Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الثلاثاء، 30 يناير 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


هل يعتزم بن سلمان اقتلاع الأنياب بعد تقليم الأظافر؟

Posted: 29 Jan 2018 02:27 PM PST

رغم أن «السجن» كان من فئة الخمس نجوم، ضمن أجنحة فندق ريتز كارلتون في العاصمة السعودية الرياض، إلا أن الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال ظل محتجزاً في واقع الأمر، طيلة 80 يوماً ونيف. اليوم، بعد إطلاق سراحه ووضعه تحت المراقبة الدائمة، يريد من الناس أن يصدقوه حين يصرّح بأنّ الأمر كله لا يعدو «سوء تفاهم يجري توضيحه»، وأنه يدعم الخط «الإصلاحي» لولي العهد الأمير محمد بن سلمان و«القيادة الجديدة» التي «لا تريد إلا وضع النقاط على الحروف».
يخطئ الأمير، المتربع على ثروة قدرتها «فوربز» بـ17.4 مليار دولار، إذا ظنّ أن الزمن ما قبل تشرين الثاني (نوفمبر) 2017، يوم احتجازه، سوف يشبه أي زمن بعد ذلك التاريخ، سواء في حياة المملكة ومصائر أمرائها وبنية الحكم وصناعة القرار فيها، أو على صعيد «شركة المملكة القابضة» أضخم مجمعات الأمير الاستثمارية، والتي تقول بعض التقارير الصحافية إنها سوف تسدد ستة مليارات دولار لقاء افتداء مالكها.
فمن جهة أولى كان ولي العهد قد ألمح، في حوار مع صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أواخر الشهر الماضي، إلى أن خزينة المملكة تنتظر استرداد ما يقارب 100 مليار دولار تسبب الفساد في خسارتها. وهذا يعني أن خيار الجباية القسرية عن طريق السجون المخملية سوف تتواصل، وقد تعتمد وسائل إكراه أخرى بالنظر إلى العراقيل القانونية التي تعترض وضع اليد على ودائع الأمراء في المصارف خارج المملكة، بما في ذلك دولة حليفة مثل الإمارات العربية المتحدة.
ومن جانب آخر، لعله الأهم في الواقع، كان بن سلمان قد ابتدأ حملات ريتز كارلتون لأهداف تبدأ من ترويض النفوذ الاقتصادي عن طريق جباية الأموال، لكي تنتهي إلى تحجيم مختلف أنماط النفوذ السياسي والأمني والعسكري في المملكة. وبات معروفاً الآن أن الوليد بن طلال كان قد أسرّ بمواقف انتقادية إزاء الصعود السريع لابن عمه ولي العهد، وكذلك كان منتظراً من متعب بن عبد الله أن يشكل مركز تهديد من موقعه القوي على رأس الحرس الوطني.
والآن وقد انتقلت الحملة من طور احتجاز عشرات الأمراء والوزراء والوزراء السابقين وكبار رجال الأعمال، إلى طور الإفراج عن عدد غير قليل منهم، فهل يعتبر بن سلمان أنه نجح في مسعاه؟ الأرجح أن الإجابة تشير إلى النفي، لأن حاضر المملكة، اقتصاداً وسياسة وأمناً، لا يوحي بالاستقرار بقدر ما يؤكد الانحدار. ويكفي أن يستعرض المراقب انتقال السعودية من فشل ذريع إلى آخر في اليمن، شماله مثل جنوبه في الواقع، أو يتابع تخبط سلطات المملكة النفطية تجاه التصرّف في مكان وكيفية طرح شركة أرامكو على صعيد أسواق الأسهم العالمية، حتى تتضح صورة المأزق الآخذ في التفاقم.
وهذا يعني أن بن سلمان سوف يحتاج إلى اقتلاع أنياب الأمراء من حوله، وليس تقليم أظافرهم فحسب، خاصة إذا احتكم ولي العهد إلى منطق بسيط يفترض أن الأمراء لن يتوانوا عن رد الصاع صاعين، في أي فرصة مواتية.

هل يعتزم بن سلمان اقتلاع الأنياب بعد تقليم الأظافر؟

رأي القدس

المبشّر والأصولي

Posted: 29 Jan 2018 02:27 PM PST

استمعت الى خطاب السيد مايك بنس في الكنيست الإسرائيلي، يوم الاثنين 22 كانون الثاني ـ يناير 2018، وأحسست كيف أثار هذا الأصولي عاصفة من الكراهية التي ترشح من غطرسته ومعتقداته الغيبية المحشوة غباء.
وقف نائب الرئيس الأمريكي على منصة الكنيست بوصفه مبشرا إنجيليا لم يحفظ من الكتاب سوى أساطيره اليهودية بتأويل المسيحيين الإنجيليين الصهاينة، فجاء يبشّر اليهود بدينه القيامي، متلاعبًا بالحكايات التوراتية، وكأنه قسيس يعظ في كنيسة. وإحدى لحظات انتشاء الرجل بنفسه كانت حين رأى كيف تم طرد النواب الفلسطينيين العرب من القاعة حين رفعوا شعار «القدس عاصمة فلسطين»، في تلك اللحظة وجّه السيد بنس التحية الى «الديمقراطية الإسرائيلية النابضة»، اذ يبدو أن الدييمقراطية الإسرائيلية لا تنبض إلا بالكراهية والقمع.
جاء بنس ليقول لنا وللعالم أجمع إن الأصولية والرؤية القيامية وجدت تجسيدها الحقيقي أخيرا في هذا التيار الديني القيامي، الذي تفوّق على أصولية البغدادي وأسامة بن لادن، لأنه يمزج أصوليته الدينية بهوس تبشيري يمتلك القوة والمال والتنظيم الحديث، ويقود جيوشا جرارة، تتعامل مع العالم بأسره بصفته ساحة مستباحة.
ما أثار ذعري وأنا أستمع إلى بنس ليس مسيحيته الصهيونية، ولا ولعه بالأساطير اليهودية أو تماهيه المطلق مع الكولونيالية الاستيطانية الإسرائيلية، فهذه أمور نعرفها. لكن الجديد هو الاصرار على إقحام مسيحيي المشرق العربي في اللعبة، وإعلانه دعم الأصولية المسيحانية الأمريكية لهم، كأن الرجل لم ير كيف رفض البطريرك القبطي لقاءه في مصر، وكيف أقفل مسيحيو بيت لحم الأبواب في وجهه.
الرجل لا يأبه بالمسيحيين العرب، فهو يحبهم حتى الإبادة، ويصلّي لِعِجْل بني إسرائيل كي تصل الأمور الى محوهم من عن الوجود على أيدي نظرائه من الأصوليين.
لقد سبق للمسيحيين المشرقيين أن اختبروا هذا الحب القاتل خلال الحروب الافرنجية التي أُطلق عليها اسم الحروب الصليبية، يومها قامت جحافل الافرنج الصليبيين باضطهاد المسيحيين والاعتداء على كنائسهم وتهجيرهم لأنهم، في عرف الكنيسة الكاثوليكية في ذلك الزمان، لم يكونوا مسيحيين حقيقيين.
وهذا ما بدأت تجلياته الأولى خلال الغزو الأمريكي للعراق، حين فتحت صليبية جورج بوش الابن الباب أمام الاضطهاد الوحشي الذي تعرّض له المسيحيون تحت أنظار الجيش الأمريكي المحتل، وهو اضطهاد وصل إلى ذروته مع دولة البغدادي التي جعلت من حرف النون علامة العار على أبواب بيوت مسيحيي الموصل وهجّرتهم، قبل أن تنتقل إلى الإبادة الوحشية للأيزيديين.
مايك بنس صليبي صهيوني جديد، يتفوق على رئيسه ترامب في عقائديته ومسيحانيته، فترامب ليس سوى تاجر عقارات ومهرّج، أما هذا الرجل فهو عقائدي ممتلئ بالإيمان بأنه يمهد للمجيئ الثاني للمسيح الذي سيبيد اليهود أيضا. لكن شرط ظهور المسيح الدجّال هذا هو أن يجتمع اليهود كلهم في فلسطين من أجل نصرة نصفهم وإبادة نصفهم الآخر.
هذا اللقاء بين الأصولية الإنجيلية الأمريكية والأصولية اليهودية الصهيونية، ليس جديدا، فأمريكا كانت منذ تأسيس دولة الاحتلال في فلسطين، الداعم الأكبر لهذه الدولة. لقد حاولت إسرائيل أن تتلوّن بلون زمنها التأسيسي مدعية أنها دولة ملجأ، وحاملة خطابا اشتراكيا مزيفا، لكن الحرباء الإسرائيلية استقرت أخيرا على لونها الأصلي، بصفتها مشروعا استعماريا قياميا قائما على التطهير العرقي والأبارتهايد. وعندما رأت كيف أعاد زمن ما بعد الحداثة العالم الغربي إلى الوحشية الفاشية، وجدت في الفلسطينيين يهودها الجدد لتصبّ عليهم حقدها ونزعتها الاستعلائية التي تتمثل في غطرسة الرجل الأبيض.
بنس وأترابه من الفاشيين في الغرب وحلفائه الفاشيين القدماء المتجددين في إسرائيل لا يشكلون خطرا وجوديا على العرب والمسلمين وحدهم، بل يشكلون خطرا على العالم. إنهم الشكل الجديد الذي تتخذه البربرية، لذلك فإن شرط مقاومتهم هو رفض منطقهم بشكل كامل، وعدم السقوط في فخ ردات الفعل العنصرية. الحرب التي يشنها الثنائي الأمريكي ـ الإسرائيلي على فلسطين اليوم هي حرب البربرية التي تلبس ثياب الدين ضد الفكرة الإنسانية التي ناضلت كل شعوب الأرض من أجل الوصول إليها. إنهم أعداء المساواة والعدالة والحرية، والنضال ضدهم ليس نضالا وطنيا فقط، بل هو نضال أممي أيضا.
المثير وغير المفاجئ هو هذا الانبطاح الرسمي العربي تحت أحذية هؤلاء العنصريين، نتنياهو في دافوس نطق بحقيقة الأنظمة العربية حين تحدث عن تعاون إسرائيلي عربي لم يكن يحلم به. فأنظمة الخوف العربية التي يتسلّط عليها مستبدون لا يخافون إلا من شعوبهم، ولا يجدون كرامتهم المهدورة إلا من خلال إهدار كرامات الرعايا في دولهم، لا يجدون أي حرج في الانحناء أمام أسيادهم الأمريكيين والإسرائيليين، ولا يزعجهم أن يروا الفلسطينيين تحت المقصلة، فالفلسطينيون ليسوا أفضل من شعوبهم، فلتتوحد الجريمة كلها، ولتكن فلسطين قربانا على مذبح الإله الوثني الذي يعبده بنس ونتنياهو.
إنها لحظة الانحطاط العربي الكبرى، فلقد نجح المستبدون والأصوليون في تفتيت سورية والعراق وليبيا واليمن، وسقطت مصر تحت حكم انقلابي عسكري مستسلم، ولم يبق سوى أن يتحالف ملوك الكاز بشكل استتباعي مع إسرائيل، كي تكتمل دورة الاختناق.
إنه زمن الحضيض، لكنه زمن الأحمق أيضا، فغطرسته تجعله متعاميا عن الرؤية، وتدفعه إلى تزوير كل شيء، حتى أنهم في إسرائيل عقدوا اجتماعات رسمية للجنة الخارجية والأمن في البرلمان الإسرائيلي كي يبرهنوا أن عائلة التميمي لا وجود لها!
يعتقدون بغباء الممتلئ بقوته أنهم يستطيعون تمرير كذبة «أرض بلا شعب»، مرة أخرى. وهم واهمون، ومن ثغرات وهمهم وبلادتهم العقلية سوف تتسرب الحقيقة.
شعب فلسطين اليوم ومعه شعوب المنطقة العربية صاروا أرض التضحيات التي وقع عليها اختيار الوحش كي تقدم أفقا للحرية التي ستبقى هي الأفق.

المبشّر والأصولي

الياس خوري

أكراد في فخ «الاتجاه المعاكس»… وأغنية أميمة الخليل ضحية الشعر الرديء

Posted: 29 Jan 2018 02:27 PM PST

لا مناص من القول للذاهبين إلى «الاتجاه المعاكس» إنهم يزجّون بأنفسهم في صراع ديكة مرير، في حلبة معدّة لجمهور مولع بالإثارة، برفقة معدّ برنامج يتوقف نجاحه على المهارة في إثارة الغبار، وعلى مقدار النتف وعدد الجروح وكمية الدماء المهدورة على أرض الحلبة. إذاً ليس من حق المشاركين بعد ذلك الشكوى من أن ظهورهم لم يكن مُرْضِياً لهم، لهذا السبب أو ذاك.
في حلقته الماضية تناول «الاتجاه المعاكس» المعارك الناشبة في الشمال السوري، مع متحاورين سوريين هما الإعلامي أحمد كامل (في استوديو الدوحة) والمحامي عمران منصور (عبر الأقمار من باريس).
سلفاً بدت الكفة مائلة لصالح الاستوديو، فهناك غالباً ما تكون السيطرة والتحكم والصوت الأقوى، فما بالك إن كان مقدم البرنامج فيصل القاسم مرجِّحاً أيضاً في انحيازه (غير المهني بالطبع) لزميله في الاستوديو. هكذا بدا منصور محشوراً في مظلومية لا نهائية، أنه لا يعطى حقه في الكلام. لكن لا ندري إن كان هذا كافياً لتبرير الظهور المربَك لمنصور، وإن كان قال ما قال تحت وطأة الظرف الصعب الذي يتعرّض له أهله وناسه في الشمال السوري.
عرفنا السوري عمران منصور في إطلالات تلفزيونية عديدة كصوت كرديّ معتدل، أزعجَ الأحزاب الكردية وأثار حنقهم وشتائمهم قبل أن يزعج عموم السوريين. لكنه بدا هذه المرة في وضع مشفق تماماً. كان الغضب والارتباك طاغيين على أدائه، أطلقَ عبارات وضعتْه في موقف المقاتل المتطرف. لم يتصرف هذه المرة كسوري كردي، إنما ككردي وحسب، وكانت تلك سقطته الكبيرة.
هذا ما تدل عليه عبارات من نوع «الثورة السورية كانت ثورة حق، وكانت من أجل الحرية، الآن أصبحت ثورة ضد الشعب الكردي فقط»، و»مجبرون على التحالف مع الشيطان لحماية وجودنا». أو «إذا تركناكم راح تيجوا على مناطقنا وما تخلّوا حجر على حجر». أو عبارات يقولها، وهو المحامي، من دون أي حساسية لمنسوب الشتيمة فيها: «شوف السلطان الإردوغاني يستعمل العرب والمعارضة ككلاب صيد في عفرين».
كذلك يقول منصور «لولا تواجد أمريكا في المنطقة لكنّا ذبحنا بالسكاكين كشعب كردي»، ناسياً أن انسحاب أمريكا من دورها في مواجهة التدخل الروسي الإيراني الميليشوي على الضفة الأخرى قد تسبّب فعلاً بذبح آلاف السوريين.
تالياً، بعد مشاهدته الحلقة، يبدو أن المحامي السوري شعر، هو نفسه، بكمّ الارتباك في ظهوره، ولذلك كتب (على صفحته في فيسبوك) يقول إن الحلقة لم تكن مباشرة على الهواء بل مسجلة قبل ثلاث ساعات من البث، وأن البرنامج حذف شتائم أحمد كامل «مما أظهره كضيف هادىء وأظهرني في قمة غضبي»، رغم أنه يؤكد أن الحذف
كان بالاتفاق معه بعد أن هدد برفع دعوى قضائية (مع ذلك حفلت الحلقة بشتائم أخرى مقذعة). ويبدو أن شعور عمران بتطرفه الزائد هو ما دفعه إلى التأكيد: «لست محامياً عن أي جهة، أنا رجل مستقل ولست منتمياً لأي جهة سياسية».
مؤسف أن صديقنا الكردي لم يظهر ما لديه تحت وطأة الغضب والانفعال، إذ إن الأشياء التي أطلقها تبدو راسخة في قناعاته لا مجرد زلات لسان. لكن قل لي بالله عليك، أين تعلمت، وأنت المحامي، «التحالف مع الشيطان»؟ لماذا؟ ألم يمت الناس في بلادك، عرباً وكرداً وسواهم، من أجل العدل والكرامة، كيف تستوي هذه القيم برفقة الشياطين؟!

تحليل دم

تسبّبت حلقة «الاتجاه المعاكس» الأخيرة حول عفرين بهجوم شرس من بعض الكرد على الإعلامي أحمد كامل، والذي غالباً ما يصعب الاتفاق معه، لكن أن يهاجمه البعض من زاوية أن الرجل «فلسطيني بلجيكي»، وبالتالي لا يحق له الحديث في الشأن السوري، فهذا ينطوي على نظرة شوفينية عصبية، من أناس كانوا ضحايا مثل هذه النظرة على الدوام.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ، بل هناك من حاجج بالقول «تصور يقعد صومالي مثلاً ويقرر بالقضية الفلسطينية». (مما يشكو الصوماليون!).
أحمد كامل هو فلسطيني سوري من مواليد حلب، نشهد، مهما اختلفنا معه، أنه لم يبد مرة إلا سورياً خالصاً، كما بدا في حلقة «الاتجاه المعاكس». ليس بإمكان أحد أن ينزع الهوية عن هؤلاء الذين شاركوا السوريين، ليس بالهمّ وحده، بل بالتهجير والاعتقال والموت تحت التعذيب. سوريا جزء من تكوينهم، هذا ليس اختياراً تماماً، وما باليد حيلة بالأساس.
وبالمناسبة، الثورة الفلسطينية ضمّت بالفعل أناساً من كل أرجاء الأرض. كان بعضهم قيادياً في الصفوف الأولى، من دون أن نسمع عبارات تشبيح من هذا النوع.

ما يستحق الحياء

حقاً، «في البدء كان الكلمة». هذا ما يمكن أن يقوله المرء إزاء مشاهدة كليب غنائي جديد مشترك بين المغنية اللبنانية أميمة خليل والشاعر الفلسطيني مروان مخول حمل عنوان «نيو شام». فلا صوت أميمة العذب، الذي طالما أحببناه مع فرقة «الميادين»، ولا الموسيقى المرفقة، ولا خزعبلات التصوير والماكساج استطاعت أن تنقذ الكلام من كل هذه الرداءة.
إنها قصيدة لمروان مخول، وهو مقلد، «يلطش» من هنا وهناك. من محمود درويش وسميح القاسم. «يلطش» الأداء قبل القوافي. «يلطش» الكلام، ثم يفسده، ويصنع معارضات ساخرة هزيلة للغاية، كمعارضته لقصيدة درويش الشهيرة «على هذه الأرض ما يستحق الحياة»، إذ يقول، وتغني أميمة: «على هذه الأرض ما يستحق الحياء.
فلسطينُ كانت تسمّى فلسطينَ، صارت تسمّى قضيّتنا المرجأة».
الشعراء والمهتمون بالأدب والذواقة باتوا يعرفون على الأرجح حقيقة هذا الشاعر ، وبات على أميمة وفريقها الموسيقي أن يعرفوا ذلك. بات عليها أن تعرف أيضاً أن العمل رديء بالمجمل، ومن فرط هزاله صار يضرب على العصب.

كاتب فلسطيني سوري

 

أكراد في فخ «الاتجاه المعاكس»… وأغنية أميمة الخليل ضحية الشعر الرديء

راشد عيسى

عن السلطويات الجديدة في بلاد العرب

Posted: 29 Jan 2018 02:26 PM PST

يوما بعد يوم، تكتسب السلطويات الجديدة في بلاد العرب القدرة على تطوير آليات إضافية بغية للسيطرة على مؤسسات الدولة وإخضاع المجتمع وتزييف وعي المواطن وفرض ثقافة الخوف عليه. خلال السنوات الممتدة من بدء عمليات تصفية الربيع العربي وحصاره سياسيا وأمنيا وماليا وانتهاك حقوق المطالبين بالحرية في 2012 وإلى 2018، توالت محاولات نخب الحكم والنخب الإعلامية المتحالفة معها والمدارة أمنيا لصياغة مقولات ومزاعم تطالب الناس تارة بعدم التوقف عن تأييد الحكام، وتارة أخرى تحثهم على العزوف عن الشأن العام، وتارة ثالثة تستهدف منعهم عن تطوير العزوف إن تنامى إلى معارضة يتبعها بحث عن بديل.
تتسع في الخطاب الرسمي للسلطويات الجديدة وفي الخطاب الإعلامي الموالي لها دوائر «الأعداء والمتآمرين» الذين يُدفع باتجاههم بالمسؤولية عن كافة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي تحيط حلقاتها ببلاد العرب. وتواصل نخب الحكم والحلفاء في الإعلام ضخ دماء إضافية للكراهية والإقصاء ونزع الإنسانية لكي يعتاش عليها وحش الاستقطاب المجتمعي ولتطلق تعويلا عليها اليد القمعية. يخرج رسميون ومسؤولون حكوميون ليطلقوا اتهامات جزافية بشأن هوية المتورطين في الفساد والعنف ونشر الفكر المتطرف (المتشدد)، وليشيعوا الروح الانتقامية بين الناس ثم يتبعونها بتبرير انتهاكات الحقوق والحريات التي تطول رجال أعمال وأمراء وناشطين في المجتمع المدني والحركات الاجتماعية والمطالبة بإنزال العقاب الجماعي والفوري بهم دون إجراءات تقاضي منضبطة وعادلة. يفعلون ذلك دون اعتبار للتداعيات الكارثية للجزافية والتعميم على نسيج المجتمع الواحد، دون تقدير لخطورة مشاعر الانتقام والتشفي وشررها المتطاير باتجاه المجتمع والدولة وتداعياتها الكارثية على مبادئ الحق والعدل.
بل صارت السلطويات الجديدة في بلاد العرب تتباهى بإجراءاتها الاستبدادية. حكومات في الجمهوريات والملكيات والإمارات لم يعد يعنيها كثيرا لا الطلب على الحرية داخل مجتمعاتها، ولا الامتعاض العالمي من ممارساتها القمعية. هذه الحكومات تعطي ظهورها لحديث سيادة القانون وحقوق الإنسان والحريات وضرورة إتباع قواعد الشفافية والرقابة والمحاسبة الذي تنتجه بين الحين والآخر منظمات أممية وبعض الدوائر الغربية، إما إدراكا منها إما لمحدودية فاعلية المنظمات الأممية أو لازدواجية معايير الغربيين الذين دوما ما يغلبون مصالحهم على كل شيء آخر. يعلو صوت الحكومات العربية مسفها من الفكرة الديمقراطية، مرة بالزعم بأولوية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية على الحقوق السياسية والمدنية ومرات بمطالبة المنظمات الأممية والدوائر الغربية «بإدراك أن ما يصلح للغرب لا يصلح للعرب. بين ظهرانينا، لا تنكر السلطويات الجديدة عداءها للمجتمع المدني وللمنظمات الحقوقية في الداخل العربي وفي الخارج، فتتعقب المنظمات في الداخل وتتهم منظمات الخارج بالتآمر والعمالة.
وللسلطويات الجديدة في بلاد العرب خدمة السلطان الذين يسوقون كل المبررات الفاسدة للاستبداد ولحكم الفرد ولتسفيه المطالبة بالحقوق والحريات. هؤلاء هم من يزينون كل قانون استثنائي يعطل ضمانات التقاضي العادل ويختزل حقوق وحريات المواطن ويؤسس للمزيد من الممارسات القمعية، ويروجون لكل ممارسة استبدادية تجعل من الحكام ونخبهم محتكري السلطة والقوة، ويمعنون في التماهي مع ادعاءات الصوت الواحد والرأي الواحد والموقف الواحد الصادرة عن السلطويات الجديدة. خدمة السلطان يغيبون العقل، يمتهنون المعلومة، يسفهون الرأي الآخر، يرفضون الاختلاف، ويشوهون المختلفين معهم. يذبحون فضيلتي التفكير والتسامح على محراب الرأي الواحد، وبفعل ضجيج أصواتهم المرتفعة التي لا أبدا تأتي بمعنى أو مضمون. يغتالون الإنسانية، إما بترويج الادعاءات الزائفة للحكام وآلاتهم القمعية أو بنشر الكراهية لمعارضيهم السلميين ولكل مطالب بالديمقراطية والتغيير. خدمة السلطان لا يمثلون أيديولوجية معينة أو تيار معين أو جماعة معينة، فمنهم الموجود في صفوف اليمين واليسار ومنهم من يمتهنون الدين ومنهم من يدعون العلمانية. غير أن ما يجمعهم هو تحملهم للمسؤولية الأخلاقية عن الانتهاكات المروعة التي تشهدها بلاد العرب وتورطهم في إسكات الصوت الآخر والرأي الآخر والموقف الآخر وفرض ثقافة الخوف على الناس.
تلك هي بضع سمات رئيسية للسلطويات الجديدة في بلادنا. تختلف التفاصيل وتختلف الأسماء والأماكن والتواريخ، وتظل حقائق التباهي بالاستبداد وتبريره وتزييف وعي المواطن وفرض ثقافة الخوف عليه حاضرة من المحيط إلى الخليج.

٭ كاتب من مصر

عن السلطويات الجديدة في بلاد العرب

عمرو حمزاوي

حيوانات أبي حيان

Posted: 29 Jan 2018 02:26 PM PST

وقتها، لم يكن الأديب والفيلسوف العربي أبو حيان التوحيدي قد نال حظه من التقدير، الذي لم يعش حتى يراه، ولذلك قرر في لحظة يأس من انصلاح أحواله، أن يحرق كتبه كلها، قائلاً في لحظة نقد ذاتي موجعة: «إني جمعت أكثرها للناس ولطلب المثالة منهم، ولعقد الرياسة بينهم، ولِمَدِّ الجاه عندهم، فحُرِمتُ ذلك كله… ولقد اضطررت بينهم بعد العشرة والمعرفة في أوقات كثيرة، إلى أكل الخُضَر في الصحراء، وإلى التكفف الفاضح عند الخاصة والعامة، وإلى بيع الدين والمروءة، وإلى تعاطي الرياء بالسمعة والنفاق، وإلى ما لا يحسن الحر أن يرسمه بالقلم، ويطرح في قلب صاحبه الألم».
لحسن الحظ، لم يكن كتابه الجميل «الإمتاع والمؤانسة» بين ما احترق من كتبه، كان قد استخدم في كتابته أسلوباً روائياً فريداً، حيث ابتدع شخصيتين، الأولى لصديق اسمه أبو الوفاء المهندس، كان بدوره صديقاً للوزير أبي عبد الله العارض، وقام المهندس بتعريف التوحيدي على الوزير، فسامره سبعاً وثلاثين ليلة، مجيباً في كل ليلة على أسئلة الوزير في مواضيع شتّى، وحين طلب أبو الوفاء منه أن يقص عليه ما دار بينه وبين الوزير، تمنّع التوحيدي، فذكّره المهندس بأنه صاحب الفضل في تعرفه بالوزير مع أنه «ليس أهلا لمصاحبة الوزراء لقبح هيئته وسوء عادته وقلة مرانته وحقارة لبسته، وهدده إن هو لم يفعل أن يغض عنه، ويستوحش منه، ويوقع به عقوبته، وينزل الأذى به»، فقرر أبو حيان تلبية طلب صديقه بكتابة كتابه الذي يروي تفاصيل إمتاعه ومؤانسته للوزير، ومع أن أحمد أمين وأحمد زكي، حاولا تتبع جذور شخصيتي المهندس والوزير، وأثبتا استنادها إلى شخصيات تاريخية، إلا أن براعة اللعبة الأدبية التي ابتدعها التوحيدي، تقلل من أهمية كون ما جرى حقيقياً بالفعل، وتجعل القارئ يحل محل المهندس والوزير معاً في حظوته بإمتاع أبي حيان ومؤانسته، فيتسامح مع ما يرويه من مبالغات وشطحات.
ليس في الكتاب، بأجزائه الثلاثة، فصل شحيح الإمتاع أو ليلة قليلة المؤانسة، بما فيه الجزء الثالث الذي كان أبو حيان متشككاً في قيمته، حيث أنهاه قائلاً: «والله ألقيت فيه كل ما في نفسي من جد وهزل وغث وسمين وشاحب ونضير، وفكاهة وأدب، واحتجاج واعتذار». لكن أمتع ما فيه عندي، تلك الليالي التي خصصها للحديث عن أصناف الحيوان، والتي استفاد فيها من سلفه الجاحظ وكتابه «الحيوان»، الذي أورد في مقدمة كتابه أنه سبق له تدارسه مع الوزير، وهي ليالٍ تشعر حين تقرأها، أنك تشاهد حلقات من برنامج (عالم الحيوان) أنتجت وعُرضت قبل ألف عام، لتستمتع بتصورات أهل ذلك الزمان البعيد عن الحيوانات، بغض النظر عما ثبت الآن من مدى دقتها أو خطئها.
من حكايات أبي حيان نعرف أن جميع أجناس الحيوان إناثها أقل جرأة وأجزع، ما عدا الذئبة التي هي أصعب خُلُقاً وأجرأ من الذكور، وأن الدولفين «محب لخرئه يأكله»، وأن الكروان حين يُستثار، تقف أنثاه قبالة الذكر، وحين تهب الريح من ناحية الذكر مقبلة ناحيتها تحمل من ساعتها من دون اتصال مباشر، والشاة إن مُطِرت بعد الجماع انتقض حَملها، والغنم إذا جومعت والريح جنوب تضع أولادها إناثاً، وإذا هاجت المسنّة منها أولاً فالسنة ذات خِصب، وإن هاجت الفتيّة أولاً فالسنة رديئة على الغنم. وعصفور الشوك يقاتل الحمار، لأن الحمار حين يمر بعشه ينهق فيقع بيضه ويفسد العش، ولذلك يطير العصفور حول الحمار وينقره ليبعد عن عشه، وحين يمرض الأيل يشفيه أكل حية، أما الضبع والأسد فيشفيهما أكل الكلب، والفهد حين يأكل عشبة تسمى خانقة الفهود لا ينجيه منها إلا أكل زبل الإنسان، الذي هو مهم أيضاً للهدهد الذي لا يصنع عشه إلا منه، ولذلك تكون رائحته كريهة.
نعرف من التوحيدي أنه ليس في قلوب جميع الحيوان عظمٌ إلا الخيل وفي جنس من البقر، وكل حيوان له قلب كبير يكون جزوعاً، ومن ربط على بدنه سنّاً من أسنان الذئب ولبسه لم يخف الذئاب، ومن أراد ألا يتأذى بالبراغيث حفر في وسط البيت حفرة، ويملأها دم تيس لتجتمع فيها البراغيث، وإذا قارب الزرع أن يُسنبل، دخل الثعلب فيه وتمسك فرحاً به فيفسده، ولذلك يسمى احتراق الشعر داء الثعلب، والحية إن رأت إنسانا عُريانا استحت منه ولم تقربه، وإن رأته كاسياً حملت عليه بجرأة شديدة، ومن أخذ لسان ضبع ومر به بين الكلاب لم تنبح عليه، ومن تمسّح بشحم كلية الأسد ومشى بين السباع لم يخفها ولم تقربه، وإن أخذ إنسان جرذاً فربطه في بيته فرّت منه الجرذان كلها، والضبع مخالفة لجميع أجناس الحيوان، وذلك أنها تصير مرة ضبعاً ذكراً ومرة أنثى، تُلقّح أحياناً كالذكر، وتقبل اللقاح أحياناً كالأنثى، أما الإناث من بنات عِرسٍ فهي تُلقّح من أفواهها وتلد من آذانها.
يحكي التوحيدي عن أنثى من جنس الطير رآها بعد أن مات زوجها فامتنعت عن الطعام والنوم ليالي كثيرة صارت فيها كالنائحة على زوجها، وعن ماعز بأرض اليونان إذا أصابت قرونها شيئا من فروع شجرة لم ينبت ورقها ولا ثمرها، بل جف وسقط بما عليه، وعن ثيران يونانية لها أربع قرون لا ترضى بمجامعة البقر، بل تجامع إناث الخيل، ليتولد بينهما خيول عجيبة المنظر، وعن تمنُّع السلاحف من ذكورها، حتى يأتيها بعود يحمله في فمه، ويدنو منها، فإذا رأت ذلك العود سكنت له، وعن السلاحف التي تخرج في وقت معلوم من البحر إلى الرمل فتبيض فيه، فإذا بلغ الأوان وخرج أولادها، ما كان ناظراً منهم إلى ناحية البحر كان بحرياً، وما كان وجهه إلى ناحية البرّ كان بريّا، أما اللبؤة فتلد شِبلها ميتاً، فلا تزال تحرسه حتى يأتي أبوه الأسد في اليوم الثالث فينفخ في منخره فيبعثه.
ويعتقد التوحيدي أن الحمار الوحشي ناتج عن تزاوج الفرس والفيل، وأنه لم يُعاين من جنسه أنثى قط، وأن الفيل ليس له شهوة المضاجعة، فإذا أراد الولد ذهب إلى الحدائق هو وإناثه فهيج له اللقاح قوة حرارته وشهوته فتسافد مع إناثه، أما الأفعى فهي إذا جامعها ذكرها الأفعوان تحولت إليه، فإن ظفرت به أكلت رأسه من شدة عشقها له، والتمساح يجامع ستين مرة في حركة واحدة ومحل واحد. لكن أغرب ما يحكيه التوحيدي عن عالم حيوانه قوله إن «الفهد ربما نكح الدبّ، فيتولد بينهما سبع مختلف المنظر، لا يتناول الناس ويصيد الكلاب ويأكلها ويستَخفي في البحر»، ومع أن الكتاب حافلٌ بأسئلة يوجهها الوزير لأبي حيان، لكنه لم يسأله كيف يمكن للفهد عملياً أن ينكح الدب، إما لأنه شهد الواقعة من قبل، أو لأنه انشغل عن السؤال بالاستغراق في الضحك، حين تخيل المشهد الذي ربما رأيناه يوماً على شاشة «أنيمال بلانيت»، التي لا تقل هي ومثيلاتها عن أبي حيان التوحيدي في الإمتاع والمؤانسة.
….
ـ «الإمتاع والمؤانسة» ـ أبو حيان التوحيدي ـ طبعات متعددة من أفضلها الطبعة التي صححها وشرح مفــرداتها أحمد أمين وأحمد الزين.

٭ كاتب مصري

حيوانات أبي حيان

بلال فضل

رئيس حزب «الغد» «كومبارس» الدقائق الأخيرة في مواجهة السيسي

Posted: 29 Jan 2018 02:26 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: قبل دقائق من إغلاق الهيئة الوطينة للانتخابات باب الترشح في انتخابات الرئاسة المصرية المقررة في شهر مارس/ آذار المقبل، تقدم موسى مصطفى موسى، رئيس حزب «الغد» والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، بأوراقه للترشح في مقر الهيئة الوطنية للانتخابات، على الرغم من إعلان تأييده للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وتدشينه حملة بعنوان «مؤيدون» لدعم الأخير في الانتخابات المقبلة.
وقدم موسى توقيعات 20 من نواب مجلس الشعب، حصل عليها من نواب مستقلين في البرلمان، موضحاً أن حزبه نجح في جمع قرابة 40 ألف توكيل شعبي في المحافظات.
وموسى هو الوحيد الذي قبل التقدم بأوراقه في اللحظات الأخيرة، في وقت تتهمه المعارضة بلعب دور «الكومبارس» في «مسرحية هزلية» تستهدف تجديد البيعة للسيسي لولاية ثانية.
وكان إعلاميون محسوبون على نظام السيسي شنوا حملة خلال الأيام الماضية، بعد انسحاب المحامي الحقوقي خالد علي من الماراثون الرئاسي، تتهم المعارضة بمحاولة إحراج النظام وإظهار الانتخابات باعتبارها استفتاء على بقاء السيسي. ووجهوا رسالة للأحزاب المؤيدة للسيسي لتقديم مرشح في الانتخابات، قبل أن يعلن السيد البدوي رئيس حزب الوفد عزمه الترشح، إلا أن رغبته لم تكن كافية، حيث رفضت الهيئة العليا للحزب قرار الترشح، معتبرة أنها رغم تأييدها للسيسي لن تلعب دور المحلل في الانتخابات.
وفي وقت توقع الجميع فيه أن تغلق أبواب الترشح دون تقدم أحد غير السيسي بأوراقه، ظهر موسى ليخفف عن النظام إحراجه.

حملة «مؤيدون»

وموسى، أسس في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، حملة لتأييد السيسي، وأعلن في بيان وقتها أنها «تستهدف تنظيم مؤتمرات جماهيرية على مستوى الجمهورية في مواعيد مختلفة تزامنا مع بدء الدعاية الانتخابية للانتخابات الرئاسية، لعرض إنجازات السيسي ومردودها خلال المرحلة المقبلة».
كما جدد، قبل يومين فقط، وبالتحديد في السابع والعشرين من يناير/ كانون الثاني الجاري، تأييده للسيسي. وطالب في بيان شيوخ القبائل العربية بحشد الأهالي وعمل أكبر قدر من التوكيلات لترشح السيسي لفترة رئاسية ثانية.
ولم يكتف موسى بذلك، فرغم تقدمه بأرواق ترشحه، فما زال يضع صورة السيسي على صفحته الرسمية على الفيسبوك، مصاحبة لشعار حملة «مؤيدون»، ما جعل رواد الفيسوك يسخرون منه ويعلقون على الصورة مستنكرين أن يضع مرشح صورة منافسه ويعلن تأييده في الانتخابات.
وبرر موسى دعمه للسيسي، قائلاً: «هذا الأمر لا يتناقض مع ترشحي للرئاسة، لكن لكل مرحلة ظروفها، فالوضع الانتخابي الحالي يشير إلى خوض السيسي الانتخابات وحده والأحزاب السياسية لن تسمح بتشويه صورتنا أمام العالم».
وقال: «نفكر في الترشح للانتخابات منذ فترة طويلة وتراجع الفريق أحمد شفيق عن خوض الانتخابات شجعنا على استكمالها، ولن أكون كومبارس لكن اتطلع إلى منافسة انتخابية قوية وحقيقية مع السيسي خاصة أن لدي برنامجا انتخابيا قويا يعتمد في مجمله على الشباب ومعالجة ارتفاع الأسعار».
وبين، خلال مداخلة هاتفية مع فضائية «أون لايف»، أن «الحزب أجرى دراسات كاملة واستعد للانتخابات في مرحلة سابقة، إلا أنه تراجع عن خوض السباق بعد إعلان الفريق أحمد شفيق، ترشحه للانتخابات، ثم الفريق سامي عنان»، موضحًا أن «الحزب ارتأى وقتها أن الانتخابات ستكون قوية وأنه لا مجال للمزاحمة».
وأضاف بعد انسحاب شفيق، وخالد علي، وخروج عنان، من الانتخابات، رأى الحزب أن شكل الانتخابات غير مرض»، مشيرًا إلى استعداد الحزب للانتخابات منذ فترة بدراسات حول مشروعات تنموية للشباب، لذلك قررت الهيئة العليا خوض الانتخابات بجدية وشرف.
وأكد أنه لا يشارك في «تمثيلية»، ولكن يتطلع لمنافسة حقيقية مع السيسي، قائلا: «حزبنا لا يمكن أن يدخل في تمثيلية هزيلة، ولكن ندخل كحزب بقوته وبفكره وبمجهوده، ولدينا قراراتنا الجدية، ونريد خوض منافسة قوية وشريفة، ونبحث عن إرضاء الشعب المصري، وهو اختيار الشعب في النهاية».
وزاد «ما يردده بعض الناس عن دخولنا كشكل، هذا ليس دورنا وليس دوري أنا، وأرى أننا كحزب اتخذنا القرار السليم ولم نأخذه بين يوم وليلة، ولم ندخل لنجامل أحدًا ولكن ندخل معركة حقيقية ننوي الفوز بها»
ولفت إلى «امتلاكه برنامجاً انتخابياً تم إعداده منذ عدة أشهر، لتغيير الوضع المعيشي للمواطن وضبط دخولهم، ويعتمد بصورة رئيسية على الشباب والمرأة».
وشدد على أنه «يحاول البناء على الموجود، من المشروعات القومية التي تدشنها الدولة، لاستكمالها والبناء عليها لاستكمال هذه المرحلة، فضلًا عن طرح مشروعات أخرى لحل مشكلات الشباب في مصر».
وتابع: «نرى أن الشباب في مصر حقهم مهضوم ولا يأخذون أي دور فاعل، ونرى أن لهم حقا على الوطن ودورهم الذي قاموا به في الثورات المختلفة، لا نريد أن نحكي في حكايات وفي النهاية لا يحدث تطور والشباب يجلس في بيوتهم».
واستطرد: «في مرحلة معينة حدث تحول وتغييرات اقتصادية مهمة، ومردودها واضح، والناس كلها تعبانة وليس لديها دخل ولا عارفين يدفعوا مدارسهم ويؤمنوا بيوتهم، ومن كان يأكل كيلو لحمة في الشهر لا يقدر أن يأكل ربع كيلو الآن، فلابد من العودة إلى الوراء لضبط الإيقاع دون الحكي في حكايات غير قابلة للتنفيذ».
وأوضح أنه يضع اللمسات النهائية لحملته الانتخابية حاليًا، وسيعلن عنها لاحقا، مشيرا إلى وجود الحزب في 24 محافظة، تم التواصل معها بعد انسحاب شفيق، لجمع توكيلات من المواطنين، وتم جمع أكثر من 40 ألفا، إلا أن الوقت لم يسع لفرزها وتقديمها للهيئة الوطنية للانتخابات، لذلك تم التركيز على الحصول على تزكيات نواب البرلمان، وتم الحصول على 27 تزكية برلمانية.
وأغلقت الهيئة الوطنية للانتخابات، برئاسة المستشار لاشين إبراهيم، أبوابها لتلقي طلبات الترشح في الانتخابات الرئاسية، في الساعة الثانية من ظهر أمس الإثنين آخر موعد لتلقي الطلبات.
وطبقًا للجدول الزمني للانتخابات الرئاسية، يتم إعلان القائمة المبدئية لأسماء المرشحين، خلال يوم الأربعاء 31 يناير/ كانون الثاني الجاري، ويتم تلقي اللجنة اعتراضات المرشحين خلال يومي الخميس والجمعة الموافقين 1و2 من فبراير/ شباط المقبل، ويتم فحص طلبات الترشح والفصل في التظلمات يوم 5 فبراير/ شباط المقبل، على أن يتم إخطار المترشح المستبعد بقرار الاستبعاد وأسبابه يوم 6 فبراير.
وتجري عملية الانتخابات في الخارج أيام الجمعة والسبت والأحد (16 و17 و18 من مارس/ أذار المقبل)، وفي الداخل تجري الانتخابات أيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء 26 و27 و28 من مارس/ آذار المقبل.

915 ألف توكيل للسيسي

وفي السياق، قال محمد بهاء أبو شقة، المتحدث الرسمي باسم الحملة الانتخابية للسيسي، إن «عدد نماذج التأييد التي تم تحريرها للسيسي والتي وصلت إلى مقر الحملة وصلت إلى 915 ألف توكيل من مختلف محافظات الجمهورية». وأوضح في مؤتمر صحافي عقده أمس أن «هذا العدد ليس نهائيا، فالعدد المؤكد سوف يتم إعلانه من خلال الهيئة الوطنية للانتخابات في بيان رسمي خلال الأيام المقبلة». وأضاف أن «الحملة تقدمت بـ173 ألف نموذج فقط للهيئة الوطنية للانتخابات؛ وذلك نظرًا للطاقة الاستيعابية للعنصر الآلي والأجهزة التي تُستخدم في عملية الفحص في الهيئة، والتي تتراوح بين الـ170 والـ190 ألف نموذج في اليوم الواحد».
وأشار إلى أن «كافة النماذج التي تم تقديمها للهيئة الوطنية للانتخابات، تعبر عن جميع محافظات الجمهورية، فجميع القرى والمراكز موجودة في هذه النماذج».

رفض دعوى قضائية

ويأتي ذلك في وقت قضت المحكمة الإدارية العليا في مجلس الدولة، برئاسة المستشار أحمد أبو العزم، رئيس مجلس الدولة، بعدم قبول أول طعن يقدم أمام المحكمة من طارق إمام علام، لوضع جدول زمني لتقديم المرشح المحتمل لرئاسة مصر إقرارات التأييد دون أن يعرض برنامجه ورؤيته وأهدافه على شعب مصر الذي يستحق الاحترام والتقدير والمصداقية والشفافية.
واختصم الطعن رقم 28197 لسنة 64 قضائية عليا، كلا من رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ووزير الاستثمار، ورئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، رئيس هيئة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام المرئي والصحافي، ورئيس الهيئة الوطنية للإعلام المرئي العام، ورئيس الهيئة الوطنية للصحافة، ونقيب الصحافيين، ونقيب الإعلاميين بصفتهم.
وقال في الطعن إنه لا يجوز أن يخطف منصب الرئيس لصالح مرشح بعينه حاصل على كل الامتيازات والحصانات والحمايات وفي يده مقدرات شعب مصر على حساب باقي المرشحين. وطالبت الدعوى بإلزام اللجنة العليا للانتخابات للحكومة بوقف تنفيذ القرارات السلبية المانعة للمرشح، وإتاحه الفرصة له لعرض برنامجه في أجهزه الإعلام المختلفة العامة والخاصة، المرئية والمقروءة، ليقنع الناس ويكسب ثقتهم لتحرير إقرارات التأييد لـ 25 ألفا، بإتاحة الفرصة للمرشح للقاء النواب في مجلس النواب لعرض برنامجه.

رئيس حزب «الغد» «كومبارس» الدقائق الأخيرة في مواجهة السيسي
موسى مصطفى موسى أسس حملة تأييد للرئيس المصري في انتخابات الرئاسة
تامر هنداوي

ما لا يُترجم من خطاب أردوغان الجماهيري اليومي… شعار «رابعة تركيا» وأغنية «سرنا سوياً» وشعر «محمد عاطف»

Posted: 29 Jan 2018 02:25 PM PST

إسطنبول ـ «القدس العربي»: لا يمر يوم في تركيا من دون وجود خطاب جماهيري للرئيس رجب طيب أردوغان، الذي يلقي في بعض الأيام خطابين وثلاثة أمام عشرات الآلاف من أنصاره، وذلك في إطار جهوده المتواصلة للحفاظ على مكانته السياسية داخل البلاد في ظل جهود المعارضة التركية لإزاحة حزب العدالة والتنمية الحاكم في البلاد منذ 15 عاماً عن السلطة.
ومنذ وصوله إلى السلطة، يسعى أردوغان مع كل استحقاق انتخابي إلى زيارة جميع المحافظات التركية الـ81 من أقصى البلاد إلى أدناها، وإلقاء خطابات جماهيرية فيها، وحالياً يعمل أردوغان على المشاركة في جميع مؤتمرات حزب العدالة والتنمية الحاكم استعداداً للانتخابات البرلمانية والرئاسية والمصيرية المقبلة عام 2019.
وعلى الرغم من التطورات السياسية المتلاحقة في البلاد وآخرها إطلاق الجيش التركي عملية غصن الزيتون ضد الوحدات الكردية في سوريا يواصل أردوغان حملته الانتخابية المبكرة وبقوة تحضيراً للانتخابات المقبلة عبر الانتقال يومياً من محافظة إلى أخرى.
وبعيداً عن الملفات السياسية والداخلية المتلاحقة والتي يتناولها في جميع خطاباته التي تستمر لأكثر من ساعة بالمتوسط، هناك عدد من المحاور الثابتة في كل خطابات الرئيس التركي وهي بالعادة محاور جانبية لا يتم ترجمتها والتركيز عليها في الأخبار اليومية.

شعار «رابعة تركيا»

عقب الانقلاب العسكري في مصر والإطاحة بالرئيس محمد مرسي رفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ما عرف حينها بـ«شعار رابعة»، ولكن عقب أسابيع استمر أردوغان باستخدام الشعار الذي لاقى انتشاراً واسعاً معتبراً أنه بات يقصد فيه «رابعة تركيا».
ويقول أردوغان إن «رابعة تركيا»، تتمثل في الثوابت الأربعة الأولى بالنسبة له ولحزبه وللشعب التركي والمتمثلة في «شعب واحد، وطن واحد، علم واحد، دولة واحدة»، مفسراً ذلك بالقول: «شعب واحد بما فيه من قوميات تركية وكردية وعربية وآذرية وقرغزية وو»، مضيفاً: «وطن واحد لن يُقسم أبداً ولن ينقص شبراً واحداً»، و»وعلم واحد بلونه المرصع بلون دم الشهداء».
وفي كل خطاب يطلب من الجماهير ترديد شعار ثابت معه، يقول فيه: «سنكون واحد، سنكون عظماء، سنعيش سوياً، سنكون إخوة، وسنكون جميعاً تركيا، ليس لدينا خيار آخر». ولا ينسى أيضاً ترديد العبارة الأشهر في مسيرة الحزب الحاكم «لا توقف، سوف نستمر في ذات الطريق».

أغنية «سرناً سوياً في هذا الطريق»

خلال السنوات الأخيرة، لا يُذكر أن الرئيس التركي ختم خطاباً جماهيرياً له دون الطلب من أنصاره ترديد إحدى أشهر الأغاني التي تبناها أردوغان في مسيرته بحزب العدالة والتنمية الحاكم.
وتقول كلمات الأغنية: «سرنا سوياً في هذا الطريق، ابتللنا من المطر الغزير ونحن نسير سوياً جنباً إلى جنب، جميع الأغاني التي سمعتها حتى الآن تذكرني بكم»، وكعادته يختم الأغنية بإعادة الجملة الأخيرة ونسبها إلى المحافظة التي يخطب بها بالقول على سبيل المثال «كل شيء يذكرني بإسطنبول»، ويختم أخيراً «كل شيء يذكرني بتركيا»، وهي الأغنية التي تثير حماساً واسعاً لدى أنصاره.

شعر محمد عاطف

يُرجح البعض أن أردوغان يحفظ عن ظهر قلب جميع أشعار شاعر الاستقلال التركي «محمد عاطف أرصوي»، فهو المرجع الأساسي للرئيس التركي للتأكيد على أي قضية أو مدحها أو ذمها، فلا يتردد بترديد أبيات طويلة من أشعار محمد عاطف الذي يحظى بمكانة واسعة في الشارع التركي.
ومحمد عاكف يسمى أيضاً «شاعر الإسلام والأمل»، حيث اعتمد شعره ليكون نشيد الاستقلال التركي «النشيط الوطني» عام 1920، ويركز أردوغان بالعادة على أشعاره المتعلقة بضرورة الوقوف إلى جانب المظلومين وعدم السكوت أمام الظلم، وملاحم الجيش التركي والعثماني.
وإلى جانب شعر محمد عاكف، يردد أردوغان كلمات من الأغنية الشعبية أو التراثية الأشهر الخاصة بكل محافظة، وعادة ما تكون أغنية تتحدث عن تاريخ المحافظة ومناقبها وبطولاتها سواء في حرب الاستقلال أو منذ زمن الدولة العثمانية، وهو ما يثير حماساً كبيراً لدى سكان المحافظة، وتُشعر بالفخر والغرور.

أرقام وإحصائيات

يسرد أردوغان في كل خطاب إجمالي ما قامت به حكومة العدالة والتنمية منذ وصول الحزب إلى الحكم عام 2003 وحتى اليوم في المحافظة التي يخطب فيها، حيث يكون فريق الرئاسة والمستشارون قد أعدوا له إحصائيات شاملة ودقيقة عن طول الطرق التي جرى شقها وعدد الجامعات والمدارس والمستشفيات التي تم بناءها وجميع إنجازات الحكومة في هذه المحافظة.
وإلى جانب ذلك، يُحضر لكل خطاب وعوداً جديدة لهذه المحافظات بتطويرها ويعلن عادة عن بناء مطار أو مستشفى ضخم أو قطار أو خط مترو في المحافظة التي يتحدث فيها، وقبل أيام قال في أحد خطاباته لسكان المدينة، «أعدكم ببناء مطار يتم إنجازه في وقت قصير تحط به طائرتي عندما أصل في الحملة الانتخابية لانتخابات 2019 وإذا لم تهبط طائرتي به لا تنتخبوني».

ما لا يُترجم من خطاب أردوغان الجماهيري اليومي… شعار «رابعة تركيا» وأغنية «سرنا سوياً» وشعر «محمد عاطف»
استعداداته لانتخابات 2019 تتواصل بقوة رغم عملية عفرين والتطورات السياسية المتلاحقة
إسماعيل جمال

استمارات دعم الترشح من أعضاء في البرلمان جاهزة لمن يرغب… وفاسدون أفلتوا من العقاب بألاعيب محامين يتصدرون المشهد

Posted: 29 Jan 2018 02:25 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: نستطيع القول الآن أن هوجة الاهتمام بانتخابات رئاسة الجمهورية قد انتهت، ولم تعد الغالبية تواصل متابعتها، كما كان في الأيام الماضية، عندما كانت الأخبار تتوالى عن المرشحين المنافسين للسيسي، خاصة رئيس حزب الوفد، بعد أن أصبح في حكم المؤكد أن السيسي سيخوضها منفردا ـ ما لم تحدث مفاجأة ـ بنص الدستور ويكفيه حضور 5٪ من المقيدين في جداول الناخبين، وعددهم ستون مليونا، أي يحتاج إلى ثلاثة ملايين صوت، وهو يضمن الحصول على أضعاف هذا الرقم، بسبب وجود تيار واسع من المؤيدين للإدلاء بأصواتهم له، لإظهار ما يتمتع به من شعبية أمام العالم.
واهتمت الصحف المصرية الصادرة أمس الاثنين 29 يناير/كانون الثاني بوجود السيسي في أديس أبابا، لحضور القمة الإفريقية لمكافحة الفساد، ولقاءاته مع الرئيس السوداني عمر البشير لتسوية الخلافات بين البلدين، ومع رئيس وزراء إثيوبيا لبحث آخر ما تم التوصل إليه في سد النهضة. ومن الأخبار الأخرى التي اهتمت بها الصحافة المصرية قضية الاعتداء الذي تعرض له المستشار هشام جنينة، وعدم تصديق الغالبية وجود خطة حكومية لاختطافه. وموافقة مجلس النواب على قانون الإفلاس للتقليل من حالات اللجوء للقضاء ضد من يعجزون عن دفع مستحقاتهم وتسويتها وديا. وقرار الحكومة رفع أسعار تذاكر القطارات والكهرباء في يونيو/حزيران المقبل، أي بعد انتهاء انتخابات الرئاسة. ونشاطات معرض القاهرة الدولي التاسع والعشرين للكتاب، والمعروف أن أول دورة له كانت عام 1968، رغم أن مصر كانت أراضيها في سيناء محتلة من جانب إسرائيل، ومع ذلك لم تتوقف عن مواصلة تنفيذ مشروعاتها، مثلما حدث عندما افتتح عبد الناصر في العام نفسه الكاتدرائية القبطية المرقسية في العباسية، التي بنيت بأموال الدولة اييه اييه أيام وذكريات. وإلى بعض مما عندنا…

منافسو الرئيس

وإلى الانتخابات وما حدث مع من أعلنوا نيتهم الترشح مثل الفريق سامي عنان الذي قال عنه ياسر رزق رئيس مجلس إدارة مؤسسة اخبار اليوم، والمقرب جدا من الرئيس السيسي في «الأخبار»: «الفريق سامي عنان أبدي نيته خوض انتخابات الرئاسة عام 2012 لكن المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة المشير حسين طنطاوي اتخذ قراره بعدم السماح، لأي عضو من أعضائه بالترشح لهذه الانتخابات. وفي مطلع عام 2014 عبّر عن رغبته في خوض انتخابات الرئاسة، وفاتحني شخصيا كما فاتح غيري بتلك الرغبة، وصارحته يومها بأن الحالة الشعبية لا تؤدي به إلي الوصول إلى ما يشتهي، وأن الفوز بالقطع لن يكون من نصيبه وإنما هو محتوم للفريق أول عبدالفتاح السيسي، إذا استجاب لنداء الترشح. وبعدها بأيام اتصل بي نجله الدكتور سمير عنان طالبا مني الحضور إلى منزل والده مع شخصيات أخرى لإقناعه بالتراجع عن رغبته، وأدركت أن تلك الدعوة هي مظلة أو غطاء لإعلان قرار عنان بعدم الترشح. ولبيّت الدعوة وجري اللقاء واعتذرت عن عدم حضور المؤتمر الصحافي الذي كان مقررا أن يعلن فيه القرار. منذ ذلك التاريخ أي خلال السنوات الأربع الماضية كان يمكن للفريق سامي عنان، وهو رئيس أسبق لأركان حرب القوات المسلحة، ونائب لرئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة في أعقاب ثورة يناير/كانون الثاني أن يتقدم باستقالته من القوات المسلحة كضابط برتبة فريق مستدعى للخدمة، وأن يتحول إلى شخصية مدنية يحق لها الترشح وخوض الانتخابات، خاصة أن رغبته في الوصول إلى مقعد الرئيس لم تفتر ـ كما هو واضح ـ منذ عام 2012 وحتى الآن. كان الفريق عنان يستطيع لو اتبع الإجراءات القانونية المتبعة داخل القوات المسلحة، التي يعلمها بالقطع، أن يجنب نفسه الوقوف متهما أمام القضاء العسكري، لاسيما أنه من العارفين بطبيعة وتقاليد المؤسسة العريقة التي ينتمي إليها، والتي ليس في قاموسها مفردات مواءمة وخواطر، وأنه يعلم يقينا أن سيف قوانينها بتار لا يفرق بين المخالفين، سواء كان بدرجة جندي أو يحمل أعلى رتبة، بل إنه لابد يذكر أن الفريق سعد الشاذلي وهو من أبرز أبطال حرب أكتوبر/تشرين الأول لم تشفع له بطولته مخالفته القانون بإفشاء أسرار عسكرية في كتاب، وقضى عقوبة السجن 3 سنوات بعد عودته من الخارج».

قبل فوات الأوان

أما في «الوفد» فقد طالب عباس الطرابيلي بتعديل القوانين العسكرية للسماح لعنان بالترشح لو اقتضي الأمر مد موعد انتهاء التقدم بالطلبات وقال: «أقصد بمن يمكن أن ينالهم العفو السياسي هؤلاء الذين تختلف رؤاهم السياسية عن رؤية معظم المصريين، وهم بالذات من سبق أن أعلنوا عن رغبتهم في الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، من أمثال الفريق أحمد شفيق والفريق سامي عنان وأيضاً المحامي خالد علي، وأن تسقط عنهم أي اتهامات أو شبهة اتهامات حتى لا تطاردهم القوانين واللوائح البالية، التي تعوق أو تعرقل أو تمنع ترشحهم. على أن ندع للأمة نفسها فرصة اتخاذ قرارها تجاه من يقرر الترشح، أي يكون القرار هو قرار الأمة وحدها، ويكون قرارها نافذاً حتى لا يتحول هؤلاء إلى شهداء، ولو من طريق آخر هو الاضطهاد، ولماذا ـ مثلاً ـ لا نعدل بعض القوانين العسكرية التي تمنع ترشح أفراد القوات المسلحة لأي انتخابات، وأن نكتفي مثلا بتقديم العسكري الراغب في الترشح باستقالته وتقبل الاستقالة بمجرد تقديمها، لأن الاستقالة تعني عدم الرغبة في استمراره على رأس عمله، وبذلك لا نحرم أي راغب في العمل العام من حقه في المساهمة العامة لمصلحة الوطن، ودعوا الأمر كله للشعب. ونحن بذلك القرار ـ الذي يملك الرئيس السيسي وحده ـ حق إصداره نوسع من دائرة وعدد المرشحين، أو من يرغبون في الترشح. أقول ذلك حتى لو اقتضي الأمر مد أجل أو مدة الترشح، فالهدف هو المصلحة العامة. ثم أليس ذلك أفضل من كل ما يقال ـ ومعظم ما يقال غير صحيح ـ من أن يتردد داخليا وخارجياً أن الدولة لا ترغب في ترشح هذا أو ذاك. تنطلق الشائعات وكل ألسنة من يحاولون هدم الدولة المصرية، ومصر في غنى عن كل هذه الشائعات، وأن يقال بأن مصر تعفو عن أبنائها ـ غير الملطخة أياديهم بالدماء ـ خير ألف مرة من أن نترك الأمر للإعلام المغرض داخليًا وخارجيًا لكي يستمر في نهش اللحم المصري، حتى إن كان على خطأ وهو كذلك بالقطع، وقتها سنجد أمامنا العديد من المرشحين ـ من كل الاتجاهات التي تعمل تحت مظلة القوانين والأخلاق الشعبية الأصيلة لشعب مصر. يا ريت تفكروا قبل أن يفوت الأوان».

فوز الـ99٪

وفي «المصري اليوم» قال سليمان جودة تحت عنوان «الدولة تتسول مرشحا»: «الآن والآن فقط تدرك الدولة أنها أخطأت خطأ العُمر، عندما دفعت بالفريق أحمد شفيق خارج سباق الرئاسة. كان الرجل منذ البداية قادراً على إدارة معركة انتخابية محترمة، وكان قادراً على أن يحصد عدداً مُعتبراً من الأصوات، ولم يكن في الوقت نفسه سيهدد فرصة الرئيس في الفوز في شيء، ولا تقولوا من فضلكم أن الرجل فكر مع نفسه بهدوء، وإنه هو الذي ابتعد أو إنه هو الذي فضّل أن يكون خارج السباق، لا تقولوا هذا أبداً لا تقولوه لأن أحداً لا يصدقه، ولأن القول به ينطوى على إهانة لعقل كل مصري، ويحمل استهانة بكل مواطن يراقب الحال من بعيد ويفهم تماماً ماذا يجري حتى إن التزم الصمت ولم يتكلم، وكان الرئيس سيفوز ولم يكن شفيق سيهدد فوزه في شيء، لكن المشكلة أن في الدولة مَنْ لا يزال يريد فوزاً بنسبة تصل إلى 99٪ بدون أن يفهم أن هذه نسبة فات زمانها، ولم تعد ممكنة ولا مقبولة ولا حتى مُستساغة، ليس سراً أن فوز الرئيس أو أي مرشح آخر في المستقبل بنسبة كهذه أو بنسبة قريبة منها سوف يظل مسألة مضحكة، وسوف يكون باباً من أبواب التندر وإطلاق النكات بين الناس. ولابد أن الفريق شفيق يتابع المشهد الانتخابي الآن وهو يضحك ملء فمه، يتابعه ولسان حاله يقول إن دولة بوزن مصر وبتاريخها كانت ولا تزال في غنى عن كل هذا العك».

لا تستخفوا بالشباب

أما في «الشروق» فكتب رئيس تحريرها عماد الدين حسين قائلا: «في اليوم التالي لإبعاد سامي عنان عن الترشح لانتخابات الرئاسة والتحفظ عليه، ذهب بعض الشباب الذين حرروا توكيلات للمحامي الحقوقي خالد علي إلى مقر حملته، وطلبوا استعادة توكيلاتهم. بعض القائمين على الحملة سألوهم عن السر وراء هذا الطلب الغريب؟ الشباب أجابوا بأن أسرهم أصيبت بالقلق والهلع والرعب من التطورات الأخيرة، وخافوا كثيرا على أولادهم، وطالبوهم بسرعة التوجه إلى مقر الحملة وإلغاء توكيلاتهم، حتى لا تتعرض حياتهم لأي مكروه. هذه الرواية سمعتها من أحد كبار الداعمين لحملة خالد علي مساء يوم الأربعاء الماضي، حينما قابلته صدفة في استوديو قناة فضائية قبل يوم من إعلان خالد علي انسحابه رسميا من السباق الانتخابي. وفي تقديري أن هذه الحكاية هي أخطر التداعيات التي صاحبت التطورات الأخيرة. هؤلاء الشباب الذين ذهبوا لاسترداد توكيلاتهم كانت أعمارهم فوق العاشرة بقليل، حينما قامت ثورة 25 يناير/كانون الثاني، وحينما يذهبون إلى مكاتب الشهر العقاري لعمل توكيلات لأي مرشح، فالمعنى الحقيقي أنه لا يزال هناك بعض الأمل، في عدم هجران الشباب ــ أو حتى بعضهم ــ للمشاركة السياسية. وحينما يذهب هؤلاء ويشاركون ثم يصابون بهذه الصدمة، ويقررون استرداد توكيلاتهم فذلك ثمن فادح، سوف يدفعه المجتمع بأكمله إن آجلا أو عاجلا للأسف الشديد. هذا الشباب استجاب لما يطلبه منهم المسؤولون طوال الوقت، بالمشاركة في العملية السياسية الرسمية والطبيعية. لم يتظاهروا في الشوارع ــ حتى ولو سلما ــ ولم ينضموا لتنظيمات متطرفة، ولم يحملوا السلاح، ولم يتحولوا إلى إرهابيين كما فعل غيرهم. وأغلب الظن أن غالبية هؤلاء الشباب أولاد الطبقة المتوسطة القريبة من يسار الوسط الديمقراطي ويعادون فطريا التنظيمات الظلامية المتطرفة. هم يريدون حياة سياسية طبيعية، فيها تعددية وتنوع واختلاف، في إطار القانون والدستور والدولة المدنية. إقدام هؤلاء على الانسحاب ومحاولة استرداد توكيلاتهم لهما تداعيات خطيرة للغاية. هناك احتمالات كثيرة لهم، إما أن ينضموا إلى حزب الكنبة، «ويشتروا دماغهم أو يكبروها»، وهناك احتمال أن يكفروا بالعملية السياسية برمتها، واحتمال أسوأ أن يتطرفوا بعد أن سلكوا الطريق المشروع والقانوني وانصدموا صدمة كبيرة. مرة أخرى لا أتحدث عن القانون والدستور، بل عن المواءمة والإدارة الرشيدة، وكيفية جذب الجميع أو الغالبية للعملية السياسية بكل الطرق المشروعة».

إسعافات أولية

الرسام إسلام في «الوطن» رأى شخصا مصابا بضربات بعد أن تقدم لانتخابات الرئاسة، فأسرع لتقديم حقيبة إسعافات أولية لصديقه قائلا له : «دول شوية مسكنات ومضادات حيوية للجروح والكدمات مش بتقول عايز تشتغل في السياسة».

ماذا بعد الاحتقان؟

«يجب أن نعترف، كما يقول عبد الناصر سلامة في «المصري اليوم»، بأن الشارع في مجمله يعيش حالة من التوجس، حالة من الترقب، حالة من الوجوم، حالة من القلق، حالة من الحزن، ربما حالة من الغضب، حالة من الخوف، الخوف من المستقبل، وعلى المستقبل، هو الاحتقان في أوج صوره، يجب ألا تتطور هذه الحالة إلى ما هو أبعد من ذلك، بل يجب ألا تستمر بوضعها الراهن أكثر من ذلك. ربما روشتة الطبيب الآن كافية للسيطرة على الوضع، حتى لو استدعى الأمر ما هو أكثر من الروشتة، قد يتطلب عوامل مساعدة من العلاج الطبيعي، أو حتى الحجامة، ما زلنا في مرحلة التحكم وإمكانية الاحتواء، الأمر لم يخرج عن السيطرة، يجب تداركه، ولِمَ لا؟ من أجل الجميع، ولصالح الجميع. إذا تخيلنا أننا أمام مباراة، فيها الغالب والمغلوب، فهو تخيُّل خطأ، إذا تصورنا أننا أمام صراع ينتهي بمجرد رفع يد الفائز، أيضاً هو تصور خاطئ، نحن نتحدث عن دولة، بل أُمّة، أكثر من مائة مليون نفس بشرية، نتحدث عن مستقبلهم، عن أرواحهم، عن مستقبل أبنائهم وذرياتهم من بعدهم، يجب ألا يكون أمر كل هؤلاء رهناً بأشخاص، أو بتصفية حسابات، الأمر يحتاج إلى حكمة، إلى كياسة، إلى إيثار، والأهم من ذلك يحتاج إلى ضبط النفس، السيطرة على الهواجس، باختصار: الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم. لماذا يغضب البعض حين يسمع تعبير: حق المواطنة، أو جميعنا مواطنون، متساوون في الحقوق والواجبات، أو حتى تعبير حقوق الإنسان، أو حق إبداء الرأي، أو حق الاحتجاج، أو حق التظاهر السلمي، أو حتى حق الترشح، لماذا يغضب البعض حين يسمع تعبير السلام الاجتماعي، أو المصالحة المجتمعية، أو الحوار المجتمعي؟ لماذا يغضب البعض حين سماع مصطلحات الحرية والديمقراطية والكرامة الوطنية؟ لماذا يغضب البعض حين يسمع تعبير عفا الله عما سلف، أو بدء مرحلة جديدة من المصارحة والمكاشفة؟ لماذا يغضب البعض حين يسمع من يطالب بالكف عن بناء المزيد من السجون والمعتقلات؟ أعتقد أن المرحلة المقبلة من حُكم الوطن يجب أن تتوقف أمام هذه الحالة قبل أي شىء آخر، حالة البَشَر قبل حالة الحَجَر، حالة بناء الإنسان قبل أي بناء إسمنتي آخر، يجب أن تسعى إلى إزالة حالة الاحتقان، إلى تحقيق المصالحة من كل جوانبها، إلى الإيمان بالمشاركة، بالشورى، بالحوار، يجب ألا نضيق ذرعاً بالنصيحة، حتى لو كانت مؤلمة، دائما كلمة الحق كذلك، خاصة إذا تم توجيهها لمن هم في حاجة إليها بالفعل. مصر أيها السادة تستحق أكثر من ذلك، مصر تستحق انتخابات رئاسية حقيقية، تستحق برلماناً قوياً، تستحق حكومة أكثر فاعلية، تستحق مجالس محلية معبرة عن إرادة المواطنين، تستحق إعلاماً صادقاً، تستحق سياسة خارجية أكثر ذكاءً، سياسة أمنية أكثر نضجاً، تستحق منظومة تعليمية أكثر تقدماً، منظومة صحية أكثر رقياً، منظومة خدمية متطورة، السؤال هو: وما الذي يمنع كل ذلك؟، أعتقد أن الإجابة عن هذا السؤال يمكن أن توفر طاقات كبيرة من الجهد والوقت، فقط يجب أن نعترف بموطن الداء. موطن الداء هو ذلك الاشتباك الحاصل طوال الوقت بدون جدوى، هو ذلك التصنيف الحاصل لكل أفراد المجتمع بدون مبرر، هو الإصرار على الاستعانة بأهل الثقة على حساب أهل الخبرة، هو اعتقاد البعض الفهم والخبرة في كل شيء وأي شيء، هو الاستهتار بالدستور والافتئات على القانون، هو الانتقام والغل وعدم الصفح أو العفو.. باختصار: موطن الداء هو عدم الاعتداد بذلك الاحتقان الحاصل في المجتمع، الضرب عرض الحائط بمشاعر الناس، بآهاتهم، بأوجاعهم، بملاحظاتهم وانتقاداتهم، هي القنبلة الموقوتة التي يجب أن نحسب لها ألف حساب».

الاهتمام بالشكل لا المضمون

وإلى المشكلة التي تسبب بها النظام لرئيس حزب الوفد السيد البدوي الذي طلب منه الترشح لمنافسة الرئيس السيسي، ليعطي للانتخابات ثقلا، فقبل رغم أن الهيئة العليا للحزب برئاسته كانت قد أصدرت بيانا بتأييد الرئيس وحكاية الضغط عليه قال بها رجل الأعمال وصاحب جريدة «المصري اليوم» صلاح دياب في عموده اليومي «وجدتها» الذي يوقعه باسم نيوتن: «جنوب إفريقيا توصف بأنها الدولة الإفريقية الأشهر المستقرة سياسيا، التي تمارس الديمقراطية. عانت لمدة نصف قرن تقريبا من سياسة الفصل العنصري «الأبارتيد». في أول انتخابات متعددة الأعراق عام 1994، حصل حزب «المؤتمر الوطني الإفريقي» الذي كان يترأسه نيلسون مانديلا على 62.6 ٪. كان فوزا ساحقا، فازت الأحزاب الأخرى بما تبقى. في النظام البرلماني، البرلمان هو الذي يختار الرئيس، لم يتقدم للبرلمان مرشح آخر للرئاسة سوى مانديلا. لماذا نلجأ للتلفيق؟ نقصي هذا، نُبعد ذاك، ثم نفتعل مرشحا. السيسي لديه رصيد يتمثل في 4 سنوات من الإنجازات. من الممكن أن نختلف على هذه الإنجازات. هذا حقنا. إذا كان من إنجازاته أنه أنقذ مصر من الإخوان المسلمين، قد نختلف على ذلك، بعض الناس قد يأخذون عليه أنه لم يتعرض للسلفيين. آخرون يرون أن إنجازه الأول في أنه لم يورط مصر في أي حرب حولنا، سواء في ليبيا أو سوريا أو اليمن. آخرون قد يرون ذلك تقاعسا. إنجازات السيسي موجودة على الأرض شاء من شاء وأبى من أبى. الخلاف عليها وارد، لكنه لا ينفيها. قضى الرجل 4 سنوات من الإنجازات.. أمامه 4 سنوات أخرى تعد بما هو أحسن منها. من الممكن أن نتحدث عن السنوات الأربع المقبلة، بعض المرشحين مثل عنان وغيره، لست معهم أو ضدهم، جاءوا ينتقدون أمورا تمت.. أمورا قائمة، لم يتحدثوا عن المستقبل وكيف نحققه، لم يطرحوا برنامجا. لماذا ندفع مرشحا مثل خالد علي للانسحاب؟ لأننا أصبحنا نخاطب الشكل. عندما انسحب ضرب هذا الشكل، انتهينا بالإساءة لشكل الانتخابات كلها. هذا يدفعنا لتلفيق مرشحين، نســـتدعي الســـيد البدوي غصــبا ليكــون محللا! رجل يعمل في القطاع الخاص مصالحه متشابكة له خلافات مع آخرين في المصالح أدت إلى قضايا، هل سنتغاضى عن هذا على حساب القانون ولحساب الشكل؟ رأيي أنه لا غضاضة في أن يخوض السيسي الانتخابات وحده كل هذه الحــــساسيات ربما جاءت ممن حول السيسي، هم معذورون فهم يقدمون النصيحة بما يملكونه هم، ليس وفقا لما يملكه السيسي لذلك جاءت النصائح بما يخص الشكل وابتعدت عن المضمون».

الظرف التاريخي الصعب

لكن رئيس تحرير «الوفد» وجدي زين الدين كتب مقالا عنوانه «الوفد والشرعية الشعبية والانتخابات الرئاسية» شن فيه هجوما عنيفا ضد أنظمة عبد الناصر والسادات ومبارك، بأنها ألغت الأحزاب السياسية ثم أضعفتها بعد عودتها في عهد السادات، ولم يقدم تفسيرا معقولا لتقدم السيد البدوي للمنافسة، رغم وجود قرار من الحزب بتأييد السيسي غير أن يقول: «الوفد من منطلق ثوابته الوطنية ودوره التاريخي وقيادته الرشيدة الحالية، التي تؤرقها وتشغل بالها محنة الوطن التي يتعرض لها من مؤامرات تهدف إلى إسقاط الدولة، وإشاعة الفوضى والاضطراب في البلاد، ومن إيمان الوفد بالشرعية الشعبية والتفاف جميع المصريين بكل طوائفهم ومذاهبهم السياسية صفًا واحدًا خلف الرئيس حتى يستعيد الوطن عافيته ويعبر من عنق الزجاجة الذي يمر به، جاء قرار هيئته العليا يوم (السبت) الماضي بتجديد التأييد للرئيس السيسي، ولا أعتقد أبدًا أن مصريًا واحدًا يمانع في المشاركة في هذا الظرف التاريخي الصعب بالتكاتف والتلاحم لمواجهة الخطر الذي يهدد أمن وسلامة مصر، وهذا ليس جديدا على المصريين، ومن بينهم أبناء حزب الوفد، ويوم دعاهم الوطن لنصرته وإنقاذه من جماعة الإخوان الإرهابية في 30 يونيو/حزيران لبوا النداء، والآن الوطن ينادي المصريين جميعًا بالوقوف إلى جوار الرئيس بالنزول إلى صناديق الانتخابات باعتبارها الوسيلة الوحيدة للتعبير عن الإرادة الشعبية المصرية».

مرشح اللحظة الأخيرة!

وأخيرا إلى «المصريون» ومقال رئيس تحريرها جمال سلطان ومما جاء فيه: «قبل غلق باب الترشح بسبع دقائق فقط وصل مرشح «اللحظة الأخيرة» إلى الهيئة الوطنية للانتخابات لكي يقدم أوراق ترشيحه، حسب ما أعلنت الهيئة، وقدم المهندس موسى مصطفي موسى سبعة وعشرين استمارة دعم من أعضاء في البرلمان، رغم أن الحزب الذي يرأسه وهو حزب الغد لا يوجد له عضو واحد في البرلمان، وكان الدكتور محمد أبو شقة المتحدث باسم حملة الرئيس السيسي الانتخابية، قد أعلن عبر الفضائيات قبلها بيوم واحد أن استمارات دعم الترشح من أعضاء في البرلمان جاهزة لمن يرغب، وكأنه معرض لمنتجات الجمعيات الخيرية توزع بالمجان على الفقراء والمحتاجين، وهي إهانة تصل إلى حد الاحتقار للبرلمان وأعضائه ودوره، ولم يجد المتحدث أي حرج في أن يتولى دعم منافس للمرشح الذي يتحدث باسمه، وهذا من توابع الحالة الكوميدية التي نعيشها في مصر هذه الأيام. وقائع الأسابيع الأخيرة، وربما الأسبوع الأخير وحده، كشفت ـ في ما كشفت ـ أنه لا يوجد عقل سياسي يدير المشهد السياسي في مصر أو مؤسساتها الرفيعة بما فيها مؤسسة الرئاسة، حتى أن عملية الانتخابات وإنقاذها كانت موكولة إلى بعض «المتطوعين» من الإعلاميين الموالين للسلطة وصغار رجال الأمن في بعض الأجهزة، قاموا بعملية التنسيق والاتصال والمفاوضات مع بعض الشخصيات من أجل الدفع بهم لاستكمال «مسرحية» الانتخابات، والحقيقة أن هذه الأجواء ربما تكشف لنا كيف تدار شؤون الدولة السياسية بشكل عام، وهو أمر مفزع فعلا، لأنك لا تواجه أي قواعد مفهومة أو هياكل دستورية، وإنما تتعامل مع حالة أقرب للفوضى والاستهتار الذي لا يمكن تصوره في إدارة «دولة» بما هي «دولة»، بالإضافة إلى انعكاسات ذلك على ثقة المستثمرين المحليين أو الأجانب بالثبات القانوني والشفافية في أجهزة الدولة ومؤسساتها، وهو أمر مدمر لأي خطط للتنمية. في اعتقادي أن «المتطوعين» أساءوا للسيسي وهم يتصورون أنهم يساعدونه أو يجملون المشهد له، قضي الأمر، وستدخل مصر في مرحلة ولاية جديدة للرئيس عبد الفتاح السيسي، وبالطريقة التي تم إخراجها به، من البديهي أنها ستكون مشحونة بالغضب والتوتر وفقدان الثقة في كل الاتجاهات، وقد ينعكس ذلك كله على حالة البلد والشارع والاضطراب فيه، إن لم تفاجئنا العناية الإلهية بقناعات جديدة للسيسي يفتح فيها الفضاء العام ويرفع الحظر عن نشاط الأحزاب والقيود عن وسائل الإعلام ويوقف ملاحقة منظمات المجتمع المدني ويفرغ السجون المكدسة من آلاف المعتقلين في تسويات سياسية ويدعوا لانتخابات برلمانية جديدة حرة وشفافة ويترك المجتمع يتنفس سياسيا بشكل طبيعي، لأنه بدون تلك الحزمة من الإجراءات الضرورية، فإن مصر ستكون في خطر حقيقي، والدولة ستكون في حال من الضعف والقلق والارتباك، كما أن «شرخ» الشرعية سيتسع خارجيا وداخليا، وسيجعل القيادة السياسية أكثر ضعفا وأكثر عرضة للابتزاز الذي عانت من بعضه في فترة ولايته الأولى».

معارك وردود

وإلى المعارك والردود وأولها في «الجمهورية» لمحمد الفوال تحت عنوان «كلام واضح وانذار لحلف الفساد»: «أثار الرئيس السيسي في قلوبنا الطمأنينة عندما أكد أن أي فاسد لن يجلس على كرسي الرئاسة. وكلام الرئيس كان قاطعاً وواضحاً وصريحاً لا لبس فيه وغير قابل للتأويل، وبالفعل من غير المقبول أن نجد في أي يوم أو مرحلة أي شخص فاسد أو متهم بالفساد وسرقة المال العام ونهب الثروات والمشاركة في إفساد الذمم والأخلاق يجلس على كرسي الرئاسة. للأسف كثير من الفاسدين في الأربعين سنة الماضية أفلتوا من العقاب والحساب بألاعيب المحامين وبثغرات قانونية وأنفقوا أموالاً هائلة للحصول على البراءة، ودفعوا الملاليم للإفلات من قفص الاتهام بالتصالح واحتفظوا بالمليارات في حسابات سرية في الخارج وعادوا للجلوس في صدر المشهد والظهور على شاشات الفضائيات وصورهم تملأ الصحف، ويتحدثون ببجاحة وبكل صراحة ووقاحة أحياناً عن قضايا الشرف والنزاهة وهم أول من داسوا عليها بأحذيتهم عندما كانت الأمور بأيديهم».

هشام جنينة

وإلى معركة حقيقية بالضرب والمطاوي تعرض لها المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق، وتحقق فيها النيابة الآن، التي أفرجت عن جنينة وأمرت بحبس الشبان الثلاثة وعن هذه الحادثة قال في «الأهرام» ماهر مقلد: «ما حدث مع المستشار هشام جنينة شيء لا يصدق، ومع كل الرغبة في تصديق أي رواية تثبت أن الحادث قضاء وقدر إلا أن العقل يقول من الذي يقبل أن يتبنى رد فعل مواطن يحمل «السكين والسنجة»؟ ويبادر بالاعتداء بهما على غيره مهما تكن حدة التصادم المروري في شوارع القاهرة، خاصة شوارع مدينة القاهرة الجديدة، التي يقطن فيها الكبار من رجالات الدولة. سنذهب بعيدا ونتخيل سيناريو التصادم المروري هل يكون رد الفعل الطبيعي الضرب المفضي إلى الموت بلا هوادة، وتبني منطق من أفرط في استخدام العنف والقسوة وتبرير ما يحدث بأنه دفاع عن النفس، بسبب مشاجرة. والمفارقة في كل هذا أن يواجه المستشار هشام جنينة كل هذا في وقت حساس جدا وملتبس في هذه الواقعة. ننتظر تحقيقات النيابة العامة وكلمة القضاء الذي يحكم بالحق والحقيقة، ويعطي كل ذي حق حقه والقضاء ظل الله في الأرض وهو وحده الذي يقف أمامه الجاني والمجني عليه، وبإلهام من ضمير أقسم بحكم العدل وتطبيق القانون يصدر الأحكام الرادعة في حق كل من يتجاوز في مثل هذه الحالات، الضمير المهني يجب أن ينتصر، وهي رسالة للإعلام الذي قد يحاسب جنينة على موقف سياسي وهو تصرف يبتعد عن مواثيق الإعلام والشرف المهني وتظهر البعض في صورة لا تتناسب وخبرة السنين واحترام شرف الكلمة».

طه حسين

وأخيرا إلى الحكايات والروايات حيث أمتعنا في «الأهرام» نبيل سيف بنشر نصوص رسائل القراء إلى عميد الأدب العربي المرحوم طه حسين بمناسبة مرور خمسة وأربعين عاما على وفاته في عام 1973 والذي يتربط اسمه في الأذهان والعقول ببدء مجانية التعليم في مصر بدعم من حزب الوفد، ومقولته الشهيرة عن مقاومة الفقر والجهل والمرض. وأبرز ما جاء في التحقيق المتميز: «في رسالة غير مؤرخة يكتب إليه رمزي غالب بخط يده موقعا باسم ابنك المخلص، يعرض فيها التبرع بإحدى عينيه هدية لطه حسين كي يبصر بها قائلا: السيد الفاضل أبي الدكتور طه حسين.. بعد التحية أبي علمت من أحد أصدقائي أن الاطباء يمكنهم أن يجعلوك تبصر وتتمتع بنعمة الإبصار لو تطوع أحد بعينيه لك، وأنا يا سيدي الفاضل أهديك عيني من غير مقابل، فقط أن ترى نعمة الله وأن تشاركني سعادتي في هذه الحياة. أنا مستعد في أي وقت أن أذهب معك للطبيب لإجراء العملية ولن تهمني آلام العملية بقدر ما يهمني أن يتمجد اسم الله الحي وترى نعمته. عنواني رمزي راغب عبد الملك 4 شارع غرب الشريط بجنينة السادات بفم الخليج قسم مصر القديمة، وإنني منتظر اليوم الذي تحدده. وختاما أهديك سلامي. ابنك المخلص سيسيل خليل خليل العنوان 9 شارع وقف الخربوطلي في الظاهر مصر.

استمارات دعم الترشح من أعضاء في البرلمان جاهزة لمن يرغب… وفاسدون أفلتوا من العقاب بألاعيب محامين يتصدرون المشهد

حسنين كروم

«سوتشي»… «لعبة مؤتمر» لمصادرة الواجهة السياسية للشعب السوري

Posted: 29 Jan 2018 02:25 PM PST

دمشق – «القدس العربي»: عقدت الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر «الحوار الوطني» في مدينة سوتشي السورية، الذي تسعى موسكو من خلاله لسحب الشرعية الدولية من مسار جنيف، عبر حضور وفد الأمم المتحدة برئاسة المبعوث الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، وتمثيل من «معارضة الداخل» المرضي عنها من قبل النظام السوري، للخروج بآلية جديدة تلتف بها على قرارات الشرعية الدولية، في وقت رسخت فيه كل من حكومة موسكو والنظام السوري فشل محادثات السلام في مسار جنيف.
المعارضة السورية ترى في «سوتشي» محاولة لمصادرة الواجهة السياسية للثورة والشعب السوري، عبر «لعبة مؤتمر» يصدر في ختامه بيان يتبنى من قبل دولة كبرى كروسيا ثم يقدم إلى مجلس الأمن لإصدار قرار دولي، بما في ذلك من التفاف دولي واضح، يترتب عليه اعادة منح الشرعية للنظام السوري بحماية روسية ودولية، وتحميل قوات الثورة والفصائل العسكرية مسؤولية عدم وقف الحرب.
وبينما عبر كثير من السوريين في الداخل والخارج عن رأيهم بأن المؤتمر بظروفه وشخوصه ونصوصه ربما لن ينتج حلاً للقضية السورية، بقدر ما سيكون احد اسباب استمرار نكبة السوريين، نظراً لسياسة القيادة الروسية وتنصيب ودعم رئيس ونظام قتل وشرد الملايين، مؤكدين ان الحل بمفاوضات تحت سقف أممي، وحزمة القرارات الدولية ووقف حمام الدم السوري بالانتقال السياسي من النظام الفردي لنظام دولة المواطنة المدنية الديمقراطية.

المحتل لا يحل

مروان العش ممثل اتحاد تنسيقيات السوريين والحراك الثوري أوضح ان مؤتمر سوتشي الذي يعقد اليوم في روسيا هو محاولة روسية فاشلة، أتت عقب فشل عسكري وسياسي سابق، مضيفا لـ»القدس العربي» ان «موسكو لن تنجح في مؤتمرها هذا وهي التي تحتل سوريا عسكرياً وتقتل وتقصف المدنيين والعزل بطائراتها وتدعم نظاماً أمعن في قتل الشعب وتمارس سلطات امر الواقع في سوريا، ومن هذا المنطلق فلا حيادية ولا وساطة للقيادة الروسية لقيادة مفاوضات واجتماع لحل القضية السورية التي فوضها الأمريكي بموافقته على التدخل في سوريا نهاية 2015 لحل وحلحلة الواقع العسكري والسياسي.
لكن فشل الروس على الأرض بتجاربهم جراء مصالحات حميميم ثم فشلهم في تلمس حل سياسي عادل بين الشعب وقوى الثورة وبين النظام وقواه العسكرية، ولّد فكرة مؤتمر سوتشي برأي المتحدث، كمحاولة روسية جديدة ستفشل وفق برنامج المؤتمر المعلن ووفق المعطيات والكواليس، حيث يعلم ويشاهد الروسي مدى تجذر الرفض الشعبي الثوري والشعبي ضد سوتشي بسلسلة مظاهر الرفض التي أقامها السوريون في الخارج وفي أكثر من 33 نقطة تجمع في الداخل والمخيمات وتركيا واوربا.
وبحسب برنامج المؤتمر في سوتشي فإن المؤتمرين سيناقشون خلال ست ساعات فقط قضية عمرها أكثر من ست سنوات بتعليمات جاهزة وواضحة، وعناوين محددة للبيان الختامي الذي لا يختلف كثيراً برأي المعارضين للنظام عن بيان منظمة طلائع البعث الذي تصدره سنوياً بمناسبة انقلاب الاسد الأب 1970 والمدح والتصفيق لجيش دحر العدوان وشعب سعيد يحسد على رفاهيته.

دي ميستورا؟

الباحث في الشؤون التركية الروسية الدكتور باسل الحاج جاسم رأى في حديث مع «القدس العربي» ان مشاركة المبعوث الدولي ستيفان ديمستورا في أعمال مؤتمر سوتشي سوف يعطيه الشرعية الدولية التي تريدها موسكو، وسيكون هذا المؤتمر خطوة اولى (سواء عارضه فريق كبير من السوريين أو قبلوا به)، تليها خطوات اخرى، ربما بمشاركة أقل عدد من الذي نراه اليوم، وأيضاً قد يكون استمراره بالتزامن مع جولات جنيف وفي جنيف ذاتها برعاية أممية، مشيراً إلى ان سوتشي يعقد برعاية الدول صاحبة الكلمة والتأثير الحقيقي على الأرض السورية، وما مقاطعة واشنطن له، سوى فقاعات اعلامية، فهي لا تستطيع حتى إلغاء شرعيته.
ورأى «الحاج جاسم» ان سوتشي مسار سياسي تدريجي ضمن إطار مقررات جنيف، بالنظر إلى ان جنيف والتي تتمتع بقرارات دولية دخلت عامها الخامس مع صفر نتائج في سوريا، وبالتالي من الصعب انتظار شيء فوري من «سوتشي».
وعن مقاطعة الهيئة العليا للمفاوضات لمؤتمر سوتشي قال الخبير في العلاقات الدولية «ان غاب شق صغير من المعارضة، صحيح انه يحمل اسم الهيئة العليا للمفاوضات ويضم منصات أسماؤها تكشف عن الجهات التي تمثلها، فإن حضور ممثلي الفصائل العسكرية المعارضة يجعل غياب أي أطراف أخرى معارضة لا يقدم ولا يؤخر شيئًا».

باريس لن تشارك

من جهة أخرى أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس لن تشارك في مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي الروسية، مؤكدة تمسكها بـ»عملية جنيف» كآلية شرعية وحيدة للتسوية السلمية في سوريا.
وقال ألكسندر جيورجيني، مساعد المتحدث الرسمي باسم الخارجية الفرنسية ان «المفاوضات برعاية الأمم المتحدة تبقى إطاراً شرعياً وحيداً لتسوية الأزمة السورية، بناء على القرار 2254 لمجلس الأمن الدولي وبيان جنيف. أما سائر المبادرات، بما فيها اللقاء في سوتشي المنظم من قبل روسيا، فيجب أن تستهدف دعم العملية الدولية وأن تصب في هذا الإطار».
وأشار جيورجيني إلى أن باريس لا ترى «بديلاً لحل سياسي متفق عليه عبر مفاوضات بين الطرفين أي بين النظام والمعارضة، تحت رعاية الأمم المتحدة.. وبهذا الصدد فإننا نأخذ علماً بقرار المعارضة السورية بعدم التوجه إلى سوتشي. ولن تشارك فرنسا في الأعمال التي ستجري هناك».
كما ذكر المسؤول الفرنسي أن بلاده تحمل الرئيس السوري بشار الأسد كامل المسؤولية عن الصعوبات التي تعرقل بناء جسور الحوار السوري السوري، قائلا: «نحن نأسف أن نظام بشار الأسد رفض مجدداً الدخول في مفاوضات سورية سورية في إطار عملية جنيف، هو المسؤول عن تجميد المفاوضات السلمية، ويتعين على الدول التي تدعمه أن تمارس الضغوط المطلوبة عليه لوضع حد لاستراتيجية العرقلة هذه».

«سوتشي»… «لعبة مؤتمر» لمصادرة الواجهة السياسية للشعب السوري
ممثل تنسيقيات الحراك الثوري: من يدعم النظام ليس محايداً ولا يمكن أن ينتج حلاً عادلاً
هبة محمد

اليمن: معارك بالدبابات والمدفعية الثقيلة وارتفاع حصيلة اشتباكات عدن إلى 16قتيلا و141جريحا

Posted: 29 Jan 2018 02:24 PM PST

اليمن ـ وكالات ـ «القدس العربي»: احتدمت المعارك في مدينة عدن اليمنية أمس مع لجوء القوات المؤيدة للانفصاليين الجنوبيين والقوات الحكومية لاستخدام الدبابات والمدفعية الثقيلة في مواجهات جديدة سقط فيها تسعة قتلى في اليوم الثاني مما وصفته الحكومة محاولة «انقلاب» تستهدفها.
ومع تصاعد حدة القتال، دعا التحالف العسكري، الذي تقوده السعودية إلى الحوار وحث الحكومة على الاصغاء إلى مطالب الانفصاليين في كبرى مدن الجنوب.
وقالت مصادر عسكرية إن خمسة من مقاتلي القوات المؤيدة للانفصاليين سقطوا بنيران قناصة، بينما لقي أربعة من المقاتلين التابعين للحكومة حتفهم في الاشتباكات، حيث دخلت الدبابات والمدفعية الثقيلة على خط المواجهة.
ولليوم الثاني على التوالي، انتشرت وحدات مسلحة من الطرفين في معظم الشوارع، التي خلت من المارة والسيارات، بينما أبقت المؤسسات التجارية والتعليمية على أبوابها مغلقة في غالبية مناطق المدينة التي تتخذها الحكومة المعترف بها مقرا مؤقتا لها.
وأعلنت الحكومة الشرعية في اليمن، أمس ارتفاع حصيلة ضحايا الاشتباكات في العاصمة المؤقتة عدن، بين القوات الحكومية وقوات موالية لـ «المجلس الانتقالي الجنوبي»، إلى 16 قتيلا و141 جريحا.
كما شددت الحكومة على ضرورة فتح تحقيق فتح تحقيق «شامل وشفاف» في ملابسات الأحداث الأخيرة، ومعالجة ما وصفته بـ»التمرد» الذي قام به المجلس المطالب بانفصال جنوب البلاد عن شماله.
وقالت وكالة «سبأ» الرسمية إن الحكومة أعلنت، في اجتماع استثنائي، أمس، ارتفاع حصيلة إلاشتباكات في عدن، إلى 16 قتيلا و141 جريحا.
وأضافت أن مجلس الوزراء واصل عقد اجتماعاته الاستثنائية في العاصمة المؤقتة عدن، برئاسة أحمد عبيد بن دغر، لمناقشة المستجدات والتطورات العسكرية والأعمال التخريبية التي طاولت المنشآت الحكومية وأضرت بالمصالح العامة».
وأكد مجلس الوزراء على «ضرورة معالجة أسباب التوتر التي أدت للتمرد، ومنع تكرار هذه الأحداث مستقبلاً في عدن والمناطق المحررة».
كما شدد مجلس الوزراء ضرورة «إجراء تحقيق شامل وشفاف في مجرياتها، وفي الأسباب المباشرة وغير المباشرة التي أدت إلى تفاقم الأوضاع، وتهور ما يسمى بالمجلس الانتقالي برفع السلاح بوجه الدولة»، وفقا للمصدر نفسه.
ولفت المجلس الوزاري إلى «الجهود الحثيثة والمتواصلة للرئيس عبدربه منصور هادي مع الأشقاء في المملكة والإمارات، لمنع الاقتتال وتجاوز الأزمة والخطوات التصعيدية التي سلكها المجلس الانقلابي، وإعلان حالة الطوارئ، والتهديد بإسقاط الحكومة والدعوة إلى إجراء مسيرات مناهضة للشرعية والدولة».
ومنذ صباح الأحد، تشهد مدينة عدن، التي تتخذها الحكومة الشرعية عاصمة مؤقتة للبلاد، اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة، بين قوات الحماية الرئاسية الموالية للحكومة وقوات تابعة للمجلس الانتقالي للجنوبي الذي يطالب بإقالة حكومة أحمد عبيد بن دغر، مرجعا سبب ذلك لـ «إخفاقها بتوفير الخدمات».
وأعلنت داخلية الحكومة الشرعية، حظر المظاهرات التي دعا إليها المجلس الانتقالي في عدن، ومنع الزحف إلى المدينة، حيث قام بإغلاق عدد من المنافذ المؤدية إلى ساحة المهرجانات بمديرية خور مكسر، وهو رفضه المجلس الانتقالي وتسبب بانفجار الموقف عسكريا.
في سياق متصل أفاد قيادي في المقاومة اليمنية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، أن عنصرين من المقاومة قتلا أمس في غارة جوية يرجح أن طائرة أمريكية بدون طيار، شنتها في محافظة البيضاء، وسط اليمن.
وقال محمد الغنيمي (أبو جبر)، القيادي في المقاومة بمديرية ذي ناعم، جنوب غربي «البيضاء»، إن غارة جوية شنتها «طائرة بدون طيار أمريكية»، استهدفت نقطة للمقاومة في منطقة «المقهاية».
وأضاف الغنيمي، أن القصف أدى إلى مقتل عنصرين من المقاومة وإصابة آخرين (لم يحدد عددهم).
وأشار إلى أن المسعفين لم يتمكنوا من انتشال الجرحى، خشية شن الطيران الذي بقي يحلق في سماء المديرية، غارة جوية ثانية.
ودعا الغنيمي، الرئيس هادي، وقوات التحالف العربي، العاهل السعودي الملك سلمان، بوقف الغارات «الأمريكية»، واستهداف عناصر «مقاومة البيضاء».
وقال «الغارة أكيد هي أمريكية فهم يقصفونا دائما ويعترفون بذلك، ويتهمونا بأننا قاعدة».

اليمن: معارك بالدبابات والمدفعية الثقيلة وارتفاع حصيلة اشتباكات عدن إلى 16قتيلا و141جريحا
مقتل عنصرين مواليين للرئيس هادي في غارة «أمريكية» في محافظة البيضاء

الأردن في وضع «استراتيجي» حسّاس يحاول جمع «ضحايا» خطة سلام غامضة لترامب

Posted: 29 Jan 2018 02:24 PM PST

عمان- «القدس العربي»: يبدو طلب عمّان المشورة والتنسيق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مباشرة بعد التمكن من توجيه «رسائل عميقة» لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أقرب لصيغة مشروع لتجميع ما تيسر من طاقة الضحايا الثلاثة للتسوية المفصلية التي يسعى لفرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. عباس حل ضيفًا مساء الأحد على عمّان بدعوة خاصة من الملك عبدالله الثاني.
حضور الرجل في الفترة المسائية واستقباله رسميًا من قبل وزير الاتصال الدكتور محمد مومني مع بروتوكول رئاسي مؤشر حيوي على وجود «مستجد» يريد أن يَعرضه الأردن، خصوصًا أن العاهل الملك عبدالله الثاني كان مُنشغلاً أصلاً بضيفه الرئيس الألماني في الليلة نفسها.
لافت جدًا للنظر، أن إنعاش التنسيق مع عباس عَقب حراكات قمة دافوس الأخيرة، والأهم عَقب تحذيرات أردنية عميقة، قيل إن الرئيس الحريري استمع لها في دافوس، خصوصًا أن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي لم يتحمس لاقتراح تقدم به المخضرم رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري بزيارة ملكية للرئيس اللبناني ميشال عون، خشية الاسترسال في تفسيرات لها علاقة بالتمحور لزيارة من هذا النوع.
في التفاعل مع الحريري تم تحذيره من موجة «توطينية» ستفرض على لبنان، وهجمة اقتربت لإدارة ترامب على عملية السلام، ومن أشقاء عرب منحوا ترامب الضوء الأخضر ومن دون الترتيب مع لبنان او الأردن ومن دون تنسيق.
وكشف مصدر مطلع أن الأردن تحدث مع الحريري عن إصرار ترامب على فرض تسوية للقضية الفلسطينية غير عادلة، وعن ضغوط هائلة تمارس على عمان وبيروت ومن دون تشاور او حتى دفع كلفة سياسية.
وعبّرت عمان خلال التواصل مع الحريري عن الخشية من عدم وجود «خطة حقيقية محكمة»، بل مجرد هجمة تحت عنوان فرض السلام من إدارة متعثرة في وضع الخطط، مُصرّة على تمكين اليمين الإسرائيلي من الحصول على ما يريد، على حساب أربعة أطراف؛ هي الأردن والسلطة وقطاع غزة ولبنان. في استقبال عباس؛ من المرجح أن هذه الضغوط هي التي بُحثت أملًا في التنسيق لاحتواء ما يمكن من الضرر والضغط ليس أكثر.
وعبر مناقشة مع «القدس العربي» يجدد الدكتور المومني تأكيد أن بوصلة الأردن واضحة، بخصوص الشرعية الفلسطينية، فهي تدعمها وتقف معها. يزداد الانطباع بأن الظهر الدبلوماسي والسياسي للأردن تحديدًا مُنكشف تمامًا هذه الأيام، فالعلاقات مع العراق وسوريا أصبح تفعيلها يتطلب التقارب مع إيران قبل أي شيء آخر.

بن سلمان يتحدث عن نفسه

والمصالح الحدودية مع البلدين المجاورين للأردن محكومة بطبيعة الاستحقاق الجغرافي بنمو الاتصالات مع المحور الإيراني، خصوصًا أن نبيه بري أرسل عبر الوفد الأردني الذي شارك في مؤتمر طهران الأخير رسالة قال فيها للأردنيين: «أنتم معنا ونحن بانتظاركم». وهي رسالة التقطها عضو مجلس الأعيان الأردنـي النشـط صخر دودين.
ومصر منشغلة تمامًا بقضاياها الداخلية، ولا تريد التحدث أصلاً في قضية وملف القدس ووعد ترامب.
والسعودية لا تناقش مع الأردنيين برغم التواصل بين الطرفين في القضايا المحورية، وتكتفي بشروحات مفصلة لمشروعات الأمير محمد بن سلمان. كما حصل في آخر تفاعل مع الأمير الشاب تمامًا، حسب شاهد عيان، فقد بقي الرجل يتحدث عن نفسه ومشروعاته لأكثر من 25 دقيقة، وتقصّد أن لا يناقش اي ملف حقيقي مع الملك الأردني وهو في طريقه إلى اسطنبول.
التجاهل السعودي لأية مناقشات حيوية وأساسية سياسيًا مع الأردن وغيره، أصبح عنوانًا لحشر الطرفين الفلسطيني والأردني في زاوية ضيّقة، خصوصًا أن الانطباع الأردني بأن محمد بن سلمان مُطّلع على تفاصيل خطة الإدارة الأمريكية، وهو ما دفع الملك عبدالله الثاني في دافوس مؤخرا لتفضيل الانتظار والترقب لما سيعرضه الأمريكيون، قبل الحكم على الأمور، بصورة أكدت عمليًا أن الأردن في حالة استثنائية غير مسبوقة في وضع استراتيجي حساس، وغير مسبوق قوامه خلافاً للعادة: «عدم وجود معلومات».
المسؤولون الأردنيون جميعهم يقولون بوضوح: إن العهد السعودي الجديد مهووس فقط باليمن وإيران سياسيًا وبمشروعات «نيوم» اقتصادياً، التي قال الأمير محمد بن سلمان للأردنيين: إن لديهم حصة تنموية وتوظيفية فيها عندما تُدشَّن.
وعمّان بهذا المعنى أصبحت تتعامل مع الزاوية التي يجلس فيها الرئيس عباس تحديدًا، باعتبارها محطة للاستشعار، ومليئة بالمعلومات التي ينبغي التشارك فيها، فعباس اليوم قد يكون الزعيم العربي الوحيد الذي يتحدث مع الأمريكيين والأوروبيين والإسرائيليين في الوقت ذاته، وإن كان تحت الضغط الهائل، وبدأ يميل للتصعيد في موقفه من ملف القدس ضد إدارة ترامب في الوقت الذي تُبدِّل فيه الحكومة الأردنية «لهجتها».
ولا يمانع سياسيون ووزراء أردنيون من القول: إن الرئيس عباس في هذه المرحلة يمثل «المدخل السياسي» الوحيد الذي يمكن أن يساعد الأردن في حال فُرِضت تسوية سياسية قاسية، من الصعب لأسباب عملية وأخرى سياسية أن يقبلها الأردنيون، إلا في حالة واحدة فقط، تتمثل في أن تقبلها الشرعية الفلسطينية، خصوصًا إذا ما اضطر الأردن لتقديم «تنازلات مؤلمة» في عمق معادلة القضية الأقدم في الشرق الأوسط.
وبهذا المعنى يمكن القول: إن احتفاظ الأردن بعلاقات أعمق مع الرئاسة الفلسطينية، قد يكون من الأوراق الأساسية في هذه المرحلة، خصوصًا أن السلطة تشارك لبنان والأردن اليوم الجلوس المستقر سياسيًا بمساحة «ضحايا» صفقة ترامب الوشيكة، الأمر الذي تَطلّب أصلًا التفاعل مع الحريري وبعد وقت طويل من الانقطاع عنه.

الأردن في وضع «استراتيجي» حسّاس يحاول جمع «ضحايا» خطة سلام غامضة لترامب
دعا عباس لزيارة عمان للتشاور بعد جولة مثيرة من النقاش مع الحريري
بسام البدارين

وزارة الشؤون الدينية الجزائرية تُحرِّم الهجرة غير الشرعية

Posted: 29 Jan 2018 02:24 PM PST

الجزائر ــ «القدس العرب »: قال نورالدين محمدي مدير التوجيه الديني والخطاب المسجدي في وزارة الشؤون الدينية الجزائرية إن الوزارة تؤيد فتوى المجلس الإسلامي الأعلى بتحريم الهجرة غير الشرعية، موضحًا أن النصوص الشرعية كلها تحرم الإلقاء بالنفس إلى التهلكة، موضحًا أنه يتعين على الأئمة إقناع الجزائريين الراغبين في الهجرة غير الشرعية تجنب هذه المخاطرة. 
وأضاف محمدي خلال مشاركته في ندوة حول موضوع الهجرة غير الشرعية في الإذاعة الحكومية أمس الاثنين إن الكثير من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة تحرم الإلقاء بالأنفس إلى التهلكة وإذلال نفس المسلم، التي يمكن على أساسها تحريم الهجرة غير الشرعية، بدليل عشرات الغرقى من الجزائريين في حوض البحر المتوسط خلال محاولتهم الوصول إلى الضفة الأخرى من المتوسط على متون قوارب الموت.
وأشار إلى أنه حتى إذا نجح هؤلاء المهاجرون غير الشرعيين  في الوصول إلى الأراضي الأوروبية فإنهم يعاملون معاملة سيئة، ويتعرضون إلى إهانات وإذلال، والكثير منهم يوضعون في مراكز احتجاز من دون أية مراعاة لكرامتهم، وفي الأخير يعاد ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية، فضلا عما يتسبب فيه هؤلاء من ضرر معنوي لعائلاتهم التي تبقى في كثير الأحيان من دون أي خبر منهم.
ودعا  مدير التوجيه الديني إلى تكاتف جهود الجميع من أجل وضع حد لهذه الظاهرة، وفي مقدمة هؤلاء أئمة المساجد وخطباء الجمعة الذين عليهم لعب دور في التحذير من عواقب الإقدام على الهجرة غير الشرعية، والانعكاسات الوخيمة التي يمكن أن تنجم عنها سواء بالنسبة لمن يقدمون على هذه المخاطرة أو العائلات التي تعاني بسبب ذلك. 
من جهته اتهم النائب السابق في البرلمان نور الدين بن براهم رئيس جمعية «أضواء رايس» السلطات وأحزاب المعارضة بنشر خطاب يدفع إلى اليأس في أوساط الشباب، خاصة منذ دخول الجزائر نفق الأزمة المالية والاقتصادية قبل ثلاث سنوات، الأمر الذي يدفع إلى الإحباط والرغبة في البحث عن بديل وعن مكان آخر يحقق للشباب أحلامهم، بدليل أنه خلال سنوات البحبوحة المالية التي عاشتها البلاد تراجعت الهجرة غير الشرعية بنسبة كبيرة، بفضل الآليات والإجراءات التي اتخذتها السلطات من أجل مساعدة الشباب على تأسيس مشروعاتهم من خلال منحهم قروضا وتسهيلات وإعفاءات من الضرائب، الأمر الذي جعل الكثيرين يفضلون بناء مستقبلهم في بلادهم عوض الجري وراء وهم الفردوس الأوروبي.
جدير بالذكر أن المجلس الإسلامي الأعلى الذي يرأسه بوعبد الله غلام الله قد أصدر فتوى تحرم الهجرة غير الشرعية المعروفة في الجزائر بـ «الحرقة» لِمَا تمثله من أخطار على سلامة الذين يقدمون عليها، وذلك يومين فقط بعد تصريح وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى الذي قال إن التحريم ليس هو الحل، وأنه من الضروري مشاركة الجميع من أجل تفادي خطاب التيئيس والإحباط.
ويأتي اهتمام السلطات بظاهرة الهجرة غير الشرعية بعد التزايد الكبير للمهاجرين «الحراقة»  الذين ينطلقون في قوارب الموت من شواطئ الجزائر الشرقية والغربية إما نحو إيطاليا أو إسبانيا، والمقلق هو أن الظاهرة لم تعد مقتصرة على الشباب، بل على عائلات بأكملها تخاطر بحياة أفرادها خاصة الأطفال منهم، هروبا من واقع صعب وحلما بجنة الله على الأرض، ولكن هذه المغامرة كثيرا ما تنتهي بمأساة، ويعود الحالمون بالجنة في توابيت أو تلفظهم مياه المتوسط جثثا هامدة، فمازال الشارع الجزائري على وقع صدمة وفاة طفلة عمرها ثلاث سنوات كانت مع والدتها على قارب من قوارب الموت، انلقب بركابه في عرض البحر.

وزارة الشؤون الدينية الجزائرية تُحرِّم الهجرة غير الشرعية
أيدت فتوى المجلس الإسلامي الأعلى

معارك عفرين تعيد حسابات «الوحدات» الكردية… ما دور نظام الأسد؟

Posted: 29 Jan 2018 02:23 PM PST

حلب – «القدس العربي»: أدخلت العملية العسكرية التي تشنها تركيا في عفرين، وحدات حماية الشعب الكردية في حالة من الإرباك والتخبط، حيث بدت هذه القوات وحيدة بدون حلفاء (روسيا، الولايات المتحدة)، في مواجهة الجيش التركي، ثاني أكبر جيش في حلف شمالي الأطلسي (الناتو).
وتأتي التصريحات الإعلامية التي يدلي بها مسؤولون أكراد، المهاجمة للروس والولايات المتحدة تارة، والمحابية لنظام الأسد تارة أخرى، لتكشف عن تلك الحالة التي تمر بها القوات الكردية. ويرى مراقبون أن صخب تصريحات الأكراد ما بعد انطلاق عملية عفرين يحمل دلالات مهمة، من أبرزها مراجعة الحسابات في كل مناطق سيطرتهم في شمال سوريا، وخصوصا الحسابات مع نظام الأسد. وفي هذا الصدد، كشفت مصادر محلية، عن تنسيق اجتماعات ضمت قيادات من «الوحدات» بشخصيات عشائرية محسوبة على نظام الأسد، بهدف دخول قوات تابعة للنظام السوري إلى مدينة رأس العين في ريف الحسكة الغربي، الخاضع لسيطرة الأكراد.
وأوضحت المصادر أن هذه الاجتماعات تشير إلى احتمال عقد اتفاقات شاملة ما بين الأكراد والنظام السوري، تنص على إعادة ارتباط الشمال السوري بالعاصمة دمشق. لكن مصدراً من «الوحدات الكردية» نفى لـ»القدس العربي» هذه الأنباء، وقال رافضا الكشف عن اسمه «أولويتنا الآن حماية عفرين».
وتعليقاً على ذلك، رأى الكاتب الصحافي أحمد الشمام، أن شن تركيا عملية «غصن الزيتون» في عفرين، دفع بالوحدات الكردية إلى إعادة ترتيب علاقاتها مع الأطراف الدولية، والمحلية أي مع النظام السوري.
وذهب الشمام في حديثه لـ «القدس العربي»، إلى أن الشارع الكردي اليوم يعاني من التفتت نتيجة وصول القتال إلى مناطق في العمق الكردي، الأمر الذي يهدد بمواجهة شاملة في كل الشمال السوري مع تركيا، وليس فقط في عفرين. وبشأن الوجود الأمريكي في مناطق شرق الفرات، اعتبر أن ما يهم الولايات المتحدة الأمريكية الحفاظ على مناطق بعينها في سوريا. وأوضح أن «الولايات المتحدة مهتمة فقط بمحافظة الحسكة وذلك لإنشاء قاعدة عسكرية فيها قد تكون بديلة عن قاعدة «إنجيرلك» في الأراضي التركية»، على حد تقديره.
وقال «الولايات المتحدة لا تعارض بقاء الرقة ودير الزور تحت سيطرة الوحدات، لكنها بالتأكيد غير معنية بحمايتها، ولذلك قد تضطر الوحدات إلى التنازل عن هذه المناطق التي تم دحر التنظيم عنها إلى النظام، مقابل صفقة تضمن عدم دخول تركيا إلى هذه المناطق».
من جانبه وصف الإعلامي إبراهيم الحبش، معركة عفرين بالـ»الدرس القاسي للوحدات الكردية»، مرجحاً أن تختار الوحدات الارتماء في حض النظام السوري، بدلاً من الدخول في مواجهة شاملة مع تركيا. وأضاف لـ»القدس العربي»، أنه في حال تم التوصل إلى صفقة مع النظام، فالوحدات ستكون ضمنت نفسها حاكماً فعلياً لهذه المناطق الغنية بالثروات. وتابع الحبش، بأن التبعية السياسية لنظام ضعيف أفضل للوحدات من خوض مواجهة مفتوحة مع تركيا، وخصوصاً أن المواجهة ستكون بدون حلفاء، وعفرين أقرب مثال على ذلك.
أما السياسي الكردي وعضو «اتحاد الديمقراطيين السوريين» عبد الباري عثمان، فاعتبر أن معركة عفرين رفعت من رصيد الوحدات شعبيا، وجعلتها أكثر التصاقا بالحاضنة الشعبية. وأشار عثمان في حديثه لـ»القدس العربي»، إلى أنه «بحسب التصريحات الأمريكية، فإن الأخيرة في غير وارد التخلي عن الوحدات أو «قوات سوريا الديمقراطية»، شرق الفرات».
إلى ذلك، كشفت وكالة «الأناضول» التركية في وقت سابق نقلاً عن مصادر دبلوماسية عن اقتراح تقدم به وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، خلال لقاء ثنائي جمعها في العاصمة الفرنسية باريس، الثلاثاء الماضي. وبحسب الوكالة، فإن المقترح هو إقامة مجال أمني بعمق 30 كلم، داخل الحدود السورية بما يلبي المخاوف الأمنية لأنقرة.

معارك عفرين تعيد حسابات «الوحدات» الكردية… ما دور نظام الأسد؟

عبد الرزاق النبهان

ترامب يعتذر للقمة الأفريقية عن إهاناته ويعلن إيفاد تيلرسون للقارة

Posted: 29 Jan 2018 02:23 PM PST

نواكشوط – «القدس العربي»: تابع زعماء أفريقيا ببرودة واستهزاء أثناء افتتاح قمتهم الثلاثين مساء الأحد رسالة وجهها لهم الرئيس دونالد ترامب حاول فيها إصلاح ما خرقته فلتات لسانه، وتدارك إهاناته الجارحة التي تلفظ بها مؤخرا في حق القارة السمراء.
وأعلن الرئيس في ترضيته للأفارقة الغاضبين عن زيارة لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون للقارة خلال شهر آذار/مارس المقبل.
وقال في رسالة إطفاء لعبارات «الدول المقرفة»، التي وجهها للقارة « إن الولايات المتحدة تحترم بعمق الشراكات والقيم التي تتقاسمها مع دول وشعوب القارة». ووقع ترامب رسالته في الخامس والعشرين من كانون الثاني / يناير ووزعت يوم الجمعة السادس والعشرين على وفود الدول الأعضاء الحاضرين في أديس ابابا لقمة الاتحاد الأفريقي.
وأضاف في رسالة فسرت بأنها رسالة اعتذار «أريد أن أمضي على أن الولايات المتحدة تحترم بشكل مطلق جميع الأفارقة، وعلى أن التزامي لن يتزحزح بإقامة علاقات قوية ومحترمة مع الدول الأفريقية بصفتها أمما ذات سيادة».
وبرغم اعتذار ترامب في تغريدة لافتة على الذنب وصفها الأفارقة بـ «الباهتة»، فلم تنطفئ لحد الساعة شعلة الغضب التي عمت أفريقيا شعوبا وشبابا ورؤساء، بعد الشتائم التي وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا للقارة السمراء حيث وصف دولها بـ «المقرفة». وجاء عرض رسالة اعتذار ترامب على المؤتمرين في أديس أبابا، بعد أن أكد موسى فاكي محمد رئيس لجنة الاتحاد الأفريقي في خطابه أمام القمة «أن إهانات الرئيس ترامب للقارة لم تهضم بعد».
وشدد فاكي على «أن الأفارقة مصدومون كلهم لما تضمنه كلام ترامب من عبارات الإهانة والشتم وعبارات الإقصاء والرغبة في التهميش».
«إن هذه العبارات المقذعة، يضيف موسى فاكي، التي جاءت بعد تصريحات ترامب حول القدس وبعد نقص المساهمات في تمويل عمليات حفظ السلام العالمي، تؤكد أن التبادل المتعدد بين الدول والأمم يمر بأزمة بالغة الخطورة، ولا يمكن لأفريقيا أن تظل صامتة أمام وضع كهذا». وكان الملياردير ترامب الذي اعتاد على استخدام حسابه في تويتر في معارك الجدل الذي تثيرها فلتات لسانه، قد سارع للاعتذار للأفارقة عن شتائمه الأخيرة عبر تغريدة ملتوية.
وغرد الملياردير ترامب في اعتذاريته لأفريقيا قائلا: «اللهجة التي استخدمتها كانت قاسية، فالكلمات التي قلتها ليست هي ما تم تناقله»!!. وأظهر ترامب خلال حملته الانتخابية وحتى بعد نجاحه، عدم اهتمامه بأفريقيا، ولم تتضح نظرته للقارة إلا في سبتمبر الماضي عندما تحدث في غداء نظمه في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكدا «أنه ينظر للقارة السمراء من زاوية أمنية»، معترفا في الوقت ذاته بإمكاناتها التجارية. لقد فهم الأفارقة أن الرئيس ترامب ليس مهتما بقارتهم وأنها لا تشكل أولوية بالنسبة له. ويؤكد ديبلوماسي أفريقي متفائل في أديس أبابا «أنه لا غرابة في عدم اكتراث ترامب بأفريقيا فلم يولها سلفه باراك أوباما ذو الأصول الأفريقية أي اهتمام إلا في ولايته الثانية»؛ يفهم من ذلك أن علاقات ترامب بأفريقيا التي تمر حاليا بمرحلة توجيه الشتائم، قد تتطور لوضع آخر.
وكان رئيس غانا نانا أفوكو آدو كان في مقدمة رؤساء أفارقة تصدوا حينها لإهانات ترامب، فقد أكد في تغريدة له أن «عبارات ترامب غير مقبولة، لسنا دولا مقرفة، لن نقبل هذه الشتائم ولو من رئيس بلد صديق مهما كانت قوة ذلك البلد».
جاءت تغريدة رئيس غانا تابعة لبيان محتج شديد اللهجة أصدره الاتحاد الأفريقي، ولطلب من سفراء أفريقيا في الأمم المتحدة ألزموا فيه الرئيس ترامب بالاعتذار، ونددوا فيه بعبارات ترامب «العنصرية والمحملة بالكراهية».
واستدعت السنغال وبوتسوانا سفيري الولايات المتحدة في عاصمتيهما للاحتجاج على أفظع عبارات توجه لأفريقيا منذ عصر الظلمات.

ترامب يعتذر للقمة الأفريقية عن إهاناته ويعلن إيفاد تيلرسون للقارة

عبد الله مولود

موسى مصطفى موسى متهم بسرقة حزبه لـ«مصلحة الأجهزة الأمنية»

Posted: 29 Jan 2018 02:23 PM PST

القاهرة ـ « القدس العربي»: ظهر اسم موسى مصطفى موسى، المرشح المحتمل في انتخابات الرئاسة المصرية، للمرة الأولى في عالم السياسة، عام 2005، عندما دخل في خلاف على رئاسة «حزب الغد» الذي أسسه المعارض المصري أيمن نور وقتها.
وكان نور أصدر قرارا بفصل 4 من قيادات الحزب بينهم نائبه موسى، موجها اتهامات إليهم بـ»العمل على تخريب الحزب لمصلحة الأجهزة الأمنية»، قبل أن يرد موسى ومعه النائب السابق رجب هلال حميدة، بعقد هيئة عليا موازية للحزب أعلنوا فيها فصل نور ومجموعة من مؤيديه، ثم أعلن موسى نفسه رئيساً شرعيًا للحزب من قبل الجمعية العمومية في أكتوبر/تشرين الأول 2005.
وتعرض مقر الحزب لحريق متعمد في نوفمبر/تشرين الثاني 2008 بعد اشتباكات بين أنصار الكتلتين المتصارعين على زعامة الحزب.
واتهمت جميلة إسماعيل، زوجة أيمن نور، أنصار موسى بالوقوف وراء الحريق لمنع الجمعية العمومية للحزب من الانعقاد في موعدها، وانتهى الصراع على زعامة الحزب في مايو/أيار 2011 بعدما اعترفت لجنة شؤون الأحزاب بموسى رئيسا للحزب، فيما أسس أيمن نور حزبا باسم «غد الثورة». وعلق أيمن نور على ترشح موسى في الانتخابات الرئاسية، ونشر فيديو على موقع «تويتر» يؤكد تورط موسى في حريق حزب الغد عام 2008.
وعلق نور على الفيديو قائلاً:» دور موسى مصطفى موسى، بالصور والمستندات في جريمة حرق حزب الغد عام 2008، من أراد الترشح لفقت له القضايا، واتوا بأصحاب السوابق ليخوضوا الانتخابات، حقا زمن العجائب».
وتابع، في تصريحات متلفزة، أن «موسى سرق حزب الغد وفرض نفسه على الحزب بمساعدة الأجهزة الأمنية».
وحزب الغد أسسه نور المعارض المصري الليبرالي في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2004 بعد رفضه لثلاث مرات متتالية من قبل لجنة شؤون الأحزاب.
وبعد مرور 3 أشهر من تأسيسه، ألقي القبض على نور في يناير/ كانون الثاني 2005 بتهمة تزوير في توكيلات تأسيس الحزب، وأخلت النيابة سبيله بعد مضي 40 يوما.
ودفع الحزب نور في انتخابات الرئاسة المصرية عام 2005 وحصل على المركز الثاني خلف الرئيس الأسبق حسني مبارك بعد حصوله على نحو 540 ألف صوت.
وبعد الانتخابات أصدرت محكمة مصرية حكما على نور بالسجن المشدد 5 سنوات في ديسمبر/كانون الأول 2005 بتهمة تزوير توكيلات للحزب.

موسى مصطفى موسى متهم بسرقة حزبه لـ«مصلحة الأجهزة الأمنية»

تظاهرة في بوسطن احتجاجا على ترحيل ناشطة مغربية

Posted: 29 Jan 2018 02:22 PM PST

بوسطن ـ «القدس العربي» : قاوم 65 شخصا البرد والرياح للمشاركة في تظاهرة احتجاجا على ترحيل الناشطة ذات الأصول المغربية سهام البياح واعتراضا على القمع الذي واجهته على يد دائرة الهجرة، ولكن السلطات الأمريكية ما زالت ترفض التراجع عن موقفها على الرغم من الاحتجاجات التي تم تنظيمها في مدينة بوسطن في فترات منفصلة.
واعتقلت السلطات الأمريكية سهام، وهي من سكان منطقة ناهانت في ولاية ماساتشوستس منذ ما يقارب من 20 عاما، أثناء تواجدها في مكاتب الهجرة فيما كانت تعتقد بأنها عملية تسجيل روتينية، وقال ناشطون إن سهام ناشطة معروفة في منطقة بوسطن منذ فترة طويلة وهي أم عزباء لطفل يبلغ من العمر 8 سنوات.
وتعرضت لعنف جسدي وظروف غير صحية وتحويلات متكررة في منتصف الليل إضافة إلى تهديدات موجهة ضدها وابنها قبل ارغامها على الذهاب إلى طائرة للسفر إلى بلدها المغرب في 27 كانون الاول / ديسمبر الماضي.
وتضامن ناشطون من حزب «قوس قزح» وتحالف العمال وجماعة الاشتراكية الأمريكية مع سهام طوال محنتها وقاموا بتنظيم حلقة نقاش ضمت محاميها مات كاميرون إضافة إلى سهام نفسها إلى تحدثت من سجن مقاطعة بريستول، وبعد ذلك اجتمع النشطاء لتشكيل ائتلاف لمقاومة قرار الهجرة.
وكشف نشطاء عن تواطؤ ادارة ولاية ماساتشوستس للأطفال والعائلات في مخالفات صريحة لتشريعات حماية الأسر وقالوا بانه تم وضع ابن سهام قيد الاحتجاز في معارضة صريحة لرغبة امه وفي تصرف لا يعني سوى المساعدة على تفكيك العائلة.
ورفضت سلطات الهجرة أي عملية تواصل بين سهام وابنها واقترحت امكانية أن تتبناه عائلة أخرى بدلا من لم شمله مع والدته في حين أوضح العديد من شهود العيان أن الاجراءات التعسفية لدائرة الهجرة تجري في مبنى جون كيندي في بوسطن الذي يضم مكاتب العديد من السياسيين المعروفين مثل السناتور اليزابيث وارن، المرشحة الديمقراطية المحتملة للانتخابات الرئاسية المقبلة.
ووصفت سهام في حوار عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من المغرب المعاملة السيئة التي تعرضت لها خلال شهرين من الاحتجاز، وقالت إنها شعرت بالجوع الشديد والبرد والألم الجسدي والعاطفي والاذلال، وقالت «هذه ليست أمريكا، هذه ليست القيم الأمريكية».
واستجابت دائرة الهجرة لبعض الضغوط بفضل الاحتجاجات، حيث سمحت بعقد لقاءات مرئية بين سهام وابنها عبر شبكة تلفزيونية مغلقة واعترفت بدورها كوصي أول، ووافقت على تزويده بجواز سفر حتى يتمكن من لم البشمل في المستقبل القريب.
وتكررت هجمات دائرة الهجرة على الناشطين من المهاجرين، ففي 11 الشهر الجاري، على سبيل المثال احتجزت دائرة الهجرة رافي راجيير، وهو ناشط بارز في مجال حقوق المهاجرين في مدينة نيويورك، عند تسجيله، وقد احتج المئات من أفراد المجتمع المحلي على قرار ابعاده ولكن الدائرة نقلته بسرعة إلى مركز احتجاز في مدينة ميامي لتفصله عن أنصاره، كما احتجزت السلطات الأمريكية ناشطين أخرين مثل مارو مورا وعامر عثمان وسط اجراءات عدوانية ضد المهاجرين من ادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

تظاهرة في بوسطن احتجاجا على ترحيل ناشطة مغربية

رائد صالحة

ما هي وصية كيري لأبي مازن؟

Posted: 29 Jan 2018 02:22 PM PST

هذه القصة غير دقيقة، قال الناطق بلسان وزير الخارجية الأمريكي السابق، جون كيري، في تعليقه على الأنباء عن أنه أوصى الفلسطينيين بمعارضة الاقتراحات السياسية لترامب. لقد التقى كيري في لندن حسين آغا، الذي يبرز اسمه بين الحين والآخر كـ «مقرب من أبي مازن»، لقد كان آغا ممن أداروا المفاوضات مع مقربي يوسي بيلين، وفي نهايتها علم عن «وثيقة بيلين ـ عباس». وكانت الوثيقة تبلورت قبل بضعة أيام من اغتيال رابين، ولكن في نهاية المطاف تنكر الطرفان لها. اسم آغا ظهر مرة أخرى كمن أدار في 2013 محادثات، كممثل أبي مازن، مع اسحق مولخو نيابة عن نتنياهو. وحسب الوثيقة التي تبلورت في حينه وافق نتنياهو عمليًا على صيغة قريبة جدًا من صيغة كلينتون. هذه المرة أيضا تنكر الزعيمان لها.
هل كيري بالفعل أوصى أبا مازن، من خلال حسين آغا على أن يعرض سياسة متصلبة حيال ترامب؟ عندما نعود إلى السنة الأخيرة لكيري، في منصب وزير الخارجية، فإن هذه بالتأكيد إمكانية معقولة. الموضوع هو أنه لم تكن هناك حاجة لترامب كي يرفض الفلسطينيون، مع أبي مازن، على رأسهم، لكل اقتراح أمريكي. فقد عرض كيري مسودته الأولى في كانون الثاني 2014. وأعلن أفيغدور ليبرمان، الذي كان في حينه وزيرا للخارجية، أن هذه هي الخطة الأفضل التي يمكن لإسرائيل أن تتلقاها.
ليس واضحا إذا كان تحدث باسم نتنياهو، ولكن واضح أن هذه كانت إحدى اللحظات النادرة في تأريخ النزاع التي خُيِّل فيها أن الطرفين قريبًا جدًا من التوافق.
مرت أسابيع غير كثيرة، وبلور كيري مسودة أخرى، أكثر راحة بكثير للفلسطينيين، تضمنت تقسيم القدس. وكان اللقاء الحاسم في البيت الأبيض في 17 آذار 2014. فقد اقترح الأمريكيون على الفلسطينيين الحد الأقصى الذي كان يمكنهم أن يعرضوه عليهم، حتى من دون موافقة إسرائيلية. هذا لم يجد نفعًا. فقد قال الفلسطينيون لا. نتنياهو حتى لم يتمكن من تحرير رد فعل إسرائيلي.
مرت بضعة أسابيع، وبدأ كيري حملة غريبة هجومية وجّه فيها في واقع الأمر أصبع اتهام تُجاه إسرائيل. الفلسطينيون قالوا لا، ولكن إسرائيل هي المذنبة. كيري ـ أسير الصيغة الراديكالية التي تبرر للفلسطينيين لأنهم «مساكين» ـ شرح المرة تلو الأخرى أن الإرهاب هو عمليا تحصيل حاصل للفقر، فجعل الجهاد حركة لعدالة التوزيع.
من الصعب أن نصدق أن مثل هذا الغباء خرج من فم وزير خارجية القوة العظمى الاقوى في العالم. سلسلة من البحوث، بما فيها واحد من البنك الدول، دحض تماما حجة كيري. فالوضع الاقتصادي لمعظم المتجندين للإرهاب الجهادي، كما وجد البحث، هو فوق المتوسط. وبشكل عام، هناك مئات ملايين الفقراء في العالم، وهم لا يتوجهون للإرهاب. المسلمون وحدهم ممن اجتازوا عملية التطرف، والذين ليسوا بالضرورة الأفقر في المجموعة، يتوجهون للإرهاب.ولكن رجاء لا تشوشوا عقل كيري بالحقائق.
ليس واضحًا ما الذي قاله كيري لحسين آغا بالضبط. واضح أن «القوى التقدمية» المرة تلو الأخرى تشجع الفلسطينيين على التطرف في مواقفهم. فهم يجعلون «حق العودة» هو الأهم، برغم أنه لا يوجد حق كهذا، وبرغم أنه واضح بأن مجرد المطالبة هي عائق للسلام. بيتر باينرت، أحد رموز اليسار اليهودي في الولايات المتحدة، نشر في 2014 مقالا دعا فيه معسكره للتجند كي لا يمنح مشروع السلام لكيري واوباما الفلسطينيين أقل مما تمنحه صيغة كلينتون لهم. هذا ليس لأن الفلسطينيين اعتزموا المساومة، ولكن اليسار بدأ منذ الآن اتهام الإدارة بأن اقتراحاتها ليست جيدة بما يكفي. باينرت، كما ينبغي الذكر، يعرف نفسه كصهيوني.
السلام، كما ينبغي الاعتراف، يبدو بعيدا جدا. وهذا حصل أيضًا لأن الرفض الفلسطيني يحظى بتأييد كيري وباينرت وكثيرين آخرين من اليسار المتطرف أكثر. وفي واقع الأمر ليس بالضبط اليسار. باينرت، كيري وغيرهما، هم الجبهة الداخلية المؤيدة لليمين المتطرف الفلسطيني، بالضبط مثلما هم يخدمون اليمين المتطرف في إسرائيل. والنتيجة ستكون دولة واحدة كبيرة، وهذا ليس سببا للاحتفال.

بن ـ درور يميني
يديعوت 29/1/2018

ما هي وصية كيري لأبي مازن؟

صحف عبرية

كلام خطير لباسيل وصف بري بـ «البلطجي» ورأى الحل «بتكسير رأسه»

Posted: 29 Jan 2018 02:21 PM PST

بيروت- «القدس العربي» : بلغت الحرب الكلامية بين التيار الوطني الحر وحركة أمل حداً غير مسبوق يهدّد بإشعال فتنة بعد غليان الشارع غضباً خاصة من أنصار رئيس حركة أمل رئيس مجلس النواب نبيه بري على خلفية تسريب كلام خطير لرئيس «التيار» وزير الخارجية جبران باسيل يصف فيه بري بـ»البلطجي» قبل أن يتم تسريب فيديو آخر يتوعّد فيه «بتكسير رأسه».
وقطع مؤيدو «حركة أمل» ومناصرو رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، أمس، عدداً من الطرقات في العاصمة اللبنانية بيروت، وفي بعلبك شرقي لبنان، احتجاجاً على الفيديو المسرب لوزير الخارجية وأعلنت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أن مناصري بري قطعوا «الطريق في منطقة السفارة الكويتية-بئر حسن، (في بيروت)، وأشعلوا النيران في إطارات، احتجاجاً على كلام الوزير باسيل».
وسرعان ما انهالت الردود من أعلى المراتب الشيعية على الوزير باسيل الذي نعته بعضهم بـ «القزم» و«قليل الادب»، كما اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالشتائم والردود على باسيل. وعمد مناصرون لحركة أمل إلى قطع عدد من الطرقات في بيروت والبقاع وإشعال الاطارات، ونزع بعضهم صورة للرئيس ميشال عون في الغازية واستبدلوها بصورة للرئيس بري، ووصلت التحركات الاحتجاجية إلى حد اقتحام مناصرين لحركة أمل مقر السفارة اللبنانية في أبيدجان التي يتحضّر وزير الخارجية لزيارتها بهدف عقد مؤتمر الطاقة الاغترابية، وأطلق المحتجون هتافات «بالـروح بالدم نفديك يا نبـيه».

حرب كلامية

وتأتي هذه الحرب الكلامية التي أعقبت اشتباكاً حول مرسوم أقدمية الضباط في وقت دخل «حزب الله» على خط التهدئة حيث زار مسؤول الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا الوزير باسيل وتمّ الاتفاق على هدنة اعلامية، غير أن تسريب الفيديو للوزير باسيل الذي تضمن كلاماً حاداً بحق رئيس المجلس في اجتماع مغلق في بلدة محمرش في البترون قضى على الهدنة قبل أن يسري مفعولها.
وجاءت مدة التسجيل الصوتي الاول لباسيل 66 ثانية وورد فيها ما يلي «لقد انحكمنا مدة 25 عاماً باللاعدالة في الاقتصاد والإدارة والإغتراب.وحتى الإغتراب اعتقدوا أنها مقاطعجية او قطعة لنا كما حصل في الأمس أن قرر هو بعدما استاء من الرئيس، وشو خصّني أنا وشو خصّ المغتربين، لكي تقسّمهم إلى طوائف وتهدد الشيعة الذين ينوون المشاركة في المؤتمر بتكسير أرجلهم ومنعهم من دخول لبنان وتهددهم بأشغالهم وتسكير المصرف الذي يساهم في المؤتمر، هذا بلطجي هذا وليس رئيس مجلس نواب، تخيّلوا أن من في منصب رئاسة مجلس النواب أي المسؤول عن تشريع القوانين ومراقبة عمل الحكومة إذا أخطأت يهدد بالقول أنا سأقفل مجلس النواب كي لا تصحّحوا القانون، سأخالف القانون وممنوع عليكم تصحيحه».
وورد في الفيديو الثاني «كل هذه البرعطة لنبيه بري لأنه فهم انه لم يعد يستفيد منا في الدولة ولا الاغتراب له… تخيّلوا ان هناك واحداً يضع يده على السلطة التشريعية مثل ما يريد/ نحن التكتل لدينا 126 قانوناً واقفاً في المجلس من 2005 حتى اليوم ..». ورداً على سؤال «وشو حلّتها مع بري» بالقول: «حلتها نحنا نكسرلو راسو ومش هوي يكسرلنا راسنا».
وبعد صدور موقف رئيس التيار الوطني الحر ، حذّر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى من «النهج المتبع في إثارة الاجواء الطائفية والمذهبية وتناول الرمز الوطني الكبير دولة الرئيس نبيه بري…» وحمّل المجلس العهد «مسؤولية هذا النهج المستنكر والمدان، وهو مطالب باعادة الامور إلى نصابها ووضع حد لهذا الاستهتار واللامسؤولية في ادارة شؤون الدولة في اخطر مرحلة يمر بها لبنان».

موقف «حزب الله»

وتعليقاً على الكلام المسرّب عن باسيل، صدر عن «حزب الله» بيان جاء فيه: «نرفض رفضاً قاطعاً الكلام الذي تعرض بالإساءة إلى دولة رئيس مجلس النواب الأخ الأستاذ نبيه بري شكلاً ومضموناً، ونرفض الإساءة له من أي طرف كان إننا نؤكد على تقديرنا العالي واحترامنا الكبير لشخص ومقام دولة الرئيس نبيه بري، وهذا ما كان يعبّر عنه سماحة الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله في خطاباته ومواقفه.
إن هذه اللغة لا تبني دولة ولا تأتي بإصلاح بل تخلق المزيد من الأزمات وتفرّق الصف وتمزّق الشمل وتأخذ البلد إلى مخاطر هو بغنى عنها. بعدما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه ندعو إلى المسارعة بمعالجة هذا الوضع القائم بأعلى درجة من الحكمة والمسؤولية».

خليل: «قليل الأدب»

وكان وزير المالية علي حسن خليل ردّ على باسيل بالقول «قليل الأدب وكلامه خطاب الانحطاط… ولنا بعد الآن كلام آخر!». وغرّد على حسابه قائلاً إذا كان هناك من يسمع فليسمع أن صهره المفضل قليل الأدب ووضيع وكلامه ليس تسريباً بل هو خطاب الانحطاط ونعيق الطائفيين أقزام السياسة الذين يتصورون أنهم بالتطاول على القادة يحجزون موقعاً بينهم».
وأضاف:»الرئيس بري أكبر من المواقع ولن يهزّه في وجدان الناس كلام، لكن مع المس به سقطت كل الحدود التي كان وحده يضعها أمامنا لفضح الكل في تاريخهم وإجرامهم والقتل والصفقات والمتاجرة بعنوان الطائفية ولنا بعد الآن كلام آخر».
من جهته، اعتبر عضو كتلة التحرير والتنمية النائب علي خريس أن «جبران باسيل ولد بحاجة إلى تربية». وقال من مجلس النواب: «على معلمو يربيه، ومن يتطاول على المقامات انسان حاقد ولئيم». وغرّد النائب علي بزي عبر «تويتر» قائلاً «لم يصل العمالقة إلى نعل حذاء بري فكيف بالاقزام وصعاليك الحقد والتطرف والفتنة».

«انزلاق أخلاقي»

وعقدت هيئة الرئاسة في حركة «أمل» اجتماعاً طارئاً برئاسة نائب الرئيس هيثم جمعه، وأصدرت بياناً جاء فيه «إن ما جرى تداوله من كلام صادر عن رئيس التيار الوطني الحر يحمل ابعاداً خطيرة تهدد وحدة البلد واستقراره وامنه، وهي دعوة مفتوحة إلى فتنة ستأخذ في طريقها كل ما أنجز على مستوى البلد، وتذكرنا بحروب التحرير والالغاء المشؤومة التي جلبت للبنان الدمار والويلات.وإن هيئة الرئاسة في حركة أمل تدعو من يعنيهم الامر لكبح الرؤوس الحامية والواهمة وتدارك الامور قبل فوات الاوان». من ناحيته، سأل الوزير غازي زعيتر «باسم من تنطق يا جبران باسيل في الخفاء، وتعتدي على اصحاب الكرامات وعلى اللبنانيين؟
انها الرجولة، رجولة الرئيس نبيه بري في الثبات على المواقف، يا معالي الوزير، حفاظاً على وحدة البلاد ومؤسساتها وعلى مصالح اللبنانيين جميعاً. اما الجبن، فيكمن لدى من يقول في السر ما يخجل ان يقوله في العلن. وهذا ما هو حاصل معك يا «معالي الوزير»… فلو كان ما تنطق به الحق، لكان لديك الجرأة الكافية لقوله في العلن، وعلى رؤوس الاشهاد. واسفك اليوم، وبعد اقل من 24 ساعة على تفوّهك بما تراجعت عنه، لهو خير دليل على انزلاقك الاخلاقي – الخارج عن الادبيات – وعلى ان الرئيس نبيه بري هو اكبر بكثير من ان يتعرض له امثالك ممن يريدون اخذ البلد إلى مواجهات لا يرغب فيها احد، لان غايتها التعطيل والتعطيل ثم التعطيل».
وكان الوزير باسيل أسف لتسريب الفيديو، ولفت إلى أن الامر ليس من ادبياته وأسلوبه وقد اتى نتيجة المناخ السائد في اللقاء الذي اقامه في بلدة بترونية، وقال: «مهما تعرّضنا له فاننا لا نرضى الانزلاق بأخلاقيّاتنا». وافادت مصادر عين التينة ان الرئيس بري اجرى سلسلة اتصالات للتهدئة درءاً للفتنة، وطلب من المناصرين عدم النزول إلى الشارع.
واشار زواره إلى ان الحل لما جرى يكمن في تقديم باسيل الاعتذار من بري عبر وسائل الإعلام. غير أن الوزيرعلي حسن خليل عاد ليقول «لسنا من يطالب الوزير جبران باسيل بالاعتذار ولكن إذا أراد ذلك فليكن أمام اللبنانيين والعالم». وقال «اذا كان الهدف من وراء ما حصل هو تعطيل الانتخابات فنطمئنكم انها حاصلة بموعدها».

أنصار باسيل

في المقابل، لقي كلام باسيل تأييداً في أوساط التيار الوطني الحر، وكتب نائب رئيس التيار الوزير السابق نقولا صحناوي «قل كلمتك وإمش». ورأت الإعلامية في قناة OTV جوزفين ديب «ان الأزمة بين الرئاستين الاولى والثانية ليست الا دليلاً على ان رئاسة مجلس النواب لم تعتد من اتفاق الطائف حتى اليوم على موقع رئيس جمهورية قوي بالمعنى السياسي.
وقال شربل خوري «نبيه بري بس يشوف شي مظاهرة ضد التمديد قدام البرلمان بيبعت حرس المجلس يكسروهن. بس يشوف مظاهرات وحراك رافع صورو إنو فاسد، بيبعت شباب الحركة يضربوهن . بس يشوف تلفزيون مش معو، بيبعت شبيحتو يحرقو. وبس يقول حدا عنو بلطجي بيزعل، شو كنت مفكر حالك الماما تيريزا يا مان».
ولفتت جويل بو يونس إلى الآتي «يللي قالو جبران باسيل بالفيديو المسرّب منو الا حقيقة اللي عم يعملو نبيه بري برا وبكل الوسائل ليضرب مؤتمر الطاقة الاغترابية والفرق بين باسيل وباقي السياسيين انو بيتجرأ يقول الحقيقة شو ما كانت». وغرّد اللواء جميل السيد عبر حسابه الخاص على تويتر قائلاً « تسريب شريط فيديو مُسيء للرئيس برّي خلال جلسة خاصة لجبران باسـيل! باسيل أبدى أسفه! في المجتمع اللبناني حديث الصالونات الخاصة لا يُحاسَب عليه! لكن،تسريب الفيديو يؤكّد وجود طرف ثالث يلعب بين أمل والتيار لإرباك حليفهما «حزب الله»! تستطيع أن تشعل ناراً، لكن قد لا تقدر على إطفائها»….

كلام خطير لباسيل وصف بري بـ «البلطجي» ورأى الحل «بتكسير رأسه»
مناصرو «أمل» أشعلوا الشارع غضباً و«حزب الله» يرفض الإساءة له
سعد الياس

مصير مئات المعتقلين لدى تنظيم «الدولة» في الموصل لا يعرف حتى الآن

Posted: 29 Jan 2018 02:21 PM PST

الموصل ـ «القدس العربي»: ناشد أهالي وذوو المفقودين الذين اعتقلهم تنظيم «الدولة الإسلامية» خلال سيطرته على المدينة، الحكومة العراقية، بمعرفة مصير أبنائهم.
عبد الكريم، والد أحد المعتقلين، قال لـ«القدس العربي»، إن التنظيم اعتقل ابنه خلال عمليات التحرير، ولم يعرف مصيره حتى الآن.
وأضاف: «جميع المعلومات كانت تشير إلى تواجد المعتقلين داخل أحد أروقة وسراديب المستشفيات في الساحل الأيمن من المدينة».
وتابع: «خلال تحرير المستشفيات اتضح أنه لا يوجد أي معتقل أو سجين أو حتى رفات تؤكد مقتل أحد من أسرى التنظيم».
ونفذ «الدولة» سلسلة من عمليات القتل الجماعي في المدينة، ولكن عبد الكريم أكد عدم «العثور على جثث ضحايا هذه العمليات. ما يجعلنا متمسكين بالأمل بأن يعود ابني يوماً ما». أبو أحمد، تلقى معلومات تفيد بقيام القوات العراقية خلال تحرير المدينة بنقل عدد من المعتقلين الذين كانوا محتجزين لدى تنظيم «الدولة»، لكن، حتى الآن، لم يتم تأكيد هذه الرواية من قبل الحكومة.
التنظيم قام، وفق المصدر بـ«قتل معظم المعتقلين خلال العمليات العسكرية، ولكن المريب في الأمر أنه لم يتم العثور على أي من الجثث التي تعود للمعتقلين، والذين ينتمي معظمهم لقوات الأمن العراقية»، داعياً إلى «ضرورة تشكيل لجنة مختصة لمعرفة مصير من اختطفهم «الدولة».
أما أم علي، والتي فقدت زوجها قالت لـ«القدس العربي»: «الحكومة ترفض منحنا رواتب بسبب فقدان زوجي، والذي لا أعرف مصيره منذ أن اختطفه التنظيم، مضيفة أنها ومئات النساء يواجهن نفس المعاناة ولا توجد جهة تقوم بالبحث والسعي لمعرفة مصير أزواجهن.
وتأمل أن يصدر بيان من الحكومة العراقية يحدد فيما لو تم قتل زوجها من قبل التنظيم أو لايزال على قيد الحياة.
وتتابع: «تصلنا أخبار متضاربة، وكثيرون يحاولون اللعب بمشاعرنا، ولكن في حقيقة الأمر لاتزال قضية المفقودين مبهمة حتى الآن».
وطالبت أن «تكون هناك لجنة دولية متخصصة بمثل هذه القضايا بسبب عجز الحكومة العراقية بفحص الجثث التي يتم العثور عليها أحياناً في مناطق مختلفة من المدينة».
وتنظيم «الدولة» سبق واعتقل مئات المواطنين من أهالي الموصل، عمل معظمهم في وقت سابق مع قوات الأمن العراقية حيث قام بالعفو عنهم شريطة ألا يعودوا للعمل، ولكنه قام بوقت لاحق باعتقالهم ونفذ حملات إعدام جماعي بحق الكثير منهم مع انطلاق عمليات تحرير المدينة. وبسب متابعين، فإن التنظيم قام بنقل بعض المعتقلين لديه من الموصل إلى سوريا خلال العمليات العسكرية التي شهدتها المدينة.

مصير مئات المعتقلين لدى تنظيم «الدولة» في الموصل لا يعرف حتى الآن

عمر الجبوري

الأزهر ينفي حذف تونس من قائمة الدول الإسلامية

Posted: 29 Jan 2018 02:20 PM PST

تونس – «القدس العربي» : وضع «الأزهر» حدًا للإشاعات التي تحدثت عن قيامه بـ«حذف» تونس من قائمة الدول الإسلامية، بسبب مقترح المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة، مشيرا إلى أنه لا وجود أصلا لقائمة من هذا النوع.
وأصدر المركز الإعلامي للأزهر الشريف بلاغا عبر صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي فند من خلالها إشاعة «حذف تونس من قائمة الدول الإسلامية»، مشيرا إلى أنه تابع باستغراب ترويج مثل هذا النوع من الإشاعات.
وأوضح أنه «لا وجود من الأساس لمثل هذه القائمة، والأزهر الشريف لم يصدر أي تعليقات أو تصريحات بشأن دولة تونس الشقيقة»، مشددًا على ضرورة تحري الدقة والتواصل مع المركز الإعلامي فيما ينشر عن الأزهر الشريف.
وكان بعض النشطاء تداولوا مقالا بعنوان «الأزهر يحذف تونس من قائمة الدول الإسلامية» منسوب لموقع إلكتروني غير معروف، وهو ما أثار جدلا كبيرا، حيث اتهم بعضهم الأزهر بالتدخل في الشؤون الداخلية لتونس، فيما اعتبر أحد رجال الدين أنها محاولة لـ»تكفير شعب مسلم»، داعيا علماء الأزهر إلى إصلاح شؤون مصر وترك الشؤون الدينية الخاصة بتونس لشيوخ الزيتونة.
يُذكر أن بعض وسائل الإعلام التونسية تحدثت عن «مقترحات مسرّبة» يفترض أن تقدمها لجنة «الحريات الفردية والمساواة» في تقريرها المقبل للرئيس التونسي في العشرين من الشهر الحالي، المتعلقة أساسا بتمكين الأم التونسية من منح لقبها لأبنائها بعد بلوغهم سن الرشد وإلغاء المهر، فضلا عن المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة وهو ما عرّض اللجنة لهجوم كبير، قبل أن يؤكد أعضاؤها أن ما تم ترويجه غير صحيح وتم تأويله بشكل خطأ.

الأزهر ينفي حذف تونس من قائمة الدول الإسلامية

حسن سلمان:

الحية ينفي وجود توجه لدى حماس لإقامة حكومة مع دحلان ومستشار رئيس الحركة السابق يطرحه لخلافة الرئيس عباس

Posted: 29 Jan 2018 02:20 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»: نفى خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس، وجود توجه لدى حركته بسبب تعثر جهود المصالحة الحالية، نحو تشكيل «حكومة وحدة وطنية» بالتوافق مع محمد دحلان القيادي المفصول من حركة فتح، وبمشاركة فصائل أخرى، في الوقت الذي طرحه أحمد يوسف، المستشار السياسي السابق لرئيس حماس، كـ«خيار» لتقلد منصب الرئيس الفلسطيني خلفا للرئيس محمود عباس. وأكد الحية في مقابلة مع صحيفة «الاستقلال» التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، أنه «لا حلول للمصالحة إلا المصالحة، ولا حلول لأزمات قطاع غزة إلا أن تتحملها حكومة الوفاق الوطني».
وألقى باللوم على السلطة الفلسطينية والحكومة لعدم تطبيق بنود اتفاق المصالحة الأخيرة، ورأى أن الذهاب إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية يعد «الخيار الأمثل»، وأنه أمر توافقت عليه غالبية الفصائل في لقاءات القاهرة يومي 21 و22 من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، باعتبارها ستكون أقوى في ظل الحالة الراهنة لمواجهة المخاطر، وتحمل أعباء المصالحة.
ورغم الانتقادات التي وجهها لحكومة التوافق قال الحية «ما زلنا نعترف بحكومة الوفاق الوطني سياسيًا، وهي قائمة رغم التحفظ التشريعي والقانوني»، وطالبها بأن تقوم بـ «مهامها الوطنية».
ونفى ما تردد عن وجود توجه لدى حماس لتشكيل حكومة مع دحلان لإدارة قطاع غزة، وقال إن هذا الحديث «لا أساس له من الصحة»، مؤكدا أن استمرار مسار المصالحة مع الكل الوطني وحركة فتح قائم و»نسعى لتطويره والدفع به نحو الأمام».
وكانت حركة حماس قد أبرمت تفاهمات مع جماعة دحلان في العاصمة المصرية  القاهرة، العام الماضي، وتحديدا قبل التوصل إلى اتفاق تطبيق المصالحة مع حركة فتح يوم 12 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وشملت التفاهمات تنفيذ مشاريع في غزة.
وكشف الحية الذي كان عضوا في وفد حماس الذي أبرم اتفاق المصالحة الأخير مع حركة فتح، أن وفدا من حركته سيزور القاهرة قريبا لبحث ملف المصالحة برعاية مصرية، لكنه قال إنه لا يوجد موعد محدد لهذه الزيارة، ودعا في الوقت ذاته حركة فتح للالتزام بتطبيق بنود اتفاق المصالحة بكافة ملفاته.
وتواجه عملية تطبيق المصالحة حاليا خلافات بين فتح وحماس، و هو ما جعل الملف يسير ببطء شديد، حيث لم يعلن بعد عن انتهاء المرحلة الأولى المتمثلة بـ «تمكين» الحكومة من كامل مهامها في القطاع.
وفي السياق كتب الدكتور أحمد يوسف، الذي عمل سابقا مستشارا سياسيا لإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، حين كان رئيسا للحكومة الفلسطينية، مقالا جديدا، أشار فيه لعودة «خيار دحلان» للمشهد السياسي. وقال يوسف إنه «بسبب تردي الأوضاع المعيشية في قطاع غزة إلى درجة الانفجار، وصدمة أهالي القطاع من طريقة التعامل المهينة التي تمارسها حكومة رامي الحمد الله، واستمرار الإجراءات العقابية، هذا يعني فقدان أمل الخلاص من جهة رام الله، والتطلع من جديد باتجاه خيارات أخرى، أحدها خيار النائب محمد دحلان وما يمثله من تيار له ثقله في قطاع غزة».
وامتدح يوسف في مقاله دحلان، وقال إنه طور علاقاته الإقليمية والدولية. ورأى أن ذلك يؤهله لأن يحلم بـ «الزعامة». وكتب يوسف أيضا الذي تقلد مناصب قيادية سابقة في حماس أنه (دحلان) غدا للكثيرين «طوق نجاة»، وقال «كلّ من تعامل معه عن قرب – بعيداً عن مواقعه التنظيمية – فسيجد فيه إنساناً متواضعاً برغم ثروته وغناه».
وأشار يوسف في مقاله الى أن شخصيته في المشهد الفلسطيني تعد «جدلية»، حيث تتداوله ألسنة «المحبين والمبغضين»، من خلال من يرى فيه أنه صاحب رؤية، وأنه شاب طموح يتطلع للرئاسة، وهناك من يتوجس منه خيفة لعلاقاته السابقة والغامضة بالإسرائيليين. ودعا يوسف لأن يتم النقاش مع دحلان حول «أسئلة الوطن، والتفاكر معه فيما يمكن تقديمه للخروج من نفق الأزمة».
وتطرق في المقال إلى اللقاء الذي جمع قيادة حماس الصيف الماضي برئاسة يحيى السنوار، بدحلان في القاهرة، وعما تواجهه المصالحة حاليا مع حركة فتح من تعثر، وكتب يقول «هل دحلان اليوم هو المخرج لتخيف أزمة الحصار، وإظهار تماسك الحالة الفلسطينية وتمنعها على تمرير أية صفقات تطيح بآمال وطموحات الفلسطينيين في الأرض والوطن؟.»
والمعروف أن آراء الدكتور أحمد يوسف، الذي يرأس حاليا مؤسسة «بيت الحكمة» في غزة، لا تعبر عن الموقف الرسمي لحركة حماس.

الحية ينفي وجود توجه لدى حماس لإقامة حكومة مع دحلان ومستشار رئيس الحركة السابق يطرحه لخلافة الرئيس عباس

موريتانيا: رئيس مجلس الشيوخ المتمرد يدعو لعودة الشرعية وحماية الدستور

Posted: 29 Jan 2018 02:19 PM PST

نواكشوط -« القدس العربي»: أكد السيناتور الشيخ ولد حننه رئيس مجلس الشيوخ (غرفة منحلة رسميا منذ استفتاء الخامس من أغسطس 2017)، «أن الخرق المتكرر الذي تعرض له الدستور الموريتاني خلال الفترة الأخيرة على أيدي السلطات، يحول دون تنظيم أي انتخابات ذات مصداقية». ويرأس السيناتور ولد حننة لجنة أزمة في مجلس الشيوخ المنحل يرفض أعضاؤها وهم غالبية في المجلس حل غرفتهم ويعتبرون مجلسهم غرفة شرعية ويرفضون الاعتراف بالتعديلات الدستورية التي ألغتها. وحول موقف مجموعته من الانتخابات خلال سنة 2018، أكد السيناتور حننة «أن موريتانيا تمر حاليا بأزمة سياسية خانقة بسبب خرق الدستور، ولذا فإن تنظيم انتخابات في ظرف كهذا يعتبر خيانة للشعب ولنشطائه السياسيين»، مضيفا قوله «لا أعتقد أن نشطاء الساحة السياسية سيدخلون في مغامرة انتخابية قائمة مسبقا على قواعد فاسدة ومغرضة». ورد السيناتور حننة على سؤال حول المأمورية الثالثة «غير الدستورية» التي يجري الحديث عنها حاليا، فقال «إن مطالبة بعض النواب بمأمورية ثالثة للرئيس يشكل هو الآخر خرقا سافرا للدستور في جوانبه المتعلقة بالتناوب الديمقراطي، وهو يؤكد مرة أخرى أن النظام الحاكم لا يولي أي اهتمام لا للمؤسسات ولا للديمقراطية ذاتها».
ودعا ولد حننة في مقابلة له نشرت أمس مع أسبوعية «القلم» المستقلة الصادرة باللغة الفرنسية «أطياف المعارضة الموريتانية للتوحد في تحالف يكون هدفه الأول والأخير، إفشال أي انتخابات قد تنظمها الحكومة».
وقال» نحن في غرفة الشيوخ نشترط تخليص الدستور من الخروقات التي لحقت به لكي يكون العمل السياسي مطابقا للقانون». وحول الفائدة المرجوة من مجلس لا يمكنه الاجتماع وليست له علاقة مع الحكومة، قال ولد حننة «لقد انتخب المجلس مكتبا جديدا بمناسبة الدورة البرلمانية 2017/2018، وهذا المكتب مكلف بمتابعة عمل مجلس الشيوخ الذي هو غرفة دستورية مهمتها ضمان التوازن بين السلطات». وأضاف «لا شك أنكم تتذكرون ما تعرض له دستور البلاد من خرق متكرر وبما أن الدستور هو القانون الذي ترتكز عليه الديمقراطية، فإن شرعية الهيئات التي شاركت في تعديلاته خارج نصه، مشكوك فيها». وأكد ولد حننة «أن الشيوخ اضطروا بعد أن أغلق مقر مجلس الشيوخ في وجوههم، لاستئجار مقر مؤقت في انتظار عودة البلاد إلى الشرعية الدستورية، ونحن نستخدم هذا المقر، يضيف السيناتور، لعقد اجتماعاتنا ومناقشة مشاكل البلد ونحن على صلة ببرلمانات العالم وبالهيئات الدولية المهتمة بالديمقراطية وبحقوق الإنسان».
وحول علاقات الشيوخ المتمردين بمنتدى المعارضة، أوضح السيناتور ولد حننة « أن علاقات الشيوخ بمجموعة الثمانية المعارضة علاقات قوية»، مشيرا إلى «أن شخصيات معارضة من مستوى عال جدا زارت الشيوخ في مقرهم المؤقت وعبرت عن دعمها لهم في جهودهم الهادفة إلى إعادة الشرعية واحترام الدستور».
وأكد ولد حننة «أن الاندماج في أحد الأحزاب السياسية ليس هدف الشيوخ في الظرف الحالي لأنهم كلهم منتمون لأحزاب وما زالوا ينتظمون فيها». وأكد السيناتور ولد حننة «أن مجلسه يبذل جهودا كبيرة لإطلاق سراح السيناتور المعتقل محمد ولد غدة ولرفع المتابعة القضائية عن الشيوخ والنقابيين والصحافيين»، مبرزا «أن سجن السيناتور ووضع البرلمانيين والصحافيين والنقابيين تحت رقابة القضاء، يشكل تراجعا كبيرا ومؤسفا للغاية في الحريات العامة وفي حقوق الإنسان».

 

رئيس مجلس الشيوخ المتمرد يدعو لعودة الشرعية وحماية الدستور

طهران تتهم الرياض بالعمل على تأجيل الانتخابات العراقية

Posted: 29 Jan 2018 02:19 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: طالبت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، أمس الاثنين، رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بالايعاز لإطلاق التخصيصات المالية الخاصة بإجراء الانتخابات المقررة في 12 أيار/ مايو المقبل.
وقال عضو مجلس المفوضين والناطق الرسمي باسم المفوضية، كريم التميمي، في بيان، إن «موازنة الانتخابات وفق قانون الانتخابات يفترض أن تصل إلى المفوضية خلال (15) يوماً من تاريخ إقرار القانون».
واكد أن « رغم المفاتحات واللقاءات الرسمية بين المفوضية ومجلس النواب والحكومة، إلا أن الأموال التي تم تخصيصها لم تصل إلى المفوضية لحد الآن»، لافتاً إلى أن «هذا الأمر سيشكل عائقا كبيرا ويؤثر على الجدول العملياتي ويسبب حرجاً لموعد الانتخابات». وأضاف أن «المفوضية تطالب رئيس مجلس الوزراء بالتدخل والايعاز إلى وزارة المالية لاطلاق التخصيصات الخاصة بالانتخابات، كما تطالب رئيس مجلس النواب بقرار منفصل وخاص يتضمن الموازنة الخاصة بالانتخابات والتي قدمتها المفوضية».
ولفت إلى أن «استمرار عملية التأخير سوف يؤثر على إجراء الانتخابات في موعدها في الثاني عشر من أيار/مايو من العام الحالي وأن المفوضية لم تستلم أي مبالغ مالية مخصصة لها».
في الأثناء، ردّت المحكمة الاتحادية العليا، الطعن المقدم من قبل عددٍ من النواب، على الفقرة التي صوّت عليها مجلس النواب في قانون الانتخابات التشريعية المتعلقة باعتماد شهادة البكالوريوس بدلاً عن شهادة الاعدادية، وأبقت على شهادة البكالوريوس كشرط للترشيح للانتخابات المقبلة.
في غضون ذلك، كشف النائب عن ائتلاف دولة القانون، جاسم محمد جعفر، عن «مخطط» تقوده أطراف خليجية وتورطت فيه كتل سياسية، لتشكيل الكتلة الأكبر بعد الانتخابات وتكليفها بتشكيل الحكومة.
وقال: «هناك كتل سياسية تلعب بالنار من اجل كسب أصوات انتخابية بالانتخابات القادمة وذلك بالعودة العشوائية والإجبارية للنازحين دون الاتفاق مع الامنيين والتغاضي لامرار هذه العائلات العائدة بالقواعد البيانية المتوفرة»، مشيراً إلى «احتمال اعادة نازحين متورطين بالدم او ملطخة أيديهم والذي قد يؤدي إلى رد فعل من اصحاب الدم مع هؤلاء ويفشل مشروع العودة»، حسب موقع «السومرية نيوز».
وأضاف: «عودة النازحين والتعامل مع هذا الملف يجب ان تبقى قضية إنسانية صرفة بعيدا عن المزايدات السياسية والانتخابات»، داعياً الجهات المعنية الحكومية إلى «منع تدخل أصحاب الأجندات في هذا الملف».
وكشف عن «خيوط مؤامرة تحاك مع الكرد من قبل جهات سياسية ضد المكونات الاخرى في كركوك وطوز، وذلك لعودة عقرب الساعة إلى ما قبل الـ16 من تشرين الأول/اكتوبر 2017 (خطة فرض القانون)، وعودة هيمنة وتسلط الكرد على هذه المناطق كما كان سابقا»، لافتاً إلى أن «الهدف من ذلك انتخابي لتشكيل الحكومة القادمة والحصول على كرسي رئاسة الوزراء».
واتهم جعفر أطرافا خليجية «بتخصيص مبالغ طائلة لعودة مسعود بارزاني مرة أخرى إلى الواجهة وبشكل قوي»، مرجحاً أن تكون «أطراف وكتل سياسية أخرى متورطة في هذا المشروع والهدف منه اقناع الكرد وخاصة الحزب الديمقراطي الكردستاني مع أطراف سنية وشيعية للذهاب إلى تشكيل الكتلة الأكبر بعد الانتخابات وتكليفهم بتشكيل الحكومة ورئاسة الوزراء مقابل منح بارزاني ما يتبناه من امتيازات، ومنها كركوك والمناطق المختلف عليها».
وعلى الرغم من إن النائب العراقي لم يسم الدول الخليجية التي تسعى للتأثير على الانتخابات العراقية، إلا إن مسؤولاً إيرانياً حدد دور السعودية في تأجيل الانتخابات.
ونقلت وكالة «تسنيم» الإيراني عن المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي للشؤون الدولية، حسين أمير عبد اللهيان، قوله خلال لقائه المندوب الخاص للامين العام للأمم المتحدة في الشأن العراقي يان كوبيتش، يجب «احترام الدستور العراقي وسيادة واستقلال هذا البلد»، معتبراً أن «أمريكا تقوم بنقل قيادات داعش المهزومين من العراق وسوريا إلى شمال أفغانستان».
وأضاف، أن «هذه المساعي التي تأتي في إطار دعم داعش والإرهاب تعد خطرة كبيرة للغاية إزاء مستقبل العراق والمنطقة والعالم»، مشيراً إلى أن «استمرار اللعب الأمريكي في المنطقة من خلال استخدام داعش في أفغانستان يعد خطا استراتيجيا جديدا للبيت الأبيض».
وتابع أن «إجراء الانتخابات العراقية في موعدها المحدد ومن دون تأجيلها يعد جزءا هاما من المسيرة السياسية للعراق الجديد»، مضيفا بالقول «نحن نعتبر التوجه في تعامل الرياض السياسي تجاه بغداد ايجابيا، لكن مساعي السعودية في تأجيل إجراء الانتخابات العراقية نعتبرها استمرار دور الرياض غير البناء في المنطقة».
من جانبه قال كوبيتش، «واجبنا هو تقديم الدعم للحكومة والشعب العراقي للحفاظ على الوحدة و تطبيق الدستور»، معربا عن أمله بإجراء الانتخابات في موعدها المحدد وبحضور غالبية الشعب العراقي أمام صناديق الاقتراع وتشكيل حكومة جديدة تمنح الشعب المزيد من الشعور بالانتفاع من هزيمة داعش».

طهران تتهم الرياض بالعمل على تأجيل الانتخابات العراقية
المفوضية العليا تطلب تدخل العبادي لتسليمها موازنتها

موظفو «الأونروا» ينتفضون غضبا ضد التقليصات الأمريكية ويرفعون شعار: «نموت على حدود الوطن ولن نموت جوعا»

Posted: 29 Jan 2018 02:19 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»: صبّ 13 ألف موظف يعملون في إدارات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» جام غضبهم على الإدارة الأمريكية، رفضا لقرارها القاضي بتقليص الدعم عن هذه المنظمة الدولية، وحذروا خلال تظاهرة حاشدة شارك فيها لأول مرة مدير العمليات الأجنبي، من مخططات حلها، ورفعوا شعار «الموت على حدود الوطن» بدلا من «الموت جوعا» في إشارة موجهة لإسرائيل، تنذر بفعاليات احتجاجية لاحقة عند مناطق التماس.
وتجمع موظفو «الأونروا» من كافة مناطق قطاع غزة، أمام مقر المنظمة، وساروا من هناك في مسيرة حاشدة إلى مقر رئيسها، يرددون هتافات غاضبة ضد سياسة التقليص الأمريكية.
وحرص الكثير منهم على حمل أطفالهم الصغار خلال المسيرة، فيما رفع آخرون لافتات كتب عليها «أنا لا أتوسل الصدقات»، و»الكرامة لا تقدر بثمن» و«حقوق اللاجئين خطر أحمر»، وتعالت عبر مكبرات الصوت أصوات أغان حماسية وثورية، تؤكد حقوق اللاجئين وخصوصا «حق العودة».
وبما يشير إلى حالة الغضب العارمة التي يشعر بها هؤلاء الموظفون، الذين يخشون من مخطط لحل «الأونروا» ووقف خدماتها لنحو ستة ملايين لاجئ فلسطيني وتسريح موظفيها، اعتلى أحد الموظفين عربة تقود المسيرة، وقال عبر مكبرات الصوت «إنه يوم الغضب، يوم اللاجئين، وإنهاء الأونروا يعني عودتنا إلى أراضينا التي هجرنا منها، ولن نساوم على حقوقنا».
وأضاف «إن خيرنا بين الموت جوعا والموت على حدود الوطن، سنموت على حدود الوطن»، وأعلن تأييد حملة المفوض العام التي انطلقت الأسبوع الماضي لجمع التبرعات تحت شعار «الكرامة لا تقدر بثمن».
وقالت سيدة في منتصف العقد الثالث وتعمل مدرسة خلال المشاركة في التظاهرة لـ «القدس العربي» بغضب «إن حاربونا في قوتنا سننفجر في وجه من يحاربنا، وسننتزع حقوقنا بالقوة»، وكانت بذلك توصل رسالة لإسرائيل. وأكدت كغيرها ممن شاركوا أنهم يرفضون أي «مساومة» على حقوقهم، مشيرة إلى أن التظاهرة تحمل «رسائل غضب» ضد من يحارب اللاجئين الفلسطينيين.
وعمّ يوم أمس إضراب شامل جميع مؤسسات «الأونروا» في القطاع، توقفت خلاله المدارس عن استقبال الطلبة.
إلى ذلك قال أمير المسحال رئيس اتحاد الموظفين في كلمة أمام مقر الأمم المتحدة، بعد أن أغلقت حشود المشاركين في التظاهرة الشوارع المؤدية للمكان «أي مخطط للنيل من الأونروا أو قضايا اللاجئين لن يمر وسيفشل، كما أفشل أبناؤنا مخططات تصفية القضية السابقة».
وأكد أن التظاهرة تدافع عن حقوق نحو ستة ملايين لاجئ فلسطيني موجودين في مناطق العمليات الخمس، وهي قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان، وعن حقوق 30 ألف موظف في هذه المناطق. وطالب «أحرار العالم» بتقديم المساعدات للاجئين الفلسطينيين، من أجل تعليم الأطفال وتقديم الخدمات الصحية للمرضى، وتوفير الطعام للفقراء.
وشدد على أن وقف المساعدات الأمريكية يعني «ناقوس خطر يهدد تقديم الخدمات الرئيسة للاجئين»، مؤكدا على ضرورة بقاء «الأونروا» واستمرار دعمها بعيدا عن أي «ابتزازات سياسية». وعبر عن رفض الاتحاد الربط بين المساعدات وعودة القيادة الفلسطينية للمفاوضات مع إسرائيل. وأشار في الوقت ذاته إلى أن أزمة التمويل دفعت موظفي «الأونروا» للقلق من عدم توفر «الأمان الوظيفي».
وأكد المسحال على هامش التظاهرة لـ ‘القدس العربي»، أن هناك خطوات احتجاجية لاحقة «أكثر قوة» سيجري تنظيمها في مناطق العمليات الخمس، للاحتجاج على القرار الأمريكي.
ويتردد في أوساط موظفي «الأونروا» أن خطة الاحتجاج المقبلة، ستكون من خلال التظاهر عند مناطق حدودية قريبة من إسرائيل، لحمل رسائل احتجاج ضد الاحتلال، والتذكير بأن إنهاء «الأونروا» مرتبط بعودة اللاجئين إلى ديارهم المحتلة.
وفي خطوة أرادت إدارة «الأونروا» التأكيد عليها، بوقوفها إلى جانب موظفي «الأونروا» المحليين، رغم الخلافات بينهما على قضايا نقابية واستحقاقات مالية، ألقى ماتياس شمالي، مدير العمليات في قطاع غزة كلمة في التظاهرة الحاشدة، انتقد خلالها القرار الأمريكي بتقليص المساعدات المقدمة لمنظمته الدولية، وربطها بمسارات سياسية.
وقال موجها الحديث لأمريكا «لا تقوموا بتسييس المساعدات المقدمة للأونروا»، مضيفا «ليس من المقبول تنفيذ هذا الأمر»، مطالبا كذلك بعدم الاكتفاء بتقديم التمويل اللازم لـ «الأونروا»، بل إيجاد حل لقضية اللاجئين الفلسطينيين.  
وأعلن شمالي وقوف الموظفين الأجانب العاملين في «الأونروا» إلى جانب الموظفين المحليين في خطواتهم الاحتجاجية.
إلى ذلك أكد اتحاد الموظفين استباقا لأي قرارات لتقليص الخدمات المقدمة للاجئين بسبب الأزمة، رفضه لتنفيذ «سياسة التقشف» التي ستطال العمل في «بند البطالة» وتقديم «كوبونات غذائية» لفقراء اللاجئين. وطالب خلال التظاهرة الدول الأوروبية وكذلك الدول الغربية، التي لم تقدم ما عليها من التزامات مالية العام الماضي، بالإسراع في دفع هذه الأموال، وكذلك سد العجز المالي الذي خلفه قرار الإدارة الأمريكية بتقليص الدعم.
وكان المفوض العام لـ «الأونروا» بيير كرينبول، قد أطلق من غزة حملة دولية لجمع التبرعات لهذه المنظمة الدولية لسد عجز التمويل الأمريكي تحت شعار «الكرامة لا تقدر بثمن».
وتقول المنظمة الدولية إن حملتها هذه تأتي في إطار حماية حقوق لاجئي فلسطين وصون كرامتهم، وإنها تهدف إلى جمع 500 مليون دولار أمريكي.

موظفو «الأونروا» ينتفضون غضبا ضد التقليصات الأمريكية ويرفعون شعار: «نموت على حدود الوطن ولن نموت جوعا»

أشرف الهور:

توسيع مستوطنة «تسور هداسا» يهدد بإغراق «وادي فوكين» في بيت لحم

Posted: 29 Jan 2018 02:18 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: لم يتمكن الكثير من سكان قرية وادي فوكين الفلسطينية، الواقعة إلى جنوب غرب مدينة بيت لحم في الضفة الغربية، من النوم ليلة الجمعة الماضية. فكما في كل يوم ممطر في هذا الشتاء، عملوا على حفر القنوات وبناء متاريس من الطين والحجارة، لمحاربة التدفق القوي للمياه التي غمرت شوارع القرية وهددت بإغراق منازلهم. وتعتبر هذه الفيضانات في وادي فوكين ظاهرة جديدة بدأت في السنوات الأخيرة، وهي من صنع الإنسان. 
وترتبط هذه الفيضانات بأعمال توسيع مستوطنة «تسور هداسا» الواقعة فوق القرية، حيث يجري العمل هناك على بناء حي جديد. ونتيجة لأعمال البناء تم تحويل مناطق طبيعية كانت تمتص مياه الأمطار وتخفف من تدفقها إلى مناطق مغطاة بالأسفلت والخرسانة، ما جعل المياه تتدفق بسرعة إلى أسفل الجبل باتجاه القرية الفلسطينية.
وهناك مشكلة أخرى لا تقل خطورة عن الفيضانات، وهي أن أعمال البناء هذه منعت وصول المياه إلى ينابيع وادي فوكين. ووفقا لسكان القرية فقد حدث انخفاض حاد في إمدادات المياه في الينابيع، التي تستخدم للري على مدار السنة. وستناقش لجنة التخطيط والبناء الإقليمية التابعة للاحتلال، مخطط توسيع مستوطنة «تسور هداسا» بثلاثة أضعاف حجمها الحالي.
ووفقا للخطة سيتم بناء حيين إضافيين مع آلاف الوحدات الاستيطانية في المستوطنة، ومن المتوقع أن تزداد الفيضانات في الشتاء وتجف الينابيع في الصيف. لكن الخط الأخضر يمر بين «تسور هداسا» ووادي فوكين، ومن المقرر إقامة جدار فاصل هناك. لذلك يقول المعارضون إن المخططين في وزارة الإسكان الإسرائيلية يتجاهلون الآثار المترتبة على سكان القرية الفلسطينية الصغيرة. بينما تدعي وزارة الإسكان أنها قامت بإجراء الاختبارات الجيولوجية اللازمة.
وحول ما حدث ليلة الجمعة، قال عماد مناصرة المقيم في القرية: «لقد عملنا تقريبا طوال الليل، وأقمنا أكواما من الحجارة والطين، وقمنا بإخراج المسنين من منازلهم ونقلهم إلى أماكن أخرى. لقد كانت كميات المياه المتدفقة كبيرة، ليست بسيطة بتاتا» .ويضيف مناصرة، الذي يقع منزله في منحدر المصب القادم من هداسا «لقد بدأت كل هذه المشكلة عندما قاموا ببناء الحي الجديد، فحتى ذلك الحين كانت الطبيعة تمتص هذه المياه. كانت المياه تجري مثل النهر، وقد تمكنا في هذه المرة من إنشاء قناة ولم يدخل الماء إلى المنزل». وفي العام الماضي قام السكان ببناء أنظمة صرف خاصة مصممة لحرف المياه عن المنازل، لكنهم لا يستطيعون تحمل العبء على الدوام، ويشير السكان إلى الأضرار الناجمة عن الرطوبة والعفن الذي أصاب المنازل بسبب تيارات المياه.
ويعيش 1,300 فلسطيني في وادي فوكين. وتبدو القرية الصغيرة وكأنها قزم مسجون بين عملاقين: «تسور هداسا» من الغرب ومستوطنة المتدينين «بيتار عيليت» من الشرق. ويعتبر تاريخ هذه القرية فريدا من نوعه، فقد تم خلال حرب عام 1967، تدمير منازل القرية، وتم طرد سكانها. وفي عام 1972 سمحت إسرائيل للسكان بالعودة إليها وإعادة بناء المنازل بشكل استثنائي. وقال السكان للأديب اليهودي ديفيد غروسمان، الذي أجرى مقابلات معهم في كتابه «الزمن الأصفر» في عام 1987، إن الحكم العسكري اضطر إلى إخلاء مكان في مخيم الدهيشة للاجئين.
القرية معروفة بينابيعها الـ 11، وبركة تجميع المياه على طول الوادي، تروي الأراضي الزراعية والمدرجات الخضراء. لكن الجيران يجعلون الحياة صعبة في الوادي، وفي السنوات الأخيرة، غمرت مياه الصرف الصحي التي تتدفق من «بيتار عيليت»، حقول القرية عدة مرات، وتم تسجيل أعمال تخريب للينابيع وبرك تجميع المياه، من قبل المستوطنين أو الزوار غير المرغوب فيهم. ويبدو أن هذه المشاكل تتقزم أمام المياه المتدفقة من «تسور هداسا» وجفاف الينابيع.
وإلى جانب سكان القرية هناك مستوطنون من «تسور هداسا»، وجمعية حماية الطبيعة في إسرائيل ومنظمة إكو- بيس، بين المعارضين لخطة توسيع المستوطنة. ويعتمد هؤلاء، من بين أمور أخرى، على دراسة أجرتها الدائرة الهيدرولوجية الحكومية التي ذكرت أن «هذه منطقة ذات حساسية هيدرولوجية عالية جدا»، وأن «التحليل الأولي يشير إلى أن تنفيذ الخطة يمكن أن يسبب أضرارا لنظام المياه الجوفية الإقليمي والمحلي».

توسيع مستوطنة «تسور هداسا» يهدد بإغراق «وادي فوكين» في بيت لحم

الحكومة الفلسطينية ترفض تصريحات ترامب حول قضية القدس وتدعو إلى توفير الدعم المالي

Posted: 29 Jan 2018 02:18 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: أكدت الحكومة الفلسطينية خلال جلستها الأسبوعية رفضها لتهديدات وتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من أن قضية القدس قد تمت إزاحتها عن طاولة المفاوضات، وأن الفلسطينيين أمام خيارين، إما العودة لطاولة المفاوضات أو وقف المساعدات الأمريكية. وأكدت على موقف القيادة الفلسطينية برفض القرار الأمريكي «الغاشم» بشأن القدس، ورفض الخضوع للابتزاز الأمريكي والتفاوض على المبادئ والحقوق الفلسطينية الثابتة والراسخة، بل على آليات تنفيذ القرارات الدولية والمبادئ التي أقرتها الشرعية الدولية وعلى رأسها القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967. 
وطالبت الحكومة الدول الأوروبية بلعب دور فعّال تجاه عملية السلام، وبلورة آلية دولية لرعاية المفاوضات بهدف إيجاد حل عادل وشامل لكافة قضايا الحل النهائي وفق قرارات الشرعية الدولية، وصولاً إلى تجسيد دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية. 
ووجهت دعوة عاجلة إلى المجتمع الدولي، وفي مقدمه مجلس الأمن الدولي، لتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني ومعاناته، ووقف سرقة الاحتلال للأرض الفلسطينية ونهبها لأغراض الاستيطان، والتنكيل المستمر بالشعب الفلسطيني، وأدانت العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد محافظات الوطن من اقتحامات واعتقالات ونصب الحواجز والتنكيل بالفلسطينيين العزل. 
وناقشت الحكومة مشاركة رئيس الوزراء رامي الحمد الله في اجتماعها الاسبوعي أمس، في الاجتماع الطارئ للجنة تنسيق مساعدات الدول المانحة لفلسطين، الذي سيعقد في مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل نهاية الشهر الحالي، ويضم عدداً كبيراً من ممثلي الدول والمنظمات الدولية التي تقدم المساعدات لفلسطين، مع التركيز على حشد التمويل لتنفيذ عدد من المشاريع الاستراتيجية في قطاع غزة، وفي مقدمتها مشروع محطة تحلية المياه، الذي تقدر تكلفته بنحو 620 مليون دولار ومشروع توفير الغاز الطبيعي لمحطة توليد الكهرباء، التي ستساهم في زيادة القدرة الإنتاجية للمحطة وبأسعار مخفضة، وتقدر تكلفته بحوالى 88 مليون دولار، إضافة إلى حشد التمويل لبناء 100 مدرسة ستوفر حوالى 15 ألف فرصة عمل، وغيرها من المشاريع الحيوية في القطاع. 
ودعت إلى ضرورة وقوف المجتمع الدولي عند مسؤولياته تجاه تقديم الدعم المالي من ناحية، وتجاه مختلف السياسات والمخططات العنصرية الإسرائيلية من ناحية أخرى، والوقوف إلى جانب حقوق الشعب الفلسطيني التي أقرتها الشرعية الدولية، وتمكينه من تجسيد سيادته واستقلاله وإقامة دولته على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (194) لحل قضية اللاجئين الفلسطينيين الذين أخرجوا من أرضهم وديارهم بالقوة والإرهاب، وإطلاق سراح أسرانا الذين يتعرضون لأبشع أشكال الظلم والقهر والتعذيب والتنكيل في المعتقلات الإسرائيلية. 
في غضون ذلك أعلن رياض المالكي وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني انه سيتم التوجه خلال شهر فبراير/ شباط المقبل إلى مجلس الأمن لمطالبته بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وإعادة النظر في الطلب المقدم من قبل فلسطين في عام 2011 لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وكذلك لتجديد التزام الدول بتنفيذ القرار 2334 حول الاستيطان. 
وأوضح المالكي في تصريحات للإذاعة الفلسطينية الرسمية، ان «الكويت ستترأس مجلس الأمن في شهر شباط الذي سيشهد خلاله العديد من الاجتماعات والتحركات بضمنها الاجتماع الشهري المغلق للمجلس لمناقشة أوضاع الشرق الأوسط في العشرين من الشهر المقبل، يليه اجتماع مفتوح لمجلس الأمن لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة في الحادي والعشرين من الشهر ذاته، واجتماع تقني في الثالث والعشرين مرتبط بالمواضيع ذاتها بمشاركة شخصيات دولية بارزة وسيحضر الرئيس أحد هذه الاجتماعات». 
أما بخصوص اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر في الأول من الشهر المقبل، فأكد ان الاجتماع سيكون تشاوريا لمناقشة آليات التحرك على المستوى الدولي لمواجهة قرار ترامب بشأن القدس، تمهيدا لعقد القمة العربية المقبلة في شهر مارس/ آذار المقبل في الرياض.
 وقال وزير الخارجية الفلسطيني إن مشروع اعتراف سلوفينيا بالدولة الفلسطينية سيعرض على البرلمان السلوفيني، وفي حال تم إقراره فسيتم تنفيذه الشهر المقبل او الذي يليه، علما أن قرارات البرلمان ملزمة للحكومة السلوفينية عكس الدول الأوروبية الأخرى.

الحكومة الفلسطينية ترفض تصريحات ترامب حول قضية القدس وتدعو إلى توفير الدعم المالي
عشية الاجتماع الطارئ للجنة تنسيق مساعدات الدول المانحة

المتحدث السابق باسم حملة عنان ينتقد موقف الجيش من ترشح الفريق

Posted: 29 Jan 2018 02:17 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: انتقد حازم حسني، استاذ الاقتصاد والعلوم السياسية، والمتحدث السابق باسم حملة ترشيح الفريق سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الأسبق، موقف القيادة العامة للقوات المسلحة من ترشح عنان.
وقارن بين «موقف القيادة العامة للقوات المسلحة من ترشح المشير عبد الفتاح السيسي في 2014، وموقفها من ترشح عنان في 2018».
وقال في سلسلة تغريدات على موقع تويتر:» أخذت القيادة العامة للقوات المسلحة على الفريق سامي عنان أنه اتخذ موقفاً سياسياً وهو ما زال ضابطا مستدعى، أرجو ألا ننسى أن القيادة العامة نفسها قد صفقت وقوفاً للرئيس المنتهية ولايته عند إعلانه الترشح، وهو بدوره موقف سياسي صريح، لذا لزم التنويه».
وتابع: «كنت وما زلت وسأبقى مؤمناً بأن أي جيش هو ضمانة ميزان الدولة في لحظة الخطر الوجودي، ولكي يؤدي دوره هذا عليه أن يكون متماسكاً، وأن يبقى محل إجماع شعبي».
وسخر حسني من الأجواء التي تجرى فيها الانتخابات الرئاسية، قائلاً: «توفيت إلى رحمة الله الانتخابات الرئاسية في مصر بعد صراع طويل مع المرض، وسيبدأ تشييع الجنازة بالتقاط صورة تذكارية للجثمان مع الحانوتي، ثم تبدأ الموسيقى في عزف المارش الجنائزي الراقص المعروف باسم بشرة خير، وتنتهى الجنازة بكلمة يلقيها الحانوتي عن مآثر الفقيد». وأشار إلى أغنية «بشرة خير» الذي غناها المطرب الإماراتي حسين جسمي، لحث المصريين على التصويت في انتخابات 2014.
وكان عنان أعلن عزمه الترشح في انتخابات الرئاسة في فيديو بثه عبر صفحته على «الفيسبوك» موجها انتقادات حادة لسياسات السيسي، خاصة في إدارة ملفي الأرض والمياه، في إشارة لأزمتي جزيرتي تيران وصنافير وأزمة سد النهضة، قبل أن تصدر القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية بيانا تتهمه فيه بـ»التزوير» و»محاولة الوقيعة بين الجيش والشعب المصريين»، وتعلن إحالته للمدعي العام العسكري.
وكشف المحامي ناصر أمين عن وجود عنان في السجن الحربي، مؤكدا أنه زاره برفقه نجله.

المتحدث السابق باسم حملة عنان ينتقد موقف الجيش من ترشح الفريق

اسبانيا تصف التقارب العسكري المغربي- الأمريكي بـ«الخطير»

Posted: 29 Jan 2018 02:17 PM PST

الرباط – «القدس العربي»: يثير تسلح المغرب قلقًا إسبانيًا، هذا وقد وصفت إسبانيا التقارب العسكري المغربي الأمريكي بـ»الخطير» في وقت تتحدث فيه الأوساط المغربية عن صفقة سلاح بين المغرب والصين.
وقال تقرير إعلانية مغربية إن المغرب واصل تعزيز ترسانته العسكرية، برا وجوا وبحرا، بإدخال نظام دفاع جوي جديد إلى تشكيلة قواته المسلحة، يتعلق الأمر بنظام الدفاع الجوي متوسط المدى Sky Dragon 50 من الصين.
وقالت المصادر إن النظام العسكري الجديد جرى استقدامه في شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بعد استكمال تدريب عدد من الضباط والتقنيين من سلاح المدفعية والمتخصصين في الرادار وأنظمة الدفاع الجوي أرسلهم المغرب السنة الماضية إلى الصين من أجل التدرب على النظام الصيني الذي يعدّ من أحدث الأنظمة الدفاعية في العالم الذي يستطيع الاشتباك مع 12 هدفا في الوقت نفسه من مدى 50 كيلومترا وعلو يصل إلى 20 كيلومترا.
ويتكون النظام الواحد من رادار بحث ثلاثي الأبعاد يصل مداه إلى 150 كيلومترا، ووحدة قيادة وتحكم، وحدة إعادة التلقيم وثلاث منصات لإطلاق الصواريخ، كل منصة قادرة على إطلاق أربعة صواريخ أرض جو. ويستعمل هذا النظام بالخصوص لحماية المنشآت الحيوية والتشكيلات البرية من مختلف التهديدات الجوية مثل: المروحيات الهجومية، والطائرات من دون طيار، والمقاتلات، وصواريخ «الكروز»، خصوصا أن النظام يمكنه ضرب هدف جد منخفض على علو 30 مترا فقط.
ويشهد التعاون العسكري بين المغرب والصين ازديادا ملاحظًا، حيث شملت هذه الصفقة الأخيرة إلى جانب الدفاع الجوي متوسط المدى أنظمة أخرى أكثر تطورا.
وصارت العلاقات العسكرية المغربية الصينية، منذ الصفقة قبل الأخيرة والتي شملت أيضا أنظمة دفاع جوي قصيرة المدى وراجمات صواريخ متوسطة المدى ودبابات ورادارات مراقبة، أكثر استراتيجية وستشمل في المستقبل أيضا نقل بعض تكنولوجيا الصناعة العسكرية الصينية إلى المغرب.
واصدرت المؤسسة العسكرية بإسبانيا تحذيرا من التقارب الأمني والعسكري الاستراتيجي الحاصل بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية. وخطورة ذلك على الأمن القومي الإسباني على المدى المتوسط والبعيد.
وذكرت وكالة «ديفانسا» المتخصصة في الأخبار العسكرية والأمنية بإسبانيا، أن هناك دلائل على وجود تقارب استراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، وأن اتفاقا جرى توقيعه مؤخرا بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية يقضي بأن تموّل الرياض اقتناء أربعة أجهزة استطلاع وتجسس أمريكية لفائدة المغرب.
وقال الصحافي الإسباني خوسيه نافارو، إن الجيش المغربي بموجب الاتفاق السعودي- الأمريكي سيحصل على أربع طائرات من صنع أمريكي، يمكنها القيام بمهام المراقبة والتجسس، مجهزة بمعدات من صنع إسرائيلي لهذا الغرض.
وأضاف المصدر ذاته إن الجزائر سبق لها أن حصلت عام 2016 على طائرات من نفس النوع، إلا أن الطائرات التي سيحصل عليها الجيش المغربي أكثر تطورا ودقة في تحديد الأهداف.

اسبانيا تصف التقارب العسكري المغربي- الأمريكي بـ«الخطير»

وزارة الإعلام الفلسطينية تتهم «نيويورك تايمز» بأنها تنفث السموم والخارجية تعتبر تصريحات غرينبلات انحيازا للاحتلال

Posted: 29 Jan 2018 02:16 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: قالت وزارة الإعلام الفلسطينية إن الصحافي روجر كوهين وصحيفته «نيويورك تايمز» يفتقران للموضوعية ويسيئان للشعب الفلسطيني بنشرهما مغالطات، ليس أقلها العنوان الذي انحاز للاحتلال وجوقته، فالرئيس محمود عباس هو رئيس منتخب لشعب واقع تحت احتلال إسرائيلي بغيض، تدعمه إدارة أمريكية تفقد بوصلتها كقوة ضامنة للأمن والسلم العالميين، واحتلال يطارد أحلام  العصافير والأطفال، بجيش يتفنن في إعاقة الحياة والمس بأسلوب حياة الفلسطيني. 
وأكدت أن الشعب الفلسطيني على مستوى عال من الوعي والإدراك ويعلم جيداً ماذا تعني الحرية والحكم الصالح، وليس بانتظار كوهين أو «نيويورك تايمز» ليحدد شكل الديمقراطية الفلسطينية المناسبة، أو طبيعة الحكم في فلسطين التواقة للحرية والاستقلال، وهو شعب يصر على ممارسة هذا الدور بشكل ديمقراطي وعقد انتخاباته رغم الاحتلال.
وكان كوهين قد كتب تقريراً في صحيفة «نيويورك تايمز» تحت عنوان «حان الوقت لأن يرحل عباس»، قال فيه إن «رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لا يمكنه التهرب من المسؤولية، خاصة أن حكومته ينظر إليها وعلى نطاق واسع على أنها فاسدة، وعاجزة، وبعيدة عن الجماهير، ولا تخدم إلا نفسها، وسلطوية أكثر من اللازم، وكان عباس قد انتخب لولاية من أربعة أعوام في كانون الثاني/ يناير 2005، ويدخل الآن عامه الرابع عشر في رئاسة لا تتعرض للمحاسبة».
وأضاف ان «عباس قمع حرية الإعلام، وأصدر قانونا غريبا للجرائم الإلكترونية بالسجن مدة عام لأي شخص «ينشر أخبارا تهدد وحدة الدولة الفلسطينية أو النظام العام»، ويشمل القانون عقوبة عامين لمن ينشر معلومات «بنية الهجوم على مبادئ العائلة والقيم». وقال إن «هذا يعد خرقا للقانون الأساسي الفلسطيني عام 2003، الذي يضمن الحق للجميع ليعبروا عن رأيهم، ونشره لفظيا، كتابة أو أي شكل من أشكال التعبير».
وتابع كوهين القول إن «الرئيس أضعف استقلالية القضاء، عندما عين محكمة دستورية تسير وفق إرادته، لرفع الحصانة عن عدد من أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني، الذي لم يُعقد منذ أكثر من عقد، وكان التحرك يستهدف خصمه السياسي محمد دحلان، الذي يعيش في الإمارات، وصدر ضده حكم بالسجن بتهم الفساد». 
وقالت وزارة الإعلام الفلسطينية «كنا نأمل أن تتحلى «نيويورك تايمز»، الجريدة الرائدة ذات التاريخ العريق، بالموضوعية والمصداقية لتكتب عن الاحتلال وجرائمه وخرقه للمواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن، وحرق الأطفال بشكل مقصود ومتعمد كعائلة دوابشة والفتى المقدسي أبو خضير، وأن تتوقف هذه الصحيفة جيداً أمام قوانين الإرهاب والعنصرية التي يناقشها (برلمان الاحتلال) ضد الشعب الفلسطيني ومصالحه». 
واختتمت الوزارة بالقول إن «رحيل الاحتلال هو شرط الحرية الوحيد، ومن غير الإنصاف القفز عن المتن، والتطوع لتوجيه الاتهامات الباطلة هنا وهناك، وتعليمنا أصول الحياة التي نعمل جاهدين لزرعها في أطفالنا، في وقت يعمل الاحتلال بكل أدواته لقتلها، والأهم من ذلك أن كافة الأدلة والمعطيات تعلمها جيداً «النيويورك تايمز» غير أنها تذهب نحو لوم الضحية، فهذه المعادلة أسهل».
وفي السياق قالت الخارجية الفلسطينية إنه وفي إصرار أمريكي متواصل على تبني المواقف والسياسات الإسرائيلية، قام مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون المفاوضات الدولية، جيسون غرينبلات، بجولة تحت الأرض على حدود قطاع غزة، برفقة قيادات عسكرية اسرائيلية، وأطلق غرينبلات خلال جولته مجموعة من الاتهامات والمواقف المنحازة للاحتلال، التي تُحمل الضحية المسؤولية عن نتائج ما يرتكبه الجلاد الإسرائيلي من حصار وإغلاق وتجويع وتضييق على حياة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في مسعى منه لتسويق الرواية الإسرائيلية والتغطية على ما تقوم به سلطات الإحتلال من جرائم حقيقية ضد أهلنا في القطاع، مُدعياً أن «إسرائيل ستعلن عن مشاريع وتدابير لغزة في اجتماع المانحين في بروكسل». 
ورأت ان ادعاءات غرينبلات التي أطلقها من «تحت الأرض» لم تدفعه للقيام بزيارة الى قطاع غزة للاطلاع على ما يجري «فوق الأرض» من معاناة وآلام حقيقية جراء سياسات الاحتلال وعدوانه المستمر على القطاع منذ سنوات طويلة، كما أن هذا التبني للرواية الاسرائيلية يحول دون قيامه بجولات ميدانية في الضفة الغربية المحتلة للاطلاع عن قرب على معاناة الفلسطينيين جراء الإستيطان الذي يسرق أرضهم ويحرمهم منها، والحواجز العسكرية المنتشرة في الضفة الغربية المحتلة، التي تُقيد حقهم في الحركة والتنقل، وتغلق مداخل قراهم وبلداتهم ومخيماتهم ومدنهم وتحولها الى سجون كبيرة، وتقطع أوصال وطنهم وتحوله الى جزر معزولة في محيط استيطاني واسع، وغيرها الكثير من أشكال المعاناة والظلم والألم التي يعاني منها الفلسطينيون العزل، جراء سياسات الإحتلال القمعية والتهويدية، التي تحول حياة الفلسطينيين الى جحيم لا يطاق. 
وقالت «يبدو أن غرينبلات وغيره من المسؤولين في إدارة ترامب، مُثقلون بقناعات منحازة تُفقدهم القدرة على القيام بدور «الراعي» النزيه لعملية السلام والمفاوضات، وتحولهم الى مسوقين ورعاة لسياسات الاحتلال ومخططاته التوسعية، القائمة على التعامل مع القضية الفلسطينية كقضية سكان يحتاجون الى تسهيلات ومزايا حياتية وهمية، بعيداً عن جوهر الصراع ومفهومه السياسي». واعتبرت ان هذه القناعات الأيديولوجية والمواقف المنحازة للاحتلال أفقدت الإدارة الأمريكية القدرة على لعب دور الراعي الحقيقي لإطلاق عملية سلام ذات جدوى بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني.

وزارة الإعلام الفلسطينية تتهم «نيويورك تايمز» بأنها تنفث السموم والخارجية تعتبر تصريحات غرينبلات انحيازا للاحتلال

فادي ابو سعدى:

وزارة الدفاع الجزائرية تنفي أن تكون قد هضمت حقوق متقاعدي الجيش

Posted: 29 Jan 2018 02:16 PM PST

الجزائر ـــ «القدس العربي»: نفت وزارة الدفاع الجزائرية وجود أية مشاكل تخص متقاعدي الجيش، مشيرة إلى أن هناك من ينسبون أنفسهم إلى مختلف فئات المتقاعدين من مستخدمي الجيش، انتهجوا، من أجل التعبير عن مطالبهم، سلوكات غير قانونية، محاولين بث مغالطات وزرع الشك وسط الرأي العام الوطني، وإذ يقدمون أنفسهم ضحايا هضمت حقوقهم الاجتماعية والمادية ويستعملون الشارع وسيلة ضغط لفرض منطقهم.
وأضافت الوزارة في بيان أن القيادة العليا للجيش تحرص على تقديم توضيحات بخصوص معالجة ملفات المتقاعدين، مؤكدة أنها قدمت تعليمات إلى مختلف النواحي العسكرية منذ عام 2013 لاتخاد التدابير اللازمة لمعالجة ملفات مختلف فئات المتقاعدين من مستخدمي الجيش، وهذا على ضوء ما جاء به قانون المعاشات العسكرية المعدل رقم 13 ـ 03 المؤرخ في 20 فبراير/ شباط 2013، بما سمح بتسوية غالبية الملفات المودعة.
وذكرت أن هناك عناصر لا علاقة لها بهذا الملف، كونها تحاول إدراج مطالبها ضمن مطالب الفئات المعنية، في حين أنها تدخل ضمن فئة المشطوبين من صفوف الجيش لأسباب انضباطية وقضائية صدرت في حقهم أحكام نهائية، منددة بانخراط بعض الأقلام التي تدعي اهتمامها بانشغالات أفراد الجيش الشعبي، محاولة استغلال هذا الملف لأغراض شخصية.
وأكدت أن مصالحها ومكاتبها، تبقى مستعدة لاستقبال مختلف ملفات متقاعدي الجيش بكل فئاته، وفقا للإجراءات القانونية المعمول بها، قصد التكفل الأمثل بانشغالاتهم الصحية والاجتماعية، كما تدعو إلى تجنب مختلف أشكال التعبير الفوضوي، واعتماد القناة الرسمية المعتمدة المتمثلة في جمعية متقاعدي الجيش الوطني.

وزارة الدفاع الجزائرية تنفي أن تكون قد هضمت حقوق متقاعدي الجيش

البرلمان العراقي ينجح في قراءة موازنة 2018… وسط مقاطعة كردية وسنّية

Posted: 29 Jan 2018 02:15 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: تمكن مجلس النواب العراقي، أمس الإثنين، من قراءة مشروع قانون الموازنة المالية الاتحادية لعام 2018، قراءة أولى، وسط اعتراض النواب الأكراد والسنّة.
وعلمت «القدس العربي» من مصدر في الدائرة الإعلامية للمجلس، أن «جدول أعمال جلسة الأمس لم يتضمن فقرة عرض مشروع قانون الموازنة للقراءة الأولى، غير أن رئاسة البرلمان أدرجته عند انعقاد الجلسة».
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: «فور عرض مشروع القانون للقراءة، انسحب النواب الأكراد وخرجوا من القاعة احتجاجاً على عدم تعديل الفقرة المتضمنة تخفيض حصة الإقليم من 17٪ إلى نحو 12٪». كذلك، انسحب النواب السنّة المنضمين لتحالف «القوى العراقية»، احتجاجاً على عدم الأخذ بملاحظاتهم على مشروع قانون الموازنة، فضلاً عن الحيلولة دون استجواب وزير الكهرباء قاسم الفهداوي، الذي أدرج أيضاً بشكل مفاجئ في الجلسة ذاتها، طبقاً للمصدر.
كما شهدت الجلسة أيضاً التصويت على مضاعفة الغرامة المالية للنائب المتغيب من 500 ألف دينار (400 دولار أمريكي) لليوم الواحد، إلى مليون دينار (700 دولار)، حسب المصدر، الذي كشف أيضاً عن تصويت البرلمان على قرار يتعلق بانتفاء الحاجة للإجراءات المتخذة سابقاً بشأن التعاملات المصرفية مع المؤسسات المالية في إقليم كردستان.
وقبل أن يعلن رئيس مجلس النواب، سليم الجبوري، رفع الجلسة إلى يوم الأربعاء المقبل، أكد أن الرئاسة ستوجه دعوة إلى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لحضور إحدى جلسات المجلس المقبلة، لمناقشة مشروع قانون الموازنة المالية لعام 2018.

«خرق» النظام الداخلي

في الأثناء، اتهم نائب رئيس كتلة التغيير النيابية، أمين بكر، رئاسة مجلس النواب بـ«خرق» النظام الداخلي للمجلس و«ضرب» التوافقات السياسية بإدراج الموازنة ضمن جدول أعمال الجلسة.
وقال، في مؤتمر صحافي عقده في مبنى البرلمان، إن «قيام رئيس مجلس النواب سليم الجبوري بإدراج الموازنة الاتحادية ضمن جدول أعمال جلسة اليوم (أمس) يمثل خرقا واضحا للنظام الداخلي وتجاوز على جميع الاتفاقات السابقة التي حصلت في وقت سابق».
وأضاف: «سبق وأن أعلنا رغبتنا بحضور رئيس الوزراء ومناقشته باجتماع يعقد في القاعة الدستورية حول النقاط الخلافية بالموازنة وملاحظاتنا حولها».
وبين أن: «الجبوري قام بطريقة غريبة بادراج الموازنة في جدول الأعمال من خلال تصويت دون نصاب قانوني، رغم علمه اليقين بأننا كممثلين للمكون الكردي ومعنا ممثلو المكون السني لدينا تحفظات ومطالب تقدمنا بها لانصاف جماهيرنا».
النواب الأكراد، حسب بكر، اعتبروا عرض الموازنة للقراءة الأولى «ضرب لكل التوافقات، والتفاف غير مقبول على المنطق والتفاهمات السابقة، وسيجعل جسور الثقة تضعف بين ممثلي القوى المعترضة على صيغة الموازنة وبين هيئة الرئاسة».
وأوضح أن «هذه الخطوة مثلت خرقا واضحا للمادة 37 من الفصل السابع للنظام الداخلي لمجلس النواب، والتي نصت بكل وضوح على أن هيئة الرئاسة تعد جدول الأعمال بالتنسيق مع رؤساء اللجان المختصة وتقوم بتوزيعه أو تبليغه للاعضاء قبل انعقاد الجلسة الاولى الأسبوعية بيومين على الأقل، كما أشارت الفقرة الثانية من نفس المادة على أنه لا يجوز عرض أي موضوع لم يدرج في جدول الأعمال ومناقشته إلا بموافقة أغلبية الأعضاء الحاضرين وهو الأمر الذي لم يحصل بعد انسحاب القوى الكردستانية وممثلي المكون السني».

اتهامات للجبوري

واتهم بكر، رئيس البرلمان سليم الجبوري بـ«إرضاء أطراف معينة على حسابنا، وهو أمر غير مقبول وتصرف لم نكن نتمناه من رئيس اعلى سلطة تشريعية».
وتابع «سنبقى ملتزمين بموقفنا وسنرفض الموازنة بصيغتها الحالية ولن نصوت عليها أو نحضر اي جلسات يتم ادراجها فيها ما لم يتم تضمين مطالبنا خاصة المتعلقة بنسبة الاقليم ومحافظة حلبجة ورواتب موظفي الاقليم وقوات البيشمركه».
موقف كتلة التغيير، من عرض مشروع قانون الموازنة للقراءة الأولى، جاء مطابقاً لموقف الحزب الديمقراطي الكردستاني ـ بزعامة مسعود بارزاني.
وقال نائب رئيس كتلة الديمقراطي الكردستاني البرلمانية، شاخوان عبد الله، في بيان مقتضب، «كسرنا النصاب قبل أن يتم التصويت على الموازنة»، مبيناً «كنا على دراية بأن هناك مؤامرة على اتفاق، وهذا ليس بشيء جديد من قبل هيئة الرئاسة».
أما عضو اللجنة المالية البرلمانية، سرحان سليفاني، فقال «سنستمر على مقاطعتنا حتى يُستجاب لمطالبنا»، وأضاف إن رئاسة البرلمان كانت تنوي «التحايل علينا وإقناعنا بدخول قاعة الإجتماع ومن ثم إدخال موضوع الموازنة بشكل مفاجئ إلى برنامج عمل الجلسة وإحراجنا، لكننا مصممون على المقاطعة وعدم المشاركة». حسب تصريح أورده الموقع الرسمي للحزب الديمقراطي الكردستاني.
وأضاف: «الحكومة العراقية غير مستعدة لتلبية مطالب الكرد، ولم تعير تهديدات صندوق النقد الدولي أي اهتمام، حيث تم وضع تقدير 46 دولاراً سعر البرميل الواحد من النفط الخام في حين أنها تبيع البرميل الواحد بـ 70 دولاراً، وانها (الحكومة الاتحادية) تحصل على مبالغ طائلة من ريع النفط وليست بحاجة إلى الإقتراض، عدا ذلك انها تصدر يومياً نحو 3 ملايين و880 الف برميل من النفط، لذا فإنها ستستمر على هذا المنوال ولا تريد الحضور إلى البرلمان».
وتشهد العلاقة بين الحكومة الاتحادية ونظيرتها في إقليم كردستان توتراً، ازدادت حدّته عقب إجراء الاقليم الاستفتاء في 25 أيلول/ سبتمبر 2017.
وكشف النائب عن الجماعة الإسلامية الكردستانية، زانا سعيد لـ«القدس العربي»، عن «قرب انفراج الأزمة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم تدريجياً، عبر الوفود واللجان الفنية».
لكنه استبعد في الوقت عيّنه «حل الأزمة بشكل نهائي»، مشيراً إلى إن المشكلات بين الطرفين «ستستمر إلى ما بعد الانتخابات المقبلة».
وأضاف: «الحكومة الجديدة في إقليم كردستان، والحكومة الاتحادية، هي التي تستطيع حل المشكلات العالقة بين الطرفين»، موضحاً إن «الحكومتين الحاليتين هما السبب في المشكلات مع بعضهما، لذلك فلا يمكنهما حلها (…) معظم المشكلات بين بغداد وأربيل متراكمة منذ سنوات، والحكومتين الجديدتين يمكنهما حل الأزمة».

البرلمان العراقي ينجح في قراءة موازنة 2018… وسط مقاطعة كردية وسنّية
صوّت على قرار برفع العقوبات عن بنوك كردستان
مشرق ريسان

برنامج صناعي يوفر 24 ألف فرصة عمل في منطقة سوس- ماسة

Posted: 29 Jan 2018 02:15 PM PST

الرباط –« القدس العربي » : في إطار مشروع الجهوية الموسعة، الذي يطمح من خلاله المغرب إلى الارتقاء بالجهات في قطاعات الصحة والتربية وشبكة الطرق وغيرها من القطاعات المهمة، أعطى العاهل المغربي الملك محمد السادس، الأحد الإنطلاقة للتنزيل الجهوي لمخطط التسريع الصناعي 2014 – 2020 لجهة «سوس- ماسة». وأشرف على توقيع 8 اتفاقيات وبروتوكول، وإنجاز 11 استثمارا.
ويرمي هذا المشروع، إلى جعل الجهة، التي تعتبر أغادير مركزا لها، قطبا اقتصاديا قادرا على خلق الشغل وتثمين مواردها ودعم قطاعاتها المنتجة لضمان تنمية مندمجة في خدمة المواطن. إلى تنمية ترابية منصفة، متوازنة، مندمجة وملائمة لخصوصيات كل جهة. ويقوم المخطط الجديد للتسريع الاقتصادي، على المنجزات والمشروعات المهيكلة الجارية، في تنزيله على المستوى الجهوي وتمكين الجهات، كل حسب خصوصياتها، من استقطاب الأنشطة المنتجة وخلق فرص الشغل والثروة قريبا من المواطنين. وبفضل هذا الانخراط الجديد لجميع الجهات الفاعلة، سيكون من الممكن إنجاز المشروعات الصناعية التي سيتم تطويرها في الجهة من طرف المنعشين بمساهمة محدودة بـ 20 من مئة من كلفة هذه المشروعات، إذ سيتم توفير 20 من مئة من طرف مستثمرين خواص بالجهة و20 من مئة إضافية من منح صندوق التنمية الصناعية وصندوق التنمية الفلاحية، والـ 40 % المتبقية سيتم تمويلها، ضمن شروط تفضيلية، من قبل القطاع البنكي. وقال وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي مولاي حفيظ العلمي إن « الصناعة أضحت تعتمد، بدورها، مقاربة جهوية قصد بلوغ مرحلة إقلاع جديدة، وتقريب الأنشطة المنتجة من المواطنين» وأكد أن المشروع الصناعي لجهة «سوس- ماسة» يطمح لخلق 24 ألف منصب شغل جديد، بشراكة مع الفيدراليات المهنية التي سيتم توفير أولاها من خلال المشروعات الموقعة من طرف مستثمرين خواص. ومن أجل تحقيق هذا الهدف ترمي المبادرة الصناعية الخاصة بجهة سوس ماسة تعزيز القطاعات الصناعية الموجودة مع تطوير، وبطريقة تفاعلية وفعالة مجالات جديدة، وذلك في احترام تام للمعايير البيئية والتوجه السياحي للجهة. كما سيتم تدعيم جهة سوس ماسة بمنصة حقيقية فعالة لتحويل المنتوجات الفلاحية، الموجهة سواء للسوق الوطنية أو للقارة الأفريقية.
وأبرز الوزير المغربي، أنه سيتم إرساء شراكة قوية بين وزارتي الفلاحة والصناعة لفائدة الفاعلين، من خلال برنامج مشترك للمواكبة، ينخرط فيه صندوق التنمية الصناعية، وصندوق التنمية الفلاحية، وتعبئة القطب الفلاحي (أغروبول). وقال إن البنية التحتية لقطاع بناء السفن ستشهد، على الصعيد الوطني، تعبئة نحو 5 مليارات درهم من الاستثمارات، من بينها ورشة بحرية بسوس ماسة. وأضاف إن قطاع الصناعات الكيميائية سيعرف بدوره مواكبة متميزة تهدف لتشجيع تطوير قطاعات الكيمياء العضوية والكيمياء الخضراء. كما سيتم تطوير منظومات صناعية جديدة، خصوصا في القطاعات الصاعدة التي تشكل رافعات للتسريع الصناعي، مثل المناولة في قطاعات السيارات والجلد، ومواد البناء، وصناعة البلاستيك، وترحيل الخدمات (الأفشورينغ). وتأتي مثل هذه المشروعات، في إطار الاختصاصات الجديدة التي أعطيت للجهات (المحافظات) والتي تدعو في مضمونها إلى مبدأ « التدبير الحر»، وذلك بتولي رئيس الجهة مهمة تدبير الميزانية المحلية المرصودة بنفسه، كما ينص على ذلك الدستور المغربي، الذي يشجع الجهة على ممارسة اختصاصاتها المتعلقة بالشق المادي بنفسها، من دون إغفال التنصيص على حق الدولة في المراقبة البعدية، في إطار ربط المسؤولية بالمحاسبة. وخصص المغرب، في إطار المشروع الجديد المتعلق بالجهوية، مبلغا ماليا مهما يتراوح بين 128 و215 مليار درهم مغربي ( بين مليار 400 مليون دولار و مليارين ونصف مليار دولار)، حسب ما جاء في تقرير اللجنة الاستشارية للجهوية، وبعد تشخيص قامت به اللجنة الاستشارية لوضعية كل الجهات المغربية على المستوى الاقتصادي، ظهرت بينها تفاوتات في التنمية والموارد، ما دعا لتأسيس صندوق خاص بالتأهيل الاجتماعي لهذه الجهات، الغرض منه القضاء على مظاهر التفاوت في الجوانب المرتبطة خاصة بالتنمية البشرية.
ويبقى مشروع الجهوية الموسعة من أكبر التحديات أمام الدولة المغربية، لخلق نوع من التوازن والتكافؤ المؤسسي بين الدولة والجهات يهدف بالأساس إلى توزيع فعال وعادل للثروة. ويرى يونس مليح، باحث جامعي في العلوم والتقنيات الضريبية، أن «الجهوية المتقدمة يجب أن تنطلق من منظور اقتصادي محض وواقعي، بمعنى أن التخطيط للجهوية المتقدمة يستلزم تشخيصا دقيقا للمؤهلات والمعوقات الطبيعية والمادية والمالية والبشرية لجميع الجهات، من أجل الوقوف عند نقاط الضعف والقوة، في التجربة الجهوية الحالية، والعمل على تجاوز نقاط الضعف وتقوية نقاط القوة أثناء عملية الدمج والتوسيع.
وقال مليح لـ»القدس العربي» إن تحقيق الجهوية المتقدمة المنشودة، «يستدعي التعجيل بالتنزيل التدريجي والسليم للمبادئ الدستورية المتعلقة به، وذلك بإصدار القانون التنظيمي المتعلق بها في أقرب وقت وهو ما تم بالفعل وذلك بإصدار نص مسودة مشروع القانون التنظيمي حول الجهة، غير أن المتأمل في سطور هذه المسودة يلاحظ بأنها لم ترقَ للتطلعات التي انتظرها الشارع المغربي والمهتمون بمشروع الجهوية المتقدمة».

برنامج صناعي يوفر 24 ألف فرصة عمل في منطقة سوس- ماسة

فاطمة الزهراء كريم الله

قارِبُ كنيدي وقطارُ صالح

Posted: 29 Jan 2018 02:14 PM PST

يظهر العنوان غريبا لأنّه يجمع بواو العطف بين شيئين مبهمين هما قارب مزعوم للرئيس الأمريكي الرّاحل كنيدي وقطار مبهم للرئيس اليمني الرّاحل علي عبد الله صالح. وبعد أن علمنا طرفي العطف في هذه العلاقة التي تجمع بينهما الواو، يظلّ السؤال مطروحا: ما علاقة قارب كنيدي المزعوم بقطار صالح المبهم؟
العطفُ في اللّغة علاقة تسمّى تركيبيّة، لأنّها تجمع بين طرفيْن هما المعطوفان جمعا يبدو لنا أحيانا غريبا لأنّه يجمع بين عناصر لا تَجتمع بأداة تعمل عمل علامة الجمع في الرّياضيات. بيد أنّ الفارق بين الواو التي هي «أمّ باب العطف» على حدّ عبارة النّحاة وعلامة الجمع في الرياضيات، أنّ الجمع يكون بين أشياء متجانسة لحاصلٍ متجانس بينما لا يوجد حاصل متجانس في العطف. فنحن نجمع تفاحتين مع تفاحتين لنحصل على أربع تفاحات، ولكن حين نجمع تفاحتين مع تمرتين فلن يكون لنا حاصل من نوع كلّ منهما، بل من جنسيهما كأن نقول إنّ الحاصل أربع ثمرات. فما فعلناه للوصول بالجمع إلى حاصل هو ضرب من تجريد المجموع (تفاحتين وتمرتين) في جنس جامع بينهما (ثمار). لكنّ هذا لا يحدث في بنية العطف، فنحن لم نجمع (قارب كنيدي) مع (قطار صالح) لحاصل متجانس، بل جمعناهما لحاصل دلاليّ جديد ليس هو مجموع رياضيّ للمتعاطفين.
لنستبق الأشياء قبل شرح الجامع بين قارب كنيدي وقطار صالح، لنقول إنّ الواو التي في المركّب العطفيّ جمعت بين مفترقين في شيء أو أكثر هو كامن في ذهن المتكلّم، ولكنّه ينبغي أن يكون في إدراك المتلقّي، فتمام الكلام أن يفهم المتلقّي القصد وفهمه يحتاج سياقا معلوما يقال فيه هذا الكلام أو مقاما. كنيدي شخص تاريخي معروف وكذلك صالح: لنا إذن عناصر سياقيّة يمكن أن تقودنا إلى العناصر المقامية، فنكشف سرّ هذا العطف الملبس علينا.
إنّ السّؤال الدّافع إلى كشف هويّة ما قبل الواو وما بعدها سؤال لا يخصّ المعنى، بل يخصّ الدلالة. فإن تعرف معنى القارب ومعنى القطار في اللغة العربيّة لن يفيدك شيئا من تحصيل مجموع الدلالة، وأن تعرف من يكون كنيدي ومن يكون صالح ـ وهي معرفة موسوعيّة (يسمّيها بعض الناس معرفة ثقافية ويعتبرها القاصرون غير ضرورية وهي أساسية في تحصيل الدلالة) لن يفيدك وحده في فك شيفرة الدلالة. ما يفكها هو الرجوع ـ إلى الحاضنة السياقية والمقامية التي نبتت فيها دلالتا قارب كنيدي وقطار صالح. ولكنّ الحاضنة السياقية المقامية لن تفيد في كشف سرّ الواو الرابطة بينهما. وهذا يجعلنا نرجع إلى التأويل والحفر في الروابط وهذا عمل لا يحفر في التاريخ، بل في التأويل والحفر الصحيح يتطلّب معرفة قبلية بالمكان الصحيح: أنت على الأرض ومتأكّد أنّ ما تبحث عنه يوجد تحت وقع معولك. هكذا فإنّه في مركّب دلالي بسيط كهذا نحتاج عمليّات ذهنيّة معقّدة كي نفهم. عمليّات يتفاعل فيها المعنى المعجمي مع الموسوعي ويتعامل فيها السياق مع المقامي، ويتعاضد فيها الفهم بالمقاصد، وفي كلّ هذا ينبغي أن يعرف من يشتغل ذهنه لإيجاد حاصل دلالي، إنّه إزاء لغة مشتركة وكلام فريد. لا يمكن لمن جهل عنصرا من هذه العناصر أن يصل إلى برْد اليقين الدلالي في مصنع إنتاج الفهم هذا. فإلى العمل إذن.
لقارب كنيدي حكاية ولقطار صالح أخرى. أمّا قارب كندي فهو القارب الذي ورد في كلمته إلى الأمريكيين يوم 23 مايو/أيار 1961 حين قال: «يا إلهيǃ ما أعظم البحر، وما أصغر قاربي». وقال المعلّقون إنّ هذا الدعاء في أصله لعجوز يصلّي. أمّا قطار صالح فهو الذي ذكره في كلمته إبّان اندلاع الثورة اليمنية، يستخفّ فيه بالثائرين عليه فقال: «فاتكم القطار». بين الخطابين السياسيّين خمسون سنة وبين سياقيهما وقائليهما من الفروق ما لا يوحّد ولا يجمع، ورغم ذلك جمعت الواو بينهما في كلام يرمي ويهدف ويبني ويدلّ، من غير أن يقول إلام يرمي وما غاياته وما دلالته وحدها، بنية العطف تحوي بعض المفاتيح ولكنّ ذهن المؤوّل هو ما عليه استخدام تلك المفاتيح لفكّ الشّيفرات.
القارب وهو في وادي الحقيقة زورق له حجم صغير مقارنة بالسّفينة أو الباخرة. والقارب لا يرحل براكبه إلى بعيد ويكون للنّجاة. القارب لا يناسب البحر، بل يناسب النهر إن دخل القارب الصغير عباب البحر ذي الأمواج غرق وتاه وتلاعبت به الرياح. هذه المعاني التي نكتسبها في تجربتنا مع القارب في ثقافتنا اليومية، هي التي نستحضرها الآن لا غيرها.هي خلفية أساسيّة نفهم فيها معنى القارب في كلام كنيدي الاستعاري. لكنّ كنيدي استعارَ استعارةَ عجوز يتضرّع إلى ربّه، أي أنّه نقل استعارة دينية إلى ميدان سياسي، فنقل استعارة فيها المركب يعبّر عن مصير الإنسان في الكون إلى مركب يعبّر عن طموح الرئيس الأضخم من وسائله المتاحة. لعلّ العجوز كان يطلب النّجاة من أهوال الدّنيا للوصول بسلام إلى الآخرة، وصار الرئيس يريد لو يوفّقه الربّ ليصل بالبلاد إلى مرساة النّجاة. السياسي ضيق من دائرة الديني ووسع في الإرادي والفاعلية البشرية، أي في التاريخ وترك للدعاء قوّة التوفيق الإلهيّ. لن تمنعني الاستعارة من أن أتذكر قولا أثيرا لعليّ بن أبي طالب فيه: «ولاية الناس بلاء عظيم». غير أنّني سأفهم «البلاء» الذي يشكو منه كنيدي بغير ما أتصوّر به بلاء «عليّ» فالظروف المحيطة مختلفة وليس في الأمر «خلافة» و«فتنة» بل في الأمر «المعسكر الشرقي» و«الحرب الباردة».
دعاء السائس ليس خطابا موجها إلى الإله، كما في دعاء العجوز، بل هو موجه إلى الإله على مسامع الناس، هو اعتذار عن التقصير لمحدودية الأدوات المتاحة وفداحة التحديات. هو كلام إلى الناس أكثر منه دعاء.
القطار في كلام صالح وهم وحقيقة وهم الثّوار أن يمتطوه إلى ما يطمحون إليه لكنّهم لا يدركونه وحقيقة لا يعرفها إلاّ الرئيس الزعيم الذي يعرف متى يركب القطار ومتى موعده بل يعرف السكة فهو من وضع القطار والناس والبلد عليها. قطار صالح قدرٌ يعتقده بين يديه والشّعب عبثا يحاول الفكاك منه: هي رؤية سياسيّة تصنع الزعيم يصعب أن يتخيّل فيها نفسه في قارب تحيط به أهوال. لكلّ سياسيّ رؤية: للكليانيّ رؤيته وقطاره وللتّشاركيّ قاربه وأهواله وفي السياسة ينجو البلد من الأهوال إن استعدّ لها السياسيّ؛ ولا ينجو بلد في ذهن ساسته أنّهم يعلمون السرّ وما يخفى: فما خفي سيكون أعظم من قطار يخرج على السكة.
«المأساة التي هي جادة السياسة» كما يُقال صنعت نهاية كنيدي وصالح: قتلت السياسة الرجلين وبقي من الأوّل قاربٌ صار بفعل حركة التّاريخ سفينةً كبيرة تنقُلُ السّلاح حيث قطار الثاني يمرّ ويترك وراءه خصوما يمدّ بعضهم أياديهم إلى رقاب بعض، أو إلى سلاح السّفينة فترديهم قتلى ويمرّ القطار… قطار الحضارة وتكبر السّفينة.

٭ أستاذ اللسانيّات في الجامعة التونسيّة

قارِبُ كنيدي وقطارُ صالح

توفيق قريرة

الفيلم السوري «عن آباء وأبناء» يفوز للعام الثاني بجائزة الحكّام لأفضل فيلم وثائقي عالمي في مهرجان «صندانس»

Posted: 29 Jan 2018 02:13 PM PST

لوس أنجليس – «القدس العربي» : للعام الثاني على التوالي، يفوز فيلم سوري وهو «عن آباء وأبناء» من اخراج طلال ديركي بجائزة الحكام لأفضل فيلم وثائقي عالمي في مهرجان «صندانس» للأفلام المستقلة. وكان فاز بالجائزة نفسها العام الماضي فيلم فراس فياض «آخر الرجال في حلب»، الذي رُشح هذا العالم لأوسكار أفضل فيلم وثائقي.
ويدور «عن آباء وأبناء» حول جهادي يحارب في صفوف تنظيم «النصرة» ضد نظام بشار الأسد وحزب الله وله عدد كبير من الأطفال يبعثهم كرها للتدريب العسكري في مخيمات الجهاد حيث يتعرضون لمعاملة فظة من قبل المرشدين الجهاديين.
ويصرح الجهادي بأنه سيستمر بانجاب الأطفال ليضحّي بهم في الجهاد حتى يدحروا الكفار وينشئوا الخلافة.
ولكن أطفاله الأبرياء يريدون اللعب والمرح مما يثير غضب والدهم وينهال عليهم بالضرب وفي النهاية يخضع نجله الأكبر أسامة وهو في الـ 13 لأوامره وينطلق مع عناصر التنظيم ليخوض معارك الجهاد ضد أعداء لا يدري عنهم شيئا.
أما بناته وزوجاته الأربع فلا يسمح لهن بالخروج من البيت ويشجع أبناءه على ضربهن ورمي الحجارة عليهن إذا خرجن غير محجبات. وعبر عن فخره بطفله ابن الـ 4 عندما قال إنه سيطلق النار على طفلته في الخامسة من العمر إذا شاهدها غير محجبة.
وفي حديث مع الديركي قال لي إن هؤلاء هم الجهاديون الذين أطلق النظام صراحهم في بداية الثورة الشعبية في سوريا لكي يقنع الغرب بأنه كان يحارب إرهابيين جهاديين. وفعلا، الجهاديون في الفيلم يعتبرون المعارضة السورية عدوا وليس حليفا في النضال من أجل تحقيق الحرية للشعب السوري، وهدفهم هو فرض الشريعة ليس فقط على السوريين وإنما على كل شعوب العالم، مؤمنين أن الشرع هو الدرب الوحيد الذي سوف يحقق السلام والعدل بين الشعوب.
وأقر الديركي أن هؤلاء الجهاديين هم أخطر على الشعب السوري من نظام بشار الأسد لأنهم يريدون أن يعيدوا سوريا آلاف السنين إلى الوراء فكريا وعلميا وفنيا وحضاريا من خلال فرض قوانين مختلقة يدعون أنها وردت في أحاديث الرسول. ولكنه يدرك أن الناس البسطاء وخاصة الريفيين المحافظين يقعون في فخ الجهاديين بسهولة، مما ساهم في فرض سلطتهم على عدة مناطق في سوريا.
وهذا فعلا ما نلاحظه في شخصيات فيلم وثائقي آخر وهو «هذا بيتنا»، الذي فاز بجائزة الجمهور لأفضل فيلم وثائقي عالمي. ويتابع الفيلم لاجئين سوريين استضافتهم الولايات المتحدة في مدينة بولتيمور. بعض اللاجئين رفضوا مصافحة الموظفات الأمريكيات، اللواتي يقمن برعايتهم، رغم محاولتهن اقناعهم أن المصافحة في أمريكا هي علامة قبول الواحد للآخر، ولكن اللاجئ يصر على رفضه ويصدمها عندما يقول لها إن مصافحتها هو حرام. كما أن كل نسائهم وفتياتهم محجبات وهن أيضا يرفضن مصافحة الرجال الأمريكيين.
«هذا بيتنا» لا يركز كثيرا على الفارق الحضاري بين الأمريكيين والمتطرفين السوريين وإنما على قرار ترامب بمنع دخول السوريين إلى الولايات المتحدة. الموظفون الأمريكيون واللاجئون السوريون يصابون بالهلع عند سماع القرار، وذلك لأن عددا كبيرا من أبناء عائلاتهم ما زالوا ينتظرون أوراق دخولهم في دول مختلفة وهذا القرار سوف يمنعهم من الانضمام اليهم في الولايات المتحدة.
المثير هو أنه رغم الاختلاف الحضاري والديني واللغوي إلا أن اللاجئين السوريين يندمجون بسرعة في المجتمع الأمريكي ويحصلون على وظائف عمل ويغامرون في مشاريع تجارية وينخرط أطفالهم في المدارس ولا يتطفلون على الحكومة الأمريكية. هذا الفيلم يثبت مرة اخرى أن السوريين هم شعب مغامر ومثابر وفخور أينما كانوا وأينما ذهبوا.
وذهبت جائزة أفضل إخراج فيلم وثائقي لالكسانديا بومباخ عن فيلم «على كتفيها»، الذي يسرد قصة الفتاة اليزيدية، ناديا مراد، التي اختطفها عناصر داعش بعد أن قتلوا كل أبناء عائلتها عام 2014 عندما اجتاحوا قريتها وجعلوا منها عبدة جنس حتى نجحت بالهروب بعد عامين وقامت بحملة عالمية طافت بها دول العالم الكبرى وقابلت زعمائها وإعلامها لتطالب بالدفاع عن حقوق اليزيديين العراقيين وتحرير بناتهم من قبضة داعش. وفي نهاية العام الماضي عُينت لقب سفيرة الأمم المتحدة لمكافحة التجارة بالبشر.
وأنفجر جمهور المهرجان بكاءً خلال عرض الفيلم وخاصة عندما تحدثت ناديا عن التجربة المرعبة التي مرّت بها بنفسها والفتيات الأخريات اللواتي ما زالن في العاشرة من العمر، اللواتي شاهدتهن يتعرضن للاغتصاب وما زلن في قبضة «داعش».
جوائز «صندانس» مهمة جدا وتفتح أبواب صناعة الأفلام أمام فائزيها وأحيانا تقودهم إلى جوائز الأوسكار. أفلام صنداس العام الماضي، على غرار «اخرج»، «ناديني باسمك»، «مادباوند» و»ايكاروس» و»آخر الرجال من حلب» حققت ترشيحات للأوسكار في فِئات مختلفة هذا العام. فليس غريبا أن تترشح الأفلام أعلاه لجائزة الأوسكار العام المقبل.

الفيلم السوري «عن آباء وأبناء» يفوز للعام الثاني بجائزة الحكّام لأفضل فيلم وثائقي عالمي في مهرجان «صندانس»

حسام عاصي

أمريكا في العراق: استقروا فيه آمنين!

Posted: 29 Jan 2018 02:13 PM PST

تؤكد التصريحات الأخيرة لوزارة الدفاع الأمريكية(البنتاغون) نية الإدارة الأمريكية الإبقاء على القواعد العسكرية وتفعيل « الاتفاقية الأمنية والاستراتيجية» مع الحكومة الجديدة بعد اجراء الانتخابات. تتطابق هذه التصريحات مع واقع العمليات التي تخوضها أمريكا، داخل العراق.
فعلى الرغم من سيل خطب وتصريحات الانتصار والقضاء على «الدولة الإسلامية»، وتقديم الانتصار باعتباره قد تحقق «بأياد عراقية خالصة وببطولات وتضحيات العراقيين»، حسب رئيس الوزراء حيدر العبادي، فان طائرات التحالف لا تزال تقصف أماكن مختلفة من العراق، «لمطاردة فلول داعش الإرهابي». ولا تزال الولايات المتحدة الأمريكية تُعلن عن انطلاق عملياتها المستمرة في سوريا والعراق، مما يثير التساؤل حول عديد البيانات الصادرة من الجانبين العراقي والأمريكي المتعلقة بالعمليات الموصوفة بانها مبنية على معلومات استخبارية دقيقة. وذلك لاستمراريتها، وكثرتها، واعداد الضحايا من المدنيين في الفترة التي أعقبت إعلانات الانتصار والاحتفال به. فما الذي حدث للوعود الكبيرة بالاستقرار والأمان والاعمار، في الفترة التي اُطلق عليها أسم «ما بعد داعش»؟ وما هو دور الصراعات بين الأحزاب والميليشيات المتنفذة في هذه الفترة، وهل هناك دور أمريكي بالإضافة إلى الإيراني؟ وما مدى صحة كون العمليات العسكرية والقصف يستهدفان، فعلا، بقايا تنظيم « الدولة الإسلامية»؟
بالنسبة إلى وعود الاستقرار، تكفينا عودة سريعة إلى ساحة الطيران، ببغداد، لندرك حجم أكذوبة الأمان الموعود الذي بات سرابا، ما ان يقترب منه المواطن حتى يتحول إلى مشروع موت فردي أو جماعي.
أدى تفجير ساحة الطيران الإرهابي إلى قتل وجرح 80 مواطنا، معظمهم من العمال الفقراء. في مرثية كتبها شوقي كريم حسن، يحدثنا بقلب يختزن وجعا لا حد له، عن بائع الشاي بشار الذي» جاء بغداد من مدينة الشطرة، جنوب العراق، ليسد رمق خمسة اطفال يحلمون بحياة تحفظ كرامتهم.
ظل بشار يمنح الحياة لروح المغني داخل حسن ممزوجا بأحزان الشطرة التي فارقها مكرها. كلما طلبت منه الشاي، ابتسم قائلا: قل لي علة حب أهل الشطرة للشاي والغناء. ونهيم معا في ذكريات قحط وفرار. اليوم، كان بشار بغاية الفرح لأنه قرر زيارة الاطفال والزوجة التي تنتظر، بعد ان وفر لهم ما وفر. وفجأة، تناثرت بسطية بشار. أغمض بشار عينيه محاولا استرجاع وجوه أولاده، لكنه فشل. فشل بعد ان وجد نفسه دون أطراف، دون ملامح. مات بشار. قتلته زمر الفساد التي تتقاتل من اجل نهب البلاد».
إثر التفجير، أصدر الساسة العراقيون بيانات الاستنكار والادانة والاتهامات الجاهزة. شاركهم النحيب المفتعل سفراء وحكام دول عربية، ولم يقصر المسؤولون الإيرانيون والأمريكيون في ذرف كلمات الأسى. في ذات الوقت الذي تواصل فيه الميليشيات ترويع الناس والأمريكيون سياسة القصف واستهداف المدنيين، الذين لا يعلن عن قتلهم أو احصائهم أو الإشارة إليهم، ما دام مشجب «داعش» لايزال حيا يُغذى بالبيانات، والتصريحات المنمقة، والتطبيل الاعلامي.
وعند تمحيص مدى استخدام مشجب داعش لتبرير القصف، يتبين من بيان للتحالف، في 12 كانون الثاني/يناير « ان قوات التحالف العسكرية في الفترة من 5 – 11 كانون الثاني/يناير 2018، نفذت 96 غارة تألفت من160 اشتباك ضد إرهابيي داعش في سوریا والعراق». ذلك ان قوة المھام المشتركة في عملية العزم الصلب «ملتزمة من أجل تحقيق الهزيمة الحتمية لداعش والحد من قدرتها على تأسيس شبكات جديدة أو إعادة الظهور في العراق وسوريا»، ويتوسع خطاب الترويع الإعلامي الأمريكي ليتضمن بالإضافة إلى تهديد داعش للعراق وسوريا، تهديدها «المجتمع الدولي ككل». مما يعيد إلى الاذهان حملة التضليل الإعلامي الأمريكي – البريطاني التي مهدت لغزو العراق، باعتباره يمتلك أسلحة الدمار الشامل القادرة على تهديد أوروبا خلال 45 دقيقة!
ان استخدام ذريعة حماية العالم يترجم على ارض الواقع، بأن لقوة المهام المشتركة أو الولايات المتحدة وحلفائها، المبرر الشرعي للبقاء على ارض العراق وسوريا مدة تفرضها هي، ووفق مصالحها الاقتصادية والسياسية والعسكرية. إبقاء حضور داعش، اذن، حيا أو ترهيب الدول والناس، بحضوره، ضرورة يتوجب المحافظة عليها لكل الجهات الراغبة بإبقاء العراق ضعيفا، ممزقا، تسهل الهيمنة عليه. سواء كانت الجهات محلية متحالفة مع الدول الإقليمية، أو الولايات المتحدة، أو كليهما معا.
وفي الوقت الذي ينفي فيه النظام العراقي وجود قواعد عسكرية أمريكية، مؤكدا «أنه لا وجود لقوات مقاتلة من أي دولة على الأراضي العراقية» حسب حيدر العبادي، والاكتفاء بالإشارة البسيطة، أحيانا، إلى ما يسمى «الدعم الجوي»، تؤكد التصريحات الرسمية الأمريكية، من وزارة الدفاع (البنتاغون) بشكل خاص، بأن استمرار وجود القوات العسكرية ضروري، إلى ان يتم «القضاء كليا على داعش».
وقد ذكر موقع «غلوبال ريسيرج» الأمريكي، في 23 كانون الثاني/يناير، ان هناك ست قواعد عسكرية للولايات المتحدة في العراق. وهناك ما يشير إلى انشاء قواعد أخرى. لن تكون هذه القواعد بالحجم السابق الذي كانت عليه قبل انسحاب قوات الاحتلال عام 2011، الا انها ستكون قادرة على تحقيق الأهداف المطلوبة ومنها السيطرة الجوية والاستخباراتية والاغتيالات بواسطة الطائرات بلا طيار. أهم القواعد العسكرية، حسب موقع «ميل اونلاين» البريطاني، هي: مطار صدام الدولي السابق خارج بغداد، وقاعدة تليل الجوية بالقرب من الناصرية، في الجنوب، والقاعدة الجوية المعروفة باسم اتش -1، في الصحراء الغربية، ومطار باشور في شمال العراق. ولموقع أتش 1 الاستراتيجي أهمية خاصة، حيث توجد فرق القوات الخاصة حاليا، لكونه على مسار خط أنابيب النفط إلى الأردن.
فهل هذه طريقة النظام العراقي المبتكرة في انهاء الاحتلال الأمريكي، الذي تحدث عنه محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الإسلامي الاعلى قائلا بأنه سيتم التخلص منه خلال ستة أشهر، وان التعاون معه مجرد تقاطع مصالح مؤقت، كما كرر قادة الأحزاب «الإسلامية» من بعده؟ ماذا عن «كلا… كلا لأمريكا»، شعار السيد القائد مقتدى الصدر دام ظله؟ وكيف ستتفاعل سياسة الحزب الشيوعي «العلماني» باعتبار الاحتلال «تغييرا» مع «كلا لأمريكا» في مرحلة التحالف «المدني» بين التيار الصدري والحزب؟ ماذا عن عموم الشعب العراقي؟ يبدو من متابعة اخبار انتشار القواعد العسكرية، بشكل علني، ان الاحتجاج ضدها آت من اجنحة في الإدارة الأمريكية وعدد من المنظمات الأمريكية والاوربية. أما صوت الشعب العراقي، كقوة رافضة، تساهم في تغيير القرار، ليس مسموعا بعد.

٭ كاتبة من العراق

أمريكا في العراق: استقروا فيه آمنين!

هيفاء زنكنة

بن سلمان كمّم أفواه الغربيين ليستفرد بالسعوديين

Posted: 29 Jan 2018 02:12 PM PST

الطريقة التي يدير بها وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، شؤون بلاده وثرواتها، جديرة بالمتابعة. الرجل وفّق في ابتداع أسلوب ستحتار كليات العلوم السياسية في العالم في تصنيفها، وربما في الحكم عليها. وتمكن كذلك من أن يجلب إلى بلاده أنظار القادة وصنّاع القرار والرأي عبر العالم. كل الأضواء مسلّطة على السعودية، من حلفائها والمعجبين بها، ومن خصومها على السواء.
سيحكم التاريخ إن كانت هذه القفزة، التي ستغيّر السعودية إلى الأبد، فضيلة تُحسب لابن سلمان، أم لعنة تلاحقه وتتداولها الأجيال.
لا أحد، في الغرب والشرق، يستطيع أن يجزم إن كان هذا الرجل ثائرا ومُصلحا يستحق الاحترام، أم مغامراً متهوراً يثير الخوف والشفقة في آن.
الرجل الذي جمع بين الاصلاح الاجتماعي والاقتصادي ويقول «حملات التطهير»، هو ذاته الذي يمسك السياسة بقبضة من حديد تقطع الأنفاس. الرجل الذي سمح للنساء بقيادة السيارات والرقص في ملاعب الكرة، هو ذاته الذي يسجن رجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين، وقبلهم رجال الدين، ويحظر على مَن يختلفون معه مجرد التفكير في التعبير عن آرائهم.
بالنظر إلى الظلام الذي تغرق فيه المملكة منذ عقود وما ترتب عنه من خراب على المنطقة والعالم («الجهاد» في أفغانستان وانتشار الفكر الوهابي المتطرف والإرهاب العالمي، وهجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر.. إلخ)، لا يطاق ويستحق الاحترام والتشجيع أي رجل يحاول تغييره. ليكن ابن سلمان أو غيره، الأمر يتعلق أكثر بانعتاق مجتمع، وإنقاذ بلد من نفسه ودرء خطره على المنطقة.
بيد أن في الأمر ما يثير الريبة في محاولات وليّ العهد تحريك المياه الراكدة: أغلب التقارير الرصينة والتحليلات الجادة في الغرب تتجه نحو تكريس الانطباع أن الرجل يفعل ما يفعل إرضاءً لحكومات غربية تخشى على أمنها وسلامة مجتمعاتها (من «الإرهاب الإسلامي») أكثر مما يعنيها واقع أو مستقبل المجتمع السعودي. وعلى رأس هذا الغرب المهووس بأمنه، الرئيس دونالد ترامب وعائلته وصهره جاريد كوشنِر.
وتذهب ذات التقارير إلى أن ابن سلمان يريد أن «يخلص أموره» قبل أن تنتهي ولاية ترامب الرئاسية أو يحدث عارض ما في الطريق يحول دونه ودون إتمام رئاسته (إقالة مثلا، بسبب التحقيقات في الملفات المفتوحة من حوله). هذا ما يفسر السرعة والاندفاع في القرارات التي يتخذها الرجل في الشهور التي أعقبت تمكينه من ولاية العهد.
لم يكن ابن سلمان ليخوض كل تلك المغامرات، العسكرية والسياسية والاجتماعية والإدارية، داخليا وخارجيا لو لم ينل ضوءا أخضر من «ذلك الغرب». لا حاجة ليكون ذلك الضوء صريحا ورسميا. يكفي أن يكون تواطؤاً بشكل ما، لتصل الرسالة. ولا يحتاج ابن سلمان إلى ذكاء خارق كي يلعب على تناقضات هذا الغرب والمنافسة الداخلية بين مكوناته، وأكثر من ذلك الاستفادة من الانقسام الذي تسببت فيه سياسات ترامب. المحصلة هي أنه لا توجد هناك كتلة متجانسة تفرض عليه التفكير في قراراته قبل اتخاذها. والأهم من كل شيء أن هذه المغامرات نالت تزكية ترامب وعائلته. الباقي تفاصيل لن توقف سير عجلة التاريخ.
في المقابل، كان يجب أن يكون لهذا الصمت والتواطؤ ثمن. ظفر ترامب والعائلة بالحصة الكبرى، ونال الآخرون فتات الصفقات، لكنهم اكتفوا وصمتوا على كل شيء، حتى على التخلص ممن كان يوصف برجلهم في السعودية، الأمير محمد بن نايف، ولي العهد السابق وفريقه الأمني. وصمتوا على سجن (وإهانة) مَن كانوا يعتبرونه أيقونة الاقتصاد السعودي وسفيره، الأمير الوليد بن طلال. وصمتوا على محرقة اليمن، وعلى حصار قطر، وعلى الإفراط في معاداة إيران، وعلى محاولة تعكير الاستقرار الهش في لبنان. صمتوا على تحويل المملكة من ديكتاتورية جماعية توزع الاستبداد على مراكزها المختلفة، إلى ديكتاتورية فردية تتمركز بين يدي ثلاثيني لا يُعرف له إنجاز واحد.
دفن الجميع رؤوسهم في الرمل وخلا الجو لابن سلمان يعبث ببلد/قنبلة وحيداً بصلاحياته المطلقة والفوضى المخيفة من حوله.
في الغرب الذي لا يتوقف عن إسداء النصح والدروس، لا أحد يستطيع أن ينطق بكلمة. إنهم جميعا مكمَّمون إنْ بالصفقات التجارية والعسكرية المجزية، أو بخوفهم من أن تعود السعودية إلى الوراء ـ الظلام. إنهم يفضلون الصمت حتى وهم غير متيقنين من أن الوجهة التي يقود إليها ابن سلمان مملكته ليست بالضرورة مرادفا للضوء. عند الغربيين، يكفي أنه يحاول. ولتكن هذه الوجهة ما تكن، المهم أن تبتعد عن عنوان التشدد الديني الذي يفرّخ إرهابا وقتلا بعدما ينضج قطافه. ويؤمنون بأن لذلك ثمنا يستحق أن يُدفع.. من هامش الحريات السياسية والثقافية (المنعدمة أصلا). ومن هوان اليمنيين (المعدَمين أصلا). ومما تبقى من استقرار منطقة (خربانة أصلا) ولا تحتمل المزيد.

٭ كاتب صحافي جزائري

بن سلمان كمّم أفواه الغربيين ليستفرد بالسعوديين

توفيق رباحي

ما بعد عفرين أهي حرب بين نيران صديقة؟

Posted: 29 Jan 2018 02:12 PM PST

في السادس والعشرين من الشهر الجاري، أعلن الرئيس التركي أردوغان عزمه توسيع تدخل بلاده العسكري في سوريا ضد المقاتلين الأكراد. قال إن العملية العسكرية في الأراضي السورية ستشمل بعد عفرين منبج ثم شرقا حتى الحدود العراقية. وإذا ما أخذنا بالاعتبار وجود المئات من الجيش الامريكي في منبج، رفقة حلفائهم «وحدات حماية الشعب الكردية»، فهذا يعني أن الحلفاء سيكونون وجها لوجه في ساحة المعركة، وأن أي خطأ غير مقصود أو مفتعل سيؤدي إلى مواجهة عسكرية بينهما.
هنالك أزمة فعلية بين البلدين العضوين في حلف الناتو، وهي ليست وليدة التدخل العسكري التركي الأخير، الذي جاء تتويجا لسلسلة طويلة من الاختلافات الجذرية على أكثر من صعيد بين الطرفين. ومع ذلك فإن المواجهة مستبعدة بينهما، لأن المصالح المشتركة وحاجة كل طرف إلى الآخر أكبر من أن تحصل مواجهة مقصودة ومخطط لها. كما أن الأهمية السياسية والاستراتيجية لتركيا في العقل السياسي الامريكي، هي العامل الفاعل في تحديد أي موقف من سياسات الرئيس أردوغان. يضاف إليه أن واشنطن لا تملك أوراق ضغط على أنقرة من أجل كبح جماح عملياتها العسكرية الحالية على الأرض السورية، على الرغم من أن الغضب التركي من الولايات المتحدة وصل إلى حدود غير مسبوقة، فأنقرة ترى أن تحركات واشنطن على الساحة السورية هي ضد التوجهات التركية. فمنذ عام 2014 تخلت أمريكا عن تدريب الجيش السوري الحر حليف تركيا، واختارت دعم الأكراد في كوباني، واستخدامهم كورقة في السيطرة على 30 في المئة من الجغرافية السورية.
ولقد اتبع الرئيس السابق أوباما سياسة استخدام قوى محلية على الارض، وكانت قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردية، هي القوى الاكثر فاعلية على الأرض. حينها كظمت أنقرة غيضها ونظرت إلى هذا الأمر بامتعاض شديد، ولم تخف موقفها في أن ما تقوم به واشنطن هو تهديد للأمن القومي التركي. ثم جاء الرئيس ترامب وبقيت السياسة الامريكية حيال تركيا والاكراد في المسار نفسه، بل إنها تطورت لصالح الاكراد بالضد من مصالح تركيا، خاصة بعد إعلان أمريكا عن نيتها تدريب قوة حدودية قوامها 30 ألف مقاتل أغلبهم من الاكراد الذين تصفهم تركيا بالإرهابيين. وقد برر أشتون كارتر وزير الدفاع الامريكي دعمهم للاكراد في سوريا، لتحقيق هزيمة مستدامة ضد تنظيم «الدولة»، من خلال تخويل الناس الذين يعيشون في تلك الاراضي بحكم أنفسهم. كما صرح ريكس تيلرسون وزير الخارجية بأن أمريكا تستمع إلى مخاوف تركيا وتأخذها على محمل الجد. بينما يُعرب ترامب عن قلقه من التصعيد في عفرين، ويؤكد أن بلاده لم تزود الاكراد بالاسلحة. وعندما طلب أردوغان على لسان المتحدث باسمه سحب جميع الأسلحة من أيدي القوات الكردية، رفضت واشنطن ذلك مُعزية الأمر إلى أن قوات سوريا الديمقراطية تضم مقاتلين عربا وليسوا أكرادا فقط، وأن القتال ضد تنظيم «الدولة» لا يزال نشيطا في سوريا، ما يتطلب استمرار الشراكة مع الاكراد. كل هذه مواقف أمريكية متضاربة كما تراها أنقرة، وهو ما يزيدها إصرارا على المضي قُدما في عمليتها العسكرية. لكن ما الذي تريده أنقرة من استهداف عفرين؟
لقد تحركت أنقره نحو مدينة عفرين لانها هدف سهل، فالمدينة محاصرة من قبل القوات التركية شمالا، وشرقا من حليفها الجيش السوري الحر. وأن السيطرة عليها تعني قطع الطريق على الأكراد من التوسع شمال غرب سوريا لربط منطقة درع الفرات بأدلب. كما أن العملية ستتيح لأنقرة التوسع شرقا نحو مدينة منبج العمود الفقري لوحدات حماية الشعب الكردية. ومع ذلك فإن أهداف العملية ما زالت غامضة وتفتقر إلى دقة التحديد. هل ستكتفي أنقرة بمحاصرة المدينة والضغط على القوات الكردية لمغادرتها؟ أم أن عفرين مجرد بوابة لإحداث تسويات بين كل اللاعبين في المشهد السوري؟ قد تكون هذه وتلك موجودة في عقل صانع القرار السياسي والعسكري التركي، فهدف الامن القومي التركي الرئيسي هو منع قيام كيان كردي على حدودها، وتأمين منطقة نفوذ لها، والجغرافية السورية باتت مقسمة بين اللاعبين.
بادية الجزيرة شرق الفرات باتت منطقة نفوذ أمريكي.. وبادية الشام منطقة نفوذ روسي إيراني. فلماذا لا تكون عفرين وجبل الكرد وصولا إلى رأس البسيط حصة أنقرة؟ هكذا يتساءل العقل السياسي التركي، خاصة بعد أن انسحب الروس منها وأعطوا الضوء الاخضر لدخولها. وفي هذه النقطة بالذات نرى أن تركيا عقدت صفقة مع روسيا (إدلب مقابل عفرين). أدلب كانت منطقة نفوذ تركي بواسطة الجيش السوري الحر، الذي كان يسيطر عليها، والذي تعرض مؤخرا لهجمات من الجيش النظامي مدعوم بالطيران الروسي. فبحثت تركيا عن منطقة نفوذ أخرى فكانت عفرين. وفي خضم معركة البحث عن النفوذ هذه، الذي تحاول كل الاطراف الفوز بما تريد، تجتمع وتتقاطع الأجندات بعضها مع بعض. الروس يريدون زيادة سعير الخلاف التركي الامريكي خدمة لمصالحهم، فانسحبوا من أمام القوات التركية في عفرين. الاتراك يريدون تفجير حرب تركية كردية لزعزعة جهود واشنطن في شرق سوريا، فتضطر لإعادة النظر بعلاقتها مع قوات حماية الشعب الكردية، وهذا ما تريده موسكو بالضبط كي تقول بأن الامريكان يخذلون حلفاءهم ويتخلون عنهم. وهنا يظهر وجود حساب سياسي مشترك بين الروس والاتراك في عملية عفرين، قوامه الضغط على الامريكان لتخفيض وجودهم العسكري في سوريا، والضغط على الاكراد كي يتخلوا عن شمال سوريا، لأن الروس يريدون كل المناطق من جرابلس إلى البوكمال تحت سيطرة النظام، وقد طلبوا من الاكراد تسليم عفرين للقوات الحكومية، لكنهم جوبهوا بالرفض. فكان أن أعطوا الضوء الأخضر للاتراك لدخولها، وها هم الاكراد اليوم يستنجدون بالنظام ويعلنون استعدادهم للتخلي عن المنطقة له.
قد يقول قائل لماذا تقبل تركيا أن تكون إحدى أدوات تنفيذ الاجندة الروسية في سوريا؟ في الحقيقة أن تركيا جاهزة لفعل كل شيء من أجل هزيمة قوات حماية الشعب الكردية والحفاظ على أمنها القومي، وحتى عندما تخلّت عن حلب وطلبت من المعارضة الانسحاب منها، كان الهدف التركي هو منع الاكراد من وصل مناطق سيطرتهم في عفرين بعين العرب كوباني.
الخاسر الوحيد في هذه اللعبة السياسية هو الطرف الكردي، فمنذ عقود والاكراد لا يُشكلون سوى عامل مناورة في السياسة الدولية، ويتم التخلي عنهم بسهولة عند إتمام الصفقة. هذا الموقف يثلج قلب أنقرة فيدفعها للتقدم من عفرين إلى منبج، وشمال العراق، والجزيرة وعين العرب كوباني لاحقا. كما أن موافقة الروس والايرانيين والعمل الامريكي الحثيث من خلف الكواليس، لطمأنة تركيا ومحاولة إرضائها، كلها في جيب صانع القرار التركي. أما النظام في سوريا فهو الوحيد المفعول به في هذه المعادلة، ولا يمانع الاتراك من التفاهم معه في مراحل لاحقة، بعد تحقيق أهدافهم. فربُ السياسة المصالح الدائمة وليست العداوات الدائمة.
باحث سياسي عراقي

ما بعد عفرين أهي حرب بين نيران صديقة؟

د. مثنى عبدالله

المشروع القومي للبحث عن مرشح رئاسي

Posted: 29 Jan 2018 02:11 PM PST

واكتشفنا أن الثورة كانت ضرورة من أجل تطور انتخابي مهم، وهو ترشح منافس يتميز بأنه مؤيد للرئيس الموجود في السلطة، ولكن بدون طربوش. وبهذا بدلا من أن يكون المرشح المنافس والمؤيد للرئيس القائم بطربوش، كما كان الوضع مع رئيس حزب الأمة أحمد الصباحي في انتخابات 2005، نصل في انتخابات 2018 إلى تقديم منافس- مؤيد من غير طربوش، كما تردد مع أسماء مثل رئيس حزب الوفد السيد البدوي، ورئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى، إلى جانب أسماء أخرى غير حزبية بالضرورة.
صورة تحمل قدرا كبيرا من الكوميديا النابعة من تناقض المشهد أحيانا، وتناقض الخطاب أحيانا أخرى، مع تصدير صورة كبيرة لحالة اللامنطق والعبث المسيطرة على الأحداث. صورة تحمل بشكل ساخر تعبيرا عن حالة خاصة من الديمقراطية، والإيثار المستحدث، وبدلا من حديث الصباحي عن ترشحه من أجل دعم مبارك والديمقراطية، فإن موسى مصطفى موسى مرشح الساعات الأخيرة، يعلن أن فكرة الترشح نفسها لم تخطر على باله، وأن الرئيس عبد الفتاح السيىسي هو من أقنعه بالترشح. 
في الوقت نفسه الذي شهدنا فيه تفكير رئيس حزب الوفد بالترشح، رغم تأييد الحزب للسيسي، مع اعتذار سكرتير عام الحزب المستشار بهاء أبو شقة عن رئاسة الاجتماع الذي عقدته الهيئة العليا للحزب، لأن نجله يتولى التمثيل القانونى لحملة السيسي. وفي حين لم يكن لدى مرشح 2005 صفحة فيسبوك يعلن فيها عن تأييده ومبايعته للرئيس القائم، الذي يفترض أن يترشح ضده وينافسه، ويضع صورته بوصفها صورة خلفية لصفحته الشخصية، واعتمد على الوسائل التقليدية من تصريحات ولقاءات عبر الصحف وقنوات التلفزيون، فإن انتخابات 2018 يتقدم لها من يضع على صفحته صورة الرئيس القائم والمنافس المفترض، مع كلمات الدعم والتأييد، ويضع صور مشاركته في احتفاليات تأييد السيسي، مثل احتفالية «كلنا معاك من أجل مصر»، ويعلن عبر وسائل إعلامية مختلفة وبكل وضوح عن تأييده للرئيس القائم -السيسي- لأنه الوحيد القادر على حكم مصر. وكما قال موسى ضمن الكثير من التصريحات عن السيسي: «انجازاتك تتحدث عنك، مجهودك نابع من إرادتك في إدارتك وحكمتك في اتخاذ قراراتك ونجاحك».
تلك الرؤية تجعل تقدم مثل تلك الشخصيات المؤيدة وبشدة لاستمرار السيسي في موقع المرشح المنافس نوعا من السخرية المريرة، لأنها تحمل قدرا كبيرا من التناقض الواضح والمعلن. صورة كان من الطبيعي أن تثير تعليقات ساخرة على طريقة هتافات المشاهدين في دور السينما، عندما يتم اكتشاف أن الفيلم المعروض لا يستحق المشاهدة، وتطالب الجماهير بالحصول على أموالها. في الواقع، يدخل الجمهور إلى فيلم يقدم على أنه جديد، في حين أنه قديم وتمت مشاهدة النسخة الأكثر تطورا منه من قبل، بإخراج قد يكون أفضل بكثير، بالإضافة إلى أن نهايته معروفة سلفا.هكذا دخلت مصر في دائرة من الأحداث الساخنة بحكم قيمة الحدث وأهميته لمستقبل مصر، والتعليقات الساخرة بحكم طريقة إدارة الحدث وتناقضات المشهد. وأثيرت الكثير من التساؤلات عن الانتخابات الرئاسية، ووجود مرشح من عدمه، لدرجة ان تلك التعليقات وحدها تستحق أن تفرد لها كتابة منفردة، كونها تكشف عن الكثير في ما يتعلق بالنظام الحاكم وانكشاف آلياته. 
جاءت الأحداث وكل ما أحاط بها من تعليقات أقرب إلى لحظة الاستيقاظ في قصة الطفل والسلطان العاري، حين كان الطفل وحده قادرا على مكاشفة السلطان والجميع بأن لا ملابس تغطيه، وأن كل ما قيل عن الذهب والفضة وغيرها لا يمكن ان تكون كافية لإخفاء الحقيقة، التي تواطأ الجميع على تجاهل رؤيتها، وكأنها غير موجودة رغم كل الوضوح الذي يحيط بها.
انتخابات تعرف نتيجتها سلفا، ولا يعرف من يترشح فيها، ونداءات تتصاعد بالابتعاد عن الترشح لأن «فيه سما قاتلا» على طريقة نداء حكمدار القاهرة الشهير في فيلم «حياة أو موت»- 1954. وما حدث من إعلان ترشح وعقاب للبعض، خاصة من الاسماء المحسوبة على القوات المسلحة، التي جاء عقابها على يد القوات المسلحة نفسها، كان بدوره مثيرا للكثير من التساؤلات حول الأسباب التي دفعت النظام إلى إدارة الانتخابات بتلك الصورة، رغم تأكده من الفوز، بالإضافة إلى ما طرحه البعض من مخاطر إدخال الجيش في عالم السياسة والانحياز لمرشح دون آخر بتلك الصورة.
في الوقت نفسه لم ينتبه النظام إلى سلبيات الرسائل التي يحملها عقاب المرشحين المادي والمعنوي بتلك الصورة، خاصة المرشحين المنتمين للمؤسسة العسكرية. عندما يتم وضع حديث السيسي المثير للجدل عن عدم سماحه بترشح الفاسد، كما قال في مؤتمر حكاية وطن، الذي عقد لإعلان ترشحه بقوله: «أعرف الفاسد جيدا ولو أملك أن أمنعه من الوصول إليكم.. ولن أسمح بالوصول إلى كرسي الرئاسة.. أبقى عارف أنه كان حرامي أو فاسد وأسمح له يصل إلى الكرسي؟» سؤال مهم يوجه له وليس العكس، فإن كان يعرف الفاسد ويملك ما يؤكد فساده فلماذا لا يحاسب عبر القانون، ولماذا يتم الربط بين هذا الفساد والاقتراب من كرسي الرئاسة؟ وأين كان الجيش من فساد تلك الشخصيات، إن كانت فاسدة حقا؟ وهل إن اكتفى الفاسد بالابتعاد عن كرسي الرئاسة تتم حماية فساده؟ في الوقت نفسه، من يملك أن يسيطر على من يصل إلى كرسي الرئاسة إن كان الحكم للصندوق حقا؟ وكيف لرئيس قائم ومرشح مفترض أن يملك القدرة على السيطرة على مدخلات ومخرجات الانتخابات بتلك الطريقة، إن كانت انتخابات حقا؟
في الواقع، يتسق الحدث بتفاصيله مع طبيعة النظام واحتياجاته المتمثلة في الوصول إلى مرشح وحيد لا ينافس، وفي الوقت نفسه يبدو الحدث معه وكأنه انتخابات يمكن من خلالها عقد لقاءات ومؤتمرات وكتابة مقالات، وغيرها من المناسبات التي تتحدث عن الإنجازات وتؤهل لحديث التفويض الممتد، الذي يحتاج بدوره إلى انتخابات، وما يتبعه من تمرير السياسات الصعبة المقبلة بكل ما يترتب عليها من انعكاسات، مع خطط قصيرة المدى تصب في تعديل الدستور واستمرار الرئيس الوحيد لعقود من أجل تنفيذ الإصلاحات والمشاريع القومية الممتدة. ولأن التفويض مهم، والفرصة للحديث عن الإنجازات مهمة لترويج النظام، تبدو الحاجة مهمة لإيجاد مرشح منافس من أجل تجنب مخاطر الترشح المنفرد، والنسب المعلنة للمشاركة والنجاح في تلك الحالة. يريد السيسي ومن حوله أن تكون النتيجة في شكل تفويض، وهو ما يعني الحاجة إلى إعلان النتيحة في صورة اكتساح، عبر تقديم النتيجة في صورة حصول السيسي على نسبة كبيرة من الناخبين، التي يساعد على تضخيمها وجود منافس آخر، تعلن النتيجة في شكل السيسي مقابل الآخر وليس السيسي من الإجمالي أو السيسي من نسبة الـ 5%المطلوب الحصول عليها في حالة الترشح منفردا.
ينجح السيسي في تأكيد كل المقولات التي أعلنها خلال فترة حكمه الأولى، فما يحدث تعبير عن حالة «أشباه الدول» التي تدار فيها الأمور على طريقة «الطابونة» وصاحب المكان المسيطر الذي يضع شروطه وقواعده بوصفه «الفيلسوف» العارف بالمرض والعلاج. هو وحده يملك صياغة الأخلاق التي أريد أن تتأسس لها لجنة، ولهذا حدد بكلمة قاطعة وبشكل غير مباشر أن كل من يتم استبعاده «فاسد»، مع إعادة تعريف الفساد والفاسد حسب دوره في لعبه كراسي السلطة. في الوقت ذاته الذي يقدم المواطن بوصفه تابع هناك من يفكر ويختار له، لأن التعليم القائم لا يصلح في «وطن ضايع» ما لم يخلق شخصية تلتزم بالطاعة وعدم التعبير عن الرأي، وبالطبع عدم التفكير حتى لا تطرح تساؤلات منطقية عن دولة القانون ودور الفرد، وكيف لمن يتولى السلطة التنفيذية أن يحدد سياسات ومواقف ترتبط بالسلطات الأخرى، وتتجاوز دور التشريع والعدالة ومؤسساتها وتحول مصر إلى طابونة يحدد فيها المرشح الحاكم في اللحظة، من يملك ان يترشح أمامه من عدمه، وبالتالي أجندة السياسات المطروحة خلال فترة الدعاية الانتخابية المفترضة، وآليات المحاسبة وفقا للبرامج والوعود المعلنة، التي لا تقدم خارج صياغة التفويض المتكرر، وكأنه قدر كتب على الشعب المصري أن يدفع ثمنه لعقود مقبلة. وإن كان المطلوب مرشحا حتى تكون الصورة حلوة، فربما يكون المطلوب على الجانب الآخر مقاطعة حتى تكون اللجان خالية، ربما تنزع بعض صور التفويض وتعيد بعض الرشادة للمشهد».
كاتبة مصرية

المشروع القومي للبحث عن مرشح رئاسي

عبير ياسين

ترامب يجعل صورة الولايات المتحدة في الحضيض أمام الرأي العام العالمي

Posted: 29 Jan 2018 02:11 PM PST

تحرص الدول على بناء صورة إيجابية عنها أمام الرأي العام العالمي لتكون مثالا في مختلف القطاعات الحقوقية والسياسية والاقتصادية والعلمية. وتعتبر الولايات المتحدة من الدول التي تنفق الكثير على صورتها في الخارج، لكن وصول دونالد ترامب إلى رئاسة البيت الأبيض جعل صورة الولايات المتحدة تصل إلى الحضيض بشكل لم تشهده منذ تأسيسها كدولة في القرن الثامن عشر.
ومن الأدوات التي توظفها الدول، خاصة الكبرى أو الصاعدة التي لديها طموح للمشاركة في صنع القرار الدولي، هناك الثقافة والإعلام. وعلاقة بالثقافة، تحرص هذه الدول على إنشاء سلسلة من المراكز الثقافية والمدارس التابعة لها، ثم تعمل على إنشاء وسائل إعلام من صحافة مكتوبة ومرئية ومسموعة ومؤخرا الرقمي لخدمة صورتها. ولا يمكن فصل وسائل الإعلام الوطنية بلغات أجنبية عن هذا المسار، الذي يمتزج بين الترويج عن الصورة ومواجهة نفوذ الآخر، ويتراوح بين خطاب إعلام ذكي وخطاب البروباغندا الرخيصة. وكانت نقطة الانطلاقة قبل الحرب العالمية الثانية، في المواجهة الشهيرة بين راديو روما وبرلين ثم «بي بي سي» باللغة العربية. وتعتبر الساحة الآن مسرحا لمواجهات بين وسائل إعلام منها قنوات تلفزيونية، تركز على مناطق في العالم، ومنها العالم العربي، ولهذا تشتد المنافسة بين «فرانس 24» و»بي بي سي» باللغة العربية وقناة «دوتشه فيله» بالألمانية و»الحرة» الأمريكية علاوة على «روسيا اليوم».
وتتصدر الولايات المتحدة لائحة الدول الأكثر استثمارا وإنفاقا على صورتها في الخارج عبر وسائل إعلام متعددة من صوت أمريكا الى راديو سوا، وأبدعت في هذا المجال كثيرا، بحكم ريادة الباحثين الأمريكيين في الإعلام طيلة القرن العشرين والعقدين الحاليين من القرن 21. لكن تبقى المفارقة الصارخة هو فشل واشنطن في تحسين صورتها في العالم، ومنها في العالم العربي، كما فشلت في أمريكا اللاتينية بل حتى في الكثير من الدول الأوروبية.
وعلاقة بالمنطقة الأخيرة، لا تعتبر الولايات المتحدة قوة استعمارية تاريخيا في العالم العربي والاسلامي مثل حالتي فرنسا وبريطانيا، لكن صورة باريس ولندن أحسن نسبيا من واشنطن لدى العرب والمسلمين قاطبة، رغم ماضيهما الاستعماري الإجرامي، وفق استطلاعات الرأي التي تنجزها مراكز ومنها مركز الأبحاث الأمريكي الشهير Pew Research Center بشكل دوري.
ومن العوامل التي جعلت صورة الولايات المتحدة تنهار في العالم العربي، هو موقفها المنحاز الى إسرائيل، في قضية تعتبر محورية في السياسة والوجدان العربي، هي القضية الفلسطينية. كما تتفاقم سلبا في بعض المحطات التاريخية مثل حرب العراق الثانية سنة 2003، التي جرت تحت ذريعة امتلاك العراق للسلاح النووي والبيولوجي ليتبين زيف الادعاءات. وإذا كانت صورة الولايات المتحدة قد تحسنت نسبيا مع وصول باراك أوباما إلى رئاسة البيت الأبيض، وقيامه بمبادرات منها خطابه في الأزهر، وتعهده بإغلاق سجن غوانتانامو، والتخلي عن فكر الـ»كاوبوي» في العلاقات الدولية، فقد وقع منعطف مع فوز دونالد ترامب بالرئاسة، إذ تراجعت صورة الولايات المتحدة عالميا خلال سنة واحدة بشكل رهيب، ولم يعد الأمر يقتصر على منطقة جغرافية وثقافية دون الأخرى (ربما باستثناء إسرائيل بسبب ملف القدس). ومن خلال جرد تاريخ الصحافة العالمية سنة 2017، بعد وصول ترامب إلى الرئاسة، سواء العناوين الكبرى أو الافتتاحيات أو رسوم بعض المجلات العريقة مثل «دي شبيغل» و»ذي إيكونوميست» و»تايم»، يتضح جليا التراجع الرهيب لصورة البلد. وهذه الصحف تبرز كيف يوجه ترامب، من خلال تصريحاته، رصاصه الى القيم الأمريكية، وكان غلاف «دي شبيغل» الذي يبرز ترامب وقد ذبح تمثال الحرية، معبرا للغاية في هذا الشأن.
ومن أهم العوامل التي ساهمت في تراجع صورة ترامب تصريحاته المثيرة للجدل أكثر من قراراته السياسية. وعلى شاكلة بعض الرؤساء الشعبويين، نقل ترامب «الفرجة الرخيصة» للسياسة من خلال تغريداته أو تصريحاته الحادة في مجالات حساسة تشغل بال الرأي العام العالمي ومنها:
ـ أولا: الهجرة، فقد جعل من هذا الملف ركيزة رئيسية في سياسته وتصريحاته ولاسيما بالتركيز على هجرة المسلمين وأمريكا اللاتينية وإفريقيا إلى مستوى وصف دول معينة بالقذارة.
ـ الإسلام: يعتبر الرئيس الأمريكي منذ تأسيس الولايات المتحدة، خاصة خلال الخمسين سنة الأخيرة ـ محدود الثقافة بالعالم الإسلامي، ولهذا لا يفرق بين ممارسات وتأويلات لجماعات إسلامية متطرفة، بل إرهابية وروح الدين الإسلامي. ولا يمكن فهم طريقة تفكير رئيس قام بإعادة نشر تغريدة عنصرية ضد الإسلام لمنظمة «بريطانيا أولا».
ـ المناخ: تحولت البيئة إلى نقطة رئيسية في انشغالات الرأي العام العالمي لاسيما بعد ظاهرة الحرارة الشديدة أو البرودة القاسية التي يتعرض لها العالم. وإذا كان المنتظم الدولي يحاول ومنذ عقدين التوصل إلى اتفاق بيئي، يعتبر قرار ترامب بالخروج من اتفاقية باريس للمناخ، ثم تصريحاته ضد البيئيين والعلماء، من العوامل التي تقوم بتبخيس صورة الولايات المتحدة في العالم، خاصة لدى الطبقة المثقفة.
ـ قرار القدس: ترتب عن قرار ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس موجة من الاستنكار العالمي، وأصبحت صورة الولايات المتحدة بمثابة صورة البلد الذي يهدد السلم العالمي.
ـ غياب احترام الآخر: لم يسبق لرئيس أمريكي أن دخل في مواجهات كلامية مع صحافيين وناشطين وسياسيين، بمن فيهم أولئك الذين لهم تاريخ محترم، مثل الجمهوري ماكين أو السيناتورة الديمقراطية إليزابيث وارن، ومع قادة أجانب مثلما فعل ترامب في ظرف سنة واحدة.
يجسد الرأي العام العالمي صورة أي بلد في رئيسه أو ملكه، وفي حالات الولايات المتحدة، يربط هذه الصورة بترامب. وبهذا تحولت صورة الولايات المتحدة الى رهينة وسجينة لمزاج الرئيس الجديد، ويزداد الوضع سوءا في غياب قادة أمريكيين آخرين، يستطيعون تعديل الكفة ولو نسبيا بتقديم صورة مختلفة. لقد وصلت صورة الولايات المتحدة الى الحضيض التاريخي بشكل لم تشهده منذ تأسيسها سنة 1776، ويكفي تردد دول في استقبال ترامب بما فيها الغربية، وعلى رأسها الحليف الأول الذي هو بريطانيا. وتحول الدبلوماسيون الأمريكيون الى رجال إطفاء في العالم في حالة استنفار مستمرة، لإطفاء نيران الجدل التي تسببها تصريحاته. في غضون ذلك، يبدو أن ترامب بدأ يتعلم الدرس، ولهذا قام خلال قمة دافوس الأسبوع الماضي بالاعتذار للقادة الأفارقة عن مصطلح «القذارة» وتراجع عن التغريدة المسيئة للإسلام، فهل نحن أمام اكتساب ترامب رشدا سياسيا براغماتيا؟
كاتب مغربي من أسرة «القدس العربي»

ترامب يجعل صورة الولايات المتحدة في الحضيض أمام الرأي العام العالمي
 
د. حسين مجدوبي

واقع غزة البائس وسيناريوهات المستقبل

Posted: 29 Jan 2018 02:11 PM PST

قطاع غزة يعيشُ واقعاً بائساً ومأساوياً ويزداد تدهوراً يوماً بعد آخر، مع استمرار حالة الفراغ السياسي والغياب الكامل للسلطة، واستمرار الحصار المفروض من الجهات الثلاث، إضافة إلى الجمود في المصالحة الداخلية الفلسطينية، فيما يظل السؤال الملح: ما الحل؟ وما هو المستقبل؟
أزمة غزة ليست سوى امتداد لأزمة المشروع الوطني الفلسطيني، التي نشأت في أعقاب انهيار اتفاق أوسلو عام 2000 وفشله في الوصول الى الدولة الفلسطينية، وهي أزمة تفاقمت بعد الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة، ومن ثم بمشاركة حركة حماس في انتخابات 2006، وصولاً إلى الانقسام الفلسطيني الذي امتد من السياسة إلى الفصائل إلى الجغرافيا، حتى أصبحت الضفة الغربية هي المكان الأبعد في العالم عن غزة!
بعد التسريبات المتتالية عن «صفقة القرن» التي يطمح لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته الأكثر انحيازاً لإسرائيل، فمن الواضح أن ثمة سيناريو يجري العمل على تنفيذه لفرض حل أو تسوية على الفلسطينيين، وهو ما يعني أن القرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل يأتي في هذا السياق، ويُمهد لما سيتم فرضه، كما أن قطاع غزة بكل تأكيد جزء من السيناريو الجاري ترتيبه. ثمة الكثير من التحليلات التي يمكن أن تكون صحيحة فيما يتعلق بمستقبل قطاع غزة ووجود حركة حماس فيه، لكن أخطرها هو أن يكون لمصر وجيشها دور في القطاع، أو بمعنى آخر أن تكون تسريبات الصحافة الإسرائيلية صحيحة؛ حيث كشفت أن ما يجري من عمليات للجيش المصري في سيناء تحت غطاء «مكافحة الإرهاب» ليست سوى تمهيد لدخول الجيش المصري إلى القطاع، بعد فترة من إحكام الحصار وإنهاك حركة حماس ومعها السكان المحليون، ومن ثم يتم توسيع القطاع باتجاه سيناء، بعد أن يتم إسقاط حكم حماس ومصادرة سلاحها ووضع سلطة سياسية وأمنية بديلة.
ما يعزز هذا التحليل أن اسرائيل عملت طوال العقود الماضية، وما زالت، على سلخ قطاع غزة عن الأراضي الفلسطينية، واكتشفنا خلال السنوات الماضية أن الانسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب من غزة بقرار منفرد من تل أبيب، وبدون أي اتفاق مع الفلسطينيين، لم يكن سوى خطوة في هذا الاتجاه، ومحاولة لسلخ القطاع عن باقي الأراضي الفلسطينية. يُضاف الى ذلك أن غزة كانت سابقاً ولسنوات طويلة تحت الحكم المصري، بل كانت القاهرة أول من أنشأ حكومة فلسطينية في غزة هي «حكومة عموم فلسطين» التي تشكلت في أواخر عام 1948 بقيادة أحمد حلمي الذي كان في الحقيقة «موظفاً» لدى الحكومة المصرية. ثمة الكثير من السيناريوهات المتوقعة والمفترضة بشأن قطاع غزة ومستقبله، وهناك بعض السيناريوهات المجنونة التي لا يمكن أن يقبل بها الشعب الفلسطيني بالمطلق على اختلاف توجهاته السياسية والفصائلية، وكل هذه السيناريوهات تظل خطيرة ما دامت ستُفرض على الفلسطينيين فرضاً من الخارج، وتصبح هذه السيناريوهات بلا قيمة، ولا أي معنى إذا كان بمقدور الفلسطينيين التحرك لعرقلتها وعدم الموافقة عليها.
وعلى هذا الأساس فإن السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير ومعها الفصائل الفلسطينية، خاصة حركة حماس التي ما زالت تحكم غزة بحكم الأمر الواقع ومقتضى الضرورة.. كل هؤلاء أمام مهمة التحرك لحماية مستقبل الشعب الفلسطيني، وهذا التحرك يجب ألا يقل عن اتخاذ الخطوات التالية:
أولاً: يتوجب تحقيق المصالحة الداخلية فوراً، وإعادة الوحدة السياسية والجغرافية بين قطاع غزة والضفة الغربية، وبين حركتي فتح وحماس، حتى لا يُقال في المستقبل إن غزة تحت حكم حماس، وإنه يُراد إعادة القطاع إلى «السلطة الشرعية»، إذ إن السلطة الشرعية الوحيدة هي الشعب الفلسطيني والفصائل الموحدة هي الممثل لهذا الشعب.
ثانياً: يتوجب تفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية بما يحتاج ذلك من عمليات ترميم وإصلاح، فهي التي قادت الكفاح طوال العقود الماضية، وهي التي مثلت الفلسطينيين في الداخل والخارج، وهي التي سارت خطواتٍ طويلة في اتجاه تحقيق المشروع الوطني.
ثالثاً: يجب أن يظل خيار حل السلطة الفلسطينية بالكامل والعودة الى مربع ما قبل اتفاق أوسلو 1993 قائماً على الدوام، أو على الأقل التلويح به والتهديد به، لأن الاسرائيليين يجب أن يفهموا بأن السلطة ليست جهاز شرطة مدنية لحمايتهم، ولا هي «روابط القوى» الذي يدير شؤون النفايات والمعاملات المدنية.. وألا أحد يقبل أن تكون السلطة كذلك لا اليوم ولا في المستقبل.
رابعاً: على قيادة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، في منظمة التحرير وخارجها، على اختلاف الفصائل من اليمين الى اليسار، أن تبحث فوراً عن تحالفات دولية جديدة على ضوء المتغيرات في العالم والإقليم، وهنا يدور الحديث عن الصين وروسيا وإيران، وهذه هي البدائل الممكنة عن الولايات المتحدة التي يمكن الرهان عليها ما دام البيت الأبيض أسيراً لترامب وإدارته الموالية لإسرائيل ولاء تاماً.
والخلاصة، هو ألا أحد ينكر بأن الوضع الفلسطيني مأساوي وبالغ الصعوبة والتعقيد، لكن هذا الوضع يحتاج الى جرعة زائدة من التضحية والمرونة والاخلاص والاستعداد المقبل على التنازل لبعضنا بعضا، لأن كل الشعب الفلسطيني (بفتحه وحماسه) في سفينة واحدة وإذا ما غرقت هذه السفينة -لا قدر الله- فلن ينجو أحد من الطوفان.
كاتب فلسطيني

واقع غزة البائس وسيناريوهات المستقبل

محمد عايش

سطو «مُشلّح»!

Posted: 29 Jan 2018 02:10 PM PST

صدق المثل القائل (شرُّ البليّة ما يُضحك)، فعندما يُصاب الإنسان بالأرق والقلق، ويشعر بالغمّ والهمّ لمُصابٍ أصابه، يكون حينها في طور التفاعل مع مشكلته وبلواه، باحثاً عن مخرج مؤقت، أو حلٍّ دائم، ولكن حين يصل هذا الإنسان إلى مرحلة السخرية من واقعه والضحك على مصائبه، بل وإطلاق النكت، فإنه يكون قد تخطّى مرحلة التفاعل والبحث عن الحلول، وانتقل إلى مرحلة اليأس من التغيير، ثم لم يجد سبيلاً سوى التعايش مع واقعه والقبول به، والتخفيف من وطأته بالسخرية والضحك على الذات، بعد أن يكون قد رفعَ الراية البيضاء!
لم يكن تفاعل الأردنيين الساخر مع واقعة السطو المُسلّح على أحد المصارف في منطقة عبدون، وما تبعها من واقعة مشابهة في منطقة الوحدات، من باب التعاطف مع السارق أو قبولاً بمنطق البلطجة والتهديد بالسلاح وسرقة مال الغير، فهذه ليست من أخلاقنا ولا شيمنا، ولكنه يندرج تحت إطار تخفيف وطأة الواقع بإسقاط بعضٍ من الكوميديا السوداء عليه، ومن استنتج غير هذا فقد أخطأ في التحليل، فهي ليست محاولة «سَمِجة» لخفّة الدم، ولا تعاطفٍ مع السارق كما أراد البعض أن يصوّره (بل ربما آثر تصويره كذلك)؛ لقد ضاق الشعب الأردني ذرعاً بالواقع المعيشي الصعب، وبتكرار سماع نفس الوعود من المسؤولين بتطبيق حزمة من الإصلاحات لإنعاش اقتصاد البلد وتحسين مستوى المعيشة، والتي سرعان ما ينتهي بها المطاف إلى مجرد وسيلة جديدة للجباية من المواطن الغلبان الذي تقتصّ الحكومات المتعاقبة من جيبه ومصدر رزقه لحل المشكلات التي فشل المسؤولون من أهل الاختصاص في إيجاد حلول لها (رغم أن واجبهم الوظيفي هو إيجاد تلك الحلول)، ولم يتبق في ظنّي سوى أن تقتطع الحكومة جزءاً من لحم ودم المواطن مثلما فعل أو كاد يفعل «تاجر البندقية» اليهودي المُرابي!
لقد رأى المواطن الأردني في السارق الذي حاول السطو على البنك رجلاً فاشلاً يصلح للسخرية لأنه اقتحم مجال السرقة دون إعداد أو تخطيط بل إنه لم يحاول تغطية وجهه معتقداً بأنه سينضم فوراً إلى قائمة الأغنياء وأبناء الطبقة المخمليّة، وكأنه شاهد للتو فيلما هندياً عن سرقة البنوك وظن أنها أسهل طريقة للكسب.
وفي نفس الوقت تندّر معظم المواطنين على المفارقة الكبيرة بين هذا السارق «السنفور أو المبتدئ» وحال حيتان البلد الذين لم تسلم منهم قصعةٌ أو باب رزق أو مجال استثمار ولم يحصل أن قُبض على أحدهم، ولم يسبق أن أُعلن عن اقتصاص العدالة منهم أو استرجاع أموال البلد المنهوبة رغم الإعلان عن العديد من السرقات والتجاوزات والتحايل الضريبي من قبل مسؤولي الحكومة أنفسهم، ففي الوقت الذي تحوّل فيه هؤلاء السارقون إلى أشباح لا ترصدهم الكاميرات ولا الرادارات، تم القبض على هذا السارق خلال ساعة واحدة واسترجاع المبلغ المسروق. ألا يدعو هذا إلى السخرية!
هناك نقطة مهمة في رأيي غابت عن المسؤولين والمُحلّلين الذين تناولوا موجة السخرية، وهي صورة البنوك التي بدأت ترتبط في مخيّلة المواطن الأردني بأدوات الدَيْن، أو لنقل أنها ترسّخت في عقله اللاواعي كأداة للجباية وتحصيل الأموال بأي طريقة كانت حتى لو كانت غير مُسوّغة أو مقبولة من العملاء، تماماً كالحكومات المتعاقبة، فالمواطن اليوم يشعر أنه ليس مستهدفاً لتحصيل الأموال من قبل الحكومة فقط، بل ومن قبل الشركات الخاصة، البنوك وشركات الاتصالات وغيرها، لذا لم تعد هذه المؤسسات تمثل داعماً للنشاط الاقتصادي أو رافداً للمجتمع المحلي (على الأقل في ذهن المواطن) بل أصبحت تُعنى بتحصيل الأموال وتحقيق أرباح خيالية على حساب خدمة المواطن والمجتمع بل ودون تقديم خدمة ذات مستوى عال ومنافس.
لذلك رأينا أن تعامل البعض مع حالة السطو على البنوك جاء مختلفاً تماماً عن حالات أخرى مشابهة، لأن المواطن «لا شعورياً» يتعامل مع البنوك كواجهة تُخفي وراءها جشع أصحاب الأموال، وتتحيّن الفرص لفرض العمولات والغرامات والفوائد المُبالغ بها، على حساب العميل، الذي يُفترض في الأساس أن يُقدّم البنك له التسهيلات والخدمات التجارية وأن يحرص على مصالحه كشريك في العملية، وليس بصفته مُستهدفاً.
لقد طبّقت الحكومات الأردنية توصيات صندوق النقد والبنك الدوليين وعملت على خصخصة المال العام وثروات البلد منذ عام 2011 إلى يومنا هذا بحُجّة تحسين إدارة الثروات وزيادة الأرباح مع تخفيض الإنفاق الحكومي، ولكن الحقيقة أن كل هذه الخطوات عادت بفائدة على مجموعة صغيرة من المتنفذين وأصحاب رؤوس الأموال فيما أضرّت بالمصالح العامة وأثّرت مباشرة على الطبقات الفقيرة والمتوسطة، كما ترافقت هذه الخطوات بشبهات فساد كثيرة، وأدّت في النهاية إلى ازدياد الهُوّة بين الفقير والغني.
المُفارقة هنا، أن الدَيْن العام ما زال في ازدياد، والضرائب إلى ارتفاع، في حين يهوي مستوى دخل الفرد إلى الحضيض، رغم كل تلك الإجراءات التصحيحية القاسية، التي لا يدفع ثمنها سوى المواطن البسيط!
إن موجة السخرية التي ترافقت مع عمليات السطو لا يوجد لها سوى تفسير واحدٌ وهو مخيفٌ لمن يعتبر: لقد يأسَ المواطن من تغيير الأحوال رغم كل المسيرات والاعتراضات والمظاهرات، ورغم كل الوعود الإصلاحية وتغيير الحكومات وتعديل قانون الانتخاب، وحزمات الإصلاح السياسي والاقتصادي وأوراق العمل وضجيج المؤتمرات، بل رغم كل النداءات والاستغاثات والاختلاجات والعبرات والتنهدات، فهل من مُدّكر؟!
أخيراً، خطر لي وأنا أكتب هذه السطور، أحد مشاهد مسرحية «غُربة» حين يتسامر «غوّار الطوشة» مع موظف الاستقبال في «الأوتيل» الذي ينزل فيه، ويتبادلان بثّ الشكوى والهموم، فيقفُ الموظف مستعرضاً «البالطو» الطويل الذي يرتديه ويسألُ نديمَه: ألم تسأل نفسك يوماً لماذا أرتدي هذا «البالطو» الطويل، في كل يوم، صيفاً شتاءً؟! ألبسه كي أستر الخِرَقَ الرثّة والممزقة التي أخفيها تحته، والتي أبدو فيها مشرّداً شبه عارٍ!
الحكومة من جهتها تُصرّ على رؤية المواطن الأردني، مرتدياً «البالطو» الطويل وربطة العنق، وترفض الاعتراف بالمواطن «المُسخّم» (ما في أردنيين مسخّمين) قال رئيس الوزراء قبل أيام، في حين يخجل المواطن من خلع «البالطو»، ويؤثر أن يُخفي «المواطن المُشلّح». وإني أخشى أن يهرب ذلك «المُشلّح» من صاحبه ومن الحكومة، ويصبح خارج نطاق السيطرة!

كاتب ومُدوّن من الأردن

سطو «مُشلّح»!

أيمن يوسف أبولبن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق