لبنان: في وداع ظاهرة الشيخ أحمد الأسير Posted: 29 Sep 2017 02:28 PM PDT تتوافر في قصة حياة الشيخ اللبناني أحمد الأسير التي تقترب حثيثا إلى نهايتها الكثير من العناصر السياسية (والدرامية) الشديدة الإثارة والتعقيد بدءاً من ترعرعه في إطار عائلة بعيدة عن التدين ولها علاقة بالطرب والغناء بحكم مهنة والده كمطرب وعازف عود، وكون والدته من الطائفة الشيعية وسكن أهله أيضاً في حارة تسودها أغلبية شيعية، وإقامته بعد أن تزوج ورزق ثلاثة أبناء في قرية مسيحية، وهي كلها ظروف، لو كانت في مجتمع طبيعي، لربما كانت دفعت بالأسير إلى أن يكون شخصا منفتحاً على الآخرين وذا عقلية متسامحة مع الطوائف الأخرى، لكن الذي حصل كان معاكسا تماماً لهذا الاحتمال وهو ما أدى به إلى مصيره التراجيدي الحالي بعد أن حكمت المحكمة العسكرية عليه بالإعدام. سيرة الأسير (الذي تلقبت عائلته، حسب مصادر، بهذه الكنية بعد أسر جدّ له خلال قتاله الاحتلال الفرنسي) هي انعكاس لاختلال الحياة السياسية في لبنان ومحيطه. لقد كان الدافع الأول الذي اتجه به إلى التسيّس هو الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 فبعد هذا الحدث المفصلي في تاريخ البلد وتاريخه الشخصي انتسب الأسير إلى «الجماعة الإسلامية اللبنانية» من عام 1985 حتى 1988 وشارك من خلال هذا التنظيم بهدف العمل المقاوم للاحتلال الإسرائيلي، لكنه انتقل بعد ذلك إلى منظمة «الدعوة والتبليغ» عام 1989 حيث تحوّل انخراطه في الشأن العام إلى الدفاع عن الهوية الثقافية للسنّة مع اتجاه متزايد لمقاومة سيطرة «حزب الله» على المجال العام اللبناني. بين حدث اجتياح إسرائيل للبنان الذي أزاح حركة المقاومة الفلسطينية وضرب حلفاءها عام 1982 وفتح المجال لسيطرة النظام السوري و«حزب الله» على المجال العام، وحدث الثورة السورية عام 2011 حصل تغير مفصلي لدى الشيخ بحيث اجتمع رفض الدولة اللبنانية مع انكسار دور السنّة اللبنانيين داخل المجتمع، وصعود «حزب الله» وانتهت المواجهة، عملياً، بتكبد تنظيم الأسير خسائر كبيرة في الأرواح وتحوله إلى شخص مطلوب من العدالة. … باستثناء أن العدالة اللبنانية أصبحت خاضعة لموازين القوى الكاسحة التي تشارك فيها أضداد: الإسرائيليون الذين هجّروا المقاومة الفلسطينية خارج لبنان، والنظام السوري الذي طارد ياسر عرفات في طرابلس وأخرجه وشق حركة «فتح»، ثم «حزب الله» الذي تسيد المشهد، بحيث راقب اللبنانيون حيثيات الإفراج عن أشخاص مثل الوزير السابق ميشال سماحة المتهم بتدبير مؤامرة لتفجير أماكن عبادة واغتيال شخصيات سياسية ودينية، والضابط فايز كرم، الذي ثبت تعامله مع المخابرات الإسرائيلية، كونه كان محسوباً على تيار العماد ميشال عون. يبقى القول إن اتجاه أحمد الأسير أثبت فشله ومكّن خصومه، عبر أخطائه العسكرية والسياسية، من القضاء عليه، كما أثبت أن التشدد والتطرف بيئتان مثاليتان لإمكانيات التلاعب وتحويل ما يبدو جهادا من أجل العدالة والحق إلى مشروع كارثي على أصحابه وعلى الطائفة التي يتنطعون لتمثيلها والنطق باسمها. غير أن من نافل القول إن انغلاق الأجواء السياسية وغطرسة الاحتلال والاستبداد والغلبة الطائفية في المنطقة ولبنان سيؤدي، من دون شك، إلى جولات تاريخية أخرى من الكوارث التي سيدفع ثمنها الجميع. لبنان: في وداع ظاهرة الشيخ أحمد الأسير رأي القدس |
تطرّفات سلّم العذاب Posted: 29 Sep 2017 02:28 PM PDT تخفت، بمرور الزمن، حدّة التجارب السايكولوجيّة المتكرّرة للنساء، من مثل تفاعلاتهنّ العاطفيّة مع خبراتهنّ المميّزة كالولادة، أو الاستجابة للعداء الاجتماعيّ بالعزلة أوالتطرّف، وتتحوّل ردود الفعل تجاه هذه التجارب من الغضب إلى تبنّي استراتيجيّة أخرى في الكتابة، منزاحة عن ردّ الفعل المباشر، الذي امتلأت به المدوّنة النسويّة. لقد تنبّأت (فرجينيا وولف) بهذه النتيجة منذ مطلع القرن العشرين، إذ رأت أنّ كاتبات المستقبل «سيبتعدن عن الاستغراق الشديد في الحقائق، سينظرن إلى ما هو أبعد من العلاقات الشخصيّة والسياسيّة، إلى الإشكالات الأوسع التي يحاول الشاعر حلّها، إلى مصيرنا ومعنى حياتنا»! تتكامل الأجيال النسائيّة كتابة، وذلك لمحدوديّة التجربةِ النسويّة بالنسبة لتجربة الرجل، وقد عزّز كلّ من المحدوديّةِ والتكاملِ، الهويّةَ الجماعيّة للكاتبات، حتّى أصبحت الكتابة في المرحلة الأخيرة، التي أسمّيها مرحلة الخصوصيّة الثقافيّة، نسخة معدّلة من كتابة الكاتبات الأوَل، تتقاطع معها بخطوط شفيفة كالفرق بين بنت اليوم وجدّتها الرابعة مثلاً. إنّ الأعمال الفريدة اليوم، والتي دخلت مرحلة الخصوصيّة الثقافيّة لا تنبتّ عن جذورها بشكل أو بآخر، كما لا تنبتّ عن واقعها، وحيث أنّ الفنّ نشاط اجتماعيّ، فهو «شيء مستحيل من دون الإلمام بالواقع… فالفنّ، إذ يهدف لصياغة الإنسان وصياغة موقفه إزاء الواقع، فإنّه يعكس بالضرورة ظواهر الحياة بالارتباط مع علاقات الناس بهذه الظواهر. ويدرك الفنّ هذه العلاقات ذاتها، محاولاً كشف تلك العلاقات الخاصّة لفئة ما… ومحاولاً الكشف عن جوهرها ومنابعها واتجاه تطوّرها». إنّ نصوص الخصوصيّة الثقافيّة النسويّة ليست ولادات منفردة منعزلة، بل هي حصيلة سنوات طويلة من التفكير المشترك للناس، ومن تجارب النساء، «حيث تقف خبرة المجموع وراء الصوت المنفرد». يعدّ التوق الفرديّ أحد أهمّ العوامل التي تصنع التجاوز، وتستخدم (وولف) المجاز لتطلق مقولتها الشهيرة: «نحن كإمرأة»، مع أنّ ذلك ليس دليلاً على تحرّرها من التوق الفرديّ، لكنّ التفكير عبر أمّهاتها منحها هويّتها الجماعيّة الأولى، فتوسيع الـ «نحن» في عالم كاتبات الماضي والمستقبل هو الذي نما في نهاية المطاف ليعبّر عن كلّ ضحايا الاغتراب والاضطهاد». يمكن القول إنّ التوق الفرديّ استطاع أن يخلق كتابة نسائيّة مختلفة عن كتابة الرجل من جهة، وعن الكتابة النسويّة التي تعتمد التقاليد الأدبيّة المتوارثة من جهة أخرى، إذ دفع التوق الفرديّ كتابة النساء في بعضها إلى تجاوز الثيمات النسويّة الرئيسية في الكتابة، مثل اللعب على وتر الجسد، والمساواة مع الرجل، وفتح ملفّات التحرّش والاغتصاب، والتصريح بالنموذج المضطهد، وتكريس شعريّة اللغة القائمة على علاقة اللغة باللغة. لكنّ ذلك كلّه عاد بشكل عنيف على غير ما توقّعت وولف، وذلك مع النسويّات الإسلاميّات الرافضات، اللواتي حوّلن تجاربهنّ الشخصيّة، وحياتهنّ في مجتمعات غير ودودة تجاه المرأة إلى عنف ثقافيّ، إذ حفرن في جذور مجتمعاتهنّ، وشرّحن المكوّنات الرئيسة فيها، ووجّهن رصاصهنّ تجاه الدين، العنصر الأشدّ تأثيراً، فخلقن واقعاً ثقافيّاً جديداً تحوّلن فيه من ضحايا إلى بطلات، بالكتابة العنيفة والأداء الثقافيّ العنيد، وذلك حين خروجهنّ من بنيتهنّ الاجتماعيّة الراديكاليّة إلى بنى ليبراليّة، كما فعلت الصوماليّة أيان حرسي علي (مقديشو- 1969). والتي كان منطلقها التوق الفرديّ المبنيّ على تجارب شخصيّة عنيفة، إنّها تعاملت مع الدين الإسلاميّ بوصفه حالة ثابتة، في حين أنّه حادثة ثقافيّة، وله نسخ متعدّدة، ولعلّ سوء حظّها جعلها تتنقّل بين هذه النسخ الراديكاليّة، أو التي أضفت عليها الثقافات سطوتها، وأبعدتها عن الجوهر، وذلك ما يسمّيه الدكتور فهمي جدعان (الإسلام الشعبي والأسطوري ) فأنتجت كتابها (الكافرة) 2006، وهو سيرة ذاتيّة، وقبله فيلمها القصير (الخضوع) (2004)، وهو فيلم عنيف بتقنيّات فنيّة متقدّمة، والذي بسببه قتل مخرجه الهولنديّ ثيو فان جوغ في العام 2004، ثيو نفسه الذي قال لها وهو ينساق وراء توقها الفرديّ: «أنا لست هنا من أجل أن أساعدك على علاج صدمات طفولتك!». تصدر أيان حرسي علي عن تاريخ شخصيّ ملتبس، عن قسوة أبيها السياسيّ المعارض للنظام في الصومال، والذي بسببه عاشت بين الصومال والسعوديّة وكينيا، وعن أمّها التي بقيت بلا رجل، بسب هجره المنزل واهتمامه بالسياسة، واتخاذه زوجات أربع، ممّا حوّلها من امرأة خانعة إلى امرأة قاسية تضرب ابنتها كلّ حين، ثمّ عن تجربة الختان في الصومال، ثمّ عن إرسالها إلى كندا من قبل أبيها للزواج بقريب لها، وفي منتصف الرحلة، في فرانكفورت، غيّرت مسارها إلى هولندا، وهناك زوّرت وثائقها، وحصلت على اللجوء، ومضت في تعليمها، واهتمّت بقضايا الاضطهاد الذكوريّ للنساء المهاجرات، وعملت في إحدى مؤسسات حزب العمل، فانضمّت إليه، واشتهرت بنقدها الراديكاليّ للإسلام والمسلمين في هولندا، ممّا أثار عداء الجالية المسلمة لها، ولم يعد ذلك من مصلحة الحزب، فتحوّلت إلى الحزب الليبرالي، وأصبحت نائباً في البرلمان، ثمّ استقالت بعد انكشاف تزوير أوراق هجرتها، وذهبت إلى أمريكا. تنكر أيان حرسي علي التهم الموجّهة لها بأنّ مواقفها بوصفها نسويّة رافضة جاءت بسبب تجارب شخصيّة، كونها ملوّنة، ومختونة، وأباها زوّجها قسراً، فتقول: «لا أعتقد أنّ ختاني أثّر عليّ أدنى تأثير. أحبّ أن يُحكم عليّ بدءاً من سلامة أدلّتي وليس وفق موقعي على سلّم العذاب»، وتقول «إنّ فكرتي المركزيّة هي أنّ الدين الإسلاميّ والثقافة الإسلاميّة معاديان للنساء»، ويشير جدعان إلى أنّها تزيّن كلامها بأقوال سبينوزا، وبرتراند رسل، وكارل بوبر، ونوربير إيليّا، لكنّه يجد أنّها لم تكن ملمّة بالمضامين والأسس الأنطولوجيّة والميتافيزيقيّة لجملة من المسائل الفلسفيّة، أي أنّه بالمجمل فكر تلفيقيّ، إذ تتناول رأس الخيط، وتبني عليه، وهذا هو التوق الفرديّ الذي يجعل الأفراد غير موضوعيين، ويصلح للخطاب الفنيّ، الذي يعنى بالذات، لا بالفكر، وهذا لا يعني أنّنا نقلّل من شأن المعاناة الفرديّة، والتجارب القاسية مثل الختان، وزنا المحارم، والرجم، والزواج برجال لا نعرفهم. .. هذا كلّه شخصيّ، لكنّه في الوقت ذاته مجتمعيّ معقّد، يصنع الأفراد المتطرّفين، والجماعات المتطرّفة على حدّ سواء، وهنا تشير حرسي في أحد لقاءاتها المصوّرة إلى أنّ رفض معركة الأفكار يستدعي القوّة العسكريّة، وبهذا المنطق، فإنّ داعش هي الفائزة. تستقطب هذه المواقف الغرب الأوربيّ، وبدرجة أكبر أمريكا، التي تستعمل هؤلاء (الأبطال/ البطلات) في أيّ مخطط آنيّ أو مستقبليّ، وتحت أيّ غطاء: دعم الليبراليّة، الســـلام، التحرير… عند وصولها إلى أمريكــــا عملت أيان حرسي علي في American Enterprise Institute (AEI)، وهو أحد أهم مكاتب التخطيط وتقديم المشورة للرئيس الأمريكي جورج بوش، ثمّ زميلة في كلية جون ف. كينيدي للعلوم الحكومية في جامعة هارفارد، وهي عضو في مشروع مستقبل الدبلوماسية في مركز بيلفر، حصلت على الجنسية الأمريكية في العام 2013. تطرّفات سلّم العذاب د. شهلا العجيلي |
السعودية ورحلة البحث عن شرعية جديدة Posted: 29 Sep 2017 02:27 PM PDT وكما قال الشاعر: «رب صدفة خير من ألف ميعاد»، ومن الواضح أنه واحد من شعراء العامية، فقال «صدفة»، ولم يقل «مصادفة»، وهو تنويه لازم حتى لا نثير غضب أهل الفصحى، بعد أن أعلن مفتي عبد الفتاح السيسي، الدكتور خالد الذكر سعد الدين الهلالي سلامة، أن فرعون اسمه «وليد»، وذلك عبر قناة «أون تي في». ويلاحظ التغيير الذي طرأ على اسم القناة فلم تعد «أون تي في»، بعد أن باعها نجيب ساويرس لعبد الفتاح السيسي من خلال وكيل أعماله أبو هشيمة، وهناك من ذكر أن الهلالي سلامة لم يخطئ، فقد اعتمد على بعض كتب التراث، التي كانت تأخذ بالتعريب، فعربت اسم الفتى إلى «وليد»، ويقال – والحجة على الراوي – أن واحدا من واضعي كتب التراث، لعله الإمام الطبري، عرب اسم فرعون موسى، إلى «قابوس»، ونحمد الله عز وجل أن أياً من مؤلفي هذه الكتب لم يمتد أجله إلى زماننا هذا، فيطلق على ترامب عبد الجبار، وعلى كونداليزا رايس، «الخالة بهانة». بالمناسبة ما هي آخر أخبار كونداليزا رايس؟! وبالمناسبة أيضاً فإن سعد الهلالي سلامة، هو الذي نصب السيسي ووزير داخليته محمد إبراهيم قبل أن تتم اقالته، نبيين، وقال إنهما: موسى وهارون أخي. أنعم وأكرم! لم يشغلني أن «فرعون» بجلالة قدره، وعظيم شأنه، اسمه «وليد»، بقدر ما شغلني الإعلان عن أنه ليس مصرياً، وكنا دخلنا في معارك كثيرة للتأكيد على أن المصريين ليسوا عرباً ولكنهم فراعنة، وهناك من الكتاب والمفكرين من قضوا حياتهم يطالبون، بأن نتوقف عن فكرة الانتماء للعروبة وللإسلام، وأن نعود إلى جذورنا ونرد الاعتبار للمرحلة الفرعونية، قبل أن نكتشف أن «فرعون» ذات نفسه ليس مصرياً ولكنه من «خراسان»، حسب الهلالي سلامة ليجري تجريدنا من أعز ما نملك. ما علينا، فالشاعر قال: «رب صدفة خير من ألف ميعاد»، وبالمناسبة لا يوجد شاعر قال ذلك، ولكنها حكمة شائعة. وأيضا ما علينا، فقد كنت أمشي في مناكبها، ماراً مرور الكرام، على القنوات التلفزيونية، واليوم يوم الخميس، والليلة ليلة الجمعة، حيث تأخذ برامج «التوك شو» راحتها الأسبوعية يومي الخميس والجمعة، وفق قاعدة فاسدة، تقول إن الناس في ليلة الجمعة، ونهاره، ينزلون إلى الشوارع والمنتزهات، أو يتزاورن، ولا وقت عندهم لمشاهدة التلفزيون، وهذا ليس صحيحاً البتة، فممارسة أي أسرة لهذا الطقس المتوارث، يستدعي لجوء الأسرة (الممارسة) إلى نادي باريس لجدولة مديوناتها، ومن جراء غلاء المعيشة في مصر فإن السيسي تمكن من قطع صلة الأرحام، لكي يعيش المصريون مثله، «مقطوعين من شجرة»! أخيراً… مضاوي الرشيد وبينما أمشي في مناكبها، رأيت أمامي «مضاوي الرشيد» على شاشة قناة «الجزيرة»، فقلت المقولة التي نسبناها للشاعر، حتى لا تبدو لقيطة: «رب صدفة خير من ألف ميعاد»، أو «مصادفة»، وعلى ذكر التعريب وسنينه، فقد ذكر زميلنا عبد الله الطحاوي، أن صاحب الكتاب العمدة «اللغة العالية»، «عارف الحجاوي»، ذكر أن تعريب «بوست»، «بوسطا»، وعندما جاء من يقول أن من مؤلفي كتب التراث من عربوا اسم فرعون، إلى الأخ «وليد»، أيقنت ساعتها أن الحجاوي هو الامتداد التقليدي لهم، وقد يعرب «ميلانيا ترامب»، إلى «الحاجة نعسة»، زوجة «الحاج عبد الفضيل»! كنت كتبت قديماً في هذه الزاوية، أن مضاوي الرشيد، مما يشد إليهم الرحال، كاتبة ومتحدثة، فهي أفضل من يكتب في الشأن السعودي، وهي من القلائل الذين يتحدثون كما يكتبون، من حيث السيولة والتدفق، وقد وجدتها «صدفة» على شاشة «الجزيرة» فقلت: «أخيراً»! لا أعرف إن كانت هذه المرة الأولى لمضاوي الرشيد على «الجزيرة»، أم سبق استضافتها قبل ذلك، لكنها كانت هى المرة الأولى التي أشاهدها، في حلقة ضمت عميد دولة التحليل السياسي عبد الوهاب الأفندي، وثالثا كان غاضباً من شيء ما، وفي حضرة عمدة المذيعين «محمد كريشان»، فمن غيره يستوعب حالة مضاوي في تدفقها، واحتشاد الكلمات وتدافعها، وكأنها تقرأ من ورق مكتوب. وفي مرحلة شعار المذيعين فيها: «أنا أقاطع إذاً أنا مذيع»، وبعض المذيعين يهتم بأسئلته ولا تعنيه الإجابات، فيطرح السؤال وقبل أن يقل ضيفه جملة مكتملة، يعاجله بسؤال جديد، وهكذا! ما يجري في السعودية مضاوي لا بد أن تُقاطع، لأنها لو تركت لواصلت الحديث حتى الصباح، لكن «كريشان» كان يتدخل في الوقت المناسب، وبعد أن تكون «الرؤية» اتضحت والفكرة اكتملت. وقد كان موضوع الحلقة هو ما يجري في المملكة العربية السعودية، بعد قرار السماح للنساء بقيادة السيارات، وهو قرار على أهميته، يمثل التغيير الزائف، فالسعودية لن تتحول إلى دولة مدنية، لمجرد أن تقود النساء السيارات، إنما التحول الحقيقي، يكون بكفالة حرية الرأى والتعبير، وحرية اصدار الصحف، وحق المرأة والرجل معاً في التظاهر ليس سعادة بقرار للحاكم، وإنما كذلك بالاحتجاج على اوضاع سياسية شديدة البؤس، والسعودية لن تكون الدولة النموذج لأنها سجنت رجال دين، هم الأكثر استنارة بالمقارنة بعناصر المؤسسة الدينية التابعة للسلطة، والتي تعد نموذجاً مسيئاً للإسلام وصارت أداة في يد السلطة،وتابعاً ذليلاً لها. ذكرت «مضاوي»، أن العلماينة إذا كانت تعني عند القوم إبعاد المؤسسة الدينية عن الحكم، فقد بدأت مبكراً في السعودية، وأرجعت هذا إلى سنة 1969، لكنها أيضاً ترى أن العلمانية لا تلغي الدين، وأنها عندما وصلت إلى العالم العربي تم تشويهها، فالدولة لم تحافظ على الدين من أن يكون مجالاً للاستغلال السياسي، ولكنها قامت بالسيطرة عليه، وأصبح ذراعاً من أذرعة السلطة. كما قالت إن التلاعب بالإسلام سلاح ذو حدين، فالمؤسسة الدينية وقد كانت تستخدم لصالح الحكم، فإن قرار اسقاطها، سينتج عنه، ترقب المواطنون لما هو آت، فإذا لم تحدث الثورة الاقتصادية، فسيكون للشعب ردة فعل مختلفة، أو كما قالت. لقد لاحظت تقديم مضاوي الرشيد، على أنها استاذة لعلم الاجتماع، مع أنها استاذة لعلم الأنثروبولوجيا، ليضيع هذا التقديم، ما أرهق به «أهل الأنثروبولوجيا» أنفسهم من التمييز بين علم الاجتماع وعلم الأنثروبولوجيا، وكيف أنه علم مستقل بذاته عن علم الاجتماع، وتبدو محاولة التمييز في جانب منها تعسفية، وكأنها لاستحداث وظيفة جامعية لأستاذ بعينه، بعد أن تجاوزت الأنثروبولوجيا مرحلة النشأة التي كانت تحصر مجالها في المجتمعات التقليدية. ومع ذلك بدا المشهور أولى بالتعامل من المجهول، وقديما قيل خطأ شائع خير من صواب مهجور، فيتم إلحاق مضاوي بعلم الاجتماع، وهو علم قريب من تخصصها، وهي مع ذلك أحسن حظاً من أسعد هيكل الذي يجري تقديمه بـ «الباحث السياسي»، ولم نعرف مجال بحثه، وما أنتجه من أبحاث! المكانة الدينية ما علينا، فقد تصرف القوم في المملكة العربية السعودية في يوم صدور القرار التاريخي بالسماح للسيدات بقيادة السيارات، على انه انتصار كبير، فالليلة عيد، ومن يقل كلاماً آخراً فيتم تصنيفه على أنه حاقد عليهم، ولا يريد لهم أن يحتفلوا بهذا الانتصار العظيم، وكأن من حرم نسائهم من قيادة السيارات، هو الاحتلال الأجنبي، وليس السلطة الحالية ذاتها، ومؤسستها الدينية، وما بينهما من «زواج متعة» أسس للنفوذ السعودي في المنطقة، ونفوذ السعودية لم يستمد من كونها واحة الحرية، أو أنها نموذج الحكم الرشيد، أو أنها الرائدة في التصنيع، فقيمتها مستمدة من مكانتها الدينية، وإن كانت المؤسسة الدينية المتحالفة معها، الدليل الناطق على معنى الرجعية، وليست المكانة مستمدة من وجود المقدسات بها، فالمقدسات سابقة في وجودها على تأسيس الدولة السعودية، ولم تمثل اعتباراً للدول السابقة، في معركتها مع آل سعود ومعهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب! لقد استمدت السلطة السعودية نفوذها من علاقتها بالمؤسسة، والآن نشاهد تلاعباً بهذه المؤسسة وتدميرها، وتحويلها إلى تابع ذليل، تبعث بأدائها على السخرية منها، بعد أن افتقدت بفعل أهل الحكم في السعودية، الثقة والاعتبار، فتبادر بتحليل ما حرمته، وتعلن على الفور موافقتها على قرار «ولي الأمر»، الذي اتخذ دون أن تحط به علماً، وكما قال محمد كريشان، أن فتوى الاباحة كانت على موقع المؤسسة مع وجود فتوى التحريم! وقد لفتت «مضاوي الرشيد» الانتباه إلى أن الفتوى السريعة بالإشادة بقرار الملك بالسماح للنساء بقيادة السيارة، لم تذكر «الله» أو «الرسول»، فقد دارت حول قال «الملك»، وقرار «ولي الأمر». ولا شك أن ما جرى ينهي «زواج المتعة»، بين المؤسسة الدينية ومؤسسة الحكم، وقرار السماح للنساء بقيادة السيارات لم يتخذ لأنه حاجة داخلية ملحة، فقد كان الإلحاح على صدور هذا القرار قديما ولم يأخذ في الاعتبار، ولكنه صدر «عربون محبة» للغرب، وإكراماً لتشريف «صبحة» أو ايفانكا ترامب، وزوجة أبيها «الحاج عبد الفضيل» السيدة «أم السعد ميلانيا»، لبلاد الحرمين، ليذكرنا بقرار السادات عندما أراد أن يلحق مصر بالولايات المتحدة الأمريكية، فأقر نظام تعدد الأحزاب، بولادة قيصرية، وبشكل مقيد، وفي ظل دستور كان ينص على رفض التعددية، فكانت تجربة شائهة، ولا مشكلة في هذا كله، فالمشكلة في السؤال الآن عن قيمة السعودية، ولم تعد لها المكانة الدينية التقليدية، وقد فكت ارتباطها بالمؤسسة الدينية، فمن أين تستمد مكانتها؟ هل من حيث كونها البلد الذي يسمح بقيادة النساء للسيارات؟ وهو أمر قائم في كل الدول الخليجية، بل وكل دول المنطقة قاطبة. السعودية إذن تحتاج إلى شرعية جديدة، والولاء للسلطة المفروض بالتراث الديني سقط، والمدنية لا تقتصر على قرار ملكي بتمكين النساء من قيادة السيارات، ولكن بحكم مدني يحكم بتعدد الأحزاب، وبحكومة منتخبة، وببرلمان تنتخبه المرأة والرجل، و»الغاوي»، كما قالت «الشحرورة»، «ينقط بطاقيته»! ومهما يكن، فنحن نشكر الظروف، فلولاها لما شاهدنا مضاوي الرشيد على شاشة قناة «الجزيرة»، ولا أعرف إن كان مضاوي اسما عربياً، أم يحتاج إلى تعريب، بواسطة مفتي السيسي، فيصبح «زنية»؟! صحافي من مصر السعودية ورحلة البحث عن شرعية جديدة سليم عزوز |
هل تقسيم بلاد الربيع العربي هو الحل؟ Posted: 29 Sep 2017 02:27 PM PDT بلادنا تحصد الآن ما زرعه نظام الطوائف والمذاهب والأقليات والعصابات والعشائر والقبائل والأحزاب العنصرية والميليشياوية من قنابل موقوتة بدأت تنفجر الآن على شكل انفصال وتقسيم وتشرذم وتشظ وصراعات أهلية. الكل يريد أن يستقل وينفصل الأنظمة الحاكمة. لكن هذا ليس حلاً، فلا يمكن لبلادنا المنكوبة أن تنهض ثانية إلا بأنظمة حكم حديثة، وبعقلية الدولة حصراً. ولا ننسى أن أهم اختراع إنساني على مدى القرون الماضية هو «الدولة»، فهو أفضل اختراع لإدارة شؤون البشر، وخاصة المختلفين طائفياً وعرقياً ومذهبياً وعنصرياً وقبائلياً. البعض يرى أن الحل في سوريا والعراق وليبيا واليمن والصومال وغيره يكمن في تقسيم البلاد، أو الطلاق بين مكوناتها الطائفية والمذهبية والقومية. وهذا ليس حلاً، بل إمعان في التشظي والتشرذم والتقوقع، بل يخدم استراتيجية من حكمنا بعقلية العصابات. فالكيانات الحديثة ليست كيانات قزمية ضيقة، بل تكتلات ضخمة. فلا محل من الإعراب للكيانات الصغيرة في عالم العملاقة والاتحادات الكبرى. حتى الدول الحقيقية لم تعد قادرة على الصمود في هذا العالم العملاقي، فكيف بدول الطوائف والقبائل والعشائر والعصابات. لاحظوا أنه حتى الدول الغربية الحقيقية انضوت تحت لواء الاتحاد الأوروبي، مع العلم أنها تمتلك كل مقومات الدول الحقيقية، مع ذلك آثرت التكتل تحت لواء تجمعات أضخم وأكبر. فكيف إذاً يطالب البعض في بلادنا المتشظية بتشكيل دول قزمية على أسس طائفية ومذهبية وقومية ضيقة، أو على أساس استئصال الطرف المعارض طائفة كانت أو قبيلة أو مذهباً دينياً؟ الحل في كل البلدان المنكوبة بالصراعات الداخلية لا يكمن في استئصال طرف لآخر، ولا في الطلاق بين الطوائف والمذاهب والأعراق، بل في تحقيق المواطنة الحقيقية، بحيث يصبح الجميع مواطنين متساوين، وليس طائفيين أو مذهبيين أو عشائريين أو قبليين أو عنصريين متناحرين. فإذا تحققت المواطنة لن يعود أحد يتمترس وراء طائفته أو مذهبه أو عرقه، بل تذوب الفروق المذهبية والعشائرية والقبلية والطائفية والمناطقية في مبدأ المواطنة. وهذه عملية قد تبدو صعبة وغير سريعة، لكن إذا توفر العزم والإرادة لدى النخب الحاكمة ستتحقق المواطنة بسرعة بعد الثورات. لكن طالما الأنظمة تتصرف بالبلاد كمزارع خاصة، وتفضل عشيرتها أو طائفتها أو قبيلتها أو جماعتها على بقية الطوائف والمذاهب والجماعات، فاعلم أن الشعب سيتصرف بنفس الطريقة. سيتقوقع على نفسه، وسيتمترس وراء انتماءاته الضيقة تماماً كما يفعل الحاكم الطائفي أو القبلي أو العشائري أو العنصري أو الأمني. بعبارة أخرى، فإن سبب المصيبة في بلادنا هم الحكام، لأنهم القدوة. فعندما يتصرف الحاكم على أساس وطني عام، سيحذو الجميع حذوه. وعندما يهتم بطائفته ويعطيها أعلى المناصب، ويرمي بالفتات لبقية الشعب، فيصبح الجميع يعمل بمبدأ: «كل مين إيدو إلو». إذاً المشكلة في النظام. أمريكا مثلاً عبارة عن شركة مساهمة وليست أمة، لأنها مزيج غريب عجيب من الملل والنحل والطوائف والأعراق والقوميات والأعراق المختلفة، لكن لا أحد يتمترس وراء عرقه أو طائفته في أمريكا، لأن انتماءه الضيق ذاب في المواطنة. فالجميع ينظر إلى نفسه في أمريكا والغرب المتطور كمواطن، وليس كمسيحي بروتستانتي أو كاثوليكي أو انجليكاني أو كمسلم أو يهودي أو بوذي أو شيعي أو سني أو درزي. لماذا؟ لأنه يحصل على حقوقه كباقي مكونات المجتمع. إن أول شيء يجب فعله في بلادنا المنقسمة على نفسها البدء فوراً في تحقيق مبدأ المواطنة. نعلم أن ذلك ضرب من الأحلام في الوقت الحالي. لكن صدقوني، فقد مرت الأمم المتقدمة بمرحلة التناحر الداخلي قبلنا، وخسرت الملايين من شعوبها جراء التطاحن والاقتتال والحروب الأهلية، لكنها عادت، وبنت دولة المواطنة لتصبح في المقدمة سياسياً وصناعياً وثقافياً واجتماعياً. عندما يصبح لدينا حكام وطنيون يفكرون بالوطن، لا بالطائفة أو العصابة أو الجهاز الأمني، عندئذ ستختفي صراعاتنا وثوراتنا. لاحظوا أن البلدان التي بنت دولة المواطنة لم تشهد ثورات ولا صراعات داخلية منذ زمن بعيد. وقد زاد تماسكها الداخلي بعد الحرب العالمية الثانية. لا مكان لدولة العصابة أو الطائفة أو القبيلة أو القوم أو الدين أو العراق أو الجيش أو الأمن بعد اليوم. وكل من يحاول إعادة تأهيلها فهو يؤسس لحروب وصراعات أهلية جديدة تمتد لعشرات السنين. لا تعيدوا تأهيل حكم العصابات نرجوكم. ٭ كاتب واعلامي سوري falkasim@gmail.com هل تقسيم بلاد الربيع العربي هو الحل؟ د. فيصل القاسم |
المواطن حائر بين تصريحات وزراء الحكومة وردود فعل التجار والغلابة رعاع في نظر وزير التموين Posted: 29 Sep 2017 02:26 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي» : تنوعت الموضوعات التي اهتمت بها الصحف المصرية الصادرة أمس الجمعة 29 سبتمبر/أيلول، واهتمت معظمها بالدفاع عن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في وجه الحملة التي تستهدف تشويهه. في حوار مع «الوطن» ربطت الدكتورة هدى عبدالناصر، أستاذة العلوم السياسية، ابنة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بين موجة الهجوم على عبدالناصر واقتراب الانتخابات الرئاسية الجديدة، وقالت إن البعض لا يريد استعادة «نهضة الستينيات»، ويسعى لتشويه أي محاولة لاستعادة كفاح عبدالناصر، والرغبة في إحداث تنمية واستقلال وطني. وأضافت أن الزعيم الراحل ليس إلهاً فوق مستوى النقد، ولكن هناك فارقاً كبيراً بين النقد والهجوم المغرض، واعتبرت أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يواجه المؤامرة نفسها التي شهدتها مصر بعد ثورة 52 بشجاعة وبسالة، ويحارب قوى الشر التي لا تريد الخير لمصر.. ومن تقارير صحف أمس الجمعة: مجلس الوزراء ينفي طرد أهالي جزيرة الوراق.. المؤبد لمرشد الإخوان في أحداث بني سويف.. معايير حازمة لمحاربة الفتاوى الشاذة، 5 آلاف مشروع جديد تضخ 150 مليار جنيه، مصادر في «مجلس الدولة»: «الصياغة» وراء تأخر إرسال «الإجراءات الجنائية» للحكومة، البابا تواضروس: زواج المثليين أفكار شاذة تشبه الإلحاد، طارق شوقي: نحتاج لـ»قلب نظام التعليم».. ونستهدف قتل «وحش الثانوية العامة». جامعة القاهرة تبحث التحول إلى اللامركزية وصلاحيات العمداء وتأجيل امتحان القطريين. الأعلى للإعلام يقرر لجان لإصدار وتجديد «تراخيص الصحف» القوات الجوية تحبط محاولة لاختراق الحدود الغربية «دعم مصر» يطالب بهيكلة الحكومة «بسبب كثرة عدد الوزارات».. علاج 36 ألف مواطن مجاناً في 19 محافظة.. إجراءات عقابية ضد كردستان. سنصعد للفضاء «وافقت الحكومة على مشروع قانون إنشاء «وكالة الفضاء المصرية» وتحيله للبرلمان لإقراره. أعلن وزير التعليم العالي خالد عبدالغفار، عن أن مجلس الوزراء وافق على مشروع قانون إنشاء وكالة الفضاء المصرية، مشيرًا إلى أنه سيتم إحالته مباشرة إلى البرلمان في دورة الانعقاد الجديدة. جاء ذلك في مؤتمر صحافي في مقر مجلس الوزراء يوم الأربعاء حسب بوابة «الأهرام». وأضاف الدكتور خالد عبدالغفار، أن هذا المشروع مهم جدًا، وأن مصر لها خبرات في إطلاق الأقمار الصناعية، وهذا يجعل مصر عضو توطين تكنولوجيا الفضاء. وأشار إلى أن الحكومة تعمل على تصنيع الأقمار الصناعية، وتم الاتفاق مع الجانب الصيني، حيث سيتم إنشاء مصنع لتصنيع الأقمار الصناعية في عام 2019، وأن مصر سوف تطلق قمرا صناعيا آخر تحت اسم «مصر سات 2» 2021». لهم الله من أبرز معارك الصحف تلك التي شنها في «الشعب» حلمي قاعود دعماً لمسلمي بورما: «امرأتان أولاهما مسلمة اسمها حليمة بنت يعقوب صعدت أخيرا إلى رئاسة بلادها سنغافورة، فأعلنت أنها رئيسة لكل الأعراق والطوائف، وأخرى اسمها أونغ سان سوتشي، حاصلة على جائزة نوبل و«مستشارة الدولة» ووزيرة خارجية ميانمار، تؤيد قتل المسلمين وتشجع عليه، وتصفهم بالإرهاب؟ أليس عارا على حكومات المسلمين أن تتقدم بريطانيا والسويد بطلب لعقد جلسة لمجلس الأمن لبحث المذابح في بورما، بينما الحكومتان المسلمتان (مصر والسنغال) في المجلس صامتتان؟ الأكثر مأساوية أن تخرج ممثلة وزارة الخارجية الانقلابية المصرية، أمام برلمان العسكر؛ لتدعي أن مسلمي الروهينجا، هم من يقتلون مواطني ميانمار، وأن الحكومة الانقلابية المصرية ليست في عداء مع حكومة ميانمار. وتزعم مساعدة وزير الخارجية الانقلابية للشؤون الآسيوية أمام لجنة الشؤون الدينية في مجلس النواب، إن بداية أزمة مسلمي الروهينجا تعود إلى هجوم مئات من المسلحين منهم على 30 مركزاً للشرطة في 30 أغسطس/آب 2017، وقتلهم عشرة من حراس الشرطة، علاوة على بعض البوذيين. وهو دفاع ضمني عن جريمة الحكومة البوذية المتوحشة! محنة المسلمين عامة ومزدوجة، يشارك فيها القتلة المتعصبون من غير المسلمين، والعملاء الخونة الأشرار الذين يعملون لحسابهم ويحملون أسماء إسلامية. الله مولانا. اللهم فرج كرب المظلومين. اللهم عليك بالظالمين وأعوانهم». البحث عن رجل رشيد أليس بين حكام الحصار الأربعة حاكم رشيد.. يتساءل عدلي الزناتي في «الشعب»: «إن الحصار الجائر على دولة قطر الشقيقة، برا وبحرا وجوا، الذي تم في شهر رمضان المعظم من الدول الاربع، كان امرا وحدثا جللا أغضب وأدمى قلوب الملايين من العرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. في وقت كان فيه المسجد الأقصى يستصرخ ومحاصرا ومغلقا ومنعت فيه صلاة الجمعة، وللأسف حكام دول الحصار الأربع مشغولون بحصار دولة قطر الشقيقة، إن حصار دولة قطر الشقيقة ومقاطعتها لا يخدم الأمة العربية والخليجية والإسلامية، بل هو خدمة وهدية كبرى قدمها حكام الحصار الأربعة للكيان الصهيوني. إننا ندعوكم ونناشدكم ونطالبكم باسم الإسلام، وباسم العروبة، وبصفتك كبير البيت العربي والخليجي والأقدر على دعوة الأشقاء الخمسة لرأب الصدع ولم الشمل وإنهاء الحصار والقطيعة والتباعد بين الأشقاء. والصلح خير والاعتزار شجاعة وخيرهم من يبدأ بالسلام، داعين المولى عز وجلّ، أن يكلل مساعيكم للمصالحة بالتوفيق والنجاح والسداد، وأن يحفظ لله أمتنا العربية والخليجية والإسلامية من كل سوء ومكروه». امرأة تصنع التفاؤل كشف اللواء أحمد صقر، محافظ الغربية، تفاصيل تبرع المواطنة سميرة محمد شكري، بمبلغ 24 مليون جنيه، لإقامة مدرسة في مدينة طنطا، ويطلق عليها اسم «المنير». وأضاف صقر، في تصريحات صحافية، وفقاً لـ«البداية» أنه استقبل السيدة ورئيس هيئة الأبنية التعليمية في مكتبه، وطلبت التبرع بـ24 مليون جنيه لإنشاء مدرسة في مدينة طنطا، مشيرًا إلى أن هناك مدرسة في منطقة العجيزي في طنطا، وتحتاج لإحلال وتجديد وتخدم المنطقة المكتظة بالسكان، وأن المدرسة فيها 48 فصلا، تحتاج لإحلال وتجديد، وسيتم توجيه المبلغ لإقامة إنشاءات جديدة في المدرسة وتسليمها لإدخالها الخدمة. وأضاف محافظ الغربية، أن هناك نماذج أخرى مشرفة تبرعوا بمبالغ مالية وقطع أراض لبناء مدارس في المحافظة، منهم المواطن صبري عبد الخالق حماد، الذي تبرع لبناء جناح في مدرسة بتكلفة 4 ملايين جنيه، ومواطن آخر اسمه إبراهيم عبد المجيد الفقي تبرع بـ800 ألف جنيه لإنشاء جناح في مدرسة أحمد عبد المجيد الفقي، والمواطن مندي مصطفى السنيطي وشهرته «عبده السنيطي» تبرع بإنشاء مدرسة ثانوي في منطقة سبرباي بتكلفة 10 ملايين جنيه، والكابتن محمد صلاح الذي تبرع بإنشاء معهد ديني في قرية نجريج مركز بسيون مسقط رأسه، والمهندس محمود الشامي عضو الاتحاد المصري لكرة القدم، الذي تبرع بأرض قيمتها 42 مليون جنيه لإنشاء كلية الفنون التطبيقية في المحلة. وقدّم محافظ الغربية الشكر لهذه النماذج المشرفة الذين يسعون لخدمة مصر وشعبها». خسرت الدولة وربح الإخوان «خسرت الدولة المصرية سياسياً وأمنياً وإنسانياً بالقبض على رجل مثل مهدي عاكف، وقد جاوز الخامسة والثمانين، ولم يكن له كما يؤكد ناجح إبراهيم في «المصري اليوم» دور حقيقي أو حتى شكلي في كل الأحداث التي تلت ثورة 25 يناير/كانون الثاني، فلا عمره كان يسمح بذلك ولم يكن قيادياً أو موجهاً أو مفكراً للإخوان. وكان إبقاؤه في السجن وهو شبه ميت بعد أن أصيب بأمراض الدنيا وأقلها سرطان البنكرياس- أمرا غير مفهوم. وكان إخراجه أفيد للدولة، سياسياً وأمنياً وإنسانياً، فلم يكن له خطر أمني أو سياسي على الدولة أو النظام. ما حدث مع مهدي عاكف يمكن أن يحدث مع آخرين، مثل المستشار الخضيري، الذي لا يفيد سجنه الدولة أو النظام. نشرت جريدة قومية تحقيقاً بعنوان «الجنازة حارة والميت عاكف»، فقلت لنفسي: هل وصلنا إلى هذا الدرك من إهانة الموتى الذين نختلف معهم سياسياً، وهل الخلاف السياسي يفقد الناس آدميتهم وإنسانيتهم ويجعلهم هكذا يعتدون على حرمة الموت، التدين بلا إنسانية لا معنى له، والقانون بلا إنسانية لا جدوى منه، والوطنية دون إنسانية تعد غابة، والسياسة بلا إنسانية هي صراع حيواني بغيض، الإنسانية والرحمة قبل التدين، وقبل الوطنية والسياسة والقانون، وقبل كل شيء وفوق كل شيء. كان نظام مبارك لا يقبض عادة على مرشد الإخوان ويراهن على الجناح الإصلاحي حتى يكفوا الشباب عن الدخول لدوامات العنف والتكفير. كان ذكاءً سياسياً وأمنياً وكانت مكاسب النظام فيه ملحوظة للجميع، أما عبد الناصر فقد استقطب الجناح المعتدل في الجماعة، مثل الغزالي والباقوري وسابق وعبد العزيز كامل ودوح، وكان لهم دور في ترشيد مسيرة الحركة الإسلامية، أما الآن فلم تستطع الحكومة الاستفادة من كثير من الإصلاحيين في الجماعة مثل الدكتور حلمي الجزار وغيره». مصر بلا دور هناك حقيقة نتحدث عنها كثيرا، ولكننا لا نعترف بها، ويهتم بها فاروق جويده في «الأهرام»: هي أن الثقافة غابت من حياة المصريين، والثقافة هنا لا تعني الكتاب أو الإعلام وما نشاهد فيه أو البرامج التافهة التي تسطحت معها عقول أجيال كاملة، ولكن الثقافة بمفهومها الأشمل تبدأ بالسلوك وتنتهي بلغة الحوار، وما يبدعه المبدعون من أعمال ترتقي بالإنسان وترفع من شأنه.. لا شك في أن الثقافة في مصر تراجعت أمام اهتمامات كثيرة تحظى بها مجالات أخرى، وأكبر دليل على ذلك أن الدور الثقافي المصري خارج حدودها لم يعد على الدرجة نفسها من الحضور والبريق. لقد خبا كثيرا في السنوات الماضية والجميع يتساءل كيف حدث هذا للقاهرة صاحبة الدور والمسؤولية.. الثقافة لم تعد من الموضوعات المطروحة بيننا وبين العالم الخارجي، لقد غابت الوفود الثقافية وغابت المشاركة المصرية في كثير من الأنشطة الثقافية، حتى أن المثقفين أنفسهم أخذوا جانبا بعيدا عن الأحداث والمواقف أمام إحساس ثقيل بأنهم لم يعد مرغوبا في تواجدهم. إن جميع الوفود المصرية المسافرة أو الوفود الأجنبية الحاضرة لم يعد للثقافة مكان بينها، حتى إن دولا كثيرة كانت تربطنا بها علاقات ثقافية بعيدة قد اختفت من خريطة الثقافة المصرية، مثل إيطاليا واليونان وفرنسا وإسبانيا وإنكلترا وهذا الغياب يطرح تساؤلات كثيرة عن أسباب ذلك.. إننا نقدر أن الظروف الاقتصادية في مصر ومحاولات الخروج بها من عنق الزجاجة تضع الاقتصاد في أولويات الدولة بكل مؤسساتها، ولكن الثقافة المصرية كانت تتمتع برصيد كبير في الأسواق العالمية، ابتداء بفنون تفوقنا فيها مثل السينما والغناء والفن التشكيلي.. إن غياب مصر ترك فراغا كبيرا في المنطقة العربية فمازالت تبحث وتسأل أين دور مصر الثقافي؟». هواة الفشل مرت علينا هذا الأسبوع ثلاثة مشاريع مثيرة.. نالت من الاهتمام الكثير.. ونالت من الجدل قدرا كبيرا جدا وفقاً لخالد جبر في «الأخبار»: «المشروع الأول هو مشروع ليلي.. وهي الفرقة الموسيقية المثيرة للجدل بسبب إعلان أحد أعضائها ميوله الشاذة المسماة عالميا وعلميا بالمثلية.. الحفل الذي نظمته الفرقة في أحد المولات الشهيرة في التجمع الخامس، شهد تجمعا كبيرا لهؤلاء المثليين الشواذ.. رفعوا أعلامهم الملونة بألوان قوس قزح لا خافوا ولا اختشوا. وفي الحفل – كما ذكر شهود العيان- حدثت المهازل اللاأخلاقية على مرأى ومسمع كل الناس. منتهى البجاحة والصفاقة وقلة الدين والأدب. المجتمع المصري كله تقريبا انتفض مهاجما هذا التصرف المنبوذ المرفوض. المشروع الثاني هو مشروع كتاب السيد عمرو موسى أحد أبرز الدبلوماسيين العرب، الذي خسر كثيرا من محبيه بعد صدور مذكراته. كل المذكرات الشخصية تحمل رؤية صاحبها، سواء كانت مواقف عاشها أو أحداثا شارك فيها.. وأنا شخصيا لا أتعامل مع أي مذكرات شخصية إلا من مبدأ محاولة تبييض وجه صاحبها.. وغسل يديه من كل ما يلوثها، أو أن يصنع من نفسه بطلا مجردا من كل أخطاء. هذا هو السبب الوحيد وراء كتابة أي مسؤول لمذكراته. أثار السيد عمرو موسى قصة إحضار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر نوعا من الجبن من سويسرا.. وهو الأمر الذي انتفض له كل الناصريين. جمال عبد الناصر ليس فوق النقد، ولكن ليس من أجل قطعة جبن سويسرية كان نفسه فيها حتى لو حدث.. هناك أشياء أخرى كثيرة. المشروع الثالث هو مشروع حسام حسن، الذي يحلم بتدريب المنتخب الوطني، ويشتاق إلى تدريب الأهلي.. كأنه لا يكتفي بتدريب ناد جماهيري كبير مثل المصري البورسعيدي.. إلى أصحاب المشاريع المقبلة.. حاسبوا على أنفسكم». حمرة الخجل من بين الغاضبين أمس الجمعة كان سليمان قناوي في «الأخبار»: «ما كل هذا الجنوح والتدهور الأخلاقي الذي أصاب البعض منا. في سالف العصر والأوان كان هذا البعض يستتر إذا همّ بارتكاب منكر، الآن الفحش أصبح علنيا يرفع له الشواذ أعلامهم خفاقة دون أن يستتروا. وهكذا شاع دهس الأعراف والقيم والتقاليد والشرع والقانون وأصبح يعلن عن نفسه دون خشية أو مداراة. انتشرت على «الواتس أب» صورة لمقهى يحمل اسم قهوة «شهود الزور» والمفاجأة انه يقع خلف مجمع المحاكم في المنشية في الإسكندرية. محلات كثيرة ترفع لافتات »متخصصون في فك شيفرات الريسيفرات والحاسبات والموبايلات»، وكلها أفعال مجرمة قانونيا، إلا أنهم لم يجدوا من يردعهم، مثل حفلة الشواذ في القاهرة الجديدة. ويحزن المرء حين يجد ماسحة الأحذية «صيصة» التي قصت شعرها واعتمرت لابسة جلبابا رجاليا لتبدو كالرجال حتى تتمكن من النزول لسوق العمل سعيا وراء الرزق، في الوقت الذي يغطي هؤلاء الشواذ وجوههم بأحمر الشفاه (بدلا من حمرة الخجل) ومساحيق التجميل وملابس النساء، سعيا وراء الفسق. ويبدو أنهم فهموا القوة الناعمة غلط! ليتهم تشبهوا بـ»صيصة» لو كان لديهم بصيص من ضمير أو وازع من خجل. وقد توقعت أن يحدث هذا الفجور علنا يوما ما، بعد أن مهدت له السينما بتسليط الضوء في أفلام مختلفة على الشواذ والسحاقيات، وخرجت النجمة التي لعبت دور السحاقية تقول في حديث تلفزيوني إنها لم تخجل أو تندم لأنها لعبت الدور». علينا أن ننتبه «هل من المفروض أن نقبل كل ما هو شاذ فكرياً واجتماعياً وجسدياً لنثبت أننا نؤمن بالحرية «إيماناً مطلقاً»؟ تتساءل سحر جعارة في «الوطن» هل كان لزاماً علينا أن نصفق لفرقة «مشروع ليلي» وهم يرفعون علم «المثلية الجنسية»، لنؤكد أننا نحترم «حرية الآخر» طالما لم تلحق بنا الأذى؟ هل يفترض أن نروج لـ«تبادل الزوجات»، ونشجع «زنا المحارم»، ونطالب بترخيص «الدعارة»، ونصدق أن «وطء البهيمة ونكاح الزوجة المتوفاة» هي أحكام شرعية.. لنؤكد أننا لا نحتكر «الحرية» لأنفسنا في الكتابة أو التعبير عن الرأي، وأننا نقبل الآخر «كما هو» بكل ما فيه من شطط فكري وشذوذ فكري وسلوكي.. لنثبت لأنفسنا ولمن يقرأون لنا أننا دعاة تنوير وحرية لآخر المدى؟ لا أعتقد. أنا أؤمن بأن معظم المجتمعات العربية تمارس كل الموبقات «في الخفاء»، وتعلن على الملأ أنها مجتمعات متدينة، منضبطة وأخلاقية، تحمي الفضيلة، وتدافع عن «الشرف» بالدم، (الدول العربية هي صاحبة الرقم القياسي في جرائم الشرف)، وتحت جلد المجتمع البراق تكمن خلايا سرطانية تنهش في منظومة القيم الأخلاقية والعادات والتقاليد، وتفتت الدستور والقانون إلى قطع زجاج حادة تجرح من يتجرأ على كشف عورات تلك المجتمعات التي ترتدي أقنعة (الحكمة والوقار والعفة)! وجاءت فرقة «مشروع ليلي» لتثبت أن كل ما يخفيه الظلام قد يموت بفضحه «تحت الأضواء»، ورفع أحد الشباب علم «المثلية الجنسية»، دعماً لـ«حامد سنو» مؤسس الفريق، الذي أعلن عن هويته الجنسية منذ فترة في أحد البرامج الفضائية». الحياة بجوار الموتى «ظاهرة سكنى المقابر ليست وليدة العصر الحديث كما يروج الكثيرون. هي ظاهرة قديمة يرجع تاريخها للعصر العباسي على الأقل، كما تشير مي الأبراشي في «الشروق»، كما يحكى لنا السخاوي أن الفاطميين اتخذوا بالقرافة مساكن منها القصر ذو المنظرة الذي شيدته تغريد أم الخليفة العزيز بالله، وبجواره حمام وبئر وبستان، أضاف اليه الخليفة الآمر مصطبة للصوفية. وبذكر التراث غير الملموس وكيف أننا في مصر نغزله بطريقة عفوية في نسيج حياتنا اليومية، فإن كلمة (القرافة) التي نستخدمها ليومنا هي الاسم الأصلى لجبانات القاهرة، ويقال إنها نسبة لقبيلة بني قرافة التي استوطنت أرضا في القطاع الشرقي للفسطاط عاصمة مصر الأولى وسميت منطقة المدافن التي نشأت بينها وبين المقطم نسبة إليها. ونجد بين ما شيده الفاطميون والأيوبيون في القرافة العديد من الفراغات السكنية بمؤسسات دينية مثل الخنقاوات والأربطة والتكايا والمدارس. كما أسسوا أوقافا خيرية للصرف على هذه الموسسات والقائمين عليها والدارسين فيها. أي أن القرافة كانت جزءا لا يتجزأ من تاريخ تطور المدرسة المصرية في علوم الفقه والحديث والتفسير الإسلامية، وأن جزءا من أوائل قاطني القرافة هم شيوخ وطلبة المدارس ومريدو الخانقاوات. فنجد مثلا أن لقب القرافي من الألقاب الشهيرة لعدد من شيوخ هذه العصور. إذن ما نراه الآن هو تطور حديث لظاهرة قديمة تدهور بها الحال بسبب سوء إدارة الأوقاف وتوقف نشاطات التعليم الديني وانتقاله إلى مدارس ومعاهد الأزهر ونضوب سبل العيش الكريم، ما اضطر الكثير من عائلات القرافة إلى النزوح مع تحول بعض العائلات إلى تُربِية وقرّاء». الغلابة ماتوا المعارك ضد وزير التموين لا تنتهي ومن أبرز خصومه غادة شريف في «المصري اليوم»: «أصبحنا لا يمر علينا شهر دون أن يخترع وزير التموين قرارا يتعمّد به المزيد من التضييق على الغلابة!.. ولست أدري هو محير نفسه ليه؟.. لماذا لا يجمع جميع أصحاب البطاقات التموينية ويرصهم في شارع ويولع فيهم ويرتاح؟ من المؤسف أن يكون المسؤول عن أكل وشرب الغلابة هو وزير ينتمي لتلك الطبقة التي ترى أن الغلابة هم شوية رعاع، بل من الموجع أن الدولة نفسها تغيرت وتبدلت بعد ما القرش جرى في إيدها فتنكروا جميعا لأصلهم وأصبحوا يرون في الغلابة والمحتاجين عبئا لابد من إلقائه في النيل! هكذا تثبت جميع قرارات جميع الوزراء المعنيين بأحوال الغلابة ما يفعله وزير التموين تعدى جميع الخطوط.. أعترف بأنني تعجلت عندما فرحت بتوليه وزارة التموين، لكن يبدو أن فرحتي هذه كانت فرحة نفسية نظرا لما أصبحنا نشعر به جميعا من حنين لأيام مبارك بمساوئه. كان أحلى فساد والله، لكنني نسيت في غمرة فرحتي باستوزار علي مصيلحى أن هذا الوزير بالذات تخلص منه مبارك عند أول أزمة افتعلها مع الغلابة. مبارك قبل انفصاله عن العالم لوفاة حفيده كان بيعرف إمتى يضرب وإمتى يلاقي، ما كانش كله ضرب كده، لذلك أنا لا أفهم سر الصبر على مصيلحي الآن إلا إذا كان ما يفعله يلقى استحسانا ومباركة، لست أفهم ما معنى قراره الأخير الخاص بقصر شراء الخبز على البطاقة من الفرن التابع للسكن بحجة منع التلاعب. من أين سيأتي التلاعب إذا كانت البطاقات مميكنة؟ إذن نحن أمام وزير لديه كراهية حادة شخصية تجاه الفقراء». حالة الأسواق الدكتور محمد بسيوني في «الوطن» يرى أن «المواطن في مصر حائر بين تصريحات وزراء الحكومة وردود فعل التجار.. وقد زاد الضغط على أفراد كل طبقات وفئات المجتمع نتيجة الارتفاع الضخم وغير المبرر في كل السلع والخدمات الأساسية، التى لا غنى عنها فى الحياة اليومية للمواطنين، وعلى عكس نظرية «العرض والطلب» التي يفترض أن تضبط أسعار السلع والخدمات للسوق في المجتمعات الرأسمالية، فإنه في حالة السوق المصرية وطوال العام الماضي ما زالت الأسعار ترتفع، على الرغم من تراجع معدلات الطلب على السلعة ذاتها! وتراجع سعر الصرف للعملات الأجنبية. والأغرب أننا نسمع مر الشكوى من التجار نتيجة انصراف المواطنين عن الشراء بالكميات التي اعتادوا عليها سابقاً. وقطاعات من المستهلكين توقفوا أو كادوا عن شراء سلع معينة نتيجة الارتفاع الجنوني لأسعارها ومع ذلك لا يقوم التاجر بتخفيض السعر وينظر إلى حالة الركود وكأنها لا تعنيه. نسمع في الأسواق عن تراجع معدلات استهلاك اللحوم والدواجن والأسماك والخضراوات لارتفاع أسعارها عن قدرات الدخل للمواطن. وتسجل كاميرات التلفاز شكاوى الجزارين والسماكين والخضرية، وبعضهم خفض ساعات عمله الأسبوعية إلى النصف نتيجة قلة الطلب ولا نرى منهم تخفيضاً للأسعار، بل الأعجب أن الأسواق الشعبية شهدت مؤخراً ويومياً ظاهرة أكوام الخضار والفاكهة المعطوبة، التي لا تصلح للبيع نتيجة مرور أيام على عرضها، بدون أن تباع فيلقيها التاجر في القمامة ولا يفكر في تخفيض سعرها ليبيعها ويستفيد منها.. وتسأل لماذا؟ فيردون بالعبارة العجيبة نفسها «نصيبنا كده.. ولا نستطيع تخفيض السعر وإلا غضب التاجر الكبير ومنع عنا البضاعة!». وتبدو السوق المصرية فى حالة صراع بين جهات بعينها تتطاحن لكامل السيطرة على السوق، باستخدام أساليب الاحتكار والتلاعب بالإجراءات وسحق المنافسين وتطفيش صغار التجار، وكل جهة وتجمع للتجار يريد البقاء والمكسب والتحكم فى السوق، وليذهب المستهلكون إلى الجحيم. إن حالة القبول الشعبي للإصلاح الاقتصادي التي تساهم كل فئات المجتمع فيها على أمل الوصول للأفضل لا تعني أن نترك السوق في حالة من الفوضى التي تتزايد معها الأسعار بلا سبب أو منطق أو أساس اقتصادي.. كما لا تعني أن يصبح المواطنون حقل تجارب للضغوط الاقتصادية المتزايدة وما ينتج عنها من أمراض اجتماعية، نراها الآن في تزايد معدلات الطلاق والجرائم الناتجة عن الجوع والعوز، مع تزايد معدلات الاكتئاب التشاؤمي تجاه المستقبل والصراعات اليومية التي تشهدها الأسرة نتيجة «مفيش فلوس والأسعار زادت ولا نعرف ماذا سيحدث غداً». إن السادة الأفاضل الذى وضعوا خطط الإصلاح الاقتصادي يجب أن يسارعوا بتقييم النتائج الاقتصادية والاجتماعية لخططهم التي نرى نجاحها في أرقام ومعدلات ورقية في التصدير والاستيراد وأرصدة البنك المركزي والاحتياطي النقدي وغيرها.. ولكن الواقع اليومي لكل المواطنين يسير في اتجاه آخر.. وأخشى ما أخشاه أن تزداد الفجوة بين الأهداف الرقمية والمشاكل الاجتماعية ويصبح الصبر على الأزمة سبباً في تفاقم أوضاع لا يريدها أحد للوطن والشعب.. حذار يا سادة.. والله غالب». ماذا تبقى منه؟ «مع كل ذكرى لرحيله يتجدد الجدل حول شخصيته وحول تاريخه وحول تجربته وحول نظامه السياسي، إنه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي انقسم الناس حوله، كما يشير جمال سلطان في «المصريون» كما ينقسمون عادة في بلادنا بمحض العواطف وبالانجذاب إلى الولاءات ذات الطابع الشخصي، مع أو ضد، ويمثل الصراع حول عبد الناصر امتدادا طبيعيا للصراع الطبيعي بين الإسلاميين والعسكريين، لأنهما الكتلتان الأساسيتان اللتان أدارتا المشهد السياسي منذ حركة ضباط الجيش في يوليو/تموز 1952 وحتى اليوم، والباقي كانوا هوامش على الحركة السياسية، إما بفعل الكسل السياسي، وإما بفعل التهميش العمدي والرغبة في البعد عن المخاطرة، وإما بفعل الانجذاب الشعبي النمطي واسع النطاق في مصر والمنطقة نحو الجانبين، التيار الإسلامي والنظام العسكري أو المؤسس على الدعائم العسكرية. الصدام بين عبد الناصر والإخوان بعد عامين من حركة الجيش في 52 كان بداية هذا الانقسام، الذي ألقى بظلاله على الأدبيات التاريخية والسياسية وحتى الثقافية، التي أغرقت مصر والمنطقة العربية منذ ذلك التاريخ وحتى الآن، فالإخوان الذين عاشوا مظلمة قاسية مع عبد الناصر، بعد أن تحالفوا معه ودعموه في البداية، أغرقوا العقل العربي بكل ما يشوه عبد الناصر ويدينه، حقا كان أو باطلا. يمكن أن نستخلص من تجربة عبد الناصر أهم المبادئ الإيجابية التي نادت بها، حتى لو كانت فشلت فيها، مثل الاستقلال الوطني ومثل العدالة الاجتماعية ومثل الحياة الديمقراطية السلمية، وتدمج تلك المعاني بالخبرة الوطنية الجديدة، خاصة بعد الربيع العربي وتجربة ثورة يناير/كانون الثاني الرائعة، ووضوح حاجة الوطن والشعب إلى الديمقراطية والتعددية واحترام حقوق الإنسان وولادة دولة المؤسسات». الهجوم عليه شهادة نجاحه بمناسية ذكراه سألت «الوطن» نجله عبد الحكيم عبد الناصر: «كيف ترى تزامن الذكرى الـ47 لوفاة الرئيس عبدالناصر مع حالة الهجوم والانتقادات التي يوجهها البعض إليه؟ ـ هذا الهجوم دليل على أن عبدالناصر حي لم يمت، وأنه حتى اليوم يرفض أن يكون جزءاً من التاريخ، بل جزءا من المستقبل، لكن البعض يشعرون بأن استمرار عبدالناصر يؤثر على مصالحهم التي ينظرون إليها بأنانية شديدة على حساب مصالح الشعب، هؤلاء الذين ينتقدون جمال عبدالناصر اليوم يرتبطون بجهات ترى أن مشروع عبدالناصر يمثل خطراً عليها، لأنهم يدورون في فلك أمريكا وإسرائيل ومنظمة الصهيوأمريكية الموجودة في العالم كله، وبالتالي بيشوفوا إن إحياء مشروع جمال عبدالناصر يعيدهم إلى المربع نمرة 1 الذي بدأوا منه، بالإضافة إلى أن ثورتي 25 يناير و30 يونيو/حزيران كانت صورة جمال عبدالناصر أيقونة في الثورتين، بل أعتبر أن جمال كان قائد ثورة 30 يونيو، واستطاع من قبره أن يهزم الإخوان، ملايين الشعب كانوا يرفعون صوره في الميادين، والهتافات أيضاً تردد اسمه، وحركة تمرد التي التف حولها الناس كانت حركة ناصرية، وقياداتها ناصريون أو لهم هوى ناصري، وأثناء وبعد الثورة ربط الناس بين السيسي وعبدالناصر وكانوا يرفعون صورهما، لدرجة أن أمريكا قالت لن نسمح بناصر جديد في المنطقة، لكل هذه الأسباب بدأت الهجمة الجديدة على عبدالناصر، خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة لوقف استعادة هذا المشروع وإحيائه مرة أخرى». نصيحة للحجاج حتى لا تعود ريما لعادتها القديمة.. يتساءل محمد عبد القدوس في «المصريون»: «ما هو المطلوب لتظل الدفعة الروحية قوية فلا تفقد تأثيرها بعد فترة، ولا يبقى سوى كلمة «حاج» وتعود حياته إلى ما كان عليها قبل أداء الفريضة، ويتلاشى التدين الحقيقي الذي اكتسبه عندما كان في الأراضي المقدسة. والإجابة على هذا السؤال ليست بمشكلة، ولكن تطبيقها على أرض الواقع بالغ الصعوبة، إنه يقتضي إرادة قوية، لأن مشاكل الدنيا لا تنتهي والإنسان قد ينشغل فيها بعيدًا عن ربه. وألخص المطلوب في ثلاث كلمات بالضبط: «أعط لربك الأولوية» وقد ترد: هذا كلام عام.. ما المقصود منه ويعني إيه؟ وأقول لحضرة الحاج: شطارتك أن تضع النقاط فوق الحروف فيما يتعلق بربنا! وترى من يرفع شعار: «العمل عبادة»! وكذلك من يقول: «الدين المعاملة» وذلك بغرض «التزويغ» من فريضة الصلاة! وترى مثلاً فريضة الظهر قد جاءت.. وحضرته غير مهتم بالأذان لأنه مشغول قوي! ويمكنك أن تتفهم هذا الكلام إذا كان هذا الأمر على سبيل الاستثناء! أما أن يكون «الطناش» هو الأصل وحضرته لسه راجع من الحج، فلا تتوقع أن يبقى في نفسه أثر للفريضة، بل بهذه العقلية تعود «ريما» سريعًا إلى عادتها القديمة: والمطلوب أن تقوم للصلاة فور أن تسمع الأذان، لأن ربنا عندك له الأولوية.. ويمكن أن تكون مشغولاً ولكن هذا على سبيل الاستثناء.. ويا ريت تضبط كل مواعيدك على ذلك! واعلم يا صاحبي الحاج أن صلاة الفجر بالذات صعبة جدًا جدًا على نفسك! لأن النوم لذيذ خاصة إذا صاحبته أحلام حلوة». المواطن حائر بين تصريحات وزراء الحكومة وردود فعل التجار والغلابة رعاع في نظر وزير التموين حسام عبد البصير |
المرأة السعودية تقود السيارة: الاقتصاد أولاً Posted: 29 Sep 2017 02:26 PM PDT احتفل الإعلام العالمي هذا الأسبوع مع نساء السعودية بلحظة تاريخية من التحرر. فالإذن الذي أعطاه القصر المَلِكِي لهن برخصة قيادة السيارات، لأول مرة في تاريخهن، هو ذروة أحد النضالات المهمة في العالم في مجال حقوق الإنسان. لهذا التغيير حديث العهد جوانب لا تتعلق بحقوق النساء فقط، بل أيضا بشؤون عائلية، دينية، حزبية، سياسية وبالأساس اقتصادية. هذه مسألة شائقة، لا يزال قسم كبير منها أمامنا. لقد جاء القرار الذي اتخذته العائلة المالكة في موعده. ومُنح الملك وأبناءه نقاط استحقاق عديدة لدى الجمهور والعالم. يكمن فيه إنجاز داخلي لا بأس به. فبإعطاء الضوء الأخضر للنساء لقيادة السيارات، دمر القصر معارضة تعود لعشرات السنين من جانب المؤسسة الدينية. فالملك سلمان، ابن الـ 82، مريض وشيخ، وهو يحسب نهايته بأثر رجعي. وكان من نفذ المهمة الأساس من خلف الكواليس في هذه المسألة هو ابنه المفضل، الأمير محمد (ابن 32 سنة)، ولي العهد والرجل القوي في المملكة. وبحكمته الكثيرة رتب الابن لأبيه دخولا مثيرا للانطباع إلى التاريخ كمن نقل المرأة السعودية، بعد كفاح طويل، إلى القرن الواحد والعشرين. لقد سبق للأمير الشاب أن قال قبل بضعة أشهر إن مسألة قيادة السيارات للنساء هي اجتماعية فقط، ولا ترتبط بالدين. وكان هذا تلميحا لشرطة الدين القوية، التي أخذت المسألة على عاتقها، بأن هذا ليس شأنها. وهكذا أظهر الملك المرشح بأنه مع كل الاحترام لقوانين الشريعة، ثمة في الرياض رب بيت. مملكة محبة للحياة يتعين عليها أن تسير مع العالم وليس ضده. لن يدخل التغيير حيز التنفيذ إلا بعد تسعة أشهر. وحتى ذلك الحين ستتولى لجنة من عدة وزارات تحديد القوانين واللوائح. وسيكون عمل كثير لهذه اللجنة، التي ستصيغ مثلا كيف على الاطلاق ستتعلم المرأة السياقة ـ من مرشد أو مرشدة؟ وماذا سيتضمن اللباس (المحتشم) عند خروجهن إلى الطرق. فها هو مثلا سؤال يتطلب جوابا: هل السماح للنساء بالسياقة بالنقاب؟ صحيح أن النقاب ليس واجبا على المرأة، ولكن الكثيرات في السعودية يفعلن ذلك. إذا سمح القانون للنقاب في السياقة، فسيكون هناك من المتطرفين على أنواعهم ممن سيحصلون على هدية بالمجان. سيتمكنون من أن يتخفوا في زي امرأة تعتمر النقاب والتحرك بلا عراقيل. من جهة أخرى، إذا حظر النقاب في السياقة، فسيكون القصر عرضة لانتقاد حاد. فالمجتمع السعودي محافظ جدا. لقد كانت الولايات المتحدة الدولة الأولى التي هنأت الملك بعد لحظة من نشر المرسوم المَلِكِي. وهكذا يعزز ولي العهد محمد خطاه في البيت الأبيض، والتي تحظى بالازدهار في عصر دونالد ترامب. هذه التغييرات تمنح الأمريكيين الاحساس بأن وجودهم وعلاقاتهم مع تلك الدولة ساعدت على تقدم حقوق الإنسان. بوسعهم أن يساعدوهم في كل خلاف يدور حول مسألة لِمَ يوجدون في علاقات وثيقة جدا مع نظام طاغية. مليون سائق خاص كيف يرتبط هذا كله بالمال الكبير؟ حظر السياقة على النساء ولد على مدى السنين عدة حلول مشوهة. أحدها هو عادة النساء، ولا سيما الميسورات اقتصاديا، الخروج إلى الدول المجاورة واستصدار رخصة سياقة والعربدة في طرقها كما يروق لهن. أخريات، لا سيما في المناطق الزراعية حيث لا تبدو يد القانون ملموسة، لم يأبهن به. فقد كن يدخلن إلى السيارات، ويشغلنها وينطلقن. ليس الحظر على سياقة النساء في الفقه الإسلامي. فقد ولد في المؤسسة الدينية الرجولية لإبعاد المرأة عن مغريات الطريق. وتحدث المعارضون عن الخوف من أن تَعْلَق في الطريق فتجد رجلا ينقذ سيارتها، فيهتم بها أكثر مما ينبغي. ولكن لما كان محظورا عليها السياقة بنفسها، فقد درج الأزواج على أن يستأجروا لنسائهم سائقين خاصين. وهذه حكمة مردودة: فقد أبعدوا عنها مغريات الطريق، وأدخلوا رجلا غريبا إلى سيارتها. أكثر من مليون سائق خاص يعملون في أرجاء المملكة في خدمة النساء. فهم مهاجرو عمل، معظمهم من الهند وباكستان، أفريقيا السوداء أو النيبال والفلبين. أجرهم الشهري ارتفع في السنوات الأخيرة وهو يقترب من 2000 ريال (1800 شيقل). يضاف إلى هذا إيجار الشقة وتذكرة السفر والإعالة ـ النفقات التي بدأت تثقل جدا ميزانية العائلة. وحسب المعطيات الرسمية في الرياض، تنفق العائلات في السعودية 25 مليار ريال (نحو 22 مليار شيقل) في السنة على رواتب السائق للمرأة. هذا الانفاق يشق طريقه، في الغالب، إلى بلاد السائق الأصلية. بتغييره القانون، أبقى ولي العهد هذه المليارات في نطاق المملكة، وقلص المشكلة الديمغرافية. وحسب التقديرات، ما لا يقل عن مليون سائق سيقالون في السنة القريبة المقبلة، بل إن التغيير سيشجع النساء على الخروج إلى العمل، وهكذا سيكون محرك نمو للاقتصاد السعودي المتحجر، الذي تعلم كيف يعتمد أساسا على أرباح النفط. إن القدرة على السياقة حرية. فهي تمنح صاحبها قدرة عملية على التحرك والاحساس بالانطلاق أيضا. الأبناء سيرون من الآن فصاعدا أمهاتهم يقبضن على المقود. وستتربى الأجيال القادمة بلا رجل أجنبي، خادم في البيت، وسيكون التغيير ملموسا في كل عائلة وبيت تقريبا. ولفرع استيراد السيارات، ولا سيما الصغيرة، تنتظر انطلاقة في السنوات القريبة المقبلة: النساء سيبدأن في الوصول إلى قاعات العروض. إحدى الخفايا خلف المرسوم المَلِكِي هي كيف استسلمت المؤسسة الدينية بهذه السهولة، بعد عشرات السنين التي وقفت فيها على قدميها الخلفيتين ومنعت النساء من القبض على المقود. يبدو أن ما يجري خلف الكواليس أبسط مما يمكن التخمين. فالأمير محمد قرر نزع القفازت وأن يري الجميع بأنه يوجد ملك واحد فقط. في الأسابيع الأخيرة اعتقل بعض رجال الدين المعروفين ممن حقروا مكانة المرأة. أحدهم هو سعد الحجري، الداعية في مسجد جامعة الملك خالد. فقد تطوع الحجري لأن يشرح بأن للمرأة نصف عقل الرجل؛ وعندما تجلس في السيارة، يتقلص عقلها إلى الربع. قال ـ ووجد نفسه في المعتقل. كما كان أيضا رجال دين كثير ممن أيدوا إلغاء الحظر في القانون. في السعودية خرج هذا الأسبوع رجال ونساء إلى الشوارع للاحتفال بتحرر المرأة. وفي غداة صدور الأمر المَلِكِي الذي يسمح بالسياقة، أعلن القصر خطوة رمزية أخرى: تعيين ناطقة أولى تدعى فاطمة بعشان، بلسان السفارة السعودية في واشنطن. وليست مصادفة أنها ارسلت من بين كل المقاصد إلى الولايات المتحدة بالذات. برغم ذلك، لا يزال محظورا على المرأة السعودية السفر وحدها إلى الخارج أو فتح حساب بنكي. ومن أجل رفع دعوى قضائية أو استئجار شقة أو القبول في الجامعة، عليها أن تتقدم بوكالة من رجل، ابن عائلة. طريقها إلى الحرية طويل، ولكن أساسه ليس فقط في يدي المشرع. بداية تحررها في البيت، حيث تعيش القمع الأكبر، بعيدا عن أعين الجميع. جاكي خوجي معاريف 29/9/2017 المرأة السعودية تقود السيارة: الاقتصاد أولاً الطريق إلى الحرية طويل يبدأ من تحررها في البيت حيث تعيش القمع الأكبر بعيدا عن أعين الجميع صحف عبرية |
وفد من البرلمان البريطاني في ختام زيارته الاستقصائية للدوحة: وثقنا انتهاكات جسيمة وسنضغط بقوة لرفع الحصار فوراً Posted: 29 Sep 2017 02:26 PM PDT الدوحة ـ «القدس العربي»: أكد نواب من مجلسي اللوردات والعموم في البرلمان البريطاني أنهم وثقوا انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في لقائهم بمتضررين من الحصار المفروض على قطر، لافتين إلى أنهم سيرفعون تقريرا مفصلا ما بين 22 و23 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، إلى نواب البرلمان والحكومة البريطانية، يتضمن شهاداتهم حول خروقات صارخة للمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، والمطالبة بضرورة التحرك بقوة لرفع الحصار عن قطر في القريب العاجل. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مع نواب من مجلس اللوردات ومجلس العموم للبرلماني البريطاني في مقر اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان الجمعة، عقب لقائهم رئيس الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور علي بن صميخ المري، وعدد من المتضررين بالحصار المفروض على قطر منذ الخامس من يونيو الماضي. وضم الوفد أربعة نواب ومسؤولين من البرلمان البريطاني، يتقدمهم اللورد قربان حسين، واللورد كيلك كوني، واللورد نذير أحمد؛ من مجلس اللوردات بالبرلمان البريطاني، والنائب جراهام موريس عضو مجلس العموم. وقال جراهام موريس المتحدث باسم الوفد إن النقاشات التي جمعتهم مع الدكتور علي بن صميخ المري، رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان كانت «إيجابية جدا»، مشيداً بالتسهيلات التي قدمتها اللجنة لتسهيل زيارتهم للدوحة، ولقائهم بالمتضررين من الحصار، للاستماع لشهاداتهم وجهاً لوجه. ونوّه إلى أن الوفد البرلماني جاء إلى قطر في مهمة استقصائية لرصد تداعيات الحصار المفروض على قطر بعد أكثر من 100 يوم، بهدف الوقوف على شهادات حية للمتضررين من الحصار، ورفع تقرير إلى البرلمان البريطاني خلال أسبوعين أو ثلاثة، بتاريخ 22 إلى 23 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، وسيبعث بنسخ من التقرير إلى رئيسة الوزراء تيريزا ماي، ووزير الخارجية بوريس جونسون، لتوثيق ما شاهدوه بأعينهم من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان». وقال: «استمعنا لما يزيد عن 100 حالة متضررة من الحصار خلال الزيارة، وجلسنا مع العديد الأشخاص والعائلات، وأصحاب الشركات ورجال الأعمال، وفئات أخرى واستمعنا إلى شهاداتهم، ومعاناتهم وتأثرهم بالحصار، واستلمنا منهم تقارير وشهادات حية». وأضاف: «الحصار كانت له آثار إنسانية جسيمة، سيما ما تعلق بالحرمان من الحقوق الأساسية، مثل الحق في لم شمل الأسر، والحق في التعليم، والتنقل، وممارسة الشعائر الدينية، والعمل، والتملك، والاستثمارات الخاصة». وتابع قائلاً «أنوه إلى لقائنا الجيد جدا مع رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان. وقد استلمنا من اللجنة تقارير موثقة، وإثباتات عن انتهاكات مؤثرة ومحزنة لحقوق الإنسان، مثل المرضى الذين طردوا من السعودية ومنعوا من متابعة علاجهم، إلى جانب التاثيرات السلبية والقاسية للحصار على الأطفال، والتي سيكون لها تأثير على المدى البعيد». وأشار إلى أن «اللجنة ستأخذ بعين الاعتبار كافة التقارير والحالات الموثقة، وستعمل عليها. ومن الواضح أن هناك انتهاكات جسيمة جراء الحصار، من قبيل حرمان الأشخاص من مختلف شرائح المجتمع من حقوقهم الأساسية المذكورة آنفا»ً. وقال عضو البرلمان البريطاني «بوصفنا نواباً وأعضاء في البرلمان البريطاني، لا نريد رؤية عدم الأمن في منطقة الخليج. وهناك تداعيات كبيرة للحصار على الاقتصاد، وعلى الجانب الإنساني بدرجة أولى، ولا بد من تسليط الضوء على هذه الانتهاكات، والمطالبة برفع الحصار على قطر بشكل عاجل». وتابع قائلاً: «بعيدا عن السياسية، فإن الحصار المفروض على قطر يعدّ إجراءاً من جانب واحد أقدمت عليه دول الحصار ضد قطر، ولم يكن هناك إجراءات مماثلة من قطر ضد دول الحصار. ونحن نؤكد من موقعنا في البرلمان البريطاني، أنه لا بد من احترام حقوق الإنسان والمواثيق الأممية لحقوق الإنسان الملزمة لكل الدول، ولا بد من تسليط الضوء على تلك الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مختلف المنابر، بالدوحة ولندن والمطالبة برفعها فوراً». وعن الآفاق الممكنة لحل الأزمة، قال: «في رأيي أنه وبغض النظر عن الخلافات السياسية؛ هناك التزامات دولية على كافة الدول، ونتمنى تسليط الضوء على الانتهاكات الحاصلة، والتأكيد أنه في مصلحة الجميع الوصول إلى حل عاجل لكافة الانتهاكات». واستطرد قائلاً: «نحن نشجع الوساطة الكويتية الهامة لحلحلة الأزمة. وفي ختام زيارتنا اجتماعاتنا بمقر لجنة حقوق الإنسان مع المتضررين من الحصار، تقدمنا كبعثة برلمانية رسمية بدعوة الدكتور علي المري، لزيارة البرلمان البريطاني وإيفادة النواب بكل الإثباتات التي لديه، وتقديم شرح مفصل عن الانتهاكات الموثقة لحقوق الإنسان جراء الحصار، ونتوقع أن تبرمج الزيارة في القريب العاجل». وأضاف: «سننشر نتائج تحقيقاتنا واجتماعاتنا داخل البرلمان البريطاني وخارجه، وفي وسائل الإعلام البريطانية، وعبر كافة المنابر الممكنة، ونضغط لأجل رفع الحصار عن قطر فوراً». واستطرد: «نعدكم أننا سنبذل أقصى ما لدينا من جهود ونضغط للرفع الفوري للحصار، وسنراسل رئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي، ووزير الخارجية بوريس جونسون لحثهما على الضغط بقوة على دول الحصار لرفعه فوراُ، لكننا لا نملك أن نضمن نتائج تحركاتنا. لكننا بالتأكيد سنضغط بقوة، على البرلمان البريطاني كوفد ممثل لمختلف الأحزاب السياسية البريطانية». وعن إمكانية زيارة الوفد لدول الحصار مستقبلا، قال «نأمل أن تصلنا دعوة من الدول الأخرى عبر القنوات الرسمية للقيام بزيارة مماثلة للتي قمنا بها إلى قطر، لكن للأسف، لم تصلنا دعوة إلى غاية يومنا هذا». وقال محمد جميل، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا: «نحن على تواصل مع البرلمان الأوروبي والمسؤولين البريطانيين، وراسلناهم؛ ونأمل زيارة وفد من البرلمان الأوروبي للوقوف والتحقيق في انتهاكات لحقوق الإنسان بدولة قطر». وفد من البرلمان البريطاني في ختام زيارته الاستقصائية للدوحة: وثقنا انتهاكات جسيمة وسنضغط بقوة لرفع الحصار فوراً إسماعيل طلاي |
200 غارة جوية على أرياف إدلب وحلب وحماة وموسكو تقصف القرى الحدودية مع تركيا بقنابل عنقودية Posted: 29 Sep 2017 02:25 PM PDT دمشق ـ «القدس العربي»: يصف الناشطون الميدانيون على الأرض السورية بأن الإرهاب الحقيقي بات يغطي أرضهم مذ تدخلت موسكو بجنودها وطيرانها، فهي المحتل والضامن الأمثل لتدمير الأرض السورية، حيث ارتكب الطيران الحربي الروسي سلسلة مجازر في 45 منطقة طالها القصف في أرياف ادلب وحلب وحماه مستخدمة الأجواء التركية للوصول إلى تلك المناطق المحاذية للشريط الحدودي مع تركيا، راح ضحيتها أمس عشرات المدنيين بينهم نساء وأطفال من العائلة ذاتها. واكدت مصارد اهلية لـ»القدس العربي» أن قصفاً جنونياً من قبل الطيران الروسي استهدف امس قرى وبلدت الشمال السوري بالصورايخ الذكية والقنابل العنقودية، بأكثر من 200 غارة جوية تركز معظمها على اماكن تجمع المدنيين، وأسفرت عن ارتكاب مجازر وتدمير بنى تحتية ونزوح المئات إلى البراري. تدمير مراكز صحية وذكرت منظمة اطباء بلا حدود السورية ان تكثيف عمليات القصف شمال غرب سوريا قضى على الرعاية الصحية بشكل تدريجي، مطالبة أطراف النزاع وداعميهم بعدم ضرب مرافق الرعاية الصحية، وأفادت المنظّمة بأنّ المستشفيات تغلق أبوابها في شمال غرب سوريا، وخاصة في محافظة إدلب وشمال محافظة حماه، سواء من جرّاء تعرّضها للقصف أو خوفًا منه، وسط تكثيف حادّ لعمليات القصف في المحافظة، وهو ما يقلّص بشكل متواصل الخيارات المتاحة للمرضى بالحصول على رعاية حيوية، في وقت هم بأمس الحاجة إليها. واشارت إلى خروج 4 مشافٍ تدعمها المنظمة عن الخدمة، وهي «مستشفى حماه المركزي» وثلاثة مستشفيات أخرى في محافظة إدلب، في حين أُخلي مستشفيان أساسيان في منطقة جسر الشغور خوفًا من تعرضهما للقصف، بالتالي، أصبحت المرافق الطبية الأخرى في المنطقة مكتّظة، وتجد صعوبة بالتكيف مع موجات الجرحى المتوافدين إليـها حـسب المصـدر. وقال الناسط الإعلامي «عبد الرحمن سلامي» من محافظة ادلب لـ»القدس العربي» ان الطيران الحربي استهدف قرية البشيرية في ريف جسر الشغور الشرقي بغارة جوية بالقنابل العنقودية، وقصف بشكل عنيف معرة النعمان من الجهة الشرقية وقرية معرشمارين والزعلانة، وأطراف مدينة سراقب، وقرية كفر جالس، مضيفًا ان الطيران الروسي ارتكب مجزرة في بلدة حارم على الحدود مع تركيا مما ادى إلى مقتل أكثر من 15 مدني بينهم أطفال من عائلة واحدة، وعشرات الجرحى والعالقين تحت الانقاض، اضافة إلى مقتل ثلاثة أطفال وخمس نساء وجرح 10 آخرين في «قطاع أريحا» عقب غارتين للطيران الحربي على م سهل الروج، ومقتل سيدتين في قرية بزيت بريف ادلب، كما شن الطيران الحربي عدة غارات على بلدة أبو ظهور، إحداها محملة بأربعة صواريخ مما أدى لدمار هائل في المنطقة وإصابة شخصين و3أطفال، اضافة إلى مقتل رجل وامرأة في قرية المعزولة. وذكر الدفاع المدني في ادلب ان فرق الدفاع عملت على تحديد أماكن الذخائر غير المنفجرة من القنابل العنقودية والصواريخ الفراغية التي تم القائها على المدنيين ليلاً في بلدة التمانعة، من أجل تخفيف المخاطر، مشيرا انه سيتم إتلافها من قبل الفريق المختص لاحقا. واكد مصدر من فريق الدفاع المدني شمال سوريا في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» ان موسكو عمدت على تكثيف القصف على المراكز الحيوية والبنى التحية قصفت مدينة جسرالشغور بأربعة غارات جوية استهدفت الجامع الكبير وسوق المدينة ومدرسة في المدينة وأسفرت عن وقوع إصابتين، كما استهدفت مدينة خان شيخون ب 8 غارات بالقنابل العنقودية وصواريخ ال 22، وقصف الطيران الحربي كلٍ من بلدة مرديخ وقريتي البيلعة وتل الطوقان ومدرسة قرية عقربات، اضافة إلى قصف مشفى الرحمة ومركز الدفاع المدني الخارج عن الخدمة في خان شيخون. إدلب… مؤشر اتفاق أم خلاف بين روسيا وتركيا؟ تركيا للمرة الألف في الموقف الصعب، فلا هي قادره على الوقوف في وجه امريكا وإسرائيل وايران واغلب العالم ولا هي قادره على مسايرة المشروع الروسي، لذلك نراها قد ارتضت بالحد الادنى من ذلك، بالموافقة على الوقوف إلى جانب روسيا على الرغم من الاختلافات الشديده بين مطالبها والمشروع الروسي بغاية الحفاظ على امنها الوطني وهو المطلب الذي لا يمكن تجاوزه. الخبير والمحلل السياسيي محمد العطار قال في تصريح لـ «القدس العربي» ان روسيا هي محتل للاراضي السورية بالامر الواقع، كون عساكرها ينتشرون في الأرض السورية، وقواعدها البرية والجوية والبحرية يتواجدون فيها، مما يكرس الاحتلال، فروسيا ضامن لدمار كل الحضارة السورية أرضاً وشعباً، وهي المسؤولة عن تهجير الشعب، وهي تهدف إلى اعادة المناطق المحررة إلى حظيرة النظام، وغايتها من التدمير والقصف الكثيف ما هو الا لتدمير ما تبقى من فصائل واشعار، الاهالي بعودة هيمنة النظام السوري إلى المنطقة. اما تركيا التي تبتلع الموسى على الحدين، فقال عنها الخبير السياسي انها غير قادرة على الوقوف بوجه أمريكا ومخططاتها، ولا هي قادرة على مسايرة المخططات الروسية والرد على عدوانها وغير راضية عنها، ولكنها أقل الشرور التي من الممكن ان تتحملها تركيا لقاء الحفاظ على المنطقة، المحاذية لحدودها، وبهذا تكون تركيا قد حافظت على امنها الداخلي كونه المطلب الأساسي لها، مضيفاً «يجب ان ننسى ان روسيا بمساعده ايرانية وسكوت تركي ستسعى لاعادة كل الأرض السوريه إلى سيطرة النظام». فيما دوّن العميد مصطفى الشيخ على صفحته الشخصية ان المجازر المرتكبة في الشمال السوري تحتمل الوجهان الواردان، حيث ذكر العميد ان «ما يحصل في ادلب يفهم من سياق الاحداث عبر السنوات الماضية، ولكن الارجح ان ما يحصل في الشمال السوري ناتج عن اتفاق بين روسيا وتركيا، والسبب يعود إلى ان تركيا تواجه منذ بداية الأزمة بسوريا ضغوطاً غربية وصلت إلى تهديد نخاع الامن القومي التركي من خلال دعم الأكراد متمثل بدعم الأحزاب الكردية المصنفة إرهابية لديها، وبالتالي حتى انتخابات كردستان تعني فتح جرح آخر لتركيا اشد عمقاً من الوضع بشمال سوريا المتعلق بالأكراد، وبالتالي تركيا بموقفها الحالي هي اقرب للاتفاق مع الروس وفق مصالحها، وهي لا شك بين المطرقة والسندان وهي محشورة تماماً بالزاوية الميتة فأي تصرف غير مدروس قد يفجر الوضع الداخلي بتركيا واعتقد ان زيارة بوتين لانقرة حدث بالغ الأهمية نظراً لتوقيته وقد يترتب عليه مواقف قد تنقل تركيا من المعسكر الغربي وحلف الاطلسي إلى المعسكر الروسي بحكم تلك الضغوط الغربية الهائلة على تركيا والتي تبدو الحالة السورية متعلقة بانفجار تركيا من الداخل وعندها ستحط رحال الحرب بسوريا، ولا شك ابداً ان المتأمل للصراع الدائر يدرك بصورة جلية اذا كان متبصراً. حرب عالمية وأضاف: بالاستراتيجيات للدول العظمى ان ما يحصل اليوم ليس مسرحية انما حرب عالمية ثالثة بأدوات متطورة جداً استخباراتية وعلمية وفضائية غيرت انماط الحروب العالمية السابقة كتحصيل حاصل لتطور وسائل الصراع والتحكم والسيطرة الخرافية، وبالتالي لا زالت سوريا والعراق نقطتا الانفجار الذي يجسد الخلاف الدولي حول الهيمنة والسيطرة في القرن المقبل، ولعل التحالفات الخفية بين الصين وايران وروسيا وكوريا الشمالية هي الهاجس الاكبر للولايات المتحدة والتي تعتبر نقطة ضعف وخاصرة رخوة في جسد الولايات المتحدة والتي يستخدمها بوتين ببراعة إلى اليوم. وقال الناشط الإعلامي في الشمال السوري رائد توفيق لـ «القدس العربي»: معظم أهالي إدلب ومن وفد إليها من مدن وبلدات المهجرة من ريف دمشق وحلب الشرقية يعتبر أن الضامن الروسي عدو للشعب غير ضامن له، وأن موسكو لن تألو جهداً في إركاع هذا الشعب سواء عبر الحرب أو المفاوضات، لصالح النظام السوري وأضاف، أن الحملة العسكرية الروسية المستمرة على غالبية مدن وبلدات محافظة إدلب، بما فيها البلدات الحدودية مع تركيا، هي تأكيد روسي بأنها ماضية في مشروعها بسحق الحاضنة الشعبية للثورة السورية، وكذلك ممارسة ضغوط على الجارة تركيا للقبول بالسيناريو الروسي حول الشمال السوري. ورأى المصدر، أن الحملة الروسية ضد إدلب، هدفها إبلاغ السوريين عبر الدم والصواريخ والقنابل العنقودية بأن رفضهم لأي مخرج من مخرجات اتفاق أستانا، سيكون البديل عنه دفن السوريين تحت أنقاض المنازل، دون الإكتراث لأي ضمانات قد تبنتها موسكو خلال مفاوضات أستانا. وعزز الناشط موقفه، بالقول: «الغارات الروسية تواصل دك الأحياء السكنية التي كانت تعتبر منذ وقت طويل ملاذاً آمناً للأهالي، وكذلك المشافي والمدارس والمساجد، لم تسلم من الغارات الروسية السورية، مما يدل على أن الحملة الروسية هدفها جوانب الحياة المدنية للحصول على تنازلات من السوريين دون أي اعتراض. 200 غارة جوية على أرياف إدلب وحلب وحماة وموسكو تقصف القرى الحدودية مع تركيا بقنابل عنقودية «محرقة في إدلب» ضحاياها من النساء والأطفال هبة محمد |
«الائتلاف» المعارض: موسكو تحاول تصفية قوى الثورة السورية Posted: 29 Sep 2017 02:25 PM PDT حلب – «القدس العربي»: قال الائتلاف السوري المعارض، ان عمليات القصف العشوائية للمدن والبلدات السورية، سيؤدي إلى تقويض العملية السياسية وفشلها، محملاً روسيا المسؤولية الكاملة بسبب دعمها وشراكتها لقوات النظام في الجرائم المرتكبة. وحذرت نائبة رئيس الائتلاف سلوى أكتاو، من غض الطرف عن الجرائم التي تحدث في سوريا بسبب عمليات القتل التي تنتهجها روسيا»، وأوضحت أن القصف العشوائي «يستهدف المدنيين وقوى الثورة بهدف تصفيتها والقضاء عليها». وأكدت في بيان تسلمت «القدس العربي» نسخة منه، أن موسكو تتحمل المسؤولية الكاملة عن ما قد تتعرض له العملية السياسية في حال الفشل أو التوقف. وأعلن المجلس المحلي في مدينة جسر الشغور، أن المدينة منكوبة بشكل كامل، بسبب القصف الجوي المكثف عليها من طيران النظام وحليفه الروسي. وجاء ذلك في بيان نشره المجلس المحلي صباح أمس أنه «بسبب القصف المستمر على الأحياء السكنية والمنشآت المدنية والذي أجبر سكان المدينة على الفرار إلى القرى المجاورة، نعلن أن مدينة جسر الشغور منكوبة بشكل كامل». ودعا البيان المنظمات الإنسانية والطبية لتدارك الوضع السيئ الذي لحق بالمدينة، وذلك جراء القصف الشديد عليها، إضافة إلى تدارك وضع اللاجئين والعالقين في المدينة. فيما أوقفت مديرية تربية حلب الدوام المدرسي في مدن وبلدات ريف حلب الغربي والجنوبي، وذلك بسبب القصف العشوائي من قبل طيران النظام وروسيا، ووصفت استهداف المدارس بالاعتداء الجبان، وطالبت بمحاكمة منفذيها. كما دعت مديرية التربية والتعليم التابعة للحكومة السورية المؤقتة في بيان لها، بوقف القصف الجوي الروسي الذي يستهدف المدارس في المحافظة، موضحة أن ذلك القصف أدى لتدمير مدرستـين يرتـادهم مئـات الطـلاب. وأشارت المديرية أن خرق روسيا لاتفاق «تخفيف التصعيد» واستهداف المدارس حرم أكثر من 150 ألف طفل وثمانية آلاف معلم من التعليم، بعد أن علقت المديرية دوام المدارس خوفا من القصف. أعلنت قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية الغالبية العظمى فيها، سيطرتها على عدة قرى من تنظيم الدولة الإسلامية بريف دير الزور على الحدود السورية العراقية. وجاء في بيان اطلعت عليه «القدس العربي» للقيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية، أن حملة عاصفة الجزيرة التي انطلقت من أربعة محاور دخلت مرحلة جدية بعد سيطرتها على ناحية صور وقرية السعد وبئر النفاخ من تنظيم الدولة بريف دير الزور، حيث تهدف إلى السيطرة على كامل الجزيرة السورية من التنظيم. وأضاف، أن «حملة عاصفة الجزيرة دخلت اليوم مرحلة جديدة وبدأت بالتحرك على أربعة محاور، مستهدفة السيطرة على كامل الجزيرة السورية من رجس الإرهابين وتحرير أهلنا من براثن الإرهاب» على حد تعبير البيان. وحسب البيان فإن قوات عاصفة الجزيرة سيطرت على قرية سعد وناحية الصور بالكامل من تنظيم الدولة، في حين تعمل فرق الهندسة على إزالة البلدة من الألغام والمفخخات. وأشار البيان إلى أن قوات عاصفة الجزيرة تقدمت بمسافة 20 كم من محور ثانٍ باتجاه قرية الجزرات، حيث هاجم مسلحو تنظيم الدولة مواقعهم في قرية الكبر، مما أدى إلى مقتل خمسة عناصر من «قسد» أثناء التصدي لهجوم التنظيم. وأضاف أن قواتهم انطلقت أيضاً من محور شيناد وعناد باتجاه مركدة، وسيطرت على ما يقارب 25 كلم، كما حرروا قرية بئر النفاخ، ووقعت جثث 5 عناصر من تنظيم «الدولة» بأيديهم، وعثرت على نفق واستولت على مصفحة وعدد كبير من الأسلحة والعتاد، فيما تستمر بالتقدم نحو ناحية مركدة من أجل تحريرها وكامل قرى حوض الخابور. «الائتلاف» المعارض: موسكو تحاول تصفية قوى الثورة السورية عبد الرزاق النبهان |
الأمين العام للأمم المتحدة يدعو مجلس الأمن لإنهاء مأساة الروهينجا وممثل ميانمار يرفض التهم Posted: 29 Sep 2017 02:24 PM PDT نيويورك (الأمم المتحدة) ـ «القدس العربي» ووكالات: في جلسة مجلس الأمن الدولي حول ميانمار، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن الواقع على الأرض يتطلب القيام بعمل عاجل: «الواقع على الأرض يتطلب عملا، عملا عاجلا، لحماية المدنيين وتخفيف المعاناة ومنع مزيد من انعدام الاستقرار، ولمعالجة جذور الوضع، والتوصل إلى حل دائم». وقدم الأمين العام لأعضاء المجلس إحاطة مبنية على تقارير من الميدان، وما يتعين فعله. وكان الوضع قد تدهور منذ 25 آب/ أغسطس عندما هاجم جيش إنقاذ الروهينجا أراكان، قوات الأمن في ميانمار. وقد أكدت الأمم المتحدة إدانتها لتلك الهجمات. ومنذ ذلك الوقت تصاعد الوضع ليصبح أسرع أزمة لاجئين، وكابوسا إنسانيا وحقوقيا. وكرر في كلمته دعوته لسلطات ميانمار لاتخاذ ثلاث خطوات فورية: أولا إنهاء العمليات العسكرية، ثانيا السماح بوصول الدعم الإنساني بدون عوائق، ثالثا ضمان العودة الآمنة والطوعية والكريمة والدائمة للاجئين إلى مناطقهم الأصلية. وقد فر أكثر من 500 ألف مدني على الأقل من ديارهم في ميانمار إلى بنغلاديش بحثا عن الأمان منذ 25 من شهر آب/أغسطس الماضي. وعلى الرغم من عدم معرفة العدد الإجمالي للنازحين، إلا أن التقديرات تشير إلى أن الروهينجا يمثلون 94٪ منهم. وقال الأمين العام إن هذا الوضع الإنساني لا يعد فقط أرضا خصبة للتطرف، ولكنه يعرض الضعفاء وخاصة الأطفال الصغار لخطر الجرائم بما في ذلك الاتجار بالبشر. وذكر الأمين العام أن الشهادات، التي تقشعر لها الأبدان، تشير إلى حدوث عنف مفرط، وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بما في ذلك الإطلاق العشوائي للأسلحة واستخدام الألغام الأرضية ضد المدنيين، والعنف الجنسي. وشدد الأمين العام على ضرورة وقف تلك الانتهاكات على الفور. ودعا الأمين العام مجلس الأمن الدولي إلى الانضمام له في الدعوة بالسماح لجميع من فروا إلى بنغلاديش بممارسة حقهم في العودة السالمة والطوعية والكريمة والدائمة إلى ديارهم. «الأزمة شددت على الحاجة الملحة لإيجاد حل سياسي للأسباب الجذرية للعنف. جوهر المشكلة هو انعدام الجنسية طويل الأمد وما يرافق ذلك من تمييز… يتعين منح مسلمي ولاية راخين الجنسية. قانون الجنسية الحالي في ميانمار يسمح بذلك فقط جزئيا. نشجع ميانمار على تعديل القانون بما يتوافق مع المعايير الدولية». وفي الفترة الانتقالية قال الأمين العام إن عملية تحقق فعالة ستسمح لمن يمتلكون الحق، بالحصول على الجنسية وفق القوانين الحالية. وشدد على ضرورة أن يتمكن الآخرون من الحصول على وضع قانوني يسمح لهم بعيش حياة طبيعية، بما في ذلك حرية الحركة والوصول إلى أسواق العمل والخدمات التعليمية والصحية. وناشد الأمين العام قادة ميانمار، بمن فيهم القادة العسكريون، إدانة التحريض على الكراهية العرقية والعنف واتخاذ جميع التدابير اللازمة لنزع فتيل التوتر بين المجتمعات. وأشار إلى ما ذكرته السلطات في ميانمار عن عدم وضع أحد فوق القانون، وقال إن هناك حاجة واضحة لضمان مساءلة مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان لكبح جماح العنف الحالي ومنع وقوع الانتهاكات في المستقبل. وقال غوتيريش إن الأمم المتحدة ستبقى شريكا مقربا من ميانمار في معالجتها لهذه القضايا الملحة. وأكد عدم وجود أجندة للأمم المتحدة خلافا على مساعدة ميانمار على النهوض برفاه جميع شعبها، مضيفا أن مصلحة المنظمة الدولية الوحيدة تتمثل في تمتع جميع المجتمعات بالسلام والأمن والازدهار والاحترام المتبادل. وفي ختام كلمته، دعا غوتيريش مجلس الأمن إلى الاتحاد ودعم جهود الأمم المتحدة لإنهاء هذه المأساة بشكل عاج. وتناول الكلمة في الجلسة، يو ثاونج تون، مستشار الأمن القومى فى ميانمار، فقال إن الادعاءات التى ذكرت فى وسائل الاعلام بأن حملة إرهابية قد شنت فى شمال راخين وأن جرائم لا توصف قد ارتكبت ضد الابرياء أخبار مغرضة وغير مثبتة. لم تحدث أي اشتباكات مسلحة أوعمليات تطهير عرقي منذ 5 أيلول / سبتمبر وبدلا من ذلك، اندلعت أعمال العنف الأخيرة من جراء الهجمات التي شنتها الجماعة الإرهابية المسماة «جيش روهينغيا أراكان للإنقاذ». وقال: «إن زعماء ميانمار، الذين يكافحون من أجل الحرية وحقوق الإنسان، لن يعتمدوا أبدا سياسة الإبادة الجماعية أو التطهير العرقي، وستبذل الحكومة كل ما في وسعها لمنع ذلك. ميانمار واحدة من أكثر البلدان تنوعا عرقيا في العالم، وهي موطن ل 135 مجموعة إثنية معترف بها رسميا وقال من مآسي العصر أن لا يسمح لنا تحت تأثير الدعاية أن لا نعبر عن وجعة نظرنا للتأكيد أن ما يحدث في راخين يطلق عليه تطهيرعرقى دون إجراء مراجعة قانونية أولا». غير أن ممثل بنغلاديش، مسعود مؤمن، قال إن العنف لم يتوقف في ولاية راخين الشمالية، كما أنه فرار الروهينجا إلى بنغلاديش لم يتوقف، حيث دخل عشرون ألف شخص إلى بلادنا في اليوم الأخير ومع تواصل تدفق اللاجئين، تستضيف بنجلاديش حاليا أكثر من 900 الف شخص من الروهينجا المشردين قسرا، محذرا من أان هذا وضع لا يمكن الدفاع عنه، على أقل تقدير. وأشار أيضا إلى أن الوافدين الجدد وصفوا استخدام الاغتصاب كسلاح لتخويف العائلات إلى المغادرة. وقد اعتبر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان أن القتل والتعذيب العشوائيين اللذين تقوم بهما قوات الأمن في ميانمار، بمساعدة من الجماعات الحاكمة التي لها انتماء ديني وعرقي، قد اعتبر أنها «نص مكتوب حرفيا للتطهير العرقي» ويتعين ضمان حماية المدنيين المتبقين من الروهينجا فى ولاية راخين الشمالية دون قيد أو شرط من خلال إنشاء «منطقة آمنة» تديرها الأمم المتحدة داخل ميانمار. وفي تصعيد حاد للضغط على ميانمار التي تعرف أيضا باسم بورما رددت هيلي اتهامات الأمم المتحدة القائلة إن تشريد مئات الآلاف من سكان ولاية راخين تطهير عرقي. وقالت لمجلس الأمن الدولي «لا نخشى أن نصف أفعال سلطات بورما بما تبدو عليه بأنها حملة وحشية ومستدامة لتطهير بلد من أقلية عرقية». وكانت الولايات المتحدة قد قالت من قبل إن رد الجيش على هجمات المتمردين «غير متناسب» وإن الأزمة تثير الشكوك في انتقال ميانمار إلى الديمقراطية بقيادة أونج سان سو كي الحائزة على جائزة نوبل للسلام بعد عشرات السنين من الحكم العسكري. وليس لسو كي سلطة على قادة الجنرالات بمقتضى دستور أعده الجيش يحظر عليها تولي رئاسة البلاد. ومع ذلك تعرضت لنقد قاس من مختلف أنحاء العالم لأنها لم تستنكر العنف ولم توقفه. وتلقى حملة الجيش ضد المتمردين الروهينجا تأييدا كبيرا في ميانمار. وقالت هيلي إن على الجيش أن يحترم حقوق الإنسان والحريات الأساسية. وقالت «يجب استبعاد من اتهموا بارتكاب انتهاكات من الاضطلاع بمسؤوليات القيادة فورا ومحاكمتهم لما اقترفوه من مخالفات». ومضت قائلة «على أي دولة تمد جيش بورما حاليا بالسلاح أن تعلق هذه الأنشطة لحين اتخاذ إجراءات المحاسبة الكافية». وقال مستشار الأمن القومي في ميانمار ثاونج تون في الأمم المتحدة الخميس إن ميانمار لا تشهد تطهيرا عرقيا أو إبادة جماعية. وقال لمجلس الأمن إن بلاده دعت الأمين العام أنطونيو جوتيريش لزيارتها. وقال مسؤول بالأمم المتحدة إن جوتيريش سيدرس زيارة ميانمار إذا توفرت الظروف المناسبة. وعبرت الصين وروسيا عن دعمهما لحكومة ميانمار. وقالت ميانمار هذا الشهر إنها تتفاوض مع البلدين اللذين يتمتعان بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لحمايتها من أي إجراء محتمل من جانب المجلس. إلى ذلك، ذكر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في قرار له أمس الجمعة أنه ينبغي على ميانمار أن تسمح بدخول لجنة تقصي حقائق أممية للتحقيق بشأن مزاعم حدوث انتهاكات لحقوق الإنسان من قبل قوات الأمن في البلاد. وشدد المجلس في قراره على «الحاجة لمنحه الدخول الكامل وغير المقيد أو المراقب لكل المناطق والمحاور». وأعرب مجلس حقوق الإنسان عن «قلقه البالغ بشأن التقارير الأخيرة التي تفيد بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وسوء معاملة في ميانمار لاسيما في ولاية راخين». ورفض مبعوث ميانمار في المجلس مجددا تفويض البعثة التي جرى تشكيلها ردا على العملية الأمنية التي جرت العام الماضي في راخين، قبل الهجرة الجماعية الحالية لمسلمي أقلية الروهينجا من ميانمار. الأمين العام للأمم المتحدة يدعو مجلس الأمن لإنهاء مأساة الروهينجا وممثل ميانمار يرفض التهم واشنطن تزيد الضغوط ومطالب بالسماح للجنة تحقيق عبد الحميد صيام |
إقليم كردستان يرفض تسليم المنافذ الحدودية… والعبادي ينأى عن «سياسة تجويع» Posted: 29 Sep 2017 02:24 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: رفضت حكومة إقليم كردستان العراق، أمس الجمعة، تسلم منافذها الحدودية إلى الحكومة الاتحادية، فيما أوقف مطار أربيل الدولي رحلاته، استجابة لقرار من سلطة الطيران المدني العراقية. وقال مصدر في حكومة إقليم كردستان العراق، لشبكة «رووداو» الإعلامية : «لن يتم تسليم أي منفذ حدودي إلى الجهات العراقية». وسبق للحكومة الاتحادية في بغداد، أن دعت الصحافيين لتغطية حدث انطلاق ثلاث قافلات، تضم قيادات أمنية وموظفين في هيئة الجمارك العراقية، لتسلم ثلاثة منافذ حدودية في إقليم كردستان، قبل أن تقرر تأجيل تلك الدعوة، إلى إشعار آخر. وأعلنت مديرة مطار أربيل تلار فائق، أمس الجمعة، أن قرار الحكومة المركزية بحظر الرحلات الجوية من و إلى كردستان، لا يشمل الطائرات العسكرية، فيما أشارت إلى أن القرار «سيؤثر» على العراقيين. وقالت، خلال مؤتمر صحافي في أربيل، إن «حكومة إقليم كردستان لم تصدر أية تعليمات بشأن قرار بغداد»، لكنها أكدت أن «الرحلات الجوية ستتوقف». في هذه الأثناء، خرج المئات من المدنيين أمام مطاري أربيل والسليمانية الدوليين، احتجاجا على قرار الحكومة الاتحادية في بغداد القاضي بإغلاق المنافذ الجوية في الإقليم. وحمل المتظاهرون، حسب وسائل إعلام محلية، علم إقليم كردستان ولافتات باللغات الثلاث (الكردية، والإنكليزية، والعربية)، تندد بقرار الغلق، وتعده غير إنساني، وغير منصف، مطالبين الحكومة الاتحادية بإلغاء القرار فورا كونه يضرّ الجميع خاصة النازحين من المناطق الساخنة. وأطلق المتظاهرون نحو ألفي بالون غازي بألوان مختلفة، تعبيرا عن حق شعب الإقليم في تقرير المصير بالاستقلال عن العراق، طبقاً للمصادر. وقبل يوم واحد من إعلان حظر الطيران الدولي في مطاري السليمانية وأربيل، كشف مصدر في مطار أربيل الدولي لـ«القدس العربي»، إن 130 موظفاً مدنياً يحملون الجنسية الأمريكية، ويعملون في قاعدة الدعم اللوجستي الأمريكي ـ الواقعة بجوار مطار أربيل، غادروا المطار». وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن «سبب المغادرة يأتي ضمن خطة لتقليص الوجود الدبلوماسي الأمريكي في أربيل». وبدأت الخطوات التي تسعى الحكومة الاتحادية إلى تنفيذها، على خلفية إجراء استفتاء الإقليم في 25 أيلول/ سبتمبر الماضي، تأخذ طريقاً مغايراً لهدفها الأساسي، بعد أن وصفها سياسيو الإقليم، ومقربون منهم على أنها «عقوبة جماعية» لشعب الإقليم. وعلى إثر تلك التصريحات، أصدر رئيس الوزراء العراقي بياناً، أكد فيه أن «يؤكد المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي «الحكومة العراقية تحافظ على حقوق ومكتسبات جميع أبناء شعبنا، وبضمنهم أبناء شعبنا الكردي»، مشيراً إن «أي إجراء يتخذ تراعي فيه عدم المساس بهم». وأضاف أن «سيطرة الحكومة المركزية على المنافذ البرية والجوية في إقليم كردستان ليست للتجويع ومنع المؤن والحصار على المواطنين في الإقليم، كما يدعي بعض مسؤولي إقليم كردستان ويحاولون ترويجه، إنما هي إجراءات لدخول وخروج البضائع والأفراد إلى الإقليم تحت سيطرة الحكومة الاتحادية والأجهزة الرقابية الاتحادية، كما هو معمول به في كل المنافذ العراقية لضمان عدم التهريب ولمنع الفساد». وتابع البيان إن «فرض السلطة الاتحادية في مطارات إقليم كردستان يتمثل بنقل سلطة المطارات في كردستان إلى السلطة الاتحادية حسب الدستور؛ كما هو الحال في كل المطارات العراقية في المحافظات الأخرى، وحسب المعمول به في جميع دول العالم»، مؤكداً إن «استمرار الرحلات الداخلية» وإنه «بمجرد نقل سلطة المطارات في الإقليم إلى المركز فإن الرحلات الدولية ستستمر». وجدد العبادي تأكيده بأن هذه الإجراءات «لا تمثل عقوبة للمواطنين في الإقليم، إنما هي إجراء دستوري وقانوني اقره مجلس الوزراء لمصلحة المواطنين في كردستان والمناطق الأخرى». السيستاني يرفض تقسيم البلاد وجاء بيان العبادي بالتزامن مع إبداء المرجع الديني الشيعي علي السيستاني، أمس الجمعة، أسفه لما وصفه محاولات «تقسيم البلد واقتطاع شماله»، ودعا إلى الالتزام بالدستور العراقي والاحتكام للمحكمة الاتحادية العليا لحل أزمة كردستان، ومراعاة المحافظة على الحقوق الدستورية للكرد. وقال وكيل المرجعية الدينية في كربلاء، احمد الصافي، خلال خطبة صلاة الجمعة، «ما إن تجاوز الشعب العراقي الصابر المحتسب محنة الإرهاب الداعشي أو كاد أن يتجاوزها بفضل تضحيات الرجال الأبطال في القوات المسلحة والقوى المساندة لهم، حتى أصبح وللأسف الشديد في مواجهة محنة جديدة تتمثل بمحاولة تقسيم البلد واقتطاع شماله». وأضاف أن «المرجعية التي طالما أكدت على ضرورة المحافظة على وحدة العراق أرضا وشعبا وعملت ما في وسعها في سبيل نبذ الطائفية والعنصرية وتحقيق التساوي بين جميع العراقيين من مختلف المكونات، تدعو جميع الأطراف إلى الالتزام بالدستور العراقي نصا وروحا، والاحتكام إليه بما يجري بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم والرجوع إلى المحكمة الاتحادية والالتزام بقراراتها وأحكامها». فيما دعا الصافي المسؤولين في الإقليم إلى «الرجوع إلى المسار الدستوري لحل القضايا الخلافية»، محذرا من أن «القيام بخطوات التقسيم والانفصل ومحاولة جعل ذلك أمرا واقعا، سيؤدي إلى عواقب غير محمودة تمس المواطنين الكرد، وربما يؤدي إلى ما هو اخطر من ذلك». وحذر من «فسح المجال لتدخل العديد من الأطراف الإقليمية والدولية في الشأن العراقي، لتنفيذ أجندتها ومصالحها على حساب وطننا»، مشددا «على أهمية محافظة الحكومة والقوى السياسية على الحقوق الدستورية للكرد وعدم المساس بشيء منها». وتابع قائلاً: «لا يجوز للتطورات السياسية الأخيرة أن تؤثر سلبا على العلاقة المتينة بين أبناء الوطن من العرب والتركمان والكرد وغيرهم، ويجب تجنب كل ما يمكن أن يسيء إلى اللحمة الوطنية». وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي في بيان، «نؤكد تقديرنا العالي وترحيبنا بموقف المرجعية الدينية العليا بالحفاظ على وحدة البلد وتحديد الدستور والمحكمة الاتحادية كمرجعية لحل اية خلافات مع إقليم كردستان وهذا يدعم الموقف الذي اتخذه رئيس مجلس الوزراء الرافض للانفصال والتقسيم». وأضاف «نؤيد توجيهاتها (المرجعية) التي تعبر عن الموقف الوطني برفض استفتاء كردستان واعتباره غير دستوري، إضافة إلى الحفاظ على المواطنين الأكراد». وفي ردة فعل سياسية أخرى على موقف المرجعية، أبدى حزب الدعوة الإسلامية ـ بزعامة نوري المالكي، تأييده ودعمه لموقف وتوجيهات المرجعية الدينية العليا، لـ«الحفاظ على وحدة العراق» من خلال الالتزام بالدستور في كل جزء من العراق، والرجوع إلى المحكمة الاتحادية عند الاختلاف. ووصف المكتب السياسي للحزب، في بيان صحافي، التعويّل على المحكمة الاتحادية بـ«الحل الأمثل لتجاوز الأزمة التي ظهرت بعد إجراء الاستفتاء غير الدستوري في كردستان العراق»، على حدّ البيان. كما حثّ المعنيين على ضرورة «وعي خطورة المرحلة التي يمر بها العراق وقواته البطلة وهي تقاتل الإرهاب (…) ويحذر من المؤامرات التي تحاك ضد استقرار العراق ومستقبله وإشغاله في أزمات متعاقبة، لمنعه من النهوض وتجاوز محن العدوان والإرهاب والمؤامرات عليه». وأعرب الحزب عن تطلعه لـ«العمل المشترك مع إخواننا الكرد والتركمان وكل المكونات العراقية وقواه الخيرة، وبالتعاون مع الحكومة الاتحادية (…) لتجاوز المشكلات التي رافقت الاستفتاء وإنهاء نتائجه، ولتقديم أفضل ما يمكن لشعبنا العراقي». في الطرف المقابل، يقود النائب عن اتحاد القوى رعد الدهلكي حراكاً سياسياً تحت قبة البرلمان العراقي لجميع تواقيع للمطالبة بإعادة التصويت على الفقرة (رابعاً) من قرار البرلمان الأخير بشأن تداعيات استفتاء إقليم كردستان العراق. وحصلت «القدس العربي» على وثيقة، تحمل هامش النائب رعد الدهلكي، تتضمن طلباً إلى رئيس مجلس النواب، بإعادة التصويت على فقرة «غلق المنافذ الحدودية التي تقع خارج سيطرة السلطة الاتحادية، واعتبار البضائع التي تدخل من غير هذه المنافذ مهربة». واعتبر الموقعون على الوثيقة (17 نائباً)، أن القرار «فرض حصارا على الشعب العراقي، وعقوبة جماعية للشعب الساكن في كردستان، لا ذنب له فيها». وفي مبادرة جديدة، قدم نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي، مقترحا من ست نقاط للعبادي ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، داعيا إياهما إلى فتح باب الحوار «دون شروط مسبقة»، فيما شدد على ضرورة إيقاف التصعيد والحملات الإعلامية وتجنب أي صدام مسلح في المناطق المتنازع عليها. وقال، في بيان صحافي «بعد أن أطلقنا مبادرة لحل الأزمة التي تعصف ببلادنا (…) والاستجابة الايجابية من مسعود البارزاني لهذه المبادرة، أرسلت رسالة إلى رئيس مجلس الوزراء يوم الجمعة (أمس)، أناشد حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ومسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان باستثمار هذا التطور بالانتقال إلى صفحة عملية أخرى». وتتضمن مبادرة علاوي «فتح باب الحوار دون شروط مسبقة لأي طرف، وان يكون سقف الحوار هو دستور جمهورية العراق»، إضافة إلى «دعوة الأمم المتحدة بدعم الحوار ومطالبة الأمين العام أن يبعث ممثلا مدعوما بفريق من الخبراء». وطلب أيضاً «إيقاف التصعيد والحملات الإعلامية والقرارات التي تتسبب في مزيد من التوتر»، فضلاً عن «بذل أقصى الجهود لتجنب أي صدام مسلح في المناطق المختلف عليها وفي مقدمتها محافظة كركوك وحقن دماء العراقيين جميعاً». وشدد على «إيجاد الحلول وطنيا والابتعاد عن التدخلات الخارجية لدول الجوار التي من شأنها تعميق الأزمة وسحب العراق إلى المزيد من التجاذبات والتوترات». وأن «تنتهز الأطراف جميعها هذه الفرصة لتحقيق مصالحة وطنية شاملة والخروج من المحاصصة وبناء المؤسسات الناجزة التي تفضي إلى دولة المواطنة والتي تقوم على العدل والمساواة وسيادة القانون». المطلك مستعد لتبني وساطة مبادرة نائب رئيس الجمهورية جاءت عقب ساعات قليلة من إعلان رئيس ائتلاف العربية صالح المطلك، استعداه لتبني وساطة بين حكومتي بغداد وأربيل، ووضع خريطة طريق «للاستجابة للمطالب وتذليل الصعاب»، داعياً في الوقت عينه إلى «ثورة دستورية» وإجراء تعديلات عاجلة وإعادة النظر وتقويم العملية السياسية. وقال في بيان، «طالما حذرنا في أكثر من مناسبة من ثغرات ومشكلات في الدستور العراقي (…) نحمل مجلس النواب والسلطتين القضائية والتنفيذية مسؤوليتهم التاريخية إزاء محاولات تندرج ضمن أطر العناد السياسي وسباقات لَي الأذرع وتصفية حسابات شخصية بين بعض السياسيين، ما يعرض وحدة البلاد وأمنها المجتمعي للخطر والتشوه من جديد». وجدد، وفقاً للبيان، رفضه «نتائج الاستفتاء الذي جاء نتيجة حتمية للسياسات الخاطئة والتخبط التي اتسمت بها المراحل السابقة»، لافتا إلى أن «الأوان قد حان لإجراء مكاشفة صريحة، وإنهاء حالة التفسيرات الكيفية للدستور، ولا بد من عمل جاد وسريع وحتمي لتشذيب بعض فقراته لضمان وحدة الشعب والوطن». إلى ذلك، باشرت اللجان البرلمانية في مجلس النواب العراقي، هذا الاسبوع، بعقد اجتماعات مع الوزارات والجهات الحكومية، بغية متابعة تنفيذ القرارات المتعلقة برفض استفتاء كردستان. وعلمت «القدس العربي» من مصادر نيابية مطلعة، إن «اللجان المعنية بالتواصل مع الجهات والمؤسسات الحكومية هي (المالية، والأمن والدفاع، والنزاهة، والعلاقات الخارجيـة، والخدمات والإعمار، والاقتصاد والاستثمار، والقانونية)». ومن المقرر أن تشرع تلك اللجان باستضافة الوزراء المعنيين بشكل دوري، لإطلاع البرلمان على سير تنفيذ القرارات وكافة الاجراءات المتعلقة بها. إقليم كردستان يرفض تسليم المنافذ الحدودية… والعبادي ينأى عن «سياسة تجويع» وساطة جديدة لعلاوي والمطلك… والسيستاني يأسف لمحاولات اقتطاع شمال العراق |
إحباط هجوم لـ«الدولة» في الأنبار… واستعادة قرى غربي الحويجة Posted: 29 Sep 2017 02:23 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي» ـ الاناضول: أعلنت قيادة عملية استعادة الحويجة، أمس الجمعة، أن القوات الأمنية المشتركة استعادت 11 قرية غربي القضاء، مشيرة إلى أنها مازالت مستمرة في التقدم لاستعادة باقي المناطق. ونقلت خلية الإعلام الحربي في بيان، عن القيادة قولها، إن «قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع واللواء الثالث والرابع من الحشد الشعبي، استعادة قرى (غريب1، غريب2، الكرنة، العلكاية، الحجامة، الشجرة، المصطاح، حمود الخلف، العبلات، نميلة، طويرية)، ومازالت القطعات مستمرة في التقدم». جاء ذلك بعد إعلان قيادة الشرطة الاتحادية، أن «قوات مغاوير النخبة تمكنت من استعادة عدد من القرى غرب الحويجة»، موضحة أن «قوات مغاوير النخبة قتلت 17 عنصرا من تنظيم الدولة واستعادت قرى الشجرة وحمود الخلف والعبلات غرب الحويجة، ورفعت العلم العراقي على مبانيها». واندلعت أمس معارك عنيفة بين قوات الشرطة الاتحادية ومسلحي «الدولة» شمال ناحية العباسي التابعة لقضاء الحويجة، وفق ما نقلت وكالة «الأناضول» الملازم في قوات الرد السريع خالد سهيل الناصري، مشيراً إلى أن «تنظيم الدولة استخدم السيارات المفخخة والقصف الصاروخي لإيقاف تقدم القوات». وأوضح أن «القوات العراقية أبطأت تقدمها وبدأت بقصف مدفعي وصاروخي مكثف على مناطق تحصن عناصر الدولة»، مؤكدا أن «عجلات على الاقل تابعة لتنظيم الدولة تم احراقها». وأعلن رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، انطلاق المرحلة الثانية من تحرير قضاء الحويجة في محافظة كركوك شمالي البلاد فجرأمس الجمعة. وقال القائد العام للقوات المشتركة العراقية الفريق أمير يارالله، في بيان إن «قوات الجيش وقوات الشرطة الاتحادية والرد السريع وقوات جهاز مكافحة الإرهاب وقوات الحشد الشعبي والحشد العشائري شرعت بعملية واسعة لتحرير مناطق مركز قضاء الحويجة وناحية الرشاد وناحية الرياض وناحية العباسي». وأضاف أن قوات التدخل السريع بدأت عملياتها ليل الخميس الجمعة بعبور النهر الواقع شمال الحويجة ثم «اقامة جسور لتأمين الوحدات المتوجهة إلى العباسي» على بعد نحو عشرة كيلومترات غرب المدينة. أقدم تنظيم «الدولة» على حرق بئرين نفطيين في حقول علاس النفطية في جبال حمرين جنوب غربي المحافظة. ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر قولها إن «عناصر تنظيم الدولة قامت، (أمس الجمعة)، بحرق بئرين نفطيين في حقول علاس النفطية في جبال حمرين قرب ناحية الرشاد، (55 كم جنوب غربي كركوك)، مما تسبب عنه نشوب حريق كبير في البئرين اللتين كانتا تحت سيطرة التنظيم ». وأضافت المصادر إن «إقدام التنظيم على إحراق الآبار النفطية تهدف لمنع الرؤيا في المنطقة ومنع استهداف مقراته من قبل الطائرات العراقية والتحالف الدولي». ومع انطلاق المرحلة الثانية من عمليات تحرير قضاء الحويجة، علمت «القدس العربي» من مصادر محلية وصحافية متطابقة، بأن عند محيط الحويجة. وطبقاً للمصادر فإن «قوات البيشمركه والأسايش انسحبت من نقاطها ومراكزها في مناطق الزركة والطوز، بالتزامن مع انطلاق المرحلة الثانية لعملية تحرير الحويجة». وأضافت المصادر إن «الأهالي يخشون من احتمالية وجود اتفاق بين تلك القوات وعناصر التنظيم لفتح ثغرة والدخول إلى كركوك للقيام بعمليات انتقامية ضد التركمان والعرب»، مشيرة إلى أن «قوات الحشد عززت تلك النقاط والمقرات». في الموازاة، قال قائد عسكري عراقي إن قواته بمساندة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة أحبطت، هجوما لتنظيم «الدولة» وقتلت 45 من عناصر التنظيم، في محافظة الأنبار، غربي البلاد. وأوضح قائد الفرقة السابعة، اللواء الركن نومان عبد الزوبعي، أن «تنظيم الدولة حشد العشرات من عناصره المدججين بالأسلحة للهجوم على ناحية كبيسه جنوب مدينة هيت (غرب الرمادي)». وأضاف أن «مسلحي التنظيم كانوا محتشدين في الصحراء الجنوبية للناحية وكانوا في طريقهم إلى مركز ناحية الكبيسة». وتابع بالقول، إن «القوات العراقية وبإسناد كبير من طائرات التحالف الدولي تمكنت من تدمير قوة داعش قبل وصولها إلى مركز الناحية»، مبينا أن «45 مسلحا من التنظيم قتلوا فضلا عن تدمير ست مركبات تحمل أسلحة ومعدات ومواد متفجرة». وحسب الزوبعي «تم افشال مخطط الإرهابيين بالهجوم على ناحية كبيسه وتم قتلهم جميعا». واستعادت القوات العراقية ناحية كبيسه من تنظيم «الدولة» مطلع العام الماضي وينتشر فيها قوات حكومية ومقاتلو العشائر السنية، لكنها تواجه هجمات على فترات متباينة يشنها مسلحو التنظيم انطلاقا من قضائي القائم وراوه اللذين يسيطر عليهما تنظيم «الدولة»على حدود سوريا. إلى ذلك، تعرضت صباح أمس ناحية الوفاء غرب الرمادي، إلى قصف عنيف من قبل تنظيم «الدولة» بواسطة خمس قذائف هاون وفق ما أكد حسين كسار، المستشار الأمني لرئيس مجلس محافظة الأنبار، مشيراً إلى أن «القصف أوقع خسائر مادية دون وقوع خسائر بشرية». وأضاف أن «أهالي ناحية الوفاء يطالبون بتعزيزات عسكرية من الجيش والشرطة للوصول إلى الناحية وذلك لقلة عدد القوات الأمنية المتواجدة فيها». وطالب، بـ«ضرورة تسليح وتجهيز أبناء العشائر بالعتاد والسلاح والعجلات لمقاومة أي هجوم او تعرض لعصابات داعش على الناحية». إحباط هجوم لـ«الدولة» في الأنبار… واستعادة قرى غربي الحويجة قوات البيشمركه الكردية انسحبت من مناطق خاضعة لسيطرتها |
كركوك: استهداف التركمان والعرب يزداد عقب الاستفتاء Posted: 29 Sep 2017 02:23 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: تترقب الأوساط السياسية والمحلية في محافظة كركوك، ما ستنتجه سلسلة الإجراءات الحكومية المتخذة؛ على خلفية إجراء الاستفتاء في إقليم كردستان العراق في 25 أيلول/ سبتمبر الماضي، مع استمرار الاضطراب الأمني في المحافظة، وسيطرة «مجاميع مسلحة» على جميع مفاصل المدينة «المتنازع عليها». المدينة المنعزلة عن الحكومة الاتحادية منذ عام 2005، لم «تعترف» بأي قرار يُتخذ في بغداد، وتُدار ـ من ذلك التاريخ، سياسياً وأمنياً واقتصادياً من قبل المحافظ حصراً، الأمر الذي أسهم في ارتفاع وتيرة «الجريمة المنظمة» وسط غياب «سلطة الدولة»، حسب مصادر. إجراء الاستفتاء في كركوك، أسهم إلى حدّ كبير في زيادة سخط الأهالي من ممارسات الحكومة المحلية، التي يعدّونها بأنها «غير شرعية»، وتسعى لتحقيق مكاسب «قومية وسياسية». في هذا السياق، يقول رئيس مؤسسة إنقاذ التركمان، علي أكرم، لـ«القدس العربي»، إن «الإجراءات الحكومية الأخيرة بشأن الاستفتاء، يجب أن تجد طريقها إلى التنفيذ ـ خصوصاً الفقرة التي تحدثت عن متابعة من أسهم في إجراء الاستفتاء قضائياً، لا سيما بعد أن صوّت عليها البرلمان، وكسبت الشرعية من السلطة القضائية». وأضاف: «الأحزاب الكردية كانت تعتمد سابقاً على ازدواجية الموقف الدولي في التعامل مع العراق (…) الموقف الدولي كان يتعامل مع جهتين، (بغداد وأربيل) ولم يتعامل مع جهة واحدة ودولة ذات سيادة ومركزية واضحة». ويرى أن «خطوة الاستفتاء لم تكن مدروسة، ولا نعلم ما هو الدافع الحقيقي للأحزاب الكردية منها، لكن الواقع يقول إنها جعلت الأحزاب الكردية في زاوية حرجة جداً»، مشيراً إلى أن «المجتمع العراقي وجميع المؤسسات الوطنية رفضت الاستفتاء، فضلا عن الدول الإقليمية والمجتمع الدولي، باستثناء الترحيب الإسرائيلي». كل تلك المواقف أعطت دعماً للحكومة المركزية بضرورة تنفيذ الالتزامات والفقرات التي ألزمت نفسها بها، ابتداءً من السيطرة على حقول النفط في كركوك، بعتبارها ثروة وطنية، وانتهاءً بالقضية الأمنية والمنافذ الحدودية، والسيطرة على كل واردات الإقليم وجعلها بيد الحكومة المركزية، على حدّ قول المصدر. وعن ما ستجنيه محافظة كركوك من إجراءات الحكومة الاتحادية في بغداد، يقول: «محافظ كركوك مقال حالياً، حسب قرار البرلمان، وليست لديه أي صفة رسمية الآن (…) المحافظ لا يعترف برأي البرلمان، ويستند إلى كونه اختير للمنصب من قبل مجلس المحافظة، غير إن وجود الأخير غير شرعي، واختير في عام 2005 لدورة واحدة، وأنهى مهامه». المحافظ يعتمد علي قوة كردية وطبقاً للمصدر، فإن محافظ كركوك «يعتمد على وجود قوة عسكرية تابعة لحزبه (الاتحاد الوطني الكردستاني) في المحافظة (…) تستولي على النفط وإمكانات ومنافذ كركوك، فضلاً عن إن هذه القوة تحاول فرض سيطرته على المحافظة بشكل عام». واعتبر المصدر إن حل جميع المشكلات التي تعاني منها المحافظة، يأتي من خلال «فرض هيبة الدولة العراقية، بوجود قوة عسكرية اتحادية في كركوك». واعتبر أيضاً إن الوضع الأمني المضطرب في كركوك «يرتبط بشكل مباشر بالملف السياسي للمحافظة، إضافة إلى وجود داعش في نحو 40٪ من محافظة كركوك (قضاء الحويجة)». وأشار إلى إن «تحشيد قوات أمنية اتحادية في كركوك، يضمن عدم تنفيذ داعش لعمليات في المحافظة (…) زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي دعا يوم أمس (أمس الأول الخميس) بتسجيل صوتي، أتباعه إلى استغلال الثغرة بين الحكومة العراقية والإقليم في تنفيذ عمليات في محافظة كركوك». وأطلقت القوات المسلحة المشتركة، أمس الجمعة، المرحلة الثانية من عمليات تحرير قضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك، والذي يعدّ آخر معاقل التنظيم في المحافظة. وطبقاً للمصدر فإن «إكمال تحرير الحويجة في هذه الفترة بالذات، سيغلق الباب أمام أي خروقات من العصابات الإرهابية، كما إن فرض سلطة الدولة في الحويجة ومركز كركوك، سيسهم في حلحلة الأزمة الإدارية والسياسية في المدينة، فضلاً عن حل الأزمة الاقتصادية». وعن إمكانية ضمان «تخلي» الأكراد عن محافظة كركوك الغنية بالنفط، أوضحّ رئيس مؤسسة إنقاذ التركمان إن «الأحزاب الكردية وافقت على مقررات الأمم المتحدة عام 1991، بقرار 988، الذي تحدث عن ملاذ آمن للأكراد ضمن حدود معينة (محافظات أربيل ودهوك والسليمانية)»، لافتاً إلى إنه «في فترة تولي بول بريمير (الحاكم المدني للعراق)، تم وضع حدود لإقليم كردستان ضمن هذا القرار أو ما يسمى بالخط الأزرق». وعدّ تجاوز الإقليم إداريا وأمنياً واقتصادياً، «تجاوزاً على مقررات الأمم المتحدة قبل أن يكون تجاوزاً على المقررات الوطنية والدستورية العراقية». ووفقاً للمصدر فإن «المفاوضات الحكومية والسياسية فشلت في حل هذا النزاع، الأمر الذي نتج عنه سرقة مليارات الدولارات من تهريب نفط المحافظة، من دون أن يستفيد أهالي كركوك سواء كانوا كرداً أم عرباً أم تركمان، من هذه الأموال». وكشف عن وجود توجه «لتقسيم البلد وإدخاله بحرب أهلية»، مشبّهاً الاستفتاء بـ«ساحات الاعتصام» ـ التي شهدتها المحافظات السنية في فترة حكومة نوري المالكي، و«إدخال العراق في صراع وحرب من جديد». استهداف «ممنهج» للعرب والتركمان يمضي رئيس مؤسسة إنقاذ التركمان حديثه قائلاً: «منذ عام 2003، لم تشهد محافظة كركوك استقراراً، بسبب عدم وجود قوة أمنية مركزية، فضلا عن كون القوات المتواجدة في المحافظة معنية بحماية مكون واحد وهم الكرد». وفيما عدّ الاستفتاء سبباً في «زيادة الخلل الأمني في كركوك»، أكد أن «العرب والتركمان معرضون دائماً إلى الإرهاب والقتل والخطف والجريمة المنظمة». وأشار إلى أن «رفض الاستفتاء من قبل الجهات العربية والتركمانية في كركوك، أضاف سبباً آخر لزيادة ردود الفعل الأمنية ضدهم»، كاشفاً في الوقت عيّنه عن «استهداف البيشمركه والاسايش (قوة أمنية كردية خاصة) للمناطق التركمانية والعربية». وأوضّح أن : «الملف الأمني في كركوك ليس بيد جهة واحدة. حتى الكرد لا يتحركون عن طريق جهاتهم الرسمية فقط (…) لديهم البيشمركه والاسايش والـ PKK (حزب العمال الكردستاني)، الذي لديه هو الآخر عصابات كردية جاءت من خارج الحدود، وتمارس عملها وتستهدف المواطنين حسب أوامر من جهات عليا». لم يسمها، فضلا عن وجود «جهات أخرى متطرفة قريبة ـ إلى حدّ ما، من مجاميع إرهابية، إضافة إلى داعش، وعصابات الجريمة المنظمة». وطبقاً لتصريح المصدر فإن «هناك قائمة بأكثر من 120 مجرماً، مسؤولاً عن الكثير من الجرائم التي تحدث في كركوك (…) قسم من هؤلاء المجرمين من أهالي كركوك، والقسم الآخر من خارج المدينة، متهمون بارتكاب جرائم القتل والخطف والابتزاز». وتابع: «يتم القبض على هؤلاء بين فترة وأخرى، ويودعون في السجون ومن ثم يطلق سراحهم، من قبل أوامر من الجهات الأمنية في داخل كركوك». «هؤلاء يتم استخدامهم من قبل الأحزاب الكردية للقيام بعمليات نوعية محددة ضد الأهالي والمدنيين وجهات سياسية، ثم يتم القبض عليهم، وترحيلهم أحياناً إلى سجون في السليمانية وأماكن أخرى خارج كركوك»، يقول المصدر. وختم حديثه قائلاً: «عدم وجود حكومة حقيقية تحافظ على الأمن في كركوك، وعدم قدرة القضاء أيضاً في المحافظة على محاسبة أي مجرم، جعل الساحة مفتوحة أمام العصابات والمافيات والجهات الأخرى للعبث بأمن كركوك». كركوك: استهداف التركمان والعرب يزداد عقب الاستفتاء الأحزاب الكردية تستعين بـ120 شخصاً لتنفيذ عمليات «منظمة» مشرق ريسان |
السلطات المغربية تستعين بالبلطجية للاعتداء على المحتجين في طنجة Posted: 29 Sep 2017 02:23 PM PDT الرباط – «القدس العربي» : تتصاعد تظاهرات التضامن مع معتقلي حراك الريف ومطالبهم، في وقت أوقف معتقلون إضرابهم عن تناول الماء والسكر، وهو ما كان يهدد حياتهم، والاكتفاء بالاضراب عن الطعام الذي يخوضه العشرات من المعتقلين على خلفية حراك الريف منذ عدة أيام، احتجاجا على اعتقالهم وما تعرضوا له من انتهاكات أثناء هذا الاعتقال. وأعلن نبيل أحمجيق القيادي بالحراك، رفعه إضرابه عن الماء، بعد استجابة إدارة سجن عكاشة لمطالب معتقلي حراك الريف المضربين عن الماء؛ مع استمراره في الاضراب عن الطعام، الذي دخل فيه منذ 11 أيلول/ سبتمبر الجاري وتحدث عن توصله بمعية المعتقلين إلى اتفاق مع إدارة السجن لتسوية وضعيتهم داخل السجن، وتلبية طلباتهم المتمثلة في ضمان عدم تكرار أسلوب التفتيش الذي تعرض له المعتقلون خلال زيارة عائلاتهم الأربعاء الماضي، وتجميعهم كما كان عليه الحال والسماح لهم باستخدام الهاتف للتواصل مع عائلاتهم، وإعادة الأغراض المفقودة بما فيها مذكرات المعتقل محمد جلول التي تمت مصادرتها من قبل إدارة السجن. وقال أحمجيق، في بلاغ أصدره أمس الأول الخميس إن «قضية الإضراب عن الطعام ستظل مفتوحة إلى غاية إيجاد حل لملف حراك الريف وذلك بدءا برفع مظاهر العسكرة التي اتخذت من الريف قلاعا لها وإيقاف مسلسل المتابعات والاعتقالات مع إطلاق سراح المعتقلين والشروع في تحقيق الملف المطلبي للساكنة». وحذر الدولة المغربية من عدم عقد مصالحة مع الريف و«إذا تم استشهاد أي معتقل فستطال الدولة نظرة سوداوية أبدية من الريف، ولن تكون بعدها أية مصالحة، فسارعوا إلى مصالحة الريف قبل فوات الأوان» وأوضح أحمجيق الذي يوصف بـ «دينامو حراك الريف» إن «الخطوة التصعيدية المتمثلة في إضرابي عن الماء والتي خضتها من جراء سلوك لا مهني وحاط بالكرامة الإنسانية ومجحف في حق السجناء ومعاملاتهم، هذا السلوك المتمثل في عملية التفتيش اللامهنية التي طالت زنزانتي والتي يوجد بها إلى جانبي كل من المعتقلين محمد جلول وربيع الأبلق هذه العملية (التفتيش) أولا طالت زنزانتنا في غيابنا وثانيا بالطريقة التي مورست بها والتي لا تحترم قواعد التفتيش ولا المعاملة الإنسانية ولا العهد الدولي لحماية حقوق السجناء». وقال إنه «بعد أن توصلنا الى اتفاق وإلى حل لهذه المسألة وضمان الإدارة بالاستجابة للمطالب المتمثلة أعلاه؛ أخبر الرأي العام المحلي الوطني والدولي أنني رفعت إضرابي عن الماء منذ تاريخ إصدار هذا البلاغ؛ كما أننا أيضا ملتزمون بالسلوك الحسن والقيم النبيلة والحميدة سواء مع الإدارة أو الموظفين كما أسلفت، وهذا يشهد به الجميع سواء هيئة الدفاع التي تزورنا باستمرار؛ ولها مني الشكر الجزيل والامتنان الكبير لكل أعضائها واحدا واحدا واحدة واحدة وكما لا يفوتني أن أسجل تضامني اللامشروط مع الصديقين والاستاذين عبد الصادق البوشتيوي وخالد امعز بسبب المضايقات التي يتعرضون لها من طرف النيابة العامة». وأكد أن «قضية الإضراب عن الطعام معركة ستظل مفتوحة إلى غاية إيجاد حل لملف حراك الريف وذلك بدءا برفع مظاهر العسكرة التي اتخذت من الريف قلاعا لها وإيقاف مسلسل المتابعات والاعتقالات مع إطلاق سراح المعتقلين والشروع في تحقيق الملف المطلبي للساكنة». وقال أحمجيق «أجدني مضطرا لأقول بعد احترامنا لكل المبادرات المدنية والحقوقية واحترامنا للدولة أيضا وذلك من خلال إبداء حسن نيتنا في عدم التصعيد ومنح الوقت الكافي (4 أشهر) لإيجاد حل للقضية إلا أن الأمور ذهبت عكس ما كنا نظن ماضية في التصعيد أكثر لاسيما الاعتقالات العشوائية والأحكام القاسية التي طالت النشطاء الأبرياء من مختلف مناطق الإقليم». وذكر «الدولة ومسؤوليها أن تتدارك الموقف وتستجيب لمتطلبات وطموحات الجماهير فإذا تم استشهاد أي معتقل فستطال الدولة النظرة السوداوية الأبدية من الريف ولن تكون بعدها أية مصالحة فسارعوا إلى مصالحة الريف قبل فوات الأوان». والنشطاء والساكنة بـ «التشبث بالسلمية في نضالاتكم فهي رأسمال الحراك الشعبي كما أوصيكم بالإبداع في الأشكال النضالية». وتقدمت مندوبية السجون بوضع شكاية لدى النيابة العامة في محكمة الدار البيضاء، ضد المحامية بهيئة الدار البيضاء بشرى الرويسي أحد أعضاء هيئة الدفاع عن معتقلي حراك الريف وقالت المصادر إن وكيل الملك أحال بدوره شكاية التامك على مجلس هيئة المحامين بالدار البيضاء للنظر فيها، وذلك على خلفية مشاركة المحامية المذكورة في الوقفات الاحتجاجية التي تنظمها عائلات معتقلي احتجاجات الريف أمام المؤسسة السجنية عكاشة واتهمت المندوبية الرويسي بـ »الإزعاج والتشويش». وخلفت هذه الشكاية استياء عارما وسط عدد كبير من المحامين والحقوقيين ومتتبعي ملف معتقلي الحراك، معتبرين ذلك «وجها من أوجه التضييق على حرية التعبير والتظاهر وانتكاسة أخرى يرسمها المغرب في درب النضال من أجل الحقوق والحريات». وعبر العديد من المحامين والحقوقيين عن تضامنهم مع زميلتهم الرويسي، محذرين من أن يتطور الأمر ليطال محامين آخرين معروفين بنشاطهم ودفاعهم المستميت عن قضايا الشعب وأبرزها قضية معتقلي حراك الريف. وفي وقت سابق استدعى وكيل الملك في ابتدائية الحسيمة المحامي عبد الصادق البوشتاوي عضو هيئة دفاع حراك الريف وتم استدعاء المحامي خالد أمعز من طرف النيابة العامة بالناضور. وفي مدينة طنجة تعرض العديد من المحتجين لإصابات متفاوتة الخطورة أثناء مشاركتهم في وقفة احتجاجية تضامنية مع معتقلي «حراك الريف» وكافة المعتقلين السياسيين. وقالت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إن الوقفة التي نظمت مساء أمس الأول الخميس، عرفت تطويقا أمنيا للساحة، حيث تم تجييشها بمجموعة من «البلطجية» (شبيحة) قامت باستفزاز المحتجين وتعنيفهم في محاولة منهم لإفشال الوقفة، التي طالبت بإنقاذ حياة معتقلي »حراك الريف»، خصوصا المضربين عن الطعام. وقال شهود عيان إن «الهجوم وقع بعد أن حاول النشطاء التحرك في مسيرة احتجاجية والابتعاد عن تحرشات البلطجية، وفور انطلاق الشكل الاحتجاجي ببضعة أمتار عمل أمنيون على محاصرة الحقوقيين الموجودين في مقدمة المسيرة قبل أن يشن البلطجية هجومهم على المحتجين» وأن «عددا من العناصر الأمنية الموجودين بعين المكان لم تحرك ساكنا وظلت تتفرج على المهاجمين وهم يعنفون المحتجين». وقالت الجمعية إنه قد أصيب خلال الوقفة كل من نور الدين القاسمي (تعرض لإصابة خطيرة على مستوى الأنف والرأس وسرقة هاتفه)، وعبد المنعم الرفاعي رئيس الفرع المحلي للجمعية (تعرض للضرب المبرح وإصابة على مستوى الوجه)، كما تعرض للعنف الجسدي عضو مكتب الفرع للجمعية المغربية لحقوق الإنسان حكيم نكتار، وعزيز حمودان تعرض للعنف اللفظي والجسدي، ومحمد الصروخ تعرض للعنف اللفظي والجسدي إضافة إلى عدد آخر من المحتجين من بينهم طالب أسقط أرضا وتم ضربه وتكسير نظارته. وقال عبد المنعم الرفاعي، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في طنجة «إن عددا من البلطجية رفقة رجال أمن بالزي المدني، انهالوا على المحتجين بالضرب وبوساطة أسلحة حيث قاموا بإيذاء مجموعة من النشطاء وأنا من بينهم،حيث تم إسقاطي أرضا وتعرضت لإغماء قبل أن يتدخل مواطنون لإنقاذي» و»أن الاعتداء استمر حيث أسهم فيه أمنيون، وشخصيا تلقيت ضربات على مستوى الرأس والوجه ومناطق أخرى من الجسم «. وأدان الرفاعي هذا الاعتداء معتبرا أن «الدولة قطعت مع القانون بصفة نهائية بحيث أصبحت تمثل الفوضى عن طريق تسخير البلطجية ذوي السوابق العدلية والمدمنين على المخدرات والذين تتغاضى السلطات عنهم، حيث تستغل أوضاعهم الاجتماعية من أجل دفعهم لارتكاب أفعال مماثلة على غرار ما تعرض له بعض الصحافيين والمواطنين المتضامنين مع أبناء الشعب». السلطات المغربية تستعين بالبلطجية للاعتداء على المحتجين في طنجة محمود معروف |
منظمة العفو الدولية تطالب السلطات المغربية بإصلاحات جذرية في مجال حقوق الإنسان Posted: 29 Sep 2017 02:22 PM PDT الرباط – «القدس العربي»: عادت منظمة العفو الدولية، «أمنيستي»، لتسلط الضوء من جديد على الوضع الحقوقي بالمغرب وتشخيص أعطابه وبسط اختلالاته، والدعوة إلى القيام بإصلاحات جذرية في قضايا متعلقة به. وخصت أمنيستي المغرب بجزء كبير من الملحوظات، ضمن تقرير شامل يرصد الأوضاع الحقوقية في مجموعة من الدول حول العالم، حيث دعت المملكة إلى ضمان الاحترام الكامل لحرية التعبير وحرية المعتقد وتأسيس الجمعيات. وقالت إنها دأبت على إبلاغ السلطات المغربية، بانتظام، قلقها المتزايد بشأن القيود المفروضة على حرية التعبير وتأسيس الجمعيات وحرية التجمع، مذكرة بـ «موجة الاعتقالات في صفوف النشطاء والمتظاهرين والمدونين، المحتجزين على خلفية حراك الريف، إضافة إلى التفريق القسري للمظاهرات السلمية». ورحبت المنظمة بتعهدات المغرب بإزالة الحواجز الحائلة دون الترخيص لمنظمات المجتمع المدني، وتعديل قانون العقوبات بما يتفق مع المادة 9، من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، ويضمن وضع تدابير تكفل الاحترام التام لحرية التعبير، وعبرت عن أسفها «لرفض السلطات المغربية التوصيات التي تطالبها بوضع حد لاضطهاد الصحافيين وإطلاق سراح المحتجزين لمجرد ممارسة حقهم في حرية التعبير». وأشارت منظمة العفو الدولية إلى تعهد المغرب بضمان نزاهة المحاكمات وفقا للمعايير الدولية لحقوق الإنسان، وطالبت من الدولة تعديل قانون المسطرة الجنائية، من أجل ضمان الحق في المحاكمة العادلة، وحتى يتسنى لجميع المتابعين استشارة محاميهم أثناء استنطاقهم، منبهة إلى أنها «جمعت معلومات عن محاكمات غير عادلة في المغرب، استنادا إلى معطيات يزعم أنها انتزعت تحت التعذيب». ورحبت أمنيستي بالتدابير التي اتخذت من أجل مكافحة العنف ضد النساء والقاصرات، لا سيما مشروع القانون المتعلق بتعزيز حماية النساء ضحايا العنف، وفقا للالتزامات التي تعهد بها البلد، لكنها في المقابل، انتقدت مشروع القانون 103/13 المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء، لكونه «لا يتفق مع المعايير الدولية في تعريفه للاغتصاب، فضلا عن تجريم الإجهاض والعلاقات الجنسية خارج إطار الزواج». وتحدث تقريرها عن وضع المهاجرين واللاجئين، وقالت إنه « برغم التغيير الذي حدث في سياسات الهجرة واللجوء، لم يعتمد المغرب بعد على قوانين صلبة لحماية طالبي اللجوء واللاجئين. برغم التزامه بالإسراع في ملاءمة الإطار القانوني بشأن الهجرة واللجوء مع العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية». وعبرت المنظمة الحقوقية الدولية عن أسفها وقلقها تجاه استمرار صدور أحكام الإعدام، برغم عدم تنفيذها، منذ سنة 1993 «هذا الأمر، مرتبط بتعديل القانون الجنائي، الذي وسع نطاق تطبيق عقوبة الإعدام، ورفض المغرب للتوصيات المتعلقة بوقفه الاختياري للعقوبة في أفق إلغائها النهائي». واعتبر محمد السكتاوي، رئيس فرع «أمنيستي» في المغرب، أن الوضع الحقوقي في المغرب لا يبشر بخير، محذرا من حدوث «نكسة حقوقية». ونقل موقع اليوم 24 عن السكتاوي إن «إيقاع الإصلاحات الحقوقية في المغرب، لا يسار بالقوة والسرعة نفسها من طرف المسؤولين فيما يتعلق بتفعيلها وتطبيقها، ومثال ذلك المجهودات المبذولة من طرف المغرب لمناهضة التعذيب، مقابل تناسل وقائع تعرض عدد من المواطنين للتعذيب، وهذا يدل على أن بعضهم يحاول إيهامنا بسلامة الصورة خارجيا، في حين باطنها متهالك وخرب، وهو ما يدل على أن المغرب يسير عكس اختياراته الدستورية». وقال «إننا نعيش تضييقا على الصحافيين وعلى حرية التعبير لم يسبق له مثيل، ونوشك أن نهدم بناء قويا شيدته هيئة الإنصاف والمصالحة، الأمر الذي ينذر بحدوث نكسة حقوقية». منظمة العفو الدولية تطالب السلطات المغربية بإصلاحات جذرية في مجال حقوق الإنسان |
تحالف «دعم الشرعية» في مصر يدعو لأسبوع «ثوري» بعد موت مرشد الإخوان السابق Posted: 29 Sep 2017 02:22 PM PDT القاهرة ـ « القدس العربي»: دعا «التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب في مصر» إلى أسبوع ثوري جديد، بعنوان «الوفاء لشيوخ الثورة»، مؤكدا أن «الوفاء الحقيقي لهم هو في السير على نهجهم في التضحية والفداء والصمود، حتى نحقق ما جاهدوا من أجله». وقال في بيان له أمس الجمعة: «ها هو شيخ المجاهدين مهدي عاكف يفارق عالمنا غير مبدل ولا مغير، ها هو يغادر مرفوع الهامة موفور الكرامة، إنه الجبل الأشم الذي رفض أن يطأطئ رأسه إلا لله، الذي ظل صاما محتسبا حتى استشهاده في محبسه وهو في عامه التسعين، ليقدم بذلك أروع الأمثلة في التضحية والثبات والتمسك بالمبادئ والانتصار لها». وأضاف: «كان عاكف رحمه الله واحدا من شيوخ ثورة يناير الذين مهدوا لها، وكسروا حواجز الصمت قبلها، وهو الذي خرج على رأس مظاهرة ضخمة دعما لمطالب التغيير والإصلاح قبل الثورة بسنوات، وهو الذي دفع الشباب للتحرك في مواجهة الظلم والظالمين دون هوادة، وظل وفيا للثورة حتى آخر نفس في حياته، وهو الذي رفض أن يستجدي من الثورة المضادة عفوا رئاسيا أو ما شابه ذلك، مفضلا الموت واقفا على الحياة منكسرا». وتابع: «لم يكن عاكف وحده هو الذي قدم ومهد لثورة يناير، واستشهد في محبسه متمسكا بمبادئه، فقد سبقه شيوخ آخرون منهم الشيخ عصام دربالة (رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية)، والدكتور فريد إسماعيل، والشيخ نبيل المغربي، رحمهم الله جميعا». وواصل: «كما لحقهم شيوخ آخرون قضوا خارج السجن، ولا يزال هناك العديد من شيوخ الثورة صامدين في محابسهم، مقدمين للشباب خير قدوة في التضحية والثبات، ومنهم الدكتور محمد بديع، والمستشار محمود الخضيري، والشيخ حازم أبو إسماعيل، والدكتور رشاد بيومي وغيرهم». إلى ذلك، هاجم القيادي المنشق عن الجماعة الإسلامية في مصر، ناجح إبراهيم، أداء الحكومة المصرية والنظام إثر واقعة وفاة مرشد جماعة الإخوان المسلمين السابق مهدي عاكف، أثناء قضاء حبسه الاحتياطي. وقال في مقال نشره في جريدة «المصري اليوم»، أمس الجمعة، إن «الحكومة تلعب أحياناً في الملعب وحدها دون منافس ولكنها تحرز أهدافاً كثيرة في مرماها فتخسر دون مبرر، فما بالنا لو كان هناك منافسون أقوياء لها في كل المجالات، ولعل وفاة عاكف سجينا وهو في التسعين من عمره مثال على ذلك». وأشار إلى أن «الدولة خسرت سياسيا وأمنيا وإنسانيا بالقبض على رجل مثل مهدي عاكف وقد جاوز الخامسة والثمانين من عمره، ولم يكن له دور حقيقي أو حتى شكلي في كل الأحداث التي تلت ثورة 25 يناير، فلا عمره كان يسمح بذلك ولم يكن قياديا أو موجها أو مفكرا للإخوان». وأكد أن «إبقاء عاكف في السجن وهو شبه ميت بعد أن أصيب بأمراض الدنيا وأقلها سرطان البنكرياس، كان أمرا غير مفهوم، وكان إخراجه أكثر فائدة للدولة، فلم يكن له خطر أمني أو سياسي على الدولة أو النظام»، مشددا على أن «ما حدث مع مرشد الإخوان السابق يمكن أن يحدث مع آخرين مثل المستشار محمود الخضيري الذي لا يفيد سجنه الدولة أو النظام في الوقت الذي تمثل وفاته في السجن ضررا سياسيا وأمنيا وإنسانيا لهم». وتعليقا على عنوان نشرته صحيفة «روز اليوسف» الحكومية «الجنازة حارة والميت عاكف»، تساءل القيادي المنشق عن الجماعة الإسلامية: «هل وصلنا إلى هذا الدرك من إهانة الموتى الذين نختلف معهم سياسيا»، وهل الخلاف السياسي يفقد الناس آدميتهم وإنسانيتهم ويجعلهم هكذا يعتدون على حرمة الموت؟»، مؤكدا أن «التدين بلا إنسانية لا معنى له، والقانون بلا إنسانية لا جدوى منه، والوطنية دون إنسانية تعد غابة، والسياسة بلا إنسانية هي صراع حيواني بغيض، الإنسانية والرحمة قبل التدين، وقبل الوطنية والسياسة والقانون، وقبل كل شيء وفوق كل شيء». تحالف «دعم الشرعية» في مصر يدعو لأسبوع «ثوري» بعد موت مرشد الإخوان السابق منشق عن الجماعة الإسلامية يهاجم نظام السيسي لتمسكه بسجن مهدي عاكف |
الأزهر سيواجه «دعاوى الانحلال والانحراف الجنسي» Posted: 29 Sep 2017 02:21 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: قال عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين في جامعة الأزهر، إن «الأزهر كما يتصدى للجماعات المتطرفة التي تستهدف أمن المجتمع وتماسكه، فإنه كذلك سيواجه بكل قوة دعاوى الانحلال والانحراف الجنسي، التي يسعى أصحابها لنشر شذوذهم بين أبناء المجتمع المصري». ويأتي كلام العواري عقب إلقاء قوات الأمن المصرية القبض على سبعة أشخاص يوم الإثنين، بتهمة «الترويج للشذوذ الجنسي، والتحريض على الفسق والفجور». وحذر خلال خطبة الجمعة التي ألقاها أمس في الجامع الأزهر من أن «مصر قلب العروبة والإسلام لم ينس خصومها توجيه السهام إليها، تارة من خلال جماعات متطرفة بعيدة كل البعد عن الدين، وتارة أخرى من خلال منحرفين جنسيّا يدعون إلى الانحلال، ويريدون أن ينشروا شذوذهم بين أبناء مصر، التي أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بأهلها خيرًا، ولكن الأزهر سيتصدى لهم وسيقف لهم بالمرصاد مع مؤسسات الدولة». ودارت الخطبة حول «ترسيخ مكارم الأخلاق في ضوء دروس الهجرة النبوية»، إذ أوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر إلى المدينة المنورة من أجل ترسيخ القيم في بيئة تترعرع فيها الأخلاق، بعد أن أصبحت مكة بيئة تأبى الإسلام وتضطهد أهله، فحبب الله لرسوله صلى الله عليه وسلم دار هجرته التي تسمو فيها القيم وتعلو مكارم الأخلاق وتنطلق منها الدعوة لمحاربة الشر والقضاء على الفحشاء والمنكر والموبقات. ولفت إلى أنه «ما أرسل الله الرسل وما أُنزلت الكتب إلا من أجل بناء الأخلاق وترسيخ القيم، وهكذا كانت رسالة ودعوة وهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولقد أعلنها مدوية في آفاق العالمين وما زالت كلماته تتردد في أصداء الدنيا: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق». وأوضح أن «الله شرع للنفس كل ما تبتغي من حلال، وحرم عليها كل ما يؤدي بها إلى التهلكة والوقوع في الموبقات، فالإسلام كشريعة ما أغلق بابًا إلا ووضع البديل له، حيث حرم الزنا وأباح الزواج، وحرم السرقة وأوجب العمل، وهكذا كل صفة مذمومة حاربها الإسلام وضع بديلًا لها يتواءم مع الفطرة السوية التي تحافظ على استمرار الحياة وديمومة النفس الآدمية وعمارة الكون». وحذر خطيب الأزهر من «أصحاب الدعوات والمخططات الخبيثة التي تستهدف هدم المجتمعات المسلمة وتدمير دعائمها، المتمثلة في نخبة شبابها، الذين نظر إليهم الشرع نظرة إنصاف، فمنح كلاً منهم ما تتطلبه مقتضيات وجوده، ولم يقصر في وضع الحقوق والواجبات، وبمراعاة هذه الحقوق وبأداء تلك الواجبات يسعد المجتمع وترتقي الشعوب ويعم الصلاح ويتحقق الأمن النفسي والفكري والاجتماعي والاقتصادي». الأزهر سيواجه «دعاوى الانحلال والانحراف الجنسي» |
سلفيو مصر ينوون الانتشار أمام ضريح الحسين اليوم لـ«رصد تحركات الشيعة» Posted: 29 Sep 2017 02:21 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: أعلن الداعية السلفي المصري سامح عبد الحميد حمودة، عن انتشار أنصار التيار السلفي في محيط مسجد الحسين في العاصمة المصرية القاهرة، اليوم السبت، بالتزامن مع حلول يوم العاشر من محرم «عاشوراء»، لرصد وتوثيق تحركات «المتشيعين» على حد قوله. وقال حمودة، في بيان أمس الجمعة «سيكون هناك تواجد في محيط مسجد الحسين، لرصد وتوثيق تحركات المتشيعين، من دون أي احتكاك بأحد، وذلك لفضح أي محاولة لإقامة البدع الشيعية أو تحويل المساجد لحُسينيات ولطميات، أو التلبيس على الناس بخرافات من يزعمون أنهم يُحبون آل البيت، بينما غرضهم الأصلي هو نشر التشيّع على يد من تمولهم إيران، خلال الاحتفال بذكرى عاشوراء». وأكد أن «هناك رصد إلكتروني لمواقع وصفحات الشيعة لمعرفة أي إعلان عن تحركات أو تجمعات شيعية، أو الإعلان عن أي فعاليات في المساجد». وأشار كذلك إلى أن «هناك رصدا على الأرض، للمساجد المتوقع ذهاب المتشيعين لها، وذلك لكشف مخططاتهم وفضح أفعالهم، وتوثيقها بالصور والفيديو حتى تكون أدلة عليهم يتم تقديمها للجهات المعنية ومنها الأزهر، والشرطة، أو إقامة دعاوى قضائية ضدهم». ومنذ يومين، تصاعدت حدة التراشقات الإعلامية بين التيار السلفي والشيعة، بعدما دعا حمودة الحكومة المصرية لهدم ضريح الحسين، مؤكدا أن أن هذا الضريح ليس فيه الحسين. وقال في بيان إن «الحسين رضي الله عنه قُتل في كربلاء في العراق، ومسجد الحسين في القاهرة لا يوجد به رأس الحسين كما يكذب الشيعة، وهذا المسجد تم بناؤه بعد مقتل الحسين بمدة كبيرة، حيث بناه العُبيديون الذين يُقال لهم الفاطميون وهم شيعة، وقد كذبوا وزعموا أنهم حصلوا على رأس الحسين ودفنوها بالقرب من الجامع الأزهر مكان مسجد الحسين الحالي». في المقابل، قال القيادي الشيعي في مصر، الطاهر الهاشمي، إن لضريح الحسين ربا يحميه، وإن «الشعب المصري لو اجتمع على شيء فهو حب آل البيت الفطري»، متهما صاحب الدعوة لإزالته بأنه يحاول الإثارة الإعلامية. وأوضح أن «الدعوة صدرت كالعادة إرضاء للظلاميين المتطرفين والوهابية التي تتغلغل في أوصال المجتمع المصري، في حين تحارب في موطنها الأصلي في السعودية». وقال القيادي الشيعي إسلام الرضوي: أدعو كل مسلم غيور سواء كان سنيا أزهريا أو صوفيا أو شيعيا إلى التصدي لمثل هذه الدعوات والنباح بهدم مقام سيدنا الحسين، وتقديم بلاغات ضد هؤلاء المعاتيه. إلى ذلك، أكد رئيس القطاع الديني في وزارة الأوقاف، جابر طايع، أن مسجد الحسين سيعمل بكامل طاقته خلال ذكرى عاشوراء، مضيفا أنه لن يتم إغلاقه مهما كانت التهديدات التي يزعمها السلفيون، لأن هذا المكان ليس ملكًا لأحد سوى الشعب المصري. وأوضح طايع في تصريحات صحافية أنه في حال حدث أي فعل خارج يقوم به أي متشيع أو غيره سيتم التعامل معه بكل حزم من قبل المسؤولين عن المسجد وقوات الأمن. سلفيو مصر ينوون الانتشار أمام ضريح الحسين اليوم لـ«رصد تحركات الشيعة» مؤمن الكامل |
طاقم أمني يصل غزة لوضع خطة تأمين زيارة الوفد الحكومي وهنية يهاتف الحمد الله ويفتح قناة اتصال مباشرة لإنجاح الزيارة Posted: 29 Sep 2017 02:21 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: شرع طاقم أمني يضم عددا من ضباط الحرس الرئاسي، وآخرين من المخابرات العامة، وصل قطاع غزة قادما من مدينة رام الله، بوضع الترتيبات الأولية لمكان إقامة الوفد الوزاري الكبير المقرر وصوله الإثنين المقبل، لاستلام مهام الإشراف على المؤسسات الحكومية، وفق التفاهمات التي أبرمت مؤخرا في العاصمة المصرية القاهرة بين حركتي فتح وحماس. وشرع الوفد الأمني ويضم سبعة ضباط، والذي وصل إلى القطاع للتحضير لوصول الوفد الحكومي، لوضع خطة تأمين دخول الوفد الذي يرأسه الدكتور رامي الحمد الله. ومن المقرر أن يدخل الأحد المقبل أيضا وفد أمني آخر يضم عددا من الضباط من عدة أجهزة أمنية مختصة، حيث سجري التنسيق مع الأجهزة الأمنية في قطاع غزة، المشكلة من عناصر من حركة حماس، لتأمين الوفد الوزاري. وكان وفد إعلامي يمثل مؤسسات الإعلام الرسمي وصل مساء الخميس قطاع غزة، قادما من الضفة الغربية من معبر بيت حانون «إيرز». ومع بداية وصول الوفود القادمة من رام الله، كشف النقاب عن إجراء إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، اتصالا مع رئيس الحكومة الدكتور رام الحمد الله، جرى خلاله التباحث في ملف المصالحة، وزيارة الحكومة. وحسب ما ذكر من مصادر مطلعة فإن الاتصال الذي لم تتطرق له حركة حماس كعادتها في بيان رسمي، قام خلاله هنية بالتأكيد للحمد الله أن حماس تريد تطبيق المصالحة، وتمكين الحكومة من العمل في غزة، وأنها أعطت أوامر لكافة الموظفين المختصين بتسهيل مهمة الوفد الحكومي الزائر لغزة بشأن تسلم إدارة الوزارات. وفتح الاتصال قناة مباشرة بين رام الله وغزة، لترتيب أمور الزيارة الهامة للحكومة، والذي سيؤسس نجاحها لـ «اللقاءات الثنائية» بين فتح وحماس في القاهرة. ويتردد أن الوفد القادم من الضفة الغربية إلى غزة سيصل إلى أكثر من مئتي شخص، ويضم مسؤولين كبارا في الحكومة، بهدف تسلم مسؤولية إدارة الوزارات والمؤسسات الحكومية في غزة، بعد أن حلت حركة حماس اللجنة الإدارية. وقال محمد المقادمة الناطق باسم الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية في غزة، وهي الجهة التي تنسق عملية إصدار التصاريح مع الجانب الإسرائيلي للوفد، أن كافة طواقمها على أهبة الاستعداد، لاستقبال رئيس الوزراء ووفد حكومة التوافق الوطني. وأوضح أن طواقم الهيئة وضعت على أهبة الاستعداد، بتعليمات من الوزير حسين الشيخ، للبدء باستقبال وفود حكومة التوافق الوطني المقرر وصوله الإثنين المقبل. وأشار المقادمة إلى أن طواقم الهيئة استقبلت أولى الوفود القادمة من رام الله إلى قطاع غزة عبر حاجز «إيرز» أول أمس الخميس وعددهم 20 شخصاً. وأوضح أن الوفد يضم شخصيات إعلامية وأمنية، وذلك في إطار التجهيزات والترتيبات المتواصلة التي تسبق اجتماع الحكومة الأسبوع المقبل في قطاع غزة، مبيناً أن الهيئة والوزير الشيخ سيواصلون جهودهم من أجل إنجاح هذه الزيارة الهامة والتي من شأنها الدفع قدماً باتجاه تحقيق المصالحة الوطنية. في هذه الأثناء أكد النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، أن إنجاز المصالحة الفلسطينية «سيزيل كل آثار وتداعيات الانقسام التي أنهكت الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة». ودعا الخضري في تصريح صحافي، إلى إيحاد «خطة فلسطينية» بعد إنهاء الأزمات الناتجة عن الانقسام، تعتمد على رفع الحصار الإسرائيلي من خلال المجتمع الدولي، لوقف معاناة أكثر من عشرة سنوات. وشدد على أن هذه الخطوة ستمثل «بداية حقيقية لمرحلة جديدة تعزز الصمود، وتنهي كل أشكال المعاناة الاقتصادية والبيئية والصحية والتعليمية». وأكد أن الشعب الفلسطيني يتطلع لتمتين العلاقات الداخلية في كل المجالات لمواجهة التحديات الكبيرة وصولا لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.وقال «الخطوات الوحدوية التي ستبدأ عملياً بوصول حكومة الوفاق إلى غزة الإثنين المقبل لتسلم مهامها في إدارة القطاع كما الضفة الغربية، سيزيل كل آثار الانقسام وتداعياته وانعكاساته في مجالات الكهرباء والصحة والموظفين وغيرها». وشكر الخضري مصر لرعايتها للمصالحة، ومتابعة المصالحة لتصبح واقعاً عمليا، معتبراً أن هذا الدور المصري يعد «امتدادا لرعاية وإسناد شعبنا الفلسطيني طيلة مرحلة نضاله لنيل حريته». طاقم أمني يصل غزة لوضع خطة تأمين زيارة الوفد الحكومي وهنية يهاتف الحمد الله ويفتح قناة اتصال مباشرة لإنجاح الزيارة أشرف الهور: |
عريقات يهاجم فريدمان سفير أمريكا في إسرائيل…. والرباعية الدولية تدعم المصالحة ودمج غزة مع الضفة الغربية Posted: 29 Sep 2017 02:20 PM PDT رام الله ـ «القدس العربي»: اضطرت وزارة الخارجية الأمريكية لتوضيح بعد ردود الفعل التي أثيرت في أعقاب تصريحات للسفير الأمريكي في تل أبيب ديفيد فريدمان، التي زعم فيها أن إسرائيل تحتل 2 بالمئة فقط من الضفة الغربية وصراحته في دعم الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية. وجاء على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيثر ناورت «أن أقوال فريدمان لا تمثل حدوث تغيير في السياسة الأمريكية تجاه الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني». وقالت «أنا على علم بأقوال السفير وملاحظاته، وأريد أن أكون واضحة بشكل مطلق في هذا الموضوع، لا ينبغي أن تفسر كتعبير عن رأي حيال النتيجة النهائية للمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين إضافة إلى ذلك، فإنها لا تدل على تغيير في السياسة الأمريكية». وكان صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قد انتقد السفير الأمريكي لدى اسرائيل دافيد فريدمان لتأييده للسياسة الإسرائيلية، بعد قوله إن اسرائيل لا تحتل سوى 2 في المئة من الضفة الغربية. واعتبر المسؤول الفلسطيني ان فريدمان استغل منصبه سفيراً أمريكياً للدفاع عن سياسات الاحتلال والضم الإسرائيلية. كما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لنبيل شعث، وهو مستشار الرئيس الفلسطيني للعلاقات الدولية، قال فيه ان تصريحات فريدمان تعد أنباء سيئة للغاية حقيقة بالنسبة لمستقبل أي محاولة أمريكية لصنع السلام في الشرق الأوسط. وهو ما ردت عليه وزارة الخارجية الأمريكية. في غضون ذلك وعلى صعيد المصالحة الوطنية الفلسطينية فقد دعا ممثلو اللجنة الرباعية الدولية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لدمج قطاع غزة مع الضفة الغربية تحت القيادة الشرعية للسلطة الفلسطينية. ورحب ممثلو الرباعية الدولية للشرق الأوسط، وهم كل من روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بالجهود المبذولة بما في ذلك الجهود المصرية، في سبيل تسليم الإدارة في قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية. وذكرت وزارة الخارجية الروسية على موقعها الإلكتروني أن الدول دعت الأطراف المعنية إلى اتخاذ بعض الإجراءات اللازمة لإلحاق قطاع غزة بالضفة الغربية عبر فتح المعابر الحدودية، آخذين بالاعتبار القلق الإسرائيلي فيما يتعلق بأمن تلك المعابر وكذلك توفير الدعم الدولي لتحقيق الاستقرار في غزة وتطويرها، الأمر الذي يعد أمرا ضروريا لتحقيق التسوية في المنطقة. وأعرب ممثلو الرباعية الدولية عن استعدادهم للعمل مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية ودول المنطقة من أجل تحقيق تلك الأهداف، حسب بيان الخارجي، وعلى ضرورة بذل الجهود لتصحيح الوضع الإنساني في غزة وقبل كل شيء حل مشكلة الطاقة الكهربائية، لما لها من تأثير مدمر على الوضع الصحي في القطاع، وكذلك الحالة الاجتماعية والاقتصادية هناك. ودعت الرباعية المجتمع الدولي لتنفيذ التزاماته وتعهداته بهذا الشأن. وجددت حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» البيعة لدماء الشهداء والجرحى ولشعبنا في الوطن والشتات، مؤكدة مضيها قدما على درب التحرير وبناء الدولة المستقلة والتمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية. وقالت حركة فتح في بيان صادر عن مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية، لمناسبة الذكرى السابعة عشرة لاندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000: «يمر العام السابع عشر على انتفاضة الاقصى وشعبنا ما زال يعيش ظروفا صعبة نتيجة استمرار إسرائيل، قوة الاحتلال، في ممارساتها الاستعمارية الاستيطانية للأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية ومحيطها، وخاصة في قرى شمال غرب القدس التي تتعرض لاقتحامات ومداهمات وحصار لليوم الثالث على التوالي، امعاناً في سياسة العقاب الجماعي بحق أهلها». وأضاف «ان الاستعمار الاستيطاني يشكل انتهاكاً جسيماً لاتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949، ولقرارات مجلس الأمن الدولي، وانتهاكاً لأحكام الفتوى القانونية لمحكمة العدل الدولية لعام 2004. وأشارت إلى المقاومة الشعبية بالتوازي مع حالة الحراك الدبلوماسي الرسمي الفلسطيني وزيادة الضغط الدولي لعزلة دولة الاحتلال المتطرفة، والذي كان آخره انضمام فلسطين الى منظمة الشرطة الدولية «الإنتربول» للدفع باتجاه إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية. وأعلنت الحركة رفضها للسياسات والمواقف والإجراءات الاسرائيلية التي كان آخرها تصريحات رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في حديثه، خلال ما أطلق عليه «الاحتفال بمرور خمسين عاما على احتلال الأرض الفلسطينية» فيما يعرف بمستعمرة «غوش عتصيون»، والذي وصف «الاستيطان» بأنه مهم، وأنه لن يكون هناك اقتلاع «للمستوطنات»، مؤكدة أن كل اجراءات وممارسات إسرئيل، قوة الاحتلال، في الأرض الفلسطينية غير شرعية وباطلة. عريقات يهاجم فريدمان سفير أمريكا في إسرائيل…. والرباعية الدولية تدعم المصالحة ودمج غزة مع الضفة الغربية فادي أبو سعدي: |
«برلمانية تمتطي حصاناً»… كاريكاتير يكشف عن المناخ العدائي بين الإسلاميين واليساريين في الأردن Posted: 29 Sep 2017 02:20 PM PDT عمان ـ «القدس العربي»: لا يوجد تفسير مباشر لحبس الناشط الأردني راكان حياصات بسبب شكوى اعتيادية قدمتها عضو كتلة الإصلاح البرلمانية النائبة ديمة طهبوب ضدَّه بتهمة القدح والذم والتشهير. وحياصات ناشط شاب بارز في مجال التصدي لاتفاقية الغاز مع الكيان الإسرائيلي. وهو بهذا المعنى مشارك للتيار الإسلامي الذي تمثله طهبوب في البرلمان، إضافة إلى أن قضايا المخالفات الإلكترونية لا تؤدي في الحالات الاعتيادية إلى عقوبة السجن على ذمة التحقيق. ينتمي حياصات لأحد الأحزاب اليسارية، وعليه أصبح إصرار طهبوب على محاكمته بطريقة نظامية عنواناً لاستمرار أزمة الثقة بين التيار اليساري والإسلامي، حيث حلقات التعاون سياسياً على الأرض «شبه ميتة» مرحليًا. طهبوب؛ وهي الناطقة باسم كتلة الإصلاح البرلمانية المحسوبة على الإخوان المسلمين، مارست حقًا طبيعيًا باللجوء إلى القضاء إزاء ما تصفه بأنه حملة منظمة تستهدف تشويه موقفها والتعرض بالتجريح لها شخصيًا. وأغلب التقدير أن طهبوب نفسها فوجئت بقرار توقيف خصمها وبتنفيذ الحبس الاحتياط، الأمر الذي أثار غضبًا عارمًا ضدَّ التيار الإسلامي ونقدًا لاذعًا له، وسط مئات من نشطاء اليسار الذين اعتبروا حبس حياصات دليلًا إضافيًا على ضيق الإسلام السياسي في مواجهة الرأي الآخر والنقد. تخفق حتى اللحظة التوضيحات التي تقدمها طهبوب للرأي العام بالحد من الانتقاد الواسع لها على مدار خمسة أيام، بسبب شكواها القضائية ضدَّ ناشط مارس حقه في انتقاد موقفها السياسي، عندما نشر صورة لها تمتطي حصاناً، وهي صورة اعتبرتها طهبوب إساءة مقصودة لها، لفبركة موقفها كامرأة متطرفة، خلافاً لحقيقتها ومواقفها. الجدل في السياق احتدم بين الإسلاميين واليساريين، لكنّ الطرفين لا يريدان الإقرار بأن سلطة الإدعاء هي التي سجنت حياصات في مفاجأة للأطراف كلها، وأن الملف برمته بين يدي القضاء، ومن غير الجائز التعليق عليه. ثمة من يتصور أن شكوى طهبوب تُستثمر ضد حياصات بسبب نشاطه المألوف والمسجل في مجال مكافحة اتفاقية الغاز مع إسرائيل. لكن من يقولون بذلك يفتقرون لأدلة مقنعة. وبرغم أن طهبوب ترفض الإقرار بأنها استهدفت الناشط الشاب لأسباب أيديولوجية، وفي إطار خصومة حزبية، إلا أن حزب الوحدة الشعبية الذي ينتمي له الشاب الحبيس بغطاء شكوى طهبوب، كان قد تقدم منذ أسابيع قليلة بخطوة سلبية جدّا ضدَّ حركة الإخوان المسلمين عندما رفض توجيه الدعوة لتيار الإخوان للمشاركة في «لقاء وطني» في ذكرى رحيل الشهيد أبو علي مصطفى. بتلك المناسبة التي حظرتها السلطات الإدارية في وزارة الداخلية دُعيت الأحزاب الوطنية والقومية جميعها للمشاركة فيها داخل مقر حزب الوحدة الشعبية. الناشط النقابي المعروف المهندس ميسرة ملص لفت نظر حزب الوحدة الشعبية إلى توجيه دعوة لحزب جبهة العمل الإسلامي المشارك في المعارضة الحزبية لكن الحزب اليساري امتنع عن توجيه الدعوة، بمعنى أنه لا يريد مشاركة الإسلاميين في نشاطاته ولا التعاون معهم، من دون أن يعني ذلك بأن شكوى طهبوب ضدَّ حياصات جزء من هذا الاشتباك. مصدر بارز في الحركة الإسلامية عبّر أمام «القدس العربي» عن أسفه لأن حزبًا عريقًا في حجم الوحدة الشعبية يرفض توجيه دعوة لأهم أحزاب المعارضة، في لقاء بسيط، له علاقة بالشهيد المناضل أبو علي مصطفى. بيت الإخوان التقط الرسالة اليسارية بأسف، ومسؤولون فيه تحدثوا عن «داعشية يسارية» مستقرة تنفلت بين الحين والآخر في وجه الإخوان المسلمين حصريًا، فيما اعتبر يساريون علنًا سلوك طهبوب في قضية حياصات من الطراز المنتمي للتفكير «الداعشي» الذي يرفض الآخر ولا يتحمل النقد. طهبوب ردت بالإشارة للفارق بين النقد الإيجابي المقبول عندها كشخصية عامة والتجريح والاستهداف والتهديد. من الواضح أن المناخ بين الإسلاميين واليساريين في الأردن على المستوى المدني والحزبي سلبي للغاية، ومن الصعب أن يؤدي لاستئناف تجربة اللجنة العليا التنسيقية لأحزاب المعارضة. احتقان طهبوب ضدَّ كاريكاتير حياصات يثبت ذلك عمليًا، برغم أن المسألة قد تكون لها علاقة أصلاً بسلسلة من القيود المقصودة قد تطال فعاليات التعبير وحريات التعبير الإلكتروني جميعها عشية الوجبة التالية القاسية من الإصلاحات الاقتصادية. وهي حملة بدأت أصلاً مع تحرش مراقب الشركات في مركز حماية وحريات الصحافيين الذي يمثل المؤسسة الأهم في مجال الدفاع عن حريات الإعلاميين على المستوى المحلي، بذريعة تلقي أموال خلافًا لشروط الترخيص. ويؤشر ذلك علميًا على أن الجدل المحتدم بخصوص كاريكاتور الحصان وطهبوب قد لا يتجاوز أصلا مناخ الحساسيات بين اليسار والإسلاميين، حيث يتهم كل طرف الآخر بالدافعية الداعشية هذه الأيام، وهو أمر مفرح للسلطة في كل الأحوال. «برلمانية تمتطي حصاناً»… كاريكاتير يكشف عن المناخ العدائي بين الإسلاميين واليساريين في الأردن طهبوب وحياصات وسط الجدل المحتدم… وتبادل تهمة «الداعشية» بسام البدارين |
شهيدان والاحتلال يحاصر 70 ألف نسمة في قرى شمال غرب القدس خلال هذا الشهر Posted: 29 Sep 2017 02:19 PM PDT رام الله ـ «القدس العربي»: أصدر مركز عبدالله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية تقريره الشهري حول الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني خلال شهر أيلول/ سبتمبر من عام 2017 والذي أظهر استمرار تصاعد وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية التي كان من أبرزها اغتيال الاحتلال لفلسطينيين اثنين. الشهداء سقط شهيدان على أيدي قوات الاحتلال في الضفة الغربية خلال الشهر المنصرم هما: رائد أسعد الصالحي 21 عاما من مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم، استشهد في مستشفى هداسا عين كارم في القدس المحتلة متأثرا بجروحه التي أصيب بها جراء إطلاق النار عليه من قبل جنود الاحتلال في المخيم في شهر آب/أغسطس الماضي، استشهد بتاريخ 3/9/2017. ونمر محمود أحمد جمل 37 عاما من بلدة بيت سوريك شمال غرب مدينة القدس المحتلة، استشهد جراء اطلاق النار عليه من قبل جنود الاحتلال على مدخل مستوطنة «هار ادار» شمال غرب القدس المحتلة بدعوى تنفيذه عملية إطلاق نار في 26/9/2017. وبارتقاء الشهيدين يرتفع عدد الشهداء منذ مطلع العام الحالي إلى 68 شهيداً من بينهم 17 طفلاً وسيدة واحدة، وما زالت سلطات الاحتلال تحتجز عددا من جثامين الشهداء في ثلاجاتها، فيما أقدمت سلطات الاحتلال على دفن اربعة شهداء فيما يسمى مقابر الأرقام لديها في مخالفة صارخة للقوانين والمعاهدات الدولية. أعلن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي رفضه إخلاء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس ضمن أي عملية سلمية مستقبلية، وجاء ذلك خلال احتفالات أقامتها سلطات الاحتلال بذكرى «يوبيل الاستيطان والاحتلال» في الذكرى الخمسين لاحتلال الضفة الغربية والقدس الشرقية. كما صادقت الحكومة الاسرائيلية، على الشروع ببناء المستوطنة الجديدة «عميحاي» جنوب نابلس ويقضي القرار بتخصيص مبلغ 55 مليون شيكل لبناء المستوطنة المذكورة والتي ستخصص لمستوطني بؤرة «عمونا» التي تم إخلاؤها بداية العام الجاري. وفي السياق ذاته، وغير بعيد عن المكان المخصص لبناء مستوطنة «عميحاي» نصب مستوطنون بيتاً متنقلا «كرافان» وخيمة كبيرة، وشقوا حولهما طريقا تمهيدا لإنشاء بؤرة استيطانية جديدة في حوض 19 من المنطقة الشرقية من أراضي قرية جالود، جنوب شرق نابلس. كما أطلق مجلس المستوطنات الإقليمي في منطقة نابلس تطبيقا على مواقع التواصل الاجتماعي لمراقبة ومنع ما أسماه البناء الفلسطيني غير المرخص ولضمان عدم إخلاء البؤر الاستيطانية العشوائية. وتزامن هذا مع مصادقة ما يسمى «المجلس القُطري للتخطيط والبناء» على مخطط واسع لبناء 4500 وحدة استيطانية جنوب القدس المحتلة في المنطقة التي تطلق عليها بلدية الاحتلال في القدس «رخس لفان» أو التلة البيضاء الواقعة في بعض أجزائها على أراضي قرية الولجة القديمة المهدمة التي خضعت للاحتلال الإسرائيلي ضمن اتفاقية وقف إطلاق النار عام 1950 حيث تم ترحيل أهلها إلى الولجة المعرفة حالياً. وذكرت مصادر إسرائيلية أن بلدية الاحتلال في القدس تسعى الى المصادقة على مخطط لبناء 176 وحدة استيطانية في قلب بلدة جبل المكبر شرق مدينة القدس المحتلة، ويشكل هذا المخطط توسعا كبيرا للبؤرة الاستيطانية «نوف تسيون» التي أقيمت في جبل المكبر قبل ست سنوات وتضم 91 وحدة استيطانية. وفي سابقة خطيرة تعد الأولى من نوعها منذ احتلال الضفة الغربية قرر وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان منح المستوطنين حق إقامة بلدية خاصة بهم وسط مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وذلك لترسيخ مكانة المستوطنين ولإضفاء الصبغة القانونية عليهم في مدينة الخليل بهدف تغيير معالم البلدة القديمة فيها، وتوسيع المخطط الاستيطاني في قلب المدينة. وفي أعقاب عملية مستوطنة «هارآدار» والتي نفذها الشهيد نمر الجمل، قامت قوات الاحتلال بوضع بوابة حديدية على مدخل النفق الواصل بين قرى شمال غرب القدس ومحافظة رام الله والبيرة، مما أدى الى عزل 70 ألف مواطن في 9 قرى عن العالم، وتعطيل نحو 50 مدرسة، بالإضافة إلى منع الطلبة والموظفين من الوصول لأعمالهم، والأخطر هو نقص المواد التموينية والخبز ومنع الناس من الوصول الى المراكز الصحية. هدم المنازل والمنشآت هدمت سلطات الاحتلال الاسرائيلي خلال أيلول 33 بيتاً ومنشأة في كل من الضفة الغربية والقدس شملت 12 بيتاً، وتركزت عمليات الهدم في محافظة أريحا والزعيم وسلوان في القدس، بالإضافة إلى 21 منشأة تجارية وزراعية وحيوانية في مناطق بيت أمر في محافظة الخليل ودير بلوط في محافظة سلفيت وشقبا في محافظة رام الله وجبل المكبر وبيت حنينا والبلدة القديمة في محافظة القدس وبردلة في محافظة طوباس. قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون بمصادرة اراضٍ تقدر مساحتها بـ200 دونم من أراضي أم الخير الواقعة شرق بلدة يطا جنوب الخليل، وذلك لمصلحة توسيع مستوطنة « كرمئيل» جنوب الخليل حيث يقوم المستوطنون بتسييج الأرض التابعة لعائلات الهذلين وجناب العتيري وأرض لعائلة ابو احميد لصالح المستوطنة، فيما تم تسليم إخطار للمواطن مسلم طرفه أبو احميد بمصادرة أرضه. وقد صادرت سلطات الاحتلال 45 دونما من أراضي بلدة الزاوية غرب سلفيت، بزعم أن ملكيتها تتبع لإحدى الشركات الإسرائيلية تدعى «أحراش القناة»، حيث تقع المنطقة المصادرة بمحاذاة مستوطنة القناة شمال غرب قرية الزاوية غرب سلفيت تعود لعائلة ابو نبعة، والهدف من المصادرة هو توسعة مبان وشقق استيطانية. الجرحى والمعتقلون قامت سلطات الاحتلال خلال شهر أيلول الجاري باعتقال نحو 400 فلسطيني وفلسطينية في كل من الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة من بينهم عشرات الاطفال. كما تسبب الاحتلال بجرح أكثر من 120 شخصا بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، بالإضافة إلى استنشاق الغاز السام المسيل للدموع. اعتداءات المستوطنين تواصلت اعتداءات المستوطنين على المواطنين في الضفة الغربية، حيث أصيب 3 فلسطينيين بينهم فتاه بحوادث دهس من قبل المستوطنين قرب قرية حوسان غرب بيت لحم، ومخيم العروب وبلدة سعير شمال مدينة الخليل، كذلك أصيب فتى بجراح مختلفة بعد ضربه وتجريده من ملابسه من قبل مجموعة من المستوطنين قرب قرية برقه غرب نابلس، وأصيبت امرأة بجروح بعد رشقها بالحجارة من قبل المستوطنين في البلدة القديمة وسط مدينة الخليل، كذلك أصيب سبعة من نشطاء السلام وفلسطينيين بعد الاعتداء عليهم من قبل قطعان المستوطنين التابعين لمستوطنة «كرمئيل» تحت حماية جنود الاحتلال في منطقة أم الخير شرق بلدة يطا. الاعتداءات في الأغوار الشمالية تواصلت اعتداءات جيش الاحتلال وقطعان مستوطنيه في الأغوار الشمالية في محافظة طوباس، حيث صادرت قوات الاحتلال خلال شهر أيلول 15 آلية زراعية ومركبة مملوكة للفلسطينيين تستخدم لأغراض التنقل والأعمال الزراعية، فيما صادرت أيضا رأسين من الأبقار و50 برميلا للمياه بعد إفراغها، فيما دمرت جرافات الاحتلال طريقا بطول 1300 متر في منطقة سهل البقيعة، بالإضافة إلى خط المياه الواصل الى هذه المنطقة، علماَ ان هذا الطريق ممول من الاتحاد الأوروبي. وفي سياق متصل أجرت قوات الاحتلال تدريباتها العسكرية قرب خيام الفلسطينيين في منطقة حمامات المالح وسط ترويع للسكان الآمنين في المنطقة، وقامت مجموعة من المستوطنين في منطقتي خلتي حمد والجمال في الأغوار الشمالية، بمطاردة عدد من الفلسطينيين من رعاة الأغنام، ومنعهم من رعي أغنامهم في الأراضي الرعوية. شهيدان والاحتلال يحاصر 70 ألف نسمة في قرى شمال غرب القدس خلال هذا الشهر في تقرير لمركز عبد الله الحوراني التابع لمنظمة التحرير: |
أقصى درجات الترقب لاستفتاء الغد في كتالونيا Posted: 29 Sep 2017 02:19 PM PDT مدريد-« القدس العربي »: تعيش كتالونيا غدا الأحد يوما تاريخيا ومنعطفا مقلقا بسبب إصرار حكومة الحكم الذاتي في هذا الإقليم على إجراء استفتاء تقرير المصير، بينا تصمم الحكومة المركزية على معارضته بشكل قاطع ومنها الرفع من وجود القوات الأمنية في برشلونة. استفتاء يتعدى الخريطة الإسبانية ليمس إيجابا وسلبا دول الجوار مثل المغرب . وكانت حكومة الحكم الذاتي في كتالونيا قد أجرت يوم 9 تشرين الثاني / نوفمبر 2014 استفتاء شعبيا لم تكن نتائجه ملزمة، وفاز أنصار الاستقلال عن إسبانيا وتأسيس جمهورية جديدة، ويوم الأحد ترغب في إجراء استفتاء لكن هذه المرة ستكون نتائجه ملزمة للغاية بحكم أنه يقوم على قرارات صادق عليها برلمان كتالونيا. وقد قدمت حكومة كتالونيا أمس الجمعة صناديق الاقتراع ولم تعلن عن الكيفية التي سيجري بها الاستفتاء في حالة منعه. وقال رئيس حكومة كتالونيا كارس بويغدمونس أن الاستفتاء سيتم أرادت إسبانيا أم لا. ونشرت حكومة الحكم الذاتي لائحة مراكز التصويت على الاستفتاء وهي تتجاوز 2300 مركز، نسبة مهمة منها في مدينة برشلونة التي تعتبر عاصمة كتالونيا. وقامت حكومة مدريد التي يديرها الحزب المحافظ بزعامة ماريانو راخوي باتخاذ إجراءات قوية للغاية ومنها منع المواقع الرقمية في الإنترنت التي تروج للاستفتاء، وأرسلت ما بين الحرس المدني والشرطة قرابة 15 ألف لمنع فتح مراكز الاقتراع، وهددت بالسجن والغرامة من سيساهم في الإشراف على مراكز الاقتراع. ويوجد تخوف حقيقي من انفجار الأوضاع بين قوات الأمن وساكنة كتالونيا، فقد هددت وزارة الداخلية بالتدخل لتطبيق قرارات القضاء الذي يمنع الاستفتاء. وأعلنت شرطة الإقليم وعددها يفوق 16 ألف أنها تفضل الحفاظ على التعايش بدل المنع الذي قد يؤدي إلى المواجهات. لكن الحكومة المركزية تعتمد على قوات الأمن من شرطة وطنية والحرس المدني لمنع الاستفتاء. وقد أرسلت الحكومة الآلاف من الجهازين إلى مجموع كتالونيا لمنع الاستفتاء. ويجمع المهتمون بالشأن الإسباني على اعتبار استفتاء تقرير المصير في كتالونيا أخطر منعطف تمر منه إسبانيا منذ الانتقال الديمقراطي في البلاد في أعقاب وفاة الدكتاتور الجنرال فرانسيسكو فرانكو سنة 1975. وسيحمل استفتاء تقرير المصير مخاطر لدولة إسبانيا، في البدء، هذا الاستفتاء يعني انقساما خطيرا في المجتمع الكتالاني بين المؤيدين للاستقلال والرافضين، ويعتقد بوجود الأغلبية العادية إلى جانب الاستفتاء وفق استطلاع للرأي أنجزته قناة التلفزيون السادس، وكشف عن أن 52% يؤيدون و43 يعارضون الاستفتاء. على المستوى الإسباني يعني أشياء كثيرة، في البدء التمهيد لانفصال بلد الباسك، فهو إقليم يتمتع بشخصية سياسية مستقلة، وأعلنت الأحزاب القومية الإقليمية مثل الحزب القومي الباسكي ضرورة الاستقلال خلال السنوات المقبلة. ثانيا، استقلال كتالونيا سيعني فقدان إسبانيا كثيرا من عناصر القوة، فهي ستخسر قرابة 15٪ من الساكنة، ثم 8٪ من المساحة الجغرافية منها أكثر من 580 كلم من الشواطئ وأساسا قرابة 20٪ من النتاج الإجمالي الخام، وكل هذا سيؤدي الى تراجع قوة إسبانيا وفقدان وزنها في الخريطة الدولية. ويحمل الاستفتاء تأثيرات في دول الجوار، فهناك تخوف من إيقاظه للحركات القومية الموجودة في معظم الدول الأوروبية مثل فرنسا في كورسيكا وإيطاليا شمال البلاد بل حتى جول مثل بريطانيا بسبب رغبة اسكوتلندا إعادة استفتاء تقرير المصير. وعلاقة بالمغرب، هناك معطى واضح وهو أهمية إسبانيا للمغرب سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، فهي الشريك الاقتصادي على الأقل على مستوى التبادل التجاري وليس الاستثمارات، وبها جالية مغربية تقارب المليون علاوة على كوكتيل من المشاكل الترابية مثل سبتة ومليلية المحتلتين ونزاع الصحراء. وبالتالي كل تغيير يحدث في هذا البلد سينعكس بطريقة أو أخرى على المغرب خاصة إذا تعلق الأمر بقضية كبيرة مثل انفصال كتالونيا، وعلى ذكر الجالية المغربية مثلا: انخرط آلاف المغاربة في مسلسل استقلال كتالونيا عن إسبانيا، وكانت هناك أعلام مغربية وأمازيغية في مسيرات القوميين يوم 11 سبتمبر (عيد كتالونيا) بل هناك مغاربة يتولون مسؤوليات في الدعاية للاستفتاء. ويمكن رصد تأثير الاستفتاء في المغرب: التأثير الأول هو آني وعلى المدى القصير والمتوسط وهو دعم المغرب لوحدة إسبانيا، وهو ما عبرت عنه علانية حكومة الرباط، لأن معارضة استفتاء كتالونيا يعطي شحنة لموقف المغرب في نزاع الصحراء بمعارضته اختيار الاستفتاء. في الوقت ذاته، ستأخذ إسبانيا موقف المغرب بعين الاعتبار في هذه الظروف لاسيما بعد الصمت الحذر لشركائها في الاتحاد الأوروبي الذين يعتبرون ملف كتالونيا شأنا داخليا بل هناك من يؤيد انفصال كتالونيا. لكن البرغماتية الاستراتيجية، وفي تجاوز لمشكل الصحراء، فالدولة المغربية قد تتوق إلى انفصال أو استقلال كتالونيا لأن هذا يعني إسبانيا ضعيفة وستتقلص قوة الضغط التي تمارسها على المغرب. كما أن انفصال كتالونيا سيضعف موقف إسبانيا في سبتة ومليلية. هذا يفسر لمَ عارضت إسبانيا خلال العقدين الأخيرين تطوير المغرب لعلاقات دبلوماسية موازية مع حكومات الحكم الذاتي وخاصة بلد الباسك وكتالونيا والأندلس. أقصى درجات الترقب لاستفتاء الغد في كتالونيا حسين مجدوبي: |
إسرائيل تفرض طوقا أمنيا على الضفة الغربية وتغلق المعابر مع غزة بمناسبة عيد الغفران Posted: 29 Sep 2017 02:19 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: فرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، يوم أمس، إغلاقا شاملا على كافة المناطق الفلسطينية، شمل إغلاق معابر قطاع غزة، يستمر حتى صباح الأحد المقبل، بحجة الاحتفال بأحد الأعياد اليهودية. وجاء الإغلاق الذي شمل منع دخول أي سلع أو دخول أو خروج الأفراد من معبري كرم أبو سالم وبيت حانون «إيرز» جنوب وشمال غزة، بسبب حلول ما يعرف باسم «عيد الغفران». وهذا هو الإغلاق الثاني الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة الشهر الجاري، حيث دامت عملية الإغلاق السابقة لمدة أربعة أيام. ومن المقرر أن تقوم إسرائيل بفرض إغلاق آخر على المناطق الفلسطينية الشهر المقبل، بسبب الاحتفال بأحد الأعياد اليهودية أيضا. ويتأثر سكان غزة بهذه الإغلاقات التي تؤدي إلى نفاد بعض السلع، خاصة وأن إسرائيل تسمح بمرورها بكميات قليلة بسبب إجراءات الحصار المفروض منذ 11 عاما. إسرائيل تفرض طوقا أمنيا على الضفة الغربية وتغلق المعابر مع غزة بمناسبة عيد الغفران |
زمن بلا أساطير Posted: 29 Sep 2017 02:18 PM PDT هناك أزمنة ابتكر فيها الإنسان الأسطورة كالزمن الإغريقي، الذي يصعب فيه فك الاشتباك بين الميثولوجي والواقعي. ومقابل ذلك الزمن، هناك أزمنة عادت إلى الأسطورة باعتبارها الاحتياطي الذي يستدعى ليسد فراغا عميقا في الواقع، ومثال هذا الزمن القرن العشرون، الذي شهد إعادة إنتاج الأساطير أو الإحالة إليها، ففي قصيدة واحدة لأليوت هي «الأرض اليباب» ثمة عشرات الهوامش التي تحيل إلى الميثولوجيا، ومن أبرزها وربما أهمها أسطورة سيبيل، التي طلبت من الآلهة الاأدية، لكنها لم تطلب ديمومة الصبا، وحين بلغت الشيخوخة أصبحت تتمنى الموت. وشعرنا العربي الحديث، في الموجة التي أطلق عليها شعر التفعيلة كبديل للعمود، كان استخدام الأسطورة قاسما مشتركا بين الشعراء الرواد، بدءا من بدر شاكر السياب الذي تأثر بكتاب «الغصن الذهبي» لجيمس فريزر، وحاول تحديث وعصرنة بعض الأساطير سواء الإغريقية منها أو أساطير حضارة الرافدين، والسمة التي طغت في تلك المرحلة على توظيف الأسطورة في الشعر هي القيامة والانبعاث، التي تجسدت في الفتى أدونيس الذي استمدت الأرض خصبها وربيعها مما نزف من دمه. وبالطبع تفاوت استخدام وتوظيف الأساطير بين شاعر عربي وآخر، تبعا للموقف الأيديولوجي ومرجعيات الثقافة، فالشاعر خليل حاوي بهاجسه القومي اختار من الأساطير ما يكرس أطروحته القومية. أما عبد الصبور فقد اختار ما يتناغم مع هواجسه الميتافيزيقية حول سؤال الوجود والعدم. وذهب الشاعر علي أحمد سعيد إلى ما هو أبعد حين أطلق على نفسه اسم ادونيس، متجاوزا التقمص إلى الحلول، وإن كان السياب الأكثر تنوعا وبانورامية في استخدامه للميثولوجيا، لأن معاناته الجسدية أعطت سيزيف بعدا تاريخيا وواقعيا، وكذلك أشواقه للانعتاق من واقع بالغ القسوة، وجسد خذله في مُقتبل العمر. ولأن تلك الموجة الشعرية تزامنت مع هزيمة العرب في حرب عام 1948، التي انتهت باحتلال فلسطين، فقد جذبت أسطورة بنيلوب كثيرا من الشعراء الفلسطينيين، لأنها ذات صلة بالضياع وانتظار العودة، وما فات معظم هؤلاء الشعراء في هذه الأسطورة هو ما تنبه إليه الشاعر اليوناني حفيد الأسطورة الإغريقية يانيس ريتسوس، فقد قلب الأسطورة، وأعاد إبداعها بوعي فائق للزمن، وانتهى في قصيدته التي استلهمت بنيلوب إلى أن المرأة التي تنتظرعوليس الذي غيّبته البحار، أنكرته بعد عودته، لأنه لم يعد الرجل العاشق الذي تعلقت به، وأكثر من ذلك سخرت من شيخوخته وندمت على ما أضاعت من العشاق، وهي تنسج الطيور على مناديلها المبللة بالدمع، وتنتهي قصيدة ريتسوس بفرار تلك الطيور من خيوط الحرير إلى أشعة الشمس. وما يلفت الانتباه، هو انحسار هذه الظاهرة في شعرنا العربي خلال العقود الأربعة أو الخمسة الأخيرة، ونادرا ما نجد نصّا يستلهم أسطورة أو يحيل إليها، فهل حدث ذلك لأن الزمن الذي نموته أكثر مما نعيشه بلا أساطير وبلا أشواق للتحليق عاليا، والأرجح أنه زمن زواحفي يلتصق الإنسان فيه بالتراب، بعد أن فقد جناحيه وأصبح بيته هو قبره، كما هو الحال بالنسبة للسلحفاة. والأسطورة ليست كما يتصور البعض مرادفا للخرافة، أو مضادة للتاريخ إنها من صلب التاريخ، لكن على صعيد الممكن والقابل للتحقق، لهذا قال أرنست فيشر إن الخيال قد يكون واقعا بالغ التركيز، وقد عرّفها سيجموند فرويد وفقا لمنهجه ومعجمه النفسي بأنها، ترجمة مصعّدة للرغبة. وعرّفها يونغ بانها تعبير عن صراعات اللاوعي البشري، وحين نعيد قراءة أساطير مثل سيزيف وبروميثيوس وأيكاروس، نجد أنها تعبير عن عقاب أبدي لحق بالإنسان عندما بلغ رشده الآدمي وتمرد، وقد تكون اسطورة بروميثيوس هي الأوضح والأدق في التعبير عن هذا العصيان، فكل ما تعرض له من عقاب وهو نهش النسور لكبده العاري، كان بسبب اكتشافه لسرّ النار، والنار في سياق كهذا هي النور ذاته بكل ما يقبل من تأويلات. وهناك أسباب تاريخية وموضوعية لانجذاب الشعراء العرب من جيل الرواد للأسطورة، منها أن تلك الموجة من الحداثة في نهاية الأربعينيات من القرن الماضي تزامنت كما قلنا من قبل مع حراكات وطنية وسياسية، منها ما يتعلق بالاستقلال، ومنها ما يعبر عن احتجاج أصيل على نظم مُستبدة، لهذا كان استخدام الأساطير ذات الصلة بالانبعاث والقيامة بمثابة استدعاء للاحتياطي القومي والإنساني. هناك إذن أزمنة تبتكر الأساطير مقابل أزمنة أخرى تعيد إنتاجها، لكن الزمن الرمادي الذي تضاءل فيه الآدمي وتشيّأ وحولته ثقافة الاستهلاك إلى إسفنجة لا حاجة به إلى الأساطير، أو حتى إلى الخيال ، لأن واقعيته الزواحفية قدمت الضرورة على الحرية، والرغيف على الوردة وأخيرا أصبح يعيش ليأكل فقط، والتاريخ قابل في بعض مراحله لأن يؤسطر، بحيث تجسد فيه الاستثناءات رموزا تصلح لكل أوان. لكن هناك فترات يصبح فيها الإنسان كالمنبت الذي لا تاريخا أبقى ولا أسطورة قطع، بحيث تصبح حدود قامته وملكوته بين قبعته أو كوفيته وحذائه. ٭ كاتب أردني زمن بلا أساطير خيري منصور |
القضاء ولغة الإبداع Posted: 29 Sep 2017 02:18 PM PDT تظهر أهمية الإبداع، وخطورة منطقه، وقدرته على خلق الدهشة والصدمة، عندما يستفزُ عمل إبداعي السلطة السياسية أو الاجتماعية أو الدينية. وعندما يتم إدخال الإبداع إلى قاعات المحكمة، عندها يُؤكد الإبداع شرعيته الوجودية، ودوره في الحياة العامة، ويفرض بالتالي، نوعا من الانتباه الخاص، الذي قد يخفت في مجتمعات ما تزال تعتبر الإبداع شيئا عاديا، لا يملك موقعا في تدبير الحياة والفرد والعالم، ولا يُحقق ما تفعله السياسة والاقتصاد والأعراف والتاريخ. ولهذا، لا يحضر الإبداع في التفكير الحزبي، والتدبير السياسي، وفي إستراتيجية منظومة التربية والتعليم، كما لا يحضر المبدع باعتباره قوة اقتراحية في الشأن العام، ولا تتم استشارته في قضايا الدولة والمجتمع والجمال والسلم، وقد يتم تذكره، وليس التفكير فيه، عندما يقع حدث (زلزال، إعصار، اغتصاب، إرهاب..)، فتتم الهرولة الإعلامية إليه، لعلها تجد الإجابة الصحيحة عما حدث. وعليه، فإن ظاهرة المنع والمصادرة والحظر والرقابة التي ما تزال تُرافق الإبداع، في سياقات كثيرة، تُعبر عن أهمية الإبداع ودوره في خلخلة السلط، وجعلها تتحرك بسرعة، فتكشف عن سوء تدبير نظامها، أو تناقض خطابها، فيفضح الإبداع أسرار نواياها. تعرض كثير من الأعمال الإبداعية العربية إلى محاكمات قضائية، وتمت مُتابعة مبدعيها قانونيا، والحكم بغرامة مالية، وفي غالب الأحيان، يتم إصدار حكم منع تسويق العمل، بل منعه من التداول، وسحبه من المكتبات وفضاءات البيع. تختلف أسباب الرقابة والمصادرة والمنع من مجتمع إلى آخر، ومن دولة إلى أخرى. كما يتحدد المنع بمرجعيات مختلفة، ما يجعل الكتب/الإبداع في مواجهة عدد كبير من دوائر المنع. فقد يقف المجتمع وراء منع كتاب أو رواية أو مجموعة قصصية، أو شريط سينمائي أو عرض مسرحي، تحت ذريعة الخدش في حياة المجتمع، والمس بالتعاقدات والأعراف الاجتماعية، ويكثر هذا النموذج من المنع، في المجتمعات المحافظة، التي يهيمن فيها نظام العشيرة، ويتحكم فيها منطق القبيلة، حتى إن عبّرت مظاهرها الاستهلاكية عن الحداثة. ويُشكل موقف المجتمع سلطة قوية في هذا المنع. لا يتعلق الأمر- في هذا النموذج- بالمجتمعات العربية فقط، وإنما أيضا مجتمعات غربية كانت وراء منع أعمال اعتبرتها مُسيئة للأخلاق، خاصة في مراحل تاريخية مثل رواية «عالم رائع جديد» للروائي الإنكليزي ألدوس هكسلي، التي مُنعت في إيرلندا وأستراليا سنة 1932، بسبب تعبيرات جنسية. ومرة تقف الدولة بمؤسساتها، لإصدار قرار المُصادرة والمنع، تحت ذريعة المس بثوابت الدولة، والتحريض على خلخلة الاستقرار السياسي، وأمن الدولة، والسخرية من النظام الحاكم، وتعتبر رواية 1984، للروائي جورج أورويل من أكثر الروايات التي تم منعها منذ صدورها عام 1950، في العديد من الدول، خاصة في الاتحاد السوفييتي، قبل أن تتحرر من المنع، وتعرف انتشارا لافتا للنظر، ما يزال يُحقق للرواية ـ إلى حد اليوم- مبيعات وطبعات كثيرة، مع ترجمة لأكبر عدد من لغات العالم. كما تُشكل السلطة الدينية مصدرا للمنع، تحت دواعي خدش الدين، والدعوة إلى الانزياح عن مرجعيته، وإفساد دين المؤمنين، والحث على الخروج عن الأخلاق والقيم الدينية، وتعد رواية «وليمة لأعشاب البحر» الصادرة سنة 1983، للكاتب السوري حيدر حيدر، من الروايات التي تعرضت للمنع بتهمة الإساءة إلى الدين، والذات الإلهية في كثير من الدول العربية. وإذا كانت الدول الغربية قد تجاوزت ـ بمستويات مختلفة- سلطة الرقابة والمنع، فإن أغلب البلدان العربية ما تزال تُرافق الإبداع بالمراقبة، بل تتبعه في أروقة معارض الكتاب، وتسحبه اعتقادا منها، أنها تُقبر خطرا يحوم حولها. وعليه، فإن الإبداع/الكتابة بمختلف مرجعياته (فكرية، فلسفية، سوسيولوجية، تاريخية، سياسية، نسائية) يتحرك في فضاء الرقابة المتعددة والمتنوعة. وأحيانا، يتحرك رقيبٌ بدعوة حماية رقيبٍ آخر، حتى لا يحدث الاصطدام في المجتمع، كأن تتحرك الدولة بسرعة فائقة، وتمنع عملا إبداعيا/فكريا بدعوى حماية المجتمع من سلطة رجال الدين، أو حماية التعاقدات المتفق عليها اجتماعيا، حتى لا يتحرك المجتمع، ويتصرف بقانونه الخاص، ويطلب منع العمل. وبهذا الشكل، يُصبح الإبداع/الكتابة موضوعا لرقابة جماعية، تتناوب في عملها، وتُمارس سلطتها حسب نوع الرقابة. والمنع ليس ظاهرة حديثة، إنما قديمة تنشط – بالخصوص- في مناخ مُقيد، يفتقد إلى مساحة معقولة من الحرية والديمقراطية، غير أن استمرار الظاهرة، خاصة مع ثقافة حقوق الإنسان، وتطور مفهوم الكتابة، وتراكم مناهج تحليل الخطابات الإبداعية والفكرية والسياسية، يُعبر عن هذا الاصطدام المُستمر بين الواقع والمحتمل. ومادامت مؤسسات الواقع غير ثابتة، وتتغير حسب التحولات التاريخية والاجتماعية، كما أن الأيديولوجيات تتوالد، وتُشكل سلطة إلى جانب سلط أخرى، فإن الإبداع/الكتابة سيظل مُعرضا لمختلف أشكال الرقابة. غير أن المنع يشتغل- في أغلب الأحيان- ضد سلطة الرقابة، ويتحول إلى داعم لطلب العمل الممنوع، بل هناك أعمال، لم تكن لتعرف إقبالا كبيرا، لو لم يطلها المنع، ويُصادر حقها في التداول بين القراء. ومع زمن التكنولوجيا، وما توفره من إمكانيات تقنية لتمرير الكتب، ونشرها إلكترونيا بدون مانع أو رقيب، فإن المواجهة بين الإبداع/الكتابة وسلط الرقابة، باتت تعرف تحولات كبيرة، وتطرح سؤالا جوهريا يتعلق بتفكيك الخلل المعرفي وراء هذا المنع. وإذا كان الموضوع قد ورد تحت تسميات عديدة، منها: المنع والرقابة والمُصادرة، والحظر ما يعني أن التفكير يتجه ـ باستمرار- إلى وصف العلاقة بين الإبداع والقضاء من خلال شكل الحكم، أو التعبير عن رفضه وإدانته، فإن موضوعا يبدو مهما، ويتطلب التفكير فيه، من أجل تفكيك هذه العلاقة المتوترة بين الكتابة الإبداعية والفكرية وسلط الرقابة، هو علاقة القضاء بلغة الإبداع، وكيف يصدر القاضي حُكما، بناء على معايير ومواد تمت صياغتها بلغة قانونية، مُخالفة للغة الإبداع. وهنا نقترح بعض الأسئلة من أجل مناقشتها، والتفكير فيها: ألا يحتاج القاضي إلى تكوين علمي في مفهوم الأدب ومنطقه، ما دام يحكم في قضايا الأدب؟ لماذا عندما يحكم القضاء في قضايا الإرث، يرجع إلى النص الديني في النماذج الإسلامية؟ ولماذا يختلف الحكم في قضايا الأسرة مثلا في الدول العربية؟ ألا يعتمد بذلك على معايير ثقافية اجتماعية سياقية؟ ألا يحتاج الأمر إلى إعادة النظر في معايير الحكم على الإبداع انطلاقا من خصوصية الإبداع؟ ألا يتطلب الموضوع وعيا ثقافيا باللغة الإبداعية، التي تنزاح في تحققها عن لغة القانون والاقتصاد والمجتمع واليومي؟ ألا يحتاج القاضي إلى معرفة بثقافة الخيال باعتباره منبع الإبداع، والتخييل باعتباره فعل تحويل الخيال، والمُتخيل باعتباره مادة نتجت عن الخيال/ المنبع والتخييل/الفعل، وبالتالي فإن التعامل مع الإبداع يحتاج إلى لغة أخرى، ليست لغة القانون التي تُسطر مواد الحكم؟ لماذا لا يتم التفكير في إضافة تكوين للقضاة، وكل المشتغلين بسلك القانون، من أجل الوعي بالإبداع ومنطقه ولغته؟ تلك بعض الأسئلة التي من شأنها أن تضيء علاقة الكتابة بالمنع، وكيفية تفكيك هذه العلاقة، باعتماد ثقافة العلم والمعرفة. تأسيسا على هذا الاقتراح، نستحضر هنا، بعض الأمثلة الإبداعية التي تعرضت إلى المحاكمة، وتوبع مبدعوها قانونيا، وتم إصدار الحكم في حقهم، وحوصرت أعمالهم، ومُنعت من التواجد في سوق القراءة، وحتى نقف عند هذا اللبس في الجهل بمفهوم اللغة الإبداعية. نتذكر في هذا الصدد كتابات الكاتبة الكويتية ليلى العثمان، التي تعرضت بعض قصصها من المجموعتين «الرحيل» (1979) و»تأتي العيون» (1980) إلى الإدانة، وتمت محاكمة الكاتبة، باعتماد جمل سردية تحضر فيها المرأة ذاتا تطلب الحب، وتُعبر عن الرغبة في الرجل، أو ذاتا تسخر من الرجل. كما نتذكر رواية «جزيرة الذكور» ( 2014) للكاتب المغربي الراحل عزيز بنحدوش، التي حوكمت بدعوةٍ تقدم بها شخص، يتهم الكاتب بسبه في الرواية، ويقصده بالاسم. وهناك نماذج عديدة تدخل في المثال نفسه، وتُعبر عن هذا الخلل المعرفي في فهم اللغة الإبداعية، والتعامل معها مثل اللغة اليومية ذات المعنى التواصلي. إن اعتقاد القضاء بالانتصار على الإبداع من خلال الحكم عليه، ومنعه من التداول، وتجريم مبدعه، هي لحظة سخرية الإبداع من القضاء الذي يكشف عن جهله بمنطق التخييل، ولغة الإبداع التي لا تقول، فتعكس، ولكنها تشخص فترمز، ولا تتكلم لغة اليومي، فتحكي، ولكنها توحي، فتعبر. روائية وناقدة مغربية القضاء ولغة الإبداع زهور كرام |
«أوضتين وصالة» يفوز بجائزة مهرجان «الجونة» المصري Posted: 29 Sep 2017 02:18 PM PDT الجونة – «القدس العربي» : أعلنت جوائز منصة الـ« سيني جونه» المقامة ضمن فعاليات الدورة الأولى من مهرجان الجونة السينمائي، وقامت الناقدة صفاء الليثي في بداية حفل توزيع الجوائز بتسليم جائزة سمير فريد المقدمة من جمعية نقاد السينما لفيلم «الأم المخيفة» من إخراج: آنا أوروشادزة. وحصد الفيلم المصري «أوضتين وصالة» للمخرج المصري شريف البنداري جائزة مهرجان الجونة وقدرها 20 ألف دولار، كما فاز بجائزة شركة «نيوسنشري» وقدرها 10 آلاف دولار فيلم «كوستا برافا» من لبنان وتسلمتها مونيا عقل، كما فاز بجائزة إبداع وقدرها 10 آلاف دولار الفيلم المصري أبو زعبل 1989 للمخرج بسام مرتضى. وفاز بجائزة «مينتور العربية» وقدرها 5 آلاف دولار فيلم «200 متر» الأمين نايفة من فلسطين، وجائزة فيلم فاكتوري البالغ قدرها 5 آلاف دولار فيلم «من خلف الستار» للتونسية عفاف بن محمود، وحصد جائزة أروما ستوديوز للمشاريع في مرحلة التطوير 5 آلاف دولار فيلم «نورا في أرض العجائب» للتونسية هند بوجمعة، وفاز بجائزة أروما ستوديوز لأحد المشاريع قيد التنفيذ أيضا وقيمتها 5 آلاف دولار فيلم «يوم الدين» للمصري أبو بكر شوقي. وأعرب مدير المهرجان انتشال التميمي عن سعادته بمنصة الجونة السينمائية والجهد المبذول بها خاصة وأنه نتاج مجموعة كبيرة من الشباب المجتهد ولم تعتمد علي محترفين، مشيراً إلى أن جميع المشاريع المشاركة تستحق أن تعرض في مهرجان الجونة القادم وأن تشارك في كافة مهرجانات العالم لتميزها وجودتها الفنية. وقال مصطفى يوسف المنسق العام للمنصة إن منطلق الجونة السينمائي يضم 16 مشروعا 12 منها في مرحلة التطوير و4 أخرى قيد الإنتاج، مشيرا إلى أن المنصة تضم 3 أعضاء للتحكيم هم أليساندرا سبيشياله مستشار قطاع أفريقيا والدول العربية في مهرجان فينسيا السينمائي والمشرفة على مشروع فاينال كت والدكتور نزار عنداري أستاذ قسم السينما والأدب في كلية العلوم الإنسانية والمخرجة والمؤلفة والمنتجة هالة جلال. وأضاف مصطفى أن اللجنة تضم أيضا 3 مستشارين هم السينمائي مأمون حسن والمخرج قيس الزبيدي والمستشارة السينمائية حياة بن كاره. وأوضح يوسف أن المنصة ضمت عدد من المحاضرات ومنها محاضرة: الإنتاج السينمائي: من الكفاح حتى النجاح وشارك بها أندريا إيرفولينو، وأدارها نيك فيفاريلي، وندوة «كيف تمول فيلمك؟: ممولي الأفلام في نقاش» ومحاضرة: التعاون الإبداعي: حوار بين أسامة فوزي ومحمود حميدة وندوة: الوضع البيئي: التأثير الاجتماعي من خلال الأفلام وندوة: قصص الإنتاج: المنتجون العرب في نقاش ومحاضرة: رحلة كاتب السيناريو وندوة: أزمة اللاجئين: التأثير الاجتماعي من خلال الأفلام وندوة: السينما العربية في العالم: تتبع دورة المهرجانات ومحاضرة: التمثيل: فورست ويتاكر وفن الحرفة وغيرها من الفعاليات التي شارك بها العشرات من شباب السينمائيين. ومنصة الجونة السينمائية هي ملتقى إبداعي واحترافي تأسس بهدف تنمية ودعم المواهب الواعدة من مصر والدول العربية ويتألف من قسمين: منطلق الجونة السينمائي وجسر الجونة السينمائي. وشارك في مختلف فعاليات منصة الجونة السينمائية المتعددة عدد من أفضل وأهم الصناع والخبراء والمتخصصين في المشهد السينمائي الدولي والإقليمي من ضيوف من ممثلي المهرجانات الدولية الكبرى، بالإضافة لموزعين وكلاء مبيعات أفلام وأهم الموزعين من العالم العربي وممثلي القنوات والشبكات الإقليمية والدولية، لكي تكون فعالية مهنية واحترافية وإبداعية ثابتة سنويا تساهم في تطور موجة جديدة من السينما العربية والإقليمية. من جهة أخرى اعتذرت المذيعة ناردين فرج عن تقديم حفل ختام مهرجان الجونة السينمائى في دورته الأولى أمس الجمعة. وكشفت ناردين عن السبب وراء اعتذارها وهو انشغالها بتصوير الحلقات الأولى من برنامج «The Voice Kids»، الفترة الحالية، لذلك لن تقدم الختام، لأنها متواجدة حاليا في بيروت لتصوير الحلقات، وحاولت لأكثر من مرة أن ترتب جدولها لكي تحضر الختام إلا أنها فشلت. وتمنت ناردين للجميع حظا سعيدا، وأن يكون حفل الختام ناجحا، كما تمنت أن تتواجد في الدورة الثانية من المهرجان. وتقدم فرج الموسم الجديد من برنامجي The Voice، The Voice Kids، بعدما حلّت محل المذيعة اللبنانية إيميه صياح. «أوضتين وصالة» يفوز بجائزة مهرجان «الجونة» المصري اللبنانية مونيا عقل تحصل على جائزة الأفلام في مرحلة التطوير والمخرج الفلسطيني الأمين نايفة يفوز بجائزة «مينتور العربية» فايزة هنداوي |
في ذكرى رحيله… أين «المشير» من ثورة عبد الناصر؟ Posted: 29 Sep 2017 02:17 PM PDT صادف الخميس أول أمس الذكرى السابعة والأربعين لوفاة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وغريب أمر ذلك الرجل، الذي ينتمي لقرية «بني مر» النائية في صعيد مصر، ومصدر الغرابة هو حضوره الطاغي في وجدان كثيرين وذاكرتهم.. وما زال الفقراء ومتوسطو الحال ومحدودو الدخل يتعلقون به، والأجيال الجديدة، التي لم تره ترفع صوره كلما واجهت أزمة أو بلاء أو حلت بها مصيبة. أليست هذه ظاهرة جديرة بالتأمل؟! والانحياز إلى خطه وسياساته طبيعي من هؤلاء، ومن المفترض الاستفاده من تجربته بحلوها ومرها، وقد أرهق ذلك الحاضر الغائب أعداءه وأتعبهم، ولم تتمكن برامج الاغتيال المستمر لشخصه وسيرته وتاريخه من النيل منه، وما فتئت تعاند التاريخ، وقد تحطمت على صخرته حملات «الشيطنة» القائمة على مدار الساعة منذ ظهوره على مسرح السياسة العربية والدولية؛ في منتصف القرن العشرين. وها نحن نكتب عنه في ظرف استثنائي تمر به مصر و«القارة العربية» والعالم الذي أضحى صغيرا ومتصلا ومعروفا للناظرين. ومن جاء بعد عبد الناصر؛ من السادات ومبارك، كانوا على النقيض، وساروا على خطاه بـاستيكة «ممحاة»، ويعتبر السادات الرئيس المؤسس لدولة «الاستبداد والفساد والتبعية»، ووضع «المشير» بصمته بـ«التأديب والانتقام والتضييق»، وزاد عليها التفريط وبيع الوطن بالقطعة لمن يدفع، وساءت الأوضاع المعيشية وانتقل حال المواطنين البسطاء ومتوسطي الحال ومحدودي الدخل من السيئ إلى الأسوأ. وإذا كان الأوروبيون قد اعتادوا في لقاءاتهم الصباحية الحديث عن الطقس، فحديث الصباح والمساء بين المصريين هو الأسعار وارتفاعاتها الصاروخية كل لحظة، وضيق ذات اليد والعجز عن تلبية الضروريات. وأغلب «فِرَق الشيطنة» من المستفيدين من إنجازات عبد الناصر؛ وصلوا لأعلى المناصب واحتلوا مواقع متقدمة في السلم الاجتماعي والوظيفي؛ وزراء وسفراء وجنرالات ورجال مصارف ومقاولين، ولولا الانجازات ما نال أغلبهم ما أهله لوضعه الراهن، ولو استمرت الطبقة القديمة، لعاشوا أقنانا وأُجَراءَ؛ ما كانوا ليتنكروا لأصولهم، ويتمادوا في حرمان المواطنين من الفرص التي أتيحت لهم. ويصدرون قرارات الموت البطيء والحرمان التام.. والقضاء على مجانية التعليم، وتحويل الصحة والطب لتجارة وجزارة، في سبيل جمع الثروات والتفوق على الطبقات القديمة. وهذه صورة رسمها ماهر عباس في صحيفة «الجمهورية» المصرية؛ كان طفلا صغيرا عند وفاة عبد الناصر: «أعيش في قرية صغيرة -منسية- لكن فيها خدمات صحية وتعليمية»، ويسأل؛ «لماذا عجزت الرأسمالية عن تطوير قلاع ناصر الصناعية في الحديد والغزل والنسيج والبترو كيماويات والسيارات؟ كيف غاب الإسكان الاجتماعي لتحل مكانه فيلات وقصور؟ واستوردنا العدس والفول والقمح واللحوم، وعجزنا عن استيعاب العمالة، وظهر لنا المعاش المبكر - سرطان - عصر مبارك. ولم يتطور التعليم وطغى التعليم الخاص كنموذج للفئة التي تنكرت لأصولها، وأصبحت مدارسنا وجامعاتنا مشاريع استثمارية، ونهش المرض أجساد المصريين وسط فندقة الطب وسقوط الفقراء من الحساب، والرأسمالية الجديدة تعالج في الخارج. اعتقد أن المتنكرين لتجربة ناصر ولأصولهم خريجو جامعات مصر، نجحوا فقط في الاستيلاء على أراضي الدولة ونهبوا الثروة وهربوها للخارج واحتالوا على صناعتنا بالخصخصة وفقد منتجنا الوطني قدرته التنافسية والريادة في إفريقيا وآسيا».. صورة أخرى رسمتها أميمة كمال في صحيفة «الأخبار» المصرية بعنوان: «هكذا تكلم ساويرس» وكان رأي ملياردير «الليبراليين الجدد»؛ في عبد الناصر أنه تحكم في الأرزاق وقال عن نفسه: «أن الله يوزع الأرزاق، وهذا رزقه (أي ساويرس) الذي أراده الله له». وتستطرد كمال؛ أننا لم نعتد من ساويرس الاستناد إلى التأويلات الدينية لتفسير ظواهر سياسية واقتصادية، خاصة أنه كان من أشد المعارضين لنظام محمد مرسي الذي كان يستند لسلطة دينية تعتمد مثل تلك الأقاويل. وما دام مقتنعا بأن الله يوزع الأرزاق، فلماذا لم يصدق أن الله كان يريد أن يقتطع جانبا يسيرا من رزق عائلته، وهو 7 مليارات جنيه، قيمة ضرائب طُلبت من شقيقه «ناصف»؛ مستحقة على أرباح حققها من بيع إحدى شركاته في البورصة، وربح فيها المليارات. ونجحت العائلة بالفعل في استرداد المبلغ»!! وسألت كمال: لماذا وقف مستميتا ضد فرض ضريبة على الأرباح الرأسمالية التي يحققها المستثمرون في البورصة، ونجح هو وأصحاب المصالح والنفوذ في إسقاط تلك الضريبة التي وصفها «صندوق النقد الدولي» بالعادلة. وهذه بالإضافة للسياسات الأخرى والضريبة التصاعدية، أو زيادة فاعلية الضرائب العقارية أو الضرائب المقترحة على تسقيع الأراضي أو اقتطاع جانب من دعم الصادرات لرجال الأعمال؛ كلها سياسات كفيلة بتوزيع عادل للأرزاق، إلا أن السيد ساويرس وأقرانه وقفوا دوما ضد تلك السياسات، ولم يقل أحدهم إنه ربما أراد الله أن يوزع مزيدا من الرزق على الفقراء»!!. ونأتي إلى مصيبة كبرى؛ هي تصفية جهاز الدولة، ويقترب من سبعة ملايين موظف، ويسعى «المشير» إلى خصخصته، وبيعه، والتخلص من ثلاثة ملايين موظف خلال ثلاث سنوات؛ بإحالتهم للمعاش المبكر، ومنع التعيين بالحكومة وقصره على القطاع الخاص، وفصل الموظفين الموضوعين على قوائم الإرهاب، وإخضاع غيرهم لتحليل المخدرات، وإنذارهم مرة واحدة ومن لم يستجب يفصل من العمل لـ«تنقية» الدولة من المدمنين. وإبان حكم عبد الناصر كان المحكوم عليهم في جرائم سياسية تُصرف لهم مرتباتهم، وبعد تنفيذ العقوبة يعودون لأعمالهم،وتحسب لهم أقدميتهم وعلاواتهم وترقياتهم. ومن مدة كتبت عن مخاطر «خصخصة الدولة»؛ مستشهدا بجهاز الدولة البريطاني الرأسمالي، ويبلغ عدد سكانها خمسة وستين مليون نسمة، وجهازها الحكومي يزيد عن ستة ملايين موظف، ومصر تقترب من مئة مليون نسمة وموظفوها أقل من سبعة ملايين.. وكم سيضيف هذا القرار إلى جيش البطالة؟، ويقول قائل إن الموظفين لا يعملون، والفساد ينتشر بينهم، وهو محق، لكن أن يكون بديل الإصلاح والمعالجة والتطوير هو «التأديب والانتقام والتضييق» وإلغاء جهاز حكم لدولة هي الأقدم، وجهازها أهم عوامل استمرارها وتماسكها.. لكن «المشير» أخذ على عاتقه تطبيق مشروع جمال مبارك باستبدال البنيان السياسي لدولة بهيكل تجاري لـ«شركة قابضة».. لا تحتاج لشعب ولا لساسة، ويديرها موظفون للمال والتسويق والعلاقات العامة والسمسرة والمضاربة والمقاولات!! وذلك له علاقة بلقاء «المشير» ببنيامين نتنياهو، وخطابه الذي ساوى فيه بين الجلاد والضحية؛ مطالبا الضحية بالاستسلام لقاتلها!، ويدعو القتلة إلى الوقوف وراء قيادتهم، وذلك منطق يتبناه إعلام التطبيع، الذي يحض على كراهية الفلسطينيين، ودعم الاحتلال والفصل العنصري. ألا يدل ذلك على الفشل الذريع والعجز المريع، ولا يجد «المشير» أمامه غير بيع مصر بالقطعة.. وهذا يشهد بسلامة خط عبد الناصر؛ ذلك الحاضر الغائب، ووضوح موقفه ووطنيته.. هذا بعض ما يمكن قوله؛ في وقت تتهيأ فيه «الأجهزة السيادية» لأكبر تزوير متوقع لانتخابات الرئاسة بعد شهور؛ متناسية انتخابات أحمد عز في 2010 التي أسقطت مبارك وولده؛ بفحش التزوير وصلف الغرور!!. ٭ كاتب من مصر في ذكرى رحيله… أين «المشير» من ثورة عبد الناصر؟ محمد عبد الحكم دياب |
إنها أزمة شرعية الرأسمالية Posted: 29 Sep 2017 02:16 PM PDT بعد أكثر من عقدين من الضبابية الناجمة عن تشابه الأحزاب السياسية واختلاط الأنساب الايديولوجية بسبب سطوة ما سمي بالفكر الأوحد، أي فكر النيوليبرالية الاقتصادية المنحازة للجشع اللامحدود والمبشرة بالعولمة السعيدة، حدث في أوروبا هذا الأسبوع ما يمكن أن يعدّ بداية عودة للوضوح الايديولوجي الفاتح لباب الاختيار الحقيقي أمام الناخبين. ذلك أن الاشتراكية – التي لم يكن أحد من الساسة الأوروبيين الحاليين ليجرؤ، حتى عهد قريب، على إعلان الإيمان بها – قد عادت الآن خيارا متاحا أمام المجتمع البريطاني بعد أن تفاقمت فيه التناقضات وأظلمت في وجهه الآفاق. تطور قد يبدو مناقضا للمنطق الأناني لهذا الزمن العولمي، ولكن الاشتراكية عادت بالفعل خيارا متاحا في بريطانيا بعد أن أعلن زعيم المعارضة جريمي كوربين في اختتام المؤتمر السنوي لحزب العمال، الأربعاء، أن حزبه عازم على انتهاج اشتراكية قائمة على الاستفادة من تجارب الديمقراطية الاشتراكية في البلدان الاسكندنافية: «اشتراكية للقرن الحادي والعشرين». وقد يبدو من الطريف، في الظاهر، أن رئيسة الوزراء وزعيمة حزب المحافظين تيريزا ماي لم تنتظر سوى عشر ساعات، أو نحو ذلك، لتردّ على خطاب كوربين بخطاب عنتري انتصرت فيه للرأسمالية باعتبارها «أكبر عامل من عوامل التقدم الجماعي الذي ابتدعه الإنسان منذ بداية التاريخ». إلا أن سرعة الرد تدل، في العمق، على مدى خطورة المعارك القادمة داخل المجتمع البريطاني لا انتخابيا وسياسيا فحسب، بل وايديولوجيا وثقافيا أيضا، مع ما يرتبط بهذه المعارك من انعكاسات على مستقبل العلاقات الخارجية، خصوصا مع الاتحاد الأوروبي في ظل توترات إجراءات طلاق البركسيت، ومع أمريكا في ظل النزعة الحمائية التي تتسم بها مواقف ترامب (رغم كثرة أكاذيبه الرسمية منذ شهور عن استعداد إدارته لعقد اتفاقية تجارية مع بريطانيا). ولهذا فقد اغتنمت تيريزا ماي مناسبة الذكرى العشرين لحصول بنك انكلترا على الاستقلال عن الحكومة في مجال تقرير السياسات النقدية العامة لتتطرق في خطابها لمسائل ايديولوجية ليس المصرف المركزي هو المقام المناسب لها في العادة. حيث قالت رئيسة الوزراء إن «الاقتصاد الحر، المنظم بقوانين وإجراءات سليمة، هو أبدع محرك للتقدم الجماعي. فقد مثل الاقتصاد الحر في الأصل (أي عند استحداثه قبل حوالي قرنين) صيغة جديدة أخرجت المجتمعات من الركود ومن الظلمات إلى أنوار العصر الحديث». وأضافت أن الاقتصاد الحر هو الوسيلة المثلى، بل الوسيلة الوحيدة القابلة للاستمرار، لتحسين مستوى معيشة أي فرد في أي بلاد. كما حذرت تيريزا ماي أن أي محاولة للتخلي عن الاقتصاد الحر، باللجوء إلى الدين العام وإلى زيادة الضرائب، ستضر بالوضع الاقتصادي وتؤدي إلى تزايد البطالة. كلام معتاد من الساسة المحافظين والنيوليبراليين. إلا أن ما يجعله نافرا عن السياق هو أنه يأتي في إطار دفاع ايديولوجي عن الرأسمالية. الأمر الذي يعني أن تيريزا ماي تعتبر أن مجرد اللجوء إلى الدين العام وإلى زيادة الضرائب إنما هو خروج على الرأسمالية ومروق من دين الاقتصاد الحر! هذا بينما تؤكد جميع الدراسات بأن سياسة التقشف السائدة منذ حوالي عقد من السنين هي المسؤولة عن ضعف النمو الاقتصادي عالميا، وبينما تثبت التجربة التاريخية أن تدخل الدولة في الاقتصاد، سواء عن طريق انتهاج سياسة صناعية مدروسة أو عن طريق الاستثمار المكثف في البنية التحتية وإبقاء الخدمات الحيوية من ماء وكهرباء ونقل وبريد، الخ. في نطاق القطاع العام، قد كان من أهم العوامل التي ضمنت لكثير من الدول الأوروبية مستوى الازدهار الباهر الذي أحرزته من نهاية الحرب العالمية الثانية حتى منتصف السبعينيات، في ما يسمى لدى الفرنسيين بـ»الثلاثين المجيدة». لقد كان كوربين محقّا في الحمل على المحافظين بسبب تمسكهم الوثوقي الدوغمائي بالنموذج الاجتماعي الذي صاغته مارغريت تاتشر والذي يقوم على الخصخصة، وخفض الضرائب على الأثرياء وإضعاف حقوق العمال والموظفين بما يعود بالأرباح الطائلة على الصفوة وبالديون الثقيلة على الأكثرية. والدليل هو أن الاقتصاد النيوليبرالي لم يعد قادرا على ضمان تحسين مستوى معيشة معظم الناس بسبب عجزه عن تأمين الوظائف المستقرة، والرواتب الجيدة والمساكن ذات السعر أو الإيجار المعقول. . ٭ كاتب تونسي إنها أزمة شرعية الرأسمالية مالك التريكي |
السعودية بعد البحرين تسقط في حبال نتنياهو Posted: 29 Sep 2017 02:16 PM PDT كأوراق الشجر في فصل الخريف، تتساقط أنظمة عربية واحدة تلو الأخرى، أمام الإغراءات والوعود الكاذبة والكلام المعسول الذي تسمعه من أركان الكيان الصهيوني بقيادة بنيامين نتنياهو اليميني العنصري الإرهابي المتطرف، وأقطاب إدارة الرئيس الأمريكي، ومعظمهم من اللوبي الصهيوني، أو المتعاطفين معه، حول توفير الحماية لهذه الأنظمة من الخطر الإيراني المزعوم عليها. وتكر حبات المسبحة كاشفة طبيعة المؤامرة التي حاكتها هذه الأنظمة على مر السنين ضد القضية الفلسطينية، وتوفير الحماية لنفسها على حسابها، ورفعت الآن برقع الحياء عن وجوهها وكشرت عن أنيابها. وكان منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، في دورتها الـ 72، المكان المناسب لهذه الأنظمة لإماطة اللثام عن وجوهها لتظهر على حقيقتها، التي بالتأكيد لم تكن وليدة اللحظة، بل تأتي في سياق مؤامرات خفية تمارس لسنوات عديدة سابقة. وشهدت هذه الدورة تغييرا ملحوظا في الخطاب السياسي لبعض ممثلي هذه الأنظمة العربية، إزاء دولة الاحتلال، والتعامل معها وكأنها انسحبت من الأراضي الفلسطينية وانهت احتلالها لفلسطين، وقبلت بحل الدولتين، كما تنص على ذلك مبادرة السلام العربية، التي كتبوا نصها واقنعوا قمة بيروت العربية عام 2002، بتبنيها. فراح وزير خارجية النظام السعودي الجديد عادل الجبير يغازل إسرائيل، تيمنا بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي شدد على أهمية أمن المواطن الاسرائيلي، وخلا خطابه من كلمة الاحتلال والدعوة الصريحة لانسحاب قوات الاحتلال من الأراضي الفلسطينية، وبدلا من ذلك اتهم الفلسطينيين بعدم القبول بمبدأ التعايش، بدعوته لهم القبول بالتعايش وكأنهم هم الرافضون. وسار الجبير أيضا على خطى حمد بن عيسى ملك البحرين على خط مغازلة إسرائيل، بالدعوة للتطبيع مع دولة الاحتلال وإدانة من يطالب بعدم التعامل معها. وفجّر الجبير قنبلة سياسية كما فعل ملك البحرين. قلت في مقال سابق ألا علاقة لي بالخلافات القائمة بين ما أصبح يعرف بـ«دول الحصار.. السعودية والإمارات والبحرين ورابعهم نظام عبد الفتاح السيسي»، وما زال موقفي هو الموقف نفسه ولم يتغير، فهذه مشاكل بين دول قادرة على حل مشاكلها في ما بينها، ولا نريد أن نقحم أنفسنا في هذه الخلافات. ولكن ما تردد على ألسنة زعماء وقادة ومسؤولي هذه الدول، في الاسابيع الأخيرة، يؤكد على أن تصريحاتهم هذه لا بد ان تكون جزءا من المؤامرة، التي يحاولون ان يضعوا خواتمها، بالتغيير الفاضح في الخطاب السياسي، نحو دولة الاحتلال، والتراجع تدريجيا عن المصطلحات المستخدمة سابقا.. إسرائيل بدل دولة الاحتلال.. الضفة الغربية بعد حذف المحتلة.. عدم المطالبة بالانسحاب الاسرائيلي الكامل من الاراضي الفلسطينية المحتلة… وعدم التشديد على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة، واستبدالها بالتوافق الدولي على حل الدولتين. وفي سياق هذه التغيرات وصل وزير خارجية النظام السعودي إلى قناعة بضرورة إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي في ظل التوافق الدولي على حل الدولتين. وبدلا من التشديد على الدعوة للانسحاب الكامل، ووضع حد لاحتلال الاراضي الفلسطينية، تفضل علينا الجبير بالقول في كلمته يوم السبت الماضي إن، «النزاع العربي الإسرائيلي أكبر نزاع تشهده المنطقة في وقتنا الحاضر، وإننا لا نرى مبرراً لاستمراره، خصوصاً في ظل التوافق الدولي حول الحل القائم على حل الدولتين، والمستند إلى قرارات الشرعية الدولة ومبادرة السلام العربية، وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية». وفي هذا القول الملغوم خروج عن بنود المبادرة العربية، التي تنص أولا على إنهاء الاحتلال والانسحاب الإسرائيلي الكامل، أي الى حدود الرابع من حزيران 1967 وتسوية مشكلة اللاجئين، قبل إنهاء الصراع والتطبيع مع دولة الاحتلال. وأضاف الجبير «إننا نرى أن توافق الإرادة الدولية من شأنه ترجمة مبادئ الحل إلى واقع ملموس». والحقيقة التي يعرفها الجبير كما غيره، أن إسرائيل الدولة القائمة بالاحتلال ترفض إلزام نفسها بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية، ناهيك عن الانسحاب الكامل بما فيها القدس المحتلة التي تشهد حملة مسعورة لتهويدها وتغيير معالمها. ولفرك «بصلة» في اعين المطبعين والمتأسرلين قال رئيس حكومه الاحتلال بنيامين نتنياهو مساء يوم الاربعاء الماضي، إن اسرائيل لن تخلي أي مستوطنة في المستقبل مهما حدث. وأضاف في كلمة له في التجمع الاستيطاني غوش عتصيون جنوب بيت لحم في الاحتفال في الذكرى الخمسين على بدء الاستيطان، أنه وجد ليبقى ويستمر، وأن إسرائيل لن تزيل أي مستوطنة مستقبلا مهما حدث. الى جانب أن ادارة الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض لم تحدد حتى الآن موقفا، ولم تعط التزاما بحل الدولتين، رغم المطالبات الفلسطينية الواضحة والمستمرة. إذن فإن كل ما نطق به الجبير، لا أساس له من الصحة، إذ لا وجود لتفاهم أو إرادة دولية حول هذه القضية. ويبدو أن الالتزام لدى الجبير ومفاهيمه هو عدم تطبيق دولة الاحتلال للقانون الدولي، وقرار وقف الاستيطان 2334 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، وقرار الانسحاب من الاراضي المحتلة 242، وغيرها من القرارات ولن نتحدث هنا عن قرار التقسيم 181 أو قرار حق العودة 194 والحبل جرار. الجبير لا ينطق من فراغ فقد كان يدرك جيدا ما يقول، ولم يكن يتحدث باسمه، بل باسم العهد الجديد وولي عهده محمد بن سلمان «رجل التحديث». قد يقول قائل إن الكلمات يمكن ان تكون قد خانته وضاعت منه في إدانة الاحتلال الاسرائيلي للأرض الفلسطينية والاجراءات التعسفية التي يمارسها جنوده كل صباح ومساء ضد الفلسطينيين. بيد أن الجبير وجدها في التنديد بقوة «بسياسة القمع والتهجير التي تنتهجها حكومة ميانمار ضد المسلمين الروهينجا». ما قاله الجبير في الامم المتحدة كلام ملغوم وسهم جديد موجه ضد القضية الفلسطينية. وهذا السهم يجب ان يرتد الى نحور اصحابه، ولا بد ان يواجه بحسم وحزم من قبل الفلسطينيين بجميع توجهاتهم السياسية والعقائدية خصوصا، ومن الشرفاء والمخلصين العرب للقضية الفلسطينية عموما، واعتقد أنهم كثر. فهذا هو وقت التحرك قبل أن يفوت الأوان. ومطلوب منهم ايضا بل يحتم عليهم الواجب جميعا أن يقفوا صفا واحدا لمواجهة هذا الخطر المحدق بقضيتهم وبوجودهم. أوراق كثيرة لا تزال في ايدي الفلسطينيين، رغم الوضع العربي المهلهل، التي ساهمت هذه الانظمة في ايجاده، وكأنها كانت منذ زمن على الخط نفسه مع العدو الصهيوني، في انتظار اللحظة المناسبة. وأوجه هذه الدعوة إلى جامعة الدول العربية، التي إن لم تكن هي متورطة في هذه المؤامرة، أن تجد في هذه الهجمة الانهزامية والتآمرية، فرصتها كي تمسح ولو جزءا بسيطا من تاريخها الأسود وتحسن صورتها، وأن تنحاز الى فلسطين وشعب فلسطين وقضية فلسطين التي ستظل رغم أنف المتآمرين والمتأسرلين القضية الأولى. فرصة نتمنى على الجامعة العربية ألا تفوتها. وكذلك نتمنى على أمينها العام أحمد ابو الغيط، أن ينتهز هذه الفرصة كي يمسح صورته المحفورة في عقول العرب عندما كان وزير خارجية نظام حسني مبارك المخلوع، وهو يقف الى جانب وزيرة خارجية الاحتلال تسيبي ليفني وهي تعلن الحرب على قطاع غزة عام 2008. واختتم بالقول إن الصراع مع العدو الصهيوني يتوقف عندما يعود الحق لأصحابه، وعندما ينجلي الاحتلال عن الاراضي الفلسطينية، وعندما يقيم الفلسطينيون دولتهم بعاصمتها القدس الشرقية، وعندما يتحرر الأسرى من سجون الاحتلال.. عندئذ فقط يمكن التفكير بوقف الصراع. وإلى ان يتحقق ذلك فإن الصراع لن ينتهي ولن يتوقف النضال، والشعب الفلسطيني بكل قواه وأطيافه السياسية والفصائلية والوطنية والعقائدية هو الضامن الوحيد، وهو الحارس الامين على مصالحه.. وسابق الاعوام والعقود شاهد على ذلك، فلا تجربوا ايها المتأسرلون واللاهثون وراء التطبيع، حظوظكم، وتتآمروا من وراء ظهر الشعب الفلسطيني، ولا توصلوه إلى حد الغضب والثورة.. عندئذ لا تلوموا سوى انفسكم والاحداث تتحدث عن نفسها. كاتب فلسطيني من أسرة « القدس العربي» السعودية بعد البحرين تسقط في حبال نتنياهو علي الصالح |
عن المثلية الجنسية والمجتمع الذكوري والمعارك المفتعلة… وأشياء أخرى Posted: 29 Sep 2017 02:15 PM PDT لديّ مشاريع أدبية عريضة وطموحة وأحمل في صدري وتختمر في رأسي أفكارٌ وتصوراتٌ عن مقالاتٍ وتحليلاتٍ تتناول الثورة المصرية المغدورة، والربيع العربي بمآلاته البائسة، في ظل ليل الثورة المضادة الرمادي. إلا أنني كلما هممت بالكتابة عن تلك القضايا الكبيرة والعميقة والمعقدة، وما أن أستقِر على عنوان مقالٍ استهل به تلك السلسلة المرجوة عصية التنفيذ، إلا ويبتليني النظام المصري بقمعه وبطشه أو الإعلام الدائر في فلكه، بما يشغلني ويحرفني عن تلك المشاريع الأكبر والأهم في نظري؛ يقذفني بمعركةٍ صغيرة، وليس لديّ أدنى شك في أنه يفعل ذلك عامداً قاصداً، كستارٍ من الدخان للتغطية أو تشتيت الانتباه عن هدفٍ، مصيبةٍ أو فضيحةٍ في وصفٍ أدق، ارتكبها في مكانٍ آخر تزامناً مع فرقعته الإعلامية، إذ يبدو أنه وقد أظلنا زمن الثورات، لم تعد مباريات كرة القدم كفيلة بالقيام بهذا الدور المعهود لها به تقليدياً، ما استلزم البحث عما يسد تلك الفجوة في منظومة التشتيت والوعي الزائف بواقعٍ مغايرٍ وهمي، يحتفي بها النظام كشرطٍ وجودي، إعمالاً لشعر عمنا الراحل أحمد فؤاد نجم على لسان المخلوع مبارك مخاطباً شعبه (المملوك حصرياً له وفق التصور العميق لدى العسكر المماليك الجدد): «أحبك محشش مفرفش مطنش ودايخ مدروخ وآخر انسطال». ففيالق الإعلام المأجور تقوم هنا بدور كتائب الدعم، في استعارةٍ من لغة العسكر التي يبتهجون بها ولا يعرفون غيرها، برسائله الغثة وحكاياه الخيالية عن انتصاراتٍ وغزواتٍ وهمية تناسب قامات النظام الضئيلة، في معركته الخائبة ضد الزمن. والمعركة الصغيرة التي نحن بصددها تتعلق بحفلةٍ لفرقةٍ غنائية لبنانية، «مشروع ليلى» التي يجهر أحد أعضائها البارزين بمثليته الجنسية، وقد حضرها ما يزيد على العشرين ألفاً بقليل، وتصادف أن قام نفرٌ قليل (في الحقيقة لا يعنيني البتة عددهم) برفع علم قوس قزح المستخدم كرمزٍ من قبل المثليين جنسياً في أنحاء العالم، فثارت من ثم تلك القضية على صفحات بعض الجرائد ووسائل التواصل الاجتماعي. في الحقيقة عليّ أن أعترف بأنني لم أسمع بهذه الفرقة من قبل، ولم تعجبني أغانيهم حين استمعت لها مؤخراً، وذلك ربما لا يعني شيئاً أكثر من تقدمي في السن، واختلاف الذوق لا أكثر، بل أعترف بأن جهلي وعدم استساغتي لا يعنيان شيئاً ويتوقفان عند حقي كفرد في الاستماع لما يطربني؛ لكن لما كان جل الحضور الساحق الماحق من غير المثليين، وكانت لفتة رفع العلم محض حركة عابرة، وعلى خلفية رحيل المرشد السابق الأستاذ مهدي عاكف التسعيني رهن الاعتقال مريضاً، وذلك الحكم الخزعبلي بالحبس ثلاثة أشهر ضد المحامي والحقوقي الأستاذ خالد علي، وتغريمه ألف جنيه لقيامه بفعلٍ خادش استناداً إلى صورةٍ مفبركة، تأكد لديّ الهدف الفرقعي من وراء الضجيج، فقد كنت سأمر عليه مفوتاً الفرصة على هذه المعركة الصغيرة ملتفتاً إلى الأهم، إلى «معاركي أو معاركنا الكبيرة كثوريين» إلا أن رد الفعل بين بين «الغيورين» من أبناء البورجوازية (خاصة الصغيرة) التي عبّر أفرادها عن هلعهم من تردي الأخلاق وانهيار المجتمع وتساؤلهم اليائس، إذ يعتصرهم الألم عن أين نحن والبلد ماضون؟ جعلتني أعدل عن رأيي. إزاء ذلك الانتفاض الأخلاقي والخوف الوجودي من دمارٍ وشيك لم أعد أملك رفاهية تجاهل تلك «المعركة الصغيرة والعابرة»، بل بات يتوجب عليّ الانخراط فيها بكل مخزوني من الغضب والغيظ، فشمرت عن ساعديّ مستحضراً ما روي عن بشار بن برد في الأثر، حين كان يهم لينشد شعره، حيث كان يصفق بيديه ويتنحنح ويبصق عن يمينه وعن شماله، ولما كنت لا أكتب الشعر ولا أدعي أن لي موهبةً تقارب بشاراً أو مررت يوماً قرب باب حارته فإن ما أكتبه من سجالٍ سيكون أقرب للردح، وهو المقصود. كما أدركت أن تلك المعارك الصغيرة قد تكون فرصةً للولوج إلى ما تحيل إليه من مضامين أكبر تتعلق بطبيعة النظام، الذكوري الأبوي القمعي، منطلقين من قناعةٍ لا تهتز بأن الحرية لا تتجزأ. بدايةً، فملاحظة أن تلك المعركة ثارت على وسائل التواصل الاجتماعي والصحف، ذات التوزيع المزري البائس، ليؤكد البعد الطبقي لها، فالغالبية العظمى من الناس، على الرغم من مشاركتهم في المنظومة الأخلاقية المتعارف عليها، همها الأول التحايل على المعايش، وبالتالي فلم تكن لتلتفت لحفلاتٍ كتلك، وربما ترمي كل من يحضرونها من المرفهين بـ»المثلية» تعبيراً عن ازدراءٍ طبقيٍ بحت. لكن جل المعترضين ينتمي للبورجوازية الصغيرة، تلك التي عُمدت بـ»حزب الكنبة»، أرضٌ تقع في الوسط، تنازع عليها شفيق ومرسي، فك الله أسره، فكانوا من حسم السباق، منسيون تماماً، عاجزون عن الحراك ناهيك عن كونهم خائفين منه، فقد اهتز عالمهم وفاجأهم تغييرٌ كانوا واثقين من استحالته فلم يعرفوا كيف يتعاملون معه إذ دهمهم، فانحازوا خوفاً من المجهول لليمين وراء البورجوازية الكبيرة بقيادة الجنرال، والبورجوازيتان في مصر خائبتان رثتان تماماً. وبورجوازيونا الصغار، أو حزب الكنبة، منسيون تماماً، يزدادون فقراً يوماً بعد يوم، جراء سياسة المشير التي نهشتهم، ولم يعد لهم سوى ذلك الدور المسموح لهم به منذ عهودٍ سحيقة (ناهيك عن كونه يحلو لهم) «وكلاء الله على الأرض» فدائماً ما تجدهم يؤكدون على أن الله سيعاقب فلانا، أو أن ما حل به من مرضٍ كان عقاباً من الله له، كأنه تعالى استشارهم أو أطلعهم على أسبابه وتصاريفه وقربهم من منابع حكمته، فهم شماتون يشيع في حياتهم النفاق. انتفضوا لمجاهرة بعض المثليين بمثليتهم وحقهم في مشاعرهم والتصرف بإرادتهم في أجسادهم، في حين لم نسمع للكثيرين منهم صوتاً إزاء نظامٍ يمارس القمع والتعديات الجنسية بصورة منتظمة ومنهجية، ليس أمام معارضيه فحسب، وإنما في أقسام الشرطة حيث إيلاج العصي في الموقوفين أمرٌ اعتيادي، بل وستجدهم يجدون ذلك مبرراً لأن «هذه الأشكال» يعنون المجرمين لا ينفع معهم سوى تلك الأساليب، تماماً كما وجدوا مبرراتٍ لكشوف العذرية على الفتيات، بل وثبوا فراسخ للأمام فانتخبوا المسؤول الأول عن هذا الاغتصاب رئيساً للجمهورية، فالخلاصة إذن أن اختيار المثلية الجنسية طامةٌ تهتز لها ضمائرهم اليقظة ونفوسهم المرهفة، فيرثون حال البلد وما آل إليه، أما حين يمارسها زبانية النظام اغتصاباً فهذا حسنٌ ومباح، بل ويثاب الآمر المسؤول بالرئاسة ويرون القشة في عين بضعة مثليين، ولا يرون الهروات الغليظة حين تُقحم عنوةً في أجساد معتقلين. وما بال القتل والتصفيات والحريات المعطلة والمجال العام المصادر وأرض البلد حين تباع بخساً؟ يبدو في النهاية أن البلد ومستقبله وحريته مربوطة حصراً في ميول البعض الجنسية ومصيره معلق على انحناءات أجسادهم، علماً بأن مجتمعاً في التاريخ والحاضر لم يخل من التنوع في الميول الجنسية ومن بينها المثلية. على يقينٍ أنا بأن هؤلاء الغيورين على الأخلاق الذائدين عن حياضها، لا يدركون أنهم بتشبثهم بتلك الرؤى الذكورية لا يدعمون شيئاً سوى النظام خوفاً من التغيير، لكن ما لا يدركونه حتى الآن وسيتحتم عليهم مواجهته قدماً، هو ذلك الكم المذهل من المتغيرات في المجتمع على كل المستويات، ومنها الأخلاقي، فزمن الثورة يطرح الأسئلة، حتى وهي منكفئة أو حتى مهزومة، أسئلة عن كل شيء، تهز كل الثوابت. كما أسلفت، فالحرية والكرامة الإنسانية لا تتجزأ، والمعارك الوهمية لن تحل المشاكل العالقة. فقط حين نحتج لحق خصومنا السياسيين في المحاكمة العادلة والحياة والمعاملة الكريمة، نستطيع أن ننتفض من أجل الأخلاق ونتحدث عن مستقبلٍ ما لبلداننا المنكوبة، المسكونة بالقمع بشتى صوره، المعشش في كل الأركان والمتغلغل في كل المستويات. فالانعتاق إما أن يكون جماعياً أو لا يكون، وهو لن يأتي إلا بهدم تلك التركيبة الاجتماعية الاستغلالية الذكورية، القمعية في الأساس. كاتب مصري عن المثلية الجنسية والمجتمع الذكوري والمعارك المفتعلة… وأشياء أخرى د. يحيى مصطفى كامل |
آفاق التحالف التركي الروسي دوليا Posted: 29 Sep 2017 02:15 PM PDT تواجه السياسة التركية المعاصرة تهمة الابتعاد عن الغرب، بداية عندما يتهم البعض تركيا بما يصفونه مشروع الأسلمة، وأن حزب العدالة والتنمية يعمل على أسلمة تركيا، ويبعدها عن الغرب، ويتناسى أصحاب هذا الرأي أن الشعب التركي مسلم بنسبة 99%. والتهمة الثانية التي تواجه السياسة التركية هي التقارب مع روسيا على حساب الابتعاد عن الغرب أيضاً، ويتجاهل أصحاب هذا الرأي أن تركيا بقيت تقف على أبواب أوروبا أكثر من نصف قرن من دون ان تقبل عضوا في الاتحاد الأوروبي، حتى طفح الكيل عند الشعب التركي وهو يصبر على التعنت الأوروبي، وقد كان الانقلاب العسكري الأخير 15 يوليو 2016 نقطة فارقة في التاريخ التركي الحديث، فالغرب متهم بتأييد الانقلاب، إن لم يكن مشاركا فيه، وهذا من وجهة نظر الشعب التركي، وإن لم تسع السياسة التركية الرسمية لإثبات ذلك، رغبة منها لجعل الطرف الغربي والأوروبي أقرب إلى السياسة التركية، ضد المتهم الرئيسي بتخريب العلاقات التركية الغربية في السنوات الأخيرة، وهو فتح الله غولن وحركته وعناصره المنتشرين في أمريكا وأوروبا. السياسة التركية أرادت حصر الخلاف مع المتهم الرئيسي بالانقلاب بوصفه واجهة العقل المدبر للانقلاب، وعدم البحث عن العقل المدبر الأكبر، لأن السياسة الحكيمة لا ترفع من وتيرة العداء ولا الأعداء مع الدول الكبرى، وتعمل لجعل العقل المدبر يقتنع بأنه أخطأ كثيرا، عندما اعتمد على أدوات واهية وضعيفة ومتهورة، وفشلت في إسقاط سرقة الارادة الشعبية الديمقراطية المتمثلة بالحكومة التركية، لأنها حكومة الشعب وليست انقلابية. إن السياسة التركية وجدت نفسها أمام هذه التحديات الداخلية والخارجية غير مضطرة للاستمرار مع الحلفاء غير المطمئنين، وانها مضطرة في الوقت نفسه للبحث عن توجه سياسي دولي جديد، فكان الطرف الدولي الآخر وهو الطرف الروسي في الانتظار، بل يتحين الفرص لكسب صديق كبير وقوي مثل تركيا، ولكنه بانتظار أن يسمع النوايا، ويشاهد الأعمال التي تؤكد انه أمام صديق هو محل ثقة وتقدير ومصداقية، وهو ما تأكد منه من تقارب تركيا من روسيا بجدية ولأكثر من سبب، ولذلك نظر الأوروبيون والأمريكيون إلى درجة التعاون العسكري بين تركيا وروسيا بقلق، وبالأخص بعد أن وصلت إلى تزويد تركيا بأحدث منظمات الدفاع الصاروخية في العالم س400، فهذا من دون مبالغة انقلاب في السياسة الدولية الأوروبية والغربية. إن أول ما يتوقعه المحللون الغربيون من التحالف التركي الروسي، أن تركيا سوف تحقق قدرة دفاع مستقلة في منظومة الدفاع الجوي، لم يكن لها مثيل من قبل، وثانيهما أن دول الناتو سوف تجبر على تقليص التعاون العسكري مع تركيا، خشية تسرب معلومات أمنية حيوية إلى أياد روسية، فالغرب يدرك أن سياسة تركيا ليست في تغيير الحليف من الغرب إلى الشرق، وإنما بناء الدولة التركية، التي لا تبقي روحها بيد الشرق ولا بيد الغرب، وأن تركيا مصممة على أن تبني قوتها الدفاعية بنفسها في الحاضر والمستقبل، وطالما أن كل السنوات والعقود الماضية لم تتمكن تركيا من بناء قوتها الدفاعية الخاصة بها بنفسها، ولم يقف الغرب إلى جانبها عند حاجتها إليه في أزمة إسقاط الطائرة الروسية سوخوي بتاريخ 24 نوفمبر 2015، فلماذا تتمسك بالحليف الغربي غير الوفي؟ بل عكس الناتو مواقفه وواصل سحب أنظمة صواريخ الباتريوت الدفاعية التي كانت موجودة في تركيا في أدق الأوقات الخطرة على تركيا. إن تقارب السياسة التركية من روسيا، يعني أن السياسة التركية خطت أولى خطواتها بالابتعاد عن الغرب، لأن الغرب قد خطى من قبلها خطوات كثيرة وعديدة بالابتعاد عن الحليف التركي، فهذا هو المبعث الأول للسياسة التركية بهدف بناء علاقاتها مع اوروبا على غير الأسس السابقة، فهو بدافع معالجة أخطاء المرحلة السابقة، التي كانت قائمة على ثقة من طرف واحد فقط، وبالتالي فإن توجه السياسة التركية لن يكون بتكرار التجربة الأولى الخاطئة مع روسيا هذه المرة، فالتقارب التركي الروسي ليس بديلا عن التحالف التركي الغربي، وإنما هو أداة سياسية لتحقيق التوازن في العلاقات التركية الدولية مع الشرق والغرب، فآفاق التعاون بين تركيا وروسيا كبيرة، ولكنها ليست تحالفا بالمفهوم القديم للتحالفات العسكرية أو السياسية، فهي ليست تحالفا عسكريا ضد الغرب إطلاقاً، ولكن المصالح التركية الأمنية والعسكرية والاستراتيجية تتطلب أن تنظر تركيا إلى مستقبلها بآفاق جديدة في التعاون مع كافة دول العالم، وبالأخص مع الدول الكبرى، التي تتحكم في السياسة الدولية، فتركيا من حقها ان تبني سياستها الدولية بحرية واستقلالية، وبما يخدم مصالح شعبها قبل كل شيء، وجاءت مواقف الناتو مقرة بحق تركيا بذلك، وإن كانت قلقة وغير راضية، فقالت مصادر رفيعة المستوى في الناتو بدبلوماسية شديدة بأنه: «مع أن الحلف لا يمنع أعضاءه من شراء أسلحة من دول ليست أعضاء فيه، ولكنه لا يوصي بشراء أسلحة لا تتطابق والأسلحة التي لدى باقي أعضاء الحلف. كما أنهم في الناتو غير راضين عن أن تركيا لم تكلف نفسها عناء إطلاع شركائها في برامج مشترياتها»، فردود الفعل الغربية غير راضية عن هذا التحرك الحر للسياسة التركية، بدليل أن مجلس الشيوخ الأمريكي منع بيع السلاح لحراس الرئيس التركي أردوغان، وقامت ألمانيا بإيقاف بيع أسلحة ألمانية إلى تركيا، فضلا عن المواقف السياسية والإعلامية المعادية للسياسة التركية، كما تعمل ألمانيا من خلف الكواليس لمنع انعقاد قمة الناتو المقبلة في 2018 في تركيا. أما نقاط الاختلاف التركي الروسي فهي، وإن بدت كبيرة في بعض المسائل، ومنها الموقف من بشار الأسد والاحتلال الروسي لجزيرة القرم وأوكرانيا وغيرها، إلا أن هذه المسائل قابلة للحل في بعض تفاصيلها، وبالأخص أن التفاصيل المهمة منها متفق عليها بينهما، فاللقاء الأخير بين بوتين وأردوغان في أنقرة مؤخرا، أكدا فيه على وحدة الأراضي العراقية والسورية، فقد جاء اللقاء بعد استفتاء إقليم شمال العراق على الانفصال بعدة أيام فقط، وهذا يعني أن روسيا تشارك تركيا منع التقسيم أولاً، وعدم السماح للأحزاب الكردية الانفصالية العراقية والسورية استغلال المطامع الغربية والاسرائيلية لإقامة دول مستقلة ومعادية على الحدود التركية الشرقية والجنوبية، بل إن السياسة التركية استطاعت أن تحقق مصالح لها في سوريا ما كان لها أن تحققها لولا التفاهم والاتفاق مع روسيا، بداية في عملية «درع الفرات»، التي أدت إلى تحرير الحدود التركية من تنظيم «داعش»، وكذلك المحافظة على أرواح الآلاف من سكان المنطقة، وفي حلب في نهاية العام الماضي، والعمل على حفظ أرواح سكان إدلب بعد أن تجمع المدنيون ومقاتلو المعارضة المعتدلة فيها، فالسياسة التركية ترى في التقارب مع روسيا تحقيقا لمصالح الثورة السورية مقروناً بضرورات الأمن القومي التركي في سوريا والعراق والمنطقة، فضلا عن آفاق التعاون الاقتصادي الكبير بينهما، وبالأخص في مجال السيل التركي لخطوط الطاقة الدولية، وإنتاج الطاقة النووية السلمية في تركيا بتعاون وتمويل روسي قريباً. كاتب تركي آفاق التحالف التركي الروسي دوليا محمد زاهد غول |
هل هو خطاب البغدادي الأخير؟ Posted: 29 Sep 2017 02:14 PM PDT في خطابه الاخير بدا زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية» متفائلا بإمكانية وضع حد للهزائم المتتالية لجماعته الجهادية، وأكثر ما ركز عليه هو شحذ همم مقاتليه وحثهم على مواصلة القتال. وكما هي العادة في خطابات البغدادي ومن قبله العدناني، شن التنظيم هجوما كبيرا على أطراف بلدة السخنة، مستغلا مساحات الصحراء الواسعة، التي ما زال تتمركز فيها عناصره جنوب دير الزور، وسرعان ما بدأ المراقبون يتساءلون، هل يستطيع التنظيم فعلا استرداد ما فقده وعكس مجريات الأمور لصالحه ميدانيا؟ أم أن النظام والحشد الشعبي العراقي سيواصلان التقدم، وإن ببطء، حتى يكملان سيطرتهما على آخر معاقل تنظيم «الدولة» الحضرية المهمة في الحويجة في العراق وريف دير الزور في سوريا؟ من الواضح أن التنظيم استعاد جزءا من قوته، ولكن يبدو من المستبعد أن يتمكن من تغيير مسار العمليات العسكرية، ومنع المزيد من التراجع الميداني في سوريا والعراق، الأمر الوحيد الذي قد ينجح فيه، هو إطالة أمد المعارك، وإلحاق المزيد من الخسائر بالقوات المهاجمة، خصوصا في معقلين يتمتع فيهما بحضور عميق، هما الحويجة وريف دير الزور، فحتى اليوم تواجه قوات الحشد الشعبي مصاعب جمة خلال هجومها على الحويجة، بعد أيام من بدء عملية عسكرية كبيرة لم تشارك بها قوات البيشمركه الكردية، وهو مؤشر مهم على الإرباك الحاصل في التحالفات القائمة، إثر النزاع الكردي الشيعي بعد الاستفتاء، رغم إن الحويجة شبه محاصرة من البيشمركه منذ أشهر طويلة، وقد ينجح التنظيم في إطالة أمد المعارك في الحويجة لعدة أيام مقبلة، مسببا خسائر كبيرة للقوات المهاجمة، مستفيدا أيضا من سلسلة جبال حمرين القريبة، التي يختبئ فيها مقاتلوه منذ سنين طويلة، من دون أن تتمكن القوات الحكومية من التعامل معها. أما ريف دير الزور ووادي الفرات المتصل بالحدود العراقية السورية، فهي المنطقة الأكثر أهمية الآن للتنظيم، حيث تتواجد فيها معظم قياداته، ولعل مقتل الضباط الروس الكبار في دير الزور يعطي مؤشرا على نوعية الهجمات الشرسة التي سيشنها التنظيم على قوات النظام كلما تقدمت أكثر نحو الريف. والأمر الذي يدفع التنظيم للقتال بشراسة هذه المرة، هو أن معظم المساحات الصحراوية التي كانت متاحة سابقا في بادية الشام والأنبار، باتت بيد أعدائه، وإن كان من الصعب السيطرة على كثير من المواقع الصحراوية التي اعتاد التخفي فيها، كما حصل عام 2009 في العراق، إلا ان الحملة المنسقة للقوات العراقية والسورية والميليشيات الطائفية المشاركة معهما، جعلت مهمة إيجاد ملاذات صحراوية آمنة للتنظيم أمرا أكثر صعوبة، لذلك فلا خيارات كثيرة متاحة أمام عناصر التنظيم سوى الاختباء في المدن الكبيرة التي لا تعرف انتماءاتهم، أو الاحتماء بقراهم العشائرية الريفية. ولعل أكثر ما أنهك التنظيم في الأشهر الأخيرة، إضافة للضغط العسكري الهائل من الأطراف الإقليمية والدولية، هو النزاع الداخلي الحاد الذي تسبب فيه جناح غاية في التطرف، اشتهر بتكفير عوام المسلمين والكثير من علماء السنة الأصوليين، واستغرق الأمر عدة أشهر حتى تمكن التنظيم من اعتقال واحتجاز، بل إبعاد أبرز وجوه وعناصر هذا التيار، ليصدر بعدها بيان نادر يقر فيه بالنزاع الحاصل، وتعقبه سلسلة اذاعية صوتية تتحدث عما اعتبرته انحرافات هذا التيار العقدية، ورغم شدة تأثير هذا النزاع، إلا إنه لم يؤثر بشكل مفصلي في التراجعات العسكرية، وإن كان بعضها قد حصل خلال هيمنة بعض رموز هذا التيار على بعض المناطق، كما حصل في الطبقة، حسب بعض المصادر المقربة من التنظيم، بينما كان العامل الأبرز للتراجع، هو اختلال توازن القوى بين التنظيم وخصومه الإقليميين المدعومين، روسياً وأمريكيا، فالموصل مثلا، شهدت أشرس أداء عسكري للتنظيم، وهو بعيد عن أزمته الداخلية، ومع ذلك لاقت مصير السقوط بيد قوات الحكومة العراقية والحشد الشيعي، وان بعد مطاولة ومقاومة عنيدة استمرت لأشهر، لتعد من ضمن أطول معارك المدن في التاريخ. الحاصل، إن خطاب البغدادي، الذي قد يكون الاخير، يأتي في إطار حملة جديدة للتنظيم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وإعادة لملمة صفوفه، وسينجح ربما في إطالة المعركة واستنزاف الخصوم أكثر، لكنه لن يتمكن على ما يبدو في تغيير النتيجة والمآل النهائي للمعارك الجارية في العراق وسوريا، التي ستؤول على الاغلب الى خروج التنظيم من كافة معاقله الحضرية في نهاية هذا العام، إلا إذا طرأت مستجدات مفاجئة، تربك تحالفات خصومه من حوله، كانفجار النزاع الكردي الشيعي في العراق. كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي» هل هو خطاب البغدادي الأخير؟ وائل عصام |
ما مصير «الصحافة المواطنة» في المغرب بعد صدور قانون المدونة؟ Posted: 29 Sep 2017 02:14 PM PDT عرفت السنوات الأولى من بداية الألفية الثالثة تصاعدا مذهلا في عدد المدونات Blogs سواء على منصات «بلوغر» أو «ووردبريس» وغيرها من المنصات الغربية والعربية المجانية التي تقدم هذه الخدمة مقابل بث أو نقرات الزوار على وصلات إشهارية تكون في الغالب غير مدرة للربح لصاحب المدونة بل للشركة المصممة للمنصة الرقمية. وعرفت هذه المرحلة كذلك قفزة أخرى لدور»الصحافة المواطنة» مع ظهور دعامة المنتديات الموضوعاتية أو المتنوعة. ويمكن اعتبارها من أخطر منصات التفاعلية وأوسع ساحة افتراضية للسجالات والتعليقات بين أعضائها في مختلف الأقسام السياسية والنقدية والفلسفية والدينية..إلخ إلا أن ما يميز خاصياتها عن المدونات الشخصية أن فـريق إدارة المنـتدى تكون له كامل الصلاحية للتشـطيب على أي عضـو(ة) وحرمانه من النشر مبـاشرة إذا ما أخـل بقانون المنتدى وانحرف عن خطـه التحريري في مواضيع لها علاقة برأيه الخاص في السـياسة والإثـنية والمقدسـات كالإلـحاد أو التطرف أو اقـترافه للسـرقات الأدبـية أو السـب والقـذف وغيـرها..إلخ. ومما لاجدال فيه أن هذه المنابر الإلكترونية قد أسهمت في بلورة وعي حقوقي وسياسي عربي جديد قائم أساسا على خصوصياتها الرقمية كحرية التعبير والنقد والتفاعلية الآنية ومتوالية الردود الجريئة دون قيد أوشرط أو تأشيرة من جهة ما كيفما كانت سلطتها الرمزية أو المعنوية أو القانونية..إلخ عدا سلطة إدارة المنتدى. وإذا كانت المدونات والمنتديات وغرف الشات والبالتوك فيما بعد تقتضي أن يلم العضو الناشر بأبجديات وتقنيات الرقمية لنشر مشاركته في صيغة متناسقة ومنسجمة إن على المستوى اللغوي والفكري أوعلى مستوى إستيتيك التنزيل الرقمي الفائق، فإن إنشاء مواقع التواصل الإجتماعي ( فيسبوك في 4 كانون الثاني/يناير سنة 2004 ويوتيوب في 14 شباط/فبراير سنة 2005 ) قد أحدثا معا انفجارا هائلا في قنوات التواصل عرفت معه «الصحافة المواطنة» ثورة إعلامية أذكاها بالدرجة الأولى جشع شركات إنتاج تكنولوجيات التواصل الحديثة للسيطرة على الأسواق العالمية مما أدى إلى انتشار المعدات المتطورة (حواسيب محمولة تابليتات هواتف ذكية ) بين مختلف الفئات الإجتماعية حتى الفقيرة منها وبالتالي حفز عديدا من المواطنين سواء من باب الفضول تارة أوعن دراية ووعـي تـارة أخـرى علـى اقتحـام تـجربة إعلام بديل يستجيب لقناعاته الفـكرية والسياسية وأيضا للتنفـيس عن مـواقف لاوعيـه السوسيوثقـافي. يجمع جل الأخصائيين في مجال التواصل والميديا الإجتماعية أنه ما كان للثورات العربية أن تندلع لولا وقود انتشار»الصحافة المواطنة» بفضل توسيع خريطة الربط الشبكي وانتشارالأجهزة الإلكترونية الذكية واختراقها لمتاريس الرقابة وقدرتها على تعبئة الرأي العام بخطاب إعلامي إجتماعي بديل ومغاير يستقي مادته الخبرية الخام من فضاءات المجتمع المدني ونبض الشارع بدل أحاديث الصالونات الحزبية والنقابية ولغة الخشب السياسية. ولعل أن فيسبوك بما تتيحه منصته من تطبيقات هائلة مقارنة مع مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى كإدراج روابط تشعبية وفيديوهات وملفات صوتية وصور رقمية معبرة وأخيرا بث حي كل هذا جعل من فيسبوك بما حمل من حقائق دامغة أو مغالطات على حد سواء أول منصة خبرية إلكترونية كونية تتلاطم في محيطها أمواج الرأي والرأي الآخر بين مد وجزر وكر وفر، حتى صارفي كثير من الأحيان مصدرا موثوقا به لعديد من المنابرالإعلامية العملاقة المحلية والدولية إن لم يكن قد بات هو العدو الإعلامي الإفتراضي الأول حاليا لعديد من الأنظمة القمعية والشمولية. وبالرغم من كون المغرب قد شكل بصورة نسبية استثناء سياسيا في شمال القارة بقدرة النظام على احتواء رياح الربيع العربي فإن هذا لن يبخس في شيء دور»الصحافة المواطنة» في مواكبة ورصد غليان الشارع وتطلعات التنظيمات الشعبية من خلال استثمار صفحات فيسبوك وتسجيلات يوتيوب إن على المستوى الفردي أو على مستوى المجموعات والتنسيقيات ومختلف إطارات المجتمع المدني..إلخ. والسؤال المطروح اليوم هو هل ستؤدي مدونة الصحافة والنشرالجديدة التي تم تنزيل قانونها 88.13 منذ 15 آب /أغسطس 2017 إلى طرد هذه «الصحافة المواطنة» من جنة «حريتها « بعد أن تمادت في سنوات ربيعها المغربي في قضم فاكهة التابوهات ومشاكسة الخطوط الحمراء التي لم ولن تجرؤ الصحافة الوطنية على إثارة أسئلتها المحظورة كالنبش في سؤال الثروة وتعرية أوكار الدعارة الراقية و«البيدوفيليا» والمتاجرة بالدين والرشوة على اختلاف صفقاتها والجنس مقابل النقط والتشرميل والسطو على العقارات والشطط في استعمال السلطة والإختلالات المالية والانحرافات الإجتماعية وغيرها من القضايا الساخنة التي هزت الرأي العام الداخلي والخارجي تحت شعارات ولوغوهات بارزة ودالة مثل (ماتقيش كذا..!) أو(زيرو كذا..!) أو(مامفاكينش..!)..إلخ ؟ وللحقيقة التاريخية فأن السلطات في المغرب قد تعاملت بمرونة وبسعة صدر وبـ«لعبة الغميضة» مع جرأة «الصحافة المواطنة» فبالرغم من الرياح الهوجاء التي عصف بها الربيع العربي لم تسجل خروقات حقوقية جسيمة ومتكررة مقارنة مع دول أخرى كتونس أو مصر أو السعودية أو سوريا أو إيران حيث تكررت حالات حجب المواقع والاعتقالات والمحاكمات والاعتداءات على عشرات المدونين والنشطاء الافتراضيين على مواقع التواصل الإجتماعي. لكن إذا كانت السلطات المغربية قد تعاملت بدهاء وذكاء ولم تكن تراقب غير نصف الكأس الفارغ في «الصحافة المواطنة» فعلى الدولة والمجتمع المدني ونقابة الصحافة وفدرالية الناشرين أن يقروا ويعترفوا بأن هذه الدعامة الإعلامية الشعبية المفعمة بالحيوية الشبابية في نصف كأسها المملوء قد لعبت دورا أساسيا باعتبارها كانت وستظل «سلم ريختر» لقياس درجة الزلازل الإجتماعية ومجهرا دقيقا لرصد اعتمالات الواقع والإنصات لنبض الشارع مما ساعد الدولة على الإسراع إلى نهج السياسة «الاستباقية « بدل نهج سياسة حجب المواقع أواعتقال المدونين والنشطاء الافتراضيين وهذا لم يحدث سوى في حالات نادرة جدا ومعدودة على أصابع اليد الواحدة. ملحوظة : أقصد بـ « قانون المدونة» في العنوان مدونة الصحافة والنشر التي تضمنت القانون رقم 88.13 المتعلق بالصحافة والنشر بمختلف دعاماته الورقية والإلكترونية، إلى جانب القانون رقم 89.13 المتعلق بالنظام الأساسي للصحافيين المهنيين، والقانون رقم 90.13 المتعلق بالمجلس الوطني للصحافة. كاتب من المغرب ما مصير «الصحافة المواطنة» في المغرب بعد صدور قانون المدونة؟ عبده حقي |
هيئات سياسية وحقوقية ومدنية تنظم مسيرة وطنية في الدار البيضاء غدا تضامنا مع معتقلي الريف Posted: 29 Sep 2017 02:11 PM PDT الرباط –« القدس العربي»: ينظم العديد من الهيئات السياسية والنقابية والمدنية مسيرة وطنية، في الدار البيضاء يوم الأحد 8 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، تضامنا مع معتقلي «حراك الريف»، للمطالبة بالإفراج عنهم، وإنقاذ حياة المضربين عن الطعام، والمطالبة بإحقاق مطالبه المشروعة. وحملت الهيئات المشاركة في المسيرة، مسؤولية ما يمكن أن تؤول إليه حالة المعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام إلى الدولة، داعية المواطنات والمواطنين والأحزاب والنقابات وهيئات المجتمع المدني إلى المشاركة المكثفة والتعبئة من أجل إنجاح المسيرة. وحمل البلاغ الذي أرسل لـ «القدس العربي» توقيع أكثر من 15 هيئة سياسية وحقوقية وشبابية. من جهة أخرى وقع مئات المغاربة عريضة إلى الملك محمد السادس يطالبونه من خلالها بإنصاف أبناء الريف «الذين اعتقلوا بالجملة، ووضعوا في السجون من دون تهم واضحة ولا محاكمات عادلة، ويضربون اليوم عن الطعام احتجاجا على ذلك وعلى ظروف سجن مزرية». وجاء في العريضة الإلكترونية، «هؤلاء الشباب سُجنوا لا لشيء سوى لأنهم صُدموا كما صُدمتم يا ملك البلاد، كما جاء حرفيا في خطاب العرش في تموز/ يوليو 2017، بتواضع الإنجازات في بعض المجالات الاجتماعية حتى أصبح من المخجل أن يُقال إنها تقع في مغرب اليوم». وأضافت «سُجنوا لا لشيء سوى لأنهم أدانوا كما أدنتم يا ملك البلاد ـ حرفيا: الطبقة السياسية والمسؤولين والأحزاب الذين يتسابقون إلى الواجهة حين تكون النتائج إيجابية للاستفادة سياسيا وإعلاميا من المكاسب المحققة، أما عندما لا تسير الأمور كما ينبغي يتم الاختباء وراء القصر المَلِكِي وإرجاع الأمور كلها إليه». وأوضحت العريضة أن الشعب المغربي في حاجة إلى استعادة المكون الشبابي ثقته في النظام وثقته في حسن نية الحاكم في الإصلاح الكلي الشامل وفي قضاء عادل «فهذه الفئة العريضة من مواطني الطبقتين الفقيرة والمتوسطة هي السد المنيع والحصن الحصين للمغرب كلما جار عليه الأعداء وتكالب عليه الحاسدون، فكيف يعقل أن يتم التنكيل بهم في السجن إن طالبوا بأبسط حقوقهم بينما ينعم أبناء الطبقة السياسية الفاسدة التي ستهرب بجوازاتها الفرنسية والإسبانية نحو حساباتها الخارجية حين تشتد وطأة الضغط على الوطن». وجاء في العريضة «هل يعقل في عهدكم الجديد أن تمر ثلاثة أشهر على أمركم المفتشيات العامة لوزارات الداخلية والاقتصاد والمالية بفتح تحقيقات مع المسؤولين المتماطلين في مشروعات «الحسيمة منارة المتوسط» ولازلنا لم نسمع نتيجة لأي تحقيق ولا محاسبة لأي مسؤول، بينا تمت محاكمة أكثر من 340 شابا ريفيا من بينهم أطفال بسبب الاحتجاج السلمي ومحاكمة صحافي بالقانون الجنائي؟ هل يعقل أن يقبع في السجون أبناؤكم الذين لم يأملوا إلا التواصل معكم كي يشتكوا فساد المسؤولين لأنهم قالوا ما قلتم نفسه في خطابكم وأدانوا ما أدنتم وطالبوا بما طالبتم وأرادوا للبلد الخير والتنقية من الفساد والتنمية لجهتهم؟» وأضافت «حان الوقت لمصالحة حقيقية بين الملك والشعب، وقد فشلت المحاولات المحتشمة الباهتة في الوساطة بين الحاكم والمواطن، وخذلتنا الأحزاب للمرة الألف وأمناؤها وقياديوها الذين اختبؤوا واختفوا واكتفوا بالتدوين «الفيسبوكي»، هم الذين يتقاضون عن مناصبهم المؤسساتية الملايين الشهرية، بعد أن اختبأ الكل مرة أخرى وراء القصر». واعرب موقعوا العريضة عن «أمل أن تلقى هذه المبادرة الشعبية العفوية، العريضة الوطنية لإنهاء الأزمة في الريف وإطلاق سراح «ولاد الشعب» ومحاسبة النخب ـ التي كُتبت بألم على خيرة شباب الوطن، استجابة عاهل البلاد محمد السادس». هيئات سياسية وحقوقية ومدنية تنظم مسيرة وطنية في الدار البيضاء غدا تضامنا مع معتقلي الريف |
المهاجرون الأفارقة والمغاربة استغلوا أحداث الريف للعبور إلى اسبانيا Posted: 29 Sep 2017 02:11 PM PDT الرباط – «القدس العربي»: قالت صحيفة مغربية إن المهاجرين الأفارقة والمغاربة استغلوا الاحتجاجات في منطقة الريف لإنجاز أكبر عملية هروب نحو إسبانيا حيث سجل رقما قياسيا من «الحراكة» (مهاجرين سريين) بنحو 1300 حراك مغربي. وقالت صحيفة الصباح نقلا عن المفوضية الدولية للمهاجرين إن 9800 مهاجر وصلوا إلى إسبانيا منذ شهر كانون الثاني/ يناير الماضي أي بعد ثلاثة أشهر من اندلاع حراك الريف، وأن غالبية المهاجرين وصلوا بحرا إلى إسبانيا موازنة بـ 4936 انتقلوا إلى إسبانيا وجزر أخرى سنة 2016. وقالت المفوضية إن نحو 60 من مئة من المهاجرين هم أفارقة، في حين 13 من مئة مغاربة أي نحو 1300 مهاجر، والباقون من آسيا ودول أخرى وغالبيتهم استعملوا قوارب مطاطية. ولم يسجل هذا الرقم الضخم من المهاجرين السريين منذ 2008 التي شهدت بداية تراجع في أعداد «الحراكة» إلى أوروبا وأكدت المفوضية أن الرقم صعد في 2006 إلى 36 ألف مهاجر سري، وهو عدد غير مسبوق في تاريخ الهجرة السرية. وقال الحرس المدني الإسباني إن تراجع «الحراكة» في السنوات المنصرمة راجع بالأساس إلى عامل الغرق الذي كان يقف امام المهاجرين السريين وهو العامل الذي تراجع في السنوات المنصرمة، وأن الجرأة وصلت ببعض المهاجرين إلى العبور عبر ألواح خشبية صغيرة، هذا إلى جانب وسائل أخرى نجح من خلال الأطفال القاصرون في الوصول إلى إسبانيا. المهاجرون الأفارقة والمغاربة استغلوا أحداث الريف للعبور إلى اسبانيا |
ترحيل مراسل صحيفة «الغارديان» البريطانية من المغرب Posted: 29 Sep 2017 02:11 PM PDT الرباط –« القدس العربي»: أبعدت السلطات المغربية يوم أمس الأول الخميس صحافيا بريطانيا من مدينة الحسيمة، ورحلته خارج المغرب. وقالت عدة مصادر إن الصحافي البريطاني سعيد كمالي ظهران، من أصول إيرانية، كان موجودا في مدينة الحسيمة لإنجاز تقرير صحافي عن الأحداث التي كانت المدينة مسرحا لها وعرفت بـ «حراك الريف» والتقى نوال بنعيسى، أحد أبرز ناشطات الحراك، ومباشرة بعد لقائها تم توقيفه واستنطاقه قبل طرده خارج المغرب. وأكد الصحافي خبر إبعاده من المغرب على حسابه على «تويتر»، ونقل تصريحا مقتضبا للناطق الرسمي باسم «الغارديان»، جاء فيه: «سعيد كمالي ظهران سالم وبخير وقد عاد إلى لندن». ووصل كمالي ظهران إلى المغرب لتغطية مؤتمر عقد في مراكش حول النساء والتنمية في أفريقيا وأضاف التصريح: «لقد فوجئنا بأن يُطلب من مراسل الغارديان المحترم الذي كان يوجد في المغرب مغادرة البلد، ومازلنا نبحث عن تفاصيل أكثر حول ظروف ترحيله». وعلق سعيد كمالي على هذا التصريح في التغريدة ذاتها بالقول: «لا أريد التعليق أكثر. شكرا على كل الرسائل». وكان سعيد كمالي ظهران، مراسلا لـ «غادريان» مقيما في طهران، وهو الآن مقيم في لندن، وسبق أن حصل عام 2010 على جائزة «صحافي العام» التي تمنحها جمعية الصحافة الأجنبية في لندن. وسبق للسلطات المغربية أن أبعدت صحافيا جزائريا، جمال عليلات، من جريدة «الوطن» من مدينة الناظور، والصحافيين الإسبانيين خوصي لويس نافازو، وفرناندو سانز من «الكوريو ديبلوماتيكو» الإسباني. ترحيل مراسل صحيفة «الغارديان» البريطانية من المغرب |
البداوة الجهادية والموت: أوليفيه روا وإعادة النظر في متخيل الجهاديين الأوروبيين Posted: 29 Sep 2017 02:09 PM PDT كان حقل الدراسات والأبحاث وحتى التقارير الصحافية الرصينة حول الجهاديين قد شهد طفرة كبيرة، خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، والاحتلال الأمريكي للعراق. ولاحقاً مع انفجار الجهادية الجديدة بعيد الانتفاضة في سوريا، الأمر الذي أتاح للقارئ العربي في ظل وفرة وسائل التواصل الاجتماعي الاطلاع والتعرّف على أبحاث وترجمات وتقارير جديدة، لباحثين وأكاديميين وصحافيين وخبراء، لا يسع المجال لذكرهم جميعاً، ولكن يمكن الإشارة هنا إلى جهود بعضهم من أمثال توماس هيغهامر، فرهارد خسرو، سكوت أتران، فرانسوا بورغا، فواز جرجس، حسن أبو هنية، محمد أبو رمان، وائل عصام، إضافة إلى جهود مراكز بحثية مثل مركز مسبار، وعشرات التقارير الأسبوعية والتجارب الشخصية التي باتت تقدم معلومات وفيرة عن الجهاديين الجدد وأعمالهم وحيواتهم والبلدان التي ولدوا فيها، وكيف يعيشون في مدن الخلافة الإسلامية (دون أن يخلو الأمر في أغلب الأحيان من مبالغات عديدة). هذا الأمر ساهم في نمو كبير لمكتبة القارئ العربي حول الجهاديين والحركات الإسلامية عموماً، في حين يمكن القول إن هذه المكتبة قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر اقتصرت على بعض كتابات المصريين في دراسة الحركات الإسلامية القتالية المحلية، أو على كتب أوليفيه روا «فشل الإسلام السياسي»، و»عولمة الإسلام» أو على كتابات خصمه اللدود جيل كيبل، التي حظيت باهتمام كبير، خاصة كتبه حول «الفرعون والنبي»، «يوم الله»، «المثقف والمناضل في الإسلام المعاصر»، التي صدرت جميعاً قبيل أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وقد أخذ هذا التطور يعني أنه لم يعد هناك من يمتلك «مفتاح الكهف السري» على حد تعبير الباحث البلجيكي توماس بيريه (متخصص في دراسات الإسلام داخل سوريا)، الذي يشير في حوار نُشِرت ترجمته مؤخراً للعربية على موقع معهد العالم للدراسات تحت عنوان «النزاع وسوريا، الثينك تانك، الأكاديمية» إلى أنه بعد عام 2011 ظهر للعديد من الأكاديميين، أنه ما عاد بإمكانهم تقديم معلومات أكثر أو أوسع مما يقدمه خبراء الثينك تانك، الذين تطورت أدواتهم كثيراً في السنوات الماضية، أو حتى مما تقدِّمه بعض التقارير الصحافية. هذا التطور البحثي، لا يعني وفقاً لبيريه، أن الأكاديمي لم يعد له دور يذكر، مقابل دور خبراء الثينك تانك أو خبراء ذاتيي التعليم (وهو يثني على ما ينتجونه من معرفة جديدة) بل بات دوره يكمن في تقديم أوصاف تحليلية أوسع، تساعد القارئ على فهم التطورات على المدى الطويل. ولعل التوصيف الأخير لدور الأكاديمي الذي يشير إليه بيريه، هو ما يمكن ملاحظته في كتب أوليفيه روا، وبشكل أقل في كتب كيبل الذي يبدو رافضاً فكرة فقدانه جزئياً لاحتكار اكتشاف مغارة الجهاديين، عبر تحوله إلى نجم تلفزيوني، ومن خلال السرعة في إصدار كتب مناسبات تحفظ له لعب دور الكاهن والعارف بالأحداث، التي شهدتها أو ستشهدها فرنسا خلال الفترة المقبلة، كما هو الحال في كتابه «الهوة» الذي صدر بعيد أحداث «شارلي إيبدو»، والذي حاول من خلاله تفسير ظاهرة الجيل الجديد من الجهاديين في فرنسا، من خلال متلازمة «كتابات أبو مصعب السوري» حول المقاومة الإسلامية العالمية؛ على الرغم من أن بعض الباحثين قد شكّكوا بهذه السردية؛ إذ تبين للأنثربولوجي العراقي هشام داود ـ باحث في المركز الوطني الفرنسي للأبحاث ـ من خلال عمله على موضوع مكتبات ومراجع «داعش» في المناطق العراقية، التي سيطر عليها الأكراد، أنه لا وجود يُذكر لأبو مصعب السوري. في حين نجد أن أوليفيه روا، على الرغم من أنه لم ينقطع أيضاً عن النقاشات الإعلامية وحتى الصحافية في هذا الجانب، فإنه من الملاحظ مثلاً في كتابه الأخير «الجهاد والموت» الصادر بالفرنسية سنة 2016، والمُترجم للعربية عن دار الساقي، صالح الأشمر. أن روا بدا مشغولاً من خلال عينة مؤلفة من 100 جهادي فرنسي، بالبحث عن تفسيرات ومخيلة سوسيولوجية، تكون بديلة عن بعض السرديات التي سعت إلى فهم ظاهرة «البداوة الجهادية» التي أخذ يمارسها بعض الفرنسيين في مدن سوريا والعراق. في هذا الجانب يمكن أن نشير إلى ثلاث سرديات أساسية: الأولى هي لفرانسوا بورغا (الإرث الاستعماري والتدخلات الغربية)، الثانية هي لجيل كيبل (إسلام الضواحي)، وأما الثالثة فهي (سردية الجنون) التي أطلقها بعض علماء النفس من أمثال فتحي بن سلامة. ويرى روا في ما يتعلق بالسردية الأولى، أن الباحث الفرنسي فرانسوا بورغا غالباً ما يفترض أن المتطرفين تحفّزهم معاناة المسلمين، والمستعمَرين سابقاً، أو ضحايا العنصرية، وعمليات القصف، الاستشراق.. الخ وأن التمرد هو تمرد أولاد الضحايا. في حين تبيّن لنا البيانات العائلية لهؤلاء المتطرفين أن الصلة بينهم وبين الضحايا صلة خيالية أكثر منها واقعية، فالذين ينفّذون التفجيرات في أوروبا ليسوا سكان قطاع غزة، ولا الليبيين، ولا الأفغان، ولا هم بالضرورة الأكثر فقراً، ولا الأكثر مهانةً، ولا الأقل اندماجاً. ويدل وجود 25٪ من المتحولين إلى الديانة الإسلامية في صفوف الجهاديين على أن الصلة بين المتطرفين وشعبهم هي أيضاً من قبيل الخيال الماركسي الذي يغلّف رؤية بورغا. وفي ما يتعلق بسردية «استياء شبان الضاحية» لجيل كيبل، التي تقوم على فكرة أن هناك استمرارية بين: حرب الجزائر، ومسيرة أبناء المهاجرين عام 1983، وهجمات عام 1995، واضطرابات عام 2005، والتضامن مع فلسطين، وارتداء الحجاب، وانتشار استهلاك الطعام الحلال والإرهاب الحالي، الذي يبدو على نحو ما ختام سيرورة لفشل/رفض الاندماج. فإن هذه الاستمرارية ـ وفقاً لروا- لا حقيقة لها سوى التسمية الغامضة «شبان من أصل مسلم» ينتمون إلى عرقية واحدة. ولعل ما يدحض سردية الاستمرارية بين أشكال التمرد المتعددة، هو أن المجموعات الإرهابية ليست اليوم سوى مجموعات منغلقة على نفسها، تتناسخ وتتجاوب في ما بينها، بدون أن تغرف من الخزان الاجتماعي المحيط، الذي هو بمثابة حاضنة لدى كيبل. فبنية المجموعات تبقى هي نفسها: مجموعة من الرفاق، والأخوة والأخوات، الذين يمكن أن يكونوا أصدقاء منذ الطفولة أو تلاقوا في السجن، وأحياناً في معسكر تدريب. هنا نجد أن روا يشير إلى ذات الخلاصة التي توصل إليها الأنثربولوجي الفرنسي سكوت أتران في كتابه «الحديث إلى العدو»، التي تقول إن علاقات الصداقة والقرابة هي ما بات يحرك الجهاد اليوم. من جهة أخرى لا يأتي المتطرفون من فضاءات سلفية (وهذه الفكرة التي لطالما تطرّق لها كيبل في سياق نقده لروا)؛ فقد كان الأخوان عبد السلام (منفذي شارلي إيبدو) يديران حانة في حي يقدمونه إلينا على أنه ذو طابع سلفي، أي أنه محظور نظرياً على شاربي الكحول والفتيات غير المحجبات، لكن هذا المثال يبين أن حقيقة الأحياء ذائعة الصيت أكثر تعقيداً مما يقال. من ناحية أخرى، يرى صاحب كتاب «الجهل المقدس» أن علماء النفس باتوا منذ الهجوم على «شارلي إيبدو»، يتدخّلون أكثر فأكثر في سوق استئصال التطرف، وهم في الغالب يؤكدون عموماً على أهمية «الجرح النرجسي» للإرهابيين ودور الاستياء والشعور بانخفاض المنزلة. صحيح أن بعض الإرهابيين من أمثال محمد الحويج بوهلال، قاتل نيس كان يعاني من اضطرابات نفسية، وقد حاول إدراج جنونه في سردية «داعش» الكبرى، مع ذلك فإن الحدود بين الجنون والتطرف تبقى ضبابية وفقاً لروا. متخيل الجهاديين الأوروبيين: يرى روا أنه ينبغي عدم البحث عن علة التطرف في المنطق الاستراتيجي (مواجهة الغرب)؛ فيقترح علينا هنا تحليل عنصر غالباً ما بقي هامشيا في تفسيرات الباحثين، وهو العنصر المتعلق بالمتخيل الجهادي. فبدلاً من الارتماء في نصوص الجهاديين، يحاول روا الاستماع إلى ما يقوله هؤلاء الإرهابيون. عند الجميع تتكرر ثلاثة دوافع، ملخصة في إعلان ما بعد الوفاة المرئي؛ الدافع الأول يتمثل في استذكار الفظاعات التي ارتكبتها البلدان الغربية ضد «الشعب المسلم». أما الدافع الثاني فهو دور البطل ـ المنتقم المُلقى على عاتق المناضل الذي يتكلم. بينما يتمثّل الدافع الثالث في الموت والاستقبال في الجنة (نحن نحبّ الموت كما تحبّون الحياة) كما قال محمد صديق خان منفذ هجمات لندن 2005. وما يلفت نظر روا في إعلانات الموت هذه، أن المجتمع المسلم الذي يُراد الانتقام له، لم يحدّد على وجه الدقة. هذا معطى لا تاريخي ولا مكاني. وهذه العلاقة الافتراضية بمجتمع المسلمين كافة واضحة لدى المتحولين. ما يعنيهم هو الإسلام العالمي وليس هذا النزاع أو ذاك. وثمة أمر بالغ الدلالة: لا أحد من الجهاديين المسلمين، أو المتحولين، ناضل في إطار حركة مؤيّدة للفلسطينيين وليسوا نتاج حركة نضالية محبطة. كما أن جغرافيتهم ذات معنيين؛ فأسماؤهم الحربية غالباً ما تكون أسماء بلدانهم الحقيقية: الفرنساوي، البلجيكي، الألماني، البريطاني، مع استثناء وحيد هو الأندلسي للإسبانيين وللبرتغاليين. لكنهم لا يذهبون إلى سوريا بل إلى الشام، وهو مفهوم يفترض أنه يتجاهل الحدود المعاصرة، فهم يذهبون من عالم حقيقي متجهين نحو عالم متخيل، وما إتلافهم الآثار الفنية والدينية والتاريخية، إلا دليل على غياب مبالاتهم بكل ثقافة محلية، وبالتالي هنا نجد أن متخيلهم يتفاوت تفاوتاً كلياً مع التاريخ المعاصر للشرق الأوسط (هذا التاريخ هو الحجة التي يشير إليها بورغا في تفسير نمو ظاهرة الجهاديين). هذه اللاتمييزية الزمنية توجد في المكاني: يزاولون بداوة جهادية تأخذهم حيث ما وجد جهاد، لكن لا أحد يسعى إلى الاندماج في البلد الذي يقاتل على أرضه. وعلى غرار العديد من الإنجيليين البروتستانت الأمريكيين، يؤمن أنصار «داعش»، وفقاً لروا، باقتراب نهاية العالم ويترقّبون علاماتها. من ذلك مثلاً أن العدد الخامس من «دار الإسلام» نشرة «داعش» باللغة الفرنسية، يحتوي على مقالة طويلة بعنوان «إعادة إحياء العبودية قبل قيام الساعة» تُبرر استعباد النساء الإيزيديات وجعلهن بمنزلة الإماء المحظيات، لكن الأكثر مدعاة للدهشة هو أن عودة العبودية، بعدما عفا عليها الزمن، لا تُقدّم على أنها مجرد استئناف لممارسة مقبولة في عصور الإسلام الأولى، وإنما الدليل على قيام الساعة، لأننا رجعنا إلى الوضع الذي كان سائداً في زمن النبي. وإذا ما عدنا إلى زمن النبي، ولكن من دون نبي فقد وصلنا إلى آخر الزمان. لسنا هنا في اليوتوبيا (حيث يولد مجتمع أفضل) ولكن في العدمية: الموت والحروب هي الكفيلة بالوصول إلى نهاية الزمن وبالوصول إلى الجنة. وبالتالي لا بأس من تمرّد شامل ضد نظام العالم، يجري في ظل حالة من التجريد المكاني والزمني البعيد عن نزاعات الشرق الأوسط وعن السرديات التي تحاول ربط هذا التطرف «بإسلام الضواحي». إذن النتيجة هي أن ما يحرك الجهاديين الأوروبيين يعود لثقافة شابة معاصرة لا تنظر للموت بوصفه وسيلة، بل هو الغاية؛ كما أن هذه الثقافة ما عادت تنظر للتمرد بوصفه جزءاً من حركة تحرر وطني (كما هو الحال مع الحركات اليسارية)، بل هو تمرد شامل (بداوة ثورية) ضد نظام العالم، يقوم على الجهاد، مع مضاعفة عدد الإمارات المحلية، والبؤر الجديدة. ٭ كاتب سوري البداوة الجهادية والموت: أوليفيه روا وإعادة النظر في متخيل الجهاديين الأوروبيين محمد تركي الربيعو |
مدرسة للموسيقى تكتشف وترعى الموهوبين من اللاجئين في لبنان والأردن Posted: 29 Sep 2017 02:07 PM PDT بيروت – رويترز: يعمل برنامج موسيقي على اكتشاف وتنمية المواهب الموسيقية بين اللاجئين في لبنان والأردن. فمدرسة الموسيقى التابعة لجمعية «العمل للأمل» فتحت أبوابها للشباب الموهوبين في مجتمعات اللاجئين بلبنان.وجذبت، حتى الآن، لاجئين سوريين وفلسطينيين يجدون راحة في الموسيقى وأتاحت لهم متنفسا من دروسهم المعتادة. وتقبل المدرسة مجموعة من الأطفال الموهوبين في الموسيقى كل عام وتدربهم بموجب برنامج يتكون من خمسة فصول على مدى عام ونصف ليصبحوا موسيقيين. كما تساعدهم المدرسة أيضا بعد التخرج في محاولة الحصول على عقود عمل مع فرق موسيقية أو حتى تشكيل فرق خاصة بهم. وما بدأ في لبنان في أغسطس/ آب 2015 كبرنامج تدريبي تخرج منه الآن نحو 24 طالبا كموسيقيين من المغنين أو العازفين الذين يعزف كل منهم على آلة موسيقية واحدة على الأقل. ويعيش الفتى السوري أنس محمد الشيخ (16 عاما) القادم من دمشق لاجئا في سهل البقاع اللبناني منذ خمس سنوات.وعلى الرغم من اشتراكه في برامج تدريب عديدة وانتظامه في مدرسة عامة فإنه كان يعاني من ملل ووقت فراغ لا يدري ماذا يفعل فيه. والآن، ومع الموسيقى، يقول أنس إنه وجد نشاطا ممعتا. وأضاف أنس، الذي يدرس في مدرسة الموسيقى «قبل ما أفوت ع مدرسة الموسيقى كان شغلي باللعب وهيك عادي، وأحياناً أشعر بالملل.بس وقت فُتت (مررت) ع الموسيقى وهيك صرت وقت أحس بالملل أعزف أتسلى أعبر عن شي جواتي بالعزف، أعرف شو بدي أعمل بوقت فراغي». ويعزف أنس وفتاة أخرى تدعى مها فتوح (14 عاما) وهي لاجئة سورية أيضا من حمص آلة البزق، ويتمنى كل منهما أن يصبح موسيقيا شهيرا يوما ما. وتعيش مها في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في بـيروت منذ عـام 2013 وتنتـظم في مدرسـة عـامة. ويشعر كثير من الآباء أيضا بامتنان لما قدمته مدرسة العمل للأمل لأطفالهم. من هؤلاء أحلام والدة التلميذ شعبان أبو شعيب (13 عاما) التي قالت «مهمة كثير كثير، لأن غيرت له حياته شوي وتعلم على شي ما بيعرفه، وأنا أردت يعني لسة يكون لعمر ال 18 وهو عم يتعلمها». وأكدت مايفل صديق نائبة مدير جمعية العمل للأمل أهمية الموسيقى في المجتمعات الضعيفة في العالم العربي. وقالت «إحنا بنتكلم على إنه دائما الناس مش بس الموسيقى، بتبص للفنون بشكل عام إنها رفاهية، إحنا، وبالذات في ظروف اللجوء أو الحرب أو الفقر الموجود في أماكن كتيرة في مجتمعنا العربي، إحنا بنقول لأ. إحنا بنقول الثقافة والفنون مش بس الموسيقى، المسرح، صناعة الافلام، الفوتوغرافيا، على جميع المستويات، على جميع الفنون المختلفة، هو شيء أساسي لأي إنسان، لأن أي إنسان هو محتاج يمتلك أدوات التعبير عن نفسه». وتنظم جمعية العمل للأمل فصولا لتعليم العزف على سبع آلات موسيقية هي الطبلة والرق والناي والعود والبزق والساكسفون والأكورديون.وافتتحت المدرسة أوائل هذاالعام فرعا جديدا في الأردن لاكتشاف وتدريب الموهوبين هناك. مدرسة للموسيقى تكتشف وترعى الموهوبين من اللاجئين في لبنان والأردن |
الحكومة اللبنانية تقرر دفع الرواتب وفق الزيادة الجديدة… والقطاع العام يعلق الإضراب Posted: 29 Sep 2017 02:06 PM PDT بيروت – من وسيم سيف الدين: قررت الحكومة اللبنانية أمس الجمعة دفع رواتب الموظفين وفق جداول زيادة الأجور الجديدة لشهر تشرين الأول/أكتوبر على أن يرسل مشروع قانون معجل مكرر لمجلس النواب الأسبوع المقبل يتضمن تعديلات ضريبية. جاء ذلك على لسان رئيس الحكومة سعد الحريري اليوم في تصريح صحافي عقب الانتهاء من جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت في مقر الحكومة في بيروت (السراي). وقال الحريري توصلنا لمشروع قانون معجل مكرر يتضمن التعديلات الضريبية على المادتين 11 و17 وسنحيله إلى مجلس النواب. وكان المجلس الدستوري، أبطل، يوم الجمعة الماضي، قانون الضرائب، الذي كان من المقرر أن يتم من خلاله تمويل فاتورة زيادة الأجور، ورد القانون إلى مجلس النواب (البرلمان). وأكد الحريري أن الإيرادات ستؤمن، مضيفاً: يكفي تشكيكاً بما سيفعله مجلس الوزراء ومجلس النواب ونحن جديون بالمحافظة ايضاً على مالية الدولة. ولفت إلى أن من حق مجلس النواب إقرار الضرائب متى أراد. ولا يوجد تقدير للأموال المطلوبة لتغطية الزيادة في أجور موظفي القطاع العام. وكانت الحكومة اللبنانية قد أخفقت في ثلاث جلسات سابقة في الخروج من الأزمة بعد إبطال المجلس الدستوري قانون الضرائب، مما حرمها من مصادر تمويل الزيادات على الرواتب والأجور. وأعلنت هيئة التنسيق النقابية تعليق الإضراب والعودة إلى العمل صباح الاثنين المقبل، تماشياً مع قرار مجلس الوزراء بصرف راتب شهر تشرين الأول/أكتوبر. وقالت في مؤتمر صحافي: نتمنى أن يكون قرار تنفيذ السلسلة حاسماً. والاثنين الماضي، دخل موظفو القطاع العام في البلاد إضرابا شاملا عن العمل بعد تقارير إعلامية بشأن توجه الحكومة لتأجيل تطبيق زيادة الأجور التي أقرتها في أغسطس/ آب الماضي، وتطبق في تشرين الأول/أكتوبر المقبل، حسب القرار. واستقبل الرئيس اللبناني ميشال عون، أمس الجمعة، نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال شارل براون، في قصر الرئاسة بعبدا شرق بيروت. جاء ذلك في بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية. وقال عون خلال اللقاء، إن لبنان ماض في مكافحة الإرهاب بعد الإنجاز الذي حققه في تحرير أطراف الجرود عند الحدود الشرقية من تنظيم داعش. واعتبر، أنّ الجيش اللبناني أظهر كفاية عالية خلال معركة (فجر الجرود الأخيرة) وتضافرت عوامل التدريب والشجاعة والدعم الناري ما جعل المعركة تنتهي بأقل خسائر ممكنة. وأواخر أغسطس/آب الماضي، خاض الجيش اللبناني معركة مع تنظيم داعش (فجر الجرود) على أطراف بلداته الحدودية مع سوريا شرق لبنان، انتهت بعقد صفقة مع داعش بواسطة حزب الله والنظام السوري قضت بانسحاب مقاتلي التنظيم مع عائلاتهم إلى دير الزور السورية. وأشار عون، في البيان ذاته، إلى الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لسيادة لبنان براً وبحراً. ولفت إلى أن لبنان يتمسك بالتطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 (العام 2006، الذي أنهى العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل)، ويقدّر الدور الذي تقوم به القوات الدولية لإرساء السلام على الحدود. وشدّد الجنرال براون على أن بلاده ستواصل تقديم الدعم للجيش اللبناني في المجالات العسكرية، كي تتمكن من تعزيز دورها في بسط سيادة الدولة وحماية أراضيها. وأعرب عن تأييد بلاده للدور الذي تقوم به اليونيفيل (قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان) في حفظ السلام بالجنوب. واعتبر براون الذي يقوم بزيارة للبنان (لم يعلن عن مدتها)، أن القرار اللبناني بزيادة وحدات الجيش هناك يساعد على تعزيز الاستقرار في المنطقة. «الأناضول» الحكومة اللبنانية تقرر دفع الرواتب وفق الزيادة الجديدة… والقطاع العام يعلق الإضراب الرئيس عون يستقبل نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية |
حملة لمقاطعة شركات الاتصالات في مصر ردا على زيادة أسعار «كروت الشحن» Posted: 29 Sep 2017 02:05 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: دشن عدد من النشطاء السياسيين المصريين حملة مقاطعة لشركات الاتصالات تمتد لثلاثة أيام، بدأت أمس الجمعة، ردا على قرار زيادة أسعار كروت شحن الهواتف المحمولة بنسب تصل إلى 36٪. وكان الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في مصر (حكومي تابع لوزارة الاتصالات)، أعلن مساء أول أمس الخميس، ارتفاع أسعار كروت شحن الهاتف المحمول بنسبة 36٪. وضرب في بيان، مثالا على الزيادة بالكارت فئة الـ100 جنيه (5.7 دولار) الذي كان يباع بـ 110 جنيهات ( 6 دولارات). وذكر أن الكارت بات سعره 100 جنيه، لكن رصيد المكالمات انخفض من 100 جنيه إلى 70 فقط (4 دولارات). وقد شهدت الفئات الأخرى من كروت الشحن الزيادة نفسها كلٌ حسب قيمته. وقال القائم بأعمال الرئيس التنفيذي للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، مصطفى عبد الواحد، في تصريحات صحافية، إنه سيتم خصم 14٪ من قيمة كروت الشحن تكلفة تشغيل، بخلاف حساب ضريبة القيمة المضافة 14٪، و 8٪ ضريبة جدول (تفرض على السلع الترفيهية). وعزا مسؤول في إحدى شركات المحمول لـ«رويترز» طالبا عدم نشر اسمه أسباب زيادة أسعار بطاقات الشحن إلى «زيادة تكلفة التشغيل بنحو 45 ٪ بعد تحرير سعر الصرف وزيادة أسعار الوقود والكهرباء». وقال النشطاء الذين أطلقوا الحملة، في بيان: «بناء على اتصال بين عدد كبير من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تقرر أن يبدأوا أمس، حملة مقاطعة لشركات الاتصالات، والبدء في تشكيل جماعة ضغط على الشركات وعلى الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات الذي يحصل على نسبة من أرباح هذه الشركات ومن مصلحته أن تحدث الزيادات في الأسعار لأنه مستفيد، على أن تقوم جمعية مواطنون ضد الغلاء بتلقي توقيعات على هذا البيان من المتفاعلين على مواقع التواصل الاجتماعي». وتابع البيان: «لا بد أن نحول يومي الخميس والجمعة إلى أيام سوداء في مواجهة من يتعمدون إصدار قرارات خانقة للمواطنين يومي الخميس والجمعة». وطالب البيان المواطنين بـ«التوقف عن الاتصال من الجمعة إلى الأحد، حتى يتجمع التكتل ويقرر الاستمرار أو التوقف وحتى يصبح يوما الخميس والجمعة بداية حقيقية لنضال المستهلكين لانتزاع حقوقهم ومواجهة الجشع والاحتكار». وأكد البيان أن «تكتل الاتحاد المصري لحملات المقاطعة بقيادة جمعية مواطنون ضد الغلاء على استعداد للتفاوض مع هذه الشركات بعد التأكيد على قوة موقف المستهلكين». وأطلقت صفحة «ثورة الإنترنت» التي قادت في وقت سابق حملة مقاطعة لشركات الاتصالات بسبب سوء خدمة الإنترنت، هاشتاغ «مش هنشحن» اعتراضا على الزيادة الأخيرة في أسعار كروت الشحن. وقال أحمد عبد النبي، أحد مؤسسي ثورة الإنترنت وحملة «مش هنشحن»، على صفحته على «فيسبوك: «سنقاطع شركات الاتصالات للتصدي لغلاء أسعار كروت الشحن والإنترنت الأرضي، وبسبب سوء خدمة الإنترنت وعدم تطويرها». وفي السياق، قال النائب هيثم الحريري، عضو تكتل «25 ـ 30 « المعارض في تصريحات صحافية، إنه سيتقدم بطلب إحاطة عاجل موجه لوزير الاتصالات، بشأن قرار زيادة أسعار كروت الشحن. وسخر من إصرار الحكومة على تطبيق مثل تلك الزيادات في الأسعار، مساء أمس الخميس، قائلاً: «سنطلق عليها حكومة الخميس». وتابع أن «قرار زيادة أسعار كروت شحن الاتصالات، مرفوض تمامًا»، مشيرا إلى أن «استخدام أجهزة الاتصالات لم يعد رفاهية لدى المواطنين، وإنما هو جزء أساسي في الحياة العملية». وأضاف «على شركات الاتصالات أن تتحمل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد مثلها مثل المواطن، وألا تسعى إلى تحقيق أرباح خيالية، خاصة أنها ربحت الكثير والكثير من أموال المواطنين خلال السنوات الماضية منذ إنشائها حتى الآن». كذلك، حذر رئيس جهاز حماية المستهلك، اللواء عاطف يعقوب من أن ارتفاع أسعار كروت شحن الموبايل بهذا الشكل سيؤثر بشكل سلبي على تدفق عمليات الشراء والبيع للسلع بالأسواق، لأنه سيؤثر في اقتصاديات الأسر المصرية. ونبّه، في تصريحات صحافية، من «التلاعب في أسعار كروت الشحن المقررة»، مؤكدًا على أنه «في حالة تلاعب البعض في الأسعار الجديدة المعلنة سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية حياله». إلى ذلك، نفت وزارة المالية المصرية أن تكون لها علاقة بالزيادة الأخيرة في أسعار كروت الشحن، مؤكدة أن آخر زيادة تمت في بداية شهر يوليو/تموز الماضي وكانت بنسبة 14٪ حينما تم تطبيق ضريبة القيمة المضافة. وتتزامن الزيادة الأخيرة في أسعار كروت الشحن المدفوع مسبقا، مع انطلاق شركة اتصالات جديدة مملوكة للحكومة، ليصبح عدد الشركات العاملة في سوق اتصالات المحمول المصري 4 شركات. وجاءت الزيادة على عكس توقعات المواطنين الذين تخيلوا أن دخول شركة رابعة سوق الاتصالات سيخفض الأسعار نتيجة التنافس على استقطاب المواطنين. وارتفعت أسعار كروت الشحن المدفوع مسبقا خلال عام، 3 مرات، بدأت فى سبتمبر/أيلول 2016 عند تطبيق ضريبة القيمة المضافة على عملاء الهاتف المحمول سواء الفاتورة أو الكارت بنسبة 13٪، ثم تفعيل زيادة 1٪ لتصل إلى 14٪ في يوليو 2017، بالإضافة إلى الزيادة الأخيرة التي بدأ تطبيقها أمس بنسبة 36٪. ورفعت مصر أسعار المواد البترولية مرتين في فترة زمنية لا تتجاوز ثمانية أشهر، كان آخرها في يونيو/ حزيران. وحرر البنك المركزي سعر صرف الجنيه في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي ورفع أسعار الفائدة بمقدار 700 نقطة أساس إجمالا منذ ذلك الحين، في إطار برنامج قرض بقيمة 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي يهدف لدعم الاقتصاد. وتأتي الزيادة التي شهدتها بطاقات الشحن بعد أسابيع قليلة من زيادة أسعار المكالمات الدولية التي تهيمن عليها الشركة المصرية للاتصالات، المملوكة للحكومة بنسبة 80٪. وبدأت المصرية للاتصالات في تقديم خدمات المحمول في البلاد كمشغل رابع في الدولة التي يزيد عدد سكانها على 90 مليون نسمة، رغم اعتراضات شركات المحمول العاملة على وجود مشغل رابع في السوق. ويبلغ عدد خطوط المحمول المفعلة التي يملكها المصريون نحو 100.31 مليون خط، وبلغت نسبة انتشار المحمول 111.6 في المئة حتى يونيو/ حزيران، وفقا لإحصائيات وزارة الاتصالات. حملة لمقاطعة شركات الاتصالات في مصر ردا على زيادة أسعار «كروت الشحن» زادت بنسبة 36٪… ومسؤول عزا السبب لتصاعد تكلفة التشغيل تامر هنداوي |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق