انقلاب إماراتي على حلفاء السعودية في اليمن Posted: 28 Jan 2018 02:27 PM PST قبل قرابة السنة من الآن ظهر الخلاف بين الإمارات والحكومة الشرعية اليمنية التي يقودها الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى العلن، وذلك مع وقوع اشتباكات في شهر شباط/فبراير المنصرم في محيط مطار عدن بعد إقالة هادي لقائد القوات المكلفة حماية المطار، المقدم صالح العميري، ونتجت عن ذلك اشتباكات بين قوات الأخير وقوات الحماية الرئاسية تدخّلت على إثرها مقاتلة إماراتية لدعم العميري، وهو ما كشف، عمليّاً، علاقة أبو ظبي بالتعيينات العسكرية، ونفوذها على شبكة من ضباط الجيش والأمن اليمنيين. تكرّر الأمر بعد شهر من ذلك حين أقال الرئيس اليمني محافظ عدن، عيدروس الزبيدي، أحد قيادات «الحراك الجنوبي»، المدعوم إماراتيا، والذي ينادي بانفصال الجنوب اليمني عن شماله، وهاني بن بريك، قائد «الحزام الأمني» وهي قوة تشكلت أيضاً بدعم وتمويل إماراتي، وهو من القيادات السلفية، ومن تيار تستخدمه الإمارات لمواجهة نفوذ حزب «التجمع اليمني للإصلاح» (الإخوان المسلمون اليمنيون)، وإثر ذلك نظّم «الحراك الجنوبي» مظاهرة احتجاج صدر عنها ما سمي بـ»إعلان عدن» الذي يفوض الزبيدي تشكيل مجلس سياسي لإدارة المحافظات الجنوبية، الذي قام بعد شهر من ذلك بتشكيل مجلس انتقالي لإدارة شؤون الجنوب. رئيس الحكومة اليمنية أحمد بن دغر الذي توقع في مقال له بعنوان «قبل فوات الأوان» قبل عام من الآن إن عدن «إما أن تكون بداية لمعالجة المشكلات، أو بداية لهزيمة سوف تكبر مع الأيام» اعترف أمس بأن ما حصل هو «انقلاب»، وبذلك تكون الخطة الإماراتية قد استكملت حلقاتها أمس مع سيطرة الموالين لها على مقر الحكومة المعترف بها، محاصرة بذلك الحكومة الشرعية بين فكّي الانفصاليين في الجنوب، والحوثيين في الشمال. غير أن التساؤل الكبير الذي ما برح يتردد منذ انكشاف الدور العسكري ـ الأمني الإماراتي الواضح في اليمن هو كيف تبرر أبو ظبي عملها على تهشيم الحكومة الشرعية التي يُفترض أن «التحالف العربي»، الذي تقوده السعودية، يقدّم الدعم لها ويعمل على تمكينها من الانتصار على أعدائها. السؤال الآخر الذي يطرحه اليمنيون أنفسهم هو: إذا كان دعم الإمارات للتمرّد الجنوبي يصبّ، بالضرورة، في مصلحة الحوثيين، ألا يعني ذلك أنه يصبّ في مصلحة إيران، التي تزعم أبو ظبي أنها تقاتل نفوذها في اليمن؟ ثم إذا كان حلفاء هادي، الافتراضيون، لا يستطيعون حماية شرعيته، فكيف لهم ادعاء أنهم يحاربون لحماية الشعب اليمني ومصالحه؟ التفسير الرائج لتخبّط الموقف السعودي في الدفاع عن حلفائه في اليمن هو الانشغال بعملية توريث عرش المملكة لوليّ العهد محمد بن سلمان، ولكن الحقيقة أن عملية التوريث نفسها، وما نتج عنها من تركيز مطلق للسلطات السياسية والعسكرية والمالية بيد وليّ العهد، لا تقلّ تخبّطا وخطورة من سياسة المملكة في اليمن، والأمر ينسحب على سياسات السعودية تجاه قطر، والأزمة السورية، ومصر وفلسطين والأردن ولبنان الخ… وبالتالي فلا يمكن فصل ما يجري في الداخل السعودي عن الخارج، فالأخطاء الاستراتيجية في داخل السعودية تستتبع وتتكامل مع الأخطاء الاستراتيجية خارجها. أعان الله اليمن! انقلاب إماراتي على حلفاء السعودية في اليمن رأي القدس |
أرواح سليم بركات الهندسية Posted: 28 Jan 2018 02:26 PM PST بمبادرة كريمة من الصديق الروائي والمترجم المصري محمود حسني، وحماس مماثل من الصديق الشاعر المصري جرجس شكري؛ صدرت مؤخرا، في القاهرة، عن الهيئة العامة لقصور الثقافة ــ سلسلة روائع الأدب العربي، طبعة ثانية من رواية سليم بركات «أرواح هندسية»؛ وكانت الطبعة الأولى قد صدرت في بيروت، سنة 1987، عن دار الكلمة للنشر. يومذاك، كان بركات قد أصدر أربعة أعمال خارج نطاق الشعر: يوميات «كنيسة المحارب»، 1976؛ و«الجندب الحديدي»، سيرة الطفولة، 1980؛ و«هاته عاليا؛ هات النفير على آخره»، سيرة الصبا، 1982؛ ورواية «فقهاء الظلام»، 1985. في الشعر، كان قد نشر ستة مجموعات، أوّلها «كلّ داخل سيهتف لأجلي، وكلّ خارج أيضا»، 1973؛ التي ضمّت قصيدته الفاتنة الرائدة «دينوكا بريفا، تعالي إلى طعنة هادئة»، في مستهلها الصاعق والأخاذ: «عندما تنحدر قطعان الذئاب من الشمال وهي تجرّ مؤخراتها فوق الثلج وتعوي فتشتعل الحظائر المقفلة، وحناجر الكلاب، أسمع حشرجة دينوكا. في حقول البطيخ الأحمر، المحيطة بالقرية، كانت السماء تتناثر كاشفة عن فراغ مسقوف بخيوط العناكب وقبعات الدرك، حيث تخرج دينوكا عارية تسوق قطيعا من بنات آوى إلى جهة أخرى خالية من الشظايا». وبافتراض أنّ أعمال اليوميات والسيرة مثّلت مسمياتها الأنواعية، فإنّ «أرواح هندسية» لم تكن الرواية الثانية، فحسب؛ بل لعلها أطلقت ما سأعتبره شخصيا طور الوئام و/ أو الصدام، بين المشروع الشعري والمشروع الروائي. وبركات شاعر أوّلا، في ظنّي، ولكنّ أعماله الروائية تفوّقت، بالمعنى الكمّي حتى الساعة، على أعماله الشعرية (20 مجموعة شعرية مقابل 22 رواية). وهذا تطوّر بات يستأثر بالكثير من طاقات بركات الإبداعية، ويستحوذ على ترسانة اللغة التي تميّز بها الشاعر على الدوام؛ حتى أنّ روايته الأخيرة، «زئير الظلال في حدائق زنوبيا»، تعكس نزوعا إلى «ترويض» الفصاحة العالية، الشعرية والشاعرية، لصالح نثر أكثر طواعية أمام مقتضيات السرد والقصّ. «أرواح هندسية» بدَتْ أقرب إلى «فقهاء الظلام»، من حيث تشييدها لعمارة فانتازية ومنطق خاصّ يسوّغ تأرجح الخيال ضمن صياغات انفلات حرّ (في المظهر فقط، لأنها في العمق مقيّدة بقوانين صارمة في الجوهر) بين المشهد التسجيلي والأجواء السحرية. لكنها امتازت بسمة خاصة، سوف ننتظر طويلا حتى نشهد انحسارها عن روايات بركات؛ أي الخروج من عوالم منطقة «الجزيرة» السورية، وسرديات وشخوص وطقوس وأساطير الكرد إجمالا. وبقدر ما يبدو مكان الرواية غير المصرّح به (بيروت)، وزمانها غير المبيّن (الحرب اللبنانية ونهايات الاجتياح الاسرائيلي 1982، وخروج الفصائل الفلسطينية)، مسلّما بهما معا، بفضيلة الدلالات العديدة الصريحة؛ فإنّ اقتفاء المطابقات بين شخوص الرواية، وما يمكن أن تمثّله في الواقع الفعلي لن يخرج عن إطار التمرين الذهني الذي لا يجدي كثيرا، خصوصا إذا ما قُورن بحجم مزالقه؛ وهذا إنجاز يميّز الرواية، في كلّ حال. الصلات منعقدة، بذكاء سردي بالغ، بين المدينة الكونية، الجاثمة بكلّ ثقلها على مناخات الرواية، حلقة جهنمية تنتظم في سلسلة متتابعة من وقائع خراب شامل قابل للحدوث هنا أو هناك، بمعظم عناصره أو بشرطه العبثي الجوهري أساسا؛ والمدينة إياها، بوصفها مزجا متأنيّا لجملة معاني الموت في حاضرة معاصرة واضحة المعالم، ومكسوّة بلحم الحياة اليومية وبساطة/ رهبة الوقائع. بذلك ينجح بركات في إغلاق الهوّة الفاصلة بين مشهد تسجيلي بات مألوفا، ويرخي ظلاله الثقيلة على وجدان القارئ (بيروت الحرب والخراب)؛ وبين «توليف» فنّي للمشهد التسجيلي ذاته وقد تضاعفت فيه صُوَر المدينة، حتى بات من النافل إعادتها إلى مساحة الواقع الذي انتُزعت منه. بعض اللعبة الفانتازية يكمن في أنّ بركات يلجأ إلى انتفاء، محسوب، لتناغم كان يجمع عددا من العناصر غير المتجانسة أصلا؛ فيقوم بذلك بتفريقها وفق أبجدية تصارع وتنازع، ولكن داخل منظومة الواقعة ذاتها. عمارة «أبي كير»، بيروت كما يُظنّ، انهارت بسبب حيلة في أساساتها أوّلا؛ غير أن «أ. دهر»، المحارب الذي سيرحل، يستبق الانهيار فيدخل في مرآته ليخرج من مرآة أخرى؛ يرافقه رهط من محاربين/ أرواح لامرئيين/ كائنات هندسية. إلى أين وجهة هؤلاء؟ إلى «مدى حديدي» يقودهم نحو المنفى. ثم ماذا؟ سيستقرّ بهم المقام في عمارة «أبي كير» جديدة/ قديمة، ولسوف تنهار هذه أيضا لحيلة في أساساتها، ولعلّهم سيخرجون من مرآة ثالثة إلى منفى جديد… ويكتب بركات، في السطور الأخيرة من الرواية: «وهكذا، أيضا، في الليل البهيم الذي أقلّ سفن المحاربين إلى الجهة الغربية من البحر، إثر المواثيق الدولية الممتهَنة في تدبير خسارة لمن لا يملكون خسارة أرض أو جديد، كان في مستطاع «أ. دهر» أن يلقي بنظرات، وسط الكثافة الرمادية لفضاء البحر، على السفن الخشبية تلك، بقلوعها العالية، وأشرعتها المنشورة في مهبٍّ رحيم، مبتسما وهو يشعل لفافة رطبة: ـ لا بأس. سنصل معا». هذا هو صوت السارد الناقل للمشهد، الذي لا يكتفي بدور دور الراوي كلّي الحضور، بل ينازع الكائنات اللامرئية في توكيل كلّ منها بآدمي واحد؛ ويتولى اقتيادنا، نحن القراء، في مجاهيل عمل روائي بديع. أرواح سليم بركات الهندسية صبحي حديدي |
مونودراما مصرية… «نموت.. نموت.. ويحيا الريس» وفي الأردن حزب «المسخمين» يرد: «كاز» في زجاجة بيبسي وطبخة من أرجل الدجاج Posted: 28 Jan 2018 02:26 PM PST قد تكون مجرد مصادفة محض… بعد أقل من 24 ساعة على مشاهدة الأردنيين رئيس وزرائهم الدكتور هاني الملقي ينفي وجود «مسخمين» في البلد، انتصر الملك للمسخمين وأمر بالتراجع عن ضريبة الدواء. تلفزيون «الحقيقة الدُّولية» تناول بتوسع المشهد والموضوع. المشهد بدا سيرياليا تمامًا..عضو في البرلمان يطارد رئيس الحكومة تحت القبة يحاول اقناعه بنعومة على هيئة «رجاء» أن ينظر بعين العطف للمواطنين «المسخمين»، الذين أهلكتهم الأسعار ويتراجع عن رفع ضريبة على الدواء. الرجل الرئيس عبر الطريق تاركًا وراءه «ممثل الشعب»، وقال في عبارة تهكمية تماما: «لا يوجد مسخمين في البلد» والمواطن يستطيع الحصول على العلاج من وزارة الصحة. طبعًا؛ تعرف الحكومة أن أكثر من ثلث الأدوية لمرضى القطاع العام يُطلب من الناس شراؤها من السوق. وتعرف أن «آلو» الساحرة عبر الهاتف الخلوي، التي تضمن له دومًا ثقة البرلمان، هي التي تدفع نائبًا منتخبًا لمطاردة رئيس وزراء غير منتخب كالتلميذ، راجيًا إياه الرحمة بالناس. لو أدرك رئيس الحكومة أن النائب، الذي يتوسّله لمصلحة الناس يَعرف أن الدستور يسمح له باستجواب رئيس الحكومة وحجب الثقة عنه، لوقف قليلا وأظهر قدرًا من الاحتـرام لشـرائح المسـخمين. كاميرا تلفزيون الحكومة كالعادة لا تعليق على مثل هـذه الأحـداث. لكن نفي وجود «مسخمين» بمعنى «فقراء مسحوقين» في المملكة مستفز للغاية، رغم أنهم الحزب الأكبر وسط الجماهير، وسؤالنا لرئيس الوزراء شخصيًا: ماذا تُسمي من يحمل زجاجة بيبسي ويطلب من محطة وقود تعبئتها؟ هل المرأة التي تطبخ لعائلتها أرجل الدجاج من فئة السخام أم الرخام؟ رأيت بعيني مثل هذه المشاهد وأكثر، وبعد «إصلاحات» الحكومة الأخيرة نحمد الله أن الحكومة تنجح في ضم أبناء الطبقة الوسطى بالتدريج، وبصفة جماعية للفئات المسخمة، التي تشكل أصلا الأغلبية. نقاش أردني على «بي بي سي» أصر شريكي في حوار أدارته «بي بي سي» الزميل سلطان حطاب على عدم وجود «أية جرعة سياسية» في قرار إحالة ثلاثة أمراء إلى التقاعد من الجيش. حسنًا.. ماذا نسمي ربط النص الملكي للقرار ببرنامج «إعادة هيكلة القوات المسلحة»؟ ماذا نسمي رسالة الملك التي يقول فيها ضمنيا لشعبه..«بدأت الهيكلة الجديدة بعائلتي»؟ سأتحدث بصراحة أكثر من تلك التي ظهرت في تقريري الصحافي عن الموضوع. إعادة الهيكلة معناها كما أفهمه ترشيق العدد وتطوير العدة وإحالات واسعة على التقاعد، والآلاف، ومن جميع المؤسسات قد ينضمون إلى عناوين البِطالة، مع ميزة إضافية عن غيرهم، حيث راتب تقاعدي بطبيعة الحال لا يكفي شيئا وتأمين صحي. وتعني «خبرات» من أوفى الأردنيين وأطهرهم في السوق تزاحم وتنافس، والمزيد من الوجاهات، التي تبحث عن «دور وحصة». وقد تعني في مرحلة لاحقة «عتاب مر» للناس على الدولة وعودة للمرة الأولى إلى قواعد التعيين بالاحتراف والكفاءة.. تلك في أبسط أحوالها مستجدات سياسية محلية.. أليس كذلك «يا متعلمين يا بتوع المدارس»؟! مونودراما انتخابية عبثًا حاول مذيع نشرة الأخبار الزميل في «الجزيرة» إظهار أي قدر من السخرية المُرّة وهو يُعلّق على صورة متكررة للجنرال سامي عنان بهيئة رجل رومانسي يصدق «الكذبة» ويرتدي بدلة أنيقة ويعلن وسط بعض الأنصار ترشحه لانتخابات الرئاسة. عنان اليوم مثل شعلة شمعة انطفأت وساحت بلا عودة، وعبر من «الماسورة السياسية» نفسها، التي عبرها الجنرال أحمد شفيق، حيث إنضمّا معًا ورئيس الشرعية السجين محمد مرسي إلى متحف التراث الديمقراطي على الطريقة المصرية، مع فارق أن الأخير بين القضبان وزميليه قبل حتى ملامسة شفايف الانتخابات يقبعان اليوم في سجن أوسع قليلا. لا نعرف موقف النقيب الشهير أشرف الخولي من هذا «الزحام» الذي يقتصر على رجل واحد في مربع انتخابات الرئاسة المصرية.. الرجل – ونقصد العم أشرف – على الأرجح لم يكرر الاتصال مع الفنانة يُسرا حتى لا تُسجل صوته مجددا فضائية «مكملين»، التي لا تفعل بدورها شيئًا محددًا سوى بث تلك التسجيلات، التي تأتيها على الأرجح من «جهة عميقة» داخل عـرض الرجـل الواحـد في مصـر. هي مونودراما سياسية على طريقة عادل إمام في مسرحية «الزعيم» حيث «فخامته» يتحدث وحده عن نفسه مع «صدى» جماهير تصفق ولا تظهر في الكادر. الزعيم الضرورة في طريقه للحسم بالتزكية… هذا توافق وطني عز نظيره في مصر العزيزة… حتى عظام ديكتاتور سورية الراحل حافظ الأسد الحاصل على اقتراع «99 %» تحركت في قبره وهي تقول: له «معقول؟.. يا راجل»! المشهد يمثل الحقيقة كما هي بلا رتوش ولا مبرر لإنفاق بضعة ملايين من الجنيهات على انتخابات صورية وها نحن نهتف مع الهاتفين: «نموت.. نموت.. ويحيا الريس» أما مصر فبإمكانها مثل القدس أن تحيا في وقت آخر. مدير مكتب «القدس العربي» في عمان مونودراما مصرية… «نموت.. نموت.. ويحيا الريس» وفي الأردن حزب «المسخمين» يرد: «كاز» في زجاجة بيبسي وطبخة من أرجل الدجاج بسام البدارين |
سامي عنان: فصل جديد من «مصر مجتمعا عسكريا» Posted: 28 Jan 2018 02:26 PM PST يختلف تدبير إعتقال الرئيس الأسبق لأركان حرب القوات المسلّحة المصريّة الفريق سامي عنان بعد إبرازه نيّة الترشّح إلى الإنتخابات الرئاسية، وبتهمة العزم على هذا الترشّح دون مواربة، عن الوقائع «الطريفة» في مكان آخر، التي دفعت إلى ثني رئيس الوزراء الأسبق أحمد شفيق عن الترشّح، بعد تكلّفه عناء «الشوشرة»، بسفره من الإمارات التي كان شبه منفي فيها، والتي عرقلت عودته «إراحة» للسيسي، ثم تبيّن أنّها كانت عملياً تريد إبعاد شفيق عن دائرة المتاعب. يختلف مآل كلّ من الترشيحين، ولو أنّ النتيجة الإجمالية هي خوض عبد الفتاح السيسي الانتخابات الرئاسية مع خياله. فعلى الرغم من أن المرشّحين المحظورَين صعد كلاهما من العسكر، وأنّ شفيق رأس سابقاً أركان القوات الجوية، وشغل هذا المنصب لأطول مدة، إلا أنّه اكتسب «طابعاً مدنياً» مع الوقت، لا سيّما عند خوضه الانتخابات الرئاسية الحرّة الوحيدة واليتيمة بالاقتراع العام في تاريخ العرب الحديث، وتأهله إلى دور الإعادة في مواجهة المرشّح الذي ربحها، والمطاح به بمزدوجة انتفاضة شعبية وانقلاب عسكريّ بعد عام، الدكتور محمد مرسي. أمّا عنان فطابعه المدني محدود قياساً بشفيق، بل تهمته أنّه ما زال في الجيش، وعمره 69 عاماً اليوم، كضابط فار من تمارين الجندية إلى «اللهو» في الانتخابات. هذا «المذكور» كما وصفه بيان القوات المسلّحة لحظة اعتقاله تهمّته أكبر: «الوقيعة» بين هذه القوات وبين «شعب مصر العظيم» وفقاً لنص البيان. والمقصود هنا الوقيعة داخل القوات المسلّحة، وانقسام الجيش بين مرشّحين. في تموز 2013 أشاعت القوات المسلّحة أنّها تدخلت للإطاحة بمحمد مرسي كي لا تحدث وقيعة بين فئتي الشعب، المناهضة والمؤيدة له، قبل أن تنقض في ميداني رابعة والنهضة على الفئة الثانية. أما في مطلع هذا العام، فالقوات المسلّحة توجّه التهمة للمرشّح عنان بأنّه كان ينوي الإيقاع بينها وبين الشعب، وأنّه ما زال عضواً فيها كقوات مسلّحة ولا يحقّ التصرّف على كيفه، وهي تعتقله كإجراء عسكريّ روتينيّ يتعلّق بشؤون العسكر الداخلية والتراتبية، وليس على المهتمين بالفصل بين ما هو عسكري وما هو مدني حشر أنوفهم فيه. بهذا المعنى، يكون اعتقال عنان، وفرض الإقامة الجبرية من بعد المنفى على شفيق، شكلا من أشكال تثبيت الفصل بين ما هو عسكري وبين ما هو مدني. أي أنّه، إذا وضعنا أنفسنا مكان السيسي وما يمثّله، لن تكون المسألة بطشاً بمرشحين رغبة في الاستفراد بالسلطة، وتقويض أي شبهة ديمقراطية في الرئاسيات القادمة، بل لأنّ هؤلاء المرشّحين بالذات، وخصوصاً عنان، يمثّلان «تشويشاً» غير جائز على الجيش، ويحاولان نقل المعركة الانتخابية من خارج الثكنات إلى داخلها، فلزم بالتالي حسم هذه المعركة الانتخابية «داخل الثكنات» سريعاً، بالتي هي أحسن. نحن هنا أمام مآل من مآلات مقولة «مصر، مجتمعاً عسكرياً». عام 1962، أصدر المفكر المصريّ أنور عبد الملك كتاباً بالفرنسية تحت عنوان «مصر. مجتمعاً عسكرياً». ترجم هذا الكتاب لأكثر من لغة. بقي العنوان على حاله في الترجمة الإنكليزية، مع عنوان تحتي تفسيريّ يوضح أكثر اليوم محاور الكتاب: «النظام العسكري، واليسار، والتغيير الاجتماعية في ظل عبد الناصر». لم يكن مقدّراً في المقابل، الحفاظ على عنوان «المجتمع العسكريّ» في الترجمة العربية، التي اختارت للكتاب عنوان «الجيش المصري والمجتمع». والحق أنّ الكتاب المرجعيّ، لم يطوّر بالفعل نظرية عن «المجتمع العسكري» بقدر ما تناول تلك الفئة من العسكر الشاب، الآتي من البرجوازية الصغيرة، كفئة قائمة على مجموعة تناقضات ومفارقات، منها أنّها استولت على الحكم بذهنية تفادي الثورة الشعبية، أو من زاوية نظر أخرى، لأنّ هذه الثورة الشعبية تأخّرت. في الحالتين، فإن ثورة «النخبة العسكرية» القادمة من وسط شعبي لم تتطور كثورة إسناد أو فتح مجال للثورة الشعبية، لكنها احتاجت في الوقت نفسه إلى مساندة الطبقات الشعبية لها، دون أن تتقلّص الهوة التي تفصلها كنخبة عسكرية استولت على السلطة عن عموم الناس. رغم حيوية أفكار عبد الملك وقتها، وغموض أفكار ومعالجات عديدة في الكتاب أو تقادم عدّتها، ورغم أنّ الكتاب ابن حقبته، وصدر لتقييم العشرية الأولى بعد 23 يوليو، وبإهداء لشهدي عطية الشافعي، المثقف الشيوعي الذي سقط شهيداً في معتقلات النظام، فإنّ إشكاليته الأساسية، الموجودة في عنوانه، إشكالية «المجتمع العسكريّ» كليّة الراهنية: فالمجتمع العسكريّ هنا لم يعد شكلاً غامضاً لتوصيف العلاقة بين تلك النخبة العسكرية الثورية البرجوازية الصغيرة التي استولت على السلطة، والتي لم تتعرّف على نفسها في أي من طبقات المجتمع بحدّ ذاتها، وحاولت في نفس الوقت ردم الهوة بينها وبين الشعب ككل، وأبقت على هذه الهوة بما أنّها تسعى إلى تفادي «الجدلية الاجتماعية» لاستعادة مصطلحات عبد الملك. المجتمع العسكري هنا هو الذي يتشكّل من العسكريين والعسكريين «السابقين – المستحيل أن يصيروا سابقين».. وهؤلاء «مدنيون بتفاوت». فعبد الفتاح السيسي هو «مدني» بشكل من الأشكال ما دام انتقل من قيادة الجيش إلى رئاسة الجمهورية، لكنه لن يبقى رئيساً للجمهورية لحظة واحدة إن حاول أن يتمّم حركة الانتقال هذه ويصير بالفعل «عسكرياً سابقاً». أساساً، مشكلة هذا «المجتمع العسكري» مع حسني مبارك بدأت يوم لم يفهم الأخير أنّ الجيش لا يتعرّف على جمال مبارك «ابن الضابط» كضابط من نوع آخر، وأنّه بهذا المعنى مختلف اختلافاً عميقاً عن حالة الجيش السوري، الذي لم يجد صعوبة حقيقية لـ»سيامة» بشار الأسد عسكرياً، وترفيعه كل الرتب بشكل متسارع بعد وفاة والده، حتى رتبة فريق. طريقة نظر أصحاب القرار في العسكر المصريّ للأمور هي إلى حد كبير «صحيحة» فيما يتعلّق بسامي عنان. فهو من ناحية، مرشّح بات مدنياً، لكن خطورته على السيسي نبعت من كونه مرشحاً عسكرياً أيضاً، وليس «عسكرياً سابقاً» تماماً. وجد أصحاب القرار في العسكر إذاً أنّ وحدة «المجتمع العسكري» تمرّ من خلال اعتقال «المذكور». ليس بديهياً مع ذلك، أن يجد أصحاب القرار، وخصوصاً بعد اعتقال عنان، أنّ وحدة هذا المجتمع يؤمنها عبد الفتاح السيسي، أو أقلّه ليس بديهياً التعامل مع ظاهرة السيسي كظاهرة «تجسيدية» لوحدة هذا المجتمع. منذ سنوات، ينجح السيسي في تفادي أن تتحول علاقته مع باقي العسكر إلى ثنائية «سيسي والعسكر»، بمعنى أنه ليس هناك فصل بين الطرفين. لجوء النظام إلى اعتقال مرشحين بتهمة أنهما «غير مدنيين كفاية» كي يسمح لهما بأن تكون إرادتهما السياسية حرّة متفلتة من انضباط الجهاز، يعني أيضاً، نوعاً من ترسيم حدود، ولو طفيف في البداية، ولو افتراضي، بين كيان يدعى الجيش، وبين من يتولى رئاسة الدولة. فصول المجتمع العسكريّ الأكثر مشهدية لم تبدأ بعد. ٭ كاتب لبناني سامي عنان: فصل جديد من «مصر مجتمعا عسكريا» وسام سعادة |
ما يريده الأدباء Posted: 28 Jan 2018 02:25 PM PST منذ فترة قليلة، رحل الكاتب المصري صبري موسى، صاحب رواية «فساد الأمكنة»، الممتعة، الغريبة في أحداثها، التي تدور في بيئة لم تكن مكتشفة، ولا تزال غامضة إلى الآن، رغم بلاغة نصه، والسياحة المعرفية التي وفرها للقارئ هناك في جبل الدرهيب، بجانب عنصر الحكي والشخصيات. أيضا كتب صبري رواية «حادث النص متر» و«السيد من حقل السبانخ» التي هي بمثابة خيال أدبي، وتبدو نواة لما كتب بعدها في أدب الخيال. رحل صبري موسى، بعد أن عاش عمرا جيدا، وكتب تجربة جيدة، وفقط لم يكن منتظما في الكتابة، بمعنى أنه لم يكتب باستمرار، ويترك مكتبة كبيرة من المؤلفات مثلما فعل نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس، ويوسف إدريس، وإن كانت أعماله القليلة، تعد علامات بارزة في الكتابة العربية، ولا أظنه كان يحتاج لمشروع كبير من أجل أن تتبلور طريقته الخاصة المدهشة، والموضوع في النهاية أشبه بإنجاب الأطفال، هناك من ينجب أطفالا كثيرين، ولا تجد فيهم نخوة، ومن ينجب طفلا أو طفلين، يحملان صفات الفخر كلها. لقد رحل صبري موسى، وكتب كثيرون عبارات العزاء والترحم، وبتنا جميعا نستذكر أعماله التي قرأناها في فترة من الفترات، وفينا من أعاد قراءتها مرات عدة، وجاء آخرون يتحدثون عن تذكر الناس للأديب بعد أن يرحل، بينما يكون موجودا بينهم طوال عمره، ولا يسعى للاحتفاء به أحد. إنها واحدة من القراءات المألوفة التي تأتي مباشرة بعد رحيل الأديب: لوم القراء والمثقفين لأنهم أهملوا المبدع حين كان يتنفس بينهم، لوم السلطات لأنها لم تكرم من مات، حين كان ممتلئا بالحياة، وقد يسعد بالتكريم، وهكذا، يتجول المغص بين الرثاء، ولوم الراثين، ولا يحصل الأديب الميت على أي إضافة أو إنعاش يعيده إلى حياة انتهت برحيله عنها. حقيقة أعتبر الكتابة الإبداعية مشروعا اختياريا، أي أن الذي يجلس ليكتب شعرا أو قصة أو رواية أو مسرحا، وينشر أو يعرض ما كتب على الآخرين، يعي تماما، أنه يستخدم وقته الخاص، وما لمّه من معارف من هنا وهناك، وأيضا أعصابه، إن كان من الذين يتوترون ساعة إنجاز الكتابة، يقول كثيرون، إنها موهبة يولد بها الإنسان ولا حيلة له فيها، وتقول النظريات الحديثة، إن الكتابة فيها موهبة يطورها البعض بالقراءة المتواصلة، وفيها أيضا صنعة يتعلمها البعض من التدريب والمحاولات المستمرة، حتى تصبح جزءا من الفعل اليومي، وهذا ما أعتقد فيه شخصيا، ويدعم ذلك أن كتابا كثيرين، لم يبدأوا فعل الكتابة إلا بعد أن شاخوا، أو تقاعدوا من وظائف دنيوية كانوا يشغلونها ويتقاضون عنها رواتب أعانتهم على الحياة، وهناك من حصل على جوائز من عمل روائي كتب بعد الستين، وكنت التقيت بأحد الذين نالوا جائزة عن رواية، كانت بمثابة سيرة حياة له، كتبها بخيرها وشرها، ولم يكن حتى وقت قريب قد عرف معنى الرواية أو شارك في أي نشاط يخصها، وحتى قراءاته في هذا المجال، كانت تلقائية، ومن أجل المتعة، وتزجية الوقت وليس الانتباه إلى تقنية، أو مطاردة مواقف أو جمل إبداعية داخل النص، ومحاولة كتابة ما يماثلها، ومثل هؤلاء قطعا كانوا سيكتبون صغارا جدا لو أن في الأمر موهبة، ليس ثمة طريقة لمقاومتها. والذي يتابع كثيرا من الكتاب اللامعين الآن، سيجد من تعرف على الكتابة الإبداعية بعد سن الثلاثين أو الأربعين، وأيضا لم يكن واعيا بوجود إبداع مكتوب قبل ذلك. إذن المبدع، يسير في الطريق الذي يظن بأنه الطريق المعبد لخطواته، وقد يتحمل كثيرا من الحفر والنتوءات، من أجل أن يجد كتابه منشورا في دار نشر محترمة لم تنتزع منه جزءا من قوت أبنائه، وقطعا يسعده تعليق جيد، يصف كتابه بالمتميز والجميل، ويحبطه تعليق فج، يصف كتابه بالرديء، ودائما لا يوجد كسب مادي في أي حالة من الحالات، وأزعم أنه لا يوجد أي تطلع من المبدع صاحب خيار الكتابة، لأن تكرمه الدولة التي ينتمي إليها، وتمنحه الأوسمة، أو تنتقيه المحافل الدولية، وتناديه كل ما كانت ثمة فعالية تهتم بمجاله، ستقام. هو يكتب بطموح أن يعجب نتاجه القراء، وفي البداية أن تزهو معنوياته الخاصة بكتابته، ولا شيء آخر. وعلى الرغم من ذلك هناك من يحصل على التكريم والأوسمة والجوائز التي تسعى لتأطير الإبداع، ومعظم الدول العربية لديها ما يسمى بالجوائز التشجيعية والتقديرية، وجوائز التفوق، وهي تمنح لمن تقرر اللجان الموضوعة لها، أنه يستحقها، وأعتقد أن صبري موسى، حصل على بعض هذه الجوائز التي تكرم إبداعه، إن لم أكن مخطئا، فأنا في العادة أهتم بما ينتجه الكاتب، بعيدا عن سيرة حياته. وفي موضوع سيرة الحياة، أو السيرة الإنسانية للمبدعين يوجد كثير من النقاط التي طالما أحب أن تكون معتمة، حتى لا يؤثر ذلك على تلقي الإبداع، ودائما ترهقني رسائل من قراء تعرفوا على بعض ما كتبت، تسأل عن سيرة عائلتي، وكم عدد أفرادها، إن كنت متزوجا أم لا؟ وإن كان هناك من يقرأ أو يكتب غيري في تلك العائلة، وأرد بأن الحياة خيارات، والشقاء الكتابي اختيار كما ذكرت، ولا شيء يورث من هذه الأشياء، إلا نادرا. هناك أشياء بسيطة جدا لا يسعى إليها المبدع الحقيقي أيضا، رغم أنه قد يكون قدم كثيرا، وغطى بإبداعه الدنيا، مثل أن يسمى شارع صغير باسمه، أو يطلق على ساحة خضراء في بلده اسمه أو اسم إحدى رواياته المهمة، هكذا، إنها أشياء عادية لكنها شديدة التوهج إن حدثت لأحد، ولن يكون عدم حدوثها شرخا، في أي حال من الأحوال. نحن نودع برحيل الكاتب صبري موسى، كاتبا متميزا بالفعل، وفي الوقت نفسه نجد بدون أن نحس أننا استقبلنا عشرات الكــــتاب الجدد، الذين سيتجدد بهم الإبداع مؤكدا، وسيتولون السير في السكة التي أشددد بأنها اختيارية، وليست إجبارا في أي حال من الأحوال. ٭ كاتب سوداني ما يريده الأدباء أمير تاج السر |
موت القناعات Posted: 28 Jan 2018 02:25 PM PST لفت نظري تعليق من بين التعليقات التي يتركها متابعو مقالاتي، على أن تشجيع الرواية في العالم العربي يخفي أهدافا مخابراتية، بتجنيد الكتّاب العرب من جهات أوروبية بدون دراية منهم، ليقدموا تقارير عن الفرد العربي «العظيم» وتحديد نقاط ضعفه وقوته لاستغلالها والسيطرة عليه. فكرة التجنيد هذه تعيدنا إلى دعوات مقاطعة الغرب في فنونه ومنتجاته، لنحمي أنفسنا من الغزو الفكري والاقتصادي، فنبقي على «نقاء» أفكارنا ونحمي حدودنا من الانهيار بالتالي إغلاق الأبواب أمام أي مستعمر تسول له نفسه استعمارنا من جديد. أليس هذا ضربا من التحجج لنبقى في الجحر الذي نتوهّم أنه آمن؟ فهل يختلف الإنسان العربي عن غيره في تركيبته العضوية والفيزيولوجية والنفسية؟ ألسنا نصاب بالأمراض نفسها ونتعالج بالأدوية نفسها، ونتصرف بالطريقة نفسها تجاه بعضنا بعضا حتى تصقلنا التجارب أو تكسرنا. فقديما قيل «جوّع الفأر فيصبح عنيفا، واحرمه من الجنس فيتحول إلى وحش». أما التجارب العلمية فقد أثبتت ما هو أكثر غرابة، فالفئران تدمن على السكر أكثر من إدمانها على الكوكايين، والإنسان لا يختلف عن فئران الكون في شيء، فهو الآخر مدمن سكر أكثر من إدمانه على الكوكايين وأنواع المخدرات الأخرى، لقد وضع هذا البشري في مختبر وأُخضِع لشتى التجارب، وكانت النتائج علمية ودقيقة ومفيدة أكثر مما هي عليه في الأدب. الإنسان نفسه هنا وهناك يا صديقي، لكن الظروف هي التي تجعله على ما هو عليه، أما الدول التي يسيل لعابها للاستحواذ على خيراتنا فليست بحاجة لقراءة ركام أدبنا، لتفهم طبعنا، فمنذ القدم كانت الجوسسة الرسمية أكثر نجاعة في سلك هذه الطرق الصعبة لبلوغ الأهداف المرجوة، وكانت التقارير العلمية التي تخرج من مختبرات جامعاتهم، تجعلهم يفهموننا بدون بذل مجهود إضافي بقراءة رواياتنا. ما يزعج الغرب حقا هو هذه « القعدة» الطويلة للمتسول العربي فوق جبل الذهب المدفون في أرضه، فلا هو يخرجه ولا هو يسمح لغيره بإخراجه… ولهذا بالنسبة للغرب فإن إزاحة هذا العربي الغبي عن جبل الذهب ليس بالإستماع إلى قصصه، بل بحرمانه مثل فأر التجارب من متعه الخاصة حتى يتحوّل إلى وحش ويتحرك! أدبنا في الحقيقة موجه إلينا، وهو خلاصة تجارب شخصية عميقة مشتركة بين أفراد الجماعات في الوسط الواحد، وهي تجارب تجعلنا نرى أين تكمن أخطاؤنا ونقاط ضعفنا لتصحيحها وتفاديها، لأن قراءة الأدب نوع من «الثيرابي» أو «المعالجة النفسية» لمتاعبنا الخاصة، وقد كانت الحكاية منذ الأزل محفزا لرفع مستوى التهذيب والأخلاق والمواساة، بل إنها أكثر نجاعة في تربية الأجيال وتشجيعها وبث روح الأمل فيها أكثر من أي خطاب سياسي أو ديني أو مكون طبّي، نضطر لبلعه أحيانا بغية الشفاء من أوجاعنا الداخلية. أدبنا إن لم نقرأه نحن ونستفيد منه فلا داعي لإلصاق التهم به، أكثر مما لحق به لحد الآن. فحتى أدب نجيب محفوظ ليس بالعالمي، إذا ما قارناه بأدب غابرييل غارسيا ماركيز مثلا، وليس مقروءا مثله، لقد نال جائزة نوبل فأُلحِقت به تهم من أسوأ التهم في الكون، قضى بعدها عشر سنوات من الطعن في شخصه وعقيدته ووطنيته، انتهت بطعنه من طرف شاب من الأجيال التي تم تجهيلها، في محاولة لاغتياله وتخليص مصر من شروره. شيء لا يصدق لكنّه حدث في أم الدنيا، تُرك اللصوص والقتلة، وتجار السلاح والمخدرات وأعضاء البشر، ومروجو الدعارة وكل أصناف البشر السيئيين، يرتعون ويمرحون ويمارسون نشاطاتهم المريبة بسلام، ووُجِّه الخنجر لرقبة نجيب محفوظ البالغ من العمر آنذاك 84 عاما، وقد انتهى في الحقيقة ولم يعد بإمكانه أن يكتب المزيد. وحتى بعد نجاته حين أراد الله له أن يعيش عشر سنوات أخرى قبل أن يموت، لم تكن فيها أي إضافة لأدبه، كون تجربته كانت قد اكتملت، لكن المؤسف أن الأسطورة العربية للأدب انتهت هكذا، بصدمة القارئ الحقيقي خارج أسوار عالمنا العربي بقسوتنا التي نكافئ بها المتميزين، بدون أي استثمار لتجربة محفوظ، الذي بلغ العالمية ولكنه لم يُقرأ مثلما يُقرأ كتاب غربيون بنهم في كل بلدان العالم، وبلغات مختلفة، وجماهير تكن للأدب الاحترام. لا أعتقد أن الجائزة السويدية أدخلت الفرح على قلب محفوظ، فقد عاش زاهدا، كما غالبية الشعب المصري، ولم يختلف عن أهله وجيرانه وطبقات مصر الشعبية، أجزم أن أقصى ما كان يتمناه هو أن يُحتَرم ككاتب ويعيش بكرامة، أمّا الجائزة فقد كانت ثقلا لم يتحمله، كشفت له المزيد من الزيف العربي حوله، وكشفت لنا أن الطريق أمام النخب العربية طويل جدا لتحقيق ذواتها. أما عن قوافل الكتاب العرب اليوم، ففي الغالب ما يحرضهم على الكتابة هو أوضاعهم المزرية، لهذا تجد الواحد منهم يفضل الهجرة إلى بلد غربي ليعيش، ولا بأس بعدها أن يستمر في الكتابة بلغته أو يختار الصمت. وأعتقد أن الفرد عندنا كلما كان نكرة كان سعيدا أكثر وتمتع بحريته، بدون أي تدخلات تفسد حياته. وكلما عبّر عمّا يتعبه بفنه أو أدبه، أوّلت مقولاته جرّاء الخلفيات الثقافية المحدودة للجمهور القارئ، وتحوّلت حياته إلى جحيم. لا يكاد يتلفظ بكلمة حتى ينبت له من تحت الأرض من يؤولها، ولهذا بدل أن تتظافر مجهودات المثقفين لتغيير ميكانيزمات الفكر العربي، وفتح سجالات مثمرة من عمق اختلافاتهم الفكرية، قُسّــموا إلى كتائب وجماعات وأحزاب وكأنّهم من تلك الدهماء التي سهل تجنيدها في حروب السياسيين والإقطاعيين الجدد، كيف حدث ذلك؟ يصعب فهم ما يحدث ولكنه الأمر الذي نعيشه. هذه هي الأحوال، والأهوال التي يعيشها كتابنا، من يؤمن منهم بمقام الأدب العالي ومن لا يؤمن، من يرغب منهم بالكتابة حتى الموت، ومن يرغب بقتل غيره ليكون الكاتب رقم واحد، ينفرد في الساحة وحده مثل راقصة الستربتيز، من يحترف الكتابة من حيث تؤكل الكتف، ومن تُلوى كتفه فيكف عن الكتابة، أو يستمر بالكتابة بكتف مخلوع وأصابع مكسورة، لدينا هذا التنوع بجمالياته وبشاعاته، وهي كلها من صنع أيدينا، أما فكرة الغرب الذي يتربص بنا ويجند حتى شعراءنا وكتابنا ويرسم وجهة أقلامنا، فقد أصبحت فكرة مملة وغير منطقية.. إنّه الجحيم القديم المتجدد الذي يلاحق حملة الأقلام منذ قرون عندنا، وهو جحيم يخصنا نحن، يقع ضمن جغرافيتنا، وينمو ضمن مناخاتنا، وهو ما يجعلنا أبناء بيئتنا بامتياز. موضوع قد أذهب فيه أبعد من هذا، لكن ربما لن أتفوق فيه على الكاتب خيري منصور، الذي ابتكر مصطلح « ثقافة التقريد» ليشرح الأمر ببلاغة وعمق رؤية وطرافة في الطرح، لهذا أقترح على قارئي البحث عن مقاله الذي يحمل هذا العنوان ليستمتع ويرى جيدا في أي خندق نعيش اليوم. شاعرة وإعلامية من البحرين |
فتح نقاش عام حول أخطاء الولاية الأولى للرئيس والعملية السياسية والانتخابية سيعطي الأمل للشعب Posted: 28 Jan 2018 02:25 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: تركزت اهتمامات الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد 27 و28 يناير/كانون الثاني، وكذلك اهتمامات الغالبية الشعبية، على الأزمة التي تسبب فيها رئيس حزب الوفد السيد البدوي، عندما أعلن منذ أيام أنه طلب إجراء الكشف الطبي عليه، استعدادا لدخول معركة الرئاسة أمام الرئيس السيسي، رغم أن حزبه أصدر منذ أيام مضت بيانا بتأييد السيسي، بعد أن استطلع آراء قواعد الحزب في جميع المحافظات، وإن قد كان آبدى بعض الملاحظات على ممارسات خاطئة للنظام. وكذلك انعقاد الهيئة العليا لحزب الوفد برئاسة البدوي وإعلانها رفض ترشيحه للانتخابات، ما أثار الجدل حول الأسباب التي دفعت البدوي لهذا السلوك بعيدا عن الحزب، استجابة لطلب من النظام، رغم أن النظام كان بإمكانه تجنيب البدوي هذه الأزمة وتجنيب نفسه هذا المأزق، لو أنه تقدم بهذا الطلب إلى رئيس حزب «مستقبل وطن» أو رئيس حزب «المصريين الأحرار»، ولم يكن أي منهما في حاجة إلى وقت كاف لجمع توكيلات من خمس عشرة محافظة، كما ينص الدستور، لأن لكل منهما عددا من الأعضاء في مجلس النواب. «مستقبل وطن» له اثنان وثمانون عضوا، ولـ«المصريين الأحرار» واحد وستون عضوا. والدستور ينص على حاجة المرشح للرئاسة إلى توقيع عشرين عضوا فقط، وهذا لغز يحتاج إلى حل، اللهم إلا اذا كان النظام يدرك أن هذه أحزاب ليس لها وجود حقيقي في الشارع، ولا يعرف الناس عنها شيئا، رغم تمثيلها لقطاعات كبيرة منهم في المجلس. وتحذير السيسي من أن اكتساحه للانتخابات بشكل كامل ليس في مصلحته. وكان الموضوع الثاني الذي اقتحم دائرة الاهتمام، هو ما نشر مصورا وكلاما عن تعرض المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي السابق للمحاسبات لاعتداء كما نشر، وإصابته بجروح بعد أن صدمت سيارته وأراد السائق الفرار، واعترضه ثلاثة وأحضر بواب عمارة جنينة عددا من الناس للدفاع عنه، وأصدرت الشرطة بيانا بالحادث، ولا تزال تحقق فيه، فيما أصدر النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق ما نشر عن أنه كانت هناك محاولة منها لاختطاف جنينة أو قتله، ما دفع ماجد حبتة في الدستور لان يقول أمس في عموده «ضبط زوايا»: «من حقك طبعا أن تشكّك في رواية «الداخلية» التي نقلتها صحف ومواقع إلكترونية عديدة لكنك لن تكون منصفا لو لم تتشكك أيضا في روايات عديدة متناقضة روّج لها من يستحقون صفة «شاهد زور» ولن تكون عادلا لو أدنت مواطنين لا تعرفهم ووصفتهم بأنهم «بلطجية» مع أنه من الوارد جدا أن يكونوا هم الضحايا، وكذا لن تكون عاقلا لو لم تنتظر ما ستنتهي إليه التحقيقات. ما لا يحتمل انتظارا وما بات في حكم الثابت أو المؤكد هو أننا أمام كثيرين ارتكبوا جريمة «نشر أخبار أو شائعات كاذبة من شأنها تكدير السلم العام وإثارة الفزع بين الناس، أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة» وهي الجريمة التي تُوقع مرتكبيها تحت طائلة المادة 188 من قانون العقوبات. واهتمت الصحف بحضور الرئيس السيسي القمة الإفريقية لمكافحة الفساد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ولقائه مع الرئيس السوداني عمر البشير والاتفاق على حل الخلافات بين الدولتين، وكذلك كان من الاخبار البارزة عودة رئيس الوزراء شريف إسماعيل لممارسة عمله رسميا من مقر مجلس الوزراء. واستمرار مقالات الإشادة بثورة يناير وتضحيات الشرطة. والموجة الباردة والأمطار. وإلى بعض ما عندنا من أخبار متنوعة.. انتخابات الرئاسة ونبدأ بأبرز ردود الافعال على تقدم رئيس حزب الوفد لمنافسة الرئيس السيسي، وقول رجل الاعمال والرئيس الشرفي للحزب أحمد عزب العرب يوم السبت: «أؤيد وبشدة دخول حزب الوفد معركة الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأعلم مقدما أننا سنخسرها نظرا للشعبية الكاسحة التي يتمتع بها الرئيس السيسي لقاء برنامجه الضخم الوطني، الذي يحول مصر إلى دولة مدنية ديمقراطية راسخة، ونظرا للحرب البطولية التي يقودها ضد جحافل الشر العالمية التي يتزعمها الاستعمار الأمريكي وحلفاؤه وأذنابه المسمومة من تركيا وداخلية وخارجية وعملاء يتاجرون بالدين، وبشعارات اليسار واليمين. وليس معنى ذلك أننا سنعطي الرئيس السيسي شيكا على بياض، أو تأييدا بلا حدود، بل سنكون المعارضة الوطنية الواعية للحكومة الوطنية القائمة، نؤيدها في صوابها وندق وبشدة ناقوس الإنذار عند أي انحراف عن المسار، وهذا هو الدور التاريخي لحزب الوفد العريق، الذي يكمل هذا العام مئة عام من عمره المديد، والذي كان أول حزب ليبرالي في الشرق يقود ثورة هي ثورة 1919 الخالدة، وينتزع دستورا وطنيا فرض على أعدائه، وتحالفت ضده كل جحافل الشر من حكومات أقلية وإرهاب متأسلم صنعته بريطانيا. وكنت أتمنى أن يدخل هذه الانتخابات ممثل لتيار الإرهاب المتأسلم حتى يدرك من الهزيمة الساحقة التي سيواجهها مدى مقت الشعب له ولجرائمه، ولكنه رأى بذكائه الشرير أن الأفضل أن ينسحب ويلتف حول الساحة السياسية لتشويهها، وجعل الانتخابات استفتاء على مرشح واحد، كما كان يحدث في الحقبات الماضية، ولكن حزب الوفد العريق يعرف واجبه الوطني ويدخل معركة انتخابات الرئاسة بكل قوته ليثبت للجميع الحجم الحقيقي لحزب الوفد العريق على الساحة السياسية والله الموفق». للأحزاب السياسية دور وفي «المصري اليوم» أخبرنا محمد أمين وهو في الوقت نفسه من محرري جريدة «الوفد» أنه أقنع السيد البدوي بالترشح قائلا عن الذين امتدحوا البدوي بعد أن كانوا يهاجمونه: «قبل أن أدخل في الموضوع الأصلي أقول: في لحظات معينة ينبغي أن يكون لك دور وطني، ومن هذا المنطلق وجَّهت نداء إلى الدولة والأجهزة وحزب الوفد، فينبغى أن لا تُجرى «الانتخابات بمَنْ حضر» وينبغي أن لا يُغلَق الباب على المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي وحده، وما أن ظهر المقال مساء الأربعاء حتى تلقَّفته الأيدي وبدأ اللهاث لإنهاء الإجراءات قبل غلق باب الكشف الطبي،وأعلن الجميع «حالة الطوارئ»: حزب الوفد وأجهزة الدولة والهيئة الوطنية والصحة. «الوفد» ليبحث عمَنْ يترشَّح هل توافق الدولة على البدوي؟ هل هو نفسه جاهز؟ سمعنا عن عدة أسماء ثم استقر الرأي على أن رئيس «الوفد» هو مَنْ يترشَّح أمام الرئيس غير كده عبث. إذن هناك «مسائل قانونية» يمكن تداركها يعني إنت جيت في جمل، وراح «العباقرة» يرون أنها حاجات بسيطة فلم يكن العباقرة يدركون أن الأحزاب السياسية لها أهميتها في اللعبة السياسية، حاولوا كثيرا تكسير عظام رجالها لاحقوهم بالقضايا أحيانا وحرَّضوا عليهم في أحيان أخرى، أصبح كل واحد يملك صحيفة جنائية قادرة على «إعدامه» وليس سجنه. لم يدركوا أنهم سيحتاجونه في يوم أسود. الآن كل شيء أصبح سهلا التوكيلات والكشف الطبي و«الفيش والتشبيه» والتمويل أيضا. ومن المؤكد أنهم سيدافعون عن المرشح الرئاسي ويتغزَّلون في حزب الوفد ويكتبون القصائد في البدوي، ويقولون إنه واجهة مشرفة وعبقري سياسة، ويقولون إنه يرأس أهم حزب في الشرق الأوسط، كل هذا وأكثر و«يضحك الرجل في عبّه» آه يا ولاد الأرندلي أين الملاحقات والتشويه؟ أين قناة «الحياة» التي أجبرتموه على بيعها بتراب الفلوس وقلتم «أغلى صفقة»؟ فحين وجَّهت النداء لـ«الوفد» كنت صادقا مع نفسي، فالأحزاب لم تُخلَق لكى تتفرَّج على الانتخابات فلم أتلق تعليمات أمنيَّة بالكتابة، ولم أستقبل «البوستات» التي وزَّعوها منتصف ليل الخميس. كانت دوافعي غير دوافعهم، أجريت اتصالات مع الدكتور البدوي تكلَّمنا في الأمر، كان يقول: «مش هيرضوا» تخيَّل الآن يصبح هو من يملك «العصا السحرية» لتكون عندنا «شبه ديمقراطية» وبقدرة قادر تغيَّرت لغة العباقرة تجاه رجال الوفد، وبقدرة قادر انعقدت الاجتماعات وانفضَّت وانتهت لترشيح البدوى، فلا هو يتخيَّل ولا الوفديون، بعضهم جُنَّ جنونه رفضوا اللعبة ملأوا الفضاء الإلكتروني صراخا، بعضهم هدَّد بالاستقالة، بعضهم كان وقَّع توكيلات الهيئة البرلمانية التي وقَّعت للسيسي، وقَّعت من جديد للبدوي حدث هذا في إجازة 25 يناير/كانون الثاني لا أدري كيف؟». موقف لا يحسد عليه وفي «الوطن» قالت سمر نبيه عن البدوي: «على مقعد رئاسة حزب الوفد العريق يستقر الدكتور السيد البدوى لمدتين متتاليتين، والآن يوضَع هو وحزبه في موقف لا يحسدان عليه أمام المواطنين قبل قواعده في المحافظات، لأنه الحزب المعروف تاريخيا أكثر من غيره من الأحزاب، بعدما تقدّم مندوب للبدوي، بأوراق رئيس الحزب للكشف الطبي لانتخابات الرئاسة ما جعله المرشح الوحيد المنافس للرئيس السيسي، إذا ما استكمل إجراءات ترشحه عقب قرار الهيئة العليا للحزب (غدا) بخوض الانتخابات الرئاسية من عدمه. الأزمة تتمثل هذه المرة في شكل الحزب أمام الشعب والمسؤول عن صورته رئيس الحزب، فقد سبق أن أعلن الحزب في اجتماع سابق للهيئة العليا برئاسة البدوي تأييد ودعم الرئيس السيسي لفترة رئاسية ثانية، ولكن بموقف مغاير يتقدم البدوي بأوراقه للكشف الطبي لانتخابات الرئاسة! رئيس «الوفد» يردد دائما أن الحزب شهد في عهده ما لم يشهده في عهد أي رئيس آخر للحزب، فقد شهد مقر «الوفد» ليلة ثورة 25 يناير مؤتمرا صحافيا لرئيس الحزب، يطالب فيه بحل البرلمان ويعلن سقوط شرعية مبارك كان للبدوي كلمة معروفة قبل الثورة قال فيها: «لسنا تراثا أو عقارا حتى نَوَّرث ومصر أكبر من أن توَّرث»، مرورا بموقفه من الإعلان الدستوري للإخوان الذي أعلن بطلانه ورفضه له وهو ما دفع الإخوان لوضعه على قوائم الممنوعين من السفر، ليكتشف منعه من السفر للخارج حين كان متوجّها للسودان في 29 فبراير/شباط 2013». قصف إلكتروني وأمس الأحد قال ياسر رزق رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم في «الأخبار»: «تقدم الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد للبحث عن حل لإنقاذ شكل العملية الانتخابية أمام الخارج المتربص، وأبدى رغبته في الترشح، رغم أن حزب الوفد أعلن تأييده للرئيس السيسي وانه شخصيا من المؤيدين وهو امر محمود منه بالنظر إلى بواعثه الوطنية، رغم ما جلبه عليه من قصف إلكتروني من كتائب الإخوان ومن مجموعات السخرية من كل شيء التي تبارت في الاساءة للرجل». التفكير الحصيف غائب وفي «المصري اليوم» عدد أمس الأحد سخر الدكتور عمرو الشوبكي من السيد البدوي ووصفه بالمحلل قائلا عنه وعن النظام: «هل يتوقع أن ترشيح رئيس حزب الوفد في انتخابات الرئاسة سينطلي على أحد في الداخل والخارج؟ أم أن من تفتق ذهنهم عن هذه الفكرة الضارة سيعطون الخارج «الذي يركزون عليه» مادة جديدة للسخرية والتهكم على أوضاعنا الداخلية، وشن مزيد من الهجوم على نظام الحكم في مصر، عبر صحف بعضها يتحدث عن أخطاء حقيقية، وبعضها الآخر يبالغ ويضيف، وفق توجهات سياسية مسبقة. المعضلة في طريقة التفكير التي تصورت أن الحل في أن يقدم الوفد مرشحا بعد أن دعم الرئيس، ولم تبذل أي جهد لإدارة الانتخابات الرئاسية وفق نظام التعددية المقيدة الذي يعطي هامشا لمنافسين، بدون أن يسمح بتداول السلطة أو تغيير الرئيس، فحتى طريقة التفكير الحصيفة في الشكل غابت عمن اتخذ هذا القرار. أن يمارس الحكم أو أفراد فيه كل هذه الضغوط على الوفد لكي يقدم مرشحا، ولا يرى حجم الفضيحة التي ستترتب على هذه الخطوة، وبدون أن يبذل أي جهد لإخراج الانتخابات منذ بدايتها بصورة مختلفة، تضمن نجاح الرئيس وتسمح بوجود هامش من المعارضين والمنافسين، ولا تجعل النظام السياسي يقف في هذا الوضع. نجاح الرئيس بدون منافس أقل ضررا داخليا وخارجيا من انتخابه بمحلل مصطنع، وإن فتح نقاش عام في أعقاب هذا النجاح حول أخطاء الولاية الأولى والعملية السياسية والانتخابية أمر سيعطى الأمل للشعب وسيساهم في فتح صفحة جديدة مع العالم الخارجي». بيان رئيس حزب الوفد وكما هو معروف فإن المحلل ملعون، فقد بادر السيد البدوي بالاستجابة فورا لرفض الهيئة العليا للحزب ترشحه ورأس هو الاجتماع وصدر عنه البيان التالي الذي نشرته الصحف المصرية والعديد من المواقع ومنها «اليوم السابع»: «»ناقشت الهيئة العليا لحزب الوفد في اجتماعها المعقود السبت 27 يناير/كانون الثاني 2018 الاقتراحات التي انطلقت في الآونة الأخيرة، التي ترى أنه يتعين على الوفد ضرورة خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة. وبعد مناقشات مستفيضة قررت الهيئة العليا تجديد تأكيد قرارها السابق بتأييد وانتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية ثانية، تفرضها الظروف والتحديات التي تواجه مصر والتي لا يستطيع التصدي لها إلا الرئيس الحالي، الذي استطاع في دورته الأولى الحفاظ على الدولة المصرية واستقرار وأمن وسلامة شعبها. يأتي هذا القرار انعكاسا لرغبة شعبية ووفدية جارفة، ويؤكد الوفد أنه كان وما زال وسيظل جزءا أصيلا من الدولة المصرية، مدافعا عن استقلال قرارها الوطني، متصديا لكل المحاولات المسمومة في التدخل في شؤوننا الداخلية، أيا كان قدر هذا التدخل، وأيا كان حجم الدولة التي تحاول المساس باستقلال قرارنا الوطني. الشعب المصري هو صاحب قراره ومالك إرادته وقد التف المصريون، ومن بينهم الوفد، حول الرئيس السيسي عقب ثورة 30 يونيو/حزيران 2013 باعتباره قائدا للأمة في التصدي لجماعات الإرهاب الأسود، وما زال هذا الالتفاف وهذا الأمل والمساندة متوفرة حتى تاريخه، وتلك هي الشرعية الوحيدة التي تعرفها الدول الديمقراطية في كافة أنحاء العالم، شرعية الإرادة الشعبية، فالشعب هو مانح الشرعية، وهو صاحب الحق في العدول عنها. ناشد الوفد كل أبناء الأمة المصرية بضرورة الاحتشاد أمام صناديق الانتخابات الرئاسية، لكي تثبت للعالم أن صناديق الانتخاب هي الوسيلة الوحيدة للتعبير عن إرادة الأمة بعيدا عن أي مزايدات أو مؤامرات داخلية وخارجية. بناء على ما تقدم قررت الهيئة العليا لحزب الوفد عدم خوض انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة استمرارا لقرارنا السابق بتأييد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسا للجمهورية». «شحوط سياسي» والى الانتخابات بشكل عام بعيدا عن الوفد، حيث قدم لنا رئيس تحرير «المصري اليوم» محمد السيد صالح معلومات لا بأس بها عن مواقف النظام من المرشحين في بابه «حكايات السبت» قال: «شحوط سياسي» هذا عنوان معبر لما وصلنا إليه على الساحة السياسية حاليا، لدينا انتخابات رئاسية وفقا لاستحقاق دستوري كافحنا من أجله، لكن تم تفريغ الأمر من مضمونه انتخابات بلا روح أو منافسة. لدينا «شحوط» مشابه للشحوط الذي يشهده النيل حاليا، وتسبب في تأخر مركبنا من الأقصر إلى أسوان ليوم كامل «الشحوط السياسي» قد يكلفنا تأخيرا أطول بمراحل، قد يكلفنا ثورة أو أكثر، ولكن يبقى التساؤل الأهم في نظري هو: هل لدى القائمين على الأمر أجندة سياسية يتحركون من خلالها؟ هل لديهم «مطبخ سياسي»؟ هل نحن بصدد بلورة فكر جديد لا يتماشى مع النظام الليبرالي، بالطبع فكر يتعالى على الدستور الحالي الذي تم، والتفكير جديا في تعديل بعض مواده قبل عدة أشهر؟ ويبقى التساؤل الأهم: هل يصدق النظام أن ما يجري هو انتخابات تنافسية حقيقية؟ وهل هناك حرص حقيقي على صورة النظام في الخارج، خاصة في العواصم الغربية؟ أم «أنهم أصدقاؤنا» ويتفهمون أوضاعنا الداخلية؟ هل نحن بصدد ولادة نظام سياسي مختلف أقرب للنموذج الصيني أو الروسي؟ وهل يثق النظام في شعبيته وهو يناور يمينا ويسارا متجاوزا كثيرا من الثوابت والمعايير خلال معركة الانتخابات الحالية، والتخلص من المنافسين المحتملين، وأقصد الفريق عنان والمحامي خالد علي؟ لقد حصلت على مجموعة من المعلومات وأدمجها هنا ببعض التفسيرات وأصوغها في النقاط التالية: مع الضغوط التي حدثت مع الفريق أحمد شفيق، وتراجعه عن الترشح للرئاسة، بتدخل شخصيات فاعلة في المجلس العسكري السابق، تم التفكير في أكثر من اسم لينافس الرئيس في الانتخابات، وكانت جميع الأسماء المتداولة غير عسكرية. هناك إصرار من داخل القيادة الحالية للقوات المسلحة على ألا يحدث انقسام ولو شكلي حول انتماءاتها. هناك دعم لا نهائي للرئيس السيسي، اتضح ذلك في لغة البيان القوي الذي أصدرته الأمانة العامة للقوات المسلحة بشأن تجاوزات عنان، وترشحه بدون الحصول على تصريح. «ملف سامي عنان مفتوح» منذ فترة طويلة. هناك تقارير لأجهزة سيادية تحدثت عن اتصالات مباشرة وغير مباشرة بينه وبين قوى معارضة ـ معظمها إخوانية. ملفه أيضا يتضمن وجود مخالفات مادية وحصوله على بدلات وعمولات. «مصادر» أكدت أن الرئيس كان يقصده وحده حين قال إنه لن يسمح للفاسدين بالوصول إلى هذا الكرسي، وذلك خلال كلمة الرئيس في مؤتمر «حكاية وطن». تم إبلاغ عنان بعدم الترشح لكنه عندما علم بمسار الأحداث وجدية التحريات والمعلومات أراد أن يقفز للأمام، وأعلن ترشحه. يتردد أنه سيتم تسريب بيان بمضبوطات «ثرية جدا» في منزل عنان، وأن ذلك من شأنه تخفيف حدة التأييد له. عنان جملة مستقلة في السياق العسكري ليس له أرضية حقيقية وساعد في توريط «النظام» مع الإخوان ومع الثوار من قبل، وبالتالي فإن المشير طنطاوي ومن بعده الرئيس السيسي يحملان «الرجل» الكثير من المسؤولية. من مسار الأحداث في ما بعد هذه التفاصيل لخصها الفيلم ـ شبه الرسمي ـ الذي يجري إنتاجه حاليا، بعض الأجهزة تطوعت من أجل الحشد للرئيس، بعضها بالغ في تعقب وإعاقة المنافس خالد علي وحملته، لكن أحدا لم يطلب صراحة انسحاب خالد من المنافسة، بالطبع هم يرونه «سليط اللسان» وسيعاود الحديث مرارا خلال حملته عن «تيران وصنافير» و«الحبس الاحتياطي» و«ثورة يناير/كانون الثاني وحق الثوار» لكن رسميا لم يطلب أحد منه التراجع». السيسي وبرنامجه الانتخابي وفي «الأهرام» قال عبد العظيم الباسل تحت عنوان «لمصر لا للسيسي»: «خلال ساعات سيغلق باب الترشح للانتخابات الرئاسية، وحتى الآن لم يتقدم السيسي ببرنامجه الانتخابي، الذي سيجذب الناخبين؟ والسؤال لماذا؟ هذا السؤال ربما يكون متداولا بين البعض على استحياء، ولكنني أذكرهم، حينما سئل السيسي قبل ولايته الأولى عن البرنامج الانتخابي فقال: المصريون هم برنامجي، وما يعانونه سأعمل على حله يومها لو كان أعلن السيسي أنه سيبني عاصمة إدارية جديدة وسيشق قناة سويس موازية، وسيخرج بالعشوائيات إلى الإسكان الاجتماعي وسيزرع 15 مليون فدان في الصحراء، وسيشق مئات الكيلومترات من الطرق هنا وهناك، ويبني العديد من الكباري والجسور، فضلا عن القضاء على فيروس «سي» وغير ذلك من الإنجازات التي تجسدت على أرض الواقع الآن، يومها لو كتب ذلك في كتيب مطبوع ووعد بتنفيذه خلال 4 سنوات لساورنا الشك جميعا في قدرته على إنجازه، وربما امتنع البعض عن التصويت لصالحه، ولكن بعد أن تجسدت أعماله حولنا في كل مكان، رغم حرب الإرهاب التي تدور رحاها على أرض سيناء بشراسة، ورغم ذلك طورنا قواتنا المسلحة تسليحا وأفرادا، حتى أصبحت عاشر الجيوش قوة على المستوى العالمي. فعل السيسي ذلك خلال ولايته الأولى دبون برنامج أو وعود انتخابية، وهو مطالب اليوم خلال ولايته الثانية أن يكمل ما بدأه حتى يبني دولة مدنية حديثة تقف على قدمين، الأولى سيادة القانون. والثانية التوسع في الديمقراطية وتعزيز قدرتنا العسكرية حتى نقضي على الإرهاب، وتدخل مصر في حزام العالم المتقدم، لذلك كله ألا تستحق مصر أن نصوت للسيسى من أجلها الذي نال شرعيته الشعبية قبل الدستورية في ولايته الأولى وقدم أفعالا وليس أقوالا قبل أن يبدأ ولايته الثانية». الدب الذي قتل صاحبه وفي «الوطن» قالت أمينة خيري: «حول أجواء الانتخابات أقول إن من يعتقد أن ترشح أحدهم أمام الرئيس السيسي خيانة أو قلة أدب هو مخطئ، ومن يتبوأ مكانة متخذي القرار الذين يعتقدون أن إخلاء الساحة تماما وتشويه أو تهميش أو تكبيل الراغبين في دخولها، يخدم البلاد وفي مصلحة العباد مخطئ، وخطؤه ضار للجميع ووقوع التيارات المعارضة والمجموعات الثورية والجماعات الحالمة بحياة سياسية ثرية قوامها التعدد وإطارها الديمقراطية، في فخ المظلومية وشباك «ضربني على عيني» و«عضني» و«سحلني» و«غزني» سيخرجهم من المعادلة ولن يحقق لهم العدل المنشود. ولتكن هذه الانتخابات الرئاسية فرصة جديدة لإصلاح ما في أنفسنا من ديكتاتورية شعبية وأحادية فكرية ومعزوفة حب أقرب ما تكون لتلك التي عزفها الدب الذي قتل صاحبه». مبارك هو السبب وفي مجلة «روز اليوسف» حمّل الكاتب الساخر عاصم حنفي مسؤولية أزمة عدم وجود منافس أو حزب سياسي له شأن لنظام الرئيس مبارك، وأشاد بالأحزاب التي نشأت في عهد السادات بقوله: «حسني مبارك هو المسؤول الأول عن حالة الخواء والفراغ السياسي الذي تعيشه البلاد، بإفساده للحياة الحزبية في مصر. وانظر حولك لن تجد مرشحا عليه القيمة لخوض الانتخابات الرئاسية لمنافسة المرشح الأوحد عبدالفتاح السيسي. في عهد مبارك عانت الأحزاب القديمة من الضربات الأمنية المتلاحقة، وحصارها داخل مقارها الضيقة، فانعزلت وعجزت عن الالتحام بالجماهير زمان. وفي بداية التجربة الحزبية «الجديدة» في منتصف السبعينيات وبعد سنوات من تأميم العمل الحزبي، ظهرت أحزاب التجمع والعمل والوفد والناصرى، أحزاب طازجة جادة في بداياتها تقاوم سياسة فرض الأمر الواقع، وتحارب التطبيع مع العدو الصهيوني وتقدم للحياة السياسية نوابا معتبرين، يقودون حركة المعارضة في الشارع السياسي، ولكن بتولي حسني مبارك للحكم ظهرت أحزاب جديدة من عينة التكامل والتكافل والمستقبل والخضر والبمبي المسخسخ، والمثير يا أخي أن الدولة رحبت بها وكالت الامتيازات بالكوم لهذه الأحزاب، بحجة أنها تساعدها على المعارضة مع أنها أحزاب لم تهش ولم تنش، وكان الهدف هو زغللة عيون باقي الأحزاب وجرها نحو مد يدها لطلب الدعم الحكومي الذي كان عيبا ومرفوضا، ثم إنه ـ أي الدعم ـ يفسد التجربة الديمقراطية من الأساس وهذه جريمة يحاسب عليها مبارك جريمة إفساد الحياة الحزبية والسياسية في مصر، ولكن من يحاسب ومن يتقصى وقد انشغل الحكم بمحاكمات جنائية وابتعد عن المحاكمات السياسية، بصريح العبارة إنني أخشى من اكتساح السيسي للانتخابات لأن الفوز الكاسح يعني غياب المعارضة والرأي الآخر، ويعني أنك تنفرد بإصدار القرار السياسي والاقتصادي، بدون أن يحاسبك تيار سياسي آخر وأخشى أن الجماهير لن تشارك في الانتخابات الرئاسية لإحساسها أن السيسي فائز طبعا فلماذا البهدلة ووجع القلب وخوض معركة أنت تعرف نتيجتها مقدما؟». الاستفتاءات ولذك أخبرنا امس الأحد الرسام في «المصري اليوم» عمرو سليم أن مواطنا خرج حزينا من الهيئة الوطنية للانتخابات بعد أن اخبروه أن اسمها أصبح الهيئة الوطنية للاستفتاءات». ثورة يناير وإلى ذكرى ثورة الخامس والعشرين من يناير سنة 2011، التي أسقطت نظام مبارك والتي حظيت باهتمام كبير من كتاب «أخبار اليوم» فقالت عنها هبة عمر تحت عنوان «درس الثورة»: «أنصفت ديباجة الدستور المصري الصادر عام 2014 ثورة الشعب في يناير 2011 حين قالت عنها «ثورة 25 يناير فريدة بين الثورات الكبرى في تاريخ الإنسانية بكثافة المشاركة الشعبية التي قدرت بعشرات الملايين، وبدور بارز لشباب متطلع لمستقبل مشرق، وبتجاوز الجماهير للطبقات والأيديولوجيات نحو آفاق وطنية وإنسانية أكثر رحابة، وبحماية جيش الشعب للإرادة الشعبية، وبمباركة الأزهر الشريف والكنيسة الوطنية لها، وهي أيضا فريدة بسلميتها وبطموحها أن تحقق الحرية والعدالة الاجتماعية معا. هذه الثورة إشارة وبشارة، إشارة إلى ماض مازال حاضرا، وبشارة بمستقبل تتطلع إليه الإنســــانية كلهـــا، هذا الإنصاف وضع إرادة الناس وخروجهم للتظاهر ضد الفساد ودوائره التي كانت تتسع كل يوم في موضعها الصحيح، بدون تزييف للنوايا ولا تركيز على أخطاء ولا تصيد للسلبيات ولا تحميلها بكل ماحدث بعدها». للصبر حدود بينما قال زميلها هشام عطية تحت عنوان «دروس يجب ألا تنسى»: «تبقى حقائق مهمة لا يمكن تجاهلها وربما كانت سببا رئيسيا في نجاح ثورة يناير/كانون الثاني في إزاحة نظام الرئيس الأسبق مبارك عن الحكم، وتكمن في أن المصريين عندما حاصرتهم جبال من الألغاز والمتاهات الشاهقة لم يجدوا لها تفسيرا، نزلوا إلى الشارع مطالبين بالتغيير والعيش والحرية. الانفصام الشديد بين الدولة والشعب، دفع المصريين إلى الميادين، فنحن كنا أمام دولة تتحدث وقتها عن معدلات نمو وصلت إلى أكثر من 7٪ وشعب تفترس أجساده السرطانات المدمرة وينهش اكباده فيروس «سي»، ويحصل بعض أفراده على قوت يومهم من القمامة. الدرس الذي يجب أن نعيه جيدا بعد كل هذه السنوات، أن هذا الشعب قد يصبر ولكنه لا يفرط. قد يتغافل ولكن لا يمكن استغفاله، ويجب دائما مواجهته بالحقائق الصادقة وليس بالاوهام الخادعة، أو الأمنيات المرجوة. والدرس الأهم من وجهة نظري أنه يجب أن يتذوق حلاوة ثمار التنمية ولا تظل بعيدة فوق أشجار الأماني العالية». معارك وردود وإلى المعارك والردود والهجوم الذي شنه محمد عمر في «اخبار اليوم» ضد رجب هلال حميدة الذي تبرأ من الفريق سامي عنان رئيس حزب مصر العروبة عندما أعلن ترشيح نفسه لمنافسة الرئيس فقال عمر: «قبل أسبوع واحد كان المعارض السابق الملقب في الوسط السياسي بـ«الشيخ» أول من دعم ترشح سامي عنان، باعتباره وطنيا حتى النخاع، لكنه حينما استشعر «بتربيته الأمنية» أن مركب الفريق المستدعى، في سبيلها للغرق قفز منها، بل هاجمه واتهمه بالعمالة للإخوان والأمريكان. ولم يكن ذلك مستغربا على «الشيخ» فتاريخه حافل في اللعب على كل الأحبال والأكل على كل الموائد وبسبب «تقلبه» ذات اليمين وذات الشمال «جنى» أرباحا ويعلم كل من زاملوه «نوابا» كيف كان يتم استخدامه في ابتزاز أقرانه رجال الأعمال «باستجواباته»، وبعد القبض والتفاهم لا يخجل أن يسحب استجوابه ويعلن ببجاحة أنه اكتشف أنهم من الشرفاء «من كتاب المستدعى والمستخدم». صندوق الهم والغم ونظل في الاخبار ففي اليوم التالي الأحد قال خفيف ظل آخر هو زميله عبد القادر محمد علي في بروازه اليومي «صباح النعناع»: صندوق النقد أعلن أن مصر سترفع أسعار الوقود في ديسمبر/كانون الأول المقبل ربنا يسد نفسك يا صندوق الهم والغم». فتح نقاش عام حول أخطاء الولاية الأولى للرئيس والعملية السياسية والانتخابية سيعطي الأمل للشعب حسنين كروم |
«زلة لسان» بعنوان «الراعي والغنم» تضيف الملح على جرح الشارع الأردني بعد «حمى الأسعار» Posted: 28 Jan 2018 02:24 PM PST عمان ـ «القدس العربي»: مساهمتان في السياق السلبي المثير للضجيج، برزتا خلال الساعات القليلة الماضية في الأردن، من عضوين في نادي النخب، أسهمتا في إنتاج المزيد من الاحتقان والإثارة وسط أجواء مشحونة بكل المعايير تحت عنوان الأسعار. في السياق سمحت هفوة او زلة لسان كان نجمها عضو مجلس الأعيان رئيس الديوان الملكي الأسبق يوسف الدلابيح برش المزيد من الاثارة على الشارع المحتقن، الذي بدأ يعبر بصورة أكبر عن سخطه على حمى ارتفاع الأسعار في المجال الحيوي الوحيد غير المنضبط وهو وسائط التواصل الاجتماعي. حصل ذلك بالتزامن مع تجنب رئيس مجلس النواب تغميزات وتلميزات خصومه خصوصًا في الحكومة بالتسبب بإنتاج المزيد من الجدل عندما قرر عقد جلسة مناقشة عامة لملف الأسعار بضغط من الرأي العام وبعض النواب، وهو ما لا تريده السلطة التنفيذية بكل حال. وعندما تعلق الأمر بالدلابيح، ظهر الرجل على شاشة التلفزة وأثار زوبعة من الجدل والاتهام والتجاذب، وهو يلجأ إلى موازنة لم يوفقه فيها التعبير بعنوان تشبيه العلاقة بين الراعي والرعية بالعلاقة الميدانية بين راعي الأغنام والأغنام نفسها. الدلابيح وهو شخصية غير سياسية أصلًا، ولها ثقل اجتماعي وتميزت بالنظافة الإدارية تعرض لحملة شعواء بالغت في قراءة وتفسير نموذج حاول الرجل شرحه للعلاقة بين الحكم والشعب على شاشة التلفزة. وما أن انتهى الدلابيح من التحدث عن حرص الراعي على أغنامه وتأمينها بالطعام والشراب ثم عزف الموسيقى لها حتى انفجرت في حضنه علبة كبيرة من الاتهامات في الشارع تُعبّر عن الانزعاج والاستياء من وصف الشعب الأردني كما قيل بأنه قطيع من الأغنام. بالتأكيد لم يكن يقصد الدلابيح ما أثير حول نشاطه التلفزي المثير. لكن الفرصة متاحة في الأردن خصوصا هذه الأيام للانفعال في التعليق والسخرية والتعبير عن الاحتقان وضد كل طبقة رجال الدولة أملًا في إيصال رسائل لمركز القرار تعبر عن الانزعاج من الأسعار المرتفعة بصورة غير مسبوقة، التي قررتها الحكومة على نحو مباغت بعد إقرار البرلمان الميزانية المالية. هنا يمكن بوضوح رصد الشارع وهو يُهاجم بقسوة الدلابيح باعتباره من النخب القريبة من صنع القرار. يحصل ذلك طبعاً بالتزامن أيضا مع قرار لم يفهمه كثيرون بالإعلان قبل أربعة أيام في الأقل من نهاية الشهر وبقرار من وزير التجارة والصناعة يعرب القضاة عن مضاعفة أسعار الخبز لجميع الأردنيين والسكان والمقيمين والوافدين، وهو القرار الذي يمثل الحلقة الأصعب في برنامج التصعيد الضريبي والتسعيري للحكومة. الوزير القضاة رفع بوضوح أسعار الخبز اعتبارًا من فجر يوم السبت الماضي، وفي تكتيك زمني مقصود حتى لا يُعلن الرفع كما كان مقرراً مساء الخميس المقبل، وبالتالي تزيد حمى الاحتجاجات والوقفات الاعتصامية صباح يوم الجمعة التالي. ولا تزال أجواء الشارع محتارة ومحتقنة بسبب الأسعار، برغم المبــادرة الملكية التي أجبرت الحكومة على استثناء الأدوية من الرفع الجديد على ضريبة المبيعات، في قرار ارتاح له الشارع جزئيًا، في الوقت الذي تؤكد فيه المصادر الخاصة أن الحكومة اكتشفت وفي خطأ بيروقراطي أنها لا تستطيع أصلًا رفع سعر الدواء، لأسباب فنية محضة وعلى نحو مفاجئ. وفيما ظهر ــ في ظل مناخ بارد جدًا وتساقط ثلوج ــ حراك بلدة ذيبان الشهيرة بالاعتراض عصر الجمعة الماضي وقبل المواعيد المقررة على الاعتراض شعبيا على الأسعار دخلت عبارة الدلابيح عن الأغنام في مجمل مثيرات ومنتجات المناكفة وإعلاء الصوت خصوصا أن اللافتة الأولى لحراك بلدة ذيبان كتب عليها الإيذان بانطلاق موجة نشاطات ضد الغلاء. على جبهة رئيس مجلس النواب أثار مسؤولون بارزون في وجهه حزمة من التساؤلات المحرجة حول الأسباب التي دفعته الأسبوع الماضي للرضوخ إلى الضغط الذي يطالبه بتخصيص جلسة لمناقشة جلسة ارتفاع الأسعار وسط إصرار أعضاء بارزين في مجلس النواب على أن عبور الميزانية المالية للدولة لا يعني تفويض الحكومة برفع الأسعار كما تريد. الشارع يضغط بشدة على النواب ويحملهم المسؤولية وأعضاء البرلمان بدورهم يحاولون الاستدراك وتسول مواقف تعدايلية لبعض الأسعار من جهة الحكومة والرئيس الطراونة علق بين الطرفين فقرر استجابة للضغط عقد جلسة للمناقشة العامة لم تكن مبررة برأي الحكومة ومواقع القرار وإن كان الطراونة اعتبرها حلقة في برنامج امتصاص الشارع. بكل حال اجتهاد رئيس مجلس النواب بدا خارج السياق ويغرد خارج السرب، وحتى لا يساء فهم مؤسسة النواب المطالبة مرجعيا بالتعاون مع الحكومة استدرك الطراونة في وقت متأخر، وقام بإجراء تبديلات على جدول أعمال الجلسة النقاشية التي يتوقع ان تكون عاصفة صباح الأحد. حسب جدول الجلسة الموزع على النواب لم تعد جلسة مخصصة لملف الأسعار بل لمناقشة الاعفاءات الطبية تحديداً وضريبة الأدوية التي تراجعت الحكومة عنها عمليا بضغط مَلكي. ما يحصل هنا دليل إضافي على ارتباك المشهد داخل تركيبة المؤسسات الأردنية حيث أن مجمل الضرائب والأسعار الجديدة ستدخل حيز التنفيذ يوم بعد غد الأربعاء في وضع من الصعب توقع تفاعلاته وبصورة تعيد تأكيد أن المبالغة والخشونة في انتقاد الدلابيح تحديدًا، رسالة سياسية أصلًا. «زلة لسان» بعنوان «الراعي والغنم» تضيف الملح على جرح الشارع الأردني بعد «حمى الأسعار» رئيس سابق للديوان الملكي تحت «الأضواء المنفعلة»… والبرلمان «يقلص» اعتراضاته بسام البدارين |
بعد الاعتداء على جنينة… اتهامات لنظام السيسي بالتنكيل بمرشحي الرئاسة ومؤيديهم Posted: 28 Jan 2018 02:24 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: طالب هشام جنينة، الرئيس السابق لأعلى جهاز رقابي في مصر، والمرشح كنائب للفريق سامي عنان، المستبعد من كشوف الناخبين في سباق الرئاسة، أمس الأحد، النيابة العامة، بكشف من يقف وراء «من حاولوا خطفه». وأوضح علي طه، محامي جنينة، أن الأخير قال أمام النيابة العامة، إن واقعة الاعتداء عليه «محاولة اختطاف وشروع في قتله»، بينما قالت مصادرة أمنية إنها «مشاجرة» بين جنينة وآخرين. وبين جنينة، أمام النيابة، وفق ما أدلى به محاميه علي طه، أنه «تعرض لمحاولة خطف وشروع في قتل، ويطالب النيابة العامة بكشف من يقف وراء المعتدين عليه». وحول حالة جنينة الصحية، أوضح طه، أنه «ينتظر إجراء أشعة مقطعية (في مستشفى حكومي في القاهرة) لتحديد ما إذا كان سيحتاج إلى عملية جراحية اليوم الإثنين أما لا»، في إشارة إلى إصابات وجروح لحقت بجنينة خلال واقعة أمس الأول السبت. ولم توجه النيابة العامة اتهامات لجنينة، فيما أمرت بحجز 3 كان قد اتهمهم جنينة بـ»محاولة خطفه»، وفق طه. وأكـد محامـو أطراف الواقعة، الذين اتهمهم جنينة في مداخلات متلفزة، أن موكليهم «تعرضوا للاعتداء وضحايا وليسوا معتدين». وروى طه تفاصيل الواقعة قائلا إن «جنينة كان يتوجه لحضور جلسة قضائية متعلقة بطعنه على قرار رئاسي بإعفائه من منصبه رئيساً للجهاز المركزي للمحاسبات»، والتي تأجلت لشهر مارس/ آذار المقبل لعدم حضوره أو تقديم مستندات الطعن. وأضاف «فوجئ جنينة على مقربة من منزله بثلاثة بلطجية (خارجون عن القانون) يعتدون عليه في وجهه ولا يزال ينزف، وأصيب أيضا جراء الاعتداء بكسر في قدمه». فيما نقلت وسائل إعلام محلية، منها البوابة الإلكترونية لصحيفة «أخبار اليوم» المملوكة للدولة، عن مصادر أمنية ـ لم تسمها ـ أن الواقعة مرتبطة بمشكلة مرورية وتصادم بين سيارة جنينة وسيارة أخرى، وتطور الأمر لشجار بين الأول وأطراف أخرى في السيارة الثانية. وأصدرت وزارة الداخلية المصرية بيانا قالت فيه إن مشاجرة وقعت بين جنينة ورمضان إدريس إبراهيم، 31 عاما، خفير، والسيد محمود خلاف، 31 عاما، صاحب مقهى، مقيم في دائرة قسم عابدين، وصديقيه، أحمد رفاعى بيومي، 27 عاما، مقيم في دائرة قسم الزاوية، وأشرف إبراهيم أحمد، 44 عاما، صاحب مطعم، ومقيم في دائرة قسم الأزبكية، من طرف آخر. وأضاف بيان الوزارة أن جنينة صدم خلاف بسيارته، ما أدى إلى تدخل صديقيه والتعدي على جنينة بسلاح أبيض وقطعة حديدية، مشيرًا إلى أن زوجة جنينة وابنتيه شروق ونهى تدخلن في المشاجرة ما أدى إلى حدوث إصابات في ممثلي الطرف الثاني. تفنيد رواية الداخلية ونفى طه في تصريحات لـ «القدس العربي» ما جاء في بيان وزارة الداخلية المصرية بشأن أن الاعتداء على المستشار جنينة جاء إثر مشاجرة بينه وآخرين على خلفية اصطدام سيارته بأخرى في الطريق. وأكد أن هذه الرواية تستهدف تحويل موكله من مجني عليه في قضية «شروع في قتل» إلى جاني في قضية مشاجرة على خلفية حادثة سير، مؤكدا كذب كافة الادعاءات الأخرى التي جاءت في بعض المواقع بأن إصابات موكله جاءت إثر وقوع هذا الحادث. وتابع جرى التعدي عليه شخصياً، كما أن مسؤولي قسم أول التجمع رفضوا إسعاف جنينة ونقله للمستشفى، رغم وجود سيارة إسعاف أمام باب القسم، رغم استمرار نزيفه وإصابته البالغة لمدة تجاوزت أربع ساعات، وقد تم نقله لاحقا إلى مستشفى التجمع الخامس العام الحكومي، قبل أن ينقل إلى المستشفى الجوي. وأوضح أن موكله في النيابة اتهم الأشخاص المعتدين بمحاولة اختطافه والشروع في قتله، مشددا على أن زوجته وابنته خرجتا من المنزل مع حارس العقار لإنقاذه. وكان محامو جنينة اتهموا عدداً من الأشخاص بإنزال جنينة عنوة من سيارته، والاعتداء عليه بالسنج والمطاوي في محاولة لقتله، لكن تصادف مرور عدد من الأهالي الذين تصدوا للمهاجمين. وجنينة هو أحد رموز الاستقلال القضائي في مصر قبل ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، وصار رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات في عام 2012، وتم إعفاؤه من هذا المنصب في مارس/آذار 2016 بقرار رئاسي بقانون تم استحداثه في عام 2015، وذلك إثر حديث جنينة عن أرقام الفساد في مصر. وأخيرًا، طرح رئيس الأركان الأسبق الفريق سامي عنان، في إعلان اعتزامه الترشح لرئاسة البلاد المقررة في مارس/آذار المقبل، اسم جنينة كنائب له، ولم يعلق الأخير على الاختيار أو قرار التحقيق العسكري مع عنان أخيرا بشأن ترشحه للرئاسيات بالمخالفة للنظم العسكرية. واستبعدت الهيئة الوطنية للانتخابات اسم عنان من كشوف الناخبين كونه لا يزال عسكريا، وهو ما يحرمه من حق الانتخاب والترشح، وفق بيان لها. وأثارت واقعة الاعتداء على جنينة، ردود فعل غاضبة في الأوساط الحقوقية والمعارضة المصرية، اتهمت نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالانتقام والتنكيل بكل من أعلن عزمه الترشح في انتخابات الرئاسة المصرية، المقررة في شهر مارس/ آذار المقبل، ومؤيديهم. سلسلة انتقامات وأدانت 8 منظمات حقوقية مصرية، غير حكومية، في بيان، ما وصفته بالاعتداء السافر على جنينة والذي أسفر عن إصابته بجروح قطعية في الوجه وكسر في القدم، فضلا عن ترويعه وأسرته، بعد أن قطعت مجموعة ترتدي ملابس مدنية ـ في سيارتين بدون لوحات ـ الطريق على سيارته، وأجبروه على التوقف، وانهالوا عليه بالأسلحة البيضاء، في محيط سكنه في منطقة التجمع الأول في القاهرة الجديدة. وتضمنت قائمة المنظمات الموقعة على البيان، كلا من مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، والمركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، ومركز النديم لمناهضة العنف والتعذيب، ومركز أندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنف، ومركز هشام مبارك للقانون، والمفوضية المصرية للحقوق والحريات، والمنظمة العربية للإصلاح الجنائي، ومؤسسة قضايا المرأة المصرية. وقالت في بيانها إنه يستحيل قراءة هذا المشهد الدموي بمعزل عن سلسلة الانتقامات التي نالت من كل من تجرأ على منافسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والممارسات القمعية الانتقامية لأجهزته الأمنية، التي كان آخرها القبض على المرشح المحتمل الفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق لمجرد إعلانه نية الترشح، ومنافسة الرئيس الحالي في انتخابات يفترض أنها مصانة دستوريا. وأشارت إلى القبض على شقيق مدير مكتب سامي عنان وإحالته للأمن الوطني، بعد مداهمة منزل أسرة المدير، وتعذر القبض على الأخير. وحسب بيان المنظمات الحقوقية، فإن هذا الأسلوب الانتقامي ليس بجديد على ممارسات الأجهزة الأمنية الحالية، التي سبق أن قتلت معارضين سياسيين خارج نطاق القانون واستخدمت كلمة «تصفية» أكثر من مرة، منها عند قتل 9 أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين في مقر سكنهم بلا محاكمة أو أدنى احترام للمسار القانوني، وشيماء الصباغ عضو حزب التحالف الشعبي المعروفة إعلاميا بشهيدة الورد، والتي قتلت في مسيرة نظمها الحزب إلى ميدان التحرير في ذكرى الثورة عام 2014 لوضع أكاليل الزهور في الميدان، وآخرين. وحملت المنظمات، السلطات الأمنية مسؤولية سلامة المستشار هشام جنينة، وطالبت بالتوقف عن الانتقام من حملات المرشحين ـ المستبعدين بالقوة ـ من «الاستفتاء» الرئاسي، والكشف عن مكان رئيس الأركان الأسبق سامي عنان، والإفراج عن شقيق مدير مكتبه، والتوقف عن ملاحقة المدير مصطفى الشال. مهازل متلاحقة كذلك، أدانت الحركة المدنية الديمقراطية، ما سمتها المهازل المتلاحقة لإخلاء ساحة الانتخابات قسرياً للرئيس الحالي، وما يتعرض له المرشحون الجادون من داخل الحركة وخارجها ومؤيدوهم وأفراد حملاتهم من ضغوط وتنكيل. وقالت إن النظام في سبيل ذلك لجأ إلى ممارسات مفضوحة أقرب إلى ممارسات الديكتاتوريات الخام القديمة، وعندما استعصت الفضيحة على الستر جاءت طريقة التجَّمُل فضيحةً إضافيةً في إطار البحث عن مرشح يلعب دور المحلل في الانتخايات. وتابعت: «هذا مستوىً لا يليق بدولةٍ بحجم وتاريخ مصر، لذلك فإننا نربأ بأنفسنا وبالشعب الذي نتشرف بالانتماء له أن نستمر في التعامل مع ما يحدث على أنه انتخابات، فليستمر النظامُ وحده في انحداره، أما مصر فهي أكبر وأَجَّلُ من هذا العبث». وأعلنت الحركة أنها ستعقد مؤتمرا صحافيا غدا الثلاثاء في حزب تيار الكرامة، يحضره ممثلو القوى الوطنية من داخل الحركة وخارجها لإعلان موقفها من الانتخابات ومن اعتداءات النظام المستمرة على المعارضين. محاولة اختطاف حازم حسني استاذ الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة، والمتحدث باسم حملة سامي عنان قبل أن تعلق نشاطها، قال إن ما حدث اليوم للمستشار هشام جنينة هو محاولة اختطاف فشلت بسبب حزام الأمان، تلتها محاولة اغتيال عنيف فشلت بسبب تجمع الأهالي، تلتها محاولة اغتيال بطيء بتعنت السلطة في رفض علاجه من إصاباته الخطيرة، والتعامل العمدي معه باعتباره مجرماً لا يحظى حتى بحق المجرمين في العلاج. وأضاف: «رأيت بنفسي ما يجعلني أجزم بأن السلطة كانت وراء الاعتداء الغليظ على جنينة، لم أر الواقعة نفسها، لكنني رأيت كيف تعاملت السلطة مع الرجل وعائلته، إنه التعنت والإذلال والمساواة بين الجناة وبين الضحية، فضلاً عن مصادرة موبايلات سجلت الواقعة». بعد الاعتداء على جنينة… اتهامات لنظام السيسي بالتنكيل بمرشحي الرئاسة ومؤيديهم طالب النيابة المصرية بكشف من يقف وراء محاولة «اختطافه وقتله» تامر هنداوي |
قناة عون تهاجم بري: أعاد الله سماحة السيّد موسى الصدر علّه يعود الأمل بدل الدجل Posted: 28 Jan 2018 02:24 PM PST بيروت- «القدس العربي» : لا تزال الخلافات مشتعلة بين التيار الوطني الحر وحركة أمل ، وبعد حرب السجالات بين رئيس التيار الوزير جبران باسيل والمعاون السياسي للرئيس نبيه بري الوزير علي حسن خليل ، خرجت قناة OTV بموقف تصعيدي في نشرتها الاخبارية هاجمت فيه الرئيس بري من دون تسميته مترحّمة على الامام المغيّب موسى الصدر، ومتمنية أن يعود «علّه يعود الأمل بدل الدجل». واتهمت القناة جمهور «حركة أمل» بتحريض جمهور حزب الله على التيار الوطني الحر وتشويه مواقف التيار بعد تأييد الوزير جبران باسيل عرض فيلم The Post الذي عارضه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وحرصت على توضيح موقفها من حزب الله وما يجمع بينهما. ومما جاء في مقدمة نشرة الاخبار رداً على مواقف قيادات «أمل» «لسوء الحظ، لم يكن افتراضُنا حسنَ النيةِ في محلِه… فاستمر سَيل الشتائم، ونحن لا نفهم تلك اللغة ولا نعرفها… لا، بل انضمَ اليهِم بعضُ العملاء المزدوجين، من مُروِجي السموم الكاذبة على آخر المواقع الرخيصة. لذلك يقتضي التوضيح التالي: «نعم، نحن محطةٌ ناطقةٌ اولاً باسم رُسُلها الشرفاء المترهبين للحقيقة الفقيرة العارية. وناطقةْ ثانياً، باسم تيارْ كل الأحرارْ في هذا الوطن، وتُفاخر بقربِها من رجلٍ خُصَ في التاريخ، وخَطَ في سِفْرِهِ مكانا ومكانةً، مقاماً وقيمةً للبنان القوي. والجامع بيننا وبين هؤلاء، الفخرُ بأننا لم نكن لحظةً انكشارية لدى رستم غزالة، لا باسم السيد أيكس ولا واي، في ابشع حقبة من تاريخ لبنان .والجامعُ بينَنا هو الفخرُ، بأننا لم نكن لحظةً من مستشاري فلتمان وشركائه في كيفية بيع المقاومة والمقاومين، في أغدرْ عدوانْ على لبنان. والجامع بيننا هو الفخرُ أيضاً، بأننا لم نسرق مالَ الوطن، من قلب بيروت تحت غِطاء الأطفالْ، إلى آخر الجنوب على دم الأبطالْ. والجامعُ بيننا هو الفخرُ بأن مناضلينا ليسوا بلطجيةً، نُرسلهم لسحلِ أشرفِ شاباتِنا وشبانِنا، يوم انتفضوا ضد اوسخ طبقة حاكمة عندنَا …ولا هم مافيوزية يُذلون المواطنين بأحذيتِهم من اجل زعيم … الجامع بيننا اننا وطنيون، واحرار …وان في ذاكرتِنا ووثائقِها الكثير …واننا لا نسكت عن حق ! رحم الله سماحة الامام محمد مهدي شمس الدين، وكان الله في عون أهلِه ومُريديه لما يسمعون. وأعاد الله سماحةَ السيد، علَه يعودُ الأمل بدلَ الدجلْ….أخيراً هذا الكلام هو رداً على كلام الامس، اما كلام اليوم، فسنرد عليه غداً». رد جمهور «أمل» وسرعان ما لقيت هذه المقدمة ردوداً من جمهور «أمل» فكتب سمير علوية «قناة رئيس الجمهورية تتهجم على رئيس مجلس النواب؛ فقط لأنه يرفض عزل الأحزاب المسيحية؛ فقط لأنه يرفض تطيير الانتخابات بحجة الاصلاحات الساترة للعورات الشعبية؛ فقط لأنه يرفض استبدال مجلس الخدمة المدنية بمجلس الخدمة المذهبية؛ فقط لأنه يرفض استبدال قانون الدفاع بفتاوى العهد التي تسافر بالضباط عبر الزمن فتجعل من جديدهم -قديمهم، فقط لأنه يرفض البواخر المعومة للجيوب ؛فقط لأنه يرفض المس بإتفاق الطائف الراعي للمناصفة؛ فقط لأنه يرفض احتقار الدستور الذي أقسم على احترامه رئيس الجمهورية؛ فقط لأنه يرفض المس بـحرية الإعلام و يرفض تطويع القضاء؛ ان التاريخ السياسي الحديث يجب ان يسجل للعهد استحداث حقيبة وزير دولة لشؤون الشتم». واذا كانت مواقع التواصل الاجتماعي إعتادت على تبادل الاتهامات بين جمهوري « أمل» والتيار الوطني الحر إلا أن البارز هو ما طرأ من سجال بين جمهوري التيار وحزب الله على خلفية فيلم The Post. أنصار «حزب الله» وجاء هذا السجال بعدما رأى جمهور الحزب أن مقدمة اخبار OTV من الفيلم جاءت وكأنها رد على السيد نصرالله من موضوع المخرج ستيفن سبيلبرغ الموضوع على القائمة السوداء للشخصيات الداعمة لإسرائيل. وأوردت القناة ما يلي «جريمة ثقافية في حق الحرية تعيد بشكل او بآخر تجسيد نظرية قمع الرأي الاخر بذريعة مواجهة العدو، وهو منطق لم يفضِ في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي الا إلى هزيمة تلو هزيمة».». وأبرز التعليقات التي ردّت على هذه المقدمة كانت من نجل مسؤول الارتباط في حزب الله وفيق صفا الذي قال «هناك اشياء يتم التغاضي عنها على الرغم من شناعتها… الا ان هناك اشياء لا يمكن ان تمر مرور الكرام وبدون محاسبة، ما ورد في هذا الموقف هو خيانة للمقاومة ودماء الشهداء وللقضية الفلسطينية وللعروبة». في غضون ذلك، حاول الوزير السابق مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية الياس بو صعب ترطيب الاجواء بين بعبدا وعين التينة حول الخلاف الحاصل حول مرسوم الاقدمية فرأى أن «لا لزوم له، ويعتقد أنه من الضروري الآن ان يطغى الحوار». وأكد «أن أبواب قصر بعبدا ليست مغلقة بوجه رئيس مجلس النواب نبيه بري تماماً كما أن أبواب الرئيس بري مفتوحة أمام الجميع». وتعليقاً على الاجواء بأن نواب التيار الوطني الحر لن يصوّتوا لبري رئيساً للبرلمان قال بو صعب «لم نناقش يوماً مسألة عدم انتخاب الرئيس بري رئيساً لمجلس النواب واعتبر انه من الصعوبة ان نجد شخصاً آخر غير الرئيس بري في رئاسة المجلس». قناة عون تهاجم بري: أعاد الله سماحة السيّد موسى الصدر علّه يعود الأمل بدل الدجل تراشق بين جمهور التيار الوطني الحر وكل من جمهور حركة أمل و«حزب الله» سعد الياس |
نذر أزمة دبلوماسية بين بولندا وإسرائيل على خلفية مشروع قانون خاص بالمحرقة Posted: 28 Jan 2018 02:23 PM PST الناصرة – «القدس العربي»: بعد سنوات من الصداقة المتينة بينهما، تلوح نذر أزمة دبلوماسية بين إسرائيل وبولندا، على خلفية تشريع الأخيرة قانون جديد تعتبره تل أبيب محاولة لإنكار المحرقة أو على الأقل التنصل من المسؤولية عنها. ومشروع القانون، الذي صادق عليه البرلمان البولندي بالقراءة الأولى، يمنع الحديث عن «جرائم الشعب البولندي» خلال فترة المحرقة النازية، ويهدد بسجن كل من يستخدم عبارة «معسكر الإبادة البولندي»، ويقضي بالسجن الفعلي الطويل على من يتهم بولندا بالمشاركة في المحرقة. وردت بولندا على لسان نائب وزير القضاء فيها بالقول، إن إسرائيل ذاتها شرعت قانونا مشابها يجرّم من يذكر النكبة ويتهمها بالمسؤولية عنها. إسرائيل التي تواصل منذ عقود تعميم خطاب الضحية والتلويح بالمحرقة ومحاولة استثمارها سياسياً، طالبت بولندا بتغيير مشروع القانون. وأمس الأحد، أفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها استدعت القائم بالأعمال البولندي بيوتر كوزلسكي إلى مقرها لتقديم «توضيحات». وحسب البيان «تم تأكيد معارضة اسرائيل لصياغة مشروع القانون»، موضحا ان «توقيت القانون- عشية اليوم العالمي لإحياء ذكرى المحرقة – كان مفاجئا ومؤسفا بشكل خاص». وأكدت الوزارة أن هذا القانون قد «يسيء الى حرية البحث بالإضافة الى انه قد يمنع النقاش حول إرث الحرب العالمية الثانية». رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قال إن القانون لا أساس له، ويعارضه بشدة، ويستحيل تغيير التاريخ، ويجب عدم التنكر للمحرقة». وأضاف: «أصدرت تعليمات إلى السفيرة الإسرائيلية في بولندا، للاجتماع مع رئيس الوزراء البولندي مرة أخرى والتعبير عن موقفي الثابت ضد القانون». وترتبط حكومة نتنياهو بعلاقات جيدة مع الحكومة البولندية، التي تصوت بشكل تقليدي إلى جانب إسرائيل في المؤسسات الدولية. وقالت وزارة الخارجية إن «إمكانية إعادة السفيرة للمشاورات لا تزال مطروحة على جدول الأعمال، ولكن مهمتها الأولى هي نقل موقف إسرائيل من القانون إلى رئيس الوزراء البولندي». وقامت سفيرة إسرائيل لدى بولندا، آنا أزاري، أمس، بشجب القانون. وفي خطاب ألقته في مراسم الذكرى الرسمية لتحرير معسكر اوشفيتس، التي أقيمت في الموقع التذكاري في بولندا، وتم بثه على الهواء مباشرة، قالت إن «الحكومة الإسرائيلية ترفض مشروع القانون وتأمل بإجراء تعديلات عليه». وأضافت أن «إسرائيل تفهم من بنى أوشفيتس وبنى معسكرات أخرى، والجميع يعلم أنهم ليسوا بولنديين، لكننا تعتبر هذا القانون مخالفا للحقيقة حول المحرقة. أؤمن أن إسرائيل وبولندا، كصديقتين جيدتين جدا ستجدان لغة مشتركة وتقرران كيف نتذكر معا تاريخنا». كما رد رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، على القانون، قائلاً : «حتى بين الشعب البولندي كان هناك أولئك الذين مدوا يدهم للجرائم النازية، وينبغي التنديد بكل جريمة، بكل مخالفة. يجب فحصهم وكشفهم. وكان من بينهم من مدوا أيديهم وساعدوا اليهود وحاربوا وحظوا بالاعتراف كأنصار لأمم العالم». وأضاف «في يوم ذكرى المحرقة، أكثر من أي يوم آخر، سيقف أمام أنظارنا التزامنا بذكرى إخواننا وأخواتنا الذين قتلوا فوق كل الاعتبارات». كما أدان متحف المحرقة «ياد فاشيم» القانون الجديد، زاعماً أن التشريع «يمكن أن يمس بالحقيقة التاريخية حول المساعدات التي تلقاها الألمان من السكان البولنديين خلال المحرقة». وفي الوقت نفسه، أكد أن بولندا على حق في معارضة استخدام مصطلح «معسكرات الإبادة البولندية». وأضاف: «لا شك أن مصطلح معسكرات الإبادة البولندية هو تشويه تاريخي. لقد أنشئت معسكرات الإبادة في بولندا المحتلة من قبل النازية من أجل قتل الشعب اليهودي في إطار برنامج الحل النهائي». وسيطبق القانون الجديد على المواطنين البولنديين والأجانب «بغض النظر عن القوانين التي تنطبق على المكان الذي يتم فيه الفعل»، وفقا للقانون. ولذلك، من الناحية النظرية، فإن اليهود البولنديين الناجين من المحرقة، والذين يعيشون في إسرائيل وينشرون علناً أن «الشعب البولندي شريك في قتل جدي في المحرقة» أو «قتلت والدتي في معسكر إبادة بولندي» قد يخضعون لإجراءات جنائية في بولندا، الأمر الذي قد يؤدي بهم إلى السجن. ولا ينطبق القانون على النقاش الأكاديمي أو الفني، ومن ناحية أخرى لم يستثن الصحافيون من القانون. ودخل رئيس حزب «يوجد مستقبل» النائب يئير لبيد، في سجال مع السفارة البولندية على تويتر حول موضوع القانون، وردت عليه السفارة بالقول :»في إسرائيل، أيضا، هناك حاجة إلى التثقيف في موضوع الكارثة»، ووصفت لبيد بأنه «عديم الخجل». كذلك، هاجم وزير الاتصالات يسرائيل كاتس، على تويتر، القانون البولندي، وكتب: «بالذات في الأسبوع الذي يتذكر فيه العالم كله فظائع المحرقة، التي قتل خلالها ستة ملايين يهودي، يصادق البرلمان البولندي على قانون خطير لا هدف له إلا التنكر لدور بولندا ومسؤوليتها عن المذبحة الرهيبة التي وقعت على أراضيها. لن ننسى ولن نغفر». وانضم عدد كبير من الوزراء لمهاجمة مشروع القانون البولندي والسلطات البولندية، مكررين موقف إسرائيل في احتكار المحرقة وطمس ضحاياها الآخرين من غير اليهود. الرد البولندي ومساء السبت، دافع رئيس الوزراء البولندي، ماتيوش مورافيتسكي، دفاعا مستميتا عن بلاده على «تويتر» قائلا إن «(مجمع معسكرات) أوشفيتس هو أكثر الدروس قسوة عن كيف يمكن أن تقود الأفكار الشريرة إلى جهنم على الأرض. اليهود والبولنديون وكل الضحايا يجب يكونوا حراسا لذكرى كل الذين قتلوا من قبل النازيين الألمان. أوشفيتس بيركيناو ليس اسما بولنديا كما أن أربيت ماخت فراي ليست جملة بولندية». موقف النواب العرب وبادر النائب أحمد الطيبي (القائمة المشتركة)، لإدانة القانون البولندي، وكتب وزميله أيمن عودة على «تويتر» أن «قرار الحكومة البولندية مخجل وخطير. إنكار المحرقة هو تشريع لأحلك اللحظات في التاريخ. الاعتراف العميق بمظالم الماضي فقط، هو ضمانة لقدسية الحياة». أما زميلتهما حنين زعبي، فاعتبرت هي الأخرى أن «القانون البولندي القاضي بإنكار المسؤولية الأخلاقية عن مقتل ملايين اليهود في المحرقة هو قانون خطير حيث الفصل بين الجريمة والمجرم، هو بمثابة الانتصار المتجدد للشر. لكنها أضافت «لكن ذلك يرسل رسالة خطيرة للأجيال القادمة، حيث لا معنى للتضامن مع الضحية، عندما لا نأخذ موقفا حازما وواضحا ضد من تسبب في مأساتها. من جهة أخرى، على الذي يستغل المحرقة ويستعملها استعمالا أداتيا ألاّ يستغرب من إنكارها، ومن ينكر جرائمه ضد الآخرين عليه ألا يستغرب من هذا القانون. هذا القانون هو الصيغة البولندية لقانون النكبة». وخلصت إلى أن «الطريق الأخلاقية للاعتراف الحقيقي بالمحرقة، تكمن في وقف الاستغلال الإسرائيلي الرخيص لها، والتعامل معها كأحد تجليات الشر الإنساني والصمت على الشر على حدّ سواء. والجرائم المتمثّلة بالقتل والملاحقة والتنكيل، هي جرائم بعض النظر عن مرتكبها وعن ضحيتها». نذر أزمة دبلوماسية بين بولندا وإسرائيل على خلفية مشروع قانون خاص بالمحرقة وديع عواودة: |
احتكاك عسكري جديد بين تركيا واليونان حول «جزر إيجه» Posted: 28 Jan 2018 02:23 PM PST إسطنبول ـ «القدس العربي»: شهد بحر إيجه، الأحد، احتكاكا عسكريا جديدا بين تركيا واليونان، وذلك عندما منعت قوات خفر السواحل التركية وزير الدفاع اليوناني من الاقتراب بزورق عسكري من جزيرة «كاراداك» المتنازع عليها بين البلدين، في واحدة من الحوادث التي تصاعدت في الأشهر الأخيرة وتسببت في تصاعد التوتر بين الجارتين تركيا واليونان. هذا التطور الجديد جاء في ظل خشية اليونان من دعوات أردوغان التي تصاعدت في الأشهر الأخيرة لإعادة النظر و»تحديث» اتفاقية لوزان (1923) وبالتزامن مع الاتهامات بين الحكومة والمعارضة التركية حول «المسؤولية عن إضاعة الجزر التركية»، وتعهد أردوغان بفتح الملفات التاريخية المتعلقة باتفاقية لوزان «إضاعة الجزر». وتعتبر الجزر المتواجدة في بحر إيجه أبرز الملفـات حساسية في العلاقة بين تركيا والـيونان وسـط نـزاع سـيطرة عـلى المـجال البحري والـجوي في بحري إيجه، وعلى الدوام تحصل مناوشات ومضايقات من قبل القوات الجوية والبحرية للجانبين تطورت في بعض الأحيان إلى اشتباك عسكري، وسط تحذيرات دولية من إمكانية أن تؤدي إحدى هذه المناوشات إلى اشتباك عسكري أوسع بين البلدين. منع وزير الدفاع اليوناني الاقتراب من جزر «كارداك» قالت وكالة الأناضول التركية الرسمية، الأحد، إن قوات خفر السواحل التركي، منعت اقتراب وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس، بزورق عسكري من جزر «كارداك» الصخرية في بحر إيجه، لافتةً إلى أن كامينوس أراد الاقتراب من منطقة «كارداك» لوضع أكليل من الزهور، لكن قوات خفر السواحل التركي منعته من ذلك، وأشارت إلى أن الوفد اليوناني غادر المياه الإقليمية التركية بعد التحذيرات التركية. وقال وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، إن خفر السواحل التركي أدّى مهمته في منع اقتراب وزير يوناني بزورق عسكري من منطقة جزر «كارداك»، معتبراً أن «قيادة خفر السواحل أدّت المهام الملقاة على عاتقها»، فيما قالت رئاسة أركان الجيش التركي إن سفينة «نيكيفوروس» التابعة للبحرية اليونانية والزورق (LS ـ 70) التابع لخفر السواحل اليوناني، حاولا دخول «كارداك»، ظهر أمس»إلا أن عناصر القوات البحرية وخفر السواحل التركية، أحبطت المحاولة المذكورة». وتقع جزيرة إيميا المعروفة باللغة التركية باسم كارداك على بعد سبعة كيلومترات فقط من الساحل التركي وتتنازع اليونان وتركيا ـ وكلاهما عضو في حلف شمال الأطلسي ـ السيادة على هذه الجزر، وكادت الأمور تصل بين البلدين عام 1996 إلى حد اندلاع حرب لولا ضغط هائل من الإدارة الأمريكية وذلك بعدما أسقطت تركيا مروحية يونانية وقتلت 3 ضباط كانوا على متنها فوق الجزيرة. وفي عام 1996، رست سفينة تركية تحمل اسم «فيغن أقات» على «كارداك» التي تبعد 3.8 أميال بحرية من شواطئ مدينة «بودروم» التركية، وحينها قالت اليونان إن السفينة رست في مياهها الإقليمية، غير أن تركيا رفضت ذلك وأكدت أن الجزيرة تعود لها. ورفعت تركيا علمها على إحدى الجزر بالمنطقة، رداً على فعل مماثل لليونان. وقبل عامين كادت أن تتجدد المواجهات العسكرية بين البلدين حول الجزر مع تحليق طائرات يونانية وملاحقتها من قبل طائرات حربية تركية فوق الجزر، كل ذلك في إطار خلافات واسعة بين البلدين حول السيادة على بحر ايجه والمجال البحري والجوي والسيادة واستخدام الموارد في جزيرة قبرص التي يتقاسم حلفاء البلدين السيطرة عليها. والخلاف على جزيرة «كاراداك» يأتي ضمن خلاف أوسع على عشرات الجزر الصغيرة الصغيرة المنتشرة في بحر إيجه، وفي تصريح سابق قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن «ثمة 130 جزيرة صخرية مختلفة الأحجام في بحر إيجة ما بين تركيا واليونان، غير معروف تبعيتها»، واعتبر محاولات اليونان للوصول إلى هذه الجزيرة «مسعى لزيادة التوتر مع تركيا بشكل متعمد». وقبل أشهر، قام رئيس الأركان التركي خلوصي أقار، وقادة قواته البرية والجوية والبحرية، بما سمته تركيا «جولة تفقدية للسفن الحربية التابعة لأسطول بلاده بقاعدة «أقسار» في بحر إيجه، في خطوة وصفتها وسائل الإعلام اليونانية بـ«الاستفزازية» واعتبرتها وسائل إعلام تركية «استعراضا للقوة العسكرية» ضد اليونان، حيث كانت أن تتطور الزيارة إلى مواجهة عسكرية بين البلدين. الدعوة لمراجعة اتفاقية لوزان لأول مرة، وقبل أشهر، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمراجعة اتفاقية لوزان، الموقعة عام 1923، والتي تم على إثرها تسوية حدود تركيا الحديثة عقب الحرب العالمية الأولى، وهو ما كرره من أثينا الذي زارها أردوغان، الشهر الماضي، كأول رئيس تركي يزور اليونان منذ 65 عاماً. وقال أردوغان: «إن خصوم تركيا أجبروها على توقيع «معاهدة سيفر» عـام 1920، وتـوقيـع «معاهدة لوزان» عـام 1923، وبسبب ذلـك تـخلت تـركيا لليـونان عـن جزر في بحر إيجه، «على الرغم من أن الصرخة من هناك تسمع على الشواطئ التركية». ويمكن مشاهدة العديد من الجزر بالعين المجردة من السواحل التركية قرب مدينة إزمير لكنها واقعة تحت السيطرة اليونانية على الرغم من أنها تبعد عن أراضيها عشرات الأميال، ويؤمن الشارع التركي أنها أراض تركية انتزعت منهم في «فترات الضعف» ويجب استعادتها بكافة الطرق، على حد تعبيرهم. وبدأ الجدل على الصعيد الداخلي حول هذه الجزر، عقب تصريحات لزعيم المعارضة التركية كمال كليتشدار أوغلو، قال فيها: «هل هذه الجزر لنا أم لليونان؟، يوجد جزيرة كيتشي على بعد 4 أميال من السواحل التركية، هل هي لنا، زارها رئيس وزراء اليونان وعليها علم اليونان؟»، وهي الصريحات التي اعتبرت بمثابة محاولة من زعيم المعارضة لتحميل المسؤولية لحزب العدالة والتنمية الحاكم. ورداً على هذه التصريحات، قال أردوغان: «كليتشدار أوغلو ـ زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض- يحاول تحميل حزب العدالة والتنمية الحاكم فاتورة الجزر، أنتم من تخلى عن الجزر، من كانوا على رأس حزبكم في ذلك الوقت هم من تخلوا عن الجزر»، لافتاً إلى أنه بدأ في إعداد ملفات تاريخية حول الجزر واتفاقية لوزان، قائلاً: «سوف أعرض هذه الحقائق على الشعب التركي». كما رد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم على تصريحات كليتشدار أوغلو بالقول: «هذا الذي يقف على رأس أكبر أحزاب المعارضة ـ كليتشدار أوغلو- أقول له اذهب واسأل من سلموا هذه الجزر في ذلك الوقت، اسألهم لمن تعود، أنظر: لا تجعلني أتحدث أكثر من ذلك، وإلا لن تستطيع تحمل ما سأقوله». ويعتبر حزب الشعب الجمهوري الذي تزعمه مؤسس الجمهورية التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك أقدم الأحزاب السياسية التركية وهو ما كان يتقلد حكم البلاد إبان توقيع الاتفاقية المذكورة، وعلى الرغم من سخط أردوغان على هذه الاتفاقية إلا أنه تجنب الحديث عنها كثيراً لعدم اعتبار تصريحاته تهجماً على أتاتورك ولمكانته الكبيرة عند الشعب التركي، لكن يبدو أن التطورات الأخيرة سوف تحمل الكثير من التفاعلات حول الاتفاقية وأتاتورك وتعيد قضية الجزر إلى الواجهة بشكل غير مسبوق. احتكاك عسكري جديد بين تركيا واليونان حول «جزر إيجه» أزمة بين أردوغان والمعارضة بسبب «إضاعة الجزر» واليونان تخشى «تحديث» اتفاقية لوزان إسماعيل جمال |
سياسيون مصريون طالبوا بوقف الانتخابات الرئاسية وحلّ هيئتها Posted: 28 Jan 2018 02:22 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: دعا رئيس حزب الإصلاح والتنمية المصرية والنائب السابق، محمد أنور السادات، بعض قادة الأحزاب السياسية لتنظيم مسيرة سلمية إلى قصر الاتحادية الرئاسي، لمقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتقديم مطالبهم. وقال في دعوته أمس الأحد: «في ظل ما تشهده أجواء الانتخابات الرئاسية من انسحابات متتالية وعدم وجود مرشح رئاسي حقيقي منافس لأسباب مختلفة، أوجه الدعوة إلى بعض قادة الأحزاب والشخصيات العامة للتوجه في مسيرة سلمية لقصر الاتحادية لمقابلة الرئيس السيسي وتقديم مطالب محددة إليه حول مستقبل التحول الديمقراطى وممارسة العمل السياسي والإعلامي في الفترة القادمة، خاصة في ظل ما تشهده الساحة المصرية من موت حقيقي للسياسة وتكميم للأفواه وسيطرة الرأي والفكر الواحد والتأميم الناعم لوسائل الإعلام». وأوضح أن «الحالة السياسية المصرية تم تفريغها من مضمونها، وأنه قد انتهى وقت المناشدات والبيانات التي تطلق من داخل الغرف المغلقة، وحان الوقت لإذابة الجليد ولبدء حوار جاد ما بين مؤسسة الرئاسة والقوى المدنية لتتقارب وجهات النظر ونزع فتيل الغضب وإحياء السياسة في مصر، حتى يكون هناك متسع ومتنفس للجميع لكي يشارك ويعبر وينافس في مناخ من الديمقراطية واحترام الدستور وسيادة القانون من خلال مشاركة شعبية حقيقية من منطلق أن الوطن ملك للجميع». إلى ذلك، دعا سياسيون مصريون، بينهم السادات كذلك، لوقف انتخابات الرئاسة المصرية ووقف عمل الهيئة الوطنية للانتخابات وحل مجلسها، بسبب ما وصفوها بـ»مصادرة حق المصريين في انتخابات رئاسية حرة». ووقع على بيان الدعوة المشترك، أمس رئيس حزب «مصر القوية» عبد المنعم أبو الفتوح، والسادات، وهشام جنينة وحازم حسني نائبا المرشح المحتمل للرئاسة المحتجز في السجن الحربي سامي عنان، والعالم المصري عصام حجي، صاحب مبادرة الفريق الرئاسي. وأدان الموقعون «كل الممارسات الأمنية والإدارية التي اتخذها النظام الحالي لمنع أي منافسة نزيهة في الانتخابات المقبلة»، معتبرين أن آخر محطات هذه الممارسات هو الاعتداء على المستشار هشام جنينة، الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات، وهو الذي سماه سامي عنان نائبا له في حال خوضه انتخابات الرئاسة. وأشار البيان إلى أن «عراقيل الانتخابات بدأت مبكرا بإشاعة مناخ الخوف الأمني والانحياز الإعلامي والحكومي، ثم بجدولها الزمني الضيق الذي لا يتيح فرصة حقيقية للمنافسين لطرح أنفسهم». وتابع الموقعون: «كما شهدنا محاولات إفراغ الساحة من كل المرشحين، حيث تم تلفيق قضية هزلية للمحامي والحقوقي خالد علي واعتقال عدد من شباب حملته، بتهم تحت قانون مكافحة الإرهاب، ولاحقا تم التلاعب في عملية جمعه التوكيلات، مما أفضى لانسحابه من السباق». ولفتوا إلى «سجن العقيد مهندس في القوات المسلحة أحمد قنصوة، حين أعلن نيته خوض انتخابات الرئاسة، بعدما رفضت القوات المسلحة طلبه بالاستقالة قبل سنوات». كما أشار البيان لضغوط مورست على الفريق أحمد شفيق في منفاه في الإمارات ثم ترحيله قسرا، وكذلك انسحاب النائب السابق محمد أنور السادات من السباق تحت الضغوط الأمنية ذاتها، حتى وصل الأمر لقمته باعتقال الفريق سامي عنان، ودلالات صدور بيان القيادة العامة للقوات المسلحة ضده، علاوة على رفع الهيئة الوطنية للانتخابات اسمه من كشوف الناخبين قبل أي تحقيق أو حكم، رغم أنه سبق له مع المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع الأسبق وغيره من قيادات الجيش المتقاعدين الإدلاء بأصواتهم، ما يشير إلى انعدام حياد مؤسسات الدولة وأجهزتها، واستمرار التنكيل بأفراد حملة عنان واحتجاز ومطاردة بعضهم. وزاد الموقعون: نشهد حاليا ما يقوم به النظام ومعاونوه من البحث عن مرشح يقوم بدور الكومبارس في عملية تهين قيم الجمهورية المصرية العريقة، مثمنين دور الهيئة العليا لحزب الوفد في عدم «التورط في هذا العبث». ودعا البيان إلى وقف إجراءات انتخابات الرئاسة واعتبارها فاقدة للحد الأدنى من الشرعية، وكذلك وقف أعمال الهيئة الوطنية للانتخابات وحل مجلسها «لتستره على التدخل الأمني والإداري في الانتخابات المفترضة». كما حثّ الشعب المصري على مقاطعة هذه الانتخابات كليا وعدم الاعتراف بما ينتج عن شرعيتها، ليس فقط لانتفاء فكرة المنافسة الانتخابية، بل قلقا من هذه السياسة التي تمهد بشكل واضح لتغيير الدستور بفتح مدد الرئاسة والقضاء على أي فرصة للتداول السلمي للسلطة، واستمرار السياسات التي طبقت في السنوات الماضية والتي تضمنت التنازل عن الأراضي المصرية وإفقار الشعب وإهدار كافة مظاهر الديمقراطية والفصل بين المؤسسات لصالح المؤسسة الأمنية. وشمل بيان السياسيين دعوة كل قوى المعارضة الفاعلة لتشكيل تجمع يدرس الخيارات والخطوات المقبلة ويستدعي الشراكة الشعبية فيها. سياسيون مصريون طالبوا بوقف الانتخابات الرئاسية وحلّ هيئتها السادات يدعو لمسيرة إلى القصر الجمهوري مؤمن الكامل |
المساعدات الأمريكية للفلسطينين ومردودها السياسي Posted: 28 Jan 2018 02:22 PM PST عندما جمّد ترامب 65 مليون دولار من دفعات الولايات المتحدة للأونروا وهدّد في اجتماع دافوس الفلسطينيين بأنهم إذا لم يعودوا للمفاوضات مع إسرائيل فسيوقف الأموال التي تمنحها الولايات المتحدة لهم، فقد أعاد تعريف منطق المساعدة. هذا منطق رجل أعمال، يتناسب أيضا ونهجه رئيسًا للدبلوماسية. فترامب يريد أن يحقق «الصفقة المثلى» بين إسرائيل والفلسطينيين. «صفقة»، وليس اتفاق سلام. وهكذا فقد أضاف «نهجا تجاريًا» للمناهج القائمة للمساعدات الخارجية: الاستراتيجي والإنساني. إن القوى العظمى كالولايات المتحدة، روسيا والصين تمنح المساعدة أساسًا وسيلة لتحقيق مصالح استراتيجية. ففي فترة الحرب الباردة استخدمت الولايات المتحدة المساعدات الخارجية لدعم الحلفاء، مثل إسرائيل، ممن كانوا يواجهون الضغط السوفييتي. أما الاتحاد السوفييتي فقد تصرف بشكل مشابه تُجاه حلفائه، مثل كوبا. لقد منحت الولايات المتحدة المساعدة بحجم واسع لإسرائيل ومصر كي تدعم المفاوضات التي أدارتاها، وحفظ اتفاقات السلام التي حققتاها. ويتواصل هذا المنطق حتى اليوم. المساعدة العسكرية لإسرائيل تُعطى أيضًا كي تتمكن من مواجهة أي تحالف إقليمي معادٍ. وتمنح الدول الغنية في غرب أوروبا وفي اسكندنافيه المساعدات أساسًا لاعتبارات إنسانية. فهي تمنح التبرعات من دون أن تتوقع المقابل. وتُعطى هذه المساعدات للدول الفقيرة وغير المتطورة، لا سيما لتقليص الفوارق بينها وبين العالم الغني. بعض من هذه الدول تسهم في مثل هذه المساعدات الإنسانية بمبالغ بحجم نسبة ثابتة من منتوجها القومي. منذ توقيع اتفاق أوسلو، تلقى الفلسطينيون من الولايات المتحدة ومن أوروبا مليارات الدولارات. وقد أعطيت المساعدات الأمريكية أساسًا لأسباب استراتيجية، تشبه تلك التي قبعت خلف المساعدات لمصر: تعزيز وحفظ المسيرة السلمية مع إسرائيل. وقد أعطيت المساعدات الأوروبية أساسا لأسباب إنسانية. وقد نبعت من الإحساس بأن الفلسطينيين هم فقراء، مساكين ومقموعين ويجب مساعدتهم. عند منح المساعدات الإنسانية لا تفحص الاستخدامات التي تجرى لها. وعليه فقد امتنعت أوروبا من استيضاح أسباب الضائقة الفلسطينية، مثل الاستثمارات الطائلة لحماس بمئات ملايين الدولارات كل سنة لإنتاج الصواريخ وبناء الأنفاق الهجومية على حساب رفاه سكان غزة الفقراء. أحدٌ لم يفحص كم مالا من التبرعات الإنسانية ذهبت إلى حسابات بنوك شخصية وسرية للزعماء الفلسطينيين. وبدأت أوروبا تطرح الأسئلة فقط عندما تبين أن السلطة الفلسطينية تستخدم التبرعات لدفع رواتب كبيرة للإرهابيين الذين أدينوا وحبسوا في إسرائيل ولبناء مؤسسات عامة وتسميتها بأسماء الإرهابيين. في السنوات الأخيرة، منحت الولايات المتحدة السلطة الفلسطينية كل سنة نحو 500 مليون دولار وللأونروا بين 250 ـ 400 مليون دولار. وكما أسلفنا، في نظر ترامب هذه المساعدة هي استثمار يجب أن يعطي مردودًا مناسبًا. ولمّا كان منطق المساعدة للفلسطينيين هو وجود المسيرة السلمية، والفلسطينيون غير مستعدين لخوض المفاوضات، وهذا الموقف كان صحيحًا أيضًا في معظم سنوات ولاية أوباما، فقد شطب المبرر لمساعدتهم. كما أن ترامب شعر بالإهانة من المقاطعة الفلسطينية لزيارة بنس والإهانات التي وجهها له عباس ورجاله. يمكن للنهج التجاري لترامب أن يتحدى إسرائيل أيضًا. فقسم من المساعدات الأمريكية مكرس لتدريب وصيانة أجهزة الأمن الفلسطينية. وتجميدها من شأنه أن يخرب التعاون الأمني الفلسطيني مع إسرائيل، وتفهّم الأزمة الإنسانية في غزة، وربما أيضا موجة عنف جديدة. وتمنح الولايات المتحدة لإسرائيل مساعدة عسكرية بحجم نحو ثلاثة مليارات دولار في السنة. وقال ترامب إنه يتعين على إسرائيل أن تعطي مقابلا لتصريح القدس وتقديم تنازلات ذات مغزى في إطار تسوية سلمية. إن المبدأ التجاري سيمنحه رافعة ضغط ثقيلة على نتنياهو حين سيعرض «الصفقة المثلى» خاصته. ايتان جلبوع ٭ باحث في مركز بيغن السادات للبحوث الاستراتيجية في جامعة بار ايلان يديعوت 28/1/2018 المساعدات الأمريكية للفلسطينين ومردودها السياسي صحف عبرية |
وزير جزائري سابق يعترف أن التوظيف في الشركات الكبيرة ليس من نصيب أبناء الشعب Posted: 28 Jan 2018 02:21 PM PST الجزائر ــ «القدس العربي»: اعترف عمارة بن يونس وزير التجارة الجزائري الأسبق ورئيس حزب الحركة الشعبية الجزائرية (موالاة) أن التوظيف في شركات القطاع العام الكبيرة مثل الخطوط الجوية الجزائرية وشركة سوناطراك النفطية ليس من نصيب أبناء الشعب، متسائلا إن كانت هذه الشركات ملكا للشعب أم لفئة من الشعب؟! تحول ابن يونس الذي كان من أشد المدافعين عن السلطة والحكومة إلى معارض من جديد، خلال مؤتمر صحافي عقده، إذ انتقد في البداية سياسة الخصخصة المتبعة من طرف الحكومة، مؤكدا أن هذه السياسة يجب أن تسير بعيدا عن الشعبوية والديماغوجية، مؤكدا أن هناك من يرفض الخصخصة بدعوى الحفاظ على السيادة الوطنية، متسائلا إن كان تسيير فندق من طرف الدولة دليل على السيادة، وأنه في الدول المتطورة لا توجد تقريبا شركات تابعة للقطاع العام، فهل يعني ذلك أن هذه الدول فقدت سيادتها؟ وتحدث عمارة بن يونس الذي كان وزيرا لمرتين في عهد الرئيس بوتفليقة عن شركة الخطوط الجوية الجزائرية التي تعاني من مشاكل مالية، متسائلا إن كانت هذه الشركة فعلا ملكا للشعب، وهل بإمكان المواطن البسيط توظيف أبنائه فيها أو في شركات أخرى لم يشأ تسميتها (في إشارة إلى شركة سوناطراك) قبل أن يجيب أن ذلك غير ممكن، وأن هذه الشركات لم تعد ملكا للشعب، بل لفئة من الشعب، في إشارة إلى كبار المسؤولين. وزير جزائري سابق يعترف أن التوظيف في الشركات الكبيرة ليس من نصيب أبناء الشعب |
واشنطن: الحوار الاستراتيجي القطري ـ الأمريكي يبحث قضايا الإرهاب والدفاع والأمن Posted: 28 Jan 2018 02:21 PM PST الدوحة ـ «القدس العربي»: أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت أن الدوحة شريك إستراتيجي لواشنطن، لافتةً إلى أن الحوار الاستراتيجي القطري ـ الأمريكي، الذي ينطلق غدا في واشنطن يهدف إلى تعزيز التعاون بين قطر والولايات المتحدة في العديد من المجالات. ونوّهت هيدز في مؤتمر صحافي الخميس الماضي، بقوة العلاقات بين البلدين، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة «تتطلّع لمناقشة العديد من مجالات التعاون بين بلدينا، بما فيها مجالات التجارة والاستثمار والدفاع والأمن والقانون ومكافحة الإرهاب وتنظيم حركة الطيران». وجاءت تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية قبيل انطلاق الحوار الاستراتيجي القطري – الأمريكي في واشنطن، والذي سيشهد توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الدوحة وواشنطن في مجالات مختلفة، أبرزها الطاقة وأمن المعلومات. وأوضحت وكالة الأنباء القطرية «قنا»، أن قطر ستشارك بوفود وزارية رفيعة المستوى، يقودها كلاً من الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، والدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع، والدكتور بدر السادة وزير الطاقة والصناعة، ووزير المالية. كما سيرافق الوفد ممثلون عن وزارات وجهات مختلفة في الدولة وهي: وزارة الداخلية، وزارة البلدية والبيئة، وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، وزارة المواصلات والاتصالات، الهيئة العامة للطيران المدني، الخطوط الجوية القطرية، مصرف قطر المركزي، جهاز قطر للاستثمار، مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع. أما الجانب الأمريكي فسيشهد مشاركة كل من وزارة الخارجية وعلى رأسها وزير الخارجية، ووزارة الدفاع وعلى رأسها وزير الدفاع، ووزارة الخزانة وعلى رأسها وزير الخزانة، ووزارة التجارة وعلى رأسها وزير التجارة وممثلون عن جهات أخرى. توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم وسيشهد الحوار توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وخطابات النوايا منها مذكرة تفاهم في مجال الطاقة ومذكرة تفاهم بين الشركة القطرية لإدارة الموانئ والجانب الأمريكي، وخطاب نوايا بين وزارة الطاقة الأمريكية ووزارة المواصلات والاتصالات القطرية في مجال الأمن السيبراني للبنية الحيوية التحتية للطاقة، وسيتم الإعلان عن جميع الاتفاقيات الموقعة بعد إتمام الحوار في الثلاثين من الشهر الجاري. وشهدت العلاقات القطرية ـ الأمريكية خلال الأعوام السابقة، منحى تصاعديا تجسّد في العديد من الاتفاقيات الثنائية المتنوعة، حيث بدأت العلاقات عام 1972 تاريخ افتتاح البعثة الدبلوماسية الأمريكية في الدوحة، إلا أن الانطلاقة الفعلية للعلاقات بين البلدين كانت في أوائل التسعينيات، وأخذت مناحيٍ عدة وتطورت إلى أن وصلت إلى ما هي عليه اليوم، كما احتل التعاون الأمني بين البلدين مكانة مرقومة لما تلعبه الدوحة ودبلوماسيتها الناجحة من دور بارز في الوساطة وحل النزاعات ومحاولات التوفيق والمساعدة في صياغة المخارج السياسية للأزمات. وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أكد خلال لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن بتاريخ 19 أيول/ سبتمبر الماضي، أن دولة قطر هي أول دولة وقعت على اتفاقية مكافحة الإرهاب مع الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن هنالك العديد من الاتفاقيات بين البلدين في مجال التجارة والتعاون العسكري والأمني. وفي المجال العسكري، وقع البلدان في تموز/ يوليو 2017 اتفاقية عسكرية تقضي بشراء طائرات مقاتلة من طراز «إف15»، بتكلفة مبدئية تبلغ 12 مليار دولار، وستساهم هذه الاتفاقية في خلق 60 ألف فرصة عمل في 24 ولاية أمريكية، حيث تمثل هذه الاتفاقية تأكيدا للالتزام طويل المدى لدولة قطر للعمل سوية مع الأصدقاء والحلفاء في الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل تعزيز الروابط العسكرية لتدعيم التعاون الاستراتيجي في الحرب ضد العنف المتطرف، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة العربية والعالم. وكانت قطر أول دولة توقع مذكرة تفاهم لمكافحة تمويل الإرهاب مع الولايات المتحدة الأمريكية في إطار التعاون الثنائي المستمر بين البلدين، وتتويجاً للعمل المشترك بين الجانبين وتبادل الخبرات والمعلومات وتطوير هذه الآلية وكذا تطوير المؤسسات بين الدول. 6 مليارات دولار مبادلات تجارية وفي الجانب الاقتصادي تتمتع قطر والولايات المتحدة بعلاقات اقتصادية وثيقة منذ أوائل التسعينيات. ففي عام 2010، أسست غرفة التجارة الأمريكية أول غرفة تجارية أجنبية في قطر حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين قطر والولايات المتحدة الأمريكية ما يقارب 6 مليارات دولار في عام 2016، وتعد الولايات المتحدة سادس أكبر شريك تجاري لدولة قطر. وتتمثل الصادرات الأمريكية الرئيسية إلى قطر في الطائرات والمركبات والآلات الكهربائية والأجهزة الطبية، بينما تتمثل واردات الولايات المتحدة الأمريكية من قطر في الوقود والأسمدة. في حين، تستثمر قطر في التكنولوجيا، والإعلام، والترفيه، والطاقة، والعقارات وقطاعات أخرى. كما يهدف جهاز قطر للاستثمار إلى زيادة وتعزيز الاستثمارات في الولايات المتحدة، حيث يعتزم استثمار 35 مليار دولار في السوق الأمريكية خلال السنوات الخمس القادمة، مما يساهم في خلق آلاف من فرص العمل الأمريكية. وفي الجانب الإنساني، قدمت قطر 100 مليون دولار مساعدات لإعادة إعمار مدينة نيواورليانز عام 2005 بعد إعصار كاترينا المدمر. واشنطن: الحوار الاستراتيجي القطري ـ الأمريكي يبحث قضايا الإرهاب والدفاع والأمن أكدت أن الدوحة شريك استراتيجي… ووفود وزارية هامة واتفاقيات ومذكرات تفاهم تتوّج التعاون إسماعيل طلاي |
«حزب النور السلفي» يعلن تأييده للسيسي… ونجل عنان يؤكد أن والده يتعرض للظلم Posted: 28 Jan 2018 02:20 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: أعلن حزب النور السلفي، تأييده للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقررة في شهر مارس/ آذار المقبل. وقال يونس مخيون، رئيس الحزب في مؤتمر صحافي عقده أمس الأحد : «تطبيقا لمبدأ الشورى، استطلع الحزب الهيئات والقطاعات التابعة له، التي رأت أن السيسي هو الأقدر على الاستقرار وتجنيب البلاد المخاطر». وحثّ الشعب المصري على المشاركة في الانتخابات. وطالب بـ«إلغاء حالة الطوارئ، واتخاذ الخطوات التشريعية والتنفيذية للحد من بطء التقاضي، والإفراج عن أي مسجون ثبت أنه احتُجز ظلمًا، وفتح السجون فقط لكل من دعا للتكفير، وتحسين أوضاع السجون لتكون آدمية». كما دعا الدولة إلى «عدم اللجوء إلى الاقتراض إلا في الضرورة، وترشيد استهلاك الحكومة، في جميع النواحي، وسياسة التوسع في الأراضي الصحراوية، وأن تتخذ الحكومة إجراءات لرفع مستوى الفلاحين وتوفير احتياجاتهم، والاهتمام بالمناطق الريفية». وتابع : «لا بد من الاهتمام بالمشروعات الصغيرة، وفتح مجالات صناعية جديدة، والعمل على محاربة الفساد في كل القطاعات وسد منافذه واقتلاع جذوره». وحث كذلك على «مراجعة التشريعات والقوانين في البرلمان، خاصة تشريعات الإجراءات الجنائية والحبس الاحتياطي، والعمل على محاربة التمييز في كل المجالات». وحسب رئيس حزب النور «لا بد من مواجهة شاملة للإرهاب، أمنية وفكرية ودينية، والعمل على تحصين الشباب من هذا الفكر من خلال التعاون بين المؤسسات الدينية الرسمية، الأوقاف والأزهر، ووضع خطط لتنمية المناطق الحدودية، مشددًا على ضرورة العمل على تجديد الخطاب الديني، والحفاظ على العقائد الدينية، وأن لا يستغل تحديد الخطاب في محاربة القيم في المجتمع. وفي المجال السياسي، أكد على أنه لا بد من التعددية في الأحزاب السياسية في مصر. وشدد مخيون على ضرورة «تقوية العلاقات الخارجية مع الدول، والعمل على ذلك في دول أفريقيا، والحفاظ على الأقليات المسلمة في دول الخارج مثل بورما»، موضحًا أنه لا بد من التأكيد على الشريعة الإسلامية في كل الشؤون الاجتماعية والدينية والسياسية وغيرها مما نص عليه الدستور». وحتى الآن قدم السيسي وحده أوراق ترشحه في الانتخابات الرئاسية، في وقت لم يتبق سوى ساعات على غلق باب الترشح طبقا للجدول الزمني التي أعلنته الهيئة الوطنية للانتخابات، الذي يقضي بغلق الباب اليوم 29 يناير/ كانون الثاني الجاري. وكان المحامي الحقوقي خالد علي أعلن قبل أيام انسحابه من الانتخابات، متهما نظام السيسي بالتضييق على المعارضين وغلق المجال العام، في وقت منع الفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية من المشاركة، وأحيل للتحقيق أمام المدعي العام العسكري بتهمة التزوير ومحاولة الوقيعة بين الجيش والشعب المصريين. وكشف ناصر أمين المحامي الحقوقي، أنه زار الفريق سامي عنان بصحبه نجل الأخير، في محبسه في السجن الحربي. وقال سمير نجل عنان، أمس الأحد، إن والده «يتعرض للظلم». وأضاف في سلسلة تغريدات عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي « تويتر»: «لن أدخل في صراعات في الوقت الحالي مع من يسبّ ويدعي على الفريق عنان بالكذب والتشهير سواء من الإعلاميين أو السياسيين أو كتاب أو أصدقاء»، من دون توضيح تلك الاتهامات وزاد: «قضيتي حاليا أكبر وأهم، قضيتي هي الفريق سامي عنان وسلامته ورجوع حقه إليه من كل ما تعرض ويتعرض له من ظلم على كافة الأصعدة» وتابع: «أشهد الله أني لم ولن أدخر جهدا أو طريقا أو سبيلا حتى يتحقق ذلك مهما كانت عواقبه أو تبعاته لي». «حزب النور السلفي» يعلن تأييده للسيسي… ونجل عنان يؤكد أن والده يتعرض للظلم |
تحذير لأهالي القدس من تسجيل أبنائهم في المنهاج «الإسرائيلي» Posted: 28 Jan 2018 02:20 PM PST رام الله ـ « القدس العربي»: حذر الاتحاد العام لأولياء أمور الطلاب في مدارس القدس، من الوقوع بشرك الاحتلال ومخططاته التي تستهدف تهويد التعليم في المدينة المقدسة. وقال الاتحاد، في بيان رسمي، إن «بلدية الاحتلال أقامت أخيرا مراكز لتسجيل الطلبة الجدد للعام الدراسي المقبل، وعملت على فرض وصول أولياء الأمور لهذه المراكز من أجل التسجيل». وأكد البيان على أن «بلدية الاحتلال عمدت إلى توظيف أشخاص مهمتهم الوحيدة تسجيل أكبر عدد من الطلاب الجدد للالتحاق بدراسة المنهاج الإسرائيلي»، وأن هذه الخطوة تتم من خلال إقناع أولياء الأمور كذبا بأفضلية التسجيل بالمنهاج الاسرائيلي». وحسب الاتحاد «في كثير من الحالات يتم وضع رغبة الأهالي بتسجيل أبنائهم لدراسة المنهاج الإسرائيلي دون علمهم، لأن عملية التسجيل تكون من خلال موقع مخصص لذلك على جهاز الكمبيوتر دون ملاحظة الأهالي». وأضاف «وعندما يتوجهون لتثبيت التسجيل في المدرسة المختارة يتفاجأون بأنهم قد وقعوا بالاحتيال والكذب بأسمائهم ودون علمهم». ونبه أولياء الأمور إلى «ضرورة معرفة ومشاهدة ما يتم تسجيله، والإقرار بأنهم يريدون المنهاج الفلسطيني وإعلام إدارة المدرسة بذلك». تحذير لأهالي القدس من تسجيل أبنائهم في المنهاج «الإسرائيلي» |
العلوي: على الأحزاب اليسارية أن تنظر في أوضاع الشعب المغربي أكثر من النظر في أوضاعها Posted: 28 Jan 2018 02:20 PM PST الرباط – «القدس العربي »: قال زعيم حزب يساري مغربي إن المرحلة التي تمر منها الأحزاب السياسية اليسارية في المغرب صعبة نسبيا، لذلك عليها أن تلتقي من دون شروط مسبقة وأن تنظر في أوضاع الشعب المغربي أكثر من النظر في أوضاعها هي، وأن تتقدم ببعض المقترحات من أجل تجاوز هذه الوضعية. وأكد إسماعيل العلوي رئيس مجلس الرئاسة والأمين العام السابق لحزب التقدم والاشتراكية (الحزب الشيوعي المغربي سابقا)، أن الظرف الحالي معقد لذلك يجب أن يكون هناك اجتهاد لتجاوزه، كما أن الواقع يفرض على أحزاب اليسار أن تلتقي. وأوضح العلوي على هامش الندوة التي نظمتها «مؤسسة علي يعتة»، حول «مرور مئة عام على الثورة البلشفية» السبت في الرباط، أن الوضع السياسي في المغرب صعب لأن هناك توجهين، التوجه الأول الذي أدى إلى حصولنا على دستور جديد، وهو دستور واعد ومتقدم يجب أن نفعله، وتوجه ثان بتيار يعتبر أن المكتسبات التي حققها الشعب المغربي آنذاك غير صالحة ويريد أن يتراجع عنها وهذا هو الإشكال المركزي. ونقل موقع لكم عن العلوي أن المغرب لن يعيش ردة ديمقراطية إلا إذا أرادها شعبه، وإذا رفض الشعب هذه الردة لن تحصل، طبعا في حياة جميع الشعوب، هناك قوى مختلفة وهناك ما يريد أن تبقى دار لقمان على حالها، وهناك من يريد أن يطور، وهذا كله رهين بمدى تعبئة الشعب نفسه وجميع مكوناته ومن ضمنها الأحزاب السياسية. وقال العلوي «عندما ظهرت حركة 20 فبراير (الحركة الشبابية المغربية التي اندلعت في إطار الربيع العربي 2011) حيّتها عاليا ورفعت لها القبعة لأنه لولاها لما تجاوزنا تلك المرحلة، وحبذا لو تأتي حركة من هذا النوع من أعماق شعبنا لفرض التقدم حتى على هذه الأحزاب القائمة الآن». وأشار العلوي إلى أن الحراك الاحتجاجي في الريف وغيرها من المناطق في المغرب هو حراك رافض للواقع المؤلم بالنسبة للشعب المغربي، ورافض أيضا للتباين الاجتماعي من جهة والمجالي من جهة ثانية، كما أنه مؤشر دال على نوع من الحراك العميق داخل المجتمع المغربي، و»علينا أن نعي ذلك». وأكد أن الجواب على مختلف الاحتجاجات التي يشهدها المغرب ليس بالضرورة أن يكون عنيفا، بل يجب أن يكون متزنا وواضحا، وأن تتم الاستجابة إلى تطلعات المواطنين. قال إسماعيل العلوي إنه اتصل مع نبيل بن عبد الله (الأمين العام الحالي لنفس الحزب) بعد أن حل ضيفا على نواب حزب العدالة والتنمية، ذات المرجعية الإسلامية وهنأه لأنه حيَّن فكرة «الكتلة التأريخية» وهي المبادرة لجمع الديمقراطيين اليساريين والحداثيين وذوي المرجعية الإسلامية وأضاف إنه يجب إحياء «الكتلة التأريخية» من جديد «لأننا بحاجة إليها حاليا في المغرب». وقال العلوي إنه إلى جانب الإيجابيات التي تمخضت عن الثورة البلشفية، إلا أنها كانت لها عدة سلبيات لأنها لم تستطع الوفاء لمبادئها ومن بينها احترام كرامة الإنسان والديمقراطية، بحيث حصل نوع من التنكر لهذه المبادئ بدعوى أن الثورة يجب أن تحمي نفسها من كل الآراء المشاغبة، وهنا، يقول العلوي، بدأت الأخطاء وحصلت الخيانة لجوهر الماركسية ولأسس التيار الاشتراكي الذي كان يركز على احترام الديمقراطية في جميع تجلياتها. العلوي: على الأحزاب اليسارية أن تنظر في أوضاع الشعب المغربي أكثر من النظر في أوضاعها |
الجيشان التركي و«الحر» يسيطران على جبل برصايا الاستراتيجي وقرى وبلدات عدة قرب عفرين Posted: 28 Jan 2018 02:19 PM PST حلب – «القدس العربي» : بينما تدخل عملية غصن الزيتون التي أطلقتها القوات التركية يومها الثاني عشر سيطرت فصائل «الجيش السوري الحر» المشاركة إلى جانب القوات التركية في عملية «غصن الزيتون»، على جبل برصايا الاستراتيجي الواقع على الحدود السورية – التركية بين منطقتي اعزاز وعفرين في ريف حلب الشمالي. وتمكنت القوات المسلحة التركية والجيش السوري «الحر»، أمس من تحرير 18 نقطة عسكرية كان التنظيم الكردي يسيطر عليها في منطقة عفرين. كما سيطرت القوات المسلحة التركية والجيش السوري الحر على قرية «قسطل جندو» قرب عفرين شمال غربي سوريا بعد معارك مع تنظيم «ب ي د/ بي كا كا» في إطار عملية «غصن الزيتون». وتقع قرية «قسطل جندو» جنوبي جبل «برصايا»، وسيطرت عليها القوات المسلحة التركية والجيش الحر، ظهر امس، بعد انسحاب مقاتلي التنظيم الإرهابي منها بعد انسحابهم من «برصايا». وأفادت مصادر في الجيش السوري الحر لمراسل «الأناضول»، بأن القوات التركية والجيش السوري الحر، هاجموا مقاتلي تنظيم «ب ي د/ بي كا كا» الذين انسحبوا من برصايا إلى «قسطل جندو»، وتمكنوا من السيطرة على القرية بعد معارك بين الطرفين. إردوغان من جهته قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس إن بلاده ستطهر حدودها بالكامل مع سوريا من «الإرهابيين» مما يدل على أن الهجوم التركي في منطقة عفرين بشمال سوريا سوف يتواصل. وقال إردوغان أمس في مؤتمر لحزبه العدالة والتنمية الحاكم في إقليم أمسايا الشمالي إن تركيا ستعمل على ضمان إمكانية عودة اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم إلى ديارهم فور تطهير الحدود من المسلحين. وأضاف إردوغان، إن جنود بلاده يسطرون ملحمة في عملية «غصن الزيتون» كما فعلوا بالأمس في «درع الفرات». وأكد إردوغان أن تركيا ليست لديها أطماع لاقتطاع أراضٍ من سوريا، مضيفاً «بلدنا يستضيف 3.5 مليون سوري، ونعمل على تأمين عودتهم إلى ديارهم». وأكّد أنه زار مؤخرًا المنطقة الحدودية فأبلغه قائد عملية «غصن الزيتون»، بعدم وجود مشاكل. واستدرك بقوله: «سأكون أول الملتحقين في حال حدوث أي مشكلة صغيرة، وبعد ذلك سنسير معًا». وشدّد على أن «من يقول لا للحرب بالنسبة لعملية غصن الزيتون يقول نعم للظلم ونعم لسيطرة تنظيم إرهابي وتسلطه على رقاب وأعراض الأبرياء». وأضاف: «هل تعلمون ماذا يقول أهالي عفرين بعد سماعهم تطهير جيش بلادنا قراهم من الإرهابيين: جاء الأتراك نحن في أمانٍ الآن». وتشمل المنطقة التي جرى تحريرها أمس 5 بلدات و13 قرية ومزرعة واحدة، و4 تلال استراتيجية. وتستمر عملية «غصن الزيتون»، التي أطلقها الجيش التركي في 20 يناير/كانون الثاني الجاري، مستهدفةً المواقع العسكرية لتنظيمي «داعش» و»ب ي د/بي كاكا» الإرهابيين شمالي سوريا، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب المدنيين أية أضرار. ونفذت القوات المسلحة التركية، خلال الفترة من أغسطس/ آب 2016 وحتى مارس/ آذار 2017، عملية «درع الفرات»، دعما للجيش السوري الحر، ولتطهير مناطق حدودية في سوريا من الإرهاب. وتأتي هذه التطورات عقب استئناف معارك «غصن الزيتون» في منطقة عفرين، بعد هدوء نسبي شهدته المنطقة لعدة أيام نتيجة سوء الأحوال الجوية، حيث تمكّنت الفصائل المشاركة يوم السبت، من السيطرة على تلال وقرى عدة في محيط ناحيتي «جنديرس» جنوب غربي عفرين، و»راجو» شمال غربيها، واقتربت من إحكام السيطرة «نارياً» على «راجو». هجوم معاكس وقال مدير موقع NSO، الصحافي ضرار الخطاب، إن فصائل «الجيش الحر» شنّت هجوماً معاكساً صباح الأحد، على النقاط التي تسلل إليها مسلّحو «حزب الاتحاد الديمقراطي – PYD» في جبل برصايا ليلاً، حيث تمكنوا من استعادة جميع النقاط، بعد اشتباكات دارت بين الطرفين تحت غطاء جوي لطائرات حربية تركية استهدفت مواقع «PYD» في الجبل ومحيطه. وأضاف في حديث لـ«القدس العربي»، أن فصائل «الجيش الحر» كسرت خلال هجومها الخطوط الأولى لمسلّحي PYD في النقاط التي تقدمت إليها في جبل برصايا وحاولت التمركز فيها، لتتمكّن من استعادة جميع النقاط، تزامناً مع استمرار عملية «تمشيط» الجبل الذي باتت تسيطر عليه بشكل كامل. وأشار الخطاب إلى أن أهمية جبل برصايا الاستراتيجي تأتي من كونه مطلاً على كامل منطقة أعزاز ومعبر «باب السلامة» الحدودي مع تركيا، إضافة لإطلالته بشكل بعيد على الأراضي التركية وخاصة مدينة كيليس المتاخمة للحدود السورية، والتي كان مسلّحو PYD يستهدفونها بقذائف مدفعيتهم المتمركزة على قمة الجبل. وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، قال خلال كلمة ألقاها أمس الأحد أمام الحشد الجماهيري شمالي البلاد، إنّ «القوات المشاركة في عملية غصن الزيتون، ستحرر بعد قليل جبل برصايا الاستراتيجي الذي تتحصن فيه عناصر تنظيم PYD، موضحاً أنه «تحدثت مع الضابط الذي يقود العمليات العسكرية في منطقة عفرين، وأخبره بأنّ القوات التركية ستحرر قمة الجبل بعد قليل»، حسبما ذكرت وكالة «الأناضول» التركية. وشهد جبل برصايا معارك «كر وفر» بين فصائل «الجيش الحر» ومسلّحي «حزب الاتحاد الديمقراطي – PYD»، حيث تبادلا السيطرة عليه بهجمات معاكسة، قبل أن ينسحب منه «الجيش الحر» إثر هجوم معاكس لـ «PYD» قبل أيام، ليعود بهجوم «معاكس» اليوم، ويتمكن من السيطرة عليه بشكل كامل. وفي الشأن ذاته ذكرت وسائل إعلام تابعة لـ»قوات سوريا الديمقراطية – قسد» التي يهيمن عليها حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، إن إحدى مقاتلات وحدات حماية المرأة YPJ (جناح عسكري خاص بالنساء) نفّذت ما سمتها عملية «فدائية» ضد القوات التركية في عفرين. وأوضحت وسائل الإعلام، إن المقاتلة «آفستا خابور تقدّمت نحو إحدى الدبابات التركية «بهدوء وثقة المنتصر، ونفذت عمليتها الفدائية التي أدت إلى إعطاب الدبابة ومقتل طاقمها، في قرية «حمام» التابعة لمنطقة جنديرس جنوب غربي مدينة عفرين، والتي سيطرت عليها فصائل المعارضة قبل أيام وبيّنت وسائل الإعلام، أن اسم المقاتلة «آفستا خابور» يعود لفتاة اسمها الحقيقي «زلوخ حمو» (1998) من مواليد قرية بيليه التابعة لناحية بلبل شمال مدينة عفرين، وأنها انضمت إلى ما سمته «الكفاح الثوري» في صفوف PYD عام 2014. يشار إلى أن «حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، يفرض على الشبان في مناطق سيطرته بمحافظتي الحسكة والرقة ومنطقتي عفرين وعين العرب (كوباني) ومنبج في ريف حلب، ما يسمّيه «واجب الدفاع الذاتي» (التجنيد الإجباري)، ويشن بموجبه حملات دهم واعتقال تطال الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 30 عاماً لزجهم في صفوف مسلحيه. الجيشان التركي و«الحر» يسيطران على جبل برصايا الاستراتيجي وقرى وبلدات عدة قرب عفرين إردوغان: تركيا ستطهر كامل حدودها مع سوريا من «الإرهابيين» عبد الرزاق النبهان ووكالات |
العريضي لـ «القدس العربي»: «سوتشي» مهرجان احتفالي لا تحضره المعارضة ومعلومات عن توجيه دعوات لشبيحة النظام Posted: 28 Jan 2018 02:19 PM PST دمشق – «القدس العربي»: رد المستشار السياسي للهيئة العليا للتفاوض والناطق الرسمي باسمها على مجموعة تساؤلات حول موقف الهيئة من أعضاء الوفد المفاوض ممن يحضرون مؤتمر «سوتشي» بعد إعلان «الهيئة العليا» مقاطعتها للمؤتمر، وعن خيارات المعارضة السورية بعد فشل مسار جنيف بنسخته التاسعة. وأوضح الدكتور يحيى العريضي في حوار مع «القدس العربي» ان الإجراءات التي سوف تتخذها الهيئة العليا للتفاوض بحق أعضائها الذين سيشاركون في مؤتمر «سوتشي» لم تتبلور بعد، مضيفاً ان «الدعوة وجهت لافراد معينين، ولم توجه إلى كيانات سياسية معارضة وموقف الهيئة لم يتبلور بعد باتجاه هؤلاء الأشخاص، في حال أي مخالفات، ويبقى احترام الرأي الشخصي له سيادة، لكن احترام الرأي تحت مظلة ممارسة الديمقراطية كأداة عمل. وأشير هنا إلى انه بشكل ديمقراطي جرى تصويت الهيئة تحت العنوان «من يريد ان يذهب إلى سوتشي» ومن بين الـ39 عضواً وافق 9 اشخاص على حضور سوتشي، والقرار يحتاج إلى 25 عضواً، فكان القرار بالمقاطعة لأن الهيئة مبنية على أسس ديمقراطية». وأضاف العريضي «صحيح أن المسألة حساسة ولها صفة استراتيجية ولكن حتى في هذه المسائل الرأي يحترم والديمقراطية العنوان، ونحن لسنا منظومة ديكتاتورية، لكن على الهيئة ان تتدبر هذا الامر في اجتماعها بشكل ديمقراطي وبشكل منطقي وموضوعي، حيث ستتم مناقشة هذا التصرف لأخذ موقف حياله، لان الامر الطبيعي هو الالتزام برأي الأكثرية في المنظومات الديمقراطية، ومن أراد ان يتصرف افرادياً فهذه حالة لا تمثل الهيئة». ولدى سؤاله عن سبب دعوة اشخاص بعينهم من ضمن الهيئة العليا دون سواهم إلى «سوتشي»، عزا العريضي السبب إلى وجود «نوايا سيئة ومحاولات لاستهداف المعارضة بشكل عام، لان محاولات استهداف الهيئة ونسف مصداقيتها لم تتوقف وقد يكون توجيه الدعوات إلى شخصيات من صلب الهيئة العليا للتفاوض، هي من صلب هذه المحاولات، وتبقى البوصلة الاساسية هي مصلحة الشعب السوري بخلاصه من الاستبداد والديكتاتورية وتحقيقه بلداً منيعاً ذا سيادة حراً كريماً غير مستباح هذه هي المعاير ومخالفة هذه المعاير هي الطامة الكبرى». فشل «جنيف» ورد العريضي على رؤية المعارضة وخياراتها بعد فشل مسار جنيف في جولته التاسعة، بأن خيارات المعارضة لا حدود لها، مضيفا «ان المعارضة السورية بيدها قرارات دولية تقضي بعملية انتقال سياسي وإعادة سوريا إلى الحياة،و تقضي بالخلاص بمختلف الطرق من الحالة الموجودة فيها، والجانب الاخر من القوة هو القوة الدولية والأمم المتحدة ومجلس الامن الذي اصدر هذه القرارات، والتي لا يستطيع النظام ان يضرب بها عرض الحائط، او يلغيها، ويبقى من جانب ثالث حق السوريين كشعب عانى كل هذه المعاناة لا بد ان تكون حقوقه مصانة وهي موجودة في القرارات الدولية التي تصون حقه، وكل ذلك في مواجهة البلطجة ومحاولات التضييق على المعارضة وجعل خياراتها محدودة ومحاولات نسف مصداقيتها والسعي لتدميرها وتصوير الأمور بشكل كاذب ومزيف بانها طبيعية، والدعوة إلى مهرجان احتفالي او سيرك سوتشي الخالي من المعارضة». هذه خيارات موجودة و»للشعب السوري أصدقاء وللشعب ارادته وغضبه ورفضه للاستسلام وتضحياته التي لا تنسى، إضافة إلى سجل العذابات فكل هذه أوراق بيد الشعب السوري». وبين العريضي ان المعارضة المرضية للنظام هي برأيه هي «التي تمهد استمراره ولو بشكله الحالي غير الطبيعي، ولو كان النظام وضعه طبيعياً لما صدر بحقه كل هذه القرارات». الضغط على النظام وفي إطار تسلح المعارضة السورية بكل هذه القرارات الدولية من دون وجود آلية حقيقية للضغط على النظام وروسيا لتطبيق هذه القرارات الشرعية قال العريضي «لو لم توجد آلية ضغط لما صدر ما سمي بـ «اللاورقة» من 5 دول، قبيل انعقاد مؤتمر سوتشي، وتتضمن الإجراءات والآليات لتنفيذ هذه القرارات الدولية، وتدعو إلى تطبيق القرارات وتحديد إمكانيات حقيقية للعملية الانتخابية ضمن بيئة آمنة، تتيح ممارسة حق الانسان السوري في اختيار من يشاء استناداً إلى القرارات الدولية، ولا تدعي تحولها إلى المرجعية لاحقاق الحق في سوريا بل تستند اليها كآليات من اجل تطبيقها والخلاص من الديكتاتورية، لاعطاء السوريين الحق باختيار من يشاؤون بحرية وامان من دون تدليس، بإشراف الأمم المتحدة، وليس على الطريقة الحالية باشراف افرع المخابرات. «شبيحة» في سوتشي وأضاف العريضي «نحن نعلم بان النظام السوري قد دعا أزلامه من المخابرات والجيش والحزب وأعضاء قيادة فرع لحضور مؤتمر سوتشي، ويكفي ان يكون خبر بهذا الاتجاه فهو ترجمة فعلية للتركيبة المكونة لسوتشي». أحمد رمضان رئيس الدائرة الإعلامية لدى الهيئة العليا للتفاوض اكد في اتصال مع «القدس العربي» انه قد وجهت دعوات إلى شبيحة النظام لحضور مؤتمر ستوشي قائلاً «نحن لا نعرف طبيعة المدعوين لان هناك محاولات من قبل النظام لاستقدام شبيحته بعناصر مختلفة وباسماء غير حقيقية لحضور هذا المؤتمر». بحجة الإرهاب وقال مدير مركز دراسات مكافحة الإرهاب وائل الخالدي في اتصال مع «القدس العربي» انه تم «توقيف اثنين من المتحمّسين للذهاب إلى «سوتشي» مدة 9 ساعات بعد وصولهم إلى مطار المنتجع من قِبل الشرطة الروسية باعتبار أنهم مطلوبون للإرهاب، بالرغم من حيازتهم جوازات سفر أوروبية». ومن المتوقع برأي المتحدث أن يصل عدد التوقيفات إلى أكثر من ثلاثين موقوفاً بحكم القانون، وباعتبار عدم وجود ضامن دولي ووجود الأمم المتحدة بصفة ممثل فقط، وليست كمنظم، مضيفاً «وبعد التدقيق بلوائح الأسماء فإن من بين هذه الأسماء مطلوبين بلوائح إنتربول ومحاكم ارهاب، وهم لا يعلمون حتى، ولكن احتمال اعتقالهم وارد بسبب غياب الضامن ورغبة الروس بتحصيل عدد من المخبرين تحت سلطة التهديد على طريقة المخابرات الجوية السورية». العريضي لـ «القدس العربي»: «سوتشي» مهرجان احتفالي لا تحضره المعارضة ومعلومات عن توجيه دعوات لشبيحة النظام بحجة «الإرهاب»… المخابرات الروسية توقف معارضين في مطار المنتجع هبة محمد |
أوكار ومخابئ في جبال حمرين في ديالى ينطلق منها تنظيم «الدولة» لتنفيذ عملياته Posted: 28 Jan 2018 02:18 PM PST ديالى ـ «القدس العربي» ـ وكالات: على وقع هزائمه المتتالية وفقدانه لأهم معاقله في العراق، لايزال تنظيم «الدولة الإسلامية» يسيطر على مساحات واسعة في سلسلة جبال حمرين ذات المرتفعات والوديان الوعرة الواقعة بين محافظتي ديالى وصلاح الدين. وقال ضابط في الجيش العراقي، طلب عدم ذكر اسمه، لـ«القدس العربي»: «هناك مناطق حدودية مع محافظة ديالى منها الوديان والسهول في حوض تلال حمرين، مازال المئات من عناصر تنظيم الدولة ومعظم قادته الفارّين من أراضي كركوك والموصل وصلاح الدين يختبئون بها». عناصر «الدولة»، «يتسللون من خلال هذه المناطق إلى داخل مدن ديالى وقضاء الحويجة، ويشنون عمليات عسكرية تستهدف القطعات العسكرية العراقية النظامية وميليشيات الحشد الشعبي بالأسلحة الكاتمة والانتحاريين»، وفق المصدر، الذي أضاف أن «عناصر تنظيم الدولة يستخدمون أوكار ومخابئ كمعسكرات لتجنيد وتدريب المقاتلين وتفخيخ العجلات وتصنيع الألغام الأرضية المخصصة لاستهداف الدروع المصفحة وصنع الأحزمة الناسفة»، كما يجهزون «الانتحاريبن، لإرسالهم من أجل ضرب المدن العراقية، مستغلين ضعف الجهد الاستخباراتي للقوّات العراقية والتراجع في إطلاق عملية عسكرية كبيرة لتنظيف جبال حمرين من بقايا بؤر مقاتلي الدولة». وعزا المصدر، اتخاذ نتظيم الدولة جبال حمرين قاعدة انطلاق لاختراق المناطق وشن عملياته القتالية كحرب عصابات منظمة، إلى «وعورة المنطقة وارتباطها بمدن ديالى وكركوك وصلاح الدين وصولا إلى المناطق المحاذية للحدود الإيرانية السورية، الأمر الذي سهل من عملية حركة نقل مقاتليه ومعداته العسكرية من أسلحة ثقيلة ومتوسطة وذخائر ومواد متفجرة بين العراق وسوريا بسهولة». وأشار إلى أن «التراخي وعدم التحرك السريع ووضع خطط عسكرية للقضاء على تلك الخلايا والجماعات المسلّحة وتدمير معسكراتهم في جبال حمرين وتطهيرها من العناصر الإرهابية الخطرة عن طريق الغارات الجوية المكثفة، وتنفيذ العمليات العسكرية المباغتة ضدهم على الأرض، ربما سيساعد مقاتلي الدولة لمهاجمة المحافظات التي خسرها والسيطرة عليها مرة ثانية». تفجير وهجوم مسلح في غضون ذلك، قُتل 3 أشخاص وأصيب 6 آخرون بجروح، بينهم آمر فوج في الشرطة العراقية، أمس الأحد، في تفجير وهجوم مسلح وقعا بمحافظتي صلاح الدين (شمال)، وديالى، شرقي البلاد. وقال النقيب في قيادة عمليات صلاح الدين (تابعة للجيش) سعد محمد، إن «منزلا مفخخا في منطقة مطيبيجة، شمالي مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، انفجر عندما داهمته قوة من فوج سوات (قوات التدخل السريع بوزارة الداخلية) يقودها آمر الفوج العقيد كريم العبود». وأشار محمد أن الانفجار أسفر عن مقتل عنصر من القوة وإصابة 6 آخرين بينهم آمر الفوج. ولفت إلى أنه يشتبه بأن مسلحين من تنظيم «الدولة» قاموا بتفخيخ المنزل. وفي ديالى شرقي البلاد، أفاد النقيب في شرطة ديالى حبيب الشمري بأن مسلحين مجهولين هاجموا سيارة مدنية يستقلها مدنيون أحدهما محامي على الطريق الرئيسي باتجاه قضاء بلدروز (60 كلم شرق بعقوبة مركز ديالى)، مما أدى إلى مقتلهما على الفور. وذكر أن قوة من الجيش والشرطة فتحت تحقيقا بالحادث، ونقلت جثتي الضحيتين إلى دائرة «الطب العدلي» في المحافظة. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجومين في محافظتي صلاح الدين وديالى، لكن مسؤولين عراقيين يوجهون أصابع الاتهام عادة بالوقوف وراء مثل تلك الهجمات إلى تنظيم «الدولة». وفي الموازاة، استأنفت القوّات العراقية، في ناحية العظيم شمال بعقوبة، مواصلة العمليات العسكرية لملاحقة بؤر عناصر تنظيم «الدولة» في إطار الصفحة الثانية من العمليات التي انطلقت قبل عدة أسابيع. مصدر عسكري آخر، رفض الكشف عن اسمه، قال في اتصال مع «القدس العربي»، إن «القوّات الأمنية المشتركة وبدعم من مسلّحي ميليشيات الحشد الشعبي وبغطاء جوي من طائرات عراقية، مستمرة بعملياتها لتطهير أراضي قرى حاوي العظيم، التي تقع بموازاة حدود ديالى وصلاح الدين من جهة ناحية العظيم شمال بعقوبة». وأضاف أن «محاولة القوّات العراقية لاستئصال وتعقب خلايا الدولة في العظيم جوبهت بمقاومة شرسة واشتباكات عنيفة من عناصر التنظيم المتحصنين داخل الأنفاق والمخابئ، استخدموا فيها الكمائن بالعجلات الملغة وسلاح المدفعية والقصف بقذائف الهاونات». وكان رئيس مجلس ديالى علي الدايني، قد أعلن عن قيام عصابات مسلحة، لم يسمها، برمي قصاصات سوداء تهدد وتتوعد الأهالي شمال شرقي بعقوبة، فيما دعا المؤسسة الأمنية إلى الحزم في إنهاء أي محاولة لعودة العنف والطائفية. وبين، في تصريح صحافي، إن «عصابات مسلّحة قامت، في ساعة متأخرة من مساء يوم الخميس برمي منشورات تهدد وتتوعد أهالي قرية بابلان البزاني في المحيط الشرقي لقضاء المقدادية، (35 كم شمال شرقي بعقوبة)، بالاستهداف المباشر. وأضاف أن توزيع القصاصات السوداء تطور خطير في منطقة تشهد استقرارا أمنيا منذ أشهر، محذرا من أن تكون الحادثة بداية لعودة القصاصات التي تثير القلق والرعب في نفوس الأهالي. ودعا، المؤسسة الأمنية إلى اعتماد الحزم في إنهاء أي محاولة لنشر الذعر والخوف في نفوس الأهالي والعمل على دعم السلم الأهلي لأن هناك من يريد عودة العنف والطائفية. زيارة أمريكية إلى ذلك، وصل نائب وزير الخارجية الأمريكي جون سوليفان، أمس الأحد، إلى بغداد في إطار زيارة رسمية، غير معلنة المدة، للقاء كبار المسؤولين العراقيين، وترؤس وفد بلاده في اجتماع لجنة التنسيق العليا بين البلدين. وقال روبرت ميركل المتحدث باسم السفارة الأمريكية في العراق، إن «سوليفان وصل بغداد اليوم على رأس وفد حكومي للمشاركة في اجتماع لجنة التنسيق العليا لتعزيز الشراكة طويلة الأمد بين الشعبين العراقي والأمريكي». وأضاف أن «نائب وزير الخارجية الأمريكي سيبحث أيضا تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين وزيادة الاستثمارات الاجنبية لتسهيل إعادة إعمار العراق». وذكر ميركل، أن «سوليفان سيجتمع مع كبار المسؤولين العراقيين لبحث الجهود الرامية لضمان هزيمة داعش بشكل كامل، إضافة إلى الاستراتيجيات الإقليمية والتقدم الحاصل مع إقليم شمالي البلاد». واللجنة العليا المشتركة، هي لجنة دائمة تضم مسؤولين من كلا البلدين مهمتها تطبيق بنود الاتفاقية الإطارية الموقعة عام 2008. وعام 2008، وقّعت بغداد وواشنطن، اتفاقية «الإطار الاستراتيجي» التي مهّدت لانسحاب القوات الأمريكية من العراق نهاية 2011 بعد ثمان سنوات من الاحتلال والإطاحة بالنظام السابق. وتنظم الاتفاقية العلاقات بين البلدين فيما يخص الجوانب العسكرية والاقتصادية والثقافية. أوكار ومخابئ في جبال حمرين في ديالى ينطلق منها تنظيم «الدولة» لتنفيذ عملياته وزير الخارجية الأمريكي في بغداد… ومقتل 3 أشخاص بينهم شرطي في هجومين |
قمة الاتحاد الافريقي تُعقد تحت شعار الفساد وفي مواجهة رهانات عدة Posted: 28 Jan 2018 02:18 PM PST نواكشوط – «القدس العربي»: تحت شعار «مكافحة الفساد» طريق مستدام للتحول في أفريقيا»، بدأ قادة أفريقيا أمس في أديس أبابا أشغال قمتهم الثلاثين التي تواجه رهانات وتحديات عدة. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبرز حاضري هذه القمة من خارج القارة، ضمن تقليد سنّه الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لمواجهة الحضور الإسرائيلي في أفريقيا. واستمع المشاركون في القمة أمس لتقرير الرئيس الرواندي بول كاغامي رئيس لجنة الإصلاح المؤسسي للاتحاد الأفريقي الذي تحدث عن مراحل تنفيذ هذا الإصلاح وآلياته، كما تابعو التقرير السنوي لرئيس لجنة الاتحاد الأفريقي موسى فكي عن وضعية الاتحاد. وتدارس المشاركون في القمة وثائق أخرى بينها تقرير رئيس لجنة الاتحاد حول إقرار إعلان الدورة الثلاثين لقمة الاتحاد الأفريقي، ومذكرة الالتزام المعلن حول السوق الموحدة للنقل الجوي في أفريقيا، وتقرير رئيس مجلس الأمن والسلم الأفريقي حول وضع الأمن والسلم في القارة الأفريقية، ومواضيع أخرى عديدة تتعلق بالمناخ والتعليم والصحة. وناقشت القمة كذلك تقرير اللجنة الوزارية للترشيحات الأفريقية للمناصب داخل المنظمات الدُّولية، إضافة لانتخاب 10 أعضاء جدد في مجلس السلم والأمن في الاتحاد الذي تتولى مصر رئاسته الدورية. وتواجه القمة الأفريقية الثلاثون عدة رهانات عدة أولها رهان إصلاح الاتحاد الذي تقاذفته أربع قمم من دون أن تتم المصادقة النهائية عليه. ويشمل هذا الإصلاح ثلاثة محاور: أولها عقلنة مجال نشاط الاتحاد الذي يضم السلم والأمن والشؤون السياسية والاندماج الاقتصادي وأدوات إسماع أفريقيا لصوتها في المنابر الدُّولية. ويشمل المحور الثاني إعادة إصلاح مؤسسات الاتحاد بتحسين توزيع المهام بين الاتحاد والمنظمات الإقليمية وهو ما قد يتم عبر الانتقال لتنظيم قمة سنوية واحدة بدل قمتين، إضافة للتمويل الذاتي للاتحاد بفرض ضريبة قدرها 0.2% على الواردات المنتقاة غير الخاضعة لضوابط منظمة التجارة العالمية. ويتعلق المحور الثالث بشعار القمة وهو مكافحة الفساد الذي ينخر اقتصاديات دول القارة، وهناك رهان لا يقل أهمية يتعلق بتشكيل مجلس السلم والأمن الأفريقي أكبر هيئات الاتحاد وأكثرها أهمية حيث سيجري خلال القمة تجديد ثلثي أعضاء المجلس أي عشرة أعضاء من أصل خمسة عشر عضوا. وتتوزع هذه المقاعد بنظام ثلاثة أعضاء لغرب أفريقيا وعضوين لأفريقيا الشرقية وعضوين لأفريقيا الوسطى وعضوين لأفريقيا الجنوبية وعضو واحد لشمال أفريقيا. وبما أن الجزائر ظلت تحتفظ في المقعد المخصص لشمال أفريقيا مستفيدة من غياب المملكة المغربية عن الاتحاد، فإن عودة المغرب السنة الماضية للاتحاد الأفريقي سيجعلها تتولى هذا المقعد وهو ما قد يثير معركة شديدة بين الأخوين العدوين، مع أن المغرب هو المرشح الوحيد لهذا المقعد بعد انسحاب الجزائر من الترشح له مفضلة تولي الموقع الذي تشغله مصر حاليا تطبيقا لمبدأ المداورة والممتد على ثلاث سنوات مقابل سنتين للموقع الآخر. ولن تخسر الجزائر مع ذلك أي شيء لأنها تتولى منصب مفوض الأمن والسلم الذي تحتكره منذ 2001، ولن تنتهي مأمورية إسماعيل الشرقي الذي خلف مواطنه رمضان لعمامره، قبل عام 2021. وكان مترقبا حضور العاهل المغربي الملك محمد السادس للقمة الأفريقية إلا أن الذي ترأس الوفد المغربي هو رئيس الحكومة، الدكتور سعد الدين العثماني، الذي وصل صباح أمس الأحد، لأديس أبابا ليمثل الملك محمد السادس في أشغال القمة ويشارك ظهرا في جلسة مغلقة للقادة الأفارقة وممثليهم، ينتظر أن يقدم التقرير الخاص في الهجرة في أفريقيا، الذي كان الاتحاد الأفريقي قد أسنده إلى الملك محمد السادس. وقام العثماني، رفقة الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريس، بزيارة إلى رواق خاص في مقر مؤتمرات الاتحاد الافريقي، يحتضن معرضا يوثق لتجربة 58 سنة من المساهمة المغربية في عمليات حفظ السلام والعمل الإنساني بأفريقيا. وتعقد القمة الأفريقية الـ 30 تحت شعار «الانتصار في مكافحة الفساد: مسار مستدام لتحويل أفريقيا» وتبحث ملفات عديدة من بينها ملف التطرف والإرهاب في القارة، وسبل مكافحته، والنزاعات، وعدم الاستقرار في كل من الصومال، وجنوب السودان، وليبيا كما تناقش سبل التعاون بين الدول الأطراف، لضمان فاعلية التدابير والإجراءات الخاصة بمنع الفساد، والجرائم ذات الصلة في أفريقيا. ونجح المغرب الأسبوع الماضي في الحصول على مقعد شمال أفريقيا في مجلس الأمن والسلام الأفريقي وهو من أهم مؤسسات الاتحاد ويلعب دورا مهما في صناعة القرار الأفريقي فيما يتعلق بنزاع الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة البوليساريو التي تدعمها الجزائر. واعتبرت الأوساط الإعلامية المغريية أن فوز المغرب في مقعد المجلس ضربة للجزائر والسبب في عودة وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل للهجوم على المغرب واتهامه بتصدير المخدرات، وبرغم أجواء الانفراج التي خلقتها مشاركة ناصر بوريطة وزير الخارجية المغربي في اجتماعات مجموعة غرب أفريقيا 5+5 التي عقدت في الجزائر قبل بدء اجتماعات التحضير للقمة الأفريقية. وقال وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل، إن انقطاع الحوار مع المغرب يندرج في إطار الإرادة السياسية بين البلدين ، موضحًا أن الجزائر ليست ببلدٍ منتجٍ للحشيش أو المخدرات أو أي شيءٍ آخر من هذا القبيل. وقال مساهل في أديس بابا «إنه في ما يخص المتاجرة بالمخدرات، فنحن نعلم من يفعل، في إشارة واضحة إلى مسؤولية الرباط في عدم التعاون في مجال مكافحة الاتجار بالمخدرات». وتابع الوزير الجزائري خلال مشاركته في اجتماعات القمة الـ 30 للاتحاد الأفريقي، أن بلاده تعمل على أن يحاول كل واحد بالوسائل التي يتوفر عليها محاربة هذه الظاهرة من أجل استقرار المنطقة، وعلى كل واحد أن يبذل جهده من دون أن يكون هناك جدال كبير، ونحن نعلم من يفعل ذلك، ومن يقف خلف هذه الأمور، والجميع يعرفون ذلك. وكانت تصريحات سابقة لمساهل قد أثارت أزمة دبلوماسية مع المغرب بعد اتهامه باستغلال »أموال الحشيش»، ونقلها عبر خطوطها الجوية ثم تبييضها في البنوك الأفريقية، لتنفيذ سياستها في القارة السمراء. وأثار ذلك أزمة دبلوماسية بين البلدين الجارين، وصلت حدّ استدعاء سفير الرباط والقائم بأعمال السفارة الجزائرية من طرف الحكومة المغربية، بينما رفض وزير الخارجية الجزائري التراجع عن تصريحاته الحادة وتقدمت شركة الخطوط الملِكية المغربية، شكاية ضد الوزير الجزائري، أمام محكمة باريس من أجل «القذف والافتراء». وقال ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي في اجتماع لوزراء خارجية مجموعة حوار «5+5» الذي انعقد الأحد الماضي، في العاصمة الجزائر إن «استقرار المنطقة أمر أساسي وثمين جدًا لكي يتم اختبار صلابته، وهو لا يتم من خلال تصريحات طائشة» و«أن التعاون الإقليمي لم يسبق أن حقق تقدما من خلال توجيه اتهامات رعناء» وقال إن حسن الجوار هو «أكثر من مجرد مبدأ، إنه قيمة والتزام». وتمثل مشاركة الرؤساء الأفارقة المستجدين وهم رؤساء ليبريا وزيمبابوي وأنغولا، في القمة الثلاثين للاتحاد، نوعا من إدخال دماء جديدة على قائمة زعماء الاتحاد، وسيكون حضورهم فرصة لإعلان سياسات بلدانهم الخارجية والتعبير عن مواقفهم من إصلاح المنظومة الأفريقية. ويتألف الاتحاد الأفريقي الذي تأسس في 9 تموز / يوليو 2002 خلفا لمنظمة الوحدة الأفريقية، من 55 دولة أفريقية، ويتم اتخاذ أهم قرارات الاتحاد في اجتماع نصف سنوي لرؤساء الدول وممثلي حكومات الدول الأعضاء من خلال ما يسمى بالجمعية العامة للاتحاد الأفريقي ومن بين أهداف مؤسسات الاتحاد الأفريقي الأساسية تسريع وتسهيل الاندماج السياسي والاجتماعي والاقتصادي للقارة، وتعزيز مواقف أفريقيا المشتركة بشأن القضايا التي تهم القارة وشعوبها، تحقيقا للسلام والأمن ومساندة للديموقراطية وحقوق الإنسان. واعتمد الاتحاد الأفريقي حتى الآن عددا من الوثائق المهمة المكملة لمعاهدة التأسيس بينها اتفاقية الاتحاد الأفريقي لمنع ومكافحة الفساد (2003)، والميثاق الأفريقي للديمقراطية والانتخابات والحكم (2007)، والشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا (2007). قمة الاتحاد الافريقي تُعقد تحت شعار الفساد وفي مواجهة رهانات عدة |
برلمان العراق يخفق مجدداً في قراءة الموازنة ويضع الحكومة في حرج أمام المانحين Posted: 28 Jan 2018 02:18 PM PST بغداد ـ «القدس العربي»: أخفق مجلس النواب العراقي مجدداً في عقد جلسته المقررة لطرح مشروع قانون موازنة 2018 للقراءة الأولى، لعدم اكتمال النصاب القانوني لعقدها، وقرر تأجيل الجلسة إلى اليوم الاثنين. وعلمت «القدس العربي» من مصدر في الدائرة الإعلامية لمجلس النواب، إن جلسة أمس الأحد كان من المقرر أن تشهد القراءة الأولى لمشروع قانون الموازنة المالية الاتحادية لعام 2018، إضافة إلى استجواب وزير الكهرباء، قاسم الفهداوي. وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن النواب كانوا متواجدين في مبنى البرلمان، غير أن كثرة الخلافات السياسية على الموازنة، إضافة إلى ملف استجواب الوزير، حال دون دخولهم إلى قاعة الجلسة. «إرادات متعددة» النائب حسن خلاطي، عن تيار الحكمة الوطني- بزعامة عمار الحكيم، كشف لـ«القدس العربي»، عن ما وصفها «إرادات متعددة» أسهمت في تعطل جلسة الأحد، وعدم اكتمال النصاب القانوني للجلسة. وقال: «كان من المقرر أن يتم إدراج قانون الموازنة للقراءة الأولى ضمن جدول أعمال الجلسة، إضافة إلى استجواب وزير الكهرباء قاسم الفهداوي، لكن هناك كتلاً سياسية لا تريد قراءة الموازنة أو إجراء الاستجواب»، من دون الإشارة إلى تلك الكتل. وأوضح أن «عدد النواب المتواجدين في مبنى مجلس النواب يكفي لانعقاد الجلسة، لكنهم لم يدخلوا إلى قاعة الجلسة، الأمر الذي أدى إلى تعطيلها وتأجيلها إلى يوم غد (اليوم)»، موضحاً «إذا استمر الأمر على هذا الحال، فإن مجلس النواب مهدد بالشلل، وعدم تمرير مشروع قانون موازنة 2018». كذلك، عزا النائب عن ائتلاف دولة القانون كاظم الصيادي، عدم انعقاد الجلسة البرلمانية إلى تواجد 40 نائباً في «كافتيريا» البرلمان، إضافة إلى سفر 30 آخرين إلى خارج البلاد. وقال الصيادي في مؤتمر صحافي عقده في مجلس النواب، إن «جميع الكتل السياسية تدعي محاربتها للفساد ولكن الواقع غير ذلك، ويبدو أن جميع الكتل تساند الفاسدين»، مبيناً أن «عدم انعقاد جلسة البرلمان ـ وكما يبدو، أن هناك اتفاقاً لعدم تمرير الاستجوابات وأن الفاسدين والمتهمين باقين بموافقة مجلس النواب». وأضاف أن «135 نائباً حضروا إلى قاعة الجلسة، فيما كان في الكافتيريا 40 نائباً، إضافة إلى 30 نائباً سافر على حساب شركات الهاتف النقال». وشدد على «ضرورة ان تكون لمجلس النواب الية للخروج من المأزق»، موضحاً أن «مجلس النواب أرسل رسالة هذا اليوم (أمس) إلى الشعب العراقي بانه لا يمثل الشعب والدولة، وإنما يمثل أجندات خاصة». وتابع قائلاً: «على هيئة الرئاسة ورؤساء الكتل النيابية إجبار النواب على الحضور، ونأمل من النواب محاسبة أنفسهم قبل ان يحاسبهم الشعب في 12 أيار/مايو المقبل»، في إشارة إلى موعد الانتخابات التشريعية. حرج أمام المجتمع الدولي في الأثناء، شددت الحكومة على أهمية إقرار الموازنة قبل موعد انعقاد مؤتمر الكويت لدعم إعمار المناطق المحررة في العراق ـ المقرر في 12 شباط/ فبراير المقبل، وعدم إحراجها أمام «الداعمين الدوليين». وقال مظهر محمد صالح، المستشار المالي لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، لـ«القدس العربي»، إن «مشروع قانون موازنة 2018 أحيل إلى مجلس النواب، في وقت مناسب من العام الماضي، وفقا للسياقات الدستورية». وفور وصول مشروع القانون إلى البرلمان شرعت اللجنة المالية البرلمانية بدراسته، «لكن من دون طرحه للقراءة الأولى في البرلمان»، حسب المستشار، الذي أوضح إن «كانت هناك ملاحظات على مشروع القانون، يمكن عند ذاك أن يرد إلى الحكومة، وفقا للسياقات الدستورية». ورأى صالح، الذي كان يشغل منصب نائب محافظ البنك المركزي العراقي السابق، إن «تعطيل الموازنة يعن تعطيل الاستثمارات الجديدة والخدمات، إضافة إلى إعطاء رسالة سلبية إلى المجتمع المالي الدولي، الذي تربطنا به اتفاقات كثيرة. ناهيك عن إننا مقبلون على مؤتمر المانحين في الكويت المقرر عقده في 12 شباط/ فبراير المقبل». وأشار إلى أن «هذا المؤتمر برعاية البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والأمم المتحدة، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي»، مبيناً إن «واحدة من اتفاقات العراق مع البنك والصندوق الدوليين هو إقرار موازنة 2018، التي تمثل الخطة المالية للعراق للعام الحالي». أما إحسان الشمري المستشار الإعلامي في مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، فكشف عن محورين أساسيين لمؤتمر الكويت. وقال إن «المحور الاول يتمثل في طرح فرص الاستثمار للشركات الكبرى، اما المحور الاخر؛ فيتعلق بالوفود الرسمية فيما إذا طرحت الدول مساهماتها على المستويات الاستثمارية أو الدعم اللوجستي أو المالي للعراق في المدة المقبلة»، حسب موقع «شفق نيوز». وعدّ الشمري المؤتمر «خطوة مهمة واساسية في اعادة اعمار المناطق المحررة، وتأهيل البنى التحتية لجميع المحافظات التي تضررت خلال المدة الماضية، نتيجة التحديات التي مرت بها البلاد خلال السنوات الاخيرة السابقة، لاسيما حربه على الإرهاب وتنظيم داعش». استعداد كويتي… وتخوف سعودي ويزور العراق حالياً، وفد إعلامي كويتي، يضم مجموعة من الصحافيين العاملين في وسائل الإعلام الكويتية. والتقى بعدد من المسؤولين الحكوميين من بينهم العبادي، وآخرهم الأمين العام لمجلس الوزراء مهدي العلاق. واستعرض أمين مجلس الوزراء، خلال اللقاء الذي جرى أمس الأحد، اهداف واجندة المؤتمر الدولي لإعادة اعمار العراق. وفقاً لبيان صحافي. كما أوضح العلاق للوفد «دراسة العراق لمقترحات الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بشأن المؤتمر، والوصول إلى الاستعداد النهائي لترتيب الأوراق وجدول الاعمال خلال اليومين القادمين». ومن المقرر أن يشهد اليوم الأول للمؤتمر «استعراضا لتقرير أعدته الحكومة العراقية بالتعاون مع البنك الدولي بشأن الاضرار التي تعرضت لها المدن المحررة»، فيما تستضيف غرفة التجارة والصناعة الكويتية يومي13 و14 من شباط/فبراير القادم «قطاعات الاستثمار والصناعة والقطاع الخاص لإطلاق فرص الاستثمار العراقية». وشدد الأمين العام على الدور الهام للإعلام خلال المؤتمر لتسليط الضوء على إعادة اعمار العراق، واشراك القطاع الخاص في ملف المنشآت الصناعية العراقية لتحسين أدائها وتطوير انتاجها، مؤكدا العمل على الريادة في السوق. من جهته استعرض الوكيل المساعد لشؤون الاعلام الخارجي الكويتي فيصل المتلقم، استعدادات اللجنة الإعلامية الخاصة بتغطية المؤتمر، والتسهيلات التي سيتم تقديمها إلى كل من وسائل الاعلام العراقية والعربية والدولية، مؤكدا «اعلان 135 وسيلة اعلام كويتية حضورها المؤتمر حتى اللحظة (وقت إعداد التقرير)». الى ذلك، اعتبر رئيس صندوق إعادة اعمار العراق مصطفى الهيتي، المؤتمر الدولي «انطلاقة كبيرة تميزه دخول العراق مساحة الاستثمار»، مؤكدا ان «المستثمرين الأجانب ابدوا ارتياحا بشأن القوانين التي تم تعديلها او التي أنشأت مؤخرا، وان العمل جار لسد ثغرات بسيطة بهذا الشأن». في الطرف المقابل، أعلن عضو اللجنة الاستشارية الخاصة في مجلس الوزراء السعودي أنور عشقي، أن المملكة مستعدة لتخصيص مساعدات مالية لإعادة إعمار العراق لكنها تنتظر ضمانات من بغداد بشأن مصير المنحة. ونقلت «سبوتنك» عن عشقي قوله إن «المملكة أبدت استعدادها للمشاركة في مؤتمر إعادة إعمار العراق المرتقب في الكويت (12 ـ 14 شباط/ فبراير القادم)، لكن بعدة شروط، لم تسمها إلى الآن، لكني أرى أن الحكومة السعودية تريد أن يكون القرار العراقي سياديا»، مبينا ان «المملكة تريد أن تعرف أين ستستغل أموال المنحة». وشدد المسؤول السعودي على أن «السعودية لن تتوانى عن مساعدة العراق»، مشيرا إلى أنها «تقدم مساعدات إلى دول كثيرة بضمانات البنك الدولي وجهات دولية أخرى، للطمأنينة بشأن مصير المساعدة السعودية». وكان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح أعلن، العام الماضي، أن بلاده ستستضيف مؤتمرا دوليا لإعادة إعمار المناطق العراقية المحررة من تنظيم «الدولة الإسلامية»، في الربع الأول من العام 2018. وسيترأس المؤتمر كل من الكويت والعراق والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والبنك الدولي. ومن المتوقع مشاركة أكثر من 70 دولة عربية وأجنبية ومنظمة إقليمية ودولية مانحة في أعمال المؤتمر. وحسب تقديرات الحكومة العراقية والبنك الدولي فستكلف إعادة إعمار ما دمرته الحرب على تنظيم «الدولة» 100 مليار دولار. برلمان العراق يخفق مجدداً في قراءة الموازنة ويضع الحكومة في حرج أمام المانحين مؤتمر الكويت لإعمار المدن المحررة: استعداد كويتي وتخوّفٌ سعودي مشرق ريسان |
استشهاد 3 أطفال فلسطينيين واعتقال 52 منذ بداية عام 2018 Posted: 28 Jan 2018 02:17 PM PST رام الله ـ «القدس العربي»: قالت وزارة الإعلام الفلسطينية إن قوات الاحتلال الإسرائيلي ما زالت تصعد من اعتداءاتها بحق الأطفال الفلسطينيين في كافة محافظات الوطن، وارتفعت وتيرة اعتداءات الاحتلال ضد الأطفال الفلسطينيين في أعقاب الاحتجاجات الفلسطينية على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 6/12 من العام الماضي بإعلانه القدس عاصمة لدولة إسرائيل. فمنذ بداية عام 2018 استشهد 3 أطفال من خلال إطلاق قوات الاحتلال النيران عليهم، واعتقل 52 طفلا في كافة محافظات الوطن. وتابعت الوزارة: «استمرت سلطات الاحتلال باعتقال الطفلة الفلسطينية عهد التميمي 17 عاما، مع العلم أنه في كل جلسة محاكمة لها يتم تأجيلها، كما أنه يحرض عليها من قبل المحتلين بأنها طفلة «إرهابية» في محاولة لرسم صورة عن أطفال فلسطين بأنهم «إرهابيون». وحسب الوزارة «عهد ليست الطفلة الوحيدة التي تعرضت للاعتقال والتعذيب، بل هناك الكثير من الأطفال الفلسطينيين الذين يعتقلون تحت جنح الظلام لتؤكد هذه الجرائم حقيقة هذا الاحتلال الغاصب، الذي يستهدف كل أبناء الشعب الفلسطيني بمن فيهم الاطفال الفلسطينيون القصر، لا سيما الذين أعمارهم ما بين 12 – 14 عاما ويخضعون لمنظومة أوامر عسكرية إسرائيلية تسمح بحبسهم لمدة أقصاها ستة أشهر، أما الأطفال الذين يعيشون في القدس المحتلة عاصمة فلسطين فيخضعون للقانون المدني الإسرائيلي ويمكن حبس الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 41 – 16 عاما لمدة سنة إذا ما كانت عقوبة التهم الموجهة إليهم تتجاوز في الأصل 5 سنوات». يشار إلى أن حملة شرسة شنتتها قوات الاحتلال على الأطفال الفلسطينيين في عام 2017، إذ اعتقلت في العام الماضي 1620 طفلا، واستشهد 17 طفلا. وبلغ عدد الأسرى مع نهاية 2017، 6500 أسير، منهم 350 طفلا، منهم ثماني أسيرات قاصرات، موزعين على قرابة 22 معتقلا ومركز توقيف. استشهاد 3 أطفال فلسطينيين واعتقال 52 منذ بداية عام 2018 |
«أنقذوا غزة من الجوع»… احتجاجات ضد سياسات الحصار والفقر Posted: 28 Jan 2018 02:17 PM PST غزة ـ «القدس العربي»: في إطار خطوات الاحتجاج الشعبية الواسعة النطاق، ضد سياسات الحصار والفقر التي تعاني منها كل القطاعات التجارية والإنسانية في غزة، وجه العاملون في مؤسسات الإغاثة الإنسانية، رسالة عاجلة للمؤسسات الدولية، طالبوا خلالها بالتدخل السريع، لإنقاذ القطاع من «الانهيار الكامل». وأمام مقر الأمم المتحدة الرئيسي، غرب القطاع، نظمت تظاهرة كبيرة شارك فيها العاملون في المؤسسات الإنسانية، وأشخاص يتلقون مساعدات من هذه المؤسسات، التي توفر خدمات تعليمية وصحية واجتماعية لمئات الآلاف من سكان غزة، والتي تضررت خدماتها جراء الحصار وارتفاع نسب الفقر والبطالة بشكل غير مسبوق. ورفع المشاركون في التظاهرة التي جاءت ضمن فعاليات حملة «أنقذوا غزة» لافتات كتب عليها «أنقذوا غزة من الجوع»، و «كم من الضحايا تنتظرون حتى يرفع الحصار». وحمل بعضهم صورا لمرضى على أسرة العلاج يشتكون من نقص الأدوية في المشافي. وجاء تنظيم التظاهرة عند مقر الأمم المتحدة، لتحمل رسالة للمجتمع الدولي بضرورة التحرك السريع لإنهاء المأساة الحقيقية التي يعيشها سكان القطاع المحاصرون. وقالت سيدة تعاني من مرض السرطان، وانضمت للمتظاهرين في المكان، إنها تخشى الموت في أي لحظة بسبب نقص الأدوية في المشافي، وأكدت لـ «القدس العربي» أن هناك الكثير من المصابين بهذا المرض ينتابهم الشعور ذاته عند لقائهم المعتاد في المشفى». فاطمة، وهي سيدة في العقد الخامس، وتتلقى مساعدات من إحدى المؤسسات الإغاثية، تساعد أسرتها المكونة من عشرة أفراد على الحياة، أوضحت لـ»القدس العربي»، أنها تخشى من الوصول قريبا إلى اليوم الذي لا تتمكن فيه من توفير الطعام لهذه الأسرة، بعد تقليص وتوقف مساعدات كانت تتلقاها من هذه المؤسسات الخيرية. وهتف العاملون في المؤسسات الخيرية ضد سياسة الحصار الإسرائيلي، وطالبوا بتوفير الدعم اللازم لهذه المؤسسات حتى تتمكن من مواصلة عملها على النحو المطلوب. دعوات للمجتمع الدولي وقال نزيه البنا، منسق الحملة لـ«القدس العربي» خلال الفعالية، إن «الهدف من التظاهرة هو إيصال رسالة احتجاج من غزة إلى المجتمع الدولي، تؤكد أن القطاع يعاني من الحصار والكارثة». وأكد أن «غزة تموت والوضع الإنساني وصل إلى مرحلة خطيرة جداً»، مشددا على «ضرورة تدخل فوري للأمم المتحدة من أجل رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على السكان منذ 11 عاما، ودعم قطاعات العمل الإغاثي بصورة عاجلة». وأشار إلى «الآثار السلبية للحصار من ارتفاع نسب الفقر والبطالة، واعتماد غالبية السكان على المساعدات، وهو أمر أثقل كاهل المؤسسات الإغاثية التي طاولها الحصار»، مشيرا إلى أنهم «سينظمون فعاليات احتجاجية أخرى». كذلك سلمت رسالة موجهة للأمين العام للأمم المتحدة لمكتبه في غزة جاء فيها «لا يمكن لأي كان أن يحس بآلام المجتمع الغزي، من دون أن يعايش معاناة أبنائه»، مضيفة «هنا في غزة مليونا إنسان محاصرون في بقعة صغيرة من الأرض، هي الأعلى عالميا، دون بنية تحتية، ودون اقتصاد حقيقي». وطالبت الرسالة علاوة على رفع الأمم المتحدة لحصار إسرائيل المفروض على السكان بـ «تدشين حملة إغاثة عاجلة، وأن تقدم وكالة الأونروا خدماتها للمحتاجين دون أي تفليص». وكان رئيس الهيئة المشرفة على المؤسسات الإغاثية أطلق نهاية الأسبوع الماضي «نداء استغاثة عاجل» دعا خلاله لإنقاذ غزة، التي أعلنها «منطقة منكوبة إنسانيا»، بسبب تدني مستويات الدخل وارتفاع نسب الفقر والبطالة. أوضاع متردية وكانت دراسة نشرتها الهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني «حشد» حول واقع التنمية الاقتصادية المحلية في قطاع غزة، كشفت عن أرقام ونسب غير مسبوقة للأوضاع المتردية، وحسب الدراسة فإن 80% من سكان القطاع يعتمدون على المساعدات الدولية، وأكثر من 70% منهم يعانون من عدم وجود غذاء صحي أو آمن، فيما بلغت نسبة العاطلين عن العمل نحو243.800 عاطل عن العمل، بنحو 46.6 %. وحسب الدراسة فإن 60% من المصانع وورشات العمل قامت بتقليص أعمالها منذ تطبيق الحصار، في حين بلغت صادرات القطاع أقل من 2% من المستوى الذي كانت عليه قبل الحصار، بسبب القيود الشديدة، وذكرت أن معدل الاستثمار تراجع بشكل كبير. وبينت أن الأمر مرده إلى عقبات خارجية، تتمثل في سياسات الاحتلال مثل مصادرة الأراضي وإغلاقها، وتدمير المزارع والبيوت والمصانع، والاعتقالات، وإغلاق المعابر، وأخرى داخلية، بسبب عدم نجاح المصالحة الوطنية. واعتبرت أن إتمام المصالحة ورفع الحصار، سيكون سببا رئيسيا في تحقيق الاقتصاد الفلسطيني لمعدلات نمو إيجابية في عام 2018، مشيرة إلى أن ذلك مرتبط بحدوث تحسن في المسار السياسي والوضع الأمني مع الاحتلال. وذكرت أن التنمية مرتبطة بعملية دمج موظفي غزة ضمن الموظفين الرسميين، وإعادة الخصومات إلى الموظفين القدامى من قبل الحكومة، والشروع في تنفيذ بعض المشاريع الرئيسة والإجراءات الكفيلة بتحفيز الاقتصاد، ودعت الورقة إلى وضع خطة استراتيجية لحل مشكلة الكهرباء وإيجاد حلول بديلة لها، وانتهاج استراتيجية وطنية لمكافحة الفقر والبطالة. ولوحظ أن نسب الفقر والبطالة والخسائر الاقتصادية التي سببها الحصار الإسرائيلي المفروض منذ 11 عاما، زادت أخيرا بعد تقليص السلطة الفلسطينية لرواتب موظفيها في غزة، وهو ما أضعف «القوة الشرائية». وذكرت تقارير إسرائيلية أن عدد الشاحنات التي تقل بضائع وتدخل إلى قطاع غزة من معبر كرم أبو سالم التجاري الذي تشرف عليه إسرائيل، انخفض إلى أقل من النصف، بدخول 325 شاحنة يوميا، مقارنة بـ 800 إلى 1000 في اليوم العادي، بسبب تردي الوضع الاقتصادي للسكان. «أنقذوا غزة من الجوع»… احتجاجات ضد سياسات الحصار والفقر أشرف الهور: |
عباس: متابعة جهود السلام تتطلب إنشاء آلية دولية تحت مظلة الأمم المتحدة Posted: 28 Jan 2018 02:17 PM PST رام الله ـ «القدس العربي»: أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس الأحد، أن متابعة جهود السلام تتطلب إنشاء آلية دولية متعددة الأطراف تحت مظلة الأمم المتحدة. وجدد التأكيد، في كلمة أمام قمة الاتحاد الأفريقي حسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، على أن قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل قد جعل الولايات المتحدة طرفاً منحازاً لإسرائيل، ما يعني أنها «استبعدت نفسها كوسيط في عملية السلام، وبذلك فإنها لن تكون قادرة على أن تقترح حلاً عادلاً ومنصفاً لتحقيق السلام في الشرق الأوسط». وشدد على أهمية التزام جميع الدول بالامتناع عن إنشاء بعثات دبلوماسية في القدس، وعدم الاعتراف بأية إجراءات أو تدابير مخالفة لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بالقدس والقضية الفلسطينية. وبين أن «مواجهة الاستعمار والعنصرية والظلم والتأكيد على حق الشعوب في تقرير مصيرها، هي قضايا مشتركة بين فلسطين وشعوب القارة الأفريقية». وعبر عن الامتنان والعرفان»لدول الاتحاد على مواقفها التضامنية المبدئية والداعمة للقضية الفلسطينية، والتي تجلت بوضوح في التصويت الأخير في الأمم المتحدة المتعلق بالقدس». وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد تبنت في الشهر الماضي قرارا أكدت فيه أن أي قرارات أو إجراءات يقصد بها تغيير طابع مدينة القدس أو وضعها أو تكوينها الديموغرافي ليس لها أثر قانوني وتعد لاغية وباطلة ويتعين إلغاؤها امتثالا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وشدد القرار على أن مسألة القدس هي إحدى قضايا الوضع النهائي التي يتعين حلها عن طريق المفاوضات وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وفي الموازاة، أكد نبيل شعث، مستشار الرئيس الفلسطيني للعلاقات الدولية والشؤون الخارجية، عزمه الطلب من اليابان و»كوريا الجنوبية الاعتراف بالدولة الفلسطينية على الحدود المحتلة عام 1967 والقدس الشرقية عاصمتها. وأوضح في بيان أنه سيطالب اليابان بأن «تكون جزءا من إطار دولي متعدد الاقطاب للإشراف على عملية السلام، ردا على قرار الرئيس الأمريكي بشأن القدس». ويبدأ شعث اليوم الإثنين زيارة لليابان يلتقي خلالها بوزراء وأعضاء في البرلمان وممثلي جمعيات، وعلى جدول أعماله أيضا زيارة كوريا الجنوبية. وِأشار إلى أنه سيحث اليابان على «الاعتراف بدولة فلسطين، إضافة إلى تقديم دعم إضافي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)». وبيّن أن هذه الخطوة تأتي في «إطار الحراك الفلسطيني على المستوى الدولي، ردا على اعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل». وحسب البيان «شعث سيبحث كذلك مع وزير خارجية كوريا الجنوبية، الاعتراف بفلسطين، وتعزيز الدعم المالي والسياسي». وفي السادس من ديسمبر/ كانون الأول الماضي قرر ترامب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وقال إنه سيقوم بنقل السفارة الأمريكية إليها، الأمر الذي دفع بالفلسطينيين لعدم قبول أي دور للولايات المتحدة في أي عملية سلام والبحث عن بديل دولي. في السياق، لفت صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إلى أن الخطوات الأمريكية الأخيرة بخصوص القدس واللاجئين الفلسطينيين «وصفة لتوسيع دائرة العنف في المنطقة». وأعتبر في بيان أن قرار ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس، والقول إنه تم إسقاط ملف القدس من المفاوضات، يعتبر وصفة لتوسيع دائرة العنف والفوضى والتطرف وإراقة الدماء، ليس فقط بين الفلسطينيين والإسرائيليين بل وعلى صعيد منطقة الشرق الأوسط». إنهاء الاحتلال وأشار إلى أن «المدخل الوحيد لإرساء دعائم السلام في المنطقة يتطلب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتكريس استقلال وسيادة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل». كذلك جدد رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، تأكيده على التزام القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس عباس بمتطلبات العملية السياسية وحل الدولتين، مطالباً المجتمع الدولي لا سيما الاتحاد الأوروبي، بإلزام إسرائيل بوقف إجراءاتها في تقويض هذا الحل، لا سيما توسعها الاستيطاني وحصارها المفروض على قطاع غزة، ووقف انتهاكاتها بحق الفلسطينيين. ودعا، خلال لقائه رئيس الوزراء البلجيكي السابق إيليو دي ريبو، بلجيكا إلى «الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، كخطوة عملية لدعم حل الدولتين. وثمن الدعم البلجيكي السياسي والمالي المستمر لفلسطين، والذي كان آخره زيادة المساعدات المقدمة للأنروا، وتخصيص 23 مليون دولار لصالحها، خاصة أنها تأتي في ظل تقليص الرئيس ترامب للمساعدات الأمريكية للوكالة». رد فلسطيني على التهديد بالعقوبات إلى ذلك، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف إن فرض الإدارة الأمريكية مزيدا من العقوبات، على الفلسطينيين لن يجبرهم على تغيير مواقفهم، أو القبول بها مجددا كوسيط لعملية السلام. ونقلت صحيفة «يسرائيل هيوم»، أول أمس عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الولايات المتحدة تدرس فرض مزيد من العقوبات ضد السلطة لأنها لا تزال «ترفض الجلوس لإجراء محادثات مع إسرائيل، ومنها إغلاق مكتب المنظمة وإعادة سفيرها في واشنطن حسام زملط الى رام الله». وفي هذا السياق، أكد أبو يوسف أن التلويح الأمريكي المستمر بإغلاق مكتب المنظمة في واشنطن «لا يؤثر على الجانب الفلسطيني ولا على قراراته. وأضاف:» عمليا قرار إغلاق مكتب منظمة التحرير، موجود، لكنه مجمد منذ 3 شهور، مضى شهر وبقي شهران، لا شيء سيتغير». وقررت واشنطن في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إغلاق مكتب منظمة التحرير، قبل أن يتم تجميد القرار لمدة تسعين يوما. وقررت الإدارة الأمريكية، الشهر الجاري، تجميد نصف المساعدات السنوية التي تقدمها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، المقدرة بنحو 130 مليون دولار. وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال اجتماعه مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في دافوس قبل يومين، بقطع كل المساعدات النقدية للسلطة ما لم توافق على استئناف المفاوضات مع إسرائيل، كما انتقدها بشدة بسبب مقاطعة نائبه مايك بنس عندما زار المنطقة أخيرا، واتهمها بإهانته. وشدد أبو يوسف على أن السلطة الفلسطينية «لن تتأثر بقرار قطع المساعدات الأمريكية»، مشيرا الى أن «الإدارة الأمريكية تحولت الى شريك مع إسرائيل ضد الفلسطينيين، بدل أن تكون وسيطا وراعيا لعملية السلام». وتقدم الولايات المتحدة 3 أنواع من المساعدات للفلسطينيين، وتقدر بنحو 400 مليون دولار، كما قال أبو يوسف. وأشار إلى أنها تنقسم إلى مساعدات تقدم على شكل مشاريع من خلال المؤسسات الأمريكية، وأخرى لوكالة الغوث (أونروا)، وأخرى لخزينة السلطة الفلسطينية وللأجهزة الأمنية. عباس: متابعة جهود السلام تتطلب إنشاء آلية دولية تحت مظلة الأمم المتحدة فادي أبو سعدى: |
«فتح» تعلن أيام غضب جديدة ضد قرار ترامب Posted: 28 Jan 2018 02:16 PM PST رام الله ـ «القدس العربي»: أكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»، في بيانها الثامن منذ إعلان ترامب قراره الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها في السادس من شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي «رفضها لأي مساس بحقوق شعبنا المعمدة بالتضحيات الجسام والمستندة إلى قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، وفي مقدمتها حق عودة اللاجئين وحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف». وجددت رفضها «للموقف الأمريكي المعادي لحقوق شعبنا سواء فيما يتعلق بالقدس العاصمة الأبدية لدولتنا الفلسطينية المستقلة او محاولة المساس بحق العودة المقدس من خلال ما يتردد عن التوطين وقطع أموال المساعدات عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الانروا الشاهد على اقتلاع أبناء شعبنا من بيوتهم ومدنهم وقراهم على أيدي العصابات الصهيونية وتهجيرهم إلى المنافي والشتات» .واعتبرت أن «تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب الأخيرة والممعنة في مواصلة حربه المعلنة ضد الشعب الفلسطيني وقيادته والترويج لإمكانية إطلاق ما يسمى صفقة القرن التي تمثل تصفية للقضية الوطنية وإهانة للشعب الفلسطيني وقيادته وحقوقه التاريخية، وأن الشعب بوحدته ومقاومته والتمسك بحقوقه لن يسمح بتمرير ما يمس الحقوق الوطنية الثابتة ويرفض ان يبادل الدعم المادي بهذه الحقوق». وبينت أن «محاولات الاحتلال لتجسيد وقائع على الأرض سواء المتعلقة ببناء وتوسيع الاستعمار الاستيطاني أو سياسة التهويد والتطهير العرقي، متزامناً مع تصريحات الاحتلال الهادفة للاستفادة من الأجواء والمناخ التي شكلتها المواقف الأمريكية المعادية لحقوق الشعب الفلسطيني، يستوجب التأكيد على التمسك بوحدة الشعب الفلسطيني وإنهاء الانقسام وإزالة كل العقبات أمام ذلك واستدامة الفعاليات الجماهيرية الشعبية الرافضة للموقف الأمريكي وعلى كل مواقع التماس والاستيطان والحواجز العسكرية والطرق الالتفافية، دعماً للحراك السياسي والقانوني الذي يقوم به الرئيس أبومازن وكل القيادة الفلسطينية» . ودعت إلى «اعتبار يوم الثلاثاء 30/1/2018 يوم تضامن مع الشعب الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة عام 1948 تقام فيه مسيرات في كافة البلدات والمدن ونقاط التماس مع الاحتلال .كما أعلنت عن إقامة مهرجان مركزي في جامعة النجاح في نابلس بالتزامن مع مهرجان في قطاع غزة و داخل الخط الأخضر ولبنان» . كذلك أعلنت عن «يوم الجمعة 2/2/2018 يوم غضب شعبي عارم في كل الأراضي المحتلة وفي مخيمات اللجوء والشتات والعواصم العربية و الإسلامية وعواصم العالم للتأكيد على أن القدس لن تكون سوى عاصمة أبدية لدولة فلسطين المستقلة». «فتح» تعلن أيام غضب جديدة ضد قرار ترامب |
قيادي في «فتح»: وفد الحركة القادم إلى غزة سيحرك المصالحة Posted: 28 Jan 2018 02:15 PM PST غزة ـ «القدس العربي»: قال نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة «فتح»، فايز أبو عيطة، أمس الأحد، إن «وفد الحركة القيادي الذي ينوي المجيء الى قطاع غزة قادما من الضفة الغربية خلال الأيام المقبلة، سيعمل على «تحريك» المصالحة، في ظل العراقيل التي تواجه هذا الملف. أضاف أبو عيطة، وهو أحد أعضاء وفد فتح لحوارات المصالحة مع حماس، لـ «القدس العربي»، إن قرار «فتح» بـ»إرسال وفد إلى قطاع غزة، يأتي في سياق حرصها على تحريك ملف المصالحة، والحفاظ على التواصل التنظيمي والشعبي مع كل الأطر والمواقع التنظيمية والفعاليات الجماهيرية». وأشار إلى أن الوفد «سيعقد اجتماعات خاصة بملف المصالحة، من أجل العمل على تحريك جهود المصالحة التي تصطدم بالعديد من العراقيل التي لم تسمح بتنفيذ بنود اتفاق تطبيق المصالحة الأخير»، في إشارة إلى اتفاق «فتح» و»حماس» الموقع يوم 12 تشرين الأول/أكتوبر الماضي برعاية مصرية في العاصمة القاهرة. وحسب القيادي في فتح، يمكن تجاوز كل نقاط الخلاف «حال توفرت النوايا الحقيقية لدى حركة حماس»، مشيرا إلى أن «العقبات التي لا تزال تعترض ملف المصالحة الداخلية تتمثل في عودة الموظفين القدامى إلى عملهم، وتسليم الجباية التي تجنى من قطاع غزة لخزينة الحكومة، وكذلك تمكين الحكومة من كامل أعمالها في القطاع». ولم يحدد بعد موعد رسمي لقدوم الوفد القيادي الفتحاوي، الذي سيضم أعضاء من اللجنة المركزية للحركة، والذي شكل بناء على تعليمات من الرئيس محمود عباس. ويتوقع أن يعقد الوفد لقاءات على أعلى مستوى مع قيادة حركة «حماس» في قطاع غزة، لبحث تذليل عقبات إنهاء الانقسام، والمضي في تطبيق بنود الاتفاق التي تسير ببطء شديد. وربما تكون هذه الزيارة عوضا عن اللقاء الذي كان مقررا أن تعقده الفصائل الفلسطينية في القاهرة بدايات الشهر المقبل، والذي كان ستتخلله لقاءات بين «فتح» و»حماس» برعاية مصرية، لتقييم مرحلة المصالحة السابقة. وتعقد آمال على هذه الزيارة في حلحلة ملفات الخلاف بين «فتح» و»حماس»، حول تطبيق ملفات المصالحة، وفق اتفاق القاهرة الأخير، والوصول إلى «رؤية توافقية» لإدارة المعركة السياسية، بعد قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة تجاه مدينة القدس. وكان القيادي في «حماس» صلاح البردويل، الذي رحب بالزيارة قال إن «وصول وفد لحركة فتح إلى قطاع غزة أمر مهم للغاية، للاطلاع على حجم معاناة السكان في ظل العقوبات التي تفرضها السلطة الفلسطينية». وأضاف «نأمل في أن يتمكن الوفد الفتحاوي من الاطلاع بشكل جيد على الواقع المأسوي وعلى واقع العقوبات التي تُدار على قطاع غزة». وفي سياق قريب، أوضح أحمد بحر، النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، أن السلطة الفلسطينية وحركة فتح «غير جادتين» في مواجهة مواقف وسياسات الإدارة الأمريكية. ورأى في تصريح صحافي أن استمرار «رهان» السلطة الفلسطينية وحركة فتح على إحياء مسيرة التسوية والمفاوضات «يشكل انتحاراً سياسياً ووطنياً بامتياز، وإصرارا غريبا على الغوص في مستنقع الفشل والخيبة حتى النهاية». وأضاف: «رهان السلطة وفتح على الدور الأوروبي لدعم مشروعها السياسي هو رهان خاسر وفي غير محله، وغير ذي جدوى سياسية على الإطلاق». وأظهر هذا التصريح استمرار الخلاف بين «فتح» و»حماس»، حول إدارة الملف السياسي الفلسطيني في المرحلة المقبلة، لمواجهة قرارات ترامب. قيادي في «فتح»: وفد الحركة القادم إلى غزة سيحرك المصالحة أكد إمكانية تجاوز الخلافات إذا توافرت النوايا لدى «حماس» |
موريتانيا… ارتياح لمنجز السنة الماضية وتفاؤل بآفاق السنة الجارية Posted: 28 Jan 2018 02:15 PM PST نواكشوط – «القدس العربي»: أظهر يحيى ولد حدمين رئيس وزراء موريتانيا في إعلان للسياسة العامة لحكومته عرضه على البرلمان ليبدأ النواب مناقشته اليوم، تفاؤلا كبيرا للأوضاع السياسية والاقتصادية التي ستنفتح أمام موريتانيا خلال السنة الجارية، مؤكدا «تمكن حكومته من تحقيق ما وعدت به خلال العام المنصرم». وشمل الإعلان السنوي للسياسة الحكومية عدة محاور بينها توطيد دعائم الدولة وتحسين الحكامة العمومية، وبناء اقتصادٍ تنافسي شامل المنفعة، وتنمية الموارد البشرية، وتوسيع نفاذ السكان للخدمات الأساسية. وفي حديث عن الجانب السياسي في الإعلان، أكد الوزير الأول الموريتاني «أن حكومته سهرت على تنفيذ الاتفاق السياسي المبرم بتأريخ 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2016 بين الأغلبية والمعارضة المحاورة والرامي إلى إعادة تأسيس الديمقراطية الموريتانية وترسيخها عبر إصلاحات دستورية ومؤسسية تعزز المنظومة المؤسسية وتخدم المصلحة العامة». «وفي هذا الإطار، يضيف ولد حدمين، مكن استفتاء دستوري نظم في 05 آب /أغسطس 2017، من وضع الأسس لإعادة تشكيل المؤسسات التمثيلية على نحو يتلاءم مع مقتضيات النجاعة ومتطلبات توسيع المشاركة السياسية وتمكين سكان مختلف جهات الوطن من التحكم في تدبير شؤونهم من خلال ممثليهم المنتخبين بصورة ديمقراطية». معلوم أن المعارضة المتشددة قاطعت الاستفتاء الذي تحدث عنه رئيس الوزراء وأكدت أن الشعب لم يتفاعل معه وأن الحكومة لجأت للتزوير من أجل تمريره. وأوضح ولد حدمين «أن رفع العلم وعزف النشيد الوطنيين الجديدين في ذكرى الاستقلال الماضية (لا تعترف بهما المعارضة)، مثل إضافة نوعية لرموز الدولة كرست الولاء للوطن والوفاء لشهدائه والاعتزاز بتنوعه والاستعداد للتضحية في سبيل عزته والدفاع عن وحدته واستقلاله». وأشار رئيس الوزراء إلى «أن حكومته ستعمل خلال سنة 2018 على استكمال تنفيذ مخرجات الحوار السياسي بين الأغلبية والمعارضة المحاورة، بالتشاور الوثيق مع اللجنة المشتركة التي عهد إليها الفرقاء المعنيون بمتابعة هذا الملف». وفي مجال حقوق الإنسان، أكد ولد حدمين «أن حكومته التزمت المشاركة الفاعلة في مختلف دورات وأنشطة أجهزة حقوق الإنسان على المستوى الدولي والإقليمي والتزام الحوار الإيجابي والشراكة البناءة مع مختلف آلياتها، كما استكملت الحكومة تنفيذ مجمل توصيات خريطة الطريق للقضاء على الأشكال المعاصرة للاسترقاق». وفي حديث عن الحكامة الاقتصادية، أكد ولد حدمين «أن الحكومة قامت، في ضوء النتائج المستخلصة من تقويم تنفيذ الإطار الاستراتيجي لمحاربة الفقر الذي يتناول الفترة 2000-2015، بإعداد واعتماد استراتيجية جديدة للنمو المتسارع والرفاه المشترك للفترة 2016-2030 سبيلا لتوطيد وتحسين النتائج المحققة في مجال تقليص الفقر». «وفي مجال مناخ الأعمال، يضيف رئيس الوزراء، سمحت الإصلاحات الكبيرة في السنوات الأخيرة لموريتانيا بتحقيق قفزة نوعية غير مسبوقة تجسدت في الارتقاء 26 درجة في التصنيف العالمي لمؤشر مناخ الأعمال في ظرف ثلاث سنوات فقط، منها 10 درجات خلال سنة 2017 وحدها»، مبرزا «أن هذا التقدم واكبته المصادقة على مدونة الحقوق العينية وتفعيل خريطة طريق تحسين مناخ الأعمال ووضع آلية لإنشاء المقاولات طبقا للمعايير الدُّولية، إضافة إلى تحسين معالجة طلبات الاعتماد في النظم التفضيلية لمدونة الاستثمارات والمصادقة على القانون المتعلق بالشراكة بين القطاعين العام والخاص ونصوصه التطبيقية». وتحدث رئيس الوزراء كذلك عن قيام حكومته بوضع «منظومة اقتصادية تنافسية تحقق نموا يعود بالنفع على جميع المواطنين، مركزة منذ سنة 2014 جهودها على الحد من الانعكاس السلبي لتدهور أسعار خام الحديد على الاقتصاد الوطني، وعلى صيانة التوازنات الاقتصادية الكبرى، ومكافحة التضخم، وتشجيع الاستثمار الخصوصي، وزيادة الاستثمار العمومي، وهو ما أتاح نمو المنتج الداخلي الخام بنسبة 2,8% في المتوسط خلال الفترة 2014-2017 وانتعاش النمو الاقتصادي سنة 2017». وتوقع رئيس الوزراء في عرضه «أن يترجم الانتعاش الاقتصادي في تحقيق نمو حقيقي بنسبة 3,1% خلال السنة الجارية، وذلك على الخصوص بفضل تحسن حدود التبادل وتسارع وتيرة الاستثمارات في قطاع الصناعات الاستخراجية». وتوقف رئيس الوزراء مطولا أمام السياسات التعدينية للحكومة، فأوضح «أنها واصلت خلال السنة جهود التعريف بالمقدِّرات الجيولوجية والمعدنية الوطنية، كما راجعت الإطار القانوني وأطلقت عملية إعداد استراتيجية معدنية جديدة لتعزيز آليات المراقبة والمتابعة وتكثيف عمليات التفتيش». وأكد ولد حدمين، في حديثه عن الصيد البحري، أن حكومته «واصلت تنفيذ الإصلاحات المبرمجة في إطار الاستراتيجية الوطنية للتسيير المسؤول من أجل التنمية المستدامة للصيد والاقتصاد البحري الممتدة على الفترة من 2015 حتى2019». موريتانيا… ارتياح لمنجز السنة الماضية وتفاؤل بآفاق السنة الجارية |
الجيش الإسرائيلي يحذر من عواقب تقليص مساعدات «الأونروا» Posted: 28 Jan 2018 02:14 PM PST غزة ـ «القدس العربي»: أعلنت اللجنة الوطنية لدعم «الأونروا» دعمها للجهود الدولية التي يبذلها المفوض العام لهذه المنظمة الدولية، بيير كرينبول، والتي تهدف لحشد التمويل، والحفاظ على بقاء المؤسسة، والاستمرار في تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين. وقالت اللجنة في بيان عقب اجتماع لها في مدينة غزة، إن «هذا الاجتماع يأتي بناء على ما تم الإعلان عنه، بشأن إنشاء صندوق وطني لدعم الأونروا بعد قطع المساعدات الأمريكية عنها». وأوضحت أن أحد أهم أهدافها هو «الدعم المعنوي للتحرك باتجاه دول العالم، عبر وفود شعبية من أجل دعم الأونروا، وأي مساعدة توضع في حسابها». ومن المقرر، حسب ما أعلنت اللجنة، أن يعقد مجلسها التأسيسي لقاء مع مدير عمليات «الأونروا»، للإعلان عن سلسلة الفعاليات والخطوات المقبلة، المناهضة للقرارات الأمريكية بحق «الأونروا» والشعب الفلسطيني، ودعم جهود المفوض العام لحشد الدعم الدولي والإقليمي. وضمت اللجنة شخصيات حقوقية وسياسية وإعلامية وعشائرية وأكاديمية، وشمل الاجتماع التأكيد على ضرورة العمل بـ «ردة فعل ترتقي لمستوى القرارات الصادرة عن الإدارة الأمريكية»، والتأكيد على عدم التنازل عن «حق العودة» والدفاع عنه. كذلك، أكد المجتمعون في بيانهم على ضرورة صوغ «برنامج وطني سياسي وطني جامع» لمواجهة قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتواصل مع الأثرياء ومناصري القضية الفلسطينية حول العالم لتقديم الدعم المعنوي والمالي للشعب الفلسطيني و»الأونروا». وسينظم العاملون في مؤسسات «الأونروا» في غزة اليوم حملة احتجاج واسعة رفضا لسياسة التقليصات التي أقرتها الإدارة الأمريكية على موازنة هذه المنظمة، تشهد وقفة احتجاجية أمام مقر الأمم المتحدة. إلى ذلك، أعلن المجلس المركزي الأعلى لأولياء الأمور في مدارس «الأونروا» في قطاع غزة، سلسلة فعاليات دعمًا لهذه المنظمة، في مساعيها للحصول على مصادر تمويل لضمان قدرتها على خدمة اللاجئين ورعاية مصالحهم. وأشار إلى إن تقليصات الإدارة الأمريكية لمساهمتها المالية الداعمة لميزانية «الأونروا» تزامنت مع مطالبة الاحتلال بإنهاء دورها ونقل صلاحياتها إلى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، لافتة إلى ان ذلك يأتي في إطار «الابتزاز والضغوطات التي تصاعدت أخيراً على الشعب الفلسطيني وتؤثر بشكل كبير على كل قطاعات وكالة الغوث وخصوصاً المسيرة التعليمية». وأكد أن تكرار العجز في موازنة «الأونروا» يعود لـ «أسباب سياسية وليست مالية»، تهدف إلى «تصفية الوكالة الدولية التي تمثل الشاهد الدولي على نكبة اللاجئين الفلسطينيين المتواصلة منذ سبعة عقود». وقال إن «لغة التهديد والابتزاز التي دأبت إدارة ترامب على انتهاجها مع فلسطين، لن تزيدنا إلا إصراراً على التمسك بمواقفنا وثوابتنا الوطنية والمضي قدما في النضال نحو تحقيق الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف طبقا لقرارات الشرعية الدولية». وكشف المجلس عن سلسلة فعاليات، من ضمنها تعليق الدراسة اليوم الإثنين في كافة مدارس «الأونروا» في قطاع غزة، احتجاجا على التقليصات الأمريكية ودعماً ومساندة لهذه المنظمة. كما خصص يوم الأربعاء كيوم «غضب جماهيري»، موضحاً «ستخرج مدارسنا بسلسلة بشرية على شارع صلاح الدين الرئيس». يشار إلى أن الإدارة الأمريكية قررت بعد تهديدات ترامب الأخيرة، تقليص تمويل «الأونروا» إلى النصف، بخصم 65 مليون دولار أمريكي، من أصل 125 مليون دولار، كما علقت لاحقا مبلغ 45 مليون دولار من التمويل المخصص لشراء المواد الغذائية لـ»الأونروا». وكشف النقاب أمس عن تحذير ضابط إسرائيلي كبير من الآثار التي ستترتب على خفض المزيد من المساعدات الأمريكية لـ «الأونروا»، حيث نقلت عنه صحيفة «هآرتس» القول إن ذلك سيتسبب في «انهيار إنساني» في قطاع غزة وربما يصل إلى «انتفاضة شعبية». وحسب ما كشف فإن الضابط الكبير رفع تقييما أمنيا للقيادة السياسية، يؤكد أن أي تقليصات جديدة للمساعدات ستؤدي إلى تدهور الوضع الأمني، كون «الأونروا» تمنع مزيدا من التدهور في غزة وتساهم كثيرا في أمن إسرائيل من خلال منع أي جولة مقبلة من القتال. ورأى الجيش حسب الصحيفة، أن تضرر أعمال «الأونروا» كالصحة والتعليم والصرف الصحي والمعونات الغذائية لسكان القطاع قد يتسبب بتدهور الأوضاع وفي أن يقدم الآلاف من سكان القطاع على محاولة عبور الجدار، ويتخوف الجيش من عدم وجود بديل من «الأونروا» رغم اعترافه بأن وجودها سيديم قضية اللاجئين. الجيش الإسرائيلي يحذر من عواقب تقليص مساعدات «الأونروا» موظفو المنظمة وأطفال اللاجئين يبدأون اليوم أولى خطوات الاحتجاج |
الخطيب: استمرار اقتحام الأقصى من قبل المستوطنين يستدعي وقفة جادة Posted: 28 Jan 2018 02:14 PM PST رام الله ـ « القدس العربي»: أكد نائب رئيس الحركة الإسلامية السابق في الداخل الفلسطيني المحتل، الشيخ كمال الخطيب، أمس الأحد، أن استمرار اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى بوتيرة تصاعدية، في ظل استغفال وغياب كامل لما يجري من قبل الإعلام والجهات الرسمية، يستدعي منا وقفة جادة لمواجهة الخطر القائم، بمحاولة فرض دولة الاحتلال أمرا واقعا بتقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا. وحذر في تصريح صحافي له، من التفريط بالقدس والمسجد الأقصى، وذلك بترويج الأنظمة العربية المستمر لفكرة التقسيم، كي يرفعوا عن أنفسهم ما أسماه عار الحرج، وضريبة الانتصار للقدس والمسجد الأقصى. وأوضح أنه باستمرار التواطؤ من أنظمة، وصفها بـ»الوقحة» تتحدث عن بدائل عن القدس كعاصمة لفلسطين، فإنه من الممكن أن تذهب حكومة الاحتلال لما هو أبعد من ذلك، كحرمان كامل للفلسطينيين من أن تكون لهم أي وصاية على أي جزء من مدينة القدس. وحول الدور الرسمي الفلسطيني أردف أن الموقف الرسمي الفلسطيني خائب، فمن هندس أوسلو وباع وهما للفلسطينيين يتلقى اليوم صفعة كبيرة من أمريكا وإسرائيل التي أدارت لهم الظهر، وهم الآن أمام خيار واحد فقط وهو الانحياز للشعب الفلسطيني والوقوف معه وقفة جادة، لأن الخيارات الأخرى أثبتت فشلها». ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني عوّدنا أن ينهض دائما ليدافع عن وطنه ومقدساته حتى وإن خذلته الأنظمة الرسمية. وأضاف «أطالب الشعوب العربية والإسلامية كافة التي كانت دائما منبع الخير والرجولة والعطاء، بضرورة عدم التفريط والمساومة، لأنه ورغم المحن سيخرج العظماء والأبطال ليقولوا ها أنا ذا لم أمت، أنا ما زلت حيا، واقفا على قدميّ لأنتصر لمقدساتي ولأرض الإسراء والمعراج». الخطيب: استمرار اقتحام الأقصى من قبل المستوطنين يستدعي وقفة جادة |
غوتيريش: دي ميستورا يحضر «سوتشي»… لكن الحل في «جنيف» وفق القرار 2254 Posted: 28 Jan 2018 02:13 PM PST نيويورك (الأمم المتحدة) ـ «القدس العربي»: قبل الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعوة وجهت من روسيا للأمم المتحدة لإرسال ممثل إلى مؤتمر الحوار الوطني السوري المقرر في سوتشي يومي 29-30 من الشهر الحالي. وجاء قرار الأمين العام بعد أن أطلعه المبعوث الدولي لسوريا، ستافان دي ميستورا، على آخر التطورات، وبالأخذ في الاعتبار تصريح روسيا بشأن تقديم نتائج مؤتمر الحوار إلى عملية جنيف للمساهمة في المحادثات السورية التي تجري تحت رعاية الأمم المتحدة بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن رقم 2254 (2015). وكلّف الأمين العام دي ميستورا بتمثيل الأمم المتحدة في مؤتمر الحوار السوري بمشاركة الأطراف الفاعلة في «سوتشي». وأعرب أنطونيو غوتيريش عن ثقته في أن مؤتمر الحوار الوطني سيكون مساهمة مهمة في إحياء عملية المحادثات السورية برعاية الأمم المتحدة في جنيف، على أساس التطبيق الكامل لإعلان جنيف الصادر عام 2012، وقرار مجلس الأمن 2254. وكانت المناقشات السورية اختتمت في مقر الأمم المتحدة في فيينا والتي أجراها المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا بشكل منفصل على مدى يومين مع وفدي الحكومة السورية ولجنة التفاوض السورية. وركزت المناقشات على قضية الدستور وفق المنصوص عليه في عملية المحادثات السورية، بهدف التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الصادر عام 2015. وقال دي ميستورا، في مؤتمر صحافي، إنه انتهز فرصة الاجتماعات للتشاور مع وفود عدد من الدول، مضيفاً أن الأمين العام للأمم المتحدة تابع المحادثات عن كثب وعقد مشاورات رفيعة المستوى بهذا الشأن. وأشار دي ميستورا إلى أن هدف العملية السياسية هو التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن 2254. وقال إن جميع المشاركين في المحادثات أكدوا التزامهم باحترام ولاية المبعوث الخاص وبعملية جنيف السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة. وأكد المبعوث الدولي أن الحل الدائم الوحيد للأزمة الراهنة في سوريا سيتحقق عبر العملية السياسية الجامعة التي يقودها السوريون، وتلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري، مع الأخذ بعين الاعتبار أن عملية صياغة الدستور الجديد ستتم وفق عملية جنيف وبما يتوافق مع قرار مجلس الأمن. واطلع دي ميستورا على التحضيرات لمؤتمر الحوار السوري الوطني المقرر في سوتشي في روسيا يومي 29-30 من الشهر الحالي. وأشار إلى التصريح الروسي بشأن تقديم نتائج مؤتمر الحوار إلى عملية جنيف للمساهمة في المحادثات السورية التي تـجري بإشـراف الأمـم المتـحدة. وأعرب دي ميستورا عن القلق البالغ إزاء الوضع على الأرض بجميع أبعادة، السياسية والأمنية وما يتعلق بحقوق الإنسان، وشدد على ضرورة إنهاء العنف واستعادة الاحترام الكامل لسيادة سوريا وسلامة أراضيها ووحدتها واستقلالها. وقال دي ميستورا إنه يشاطر ملايين السوريين، داخل وخارج سوريا، الشعور بالإحباط إزاء عدم التوصل إلى تسوية سياسية حتى اليوم. وأعرب عن الأمل في أن يسهم مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي في إحياء المحادثات السورية ذات المصداقية في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة. وقال ستافان دي ميستورا إن ما يلزم الآن هو الإرادة السياسية، مؤكداً أن الوقت قد حان لتغليب الدبلوماسية والحوار والمفاوضات من أجل مصلحة جميع السوريين. غوتيريش: دي ميستورا يحضر «سوتشي»… لكن الحل في «جنيف» وفق القرار 2254 عبد الحميد صيام |
قضايا النساء وفضائح التحرش الجنسي تطغى على فعاليات وأفلام مهرجان «صندانس» السنوي Posted: 28 Jan 2018 02:13 PM PST لوس أنجليس – «القدس العربي» : كما كان متوقعا طغت قضايا النساء وفضائح التحرش الجنسي على فعاليات وأفلام مهرجان «صندانس» هذا العام. ففي مؤتمر إفتتاحه الصحافي، عبر مؤسسه، النجم الهوليوودي العريق روبرت ريدفورد، عن دعمه للحركات النسائية «أنا أيضا» و»كفاية»، مؤكدا أن تلك الحركات سوف تحقق المساواة للنساء في صناعة الأفلام وهوليوود وتعزز من نفوذهن فيها. رغم أن مهرجان «صندانس» ساهم في اكتشاف ودعم العديد من المخرجات النساء عبر السنين إلا أن مسؤوليه شعروا ببعض المسؤولية عما حدث من اعتداءات جنسية خلال دوراته في الأعوام السابقة على يد واحد من أهم ضيوفه وهو هارفي واينستين، الذي رفع سيط المهرجان عندما حضره للمرة الأولى في أواخر الثمانينيات وصار يشتري أفلامه المتواضعة الميزانيات، التي كانت تتفادها هوليوود وحوّل صانعيها إلى نجوم عالميين على غرار ستيفن سودربيرغ وكوانتين ترانيتينوا ودافيد اوراسل. لهذا قام المهرجان هذا العام بتأسيس لجنة لحماية ضحايا الاعتداءات الجنسية مثل التي كان يمارسها واينستين تجاه الفتيات خلال المهرجان. من المفارقات أن واينستين كان في مقدمة مسيرة النساء التي انطلقت في شوارع مدينة بارك سيتي، التي تستضيف المهرجان، العام الماضي للتنديد بتصريحات الرئيس المنتخب دونالد ترامب المعادية للنساء والمطالبة بحماية حقوق المرأة. هذا العام انطلقت مسيرة نسائية مشابهه في الشوارع نفسها للتنديد بتصرفات واينستين البذيئة واعتداءاته الجنسية على الفتيات المشتركات بالمهرجان. كما نظم المهرجان الكثير من الورشات والحوارات النسائية اشتركت فيها نجمات هوليوود ومن ضمنها ضحايا واينستين على غرار أشلي جاد وشخصيات مهمة مثل قاضية المحكمة العليا السابقة روث بادر ومحامية حقوق المرأة الشهيرة غلوريا الريد، التي تمثل ضحايا الاعتداءات الجنسية والنجمة الهوليوودية الفعالة سياسيا جين فوندا. وحضرت هذه النساء للحديث عن أفلام وثائقية في المهرجان سبرت سيرهن المهنية وفعالياتهن في الدفاع عن حقوق المرأة. وفي حديث مع النجم الهوليوودي، ايثان هوك، قال إنه ليس سهلا أن تكون رجلا أبيض هذه الأيام. الأفلام المشتركة أسس ريدفور مهرجان «صندانس» في بداية الثمانينيات ليكون منصة بديلة لهوليوود يطرح أفلاما مستقلة غير تجارية، ولكن تحوّل عبر السنين إلى البوابة التي يدخل منها صناع الأفلام إلى هوليوود. فكثير من الأفلام، التي تبرز فيه تذهب لتترشح لجوائز الأوسكار وتحقق أرباحا في شباك التذاكر. عدد من أفلام مهرجان العام الماضي ترشحت في فئات مختلفة للأوسكار ومن ضمنها «ناديني باسمك» و«أخرج» و«المرض الكبير» و«مادباوند» و«آخر الرجال في حلب» و«ايكاروس» و«جزيرة قوية». ومن الملاحظ أن كل هذه الأفلام تعالج قضايا أقليات عرقية وجنسية وهذا فعلا ما يميز أفلام «صندانس»، التي تمثل عادة كل مكونات المجتمع ولا يكون أبطالها من البيض وحسب كما هو الحال في أفلام هوليوود. هذا العام، الغالبية العظمى من الأفلام سلطت الضوء على قضايا نسائية وعرقية. فيلم الافتتاح، «بلايند سبوتينغ»، تمحور حول زميلين، أسود وأبيض، يعملان في شركة نقل أثاث بيوت ومن خلالها يكشف عن تباين تعامل سلطات الأمن مع السود والبيض. فبينما تتجاهل الشرطة خرق الأبيض للقانون، تقوم بملاحقة ومعاقبة الأسود على أمور تافهة واطلاق النار عليه إذا حاول الهرب. أفلام أخرى عالجت قضايا تمييز السلطة والمجتمع تجاه السود كان «وحش»، الذي يدور حول شاب أسود أُتهم زورا بقتل فتاة بيضاء. والفيلم الوثائقي «جريمة ومعاقبة»، الذي يحكي قصة رجال أمن سود واللاتينيين من شرطة نيويورك خاطروا بمهنتهم وفضحوا ممارسات زملائهم العنصرية ضد السود، و»العبء»، الذي يتناول تمرد عضو جماعة «كو كلاكس كلان» العنصرية على زملائه العنصريين، الذي كانوا يعتدون على السود، و»وحوش ورجال»، الذي يعالج ظاهرة اطلاق الشرطة الأمريكية النار على الشباب السود وقتلهم بدلا من اعتقالهم. ولكن حصة الأسد ذهبت لأفلام النساء. ومن أبرزها كان فيلم «كوليت»، عن الروائية الفرنسية كوليت التي حُرمت من حقوقها الابداعية في نهاية القرن الـ 19 لكونها امرأة. و»الرواية»، التي تكشف فيها مخرجة الأفلام الوثائقية جينيفر فوكس عن اعتداء جنسي تعرضت له بينما كانت في الـ 13 من عمرها على يد مدربها الرياضي البالغ الـ 40 من العمر. و»ليزي»، الذي يحكي قصة ليزي بوردين، بنت عائلة غنية من ولاية ماساشوستس الأمريكية في ثمانينيات العصر الـ 19، تقتل والدها المستبد الذي كان يغتصب شغالة بيتهم، التي كانت ترتبط بها رومانسيا. مستوى الأفلام تدفقت شركات توزيع الأفلام وشركات البث الالكتروني واستوديوات هوليوود إلى «صندانس» للبحث عن واقتناص تحف سينمائية ولكن خلافا للاعوام السابقة لم تشتعل هذا العام أي معارك مناقصة على أي فيلم. وفي حديث مع مسؤولي هذه الشركات ومن ضمنهم مدير شركة نيتفليكس تيد ساراندوس ورئيسة استوديو فوكس سيرشلايت نانسي اوتلي، قالوا لي أن مستوى الأفلام كان رديئا وعادا إلى لوس أنجليس بخفي حنين. الحقيقة هي أن جودة الأفلام الروائية كانت رديئة لدرجة انني توقفت عن مشاهدتها وركّزت على مشاهدة الأفلام الوثائقية، التي تطرح قضايا أكثر أهمية وشخصيات أكثر مثيرة. وعزا ايثان هوك، الذي صنع أفلاما وثائقية وروائية، نجاح الأفلام الوثائقية للتكنولوجيا الحديثة التي توفر الكاميرات الصغيرة التي تسهل من ملاحقة شخصية الفيلم الي كل مكان والاقتراب منها. وهذا فعلا ما نلاحظه في هذه الأفلام إذ أن التماهي مع شخصياتها الحقيقية بات اقوى من التماهي من شخصيات الأفلام الروائية، التي يجسدها ممثلين. الأفلام الشرق أوسطية مهرجان «صندانس» هو أكثر المهرجانات العالمية دعما وتأثيرا على السينما العربية الحديثة من خلال تدريب صناع الأفلام العرب ومنحهم المنح وعرض أفلامهم وتتويجيها الجوائز، التي مهدت لهم الدرب للتقدم واختراق صناعة الأفلام العالمية والوصول إلى جوائز الأوسكار على غرار فيلم «آخر رجال حلب»، الفيلم السوري المرشح لجائزة الأوسكار والذي فاز بجائزة صندانس لأفضل فيلم وثائقي عالمي في المهرجان العام الماضي. وكما فعل منذ اندلاع الثورة السورية، قدم المهرجان هذا العام أفلاما وثائقية تسبر الواقع السوري ومنها كان فيلم طلال ديركي «عن آباء وابناء»، الذي يتمحور حول أب سوري جهادي يريد أن يحول سوريا إلى خلافة ويفرض نظام الشريعة على العالم. ومن أجل تحقيق ذلك، ينجب عدد كبير من الأطفال ويبعثهم للتدريب في مخيمات الجهاد قبل أن يبلغوا سن الرشد. ديركي حضر المهرجان عام 2014 بفيلم «العودة إلى حمص»، الذي فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي عالمي، وكشف فيه عن بشاعة النظام الأسدي ضد شعبه، ولكن عندما سألته اذا كان يفضل الجهاديين في حكم سوريا، رد أن يرفض كلا الجهتين ولكنه يعترف أن الجهاديين أخطر بكثير من الأسد لأنهم يريدون أن يتحكموا بكل شؤون حياة الإنسان الشخصية والاجتماعية والسياسية ويفرضوا عليه قوانين رجعية متخلفة لا تتوافق مع العصر. فيلم وثائقي آخر «هذا بيتي» يتابع بعض عائلات اللاجئين السوريين، الذين استضافتهم الولايات المتحدة في زمن الرئيس السابق أوباما وتأثير قوانين ترامب المعادية لهم عليهم. المثير هو أن رغم كون هؤلاء اللاجئين محافظين جدا وتردي نسائهم الحجاب ويرفض الرجال مصافحة المسؤولات الأمريكيات لانهم يعتبرون مصافحة النساء حراما إلا أن جيرانهم الأمريكيين يرحبون بهم ويساندونـهم. ولكن الفيلم الوثائقي الذي هز مشاعر جمهور «صندانس» وأسال دموعهم كان «على كتفيها»، الذي يدور حول فتاة يزيدية، نادية مراد، اختطفها عناصر داعش بينما كانت في الـ 19 بعد أن قتلوا كل ابناء عائلتها الـ 18 عندما اجتاحوا قريتها في شمال العراق صيف 2014 وجعلوا منها عبدة جنس، يغتصوبنها يوميا لمدة عامين حتى أن نجحت بالهروب. ومنذ ذلك الحين، أنطلقت في حملة عالمية قادتها إلى مقابلات مع الإعلام وزعماء الدول الكبرى، مطالبة اياهم حماية بنات شعبها. كان أيضا حضور للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي في فيلمين الأول أمريكي روائي وهو «بيروت»، الذي تدور احداثه بداية ثمانينيات القرن الماضي قبل اجتياح إسرائيل للبنان حول مسؤول امريكي رفيع المستوى في السفارة الأمريكية في بيروت يعود إلى العاصمة اللبنانية لتحرير صديقه الذي اختطفته مجموعة فلسطينية يتزعمها كريم، الذي تربى في بيته في اوائل السبعينيات قبل أن التحق بالكفاح المسلح. بطل الفيلم، جون هام، قال أن هدف صنع الفيلم كان تسليط الضوء على فشل السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، التي ما زالت تشعل الحروبات هناك. من المفارقات أن بيروت عُرضت في الفيلم كمدينة متخلفة تعوم فيها الجمال والغنم وكل سكانها إرهابيين اغبياء وقبيحين منهمكين في قتل الإسرائيليين الابرياء وكأن الفيلم كان مصنوعا على يد حملة دونالد ترامب الانتخابية أو وزارة الإعلام الإسرائيلية. أما المخرجة الإسرائيلية، مور لوش، فقدمت وجه نظرة أكثر اعتدالا في فيلمها الوثائقي «مدونات اوسلو»، الذي يسبر مفاوضات اوسلو السرية بين الإسرائيليين والفلسطينيين وعواقبها على ارض الواقع حتى أن انهارت تماما عندما هزم مناهض الاتفاقية بيبي نتانياهو مهندسها شمعون بيريس في انتخابات البرلمان عام 1996. ويذّنب الفيلم المسؤولين الإسرائيليين في فشل عملية السلام، متهما اياهم بالكذب على المفاوضين الفلسطينيين ورفض مقترحاتهم، التي كانوا وافقوا عليها آنفا في بداية العملية. وتختم الفيلم بالتنبؤ أن فرصة السلام الذهبية التي اضاعها زعماء إسرائيل لن تعود قبل ثلاثة أجيال على الاقل. بعض المشاهدين الأمريكيين انتقدوا طرح المخرجة الإسرائيلية فردت قائلة أن استنتاجاتها مبنية على حقائق موثوقة بها ومقابلات مع المفاوضين من كلا الطرفين ولكن من حق أي شخص آخر أن يقدم اقتراحا آخر. كما أنها نددت نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، مؤكدة أن ترامب حطم أي أمل في تحقيق السلام. خلاصة الحديث هو أن قضايا العالم العربي تثير اهتمام الإنسان الغربي، المتعطش لفهمها، ولكن للاسف يطرحها عادة مخرجين اجانب مستشرقين مما يؤدي إلى تخليد الصور النمطية السلبية تجاه العرب والمسلمين، الذين يقدّمون أما كإرهابيين اشرار أو ضحايا. قضايا النساء وفضائح التحرش الجنسي تطغى على فعاليات وأفلام مهرجان «صندانس» السنوي يدرب صنّاع الأفلام العرب وخصوصا من سوريا… وحضور للصراع الفلسطيني في عملين حسام عاصي |
صراعات المنطقة بين الأسباب المفتعلة والنوايا الصادقة Posted: 28 Jan 2018 02:12 PM PST حالة الاستقطاب التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط تتجاوز في ابعادها وعمقها الخلافات السياسية بين دوله الكبرى كالسعودية وإيران، وان كانت تلك الخلافات احدى تمظهرات تلك الحالة. كما انها تتجاوز البعدين العرقي او الديني او المذهبي، وان كانت تلك الابعاد هي الاخرى من بين تمظهرات الصراع. قضيتان اساسيتان تمثلان عمق ما يجري من صراع مفتوح على كافة الصعدان: المشروع الإسلامي (في مجال الحاكمية والبديل الحضاري) وقضية فلسطين (وما تنطوي عليه من احتلال اسرائيلي وسعي متواصل للهيمنة على المنطقة). هذا المنحى التحليلي جديد ـ قديم، لم يتوقف منذ انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية قبل قرابة الاربعين عاما. اما بقية تجليات الصراع فانما هي ادوات لتسهيل مهمة التعبئة لمواجهته وضمان توسع المشاركين في تلك المواجهة. فلو طرح الصراع بهذا الوضوح والصراحة لتواصلت حالة الالتفاف العربي والإسلامي الشعبي التي تزامنت مع ثورة إيران وتمحورت حول القضيتين المذكورتين. الأولى ان جماهير المسلمين، خصوصا «الإسلاميين» اعتبروا ما حدث في المدن الإيرانية آنذاك تجسيدا لطموحاتهم وتشجيعا للعمل من اجل تحقيق مشروعهم الإسلامي، ولذلك تراجعت كافة الاشكالات بين المسلمين واصبحوا مشحونين بالرغبة في تحقيق ما يبلور هويتهم ويعيد لهم شيئا من قوتهم وكرامتهم التي اهدرها المستعمرون والمحتلون على مدى العقود السالفة. الثانية ان اعادة طرح قضية فلسطين ضمن مقولات «التحرير الكامل» وسحب الاعتراف الإيراني بالكيان الاسرائيلي، والخطاب الذي كان واضحا في خطابات الثورة، والاجراءات السياسية بما في ذلك غلق سفارة «اسرائيل» في طهران ووقف امدادات النفط لها (وللنظام العنصري في جنوب افريقيا) واستقبال الزعيم الفلسطيني، المرحوم ياسر عرفات، كل ذلك اوضح للغرب محورية القضية الفلسطينية في المشروع الإسلامي الذي كانت ثورة إيران التجسيد العملي الاول له على الصعيد السياسي. وللتدليل على ذلك يجدر طرح التالي: اولا: ان المشروع الإسلامي جاء في نهاية ايام الحرب الباردة التي يعتقد الغرب انه كسبها بشكل ساحق، الامر الذي دفع بعض منظريه لطرح مقولات عديدة اهمها ان الليبرالية الديمقراطية تمثل نهاية التاريخ، اي انها تجسيد لذروة النضج الانساني. وكان استمرار التفاعل الشعبي مع الحركات الإسلامية يتصاعد تدريجيا. فللمرة الاولى في التاريخ المعاصر يخوض الإسلاميون الانتخابات في العديد من البلدان كقوى سياسية بديلة عن انظمة الحكم القائمة. حدث ذلك في مصر والسودان والاردن والمغرب، بينما بقيت الدول التي تحاصر الإسلاميين وتسجنهم تعيش حالة من التوتر (تونس وليبيا والسعودية والبحرين). هذا المشروع كان تحديا لاكبر نظام عربي يرفع اليافطة الدينية. السعودية شعرت على مدى العقود الاربعة الاخيرة بالقلق، ليس من إيران بل من الحركات الإسلامية التي تخوض الصراع كرائدة للمشروع الإسلامي. السعودية آنذاك، كانت تتحرك كحامية للإسلام، فهي ارض الحرمين الشريفين، وحاضنة حركة الاصلاح التي قادها محمد بن عبد الوهاب، ولديها من الممارسات الدينية ما لم يكن متوفرا في اية دولة اخرى، غلق المحلات التجارية وقت الصلاة ومنع الخمور علنا ووجود قوة رسمية لهيئات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. ولكن تجسد الجانب السياسي من المشروع الإسلامي في إيران دفع الرياض لحسابات معقدة خشية صعود الحركات الإسلامية الاخرى خصوصا الاخوان المسلمين، الحركة الإسلامية الكبرى والاعرق في المنطقة. هناك اذن منافسون حقيقيون لنظام الحكم السعودي الذي كان يسعى للتفرد بالدين كرافد للحكم. تحركت الرياض منذ ذلك الوقت على صعدان شتى: دعم الحرب على إيران، توسيع مشروعها الاعلامي والسياسي والديني بالانفاق الهائل والتوسع الجغرافي ايضا. وحسب ما جاء في الحلقة الاولى من برنامج بي بي سي الذي بث خلال الاسابيع الثلاثة الماضية فقد انفقت السعودية 90 مليار دولار على مدى الاربعين عاما الماضية لدعم الوجودات الإسلامية في العالم، ومن بينها مؤسسات ومنظمات إسلامية ومساجد ومشاريع تعليمية. كانت استراتيجيتها لمنع توسع منافسة الإسلاميين لها مؤسسة على بعدين: الاول اقامة جدار مذهبي عازل بحصر إيران ضمن المذهب الشيعي، ومحاصرة الحركات الإسلامية السنية لمنع قدرتها على طرح بديل ديني يضعف هيبة المملكة. ولذلك كانت الحرب على الإسلاميين شاملة وحاسمة. ولا بد من تسجيل نجاحات محدودة للاستراتيجية السعودية. فبالاضافة لاحتضان المؤسسات والعلماء والجامعات والاعلام استطاعت تحييد قطاع العلماء في الكثير من البلدان لابقائهم ضمن دائرتها الدينية. في الوقت الذي عانى الإسلاميون من التنكيل غير المحدود. ويجدر هنا استحضار تجربة الجزائر في العام 1992 عندما اكتسحت الجبهة الإسلامية للانقاذ الانتخابات البرلمانية وكادت تشكل اول حكومة منتخبة يهيمن عليها تيار إسلامي واضح. وكان ثمن الانقلاب على تلك التجربة اكثر من مائتي الف قتيل على مدى السنوات العشر اللاحقة. وعندما جاء الربيع العربي تجدد القلق السعودي من مستقبل المنطقة لعلمها ان اي انفراج سياسي في المشروع السياسي العربي سوف يؤدي لقيام انظمة إسلامية خارج اطر السيطرة والاخضاع سواء بالقمع او المال. وان ما حدث في مصر في 2013 من انقلاب عسكري على الرئيس المنتخب وما صاحبه من تصفية دموية للاخوان المسلمين والتنكيل بهم ايما تنكيل، انما كان محاولة اخيرة للحيلولة دون تجسد مشروع إسلامي سياسي يوفر بديلا شرعيا للمنظومة الدينية السعودية. وقد استمرت محاولات الرياض للتأثير على مسارات الاوضاع العربية خصوصا في مصر، التي تعتبر مفتاح العالم العربي، فما يحدث فيها يؤثر كثيرا على ما يجري في البلدان الاخرى. الثاني: قضية فلسطين كانت وما تزال التمظهر الثاني للمشروع الإسلامي السياسي. فلقد احتضن الإسلاميون هذه القضية منذ ان حدثت قبل سبعين عاما، واعتبروها محور ذلك المشروع، ورفضوا الاعتراف بالكيان الاسرائيلي، فضلا عن اقامة العلاقات او التطبيع معه. ولذلك فما ان انتصرت الثورة الإيرانية في مثل هذه الايام من العام 1979 حتى تبوأت قضية فلسطين موقعا بارزا في السياسة الخارجية الإيرانية، كما تمت الاشارة اليه. الثالث: الغربيون ينظرون لكلا المسألتين من منظور آخر. فهم يرفضون المشروع الإسلامي لأنه بديل عملي لمشروعهم الذي اصبح يعاني من امراض شتى تجسدها التطورات السلبية في اوساطها كظاهرة ترامب وصعود اليمين المتطرف وتصاعد النزعة نحو التفرق والاختلاف بين ضفتي الاطلسي ونزعة بعض الدول الاوروبية للخروج من الاتحاد الاوروبي، وتراجع الاوضاع الاقتصادية، والاختلاف على العلاقات مع روسيا. كما لديها اختلافات حول قضايا الامن الدولي والعلاقات مع العالم الإسلامي، والموقف ازاء الاتفاق النووي الإيراني. وحتى السياسات تجاه «اسرائيل» اصبحت موضع اختلاف مع تصاعد ما يسمى «معاداة السامية» في اوروبا وبروز اليمين المتطرف. مع ذلك فان النظام السياسي الغربي داعم لـ «اسرائيل» ويرى في الرفض العربي ـ الإسلامي للاحتلال امرا مقلقا، ولذلك يجد هذا النظام الغربي نفسه اكثر انسجاما مع الانظمة العربية الراغبة في التطبيع مع «اسرائيل». الرابع: ان العناوين الاخرى هامشية وليس لها عمق جوهري في الصراع المحتدم في المنطقة. فالطائفية سلاح وليست مشروعا، يستخدم ضمن سياسة التأثير السلبي على المشروعين: المشروع الإسلامي والقضية الفلسطينية. الامة يمكن توحيد صفوفها على اساس الانتماء للإسلام بما هو دين جامع شامل لها، ولكنها تتمزق حين تثار الاختلافات المذهبية او العرقية، فالمشروع الإسلامي قادر على جمع شتاتها، وهذا ما لا يرغب فيه اعداؤها. قضية السعودية الحقيقية ليست مع اليمن او قطر، بل مع ما تمثله هاتان الدولتان من امتداد وعلاقات مع المشروع الإسلامي او الحركات المرتبطة به. ومع بروز تركيا على المسرح السياسي الاقليمي اصبحت العلاقات معها هي الاخرى تعاني من نفور يصل إلى حالة العداء لأنها تمثل حالة تقترب من المشروع الإسلامي السياسي الذي يهدد واحدا من اهم مقومات الحكم السعودي. ٭ كاتب بحريني صراعات المنطقة بين الأسباب المفتعلة والنوايا الصادقة د. سعيد الشهابي |
خيارات ثورة الجياع في السودان Posted: 28 Jan 2018 02:11 PM PST كان متوقعا أن تستخدم الحكومة السودانية العنف المفرط تجاه الإحتجاجات الجماهيرية السلمية في كل مدن السودان ضد سياسات الحكومة الإقتصادية المسببة لموت المواطن جوعا. والحكومة بإخمادها لهذه الإحتجاجات تعتقد واهمة أنها إنتصرت لقراراتها وأن المواطن إستسلم وقنع، ويزداد وهمها بأن إقتلاعها أصبح في باب المستحيلات، بينما الأوضاع المحتقنة تنبئ بمزيد من الإنفجارات الجماهيرية والتي قد تصل قريبا جدا حد ثورة الجياع. فالشعب السوداني الصابر، ضاعت منه، في خلال الثمانية وعشرين عاما الماضية، أحلام العشة الصغيرة و»اللقمة» الهنية، فترك حطام البلدة أو القرية الأم، وإقترب من المدينة التي ينام فيها الرئيس، حتى يتفيأ ظل أي من العمارات السوامق المكتنزة أسمنتا كامل الدسم، والخالية من أي لمسة جمالية، إلى أن خرج عليهم الوالي صارخا ومعيّرا: «الماعندو قدرة للعيشة في الخرطوم ما يقعد فيها»!. نعم قالها ذاك الراعي المسؤول عن رعيته!، فهو يريد سكانا للعاصمة بمواصفات خاصة جدا، إذا لم تكن تمتلك واحدة منها، فإذهب إلى حيث تجوع مجهولا ولا تسبب أي «دوشة» لأي مسؤول يُقيم الليل أثناء ساعات العمل النهارية!. والوالي وغيره من المسؤولين معذورون، فهم ربما لم يستذكروا دروس التاريخ جيدا، فلم يسمعوا بثورات الجياع. لكن هؤلاء المسؤولين، يعرفون جيدا ان حكومتهم تخوض حربا أدمت هلالا مكتمل البهاء، ينسرب من جنباته، مع كل طعنة، أناس مكلومون، موجوعون، يأتون للخرطوم مكرهين. ويعرفون جيدا انهيارات المشاريع الكبيرة والصغيرة، حتى باتت القرى مقفرة حزينة تعافها الكلاب، وأن الكثيرين زحفوا من الريف إلى العاصمة طلبا لأبسط ما يسد الرمق، وما يبقي الإنسان حيا. أما سكان الخرطوم أنفسهم، فجمع كبير منهم آثروا المنافي وراء البحر. وإذا كنا في الماضي نتحدث عن الحكام والمسؤولين بإعتبارهم من حزب المؤتمر الوطني، فإننا اليوم نضم إليهم المستوزرين والبرلمانيين الجدد الذين كانوا في المعارضة وانضموا للحكومة بعد مؤتمر الحوار الوطني. وجاء إنتقالهم من المعارضة إلى الحكم على قاعدة قناعتهم بأن هذه هي رؤيتهم للتغيير، أو هكذا كانوا يجادلون. وشخصيا، لا زلت أرفض تماما رمي هولاء الركاب الجدد بإتهامات التخوين، أو السقوط في قاع الهاوية، أو أنهم متعجلون لإدراك ما تبقى من «الكيكة» المنهوشة و»تصليح الأوضاع الخاصة»، بل لا زلت أفترض أن هذه هي قناعتهم التي يؤمنون بها لكيفية خدمتهم للوطن والمواطن، وما علينا سوى الحكم عليهم بأعمالهم. ومن هنا كانت تساؤلاتي التالية لهم: ٭ هل شاركتم في رسم وإقرار الموازنة وسياسات الحكومة الإقتصادية الأخيرة، أم سمعتم بها، مثلنا، من أجهزة الإعلام؟!. ٭ ثمانية وعشرون عاما، وزملاؤكم الجدد يعبثون بكل شيئ في السودان الذي لم تسلم حتى خريطته. فعلوا في الناس ما لم يفعله الإنكشاريون في الماضي، وبالفعل «شلّعوا» البلد حتى صارت خرابا. بعد إنفصال الجنوب، ظن الناس أن زمن الكريهة قد ولّى ولن تعود، فإذا بدقات طبول الحرب تخترق آذانهم، وإذا بشبح الموت يحلق مرة أخرى فوقهم، غير بعيد، ليختار المهبط التالي. وبات الناس في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق، ينامون ويصحون على أصوات أزيز المدافع وحفيف أجنحة الموت ورائحة حريق الحياة، وأعدادهم، عسكريين ومدنيين، تتناقص كل صباح. أصبح الوطن كله في حالة من الذهول والقلق والدوران الحائر: خرج من حرب أهلية ليعيش فترة انتقالية يفترض أن تعبد طريق السلام المستدام، فإذا بها مجرد هدنة مؤقتة لم تمنع أسباب الاقتتال، بل هي تفضي إلى مستنقع الحروب الأهلية من جديد!! ماذا فعلتم لتغيير هذا الواقع؟ ٭ في ظل سلطة من كنتم تعارضونهم بالأمس، تمددت الأفعال البغيضة من فساد وسياسات وممارسات تمزّق نسيجنا الإجتماعي، وتحقّر من معنى سيادتنا الوطنية، وتدحرجنا نحو الهاوية. مواطنون يتظاهرون ضد الغلاء والفساد، وحكومتكم ترد بالقمع والعنف المفرط حد إطلاق الرصاص. وقادة يتجشأون على مطالب الجوعى بلا أي خجل، وهم يأكلون من سنام الدولة المنخور بالفساد والسياسات الإقتصادية الخاطئة، لا تهزهم إنهيارات الخدمات، ولا يقلقهم عجزهم عن حل مشكلات البلاد الروتينية، بينما الأموال تخرج من بيوتهم، وليس البنوك، «بالشوالات»…، فهل ستتمسكون بذات «الشوالات»؟. ٭ كنتم ترددون، في المعارضة، أن قضايا مناطق السودان المختلفة لا يمكن حلها إلا في إطار الحل الشامل لقضية الوطن، والذي يبدأ بفك رقبة الوطن من قبضة هذا النظام الذي لم يعد فيه من يرتكن إلى العقل، أو يقرأ ما بين سطور أحداث المشهد السياسي. وصحيح أنكم ارتضيتم الحوار مع النظام كمخرج من الأزمة ولفك رقبة الوطن، في حين تمنع البعض لأنهم يرون أن أجندة الحوار المطروحة على الطاولة تختلف عن تلك التي في الصدور، وأن النظام يراوغ، وجل هدفه التوصل إلى اتفاق يسهل الإلتفاف عليه، أو هو أصلا غير مقتنع بأبجديات أسس الحوار، ويراه مجرد مناورة لكسب مزيد من الوقت. فهل تلمستم أي المواقف هي الصحيحة؟ ٭ صحيح أنكم في بداية الطريق، ولا زلتم في المربع الأول لتأسيس ما تعتقدونه مرحلة جديدة. ونحن أيضا لن نتسرع ونطلب منكم إنجازا بين ليلة وضحاها، ولكنا نتوقع أن تكونوا مهمومين، مثلما كنتم تؤكدون وأنتم في المعارضة، بضرورة التغيير العاجل حتى لا تتدهور الأوضاع إلى ما هو أسوأ من الراهن. فماذا فعلتم حتى الآن في العناوين الرئيسة للأزمة السودانية: وقف الحرب وبسط السلام، فك الضائقة المعيشية كأولوية قصوى ومنع إنهيار البلاد إقتصاديا، والمحاسبة لكل من ارتكب جرما في حق الوطن والمواطن، وتفكيك دولة الحزب الواحد لصالح دولة الوطن ومؤسساته القومية. عموما، وغض النظر عن طبيعة الإجابات على هذه التساؤلات، وغيرها، فإن كل ما أملك أن أقوله وأكرره، هو «إن الخيارات التي نبحث عنها بين ثنايا القدر ونتبناها، هي التي تحدد من نحن!». ٭ كاتب سوداني خيارات ثورة الجياع في السودان د. الشفيع خضر سعيد |
سوريو أردوغان وكراهية الأكراد Posted: 28 Jan 2018 02:11 PM PST ليست كراهية العرب للأكراد في نسختها السورية، السبب الوحيد الذي جعل عددا كبيرا من السوريين ينحاز لتركيا في حربها ضد عفرين، جاعلين ممن يفترض أنهم أبناء وطنهم، خصوما لهم. الكراهية تلك التي لها جذر تاريخي طالما غذاه نظام البعث، اكتسبت مع أخطاء الأحزاب السياسية الكردية وخياراتها الذاتية، بعداً جديداً، تمثل بخلق سردية ترى في الأكراد «خونة» للثورة السورية، لأنهم فضلوا حكماً ذاتياً عبر اللعب على التناقضات الدولية والإقليمية، والحرب على «داعش» بدل العمل مع المعارضة على إسقاط النظام. سوِّق ذلك من قبل مناصري الثورة السورية بدون موازنته مع نقد لأداء المعارضة نفسها، وضعف قدرتها على جذب الأقليات، فضلاً عن فشلها في تقديم نموذج على الأرض يمكن الركون إليه. والحال، أن الكراهيتين، التاريخية التي تنطوي على بعد عنصري، والسياسية القائمة على بعد تخويني، اختلطتا وكوّنتا نازعا شديد العداء تجاه الأكراد، يمزج بين استعادة قومية مشوبة بسنية مضطهدة، وأيديولوجية الثورة التي تطرد كل من يختلف معها. الاختلاط البائس وجد في الولاء لتركيا حاملاً له، فهذه الأخيرة في وعي عدد كبير من السوريين، حصن سني صامد في وجه التوسع الشيعي الذي يمثل النظام في دمشق امتدادا له، والانحياز لها يمد الهوية المضطربة، بفعل الثورة، ببعض القوة، كما إنها عدو جذري للأكراد «الخونة» لم تتأخر يوماً عن كبح حقوقهم. ولعل وجود شخص على رأس السلطة في تركيا مثل رجب طيب أردوغان منح السوريين الذي يخاصمون حكم آل الأسد على خلفية هويته الطائفية، وليس انطلاقاً من مقاربة ديمقراطية للبلاد، معادلاً ديكتاتوريا يقبلون به، بوصفه ضداً من ديكتاتورهم الأسدي الذي يختلفون معه مذهبياً. ورغم أن هذا الضد لم يكن هكذا دائماً، إذ انخرط في تسويات ومساومات وتنازلات معظمها استفاد منها نظام دمشق، لكن موقعه الهوياتي يعفيه من المساءلة في وعي جمهوره السوري. بهذا المعنى، الموقف السلبي من الأكراد، ومن ورائهم عفرين، هو حصلية كراهيتين وجدتا حاملاً أردوغانياً ثقيلاً في شعبويته وفي انعدام تحمّله لأي مختلف. هؤلاء، إن صحت تسميتهم «سوريو أردوغان»، وقفوا بشراسة ليس فقط ضد محاولة الانقلاب التي حاولت الإطاحة بحكم «العدالة والتنمية»، والمرفوضة من حيث المبدأ، وإنما أيضاً برروا القمع الذي مورس ضد المعارضة في تركيا، حيث بات كل معترض على السياسات المتبعة، متهما بالتبعية لغولن. إنهم مناصرو الرئيس الطامح بتأبيد حكمه، شديدو الولاء له، يجدون له الأعذار مع كل طعنة غدر يوجهها للثورة السورية، ويبدعون في ابتكار المبررات لسلوكياته داخل بلادهم، فعن دخول القوات التركية للهجوم على عفرين قالوا إنها تدخل بشكل شرعي، وفقاً لمعاهدة أضنة التي أبرمها حافظ الأسد مع أنقرة. هكذا، باتت معاهدة حافظ الأسد الذي يعارض هؤلاء نظامه ونظام ابنه دليلاً على مشروعية تصرفات أردوغان. ما يعني أن الثورة تفصيل عابر لا معنى له في سياق تبرير سلوكيات حاكم تركيا. والأكراد، عدو مناسب لكل هذه الخلطة التي تقوم على كراهيتين وبحث محموم عن «ديكتاتور سني» عوض عن آخر علوي، يعالج الغبن الطائفي بدون أي حساسية لضرورة تأسيس ملامح ديمقراطية يمكن البناء عليها لاحقاً. سوريو أردوغان وكراهية الأكراد إيلي عبدو |
جيش المصريين ومعونة «الأمريكان» Posted: 28 Jan 2018 02:11 PM PST بدون استباق لحركة الحوادث، وبدون الدخول في نشر محظور قانونا عن قضية الفريق سامي عنان، وهو رجل عسكري يحقق معه ويحاكم عسكريا، وفي مخالفات وجرائم منسوبة، ظهر بعضها في بيان حازم صدر عن القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية، وربما تضاف اتهامات أخرى أخطر للرجل، الذي قالت الإدارة الأمريكية أنها «تعرفه جيدا»، وأعلن زعماء في الكونغرس الأمريكي الحرب على مصر من أجله، وبما يوحى بأن قصته أبعد من مجرد ترشح خائب في انتخابات رئاسية محسومة، وأن الجيش، لا الرئيس المصري، هو الهدف المفضل لإطلاق النيران، فقد بدا نبأ القبض على عنان مثيرا لجزع أمراء حرب متعددة الأطراف للنيل من الجيش المصري. والجيش المصري حالة فريدة، فهو الأوفر شعبية بامتياز بين صفوف أهله قياسا إلى كل جيوش الدنيا، والأكثر احتراما وانضباطا وفاعلية بين هيئات الدولة المصرية، والأوثق ارتباطا بتاريخ مصر القديمة والحديثة، وهو مدرسة الوطنية المصرية الحديثة الأولى، فقد كان التجنيد الإلزامي نقطة التكريس لمبدأ المواطنة المتساوية، وكان الافتتاح الأول للنهوض يبدأ دائما من مدرسة الجيش، وعلى طريقة ما فعله محمد علي باشا، وابنه إبراهيم باشا المؤسس الأول للجيش المصري الحديث، وكان لقب إبراهيم باشا «ساري عسكر عربستان»، أي أمير عام الجيوش العربية، وكان نهوض الجيش عنوانا أولا لنهوض مصر في النصف الأول من القرن التاسع عشر، وكانت حركته تعبيرا غريزيا عن قانون مصر، التي تعربت بغرائز الأمن قبل تعريب لسانها مع الفتح الاسلامي، فقد دارت معارك مصر الوجودية كلها إلى ما يعرف الآن بالمشرق العربي، من «مجدو» تحتمس إلى «قادش» رمسيس، ومن «عين جالوت» قطز إلى «حطين» صلاح الدين، وإلى معارك جيش إبراهيم باشا في المشرق، التي كادت تحطم الدولة العثمانية المتخلفة المريضة، لولا أن تحالف الاستعمار الأوروبي وقتها ضد مصر، أرغمها على الانكماش داخل حدودها الجغرافية، وترك مجالها الحيوي العربي الذي لا تنهض بدونه، وإضعاف الجيش تمهيدا لإضعاف مصر، وصولا إلى فرض الاحتلال البريطاني عليها على مدى جاوز السبعين سنة. إلى أن كان نهوض جديد، انطلق هذه المرة أيضا من صفوف الجيش أولا، ومن تحرك تنظيم «الضباط الأحرار» بقيادة جمال عبد الناصر، وبثورة هي الأعظم بإطلاق، سرعان ما تكشفت للأعداء حقيقتها، وعمق إدراكها لقانون مصر، ولدوائر حركتها الغريزية، وطموحها في تحرير وتوحيد شعوب الأمة العربية، وهو ما كان سببا مبكرا في محاولات إضعاف الجيش، وفرض أمريكا وبريطانيا لحظر توريد السلاح، خوفا على سلامة كيان الاغتصاب الإسرائيلي، ثم كان خروج مصر من الحصار المفروض، بتنويع مصادر السلاح وتأميم قناة السويس، والانطلاق إلى بناء مصر كمثال عربى ملهم، وقاعدة لحركات التحرير الوطني في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وتصنيع مصر، وخلق مجتمع جديد من قلب المجتمع القديم، وكان لابد لقوى الاستعمار العالمي من توجيه ضربة جديدة لمصر، والسعى لتحطيم جيشها وإزهاق روحها، وهو ما جرت المبادرة إليه بعد تخطيط طويل في عدوان 1967، والعمل لإحباط نهوض عبد الناصر على طريقة ما جرى مع نهوض محمد علي، لكن مصر عبد الناصر بدت قادرة على امتصاص الضربة الماحقة، والتصحيح الذاتي للأخطاء والخطايا الداخلية، وإعادة بناء الجيش من نقطة الصفر، وفي قلب معارك ضارية في حرب الاستنزاف، وصولا إلى نصر أكتوبر 1973، وتحقيق إنجاز السلاح المغدور بخذلان السياسة، ودفع مصر إلى هزيمة حضارية بعد النصر العسكري الباهر، ودوس «الذين هبروا» فوق دماء «الذين عبروا»، وتدمير إنجازات الجيش باتفاقات فض الاشتباك، وصولا إلى ما يسمى معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، ومحاولات تدجين الجيش وإضعافه، وفرض تسليح المعونة الأمريكية كمورد شبه وحيد، إلى أن ثار الشعب في 25 يناير 2011 و30 يونيو2013، وكان الجيش سندا لثورة الشعب في الحالتين، وهو ما يفسر سعي الاستعمار الأمريكي لإضعاف الجيش، واحتواء قراره بعد فشل خطط الوصاية على حركته، وعلى طريقة الضغط بخفض المعونة العسكرية في أيام باراك أوباما كما في أيام دونالد ترامب. مع ثورة 25 يناير، كانت أمريكا منغمسة في شؤون الداخل المصري، وكانت لا تزال تمارس دورها في الوصاية على قرار القاهرة، وكان سفراؤها يمارسون دور المندوب السامي البريطاني القديم، وكانت واشنطن تعلم وتوافق على فكرة انتقال السلطة من مبارك إلى المجلس العسكري، فلم يكن يعنيها أن يسقط مبارك، وكل ما يعني الإدارة الأمريكية، أن تظل مصر في قبضة المصالح الأمريكية، وأن تطور صيغة جديدة لبقاء مصر رهينة للتبعية الأمريكية، إلى أن جاء زلزال مصري جديد، وتدفقت عشرات ملايين الشعب في شوارع وميادين 30 يونيو 2013، ولم تكن واشنطن تريد دورا للجيش المصري هذه المرة، فقد كانت رتبت أمورها في مصر بطريقة مختلفة، وقررت الاعتماد على تبعية جماعات اليمين الديني التي تكره الجيش بالخلقة، وضغطت أمريكا بكل ما تبقى لها من قوة في مصر وقتها، وقد كانت ـ ولا تزال ـ خرائط القوة الأمريكية في مصر متسعة، من جماعات البيزنس التي تضاعفت ثرواتها في ظلال المعونة الأمريكية، وإلى جماعات التمويل الأجنبي، التي مدت جسورها إلى جماعات اليمين الديني، وجرت حروب التضاغطات تباعا، لكن الجيش تحدى أمريكا هذه المرة، وقرر تنفيذ حكم الشعب بالخلاص من تحكم جماعات اليمين الديني، وهو ما دفع أمريكا إلى الضغط بغلظة وشراسة متزايدة على الجيش، وكان مفهوما أن تلجأ واشنطن إلى سلاح خفض وتجميد المعونة العسكرية، وقد بدأت هذه المعونة بالتواقت مع عقد المعاهدة المشؤومة مع إسرائيل، والتي جعلت أمريكا ضامنا لإسرائيل ورقيبا على السلوك المصري. وكانت شروط المعونة قاطعة في مغزاها وأهدافها، فأمريكا هي التي تحدد نوع السلاح المورد إلى مصر، وعلى نحو يجعل تسليح الجيش أضعف بمراحل وأشواط بعيدة عن التسليح الإسرائيلي، وحين جاء الوقت لعقاب مصر، كانت الوسيلة المثلى، بعد حروب الميديا وحروب المخابرات والضغوط الاقتصادية، أن تضغط واشنطن بورقة التسليح والصيانة، وأن تجمد وتخفض المعونة العسكرية للجيش، وعلى نحو كلي لنحو عام ونصف العام في عهد أوباما، وهولاما تتكرر وتتداعى نذره إلى الآن، لكن سلوك القيادة المصرية اختلف تماما هذه المرة، فلم تعد تبالي بالضغوط الأمريكية، ولا بالأوامر الهاتفية الملحة من واشنطن، وقررت القيادة المصرية تحويل ما تصورته واشنطن نقمة، إلى نعمة، وقررت كسر الاحتكار الأمريكي لتوريد السلاح إلى مصر، ووفرت موارد هائلة لتنويع مصادر السلاح، وتعظيم قوة الجيش على نحو طفري، والعودة إلى إحياء كثيف لصناعة السلاح ذاتيا، وغلق صنابير التحكم الأمريكي في التسليح المصري، وإكساب القرار الوطني لاستقلالية متزايدة، تسمح بإحياء المشروع النووي الذي حظرته أمريكا لأربعين سنة، وتفكك بالتدريج قيودا ثقيلة فرضتها الملاحق الأمنية لما يسمى معاهدة السلام، وتطبق تكتيكا وطنيا ذكيا لإنهاء عار مناطق نزع السلاح المصري في سيناء، وكان محظورا بمقتضى المعاهدة وملاحقها الأمنية، أي تواجد لمطارات حربية أو موانئ حربية بحرية مصرية في سيناء كلها، وأي تواجد للجيش في شرق سيناء بعرض 33 كيلومترا، وأي تواجد لغير أربع كتائب حرس حدود في وسط سيناء بعرض 109 كيلومترات، فيما كان التواجد بفرقة مشاة ميكانيكية واحدة من الجيش محصورا في منطقة ممتدة من خط قناة السويس إلى 59 كيلومترا داخل سيناء، وغرب خط المضايق الاستراتيجي، وقد صارت خرائط نزع سلاح سيناء في خبر كان الآن، وانتشرت قوات الجيش المصري بكامل هيئتها وأسلحتها في سيناء كلها، وعاد الجيش إلى حافة الحدود المصرية التاريخية مع فلسطين المحتلة، وهو ما يحدث لأول مرة منذ ما قبل هزيمة 1967، ويبدو كانقلاب استراتيجي هائل، فلن يعود جندي مصري واحد إلى الخلف مجددا، ولم يعد بوسع إسرائيل ولا أمريكا، سوى التسليم بأمر واقع جديد، فرضته سياسة مصرية ذكية، تخوض حرب تحرير ثانية شاملة لسيناء، وتصل ما انقطع مع حرب أكتوبر 1973، ورفضت وترفض أي مشاركة أمريكية أو بريطانية عرضت مرارا في حرب مصر ضد جماعات الإرهاب الحليفة ميدانيا وموضوعيا لإسرائيل. وقد لا يكون سرا، أن أمريكا حاولت مرارا، طوال فترة احتلالها السياسي لمصر، التي اتصلت على مدى قرابة أربعة عقود بعد معاهدة السلام وسريان مبدأ المعونة، حاولت فيها واشنطن أن تتخلص من كثافة القوة البشرية للجيش، وأن تلغى مبدأ التجنيد الوطني العام، بدعوى أن «حرب أكتوبر هي آخر الحروب» كما قال السادات يوما، ونصحت واشنطن، وضغطت لتفكيك الجيش المصري الضخم، والاكتفاء بجيش صغير من المتطوعين الموظفين، يخصص حصرا لمواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة، وفي وثائق أمريكية نشرت من سنوات على موقع «ويكيليكس»، بينها تقارير سرية من سفارة واشنطن في القاهرة، أشارت بضيق ظاهر إلى رفض وزير الدفاع الأسبق المشير حسين طنطاوي للرغبات الأمريكية، ووصفته التقارير إياها بأنه «عسكري مصري تقليدي»، بينما جرت الإشارة بعين الرضا إلى الفريق سامي عنان رئيس الأركان وقتها، ووصف سلوكه بالديناميكية والمرونة، وهي المحبة الكامنة التي ظهرت إلى العلن في أعقاب ثورة 25 يناير، فقد نشرت «واشنطن بوست» وقتها تقريرا بعنوان «سامي عنان رجل واشنطن المفضل في مصر»، وهو المعنى ذاته الذي ذهبت إليه الإدارة الأمريكية الحالية في تعليقها الأول على نبأ احتجاز عنان، فقد قالت إنها «تعرفه جيدا»، وهو ما قد يعني ضمنا، أن ضربة جديدة وجهت لأمريكا في مصر، وليس كل ما يعرف يقال في حينه. كاتب مصري جيش المصريين ومعونة «الأمريكان» عبد الحليم قنديل |
سوسيولوجيا قوارب الموت Posted: 28 Jan 2018 02:10 PM PST منذ أسبوعين تقريبا اتصلت بي صحفية فرنسية من أصول جزائرية، تريد معرفة رأيي، فيما سمته بالهجرة العكسية، أي تلك التي يقوم بها جزائريون أو فرنسيون من أصول جزائرية نحو الجزائر هذه المرة وليس العكس. أفراد يقررون الاستثمار في الجزائر وحتى الإقامة فيها ربما، بعد أن اكتشفوا أن هناك فرصا حقيقية للعمل والربح في الجزائر، في أكثر من قطاع، بعد عودة الأمن ونوع من الاستقرار لها. تعبت الصحافية الشابة في الوصول الى عينة معقولة لهؤلاء العائدين، الذين اعرف من جهتي بعضهم في البلد. لتكتشف بعد انجاز تحقيقها أن هذه الهجرة العكسية لم تتحول بعد الى ظاهرة فعلية، رغم طابعها الاقتصادي المحفز. فالربح المالي ليس كافيا بالنسبة لهؤلاء الشباب للإقامة والاستقرار في الجزائر من جديد، رغم علاقاتهم العائلية والعاطفية التي ما زالت قوية بالبلد وأهله. فالجزائر ما زالت بلدا طاردا، ولم تتحول بعد الى بلد مستقطب، حتى لأبنائه وبناته الذين غادروها في فترات مختلفة هم أو أباؤهم. فما زالت المدينة الجزائر، بما فيها العاصمة، ترفض على سبيل المثال ان تسكن المرأة في شقة لوحدها، حتى ولو كانت سيدة أعمال ناجحة. يصعب أن تجد فيها مكان للترفيه عن نفسها، بعد يوم عمل مضن، أو استقبال ضيوفها ليلا، بدون مراقبة صارمة من المحيط المباشر. محيط اجتماعي يملك قناعة راسخة بأنه مسؤول عن أخلاقك وتصرفاتك، مهما بدت شخصية، إذا كانت امرأة، بدون رجل، يراقبك ويضبط علاقاتك. يستطيع أن يقدم ضمانات للمجتمع عن سلوكياتك، أكان الرجل هذا أبا أو زوجا أو حتى أخا أصغر منك تقوم بالصرف عليه وإعالته. فالجزائر في وقتنا الحالي، يهرب منها الفقير والغني، الصغير والكبير، المرأة والرجل، كما تبينه المعطيات المتحصل عليها من سوسيولوجيا قوارب الموت التي تزداد وتائرها، كلما تحسنت الأحوال الجوية في المتوسط، كما هو حاصل هذه الأيام من شتاء 2018. مشروع الحرق الذي تحول مع الوقت إلى مشروع عائلي تقدم عليه العائلة بكل أفرادها، بمن فيهم الرضيع والكهل والحامل، كما بينته أحداث الأسبوع الماضي. فالشاب الجزائري يحرق نفسه إذا كان فقيرا، من حي شعبي ومن دون تأهيل، لأنه اكتشف ان فرص إيجاده لعمل نادرة جدا، مهما كان تواضع منصب العمل الذي يمكن ان يحصل عليه لاحقا. منصب عمل لن يحسن من وضعه الاقتصادي والاجتماعي ولن يخرجه من الهشاشة، فلن يحصل على سكن إلا وهو يتجاوز الأربعين، ولن يتمكن من الزواج وتكوين أسرة إلا إذا قبل بالسكن مع عائلته الكبيرة في غرفة واحدة لسنوات في حي قصديري. كما يحرق الشاب صاحب التأهيل العالي نفسه لأنه متأكد أن أجره الذي سيحصل عليه من منصب عمله الممكن، لن يخرجه من دائرة الفقر والحاجة. وأنه لن يستطيع تحقيق ذاته مهنيا واجتماعيا، رغم شهادته وتأهليه العالي، في بلد ما زال فيه مطلوب من المواطن أن يكون غنيا جدا حتى يبرر وجود فيه. تحرق الفتاة الجزائرية هي الأخرى نفسها للالتحاق بحبيبها الذي فرضت عليه ظروف بلده الهجرة إلى أوروبا. بعد أن تعرفت عليه على صفحات الفيسبوك، منذ مدة قصيرة وأقنعها أن الإقامة في هامبورغ الألمانية، أحسن لها بكثير من باب الواد. ففي هامبورغ، يمكن ان تعمل وتدرس وتخرج وتعمل أشياء أخرى، لم يكن من المسموح لها القيام بها في بلدها الذي تغلق مدنه على الخامسة بعد الظهر. يحرق الجزائري الشاب نفسه لأنه يريد ان يعيش وليس بالضرورة ان يعمل فقط. يريد ان يعيش سنه، بدون نفاق، يذهب للرقص في مساء سبت، يلتقي بصديقته التي يتصورها جميلة، شقراء ومتحررة، كما يراها كل مساء على صفحات الفيسبوك ويتحدث معها بلغة، حار علماء اللغة في تصنيفها وإلى أي عالم تنتمي. سوسيولوجيا قوارب الموت تخبرنا أن الحرقة لم تعد مرتبطة بالعوامل الاقتصادية فقط، كما يريد ان يفهم مسؤولونا، الذين ما زالوا مصرين على التعامل مع الجزائري المبتور من أبعاده الذاتية والإنسانية، فهم في نهاية الأمر لا يحبون التعامل إلا مع الجزائري الفقير والمعدم، صاحب الطلب الاجتماعي المُلح. فالجزائري الذي يريد ببساطة ان يعيش لا يتعامل معه النظام الجزائري ولا يفهم سر عدم ارتياحه بالبقاء في الجزائر. نظام طوّر مع الوقت أيديولوجيا مبنية على شحنة كبيرة من النفاق الاجتماعي يتم التعامل من خلالها مع المواطن، مهما كان سنه وموقعه الاجتماعي وقناعاته الدينية، أيديولوجيا أنتجتها الوطنية الشعبوية الجزائرية وهي في حالة احتضار، بعد ان تكلست وأفرغت من محتواها العصري. وطنية شاخت نخبها في مجتمع شاب وأصبحت أكثر محافظة مع الوقت. فالمواطن الذي تتخيله هذه الأيديولوجيا الرسمية وتتعامل معه هو «إنسان» دون سن محددة وحتى دون جنس محدد. إنسان متخيل بدون شعور ولا حياة عاطفية، ليست له أهداف يريد تحقيقها إلا إعادة إنتاج ذاته البيولوجية، في أبسط أشكالها، شبه الحيوانية. يتكفل العامل الصيني عن طريق أموال الريع ببناء مسكن ومسجد له، ليقوم بوظيفتين أساسيتين مطلوبتين منه، عبادات دينية شكلية، وحياة اجتماعية، بدون روح، في احياء لا تصلح الا للنوم والمشاركة في الحروب الاهلية الصغيرة بين سكانها، كلما كان ذلك ضروريا ومطلوبا، كترفيه عن النفس وشكل من أشكال التعارف في هذه الاحياء – المراقد. الحراق الجزائري الذي لا يريد المسؤول أن يتعرف على الدوافع العميقة والمتعددة بالضرورة التي تدفعه الى الهجرة في ظروف مأساوية، رغم انه عبّر عنها بألف شكل، مباشر وغير مباشر. لعل أصدقها تلك الاهازيج والأغاني التي يطلقها الحراق وهو على قوارب الموت، متجها نحو المجهول. أشكال تعبيرية متعددة جماعية وفردية كان قد قام بها الشاب الجزائري في الملعب والحي قبل قوارب الموت، بدون أن يتم الإنصات له من مسؤول سياسي يعيش ما يشبه حالة التوحُد المرضية التي تجعله في حالة عدم تواصل مع محيطه، حتى قبل التحاقه بنادي الصنوبر (منطقة خضراء قديمة على الطريقة العراقية) الذي يعيش فيه للجيل الثالث على التوالي، في عزله تكاد تكون تامة عن المجتمع وهمومه. كاتب جزائري سوسيولوجيا قوارب الموت ناصر جابي |
كلمات في سرادق العزاء لثورة يناير المصرية Posted: 28 Jan 2018 02:09 PM PST «ارفع رأسك فوق، أنت مصري»، عبارة لطالما طَرِبتْ لها الآذان، عندما تُوّجت تضحيات الشباب المصري بسقوط النظام المستبد، وانبعثت الآمال من تحت الركام، آمال المصريين، وآمال الأمة بأسرها، خاصة لمن يُدرك قيمة أرض الكنانة وتأثيرها. ها هي الذكرى السنوية السابعة لثورة يناير قد أقبلت، لكن العين لم تُبصر بين الأشقاء في مصر أي لون من ألوان البهجة والفرحة، فكأن القوم في حدادٍ يتَّشِحون بالسواد، وكأنهم أقاموا سُرادق العزاء لتلك الثورة بدلا من الاحتفاء بذكراها، يبكون ضياعها وسط غمز ولمز الساخرين. بأي ذكرى يفرحون، وقد سقطت دولتهم في قبضة الفرد، فلا صوت يعلو فوق صوته، ولا رأي يصدُر بعد رأيه، يسوق الشعب بعصاه، والويل لمن يتأوه ألمًا، والملأ من حوله إمّا زبانية يبطشون، أو سحرة يُسبحون بحمده، أو شذّاذ آفاق يرون فيه النجم الساطع الذي أضاء سماء مصر، يدعمهم محترفو الاقتباس «وعلامات وبالنجم هم يهتدون». في ذكرى الثورة كانت سكْرة البكاء على ليلى، كلٌ يبكي على ليلاه، فبطنٌ خاوٍ، وأمٌّ ثكلى، ومغدورٌ مُسجّى، ومظلوم خلف القضبان، وفمٌ مُكمَّم، وقلمٌ مكسور، وعذراء اختفت قسرًا، وكسرة خبز مغموسة بالمذلة، وثروات المصريين تُبدّد أمام أعينهم فيزيدهم قهرًا. في غمرة هذه الأحزان التي يجْترُّها أصحابها، حانت لحظة تُنذر بولادة أمل، لكنهم سرعان ما كبّروا عليه أربعا. قبل أيام، وبينما كنت أطالع الشأن المصري كعادتي اليومية، طلب مني بعض القراء أن أدْلُوَ بِدلْوِي حول ترشّح رئيس الأركان الأسبق سامي عنان للرئاسة في مواجهة السيسي، وبعد طول تأمّل عزمت على صياغة رسالة لمن يتابعني على الأقل من إخوتي المصريين، مُنبثقة من رؤية متواضعة، لا أزعم أنها الحق المطلق. وددت ساعتها أن أُذكّرهم بأصل ثابت في الشرع والمنطق، وهو الاختيار بين أهون الشرّين، وكما قال صاحب «يتيمة الدهر»: «الغريق بِكُل حَبل يَعْلِق، والْعَاقِل يخْتَار خير الشرين». ورغم الرفض المطلق للحكم العسكري الذي جرّ الويلات على الشعب المصري، إلا أنني وصلت إلى حقيقة مفادها: أن مصر في الوقت الحالي لن يحكمها سوى رجل من العسكر، شاء المصريون أم أبوا، بعدما صارت كل مُقّدرات بلدهم بأيديهم، بعد أن أدمنوا القبض على عرش المصريين بالحديد والنار، ولم يعد خافيا على كل ذي بصيرة أن الجيش لم يقف في طريق الثورة وقام بتمريرها لضرب مشروع التوريث، ونقل الحكم إلى مدني، ولضرب مشروع الإسلام السياسي في آن. كنت سأقولها للمعارضين إن عليهم الالتفاف وراء ذلك العسكري الجديد، الذي لا يحمل تاريخًا صداميًا مع أيٍّ من فئات الشعب، ولم تُغمس يده في دماء المصريين، كضرورة للاصطفاف الوطني وتصفير النزاع، ورحمة بالشباب القابع في ظلمات السجون، وبعامة الشعب الذين أرهقهم الجوع والقمع والفساد، وإنقاذًا لما يمكن إنقاذه على أرض الكنانة، وليجتمع الشرفاء على كلمةٍ سواء لفكّ قيود الثورة في أيام ذكراها. وبينما تتجه الأنظار لبصيص من الأمل في إزاحة حكم الفرد المطلق، سبق السيف العذل، وقطعت جهِيزة قول كل خطيب، وانحبس مداد القلم، فما عادت تُجدي الحروف، حيث جاء النظام بنادرة الدهر، واعتقل عنان بتهم لا تحترم عقول المصريين، فهم ليسوا بحاجة إلى إتقان التبرير، ولا إلى ذلك المنطق بالأساس. وبعدما أعلن المرشح اليساري خالد علي انسحابه من سباق الانتخابات، احترامًا لذاته، وتوافقا مع رغبة رفقائه في ضرورة تعرية النظام، شاهد الجميع أكثر فصول المسرحية إضحاكًا، حيث انبرى رئيس حزبٍ كان بالأمس يدعم ترشح السيسي، ليطرح نفسه كمرشح للرئاسة على طريقة المُحلّل او التيس المستعار. أَفقْتُ اليوم على خبر آخر أتى في سياق الأحداث المأساوية المتلاحقة على أرض الكنانة، وهو محاولة اغتيال المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق، ونائب الفريق سامي عنان في حملته الانتخابية. جنينة من المعروف أنه من أكثر الرموز نزاهة ووطنية، وحُوكم على طريقة قوم لوط «أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون»، فجريمته كشف الفساد المالي الذي دمّر الاقتصاد المصري. لقد بلغ السيلُ الزُّبى، وبلغ السكين العظم، وتعجز الكلمات عن توصيف الواقع المؤلم في مصر، ووالله لم يعد الحديث عن الحل سهلًا. فهل يُعوّل المصريون على ثورة أخرى وقد سقطت كل مؤسسات الدولة الصلبة في يد النظام، وفرقاء الثورة قد فرَّقتْهم مذاهب القول؟ أم يُعوّل المصريون على تعديل النظام مساره؟ فكيف والأمور من سيئ إلى أسوأ، وأحلام الغد لم تعد مشروعة، وما من بادرة خير تظهر في الأفق؟ ورغم ضبابية الموقف، إلا أنه في جميع الأحوال ووفق كل السيناريوهات المتوقعة لما ستؤول إليه الأوضاع في مصر، هناك مسؤولية وطنية لا غنى عن الاضطلاع بها، وهي عودة اجتماع القوى المعارضة على مشتركات ثورة 25 يناير، وهذا يتطلب قدرًا من المرونة، والنظر إلى مدى واقعية الغايات. وأقولها رغم عِلمي المُسبق بأنها ستثير حَنَق بعض الأصدقاء، التمسُّك بعودة الرئيس محمد مرسي – فك الله أسره- واستئناف البناء على فترة ما قبل الانقلاب، أصبح كلاما نظريا غير قابل للتطبيق على أرض الواقع، ومع ذلك فالعمل وفق هذه الغاية كُلْفَتُهُ عالية، وفي سبيله دفع الشباب المصري في الميادين ثمنا باهظا من أجل تحصيله. لذا لا مناص من إعادة صياغة رؤية المعارضة، والتقريب بين فصائلها على مشروع وطني جامع، يُسهِّل العمل من أجل إنقاذ مصر. أهل السطحية كالعادة سوف يستنكرون كتابتي على هذا النحو في الشأن المصري الداخلي، وأما من يعرف أهمية مصر وانعكاس مسيرتها على الأمة بأسرها، سيدرك أن الاهتمام بكتابة بعض الكلمات عن أزماتها ليس بالشيء الكثير.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. كاتبة أردنية كلمات في سرادق العزاء لثورة يناير المصرية إحسان الفقيه |
سيناريو التسوية بين واشنطن وأنقرة: أمريكا في شرق الفرات… وتركيا في غربه Posted: 28 Jan 2018 02:09 PM PST الصراع السياسي والعسكري ما زال محتدماً في سوريا وعليها. واشنطن تؤجج الصراع العسكري من خلال وكلائها الميدانيين. حلفاؤها الكُرد في شرق الفرات متربصون بالجيش السوري غرب النهر وبالجيش التركي شمال منطقة عفرين غرب البلاد. موسكو تركّز جهودها على إنجاح مؤتمر سوتشي الذي دعت إليه أكثر من 1600 شخص ينتمون إلى مختلف الفئات والجماعات والطوائف والمذاهب والإثنيات والأحزاب السورية، لكنها تبقى مستنفَرَة لدعم الجيش السوري إذا ما تطلّبت جهوده العسكرية ذلك. غير أن احتدام الصراع السياسي والعسكري لا تُوقف اتصالات ومحادثات تجري بين اللاعبين الكبار والصغار، كما لا تحجب مخططات يجري إعدادها لإيجاد تسوية للصراع تخدم مصالح الكبار قبل الصغار بطبيعة الحال. في هذا المجال، يتبلور مشروع سيناريو للتسوية بين واشنطن وأنقرة. جوهر المشروع تمكينُ تركيا من إقامة «منطقة آمنة» في شمال سوريا بعمق 30 كيلومتراً غربيّ الفرات، على أن تبقى القوات التركية وحلفاؤها بمنأى عن مناطق البلاد شرقيّ النهر. هذا يعني أن تضع أنقرة يدها على كل مناطق سوريا الشمالية من عفرين في الغرب إلى محيط منبج في الشرق، وأن تبقى لواشنطن وحلفائها الكُرد اليد العليا على مناطق محافظتي الرقة والحسكة شمال شرق البلاد. حكومة انقرة كانت حاولت منذ سنتين إقامة هذه «المنطقة الآمنة» المقترحة، لكن تحرير حلب من وكلاء تركيا وأمريكا الميدانيين من جهة، ومعارضة الكُرد السوريين، بدعم من امريكا، من جهة أخرى حالا دون تنفيذ هذا المخطط التقسيمي. الآن، بعدما انهار تنظيم «داعش» في معظم انحاء سوريا وتمكّن الكرد، بمساعدة أمريكا، من السيطرة على محافظة الحسكة ومعظم محافظة الرقة ومنطقة عفرين، وقيام أنقرة بتجريد حملة عسكرية للاستيلاء على عفرين، وتهديدها بالتقدم للسيطرة على منبج ايضاً، حيث لامريكا قوات برية ومدرعات ومطارات، عدّلت واشنطن موقفها فأخذت تنادي بإقامة شريط حدودي دفاعي بين شمال سوريا وجنوب تركيا يؤمّن هذه الأخيرة، لكن أنقرة طالبت واشنطن بسحب قواتها فورا من منبج. انقرة رحبت ضمناً بالمبادرة الأمريكية، لكنها لم توافق عليها علناً… بعد، السبب، لأنها لا تثق بواشنطن، كما لمّح إلى ذلك وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو في تعليقه على المبادرة المذكورة. ذلك أن انقرة تعتقد أن واشنطن تموّل وتسلّح «قوات حماية الشعب» الكردية، وأنها وعدت قادتها بأمرين: عدم السماح للجيش السوري، كما للجيش التركي، بالسيطرة على مناطق شمال سوريا بعد طرد التنظيمات الإرهابية منها، كما وعدتهم بالدعم السياسي اللازم لإقامة كيان كردي منفصل عن دمشق في شمال شرق سوريا. إزاء الخطر الماثل بتقدّم الجيش التركي وحلفائه («الجيش الحر» وبعض الفصائل المحلية المسلحة المتحالفة معه) داخل منطقة عفرين، قامت إدارة الحكم الذاتي التي يقودها الكُرد في المنطقة، بدعوة الحكومة السورية «للقيام بواجباتها السيادية تجاه عفرين وحماية حدودها مع تركيا من هجمات المحتل التركي». دعوةُ الكُرد العفرانيين هذه مضحكة ومرتجلة في آن، مضحكة كون الكرد هم البادئين في انتهاك سيادة سوريا بتعاونهم العسكري مع تركيا وأمريكا. مرتجلة كون استنجادهم بالجيش السوري لحمايتهم لم يتضمن أي التزامات أو إجراءات محددة لتأمين قيامه بالمهمة المطلوبة. غير أن ذلك لا يمنع كلا الطرفين من تدارك الخطر المحدق والقصور الكردي، باتخاذ قادة الكرد جميعاً في الحسكة قراراً حاسماً بالانفصال عن امريكا وتركيا معاً. ماذا عن واشنطن وموسكو ودمشق؟ واشنطن منخرطة، على ما يبدو، في تنفيذ استراتيجيتها الهجومية الجديدة، التي أعلنها وزير دفاعها جيمس ماتيس أخيراً، وتتلخص بمجابهة الصين وروسيا بوصفهما «قوتين رجعيتين» بدءاً بسوريا وصولاً إلى الشرق الاقصى. إلى ذلك، تنهمك ادارة ترامب بمخطط لتصفية قضية فلسطين، بتكريس القدس عاصمة لـِ»إسرائيل» وعدم استئناف دفع المساعدات المالية التي قطعتها عن الفلسطينيين، إلاّ بشرط عودتهم إلى المفاوضات، مع القبول بإقصاء القدس عن طاولتها. فوق ذلك، تسعى إدارة ترامب إلى إبقاء قواتها في شمال شرق سوريا كاحتياط لدعم الكرد السوريين في الاستحصال على كيان سياسي لهم منفصل عن دمشق وذلك في إطار مخطط متعدد الجوانب لتفكيك سوريا إلى جمهوريات موزٍ تقوم على اسس قَبَلية ومذهبية وإثنية، وقد جرى تعزيز هذا المخطط بوثيقة قدمتها امريكا وبريطانيا وفرنسا والسعودية والأردن إلى مؤتمر فيينا الأخير، تدعو إلى إقامة نظام كونفدرالي فيها. موسكو ما زالت ملتزمة دعم سوريا لاستعادة سيطرتها وسيادتها على كامل ترابها الوطني، وقد نددت مؤخراً بمساعي أمريكا لتقسيم سوريا، وهي جادة في مساعيها لإنجاح مؤتمر سوتشي بغية إنتاج حل سياسي، مدخله التصويت الشعبي على مستقبل البلاد. هذه السياسة بكل جوانبها ترشح موسكو لصراع سياسي طويل الامد مع واشنطن المعادية لحكم الرئيس بشار الاسد، التي تقود، بمشاركة فرنسا، حملة مسعورة لاتهام سوريا بأنها مسؤولة عن استخدام أسلحة كيميائية ضد شعبها. سوريا تعي كل هذه الأخطار والتحديات المحدقة بها، وهي جادة في مواجهتها سياسياً وعسكرياً بالتعاون مع إيران وبالتحالف الميداني مع قوى المقاومة اللبنانية والعراقية. في هذا الإطار تجاري دمشق موسكو في مساعيها الدبلوماسية الحثيثة، سواء في أستانة أو سوتشي لإيجاد تسوية سياسية للصراع المحتدم، لكنها تصرّ على متابعة حربٍ لا هوادة فيها على التنظيمات الإرهابية والقوى المضادة، الدولية الاقليمية، التي تتواطأ على تقسيمها، أو على انتزاع مناطق نفوذ لها فيها. لذا لن تهرع دمشق إلى تحريك جيشها في الوقت الحاضر لنجدة كرد عفرين ضد الجيش التركي وحلفائه، بل ستقوم بدعوة الكرد المتمردين في شرق البلاد وغربها الساعين لإقامة نظام فيدرالي في البلاد، إلى وقف تعاونهم مع امريكا ودعوتها بالتالي إلى سحب قواتها المتواجدة والمتربصة شرق الفرات، وإلى التفاهم مع دمشق، على أسس سياسية ودستورية لحل سياسي ديمقراطي يؤمّن مشاركة الكرد في الحياة السياسية وسلطات الدولة المدنية المنشودة بالتساوي التام مع سائر المواطنين السوريين. الصراع محتدم وطويل، وكذلك المساعي الرامية إلى تطويقه. كاتب لبناني سيناريو التسوية بين واشنطن وأنقرة: أمريكا في شرق الفرات… وتركيا في غربه د. عصام نعمان |
دورة المجلس الوطني الفلسطيني العام 1988 Posted: 28 Jan 2018 02:09 PM PST الرئيس محمود عباس في خطابه أمام المجلس المركزي في الخامس عشر من الشهر الجاري دعا للاهتمام بدورة المجلس الوطني في العام 1988، وكرر دعوته أكثر من مرة. ومما يثير الانتباه الأهمية التي يوليها الرئيس وأركان السلطة لتلك الدورة، وما أُتخذ فيها من قرارات، وما ترتب عليها في صراع شعب فلسطين وامته العربية مع التجمع الاستيطاني العنصري الصهيوني ورعاته على جـانبي الأطلـسي. وانقضت ثلاثة عقود على انعقاد الدورة التاسعة عشرة في الجزائر، وعليه بات في غاية الأهمية التذكير بما جرى في تلك الدورة المفصلية في الحراك الوطني الفلسطيني استنادا للوثائق التي أرخت لتلك الدورة. ويذكر الراحل محمد حسنين هيكل، في كتاب: «سلام الأوهام، أوسلو ما قبلها وما بعدها»، أن حسيب صباغ، الذي تربطه صلة عمل مع شولتز ايام كان رئيس شركة بكتيل للمقاولات، اصطحب هيكل وأحمد بهاء الدين إلى جنيف، حيث عقدوا اجتماعا مع عبدالمجيد شومان، وسعيد خوري، وعبدالمحسن قطان، وزين مياسي، من رجال الأعمال الفلسطينيين، ود. ادوارد سعيد، وباسل عقل. وخلال أربع جلسات عمل طويلة توصلوا إلى الآتي: 1 – إذا كان مطلوبا من المنظمة الاعتراف بإسرائيل يستحسن أن يجري ذلك تحت مظلة قرار التقسيم رقم 181 لسنة 1947، قبل اي مبدأ دولي آخر، إذ يقضي قرار التقسيم بإقامة دولتين في فلسطين: دولة يهودية ودولة عربية. 2 – مطالبة المنظمة بالاعتراف بقرار مجلس الأمن رقم 242 تَزيٌد غير مطلوب، فهذا القرار لا يشير إلى القضية الفلسطينية أو حقوق الشعب الفلسطيني، لأنه صدر أساسا بصدد حرب 1967 وإزالة آثار العدوان على مصر وسوريا والأردن. 3 – ترتيبا على الاعتراف بقرار الأمم المتحدة رقم 181 فإن منظمة التحرير يمكن لها إعلان دولة فلسطينية مستقلة تعترف بها الدول العربية، ويمكن أن تعترف بها الدول الصديقة، وبحيث تتولى هذه الدولة التفاوض من أجل حل نهائي للقضية الفلسطينية. ثم إنهم قرروا التوجه إلى تونس للقاء قيادات منظمة التحرير بمن فيهم د. جورج حبش ونايف حواتمة. وهو التوجه الذي اعتذر عن المشاركة فيه د. ادوارد سعيد. وفي لقاء عرفات والآخرين في مقر المنظمة في العاصمة التونسية، كان عرفات أول المتحدثين وملخص حديثه «إن الإجراء الوحيد الذي يغطي قبول قرار مجلس الأمن (242) ويوازيه هو إعلان قيام دولة فلسطين خلال المؤتمر الوطني في الجزائر «. وبسؤاله هيكل عن رأيه أجابه: «بان قيام الانتفاضة واستمرارها لأكثر من عام، والوهج الذي عكسته على القضية الفلسطينية، يعطي المفاوض الفلسطيني فرصة لم تكن متاحة من قبل، إذ غدا لأول مرة واقفا على ارض وطنه مسنودا بمقاومة شعبه. إن صانع القرار الإسرائيلي وقع لأول مرة تحت ضغط لم يتعرض لمثله من قبل. وهناك انكشاف إسرائيلي عسكري وسياسي وإعلامي، لأن الجيش الإسرائيلي ليس مهيأ لمواجهة ما جاءته به الانتفاضة، فيما تخبطت السياسة الإسرائيلية كثيرا في عملية المواجهة إلى درجة الأزمة. ثم إن الشعب الفلسطين أثبت أنه موجود، وحصل على إعتراف العالم ليس بوجوده فقط، وإنما أيضا باستعداده للتضحية «. وأضاف هيكل: «إن صور القمع الإسرائيلي الوحشي لأطفال الحجارة تعطي المنظمة الفرصة والمشروعية لطلب حضور مراقبين دوليين إلى الأرض المحتلة لمتابعة ما يتعرض له مواطنوها من عدوان على حياتهم وحرياتهم وحركتهم اليومية «. كما أكد على ضرورة الإلحاح على طلب المراقبين، بحيث يصبح المحور الأساسي لعمل المنظمة وجامعة الدول العربية، وبما يدفع لدخول الأمم المتحدة في الموضوع ما يستدعي التذكير بجميع قرارات الأمم المتحدة الخاصة بقضية فلسطين وحقوق شعبها. ويلاحظ هيكل أن قيادة الثورة الفلسطينية بدت مرهقة، وأن ثقتها بهدفها متأثرة، وأن العلاقات بين رفاق الكفاح تدنت إلى حالة من الشك تقارب العداء، وأن عيشهم تحت الحصار أجهدهم، وغدوا قلقين على أمنهم الشخصي وتأمين مستقبلهم، وقد غلب على معظمهم الشعور بأن العمر يوشك أن يضيع بغير نتيجة تتساوى مع القضية وحجم التضحيات التي بذلت من أجلها. كما أحس لدى الكثيرين بأن أحلام قيام دولة فلسطينية اشاعت في الأجواء شعورا بأنه قد آن للمقاتل أن يستريح وأن يعيش ما بقي له من حياته. وما بين 12 – 15 نوفمبر / تشرين الثاني 1988 عقد المجلس الوطني الفلسطيني دورة استثنائية (الدورة التاسعة عشرة ) في الجزائر برئاسة الراحل الشيخ عبدالحميد السائح، وبحضور 330 عضوا يمثلون الفصائل المشاركة في عضوية المنظمة ومناصريها من المستقلين، على قاعدة المحاصصة المعتمدة بين تلك الفصائل. فيما كانت الانتفاضة قد فرضت حضورا معتمدا المقاومة السلمية على المسرح الدولي. وبدلا من تخصيص جلسة المجلس لدراسة سبل تطوير الانتفاضة بما يضاعف انجازها في تعميق أزمة الكيان الصهيوني الوجودية، ويحقق تقدما ملموسا على درب صراع الوجود واللاوجود الممتد مع التجمع الصهيوني، أو دراسة المقترح الذي جاء به هيكل وصحبه، طرحت القيادة المحتكرة قرار المنظمة ما أسمته «وثيقة الاستقلال» فايدها 253 من الحضور، وعارضها 46 عضوا وامتنع 10 أعضاء « عن التصويت. ونلاحظ أن دورة المجلس عقدت في وقت كانت فيه فلسطين محتلة من النهر إلى البحر، وشعبها يعيش مرحلة تحرر وطني. وليس في تاريخ حركات التحرر الوطني في العصر الحديث حركة واحدة أعلنت «وثيقة استقلال» قبل أن تحرر ترابها المحتل، كما فعلت قيادة المنظمة بزعامة عرفات ومستشاره الأول حينها محمود عباس. وكانت الغاية المستهدفة من إصدار «وثيقة الاستقلال « تغطية خطاب عرفات بعيد ذلك أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في جنيف، والمؤتمر الصحافي بعده حيث أعلن قبول المنظمة بقراري مجلس الأمن 242 و 338، والاعتراف بـ «حق إسرائيل في الوجود « ما عنى التنازل عن حق شعب فلسطين بأرضه وتقرير مصيره. كما أعلن استجابة لطلب شولتز نبذ «العنف» مُدينا بذلك نضالات شعب فلسطين المتوالية باعتبارها «إرهابا « ومؤكدا بذلك تخليه ومحتكري قرار فتح والمنظمة عن خيار المقاومة، واعتماد نهج المفاوضات التي توجت بعقد اتفاق اوسلو، الذي وقعه محمود عباس مع اسحق رابين في حديقة البيت الأبيض الأمريكي، تحت رعاية الرئيس كلينتون في 13/9/1993. وكان طبيعيا وتلك كانت حال قيادة المنظمة أن تأتي «مفاوضاتها» على النحو المأساوي الذي جاء عليه اتفاق أوسلو.!! كاتب فلسطيني دورة المجلس الوطني الفلسطيني العام 1988 عوني فرسخ |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق