أحدث فلسفات السيسي: «ما عندناش»! Posted: 28 Oct 2017 02:19 PM PDT في باريس، خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يواجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سؤالاً حول حقوق الإنسان؛ فيحيل السائل إلى سلّة أسئلة مضادة: لماذا لا تسألني عن حقوق التعليم والصحة والسكن، وهذه كلها «ما عندناش»، كما قال؟ وقبل أن يبلغ الصحافة أن مصر ليست في أوروبا (كأنّ المعلومة غائبة، أو هي اكتشاف جديد!)، وبالتالي فإنها ليست خاضعة لما تخضع له بلدان أوروبا من معايير بصدد حقوق الإنسان، أعلن السيسي أنه لا يوجد في مصر معتقل سياسي واحد! وإذا كانت بعض تعبيرات وجه ماكرون قد فضحت بعض أحاسيس الحرج إزاء أقوال ضيفه المصري، فإنّ حكمة الزيارة كانت تُحال ـ في نهاية المطاف، وكما في كلّ مثال لاجتماع ساسة الغرب مع أنظمة الاستبداد المختلفة ـ إلى ما سيُعقد من صفقات تجارية واستثمارية مختلفة؛ على رأسها عقود الأسلحة، غنيّ عن القول، خاصة وأنّ البحرية المصرية هي ثاني أكبر مستخدم للقطع العسكرية التي تنتجها شركة «نافال»، بعد فرنسا ذاتها. لم يكن غريباً، إذن، أن يصرّح ماكرون أنه «مدرك للظروف الأمنية التي يتحرك فيها الرئيس السيسي، لديه تحدي استقرار بلاده ومكافحة التطرف الديني»؛ متابعاً: «أؤمن بسيادة الدول ولا أعطي دروساً للآخرين، كما لا أحب أن يعطي أحد بلادي دروساً». كذلك لم يكن مفاجئاً أن تدخل طائرة السيسي الأجواء الفرنسية، ترافقها ستّ طائرات «رافال»، في علامة صريحة، وفاضحة، على نوعية الحفاوة! والحال أنّ السيسي كان قد أتى إلى باريس وقد خلّف وراءه واحدة من أبشع مجازر الإرهاب التي تعرّضت لها مصر، منذ انقلابه العسكري في تموز (يوليو) 2013. ولكنه، قبل التحليق إلى فرنسا، وفي غمرة تجاهل تامّ مذهل لمقتل 53 من رجال الشرطة المصريين خلال اشتباكات الواحات، والامتناع عن تعزية عائلات الضحايا؛ قصد العلمين لتلبية واجب آخر أشدّ أهمية، في يقينه: إحياء ذكرى اليوبيل الفضي لمعركة العلمين! ولو تجاسر صحافي في مصر، فسأل السيسي عن أسباب ذلك التجاهل، فلعله كان سيتلقى إجابة أخرى من طراز «ما عندناش»، تقتفي أثر الفلسفة ذاتها التي ستُعلَن من قصر الإليزيه. ولا يؤتى بجديد عند الإشارة إلى تواطؤ الديمقراطيات الغربية مع أنظمة الاستبداد والانقلابات العسكرية، إذْ سبق أن تنعّم السيسي باحتفاء مماثل من المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، وكذلك فعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي. بيد أنّ هذا الاحتضان لنظام السيسي بذريعة محاربة الإرهاب، لا يثمر إلا مزيدا من تقصير أجهزة السيسي في محاربة الإرهاب، كما أثبتت الوقائع الدامية خلال الأشهر والسنوات الماضية. ليس أقلّ خطورة ذلك المآل الآخر، الذي يتمثل في اتكاء السيسي على صمت الغرب، فضلاً عن اعتماده على مستويات شتى من التواطؤ، للإمعان أكثر في سياسات القمع الداخلية، وزجّ المئات في السجون، واختفاء مئات آخرين، وإساءة توظيف القضاء تحت اشتراطات قانون الطوارئ. ما يتعامى عنه أمثال ماكرون وميركل وترامب وماي، وسواهم كثر من زعماء الغرب، هو تلك الحقيقة الساطعة التي تشير إلى علاقة تكاملٍ تصاعدية بين تشديد الاستبداد واشتداد الإرهاب؛ وبين تبييض صفحة الفساد والفاسدين، واتساع موجات الغلاء والإفقار الشامل؛ وبين إعادة إنتاج النظام الأمني القديم على نحو أسوأ، ونجاح الإرهاب والحركات الجهادية في اجتذاب شرائح جديدة من قلب أوساط السخط الشعبية… وإذْ لا يطلب أحد من ماكرون أن يعطي الدروس لجنرال انقلابي، فإنّ ممارسة التعامي عن سابق قصد وتصميم هي التسمية الأخرى لسياسة التواطؤ ضدّ شعب مصر. وفي هذا خزي فاضح لرئيس يتفاخر مواطنوه بأنّ بلدهم حاضنة حقوق الإنسان! أحدث فلسفات السيسي: «ما عندناش»! صبحي حديدي |
ثمار سايكس ـ بيكو والاستلهام التوراتي لخريطة فلسطين Posted: 28 Oct 2017 02:19 PM PDT يروي هذا النص قصة «إعلان بلفور» الصادر في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر 1917، فيضعه في إطاره من وعود الحرب العالمية الأولى، والنزاع البريطاني- الفرنسي على الولايات العربية للسلطنة العثمانية. وتحلل هذه الصفحات الدوافع والمصالح والحجج وراء ما سمّي «أغرب وثيقة انتجتها حكومة في تاريخ البشرية»، وأثر تطورات الحرب، واتفاق سايكس – بيكو، على صياغة الرسالة؛ قبل ان تناقش عدداً من التفسيرات النمطية الرائجة للإعلان. والنص مسودة غير نهائية، وجزء من كتاب يصدر مطلع العام القادم عن اتفاق سايكس – بيكو وإعلان بلفور. بإطلالة العام 1917 كانت التصريحات البريطانية قد بدأت تتنصّل من اتفاق سايكس – بيكو. وصف سايكس الاتفاق بأنه مجرد مشروع وضعه جورج – بيكو ولا يمكن للحكومة البريطانية قبوله دون تعديلات عميقة. وفي آب/أغسطس نَعتَه بإنه «إجراء رجعي» نظرا للتطورات الجارية، بل «أنه اتفاق ميت وزائل وكلما أسرعنا في شطبه كلما أحسنّا فِعلا». (Barr, 60 Sykes, 304). وردّ لويد – جورج على حجة الأحقية الفرنسية في حماية الأماكن المقدسة في فلسطين بالقول إن بريطانيا أقدر على حماية الأراضي المقدسة من أي كان، وجزم بأن موضوع فلسطين الفرنسية «ليس وارداً أصلا». (Mansfield, 18). وعن اتفاق سايكس – بيكو أكد أنه «غير قابل للتطبيقً»، وقال في خلاصة الأمر إن بريطانيا هزمت الإمبراطورية العثمانية منفردة «وبريطانيا ينبغي أن تنال حصة الأسد من الغنائم». (Barr, 64). مع ذلك ظل آرثر بلفور يكرّر أن بريطانيا سوف تحترم اتفاقية سايكس – بيكو. سوف تحمل تطورات ذلك العام على صعيدي الميدان والتنافس البريطاني- الفرنسي تعديلات جذرية للاتفاقية والخريطة المبنية عليها، أكان لجهة مصير كامل فلسطين أو الموصل أو المملكة العربية. وسوف يتأكد ما تخوّف منه جورج- بيكو عندما أبلغه سايكس قبل ذلك بعامين (في 13 آذار/مارس 1915) عن نيّة بريطانيا «تقديم فلسطين لليهود»: لم يخطئ الفهم بأن «تقديم فلسطين لليهود» يعني استحواذ بريطانيا عليها، فردّ قائلا «لن توافق فرنسا أبداً أن تصير فلسطين بريطانية». (Cloarec,153). الاتصالات الأولى في العام 1914 كان أول اتصال صهيوني مع الخارجية البريطانية. أجراه ناحوم سوكولوف، عضو المكتب التنفيذي للمنظمة الصهيونية في برلين، مركز قيادة المركزية الصهيونية حينها، ومسؤول العلاقات الخارجية فيها. رفض الأمين العام لوزارة الخارجية، سير آرثر نيكولصُن، لقاءه فتولى الأمر سكرتيره الخاص إيرل أونصلو. لم يتطرق الحديث إلى موضوع كيان يهودي في فلسطين. استمع المسؤول البريطاني إلى المبعوث الصهيوني يحاول اقناعه بمصلحة بريطانيا «أن يزيد عدد العنصر اليهودي في البلد المجاور لمصر» وأن يبلغه بتأسيس المنظمة الصهيونية لما يزيد عن 12 مستعمرة زراعية في فلسطين. انتهى اللقاء عند هذا الحد. في أيلول/سبتمبر، طلب سوكولوف مقابلة ثانية فأبلِغ بتقديم طلباته في مذكرة خطية.(Schneer, 109-110 ). في نهاية ذلك العام، التقى حاييم وايزمان عددا من المسؤولين البريطانيين، منهم هربرت صموئيل، أول يهودي يدخل الوزارة البريطانية وقد دخلها العام 1914، ثم التقى آرثر بلفور ودافيد لويدـ جورج مطلع العام 1915. وقد سبق لوايزمان التعرف على الاثنين، الأول بما هو النائب المحافظ عن مدينة مانشستر، حيث كان وايزمان يدرّس في جامعتها؛ والثاني بما هو وزير للذخائر في حكومة الحرب اتصل بوايزمان للإفادة من اختراعه مادة الآسيتون التي يمكن استخدامها كبديل ناجح عن البارود في المتفجرات. قبل نهاية ذلك العام قدّم صموئيل مذكرة إلى الحكومة تطالب بضم فلسطين إلى الإمبراطورية البريطانية مع إعطاء اليهود أفضلية في الهجرة إليها «بحيث ينمو الشعب اليهودي مع الوقت ليصير أكثرية ويستوطن الأرض فيُمنَح، ويُتنازل له، عن درجة من الحكم الذاتي تبررها ظروف تلك الأيام». (136 Schneer,). في 13 آذار/مارس، اجتمعت حكومة أيرل آسكويث لبحث صيغة ملطّفة من مذكرة صموئيل عنوانها «مستقبل فلسطين» وقد قدّم لها الوزير بملاحظة أن اندلاع الحرب مناسبة لتغيير في «موقع فلسطين». وإذ لاحظ أنه من المبكر الحديث عن دولة يهودية مستقلة، فإن دمجها في الإمبراطورية البريطانية سوف يكون هو الحل الذي سيلقى الترحيب الشديد من قادة الحركة الصهيونية وجمهورها عبر العالم، فيعزز من سمعة الامبراطورية ويأتي بنتيجة إيجابية للإمبراطورية البريطانية، دون اضطرارها إلى تجريد ألمانيا من مستعمراتها وإثارة حرب انتقامية؛ ويعزز دفاعات مصر. وقد استعرضت المذكرة البدائل فعارضت ضم فلسطين إلى فرنسا، واستبعدت التدويل، الوارد في اتفاق سايكس – بيكو ، لأنه يضع فلسطين تحت سلطة غير واضحة، أما ضم فلسطين إلى مصر فيخلق تعقيدات، لكن التخلي عن فلسطين لتركيا لقاء ضمانات للاستيطان اليهودي لن يحسّن كثيرا من الوضع. وخلص صموئيل إلى أن «فلسطين بريطانية» هي وحدها الحل للمسألة اليهودية في أوروبا وسوف يكون لها الأثر الأبرز على «شخصية» يهود العالم ويكون من شأنها ان تثري العالم أجمع. (راجع Bowle 168). جرياً على الاستلهام التوراتي، وعلى الخريطة الأولى لفلسطين (1878)، حددت مذكرةُ صموئيل حدودَ فلسطين من دان شمالا إلى بير سبع جنوبا، وارتكزت حجتها إلى أن دعم إنشاء «مستعمرة يهودية شرقي السويس… سوف يسمح لبريطانيا بأن تحرم فلسطين على قوى منافسة قد تهدد سيطرتها على قناة السويس انطلاقاَ من الأراضي المذكورة». ( Barr, 32) ودعت المذكرة إلى أن يُسمَح للحكم البريطاني في فلسطين بأن «يعطي تسهيلات للمنظمات اليهودية في شراء الأراضي وإنشاء المستوطنات وتنظيم الهجرة والمساعدة على التطور الاقتصادي، بما يمكّن اليهود من أن يصبحوا أكثرية في البلاد». (الشريف، أيار 2016). لم تلقَ مذكرة صموئيل من يؤيدها داخل الحكومة، باستثناء لويد- جورج. عارضها إدوارد غراي، وزير الخارجية، ولم يتحمّس آسكويث لها الذي علّق قائلا إن لويد- جورج هو الوزير الوحيد الذي أيّد المذكرة لا لأنه يكترث قيد شعرة لليهود، ماضيهم أو مستقبلهم، لكن لأنه يستفظع ترك الأماكن المقدسة في يد «فرنسا المتشككة والمُلحدة، أو تحت حمايتها»(Lewi, 2009: 84). مهما يكن من مقدار الصحة والدقة في تفسير آسكويث لدوافع لويد- جورج، يجدر التذكير بأن مكتب المحاماة التابع له «جورج، روبرتس وشركاؤهما» كان وكيل الدفاع عن مشروع الدولة اليهودية في أوغاندا. لكن أبرز معارضة لمذكرة صموئيل، جاءت من نسيبه إدوين مونتاغيو، مستشار دوقية لانكستر(1). كتب مونتاغيو، وهو من دعاة اندماج اليهود في المجتمع البريطاني، في تعليقه على المذكرة مستخفاً بأهمية فلسطين في حماية مصر، مشيراً إلى أن المنطقة المهمة لبريطانيا هي بلاد الرافدين، ومضيفا أنه لا يتصور أن اليهود سوف يعملون بالزراعة أو الرعي في فلسطين أصلا. على أن النقطة الأهم في مداخلة مونتاغيو هي نفيه أن اليهود يشكلون شعبا أو أمة، وتأكيده على أن قيام دولة يهودية في فلسطين سوف يهدّد مصير جميع اليهود خارجها. (Schneer, 146) .عدّل صموئيل من مذكرته بعض الشيء فاخذ يتحدث في الجلسات الحكومية عن إنشاء «كومنولث» – وهو تعبير عتيق يحتمل عدة معان: جماعة ذات مصالح مشتركة، كيان حكم ذاتي، دولة، الخ – وعن مساواة العرب باليهود، مضيفاً أن موضوع الدولة لن يطرح إلا بعد أن يتم استيطان عشرات الألوف من اليهود في فلسطين. من كان ميالاً إلى فكرة وطن قومي لليهود من السياسيين البريطانيين في تلك الأيام كان لا يزال يناصر مشروع ثيودور هرتزل بانشاء مستعمرة يهودية في أوغاندا. ومعروف أن معارضة حاييم وايزمان لذلك المشروع، وتركيزه على فلسطين بصفتها «أرض الميعاد»، من بين عوامل صعوده في الحركة الصهيونية. «إعلان بلفور» أم «إعلان سايكس»؟ قليلاً ما يذكر أن أبرز العاملين على استصدار إعلان بلفور هو مارك سايكس. يسمّيه ڤيريتي «مهندس إعلان بلفور» ويزيد: «مع شيء من التشديد وبعض المبالغة ربما نستطيع الحديث عن إعلان سايكس». (Vereté, 66). تجدد البحث في موضوع الدولة اليهودية في نهاية العام 1916 مع مجيء لويد- جورج إلى رئاسة الحكومة وآرثر بلفور إلى وزارة الخارجية. وكان لويد- جورج اتخذ قراره باحتلال فلسطين فيما بدأت الجيوش البريطانية تطهير سيناء من الأتراك في تشرين الثاني/نوفمبر من ذلك العام. (بار، 34ـ35). في مطلع العام 1915، انطلقت الحملة التركية بقيادة جمال باشا، الآمر على سوريا وقائد الجيش التركي الرابع، الذي أقسم وهو يغادر لتسلّم مهمته الجديدة، بأنه لن يعود إلى اسطنبول إلا بعد دخول القاهرة. بمعاونة من قائد الأركان الألماني كريس ڤون كريسنستاين، شنّت القوات التركية هجومها الأول لاحتلال القناة مطلع1915، فحشدت القواتُ البريطانية لمواجهتها وحداتٍ هندية وأسترالية بقيادة الجنرال موراي وأفشلت الهجوم الأول. وكان آخر هجوم للقوات التركية في صيف 1916 بعده، اضطرت إلى التراجع أمام الهجوم المضاد للقوات البريطانية التي بدأت تطهير سيناء من الأتراك في تشرين الثاني/نوفمبر 1916 ووصلت إلى العريش في كانون الأول/ديسمبر 1916 ما شكّل خاتمة الوجود التركي في سيناء. وكانت الدبلوماسية البريطانية قد أخذت الموافقة الفرنسية على العملية العسكرية البريطانية في فلسطين، والافتراض أنها سوف تتم تحت سقف إدارة دولية لفلسطين كما في اتفاق سايكس- بيكو. وتشير كافة الدلائل إلى العلاقة الوثيقة بين نمو الاهتمام الرسمي البريطاني بالسيطرة على فلسطين وتوطين اليهود فيها وتصاعد العمليات العسكرية على جبهة السويس. باشر سايكس محادثاته مع القادة الصهاينة في ربيع العام 1916، بعيد توقيع اتفاق سايكس – بيكو، علماً أن الاتفاق لم يأت على ذكر أي مصالح لليهود في فلسطين. عُقِد أول اتصال له مع اللجنة السياسية للمنظمة الصهيونية، في تشرين الأول/أكتوبر من العام وإتفق فيه على الآتي:1) إنشاء شركة يهودية مأذونة لها حق استخدام ما يمنحها إياه التاج البريطاني في فلسطين؛2) بسبب قلة عدد السكان المحليين وفقرهم وضعف تربيتهم على التقدم السريع، لا بد من إدخال عنصر جديد وتقدمي عليهم [هو العنصر اليهودي] مع حماية حقوق «الأقليات» [والسؤال هو: من هم الأقليات في هذه الحالة؟]؛3) الاعتراف بقومية يهودية منفصلة في فلسطين ومشاركة اليهود في الحكم الذاتي المحلي، وتوليهم الحكم الذاتي اليهودي في الشؤون اليهودية؛4) الاعتراف بمؤسسات الاستيطان اليهودية في فلسطين وتكريسها (John, 11). لم يصل هذا الاقتراح إلى أعمال الحكومة في ظل رئاسة آسكويث. (1) منصب وزاري بريطاني، يقع من ضمن صلاحيات المستشار إدارة الممتلكات الملكية في دوقية لانكستر. تقع صلاحية تعيين لمستشار لدى الملك/ة بناء على نصيحة من رئيس الوزراء. وهو عادة ما يخدم بما هو وزير من دون حقيبة. (يتبع) ثمار سايكس ـ بيكو والاستلهام التوراتي لخريطة فلسطين إعلان بلفور: وعدٌ أم وسيلة؟ فواز طرابلسي |
بين حراك الريف والزلزال السياسي Posted: 28 Oct 2017 02:18 PM PDT يوجِد القاموس السياسي المغربي والعربي، بين الفينة والأخرى مصطلحات جديدة تتصل بواقع قيد التحول. فمن الربيع العربي مرورا بـ 20 شباط/فبراير، وحراك الريف، إلى الزلزال السياسي نحن أمام صيرورة من التفاعلات والتجاذبات الدالة على مراوحة المكان. وكلما كان الخروج من حلقة، نجد أنفسنا نعود إليها، وقد اتخذت شكلا آخر. تتغير الدوال لكن المدلول في العمق واحد. جاء الربيع العربي في العديد من البلاد العربية ليقول: كفى لتاريخ طويل من القمع والفساد، وغياب الديمقراطية والحرية وكرامة المواطن. تفاعلت معه كل الدول العربية بحسب صيرورتها الخاصة، وطبيعة الحكم والنظام فيها. وكان «الاستثناء المغربي» دالا على رغبة كبيرة في التجاوز: تجاوز حمامات الدم، والفوضى واستمرار الوضع القائم. جاء الخطاب الملكي في 9 اذار/مارس محفزا للخروج من الحلقة المفرغة، وفاتحا مجالات جديدة لآفاق جديدة. فتنفس المغاربة الصعداء، وهم يرون بأم أعينهم ما طرأ في تونس ومصر، وليبيا، وسوريا واليمن. تغير الدستور، وأجريت الانتخابات التي كانت لفائدة الإسلاميين. وجد المجتمع السياسي نفسه في وضع دونكيشوتي أمام التحولات المتلاحقة، ولم يستطع دخول حقبة جديدة، بوعي جديد. فلم تكن النتيجة غير إفساد الواقع السياسي بدل تخليقه وتطويره. لم يكن الوعي السياسي ليرتقي إلى مستوى اللحظة التاريخية الجديدة، وظل يستعمل الأسلحة القديمة، والممارسات التقليدية في العمل السياسي وخاصة بعد التناوب التوافقي الذي كان من بين نتائجه الخطيرة: التعويل على السلطة، والقطيعة مع الشعب، واختزال السياسة في الخروج فقط من أجل صناديق الاقتراع. فصارت الأحزاب وكالات للانتخابات لا مدارس لتأطير المواطنين ورفع مستوى الوعي الديمقراطي. وبعد تشكيل حكومة بنكيران الأولى بدل أن يتوجه العمل نحو فتح الورشات الكبرى لتحقيق مطالب الشعب في 20 شباط/فبراير، شرع الصراع بين الكتل السياسية على أشده، وكل يحاول فت عضد الآخر، في انتظار جولة أخرى من الانتخابات تغير الموازين. كان الشعب يتابع المباريات الشعبوية بين الأحزاب سواء في الحكومة أو في المجالس البلدية والقروية، وهو يرى أن وضعه الاجتماعي والاقتصادي في تراجع متواصل، ويتابع ملفات الفساد التي تبزغ بين الفينة والأخرى، وتزايد الريع، واستفادة خدام الدولة، من جهة. كما أن بات يعاني من غياب الأمن حتى بات التوجس من الشماكرية يطال الجميع، من جهة ثانية. وفي الوقت نفسه يسمع عن مشاريع اقتصادية عملاقة من منــارة المتوســـط إلى مدينة الأنوار، مرورا بالقطار فائق الــســـرعة، والانفتاح على إفريقيا والاستثمار فيها، وتصورات جديدة عن المغرب الأخضر، من جهة ثالثة. أدت الدونكيشوتية السياسية في الانتخابات الموالية إلى هيمنة الإسلاميين وتراجع فظيع للقوى السياسية التقليدية التي ظلت تحتل المشهد السياسي في المغرب منذ الاستقلال. وأدى تعطيل تشكيل الحكومة لمدة طويلة بسبب الفراغ السياسي إلى تعيين العثماني في وقت كانت البلاد قد انجرت إلى انحدار تمثل في تزايد المطالب الاجتماعية أمام الفراغ وهيمنة الفساد. وكما جاءت ثورة ياسمين في تونس على إثر الحدث ـ الشرارة، جاء حراك الريف على إثر حادثة بائع السمك. واستمر الاحتجاج، وبدأت الاحتجاجات تستعر في مناطق أخرى للتعبير على أن هذا الحراك ليس ريفيا وجهويا، ولكنه ذو بعد شعبي ووطني. وأن الإهمال وعدم تحقيق المطالب الشعبية يتصل بالمغرب برمته. لم تكن الأحزاب المغربية بمختلف ألوانها وأطيافها في مستوى هذا الحراك. وأنى لها ذلك، وقد صار هاجسها الجوهري والوحيد هو بلوغ السلطة والاستفادة منها. بل أدت التصريحات المجانية ضد الحراك إلى صب المزيد من الزيت، فكانت الاعتقالات والمحاكمات. وبات السؤال المركزي الذي يشغل الحس العام يتعلق بالمستقبل: هل نحن أمام استعادة سنوات الرصاص؟ أم تأكيد الاستثناء المغربي؟ لكن كيف، والأحزاب التي يمكنها أن تلعب الدور الطبيعي في تجاوز إكراهات التحول تعاني من فقدان الثقة، وتتكالب على السلطة؟ وكان انتظار كلمة الملك. كما فتح خطاب 9 آذار/مارس بعد أحداث 20 شباط/فبراير آمالا عريضة للمستقبل، جاءت الخطب الملكية بعد حراك الريف لتعيد الأمور إلى نصابها، وتحمل الأحزاب، وكل المسؤولين تبعات ما جرى. كان ذلك أولا في خطاب افتتاح السنة التشريعية لهذه السنة والذي ورد فيها استعمال «الزلزال السياسي»، وكان عنوانه الأكبر: «ربط المسؤولية بالمحاسبة». وتمثل هذا الزلزال السياسي، ثانيا، يوم الثلاثاء 24 تشرين الأول/أكتوبر في إعفاء أربعة من الوزراء من مهامهم الحالية، من جهة، ووضع حد لتحمل المسؤولية لأربعة وزراء آخرين من الحكومة السابقة، على إثر الاطلاع على تقرير رئيس المجلس الأعلى للحسابات الذي كشف اختلالات في تدبير برنامج الحسيمة «منارة المتوسط»، وكذلك في قطاعات الداخلية والسكنى والتعليم والسياحة والبيئة والماء والكهرباء. لم يكن أمام الحس العام والمشترك إلا أن يبتهج بهذا الزلزال السياسي، ويرى فيه مبادرة لتأكيد «الاستثناء المغربي». ويتطلع الجميع إلى أن يشمل هذا الزلزال كل من ساهم في إفساد التجربة الديمقراطية المغربية، وعطل مختلف المشاريع التنموية، من جهة، وألا تكون المحاسبة عبارة فقط عن جواب لحظي يتعلق بالسؤال عن أسباب حراك الريف من خلال التحقيق في تعطيل المشاريع، أو الإخلال بالمسؤولية. يمكن للمحاسبة أن تصبح هي القاعدة اليومية في كل السلوكات والممارسات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والإدارية، سواء تعلقت بتدبير شؤون القطاعات أو المناطق. هل لنا أن نقول إننا ندخل مرحلة، أو حلقة جديدة من التحول عنوانها الأكبر: «المحاسبة»؟ لقد تم تغييب ربط المسؤولية بالمحاسبة، ولم يكن لذلك من آثار غير استفحال صور الفساد، وعدم الوفاء بالالتزامات، وتضييع مصالح الوطن والمواطنين. باتت الآثار بادية في مختلف جوانب الحياة حتى أنها مست المواطن في أبسط مظاهر حياته، وبدأت تنتشر الظواهر الاجتماعية التي لا تليق بالمغرب ولا المغاربة جراء السياسات التي لا تهتم بالقضايا المصيرية للوطن، والتي لا تعمل إلا على استنزاف خيرات البلاد، وجرها إلى الهاوية. إن على البرلماني الذي يناقش في الامتيازات وتقاعده جدير بأن يحاسب على منجزاته وما قدمه لمنتخبيه في تقارير مفصلة وملموسة على أرض الواقع. كما أن على أمين الحزب أن يقدم للرأي العام حصيلة توليه المسؤولية، ليس فقط أمام أتباعه، ولكن أمام الشعب المغربي، وكذلك يحاسب المسؤول عن تأخر القطار، وقس على ذلك. إن المحاسبة الشاملة للجمعيات والنقابات والأحزاب والمؤسسات العامة والخاصة والإدارات المختلفة ضرورية لإعادة الثقة، وممارسة الشفافية. لقد بات التواطؤ على الصمت، والاستهتار بالمسؤولية، والتغطية على الفساد ظاهرة تتسع جوانبها لتشمل مختلف مرافق الحياة العامة. كما أن تشكيل اللوبيات التي لا تعمل إلا لتحقيق مصالحها الخاصة لا يمكن إلا أن تتولد عنه عزلة الشرفاء من المواطنين، ويبقى المجال مفتوحا للمفسدين يعيثون في الأرض الفساد. ولم يكن من تداعيات ذلك غير جر المجتمع إلى الهاوية. لقد أفرغت مختلف المؤسسات والإدارات من محتواها الحقيقي المتمثل في السهر على خدمة المواطنين. وباتت ثقافة «التبرير» و»الاستهتار بالمسؤولية»، و»لعبة التستر» هي السلوك السائد. وبدون ممارسة النقد والنقد الذاتي، والوعي بأهمية الحكامة في التدبير، وممارسة المحاسبة الصارمة، والمتابعة الدائمة، والتربية على تحمل المسؤولية لا يمكننا تجاوز تركات عقود من التسيب والفوضى. المحاسبة مسؤولية الجميع، فهل نحن في مستوى المسؤولية؟ كاتب مغربي بين حراك الريف والزلزال السياسي سعيد يقطين |
مساع محلية ودولية لإيقاف المواجهة بين بغداد واربيل Posted: 28 Oct 2017 02:18 PM PDT بغداد «القدس العربي»: مر العراق بأسبوع حافل بالأحداث والتطورات المتسارعة في مجال علاقات العراق مع دول الجوار، وسط تداعيات قرار بغداد فرض سيطرتها على المناطق المتنازع عليها، ما أسفر عن اندلاع اشتباكات مسلحة دفعت مجلس الأمن الدولي ودول العالم، إلى دعوة بغداد واربيل لوقف التصعيد وبدء الحوار، فقد قام رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بجولة سريعة شملت دول الجوار (السعودية والأردن وتركيا وإيران) إضافة إلى مصر، حظي خلالها بدعم زعماء تلك الدول لتعامله مع الإرهاب وأزمة الإقليم. وإذا كان العامل المشترك في جولة العبادي السريعة هو الاقتصاد والأمن، فإن زيارته إلى تركيا وإيران تركزت على أزمة كردستان عقب الاستفتاء على الانفصال، حيث قدم قادة البلدين الدعم القوي لعملية فرض القانون ونشر السلطة الاتحادية في شمال العراق، كما رفضوا مبادرة قادة الإقليم لتجميد الاستفتاء، مشددين على إلغائه والتزام حكومة الإقليم بوحدة العراق. وطرح العبادي، خلال الجولة، رؤيته لمشروع مستقبل المنطقة وتنمية وبسط الأمن من خلال التركيز على تجنب النزاعات والحروب واستثمار الطاقات اللوجستية والمعنوية، مؤكدا أن هذه الرؤية جاءت «لفتح آفاق جديدة للشباب والقضاء على المشاكل التي تواجه المنطقة». وأشار إلى أن «العراق أصبح محورا وله أثر إقليمي كبير، وأنه يتعامل مع كل جيرانه بمرونة عالية» مشددا على أن «الانفتاح على السعودية بعيد عن سياسة المحاور» لتطمين حكومة إيران، التي انتقد وزير خارجيتها، محمد ظريف، الولايات المتحدة لـسعيها لإقامة «تحالف بين العراق والسعودية» للتصدي لنفوذ إيران المتزايد في المنطقة». وأثار انتباه المراقبين، حضور وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، لاجتماع العبادي مع العاهل السعودي، مما بعث إشارات إلى سعي أمريكي لبلورة محور عربي بعيد عن التأثير الإيراني. وفجرت دعوة تيلرسون إلى «سحب الميليشيات الإيرانية من العراق بعد انتهاء تنظيم «الدولة» (داعش)، وضرورة مقاومة النفوذ الإيراني» حملة انتقادات من قبل الحكومة العراقية والأحزاب الشيعية وإيران. ورغم أن العبادي أبلغ وزير الخارجية الأمريكي بأن الحشد عناصر عراقية وهم جزء من مؤسسات الدولة العراقية، إلا أن رئيس مجلس النواب الأمريكي أكد أنه «لا وجود للحشد الشعبي في عراق سليم موحد». أما أزمة الإقليم، فقد شهدت الأوضاع الأمنية والسياسية فيه، توترا أثار المخاوف الدولية من تدهور الأوضاع الأمنية وخاصة بعد رفض بغداد لمبادرة حكومة الإقليم بفتح الحوار لحل المشاكل بدون شروط، حيث رفض العبادي، بدعم من طهران وانقرة، المبادرة مشددا على ضرورة إلغاء الاستفتاء وليس تجميده، كشرط لبدء الحوار. وجاءت دعوة مجلس الأمن الدولي، بغداد واربيل، إلى وقف التصعيد العسكري والبدء في حوار لحل الأزمة، ليعبر عن قلق المجتمع الدولي من حرب جديدة في المنطقة في وقت ما زالت المعركة مع تنظيم «داعش» مستمرة. وقد انعكس التوتر السياسي بين بغداد واربيل على الوضع الأمني نتيجة إصرار القوات الاتحادية على فرض سلطتها على مطارات الإقليم والمعابر الحدودية بينه وبين تركيا وإيران وسوريا. وبعد سيطرة القوات الاتحادية على معبر ربيعة مع سوريا، وقعت اشتباكات عنيفة بين قوات الطرفين عندما تقدمت تلك القوات للسيطرة على المنفذ الحدودي (فيشخابور) بين دهوك وسوريا أيضا، والذي تسعى بغداد وانقرة لجعله بديلا عن منفذ إبراهيم الخليل في تبادل النقل والتجارة بين تركيا والعراق بدل الإقليم. وقد تحولت مدن سهل نينوى مثل ربيعة وزمار ومخمور وتلسقف إضافة إلى التون كوبري، إلى ساحات مواجهة عسكرية بين القوات الاتحادية والبيشمركه لأول مرة منذ 2003 جرى خلالها تبادل إطلاق قذائف المدفعية والهاونات والصواريخ، وسقط فيها ضحايا من العسكريين والمدنيين الذي فر المئات منهم من مناطق المواجهات، بينما أعلنت سلطات السليمانية استعدادها لتسليم منافذها مع إيران للسلطات الاتحادية، لتجنب الصدام العسكري. وكانت حكومة إقليم كردستان العراق وفي ضوء الواقع الجديد الذي فرض عليها وأجّل حلم «الدولة الكردية»، عرضت مبادرة لـ«تجميد نتائج الاستفتاء على انفصال الإقليم الذي أجري الشهر الماضي ووقف إطلاق النار الفوري والبدء بحوار مفتوح بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية، وذلك لتجنب حرب استنزاف ووقوع الخسائر من الطرفين». وفي خضم التطورات المتسارعة يتبلور حراك كردي داخلي لإصلاح أوضاع الإقليم وإيقاف تدهورها. وذكر قيادي في الاتحاد الإسلامي الكردستاني لـ«القدس العربي»، أن هناك توجها في الإقليم لعزل مسعود البرزاني وتحميله مسؤولية تدهور الأوضاع في الإقليم، مع تكليف نيجيرفان البرزاني أو غيره بقيادة حكومة مؤقتة تدير الأزمة، مؤكدا أن التوتر والمخاوف من الحصار والحرب الأهلية تسود الشارع الكردي. وقد أقر الاتحاد الوطني الكردستاني بفشل الاستفتاء وحمل رئاسة الإقليم مسؤولية الأحداث الحالية، رافضا في الوقت نفسه دعوات تقسيم الإقليم إلى إدارتين، كما أصدرت ثلاثة أحزاب كردستانية، هي حركة التغيير، والجماعة الإسلامية، والتحالف من أجل الديمقراطية والعدالة، بياناً مشتركاً طالبت فيه بـ«حل رئاسة إقليم كردستان وتشكيل حكومة إنقاذ وطني مؤقتة، لمواجهة الكارثة وبدء حوار مع بغداد». وقرر برلمان إقليم كردستان تأجيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية في الإقليم لثمانية أشهر وتجميد عمل الهيئة السياسية للإقليم المؤلفة من رئيس الإقليم مسعود البرزاني ونائبه كوسرت رسول ورئيس ديوان رئاسة الإقليم فؤاد حسين». وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع إعلان العبادي بدء معركة تحرير مناطق غرب الأنبار، وهي آخر معاقل تنظيم «داعش» في العراق، وتعد معركة فاصلة لطي آخر صفحة من كابوس التنظيم على المدن العراقية، ولفرض السيطرة على الحدود العراقية السورية المترامية الأطراف. مساع محلية ودولية لإيقاف المواجهة بين بغداد واربيل مصطفى العبيدي |
قرارات العاهل المغربي بإعفاء أربعة وزراء وعدد من المسؤولين الحكوميين: الحركة الشعبية تلتزم الصمت وحزب التقدم والاشتراكية يتحفظ ضمنيا Posted: 28 Oct 2017 02:17 PM PDT الرباط ـ «القدس العربي»: الزلزال الذي أحدثه حراك الريف في الحياة السياسية المغربية، لا زال يحدث رجاته، بدرجات متفاوتة، ويخلخل مسارا سياسيا، كان يعتقد صانعوه، الكبار والصغار، بأمانه واستمراره. وإذا كانت أكثر الدرجات ارتفاعا، خلال سنة كاملة من الحراك، هي قرارات الإعفاء التي أصدرها العاهل المغربي لعدد من المسؤولين و«غضبه» على مسؤولين سابقين، فإن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة رجات أخرى، سياسية واجتماعية، بعض منها سيكون من تداعيات قرارات الإعفاء. وبعد انتظار أربعة أشهر من الخطاب الذي أعلن فيه العاهل المغربي الملك محمد السادس غضبه على حكومته والمسؤولين الكبار المعنيين في تنمية منطقة الريف وعلى النخبة الحزبية في تدبيرها للاحتجاجات التي اندلعت نهاية تشرين الاول/ اكتوبر 2016 وبعد تشكيل لجنة متابعة وفحص قرر إعفاء كل من محمد نبيل بنعبد الله، وزير السكنى وسياسة المدينة، بصفته وزيرا بالمهمة نفسها في الحكومة السابقة (2012-2017) والحسين الوردي، وزير الصحة، بصفته نفسها في الحكومة السابقة ومحمد حصاد وزير التربية والتعليم بصفته وزير الداخلية في الحكومة السابقة ذلك عقب التقرير الذي أعده المجلس الأعلى للحسابات، بعد التحريات والتحقيقات التي قام بها بخصوص برنامج «الحسيمة منارة المتوسط» وأثبت وجود مجموعة من الاختلالات تم تسجيلها في عهد الحكومة السابقة وأساسا في تدبير ومتابعة البرنامج الذي أطلق في تشرين أول/ اكتوبر 2015 بميزانية بلغت 6.5 مليار درهم (667 مليون دولار). وبالإضافة للوزراء الحاليين الذين تمت إقالتهم، تضمن القرار الملكي أيضا عدم إسناد أي مهمة رسمية لـ 5 وزراء في الحكومة السابقة مستقبلًا، وإصداره تعليمات لرئيس الحكومة، باتخاذ التدابير اللازمة في حق 14 مسؤولا آخر أثبتت التقارير في حقهم تقصيرًا واختلالات في القيام بمهامهم. والتزمت الحركة الشعبية، التي ينتمي إليها محمد حصاد، الصمت رغم أنه التحق بها في نيسان/ ابريل الماضي تمهيدا لتولي زعامتها، الصمت تجاه الإعفاءات الملكية التي شملت أيضا قياديين كانوا يتولون حقائب وزارية في الحكومة السابقة، إلا أن حزب التقدم والاشتراكية أعلن تحفظا ضمنيا على هذا الإعفاء الذي شمل أمينه العام (نبيل بن عبدالله) وعضو مكتبه السياسي الحسين الوردي إلا أنه أبقى على عضو المكتب السياسي شرفات افيلال، في موقعها وزيرة دولة مكلفة بالمياه. وعبر الحزب في بلاغ بعد اجتماع لمكتبه السياسي مساء الخميس عن «اعتزازه بالأداء المشرف» لوزيريه وفي الوقت نفسه قال إنه «يحترم قرارات الملك». وقال البلاغ، الذي أرسل لـ«القدس العربي»، إن المكتب السياسي للحزب الذي عقد دورة استثنائية، يوم الخميس الماضي قارب موضوع الإعفاءات الملكية «بما يلزم من تقدير واحترام لجلالة الملك ولقراراته السامية، تجسيدا لروح المسؤولية والاتزان التي ميزت على الدوام مسار حزب التقدم والاشتراكية، سواء طيلة تموقعه في المعارضة لمدة خمسة عقود أو أثناء مشاركته في تدبير الشأن الحكومي». وأكد «يقينه الصادق أن الأمين العام للحزب والرفيقين اللذين تحملا المسؤولية الوزارية، سواء في الحكومة السابقة أوفي الحكومة الحالية، والمعنيِّين بهذه القرارات، أدوا مهامهم العمومية بحرص شديد على الامتثال لما تستلزمه المصالح العليا للوطن والشعب، متشبعين في ذلك بقيم ومبادئ الحزب القائمة على الروح الوطنية العالية وعلى ضرورة التحلي بأقصى درجات النزاهة والصدق والأمانة». وعبر المكتب السياسي للحزب «عن اعتزازه بالأداء المشرف لوزراء الحزب المعنيين، وبسعيهم القوي والثابت إلى خدمة الصالح العام، بكل تفان وإخلاص ونكران للذات، وبعيدا عن أي نزعة سياسوية أو حزبية ضيقة، وذلك بضمير يقظ وجدية ومسؤولية، وبتشبث راسخ بالمؤسسات وبثوابت الأمة وفي احترام تام لمقتضيات الدستور وتقيد صارم بالقانون، وهو ما دأب عليه حزب التقدم والاشتراكية وسيواصل نهجه، في إطار المبدأ الراسخ المتصل بالتعاون مع المؤسسات الدستورية، وعلى رأسها المؤسسة الملكية، في سعيها التحديثي والتنموي لبلادنا». ويرى الكثير من المراقبين أن إعفاء بن عبد الله والوردي يحمل في طياته عقابا لحزب التقدم والاشتراكية على تحالفه المتين مع عبد الاله بن كيران، رئيس الحكومة السابق، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية (ذي المرجعية الإسلامية والحزب الرئيسي في الحكومة) واستمرارا لحساسية الاحتكاك السلبي الذي وقع في صيف 2016، قبيل الانتخابات التشريعية، بعد بيان قاس من الديوان الملكي ضد نبيل بن عبد الله على ضوء تصريحات صحافية وإعلان المكتب السياسي بعد ذلك البيان، عن تمسكه بأمينه العام ودعمه. وكشف بلاغ المكتب السياسي، الذي صدر في ساعة متأخرة من مساء الخميس، إن استمرار الحزب في المشاركة في الحكومة الحالية من عدمه استأثر بـ «اهتمام بالغ. وبعد نقاش عميق ومستفيض لهذه المسألة من مختلف جوانبها، في استحضار للمصلحة العليا لوطننا وشعبنا، قرر المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، طبقا لمقتضيات القانون الأساسي للحزب، عرض هذا الأمر على أنظار اللجنة المركزية المقرر اجتماعها في دورة استثنائية يوم السبت 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، على أن يواصل المكتب السياسي مشاوراته في الأمر بناء على المستجدات التي يمكن أن يشهدها الموضوع». وتتباين التقديرات حول مصير المكونات السياسية للحكومة الحالية التي يرأسها الدكتور سعد الدين العثماني، ويرى البعض أن الإعفاءات ستعوض باستكمال تقني للحكومة من خلال تعيين شخصيتين من حزب التقدم والاشتراكية بدلا من بن عبد الله والوردي وشخصية من الحركة الشعبية بدلا من حصاد فيما يرى آخرون أن الإعفاءات ستنعكس سياسيا على هذه المكونات (حزب العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والاتحاد الدستوري وحزب التقدم والاشتراكية) من خلال استبعاد الحركة الشعبية وحزب التقدم والاشتراكية وإلحاق حزب الاستقلال، بعد استبعاد أمينه العام السابق حميد شباط الذي كان مغضوبا عليه من المراجع العليا وانتخاب نزار بركة أمينا عاما واستقبله العاهل المغربي الخميس. وقال نور الدين مضيان، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ورئيس مؤتمره الـ 17 إن الحزب لم يتلق أي اتصال من قبل سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، بشأن التعديل الحكومي، مضيفا أن دخول الاستقلال إلى الحكومة أمر سابق لأوانه، وأن «حزبنا دائما في خدمة الوطن، إلى حدود الساعة لم نتوصل بأي اتصال من أي جهة». وقال مضيان إن الظروف السياسية الحالية صعبة ومعقدة، وهو ما يتطلب بحسبه من الفاعلين السياسيين في مختلف مواقعهم تحمل المسؤولية بكل صدق وتفان، مؤكدا أنه في ظل هذا السياق ليس علينا إلا طلب السلامة». قرارات العاهل المغربي بإعفاء أربعة وزراء وعدد من المسؤولين الحكوميين: الحركة الشعبية تلتزم الصمت وحزب التقدم والاشتراكية يتحفظ ضمنيا محمود معروف |
تركيا: الأرباح والخسائر عقب استفتاء إقليم شمال العراق Posted: 28 Oct 2017 02:17 PM PDT إسطنبول ـ «القدس العربي»: تبدو تركيا وكأنها حققت انتصاراً ساحقاً على إدارة إقليم شمال العراق من خلال سلسلة الهزائم السياسية والعسكرية والاقتصادية التي تكبدها رئيس إدارة الإقليم مسعود البرزاني عقب إصراره على إجراء استفتاء الانفصال عن العراق رغم التحذيرات والتهديدات التركية. ولكن في المقابل يرى البعض أن هذه المكاسب لا تخلو بطبيعة الحال من خسائر يمكن أن تلمسها أنقرة على المديين المتوسط والبعيد لا سيما فيما يتعلق بتوسع نفوذ إيران والميليشيات الشيعية في كركوك وشـمــال الــعــراق بشــكل عام وإمكانية تحول السلطة في شمال العراق إلى قيادات كردية بعيدة عن تركيا. بالدرجة الأولى نجحت تركيا بإجراءاتها المشتركة مع الحكومة العراقية وإيران في تحطيم فكرة تحول الاستفتاء على الانفصال إلى حقيقة على الأرض، بل أكثر من ذلك، أعادت مشروع الدولة الكردية في شمالي العراق إلى سنوات طويلة للوراء. فعسكرياً، خسر إقليم الشمال حتى الآن معظم المناطق المتنازع عليها وخاصة مدينة كركوك التي تحمل أهمية سياسية واقتصادية كبيرة للإقليم، وبعد أن تمكن البرزاني من السيطرة على هذه المناطق في معارك استمرت لسنوات وكلفته الكثير من الدماء، خسرها في أيام قليلة لصالح الحكومة المركزية في بغداد. ويرى محللون أتراك إن تمكن أنقرة من إفشال مشروع الانفصال وجعل مهمة تحويله لأمر واقع على الأرض شبه مستحيلة دون التدخل العسكري المباشر ومن خلال التهديد والتحشيد العسكري والمناورات الحربية على الحدود بمثابة نجاح كبير للدبلوماسية التركية، وذلك بعد أن كان الخيار العسكري مطروحاً بقوة. وعلى صعيد آخر، تشعر أنقرة أنها لقنت البرزاني درساً قاسياً وأنها تمكنت بالفعل من معاقبته شخصياً على ما وصفته «إصراره وعناده» على إجراء الاستفتاء، بعد أن تدرجت أنقرة في «نصيحته» ومن ثم «تهديده» ولاحقاً «عقابه» حيث يعاني البرزاني اليوم من تراجع مكانته السياسية لدى أكراد العراق الذين باتوا يشعرون أنه قادهم إلى مغامرة غير محسوبة عادت عليهم بخسائر سياسية وعسكرية واقتصادية كبيرة. وعلى الرغم من أن صادرات نفط إقليم الشمال التي تمر عبر الحدود التركية ويتم تصديرها من الإقليم عبر ميناء جيهان التركي لم تتوقف بشكل كامل، إلا أنها تراجعت من قرابة 550 ألف برميل يومياً إلى أقل من 250 ألف برميل يومياً، وهو أفقد إدارة الإقليم أكثر من 60٪ من عائدات النفط التي تمثل أكثر من 90٪ من مصادر دخله. لكن الأخطر من ذلك على المستقبل الاقتصادي للإقليم، هو الاتفاق الذي جرى بين الحكومة العراقية وتركيا على تشغيل خط نفط بديل لتصدير نفط كركوك وغيره لا يمر بمناطق سيطرة إدارة الإقليم، وحسب ما أعلن وزير النفط العراقي جبار اللعيبي، فإنه يجري حالياً إعادة تأهيل خط نفط قديم يمر من الموصل تعرض للتخريب على يد تنظيم «الدولة» (داعش) وجرت معارك عسكرية بين الجيش العراقي والبيشمركه لطرد الأخيرة من منطقة حدودية مع تركيا يمر منها أنبوب النقط، ما يعني حرمان إدارة الإقليم المزيد من أوراق قوته الاقتصادية ويدخله في أزمات اقتصادية غير مسبوقة. العقوبات الاقتصادية التركية على إدارة الإقليم ومنها وقف الرحلات الجوية والتضييق على المعابر الحدودية وتقليص تصدير النفط والخسائر التي تكبدتها الشركات التركية العاملة في شمالي العراق، تبقى «محدودة» حتى الآن مقارنة بحجم الخسائر التي كانت ستكبده لو نفذت تهديداتها السابقة دفعة واحدة. فتطور الأحداث يكشف أن أنقرة لجأت إلى خيار آخر يتمثل في مساعدة الحكومة العراقية على فرض سيطرتها على شرايين اقتصاد الإقليم مقابل استمرار تدفقها بالتعاون مع تركيا، ويبدو أن اتفاقيات قد جرى التوصل إليها من أجل مواصلة تصدير النفط العراقي عبر تركيا، واستمرار عمل المعابر الحدودية بإدارة الحكومة المركزية دون إغلاقها وغيرها من الحلول الوسط التي حاولت من خلالها تركيا تقليل الفاتورة الاقتصادية للأزمة. على صعيد آخر تأمل تركيا أن يتطور التقارب غير المسبوق مع بغداد وطهران والذي حركته الأزمة إلى تعاون كبير في الحرب على تنظيم العمال الكردستاني في شمالي العراق، حيث سبق أن اقترحت تركيا على إيران عملية مشتركة على مسلحي التنظيم في شمال العراق. وأكد رئيس الوزراء العراق حيدر العبادي في زيارته الأخيرة لأنقرة على أن بلاده لن تسمح لأي تنظيم بتهديد تركيا انطلاقاً من الأراضي العراقية. لكن من غير المعروف حالياً إلى أي مدى يمكن أن تتطور هذه التصريحات إلى تحرك فعلي يؤدي لإلحاق خسائر عسكرية في بنية التنظيم الرئيسية شمالي العراق وهو إن ما حدث سيكون المكسب الأكبر لأنقرة وعلى الدرجة نفسها من أهمية إفشال الانفصال. في مقابل إيجابيات هذا التقارب، يرى محللون أتراك أن الإجراءات المشتركة بين الدول الثلاث أتاحت لإيران توسيع نفوذها بشكل غير مسبوق في شمالي العراق وعلى حدود تركيا وأن ذلك سيكون بمثابة خسارة كبيرة لتركيا على المدى المتوسط والبعيد. ويخشى المحللون الأتراك أن تؤدي الخسائر التي لحقت بالبرزاني إلى صعود شخصيات سياسية كردية أخرى أكثر تشدداً ترفض التعاون مع تركيا في الحرب على العمال الكردستاني وربما تقدم الدعم له، الأمر الذي سيزيد من الصعوبات التي يواجهها الجيش التركي في الحرب على التنظيم. تركيا: الأرباح والخسائر عقب استفتاء إقليم شمال العراق لجأت إلى حلول وسط لتتجنب مصاعب محتملة إسماعيل جمال |
مجزرة الواحات: جولة جديدة في حرب مفتوحة Posted: 28 Oct 2017 02:16 PM PDT لم تكن مجزرة الواحات الأخيرة إلا جولة جديدة في حرب مفتوحة يخوضها الإرهاب في مصر، مستغلاً أنماط التقصير الكثيرة والمتنوعة التي تميزت بها سياسة نظام عبد الفتاح السيسي، منذ انقلاب تموز (يوليو) 2013. ولأنّ الأجهزة الأمنية منشغلة بقمع المعارضين ونشطاء حقوق الإنسان أكثر من انشغالها بمكافحة الإرهاب، في غمرة انتعاش الفساد والمفسدين، فإنّ استمرار الأعمال الدامية التي تستهدف رجال الشرطة هو النتيجة الطبيعية. (ملف حدث الأسبوع، ص 8 ـ13) مجزرة الواحات: جولة جديدة في حرب مفتوحة |
الهدف من تصعيد العمليات الإرهابية في مصر: إضعاف الدولة وإحداث تفرقة بين عناصر المجتمع Posted: 28 Oct 2017 02:16 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: تتعرض منطقة الشرق الأوسط لأعلى معدل من الهجمات الإرهابية من قبل ميليشيات وجماعات مسلحة خلال العشرين سنة الأخيرة، من حيث اتساع رقعة العمليات وتنوعها واستخدام التنظيمات الإرهابية أدوات ومعدات متطورة في تنفيذها، وظهور تنظيمات إرهابية إقليمية مسلحة عابرة للحدود، تنظيم «داعش» نموذجا؛ حسب مركز «الأهرام» للدراسات السياسية والاستراتيجية في مصر. المركز أوضح في دراسة، أن الوضع الأمني في المنطقة أصبح أكثر تعقيدًا لوجود شبكة علاقات فيما بين تلك التنظيمات الإرهابية التي تخطت حدود الدول، ولم تقتصر أهداف عملياتها على قوات الأمن بل شملت مدنيين وأعمال عنف ضد المنشآت العامة والخاصة. وتمر مصر بموجة عنيفة من العمليات الإرهابية، خلال السنوات الأربع الماضية، تختلف عن نمط الإرهاب الذي ضرب البلاد خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين وهذا يتطلب دراسة وفهما مختلفا لبنية تلك الميليشيات والجماعات المسلحة ومواجهة تختلف جذريا عما كان قائما خلال الربع الأخير من القرن العشرين، حيث اتخذت العمليات الإرهابية خلال تلك الأعوام الأربعة أشكالا متنوعة على الأرض. ولعل أبرز حوادث الإرهاب التي شهدتها مصر خلال العام الجاري، تفجيرات كنيستي طنطا والإسكندرية، اللذان سبقهما بفترة قصيرة تفجير كنيسة البطرسية في القاهرة، ثم مذبحة الأقباط في أتوبيس المنيا، والهجوم المسلح على الكتيبة 103 في رفح في محافظة شمال سيناء، وآخرها حادث الواحات البحرية. الحادث الإرهابي الذي تم تنفيذه يوم الجمعة الموافق 26 ايار/مايو 2017 والذي راح ضحيته أكثر من 25 قتيلا من الأقباط، ومن قبله التفجيرات الإرهابية في التاسع من نيسان/إبريل الماضي، التي استهدفت كلًا من كنيسة «مار جرجس» في مدينة طنطا، عاصمة محافظة الغربية، والكنيسة «المرقسية» في الإسكندرية، التي أسفرت عن مقتل ما يقرب من 44 مواطنًا، وإصابة أكثر من 100 آخرين، أعلن تنظيم «الدولة» مسؤوليته عنها، وهدد في بيان له بشن المزيد من الهجمات ضد أقباط مصر، أثارت العديد من التساؤلات حول أسباب استهداف التنظيم للأقباط، وماهية أفكاره ومعتقداته تجاههم، فضلًا عن أهدافه من وراء تلك التفجيرات. ولم يكن هذان الحادثان الإرهابيان هما الاستهداف الأول من نوعه للأقباط من قبل تنظيم «داعش» فقد تكررت اعتداءاته ضدهم خلال الفترة الأخيرة، والتي كان من أشهرها حادث تفجير الكنيسة البطرسية في القاهرة في 11 كانون الأول/ديسمبر الماضي، والذي أسفر عن مقتل 29 شخصًا وإصابة 31 آخرين، من خلال عملية انتحارية، نفذها شاب. كما قامت عناصر تابعة لـتنظيم «الدولة» في سيناء بقتل كاهن كنيسة «ماري جرجس» في العريش، في حزيران/يونيو 2016، ثم قام أعضاؤه بقتل سبعة مواطنين مسيحيين آخرين خلال شهر شباط/فبراير 2017، في حوادث متفرقة، فضلًا عن تهديده بقتل من تبقى من الأقباط، ما دفع بعشرات الأسر القبطية إلى التوجه إلى مدنية الإسماعيلية. وجاء ذلك الاستهداف عقب تسجيل مصور للتنظيم، يحمل اسم «وقاتلوا المشركين كافة» في 19 شباط/فبراير 2017 يهدد فيه المسيحيين في مصر، عبر ما وصفه بالرسالة الأخيرة لمفجر الكنيسة البطرسية، التي قال فيها، «ويا أيها الصليبيون في مصر، فإن هذه العملية التي ضربتكم في معبدكم لهي الأولى فقط، وبعدها عمليات إن شاء الله، وإنكم لَهدفنا الأول، وصيدنا المفضل، ولهيب حربنا لن يقتصر عليكم، والخبر ما سترون لا ما ستسمعون». وحسب تفسير الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية في مركز «الأهرام» للدراسات السياسية والاستراتيجية، علي بكر، فإن الموقف العدائي لتنظيم «داعش» تجاه أقباط مصر، ما هو إلا جزء من حالة العداء الصارخ من قبل التنظيم تجاه المسيحيين، وأصحاب الديانات الأخرى في المنطقة العربية. كما أنه يعبر عن الموروثات الفكرية لكل التنظيمات الإرهابية، وليس «داعش» فقط، حتى إن المؤلفات التي تتحدث عن العداء الصريح تجاه الأقباط في مصر، مثل رسالة «قطع النياط في رد عادية الأقباط» لأبو دجانة الخرساني، تمثل مرجعًا مشتركًا لهذه التنظيمات. بكر أوضح ان استهداف تنظيم «داعش» للأقباط في مصر، لم يكن سدى، وإنما هناك مجموعة من الأهداف يسعى التنظيم إلى تحقيقها، مثل «كسر «هيبة الدولة»؛ فالتنظيم يدرك جيدًا، أن استهداف الأقباط المتكرر والمتصاعد، لن يؤدي إلى إسقاط الدولة المصرية، والنظام السياسي الحالي، أو خلق «فتنة طائفية» في البلاد لكنه يمكن أن تؤدي إلى صراع بين عنصري الأمة، مما يعني أن «داعش» يهدف بشكل أساسي إلى كسر «هيبة الدولة» التي تعد بمثابة «عامود الخيمة» في بقائها وتماسكها، وذلك من خلال محاولة إظهارها بصورة «الضعيف» الذي لا يستطيع حماية مواطنيها، بشكل عام، والأقباط بشكل خاص، لاسيما أنه يدرك أن استهداف الأقباط غالبًا ما يكون له صدى خارجي، ويؤثر على صورة الدولة بشكل سلبي. الضرب في مناطق جديدة شهدت الفترة الأخيرة انحسارًا ملحوظًا للتواجد العلني لتنظيم «الدولة» في سيناء، ومظاهر استعراض القوة، مثل العروض العسكرية وغيرها، بسبب الضربات التي وجهتها له القوات المسلحة، مما أفقده الأمل في القدرة على إقامة «إمارة داعشية» والتي تحتاج إلى السيطرة على مساحة ولو ضئيلة من الأرض، أسوة بغيره من الفروع الداعشية، كما في ليبيا واليمن والصومال ونيجيريا…ألخ، الأمر الذي أدى إلى زعزعة الثقة في التنظيم، من قبل أعضائه ومناصريه، لذا سعى إلى الضرب في مناطق جديدة من البلاد، وذلك حتى يعوض انحساره في سيناء من ناحية، ويثبت أنه صاحب الأذرع الطويلة، ولدية القدرة على الضرب في أماكن متعددة، ومن ناحية أخرى، حتى يتمكن من الحفاظ على تماسكه التنظيمي. إضافة إلى استقطاب عناصر جديدة؛ فمن بين المورثات الفكرية لدى تنظيم «الدولة» وغيره من التنظيمات الإرهابية أن استهداف الأقباط يعد من «الجهاد الذي لا شبهة فيه» كونه – وفقًا لعقيدة داعش- قتالًا ضد «كفار محاربين» وهو ما قد يدفع العديد من الشباب المتطرف إلى الالتحاق بصفوف التنظيم، وذلك من أجل المشاركة في مثل هذا النوع من الجهاد- على حد اعتقادهم- لاسيما وأن الصورة الذهنية للأقباط في عقولهم، أنهم كان لهم الدور الأكبر في القضاء على الحكم الإسلامي في مصر، المتمثل في حكم الإخوان المسلمين، وذلك بسبب مساندتهم لثورة 30 يونيو. وكذلك ضرب الاقتصاد المصري؛ فمن بين الأفكار الراسخة لدى التنظيمات الإرهابية في مصر أن إسقاط النظام يبدأ بضرب الاقتصاد، خاصة قطاع السياحة، الذي يتأثر بشدة بالعمليات الإرهابية، خاصة التي تستهدف غير المسلمين، كون معظم السياح اللذين يأتون إلى مصر من غير المسلمين، لذا فإن التنظيم يهدف إلى توجيه ضربة إلى الاقتصاد المصري من خلال هذه العمليات، لاسيما وأن الفترة الأخيرة شهدت تقدمًا ملحوظًا في قطاع السياحة. وأكد بعض المراقبين في الشأن الاستراتيجي والأمني أن اختيار طريق الواحات، في الحادث الأخير، نظرًا لقربها من الحدود الليبية، يدل على تجفيف منابع الإرهاب في سيناء. وشهدت منطقة الواحات الصحراوية الواقعة غرب الجيزة، معركة حامية الوطيس بين قوات الأمن وعناصر إرهابية مسلحة، بعد أن داهمت مأمورية أمنية من قطاعات الأمن الوطني والعمليات الخاصة ووحدة مكافحة الإرهاب وقطاع الأمن العام في وزارة الداخلية، موقعا على بعد نحو 35 كيلومترا في عمق الصحراء من نقطة الكيلو 135 في طريق الواحات، لضبط عناصر مسلحة، دلت المعلومات الأولية على اتخاذهم من الموقع معسكرا تدريبيا، للتجهيز والتخطيط لتنفيذ عمليات عدائية ضد منشآت شرطية في البلاد خلال الفترة المقبلة. وأصدرت وزارة الداخلية بيانًا أكدت فيه أن الواقعة أسفرت عن وقوع 16 قتيلا على عكس ما تناولته مواقع التواصل الاجتماعي، موضحًا أن من بينهم 11 ضابطا، و4 مجندين، ورقيب شرطة، كما أصيب 13 من القوات. ويقول اللواء جمال مظلوم، الخبير العسكري المصري، إن إحكام الحصار على الإرهابيين في سيناء يجعلهم يهربون إلى مناطق أخرى، فضلا عن تشتيت الجهود الأمنية والقوات المسلحة، أو تسللهم من ليبيا واختبائهم في الواحات، ورصدتهم القوات الأمنية وقامت بمداهمتهم. وأوضح أن من الممكن ان تكون هذه العملية ردًا على المصالحة الفلسطينية، وعلى مكانة مصر ونهوضها الفترة الحالية، لاسيما عقب افتتاحها بعد المشروعات. فيما قال خالد الزعفراني، الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، إن اختيار طريق الواحات، نظرًا لقربه من الحدودا الليبية، مشيرًا إلى أن هناك مجموعات إرهابية تنتمي لتنظيم «الدولة» و«أنصار الشريعة» تتمركز في ليبيا تتدرب وتتسلح بأحدث الأجهزة، وتمول من أجهزة مخابرات عالمية، وتتربص لمصر منذ فترة، وكانت هناك تحذيرات من ذلك. وأضاف في تصريحات صحافية أن هذه العناصر محركة من قبل مخابرات عالمية للنيل من مصر، وذلك لأغراض ومصالح مجهولة. وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية كانت على علم أن هناك جماعات إرهابية مسلحة تتدرب في ليبيا، وكانت تتابعها. منفذو مذبحة الواحات جاءوا من ليبيا أما العميد السابق في جهاز الشرطة محمود قطري، فاعتبر أن اختيار أماكن تنفيذ العمليات الإرهابية يختلف وفقًا للامكانيات المتاحة أمام هذه الجماعات، مشيرًا إلى أن العناصر المنفذة لمذبحة الواحات البحرية تنتمي لـ«داعش» من خارج الجمهورية، وخصوصا ليبيا، لأنهم لم يفعلوا عمليتهم الإرهابية داخل الدلتا والكتل السكانية. وأضاف أن حادث السطو على بنك حكومي في العريش شمال سيناء يشير إلى أن الجماعات الإرهابية حاولت تغيير أسلوبها الإجرامي، لاسيما عقب محاولة تجفيف منابع الإرهاب وتمويلها، وهزيمة «داعش» في الشام والعراق، أدى لحدوث الواقعة في الواحات، لنشاط عناصر «داعش» في ليبيا. أما عن توقع حدوث أعمال إرهابية في الفترة المقبلة مماثلة في أماكن مختلفة، فيؤكد الخبير الأمني أن الإرهارب لا يمكن دحره، طالما هناك فصيل يحاول تدمير البلاد، في إشارة منه لجماعة الإخوان المسلمين، مؤكدا أن الحل هو الحوار مع هذه الجماعة ولكن بشروط الحكومة، لإتمام مصالحة من أجل القضاء على الإرهاب. وإلى أبرز الأسباب التي دفعت الإرهاب لاستهداف الأقباط على وجه التحديد في أكثر من عملية خلال العام الجاري قال اللواء زكريا حسين، الخبير الاستراتيجي، إن الإرهاب يستهدف كل ما يضر الوطن ويدمر قدراته، وأن أحد الأهداف الرئيسية للإرهاب إحداث تفرقة بين عناصر المجتمع لإضعاف قوته وخاصة بين الأقباط والمسلمين. وأضاف، أن هذا الأسلوب متبع في كل الدول العربية منذ فترة، فهناك استهداف واضح للأعراق المختلفة كما هو الحال في سوريا والعراق وغيرها من الدول العربية، بهدف تفكيك الأمة العربية، وهو ما تنبهت له مصر باتخاذ الإجراءت اللازمة لمنع تصاعد هذه الأزمة. ووصف اللواء أحمد عبدالحليم، الخبير والمحلل الاستراتيجي، ما حدث من استهداف للأقباط في العريش بـ«محاولة وقيعة» مؤقتة لإثارة الفتنة في البلاد. وأكد أن هذه وقيعة واضحة بين المسلمين والمسيحيين استكمالًا للعمليات الماضية في سيناء، ولكنها عملية مؤقتة وسرعان ما سيعود أهالي العريش إلى بيوتهم. وأكد الدكتور جمال أسعد، المفكر القبطي والمحلل السياسي، أن استهداف الأقباط من قبل الإرهابيين يعتبر أسلوبا ليس بجديد، فوقت الاحتلال البريطاني في مصر كان الأقباط يستهدفون للضغط على النظام السياسي باعتبارهم الحلقة الأضعف في المجتمع. وأضاف أن استهداف المسيحيين أسلوب اتبعه «داعش» عندما قتل المسيحيين في ليبيا، وأيضًا تنظيم القاعدة في العراق عندما فجر إحدى كنائس العراق في 2010 بعد بيان تهديدي لها، وغيرها من الوقائع التي تثبت أن من الطبيعي حصول هذه النقلة النوعية لأسلوب الجماعات الإرهابية في سيناء والتحول إلى استهداف الحلقة الأضعف لخلق حالة من الفتنة. وأوضح المحلل السياسي أن عمليات العريش التي جرت في مصر تأتي نتيجة لضغط الأجهزة الأمنية على التنظيمات كنوع من لفت الأنظار إليهم. الهدف من تصعيد العمليات الإرهابية في مصر: إضعاف الدولة وإحداث تفرقة بين عناصر المجتمع مؤمن الكامل |
أثرياء ومافيات ودول تزود الجهاديين بالمال والسلاح لاستمرار هجماتهم Posted: 28 Oct 2017 02:15 PM PDT السؤال الذي يفرض نفسه عقب كل عملية إرهابية في سيناء وغيرها من المدن المصرية هو من يدعم جماعات الظلام والحركات المسلحة التي نجحت على مدار السنوات الماضية في أن ترهق الدولة والعديد من مؤسساتها؟ يبدو السؤال جوهرياً حول قدرات تلك الحركات التي كلما ظن المراقبون أنها في تراجع تكشف عن نفسها من جديد بعمليات إرهابية أشد فداحة. وعلى الرغم من استنفار الأجهزة الأمنية كافة قدراتها إلا أن كفة الفصائل المسلحة تبدو أشد ضراوة، وكلما تعرضت لهجوم ردت بشكل مباغت وعنيف ليبرز السؤال الأهم من أين تستطيع تلك الحركات أن تحصل على السلاح الذي يؤهلها لقيادة حرب لاهوادة فيها ضد الدولة المصرية؟ ومن أين لها بالمجندين الجدد الذين يدينون بالولاء لأفكارها على الرغم من الحصار الذي تتعرض له حيث تضع الدولة المعركة ضد الإرهاب على رأس اهتماماتها؟ إيران في سيناء عقب الإعلان عن إحدى العمليات التي استهدفتها الأمن في سيناء خلال الفترة الماضية فاجأت الداخلية المصرية الرأي العام حيث أعلنت عن ضبط مادة تسمي سي دي ركس شديدة الانفجار وتستخدم في تصنيع العبوات الناسفة والمتفجرة وألغام أرضية مضادة للأفراد مكتوب عليها عبارات باللغة الفارسية، وهو ما دفع أجهزة الأمن للحديث عن وجود علاقة بين جماعة الإخوان وخلاياها في إيران حيث تزودهم إيران بالسلاح فيما يقوم التنظيم الدولي للإخوان بسداد قيمته، ويتفاوض عليه قيادات الجماعة في الخارج ويستلمه عناصر الإخوان في الداخل ويخزنونه ليوم تنفيذ العمليات به وهو الاتهام الذي تنفيه الجماعة متهمة الدولة وإعلامها بادارة مصنع للأكاذيب. لكن الأجهزة الأمنية تستشهد بالأسلحة الإيرانية التي ضبطت في مزرعة البحيرة والتي تستخدم في تفجير المركبات والدوريات الأمنية وتصنيع العبوات المتفجرة والأحزمة الناسفة وهو ما يؤكد تورط إيران في تنفيذ الكثير من التعليمات الإرهابية بحسب وجهة النظر الرسمية. وتتحدث تقارير أمنية عن أنه على مدار السنوات الماضية تم ضبط سفن محملة بالأسلحة الإيرانية في الطريق للإرهابيين، واتهمت خبراء الحرس الثوري الإيراني بأنه يقف وراء تهريب هذه الأسلحة لمصر. فى 10 فبراير/شباط 2017 تم الإعلان عن نجاح القوات المسلحة فى تصفية نحو 500 من العناصر الإرهابية في شمال سيناء، كما كشف عن 1025 طنًا من المواد المتفجرة وثنائية الاستخدام والتي تستعمل في صناعة العبوات الناسفة، بهدف إمداد العناصر الإرهابية بها شمال سيناء. وجرى ضبط حركة تصنع الدوائر الكهربائية، وأخرى توفر الدعم المادي والتقني وتتعامل مع شركات صرافة وسياحة، وضبط 115 مليون جنيه. وترتكز جهود المكافحة على 3 محاور رئيسية أولها يقوم على الرصد والتتبع لشبكات الإرهاب وتفكيك قواعد الدعم وتجفيف منابع التمويل وتأمين الحدود على الاتجاهات الاستراتيجية كافة. يعد جبل الحلال في سيناء على رأس الإنجازات الكبرى التي حررها الجيش المصري من قبضة الإرهابيين وذهل الرأي العام حينما أعلن عن حجم العتاد الكبير المتواجد به حيث تم اكتشاف أماكن تخزين سيارات «لاند كروزر» حديثة وسيارات نصف نقل خاصة بالعناصر الإرهابية والتكفيرية، كما تم ضبط سيارات ودراجات نارية قامت العناصر التكفيرية بـ «تفخيخها»، لاستخدامها ضد التمركزات الأمنية واستهداف قوات الأمن إضافة للكثير من المواد المتفجرة والذخيرة. لا يجد الإرهابيون أزمة في الحصول على السلاح فلديهم خيارات عدة في الحصول عليه أن لم يكن عبر الدروب الوعرة عبر السلاسل الجبلية حيث يتولى المهربون مدهم باحتياجاتهم فيما مثل الاحتياطى الكبير في السلاح المهرب من ليبيا مصدرا لهم وفر احتياجاتهم. ومن بين تلك الأسلحة البندقية «أي أم 50» وهي نوع متطور من بنادق القنص، وتسمى الصياد، وتعتبر من أقوى أسلحة القنص في العالم، وتشبه بندقية الصيد النمساوية» شتاير إتش إس 50» وتصل لأهداف أبعد من 1700 متر وطولها متر ونصف، ومناسبة للرؤية الليلية، ولها طرازان نمساوي وإيراني تستخدم على نطاق واسع في سوريا والعراق. الثانية المفضلة لدى الحركات المسلحة في سيناء هي بندقية دراجونوف روسية الصنع، ظهرت بحلول عام 1967، وهي أخف وزنا، وفيها مخزن يحوي 10 طلقات، وتناسب جميع الأوقات وظروف الطقس المختلفة، كما يمتلك الإرهابيون بنادق قنص متطورة ظهرت في فيديو «صاعقات القلوب» الذي بثه تنظيم «الدولة»، كما وصل عدد من الصواريخ إلى ايدي المسلحين عبر تهريبها من مناطق الصراع المسلح التي أعقبت ثورات الربيع العربي. مافيا إسرائيلية وتتحدث تقارير عن أن مافيا السلاح الإسرائيلية لازال لها أعوان في سيناء، ويتم الاتفاق على الصفقات ثم يتم تهريبه عبر الحدود، وهذا السلاح يستخدم فى استنزاف القدرات العسكرية المصرية. غير أن هذا القول لايقبل به خصوم السلطة القائمة الذين يرون أن العلاقة جيدة بين مصر وإسرائيل. من بين وسائل الحصول على السلاح في سينا آلاف المُتفجرات التي دفنها النازيون في شبه جزيرة سيناء أصبحت تمثل كنزاً استراتيجياً لأفراد التنظيمات المسلحة من خلال إعادة الاستخدام، حيث تقوم الحركات الجهادية بالتنقيب في الصحراء؛ لاكتشاف هذا المخزون الهائل وإعادة تدويره. وكشفت تقارير عن أن الجهاديين يستخدمون هذه الذخائر في صناعة القنابل والعبوات الناسفة وغيرها من الأسلحة، ويُوجد نحو17 مليون لغم أرضي مدفون في المساحة الممتدة حتى شمال غرب البلاد في محيط ساحة معركة «العلمين» التي وقعت بين قوات المحور وقوات التحالف عام 1942. أدوات متغيرة لا يعدم الجهاديون الحيلة فهم كلما فقدوا أداة لجأوا لأخرى وفي الفترة التي كشر لهم «فيسبوك» عن أنيابه كثفوا تواجدهم عبر البدائل في الفضاء الالكتروني. وبعد أن شهد موقع «تويتر» إقبالاً ملحوظاً من قبل الجهاديين مما أجبر القائمين عليه إلى إغلاق العديد من الحسابات التي تنتمي لبعض الأفراد والمؤسسات التي تقف خلفها التنظيمات المسلحة. موقع «يوتيوب» هو الآخر مثل إغراءً لتلك الجماعات المسلحة والتي قامت بعمل العديد من الفيديوهات ورفعها علي هذا الموقع بهدف الترويج لأفكارها وتجنيد عناصر جديدة. لم يكتف الجهاديون وفي القلب منهم تنظيم «الدولة» باللجوء للمواقع الغربية بل سعوا لتفعيل تطبيقات خاصه بهم عبر الشبكة العنكبوتية ومنها «مسلم بوك» أو «خلافة بوك « وأطلق تطبيقاً للهاتف المحمول يوفر لمستخدميه أحدث أخبار التنظيم. وأنتج التنظيم أيضاً ألعاب فيديو، كلعبة باسم (صليل الصوارم) حيث يقوم اللاعب بقتل الجنود الأمريكيين أو نشر المتفجرات. وتتعامل تلك الجماعات المسلحة بحذر شديد عند تعاملها مع الإنترنت لإخفاء مصدر أنشطتها وبقائه قيد الكتمان حتى يصعب على الحكومات والأجهزة الدولية تعقبه وذلك من خلال تقنيات عديدة تعتمد على الشبكات الخاصة الافتراضية، وما يطلق عليها الشبكة السوداء Dark net التي تخفي عنوان برتوكول الإنترنت الذي من خلاله يمكن تحديد مكان الشخص، وتنشئ موقعاً افتراضياً لا وجود له في الواقع. وأكد خبراء أمنيون أن السلاح الذي يستخدمه تنظيم «أنصار بيت المقدس» وصل إليه من إحدى الدول العربية المجاورة لمصر، وخاصة في الفترة التي تلت ثورة 25 يناير/كانون الثاني، فضلا عن تدفق كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد، ومنها أسلحة ثقيلة ومدافع طائرات وقاذفات، تقرير وزارة الخارجية الأمريكية الذي صدر في حزيران/يونيو 2015 يلقي الضوء على عظم المخاطر التي تشكلها الجماعات على مستقبل مصر والمنطقة حيث أكد أن عدد الهجمات الإرهابية بلغ 13 ألفا و463 هجوما بزيادة 35٪ عن عام 2013 وسقط 32 ألفا و700 قتيل بزيادة 81٪ عن عام 2013 فيما بلغت نسبة التفجيرات 54٪ والاعتداءات المسلحة 23٪ وخطف الرهائن 10٪ والقتل والاغتيالات 6٪». وكشف التقرير نفسه عن أنه «في نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2014 سافر ما يناهز16 ألف مقاتل أجنبي إلى المنطقة، وهو ما يزيد على معدل أولئك الذين سافروا إلى أفغانستان أو باكستان أو العراق أو اليمن أو الصومال على مدار العقدين الماضيين. تهريب متواصل ومثلت الحدود الجنوبية لمصر حلا مريحا لتجار المخدرات للهروب ببضائعهم بعيدا عن أعين الأمن وبالاتفاق مع مهربين في منطقة بور سودان على البحر الأحمر، إلى سيناء وغزة، عبر سلاسل من الجبال حاول مهربو الأسلحة والهجرة غير الشرعية، استغلاله. وبعد الفوضى الأمنية التي أعقبت الثورة في مصر وليبيا، وجد المهربون طريقًا آخر لنقل السلاح إلى سيناء عن طريق الدخول إلى الأراضي الليبية، ثم يتوجهون منها متخفين نحو مصر. في مطلع ثمانينيات القرن المنصرم هتف المنادي حي على الجهاد لتحرير افغانستان من الاحتلال الروسي وسجل التاريخ آلاف الوقائع لنساء القرى وهن يتبرعن بما يمتلكن من ذهب لتحرير البلد المسلم. استدعاء مثل هذه الصورة الآن محفوف بالمخاطر لكل من تسول له نفسه بالتعاطف مع الكيانات الإرهابية التي وجدت نفسها في حالة حصار وان كانت الحكومة المصرية تصر على أن دولاً بعينها في مد الإرهابيين بالمال والسلاح من أجل الوصول بمصر لحالة من الفوضى يعقبها سقوط الدولة. ولايترك الرئيس السيسي فرصة إلا ويكرر تهديداته للجهات والدول التي تدعم الإرهابيين. أما بالنسبه لمصادر التمويل التي تمثل زاداً لتلك التنظيمات فأبرزها بحسب التقارير الرسمية تمويل خارجي يأتي من دول غنية داعمة لحركات ذات توجه معين، فبعض الجهات والحكومات تمول التنظيمات السنية وأخرى تدعم التنظيمات الشيعية سواء أكانت طائفية أو دينية أو عرقية وهناك تمويل ذاتي، تحصل عليه هذه التنظيمات من خلال نشاط إجرامي مثل مهاجمة البنوك والاستيلاء على ما فيها من أموال. ومن آخر الحوادث في هذا الشأن تلك التي شهدتها مدينة العريش حينما قام مسلحون باقتحام بنك حكومي والاستيلاء على 18 مليون جنيه. وفي السابق مثلت عطايا الأثرياء والمراكز الإسلامية في أوروبا مداداً للجهاديين سواء داخل مصر أو خارجها. أثرياء ومافيات ودول تزود الجهاديين بالمال والسلاح لاستمرار هجماتهم حسام عبد البصير |
الحكومة المصرية ومكافحة الإرهاب لعبة الأخطاء المتكررة Posted: 28 Oct 2017 02:15 PM PDT هناك عملية تضليل تعرضت لها الأجهزة الأمنية، وليس خيانة كما يُشاع. عملية التضليل هذه حدث من خلالها اصطياد واستدراج للشرطة، وتم ذلك بتسريب معلومات خاطئة ومضللة عن طريق المرشدين، عن طريق وجود مجموعة مكونة من 30 إرهابياً قادماً من ليبيا على رأسها هشام عشماوى، الذي يقود عمليات التدريب ووضع الخطط، ويقيمون في معسكر في هذه المنطقة، استعداداً لتنفيذ أعمال إرهابية في القاهرة. فمَن سرّب المعلومات يدرك جيداً أن لعاب الأمن سوف يسيل على معلومة عشماوى، الذي يعد صيداً ثميناً، وأن الأجهزة ستتحرك سريعاً للقبض عليه، فالعناصر الإرهابية أصبحت لديها خبرة في طريقة تفكير الأمن وتحركاته. والأكيد أن مَن نقل المعلومة لم يكن يعلم أنها للتضليل، على العكس كان يظن أنها صحيحة، وبدافع الحماس لتحقيق المكسب والقبض على عشماوي، قبل أن يفلت ثانية، انطلقت المأمورية». (من تصريح أحد القيادات الأمنية في وزارة الداخلية المصرية). لم يزل الغموض يلف حادث الواحات البحرية، الذي لم يُحسم عدد ضحاياه حتى الآن. ويبدو أن حالة الغموض هذه ستظل إلى وقت ليس بقريب، أو تدخل في زمرة الحوادث الغامضة مُغيّبة الأسباب. سمة التضارب في المعلومات بعد الحادث هي المسيطرة على وزارة الداخلية المصرية، هذا التضارب ــ إضافة إلى فترة الصمت الطويل قبل إصدار بيانها الأول ــ فهل تفاجأت الداخلية والحكومة المصرية بالتبعية بالحادث؟ أم أن الأمر في اعتقادها لم يكن متوقعا بهذا الشكل؟ تأتي هنا آراء بعض رجال الداخلية السابقين في الفضائيات أو بعض أحاديث الصحف، والتي تكتفي بالإشارة إلى مصدر أمني تابع لجهة سيادية، وهو مُسمى يُفهم منه أن النظام يريد أن يتكلم. بعد ساعات من الحادث، أصدرت الوزارة بياناً مقتضباً، ذكرت فيه أنه، تم إعداد مأمورية لمداهمة تلك العناصر وحال اقتراب القوات واستشعار تلك العناصر بها قامت بإطلاق الأعيرة النارية تجاهها حيث قامت القوات بمبادلتها إطلاق النيران، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من رجال الشرطة ومصرع عدد من هذه العناصر. وسارعت الوزارة بعد البيان بنشر صور لعدد من العناصر الإرهابية، الذين لقوا مصرعهم في الاشتباكات. وفي اليوم التالي للحادث، أصدرت بياناً تفصيلياً حوله، أعلنت فيه حصيلة الشهداء من قوات الأمن، والذين بلغ عددهم 16، إضافة إلى مقتل 15 إرهابياً. بيان آخر للداخلية، صدر بعد الحادث بيومين، ينفي صحة ما تم تداوله من تسجيلات صوتية منسوبة لأحد الناجين من حادث الواحات، يروي فيه تفاصيل الهجوم، حيث أكدت عدم مسؤوليتها عن التسجيلات الصوتية التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية، مضيفة أن التسجيلات التي تم تداولها تحمل في طياتها تفاصيل غير واقعية لا تمت بصلة لحقيقة الأحداث التي شهدتها المواجهات الأمنية بطريق الواحات. وجهة النظر هذه ينتهجها العميد خالد عكاشة، الخبير الأمني وعضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف، الذي ينفي وجود أي وشاية حدثت في الداخلية المصرية، لكنها مجرد أخطاء وسوء تقدير للموقف، منها عدم تقدير مدى استعداد تلك الخلية وطرق تحصينها لملاذها، وأنها قد تمتلك آلية مراقبة عن بعد من موقعها، تمكنها من كشف المداهمة قبل تنفيذها بوقت كاف. ذلك كان يستوجب صدور القرار بالانسحاب، فقرار التنفيذ والإصرار عليه وضع القوة الأمنية في مأزق مركب أمام تفوق عددي واستقرار مثالي، حققته العناصر الإرهابية على المرتفعات الحاكمة لمسار التوغل في الصحراء، ليصبح حينها استخدام القذائف ونيران الرشاشات الثقيلة باتجاه القوات الأمنية لها أيضا وقع مؤثر في فداحة الخسائر. ثم نأتي لكارثة الإدارة الإعلامية للعملية، فالفجوة الزمنية التي استغرقتها وزارة الداخلية للخروج ببيان يحاول توضيح ما حدث، ولو بصفة أولية استغرقت ما يُقارب 24 ساعة! مصدر أمني من جهة سيادية هذه المرّة هو الذي يتحدث، فيرى الأمر مجرد عدم تنسيق ــ وينفي بالطبع وجود أي خيانات أو وشايات داخل جهاز الداخلية ــ فبداية التقط جهاز الأمن الوطني المعلومة حول وجود الإرهابي هشام عشماوي، ضابط الصاعقة المفصول، في تلك المنطقة، فسارع في إطلاق المأمورية، للحصول على الصيد الثمين، وبناء على تنفيذ الأجهزة مأموريتين سابقتين في المنطقة نفسها، فقد انطلق رجال الشرطة دون التنسيق مع القوات المسلحة ومسح المنطقة ورصدها، من خلال الاستطلاع عن طريق الطائرات والأجهزة السيادية، فصدر قرار التنفيذ سريعاً دون تدقيق المعلومات والتنسيق والترتيب والاستطلاع مع الأجهزة الأخرى وعلى رأسها الجيش، وكان هناك سوء تقدير للموقف، وغاب الاستعداد الجيد لأن القرار صدر قبل العملية بساعات قليلة، لدرجة أن هناك ضباطاً شاركوا في العملية دون الوقوف على خطورة المأمورية أو معرفة المعلومات الكاملة حولها أو طبيعة الأسلحة التي قد يستخدمها الطرف الإرهابي. وبغض النظر عن صحة التسريبات الصوتية من عدمها، أو عدم وجود وشاية من الداخل تبدو ارتباكات الخطط الأمنية هي الأكثر قبولاً للمنطق، هذه الارتباكات والخلط والتضارب توحي بأمر أكثر أهمية، وهو وجود قيادات مُفككة وهيكل إداري وتنظيمي لا يعي ما يفعله، فقط التباهي الإعلامي لا أكثر ولا أقل، إضافة إلى عدم الاعتراف بالأخطاء، وكأن الخطأ سُبّة لا تليق بجهاز الداخلية المصري. من ناحية أخرى يكمن الخلل في التعامل مع الشعب المصري وكأنه قاصر، وتركه يلهو وخيالاته، بل ويصل الأمر إلى الإيحاء بحالة من الرعب تحيطه في كل لحظة، حالة الرعب هذه يتم التأكيد عليها دائماً، وأن التضحيات لا تمــس ضــباط وجــنود الشرطة فقط، بل والمواطنين أيضاً، وهو ما يذكرنا بعبارة «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة». فالنظام لا يعترف بالرأي الآخر، ولا يرى إلا وجوده، هنا يمكن أن تكون لمفردة (الضحايا) دلالة أعم وأشمل، وفي خضم حالات انشغال المواطنين بمصائبهم اليومية، من الجري وراء تأمين يومهم من طعام وشراب وخلافه، فالجميع يشعر بالخوف، بل والرعب في ظل الانهيار الاقتصادي على أرض الواقع ــ المعادلات والأرقام التي يتغنى بها الاقتصاديون لا تسمن من جوع ــ خاصة وهو يعيش ليل نهار في منظومة من الأخطاء التي ينتهجها النظام السياسي، فالأمر لا يتوقف على خطأ داخل أروقة أجهزة الأمن ــ تمثلت نتيجته المباشرة في الحادثة الأخيرة ــ بل نظــام كــامل يتخبط، لن يجني سوى المزيد من الضحايا والتغـــني بهم، دون إدراك أنــهم النـــتيجة المنطقية لوجوده، بعيداً عن تخمينات وآراء خبراء مدربين على تلفيق الوقائع. الحكومة المصرية ومكافحة الإرهاب لعبة الأخطاء المتكررة محمد جاد |
الإعلام وحادث الواحات: التخبط والتجهيل بين المؤامرات وتبادل الاتهامات Posted: 28 Oct 2017 02:14 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: لم يكن حادث الواحات البحرية هو الأول، ولن يكون الأخير في ظل سياسات قمعية، لا ترى سوى تمهيد الجو العام المصري ــ ولو بالإكراه ــ بالمشاركة في حملة «علشان نبنيها» وهي الحملة ــ التطوعية ــ التي تلاقت حولها جموع الشعب المغلوب على أمره لمناشدة ورجاء الرئيس المصري بالترشح لفترة رئاسية أخرى. وفي ظل التهليل والضجيج للحملة المزعومة، والتوقيع بالموافقة على الهواء في العديد من البرامج على تباينها، بداية من البرامج الموسومة بالسياسية وصولاً إلى برامج (الطبيخ) وبينما الحفل يقام في كل لحظة، يأتي حادث الواحات، ليكشف مدى ما وصلت إليه الحالة الأمنية المصرية، والتي تتباهى يومياً بما تحققه من إنجازات في سبيل محاربة الإرهاب، وهذه المقولات المألوفة. ومن هنا جاء دور الإعلام لتبدأ ماكيناته في مواكبة الحدث، ومحاولة البحث عن أسباب أو سبب منطقي لما حدث، فالإعلام الآن هو المسؤول عن محادثة الشعب، في ظل غياب أي مسؤول سياسي يصدر بياناً حسب موقعه الرسمي في الدولة. وبما أن الجميع لزم الصمت وفي مقدمتهم المسؤولون جاءت التكهنات الإعلامية المتضاربة، فهم يتحدثون عن حادث مجهول المعلومات، اللهم بعض التعليمات الضبابية التي وصلت للقنوات ومقدميها، وكل حسب طاقته وموهبته في الحديث وشغل ساعات الإرسال الممتدة، دون نسيان مفردات .. تعطيل مسيرة التنمية، والحقد على ما حققته الحكومة والنظام السياسي على المستوى الاقتصادي، والأهم .. التأكيد على النداء الشعبي الطفولي إلى السيد الرئيس باستكمال مسيرة العطاء «علشان نبنيها». كان لابد في ظل غياب المعلومات عن الجميع أن يستعين الإعلاميون بجانب مخيلاتهم، وخبراتهم المتواضعة في ألعاب الفيديو جيم، بالخبراء الاستراتيجيين، والمعهودين، فما بين خبير أمني ولواء سابق ومَن هم على شاكلتهم، بدأ الـ «شو». حكايات بعيدة عن المنطق وتلفيقات تتواتر حتى تصبح حقائق في وعي الناس. الغريب أن الخبراء على اختلافهم واختلاف القنوات التي استضافتهم كرروا الكلام نفسه، وكأنه بياناً تم توزيعه عليهم في عجل، كلام هلامي أقرب إلى الهلاوس، فالإرهاب الغادر لن يعطي إنذاراً مثلاً لبدء عملية مثل هذه، وأن الشجاعة والإقدام هي التي دفعت على مواصلة القتال، لكن الغدر هو السبب، وكأن الأمر لعبة (العسكر والحرامية) التي يتسلى بها أطفال الحواري في مصر. عرضت بعض القنوات تسريبات صوتية ــ لم تتأكد صحتها ــ عن بعض الضباط يطلبون الإمدادات من جهة، واستجداء ضابط آخر من جهة أخرى لتركه وعدم قتله ــ تؤكد الداخلية المصرية خبر مقتله أو استشهاده، بينما جثمانه مفقود حتى الآن ــ الأمر الذي أصر عليه الإعلام هو عدم اختطاف الضابط، ولكنه استشهد، وأن الأمر لا يعدو محاولة فقدان الثقة بالشرطة ونضالها في محاربة الإرهاب. أما الخيانات والوشاية التي انساقت من خلالها مجموعة الضباط والجنود، وهو ما أشبه بالـ (الفخ)، فالبعض يلمّح أنها وشاية تخص أحد الضباط بوزارة الداخلية، مجرد خائن هو سبب الكارثة، وبالطبع جاء التلميح أكثر إلى ميول الخائن المجهول المتأسلمة، أو المتعاطفة مع المتأسلمين. وكأي مناسبة يختلق منها الإعلام (زفة بلدي) تبادل العديد الاتهامات بينهم وبين بعضهم، إضافة إلى المناداة بالحزم في مواجهة ما يحدث، وما هي الإجراءات؟ تبدأ الإجراءات بالمحاربة من الداخل، كالمناداة بغلق فيسبوك ــ سبب كل المصائب ــ وتعديل قانون الإجراءات الجنائية، وسرعة المحاكمات والتقليل من ضمانات المتهمين أمام القضاء، فالأمر لا يحتمل هذه الديمقراطية الآن، ولابد من إجراءات حاسمة. صخب الغوغاء تم تجسيده عبر (وصلات الرَدْح) ضد كل مَن حاول التساؤل عن كيفية ما حدث، من عدم وجود خطة محكمة، أو تسريب معلومات، أو فشل النظام الذي يتغنى ليل نهار بمدى نجاحه في مواجهة الإرهاب، بداية بالخيانة وعدم الوطنية، والذمم المأجورة والتي تعمل لحساب أنظمة خارجية تريد تقويض الدولة. وتطالعنا عناوين الصحف ــ حكومية أو خاصة فالأمر سيان ــ بمانشتات أقرب إلى مانشيتات حزيران/يونيو 1967: سنقاتل وسنصمد، دون أي معلومة ذات قيمة، أو حتى توحي بشيء من الحقيقة. يبدأ الأمر من تصدير محاربة الإرهاب نيابة عن العالم، فهذا قدر مصر، ومن هذا المبدأ يمكن استقبال المقالات والآراء الواردة في الصحف، عن الدور الريادي والاستعداد لتقديم العدد الأكبر من الشهداء. بخلاف ذلك جاءت أصوات صحافية مختلفة على استحياء، تحاول البحث وتحليل الحدث، لكنها لاقت مصيرها من السباب واللعن في الفضائيات. دارت مقالاتهم عن التخاذل والتسرع من جهة، كذلك المناخ القمعي الذي تعيشه مصر، والذي قد يجد في الحادث ذريعة مُثلى لمواصلة عمليات القمع، من القبض والحبس العشوائي، إضافة إلى محاربة أصوات الهامش، والمتمثلة في الجمعيات الأهلية والحقوقية. على الجانب الآخر يبدو التباين الشديد في تحليل الحدث وتداعياته، والمقصود هنا بالفضائيات التي لا تتبنى وجهة نظر النظام السياسي المصري، وهي بالطبع توصف بداية بالعمالة والخيانة وكل المترادفات والصفات المعهودة. هذه الأصوات المعارضة حاولت من جانبها النظر بشكل أشمل للحادث، وأرجعته في الأساس إلى طبيعة النظام وأسلوبه في مواجهة القضايا. بداية من فرض وجهة النظر الوحيدة على الجميع، والصلف السلطوي ويقينه المطلق في صحة ما يفعله. توافق المعارضون على (الفخ) الذي انساق إليه رجال الشرطة، وعن مدى التقصير الأمني وفشله في مواجهة العملية الإرهابية الجديدة. المعارضون استعانوا بدورهم بمحللين وخبراء أمن من المعارضين لما يحدث في وزارة الداخلية، فلا خطة مُحكمة تم وضعها ولا معلومات دقيقة، وقد وصف أحدهم الأمر بأنه للعملية الانتحارية أقرب، منها إلى مواجهات أمنية، مع التشديد على أنها عملية انتحارية لا يعلمها مَن قاموا بها. وكالعادة تخرج الأصوات الدينية في الفضائيات ــ مسيحية أو إسلامية ــ تدعو للشهداء، وتتمنى ميتتهم التي وعدهم الله بها. المزيد من المخدرات يتم بثها من وقت الحادث، الكلام نفسه يكرره رجال الدين أمام الجميع، فالشهداء الآن في عالم أفضل من هذا العالم الذي نحياه، وكلنا نسعى لهذا المصير الذي كتبه الله لعباده المخلصين. هنا يبدو التواطؤ المزمن ما بين الديني والسياسي، المزيد من التغييب والتجهيل، والابتعاد عن كشف الحقائق والأسباب المنطقية لهذه الكارثة. فما بين إعلام مرئي أو مقروء، وما بين خُطب الجوامع والكنائس ــ مسبوقة التجهيز ــ ومناخ قمعي من تعذيب وقبض عشوائي، ومستوى اقتصادي يجعل الجميع شهداء بالحياة، ستتكرر مثل هذه الحوادث، ليصل الأمر إلى اعتيادها، في ظل نظام مطلق اليقين، وهوس ديني يُبشر بجنة تنتظر الجميع في النهاية. الإعلام وحادث الواحات: التخبط والتجهيل بين المؤامرات وتبادل الاتهامات محمد عبد الرحيم |
هجوم الواحات: مواجهة مستمرة مع الإرهاب وقمع بلا نهاية Posted: 28 Oct 2017 02:14 PM PDT ما الذي يجري في بر مصر؟ من الصعب الإجابة عن السؤال بدون فهم السياق الحالي للنظام المصري والطريقة التي بات يدير فيها البلاد. فالهجمات الإرهابية واعتقال المعارضين والنزعة لعسكرة البلاد والفشل الاقتصادي ومزاعم الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر لا تعتقل المعارضين ولا تنتهك حقوق الإنسان هي عرض عن حزمة من المشاكل الكبيرة. وعندما جاء السيسي في انقلاب على سلفه الرئيس محمد مرسي بدأت الوسائل الإعلامية بوضع عبارة «مصر في حرب على الإرهاب» وها قد مضت أربع سنوات والحرب على الإرهاب مستمرة ـ ليس في شمال سيناء بل في القاهرة والواحات والجنوب والغرب والشرق. ولا تجد الحكومة من تلومه في كل الأحداث إلا حركة الإخوان المسلمين التي حظرت بعد الانقلاب وصارت «إرهابية» واعتقل كل قادتها وبدأوا يموتون في الزنازين. لكل هذا يجب تقييم هجوم الواحات الأخير الذي قيل فيه الكثير من ناحية ظروفه والطريقة التي تعاملت فيها الدولة الرسمية معه وموقف الرئيس نفسه الذي كان يحضر احتفالا بذكرى معركة العلمين الشهيرة ضمن هذا السياق. وقيل أن الخلاف التقليدي بين وزارة الداخلية والجيش كان وراء العملية. فيما ألقى البعض اللوم على المعلومات التي جرت الأمن المصري إلى كمين لم يكن أفراده جاهزين له سواء من ناحية الدعم اللوجيستي أو المعدات التي لم تشتغل في الصحراء. تعتيم وفي أرض يتم فيها التعتيم على حرب النظام ضد الإرهاب ويتم تجريم من ينشر بيانات غير بيانات الحكومة ووزارة الدفاع فمن الصعب بناء صورة حقيقية عما يجري في مصر. والصحيح هو أن مصر لم تقض على الإرهاب في سيناء بل بات الجهاديون يتصرفون بقوة وجرأة ويسطون على البنوك كما في العريش قبل أسبوعين وقبله قتل التنظيم تسعة من قوات الجيش في الشيخ زويد. وتتزامن الهجمات مع تطورات في سوريا والعراق حيث يعاني تنظيم «الدولة» من خسائر فادحة ونهاية لما أطلق عليها «الخلافة» فبعد خسارته الموصل في تموز /يوليو خسر هذا الشهر الرقة ودير الزور وانحصر وجوده الآن في عدد من البلدات الصغيرة على جانبي الحدود في كل من العراق وسوريا. وعليه تبدو الساحات المصرية والليبية وتلك التي أقسمت الولاء له في شمال وغرب أفريقيا وجنوب آسيا وشرقها مرشحة لاستمرار أيديولوجية التنظيم ونشاطاته (كريستيان ساينس مونيتور 25/10/2017). وينظر لزيادة الهجمات كانعكاس لما يتعرض له التنظيم من ضغوط وتطورات على الساحة المصرية حيث عملت المخابرات المصرية على دعم المصالحة الفلسطينية بشكل يقضي بتعاون حركة حماس التي تسيطر على غزة في مواجهة التيارات السلفية الجهادية وتنظيم «الدولة» التي تشكل خطرا على الجانبين ولديها القابلية لإشعال حرب بين غزة وإسرائيل لو أرادت كما ناقش الباحث كولين كلارك في «فورين أفيرز» (11/10/2017). وفي ضوء هذا فإن تصاعد العمليات الإرهابية سواء في شمال سيناء أو الصحراء الغربية تشير إلى قوة التنظيمات التي تستهدف القوات الأمنية والأقباط حيث أعلنت الحكومة عن حالة الطوارئ بعد سلسلة هجمات مميتة استهدفت كنائس في القاهرة والإسكندرية وربما قرر السيسي تمديدها هذا الشهر. ولا ينفصل العنف في الصحراء الغربية عن التوتر والفوضى في ليبيا التي تشهد حربا أهلية منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011. وشنت المقاتلات المصرية خلال العامين الماضيين سلسلة من الغارات على ما قالت إنها مخابئ لتنظيم «الدولة» في ليبيا. وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز»(21/10/2017) إلى التناقض في المعلومات حول عدد القتلى من قوات الامن التي قيل في البداية إنهم 59 رجل أمن فيما أصدرت وزارة الداخلية لاحقا أن العدد الحقيقي هو 16 بالإضافة لمقتل 15 من المهاجمين. وقالت إن إعلانا عن المسؤولية جاء في البداية من حركة صغيرة تطلق على نفسها «حسم» إلا أن خبراء الإرهاب شككوا في صحته. وهذا ثاني أكبر حادث دموي يتعرض له الأمن المصري منذ عام 2015 عندما قتل المتشددون 50 من الأمن والجنود في هجوم منسق في سيناء. وفي الهجوم الأخير قام المتشددون بجمع الأسلحة وحاولوا قيادة العربات التي توقفت وأعدموا الناجين من رجال الأمن حسبما نقلت الصحيفة عن مسؤول مصري. وقدم تسجيلات لأحاديث بين ضابطي أمن طلبا المساعدة من مقر القيادة. وسمع أحد الضباط وهو يقول إن المهاجمين خلفنا ويلاحقوننا. ووصف كيف أنه ضل الطريق وتعرض لوابل من الرصاص حيث كان معه ضابطان آخران. وقال ضابط ثان: «لقد أخذوا كل الأسلحة والذخيرة ونحن نختبئ تحت الجبل». وتقول الصحيفة إن مصر تحاول منذ عام 2013 مواجهة العنف المتزايد والذي تركز في البداية في محافظة سيناء لكن فرع تنظيم الدولة «ولاية سيناء» وسع العمليات إلى كل أنحاء مصر. وعلقت الصحيفة قائلة إن العملية في الواحات نظمتها جماعة ذات خبرة عسكرية ولديها قدرات متفوقة ولا يمكن أن تكون من تخطيط الحركة التي يطلق عليها «حسم»، وهي منظمة لا يعرف الكثير عن شكلها. ويقال إنها مكونة من عناصر إخوانية غاضبة على القمع الذي تعرضت له الحركة منذ انقلاب عام 2013. وأعلنت مسؤوليتها عن تفجير خارج سفارة ميانمار/ بورما في 30 ايلول/سبتمبر ولم يؤد إلى إصابة أحد، وهو عمل بدائي مقارنة مع هجوم الجمعة 20 تشرين الأول/أكتوبر. وحذر خبراء من أن بيان «حسم» قد يكون مفبركا. وحسب أحمد كامل البحيري من مركز الأهرام «فحسم لا تعمل في هذه المنطقة وليست قادرة على القيام بمثل هذا العمل» مضيفا أن قدراتهم لا تتعدى استخدام الأسلحة الصغيرة والقنابل البدائية وليس لديهم التدريب الكافي لشن هجمات مثل الواحات. وفي وقت تتزايد فيه العمليات الإرهابية ينتشر القمع الذي خلق حالة من الرهاب وجعل مصر أرض الخوف كما ورد في مقال لعمرو خليفة بموقع «ميدل إيست آي» في لندن (23/10/2017) ولاحظ أن المقاهي التي عادة ما تعج بالرواد أصبحت هدفا للتخويف وسعت الحكومة على مدى السنوات القليلة الماضية لملاحقة من يرتادونها عبر المداهمات المتعددة لها. وقال إن المفكرين المستقلين عادة ما يخيفون الحكام ولذلك عليهم أن يشعروا باليد الحديدية: «ففي هذا البلد قد يؤدي بك الرأي أو صفحة فيسبوك أو المقال أو الحديث العابر الذي لا يتعلق بالسياسة إلى السجن. الخوف في هذه المناطق هو المهيمن.. مرحبا بك في أرض الخوف». وحسب أستاذة العلاقات الدولية المتخصصة في الشرق الأوسط في جامعة أمستردام فيفيان ماثياس- بون:»يؤدي الخوف دورا بارزا في الحياة المصرية العامة» وتضيف الأستاذة المتخصصة بالصدمة الشخصية والاجتماعية أنه لطالما استخدم الخوف لتقسيم الناس وحكمهم من الأنظمة الشمولية في أنحاء العالم كله لإبعاد الناس عن بعضهم والاحتفاظ بالسلطة. ولهذا كان منطقيا كما يقول خليفة أن يكون العنف هو الرخصة التي تسمح لعبد الفتاح السيسي بالحكم. ولهذا كان قرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يمثله السيسي بوجوب سحق المعارضة بعنف. فعندما يرتفع صوت واحد يجب إسكات ألف صوت. ويجب جعل كل من يعارض، وليس الإخوان المسلمين فقط، مثلا لذلك ومع أن هذه السياسة أصبحت واضحة بعد الانقلاب، إلا أنها بدأت مع بدايات الثورة». ولهذا كان الجيش ومنذ بداية الثورة مسؤولا عن اختفاء الكثيرين حتى قبل ظهور الاختفاء القسري في عهد السيسي. ويشير تقرير رئاسي في عهد مرسي عام 2012 لم يتم نشره وفيه قائمة من الانتهاكات التي ارتكبها الجيش ضد المدنيين واختفاء أكثر من ألف شخص في 18 يوما. وأبقت قيادة الإخوان المسلمين عليه سرا ولم يجر التحقيق في المعلومات الواردة فيه. وكانت منظمة هيومان رايتس ووتش واضحة عندما قالت إن التعذيب أصبح وباء في مصر السيسي. وكأن الأخير منح الشرطة وضباط الأمن الضوء الأخضر ليعذبوا متى يشاؤون. وليس أقل خطورة من التعذيب هو القبول به وصمت ملايين المصريين. فهؤلاء وكأنهم اليد اليمنى الخفية للدكتاتور. ويشير هنا لما فهمه الروائي المعروف نجيب محفوظ عندما سأل في مذكراته عبدربه التائه: متى سيصحح البلد مساره؟ وجاءه الجواب: عندما يدرك الناس أن جزاء الجبن أكثر كلفة من الأمان الذي يحققه. وفي مصر اليوم تفتعل الحكومة كل المعارك التي لا تخطر على بال وكانت آخرها المعركة مع المثليين والتي كانت محط اهتمام الإعلام الغربي وحظيت بتغطية واسعة فالحديث عن راية قوس قزح (شعار المثليين) وخوف مصر من ارتفاعها وهم أقلية والغرب مهووس بالدفاع عنها، سواء كانت دينية، عرقية أو تتعلق بالخيار الجسدي. أما الإرهاب والفقر والدكتاتورية فعليها الانتظار يوما آخر. هجوم الواحات: مواجهة مستمرة مع الإرهاب وقمع بلا نهاية إبراهيم درويش |
الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي: الحرب على الفساد يجب أن تكون هيكلية لا موسمية Posted: 28 Oct 2017 02:14 PM PDT الدكتور محمد المنصف المرزوقي، من مواليد قرمبالية ولاية نابل عام 1945. مناضل سياسي وحقوقي تونسي. ثالث رئيس لتونس وأول رئيس يصل كرسي الرئاسة ديمقراطيا بعد ثورة الياسمين وسقوط نظام الطاغية زين العابدين بن علي. نال الدكتوراه في الطب من جامعة ستراسبورغ في فرنسا وعاد إلى تونس عام 1979 ليدرس طب الأعصاب وينشئ مؤسسة للطب الشعبي. انضم إلى الرابطة التونسية لحقوق الإنسان وأصبح رئيسها. اعتقل عام 1994 من قبل نظام زين العابدين بن علي إلا أن تدخلات دولية وضغوطات مؤثرة من بينها تدخل المناضل نيلسون مانديلا، أجبرت النظام على إطلاق سراحه. وقد تأثر بثورة مهاتما غاندي السلمية وزار الهند لمدة شهر بدعوة من الحكومة الهندية ثم توجه إلى جنوب افريقيا لدراسة التحول الديمقراطي بعد انهيار نظام الأبرتهايد. انتخب رئيسا لتونس بتاريخ 12 كانون الأول/ديسمبر 2011 بواسطة المجلس الوطني التأسيسي حيث صوت لصالحه 153 صوتا من مجموع 217. قاد البلاد ضمن تحالف ما سمي بالترويكا المكونة من حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي أسسه المرزوقي وحزب النهضة الإسلامي وحزب التكتل. بعد إقرار الدستور الجديد في كانون الثاني/ينايرعام 2014 خاضت البلاد انتخابات تشريعية ورئاسية حرة تعددية لأول مرة في تاريخها. خسر حزب المؤتمر لصالح «نداء تونس» الانتخابات التشريعية الأولى القائمة على التعددية بتاريخ 23 تشرين الأول/نوفمبر 2011 كما خسر المرزوقي انتخابات الرئاسة الحرة والتعددية بتاريخ 21 كانون الأول/ديسمبر 2014 لصالح الباجي قايد السبسي بنسبة 44.3 في المئة إلى 55.7في المئة فاتصل مهنئا الرئيس المنتخب ديمقراطيا متمنيا له حظا سعيدا. أسس بعد ذلك حزب «حراك تونس الإرادة» والذي يستعد به الآن للدخول في انتخابات 2019 المقبلة. تعددت أنشطة الدكتور المرزوقي بعد إخلائه مقعد الرئاسة فأسس مع بعض الناشطين العرب المجلس العربي للدفاع عن الثورات والديمقراطية في تموز/يوليو 2014. ولا يزال الشعب العربي يثمن مشاركة المرزوقي في «أسطول الحرية 3» لفك الحصار عن غزة والذي إنطلق من اليونان في حزيران/يونيو 2015 حيث اعتقلته السلطات الإسرائيلية مع المشاركين في الرحلة واقتادتهم إلى ميناء أسدود ثم قامت بترحليه إلى فرنسا ومن هناك عاد إلى تونس ليجد أمامه استقبالا شعبيا يليق به. في العاصمة تونس أجرت «القدس العربي»مع الرئيس السابق لتونس الدكتور محمد المنصف المرزوقي هذا الحوار. ○ كنتم أول رئيس لتونس بعد سقوط النظام السابق، وكانت البلاد تعيش حالة فوضى، فما هي أهم الإنجازات التي تحققت في فترة الثلاث سنوات التي قدتم فيها سفينة الوطن رغم أن الأمواج كانت تعصف بها من كل مكان؟ هل من درس أساسي خرجتم به تشاركون فيه القراء؟ • الإنجازات تقيّم بالأهداف التي انطلقنا منها. حكومة الترويكا كانت مطالبة بثلاثة أشياء: كتابة الدستور، والعودة للشعب بانتخابات رئاسية وبرلمانية لنظام سياسي يبلور خيارات الدستور الجديد، وإدارة الشأن العام بما يحفظ البلاد من كل انزلاق. لم ندّع يوما أننا سنحلّ مشكلة البطالة وهي مشكلة لا تعالج إلا ضمن نظام سياسي مستقر وسياسات طويلة المدى، بينما كنا في مرحلة انتقالية. حققنا الأهداف الثلاثة، كتبنا دستورا من أرقى دساتير العالم. حافظنا على نسق معتدل للتنمية رغم كل الظروف.أقمنا الانتخابات وقبلت بنتائجها رغم كل الاختلالات حتى لا أعرّض البلاد لسيناريو الكوت ديفوار. أنظر الآن إلى المجموعة التي جاءت للحكم بوعود يتضح اليوم حجم خديعتها للشعب. ○ من خلال أحاديثي مع الكثير من الأصدقاء التونسيين، هناك شبه إجماع على أن الوضع الاقتصادي يمر بحالة صعبة للغاية. فما هي أسباب هذه الأزمة أولا وما هي اقتراحاتك للخروج منها؟ • الوضع ناتج عن تراكمات سياسات الاستبداد وهي أساسا الفساد والتواكل وغياب الرؤيا الاستراتيجية والتعويل على الحلول السهلة مثل السياحة الرخيصة والاستثمار الخارجي والتداين. الحلول معروفة لكن لن تتحمل صعوباتها وتبعاتها إلا حكومة وطنية شجاعة. يجب مراجعة اتفاقية الشراكة مع أوروبا والأمر ممكن داخل الاتفاقية نفسها إذ نحن في حاجة لفترة لحماية صناعاتنا الهشة. يجب مواصلة السياسة التي بدأتها في مراجعة تخفيض الديون لنستطيع استثمارها في خلق مواطن الشغل. يجب أن تكون الحرب على الفساد هيكلية لا موسمية واستعراضية كما هو الحال الآن. لكن قبل كل شيء يجب توفير المناخ السياسي، أي الثقة في المستقبل والاستقرار لكي يرتفع حجم الاستثمار الداخلي وعودة التونسيين للعمل بمعنويات مرتفعة. كل هذا غائب، لذلك ليس لتونس أي مستقبل اقتصادي في ظل منظومة حاكمة ليست إلا النسخة المجددة للنظام الذي قادنا للإفلاس والثورة. ○ كثير من اللوم يوضع على تحالف الترويكا في السنوات الثلاث الأولى وخاصة في موضوع انتشار الفساد. فكيف سمحتم بتفاقم تلك الحالة وأنتم في قمة هرم السلطة؟ هل كان الفساد أكبر من أن يقاوم؟ • هذا جزء من سرديتهم الكاذبة. الترويكا أحالت للقضاء 300 ملف فساد اقتصادي. تسرّب الكتاب الأسود للصحافيين الفاسدين الذي كنت أريد عرضه فقط على المجلس التأسيسي لسن ّ قوانين صارمة ضد الفساد في الإعلام وأنا ما زلت أدفع ثمن هذا الفضح. خلقنا أيضا هيئة الحقيقة والكرامة لكي تكشف حجم الفساد وتنظم إنهاء ملفاته. طلبت أكثر من مرة من حكومة النهضة مزيدا من السرعة والصرامة. اليوم يسنون قانونا لتبييض الفساد وينخرطون في عملية تصفيات ضد لوبيات معينة باسم ولمصلحة لوبيات أخرى ويقدمون هذا كحرب على الفساد. ○ كنتم قد اقترحتم إنشاء محكمة دستورية وتعزيز نظام المساءلة وتثبيت مبدأ الشفافية في الحكم. فأين وصلت تلك الاقتراحات؟ • المنظومة الحاكمة عطّلت مسار خلق المحكمة الدستورية الموجودة في الدستور وليست اقتراحا من أحد. وأشكّ أنها سترى النور اللهم إلا إذا تأكدت المنظومة من تبعيتها المطلقة وآنذاك لن تعني لنا شيئا. خوفهم الأكبر كاستبداديين أضطروا للبس القناع الديمقراطي أن تكون لتونس مؤسسات مستقلة تكبح جشعهم الغريزي للتسلّط. بالطبع نقض المحكمة الدستورية لنتائج الانتخابات الرئاسية يزيد في خوفهم من هذه المحكمة لأنهم سنة 2019 سيكونون أمام خيارين أحلاهما مرّ: الرحيل أو التشبث بالسلطة بالتزوير إذ لن يرحمهم الشعب بعد اتضاح حجم التحايل والخداع الذي ذهب ضحيتهما وكل هذه السنوات الضائعة من الإفلاس السياسي والاقتصادي والأخلاقي لكامل المنظومة. ○ وجدت الكثيرين من التونسيين الذين تحدثت معهم يطرون على استتباب الأمن. فهل هذا من إنجازات «نداء تونس» أو من تحالف النداء مع «النهضة»؟ • أنا أحمد الله على استتباب الأمن وأبتهل إليه أن يدوم. الأمر لا علاقة له بإنجازات هذا أو ذاك. لا تنسى أننا كنا في السلطة في مرحلة انتقالية وأن الإرهاب اغتنم الفرصة لزعزعة البلاد. أقول لك بكل فخر أن السياسات الأمنية من تسليح الجيش وهيكلة الأمن إبان فترة الترويكا هي البذور التي انتجت ما نراه الآن. ○ أنشأتم حزبا جديدا تحت اسم «حراك تونس الإرادة» لينضم إلى أكثر من 200 حزب. فما هو مستقبل هذا الحزب في ضوء هذا التشتت الذي تشهده الساحة التونسية؟ وماذا يميز هذا الحزب عن غيره وهل تتوقع أن يسطر انتصارات في انتخابات 2019؟ • هناك 200 حزب، لكن أحزابا على ورق. تونس فيها سبعة أو ثمانية أحزاب فعلية منها ما أسميها الشركات السياسية أي ماكينات تشتغل بالمال الفاسد وليس لها أي رصيد شعبي. سنة 2011 الحزب الذي أسسته ودخلت به الانتخابات ”المؤتمر من أجل الجمهورية» حصّل على المرتبة الثانية في انتخابات المجلس التأسيسي ولولا هذا النصر لما أصبحت رئيسا للجمهورية. الحراك هو توسيع وتعميق نضال المؤتمر وسيلعب دورا كبيرا في الانتخابات المقبلة ومن ثمة استهدافه. ○ هل ترون أن تحالف «نداء تونس» مع «النهضة» سيستمر طويلا، وهل هناك خطر من فوضى قد تنشأ لو انهار هذا التحالف؟ • لا تنسَى الفرق الجذري في تحالف الترويكا، أي تحالف النهضة وحزبي المؤتمر والتكتل العلمانيين والتحالف الحالي بين النهضة والنداء. كان تحالفنا مبنيا على المبادئ. التحالف اليوم بين النداء والنهضة مبني على أضيق المصالح وهذه تتغير باستمرار خلافا للمبادئ. اليوم اللعبة من يستعمل من؟ غدا من سينقلب على من؟ والمسألة ليست هل سيتمّ هذا لكن متى؟ هل سينجرّ عن ذلك فوضى؟ لا أعتقد وإنما هي دوما سرديتهم التي يموهون بها على الشعب وعلى العالم وخاصة على أنفسهم. ○ ما هو حجم جماعات المتطرفين الذي عاثوا خرابا في البلاد وقتلوا العديد من الأبرياء من جنود ومواطنين وسياح أجانب؟ هل ما زالوا يشكلون خطرا على البلاد؟ • كن على أتم الثقة أنه لو عادت القوى الوطنية للحكم سنة 2019 وهو أمر أكثر من مرجّح، فستتحرك أكثر من غرفة عمليات لتحريك الإرهاب ومن ثم ضرورة الوعي بخطورة المرحلة والاستعداد لها. ○ كيف ترى انعكاس الأزمة الليبية على الأوضاع في تونس وهل يمكن أن تنعم بالاستقرار دون حل شامل للأزمة الليبية؟ • طوال رئاستي كنا نعتبر الملفّ الليبي شأنا تونسياً داخليا لأنه عندما يشب حريق في منزل جارك وشقيقك لا تستطيع أن تتفرّج. نعم يجب أن نكون طرفا فاعلا في حلّ الأزمة الليبية، فانعكاساتها علينا بديهية. ○ ما هو مصير الدعوة للمصالحة التي طرحها حزب «نداء تونس» ولم يتقبلها مجلس الشعب؟ هل يمكن أن يكون هناك تقبل لرموز النظام السابق في تونس المستقبل؟ • لا تتصور كم كنت أكره أنا الديمقراطي الحقوقي كلمة الديمقراطية وحقوق الإنسان في التسعينيات لأن الديكتاتور كان يستعمل هذه الكلمات النبيلة مئة ألف مرة في أي خطاب. اليوم كلمات المصالحة والتوافق والحوار أصبحت هي أيضا مصطلحات مصادرة مهمتها أن تغطي على عكس معناها. إنها مأساة بالنسبة لشخص مثلي يعشق اللغة ويعطي لكل كلمة معناها الدقيق. أن فقد الثقة في الكلمات يعني توقف التواصل الحقيقي والفعلي بين الناس وركونهم للعنف عاجلا أو آجلا. نحن اليوم أمام مكنات هائلة وتقنيات بالغة الخبث لتزييف الوعي وتدنيسه. يسمون مصالحة وطنية قانون عفو عن الفاسدين المأمول منهم غدا دعم الحملة الانتخابية. يسمون حوارا وطنيا تفاهمات سرية بين حزبين سياسيين مع إقصاء كل القوى الأخرى وكأنها ليست جزءا من الوطن. نحن نعيش فعلا مرحلة ما بعد الحقيقة وبالتالي فالصراع المقبل سيكون حول حق الشعب في الحقيقة. الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي: الحرب على الفساد يجب أن تكون هيكلية لا موسمية عبد الحميد صيام |
اليمن: الصحافيون يدفعون الثمن غاليا بسبب الصراع السياسي بين الحكومة والانقلابيين الحوثيين Posted: 28 Oct 2017 02:13 PM PDT تعز «القدس العربي»: دفع الصحافيون اليمنيون الثمن غاليا نتيجة الصراع السياسي في اليمن بين الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا وبين الانقلابيين الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح، حيث قُتِل أكثر من 20 صحافيا يمنيا واعتقل العشرات منهم منذ اندلاع الحرب مطلع العام 2015، ولا زال الوضع غير آمن لممارستهم مهنة الصحافة. وذكرت مصادر حقوقية إن الصحافيين اليمنيين هم أكثر الضحايا للحرب الراهنة لما تعرضوا له من قتل واختطاف واعتقال وتعذيب واستهداف مباشر وغير مباشر لهم ولأسرهم، وتعرضوا للتشريد والتهجير القسري واضطرارهم إلى ترك مواطنهم الأصلية ومدنهم ومنازلهم. وذكرت المصادر لـ «القدس العربي» أن عدد الصحافيين الذي قتلوا خلال الحرب الراهنة بلغوا 21 صحافيا بالإضافة إلى عشرات آخرين اختطفوا واعتقلوا من قبل الميليشيا الانقلابية التابعة لجماعة الحوثي المسلحة والرئيس السابق علي صالح، وأن فترة السنتين والنصف الماضية تعد من أسوأ الأوقات العصيبة التي مرت بها الصحافة اليمنية، وأكثرها خطرا على حياة وسلامة الصحافيين. وأشارت إلى أن جماعة الحوثي لا زالت تعتقل نحو 18 صحافيا في العاصمة صنعاء والمدن التي تقع تحت سيطرتها، منذ نحو سنتين ونصف وحتى اليوم، فيما اعتقلت عناصر القاعدة صحافيا واحدا من مدينة المكلا في حضرموت قبل أكثر من عام ونصف. وقال مصدر في أسرة الصحافيين المعتقلين لدى الحوثيين في صنعاء لـ «القدس العربي» إن أقاربهم من الصحافيين المعتقلين «يعانون من أسوأ أنواع التعذيب والحرمان من أبسط الحقوق القانونية كمختطفين أو كمعتقلين مجازا لدى جماعة الحوثي الانقلابية، والتي تمنع عن الصحافيين المعتقلين زيارة أهليهم أو لقاء محامين بهم كما تمنع عنهم الطعام، ناهيك عن التعذيب الجسدي والنفسي القاسي والمتعمد». وأوضح عبدالله المنصوري، شقيق الصحافي المعتقل توفيق المنصوري أن «الميليشيات الانقلابية أحالت الشهر الماضي 10 من هؤلاء الصحافيين المختطفين منذ عامين وخمسة أشهر إلى النيابة العامة التي تقع تحت سيطرة الحوثيين في صنعاء تمهيدا لمحاكمتهم بتهم ملفقة منها التخابر لصالح العدوان (التحالف العربي والمقاومة الشعبية)، وتهم بالتعاون الإعلامي مع الدول المشاركة في التحالف العربي في اليمن الذي تقوده المملكة العربية السعودية». وقال إن هؤلاء الصحافيين العشرة المحالين للنيابة العامة يقبعون في سجن الأمن السياسي (المخابرات) الذي يقع تحت سيطرة الحوثيين في صنعاء، هم عبدالخالق عمران، توفيق المنصوري، حسن عناب، عصام بلغيث، هشام اليوسفي، حارث حميد، هشام طرموم، أكرم الوليدي، صلاح القاعدي وهيثم الشهاب. وكشف أن أوضاع هؤلاء الصحافيين المعتقلين في سجن الانقلابيين الحوثيين «سيئة جداً، حيث يعاني أغلبهم من أمراض مزمنة وبعضها أمراض خطيرة، كأمراض القلب وآلام العمود الفقري والقولون ويتعرضون بشكل شبه مستمر للتعذيب الجسدي والنفسي منذ اختطافهم قبل عامين وخمسة أشهر». وأضاف أن الميليشيا الانقلابية تمنع الأهالي من زيارتهم أو الاطمئنان عليهم. ومنذ 4 أشهر منعت الميليشيات الانقلابية أهالي المعتقلين منعاً نهائياً من زيارة الصحافيين المختطفين ورفضت إدخال الأكل والشرب والعلاج للمرضى منهم. وشنت ميليشيا جماعة الحوثي حملة اعتقالات واسعة في العاصمة صنعاء مطلع العام 2015 ضد كل من يخالفها من الصحافيين عقب انطلاق عاصفة الحزم، لقوات التحالف العربي بقيادة السعودية، في آذار/مارس 2015، واستمرت الحملة ضد الصحافيين في بقية المناطق اليمنية التي تسيطر عليها الميليشيا الحوثية أو وصلت اليها، فقامت بين فترة وأخرى بعمليات اختطاف أو قتل بدم بارد لصحافيين لأنهم حاولوا تغطية جرائمهم في بعض المناطق التي تشهد مواجهات مسلحة بين الميليشيا الانقلابية والقوات الحكومية وفي مقدمتها مدينة تعز التي سقط فيها أكبر عدد من الصحافيين بأيدي القناصة والمسلحين الحوثيين، حيث قتلت 6 صحافيين على الأقل منذ مطلع العام الماضي. ولم تقف عمليات الاختطاف أو الاعتقال عند حدود الصحافيين المخالفين لجماعة الحوثي بل تجاوز ذلك مؤخرا إلى اعتقال بعض الصحافيين الموالين لحليف الجماعة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، حيث اعتقلت خلال الأسابيع الماضية 3 صحافيين معروفين بولائهم للرئيس السابق علي صالح في العاصمة صنعاء، أبرزهم كما الخوداني، الذي اعتقلته ميليشيا الحوثي مرتين واقتحمت منزله بقوة السلاح واعتدت عليه بالضرب كما اعتدت جسديا على زوجته وبناته بشكل يخالف كل الأعراف والتقاليد والقيم المجتمعية وأثارت ذلك ضجة حقوقية كبيرة. كما اختطفت جماعة الحوثي قبل 3 أشهر المغرد المعروف هشام العميسي ولا زال مصيره مجهولا حتى الآن، وذلك بسبب بعض تغريداته التي انتقد فيها بعض السلوكيات الخاطئة وكشف بعض حالات الفساد التي يمارسها بعض قيادات الجماعة. وكان الصحافي الاستقصائي محمد العبسي قتل مسموما في ظروف غامضة بصنعاء بعد أن بدأ بفتح ملف فساد قيادات جماعة الحوثي في مؤسسات النفط والشركات التابعة لها، والذين أثروا ثراء فاحشا خلال فترة وجيزة من وراء ذلك وأسسوا شركات خاصة بهم لتسويق وبيع الوقود ومختلف مشتقات النفط في السوق السوداء بأسعار خيالية، على الرغم من أنهم يحصلون عليها بأسعار مخفضة من الدعم الخارجي أو من المنتج المحلي. ووضعت الحرب الراهنة في اليمن الصحافيين في مواجهة مباشرة مع الانقلابيين جعلت حياتهم عرضة للخطر، كما يتعرضون أيضا لمضايقات من قبل القوات المدعومة والموالية للإمارات في محافظات عدن وتعز وحضرموت وشبوة ولحج وغيرها، والتي أصبحت تشكل خطرا كبيرا على سلامة وحياة الصحافيين، ضمن موجة التضييق على حرية الرأي والتعبير في هذه المناطق من قبل القوات الإماراتية، والتي وصلت حد التصفيات الجسدية والتي طالت مؤخرا حياة العديد من خطباء المساجد المعارضين لسياستهم أو غير الموالين لهم. الصحافيون اليمنيون يتعرضون للقتل أثناء ممارستهم مهنتهم تتعرض حياة الصحافيين في اليمن إلى مخاطر كبيرة، فبالإضافة إلى مخاطر الحرب المشتعلة هناك منذ سنوات ثمة انتهاكات لحياتهم ولمهنتهم. ففي تقرير أصدرته نقابة الصحافيين اليمنيين، مؤخرا أعلنت فيه إنها رصدت 130 حالة انتهاك للحريات الصحافية، خلال النصف الأول من العام الجاري، بينها ثلاث حالات قتل. وأضافت النقابة أن «195 صحافيا ومؤسسة إعلامية، كانوا ضحايا للانتهاكات المختلفة، من قتل، واعتداءات، وتهديد، وإيقاف عن العمل، وتعذيب وشروع بالقتل». وشملت الانتهاكات التي رصدتها النقابة أيضا، «تهكير (قرصنة) مواقع إخبارية، ومصادرة مقتنيات الصحافيين ومحاكمتهم وترويعهم». وأشارت إلى أن حجم الانتهاكات «زاد خلال النصف الأول من هذا العام بمقدار 30 حالة عن النصف الأول من العام الماضي». وأفاد البيان بأن «وضع الحريات الإعلامية في بلادنا عند المستوى الحرج والخطر، في ظل تواصل مسلسل الانتهاكات بحق الصحافة والصحافيين والعاملين في المجال الإعلامي». ورصد التقرير «39 حالة اختطاف واعتقال، و20 حالة اعتداء، و18 حالة شروع في القتل، و14 حالة تهديد، و10 محاكمات، و8 حالات تعذيب، و8 حالات مصادرة لمقتنيات صحافيين وصحف، و7 حالات إيقاف رواتب، و3 حالات قتل، و3 حالات قرصنة». وأشار بيان النقابة إلى أن جماعة «الحوثيين» ارتكبت 64 انتهاكا من هذه الانتهاكات، أي ما يعادل 49 ٪، فيما ارتكبت جهات حكومية 32 حالة، تعادل 25 ٪، بجانب 20 حالة ارتكبتها جهات مجهولة، أي ما نسبته 15 ٪، بحسب النقابة. كما ارتكب عناصر ينتمون للمقاومة الشعبية، المدعومة من الحكومة، 6 حالات، فضلا عن 4 حالات ارتكبها عناصر «الحراك الجنوبي»، و3 حالات من جماعات متطرفة، وحالة واحدة فقط من التحالف العربي، بقيادة السعودية. وتعود حالات القتل الثلاث إلى مصورين استهدفهم الحوثيون بقذيفة في تعز( جنوب)، كما أوضحت النقابة. وبذلك يرتفع عدد الصحافيين الذين لقوا مصرعهم، خلال الثلاث سنوات الأخيرة، إلى 21 صحافيا. إلى ذلك أكدت النقابة أن الصحافي محمد حسن شعب لا يزال معتقلا لدى الشرطة العسكرية في مأرب منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الحالي دون معرفة الأسباب، وبتوجيهات من رئيس أركان قوات الجيش التابعة للشرعية، حيث تم اعتقاله من قبل مدير أمن القصر الجمهوري. وقالت النقابة إنها وهي تدين هذه الواقعة تطالب بسرعة الإفراج عنه، محملة السلطات في مأرب كامل المسؤولية عن سلامته وحياته. وتجدد استهجانها لاستمرار استهداف الصحافيين من قبل الاطراف المتصارعة على خلفية آرائهم وحقهم في التعبير أو ممارسة مهنتهم. اليمن: الصحافيون يدفعون الثمن غاليا بسبب الصراع السياسي بين الحكومة والانقلابيين الحوثيين خالد الحمادي |
سيف اجتثاث البعث في العراق نموذج للإقصاء السياسي والفكري Posted: 28 Oct 2017 02:13 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: من جديد، أثار إقصاء مجاميع جديدة من الموظفين في المؤسسات الحكومية بسبب الانتماء السابق لحزب البعث العراقي المنحل، استنكار ورفض سياسيين عراقيبن لقضية اجتثاث شريحة كبيرة من أبناء المجتمع العراقي وإبعادها عن دورها الطبيعي، وذلك ضمن سياسة الإقصاء والتهميش السائدة في العراق منذ 2003. فقد أعرب نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي عن استغرابه لاستمرار سياسة الاجتثاث ضد الموظفين الذين كان لديهم انتماء سابق في حزب البعث ، وذلك رغم مرور 14 عاما على تغيير النظام السابق عقب الاحتلال الأمريكي. وأكد في لقاء تلفزيوني لقناة عراقية، ان هيئة المساءلة والعدالة، المسؤولة عن إبعاد البعثيين السابقين من الوظائف والمواقع الرسمية والاجتماعية، ما زالت حتى الآن تواصل إصدار قوائم فصل جديدة تضم المئات من الموظفين من دوائر الحكومة المدنية والعسكرية، رغم الحاجة إلى قدراتهم وكفاءاتهم لخدمة البلد، ورغم عدم ظهور أي مواقف عدائية أو نشاط إرهابي لهم. وسبق لعلاوي، المعني بملف المصالحة الوطنية، أن أعلن في لقاء مع «القدس العربي» أن استمرار إجراءات وقوائم الاجتثاث من هيئة المسائلة، في إبعاد الخبرات والكفاءات من دوائر الدولة، هو «عمل انتقامي انتقائي ضد فئة معينة من المجتمع، يتعارض مع ادعاء الحكومة بالحرص على المصالحة الوطنية بين مكونات الشعب العراقي». ودعا إلى «إلغاء القانون الذي أصبح سيفا على رقاب العراقيين لانتفاء مبرراته». وأكد الكاتب والاستاذ الجامعي الدكتور قحطان الخفاجي لـ«القدس العربي» ان قرار اجتثاث البعث ذو أبعاد سياسية واجتماعية واقتصادية سلبية، ألحقت الظلم بشريحة واسعة من المجتمع العراقي، وأدت إلى احتقان اجتماعي وأضرار اقتصادية بحق شرائح كبيرة من المجتمع. وأشار إلى ان قانون الاجتثاث يتعارض مع بنود في الدستور العراقي تؤكد على احترام حرية الفكر والرأي للأفراد، وان أفكار حزب البعث لا تتعارض مع الديمقراطية لذا لا تنطبق عليه مبررات إجراءات الاجتثاث، كما ان القانون لم يفرق بين أفكار الحزب وممارسات قياداته، فممارسة بعض الجماعات الإسلامية المتطرفة مثل «داعش» والقاعدة لجرائم بحق الناس، لا تعني ان الإسلام على خطأ، حسب قوله. وأكد ان هناك عدة أشكال للازدواجية في منهج الحكم في العراق بعد 2003 ومنها اجتثاث البعث في العراق مقابل التحالف مع البعث في سوريا. وضمن السياق، أكدت مصادر في وزارة الداخلية العراقية، ان قوائم جديدة صدرت مؤخرا عن الوزارة، بفصل مجاميع من موظفيها ومنتسبيها في بغداد وباقي المحافظات، لشمولهم بقانون المساءلة (الاجتثاث). وتأتي القرارات الجديدة رغم ان وزير الداخلية قاسم الأعرجي، القيادي في منظمة بدر الشيعية، أكد في لقاء تلفزيوني مؤخراً، معارضته شمول بعض منتسبي وزارته بقانون المساءلة وإبعادهم عن الوظيفة، نظرا لدورهم في محاربة الإرهاب في البلد، حسب قوله. وقال، انه التقى أثناء زيارته لقوات الوزارة المشاركين في المعركة ضد تنظيم «داعش» العديد من الضباط الذين يقاتلون التنظيم منذ سنوات وبعضهم أصيب بجروح خطيرة، وقد اشتكوا له لشمولهم بقانون الاجتثاث ضمن قوائم تصدرها هيئة المسائلة، كما أشار إلى أن بعض المشمولين بالاجتثاث قد استشهدوا أثناء محاربة الإرهاب في العراق، داعيا إلى «ضرورة إعادة النظر في قانون المساءلة بعد مرور 14 عاما من سقوط النظام». وكانت هيئة المساءلة وجهت كتابا إلى وزارة الداخلية في نيسان/ابريل 2017 عن وجود عدد من المشمولين بأجراءات المساءلة والعدالة في وزارة الداخلية وهو ما يستدعي تطبيق القانون بحقهم، مشددة على المسؤولين في الوزارة ان هذه الإجراءات واجبة التطبيق وإيقافها يعد مخالفة قانونية كما ورد في نص المادة (13) من قانون الهيئة رقم 10 لسنة 2008. موقف القوى السياسية العراقية وبهدف الحد من أضرار قانون الاجتثاث، سعى العديد من الأحزاب والقوى والنواب السنة، إلى تحويل ملف الاجتثاث من سياسي إلى ملف قضائي، حيث تتم محاسبة الأشخاص المنتمين لحزب البعث، من قبل القضاء إذا كانت ضدهم قضايا جنائية ومخالفات قانونية، وعدا ذلك فيتم التعامل معهم أسوة ببقية المواطنين. وجرت محاولات عديدة بهذا الصدد، ومنها «وثيقة الاتفاق السياسي» التي اتفقت عليها القوى السياسية عند تشكيل حكومة حيدر العبادي، حيث تضمنت تعهدات حكومية بالعمل على تحويل «اجتثاث البعث» إلى عملية قضائية وليس سياسية، إضافة إلى قضايا أخرى، إلا ان الأحزاب والقوى المتحكمة في السلطة في العراق، رفضت لاحقا إلغاء هيئة المساءلة واستمرت في استخدامها لتحقيق أهدافها السياسية. ولذا كررت القوى الوطنية توجيه الانتقادات لحكومة حيدر العبادي لعدم تنفيذها بنود وثيقة الاتفاق السياسي. وسبق للنائب عن تحالف «الوطنية» كاظم الشمري، ان كشف في ايار/مايو الماضي، عن فصل 300 موظف من ذوي الخبرات والشهادات العليا في وزارة العلوم والتكنولوجيا بسبب قرارات المساءلة والعدالة، داعيا رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى التدخل شخصيا وإيقاف تلك الإجراءات في خطوة لبناء الثقة بين المواطن والحكومة والانتقال إلى دولة مؤسسات حقيقية تتعامل مع العراقيين على أساس ما يقدمونه للبلد. وقال في بيان، إن «قائمة بأسماء 300 شخص وصلت من هيئة المساءلة والعدالة إلى وزارة التعليم العالي والعلوم والتكنولوجيا» مبينا أن «تلك الأسماء تضم شخصيات يحمل 90 في المئة منهم، شهادات عليا (ماجستير ودكتوراه) والبقية هم خبرات وكفاءات تخصصية في مجال عملهم، وبعضهم رؤساء جامعات وكليات». وتساءل الشمري، عن «اتخاذ هكذا قرارات طاردة لما تبقى من خبرات في البلد الذي يشتكي أساسا من قلة الخبرات، في حين تتمسك بشخوص همهم الوحيد هو الإثراء على حساب الوظيفة وتعميق الترهل الوظيفي دون منفعة للدولة». وأكد أن «محاربة هؤلاء في أرزاقهم وسمعتهم المهنية معناه طردهم إلى خارج البلد وتحويلهم من عناصر منتجة في هذا الوقت الصعب، إلى مواد خام من الممكن أن تستقطبها الجهات المعادية للعراق أو على الأقل التخلي عن تلك الكفاءات كي تذهب لخدمة دول أخرى». موقف قوات الاحتلال ورغم ان قيادة الاحتلال الأمريكي أصدرت بعد احتلال العراق عام 2003 قانون اجتثاث البعث، بهدف إبعاد قيادات النظام السابق وأعضاء حزب البعث الكبار عن مواقع السلطة، إلا ان تطبيق القانون أثار حفيظتها لاحقا. فقد انتقد القائد الأسبق للقوات الأمريكية في العراق بترايوس، عمل هيئة الاجتثاث التي توسعت في شمول أعداد كبيرة من البعثيين ضمن قوائم الاجتثاث بشكل غير عادل، بينما أكد الجنرال راي أديرنو، القائد العسكري الأسبق للجيش الأمريكي صراحة إن «رئيس هيئة الاجتثاث الأسبق أحمد الجلبي، ورئيسها اللاحق علي اللامي، مرتبطان بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني» كما تحدث السفير الأمريكي لدى العراق كريستوفر هيل عن «أن إيران تتدخل بشكل مباشر لاستبعاد مرشحين عراقيين مناوئين لها عن طريق الهيئة، وأن نتائج الانتخابات ستحدد ما إذا كان العراق سيظل صديقا للولايات المتحدة، أو يتحول إلى حليف لإيران». واعتبر وزير الخارجية البريطاني السابق فيليب هاموند، في لقاء نشر في صحيفة الغارديان بتاريخ 7/7/2016 «أن العديد من القضايا التي نراها اليوم جاءت بسبب القرار المأساوي لتفكيك الجيش العراقي وإطلاق برنامج اجتثاث البعث، واعتبر ذلك خطأ في التخطيط لما بعد النزاع المسلح». مراحل اجتثاث البعث تم إنشاء «الهیئة الوطنیة العلیا لاجتثاث البعث» بقانون صادر عن سلطة الاحتلال الأمريكي برئاسة الحاكم الأمريكي بول بريمر بتاريخ 16 نیسان/أبريل 2003 بهدف إنهاء تأثير حزب البعث في العراق وإبعاد قیاداته وأعضائه عن مواقع السلطة وأي مواقع وظيفية واجتماعية وفرض عقوبات متنوعة على أعضائه. وتدار هيئة الاجتثاث من قبل الأحزاب التي كانت في المعارضة ضد النظام السابق لتنفيذ القانون الذي إدى إلى اقصاء الآلاف من الكفاءات والإمكانيات العلمية والفنية والعسكرية في الدولة لمجرد الانتماء إلى حزب البعث رغم عدم ارتكابهم لأي جريمة جنائية. وقدر بريمر عدد أعضاء البعث المشمولين بالتطهير بـعشرين ألفا (بدرجة عضو فرقة فما فوق) ولكن المصادر المطلعة تؤكد ان المشمولين بالاجتثاث يصل عددهم إلى حوالي 700 ألف عضو، حيث تم لاحقا شمول الأعضاء العاملين أيضا بإجراءات الاجتثاث. علما ان التقديرات تشير إلى ان عدد أعضاء حزب البعث في العراق قبل 2003 وصل إلى عدة ملايين. ولاحقا أصدر البرلمان الذي تسيطر عليه الأكثرية الشيعية، قانون «هيئة المساءلة والعدالة» رقم 10 لسنة 2008 الذي وسع المشمولين بالاجتثاث، كما فرض عقوبات جديدة منها الاستيلاء على الممتلكات، وهو الأمر الذي عدته القوى السنية والوطنية، بأنه سلاح للانتقام ولتصفية الخصوم وابتزاز المشمولين بالقانون، وانه يتعارض مع دعوات «المصالحة الوطنية» لمرحلة ما بعد الانتهاء من تنظيم «داعش». وإضافة إلى تضمين الدستور العراقي الصادر عام 2005 بنودا حظرت أي نشاط لحزب البعث العربي الاشتراكي وأعضائه ، فقد أصدر البرلمان قانون حظر حزب البعث رقم 32 لسنة 2016 لمنعه نهائيا، الآن وفي المستقبل، من المشاركة في أي نشاط سياسي واجتماعي في العراق. واعتادت هيئة «المساءلة والعدالة» إصدار قوائم الفصل بين آونة وأخرى، ومن ذلك القائمة التي نشرتها عام 2010 وتضمنت أسماء 376 ضابطاً في الشرطة والجيش، بحجة تورطهم في أعمال عنف أو الاتصال بالبعثيين، وبينهم قادة كبار من هيئة الأركان والألوية تولوا مهمات أساسية في بغداد وباقي المحافظات طوال السنوات السابقة، وكان لبعضهم دور في محاربة تنظيم «القاعدة» و«داعش» وأبرزهم قائد القوات البرية الحالي الفريق الركن رياض جلال توفيق، وقائد عمليات دجلة اللواء الركن عبد الامير الزيدي وقائد شرطة الأنبار السابق اللواء احمد الدليمي وخليفته اللواء كاظم الفهداوي، وغيرهم الكثير. كما وجهت قوى سياسية اتهامات إلى هيئة الاجتثاث، بانها أرسلت أسماء البعثيين وعناوينهم إلى إيران لتصفيتهم من قبل بعض الميليشيات الشيعية. ويؤكد المراقبون، ان القوى السياسية المتحكمة في السلطة في عراق ما بعد 2003 جعلت عملية اجتثاث البعث، سيفا للانتقام من عناصر الحزب أو الذين يشكلون تهديدا للسلطة أو لمساومة بعضهم على المواقف، في وقت يعتقد الكثير من العراقيين ان إزالة تأثير حزب البعث من المجتمع العراقي ليس بهذه السهولة وعبر العقوبات والاقصاء، لكون الحزب سيطر على السلطة ومؤسسات الدولة وتوغل في المجتمع لأكثر من ثلاثة عقود وضم الملايين، وبالتالي يتطلب الأمر عقد مصالحة وطنية تستثني من ارتكب الجرائم، وتحفظ حقوق الآخرين، بدل سياسة الاقصاء والتهميش والانتقام. سيف اجتثاث البعث في العراق نموذج للإقصاء السياسي والفكري مصطفى العبيدي |
مغارة الروائي العالمي سيرفانتس: معلم أثري يختزن أسرار «دون كيشوت» في كهف جبلي Posted: 28 Oct 2017 02:12 PM PDT الجزائر ـ «القدس العربي»: لسنوات لم يكن الكثير من أبناء حي بلكور الشعبي الواقع في قلب العاصمة الجزائر، يدركون أن «الغار» المحيط بسكناتهم العتيقة، والذي تغزوه القذارة، وتحول إلى مكب نفايات، هو معلم أثري عالمي، ذاع صيته في الخارج. يحمل المكان اسم كاتب معروف، ومشهور، ألّف عملا لا يزال خالدا حتى الآن، رائعة «دون كيشوت دو لامانشا، أو دون كيخوتي مثلما تلفظ بالاسبانية». الوصول إلى مغارة سيرفانتس وسط حي بلكور الشعبي، الذي يسمى الآن محمد بلوزداد، لم يكن أمرا هيّنا، مع التغيرات التي تعرفها المدينة، وانتشار أشغال ترميم عشرات العمارات العتيقة، التي تعود للعهد الاستعماري، وتكفل السلطات الفرنسية بأغلبها، وتهديم مئات المباني المهترئة، بسبب حركة الزلازل النشطة في المنطقة. سؤالي لعدد من شباب الحي الواقفين على ناصية الشارع، متباهين بهواتفهم الذكية، والمرتدين لملابس أنيقة، بقصات شعرهم الحديثة، عن مغارة الكاتب الاسباني المشهور، ما إذا كانت متاحة لزيارة الجمهور، لم يكن أمرا مجديا. الحال نفسه تكرر مع مجموعة مراهقين، وجدتهم غير بعيد عن المعلم، وحاولت جاهدا اختبار معلوماتهمم حول المغارة، ودلالة اسمها، فلم يكونوا على دراية واسعة بالكاتب العالمي ميجيل دي سيرفانتس، وكل ما يعرفونه أنها تسمى «كازما». تماديت مع بعضهم في الحديث، وأخبرتهم أنها تتعلق بأديب اسباني، ولد في ألكالا دي إيناريس، في مدريد، ردوا علي بابتسامة بلهاء، أطلقوها في وجهي. أخبروني بعفويتهم أني كنت سأجد ضالتي لو تعلق سؤالي باختبار معلوماتهم حول لاعبي الريال، ولأمطروني حينها بمعلومات وافية عن النادي الذي يعشقه نصف هؤلاء، ويغرم النصف الثاني بغريمه برشلونة. تركت الفتية، بعد أن أخبرتهم أن المغارة، معلم ثري، وقيمته لدى الاسبان، والمتحدثين بلغتها لا تقدر بثمن، ولا بقيمة بيع لاعبهم المشهور نيمار. ودعني هؤلاء الشباب وهم يتغمازون فيما بينهم، وتشي ملامحهم بلا مبالاتهم بالمغارة، وقيمتها المعنوية، ولا بالحي الذي يقطنون. لمست من ردة فعلهم وبحديثهم وهمسهم عن ما يشغل بالهم أكثر، وهمهم الأصيل، أن يلتحقوا برفاقهم الذين سبقوهم في الهجرة إلى الضفة الشمالية من البحر الأبيض المتوسط. حالتها من حال البلد وصلنا وجهتنا المقصودة، متجاوزين طوابير السيارات الواقفة في مكانها، بسبب الازدحام الشديد الذي تشهده معظم شوارع العاصمة، لتجعل الحركة صعبة وخانقة، طيلة ساعات النهار. في منطقة الحامة، وغير بعيد عن حديقة التجارب الثرية التي تضم نفائس النباتات والمزروعات النادرة والمعمرة، تقع المغارة، في تجويف هضبة مرتفعة، وخضراء، تتطلع بثقة إلى زرقة أمواج البحر الأبيض المتوسط، مشكّلةً لوحةً مذهلةً بمنظرها البديع. خلال زيارتي الأخيرة للمعلم، لاحظت أثرا لجهود مبذوة لإزالة أطنان القاذورات التي كانت تغزو المكان، لعقود زمنية شهد خلالها صنوف التهميش، وتأثر كثيرا بالفوضى التي شهدها البلد منذ انتكست حالته نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات، ولازمته حالة شلل، وخدر. محاولات ترميم خجولة أول محاولة جادة لتهيئة مغارة سرفانتس كانت في سنة 2006 وتزامنت مع زيارة وفد من الأدباء العرب، المقيمين في الخارج، بمبادرة من المكتبة الوطنية، وإشراف الروائي الأمين الزاوي. نفذ البرنامج بالتعاون مع المركز العربي للأدب الجغرافي «ارتياد الآفاق» وأحيا نحو 70 كاتبا مهاجرا من 25 بلدا عربيا، يقيمون في أوروبا والأمريكيتين، ليلة الشعر العربي في ضيافة سيرفانتس. سريعا توقفت الأشغال في المعلم، ولم يستكمل مسعى ترميم المغارة، وظلت مهمشة، حتى سنة 2016 لتُزال الأوساخ، والقاذورات. منعت السلطات، تحويل المكان إلى مأوى للمشردين، كما أزيلت عدد من الأكواخ الآيلة للسقوط. في كهوف الجبال استلهمت الأفكار عند الوصول إلى موقع المغارة، يلاحظ المرء الجهود الخجولة لإعادة إحياء المعلم، الذي لو كان في بلد آخر غير الجزائر، لتحول لمضخة تدر عملات صعبة، تغذي خزينة الدولة، على حد قول صديق تحدث بأسى عن حالة المكان. قابلتنا ثلاثة نُصُبٍ تعريفيةٍ بالمكان، ولافتة مرفوعة تشير إلى اسم الموقع، وتدل على المعلم الذي يقع غير بعيد عن مؤسستين ثقافيتين وطنيتين هما المكتبة الوطنية، والمتحف الوطني. سطرت على اللافتة المرتفعة إلى الأعلى فقرات تشير إلى الأديب الاسباني، وتواجده في المغارة، وأسره فيها، ونبذة عن الرائعة التي ألفها، واستلهم جوانب منها خلال تواجده فيها. يبلغ طول المغارة سبعة أمتار، وعرضها متران، وتضم بعض الغرف الصغيرة، التي تعتبر منحوتات أثرية، تكونت بفعل الطبيعة، وتشكلت عبر عقود من الزمن، هي عمرها الطبيعي. وحول المغارة حديقة صغيرة تزينها بعض الأشجار، وأدراج كانت تؤدي قديما إلى غابة ممتدة ومترامية، تشكل متنفسا طبيعيا للموقع. من هنا مر مؤلف دون كيشوت تشتهر الجزائر بالعديد من المغارات الواقعة في الكهوف، وتتوزع على مناطق البلد، لكن هذه المغارة تشكل قيمة تاريخية، وتميزت بكونها ترتبط بفترة مهمة من حياة الأديب الاسباني ميغيل سرفانتس مؤلف دون كيشوت. الأيام الطويلة والمقلقة التي أمضاها الأديب في المكان، زودته بما يحتاج إليه من مشاعر وتجارب، وصقلت الصدمات أحاسيسه، ومنحته تلك الصدمات الإلهام اللازم، ليبدع سنوات من بعد أشهر رواية اسبانية في العالم. يعتبر الروائي الجزائري واسيني الأعرج في أحد نصوصه، أنه «في عمق الكهوف نشأت كل الممنوعات التي غيرت وجه العالم، القرآن في غار حراء، ومقدمة ابن خلدون في مغارة فرندا، ومغارة سرفانتس التي خرج منها أجمل نص وأخطره ضد محاكم التفتيش المقدس. ويستطرد لاحقا عن قصة محاكاته لـ «دون كيشوت» نفسه في أحد نصوصه، بشخصية فاسكيس دلميريا، وينتقل من شخصيّة حقيقية إلى إخرى خيالية إبداعية، فيلبس لباس الشخصية. ويتفنن في رسم الصورة بالإيحاء لما يرتديه بطله، «واضعا السامبريرو على رأسه ذاهبا إلى المكان الذي سجن فيه حقيقة، مغارته، التي تحولت الآن إلى مزبلة، بالرغم من أن كبار المثقّفين وعشاق سرفانتيس كانوا يأتون بعد الاستقلال إلى الجزائر، ليزوروا المكان الجميل الذي يشرف على البحر». ويتحسر واسيني على حال المعلم، مشيرا إلى أن الزمن يدور دورته المؤلمة، ويصبح المكان مزبلة يلتقي فيها السّكارى، وهو مشهد يلخّص صورة الجزائر التي انهارت. هل كان دون كيشوت جزائريا يعتبر المترجم بوبكر بلقاسم في نص منشور، بعنوان: هل كان دون كيشوت جزائريا؟ أن سائر من درس رواية دي سرفانتس، يجمعون أنه وظّف شخوصًا حقيقية التقاها أثناء فترة أسره، بل وكانت اللمسة العربية الإسلامية حاضرة بقوة في بعض التفاصيل، داخل دفات الرواية. ويؤكد أن دي سرفانتس، لم يكتب أي شيء أثناء تواجده في الجزائر سواء إبان أسره، أو بعد مكوثه في مغارته، لكنه وظف كل مشاهداته من أجل تأثيث رواية «دون كيشوت دو لا مانشا». ويضيف أن الأديب الاسباني، كان يحكي عن لغة الناس هناك، وعن طبائعهم، ولباسهم، وطريقة العيش داخل القصر وخارجه. في الفصل 41 والذي عنونه بـ»قصة أسير» يخيل لك وكأنك تمسك بيد دون كيشوت وتهيم في شوارع «مزغنة» حنين يربط دي سرفانتس بالجزائر التي عاد لها مرّة أخرى قاصدًا «باهية المدن» وهران. المغارة السجن ميغيل دي ثيربانتس مثلما ينطق اسمه بالاسبانية، علقت ذكراه بالمكان، وكل نقطة فيه تروي قصة أسره، وسجنه لخمس سنوات. أمضى الأديب فترة من سجنه في الجزائر، بين 1575 و1580 في المغارة، منتظرا دفع فدية معتبرة قدرت بـ500 سبيكة ذهبية واعتبرت ثروة بمقايسس ذلك الوقت. أسر الأديب الاسباني المولع بالبطولات في الجزائر، حدث أثناء عودته من نابولي إلى إسبانيا، وقيام أسطول عثماني صغير من الجزائر، بقيادة أرناؤوط مامي باعتقاله، وشقيقه رودريغو، في ضواحي كاداكيس، أو بالاموس واسمها الآن كوستا برافا، واقتيدا إلى الجزائر. عثور القراصنة العثمانيين على خطابات التوصية من دون جوان النمساوي ودوق سيسا غونثالو فرنانديث دي كوردوبا، لدى الأديب الاسباني، جعلهم يعتقدون أنه شخص مهم جداً، ما أغراهم بالتفكير في الحصول على فدية جيدة جراء هذه العملية. وطلبوا خمسمائة سكودو ذهبية لإطلاق سراحه. محاولات هرب من المغارة حاول سيرفانتس المتباهي بكونه رجلًا قويًا شديد العزيمة، وثابت الروح القتالية، الهرب أربع مرات، خلال سنوات الأسر الخمس، لكنها باءت بالفشل جميعها، واضطر لاستكمال فترة الاحتجاز حتى دفع الفدية. تمكنت والدة الأديب والشاعر، من جمع كمية لا بأس بها من العملات المعدنية لإنقاذ ابنيها، وأُعدت ترتيبات الصفقة عام 1577، إلا أن المبلغ الذي جمع لم يكن كافيًا لتحريرهما. فضل ميغيل أن يطلق سراح أخيه رودريجو، الذي عاد إلى إسبانيا، ليظل هو في الأسر ومستقبله مجهول. عام 1580، وصل إلى الجزائر الآباء الثالوثيون أنطونيو دي لا بييا وخوان خيل، التابعون للنظام المختص بتحرير سراح الأسرى، وعرضوا فدية لإطلاق سراح أديبهم، ساهمت بجمع جزء معتبر منها والدته. عاد مؤلف دون كيشوت إلى بلدية دانية (اسبانيا) وانتقل منها إلى بلنسية، ليصل مدريد عند عائلته، التي افتقدته فترة طويلة أمضاها أسيرا في الجزائر. معلم بحاجة للاهتمام يروي العديد من المثقفين العرب والأجانب، بذهول تجربة زيارتهم للمغارة، ويتعجبون كيف أن المعلم لم يحظ بالاهتمام الكافي، واللازم، لما يحمله من مكانة، كون أشهر أديب عالمي، مكث فيه زمنا، واستلهم في جوفه إحدى أهم أعماله الخالدة. يستذكر المولع بالسفر وأدب الرحلات، محمد أحمد السويدي، في نص له نشره قبل سنوات خلت بعنوان: «سرفانتس يحصي أيامه» تجربة زيارته للمعلم، ومشاهداته في المغارة. «سرفانتس بلحمه ودمه الذي ترك حروبه وطواحينه وعبر المتوسط ليختبئ في مغارة في الجزائر؟ إنها حكاية طريفة ومؤلمة، حدثت للرجل في القرن السادس عشر، فالرجل لم يكتب حرفاً من روايته «دون كيخوت» هنا، بل لقد استلهم كثيراً مما تركته الواقعة في نفسه وضمّن أوجاعها في نصّه الذي نشره في جزأين». تحرك اسباني بذلت السلطات الاسبانية، بمختلف مستوياتها، جهودا معتبرة لإحياء المعلم، وترميم أجزائه، وحمايته من التهميش، وإبرازه كمعلم تراثي عالمي، لا يقتصر إشعاعه على الجزائر فحسب، بل ليكون تراثا عالميا. وتبنت السفارة الاسبانية في الجزائر، وبالتنسيق مع عدد من الجمعيات المحلية، وبالتعاون مع السلطات المحلية، خطة لإعادة بعث هذه المعلمة، وإحيائها من جديد، وصون ذاكرتها. وراهنت مديرة المعهد الثقافي الاسباني راكيل روميرو، منذ تعيينها في منصبها على إحياء المغارة، وتنظيم عدد من الاحتفالات تزامنت مع مناسبة مرور 400 سنة على وفاته (1547 ـ 1616). حسرة المثقفين لسنوات ظل عدد من المثقفين الجزائريين، يتحسرون كلما مروا من المكان على حال المغارة، وما ألم بها، ودعوا السلطات إلى ضرورة الاهتمام بها، ونفض الغبار عنها وتنظيف محيطها لما تحمله من ذكريات تخلد مرور أديب عالمي من المكان. وانتُقِدت وزارة الثقافة بتعاقب المسؤولين الذين مروا على المنصب، لعدم تحركها لإبراز المغارة، وتحويلها لمزار، على غرار ما تقوم به نظيرتها في الدول المحيطة. واعتبر الكاتب المهتم بحياة وآثار سرفانتس، جمال غلاب، مؤلف كتاب «سرفانتس في الحامة» الذي أصدره سنة 2006، أن الأديب العالمي، ما زال حيا على الصعيد الأدبي، وقد خلد الجزائر في رائعته «دون كيشوت» التي عرفت أكثر من ثمانمئة طبعة وترجمت إلى أغلب لغات العالم. وزارة البيئة تتحرك قامت وزيرة البيئة، فاطمة الزهراء زرواطي المعينة حديثا في منصبها بمبادرة مع جمعية «سيدرا» بتنظيم حملة باسم «نقي حومتك»، شملت تنظيف عدد من الأحياء، من بينها موقع مغارة سرفانتيس. المبادرة كانت محل إشادة عدد من المثقفين الجزائريين، والمهتمين بالآثار، وتمنوا تعميمها لتشمل عددا من المواقع والمعالم. وفي حديث سابق مع رئيس جمعية الكلمة للثقافة، الشاعر عبد العالي مزغيش، أبدى نيته المساهمة في إبراز أهمية مغارة سيرفانتس، وتحويلها لمعلم ثقافي مشرق. وكشف عن استعداده «التواصل مع السلطات البلدية، ومعهد سيرفانتس الاسباني، لتنظيم أمسيات فنية وشعرية هناك باسم جمعية الكلمة». وقال مزغيش إن «من الجميل أن تقوم السلطات بالمزيد من المحاولات والجهود لرفع الغبن عن بعض معالمنا قبل أن يجرفها الإهمال ويقتلها». غادرت مغارة سيرفانتس التي لا تزال مجهولة لدى شريحة واسعة من الجزائريين، محتفظا بحديث الشاعر مزغيش الذي يمنح جرعة أمل. تصورت وأنا أترك هذا الفضاء، لو فعلا تقع المغارة، مثلما تحدث الصديق والزميل توفيق رباحي، في بلد آخر، كيف سيكون حالها؟ وللأسف مثلما أكد «نحن بارعون في الخراب» ولا نهتم كثيرا بما يكتنزه البلد من مآثر وكنوز، ظلت معالم مثل مغارة سيرفانتس، مهمشة وفقدت مكانتها، ودمرها النسيان وتعرضت للسطو والإهمال. مغارة الروائي العالمي سيرفانتس: معلم أثري يختزن أسرار «دون كيشوت» في كهف جبلي سليمان حاج إبراهيم |
اتحاد كتاب المغرب: المشكلات والحلول Posted: 28 Oct 2017 02:12 PM PDT على إثر الأحداث الأخيرة التي تفجرت داخل الجهاز التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب، بعدما أبت الكاتبة والمناضلة ليلى الشافعي، إلا أن تفضح كل الممارسات اللا أخلاقية، حسب قولها، وذلك قبيل انطلاق أشغال المؤتمر التاسع عشر للاتحاد والمزمع تنظيمه في شهر تشرين الثاني/نوفمبر ضد ليلى الشافعي، ولا مع ولا ضد المتهمين، وإنما مع الاتحاد الذي ناضل من أجله الشرفاء، وضد طريقة تدبير الاختلاف بين الطرفين، بعد الأحداث التي كانت بمثابة القشة التي قــصــمت ظــهـــر البــعـــير، وجـعــلت الكتاب ينشطرون بين مناصر لهذا ومعارض لذاك. سنحاول من خلال هذه الورقة، معالجة موضوع لطالما أرّق الكتاب والمثقفين المغاربة في السنوات الأخيرة، بفعل المشاكل المتكاثرة التي تخبطّت فيها منظمة عتيدة، ساهمت في بلورة وعي وطني بعد الاستقلال، من خلال وضع مشروع ثقافي وطني رفيع سرعان ما سيُدنِّسه التكالب السياسوي لبعض النخب السياسية على هذه المنظمة، في إطار الصراع بين القوى الديمقراطية والمخزن. يتعلق الأمر بمصير اتحاد كتاب المغرب، الذي تعطلت آلياته وبهت بريقه في السنوات الأخيرة، لدرجة أن البعض أصبح يلوح بفكرة مفادها أن الاتحاد قد استنفد ذاته، وغدا ضربا من الماضي. فليس من شك في أن أزمة اتحاد كتاب المغرب، معقدة ومتشابكة، ليلها يلج نهارها؛ إنها أزمة بنيوية بكل المقاييس، وهي أيضا وعطفا، أزمة مشروع ثقافي وطني، لا يمكن فصله في أي حال من الأحوال، عن أزمة المجتمع المغربي، الذي يفور ويمور بأديم شرط تاريخي معطوب. والحق إن هذه الجمعية، ذات النفع العام، التي تحولت إلى نفع خاص، راكمت ما يكفي من المطبات، ما جعلها تلج النفق المسدود بعينين مغمضتين. لقد عاش الاتحاد، فيما مضى، حراكا فكريا وثقافيا ملبدا بصراع سياسي – أيديولوجي استُخدم لفائدة نسق فكري بعينه، الشيء الذي أعدم فاعلية هذه الجمعية، وأسقطها في مأزق التشويه في الممارسة، تلك التي لا تحتكم إلى قواعد الديمقراطية. إن أمرا كهذا لم يكن بمقدوره أن ينتج سوى خطاب مزدوج اللسان، سرعان ما ستنفك أواصره وتتفجر تناقضاته لاحقا. هو خطاب يرعى كل نزوع حداثوي مزدان بالنفاق والإزدواجية الخفية كحالة سيكوباثية. والحاصل إن أزمة الاتحاد الآن، ما هي إلا نتاج لمجموعة من التراكمات التاريخية، منها ما هو ذاتي مرتبط بالكتاب أنفسهم، ومنها ما هو موضوعي، له صلة بالشرط التاريخي الذي ترعرعت فيه هذه المنظمة. فلا مراء في أن عدم فصل الكتاب، في مرحلة البناء والتأسيس، بين الثقافي والسياسي، إذ بينهما خيط رفيع، جعلهم، في أغلب الأحيان ينظرون إلى الثقافة نظرة ذيلية، بمعنى أنها ليست سوى تابع يرعى الصراع السياسي، ويخدم، من ثمة، أجندة سياسية ليس إلا. لقد بات المثقف – السياسي، والوضع هذا، يدافع عن مشروعه الثقافي- السياسي بهدف السيادة وبلوغ السلطة التي ستكون سببا رئيسيا في تعطيل فاعلية الاتحاد، أيضا وعطفا، على ما سلف، فإن القوى الديمقراطية، وبعد صعودها إلى الحكم في تسعينيات القرن المنصرم، ستتنصل من مسؤولياتها تجاه الاتحاد خاصة، وتجاه الشأن الثقافي بشكل عام، ومن ثمة ستزج بالمشروع الديمقراطي المغربي في المهب، حيث سيدخل العديد من الكتاب في سباق محموم، وتكالب على المناصب والامتيازات. إن هذا الارتباط التاريخي الوثيق والواثق بين الاتحاد وأحزاب المعارضة، خاصة اليسارية منها، بالإضافة إلى عوامل أخرى لها علاقة بالمخزن ونظرته العدائية للثقافة باعتبارها مؤثرا حيويا في حركية المجتمع، وفاعلا إيجابيا في الصراع الطبقي، جعل الاتحاد يلوك الأعطاب والمطبّات، ويعيش حروبا مجانية أدخلته غرفة العناية المركزة مباشرة، قبل أن تودي به إلى الموت السريري. ولنا أن نتصور حجم الفداحة التي ستصيب عمارة الاتحاد المتبرمة من بعض الجمل الاعتراضية التي ما فتئت تناضل من أجل مشروعها الثقافي المتشاكس، برؤية رائقة إلى المستقبل، بعيدا عن مكيفات الصالونات وبرودة القاعات والمجاملات والإخوانيات والسفريات والامتيازات وهلم نفعا. لقد جرت الكثير من المياه تحت جسر الاتحاد، وسيُعقد مؤتمره في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، بعد شد حبل بين داع لدمقرطة الشأن الثقافي عبر بوابة الاتحاد، ويائس يرى في المؤتمر نهاية أزمة إطار عتيد. لكن سنكون واهمين إن اعتقدنا في لحظة من اللحظات، أن محطة تنظيمية، ينظر إليها في ذاتها، كفيلة بإخراج منظمة كهذه من عنق الزجاجة. لأجل هذا نسوق في هذه الورقة بعض المقترحات، نعتبرها أولية نحو نقاش معمق وحقيقي لإسعاف هذا العطب، فحاجتنا اليوم للاتحاد، هي أكبر من أي وقت مضى. ففيما يخص المقترحات العامة نسجل ما يلي: أولا- ضرورة عقد مناظرة وطنية لتدارس الوضع الراهن للثقافة الوطنية وكذا آفاقها ومستقبلها، بإشراك كل الفاعلين والمتدخلين في الشأن الثقافي بدون إقصاء لأي جهة ما. ثانيا- صياغة مشروع ثقافي وطني يرتكز أساسا على مبدأ الديمقراطية الحقة والحكامة في تدبير الاختلاف، ويشجع على الإبداع والخلق من خلال تهيئة المناخ المناسب والكفيل بتيسير ظروف ملائمة للمنافسة الشريفة القائمة على التسامح والتعددية والوئام، بعيدا عن الأحقاد، وعلى الدولة أن تتبنى هذا المشروع وأن تعمل على إنجازه وتحقيقه. ثالثا- التزام كل المشاركين والفاعلين والمتدخلين في الشأن الثقافي في البلاد، بمضمون الميثاق| المشروع. رابعا- اعتبار التعليم القاطرة الأساسية لإنجاح هذا المشروع، وكذا المدخل الطبيعي لتكريس ثقافة القراءة، والحق فيها، وحرية الإبداع. لكل هذا على الدولة والمتدخلين في الشأن التربوي أن يضعوا سياسة تربوية في قطاع التعليم، تتماشى ومضمون الميثاق. خامسا- اعتبار الشأن الثقافي محركا حيويا للاقتصاد الوطني، ومن ثمة وجب الاستثمار فيه عبر إقحام الرأسمال الوطني في هذا المجال، وتشجيعه على الاستثمار في الثقافة. سادسا- ضرورة اهتمام الدولة بالثقافة ورعايتها، من خلال الرفع من ميزانيتها الهزيلة. سابعا- زيادة دعم الدولة لمنظمة اتحاد كتاب المغرب ولباقي الجمعيات الوطنية الجادة، مع إجبار الجماعات المحلية والمجالس الإقليمية والجهوية على التعاطي الإيجابي مع هذه الجمعيات. أما في ما يخص الاتحاد ذاته، فنقترح ما يلي: أولا- تفعيل فروع الاتحاد في المدن القريبة والبعيدة، بدعمها ماديا ومعنويا، بدل تركها معطلة أو موسمية في أحسن الأحوال. ثانيا- منح الفرصة للكتاب ذوي الكفاءات العالية في التسيير، بدون إقصاء لأولئك الذين يقطنون، بعيدا عن محور الرباط – البيضاء، بدعوى بعدهم عن المركز. ثالثا- إعادة هيكلة الاتحاد وفق منظور جديد يضمن مبدأ الاستقلالية والديمقراطية الحقة، تلك التي ترعى الخصوصية والجودة والحكامة، وتضمن حق الأقلية كما الأغلبية. رابعا- خلق مناخ مناسب للتنافس الشريف بين فروع الاتحاد، وتخصيص جوائز تحفيزية بقصد التشجيع على الاجتهاد. خامسا- استثمار الاتحاد لكل الوسائل المتاحة، خصوصا الإعلامية منها، للخروج بأنشطته، من داخل المقرات والقاعات والصالونات الباذخة، إلى الشارع وكذا اقتحام البيوت عبر النت. سادسا- محاربة ونبذ كل أشكال الريع الثقافي التي من شأنها أن تفتح الباب للانتهازية والانتهازيين المتربصين بهذا الإطار. سابعا- تطوير عقليات وسلوك الكتاب الساهرين على تسيير أجهزة هذا المرفق، بما يخدم مصلحة الاتحاد والكتاب، وبما يخدم المشروع الثقافي الوطني القائم على التعدد والتنوع والحرية. ثامنا- الانفتاح الإيجابي على الكتاب الشباب وإشراكهم في تحمل المسؤولية. تاسعا- عدم النظر إلى الكاتبات من منظور استهلاكي أو حتى انتخابوي. أما بعد، تلكم بعض المقترحات التي نظنها إلى جانب أخرى، قادرة على تصحيح وضع منظمة عتيدة ظلت لمدة ليست بالقصيرة قاطرة الشأن الثقافي، ليس في المغرب وحده، بل في الوطن العربي برمته، ومن له ذرة شك في ذلك، فإن التاريخ شاهد. اتحاد كتاب المغرب: المشكلات والحلول منظمة عتيدة ساهمت في بلورة وعي وطني بعد الاستقلال محمد الديهاجي |
جميل شفيق يحرر خيوله من سطوة الأساطير Posted: 28 Oct 2017 02:11 PM PDT من بين مئات الصور التي تم التقاطها للكاتب الروائي الراحل نجيب محفوظ تطالعنا صورة نادرة يقف فيها وهو يتأمل عملا تشكيليا للفنان جميل شفيق، رفيقه في شلة الحرافيش، خلال افتتاح أول معرض أقيم له في العام 1989 في صالة أتيليه القاهرة. التحق شفيق بالحرافيش من خلال صداقته أحد أبرز الأعضاء فيها، وهو التشكيلي ورسام الكاريكاتير الفذ بهجت عثمان الذي كان جاور محفوظ في الصورة نفسها التي حوّلها عشاق فن شفيق إلى عتبة للولوج إلى عالمه الفني الغني. رحل شفيق في كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي، مخلفا ثروة تشكيلية أقرب إلى «خبيئة» متنوعة، نجحت تلميذته هبة حلمي في إعادة اكتشافها وتأهيلها للعرض في «غاليري مصر» في ضاحية الزمالك، في معرض استعادي استمر على مدى أسبوعين. ولد جميل شفيق في مدينة طنطا (بين القاهرة والإسكندرية على بعد 100 كم من المدينتين) في 1938، وفي مدرسته الابتدائية التقى مع زميله حجازي الذي أصبح فيما بعد أشهر رسام كاريكاتير مصري. وبسبب شغفه بالرسم قرر دراسته رغم رفض أسرته، وتمكن من الحصول على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة قسم تصوير سنة 1962. ثم واصل دراسته في المعهد العالي للتذوق سنة 1975، وعمل كرسام صحافي منذ عام 1959. وخلال سنوات الدراسة استمر في الرسم لصحيفة «الأهرام ويكلي» حتى رحيله، وعمل مستشارا فنيا في الجمعية العربية للتربية والثقافة والعلوم من 1979 حتى 1984. وله عدة مقتنيات في متحف الفن المصري الحديث ووزارة الثقافة ومؤسسات وأفراد في مصر والخارج. وظل جميل شفيق يعطي لفنه حتى الرمق الأخير حيث وافته المنية خلال زيارته لفعاليات ملتقى الأقصر الدولى للتصوير عن عمر ناهز الـ76 عاما. ضم معرضه الاستعادي الذي واكب الذكرى الأولى لرحيله أكثر من 60 لوحة، بينها لوحات لم تعرض من قبل، وتعرض للجمهور لأول مرة. كما تضمن بعضا من اللوحات التي رسمها بالألوان في مرحلة متأخرة من حياته، كان قد تمرد فيها على التزامه بالرسم بالأبيض والأسود، وخالف إخلاصه الدائم للرسم الصحفي وقرر الاشتغال بنحت الخشب مستعملا «خشب طرح البحر: أثناء إقامته في قرية الصحفيين على ساحل المتوسط/ 150 كم غرب الأسكندرية في السنوات العشر الأخيرة. ومن المقرر أن تعاود القاعة تقديم أعماله النحتيه في الموسم المقبل. وفي اللوحات المعروضة يمكن التوقف أمام السمات الفنية التي رسمت ملامح عالمه الفني المميز، حيث تتكرر موتيفات بعينها كاشفة عن سعيه لتأسيس أسطورة خاصة لا تنفصل عن المخيلة الشعبية المصرية، لكنها تعطي لها أفقا سورياليا على نحو ما. وكما لاحظ الفنان المصري الرائد بيكار في تناوله لأعمال شفيق: «تأخذ الخيول العربية برشاقتها الأصيلة دور البطولة والصدارة في أعماله لتختال فوق مسرح اللوحة مثلما تختال راقصات الباليه برشاقتها المنقطعة النظير، بينما تظهر بعض الأسماك قرب سطح الماء الرائق وتطل برأسها وكأنها تخاطب المشاهد بلغة الصمت، وعلى استحياء شديد تظهر بعض الأجساد النسائية متشحة بغلالة بيضاء لا تضفى ولا تبين وكأنها حريصة على أن يظل «الماورا» كامنًا وراء الحجاب الشفيف حتى لا ينكشف المستور ويتبخر عبقه السحرى ويفقد العمل عطره وشذاه …». وعبر مسيرته الطويلة أوجد شفيق تقنية خاصة في تنفيذ أعماله أقرب الى «التنقيط» بأقلام التحبير الأسود، حيث يبدو مسطح اللوحة أقرب إلى صحراء، فيما تظهر الخطوط وكأنها موجات رمال متلاحقة. وفي العديد من حواراته أقر شفيق بالأثر الذي تركته في روحه رحلة قام بها إلى الصحراء خلال سنوات دراسته الجامعية، مثلها مثل شغف برسوم جداريات المكسيك التي أعطت لوحته سمات فطرية، إلى جانب السعي إلى رسم الجداريات كما فعل خلال تجربته الأخيرة في رسم جداريات لقرية البرلس في مهرجان الرسم على المراكب (2015/ 2016). وفي تعامله مع الوجوه أظهر جميل شفيق عمق صلاته بمورثه كفنان مصري قبطي ينظر إلى الوجه الإنساني انطلاقا من حضور وجوه الفيوم في مخيلته، حيث يرسمها على نحو طولي وبخطوط حادة. وخصّب الفنان تلك الوجوه بحس كاريكاتيري لافت، واتسمت طريقته في رسم الوجوه والاجساد ببعض المبالغات، لكنها لم تكن محملة بمعنى المفارقة وإنما اتسمت بطابعها الوجداني. وفي هذا الإطار يمكن تأمل لوحاته التي رسمها لرموز مصرية أبرزها الموسيقار سيد درويش. وفي مثل تلك الأعمال يصعب تفادي التزامه الناضج بالقضايا القومية دون التورط في التعبير المباشر. وفي تقديري أن تجاور السمات التعبيرية مع الحس السوريالي الشعبي في لوحاته، ربما كان مصدره سنوات تكوينه الأولى حيث سكن في شبابه مع مجموعة كتاب ومثقفي جيل الستينيات في بيت عرف باسم «شقة العجوزة»، مجاورا الرسامين نبيل تاج ومحيي الدين اللباد، ثمّ عبد الرحمن الأبنودي، يحيي الطاهر عبدالله، سيد حجاب، والرسامين آدم حنين وعز الدين نجيب، والناقد سيد خميس والرسام والمترجم الدسوقي فهمي. وهؤلاء جميعا شكلوا طليعة جيل الستينيات وكانت أعمالهم الأولى على الأقل مشغولة بإيجاد عوالم فنية تنهل من الأسطورة الشعبية وتقيم صلة مع تيارات التجديد الأدبي في العالم. ومع انتقاله إلى الرسم الصحافي، من جريدة «العمال» إلى «الأهرام ويكلي» عند تأسيسها، أعطى شفيق للصحيفة الكثير من الرسوم والاسكتشات التي تحولت إلى علامات بصرية لافتة. ونجح في أن تكون هذه الأعمال مجاورة لنصوص ومواد صحافية، لكنها قادرة أيضا على التحرر من سطوة هذا التجاور بحيث يتم تلقيها كنصوص بصرية لها قوة الحضور الذاتي. وركز فيها على موتيفات معينة مستلهمة من الثقافة الشعبية مثل القط والحصان والأسماك، وكان أبرزها مجموعته عن المرأة والحصان، وفيها يتجلى حضور المرأة وتُقدّم كعروس البحر أو «جنية» خلف غلالة تضفي على جسدها طابعا أسطوريا. ويلجأ الفنان أحيانا إلى تطريز لوحته بمصدر فرعوني (طائر ابو منجل، أو عجل سيرابيس)، مستكملا المغامرة في ذات الأرض التي حرثها رواد السوريالية الشعبية أو الفانتازيا المصرية، أمثال عبد الهادي الجزار وحامد ندا، لكنه أحتفظ بقدرته على الاختلاف والاختزال. جميل شفيق يحرر خيوله من سطوة الأساطير «غاليري مصر» استعاد أعماله في الذكرى الأولى لرحيله: سيد محمود |
الخلافات السياسية يمكن تجاوزها إذا توقفت حملات إشعالها Posted: 28 Oct 2017 02:11 PM PDT قد تكون محاولة فهم خلفية الكاتب البريطاني جون ماكهيوغو مفيدة لفهم الطروحات التي قدمها في كتابه «تاريخ مقتضب للسنّة والشيعة» الصادر مؤخرا عن دار الساقي في بريطانيا. يرى ناشروا الكتاب ان أهميته هي في انه يؤرخ لكيفية تحول الخلاف بين السنّة والشيعة المسلمين في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي إلى صراع سياسي في المراحل المختلفة من حياة المنطقة، منذ القرن السادس الميلادي حتى الساعة، وانه يسعى إلى التأكيد ان الخلافات السياسية بين الجهتين ممكن تجاوزها لولا العوامل الخارجية التي تؤثر عليها والتي تغذيها دول خارجية لها مصالح في تعزيز الانقسامات لتحقيق غاياتها السياسية والاقتصادية. لا شك ان ماكهيوغو قام بدراسة جدية لموضوع الكتاب علما انه حاليا زميل في «مركز الدراسات السورية» في جامعة سانت اندروز البريطانية العريقة وفي «منظمة تعزيز التفاهم العربي البريطاني (كابو)» بعد ان لعب دوراً رئيسيا في سياسة الحزب الليبرالي الديمقراطي البريطاني الخارجية وأصبح في فترة مشرفاً على هذه السياسة ومستشاراً لأحد رؤساء هذا الحزب في شؤون الشرق الأوسط. ورغم أهمية هذا الكتاب الذي نراجعه هنا كمصدر للراغبين في معرفة الحقائق التاريخية والسياسية للصراع السني ـ الشيعي، تجدر الإشارة إلى انه مع صدق نية المؤلف وجديته في البحث، فالمواقف التي طرحها في الكتاب تشبه التي يطرحها الحزب الليبرالي الديمقراطي في السياسة البريطانية والعالمية منذ نشوئه خصوصا في الفترة الأخيرة أي انها مواقف تسعى لترطيب الأجواء بين الجهات المختلفة وقد تقع في بعض التناقض في سبيل تحقيق أهدافها. فمن جهة، يشجب ماكهيوغو تعامل المملكة السعودية مع شيعة السعودية المنتشرين في المنطقة الشرقية من المملكة وإعدام النظام الشيخ الشيعي المعترض على سياسات بلاده نمر النمر في كانون الثاني (يناير) 2016 بتهمة التمرد على سلطة الحاكم ما زاد الاحتقان الطائفي في السعودية وجوارها، ومن جهة أخرى، وفي الفصل الختامي نفسه، يتخذ موقفاً مؤيداً للمجموعات التي كانت تحرّض على تصعيد مشاعر السنّة ضد الشيعة في لبنان وقياداتها المقاومة للاحتلال الإسرائيلي ولسياسات بعض الدول الخليجية التي تتهافت لتوقيع اتفاقيات سلام مع إسرائيل دون مقابل. وفي الفصل الثاني عشر (ما قبل الأخير) يقول ان الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982 كان لإخراج قيادات ومقاتلي المقاومة الفلسطينية من البلد وتصعيد الحرب الأهلية اللبنانية، ولكن منذ عام 1979 وبعد نجاح الثورة الإسلامية الإيرانية نجحت طهران في نشر التوهج والحماسة الثوريتين لدى معظم أبناء الشيعة في لبنان وحلفائهم. وبدلاً من ان يحقق الغزو الإسرائيلي للبنان آنذاك أهدافه، ساهم في تصعيد دور حزب الله كحزب مقاوم ولإسرائيل كدولة محتلة وفي قدوم وحدات من «الحرس الثوري الإيراني» إلى لبنان للمساهمة في تدريب مقاتلي حزب الله (ص 267). ويضيف في الفصل نفسه قائلا ان حزب الله اللبناني شارك منذ عام 1992 في الانتخابات التشريعية اللبنانية وطرح برامج ضمت خططاً للتطوير الاقتصادي والاجتماعي وأصبح مصدر أمن لأكثرية اللبنانيين من المعتقدات المختلفة (ص 269). ويضيف في الصفحة نفسها ان الأمين العام للحزب حسن نصر الله شجب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 قائلا لأمريكا لا تنتظري أن تؤيدك شعوب هذه المنطقة بالأزهار بل سيستقبلونك بالمدافع والعمليات الاستشهادية. ويستنتج في الموقع ذاته ان ما قاله نصر الله يؤكد انه رغم كون حزب الله اللبناني حركة استوحت قيمها من الثورة الإيرانية وحصلت على الدعم المادي والعسكري من طهران، إلا أنها نجحت في تحقيق التضامن والتكافل بين جميع فئات المسلمين والمكونات السياسية العربية. وكان هذا الأمر في رأي الكاتب على رأس أجندة الحزب وفاق في أهميته تضامن حزب الله مع الشيعة الاثني عشرية في المنطقة (ص 269). ويضيف في الصفحة التالية (ص 270) قائلا ان المملكة السعودية تعتقد ان المسلمين في سائر أنحاء العالم يجب ان ينظروا إلى السعودية كمنارة للإسلام وللممارسة. وكل ذلك، في رأيه (في الصفحة 273) ساهم في تصاعد دور الإسلام الراديكالي في العالم العربي على حساب القومية العربية. ولكن تأييد الكاتب لما سمّي بـ»ثورة الأرز» في لبنان المدعومة من السعودية وحلفائها والتي حرّضت ضد حزب الله وحلفائه وانتقاده وشجبه في الصفحة (301) من الفصل الختامي لتدخل الحزب في سوريا إلى جانب النظام وقوله فيها ان هذا الأمر «نزع عن الحزب صفته الثورية»، قد يرى فيه البعض تناقضاً، وخصوصا عندما يقول في الصفحة ذاتها ان المنظمات والأحزاب ذات التوجه الطائفي (قاصداً حزب الله) والإثني والقبلي لا يمكنها ان تخدم شعوبها وانه بدخول حزب الله السياسي في النظام اللبناني فإنه اضطر إلى تقديم التنازلات لخصومه شأنه شأن الأحزاب الطائفية اللبنانية الأخرى (ص 301). لم يوضح لنا ماكهيوغو موقفه هنا، كما لم يوضح قبله نك كليغ، الزعيم السابق لحزب الليبراليين الديمقراطيين مواقفه عندما عمل كنائب لرئيس حكومة قادها زعيم حزب المحافظين السابق ديفيد كاميرون خصوصا عندما غزت الدول الغربية (بقيادة أمريكا وبريطانيا) ليبيا وخضعت لمشيئة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون ومشروعها ومشروع معاونيها المؤيدين لإسرائيل في المنطقة ولسياسة الفوضى الخلاّقة. وبالتالي، لم نفهم إذا كان دخول حزب الله في النظام اللبناني وتحوله إلى حزب يطالب بإصلاحات اقتصادية واجتماعية إيجابي أم سلبي؟ ولا إذا كان تحريض السعودية المجموعات اللبنانية المؤيدة لها في لبنان والمنطقة على توقيد الصراعات الإقليمية والطائفية هما أمران جيدان أم سيئان؟ قد يساعدنا الزعيم الجديد للحزب الليبرالي الديمقراطي الذي ساهم في تمرير صفقات أسلحة بريطانية ـ إسرائيلية عندما كان وزيراً للتجارة في حكومة كاميرون في فهم هذا الأمر. فقد وجّه فينس كايبل (الزعيم الجديد) الحزب في وجهة مناقضة تماماً لما كانت عليه في أيام الزعماء السابقين للحزب ديفيد ستيل ومنزيس كامبل والراحل تشارلز كنيدي. ولكن، من الواضح ان ماكهيوغو ليس من مؤيدي القيادات المتواطئة مع إسرائيل وأمريكا والدول الاستعمارية في حزبه ولا من المنحازين ضد العرب في الأحزاب البريطانية الأخرى، فقد كانت له مواقف محترمة في المنابر البريطانية السياسية في هذا الشأن. إلا ان التحفظ ليس عليه شخصيا، ولكن على التناقض غير المفيد في المواقف في بعض الأحيان لمراعاة أمر ما. الكتاب يشمل قسمين، الأول يتحدث عن نشوء الإسلام، قبل الانقسام السني الشيعي، ثم عن الصراعات في الإسلام في مرحلة النبي (صلعم) وما بعدها إلى العصرين الأموي والعباسي. وخلال الخلافة الأموية حيث انطلق الصراع بين أبناء الخليفة الرابع علي ابن ابي طالب ومعاوية بن ابي سفيان وابنه يزيد ومن تلاهما. كما يتحدث الفصل السادس من القسم الأول عن كيفية تحوّل إيران من اعتناق المذهب السني إلى المذهب الشيعي. وهذا الفصل ذو أهمية كبيرة، لانه يؤكد دور العوامل السياسية وليس الدينية في هذا المجال. في القسم الثاني، هناك فصول أخرى شديدة الأهمية (غير الفصول التي تحدثنا عنها) فالفصل التاسع عن السنة والشيعة ما بين الحربين العالمية الأولى والثانية فصلٌ شديد الأهمية بدوره. يقول ماكهيوغو في الصفحة (206) من هذا الفصل ان سياسة دولة فرنسا الاستعمارية خلال مرحلة الانتداب الفرنسي كانت دائما تحاول فصل الأقليات عن الأكثرية. وبما انها (أي فرنسا) تسلمت دفة قيادة الانتداب في سوريا ولبنان بعد الحرب العالمية الأولى، فقد حاولت خلق انشقاق بين الأكثرية السنّية (خصوصا في سوريا) وهذه الأقليات (العلوية، الدرزية، المسيحية). وبعد حصول سوريا على استقلالها بانتهاء الحرب العالمية الثانية، حظيت القيادة السورية المستقلة على تأييد الأقليات والأكثرية فيها رغم ان العلويين والدروز والإسماعيليين لم يشكلوا أكثر من 16 في المئة من السكان. ويوضح الكاتب ان الانقسامات الطائفية تصاعدت في سوريا في مطلع وخلال السبعينيات من القرن الماضي وحتى الساعة (ص 206 ـ 207). ويشير ان الفرنسيين كانوا يسعون إلى إنشاء دولة يسيطر عليها الموارنة المسيحيون في لبنان، برغم من ان مسلمي لبنان (وبعض المسيحيين من الطوائف الأخرى) فضّلوا خياراً أكثر تنسيقاً مع المحيط الإقليمي، بعد الاستقلال. ويؤكد ماكهيوغو أن المواطنين العرب السنّة والشيعة في المنطقة، بعد الحرب العالمية الأولى، تعاونوا بشكل كبير مع بعض، وحاولا تجنب هيمنة الاستعمار البريطاني والفرنسي عليهما (ص 207). وحاولت الجهات الاستعمارية باعتراف المندوبة البريطانية للاستعمار في المنطقة غير ترود بيل (في عشرينات القرن الماضي) دق الأسفين بين السنّة والشيعة في العراق وسوريا. وما زالت، حسب المؤلف مثل هذه العمليات جارية حتى الساعة. وقد توحّدت القيادات السنية والشيعية العربية في تلك الحقبة في إحدى المراحل لتأييد حكم الشريف حسين في المنطقة (ص 210) وحاولتا بشتى الوسائل تفادي استمرار الهيمنة الاستعمارية البريطانية ـ الفرنسية على المنطقة. ولكن الأمور جرت (لاحقاً) حسب رغبة القوى الاستعمارية وفشلت كل المشاريع التوحيدية سياسياً وطائفياً لأن هذا الأمر لم يكن في مصلحة قوى الاستعمار. كما ثبتت هيمنة آل سعود على الرقعة الجغرافية التي تشكل حاليا المملكة السعودية على حساب خصومهم آل الرشيد (ص 216) وذلك بالتعاون مع العلماء الدينيين الوهابيين مما وضع أهل الشيعة السعوديين في موقف صعب جداً رغم محاولات الملك السعودي السابق عبدالله بن عبدالعزيز التفاوض معهم لتحسين أوضاعهم (ص 217). مهما كانت التحفظات إزاء بعض المواقف في هذا الكتاب فإنه يبقى قيماً، حاول كاتبه قدر المستطاع اعتماد الموضوعية وتقريب وجهات النظر وترطيب الأجواء المحتقنة في المنطقة حاليا. John Mahugo: «A Concise History of Sunnis and Shiai» Al Saqi Books, London 2017 347 pages الخلافات السياسية يمكن تجاوزها إذا توقفت حملات إشعالها جون ماكهيوغو في «تاريخ مقتضب للسنّة والشيعة»: سمير ناصيف |
لغة طازجة بين إيقاعات التفعيلة وهمس النثر Posted: 28 Oct 2017 02:10 PM PDT ليس غريباً في الحقيقة، لكنه مدهش بحق، أن يفتتح الشاعر البحريني قاسم حداد ديوانه الجديد « ثلاثون بحراً للغرق» بقصيدة يخاطب بها الملك الأسطوري آرثر، مستلهماً مساواة الفرسان خلف الطاولة المستديرة، تحت سقف يوتوبيا كاميلوت. ولكن بلغة زرقاء محلقة بأجنحة زرقاء في فضاءات زرقاء، هي ما يمكننا الشطح قليلاً بتسميتها لغة يوتوبيا ديلمون ــ البحرين، جنة البشرية الأولى، حيث: «الأسود لا تقتل أحداً، والذئب لا يلتهم الحَمَل الوديع» كما جاء في أسطورة جلجاميش. وكما يجيء في قصيدة «اسمع يا آرثر»: «لسنا رعاياك/ ونوشك أن نسأم منك/ وأنت تمد المدى للصدى/ تبالغ في ثقتك بصبرنا عليك/ لن ندخل حروبك/ لا نصغي لطغيان الفتوى/ وأصوليي الحانات/ لست إلهاً/ لسنا عبيداً/ لأقدامنا أجنحة تكفي/ وطيشنا بلا حدود»… وليس غريباً على نافذة هذا الافتتاح، الساطع بحكمة القارعة على من يغلق أذنيه عن «قهقهة الموتى»، أن يوجه الشاعر تحيةً للمناضل الديمقراطي البحريني عبد الرحمن النعيمي، وأن يمد بساط خطابه الكاشف شاشةً أمام الإنسان، تعرض له مصيره الترابي، ومصير قصوره وخيله ونسائه من بعده، مهما علا، ملكاً واقعياً أو مهدياً منتظراً مجسداً، تحت سلطة حكمة دستور تدوير الطاولة، وضلال ظن أن «سيوف الفرسان المصقولة بالمبارزات، كافية لترويض شكيمة شعب خصه الله بالبحر». ديوان شعر «ثلاثون بحراً للغرق» كتاب مشرع بزرقة البهاء، مكتوبة قصائده بلغة طازجة دائماً وغير مستعارة، يزيدها الإيقاع المتنوع بين غنائية التفعيلة العالية، وهمس النثر الذي يمد أذرعته جسوراً لوصل الإيقاعات، سواء في القصائد المنفصلة أو داخل القصيدة الواحدة، تميزاً خاصاً بالشاعر. وحداد لا يأبه بكسر الوزن داخل المقطع، أو بافتتاحه بخطوات نثر تتسارع إيقاعاً مفعلاً راقصاً، مثل انسياب صفحة البحر التي تنشق بغتة عن دلافين نراها قافزة في رذاذ ضوء الشمس الصريحة، ومتلاففة متراشقة داخل نور الزرقة الخفيضة المندهشة. ولننظر بثقة تشبه ثقة الشاعر بإيقاعاته، «ناحية حانة الذئب» كمثال: 4 ــ «تفتح الشمس بوابة الغيم يوم الأحد قبلها.. لا أحد.. .. مثلها ينتمي للحديقة أو يحتمي بالأبد» 5ــ ـ رسمت الطفلة طفلتها في زجاج الفرح وبكت عندما طفق العابرونَ يمرون في غفلةٍ ثم ينسون أطفالهم في رصيف المرح»… ولن يُضر سليقتنا الشعرية، بطبيعة الحال، دخول ساحة رقص الشعر بخطوة جملة النثر: «رسمت الطفلة طفلتها»، فنحن نرقص ونواصل الرقص بفرح غامر، على امتداد 29 قصيدة متنوعة بين قصيدة النثر، وقصيدة التفعيلة، والقصيدة المتراكبة بين النثر والتفعيلة الموحدة، وبين النثر والتفاعيل المختلفة. ولكن دائماً بشطح الدراويش في «سديم الفلك» و«كما يفعل الله من دون قصد»، حيث لا مكان للعقل في بحر وغابة لغة حداد، المتراكبة الحارقة لوصلات الحياة اليومية، والملقية بنا دفعة واحدة من على جسر الشعر الشاهق، لكن بحبل كَسْر الخوف الذي يمسك أقدامنا ويعيدنا إلى الأعلى، نفضاً بنشوة صراخ الأجنحة المحلقة: «هناك.. هناك.. في مهب الجنة حيث يفيض العسل الكثيف يركع ناسك مشبوق يصقل ما تقدم من ذنبه وما تأخر ينتابه الترنح لفرط الله ويجهش في بكاء من نالته الشهوة العفيفة يتهدج في خشوع من تضرعته الآلهة»… وما دمنا غارقين في ثلاثين بحراً من لغة حداد، وبـ «معنى الروح الخاص بالشاعر في الجسد اللغوي الحي الممتد عبر الكتابة المترامية الأطراف» كما عبر في مقابلة معه، فإننا سنكتشف خلال انحباس أنفاسنا أن هذه اللغة لا تحمل المعنى أداة نقل، بل تهصره لتنصهر في تلون وجوهه حتى غياب التأويل، وتتحول إلى حياة تتنفس وتنبض وتخلق، كأنها الريح نفسها، النار نفسها، الفراشة نفسها، والعاشقة التي تضوع كذلك: «خذ ما تبقى يشعل القنديل في أحلامك الفصحى فلا يجتاحني صمت لديك أنا البعيدة في حوارك خذني، سيأخذني جحيم النوم عنك وخذ بقايا رغبة القاموس في تفسير نارك»… ويبدو أننا في هذا الغرق سنسعد بتنفس القصيدة المهداة إلى زوجته موزة خليفة الشملان، حيث سيخطفنا البرق الذي يجعل هذه اللغة حية، أي الحب، الغامر بدفئه برد الكون، الحب الذي يسير فيه الشاعر مخطوفاً كصوفي «مغمور بالمعشوقة الصاعدة في معراجها ومشتهاها»، المعشوقة التي «يلهج لها البرتقال بالأزرق، وتتضرع لها المهاوي بتضاريس الأوج»: «ما الذي يشبهك عندما تجلسين على شرفة الكون مأخوذة بالخجل القرمزي تضيئين عالمهم كرماً بلا منة تجرح الروح؟» ويستمر غرقنا في بحار الصور الشعرية، المتلاطمة حباً، وفنوناً، وأحلاماً، وحدائق مشرعة على الكون الذي تهدد بتضييقه وصندقته أوهام السلالات التي تتبادل نصب الفخاخ والشراك، وتزوير الخرائط التي لا تفصح إلا عن «سلالة الغبار»، بإيقاعات الحزن واليأس والأمل والحسرة على بلاد يزرع حواتها من الجانبين الحقل بالأوتاد التي لا يفصح حصادها إلا عن الخيام. ويزيدنا فيض الصداقة والإخلاص، ودفء العائلية في إهداءات القصائد للأصدقاء المكافحين من أجل عالم السواسية، وللزوجة، والابنة والابن والحفيدة، غبطةً مضيئة، تحت عناوين متألقة، تشكل قصائد بحد ذاتها: (الأغاني الصغيرة للأميرة ذات الخيال ــ تنهدات حارس الحلم ــ الكأس في الرأس ــ رقصة طائشة ــ قلب لتحيا قلبان لكي تحب ــ خذني أموت على يديك ــ معراجكِ ومشتهاكِ ــ سديم الفلك ـــ الأقداح المعبوبة حتى الثمالة ــ يوزع يقظته على نائمين ــ جرس ينهر الشعوب ــ لكم دينكم وللخارجين الأجلاء دين عليكم…إلخ). ومن الواضح ودون إشغال فكر، تلمس مدى الثقافة العميقة التي تنساب بها العناوين والقصائد. ويبقى لنا أن نختم غرقنا الشعري الجميل بـ «ثلاثون بحراً للغرق»، قصيدة الكتاب المعنون باسمها، والمؤلفة من ثلاثين مقطعاً، زاخرة بفرادة جمال الصور الشعرية المنسوجة بما تحفل به عوالم البحار، أمواجاً وسفناً وشواطئ وقلوعاً ونوارس وأسماكاً ومباهج؛ في غبطة الزرقة التي تمس أصوات نوارسها شغاف القلب، لكن بنذير الرمال المتجرع مر اليأس: ما من أملٍ لا تتخذوا حصناً للحربِ فليس لنا غير الغرق القادم ما دمنا ننسى أسماء البحر الحسنى». ولا يتركنا هذا الختام دون الاعتراف بأنه: لا يمكنك أن تكتب عن شاعرية هذا الكتاب دون أن تخلع ثياب النثر، وتحلق بأجنحة الشعر. قاسم حداد: «ثلاثون بحراً للغرق» منشورات المتوسط، ميلانو 2017 157 صفحة. لغة طازجة بين إيقاعات التفعيلة وهمس النثر مجموعة قاسم حداد الجديدة «ثلاثون بحراً للغرق»: المثنى الشيخ عطية |
هادي زكاك: الوثائقي بات ضرورة محلية وعالمية لفهم المجتمعات Posted: 28 Oct 2017 02:10 PM PDT بيروت ـ «القدس العربي»: مؤخراً حصد المخرج اللبناني هادي زكاك جائزة لجنة التحكيم الخاصة من «مهرجان مالمو للأفلام العربية» في السويد، عن فيلمه الوثائقي «يا عمري». هو أحدث الأفلام التي قدمها مسجلاً فيه لحظات ممتعة أمضاها مع جدته «هنريت». تواصل في تصوير جدته عبر مراحل متباعدة، تبدلت خلالها تقنيات التصوير، كما تبدلت الحياة والـ»تِتا» (الجدة) أيضاً. في جعبة هادي زكاك الفنان حوالي 20 فيلماً وثائقياً استقى أفكارها مما يدور حوله من أحداث متنوعة. ومن خلالها ساهم في حفظ الذاكرة على مستويات عدة منها الإنساني، الاجتماعي، الاقتصادي والسياسي أيضاً. معه كان هذا الحوار: ○ «يا عمري» في 2016 جديد حصادك، نال جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان سويدي. النقاد يقيمون عالياً هذه الجائزة فماذا عنك؟ • ينظر النقاد إلى مثل تلك الجائزة وكأنها ممنوحة منهم. شاركت في المهرجان دون أي توقعات. كانت الجائزة مفاجأة لطيفة. ○ أن تكون مع جدتك في «يا عمري» وفي السويد حيث يكثر المهاجرون قسراً. فهل أيقظت شجناً مكبوتاً لدى الجمهور العربي؟ • مفيد الإشارة أن غلبة الحضور خلال عرض «يا عمري» كان نسائياً. الحضور البارز عربي، وبنسبة أقل سويدي. وفي كل مرة أعرض فيها الفيلم أجده يتحدى ذاته لينطلق من الشخصي إلى العام، بحيث يصل إلى كل مشاهد ويمسه. وهذا ما يحدث، حيث تستفيق موجة من الذكريات. نتذكر الأم، الجدة أو حتى الذات إلى جانب الدموع التي تترقرق من البعض. أعرف البعض ممن حمسهم «يا عمري» لقضاء وقت إضافي مع جداتهم. ومنهم من باشر تصوير العائلة ليحتفظ بذكرى لكبارها كالأب والأم، الجد والجدة. ○ لماذا جدتك؟ • هي «التتا» ولنا معها تواصل كبير إلى جانب جدي. هما والدا والدتي، فجديَ لوالدي متوفيان. شخصياً كانت لي علاقة مميزة جداً بها. في عمر المراهقة تفتحت رغبتي في كتابة «خبرياتها». كنت أحمل دفتري وأذهب إليها. عندما امتلكت آلة تسجيل صار لي حظ الإحتفاظ بصوتها. ولاحقاً كانت لي كاميرا فيديو، وتابعت معها المشوار المصور وأنا في عمر الـ18سنة. ○ جدتك برازيلية من أصل لبناني فماذا عاد بها إلى بلدها الأم؟ • جاءت في زيارة تعارف مع جذورها. قطعت رحلة شاقة في «البابور» الباخرة مروراً بمحطات إيطاليا وفرنسا. في لبنان اكتشفت تلك الصبية الحب والحياة. أتت لتمضي الصيف، وأمضت كامل عمرها هنا. وبالطبع حصدت الندم على قرارها. ○ لماذا؟ • لفتني في حواراتي معها أنها منذ وصلت إلى بلدها الأم لم تجد فيه ما يعجبها سوى جدي. قارنت بيروت بريو دي جانيرو فلم تلق منها إعجاباً. موقفها هذا ترك عندي تساؤلات، فنحن نملك عن بيروت ولبنان صورة جميلة خاصة ما كان قبل الحرب الأهلية. وكان موقفاً فريداً أن يعطيني شخص مسن صورة غير مثالية عن الماضي. ○ متى قررت أن يكون لك فيلم جاهز للعرض عن جدتك؟ • تنقلت في وسائل التسجيل والتصوير كما سبق الذكر وتبعاً للمراحل. في يوم زرتها وكانت في عمر 101 سنة ولم تعرفني، وكانت صدمة كبيرة لي. فأنا أعتبر نفسي رفيق دربها ودائماً أصورها وأحادثها، ولم أبتعد عنها طويلاً كي تنساني، بل كانت ذاكرتها قد بدأت تتعرض للتحول. وفي تلك اللحظة قررت تحويل مشروعي إلى فيلم، في حين كنت أشعر قبلها أني بصدد أرشفة ذاكرة جدتي، ومساعدة مني لها في مصارعة الموت. لكن في لحظة ما صارت الذاكرة محوراً أساسياً. ○ حوارك وتصويرك لجدتك خرج من الشخصي إلى العام فهي حافظة لنسق ثقافي واجتماعي ومديني في الوقت عينه. كم أغنى هذا الفيلم؟ • كان حال لبنان من وجهة نظر جدتي موجوداً في خلفية الفيلم دون أن ندخل في التفاصيل التاريخية، السياسية والاجتماعية. فقد كنت أتابع شخصية جدتي اللافتة بالنسبة لي. وبما أننا في وطن فاقد لذاكرته فهذا المستوى بما هو خلفية موجود في الفيلم، دون أن يشكل أساساً له. في حين أن الخلفية السياسية والتاريخية هي أساس وفي مقدمة بقية أفلامي، كما «كمال جنبلاط ومرسيدس» وسواهما. في «يا عمري» المحور الأساسي هو الإنسان. ○ هل لفتك أن جدتك وقد قاربت المئة عام تنبهك لعدم سؤال المرأة عن عمرها؟ • طبعاً لفتني. الأنثى لديها حافظت على وعيها. وكأن المرأة التي فيها لم تمس. دائماً تهتم بمظهرها، تسرح شعرها وتستقبل الضيوف من فريق العمل بكامل اللياقة والأناقة. وتحرص على الضيافة وشرب السيجارة معهم. بدا الجانب الأنثوي لديها وكأنه صورة رسمية تجب العناية بها. ○ كيف عملت لإشراك المشاهد في ذاكرة جدتك؟ • جدتي صارت جدة الجميع. الروابط لا تزال موجودة في علاقاتنا الاجتماعية والعائلة. وفي خلفية موضوع الجدة نحن حيال وطن يتعرض بشكل متواصل للزهايمر والنسيان. وكما نسيت جدتي الكثير، يواصل المسيرة على درب النسيان. ○ ألهذا السبب تصر على توثيق مواضيع كثيرة في هذا الوطن؟ وما هو دورها المستقبلي في رأيك؟ • أفلام تأتي في سياق محاربة النسيان. كل فيلم يوثق مرحلة، وصور من حياتنا نراها تندثر سواء في الأماكن أو الأشخاص. في وطن يفتقد لكتاب تاريخ موحد تتحول الأفلام الوثائقية التي يقدمها الجميع إلى وثيقة لكل تاريخنا بكافة محطاته. ○ هل ستكون الأفلام بديلاً عن كتاب تاريخ نبحث عنه؟ • لن يكون لنا كتاب تاريخ موحد. التاريخ في مدارسنا عبارة عن مادة تُحفظ وليس مادة للنقاش. ولهذا تتحول الأفلام إلى مساحة للتفكير والحوار. فقد سبق وقدمت فيلما بعنوان «درس في التاريخ». ○ قدمت أفلاماً من واقعنا السياسي كما «هاني مون 58، أصداء سنية، أصداء شيعية وغيرها». هي عناوين إشكالية فماذا حصدت منها؟ • في الأساس هي حاجة شخصية وشغف. وكذلك مبرر لأتمكن من متابعة العيش في هذا البلد. هي عملية كفاح وصمود وليس بالضرورة التوصل لنتيجة. أدرك تماماً من خلال مقاربتي للتاريخ أن أمراً لن يتغير. شخصياً هي كفاح كي لا أستسلم. وعلى الصعيد العام عملية خرق بسيطة وخجولة أدرك محدودية تأثيرها. ليس للفيلم الوثائقي حضوره الجماهيري، لكنه حاز فسحة عرض في سينما متروبوليس، والجمهور إلى ازدياد. لهذا ثمة أمل في خرق يترافق مع جهود المخرجين الذين يقدمون هذا النوع من الأفلام. ○ وكيف ترى كأستاذ جامعي أثر هذا النوع من الأفلام على طلاب الفنون؟ • فتحت هذا الأسبوع مع طلابي موضوع الحرب الأهلية من خلال أفلام الجيل المؤسس في لبنان من مارون بغدادي، برهان علوية، جوسلين صعب وجان شمعون. أفلام هذا الجيل عرّفت الطلاب إلى مدينة لم يعرفوها من قبل. فالمدينة الحالية مختلفة تماماً. إذاً هذه الأفلام تشكل مرآة لفهم الواقع، وربما تساعد في فهم معنى الإلتزام السياسي، وفهم معنى التبعية للأحزاب والرموز نفسها التي أشعلت الحرب وتعمل للسلام. هذا ما نعيشه في يومياتنا دون إدراك لجذوره. ○ في فيلمي «أصداء شيعية… وسنية» اقتربت من برميل بارود جاهز للإشتعال بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. كيف تمكنت من ذلك؟ • دخلت إلى المساحة المشتعلة بعد أن سألت نفسي لو كنت مخرجاً في الحرب الأهلية كيف كنت سأتعامل مع الموضوع؟ بين 2005 و2006 شهدنا حرباً أهلية غير معلنة، ومفاعيلها لم تنته بعد، بل تمددت في المنطقة العربية في مجملها، وتتغذى جيداً. لهذا سميت الأمور بأسمائها. في هذين الفيلمين بحثت أيضاً عن مصير الشخص غير المنتمي طائفياً، وعن العلماني مثلي. وسألت لماذا يوضع في هذا القفص؟ ○ تصر على اختيار موضوع يجيب على أسئلتك؟ • هي مخاوف شخصية أسعى لإجابات عنها عبر الشخصيات التي أختارها. وأحياناً أنزل إلى الأرض بحثاً عن جواب. ○ ماذا عن السؤال في أصداء سنية وشيعية؟ • من أصعب ما يكون. الشارع كان محقوناً، ولا ثقة بين الناس. أنجزت الفيلمين قبل أشهر من 7 أيار/مايو سنة 2008 حين كان الإنفجار الفعلي والجواب على توقعاتي. تضمن الفيلمان الكثير من التفجير عبر المفرقعات. ○ لماذا استحضرت أحداث سنة 1958؟ • «هاني مون 58» ناتج عن كوننا نسى. حرب ستة 1958 المنسية شكلت تمريناً لحرب أطول بدأت سنة 1975. ونحن متواطئون مع الاستسهال وسريعاً نضع اللوم على طرف خارجي. وإن كنا أدوات للخارج، فالمصيبة أكبر. ○ يتيح لبنان بحراً من العناوين لأفلامك إليس كذلك؟ • في كل بحث أقوم به لتنفيذ فيلم ما تطالعني أفكار لأفلام لاحقة. خلال أبحاثي في أرشيف يمتد لـ60 سنة للبدء بفيلم «مرسيدس» برزت مرحلة الخمسينيات والحرب التي تخللتها. الأحداث تتدافع، وكل فيلم يغذي ما سيليه. ○ »كمال جنبلاط الشهيد والشهادة» لماذا هذا الإختيار الوحيد من بين وجوه الحرب الأهلية؟ • أهتم بشخصه من منطلق رومانسي يساري، بأفكاره وأسلوب حياته، والجانب الروحاني لديه. جوامع مشتركة كثيرة نلتقي عليها. صعب التحدث عن شخصية لبنانية أخرى سواء من الذين صنعوا الحرب أو سواهم. كمال جنبلاط حالة خاصة من خلال مشروع الحركة الوطنية للإصلاح، التي بقيت حلماً. ومن خلاله رحت صوب حلم لم يتحقق. ○ وماذا في جعبتك بعد؟ • «يا عمري» يتابع جولته في العالم وقد حصد حتى الآن ثلاث جوائز. هي جوائز مشجعة، بعضها مالي. وما نلته منها مادياً شكل عنصراً مساعداً لإنتاج فيلم «يا عمري». ○ دائماً تبحث عن منتج؟ • أسسنا مع زملائي شركة تتولى إنتاج أفلامنا المستقلة واسمها «زاك فيلمز» وهم مديرة التصوير، ومهندس الصوت، والمونيتر وكاتب السيناريو. ○ ستبقى مثابراً على الأفلام الوثائقية؟ • حتى اللحظة نعم. في السنوات الـ15 الأخيرة حقق الوثائقي حضوراً لبنانياً، وتأكدت أهميته عالمياً بعد أحداث 11 ايلول/سبتمبر 2001 لفهم المجتمع بشكل عام. وللفيلم الوثائقي انتشاره مع وجود محطات فضائية. الهاتف الذكي الذي بات يتميز بجودة أعلى وكلفة أقل في خدمة التوثيق. وعدد المهرجانات في العالم العربي يتزايد، إضافة لصناديق الدعم للسينما. جميعها عناصر ساهمت بدور كبير للفيلم الوثائقي، وأدت لتناقص الفروق بينه وبين الروائي. حلمي المقبل العمل على «فيلموغرافيا». هادي زكاك: الوثائقي بات ضرورة محلية وعالمية لفهم المجتمعات «يا عمري» يوقظ في السويد موجة ذكريات وينال جائزة زهرة مرعي |
الفنانة زينب تليلي غالي في معرض «سمفونية تصويرية»:جمال المرأة قيمة فنية ولغة عالمية Posted: 28 Oct 2017 02:09 PM PDT تونس ـ «القدس العربي»: بين الثامن والعشرين تشرين الأول/أكتوبر افتتحت الفنانة التونسية زينب تليلي معرضها الفني الثالث في قاعة «رواق الفنون» في مدينة سيدي بو سعيد تحت عنوان «سيمفونية تصويرية» يضم خمسين لوحة ذات أحجام وتوجهات ومدارس مختلفة. ومدينة بو سعيد معروفة باحتضانها الفن وانتشار دور العرض ومدارس الموسيقى والمتاحف. إنها درة المدن التونسية ذات الموقع السياحي والتاريخي المتميز قرب قصر قرطاج الرئاسي، حيث يعانق الجبل البحر وتختلط ألوان البيوت الزرقاء والبيضاء بزرقة البحر وخضرة الشجر. ولا غرابة في قرار منظمة التربية والعلم والثقافة «يونيسكو» بوضع سيدي بو سعيد ضمن المواقع التراثية العالمية للمحافظة على طابعها المميز. دعت الفنانة زينب تليلي «القدس العربي» للاطلاع على المعرض بعد أن التقت الصحيفة بها على هامش معرضها الثاني مع مجموعة من الفنانات التونسيات في مقر الأمم المتحدة في اذار/مارس من العام نفسه بمناسبة اليوم العالمي للمرأة. الفنانة زينب تليلي صيدلانية من حيث المهنة، ودخلت عالم الرسم متأخرة ولكنهت تفرغت تقريبا للرسم. في المعرض الذي افتتح من قبل المسؤولين في البلدية وجهمور من المواطنين والمدعوين، عديد من اللوحات التي تظهر جمال المرأة التونسية والأفريقية بشكل عام. إذ إنها ترى في جمال المرأة مادة غــنية للفنان كي ينقل هذا الجمال من الشخص نفسه إلى لوحة فنية تتحول إلى لغة عالمية توصل رسالة الجمال بكل سهولة وتقبل واستحسان. «أركز على العيون والوجه لأنهما ينقلان المشاعر والأحاسيس. كل لوحة تعبر عن مشاعر وأحاسيس أمام جمال الوجه والعنق والحلي والحناء والوشم والملابس وخاصة التقليدية» قالت معلقة على لوحتين جميلتين لوجهين تونسيين. الأصالة والحداثة تجدهما يمتزجان معا في هذه اللوحة المسماة «الأمومة الحاضنة» والتي فازت بالجائزة التقديرية الأولى في معرض الأمم المتحدة في اذار/مارس الماضي. «إنها حكاية فتاة حقيقية صورها الفرنسيون عام 1900 وهي تخدم معهم وأعطوها بعض النقود مقابل الصورة وكانت في الصورة الأصلية مكسورة العيون من الخجل». يضم المعرض عددا من اللوحات الفنية لنساء افريقيات للتعبير على أن جمال الإنسان ليس له علاقة بلون البشرة كما تؤكد تليلي. الإنسان عبارة عن مشاعر وتناسق وإبداع. أما غزارة الألوان فتعبر عن الفرح والتنوع والأمل وخاصة اللون الأزرق الذي يتكرر في لوحات زينب بسبب التأثر بألوان بيوت تونس المشهورة بهذا اللون وخاصة في مدينة سيدي بو سعيد. وتقول تليلي إنها درست الألوان وتنوعها وقدرتها على التعبير على يد أستاذ وفنان تونسي شهير إسمه طارق فخفاخ، الذي زرع فيها حب تنوع الألوان في الأعمال الفنية. «لقد كنت مولعة بالألوان منذ الصغر ودائما أقارن بينها وأحاول أن أفهم معاني كل لون وكيفية استعماله. يبدو أن لديّ ميولا فنية لاستخدام الألوان حتى قبل أن أبدأ أمارس الرسم». يضم المعرض تشيكلة كبيرة من لوحات زينب الجديدة والقديمة. والتنوع في اللوحات واضح. ففي المعرض لوحتان للكعبة المشرفة ساعة الغروب والطواف حولها «فقد عشت تجربة الحج بنفسي وأثر فيّ هذا المنظر وأحببت أن أنقله للمشاهدين عن طريق الألوان». وهناك عدد آخر من اللوحات التراثية التونسية كالأسواق والمقامات والملابس التقليدية والعادات ومن بين اللوحات الملفتة للنظر لوحة لإمرأة تونسية تطلق زغرودة إبتهاجا لعرس أو مناسبة سعيدة. كما توجد لوحة مميزة ضخمة للأمير عبد القادر الجزائري الذي ثار ضد الفرنسيين نحو 17 سنة عند احتلال الجزائر عام 1830. وإلى جانبها لوحة لحصان أصيل يكاد الشموخ والأنفة والكبرياء تتحول إلى لغة ناطقة في تعابيره. تضم اللوحات الخمسون تنوعا قلما تجده عند فنان واحد. ولو دخل المعرض شخص لا يعرف زينب لظن أن هذه اللوحات المنوعة لعدد من الفنانين. فهناك من يرى أن اللوحات الفنية لرموز ومقدسات دينية لا علاقة لها بلوحات تظهر جمال المرأة ليس فقط في الوجه بل والظهر العاري. ثم تنتقل لترى عددا من اللوحات للورود فالأحصنة الجامحة فالمناظر الطبيعية التي تجمع جمال البحر إلى جمال الجبل. وتقف متأملا في لوحة «الأمومة الحاضنة» وكيف استطاعت هذه اللوحة أن ترد على قهر المستعمر الفرنسي الذي استغل حاجة فتاة ريفية فقيرة ليشغلها خادمة ويطلب منها مكرهة أن ترتمي على الأرض لالتقاط صورة لها. انتشرت الصورة الأصلية كثيرا وثبتت في الذاكرة الجمعية للشعب التونسي رمزا للقهر والاستغلال إلى أن وصلت لتليلي فأعادت رسمها بأبعاد جديدة. فبدل العيون المكسورة منحتها عيون التحدي ثم وضعت بين يديها طفلا لتكسب عطف الناس جميعا على إمرأة مرضعة حاول الفرنسيون أن يحطوا من قيمتها الإنسانية. «لقد أعدت إنتاج الصورة كلوحة فنية وأعطيت الفتاة قيمة فنية عالية بوضع الطفل الرضيع بين يديها ومضيفة إلى عيونها نظرات الحشمة والعفة والبراءة. إنظر إلى عيونها كم تعبر عن الحنان والمحبة لطفلها. كل أم تنظر لصغيرها بحنان طافح. وهذ اللوحة تجعل كل مرضعة في العالم تشعر أنها هي التي في اللوحة». الفنانة زينب تليلي غالي في معرض «سمفونية تصويرية»:جمال المرأة قيمة فنية ولغة عالمية عبد الحميد صيام |
كيف أصبح رونالدو نقطة تّحول في عالم كرة القدم؟ Posted: 28 Oct 2017 02:09 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: كرر النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إنجاز العام الماضي باحتفاظه بجائزة «The best» كأفضل لاعب في العالم من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، للمرة الثانية على التوالي والخامسة في مسيرته، ليُعادل رقم غريمه التقليدي ليونيل ميسي في عدد مرات الفوز بالجائزة ذاتها، التي يتناوب عليها هذا الثنائي منذ عقد من الزمان. يُمكن القول بأن الشخص المتابع أو المُهتم بأخبار الكرة العالمية، كان يفهم ويُدرك جيدا قبل حتى النقاد والصحفيين أن حظوظ الدون هذه المرة كانت أقوى بكثير من ليو ونيمار، رغم أنه حتى نهاية شهر مارس/ آذار الماضي وبداية أبريل/ نيسان، لم يكن ضمن المرشحين لدخول قائمة المنافسين على الجائزة. كيف انقلبت الآية؟ كان واضحا أنه تعامل مع الموسم بشكل اقتصادي مبالغ فيه، لدرجة التطبيق الحرفي للمقولة الشهيرة «لكل مقامٍ مقال». يكفي أنه طوال دوري مجموعات أبطال أوروبا وحتى الدور ربع النهائي، كان في سجله هدفان فقط، وفي تلك الفترة، وصل فارق الأهداف بينه وبين ليو في المسابقة الأوروبية لعشرة أهداف دفعة واحدة، والأسوأ من ذلك، أن صراع هداف الدوري الإسباني (بيتشيشي) كان قد حسمه هداف الليغا على مر العصور. وبدون سابق إنذار، أظهر رونالدو الوجه الخارق المعروف عنه، بعودة مُذهلة تُطابق الصورة والشخصية التي رسمها لنفسه طوال العشرية الأخيرة، بدأت بهدم آليانز آرينا فوق رأس مدربه السابق كارلو أنشيلوتي، ويومها قاد فريقه للفوز بهدفين (من توقيعه الشخصي) مقابل هدف لبايرن ميونيخ في ذهاب الدور ربع النهائي، ثم أضاف «هاتريك» في مباراة الإياب و«هاتريك» آخر في أتلتيكو مدريد. الجائزة تُريد رونالدو في الوقت الذي بدأ يستفيق فيه الدون من سباته الشتوي العميق، كان الريال يسير بخطى ثابتة نحو معانقة الليغا بعد غياب دام خمس سنوات، والمُثير أن مدربه زين الدين زيدان كان يصر على تطبيق مبدأ المداورة، الذي استفاد منه رونالدو كثيرا، وجعله واقفا على قدميه حتى نهاية الموسم، ليقود الميرينغي لسحق يوفنتوس بنتيجة 4-1، منها ثنائية لصاروخ ماديرا، جعلته يعتلي صدارة هدافي المسابقة بفارق هدف وحيد عن ميسي، وهذا جعل الرأي العام يتغير 180 ٪ في غضون أسابيع قليلة، فبعد تزايد مصطلح «المُنتهي» في فترة استراحة رونالدو خلال الأسابيع التي أعقبت تتويجه بنفس الجائزة في يناير/ كانون الثاني الماضي، تحولت النغمة إلى أحقيته بالفوز بالجائزة قبل 3 أو 4 أشهر من إعلان الفائز. هل فعلاً رونالدو الأحق؟ دعونا نتفق أن الجائزة في عهد حاكم الفيفا الجديد إنفانتينو أصبحت أكثر شمولية، بعد خمس سنوات من الشراكة مع صحيفة «فرانس فوتبول» بترك الاختيار لمجموعة من الصحفيين والنقاد المُعتمدين ومعهم بعض المدربين وخبراء اللعبة، قرر الرجل السويسري تعديل النظام لتُصبح المشاركة بنسبة 25 ٪ بالتساوي بين قادة ومدربي المنتخبات العالمية بالإضافة الى تصويت الجماهير والصحفيين، في تغير جذري جديد لمعايير اختيار اللاعب الأفضل التي تتغير دوما بمرور الزمن. وإذا عُدنا بالذاكرة إلى الوراء، وتحديدا منذ اعتمدها من قبل الفيفا في بداية التسعينات وحتى عام 2004، كان التقييم يتم بناء على ما قدمه اللاعب طوال الموسم، ونتذكر الصراع التاريخي بين نيدفيد وشفيتشينكو وزيدان ورونالدينيو وتيري هنري عام 2004، وبعد فترة وجيزة تغير المعيار بناء على البطولات، وهذا ساهم في حصول فابيو كانافارو وريكاردو كاكا على الجائزة عامي 2006 و2007، وأيضا خلق جدلاً لا يُستهان به عندما اُختير ميسي كأفضل لاعب في العالم عام 2010، رغم أن الهولندي ويسلي شنايدر كان يستحق الجائزة، بناء على معيار البطولات، بعدما فاز بثلاثية مع فريقه انتر ميلان الايطالي (بينها دوري الأبطال) ووصل الى المباراة النهائية لكأس العالم. تشكيل المعايير وُجهت انتقادات لاذعة للفيفا و«فرانس فوتبول» (قبل الانفصال)، بتعمد تغيير المعايير حتى تذهب الجائزة لرونالدو أو ميسي لأمور تجارية بحتة، نظرا لما حدث مع شنايدر وبعده إنييستا وتشافي في سنوات مجد إسبانيا، ليأتي هداف ريال مدريد التاريخي ويفوز بالجائزة بطريقة مُختلفة تماما قد تكون نقطة تحول في عالم الساحرة المستديرة وعالم التقييم والحكم على أفضلية اللاعبين في المباريات المهمة، أو بالأحرى في الدقائق الحاسمة. في الوقت الراهن، تبدو طريقة رونالدو هي «موضة العصر»، ومع تزايد تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في عالمنا الحقيقي، أصبحت اختيارات الأفضل تتأثر بالذوق العام، بدليل تزايد انتشار ظاهرة الفرعون محمد صلاح، الذي أنسى المصريين محمد أبو تريكة والخطيب وكل الأباطرة، وأصبح أيقونة كرة القدم بالنسبة لشعبه. الآن هناك مدرسة باسم صلاح في مسقط رأسه في محافظة الغربية، كما أن هناك من يُطالب بإطلاق اسم شارع على اسمه، والفضل لثلاث مباريات أو أربع لعبها في تصفيات المونديال، جعلت فئة ليست قليلة تحكم على مسيرته مع منتخب بلاده على أنها الأنجح في التاريخ، وأنجح من أساطير حققوا بطولات، كل هذا ولم يُحقق المُحترف العالمي ولو بطولة واحدة على مدار 2017 سواء مع المنتخب أو مع روما وليفربول. الذوق العام يحكم مع ذلك هناك مُطالبات بمنحه جائزة أفضل لاعب أفريقي، بفضل طريقة رونالدو الجديدة «التألق في المواعيد الكبرى»، والشيء ذاته تكرر مع بيير إيمريك أوباميانغ قبل عامين، عندما أنهى احتكار يحيى توريه على الجائزة، بدون أن يُحقق بطولة مع بوروسيا دورتموند، غير أنه مع منتخب بلاده الغابون خرج من الدور الأول لكأس أمم افريقيا 2015… وإن فاز صلاح بالجائزة الأفريقية التي لم يفز بها أي لاعب مصري من قبل سوى الخطيب منتصف الثمانينات، ستكون إعلانا رسميا جديدا على أننا في زمن اختيار الأفضل بناء على ما قدمه في الدقائق الحاسمة، أو بمعنى أدق زمن سيطرة الذوق العام وتأثير «السوشيال ميديا» على كل شيء. سجل الفائزين بجوائز الفيفا لعام 2017 شهدت العاصمة البريطانية لندن يوم الاثنين الماضي حفل الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) لتوزيع جوائز عام 2017، والقائمة الآتية توضح الجوائز التي تم توزيعها وأسماء الفائزين بكل جائزة : أفضل لاعب: البرتغالي كريستيانو رونالدو (ريال مدريد) أفضل لاعبة: الهولندية ليكه مارتينز (برشلونة الإسباني) أفضل حارس مرمى: جانلويجي بوفون (يوفنتوس) أفضل مدرب: الفرنسي زين الدين زيدان (ريال مدريد) أفضل مدرب للكرة النسائية: الهولندية سارينا فيغمان (المنتخب الهولندي للسيدات) جائزة بوشكاش لأفضل هدف: الفرنسي أوليفيه جيرو لأرسنال في مرمى كريستال في أول كانون الثاني/ يناير الماضي بالدوري الإنكليزي الموسم الماضي. جائزة الروح الرياضية (اللعب النظيف) : التوغولي فرانسيس كوني جائزة أفضل جماهير: جماهير سيلتك الاسكتلندي تشكيل منتخب العالم لعام 2017 : حراسة المرمى: الإيطالي جانلويجي بوفون (يوفنتوس)، والدفاع: البرازيلي داني ألفيش (يوفنتوس/ باريس سان جيرمان) والإيطالي ليوناردو بونوتشي (يوفنتوس/ ميلان) والبرازيلي مارسيلو (ريال مدريد) والإسباني سيرخيو راموس (ريال مدريد) .والوسط: الأسباني أندريس إنييستا (برشلونة) والكرواتي لوكا مودريتش (ريال مدريد) والألماني توني كروس (ريال مدريد) .والهجوم: الأرجنتيني ليونيل ميسي (برشلونة) والبرتغالي كريستيانو رونالدو (ريال مدريد) والبرازيلي نيمار (برشلونة/ باريس سان جيرمان) . سجل الفائزين بجائزة أفضل لاعب 1991: الألماني لوثر ماتيوس (انتر ميلان) 1992: الهولندي ماركو فان باستن (ميلان) 1993: الإيطالي روبرتو باجيو (يوفنتوس) 1994: البرازيلي روماريو (برشلونة) 1995: الليبيري جورج ويا (ميلان) 1996: البرازيلي رونالدو (برشلونة) 1997: البرازيلي رونالدو (برشلونة) 1998: الفرنسي زين الدين زيدان (يوفنتوس) 1999: البرازيلي ريفالدو (برشلونة) 2000: الفرنسي زيدان (يوفنتوس) 2001: البرتغالي لويس فيغو (ريال مدريد) 2002: البرازيلي رونالدو (ريال مدريد) 2003: الفرنسي زيدان (ريال مدريد) 2004: البرازيلي رونالدينيو (برشلونة) 2005: البرازيلي رونالدينيو (برشلونة) 2006: الإيطالي فابيو كانافارو (ريال مدريد) 2007: البرازيلي كاكا (ميلان) 2008: البرتغالي كريستيانو رونالدو (مانشستر يونايتد) 2009: الأرجنتيني ليونيل ميسي (برشلونة) 2010: الأرجنتيني ميسي (برشلونة) 2011: الأرجنتيني ميسي (برشلونة) 2012: الأرجنتيني ميسي (برشلونة) 2013: البرتغالي رونالدو (ريال مدريد) 2014: البرتغالي رونالدو (ريال مدريد) 2015: الأرجنتيني ميسي (برشلونة) 2016: البرتغالي رونالدو (ريال مدريد) 2017: البرتغالي رونالدو (ريال مدريد) اندمجت جائزة الكرة الذهبية التي تقدمها مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية لأفضل لاعب في العالم مع جائزة الفيفا بداية من 2010 وحتى 2015 . سجل الفائزين بجائزة الكرة الذهبية 1956: الإنكليزي سير ستانلي ماتيوس. 1957: الأسباني ألفريدو دي ستيفانو. 1958: الفرنسي ريمون كوبا. 1959: الأسباني ألفريدو دي ستيفانو. 1960: الأسباني لويس سواريز. 1961: الإيطالي عمر سيفوري. 1962: التشيكوسلوفاكي جوزيف ماسوبوست. 1963: حارس المرمى الروسي ليف ياشين. 1964: الاسكتلندي دينيس لو. 1965: البرتغالي إيزيبيو. 1966: الإنكليزي بوبي تشارلتون. 1967: المجري فلوريان ألبرت. 1968: الايرلندي الشمالي جورج بست. 1969: الإيطالي جاني ريفا. 1970: الألماني جيرد مولر. 1971: الهولندي يوهان كرويف. 1972: الألماني فرانز بيكنباور. 1973: الهولندي يوهان كرويف. 1974: الهولندي يوهان كرويف. 1975: الروسي أوليغ بلوخين. 1976: الألماني فرانز بيكنباور. 1977: الدنماركي ألان سيمونسن. 1978: الإنكليزي كيفن كيغان. 1979: الإنكليزي كيفن كيغان. 1980: الألماني كارل هاينز رومينيغه. 1981: الألماني كارل هاينز رومينيغه. 1982: الإيطالي باولو روسي. 1983: الفرنسي ميشيل بلاتيني. 1984: الفرنسي ميشيل بلاتيني. 1985: الفرنسي ميشيل بلاتيني. 1986: الروسي إيغور بيلانوف. 1987: الهولندي رود خوليت. 1988: الهولندي ماركو فان باستن. 1989: الهولندي ماركو فان باستن. 1990: الألماني لوثار ماتيوس. 1991: الفرنسي جان بيير بابان. 1992: الهولندي ماركو فان باستن. 1993: الإيطالي روبرتو باجيو. 1994: البلغاري هريستو ستويشكوف. 1995: الليبيري جورج ويا. 1996: الألماني ماتياس زامر. 1997: البرازيلي رونالدو. 1998: الفرنسي زين الدين زيدان. 1999: البرازيلي ريفالدو. 2000: البرتغالي لويس فيغو. 2001: الإنكليزي مايكل أوين. 2002: البرازيلي رونالدو. 2003: التشيكي بافل ندفيد. 2004: الأوكراني أندري شيفتشنكو. 2005: البرازيلي رونالدينيو. 2006: الإيطالي فابيو كانافارو. 2007: البرازيلي كاكا. 2008: البرتغالي كريستيانو رونالدو. 2009: الأرجنتيني ليونيل ميسي. 2010: الأرجنتيني ليونيل ميسي. 2011: الأرجنتيني ليونيل ميسي. 2012: الأرجنتيني ليونيل ميسي. 2013: البرتغالي كريستيانو رونالدو. 2014: البرتغالي كريستيانو رونالدو. 2015: الأرجنتيني ليونيل ميسي. 2016: البرتغالي كريستيانو رونالدو كيف أصبح رونالدو نقطة تّحول في عالم كرة القدم؟ دقائق جعلته أفضل لاعب في العالم 2017: عادل منصور |
بعد تألق ناشئيها… هل تصبح انكلترا قوة هائلة على غرار المانيا واسبانيا؟ Posted: 28 Oct 2017 02:08 PM PDT استعرضت الكرة الالمانية خلال الصيف الماضي، مواهبها الكروية وعمق ما تملك، حتى ان مدرب المنتخب يواكيم لوف أراح العديد من نجوم المنتخب الأول، واستعان بنجوم الصف الثاني، ونجح في الفوز بكأس القارات في روسيا، ليملك خيارات من بين أكثر من 45 لاعبا، يستطيعون تمثيل المنتخب في نهائيات كـأس العالم المقبلة في روسيا، بعدما نجح أيضا منتخب الشباب في الفوز بكأس أمم أوروبا. النموذج الالماني نجح في تفريخ العديد من النجوم منذ استضافة البلاد نهائيات مونديال 2006، ليكرر انجاز ما حصدته اسبانيا على مدى العقد الماضي، من تفريخ اكاديمياته الشهيرة، وابرزها «لا ماسيا» التابعة لنادي برشلونة، بفوزها بكأس العالم مرة وبكأس امم أوروبا مرتين. والتقى أمس ناشئو اسبانيا مع نظرائهم الانكليز في المباراة النهائية لكأس العالم لتحت 17 سنة المقامة في الهند، وقد يبدو غريبا أن نجد منتخبا يمثل أرض مهد اللعبة في مباراة نهائية، فانكلترا لم تنتج أي فريق ناجح منذ المنتخب الفائز بكأس العالم 1966، لكن الوضع تغير في العامين الأخيرين، بعدما خطى الاتحاد الانكليزي لكرة القدم خطوات عملاقة في محاولة علاج أسباب الاخفاقات المتكررة للمنتخبات الوطنية، في ظل وجود أثرى دوري محلي في العالم، فأعادت الاستثمار في جذور اللعبة، وافتتحت مركز تدريبات «سانت جورجز بارك» عالي التقنية في 2012، بعد تأخير طال 11 عاما، ليبدأ الاتحاد في جني الثمار والبناء للمستقبل على أسس قوية. فمنتخب الشباب تحت 20 عاما أحرز كأس العالم الصيف الماضي، وقبلها فاز ببطولة أوروبا تحت 19 عاماً، واضاف اليها لقب بطولة تولون الدولية لتحت 20 عاماً، اضافة الى وصوله للمباراة النهائية لكأس اوروبا لتحت 17 عاما، ونصف نهائي كأس امم أوروبا لتحت 21 عاماً، لتشرق الشمس على عالم جديد واعد في الكرة الانكليزية. طبعاً الفوز بكأس العالم للناشئين (تحت 17 عاما) لن يعني ضمان مشاركة لاعبي هذا المنتخب في المنتخب الأول، وضمان تألقه في المحافل الدولية، وخير دليل المنتخب النيجيري الذي أحرز كأس العالم للناشئين 3 مرات خلال العقد الماضي، ولم ينعكس ذلك في المنتخب الاول سوى بالفوز بكأس أمم افريقيا 2013، وفشل بعدها في التأهل الى النسختين التاليتين لكأس افريقيا، لكن في حال المنتخب الانكليزي يبدو ان الامر يسير بتنظيم وتخطيط عال، الى درجة ان الالقاب باتت تتسلسل من الناشئين الى الشباب وفي مختلف البطولات. وتظل المشكلة الأزلية، ان تأخذ هذه المواهب الصاعدة فرصتها مع فرقها المحلية، فكثير من نجوم منتخبي الناشئين والشباب الحاليين مسجلون لنادي تشلسي، ورغم ان فريق الشباب في النادي اللندني أحرز كأس انكلترا للشباب في السنوات الأربع الاخيرة الا انه فشل في تصعيد أي لاعب في الفريق الاول، بل تخلص من كل الصف الثاني والاحتياطيين الذين كان يمثلهم هؤلاء الشباب، اما ببيعهم أو اعارتهم، على غرار تشالوبا (بيع لواتفورد) ولوفتس تشيك (اعير لكريستال بالاس) وسولانكي هداف كأس العالم للشباب تحت 20 عاما الاخيرة وأختير افضل لاعب فيها (بيع لليفربول) وآكي (بيع لبورنموث)، وغيرهم العشرات، ليظل الاسطورة جون تيري الوحيد الذي مثل «البلوز» بتصعيده من أكاديميته في 1998، لكن في المقابل نجد أندية أخرى، مثل توتنهام، على استعداد لاعطاء الفرصة الكاملة لهذه المواهب، ليبرز الهداف هاري كاين وصانع الألعاب المتألق ديلي آلي ولاعب الارتكاز ايريك داير وغيرهم. ورغم نجاح هذه المواهب في الفئات السنية المختلفة، وفوزهم بالألقاب، الا ان لا ضمان أنهم سيرفعون كأس العالم مع المنتخب الأول، لكن المتابع للكرة الانكليزية يدرك ان هناك تحولا هائلا في التعامل مع النشء والمواهب الواعدة بصورة غير معهودة، وهي بالتأكيد ستعود بالنفع عاجلا او آجلا على المنتخب الأول. twitter: @khaldounElcheik بعد تألق ناشئيها… هل تصبح انكلترا قوة هائلة على غرار المانيا واسبانيا؟ خلدون الشيخ |
متى تنتهي سيطرة ميسي ورونالدو على الكرة العالمية؟ Posted: 28 Oct 2017 02:08 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: متى ستنتهي سيطرة كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي على كرة القدم العالمية؟ ومن سيكون اللاعب الذي سيضع نهاية لهذا الاحتكار المزدوج؟ كان هذان السؤالان هما محور حديث الحاضرين مساء يوم الاثنين الماضي في ممرات مسرح «لندن بلاديوم» في العاصمة البريطانية بعد انتهاء فاعليات حفل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لجائزة اللاعب الأفضل في العالم، والتي أثبتت أن عصر رونالدو وميسي لن ينتهي. وتوج اللاعب البرتغالي (32 عاما) في العاصمة البريطانية بجائزة «الأفضل» التي تمنح لأفضل لاعب في العالم للمرة الثانية على التوالي، من خلال تصويت حل فيه منافسه الأرجنتيني الذي يصغره بعامين في المركز الثاني. وإذا ألقينا نظرة على الماضي سيظهر لنا أن نجمي ريال مدريد وبرشلونة صنعا حقبة تاريخية امتدت لعقد من الزمن. وتقاسم اللاعبان الكبيران جميع الجوائز التي قدمت للاعب الأفضل في العالم منذ العام 2008. ومنذ العام المذكور وزعت تسع كرات ذهبية، وجائزتان للفيفا لأفضل لاعب وجائزتان أيضا من فئة «الأفضل»، أي ما مجموعه 13 جائزة: سبعة منها فاز بها رونالدو، فيما فاز ميسي بالبقية. ولا يعتبر هذا من قبيل المصادفة العجيبة، فكلا اللاعبين يتمتعان بموهبة فائقة ويلعبان لصالح ناديين هما الأشهر على مستوى العالم ولا ينازعهما في هذا طرف ثالث. وإذا كان كل ما تقدم لا يكفي كمبرر لسيطرتهما على الجوائز العالمية، فحرصهما الدؤوب على تحطيم الأرقام القياسية في تسجيل الأهداف وفوزهما مجتمعين بلقب دوري أبطال أوروبا سبع مرات في السنوات العشر الأخيرة لا يعدو إلا أن يكون سندا إضافيا لتبرير هذا النفوذ الكبير. وقال الفرنسي زين الدين زيدان، مدرب ريال مدريد، خلال وجوده في لندن يوم الاثنين الماضي متحدثا عن هذه السيطرة الثنائية: «لنرى ماذا سيحدث في المستقبل، ولكن لا يمكنك تغيير هذا في الوقت الراهن، لا أعتقد أن هذه الحقبة ستنتهي هذا العام». وخلال سنوات بزوغ نجم نادي برشلونة كان كل من تشافي هيرنانديز، الذي صعد إلى منصات التتويج أربع مرات، وأندريس انيستا، الذي نال هذا الشرف مرتين، أبرز منافسين لرونالدو وميسي على لقب الأفضل في العالم، هذا بالإضافة إلى ظهور نيمار وأنطوان غريزمان خلال المواسم الأخيرة، بيد أنه لم يتمكن أي من هؤلاء من إزاحة هذين النجمين. ويعتبر نيمار وغريزمان، المولودان في عقد التسعينات، الأقرب للوصول إلى المستوى الفني لرونالدو وميسي، فهما يتمتعان بالموهبة ومحاطان بلاعبين كبار. وارتدى نيمار، نجم المنتخب البرازيلي، مؤخرا قميص باريس سان جيرمان الفرنسي، ويمر بفترة تألق رائعة، فيما يلعب غريزمان بين صفوف أتلتيكو مدريد ووصل في العام الماضي إلى نهائي كأس أمم أوروبا مع المنتخب الفرنسي. وقال رونالدو مساء الاثنين ردا على أسئلة بعض الصحفيين: «نيمار يملك الموهبة التي تمكنه من تحقيق هذه الجائزة ولديه فرصة». «هل ينتهي عصر ميسي وكريستيانو؟»، كان هذا سؤالا وجهه صحفي برتغالي لرونالدو، حيث أجاب نجم ريال مدريد قبل مغادرته مسرح لندن الشهير قائلا: «ينتهي؟ إنه يبدأ». ومن أجل إزاحة كريستيانو رونالدو وميسي من على قمة الكرة العالمية يجب أن يتوافر لمن سيقوم بهذه المهمة القدرة على تسجيل العديد من الأهداف وتحقيق العديد من الألقاب، بالإضافة إلى الشخصية المؤثرة (الكاريزما). ومن جانبه، أضاف المهاجم الإيطالي السابق جانلوكا فيالي، سفير الفيفا في حفل «الأفضل»، لمحة إضافية لهذه المعادلة المعضلة، حيث أكد أن على من يرغب في إنهاء حقبة سيطرة هذين النجمين أن يتحلى بالصبر. وقال اللاعب الإيطالي السابق لأندية سامبدوريا ويوفنتوس وتشلسي: «يجب أن ننتظر حتى يعتزل هذا الثنائي وبعد ذلك سيظهر لاعبون آخرون مثل باولو ديبالا ونيمار ولاعبون صغار آخرون». فيما قال اللاعب البرتغالي السابق نونو غوميش: «على الأرجح سيكون نيمار، إنه أصغر بكثير وسيكون قادرا في السنوات المقبلة على تحقيق التفوق، أعتقد أنه سيحقق الفوز طوال بضع سنوات، هذا مؤكد، ولكن أيضا من المؤكد أنه سيكون من الصعب للغاية الإطاحة بميسي وكريستيانو، إنهما لاعبان من كوكب آخر». وكي نرى شخصا آخر يحرز جائزة اللاعب الأفضل في العالم علينا أن نعيد كرة القدم العالمية عشر سنوات للوراء، فقد كان البرازيلي كاكا آخر من حصل على جائزة الفيفا والكرة الذهبية في 2007 قبل بداية حقبة سيطرة ميسي ورونالدو. وفي الوقت الراهن، لن تكون الجائزة الفردية القادمة هي التي ستضع حدا لهذه السيطرة. ومن المرجح أن تكون الكرة الذهبية التي ستقدمها مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية قريبا من نصيب رونالدو إلا إذا وقعت مفاجأة كبيرة. لكن هل لن يسأم عالم كرة القدم من رؤية الوجوه نفسها؟ وأجاب فيالي عن هذا التساؤل قائلا: «إذا كنت تستيقظ صباحا وترى نفس الوجه الجميل لزوجتك بجانبك، هل يسأم أحد من هذا؟ إذا استمرا في اللعب على هذا المستوى، فلن يكون الأمر مملا». متى تنتهي سيطرة ميسي ورونالدو على الكرة العالمية؟ |
كارباخ الأذري… من أتون الحرب إلى مجابهة الكبار في دوري أبطال أوروبا! Posted: 28 Oct 2017 02:08 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: يخوض نادي أتلتيكو مدريد الأسباني بعد غد الثلاثاء مباراة فاصلة في دوري أبطال أوروبا ستحدد مصيره هذا الموسم في هذه البطولة القارية الكبيرة. وكانت المباريات الأخيرة الحاسمة للنادي الأسباني في البطولة الأوروبية أمام أندية من العيار الثقيل مثل بايرن ميونيخ أو ريال مدريد أو برشلونة، ولكن منافسه في مباراة الثلاثاء هو نادي كارباخ الأذربيجاني المتواضع الذي يرتبط تاريخه بالصراعات والحروب التي نشبت بعد تفكك الاتحاد السوفياتي. وخاض الفريق الأذري هذا الموسم غمار منافسات بطولة دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه ووصل بعد مرحلتين من دور المجموعات الى رصيد خال من النقاط، كما استقبلت شباكه ثمانية أهداف وسجل هدفا وحيدا، لكنه في الجولة الثالثة، نجح في تسجيل صفحة ناصعة في تاريخه، عندما حقق أول نقطة، بتعادله السلبي مع العملاق الاسباني أتلتيكو مدريد. وكاد هذا الفريق أن يحقق التعادل في المرحلة الثانية أمام العملاق الإيطالي روما، ولكن المباراة انتهت بفوز الأخير 2/1. وقال مدرب كارباخ، غوربان غوربانوف: «لا يوجد فريق نخشى منه، دائما ما كنا نرغب في المشاركة في هذه البطولة، ونحن سعداء بالتواجد هنا». وأصابت فرحة جنونية جماهير أذربيجان عقب فوز كارباخ على كوبنهاغن في الجولة الأخيرة من الدور التمهيدي لدوري أبطال أوروبا ومن ثم تأهل الفريق إلى دور المجموعات. وقال غوربانوف عقب تلك المباراة: «نحن نلعب من أجل جماهيرنا وهذا الانتصار سيساعدنا على أن نكون أكثر قوة». وبعد ذلك الانتصار التاريخي بيوم واحد استقبل لاعبو كارباخ كالأبطال في باكو، عاصمة أذربيجان الواقعة على ساحل بحر قزوين. ويمكن تفهم هذه الفرحة العارمة لجماهير أذربيجان بالتأهل لدور المجموعات في دوري أبطال أوروبا إذا نظرنا إلى تاريخ النادي الذي يعتبر رمزا للكفاح. ويلعب الفريق الأذري بعيدا عن مقره التاريخي بمدينة أغدام منذ العام 1993 بسبب الصراعات الدموية التي ضربت إقليم ناغورني كارباخ، الذي تتصارع أذربيجان وأرمينيا من أجل السيطرة عليه. وأعلن هذا الإقليم في نهاية العام 1991 استقلاله عن أذربيجان من دون أن يحظى باعتراف أي دولة ولا حتى أرمينيا. وخلال الفترة الممتدة من 1988 إلى 1994، شهد إقليم ناغورني كارباخ حربا بين أرمينيا وأذربيجان أوقعت نحو 30 ألف قتيل وأدت إلى نزوح مئات آلاف الأشخاص غالبيتهم من الأذربيجانيين. ووقعت مدينة أغدام في 1993 بيد الانفصاليين ليبدأ ما يقرب من 30 ألف مواطن في النزوح أو يتم طردهم من منازلهم لتتحول المدينة إلى بقعة مهجورة. وعقدت هدنة في العام 1994 أنهت المواجهات العسكرية، ولكن الاشتباكات بين الطرفين من حين لآخر استمرت حتى يومنا هذا، حيث لقي في نيسان/ أبريل 2016 120 شخصاً حتفهم جراء هذه المعارك. ولذلك أصبح مقر كارباخ، حامل لقب الدوري والكأس في أذربيجان، في العاصمة باكو وليس أغدام. وحل أتلتيكو مدريد ضيفا قبل اسبوعين على كارباخ في الملعب الأولمبي للعاصمة الأذربيجانية باكو، الذي يتسع لـ70 الف متفرج ويستضيف بطولة كأس أمم أوروبا 2020. وقال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في لقاء مع لاعبي كارباخ عقب تأهلهم لدوري أبطال أوروبا: «رغم أن مدينة أغدام محتلة، احتل ممثلوها أوروبا، هذا يدلل على أن الشعب الأذربيجاني لن يقبل أبدا بالاحتلال». وأضاف: «لا نفوز فقط في المعارك ولكن أيضا في الملاعب الرياضية». ومنح علييف جائزة مالية تقدر بمليوني مانات (العملة الوطنية لأذربيجان) لكارباخ بعد أن حسم هذا الأخير بطاقة التأهل لدور المجموعات للبطولة الأوروبية. وبالإضافة إلى هذا الدعم المالي الحكومي للدولة الغنية بثروتها البترولية، يعتمد نادي كارباخ على الراعي الرسمي له وهي شركة أغذية تسمى «أزيرسون». ويعتبر كارباخ أحد أعرق الأندية في أذربيجان وفاز بخمسة ألقاب ببطولة الدوري المحلي وستة ألقاب في الكأس، كما شارك في بطولة الدوري الأوروبي، ثاني أهم البطولات بالقارة الأوروبية. ومن أبرز نجوم هذا النادي النرويجي طارق اليونسي والروسي راميل شيدايف، وهما مهاجما الفريق. وقال شيدايف (21 عاما) في تصريحات لموقع «ازيري سبور دوت كوم» على الانترنت قبل مباراة الفريق الأولى في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا أمام تشلسي: «الجميع يقولون أننا لا نحظى بأي فرصة ولكن في كرة القدم كل شيء قد يحدث». وطوى لاعبو كارباخ صفحة هزيمتهم الثقيلة أمام تشلسي بسداسية نظيفة ويستعدون لمواجهة أخرى مع أتلتيكو مدريد، الذي يحتاج بشكل ملح إلى تحقيق الفوز في هذه المباراة بعدما احتل المركز الثالث في المجموعة الثالثة برصيد نقطتين. وكاد الفريق الأذري المجهول أن يحقق مفاجأة كبيرة في مبارياته الاوروبية السابقة وسيحاول مرة أخرى تحقيق هذا أمام النادي المدريدي، وصيف بطل أوروبا عامي 2014 و2016. وقال قائد كارباخ رشاد داديغوف، الذي تثور الشكوك حول إمكانية مشاركته في مباراة الثلاثاء: «أثق دائما في فريقنا وفي تحقيق نتيجة جيدة». كارباخ الأذري… من أتون الحرب إلى مجابهة الكبار في دوري أبطال أوروبا! |
كابوس أتلتيكو… المهاجم الرقم تسعة والعقم التهديفي معضلة تهدد أحلامه هذا الموسم Posted: 28 Oct 2017 02:07 PM PDT مدريد ـ «القدس العربي»: جاءت بطولة كأس إسبانيا لتسلط الضوء على المشكلة الحقيقية التي يعاني منها أتلتيكو مدريد والتي تتمثل في غياب رأس الحربة أو اللاعب الرقم تسعة القادر على تسجيل الأهداف. وما يزيد الأمور تعقيدا أن الفريق المدريدي لم يتمكن من إخفاء هذه المشكلة حتى أمام فريق من دوري الدرجة الثالثة في إسبانيا. واكتفى أتلتيكو مساء الأربعاء الماضي بالتعادل 1/1 مع المتواضع ألشي في مباراة أثبتت مرة أخرى أن القطب الكروي الثاني للعاصمة الإسبانية يخطو فوق رمال متحركة. وعاد أتلتيكو، في ظل غياب أنطوان غريزمان للراحة وكيفين غاميرو وتراجع مستوى فيرناندو توريس ولوشيانو فيتو، مرة أخرى ليعيش ليلة كئيبة بعد إخفاقاته المتكررة في الفترة الأخيرة. وسدد أتلتيكو مساء الاربعاء 18 مرة على المرمى ليسجل هدفا وحيدا، فيما ارتطمت الكرة مرة واحدة بالعارضة. وجاء الهدف عن طريق المدافع خوسيه خيمنيز، بينما كان صاحب التسديدة التي ارتدت من العارضة لاعب الوسط المدافع توماس بارتي. وطبقا للإحصائيات الأخيرة، فإن أتلتيكو يحتاج إلى 3.69 تسديدة ليسجل هدفا، وهو ما يعد المعدل الأسوأ له خلال حقبة المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني، المدرب الذي كان دائما يشدد على أهمية الفاعلية الهجومية وتحويلها إلى سمة أساسية ثمينة لطريقة لعب فريقه. وبعيدا عن غريزمان، الذي سجل ثلاثة أهداف هذا الموسم، كان غاميرو المهاجم الوحيد في أتلتيكو الذي قدم شيئا مميزا، لكنه لم يحرز سوى هدف واحد. وأحرز غاميرو هدفه الوحيد في الجولة الأخيرة من الدوري الإسباني على ملعب «سيلتا فيغو»، ليمنح فريقه فوزا ثمينا. وعلى الجانب الأخر، لم يفتتح توريس وفيتو حتى الآن مشوارهما مع الأهداف هذا الموسم، ولا يحظى أي منهما باهتمام كبير من سيميوني، كما أنهما أمام ألشي أثارا الكثير من الشكوك. ولم يقم توريس طوال المباراة سوى بتسديدة رأسية صريحة في اتجاه المرمى أمسكها حارس ألشي بكل سهولة. وقال سيموني: «لم نكن حاسمين أمام المرمى ولكن يجب أن نتحلى بالإصرار، لقد سنحت لنا بعض الفرص وهذا شيء جيد، دائما ما كنا قريبين من الفوز». وترك أتلتيكو، بسبب عقمه التهديفي الباب مفتوحا أمام كافة الاحتمالات في مباراة العودة أمام فريق يلعب ضمن الدرجة الثالثة. وقد تتسبب هذه السلبية وغياب عنصر الحسم في مشاكل ضخمة لأتلتيكو في مباراة الإياب، فقد سنحت لإلشي فرص للتسجيل أيضا وكادت أن تقوده للفوز في الشوط الثاني. وأضاف سيميوني قائلا: «يجب أن نتحلى بالصبر حتى نكتسب الثقة ويصبح تسجيل الأهداف شيئا طبيعيا». وفي الكواليس لا يزال يختبئ المهاجم الأسباني دييغو كوستا، الذي سيبدأ مشواره مع أتلتيكو في كانون الثاني/ يناير المقبل مع انتهاء العقوبة المفروضة على النادي من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، والتي تحرمه من تسجيل لاعبين جدد بسبب تورطه في مخالفات تتعلق بتعاقداته مع لاعبين قاصرين. وعلى ضوء الواقع الحالي للنادي الأسباني، تعد جماهير أتلتيكو الأيام حتى موعد عودة مهاجمها المفضل. وحتى ذلك الحين، يتعين على أتلتيكو أن يتكيف ويتأقلم مع واقعه الحالي، وهذا لن يحدث إلا إذا قام بتحسين أدائه أمام مرمى المنافسين. ويحتل أتلتيكو المركز الرابع في الدوري الإسباني بفارق ست نقاط عن برشلونة المتصدر، كما انتفت حظوظه في التأهل إلى دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا، بينما يتعين عليه في كأس الملك أن يبذل جهدا أكبر لتفادي مصير حالك. ويبقى كل هذا مرهونا بوجود المهاجم الرقم تسعة القادر على تسجيل الأهداف، فبدون هذا لن يكن هناك سبيل لتحقيق أي إنجاز. كابوس أتلتيكو… المهاجم الرقم تسعة والعقم التهديفي معضلة تهدد أحلامه هذا الموسم |
أردوغان يقود حراكاً دولياً لاستخدام الليرة التركية في التبادلات التجارية Posted: 28 Oct 2017 02:07 PM PDT إسطنبول ـ «القدس العربي»: يقود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الآونة أخيرة حملة واسعة لدعم استخدام العملات المحلية في التبادل التجاري بين تركيا وعدد من الدول الكبرى حول العالم في مسعى لدعم العملة التركية المحلية «الليرة» والتحرر من ضغوط الدولار الأمريكي، على حد تعبيره. وتركز هذه الحملة على العديد من الدول حول العالم أبرزها الصين وروسيا والهند وإيران، وقبل أيام دعا أردوغان مجموعة الدول «الثماني النامية» إلى استخدام العملات المحلية في التبادلات التجارية، قائلاً: «إذا استخدمنا العملات المحلية للتجارة داخل الدول الثماني النامية، فإن عملاتنا ستتخلص من ضغوط سوق الصرف الأجنبي والدولار، وبلادنا سوف تستفيد من هذا». واعتبر أن هذه الخطوة إن طبقت ستكون بمثابة «ثورة» في تاريخ منظمة الدول الثماني للتعاون الاقتصادي التي تضم دول بنجلادش ومصر وإندونيسيا وإيران وماليزيا ونيجيريا وباكستان وتركيا. التحرر من ضغوط الدولار وفي الوقت الذي بدأت فيه أنقرة بخطوات فعلية مع بعض الدول لاسيما روسيا والصين وإيران لتبادل العملات المحلية وشراء بعض المنتجات باستخدامها، إلا أن اقتصاديين يرون صعوبة كبيرة في تطبيق الأمر على نطاق واسع وذلك في ظل سيطرة الدولار الأمريكي على الأغلبية الساحقة 85 في المئة من التبادلات التجارية حول العالم. وهذه الخطوة لا يُأمل منها الإضرار بمكانة الدولار العالمية بقدر ما يمكن أن تدعم العملات المحلية لهذه الدول، لا سيما تركيا التي عانت عملتها المحلية طوال السنوات الماضية من التذبذب والتأثر صعوداً وهبوطاً بسبب التقلبات السياسية والأمنية داخلياً وخارجياً، وزيادة استخدام العملة المحلية في التبادلات التجارية يمكن أن يمنع مزيداً من التراجع في قيمة «الليرة التركية» مقابل الدولار الأمريكي. وحسب الأرقام الرسمية، بلغ إجمالي صادرات تركيا في العام الماضي 143 مليار دولار، فيما بلغ إجمالي الواردات 198 مليار دولار، والثلاثاء، قال الرئيس التركي إن إجمالي صادرات تركيا في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري بلغت 153 مليار دولار، فيما توقعت وزارة الاقتصاد في وقت سابق أن يصل إجمالي الصادرات العام الجاري إلى قرابة 180 مليار. لكن أرقام العام الماضي، تشير إلى أن هذه التحركات لم تُحدث فارقاً حقيقياً بعد، حيث لم تتجاوز قيمة الصادرات التركية التي جرت بالعملة المحلية الـ5 في المئة من إجمالي صادرات البلاد، فيما بلغت قيمة الواردات بالعملة المحلية في الفترة ذاتها ما يعادل 11 مليار دولار فقط، ولكن بتحسن بلغ 20 في المئة عن العام الذي سبقه. ومن أبرز فوائد استخدام العملة المحلية بالنسبة لتركيا، هو تقليل تكلفة استيراد الطاقة، لا سيما وأن أنقرة تعتبر ثاني أكبر مستورد للطاقة بعد ألمانيا، وتضطر للعمل على تأمين كميات هائلة من العملة الصعبة لتسديد قيمة الطاقة المستوردة من روسيا وإيران في الدرجة الأولى. خطوات فعلية مع روسيا وإيران خلال زيارة أردوغان الشهر الماضي إلى طهران أكد الرئيس التركي أنه بحث الأمر مع نظيره حسن روحاني، وأعقب ذلك اجتماعات مكثفة بين رئيسي البنكين المركزيين للبلدين، وممثلين عن البنوك التركية والإيرانية للبدء فعلياً في تطبيق اتفاق استخدام العملات المحلية في التبادلات التجارية. وبسرعة كبيرة اتفق البنكان المركزيان في تركيا وإيران على البدء رسمياً باستخدام العملات المحلية في التبادلات التجارية في تحرك قال اقتصاديون إنه سيساعد في تقليص تكلفة صرف العملة وتحويلها للتجار، بالإضافة إلى أنه سيساعد في تعزيز جهود إيران للالتفاف على عقوبات أمريكية من جانب واحد ما زالت سارية على الرغم من رفع العقوبات المالية الدولية عن طهران العام الماضي، حيث ما زال محظورا على البنوك الأمريكية التعامل مع طهران. ومع روسيا، تصدر هذا الملف سلسلة المباحثات التي جرت بين كبار المسؤولين الأتراك والروس وعلى رأسهم أردوغان ونظيره فلاديمير بوتين، وأشار مسؤولون أتراك في تصريحات مختلفة إلى البدء التدريجي في تطبيق استخدام العملات المحلية في التبادلات التجارية. لكن وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي الذي أشار إلى استمرار المباحثات في هذا الإطار واصفاً هذه الخطوة بأنها «مهمة للغاية» اعترف أن «الانتقال إلى استخدام العملة الوطنية بنسبة 100في المئة في المعاملات التجارية مستحيل» مشيرا في الوقت ذاته إلى السعي «لزيادة حصتها في التعاملات المصرفية البينية». وفي وقت سابق، أعلنت بورصة موسكو أنها ستبدأ التداول بالليرة التركية اعتبارا من العام المقبل، وقال ديميتري بيسكولوف رئيس قسم تداول العملات الأجنبية في بورصة موسكو إن فكرة استخدام الليرة التركية في بورصة موسكو هي نتاج المشاورات بين البنوك الروسية والتركية والطلب على الليرة التركية جاء بناء على العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وفي السياق ذاته، قال وزير الطاقة التركي، براءت ألبيراق، إن بلاده بدأت العمل من أجل استخدام الليرة التركية في استيراد الغاز من روسيا، مضيفًا أن كافة المؤسسات المعنية تعمل من أجل تطبيق هذه الخطوة، وأضاف: «اتخذنا خطوات هامة في الآونة الأخيرة وسنستمر في ذلك». جهود كبيرة مع الصين والهند ومع الصين، جرت نهاية العام الماضي أول عملية تبادل للعملات المحلية بين البنك المركزي التركي ونظيره الصيني، وعلى سبيل المثال أعلنت شركة الاتصالات اللاسلكية التركية (توركسل) أنها ستبدأ خلال الفترة المقبلة بدفع مستحقات مورديها الصينيين بالعملة الصينية المحلية (يوان). وتعتبر الصين من أهم الشركاء الاقتصاديين والتجاريين لتركيا، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال السنوات الأخيرة بمتوسط 30 مليار دولار سنوياً، ويقول البلدان إن هذه الاتفاقيات ستعمل على تعزيز التعاون المالي وضمان التوازن ودعم التجارة والاستثمار الثنائي وضمان الاستقرار الإقليمي المالي. وعلى هامش منتدى الأعمال التركية- الهندية في الهند، أعلنت الدولتان أنهما تدرسان إمكانية التخلي عن استخدام الدولار الأمريكي في تعاملاتهما، وذلك من أجل تقليل التأثر بتقلبات الدولار وأسعار صرفه، في حين أبدت فنزويلا مؤخراً رغبتها في زيادة التعاون التجاري المشترك مع تركيا والتعامل بالليرة التركية لأجل القضاء على المشاكل الناجمة عن عمليات السداد في العلاقات التجارية. وعقب محاولة الانقلاب فقدت الليرة التركية جزءاً كبيراً من قيمتها، ما دفع أردوغان لدعوة الشعب التركي إلى تحويل ما يمتلكونه من الدولار الأمريكي إلى الذهب أو الليرة التركية، ونظمت حملات واسعة في هذا الاتجاه للحفاظ على قيمة الليرة حسب ما قال منظموها. وخلال السنوات الأخيرة، بدأت العديد من المؤسسات الحكومية طرح مناقصاتها وإجراء اتفاقياتها التجارية ومبيعاتها بالليرة التركية بدل الدولار، فيما يعمل القطاع الخاص على صيغة للتعامل بالعملة المحلية في تبادلاته التجارية الخارجية. أردوغان يقود حراكاً دولياً لاستخدام الليرة التركية في التبادلات التجارية شمل الصين وروسيا والهند وإيران ودول مجموعة «الثماني النامية» إسماعيل جمال |
حرب اقتصادية بين المغرب والجزائر في افريقيا Posted: 28 Oct 2017 02:06 PM PDT أخذ الصراع الجزائري المغربي انعطافا جديدا مع انتقاله إلى القارة الافريقية حيث شن وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل هجوما على الاستثمارات المغربية، مُتهما المغاربة بترويج المخدرات في افريقيا، ومصارفهم بتبييض الأموال. وعلى الرغم من تراجع الوزير عن تصريحاته، فإن الحرب الاقتصادية بين الغريمين لم تتوقف، وهي تشكل امتدادا للخلاف «التاريخي» حول الصحراء الغربية. وكانت الشركات والمصارف المغربية باشرت «اختراقا» في بلدان افريقيا جنوب الصحراء مع مطلع الألفية، من خلال وفود من رجال الأعمال كان يقودها الملك محمد السادس بنفسه. وأسفرت تلك البعثات عن تركيز فرع مصرفي ومكتب لشركة الخطوط الملكية المغربية ومكتب لشركة تأمينات في كل بلد زارته البعثة. وأعطت الخطة أكلها سريعا، إذ بات المغرب حاليا أول مستثمر افريقي وخامس مستثمر دولي في القارة الافريقية. وتُقدر إحصاءات صادرة عن منظمات اقتصادية أممية قيمة الاستثمارات المغربية في أفريقيا بـ8 ملايين دولار في سنة 2015-2016. وتعمل غالبية الشركات المغربية في قطاع الاتصالات والخدمات المالية والصناعات التحويلية، في إطار اتفاقات تجارية توصل لها المغاربة مع عدد كبير من البلدان الافريقية. أما على الصعيد الداخلي فيستند هذا الانتشار الاقتصادي عبر القارة على نسبة نمو تتفوق على باقي البلدان المغاربية وتُقدر بـ4.8 في المئة. وأفادت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد أن المغرب يتقدم على جيرانه من حيث نسبة النمو المُحقق سنويا، والتي قُدرت بـ4.8 في المئة. انشغال بالحروب الداخلية بالمقابل ما زال حضور الاستثمارات الجزائرية في القارة الافريقية محدودا، بالرغم من الإيرادات النفطية والغازية التي يُحققها هذا البلد. ويعزو خبراء اقتصاديون هذا الغياب إلى انشغال القيادات السياسية والاقتصادية بالحروب الداخلية على خلافة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي استمر في الحكم قرابة عشرين سنة. ويُفضل الجزائريون تكثيف الإنتاج الزراعي وتطوير الصناعات الغذائية من أجل الحد من الاستيراد الذي وصل إلى 10 مليارات دولار في السنة. كما يميلون إلى استثمار الامكانات التي تُوفرها البنية التحتية الداخلية من الألياف الضوئية، والتي تم تركيزها في السنوات الأخيرة، وهي تقدر بآلاف الكيلومترات، من ضمنها 3000 كيلومتر على الطريق الصحراوية الرابطة بين الجزائر وتمنراست في أقصى الجنوب. ويسعى الجزائريون إلى إقامة مشاريع تخص تكرير النفط محليا بدل بيعه خاما، بالتعاون مع أطراف افريقية. غير أن المجموعات الدولية تُبدي حذرا شديدا من الاستثمار في الجزائر بسبب اشتراط القانون ألا تتجاوز حصة المستثمر الخارجي 49 في المئة مع بقاء 51 في المئة بين أيدي الجزائريين. وحض خبراء اقتصاديون على التخلي عن اشتراط امتلاك الدولة 51 في المئة من رأس مال الشركات الصغيرة والمتوسطة، مع الابقاء عليه في الشركات العمومية الإستراتيجية. أما نائب رئيس منتدى رجال الأعمال الجزائريين ابراهيم بن عبد السلام، فدعا إلى وضع خطة شاملة للاستثمار في افريقيا بالاعتماد على خبرات مجموعتي «سونتراك» النفطية و»سونالغاز» الغازية، وخاصة في بلدان الجوار أسوة بمالي والنيجر، وشدد على ضرورة أن تشمل الخطة الاستثمارية قطاع تصنيع الأدوية والصناعات الغذائية والمصارف والطاقة. وفي هذا الإطار قال بن عبد السلام إن منتدى الجزائر للاستثمار الذي سيُعقد في مطلع الشهر المقبل يرمي لاعتماد الاستراتيجيا الافريقية التي سيتعاون على تنفيذها القطاعان العام والخاص. واستطاعت الجزائر تحسين مستوى صادراتها إلى البلدان الافريقية، على الرغم من الظروف الصعبة التي يمرُ فيها اقتصادها. وأفاد «المركز الوطني للمعلوماتية والإحصاءات» (قطاع عام) أن العجز التجاري الجزائري تراجع خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري إلى 8.14 مليار دولار أي بنسبة 38 في المئة قياسا على مستوى العجز في الفترة نفسها من العام الماضي. وعزا المركز تحقيق هذه النتائج إلى التقدم المسجل في الحد من الاستيراد والتحسن الطفيف في أسعار الصادرات من المحروقات. تراجع إيرادات النفط مع ذلك ألقت الأزمة النفطية بظلالها الكثيفة على احتياطات المصرف المركزي الجزائري، التي تراجعت من 194 مليار دولار في 2013 (أي قبل الأزمة) إلى 118 مليار دولار في 2016. ويتوقع الخبراء أن ينزل مستوى الاحتياطات إلى 85 مليار دولار في آخر السنة المقبلة، و76 مليار دولار في 2020. وأقر الجزائريون حزمة من الإجراءات الجديدة للحد من السحب من الاحتياط للإنفاق على المستوردات. وسنت الجزائر أخيرا قانونا جديدا يُجيز للدولة الاقتراض من المصرف المركزي لمجابهة العجز في الموازنة وتحويل بعض الديون لدى مؤسسات ومنشآت عمومية إلى الصندوق الوطني للاستثمار. وتعكس هذه المبادرات والإجراءات مدى الصعوبات الداخلية التي تُعيق خطط الجزائر لتكثيف استثماراتها في القارة الافريقية، ما يمنح المغرب سبقا واضحا يُمكنه من تعزيز حضوره الاقتصادي ليس فقط في غرب افريقيا، الذي يضم بلدانا ناطقة بالفرنسية، وإنما أيضا في شرق القارة، مثلما عكست ذلك وفود رجال الأعمال المغاربة الذين زاروا تلك المنطقة لاستكشاف فرص الاستثمار والتصدير. وسنت الجزائر أخيرا قانونا جديدا يُجيز للدولة الاقتراض من المصرف المركزي لمجابهة العجز في الموازنة وتحويل بعض الديون لدى مؤسسات ومنشآت عمومية إلى الصندوق الوطني للاستثمار. وتعكس هذه المبادرات والاجراءات مدى الصعوبات الداخلية التي تُعيق خطط الجزائر لتكثيف استثماراتها في القارة الافريقية، ما يمنح المغرب سبقا واضحا يُمكنه من تعزيز حضوره الاقتصادي، ليس فقط في غرب افريقيا الذي يضم بلدانا ناطقة بالفرنسية، وإنما أيضا في شرق القارة، مثلما عكست ذلك وفود رجال الأعمال المغاربة، الذين زاروا تلك المنطقة لاستكشاف فرص الاستثمار والتصدير. إعفاءات ضريبية أقر تقرير صادر عن وزارة الصناعة والمناجم الجزائرية بأن التسهيلات الجبائية والحوافز الممنوحة لرجال أعمال أجانب لم تُعط أكلها، إذ أن المصانع التي أقيمت، خاصة في قطاع تجميع السيارات، لم تُخفف من العجز التجاري وإنما فاقمته. وكانت الجزائر وضعت في بداية الألفية الحالية تشريعات أعفت مستثمرين أجانب من دفع الضرائب لفترة محددة في مقابل إقامة مصانع يُوجه منتوجها إلى الخارج. لكن هذه المصانع لم تساهم في تطوير الصناعة الجزائرية وكان المستفيدون منها هم أصحاب المشاريع. وشرح وزير الصناعة والمناجم محجوب بدة في اجتماع حكومي مصغر محتوى التقرير، مشيرا إلى أن التسهيلات الجبائية المُقررة كانت تخص مشاريع في قطاعات مختلفة، من بينها استيراد مكونات السيارات وقطع الغيار لتجميعها محليا. واستفاد من هذه الآلية 60 صناعيا ورجل أعمال استطاعوا تأمين 20 ألف فرصة عمل، غير أن متوسط نسبة الادماج في هذه المصانع لم تتجاوز 20 في المئة. كما أن فرص التصدير للبلدان الافريقية بقيت ضئيلة. وأفاد التقرير الوزاري أن الدولة الجزائرية لم تستفد من الحوافز التي منحتها لرجال الأعمال، وأنها خسرت الضرائب التي كان يمكن تحصيلها لو لم تُمنح الاعفاءات. قُصارى القول إن الغريمين، المغرب والجزائر يخوضان حربا اقتصادية ضروسا ضد بعضهما البعض، تستنزف طاقات البلدين وتحد من إمكانات إشعاعهما في القارة الافريقية، بدل أن يكونا منارتين لتنمية هذه القارة واستثمار طاقاتها البشرية وثرواتها الطبيعية. حرب اقتصادية بين المغرب والجزائر في افريقيا رشيد خشانة |
دعوة لمضاعفة الاستثمارات الموجهة للبنى التحية الأساسية في افريقيا Posted: 28 Oct 2017 02:06 PM PDT نواكشوط ـ «القدس العربي»: دعا التجمع الدولي لتطوير البنى التحتية في افريقيا حكومات القارة السمراء لمضاعفة استثماراتها الخاصة بالبنى التحتية. وانتقد التجمع في تقريره السنوي الصادر للتو، ضآلة الاستثمارات التي خصصت للبنى التحتية خلال العام الماضي، والتي انخفضت من 78.9 مليار دولار عام 2015 إلى 62.5 مليار دولار عام 2016. ويحصي هذا التقرير جميع ما يخصص للبنى التحتية من استثمارات عمومية وخصوصية وتمويلات مقدمة من الهيئات الدولية. ولاحظ التقرير أن الاستثمارات العمومية والخصوصية في مجال البنى التحتية الخاصة بالنقل والطاقة والماء والصرف الصحي وتكنولوجيا الإعلام والاتصال، بلغت 62.5 مليار دولار، في عموم القارة خلال عام 2015 مقابل 78.9 مليار دولار في عام 2016 وهو ما يشير لهبوط بنسبة (-20٪). ويرى معدو التقرير أن ضمان تنمية القارة الافريقية يتطلب تخصيصا مستمرا لتمويلات سنوية تتراوح ما بين 120 و140 مليار دولار في المدى المتوسط. ويرى التقرير أن السبب الأساسي لانخفاض الاستثمارات المخصصة للبنى التحتية في افريقيا، هو التراجع المفاجئ للاستثمارات الصينية الموجهة للقارة والتي انخفضت من 20.9 مليار دولار في عام 2015 إلى 6.4 مليار دولار السنة الماضية. ولاحظ التقرير أن الاستثمارات الصينية الخاصة بافريقيا كانت استثنائية في عام 2015 حيث استثمرت مبالغ ضخمة في بناء سكك حديدية، كما لاحظ ارتفاع الاستثمارات خلال الفترة بين 2011 و2016 والتي جعلت من الصين الشعبية المستثمر الدولي الأول في افريقيا. وسجل زيادة الاستثمارات التي وجهتها الدول الافريقية للبنى التحتية خلال عام 2016 (26.3 مليار مقابل 24 مليار في عام 2015). وكان قطاع النقل في مقدمة القطاعات المستفيدة من الاستثمارات في العام الماضي، حيث امتص 24.5 مليار دولار مقابل 24 مليار دولار عام 2015 (39.2٪ إجمالا) تلاه قطاع الطاقة (20 مليار دولار؛ 31.9٪)، ثم قطاع الماء والصرف الصحي (10.5 مليار؛ 16.9٪) ثم قطاع تكنولوجيا الإعلام (1.6 مليار؛ 2.6٪). وأطلق التجمع الافريقي للبنى التحتية عام 2005 لحفز تطوير الاستثمارات في البلاد، ويضم التجمع في عضويته البنك الافريقي للتنمية واللجنة الأوروبية وجنوب افريقيا ومجموعة الثماني الكبرى، والبنك الأوروبي وبنك تنمية افريقيا الجنوبية. دعوة لمضاعفة الاستثمارات الموجهة للبنى التحية الأساسية في افريقيا بعد التراجع المفاجئ لاستثمارات الصين في القارة عبدالله مولود |
موجة سخرية في السعودية بعد منح جواز السفر لـ«روبوت» وحرمان آلاف البشر منه Posted: 28 Oct 2017 02:05 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: غرقت شبكات التواصل الاجتماعي في السعودية سريعاً بالتعليقات الساخرة والناقدة بعد أن كشف المستشار في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني عن منح الجنسية السعودية وجواز السفر لسيدة آلية «روبوت» أطلقوا عليها اسم «صوفيا» في الوقت الذي يعاني فيه آلاف السعوديين من حرمانهم من جوازات السفر أو السفر أو من الاعتقال المباشر. وكانت تقارير إعلامية تحدثت مؤخراً عن قوائم بعشرات الآلاف من السعوديين الممنوعين من السفر خارج البلاد ومن بينهم أمراء كبار وأعضاء في الأسرة الحاكمة، فضلاً عن أن مصادر سعودية تتداول منذ شهور أنباء مفادها أن كل أعضاء الأسرة الحاكمة أصبحوا في حكم الممنوعين من السفر، حيث يتوجب حصولهم على موافقة مسبقة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، من أجل أن يتمكنوا من مغادرة البلاد، وذلك تحسباً لظهور أمراء معارضين للمملكة في الخارج، كما حدث سابقاً مع ثلاثة أمراء كانوا ينتقدون الحُكم في السعودية قبل أن يختفوا بشكل مفاجئ. وكشفت قناة «بي بي سي» البريطانية في برنامج وثائقي بثته مؤخراً عن سر اختفاء الأمراء الثلاثة المعارضين لحكم آل سعود، حيث قالت أنه تم اختطافهم وإعادتهم إلى البلاد، ومن بينهم أمير يُرجح أحد المقربين منه أن يكون قد تم التخلص منه وقتله بعد اختطافه. وفوجئ السعوديون والعرب بإعلان منح الجنسية السعودية وجواز السفر لسيدة آلية «روبوت» ظهرت خلال إحدى جلسات «مبادرة مستقبل الاستثمار» وهو مؤتمر اقتصادي ضخم استضافته العاصمة السعودية الرياض وأعلن خلاله الأمير محمد بن سلمان عن إطلاق مشروع «نيوم» الضخم بتكلفة 500 مليار دولار، وهو عبارة عن مدينة مستقبلية ستقوم على التكنولوجيا الحديثة. وقال المستشار سعود القحطاني إنه تم منح الروبوت «صوفيا» الجنسية السعودية وجواز السفر لتصبح بذلك أول روبوت في العالم يحصل على جنسية وجواز سفر. وقال في تغريدة على حسابه الرسمي في «تويتر» إن «البادرة تأتي رمزية؛ لتبيان مستقبل مشروع نيوم الاستثماري، الذي أعلن عن إطلاقه، كمشروع مشترك بين السعودية والأردن ومصر، بدعم مستقبلي بنحو 500 مليار دولار أمريكي». وعلق الروبوت «صوفيا» الذي أتى بشكل امرأة على منح الجنسية بالقول: «إنه حدث عظيم بالنسبة لي أن أكون أول روبوت يحصل على أول جنسية في العالم». موجة سخرية وانطلقت على الفور موجة من السخرية بعد منح الجنسية لإنسان آلي بينما يعيش ملايين البشر الطبيعيين في السعوديين منذ عقود ولم يحصلوا على جنسيتها، فضلاً عن مواطنيها الأصليين الذين يعاني بعضهم من حجز جوازات السفر أو المنع من السفر. وأطلق نشطاء الوسم (#البدون_اولى_من_صوفيا) والوسم (#روبوت_بجنسية_سعودية) على شبكتي «تويتر» و«فيسبوك» من أجل التعليق على الحدث وربطه بأعداد كبيرة من فاقدي الحقوق من البشر العاديين. وكتب أحد المغردين: «صوفيا أول روبوت تحمل جنسية وجواز سفر.. لا حد يجي ويقول ليش ماتجنسوننا؟ وينكم عن فلسطين؟.. هاذي جنسية المسلمين!». أما هديل عويس فغردت على «تويتر» تقول: «على أصحاب القلوب الضعيفة تجنب متابعة أخبار السعودية هذه الأيام لأنها قد تسبب جلطات وشلل رباعي للبعض». وعلق طارق بن عيسى في تغريدة يقول: «الحضارة ليست منح جنسية لروبوت، الحضارة صنع روبوت وبيعة لبقرة حلوب». أما أحمد الخالدي فكتب يقول: «هل يُعقل أن دولة فيها أكثر من 250 ألف نسمة بدون يعانون في أبسط حقوقهم الإنسانية.. وتُجنس روبوت!». ووجهت مغردة تُدعى إيمان بن عبد العزيز سؤالاً للمستشار القحطاني قائلة: «الروبوت من إسرائيل؟ ولا صناعة سعودية؟!» فيما ردت عليها مغردة تُدعى عائشة بالقول: «ما في عندنا صناعة سعودية للأسف ولا في تشجيع للصناعة الوطنية او مشاريع لها.. كلشي من برة عشان يرضون عنا». وعلق محمد السعدي قائلاً: «اللهم تمم علينا نعمة العقل. مليارات تصرف على مثل هذه التفاهات» فيما كتب المهندس نايف العنزي مخاطباً المستشار في الديوان الملكي بالقول: «أستاذ سعود القحطاني أبناؤكم أبناء القبائل النازحة أولى بالجنسية والجواز من الروبوت. هناك آلاف العوايل تذوق مرارة الحياة يوميا. كلي ثقة فيك». وكتب آخر: «أصبح الروبوت أهم من البشر بإعطائه الجنسية والقبائل النازحة والمواليد في البلد غير مهم.. استعنت بك يا رب على هذا». محرومون من الجنسية وتداول نشطاء سعوديون وخليجيون فيديو لمواطن سعودي سحبت منه الحكومة جنسيته، وطالبوا الحكومة بإعادة جنسيته وجواز سفره له قبل أن تبدأ في منح الجنسية للآلات المستوردة والروبوت «الإنسان الآلي». ويظهر في الفيديو المواطن السعودي خلف حميد العنزي قائلاً: «أنا دخيلك يا ابن سلمان، سعودي وانسحبت بطاقاتي» ويضيف: «أنا الآن عندي معاملة في دائرة الأحوال المدنية ولم تُنجز منذ 10 سنوات، وأوقفوا عني كل الخدمات، وطلبوا مني جنسية من بلد آخر، رغم أني سعودي خدمت الوطن وشاركتُ في تحرير الكويت، والآن أعاني من وضع مزري جداً أنا وكل أسرتي». وتابع العنزي في الفيديو الذي انتشر سريعاً: «أنا دخيلك يا ولي العهد محمد بن سلمان، يا ولي العهد، في وجه الله ثم في وجهك أن تحل لي هذه المشكلة.. وأولادي عسكر وغداً يطردونهم، ووضعنا مزري للغاية.. أنا دخيل الله ثم دخيلك.. أنا دخيل والدينك.. أنا الآن ضايع في بلدي». ونشر أحد النشطاء على «تويتر» فيديو العنزي الذي يناشد الحكومة إعادة الجنسية له، وكتب معلقاً: «طيب وهذا المسكين رجعوا له جنسيته اللي سحبتوها منه، والا لازم يصير روبوت راضي عليه ابن سلمان عشان يحصل جنسية؟!». وكتب مواطن سعودي محروم من الجنسية مخاطباً المستشار القحطاني بالقول: «أخوي سعود حنا أبناء القبايل العائدة من قبيلة عنزة وشُمَّر في الشمال محرومين من الجنسية منذ فتحنا أعيننا على هذه الدنيا.. نحن وعائلاتنا». وكتب أبو تركي العنزي: «يا طويل العمر ما يصير تقبلوني روبوت.. لي سنين بدون.. حتى الحديد صار معاه جنسية.. حسبي الله ونعم الوكيل». وكتب آخر: «والبدون ماذا عنهم؟ نحن نتألم» بينما كتب مساعد الرسلاني وهو أحد النشطاء «البدون» على «تويتر»: «أستاذ سعود إخوانك أبناء القبائل العائدة يتمنون ان تكون لهم بصمة في مستقبل وطنهم وما ينقصهم هو ما حصلت عليه صوفيا». وغرد عبد العزيز بن نواف قائلاً: «مضحك مبكي.. طيب ونص عوائل الربع الخالي اللي ماعندهم جنسيه وش موقعهم؟ متى راح تنتهي معاناتهم..؟». وعلّق مواطن يمني على منح «صوفيا» الجنسية السعودية بالقول: «مشاريعكم الوهمية تُذكرني بالمخلوع صالح ومشاريعه الكاذبة.. إحسبها صح: تريدون بيع جزء من أرامكو بـ100 مليار دولار، وحتى الآن سحبتم أربعين ملياراً من الاحتياط». يشار إلى أن السعودية أعلنت عن مشروع «نيوم» العملاق الذي ستبلغ تكلفته 500 مليار دولار، وهو عبارة عن مدينة ذكية ستخضع لقوانين خاصة ونظام ضريبي وقضائي خاص بها، كما أنها المدينة الأولى في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط التي ستحتوي على إنسان آلي «روبوت» وطائرات بدون طيار أكثر من عدد سكانها من البشر. ومن المفترض أن تشغل مدينة «نيوم» مساحة 26 ألفاً و500 كيلومتر مربع وتتوزع على ثلاث دول عربية هي السعودية ومصر والأردن، وسوف يتم تشغيل هذه المدينة بالكامل بالطاقة البديلة، حيث ستعمل بالكامل على الطاقة الكهربائية التي سيتم توليدها من الرياح والشمس. وجاء ظهور الـ«روبوت» صوفيا بالتزامن مع الإعلان عن مشروع «نيوم» العملاق الذي أثار هو الآخر جدلاً واسعاً بسبب أن الكثيرين شككوا في جدواه الاقتصادية، واحتمالات نجاحه. موجة سخرية في السعودية بعد منح جواز السفر لـ«روبوت» وحرمان آلاف البشر منه |
السودان: رئيس تحرير صحيفة «التيار» يواجه السجن أو الغرامة بسبب مقال Posted: 28 Oct 2017 02:05 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: يواجه رئيس تحرير إحدى الصحف السودانية اليومية احتمالات السجن لمدة ستة أشهر في حال تخلف عن سداد غرامة مالية فرضتها عليه المحكمة عقاباً له على مقال رأي انتقد فيه الرئيس عمر البشير، وهو ما دفع منظمات حقوقية إلى التضامن معه والمطالبة باسقاط الحكم القضائي عنه فوراً. وأصدرت محكمة سودانية قراراً بتغريم رئيس تحرير صحيفة «التيار» عثمان ميرغني عشرة آلاف جنيه سوداني (1500 دولار تقريباً) أو السجن ستة أشهر في حال عدم الدفع، عقاباً له على نشره مقالا يتهم أسرة الرئيس السوداني عمر البشير بالفساد. وكانت محكمة الصحافة في الخرطوم قد أصدرت يوم 23 تشرين الأول/ أكتوبر حكماً بتغريم ميرغني عشرة آلاف جنيه سوداني (1500 دولار تقريباً) أو السجن ستة أشهر في حالة عدم الدفع، وذلك على خلفية مقال بعنوان «وقفات مع لقاء الرئيس» كتبه الأكاديمي محمد زين العابدين الأستاذ في جامعة الزعيم الأزهري، ونشرته صحيفة «التيار» في شباط/ فبراير عام 2012. كما قضت المحكمة بسجن الأكاديمي محمد زين العابدين ثلاث سنوات مع إيقاف التنفيذ لظروفه الصحية. وقرر عثمان ميرغني عدم دفع الغرامة واختار قضاء عقوبة السجن، رفضا لمعاملة الكتاب كاللصوص، وليثبت الانتهاكات ضد الصحافيين. وجرى نقل عثمان ميرغني إلى السجن بينما تم إطلاق سراح الأكاديمي محمد زين العابدين مراعاة لظروفه الصحية مع وضعه تحت مراقبة حسن السير والسلوك لخمس سنوات. وكان الأكاديمي محمد زين العابدين كتب مقالاً نشرته صحيفة «التيار» في شباط/ فبراير 2012 بعنوان «وقفات مع لقاء الرئيس» علق فيه على مقابلة تلفزيونية أجريت مع الرئيس السوداني عمر البشير، وتحدث زين العابدين في المقال عن أوجه الفساد في الحكومة وحزب المؤتمر الوطني، وداخل أسرة الرئيس البشير، تقدم على إثره جهاز الأمن والمخابرات ببلاغ ضد الكاتب والصحيفة، فاعتقل الكاتب لمدة شهر وصادرت أجهزة الأمن الصحيفة لما يزيد عن عامين بقرار شفهي حتى صدر قرار تاريخي من المحكمة الدستورية في 5 آذار/ مارس 2014 بعودة صدور الصحيفة. وأصدرت «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان» بيانا حصلت «القدس العربي» على نسخة منه وجاء فيه إن «الحكم الصادر بتغريم أو سجن عثمان ميرغني، رئيس تحرير صحيفة «التيار» السودانية، وسجن الأكاديمي محمد زين العابدين ثلاث سنوات مع إيقاف التنفيذ هو حكم مسيس يتعارض مع حرية الصحافة وينتهك الحق في حرية الرأي والتعبير، ويهدف إلى إقصاء الأصوات المعارضة، فمما لاشك فيه أن نقد المسؤولين في المناصب العامة حق متاح لكل المواطنين بلا استثناء». وأضافت: «لقد اعتادت السلطات السودانية على معاقبة الكتاب والصحافيين والمؤسسات الإعلامية على خلفية نشر مواد صحافية تتعلق بالفساد في الجهاز الإداري للحكومة، أو زيادة الأسعار، وتنوع العقاب من سجن الصحافيين إلى مصادرة الصحيفة بعد طباعتها أو استدعاء الصحافيين إلى مراكز الشرطة وتهديدهم، وكلها وسائل أثرت بشكل سلبي على رسالة الصحافة في خدمة المجتمع، وساهمت في انتشار الفساد داخل الحكومة». وطالبت السلطات السودانية بالإفراج عن عثمان ميرغني، رئيس تحرير صحيفة «التيار» واستئناف الحكم الجائر ضده وضد الأكاديمي محمد زين العابدين، ورفع الرقابة على الصحف والتوقف عن ملاحقة الكتاب والصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان. السودان: رئيس تحرير صحيفة «التيار» يواجه السجن أو الغرامة بسبب مقال |
خلافات حادة تطيح بمدير قناة «سكاي نيوز عربية» Posted: 28 Oct 2017 02:04 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: استقال المدير العام لقناة «سكاي نيوز عربية» نارت بوران من منصبه الأسبوع الماضي لتعلن قناة الحرة الأمريكية بعد أيام قليلة بشكل رسمي انضمامه إلى إدارة التحرير لديها، وسط معلومات عن أن خلافات حادة تعصف بالقناة من الداخل منذ شهور انتهت بالإطاحة بأكبر العاملين فيها. وقناة «سكاي نيوز عربية» مملوكة بالكامل لحكومة أبوظبي، ويرأس مجلس إدارتها الوزير في حكومة الإمارات سلطان الجابر، وهو وزير دولة وأحد المقربين الكبار من ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كما أن الجابر يتولى متابعة الملف المصري طوال السنوات القليلة الماضية. وكانت كل من قناة سكاي نيوز عربية المملوكة لأبوظبي، وقناة العربية المملوكة للسعودية والتي تبث من دبي قد بدأتا حرباً إعلامية ضد دولة قطر اعتباراً من شهر أيار/ مايو الماضي، وهي الحرب الإعلامية التي تفاقمت في الشهر التالي، أي في حزيران/ يونيو، عندما اتخذت أربع دول عربية قراراً بسحب السفراء من قطر وقطاع العلاقات معها وفرض حصار عليها، فيما لا تزال الحرب الإعلامية مستعرة حتى الآن، لكن الكثير من المراقبين يتحدثون عن فشل وسائل إعلام دول الحصار في مواجهة قناة الجزيرة وحدها، فضلاً عن مواجهة بقية وسائل الإعلام الرافضة للحصار. وعلمت «القدس العربي» أن المدير العام لقناة «سكاي نيوز عربية» نارت بوران استقال من منصبه مساء الاثنين الماضي (23 أكتوبر/تشرين الأول 2017) وأبلغ زملاءه في القناة بأنه سيغادر دولة الإمارات بشكل نهائي. ويوم الجمعة الماضية أعلنت قناة الحرة الأمريكية تعيين بوران نائبا أول لرئيس الشبكة اعتباراً من مطلع 2018، وقالت في بيان لها اطلعت عليه «القدس العربي» إن بوران سيتولى مهام الإشراف على الأخبار والبرامج لقناة «الحرة» وإذاعة «راديو سوا» والمنصات الرقمية المتعددة التي تضمها «شبكة الشرق الأوسط للإرسال» كما سيقوم بقيادة وتنفيذ عملية تطوير شاملة للشبكة. وقال رئيس شبكة «الشرق الأوسط للإرسال» ألبرتو فرنانديز إن بوران هو «واحد من أهم الإعلاميين العرب الذين ساهموا بشكل متميز في صناعة الإعلام المرئي والرقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا». وأضاف فرنانديز «نحن سعداء بانضمامه لأسرة شبكة الشرق الأوسط للإرسال ليكون جزءا أساسيا في عملية التطوير التي تشهدها الشبكة لتعزيز مكانتها على خارطة الإعلام العربي». وحسب المعلومات المتداولة عن بوران فهو صحافي أردني من أصول شركسية تمتد خبرته لأكثر من 27 عاما أمضى خلالها سبعة أعوام رئيسا تنفيذيا لشبكة «سكاي نيوز عربية» كما شغل مناصب أخرى من بينها المدير العام لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية. ورجح مصدر مطلع داخل «سكاي نيوز عربية» تحدث لــ»القدس العربي» أن تكون استقالة بوران على خلفية مشاكل داخل الشبكة وخلافات، وقال إنه من غير المستبعد أن تخضع القناة لعملية إصلاح شاملة وإعادة هيكلة، كما لم يستبعد المصدر أن تكون الأزمة الخليجية لها علاقة بالمشاكل والإقالات التي تشهدها القناة، حيث تتحدث الكثير من التقديرات عن أن القناة فشلت في التعامل مع الأزمة، وفشلت في مواجهة وسائل الإعلام غير الخاضعة لدول الحصار. وقلل من أهمية المنصب الذي يتجه بوران لشغله حالياً، مشيراً إلى أنه «سيكون نائب رئيس في الحرة بينما كان في سكاي رئيساً للشبكة، إضافة إلى أن زميله أيمن الصفدي الذي كان يعمل صحافيا لدى أبوظبي عاد إلى الأردن ليصبح وزيراً للخارجية». وكانت قناة «سكاي نيوز عربية» شهدت حملة تسريحات لبعض العاملين، فيما قرر آخرون الاستقالة من وظائفهم فيها بمحض إرادتهم واختيارهم، ومن بينهم مذيعون ومذيعات. كما تأتي استقالة بوران بعد فترة وجيزة من استقالة الصحافي الأردني عرار الشرع الذي كان يشغل منصباً مهماً داخل القناة، وقرر الاستقالة والعودة إلى الأردن لينضم إلى فريق العمل في قناة محلية أردنية لا تزال تحت التأسيس وسوف تحمل اسم «قناة المملكة»، ويسود الاعتقاد أنها ستكون قناة إخبارية وممولة من الديوان الملكي في الأردن وسوف تكون بعيدة عن سلطة التلفزيون الأردني والقوى الإعلامية التقليدية في البلاد. وتأتي استقالة بوران أيضاً بعد فترة وجيزة من اتخاذ القناة قرارا بطرد رئيس قسم الاقتصاد وعدد من الصحافيين في أعقاب بثهم تقريراً تلفزيونياً توقع أن تلجأ السعودية لتعويم سعر صرف الريال السعودي، وهو ما سيؤدي بالضرورة إلى انهيار سعر صرفه كما حدث للجنيه المصري، وهو ما أغضب الحكومة في السعودية ودفعها للتواصل مع السلطات في أبوظبي التي اتخذت قراراً بتسريح رئيس قسم الاقتصاد وإبعاده عن دولة الامارات بشكل نهائي. خلافات حادة تطيح بمدير قناة «سكاي نيوز عربية» |
تكنولوجيا جديدة لتطوير الدماغ وزيادة قدراته Posted: 28 Oct 2017 02:04 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: يتجه العلماء لأول مرة نحو ابتكار وتطوير تكنولوجيا ثورية سوف تغير من قدرات البشر الذاتية وتقضي على «الغباء» الذي لم تجد له البشرية علاجاً منذ رأت النور، حيث أن التكنولوجيا الجديدة من شأنها تطوير عمل الدماغ وزيادة قدراته بما يجعل الإنسان أكثر ذكاء ويتمتع بقدرات عقلية أكبر. واخترع العلماء في جامعة «ماكجيل» ومختبر (HRL) في كندا جهازا لتطوير القدرات المعرفية للدماغ، وهو الأول من نوعه في العالم وفي تاريخ البشر. وقامت إدارة المشاريع والبحوث العلمية الواعدة في وزارة الدفاع الأمريكية بتمويل مشروع تصميم محفز كهربائي للدماغ. ويستخدم الجهاز التيار الكهربائي المؤثر على الفص الجبهي لـقشرة الدماغ الذي يتولى المسؤولية عن وظائف معرفية مثل حفظ المعلومات والانتباه واتخاذ القرارات. وقد زاد استخدام هذا الجهاز من الترابط بين مختلف مناطق الدماغ، ما ساعد بدوره في التعلم السريع. ويتم تركيب أقطاب الجهاز على الرأس دون أي تدخل جراحي. وتمت تجربته على القرود، حيث طُلب منها تحديد مكان يحتوي على الغذاء بواسطة علامات ضوئية. وقامت الحيوانات بـ22 محاولة قبل أن تنشئ علاقة تربط بين العلامات والغذاء. وبعد تعريضها لتأثير المحفز الكهربائي، استطاعت تعلم ذلك بعد 12 محاولة فقط. ويأمل الباحثون في استخدام أسلوبهم على نطاق أوسع، بما في ذلك في القوات المسلحة. ومن شأن نجاح هذا الجهاز وهذه التكنولوجيا الجديدة أن تؤدي إلى تحفيز العلم والمعرفة والإدراك والذكاء لدى الكثير من البشر، كما من شأنها أن تؤدي إلى تطوير محصولهم المعرفي وقدرتهم على التعامل مع الأحداث، بما يعني في النهاية أنها تكنولوجيا ثورية ستؤدي إلى تغيير العالم بأكمله. ويأتي التوصل إلى هذا الجهاز بعد سنوات طويلة من الجهود التي يقوم بها العلماء والتي ترمي إلى قراءة دماغ الإنسان واستنتاج ما يدور فيه. ومؤخراً خلصت دراستان إلى دمج تقنيات متطورة لإنماء وتحليل أنسجة مستزرَعة ثلاثية الأبعاد تشبه البنى الدماغية البشرية ما يتيح دراسة كيفية تفاعل المناطق الدماغية ونضوج الخلايا العصبية. وأتاح إنتاج أنسجة شبيهة بالدماغ البشري خلال الأعوام القليلة الماضية إجراء تحليلات متقدمة لكيفية نمو الدماغ، وتغيُّر نموه خلال عملية التطور، وهو ما مكَّن العلماء في النهاية من التعامل بصورة أفضل مع دماغ الإنسان. ويعد علم الأعصاب من المجالات الطبية التي تشهد نموا سريعا وتحظى بشعبية لدى الناس، لكن على الرغم مما يشهده هذا المجال من تقدم فإنه عندما «يتحقق فتح علمي» بخصوص منطقة معينة في الدماغ لا يكشف لنا الكثير مما نريد معرفته حول الآلية الداخلية التي يعمل وفقها العقل. ويستخدم العلماء حالياً تكنولوجيا «تصوير الرنين المغناطيسي الوظيفي» وهي واحدة من أشهر طرق المسح التحليلي بالأشعة، وذلك من أجل قياس التغيرات الموضعية لتدفق الدم إلى مناطق في الدماغ، ويستخدم الباحثون تلك التكنولوجيا إذا ما أرادوا معرفة جزء من الدماغ يقوم بمهمة معينة، ويمكنهم من خلالها وضع شخص تحت جهاز مسح الدماغ، ومشاهدة المنطقة التي تكون نشطة. وقام فريق بحثي في جامعة كاليفورنيا بتقديم مقاطع فيديو لمجموعة من الأشخاص تم وضعهم تحت جهاز مسح بالأشعة ثم قام الجهاز بتحويل الإشارات الكهربية في الدماغ إلى مقاطع فيديو، واتضح بعد ذلك أنها تشبه إلى حد كبير ما كانوا يشاهدونه. تكنولوجيا جديدة لتطوير الدماغ وزيادة قدراته القضاء على الغباء قريباً |
«كلب آلي» يظل معك ويُدير شؤونك المنزلية ولديه قدرات خارقة Posted: 28 Oct 2017 02:03 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: تعتزم شركة «سوني» اليابانية طرح «كلب آلي» هو عبارة عن «روبوت» يتم ربطه بالعديد من الأجهزة داخل المنزل ويمكن بواسطته التحكم بالمنزل عن بُعد، حيث يبقى هذا الـ«روبوت» مع صاحبه طوال الوقت خلال تجواله وتنقلاته – تماما كالكلب العادي- ليتمكن بواسطته من إدارة المنزل عن بُعد وبقدرات غير مسبوقة. ويأتي إطلاق شركة «سوني» لهذا الكلب الآلي الجديد (robo-dog) في الوقت الذي يشهد فيه العالم ثورة كبيرة في مجال صناعة الروبوت، حيث دخل «الروبوت» أو «الإنسان الآلي» أو المعدات التي تتمتع بذكاء صناعي في كافة مجالات ومناحي الحياة وباتت جزءاً مهماً من التكنولوجيا الحديثة، فيما تتسابق الشركات الكبرى في العالم على حجز مكان لها في هذا المجال. وقالت جريدة «وول ستريت جورنال» في تقرير لها اطلعت عليه «القدس العربي» إن شركة «سوني» اليابانية تتأهب للكشف عن الروبوت الذكي الجديد في شهر تشرين الثاني/نوفمبر، على أنها لم تكشف عن اسمه حتى اللحظة، إلا أنه سوف يكون أداة استثنائية في التحكم بالمنزل عن بُعد والبقاء على اتصال به. وحسب التقرير فإن المنتج الجديد لم يتم الكشف عن ثمنه أيضاً إلا أنه سيكون متاحاً للبيع في الأسواق اعتباراً من العام المقبل 2018 ويأتي في إطار التجهيزات لمنازل المستقبل الذكية. وتتوقع الصحيفة الأمريكية أن يكون ثمن الروبوت الجديد مرتفعاً وأن لا يكون في متناول أغلب المستهلكين، او متوسط المستخدمين في العالم، وذلك بالقياس مع جهاز «إكسبيريا هيلو سبيكر» الجديد الذي طرحته الشركة بسعر 1300 دولار أمريكي. وتقول «وول ستريت جورنال» إن الكلب الآلي سوف يكون مجهزاً بالكاميرا والمايكروفون وتكنولوجيا البلوتوث ليظل متصلاً بالهواتف المحمولة الذكية، كما سيكون هناك برنامج كمبيوتري خاص للتحكم به وبرمجته وربطه بالأجهزة المنزلية الذكية الأخرى. وتشهد صناعة «الروبوت» طفرة كبيرة على مستوى العالم منذ سنوات، حيث بدأت بإحداث تغيير كبير بالنسبة لكل الناس وذلك بسبب دخولها في كافة مناحي الحياة. جيل جديد ومؤخراً بدأ العلماء العمل على تطوير جيل جديد من «الإنسان الآلي» لن يكون في حاجة للبرمجة أو التوجيه، حيث ستتوفر لديه القدرة على التعلم من البشر وتقليدهم. ويعتمد تطوير «الروبوت» الجديد على مبدأ «شاهد وتعلم» حيث سيتعلم «الإنسان الآلي» من المواقف التي تواجهه خلال عمله. وحسب تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية فإن الإنسان الآلي الجديد سوف تكون لديه القدرة على التعلم بواسطة الأنظمة الصناعية المعتادة أو الأنظمة الطبيعية على حد سواء، أي يمكن أن تتم برمجته سلفاً أو تركه يتعلم من البشر حوله. وبهذه التطورات التي تشهدها صناعة الـ«روبوت» في العالم فإنه بات من الممكن أن نجد رجالا آليين يوماً ما في إمكانهم التنبؤ بما سيحدث وتوقع السلوك البشري، إضافة إلى تقليد سلوكيات البشر والتعلم منهم وإتقان أعمالهم اليومية. ووضع الباحثون مجموعة من الـ«روبوتات» تحت المراقبة من أجل التوصل إلى القواعد والظروف التي تحكم حركتهم، كما وضعوا سرباً آخر من الـ«روبوت» في مكان آخر وبرمجوهم على التعلم مما يشاهدونه حولهم ومن ثم تتم مراقبة الحركة التي تنتج عنهم ومدى قدرتهم على التعلم من الآخرين. وكان فريق من العلماء الألمان نجح سابقاً في تطوير «روبوت» يُحاكي طريقة سير الإنسان يحمل اسم «هيكتور» هو الأول من نوعه الذي يمتلك مفاصل مرنة وهيكلا خارجيا خفيفا للغاية، وهو ما يجعله فريدا في نوعه ومجهزا أيضاً بعدد كبير من أجهزة الاستشعار. وأوضحوا أن «هيكتور» سيصبح بمثابة منصة لعلماء الأحياء ولاختبار فرضيات حول الحركة في الحيوانات، مشددين على أن أجهزة الاستشعار الكثيرة المنتشرة في أجزاء الروبوت ستتمكن من تحصيل العديد من المعلومات لتحسين آلية سيره في المستقبل. وفي إطار محاولات ابتكار إنسان آلي يتمتع بقدرات شبيهة بتلك التي لدى البشر، تمكن علماء أمريكيون أيضاً من تطوير الروبوت «دوروس» الذي يقلد سير البشر بالضغط على أصابع القدمين والكعبين أثناء الحركة بدلا من القدم المسطحة التي تعتمد عليها أنواع الروبوتات الأخرى وذلك في محاولة لصناعة رجل آلي قادر على السير في الأماكن الوعرة والتكيف مع الظروف البيئية المحيطة. وكان تقرير صادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD) حذر من أن ملايين الوظائف في العالم ستكون مهددة بسبب «الروبوت» وقال إن من الممكن الاستعاضة عن ثلثي مجموع فرص العمل في العالم النامي من خلال الاعتماد على النظم الاوتوماتيكية التي أصبحت أكثر انتشارا في مجال صناعة السيارات والالكترونيات. وأضاف التقرير: «إن الفوائد التي ستكون مستحقة من نمو الإنتاجية بالنسبة للعمال المهرة وأصحاب الروبوتات، ستؤدي إلى تدني المستوى المعيشي للعمال ذوي المهارات المتدنية أي للعمالة الرخيصة». في هذه الأثناء، يُحذر علماء ومختصون من أن يتمكن الإنسان الآلي يوماً من التغلب على الحقيقي والقضاء عليه. «كلب آلي» يظل معك ويُدير شؤونك المنزلية ولديه قدرات خارقة |
تعبيد الطرق بواسطة النفايات بدل الأسفلت Posted: 28 Oct 2017 02:03 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: تمكن خبراء ومهندسون هولنديون من تطوير تكنولوجيا جديدة يمكن بواسطتها الاستفادة من أطنان النفايات وإعادة تدويرها بشكل مفيد للإنسان، حيث استخدموها في عملية تعبيد الطرق الجديدة في البلاد، وهو ما سيعني الاستغناء عن مخلفات النفط المستخدمة في تعبيد الطرق (الأسفلت). وكانت هولندا طيلة السنوات الماضية تعتبر واحدة من الدول الرائدة في مجال تدوير النفايات والمخلفات الصناعية، والتي استغلتها لتصنيع العديد من الأشياء المفيدة كإطارات السيارات وبعض قطع الأثاث المنزلي، وبالتالي ساهمت بشكل كبير في الحد من التلوث الصناعي والحفاظ على الموارد البيئية. ونجحت شركتان هولنديتان، هما (CirTec) و(KNN) في تطوير فكرة استخدام النفايات في تعبيد الطرق لأول مرة، وذلك بالاعتماد على السيليولوز الناجم عن إعادة تدوير المناديل الورقية والأوراق المستعملة. وقال ممثلون عن هاتين الشركتين: «نجحنا اليوم في تطبيق تلك الفكرة لتعبيد طريق لمسافة 1 كلم، مخصص لحركة الدراجات الهوائية» حسب ما نقلت عنهم وسائل إعلام أوروبية. وأضاف الخبراء: «نأمل أن تساهم تلك الطريقة في التقليل من استخدام المواد النفطية الضارة بالبيئة. نعمل على تطوير إمكانياتنا، وأصبحنا اليوم قادرين على إعادة تدوير مخلفات المناديل الورقية التي تستهلكها المنازل لتصنيع ما يزيد عن 400 كلغ من الحبيبات المستعملة في تعبيد الطرقات، بخواصها الصديقة للبيئة». وتُعرف عملية «إعادة تدوير النفايات» على أنها «إعادة استعمال المخلفات في إنتاج منتجات أخرى تتميز بأنّها أقل جودة من المنتجات الأصلية». ومنذ فجر التاريخ تقوم المجتمعات القديمة بعملية استرجاع النفايات، حيث تقول الأبحاث إن الإنسان في العصر البرونزي كان أول من أعاد تدوير النفايات، إذ إنّه كان يذيب المواد المعدنية من أجل تحويلها إلى أدوات جديدة. وتوجد الكثير من الفوائد لعملية إعادة التدوير منها تقلص النفايات والحفاظ على البيئة، وكذلك حماية الموارد الطبيعية من الاستنزاف، وخلق فرص عمل جديدة لكثير من الأيدي العاملة العاطلة عن العمل، وقلة الاعتماد على المواد الأولية التي تستخرج من الطبيعة من أجل إنتاج المنتجات الجديدة، مما ينتج عن ذلك من تخفيف للتكاليف على المنتجين لأنّ أسعار المواد المنتجة من إعادة التدوير تكون أقل بكثير من أسعار المواد الأولية المستخرجة من الطبيعية، كما يؤدي إعادة تدوير النفايات أيضاً إلى تقليل الاحتباس الحراري في الكرة الأرضية. تعبيد الطرق بواسطة النفايات بدل الأسفلت |
لهذا السبب المريخ بدون غلاف جوي Posted: 28 Oct 2017 02:02 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: تمكنت بعثة علمية تابعة لوكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» من تفكيك لغز الغلاف الجوي لكوكب المريخ، حيث تبين من الاكتشاف الجديد وجود بقايا للحقل المغناطيسي على الكوكب الأحمر، وذلك على خلاف الاعتقاد السائد طوال السنوات والعقود والقرون الماضية من أن انفجارات البلازما المنبعثة من الشمس على مدى مليارات السنين قد جردت المريخ من الغلاف الجوي. وكشفت بعثة (MAVEN) التابعة لوكالة ناسا عما يسمى «الحقل المغناطيسي» غير المرئي بالنسبة للعين المجردة، حسب ما نقلت قناة «روسيا اليوم» التي تبث من موسكو. وأُطلقت المركبة الفضائية المخصصة لمهمة (MAVEN) في عام 2013 لتقوم بتتبع تاريخ المناخ في المريخ، وتحديد ما إذا كان الكوكب الأحمر قد استقطب شكلا من أشكال الحياة السابقة. وتحدث ظاهرة القوى المغناطيسية الملتوية بفعل الرياح الشمسية البالغة سرعتها 1.6 مليون كم/ساعة. ويمكن أن تساهم في عملية تدمير الغلاف الجوي الرقيق على سطح المريخ، ما يؤدي إلى هرب الغازات إلى الفضاء، وفقا للباحثة جينا دبيراسيو، من مركز غودارد للرحلات الفضائية التابع لناسا. وقاس الباحثون حركة الحقل المغناطيسي «الفريدة» كما رسموا خرائط لها باستخدام المقياس المغناطيسي الموجود على المركبة الفضائية (MAVEN). وعلى مدى العامين المقبلين، تخطط ناسا لاستكشاف مدى أهمية تأثير الحركة المغناطيسية على تجريد المريخ من الغلاف الجوي. لهذا السبب المريخ بدون غلاف جوي |
صاروخ روسي جديد: المواصفات فائقة والتجربة على السوريين Posted: 28 Oct 2017 02:02 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: ينتظر الأبرياء في سوريا إطلالة صاروخ جديد خارق القدرات وفائق المواصفات أعلنت عنه موسكو مؤخراً، في الوقت الذي تسارع فيه روسيا إلى تطوير ترسانتها العسكرية مستفيدة من ساحة القتال في سوريا لتجربة أحدث الابتكارات! وقالت وكالة «انترفاكس» الروسية في تقرير لها إن الجيش الروسي قام مؤخراً باختبار صاروخ حديث واعد سيستخدم في منظومة «إسكندر» الروسية للصواريخ التكتيكية. وقال السناتور الروسي فرانتس كلينتسيفيتش لوكالة «إنترفاكس» إن مدى إطلاق الصاروخ الجديد يبلغ 480 كيلومترا. وأجريت اختبارات الصاروخ في ميدان «كابوستين يار» التدريبي، في جنوب شرق روسيا. ومن مميزات الصاروخ الجديد القدرة على الاختفاء التام عن وسائل الدفاع الجوي للعدو الافتراضي. وأشار كلينتسيفيتش إلى دقة إصابة الهدف التي يتصف بها الصاروخ، مضيفا أن منظومة «إسكندر» صارت قادرة بفضله على تدمير أي هدف باحتمال 100في المئة. يذكر أن منظومة «إسكندر» للصواريخ التكتيكية مزودة بما لا يقل عن 7 أنواع من الصواريخ، بما فيها صاروخ الشبح. وتخصص الصواريخ التكتيكية التي تزود بها منظومات «إسكندر» لتدمير أهداف العدو الواقعة على مدى 500 كيلومتر بدقة فائقة. صاروخ روسي جديد: المواصفات فائقة والتجربة على السوريين |
نازحون في مخيم عين عيسى هربا من المعارك في الرقة Posted: 28 Oct 2017 02:01 PM PDT طفلة لعائلة سورية نزحت من مدينة الرقة لتقيم في مخيم في منطقة عين عيسى. وكان عشرات آلاف المدنيين قد فروا من المدينة هرباً من المعارك الضارية التي شهدتها لأكثر من أربعة أشهر ضد تنظيم «الدولة». وخلت المدينة تدريجياً من سكانها لتصبح فارغة تماماً قبيل سيطرة قوات سوريا الديموقراطية عليها. وتعاني المدينة حالياً من غياب كامل للبنية التحتية الأساسية، كما أنها مزروعة بآلاف الألغام. نازحون في مخيم عين عيسى هربا من المعارك في الرقة |
أي تحديات تعترض الأسرة اللبنانية في عصر العولمة والانترنت؟ Posted: 28 Oct 2017 02:01 PM PDT بيروت ـ «القدس العربي»: مما لا شكّ فيه انّ الأسرة في لبنان لا تستقيم إلاّ على أسس العدالة الاجتماعية والاقتصادية والمساواة بين المواطنين، إلا انّ هذه الأسس باتت مهدّدة بسبب الأوضاع الاقتصادية الضاغطة والتفاوت الطبقي والاجتماعي، وما يزيد الطين بلّة تقّلص فرص العمل ولاسيّما في صفوف الشباب الذين يضطّرون مرغمين إلى ترك أسرهم والهجرة إلى الخارج بحثاً عن العمل لتأمين عيش كريم ولائق لأهلهم وأسرهم. وتزامناً مع هذه التحدّيات الاجتماعية والاقتصادية هناك أخطار متنامية تجعل الأسرة في مواجهة تحديات العصر بناءً لما يشهده المجتمع من تحوّلات وتغيرات فكريّة ومادية وسلوكيّة وأخلاقية وتربوية بسبب اتساع وتيرة العولمة والانفتاح مع اتساع نطاق الثورة التكنولوجية والمعلوماتية. الطبيبة النفسية والاستاذة المحاضرة في كلية التربية في الجامعة اللبنانية كلير الحلو قرقماز فنّدت لـ «القدس العربي» مدى انعكاس الضغوطات الاقتصادية والنفسية والاجتماعية على الأسرة التي تواجه بشكل مباشر تحديات عصر العولمة عبر عوامل منها اقتصادية واجتماعية ونفسية. وبشأن العوامل الاقتصادية اعتبرت قرقماز «انّ الثقافة التقليدية تتّجه نحو الامتياز في التحصيل الدراسي وهذا يتناسب فعلاً مع بعض الأسر التي تتّكبد العناء والتضحيات للوصول بأولادهم إلى أعلى الشهادات، غير اّبهين بالضغوطات التي يواجهونها». لافتة في الوقت عينه إلى «وجود مردود اقتصادي سيئ لهذه العملية لان المتميزين غالباً ما لا يجدون فرص عمل في الوطن فيهاجرون وتستفيد منهم ومن خبراتهم معظم البلدان الأخرى الحاضنة، حارمين الاقتصاد الوطني من استعادة ما قد أنفقه عليهم». وأوضحت «في ضوء المتغيرات الأخيرة تتفاقم مشاكل البطالة والفقر، والشباب هم أبرز ضحاياها وخاصة الذكور منهم». وطالبت في هذا المجال «بضرورة وضع سياسة تربوية للتعليم المهني والتقني، وتأمين الضمان الاجتماعي لجميع التقنيين والحرفيين». وبشأن العوامل الاجتماعية فأكدت «أنّ العولمة تؤّثر في ميدان التعليم والتأهيل المهني للفتيات والشباب كي تتماشى مع التطور المعرفي والحضاري، حيث لم يعد التعليم التقليدي هو المصدر الوحيد للعلم والمعرفة، وأصبحت المعرفة في هذا العصر في متناول الجميع، وصار استخدام الانترنت ليس فقط لإغناء المعلومات انما للتــواصل والدردشة وحتى التأثير العاطفي والنفسي والاجتماعي». ولم تخف قرقماز «مدى التأثيرات المختلفة لاستخدام الانترنت على الشباب وأبرزها، إهمال الوضع الشخصي وضعف العلاقات والتواصل في المحيط الاجتماعي ومشكلة العزلة النفسية والاجتماعية واضطراب علاقات الشباب الاجتماعية بعائلاتهم وتأجيج الحسد والغيرة، وعدم الرضى بالواقع وبالتالي الشعور بالغبن والاحباط والانتفاضة والثورة، واستخدام الألعاب التي باتت ظاهرة خطرة تؤدي إلى الإدمان وانعدام المسؤولية». وإلى العوامل الاقتصادية والاجتماعية هناك عوامل أسرية أخرى ضاغطة منها التفّكك الأسري وبعد المسافة بين الزوج والزوجة وبالتالي ضعف العلاقات الأسرية وترك مسؤولية الأولاد وتربيتهم على عاتق الزوجة، وتفشي ظاهرة العنف في المدارس والجامعات واستخدامه بمختلف أوجهه اللفظّي والمعنوي والمادي. ودقّت الطبيبة النفسية ناقوس الخطر إزاء «ما تتعّرض له العائلة اللبنانية من ظروف صعبة وما أكثرها في هذه الأيام وأبرزها على الإطلاق، تأمين لقمة العيش والتعليم للأولاد، والطبابة والاستشفاء، وتأمين التعليم الجامعي، والحدّ من هجرة الشباب في مقابل البطالة المستشرية وتنافس اليد العاملة، والتحوُّلات الاجتماعيَّة الناتِجة عن العَوْلَمة والتغيُّرات التي أحدثتها في أنماط السُّلوك والتبدُّل الحاصِل في سلّم القِيَم». ودعت إلى «مواجهة التحديات الأسرية عبر تدعيم شبكات الأمان الاجتماعي والعمل على زيادة تغطيتها وتقديماتها بمساعداتٍ مباشرة، وإعطاء قُروض صغيرة تُمكِّن الأُسر المسْتفيدة من بِناء مشروعات مُدِرّة للدخْل، وإزالة عدم المساواة من تَشريعات العمل، وفي السوق، والفوارق في الأجر، والبطالة، والحماية». كما طالبت «بتوفِيّر الأسرة المتماسكة بيئة حاضنة ومحفِّزة لأفرادها، تَقيهم شرّ التفلُّت الأخلاقي والسلوك الانحرافي وتحدّْ من التفرُّد والأنانية، وتشكل الأسرة خط الدفاع الأوّل في تأمين الدعم النفسي الاجتماعي والتربية والإرشاد والمساعدة والوقاية من الانحراف والسلوكيَّات الخطرة». وشددّت على «ضرورة تطوير برامج تستهدف الشباب بشكل خاص وتعمل على تعزيز قدراتهم ومهاراتهم وفرصهم في المشاركة وتنفيذ السياسات التي تستفيد منهم كعنصر أساسي في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والوطنية للحدّ من هجرتهم، فضلاً عن اعتماد خريطة فقر شاملة تعكس الواقعين الاجتماعي والديموغرافي من شأنها أن تحدد ميزات الأسر التي قد تستحق الاستهداف عبر التحويلات النقدية أو الدعم المدرسي أو الصحي أو أي أشكال أخرى من الدعم الاجتماعي». وختاماً رأت «وجوب التأكيد على الحقّ بالرعاية الصحية النوعية لجميع الأفراد والأسر من خلال التخطيط الرشيد للخدمات الصحية وتحقيق العدالة في الحصول عليها وتفعيل نوعية وجودة الخدمات الرعائية التي تقّدمها المؤسسات والإدارات الرسمية الصحية من أجل تقليص الفوارق بين المناطق وتحسين المؤشرات الصحية». أي تحديات تعترض الأسرة اللبنانية في عصر العولمة والانترنت؟ الطبيبة النفسية كلير الحلو قرقماز لـ «القدس العربي»: الشباب أبرز ضحايا البطالة والفقر ناديا الياس |
كبة الجريش المسلوقة Posted: 28 Oct 2017 02:00 PM PDT المقادير : 4 كوب جريش 4 كوب برغل ملعقة صغيرة ملحو ملعقة صغيرة فلفل ابيض بصلة كبيرة الحجم مقادير الحشوة: 2 كوب لحمة ناعمة بصلة كبيرة الحجم ملعقة صغيرة ملح وملعقة صغيرة فلفل اسودو ملعقة صغيرة بهارات مشكلة وملعقة كبيرة سمنة مقادير السلق لتر ماء ملعقة صغيرة ملح 3 ملاعق كبيرة زيت نباتي طريقة التحضير : نضع الجريش والبرغل في قدر كبير ونقوم بغمره بالماء الساخن لمدة 6 ساعات تقريبا وكل ما نقص الماء نضيف من جديد ثم نصفي الجريش والبرغل جيدا. نقطع البصل إلى مكعبات ونضيفه غلى الجريش والبرغل. نضع الجريش والبرغل والبصلة في ماكينة الكبة حتى تختلط المكونات وتتشكل عجينة متماسكة. نضيف الملح والفلفل الأبيض إلى عجينة الكبة ونعجنها جيدا. في مقلاة نضع البصلة المقطعة والسمنة والملح ونحرك المكونات إلى ان تذبل البصلة ثم نضيف اللحمة والفلفل الأسود والبهارات المشكلة ونحرك جيدا إلى ان تنضج اللحمة. نقسم عجينة الكبة إلى كرات ونضع براحة اليد كرة العجينة ونرقها ونضيف كمية من الحشوة ونغلقها جيدا بعد ان شكلنا الكبة تصبح جاهزة للسلق. في قدر كبير نضيف كمية الماء وملح والزيت النباتي ونتركها على نار متوسطة إلى ان يصل لمرحلة الغليان. نضيف كبة الجريش إلى الماء المغلي ونتركها بضع دقائق إلى ان تطفو حبات الكبة ونكون بهذا قد نضجت. نخرج حبات الكبة من الماء المغلي ونضعها في مصفاة بضع ثواني ثم نصفهم في طبق وتصبح جاهزة للتقديم. كبة الجريش المسلوقة طبق الأسبوع |
خطر الإصابة بعدم انتظام ضربات القلب يزيد مع تقدم العمر وزيادة الوزن Posted: 28 Oct 2017 02:00 PM PDT تشير دراسة حديثة إلى أن خطر الإصابة بعدم انتظام ضربات القلب يزيد كلما تقدم الإنسان في العمر أو أصيب بزيادة الوزن أو البدانة ليرتفع بعد سن الخمسين بالنسبة للرجال وسن الستين بالنسبة للنساء. وراجع الباحثون بيانات نحو 80 ألف شخص تراوحت أعمارهم بين 24 عاما و97 عاما في أربع دراسات أوروبية. ولم يكن أحد من المشاركين يعاني من رجفان أذيني عندما انضموا للدراسات. وبعد متابعة نصف المشاركين لمدة 13 عاما على الأقل وبعضهم لفترة وصلت إلى نحو 28 عاما وجد الباحثون أن 4.4 في المئة من النساء و6.4 من الرجال أصيبوا برجفان أذيني. وقال الباحثون في دورية «سيركليشن» إنه عند المقارنة بأشخاص لم يصابوا بالرجفان الأذيني زاد احتمال وفاة من أصيبوا بذلك ثلاث مرات خلال فترة الدراسة. وقالت معدة الدراسة الطبيبة كريستينا ماغنوسن بمركز القلب الجامعي في هامبورغ في ألمانيا إن الوزن المفرط فسر معظم تزايد خطر الإصابة بالرجفان الأذيني. وقالت ماغنوسن عبر البريد الإلكتروني «زاد معدل الرجفان الأذيني بنسبة 31 في المئة عند الرجال و18 في المئة عند النساء مقابل كل عشرة أرطال زيادة(في الوزن)». وعند الإصابة بالرجفان الأذيني يرتجف الأذين بدلا من أن ينبض لنقل الدم بكفاءة. ووجدت الدراسة أن عددا قليلا يصاب بالرجفان الأذيني قبل سن الخمسين. وبحلول سن التسعين يعاني واحد من بين كل أربعة رجال أو نساء بهذا الخلل. ولا تؤدي زيادة الكوليسترول إلى خطر الإصابة بالرجفان الأذيني. (رويترز) خطر الإصابة بعدم انتظام ضربات القلب يزيد مع تقدم العمر وزيادة الوزن |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق