لماذا استبدل السيسي صهره بصديقه؟ Posted: 30 Oct 2017 03:33 PM PDT فاجأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي صهره محمود حجازي، رئيس أركان الجيش المصري (حتى يوم السبت الماضي) بإطاحته وتعيين محمد حجازي، أحد الأصدقاء المقربين إليه، في المنصب بدلاً منه مع ترقية الأخير من رتبة لواء أركان حرب إلى فريق. الإقالة والتعيين تمّا بعد يومين على عودة (الصهر) من زيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبعد دقائق من انتهاء اجتماع للسيسي مع وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، واللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية، وخالد فوزي رئيس المخابرات العامة… و(الصديق) محمد حجازي، الذي كان مساعداً لوزير الدفاع قبل تسلّمه منصبه الجديد الخطير. وحسب الناطق باسم رئاسة الجمهورية فإن الاجتماع المذكور كان «في إطار متابعة التطوّرات الأمنية في البلاد»، وعلى رأسها، طبعاً، مجزرة الواحات في ربط مباشر بين إقالة (الصهر) حجازي (مع تعيينه مستشاراً للرئيس للأمن والتخطيط) وترفيع (الصديق) حجازي، بتلك «التطوّرات الأمنية». ولتأكيد هذا التفسير فإن عدداً من القادة الأمنيين فقدوا مناصبهم في الوقت نفسه، ومنهم اللواء هشام العراقي مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، واللواء محمد شعراوي مساعد الوزير لقطاع الأمن الوطني، واللواء إبراهيم المصري مدير الأمن الوطني في الجيزة، ومدير إدارة العمليات الخاصة في الأمن المركزي كما طالت حركة التنقلات 13 لواء وكل هذه القيادات مسؤولة مباشرة عن حادث الواحات وكل هذا يفترض أن الإطاحة بحجازي جاءت على هذه الخلفية. غير أن قراءة السياق العامّ للاقالات والتغييرات تظهر اقتصارها على شخصيات على علاقة مباشرة بالحدث ولا تحتل مناصب كبرى (باستثناء حجازي الصهر)، وإذا كان كل هؤلاء قد قصّروا فكان المفترض أن يحاسب المسؤولون عنهم وبينهم وزيرا الدفاع والداخلية وألا يتم تحميل رئيس الأركان وحده المسؤولية. تفتح هذه المفارقة الباب لاحتمالات أخرى لا تتعلّق بحادث الواحات وحده، وبعض السيناريوهات «الإيجابية» اقترحت أن إخراج حجازي من رئاسة الأركان قد يكون لتأهيله لمناصب مدنية كرئاسة الوزراء بل إن البعض تحدثوا عن احتمال أن يصبح رئيساً بعد دورتين رئاسيتين للسيسي مما يسمح للأخير بالعودة لاحقاً على طريقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس وزرائه مدفيديف. غير أن الاحتمالات «السالبة» تبدو أكثر مصداقية وفي هذا المجال يمكن التقاط إشارات من اتجاهين مختلفين: الأول يتفحّص علاقات حجازي (الصهر) الجيدة بالولايات المتحدة الأمريكية، التي كان فيها بدعوة من رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، وقبلها التقى حجازي بالفريق مايكل غاريت قائد القوات البرية للقيادة المركزية الأمريكية. والاتجاه الثاني ظهرت معالمه أمس مع الغضب الذي اجتاح أبناء رئيس الأركان المقال من خلال نجله، معتز، الذي غرّد واصفا أبيه بالشخص الذي «لا يسبح مع التيار»، وهو ما تم ربطه بتغريدة سابقة انتقدت حملة ترشيح السيسي للرئاسة وقال فيها إن واجهة الحملة هم من الأشخاص «عديمي التأثير» وأنهم أصحاب «تاريخ في التطبيل»، وهذا الهجوم المباشر على حملة السيسي، يجر الأجهزة الأمنية المصرية بالتأكيد لقراءته كتعبير عن انتقاد حجازي نفسه للسيسي، ولا تحتاج تلك الأجهزة الأمنية كثير جهد، بعد ذلك، لإقناع السيسي بأن حجازي يرتب لخلافته مع الأمريكيين! … وهذا، أكثر من أي شيء، يظهر أن المقامة الحجازية في أمريكا هي التي أطاحت بالصهر وليس مقتل 16 عنصراً من الشرطة المصرية في الواحات. لماذا استبدل السيسي صهره بصديقه؟ رأي القدس |
البؤس والحذاء والأسى Posted: 30 Oct 2017 03:33 PM PDT رأى الكثيرون في خطبة الحذاء التي ألقاها النائب اللبناني علي عمار مناسبة للتندر واختراع النكات، وبعدما أضيف إليها مشهد حي السلم في شقيه: الهجوم على حزب الله وزعيمه بسبب تهديم البسطات في الحي الشعبي ثم الاعتذار أمام الكاميرا وإعلان تقبيل الحذاء، تم تعميم حكاية الحذاء بشكل كاريكاتيري. والحق أنني لم أجد في خطبة الحذاء ما يدعو إلى الضحك والسخرية، بل وجدت فيها ما يدعو إلى الأسى والخوف. الأسى لأن لبنان يمر فعلا بمرحلة من البؤس السياسي والثقافي لم يعد علاجها ممكنا. وهذا البؤس له تجليات لا تُحصى، لكنه اجتمع في أسبوع واحد بشكل مذهل: المحاكمة الملهاة لحبيب الشرتوني، الاحتفال الفولكلوري بصدور الحكم بإعدام قاتل بشير الجميل، التصريح العفوي للسيد ة ستريدا جعجع عن بطولات زوجها في «دعوسة» أهل زغرتا، وأخيرا أتى خطاب النائب علي عمار ليعلن تجلّي مملكة الحذاء! أسبوع واحد أعلن البؤس الشامل، ماتت الاصطفافات السياسية وانحل الخطاب الاستقلالي وتداعى الخطاب المقاوم واتخذت الأشياء شكلا واحدا اسمه العودة الشاملة إلى حظائر الطوائف المستبدة. أما الخوف فناجم عن الشعور العام بأن الحرب الأهلية لا تزال في انتظار ضحاياها. صحيح أن الصحوة المارونية لا تزال تتعثر في صراعات زعماء قبائلها، وصحيح أيضا أن الشيعية السياسية لا تزال أسيرة المشروع الأكبر الذي لا يريد لبنان إلّا سدا احتياطا، لكن هذا الخطاب الاستبدادي الذي يخبّئ الجريمة لا يزال قادرا على أن يُخرج الأمور عن ضوابطها، خصوصا أن من ضبط لعبة الموت اللبنانية في الماضي، يجد نفسه محشورا في صراع غامض يلف المنطقة، وقد لا يتمكن من تهدئة الأمور إلى ما لا نهاية. الحذاء ليس هو الموضوع. صحيح أن اللبنانيين أثبتوا قدرات هائلة على الابتكار، وربما كان تقبيل الحذاء أو الجلوس تحت «الصرماية» واحدا من أكثر ابتكاراتهم استفزازا، لكن المسألة لا تتجاوز البنية الرمزية التي تحملها استعارات اللغة. تقبيل الحذاء هو مجرد تطوير لبنية الدلالات الرمزية التي تستطيعها لغتنا العربية الجميلة. الحذاء وجميع مترادفاته في اللغة العربية التي تصل إلى الخمسين تقريبا كانت تُستخدم في العادة شتائم، كما أن الأسماء المتعددة من النعل إلى الصرماية إلى المشّاية إلى البُسطار إلى القبقاب إلى آخره.. ليست أدوات فخر، لكنها جزء من لغتنا اليومية التي دخلتها الكثير من الكلمات الأعجمية كالاسكربينة الإيطالية والصّندل اليونانية والسربوجة الفارسية. (نجد ثبتا لأسماء الأحذية في كتاب نجلا جريصاتي: «عديات وعديات»، دار قنبز بيروت 2009). كما أن دخول الحذاء إلى الحقل السياسي البصري ليس جديدا، فهو تعبير عن الاحتقار ومثال ذلك الأحذية التي ارتفعت لضرب تماثيل صدام حسين المتهاوية، بُعيد سقوط بغداد، أو «الحذاء الطائر» الذي رمى به صحافي عراقي الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، وصولا إلى القباقيب التي افتتحت العصر المملوكي عبر استخدامها أداة لقتل شجرة الدر، وهناك أخيرا بُعدٌ ذكوري و«رؤيوي» أضافه ابن سيرين في كتابه «تفسير الأحلام» إلى الحذاء الذي حين يظهر في المنام فهو رمز للمرأة! الجديد هو تقبيل الحذاء، قد يقول بعضهم إن هذه الممارسة ليست اختراعا لبنانيا لأنها مأخوذة عن ممارسات الشبّيحة في سوريا حيث كان يُطلب من المعتقلين الذين يتعرضون للتعذيب تقبيل أحذية الضبّاط أو الجنود قبل أو بعد تأليههم لبشار، أي أن فعل التقبيل كان إكراها، وجزءا من عملية التعذيب. أما في لبنان فجرت مزاوجة الإكراه بالانتشاء، فتمت إزاحة المعنى السوري ليصير تقبيل الحذاء تعظيما للعظيم يتم بانتشاء صوفي، وهذا تجديد جذري في الدلالة، لم يسبقنا إليه أحد. كيف نقرأ هذه الظواهر المترابطة، هل يكفي أن نقول إنها تعبير عن انحطاط شامل يضرب المشرق العربي، ويتحوّل في لبنان إلى فضيحة مستمرة لا تتوقف عن التوالد، أم نستطيع أن نقرأه بصفته المظهر الأقصى لواقع بدأ يأفل قبل أن يتبلور بديله؟ الانحطاط لا يحتاج إلى براهين، فهو منتشر في مظاهر الحياة الاجتماعية والسياسية كلها، كأن المتسلطين على هذه المرحلة هم مِن أهل الكهوف الذين خرجوا من كهوفهم وبقوا هنا لأنهم أضاعوا طريق العودة إليها. الخروج من الكهف وإضاعة طريق العودة تبدو استعارة مطابقة. صديقي عمرو الذي روى لي هذه الاستعارة، وضع يده على جرح بلادنا الكبير ليس في لبنان فحسب بل في المشرق العربي بأسره. مجتمع يعيش بلا خطاب سياسي- ثقافي، الخطب كلها هي بدل عن ضائع، وأصحابها يعرفون أن نصهم لا قوام له، النص الطائفي الديني لا يستطيع أن يشكل نصا جامعا في بلد صغير أثبتت الحرب أن من المستحيل تقسيمه. عاجزون عن تقسيم لبنان وعاحزون عن توحيده، لذا لا خيار أمامهم سوى تلبيد حياتنا بالغيبيات، فهناك من ينتظر عودة بشير أو من يرى في الجنرال أو في الحكيم بشيره من جهة، وهناك من يذهب إلى الفقيه علّ ولايته تعطيه المعنى من جهة أخرى، وهناك من ينتظر أن تنقلب الأمور بأعجوبة لمصلحته وإلى آخره… يبدو هذا الانحطاط أبديا، لكن أبديته كاذبة خادعة، الشعور بأبديته ناجم عن أنه يحتضر على جثث الناس وأوجاعهم، الأوجاع تجعلنا عاجزين عن الرؤية، وتُعمي بصيرتنا. هذا البؤس لا يدعو إلى الضحك لكننا نضحك، فالضحك قد يكون شكلا للعجز في لحظة نفد فيها الكلام. والغريب أن هذه الدوامة الرمزية التي بدأت بمحاكمة الشرتوني ووصلت إلى ذروتها في الحذاء لن تتوقف، فالخيال الذي تتحلى به البنى الطائفية التي تعتقد أنها اعتلت منصة التاريخ، لا حدود له، وهي قادرة على إضافة تلاوين إليه إلى ما لا نهاية. استمرار هذه الدوامة مشروط ببقاء الطبقة الحاكمة في السلطة وقدرتها على انتاج خطاب الفراغ السياسي. لكن هذا النظام القوي يتهافت بسبب الجشع الذي قاد إلى دولة فاسدة مفلسة فاشلة. الهيكل على وشك السقوط، هل يسقط الهيكل على رؤوسنا على شكل رقصة موت طائفية جديدة، أم أن هناك بديلا آن له أن يولَد؟ البؤس والحذاء والأسى الياس خوري |
لحظة الحقيقة في «ثورة» الضاحية ضد «حزب الله»… ودرس «اغتيال» المخرج المعارض محمد بايزيد Posted: 30 Oct 2017 03:33 PM PDT لم نر في «ثورة» حي السلّم في الضاحية الجنوبية لبيروت أخيراً مشاهد شدّ وجذب بين عسكر ومنتفضين، فقد بقي الحدث الأساسي، وهو اقتحام سوق شعبي مخالف، في خلفية المشهد، وبات كلام «الضحايا» لشاشات التلفزيون هو الحدث، وهو من القوة بحيث شغل الشاشات ومواقع الالكترونية والصحف على مدار الأسبوع الفائت. لم تكن تلك الثورة الصغيرة في الشتائم وحدها، الطالعة من قعر الشارع والعذاب تماماً، والتي خرقت مقدس «حزب الله»، فقد جاءت المقابلات وكأنها لحظة الحقيقة، جوهر موقف الناس (الحاضنة الأكثر التصاقاً) من «حزب الله»، رغم جبروته، وهباته، فليس هنالك أصدق وأوجع وأكثر فصاحة من صيحة مظلوم. إذاً فإن «ثورة الضاحية» حدثت كلّها في الميديا، ورغم قسوة الشتائم لم يظهر أن أحداً من القنوات أو مواقع التواصل الاجتماعي ينوي أن يضع تلك «التوت» المديدة فوق الكلمات العسيرة. فيديوهات جرى تداولها بلاد هوادة، فقد جاءت شهادة شاهد من أهله، عدا عن أنها لم تكن متوقعة بالمرة، بعد سنوات من طغيان وتجبّر «حزب الله». لا شك أن تلك الفيديوهات ستصبح علامة بارزة، ولا بد أن صناع السينما الوثائقية احتفظوا بها جانباً من أجل أفلام المستقبل. لذلك فإنها ستكون للتاريخ، بمقدار ما هي للأمل أيضاً، خصوصاً مع ذلك اليقين السابق لدى مناهضي النظام الممانع بأن الطرف الآخر ليس سوى كتلة صماء واحدة لا تتزحزح. الأكثر إذلالاً تماماً كما هو متوقع، أجبر إعلام «حزب الله» منتفضي حي السلّم في اليوم التالي لـ «ثورتهم»، على الاعتذار. هل تذكرون صرخة سائق «التوك توك» المصري التاريخية، تلك التي قال فيها، إلى جانب أشياء كثيرة، «أشوف مصر عالتلفريون ألاقيها فيينا، أنزل الشارع ألاقيها بنت عم الصومال»؟ وكيف أظهره إعلام السيسي تالياً عبر مقابلة مصورة «منفّساً عالآخر»، ولسان حاله يقول «لا، أنا ولا حاجة»، وليبدو كأن إبرة مخدّر نالت من كل خطاب الأمس الذي عبّر عن كل مأساة المصريين؟ هذا ما حدث أيضاً لفيديوهات حي السلّم، فكل الذي شتموا نصر الله بالأمس، ظهروا في اليوم التالي يرددون تقريباً بالنبرة ذاتها: «يا سماحة السيد، الله ينعن ساعة الشيطان يا سماحة السيد. نعتذر من كعب صباطك (حذائك)..»! الفيديوهات جاءت نموذجية للغاية، إلى حد أن سكان مواقع التواصل الاجتماعي التقطوا المفارقة وولّفوا على الفور فيديوهات كوميدية تضع بشكل متجاور مقابلات أهل حي السلّم ما قبل وما بعد. فكانت حقاً كوميديا للتاريخ. تقول الحكمة إن ثلاثة أشياء إذا ذهبت لا تعود (في الواقع أشياء كثيرة إذا ذهبت لا تعود، لكن الحكمة تقتضي أن نقول ثلاثة): السهم إذا انطلق، والزمن إذا مضى، والكلمة إذا نُطقت. ولذلك فإن ما قيل قد قيل، ولن يكون التراجع والاعتذار إلا تثبيتاً لتلك الحقائق. لكن لا بد من الإشارة إلى أمر، ربما يلاحظ المرء أن أكثر عبارتين تم تداولهما في إعلام «حزب الله» هما «هيهات منا الذلة»، و»فدا كعب صباط السيد (حسن نصرالله)»! بالله عليكم، هاتوا لنا مشهداً من تاريخ أهل الجنوب، شيعة لبنان، حاضنة «حزب الله»، أكثر إذلالاً من ذلك الفيديو الذي أُجبر فيه أهل حيّ السلّم على الاعتذار من «كعب صباط السيد». أداء مسرحي من بين مختلف فيديوهات «ثورة حي السلّم» كان الأكثر تأثيراً بالنسبة لي أداء السيدة المحجبة، وكان خطابها الأطول بين زملائها. تشعر معها كما لو أنك أمام ممثلة في عرض مسرحي تراجيدي. أداء ممسرح، نزوع نحو الشعر (على الأقل على مستوى الأداء)، كانت الوحيدة التي لم تشتم. في قلب خطابها انتقالات مفاجئة، حين تقول مثلاً «ازرعوا شجر على قبور الشهدا، نحنا الشهدا عنا بالآلاف»، أو أن تصف أولئك الذين اقتحموا السوق بـ «خفافيش الليل»، لتضيف «نحنا بنبني حجر حجر». لم تسفّ في خطابها، ولعلها في اعتذارها أيضاً كانت الأكثر اتزاناً. درس بايزيد تتوالى فيديوهات لأصدقاء المخرج السينمائي السوري المقيم في الولايات المتحدة محمد بايزيد، والتي تلقي مزيداً من الشكوك حول ما سمي محاولة اغتيال للمخرج المعارض إثر زيارته لاسطنبول. هذه الحكاية باتت وراءنا الآن، وقد بات ثابتاً، على الأقل، أن مبالغة كبيرة أحاطت بالمسألة. لكن يبدو أن أحداً لن يتعلم من درس بايزيد. لن يتعلم معارضون كثر أن حبل الكذب لا يمكن أن يكون بلا نهاية، وأن ذلك جزء من مصيبة السوريين. لا أحد يريد أن يصدق أن بعض من ادعى الاعتقال، وعاش، وما زال يعتاش من تلك الكذبة، لم يعتقل البتة. لا يريد أن يصدق لأنه هو نفسه يعيش من وراء تلك الكذبة. أساطير وخراريف بات لها قوة الحقيقة. لم يكن أحد ليحتاج كل ذلك، فقصص الاعتقال الحقيقية والموثقة بمئآت الآلاف، وكذلك التعذيب والقتل والتدمير.. وبالعكس، كان لذلك التلفيق أثر سيء على قصص الواقع. نرجو أن لا يحاول أحد إقناعنا بأن السكوت عن التلفيق كان لمصلحة الثورة، وأن استمرار التزوير هو لمصلحة الشعب السوري! كاتب فلسطيني لحظة الحقيقة في «ثورة» الضاحية ضد «حزب الله»… ودرس «اغتيال» المخرج المعارض محمد بايزيد راشد عيسى |
حرية التعبير عن الرأي ـ قراءة في أحكام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان Posted: 30 Oct 2017 03:32 PM PDT هل ثمة قيود قانونية ترد في النظم الديمقراطية على حرية التعبير عن الرأي؟ أقرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أن تدخل الدول لتقييد الحق في حرية التعبير عن الرأي وتداول المعلومات ينبغي أن يرتبط «بحاجات مجتمعية ماسة»، وأن ممارسة الدول لحقها في توظيف مفهوم «الحاجة المجتمعية الماسة» يقتضي الإفصاح والتنظيم القانونيين على نحو يسهل إدراكه من قبل للمواطنين وينتفي عنه التعسف كما تغيب عنه المبالغة في نزوع الدول إلى تقييد الحرية. في حكم شهير أصدرته في عام 1979 وتعلق بنزاع بين صحيفة صنداي تايمز البريطانية والحكومة البريطانية، غلبت المحكمة الأوروبية جانب الحق في حرية التعبير على الرأي على المناوئة الجنائية للحكومات والمحاكم بأن اعتبرت قيام الصحيفة المذكورة بنشر مادة عن عقار طبي على الرغم من أمر محكمة بريطانية بالامتناع عن النشر بمثابة ممارسة مشروعة للحرية التعبير عن الرأي لم تحمل إضرارا بالأمن القومي لبريطانيا أو بالسلامة الإقليمية للدولة أو بالآمان العام، ونفت عنها شبهة التورط في المناوئة الجنائية للمحاكم. بعبارة أخرى، قدمت المحكمة الأوروبية حرية الرأي والنشر وتداول المعلومات على قيود تعسفية لا ضرورات تبررها، حتى وإن كان مصدر هذه القيود أحكام وقرارات المحاكم. كما تناولت نفس المحكمة في العديد من الأحكام الأخرى حرية التعبير عن الرأي فيما خص القضايا محل الاهتمام العام ولجهة تعبير المشاركين في الحياة السياسية عن رأيهم بشأنها. قدمت المحكمة حق المواطن والرأي العام في الحصول على المعلمات المتعلقة بالقضايا العامة وتداولها الحر والتعرف على الآراء المختلف بشأنها على القيود المفروضة على حرية التعبير عن الرأي في المادة رقم 10 من العهد الأوروبي لحقوق الإنسان والحريات الأساسية. تنص تلك المادة على أن «1. لكل فرد الحق في التعبير الحر عن الرأي. يشتمل هذا الحق على حرية اعتناق الآراء والحصول على المعلومات والأفكار ونشرها دون تدخل من السلطات العامة وبمعزل عن الحدود الفاصلة. ولا تمنع هذه المادة الدول من اشتراط الترخيص لمؤسسات الإعلام والتليفزيون أو السينما، 2. لأن ممارسة هذه الحريات ترتبط بواجبات ومسؤوليات، فإنها قد تخضع لإجراءات رسمية أو شروط أو قيود أو عقوبات ينص عليها القانون، وتعد ضرورية في مجتمع ديمقراطي، وتصب في مصلحة الأمن القومي أو السلامة الإقليمية أو الآمان العام، أو تأتي من أجل منع الفوضى أو الجريمة، أو من أجل حماية الصحة العامة أو الأخلاق، أو من أجل حماية سمعة الأفراد الأخرى وحقوقهم، أو من أجل الحيلولة دون الإفصاح عن معلومات ذات طبيعة سرية، أو بغرض الحفاظ على سلطة وحياد القضاء». أقرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بحق السياسيين في التعليق على قضايا الرأي العام، بما فيها أحكام المحاكم وقراراتها وأوامرها بعد إصدارها ودونما تعرض لسمعة الأفراد الآخرين وحقوقهم الشخصية ـ والإشارة إلى الأفراد الآخرين هنا وجهتها هي من يوضعون في مواضع الاتهام من قبل النظم القضائية، والقضاة الذين يتولون إدارة تلك النظم ويسهرون على مرفق العدالة والذين أيدت المحكمة في حالتهم إنزال العقاب القانوني بمن يتورطون في إهانتهم شخصيا بينما أكدت على الحق في التعليق على أحكامهم كقضايا للرأي العام. وأردفت في حكم لها صدر في عام 1986 مؤكدة على ضرورة ممارسة قدر أكبر من «التسامح» مع تعبير المشاركين في الحياة السياسية عن آرائهم بشأن القضايا العامة وممارسة السلطات العام لأدوارها لما لذلك من آثار هامة على بناء النظام الديمقراطي. في عام 1995، قضت المحكمة الأوروبية في نزاع بين صحافي وناشر وبين دولة النمسا كان موضوعه إدانة محكمة نمساوية للصحافي وللناشر (تمثلت العقوبة في الغرامة المالية) لتشويههما «سمعة قاض» بإن تشويه سمعة القضاة «الشخصية والمهنية بنشر مادة صحافية تسيء لهم» يتناقض مع شرط حماية سمعة الأفراد الآخرين وحقوقهم الشخصية الوارد كقيد موضوعي على ممارسة حرية التعبير عن الرأي. وأقرت المحكمة بوجود فارق جوهري بين تشويه سمعة القضاة الشخصية والمهنية وهي تهدم مصداقية القضاء وتعوق العدالة وبين تناول أحكام القضاة بالتعليق وبإبداء الرأي وبتوجيه الانتقاد المرتبط بموضوع الأحكام وجميع ذلك يندرج تحت الممارسة المشروعة وغير المجرمة لحرية التعبير عن الرأي ويخدم الهدف المجتمع العام في مراقبة أعمال السلطات العامة وترسيخ قيم الديمقراطية. ثم عادت المحكمة الأوروبية في عام 1997 لتقضي بعدم جواز إنزال العقوبة بصحافيين بلجيكيين تناولا بالانتقاد أحكام أصدرها عدد من قضاة الاستئناف في دولتهم، ورسخت المحكمة في هذا الصدد لضرورة تمكين الصحافة والإعلام والسياسيين من تناول أحكام المحاكم بالتعليق وبإبداء الرأي، ولحتمية تفعيل قدر أكبر من «التسامح» مع هذه الفئات حتى حين يتسم تعبيرها عن الرأي بالمبالغة أو الاستفزاز. وربطت المحكمة الأوروبية بين رأيها هذا وبين «الخير العام» و«المصلحة العامة» وهما يتمثلان في تمكين المواطن من بناء الرأي حول القضايا العامة بالتعرض لآراء متنوعة، كما في مراقبة الرأي العام لعمل السلطات العامة وتقويم ممارساتها والحيلولة دون تورطها في تجاوزات أو انحرافات. خلال السنوات الماضية تعددت الأحكام الصادرة عن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان إن ذات الصلة بسؤال إدارة العدالة وحرية التعبير عن الرأي أو المرتبطة بعمل النظم والهيئات القضائية والمصلحة العامة المتمثلة في تعرف الرأي العام على أحكام القضاء ومناقشتها كمكون أصيل في مراقبة الناس للسلطات العامة. وقد تابعت المحكمة الأوروبية التأسيس لمبادئ ثلاثة كبرى. أولا، الحق في التعبير الحر عن الرأي ينتهي عند حدود الإخلال بحق الأفراد الآخرين في صون سمعتهم وحرياتهم الشخصية، وكذلك عند حدود الإخلال بحق الأفراد في الحصول على محاكمات عادلة وحق أعضاء الهيئات القضائية في أن لا تناوئ سلطات المحاكم داخل قاعاتها لكي لا تعوق إدارة العدالة أو يتعرض البعض للقضاة بالانتقاد الشخصي أو التجريح الشخصي على نحو يهدم الثقة العامة في القضاء. ثانيا، الحق في التعبير الحر عن الرأي يضمن للأفراد حق تناول أحكام القضاء المتعلقة بقضايا رأي عام بالتعليق والتساؤل والتفنيد والتقييم شريطة عدم التورط في مناوئة المحاكم أثناء عملها أو في التعرض للقضاة على نحو مشخصن. قانونيا وفلسفيا، يستند حق تناول أحكام القضاء بشأن قضايا الرأي العام إلى المصلحة العامة المتمثلة في تمكين الرأي العام من التعرف على وجهات نظر متعددة بشأن قضايا تشغل الناس والمصلحة العامة المتمثلة أيضا في تمكين المواطن من ممارسة حقه الأصيل في مراقبة عمل السلطات العامة ومن بينها السلطة القضائية. قانونيا وفلسفيا، ينحو المشرع في سياق العهود الدولية لحقوق الإنسان والحريات الأساسية كما القاضي في المحاكم الدولية إلى إرساء مبدأ حق المواطن في مراقبة عمل السلطات العامة عبر تمكينه من التعبير الحر عن الرأي والحصول الحر على المعلومات والأفكار وتداولها دون خوف من تعقب أو تهديد أوعقاب. وينبني على ذلك فيما خص عمل السلطة القضائية الاعتماد على دور الصحافيين والإعلاميين والسياسيين في التعليق على أحكام القضاء بشأن قضايا الرأي العام دون مناوئة للمحاكم داخل قاعاتها أو انتقاد وتجريح القضاة، ويلزم من بالتعامل مع الآراء العلنية لهذه الفئات على نحو يغلب اللين والتسامح على الغلظة والضيق لما لدورهم من أهمية في تحقيق المصلحة العامة والتمكين للنظام الديمقراطي. ثالثا، حال تورط أفراد من المنتمين لفئات الصحافيين والإعلاميين والسياسيين في مناوئة المحاكم داخل قاعاتها ومن ثم تعويق إدارة العدالة أو في الإخلال بالثقة العامة في القضاء عبر التعرض الشخصي للقضاة أو في تهديد حق المواطن في الحصول على محاكمة عدالة من خلال نشر وتداول ما يضر بفرضية «البراءة حتى تثبت الإدانة» ويسيء للسمعة الشخصية، يصبح إنزال العقاب بالمتورطين إن في أمر من هذه الأمور أو فيها جميعا حتميا. وهنا تغلب الهيئات القضائية فرض غرامات مالية على توقيع عقوبات سالبة للحرية. ٭ كاتب من مصر حرية التعبير عن الرأي ـ قراءة في أحكام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان عمرو حمزاوي |
حالة تجرؤ غير مسبوقة على المال العام واختفاء قرض بقيمة 10 مليارات جنيه في ظروف غامضة Posted: 30 Oct 2017 03:32 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: لماذا أقال الرئيس السيسي رئيس أركان القوات المسلحة الفريق محمود حجازي؟ سؤال بدأ يدور في مختلف دواليب العمل الحكومية والقطاع الخاص، كما في المقاهي والأندية وسائر التجمعات، من جانبه تساءل محمود سلطان في «المصريون»: «هل يجوز لنا أن نسأل لماذا أُقيل رئيس الأركان؟ وهل من حق الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن يعلن عن حيثيات قرار الإقالة على الرأي العام؟ ربما يكون من حقنا أن نسأل، ولكن ليس إلزاما على الرئيس أن يجيب عن مثل هذا السؤال لدقته وحساسيته. أنا ـ هنا ـ لا شأن لي بالقانون، وما إذا كان يسمح أو يمنع، ولكني أعتمد على البداهة: فالقرار ماسّ بالمؤسسة العسكرية، ولا يجوز ـ بداهة ـ أن يكون على المستوى الرسمي مشاعا للجميع». في ما وجه الكاتب الصحافي محمد علي إبراهيم – رئيس تحرير صحيفة «الجمهورية الأسبق» – رسالة إلى منافس السيسي الفريق أحمد شفيق يطالبه فيها بإعلان موقفه من الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة بوضوح. وقال إبراهيم: «سيادة الفريق أحمد شفيق إذا اعتزمت دخول الانتخابات إعلنها.. وإذا لم تنتو أيضا صرّح بذلك.. لكن لا اسمك ولا تاريخك يسمحان بتطاول الصغار والإمعات» حسب تعبيره. وزخرت الصحف المصرية الصادرة أمس الاثنين 30 أكتوبر/تشرين الأول بالعديد من التقارير والمعارك التي طالت القوى السياسية والدينية والرياضية وإلى التفاصيل: إقالة غامضة الأسباب لماذا أقال السيسي صهره رئيس الأركان؟ بعض التفسيرات رصدها أمس الاثنين جمال سلطان في «المصريون»: «ذهبت إلى أن القرار ربما كان تمهيدا لتكليف الفريق محمود حجازي برئاسة الوزارة الجديدة، بعد الأنباء المتوالية عن مرض المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء الحالي، وهو تفسير أعتقد أنه ضعيف للغاية، لأن منصب رئيس الأركان في الوضع الحالي يجعل صاحبه جزءا من «عصب السلطة» والقرار، بينما رئاسة الوزارة منصب أقرب للسكرتارية التنفيذية لصاحب القرار، والبعض حاول الربط بينه وبين حادث الواحات، وهو افتراض بعيد، لأن الجيش ليس طرفا في الكارثة، والداخلية تتحمل كامل المسؤولية عنها، كما أن الفريق حجازي كان خارج البلاد وقتها ممثلا للدولة في مؤتمر رسمي في الولايات المتحدة، والحقيقة أن إقالته عقب عودته من واشنطن مباشرة أيضا طرحت علامات استفهام عن السبب الغريب والمفاجئ. هناك من يربط بين القرار المفاجئ والتطورات المتعلقة بالانتخابات الرئاسية المقبلة، والضغط المعنوي والسياسي الذي يمثله الفريق أحمد شفيق بأنباء احتمال ترشحه للرئاسة، وهناك ما يشبه الإجماع على أنه الشخص الوحيد من الناحية العملية حاليا الذي يمثل «البديل» للسيسي في حال أجريت انتخابات، أو في حال اعتذر السيسي عن الترشح، أو كانت «الأجواء» الإقليمية والمحلية لا تساعده على الاستمرار في منصبه، وشفيق لا يحظى بالقبول داخل المؤسسة ولدى شخصيات لها حضور معنوي كبير عند أصحاب القرار، وبالتالي، يرى هؤلاء «البعض» أن قرار عزل حجازي ربما يكون متعلقا بتجهيز «البديل» من داخل المؤسسة، إذا جد في الأمور أمور بغض النظر عن تلك التكهنات كلها، فلا شك أن قرار إقالة رئيس الأركان بصورة مفاجئة، وبكل الملابسات التي تحتف به، هو قرار مثير للغاية». ترقية أم عزل؟ نبقى مع إقالة رئيس الأركان ويهتم بالقضية عماد الدين أديب في «الوطن»: «بعد خدمة مصر وجيشها منذ عام 1977، أي لمدة 40 سنة، انتقل الفريق محمود حجازي من منصب رئيس الأركان إلى منصب مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط الاستراتيجي وإدارة الأزمات. طوال 40 عاما خدم الفريق محمود حجازي وطنه في سلاح المدرعات، وانتقل للعمل في عدة مناطق على خريطة البلاد بطولها وعرضها، وتلقى دراسات عليا في شؤون الحرب والتكتيك والاستراتيجية من مصر ومن الولايات المتحدة. وفي فترة دقيقة من تاريخ مصر تحمّل الفريق حجازي مسؤولية إدارة المخابرات الحربية، واستطاع في صبر وصمت شديدين إدارة تبعات هذا المنصب باقتدار. ومنذ عام 2014 وحتى الأسبوع الماضي تولى رئاسة أركان القوات المسلحة، وهو منصب عسكري تنفيذي له علاقة مباشرة بمثلث التسليح والتدريب والقتال في ظل دور متصاعد فيه عدة مسؤوليات هي: 1- مواجهة الإرهاب في سيناء وتأمين الحدود. 2- رفع كفاءة القتال لكافة الأسلحة، وكانت السنوات الثلاث الأخيرة من أكثر الفترات التي قامت فيها القوات المسلحة بمناورات منفردة أو مشتركة مع دول أخرى. 3 استيعاب أكبر عملية تحديث لكافة أنواع التسليح للجيش المصري، ما جعله ينتقل في تلك الفترة من الترتيب الخامس عشر إلى الترتيب العاشر في أداء جيوش العالم. 4- دور الجيش الداخلي في عملية التنمية وتأمين البلاد في انتخابات البرلمان والرئاسة والاستفتاء على الدستور. ولعل أهم الملفات التي برز فيها الدور الشخصي للفريق حجازى هو ملف ليبيا، حيث إنه استفاد من خبرته كقائد سابق للمنطقة الغربية العسكرية ومعرفته الوثيقة بطبيعة الجغرافيا وأصول القبائل في تلك المنطقة». لهذا حاربنا «لم يكن صحيحا ما تردد طويلا وكثيرا من أن مصر حاربت وضحت واستنزفت مواردها لأجل فلسطين. الحقيقة أنها كانت تحارب من أجل أمنها القومي المباشر.هذا ما انتهى إليه عبد الله السناوي في «الشروق»، بتعبير الضابط الشاب جمال عبدالناصر في يومياته الخطية أثناء حرب فلسطين: «إننا ندافع عن مصر قبل أي شيء آخر». وبالوثائق: استهداف مصر هو صلب التفكير الاستراتيجي الغربى المؤسس لـ«وعد بلفور». بمقتضى نصه فإن الحكومة البريطانية تلتزم «إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين وأنها سوف تبذل قصارى جهدها لتسهيل تحقيق هذا الهدف». اغتصاب فلسطين الوجه المباشر لذلك الوعد، الذي وقعه وزير الخارجية البريطانى اللورد آرثر بلفور يوم 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1917 في كلمات معدودة وقاطعة أرسلها إلى اللورد جيمس روتشيلد راعي الحركة الصهيونية العالمية، غير أن ظاهر النص لا يخفي ما وراءه من حسابات وترتيبات تتعلق بصميم وحجم ما يمكن أن تلعبه مصر من أدوار. وفق عشرات الوثائق البريطانية لم يتأسس «وعد بلفور» على أسطورة «العودة إلى أرض الميعاد»، التي تتبناها الحركة الصهيونية، لكنه وظفها لمقتضى رؤية استراتيجية لمستقبل العالم العربي ــ مصر بالذات وبالتحديد. في مذكرة تلقاها رئيس الوزراء البريطاني لويد جورج ـ بعد أربع سنوات من إعلان «وعد بلفور» ــ اقترح مدير العمليات في الشرق الأوسط الكولونيل ريتشارد ماينر تزهاجن: «ضم سيناء إلى فلسطين» حتى يكون ممكنا «وضع حد فاصل». المذكرة ــ التي رفعت إلى رئيس الوزراء عبر الجنرال اللنبي ــ رأت في مثل هذا الضم تأكيدا قويا لمركز بريطانيا في الشرق الأوسط. نزع سيناء عن مصر لا يزال ــ حتى اللحظة ــ مطروحا وحفر قناة جديدة تقوض قناة السويس دراساتها تجري بكل همة للانتقال إلى التنفيذ العملي. بلغة الوثائق، ولا شيء غيرها، يمكن استنتاج أن الفلسطينيين دفعوا ثمنا مروعا لاستهداف مصر. المعركة ليست سهلة «الهدف الاستراتيجي لسياسة مكافحة الإرهاب في مصر، كما فهمها مصطفى كامل السيد في «الشروق» من تصريحات رئيس الدولة وممارسات أجهزة الأمن، هو السعي للاستئصال الكامل للجماعات الإرهابية والمتعاطفين معها. الأولون من خلال التصفية الجسدية إن أمكن، والآخرون من خلال السجن تحت دعاوى مختلفة. لم يتغير هذا الهدف رغم أن تجربة السنوات الثلاث الماضية قطعت باستحالة تحقيقه. ورغم أنه يمكن القول بأن الاحتجاجات الجماعية لأنصار الإخوان،، توقفت تقريبا، وأن بعض الأنشطة التخريبية التي يقوم بها أنصارهم مثل نسف أبراج الكهرباء قرب المدن الكبرى، أو تفجير أدوات المواصلات قد انحسرت، إلا أن عدد الجماعات الإرهابية قد زاد، وظهرت جماعات جديدة، فبالإضافة إلى تنظيم أنصار بيت المقدس الذي أطلق على نفسه اسم ولاية الدولة الإسلامية في سيناء، ظهر تنظيم يفترض أنه قريب من «القاعدة» في الصحراء الغربية، وانتظم من يوصفون بأنهم أعضاء في الإخوان المسلمين في ما سمي بـ«حسم»، وبعد ذلك «طلائع حسم»، واتسع نطاق العمليات الإرهابية وامتد من سيناء إلى الدلتا والصعيد وإلى الصحراء الغربية، وتطورت أساليب الجماعات الإرهابية من شن هجمات خاطفة على قوات الشرطة والأمن ووضع العبوات الناسفة في طريقها إلى نصب الكمائن لهؤلاء الجنود عند تحركهم، وتنظيم تشكيلات قتالية كبيرة تحاول حتى احتلال مناطق في سيناء وإلى إقامة معسكرات للتدريب في الريف والصحراء، وتطورت أسلحتها من الخفيفة منها إلى الهاونات والآر بي جى، مما لا عهدة لقوات الشرطة به كما ظهر في حادث الواحات الكبير». قلبه طيب نتحول للثناء على الرئيس تقدمه إلهام ابو الفتح في «الأخبار»: «صورة رائعة شاهدناها خلال الأسبوع الماضي وتداولتها وكالات الأنباء للرئيس ماكرون وهو يؤيد الرئيس السيسي.. عندما قررت بعض الجماعات أن تعود من جديد للأسطوانة المشروخة عن حقوق الإنسان في مصر، خلال المؤتمر الصحافي أثناء زيارة الرئيس السيسي لفرنسا.. كان رد الرئيس رائعا وفي منتهى الذكاء والحنكة السياسية. فقد وصف الرئيس السيسي، السؤال بـ«المهم جدا»، وأنه حريص على توضيح ذلك، ومن المهم معرفة أن مصر، حريصة على احترام المواطنين والمحافظة عليهم ومساعدتهم». وتحدث عن حجم الإرهاب والتطرف الذي تواجهه مصر، والوضع المماثل الذي حدث في دول أخرى، وترتب عليه تشريد مئات الألوف والملايين حتى خرجت الأمور عن السيطرة.. وقال الرئيس: «أنا مسؤول عن أمن وسلامة 100 مليون مصري». كما تساءل عن حقوق أخرى لا يعرفها من يتشدقون بحقوق الإنسان : «الشهداء وأسرهم من الأطفال والأرامل والأمهات اللاتي فقدن أبناءهن في كل حوادث الإرهاب خلال الثلاث سنوات الماضية، فين حقــــوق الإنســــان لهم؟ وقدم أكــــبر دليل على أن مصر تحترم حقوق الإنسان وهو أن هؤلاء المجرمين تتم محاكمتهم محاكمات عادلة أمام قاضيهم الطبيعي وهناك إجراءات تقاضي حقيقية يتم من خلالها مراعاة كل الإجراءات القانونية طبقا للقانون المصري». نحرث في النهر مشكلة الأمية خطر يحذرنا منه محمد سمير في «اليوم السابع»: «على الرغم من قيام الدولة بإنشاء الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار عام 1992 إيمانا منها بأهمية وجود كيان منظم تستطيع من خلاله القضاء على مشكلة الأمية في مصر، التي تعد أحد أهم الأسباب التي تحد من قدرة الدولة على تحقيق أهدافها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الشاملة والمستدامة، وعلى الرغم من وجود فروع لهذه الهيئة في جميع المحافظات ولكل منها مجلس تنفيذي لمحو الأمية يرأسه محافظ الإقليم، فإنه للأسف وطبقا للتقرير الذي أصدرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «يونسكو» مؤخرا بشأن أوضاع التعليم حول العالم، فإن عدد البالغين الذين لا يستطيعون القراءة والكتابة في مصر يبلغ نحو 14.8 مليون مواطن الآن، وهو رقم في غاية الخطورة، ويتطلب من الحكومة أن تتوقف عنده كثيرا، فمن المهم الآن تحليل الأسباب الحقيقية التي تقف وراء عجز المختصين عن القضاء على هذه المشكلة الخطيرة طوال تلك السنوات، التي وصلت منذ تاريخ إنشاء الهيئة وحتى الآن إلى خمسة وعشرين عاما، وأن ندرس بعمق تجارب الدول الناجحة في هذا المجال، وأن نترجم ذلك في صورة خطة احترافية محكمة الآليات وغير نمطية ومحددة بجدول زمني، على أن يراعي فيها السادة المسؤولون ما ينسونه دائما، وهو سياسة «سد المنابع» لكي نستطيع في نهايتها أن نعلن خلو بلادنا من هذه الآفة، لأنه لا يصح على الإطلاق أن يكون في الدولة صانعة الحضارة هذه النسبة المخيفة من الأمية في القرن الواحد والعشرين». ساعة الحساب اقتربت الحرب ضد خصوم السيسي لا تنتهي ومن المشاركين فيها دندراوي الهواري في «اليوم السابع»: «سيأتي اليوم وسيحاكم كل فلول السيسي وضمنهم اللجان الإلكترونية ومن صرف عليهم، يتم الآن حصر وتوثيق الحسابات التابعة للجان ولن يفلتوا من القانون عندما يسود»! رسالة تهديد واضحة من ممدوح حمزة، قائد ثورة الملابس الداخلية، «الأندر وير» في ميدان التحرير، للمصريين الداعمين للدولة، الذين انتخبوا الرئيس السيسي، فهل ممدوح حمزة أقوى من الدولة وفوق القانون، وما هي الحصانة والقوة المفرطة، التي يتمتع بها، التي لم تمكنه فقط من التهديد والوعيد، ولكن من الاستيلاء على جزيرة في النيل، والحصول على مئات الأفدنة من الأراضي في المناطق المهمة، والإشراف على مشروعات بقوة الذراع؟ إلى جانب عدائه الشديد للقوات المسلحة، ووصفها بقوات الاحتلال! وفي هذا المقال نعيد ما ارتكبه ممدوح حمزة من جرائم لا حصر لها، لنذكر المصريين بها. أول جرائم ممدوح حمزة، اتهامه بردم النيل، والاستيلاء و«شفط» جزيرة تبلغ مساحتها 36 فدانا، ليضمها لأراضيه البالغ مساحتها 32 فدانا في منطقة «العطف» في العياط، لتصبح جملة ما يمتلكه المهندس والثوري والناشط والباحث عن تطبيق شعار «الحرية والعدالة الاجتماعية» من أراض 68 فدانا بالتمام والكمال. في «العُرف» السياسي، فإن ما فعله الناشط والثوري والسياسي، من استيلاء على أراضي الدولة، وارتكاب جريمة «ردم النيل»، يعد فضيحة مدوية، لكن الأمر يختلف بالنسبة لممدوح حمزة، فتاريخ الرجل النضالي والثوري، مبعثه الحقيقي والوحيد، تحقيق مصالح ومكاسب شخصية، وإن القضايا الوطنية ليست من ضمن فقه أولوياته على الإطلاق. ممدوح حمزة مثال صارخ لكل النخب وأدعياء الثورية، الباحثون عن جمع المغانم والمكاسب على جثة الوطن، لا يهمهم انهيار البلاد، وفناء العباد، ولكن يهمهم فقط تصدر المشهد العام». إعلام الإخوان يكسب أشادت الكاتبة غادة شريف بكلِ من الإعلامي محمد ناصر – المذيع في قناة مكملين الإخوانية – والإعلامي معتز مطر مقدم برنامج «مع معتز» في قناة «الشرق» التي تبث من تركيا. ووفقا لجريدة «المصريون» تابعت الكاتبة التي تحولت لصفوف المعارضة وقالت: «بقالي شهر باتابع محمد ناصر ومعتز مطر ومستمتعة جدا على فكرة.. ما بقوش محتاجين يفبركوا أخبار، العك المتواصل بتاعنا بيغنيهم عن الفبركة.. محمد ناصر مثقف جدا أكتر من معتز، وهم الاتنين دمهم خفيف قوي، بس واضح أن ناصر عنده عقد نفسية وكلاكيع قديمة بتبان في كتير من آرائه.. معتز أذكى وبيعرف يجذب المشاهد لآخر الحلقة، أما بقى محمد ناصر فرغم انه مثقف قوي لكنه الحقيقة (…) في التحليلات». منتقدة حديثه عن التغييرات التي تمت في مصر خلال الأيام السابقة. وأشارت إلى أن كلام محمد ناصر أشعرها وكأنه «مربط» مع النظام الحالي في خطته للانتخابات الرئاسية المقبلة، قائلة : «محتاج يبطل تحليلات ويبطل يعمل فيها معمل البرج» حسب تعبيرها». إمشِ أنت الحرب ضد رئيس البرلمان لا تنتهي بعد أن دعا المعترضين على تمديد حالة الطوارئ لمغادرة مصر ومن بين الغاضبين عبد الناصر سلامة في «المصري اليوم»: «هذه الجملة (اللي مش عاجبه البلد يمشي) أصبحت متداولة على لسان بعض المسؤولين والإعلاميين خلال الفترة الأخيرة، على اعتبار أنهم مُلّاك البلد، وبقية الـ100 مليون بمثابة أُجراء، عليهم تنفيذ تعليمات الكفيل صاحب التكية، أو الباشا صاحب العزبة، غير مبالين بحالة السخط العام أو ردة فعل الشارع، على اعتبار أنهم ليسوا جزءا منه، بالتالي لا يعنيهم من قريب أو بعيد. ما لا يدركه هؤلاء المسؤولون هو أنهم يحصلون على رواتبهم من مجمل ما يسدده عامة المواطنين من ضرائب وإنتاج ومعاناة هنا وهناك، وما لا يدركه هؤلاء الإعلاميون، وخصوصا أصحاب برامج الليل وآخره التلفزيونية، هو أنهم بدون نسبة مشاهدة لن يستطيعوا الاستمرار، كما أن الصحف بدون قروش القارئ سوف تتوارى هي الأخرى، أي أن المواطن هو الداعم الأول والأخير لوجود كل هؤلاء أو عدم وجودهم في مواقعهم في مختلف أنواعها. ما لا يدركه هؤلاء وأولئك أيضا هو أن الوطن أو البلد ليس هو المشكلة بالنسبة للمواطن أبدا، ذلك أنه التراب الوطني لكل المواطنين على مختلف انتماءاتهم السياسية وعقائدهم الدينية، هو أرض المحيا وأرض الممات، هو الأب والأم والأخ والأخت، المشكلة الحقيقية للمواطن هي أنتم، هي وجودكم في مواقعكم، هي فشلكم في مهامكم الموكلة إليكم، مما كان سببا فيما نحن فيه الآن من تردٍ على جميع الأصعدة، لذا سوف نكتشف بقليل من المتابعة أن من يرددون ذلك هم الفاشلون بالفعل، سوف نكتشف بقليل من التركيز أن أزمة المواطن الحقيقية تكمن في هذا النوع من البلهاء الذين لا يكترثون بحال المواطن». فتنة كنسية تجددت الأزمة بين البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وبين الأنبا مايكل، الأسقف العام لفيرجينيا في الولايات المتحدة الأمريكية، على خلفية قرار البابا تواضروس استحداث إيبارشية جديدة في أمريكا هي بنسلفانيا وديلاوير ومريلاند، وتجليس الأنبا كاراس النائب البابوي في أمريكا الشمالية على تلك الإيبارشية الجديدة، التي يرى مايكل أنها اقتطاع من الأماكن الواقعة تحت خدمته ومخالفة لقوانين الكنيسة. وتعود الأزمة وفقا لـ«الوطن» بين البابا والأنبا مايكل إلى مطالبة الأسقف للبابا فور جلوسه على الكرسي البابوي في 2012، بالاعتراف بتجليسه على إيبارشية وكنائس فيرجينيا بيد البابا الراحل شنودة الثالث، وهو الأمر الذي شكّل فيه البابا عدة لجان مجمعية خلصت إلى أن منطوق البابا شنودة لرسامة الأنبا مايكل هي أسقف عام وعدم وجود تقليد كنسي بتجليسه، وإصدار البابا قرارا نشر في مجلة «الكرازة» بتحديد نطاق خدمة الأنبا مايكل كأسقف عام، كما أجرى استفتاء بين الأقباط والكهنة في المناطق التي يطالب الأنبا مايكل بتجليسه عليها، وقد رفضوا هذا الأمر، وبناء عليه لم يدخل البابا تواضروس أي تعديل على الأمر. وحاول الأنبا مايكل على مدار السنوات الماضية إثارة الأمر. وعادت الأزمة مرة أخرى للظهور خلال منتصف العام الماضي، حيث اعترض الأنبا مايكل على قرار البابا برسامة الأنبا بيتر أسقفا على إيبارشية «نورث كارولينا، وساوث كارولينا، وكينتاكي وتوابعها» في أمريكا، وهو ما رآه مايكل أيضا تعديا على إيبارشيته التي كانت تتبعها تلك المناطق. واختتم مايكل بيانه بالقول: «لا يحقّ ولا يصح لكَ يا قداسة البابا أن تغيِّر كلامك وقرارك ووعدك في ختام جلسة المجمع المقدس، الذي قلتم فيه إنك «تسلمت مشكلة الأنبا مايكل ممن سبقني، يحلها اللّي بعدي»، فكيف لكم أن تحاول الرسامة أو حتى التجليس في منطقة الخدمة التي رُسمت عليها؟». علماء وعلماء «لأننا نعاني من حالة عناق بين حكم ظالم طاغ، وفق ما تؤكد عبير عبد الرحمن في «الشعب»، وعلماء دين يؤيدونه ويباركونه، ارادت الكاتبة أن تعرض نبذة على استحياء من موقف الشيخ محمد الغزالي رحمه الله من تلك العلاقة المشينة لرجال الدين الذين يشترون بآيات الله ثمنا قليلا، من أجل أن ينالوا رضى كل حاكم مستبد فيقول: «قد سبقتنا أوروبا إلى تقليم أظافر حكامها فقتلت بعضهم في ثورات حانقة، ووضعت دساتير دقيقة لضبط مسالك الباقين، حتى صار الحكم هناك خدمة عامة يختار لها الأكفأ ويراقب من خلال أجهزة يقظة، ويطرد ولا كرامة إن بدا منه ما يريب. أما الشرق الإسلامي فإن الفساد السياسي بقي في أغلب ربوعه. وما يثير الدهشة أكثر وأكثر هو موقف المشتغلين بالعلوم الدينية وفقه الشريعة.. كأن هؤلاء كونوا بطريقة خاصة ليكونوا حواشي للحاكمين. السقوط الخلقي وخلل التفكير الفقهي عند الجم الغفير من المتكلمين في الفقه آفة بعض رجال الدين». ثم يذكر الشيخ الغزالي حوارا دار بينه ويبن أحد الفقهاء، الذي انتهى بقول المتفقه له: هذه سياسة وأنا أكلمك في الفقه. فرد عليه الشيخ: أنا أكلمك في الفقه وأنت وأمثالك صرعى سياسات محقورة شغلت الجماهير بالخلافات الصغيرة، حتى يمضي الفجار في طريقهم بدون عقبات… ومضت سنة الله في أمتنا كما مضت في كل مجتمع مختل فتدحرجنا من مكان الصدارة إلى ذنب القافلة الإنسانية وأسأنا إلى ديننا بقدر ما أسأنا إلى أنفسنا». ثم يربط الشيخ ما حدث لنا وما وقع فيه بنو إسرائيل، وكيف أن سنن الله لا تتخلف فيقول: « لو أننا تأملنا في القصص القرآني واستفدنا منه أحكاما، كما نستمد الأحكام من آية الوضوء أو الغسل، واستفادة الأحكام من الواقع العملي في تاريخ البشرية أهم وأجدر، لأنها عامة ولأنها تتصل بسنن حضارية لا تتخلف كانت الأمة الإسلامية لا تقبل دنية أبدا». إرهاب آخر «الإرهاب.. ظاهرة خطيرة تهدد مسيرة البناء، ولكن حجاج الحسيني في «الأهرام» يرى أن الفساد أخطر، وإذا كان دعاة الإرهاب ينتشرون في بعض أجهزة الدولة ويروجون الشائعات ويتربصون بالبلاد ويشمتون في المصائب، فإن شبكة الفساد أيضا متغلغلة ومترابطة، وفي معركة الدولة ضد الإرهاب والفساد يسقط خفافيش الظلام من عناصر ملوثة بقتل الأبرياء، ومسؤولين في مواقع القيادة من وزير حتى نائبة محافظ وسكرتير عام ورؤساء أحياء وغيرهم. منذ أيام خرجت تصريحات نارية من مسؤول ليس فوق مستوى الشبهات يتحدث عن مكافحة الفساد، والمجاملات والمحسوبية، وكشف المسؤول عن قراراته في ملاحقة الفاسدين، وهنا تذكرت على الفور أبيات من أمير الشعراء أحمد شوقي: برز الثعلب يوما في ثياب الواعظينا.. فمشى في الأرض يهذي ويسبّ الماكرينا ويقول: الحمد لله إله العالمينا.. يا عباد الله توبوا فهو كهف التائبينا. وفي إجابته عن سؤال المحرر عن ملف الفساد، أخذ المسؤول نفسا عميقا وأشعل سيجارة وأجاب بمنتهى التركيز عن فاتورة الفساد. كلمات أمير الشعراء، لسان حالنا اليوم، زمن غريب وعجيب، تراجعت فيه النزاهة والعدالة، وتقدمت الفهلوة والانتهازية والمحسوبية. الفساد والإرهاب وجهان لعملة واحدة. كل منهما يغذى ويطيل من عمر الآخر.. فلا يمكن للإرهاب أن ينتهى ما دام الفساد موجودا ومستشريا في بعض مؤسساتنا.. لذا لا بد من مواجهة الفساد إذا أردنا القضاء على الإرهاب. والسؤال.. كم فاسد في مواقع المسؤولية؟ ويطالب الكاتب بتشكيل لجان تابعة لرئاسة الجمهورية لتقييم ومراجعة المسؤولين في الجهاز الإداري والدكتوراه «المضروبة» في ملف الخدمة، التي تم على أساسها تعيين المسؤول في مناصب مهمة لاستبعاد الفاسدين والمشبوهين». المال سايب «أوائل العام الحالي كشف جهاز الرقابة الإدارية عن قضية فساد كبرى تمكن تشكيلها المكون من 8 أفراد من إهدار 13 مليار جنيه من المال العام، والخاص بالمقررات التموينية في الإسماعيلية. وخلال الشهر الحالي كما يؤكد محمود خليل في «الوطن» أمر النائب العام بمنع مسؤولين في شركة بترول دولية من السفر والتحفظ على أموالهما ومنعهما من التصرف فيها، لتورطهما في اختلاس مليار دولار على مدار عامين. ولم تمض سوى بضعة أيام حتى أثير لغط كبير حول اختفاء 500 مليون دولار (قرض من صندوق النقد الدولي)، وتقدم النائب خالد صالح أبوزهاد عضو مجلس النواب عن دائرة جهينة في سوهاج ببيان عاجل إلى رئيس مجلس النواب موجه ضد شريف إسماعيل رئيس الوزراء وهالة السعيد وزيرة التخطيط بسبب ضياع القرض المخصص لإعمار الصعيد، متسائلا هل يمكن أن يختفي قرض قيمته 10 مليارات جنيه في ظروف غامضة؟ الوقائع والأرقام السابقة تشهد على حالة تجرؤ غير مسبوقة على المال العام. جرأة تبررها قاعدة «من أمن العقاب أساء الأدب»، جرأة تجد تفسيرها وتبريرها في الأسلوب الذي تم التعامل به مع «نهّابة» وسارقي المال العام خلال فترة حكم حسني مبارك. أحمد عز، على سبيل المثال، تم إلقاء القبض عليه وحبسه على ذمة قضايا تتعلق بالفساد والانتفاع من مقدرات الدولة المصرية، ثم أخلت النيابة العامة سبيله في أغسطس/آب 2014، بعد دفعه كفالة قدرت بمبلغ 152 مليون جنيه في القضايا الثلاث المتهم فيها، ولم يخجل – بعد ذلك- من التفكير في الانخراط في الحياة السياسية من جديد، وأعلن عن ترشحه في انتخـــــابات مجلــس النواب 2015، وعرض التصالح مع الدولة فـــــي قضـــايا الكسب غير المشروع التي تــورط فيها مقابل دفع 3 مليارات جنيه. وكذلك فعل كل رجال مبارك، بعد أن يسّر لهم «التصالح مع الكسب» الهروب من الجرائم التي ارتكبوها والاحتفاظ بالأموال التي نهبوها مقابل دفع «قرشين» للدولة». كلاب الأثرياء وإلى الأثرياء التي اهتمت بهم «الشعب» قائلة: «في مصر «الفقيرة أوي» كما وصفها الرئيس السيسي، الذي زاد ونظامه من معاناة الشعب المصري بسبب القرارات الاقتصادية، التي أصدروها مؤخرا، التي يصب معظمها في صالح القوات المسلحة وإمبراطوريتها الاقتصادية، وأخرى تماشيا مع رغبة صندوق النقد الدولي، وباقي القرارات كانت من نصيب رجال الأعمال الخليجيين والمصريين المقربين من النظام، ولا عزاء للشعب المصري الذي أصبح جائعا بسبب تلك القرارات. فتعويم الجنيه، ورفع الجمارك وفرض الضرائب الجديدة، بدون توزيع عادل في تلك القرارات والمنتجات التي يستخدمها الشعب المصري، جعلت من الحياة كابوسا يبدأ صباحا ولا ينتهي، ثم يُعاد مرة أخرى في اليوم الذي يليه، لكن في الوقت ذاته يتم إنفاق 4 مليارات جنيه على «كلاب» الأغنياء، الذين يحصلون على امتيازات كبيرة في البلاد دون فقرائه. وكان الاتحاد المصري لجمعيات الرفق بالحيوان قد تقدم بمذكرة رسمية للدكتور عبد المنعم البنا، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي في وزارة الزراعة في حكومة الانقلاب، تطالبه بوقف البرنامج الذي تنفذه مديرية الطب البيطري في محافظة الجيزة، بشأن قتل الحيوانات الضالة في مدينة 6 أكتوبر، طبقا للبرنامج الزمني الموضوع بمعرفة الطب البيطري في المحافظة، مشددة على أن هذه الحملات يستخدم فيها سم «الاستراكنين» الممنوع دوليا لخطورته على صحة الإنسان والحيوان. وهاجم النائب البرلماني رائف تمراز، وكيل لجنة الزراعة والري في برلمان العسكر، مسؤولي الدولة، متسائلا: «هل يعقل أن تنفق الدولة 100 مليون جنيه سنويا لقتل مليون حيوان ضال بدلا من أن تستخدم هذه الأموال الطائلة في تحسين الخدمات للأحياء من المواطنين المصريين ممن هم تحت خط الفقر أو من معدومي الدخل؟». حالة تجرؤ غير مسبوقة على المال العام واختفاء قرض بقيمة 10 مليارات جنيه في ظروف غامضة حسام عبد البصير |
أكاديمي إيراني: لا ضرورة لشعار «الموت لإسرائيل» Posted: 30 Oct 2017 03:32 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: في سابقة تعتبر الأولى من نوعها على الإطلاق، صرح أحد أساتذة جامعة طهران الحكومية أن الشهيد ياسر عرفات، الزعيم الفلسطيني كان إرهابيا، وأنه لا ضرورة لشعار «الموت لإسرائيل». وبثت قناة «خبر» التابعة لمنظمة الإذاعة والتلفزيون الرسمية الإيرانية في برنامجها المسائي الأكثر مشاهدة باسم «تيتر إمشب» أو (عنوان الليلة)، نقاشا حول استراتيجية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الجديدة بحضور رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس النواب الإيراني، علاء الدين بروجردي، وخبير العلاقات الدولية وأستاذ جامعة طهران الحكومية، برويز مجتهد زادة. وحول برنامج الصاروخي الإيراني، قال مجتهد زادة «لماذا نكتب على صواريخنا الموت لإسرائيل؟ لماذا لا نكتفي بالإعلان عن مدى صواريخنا فقط؟ لأن مدى صواريخنا يصل إلى إسرائيل، وذكر اسم إسرائيل يعطي الذريعة للغرب ضدنا فقط». وأضاف «ليس من الحكمة والذكاء أن نقوم بدعاية عدائية ضد إسرائيل، ونكتب على صواريخنا الموت لإسرائيل، لأننا ندفع ثمنا هذه الدعاية غير الضرورية»، مؤكدا «لماذا نعلن عن عدد صواريخنا ومداها، بينما باقي دول العالم تخفي قدراتها العسكرية؟». وانتقد مجتهد زادة الجهاز الدبلوماسي الإيراني لعدم رده على التصريحات السعودية التي اتهمت الثورة الإيرانية بأنها مصدر الإرهاب، قائلا «ياسر عرفات والصهاينة بدؤوا الإرهاب في المنطقة، لماذا الخارجية الإيرانية لم ترد على اتهام الرياض لمؤسس الجمهوري الإسلامية، روح الله خميني، بأنه جاء بالإرهاب لأول مرة في المنطقة؟» وأشاد مجتهد زادة بالنظام الملكي السابق في إيران لأنه كان أقوى دولة في الإقليم، مضيفا أن سياسات الجمهورية الإسلامية الخاطئة أضعفت إيران، وأن النظام السابق دفع خطر الشيوعية عن منطقة الخليج من خلال دحر الانفصاليين في «ثورة ظفار» في سلطنة عمان خلال السبعينيات من القرن المنصرم. ووجه انتقادا حادا لتدخلات الحرس الثوري بسبب «تدخلاته السلبية في سوريا التي كلفت إيران ثمنا باهظا على عدة صعد». ورد عليه علاء الدين بروجردي قائلا إن إيران تقارع الاستكبار العالمي، لأنه لا يريد بقاء النظام الإسلامي، وإنها تواصل سياستها ضد إسرائيل للحفاظ على الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وأوضح رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية الإيرني أن إيران لقنت الولايات المتحدة درسا لن تنساه من خلال دعم بشار الأسد ليبقى على سدة الحكم، وأنها أفسدت استراتيجية واشنطن والغرب في المنطقة من خلال دعمها «لمحور المقاومة». أكاديمي إيراني: لا ضرورة لشعار «الموت لإسرائيل» محمد المذحجي |
اتفاق قطري أمريكي على تعزيز التعاون المشترك في مكافحة تمويل الإرهاب Posted: 30 Oct 2017 03:31 PM PDT الدوحة «القدس العربي»: استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في مكتبه في قصر البحر قبل ظهر الاثنين، ستيفن منوتشين وزير الخزانة في الولايات المتحدة الأمريكية، والوفد المرافق بمناسبة زيارتهم للبلاد؛ حسب ما نقلته وكالة الأنباء القطرية. وتمت خلال المقابلة مناقشة علاقات التعاون الاستراتيجية بين البلدين وسبل تطويرها وتعزيزها في مختلف المجالات، لاسيما في المجال الاقتصادي والاستثماري، إضافة إلى مستجدات الأزمة الخليجية وتداعياتها الإقليمية والدولية. كما تم بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها جهود البلدين في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله. كما اجتمع وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير مع وزير الخزانة الأمريكي، وتم خلال الاجتماع بحث العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها، والتعاون الوثيق بين حكومتي البلدين في مجال مكافحة تمويل الإرهاب والتقدم الذي أحرزته دولة قطر في مجال مكافحة تمويل الارهاب، خاصةً في مجال تبادل المعلومات والخبرات وفرض العقوبات المشتركة على الإرهابيين والداعمين لهم. وعقب الزيارة، صدر بيان مشترك، جاء فيه نقلا عن وكالة الأنباء القطرية، أن وزير الخزانة الأمريكي التقى مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، حيث جددوا التأكيد جميعا على الجهود المشتركة بين دولة قطر والولايات المتحدة في دحر وهزيمة الإرهاب ومكافحة تمويله. ونوّه البيان إلى أنه «لدى الولايات المتحدة ودولة قطر تفاهم مشترك بأن التقدم الذي تحقق في الأشهر القليلة الماضية، والذي حدد في مذكرة التفاهم التي وقعت في 11 تموز/يوليو 2017 بين البلدين حول التعاون في مكافحة تمويل الإرهاب، يشكل الخطوة الأولى لما يجب أن يكون حملة مستدامة ومستمرة لمكافحة تمويل الإرهاب، مع التركيز بقوة على التهديدات التي يفرضها كل من «حزب الله» و«القاعدة» و«جبهة النصرة» و»داعش» وغيرها من التنظيمات الإرهابية». ونقل البيان عن وزير الخزانة الأمريكي، قوله: «لقد اتفقنا على تعزيز تعاوننا المشترك في مكافحة تمويل الإرهاب في مجالات رئيسية ذات اهتمام مشترك، بما في ذلك زيادة تبادل المعلومات عن ممولي الإرهاب في المنطقة، مع التركيز بشكل أكبر على قطاعات الأعمال الخيرية وأعمال الخدمات المالية في قطر لمنع الإرهابيين من الاستمرار في استخدام تلك القطاعات لأغراض عمليات التمويل غير المشروع، وتطوير نظام التعيينات المحلية في قطر وفقا للمعايير الدولية واتخاذ إجراءات مشتركة ضد ممولي الإرهاب. ونحن نؤكد أن الولايات المتحدة ودولة قطر ستعملان على رفع وتيرة التعاون بشكل كبير حول هذه القضايا، لضمان أن تكون قطر بيئة معادية لتمويل الإرهاب». وقال علي شريف العمادي وزير المالية: «إن محادثاتنا (…) كانت مثمرة للغاية، وتؤكد على العزيمة المشتركة لكلا البلدين للقضاء على الإرهاب أينما كانت جذوره. وقد اتفقنا على زيادة مستوى تعاوننا المشترك رفيع المستوى لمكافحة تمويل الإرهاب في مجالات رئيسية ذات اهتمام مشترك. إن دولة قطر تعمل عن كثب مع الولايات المتحدة لتنفيذ جزاءات وعقوبات مالية ضد تنظيمات «داعش» و«القاعدة في شبه الجزيرة العربية» وجماعات إرهابية أخرى. وإن مذكرة التفاهم التي وقعت في تموز/ يوليو الماضي تشكل التزاما من دولة قطر على تعزيز جهودنا المشتركة في مكافحة الإرهاب مع الولايات المتحدة، من خلال تبادل المعلومات والتنسيق بين الوكالات الحكومية. وهذا مؤشر واضح على التزامنا السياسي منذ فترة طويلة في مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب». ومنذ بداية الحصار المفروض على قطر في الخامس من حزيران/ يونيو الماضي؛ لم يتوقف تدفق الشخصيات الأمريكية الرفيعة المستوى على العاصمة القطرية الدوحة؛ بدءا من وزير الدفاع جيمس ماتيس، ووزير الخارجية ريكس تيلرسون، ومسؤولين آخرين، الأمر الذي يعكس استمرار العلاقات القوية بين الولايات المتحدة الأمريكية وقطر على وتيرتها، كما ورد مراراً على لسان المسؤولين القطريين والأمريكيين. ووقعت قطر والولايات المتحدة اتفاقية لتعزيز مكافحة الإرهاب، كما استمر تبادل الزيارات الثنائية، وسط إشادة أمريكية بالدبلوماسية القطرية التي حافظت على العقلانية في التعاطي مع الأزمة الخليجية. ولم تتردد الدوحة مرارا في تأكيد استعدادها للحوار مع أطراف النزاع في الأزمة الخليجية، خلافا لمواقف خصومها الذين لم يقدموا منذ بداية الأزمة أي حجة مقنعة للعالم لتبرير حصارهم لجارة شقيقة. اتفاق قطري أمريكي على تعزيز التعاون المشترك في مكافحة تمويل الإرهاب البيان المشترك ركز على التهديدات التي يفرضها «حزب الله» و«القاعدة» و«النصرة» و«داعش» إسماعيل طلاي |
عباس: «من المحتمل أن أُُُسّلم المفاتيح لنتنياهو قريبا ولست متأكدا من وجود شريك للسلام» Posted: 30 Oct 2017 03:31 PM PDT رام الله ـ «القدس العربي»: استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ليل أول أمس الأحد، وفداً من برلمان السلام الإسرائيلي، الذي يضم عددا من نواب الكنيست السابقين والسياسيين والمثقفين الإسرائيليين اليهود والعرب، وذلك في مقر الرئاسة في مدينة رام الله. وأكد لهم دعمه الكامل لأي جهد يبذل من أجل تحقيق السلام العادل والشامل القائم على قرارات الشرعية الدولية، لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967. وأشار إلى أن الجانب الفلسطيني كان حريصا على إنجاح المساعي الدولية التي بذلت لإحياء العملية السياسية القائمة على قرارات الشرعية الدولية، لأنه يعتبر السلام هدفا استراتيجيا لكل شعوب المنطقة. كما أوضح أن تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي، سيعملان على دفع الجهود الرامية لتحقيق السلام وإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، مؤكدا حرص القيادة الفلسطينية على إتمامها وتحقيق وحدة الشعب الفلسطيني وأرضه باعتبارها مصلحة فلسطينية عليا. وشدد على ضرورة التعاون بين جميع الأطراف من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي الساعية لتحقيق السلام، وذلك من أجل التأثير على الرأي العام الإسرائيلي باتجاه صنع السلام وتحقيق الأمن والاستقرار للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي ولشعوب المنطقة كافة. وألقى رئيس الوفد الإسرائيلي، كلمة أكد فيها أن برلمان السلام الذي أعلن عنه، يهدف لحشد الدعم داخل إسرائيل، والتأثير على الرأي العام الإسرائيلي باتجاه دعم السلام القائم على حل الدولتين. وأشار إلى أنه في ظل الحشد اليميني الإسرائيلي، هدفنا أن يكون هناك صوت مغاير ينظر للمستقبل والالتزام بالسلام للشعبين. وأكد رئيس الوفد أن الانضمام لبرلمان السلام يتطلب رفض الاحتلال، وصنع السلام على أساس حل الدولتين، وأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الشريك الأساسي لصنع السلام. وحضر اللقاء أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، ومسؤول لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي محمد المدني، ومستشار الرئيس لشؤون العلاقات الخارجية نبيل شعث. وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال خلال اللقاء مع الوفد الإسرائيلي «انه لن يعين في حكومة الوحدة الفلسطينية وزراء من حركة حماس لا يعترفون علنا بوجود دولة اسرائيل»، حسب ما نقله أعضاء كنيست اسرائيليون سابقون. وحسب رئيس حزب العمل سابقا، عمرام متسناع، الذي حضر اللقاء، فقد قال عباس ان «الأمريكيين وعدوه بالإعلان قريبا عن دعمهم لحل الدولتين». وحسب شخصيات إسرائيلية شاركت في اللقاء، فقد «كان ابو مازن عاصفا وقال انه يفهم أن الحكومة لن تسمح بالتقدم نحو حل الدولتين. وقال انه شريك للسلام لكنه ليس متأكدا من وجود شريك في الجانب الإسرائيلي». واضاف: «من المحتمل ان اسلم المفاتيح لنتنياهو قريبا». وقال متسناع ان «عباس كان شديد الغضب إزاء حقيقة التعامل معه وكأنه مفهوم ضمنا». في غضون ذلك بحث لقاء فلسطيني- إسرائيلي، سلسلة من القضايا ذات الأهمية، وفي مقدمتها الهجمة الاستيطانية، ورفع الحصار عن قطاع غزة، والقضايا المالية المتعلقة بالمستحقات المالية للسلطة الوطنية. وتناول اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء رامي الحمد لله، ورئيس هيئة الشؤون المدنية الوزير حسين الشيخ ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، ووزير المالية شكري بشارة مع وزير المالية الإسرائيلي موشيه كحلون ومنسق أعمال الحكومة الاسرائيلية يواف موردخاي، الهجمة الاستيطانية الشرسة، وقرارات الحكومة الإسرائيلية المتعلقة ببناء آلاف الوحدات الاستيطانية في كافه المستوطنات، وخاصه القرار الأخير المتعلق ببناء حي استيطاني كامل، يضم عشره آلاف وحدة استيطانية في منطقه قلنديا، وكفر عقب. وأكد الجانب الفلسطيني رفضه القاطع لهذه القرارات، مطالبا بضرورة وقفها فورا لما تشكله من خطر كبير على حل الدولتين، كما طالب بوقف اعتداءات وهجمات المستوطنين ضد المزارعين الفلسطينيين، تحديدا في موسم قطف الزيتون. وفي السياق تمت المطالبة بوقف اقتحامات المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى، والأماكن المقدسة كافة، حيث أن هذه الاقتحامات تخلْق اجواء من التوتر، وتدفع المنطقة لصراع ديني لا تحمد عقباه. وركز الجانب الفلسطيني على ضرورة أن تقف الحكومة الإسرائيلية عند مسؤولياتها في رفع الحصار عن قطاع غزة، وضرورة تسهيل حركة الأفراد، والتجارة، والبضائع بين الضفة وغزة، وغزة والعالم الخارجي، وذلك تخفيفا من وطأة الظروف الاقتصادية التي يعاني منها أهلنا في القطاع، ولإنعاش الحياة الاقتصادية هناك. وبحث اللقاء القضايا المالية المتعلقة بالمستحقات المالية للسلطة الوطنية لدى الجانب الإسرائيلي، وبحث الآلية الإلكترونية للتحاسب بين الجانبيين، بالإضافة إلى الترتيبات المالية المتعلقة بالتجارة العامة، وتنظيم العلاقة المصرفية بين البنوك الفلسطينية، والإسرائيلية، بما يضمن سلاسة وسهولة العملية، خدمة للقطاع المصرفي الفلسطيني، وسلامته. وفي السياق ركز الجانب الفلسطيني على ضرورة منح المزيد من التسهيلات للمشاريع الفلسطينية التي تقام في المناطق المصنفة «ج» وكذلك تسريع الإجراءات والتراخيص اللازمة لإنشاء المنطقة الصناعية «ترقوميا» التي اتفق عليها سابقاً بين الجانبين. كما بحث الاجتماع توسعه المخططات الهيكلية بما يلبي الحاجة الماسة للتزايد السكاني الفلسطيني، وفتح معبر الكرامة على مدار»24» ساعة، وعودة الطواقم الفلسطينية للمعبر، وتخفيض الرسوم التي يدفعها المسافرون وذلك تخفيفاً للأعباء المالية عن أبناء شعبنا. وتم البحث في قضيتي الماء والكهرباء، بما يشمل اتفاقية تجارية جديدة تنظم هذين القطاعين، من حيث زيادة القدرة، والكميات، والاتفاق على الأسعار الجديدة لهذه الخدمات. عباس: «من المحتمل أن أُُُسّلم المفاتيح لنتنياهو قريبا ولست متأكدا من وجود شريك للسلام» استقبل وفداً من برلمان السلام الإسرائيلي.. وقال انه لن يعين في حكومة الوحدة وزراء لايعترفون بدولة إسرائيل |
أنصار بارزاني يعتدون على مقار حزبية ووسائل إعلام معارضة في أربيل ودهوك Posted: 30 Oct 2017 03:30 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: في وقت رحبت فيه الولايات المتحدة الأمريكية، أمس الاثنين، بقرار رئيس كردستان العراق مسعود بارزاني، التنحي عن منصبه، استمر التوتر في الإقليم الكردي. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان «ندعو الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان بادارته الجديدة إلى العمل بشكل عاجل على تسوية القضايا العالقة في اطار الدستور العراقي». وأضافت أن «الرئيس بارزاني شخصية تاريخية وقائد شجاع لشعب حتى مؤخرا في معركتنا المشتركة» ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، معتبرة أن قراره «هو تصرف رجل دولة في فترة صعبة». وشهدت مناطق في إقليم كردستان العراق، ليل الأحد/ الاثنين، اضطرابات شعبية، اندلعت فور رفع جلسة إقليم كردستان التي خُصصت لقراءة رسالة بارزاني، التي أعلن فيها تنحيه، ومناقشة توزيع صلاحيات رئيس الإقليم على السلطات الثلاث. وحاصر العشرات من أنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني، نوابا من حركة التغيير والجماعة الإسلامية، فضلاً عن مهاجمة صحافيين يعملون في مؤسسات إعلامية تابعة لأحزاب سياسية كردية معارضة للبارزاني، داخل مبنى البرلمان. وسرعان ما اتسعت دائرة «الفوضى» لتشمل الاعتداء وحرق مقرات حزبية تابعة لحركة التغيير والاتحاد الوطني الكردستاني، في مدينة زاخو التابعة لمحافظة دهوك، عقب انتهاء كلمة وجهها مسعود بارزاني للشعب الكردي. وتناول ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» مقاطع فيديو أظهرت اللحظات الأولى لاقتحام العشرات مبنى البرلمان، غير إن القوات الأمنية الكردية منعتهم من دخول المبنى. وفي مقطع آخر، قال ناشروه إنه في مدينة زاخو، ظهر مجموعة من الأشخاص وهم يقتحمون مقر حركة التغيير. وأنزلوا العلم الكردي من فوق المبنى، قبل أن يقدموا على رمي الأثاث في الشارع. دعوات للتحقيق وطالب سعدي أحمد بيره المتحدث باسم المكتب السياسي لـ«الاتحاد الوطني الكردستاني» حكومة إقليم كردستان، بالتحقيق في حادث حرق مقار حزبه. وأعرب في مؤتمر صحافي عن «قلق الاتحاد الوطني حيال حرق مقاره في زاخو»، مشيراً إلى ضرورة إجراء تحقيق دقيق في الأمر. وبين أن «حرق مقار الأحزاب ليس في الثقافة الأصيلة للكرد… جميعنا كوادر حزبيون ونعلم كيف تكون السيطرة، ويجب إنهاء ظاهرة وثقافة حرق المقار». كذلك، ناشد رئيس كتلة الجماعة الإسلامية النيابية (في برلمان الإقليم) حمة رشيد، الجهات الحكومة والدولية لإنقاذ أمير الجماعة علي بابير المحاصر في منزله في أربيل من قبل جماعات مؤيدة لمسعود البارزاني. وقال رشيد في بيان، إن «متظاهرين تابعين للحزب الديمقراطي الكردستاني يحاصرون منزل الشيخ علي بابير ويرمون منزله بالحجارة»، مضيفاً إن «قوات تابعة للحزب الديمقراطي تقف إلى جانبهم دون التدخل لإنقاذ الموقف». ودعا، الجهات الحكومية والدولية إلى «التدخل وإنقاذ بابير»، فيما حذّر من «تعرض كوادر الجماعة إلى هجمات واعتداءات قد تودي بحياتهم». وعبّرت الجماعة الإسلامية، عن أسفها البالغ بسبب انتهاك «حرمة برلمان كردستان» وتهديد حياة النواب والصحافيين، ودعت حكومة الإقليم والحزب الديمقراطي الكردستاني إلى فتح تحقيق جدي في الحادثة ومعاقبة مرتكبيها. وذكرت، في بيان لها، ان «المجلس السياسي للجماعة الإسلامية الكردستانية يأسف لقيام بعض المحتجين بمهاجمة مبنى برلمان كردستان في اربيل والتهجم على الصحافيين ومحاولة الاعتداء على مكتب ومنزل أمير الجماعة علي بابير من قبل مثيري شغب مدفوعين وتلاها احراق مكاتب حزبية في زاخو». وأضاف البيان أن «هذه الممارسات لا تخدم الوضع الراهن والحساس للإقليم وندينها بشدة»، داعية حكومة الإقليم والحزب الديمقراطي الكردستاني إلى «منع هذه الاضطرابات»، وطالبت بفتح تحقيق جدي فيها ومعاقبة من «أهان حرمة البرلمان وحاول الاعتداء على البرلمانيين والمكاتب الحزبية و الشخصيات». «حرب داخلية» أما محافظ دهوك فرهاد الأتروشي، فقد اعتبر من سماهم «الفوضويين ومثيري الفتن» أنهم «لا يمثلون» أي جهة سياسية وإنما يسعون «لإشعال حرب داخلية». وعلّق على قيام أشخاص بإشعال النيران في مقري الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير في مدينة زاخو التابعة لمحافظة دهوك مساء الأحد. قائلاً: «ما قام به الفوضويون ومثيرو الفتن هو ضد حكومة إقليم كردستان (…) وإن السلطات المختصة ستتخذ الإجراءات بحق كل من يخترق القانون». وأضاف قائلاً: «يجب المحافظة على مكتسباتنا، ولا يجب السماح للفوضويين أن يقوموا بمثل هكذا أعمال التي قد تقود إلى حرب داخلية». ودعت رئاسة حكومة إقليم كردستان، ليل أمس الأول الأحد، الأجهزة الأمنية إلى السيطرة على الوضع وعدم السماح للتجاوزات على المقرات الحزبية، محذرة من إنزال العقوبات على الأشخاص الذين يقفون وراء تلك الأعمال. في حين دعا مجلس أمن إقليم كردستان، المواطنين في كردستان إلى الحفاظ على الأمن وعدم السماح لـ«الفوضويين» لخلق الفتن. بغداد تدعو للالتزام بالقانون وفي بغداد، حيث شدد رئيس الوزراء العرقي حيدر العبادي على أهمية «الالتزام بالقانون»، وحرص الحكومة على استتباب الأوضاع في عموم البلاد. وقال في بيان، «نتابع عن كثب تطورات الأحداث في إقليم كردستان، وما حصل من اعتداءات على مقرات الأحزاب وكذلك الإعلاميين ومحاولات إحداث فوضى واضطرابات في أربيل ودهوك». وأضاف أن ذلك «أمر يضر بمواطنينا في الإقليم، وبالوضع العام هناك»، داعياً إلى «الالتزام بالنظام والقانون والتهدئة، وأن لا تنعكس الخلافات السياسية على المواطن الكردي الذي تضرر كثيرا نتيجة هذه الممارسات». وأكد، وفقاً للبيان، إن «الحكومة الاتحادية حريصة على استتباب الأوضاع في جميع محافظات العراق، وتعمل من أجل المواطنين وحماية مصالحهم». في المقابل، أصدر مرصد الحريات الصحافية، ومركز ميترو للدفاع عن الصحافيين في إقليم كردستان، بيانا نددا فيه بالهجوم الذي تعرض له كادر قناة «أن أر تي» (التابعة لحركة التغيير) وفرق القنوات الفضائية الأخرى، مشيرين إلى أن «الاعتداء كان منظما ومخططا له من قبل أشخاص غاضبين من تصريحات لأحد اعضاء البرلمان الكردستاني». وعبرت المنظمتان في بيان مشترك، عن خشيتهما من تنامي أعمال العنف واستهداف الصحافيين في إقليم كردستان والمناطق المتنازع عليها، خاصة مع وجود مؤشرات ميدانية تدل على أن «استهداف المؤسسات الإعلامية والصحافيين، بات من الأجندات التي ستعمل عليها الأحزاب المتنفذة والمجاميع المسلحة في هذه المناطق». أولى هذه المؤشرات، كانت مقتل المصور الصحافي أركان شريف مصور قناة كردستان، في قضاء داقوق جنوب محافظة كركوك بعد الهجوم على منزلة وطعنه بالسكاكين، كما تعرض فريق عمل قناة «أر أن تي»، في محافظتي أربيل ودهوك، إلى الاعتداء بالضرب من قبل مؤيدين للحزب الديمقراطي عندما هاجموا مقر البرلمان، ما أدى إلى إصابة المراسل ريبوار كاكائي، ومصوره كارزان كريم. ودعا مرصد الحريات الصحافية ومركز ميترو، حكومة الإقليم إلى حماية الصحافيين والفرق الإعلامية، وطالبا قوات الامن الكردية بتوفير الحماية اللازمة لمقر القنوات المستقلة ومن ضمنها مجموعة قنوات «أر ان تي» التي تعرضت لعدة هجمات في أوقات سابقة أدت لحرق بعض مكاتبها وغلق البعض الآخر. كما دعت المنظمتان قيادة العمليات العسكرية المشتركة وقوات البيشمركه، «بالنأي عن تنفيذ أي مخططات حزبية تفرضها السلطات في محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين ومحافظة نينوى». وختم البيان بالقول إن «متابعة التغطيات الإعلامية ومهنيتها تقع على عاتق هيئة الإعلام والاتصالات التي يتوجب عليها عدم الانصياع للتوجيهات العسكرية كونها هيئة دستورية وترتبط بمنظومة القضاء العراقي». أنصار بارزاني يعتدون على مقار حزبية ووسائل إعلام معارضة في أربيل ودهوك العبادي يدعو للتهدئة والالتزام بالقانون… وقادة الإقليم ينددون بـ«الفوضويين» |
سياسيون تونسيون ينددون بمنع المرزوقي من إجراء حوار مع إحدى الإذاعات الخاصة Posted: 30 Oct 2017 03:30 PM PDT تونس – «القدس العربي»: أثار منع الرئيس التونسي السابق ورئيس حزب «حراك تونس الإرادة» منصف المرزوقي من دخول إحدى الإذاعات الخاصة لإجراء حوار صحافي من قبل مجهولين، موجة من الاستنكار في البلاد، حيث اتهم حزبه السلطات التونسية بالتواطؤ مع «ميليشيات حماية الاستبداد والفساد»، مطالبا بفتح تحقيق حوله ومحاسبة الأطراف المسؤولة عنه، فيما وصف بعضهم الحادثة بأنها «عمل همجي» يتعارض مع الديمقراطية الوليدة في تونس. وكان عدد من المجهولين قاموا بمنع المرزوقي من دخول مقر إذاعة «الرباط» في ولاية المنستير (شرق) حيث كان يستعد لإجراء حوار صحافي، فيما اعتبر مدير الإذاعة بولبابة الأنصاري أنه من حق أهالي الولاية الذين وصفهم بأنهم «دساترة» (نسبة إلى حزب التجمع المنحل) التعبير عن موقفهم عبر منع المرزوقي من دخول الإذاعة، متهما المرزوقي بالإساءة لهم في أحد تصريحاته. وأصدر حزب «حراك تونس الإرادة» بيانا ندد فيه بقيم «حفنة من المرتزِقة لا تمثل أهالي المنستير بمنع المرزوقي من دخول مقر إذاعة «رباط» (…) في ظل ضعف وجود الأمن المحلي برغم العلم المسبق بالبرنامج التفصيلي للزيارة، معتبرا الحادثة «مؤشرا خطيرا على تهاون السلطات أمام مليشيات حماية الاستبداد والفساد التي تحرّكت على مرأى من الجميع لتعطل تنقل رئيس جمهورية سابق من دون تدخل من المصالح الأمنية، ويحمل السلطة الجهوية والأمنية المسؤولية على السماح بما حصل». كما دعا إلى فتح تحقيق فوري في الحادثة وإيقاف الأشخاص المتورطين للكشف عن الجهات التي تقف وراءهم، وهدد بمقاضاتهم، مستنكرا تصريحات مدير الإذاعة واعتباره أن ما حدث يدخل في إطار «حرية التعبير»، مهددا بتوجيه شكوى ضده لهيئة الاتصالات السمعية والبصرية (الهايكا). كما دعا التونسيين إلى نبذ هذا النوع من السلوك الذي قال إنه يهدد السلم الأهلي ويفتح الباب أمام الحرب الأهلية في البلاد. وكتب القيادي في الحزب طارق الكحلاوي على حسابه في موقع «فيسبوك»: «أحد طلبة التجمع وعديم الكفاءة المدعو الخبثاني والي المنستير، لديه مسؤولية مباشرة في التخاذل الأمني الذي حدث أمام إذاعة رباط ا ف ام (فقد تم إعلام السلطة المعنية بتحركات الدكتور المرزوقي مسبقا) وسمح لحفنة من المرتزِقة من منع رئيس دولة سابق من الدخول إلى مقر مؤسسة إعلامية». وأضاف «المعركة مع المنظومة السابقة وامتداداتها الراهنة مستمرة، وسيتم رميهم مثل سابقيهم في مزبلة التاريخ، وهي ليست معركة جهويات (مناطق) فقد سبق هذا المنع اجتماعا شعبيا في مدينة بوحجر تداعى له مناضلو الحراك والمتعاطفون معه من كل أرجاء الساحل، وهذا النجاح هو السببب الأساسي لإرسال روابط حماية الثورة المضادة لمنع الحوار الإذاعي، وهو تعبير عن انحطاط تصور هؤلاء الرجعي والمتخلف للدولة التي يعتبرونها مجرد مِلْكِية خاصة». وجاءت الحادثة عقب اجتماع شعبي نظمه المرزوقي في ولاية «المنستير» ودعا خلاله الأطراف السياسية إلى التهدئة والابتعاد عن التجاذبات السياسية والجلوس حول طاولة الحوار لإيجاد حلول للأزمة التي تمر بها البلاد. وقال نائب رئيس حركة النهضة عبد الفتاح مورو «ما حصل للمرزوقي فيه اعتداء على إحدى الحريات الأساسية التي ناضلنا من أجلها والتي لا ينبغي تخطيها أو التعدي عليها مهما كانت الظروف والأسباب وهي حرية الرأي والتعبير والإعلام (…) وتعطيل لأصل من أصول ما اتفقنا عليه في الدستور». وكتب هشام عجبوني القيادي في «التيار الديمقراطي»: «ما الفرق بين روابط حماية الثّورة ومن منع المنصف المرزوقي من الدخول إلى إذاعة الرّباط في المنستير لإجراء حوار»، وأضاف «من حقّ أيّ كان الاحتجاج على المنصف المرزوقي أو غيره من السياسيين في إطار سلمي، ولكن ليس من حقّه منعه من القيام باجتماع مع مناصريه أو إجراء حوار إعلاميّ في أيّة وسيلة إعلاميّة وفي أيّ مكان من تراب الجمهوريّة». وعلّق المؤرخ والباحث السياسي عبد اللطيف الحناشي بقوله «ما حدث اليوم للدكتور المنصف الرزوقي في رحاب اذاعة الرباط في المنستير لا يشرّف تونس الديمقراطية ولا كل من يدعي أنه ديمقراطي. فكل أشكال العنف السياسي مرفوضة ومدانة في النظم الديمقراطية مهما كان الاختلاف والتباين: فكريا أو سياسيا أو غير ذلك». وكتب الباحث سامي براهم تحت عنوان «تَمَعْقَلُوا»: «منع من دخول سليانة (في إشارة لمنع القيادي في حركة النهضة حبيب اللوز من دخول المدينة) ومنع من دخول إذاعة المنستير. قريبا من يمنعني من دخول جهته سأمنعه من دخول جهتي! لو واصلنا على هذا النّحو سنتحوّل إلى دولة حدود ومعابر وكانتونات جهويّة وعروشيّة». وأضاف «بعض السّاسة للأسف عقولهم بحجم عقول الأطفال المثيرين للشّغب في أحيائهم ونخشى على البلد منهم في سياقات محليّة وإقليميّة تتّسم بالهشاشة وقابليّة الانفلات نحو الانقسام والاحتراب الأهلي. يفترض أنّ هناك دستورا وقوانين وتراتيب تنظّم الحياة العامّة وكلّ انتهاك لها هو عودة إلى الوراء وتهديد لأمن البلد واستقراره ووحدته وإشاعة لروح التباغض والكراهية بين أبناء الوطن الواحد». وكتب الإعلامي زياد الهاني «منع المرزوقي اليوم من دخول مقر إذاعة «رباط آف آم» في المنستير، عمل همجي يشكل اعتداءً على الديمقراطية وجريمة يعاقب عليها القانون. النيابة العمومية وقوات الأمن التي لم تتصدّ لقطّاع الطريق ولم تعتقلهم لتحيلهم إلى القضاء، تتحمل مسؤولية كاملة في إفلات المجرمين من العقاب. فهل نحن أمام جريمة دولة؟ تسقط الهمجية والفاشية مهما كان مأتاها». وسبق أن تعرض المرزوقي لحادثة مماثلة قبل نحو عام، حيث تم منع بث حواره مع قناة «التاسعة» الخاصة، وهو ما دعا حزبه لإتهام رئاسة الجمهورية وأعضاء في الحكومة بممارسة ضغوط على القناة لمنع بث الحوار، الأمر الذي نفته رئاسة الجمهورية بشكل قاطع، فيما طالبت نقابة الصحافيين وأحزاب سياسية القناة بالكشف عن الأطراف التي حالت دون بث الحوار، محذرين من المس بحرية التعبير والإعلام في البلاد. سياسيون تونسيون ينددون بمنع المرزوقي من إجراء حوار مع إحدى الإذاعات الخاصة حسن سلمان: |
الإيرانيون لا يأبهون بتهديدات نتنياهو Posted: 30 Oct 2017 03:30 PM PDT لا يبدي الإيرانيون أي مؤشرات فزع في ضوء التهديدات الإسرائيلية لطردهم من سوريا. فلديهم تجربة مع القيادة الإسرائيلية وهم يفهمون ما لم يستوعبه بعد الكثير من الإسرائيليين: من يتهم نصف شعبه بالمخللات، هو نفسه المفوت الوطني للفرص. لقد تعلم الإيرانيون سلوك القيادة الأمنية الإسرائيلية بقيادة نتنياهو في أزمة النووي في بداية العقد، وليس لهم أي سبب للافتراض بأن شيئا ما تغير عندنا ـ الكثير من الأقوال، الكثير من النباح والقافلة تمر. وقد بات واضحا اليوم، أكثر مما في الماضي، بأن الإيرانيين لم يأخذوا بجدية تهديدات إسرائيل بمهاجمة منشآت النووي في إيران. ولا حتى في السنوات الحرجة 2011 ـ 2012، التي خلقت فيها حكومة إسرائيل الانطباع بأنها جاهزة وتوشك على أن تتخذ في كل لحظة قرارا بتدمير المشروع النووي الإيراني. فدبلوماسيون غربيون خدموا في تلك السنين في طهران، ومنفيون إيرانيون موجودون في الغرب ومصادر أخرى يعرفون اليوم كيف يروون للزملاء الإسرائيليين بأن الإيرانين لم يخافوا في حينه من الضربة الإسرائيلية الذاتية ـ خافوا من هجوم أمريكي يتم ربما بمشاركة إسرائيل أو نتيجة لاستفزاز إسرائيلي يدفع الولايات المتحدة إلى حملة عسكرية. وحسب المنشورات التي رافقت أزمة النووي في بداية العقد، فإن وزير الدفاع في حينه ايهود باراك هو الآخر اعتقد أن إسرائيل يمكنها أن تهاجم بذاتها، كمخرخ أخير. ولكن هجوما فاعلا مع إسناد دولي، كذلك الذي لا يبقي إسرائيل في عزلة، يمكنه أن يتم فقط بمشاركة الولايات المتحدة. في إسرائيل كان هناك من قدر أن الأمريكيين سيبحثون معنا، في خيار عسكري مشترك فقط إذا كانوا مقتنعين أن لإسرائيل قدرة واستعدادا لتنفيذ عملية عسكرية في عمق إيران. وبالفعل، أدار الأمريكيون مع إسرائيل حوارات جد قلقة على أساس المعلومات الاستخبارية التي كانت في أيديهم، والتي أشارت إلى أن إسرائيل اكتسبت قدرات هجومية ذاتية. وتابعت الولايات المتحدة عن كثب الاستعدادات الإسرائيلية بل واطلع ـ بشكل غير رسمي وغير مخول ـ من رجالنا، من الداخل، ممن آمنوا أن هجوما إسرائيليا هو فكرة خطيرة. في نهاية المطاف أنشأ الضغط العسكري الإسرائيلي ثلاث ظواهر: الجمهور الإسرائيلي بالذات أخذ قيادته على محمل الجد، وتلقى حقنة من القلق اليومي من حرب غير تقليدية مع إيران؛ ومع أن الأمريكيين شددوا التهديدات بالسوط العسكري وبالعقوبات الاقتصادية على إيران، ولكن هذا ما أدى في 2013 إلى اتفاق أولي مع إيران، بينما إسرائيل في خارجه؛ وبالتوازي، في فترات الخوف القاسية التي تعهد فيها الأمريكيون أمام إسرائيل بمنحها مساعدة أمنية بحجوم خيالية، فقط على أن توقف الاستعدادات العسكرية، بل وعرضوا في حينه على إسرائيل قدرات عسكرية وعدوا من خلالها استخدامها إذا ما سقطت شعرة من رأس اسرائيل. غير أن نتنياهو رفض في حينه التأثر من الإرادة الطيبة الأمريكية: فقد آمن أن بوسعه بقدراته الخطابية أن يقود المنتخبين الأمريكيين ضد الرئيس. لقد خسر المفوت الوطني في كل زاوية ممكنة. خسر المساعدة الأمنية بالحجوم التي كان ممكن لإسرائيل أن تحلم بها فقط، وبدلا منها تلقى من أوباما منحة سنوية سخية ـ ولكن غير استثنائية مقارنة بالمنح السابقة ـ ما لم يمنعه من أن يبيع للجمهور تفويته كإنجاز غير عادي. لم يؤمن نتنياهو للحظة بنجاعة العقوبات الاقتصادية حلا مطلقا للموضوع النووي. العقوبات من ناحيته هي مجرد مرحلة انتقالية ـ فهو يؤمن بالحل العسكري. في عصر أوباما، لم يكن الهجوم بمشاركة الولايات المتحدة واقعيا. أما ترامب فيعطيه أملا ما في أن تتحقق الرؤيا العسكرية، ولكن حسب سلوك الرئيس الأمريكي حتى الآن، فإن هذا أمل عابث. يتباهى نتنياهو بالصورة التي بناها لنفسه بصفته أبا الخيار العسكري ضد إيران: فهو الذي شخّص المشكلة، هو الذي قدم الحلول، بفضله تأجل التطوير النووي في إيران. هذه أنصاف حقائق. فليس هو من بدأ الاستعدادات للخيار العسكري ـ كان هذا شارون في أواخر ولايته هو الذي بدأ بدفع المال للإعداد لحملة عسكرية كبيرة، بالتوازي مع إعطاء أولوية للنشاط السري من الموساد. واستمرت الاستعدادات العسكرية في عهد أولمرت أيضا، التي نسبت فيها للموساد انجازات مهمة في تأجيل المشروع. نتنياهو كان في حينه في المعارضة. شريك في السر. ليس هو من اخترع أو جدد أي شيء، باستثناء سلسلة خطابات مصقعة في مسألة النووي. العالم سار في اتجاه آخر وتركنا في الوراء. وعندما حقق استراتيجية خاصة به لخطوة عسكرية، أثناه الجيش والموساد عنها. هذا ما سيجري مع سوريا أيضا: نتنياهو يتحدث، يهدد ويجر الجماهير، ولكن مشكوك أن تنفذ إسرائيل أية عملية عسكرية واسعة تسحب البساط من تحت أقدام إيران في سوريا. ناهيك عن أنه لا يبدو أن إسرائيل تنخرط في أي سياقات سياسية كانت يمكنها أن تدعم عملية عسكرية لطرد الإيرانيين من المنطقة. اليكس فيشمان يديعوت ـ 30/10/2017 الإيرانيون لا يأبهون بتهديدات نتنياهو صحف عبرية |
أزمة مالية تعصف بأحزاب الوسط في الأردن وتجبرها على الانسحاب بهدوء… ومشاكل وخمول في تيار «زمزم» Posted: 30 Oct 2017 03:29 PM PDT عمان- «القدس العربي» : لا تجد أحزاب الوسط الأردنية ما تفعله بصورة جدّية في الواقع السياسي بعدما أخفقت على نحو واضح في تحصيل نتائج مبهرة أو معقولة في الانتخابات الأخيرة بنسختيها البرلمانية والمحلية. ولا تجد تلك الأحزاب في الوقت نفسه مبرراً للبقاء في الواجهة، بعد التراخي الكبير حكوميًا في ترخيص ودعم وتمويل الأحزاب التي تنسجم مع معايير الدعم القانونية. في المقابل لم يعد سهلاً بالنسبة لطبقة كبيرة من حزبيي الوسط الذين يقدمون أنفسهم نقيضًا للإسلاميين واليساريين في الوقت عينه مواجهة الشارع عندما يتعلق الأمر بتحمل مسؤولية تداعيات رفع الأسعار وخطة الإصلاح الاقتصادي. يعلم أنصار ورموز أحزاب الوسط أن التجول بين العشائر وفي المحافظات وصفوف الجماهير يحتاج إلى نفقات ومرافق ومقرات. وعليه تعاني الأحزاب الوسطية من أزمة مالية خصوصًا أن رموزها الأساسيين توقفوا عن الدعم المالي بسبب عدم جدوى الاستثمار السياسي والحزبي، فيما تراجعت إلى حد كبير مناسيب التبرع والمنح والأعطيات التي كانت تُدفع سابقًا من قبل نخبة من الأثرياء ورجال الأعمال لتمويل نشاطات حزبية. مجمل هذه الظروف مع بعضها بعضاً عانى منها أغلب أحزاب الوسط وبشكل خاص حزب التيار الوطني الأم الذي بقي لسنوات الرقم الأصعب بالنسبة لتيارات الأحزاب الوطنية. مثل بقية أحزاب الوسط شهد حزب التيار الوطني بعض التجاذبات والخلافات الداخلية متأثراً بالاستهداف الرسمي في بعض الأحيان لبعض أقطابه ورموزه. وكما حصل مع هيئات حزبية وسطية أخرى عانى حزب التيار الوطني من الاعتبارات المالية وواجه أزمة مالية حادة، وقد أقر بها أمام «القدس العربي» مرات عدة بعض أركان التيار الذي بدأت مشكلاته المالية مع مستحقات الانتخابات قبل السابقة وسط ندرة من التبرعات والدعم وبعد إنشاء مرافق ومكاتب متضخمة من دون أن يوازي ذلك بالنسبة لأحزاب الوسط حضوراً حقيقياً وسط الجماهير ونتائج في صناديق الاقتراع ومقاعد التمثيل. يرى قادة ومؤسسون أن الدولة حطمت قصدًا تجربة الأحزاب الوسطية خصوصاً عندما اعترض بعض قادتها ورموزها على مسارات القرار واجتهادات الحكومة. وعلى هامش نقاش سابق جمع «القدس العربي» ومؤسس ورمز حزب الجبهة الأردنية الموحدة الوزير السابق أمجد المجالي يمكن تلمس حجم الشعور بالمرارة عند نخب خبيرة في الإطار الوطني والتكنوقراطي راهنت على تجذير الحياة الحزبية في البلاد. المجالي درج على اتهام مباشر بعض مراكز القوى باستهداف الأحزاب الوسطية والتحريض على الانشقاقات والنزاعات فيها لتنفيذ أغراض قال إنها عقابية وقصيرة الأمد تنطوي على ردود فعل بسبب مواقف جريئة في إطار الحرص على المصلحة العامة. ولا يختلف رأي أمجد المجالي هنا مع رأي مواطنه وقريبه الزعيم المؤسس لحزب التيار الوطني الذي تحدث مرات عدة أمام «القدس العربي» عن إخفاق ذريع وعن حكومات لم تفعل شيئًا ولا تريد أن تفعل شيئًا في إطار تجذير وتعميق الثقافة والتعددية الحزبية. بالجرأة المعهودة فيه وعنه كان عبد الهادي المجالي صاحب السبق في قرع جرس الإنذار بإعلان حل حزبه الأم بسبب ما وصفه عبثية الحياة الحزبية برغم أن الكثير من الوثائق المرجعية المَلِكِية تدعو إلى التنوع الحزبي وتجذير الثقافة الحزبية في أوساط المجتمع والناس وسبق أن وصلت في طموحها لتعبيرات علنية مرات عدة تتحدث عن الطموح بتخفيف زحمة الأحزاب والوصول لبرنامج حزبين أو ثلاثة قوية تتداول سلطة التشريع والحكومة. وذلك لم يحصل بكل حال والسبب هو عدم الجدية للإصلاح السياسي، الأمر الذي لا يريد مؤسس التيار الوطني التحدث عنه مكتفياً بقيمة وجدوى الانسحاب الصامت. ما فعله حزب التيار في خريطة القوى الحزبية أصبح سابقة لا يستهان بتأثيرها، فمجرد تعليق الجرس من جهة حزب التيار الوطني تداعت أحزاب أخرى لإعلان مشروعات لحل نفسها تلقائياً لتلك الأسباب ذاتها التي تحدث عنها التيار الوطني. حزب الأردن أقوى تأثيراً بين تلك الأحزاب، وكذلك حزب تيار التجديد، فيما تنخفض قيمة تأثير أحزاب وسطية أخرى، بسبب خلافات وتجاذبات حادة بين أقطابها وصل إلى حد النزاع على المؤسسة الحزبية والترخيص والمقرات.. حصل ذلك مع الجمعية المرخصة المنشقة عن الإخوان المسلمين بقيادة الشيخ عبد المجيد الذنيبات التي تعتبر نفسها على وسط التجربة الحزبية والخيرية قياسًا بحزب جبهة العمل الإسلامي. وحصل ذلك أيضاً مع حزب «زمزم» المنبثق عن الإخوان المسلمين الذي ينفرد اليوم بمصيره الأب الروحي لتجربته الشيخ إرحيّل الغرايبة بعد قرار غامض بإبعاد الشريك المؤسس المهم في التجربة الشيخ نبيل الكوفحي. واستناداً إلى مصادر عليمة جدًا في حزب زمزم لا يحضر قادة الحزب الاجتماعات، ولجان الحزب أصيبت بالخمول والكسل وتأثر حجم الحزب وتأثيره وثقله بأزمة الاستقطاب الحاد بين شريكيه سابقًا المتخاصمين لاحقًا الكوفحي والغرايبة. عندما يتعلق الأمر بالخمول تحديدًا والكسل وحصول انسلاخات فردية عبر تمكين السلطة من انتقاء وفرز أشخاص دونًا عن غيرهم تأثر أيضاً حزب وسطي عريق يحمل اسم الوسط الإسلامي وهو أيضاً شكّل أول حالة ناضجة للانشقاق بهدوء عن تنظيم الإخوان المسلمين. وتدلل هذه المعطيات ومع حالة الغيبوبة التي تعيشها تيارات وسطية حزبية تميل إلى اليسار أو تتقمص الفكر القومي أحياناً على اختراقات حادة جدًا أفقية وعمودية في بنية التنظيمات الحزبية الوسطية في الأردن. وهي اختراقات تتغذى عمليًا اليوم على تراجع الاستثمار الانتخابي وسلسلة من الأزمات المادية ومناخ الإحباط الاقتصادي والسياسي وسط الجمهور. أزمة مالية تعصف بأحزاب الوسط في الأردن وتجبرها على الانسحاب بهدوء… ومشاكل وخمول في تيار «زمزم» بسام البدارين |
عون يُوِّقع والحريري يرفض «المزايدة الرخيصة» و«القوات» تستغرب Posted: 30 Oct 2017 03:29 PM PDT بيروت – «القدس العربي» : بعد الانقسام في لبنان حول التواصل مع النظام السوري أو عدمه وكيفية إتمام عودة النازحين السوريين الى بلادهم والاختلاف حول لقاء وزيري الخارجية اللبناني والسوري جبران باسيل ووليد المعلّم في نيويورك، يبرز في بيروت حالياً الجدل حول تعيين سفير جديد للبنان في سوريا هو سعد زخيا، عوضاً عن الاكتفاء بالقائمة بالأعمال فرح نبيه برّي بعد تقاعد السفير اللبناني السابق ميشال خوري. ومحور الجدل اليوم هو إقدام رئيس الحكومة سعد الحريري على توقيع مرسوم اعتماد السفير زخيا في دمشق خلافاً لموقف الحريري الرافض أي تطبيع أو تواصل مع نظام بشار الاسد ما دفع بخصوم رئيس الحريري الى السؤال عن مدى وقوف الحريري ضد نظام الاسد تمهيداً لاستغلال هذا الامر انتخابياً في الانتخابات المقبلة. وقد سخر الحريري في تغريدة له من المزايدة على موقفه، واصفاً إياها بأنها «مزايدة رخيصة»، وأكد «انّ وجود سفارة لبنانية في سوريا تأكيد على استقلالنا وسيادتنا». وبدا الحريري متناغماً في هذا الموقف مع موقف منسّق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد الذي رأى «أن لبنان انتزع بفَضل انتفاضة الاستقلال مطلباً تاريخياً تَمثّل باعتراف سوريا بنهائية الكيان اللبناني وبالتمثيل الديبلوماسي المشترك بين لبنان وسوريا منذ عام 2008، وهذا إنجاز وطني حَقّقته انتفاضة الاستقلال ويُضاف الى سجلها الناصع البياض». وقال سعيد «اليوم يجب ألا نضيع هذا الانجاز، وبالتالي علينا ان نبقي سفارة لبنان في سوريا قائمة، إنما اعترض على رتبة الممثل اللبناني في سوريا. طالما أنّ هناك نظاماً قاتلاً ومتّهماً بتفجير مساجد وكنائس وقتل شخصيات لبنانية ومواطنين أبرياء، كان من الأجدى ان نبقي التمثيل على مستوى سكرتير او سكرتير اول وعدم ترقية من يمثّل لبنان الى رتبة سفير». واستغربت « القوات اللبنانية» ما اعتبرته « الإلحاح والسرعة والاضطرار في تعيين سفير لبناني في سوريا على رغم ان لا حياة سياسية في سوريا». وسألت «القوات» عبر موقعها الالكتروني» هل مقبول بعد أن يقدّم سفير للبنان في سوريا اوراق اعتماده لبشار الاسد؟ ذاك المجرم قاتِل شعبه؟ ذاك الذي طردته جامعة الدول العربية من بين صفوفها، وذاك الذي رفضت دول العالم التعاطي معه عبر سفراء يقدمون اوراق اعتمادهم له، واكتفت بسفراء ينجزون اعمال رعاياهم عبر سفاراتهم؟». واضافت «القوات» إن «ما لا يفهمه عقل لبناني بسيط غير متفلسف ولا يتعاطى حتى بألف باء السياسة بمعناها التحليلي العميق، كيف قبل رئيس البلاد ورئيس الحكومة ان يذهب سفير من لبنان الى سوريا ليقدم اوراق اعتماده لبشار الاسد؟! نعرف ان تبادل السفارات مطلب لبناني قديم منذ نحو اربعين عاماً ونيف، هو دليل استقلاليتنا واستقلالنا بالجغرافيا والتاريخ وبكل شيء، كل شيء عن تلك الجارة اللعنة بنظامها حتى اللحظة، عظيم، لكن هل هذا يعني تقديم السفير الجديد اوراق اعتماده للاسد بدل الاكتفاء بتسيير اعمال السفارة اسوة بالدول العربية ودول العالم؟! كمن يضع بين يدي بشار الاسد اعترافاً جديداً متجدداً فاقعاً بشرعيته كرئيس للجمهورية السورية…جمهورية ماذا؟ لعلها جمهورية قصر المهاجرين في الشام، ام الشام لوحدها، ام بعض من بعض احيائها؟». اما دوائر قصر بعبدا فاستغربت الضجّة حول تعيين السفير سعد زخيا في دمشق، ولفتت الى «أن المرسوم الخاص به هو الترجمة الفعلية لقرار مجلس الوزراء بتعيين السفراء الجدد في مختلف الدول، ومرسومه كبقية المراسيم الخاصة التي وزّعت السفراء على الدول العربية والغربية كافة». وأكدت «أن العلاقات الدبلوماسية لم تنقطع مع سوريا للقول الآن إن هذا التعيين يعيد التنسيق مع النظام، خصوصاً أن تعيينه جاء بعد تقاعد السفير السابق ميشال خوري وتولي فرح بري منصب القائم بأعمال السفارة اللبنانية في دمشق، كما أن هناك سفيراً لسوريا لدى لبنان ويقوم بمهامه بشكل طبيعي». ويستعد السفير اللبناني الجديد لتَسلّم مهامه بداية تشرين الثاني/نوفمبر المقبل بعدما وقّع مرسوم تعيينه رئيسا الجمهورية والحكومة ميشال عون وسعد الحريري. وقد أرسلت الحكومة السورية الرد بالموافقة وسيجري استقبال السفير الجديد عند معبر المصنع حيث سيُسلّم أوراق اعتماده إلى الرئيس السوري بشار الأسد، على ان ينتقل إلى مقرّ السفارة اللبنانيّة في دمشق. وتترقّب اوساط لبنانية ما ستكون عليه مهمة السفير زخيا وهل سيتم من خلاله التنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية حول ملفّ النازحين وعودتهم بمؤازرة من المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي أبدى كل استعداد في حال كلّفته الحكومة ذلك. عون يُوِّقع والحريري يرفض «المزايدة الرخيصة» و«القوات» تستغرب سعد الياس |
قضاء اسبانيا يُلاحِق بتهمة العصيان رئيس حكومة كتالونيا الهارب إلى بلجيكا لطلب اللجوء السياسي Posted: 30 Oct 2017 03:28 PM PDT مدريد ــ «القدس العربي »: تسجل أزمة كتالونيا تطورات جديدة منها توجيه القضاء الإسباني تهمة العصيان والتمرد إلى رئيس حكومة هذا الإقليم كارلس بويغدمونت، بينما توجه الأخير إلى بلجيكا ربما طلبا للجوء السياسي بهدف تطبيق منهجية كوسوفو، أي وجود اضطهاد ضد الشعب الكتالاني في أفق تدويل هذا الملف. في هذا الصدد، وعلى خلفية إعلان برلمان كتالونيا استقلال الإقليم عن إسبانيا تطبيقا لنتائج استفتاء تقرير المصير يوم أول أكتوبر / تشرين الأول، فتحت النيابة العامة أمس الاثنين تحقيقا مع رئيس حكومة كتالونيا ووزرائه ورئيسة البرلمان الكتالاني كارمن فوركديل بتهمة العصيان والتمرد، وطالبت الاستماع إليهم فورا. وكان قرار النيابة العامة منتظرا لأنها لوحت به قبل إجراء استفتاء تقرير المصير، بحكم أن مثل هذه القرارات يخولها القانون الجنائي. وبالموازاة مع فتح تحقيق، تولت الدولة الإسبانية تسيير شؤون كتالونيا، وهي تحاول تقليل حضورها والاعتماد على موظفين من الإدارة الكتالانية نظرا لحساسية الموضوع، وحتى لا يبدو أن هناك تدخلا سافرا بل خفيفا للحفاظ على وحدة البلاد فقط. وكانت المفاجأة سفر رئيس حكومة كتالونيا المقال كارلس بويغدمونت أمس الاثنين إلى بلجيكا رفقة خمسة من وزراء حكومته، وتؤكد جريدة البيريوديكو دي كتالونيا أن الهدف هو طلب اللجوء السياسي في هذا البلد. وتعتبر بلجيكا هي البلد الأوروبي الوحيد الذي تنص قوانينه على منح اللجوء السياسي إلى مواطني دول أوروبية أخرى. وصرح وكيل وزارة الهجرة واللجوء في بلجيكا ثيو فرانكين أن رئيس كاتالونيا المقال يمكنه تقديم اللجوء السياسي في بلجيكا، وتابع «عندما نرى الوضع في إسبانيا وما تمارسه مدريد من قمع واحتمال عقوبات السجن، نتساءل هل سيحصل المتابعون على محاكمة عادلة. نعم، ما يجري قد يضعنا في وضع دبلوماسي حرج مع إسبانيا». وتابع في تصريحات نقلتها جريدة لوسوار البلجيكية «القرار سيبقى في يد قاض، ومن الصعب جدا إذا حصل على اللجوء ترحيله إلى إسبانيا». وينتمي هذا المسؤول البلجيكي إلى الحزب القومي الفلاماني الذي يطالب بالانفصال عن بلجيكا وتجمعه علاقات متينة مع الكتالونيين. وذهب بويغدمونت إلى بلجيكا بصفته رئيس الدولة الكتالونية التي صادق عليها البرلمان الجمعة الماضي، وهذا السيناريو لم يكن مستبعدا لأنه بنفسه قال باحتمال اللجوء إلى بلد أوروبي. ويهدف بويغدكونت من وراء هذا اللجوء تطبيق ما سبق وتحدثت عنه وسائل إلاعلام منذ أسابيع ومنها جريدة «القدس العربي» وهو تطبيق استراتيجية كوسوفو، وتتجلى في الإيحاء بوجود شعب، وفي هذه الحالة الشعب الكتالوني، يتعرض لملاحقة من طرف قوة أجنبية التي هي إسبانيا. في الوقت ذاته، ستعمل الأحزاب القومية على تطبيق ما يسمى «المقاومة الديمقراطية» وهي مواجهة قرارات مدريد. كما ستسمح بروكسل لرئيس حكومة كتالونيا المقال التحرك لبناء متعاطفين من نواب البرلمان الأوروبي خاصة من الأحزاب القومية التي لها وجود. ولكن هذا لا يمنع هذه الأحزاب المشاركة في الانتخابات التشريعية الخاصة بكتالونيا4 يوم 21 ديسمبر/ كانون الأول خاصة أن استطلاعات الرأي تمنحها الفوز، بعضها بالأغلبية المطلقة مثل البيريوديكو دي كتالونيا والآخر بالأغلبية العادية، وفق استطلاع للرأي نشرته جريدة الموندو. لكن يبقى المثير هو ما كشف عنه استطلاع الرأي للموندو ويتجلى في دفاع 55% من الإسبان عن ضرورة منح الكتالونيين حرية تقرير المصير في استفتاء متفق عليه مقابل 37% فقد يعارضون. ونسبة 55% هي مرتفعة وتحدث لأول مرة، بمعنى أن الأزمة الحالية تدفع بمواطني إسبانيا إلى طلب حل للنزاع الكتالوني ولو عن طريق استفتاء. قضاء اسبانيا يُلاحِق بتهمة العصيان رئيس حكومة كتالونيا الهارب إلى بلجيكا لطلب اللجوء السياسي حسين مجدوبي |
جنبلاط لبّى نداء استغاثة من إدلب للإفراج عن مخطوفين دروز مقابل المولوي ومعتقلين في السجون السورية Posted: 30 Oct 2017 03:28 PM PDT بيروت – «القدس العربي» : تحت عنوان « نداء استغاثة من إدلب الى المختارة» نشرت جريدة «الانباء الالكترونية» الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي كيفية الإفراج عن دروز خطفوا في طريقهم الى إدلب. وكتبت الجريدة «ليست المرة الأولى التي يستغيث فيها أبناء طائفة الموحدين الدروز في إدلب بالنائب وليد جنبلاط، وهم الذين حافظوا على وجودهم في منطقتهم رغم كل الظروف التي مروا بها، إلا أن ما جرى منذ 17 يوماً تقريباً كان دقيقاً جداً بعدما وصل نداء استغاثة من إدلب إلى المختارة على إثر اختطاف 33 شخصاً بينهم رجال ونساء وأطفال كانوا في طريقهم من جرمانة في الشام إلى قراهم في إدلب، في منطقة في محيط الشيخ هلال في ريف حماة والتي تشهد اشتباكات بين تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة التي كانت تسيطر عليها». واضافت «على الفور، تحرّك جنبلاط ولكن بحذر وبعيداً عن الإعلام الذي لم تصل إليه الأنباء إلا بعد الافراج عن المخطوفين، الأمر الذي حرص عليه جنبلاط خوفاً من اي تداعيات لا تحمد عقباها. وقد تمنى جنبلاط على المدير العام للامن العام اللواء عباس إبراهيم التدخل في القضية بعدما وصلت إليه معلومات حول الشروط المطلوبة لإطلاق المخطوفين، وكما في كل ملف استلمه اللواء ابراهيم نجح بإيصال القضية إلى خواتيمها الإيجابية وتحرير المخطوفين مع الإشارة إلى أن العملية تأخرت قليلاً بسبب الاشتباكات الدائرة هناك والتي أدت إلى استشهاد امرأة أثناء تنفيذ المرحلة الاولى من إطلاق المخطوفين والتي توقفت واستكملت في صباح اليوم التالي وتحديداً السبت في 28 تشرين الأول/أكتوبر 2017 . وطوال مدة الخطف تابع جنبلاط أدق التفاصيل. كما كان هناك تنسيق مع رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الوزير طلال أرسلان في ظل حرص كبير على سلامة المخطوفين وعدم السماح بأي ردود فعل كان يمكن أن تأخذ الامور في منحى آخر». وعلم أن المطلوب شادي المولوي الذي اختفى أثره فجأة في مخيم عين الحلوة غادر لبنان من ضمن صفقة التبادل التي تضمنت إفراج المجموعات المسلحة عن مجموعة من أبناء القرى الدرزية في ريف إدلب، في مقابل إطلاق معتقلين من هذه المجموعات لدى السلطات السورية، إضافة الى المولوي وستة من رفاقه طالبت بهم «جبهة النصرة ». جنبلاط لبّى نداء استغاثة من إدلب للإفراج عن مخطوفين دروز مقابل المولوي ومعتقلين في السجون السورية |
استشهاد 7 نشطاء في تفجير «نفق مقاومة» والجهاد وحماس تتوعدا وإسرائيل تعلن استعدادها لمختلف السيناريوهات Posted: 30 Oct 2017 03:28 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: استشهد 7 ناشطين فلسطينيين أمس عندما قصفت إسرائيل ما قالت إنه نفق يجري حفره عبر حدودها مع قطاع غزة. وقال مصدر في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إن عرفات أبو مرشد القيادي في سرايا القدس الجناح العسكري للحركة استشهد ومعه مساعد بارز واثنان آخران. وأعلنت سرايا القدس النفير العام في صفوفها. وقال الجناح المسلح لحركة حماس إن اثنين من أعضائه استشهدا أثناء محاولتهما إنقاذ أعضاء حركة الجهاد الإسلامي العاملين في النفق. وقال مسؤولو صحة في قطاع غزة إن تسعة أشخاص أصيبوا. وفي تصريحات علنية قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام مشرعين منتمين لحزبه اليميني ليكود إن «تكنولوجيا رائدة» كانت سببا في الكشف عن النفق دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل. واستهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي لـ «نفق مقاومة» مشيد أسفل الحدود الشرقية لجنوب قطاع غزة، وتوعدت المقاومة بالرد في «اللحظة المناسبة» على الاستهداف المباغت، فيما قالت إسرائيل إنها اكتشفت النفق من خلال «وسائل تكنولوجية متطورة» وهو قيد الإنشاء، وأعلنت استعدادها لأي تطورات على الأرض. وقال الدكتور أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة في غزة إن الشهداء والجرحى وصلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، جراء القصف الإسرائيلي لإحدى المناطق الحدودية القريبة. وسقط الشهداء والمصابون، عقب استهداف الطائرات الحربية الإسرائيلية منطقة حدودية، قالت قيادة جيش الاحتلال، إنها تحتوي في باطنها على «نفق للمقاومة». وجاء الهجوم الإسرائيلي المباغت رغم أجواء الهدوء التي يشهدها قطاع غزة، وسط خشية من تصعيد الموقف بشكل أكبر، خاصة وأن إسرائيل التي أعلنت استعدادها لأي تطور، قامت بنشر منظومة «القبة الحديدية» المضادة لصواريخ المقاومة في مناطق قريبة من الحدود. وقال داود شهاب الناطق باسم الجهاد الإسلامي «إن القصف الصهيوني الذي استهدف نفقاً للمقاومة عدوان إرهابي، وانتهاك واضح، ومحاولة إسرائيلية جديدة لخلط الأوراق»، مؤكدا على «حق الرد في اللحظة المناسبة». وأكد أن حركته «تدرس كل الخيارات بما لا يفقدنا خيار الرد علي هذا العدوان»، مضيفا «لن نتهاون في الدفاع عن أرضنا وشعبنا». وقال منذرا إسرائيل «على حكومة الإرهاب الصهيوني أن تدرك أننا لن نتهاون في الدفاع عن أبناء شعبنا وحمايتهم، وإننا سنواصل العمل ليل نهار من أجل تعزيز قدراتنا للتصدي للعدوان». وسبق ذلك أن أعلنت قيادة جيش الاحتلال، أن قوات من المنطقة الجنوبية المشرفة على «جبهة غزة:» قامت بـ «تفجير تحت سيطرة» لأحد الأنفاق وهو في مراحل الإنشاء. وذكرت أنه تم اكتشاف هذا النفق داخل الأراضي الإسرائيلية، قرب الجدار الأمني في مقابل مدينة خانيونس. وجاء في بيان أصدره الجيش الإسرائيلي عقب الحادثة «نحن نسيطر على النفق من الناحية العملياتية، لقد استخدمنا وسائل تكنولوجية متقدمة». وأشار البيان إلى أن هذا «التفجير المبكر» يأتي في إطار الجهود المكثفة المبذولة منذ انتهاء الحرب الأخيرة على غزة، والتي تستند الى «تكنولوجيات متقدمة وغير مسبوقة». وتمكن فريق من طواقم الإسعاف من إنقاذ ثمانية مقاومين ينتمون للجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي سرايا القدس، كانوا داخل النفق حين جرت عملية استهدافه، حيث نقل المصابون إلى مشفى قريب لتلقي العلاج اللازم، ووصفت جراح أحد المصابين بالخطيرة. وعقب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على العملية بالقول «من يريد ان يضربنا سنضربه». وقال وزير الجيش أفيغدور ليبرمان عن العملية «التفجير تم تنفيذه في الجانب الإسرائيلي من الحدود»، مؤكدا أن قوات جيشه «لن تحتمل أي اعتداء على الأراضي الإسرائيلية»، في حين قال منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية الجنرال يوآف مردخاي، إن هذا النفق يعتبر «خرقا فادحا للسيادة الاسرائيلية»، وحمل حركة حماس المسؤولة عما يجري داخل قطاع غزة وما ينطلق منه، مضيفا بلغة الوعيد «لن نسمح بخرق سيادتنا بأي شكل فوق أو تحت الأرض». وأوضح أن اكتشاف النفق يعتبر «نجاحا ميدانيا» يستند الى قدرات تكنولوجية متقدمة، مؤكدا أن بلاده لا تسعى للتصعيد، لكنه قال «جاهزون لمختلف السيناريوهات». وتحسبا لأي طارئ نشر جيش الاحتلال منظومة «القبة الحديدية» المضادة لصواريخ المقاومة، في غلاف قطاع غزة، بعد أن طلب من مزارعي الحدود ترك المنطقة بعد التفجير. وحسب المعلومات التي توفرت حول العملية، فإن النفق يبعد اثني كيلو متر عن منطقة «كيسوفيم» الواقعة إلى الشرق من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة. وكان جيش الاحتلال أعلن بشكل مفاجئ عن عملية التفجير، من دون أن يكشف في بداية الأمر السبب الحقيقي، وهو ما جعل الكثير يميل إلى الاعتقاد أن العملية ناجمة عن تدريبات للجيش، الذي شرع صباح أمس في تمرين عسكري معتاد. وتردد بعد دوي الانفجارات أنها ناجمة عن قيام طائرات حربية بقصف المنطقة الحدودية بعدد من الصواريخ. وأثارت العملية مخاوف سكان المناطق الحدودية القريبة من إسرائيل، خاصة القاطنين على مقربة من حدود مدينتي دير البلح وخانيونس، والذين سمعوا أصوات انفجارات ضخمة، ترافقت مع تصاعد أعمدة الدخان. يشار إلى أن نشطاء المقاومة الفلسطينية برعوا في الحرب الأخيرة على غزة، في استخدام «الأنفاق» في تنفيذ هجمات خلف خطوط القوات الإسرائيلية التي كانت تنفذ توغلا بريا على طول الحدود الشرقية والشمالية للقطاع. وتمكن عدد من المقاومين من الوصول إلى مناطق وثكنات إسرائيلية قريبة من الحدود عبر هذه الأنفاق، والاشتباك مع الجنود الإسرائيليين، قبل العودة مجددا إلى قطاع غزة. وأقرت إسرائيل بخطورة هذه الأنفاق المقامة على شكل ممرات أرضية، ورغم إعلانها تدمير غالبيتها خلال الحرب، إلا أنها عادت وأكدت نجاج المقاومة الفلسطينية في إعادة بنائها من جديد. وبهدف التغلب على هذه الأنفاق، شرعت إسرائيل بإقامة «سور أسمنتي» يجري تنفيذه حاليا، يضرب في باطن الأرض على طول الحدود الفاصلة، كما يرتقع فوق الأرض بعدة مترات، وهو مزود بأجهزة حديثة لصد الأنفاق العابرة للحدود. استشهاد 7 نشطاء في تفجير «نفق مقاومة» والجهاد وحماس تتوعدا وإسرائيل تعلن استعدادها لمختلف السيناريوهات أشرف الهور: |
التركمان يعوّلون على دعم تركي ويطالبون بمنصب محافظ كركوك Posted: 30 Oct 2017 03:27 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: تجري الجبهة التركمانية العراقية، الممثل الأبرز للمكون التركماني في العراق، زيارة إلى تركيا، للبحث عن دعم خارجي للشعب التركماني، وسط تسريبات تفيد بنية تحويل قضاءين في صلاح الدين ونينوى، إلى محافظات. والتقى أعضاء الهيئة التنسيقية العليا للتركمان، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة، وعقدت اجتماعات عمل هامة مع كبار مستشاري الرئيس المعنيين بالملف العراقي وملف الشرق الأوسط، وفقاً لبيان صحافي وحسب البيان «التركمان نجحوا في توحيد صفوفهم من خلال عقد المؤتمر التركماني العام وبإشراف الأمم المتحدة، والاتفاق على الورقة التركمانية وتشكيل الهيئة التنسيقية العليا للتركمان والتي تمثل جميع القوى السياسية التركمانية وأطياف المجتمع التركماني». وأوضح أعضاء الهيئة التنسيقية التركمانية العليا أن «العمليات العسكرية في المناطق المختلفة عليها هي لاعادة بسط سلطة الدولة على هذه المناطق وسيادة الدستور والقانون وإنهاء تسلط الأحزاب الكردية وانقاذ مواطني هذه المناطق من طغيان هذه الأحزاب وأجهزتها القمعية». وطالب الوفد التركماني، الحكومة التركية بزيادة الدعم للحكومة العراقية من أجل النهوض بالاقتصاد العراقي والمساهمة الفاعلة في إعادة الإعمار وضرورة الاهتمام بالمناطق التي يتواجد فيها التركمان بكثافة كتلعفر وكركوك وطوز خورماتو وديالى. كما جدد أعضاء الهيئة، تأكيدهم على ضرورة بقاء الملف الأمني في كركوك والمناطق المتنازع عليها بيد السلطة الاتحادية، ورفضها لكل تواجد مسلح خارج القوات الاتحادية في هذه المناطق. كما أشاروا إلى أنهم «مع منح كركوك وضعا خاصا، حيث تعمل الهيئة التنسيقية العليا للتركمان من اجل حصول التركمان على حقوقهم الدستورية المشروعة وحماية الوجود التركماني واستمراره في العراق». ودعت الجبهة التركمانية، في 24 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، إلى عدم الاستعجال بإصدار الأوامر الإدارية الخاصة بالدوائر والمديريات في كركوك دون العودة إلى المهنية وممثلي الكتل السياسية، مطالبة بتصحيح العمل الإداري في المحافظة ضمن الاتفاق السياسي ومنح نسبة 32٪ لكل مكون. وأطلقت الحكومة الاتحادية في بغداد، فجر الـ16 من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، عملية «فرض القانون» في عموم المناطق المتنازع عليها في صلاح الدي وكركوك وديالى وينوى. وفرضت القوات الأمنية الاتحادية سلطتها الكاملة على محافظة كركوك، بعد انسحاب قوات البيشمركه من المدينة. في الأثناء، يسعى التركمان إلى أن يكون منصب محافظ كركوك من حصة المكون، مقابل منح رئاسة مجلس المحافظة للأكراد، فضلاً عن التوجه صوب جعل قضاء طوزخورماتو (في أطراف صلاح الدين المحاذية لكركوك من جهة الجنوب) محافظة، إضافة إلى قضاء تلعفر (غربي نينوى). وقال النائب التركماني جاسم محمد جعفر، إن اجتماع «الهيئة التنسيقية العليا لتركمان العراق (…) مع الرئيس رجب طيب اردوغان، هو الأول، وجاء بعد اجتماع الأخير مع رئيس الوزراء حيدر العبادي». وأكد أن الاجتماع كان «ممتازاً والمجتمعين تشاوروا فيه بكل وضوح عن مستقبل التركمان والأمور الإستراتيجية المراد اتخاذها في السنوات الخمس القادمة»، مشيرا إلى أن «الاجتماع تم بعد بسط سيادة القانون في المناطق المختلف عليها من قبل الحكومة الاتحادية». وتابع: «التركمان لمسوا تأييداً عراقياً وتركياً وإيرانياً وأممياً لمستقبلهم السياسي في كركوك وجعلها تركمانية، وقضائا الطوز وتلعفر محافظتان، ودورهم في إيجاد الشراكة والإدارة النموذجية في هذه المناطق»، معبرا عن ارتياحه لـ»العلاقة الجديدة بين العراق وتركيا وتذليل الكثير من العقبات وفتح آفاق عمل جديد من التعاون الاقتصادي والسياسي». وأشاد جعفر بـ«الموقف التركي للتركمان»، مطالبا بـ»جعل منصب محافظ كركوك للتركمان ونائبه للعرب ورئاسة مجلس المحافظة للكرد وإدارتها تتم بالشراكة والتوافق». إلى ذلك، اعتبر نجم الدين كريم محافظ كركوك «المُقال»، أن «حلم دولة كردستان المستقلة ما زال حياً»، فيما هدد بـ»استعادة كركوك». وقال كريم، الذي توارى عن الأنظار، بعد دخول القوات الأمنية الحكومية إلى مدينة كركوك، في تصريح لـ«سي أن إن»، «خسرنا مؤقتا بعض المناطق الآن التي تعتبر محتلة وليس متنازعا عليها، وطالبنا بالحوار بعد الاستفتاء ولكنهم رفضوا». في إشارة إلى الحكومة الاتحادية. وأكد: «سوف نستعيد كركوك» التي سيطرت عليها قوات الحكومة العراقية وانسحبت منها القوات الكردية. التركمان يعوّلون على دعم تركي ويطالبون بمنصب محافظ كركوك |
مصدر سياسي لـ «القدس العربي»: التصور الإسرائيلي لحل الصراع سقط Posted: 30 Oct 2017 03:26 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: علمت «القدس العربي» من مصدر سياسي فلسطيني مطلع، أن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، سيقدم خلال زيارته المرتقبة للمنطقة في شهر كانون الأول/ ديسمبر المقبل «أفكارا جديدة» لإطلاق عملية السلام المتوقفة في الشرق الأوسط، بعد سقوط تطبيق التصور الإسرائيلي، الذي دعمته الإدارة الأمريكية في الفترة السابقة، والذي يقوم على «التطبيع» مع دول الإقليم، قبل حل القضية الفلسطينية. وأكد المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن هناك جهدا أمريكيا حاليا، من أجل إطلاق عملية السلام الجديدة، غير أنه أوضح أن هذا الجهد لم يصل إلى نهاياته، وأنه لا يزال حسب ما أبلغت واشنطن دول المنطقة والقيادة الفلسطينية بحاجة إلى «مزيد من الوقت»، قبل أن تقدم الأفكار الأمريكية الخاصة بإطلاق مفاوضات السلام بشكل كامل. وقال إن زيارة نائب الرئيس الأمريكي للمنطقة مايك بنس، تأتي في هذا السياق، حيث سيقدم خلال لقاءاته أفكارا جديدة بلورتها إدارته، من أجل نقاشها بشكل جدي، تخص «ملفات أساسية» في مفاوضات الوضع النهائي، لافتا إلى أن هذه الزيارة ستكون مقدمة لـ»تدخل مباشر» من قبل الرئيس دونالد ترامب في المرحلة المقبلة. وأكد المصدر الفلسطيني أن دول الإقليم، تعد «جزءا أساسيا من هذا التصور الأمريكي»، وذلك بعد «سقوط التصور الإسرائيلي « الخاص بعملية التسوية. وكشف خلال تصريحاته لـ «القدس العربي»، أن هذا التصور الذي يقوم على «التطبيع أولا» مع الدول العربية، قبل حل الصراع القائم وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، لم يعد قائما حاليا، ولم يعد المبعوثون الأمريكيون يطرحونه خلال جولاتهم المتكررة للمنطقة، بعد فشلهم في تمرير هذا المخطط. وأشار إلى رفض القيادة الفلسطينية لهذا الأمر، وتحركاتها في كافة الاتجاهات لمنع تمريره، وكذلك أن صعوبة تسويق المخطط لدى شعوب المنطقة، أفشل المخطط الإسرائيلي. غير أن المسؤول الفلسطيني الذي تحدث لـ «القدس العربي»، أكد أن ما يجري إعداده حاليا، حسب ما وصل القيادة الفلسطينية سواء من الجانب الأمريكي، أو من قبل الأطراف المعنية التي تشملها جولات هؤلاء المبعوثين، يشير إلى إيجاد «صيغة جديدة»، تراعي الربط بين الأمرين، وذلك بهدف «جذب» الجانب الإسرائيلي للحل النهائي. ويشير إلى أن من بين ما يطرح حاليا التجهيز إلى «صفقة واحدة وشاملة»، تبدأ بإطلاق عملية مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تكون محدودة المدة لمناقشة أفكار تقضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وأكد المسؤول الفلسطيني أن مبعوثي الرئيس الأمريكي، الذين وعدوا في وقت سابق بتقديم أفكار جديدة لعملية السلام، بناء على طلب سابق من القيادة الفلسطينية، لم يعودوا بحمل أي أفكار، وأن الأمر تأجل لحين وصول نائب الرئيس، لافتا إلى أن الزيارة الحالية للمبعوثين عنوانها الرئيس هو التحضير لهذه الزيارة. وتوقع أن تعلن الإدارة الأمريكية عن بلورة خطتها الجديدة لإطلاق المفاوضات بداية العام المقبل، لافتا إلى أن الجانب الفلسطيني يؤكد في كل جولة للمبعوثين الأمريكيين، على ضرورة أن تقود المفاوضات لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967. ومن المقرر أن يلتقي نائب الرئيس الأمريكي كلا من الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كل على حدة خلال الزيارة. وفي سياق التحركات الأمريكية الرامية لإطلاق المفاوضات، كشف النقاب عن «زيارة سرية» قام بها جاريد كوشنير، مستشار وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى السعودية، برفقة المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، ونائبة رئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي، دينا باول. وجرى الكشف عن الزيارة بعد أسبوع من اتمامها، حيث جرى خلالها البحث مع المسؤولين السعوديين في مبادرة ترامب حول السلام في المنطقة، خاصة وانها تأتي ضمن الضغوط التي تمارسها واشنطن لتسريع إطلاق المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. والتقى مبعوثو ترامب بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وحسب ما كشف أمريكيا عن الزيارة، فإن ترامب يعمل على تسريع اتصالاته لبلورة مبادرة سلام إقليمية ستكون بداية المفاوضات، وكشف مسؤول أمريكي أنه وخلال الأسابيع المقبلة سوف يعقد المزيد من المحادثات مع الأطراف المعنية، وجاء ذلك بعدما عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أول أمس مع غرينبلات اجتماعا في مكتبه وناقش معه سبل دفع عملية التسوية قدماً، إلى جانب تحصيص جزء من اللقاء لإطلاع نتنياهو على نتائج الاتصالات الأمريكية حول استئناف العملية السياسية. ولم تقتصر زيارات المبعوثين الأمريكيين على السعودية فقط، حيث قام هؤلاء المسؤولون الأمريكيون الثلاثة بجولة مشابهة في دول في المنطقة، في محاولة لدفع محادثات السلام. وفي السياق اعتبر البيت الأبيض في بيان أصدره أن التوصل إلى اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني «ما زال الحل الأفضل بالنسبة للرئيس الأمريكي». وأضاف البيان أن مستشاري ترامب سيواصلون العمل مع جهات مختلفة في المنطقة من أجل دفع هذا الموضوع، لافتا إلى أن غرينبلات توجه من السعودية إلى مصر والأردن والإمارات وإسرائيل والسلطة الفلسطينية. يشار إلى أن آخر مفاوضات سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين توقفت في نيسان/ أبريل من عام 2014، في عهد الإدارة الأمريكية السابقة، بعد تسعة أشهر من انطلاقها، وهي المدة التي حددت لها سلفا. ولم تنجح هذه المفاوضات التي رعتها واشنطن في توصل الطرفين إلى حلول حول قضايا الحل النهائي، بسبب رفض الحكومة الإسرائيلية، تلبية الشروط الخاصة بعملية السلام، وتنكرها للحقوق الفلسطينية. ولم تقم إسرائيل وقتها بإطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى الذين اعتقلوا قبل «اتفاق أوسلو» للسلام عام 1993، وهو ما دفع القيادة الفلسطينية إلى اتخاذ قرار بعدم العودة إلى المفاوضات، من دون وجود ضمانات تلزم إسرائيل بما عليها من استحقاقات، من أبرزها وقف الاستيطان في المناطق الفلسطينية. مصدر سياسي لـ «القدس العربي»: التصور الإسرائيلي لحل الصراع سقط عقب الكشف عن «زيارة سرية» للمبعوثين الأمريكيين للسعودية ولقاء محمد بن سلمان لتسريع العملية السلمية |
إدارة ترامب تبدأ في تنفيذ إجراءات أمنية صارمة في المطارات الأمريكية Posted: 30 Oct 2017 03:26 PM PDT واشنطن ـ «القدس العربي»: يواجه المسافرون إلى الولايات المتحدة موجة جديدة من الإجراءات الأمنية الصارمة الخاصة بالطيران بدءا من استجواب وكلاء التذاكر إلى عمليات تفتيش اشد صرامة. وبدأت شركات الطيران بتطبيق المعايير الجديدة منذ الخميس الماضي كجزء من سياسة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتعزيز أمن الطيران والرد الوقائي على التهديدات الإرهابية، وقد صممت هذه الإجراءات لتحل محل قرار الحظر غير الشعبي على أجهزة الكمبيوتر المحمولة والذى تم اعتماده خصيصا في البداية في مطارات مختارة في الشرق الأوسط وافريقيا في وقت سابق من هذا العام ولكنه يواجه مقاومة شرسة من قطاع السفر، ولن تكون جميع الإجراءات الأمنية مرئية للركاب. ومن بين التغييرات الأمنية الملحوظة التى قد يواجهها الركاب في رحلات الطيرات إلى الولايات المتحدة إمكانية التعرض لاستجواب في بداية الرحلة حيث قالت شركات الطيران ان المسافرين يمكن ان يخضعوا لمقابلات أمنية قصيرة اثناء عملية تسجيل الوصول في عداد التذاكر أو عند البوابة قبل ان يركبوا الطائرة، ويمكن ان يترتب على هذا الاستجواب الشفهي من قبل موظفي شركات الطيران الطلب بكتابة نموذج. وسيواجه الركاب عمليات تفتيش اكثر صرامة للحقائب عند الذهاب عبر نقاط التفتيش الأمنية في المطار مع وضع رقابة اضافية على الالكترونيات كبيرة الحجم كما عززت إدارة النقل من إجراءات الفحص الخاصة لكافة الرحلات الداخلية في الولايات المتحدة إذ اعرب مسؤولون عن قلقهم من ان الإرهابين يبحثون عن طرق جديدة لتهريب القنابل على الطائرات، وقد يطلب من الركاب إزالة بعض الاشياء من حقايبهم ووضعها في صناديق منفصلة للفحص. وتصاعد عدد فرق الكلاب المدربة التى تستشعر القنابل في المنطاق الرئيسية في المطارات اذ تدعو خطة امن الطيران الجديدة إلى زيادة إجراءات الأمن في الأماكن العامة في المطارات وحولها وكذلك في المناطق المحيطة بالطائرات، وتستخدم وحدات الكلاب للكشف عن المتفجرات وإجراء عمليات تفتيش عشوائية وتسريع خطوط الأمن ولكن وجودهم المرئي يشكل، ايضا، رادعا للجهات الفاعلة السيئة مع تعزيز ثقة الجمهورفي آن واحد. ومن المتوقع ان يواجه الركاب فترات طويلة من الانتظار بسبب الإجراءات الأمنية الجديدة، وقد نصحت بعض شركات الطيرات المسافرين على تسجيل الوصول قبل 90 دقيقة على الأقل من رحلتهم، وسيخضع جميع الأفراد الذين يسافرون إلى الولايات المتحدة من مطارات خارجية إلى إجراءات فحص جديدة في نقطة تفتيش سواء كانوا من المواطنيين الأمريكيين أم لا. إدارة ترامب تبدأ في تنفيذ إجراءات أمنية صارمة في المطارات الأمريكية رائد صالحة |
داخلية غزة تنفي تلقي اللواء أبو نعيم تهديدا من «إدلب» السورية قبل محاولة اغتياله Posted: 30 Oct 2017 03:25 PM PDT غزة – «القدس العربي»: نفت وزارة الداخلية في غزة صحة الأنباء التي ترددت حول تلقي مدير قوى الأمن اللواء توفيق أبو نعيم، تهديدا عبر الهاتف مصدره مدينة إدلب السورية، قبل تعرضه لمحاولة الاغتيال الفاشلة. وأكد المتحدث باسم الوزارة إياد البزم في تصريح صحافي، أن «التحقيقات ما زالت جارية في محاولة اغتيال مدير عام قوى الأمن الفلسطيني اللواء توفيق أبو نعيم». وأكد أن هذه التحقيقات التي تجريها وزارته «مفتوحة على كل الاحتمالات دون استثناء». لكن المتحدث باسم الداخلية نفى صحة ما روجه الإعلام الإسرائيلي، من مسؤولية بعض الجهات عن الحادثة، وقال إنها «محاولة يائسة للتأثير على مسار التحقيق». وأكد البزم أن اللواء توفيق أبو نعيم لم يتلق تهديدات من أي جهة كانت قبل محاولة اغتياله. ويستدل من تصريح الناطق باسم الداخلية أن التحقيقات الجارية لم تستثني أيا من الجهات المتهمة بتنفيذ عملية الاغتيال الفاشلة، بتأكيده أن التحقيقات «مفتوحة على كل الاحتمالات». وسبق أن وجهت اتهامات ساقتها تقارير محلية لعناصر من التنظيمات المتشددة بالوقوف وراء العملية، في ظل الحملة التي تنفذها الداخلية في غزة لملاحقتهم، إضافة إلى الاتهامات الموجهة لإسرائيل، بتنفيذ المخطط لخلط الأوراق في الساحة الفلسطينية، مع بداية تطبيق اتفاق المصالحة بين فتح وحماس. وجاء النفي بعد تداول تقرير إسرائيلي، قال إن اللواء أبو نعيم، تلقى قبل محاولة اغتياله بيومين مكالمة هاتفية من مدينة إدلب في سوريا. وحسب التقرير الإسرائيلي الذي ذكرته القناة التلفزيونية الثانية، فإن أبو نعيم تجاهل هذا التهديد وحسب ما ذكر فإن المتصل طالب أبو نعيم بـ «وقف ملاحقة السلفيين في غزة»، والإفراج عن المعتقلين لدى حماس، ومن بينهم نور عيسى الذي اعتقل هذا الشهر. وكان الناطق باسم وزارة الداخلية دعا وسائل الإعلام، ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص لعدم تداول «أية إشاعات» متعلقة بمحاولة اغتيال اللواء توفيق أبو نعيم، وطالب الجميع بالاعتماد فقط على ما تنشره الوزارة. وعقب ذلك أكد اللواء أبو نعيم، في أول تصريحات له بعد نجاته من محاولة الاغتيال، المضي في تنفيذ المصالحة والخروج من «مربع الانقسام لتحقيق وحدة الوطن»، مشددًا على أن الاحتلال هو «المستفيد من خلط الأوراق». وأشار إلى أن الاحتلال «يُقبل على خلط الأوراق في لحظة الصفر، وهو المستفيد الوحيد من مثل هذا العمل». وفي السياق ثمن الدكتور أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، جهد وزارة الداخلية في «حماية الوطن وتأمين الحدود من العابثين». وأكد خلال زيارة اللواء أبو نعيم على رأس وفد برلماني، أن «عقيدة الأجهزة الأمنية لن تتغير في مساندة المقاومة الفلسطينية»، مشددا على «تجريم التنسيق الأمني»، وفق اتفاق القاهرة بين حركتي فتح وحماس. وتعرض اللواء أبو نعيم ظهر يوم الجمعة الماضي، لمحاولة اغتيال فاشلة أثناء خروجه من الصلاة، عبر تفجير عبوة ناشفة في سيارته، وسط قطاع غزة، حيث أدت العملية إلى إصابته بجروح متوسطة، نقل على أثرها لمشفى الشفاء، حيث غادره في اليوم التالي. داخلية غزة تنفي تلقي اللواء أبو نعيم تهديدا من «إدلب» السورية قبل محاولة اغتياله |
انطلاق عملية عسكرية من ريف حلب نحو مطار «أبو الظهور» في إدلب Posted: 30 Oct 2017 03:24 PM PDT دمشق ـ «القدس العربي» : أجرت القيادة العسكرية السورية تبديلات في قادة التشكيلات العسكرية بين كبرى المدن والجبهات في الجغرافية السورية خلال الساعات الماضية، ووفق مصادر «القدس العربي»، جرى تكليف القائد العسكري اللواء محمد خضور الذي يرأس أركان الفيلق الثالث في الجيش السوري، بقيادة العمليات العسكرية التي تستهدف الوصول إلى مطار أبو الظهور العسكري الواقع في ريف إدلب الغربي، وهذه هي المرة الأولى التي ينوي الجيش السوري استعادة هذا المطار منذ سقوطه بيد مقاتلي جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) وفصائل إسلامية أخرى متحالفة معها في أيلول/سبتمبر من العام 2015. وكان اللواء خضور قد قاد عمليات الجيش السوري التي انطلقت من مدينة تدمر الأثرية وسط البلاد نحو مدينة دير الزور عبوراً بمدينة السخنة ثم نحو فك الحصار عن دير الزور في واحدة من أكبر المعارك بين الجيش السوري وتنظيم الدولة الإسلامية. وتقول مصادر «القدس العربي» إن العملية العسكرية الزاحفة نحو مطار أبو الظهور انطلقت من مدينة خناصر في ريف حلب وبهدف السيطرة على واحد من أهم القواعد الجوية العسكرية في الشمال الغربي السوري. وفي سياق التبديلات العسكرية أيضاً كان قرارٌ عسكري صدر من دمشق بتعيين العميد في قوات الحرس الجمهوري «مالك عليا» رئيساً للجنة الأمنية والعسكرية في محافظة حلب، ليخلُف بذلك اللواء زيد صالح في هذا الموقع الذي يعد واحداً من أكثر المواقع أهمية على مستوى الميدان السوري، ليخلُف بذلك اللواء زيد صالح الذي تمت إعادته إلى العاصمة دمشق وتعيينه نائباً لقائد قوات الحرس الجمهوري اللواء طلال مخلوف. وتقول التسريبات أن اللواء الأمني رفيق شحادة الذي سبق له أن شغل منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ثم رئيساً للجنة الأمنية العسكرية في دير الزور، ربما سيكون في موقع أمني كبير بعد النجاح الميداني العسكري الذي حققه في جبهة الشرق السورية حيث تمكن الجيش بإدارته من فك تطويق تنظيم الدولة لدير الزور والذي دام ثلاث سنوات. ويأتي نقل اللواء زيد صالح من محافظة حلب إلى دمشق بعد نجاحه هو الآخر في إدارة العمليات العسكرية الطاحنة التي شهدتها مدينة حلب وغربي حلب وأحياؤها الشرقية، والتي انتهت بسيطرة القوات الحكومية على المدينة الاستراتيجية بدعم روسي – إيراني كبيرين. من جهة أخرى نقلت وكالة الإعلام الروسية عن دبلوماسي روسي رفيع قوله أمس إن روسيا تأمل أن تتمكن تركيا من فرض الاستقرار في محافظة إدلب السورية حيث تعتقد موسكو أن هناك مخاطر شديدة لوقوع هجمات يشنها متشددون. ونقلت الوكالة عن ألكسندر لافرنتييف رئيس الوفد الروسي في محادثات آستانة بشأن الأزمة السورية قوله «هناك مستوى عال للغاية من التوتر هناك ولا يزال هناك خطر شن جماعات أصولية هجمات هناك. لكننا نتمنى أن يؤدي شركاؤنا الأتراك دورهم في الالتزامات الخاصة بمنطقة عدم التصعيد في إدلب ويفرضون الاستقرار هناك». ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن مشرع روسي كبير قوله إن روسيا تتوقع القضاء على جميع «الإرهابيين» في سوريا بحلول نهاية العام كما تخطط للإبقاء على ما يكفي من القوات هناك لمنع وقوع أي صراع جديد. وأضافت الوكالة نقلا عن فيكتور بونداريف رئيس لجنة الدفاع والأمن بمجلس الاتحاد في البرلمان «سنبقي في سوريا على القوات اللازمة لتفادي أي تكرار محتمل لهذا الإرهاب». انطلاق عملية عسكرية من ريف حلب نحو مطار «أبو الظهور» في إدلب روسيا تأمل أن تتمكن تركيا من فرض الاستقرار في المدينة كامل صقر |
«تحالف القوى» يتهم الخارجية العراقية بإقالة 40 موظفاً دبلوماسياً أغلبهم سنة Posted: 30 Oct 2017 03:24 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: كشف «تحالف القوى» العراقية، أمس الاثنين، عن إقدام وزارة الخارجية على نقل خدمات 40 موظفاً في الوزارة ينتمي معظمهم للمكون «السني»، فيما تحدث عن معلومات تفيد باستعباد موظفين آخرين في وزارة المالية من المكون نفسه. وقال عضو مجلس رئاسة تحالف القوى الوطنية النائب أحمد المساري، في بيان، «تابعنا باستغراب وألم شديدين قرار وزارة الخارجية الأخير الذي يقضي بنقل خدمات 40 موظفا بمختلف الدرجات الدبلوماسية والإدارية»، معتبراً أن «النقل جاء لأسباب غير مهنية ومخالفة للقانون والدستور وفيها نسف لجهود المصالحة الوطنية الشاملة التي تسعى إليها جميع الأطراف السياسية من خلال تبنيها مشروع التسوية التاريخية». وأضاف، أن «مثل هذه القرارات المجحفة وبعد مضي أكثر من أربعة عشر عاما على احتلال العراق يجعلنا نشكك في جدوى المصالحة الوطنية ويهز ثقتنا بها ويبعث رسائل سلبية للشعب العراقي بصورة عامة والشركاء السياسيين بصورة خاصة لاسيما وأن النسبة العظمى من الأسماء المبعدة هم من مكون بعينه ومن أصحاب الكفاءة والخبرة». وتابع: «ذلك يتطلب من رئيس الوزراء حيدر العبادي تحمل مسؤولياته القانونية والوطنية والعمل على إيقافها فورا كونها تساهم في تأزم المشهد السياسي وخاصة أن هناك معلومات لدينا باستبعاد موظفين آخرين في وزارة المالية/ الهيئة العامة للجمارك». وأشار إلى أن «تلك القرارات لا تتلاءم مع توجهات مرحلة ما بعد داعش ومشروع المصالحة الوطنية التي نصبو إليها جميعا»، داعيا العبادي إلى «تلافي هذا الأمر وعدم تمرير هذه القرارات التي تسيء إلى المصالحة الوطنية». وأعلن تحالف القوى، الذي يعدّ الممثل السياسي للسنة في العراق، السبت الماضي، عن إصدار وزارة الخارجية قرارا بإبعاد 40 موظفا بمختلف الدرجات الدبلوماسية والإدارية، لافتاً إلى أن الموظفين المبعدين من «مكون واحد»، فيما دعا الوزارة إلى إعادة النظر في هذا القرار الذي وصفه بـ«غير الدستوري». وقد يدفع إجراء وزارة الخارجية العراقية، تحالف القوى إلى استجواب الوزير إبراهيم الجعفري، في مجلس النواب العراقي. وفي هذا الشأن، يقول النائب عن تحالف القوى، سالم العيساوي لـ«القدس العربي»، «للأسف الشديد، أن وزارة الخارجية العراقية سلكت مثل هكذا سلوك الذي يتضمن نفساً طائفياً واضحاً». وأضاف: «بعد مضي نحو 13 عاماً، يأتون على موظف في وزارة الخارجية ويخبرونه أن أحد أقربائه ينتمي للنظام السابق، ويطرد على إثر ذلك»، لافتاً إلى أن «هذه الأسباب غير منطقية وواهية، ولا علاقة لها بالمهنية». وطبقاً للمصدر فإن «وزارة الخارجية؛ وخلال السنوات الثلاث الماضية، عيّنت أشخاص لا علاقة لهم بالسلك الدبلوماسي، ومن دون شهادة علمية، وسُمح لهم بالدخول في هذه الوزارة المهمة»، مبيناً إنه «من غير الممكن إدارة الدبلوماسية العراقية بهذه الطريقة». وتابع حديثه قائلاً: «الدبلوماسية العراقية كانت بعد تأسيس الدولة العراقية الحديثة في عام 1921، مناراً للعالم والشرق الأوسط. وكشف النائب عن تحالف القوى عن «حالات طرد لموظفين بسبب ارتدائهم ملابس بألوان معينة»، مؤكداً أن «التحالف سيجتمع حول هذا الموضوع، ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى استجواب وزير الخارجية إبراهيم الجعفري أو استضافته في مجلس النواب». أما النائب عن ائتلاف دولة القانون، وعضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية فقد نفى أن يكون «الطرد» قد شمل موظفين في وزارة الخارجية من مكون واحد، موضحاً أن هناك لجنة مشتركة تكلفه بمهمة تحديد الأسماء. وقال الأسدي لـ«القدس العربي»، إن «هناك لجنة تم تشكيلها منذ عدّة أشهر، بشأن معلومات تفيد بأن بعض الدبلوماسيين في وزارة الخارجية، لا يؤمنون بالعملية السياسية في العراق». وبين أن «الإجراء لم يشمل مكونا معينا». وأضاف: «من لا يؤمن بالعملية السياسية العراقية، وهو يمثل العراق في المحافل الدولية والسفارات، لا يمكنه أن يطرح العراق الجديد في الخارج. بل إنه يعارض هذا التوجه». وأشار إلى إنه «تم تحديد المجموعة التي تضم سنة وشيعة وأكرادا، وتمت إقالتهم بناءً على توصيات لجنة أمنية ـ دبلوماسية مشتركة»، وأكد الأسدي أن «الإقالة لم تستهدف مكونا بعينة، بل استهدفت من لا يتماشى مع العملية السياسية العراقية وتوجه وزارة الخارجية، بكون أن الوزارة تمثل وجه العراق والعملية السياسية، فكيف يكون سفيرا أو قنصلا أو موظفا دبلوماسيا يمثل العراق وهو غير مؤمن بالعراق الجديد؟». «تحالف القوى» يتهم الخارجية العراقية بإقالة 40 موظفاً دبلوماسياً أغلبهم سنة الجعفري على أبواب الاستجواب… و«دولة القانون»: الاستبعاد شمل من لا يؤمن بالعراق الجديد مشرق ريسان |
رئيس الأركان اليمني يستعرض مع نظرائه في التحالف «حسم المعركة مع جماعة الحوثي» Posted: 30 Oct 2017 03:23 PM PDT صنعاء ـ الأناضول: استعرض رئيس أركان الجيش اليمني، اللواء طاهر العقيلي، أمس الاثنين، مع عدد من نظرائه في قوات التحالف العربي، الوضع العسكري وحسم المعركة مع جماعة الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، غداة اجتماع جمعهم في الرياض. وقالت وكالة «سبأ» اليمنية الرسمية، إن الاجتماع شارك فيه رؤساء الأركان، السعودي الفريق أول عبدالرحمن البنيان، والإماراتي الفريق الركن حمد الرميثي، والأردني الفريق محمود فرحات، والباكستاني الفريق أول ركن بلال أكبر، إلى جانب اللواء العقيلي. وذكرت الوكالة، أن العقيلي «استعرض مع نظرائه القادة مستجدات الوضع العسكري على مسرح العمليات في مختلف المحاور والجبهات والأثر الحاسم للدعم الذي تقدمه دول التحالف العربي في معركة استعادة الدولة اليمنية، وكسر النفوذ الإيراني الذي يهدد الأمن القومي العربي». كما تبادل المسؤول العسكري اليمني مع نظرائه «وجهات النظر بخصوص العمليات العسكرية وحسم المعركة مع قوى التمرد والانقلاب»، في إشارة إلى جماعة الحوثي وقوات صالح. واستعرض معهم كذلك «حاجة الجيش اليمني إلى مزيد من التدريب وتبادل الخبرات مع جيوش الدول المشاركة في التحالف»، وفقًا لذات المصدر. وكان وزراء الخارجية ورؤساء هيئات الأركان في التحالف العربي، قد أكدوا في بيان ختامي صادر عن اجتماعهم الأول من نوعه منذ انطلاق الحرب في 26 مارس/آذار 2015، «إصرارهم التصدي للممارسات العدائية لمليشيا الحوثي وصالح الانقلابية ووقوفهم مع الشرعية اليمنية ومع أمن واستقرار اليمن ووحدته وسلامة أراضيه». وغداة المؤتمر، شهدت عدد من الجبهات تصعيدًا عسكريًا، حيث أعلن الحوثيون إطلاق صاروخ باليستي على معسكر سعودي في «عسير»، جنوبي المملكة، فيما أعلنت وسائل إعلام سعودية، أن الصاورخ فشل في الوصول إلى أراضي المملكة وسقط في محافظة صعدة، شمالي اليمن. كما شنت مقاتلات التحالف، 13 غارة على مديريات « بني مطر»، «الحيمة الخارجية»، و»بلاد الروس»، في محافظة صنعاء (شمال)، وفقًا لوسائل إعلام حوثية، أشارت إلى أن الغارات خلفت أضرارًا مادية فقط، من دون الإشارة إلى المواقع المستهدفة. وفي السياق، قال مصدر عسكري يمني إن القوات الحكومية صدت، أمس الاثنين، هجومًا واسعًا للحوثيين، وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، للسيطرة على طريق رئيسي جنوب غربي مدينة تعز (جنوب غرب). وأوضح النقيب محمد شمسان، الضابط في القوات الحكومي أن معارك عنيفة استمرت حتى ظهر أمس، عقب الهجوم الواسع للحوثيين، على مواقع القوات الحكومية جنوب غربي تعز. ولفت إلى أن الحوثيين هاجموا جبل هان، والمواقع المحيطة به، ومنطقتي حذران والربيعي، وجبل الوعش، والتلال المطلة على شارع الستين، من أجل التقدم إلى طريق الضباب، المنفذ الوحيد لمدينة تعز. وأشار شمسان، إلى مقتل 6 حوثيين، وإصابة العشرات، فضلاً عن مقتل جنديين حكوميين وإصابة أربعة بينهم قائد ميداني يُدعى أحمد الصاحفي، بجروح خفيفة في يده. وفي مديرية مقبنة، غرب مدينة تعز، ذكر مصدر ميداني في قوات اللواء 35 مدرع التابع للقوات الحكومية فضل عدم ذكر اسمه استعادة القوات الحكومية السيطرة على عدد من المواقع في جبل هوب العقاب، بعد معارك عنيفة، دارت في مناطق البركنة والميدان والمضابي. وعلى صعيد قريب قالت الحكومة اليمنية، أمس الاثنين، إن الحوثيين، وحلفاءهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، اقتحموا مقر السفارة السودانية بالعاصمة صنعاء، للمرة الثالثة. وأفاد بيان لوزارة الخارجية اليمنية، إن المسلحين الحوثيين اقتحموا مقر السفارة للمرة الثالثة، الأحد، ونهبوا محتوياتها وسيارة خاصة بالسفارة، وفق وكالة الأنباء الحكومية سبأ. واستنكر البيان، عملية الاقتحام والنهب، وقال الميليشيا دأبت على الإساءة لليمن وشعبها المضياف من خلال الاعتداء على مقرات البعثات الدبلوماسية منذ سيطرتها على صنعاء، في أيلول/ سبتمبر 2014. وأضاف إنما حدث ومازال يحدث، هو استمرار للسقوط الأخلاقي والقيمي لتلك العصابات الاجرامية والتي تتصرف وفق ثقافتها، سواء ميليشيات صالح، والتي كانت في الحكم لـ33 عاماً وسقطت بثورة عارمة في 2011، أو تلك الميليشيات المتخلفة التي تجهل القانون الدولي والعلاقات الدبلوماسية (الحوثيين). وأعرب بيان الخارجية اليمنية عن أسفه لعملية الاقتحام. وحذر من مغبة تكرار مثل هذه الأفعال المشينة والمسيئة بحق الوطن والشعب اليمني، وأن الجناة سينالون جزاءهم العادل والرادع ولن يفلتوا من العقاب. وفي 5 يوليو/تموز الماضي، اقتحم الحوثيون، سفارة الخرطوم بصنعاء، ونهبوا سيارات وأثاثا من المقر الدبلوماسي، ثم اقتحموها للمرة الثانية في 9 أغسطس/آب الماضي. رئيس الأركان اليمني يستعرض مع نظرائه في التحالف «حسم المعركة مع جماعة الحوثي» مسلحو الجماعة يقتحمون مقر السفارة السودانية في صنعاء |
تواصل عملية تسلم الحكومة لمهامها في غزة والبردويل: لن نسمح بفشل المصالحة ولن نعود لمربع الانقسام Posted: 30 Oct 2017 03:22 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: تواصلت عملية «تمكين» حكومة التوافق الوطني من إدارة الوزارات والهيئات الحكومية في قطاع غزة، بوصول وفود جديدة قادمة من الضفة الغربية، ضمن المساعي الرامية للانتهاء تماما من هذا الملف قبل حلول تاريخ الأول من كانون الأول/ ديسمبر المقبل، فيما أكدت حركة حماس مضيها في تطبيق بنود اتفاق المصالحة، وعدم العودة لمربع الانقسام. ووصلت إلى قطاع غزة وفود وزارية جديدة، لتسلم مهامهم في القطاع، تمثلت بمسؤولي وزارات الأوقاف والسياحة والآثار، وديوان الفتوى والتشريع. ومن المقرر أن يحضر وزير الأوقاف يوسف ادعيس، في إطار تسلمه إدارة الوزارة في غزة، فعالية لتكريم حفظة القرآن الكريم، خلال زيارته الحالية للقطاع. ويأتي ذلك في ظل ترقب الجميع الطريقة التي ستبدأ فيها حكومة التوافق إدارتها لمعابر قطاع غزة يوم غد الأربعاء، بناء على الاتفاق الأخير في القاهرة، الذي حدد الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر موعدا لإتمام هذه العملية. وسبق أن شهدت الأيام الماضية توالي وصول عدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين لقطاع غزة من أجل البدء في تسلم مهامهم، والتي جرى خلالها أيضا تجاوز أزمة نشبت بين الطرفين خلال عملية تسلم سلطتي البيئة والأراضي، وتأكيد الطرفين فتح وحماس، على المضي قدما في تطبيق اتفاق المصالحة، استعدادا للوصول إلى الحوار الشامل، الذي يعقد يوم 21 نوفمبر المقبل في العاصمة المصرية القاهرة. إلى ذلك أكد الدكتور صلاح البردويل، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أن المصالحة الفلسطينية ومن ضمنها «المصالحة المجتمعية» تمضي بشكلها العام برعاية مصرية جادة، مضيفا خلال لقاء سياسي نظمته الحركة «لن نسمح لها بالفشل ولن نعود لمربع الانقسام والاقتتال، ونحن ماضون وعازمون على تفكيك كل الجروح». وأكد أن لدى حركة حماس قرارا بالاستمرار في عملية المصالحة الشاملة، والموافقة على كل الشروط وتهيئة كل الظروف الممكنة «في حدود عدم المس بسلاح المقاومة والثوابت الفلسطينية». وقال أيضا إن حماس مستمرة في تهيئة كل الشروط الممكنة من تسليم معابر وسلطات ووزارات. وأوضح أن ملف «المصالحة المجتمعية» هو الأصعب من بين الملفات التي كانت مطروحة على الطاولة، كون هذا الملف يحتوي على مشاكل ودماء معقدة بحاجة للحل. لكن البردويل قال إن «هذا الملف كان سهلاً من حيث التطبيق وتم التجاوب من قبل وكلاء الدم بشكل كبير». وأوضح أنه تم إنجاز 40 حالة من ضحايا الانقسام من جميع أنحاء القطاع، لكنه قال إنه لا يزال هناك «مشوار طويل» حيث يوجد ما يزيد عن 400 حالة. وأوضح البردويل أنه في الوقت القريب سيتم إنجاز عدد كبير من هذه الحالات في المصالحة المجتمعية، وعبر عن أمله في توفر المال اللازم لذلك. وتهتم عملية «المصالحة المجتمعية» في دفع تعويضات لضحايا الانقسام، الذين سقطوا خلال اشتباكات مسلحة اندلعت بين نشطاء من فتح وحماس، قبل سيطرة الأخيرة على غزة صيف عام 2007. تواصل عملية تسلم الحكومة لمهامها في غزة والبردويل: لن نسمح بفشل المصالحة ولن نعود لمربع الانقسام |
وزير الدفاع الجزائري الأسبق يكشف عن «توسّل» القذافي لتدخل بلاده ومساعدته في حرب تشاد Posted: 30 Oct 2017 03:21 PM PDT لندن -« القدس العربي»: قال وزير الدفاع الجزائري الأسبق، اللواء المتقاعد خالد نزار، إنه كان شاهدًا فعَّالًا في مسار العلاقات الجزائرية – الليبية، وهو يروي في الجزء الثاني من مذكراته أسرار «توسّل» معمر القذافي لتدخل بلاده ومساعدته في حرب تشاد. وسرد وزير الدفاع الجزائري الأسبق اللواء المتقاعد خالد نزار في مذكراته، بعنوان «خالد نزار.. المذكرات الكاملة»، حقائق لأول مرة عن طلب معمر القذافي من الجزائر التدخل لمساعدته في حرب تشاد. وجاء في تفاصيل الكتاب الذي نقلت جزءًا من فصوله صحيفة «النهار» الجزائرية، أمس الاثنين، أن اللواء المتقاعد خالد نزار عندما عاد إلى قضية الأزمة الليبية – التشادية، كشف عن أنه في أوائل عام 1987، كلّفني الرئيس الجزائري السابق الشاذلي بن جديد (توفي عام 2012) بمهمة لدى العقيد القذافي، الذي كان خائفًا من زحف التشاديين نحو الشمال، فطلب مساعدة عسكرية عاجلة، من دون أن يحدد في أي شكل يتصورها ويريدها، ورسمنا الملامح التي يمكن أن تتخذها، فعرضنا إرسال وحدات جزائرية لاتخاذ مواقعها في شمال ليبيا. وأكمل نزار قائلا: جهّزتُ ملفًا كاملا يتضمن المعدات التي يمكن نقلها إلى جيراننا، وذهبت إلى طرابلس لإبلاغ العقيد القذافي بمقترحات الرئيس الشاذلي، رافقني العقيد العماري محمد قائد العمليات، استقبلنا العقيد القذافي في خيمته في باب العزيزية، وفي مدخل حديثنا أعلن قبوله مقترحات الرئيس الشاذلي. وزير الدفاع الجزائري الأسبق يكشف عن «توسّل» القذافي لتدخل بلاده ومساعدته في حرب تشاد |
الأمم المتحدة: ثقافة الإفلات من العقاب تولد المزيد من الجرائم ضد الصحافيين Posted: 30 Oct 2017 03:21 PM PDT نيويورك (الأمم المتحدة) ـ «القدس العربي»: قُتل أكثر من 900 صحافي على مدى السنوات العشر الماضية، لا لشيء إلا لقيامهم بواجبهم المهني. وبعض تلك الحالات حظي باهتمام دولي، بينما بعضها الآخر لم ينل نفس الاهتمام. ففي العام الماضي وحده، على سبيل المثال، أُعدم عدد من الصحافيين العراقيين، كما يعاني الكثير من الصحافيين والإعلاميين في جميع أنحاء العالم من التخويف والتهديد بالقتل والعنف، هذا ما جاء في بيان صادر عن الأمم المتحدة بمناسبة «اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين». وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قد إعتمدت في دورتها الثامنة والستين المنعقدة عام 2013، القرار 163/68 الذي أعلن يوم 2 تشرين الثاني/نوفمبر «اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين». وقد حث القرار الدول الأعضاء على تنفيذ تدابير محددة لمكافحة ثقافة الإفلات من العقاب المتفشّية حاليا. وقد جرى اختيار هذا التاريخ إحياء لذكرى اغتيال صحافيين فرنسيَين في مالي في 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2013. ويدين هذا القرار المهم جميع الاعتداءات وأعمال العنف المرتكبة ضد الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام. ويحث الدول الأعضاء على بذل قصارى جهودها لمنع أعمال العنف ضد الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام، وكفالة المساءلة، وتقديم مرتكبي الجرائم ضد الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام إلى العدالة، وضمان وصول الضحايا إلى سبل الانصاف المناسبة. كما يهيب بالدول أن تشجع بيئة آمنة ومؤاتية للصحافيين لكي يقوموا بعملهم باستقلالية ومن دون تدخل لا لزوم له. من جهة أخرى أدانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) ظاهرة الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين، وأشارت المنظمة فى بيان بمناسبة هذا اليوم إلى مقتل 930 صحافيا فى أنحاء العالم، بين عامى 2006 و2016، بمعدل صحافى واحد كل 4 أيام، وقالت إنه قتل 8 صحافيين مصريين وأجانب فى مصر بين عامى 2011 و2014. وأعربت المنظمة عن قلقها من أنه لم يتم حل سوى قضية واحدة من بين كل 10 جرائم ارتكبت ضد الصحافيين على مدى السنوات الـ11 الماضية. ورأت المنظمة أن مدلول تلك الإحصاءات يشجع ثقافة الإفلات من العقاب لمرتكبى هذه الجرائم، مما يؤثر فى الوقت نفسه على المجتمع بما فى ذلك الصحافيون أنفسهم. وأفاد البيان بأن «الإفلات من العقاب يولد مزيدا من ثقافة الإفلات من العقاب، ويغذى حلقة مفرغة». وحسب الإحصاءات، يمثل الصحافيون الذكور 94٪ من الصحافيين القتلى، كما أن 93٪ من الصحافيين الذين قتلوا محليون و7٪ من الضحايا من المراسلين الأجانب. وكان مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة قد إعتمد في شهر آب/أغسطس 2016 الإعلان العالمي لحماية الصحافيين وهو ما اعتبر خطوة إيجابية للغاية لضمان سلامة الإعلاميين. من جانبه كشف الاتحاد الدولي للصحافيين ومقره بروكسل في بيان مماثل أمس الاثنين عن تسجيله 66 حالة قتل للصحافيين منذ بداية العام الحالي. وأشار الاتحاد إلى ان قائمة الدول التي سجلت أكثر حالات قتل للصحافيين خلال العام الحالي تتضمن أفغانستان التي شهدت 11 حالة يليها العراق باجمالي سبع حالات ثم سوريا واليمن وباكستان التي شهدت كل منها خمس حالات. وأضاف ان العنف أودى كذلك بحياة صحافيين كشفوا عن جرائم وحالات لاستغلال السلطة في كل من المكسيك (ثماني حالات) والهند (خمس حالات) وغواتيمالا (خمس حالات) والبرازيل (ثلاث حالات). وقال الاتحاد ان ذكرى اليوم الدولي ستشهد اطلاقه حملة لانهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين مع التركيز بشكل خاص على أربع دول هي الهند والمكسيك وباكستان واليمن. يذكر ان الاتحاد الدولي للصحافيين هو أكبر منظمة عالمية للصحافيين حيث يمثل ما يزيد على 600 ألف صحافي في 120 دولة حول العالم. الأمم المتحدة: ثقافة الإفلات من العقاب تولد المزيد من الجرائم ضد الصحافيين عبد الحميد صيام |
عاصفة ترابية تضرب الموصل وتقلع خيام النازحين وتسبب حالات اختناق Posted: 30 Oct 2017 03:21 PM PDT الموصل ـ «القدس العربي»: ضربت عاصفة ترابية مدينة الموصل، ما تسبب في اقتلاع خيام النازحين وإصابة العشرات منهم بالاختناق، غالبيتهم من الأطفال. شهود عيان ذكروا أن «الغبارغط معظم سماء المدينة في الساعات الأولى من الليل وكان له الأثر الأكبر على مخيمات النازحين في جنوب المدينة». وذكر أبو علي، وهو أحد النازحين في مخيم الجدعة جنوبي المدينة، أن «العاصفة اقتلعت عدد من الخيام، كما اختنق العشرات من كبار السن والأطفال جراء استنشاقهم الأتربة». وبين أن «الإسعافات التي جرت على المصابين لم تكن بالمستوى المطلوب حيث بقي معظمهم ملقين على الأرض ولم يتم إسعافهم ونقلهم إلى المستشفى». ولفت إلى أن «سكان المخيم يمرون بحالة إنسانية مزرية ويفتقدون لأبسط مقومات العيش الكريم». المواطن مصطفى في مخيم حمام العليل، أوضح لـ«القدس العربي»: أن «العديد من سكان المخيم أصيبوا بحالات اختناق لاسيما كبار السن والأطفال منهم وأصحاب الأمراض المزمنة». وأشار إلى أن «الكوادر الطبية المكلفة بالعانية في المخيم باتت شبه عاجزة عن إسعاف المرضى وكان الوضع مأساويا»، موضحاً أن «والده كان من بين الذين أصيبوا بحالة إغماء كادت أن تودي بحياته بسبب استنشاقه كميات كبيرة من الغبار جراء العاصفة التي ضربت المدينة، فيما كان المتضرر الأكبر منها سكان المخيمات حيث لم تحمهم الخيام من العاصفة وقد اقتلعت الكثير منها». وفي السياق ذاته، قال المواطن أبو محمد، لـ«القدس العربي»، «أدعو الحكومة، لإعادتنا إلى منازلنا وإيجاد حلول لمعاناتنا ونحن مقبلون على أيام شتاء بارد». وتابع : «لا يمكننا قضاء شتاء آخر في المخيمات والتي لا تقي من برد أو حر، لافتاً إلى أن حال النازحين خصوصاً بعد العاصفة التي ضربت المخيمات جعلتنا ندرك حجم الخطر الذي سنمر به خلال فترة الشتاء، الذي يطرق الأبواب، إذ لا توجد حلول لمعاناتنا من الحكومة العراقية والجهات المعنية، داعياً إلى تدخل عاجل من المجتمع الدولي وإعادتنا إلى منازلنا». الدكتور سالم أحمد أكد لـ«القدس العربي»: أن «هناك حالات اختناق حصلت لدى الكثيرين بسبب استنشاقهم كميات كبيرة من الأتربة والغبار»، مبيناً أن «العاصفة أتت بشكل مفاجئ ولم نكن متهيئين وتوفير ما يمكن توفيره من أجل تلافي حالات الاختناق». وأشار إلى «وجود حالات خطيرة حدثت وقد تم نقلهم إلى المستشفيات ولم تردنا أنباء عن حالتهم الصحية حتى الآن»، لافتاً إلى أن «الخدمات الطبية المتوفرة للنازحين لا تغطي ولا تسد حاجة المرضى وهناك نقص كبير في الأدوية والمستلزمات الطبية». ودعا إلى «توفير عيادات طبية وأدوية، حيث ستكون الطلبات الأكثر في فصل الشتاء بسبب كثرة الأمراض». إلى ذلك، أعلنت سلطة الطيران المدني في العراق، أمس إيقاف حركة الملاحة الجوية في البلاد نتيجة سوء الأحوال الجوية. وقالت السلطة في بيان: «بالنظر لسوء الأحوال الجوية وانعدام مدى الرؤية بسبب العاصفة الترابية التي تجتاح البلاد، تم إيقاف حركة الملاحة الجوية اليوم ( أمس)». وأضافت أن «مدى الرؤية وصل صباح (امس) إلى 600 متر». مشيرة إلى أنه «سيتم فتح الأجواء حالما يتناسب مدى الرؤية مع ما أقرته المنظمات الدولية (1000 متر)». ودعت السلطة المسافرين، إلى «تفهم الأمر حفاظًا على أرواحهم وممتلكاتهم». وقالت مها كاظم، راصدة جوية في هيئة الأنواء الجوية العراقية لـ«الاناضول»، إن «العراق تأثر بمخنفض جوي آت من البحر الأحمر، تسبب بعاصفة غبار في المنطقتين الشمالية والوسطى». مبينة أن «الغبار سيتجه إلى المنطقة الجنوبية». عاصفة ترابية تضرب الموصل وتقلع خيام النازحين وتسبب حالات اختناق سلطة الطيران المدني في العراق أوقفت حركة الملاحة الجوية عمر الجبوري |
تركيا: حريق أثناء إعداد المتفجرات منع مخطط تفجيرات دموية لتنظيم «الدولة» في اسطنبول Posted: 30 Oct 2017 03:20 PM PDT إسطنبول ـ «القدس العربي»: كشفت مصادر تركية تفاصيل جديدة عن افشال محاولة تنظيم الدولة تنفيذ هجمات إرهابية دموية في تركيا بالتزامن مع احتفالات عيد الجمهورية الرابع والتسعين التي جرت، الأحد، في حين تتواصل حملات اعتقال واسعة طالت قرابة 200 من عناصر التنظيم الذين دفعتهم الهزائم المتلاحقة في سوريا والعراق إلى محاولة اللجوء إلى تركيا. ومساء السبت، اعتقلت قوات الأمن التركية 4 أشخاص قالت إنهم من تنظيم الدولة وكانوا يخططون لتنفيذ هجوم إرهابي كبير في المركز التجاري المعروف «إسطنبول فورم» وسط المدينة، وقامت بإبطال مفعول عبوات ومتفجرات كانت في سيارتهم. وحسب التفاصيل التي نشرتها وسائل الإعلام التركية، أمس الاثنين، فإن المتهمين الأربعة هم رجلان وسيدتان من أصول تركية ويحملون الجنسية الاسترالية، وجرى التأكد من انهم كانوا ينوون تنفيذ عدة تفجيرات وهجمات دموية بالتزامن مع احتفالات عيد الجمهورية من أجل إثارة الخوف والفوضى بالبلاد. وأوضحت المصادر أن افشال المخطط بدأ عندما اندلع حريق كبير قبل ثلاثة أيام في شقتين متجاورتين في منطقة «إسينيورت» في إسطنبول، وتبين لاحقاً أنه ناجم عن محاولة المتهمين الذين فروا من المكان التخلص من بقايا المواد التي استخدموها في صناعة القنابل التي اتموا إعدادها وباتت جاهزة للاستخدام. وعقب تعرف قوات الأمن على 4 متهمين مرتبطين بالشقق التي اندلع بها الحريق بدأت عمليات واسعة من أجل تتبعهم والقبض عليهم قبيل تثبيت تواجدهم في المركز التجاري بإسطنبول حيث جرى اعتقالهم بعد إطلاق النار على أحدهم وإبطال مفعول القنابل والأحزمة الناسفة التي كانت في سيارتهم. وحسب صحيفة «صباح» عثرت قوات الأمن التركية على ما مجمله 66 قطعة عسكرية منها قطعتا سلاح وحزامان ناسفان وشنطة مليئة بالمتفجرات معدة للتفجير في عمليات البحث الواسعة التي جرت في سيارة المتهمين ومنزلين كانوا يستخدمونهما في المدينة. وجاء إحباط هذه العملية في إطارحملة اعتقالات واسعة طالت قرابة 200 شخص من المتهمين بالانتماء إلى تنظيم الدولة في العديد من المحافظات التركية تركزت في إسطنبول والعاصمة انقرة. وأمس الاثنين، قالت قوات الأمن التركية إنها أوقفت ثلاثة أشخاص يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم الدولة في ولاية «أدي يامان «جنوبي تركيا، ولفتت إلى أنهم كانوا يخططون لتنفيذ هجوم إرهابي في الولاية، كما جرى توقيف 18 في محافظة أضنة، وخلال يومي السبت والأحد أعلن عن توقيف 143 آخرين قيل إن بينهم قياديين في التنظيم، وآخرين عثر بحوزتهم على أسلحة ومتفجرات ووثائق. وحسب بيانات الأمن التركي فإن أغلب المعتقلين إما من المواطنين الأتراك أو اللاجئين السوريين والعراقين، وجزء منهم دخل البلاد بشكل غير قانوني. وتظهر التطورات الأخيرة والتوقعات الأمنية أن الهزائم المتلاحقة التي تكبدها التنظيم في سوريا والعراق لا سيما عقب انتهاء عمليتي الموصل والرقة دفعت الكثير من قادة وعناصر التنظيم إلى اللجوء لتركيا ومحاولة الاندساس بين اللاجئين أو الإقامة بشكل غير قانوني في البلاد. ومنذ بداية العام الحالي، نجحت تركيا في إحباط سلسلة كبيرة من محاولات الهجوم التي قام بها التنظيم على عكس العام الماضي الذي شهد عدداً كبيراً من الهجمات كان آخرها هجوم ملهى رينا الذي أودى بحياة 39 شخصاً، وسط إشادات بتحسن أداء الامن والاستخبارات التركية في الحرب على التنظيم وإحباط مخططاته. الداخلية التركية من جهتها، وفي بيان لها، الاثنين، أعلنت «تحييد 44 إرهابيا» في عمليات للجيش والأجهزة الأمنية المختلفة، خلال الأسبوع الأخير، لافتاً إلى أنه جرى قتل 19 إرهابيا، والقاء القبض على 12 واستسلام 13 آخرين. تركيا: حريق أثناء إعداد المتفجرات منع مخطط تفجيرات دموية لتنظيم «الدولة» في اسطنبول إسماعيل جمال |
منظمات حقوقية تونسية تدين الترحيل القسري من إيطاليا لمهاجرين غير شرعيين Posted: 30 Oct 2017 03:19 PM PDT تونس – «القدس العربي»: أدانت منظمات حقوقية تونسية عمليات الترحيل القسري التي تقوم بها إيطاليا وعدد من بلدان الاتحاد الأوروبي تجاه المهاجرين غير الشرعيين، ملمحة إلى احتمال وجود اتفاق «غير معلن» بين المسؤولين التونسيين ونظرائهم الإيطاليين في هذا المجال. وأصدرت أربع منظمات، من بينها منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية ورابطة الدفاع عن حقوق الإنسان، بيانا أكدت فيه أنها تلقت شكاوى من مهاجرين تونسيين غير شرعيين في جزيرة «لامبيدوزا» ومدن «باليرمو» و»كاتانيا» الإيطالية، دخلوا إضرابا عن الطعام احتجاجا على سوء الظروف التي يعيشونها وعلى الترحيل القسري الذي يواجههم. وأشارت إلى أن المهاجرين الذين تم ترحيلهم قسرا من إيطاليا تعرضوا لمعاملة سيئة في المطار في تونس، متهمة السلطات الإيطالية بـ «مخالفة المواثيق الدولية الكافلة لحق التنقل للجميع وانتهاج سياسة التهجير القسري في مخالفة صريحة لاتفاقية الأمم المتحدة عام 1951 وبروتوكولها المعدل عام 1967 خاصة مادتها 33 التي تنص على ضرورة احترام جملة من الشروط لإتمام عملية الترحيل». وطالبت المنظمات الأربع بالكشف عن حقيقة المحادثات الأخيرة بين المسؤولين التونسيين مع نظرائهم الإيطاليين و»ما إذا كانت موجة الترحيل القسري الأخيرة تستند إلى اتفاق غير معلن بين الطرفين (فضلا عن) إعادة النظر في الاتفاقيات الثنائية الخاصة بالهجرة غير النظامية مع الحكومة الإيطالية التي تخالف المعاهدات الدولية وتستعمل ذريعة للسلطات الإيطالية لإتمام عمليات الترحيل». كما دعت الاتحاد الأوروبي إلى «التفاعل إنسانيا مع تدفق المهاجرين عبر إنقاذ الأنفس البشرية وتوفير الحماية لهم، عوضا عن سياسة غلق الحدود وترحيلهم وإرغامهم على العودة». وكان مهاجرون تونسيون غير شرعيين أعلنوا السبت الدخول في إضراب عن الطعام في أحد مراكز الإيواء في جزيرة «لامبيدوزا» الإيطالية بهدف لفت الأنظار لمعاناتهم والمطالبة بحرية التنقل ومنع الترحيل القسري لهم إلى تونس. وكتب رئيس حزب «تيار المحبة» الهاشمي الحامدي معلّقا على هذا الأمر «أبناء تونس الآن في إضراب جوع في إيطاليا يفضلون السجن او الموت هناك على العودة إلى تونس السبسي وابنه حافظ والغنوشي ويوسف الشاهد وبوشماوي والطبوبي (…) أخبروني يا حكام تونس ومن يناصركم: كيف نجحتم في أن تجعلوا من الموت في البحر أو السجن في أوروبا أهون من العيش في تونس؟». وأضاف «لا يكفي أن نحزن لهذه الأحوال والأوضاع. لكن يجب علينا أن نسعى للتغيير والإصلاح. ولا صلاح لأوضاع بلادنا إلا بالعدل الجبائي والاجتماعي وتساوي الناس أمام القانون من دون تمييز وأكتاف ومحسوبية. هذا ما يأمر به الدين وهذا ما تقدمت به النرويج وفنلندا والسويد». وتبذل السلطات التونسية جهودا كبيرة لمكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية (الحرقة كما يسميها التونسيون)، حيث تقوم يوميا بإحباط عدد من الرحلات عبر «قوارب الموت»، فيما تطالب الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني الحكومة بمحاربة الفقر وتنمية المناطق المحرومة للقضاء على هذه الظاهرة بشكل جذري. منظمات حقوقية تونسية تدين الترحيل القسري من إيطاليا لمهاجرين غير شرعيين |
شكري: تجاوز الإطار الزمني لاتفاق سد النهضة «أمر مقلق» Posted: 30 Oct 2017 03:19 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي» ـ وكالات: قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن بلاده تتعامل مع ملف سد النهضة بكل انفتاح وشفافية مع الجانب الإثيوبي، لكن تجاوز الإطار الزمني للاتفاق الإطاري «أمر مقلق». جاء ذلك في مقابلة مع صحيفة «الوطن» المصرية الخاصة، في عددها الصادر أمس الإثنين، ردًا على سؤال «هل حصلت انفراجة في أزمة سد النهضة؟». وأضاف: «للأسف الاجتماع الوزاري الأخير (منتصف الشهر الجاري) كنا نأمل أن يأتي لدفع إجراء الدراسات، ولم يصل الاجتماع إلى النتيجة التي كنا نأمل الوصول لها، وتجاوز الإطار الزمني الخاص بالاتفاق الإطارى هو أمر مقلق». وتنتظر مصر والسودان وإثيوبيا وفق اتفاق تم في سبتمبر/أيلول 2016 (تمخض عن الاتفاق الثلاثي الموقع في مارس/آذار 2015، بين مصر والسودان وإثيوبيا)، نتائج مكتبين استشاريين فرنسيين متخصصين يقومان بإعداد ملف فني عن السد وأضراره في مدة لا تزيد عن 11 شهرًا انتهت الشهر الماضي. وتابع شكري: «على مدى العامين الماضيين، بذلنا جهداً كبيراً في بناء الثقة والتأكيد على أننا نعمل في ملف السد بكل انفتاح وشفافية ومستعدون لأن نقبل بأي نتيجة من قبَل المكاتب الاستشارية لثقتنا في أن هذه النتيجة مبنية على علم وغير خاضعة لأي نوع من المؤثرات أو المواءمات السياسية، لكن أن يظل الأمر فيه تعثر فهو أمر غير مريح». وأكد أن بلاده «تأمل أن تسير الدراسات بوتيرة مناسبة لمراحل بناء السد، لكن إذا فرغت الدراسة من أي مضمون لها ولم تراع أن هناك عملاً يسير في الوقت نفسه فهذا أمر صعب، ولا بد أن تسرع وتيرة الدراسات في الوقت الذي تقوم فيه إثيوبيا ببناء السد ( بدأت بناءه في أبريل/نيسان 2011)». وأشار إلى أن «هناك دعوة لعقد اجتماع وزاري على مستوى وزراء الري مرة أخرى للتوافق، وهناك دعوة لرئيس الوزراء الإثيوبي (هيلي ماريام ديسالين) لزيارة مصر (لم يحدد موعدها) لإزالة أي شوائب في العلاقات ولكي يتم إعطاء التوجيهات المناسبة فيما يتعلق بقضية سد النهضة». ومنتصف الشهر الجاري زار وزراء المياه من مصر والسودان وإثيوبيا موقع سد النهضة في مدينة بني شنجول، التي تبعد 20 كم عن الحدود السودانية، أعقبها اجتماع للتباحث حول الدراسات الفنية للسد. وتتخوف القاهرة من تأثيرات سلبية محتملة للسد الإثيوبي على حصتها المائية (55 مليار متر مكعب)، بينما تقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصر. كذلك، بحث شكري في القاهرة مع مفوض الاتحاد الأوروبي لسياسة الجوار وشؤون التوسعة يوهانس هان، عددا من القضايا على رأسها الإرهاب وظاهرة الهجرة غير الشرعية. وحسب بيان المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أكد الوزير اهتمام بلاده الخاص بعلاقاتها بالاتحاد الأوروبي، وبضرورة تعزيز التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي بما يمكن الجانبين من مواجهة التحديات المشتركة الناتجة عن الأزمات القائمة في المنطقة، وفي مقدمتها التطرف والإرهاب، فضلاً عن تزايد ظاهرة الهجرة غير الشرعية ، وتدفق اللاجئين وتداعيات ذلك على أمن منطقتي الشرق الأوسط وأوروبا. واستعرض وزير الخارجية في هذا الخصوص الجهود المصرية لضبط الحدود والأعباء المترتبة على استقبال واستيعاب اللاجئين في مصر، وجهود النهوض بالاقتصاد وتوفير مناخ جاذب للاستثمار، فضلاً عن الأهمية التي توليها للسوق الأوروبية، كون الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأول لمصر، وأحد الشركاء الأساسيين في عملية التنمية. وكشف أبو زيد عن أن اللقاء تطرق أيضاً لملف مياه النيل. أما المسؤول الأوروبي فشدد على استراتيجية العلاقات التي تربط الاتحاد الأوروبي بمصر، مشيداً بدور مصر المحوري في المنطقة والأهمية التي يمثلها استقرار دول الجوار بالنسبة للاتحاد الأوروبي. وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يقدر التحديات والظروف الداخلية والإقليمية التي تواجه الدولة المصرية. وأشار إلى حرص الاتحاد على التعاون مع مصر في مجالي مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى دعم الاتحاد الأوروبي لمساعي الحكومة المصرية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتوفير فرص العمل. وأشاد المفوض الأوروبي بالنجاح الذي أنجزته مصر على مسار تحقيق المصالحة الفلسطينية، وما تبذله من جهود دؤوبة لحل الأزمة الليبية، ودعم جهود الحل السلمي للأزمة السورية. شكري: تجاوز الإطار الزمني لاتفاق سد النهضة «أمر مقلق» بحث مع مسؤول أوروبي الإرهاب وظاهرة الهجرة غير الشرعية |
الداخلية المصرية تعلن اعتقال قيادي في الجماعة الإسلامية Posted: 30 Oct 2017 03:19 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: أعلنت وزارة الداخلية المصرية، أمس الإثنين، القبض على قيادي في الجماعة الإسلامية، هارب من تنفيذ أحكام قضائية تتعلق بالتطرف. وقالت الوزارة، في بيان أمس الإثنين، «في إطار الخطة الموضوعة لتتبع وملاحقة العناصر المحكوم عليها الهاربة على ذمة قضايا التطرف، فقد تم ضبط عضو الجماعة الإسلامية المحكوم عليه الهارب عبد القادر عبد الوهاب عبد الغني من مواليد 1967 في محافظة بنى سويف ويقيم في مركز ببا التابع لها، وحاصل على بكالوريوس هندسة». وأوضح البيان أن «القبض على القيادي السابق ذكره يأتي لكونه محكوما عليه غيابياً بالسجن المؤبد في القضية رقم «1169/2014 جنايات مركز ببا المتهم فيها باقتحام وتخريب مركز شرطة ببا عقب فض اعتصام رابعة العدوية». وأشارت الوزارة إلى أن «المذكور سبق ضبطه خلال الفترة من عام 1994 حتى عام 2006 لانخراطه تنظيمياً في صفوف كوادر الجماعة الإسلامية المصرية، ومرصود معاودته نشاطه لصالحها عقب ثورة 25 يناير 2011». وحسب المصدر «سبق صدور قرار من الرئيس الأسبق المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي بتعيينه عضوا في مجلس الشورى خلال عام 2012، قبل حله». وبينت الوزارة أن «عبد القادر عضو حالي في الهيئة العليا لحزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية وأمين الحزب في محافظة بنى سويف»، مؤكدة أنها «تجري فحص موقفه لاتخاذ الإجراءات القانونية حياله». ووقعت أحداث عنف عقب فض اعتصامي جماعة الإخوان المسلمين وأنصار الرئيس المصري الأسبق المنتمي لها محمد مرسي، في ميداني رابعة العدوية والنهضة في العاصمة المصرية القاهرة، في منتصف أغسطس/ آب 2013، سقط خلالها مئات القتلى وآلاف الجرحى. وشهدت المحافظات المصرية المختلفة أعمال شغب وتظاهرات احتجاجية على الإطاحة بحكم مرسي، ألقي على إثرها القبض على آلاف المؤيدين للجماعة، وأحيل عدد كبير لمحاكمات بتهم «العنف والانضمام لجماعة أُسست على خلاف القانون». الداخلية المصرية تعلن اعتقال قيادي في الجماعة الإسلامية مؤمن الكامل |
السلطات المصرية تواصل هدم المنازل وإخلاء رفح Posted: 30 Oct 2017 03:18 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: تقدم عدد من أهالي مدينة رفح من سكان المرحلة الثالثة من المنطقة العازلة، التي تقررت إزالتها في إطار مشروع الحدود الشرقية، وترسيمها الجديد مع قطاع غزة، بشكوى للسلطات المصرية بسبب التعويضات التي يحصلون عليها بعد هدم منازلهم، التي اعتبروها «لا تثمن ولا تغني»، مؤكدين أن «بعض الأسر التي هاجرت إلى مدن أخرى افترشوا الأرض متحيرين ماذا تصنع هذه المبالغ الزهيدة في أرض جديدة بعدما رحلوا عن أرضهم التي سكنوها عقودا». وقال الأهالي في شكواهم: «كنا جنودا لتلك الأرض في عهد منع جنود مصر البسلاء أن يكونوا هناك حراسا لتلك الأرض إلا قليلا، كنا هناك درعا وحراسا للأرض واليوم نضحي من أجل هذا البلد العزيز مصر بالبيت والأهل والذكريات ولم نرجع من ذلك بشيء، حبا في هذا الوطن و إدراكا لما تستوجبه الظروف لحماية الحدود الشرقية». وأضافوا «شرف لكل واحد من هذه المدينة سكنها أو حتى مر من هناك مدركا كونها جنة شمال سيناء التي يجب أن تضحي للأبد وكأن القدر أبى إلا أن تضحي للأبد. سكنا تلك الأرض منذ التحرير وخشي الكثير من أهل مصر التواجد على تلك الأرض، جمعنا من أنحاء الجمهورية من كل المحافظات لنعمر تلك الأرض، وهناك نشأ أبناؤنا وعمرنا الأرض أكثر من ثلاثين عاما ونحفظ فضلها ويعلم العليم لأي درجة نبت حب تلك الصحراء فى نفوسنا كابن رأينا بره سنوات طوال». وتابعوا « اليوم نطالب رافعين الرأس لسنا أقل شأنا من جنود جيشنا العظيم ليحفظ لنا الوطن ما بذلناه من دم وعرق على هذه الأرض ولا نطالب بغير الكرامة». وبين مقدمو الشكاوى أن «المبلغ المخصص للتعويض عن المتر الواحد للوحدات السكنية بأنواعها الذي يتمثل في 800 جنيه مصري للمتر الواحد، و للأبنية الخرصانية بمبلغ 1200 جنيه مصري فقط لا غير، وهو المبلغ نفسه الذي تقرر للمرحلتين الأولى والثانية التي كانت منذ عام 2014 حيث قدر ذلك المبلغ على أساس أن طن الحديد المسلح في ذلك الحين يصل سعره إلى 4000 جنيه كحد أقصى للطن الواحد ولا يخفى على أحد ما حدث من تضخم خلال الفترة السابقة ما أوصل سعر الطن الواحد إلى 14000 جنيه مصري كحد أقصى ويصل إلى 12000 جنيه كحد أدنى لذا نطالب بإعادة تقييم القيمة لإقامة العدل والتساوي بين أهل المرحلة الأولى و الثانية و المرحلة الثالثة والرابعة والخامسة». وزادوا: «بالنسبة للوحدات السكنية المستقلة والمعروفة باسم البيوت البدوية التي تقرر حساب المباني المستلمة والمنصوصة في محاضر استلام مجلس مدينة رفح التي تتراوح بين 58 مترا مربعا وحتى 72 مترا مربعا حيث لا يشمل التعويض المباني المضافة في الحوش الأمامي أو الخلفي والمعتبر من ضمن مساحة البيت المنصوص عليها في محضر الاستلام الصادر من مجلس المدينة المختص». وأشار الأهالي إلى «ضرورة توضيح أن تلك الأبنية التي ألحقت فيما بعد من قبل السكان حصلت على تراخيص من مجلس المدينة ومن الهيئة الهندسية المختصة بالمجلس ومن ثم يحق بذلك أن تعتبر من ضمن المساحة المعوض عنها خاصة وأنه تم تحصيل ضرائب على تلك الأبنية باعتبارها جزءا من العقار، وأنه لم يتم إخطار أحد من السكان بقرار إزالة أي مخالفة على تلك الأبنية». واختتم الأهالي شكواهم بأنهم «بذلوا في سبيل مشروع المنطقة العازلة على الحدود الشرقية لمصر بيتا سكنوه وأرضا يشهد على خيرها القاصي والداني وذكريات وسنوات من العمر ذهبت بلا رجعة وربما فقدوا وظائفهم ومصدر دخل للأسرة ربما من خلال أرض أو مشروع تجاري أقيم في هذه المدينة التىي صارت رمادا، لذا هؤلاء أولى بالتعويض بوظيفة أو تسهيلات لمشروع ليبدأ به حياة جديدة ولا يخفى عليكم أن فب كل مكان أهل للخير و أهل شر يستحقون العقوبة فلا يأخذ هؤلاء بذنب هؤلاء». وتعمل القاهرة منذ أكتوبر/ تشرين الأول عام 2014 على إنشاء منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة، في إطار سعيها للقضاء على المسلحين في هذه المنطقة ومنع التهريب فيها. وتم تنفيذ الإزالة في المرحلتين الأولى والثانية لمسافة 500 متر لكل مرحلة منهما مع تعويض بعض سكان المنطقة الذين هُدمت منازلهم، ففي أكتوبر/ تشرين الأول عام 2014 نفذت مصر المرحلة الأولى، وفي يناير/ كانون الثاني عام 2015 نفذت المرحلة الثانية. كما بدأ الجيش المصري منتصف سبتمبر/ أيلول 2015، ضخ كميات كبيرة من مياه البحر على طول الشريط الحدودي مع غزة (يبلغ طوله إجمالا نحو 14 كلم)، بهدف تدمير الأنفاق الممتدة أسفله. وكانت اللجنة الشعبية للعريش أصدرت بيانا أكدت فيه رفضها لدعوات التهجير من سيناء. السلطات المصرية تواصل هدم المنازل وإخلاء رفح سكان المرحلة الثالثة في المنطقة العازلة يطالبون بزيادة التعويضات تامر هنداوي |
المتحف الفلسطيني يصل لأطفال وعائلات القدس وغزة Posted: 30 Oct 2017 03:18 PM PDT رام الله ـ «القدس العربي»:نظم المتحف الفلسطيني خلال اليومين الماضيين مجموعة من الفعاليات المرتبطة بمعرضه «تحيا القدس» في مقره في بيرزيت وصولًا إلى القدس وغزة، بمشاركة جماهرية مميزة من مختلف الفئات العمرية. وتضمنت الفعاليات ورشتين فنيتين هما «إعادة تدوير الخشب لبناء بيت لعب للأطفال» و»مختبر الكولاج: تصميم خارطة للقدس من لا شيء» إضافة إلى محاضرة وغداء شعبي بعنوان «الطعام والأفران في البلدة القديمة في القدس». وعبّرت مديرة البرامج العامة والإنتاج عبور حشاش عن فخرها بنجاح المتحف الفلسطيني في تنظيم فعالياته في القدس وغزة، مؤكدة أن هذا يصب في رؤية المتحف الفلسطيني والذي يرى نفسه مؤسسة عابرة للحدود، ويسعى لتجاوز عقبات التنقل والحركة. ففي جمعية البستان في سلوان نُظم الجزء الأول من ورشة العمل الفنية «إعادة تدوير الخشب لبناء بيت لعب للأطفال»، بحضور 25 طفًلا من حي سلوان والأحياء المجاورة، حيث قاموا بتجهيز المرحلة الأولى من بيت الخشب المعاد تدويره والمستوحى من التصميمين التقليديين لبيوت اللعب، والعريشة الفلسطينية، ليشكل هذا البيت مكاناً لتجمع الأطفال وأهاليهم في المستقبل لتنفيذ أنشطة متنوعة. وتأتي هذه الورشة كجزء من برنامج معرض»تحيا القدس» العام والذي يسعى إلى إثارة حالة دائمة من التعاون مع مجموعة من المؤسسات المقدسية المدنية. كما استهدفت أنشطة المتحف غزة هذه المرة، حيث نفذ وبالشراكة مع مركز الطفل – غزة/ مؤسسة عبد المحسن القطان الورشة الفنية «مختبر الكولاج: تصميم خارطة للقدس من لا شيء» بمشاركة 89 طفًلا مع أهاليهم، فصمم الأطفال والذين لم يزر معظمهم مدينة القدس خارطة للمدينة بناء على تصوراتهم عنها بعد 10 سنوات، ونُفذت الورشة عبر «الفيديو كونفرنس» بإشراف الفنانة لبنى طه والتي تواجدت في المتحف الفلسطيني في بيرزيت. وقالت منسقة البرنامج التعليمي هنا ارشيد: «تجاوز إبداع الأطفال عقبات التواصل، إلى درجة نسينا فيها بُعد المسافة، حيث تفاعلوا معنا بشكل كبير، فكانوا يشاركوننا ما يرسمون ويخبروننا ماذا سيفعلون في غزة والقدس بعد 10 سنوات» وستُنشر مخرجات هذه الورشة عبر الموقع الإلكتروني للمتحف كمعرض افتراضي للأطفال المشاركين. استُوحي موضوع الورشة من عمل مؤسسة الجذور الشعبية المقدسية، إحدى المؤسسات الشريكة في معرض «تحيا القدس». وفي نشاط تفاعلي سلّط المتحف الضوء على مورث ثقافي هام في الحياة المقدسية وهو الطعام والأفران في البلدة القديمة في القدس، ونظم خلاله غداءً شعبيًا مقدسيًا قدمت فيه سيدات القدس 10 أطباق من أشهر الأطباق التقليدية التي تميزت بإضافات من البيئة المقدسية. وحول هذا الموضوع نظمت جلسة حوار غنية تحدثت فيها أمل النشاشيبي، رئيسة الهيئة الإدارية لمؤسسة المرساة المقدسية عن العمق التاريخي والثقافي للطعام وتأثره بالبيئة المحيطة وخصوصًا في القدس. كما تحدثت الباحثة في علم الإنسان والزراعة فيفيان صنصور عن العلاقة بين الممارسات الغذائية وما يتعلق بها من ممارسات زراعية – ثقافية، وتاريخ الزراعة وأهمية المحافظة على تراثنا حيًا من خلال البذور التي تعدّ انعكاسًا لتنوعنا الحيوي والثقافي. ويوفر المتحف المحاضرة كاملة عبر قناته على اليوتيوب. ويتابع المتحف خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر سلسلة فعالياته وأنشطته المختلفة المرتبطة بمعرض «تحيا القدس»، حيث سينظم محاضرة عن السياحة الدينية في القدس، وجولة تفاعلية للتركيز على الأعمال الفنية مع مركز خليل السكاكيني الثقافي، وورشة عمل فنية بالتعاون مع مؤسسة عبد المحسن القطان تقدّمها مجموعة TAPE THAT، ومحاضرة عن وعد بلفور، وورشة فنية بعنوان «لعبة فرسان وفارسات القدس في المتحف الفلسطيني»، والجزء الثاني من ورشة «إعادة تدوير الخشب لبناء بيت لعب للأطفال 2» في جمعية البستان في سلوان، إضافة إلى جولات لطلبة المدارس والجامعات. المتحف الفلسطيني يصل لأطفال وعائلات القدس وغزة |
تدجين اللباس Posted: 30 Oct 2017 03:17 PM PDT اللباس لغةٌ من اللغات، وهذا ما تقرر من خمسينيات القرن الماضي علميا على يد السيميولوجي الفرنسي رولان بارت. كونُ اللغة لباسا لا تحتاج إذنا من عالم في العلامات، فهي شيء يَحدس به الإنسان البسيط لحظة يلبس، وفي نيته أنْ يقول للناس شيئا ما بلباسه. لكن أن يقول السيميائيون إن اللباس لغة، فذلك يعني أنهم سيوفرون له الأدوات النظرية والمبادئ العلمية التي تجعله موضوعا للدرس. وفرت اللسانيات لهذه اللغة رصيدا مفاهيميا ووسائل منهجية بها تصدت لدراسة اللباس، من تلكم المفاهيم الدال والمدلول والقيمة والنظام؛ وهي مفاهيم لسانية سوسيرية معروفة. وصار اللباس بهذا الاقتضاء دالا من النسيج له تصميم مُعين ولونٌ وشكلٌ لا يتم إلا وهو ملبوس؛ وصار لهذا الدال مدلولٌ، إذ قد يدل على أصل اللابس وعلى أيديولوجيته وعلى عمله وعلى حزنه وفرحه، وغيرها من المدلولات المتواضع عليها في ثقافة وفي وضعية معينتين. غير أن الإشكال هو أن المدلولات تظل خفية لأن المواضعة عليها، إما أن تكون مبهمة أو مشكلة أو غير معلومة؛ لذلك يكون سوء التفاهم باللباس أكثر من التفاهم، ويظهر ذلك في الخلافات على اللباس، سواء أكانت بين الأجيال أم بين الأيديولوجيات. ومن المفاهيم اللسانية المستخدمة في دراسة لغة اللباس، مفهوم النظام الذي يرتكز على متصور القيمة؛ فأي صوت أو أي علامة لغوية ليس لها وجود خارج تقابلها مع بقية الأصوات والعلامات، وهذا يعني إن نقلناه إلى اللباس أن أي قطعة مما نلبس لا قيمة لها إلا في تقابلها مع غيرها من القطع. يظهر ذلك في القطع المزدوجة من اللباس أو الثلاثية أو الرباعية، وفي أكثر الأفكار تداولا في الأناقة: وهي التناسق بين أجزاء ما يلبس في ذاتها، وفي تناسبها مع معطيات الجسد. وأن يكون اللباس نظاما علاميا، وبالتالي لغة يعني أن نعترف به مثلما نعترف بنظام إشارات المرور، وأن تضبطنا قواعده كما تضبطنا قواعد المرور. إلا أن لغة اللباس تشكو من المواضعة الكافية التي تتمتع بها اللغات الطبيعية، فلأمر ما اكتفى البشر بالمواضعات الأساسية حول اللباس، وتنازلوا أو تغافلوا عن أن يتواضعوا على ما يكفي منها ؛ فكثير من سوء التفاهم بيننا حادثٌ لأننا نرسل إلى من نلبس لهم ما نلبس رسائل بلباسنا ذاك فلا يفهموننا. نحن نتواضع باللباس على تحديد الهويات الجغرافية والدينية والمهنية. فيمكن داخل رقعة جغرافية صغرى أو كبرى أن يتميز الناس بألبستهم. وما تزال الهويات الدينية أو ما شابهها تستخدم اللباس للغرض نفسه، حتى إن هناك من اللباس ما سمي بالطائفي، تسمية قد تنقلب إلى اتهام بالانغلاق والخروج عن طراز في اللباس جماعي. وما يزال اللباس دالا على الأحوال الشعورية فللأعراس لباسها وللمآتم أخرى غير أن اللباس هو في هاتين المناسبتين – وكأي لغة رسمية – قد لا يقول ما ننفعل به، بل ما علينا أن نظهره للآخرين على أنه انفعال. وللباس هوية طبقية: فللأشراف والنبلاء لباس وللفقراء آخر، لباس أولئك مُنَقى مُصَفى مُطرز؛ ولباس هؤلاء مُهمَل مخلوط ومُهَلْهَل؛ لباس هؤلاء ميت على أجساد حية، ولباس أولئك قابل بعد تركه لأن يباع من جديد ويلبس. وتزدهر اليوم تجارة كاملة لبيع لباس «اليد الثانية»، فتقبل عليه في البلدان الفقيرة الطبقة الوسطى والفقيرة سواء بسواء. ولقد خلقت صناعة اللباس للطبقة العامة والعاملة (وبينهما تجاور وجناس حتى خارج اللفظ) لباسها الأشهر الذي لم يخلق نظير له في طبقة اجتماعية أخرى: إنه «الجينز» وسوف يصول هذا اللباس ويجول ويغزو كل الطبقات وسيُميل إليه كل الأعناق. إن أكبر ما يكدر صفو المواضعة الواضحة في اللباس هو تدجينه. نعني بتدجين اللباس أن يخرج لباس ما من دائرة جماعة أو طبقة تختص به ليرتديه غيرهم لسبب ما. ولنأخذ على سبيل المثال لباس «الجينز» الذي بدأ شعبيا ذكوريا، وصار يغزو الطبقات العليا ويكسوا أجساد النساء. «الجينز» الذي يقال عنه في بلادنا «دجين» لباسٌ دُجنَ، ولنقل للتبسيط وقياسا على اللغة إنه كان في أصله لغة عامية تستعمل بين السواد، فصار يُتكلم بها في مجالس الصفوة ويستعملها النسوة في مجالسهن اللطيفة والحميمية؛ وبالطبع حين ينقل الصفوة لغة العامة سيتكلمونها بتحريف هو عند عامة الشعب تلطيف، وسوف يوشونها بأساليبهم؛ وحين يسمع العامي مَنْ كان أعلى من طبقته يتكلم لغته اليومية بلكنة غريبة، سيراها أجمل وسيشعر بها ألطف وسيحاول رغم فظاظة أدائه وعجرفة نطقه أن يتلطف فيها كما تلطفوا؛ وحين تسمع نسوة العامة لغتهن وقد نطقتها نسوة الأشراف بلطافة، فإنهن سيلطفنها كما لطفنها: هذا عينه ما حدث مع «الجينز». لغة «الجينز» فيها كثير من الثورة والتدجين: فكثير من السلط في كثير من البلدان تمنع الجينز. ولقد شكا إليّ سائق سيارة أجرة مرة من التضييق على أهل المهنة في هذا اللباس، وهم لا يرون غيره أنسب لهم ثمنا وطواعية. ودعاني طالبي في دار المعلمين العليا الذي يجتاز تدريب التدريس في المعاهد الثانوية إلى أن أطلب من مفتش المادة أن يسمح له ولزملائه بأن يرتدوا الجينز الممنوع، فأيدت – بحكم وجودي في صف السلطة المحافظة على النظام – رأي المفتش ووصفته بالقانوني والسديد ،غير أن طالبي سألني: أستاذ، إن كنا لا نلبس الجينز فماذا سنلبس؟ أطرقت قليلا بعد أن هزني السؤال وقلت لم أكن بقولي مقتنعا: إلبسوا على الأقل واحدا منها محترماǃ كنت أعلم وأنا أجيبه أن «الجينز» يزعج السلط: ما يزال سوء التفاهم بين الأب السلطة والمُدرس السلطة والإداري السلطة من ناحية؛ والابن المتعلم والموظف والعامل من لابسي الجينز المكسرين به هذه السلطة من ناحية أخرى. واللباس تمرد على هذه السلط ولذلك تشعر بالاستفزاز حين تراه ملبوسا. دخل الجينز إلى البلاط وخرج منه لباسا رفيعا يمكن أن نراه عند وزير في العطل يرتديه ليقرب منه قلوب ناخبيه. ودخل الجينز السجن فنزعوا عنه حزامه وتدحرج اضطرارا وخرج منه متدحرجا اختيارا: كان الحزام يصل الطبْيَيْن فيعلو مضطرا، لكنه استفل اختيارا فقرأته السلطة قراءة مغرضة على أنه علامة اسْتِفَالٍ. ودخل «الجينز» ذات مرة خدر النساء، فلبسته إحداهن فكشف بما فيه من طواعية، فتنتهن. وفر جينز فقير ذات يوم إلى أحد أحياء الأشراف فلبسه ابنٌ لهم أو ابنةٌ ، فصارَت للمُزَقِ جمالية لأنها كشفت عن مواضع الفتنة قصدا لا جبرا. صارت علامات الفقر اختيارا لا قدرا، وصار الترقيع والرتق جمالا وبهاء؛ وانقلبت أحوال اللغة بعد تدجين هذا اللباس، وصرنا به في أكبر لُبْس: هل هذا فقر مقدر أم عرض للجمال؟ لتتأكدَ تَمَل في الوجوه؛ إنْ فعلْتَ وقعْت في شراك اللباس، صرت ترى الجمال وكنت تنوي أن تتحقق من الانتماء؛ عندها ستكون النظرة الأولى لك والثانية ليست بالضرورة عليك هي أيضا لك: هي الأولى التي لك، لكنها تأخرت عن نظرة البحث عن الانتماء. أستاذ اللسانيات في الجامعة التونسية. تدجين اللباس توفيق قريرة |
الجلسات العائلية في برامج الحوار السياسي العراقية Posted: 30 Oct 2017 03:17 PM PDT يلاحظ المتابع لبرامج الحوار السياسي العراقية على الفضائيات، وجود شكل «إعلامي» جديد في تقديم البرامج واختيار المشاركين، بدأ يبرز في العام الماضي، وانتشر بسرعة تسترعي الانتباه. للبرامج الجديدة وصفة، قد تبدو بسيطة، الا انها في الواقع، ذات مضامين تستوجب التدقيق. فالجانب الذي يطغي على الحوار السياسي المتعلق بحدث آني هو دعوة مشاركين ممن لا تغيب عنهم أضواء الاستديوهات من الساسة وأعضاء البرلمان وقادة المليشيات والمسؤولين، المتميزين بـ»الفهلوة»، أي الشطارة، في رمي الكلام الفارغ، بثقة عالية، على مقدم البرنامج أولا ومن ثم على الجمهور. هذه ميزة ضرورية لأن مدة البرنامج لا تقل، غالبا، عن الساعتين، والا كيف يتم حشو الزمن المطلوب؟ كما يتوجب عليهم عدم التذكير بالماضي لاستخلاص الدروس. الماضي خطر يجب تجنبه الا لغرض إطلاق اللعنات على العهد المُباد. من ناحية الشكل: يكون البرنامج بشكل جلسة أصدقاء أو شبه عائلية، يتبادل فيها المشاركون السلام والتحيات و»الله بالخير». ولم لا وهم مشاركون مُزمِنون في ذات البرنامج! تأخر الضيوف مقبول، بل وينهض مقدم البرنامج من كرسيه، أحيانا، إلى جهة معاكسة من الاستديو، للترحيب بضيف متأخر. يقبله ويعاتبه برقة و»ان شاء الله خير». يأتي جواب الضيف ليطمئن مقدم البرنامج والجمهور الذي يتنفس الصعداء. « الحمد لله على السلامة». فوصول الضيف وهو السياسي البارز إلى الاستديو، يعني انه لم يُختطف أو يُقتل مما يعني، بالنسبة إلى الجمهور، عدم نصب نقاط تفتيش إضافية يذوقون خلالها طعم الاهانة. «الحمد لله» اذن. ثم يبدأ مقدم البرنامج بتقديم تلخيص للضيف عما فاته من حوار، كل هذا والضيف المستضاف من بلد آخر، الجالس مثل صنم أمام عدسة الكاميرا، مركزا النظر عليها، في غرفة تشبه الصندوق، ينتظر بصبر، لا مثيل له، دوره في الكلام، وهو يعلم ان الأولوية دائما للمجتمعين في الاستديو. في لحظة سهو ينسى ان عدسة الكاميرا تترصده، بغدر، فيشاهده الجمهور وهو يحك صلعته ضجرا أو هو على وشك استخدام اصبعه لينظف انفه. لحظة السهو الإنساني هذه تُقربه من الجمهور الذي كان على وشك تغيير القناة مقررا البقاء، أملا في حركة تلقائية أخرى تُبعد عنه كابوس الثرثرة المتبادل بين المشاركين ومقدم البرنامج، على الرغم من ان مقدم البرنامج، والحق يقال، يبذل جهده ليقدم للجمهور، صورة مقبولة للنظر، بدءا من استخدام نصف علبة من مثبت الشعر إلى توزيع اللحية المشذبة على مساحة الوجه بمقاييس تُبعد عنه شبهة الانتماء إلى هذه الطائفة او تلك، في حقبة غزت فيها اللحية وجوه الرجال، ولكل لحية شكل يحدد الانتماء الديني والمذهبي. يأخذنا الشكل الجديد إلى ما هو أساسي في البرامج السياسية وكيفية اختيار المساهمين وكفاءة الإعلامي ـ مقدم البرنامج. ومدى الاستفادة من دورات تدريب الصحافيين. هناك العديد من الدراسات حول تدريب الصحافيين العراقيين على العمل في المجال الإعلامي. جرت التدريبات في ورشات عمل نظمتها مؤسسات إعلامية غربية في المرحلة التي سبقت غزو العراق عام 2003 مباشرة واستمرت، بكثافة بدأت تقل تدريجيا، في السنوات التالية. كان للمنظمات الأمريكية مساهمتها في الدعم المادي والتدريب حسب خطابها المعلن في إيصال رسالة «النجاح الديمقراطي» إلى كافة الدول العربية فضلا عن الجمهور العراقي. اثبتت سنوات الاحتلال الأمريكي المباشر وغير المباشر، وتدخل القوى الإقليمية المتبدي ببروز قنوات فضائية ومحلية ذات سياسات، تُعنى بمصالح الدول والأحزاب والميليشيات، الداعمة للقنوات، إلى غياب جوهر الإعلام الحر أي الموضوعية والحيادية واستقلالية الرأي والعمل على إيصال الحقيقة إلى الجمهور. وإذا كان الجمهور متعطشا في أعوام الاحتلال الأولى لمتابعة الاخبار، تلفزيونيا خاصة، فانه، بمرور الوقت، لم يعد يكترث بما يقدم له لفرط الاستخدام الدعائي، والطائفي التحريضي، ونشر الأكاذيب المفضوحة حين باتت قنوات البث على مدى 24 ساعة، بدرجات متفاوتة، مجالس عزاء مكررة لموت الحقيقة. اختار معدو برامج الحوار السياسي الشكل « الشعبوي» الجديد الا انهم أبقوا، جميعا بلا استثناء، على خميرة الساسة والمسؤولين « الفهلويين» بالإضافة إلى قادة وناطقي الحشد الشعبي، الذين تمكنوا من تدجين حتى أكثر القنوات نفورا من مواقفهم الطائفية في التعامل مع المواطنين. في هذه البرامج، يتلاشى الخط الفاصل بين السياسي، على علاته، وعضو/ قائد الميليشيا الذي يواصل ارتكاب الجرائم الموثقة ويتفاخر، إعلاميا، بارتكاب المزيد. هكذا تساهم أجهزة الإعلام بشرعنة ممارساته خارج القانون، عبر استضافته ومنحه مساحة إعلامية واسعة تحوله من مجرم، يتباهى بجرائمه (مما ينفي عنه توصيف البريء حتى تثبت ادانته)، إلى رمز قيادي بطولي. ما هي غاية القنوات المعدة لبرامج تستضيف هذا النوع من المشاركين؟ تختلف الغاية حسب جهة ومصدر التمويل وكمية الإعلانات التي تحصل عليها، ولا أعني بالإعلانات التجارية فحسب بل الرسمية والحزبية المدفوعة. اثبت العديد من التقارير الراصدة لهذه المعطيات، ان عمل معظم القنوات يفتقر إلى الموضوعية، والحياد، والمصداقية بالإضافة إلى ضعف الحرفية المهنية. ويطغى على برامج الحوار التأجيج العاطفي، والتحريض الطائفي، وردود الأفعال الآنية، مما يجعل المشاهد محصورا في حيز معلوماتي مغلق يعاد فيه تدوير الكلام وفق مصطلحات سياسية، منتقاة كسلعة صالحة للاستهلاك السريع. تبدو هذه المفردات، المكررة، من قبل جميع المنخرطين بالعملية السياسية كأنها قد تم حفظها من كتيب تم توزيعه عليهم من مؤسسة أو ورشة تدريب للساسة حول كيفية الكذب على الناس من خلال أجهزة الإعلام. كلهم يتحدثون عن احترام القانون، العمل وفق الدستور، التصويت في البرلمان، قرار القائد العام للقوات المسلحة، أهمية الحوار، استقلال القرار العراقي، الوطنية، الموقف ضد الطائفية والعرقية. قد يختلف ترتيب هذه المفردات من متحدث إلى آخر، الا انها مضمون الرطانة الخطابية التي تقدمها كل برامج الحوار السياسي «الجديدة»، التي يعلم مُعدوها، جيدا، زيفها وبعدها كل البعد عن حقيقة ما يجري في بلد حكومته فاشلة، وأعضاء برلمانه لا يمثلون الشعب، وحياة الناس تتحكم بها ميليشيات معروفة بولائها لغير العراق، وعموم ساسته يتمسحون بقوتي الاحتلال الأمريكية والإيرانية اللتين حولتا العراق إلى ساحة حرب، حماية لأمنهما وشعبيهما. تغييب هذه الحقائق، في جلسات تلفزيونية، يُظهر فيها الساسة تحسن أدائهم، وسط أجواء يسودها الضحك وتبادل الطرف، خطير لأنه يساهم في تهيئة الأذهان، تدريجيا، لقبول الأكاذيب والافعال الاجرامية، المستهينة بمآسي الناس، باعتبارها أفعالا عادية، مألوفة، لا تستوجب المساءلة والادانة، مهما كانت نية القنوات الفضائية والنزوع نحو تقديم «الجديد» قويا. ٭ كاتبة من العراق الجلسات العائلية في برامج الحوار السياسي العراقية هيفاء زنكنة |
هكذا طحنتهم إيران! Posted: 30 Oct 2017 03:16 PM PDT نظرة على خارطة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحيلك إلى خراب لا نظير له ومجموعة من الدول المنهارة، كلٌّ على طريقتها. الدول الكبرى أمست صغرى، والصغرى أمست غير جديرة بالذكر أو غائبة. الدول التي ظُنَّ يوما أنها جديرة بالزعامة تراجعت، والتي كانت تقود لم تعد كذلك. تراجعت الكيانات والهيئات التي في وقت ما تبنت قضايا المنطقة، ولو على استحياء (جامعة الدول العربية، منظمة المؤتمر الإسلامي، مجلس التعاون الخليجي)، بشكل أفقدها مبررات وجودها، وجعل أطرافا أخرى تستفرد بالمنطقة وتصفي فيها ـ ومن خلالها ـ حسابات قديمة وجديدة. السعودية متخبطة لا تعرف ماذا تريد. مصر ممسوحة وسعيدة بما هي فيه. تركيا مأزومة تعيش واحدة من أسوأ فترات تاريخها. المغرب منكفئ ولا يريد غير الانكفاء. الجزائر لا ترُدُّ. دول الشام في عين خراب آني أو آخر آت. دول الخليج في وضع لا تُحسَد عليه من صراعات طفت على السطح إلى غير رجعة. هناك منتصران في هذه الفوضى العارمة. إسرائيل وإيران. العَدوَّان اللدودان يحققان مجدهما من شقاء أعدائهما وجيرانهما. حالة إسرائيل أقل تعقيداً إذا سلّمنا بأن منتهى طموحها أن يتشتت من (كانوا) بالأمس أعداءها كي تنام قريرة العين، لكن حالة إيران مختلفة. إذا كان انتصار إسرائيل مفهوما وواضحا، فانتصار إيران مثير للاهتمام. استراتيجيا وسياسيا وعسكريا، في كل ما يدور بالمنطقة منذ عقدين، وبالذات منذ 2011 وبداية الثورات العربية، إيران هي الدولة الوحيدة التي تدير مصالحها وخططها بعقل. إذا اكتفى المرء بالفترة من 2011 إلى 2017، يتبيَّن بسرعة أن إيران كانت، ولا تزال، الوحيدة صاحبة الهدف الواضح والخطط الأوضح: مَن صنّفتهم إيران أعداء في 2011، وحتى قبل ذلك، هم ذاتهم أعداؤها اليوم. طموحها في 2011 هو ذاته طموحها اليوم. خطط عملها في 2011 وقبل ذلك، هي ذاتها اليوم وفي المستقبل. في المقابل، غيّرت ما تسمى الدول «الثقل العربي» خططها وأهدافها (إن كان لها فعلا خطط وأهداف) بلا توقف، على الرغم من أن الحرائق كلها حولها. السعودية غيّرت قائمة أعدائها عدة مرات. وقفزت بين السياسي والاقتصادي بلا حسابات ومن دون توفيق. أنفقت الأموال والعتاد والرجال، وراهنت بسمعتها، لينتهي بها المطاف مستسلمة لواقع قرأته قراءة الهواة (الصراعان اليمني والسوري على سبيل المثال لا الحصر). تركيا جعلت من تغيير قائمة أعدائها وأهدافها هوايتها المفضلة.. مرة العدو إيران، ومرة سوريا، ومرة السعودية، ومرة إسرائيل، ومرة الأكراد، ومرة الجميع، ومرة لا أحد. وفي النهاية خسرت الجميع ولم تكسب بدلاء، فكانت المحصلة أن تركيا اليوم في وضع سياسي واستراتيجي لا تُحسد عليه، وتواجه وضعا داخليا مأزوما تشوبه القلاقل الأمنية من العدو القديم، الأكراد، ومن عدو جديد اسمه «التنظيم الموازي»، المقصود به تنظيم الداعية فتح الله غولن. ناهيك عن خطر «داعش». مصر احتارت في فرز أعدائها من حلفائها. وقد فاقم من حالة التيه التي تعيشها مصر تغيّر أشكال الصراعات ومعها التوازنات والتحالفات كذلك، مما حرمها من أدوار احتكرتها طويلا، غالبا بعناد ومن دون حاجة. لا غرابة، والحال هذه، أن تتمدد إيران كل هذا التمدد من دون حروب. استولت على العراق من دون قتال. وعلى لبنان لتصبح طرفا فاعلا في يومياته السياسية. وعلى سوريا حتى تحولت جزءا من الحرب والسلم فيها. وعلى اليمن فأصبحت هي وكيل كل الأطراف «المثيرة للشغب». والأهم، لا غرابة أن تأسر إيران قلوب قطاع واسع من سكان المنطقة، العرب، من غير الشيعة. إيران الحاضرة في كل مكان، لا تدفع أيّ فاتورة لقاء ذلك. فهي تعيش استقرارا سياسيا وأمنيا لا تعرف معه إرهاب «القاعدة» و»داعش»، ولا وجود فيها لتوترات عرقية ومذهبية تنسف نسيجها الاجتماعي كما فعلت بالجيران. ولا وجود فيها لمعارضة تغامر بحمل السلاح بحيث تتأذى منه الدولة وهيبتها. ولا تبدو متضررة من أزماتها الداخلية ومن الحصار الغربي بشكل عرقل أهدافها. في إيران حد أدنى من الممارسة الديمقراطية بانتخابات رئاسية وبرلمانية دورية لم تنقطع. هذه الممارسة تقود إلى توفر حد أدنى من الثقة في مؤسسات الدولة والشعور بالانتماء لها. عندما اهتدت السلطات الإيرانية إلى البرنامج النووي، هي كانت تضرب عدة عصافير بحجر واحد: مقارعة الغرب دوليا، ومناكفة الجيران إقليميا، ولمِّ الشعب الإيراني حول هدف أسمى من جدل السياسة وتناطحاتها، هدف يجعل الإيراني يفتخر ببلده ووقوفها نداً لغرب أذلَّ العالم بحروبه المفتوحة والمتنوعة. إذا أضفنا إلى هذه «الخلطة» أن إيران تمتلك جرأة المواجهة، أصبحنا امام دولة يجوز وصفها بالأقوى والأذكى في جوارها، نالت الاحترام والإعجاب بينما تفوَّق الآخرون في جلب السخرية لأنفسهم. هذا ما يجعل إيران تمتلك ترف نقل حروبها مع الآخرين إلى ميادين أخرى بعيدة عن أرضها، وتتغلغل في النسيج السياسي والاجتماعي والروحي للمنطقة العربية بشكل غير قابل للرجوع. وهذا ما يجعل أي مواطن من سكان دول الجوار الإيراني المنكوبة بأزماتها، يكن الاحترام لرموز إيران كلما شاهد صورهم على الشاشات، ويتحسر على بلاده التي لا يرى فيها إلا رموز الفشل والفساد. ٭ كاتب صحافي جزائري هكذا طحنتهم إيران! توفيق رباحي |
عندما تكون الإجابة أن مصر مجرد «أشباه دول» Posted: 30 Oct 2017 03:16 PM PDT ربما يمكن تصنيف الحديث الذي جاء على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي في فرنسا، ردا على سؤال وجه للرئيس الفرنسي حول أوضاع حقوق الإنسان في مصر وموقف فرنسا منها، بوصفه واحدا من أكثر الأحاديث التي تنتقد حكمه بشكل مباشر، ومن أكثر شخص قريب من السلطة، وله مصداقية في الإعلان عن مواقفها بوصفه الرئيس المعني بها، والمقدم بوصفه أساس قبول النظام، والحريص على تقديم كل ما يحدث، بوصفه إنجازات غياب تبرر ضرورة البقاء في السلطة ليس للداخل فقط ولكن للخارج أيضا. جاء حديث السيسي، الذي تم تركيز الاهتمام عليه محليا بوصفه ردا حاسما وقويا ودرسا للغرب، مؤكدا على كل العيوب التي تحيط بمصر، وكيف نتعامل مع الكثير من الأشياء من منطق الضفدع في البئر، والعالم الضيق الذي يراه من موقعه الذي لا يتغير مثله مثل من يدور في فلك السلطة ويبرر أحاديثها، بغض النظر عن الجالس على المقعد وخطابه. ولمن يتابع أحاديث السيسي التي توجه بلغة الداخل، فإن ما جاء في حديثه في باريس يمكن أن يتم وضعه ضمن إطار الحديث عن «أشباه الدول» و»الطابونة» و»أحنا فقرا»، وحديث «يعمل أيه التعليم في وطن ضايع» الذي انتقد فيه التعليم، الذي لا ينتج شخصا تابعا للسلطة، منفذا للتعليمات ومتقبلا للحقيقة الواحدة المقدمة منها، ومن يتحدث باسمها. كل تلك العبارات كانت حاضرة وهو ينتقد الحديث عن أوضاع حقوق الإنسان في مصر، ويطرح تساؤلات، تبدو للوهلة الأولى وكأنها منطقية، إلا أنها ليست كذلك بالنظر لمن يطرحها في نهاية فترة رئاسته، ويرى أن إنجازاته يفترض أن تؤهله للاستمرار في السلطة لفترة أخرى. المفارقة أن إنجازات الغياب التي تحدث عنها السيسي، ممثلة في غياب المزيد من التهديدات الأمنية المحتملة جراء المزيد من الانهيارات التي كان يمكن أن تتعرض لها المنطقة، والتي حال دونها حكمه، كما يفهم من هذا الطرح، قد تقنع القادة في الغرب، خاصة أن ما يعنيهم من صفقات أسلحة واتفاقيات اقتصادية وترتيبات سياسية وغيرها من مصالح، تتحقق عبر تلك الأنظمة، وما خطاب الإصلاح والديمقراطية إلا جزء من كل، ولكنه في النهاية وللعديد من القادة في تلك الدول المتقدمة ليس أصل القصة، بقدر ما هو الإطار الذي تتم فيه التفاصيل. ولكن إنجازات الغياب تلك، التي تخص أوروبا والعالم، كما قال السيسي، تواجه بإنجازات غياب أخرى يتحدث عنها في الداخل، ولا تساعد في الدعوة للاستمرار أو للترشح، وهو يؤكد فيها على غياب التعليم المحترم وغيره من المتطلبات الأساسية للمواطن، من أجل حياة كريمة. هذا الغياب الذي يطالب السيسي بأن تركز عليه الأسئلة بدلا من التركيز على حقوق الانسان بمفهومها السياسي، كما قال، يضر أكثر مما ينفع إن أحسن قراءة حديثه، ووضع في إطار أشمل من اللقطة والجمهور المستهدف، لأنها في النهاية تضاف لحديث الحقوق والحريات، وتؤكد أن الحقوق غائبة في شقها الاقتصادي والاجتماعي، كما هي غائبة في شقها السياسي وليس العكس. وللتوضيح سيكون علينا العودة إلى ما جاء في رد السيسي في المؤتمر الصحافي، الذي عقد له مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 24 أكتوبر 2017 الذي طرح من خلاله سؤال للرئيس الفرنسي عن الديمقراطية والتعذيب في مصر، وإن كان قد تحدث بشكل مباشر مع السيسي عن حالات محددة، تم فيها إلقاء القبض على البعض لسنوات بدون سبب واضح. ورغم أن ماكرون سعى في رده إلى الالتزام بما هو دبلوماسي، في إطار يتناسب مع مصالح اقتصادية وسياسية مباشرة لا تهتم بحقوق وحريات، ومع التأكيد على أن موقف ماكرون أيا ما كان ليس هو المعني بهذا النقاش، فإن ماكرون ختم رده بما يمكن أن يمثل رسالة مهمة للسيسي ولكل حكم غير ديمقراطي، ولكن السيسي كما حال الإعلام المؤيد تجاوز عنها لاعتبارات مفهومة، وقد جاء في كلمة ماكرون: «أعتقد أنه عندما نكافح الإرهاب، خاصة الإرهاب الإسلامي الذي يحمل الموت واستئصال الآخر والقضاء على الآخر، نحن نكون أقوى عندما ندافع عن حقوق الإنسان واحترام الحريات الفردية». لخصت تلك المقولة جزء أساسيا من خطاب الغرب الليبرالي، عندما يكون عليه أن يتعامل مع الهامش الرفيع بين مكافحة الإرهاب وحماية الأمن القومي من جانب، وحماية الحقوق والحريات الفردية من جانب آخر، وهو أن الإرهاب يدخل من باب التمييز ضد الآخر ويهاجم الأسس التي تقوم عليها تلك الحياة القائمة على حماية الحقوق والحريات، وإن محاربة الإرهاب لا يمكن أن تتحقق بالمزيد من القمع. حالة يمكن فيها الإشارة إلى مقولة الأديب الروسي تولستوي: «إن الشر لا يقتل الشر، كما النار لا تطفئ النار»، وأن ننقلها لواقع لا يفترض أن يتنافس فيه الإرهاب والسلطة على استخدام العنف وتوليده، أو الدفع إليه عبر الظلم وانتهاك الكرامة واستهداف أبسط قواعد الحياة الكريمة. من جانبه تجاوز السيسي عن هذا المعنى القائم على تمتين الدول بالحرية والديمقراطية، وعمل على استخدام خطاب يناسب الغرب في علاقته بالجنوب، بوصفه مصدر تهديد حقيقي أو محتمل، وأكد على أن مصر ليست فرنسا. وربما يكون أول ما تذكرته عند سماع تلك العبارة حديث للدكتور محمد السيد سعيد المفكر المصري المعروف عن استخدام الخصوصية الثقافية، بوصفها ذريعة لعدم احترام الحقوق والحريات، أو تأجيل الإصلاحات السياسية في عالمنا العربي. كان سعيد يرى أن الخصوصية الثقافية لا تعني أننا أقل من الدول الديمقراطية، ولا يفترض أن تكون عائقا أمام احترام حقوق الفرد وحرياته، ولكن السيسي بالمقابل يرى أن السياق الذي يجب أن تفهم فيه حالة الحقوق والحريات في مصر، لا بد أن ينطلق من سياق أننا «لسنا في أوروبا وتقدمها الفكري والثقافي والحضاري والانساني». ورغم أن السيسي تجاوز عن تكرار عباراته الشهيرة أن مصر مجرد «دولة حديثة» و»أشباه دول» إلا أنه فقط، ووفقا لتلك الرؤية التي يتبناها، يمكن أن نقول تلك العبارة بتلك السهولة بدون أن نراها بوصفها -وكما هي حقا- تجاوزا لكل الحديث عن مكانة مصر التاريخية والحضارية، المكانة نفسها التي قد يستدعيها هو أو غيره في مكان آخر عندما يتم الاحتياج إليها. وهو ما يعني أن «ظروف مصر» عملة متعددة الأوجه تستخدم حسب السياق، فإن كان المطلوب تمرير أوضاع الحقوق والحريات، يتم التركيز على الجانب المظلم الذي لا يتجاوز دولة حديثة بدون تاريخ أو عمق، وإن كان المطلوب ترويج السياحة والدفاع عن مرشح مصري في مؤسسة أو هيئة عالمية، يتم الحديث عن الحضارة والعمق والتاريخ. وإن كان التناقض من داخل الخطاب الرسمي نفسه، فمن الطبيعي أن تطرح تلك الأحاديث المزيد من التساؤلات أو المخاوف. يخرج السيسي من الحديث مؤكدا على ما يكرره مرارا في أحاديثه عن إنجاز الغياب الذي يفترض أنه حققه بإنهاء حكم الإخوان وغياب حالة مشابهة لدول الجوار، ويضيف للغرب مكونا آخر كان يتواجد في فترة حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، كما في غيره من النظم المشابهة، عندما يتم التركيز على دور حماية أوروبا والغرب المتقدم من مخاطر تفكك الجنوب، أو انتشار حالة عدم الاستقرار والإرهاب، بكل ما يرتبط بها من مخاوف اللاجئين، أو الإرهاب العابر للحدود. حالة تؤكد في النهاية على أهمية الفرد في معادلة الدولة، وفي معادلة الغرب الذي يجب أن يركز على أمنه وعلى أهمية تلك النظم، من أجل عدم تفجر الأوضاع. وإن كانت رؤية الغرب قد تتفق مع السيسي، وتجد في المنطقة ما يدعم تلك الرؤية، وكما جاء في حديث ماكرون نفسه، إلا أنها مهمة لأنها كاشفة عن تصورات السيسي عموما في ما يخص الحكم والديمقراطية. وهنا ظهر الاختلاف الرئيسي في خطاب السيسي المشار إليه عن أحاديث الداخل، حيث أكد على أن هدفه هو «إقامة دولة مدنية ديمقراطية حديثة في مصر» وهو ما لا يتفق مع تصريحات الداخل التي لا تبدو فيها الديمقراطية بوصفها نقطة محورية في أحاديث تركز على إنجاز الغياب والأمن ومحاربة الإرهاب. يوجه السيسي حديثه للغرب وينتقد بشكل غير مباشر عدم تقدير دوره في حمايتهم من تحول المنطقة إلى «بؤره لتصدير الإرهاب والتطرف والفوضى في العالم كله» بما يمس «أمن المنطقة وأمن أوروبا كمان وأمن العالم». وينتقد التركيز على انتقادات ملف الحقوق والحريات في مصر، بالتشكيك في مصادر المعلومة من جانب، ومطالبة من يرغب بتوجيه السؤال إلى المواطن البسيط في شوارع مصر، ثم يطالب بتحويل دفة الأسئلة من الحقوق والحريات إلى حقوق الشهداء والعاملين في مجال السياحة والتساؤل عن أوضاع التعليم والسكن والصحة والعمل.. التي يؤكد على عدم توفرها في حالة جيدة بقوله «ما عندناش تعليم جيد.. ما عندناش علاج جيد.. ما عندناش توظيف جيد»، وإن كانت كل تلك الأمور لم تتحقق في فترة حكمه، وإن كان الأمن لم يتحقق، وإن كانت الحقوق والحريات السياسية غائبة أو منتهكة يظل السؤال مفتوحا قبل الانتخابات الرئاسية ما الذي تحقق في مصر حقا؟ كاتبة مصرية عندما تكون الإجابة أن مصر مجرد «أشباه دول» عبير ياسين |
استفتاء كردستان وموقف النظام العربي منه Posted: 30 Oct 2017 03:15 PM PDT في تحدٍ صريح لإرادة القوى الإقليمية والدولية والداخل العراقي، نظمت حكومة إقليم كردستان العراق في 25 سبتمبر 2017 استفتاءً على «استقلال» الإقليم وانفصاله عن العراق؛ وحقق استفتاء سبتمبر ما نسبته 92.7 من الأصوات تأييدا لاستقلال الإقليم، في الإجابة بـ»نعم» على سؤال الاستفتاء الذي جاء فيه؛ «هل تريد أن يصبح إقليم كردستان والمناطق الكردستانية خارج الإقليم دولة مستقلة؟». اعتبرت الحكومة المركزية استفتاء سبتمبر 2017 «غير دستوري» ويشكل تهديدا لوحدة العراق وأمنه واستقراره ومستقبل التعايش الأهلي بين مكوناته؛ إضافة إلى ما قد يترتب على نتائجه من مخاطر جرّ العراق إلى صراعاتٍ عرقية، يمكن أن تمتد إلى دول الجوار في تركيا وإيران وسوريا، ومع انتزاع القوات الأمنية والحشد الشعبي السيطرة على كركوك بدا أن الطموح الكردي تراجع إلى الوراء لعقود عدة، لكن ذلك لا يعني تراجع الأكراد عن كفاحهم في سبيل كردستان الكبرى، وهذه حقيقة تدركها دول عربية فاعلة، ستسعى حتما لدعم الأكراد خدمة لاستراتيجياتها في العراق والإقليم. ويرتبط الكثير من الدول العربية بعلاقات تمثيل دبلوماسي مع حكومة إقليم كردستان، من خلال قنصليات تابعة لدول مثل الإمارات التي افتتحت أول قنصلية لها عام 2012 ثم تلتها الكويت عام 2015 ثم السعودية عام 2016 التي تربطها علاقات متميزة مع رئيس الإقليم، الذي سبق أن زار المملكة العربية السعودية بدعوات رسمية أكثر من مرة كان آخرها عام 2015. وتتخوف الدول العربية بشكل عام، والخليجية بشكل خاص، من احتمالات اندلاع صراع عرقي عربي كردي، على خلفية نتائج الاستفتاء، وإعلان دولة كردية مستقلة «قد» تؤدي إلى تفكك الدولة العراقية القائمة؛ لكن المعارضة العربية الرسمية للاستقلال الكردي الكامل والانفصال رسميا عن العراق، ستظل مرتبطة بشكل أو بآخر بمصالح كل دولة أو أكثر من دولة، وشكل تحالفاتها وطبيعة التوازنات الإقليمية والدولية، وتأثيرها على مصالح أي دولة من تلك الدول بشكل منفرد. ويؤكد الموقف العربي الرسمي على ضرورة حل الإشكالات بين حكومتي الإقليم والمركز، وفق آليات الدستور العراقي، في إطار الحوار لتجنب دخول العراق في أتون الصراع العرقي. ولا يمكن التسليم في فهم حقيقة مواقف الدول العربية من استقلال إقليم كردستان، وإقامة كيان سياسي كردي بالاعتماد على المواقف الرسمية للحكومات العربية من استفتاء سبتمبر 2017؛ وسيظل الموقف العربي عموما، والخليجي بشكل خاص، ضمن مسارات العمل على تحجيم النفوذ الإيراني ومنع تهديداته المستقبلية لأمن ووحدة الدول الخليجية. إن فشل الاكراد الراهن، وتراجعهم سياسيا ثم جغرافيا عن كركوك والمناطق المتنازع عليها، لا يعني ان الدول العربية المعنية ستتخلى عن دعم الطموح الكردي في إقامة دولة كردية مستقلة، في مناخ سياسي إقليمي ودولي أكثر استجابة، خاصة بعد الانتهاء من الحرب على تنظيم «الدولة» الذي تعطيه الولايات المتحدة الأولوية على ما سواه في سياساتها في المنطقة. سيظل الخطر الإيراني قائما وفق رؤية السعودية والإمارات، ما لم يتم إضعافه في العراق وسوريا واليمن ولبنان؛ وعلى الرغم من الموقف الرسمي السعودي الذي ابدى عدم تأييده للاستفتاء، وحرصه على وحدة وسلامة الأراضي العراقية، وتعزيز علاقاته مع الحكومة المركزية بشكل غير مسبوق، لكن هذا يعود بالتالي في الاستراتيجيات ذاتها الساعية لتحجيم النفوذ الإيراني في العراق والمنطقة، إلى جانب استراتيجيات دعم دولة كردية مستقلة؛ وثمّة ما يشير إلى توجه عام عكسته وسائل إعلام سعودية وإماراتية، وحسابات مؤثرة في وسائل التواصل الاجتماعي، تتبنى خطابا مؤيدا لاستقلال إقليم كردستان وانفصاله عن العراق حتى بعد تراجع الاكراد إلى حدود ما قبل غزو العراق. وتلعب الإمارات والسعودية الدور المحوري الأهم في منظومة الدول الخليجية على صعيد السياسات الخارجية، وبدا واضحا أن هاتين الدولتين تريان في إقامة دولة كردية مستقلة تعزيزا للكتلة العربية السنية في شمال وغرب العراق على المدى البعيد، إذا استطاعوا إقامة كيان مماثل للكيان الكردي سيكون تحت سلطاتهم، التي لا تسمح بأي وجود إيراني خلافا لما هو عليه اليوم، حيث تفرض فصائل الحشد الشعبي سيطرتها على أهم المناطق الحيوية للنفوذ الإيراني في محافظتي نينوى والأنبار، لتسهيل التواصل البري بين ايران وساحل البحر الأبيض المتوسط عبر أراضي المحافظتين. كما أن إقامة دولة كردية مستقلة في شمال العراق، إلى جوار تركيا يمكن أن يؤدي، من وجهة نظر السعودية والإمارات، إلى إضعاف تركيا ومصالحها في العراق من جهة؛ ومن جهة أخرى، تشجيع أكراد تركيا على المطالبة بحكم ذاتي موسع أو إدارة لامركزية في مناطق الكثافة السكانية للأكراد ما يؤدي إلى انشغال تركيا داخليا وتقليل دورها كلاعب إقليمي هو الأهم في سوريا وشمال العراق، وهو توجه مرحلي جديد في سياسات بعض الدول الخليجية أفرزته الأزمة الخليجية والموقف التركي إلى جانب دولة قطر. تجد الدول المعنية بتحجيم النفوذ الإيراني أمامها فرصة ما بالاستثمار في استفتاء سبتمبر 2017 ضمن خيارين اثنين: إقامة علاقات متينة وتحالف عميق يستجيب لمصالح الكتل السياسية الشيعية والحكومة المركزية، التي يهيمن عليها الشيعة أيضا، بمزيد من الدعم في مجالات شتى ترجح كفتهم، مقابل الدعم الذي يتلقونه من إيران والمصالح المكتسبة منه. أما الخيار الثاني فهو دعم استقلال كردستان العراق والانفصال عن العراق وتحفيز العرب السنة للمطالبة بفيدرالية تفضي إلى قيام دولة سنية إلى جانب الدولة الكردية ما يؤدي إلى إضعاف العراق «الشيعي»، وبالتالي إضعاف ايران وتقليص نفوذها، كما إن قيام دولة سنية في العراق سيؤدي حتما إلى تشجيع العرب والبلوش السنة في ايران للمطالبة بحكم ذاتي في مناطق الكثافة السكانية لهما وسط وجنوب غرب ايران، فيما ستشكل إقامة دولة كردية مستقلة حافزا لأكراد ايران للانضمام إلى الدولة الكردية ضمن مشروع دولة كردستان الكبرى، أو على الأقل إقامة منطقة حكم ذاتي تتمتع باستقلالية إلى حد ما عن الحكومة في طهران. يبدو أن خيار دعم وتشجيع الأكراد على إقامة دولتهم المنفصلة عن العراق سيظل قائما، وفي مرحلة لاحقة تشجيع العرب السنة على إقامة إقليم خاص بهم قد يحذو حذو الأكراد في إقامة دولة سنية مستقبلا، هو الخيار الأكثر واقعية، وفق حقائق تؤكد على أن التحالف بين القوى الشيعية وإيران ينبني أساسا على العامل الطائفي والمصير المشترك، ما يعقد مهمة الدول التي تراهن على سحب الشيعة في العراق بعيدا عن الاستراتيجيات الإيرانية، ويجعلها اقل واقعية ونجاعة من مهمة دعم دولتين كردية وسنية. وقد تعتقد دول عربية معنية بالتهديدات الإيرانية إن إقامة دولة كردية في شمال العراق يمكن أن تشكل رقعة جغرافية خارج النفوذ الإيراني لعرقلة إمكانيات توسيع النفوذ الإيراني، عبر خط التواصل البري مع حلفاء إيران في سوريا ولبنان، وصولا إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط؛ ويمكن لهذا العائق الجغرافي أن يكون معرقلا لاتساع النفوذ الإيراني المباشر أو غير المباشر، عبر حلفاء محليين مثل الحشد الشعبي في العراق، الذي ينسق مع حزب العمال الكردستاني في شمال غرب العراق وصولا إلى الحسكة في سوريا، الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني. كما إن إقامة دولة كردية مستقلة مدعومة من دول عربية مناوئة لإيران، يمكن أن تلعب هي الأخرى دورا في تشكيل عائق جغرافي للحد من النفوذ الإيراني، ومنع تواجد القوى المحلية الحليفة لإيران في المجال الحيوي التقليدي لتركيا في جغرافية شمال غرب العراق وشمال شرق سوريا، وهو ما يفهم منه كاستجابة عملية لمتطلبات الأمن القومي التركي على المدى البعيد. قد لا يكون من السهل العبث بالحدود القائمة منذ نحو مئة عام وإعادة رسمها طالما هناك قوى إقليمية ودولية تقف ضد أي تغييرات في خريطة المنطقة؛ وقد لا تؤدي نتائج الصدام الحالي بين حكومتي بغداد وأربيل إلى تداعيات على دول أخرى، أو على القسم العربي من العراق ليؤدي به إلى التقسيم على أساس طائفي سني شيعي هذه المرة، أو على دول مثل تركيا وسوريا وإيران على أساس عرقي باقتطاع أجزاء منها تقطنها غالبية كردية للانضمام إلى الدولة الكردية الوليدة في شمال العراق. صحافي عراقي استفتاء كردستان وموقف النظام العربي منه رائد الحامد |
بين استقلال كتالونيا ومطالب حراك الريف المغربي Posted: 30 Oct 2017 03:15 PM PDT تعيش إسبانيا محاولة انفصال أو استقلال كتالونيا وعمدت إلى منهجية ديمقراطية للحل بعيدا عن الاعتقالات، ويعيش المغرب في الوقت نفسه حراكا شعبيا في الريف، لكن غابت المنهجية الديمقراطية وحضر الهاجس الأمني والاعتقالات بالجملة، التي قاربت الـ500 شخص. لا نهدف إلى المقارنة السياسية بين ما يجري في الريف وكتالونيا، وإن كانت العلاقات الاقليمية رمزية تاريخيا. فقد وقفت كتالونيا سياسيا وفكريا، بل حتى ماديا الى جانب الشعب المغربي في مواجهة الاستعمار الإسباني. ويحفظ التاريخ للكتالان انتفاضتهم ضد الحرب في الريف في بداية القرن العشرين، ومنها ما يعرف في الأدبيات التاريخية في إسبانيا بـ»الأسبوع الأسود» أو «الأسبوع المأساوي». وهي انتفاضة الشباب خلال يوليو من سنة 1909 رافضا التجنيد للذهاب الى الحرب في الريف، ووقعت مواجهات في برشلونة أدت الى مقتل العشرات. كتالونيا منطقة تبنت ومنذ قرون فكرة الانفصال عن إسبانيا، وأعلنت في مناسبات متعددة الاستقلال والجمهورية وآخرها يوم الجمعة 27 أكتوبر 2017. وتوجد في كتالونيا أحزاب قومية لا تعترف بالملكية ولا تعترف بوحدة إسبانيا، ورغم ذلك لديها تمثيلية في البرلمان الإسباني مثل، حزب اليسار الجمهوري الكتالاني، والأحزاب القومية الانفصالية هي التي تحكم الإقليم. بينما يعتبر الريف رائد الدفاع عن وحدة أراضي المغرب في مواجهة الزحف الأوروبي منذ نهاية القرن الخامس عشر، خاصة الواجهة المتوسطية. فمنذ استعمار إسبانيا إبان حكم إيزابيلا الكاثوليكية مدينة مليلية عام 1497 لم يستطع الإسبان احتلال أي منطقة بحرية أخرى في الساحل المغربي المطل على البحر الأبيض المتوسط، إذ وقف الريف سدا منيعا في وجه تقدم الأوروبيين نحو الداخل، وما كان عليه سوى التسرب من الواجهة الأطلسية، حيث كانت السلطة المركزية ضعيفة ولم تقو على صد الغزو الأوروبي الذي احتل عددا من النقاط الأطلسية المغربية. وسقط الريف في العشرينيات ومعه باقي المغرب بسبب تهاون، بل تعاون السلطة المخزنية التى انضمت الى اسبانيا وفرنسا ضد ثورة محمد عبد الكريم الخطابي، بعدما وقّعت على وثيقة الاستعمار. لم يشهد الريف أي حركة انفصالية عن الوطن الأم باستثناء ثورة الريف التي جاءت في ظروف سياسية استثنائية لها ما يبررها ومنها الموقف المخذل للسلطان يوسف. نقلت القنوات التلفزيونية مباشرة تصويت البرلمان الكتالاني يوم 27 أكتوبر على وثيقة الاستقلال عن اسبانيا، لم تقترب الدبابات من محيط البرلمان، ولم تقم طائرات أف 18 بقصف هذا المجلس التشريعي، ولم يختف النواب البرلمانيون ووزراء حكومة الحكم الذاتي هربا من الملاحقة البوليسية. الحكومة المركزية الواثقة من نفسها، قامت بتفعيل فصل الدستور 155 الذي يجيز لها التدخل في الحكم الذاتي، وهو ما تفعله رغم الكثير من الغموض، ويستعد القضاء لمعالجة الملف الكتالاني بكل هدوء. في المغرب لم يرفع شباب الريف شعارت انفصالية، بل علما يعتبر من تراث المغاربة وهو علم الثورة الريفية، لم ينادوا بالجمهورية، بل بأجندة ذات مطالب اجتماعية محضة، وهي الحق في التعليم والحق في الصحة والحق في العمل من أجل العيش الكريم. وماذا فعلت الدولة المغربية؟ في لمح البصر ارتفعت ساكنة الريف، وخاصة الحسيمة ليس بسبب التناسل، بل بسبب الآلاف من قوات الأمن التي تطوق المنطقة. جرى اعتقال المئات وشمّر القضاء عن ساعديه لبدء محاكمات ماراثونية وإصدار أحكام بالجملة. في كتالونيا، لجأت حكومة الاقليم الى شن حملة دولية للتعريف بمواقفها وطالبت الدول بمساعدتها لطرد ما تعتبره استعمارا إسبانيا. لم تقدم مدريد على تخوين المسؤولين الكتالان، ولم تأمر صحافتها بشن حملات السب والقذف، بل حاولت اللجوء الى بناء خطاب سياسي مقنع للكتالان وتعهدت بتفادي استعمال العنف، كما حدث يوم استفتاء تقرير المصير في الفاتح من أكتوبر 2017. وفي المغرب، اجتهدت عناصر من الدولة وإعلاميوها في تخوين الريف وفي إبداع تعابير السب والقذف في حق الناشطين وكل سياسي أو إعلامي تعاطف مع الأجندة الاجتماعية لمطالب ساكنة مهمشة، بل في تلفيق تهم غريبة مثل تلك التي تعرض لها الزميل حميد المهداوي مدير الجريدة الرقمية «بديل» بأنه لم يبلغ عن شخص أخبره بشراء دبابات روسية لناشطي الريف. والآن لنبحث عن التقييم في تصرف وتعامل إسبانيا بشأن ما يجري في كتالونيا مع ما يجري في الريف، يمكن اختزال المغزى في نقطتين، هناك احترام المواطن الى مستوى القداسة وتطبيق آليات الديمقراطية. إسبانيا احترمت مواطنيها ولجأت إلى آليات الديمقراطية لحل هذا النزاع المعقد، بينما الدولة المغربية باعتقالاتها العشوائية طبقت مفهوم «طحن مو»، أما تطبيق آليات الديمقراطية، فذلك شيء مؤجل الى تاريخ ما أشبه بتطلع الإنسانية إلى تحقيق حلم «المدينة الفاضلة». تصرفت الحكومة المركزية في مدريد بنوع من الذكاء لاستيعاب مطالب الكتالان وتفادي تعميق الجرح. وفي المقابل، قامت الدولة المغربية، بتعميق الجرح في الريف غير عابئة بجروح الماضي، لأنها لا تدرك الخطورة التي يمكن أن تسببها مستقبلا للبلاد بمعالجتها العشواء للملف، وهي التي سبق أن عمقت بتصرفاتها نزاع الصحراء الذي يعاني منه الشعب المغربي حاليا. إن الدولة التي استأسدت على الريف ظلما كان عليها الاستئساد على الفقر والأمية والبطالة، كما تفعل الدول التي تحترم مواطنيها وتجتهد في توفير العيش الكريم لهم. كاتب مغربي من أسرة «القدس العربي» بين استقلال كتالونيا ومطالب حراك الريف المغربي د. حسين مجدوبي |
ما هي الدولة التي يريدها الأكراد؟ Posted: 30 Oct 2017 03:14 PM PDT ما هو شكل ومضمون الدولة التي يمكن أن يتم إنتاجها في إقليم كردستان لو استطاع الأكراد فعلاً الاستقلال عن العراق وتنفيذ ما انتهى إليه استفتاؤهم؟ هل من الممكن إنتاج دولة في شمال العراق أفضل من ذلك النموذج البائس في جنوب السودان؟ وهل الدولة التي يمكن أن تنتج في شمال العراق يُمكن أن تكون أفضل حالاً من الديكتاتوريات التي تزدحم بها منطقة الشرق الأوسط؟ وهل الحزب الحاكم في إقليم كردستان سيكون أفضل حالاً من حزب البعث الذي حكم العراق لعقود طويلة وانتهى بسقوط الدولة العراقية بالكامل؟ رفض ومعارضة فكرة انفصال إقليم كردستان وقيام دولة مستقلة على أراضيه مبني على أن الانفصال لا يمكن أن يحل المشاكل بقدر ما يمكن أن يؤدي إلى تأزيمها، والانفصال في ظل ظروف الفوضى غير المنطقية الراهنة في الشرق الأوسط لا يمكن أن يعني سوى مزيد من الفوضى ومزيد من الدول الفاشلة. كل المؤشرات والمعطيات التي أمامنا تُفيد بأن استقلال إقليم كردستان سوف يعني بالضرورة إنتاج دولة فاشلة جديدة في منطقة الشرق الأوسط، وسوف يؤدي إلى مزيد من المعاناة والمتاعب لسكان الإقليم، فضلاً عن أن دول الجوار لن تسمح بقيام هذه الدولة، بل بدأت دول الجوار منذ الآن مكافحة الطموح الكردي بالاستقلال وإقامة الدولة المستقلة. محاولات الأكراد الاستقلال عن العراق وبناء دولتهم بمعزل عن غابة العنف التي تبتلع العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، يعيد الى الواجهة السؤال عن الحل للأزمات التي تعيشها المنطقة، وكيفية الحفاظ على حقوق الأقليات العرقية والدينية والطائفية في المنطقة، وهل الانفصال هو الحل لهذه الأزمات؟ أم أنه سيؤدي الى مزيد من تأزيم أوضاع هذه الأقليات؟ الحقيقة أن العالم فيه الكثير من التجارب، والمنطقة العربية جربت أيضاً التقسيم، ابتداء من اتفاقية «سايكس بيكو» التي قسمت العالم العربي وأنشأت فيه مجموعة الدول التي لا تزال قائمة حتى اليوم، وانتهاء بتجربة استقلال جنوب السودان الذي أدى الى إضعاف الشمال والجنوب ولم يُنتج النموذج المنشود للاستقلال. التجارب التي شهدها العالم تؤكد على أن الحفاظ على حقوق الأقليات لا يتحقق – غالباً – بالانفصال ولا الاستقلال، وإنما يتحقق بالتحول الديمقراطي الحقيقي الذي يُنتج دولاً تقوم على أساس المساواة بين مواطنيها وتلتزم بالحفاظ على حقوقهم وحرياتهم، بعيداً عن ممارسات الفساد السياسي والمالي، وهو نموذج الدولة الحديثة في العالم الغربي، الذي استطاع أن يحفظ حقوق الجميع على اختلاف أعراقهم وأديانهم ومذاهبهم وطوائفهم. في أوروبا استمرت الحروب بين الكاثوليك والبروتستانت عقوداً طويلة، وشهدت المنطقة حروباً كثيرة أسقطت ملايين البشر، ولم تنتهِ موجة الصراع والحروب إلا بقيام الدولة الديمقراطية الحديثة، التي تقوم على أساس الحفاظ على حقوق الجميع بالتساوي، وعدم تغليب عِرق على آخر، ولا دين على آخر، ولا طائفة على أخرى. لا يحتاج العالم العربي اليوم سوى لدول ديمقراطية حديثة تضع مصالح شعوبها ومجتمعاتها في مقدمة أولوياتها، لا مصالح النخبة السياسية والاقتصادية الحاكمة على حساب المجموع. وهذه الدولة الديمقراطية هي النموذج الوحيد الذي يمكن أن يعيش فيه العرب والأكراد بحرية ومساواة وحالة من الرضى، وهو أيضاً الذي يعيش فيه المسلمون والمسيحيون ويعيش في ظله السُنة والشيعة والعلويون والأزيديون وغيرهم.. والنظام الديمقراطي هو وحده القادر على إرضاء الجميع بأن يحقق المساواة لهم جميعاً وأن يحافظ على حقوقهم جميعاً بعيداً عن القهر والحرمان والاستبداد. ما يحتاجه الأكراد اليوم ليس الانفصال عن العراق، ولا الدخول في حرب مع تركيا أو إيران، وإنما يحتاجون للعمل مع الشعب العراقي من أجل بناء دولة ديمقراطية حديثة وحرة تُحافظ على حقوق مواطنيها وتتعامل معهم بالتساوي، ويتم فيها انتخاب الحاكم بالاقتراع الحُر، وفيها تداول سلمي للسلطة لا يقتصر على طائفة دون غيرها ولا على عِرق دون غيره.. هذا هو الحل الوحيد لمشاكل العراق بكل مكوناته من العرب والأكراد والمسلمين والمسيحيين والسنة والشيعة وغيرهم. كاتب فلسطيني ما هي الدولة التي يريدها الأكراد؟ محمد عايش |
فى الذّكرى الخَمسِين لمَصْرَعِه: أضواء مثيرة على اللحظات الأخيرة من حياة غِيفَارَا Posted: 30 Oct 2017 03:14 PM PDT بمناسبة حلول الذكرى الخمسين لمصرع «تشي غيفارا» (14 حزيران/يونيو 1928 ــ 9 اكتوبر/تشرين أول 1967) في التاسع من تشرين الأوّل/اكتوبر الجاري 2017 جرت احتفالات في كلّ من الأرجنتين، مكان ولادته، وفي كوبا التي احتضنته ثورتها، وفي بوليفيا حيث لقي مصرعه. وفي هذا السياق حلّ الرئيس البوليفي (أوغو موراليس) لإحياء هذه الذكرى في المدرسة الصغيرة نفسها المتهالكة الواقعة في مدينة إيغيرا، وهو المكان الذي أَطلقَ فيه على غيفارا النار الضابط البوليفي (ماورو تيران) عام 1967، كما حضر الرئيس الكوبي (راؤول كاسترو) إلى فييّا كلارا في كوبا، حيث دُفن غيفارا بعد العثور على رفاته عام 1997، وحضرت هذه المراسيم وفود أخرى من هذه البلدان وسواها، من بينهم أبناء غيفارا الأربعة (أليدا، سيليا، كاميلو وإيرنيستو). وفي هذه المناسبة نشرت جريدة «صحافييّون في اللغة الإسبانية» (Periodistas en Español) مؤخراً استجواباً مثيراً للصّحافية والممثلة الأرجنتينية (أدريانا بيانكو) مع أحد المشاركين إلى جانب الجنود البوليفيين في إلقاء القبض على هذا المحارب الأسطوري في أدغال بوليفيا، الطبيب الذي غدا – في عُرف الكثيريين – رمزاً للكفاح، والتمردّ، والانتفاض في وجه الظلم في مختلف أنحاء المعمورة، كان مقتنعاً بضرورة نقل الكفاح المسلّح إلى مختلف مناطق وأصقاع العالم الثالث، ولهذه الغاية أسّس جماعات، وخلق حركات عصيان ومواجهة، وزرع بؤرَ حرب العصابات أو ما يعرف بـ (La Guerrilla) التي سنّها الزعيم «عبد الكريم الخطّابي» في حرب الرّيف التحرّريّة الماجدة ضدّ الإسبان، والتي انتشرت في مختلف بلدان أمريكا اللاتينية وإفريقيا، وآسيا وفي مناطق أخرى من العالم، وبتعاون مع الجيش البوليفي، ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) تمّ نصب كمين لغيفارا في بوليفيا منذ نصف قرن. خلال هذا التحقيق مع أحد رجال وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية السّابق المواطن الكوبي (فيليكس رودريغيس) حكت لنا أدريانا بيانكو في سرد مثير اللحظات الأخيرة من حياة غيفارا، على لسان واحد من أشدّ المعارضين لفيديل كاسترو، الذي كانت الحكومة الأمريكية قد أوفدته في مهام سرية خلال الغزو الأمريكي لخليج الخنازير في كوبا عام 1961، كما أُرْسِل إلى بوليفيا ليسهم في إلقاء القبض على غيفارا. كان فيليكس رودريغيس آخر واحد استجوب غيفارا، وكان بجانبه لحظة مصرعه، وهو أوّل من تحدّث عن هذا الموضوع اليوم، وأفصح عمّا دار بينه وبين غفارا. لا تطلقوا النّار إنني تشي غيفارا يحكي رودريغيس أنه عام 1967 جاءه موظف سامٍ في وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية من ميامي، ليختار اثنين من الكوبيين (كان أحدهما) للذهاب في مهمة سريّة إلى بوليفيا لإلقاء القبض على غيفارا، فوقع الاختيار عليه وعلى زميل له، فشدّ الرّحال هو وزميله إلى بوليفيا التي كان بها بعض المواطنين الكوبيين يعملون كمساعدين لوزير الداخلية البوليفي وجهاز المخابرات البوليفية، وعلى إثر وصولهما انطلقا في العمل على الفور إلى جانب القوات المسلّحة البوليفية، وطفقا يجمعان المعلومات من الأسرى الذين كانوا مُوالين لغيفارا، وبعد أن أنقذ رودريغيس حياة أحد الأسرى منحه بعض المعلومات الأساسية عن كيفية تحرّك غيفارا في الأراضي البوليفية. وعندما سألته المُستجوِبة أدريانا بيانكو عن نوعية المعلومات التي سلمها له الأسير؟ أخبرها أنه أبلغهم أنّ تشي كان يتحرّك في ثلاث مجموعات، (الطليعة، والوسط، والمجموعة الخلفية) وكانت الطليعة تتألف من 8 إلى 10 رجال، وكانوا يسيرون على مسافة كيلومتر واحد من المجموعة الوسطية التي كان يوجد بينهم غيفارا، وكانت المجموعة الخلفية تسير في المسافة الآنفة الذكر نفسها، بغاية حمايته في حالة وجود كمين منصوب له، وبذلك يكون في استطاعته التحرّك لإنقاذ حياته، عندئذ ذهب رودريغيس ليلتقي بالعقيد البوليفي سينتيرو أنايا، الذي عمل على إمداده أوائل شهر أكتوبر/تشرين الأول بالجنود النظاميين البوليفيين لمنع مرور تشي والمحاربين المرافقين له في تلك المنطقة. وأشار رودريغيس إلى: «أنهم في بداية الأمر لم يكونوا يعرفون بعد بالضبط مكان تواجده في السابع من أكتوبر، أي بيوم واحد من وقوعه في الكمين، إذ عند صبيحة 8 أكتوبر بدأت المعركة حوالي الحادية عشرة صباحاً، فجرح على إثرها تشي في قدمه اليمنى، وعلمنا أن مواطناً بوليفيا يُدعى باسمه الحربي (ويلي) واسمه الحقيقي سيمون كوباس سارابيا كان يساعده على الفرار من الكمين الذي نصب له، وعندما دنونا منه صاح تشي بصوتٍ عالٍ: «لا تطلقوا النار إنني تشي غيفارا أساوي حيّاً أكثر ممّا أساويه ميّتاً». الأسد في الأسر فى تلك اللحظة تمّ إلقاء القبض عليه رفقة ويلي، أما باقي المحاربين الذين كانوا معهما فقد سقطوا في تلك المواجهة، ونقل تشي إلى مكان يُسمّى «إيغيرا»، ووصلتنا كلمة السرّ وهي (الوالد مُتعب) التي كان مفادها أنّ تشي غيفارا قائد المحاربين وقع في الأسر، وهو جريح وحيّ. ويستكمل رودريغيس: «عمل البوليفيون في البداية على الحصول على جميع الوثائق التي كانت في حوزة تشي غيفارا، أما أنا فقد طلبت من العقيد البوليفي سينتيرو أن أرافقه في اليوم التالي عند ذهابه لرؤية تشي، والتحقيق معه، وعندما استشار رؤساءه، وافقوا على مرافقتي له لعدة اعتبارات منها، معرفته للمساعدة الثمينة التي قدمتها لهم، وماذا كان يعني ذلك بالنسبة لي، على اعتبار الضّرر الجسيم الذي سببه هذا الشخص (تشي) لبلدي، فوافقوا جميعهم على الفور. ويشير رودريغيس: «في الساعة السابعة صباحاً انطلقت بنا الطائرة الصغيرة التي لا تسع سوى لربّان الطائرة ولشخصين إضافيين فقط. وحطّت بنا في الساعة السابعة والنصف في (لا إيغيرا) حيث يوجد تشي أسيراً، ويقول: إنهم عندما دخلوا إلى المدرسة الصغيرة المتهالكة التي كان قد نقل إليها تشي أسيراً، وجدوه موثقاً من قدميْه ويديْه، وهو ملقىً ومُسجىَ على الأرض بجانب مدخل الغرفة تحت نافذة صغيرة، ووضعوا أمامه جثتين عائدتين لمحاربين كوبيين كانا في رفقته». قال العقيد سينتيرو لتشي غيفارا الذي كان ينظر إليه بإمعان: «أنت أجنبي، وقد هجمتَ على بلادي، أجبني». إلاّ أنّ تشي لم ينبس ببنت شفة، ولم يجب العقيد، عندما خرجنا من الغرفة طلب رودريغيس من الكولونيل أن يسلّمه الوثائق التي كانت مع غيفارا ليصوّرها للحكومة الأمريكية، فأمر أحد أعوانه بمنحه الوثائق التي كانت ضمنها محفظة كبيرة سميكة، تفتح من أعلى إلى أسفل، ويخبرنا رودريغيس أنه كان في داخلها دفتر مذكرات، كان قد اشتراه تشي من ألمانيا، كان مكتوباً باللغة الإسبانية، كما كانت في داخل المحفظة صور لعائلته، وبعض الكتيّبات الصغيرة لتشفير المراسلات التي كانت تُستعمل ثم يتمّ حرقها، إذ من الصعوبة تمزيقها في ما بعد، كان لديه الكثير منها بعضها كان أحمر اللون، والبعض الآخر كان أسود، كانت مجموعة منها للاستقبال وأخرى للإرسال، وكان في المحفظة بعض الأدوية لمعالجة الرّبو». ويشير رودريغيس إلى أنه بعد أن قام بتصوير تلك الوثائق دخل إلى الغرفة التي كان فيها تشي وقال له: لقد جئت لأتحدّث معك، عندئذ نظر تشي إليه شزراً، وقال له: أنا لا يستجوبني أحد، فقال له: كوماندانتي، أنا لم آتِ لأستجوبك، بل جئت لأتحدّث معك، فأنا مُعجب بك حتى إن كانت أفكارك تختلف عن أفكاري التي أظنها خاطئة، مع ذلك فأنا من المعجبين بك»، فنظر تشي إليه، وعندما وجده جاداً في كلامه، قال له: هل يمكنك أن تجعلني أجلس قليلاً، هل يمكنك ان تفكّ وثاقي؟ فنادى رودريغيس على عسكري وأمره أن يفكّ وثاقه، وجعله يجلس على كرسي مستطيل كان في الغرفة، وصار الرّجلان يتبادلان أطراف الحديث عن تحركات تشي غيفارا في بعض بلدان أمريكا اللاتينية وإفريقيا، ولكن تشي كان يتحدّث بتحفظ شديد عن مثل هذه الأمور كانت ذات حساسية مفرطة بالنسبة له وللمهام التي أنيطت به. غيفارا مات كان العميل فيليكس رودريغيس قد تلقى تعليمات محدّدة في حال وقوع تشي في الأسر، لذلك بذل قصارى جهده لإنقاذ حياته ولإحضاره للولايات المتحدة الأمريكية لاستجوابه. حاول رودريغيس بالفعل إنقاذ حياة غيفارا – حسب تصريحاته- وطلب ذلك من العقيد الذي كان برفقته، إلاّ أنّ الرئيس البوليفي كان له رأي آخر وهو تصفية غيفارا وقتله. ويشير رودريغيس إلى أنّ الرّئيس البوليفي تحاشى محاكمته لتفادي بعض المشاكل التي تعرّض لها بخصوص مواطنيْن فرنسي وأرجنتيني كانا قد وقعا في الأسر هما الآخران من قبل لمشاركتهما في حرب العصابات ضدّه في بوليفيا، وهما غير معروفين، فما بالك لو فعل ذلك مع غيفارا، وهو الذي يحظى بشهرة عالمية، عندئذ جاءت تعليمات الرئيس البوليفي وهو رينيه باريينتوس بقتل تشي غيفارا على أساس أنه جُرح وقُتل في المعركة، وصرّح رودريغيس بأنه في تلك اللحظة تأكّد له أنه فشل في إنقاذ حياة تشي، وكانت الرسالة المشفّرة التي أرسلها الرئيس البوليفي تتضمّن ثلاث إشارات: الأولى 500 وتعني تشي غيفارا، و600 تعني ميّت، و700 تعني حيّ، وكانت الرسالة التي وصلت، واضحة ( 500 – 600 ) أيّ غيفارا ميّت، وكان أمراً نهائياً لا رجعة فيه. عندئذ اتصل رودريغيس على الفور بالعقيد سينتيرو وأخبره بأنّ التعليمات قد وصلت من حكومته لقتل غيفارا، في حين كانت تعليمات الولايات المتحدة الأمريكية هي إبقاءه على قيد الحياة لاستجوابه، وقال له :»لدينا طائرات مروحية لنذهب به إلى بنما لاستجوابه». فأجابه العقيد سينتيرو لقد عملنا جنباً إلى جنب، ونشكر لك مساعدتك كثيراً.. ولكنّها تعليمات السيّد الرئيس، القائد الأعلى للقوّات المسلّحة، إنني أعرف جيداً الضّرر الذي ألحقه تشي ببلادك، وأريد أن تعطيني كلمة الرّجال، في الساعة الثانية ظهراً أريدك أن تسلّمني جثّة تشي غيفارا». وأجابه رودريغيس قائلاً: لقد حاولتُ إقناعكم، ولكن إذا لم تكن هناك تعليمات جديدة، فأنأ أعدك بتسليمك جثة تشي، ويشير رودريغيس إلى أنه قبل ذلك كانت قد التقطت له صور مع تشي غيفارا وبعض الجنود البوليفيين، وكان رودريغيس قبل ذلك يداعب تشي،ويمازحه وهو يقول له – كما يُقال للأطفال الصغار- عندما كانت تلتقط لهم صور تذكارية: «تشي أنظر إلى العصفور الصغير» في البداية كان تشي يبتسم قليلاً، ولكن عندما التقطت الصّور لنا أصبح وجهه واجماً مُمتعضاً، ويحكي رودريغيس أنه في الوقت الذي كان يتمّ التقاط الصّور حضرت سيدة وبيدها راديو مذياع ترانزيستور محمول، وكانت الأخبار تنطلق منه وتقول إنّ تشي غيفارا قد توفّي متأثّراً بجراحه خلال المعركة! غليون وحيد وثورة ستنتصر ويشير رودريغيس إلى أنه عندما سمع ذلك قال في نفسه يبدو أنّه ليس لدينا ما نفعله الآن، عندئذ دخلنا إلى المدرسة وقلت لغيفارا: كوماندانتي أنا جدّ متأسّف لقد فعلت كلّ ما في وسعي لإنقاذك، ولكن التعليمات جاءت من أعلى»، ويضيف رودريغيس قائلاً: تغيّر وجه تشي وامتقع واعتلاه لون أبيض مثل الورق، عندما سمع ذلك وتيقّن أنّ ساعته قد أزفت، إذ فهم كلّ شيء»، فقال له تشي بكل جرأة: هكذا أحسن فأنا ما كان عليّ أن أقع حيّاً أسيراً بين أيديكم، وقال لرودريغيس أريد أن أسلّم هذا الغليون لأحد الجنود البوليفيين الذي عاملني بكرامة، فسلّمه إيّاه، وطلب منه أن يبلغ رسالة إلى فيديل كاسترو، وأن يقول له»: قريباً سيرى ثورة منتصرة في أمريكا»، كما طلب منه أن يُبلغ زوجته بأن تتزوّج من جديد وأن تكون سعيدة»، كما قال للعشماوي الذي أطلق عليه النار كلمته الشهيرة: (كن هادئاً، إنّك ستقتل رجلاً). وتلك كانت آخر كلمات فاه بها تشي غيفارا، سلّم على رودريغيس وعانقه، وكان يظنّ أنه هو الذي سيطلق النارَ عليه، وعندما خرج رودريغيس من الغرفة كان هناك كثير من الجنود، وبعد ذلك دخل إلى غرفة التلغراف حوالي الواحدة والرّبع مساءً، وبعد دقائق سُمع صوت انفجار مكتوم، ثمّ حضر القبطان سيلسو توريليُو الذي سيصبح في ما بعد رئيساً لبوليفيا ودخلنا الغرفة، كان سيلسو يحمل في يده عصا، أتذكر أنه نظر بإمعان إلى تشي ووضع بها علامة الصّليب على وجهه، وقال: «هب! لقد قتلتَ لي الكثيرَ من الجنود». مسيح العهد الآتي وبعد ذلك التقطوا لتشي الصّورة الشهيرة التي يظهر فيها ميّتاً مُلتحيأ يشبه السيّد المسيح، وعيناه مفتوحتان. ويحكي رودريغيس أنهم عندما حملوا غيفارا إلى جانب الطائرة المروحية التي ستقلّ جثمانه إلى وجهة غير معروفة، جاءه جندي وقال له: إنّ راهباً يريد أن يلقي نظرة أخيرة على غيفارا، كان محرّك المروحية قد بدأ يعمل، فحضر الرّاهب بالفعل وهو راكب على ظهر بغلة، ونزل على الجانب الأيمن من المروحية، ثمّ منح البركة لجثمان غيفارا وهو يتمتم، وانصرف بدون أن ينبس ببنت شفة، وظلّ رودريغيس يفكر ويقول مع نفسه: «عجباً.. هذا الرّجل الذي كان ملحداً شاءت الأقدار أن يُبَارَك من طرف الكنيسة الكاثوليكية عند مصرعه»، ولقد ُوثّقتْ هذه اللحظة ببعض الصّور التي التقطها رودريغيس بنفسه للرّاهب وهو يبارك غيفارا. كاتب مغربي يقيم في مدريد فى الذّكرى الخَمسِين لمَصْرَعِه: أضواء مثيرة على اللحظات الأخيرة من حياة غِيفَارَا محمّد محمّد الخطّابي |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق