هل سجلت سوتشي أولى انتكاسات حملة بوتين الرئاسية؟ Posted: 30 Jan 2018 02:27 PM PST ما يسمى «مؤتمر الحوار الوطني السوري»، الذي انعقد بالأمس في منتجع سوتشي الروسي، بدأ من عيب تكويني فادح: أن روسيا، الدولة التي دعت إليه واحتضنته، هي ذاتها التي تدخلت عسكرياً قبل سنتين لإنقاذ النظام السوري من السقوط، وهي التي ارتكبت جرائم حرب ضد سكان عشرات القرى والبلدات والمدن السورية. روسيا إذن هي الخصم الفعلي للطرف الثاني الافتراضي في المؤتمر، أي قوى الشعب السوري المتضررة سواء حضرت أم غابت، وبالتالي لا يمكن لخصم أن يكون حكماً أيضاً لصالح النظام الذي ساندته روسيا منذ سنتين ونيف. العيب الثاني كان الانطلاق من فرضية تنظيمية يعرف الراعي نفسه أنها كاذبة وباطلة، أي الزعم بأن الوفود إلى المؤتمر تمثل فعلاً «كافة مكونات المجتمع السوري، وقواه السياسية والمدنية، والعرقية والمذهبية والفئات الاجتماعية»، كما جاء في نصّ البيان الختامي. فبمعزل عن مقاطعة المؤتمر من جانب قوى المعارضة في الداخل، من أحزاب سياسية وهيئات مجتمع مدني وحكم محلي، اتخذت الموقف ذاته غالبية أطراف المعارضة الخارجية التي سبق للمجتمع الدولي وللدولة الراعية ذاتها أن تعاملت معها رسمياً. هذا بغض النظر عن لوائح الـ»فيتو» التي وضعتها هذه الدولة الراعية أو تلك، على مشاركة بعض القوى أو الأفراد. العيب الثالث كان إغماض موسكو العين عن حقيقة أن القادمين من سوريا للمشاركة في المؤتمر يصعب أن يمثلوا طرفاً مناهضاً للنظام، وحاملا لمطالب إصلاح جذرية تخدم الأهداف التي من أجلها ثار الشعب السوري ودفع الأثمان الباهظة من دماء شهدائه وعذابات نازحيه ومهجريه ومعتقليه ومفقوديه، بالإضافة إلى الدمار الهائل الذي أصاب العمران والزرع والضرع نتيجة تعنت النظام ولجوئه إلى الخيارات العنفية المفتوحة. هؤلاء أنصار النظام أو تفريخ أجهزته المختلفة، وهيهات أن ينخرطوا في مشروع وطني ديمقراطي يقوم على أنقاض نظام بات خارج التاريخ ونقيض قيم الإنسانية المعاصرة. العيب الرابع هو افتراض موسكو أن مجرد استقطاب إيران وتركيا إلى مشروع هذا المؤتمر يكفي لترويض الفئات الموالية لهذين البلدين، سواء قاتلت ضد النظام أم إلى جانبه. ولم يكن انقلاب المؤتمر إلى مسرحية فاشلة، عمادها الازدحام الفوضوي والضجيج الأجوف والمقاطعات المتعاقبة، إلا الدليل على أن أنقرة واصلت اقتفاء مصالحها في بطاح عفرين وليس على شواطئ سوتشي، وكذلك فعلت طهران المنشغلة بشارعها الشعبي المشتعل. وأما العيب الأخير فهو اعتماد لغة خشبية في صياغة البيان الختامي، تصف سوريا المستقبلية لا صلة البتة تجمعها بسوريا الراهنة، خاصة من حيث التعامي عن مسؤولية نظام استبدادي وراثي حكم البلد طيلة 48 سنة ولا يمكن لرأسه، أو لجيشه الفئوي أو لأجهزته الفاشية، أن تكون شريكة في إقامة «دولة ديمقراطية وغير طائفية مؤسسة على قاعدة التعددية السياسية والمساواة بين المواطنين»، كما يقول البيان الختامي. بهذا فإن فشل سوتشي يسجل أولى انتكاسات الحملة الانتخابية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تفاخر بأنه «أنجز المهمة» العسكرية في سوريا، وخال أن إنجاز المهمة السياسية مجرد تحصيل حاصل. لكن الطائرات الحربية الروسية التي قصفت سراقب عشية المؤتمر بعثت رسالة مختلفة، هي الوحيدة الصادقة التي استلمها المواطن السوري. هل سجلت سوتشي أولى انتكاسات حملة بوتين الرئاسية؟ رأي القدس |
أسئلة الرواية العربية… المرأة والحرية؟ Posted: 30 Jan 2018 02:27 PM PST هل تستطيع الرواية أن يستوعب ما نراه اليوم ونعيشه من هزات عنيفة، غير مسبوقة؟ أليست الرواية اليوم، فوق كونها حالة جمالية، وبنية فنية، هي سؤال يعنينا كما يعني بعمق، عالما قادما أو مستمرا بلا قطيعة، ظل يحفر بصمت في الوجدان العربي، حتى انتصر، انتصار الماضي المريض بدينه المفسر بشكل مرضي، وتأريخه وثقافته، على حاضر جريح وضائع وبلا وجهة؟ يسير من دوننا، غير آبه بما يحدث لنا. نحن سادة مصير رهناه بجهلنا وتخلفنا الذهني. زمن شكل أيقونة للكتاب بامتياز لأنهم حاربوه ويحاربونه حتى النفس الأخير. دفعهم الثمن باهظا كما يحدث عادة للذين يسبقون مجتمعاتهم بمسافة. مع أنه لا مستحيل. المسألة تحتاج إلى تبصر عميق، إلى حسم التناقضات الداخلية والتمزقات. الكتاب الكبار عالميا لا يمكنهم أن يبقوا على الهامش كأن شيئا لم يحدث، ولكنهم رمت بأنفسهم في عمق الدوامة التي قالتها رواياتهم بقوة لدرجة الدوار. يبدو أن الزمن الذي يفصلنا عن بعض أحداث الماضي، عن رواد الحداثة، ليس زمنا سهلا، ولا قليلا، لكنه شديد القسوة، قرابة القرن، وهذا يعطينا حق المساءلة. ما الذي تغير فينا وفي محيطنا الذي يحدد حركتنا وشرطيتنا، إذ من خلال ذلك يمكننا أن نقيس وضع المرأة مثلا التي هي عصب أساسي في تطورنا أو تخلفنا، وفي لحظتنا المعاشة. المسألة ليست تأريخية فقط أو خيارا مزاجيا من أجل استنهاض موضوع جديد للكتابة الروائية. الكتابة عن المرأة يصنعها أولا في أفق الحاضر كقضية إنسانية، وما أكثرها القضايا التي كانت فيها المرأة ضحية مثالية لتثبيت سلطة ذكورية مهزومة في جوهرها. قد تكون أيضا مطية لمناقشة مسار بكامله قطعته المجتمعات العربية وهي تركض بلا هوادة من دون القدرة على الخروج من النفق المظلم الذي كلما قطعنا مسافة أدركنا أن الظلمة تزداد سوادا. عندما نلامس الوضع عن قرب، سنكتشف، من مجرد الموازنة البسيطة، أن لا شيء تغير، بل إن المخاطر ضد المرأة تزداد ضراوة بدفنها من جديد في الأغلفة الرمزية التي تمسحها نهائيا من عن الوجود وتحولها إلى ظل هارب، بحيث لا وظيفة لها إلا إسعاد ذكورة مهزومة لم يعد لها ما تفخر به، تحول سيفها البتار التأريخي المدافع، كيفما كانت قبليته ومجدوديتها، عن القيم المجتمعية والأخلاقية، إلى لعبة من لعب ستار وورز star wars المعشقة بأنوار التكنولوجية الجديدة واللايزر. فقد أصبحت هذه الذكورة تحت وصاية أكبر منهت، التخلف المضمر أو الظاهر، والمجنح الذي اخترق كل الحدود العربية بلا أي مانع. مهما انتقدنا الزمن الماضي، تظل الحالة النسائية حالة تراجيدية. كانت المرأة في بدايات القرن العشرين فقط، بوابة الحداثة، تملك تصورا محددا لما يجب فعله، ورهاناتها كلها تتم داخل عصر متحرك منحها فرصة التثقف والعلم. برغم أن هذا العصر لم يرتق في فكره وينظر لها كحالة ثقافية طبيعية لأن الذكاء ليس حكرا على الذكورة. التخلص من المرأة المتعلمة والذكية لا يمكن فهمه إلا وفق رؤى أنثروبولوجية وتأريخية. منظور التخلص، عن وعي، أو عن تخلف متراكم مبطن، من حالة منافسة يجب أن ينتهي وجودها لأنها ستعيد تركيب الأشياء ومنها إعادة النظر في سياقات استقرت حتى أصبحت حقيقة مطلقة، وأحيانا دينا أو شبيهه في القداسة. وهذا ما يقربنا من حالة ثورية مضادة للمعتاد واليقيني. فتصبح الكتابة الروائية عنها ليست خيارا فنيا فقط، لكن ضرورة تأريخية. المجتمع المتماوج الذي تعيش فيه هذه المرأة لا يدفع بها مطلقا إلى الأمام. يصبح التخييل الروائي وسيلة لافتراض ما لم يعد اليوم موجودا. لم يعد شارعنا يدهش بعودته إلى الماضي القاسي على المرأة بالخصوص. فكرة من كل بستان زهرة، أي نظرية الاحتفاظ بالماضي من دون إخضاعه للمنظور النقدي، لم تعد مفيدة ولا مغذية للإبداع. الحداثة خيار لا يقبل القسمة: النقد والقطيعة، وإلا سيظل الإنسان يدور في حلقة واحدة لا تفضي إلا إلى الفراغ. أوروبا في مشروعها الحداثي وتبعتها آسيا وبعض دول أفريقيا، لم يكن أمامها إلا خيار: القبول بكل الكسورات وتحديد الخيارات نهائيا والعمل عليها وعلى تطويرها وتحرير العقل. قد يبدو الأمر سهلا لغويا، لكنه أعمق، وربما أخطر لأنه قد تنجم عنه حروب أهلية قاسية. لكن الذي نعيشه اليوم عربيا من حروب مفجعة ليس إلا إخفاقات هذه الحداثة التي لم تصنع خصوصيتها العربية. والغريب أن الكثير من الدول الإسلامية بالخصوص في آسيا عرفت مسلكا غير مسلك الدول العربية الإسلامية، وخطت خطوات في صلب الحداثة والحكامة ما دفع بها إلى مواجهة الحداثة بقوة والخروج في الكثير من نماذجها من دائرة التخلف حتى أنها أصبحت مساهِمة في الحضارة العالمية. الإسلام ليس مناهضا للحداثة في جوهره، ربما كان الخلل في موقع الدين اجتماعيا، ونظمنا العربية التي هي خليط من القدامة المتحجرة والأحلام المهزومة، وتأويل الدين وفق الحاجة، ووفق كل ما يرجع المجتمعات العربية خطوات إلى الوراء. نسعد كثيرا بأن عدد المثقفات كبير، واتسعت قاعدته، وأن التعليم أصبح إجباريا على الكل وشمل عموما الجميع، ذكورا وإناثا. وهو ما ناضلت الأجيال من أجله لدرجة أن جلب لها ذلك الكثير من العداوات، من المؤسسات الدينية أو الاجتماعية، فاتهمت بتغريب المجتمع العربي عن دينه وتأريخه. لكن هذا التعليم المعمم للمرأة لم يفد كثيرا في تغيير الأوضاع الاجتماعية. سنكتشف بسرعة أننا أمام مجتمع يعيش حالة انفصام حقيقية. كل المنجزات تظل وظيفية ولا تعمل فينا أي شيء، لأنها تظل قيما منفصلة غير فاعلة فينا. أسعد بالحياة بسبب مكاسب التحديث، لكن كلما تعلق بزوجتي أو ابنتي أو حلقتي النسائية، سأصبح أكثر تخلفا مليئا بالشكوك، وأعيد إلى الواجهة الأفكار التي يفترض أنها انتهت كفاعلية. مع الزمن أصبحت الشيزوفرينيا حالة عادية. غير مزعجة. فأنا الاثنان معا. أكون أنا الحداثة عندما أجدني في سياقها وأفيد منها. أنا القدامة المغلقة عندما أجدني فيها حسب الحاجة. فيّ المفتي المغلق والرجل المتحرر. يلتقيان عن بعد. يريان بعضهما لكن لكل واحد ظرفيته فلا اصطدام. وهذا أخطر شيء لأنه يعطي للإنسان راحة لا تجعله يتقدم لأنه لا يعيد النظر في نفسه. هذه النفس الكاملة والمرتاحة في تخلفها. كيف تعبر الرواية عن هذا كله بصفاء وشجاعة قد يكون ثمنها باهظا وكبيرا. المرأة مقياس حرارة، به نلمس ما يتخفى وراء المشهد المظلل في عمومه ويخاف من الصور الحقيقية. يمكن أن تقتل لأنك تكتب، لأنك تفكر. قد تكون ضحية الجهل الذي قد يحرمك من حريتك، أو حتى من حياتك لأن القاتل قرر، في سياق جهله وتخلفه، أنك مخالف للدين ومفسد للمجتمع. الرواية حرية. وهذه الحرية مساحة مهمة لقول الحقيقة الكبرى، حقيقة الذات. وحدها الرواية باتساع مساحتها التعبيرية يمكنها أن تستعيد المرأة كمحظور، بلا مساحيق ولا خوف أيضا. أسئلة الرواية العربية… المرأة والحرية؟ واسيني الأعرج |
ضيف أردني يحرج المذيع ويطالب بمقابلة الملك على الهواء وتقارير فلسطين طبيعة وثقافة حياة أيضا Posted: 30 Jan 2018 02:27 PM PST كانت حلقة تستحلب الذاكرة بجمالية وجهد واضحين، من برنامج «صاحب السعادة» الذي تبثه قناة «سي بي سي» المصرية، وقد قدمت فيها إسعاد يونس، حلقة كاملة عن موسيقى الشارة «التتر» لبرامج وأعمال تلفزيونية قديمة قبل مرحلة انتشار الفضائيات. غالبا كان الحديث عن برامج أنتجها التلفزيون المصري، وهي ملامسة لذاكرة أجيال من المصريين، لكن لأن كثيرا منها كانت تعيد بثها محطات عربية، فإن الذاكرة تصبح جمعية مشتركة عربية. دوما هناك حنين لكل ما هو قديم، رغم تقدم الإنتاج وتقنياته الفنية اليوم في العصر ما بعد الديجيتالي، مما يجعل الإنتاج القديم يشبه أحفوريات طبشورية، إلا أن لذلك الزمن رونقه. ولعل أكثر ما يميز ذلك الزمن هو الخط الأخلاقي الناظم للمنتج التلفزيوني أيا كان نوعه، وكما ذكر ضيف إسعاد يونس الإعلامي التلفزيوني طارق علام، فإن زمان لم يكن هناك أي لفظ خارج يخدش حياء مستمعيه. لذا اعتبر أن ما تقدمه إسعاد يونس في حلقات عديدة من برنامج صاحبة السعادة وصفة نجاح للبرنامج، حيث أنها غالبا ما تعيد إلى الذاكرة ذلك الحنين والوجد بالماضي القريب إما من خلال فقرات وعناوين تحيلنا إلى ذلك الزمن، أو بضيوف متميزين غالبا هم امتداد لذلك الزمن. الحريات الإعلامية في لبنان إلى الوراء در ومرة أخرى، يوجعني أن تتعرض قلعة الحرية الإعلامية في لبنان (مهما اختلفنا او اتفقنا) إلى هذا الهجوم الخارجي الشرس، والذي صار فيه المدعي العام اللبناني يحرك الدعاوى القضائية في حملة تضييق على تلك الحريات. برنامج «لهون وبس» للكوميديان الساخر هشام حداد، من أكثر البرامج اللبنانية الساخرة بامتياز على قناة «أل بي سي» (المؤسسة اللبنانية للإرسال، وهي مؤسسة قديمة و عريقة)، وفي حلقة من حلقاته الأخيرة تناول المقدم اللبناني الساخر وبسخرية لطيفة لا إساءة جارحة فيها، شخص ولي العهد السعودي، لتقوم قيامة المدعي العام اللبناني فيحرك دعوى قضائية ضد حداد وبرنامجه. هناك برامج لبنانية على مختلف القنوات تعرض للسياسيين اللبنانيين أنفسهم شخصيات كاريكاتورية بالغة السخرية، ولم يعترض أحد، فلماذا ولمصلحة من تثور ثائرة المدعي العام اللبناني هذه المرة؟ ميزة فضاء لبنان الإعلامي أن سقفه السماء فعليا، حتى السماء أحيانا يتم اختراقها بحرية يدرك كل لبناني أهميتها ليكون هذا البلد دوما كما هو في مخيلتنا، فضاء رحبا للحرية المسؤولة. كإعلاميين، نقف بقوة مع هشام حداد وحقه في التعبير، ومع حرية الإعلام في عموم العالم العربي، فلا يمكن لمجتمعاتنا أن تتغير وتساير العصر دون هذا الإعلام، الذي لا يحده أمير ولا يخنقه مسؤول مهما علا شأنه. «رؤيا» وخطأ رؤيا الضيف لكن الحرية لا تعني الفوضى، ولا توظيف الهواء للهبل والتسحيج والتسول. وهذا بالضبط ما وقعت في فخه قناة «رؤيا» الأردنية صباح الثلاثاء في برنامجها الصباحي «دنيا يا دنيا»، والذي كان مكرسا للاحتفال بمناسبة وطنية، وبسبب خطأ في الإعداد كما يبدو، تفاجأ مقدما البرنامج ومن بينهما السيدة المخضرمة رندا عازر، بضيف تم تقديمه بصفة «عاشق للوطن»، ومؤلف كتب، ليتبين أن كتبه مواضيع إنشاء في فنون التسحيج والمدح السلطاني، وأمام ارتباك المقدمين في مواجهة ضيف انفلت على الهواء ليطلب مقابلة الملك متسولا تلك المقابلة الشخصية على الهواء، ثم طلبه الغريب الذي بادر فيه فجأة بطلب مقابلة رئيس مجلس إدارة مؤسسة خاصة فقاطعه المقدمان بحزم، ودرءا للحرج، طلبا منه أن ينهي بقصيدة شعرية قال إنه أعدها بالمناسبة الوطنية، ليلقي «كلاما على عواهنه» مدحا في ولي العهد الأردني، الذي نجزم أنه لو سمع النص لتوجه برفع قضية تشهير على الرجل، الذي أهان اللغة العربية بكل هذا التشويه الذي ارتكبه. الفقرة انتهت بشبه طرد للضيف على الهواء، لكن هذا يضعنا دوما أمام سؤال حول أهمية فريق الإعداد في برامج كتلك، وضرورة إسناد المهمة لأهلها من المحترفين. مشكلة مزمنة إسمها خطأ الإعداد لكن رؤيا، لديها باقة إعلامية اسمها «زينة صندوقة» من فلسطين، وهي مراسلتها هناك، من الأرض المحتلة، وتقدم كما تعد بنفسها تقارير تكاد تحملك إلى روابي فلسطين وسهولها بسلاسة وحب. في كل مرة، أنتظر برنامج «حلوة يا دنيا» يوم الجمعة غالبا لمتابعة تقارير فلسطين التي تعدها بعناية زينة صندوقة، وكل مرة أجدني أسرح بهذا الجهد الإعلامي الواثق على قصر مدته، وهي تقدم لنا شيئا من الوطن المحتل على شكل فقرة مصورة تكاد تشتعل فيها كل حواسك وأنت تتابعها. في الجمعة الماضية، كانت تحلق عاليا في فقرتها الفلسطينية بامتياز، لكن بعد الفقرة الحلوة، انتقل بنا البرنامج من صندوقة وحضورها الواثق والواعي، إلى الاستوديو في مقابلة أكثر من رديئة مع سيدة تم تقديمها أنها ممثلة فلسطينية، وهي ليست أكثر من مدعية تمثيل (مما رأيناه من مختاراتها. الكارثة أنه تم الاحتفاء بها باسم فلسطين (أسجل هنا للإنصاف أن المقدم فؤاد الكرشة لم يكن سعيدا بحضورها كله كما شعرنا)، وكان معظم حديثها بلا معنى لكنها تتحدث بلهجة توحي أنها ممثلة كونية يكاد مهرجان كان السينمائي لا يقوى على الانعقاد دونها. هذا خطأ إعداد آخر، تكاد تشعر فيه بمحسوبية ما فرضا تلك المسكينة ضيفا ثقيل الدم على المشاهدين، وكذلك صورة أخرى لهواة اليوم من جيل يعميه بريق أضواء التصوير ليصاب بغطرسة تجعله يقتل التواضع المطلوب للفنان الحقيقي. إعلامي أردني يقيم في بروكسل ضيف أردني يحرج المذيع ويطالب بمقابلة الملك على الهواء وتقارير فلسطين طبيعة وثقافة حياة أيضا مالك العثامنة |
الأزمة العربية والمعرفة Posted: 30 Jan 2018 02:26 PM PST عندما أتابع ما يجري في الوطن العربي ـ الإسلامي، وما يتخبط فيه من أزمات ومشاكل وحروب، بعين المتأمل والناقد، وأقارن ذلك بما تعيشه المجتمعات الغربية، أجدني أتساءل: لماذا يمتلكون بوصلة تمكنهم من تحديد الاتجاه الذي يودون السير فيه؟ في الوقت الذي لا نمتلك نحن العرب فيه بوصلة، والأدهى والأمر، أننا لا نفكر في اتخاذ بوصلة تساعدنا على تلمس الطريق الذي يخرجنا من المتاهات التي نتخبط، ونخبط فيها خبط عشواء؟ ولم أجد أمامي سوى جواب واحد: المعرفة. إننا لا نعرف ماذا نريد؟ وغياب معرفة الإرادة لا يسلمنا إلا إلى تغييب إرادة المعرفة، أي إلى الجهل، وهو نقيض العلم. وهذه أم مشاكلنا البنيوية. تتولد الأزمات والحروب عندما يعجز العقل عن تدبر المشاكل وحلها، لكن الأزمات عندما يُشتغل فيها بمعرفة، تؤدي إلى استعادة العقل دوره في الحياة، فيكون الواقع المتولد عن الأزمات أحسن مما كان عليه حين ساد الجهل بسبب تغييب العقل. وهذا ما عرفته أوروبا من بداية القرن الماضي إلى منتصفه، وقد خاضت حربين اعتبرتا عالميتين. أما حين تعاش الأزمات بدون عقل وعلم، كما هي حالنا، فقد تنتهي هذه الأزمات، وهي تتخذ الآن مظاهر حروب مباشرة في العراق وسوريا واليمن وليبيا، وحروبٍ ضمنية في غيرها من الأقطار، بحلول سلم في هذه المناطق، فإن مسوغات الأزمات تظل قائمة، وتترشح للانفجار في أي وقت قريب أو بعيد. ومعنى ذلك أننا نعيش في حقل ألغام الأزمات. وكلما عطلنا لغما، تبين لنا أننا لم نحل المشكل، وعلينا مواجهة ألغام أخرى كائنة ومحتملة. ومتى أنهينا أزمة، تبين لنا غيرها، ولن يكون تاريخنا الحديث سوى حلقات من الأزمات، وما إن نخرج من أزمة حتى نجد أخرى في الانتظار. ومن يتحدث لنا عن الحلول عليها، أو يكتب عنها علينا أن نتهمه بالجنون. فنحن لا يمكننا أن نعيش إلا بالأزمات والمشاكل. أهكذا نحن العرب؟ من يتحدثون عن الخصوصية العربية يجيبون: بلى. لنتأمل في ماذا نفكر، وكيف؟ ونحن نعيش أزمات مثل الحرب. ولنحاول البحث عن المعرفة التي أنتجناها خلال الحرب على الإرهاب مثلا. فماذا نجد؟ عندما كانت الحرب الإيرانية ـ العراقية في أوجها، وكنا نحضر أشغال المربد في بغداد، كان محور «أدب الحرب» محوريا، وكانت القصائد العصماء، والدراسات التي تعود بنا إلى تواريخ أدب الحرب في الأدب العربي. كان الهدف المحوري «الشحن» الداخلي للانتصار الحربي. ويمكن قول الشيء نفسه عن حروبنا مع إسرائيل، والحروب الإقليمية مثل، قضية الصحراء المغربية. وكل التراث الذي أنتج في هذه الحقب صار جزءا من التاريخ، ولا أحد يعود إليه، لأنه اتصل بمرحلة وانتهت. نعيش الآن مرحلة الحرب على الإرهاب. ماذا أنتجنا من معرفة، قرابة عقد من الزمان؟ دعوات إلى تجديد الخطاب الديني، قصائد في الهجاء، خلق المزيد من قنوات التطرف الطائفي والديني، مقالات مرتجلة، وتسهم الوسائط الشعبية الجديدة في تأجيج الخلافات، وبث المزيد من الفرقة بين مكونات الجسد العربي ـ الإسلامي. وحين تضع الحرب أوزارها ماذا سنجد أمامنا؟ كم مــــنا الآن يعود إلى ما كتب عن الحروب العربية ـ الإسرائيليــــة، وحــرب الخليج الأولى والثانــــية ليستـــمد منها ما يمكن أن يمده به من أفكار للتجاوز؟ لا أحد. فص ملح وذاب. عندما أقرأ الآن ما يكتب، في يناير/كانون الثاني 2018، في الكتابات الغربية أجد له جذورا واقعية وملموسة في ما جرى خلال الحرب العالمية الثانية ونتيجة طبيعية لها. فما الذي يجعل معرفتهم بالواقع، وفعلهم فيه مبنيا على الاتصال، وعندنا قائم على الانقطاع؟ أزمات الحروب في أوروبا شاركت فيها كل مكونات المجتمع، وكل حسب اختصاصه. والمجتمعات العلمية كان لها النصيب الأوفى، بل إن هذه المجتمعات العلمية التي أسست للمعرفة العلمية التي نلهو نحن العرب اليوم بمنجزاتها العظيمة (السيبرنطيقا) لم تتشكل إلا في أتون الحرب الثانية وأزمتها المدمرة. من يشارك في هذه الحروب التي يعرفها العرب اليوم تحت مسمى «الإرهاب»؟ جيوش الدولة ومعارضوها، والإعلام الرسمي أو شبهه. وكل يتلقى، بشكل أو بآخر، المعلومات والقرارات من الدوائر الأجنبية المستفيد الأول والأخير من هذه الأزمات. لا وجود للمثقفين ولا للجامعات ولا للمجتمعات العلمية ولا للمدنية. وإذا ما شاركت هذه المجتمعات، فهي ليست سوى أصداء، مع أو ضد، ما يجري. وقوامها الانفعال أو التأثر السلبي، أو الدعوة إلى التشـــاؤم، أو إلى تكريــس ما تفرزه هذه الأزمة من تفرقة بالانتصار إلى هذه الطائفة أو تلك. ما هي النظريات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تولدت من هذه الحروب في الوطن العربي؟ وما هي الأفكار التي تولدت من الربيع العربي بخصوص المكونات الاجتماعية والآليات السياسية المتحكمة في الوطن العربي؟ ما هي التطويرات التكنولوجية التي تولدت من هذا الواقع؟ أم أننا سنظل فقط نتدرب على الآليات التي تباع لنا بالمليارات، وبانتهاء الحرب، نعود إلى المكاتب؟ أزماتنا لا يمكنها أن تولد إلا الأزمات لأننا نعيشها بدون معرفة. ٭ كاتب مغربي الأزمة العربية والمعرفة سعيد يقطين |
الأردن عندما اعتقل صبيح المصري: إحنا مش لبنان… واعتقالات «الريتز» لا للمال بل لـ «الهيبة» Posted: 30 Jan 2018 02:26 PM PST عمان- «القدس العربي»: أطفأ الأردن طوال الشهر الماضي بسياسة منهجية مقصودة كل احتمالات الاستمرار في التأزيم والتوتير مع السعودية، تحديدًا، برغم كل ما يقال عن خطوات مرصودة وفي إطار المناكفة للمنافسة على ملف الرعاية في القدس. فالأردن الرسمي تقصّد توجيه رسائل إيجابية متعددة بعنوان يؤشر على أنه غير معني بتوتر العلاقة خصوصًا مع العهد الجديد في السعودية. ذلك لا يعني بطبيعة الحال التمكن بالتوازي من إعادة تنشيط وإحياء الدفء المنسي في الخيط الفاصل بين الرياض وعمان. خطوة تقارب من وزن ثقيل كان نجمها قبل أيام رئيس اللجنة القانونية في البرلمان الأردني المحامي حسين القيسي خلال مشاركته في جلسة نقاش حيوية ضمن مؤتمر الاتحاد البرلمان العربي في طهران. وقف مندوب مجلس الشعب السوري مشتكيًا من تحكم السعودية بتأشيرات الحج والعمرة، وفقًا لمعايير الخصومة السياسية، مُطالبًا الاجتماع بوقفة مؤسسية ضدَّ ما سمّاه السلوك السعودي المستفز. وحده القيسي اعترض بنقطة نظام محتجًا على مداخلة زميله السوري مطالبًا بعدم تسييس ملف الحج والعمرة. على أساس أن الاجتماع لتوحيد المواقف من أجل القدس، لا لتمرير الخلافات السياسية. نجاح القيسي نجحت مداخلة القيسي في إبعاد توصية زميله السوري.. كانت تلك أحدث رسالة أردنية دعمها رئيس الوفد الأردني للاجتماع، النائب خميس عطية للسعودية، التي وصل انخفاض مستوى الاتصالات بينها وبين الأردن إلى مستويات غير مسبوقة. لافت جدًا في السياق أن الوفد البرلماني الأردني وجه رسالته الطيبة للرياض بالتوقيت نفسه الذي نشط فيه مقربون من الأردن والسلطة بالتفاعل مع أهالي ووجهاء مدينة القدس في محاولة احتواء إرسال وفد من المدينة لمقابلة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عبر وكيل من حركة فتح. وما تردد من تسريبات حول هجمة سعودية مباغتة بعنوان: «دعم صمود أهلنا في القدس» تجاهلته السلطة الأردنية أيضاً بصورة تؤشر على توفر إرادة سياسية مرجعية لمنع تجدد أي صدام مع الشقيق الأكبر ومن أي نوع. ذلك بكل حال حصل لأن المؤسسات الأردنية اعتبرت الافراج عن رجل الأعمال الملياردير صبيح المصري بعد اعتقاله إثر تدخل القصر الملكي الأردني مباشرة في قضيته خطوة إيجابية جدًا لا بد من تقديرها ومبادلتها بمثلها، الأمر الذي يبرر ويفسر اهتمام عمان بإزالة كل الألغام التي يمكن إزالتها من طريق تواصلها مع السعودية. رسالة مترددة تلك حادثة كان لا بد من تفحصها جيدًا، حيث أن عمّان خلال أزمة صبيح المصري تحديدًا تفاعلت بهدوء ولم تتشنج، بل أوصلت بالوقت ذاته رسالة محكمة وصلبة للجانب السعودي كشف عنها مصدر موثوق بعنوان: «إحنا مش لبنان» مثل هذه الرسالة لا تعجب الانفعاليين في مجموعة ولي العهد السعودي لكنها التقطت في جوهرها عند والده الملك سلمان. وهي بكل حال رسالة تعكس مستويات التردد الذي ينهش علاقة أساسية كانت في الماضي دوماً استراتيجية وعميقة ولم تعد، لكنها في الوقت نفسه من صنف الرسائل التي تكشف عن أوراق أخرى مخفية في عمق التقويم المرجعي الأردني للعلاقة مرحليًا مع الشقيق السعودي. في ملف المساعدات مثلًا ومقدارها 180 مليون دولار سنويًا تبيّن أنها أصلًا توقفت منذ ثلاث سنوات ولم ترسل وأن الأردن تقصد طوال الوقت عدم الرد على طريقة الرئيس عبد الفتاح السيسي بعتب غاضب ومنفعل وعندما استفسر أردنيون من أصدقاء الحكم السعودي قيل لهم إن المساعدات لكل الأصدقاء والحلفاء لن تقدم كما كانت في الماضي بل سيعاد شكلها. هذا الشكل لم يُعَد بعد عندما يتعلق الأمر بالأردن. لكن تلك مسألة تعايشت معها عمّان وهي تطلق العنان لبرنامجها الجديد باسم «الاعتماد على الذات» على أمل أن يدرك السعودي لاحقاً خطأ حساباته مع الأردن. طبعًا؛ يتفاعل النقاش على مستوى نخبة عمّان السياسية وليس الحاكمة بملف العلاقة مع السعودية وفي التقويم الأبعد ينظر الأردنيون لاعتقالات فندق ريتز باعتبار المال ليس هدفها كما يُشاع بل الهيبة والإشارة لوجود شريف جديد في المدينة، وعندما استفسر الأردنيون قيل لهم إن حصتهم موجودة في مشروعات نيوم وفي التقويم نفسه ترى عمان أن مشكلتين فقط بصورة حصرية ينشغل بهما الأمير محمد بن سلمان من دون اي ملف آخر وهما «إيران والوضع الداخلي فقط». خلاصة الموقف الأردني، انه يتم اعتماد الصيغة التالية: «نعم توجد خلافات وتقاطعات وتصدعات مع السعوديين، لكن لا توجد رغبة من جانبنا بتصعيدها». حيث يسعى الأردن بمثل هذا الخطاب لتجاهل أي توتير أو تأزيم، لكن العلاقات لا تزال باردة جدًا، ولا يبدو أن العهد السعودي الجديد منشغل بها من حيث المبدأ، ولذلك قررت عمان تجاهلها أيضًا، خصوصًا أن اللقاء الأخير للقيادة الأردنية مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لم يكن مريحًا فيما يحتفظ كتاب العلاقة بين البلدين بصفحات مأزومة وأخرى مستقلة، الأمر الذي يدفع ساسة عمّان للتعبير عن الرغبة في تـرك الأمور تتفاعل حاليًا على ان تهدأ لاحقاً عندما يتخلص الشـقيق السـعودي مما يقلقه إقلـيميًا. الأردن عندما اعتقل صبيح المصري: إحنا مش لبنان… واعتقالات «الريتز» لا للمال بل لـ «الهيبة» وفد عمّان تصدى في طهران للسوري بخصوص تأشيرات الحج بسام البدارين |
إدارة الدولة لموقعة الترشح فضحت مآل المسار الديمقراطي وما حدث أساء للجميع من أول الحكومة إلى الأحزاب إلى الرئيس Posted: 30 Jan 2018 02:25 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: عادت الصحف المصرية الصادرة أمس الثلاثاء 30 يناير/كانون الثاني، ومعها الغالبية الشعبية للاهتمام بانتخابات الرئاسة، بعد أن فوجئت بأن موسى مصطفى موسى رئيس حزب «الغد» قدم أوراق ترشيحه كاملة للجنة الانتخابات، بعد أن حصل على توكيلات من سبعة وعشرين عضوا من أعضاء مجلس النواب، أي اكثر من المطلوب بسبعة، ويؤكد على أنه ليس محللا للسيسي، ولديه برنامج اقتصادي وسياسي. وجاء ترشحه مناسبا حتى لا تكون الانتخابات المقبلة فيها مرشح واحد، وهو الرئيس السيسي، وهو ما يشكل إحراجا وإساءة للنظام، رغم أن الدستور يبيح ذلك، أي بترشح واحد فقط ويلزمه الحصول على 5٪ من عدد أصوات من لهم حق التصويت، أي ثلاثة ملايين مواطن، فإذا لم يحصل على هذا العدد يتم في ظرف خمسة عشر يوما فتح الباب أمام الراغبين في الترشح. وإشادة بترشيح رئيس حزب الوفد لنفسه ثم انسحابه واتهامه بأنه داهية، حافظ على مصالحه الاقتصادية مؤقتا. ومن الأخبار الأخرى التي حملتها صحف الأمس، اللقاء الثلاثي الذي تم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا على هامش القمة الإفريقية لمكافحة الفساد بين الرئيسين السيسي وعمر البشير ورئيس الوزراء الإثيوبي، وخروجهم متشابكي الأيدي. وأعلن السيسي أنه لن تكون هناك مشكلة بسبب سد النهضة، ولم تكن هناك مشكلة، وأن الدول الثلاث دولة واحدة. والمباراة التي ستجرى بين فريقي الأهلي والإسماعيلي. كما اهتمت الصحف بنشاطات معرض القاهرة الدولي للكتاب، ومتابعة أقل لحادثة الاعتداء على المستشار هشام جنينة، وطلب النيابة تحريات الأمن حول الواقعة. وفوجئ الناس بزيادة في أسعار تذاكر القطارات اعتبارا من اليوم. وإلى بعض مما عندنا.. الانتخابات وإلى أبرز ردود الأفعال على انتخابات الرئاسة التي قالت عنها في «المصري اليوم» فتحية الدخاخني: « لا أدري ما السبب فى إصرار الجميع على وجود ذلك المرشح «الديكور»؟ فالجميع يعلم منذ فترة طويلة أن الرئيس السيسي هو المرشح الوحيد، وهو الأوفر حظا للفوز بهذا المنصب، ليس فقط لعدم ظهور بدائل سياسية خلال السنوات الأربع الماضية تستطيع منافسته، بل أيضا لأن الرئيس السيسي بدأ مشروعا تطلب الكثير من التضحيات من المواطن المصري حتى الآن، وما زلنا في انتظار نتائج هذا المشروع، وهل حقا سيؤدي إلى نهضة وتقدم مصر، كما وعد الرئيس السيسي، ولأن عادة المسؤولين فى مصر أن يهدم كل مسؤول إنجازات ومشاريع سابقيه، فالأفضل أن يبقى الرئيس السيسي ويستكمل مشروعه، لأن الشعب لم يعد بإمكانه تحمل المزيد من التضحيات. المشكلة ليست في أن الانتخابات المقبلة بطعم الاستفتاء، وليست في أن الدولة كعادتها بدأت تتحرك متأخرة، وكأنها علمت بالأمس فقط أن هناك انتخابات مقبلة، وأنه لا بد من وجود مرشحين فى هذه الانتخابات، المشكلة الحقيقية من وجهة نظري أن ما يحدث الآن يضر بصورة الدولة، وبالواجهة السياسية الرسمية التي يفترض أن يتم تكريسها في الشارع المصري. فالمتابع لمواقع التواصل الاجتماعي يدرك حجم السخرية التي تنهال على فكرة الانتخابات، وعلى طريقة إدارتها، ولست أعلم من المسؤول عن ذلك، ولماذا تظهر الدولة بشكل كما لو أنها تخوض العملية السياسية لأول مرة. نعم نحن في مأزق انتخابي بل مأزق سياسي، لكن كثرة الجدل حول المرشح «الديكور» وسوء إدارة هذا الملف والأسئلة المثارة حول لماذا لم يسمح للفريق أحمد شفيق مثلا بالترشح، فربما كان وجوده حلا لهذا المأزق، بدون أن يؤثر على فرص نجاح الرئيس السيسي، كل ذلك ليس مفيدا الآن، فمرة أخرى أقول إن على الدولة أن تفتح المجال السياسي العام، وعلى الأحزاب والقوى السياسية المدنية أن تنخرط في العمل العام لتفرز قيادات سياسية حتى لا نجد أنفسنا في المأزق نفسه بعد أربع سنوات ونضطر لتعديل الدستور». الوطنية حق للجميع وفي «المصري اليوم « أيضا قالت زميلتها أمينة خيري: « فراغ الساحة الانتخابية يقابله صخب أجوائها والصخب في حد ذاته كاشف، فعلى جميع الأصعدة وبين كل التيارات، الصخب زاعق وحاد. السلطة ماضية قدما في إجراءات الاستعداد للانتخابات الرئاسية المقبلة. المعارضة كشفت عورات ضعفها ومساوئ تحللها، والناخب المصري لا يرى بالعين المجردة، أو فلنقل بشكل واضح، ملامح ومعالم ما تشكو منه رموز في المعارضة، من أنهم يتعرضون لتضييق وتكبيل حتى لا يمارسوا دورهم على الساحة السياسية، فلا صوت لهم صدر طيلة السنوات الأربع الماضية، ولا نشاط من قبلهم شعر به الناخب في الشارع أو حتى في الشارع الافتراضي، على أثير العنكبوت، والحق يقال إن الأصوات الوحيدة والأنشطة اليتيمة ظلت تصدر عن جماعات ومجموعات ثورية وإسلامية وشبابية، لكنه كان حراك الهبد والرزع والسخرية والتنكيت والتنظير والتحليل، وهو حراك مقبول ومفهوم، لكنه لا يقنع الناخب أو يؤهل صاحبه لقيادة البلاد وحكم العباد. المستقبل القريب إذن ينتظر من أجل انتخابات لا تحوي سماً قاتلاً. عمل المعارضة ينبغي أن يجتاز مرحلة النواح على «فيسبوك» إلى العمل على الأرض، ولتكن أرض الأثير أيضا، ولكن بعقلانية وبدون عنجهية. فلا المعارضة تمتلك صك الوطنية والمعرفة امتلاكاً حصرياً، ولا السلطة ولا المجموعات والجماعات الشبابية والثورية والإسلامية. الوطنية حق للجميع والمعرفة متاحة لمن يبحث عنها». غياب التصورات السياسية سؤال بسيط ومنطقي وسهل يسأله عماد الدين حسين رئيس تحرير «الشروق»: لماذا لم تتحرك الدولة وأجهزتها قبل الانتخابات لتدفع أو تشجع أو تقنع شخصيات عامة وحزبية بالترشح، بصورة طبيعية، بدلا من الاستعجال و«اللهوجة» التي شهدناها في الأسبوع الأخير؟ مرة أخرى كانت الحكومة تعلم أو على الأقل تتوقع أن أحمد شفيق وسامي عنان لن يخوضا الانتخابات، وبالتالي فالسؤال: لماذا لم يتم تجهيز المرشحين المحتملين قبلها بوقت كاف حتى يبدو الأمر وكأنه طبيعي؟ كان فى إمكان موسى مصطفى موسى رئيس حزب «الغد» أو أحمد الفضالي رئيس حزب «السلام الديمقراطي» أو أي رئيس حزب مماثل، أن يعلنوا ترشحهم من بداية العملية الانتخابية وليس في آخرها. وبدلا من السيناريو المأساوي الذي شهدته الهيئة العليا لحزب «الوفد» يوم السبت الماضي، كان يمكن إقناع الدكتور السيد البدوي بالترشح من البداية، وكذلك إقناع الهيئة العليا بهذا التوجه، قبل أن تجتمع وتتخذ قرارا بتأييد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وعدم الدفع بأي مرشح من الحزب، بدلا من «حفلات التريقة والقلش»، التي خصمت من رصيد الجميع، وأعطت للمتربصين فرصة ذهبية للطعن في كل شيء.. كلنا نتذكر ما فعله النظام فى انتخابات الرئاسة عام 2005، حينما جرى التوافق مع رؤساء بعض الأحزاب المصرية، بالترشح لأول انتخابات رئاسية تعددية. وقتها منحت الدولة كل رئيس حزب 200 ألف جنيه. صحيح أن الجميع كان يعلم أن مبارك سيفوز لا محالة وبفارق كبير، وصحيح أن الجميع كان يعرف أن غالبية المرشحين وقتها، ربما باستثناء أيمن نور «نازلين كمالة عدد»، لكن على الأقل، كان الأمر معقولا نسبيا حتى فى طريقة الإخراج مقارنة بما نراه الآن. للمرة المليون نؤكد أننا ندرك الواقع المرير، وأنه لا توجد انتخابات ديمقراطية بمعناها الكامل في الأمد المنظور. وبالتالي فنحن نتحدث عن الشكل والإخراج وليس الجوهر. خلاصة القول ما حدث لم يكن جيدا، وأساء إلى الجميع من أول الحكومة إلى الأحزاب إلى الرئيس إلى المجتمع بأكمله. ومرة أخرى نتمنى أن يتوقف هذا الأمر، وتتوقف الخسارات المجانية الناتجة عن غياب التصورات السياسية».. سياسة الأرض المحروقة ونبقى في «الشروق» ومع زياد بهاء الدين وقوله: «تابع المصريون ومعهم العالم كله أحداث الأسبوعين الماضيين المتلاحقة بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة. وبينما توقف الكثير من المعلقين عند تأثير هذه الأحداث على نتيجة الانتخابات، فإن الحقيقة أن هذا التأثير ليس مهما، لأننا لسنا منذ البداية في صدد انتخابات بل استفتاء على مدة ثانية، وأن ما يشغل بال المسؤولين هو ألا تأتي نتيجة الاستفتاء المقبل أدنى في الحضور والتأييد عن نتيجة عام 2014. ولكن الجانب الأهم مما كشفت عنه أحداث الأسبوعين الماضيين هو في تقديري مدى استعداد الدولة وأجهزتها للاندفاع من أجل تحقيق النتيجة المطلوبة وسياسة الأرض المحروقة التي انتهجتها بدون تقدير كاف للعواقب والتداعيات التي سوف تخلفها بعدما تنتهى الانتخابات. الاندفاع نحو تحقيق نتيجة مبهرة تجدد البيعة وتخطف أبصار العالم، جاء بنتائج عكسية تماما لأن كل ما اعترض طريق هذا الهدف تم التعامل معه بدون تقدير لآثاره على الرأي العام، الذي لم يعد يرضى بالاستهتار بذكاء الناس وفطنتها وإحساسها بالمسؤولية نحو الوطن، حتى داخل الدوائر المؤيدة للمرشح الرئاسي الوحيد. وهكذا في غمرة الحماس جرى تسخير موارد الدولة وطاقاتها من أجل حشد الأصوات والتوكيلات لدعم السيد رئيس الجمهورية، رغم أن فوزه مضمون، وجرى اعتراض سبيل من تجرأ وأبدى استعدادا للترشح من غير المرضي عنهم، سواء بالفعل أم بالحملات الإعلامية، بدون تقدير رد فعل الناس لهذه الحالة الاقصائية، وجرى إلقاء اللوم على ضعف الأحزاب، بدون التأمل فيما تسببت فيه الدولة وتدخلاتها وتضييقها على المجال العام من عزوف الناس عن العمل الحزبي والسياسي، تجنبا لعواقبه الجسيمة، وحينما اتضح أن هناك حاجة لمرشح شكلي لم تتردد الدولة في الدفع برئيس أقدم وأعرق الأحزاب المصرية ليرشح نفسه بشكل مهين ليس له شخصيا فقط ــ وهو حر في ما يقبله على نفسه ــ ولكن للمشهد السياسي العام، وفِي الوقت الذي حرص فيه السيد رئيس الجمهورية في كلمته الختامية أمام مؤتمر «حكاية وطن» على حث المواطنين على الإدلاء بأصواتهم، كي تظهر مصر بصورة جيدة أمام العالم، فإن إدارة الدولة لموقعة الترشح لم تجلب علينا سوى التهكم على ما آل إليه المسار الديمقراطي في البلد، صاحب أقدم برلمان في المنطقة العربية.. ولكنني متفائل بأن موقعة الترشح، رغم كل ما خلفته من خسائر، سوف تكون لها آثار وتداعيات إيجابية على عودة الوعي والنشاط السياسي، رغم التحديات التي تواجهه، وأن من يسعى لصالح البلد حقيقة عليه أن يعيد تقييم ما جرى في الأعوام الماضية وإدراك أن هذا البلد لن ينهض إلا بشراكة أبناء وبنات الوطن، وأن الاستمرار في غلق أبواب النشاط السياسي والأهلي هو الذي يهدم مؤسسات البلد ويعرقل فرصته في التقدم». البكاء على الديمقراطية وعلى طريقة هل من مبارز؟ قالت سحر الجعارة في مقالها في «الوطن» تحت عنوان «الانتخابات الرئاسية هل من منافس؟»: «هذا معناه أن «الحياة الحزبية» دخلت فعلياً مرحلة «الموت الإكلينيكي» وبحسب «لجنة شؤون الأحزاب» فإن في مصر نحو 90 حزباً خاصة بعدما تغير القانون بعد 25 يناير/كانون الثاني، وأصبح تأسيس الأحزاب بالإخطار لكن كل الأحزاب التي تأسست بعد الثورة اختفت من الخريطة السياسية، وفشلت معظمها في التمثيل الجيد في البرلمان، ثم بدأت الصراعات والانقسامات فتحول حزب «المصريين الأحرار» من المعارضة إلى الموالاة، وتعرض حزب «المصري الاجتماعي الديمقراطي» لسلســـلة أزمات انتهــــت باستقالة مؤسسه محمد أبوالغار، وهو ما تكرر في معظــــم الأحزاب الليبرالية. أما الأحزاب الدينية فلا تزال تتمسك بشرعيه وجودها. حتى «البوب» مؤسس حزب «الدستور» لم ينجح في قيادة حزبه من على «تويتر»، وقرر الاكتفاء بالبكاء على الديمقراطية، التي جرفتها شعبية الرئيس. لو كان البرادعي رجلاً إصلاحياً كما يدعى وخبيراً في الديمقراطية ومنابع التمويل وخلافه، لاستطاع أن يجمع ما يسمى بـ«النخــــبة» حـــوله ويعود للبلاد مرشحاً رئاسياً، حاملاً لواء التغيير، لكنهم جميعاً يحترفون المزايدة السياسية، وليس لديهم قاعدة شعبية. مأزق القوى السياسية أنها لم تتفق على مرشح واحد، تلتف حوله وتدعمه وتآمروا لإحراج الرئيس بخوضه الانتخابات «منفرداً»،لكنها لن تكون سابقه تاريخية ليس لدينا أزمة في البحث عن منافـــس للرئيس، لكننا كنا نريدها بالفعل منافسة قوية، بينما من نحسبهم زعماء أو قيادات أصابتهم نوبة ذعر من شعبية السيسي». موسى مصطفى موسى فجأة وقبل غلق باب قبول طلبات الترشح لمنافسة السيسي فوجئ الناس بتقديم المهندس ورجل الأعمال ورئيس حزب «الغد» موسى مصطفى موسى أوراق ترشحه للجنة الانتخابات بتزكية من 27 عضوا من أعضاء مجلس النواب، بينما المطلوب 20 توكيلا فقط، أو توكيلات من25 ألف مواطن من خمسة عشر محافظة على الاقل. والغريب أن الرسام أنور أخبرنا أمس الثلاثاء في «المصري اليوم» أنه كان بجوار اثنين من الأصدقاء أحدهما يضع يده في جيبه للبحث عن شيء ويقول: استني كده باين أني لقيت مرشح معايا ممكن ننزله. فرد عليه صديقه: أه ونبي دور كويس». نبذة عن حياته وفي «الوطن» أعطانا محمد حامد نبذة عن موسى هي: «موسى الذي يبلغ من العمر 66 عاما تخرج في كلية الهندسة عام 1976 ويقول «إن شهادته من جامعة فرنسية متخصصة في الهندسة المعمارية» بدأ عهده بالسياسة عام 2004 بالمشاركة في تأسيس حزب «الغد» مع أيمن نور، وتولى رئاسة الحزب في 2011. شارك موسى في دعم ثورة 30 يونيو/حزيران التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان المسلمين. موسى الذي يمتلك شركات في المجال الصناعي والاستثماري، لم يظهر في معترك انتخابي سوى مرتين، الأولى كانت ترشحه للبرلمان في 2010. والثانية: محاولة ترشحه للرئاسة في 2012، لكنه لم ينجح في أي منهما ليعود للمشهد مرة أخرى، ولكن من أجل المشاركة في السباق الرئاسي. المرشح المحتمل للرئاسة متزوج ولديه بنتان وولد، ووالده عضو حزب «الوفد» الذي رفض المشاركة في الانتخابات الرئاسية قبل أيام، وكان والده زعيماً للطلائع الوفدية وزعيماً للجنة الطلبة والعمال الوفديين على مستوى الجمهورية في الأربعينيات. رئيس حزب «الغد» الذي أعلن مشاركته في الانتخابات الرئاسية حاول المشاركة في الانتخابات البرلمانية في أواخر عام 2015 ودشن قائمة انتخابية تحمل اسم «مصر» إلا أنه تم استبعادها بحكم قضائي لعدم استيفاء الشروط القانونية المطلوب توافرها لخوض السباق البرلمان». «كومبارس انتخابي» ونشرت الأهرام حديثا مع المرشح موسى مصطفى موسى أجراه معه علاء سالم قال فيه: «إن فكرة الترشح للانتخابات لم تكن وليدة اللحظة، كما يعتقد الكثيرون، وإنما كانت منذ فتح باب الترشح للانتخابات، إلا أن الحزب عدل عن فكرة الدفع به كمرشح منافس، بعد ظهور العديد من الشخصيات التي لها ثقلها. ضمن هذا السياق أتى تأييدنا ودعمنا للسيد البدوي، حينما أعلن عن رغبته في خوض الانتخابات كمنافس قوي للرئيس عبد الفتاح السيسي، ولكن بعد قرار الهيئة العليا لحزب «لوفد» رفض ترشح البدوي والصعوبات التي حالت دون وجود منافس قوي أمام الرئيس السيسي، قررت الهيئة العليا لحزب «الغد» الدفع به كمرشح في تلك الانتخابات، لإتاحة الفرصة أمام الناخب لكي يختار ما بين متنافسين، ولا تكون العملية الانتخابية بمثابة استفتاء على شعبية الرئيس. وعن ملامح رؤيته للانتخابات ودوره فيها، أكد موسى على أن لديه رؤية وتوجها متكاملين للمنافسة في الانتخابات، وبعد الثقة التي أولاها له الحزب عبر تصويت الهيئة العليا (مساء أمس الأول) على الدفع به للانتخابات، وكان الجميع يستشعر حرج اللحظة والرغبة في أن تكون المنافسة في الانتخابات الرئاسية قوية وشريفة من أجل الوطن. وقال إن الحزب استطاع عبر مؤيديه داخل البرلمان، تجاوز عقبة تزكية العشرين نائبا المطلوبة لاستكمال أوراق الترشح، والحصول على تزكية 27 نائبا أكثرهم من المستقلين، على الرغم من الصعوبات التي واجهت الحزب في الحصول على عدد التوكيلات المطلوب في المدى الزمني القصير، ما بين قرار خوض الانتخابات وإغلاق باب الترشح. واعتبر موسى أن التحدي كان كبيرا ليظهر فيه الحزب قوته ووجوده في الشارع، مؤكدًا على أن أمانات الحزب في المحافظات استطاعت جمع 49 ألف توقيع من 14 محافظة. وعن حظوظه السياسية في الانتخابات المقبلة أمام مرشح يقود الدولة وله شعبيته؟ أكد موسى على أن دخوله الانتخابات بمثابة تحد حقيقي له ولحزبه، وأنه لا يفكر في أن يكون مجرد منافس شكلي أو ما يصفه البعض بــ»كومبارس انتخابي» وإنما سيسعى بكل قوة للحصول على أصوات الناخب عبر برنامج سياسي طموح ومنافس، يعتمد على جذب أصوات العديد من الشرائح المجتمعية وأبرزها الشباب، بالإضافة إلى الطبقتين الفقيرة والمتوسطة التي تمثلها غالبية الفلاحين والعمال، التي اعتبرها قاعدته الانتخابية. وحول قاعدته الانتخابية الصلبة التي سوف يعتمد عليها؟ أكد على أنها سيعتمد على أبناء القبائل المصرية التي يرأس مجلسها، بالإضافة إلى كوادر ومؤيدي حزبه، والأهم قدرته على تحريك الفئات المترددة في النزول للانتخابات والذهاب إلى صناديق الاقتراع، وإبراز المشهد الانتخابي في شكل تعددي حقيقي، إلا أنه اعترف في الوقت ذاته بصعوبة المنافسة بعد إعلان العديد من القوى المتوقع وقوفها جانبه في الانتخابات تأييدها السابق للرئيس السيسي». منافس حقيقي! كما نشرت له «اليوم السابع» حديثا أجراه معه ياسر السنجهاوي قال فيه عن نفسه إنه: «كان من المؤيدين للرئيس عبد الفتاح السيسي عبر حملة «مؤيدون» أثناء قرار الفريق أحمد شفيق بالترشح، وعندما حدثت انسحابات الفريق شفيق وخالد علي وتم استبعاد الفريق سامي عنان، اختلف الوضع. وقال إن تاريخه في العمل الحزبي والسياسي يجعله منافسا حقيقيا ويجعله يأبى على نفسه أن يكون طرفا في أي «مسرحية هزلية» من أي نوع وإنه قام بالتشاور مع عدد من أعضاء مجلس النواب في أمر ترشحه، وعرض عليهم ملامح برنامجه الانتخابي سياسيا واقتصاديا، وهو الأمر الذي كان محل قبول منهم واقتناع، وقيامهم بتحرير تزكيات له لخوض الانتخابات الرئاسية. مشيرا إلى أنه تمكن أيضا من الحصول على تأييد المواطنين في المحافظات المختلفة، على نحو يمكنه من خوض الانتخابات، غير أنه وأعضاء الهيئة العليا لحزب «الغد» ونتيجة لضيق الوقت المخصص لتقديم طلبات الترشح، فضلوا أن يتم الاكتفاء بتقديم التزكيات البرلمانية، ضمن أوراق الترشيح، خاصة أن عملية فرز وحصر وترتيب التأييدات الشعبية مع مستندات الترشح يتطلب وقتا طويلا من جانب حملته». الضلال السياسي وإلى «المصريون» ومقال جمال سلطان عن فتوى دار الإفتاء عن الانتخابات: «أفزعني ما تداولته الصحف (أمس) عن فتوى من دار الإفتاء المصرية تتعلق بالانتخابات الرئاسية المقبلة، وتوقفت طويلا عند وصف الفتوى، من يقاطع الانتخابات أو يمتنع عن الإدلاء بصوته أنه آثم شرعا، ولا أعرف من أين أتت دار الإفتاء بهذا الهراء، ومن الذي أدخلها في هذا «المستنقع» البغيض، وقد حدث اليوم أن اجتمعت ثمانية أحزاب مصرية وقررت في مؤتمر صحافي مقاطعة الانتخابات، والامتناع عن التصويت، فهل هذه الأحزاب المصرية الثمانية ارتكبت حراما دينيا، وكل أعضائها آثمون لأنهم أجرموا في حق دين الإسلام عندما قرروا مقاطعة الانتخابات؟ وهل بشرطة قلم قررت دار الإفتاء أن عشرات الملايين من المواطنين المصريين أصبحوا آثمين شرعا ومجرمين في حق ملة الإسلام، لأنهم لم يذهبوا إلى انتخابات غير مقتنعين بها، أو يرون أنها تحصيل حاصل؟ وقد حدث ذلك في السابق ويحدث هذا العام وسيحدث في السنوات المقبلة، مع الرئيس السابق ومع الرئيس الحالي ومع الرئيس المقبل، أيا كان، وفي مصر وكل دول العالم، حتى في أعرق الديمقراطيات الغربية، هناك دائما خيار المقاطعة والامتناع عن التصويت، باعتباره حقا دستوريا وحقا إنسانيا، ولا يجوز لأحد أن يملي على أحد إرادته إذا كان غير مقتنع بها، والناس أحرار فيما يختارون، ولا وصاية لأحد على ضميرهم الوطني، وعلى تقديراتهم لمصالح وطنهم، حتى لو كانت الوصاية من مقام مفتي الجمهورية أو حتى فضيلة شيخ الأزهر، فالاختيار السياسي وحريته حق كفله القانون والدستور، ومفتي الجمهورية عندما يصادر هذا الحق فإنه يعتدي على الدستور وعلى القانون. كما أن السلطات السياسية والأجهزة المعنية مطالبة هي الأخرى برفع يدها عن دار الإفتاء والمؤسسات الدينية الرسمية، وأن لا ترهقها وترهق القائمين عليها بطلب دعمها ومساندتها باستمرار للقرار السياسي الرسمي، فهذا ـ وإن بدا مفيدا لها في المدى القصير ـ فإنه مضر جدا بالوطن نفسه، ومضر بأمن مصر القومي على المدى الطويل، لأنه يهدر حرمة تلك المؤسسات الدينية وصدقيتها ويضعف القبول بها كمرجعية دينية يتقبلها الناس عند الخلاف، وهذا ما يصنع فراغا دينيا تتمدد فيه الجماعات المتطرفة والإرهابية، ما يساعد على انتشار التشدد والإرهاب والفوضى الدينية. المؤسسات الدينية الرسمية ملك للدولة وليس للحكومة أو السلطة القائمة، هي ملك للوطن كله، وينبغي أن تبقى بعيدا عن بحر السياسة ووحلها، فهي ليست طرفا في الخلاف السياسي القائم في مصر الآن، ولا يصح أن تتورط فيه، ولا يجوز أن توظف الدين توظيفا سياسيا لدعم فريق ضد فريق، وعليها أن تنشغل بما ينفع الناس ويرضي رب الناس». شركة الوهم وننتقل إلى «ضبط زوايا» وهو عنوان العمود اليومي لماجد حبتة في «الدستور» إذ سخر من المرشحين المحتملين، خاصة خالد علي وكذلك من الذين دعوا إلى مقاطعة الانتخابات وقال عنهم: «الأعمال بالنيات إلا العمل السياسي، ولا تقاس الشعبية بعدد المتابعين على شبكات التواصل الاجتماعي، أو بعدد الإعجابات أو الـ«لايكات» وإنما بالتصويت في صناديق الانتخابات، ومن محاسن الصدف أن يتزامن ذلك مع صدور قرار من الادعاء العام في ولاية نيويورك الأمريكية يوم الاثنين بإجراء تحقيق بشأن شركة «ديفومي» التي باعت ملايين المتابعين الوهميين لمستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي. وما يثير الدهشة هو أنك ستجد «تسعيرة» في موقع الشركة على الإنترنت: الـ250 ألف متابع بـ12 دولارًا، وستجد أيضًا «تسعيرة» لـ«الإعجابات» أي الـ»لايكات». كما تفخر الشركة بأنها «ساعدت 200 ألف من المشاهير ورجال الأعمال والناشطين السياسيين». وطبقًا لما ذكره تقرير نشرته «نيويورك تايمز» السبت فإن شركة «ديفومي» تملك 35 مليون حساب «وهمي» على الأقل. ولا تملك غير أن تضرب كفًا بكف وأنت ترى «الأنطاع الخمسة» يخاطبون «جموع الشعب» في ورقتهم ويطالبونهم بـ»مقاطعة الانتخابات الرئاسية كليًا وعدم الاعتراف بأي مما ينتج عنها»، ولأنهم بلا أي ظهير شعبي لن يلومك أحد لو قلت أن هدفهم ليس الداخل، وإنما الخارج. الخلاصة هي أننا لسنا أمام معارضين أو سياسيين أو مواطنين طبيعيين، بل أمام أحد أنماط الانحراف الاجتماعي أو السلوكي يصيب عادة من وضعوا لأنفسهم أهدافًا ومستويات طموح لا تتفق مع إمكانياتهم، وبفشلهم في تحقيق أي منها لازمهم شعور بالعجز والضعف وخيبة الأمل، جعلهم ينسلخون جزئيًا أو كليًا عن واقعهم ومجتمعهم، باختصار نحن أمام مرضى نفسيين نجاملهم حين نصفهم بأنهم «أنطاع» جمع نطع». الوفد وإلى أبرز ما نشر عن رفض الهيئة العليا لحزب «الوفد» ترشيح رئيسه السيد البدوي نفسه لمنافسة السيسي، رغم أن الحزب كان قد أعلن تأييده له، وتراجع البدوي في اجتماع للهيئة العليا برئاساته أيضا وهو غموض في موقفه تولى تحليله الدكتور عمرو هاشم ربيع في مقاله يوم الاثنين في «المصري اليوم» تحت عنوان «ربح الوفد وربح رئيسه» وقال محذرا من خطورة رئاسة رجال أعمال للأحزاب بقوله: «ربح الوفد لأنه وفقاً لمن حضر اجتماع الهيئة العليا لن يكون الحزب ساتراً أو محللاً. وربح أيضاً بسبب تعامل رئيس الحزب مع مسألة قرار الهيئة العليا وكأنه تحصيل حاصل، فراح يقدم على «كشف طبي مستعجل» للحاق بقطار الانتخابات خاوي الركاب. في المقابل أيضاً ربح البدوي بقراره الانفرادي، وفي الوقت نفسه خضوعه لقرار الهيئة العليا سياسيا داهية برَّأ نفسه أمام من هم خارج «الوفد»، وكأن لسان حاله يقول لهؤلاء «العيب بالحزب وليس بي». من اليوم يرى طرف أن أعماله الخاصة لن تُمسَّ وربما يتباطأ مع عدم المساس بها تنفيذ ثلة الأحكام الصادرة بحقه، أو لتؤجل لعدة أشهر لتوفيق أوضاعه. أكبر مشكلات البلدان النامية أن ترى رئيس الحزب رجل أعمال، هنا تصبح كل قراراته الحزبية في كفة وأعمال المزايدات والمناقصات والضرائب والجمارك وغيرها بما يتصل بالعلاقة مع الدولة في الكفة الأخرى. أما الطرف الآخر فهو كما هو كل حسنات ونكبات الآخرين تُدخر داخل الأدراج رد الفعل ـ ثواباً أو عقاباً ـ مؤجل عند الحاجة هذا ما حدث مع آخرين». معارك وردود وإلى المعارك والردود المتنوعة وأولها للناقدة عبلة الرويني في «الأخبار» حيث هاجمت تدخل الأزهر في شؤون تونس الداخلية وقالت: «عندما اقترح التوانسة قبل أيام فكرة إلغاء المهر من العرس غضب الأزهر أيضا وطالب بشطب تونس من منظمة الدول الإسلامية، حيث وجود المهر وجوبياً في الشريعة، وهو منصوص عليه في القرآن، لا يجوز حذفه ولا إلغاؤه «وآتوا النساء صدقاتهن نحلة». المدهش في اعتراض الأزهر على الاقتراح التونسي بإلغاء المهر أنهم يغمضون العين عن الواقع المصري، الذي تجاوز فعليا فكرة المهر في الزواج، والاعتماد على مشاركة العروسين واقتسامهما تكاليف العرس». ومرة أخرى يبدي المثقفون التوانسة اعتراضهم على تدخل الأزهر في حوارهم الداخلي، ودس أنفه في ما لا شأن له به. مؤكدين على أن تونس ليست ولاية أزهرية. والسؤال: هل من حق الأزهر التفكير نيابة عن الآخرين؟ هل من حقه توجيه الدول الإسلامية ونقد إجراءاتها ومناقشة اجتهاداتها؟ هل سلطة الأزهر الدينية تمتد إلى خارج الحدود لتفرض سطوتها على الدول الإسلامية؟ هل الأزهر مرجعية دينية للدول الإسلامية وفتاواه ملزمة؟ وهل من حق الأزهر احتكار الحديث في الشأن الديني واحتكار الاجتهاد أيضا؟». المرتشون أما زميلها خفيف الظل عبد القادر محمد علي فقال في بروازه «صباح النعناع» مهاجما نائبة محافظ الإسكندرية السابقة: «بمناسبة بدء محاكمة المرتشين من القيادات العليا في الحكم المحلي، لا يفوتنا أن نشير إلى حلاوة ذمة الحاجة سعاد الخولي نائبة محافظ الإسكندرية المرتشية، فهي عندما اشتاقت لحج بيت الله طلبت رشوة حج من صاحب شركة مقاولات 205 آلاف جنيه تكاليف الحج بالمليم، ولم يدخل جيبها منها قرش واحد حتى الدمغة دفعتها من حر مالها وقالت للراشي: حد الله بيني وبين الحرام تقبل الله يا طاهرة». إدارة الدولة لموقعة الترشح فضحت مآل المسار الديمقراطي وما حدث أساء للجميع من أول الحكومة إلى الأحزاب إلى الرئيس حسنين كروم |
قاتل السوريين في بانياس ومرتكب مجزرة «الريحانية» يشارك في مؤتمر «السلام» Posted: 30 Jan 2018 02:25 PM PST دمشق – «القدس العربي»: لعل النسبة العظمى من الشخصيات الموالية للنظام السوري، التي دعتها موسكو إلى مؤتمر «سوتشي»، أو تلك التي أوفدها النظام بذاته، هي شخصيات نكرة سياسية، لا يعرفها حتى المؤيدون أنفسهم. ولكن على الجانب الآخر، فقد تعمد الجانبان الروسي، والنظام السوري الزج بشخصيات إشكالية في المؤتمر، كـ «معراج أورال» منفذ مجزرة بانياس على الساحل السوري في مطلع الثورة السورية، أحد أبرز تلك الشخصيات، بالإضافة إلى قيادات عسكرية أخرى من الميليشيات المحلية، والتي تتهمها المعارضة بتنفيذ انتهاكات واسعة بحق السوريين، وكأن فحوى مشاركة هذه القيادات العسكرية صاحبة الخلفية الدموية، هي فرض الأجندات العسكرية في مؤتمر «سوتشي» والذي يُفترض بأن روسيا أقامته لزرع بذور «السلام» في سوريا. علي الكيالي، أو من يعرف بمعراج أورال، يتحدر من منطقة «لواء إسكندرون» جنوب غربي تركيا، إلا أنه عاش معظم حياته بين فرنسا وسوريا، وتتهمه الحكومة التركية بتدبير تفجير الريحانية عام 2013 الذي راح ضحيته 52 مواطناً تركياً. كما اشتهر «أورال» بلقب «جزّار بانياس» في سوريا، والتي راح ضحيتها أكثر من 70 مدنياً سوريا في ريف محافظة طرطوس، غالبيتهم تمت عملية تصفيتهم ميدانياً، إما حرقاً أو ذبحاً بالسكاكين، وذلك بعد إعلانه عن قيادة فصيل «الجبهة الشعبية لتحرير لواء إسكندرون» الذي أصبح اسمه لاحقاً «المقاومة السورية»، وهي مجموعة مسلحة موالية للنظام السوري، تعمل في شمال غربي سوريا، وتأخذ على عاتقها القتال ضد تركيا. ودخل أورال بعلاقات وثيقة مع عائلة الأسد من خلال جميل الأسد، ثم قاد قوات «المقاومة السورية لتحرير لواء اسكندرون»، بداية عام 2012. ظهر رئيس منصة موسكو «قدري جميل» في إحدى الصور يصافح قائد ميليشيا «الجبهة الشعبية لتحرير لواء إسكندرون «معراج أورال»، وما أن تناقلت وسائل إعلامية الصورة المشتركة، حتى انهالت التعليقات المثيرة للجدل. فمن المعقبين من رأى بأن موسكو تعمدت تسريب الصورة بهدف إزعاج تركيا، لعدم ممارستها الضغوط على وفد المعارضة السورية الذي غادر منتجع سوتشي دون المشاركة في المؤتمر. ومنهم من وجه انتقادات لروسيا على خلفية دعوة «معراج أورال»، بسبب ارتكابه لجرائم مروعة بحق المدنيين السوريين في بانياس التابعة لمحافظة طرطوس في عام 2012. قاتل السوريين في بانياس ومرتكب مجزرة «الريحانية» يشارك في مؤتمر «السلام» |
لوفيغارو: خطة ترامب.. أبو ديس عاصمة لفلسطين و38%من الضفة وقطاع غزة Posted: 30 Jan 2018 02:25 PM PST رام الله – «القدس العربي»: أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه سيبدأ خلال الأيام المقبلة، بتحمل المسؤولية الأمنية في الأحياء الواقعة خارج الجدار الفاصل في القدس الشرقية، كجزء من إعادة انتشار الجيش في ما سماها منطقة «غلاف القدس». يأتي ذلك في ضوء المصاعب التي تواجه الجيش في مواجهة الوضع الأمني والتعاون مع شرطة الاحتلال في هذه المناطق. وسيظهر ذلك أساسا في كفر عقب، فيما يأمل جيش الاحتلال في أن تقوم الشرطة بمعظم الأنشطة في مخيم شعفاط للاجئين. وأوضح الجيش أنه لن يتسلم الصلاحيات المدنية في هذه المناطق، لكن الأمر سيقود إلى نشر الجنود بين السكان، الذين يحمل غالبيتهم الهوية الزرقاء «الخاصة بسكان القدس المحتلة». وقال الناطق العسكري العميد رونين مانليس: «هناك زيادة في عدد النشطاء الذين يحملون بطاقات هوية زرقاء، وهناك مدن ملجأ لانطلاق العمليات الفدائية، هي المدن التي يعمل فيها الجيش الإسرائيلي بشكل أقل، ولذلك تقرر إعادة الانتشار فيها بشكل مختلف». وهناك حاليا لواءان إقليميان في جيش الاحتلال هما «بنيامين وعتصيون» مسؤولان عن منطقة غلاف القدس. وتقرر الآن أن يتولى لواء بنيامين المسؤولية عن كامل المنطقة، بما في ذلك أحياء القدس الواقعة خارج السياج، وكذلك أبو ديس والعيزرية والقرى الفلسطينية الأخرى التي تقع حاليا تحت مسؤولية لواء عتصيون. وسيتولى لواء إفرايم المسؤولية عن شمال المنطقة التي يتولى فيها لواء بنيامين المسؤولية حاليا، لتمكينه من الاضطلاع بمهامه الجديدة. وستتم هذه الخطوة بالتعاون مع قوات الأمن الإسرائيلية الأخرى بما فيها الشرطة والشاباك، التي ستواصل العمل في المنطقة إلى جانب الجيش، بيد أن السلطة الأمنية ستخضع الآن لقائد اللواء. وسيقام قريبا جهاز مشترك لممثلي كل هذه الجهات. ووفقا لمانليس فإن هذا «سيؤدي إلى تضخيم الآليات في مجال إحباط العمليات في مناطق غلاف القدس، وسيحسن الحوار بين مختلف المنظمات». وأضاف»نحن لا نغير الوضع على المعابر ولا نتحمل المسؤولية عن أي مواطن جديد». غير أن نقل المسؤولية الأمنية من الشرطة إلى الجيش يثير علامات استفهام، لأن هذه الأحياء هي جزء من دولة إسرائيل، خلافا للضفة الغربية، حيث يطبق مبدأ «السيطرة العسكرية» الذي يمنح السلطات العسكرية صلاحيات قضائية وإدارية عريضة. وأوردت صحيفة «هآرتس» أن الجيش الإسرائيلي يدرس إمكانية نقل المسؤولية الأمنية الفعلية عن جميع المناطق الواقعة خارج الجدار الفاصل في القدس الشرقية، من الشرطة إلى الجيش. وعلى الرغم من أنها مدرجة ضمن حدود بلدية الاحتلال في القدس، إلا أنه منذ بناء الجدار قبل 13 عاما، بدأت القيادة المركزية ومنسق الأنشطة الحكومية في المناطق بمعالجة مسألة العنف في القدس الشرقية. وأوضحت المؤسسة الأمنية أن الهدف ليس تغيير وضع الأحياء أو الفلسطينيين الذين يعيشون هناك». ووفقا للتقديرات، يعيش في أحياء القدس الشرقية على الجانب الآخر من السياج، بين 100-150 ألف شخص، يحمل نحو نصفهم أو ثلثيهم بطاقات الهوية الإسرائيلية ومكانة المقيمين الدائمين. وبسبب الانفصال المادي عن المدينة، نادرا ما يتلقى سكان الأحياء خدمات من البلدية، وأصبحوا محورا للإهمال والبناء غير المنظم. وقد نفذ العديد من الهجمات الفدائية في القدس في السنوات الأخيرة من قبل سكان المدينة الذين يعيشون خارج السياج الفاصل، وتواجه شرطة الاحتلال صعوبة في العمل هناك. وفي هذا السياق، شجع وزير شؤون القدس في حكومة الاحتلال زئيف الكين خطة لفصل الأحياء عن المدينة لصالح سلطة محلية إسرائيلية جديدة ومستقلة. وتأتي هذه الترتيبات العسكرية الجديدة لمناطق وقرى وبلدات في القدس المحتلة، في وقت كشفت فيه صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية تفاصيل خطة السلام التي يتحدث عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي عرضها صهره جاريد كوشنير على الفلسطينيين والدول العربية. ونقلت الصحف الإسرائيلية عن نظيرتها الفرنسية أن الخطة تأتي على مرحلتين، الأولى تكون الاعتراف بدولة فلسطينية عاصمتها بلدة أبو ديس شرق القدس، وتشمل قطاع غزة ونسبة 38% من الضفة الغربية. أما المرحلة الثانية من الخطة، فتبدأ فيها مفاوضات بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية حول قضايا الحدود النهائية والمستوطنات والوجود العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية وقضية اللاجئين. لوفيغارو: خطة ترامب.. أبو ديس عاصمة لفلسطين و38%من الضفة وقطاع غزة فادي ابو سعدى: |
«خليك في البيت»… شعار الحركة المدنية في مصر لمقاطعة الانتخابات الرئاسية Posted: 30 Jan 2018 02:24 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: تواصلت دعوات مقاطعة الانتخابات الرئاسية المصرية، المقررة في شهر مارس/آذار المقبل، وأعلنت الحركة المدنية الديمقراطية التي تضم عدد 7 أحزاب معارضة، وأكثر من 150 شخصية عامة، أمس الثلاثاء، رفضها المشاركة في الانتخابات ووصفتها بـ«المسرحية الهزلية»، ودعت الشعب المصري إلى مقاطعة صناديق الاقتراع، ورفع شعار «خليك في البيت». وعقدت الحركة مؤتمراً صحافيا بحضور عدد من الشخصيات العامة ورؤساء الأحزاب، منهم حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق، و أحمد البرعي وزير القوى العاملة الأسبق، وخالد داود رئيس حزب الدستور، ومحمد سامي رئيس حزب تيار الكرامة، ومدحت الزاهد رئيس حزب التحالف الشعبي، وفريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، وجورج اسحاق، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان. فضيحة سياسية وفي بداية المؤتمر الصحافي تلا يحيى حسين منسق الحركة بيانا بعنوان «فليهنأ النظام بفضيحته وحده». وقال: «سبق وأن حددت الحركة المدنية الديمقراطية بوضوح في بيانها التأسيسي أن السبب الرئيس فيما تعانيه مصر من تخبطٍ وسياساتٍ فاشلةٍ هو الحكم الفردي المطلق الذى لا يُرَاقَبُ ولا يُحَاسَبُ ويحتقر الدستور الذي هو أساسُ شرعية أى حُكمٍ ويضرب به عرض الحائط». وعدد، ما وصفها بـ«الممارسات القبيحة من قبل النظام مع اقتراب انتخابات الرئاسة، المتمثلة في التمديد غير الدستوري لحالة الطوارئ، والهندسة التعسفية لمقدمات وإجراءات الانتخابات للتحكم النهائي في مخرجاتها ونتائجها، وتسخير الإعلام لتشويه كل منافسٍ محتملٍ، واستباحة المؤسسات الحكومية لتوقيع استمارات حملاتٍ لتزكية السيسي»، مشيرا إلى «انتشار لافتاتها في شوارع مصر التي أُغدِقَ عليها من مال المصريين العام تحت توجيه وحماية أجهزة النظام وعلى مرأى ومسمعٍ من جموع الشعب». وحسب حسين، الحركة «تؤمن بالمقاومة السلمية والمشاركة الإيجابية طريقاً للتحول نحو الدولة المدنية الديمقراطية، لأن بدائله باهظة التكلفة على الوطن». وتابع: «لم نشأ أن نعلن موقفنا مبكراً من الانتخابات بِرِمتها رغم ما بدا من مقدماتٍ، بل إن بعضاً من أعضاء الحركة المؤسسين اقتحموا أتون المشاركة في تلك الفعاليات بصورةٍ أو بأخرى مثل المستشار هشام جنينة ومحمد أنور السادات وخالد علي، فضلا عن الآلاف ممن حرروا التوكيلات أو انخرطوا في الحملات وكانوا شهوداً ميدانيين على مهازل يضيق المجال بحصرها». وأكد أن «تسارع المهازل في الأيام الأخيرة لإخلاء الساحة قسرياً للرئيس الحالي بممارساتٍ أقرب لممارسات الديكتاتوريات البدائية القديمة، حوَّل الأمرَ إلى فضيحة، وأنه عندما استعصت الفضيحة على الستر جاءت طريقة التجَّمُل فضيحةً إضافيةً، وأنه مستوىً يليق بفاعليه لكنه لا يليق بدولةٍ بحجم وتاريخ مصر». وزاد: «لم نعد أمام عمليةٍ انتخابيةٍ منقوصة الضمانات يمكن النقاش حول اتخاذ موقفٍ منها، وإنما صرنا بصدد مصادرةٍ كاملةٍ لحق الشعب المصري في اختيار رئيسه، ومشهد عبثي نربأ بأنفسنا أن نشارك فيه، وندعو جموع الشعب المصري لمشاركتنا هذا الموقف الرافض لتلك العملية جملة وتفصيلا». وأعتبر أن «ممارسات نظام السيسي، تجاوزت حد الإضرار بهيبة الوطن، وباتت تمثل خطراً يتهدد الدولة المصرية بعد إقحام مؤسساتها العريقة فى مثل هذا المستنقع». واختتم حسين البيان بالقول: «فليهنأ النظام بفضيحته وحده.. أما مصر فإنها بإذن الله لن تُضام». انتخابات بلا مرشحين حمدين صباحي المرشح الرئاسي السابق، قال إن الحركة ترفع شعار لا للمشاركة في مهزلة تسمى انتخابات. وأضاف أن هذه ليست انتخابات، فهي بلا ضمانات مرشحين أو حريات. وتابع أن الحركة المدنية الديمقراطية تعلن مقاطعة الانتخابات باسم الفقراء الذين عانوا من خضوع هذه السلطة لتعليمات صندوق النقد الدولي، والغلاء الذي سحق الفقراء والطبقة الوسطى، وباسم كل قلب حرق على التفريط في جزيرتي تيران وصنافير للعدو الصهيوني عبر وسيط سعودي، ولكل من تلقوا العصا الغليظة الغاشمة للاستبداد الذي يحكم مصر، من معتقلين ومختفين قسريا ومقتولين خارج القانون. ودعا المصريين إلى رفع شعار «خليك في البيت» يوم الانتخابات ومقاطعة لجان التصويت. يذكر أن الحركة المدنية الديمقراطية تأسست في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي بمشاركة 7 أحزاب معارضة وأكثر من 150 شخصية عامة، وترفض الحركة سياسات السيسي التي تعتبرها أغرقت مصر في داومة من الاستبداد والديون، وفشلت في الحفاظ على الأرض والمياه. مشهد بائس وفي السياق، أصدر تكتل «25 ـ 30» المعارض في مجلس النواب المصري، بيانا أمس لتقييم مسار 4 سنوات من حكم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وقال في بيانه: « أغلق باب الترشح للانتخابات الرئاسية على مشهد بائس في تاريخ الوطن». وبحسب بيان التكتل فإن «أبرز نتائج الأربعة أعوام السابقة، تمثلت في تردي الأوضاع الاقتصادية للوطن وللأغلبية الساحقة من المواطنين الذين ازدادوا فقرا وبؤسا ويأسا، وتحميل الأجيال الحالية والقادمة أعباء هائلة عبر إغراق الدولة في الديون، وانهيار لمستوى الخدمات خاصة التعليم والصحة، وسحق كامل للحريات العامة بكافة أشكالها، وخنق للمناخ السياسي وسد المنافذ أمام أي حراك والخروج على مبدأ التعددية الذي يؤٓمن حق المصريين في تداول سلمى للسلطة، والعصف بدولة القانون بعدم احترام الأحكام القضائية وحجيتها، وتراجع دور مصر ومكانتها في محيطها الإقليمي والدولي بما يكرس التبعية لدول تعلن عداءها الصريح لبلدنا». واعتبر أن «أخطر ما شهدته الأعوام الأربعة الماضية، تمثل في التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير المصريتين للسعودية، والتهاون في التعامل مع الحقوق التاريخية والمكتسبة في مياه النيل التي هي مصدر نشأة هذا الوطن وسر بقائه». وأكد أن «معظم محاولاته لتصحيح المسار وتوجيه دفة الوطن في الاتجاه الذي يقود سفينته إلى بر الأمان، أجهضت بشكل يعكس جليا أن السلطة تصر على نفس السياسات وذات الإجراءات التي حذر من أنها ستذهب بمصر إلى الهاوية. وحذر «السلطة الحاكمة في مصر، من الاستمرار على هذا النهج وذاك العناد الذي يدفع البلاد إلى طريق مسدود، ويغلق أبواب الأمل أمام الحق في تداول السلطة المنصوص عليه بالدستور». وحمل النظام الحاكم «مسؤولية تراجع أحوال المصريين، عما كانت عليه قبل ثورتة المجيدة في 25 يناير / كانون الثاني». وأشار التكتل، إلى عدم إعطائه «تزكيات لأي من المرشحين في عملية انتخابية أديرت بالشكل الذي أجبر أبناء الوطن ممن يقدرون على حمل هذه الأمانة الجسيمة أن يمتنعوا عن ممارسة حقهم في الترشح، ما أوصلنا لهذه النتيجة التى جعلتنا مثار سخرية الكارهين لمصر وشعبها». وأغلقت الهيئة الوطنية للانتخابات أمس الأول الإثنين، باب الترشح في الانتخابات الرئاسية، حيث لم يتقدم للجنة سوى الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي، ورئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى، الذي تقدم بأوراقه قبل دقائق من إغلاق باب الترشح، في وقت تتهمه المعارضة بلعب دور «المحلل» حتى لا تظهر الانتخابات على شكل استفتاء على بقاء السيسي. إلى ذلك، قال دبلوماسي مصري بارز، إن بلاده لن تُجري الاقتراع الرئاسي المقرر في مارس/آذار المقبل، للمصريين في الخارج، في 5 دول عربية وأفريقية، لأسباب تتعلق باضطراب الأوضاع الأمنية والسياسية فيها. وأوضح السفير حمدي لوزا، نائب وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، مع صحيفة «الأخبار» المصرية (حكومية)، أن بلاده لن تُجري الاقتراع في الرئاسيات المقبلة للمصريين المقيمين في دول ليبيا وسوريا واليمن والصومال وأفريقيا الوسطى، لأسباب تتعلق بعدم استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية في تلك البلدان. وبين أن مصر لديها 139 سفارة وقنصلية في 129 دولة في العالم، وأن هناك تنسيقا وتواصلا مستمرا بين وزارة الخارجية المصرية والهيئة الوطنية للانتخابات (مستقلة، مقرها القاهرة) لتنظيم عملية الاقتراع خارج مصر وفق معايير النزاهة والحياد. «خليك في البيت»… شعار الحركة المدنية في مصر لمقاطعة الانتخابات الرئاسية اعتبرت ممارسات نظام السيسي خطراً يتهدد الدولة تامر هنداوي |
في ظروف غامضة… داود أوغلو يعود إلى واجهة حزب العدالة والتنمية ويدعو لـ«الالتفاف حول أردوغان» Posted: 30 Jan 2018 02:24 PM PST إسطنبول ـ «القدس العربي»: في ظروف غامضة، عاد رئيس الوزراء التركي الأسبق أحمد داود أوغلو إلى واجهة حزب العدالة والتنمية مجدداً بعد قرابة عامين من الابتعاد عن صفوف الحزب وأنشطته وسط أنباء عن خلافات تصاعدت طوال الفترة الماضية بينه وبين زعيم الحزب الرئيس رجب طيب أردوغان. هذه العودة المفاجئة ترافقت مع تقارب لافت وسريع مع أردوغان، وذلك بالتزامن مع تزايد التحضيرات للانتخابات البرلمانية والرئاسية المصيرية المقبلة عام 2019، وبالتزامن مع عملية «غصن الزيتون» التي ينفذها الجيش التركي ضد الوحدات الكردية في عفرين. لكن الأهم هو أن هذا التقارب جاء بالتزامن مع تفجر الخلافات بين أردوغان والرئيس التركي السابق عبد الله غول، أحد مؤسسي الحزب الحاكم وظهورها إلى العلن، وسط تكهنات عن تفكير الأخير بمنافسة أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وما دار من تكهنات عن موقف داود أوغلو بالوقوف إلى جانب أردوغان أو عبد الله غول. والثلاثاء، شارك داود أوغلو لأول مرة منذ فترة طويلة في الاجتماع الأسبوعي لنواب حزب العدالة والتنمية الحاكم، واللافت أكثر هو جلوسه في المقعد الأمامي إلى جانب أردوغان ورئيس الوزراء الحالي بن علي يلدريم الذي تولي المنصب عقب إطاحة أردوغان بداود أوغلو من رئاسة الوزراء. ولأول مرة، كشف داود أوغلو، الاثنين، عن أنه التقى أردوغان قبل أيام، فيما كشفت وسائل إعلام تركية، الثلاثاء، عن أن اللقاء بين أردوغان وداود أوغلو جرى الأسبوع الماضي في القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة واستمر لمدة ثلاثة ساعات، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل حول فحوى اللقاء، لكن داود أوغلو أشار إلى أنه كان «ذو طابعٍ تشاوري، وتناول جميع القضايا المطروحة في المنطقة». وعقب فترة طويلة من امتناعه عن المشاركة في الفعاليات السياسية في البلاد، عقد داود أوغلو، الاثنين، مؤتمراً صحافياً عقب مشاركته في إحدى جلسات محاكمة المتهمين بالمشاركة في محاولة الانقلاب بولاية «سلوري» شمال غربي البلاد. ودعا داود أوغلو خلال المؤتمر «جميع السياسيين إلى الالتفاف حول أردوغان والقوات المسلحة»، معبراً عن تأييده المطلق لعملية غصن الزيتون في عفرين ورحب بـ»الإجراءات والجهود الدبلوماسية التي رافقت عملية غصن الزيتون والجهود المبذولة من قبل أردوغان والقوات المسلحة التركية». ومنذ الإطاحة به من منصب رئاسة الوزراء، ابتعد داود أوغلو كثيراً عن حزب العدالة والتنمية الحاكم وتوقف عن المشاركة في معظم الفعاليات السياسية في البلاد، كما أنه امتنع بشكل كبير عن حضور الاجتماع الأسبوعي لنواب الحزب ولقاءا أردوغان الدورية مع النواب. وخلال الأسابيع الأخيرة، ولأول مرة، ظهرت إلى العلن الخلافات بين أردوغان ورفيق دربه في تأسيس حزب العدالة والتنمية الحاكم الرئيس السابق عبد الله غول، وذلك عقب سنوات من ابتعاد الأخير عن الحزب والحديث المتزايد عن خلافات عميقة بين الحليفين السابقين. الخلافات التي حاول الطرفان إبقاءها طي الكتمان الإعلامي وعدم إخراجها إلى العلن للحفاظ على تماسك الحزب الحاكم ظهرت أخيراً بشكل قطعي عقب توجيه عبد الله غول انتقادات مباشرة لقانون جديد أعلنت عنه الحكومة قبل أيام وأثار جدلاً واسعاً في البلاد، وما قابله أردوغان بانتقادات لاذعة وغير مسبوقة لعبد الله غول. وبشكل عام وسواء بشكل علني أو بعيداً عن الإعلام أبدى عبد الله غول وداود أوغلو العديد من المواقف تعبر عن رفضهم لبعض السياسات التي يتبعها أردوغان خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع المعارضين لسياساته سواء من خارج أو داخل الحزب. وتبدو هذه التطورات على صلة مباشرة بالاستعداد المبكرة المتسارعة للانتخابات المصيرية المقبلة، فبيما حسم عبد الله غول قراره بمعارضة أردوغان ـ ولو بدرجة قليلة حالياً ـ ولم ينفي أو يؤكد التكهنات حول احتمال ترشحه للانتخابات، أقدم داود أوغلو على خطوات أكبر للعودة تدريجياً لممارسة نشاطه داخل الحزب ودعم أردوغان في الانتخابات المقبلة. في ظروف غامضة… داود أوغلو يعود إلى واجهة حزب العدالة والتنمية ويدعو لـ«الالتفاف حول أردوغان» حضر اجتماعات الحزب وجلس إلى جانب أردوغان الذي التقى به لأول مرة منذ أشهر إسماعيل جمال |
البيان الختامي لـ«مؤتمر الحوار الوطني» في سوتشي يعلن تشكيل لجنة دستورية ويتجاهل مصير الأسد Posted: 30 Jan 2018 02:24 PM PST دمشق ـ «القدس العربي» من هبة محمد: اتفق مئات السوريين الممثلين عن أحزاب سياسية عدة، معارضة وموالية للحكومة، على تشكيل لجنة للاصلاح الدستوري في ختام يوم طويل من الجلسات المغلقة في مؤتمر سوتشي في روسيا، وفق ما جاء في البيان الختامي. واختتم المؤتمر اعماله مساء أمس الثلاثاء بعد التصويت على البيان الختامي، ثم القاء مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا كلمة في الجلسة الختامية. ونص البيان الختامي على «تأليف لجنة دستورية تتشكل من وفد حكومة الجمهورية العربية السورية ووفد معارض واسع التمثيل، وذلك بغرض صياغة إصلاح دستوري يسهم في التسوية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة وفقاً لقرار مجلس الامن الدولي 2254». وأضاف على ان «الاتفاق النهائي على ولاية (…) وصلاحيات ولائحة اجراءات ومعايير اختيار أعضاء هذه اللجنة الدستورية (أن يتم) عبر العملية التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف». وحسب البيان فان اللجنة الدستورية «ستضم، بالحد الأدنى، ممثلين للحكومة وممثلي المعارضة المشاركة في المحادثات السورية – السورية وخبراء سوريين وممثلين للمجتمع المدني ومستقلين وقياديات قبلية ونساء». وأوضح دي ميستورا ان اللجنة ستتضمن ممثلين من وفد المعارضة المشاركة في مفاوضات جنيف برعاية الأمم المتحدة، في اشارة إلى «هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية» التي قاطعت مؤتمر سوتشي. ورأى دي ميستورا أن المشاركين تبنوا «12 مبدأ» أقرت في عملية جنيف، مشيداً بالجهود التي بذلت خلال المؤتمر. ودعا البيان الأمين العام للأمم المتحدة تكليف دي ميستورا المساعدة في إنجاز أعمال هذه اللجنة في جنيف. ولا يتطرق البيان الختامي إلى مصير الرئيس السوري بشار الاسد ويؤكد أن الشعب السوري وحده يقرر مستقبله «عن طريق صناديق الاقتراع». ويعكس هذا الموقف بشكل عام موقف الحكومة السورية، التي طالما رفضت بحث مصير الأسد في مفاوضات جنيف، مؤكدة أنه أمر يحدده الشعب عبر الانتخابات. كما تضمن في أحد بنوده الـ12 أن «تلتزم الدولة بالوحدة الوطنية (…) مع التمثيل العادل على مستوى الإدارة المحلية»، من دون تفاصيل حول المقصود بهذه الادارة المحلية. كما ينص البيان على «الالتزام الكامل بسيادة دولة سوريا واستقلالها وسلامتها الاقليمية ووحدتها ارضاً وشعباً»، وعلى أن تكون دولة «غير طائفية تقوم على التعددية السياسية»، فضلاً عن «بناء جيش وطني قوي وموحد (…) تتمثل مهامه في حماية الحدود الوطنية والسكان من التهديدات الخارجية والإرهاب». وشارك في المؤتمر مئات الاشخاص القسم الأكبر منهم من احزاب موالية ضمنها حزب البعث الحاكم وممثلون عن المجتمع المدني، فضلاً عن احزاب ومجموعات معارضة بينها معارضة الداخل. ورفضت عشرات الفصائل المقاتلة المعارضة وهيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية، الفريق المعارض الرئيسي، حضور المؤتمر. كما اعلنت الادارة الذاتية الكردية عدم المشاركة في محادثات سوتشي، متهمة روسيا وتركيا بـ»الاتفاق» على الهجوم على عفرين، المنطقة الكردية في شمال سوريا التي تتعرض لعملية عسكرية تركية واسعة منذ حوالى عشرة ايام. مقاطعة المؤتمر وفي الطرف المقابل، ساعات طويلة مرت على بقاء وفد المعارضة الذي وصل إلى روسيا في المطار، ثم قرر مقاطعة مؤتمر سوتشي، بالرغم من الوساطة التركية عبر قنصل انقرة في موسكو الذي حاول التوصل إلى صيغة وسط مرضية للطرفين، بيد ان وفد المعارضة احجم عن مغادرة المطار وحضور فعاليات المؤتمر، مصراً على العودة إلى انقرة، عازياً السبب إلى افتقار الجانب الروسي لأساليب اللباقة الدبلوماسية خلال استقبالهم وتواجدهم في مطار سوتشي، علاوة على تأخر الجانب الروسي بقبول تنفيذ مطالب الوفد المعارض. عضو هيئة التفاوض إلى جنيف محمد حجازي تحدث من مطار سوتشي لـ»القدس العربي» حول مقاطعة وفد المعارضة المكون من 100 شخص للمؤتمر وقرار العودة إلى انقرة، قائلاً «نحن ذهبنا إلى مؤتمر «الحوار الوطني» للتفاوض مع وفد النظام، كطرف ممثل للمعارضة السورية، لكننا تفاجأنا بأعلام وصور النظام السوري في المطار، وتوقفنا بالمطار طالبين من الوفد الروسي المستقبل لنا إزالة هذه المظاهر كافة». وأضاف حجازي: لم ننتظر طويلاً – في ظل مماطلة روسية استمرت ساعات – حتى اتخذنا قرارنا بمقاطعة المؤتمر والانسحاب منه، بانتظار طائرة العودة إلى انقرة، حيث مكثنا من اجل ذلك أكثر من 10 ساعات في مطار سوتشي، وبالرغم من تأكيد الجانب الروسي الذي جاء متأخراً بإزالة اعلام النظام وشعاراته كافة». وبينما تغيبت واشنطن وباريس ولندن عن المؤتمر رفض وزير الخارجية الفرنسي المفاوضات عن طريق سوتشي حيث أكد الوزير جان إيف لو دريان لأعضاء الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) أن «حل الأزمة سيحدث على وجه السرعة من خلال اتفاق ترعاه الأمم المتحدة في جنيف. فرنسا تعتبر هذا هدفاً مباشراً. هذا الأمر يجب ألا يحدث في سوتشي بل يجب أن يحدث في جنيف». بيان داخل المطار ونشر وفد المعارضة السورية، المكون من 100 شخص ما بين مفاوضين واعلاميين ومترجمين، بياناً مصوراً، ظهر خلاله «احمد طعمة» رئيس وفد المعارضة إلى «استانة» ومن خلفه مجموعة من الشخصيات المعارضة، قال طعمة خلالها «فوجئا بأن اياً من الوعود التي قطعت لم تتحقق، فلا القصف الوحشي على المدنيين توقف، ولا اعلام النظام ازيلت عن لافتات المؤتمر وشعاره، فضلاً عن الافتقار إلى اصول اللباقة الدبلوماسية من قبل الدولة المضيفة، وبقينا في المطار رافضين الدخول تحت علم ويافطات النظام، لهذا قرر الوفد عدم المشاركة في مؤتمر سوتشي ومقاطعته والعودة إلى أنقرة، بينما سيبقى الوفد التركي متواجداً في سوتشي حاملاً مطالبنا ساعياً لتحقيقها». من جهته قال الرئيس الروسي لاديمير بوتين في تصريح صحافي «لقد حاولت موسكو قدر المستطاع ضمان أوسع تمثيل في مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي وذلك بالتعاون مع شركائها في عملية «أستانة» أنقرة وطهران، والدول العربية المؤثرة وبلدان جوار سوريا، ويهدف مؤتمر سوتشي إلى توحيد الشعب السوري بعد نحو 7 سنوات من الأزمة المسلحة التي أودت بأرواح ألوف الأشخاص وأجبرت الملايين الآخرين على مغادرة وطنهم، كما أن هذا المؤتمر يوفر فرصة جيدة للعودة إلى الحياة السلمية الطبيعية في البلاد تحت سلطة الدولة السورية». وأضاف بوتين: يمكن التأكيد بثقة أن الظروف متوفرة اليوم لطي صفحة مأساوية في تاريخ سوريا، وفي ظل المؤشرات الإيجابية المتبلورة نحتاج إلى الحوار السوري السوري الفعال بما يخدم التوصل إلى تسوية سياسية شاملة بدور الأمم المتحدة المتقدم وعلى أساس القرارات الدولية المطروحة في هذا الشأن، وبالدرجة الأولى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254. وتحاول روسيا عبر مؤتمر سوتشي فرض مجموعة او لجنة دستورية يترأسها دي ميستورا لكتابة دستور للبلاد فيما يرى كثير من السوريين انه ليس من حق موسكو تفويض أحد بكتابة الدستور السوري، الذي يجب ان يكتبه السوريون في ظروف خارج الحرب، وفي ظروف طبيعية وليست استثنائية، لاسيما انه يوجد دستور سابق مشرعن وعمل به سنوات قبل تجمده من قبل حزب البعث الحاكم، وهو دستور 1950 الذي يضم بعض الثغرات والتي من الممكن تجاوزها ويمكن استخدامه لفترة مؤقتة ريثما يضع السوريون عبر جميعة وطنية من خلال ممثليهم دستوراً جديداً، غير ان الانتخابات التي من المفترض ان يقوم بها السوريون بعيداً عن سلطات الامر الواقع الموجودة في دمشق، وهي السلطات الأمنية المعروفة بتزويرها لارادة السوريين. وعلى وقع قصف المقاتلات الحربية الروسية وقذائف المدفعية وارتكاب المجازر في المناطق الداخلة ضمن نظام «خفض التصعيد» بضمانة موسكو، تعقد الأخيرة مؤتمر السلام الذي يضم معظم من تورطوا بإراقة الدم السوري من مؤيدي النظام السوري وقيادة الميليشيات المسلحة وشبيحة بشار الاسد، وأعضاء حزب البعث وعناصر المخابرات فضلاً عن اؤلئك الذين ليس لهم اطلاع عما يجري في سوريا من ممثلين وراقصين وفنانين. ولعل أكثر ما استفز السوريين هو التصفيق الحار لانجازات جيش النظام السوري وحليفه الروسي في قتل وتشريد واعتقال الملايين من الشعب السوري، وفي هذا الاطار قال مصدر سوري معارض حضر مؤتمر «سوتشي» لـ «القدس العربي»، ان المؤتمر مفصل هام جداً لانه اثبت عقم وفشل السياسة الروسية في معالجة الأزمة السورية، على الأصعدة كافة، فإدارة المؤتمر فشلت في جمع كلمة المؤتمرين الذين لا يتجاوزون الـ 1600 واحتوائهم وتظاهراتهم داخل القاعة، مضيفاً «وكأننا في مؤتمر ضمن صالة الفيحاء وسط دمشق، او نجلس للاستماع في اجتماع لمجلس الدمى، وأكثر ما يمكن سماعه هو التصفيق، ولم يبق سوى ان يهتفوا يحيا القائد». وعلى الصعيدين العسكري والسياسي، فقد فشلت روسيا على الأرض السورية مما يصعب التصور بان هذه الدولة العظمى والعضو لدى مجلس الامن، تتحمل مسؤولية السلام العالمي، بل السلام العالمي مهدد بالشرق الأوسط عبر الأزمة السورية وتداعياتها واسبابها. القضية السورية في رأي الخبير السياسي مروان العش يجب ان تحل عبر راعية أممية ودولية وحوار سوري – سوري يجمع اطراف السوريين، ويضع اليد على الاسباب الحقيقة للثورة، والاسباب الحقيقية للقتل الذي يقوم به النظام للوصول إلى حل عبر حوار وطني سوري. اما ألا تعترف روسيا بأحقية المعارضة بإجراء مفاوضات باسم الشعب، فيؤكد فشل «سوتشي» الذي رحب بكل السوريين المؤيدين فقط، تحت عنوان «لن يدخل أحد لا يعترف ببشار الأسد رئيساً»، كما كتب على الباب صالة الاجتماع حسب «العش»، الأمر الذي يراه المتحدث غير مقبول شعبياً وثورياً. البيان الختامي لـ«مؤتمر الحوار الوطني» في سوتشي يعلن تشكيل لجنة دستورية ويتجاهل مصير الأسد تعثر بمغادرة وفد المعارضة وضبابية دي ميستورا وغياب أمريكي – بريطاني – فرنسي |
بعد حبس مرشحين للرئاسة… ملاحقة المعارضين المصريين ببلاغات للنائب العام Posted: 30 Jan 2018 02:23 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: واصل النظام المصري تشديد حصاره على المعارضين بسلاح البلاغات عبر محامين معروفين بانتمائهم إليه، إذ تقدم المحامي سمير صبري ببلاغ للنائب العام المستشار نبيل صادق، أمس الثلاثاء، ضد رئيس حزب «مصر القوية» عبد المنعم أبو الفتوح، ورئيس حزب «الإصلاح والتنمية» محمد أنور السادات، ونائبي حملة سامي عنان»حازم حسني وهشام جنينة، فضلاً عن العالم المصري المعارض عصام حجي. واتهم صبري، المعروف ببلاغاته الكثيفة ضد معارضي نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، المبلغ عنهم، بإصدار بيان تحريضي ضد الدولة والاستقواء بالخارج للتدخل في الشأن المصري. وقال في بلاغه الذي حمل رقم «814 عرائض النائب العام لسنة 2018»، إن «المبلغ ضدهم أصدروا بيانا حرر بمداد أسود مملوء بالحقد والكراهية والغل للتحريض على الدولة المصرية والدعوى إلى إحداث فتنة داخل المجتمع وفوضى عارمة، بخلاف الصفات المزورة التي ألصقها كل منهم لنفسه بالمخالفة لصحيح الواقع والقانون». وأضاف أن «هذا البيان امتلأ بالمخالفات القانونية، أولها كما أسلفنا انتحال صفة غير حقيقية، وثانيها الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية كليا وعدم الاعتراف بأي مما ينتج عنها، وثالثها التطاول على القضاة في الهيئة الوطنية للانتخابات والتشكيك في نزاهتها، ورابعها التحريض على تشكيل تجمع يدرس الخطوات والخيارات القادمة». وأوضح أن خامس المخالفات «الادعاء بأن هناك ممارسات أمنية وإدارية اتخذها النظام لمنع منافسة نزيهة، وحاول هذا البيان المسموم التحريض بإخفاء أن رئيس حزب الغد قدم أوراق ترشحه كمرشح منافسا لرئيس الجمهورية، وسادسها اتهام الدولة دون أي دليل بالاعتداء على هشام جنينة بغية إثارة الرأي العام، وسابعها الادعاء بتلفيق قضية هزلية للمحامي خالد علي، والكافة تعلم أن علي يحاكم في قضية مسجلة صوتا وصورة، لارتكابه فعلا علنيا فاضحا، وصدر ضده حكم وطعن عليه بالاستئناف، وعلى ذلك فإن القول ينتفي بأنها قضية هزلية». وكان صبري تقدم السبت الماضي، ببلاغ للنائب العام ونيابة أمن الدولة العليا، ضد الطبيب والروائي المصري علاء الأسواني، وذلك بتهمة قلب نظام الحكم وزعزعة أمن واستقرار الوطن، على خلفية ما نشره في إحدى الصحف، حيث حرض على اعتصام مفتوح من قبل المواطنين، قائلا فيه «ماذا يحدث لو تظاهر ملايين المصريين واعتصموا في الشوارع وأعلنوا أنهم يفضلون الموت على الإذعان للديكتاتور؟ عندئذ قطعا ستتحقق الديمقراطية. لقد استطاع المصريون من قبل بهذه الطريقة عزل حسني مبارك بعد أن تغلبوا على آلته القمعية الجبارة في 18 يوما فقط، مطالبا بنزول المواطنين ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والمطالبة برحيله كما حدث في ثورة 25 يناير مع الرئيس الأسبق مبارك». ووصف صبري هذه المقالة بـ«التحريضية» التي يستحيل معها أن يعتصم المبلغ ضده بحرية الرأي والفكر»، معتبرا أنها «مقالة إجرامية تحريضية، توافرت فيها كل الشرائط والأركان القانونية لاقتراف جريمة التحريض على قلب نظام الحكم، وإحداث الفتنة بين الشعب وقواته المسلحة الباسلة، إضافة إلى الإساءة لأعلى سلطة في البلاد ووصفها بالدكتاتورية، فضلا عن الاستقواء بالقوة الخارجية، مما يحق للمبلغ أن يتمسك ببلاغه». وطالب مقدم البلاغ بإحالة الأسواني، بصفته، إلى المحكمة الجنائية العاجلة، بسبب ما تضمنه مقاله من تحريض واضح لا يحتاج إلى الشك على قلب نظام الحكم، والتحريض على القوات المسلحة بقصد الوقيعة بين الشعب ومؤسسات الدولة، والدعوة إلى الاعتصام والإضراب، وهو ما يعد خارقا لقانون التظاهر أيضا. بعد حبس مرشحين للرئاسة… ملاحقة المعارضين المصريين ببلاغات للنائب العام مؤمن الكامل |
وفاة «القيادي الصامت» في حماس عماد العلمي.. وهنية يكشف تقلده مسؤولية العمل العسكري والأمني Posted: 30 Jan 2018 02:23 PM PST غزة ـ «القدس العربي»: بعد ثلاثة أسابيع من إصابته بعيار ناري خطير في الرأس، أدخله غرفة العناية المكثفة، فارق المهندس عماد العملي، أحد أبرز قادة حركة حماس السابقين الحياة. وأشار إسماعيل هنية رئيس الحركة خلال تشييع جثمانه، الى أن الرجل كان مسؤولا عسكريا وأمنيا في حماس. ووصفه في كلمة له خلال مراسم التشييع التي انطلقت من المسجد العمري الكبير في غزة، بـ «مهندس حماس»، مضيفا «لقد كان مهندسا لحماس في الفكر السياسي والعسكري والأمني والعمل النقابي والمؤسساتي وفي الداخل والخارج، كما كان سياسيا بامتياز». وكشف هنية أن العلمي كان في مرحلة من المراحل يقود «العمل العسكري والأمني»، حيث أكد ان الرجل تولي مسؤولية قطاع غزة في العمل العسكري حينما كان يقيم في الخارج. وقال إنه لم يكن رجلا عاديا. وتابع «خسرته حماس وخسرته فلسطين والمقاومة». وقال «تشرفت برفقة عماد العلمي في العمل فكان قدوتي، وقائداً أكبر من الإداريات والمواقع والمناصب». وكشف كذلك عن مرافقته للعلمي في الحرب الأخيرة على غزة، عندما تعرضا لقصف إسرائيلي، أدى إلى إصابته. وأضاف رئيس المكتب السياسي للحركة، أن كل من عمل مع عماد العلمي وناقش معه «القرارات الاستراتيجية» المتعلقة بثوابت القضية الفلسطينية «يدرك أنه كان من أشجع الرجال». ووصف هنية شخصية العلمي بالقول «فلا صمته ولا هدوءه على حساب قضيته، ولا سمته الجميلة ووجه يعني أنه كان يحمل قلبا مرتجفا، بل كان يحمل قلبا قويا ذكياً». وأشار إلى أنه «جمع بين أصالة الموقف ومرونة المرحلة»، مضيفا «وكان يملك عقلا منفتحا وقادراً على إعطاء كل مرحلة ما تستوجب من المواقف والاستراتيجيات». وأضاف «كان ثابتا في الأصول ومتحركا في المتغيرات». وقال هنية كذلك إن العلمي كان من «الرعيل الأول» والمؤسسين لمسيرة حماس، ومن رفقاء الشيخ أحمد ياسين، لافتا إلى أن الرجل «شارك مع الثلة الأولى في صناعة التحولات الاستراتيجية منذ أن كانت تتحرك في محاريب الدعوة والتربية والعمل النقابي والمؤسساتي»، لافتا إلى أنه تلقى عشرات الرسائل والاتصالات لتعزيته بوفاة المهندس العلمي. وشاركت حشود كبيرة من المواطنين وقادة حماس والفصائل وأنصار الحركة في تشييع جثمان العلمي إلى مثواه الأخير. ونعت الفصائل الفلسطينية العلمي في بيانات أصدرتها، وقالت إنه قضى «بعد مسيرة جهادية نضالية حافلة بالعطاء والتضحية داخل الوطن وخارجه». وكان المتحدث باسم حماس حازم قاسم، قد أعلن صباح أمس، وبعد أيام طوال قضاها في غرفة العناية المكثفة، جراء إصابته بعيار ناري في منطقة الرأس، وفاة هذا القيادي الذي شغل مرات عدة عضوية المكتب السياسي العام للحركة، إضافة إلى منصب نائب رئيس الحركة في قطاع غزة. وقال إن العلمي (62 عاما)، قضى نحبه في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة. وكانت حركة حماس قد أعلنت يوم التاسع من يناير/كانون الثاني الجاري، أن العلمي أصيب بطلق ناري في الرأس، أثناء تفقده سلاحه الشخصي في منزله في مدينة غزة، ووصفت حالته وقتها بالحرجة. وأعلنت وزارة الداخلية ان التحقيقات أثبتت إصابة العلمي بطلق ناري في رأسه عن طريق «الخطأ» أثناء تفقده سلاحه الشخصي. والعلمي يلقب بالقيادي «الصامت» لابتعاده عن الحديث لوسائل الإعلام، طوال فترة شغله المناصب القيادية البارز في حماس، وآخرها نائب رئيس الحركة في غزة، ومسؤول الإعلام في المكتب السياسي العام. والعلمي من مواليد 16 فبراير/ شباط 1956، وتلقى تعليمه الأساسي في مدارس القطاع، والتحق بصفوف حركة حماس في سن مبكرة، وكان من الناشطين في العمل الإعلامي للحركة منذ تأسيسها. وحسب السيرة الذاتية للرجل التي أوردتها حركة حماس، فقد اعتقلته قوات الاحتلال بعد 6 أشهر من انطلاقة الحركة وحكم عليه بالسجن لمدة عامين بتهمة «التنظيم والتحريض» من خلال اللجنة الإعلامية التابعة لحماس، وأنه في عام 1990أفرج عنه من سجون الاحتلال ليعود ويمارس نشاطه في إطار عمل الحركة، ليعاد اعتقاله في يناير/ كانون الثاني من عام 1991، وأبعد إلى خارج فلسطين عام 1994. وواصل العلمي نشاطه في إطار حماس بعد الإبعاد وتنقل بين عدة دول عربية، وكان له دور كبير وفعال في دعم القضية الفلسطينية والانتفاضة في مراحلها كافة، وشغل منصب أول ممثل لحركة حماس في إيران، وغادر الرجل سوريا بداية عام 2012 وانتقل مع عائلته للعيش في قطاع غزة من جديد، حيث انتخب بعدها نائبا لهنية رئيس حركة حماس في القطاع عام 2013، وأصيب في احدى قدميه إثر غارة إسرائيلية على أحد المنازل في مدينة غزة خلال الحرب الأخيرة، ما أدى إلى بتر إحدى قدميه. ولم يخض الرجل الانتخابات الأخيرة لحماس، وتردد أن الأمر عائد لظروف صحية. وفاة «القيادي الصامت» في حماس عماد العلمي.. وهنية يكشف تقلده مسؤولية العمل العسكري والأمني بعد ثلاثة أسابيع من إصابته برصاصة في الرأس أثناء تنظيفه لسلاحه |
معراج أورال المتهم بـ «مذابح البيضاء» وتفجيرات الريحانية.. أكدت تركيا مقتله في سوريا وظهر في مؤتمر سوتشي بروسيا Posted: 30 Jan 2018 02:23 PM PST إسطنبول – «القدس العربي» : بشكل مفاجئ، ظهر معراج أورال أو ما يعرف بـ»علي كيالي» في مؤتمر سوتشي للحوار السوري المنعقد في مدينة سوتشي الروسية، وذلك لأول مرة منذ إعلان مصادر سورية مقتله العام الماضي، وتأكيد مصادر أمنية تركية هذه الأنباء التي احتفى بها الأتراك بتخلصهم من أحد أشد أعدائهم في المنطقة. وعلى هامش مؤتمر الحوار السوري، الذي انطلق الثلاثاء، في مدينة سوتشي الروسية ظهرت صوراً لـ»معراج أورال» برفقة وفود سياسية سورية، الأمر الذي أثار غضب أنقرة ودفع وزارة الخارجية التركية لإصدار بيان طالبت فيه روسيا بسرعة طرده من الوفود المشاركة في المؤتمر وتقديم توضيحات لتركيا حول الأمر. و»أورال» من مواليد ولاية هاتاي التركية ويحمل الجنسية التركية لكنه يعيش في سوريا منذ 1982 ويدير مليشيات مسلحة مقربة من نظام الأسد، ويتهمه سوريون بالمسؤولية عن «مجازر البيضاء»، وتتهمه مصادر تركية بالمسؤولية عن تفجيرات الريحانية التي وقعت في ولاية هاتاي التركية عام 2013. وفي أبريل الماضي، نقلت وكالة الأناضول التركية الرسمية عن مصادر أمنية تركية تأكيدها مقتل معراج أورال، وذكرت المصادر أن «أورال قتل مساء يوم 29 مارس/آذار الماضي في ريف اللاذقية، إثر هجوم شنته قوات المعارضة على نقطة عسكرية للنظام، بعد تأكدهم من وجود أورال وقادة عسكريين للنظام داخله». كما قالت المصادر آنذاك إن «أورال تم دفنه في مدينة القرداحة مسقط رأس زوجته». وكانت حركة أحرار الشام الإسلامية (معارضة) أعلنت في 29 آذار/مارس الماضي، مسؤوليتها عن مقتل «معراج أورال» فيما قالت إنها عملية عسكرية بريف اللاذقية. ويقود معراج ما يسمى «جبهة تحرير لواء إسكندرون»، التي تقاتل إلى جانب قوات النظام، وهي عبارة عن تجمع لمسلحين (مليشيا تقاتل إلى جانب النظام) في ريف اللاذقية، وتقول مصادر سورية إن هذه المليشيات مسؤولة عن مجزرة بلدة البيضا التابعة لمدينة بانياس في ريف محافظة طرطوس (غرب)، والتي راح ضحيتها أكثر من 150 قتيلًا عام 2013. كما تتهم أنقرة الجبهة وقائدها «أورال» بالوقوف وراء تفجيرات بلدة ريحانلي بولاية هطاي جنوبي تركيا، والتي قتل فيها 52 شخصًا من السوريين والأتراك عام 2013. وتقول وسائل إعلام تركية إن أورال يحظى بامتيازات خاصة من قبل عائلة الأسد منذ فراره من تركيا عام 1982، للقرابة التي تربط زوجته «ملك الفاضل» بالأسرة الحاكمة في سوريا، وكان على علاقة قوية بجميل الأسد شقيق الرئيس الراحل حافظ الأسد. معراج أورال المتهم بـ «مذابح البيضاء» وتفجيرات الريحانية.. أكدت تركيا مقتله في سوريا وظهر في مؤتمر سوتشي بروسيا الخارجية التركية طالبت روسيا بطرده من المؤتمر وتقديم توضيحات إسماعيل جمال |
تحية إعجاب لموسى مصطفى موسى… Posted: 30 Jan 2018 02:22 PM PST العالم بأسره يلتقط أنفاسه: ماذا سوف تكون نتيجة الانتخابات الرئاسية المصرية المزمع إجراؤها بعد أقل من شهرين؟ حتى يوم الإثنين الماضي كنّا نظن أن الريّس المفدّى، الزاهد الأعظم الذي أمسك عن الطعام لمدة عشر سنوات مكتفياً بشرب الماء من ثلاجته، سوف يحظى بإجماع الشعب المصري بلا غبار. وها أن مفاجأة انفجرت بنا كحزام ناسف لأحد الانتحاريين: فقد قرر الفدائي موسى مصطفى موسى أن يرمي بنفسه في الحلبة ويتجرّأ، بجسارة قلّ مثيلها في تاريخ الملاحم البشرية، على أن ينافس الريّس المفدّى على كرسي الرئاسة. فانقلبت كافة الحسابات وانتقلنا من نتيجة معروفة سلفاً إلى حالة ترقّب على أحرّ من الجمر. أما السؤال الذي ننتظر بفارغ الصبر أن تجيب الانتخابات عنه، فليس بالطبع من سوف يفوز بها، بل هل يحصل المرشّح الفدائي على أصوات الأربعين ألف آدمي الذين منحوه توكيلهم، ويا هل تُرى يتجرأ موسى على منح صوته لنفسه، أم أن الجميع بمن فيهم موسى سوف يبايعون الريّس المفدّى بحيث تأتي النتيجة ناصعة، تعكس إجماع الشعب على الزعيم في مقابل لا صوت لموسى على الإطلاق؟ أو أن نفراً من الشعب المصري سوف يدلي بأصواته لموسى خطأً، ظنّاً منهم أنهم يصوّتون للريّس المفدّى نفسه بعد أن رأوا صورته تزيّن صفحة المرشّح الفدائي الفيسبوكية، ولعلمهم أنه من أقطاب حملة تأييد «منافسه»؟ فلا بدّ أن نُبدي إعجابنا بتفاني الفدائي موسى مصطفى موسى، الذي لم يتردّد في التضحية بنفسه وبكرامته التي هي أشهر من نار على علم، انصياعاً لواجبه الوطني بالترشّح لتأكيد الطبيعة الديمقراطية العميقة للانتخابات القادمة، بالرغم من أن الشك لا يرقى إليها… آه، كم كان بليغاً الفرنسي فرانسوا دو لا روش فوكو، صاحب كتاب «الأحكام» في القرن السابع عشر وأحد أثقب مراقبي أحوال البشر، عندما قال: «إن النفاق ثناءُ الرذيلة على الفضيلة». وكان يقصد أن النفاق ينجم عن إقرار مرتكبي الرذائل بأنهم يعاكسون الفضيلة، ولولا إقرارهم ذاك لما شعروا بالحاجة إلى النفاق. ففي عهد جمال عبد الناصر، كان الريّس يزكّى باستفتاء شعبي بدون شعور الحكم بحاجة إلى النفاق والتظاهر بإجراء انتخابات تنافسية. ذلك أن الزعيم المصري كان بلا شك أكثر قادة عصرنا شعبية، ليس في مصر وحسب، بل وفي عموم المنطقة العربية. وقد رأى أن شرعيته الرئاسية بغنى عن التوكيد من خلال انتخابات تنافسية صورية، لا سيما أنه عاش في زمن كان نموذج «الاشتراكية» فيه، قصدنا طبعاً الاتحاد السوفييتي، أبعد ما يكون عن أصول الديمقراطية السياسية. أما الريّس الحالي، فيعيش في زمن بات فيه الاعتراف بتلك الأصول معمماً إلى حد أن المثال الذي يصبو إلى تقليده، قيصر روسيا الجديد، فلاديمير بوتين عينه، يضطر إلى تنظيم انتخابات رئاسية صورية لإضفاء الشرعية على حكمه، وهو يسير بخطى حثيثة نحو بلوغ عدد من السنين في الحكم جدير بالرئاسة مدى الحياة التي اعتدنا عليها في منطقتنا العربية. فضلاً عن ذلك، فقد تبددت الشعبية التي حاز عليها عبد الفتّاح السيسي قبل توليه الرئاسة في صيف 2014، أي قبل أن يجرّبه الشعب المصري في مسؤولية السلطة. وهي شعبية جاءت نتيجة تضافر حملة الأجهزة المحمومة مع الأوهام التي عمل بوحيها وساهم في بثّها الذين اتكلوا على القوات المسلحة كي تخلّصهم من رئاسة محمد مرسي، ظنّاً منهم أن إزاحة هذا الأخير بانقلاب عسكري سوف تُعيد فتح باب الديمقراطية الذي خشوا أن توصده جماعة الإخوان المسلمين. وبعد أربع سنوات، انقشع السراب. لا المشاريع الفرعونية أتت بالبحبوحة الموعودة، ولا أوضاع البلاد نعمت بالاستقرار المنشود. بل تعرّض الشعب المصري لأقسى هجوم على معيشته تعرّض له في عصرنا، بما يفوق بدرجات تلك الإجراءات التي اتخذها حكم أنور السادات في عام 1977 وانفجرت الجماهير غضباً مطالبة بإلغائها. هذا على خلفية تصاعد في التوتّر والإرهاب، إرهاب الإرهابيين وإرهاب المُشرفين على «الحرب على الإرهاب»، بلغ ذروة في الأشهر الأخيرة. فالحقيقة هي أن قيام الحكم الحالي بسدّ الطريق أمام أي مرشّح جدّي، غير صوري تهريجي مثلما هو موسى مصطفى موسى، ليس تعبيراً عن قوة، بل هو تعبيرٌ عن ضعف بالغ وعدم ثقة بالقدرة على الفوز في انتخابات حرة ونزيهة. والسؤال الحقيقي والجدّي ليس من سوف يفوز بالانتخابات القادمة، ولا ما عدد الأصوات التي سوف تمنحها الأجهزة للمرشّح الفدائي، بل إلى متى سوف يبقى الشعب المصري متفرجاً على تلك المسرحية الرديئة. ٭ كاتب وأكاديمي من لبنان تحية إعجاب لموسى مصطفى موسى… جلبير الأشقر |
التعاون الإسرائيلي السعودي محدود الضمان Posted: 30 Jan 2018 02:22 PM PST إذا كنّا سنصدق التقارير في وسائل الإعلام، فإن التعاون الأمني الإسرائيلي ـ السعودي يوجد في ذروته. وبالتوازي، يمكن أن نلاحظ في السنوات الأخيرة ميلا للتقرب السعودي المدروس نحو إسرائيل الذي وجد تعبيره في إعطاء الإذن لشخصيات سعودية لأن يلتقوا علنًا مع إسرائيليين، وبالشكل الأكثر إيجابية الذي تعرض فيه إسرائيل في وسائل الإعلام السعودية. وأحد أهداف هذه الخطوات من جانب السعوديين هو تهيئة الجمهور السعودي لاحتمال علاقات أكثر علنية مع إسرائيل، بعد سنوات طوال أغرق فيها الرأي العام السعودي بمقالات ضد إسرائيل. توجد السعودية هذه الأيام في عملية تغيير داخلية متسارعة «من فوق إلى تحت»، تحاط نهايتها بالغموض، وبالتوازي تأخذ على عاتقها أدوار الريادة في المجال العربي. وفي هذا الإطار وقفت المملكة خلف سلسلة خطوات إقليمية جريئة، بعضها موضع خلاف، تستهدف تغيير الميزان الإقليمي بينها وبين إيران، ولكن حتى الآن من دون نجاح زائد. وفضلا عن ذلك، فإن الجرأة التي تميز بها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في صراعه ضد إيران، لم يترجم حتى الآن إلى مشاركة فاعلة في المسيرة السياسية، كجزء من خطوة تطبيع أوسع مع إسرائيل. يحتمل ان يكون بقي على حاله التخوف من أن إعلان العلاقات مع إسرائيل سيكون من ناحية المملكة خطوة واحدة أبعد مما ينبغي، وذلك لأنها ستجر انتقادًا من جهة إيران بالأساس. فالوضع الداخلي في المملكة حساس بسبب إجراءات ابن سلمان لتثبيت قوته ومكانته، ومشكوك أن يكون معنيا بتعظيم النقد عليه في هذا الموضوع أيضًا. فما الذي يمكن ان يؤدي إلى تغيير في موقف المملكة؟ خطوات إسرائيلية إيجابية في رؤية المملكة للتقدم بالمسيرة السلمية وتشديد الضغط الأمريكي على إيران، فضلا عن إعلان النِّيات. ويمكن لهذه الخطوات أن تحرك خطوة إسرائيلية إقليمية متداخلة وإسرائيلية ـ فلسطينية موازية. هناك من يرون بعين العطف النشاط السعودي، الموجه أساسا ضد مصالح إيران في المنطقة. ولكن بعض خطواتها كشفت بقوة أكبر عن قيود قوتها. وبالتالي، هناك تقدير زائد في إسرائيل بالنسبة للقدرة والنفوذ السعوديين، وللمساهمة المحتملة التي يمكن أن تمنحها لإسرائيل في بلورة رد على إيران. فلا تلوح سياسة سعودية مرتبة تجاه إيران، وتبرز مصاعبها في بلورة معسكر سنّي مناهض لإيران ذي مغزى. فقوة السعودية كانت تكمن على مدى السنين في نفوذه في العالم الإسلامي والعربي بكونها «حامية الأماكن الإسلامية المقدسة»؛ بوزنها في أسواق النفط؛ وبفضل دعم الولايات المتحدة السياسي والعسكري. تتقاسم إسرائيل والسعودية مصالح غير قليلة، وهي مسألة لا ينبغي التقليل من أهميتها، مع أن هذه المصالح لا تتطابق بكاملها. يحتمل أن يكون هذا العمل أو ذاك من جانب المملكة من شأنه ان يعمل في طالح إسرائيل. مثال على ذلك يمكن أن نراه في خطوات المملكة في الساحة اللبنانية ـ التي تراجعت عنها منذئذ ـ وكان فيها إمكانية لتدهور الساحة الشمالية إلى مواجهة غير مرغوب فيها من ناحية إسرائيل. للسعودية مقدرات مالية كثيرة، قرب جغرافي من إيران يسمح بتطوير قدرات استخبارية وعملياتية، وتأثير ما في أوساط أقليات إيرانية ـ وهي فضائل يمكن لإسرائيل أن تستغلها. ولكن ينبغي الاعتراف بقيود قوتها وبالمخاطر النابعة من طبيعة حكم ابن سلمان والاستعداد لإمكانية ضعف السعودية. الفرضية التي تقول إن للعلاقات المتوثقة مع السعودية تأثيرا حاسما في مكانة إسرائيل الإقليمية، بحاجة إلى إصلاح في ضوء قيود قوتها والتحديات الداخلية التي من شأنها ان تضعفها. إضافة إلى ذلك، فإن الفجوة بين خطوات الأسرة المالكة ومواقف الجمهور السعودي لم تسد بكاملها، ومعقول أن تكون المرابح التي يجنيها الطرفان من إقامة علاقات رسمية بينهما محدودة. مشكوك أن يكون ابن سلمان مستعدا لأن يأخذ على عاتقه مخاطر محتملة أخرى كي يعلن العلاقات في غياب مقابل مناسب، ولا سيما في السياق الإيراني. أما التعاون الإسرائيلي السعودي فبعيد عن تحقيق طاقاته الكامنة، ولكن لا ينبغي أن يؤخذ كأمر مسلم به ويجب محاولة تعميقه في القيود القائمة. كما أن لصورة جبهة موحدة، إسرائيلية ـ سعودية، توجد قيمة ردعية حيال إيران. يوئيل جوجنسكي وياهل ارنون معاريف 30/1/2018 التعاون الإسرائيلي السعودي محدود الضمان جبهة موحدة بين الرياض وتل أبيب ستكون ردعية حيال نفوذ طهران في المنطقة صحف عبرية |
انفصاليون يمنيون يسيطرون على عدن والحكومة محاصرة في قصر الرئاسة Posted: 30 Jan 2018 02:21 PM PST عدن ـ صنعاء ـ «القدس العربي»: قال سكان أمس إن انفصاليين يمنيين جنوبيين سيطروا على مدينة عدن الساحلية بعد يومين من القتال ويحاصرون حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا داخل قصر الرئاسة. وتهدد الاشتباكات بين الانفصاليين الجنوبيين المدعومين من الإمارات والقوات الموالية للحكومة اليمنية المدعومة من السعودية بعرقلة جهودهما المشتركة لقتال جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في شمال اليمن. والإمارات عضو رئيسي في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ويدعم حكومة هادي منذ أن سيطر الحوثيون على معظم أنحاء البلاد بما في ذلك العاصمة صنعاء قبل ثلاثة أعوام. وحكومة هادي تتمركز في عدن. وقال سكان إن قوات موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تشكل العام الماضي لإحياء دولة جنوب اليمن المستقلة السابقة، سيطرت على آخر معقل لقوات الحماية الرئاسية في منطقة دار سعد بشمال عدن اليوم بعد قتال شمل في بعض الأحيان نيران المدفعية الثقيلة والدبابات. ونشر نشطاء صورا على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر علم اليمن الجنوبي يرفرف فوق بوابة القاعدة. وكان اليمن الجنوبي اتحد مع اليمن الشمالي في عام 1990. وقال سكان إن مقاتلي المجلس الانتقالي الجنوبي من قوات المقاومة الجنوبية سيطروا في وقت سابق على مواقع لقوات الحماية الرئاسية في منطقتي كريتر والتواهي في وسط عدن. وأضافوا أنهم توقفوا خارج قصر الرئاسة في معاشيق حيث مقر حكومة رئيس الوزراء أحمد بن دغر. وقال شهود إن مئات الأشخاص رقصوا وغنوا احتفالا بانتصار مقاتلي المجلس الانتقالي الجنوبي وأضاءت الألعاب النارية سماء عدن ليلا. وردد الحشد هتافات تطالب بعودة دولة اليمن الجنوبي المستقلة. وقال السكان إن المساجد في كريتر مزجت بين رفع الآذان والتهنئة بالنصر. قالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي تديرها الحكومة إن عدد القتلى خلال يومين من الاشتباكات بلغ 16 قتيلا وعدد المصابين 141 مصابا. وقال مسؤول من اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن 36 شخصا على الأقل قتلوا في الاشتباكات كما أصيب 185 آخرون. واندلع القتال في عدن يوم الأحد بعد انقضاء مهلة حددها انفصاليون من المجلس الانتقالي الجنوبي لاستقالة حكومة بن دغر التي يتهمونها بالفساد وسوء الإدارة. وتنفي الحكومة هذه الاتهامات. وذكرت مصادر من المجلس الانتقالي الجنوبي أن مفاوضات جارية للسماح لحكومة بن دغر مغادرة المدينة بسلام ولكن مصدرا حكوميا قال إن بن دغر ليست لديه أي نية لمغادرة عدن. ودعا التحالف الذي تقوده السعودية والذي تدخل في الحرب الأهلية الدائرة في اليمن عام 2015 لإعادة تنصيب حكومة هادي في بيان اليوم الطرفين إلى وقف الأعمال العدائية. وقال البيان «التحالف يطلب مجددا من جميع الأطراف سرعة إيقاف جميع الاشتباكات فوراً وإنهاء جميع المظاهر المسلحة». وفي محافظة شبوة الجنوبية قال سكان ومسؤولون إن 12 جنديا على الأقل من قوات محلية أخرى تدعمها وتدربها الإمارات قتلوا في هجوم بقنبلة وأسلحة على قاعدتهم. ورغم أنه لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذا الهجوم إلا أنه يشابه عمليات سابقة قام بها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. في سياق متصل أفاد مصدر أمني يمني، أمس بمقتل 15 جنديا من الجيش الموالي لـ«الحكومة الشرعية» وإصابة خمسة آخرين في هجوم بسيارة مفخخة يقودها انتحاري بمحافظة شبوة (474 كيلومترا شرق صنعاء). وقال المصدر، طالبا عدم الكشف عن اسمه، إن سيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدفت نقطة أمنية تتبع قوات النخبة الشبوانية في منطقة نوخان شرق مدينة عتق، ما أسفر عن مقتل 15 من قوات النخبة وإصابة خمسة آخرين. وحتى الآن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم. وقوات النخبة الشبوانية هي عبارة عن وحدات يمنية خاصة تم تشكيلها وتدريبها مؤخرا بدعم من دولة الإمارات. من جهة أخرى أعلنت جماعة أنصار الله الحوثية أمس إطلاق صاروخ باليستي على مطار الملك خالد الدولي في العاصمة السعودية الرياض. ونقلت وكالة الأنباء «سبأ» الخاضعة لسيطرة الحوثيين عن مصدر عسكري موالي لهم قوله إن «القوة الصاروخية استهدفت بصاروخ باليستي نوع بركان (اتش تو) مطار الملك خالد الدولي». وأضاف المصدر أن «الصاروخ أصاب هدفه بدقة»، موضحا أن «استهداف مطار خالد الدولي يأتي في إطار الرد العملي للقوة الصاروخية اليمنية على جرائم تحالف العدوان (قوات التحالف العربي)». ولم تصدر قوات التحالف العربي، بقيادة السعودية أي تصريح حول استهداف مطار الملك خالد. سبق وأن استهدف الحوثيون مطار الملك خالد في الرياض في تشرين الثاني /نوفمبر من العام الماضي، ولقي استهداف المطار إدانات دولية واسعة. وتقود السعودية تحالفا عسكريا ضد مسلحي الحوثيين في اليمن منذ نحو ثلاثة أعوام، استجابة لطلب من الرئيس عبدربه منصور هادي، لاستعادة شرعية بلاده. انفصاليون يمنيون يسيطرون على عدن والحكومة محاصرة في قصر الرئاسة الحوثيون يعلنون استهداف مطار الملك خالد في الرياض بصاروخ باليستي ومقتل 15 من قوات هادي بهجوم انتحاري في شبوة |
«القدس العربي» في «عفرين» السورية… المقاطعة المهدَّدة Posted: 30 Jan 2018 02:21 PM PST عفرين ـ «القدس العربي»: تُلقي العمليات العسكرية التركية بثقلها داخل مدينة عفرين على مختلف أشكال الحياة، يشعر جزء كبير من الأكراد أن آمالهم بحكم ذاتي باتت أقل إمكانية وأبعد عن الواقع بفعل الشعور المتزايد لديهم بأن خصوم مشروعِهم يعمل بجدية لمنعه مهما كلف ذلك من ثمن. التوجه من دمشق جنوباً إلى مدينة عفرين في أقصى الشمال تحتاج إلى تنسيق مسبق مع «المسؤولين المحليين» هناك وأخذ الموافقة المبدئية لدخول عفرين. بعد المرور ببلدة نبل شمالي حلب وصلنا إلى مدخل عفرين، شريط حديدي وحاجز عسكري تابع لقوات الحماية الكردية، غرف صغيرة متناثرة تضم موظفين أمنيين وموظفي جمارك ومقاتلين أكراداً، تطالعك صورة كبيرة للزعيم الكردي عبد الله أوجلان وأعلام وحدات الحماية إضافة لصور قياديين أكراد سقطوا في المعارك التي خاضها الأكراد على مدى الحرب السورية. بعد التحقق من أسمائنا، أُعطينا الإذن بالدخول إلى عفرين، خلال الطريق إلى المدينة سرنا في بلدات وقرى تحمل طابعاً جبلياً جذاباً، هي القرى الجنوبية لعفرين وهي بعيدة إلى حد ما عن أجواء الحرب المستعرة شمالي عفرين. على طول الطريق إلى المدينة تنتشر حواجز عسكرية تابعة لوحدات الحماية، كان مرافقنا يُبلغهم أننا مجموعة صحافيين جئنا للتغطية الإعلامية وأن لدينا إذناً من قيادة الوحدات بالدخول إلى عفرين، ليس هناك موافقة رسمية، فقط موافقة شفهية تكفي للسماح لنا بالتجول داخل عفرين وبلداتها برفقة ممثل عن مكتب المتابعة الإعلامية في وحدات الحماية، وهو مكلف بالبقاء معنا في كل تحركاتنا وجولاتنا الصحفية. لا يمانع المسؤولون في عفرين بدخول وسائل إعلامية محسوبة على خصوم الفصائل الكردية، تُدرك تلك الفصائل أنها بحاجة لأية وسيلة توصل صوتها للخارج. كان مرافقنا يُجيب بحذر ودون تسرّع على أسئلتنا التي تخص وحدات الحماية الكردية والوضع الميداني والقتالي، ليس لديه إجابات حول ما إذا كان الأكراد في الشمال يريدون الانفصال عن الدولة السورية أو أنهم يسيرون في هذا الاتجاه، ربما حتى قياديو الأكراد أنفسهم لا يستطيعون الإجابة على سؤال كبير بحجم احتمال الانفصال، فهم يُدركون تعقيدات المسألة داخلياً ومحلياً ودولياً. ما خلا الحواجز ونقاط التفتيش لا يمكن مشاهدة مظاهر عسكرية داخل عفرين، المقاتلون والمقاتلات الأكراد جميعهم في جبهات الاشتباك على خطوط الدعم والاسناد، داخل عفرين تسير الحياة بشكل شبه طبيعي لكنها تسير أيضاً بطيئة وثقيلة على أبناء المدينة الكبيرة التي تضم 360 قرية ومزرعة، كيف لا وأهالي المدينة يجدون «مقاطعة عفرين» مهددة بفعل الهجوم التركي العسكري المدعوم بفصائل من الجيش الحر ودرع الفرات. في ساحة رئيسية وسط عفرين كان المئات من أهالي المدينة يشيعون عدداً من مقاتلي وحدات الحماية الكردية YPJ سقطوا خلال الاشتباكات مع عناصر الجيش الحر والغارات التركية في بلدة راجو شمالي عفرين، بعض القتلى الذين تم تشييعهم أيضاً هم مدنيون. كان المشيعون يهتفون ضد تركيا ويرددون شعارات باللغة الكردية أهمها يقول: الشهيد لا يموت. لمدينة عفرين اتصال جغرافي آمن وصديق جنوباً مع بلدتي نبل والزهراء بريف حلب، هذه مسألة مهمة للغاية في حالة عفرين الآن، وهكذا يطمئن العفرينيون إلى استحالة محاصرتهم عسكرياً طالما لم تسقط بلدتا نبل والزهراء بيد الجيش الحر وفصائل درع الفرات. أقام الأكراد في عفرين مجالس محلية لإدارة المدينة، هناك مركز الشرطة المعروف باسم الأسايش وهذه القوات الشرطية لديها صلاحيات واسعة على الأرض على مستوى ضبط الوضع الداخلي، ثمة أيضاً مجالس في قطاعات الخدمات والجمارك. أقام الأكراد أيضاً مقراً للأمن العام ومكافحة الجريمة المنظمة ووحدة للمهام الخاصة ووحدة استخبارات. يسمي الأكراد مدينتهم بـ «المقاطعة» في إشارة منهم إلى أنها تتمتع بـ «حكم ذاتي» وإن كان هذا الحكم لم يمنحهم أو يوافق عليه أي طرف محلي أو إقليمي. ولا يمكن للمرء تمييز القيادات العسكرية أو الأمنية، فلا رتب عسكرية يضعها هؤلاء والجميع أياً كانت مرتبتهم تجري مناداتهم بـ»الهافول» وتعني الرفيق. «القدس العربي» في «عفرين» السورية… المقاطعة المهدَّدة كامل صقر |
الصحافيون المغاربة يعلنون معارضتهم الشديدة لمشروع قانون «الأخبار الزائفة» Posted: 30 Jan 2018 02:21 PM PST الرباط –« القدس العربي »: أعلن الصحافيون المغاربة معارضتهم الشديدة لمشروع تعده الحكومة حول الأخبار الزائفة، محذرين من خطورته ووصفوه بالمشروع غير الواضح في خلفياته وأهدافه، كما عبر مالكو الصحف عن قلقهم من «الإجراء الضريبي الخطير والعبثي وغير المفهوم» الذي قررته الحكومة تُجاه الصحافة في ظل «الأوضاع التي يعيشها قطاع الصحافة بشقيه الورقي والإلكتروني، ما حوّل أزمته المتفاقمة إلى قضية وجود وصراع من أجل البقاء». وتعكف الحكومة المغربية على إعداد مشروع قانون يهدف إلى محاصرة ووضع حد للأخبار الزائفة التي تروج بكثرة من دون أن تكون لها أية مصداقية، ويواجه مروجو الأخبار الزائفة عقوبات تتراوح بين الحبس والغرامة. وقالت وزارة الداخلية المغربية أول من أمس الاثنين، أن السلطات المختصة ستقوم باتخاذ جميع التدابير القانونية لتحديد هُويات الأشخاص المتورطين في الترويج لصور وفيديوات مفبركة بشكل مفضوح التقطت خارج المغرب، يتم تقديمها بشكل تضليلي على أنها تتعلق بأحداث ووقائع جرت في المغرب. وذكرت الوزارة في بلاغ أرسل لـ«القدس العربي» أنه «تم مؤخرا رصد تنامي إقدام بعض الصحف الورقية والمواقع الإلكترونية وبعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي على نشر صور وفيديوهات مفبركة بشكل مفضوح التقطت خارج المغرب، ويتم، من دون التحري عن حقيقتها والاستقصاء والبحث عن مصادرها الأصلية، تقديمها بشكل تضليلي على أنها تتعلق بأحداث ووقائع جرت بالمملكة، أو استغلالها لالتماس الإحسان العمومي. وهي المزاعم التي جرى فضحها وتكذيبها غير ما مرة من طرف السلطات المعنية». وجددت الوزارة التنبيه إلى «خطورة هذه الأفعال التي من شأنها إيهام الرأي العام بوقائع كاذبة ووهمية، وما تشكله بذلك من إثارة للفزع بين الناس وإخلال سافر بالنظام العام»، مؤكدة «أنه سيتم اتخاذ جميع التدابير القانونية من طرف السلطات المختصة لتحديد هُويات الأشخاص المتورطين في الترويج لهذه الافتراءات والمزاعم». وأعلنت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، عن معارضتها الشديدة لمشروع قانون «الأخبار الزائفة» التي تعكف الحكومة على إعداده بهدف محاصرة ووضع حد للأخبار الزائفة التي تروج بكثرة من دون أن تكون لها أية مصداقية، منبهة إلى «الخطورة البالغة التي يكتسيها هذا المنحى»، مطالبة بالوقف الفوري لهذه المحاولة. وقالت النقابة في بلاغ أرسل لـ»القدس العربي» إنها علمت أن الحكومة المغربية تحضر لتشريع قانون يتعلق بما تسميه الحكومة بـ « نشر الأخبار الزائفة «، وإن النقابة، التي لم تستشرها أية جهة حكومية أو غير حكومية، كما كانت الاستشارة سابقا وذلك احتراما للتوجيهات الملِكِية في كل ما يتعلق بالصحافة والإعلام، «تعبر عن استغرابها الشديد إزاء هذا المشروع غير الواضح في خلفياته و أهدافه، ذلك أن نشر الأنباء الزائفة منصوص على عقوبتها في العديد من المقتضيات المتضمنة في قانون الصحافة والنشر، وأن تشريع قانون جديد سيتسبب في ارتباك كبير ليس في الأوساط المهنية وفي المشهد الإعلامي الوطني فقط، بل وفي منطق قانون الصحافة الذي يمثل المرجع الوحيد في تنظيم الممارسة الإعلامية في بلادنا». واضافت إن «الدفع بأن دولاً أخرى متقدمة في التجربة الإعلامية تحضر لتشريع القانون نفسه، يمثل مغالطة حقيقية، لأن الوضع مختلف تماما، حيث أن الأمر لا يزال محض نقاش عام هناك، وبمشاركة جميع الاطراف وخصوصا المهنيين كما أن تلك الدول تحضر لإخراج تشريع يجبر على الكشف عن هُويات الأشخاص الذين يتسترون وراء أسماء مجهولة ومستعارة في فضاء شبكات التواصل الاجتماعي والذين يقودون حملات نشر كاذبة Fake News». ونبهت النقابة إلى «الخطورة البالغة التي يكتسيها هذا المنحى، وتعبر عن معارضتها الشديدة له، وتطالب بالوقف الفوري لهذه المحاولة». من جهة أخرى عبر المكتب التنفيذي للفيدرالية المغربية لناشري الصحف (نقابة مالكي الصحف) عن «قلقه من الأوضاع التي يعيشها قطاع الصحافة بشقيه الورقي والإلكتروني، ما حوّل أزمته المتفاقمة إلى قضية وجود وصراع من أجل البقاء». وقال المكتب، بعد اجتماع له في الدار البيضاء أنه «بدل أن تعزز السلطات العمومية، التي تربطها شراكة استراتيجية مع الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، دعمها لصحافتها الوطنية ووفاء بالتزاماتها المسطرة في المخطط الاستعجالي المتفق عليه قبيل نهاية ولاية الحكومة السابقة، بادرت إلى إجراء ضريبي خطير وعبثي وغير مفهوم، بتوسيع رسم الشاشة الذي كان يؤدى على الإعلان التجاري في التلفزيون إلى الصحافة الإلكترونية». وأضاف إن السلطات العمومية اعتبرت أن «كل الهواتف والحواسيب وغيرها شاشات، وأن على الناشر أن يؤدي خمسة من مئة من مجموع دخله الإعلاني كل شهر لإدارة الضرائب قبل حتى أن يستخلص ثمن الإعلان من المعلن، مما يعد ضربة موجعة للصحافة الإلكترونية ستجعلها أسوأ حالا من نظيرتها الورقية المكلومة». وأضاف بلاغ المكتب التنفيذي للفيدرالية «يأتي كل هذا في الوقت الذي تتغاضى فيه الحكومة عن العملاقين العالميين غوغل وفيس بوك، اللذين اضطرتهما دول عديدة إلى مساهمات بالملايير في صناديق لدعم صحافتها المحلية» و»هذا في الوقت الذي كان ناشرو الصحف المغاربة ينتظرون الرفع الملموس من الدعم العمومي للصحافة في إطار العقد البرنامج، والذي لا يتجاوز ستة مليارات ونصف المليار سنتيم (7 ملايين دولار) سنويا، في الوقت الذي تقدم فرنسا مثلا لصحافتها دعما يصل إلى مليار و700 مليون دولار) سنويا، ناهيك عن التماطل في الاستجابة لمطلب ملح لإحداث صندوق لتنمية القراءة، قد يكون السبيل الوحيد لاستمرار الصحافة الورقية في هذا البلد»، حسب البلاغ. وأضاف البلاغ إنه «مما يزيد من استغراب الناشرين أنه في خضم هذا الخطر الداهم الذي يهدد وجود الصحافة، وهي إحدى ركائز الديمقراطية، تواصل الحكومة فتح ورش للمزيد من القوانين الزجرية الخاصة بالصحافة» و«بعدما مررت مشروع قانون رحلت بموجبه جزءا من المادة 72 من قانون الصحافة إلى القانون الجنائي من دون استشارة المهنيين، في سابقة لم تحصل منذ عقود، تم إعلان البداية في تهيئة مشروع قانون آخر حول معاقبة الأخبار الزائفة، مع العلم أن المادة 72 المرحلة إلى القانون الجنائي تتعلق أساسا بالأخبار الزائفة». وأنه «لهذا، وفي الوقت الذي تشارك فيه الفيدرالية المغربية لناشري الصحف اليوم بجدية ومسؤولية في لجنة الإشراف على انتخابات المجلس الوطني للصحافة، المفروض أن يشكل مؤسسة لاحترام أخلاقيات المهنة، وفي الوقت الذي ينخرط فيه الناشرون في ورش تحصين المهنة وفي الصراع من أجل توفير صحافة وطنية مهنية تعددية في ظروف صعبة، يستغرب المكتب الفيدرالي لهذا المسلسل من التراجعات التي لا تبعث بإشارات الاطمئنان إلى الرغبة الصادقة في استمرار شراكة حقيقية مع السلطات العمومية كما تم توقيعها سنة 2005 في إطار العقد البرنامج، وتدق ناقوس الخطر بأن آلاف مناصب الشغل اليوم مهددة في القطاع مع كل هذا التخبط في معالجة الملف الإعلامي في بلادنا». وأعلن المكتب التنفيذي للفيدرالية تخصيص يوم وطني حول الصحافة الوطنية الورقية والإلكترونية «قد يتخذ كافة الأشكال التي سيراها مناسبة للدفاع عن استمرارية صحافة مستقلة حرة مسؤولة قادرة على النهوض بدورها المجتمعي، وقادرة أيضا على تحمل أعباء إنتاج المحتوى وحفظ كرامة الصحافيات والصحافيين وكل العاملين بالقطاع». الصحافيون المغاربة يعلنون معارضتهم الشديدة لمشروع قانون «الأخبار الزائفة» محمود معروف |
ماكرون في تونس: عين على الاقتصاد وأخرى على ليبيا Posted: 30 Jan 2018 02:20 PM PST تونس – «القدس العربي»: يصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأربعاء، إلى تونس، في زيارة تستغرق يومين تكتسب طابعا سياسيا واقتصاديا بالدرجة الأولى، فضلا عن أهميتها من الناحية الإقليمة خاصة في ما يتعلق بالوضع الليبي حيث تعول باريس على تونس في مساعدتها لحل الأزمة الليبية التي تسببت بإغراق أوروبا بمراكب المهاجرين القادمين من أفريقيا، فضلاًعن التهديدات الأمنية التي تسببها المليشيات المسلحة والجماعات المتطرفة التي تتغذى على الفوضى المستمرة في ليبيا. ويقول المؤرخ الباحث السياسي د. عبد اللطيف الحناشي (رئيس المنتدى المغاربي للتنمية والديمقراطية) «العلاقات التونسية الفرنسية تأريخية، ولكنها أيضا متداخلة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، ولذلك من الطبيعي أن يزور ماكرون تونس وهي من الزيارات الأولى للبلدان العربية (بعد الجزائر والمغرب)، كما أن تونس تعيش المرحلة الأخيرة من الانتقال الديمقراطي في ظل صعوبات اقتصادية كبيرة ومعقدة، ومن المنتظر أن تسهم هذه الزيارة في مساعدة الحكومة التونسية على تجاوز بعض الصعوبات والعراقيل التي تعانيها البلاد». ويضيف في تصريح خاص لـ«القدس العربي»: «هذه الزيارة أيضا لديها أيضا بعد إقليمي خاصة ما يجري في ليبيا وهو يهم فرنسا كثيرا، وكانت تونس (بشكل أو بآخر) شريكة لفرنسا في ما حصل في ليبيا، فالتدخل الفرنسي تم بمساعدة تونسية عندما كان الباجي قائد السبسي رئيسا للحكومة، كما أن الطرفين يهمهما وضع تصورات ونقاط محددة لمستقبل ليبيا وعلاقة الدوليتين بها. وفرنسا هي طرف في التعقيدات الموجودة في ليبيا ولكنها أيضا طرف في الحل، ولكن الحل مرتبط أيضا بوجود دول الجوار خاصة تونس ومصر والجزائر، وهؤلاء الثلاثة يسعون بدورهم لحل المسألة الليبية. وعادة ما توصف بلدان المغرب العربي بـ«الحديقة الخلفية» لفرنسا التي تولي أهمية خاصة لهذه البلدان، وتسعى لتواصل نفوذها السياسي والاقتصادي والثقافي فيها كونها تُعد أيضا مدخلا للقارة الأفريقية التي تشكل أهمية استثنائية بالنسبة لفرنسا، وهذا ما يفسر الزيارة التي أداها ماكرون إلى كل من المغرب والجزائر بعد أشهر قليلة من فوزه في الانتخابات الرئاسية. ويقول الحناشي «من البديهي القول إن بلدان المغرب العربي تشكل الحديقة الخلفية لفرنسا، خاصة أن فرنسا احتلت أغلب هذه البلدان منذ القرن التاسع عشر ولفترة طويلة، وهي – بعكس بريطانيا- لديها بعد في الاستعمار ذو طابع ثقافي وهي تحافظ عليه ومستعدة أن تضحي وتقدم كل ما يمكن من عطايا من أجل المحافظة على حضورها الثقافي في منطقة المغرب العربي للحفاظ على مصالحها فيها وكون هذه المنطقة تشكل نقطة انطلاق لأفريقيا، ويجب ألا ننسى التعاون الفرنسي الجزائري للقضاء على بعض المجموعات الإرهابية في أفريقيا، وحتى ليبيا التي لم تكن مستعمرة فرنسية ولكن مصالح فرنسا فيها كبيرة جدا». ويضيف «تونس كانت دائما محطة خلفية لوجود فرنسا في ليبيا، ولذلك هي تهتم كثيرا بالوضع الحالي في تونس كونها تشكل مركزا للانطلاق نحو ليبيا التي تعاني تعثرا في موضوع الانتقال الديمقراطي، والموضوع الأمني المتعلق بالهجرة السرية والإرهاب حيث تعتبر ليبيا من أكثر المناطق الهشة التي تشكل مناخا خصبا لهاتين الظاهرتين اللتين من الممكن أن تهددا الأمن القومي الفرنسي». ويصطحب ماكرون معه وفدا كبيرا من الوزراء والسياسيين ونحو مئتي رجل أعمال، وهو ما يعني أن الزيارة ستتخذ أساسا طابعا سياسيا واقتصاديا، فيما تعول الحكومة التونسية على فرنسا في مساعدتها بتجاوز الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد منذ سنوات عدة، والتي أثرت سلبا في الوضع الاجتماعي المتوتر في البلاد. ويرى الحناشي أن زيارة ماكرون قد تسهم في معالجة ملف الديون الفرنسية المتراكمة لدى تونس، حيث تطالب تونس منذ سنوات بتحويلها إلى استثمارات في البلاد، فضلا عن تشجيع الاستثمارات الفرنسية في تونس ودعم قطاع السياحة الذي شهد انتعاشا نسبيا مؤخرا. ويقول: «ولكن، في نفس الوقت، فإن فرنسا لديها مجموعات مرتبطة بها سياسيا في تونس، ويمكن أن تؤثر في المشهد السياسي من خلال المزيد من عقلنة هذا الخطاب باتجاه فهم الظرفية التي تمر بها تونس على المستوى السياسي، والمساعدة على إنهاء مرحلة الانتقال الديمقراطي، ونحن الآن على أبواب انتخابات بلدية وتشريعية، وقد لعبت فرنسا دورا غير مباشر ولكنه مهم في قضية التوافق السياسي حيث احتضنت باريس اجتماع الشيخين (الباجي قائد السبسي وراشد الغنوشي)، فضلا زيارة رئيسي الدولة والحكومة السابقين إلى تونس في فترة حرجة جدا (عقب الاغتيالات السياسية 2013)، وبالتالي فرنسا بما تملك من ثقل في تونس، بإمكانها المساعدة إذا رأت أن مصلحتها تكمن في تدعيم الاستقرار في تونس، كما أنها ترغب بمساعدة تونس لها في حل المشكلة الليبية، كما أسلفت». وكان عدد من السياسيين التونسيين عبّروا في وقت سابق عن تفاؤلهم بانتخاب إيمانويل ماكرون رئيسا جديدا لفرنسا، ودعوا إلى فتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين خاصة في ما يتعلق بالمواضيع الاقتصادية ومكافحة الإرهاب واستقرار الوضع في ليبيا. ماكرون في تونس: عين على الاقتصاد وأخرى على ليبيا حسن سلمان: |
تيار الحكيم يخرج من تحالف العبادي بعد اشتراط الأخير تحديد المرشحين Posted: 30 Jan 2018 02:20 PM PST بغداد ـ «القدس العربي»: خرج تيار «الحكمة الوطني»، بزعامة عمار الحكيم، من ائتلاف «النصر» بزعامة رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، وقرر خوض الانتخابات المقبلة، بقائمتين منفصلتين. وأصدر ائتلاف «النصر» وتيار «الحكمة»، بيانا مشتركاً، جاء فيه: «ائتلاف النصر وتيار الحكمة قررا خوض الانتخابات النيابية التي ستجري في الـ12 من ايار/ مايو المقبل، بقائمتين انتخابيتين». وحسب البيان: «جاء ذلك بالاتفاق والتراضي بين الطرفين وتشخيصهما للمصلحة المشتركة وحسب المعطيات الفنية التي توصلا اليها». الطرفان أكدا على «استمرار تعاونهما والحرص على العلاقة الإيجابية بينهما، وشددا على ضرورة العمل على خوض حملة انتخابية نزيهة، وتهيئة أجواء سليمة لأبناء شعبنا من اجل اختيار ممثليه في مجلس النواب ومجالس المحافظات وعبر إرادته الحرة وبذل كل الجهود من أجل إنجاح هذا الاستحقاق الدستوري». «الحكمة» و «النصر»، وفق البيان «سيلتقيان بعد الانتخابات في إطار تحالفات أوسع لتشكيل الحكومة الوطنية التي تجسد طموحات وآمال شعبنا العراقي». لكن مصدرا رفيعا في ائتلاف «الفتح» بزعامة هادي العامري، كشف عن أن انسحاب «تيار الحكمة» جاء بطلب من رئيس ائتلاف «النصر» حيدر العبادي. وقال لـ«القدس العربي»، إن «العبادي اشترط على تيار الحكمة عدم ترشيح أي شخصية تابعة لهم في الانتخابات المقبلة، وأن يتولى هو مهمة تحديد المرشحين في بغداد والمحافظات، الأمر الذي لم يرق لتيار الحكمة، وعلى إثر ذلك قرر العبادي استبعادهم من ائتلافه». وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن «زعيم ائتلاف النصر يسعى إلى كسب أصوات الناخبين عن طريق اسمه ومكانته في الشارع العراقي، ولا يريد منافساً له داخل الائتلاف، لذلك فهو يرى في تيار الحكمة منافساً قوياً داخل قائمته وفي المحافظات التي ينشطون بها مثل محافظة بابل». ورجح المصدر، أن تشهد الأيام المقبلة خروج حزب «الفضيلة» من ائتلاف «النصر»، «للسبب ذاته الذي أخرج تيار الحكمة»، لافتاً إلى أن «قائمة النصر بدأت تتشظى، وأن العبادي يعكف حالياً على ترتيب أوراق ائتلاف». وأشار أيضاً إلى أن خروج تيار «الحكمة» من «النصر» لا يعني بأنه سينضم إلى ائتلاف «الفتح»، بزعامة العامري، عازياً السبب إلى إن «الائتلاف تقرر إغلاقه على 18 كيانا يمثلون فصائل المقاومة الإسلامية، ولن يوافق على انضمام أي تكتل جديد له». كذلك، اعتبر النائب عن ائتلاف دولة «القانون»، جاسم محمد جعفر، أن انسحاب تيار الحكمة من ائتلاف النصر «لا يؤثر إجمالاً» على مقاعد الأخير في الانتخابات، مشيراً إلى أن ائتلافي دولة القانون والفتح هما الأقرب للتحالف مع النصر بعد الانتخابات. وبين أن «ائتلاف النصر ما زال مثقلا بقوائم وأحزاب وشخصيات تحصد من سمعة ونجاحات رئيس الوزراء حيدر العبادي أصواتا ولا تقدم لائتلافه إلا اليسير»، داعياً ائتلاف النصر إلى «إعادة النظر بائتلافه ليكون ائتلافاً متوازناً اي من يلتحق إليه يحصد أصواتاً ويوفر له مقاعداً في البرلمان»، وفقاً لموقع «السومرية نيوز». وأضاف: «انسحاب ائتلاف الحكمة لا يؤثر إجمالا على المقاعد التي سوف يحصدها ائتلاف النصر، بل يفيده ويقوي صعود شخصيات من حزب الدعوة إلى مجلس النواب»، مبيناً أن «القلة القليلة المنضبطة المسيطرة عليها أحسن بكثير من الكثرة المنفلتة غير المسيطر عليها». وأكد أن «الانسحابات الأخيرة جعلت من ائتلاف النصر قريبا للتحالفات والائتلافات الاخرى، أو أكثر منهم بقليل مما يصعب عليه وحده تشكيل الحكومة». وتابع: «لابد لائتلاف النصر أن يفكر من الآن على تحالفات جديدة بعد الانتخابات مباشرة لضمان الاغلبية وتشكيل الحكومة». وأعتبر أن «دولة القانون والفتح قد تكونان الأقرب لائتلاف النصر، اضافة إلى قوائم كردية وعربية وتركمانية لتشكيل حكومة الأغلبية السياسية». تحالفات العبيدي أما رئيس حزب «كلنا العراق» النائب عن محافظة نينوى، عبد الرحمن اللويزي، فتحدث عن كواليس تحالف وزير الدفاع السابق خالد العبيدي مع العبادي، فيما كشف عن احتمال «انشقاقه عنه». وقال اللويزي إن «خالد العبيدي فاتحنا عبر النائب محمد عبد ربه بأن رئيس الوزراء حيدر العبادي يريدنا أن نكون جزءا من تحالفه الانتخابي (النصر)»، مبيناً: «اجتمعنا مع العبادي وتم الاتفاق على التحالف، لكن عندما ائتلف الحشد الشعبي (تحالف الفتح) مع العبادي قرر العبيدي الانسحاب»، حسب موقع «المعلومة». وأضاف: «العبيدي سافر بعد ذلك إلى خارج العراق، وعندما رجع ابلغني بأن العبادي خوله بإدارة قائمته في مدينة الموصل، لكنه غير راغب بوجودي بسبب الردود السلبية التي تلقاها عبر مواقع التواصل الاجتماعي كوني كنت أحد خصومه ابان اقالته في مجلس النواب»، متابعاً: «عندما رهن العبيدي وجوده بالقائمة بخروجي منها لم ارغب بأن أكون ضيفا ثقيلا». ولفت اللويزي إلى أنه «كان متحمسا لتشكيل تحالف وطني على صعيد محافظة نينوى والعراق»، مؤكدا في الوقت نفسه أنه «ما يزال ضمن تحالف العبادي، وقضية وجودي معهم من عدمه سيحسم خلال الأيام القليلة المقبلة». علاقة العراق مع أمريكا وإيران في الأثناء، قال محافظ نينوى السابق، أثيل النجيفي، إن الانتخابات المقبلة في حال إجرائها في بعض المناطق ستكون وسيلة لتحديد مستقبل علاقة العراق مع الولايات المتحدة وإيران، حسب تعبيره. وكتب، في منشور بصفحته الشخصية على موقع «فيسبوك»، قائلا إنه «بينما سينحصر تأثير الانتخابات في المناطق السنية على مناطقهم ووضعها الداخلي، وهو امر في غاية الأهمية لاهالي هذه المناطق، ستجرى في المناطق الشيعية لتحديد مستقبل علاقة العراق مع كل من الولايات المتحدة وإيران». وكان النجيفي قد حذر في وقت سابق، من أن تأجيل الانتخابات واستمرار الفراغ السياسي، قد يؤديان لعودة الإرهاب إلى بعض المناطق، مبيناً أن السنة سيكونون من أكبر المتضررين في حال تأجيل الانتخابات المقبلة في أيار/مايو المقبل. تيار الحكيم يخرج من تحالف العبادي بعد اشتراط الأخير تحديد المرشحين «الحكمة» و«النصر» سيلتقيان بعد الانتخابات لتشكيل الحكومة الوطنية مشرق ريسان |
باسيل يكتفي بالأسف ولا يعتذر… عون يدعو للتسامح وجعجع يرفض لغة الشارع Posted: 30 Jan 2018 02:19 PM PST بيروت- «القدس العربي» : تراجع التوتر في الشارع اللبناني نسبياً أمس بعد غزوة مناصري «حركة أمل» في اتجاه المقر الرئيسي للتيار الوطني الحر في سنتر ميرنا شالوحي في سن الفيل إثر تسريب فيديو لرئيس التيار الوزير جبران باسيل يهاجم فيه رئيس الحركة رئيس مجلس النواب نبيه بري ويصفه بـ «البلطجي»، ويرى الحل معه «بتكسير رأسه». وسُجّل جمود في الحركة السياسية أمس وغابت الحركة عن أروقة مجلس النواب حيث لم يكتمل نصاب جلسة اللجان النيابية للانعقاد فيما جلسة مجلس الوزراء ستغيب غداً بذريعة سفر رئيس الحكومة سعد الحريري إلى تركيا. ومن شأن عدم انعقاد جلسة اللجان وجلسة مجلس الوزراء أن يبرّد الاجواء ويمنع المواجهة والاحتكاك المباشر بين وزراء ونواب التيار والحركة في وقت برز موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي تعرّض للشتائم ولنزع صوره في الضاحية الجنوبية خلال التحرك الاحتجاجي لمناصري أمل. «أساء للجميع» وجاء بيان الرئيس عون ليخفّف التوتر وليعتبر أن «ما حصل على الصعيدين السياسي والامني، اساء إلى الجميع وأدى إلى تدني الخطاب السياسي إلى ما لا يليق باللبنانيين».واضاف « إن ما حصل على الأرض خطأ كبير بني على خطأ، لذلك فإني من موقعي الدستوري والابوي أسامح جميع الذين تعرضوا لي ولعائلتي، واتطلع إلى ان يتسامح ايضاً الذين اساؤوا إلى بعضهم بعض، لان الوطن اكبر من الجميع، وهو أكبر خصوصاً من الخلافات السياسية التي لا يجوز ان تجنح إلى الاعتبارات الشخصية، ولا سيما ان التسامح يكون دائما بعد اساءة». وأكد عون « إن القيادات السياسية مطالبة اليوم بالارتقاء إلى مستوى المسؤولية لمواجهة التحديات الكثيرة التي تحيط بنا، واهمها المحافظة على الاستقرار والامن والوحدة الوطنية، وعدم التفريط بما تحقق من انجازات على مستوى الوطن خلال السنة الماضية، والتي كانت من الاسباب المباشرة للرعاية الدولية التي يلقاها لبنان في المؤتمرات المرتقبة لدعم أمنه واستقراره واقتصاده ومساعدته على حل معاناة النازحين السوريين في لبنان». «لا تعليق» وفي اعقاب بيان بعبدا، اكتفت مصادر عين التينة بالقول «لا تعليق». وكان الرئيس بري الذي زاره امس الرئيس الالماني لفت إلى أنه « لن يسمح بأي شيء يهدد الاستقرار ووحدة لبنان واللبنانيين «. ونقلت محطة MTV عن مصادر الرئيس بري أن « ما يُحكى عن مهل للاعتذار أو الاستقالة من الحكومة غير دقيق «. لكن مقرّبين من رئيس المجلس النيابي كانوا إعتبروا أن إعتذار الوزير باسيل لم يعد كافياً وذهبوا إلى حد المطالبة بإستقالته.ورأى أمين سر كتلة التنمية والتحرير النائب انور الخليل « ان مواقف باسيل تعرقل وتهدد الاستقرار والسلم الاهلي والامر لا يستقيم بالاعتذار بل بمراجعة منهجية لشخصية لا مكان لها في زمن السلم»، داعياً باسيل إلى الاستقالة. وقال النائب علي بزي «ربما تكون لباسيل مصلحة بتأجيل الانتخابات وهو يريد تطييرها لأنه رأى أن حسابات الحقل لا تتطابق مع حسابات البيدر، وحتى اعتذاره لا يكفي». ونُقل عن مصادر في قوى 8 آذار أن «عدم صدور اعتذار علني عما صدر عن الوزير جـبران باسيل يعني أن لا حكـومة ولا عهـد». لا اعتذار غير أن رئيس التيار الوطني الحر ليس في وارد الاعتذار وهو يكتفي بما صدر عنه من أسف عن استخدام عبارات في لقاء مغلق ليست من أدبياتنا واخلاقياتنا.ويرى مناصرو التيار في طلب الاعتذار نوعاً من خضوع مرفوض.وبعد اجتماع طارىء لتكتل التغيير والاصلاح برئاسة باسيل في المقر الرئيسي للتيار قال أمين سر التكتل النائب ابراهيم كنعان « نعاهد اللبنانيين بالاستمرار بمشروع الانجازات واي ارادة لتعطيل هذه المسيرة لن يكتب لها النجاح لانها ستواجه بتصميم منا ومن اللبنانيين».واضاف « التسريب الذي حصل للفيديو تم استدراكه من دون طلب من أحد وعبّر الوزير باسيل بوقتها عن اسفه ونحن نتجاوب مع مطلب الرئيس عون بالتسامح ولكن الكرامات بالتساوي «. الى ذلك، فإن المراجع الأمنية طمأنت إلى أن الشارع لن يفلت ولن تتطوّر الأمور إلى صدامات لأن الكل مدرك مخاطر اللعب بالوضع الامني.وشددت هذه المراجع على الاستقرار انطلاقاً من حرص الرئيس بري نفسه. جعجع تزامناً ، رفض رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع «ما حصل الاثنين من قطع طرق واحتجاجات.وقال في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي « لقد آلت «القوات اللبنانية» على نفسها منذ بداية ازمة مرسوم الأقدمية ان تبقى بعيدة من السجالات إيماناً منها بضرورة إبقاء الإشكاليات القائمة محصورة وحلّها في اضيق اطر سواء كانت دستورية او قانونية او سياسية. وهذا ما فعلته «القوات» بعد الكلام الذي سُرّب عن وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، باعتبار ان المواقف العالية النبرة في ظروف مماثلة لا تعمل إلا على صبّ الزيت على النار، وهذا ما لا نريده في اي حال من الأحوال.لكننا كحزب «قوات لبنانية» لا نستطيع ابداً التغاضي او السكوت عمّا جرى البارحة في شوارع بيروت والمتن». واضاف جعجع « ان تقديرنا لرئيس مجلس النواب نبيه بري معروف، ومعروف جداً، لكن هذا شيء، واللعب بالانتظام العام والنيل من الاستقرار في لبنان والعبث بالأمن شيء آخر مختلف تماماً. فبغض النظر عن رأينا او تقييمنا لما قاله باسيل، وبغض النظر عن علاقتنا وتقديرنا للرئيس بري، لا نستطيع ان نقبل ما حصل البارحة، لأنه انتهاك صريح لمنطق الدولة ووجودها. انه تعد مباشر على حقوق المواطنين الذين لا ذنب لهم في كل ما جرى ويجري. انه ردّة فعل حيث لا يجب ان تكون وحيث لا يجب ان يسمح اي طرف منّا لنفسه بالذهاب إلى هذا الملعب بمعزل عن الضيم المشكو منه». وطالب رئيس القوات « الأجهزة القضائية والأمنية بوضع يدها بمنطق عادل وسليم، منطق دولة فعلي على حوادث البارحة، واتّخاذ كل الإجراءات اللازمة لكي لا يتكرر انتهاك الأمن والاستقرار ووجود الدولة في لبنان عند كل حدث او ازمة سياسية»، مشيراً إلى «ان هيبة الدولة ستسقط اذا كانت مقتصرة على استدعاء بعض الصحافيين عند افتراض القضاء انهم تجاوزوا الخطوط الحمر». وختم «المطلوب وبإلحاح ان تبقى الصراعات السياسية بعيداً من لغة الشارع وعن تهديد الاستقرار السياسي والانتظام العام في البلاد، وان تبقى المؤسسات الملاذ الأول والأخير لمعالجة الأزمات السياسية، فلغة الحوار تبقى الوسيلة الوحيدة لحل خلافاتنا وازماتنا. فقد نجحت لغة العقل في لبنان في تجنيب البلد الحروب التي شهدتها وتشهدها المنطقة، والحفاظ على هذه اللغة يُشكّل المدخل الأساس للخروج من اي ازمة، لأن التجربة علّمت الجميع، بان الاستقرار مصلحة مشتركة وان الأزمات تصيب الجميع ولا توفر احداً ». باسيل يكتفي بالأسف ولا يعتذر… عون يدعو للتسامح وجعجع يرفض لغة الشارع أوساط «أمل» تطالبه بأكثر من اعتذار وإلا «لا حكومة ولا عهد» سعد الياس |
قيادي في الشعبية لـ «القدس العربي»: اللجنة الوطنية لدعم المصالحة تعقد مؤتمرها الأول السبت المقبل وفعاليات جماهيرية ضاغطة لإنهاء الانقسام Posted: 30 Jan 2018 02:19 PM PST غزة ـ «القدس العربي»: قال قيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لـ «القدس العربي»، إن مؤتمرا شعبيا سيعقد للجنة الوطنية لدعم المصالحة يوم السبت المقبل، من أجل التوافق على خطة تهدف إلى الدفع باتجاه إنهاء الانقسام السياسي بشكل كامل، تسبقه فعاليات شعبية سيبدأ فصيله تطبيقها على الأرض، بهدف «الضغط» على حركتي فتح وحماس لإنجاز المصالحة. وقال هاني الثوابتة عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية، إن اللجنة الوطنية لدعم المصالحة، التي شكلت قبل شهرين تقريبا، ستعقد مؤتمرها الأول في مدينة غزة، لافتا إلى أن دعوات بهذا الخصوص ستوجه لكل الفصائل والمؤسسات الوطنية والتجمعات الشبابية، وللشخصيات الوطنية ولاتحادات المرأة، للحضور والمشاركة في المؤتمر. وأوضح أن هذه اللجنة التي توافقت على تعيين جميل مزهر، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، منسقا لها، تضم كل الفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاق المصالحة في القاهرة، عدا حركتي فتح وحماس. وأشار إلى أن اللجنة تأتي في إطار «الجهد الوطني» لدعم المصالحة وإنهاء الانقسام، مؤكدا أن هذه الخطوة سترافق أيضا بـ»ضغط شعبي وجماهيري» لتطبيق المصالحة. وأضاف الثوابته «الخطوة المقبلة ستكون من خلال التسلح بالقوة الشعبية والجماهيرية، من أجل إحداث ضغط يحرز تقدم في ملف المصالحة». وأشار إلى أن منسق اللجنة أجرى في الأيام الماضية اتصالات مع المسؤولين المصريين المشرفين على ملف المصالحة، وباركوا الخطوات التي تنوي اللجنة تنفيذها. كذلك عقد منسق اللجنة اجتماعات منفردة مع مسؤولين من الحكومة الفلسطينية، وآخرين من حركة حماس، بحث خلالها سبل الخروج من المأزق الحالي الذي يعيق تقدم المصالحة، وتسهيل مهمة «تمكين» الحكومة في غزة. وتواجه عملية تطبيق المصالحة حاليا تحديات كبيرة، بسبب الخلاف بين حركتي فتح وحماس حول كيفية تطبيق البنود التي جاءت في اتفاق 12 اكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وبسبب ذلك لم تعلن حكومة التوافق حتى اللحظة انتهاءها من عملية «التمكين» واستلام كامل الأمور في قطاع غزة، وهو ما حال دون الدخول في المرحلة الثانية من اتفاق المصالحة، الذي ينص على بحث تشكيل حكومة وحدة وطنية، والتوافق على موعد للانتخابات العامة، ودخول حماس والجهاد في منظمة التحرير الفلسطينية. ويأتي البطء الحاصل في تنفيذ الاتفاق، رغم تأكيد قادة الحركتين «فتح وحماس» حرصهما على الاستمرار في العملية إلى نهايتها، وفي ظل غياب الراعي المصري عن استضافة حوارات جديدة للمصالحة بين الفريقين، حيث تسبب ذلك في تأجيج مشاكل المحاصرين خاصة الاقتصادية. إلى ذلك أشار القيادي في الجبهة الشعبية، الى أن تنظيمه سيشرع بدءا من يوم غد الخميس، بتنظيم فعاليات جماهيرية، ضمن خطة جرى إعدادها مسبقا تشمل كافة مناطق قطاع غزة، للضغط باتجاه تحريك ملف المصالحة. ومن المقرر أن تكون أولى الفعاليات الشعبية شمال قطاع غزة، من خلال وقفة جماهيرية حاشدة. وقال إن هدف الوقفة «إيصال رسالة الجماهير الشعبية الرافضة لكل أشكال الفساد والتهميش للقطاع والتعديات على الحقوق المدنية والحياتية والإجراءات العقابية بحق المواطنين». وحذر الثوابتة من تدهور «الوضع المعيشي» في قطاع غزة، وما أعقب ذلك من «إجراءات ظالمة» طالت القطاع الصحي، واعتبرها «مقدمة لتدمير كامل لمقومات الحياة». وطالب بـ «تحييد» قطاع الصحة «التجاذبات السياسية»، داعيا الحكومة الفلسطينية لـ «الوقوف عند مسؤولياتها تجاه القطاع وتوفير كافة الاحتياجات اللازمة لجميع القطاعات وفي مقدمتها قطاع الصحة والخدمات وإعادة تأهيل البنية التحتية». وحمل مؤسسات المجتمع الدولي جزءاً من المسؤولية عما آلت إليه الأمور في القطاع «نتيجة صمتها على استمرار الحصار الصهيوني والأوضاع المأساوية التي وصل إليها القطاع». وطالب هذه المؤسسات بـ «التدخل الفوري العاجل» لإنقاذ القطاع عبر فك الحصار وفتح المعابر، مشيراً الى أن الوضع لا يحتمل المزيد من الوقت، مضيفا «من العار الصمت على هذا القتل البطيء لأبناء الشعب الفلسطيني أمام مرأى ومسمع العالم دون أن يحرك أحد ساكناً». جاء ذلك في الوقت الذي واصلت فيه وزارة الصحة في غزة، تحذيراتها من توقف العديد من المستشفيات والمراكز الصحية في قطاع غزة، بعد توقف العمل في مشفى بيت حانون شمال قطاع غزة، بسبب أزمة نفاد الوقود اللازم لتشغيل مولدات الطاقة. وقالت أمس إن أزمة الوقود الحالية، دفعتها لاتخاذ «إجراءات تقشفية قاسية» لإطالة أمد عدد من خدماتها الصحية الحساسة، لافتا إلى أن الأزمة وضعتها أمام «خيارات مؤلمة» لم تشر إليها. وكانت الحكومة الفلسطينية وحركة حماس قد تبادلتا الاتهامات حول الجهة المسببة لهذه الأزمة التي تنعكس سلبا على حياة مرضى القطاع. قيادي في الشعبية لـ «القدس العربي»: اللجنة الوطنية لدعم المصالحة تعقد مؤتمرها الأول السبت المقبل وفعاليات جماهيرية ضاغطة لإنهاء الانقسام أشرف الهور: |
حماس تهاجم المبعوث الأمريكي وتتهمه بخلق حالة «عدم استقرار» في المنطقة Posted: 30 Jan 2018 02:18 PM PST غزة ـ «القدس العربي»: قالت حركة حماس إن مبعوث الإدارة الأمريكية للمنطقة جيسون غرينبلات، يعمل على خلق حالة من «عدم الاستقرار» في المنطقة، وذلك بعدما جدد المسؤول الأمريكي انتقاداته للحركة، بقوله إنها «تقوض» فرص نجاح غزة، من خلال بناء «الأنفاق». وقال فوزي برهوم المتحدث باسم الحركة في تصريح صحافي مهاجما غرينبلات، إن تصريحاته «عنصرية مضللة»، هدفها الترويج لرواية الاحتلال وتبرير الحصار المفروض على غزة. وأضاف أن التصريحات الجديدة للمبعوث الأمريكي تكشف الدور الحقيقي لإدارته في «تشجيع العنف ضد الفلسطينيين وخلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة». جاء ذلك بعدما جدد غرينبلات هجومه ضد حماس، وقال إنها «تقوض فرص غزة للنجاح»، ببناء نفق تحت المعبر التجاري، الذي ينبغي أن يكون «قناة نحو اقتصاد أفضل». وحسب المبعوث الأمريكي فإن تكاليف النفق بلغت ما يقارب من 5.9 مليون دولار «من أموال الشعب في غزه»، بالإضافة إلى خسائر سببها إغلاق المعبر نتيجة لذلك. وعمل من جديد على التحريض على حماس، بالقول إن غزه تحتاج إلى «خيارات وتمكين من جانب حماس» ووقف استثمار الأموال فيما وصفها بـ»الكراهيه والعنف» وبدء الاستثمار في «مستقبل حقيقي للفلسطينيين في غزة». وكان غرينبلات قد زار مناطق حدود غزة قبل يومين، ووجه بعد زيارته لأحد الأنفاق المكتشفة انتقادات حادة لحركة حماس. يشار إلى أن تصريحات غرينبلات سبقها تأكيد وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الذي تطرق إلى عدد من المواضيع في افتتاح جلسة كتلة حزب «اسرائيل بيتنا،» من بينها الأنفاق، مؤكدا أن حكومته مصممة على تدمير جميع الأنفاق التي تمر من قطاع غزة إلى إسرائيل. إلى ذلك تراجعت إسرائيل عن رواية سقوط صاروخ جديد أطلق من قطاع غزة فجر أمس، في منطقة «شاعر هنيغف»، القريبة من الحدود. وقال ناطق بلسان جيش الاحتلال إنه لم يعثر على أي صواريخ في تلك المنطقة، بعد عملية التمشيط الواسعة التي امتدت حتى ساعات الصباح الباكر، وإن التقديرات تشير الى انه لم يكن بالأساس هناك أي عمليات إطلاق صواريخ من غزة. وسبق سقوط الصاروخ أن أطلقت في المنطقة صافرات الإنذار، لتحذير السكان من خطر سقوط الصاروخ. وذكرت مصادر عسكرية في إسرائيل، أنه منذ اعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، القدس عاصمة لإسرائيل، وما صاحبه من انفجار موجة غضب فلسطينية، أطلق من قطاع غزة نحو البلدات الحدودية نحو 30 صاروخا نصفها سقط داخل حدود القطاع. حماس تهاجم المبعوث الأمريكي وتتهمه بخلق حالة «عدم استقرار» في المنطقة بعد تجديده الاتهامات للحركة بتقويض فرص نجاح غزة |
ارتفاع غير مسبوق بنسبة الطلاب الفلسطينيين في جامعات وكليات إسرائيل Posted: 30 Jan 2018 02:18 PM PST الناصرة – «القدس العربي»: رغم السياسات والممارسات العنصرية الإسرائيلية التي تطاول كل نواحي الحياة، يواصل فلسطينيو عام 1948 ، 17% من السكان في إسرائيل، مراكمة إنجازاتهم التعليمية والتطور كما وكيفا. وكشف مجلس التعليم العالي أمس أن عدد الطلاب الفلسطينيين في إسرائيل للقب الأول في الجامعات والكليات الأكاديمية في السنوات السبع الأخيرة زاد بنسبة% 60 ،أما مجمل الطلاب العرب الفلسطينيين في إسرائيل بكل الألقاب فقد ارتفع في الفترة ذاتها بنسبة %78وقفز من 26 ألف طالب عام 2010 إلى 47 ألف طالب في 2017 . وحسب المعطيات الرسمية فقد ارتفعت نسبة الطلاب العرب في الجامعات الإسرائيلية للقب الأول في الفترة ذاتها من %10 إلى % 16 ،أما نسبة الطلاب العرب للقب الماجستير فارتفعت من6 % إلى %13 وكذلك نسبتهم من مجمل الدارسين للقب الدكتوراة فقد ارتفعت الى60 % وقفزت من %3.9 إلى %6.3 . وتبلغ نسبة الدارسين في علوم الطب والتمريض من مجمل الطلاب العرب%32 وهذه مساوية لنسبة الطلاب اليهود في هذا المجال. ويبدو أن ارتفاع نسبة العرب في هذا المجال مرتبط بالطلب الكبير على الأطباء والممرضين، ولأنهم في هذا المجال بالذات لا يصطدمون بالأبواب الموصدة على خلفية عنصرية حينما يتوجهون للعمل. وهناك نسبة كبيرة من الطلاب العرب يدرسون التربية ومواضيع تؤهلهم للتعليم، لكن المعطيات تشير لوجود كساد في هذا المجال، إذ أن نحو 15 ألف معلم عربي عاطلون عن العمل اليوم. وعلى خلفية ذلك على ما يبدو تشير المعطيات الى أن هناك ارتفاعا كبيرا بنسبة الطلب على مواضيع الهندسة، والرياضيات، والعلوم الطبيعية والأعمال. ويستدل من المعطيات أن الفئة السكانية التي ما زالت أقل إقبالا على التعليم الجامعي هم بدو النقب حيث أن 850 طالبا فقط يدرسون منهم في الجامعات، وهذا مرتبط بعدة أسباب منها وربما أبرزها فقدان البنى التحتية بالكامل في 45 قرية لا تعترف بها إسرائيل، وهي محرومة من الماء والكهرباء والمدارس والعيادات وغيرها. ويرى مدير وحدة التعليم في كلية « غفعات حبيبة « سامر عثامنة أن الارتفاع الكبير بنسبة الطلاب العرب للقبي الماجستير والدكتوراة مرده مشاكل كبيرة في الحصول على مصادر عمل. ويقول لـ «القدس العربي» إن الطلاب العرب يسعون لتسلق الجدران الملساء ومنافسة نظرائهم اليهود في سوق العمل من خلال التفوق والمنافسة في تحقيق مكاسب علمية عالية. كما يشير الى أن الكثير من حاملي اللقب الأول ظلوا بدون عمل، ولذلك عادوا للجامعة للحصول على اللقب الثاني بحثا عن أفق جديد. في المقابل فإن نسبة المحاضرين العرب الفلسطينيين في طواقم المؤسسة الأكاديمية في إسرائيل ما زالت متدنية جدا ولا تتجاوز الـ %3 نتيجة تغلغل التمييز العنصري في الجامعات الإسرائيلية أيضا. ارتفاع غير مسبوق بنسبة الطلاب الفلسطينيين في جامعات وكليات إسرائيل |
منظمات دولية تحذر من تداعيات هدم مدرسة في القدس وأكثر من 60 مؤسسة تعليمية في فلسطين معرضة للهدم Posted: 30 Jan 2018 02:17 PM PST رام الله – «القدس العربي»: حذرت جمعية إنقاذ الطفل والمجلس النرويجي للاجئين ومنظمة العمل ضد الجوع من تنفيذ سلطات الاحتلال الإسرائيلي تهديدها بهدم مدرسة المنطار، في مديرية ضواحي القدس شرق السواحرة، وترك الأطفال الفلسطينيين المستفيدين منها بدون تعليم. وأوضحت هذه المؤسسات في بيان مشترك أن مدرسة ابتدائية فلسطينية تم بناؤها بتمويل من المانحين الأوروبيين تواجه تهديداً وشيكاً بالهدم من قبل السلطات الإسرائيلية، بعد أن رفضت محكمة العدل العليا الإسرائيلية عريضة تطالب بحمايتها. وعانت هذه المدرسة بالفعل من النزوح وتدمير الممتلكات في الماضي، وهي الوحيدة التي تخدم مجتمع المنطار البدوي على أطراف القدس الشرقية في المنطقة المصنفة «ج» من الضفة الغربية. وهددت سلطات الاحتلال المدرسة بالهدم ابتداء من الأول من يناير/ كانون الثاني الحالي فصاعدا، عقب انتهاء أمر قضائي يحميها من الهدم. ويتلقى التعليم في المدرسة حاليًا 33 طالبًا، تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاما، ولكن من المفترض توسيع نطاقها لتستوعب أكثر من سبعين طالبًا هذا العام. ويأتي التهديد الأخير بعد أن كشفت أرقام جديدة جمعتها منظمات إنسانية عن وجود 61 مدرسة في الضفة الغربية لديها أوامر هدم أو وقف عمل من قبل السلطات الإسرائيلية. وفي حالة هدم مدرسة المنطار سيجبر العديد من الأطفال على ترك التعليم، حيث تبعد المدارس الأخرى عن مناطق سكنهم عدة كيلومترات ولا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق السير على الأقدام، أو استخدام الدابة. وقضت محكمة العدل العليا الإسرائيلية في 27 ديسمبر/ كانون الأول الماضي أن المدرسة عبارة عن محاولة «لإيجاد حقائق على الأرض»، على الرغم من خدمتها الأساسية والجوهرية للمجتمع. وقالت مديرة المجلس النرويجي للاجئين في فلسطين كيت أوروركي، إن «الهجمات على مدارس الضفة الغربية هي إحدى العناصر العديدة التي تشكل البيئة القسرية التي تدفع الفلسطينيين إلى الخروج من أراضيهم لإفساح الطريق أمام التوسع الاستيطاني الإسرائيلي». وأضافت ان «المحاكم الإسرائيلية تهدد بهدم هذه المدرسة، لأنها تزعم أنها تخلق «حقيقة على الأرض»، ولكن الواقع هو أن هذه الحقيقة يتم إنشاؤها من قبل المستوطنات غير الشرعية، وليس من قبل المدارس الفلسطينية، التي هي ضرورية لضمان حق الطفل الفلسطيني الأساسي في التعليم». وأوضح مدير منظمة العمل ضد الجوع في فلسطين، غونزالو كودينا: «المدارس الفلسطينية القائمة حاليا مكتظة، والسلطات الإسرائيلية لا تصدر تصاريح البناء المطلوبة للمجتمعات الفلسطينية مثل تلك الموجودة في المنطار والآن بعد أن تعرضت مدرسة ممولة من المانحين مرة أخرى لخطر الهدم، يجب أن نطرح سؤالا: أين يمكن لهؤلاء الأطفال الدراسة بأمان؟» . وحسب بيان المؤسسات الثلاث، يواجه الأطفال الفلسطينيون في الضفة الغربية تهديدات لا حصر لها لمجرد محاولة الوصول إلى المدرسة، والتمتع بحقهم الأساسي في التعليم، وتشمل هذه التهديدات: العنف والمضايقة من المستوطنين أو الجنود الإسرائيليين في طريقهم إلى المدرسة والنشاط العسكري في مدارسهم أو حولها، والعسكريين أو الشرطة الذين يلقون القبض عليهم ويحتجزون أطفالاً من فصولهم وضياع الوقت، بسبب إغلاق منطقة عسكرية أو منطقة تأجيج والتأخيرات التي تحصل عند عبور نقاط التفتيش والتهديدات بتدمير وهدم المدارس، وأوامر وقف العمل. وقالت مديرة منظمة إنقاذ الطفل في فلسطين جينيفر مورهيد: إن حق الأطفال الأساسي في التعليم يتعرض لتهديد متزايد، وفي حالة المنطار، وهي جماعة نائية وضعيفة جدا تمكّن الأطفال وخاصة الفتيات من الذهاب إلى المدرسة للمرة الأولى، أما الآن فيواجه الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات رؤية هدم مستقبلهم أمام أعينهم، فيجب حماية هذه المساحات الآمنة المخصصة لتعلم الأطفال وليس تدميرها. وأضافت «على الصعيد العالمي، نرى المزيد والمزيد من الحكومات التي وقعت على إعلان المدارس الآمنة، ومع ذلك ما زالت المدارس الفلسطينية تواجه تهديدات متزايدة. وندعو الحكومات والجهات المانحة الدولية على وجه السرعة إلى زيادة الضغط الدبلوماسي على الحكومة الإسرائيلية لحماية حق الفلسطينيين في التعليم ومنع هدم ومصادرة البنية التحتية للمدارس». وأفادت المنظمات «ان أعمال الهدم هذه تنتهك القانون الدولي الإنساني، والحق الأساسي للأطفال في التعليم، كما تقوض مباشرة أعمال المجتمع الدولي، التي تتمثل بتقديم المساعدة للسكان الفلسطينيين المحتلين لضمان وصول الأطفال إلى المدرسة». منظمات دولية تحذر من تداعيات هدم مدرسة في القدس وأكثر من 60 مؤسسة تعليمية في فلسطين معرضة للهدم |
تقرير دولي: 500 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي بسبب الصراعات واليمن على رأس القائمة Posted: 30 Jan 2018 02:17 PM PST نيويورك (الأمم المتحدة) «القدس العربي»: قدم برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) إلى مجلس الأمن الدولي تقريراً مشتركاً تحت عنوان «الأمن الغذائي للمناطق التي تشهد حالات صراع». أشار إلى استمرار تدهور الأمن الغذائي في البلدان المنكوبة بالنزاعات. ودعا التقرير إلى بذل مزيد من الجهود الإنسانية لتزويد هذه البلدان بالإغاثة الغذائية، وشدد على ضرورة دعم سبل كسب العيش. ويغطي هذا التقرير انعدام الأمن الغذائي في 16 بلدا منها اليمن وسوريا ولبنان (لوجود اللاجئين السوريين) والعراق والسودان وجنوب السودان والصومال. وقد لاحظ التقرير أن ربع السكان أو أكثر، في حوالي نصف هذه الأماكن، يواجهون مستويات جوع أو حالات طوارئ من الجوع (حسب المقياس العالمي للأمن الغذائي). وتصدرت اليمن قائمة هذه البلدان التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي، ووصل عدد المتأثرين إلى ما يقرب من 17 مليون شخص (أي ما يعادل 60 بالمئة من السكان)، وتلاها جنوب السودان (4.8 مليون شخص أي حوالي 45 بالمئة) وبعد ذلك سوريا (6.5 مليون شخص أي ما يعادل 33 بالمئة من السكان) ويليها لبنان (حوالي المليوني شخص أي ما يعادل 33 ٪ من السكان بسبب وجود أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين. وحذر التقرير من تأثر بلدان أخرى مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية بسبب انعدام الأمن الغذائي في الدول المجاورة. ويواجه حوالي 7.7 مليون شخص (أي 11 ٪ من عدد السكان) مستويات حالات طوارئ من الجوع. وكذلك في السودان ( 4 ملايين شخص)، والعراق (3.2 مليون شخص). وحسب التقرير فإن الصراع من العوامل المشتركة التي تقوض الأمن الغذائي في جميع هذه البلدان، وهو السبب الرئيسي وراء عودة ارتفاع مستويات الجوع العالمية بعد عقود من الانخفاضات المطردة. وحسب تقييمات الأمم المتحدة للأمن الغذائي العالمي، فقد وصل عدد المتضررين من الصراعات حوالي 500 مليون شخص. ويعكس التحديث الجديد الذي قام به كل من منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي توافق الآراء من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة والأمن الغذائي والتغذية، على أن تدمج أنشطة دعم سبل العيش المرنة مع جهود بناء السلام وحل النزاعات. وذكر التقرير أن الاستثمار في الأمن الغذائي يمكن أن يعزز الجهود الرامية إلى منع نشوب الصراعات وتحقيق السلام المستدام. والدول الست عشرة التي يغطيها التقرير هي: أفغانستان، وبوروندي، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وغينيا ـ بيساو، وهايتي، والعراق، ولبنان (لوجود اللاجئين السوريين)، وليبريا، ومالي، والصومال، وجنوب والسودان، والسودان، وسوريا، وأوكرانيا، واليمن، بالإضافة إلى منطقة حوض بحيرة تشاد. تقرير دولي: 500 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي بسبب الصراعات واليمن على رأس القائمة عبد الحميد صيام |
وفد من بغداد يصل أربيل لتدقيق رواتب عدد من وزارات كردستان Posted: 30 Jan 2018 02:16 PM PST بغداد ـ «القدس العربي»: طالب وزير التربية في حكومة إقليم كردستان، بيشتوان صادق، أمس الثلاثاء، الحكومة الاتحادية في بغداد، بتوزيع رواتب منتسبيها والكوادر التدريسية، والمعلمين والعاملين بصفة عقود. ونقل بيان عن الوزير قوله، إن «الوزارة قد هيأت جميع التحضيرات، وقدمت جميع التسهيلات للجنة التدقيق القادمة من بغداد من أجل ان تتمكن بأسرع وقت في إتمام أعمالها بلا عوائق». وأضاف: «وزارة التربية أكبر وزارة في حكومة إقليم كردستان، واذا لم يتم الإسراع في تدقيق الرواتب فإن العملية سوف تستغرق وقتا كثيرا، وهو أمر غير جيد». ووصل وفد يمثل لجانا فنية من الحكومة الاتحادية، أمس الثلاثاء، إلى محافظة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، لتدقيق قوائم رواتب وزارات التعليم العالي والتخطيط وعدد من الوزارات الأخرى. وكانت وزارة المالية العراقية، أمرت بصرف 250 مليار دينار عراقي لدفع رواتب موظفي إقليم كردستان، في وزارتي الصحة والتربية. في المقابل، دعا جون سليفان، نائب وزير الخارجية الأمريكي، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إلى مواصلة التعاون مع رئيس حكومة إقليم كردستان، نيجرفان بارزاني. وجاء في بيان صدر عن الخارجية الأمريكية، في ختام الزيارة التي قام بها سليفان إلى العراق، يومي 29 ـ 30 يناير/كانون الثاني، أن الدبلوماسي الأمريكي دعا العبادي إلى «مواصلة العمل مع كل من رئيس حكومة كردستان العراق بارزاني ونائبه قباد طالباني من أجل التوصل إلى اتفاقات حول مسائل تمس حياة المواطنين مثل دفع الرواتب وإعادة المطارات الدولية إلى العمل واستئناف رحلات جوية منها في إطار الدستور العراقي». كما أكد سليفان، لرئيس الوزراء العراقي «دعم واشنطن لجهود الإعمار وتحفيز الاقتصاد في العراق، وبحث معه تطوير العلاقات بين البلدين»، حسب بيان صدر عن مكتب العبادي. والتقى نيجرفان بارزاني، العبادي في بغداد في المرة الأولى منذ استفتاء 25 سبتمبر/أيلول حول استقلال كردستان، الذي وصفته بغداد بـ«غير الشرعي» والذي تسبب بأزمة حادة بين الحكومة الاتحادية والإقليم. وأعلنت الخارجية الأمريكية، أن نائب الوزير سوليفان ووفده بحث، أيضاً في أربيل مع نيجيرفان بارزاني ونائبه، العلاقة بين بغداد والإقليم. وحسب البيان، أكد سوليفان مجددا «دعم الولايات المتحدة لإقليم كردستان العراقي كجزء من عراق موحد». وقال نائب إن «الحكومة الأمريكيه تشجع على المناقشات العملية الاخيرة»، ودعا إلى «استمرار المشاركة بين أربيل وبغداد في القضايا الرئيسية». كما ناقش نائب الوزير، وبارزاني، حسب البيان، «أهمية إجراء «الإصلاحات اللازمة لجذب استثمارات القطاع الخاص في إقلیم كردستان وباقي العراق». وبدأت العلاقة المتأزمة بين بغداد وأربيل بالإنفراج تدريجياً، الأمر الذي لاقى ترحيباً لدى اللجنة المالة البرلمانية. وقال عضو اللجنة النائب سرحان أحمد، إن «هنالك جدية ورغبة من قبل طرفي الحوار في بغداد واربيل لحل المشكلات والخلافات العالقة بينهما»، معربا عن امله بـ«الوصول إلى اتفاق بين الطرفين يسمح بفتح المطارات والمنافذ الحدودية». واضاف أحمد، وهو نائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني، في تصريح صحافي، إن «الموازنة في نصوصها تشير إلى حصة إقليم كردستان وكمية التصدير من النفط وهي حصة ثابتة بالموازنة»، مشيراً إلى أن «الحصة الحالية المسجلة بالموازنة لتصدير النفط من الإقليم هي 250 الف برميل يوميا بعدما كانت 550 الف برميل يوميا بالموازنة السابقة، على اعتبار ان ماتبقى من النسبة وهي 300 الف برميل الخاصة بمحافظة كركوك قد اصبحت ضمن سيطرة الحكومة الاتحادية». وأكد أن «هنالك مفاوضات ومباحثات جادة تجري بين بغداد واربيل لحسم جميع الخلافات الموجودة بالموازنة ومن بينها نسبة الإقليم». وفد من بغداد يصل أربيل لتدقيق رواتب عدد من وزارات كردستان واشنطن تحثّ العبادي على التواصل مع بارزاني |
مقتل صياد سنغالي يربك من جديد العلاقات بين موريتانيا والسنغال Posted: 30 Jan 2018 02:15 PM PST نواكشوط – «القدس العربي»: استمرت أمس في موريتانيا والسنغال علامات ارتباك في العلاقات سببها مقتل صياد تقليدي سنغالي قبل يومين بأيدي خفر السواحل الموريتانية، وذلك برغم أن رئيسي البلدين ناقشا الموضوع في أديس أبابا واتفقا على إطفائه. فلم تهدأ بعد النفوس لحد مساء أمس في مدينة سنلويس السنغالية التي ينحدر منها القتيل فالو چاخاتي المنتمي لمجموعة صيادي «كت أندر» السنغالية العريقة التي تمارس منذ قرون أنشطة الصيد في مياه كانت دولية وتحول معظمها بعد ظهور الدول، إلى مياه إقليمية موريتانية يمنع الصيد فيها من دون ترخيص. وانقطع الصيادون السنغاليون التقليديون عن الصيد في المياه الموريتانية السنة قبل الماضية بعد أن توقف الجانب الموريتاني عن تجديد الرخص التي كانوا يصطادون على أساسها ضمن سياسة جديدة أكدت الحكومة الموريتانية أن هدفها حماية الثروة البحرية. واستمرت تظاهرات الاحتجاج في مدينة سنلويس السنغالية طوال يوم الاثنين ونهب المحتجون محال تجارية يملكها موريتانيون ووجدت قوات الأمن السنغالية صعوبات كبيرة في تهدئة المحتجين الغاضبين. ووقعت الحادثة بينما كان الرئيسان الموريتاني محمد ولد عبد العزيز والسنغالي ماكي صال في أديس أبابا مشاركين في قمة الاتحاد الأفريقي، ما منحهما فرصة للحديث عن هذه القضية والاتفاق على إجراءات إطفائها قبل أن تخرج عن السيطرة كما وقع عام 1989 في حادثة دموية بدأت بخلاف بسيط على مستوى الحدود بين منمين ومزارعين. وأكد الرئيس السنغالي ماكي صال في تصريح بثه التلفزيون الرسمي أمس «إرادة السنغال الراسخة في اتخاذ خطوات من شأنها ضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث». وقال الوزير المكلف بالاتصال في الرئاسة السنغالية الحاج حاميدو كاسي في تغريدة نشرها على حسابه على تويتر إن «الرئيس ماكي صال أجرى محادثات مع الرئيس الموريتاني على هامش القمة الأفريقية بأديس أبابا.» وذكرت مصادر صحافية موريتانية «أن الحكومة السنغالية عززت أسطول قواتها البحرية بسفينة مراقبة على الحدود مع المياه الإقليمية الموريتانية، وذلك بعد حادثة مقتل الصياد». ووصلت جثة الصياد السنغالي المقتول إلى العاصمة نواكشوط، حيث يتوقع أن تخضع للتشريح، في مكان لم يتفق الطرفان عليه وهل سيكون في نواكشوط أم بالعاصمة السنغالية داكار. وأبلغت البحرية الموريتانية الجانب السنغالي أن إطلاق الرصاص باتجاه قارب الصيد كان يهدف إلى تعطيل القارب ولم يكن هدفه إصابة الصيادين. وأكدت البحرية الموريتانية «أن القارب السنغالي الذي يقل صيادين سنغاليين عبر إلى المياه الإقليمية الموريتانية ولم يستجب للتحذيرات». وأكد الباحث إسماعيل الشيخ سيديا الخبير في الشئون الأفريقية «خروج مظاهرات احتجاجية من قرية الصيادين في «گي اندر» متداخلة المنازل، للتنديد بموت صياد شاب في التاسعة عشرة من عمره يدعى فالو چاخاتي بأيدي القوات البحرية الموريتانية في المياه الإقليمية الموريتانية». وقال «يرجح توقيف بقية الصيادين في القارب المخالف والمملوك للمدعو سيدنا سك وعددهم ثمانية من طرف خفر السواحل بحامية اندياگو الموريتانية». وأوضح الخبير «أن المظاهرات التي وقعت في سنلويس لم تكن الأولى من نوعها كما أن الحادث البحري لم يكن الأول من نوعه، فالصيادون السنغاليون طالما تجاوزوا الحظر واستسمكوا حيث يجدون ضالتهم منذ الأزل، فالاتفاقية الثنائية المتعلقة بالصيد التقليدي بين البلدين معطلة، والجفاء السياسي بين داكار ونواكشوط يحمل رائحة السمك وهدير الأمواج». وأضاف الخبير إسماعيل «الأحاديث الواردة من سينلويس تشبه فيها الليلة البارحة، تؤكد تكسير ونهب لمحال الموريتانيين المتناقصة في المدينة، ووجود حالة من الرهبة والاعتقالات في صفوف المخربين وارتباك لدى قوات أمن المدينة الساحلية السياحية». وطالب عمر گي وزير الصيد السنغالي في تصريح مقتضب ومندد لإذاعة سنغالية خاصة وهو في طريقه إلى سين لويس للتعزية في الصياد القتيل، طالب «السلطات الموريتانية بتشريح مهني لجثة القتيل»، مذكرا بتجميد اتفاقية التعاون في مجال الصيد». ومما كرر حوادث المطاردة والقتل، إصرار الصيادين السنغاليين الذين رحلوا من موريتانيا بعد قرار مرتنة الصيد (خمسة آلاف، حسب الرئيس السنغالي)، على دخول مناطق السمك في المياه الموريتانية الدافئة عبر المياه الدولية برغم تحذير سلطات البلدين لهم. وغالبا ما تتم الاعتقالات والتوقيفات التي تقوم بها البحرية الموريتانية بسلاسة لكن حوادث إطلاق النار تحدث من حين لآخر وفي الغالب تكون ردات أفعال من قوات البحرية على محاولات من الصيادين السنغاليين للتصدي لهم لتغطية عملية الهروب للمياه الدولية. ويتوقع الخبير إسماعيل «أنه إذا لم تنظم دوريات مشتركة بين البحريتين الموريتانية والسنغالية، وإذا لم يخفف من جو الاحتقان بين البلدين بتجديد الاتفاقيات الثنائية المجمدة، إذا لم يحدث شيء من ذلك، أن تستمر عمليات الكر والفر المشحونة، فلا الصيادون السنغاليون سيتخلون بسهولة عن تلك المصائد الكثيفة، ولا القوات البحرية الموريتانية ستترك عملها»، حسب تعبيره. وتأتي هذه الحادثة أياما بعد مكالمة أجراها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز مع نظيره السنغالي مكي صال، واعتبرها المراقبون مؤشرا واضحا على تحسن مرتقب في العلاقات بين نواكشوط وداكار التي تمر منذ فترة بمرحلة جمود وتوتر. ويجمع مراقبو هذا الشأن على أن العلاقات بين الرئيسين ولد العزيز ومكي صال ليست على ما يرام لأسباب غير مفهومة، مع أن الرسميين من كلا البلدين لم يفتؤوا يكذبون ذلك ويؤكدون بأنها علاقات أخوية وطبيعية. واشتد التوتر في العلاقات الموريتانية السنغالية بعد الأزمة الغامبية وصراع الوصاية على غامبيا، وزاد من توترها صداقات للرئيس السنغالي مع معارضين للرئيس الموريتاني يتقدمهم المصطفى الإمام الشافعي الذي سربت مؤخرا مكالمة بينه مع الرئيس السنغالي دعاه فيها الرئيس صال للمبيت معه في منزله الرئاسي. ومهما كانت مظاهر التوتر الملاحظة منذ فترة في العلاقات بين نواكشوط وداكار، فإن الجوار مضافا للمصالح المشتركة يفرض على الرئيسين التفاهم المستمر والابتعاد عن الوترات. ومن أبرز ما هو منتظر في هذا الشأن البدء في استغلال حقل الغاز الضخم المكتشف على الحدود المشتركة قريبا من مصب نهر السنغال في المحيط الأطلسي. مقتل صياد سنغالي يربك من جديد العلاقات بين موريتانيا والسنغال |
وفد أمني روسي مرموق يصل تل أبيب للتباحث حول مستقبل سوريا Posted: 30 Jan 2018 02:15 PM PST الناصرة ـ «القدس العربي»: استمرارا للقاء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، يوم الإثنين الماضي، يصل اليوم الأربعاء وفد أمني روسي إلى تل أبيب لمتابعة ما تم التباحث حوله في لقاء الكرملين الأخير. بالتزامن جدد وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان تهديداته وتحذيراته من حرب ثالثة في لبنان، زاعما أن إسرائيل غير معنية بها لكنه ربما تنزلق لها في حال استمرت جهود إيران وحزب الله في بناء مصانع صواريخ دقيقة في لبنان. وقبل ذلك كان الناطق بلسان جيش الاحتلال قد نشر مقالات بالعربية حذر فيها اللبنانيين من ذلك. ونقلت القناة العاشرة عن مسؤول إسرائيلي قوله إنه عقب لقاء نتنياهو وبوتين المذكور تقرر أن يقوم وفد روسي رفيع برئاسة المستشار للأمن القومي للرئيس الروسي، نيكولاي باتروشيف، بزيارة لإسرائيل اليوم. وقال المصدر نفسه إن المحادثات ستتركز أساسا على مواضيع تناولتها قمة نتنياهو – بوتين، وعلى رأسها «محاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري داخل سوريا، وجهود إيران لإقامة مصانع لإنتاج صواريخ دقيقة لحزب اللهمصانع لإنتاج صواريخ دقيقة لحزب لله على أراضي اللبنانية، والاتفاق النووي مع إيران، وجهود الإدارة الأميركية وإسرائيل لإدخال تعديلات على الاتفاق. وجاء أن باتروشيف سيصل إلى البلاد مع نائب وزير الخارجية الروسية، ميخائل بوغدانوف، ونائب الوزير للأمن الداخلي، ونائب وزير العدل، وعدد من كبار الجنرالات في الجيش والأجهزة الاستخباراتية الروسية. كما جاء أن الوفد الروسي سيكون ضيفا على المستشار للأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شبات. ومن المتوقع أن يشارك من الجانب الإسرائيلي في المحادثات مع الوفد الروسي كل من سفير إسرائيل في موسكو غاري كورن، ومسؤولين آخرون في وزارة الخارجية، وممثلون عن وزارة الأمن والجيش الإسرائيلي والموساد. وحسب القناة العاشرة فإن زيارة مثل هذا الوفد تدل على العلاقات السياسية الأمنية الوثيقة بين إسرائيل وروسيا منذ وصول القوات الروسية إلى سوريا. يذكر في هذا السياق أن لقاء نتنياهو مع بوتين كان السابع من نوعه منذ أيلول/ سبتمبر 2015، كما أجرى الطرفان 10 محادثات هاتفية على الأقل خلال الفترة ذاتها. وأكد مكتب رئيس حكومة الاحتلال هذه التفاصيل، مشيرا إلى أن بن شبات سيجري محادثات معمقة مع الوفد الروسي في قضايا إقليمية، وفي مواضيع ذات صلة بالمصالح المشتركة بين روسيا وإسرائيل. مصلحة روسية إسرائيلية مشتركة في سوريا يشار الى أن نتنياهو حذر خلال لقائه بالرئيس الروسي قبل يومين من مغبة تعزيز النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان، معتبرا ذلك مساسا بالمصالح الروسية أيضا. وفي زيارته الخاطفة لموسكو كرس نتنياهو اللقاء مع بوتين للتباحث حول مستقبل سوريا ودلالات تعزيز الهيمنة الإيرانية فيها وللتأكيد على التبعات الخطيرة لبناء مصانع أسلحة دقيقة في لبنان من قبل طهران. وقال بيان صادر عن مكتب نتنياهو إنه شكر الرئيس الروسي على استقباله ومشاركته في إحياء ذكرى المحرقة، مشيدا بدور الجيش الأحمر الذي أبدى شجاعة ساهمت في تحقيق النصر على النازيين. وتابع البيان» قال نتنياهو لبوتين: شاهدنا هنا معرضا مؤثرا للغاية قدم مستندات تعود للتمرد الذي اندلع في معسكر الإبادة النازي سوبيبور حيث قاد ضابط يهودي من الجيش الأحمر رغم كل الصعاب المساجين إلى اختراق أسوار المعسكر إلى الحرية». وقال نتنياهو حسب البيان إن العبرة من المحرقة هي الوقوف بحزم ضد العقائد القاتلة في الوقت المناسب وبالقوة المناسبة خاصة في الشرق الأوسط. وتابع «سأتحدث معك عن جهودنا المشتركة لدفع الأمن والاستقرار في منطقتنا قدما، وأيضا عن التعاون بين روسيا وإسرائيل». ويبدو أن تكرار هذه الزيارات المتلاحقة لنتنياهو في الكرملين يهدف لمحاولة التأثير على صياغة الأوضاع السياسية في سوريا مستقبلا قبل أن تأخذ شكلها النهائي. ولكن هذه المرة وحسب تسريبات إسرائيلية فإن نتنياهو ركّز في لقائه مع بوتين أول من أمس على مشروع بناء مصانع للصواريخ المتطورة والدقيقة التي تقيمها إيران على أرض لبنان. وتفيد هذه المصادر بأن نتنياهو سعى لإقناع بوتين بأن تعزيز النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان لا يهدد إسرائيل فحسب بل يطال المصالح العسكرية والاقتصادية والسياسية الروسية أيضا. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر إسرائيلية قولها إن نتنياهو أوضح للرئيس الروسي أن تعميق إيران لنفوذها في المنطقة يهدد ما حققته روسيا في سوريا من خلال تقاسم النفوذ معها خاصة في سوريا. وتابعت نقلها عن مصدر إسرائيلي قوله إن نتنياهو قال لبوتين إن إسرائيل وروسيا لهما مصلحة مشتركة بعدم تمكين إيران من إرسال ميليشيات شيعية عراقية لسوريا وإقامة قواعد لإطلاق صواريخ من سوريا ولبنان وتكون شريكة في استخراج النفط السوري خاصة في منطقة دير الزور. وقالت القناة الإسرائيلية العاشرة إن نتنياهو استعرض أيضا موضوع تعديل اتفاق فيينا حول المنشآت النووية الإيرانية، لكنه لم يبذل جهدا كبيرا في إقناعه بذلك، مركزا على ما تشهده سوريا ولبنان. وأوضحت أن نتنياهو أبلغ رسالة مفادها أن عدم منع روسيا لإيران من بناء مصانع لتطوير صواريخ دقيقة على الأراضي اللبنانية من خلال حزب الله سيدفعها للقيام بعمل عسكري بنفسها. كما أشارت إلى أن نتنياهو أوضح لبوتين أن ضربات إسرائيلية في لبنان بخلاف سوريا تعني تصعيدا عسكريا في المنطقة، لأن حزب الله يعتبر ذلك خطا أحمر من طرفه، منوها لمخاطر الانزلاق لمواجهة عسكرية واسعة في المنطقة لا تخدم مصلحة روسيا. وتوافقت القناة العاشرة مع ما قالته القناة الإسرائيلية الثانية حول وجود اتفاق شفهي بين إسرائيل وروسيا مفاده أن الطرفين لا يمسان بمصالح الطرف الآخر في المنطقة. وفد أمني روسي مرموق يصل تل أبيب للتباحث حول مستقبل سوريا وديع عواودة: |
برلمانيون مغاربة ينتقدون إسبانيا بشأن معاناة المواطنين العاملين في ميدان «التهريب المعيشي» Posted: 30 Jan 2018 02:14 PM PST الرباط –« القدس العربي» : شن برلمانيون مغاربة هجوما ضد إسبانيا على خلفية ما يعانيه المواطنون المغاربة العاملين في ميدان «التهريب المعيشي» في المعابر الحدودية بكل من مدينة سبتة ومليلية المغربيتين اللتين تحتلهما إسبانيا وذلك بعد تقديم تقرير للمهمة الاستطلاعية التي قامت بها لجنة الخارجية والدفاع الوطني إلى المعبر الحدودي بني أنصار، في إقليم الناظور، عندما اتهم السلطات الإسبانية بعرقلة العبور على تخوم ثغر مليلية. وأثار النواب في جلسة برلمانية أمس الأول الاثنين إشكالات الوفيات المتكررة، خصوصا في صفوف النساء، مطالبين الحكومة بالتدخل العاجل لإنقاذ أرواح المغربيات وقالوا إن «المستفيد الأول من التهريب هو الاحتلال الإسباني، في مقابل الخسارة الكبيرة للاقتصاد الوطني»، مؤكدين أن «السلطات الإسبانية تغض الطرف عن مسألة التهريب لأنها تحقق أرقام معاملات خيالية وتجني الملايين من ورائه». ورد عبد الوافي الفتيت، وزير الداخلية المغربي إن»التهريب المعيشي إشكالية كبيرة تواجه المملكة، وقضية متشعبة تجمع ما هو قانوني وما هو اجتماعي، وتعني مجموعة من المتدخلين؛ وليس متدخلا واحدا» وأن «الحكومة تفكر في حل شامل لمواجهة هذه الظاهرة»، في ظل «صعوبة إيجاد حل يرضي الجميع من دون آثار جانبية» و»في انتظار حلول شاملة ونهائية، تم تعزيز المعبر بالقوات العمومية في مداخل مليلة وسبتة، وتم توسيع بعض المناطق». وقال الوزير المغربي إنه لمواجهة الاكتظاظ الذي تعرفه المعابر الحدودية تم اعتماد طريقة» يوم للنساء / يوم للرجال»، وإن التداخلات التي تحدث «محدودة» في ظل صعوبة إيجاد «حل جذري وعاجل» لـ «التهريب المعيشي» للبضائع، بالمعبرين الحدودين مع سبتة ومليلية. برلمانيون مغاربة ينتقدون إسبانيا بشأن معاناة المواطنين العاملين في ميدان «التهريب المعيشي» |
إسرائيل تضم الضفة الغربية بالقضم خطوة خطوة Posted: 30 Jan 2018 02:14 PM PST الناصرة ـ «القدس العربي»: فيما تستمر الثرثرة حول السلام واتهام الفلسطينيين برفضه تمضي إسرائيل في عملية ضم زاحف وفعلي على الأرض للضفة الغربية، حيث صادق برلمانها (الكنيست) في القراءة الأولى على قانون ضم مؤسسات التعليم العالي الإسرائيلية داخل المستوطنات، فيما قام رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو بتدشين شارع التفافي لليهود فقط فيها. ويهدف مشروع القانون المذكور تحديدا الى ضم ما يسمى «جامعة اريئيل» الاستيطانية والاحتلالية والتعامل معها قانونيًا كباقي المؤسسات الأكاديمية ومؤسسات التعليم العالي في إسرائيل من خلال مجلس التعليم العالي. ويأتي القانون ايضًا في سياق النيّة لإقامة كلية اسرائيلية جديدة للطب في مستوطنة «اريئيل». هذا القانون هو أحد قوانين حزب «البيت اليهودي» التوسعية والاحتلالية التي يسعى من خلالها هذا الحزب الاستيطاني لضم الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 للسيادة الإسرائيلية. كما عبّرت عن ذلك عضو الكنيست شولي موعاليم التي طرحت القانون في الكنيست وهو يلغي عمليًا «لجنة التعليم العالي في الضفة الغربية وهي جزء من النظام العسكري الإسرائيلي، مقابل بسط صلاحيات مجلس التعليم العالي في اسرائيل وإعطاء صبغة قانونية اسرائيلية للوجود الاستيطاني في المجال الأكاديمي. وأكد النائب يوسف جبارين من القائمة العربية المشتركة، أن هذه خطوة خطيرة أخرى تخطوها حكومة الاحتلال والمستوطنون نحو ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 لهيمنتها وسيادتها. وجاءت المصادقة على هذا القانون بعد المصادقة على شرعنة الاستيطان قبل أسابيع. وأكد ان المؤسسات الأكاديمية يجب أن تنمّي قيم المساواة والعدل والحرية، وهذا لا يمكن ان يتماشى مع وجود مؤسسة أكاديمية احتلالية في مستوطنة أريئيل، وهي جزء من نظام ابارتهايد يتواصل طوال عشرات السنين. وبالتزامن شارك رئيس حكومة الاحتلال بتدشين شارع التفافي في قلب الضفة يعرف بشارع 55 ، وقال في كلمته هناك إن ما تقوم به حكومته هو في « قلب أرض إسرائيل «، معتبرا هذا الطريق الالتفافي جزءا من منظومة الطرق الالتفافية التي تقيمها في كل أنحاء الضفة الغربية. وأضاف «وهو يأتي في المقام الأول خدمةً لجميع سكانها كما أنه يخدم اليوم السكان الإسرائيليين والمواطنين الإسرائيليين لأننا معنيون بإزالة مفهوم المناطق الريفية ومن المتعة الخالصة مشاهدة التدفق عبر شرايين الحياة وطرق المواصلات لدينا التي تعدّ امتداداً لعملية بناء دولتنا». وخلص الى لقول «إننا نبنيها ونوطّنها ونطورها ونربي هنا جيلاً من الأطفال الرائعين، فجئت لأؤكد أمامكم على أننا سنواصل ذلك. سنواصل خلال هذا العام بالذات استكمال هذا الشريان، وليس هو فحسب بل سنقوم بإطلاق مشاريع كثيرة أخرى تحدثنا عنها منذ سنوات وأهنئكم مجددا فهذا يوم عيد». إسرائيل تضم الضفة الغربية بالقضم خطوة خطوة |
فتح: نأمل في إطار سياسي يليق بتطلعات الفسطينيين نحو الاستقلال Posted: 30 Jan 2018 02:14 PM PST رام الله – «القدس العربي»: قال المتحدث باسم حركة فتح في أوروبا، جمال نزال، «إننا نأمل بإطار سياسي في مؤتمر المانحين يليق بتطلعنا نحو الاستقلا»ل. وثمنت حركة «فتح» في بيان لها، جهود الدول والأحزاب التي ساهمت وعملت على انعقاد مؤتمر المانحين في العاصمة البلجيكية بروكسل. وقال نزال «إن المؤتمر يعقد الآن قبل موعده بشهور عدة، ما يعتبر في نظرنا دلالة على صعود فلسطين درجات ذات شأن في سلم الأولويات الدولية، ودولتنا تتطلع لتوفير المطلوب لمواصلة العملية الماراثونية لبناء المؤسسات والبنية التيحتية تحت رعاية رئيس دولة فلسطين». وأضاف «نتطلع لتوفير الدعم المالي انطلاقا من رؤية سياسية تدعم توجهاتنا الاستقلالية وتليق بمشروعنا الوطني وطموحاتنا السيادية في أرضنا ودولتنا وعاصمتها القدس الشرقية. وقال أنه «نظرا لكون الدعوة تضمنت التشديد على إقامة دولة فلسطينية ضمن ما يعرف بحل الدولتين، نرحب بتعزيز الأوروبيين لفكرة توسيع إطار الآلية الدولية الباحثة عن الحرية». المتطرف غليك اقتحم المسجد الأقصى اقتحم المتطرف اليهودي يهودا غليك عضو الكنيست «البرلمان» الإسرائيلي عن حزب الليكود، المسجد الأقصى المبارك على رأس مجموعة من المتطرفين وتحت حراسة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي وقواتها الخاصة. وجاء اقتحام غليك من جهة باب المغاربة الأقرب إلى المسجد الأقصى، ونفذوا جولة في أركان المسجد برفقة أحد الادلاء اليهود للحديث عن «الهيكل المزعوم». فتح: نأمل في إطار سياسي يليق بتطلعات الفسطينيين نحو الاستقلال |
حسن أوريد من الرباط: خصوم العربية ينطقون بجزء من الحقيقة ودعاتها لا يمسكون الحقيقة المطلقة Posted: 30 Jan 2018 02:13 PM PST الرباط ـ «القدس العربي»: أوضح الأديب والأكاديمي المغربي حسن أوريد أنه لا يمكن تجاوز مشكلات اللغة العربية من دون وجود إرادة سياسية ورغبة ووعي بخطورة الأمر. ولاحظ أن القوى الداعمة للغة الضاد توارت أو ضعفت، مشيرا إلى أن السلطات السياسية لا تعير للموضوع أهمية، وهي تشعر بالحرج لأنها ذاتها لا تحسن اللغة العربية، ولو بنتْ شرعيتها على أصول عربية وذؤابتها العليا منها، وعلى مرجعية الإسلام، ولا هي تنتصب مثالا يُحتذى في المعرفة عموما، وفي المعرفة باللغة العربية خصوصا، بل يُعيي بها الإلقاء. ومن ثم، لم تجد هذه اللغة حاضنا من حكام العالم العربي، فأغلبهم يعتبرونها إصرا، ويرون فيها غِلا دون أن يستطيعوا أن يجهروا بذلك، مما ينضح عنه لسان حالهم. وفي محاضرة ألقيت أخيرا في الرباط بدعوة من «الائتلاف الوطني للغة العربية»، أفاد أوريد أن المؤسسات الدينية الإسلامية (كالأزهر والنجف والزيتونة والقرويين) لم تعد حاضنة لحرمة اللغة العربية، إذ غلبتها أمور السياسة وتغلبت عليها وانزوت تلك المؤسسات في أروقة ضيقة، وأصبحت أدوات بيد الحكام ضد اتجاهات سياسية تمتح من الإسلام أو توظفه. وتابع المحاضر قوله «إنك لن تعدم أن تجد واحدا من العلماء يلحن وهو يلقي درسا بها في المسجد أو التلفزيون أو دروس رمضان، وقد كان يسوغ كل شيء لدى خريجي تلك المؤسسات، سوى أن يلحنوا.» مشيرا إلى أن لغة الضاد تأذت أيضا من مخلفات خطاب القومية العربية، وقد تبنت ماركسية طفيلية أو هجينة. كما أن المجامع أضحت هياكل بلا روح، وإن وجدت لم يقم تنسيق فيما بينها. وأما الترجمة ـ يتابع أوريد ـ فهي فوضى عارمة يحددها السوق، فلا هي لا تلتزم دقة المصطلح، ولا تحافظ على رونق اللغة. واستطرد قائلا إن ما اكتسبته اللغة العربية من حيث عددُ الناطقين، فقدته من حيث نوعيةُ اللغة وسلامتُها ودقتُّها، مستدركا بالقول إن مشكلات هذه اللغة ليست مقترنة أو لصيقة بها، بل هي في عجز الناطقين بها عن رفع التحديات التي تطرحها الحياة العصرية، وللضغط الذي تمارسه مختلف تعابير اللهجات التي هي لغة الحياة كما يقال، وفي هيمنة اللغات العالمية، لغات العلم والتكنولوجيا والاقتصاد والحداثة. وأشار أوريد إلى أنه لا ينبغي التستر على الصعوبات والتحديات التي تعترضها، ولكنها في الوقت ذاته، تختزن تراثا غنيا يسعفها في الانبعاث، وتتضمن قدرة عجيبة على التطور والتكيف. ولتحقيق ذلك، اشترط المحاضر أولا محبة اللغة العربية وثانيا إتقانَها من لدن من يدافعون عنها، فيملكون ناصيتها، ويُسيّرونها حيث يريدون لا حيث هي تريد، لأنها قد تستدرجهم بماضيها إلى الانفصال عن واقعهم. وقال إن خصوم العربية ينطقون بجزء من الحقيقة، بينما لا يمسك دعاتها الحقيقة المطلقة. وبيّن ذلك بالقول إن خصوم اللغة العربية أطياف عدة، وهم يأتون من مشارب مختلفة، وغالبا ما يرتبط العداء للغة العربية بمرجعية أيديولوجية مناوئة لإيديولوجيات أخرى، ومنها القومية العربية أو الحركة الإسلامية، بَلْه الإسلام، أو لأوضاع، ومنها للأنظمة القائمة، أي أن الموقف من اللغة العربية هو شماعة للتعبير عن تلك الاتجاهات. وتلتقي في ذلك قومياتٌ غير عربية من داخل العالم العربي، أو أقلياتٌ دينية، أو اتجاهاتٌ علمانية، أو تقنقراطيون، أو أوليغراشيات نافذة لم يَنْطع لسانها بالعربية، أو عناصر تحن للعهود الاستعمارية و أدوات للاستعمار الجديد من فرانكوفونية وتقنقراسية (أي حكم التقنقراط)، في بلاد المغارب أو في لبنان، أو معارضون لأنظمة حاكمة وقد يكونون من مخلفات الشيوعية. واستدرك قائلا إنه من الصعب إجراء مسح دقيق أو تطابق ما بين هذه الروافد والعداء للغة العربية، فليس كل كردي مناوئ بالضرورة للغة العربية، ولا كل قبطي يناصبها العداء، ولا كل اتجاه أمازيغي يريد أن يجهز عليها، ولا كل مَن يحمل رواسب شيوعية أو اتجاه ماركسي يريد أن يُفجرها، بيد أن خصومها يأتون من هاته الروافد. أمام هذا الوضع ـ يتابع أوريد ـ لا يجد أنصار اللغة العربية، رغم عددهم، ورغم القوة المحتملة للغة العربية، ورغم حمولتها التاريخية والرمزية، قوة في مستوى التحديات التي تواجهها والتطلعات التي تسكن دعاتها. فالمدافعون عنها، منهم من يحسب الحَميّة وحدها تغنيه عن المعرفة، أو التحامل ضد الآخر أو التنابز معه، بنعته بأقذع النعوت والنيل منه، عوضا عن العمل. ودعا المدافعين عن لغة الضاد إلى الخروج من القوالب القائمة، أو من «البارديغمات» السارية، موضحا أن أول الأشياء هو تحديد طبيعة اللغة العربية، فهي لغة حضارة، قبل أن تكون لغة قومية، فهي ليست لغة العرب وحدهم، كما أن الإنجليزية لم تعد لغة الإنجليز وحدهم، ولا الإسبانية لغة الإسبان دون سواهم، وكما أن الروسية لم تعدد لغة الروس فقط. ومن حق القوميات الأخرى التي تعايشت في حضن الحضارة الإسلامية أن تحافظ على لغاتها، وأن يتعايش الارتباط ما بين اللغة القومية واللغة الحضارية. وليس من الرأي في شيء الدعوة إلى إماتة اللهجات. ونبّه المدافعين عن العربية بضرورة عدم التأذي مما يفرضه خطاب الخصوم من تحدٍ، فعليهم ـ كما يقول ـ أن ينظروا إلى الجوانب الموضوعية منه، وعليهم أن يجعلوا منه حافزا لهم وباعثا لها. وذكر أن لغة الضاد استطاعت أن تُبين على قوة فائقة على التطور، حيث انتقلت في أقل من قرنين من لغة قبَلية إلى لغة دين، فلغة قومية، فلغة حضارة، واستوعبت في يسر تراث بيزنطة والساسانيين، وعلوم الهند وفلسفة اليونان، وفعلت ذات الشيء في بلاد المغرب والأندلس، وأضحت لغة العلم والفلسفة فضلا عن الآداب، ولم تتأذ من الانفتاح، وعمدت للترجمة. وتابع قوله إنه كان على اللغة العربية أن تمر بفترة تمرد، وتنفض ثقل الماضي، وتفك الارتباط بالدين، وتعانق العصر. «فهو مسلك طبيعي أن تثور ضد القدسية وتتخلص منها. تلك مرحلة ضرورية بله طبيعية، إلا أن ذلك لا يُعفي من مرحلة ثالثة، هي إعادة القدسية لها، هي احترام عبقريتها، فأي فائدة أن أُبقي على نبت من غير رُواء، وعلى صورة من غير روح.» على حد تعبير المحاضر. حسن أوريد من الرباط: خصوم العربية ينطقون بجزء من الحقيقة ودعاتها لا يمسكون الحقيقة المطلقة الطاهر الطويل |
المجازر اللغوية في القنوات التونسية Posted: 30 Jan 2018 02:12 PM PST إجلس أمام التلفزيون الألماني ستجد كل من على شاشته يتحدث بالألماني… طبعا!! إجلس أمام التلفزيون الفرنسي ستجد الكل يتحدث الفرنسي… طبعا!! يا أخي، إجلس أمام التلفزيون الإسرائيلي ستجد الكل يتحدث عبري… طبعا!!! إلا التلفزيونات التونسية، و يبدو المغاربية عموما، فهي خليط عجيب و هجين من العربية الفصحى و العامية المحلية و الفرنسية!! لن نتحدث عن العربية الفصحى فقد لا يكون من المناسب دائما التحدث بها بالضرورة في كل الأوقات بالنسبة إلى وسيلة إعلام جمهورها مختلف المستويات التعليمية و الأوساط الاجتماعية… و هذا هو السائد على كل في تلفزيونات مصر و العراق و الخليج و غيرها… المشكل ليس هنا… المشكل أن المتحدث في التلفزيونات التونسية المختلفة، و في القنوات الخاصة بشكل أبشع بكثير مما عليه الحال في القنوات العامة المملوكة للدولة، يقول لك جملة بالعامية تتخللها مفردة أو مفردتان بالفرنسية ثم يسترسل فقط بالعامية ليتوقف عند فكرة معينة فيقلب الموجة بالكامل إلى الفرنسية بلا أدنى حرج ليعود بعدها إلى العامية المخترقة بالفرنسية و هكذا دواليك. المشكل ليس هنا فقط… المشكل أيضا أن المذيعين و المذيعات هم أيضا على نفس شاكلة الضيوف في هذا الخليط العجيب. هم لا يكتفون بأنهم مقصرون في عدم التصحيح لضيوفهم و جعلهم يعودون للحديث بلهجة صافية متناغمة و إنما أيضا يسايرونهم في هذا الأسلوب الغريب في الحديث. المشكل ليس هنا فقط… المشكل كذلك أن هذا الأسلوب المشوّه في الحديث يشترك فيه رجل الشارع العادي و المثقف و لاعب كرة القدم و النقابي و الناشط في المجتمع المدني و النائب في البرلمان و الوزير، الشباب و الكهول، النساء و الرجال، إلا من رحم ربك و هم قلة أقل من القليلة، فمن لا يرمي بجمل فرنسية كاملة يرمي بمفردة أو مفردتين، في البداية أو النهاية أو الوسط، المهم أن تكون هذه المفردات كالملح الذي لا يغيب عن طعام!! قد ينبري من التونسيين من يقول: و أين المشكل في كل ما ذكرت؟؟ بل و أين الضرر أصلا طالما أن المواطن التونسي هو كذلك في حياته اليومية و ليس دور هذه القنوات أن تتحول إلى وصية على ضيوفها و كيف يتحدثون… ربما… و لكن لماذا لم يكن كل ما ذكرنا ظاهرة في التلفزيون أيام حكم الرئيس بورقيبة، و هو المتهم من قبل خصومه بأنه المثقف و السياسي المتفرنس و المعادي للعروبة، و لماذا لم يكن كذلك أيام حكم الرئيس بن علي، المتهم من قبل خصومه بأنه محدود الثقافة و معاد لكل توجه قد يكرس ما يخشى منه عودة إلى الجذور الممهدة للتطرف الديني؟؟!! رغم أن ما جمع العهدين هو معاداة التعددية و الحرية الصحافية و بالتالي لم يكن في سنواتهما الطويلة هذا الكم الهائل من الإذاعات و التلفزيونات المنتعشة في تونس، بغثها و سمينها، منذ ثورة شعبها قبل سبع سنوات. كل من يحاول أن يبرر هذا المشهد غير الطبيعي من هيمنة هذه «اللغة اللقيطة» في أغلب البرامج التلفزيونية التونسية من اجتماعية و رياضية و سياسية و برامج طبخ و برامج مسابقات و كل شيء تقريبا لن يستطيع على الأرجح أن يقدم تفسيرا مقنعا أو شبه مقنع لذلك. أما إذا كان التبرير هو القول إن هذا الحديث التلفزيوني و الإذاعي هو حديث موجه للشعب التونسي دون غيره، و إن هذا الشعب يفهمه تماما و بالتالي فالمشكل مفتعل من الأساس… فالجواب هو أن الشعب التونسي ليس فقط من يقيم في تونس العاصمة أو المدن الساحلية السياحية ممن يوجد من بينهم مفتونون بلغة المستعمر السابق و نمط تفكيره كذلك في كل شاردة أو واردة، و إنما أيضا من يقيم في الجنوب و الشمال الغربي و الوسط و الأرياف و هؤلاء ليسوا من هذه الطينة. أما إذا كان «تزيين» الحديث للتونسيين برمي هذه المفردات الفرنسية يدخل في باب الاستعراض و التباهي بمعرفة لغة أجنبية فليعلم هؤلاء جميعا أن هذه اللغة الفرنسية ،على جمالها و عظمة إرثها و من كتبوا بها، لم تعد تعني شيئا كبيرا الآن في العالم ليس فقط أمام الأنكليزية بل حتى أمام الإسبانية مثلا، و أن إجادة اللغة الفرنسية، على أهميته كإضافة شخصية، لم يعد يعني شيئا كبيرا خارج دول المغرب العربي و إفريقيا السوداء من مستعمرات فرنسا السابقة. قد لا يكون مناسبا بالكامل تحميل الظاهرة المثارة في هذا المقال أكثر مما تحتمل بجعلها مثلا تعبيرا عن هوية ثقافية جمعية مشوهة أو قلقة، و لكن إذا ما أضيف لها، بشكل عام، تردي المستوى الأخلاقي و الذوقي لكثير مما يقال في وسائل الإعلام التونسية السمعية و البصرية فإن المسألة تبدو أكثر و أخطر من مجرد «لخبطة» لغوية شكلية. ٭ كاتب وإعلامي تونسي المجازر اللغوية في القنوات التونسية محمد كريشان |
عندما يتساهل الأردني في «الذمة والضمير» Posted: 30 Jan 2018 02:12 PM PST يعلم وزير المالية الأردني، وكل البيروقراطيين الذين يديرون المعاملات والمصالح للناس والتجار والمواطنين والزوار يوميًا أن بعض الموظفين وهم نفر قليلون، لكن تأثيرهم السيئ كثير، خصوصًا في بعض الدوائر المعنية بالتصدير والاستيراد وتراخيص مزاولة التجارة، يعملون مستشارين بعد الدوام الرسمي عند أصحاب مصالح يتساهلون في مسـألة الذمة والضمير، مقابل الافلات من متطلبات القانون وحقوق الدولة والخزينة. ليس سرًا او لم يَعُد سرًا على مستوى النقاشات الإدارية الأردنية القول إن موظفًا من الوزن المتوسط او الصغير يستطيع تدبير وتسهيل شؤون حاوية بضاعة مستوردة مثلًا لأحد المحظيين. ولم يعد سرًا بالمقابل أن كثرة الضرائب والرسوم والغلاء فرضت على من يستورد او يصنع مجاراة واقع الحال واختيار الطريق الأسهل والأسرع وهو تشكيل خلية من الموظفين المستشارين تحدد له أفضل وصفة فنية للإفلات من الضريبة او لمزاولة التجارة بأقل كلفة ممكنة. يكشف لي أحد رجال الأعمال عن فظائع لا تتحدث عنها الحكومة في هذا المجال حيث رواتب متدنية جدًا وبائسة وتُبقي الموظف العمومي في دائرة الفقر المُدقع هو وأولاده، بينما تتطلب مسؤولياته وواجباته تمرير معاملة لصفقة بعشرات الملايين من الدنانير. لا أعرف سببًا، خلافًا للوطنية والأخلاق والدين التي سرعان ما تتحول إلى قيم قابلة للتفاوض في بعض المراحل، يدفعني إلى القيام بواجبي المهني والقانوني تمامًا كما هو مكتوب بوازع من الضمير الوطني المسؤول إذا كان راتبي الشخصي لا يشتري خبزا لأولادي في الوقت الذي يربح من أخدمه بمعاملاته الملايين. يقول الخبراء في مجال تحصيل الضرائب والجمارك والرسوم ورخص المزاولة، إن ثغرات القوانين والأنظمة واللوائح لا يعرفها إطلاقًا إلّا الموظفين الخبراء المباشرين. وتلك ثغرات تُستغل أيّما استغلال، وتتسرب عبر ضعاف النفوس وهم أقلية، ولكن تأثيرها كبير كما أسلفنا، بحيث يتم إيجاد وصفات بيروقراطية بديلة لتحقيق أرباح أكبر او للإفلات من القانون بكلفة قليلة، وأهمية هذه الوصفات تنحصر في أنها منطلقة أصلا من موظف رقابي وظيفته هي الرقابة ويعرف كل الألاعيب البيروقراطية. الحكومة في مواجهتها الأخيرة بدلًا من الحرص الفني على رفع كفاءة التحصيل الضريبي ومستحقات الخزينة، لجأت إلى الحل الأسهل، وهو رفع الضريبة على الجميع، الأمر الذي قد يؤدي وفقًا لرأي عميق استمعت إليه، فاجأني إلى المزيد من التهرب من الضريبة لأن هذا التهرب أقل كلفة، خصوصًا مع وجود مهارات فنية تستغل ثغرات في القانون. ما حصل بهذا الرأي العميق، هو تحصين الفساد والرشوة وزيادة تسعيرتهما، لأن رفع الضرائب سيزيد من التهرب، وبالتالي ستزداد بدائل من يستطيعون الاعتماد على ميكانيزم التهرب، حيث وسطاء ومرتشون صغار تحت عنوان الوساطة والتسهيل والتمرير يلتقطون المراجعين والزبائن خارج الدوائر الرسمية. لا نستطيع طبعًا، ونرفض التعميم، لأن الحديث عن طبقة من الموظفين فيما الأغلبية صامتة، صابرة تقوم بواجبها من دون أدنى انحراف وبأخلاقيات الفروسية والمسؤولية الوطنية. عدم التعميم لا يعني أن الفساد الإداري غير موجود لكن الخيار الجذري لا تريد الحكومة أن تلجأ إليه وهو وضع نظام إداري قانوني يستند إلى التحفيز وتحصين طبقة الموظفين المسؤولين عن التجارة والضرائب والجمارك ماليًا هم وعائلاتهم حتى لا تصبح الحاجة هنا هي المبرر لأي سلوك إداري منحرف. أضم صوتي لمن يعترضون على خطوات نقل موظف هنا او هناك من دون دليل او قرينة، وأصفّق بالوقت نفسه للخيار القاضي بتحصين الموظفين المجتهدين خصوصًا أولئك الذين يتطلب عملهم إدارة معاملات وعمليات قيمتها عشرات وأحيانا مئات الملايين من الدنانير. هؤلاء ينبغي أن لا يشعروا بالحاجة هم وعائلاتهم، وأن تُخصص لهم دورات تأهيل متقدمة لضبط كل ألاعيب التهرب من مستحقات القانون وتزويدهم بالحصانة الأهلية والفنية بالتوازي مع حصانة مالية واجتماعية تجعلهم يعيشون بكرامة ويستطيعون الرد على ابتزاز القطاع التجاري وضغوطات أصحاب المال. التأهيل الفني هنا سيؤدي إلى عكس ما تفترضه السلطات البيروقراطية حيث ستزيد واردات الخزينة بالنتيجة لأن الميكانيزم الإداري في هذه الحالة سيطرد من تلقاء نفسه، أية محاولة للالتفاف والتهرب وعلى أساس أن طبقة الموظفين الميدانيين محصنة بالقانون والأهلية الفنية والكرامة الشخصية والعائلية بدلًا من رواتب بائسة لا تكاد تسد الرمق تدفع أصحابها لامتحان إعجازي فوق طاقة الإنسان خصوصًا وهم يتعاملون مع ملفات ومعاملات مالية ضخمة جدا. من يرِد فعلًا مواجهة التهرب الضريبي عليه أن يبدأ تنميط هذه الأهلية بدلًا من كثرة إطلاق الشعارات واللغو والإشاعات لأن التهرب الضريبي يقتات من مصدرين أولهما هو الفساد الصغير كما يوصف وانتشار الرشوة والوساطة والمحسوبية، وثانيهما وهو الأهم التصعيد غير المبرر في الضريبة الذي يدفع صاحب المال او التجارة للعزف على أوتار المصدر الأول حيث الحاجة في ظل أزمة اقتصادية خانقة. تتكرر هنا مشاهد أزمة الأدوات في الإدارة الأردنية التي تساندها اليوم أزمة استعصاء في الذهنية والرغبة في عدم الاصلاح والتطوير الإداري وأزعم أن الحديث الملِكِي المستمر عن تطوير القطاع العام يقصد ضمن دلالاته الكفاءة في الأداء والانصاف في معايير تطبيق القانون وتأهيل الموظفين الذين يقتضي واجبهم حراسة الأنظمة واللوائح وحراسة الخزينة والأهم تأهيلهم بكل معاني التأهيل. الرشوة تنتشر أفقيًا وسط صغار الموظفين في الأردن.. تلك حقيقة بات الجميع من القمة إلى القاعدة يتحدثون عنها ولا مجال بعد الآن لإنكارها والحرب على هذا النمط من الفساد ينبغي ان تكون جذرية وشمولية وفكرية وثقافية وغير مرتبطة فقط بالتعسف في قرارات النقل وتطبيق القانون. ٭ إعلامي أردني من أسرة «القدس العربي» عندما يتساهل الأردني في «الذمة والضمير» بسام البدارين |
كيف تصرفت فرنسا في الخلاف الإماراتي مع تونس؟ Posted: 30 Jan 2018 02:11 PM PST يصفونها غالبا بالشريك الاقتصادي وربما حتى السياسي الأول. ويقول التونسيون دائما أن علاقتهم بها «استثنائية وتقليدية واستراتيجية». فكيف يمكن بعد ذلك أن نستبعد تماما أن يكون لفرنسا أي دور أو تأثير أو بصمة على مجرى الأحداث في تونس؟ أليس من السذاجة حقا أن يظن البعض أن باريس بقيت مثلا مجرد متابع خارجي عادي أو مراقب محايد في الخلاف الإماراتي التونسي الأخير؟ لكن إن افترضنا أنها قامت بالفعل بدور ما. فهل إن أقصى ما فعلته هو أنها خففت من جموح وجنون أصدقائها الإماراتيين، ونصحتهم ببعض التريث والهدوء فقط؟ أم أنها استطاعت أن تتخطى ذلك لتقود في صمت وبعيدا عن جلبة الإعلام، مسعى سمح بتطويق الأزمة التي نشبت اواخر العام الماضي بين البلدين العربيين، وجعلها تكبح بعضا من الخطط الإماراتية التي كانت تهدف لهز استقرار تونس؟ لا نعرف تفاصيل دقيقة أو كثيرة عما يمكن أن تكون قد فعلته باريس خلال الأسابيع والشهور القليلة التي مضت، لكن سيكون من المستبعد جدا أن تكون قد اكتفت بمقعد المتابع والمشاهد للأحداث التي كانت تجري على مرمى حجر من شواطئها الجنوبية. فالثقل التاريخي والاستراتيجي الذي يشدها للضفة الاخرى، أقوى من أن يجعلها لا تأخذ بالحسبان كل ما يجري داخل تونس وحتى على اطرافها ايضا. ولاجل ذلك فلا أحد بإمكانه أن يتصور أن يكون صمتها الرسمي وعزوفها عن التعليق عما عرف بأزمة الطيران الإماراتي في تونس، ثم عن الأحداث التي حصلت في مستعمرتها السابقة مطلع هذا العام، تحت غطاء الاحتجاجات دليلا كافيا على انها لم تمارس بالفعل، ومن وراء الكواليس، دورا ما في توصل الطرفين لما قدم صيغة لحل الأزمة، ثم في التأثير في خطة إماراتية معروفة لإرباك المشهد السياسي التونسي. ما يعزز ذلك هو أن علاقة باريس بأبوظبي، التي وصفها متحدث باسم الإليزيه في نوفمبر الماضي، على هامش زيارة ماكرون الاولى للامارات «بالوثيقة والمنتظمة والمتنوعة» تؤهلها أكثر من غيرها للقيام بمثل ذلك الدور وتجعلها قادرة على التدخل لدى اصدقائها الإماراتيين متى شعرت أن هناك خطرا على نفوذها التقليدي، أو تهديدا لمصالحها في منطقة، تعدها جزءا من المجال الحيوي لأمنها القومي. لكن هل كان بإمكان الفرنسيين فعلا أن يقفوا بوجه الطموحات الإماراتية الجارفة في تلك المنطقة بالذات؟ وهل انهم كانوا على استعداد للتضحية بمصالحهم التجارية والاقتصادية الضخمة مع أبوظبي، حفاظا على استقرار تونس ونجاح تجربتها الديمقراطية الاستثنائية؟ ليست المعادلة على ذلك النحو بالضبط. فلسنا الآن أمام مفاضلة من ذلك النوع، رغم أن أكثر ما يجيده الرئيس الفرنسي الشاب هو إدارة المناورات التجارية والسياسية الصعبة. فقد تعلم جيدا فن التفاوض خلال مروره بمصرف روتشيلد الشهير، وبات مقتنعا أنه من مصلحة فرنسا الاستراتيجية والحيوية أن تحافظ على علاقاتها الجيدة بالإمارة الخليجية، من دون أن تمس في شيء من روابطها التقليدية بالدولة المغاربية. ولعلنا عرفنا بعضا من تلك المهارة في اللعب على أكثر من حبل واحد في زيارته الاخيرة للإمارات حين لم يتورع عن إطلاق إشارتين متضاربتين لإيران، في الوقت نفسه، حين صرح في مقابلة مع صحيفة «الاتحاد» بانه «من المهم بالنسبة لنا مواصلة الحزم مع ايران، في ما يتعلق بانشطتها الإقليمية وبرامجها للصواريخ البالستية». ثم عاد ليقول في المقابلة ذاتها «باننا نحتاج اليوم أكثر من اي وقت مضى منطقة سلام ولاعبين إقليميين يتحلون بالمسؤولية ويعملون من أجل استقرار الشرق الاوسط. ففتح جبهة اضافية لن يؤدي الا لتفاقم التوتر وزعزعة استقرار المنطقة». ولكن حتى خارج الموضوع الايراني فهناك كما قال مصدر من قصر الإليزيه لقناة «فرنسا اربعة وعشرين» على هامش تلك الزيارة «مواضيع لا نكون متفقين فيها بالكامل» مثل الحرب في اليمن، حيث تشارك الإمارات في التحالف العربي ضد الحوثيين و»تدعو فرنسا لحل سياسي للاننا لا نؤمن بوجود مخرج عسكري». والأزمة الخليجية مع قطر، حيث تشجع باريس على «التهدئة والحوار» بحسب ما ذكره المصدر نفسه حينها. لكن هل يمكن أن تكون تونس أيضا نقطة خلاف فرنسي إماراتي أخرى؟ ما يعلمه الجميع هو أن ما ترغب به الإمارات، وحتى ما تسعى لتحقيقه بحسب ما اظهرته عدة تسريبات إعلامية هو تقويض الائتلاف الحاكم في تونس وفك الشراكة في السلطة بين من يوصفون بالعلمانيين أو بالحرس القديم، ومن يعتبرون إسلاميين معتدلين. ويكمن المشكل بنظرها في وجود حركة النهضة وبقائها في المشهد السياسي، حتى في ظل ما قامت به من تنازلات، وما أقدمت عليه من مراجعات لدحض كل المخاوف والشكوك الداخلية والخارجية نحوها. وربما تقاسم الفرنسيون مع الإماراتيين جانبا من القلق والريبة من الاسلاميين ولكن الواضح أن الاختلاف بينهما يكمن بالاساس في طريقة التصرف مع ما تعتبره ابوظبي عدوا لدودا لها، وما تراه باريس خصما ومنافسا شرسا قد يهدد على المدى الطويل مصالحها. والمحدد الاكبر في ذلك هو إدراك باريس أنها الاقدر من الإمارات لا على معرفة تونس فحسب، بل حتى على معرفة حركة النهضة نفسها. وهو ما يجعلها تستبعد تماما كل فرضية لإقصائها بالاسلوب التقليدي الذي اعتمده بورقيبة وبن علي في السابق، أو باستنساخ التجربة المصرية في الانقلاب العسكري مثلا، وتفضل أن يتم بدلا من ذلك استنزافها سياسيا واعلاميا وإبعادها عن صدارة المشهد السياسي بأقل التكاليف، وعن طريق صناديق الاقتراع إن كان ممكنا. وما يدفعها لذلك هو ليس فقط إدراكها للعواقب الوخيمة التي قد يسببها أي صدام أو استخدام جديد للقوة في طردها وإقصائها من الساحة، بل رغبتها ايضا في الحفاظ على بريق الديمقراطية التونسية، وتقديمها كنموذج ناجح يحظى بدعمها وإسنادها. إنها ترى عكس الإمارات أن وجود ائتلاف حاكم بين النظام القديم والاسلاميين يمكن أن يكون مفيدا في التخلص من النهضويين في وقت لاحق، وإنه قد يكون مصيدة تطبق على طموحاتهم وتجعلهم يظهرون بنظر التونسيين فقط مجرد حماة لشبكات الفساد لا غير. أما كيف أقنعت باريس ابوظبي بكل ذلك؟ ربما كان المأزق الإماراتي فيما عرف بأزمة الطيران مع تونس هو المدخل الأفضل لفرنسا حتى تضرب أكثر من عصفور بحجر واحد. فقد منحها الفرصة حتى تقدم نفسها للإماراتيين كوسيط نزيه وموثوق يشاطرهم العداء والرفض لحكم الإسلاميين، ومكنها في الوقت نفسه أيضا من أن تظهر أمام التونسيين كشريك حقيقي ومدافع صلب عن بقاء واستمرار تجربتهم الديمقراطية الغضة. لكن هل نجح الفرنسيون في إفهام اصدقائهم الإماراتيين، أن التسرع لن يكون مجديا ومفيدا في تحقيق الغاية المشتركة للطرفين؟ هذا ما لا يعرفه أحد الآن، وما لن يقوله بالتأكيد مانويل ماكرون غدا الخميس في زيارته الاولى لبلد سيصف حتما علاقات فرنسا به «بالإستثنائية والتقليدية والاستراتيجية» مثلما فعل كل أسلافه السابقين. كاتب وصحافي من تونس كيف تصرفت فرنسا في الخلاف الإماراتي مع تونس؟ نزار بولحية |
السيد يظهر في السماء! Posted: 30 Jan 2018 02:11 PM PST تداولت صفحة من صفحات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه تشكل لغيوم على شكل رجل ملتح يضع على رأسه عمامة، وأشارت إلى أنها ظهور عجائبي لآية الله السيد محمد الصدر والد السيد مقتدى الصدر في السماء، وأن هذا الظهور يحمل رسالة إلى اتباع السيد الصدر. وقد قوبل نشر الفيديو بحملة واسعة من التأييد من أنصار التيار الصدري، قابلتها حملة واسعة من الاستهجان والرفض من منتقديهم. وإذا تتبعنا الأمر لن نجد أن الأمر غريب أو فريد، سواء من ناحية ادعاء الشخصية التي ظهرت أو تكرار الظاهرة، أو أسباب حدوث مثل هذه الظواهر في مجتمعاتنا. نشر صالح محمد العراقي، الذي يعتبره البعض ناطقا غير رسمي باسم السيد مقتدى الصدر، كما يعتبرون تصريحاته نوعا من التوجيهات أو التعليمات الصادرة من الصدر بطريقة غير رسمية، في صفحته على الفيسبوك يوم 22 يناير الجاري، رسالة مصاحبة لفيديو قصير طوله حوالي 30 ثانية يظهر فيه تشكل لغيوم في السماء على هيئة رجل ملتح يضع على رأسه عمامة، وهو جالس وكأنه يصلي، وذكر العراقي في منشوره ما يلي؛ «هذه رسالة واضحة للجميع: أولهم للصدريين ليتوحدوا، ومن ثم للمسيئين لكي يسكتوا ويقتنعوا، ورسالة لمن لهم باع في الباطن والعرفان فيخضعوا ويفنوا فيه ويتركوا القشور ولا يطلبوا أثرا بعد عين، فسلام على الصدر المتصدر عند رب العرش.. سلام على الصدر الذي علا في سماء الخلد ليكون شمسا في كبد النهار وقمرا يستضاء به في الظلمات». ولمعرفة أهمية ما حصل يجب أن نشير إلى أن صفحة صالح محمد العراقي على الفيسبوك يتابعها 456 الف متابع، أما الفيديو المشار له فقد حظي بـ 265 الف مشاهدة، وتفاعل معه 11 الف متابع وتمت مشاركته على صفحات أخرى عددها 3274 صفحة في غضون أيام معدودة، وعندما نطلع على التعليقات نجد أصواتا قليلة نسبيا تهاجم الفيديو، باعتباره نمطا من التجهيل يقابلها طوفان من التأييد والتصديق، كما يوضح بعض المعلقين أنها ليست المرة الاولى التي يظهر فيها السيد محمد الصدر هذا الظهور العجائبي، وإنما سبق أن ظهر انعكاسا في الماء في البصرة، كما ظهرت صورته على القمر وهذا ما يبدو من إشارة الحاج صالح محمد العراقي في رسالته. إن تاريخ الظهور العجائبي ممتد مع تاريخ الإنسان، وقد تعامل الإنسان على مر تاريخه مع ظواهر الطبيعة على أنها رسائل ذات محتوى ديني، وهذا ما يمكن أن نلاحظه على سبيل المثال لا الحصر في تناول المؤرخ البيزنطي ثيوفانس لبداية الفتوحات العربية، وما كانت تمثله من تهديد للامبراطورية البيزنطية المسيحية، فهو يذكر في أحداث عامي 631 – 632 عندما هجم المسلمون على غزة التي كانت تابعة للامبراطورية البيزنطية ما يلي: «في الوقت عينه تقع زلزلة في فلسطين وتظهر علامة في السماء يقال لها «دوكيتس» في اتجاه الجنوب تنذر بالغزو العربي. ظلت مدة ثلاثين يوما وتحركت من الجنوب إلى الشمال، واتخذت شكل سيف». كما ذكر المؤرخ واللاهوتي الإنكليزي بيديه ظهور مذنبين في السماء كـ»انذار بالكارثة المقبلة» في الحقبة التي كانت الجيوش الاسلامية تغزو فيها إسبانيا وجنوب فرنسا، بدون أن يهتم، على غرار معاصريه، بأسباب الغزو ولا بمعتقدات المهاجمين. كذلك يمكن أن نتابع الظهور العجائبي حتى في تاريخنا الحديث والمعاصر، مثل ظهور صورة الملك محمد الخامس ملك المغرب في القمر، عندما نفي إلى مدغشقر إبان نضاله ضد الاحتلال الأجنبي، وقد رأى حينها المغاربة صورته مرسومة على القمر على مدى ايام، كما رأى فقراء العراقيين صورة محبوبهم الجنرال عبد الكريم قاسم مرسومة على القمر بعد إعدامه ابان انقلاب 1963، وكذلك رأى المصريون السيدة العذراء تظهر على شكل انعكاس نوراني على ابراج كنيسة حي الزيتون في القاهرة عام 1969 عندما كان البلد يحاول النهوض من كبوة هزيمة 1967. كما رأى بعض أنصار الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين صورته ضاحكا مطبوعة على القمر بعد إعدامه عام 2006. وشاهد انصار السيد حسن نصر الله صورته على القمر بعد حرب تموز 2006، ومحاولة لملمة جراح لبنان والخروج من مأزق ما دمرته الحرب، وشاهد انصار الرئيس السابق محمد مرسي صورته مرسومة على القمر بعدما أطيح به بانقلاب عسكري عام 2013 وأودع السجن وحكم عليه بالاعدام. واذا نظرنا إلى كل هذا الظهور العجائبي، سنجد أن ما يجمع بينه هو جو الأزمة الذي تعيشه مجموعات اجتماعية، فتسري بينها عدوى مرض نفسي فردي يعرف علميا بـ»الاستسقاط». والاستسقاط « كما يعرفه علماء النفس هو رؤية الـمعنى في اللامعنى، ورؤية النظام في العشوائية، وهي محاولة ربط عدة أحداث أو أشياء منفصلة لا رابط يجمعها لتحميلها معنى جديدا ليس من أصل أي من الأحداث أو الأشياء نفسها، كنوع من إضفاء الصفة العلمية أو المصداقية عليها، أو إعطائها أهمية تفوق حجمها الحقيقي، وقد صُيغ هذا المصطلح عام 1958 من قبل كونراد كلاوس. وقد حدد كلاوس الأفراد الأكثر تأثرا بالاستسقاط في شرائح اجتماعية، مثل الاشخاص المولعين بالظواهر الخارقة، أو المؤمنين بنظرية المؤامرة، أو المتدينين ذوي التفكير البسيط. ومن اهم انواع الاستسقاط ما يعرف بالباريدوليا، وهي نوع من الوهم أو عدم القدرة على الإدراك، الذي ينطوي على حافز غامض أو مُبهم، تبدو فيها الأشياء «على غير حقيقتها» بجلاء وهي نوع من انوع الاستسقاط القائم على الهوس بتشكيل الهلاوس الصورية، القائمة على قراءة مظاهر طبيعية عشوائية ومحاولة إيجاد المغزى أو الرسائل المخفية في هذه الأشكال، مثل أشكال حبات الفاكهة أو الخضراوات أو الاشجار أو تشكل بعض الاشكال من الغيوم أو النقاط المضيئة أو المظلمة الظاهرة على قرص القمر، وقد يكون التعبير عما يحس به المريض تجاه ما يراه في حالات الباريدوليا مهما على مستوى التشخيص المرضي الفردي في الطب النفسي، ليتسنى للطبيب المعالج فهم تركيبة شخصية المريض نفسيا، ويستخدم الاطباء بهذا الخصوص ما يعرف بقراءة (بقع حبر رورشاخ) حيث يعطى المريض اوراقا عليها اشكال عشوائية من لطخات الحبر، ليقوم بشرح ما يراه أو يتخيله في هذه البقع، لكن خطورة الأمر عندما يخرج العارض النفسي من إطار حدوده الفردية، ليتحول إلى هوس جماعي، حينها نكون ازاء مرض اجتماعي – نفسي يجب أن نقف عنده ونحاول أن نفهمه لنضع له العلاج. اذا اردنا أن نحلل ظواهر الظهور العجائبي، نجد انها كلها تصب في حالة اليأس والاحباط، التي تصيب المجتمعات فتدفعها للبحث عن حلول مشاكلها في المعجزات، التي يحاول العقل الجمعي أن يسوقها على شكل ظهور يجلب من كان يعتقد الجمهور انه اهل لحل هذه المشاكل، وفي بعض الحالات يحمل الظهور نبؤات تحاول أن تجد حلولا لما يحدث من أزمات، كما حصل في بداية شهر يناير الحالي وصور فيديو على انه ظهور عجائبي للسيد المسيح في سماء نهر الاردن، كنوع من رد الفعل على اثر الازمة التي اشتعلت إبان تصريح الرئيس ترامب بخصوص نقل السفارة الامريكية إلى القدس، والاعتراف بها عاصمة لاسرائيل، وقد اثار فيديو الحدث الكثير من الجدل والخلاف. لكن ماذا عن الظهور العجائبي للسيد الصدر في سماء لم يحددها مقطع الفيديو، لماذا يظهر الان والتيار الصدري في وضع قوي ويتصدى للانتخابات بائتلاف مميز مع قوى وطنية وعلمانية، وهنا ربما نكون قد وصلنا إلى مربط الفرس الذي نقرأه في أحد الغاضبين من الفيديو حين قال «الكل يلبسون العمامة ويطيلون لحاهم، فلماذا يكون هذا الظهور العجائبي للسيد الصدر تحديدا؟ أم لأن الصدريين انخرطوا مع المدنيين في ائتلاف ربما مثل قليلا من انفتاح العقل، وإذا بك يا صالح العراقي تفاجئهم بفيديو تخريفي! لماذا هل هو الخوف من علمية العقل العلماني على شارعك الصدري الذي تحاول تجهيله؟». كاتب عراقي السيد يظهر في السماء! صادق الطائي |
قيم أخلاقية لهذا العصر Posted: 30 Jan 2018 02:10 PM PST البحث عن قيم أخلاقية للمجتمع الدولي هو البحث عن طريقة أخرى لحكم النظام الدولي الراهن، الذي ما زال ينطوي على فساد وجور ولا مساواة، تعود إلى الأزمنة الاستعمارية البغيضة. إن جوهر الحكم الصالح هو العدالة التي يجب أن تلازم القانون الدولي الإنساني، بدل القانون الدولي العام الذي ساد إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية. فقد شهدت أنظمة الحكم الوطنية «العدالة» كمؤسسة قائمة بذاتها، أو حاولت أن ترسي هذا النوع من المؤسسات «استقلال القضاء»، لكن التجربة على مستوى العلاقات الدولية لم تستقر بعد على نمط متفق عليه، لكي ينشأ جهاز عدالة يوزع العدل على سائر الأمم والمجتمعات والأفراد، باعتبارها شخصيات اعتبارية ومعنوية ذات نشاط إنساني. ومبدئيا لا يمكن إحالة التشريع العادل إلى الدول التي عرفت ومارست الإرهاب، الظلم، الاستغلال والاحتلال وأعلنت الحروب على الغير، أي جميع التصرفات المخالفة لمنطق الأخلاق وجوهر العدل، بل مهمة التشريع إلى كافة الدول والمؤسسات مهمة الجميع، عبر ممثليهم التي تخاطب المجتمع الدولي الآيل إلى التشكل، ويناشدهم بضرورة إيلاء جانب الخير، الطيبة، الرأفة والقدرة على التسامح، وتوفير القدر اللازم من آليات فض النزاعات والخلافات، وتضييق دائرة الجرائم ضد الإنسانية، التي صار يتفق عليها الجميع بأنها منافية لروح وعدالة وقيم العصر الراهن. فالعدالة الدولية كقيمة أخلاقية يتطلبها الشرط الإنساني في الوقت الراهن، وهي أيضا الشرط اللازب الذي بدونه لن تقوم للمجتمع الدولي أي قائمة، لأن العدل هو جوهر القانون، كما هو معروف في منطق التشريعات الوطنية، ويجب أن يمتد هذا المنطق إلى التشريع على الصعيد الدولي، في إطار ديمقراطية يعيها الجميع كحد أدنى في معاملته مع الآخرين. وما دامت شعوب العالم تدرك جيدا قيم الخير والعدل والمساواة والتسامح، لأن حضاراتها زاخرة بهذه المفاهيم وتروم أن توسعه على سائر المجتمعات والدول، خاصة في سياق العولمة التي تساعد على تمكين الجميع من الإفصاح عن مضامين الحضارات والثقافات الموجودة اليوم وما تنطوي عليه من قيم أخلاقية، وتنقل مقولاتها ومفاهيمها وأفكارها من عالم الإمكان إلى عالم عياني تصدر فيه التشريعات القانونية الملزمة والمرتبة للجزاءات. فقد أفصحت تجارب القرن العشرين بلا أدنى ريب عن مدى الدمار والخراب الذي يمكن أن ينجر عن عدم اكتراث ولا مبالاة حيال مصائر الطوائف والقوميات والأقليات : مجازر الاستعمار، المحرقة النازية في حق اليهود، الصهيونية في حق الشعب الفلسطيني، الإعدامات الجماعية التي قامت بها الستالينية، تفكك الاتحاد اليوغوسلافي ما نجم عنه من تصفيات وإعدامات عنصرية، وليس أخيرا مجازر رواندا عام 1994 التي حرمت شعوبا كاملة من الحق في الموت الطبيعي. وهكذا، يطرح الأساس الذي يجب أن يقوم عليه القانون الدولي، فهو لا يحتمل التعامل المزدوج وبأكثر من وجه، لأن مقوّمه الجوهري فكرة العدل التي تتمتع بآلية تحديث وتطوير إلى ما هو أفضل وأحسن. ففكرة العدل فكرة غائية لها القدرة إلى التوجه إلى فتح أفاق جديدة في عالم المعاملات المثلى. وحتى لو تصوِّرنا أن القانون هو الذي يحدد العدالة، كما كان يرى جان جاك روسو، إلا أنه في الأخير، يبقى الاحتكام إلى الواقع التاريخي الذي شهدته المجتمعات والدول في القرنين التاسع عشر والعشرين، يُعَدِّل من نمطية القانون إلى فكرة العدل في القانون لأن السياق الدولي الراهن يبحث عن نوعية جديدة من الحكم خلاف ما ساد زمن أنظمة الحكم الوطنية، لأن منطق الحكم الوطني أدى إلى فضائع وفضائح وجور صارخ. وعليه، فمن السهولة بمكان أن نبرهن على فساد تعامل الإدارة الأمريكية في علاقاتها الخارجية، حيث تكيل بأكثر من مكيال وتستند في سياستها الخارجية إلى نمطها الوطني في رسم وصياغة عدالة دولية. إن القيمة الأخلاقية قيمة معنوية لا تقبل الاحتكار كما لا تفرض بالقوة، بل هي قناعة مبدئية، يجري الاحتكام إليها لفعاليتها الإجرائية وإمكانية تعميم نفعها على الجميع: أرفض أن يِؤذيني أحد لأني لا أؤذي أحدا، وهذا هو البعد العالمي للأخلاق أي مبدأ المعاملة بالمثل. نحن لا نخضع للقانون لأنه فقط قانون، بل لأن القانون في أصل تشريعه يتضمن فكرة العدل والخير، ثم تَوَاتر المجتمع على الانصياع الطوعي لهذا القانون بصورة غير واعية أو بشكل تلقائي لا يطلب فيه الواحد منا البحث ما إذا كان هذا القانون ينطوي على العدل أو أنه يحقق النفع والخير. هذه حقيقة، لكن عندما تمر أزمة وتتغير الأحوال والأوضاع، عندها يجب فعلا إعادة النظر ليس في القوانين نظرا لنسبتيها، بل في المنظومة القانونية نفسها، إذا لم نقل في الأنموذج والإطار المعرفي الذي يحكم طريقة التشريع ذاتها. العدالة فضيلة أخلاقية، ندرك قيمتها النفعية والإجرائية العملية في كل العالم، بعد ما ابتليت الشعوب بصور وصنوف من المآسي والظلم والكوارث السياسية والإجتماعية وحتى الطبيعية، فقد صَرَخَت في وجه العالم كفى ظلما؟ ولأننا كما يقول الفيلسوف الفرنسي الراحل بول ريكور: «أول ما دخلنا إلى القانون كان بصرخة «هذا ظلم وليس عدلا» فقد ضاق الإنسان ذرعا بأشكال الجور والحيف أكثر مما عرف من صور العدل والإنصاف، أي أنه كان دائما يصرخ في وجه الآخر ضد الظلم. ومن هنا علاقة الأخلاق بالسياسة، أي بالحكم إن على الصعيد الوطني أو الدولي: دول، مؤسسات عالمية وقارية، حكومية وغير حكومية. وهذا ما يحفز المجتمع الدولي برمته على التمسك بالعدالة وقيمها الأخلاقية، لأنه كل ما كبر الإطار الجغرافي لممارسة العدالة صحت قيمة العدالة نفسها واتبعها الجميع، وبتعبير آخر، فقد كان الفيلسوف أفلاطون يلح على أن للعدالة قيمة أكثر كلما زاد مجال تطبيقها. فحتى لو سلمنا أن هناك عدالة في ذاتها التي عادة ما ترتبط بالإنسان كونه إنسانا، لكن تطبيق العدالة في المجتمع هو الذي يدلل في نهاية المطاف على القيمة الاجتماعية السياسية في ذلك الوقت. لكن اليوم، يجب أن يفتح المجال لتطبيقات العدالة بين الدول حتى تكسب مزيدا من المصداقية التي يعيها الجميع كشرط لازب لتحسين شروط الوضع الإنساني. نحن أحوج ما نبحث عن الأخلاق في بعدها البشري الواسع، وفي إطار المجتمعات والدول والأمم الكبرى، لكي نضبط مصير الإنسانية جمعاء، لأن العكس ليس صحيحا بل يمثل كارثة حقيقية، ونقصد أن تضيق مجال تطبيق العدالة في جهة أو مجال ولصالح دولة على حساب مجالات ودول أخرى يفضى لا محالة إلى كوارث بشرية واجتماعية، فالتنكر للعدل والإنصاف ومنطق المساواة في عالم نوعي يتسم بحساسية مفرطة لأشكال الجور واللامساواة واللاعدل، يضعنا أمام خطاب النفاق الذي يجب التخلص منه بكل ما أوتيت حضارات العالم من معان، مفاهيم، مقولات وقيم أخلاقية. كاتب وباحث جزائري قيم أخلاقية لهذا العصر د. نورالدين ثنيو |
هل يحقق «الاتفاق النووي» مصلحة أوروبا؟ Posted: 30 Jan 2018 02:10 PM PST في بحثتنا عن إجابة لهذا السؤال يتوجب علينا تذكر حقيقة أن الدول إنما تتحرك وفق ما يحقق مصلحتها الذاتية، المتمثلة بشكل خاص في نطاقي الأمن والاقتصاد. بالنسبة لداعمي الاتفاق النووي، وبحسب ذلك التعريف «للمصلحة»، فإن الاتفاق يخدم بالفعل المصالح الأوروبية، فمن الناحية الأمنية ستكون إيران حريصة على التوقف عن تهديد الأمن الغربي، بما في ذلك ضمان ألا يشكّل ذراعها «حزب الله» المتمدد سورياً أي تهديد على الكيان الصهيوني الحليف. أما من ناحية السوق والاقتصاد، فإن انفتاح السوق الإيراني على الشركاء الغربيين، بعد عقود من العزلة، سوف يوفر بلا شك مصلحة مهمة للقارة الأوروبية التي باتت تعاني من الشيخوخة، والتي بدأ الركود الاقتصادي يتسرب إلى الكثير من مفاصلها حتى وصل الأمر حد التشكيك في جدوى الاتحاد الأوروبي نفسه كمؤسسة. استخدام مفردة «الصفقة» شائع في الأدبيات الغربية. الحقيقة أن كلا الطرفين كان ينتظر فوائد وعوائد الاتفاق الاقتصادية والتجارية. الطرف الإيراني الذي كانت خياراته الاقتصادية في السابق محدودة، والذي استنزف نفسه من خلال تدخلاته العسكرية الخارجية، ودعمه غير المحدود للمجموعات الفوضوية في أكثر من مكان، والطرف الغربي الذي كان يتلهف لدخول السوق الفارسي. كان الاتفاق بالنسبة لإيران مصلحة وطنية، تقدم طوق النجاة لاقتصاد أنهكه الإنفاق العسكري وأضعفه تهاوي أسعار النفط. كانت بالفعل صفقة مربحة تحصل بموجبها إيران بشكل فوري على 400 مليون دولار، بخلاف تحرير مبالغ مجمدة تبلغ قيمتها مليارات الدولارات. كل هذا بلا مقابل سوى حديث إعلامي وتعهدات لفظية بتحسن السلوك واحترام الجوار، وهو ما تعلن طهران في كل مناسبة التزامها به. الاتفاق، أو الصفقة بالأحرى، كان يتعلق بالدرجة الأولى بإنعاش اقتصاد الجانبين. أما حماس الأوروبيين وابتهاجهم به فقد ظهر في السرعة التي بدأت فيها الوفود من مختلف البلدان بالتوافد على طهران، كما ظهر في الحفاوة التي استقبل بها الرئيس روحاني في العواصم الأوروبية، ولعلنا نذكر كيف غطى المسؤولون في إيطاليا تماثيل روما التاريخية العارية، التي يفتخرون بها إبان زيارة الرئيس الإيراني. أما المقاربة التي كانت تتحدث عن مقايضة الاتفاق بتحسين السلوك الإيراني، والتي روّج لها بعض الأكاديميين والسياسيين المدافعين عن الاتفاق، فلم يكن لها وجود في واقع المحادثات، التي لم يناقش فيها أي طرف، ويتساوى في ذلك الأوروبيون والأمريكيون، المعنى السياسي لتحسن السلوك، وما يمكن طلبه من إيران في هذا الصدد. كان الحديث يدور في غالبه عن: الإلغاء التام والوشيك للحظر التجاري على إيران، وتمكن الدولة الخارجة من الحصار في وقت قريب من شراء الذهب والمعادن الثمينة، وصيانة الطائرات المدنية، وغير ذلك من تفاصيل الاقتصاد والتجارة، كالفوائد المترتبة على الجانبين الإيراني والأوروبي، من تطوير الأولى لأنشطتها المتعلقة بصناعة السيارات أو المواد البتروكيميائية أو حتى السجاد. لم يكن من المطروح أن يشرع أي مسؤول غربي في الضغط على طهران وتهديدها بإلغاء الاتفاق، إذا ما واصلت مشاريعها الفوضوية في المنطقة، وذلك ببساطة لأنه في هذه الحالة فإن الخسارة لن تكون فقط من نصيب الجانب الإيراني، ولكنها ستكون كذلك خسارة فادحة للجانب الأوروبي، الذي بدأ بعض رجال أعماله بالفعل وبعد أيام من اكتمال التوقيع على الاتفاق مشاريع تتجاوز قيمتها ملايين الدولارات. هذا هو ما جعل الاتفاقية تبدو كصفقة، مضمونها أن تسلّم طهران مفاتيح اقتصادها للغربيين، وتمنحهم وضعاً مريحاً للتبادل التجاري والاستثمار، مقابل غض النظر عن تجاوزاتها وعبثها في أركان المنطقة. «الربط الاقتصادي» بهذه الطريقة كان ناجحاً في تحييد مواقف الكثير من الدول الأوروبية التي ظلت ترفض بقوة عودة إيران لمربع الحظر والعقوبات، ما أدى لعجز الولايات المتحدة عن تنفيذ تهديداتها بتمزيق الاتفاق، أو حتى مراجعته، واكتفائها بفرض عقوبات أحادية محدودة. المنطق الذي نناقشه هنا غير منفصل عن التعاطي الغربي العام مع قضايا العلاقات الدولية، التي يتصرف إزاءها ببراغماتية مجردة. هذه البراغماتية هي التي تجعل الدول الأوروبية، في كثير من الأحيان، مستعدة للتعاون مع أنظمة مستبدة ومجرمة، أو على الأقل غض الطرف عن ممارساتها وانتهاكاتها، إذا ما كانت هذه الأنظمة تقدم في المقابل خدمات مهمة لها. الأمر على هذا النحو لا جديد فيه، لكن، إلى أي مدى يمكن للشركاء الغربيين، والأوروبيين خاصة، الاطمئنان إلى إيران فعلاً؟ بعيداً عما يمكن اعتباره وجهة نظر قد تحتمل أن تكون خاطئة، يمكننا ترك الواقع ليحكم. ذلك الواقع يخبرنا أن المخابرات الألمانية، كشفت مؤخراً عن أنشطة لخلايا جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري الإيراني داخل ألمانيا. المفارقة هي أننا نتحدث هنا عن إحدى أهم الدول الأوروبية الداعمة لإيران، ضد محاولات إفشال الاتفاق النووي. تقول الأخبار التي تداولتها وسائل الإعلام بهذا الصدد، أنه قد تم إلقاء القبض على ما لا يقل عن عشر أفراد كانوا منخرطين في نشاطات مكثفة للتجسس على مسؤولين ومنظمات في ألمانيا. هذا مجرد مثال على خطأ المراهنة المطلقة على نظام الولي الفقيه، الذي يتصرف في كثير من الأحيان برعونة تفتقر إلى المنطق. لن تكون مثل هذه الأخبار مدهشة لنا نحن الذين جربنا «الانخراط البناء» على الطريقة الإيرانية في العالم العربي، ورأينا كيف تتصرف إيران مع الدول التي تفتح لها أبواب التعاون وتقدم لها أطواق النجاة الاقتصادية والسياسية. اليوم تتكرر المشاهد ذاتها أوروبياً، ففي الوقت الذي يحتاج فيه النظام الإيراني لدعم الجانب الأوروبي، خاصة ألمانيا ذات الثقل الكبير فيه، تجده يجبر الأخيرة على استدعاء السفير الإيراني لديها ونقل احتجاج رسمي إليه. هل يكون ذلك كافياً لتغير الدول الأوروبية نظرتها للاتفاق النووي؟ رغم كل شيء لا توجد حتى الآن مؤشرات فعلية على ذلك. كاتب سوداني هل يحقق «الاتفاق النووي» مصلحة أوروبا؟ د. مدى الفاتح |
في «مجدرة حمرا» جابر يتابع النهل من بيئة خصبة متبدلة وأنجو ريحان تجسد وقائع مرّة مستسلمة أو متمردة لنساء ثلاث Posted: 30 Jan 2018 02:04 PM PST بيروت – «القدس العربي» : لم تحب «مريم» الزواج الدائم ولا المؤقت. جذبتها حياة العصفور «الطيار»، الحر في أن يغط حيث يشتاق، في النبطية أو باريس. وأن تكتب وتكتب بحريتها. «مريم» واحدة من ثلاث نساء لعبتهن أنجو ريحان في العرض المسرحي المنودرامي، من كتابة وأخراج يحيى جابر. فـ «مجدرة حمرا» مسرحية تعرض في تياترو فردان بدءاً من 24 من الشهر الماضي. من جديد يتناول يحيى جابر البيئة الشيعية اللبنانية، إنتشارها، عاداتها، تقاليدها وإلتزامها الديني والسياسي. بيئة متمددة إلى اوروبا، النجف، كربلا وكل لبنان. تجمع بين المتدين الملتزم، والمتحرر المنفتح. وكما أي بيئة أخرى لها ميزات تخصها وحدها، يبدو وكأنها تمد الكاتب بالأفكار اللامتناهية. جرعات الكوميديا بارزة في عرض مكون من فصلين، بانت مركزيته من دون أي التباس في الفصل الثاني، أما مشهد الذروة فتريث حتى الختام، ونال تصفيقاً حاداً. مشهد انتقامي من قهر عمره بعمر المرأة. فيحيى جابر الكاتب والمخرج يضرب من جديد في ثيمة المرأة بعد مسرحية «اسـمي جولـيا» المؤثـرة. يتميز النص بالخصوبة والغنى وترابط سردي جذّاب. نص يظهر وكأنه في حالة مسح للبشر والشجر والحجر. كما ويمسح عقولهم، وما يجول في افكارهم. سرد ليس من عفو الخاطر، بل يعتمد نقداً وفق اسلوب وضع الاصبع على الوجع عبر الكوميديا. في النساء وهن الأصل والأساس في «مجدرة حمرا» التماس مباشر مع المرأة المطلقة بخاطرها لعدم قناعتها بالإنجاب، الأرملة، والزوجة المعنفة بدءاً من شهر العسل. لدى تلك النساء ثورة خاصة بكل منهن، كما وتختلفن في أوان نضوجها. قد يصح القول أو لا يصح في اعتماد تعبير ثورة ظاهرة، لكنها بالتأكيد دفينة الحنايا المتألمة. إنها بيئة تنعدم فيها فرص الاختيار أمام الفتيات. وتجبرن على الزواج من أول عريس يملك الحد الأدنى من الشروط. وأن تنجح الفتاة في تمردها بقصد متابعة التحصيل العلمي، هو ثورة حقيقية. من بين نماذج النسوة الثلاث واحدة غمرها الفرح لتحقيقها المرتبة الأولى في الامتحانات الرسمية في محافظة الجنوب. إنها «فطم» قدّمها جابر كنموذج شكل حينها تحدٍ مطلق للمراهقين والمراهقات من جيلها. رسمها في حال انفتاح اجتماعي ونفسي، طبيعي وصحي. تركها باسقة لينة، دودة وحالمة كما شجرة الصفصاف التي تسلقتها تعبيراً أهداف آتية. أن تحلّ الأولى في الجنوب في البكالوريا، وأن تسافر إلى فرنسا لتدرس الطب. نجحت تلك الفتاة في التفوق على الفتيات والفتيان و»شكت» في النهر سابحة من أعلى الصفصافة. لم يناقشها أهلها طويلاً في طموح المستقبل ولا في اهلية العريس. وئدت طموحاتها في عقد زواج، وفي العنف الزوجي الحاضر الدائم في حياتها. نص دقيق وأمين في رصد مشاعر النساء، متزوجات، مطلقات أو ارامل. مشاعر ينميها ويجعلها تكبر مجتمع يحاصر النساء ويقصي اصواتهن. «وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا»، آية قرآنية لا تبارح حياة بعض الرجال في مجتمعات تتسم بضيق الحال، وبضيق الأفق. ومع ذلك لا يتوان الرجال في التزام الآية الكريمة، ولا ينظرون إلى سواها من الآيات. بينما المجتمعات عينها ترى في زواج الأرملة «جرصة». أما موافقة المرأة على مقولة أن امرأة واحدة لا تكفي الرجل، ومشاركتها بالتنظير لفحولته المطلقة، فتشكل ضرباً من ضروب جلد الذات. يتشابه تماماً مع حالة الزوجة التي تجد مبررات لتعنيف زوجها بالقول «حرام معصّب»؟ يحيى جابر كاتب يتقن اختيار ما يدعم نصه من بيئة غنية بالأحداث، متغيرة ايديولوجياً وتملك حيوية على مستويات شتى. هو لا يغفل المراحل، حين كانت البيئة الشيعية شيوعية بنسبة كبيرة. وحين بدأت التحولات الكبرى بالانتقال إلى بيئة دينية ملتزمة. وبالعودة لقضية المرأة التي هي لب اساس في النص، فلا شك أن النماذج التي ظهرت على المنصة ليست حكراً على الطائفة الشيعية، فهناك «مريم، فطم وسعاد» في كافة الطوائف والبيئات التي يتشكل منها المجتمع اللبناني. تماما كما هي «المجدرة الحمرا» والفراكة رفيقة الجنوبيين بكاملهم وليس فقط الشيعة. للمرة الثانية ينجح يحيى جابر وأنجو ريحان في تعاونهما. ريحان ممثلة قديرة، تمسك الشخصية التي تؤديها باخلاص تام، وتمدها بكل مستلزماتها الفنية. ريحان امرأة في عدة نساء على خشبة تشغلها مقـاعد صـالون متواضـع فقط. «مجدرة حمرا» فرجة جميلة وذات فائدة. في «مجدرة حمرا» جابر يتابع النهل من بيئة خصبة متبدلة وأنجو ريحان تجسد وقائع مرّة مستسلمة أو متمردة لنساء ثلاث زهرة مرعي |
رداً على مقال إيلي عبدو: سوريو إردوغان وكراهية الأكراد Posted: 30 Jan 2018 02:03 PM PST للأسف الشديد العنصرية التي تفوح من طيات وسطور هذه الخاطرة أو المدونة التي تفتقت عنها ذهنية الزميل الكاتب في «القدس العربي»، باستشهاداتها ودلالاتها واسقاطاتها غير المنطقية على الواقع أو المشهد السوري وهي بالتأكيد اسقاطات جانبتها الدقة والموضوعية بل تفوح منها نوايا التشكيك والتحريف للواقع الثوري والديموغرافي. ليس صحيحاً ولا ينتمي للواقع بشيء ما ذهب إليه الكاتب في موضوع أن السوريين ثاروا على الأسد بسبب اختلافهم معه طائفياً. إنه أمر مؤسف ان يتم تسويف الحقائق والوقائع المعاشة ولم تزل حناجر الثوار تهتف: «واحد واحد الشعب السوري واحد»، وجمعة ازادي وجمعة الجمعة 22 نيسان/إبريل 2011 (العظيمة) وجمعة خصصت للجيش الأسدي تحت عنوان جمعة 27 أيار/مايو 2011 (حماة الديار) وجمعة 14 تشرين الأول/أكتوبر 2011(أحرار الجيش) كما قام أحرار سوريا بتخصيص جمعة أخرى للاخوة الكرد تحت عنوان جمعة 9 آذار/مارس 2012 ( ذكرى الانتفاضة الكردية) وأهم الجمع الجامعة الشاملة كانت تحت تسمية جمعة 13 نيسان/إبريل 2012 (ثورة لكل السوريين ) والحقائق والوقائع أكثر من ذلك بكثير جدا. ليس صحيحاً وهو عدوان على الثورة وانتقاص من دماء الشهداء وتضحيات السوريين، أن يقال إن السوريين الأحرار قاموا بثورة بدوافع طائفية، وقد كنت من أوائل من شارك ودعا للتظاهر ولم أكن عاطلا عن العمل، بل كان المستقبل يفتح ذراعيه أمامي، ودفعت الثمن اعتقال مرتين واستشهاد اثنين من إخوتي في المعتقل وفي القصف، ولم تكن المظاهرات التي شاركت فيها او دعوت لها تنضوي تحت المواضيع الطائفية او العنصرية، وإنما بهدف التغيير الشامل وتمكين الشعب السوري العظيم من ادارة مقدراته بكامل مكوناته. ومما يدعم قولي هذا إن الأخوة الكُرد شاركوا في هذه المظاهرات في بدايتها وقدموا المعتقلين والشهداء، لكن التحول الجذري على مشاركة الكُرد، كان في سطو الجناح الشعبوي المتطرف التابع لحزب العمال الإرهابي على الأخوة الكرد وحرف مسارهم، وتحالفهم في ما بعد مع تنظيم الأسد، ودعمهم له في كثير من المعارك ومعركة حلب لم تزل شاهدة على تحولهم لصالح تنظيم الأسد، والمعتدلين الكُرد فقاموا بتأسيس مجلس وطني «كردي» وجماعة صالح مسلم أعلنوا إدارة ذاتية وحكما فدراليا دون توافق مع الجماعة الوطنية وبشكل منفرد عن الاجماع الوطني، ثم مارسوا أبشع انواع التطهير العرقي بحق المكونات السورية في المناطق التي سطوا عليها. في هذا يمكن الرجوع لما ذكرته في تقرير سابق منظمة العفو الدولية التي كانت قد نشرت تقريرا مفصلاً عن الأوضاع في المناطق الشمالية من سوريا، جاء فيه أنّ حزب الاتحاد الديمقراطي يتحمل المسؤولية الكاملة عما وصفته بالتهجير القسري من المنطقة وتدمير المنازل وهي العمليات التي تُعد بمثابة جرائم حرب نفذتها الإدارة الذاتية بقيادة «حزب الاتحاد الديمقراطي» أي الحزب الكردي السوري الذي يسيطر على المنطقة.. وترددت أنباء عن ممارسة وحدات حماية الشعب الكردية لعمليات تهجير ممنهج ضدّ السكان العرب والتركمان حيث تم أشارت الأرقام إلى تهجير أكثر من سبعين ألف مواطن عربي وقاموا بالاستيلاء على اراضي ومنازل وممتلكات العرب ووضعوا مكانهم الأكراد، كما وزعوا قسما من أموال العرب على أعضاء الوحدات وقسما آخر لصندوق اعادة اعمار عين العرب. منظمة هيومن رايتس ووتش تحدثت عن عمليات اعتقال قامت بها وحدات حماية الشعب الكردي ضدّ العرب والتركمان بحجة الانتماء لتنظيم الدولة أو مناصرته حيث وضعوا في سجون سرية في تل ابيض وترددت أنباء عن تصفيتهم أو اجبارهم على التنازل عن منازلهم وممتلكاتهم. كما تناولت تقارير إعلامية اقدام القوات الكردية على حرق مساكن في قرى جنوب مدينة القامشلي وتهجير أكثر من عشرة آلاف مدني بحجة محاربة ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية، وهو ما تمّ تفسيره على أنّ وحدات حماية الشعب الكردية تتبع سياسة التطهير العرقي بحق كل من هو غير كردي في مساع للأكراد بإنشاء دولة كردية محضة في الشمال السوري الممتد من تل أبيض إلى القامشلي. مناطق سيطرة «حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي أجرت قوات الأمن في مناطق سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي سلسلة مداهمات لإغلاق مكاتب الأحزاب السياسية المعارضة، واحتجزت وضايقت معارضين سياسيين وناشطين. اعتقلت معظمهم من دون توجيه أي تهمة. أُطلق سراح معظم السجناء بعد بضعة أشهر. تلقت هيومن رايتس ووتش تقارير عن حالات تعذيب وإساءة معاملة في مراكز احتجاز تشرف عليها قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف لقوات تقاتل داعش أساسها وحدات حماية الشعب. احتجزت قوات سوريا الديمقراطية أفرادا من دون تهم في انتهاك لضمانات المحاكمة العادلة، حسب سكان محليين. أفاد نشطاء محليون قيام قوات سوريا الديمقراطية بتقييد حرية تنقل النازحين من محافظة الرقة ودير الزور ممن انتهى بهم المطاف في مخيمات النازحين في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وتدهور الأوضاع الإنسانية للنازحين. ومازال البعض يحاول تلبيس عملية «غصن الزيتون» على أنها موجهة ضد الشعوب الكردية التي تعيش معنا في وطننا الواحد الجمهورية العربية السورية. هذا كلام غير دقيق بالجملة، لسبب واحد أن رئيس وزراء تركيا الحالي بن علي يلدرم أو بينالي يلدريم، هو من أصول كردية فكيف له أن يشن حربا ضد أبناء جلدته ؟ ويمكن الاستشهاد بقول الناشط السياسي الكردي محمد أبو سيامند، الذي رأى أن مرجعية قرار «الوحدات» هي بيد قيادات حزب العمال الكردستاني التركي، معتبرا أن التصريحات الصادرة عن القيادات السياسية «ليست أكثر من تصريحات إعلامية لا قيمة لها». والحقيقة تقول إن تنظيم حزب العمال الإرهابي بمختلف مسمياته وأذرعه، هو المستهدف بالعملية، وهو تنظيم متعدد الجنسيات ويضم في صفوفه على الأقل عشر جنسيات. وقد أعلنت فرقة من المقاتلين الأجانب، بقيادة المقاتل الصيني هوانغ لي، الذي يحمل الجنسية البريطانية، انضمامها للقتال إلى جانب «الوحدات الكردية» في مدينة عفرين السورية، للقتال ضد فصائل الجيش السوري الحر والقوات التركية. وكان مسؤول في «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» التي تقودها الوحدات الكردية، صرَّح لرويترز، أن متطوعين أمريكيين وبريطانيين وألمان حاربوا تنظيم «الدولة»، إلى جانب «الوحدات الكردية»، متواجدون الآن في منطقة عفرين للمشاركة في التصدي للهجوم التركي. قوات متعددة الجنسيات عابرة للحدود متنوعة العرقيات والقوميات والثقافات. ويمكننا في هذا المقام ان نستشهد بما قاله «سيبان حمو» قائد عصابات الوحدات الكردية الإرهابية، حيث فضح عمالته لتنظيم الأسد وروسيا بحديثه لصحيفة «الشرق الأوسط «، حيث كشف أن نظام الأسد أبلغهم «بأن موسكو منعت قوات النظام من الرد على الجيش التركي، وتقديم العون والدعم لنا، كما أن روسيا رفضت طلبي بتقديم غطاء جوي لنا». هل علمتم الآن حجم الخيانة والغدر الذي مارسته تلك الفئة المارقة، هل وضح أمام عنايتكم لماذا علينا تطهير تلك المنطقة من تلك الفئة الباغية. أعتذر كون التعليق أطول من المدونة أو «الخاطرة» للسيد الكاتب. في الختام نقول لسنا فرحين بأن نشاهد مدينة سورية تتعرض للقصف. ولكن تحالف عصابات الشر حزب العمال الإرهابي مع الأمريكان و تنظيم الأسد وتبني الفكر الانفصالي وقتل الأهالي وتهجيرهم على يد ذلك الفصيل شديد التطرف يجعل أمر تحرير عفرين من الإرهابيين الانفصاليين واجبا أخلاقيا وانسانيا وفرض عين على كل سوري حر و صاحب ضمير. لسنا فرحين بالحرب، لكنهم أجبرونا عليها، نحن ندافع عن أنفسنا ووحدة وسلامة أراضينا. كاتب وباحث سوري رداً على مقال إيلي عبدو: سوريو إردوغان وكراهية الأكراد ميسرة بكور |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق