«مونديال» قطر والأخلاق «الرياضية» لإعلام دول الحصار Posted: 25 Feb 2018 02:29 PM PST كشف حدثان تواترا خلال قرابة أسبوع واحد عن مستوى التردّي في بعض وسائل الإعلام التابعة لدول الحصار: الأول ما تناقلته مواقع عربية عديدة منها قناة «العربية» و«سكاي نيوز» وبعض المواقع الخليجية الأخرى عن اعتزام «الفيفا» (الهيئة المسؤولة عن تنظيم الفعاليات العالمية لكرة القدم) نقل «مونديال» 2022 من إمارة قطر. والثاني كان انسحاب قناة «العربية» من هيئة البث البريطانية (أوفكوم) قبل مثولها أمام القضاء البريطاني بموجب دعوة رفعتها وكالة الأنباء القطرية (قنا) ضدها (وضد «سكاي نيوز» العربية أيضاً) لبثها تصريحات مفبركة نسبت إلى أمير دولة قطر، عقب تعرض موقع الوكالة للقرصنة في 24 مايو/أيار 2017. بطل الحدث الأول هو تركي آل الشيخ، المستشار في الديوان الملكي برتبة وزير، ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة في السعودية، الذي كانت آخر جولاته الشهيرة توجيه شتائم للوزير الكويتي خالد الروضان، على خلفية زيارته قطر ومدح مساعيها لفك عقوبات «الفيفا» على منتخبها الوطني لكرة القدم، واصفا إياه بـ«المرتزق»، وفي حيثيات الحادثة أن آل الشيخ أدلى بتصريح لمجلة «فوكس» الألمانية محرضا على سحب «المونديال» من قطر، ثم قامت وسائل الإعلام الخليجية المذكورة بـ«إعادة توضيب» الخبر وتلفيقه ليصير أن ألمانيا نفسها، وليس آل الشيخ، هي التي تطالب بسحب «المونديال» من قطر! الواضح أن المطلوب من هذه القصة المفضوحة التشويش والتعتيم على حقيقة التوتّر الواضح بين ألمانيا والسعودية على خلفية حصار الأخيرة لقطر، وهو (أي التوتر بين البلدين) أمر يمكن تتبع آثاره والتوثيق عليه بسهولة عبر عدد كبير من الوقائع والتصريحات، منها، على سبيل المثال لا الحصر، وصف وزير خارجية ألمانيا، سيغمار غابرييل، إجراءات الرياض وحلفائها ضد قطر بـ«الاستفزازية جدا»، معتبرا أن المملكة تنتهج سياسة المغامرة في منطقة الشرق الأوسط، ما أدّى إلى سحب السفير السعودي من برلين في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. أما الحدث الثاني (انسحاب قناة «العربية» من هيئة البث البريطانية) فقد كان تضحية اضطرارية من القناة السعودية لتجنيبها الالتزام بالشروط التي تفرضها بريطانيا، والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، كضمانات لالتزام المؤسسات الإعلامية العضو فيها بأخلاقيات الإعلام المعروفة، وهو أمر يناقض جملة الممارسات التي تقوم بها القناة، وبضمنها طبعا بث الأخبار المفبركة والتزوير والافتراءات، وهي آليات تستخدم في إطار الحروب الإعلامية المنفلتة من عقالها، وتجعلها أدوات للبروباغاندا أكثر منها وسائل إعلام لنقل الخبر وتحليله. ابتذلت هذه الحرب الدعاوية كل المعايير المهنية والأخلاقية للإعلام ولم توفّر أي هدف حتى لو أن رشقاته عادت على البلدان التي ترعاها بالضرر، ومن ذلك موضوع «المونديال» القطريّ، الذي كان، منذ إعلانه، سبب انزعاج كبير لدى بعض الشقيقات الخليجيات، وعلى رأسها الإمارات العربية المتحدة، بدل أن يكون بؤرة للفائدة التي سيصل الكثير منه لباقي دول الخليج، سياحة ورياضة واقتصادا وإعلاما، ولكن ماذا تفعل بعقليّة إشاعة الضرر العام بأمل أن يصيب جزء منه قطر؟ ولعلّ هذه القضية «الرياضية» كانت حاضرة في تصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير المنتقد لسياسات ألمانيا «يمكنني أن أقول لكم إننا لسنا سعداء بالتصريحات التي ترددت مؤخرا من الحكومة الألمانية. نريد ضمانة ألا تتم معاملة السعودية كفريق كرة قدم»، وهو ما يدفعنا لسؤال الجبير عن التشبيه المناسب للتصرّفات السعودية خلال السنة الأخيرة، بدءاً من حصار قطر نفسها وما ترتب على ذلك من تقطيع نسيج العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بين شعوب الخليج، ومروراً باعتقال الأمراء ورجال الأعمال والمسؤولين السعوديين لابتزازهم ماليّاً تحت مسمى «مكافحة الفساد»، ووصولاً إلى احتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، ورئيس مجلس إدارة البنك العربي صبيح المصري. تصريح الجبير يشابه، في جوهره، تصرّفات وسائل الإعلام المذكورة، فهو يطالب الآخرين بضمانات، ولكنّ لا ضمانات تعطيها بلاده (أو وسائل الإعلام تلك) لأحد بألا يُهان أو يسجن أو تبتزّ أمواله، ناهيك عن أن تعامله «كفريق كرة قدم». «مونديال» قطر والأخلاق «الرياضية» لإعلام دول الحصار رأي القدس |
الرقباء على الترجمة Posted: 25 Feb 2018 02:29 PM PST من حيث الإجراءات المتبعة والمألوفة، التي تشمل الحظر أو المصادرة أو المنع قبل الطباعة، لا تكاد الرقابة على الأعمال المترجمة تختلف عن أنساق الرقابة التي يمكن أن يتعرض لها الكتاب غير المترجم، أياً كانت الموضوعات والميادين المعرفية والتيارات الفكرية التي يتناولها. بيد أن للرقابة على الترجمة طرائق أخرى غير مباشرة، بل خافية على نحو ما، يمارسها رقيب من طراز مختلف أيضاً، ولعلها ليست أقلّ أذى لصناعة الكتاب وحركة القراءة، لأنها تتلاعب بالنصّ وتحرف محتواه، في قليل أو كثير؛ ليس انحناء أمام مخاوف رقابية، بل على نحو إرادي وطوعي هذه المرّة. فقد يجد ناشر ما أنّ الكتاب المترجم يمكن أن يخلق متاعب سياسية أو أخلاقية أو دينية، فيصرف النظر عن طباعته حتى بعد إنجاز الترجمة، التي كان الناشر قد تعاقد عليها لأسباب محض استثمارية؛ ثمّ عدل عن إصدارها لأسباب محض استثمارية بدورها، خشية أن يكسد الكتاب في المخازن. وقد يمارس المترجم نفسه دوراً رقابياً، بالنيابة عن المؤلف، وليس بالتشاور معه بالضرورة، فيستبعد من النصّ كلّ ما يمكن أن يُغضب الرقيب الرسمي، أو يثير مشكلة لدى القارئ العريض؛ والمترجم، في هذه الحال، يمارس المعنى السلبي لمفهوم «الخيانة» المرتبط بالترجمة. أمّا الصيغة الأكثر سوءاً في هذا الضرب من الرقابة، فهي أن يرضخ مؤلف الكتاب لمتطلبات ناشر الترجمة، فيحذف أو يعدّل أو يضيف، خصيصاً للطبعة المترجمة. وغنيّ عن القول إنّ الكثير من حالات هذه الرقابة إنما تنجم اساساً عن غياب أو تغييب حقوق الملكية الفردية للكتاب، وتعذّر اللجوء إلى القضاء إلا بعد فوات الأوان. عواقب هذه الأنساق من الرقابة غير المباشرة تصبح أشدّ مأساوية إذا وضع المرء في عين الاعتبار حقيقة وجود 22 دائرة رقابة حكومية، في 22 من وزارات الإعلام والثقافة في العالم العربي؛ فضلاً عن الرقباء الآخرين الذين يتنطحون لهذه المهمة من مواقع أجهزة سياسية أو أمنية، إذا استشعروا أنّ هذا الكتاب أو ذاك يمكن أن يشكّل خطورة ما، أياً كان مقدارها، على أمن النظام الحاكم. كذلك يزداد سوء الحال إذا تذكرنا بضع إحصائيات أوّلية: العرب يشكلون 5٪ من سكان العالم، ولكنهم لا ينتجون إلا 1٪ من كتب العالم؛ ومعظم طبعات الكتب (بما في ذلك اعمال مشاهير المؤلفين) تطبع 5000 نسخة لمجموع سكان يتجاوز الـ 367 مليون نسمة؛ وما يُترجم إلى اللغة اليونانية (قرابة 13,1 مليون ناطق)، على سبيل المثال، أكثر بخمسة أضعاف مما يُترجم إلى قرابة 400 مليون قارئ باللغة العربية! وهذه حال تدعو إلى الأسى، كما أنها مفارقة محزنة، إذا تذكّر المرء التاريخ الوضاء للترجمة في عصور سلفت، سواء قبل الإسلام أو بعده؛ وفي ما يخصّ نشاط الترجمة وحسن وفادة المترجمين، وليس التضييق عليهم وإخضاعهم لشتى اشكال الرقابة، الصريحة أو المبطنة. فمن المعروف أن مدينة الرها العراقية صارت، منذ القرن الخامس الميلادي، ملاذاً لعدد من كبار المترجمين اليونان الذين التجأوا إليها هرباً من التضييق الديني والعقائدي في أوطانهم الأصلية. كذلك صارت نصيبين، في تركيا؛ وجنديسابور، في بلاد فارس؛ والإسكندرية، في مصر؛ وحران، جنوب شرق تركيا؛ بمثابة «محميات آمنة» لمترجمين وعلماء وفلاسفة وأطباء تعرضوا للتنكيل في حواضر إمبراطورية يونانية أو بيزنطية، فيمموا وجوههم شطر الشرق، وترجموا عشرات الدرر المعرفية. وأمّا في العصور التي أعقبت ظهور الإسلام، فإنّ تراث الترجمة كان قد بدأ مع الخلافة الأموية، على يد خالد بن يزيد بن معاوية، وتواصل بوتائر متباينة، حتى بلغ ذروته عند تأسيس «بيت الحكمة» في عهد الخليفة هارون الرشيد، ثمّ الخليفة المأمون الذي أستقدم خزانة كتب الروم من قبرص. ورغم أن الأعمال المترجمة شملت نطاقاً عريضاً من الموضوعات العلمية والفلسفية والطبية والدينية، التي لم تكن تتطابق دائماً مع منظورات الفقه الإسلامي المكرّس؛ إلا أنّ حركة الترجمة تواصلت بحماس ونشاط، دون عراقيل جدية ترقى إلى مستوى الرقابة كما ستعرفها الأحقاب اللاحقة. وفي الإجمال، يتفق الباحثون على أنّ التحديات التي تواجه الكتاب المترجم لا تنحصر في المشكلات اللغوية، ودقّة النقل والتناقل، وترجيح كفة المعنى على حساب المبنى أو العكس، وكفاءة المترجم نفسه، وما إلى ذلك؛ بل تشمل أيضاً تحديات الرقابة، سواء أكانت موضوعية رسمية خارج إرادة المترجم، أو ذاتية طوعية تنبع من تقديرات شخصية، تلتقي في نهاية المطاف مع مخاوف المؤسسة الرقابية واشتراطاتها. وهنا تلعب الثقافة المهيمنة، المتكئة على إرث طويل من الأعراف والتقاليد والمواضعات، دور الكابح لحرّية المترجم في اختيار النصوص، بحيث يصبح عامل الأمان الثقافي هو المعيار الذي يرجّح هذا النصّ على ذاك. والأسوأ، بالطبع، أن يختار مترجم ما عملاً إشكالياً ينذر بإثارة مشكلات مع الرقيب، لكنه يلجأ إلى تخليصه من كلّ الأقسام ذات الأخطار، فلا يترجم بالدرجة المطلوبة من الأمانة، بقدر ما «يشذّب» النصّ و«يهذّب» محتواه. وبهذا فإنّ أنساق الرقابة الخفية قد تكون أشدّ مضاضة من الأنساق الجلية، على المترجِم والنصّ المترجَم في آن معاً. الرقباء على الترجمة صبحي حديدي |
حرب الغوطة: تحرير «رهائن الإرهاب» بدفنهم… ويحدث في الأردن فقط… اعتصام بـ «كمامات وعكازات» لمرضى السرطان Posted: 25 Feb 2018 02:29 PM PST مشهد مرضى السرطان في الأردن وهم يعتصمون على بوابة رئاسة الوزراء لا يمكن تجاهله. جمهور «الفيصلي» رفع خلال مبارياته لافتة تقول: «مرضى السرطان.. خط أحمر».. حتى كاميرا الصبية الأنيقة التي تتحدث في أشهر برامج الرياضة في «أم بي سي» نيابة عن برنامج «صدى الملاعب» اصطادت المشهد. بالمناسبة نفتقد الأغا كمعلق ومحاور، بعدما أكثر من التعاطي مع «كائنات فضائية» بثلاثة أصابع للتسويق ضمن الشريط الإعلاني لمسابقة برنامجه المليونية. مجددا لا تستمع في نشرة أخبار التلفزيون الأردني إلا لتوضيحات وزارة الصحة التي تنفي أصلا وعمليا وجود مشكلة اسمها مرضى السرطان. شخصيًا أشفقت، ليس على المريض، الذي يضع «كمامة» أمام الكاميرا ويتحدث باسم المرضى، بل على الأمين العام لرئاسة الوزراء عبدالله العدوان، الذي تقرر أن يكون الموظف الوحيد في بيت الحكومة الذي خرج للمرضى للتحدث معهم. عبثا، يحاول العدوان إقناع المرضى بأن الحكومة عدلت قرارها.. في المكان ثمة كمامات وكراسي مُقعَدِين وأشخاص يتنفسون بصعوبة وغيرهم على «عكازة».. وثمة فتاة تطرح شعارا مؤلما .. «أرجو من الحكومة أن لا تستعجل موتي». لم نسمع في حياتنا عن مريض سرطان يتظاهر ويعتصم مطالبا بحقه البسيط في العلاج والكلام عن أوامر صندوق النقد الدولي في هذا الأمر كذب صريح لا نشتريه بخمسة قروش. ولا أرى مبررا أخلاقيا أو ماليا أو سياسيا يدفعني للقبول بفكرة حمل مريض سرطان من عن سرير الاستشفاء الذي يتعالج عليه وإلقائه في أقبية مستشفى عمومي يخدم أصلا نصف الشعب الأردني ويعاني من مختلف صنوف الضغط والزحمة. غريب جدا أن رئيس الوزراء وافق على مبدأ طرد مرضى سرطان يتعالجون أصلا في مستشفى يحمل إسم الراحل الملك الحسين فيما يتلقى هو شخصيا العلاج في ذات المكان شفاه الله. أفيخاي و«الاتجاه المعاكس» ما الذي يعنيه وضع معارض سوري في مواجهة على الهواء مباشرة عبر شاشة «الجزيرة»، التي نحترمها قبالة أفخاي أدرعي السهتان البهتان، الذي يرش على الجرح ملحا ويطرح أسئلة خارجة للتو من «الثلاجة» مثل: إخوتي في الإنسانية.. ما الذي قصده الرسول محمد صلّى الله عليه وسلم في معركة أحد؟! مجددًا، لا أرى أن مثل هذه المقابلات فيها قدر ولو يسير من الاتجاهات المعاكسة التي تغذي عقل المشاهد العربي، وعندما نتحدث عن إبداعات الزميل فيصل القاسم في التقاط «التعاكس» نعيد تذكيره بأن هذه الأمة المبتلاة مليئة بالتعاكسات، التي يمكن أن نتسلى بها.. بالتالي ما هي حاجتنا لأفخاي أو غيره من رموز الاحتلال الصهيوني وعلى شاشات العرب؟ مثل هذا الالتقاط غير موفق ولا ينطوي على أية حكمة ولا يخدم هدفا مهنيا. فأدرعي يتواصل يوميا باستفزاز مع مواطني المنطقة بطريقته. أشلاء أطفال الغوطة وما يحصل ببساطة أن هذا الالتقاط يُمَكِّنُ ملتقطًا آخر مؤدلجا على شاشة مثل «المنار» لتخصيص سلسلة برامج لما تفعله محطة «الجزيرة» بدلا من إقامة الحجة على المذبحة التي تشهدها الغوطة. تشويش مقصود في ذهن المشاهد العربي عندما يتعلق الأمر بالغوطة. بالنسبة لشاشة مثل «العربية»، الخبر يتمثل فقط في تكويم الجثث والأشلاء مقابلها في «الميادين» ومعها الفضائية السورية لا صورة أو كلمة في أشلاء الأطفال الضحايا والقصف برمته أصلا مفبرك، وتم إنتاجه في أقبية استديوهات أجهزة استخبارات مكرسة ــ لاستهداف بقالة الصمود والتصدي والمقاومة التي ــ تديرها بقايا نظام بالشراكة مع بساطير روسية تماما كما قال مذيع نشرة أخبار يبتسم وببلاهة وهو يتحدث عن تمشيط الغوطة لإنقاذ أهلها. وتماما كما قال شريكي في لقاء حواري على شاشة فضائية «رؤيا» الأردنية: العمليات العسكرية تهدف لتخليص أهل الغوطة من خاطفيهم الإرهابيين… يا سلام .. سارعت وسألت الرجل: هل تقصد تخليصهم من معاناة عصابات الإرهاب بقتلهم ودفنهم في الحطام. أهلكتنا السذاجة… كلما تحدثنا عن أشلاء أطفال الغوطة خرجت علينا أوركسترا الشبيحة المثقفة لتسأل: لِمَ لا تتعاطفون مع أطفال اليمَن وغزة؟ كأننا في سباق على أشلاء الأطفال المساكين . يا أخي بسيطة: كل من يقصف طفلا في السعودية وغزة والغوطة وفي أي مكان إرهابي ومجرم بالرغم من كل التزويق والتزريق اللفظي الذي مارسه عبر «العربية» لعامين صاحبنا أحمد عسيري، طيب الله ثراه وأفيخاي أدرعي قصف الله عمره. طالبت على الهواء مباشرة ولم يرد أحد: يا جماعة الخير ..حددوا لنا الفارق بين إرهابي اختطف حارة في الغوطة وتمترس فيها وجيوش نظامية تقصف الحارة على من فيها ..هذا سلوك «نازي» وصهيوني بامتياز. وبما أن البراميل المتفجرة لا يمكن تصنيعها في استديوهات «أعوان الإعلام الأمريكي» لا بد من الاستفسار من فضلكم: هل تحمل هذه البراميل الشوكولاتا لأهالي الغوطة؟ مبدع من يتحدث اليوم عن انتصار سوريا وتحول مشكلتها من «عسكرية إلى أمنية» لأن ما يجري هو قصف الحجر والشجر والبشر في كل حارة تحصن فيها او عبر إليها «إرهابي مفترض» من الذين يقصفون من جبل قاسيون العزل في وسط دمشق. بمعنى آخر تخليص أهالي الغوطة من معاناتهم بدفنهم… ذلك لا يحصل هكذا بلا سبب… إنـه التفريغ والتحـريك الديموغـرافي يا قـوم. مدير مكتب «القدس العربي» في عمان حرب الغوطة: تحرير «رهائن الإرهاب» بدفنهم… ويحدث في الأردن فقط… اعتصام بـ «كمامات وعكازات» لمرضى السرطان بسام البدارين |
«حزب الله» والانتخابات: «نهاية التاريخ» على الطريقة اللبنانية Posted: 25 Feb 2018 02:28 PM PST ما الذي يتوخاه «حزب الله» من الانتخابات النيابية؟ إنه أقل الحزبيات اللبنانية توجّساً منها على ما يظهر. يقارع نسبة المشاركة أكثر مما يقارع أخصاماً انتخابيين جديين في المناطق ذات الكثافة الشيعية. ندّه الأساسي في طائفته، حركة أمل، حليفه على اللوائح المقفلة المشتركة، وقد بكر الثنائي في إعلان أسماء المرشحين. يعتبر الحزب نفسه الرابح الأكبر بمجرّد إقرار قانون الانتخاب الحالي، وطي صفحة القوانين الانتخابية القائمة على النظام الأكثري المتعدد الأسماء. لم يستبعد مع ذلك أن يعود عليه القانون بعدد نواب أقل قليلا مما كان له في البرلمان السابق. نفى من جهة ثانية أنه يخوض الاستحقاق من خلفية ابتغاء تحقيق أكثرية مطلقة من عدد المقاعد له ولحلفائه من شتى الطوائف. سبق له أن ناضل من أجل ذلك في الانتخابات الماضية، قبل تسع سنوات، تحت شعار «إعادة تشكيل السلطة» في لبنان، ولعب الخوف من حصول الحلف الذي يقوده على أكثرية برلمانية دورا مهما في حث الجمهور المناوىء له على الاقتراع، آنذاك، لجمهور 14 آذار. اليوم، يستفيد الحزب من عدم إثارة إشكالية «لمن تذهب أكثر المقاعد في المجلس المقبل؟» من معظم الذين يخوضون السباق حالياً، بخلاف محورية هذا «الهمّ» في الاستحقاقين السابقين، وبخلاف اهتمام المتابعة السعودية والأمريكية بهذه المسألة، في هذا الاستحقاق أيضاً. ينفي الحزب عن نفسه اليوم إنه يرصد لحصد أكثرية المقاعد لصالح ائتلاف جبهوي يقوده. ليس هذا النفي مجرّد تلبيس لهدف يسعى إليه. إنه أيضا إقرار بجملة وقائع، منها إن حكومة ما بعد الانتخابات لن تتشكل على أساس ائتلاف حصد أكثرية المقاعد في مقابل ائتلاف حصد أقليتها، بل ستكون أشبه بالحكومة الحالية. ومنها أن حليفيه الأساسيين، تيار الرئيس ميشال عون وحركة أمل برئاسة الرئيس الدائم لمجلس النواب نبيه بري، ما عاد من الممكن إدراجهما في ائتلاف عريض مشترك كما كانت الحال قبل تسع سنوات. ومنها أن جبهة «قوى 14 اذار» أصبحت في خبر كان، وفلولها يخوضون الاستحقاق ضد بعضهم البعض، ويتهمون بعضهم البعض بالتواطؤ مع الحزب، ويخلقون واقعا مشتركاً من التواطؤ الموضوعي المتفاوت مع تغلبية الحزب السلكي – الجماهيري المسلح الموالي لإيران. والحزب لا يفعل شيئا هنا، ولا مصلحة لديه في فعل شيء قبل الانتخابات، سوى ترك التناقضات بين أخصامه وضمن أخصامه تتداعى من تلقائها، سواء حين يقررون «غسل» بعضهم بعض، أو حتى إذا قرروا بشكل جزئي، «الالتمام» على بعضهم البعض. مصلحته في أن يضعف أخصامه أكثر، وهذه بداهة. لكن مصلحته أن لا يضعف أكثرهم فوق اللازم. مع كل ما يقوله المستاؤون من انخراط «تيار المستقبل» و«القوات اللبنانية» في عقد التسويتين الرئاسية (انتخاب عون) والحكومية، تبقى المصلحة الأساسية الانتخابية للحزب في مواجهة هذين التشكيلين بالدرجة الأولى، وليس أي تشكيل ثالث، في حين أنه، وبفعل التقسيمات الانتخابية والقانون، فإن أكثر خوضه للانتخابات «بمعزل عنهما»، مثلما أن إشكالية «سلاحه» لم تعد على رأس البرامج الانتخابية، وحتى حين «تروّس» بها البرامج، فعلى طريقة «ترويس» الحزب الاشتراكي الفرنسي برنامجه الانتخابي بفكرة «الاشتراكية». بمعنى من المعاني يمكن القول إن «حزب الله» وصل إلى «نهاية التاريخ»، ضالته، على الصعيد اللبناني. لم يعد هناك بالنسبة له مرحلة تالية، مختلفة جوهريا، عن المرحلة الحالية. في بداياته، كانت «نهاية التاريخ» يمكن أن ترادف، لبنانيا، بالنسبة إلى الحزب، قيام «الجمهورية الإسلامية» في لبنان. لم تعد هذه الغائية برنامجية في مقال الحزب، واستبدلت بأن يكون للحزب «تحكم فوق القانون» بالمفاصل السيادية، ومسائل الحرب والسلم.. من دون إحلال نظام بديل عن نظام المحاصصة بين الحزبيات الطوائفية، وإنما استطابة «ميثاقية» هذا النظام، حين يوافقه ذلك، واشتراطها ميثاقية توافقية مطلقة حين تناسبه، والضرب بها عرض الحائط حين تعرقل مساعيه أو تعقّدها. ميكانيزمات «التحايل الدائم» على «الصيغة اللبنانية» التي هي، من هذه الناحية، بمثابة «الحيلة الدائمة»، هي ما يبطل أيضا الحاجة، ومعها الدافع، إلى بلورة نظام خلاصي، مهدوي، للبنان، يكون على صورة عقيدة الحزب، ونموذجه المتخيل أنه محقق، في أيران. تمرّس الحزب في السنوات الماضية في هذا التعاطي المزدوج مع «الصيغ التوافقية اللبنانية»، مسخّرا ما بها من اعتباطية مزمنة لصالحه. لكن هذه الصيغ أظهرت أيضاً حدود ما يمكنه فعله في البلد، حتى عندما لا يكون مواجهاً من تحالف عريض مناوىء له، كالذي كان. مثلا، صار من السهل عليه تكريس إنه الطرف الأساسي المقرر في انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان، لكن ليس من المطروح التعديل في عرف مارونية هذه الرئاسة (ناهيك عن التذكير بطرح ساقه الشيخ عبد الأمير قبلان قبل سنوات يتعلق باستحداث منصب نائب رئيس للشيعة)، ولن يكون سهلا عليه أيضا ترجيح الكفة بين حليفين له، كجبران باسيل وسليمان فرنجية، بالنسبة للسنوات التالية. ليس من المطروح تجاوز الرئيس نبيه بري طالما هو رئيس المجلس، لكن لن يكون سهلا تسوية هذه المسألة بعد ذلك. لم يعد من المطروح إعادة فرض سني لرئاسة الحكومة بعد تجربة حكومة نجيب ميقاتي، والحزب «اكتشف» أن مصلحته بالعكس، تتقوم في إبقاء هذا المنصب عند الأقوى ضمن الطائفة السنية، في مقابل إبقاء «عقدة تشكيل» الحكومة عند الحزب، بشكل أو بآخر. يخطىء أخصام الحزب حين يتوهمون أن الحزب لا يقنع بكل هذا ويريد السيطرة الكاملة، بل الهيمنة الشاملة، على نظام يتيح له التحكم شبه الكامل باللعبة، ويتيح له تيسير أو تعطيل قوانين اللعبة، من دون فرض قوانين فعلا جديدة على اللعبة. لكنها بالفعل، «نهاية التاريخ» لدى الحزب، على الصعيد اللبناني: ليس من مرحلة أفضل له من هذه المرحلة، وهذه المرحلة بالنسبة له مرشحة للامتداد «إلى اطول مدى ممكن»، ويمكن التعويل فيها على تطبع الناس أكثر مع الأوضاع القائمة، لكن لا يمكن التفكير بتبديل جوفي، أساسي، لقوانين اللعبة، على طريقة إقامة نظام «حزب اللهي» طهوري في لبنان، مثلا. المشكلة تبدأ من أن ايديولوجيا الحزب غير متطبعة كفاية مع الإقرار بأنها بالفعل أنجزت «نهاية التاريخ»، من منظارها لبنانيا، وأنه من الآن فصاعدا، السيطرة القصوى، التحكمية بالمفاصل وقواعد اللعبة، مستتبة بلا قلق، ولا داعي لطلب ما هو أكثر جوهرياً من ذلك، وإنْ جاز «التوسع الطبيعي» في المكتسبات، أي معالجة ضعف الحلفاء والأخصام، والاحتراز من أي ضعف فوق اللازم، أو أي ضعف مباغت أو غير متوقع، لهؤلاء. صحيح أن الحزب نحى «الطابق المر» السابق (الجمهورية الإسلامية) عن عمارته اللبنانية المنشودة، لكنه ظل يضع مكانه صيغا يوتوبية «ناسوتية» من مثل «الدولة القوية القادرة»، في حين أن الدولة المثلى عملياً بالنسبة إلى الحزب، هي الدولة القائمة حالياً. أي محاولة من طرف الحزب، أو أي ضغط من طرف الجماهير الشيعية، لثنيه عن نموذج الدولة المثلى عمليا، بالنسبة له، أي القائمة حاليا، ستعود عليه بالمشاكل. ٭ كاتب لبناني «حزب الله» والانتخابات: «نهاية التاريخ» على الطريقة اللبنانية وسام سعادة |
من سير المكان الإبداعي Posted: 25 Feb 2018 02:28 PM PST إذا اتفقنا على أن الرواية أو السيرة الروائية، هي في النهاية مجتمع متجذر، بكل شروط المجتمعات ومعطياتها، يتكون داخل نص شبيه بنصوص الحياة العادية، فلا بد إذن من مكان جغرافي حقيقي أو مخترع، لتجري فيه الأحداث. والمكان ولكي يمنح هبة احتضان النص كاملة، لا بد من رسمه بإتقان، لا بد من رصد تفاصيله، ووضع مكوناته، كل في مكانه الطبيعي، بمعنى أنه لا بد من بيوت للسكنى، من شوارع للمشي فيها، من أسواق للشراء، وأركان مضيئة أو معتمة للثرثرة. لا بد من قرية أو مدينة أو وطن لتمجيده أو عتابه حسب ما يحكى في النص. وقد اعتدت في قراءتي للأعمال الروائية، أن أتعمق في تذوق مكان الأحداث أولا، وجمع تفاصيله للاحتفاظ بها في الذهن، ومن ثم متابعة العمل الروائي، ورؤية مدى حنكة الروائي في جعل القارئ، ماشيا أو راكضا أو متعثرا، حتى غافيا باطمئنان داخل مكانه النصي. كان غابرييل غارسيا ماركيز يبهرني بمكانه الأسطوري، ذلك المكان المخترع لنصوصه باستفادة كبرى من بيئة الكاريبي، وما تمنحه من تميز حتى على صعيد الفقر والتشاؤم وتذوق الأساطير المتجذرة والعابرة، والذي يتعرف إلى قرية ماكندو التي أنشأها الجد خوسيه أركاديو بونديا في «مئة عام من العزلة»، وأضحت بعد ذلك مكانا جغرافيا محتملا، بملامح القرى الكاريبية، لا يحتاج لكثير عناء، أن يلم بكتابة ماركيز بعد ذلك، سيلم جيدا بأحداث روايته «الحب في زمن الكوليرا»، والأخرى «أحداث موت معلن»، وحتى في قصته الحقيقية «حادث اختطاف»، حين حكى عن صديقته التي اختطفتها عصابات بابلو أسكوبار، سلطان المخدرات في كولومبيا وأطلقتها وهي على حافة الانهيار. في كل تلك القصص، تتنوع الحكايات وقد تتنوع أسماء القرى والمدن التي تجري فيها الأحداث، لكن في النهاية، نحن إزاء المكان الجغرافي المستوحى نفسه، المكان بما وهبه وما قد يهبه مستقبلا. هاروكي موراكامي، ذلك الياباني الملهم، هو أيضا وضع لبنات مكانه النصي في البداية ومن ثم نوع حكاياته بحيث لن تخرج من خريطة طوكيو الحقيقية، على الرغم من جعل العالم غرائبيا ومزدحما بتفاصيل كثيرة، القارئ لا تهمه أشياء كثيرة في النص، بقدر ما يهمه خيط قوي، أو عصا سحرية مستعدة لقيادته داخل النص، المكان، وإتاحة الفرصة له ليلم بالمعالم المهمة، لذلك ستبدو القراءة لموراكامي في البداية مغامرة كبرى، لكن بعد الإلمام ببيئته جيدا، تصبح القراءة ممتعة. من الروايات التي قرأتها وما تزال أصداؤها ترن في ذهني بسبب ما قدمته من خدمة جيدة بالتعريف بالمكان جغرافيا واجتماعيا واقتصاديا، رواية «الوله التركي» لأنطونيو غالا، إنها رواية ضخمة تدور أحداثها في اسطنبول، قصة حب قد تكون غير متكافئة بين فتاة إسبانية مرفهة، ودليل سياحي تركي على حافة الفقر، ويعيش بشخصية تحتوي على كل الصلف العثماني القديم. لقد نقل غالا ببراعة شديدة، مكانا قطعا زاره، وتمعن فيه، وحفظ جزءا كبيرا من تفاصيله، وأظنها كانت رواية قصدية، أن تكتب فقط عن اسطنبول إحدى المدن المثيرة للجدل بتنوعها الكبير، واحتضانها لتاريخ قوي، يصعب تخيله أو الإلمام به، وستكون مهمة الدليل السياحي في البداية وقبل أن يأسر الإسبانية في حبه، أن يصحبها في جولات سياحية مع الوفد الذي أتت معه، وسنرى في تلك الجولات السياحية، عددا من المساجد القديمة الضخمة، عددا من القصور التي لا يمكن التخيل، كيف بنيت أصلا، سنرى البازار الكبير، ونشم رائحة التوابل فيه، وسنرى السجاد المتنوع، المنسوج ببراعة والمنسوج بإهمال، وأيضا سنرى مغيب الشمس في خليج البسفور، وكل ما يمكن أن تضمه خريطة سياحية لمدينة مثل إسطنبول، وأظن أن المدينة هنا جاءت بالثوب المزركش أكثر من إسطنبول نفسها التي تجيء في كتابات الأتراك مثل أورهان باموق وإليف شفق، هنا المكان تلقائي بكل حسناته ومساوئه، فالكاتب التركي ليس سائحا ولن يقدم خدمة سياحية لبلده، هو يصنع مكانه الموازي لمدينة فيها الخير والشر، الشوارع الواسعة والأزقة، الأمن والرعب، النساء الجميلات والخاليات من صيغة الجمال، هكذا. أيضا رواية مثل «ظل الريح» للإسباني كارل رويس زافون. هذا كاتب من برشلونة، ومؤكد هو ملم بخريطتها الجغرافية والإنسانية، وحين كتب حكايته عن الكتب المنسية في أحد الأماكن، بكل تلك الغرابة والفن، لم ينس أن يسير بنا في الشوارع البرشلونية، متبعا اللافتات نفسها التي تسمي بها البلدية تلك الشوارع، هو لن يقول مثلا: انحرفت إلى شارع واسع، ولكن سيسمي الشارع باسمه الرسمي، كذلك سيسمي المكتبات، وأماكن بيع التحف والملابس بالاسم الموجود في الواقع، فقط سيكون النص خياليا، تم استلاف مكان مزدحم بالتفاصيل لاحتضانه. هذا يقودنا لمسألة الإلمام بالمكان الذي ينبغي توفره لدى الكاتب من أجل صياغة مكان مواز، أي البيئة التي يخبرها الكاتب بحكم نشأته فيها، أو خبرها مؤخرا بعد أن سافر إليها بغرض العيش فيها أو لمجرد الزيارة السياحية، كما شاهدنا في «الوله التركي»، تلك البيئة في رأيي أول ما يتبادر لذهن الكاتب حين يضع قدمه في درب الكتابة، سيطرقها على الفور مستوحيا مكانه النصي منها، وسيستمر في طرقها في كل نص جديد، في الغالب، ما لم يكن نصا تاريخيا أو عن مكان بعيد، وسينتبه إليها القارئ، ولن يلهث خلف التفاصيل مجددا، ذلك أنه يعرف المكان، فقط سيتابع الحكاية الجديدة. وبحكم عملي منذ سنوات في التدريب على الكتابة الإبداعية للشباب، ممن شغفوا بالكتابة وأرادوا قواعد علمية لاتباعها، كنت أنبه إلى رسم المكان أولا قبل أي حوار أو حدث مهم، لأنني كقارئ لن أتفاعل مع الحدث جيدا، ولن أهضم الحوار الذي يدور بين شخوص معينين ما لم أتعرف إلى المكان الذي تدور فيه الحكاية، والشخصيات التي تتحاور داخلها، غير مقبول أبدا أن تضعني في نص بلا معالم، وتطلب مني الاستمرار، إنه أشبه بوضعي داخل غرفة من الصلب، وبناء حائط مكان الباب، ومن ثم تطلب مني الخروج منها. كاتب سوداني من سير المكان الإبداعي أمير تاج السر |
موسم الهجرة إلى الجنوب Posted: 25 Feb 2018 02:28 PM PST ■ يحب السودانيون كاتبهم الراحل الطيب صالح، وهو كما قال لي أحد الأصدقاء طيب وصالح أكثر مما ينبغي، ولعلّه قال ذلك لأنه لا يعرف عمق نظرتنا للسودان، الذي لم ينجب سوى من هم من طينته، ولعلّ الرجل رغم شهرته التي تخطت أسوار العالم العربي بقي على فطرته، محبا وبسيطا ومجتهدا ما استطاع لئلا يخترق الغرور جلدته. فقد احتفت به المحافل العربية على مدى عمر شهرته، واحتفى به القارئ العربي من الخليج إلى المحيط بكثير من الحب، وقليل من الانتقاد والكراهية، وهذا لا يحدث إلا نادرا مع كتاب من صنفه، أزالوا الغطاء السميك عن تلّة عيوبنا أمام رياح الثقافة الغربية التي فاجأتنا منذ كنا هدفا لاستعمار الغرب إلى أن أصبحنا «الورم الذي يصعب علاجه أو بتره» في الجسد الغربي نفسه. كتب الطيب صالح روايته «موسم الهجرة إلى الشمال» فغطت على باقي أعماله، وبدت كأنها عمله الوحيد المنجز على مدى ثمانين سنة، هي سنوات عمره الكاملة التي عاشها كاتبا وإعلاميا وسياسيا مسالما، تعاطى السياسة بضميره وأقلامه وهذا من عجائب أمور دنيانا بالتأكيد. غادرنا السوداني الطيب وبقيت أعماله الصالحة لكل زمان ومكان، تذكرنا به، بل إنها مؤشر حقيقي للسودان المنسي بين الدول العربية، وقد جاءت الجائزة التي حملت اسمه جرسا رنّانا في سماء الأدب، ليس فقط لأنها تحيي تلك الروح الجميلة بيننا كل سنة، بل لأنها ولدت بفخامة لم نتوقعها، إذ لم نتوقع أن تنبعث جائزة أدبية بهذا الإقناع من السودان، الذي لا يزال يئن من جراحه. بدت الطبعة الأولى منها محيرة، ولعلها مرت بدون اهتمام كبير من الإعلام العربي، فقد نشر الخبر كخبر عادي لا كحدث استثنائي ومغامرة حقيقية في عالم الأدب، لقد اعتقدت الغالبية أن جائزة من السودان يستحيل أن تنافس الجوائز الباذخة التي تقدم في بلدان كثيرة، ولعلّ الأقلام العربية القليلة التي أشادت بالجائزة في طبعتها الأولى فعلت ذلك احتراما لذكرى الطيب صالح لا لشيء آخر، وهذا ليس بالأمر السيء، ففي النهاية الجائزة حملت اسمه، وكل المغامرة بنيت عليه وحده. أمّا الأمر غير المتوقع فهو نمو تلك الجائزة مثل شتلة صبار شجاعة في ذلك المناخ الذي اعتقدنا جميعا أنه غير صالح للحياة، لكن سريعا وبعد عدة طبعات أزهرت تلك الشجرة الشجاعة، وأعطت ثمارا مدهشة. في طبعتها الثامنة منذ أيام، صوبت الأنظار إلى الخرطوم، إلى تلك الشجرة وهي تتلألأ بثمارها تحت أنوار بدر مكتمل، شهية ومكتنزة بأجمل ما جادت به قرائح الكتاب والأدباء والنقاد من كل العالم العربي، وقد قيل إن عدد المشاركات فاقت الـ626 عملا، حرصت لجنة القراءة على التعامل معها بحكمة ودقة، حتى لا تفقد الجائزة مصداقيتها كما فقدته بعض الجوائز في فترة وجيزة. وهكذا حمل العالم حقائبه وشد الرحال إلى السودان، في رحلة عكسية لم تكن متوقعة، حمل الكُتَّاب متاعهم، وتوجهوا إلى الجنوب هذه المرة، مثل الطيور المهاجرة، بحثا عن الدفء والسكينة في بلاد الشمس، رجال الثقافة بكل أنواعهم، ورجال أعمال أيضا تنوعت أعمالهم بين النشر والإعلام والاتصال، واجتمعوا جميعا تحت سماء الطيب صالح، أصغوا لحكايات تأخر سردها عنه، رواها كتاب وشعراء ونقاد التقوا به خلال رحلتهم الأدبية، أصدقاء، أحبة، أقارب تربطهم به رابطة الحرف.. حطوا رحالهم في الجنوب، في رحلة عكسية لتلك التي قام بها «مصطفى سعيد»، بعد أن تغيّرت معطيات الحكاية هذه المرة، إذ أصبح الراوي الحقيقي راقدا في مقبرة في أم درمان، صامتا، محلقا بروحه في الأعالي، متابعا ذاك الكم الهائل من المسحورين بتركته الأدبية، وهم يتوافدون على السودان كما لم يفعلوا من قبل، مصغيا بهدوئه المعهود لحكاياتهم هذه المرة، هم الرواة وهو الطفل الذي تدهشه القصص. لا اختلال هذه المرة في مشاعر «العربي» الذي تاه بين ثقافات الشمال وثقافات الجنوب، فقد تعانق الأدباء من أصقاع العالم العربي نساء ورجالا على مسرح التتويج، وتناثرت الأضواء السعيدة على أكتافهم جميعا، وبينهم ثلاث زهرات من السودان والمغرب واليمن، هن ملكة الفاضل عمر عن روايتها «الشاعرة والمغني»، والمغربية خديجة يكن بمجموعتها القصصية «أيام بوسنية»، واليمنية آمنة محمد عبده عن دراستها النقدية «سيميائية المكان لرواية أولاد الغيتو». لا وجود لـ«جين موريس» بين الصبايا الفائزات، ولا للصراعات الحادة بين الثقافات، شيء ما حدث وجعل طبقات الجليد تذوب بين أهل شمالنا وأهل تلك البلاد في الجنوب، شيء كبير حدث، جعلنا نلتفت لنتاجنا، ونقيمه بأنفسنا، بدون مقارنات مع الآخر، بدون أي تقليل من قيمتنا أو تهجم على قيم الآخر. حلّت بركات «سيدنا الطيب الصالح» على ذلك الحفل البهيج الذي تابعت مقاطع كثيرة منه على مواقع التواصل الاجتماعي، وشاهدت جمهورا راقيا، وفعاليات ثرية حوّلت الحفل كله إلى بؤرة نور انبعثت من السودان وغمرتنا جميعا حيثما تواجدنا على الخريطة العربية الجريحة. إنّه تاريخ طويل من الخطى الحثيثة الواثقة، بدأ في اللحظة التي ولد فيها الفتى الأسمر ذات خريف من عام 1929 ولا يزال مستمرا حتى بعد رحيله في الثامن عشر من فبراير/شباط 2009 . عودته الأخيرة ليرتاح في تربة وطنه ـ بعد رحلة عمر طويلة خبر فيها أنواعا من الهجرة ـ فيها من الحكمة الرّبانية ما يعيد للسودان بريقه الذي أفل، فليت هذه الجائزة تبقى على هذا الثبات في فضائها المكاني، حيث رفات من ألهمهم بها، ومسقط رأسه، وملعب طفولته، ومدارسه الأولى، وكل تفصيلات السودان الصغيرة والكبيرة التي أسست لملكة الإبداع في نفسه. وليت موسم الهجرة إلى الجنوب يصبح تقليدا سنويا لا تفسده تجاذبات مؤسسات أخرى فيحرم السودان من هذه النعمة. لقد قيل عن المنافي الغربية وبلدان «أكل العيش» أنها تتسع للحي حتى يموت، فتلفظه كما يلفظ البحر جثة، وهذه مصائرنا جميعا، إلى أن تحين السّاعة، فنقفل عائدين إلى قبورنا الأبدية. أليس هذا بالضبط ما حدث لعبقري الرواية السودانية؟ أليس السودان أحق به وبمجده وبجائزته؟ ختام القول إن ما وصلت إليه سمعة الجائزة اليوم يثير القلق إن قدمت كثمرة جاهزة لجهات خارج السودان لتستثمرها برؤى مختلفة، فقد قطعت الأشواط الصعبة لتبلغ اليوم مبلغا جيدا من النضج، وأرى ولو من بعيد أن النخبة في السودان يجب أن تتسمك بالطيب صالح أكثر من قبل، وتُبقِي الجائزة في كنفها وعقر دارها، إذ من الصعب أن تُبتَكر مناسبات مماثلة في شموخها لتحضن هذا العدد الكبير من مبدعي العالم العربي، تحت ظلال العاصمة السودانية، وتكسر الجمود «العاطفي والأدبي» الذي مارسناه بدون انتباه منا ضد هذا البلد على مدى عقود. ٭ شاعرة وإعلامية من البحرين موسم الهجرة إلى الجنوب بروين حبيب |
المرشح « الكومبارس» للانتخابات الرئاسية: على المصريين أن يأكلوا رغيفا واحدا في اليوم Posted: 25 Feb 2018 02:28 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي» أعلن رئيس حزب «الغد»، موسى مصطفى موسى، المرشح في انتخابات الرئاسة المصرية، المقررة في شهر مارس/ آذار المقبل، أنه لا يسعى للفوز في الانتخابات، وأنه يأمل فقط في الحصول على نسبة 20٪ من المصوتين في الانتخابات. ورفض، في تصريحات صحافية، وصف الانتخابات الرئاسية بـ«المسرحية»، معتبراً أن من «يردد تلك الجملة ليس لديه فكر ولا حس سياسي». وبرر ترشحه في اللحظات الأخيرة بالقول «فضلت عدم المشاركة في البداية حتى لا يحدث تفتيت أصوات»، معتبرا أن الحزب «كان ينوي الدفع به، وقد اتخذ القرار بعد انسحاب كل من الفريق أحمد شفيق رئيس وزراء مصر الأسبق، والمحامي الحقوقي خالد علي من الانتخابات الرئاسية». وأبدى استعداده، حال فوزه، للاستعانة ببرامج الرئيس الحالي، قائلاً «لا يمكن إنكار إنجازات السيسي، لكن المواطن لا يشعر بها». وبين أن «برنامجه يقوم على الرأسمالية الوطنية والعلاقة بين الدولة والمستثمر، ويؤكد أن الدولة مالكة للأصول والأراضي والمباني والشباب، بينما يمتلك المستثمرون أسهماً تتداول في ما بينهم، بهدف مواجهة البطالة وتشجيع الاستثمار، وبالتالي ارتفاع مستوى الدخول، وهدف البرنامج لتشغيل المصانع المغلقة من خلال تمليك أسهم للشباب وتحويلهم إلى ملاك بما يفيد الدولة، أما المصانع فتعمل بفكر التصدير وبإيجاد أسواق في الخارج وبالتالي توفير العملة الأجنبية». وعن الاستقالات التي قدمها أعضاء في الحزب فور إعلان ترشحه، قال: «هناك 15 استقالة في محافظة كفر الشيخ، إلى جانب استقالات أخرى في بعض المناطق، أما أمين الحزب في محافظة الأقصر فقد استقال ثم عدل عن الاستقالة، والسبب الحقيقي وراء تلك الاستقالات هو شعورهم بأننا دفعنا بالحزب في مواجهة الدولة المصرية وهذا غير حقيقي، فنحن أمام انتخابات رئاسية صعبة». ورفض الإعلان عن أسماء البرلمانيين الذين وقعوا تزيكات لترشحه، قائلاً: «يخشون غضب أبناء دوائرهم الذين يؤيدون السيسي، ولو أعلنت الأسماء فسيتأثرون سلباً في الانتخابات البرلمانية المقبلة». ورفض موسى التصويت الاحتجاجي، معتبراً أن من يعمد إلى هذا الأسلوب هم «أعداء الدولة المصرية الذين يريدون معاقبتها». وأضاف: «لا أريد أصوات الإخوان، وأبحث عن أصوات الشعب المقتنع ببرنامجي، وهناك من هم على قناعة بالتصويت لي، وأنا أرحب بهم وبدعمهم». الرد على نور وردا على تصريحات رئيس حزب «غد الثورة»، أيمن نور، التي قال فيها «أتحدى لو حصل موسى على 5 أصوات»، انتقد موسى، نور ووصفه بـ: «فاقد للهوية وغير متزن ويحصل على تمويل ممن يسعون لهدم الدولة». وتابع: «عدد الداعمين لي من أعضاء الحزب تجاوز 40 ألفاً، وأكتفي بأصواتهم وأصوات من يرغب في التصويت لي». كذلك هاجم محمد البرادعي، قائلاً: «لن أرد على التهنئة التي وجهها لي على تويتر، فأنا العدو اللدود لكل من يهاجمنا من الإرهابيين والمموّلين من الخارج، فخوضي الانتخابات ينسف مخططهم، ولن استخدم اللعبة السياسية في مهادنة المعارضين من أجل الأصوات». ورفض المصالحة مع «الإخوان» قائلاً: «لا تَصالح مع من تلطخت أيديهم بالدماء، ولن يكون لهم إلا المحاكم العسكرية، وأحكام الإعدام ستنفذ في ميدان عام، لأنهم قتلوا أولادنا وهذا موقف واضح وصريح، ولا تراجع عنه». وأكد أنه في حال فوزه «سيأخذ رأي السيسي في اختيار رئيس الحكومة»، و«سيفاضل بين المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء الأسبق ومستشار السيسي للمشروعات القومية ووزير الداخلية الأسبق اللواء أحمد جمال الدين». وأشاد بولاية السيسي الأولى، قائلاً: «ركزت على التنمية والمشروعات القومية الكبيرة وشهدت إنجازات كثيرة، لكن المشكلة أن المواطن لم يشعر بها كمردود مباشر على حياته بسبب التحديات والأسعار، وهذا أمر يجب التأكيد عليه، لأن المواطن هو الهدف». وأضاف «أولى قراراتي حال فوزي، ستتضمن رفع الأعباء عن المواطنين من غلاء المعيشة، وتضييق الفجوة الاقتصادية بين والرواتب والأسعار، وتوفير 3 ملايين فرصة عمل للشباب، والتوسع في المدن الجديدة، والتخلص من مشكلات المرور بتخطيط عمراني جديد، وتخصيص الدعم للطبقات الفقيرة، ورفع الدعم عن من يتلقى راتب 5 آلاف جنيه في الشهر وياخد عيش مدعم». وتابع:»لا يجب أن نأكل 5 أرغفة في اليوم كفاية رغيف واحد من أجل صحتنا». وكان موسى أثار جدلا بتصريحات سابقة قال فيها إن الإعلام يجامله على حساب السيسي. وأضاف: «الإعلام محترم ويعطينا مساحتنا وحقنا تماما، ولا يعطي السيسي التغطية نفسها كمرشح لأنه مش محتاج، وأنا اللي واخذ نصيب الأسد في التغطية، وسعيد أن الناس تراعي حاجتي لدفعة ودعم، رغم تعرضي لحروب وإهانات». يذكر أن رئيس «حزب الغد» قدم أوراقه قبل إغلاق باب الترشح في الانتخابات الرئاسية بدقائق، وبعد انسحاب ومنع 5 مرشحين من خوض الانتخابات ورفض حزب الوفد الدفع برئيسه في مسرحية انتخابية، رغم إعلان الحزب تأييد السيسي، ما دفع المعارضة لاعتبار رئيس «الغد» مجرد «كومبارس» في مسرحية انتخابية، خاصة أنه سبق ودشن حملة باسم «مؤيديون» لدعم السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة. المرشح « الكومبارس» للانتخابات الرئاسية: على المصريين أن يأكلوا رغيفا واحدا في اليوم قال إن هدفه الحصول على 20٪ من الأصوات… وحال فوزه سيستشير السيسي في اسم رئيس الحكومة |
اليمن: اتهامات لأذرع الإمارات بالوقوف وراء العمليات الإرهابية في عدن لزعزعة الأمن والاستقرار وإفشال الحكومة Posted: 25 Feb 2018 02:27 PM PST تعز ـ «القدس العربي»: اتهمت العديد من المصادر السياسية أذرع وأدوات دولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن بالوقوف وراء التخطيط لتنفيذ العمليات الإرهابية في محافظة عدن، التي وقعت أمس الأول السبت، وأسفرت عن سقوط 12 قتيباً وإصابة 53 آخرين، أغلبهم من رجال الشرطة. وقالت لـ(القدس العربي) «من خلال تسجيل الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع لأحد أبرز المسؤولين في القوات غير النظامية التابعة للإمارات في عدن، والذي يتخابر فيه مع أحد الإرهابيين الذين نفذوا العمليتين الانتحاريتين السبت على معسكر للشرطة في منطقة جولد مور، يتبين بما لا يدع مجالا للشك أن العمليات الإرهابية التي استهدفت محافظة عدن مسيّسة وتستهدفها بشكل مقصود لإظهار فشل الحكومة في ضبط الأمن والاستقرار». وأوضحت أن «تفجيرات السبت كانت بتوقيت مقصود أيضا، وهو إظهار أن محافظة عدن غير آمنة، حيث جاءت بعد يوم واحد فقط من زيارة وفد أمني للمدير العام لأمن محافظة عدن تابع للأمم المتحدة لتقييم الوضع الأمني من أجل الترتيب لفتح مكتب للمبعوث الخاص الجديد للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، الذي يعتزم ممارسة عمله من عدن في حال كان الوضع الأمني مستقر». وأضافت أن هذه العمليات الإرهابية أعقبها أيضا قيام القوات الموالية لدولة الإمارات بمحافظتي عدن وشبوه أمس الأحد، بمنع المسؤولين الحكوميين من ممارسة أعمالهم ومنع بعضهم من دخول مقار أعمالهم، وهي قوات الحزام الأمني بعدن والنخبة الشبوانية في شبوه، التي تعد قوات غير نظامية وتتبع مباشرة القوات الإماراتية بعدن وتمول من قبلها والتي تعمل ضد التوجهات الحكومية بشكل علني، يصل في العديد من الحالات إلى استخدام السلاح ضد القوات الحكومية التابعة للرئيس عبدربه منصور هادي. وكان الرئيس هادي أجرى مساء السبت اتصالا هاتفيا بنائب رئيس الوزراء وزير الداخلية احمد الميسري للوقوف على تداعيات العمل الإرهابي الذي طال عددا من الجنود والمواطنين الأبرياء في منطقة جولد مور، بمديرية التواهي في محافظة عدن، وقال ان «العناصر الإرهابية المارقة ومن يساندها ويمولها تحاول من خلاله عبثا ان تعكر صفو الأمن والاستقرار الذي تشهدها العاصمة المؤقتة عدن لإقلاق السكينة العامة وأمن واستقرار المواطن». ووجه هادي بمتابعة حيثيات هذا «العمل الإرهابي وأخذ المعلومات والتحريات من الأجهزة الأمنية المعنية ومتابعة خيوطها ومن يقف خلفها بتعاون مختلف الأجهزة الأمنية وبتعاون المواطن والسلطات ذات العلاقة». وأوضح هادي ان «تلك الأعمال لن تثني أبناء شعبنا عن الانتصار لإرادتهم الحقة في الأمن والاستقرار والعيش الكريم». مؤكدا على ضبط تلك العناصر المارقة لتنال جزاءها الرادع بما اغترفته بحق الوطن والمواطن. وكانت وزارة الداخلية أعلنت أن «هجومين إرهابيين بسيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان وعدد من العناصر الإرهابية الانغماسية حاولوا، السبت، استهداف مقر معسكر تابع لشرطة محافظة عدن، والواقع بمنطقة جولدمور في مديرية التواهي بعدن». وأوضحت عبر موقع وزارة الداخلية الإخباري «إن الحصيلة الأولية للهجومين الإرهابيين سجلت مقتل جنديين وإصابة نحو 53 آخرين بينهم مدنيون بإصابات مختلفة، كما لقي الإرهابيان المهاجمان مصرعهم، فضلاً عن تضرر عدد من السيارات». وحظيت هذه العمليتان الإرهابيتان بردود فعل واسعة وانتقادات صريحة واتهامات واضحة للقوات التابعة لدولة الإمارات بالوقوف وراءها، لإفشال الجهود الحكومية لاستتباب الأمن والاستقرار في محافظة عدن، من أجل إحكام السيطرة الإماراتية على محافظة عدن ومينائها البحري التي تعد أهم الموانئ البحرية اليمنية، حتى لا تؤثر على ميناء دبي، في حال ازدهرت الملاحة البحرية في ميناء عدن، نظرا لوقوعها على خط الملاحة البحري الدولي، بينما ميناء دبي تبعد عنه مسافة يومين زمنيا بالسفن التجارية. وكانت شركة موانئ دبي استأجرت في آخر عهد نظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح ميناء عدن، بعد أن دفعت رشاوى خيالية من أجل الحصول على هذه الصفقة، والتي قامت بعدها بتجميد جزء كبير من النشاط الملاحي إلى ميناء عدن، بهدف تدميرها تجاريا، من أجل الحفاظ على مكانة ميناء دبي، غير أن الحكومة التي تم تشكيلها عقب اندلاع الثورة الشعبية على نظام صالح، ألغت اتفاقية تأجير ميناء عدن لشركة دبي للموانئ. واستغلت الإمارات وجود قوات لها في اليمن ضمن قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، لممارسة السيطرة على الأرض عبر قوات محلية تابعة لها أنشأتها منذ مشاركتها في تحرير محافظة عدن من الميليشيا الانقلابية الحوثية، في تموز (يوليو) 2015، والتي أصبحت هذه القوات الإماراتية حجرة عثرة موجهة ضد السياسات الحكومية للاستقرار. إلى ذلك، أعلنت قوات الجيش اليمني الموالية للحكومة الشرعية أمس الأحد أن جماعة أنصار الله الحوثية تكبدت خسائر بشرية ومادية كبيرة، في محافظة مأرب 173/ كيلو مترا شمال شرق صنعاء/، إثر اشتباكات عنيفة مع قوات الجيش. وقال المركز الإعلامي للقوات المسلحة في بيان إن «قوات الجيش الوطني كبدت المليشيات الانقلابية خسائر بشرية كبيرة جراء محاولتها التسلل، إلى مواقع الجيش بجبهة صرواح غربي مأرب». وأوضح البيان أن عملية التمشيط وملاحقة المليشيات لا تزال مستمرة حتى الآن. في السياق نفسه، ذكر البيان أن «مدفعية الجيش الوطني استهدفت بعدة قذائف مواقع مليشيات الحوثي الانقلابية في مناطق متفرقة في جبهة صرواح، وأسفر القصف عن خسائر بشرية في صفوف المليشيات». وأضاف البيان أن الفرق الهندسية التابعة لقوات الجيش الوطني انتزعت عددا من الألغام التي زرعتها المليشيات اليوم مستغلة أجواء العتمة الترابية الكثيفة وتدني مستوى الرؤية. وتعتبر مديرية صرواح أهم معاقل الحوثيين في محافظة مأرب النفطية، في حين تسيطر قوات الجيش الحكومية والمقاومة الشعبية على باقي أجزاء المحافظة. اليمن: اتهامات لأذرع الإمارات بالوقوف وراء العمليات الإرهابية في عدن لزعزعة الأمن والاستقرار وإفشال الحكومة خالد الحمادي |
«ترقيع» وزاري أردني… اعتراضات أخطرها بتوقيع الروابدة: «صفقة القرن تتطلب شخصيات خفيفة» Posted: 25 Feb 2018 02:27 PM PST عمان – «القدس العربي» : أجرى رئيس الوزراء الاردني هاني الملقي أمس تعديلاً في حكومته شمل تسعة وزراء وشهد تعيين وزير جديد للداخلية واستحداث منصبي نائبي رئيس الوزراء، حسب بيان صادر عن الديوان الملكي. وأكد البيان «الموافقة على إجراء تعديل على حكومة هاني الملقي». وأشار الى تعيين جمال الصرايرة نائباً لرئيس الوزراء ووزير دولة لشؤون رئاسة الوزراء وجعفر حسان نائباً لرئيس الوزراء ووزير دولة للشؤون الاقتصادية. ولاقى التعديل ردود فعل واعتراضات وتحفظات عدة. اختصر لاعب أردني مخضرم من وزن عبد الرؤوف الروابدة المسافة نحو انتقاد مبطن وخاطف وعميق للنسخة الأخيرة من التعديل الوزاري على حكومة الرئيس الدكتور هاني الملقي وقبل إعلانه عندما اقترح مقاربة غريبة تربط بين القفز بشخصيات خفيفة الوزن إلى واجهة الإدارة المحلية والتداعيات المنتظرة لصفقة القرن. لا يفعلها داهية بيروقراطي من حجم الروابدة بعفوية، لا من حيث المضمون ولا التوقيت، وإن كان يغلف واحدة من أهم ملاحظاته النقدية بستار متكامل من التحليل بعنوان ظروف المنطقة والإقليم والتحولات على هامش محاضرة دعي إليها. بطبيعة الحال يمكن مسبقا اتهام الروابدة بتوجيه جملة نقدية «مؤذية وثأرية» الطابع بعدما تم إخراج ولده المستشار في الديوان الملكي عصام الروابدة من وظيفته في حادثة سائق الحافلة الشهيرة. لكن في المقابل يمكن اتهام نخبة المستشارين في مراكز القوى بالمبالغة في إيذاء شخصية ثقيلة من وزن الروابدة باستغلال حادثة الحافلة ودون مبرر وبصورة يرى خبراء عميقون بأنها تمس في تلك التوازنات بين الدولة ورموز التمثيل الاجتماعي في مناطق شمال المملكة حيث يجلس الروابدة الأب هناك بصفته المعقل الأخير للشخصيات المؤثرة. عموما لمح الرجل وبصيغة تَرِدُ لأول مرة على ألسنة طبقة رجال الحكم عن عزل وإقصاء وإبعاد الشخصيات الوطنية الثقيلة في الأردن واستبدالها بشخصيات خفيفة الوزن لأهداف سياسية إقليمية، لا يمكن بتقديره قراءتها خارج سياق تفاهمات وترتيبات صفقة القرن المزعومة حتى نصل للمحظور الكلاسيكي القديم المعلب بعنوان «البحث في حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن». الروابدة الأجرأ بصرف النظر عن اجتهاد الروابدة الفكري، هنا لم يكن الوحيد في طبقة رجال الدولة والمسؤولين والموظفين من الذين لم تعجبهم توليفة التعديل الوزاري الأخير، بل كان الروابدة الأجرأ في طرح تشخيص أمام الرأي العام يستبق التعديل الوزاري نفسه بأكثر من 48 ساعة. الهدف التكتيكي للروابدة واضح من جانب «الشغب» بعد ولادة عسيرة إثر حصول الحكومة على ثقة لتعديل وزاري غريب. على نحو أو آخر ثمة شخصيات إخرى مهمة ومن داخل نخبة الحكم والحكومة أيضاً سجلت لكن بطريقتها الخاصة جملتها الاعتراضية على تكتيكات وترتيبات التعديل الوزاري الأخير برغم أن الملقي عمليا لم يأت بجديد وهو يحاصص ويبادل الحقائب الوزارية وفقاً للمعايير نفسها التي ينتقدها اليوم بعض عناصر طبقة رجال الدولة. تكتيكات الاعتراض على التعديلات الوزارية تباينت في سلتها هنا .. وزير الداخلية المخضرم السابق الجنرال غالب الزعبي وبرغم يقين الجميع بأنه سيغادر الحكومة استبق الأحداث وانسحب مستقيلا قبل إقالته بـ 48 ساعة مع جملة تكتيكية تحافظ على وزنه الاجتماعي في مدينته التي تعتبر اليوم ثاني أهم بؤرة في الاحتجاج الشعبي على رفع الأسعار. الوزير الزعبي وهو يخرج قبل إخراجه فعلياً ضرب عصفورين بحجر واحد حيث تصرف كرجل دولة وجمع وجهاء مدينته المحتجة ودعاهم للهدوء وأرسل قوات الدرك في جوار المدينة لكنه وفي الوقت نفسه وضع في خطاب باطني تلك الترميزات التي تقول بأنه سيغادر الحكومة ويتفهم متطلبات الناس ولا تعجبه السياسات الاقتصادية. اختار الزعبي الاعتراض على التعديل الوزاري الذي أقصاه من المطبخ بتلك الطريقة قبل أن يغرق الملقي في محاصصات لها علاقة بمدينتي الكرك والسلط دفعت لصيغة أقرب لـ «ترقيع وزاري» بدلاً من التعديل. أما طريقة الرجل الثاني البارز سابقًا في الحكومة وهو الدكتور ممدوح العبادي فكانت أكثر عمقاً وتسييساً لأنه قدم استقالة مكتوبة يوم الاثنين الماضي وقبل نحو أسبوع من تعديل وزاري كان سيطيحه في كل الأحوال. وطريقة العبادي في رسم لوحته الاعتراضية كانت ذكية إلى حد كبير فهو قال بخط اليد عملياً بأنه رجل ثقيل الوزن يخرج من تلقاء نفسه قبل أن يخضع موقعه المهم والمتقدم في الفريق الوزاري إلى أية مساومات. رسالة ملغزة وفي الوقت نفسه صدرت عن الرجل رسالة ملغزة تظهر سعيه للترفع عن الاعتراض العشوائي والالتزام بقواعد طبقة رجال الدولة عندما هنأ عمليا بديله الجديد في موقعه والمسمى نائبا لرئيس الوزراء وهو المهندس جمال الصرايرة متمنياً له التوفيق مع العبارة التالية: «أرجو ان تكون المأدبة التكريمية الأولى لك ولرئيس الوزراء بعد تعديل الحكومة في منزل شقيقكم». تلك في كل حال رسالة في أدب الاعتراض السياسي يقترحها سياسي من وزن العبادي تكرست معه تلك التقاليد غير المفهومة في معاقبة بدل مكافأة المنجزين لأن العبادي يترك الحكومة بعدما نفض من بين أكتافه الغبار السياسي وقاد خلية الأزمة التي ضمنت حصول الحكومة على الثقة وسط ضجيج شعبي يطالب بإسقاطها من البرلمان.. وكانت تلك مهمته الأخيرة في الولاء لحكومة قرر الانضمام إليها. ركب أهم وزير للمياه والري منذ ربع قرن موجة المفارقة نفسها التي سمّاه عضو البرلمان خليل عطية أمام «القدس العربي» بـ «معاقبة من ينجز». عملياً وقبل التعديل الوزاري بثلاثة أيام تم الإعلان عن إنجاز تاريخي قاده الوزير حازم الناصر في الشكوى الدولية المرفوعة ضد بلاده من قبل شركة تركية عملاقة وبعيداً عن التفاصيل تمكن الناصر وفريقه بإشراف المحامي الدولي النشيط الدكتور عمر الجازي من توفير 450 مليون دينار على الخزينة الأردنية وهو تقريباً المبلغ الذي تسبب أصلا في كل حراك الأسعار. من دون تفاصيل يمكن القول إن الوزير الناصر تكنوقراطي رفيع المستوى ومسيس يحظى بإجماع على مهنيته في إدارة ملف المياه. تزنر الرجل بمنجزاته وثقله البيروقراطي وقابل رئيس الوزراء مقترحا أنه شخصيا يحترم قرارات الرئيس والدولة ولا يستطيع العمل ضمن الحكومة إذا ما أصر الملقي على تعيين مدير مكتب الملك الدكتور جعفر حسان نائبا لرئيس الوزراء إلا إذا تم تعيينه هو أيضا نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا لحقيبته. واضح تماماً أن الرئيس الملقي تجاهل الأمر فغادر حازم الناصر الحكومة مع جملة اعتراضية نادرة قوامها فكرة استقدام الدكتور حسان دون غيره ووضعه في قيادة مطبخ الحكومة فاضطر الملقي لتعيين علي الغزاوي وزيرا للمياه بدلا من وزارة العمل. الحديث هنا عموما عن اعتراضات داخل طبقة الحكم ورجال الإدارة أثارها التعديل الوزاري الأخير قبل الحديث عن موقف الشارع .. وتلك قصة أخرى. «ترقيع» وزاري أردني… اعتراضات أخطرها بتوقيع الروابدة: «صفقة القرن تتطلب شخصيات خفيفة» شمل تسعة وزراء ولاقى تحفظاً واعتراضاً وبلهجات عدة ومن داخل الدولة بسام البدارين |
الغموض ما زال يكتنف قضية توقيف الصحافي المغربي توفيق بو عشرين Posted: 25 Feb 2018 02:27 PM PST الرباط –« القدس العربي» : لا زال الغموض يكتنف قضية توقيف الصحافي المغربي توفيق بوعشرين مدير مؤسسة أخبار اليوم، الذي اعتقل مساء يوم الجمعة الماضي، وقالت النيابة العامة، السبت، إن الشرطة فتحت تحقيقا معه في شكايات حول اعتداءات جنسية، وربطت الأوساط الصحافية والحقوقية المغربية بين إجراءات الاعتقال وما يكتبه بوعشرين من نقد للمسؤولين المغاربة والقضايا التي يثيرها في افتتاحيات صحيفته. وتواصلت أمس الأحد الاستدعاءات لصحافيين يتولون مسؤوليات في المؤسسة ومواقع إلكترونية تابعة للمؤسسة. وقال موقع فبراير. كوم إن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية استدعت صباح أمس الأحد الصحافية مرية مكريم، مديرة نشر الموقع على خلفية اعتقال بوعشرين كما استدعت الفرقة الوطنية لدى الشرطة القضائية حنان باكور، رئيسة تحرير موقع اليوم 24. وقال الوكيل العام (النائب العام) لمحكمة الاستئناف في الدار البيضاء أنه تبعا للبلاغ الصادر عنه الجمعة الماضي، 23 شباط/ فبراير الجاري بشأن البحث القضائي الجاري في حق توفيق بوعشرين (49 عاما)، من أجل شكايات تتعلق باعتداءات جنسية، سبق للنيابة العامة أن توصلت بها. فقد تم وضع السيد توفيق بوعشرين رهن الحراسة النظرية. وأضاف البلاغ أن مصالح الشرطة القضائية تواصل أبحاثها في القضية، وقد تم الاستماع لبعض المصرحين وبعض الضحايا وما زال البحث متواصلاً.وأكد الوكيل العام للملك من جهة أخرى أنه خلافا للأخبار المتداولة فإنه لم يتم توقيف أي شخص آخر على ذمة هذه القضية، لحد ساعة صدور هذا البلاغ. كما أن البحث الجاري لا علاقة له بمهنة الصحافة. وكشف مساء السبت 24 شباط / فبراير الجاري، عن طبيعة مضمون «الشكايات» موضوع اعتقال الصحافي ومدير نشر يومية «أخبار اليوم»، وموقع «اليوم24» وقال بلاغ للنائب العام إن «شكايات تتعلق باعتداءات جنسية، سبق للنيابة العامة أن توصلت بها وراء اعتقال مدير نشر جريدة أخبار اليوم، توفيق بوعشرين وأضاف انه يؤكد أنه خلافا للأخبار المتداولة فإنه لم يتم توقيف أي شخص آخر على ذمة هذه القضية، لحد ساعة صدور هذا البلاغ. كما أن البحث الجاري لا علاقة له بمهنة الصحافة. مداهمة مبنى الصحيفة وداهم حوالي 20 رجل شرطة بزي مدني مساء الجمعة، الى مقر مؤسسة «أخبار اليوم» في الدار البيضاء فيما قام آخرون بتطويق العمارة، وجرى على الفور إخراج الطاقم الصحافي والتقنيين، وباقي المستخدمين وجرى اقتياد مدير نشر الجريدة نحو مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية» وتم إخراج الصحافيين والتقنيين من المقر وثم إغلاقه ومصادرة المفاتيح وأعلن الوكيل العام للملك أنه «بناء على شكايات توصلت بها النيابة العامة أمرت بإجراء بحث قضائي مع توفيق بوعشرين، كلفت به الفرقة الوطنية للشرطة القضائية». وأوقفت الشرطة، صباح يوم السبت، الصحافية ابتسام مشكور مديرة الجريدة الإلكترونية «سلطانة» التابعة للمؤسسة حيث تم اعتقال الصحفية ابتسام من بيتها، بقرار من النيابة العامة، وان للاعتقال علاقة بالتحقيقات التي تجريها الفرقة الوطنية مع بوعشرين وتم توجيه استدعاءين مساء الجمعة وصباح السبت لمنتسبين في المجموعة الصحفية التي يرأسها بوعشرين، ويتعلق الأمر بكاتبة وبعاملة في إدارة الجريدة. وقامت الشرطة يوم السبت بإعادة مفاتيح مقر «أخبار اليوم» إلى إحدى موظفتي الجريدة اللتين تم استدعاؤهما وأطلق سراحهما بعد الاستماع إلى الموظفتين كما أطلق سراح ابتسام مشكور، فيما لم يعلن أي جديد بشأن ماريا مكريم وحنان باكور. وأدانت محكمة مغربية بداية الشهر الجاري توفيق بوعشرين بتهم السب والقذف وحكمت عليه بأداء حوالي 50 ألف دولار لصالح وزير الفلاحة عزيز أخنوش ووزير المالية محمد بوسعيد لنشره عام 2016 تقريرا عن صندوق لتنمية الفلاحة تقدر ميزانيته بحوالي 7 مليارات دولار، فوت التوقيع لصالح اخنوش دون علم رئيس الحكومة، صاحب حق التوقيع دستوريا وحكم على بوعشرين ورسّام الكاريكاتير خالد كدار 2009 بالسجن أربع سنوات لكل منهما مع إيقاف التنفيذ بعد محاكمتين منفصلتين بسب كاريكاتور عن حفل زواج اعتبر مهينا للعائلة الملكية وتضمن الحكم فرض غرامات باهظة بحقهما، فيما أغلقت الصحيفة وحكم عليه في حزيران/يونيو 2010 بالسجن ستة أشهر بسبب قضية احتيال متعلقة بصفقة عقارية. وكان آخر ما كتب بوعشرين افتتاحية حول تزاوج المال والسياسة، في إشارة لأخنوش الملياردير ووزير الفلاحة. نقابة الصحافة تستنكر وأثار إيقاف توفيق بوعشرين زوبعة داخل الأوساط الصحافية وتوقف رئيس النقابة محمد البقالي وعدد من الأعضاء السبت أمام مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية من أجل مؤازرة بوعشرين والاطلاع على تفاصيل الواقعة وحيثياتها. وطالبت النقابة المغربية للصحافة السلطات، الوقوف على مسافة واحدة من الجميع، وعدم الزج بالصحفيات والصحافيين في تصفية الحسابات بين السياسيين و الأجنحة المتصارعة على مراكز النفوذ. واستغربت «كيف داهمت قوات أمنية بزي مدني، مقر جريدة «أخبار اليوم المغربية» في مدينة الدار البيضاء، وأسفرت المداهمة عن اعتقال الزميل «توفيق بوعشرين»، واقتياده الى مقر الشرطة القضائية، كما تم إرسال إستدعاءات حضور الى زميلتين صحافيتين و كاتبة إدارية في مقر الجريدة». وقال بلاغ للنقابة إنه «بعد الانتهاء من التحقيقات، تم الإفراج عن الزميلتين والكاتبة، في ما تم الاحتفاظ بالزميل بوعشرين رهن الحراسة النظرية، و مُتابعته بتهم وصفها بلاغ النيابة العامة في الدار البيضاء بـ« اعتداءات جنسية» وعبرت عن «إدانتها الشديدة لأسلوب الترهيب الذي صاحب إعتقال الزميل الصحافي «توفيق بوعشرين»، مستنكرة «الطريقة الاستفزازية والاقتحام غير المبرر لمقر الجريدة و ترويع الصحافيات و الصحافيين والأطقم التقنية والإدارية، المُشتغلة بكل من : ( أخبار اليوم – اليوم 24 – سلطانة)». وأعلنت النقابة «تضامنها المُطلق و اللامشروط مع الزميل بوعشرين إذا تبث أن الاعتقال له علاقة بقضايا الصحافة والنشر»، مطالبة السلطات بـ«الحياد والوقوف على مسافة واحدة من الجميع، وعدم الزج بالصحافيات والصحافيين في تصفية الحسابات بين السياسيين والأجنحة المتصارعة على مراكز النفوذ» بـ«احترام التزاماتها الوطنية والدولية والكف عن هذه التصرفات المضرة بسمعة البلد وهو في غنى عنها» وتعهدت» الدخول كطرف مدني في قضية الزميل «توفيق بوعشرين»، وتنصيب محام للدفاع عنه وفق قانون الصحافة والنشر. وعبر عبد الله البقالي، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، عن رفضه للطريقة التي تمت بها مداهمة مقر جريدة «أخبار اليوم» وقال «إن الأسباب الحقيقية لاعتقال بوعشرين لازالت غامضة وفي كل الأحوال، فإن طريقة المداهمة غير مقبولة». النيابة ترفض زيارة محاميه وقال المحامي عبد الصمد الإدريسي الذي نصب نفسه للدفاع عن بوعشرين إنه توجه إلى مقر محكمة الاستئناف في الدار البيضاء السبت، وقدم طلب الزيارة بالنيابة عن هيئة الدفاع، فتلقى جوابا رسميا من الوكيل العام عن طريق نائبه برفض الزيارة. وقال إن الطريقة التي تم بها اقتحام مقر الجريدة وتوقيف بوعشرين، «أقل ما يقال عنها إنها غير معتادة ومخالفة للقوانين المعتادة والمقتضبات المسطرية التي تطبق في حالات التوقيف، وتمت دون توجيه استدعاء للمعني بالأمر، بطريقة توحي بأن الأمر يتعلق بجرائم خطيرة فإذا بِنَا نفاجأ على لسان ممثل النيابة العامة بأن الأمر يتعلق ببحث تمهيدي تجريه الضابطة القضائية». وأوضح أن قرار النيابة العامة يعني منع الزيارة رغم دخول الآجال المحددة في المادة 66 من قانون المسطرة الجنائية، «مما يطرح السؤال حول التكييف الذي مازالت النيابة العامة تبحث عنه إلى حدود هذه اللحظة». وقال المحامي عبد الصمد الإدريسي وهو رئيس هيئة محامي حزب العدالة والتنمية الحزب الرئيسي في الحكومة، إن القانون الجنائي المغربي لا يتضمن أي جريمة اسمها «اعتداءات جنسية»، الواردة في بيان النيابة العامة بخصوص اعتقال بوعشرين وإنه قرأ «نصوص القانون الجنائي طولا وعرضا ولا وجود لجريمة اسمها اعتداءات جنسية التي وردت في بلاغ النيابة العامة» ويعبر عن « عجز النيابة العامة إلى حدود اللحظة عن التكييف القانوني لوقائع مفترضة.. ولم تجد النصوص القانونية للتكييف» وان البيان «مكتوب بصيغة إنشائية بعيدة عن الصياغة القانونية..» تصفية حسابات واعتبر عمر احرشان، القيادي في جماعة العدل والإحسان، أقوى الجماعات المغربية ذات المرجعية الإسلامية أن «توقيت وطريقة اقتحام مقر جريدة «أخبار اليوم»، وعدد القوات المقتحمة، وإيقاف ناشر الجريدة توفيق بوعشرين، وإغلاق مقر الجريدة وترويع العاملين بها، والبيان الغامض لوكيل الملك، والتطبيل للاعتقال في الإعلام الرسمي، كلها وقائع تؤشر على أن هناك خلفيات غير معلنة وراء الاعتقال لا علاقة لها بشكايات مقدمة ضد بوعشرين، وأنها مناسبة فقط لتصفية حسابات مع «صحفي مزعج»». وأوضح احرشان أستاذ القانون أنه «كان بالإمكان أن يتم استدعاء الصحافي للمثول بإرادته، أو توجيه الاستدعاء إلى مكان سكنه طالما أن شكايات المتابعة لا علاقة لها بالصحافة كما تروج بعض الجهات الإعلامية للأسف، وكان يمكن تمتيعه بالسراح طالما أنه يتمتع بكل ضمانات ذلك، وخاصة في ظل الحديث عن تفعيل للعقوبات البديلة، وعن مدونة نشر خالية من العقوبات السالبة للحرية، وعن قرب ميلاد المجلس الوطني للصحافة كخطوة متقدمة في اتجاه التنظيم الذاتي والديمقراطي والمستقل للحقل الصحافي«. وقال عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية للجماعة التي وجه لها بوعشرين في وقت سابق نقدا شديدا إن «الكرة، مرة أخرى، في مرمى الجسم الصحافي والحقوقي والوطني لتوسيع جبهة التضامن والنضال ضد القوى التي لا هم لها إلا الإجهاز على ما تبقى من مكتسبات«، و«ليس الوقت الآن للتشفي وتصفية الحسابات وتغليب الحسابات الضيقة». وعبر عادل تشيكيطو، البرلماني السابق عن حزب الاستقلال عن رفضه للطريقة التي اعتقل بها بوعشرين وقال إن اعتقال بطريقة بوليسية، وبلاغ النيابة العامة، وترهيب صحافيات وصحافيي جريدة «أخبار اليوم» والموقع الإلكتروني «اليوم 24″ ، كلها معطيات تؤكد أن تهمة ثقيلة ستلاحق الصحافي بوعشرين نهاية الحدوتة تعرفونها جميعا». وقال «لم تكن الدولة المغربية في حاجة إلى بهرجة الانصاف والمصالحة، وهي عازمة على الرجوع إلى ممارسات تغرف من وعاء سنوات الرصاص ..» واعتبر تشيكيطو أن «الخوف كل الخوف أن تضطر الدولة خلال القادم من الزمن المغربي، إلى تضجيج أسماعنا بأحجية المصالحة وطي صفحة الماضي، لتجد أمامها مجتمعا فاق عدم ثقته في أساليبها، محاولاتها وضع المكياج في وجه شوهه تصابي المخزن الجديد» وأضاف »المضحك المبكي هو أن اعتقال بوعشرين صادف عشية أمس رد الحكومة على تقرير منظمة العفو الدولية حول حقوق الإنسان في المغرب إذ اعتبرت التقرير مبنيا على أحكام قيمة..الله يرد بكم ويصبرنا» وقال محمد الخليفة القيادي الاستقلالي «لم يسبق في تاريخ المغرب أن اعتقلت النيابة العامة مواطنا بناء على شكايات من مواطنين» وأضاف «لم يسبق أن تم اعتقال شخص مع إخفاء التهمة المنسوبة إليه»، مشددا على أن المسطرة الجنائية لا تسمح بهذا الاعتقال، خاصة بالطريقة التي تم بها. عودة سنوات الرصاص وأكدت أمينة ماء العينين، البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، أن توقيف بوعشرين، واقتحام مقر جريدته، وإصدار بلاغ غامض، حول الأسباب، يكرس مسار التراجعات الذي يعيشه المغرب سياسيا وحقوقيا» وقالت إن «بوعشرين»، صحافي بقلم جريء، عانى من تضييقات، وأحكام قضائية بسبب ممارساته الصحافية المزعجة لأطراف متعددة» وقالت إن «الصحافة ليست جريمة»، ولن تكون كذلك، على اعتبار أن مسارات التغيير الإيجابي في كل المجتمعات الإنسانية في حاجة إليها». واعتبر الكاتب والباحث الأمازيغي أحمد عصيد، أن طريقة اعتقال مدير جريدة «أخبار اليوم» تعيد المغرب إلى «سنوات الرصاص ودولة البوليس» ويدخل في إطار المخطط السلطوي الذي يسعى إلى الحد من حرية الصحافة وحرية التعبير عن الرأي» وأضاف أن «اضطهاد الصحافيين أو التحرش بهم أو ملاحقتهم أصبح من المظاهر المؤسفة التي نشهدها منذ سنوات. وأضاف عصيد إن الاعتقال «تصفية حسابات مع منبر صحافي ومع صحافي أكثر مما يتعلق بأي شيء آخر. وأسلوب تلفيق التهم في قضايا جانبية، للتغطية على الهدف الحقيقي من الملاحقة، أصبح الآن معروفا لدى الخاص والعام، ونتأسف لاستمرار اضطهاد الإعلاميين في بلدنا». الغموض ما زال يكتنف قضية توقيف الصحافي المغربي توفيق بو عشرين محمود معروف |
موفد سعودي اليوم يدعو الحريري إلى الرياض ويحضّ المستقبل والقوات على التحالف Posted: 25 Feb 2018 02:26 PM PST بيروت- «القدس العربي» : تستقطب اليوم زيارة الموفد السعودي نزار العلولا المكلّف بالملفّ اللبناني من قبل المملكة العربية السعودية الاهتمام لجهة توقيتها وابعادها خصوصاً أنها تتم قبل فترة قصيرة من موعد الانتخابات النيابية وتأليف اللوائح في ظل أجواء تفيد أن الموفد السعودي الذي يحمل معه دعوة رسمية لرئيس الحكومة سعد الحريري لزيارة المملكة سيسعى لجمع أفرقاء 14 آذار وتحديداً تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية في لوائح مشتركة في ظل التباعد القائم بين الرئيس الحريري ورئيس القوات سمير جعجع.وسيعقد الموفد السعودي لقاءات مع كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس الحريري. وتأتي زيارة العلولا بعد يومين على ممارسة ضغوط على ادارة فندق «المونرو» الذي يملكه الجيش اللبنانية لالغاء مؤتمر عام كانت « حركة المبادرة الوطنية « لمؤسسيها فارس سعيد ورضوان السيّد تنوي عقده في الفندق بحضور 1000 مشارك وأحدث هذا الامر ضجة كبيرة. وعندما كان الدكتور فارس سعيد يستكمل التحضيرات لانعقاد المؤتمر اذا بالهاتف يرنّ ويتم إبلاغه أنّ ادارة فندق «مونرو» اعتذرت عن استضافة المؤتمر بسبب ضغوط تعرّضت لها. وقد عقد سعيد والسيّد مؤتمراً صحافياً في الاشرفية استهلّه السيّد بالقول «الحجج التي أتتنا تقول ان الجيش يملك الفندق ويمكنه ان يفعل ما يشاء لأسباب امنية، وهذا الأمر له دلالات خطيرة ليس لانهم قرروا استخدام مخابرات الجيش فقط، بل لانه صار واضحاً انهم يريدون قمع كل ما يشير إلى الحريات التي يتيحها الدستور، وهي سابقة في استخدام مخابرات الجيش لمنع اجتماع سياسي».ورأى أن «الوطن يتعرض لتغيير في الهوية والانتماء والنظام ليجري الخضوع الكامل لهذا المحور الذي يتكون في المنطقة»، وقال: «الحفاظ على الطائف والدستور والعيش المشترك واستقلال لبنان وسيادته وتحرره من سياسات المحاور والسلاح غير الشرعي والحفاظ على الهوية والانتماء العربي وعلاقات لبنان العربية، ثلاثة أمور تلخّص ما كنا نريد قوله في اعلاننا السياسي». وحمل سعيد على العهد، متهماً اياه بـ»منعه من عقد المؤتمر العام للحركة في فندق مونرو». واعتبر أن «هذا المنع يندرج في سياق سلسلة من الخطوات التي قامت بها السلطة منذ بداية عهد العماد عون. فهذا العهد «القوي»، قويٌّ على مرسال غانم وهشام حداد وحنين غدار وأحمد الايوبي وزياد عيتاني وجيسيكا عازار ومي شدياق والمخرج زياد الدويري. واليوم يحاول الإستقواء على «المبادرة الوطنية». كلّ هذا في غياب أي إجراء تتخذه الحكومة من أجل وضع حدّ لـ»قوة العهد!».وتوجّه إلى رئيسي الجمهورية والحكومة، قائلاً «أنتما مؤتمنان على لبنان لكن تسيئان للأمانة عندما تتصرفان بصبغة أمنية وليس سياسية». ولاحقاً، وزّعت الحركة بياناً قالت فيه أن «ضغط السلطة على فندق مونرو لإلغاء مؤتمر المبادرة، مؤشر خطير إلى تراجع الحريات واستماتة السلطة في سعيها لإسكات أي معارضة ترفع شعار السيادة والاستقلال، في وقت يواجه فيه الكيان اللبناني تحدياً وجودياً يهدد بتغيير طبيعته الوطنية». وسألت: «ماذا يعني أن يقوم جهاز أمني بإبلاغ إدارة الفندق بإلغاء عقد مؤتمر يضم مئات النخب الوطنية بحجة وجود خطر أمني؟ ما هو مصدر الخطر الأمني؟ هل هم المشاركون من سياسيين وإعلاميين ورجال فكر وتنمية أم أن هؤلاء مستهدفون في أمنهم؟ وهنا الواجب حمايتهم لا إلغاء مؤتمرهم، لأن السلطة تتبجح بأن الأمن مستتب ولكنها هي الآن تدفع بجهاز أمني ليلغي مؤتمراً ضمنه الدستور والحق الطبيعي للبنانيين بالاجتماع والتعبير».وأكدت «الاستمرار في مسار المعارضة البناءة والصادحة بالحق والتي كفلها الدستور وميثاق حقوق الإنسان وأن حركة المبادرة مستمرة لأجل الوطن». وعلّق الوزير السابق أشرف ريفي على الموضوع عبر «تويتر» وقال: «الضغط على فندق مونرو لإلغاء استضافة المبادرة الوطنية يؤكد أن التعرض للحريات بات سياسة ثابتة للسلطة التي تستخدم كل أدواتها وزبائنيتها للتأثير في إرادة اللبنانيين وتزوير الانتخابات». وأضاف: «نقف إلى جانب سعيد والسيّد وكل المشاركين في المبادرة ونتمنى مصارحة اللبنانيين وتحديد الجهة أو الجهات السياسية التي ضغطت لتعطيل انعقاد المؤتمر». في المقابل، صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية بيان نفى «ما ادّعى به سعيد والسيّد انّ «العهد» تدخّل لمنع احد الفنادق من استضافة مؤتمر يعقدانه تحت اسم «المبادرة الوطنية».ودعا « وسائل الاعلام إلى عدم الأخذ بمثل هذه الادعاءات التي يهدف مطلقوها إلى تضليل الرأي العام واختلاق روايات لا اساس لها من الصحة، لا سيّما وانّها تندرج في اطار الافتراءات المبرمجة التي يضخّها البعض لاستغلالها في معاركه الانتخابية لأهداف لم تعد خافية على احد.» كما صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، ما يلي « تعليقاً على تصريح النائب السابق فارس سعيد بشأن رفض فندق مونرو استقبال نشاط له، ومحاولته توريط رئاسة الحكومة بالوقوف وراء الأمر، يهم المكتب الإعلامي للرئيس الحريري أن يوضح ما يلي: ان رئاسة الحكومة لم تتدخل في هذه المسألة لا من قريب ولا من بعيد، وهي غير معنية بأي مزاعم تساق في هذا الشأن لأغراض سياسية واضحة». وغرّد وزير العدل سليم جريصاتي على صفحته على تويتر قائلاً « بئس هذا الزمن الذي يتهم فيه كتبة التقارير عند أسيادهم الرئاسة التي أفرجت عن الكرامة الوطنية او العدل ضامن الحريات او الجيش حامي الوطن بكبت طموحهم الإنتخابي! «. اما قيادة الجيش فإعتبرت في بيان «أن فندق مونرو- بيروت الذي تعود ملكيّته للجيش، وإن كانت إدارته مدنية، متاح لإقامة نشاطات ذات طابع ثقافي واجتماعي وعلمي، وليس لإقامة أي نشاط ذي طابع سياسي انتخابي». وأكدت القيادة أن «الجيش لا يتدخل من قريب أو بعيد في الشؤون السياسية، وهو على مسافة واحدة من جميع الأفرقاء». كذلك نفت إدارة فندق مونرو جملة وتفصيلاً « جميع الإتهامات والإدعاءات التي صدرت عن السيدين الكريمين، والتي لا أساس لها من الصحة»، مضيفةً «ان التدابير التي اتخذناها تعود إلى قرار إدارة الفندق فقط لأسباب إدارية وداخلية ومنها أمنية، وننفي كل الإشاعات الأخرى التي وردت في هذا المؤتمر». موفد سعودي اليوم يدعو الحريري إلى الرياض ويحضّ المستقبل والقوات على التحالف منع مؤتمر للمعارضين سعيد والسيّد يثير ضجّة سياسية كبيرة سعد الياس |
المعارضة السياسية المصرية المناط بها مراقبة أعمال النظام الحاكم مهددة بالسجن في أي وقت وبأي تُهم Posted: 25 Feb 2018 02:26 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: لا تزال اهتمامات الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد 24 و25 فبراير/شباط موجهة إلى عمليات الجيش والشرطة ضد الإرهابيين في شمال ووسط سيناء في العملية الشاملة «سيناء 2018» واستمرار المقالات والتحقيقات عنها. وبدء دعايات انتخابات الرئاسة من يوم السبت لمدة ثمانية وعشرين يوما بعدها يبدأ الصمت الانتخابي والتصويت على مدى ثلاثة أيام هي 26 ـ 27 ـ 28 مارس/آذار. وركزت الصحف على انطلاق حملات المرشحين لها وهما الرئيس السيسي وموسى مصطفي موسى رئيس «حزب الغد» وستستمر الحملة حتى الثالث والعشرين من الشهر المقبل. ومن الأخبار الأخرى التي وردت في صحف اليومين الماضيين: محاكمة مرشد الإخوان الدكتور محمد بديع واكثر من سبعمئة من أعضاء الجماعة في قضية فض اعتصام رابعة وتأجيلها مرة أخرى. وإعلان وزير الكهرباء أنه ستتم زيادة أسعار الكهرباء في شهر يوليو/تموز المقبل. والتحقيقات مع الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب «مصر القوية» وتعرضه إلى هجمات عنيفة. والسيسي يطالب الحكومة بدعم شركات القطاع العام الناجحة ومساعدة الخاسرة منها. والذين يستعدون لأداء العمرة أصابتهم صدمة بعد إعلان وزراة السياحة أنه في أشهر جمادي الثاني ورجب وشعبان ورمضان لن يزيد إجمالي التأشيرات عن نصف مليون تأشيرة، والأولوية ستكون لمن لم يسبق لهم أداؤها. والمهتمون بالرياضة تابعوا مباريات كرة القدم. ومطالب بإنقاذ أرض مستشفي المجانين من محاولة وزيرة الاستثمار الاستيلاء على مساحة منها لتحويلها إلى جراج لموظفيها. وهناك من يتابعون مسلسلات رمضان التي يتم إعدادها الآن، خاصة مسلسل «عوالم خفية» لعادل إمام، ومسلسل «أرض النفاق» بطولة محمد هنيدي. وكذلك الأحداث في سوريا والتعاطف شديد من أصحاب المقالات والتحقيقات معها، وسخرية من مشروع أمريكا الجديد لتسوية القضية الفلسطينية. وإلى بعض مما عندنا.. انتخابات الرئاسة ونبدأ بأبرز ما نشر عن انتخابات رئاسة الجمهورية، حيث تنحصر المنافسة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس «حزب الغد» موسى مصطفي موسى الذي نشرت له جريدة «الشروق» يوم السبت حديثا أجراه معه أحمد بدراوي قال فيه: «أنا أستهدف المواطن المقتنع بي، ولا أرغب في الأصوات العقابية نكاية في أحد، فحينما ترى أن هناك غلاء ومشاكل بسبب التعويم، وتراني قدمت لك برنامجا له قيمة ستصوت لي وحتى لو فاز الرئيس السيسي سأسعى لتنفيذ مشروعاتي من خلاله، وأعطي له برنامجي. أنا رجل عملي وواقعي وأعرف أن السيسي له إنجازات ضخمة وكبيرة، ولن أزايد عليه، لكن لا أرى أن لي دور في المناظرة، ولن تضيف جديدا. برنامجي اقتصادي تنموي، والرئيس له إنجازات وبالتالي المناظرة ليست في محلها، أو مكانها وغير مطلوبة ومفيش توازن بيننا، الإعلام محترم ويعطينا مساحتنا وحقنا تماما ولا يعطي السيسي التغطية نفسها كمرشح لأنه مش محتاج وأنا اللي واخذ نصيب الأسد في التغطية وسعيد أن الناس تراعي حاجتي لدفعة ودعم رغم تعرضى لحروب وإهانات». «نعم أطبل وأزمر» أما في «أخبار اليوم» فقالت سلوى عفيفي تحت عنوان «نعم أطبل وأزمر» حيث استخدمت عبارة شهيرة استخدمها الراحل موسى صبري رئيس تحرير «الأخبار» أيام السادات عليهما رحمة الله، عندما وصفه معارضو السادات بأنه مطبلاتي، فكتب مقالا شهيرا عنوانه «نعم أطبل وأزمر»، وموسى كان صحافيا موهوبا وله حس إنساني في التعامل مع زملائه الذين يهاجمونه ويختلفون معه، المهم أن سلوى قالت دفاعا عن الرئيس السيسي: «الْيَوْمَ وغدا وحتى آخر العمر اقتبس عنوان كاتبنا الراحل «نعم أطبل وأزمر» نفسه، ولكن لبطل آخر. نعم أطبل وأزمر لعزيز مصر عبد الفتاح السيسي، الذي يحارب من أجل مصر المحروسة، يحارب الوقت من أجل البناء والتنمية، ويحارب الإرهاب للحفاظ على كل شبر من أرض مصر، ويحارب أجهزة مخابرات عالمية. يا شعب مصر إنجازات الرئيس عبد الفتاح السيسي كثيرة ومتعددة، لا يكفيها مجرد مقال. إنجازات عبد الفتاح السيسي سيذكرها التاريخ وإذا كان أهل الشر والنخبة الفاسدة والمغيبون من الشباب مجموعة لا ترى من خلف الغربال، وعلى رأي المثل «اللي مايشوفش من وراء الغربال يبقى أعمى» وستبقى دائما وأبدا مصر أم الدنيا وتحيا مصر». أجواء الانتخابات وأمس الأحد قال رئيس مجلس ادارة مؤسسة «أخبار اليوم» ياسر رزق وهو الصحافي القريب جدا من الرئيس: «من يتأمل في أجواء انتخابات الرئاسة، يجد مشاعر عدم رضا أو ارتياح عند بعض مؤيدي الرئيس عبدالفتاح السيسي وعند معارضيه على السواء، رغم اختلاف أسباب وبواعث هذه المشاعر عند الجانبين. المؤيدون فريقان أحدهما كان يفضل لو اقتصر الترشح على الرئيس السيسي، ما دام لا يوجد على الساحة من يرقى إلى جدية منافسته، حتى لو صارت الانتخابات أشبه بالاستفتاء، ومنطقهم أن الرجل لا يقارن بغيره لقيادة البلاد في هذا الظرف الاستثنائي، وأن الأمثلة المشابهة عديدة في دول ديمقراطية عريقة أثناء الأزمات والحروب. الفريق الأول وهو ينسجم في رؤيته مع أتباع جماعة الإخوان، كان يتمنى لو خلت ساحة المنافسة تماما إلا من الرئيس السيسي، ليمكن انتحال منطق أن الرجل لا يطيق وجود منافسين، والادعاء أمام العالم بأن النظام أقصى كل من يرغب في الترشح، والترويج لمقاطعة التصويت، ما دامت الانتخابات صورية، وبالتالي الانتقاص من شرعية الرئيس في مدته الثانية، والطعن المستمر فيها عبر مواقع التواصل، وبعض وسائل الإعلام العالمية المتربصة أصلا بنظام 30 يونيو/حزيران. الفريق الثاني، على النقيض، كان يتوق لترشح شخصيات بعينها أمام الرئيس السيسي ليس بغرض الفوز، لأن هؤلاء يدركون ـ ربما أكثر من المؤيدين ـ أن فرص تلك الشخصيات هي والعدم سواء، إنما بهدف استباحة شخص الرئيس وتوجيه الإساءات إليه تحت ستر أن تلك أمور متعارف عليها في المنافسات الانتخابية، ليباشر الرئيس مدته الثانية وهو مثخن بجراح طعن شخصي مؤلمة لكرامة من لا يرى في المنصب جاها ولا مغنما، غير أن مراد هذا الفريق لم يتحقق، لأن تلك الشخصيات التي أبدت رغبتها في خوض المنافسة أحجمت عن الترشح لأسباب تتعلق في معظمها بعدم قدرتها على تحصيل النصاب اللازم من الجماهير المؤيدة أو من أعضاء مجلس النواب، وأيضا لحسابات شخصية تخشى حتى في حالة تحقيق النصاب من خروج الانتخابات بنتائج قد تجعلهم مثار سخرية في الشارع السياسي، والملاحظ أن جانبا لا يستهان به من هذا الفريق يجاهر علنا بكراهيته للجيش ولرجاله، ومع ذلك كان كل مناه أن يخوض مرشح كان ينتمي للمؤسسة العسكرية الانتخابات في مواجهة الرئيس السيسي، وبواعثهم ليست حباً في المرشح بذاته أو أملاً في إمكان فوزه، إنما هي الرغبة في استغلال ترشحه لإطلاق مزاعم وأباطيل عبر منصات التواصل الاجتماعي تختلق سيناريوهات كاذبة عن المؤسسة العسكرية، لكن حسابات المرشح المقصود جعلته يوقن أن الانتخابات لو خاضها قد تسفر عن نتيجة تخصم من تاريخ سياسي ورصيد حققه في انتخابات سابقة فكان قراره هو الإحجام. وعبّر الكاتب عن ثقته بأن نزول الجماهير للتصويت سيكون كبيرا وعلل ذلك بالقول: لست قلقاً على نزول الجماهير المصرية في أيام التصويت الثلاثة، بل أظن إقبالها في اليوم الأول سيكون مفاجئاً للكثيرين. الناس نزلت بكثافة في الانتخابات الماضية وهي تتمسك بأهداب أمل، وتطارد حلماً. هذه المرة أمسكت بالحلم وتأبطت واقعاً جديداً وتبصر ما هو أكثر لذا الإقبال أوسع في تقديري والأيام مقبلة». الرأي الآخر وفي «المصري اليوم» أمس الأحد أخبرنا الرسام أنور أنه شاهد مسؤولا يقبض على مواطن بسيط بسبب مطالبته بالرأي الآخر وقال له: «أنطق إتكلم اتعلمت الكلمة دي فين؟». إسرائيل والغاز في «المصري اليوم» قال رئيس تحريرها محمد السيد صالح في بابه الأسبوعي «حكايات السبت» منتقدا سيطرة الأجهزة الامنية على الإعلام: «لدينا رئيس يتحرك، اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا، بنشاط وكفاءة. لكن لدينا، في الوقت نفسه، فقر في تسويق وتحليل ما يفعله. لدينا حكومة جيدة للغاية.. إنجازاتها مستمرة ومتواصلة.. واستطاعت أن تمضي بنا في عمق «الإصلاح الاقتصادي»، ولكن هذه الحكومة لم تستطع أن تسوق لنفسها أو تقنع الأصدقاء قبل الأعداء بخططها الحالية والمستقبلية. لدى «الحكومة» ومعها الأجهزة السيادية المالكة أو المتواصلة أو المتحكمة في الإعلام «ثقة زائدة» في النفس، وبأنهم مسيطرون، وأنه لا أحد سيكتب غير ما يُطلب منه. هذه الفرق لا تعلم، أو تتوهم أن الوكالات والفضائيات العالمية، ومن قبلها، السوشيال ميديا، ستتعامل في الأخبار والقضايا المختلفة كما تريد. قصة إعلان إسرائيل، على لسان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تصدير الغاز الإسرائيلي للقطاع الخاص المصري خير دليل على ذلك. الخبر نشرته الوكالات الكبرى وعلى رأسها «رويترز»، إضافة إلى وسائل إسرائيلية عديدة، ثم انتشر الخبر في خلال ساعة واحدة ليكون الموضوع الأبرز عالميًا. تساؤلات، بعضها منطقي، وبعضها استنكاري، حول «مبررات استيراد الغاز من الخارج»، بينما المؤكد لدينا أننا بصدد الاكتفاء من «الغاز» باكتمال تشغيل حقل «ظهر» العملاق في البحر المتوسط، خلال عدة أشهر. ولماذا إسرائيل بالتحديد؟ وبينما نحن نلهث للحصول على رد رسمي مصري، ابتداءً من وزير البترول، انتهاء بمسؤولي «الهيئة العامة للبترول»، داهمنا موعد «الطبعة الأولى» بلا تعقيب رسمي. الرد جاء متأخراً وفي المساء. كان واضحًا وشافيًا ومفسراً لأمور فنية عديدة. والأهم في نظري أنه حمل اسم المهندس حمدي عبدالعزيز، كمتحدث رسمى لوزارة البترول، الذي أعلم أنه ترك منصبه لعدة شهور، غاب خلالها التواصل بين «البترول» و«الإعلام»، في ظروف حساسة للغاية. عتابي بالطبع ليس للمتحدث ولا حتى للوزير. أعتقد أن المسألة أكبر منهما. كنت أرى ـ ومعي في هذا عدد من كبار الإعلاميين تحدثت معهم ـ أن تتولى وزارة الخارجية الأمر، أو يصدر بيان من رئيس الوزراء بنفسه، خاصة أنه ينتمي لقطاع البترول، وأياديه بيضاء مع القطاع كله. فهمت منطق القطاع الخاص، ومن ورائه الدولة المصرية، في استيراد شحنات الغاز. هذه قضية استراتيجية مهمة تتعلق بتسييل الغاز والمنافسة في البحر المتوسط، خاصة مع تركيا. لدينا خبراء في قطاع البترول لهم مصداقية ورصيد هائل لدى الرأي العام.. وكان لا بد من شرح الأمر لهم وتقديمهم للفضائيات وللصحف، لذلك فإن هجوم البعض على مانشيت «المصري اليوم» في عدد الثلاثاء لا مبرر له. أنا وزملائي في صالة التحرير سعينا إلى كل مسؤول تنفيذي ليعلق على التصريح الإسرائيلي. أنا ـ شخصيًا ـ لا أجد أي حرج في التعامل السياسي والاقتصادي مع إسرائيل بضوابط محددة، وأعتقد أن الترتيبات الجارية في سيناء حاليًا خير دليل على أهمية استمرار العلاقات الدافئة مع تل أبيب. وكنت قبل التصعيد في قصة «الغاز الإسرائيلي» أنتوي الكتابة عن أهمية التنسيق والتعاون معهم في ملف المياه، مثلما نتعاون معهم أمنيًا.. وفي مجال الغاز. وإعادة قراءة السيناريوهات القديمة، التي ظهرت إلى السطح في عهد السادات، علها تكون عنوانًا للعمل في أزمة سد النهضة». طبائع الاستبداد وإلى «الشروق ومقال محمد سعد عبد الحفيظ وقوله: «كلما تراجعت مستويات حرية الصحافة في الدول تزايدت معدلات الفساد، فالدول الأكثر فسادا هي الأقل في حرية الصحافة ونشاط المجتمع المدني». وضعت منظمة الشفافية الدولية هذه القاعدة في متن تقريرها الصادر مساء الأربعاء الماضي، الذي صنف مصر ضمن الدول الأكثر فسادا في العالم، لتحتل المركز 117 في مؤشر الفساد من بين 180 دولة شملها مؤشر عام 2017. تصنيف مصر على مؤشر الفساد لعام 2017 تراجع عن عام 2016، حيث حصلت مصر على 32 نقطة من 100 نقطة مقابل 34 نقطة في العام السابق، وتمثل الـ«100» أعلى درجات الشفافية وأقل مستويات الفساد، في حين أن «الصفر» يشير إلى الفساد الكامل. والسبب الذي أدى إلى شيوع الفساد في مصر وعدد من دول المنطقة هو «الحملات الكثيفة التى تشنها الحكومات على منظمات المجتمع المدني والمعارضة السياسية وحرية التعبير ووسائل الإعلام المستقلة»، حسب التقرير الصادر عن المنظمة العالمية. لن تتقدم مصر ولن نمضي في بناء دولة حديثة تنافس نيوزيلندا والدنمارك وسنغافورة، أو حتى الإمارات العربية وتونس على مقدمة مؤشر الشفافية العالمية، ما دامت المعارضة السياسية الجادة المناط بها مراقبة أعمال النظام الحاكم أو إزاحته من خلال صناديق الانتخاب مهددة بالسجن في أي وقت وبأي تُهم. لذا لن أندهش إذا نافست مصر في الأعوام المقبلة الصومال وجنوب السودان وسوريا على مراكزهم في ذيل قائمة مؤشر الفساد العالمي، ما دام من يديرون الصحافة والإعلام يتبارون في منع أي خبر قد يبصّر الناس بحقيقة ما يدور في كواليس مؤسسات السلطة، وكتم أي صوت يقترب من الخطوط الحمر، التي تزايدت في الشهور الأخيرة بدرجة جعلت أهل المهنة من معارضة وموالاة يترحمون على أيام مبارك وإعلام صفوت الشريف. حملات التضليل والتطبيل التي نتشارك في صناعتها جميعا، رضا أو قسرا بهدف إقناع الشعب بأن ليس في الإمكان أفضل مما هو قائم، وأن البدائل المتاحة كلها ستؤدي إلى الفوضى وعودة الإخوان، لم تعد مقنعة، والدليل هجر الجمهور للصحف وبرامج التوك شو، وزيادة الطلب على الدراما وبرامج الترفيه أو البحث عن قنوات تبث من الخارج. أخيرا، حرمان الشعب من معارضة جادة وصحافة حرة وإحكام القبضة على منظمات المجتمع المدني، هو أقصر طريق إلى الدولة الفاشلة». معارك وردود وإلى المعارك والردود التي سنبدأها مع خفيف الظل محمد عمر في عموده «كده وكده» في «أخبار اليوم» وقوله تحت عنوان «العتبة جزاز»: «تلوح في أذهان بعض من أعضاء البرلمان منذ فترة، فكرة استنساخ الحزب الوطني، لكن الاختلاف أنهم يريدون إحياءه من رحم إئتلاف «هش» لا تربط أعضاءه علاقة سوى «المصالح». فالأئتلاف الذي بدأ انتخابيا كان أشبه «بلوكاندة» تم تجميع نزلائها من الشرق والغرب، بدون أن يكون بينهم رابط ولا مضمون ولا فكرة ولا برنامج ولا هدف «إلا عضوية البرلمان»، ولهذا السبب كاد الأئتلاف أن ينهار في أول أيامه في البرلمان مع أول اختلاف وخلاف حول المصالح، حينما طمع كل من فيه أن «يتوج» رئيسا للجنة أو وكيلها، وحينها لم يجد قادة الأئتلاف طريقة أفضل من «الكراسي الموسيقية» لإرضاء الكل، واتفقوا على أن تكون رئاسة اللجان «كالعجلة» كل عضو يأخذها لفة برلمانية، فالأئتلاف مجرد اختراع اخترعه الدستور ولا تعرفه أي نظم سياسية «مستقرة» أو من شأنه أن ينتج حياة سياسة زي خلق الله، ولذا بدأ الأئتلاف يتحرك ويتوسع وينتشر في اتجاه الهدف «الحزب الحاكم» أو الوطني، الذي قد يعلن بعد نهاية الدورة البرلمانية الحالية، وقام بتأجير «مقار» بعدد من المحافظات، وطلب من الأعضاء استمارات عضوية وتعارف ضامنا أن الكل سيسعى للانضمام إليه، باعتباره سيكون حزب الدولة، الذي لن تجده مختلفا في شيء عن المرحوم الوطني، سواء في تبعيته للحكومة أو في اعتماد أساسه وتكوينه على «المصلحة» وكل ما هناك أنه حيغير اليافطة. إدعاءات أسامة هيكل ضد حزب الوفد وفي «الوفد» شن رئيس تحريرها وجدي زين الدين هجوما عنيفا ضد رئيس مجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي وعضو مجلس النواب ورئيس لجنة الإعلام والثقافة فيه أسامة هيكل، بسبب ما اعتبره وجدي محاولة من أسامة الذي كان محررا عسكريا في «الوفد» ووزير إعلام بعد ثورة يناير/كانون الثاني للإساءة لموقف حزب الوفد من الإخوان المسلمين أثناء فترة حكمهم فقال: «في حوار النائب أسامة هيكل المنشور في جريدة «الوطن» ذكر مغالطات كثيرة بشأن حزب الوفد وقياداته، وهذه ليست المرة الأولى التي يتعمد أسامة هيكل تشويه حزب الوفد، بل دأب على ذلك منذ خروجه من جريدة «الوفد». من حقه أن ينتقد ويبدي رأيه كما يشاء أو يريد، في إطار من الحرية والليبرالية، وليس من حقه أن يدعي مواقف وأمورًا لم تحدث على الإطلاق، لأن في ذلك تزويرًا للتاريخ وتضليلًا للأجيال، وما كنت أريد أن أفتح هذا الحديث لولا أن أسامة الذي يتنكر دائمًا لمن صنعوه في «الوفد» وقدموه إلى الحياة السياسية، يذكر أحاديث وأقاويل ما أنزل الله بها من سلطان، ودائما ما يدعي أنه «عليم» ببواطن الأمور في الدولة المصرية، هو الذي يدفعني إلى الرد عليه، خاصة أنه تحدث عن كارثة ويحاول إلصاقها بالوفد، عندما يزعم أن الوفد وصحيفته اختارا الوقوف إلى جوار الإخوان ضد المجلس العسكري إبان ثورة 25 يناير، ولا نعرف سببًا لذلك سوى أمر واحد وهو أنه كلما ينطفئ نجمه يخرج علينا بتصريحات مستفزة لإثارة الجدل حوله. أسامة هيكل يزعم أن حزب الوفد صدم الدولة المصرية مدعيًا تحالفه مع الإخوان ضد المجلس العسكري، وهذا غير صحيح بالمرة ولا علاقة له أبدًا بالحقيقة، ولا يزال المشير محمد حسين طنطاوي والفريق سامي عنان على قيد الحياة، أمد الله في عمريهما ومتعهما بالصحة والعافية، ولديهما كل الحقائق كاملة التي تؤكد رفض الوفد التام للتحالف مع الإخوان، لكن يبدو أن أسامة هيكل الذي يدعي دائمًا كما قلت من قبل، بأنه «عليم ببواطن الأمور، خانه التوفيق في هذه الأكذوبة. والحقيقة أن الوفد وصحيفته كانا بالمرصاد للجماعة الإرهابية منذ 25 يناير حتى كتابة هذه السطور، ولم يتخلَّ الوفد عن تأييد ومناصرة الدولة الوطنية المصرية في كل المواقف وسيظل داعماً لها أبد الدهر. ويا أسامة نذكِّرك بواقعة شهيرة لحزب الوفد عندما طلبت جماعة الإخوان تحالف الحزب معها في الانتخابات البرلمانية، وتم عرض الأمر على الهيئة العليا للحزب فرفضت تمامًا هذا التحالف ودخل الوفد الانتخابات البرلمانية منفردًا». سياسة الابتزاز أما إذا انتقلنا إلى صحيفة «البوابة» فسنجد أن الدكتور فتحي حسين شن هجوما عنيفا على الإعلام والإعلاميين بصفة عامة وقال عنهما: «هناك إعلاميون كثيرون يسخرون منابرهم الإعلامية في تصفية خلافاتهم الشخصية مع آخرين، وممارسة سياسة الابتزاز الإعلامي مع خصومهم وربما الحصول على تمويلات لتسليط الضوء على هذا وتجاهل هذا ومهاجمة هذا، وإطلاق الهجوم على هذا بشكل توجيهي. وهناك آخرون يعرضون مواد إعلامية خادشة للحياء العام، ومنافية للآداب من أجل تحقيق أعلى مشاهدة للقناة، التي باتت تعرض أحيانًا أحاديث متواصلة عن العلاقات الجنسية والإثارة والعلاقات الزوجية الحميمة، ودردشة غرف النوم التي نراها في إعلامنا الفضائي هذه الأيام، التي تؤدي إلى خلق مناخ من الإثارة لجذب المشاهدين والمشاهدات إلى هذه النوعية من البرامج، وبالتالي تأتي الإعلانات وهو الهدف الأساسي والأعظم لأي قناة أو وسيلة إعلامية. الآن في ظل ارتفاع تكاليف صناعة الإعلام فقد أصبح إعلامنا الفضائي والأرضي والمقروء والمتداول عبر الإنترنت بلا رقيب ولا حسيب أحيانًا، وأصبح كل شيء يجذب القارئ أو المشاهد مباحًا على الملأ، حتى لو كان كفرًا أو فسوقًا أو انتهاكًا للحرمات وللحياء، من منطلق حرية المشاهدة واللي مش عاجبه يشاهد حاجة تانية!». لا عداوات ولا صداقات دائمة بل مصالح دائمة أما في «الوطن» فكتب محمود خليل مقاله عن المصالح قائلا: «تقول القاعدة «لا يوجد في السياسة عداوات دائمة.. ولا صداقات دائمة.. بل مصالح دائمة»، عبارة بليغة تعبر عن واقع لا خلاف عليه، فالمصالح قد تحوّل غرماء الأمس إلى أصدقاء اليوم، وأصدقاء الأمس إلى خصوم اليوم. المصالح هي المحرك الأول للقرارات السياسية داخل أي تجمع بشري. البعض يختلف مع هذا الطرح، ليس من باب الاعتراض على أهمية المصالح وأولويتها، بل من الزاوية الأخلاقية والقيمية، إذ يرى هذا البعض أن المصلحة لا بد أن تنجز بطريقة معقولة ومقبولة أخلاقياً وقيمياً، وليس ارتكاناً إلى قاعدة «الغاية تبرر الوسيلة». وهناك في المقابل من يرى أن الباحث عن تحقيق مصالح معينة يجب ألا يرهق نفسه في التدقيق في الوسائل. دعك من هذا الجدل وتعال نفكر فى إجابة عن سؤال ذي صلة بتلك القاعدة: هل المصالح هي الشيء الوحيد الدائم فى دنيا السياسة أم هناك ثوابت أخرى؟ هل الحماقات يمكن أن تكون عنصراً دائماً في دنيا السياسة؟ وارد بالطبع أن تكون الحماقات كذلك، وهي دائماً ما ترتبط بحالة الغرور التي تصيب رجل السياسة. نماذج تاريخية عديدة على الحماقة تستطيع استخلاصها من مشاهد الحكم أيام الوالي محمد علي. «الطموح الزائد إلى التوسع والتمدد بدون امتلاك الأدوات» كان الحماقة الكبرى لمحمد علي. «الإحساس بالزعامة» كان الحماقة الكبرى للزعيم عمر مكرم، حين أفلح محمد علي في فك حزمة المشايخ المحيطة به، وأرهب الشعب المحب له، ليجد الزعيم نفسه في النهاية يسير وحيداً إلى منفاه فى دمياط. «غرور القوة» مثل الحماقة الكبرى للمماليك، المنافس الأخطر لمحمد علي، على حكم مصر مطلع القرن التاسع عشر، الذين انتهت تجربتهم بمذبحة القلعة الشهيرة. هل «الخطأ في تقدير المواقف» يمكن أن يكون عنصراً دائماً في دنيا السياسة؟ وارد بالطبع، يحدث أحياناً أن يخطئ السياسي في تقدير بعض المواقف بسبب قلة التركيز أو الثقة المفرطة في الذات أو الثقة غير المستحقة في أشخاص حوله. عبدالناصر أخطأ في تقدير قدرة مصر على مواجهة إسرائيل عام 1967، راهن على القيام بمظاهرة عسكرية كبرى، بدون التورط في حرب، وقدّر أن إسرائيل لن تقدم على مواجهته، وكانت النتيجة الهزيمة التي قضت عليه. السادات كان من السياسيين الذين يحسنون تقدير المواقف، ويجيدون الحسابات السياسية، لكن التوفيق خانه في قرارات 5 سبتمبر/أيلول 1981، فكانت النهاية. السادات اعتبر نفسه أشطر من الجميع وأفهم وأذكى من الكل، وكان بالفعل سياسياً عظيم القدرات، لكنه نسي القاعدة الشعبية التي تقول غلطة الشاطر بفورة». ذكرى الوحدة مع سوريا وإلى ذكرى الوحدة التي تحققت في الثاني والعشرين من شهر فبراير/شباط سنة 1958 بين مصر وسوريا لتكوين دولة اندماجية واحدة وأصبحت مصر اسمها الإقليم الجنوبي وسوريا الإقليم الشمالي تحت اسم «الجمهورية العربية المتحدة « بزعامة الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر، وتذكرها أمس في أسى بالغ في «الأهرام» الشاعر فاروق جويدة بقوله: «الأجيال الجديدة في مصر لم تعد تذكر الكثير من أحداثنا التاريخية، لأن مناهج التعليم أهملت مادة اسمها التاريخ، رغم أن تاريخ مصر الحضارة يدرس في كل بلاد العالم من أقصاها إلى أقصاها، هناك أحداث كثيرة سقطت من ذاكرة المصريين، ومن أهم هذه الأحداث الوحدة بين مصر وسوريا، وقد مضى عليها يوم 22 فبراير/شباط ستون عاما، وكانت حلما كبيرا في حياة الشعبين المصري والسوري، حين أعلن قيام الجمهورية العربية المتحدة. كنت اتحدث مع الصديق اللواء محمد العصار وزير الإنتاج الحربي حين قال هل تصدق أن هذا الزمن الطويل قد مرّ على الوحدة بين مصر وسوريا، وكانت من الصفحات المضيئة في تاريخ الأمة العربية، وقد اهتزت يومها أركان العالم وهو يشهد أول وحدة بين شعبين عربيين في العصر الحديث. قلت للواء العصار بقدر ما كانت الوحدة مع سوريا إنجازا تاريخيا بقدر ما حملت الألم والمرارة للزعيم الراحل جمال عبد الناصر، حين تم الانفصال وتفرق الشعبان وانكسر الحلم. لم ينسَ عبد الناصر الشعب السوري وهو يحمل سيارته، ولم ينس أن هذه الوحدة كانت تعيد حلما قديما حين توحد الشعبان في مواجهات تاريخية عصيبة. ومازالت ذكريات الوحدة هذا الحلم المهزوم تطوف في وجدان الملايين الذين عاشوا هذه اللحظة، ورغم انكسار الحلم كانت حرب أكتوبر/تشرين الأول التي توحدت فيها دماء الأبطال من الجيش المصري والجيش السوري صفحة باقية ومضيئة في وجدان الشعبين. مرت ذكرى الوحدة مع سوريا هذه الأيام وللأسف الشديد يعيش العالم العربي محنة قاسية يواجه فيها مؤامرات التقسيم والحروب الأهلية والدمار الذي لحق بأكثر من دولة، والشعب السورى يعيش الآن فترة من أشد فترات تاريخه انقساما، لعل الشعب السوري الآن يتذكر هذه الأيام الخوالي، ولعل الشعب المصري يستعيد هذه اللحظات حين كانت الوحدة العربية أملا طاف بشعوب هذه الأمة، ولكنه بريق سرعان ما انطفأ، يجب ألا نطوى هذه الذكريات والأحداث التاريخية ليس فقط لأنها جزء عزيز من ذاكرة الشعوب، ولكن لأنها أحلام تحققت يوما وواجهتها مؤامرات وفتن، ويجب أن تبقى في ضمائر الشعوب حية باقية». الدمج التعسفي وأمس الأحد في «الشروق» قال الدكتور إبراهيم عوض أستاذ السياسات العامة في الجامعة الأمريكية في القاهرة في مقاله بعنوان «ستون عاما على قيام الجمهورية العربية المتحدة»: «عندما تفاقم الاضطراب في الدولة الوطنية السورية لاذ ضباط جيش القاوقجي، ومعهم حزب البعث وهو عصارة النظرية القومية في المنطقة العربية، بفكرة الوحدة، ظانين أن فيها الخلاص، وأنها ينبوع الاستقرار، فاتهم أن فكرة الدولة العربية منذ عهد الشريف حسين لم تكن تشمل مصر، التي طورت النخبةُ فيها ثقافة سياسية خاصة بها، نتيجة لتطورها السياسي المنفصل منذ بدايات القرن التاسع عشر، ونشأة أُسُسِ الدولة الوطنية، ثم الدولة الوطنية فيها، حتى إن كانت دولة منقوصة الاستقلال ذات نظامٍ سياسيٍ مهددٍ باستمرار، في هذا تفسيرٌ للموقف المتردد لجمال عبدالناصر من فكرة الوحدة الاندماجية، على الرغم من خطابه العروبي. جمال عبدالناصر ثار على النخبة الحاكمة في مصر، ولكنه في نهاية المطاف كان نتاجا لها أو كان واحدا من مكوناتها. فكرة جمال عبدالناصر عن الوحدة هي تطوير لفكرة «الوفد المصري» بل وأحزاب أخرى في ما قبل ثورة 1952 عن العمل العربي المشترك، التي أدت بدعوة من مصر إلى نشأة جامعة للدول العربية وليس جامعة عربية. نهاية الوحدة بعد نشأتها بثلاث سنوات تثبت أن جمال عبدالناصر كان على حق في تردده، ولكن خطابه ورطه في قبول ما لم يكن في حسبانه. تجربة الوحدة نفسها فيها بيان جلي على خطأ الدمج التعسفي لأنظمة سياسية واقتصادية واجتماعية مختلفة، حتى إن كان بين بلديها عروبةٌ مشتركة وتجمع شعبيها وثائق ثقافية واجتماعية وعاطفية وتاريخية عميقة لا شكَ فيها». المعارضة السياسية المصرية المناط بها مراقبة أعمال النظام الحاكم مهددة بالسجن في أي وقت وبأي تُهم حسنين كروم |
السيسي في سيناء بالزي العسكري… والأهالي يصفون انتظار أغذية الجيش بـ«الذل» Posted: 25 Feb 2018 02:26 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: أججت صورة تداولها نشطاء «فيسبوك» لطوابير عريضة من مواطني مدينة العريش، مركز محافظة شمال سيناء المصرية، التي تشهد عملية عسكرية للجيش المصري ضد التنظيمات المسلحة، وصفها بأنها «عملية مجابهة شاملة»، مشاعر الغضب لدى المواطنين، حيث يظهر فيها مئات المواطنين يصطفون انتظارا لأدوارهم في الحصول على السلع الغذائية التي تتولى توزيعها حصرا خلال هذه الفترة القوات المسلحة. وعبر أهالي وناشطون من سيناء عن غضبهم مما وصفوه بـ«الذل» في الحصول على قوت يومهم، نتيجة ما يعتبرونه حصارا على المدينة وغلقا للتجارة وكافة الأنشطة منذ بدء العملية «سيناء 2018» وخصوصاً تجارة الأغذية. ويأتي ذلك في وقت زار فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الأحد، قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب، التي افتتحها رسميا، بحضور رئيس مجلس الوزراء شريف إسماعيل، والقائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول صدقي صبحي، و رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق محمد فريد، وعدد من الوزراء والمحافظين. المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، قال إن السيسي الذي ارتدى بدلة عسكرية، «طالب القوات المسلحة خلال جولة تفقدية له في موقع قيادة قوات شرق القناة، بمواصلة بذل أقصى الجهد من أجل مصر وتأمين الشعب المصري العظيم، مشيداً بما يحققونه من إنجازات كبيرة تتمثل فيها وطنيتهم واستعدادهم للتضحية بأرواحهم من أجل الوطن». وأكد السيسي، حسب المتحدث، أن «عملية التنمية الشاملة في سيناء بدأت بالفعل منذ عام 2014 ومستمرة حتى عام 2022»، مشيراً إلى أن «تكلفة تنمية وتطوير سيناء ستصل إلى إجمالي 275 مليار جنيه، وهو رقم ضخم يستلزم تكاتف كل المصريين من أجل المساهمة في توفيره». صندوق «تحيا مصر» ووجه الرئيس المصري نداءاً إلى جميع المواطنين ورجال الأعمال «من أبناء مصر الشرفاء للتبرع لصندوق تحيا مصر باعتباره الوعاء القائم بالفعل والذي يمكن من خلاله المساعدة في التمويل اللازم لتنمية سيناء، تلك التنمية التي تعد مسألة أمن قومي لمصر بالدرجة الأولى». وحسب المتحدث باسم الرئاسة «افتتاح قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب يأتي في إطار التطوير والتحديث الشامل لقدرات القوات المسلحة، بما يمكنها من مواصلة دورها المقدس في حماية الوطن بأعلى درجات الكفاءة». وقام السيسي بـ«جولة تفقدية في موقع قيادة قوات شرق القناة، توجه بعدها إلى مركز العمليات الدائم لقيادة شرق القناة، والتي يتم من خلالها إدارة خطة المجابهة الشاملة للعملية سيناء 2018، حيث استمع إلى شرح تفصيلي من الفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة، تضمن عرضاً لنتائج العملية العسكرية على مدار الخمسة عشر يوماً الماضية، وما حققته من إنجازات لتطهير سيناء من البؤر الإرهابية، وفرض السيطرة الأمنية الكاملة على شبه جزيرة سيناء، تمهيداً لعودة الحياة إلى طبيعتها، وتهيئة المناخ الملائم لمواصلة تنفيذ خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لأبناء سيناء». عمليات لولاية سيناء وكان تنظيم «ولاية سيناء» قد أعلن أول أمس السبت، قنص 6 من أفراد القوات المسلحة، غرب مدينة الشيخ زويد في شمال سيناء، كما أعلن عن اشتباك عناصره مع جنود الجيش قرب قرية قبر عمير، القريبة من الموقع الأول. وحسب التنظيم «أدى ذلك إلى مقتل وإصابة عدد غير محدد من الجنود»، فيما لم يصدر المتحدث العسكري أي تصريحات بخصوص العمليتين. ولم يوضح بيان التنظيم، المنشور عبر وكالة «أعماق» المختصة بالإعلان عن عمليات فروع «الدولة» المختلفة، توقيت العمليتين المنفذتين. وكان المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية، العقيد تامر رفاعي، أعلن يوم الخميس الماضي، حصيلة أسبوعين من العملية العسكرية الشاملة «سيناء 2018»، التي بدأت يوم 9 فبراير/ شباط، مشيراً إلى أن العمليات أسفرت عن مقتل 71 مسلحًا، والقبض على 5 آخرين، ومقتل 7 من أفراد القوات المسلحة وإصابة 6 آخرين، بالإضافة إلى تدمير القوات الجوية لـ 158 من الأهداف، فيما نفذت قوات المدفعية 413 ضربة لأهدافها. وكان تنظيم «ولاية سيناء» أصدر بيانا آخر يوم الجمعة الماضي، قال فيه إن «أربعة انغماسيين، فلسطينيين ومصريين، نفذوا هجومًا على مقر الكتيبة 101 في العريش»، ما أسفر، وفق التنظيم «عن مقتل وإصابة العشرات من جنود القوات المسلحة»، إلا أن المصادر الرسمية لم تصدر أي تعليق بشأن ذلك الهجوم حتى اللحظة. ونشر التنظيم صور العناصر الأربعة قبل تنفيذ العملية، وكانوا جميعًا يرتدون الزي الخاص بالقوات المسلحة المصرية، مكتوب عليه «الجيش المصري». وفي 9 فبراير/ شباط الجاري، أعلنت القوات المسلحة عن بدء العملية الشاملة «سيناء 2018» بمشاركة الشرطة، وأصدر المتحدث العسكري بيانه الأول والذي تضمن صورًا لحشود عسكرية تنقل جوًا وبرًا إلى شمال سيناء للقضاء على الجماعات المسلحة هناك. وقال المتحدث العسكري وقتها: «بدأت قوات إنفاذ القانون تنفيذ خطة المجابهة الشاملة العناصر والتنظيمات الإرهابية والإجرامية في شمال ووسط سيناء، وفي مناطق أُخرى في دلتا مصر، والظهير الصحراوي غرب وادي النيل». وتأتي العملية العسكرية قبل أيام من انتهاء مهلة 3 أشهر حددها السيسي لإعادة الاستقرار إلى سيناء، وقبل 3 أسابيع من انتخابات رئاسة البلاد، المقرر إجراؤها في مارس/آذار المقبل، وفي ظل حالة الطوارئ التي بدأت في أبريل/نيسان 2017 وتم تجديدها للمرة الثالثة في 13 يناير/كانون الثاني الماضي لمدة 3 شهور. وتخلى السيسي، الذي كان وزيراً للدفاع، عن الزي العسكري عقب تولي الرئاسة في 2014، غير أنه ارتداه في بعض الأحيان، لا سيما عندما يتعلق الأمر بأمور عسكرية. السيسي في سيناء بالزي العسكري… والأهالي يصفون انتظار أغذية الجيش بـ«الذل» أكد مواصلة العملية العسكرية ودعا للتبرع لتنمية المنطقة |
هزار الجهيناوي: منع اليهود وبقية الأقليات الدينية من الترشح للرئاسة «عار» على الديمقراطية التونسية Posted: 25 Feb 2018 02:25 PM PST تونس – «القدس العربي»: قالت هزار الجهيناوي الناطقة باسم الحزب الديمقراطي إن منع اليهود وغيرهم من الأقليات الدينية من الترشح لرئاسة الجمهورية هو «عار» على الديمقراطية التونسية، معتبرة أن ترشيح حركة «النهضة» لمواطن يهودي في الانتخابات البلدية خطوة جيدة قد تسمح بتقليص بعض مظاهر التمييز بين التونسيين. وعبّرت، من جهة أخرى، عن رفضها لاستخدام السلطات للتهديدات الإرهابية كذريعة للمسّ من حق التظاهر السلمي لجميع التونسيين. كما دعت إلى تفعيل مبدأ المساواة بين المرأة والرجل في موضوع الميراث وتمكين المرأة التونسية من الزواج من غير المسلم، مشيرة إلى أن القوانين «الرجعية» التي مازالت تعيق تطبيق هذا الأمر لا مكان لها في أي دولة حديثة ومتقدمة. وأثار ترشيح حركة «النهضة» الإسلامية للمواطن اليهودي سيمون سلامة عاصفة من الجدل في البلاد، حيث اتهم البعض الحركة بـ»الخروج عن الإسلام»، فيما اعتبر آخرون أنها خطوة جيدة لإدماج اليهود في العملية السياسية، وطالب طرف ثالث بتعديل الدستور لتمكين اليهود وغيرهم من الأقليات الدينية من الترشح للانتخابات الرئاسية. وقالت الجهيناوي في حوار خاص مع «القدس العربي»: «الحقوق السياسية لكل مواطن تونسي مكفولة في الدستور وعلى الأحزاب السياسية ان تسعى الى توعية وتحفيزالتونسيين على الانخراط في الحياة السياسية بما فيها من انتخابات، وقانون الأحزاب كذلك يسعى الى إشراك المواطنين دون تمييز ديني أو عرقي او لغوي او جنسي». وأضافت «من هذا المنطلق، فإن ترشيح النهضة لتونسي من أقلية دينية يهودية هو في الحقيقة حدث طبيعي عادي وإذا اعتبره البعض مناورة فهي مناورة جيدة ان سمحت بتقليص بعض مظاهر التفرقة والتمييز، وعلى القوى الحداثية والتقدمية السعي لتكريس المساواة التامة بين المواطنين التونسيين وتفعيل حرية الضمير، وليس الاختباء وراء الفعل السياسي لأحزاب أخرى. ونحن نستغرب تصريحات بعض السياسيين اليساريين (الجبهة الشعبية خاصة) وهم نواب في البرلمان، والتي يعارضون فيها ترشيح تونسي يهودي بتعلة تقديمه في قائمة انتخابية مرتبطة بدوائر صهيونية عنصرية عالمية، هم اذا يطالبون بحرمان مواطن تونسي من حقوق كفلها له الدستور». وحول غياب الأقليات كاليهود والأمازيغ عن المشهد السياسي التونسي، قالت الجهيناوي «شخصيا، أنا في انتظار إحصائيات دقيقة وجدية ورسمية، إذ لا أعتبر الأمازيغ أقلية في تونس فهم موجودون في كل دوائر القرار، ويشاركون بصفة عادية في الحياة السياسية. أما بالنسبة لترشيح تونسي من الأقلية اليهودية لرئاسة الجمهورية، فإن الفصل 74 من الدستور هو عار على الديمقراطية التونسية، ونحن كحزب ديمقراطي سنواصل النضال من أجل تنقيحه وإلغاء شرط الديانة الإسلامية للترشح للرئاسة. وينص الفصل المذكور على أن الترشح لمنصب رئيس الجمهورية هو «حق لكل ناخبة أو ناخب تونسي الجنسية منذ الولادة»، ولكنه يصر على أن المترشح يجب أن يكون مسلما بالضرورة. وكان شريط فيديو تناقلته وسائل الإعلام والصفحات الاجتماعية، يوثق اعتداء بعض المربيات على أطفال في أحد مراكز التوحد، أثار عاصفة من الاستنكار في تونس، حيث طالب البعض بإغلاق المركز ومحاسبة جميع العاملين فيه، فيما اعتبر آخرون أن مديرة المركز تعرضت لـ«مؤامرة» من قبل مراكز أخرى منافسة. وقال الجهيناوي «ما رأيناه من عنف مادي ومعنوي صادر عن مركز يُعنى بالأطفال (إن ثبت) هو جريمة خطيرة، ويجب على السلطات المعنية اتخاذ كل الإجراءات اللازمة ضد المركز وضد المعتدين، ونطالب وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة تشديد المراقبة على كل المراكز التي تتعامل مع الأطفال والتثبت من استجابتها لكراس الشروط، ولا يجب استثناء اي نوع من المراكز سواء روضات، مدارس خاصة، نوادي، مراكز إحاطة و علاج أو مدارس قرآنية. وتعرض المفكر يوسف الصديق مؤخرا لحملة انتقادات من جانب بعض الدعاة الذين اتهموه بـ«الزندقة»بعدما دعا إلى التفريق بين القرآن والمصحف معتبرا أن المصحف «عمل بشري»، فضلا عن اعتباره أن باب النبوة بات مفتوحا لجميع البشر. وعلقت الجهيناوي على ذلك بقولها «يوسف الصديق هو مفكر حر وفيلسوف تونسي والدستور التونسي يكفل له حرية الرأي والتعبير والنشر، ولا يجب أن نضع اي خطوط حمراء لهذه الحرية، حتى ما يعتبره البعض مقدسا، فحرية التعبير نعتبرها حرية مطلقة وهي من صميم دعائم الدولة العلمانية التي نسعى اليها، فنحن – كحزب- لا نحكم على آيات القرآن هل هي صالحة أم لا، بل نسعى أن تكون الحرية والمساواة هي المبادئ الأساسية للقوانين. واستدركت بقولها «من جهة أخرى، فإن لكل مواطن الحق في نقد أفكار يوسف الصديق ومعارضتها والسخرية منها بكل الأشكال السلمية، ويبقى دور الدولة مقتصرا على ضمان هذه الحرية لكل المواطنين، كما نثمن تصريحات رئيس الجمهورية والتي يُظهر من خلالها إيمانه بحرية التعبير المطلقة وسعيه لتفعيل حرية الضمير». ويستغرب بعض المراقبين تزامن التهديدات الإرهابية التي تطال عددا من الشخصيات السياسية المعارضة مع تصاعد وتيرة الاحتجاجات ضد الحكومة، فيما يتساءل آخرون حول قيام وسائل الإعلام بإثارة قضايا ذات طابع ديني مثير للجدل كالمساواة في الميراث وزواج المسلمة من غير المسلم وتاريخية القرآن وغيرها. وقالت الجهيناوي «التهديدات الإرهابية أمر واقع وحقيقي في تونس، وذلك رغم النجاحات الأمنية الكبيرة، ولا نعتقد ارتباطها عضويا بالاحتجاجات. ولكننا نرفض أن تكون التهديدات ذريعة للمسّ من حق التظاهر السلمي لكل التونسيين وهو حق دستوري، وأريد الإشارة – في هذا الصدد – لاستنكارنا لحملة الإيقافات التي استهدفت مناضلي حركة «فاش تستناو»، فنحن كحزب أثبتنا منذ تأسيسنا أننا ندافع عن حق كل التونسيين في حرية الرأي والتعبير مهما كان اختلافنا السياسي والفكري معهم». وأضافت «أما بالنسبة لمواضيع المهر والمساواة في الإرث وزواج التونسية من غير المسلم وغيرها، فإننا نعمل دائما على إثارتها للرأي العام وتوعية المواطنين من أجل إلغاء هذه القوانين الرجعية التي لا مكان لها في دولة حديثة ومتقدمة، ولا نرى أن هناك توقيتا مناسبا وآخر غير مناسب من أجل إثارة هذه المواضيع». وقررت لجنة الحريات الفردية والمساواة أخيرا تأجيل تقديم تقريرها النهائي حول الإصلاحات التي اقترحها الرئيس الباجي قائد السبسي والمتعلقة أساسا بالمساواة في الميراث وزواج التونسية المسلمة من غير المسلم. وكانت الرئاسة التونسية أعلنت قبل أشهر إلغاء العمل بالقانون الصادر عام 1973 والذي يمنع زواج المسلمة من غير المسلم. هزار الجهيناوي: منع اليهود وبقية الأقليات الدينية من الترشح للرئاسة «عار» على الديمقراطية التونسية حسن سلمان: |
التشيك توقف صالح مسلم وتركيا تُسخر كل إمكانياتها السياسية والقانونية لإعادته إلى أراضيها Posted: 25 Feb 2018 02:25 PM PST إسطنبول ـ «القدس العربي»: في تطور لافت، أوقفت السلطات التشيكية، الأحد، صالح مسلم الرئيس السابق لتنظيم وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، وذلك بطلب من أنقرة، التي تعتبره زعيماً لما تقول إنه تنظيم «ب ي د الإرهابي» الامتداد السوري لتنظيم بي كا كا الإرهابي. وحسب وكالة الأناضول الرسمية، فإن السلطات التشيكية أوقفت مسلم مساء السبت، حيث جرى توقيفه من جانب وحدة الإنتربول (الشرطة الدولية) في التشيك، وذلك استناداً إلى طلب ومذكرة توقيف صادرة عن السلطات التركية، وقامت عقب ذلك بإبلاغ تركيا بعملية التوقيف، قبل أن تقوم بعرضه على محكمة تشيكية لتقرير ما كان سيطلق سراحه أم سيتم تمديد توقيفه. وبينما أدانت «حركت المجتمع الديمقراطي» التي ينتمي إليها مسلم توقيف الأخير، قالت مصادر كردية إن صحافي تركي تمكن من التقاط صورة لمسلم خلال مشاركته في مؤتمر دولي في براغ «بشكل يخالف قواعد المؤتمر الخاصة بالمناظرات السياسية والتي تنص على عدم كشف هوية أو انتماء المشاركين»، وهو الأمر الذي ساعد على ما يبدو السلطات التركية على تحديد مكان مسلم والتحرك نحو الطلب بتوقيفه. وفي وقت سابق، وجهت المحكمة الجنائية العليا في أنقرة تهماً إلى مسلم تتعلق بالسعي للإخلال بوحدة الدولة، والقتل العمد، ومحاولة القتل العمد، وإلحاق الضرر بالممتلكات العامة، والإضرار بالممتلكات، ونقل مواد خطيرة. كما سبق أن طلبت محكمة تركية في عام 2016، فرض 30 حكما بالسجن المؤبد بحق مسلم و67 شخصا آخرين اتهمتهم بالتورط في هجوم إرهابي أوقع عشرات القتلى في أنقرة. وقبل أيام فقط، أدرجت وزارة الداخلية التركية اسم صالح مسلم على لائحة «الإرهابيين المطلوبين بالنشرة الحمراء»، وأعلنت عن مكافأة قدرها 4 ملايين ليرة تركية (نحو مليون دولار) لمن يلقي القبض عليه، وذلك بالتزامن مع تكثيف مسلم تحركاته ونشاطه في أوروبا سعياً لتشكيل حالة من الضغط الدولي تساعد في إيقاف العملية العسكرية التي يشنها الجيش التركي ضد الوحدات الكردية في عفرين. وعلى الرغم من أن الاتحاد الأوروبي يدرج تنظيم بي كا كا على لائحة التنظيمات الإرهابية، إلا أن أعدادا كبيرة من نشطاء العمال الكردستاني في تركيا والوحدات الكردية في سوريا يتحركون بحرية كبيرة في أوروبا طوال السنوات الماضية، وهو ما يثير التساؤلات حول خلفيات قرار التشيك الاستجابة لطلب أنقرة بتوقيف صالح في هذا الوقت بالتحديد. وقالت مصادر تركية إن التشيك طلبت من تركيا إرسال الوثائق والأوراق اللازمة بسرعة من أجل دراسة إمكانية تسليمه لأنقرة، وبالتالي بدأت الجهات الأمنية اتصالات واسعة مع وزارة العدل التركية لتجهيز ملف الاتهام بحق مسلم وزارة الخارجية من أجل الضغط على تشيك لتسليمه في أسرع وقت. وكشفت وسائل إعلام تركية عن أن الجهات الرسمية في أنقرة علمت بتواجد «صالح مسلم» في العاصمة براغ لحضور اجتماع، وعلى الفور أرسلت طلبا لدائرة الانتربول من أجل توقيفه، وهو ما حصل بالفعل، ورجحت مصادر تركية أن ترسل أنقرة الوثائق التي تثبت اتهاماتها بحق مسلم اليوم الاثنين كحد أقصى. من جهته، قال السفير التركي في التشيك أحمد نجاتي بيغالي، إنه أبلغ مساعد وزير الخارجية التشيكي، طلب أنقرة بشأن تسليم «صالح مسلم» إلى تركيا، لافتاً إلى أن الأخير أكّد له بأنه سينقل الطلب التركي إلى النائب الأول لوزير العدل في بلاده. وأشار السفير التركي إلى أن الجهات التركية المعنية «تعمل بعناية على تحضير الوثائق والأوراق اللازمة، وأنه سيتم إرسال الملف بأقصى سرعة إلى السلطات التشيكية»، مؤكداً أن براغ تتعاون مع تركيا في هذا الشأن. كما قالت وزارة العدل التركية إنها بدأت باتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن طلب تسليم «صالح مسلم» الموقوف في تشيكيا، وسط شكوك كبيرة حول إمكانية تسليم براغ «مسلم» بالفعل لأنقرة، وهو إن حدث بالفعل سيكون أبرز عملية اعتقال لقيادي كردي في تركيا منذ اعتقال عبد الله أوجلان زعيم تنظيم العمال الكردستاني الذي اعتقلته الاستخبارات التركية عام 1999. التشيك توقف صالح مسلم وتركيا تُسخر كل إمكانياتها السياسية والقانونية لإعادته إلى أراضيها أنقرة حددت مكان تواجده في براغ وطلبت إيقافه بعد أيام من وضعه على «لائحة الإنتربول الحمراء» إسماعيل جمال |
مصادر فلسطينية لـ «القدس العربي»: الوفد الأمني المصري يبدأ في غزة بتطبيق تفاهمات «التمكين» واستيعاب 20 ألف موظف Posted: 25 Feb 2018 02:25 PM PST غزة – «القدس العربي»: قالت مصادر فلسطينية مطلعة على ملف المصالحة لـ «القدس العربي» إنه تقرر أن يشرع الوفد الأمني المصري، الذي عاد مجددا يوم أمس إلى قطاع غزة، بناء على التفاهمات التي توصلت إليها القاهرة قبل أيام بين فتح وحماس، في الإشراف بشكل فعلي على عملية «تمكين» الحكومة، بما تشمل الخطوة من بحث جدي لدمج 20 ألف موظف من حماس في الوظيفة الرسمية، وإن هناك آمالا كبيرة على أن ينهي الوفد مهمته في وقت قريب، لوصول وفد حكومي آخر إلى غزة قادما من رام الله. وحسب المصادر المطلعة فإن الوفد الأمني المصري «سيبدأ من حيث انتهى» عند مغادرته القطاع قبل شهرين ونصف تقريبا، وسيباشر على الفور مهام الإشراف على «تمكين» حكومة التوافق في غزة بشكل كامل، بما في ذلك إحالة عملية «الجباية» الداخلية إلى خزينة الحكومة، بالترافق مع إنهاء عملية «دمج» 20 ألف موظف ممن عينتهم حركة حماس بعد الانقسام، في الوظيفة الرسمية، مستندا بذلك إلى قرار حكومي معد لهذا الأمر، أعلنه رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله. وستشمل عملية الوفد إكمال الاجتماعات التي كان قد عقدها قبل مغادرة غزة بشكل مفاجئ قبل شهرين ونصف، من خلال الجمع بين الوزراء ومسؤولي غزة الحكوميين، لإنهاء أي خلاف يعيق عملية «التمكين»، ومن ضمن ذلك الاستمرار في إعادة أعداد من الموظفين القدامى إلى إعمالهم من جديد في السلك الحكومي، بعد أن تركوها عقب سيطرة حماس قبل 11 عاما. ويتردد هذه المرة أن يكون الوفد الأمني المصري هو «الضامن» للتفاهمات التي ستجرى على الأرض، من خلال «تمكين» الحكومة، ومسألة نقل أموال «الجباية»، وعملية دمج 20 ألف موظف، حيث هناك آمال بأن تنتهي العملية قريبا، بناء على تفاهمات توصل اليها المسؤولون المصريون خلال الأيام الماضية بين قيادات من حركتي فتح وحماس في القاهرة. ووصل ظهر أمس الوفد الأمني المصري إلى قطاع غزة، من خلال معبر بيت حانون «إيرز» شمال القطاع، ويضم كلا من اللواء سامح نبيل، والقنصل العام المصري لدى السلطة الفلسطينية، خالد سامي، والعميد عبد الهادي فرج، في خطوة يأمل من ورائها سكان غزة أن تنهي مأساتهم المتفاقمة جراء الحصار الإسرائيلي، واستمرار الانقسام السياسي، بعد أو وصلت أحوال قطاع غزة بشكل عام إلى «حافة الانهيار». وفي دلالة على وجود تفاهمات جديدة للشروع بتطبيق باقي بنود اتفاق المصالحة الموقع بين فتح وحماس يوم 12 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ترافق وصول الوفد الأمني المصري، مع وصول وفد وزاري من حكومة التوافق. وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة، يوسف المحمود، إن الوفد سيتابع عمل الوزارات والعمل الحكومي، ومن أجل تعزيز خطوات تحقيق المصالحة الوطنية، لافتا إلى أن جلسة الحكومة الأسبوعية يوم الثلاثاء ستكون مشتركة بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وشدد في تصريح صحافي على تمسك حكومة الوفاق الوطني بتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام «خاصة في هذه المرحلة التي تصل فيها التحديات الى أقصى درجات الخطورة، فيما يتصل بقضيتنا ومشروعنا الوطني، مجددا الدعوة الى تمكين الحكومة بشكل كامل كما تم الاتفاق عليه، من أجل افساح المجال أمام تحملها كامل مسؤولياتها». وأكد على إعلان رئيس الوزراء رامي الحمد الله في وقت سابق عن توفير عشرين ألف وظيفة وعدد كبير من المشاريع الهامة والحيوية، وذلك فور تمكين الحكومة من الجباية والأمن الداخلي (الشرطة والدفاع المدني)، والمعابر، والقضاء، والموظفين القدامى. وفي السياق كان عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران، قد قال إن اللقاءات التي عقدها وفد حركته القيادي مع المسؤولين المصريين في القاهرة «تسير بإيجابية»، مشيرا إلى وصول الوفد الأمني المصري الى غزة لمتابعة تنفيذ اتفاق المصالحة. وأكد أن وفد قيادة حركة حماس برئاسة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي «استمع إلى مواقف إيجابية خاصة فيما يتعلق بحياة وأوضاع المواطنين في قطاع غزة، وكذلك قضية المصالحة والجهود المصرية بهذا الصدد». وقال بدران «إن حركة حماس سوف تقدم التسهيلات المطلوبة والإجراءات الكفيلة بإنجاح مهمة الوفد المصري باتجاه تطبيق اتفاق المصالحة وتعزيز خطوات بناء الثقة وصولا إلى تحقيق الوحدة الوطنية المنشودة»، في ظل التحديات الجسام التي تمر بها القضية الفلسطينية والمخاطر المحدقة بحقوق الشعب الفلسطيني. وكان بدران رئيس مكتب العلاقات الوطنية في حركة حماس، قد وصل يوم الجمعة الماضي إلى العاصمة المصرية للانضمام إلى وفد الحركة، الذي وصل قبله على ثلاث دفعات، الأولى من غزة برئاسة هنية، والثانية من الخارج برئاسة موسى أبو مرزوق، والثالثة من الخارج أيضا برئاسة نائب رئيس الحركة صالح العاروري. وسبق أن كتب الدكتور أبو مرزوق على صفحته على موقع «تويتر» وهو يتحدث عن المرحلة المقبلة «كلنا رجاء أن لا يفقد شعبنا الأمل في مصالحة ناجزة ووحدة وطنية لمواجهة المؤامرات التي تستهدف تصفية قضيتنا، وعلى رأسها ما يسمى بصفقة القرن»، لافتا إلى أن ما تم إنجازه من تفاهمات «كاف لانطلاق المصالحة من جديد ووقف نزيف ا لألم والمعاناة لأهلنا». مصادر فلسطينية لـ «القدس العربي»: الوفد الأمني المصري يبدأ في غزة بتطبيق تفاهمات «التمكين» واستيعاب 20 ألف موظف أشرف الهور: |
هيئة الأركان الإسرائيلية شككت في نوايا السادات وخشيت من خدعة Posted: 25 Feb 2018 02:24 PM PST الناصرة – «القدس العربي»: أربعون عاما مرت على قيام الرئيس الراحل أنور السادات بإدارة ظهره للعالم العربي، والتورط بسلام انفرادي مع إسرائيل، تكشف بروتوكولات تاريخية فيها أن قادتها العسكريون دعوا الجيش قبيل مغادرته البلاد بساعات، في نهاية زيارة دامت ثلاثة أيام، للاستعداد للحرب خوفا من خدعة ماكرة غطاؤها مبادرة سلام. وبمناسبة هذه الذكرى كشف أرشيف الجيش الإسرائيلي أمس، محضر جلستين من جلسات القيادة العامة في نوفمبر/ تشرين الثاني 1977، التي تشير إلى خلافات في أوساط القيادة حول جدية نوايا الضيف المصري واحتمال قيامه بخدعة ربما تستنسخ مباغتة إسرائيل في حرب 1973. يشار الى أن السادات أقدم على خطوة انفرادية وقام في 20 تشرين الثاني، بزيارة القدس المحتلة وتقديم خطاب تاريخي داخل البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) تحدث فيه عن قراره «الذهاب إلى أرض الخصم في حين لا يزال في حالة حرب» ورغبته في تدمير جدران العداء والشك، التي تفصل بين الشعبين. ومع ذلك وبعد يومين من ذلك، لم يكن جميع الذين حضروا اجتماع القيادة العامة للجيش متفائلين، فبعد أربع سنوات من حرب يوم الغفران، أثار الجنرالات أسئلة عديدة حول نوايا السادات. وكشف أن رئيس أركان جيش الاحتلال موطي غور قد عرض موقفا حذرا، وقال إنه تلقى تعليمات من وزارة الأمن: «جهز خدمات الطوارئ للحرب». ماذا يريد السادات؟ وقال قائد القيادة الجنوبية في جيش الاحتلال هرتسل شفير، «إن سؤالي الأول هو ما إذا كان بإمكاننا معرفة ما يريد السادات تحقيقه؟»، مضيفا «الجواب لا – هناك غموض كبير». وفي استعراض شامل لخطاب السادات في الكنيست تابع شفير «تحدث السادات عن إنهاء حالة الحرب في المنطقة لا عن سلام». أما قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال موشيه ليفي فقد بدا قلقا، فنوه في مداخلته وفق الارشيفات بأن السادات لم ينطق بكلمة واحدة عن السلام. في المقابل، فهم الجنرال أفيغدور بن غال الحدث التاريخي بشكل أكبر، وقال «إن حقيقة وصول الرئيس المصري إلى أرض إسرائيل وخطابه أمام الكنيست يعد اختراقا تاريخيا بالغ الجدية، هذا ليس تحركا دعائيا بل خطوة مخلصة وصادقة من حيث الشخصية السياسية المعقدة للرئيس المصري». حوار طرشان واعتبر بن غال أن خطابي بيغن والسادات التقليديين في الكنيست كانا بمثابة «حوار الطرشان» لأنهما لم يبديا مرونة، ومع ذلك انتقد الحكومة الإسرائيلية وتابع «أن الحكومة أظهرت افتقارها إلى الفهم وانعدام المرونة ولم تفهم الفرصة الكبيرة التي نالتها الدولة في حقيقة ظهور الرئيس المصري في إسرائيل. الأمر المرن الوحيد هنا يكمن بمجرد زيارة رئيس مصري لإسرائيل، وهذه شق طريقا جديدة. لم نر تغييرا في المواقف التقليدية الإسرائيلية بل لم نشهد محاولة إلقاء طرف حبل من أجل استمرار مثمر للمسيرة». وانضم رئيس المخابرات العسكرية، الجنرال شلومو غزيت، إلى هذا الموقف، بل انتقد خطاب رئيس الوزراء بيغن في الكنيست، الذي اعتبر أكثر صرامة من خطاب السادات. وتابع «ليس من واجبي تحليل السياسة الإسرائيلية في الخطابات الإسرائيلية. ولكن يمكن القول بوضوح إن خطاب رئيس الوزراء لم يكن خطابا اقترب بطريقة ما من المواقف التي قدمها السادات». كما أشار غازيت إلى أن القاهرة خاب أملها من خطاب مناحيم بيغن المتصلب الخالي من أي تنازل لا بموضوع الانسحاب ولا بموضوع القضية الفلسطينية، مقابل الخطوة العظيمة للسادات التي لم تقابل إسرائيليا. الملوك العرب وكان الجنرال رفائيل إيتان، نائب رئيس هيئة الأركان متفائلا: «اعتقد أن المواقف البعيدة التي أظهرها الجانبان هي شيء طبيعي في مثل هذه المفاوضات، غير العادية، أو في مثل هذا العمل الاستثنائي الكامن في هذه الزيارة. لا يمكن أن يكون هناك أي تقارب كبير في المواقف… حقيقة الزيارة هي إنجاز بكونها مفاوضات مباشرة … هذه هي المرة الأولى التي يتحقق فيها شيء نطالب به، ونضغط في اتجاهه ونعمل من أجله…» . وتابع ايتان الذي قاد الحرب على لبنان في 1982 بصفته قائدا للجيش «لدينا مفاوضات مباشرة وعلنية لأول مرة في التاريخ … اسمحوا لنا بالعمل بهذه الطريقة وسنرى ما سيسفر عنه ذلك. إذا كان الملوك والحكام العرب يملكون عقلا، فإنهم سيرسلون إلى هنا أحدهم مرة كل شهر، وهنا سوف يتوقفون عن العمل، وبذلك سوف يكسبون الكثير من الأرباح». كما يستدل من ارشيف آخر انه قد طرحت القضية الفلسطينية على الطاولة بعد دعوة السادات لانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة، بما فيها القدس الشرقية وإقامة دولة فلسطينية. وقال غزيت»»يجب أن نعترف بحل المشكلة الفلسطينية». وقال بن غال: «اعترف بأن هناك مشكلة فلسطينية وسيثبت التاريخ ذلك في نهاية المطاف، يمكن لنا تأجيل قيام دولة فلسطينية بإجراءات كهذه أو تلك، ولكن هناك حركة وطنية قائمة ونشطة، وتستند في نهاية الأمر ليس على السياسيين، وإنما على رغبة العرب الصادقة في الوصول إلى دولة مستقلة». القضية الفلسطينية وقال غور إنه جرت في الماضي مناقشات في هيئة الأركان العامة مع غولدا مائير وموشى ديان، قال خلالها الجنرالات لرئيس الوزراء ووزير الأمن إنه «لا يمكنكما تجاهل المشكلة الفلسطينية وعليكما أن تقدما جوابا». ووفقا لقوله فإن «غولدا التي جلست على هذا الكرسي ضُغطت إلى الجدار». وتحدث العميد أفيغدور سمحوني، أيضا، عن الاعتراف بالفلسطينيين: «حتى من أجل قتل الفلسطينيين، يجب أن يكونوا قائمين بالنسبة لنا ونعترف بهم بغض النظر عما تعتقد أنه يجب أن تفعل بهم، أن تمنحهم دولة أو لا تمنحهم. أولا وقبل كل شيء إنهم قائمون. أنت تقاتلهم، تقتلهم ويقتلونك، وتقوم بعمليات لديهم وهم يقومون بعمليات لديك». مقاهي بيروت ويوضح محضر لجلسة أخرى تمت بعد أسبوع من الزيارة التاريخية، أن وزير الأمن وقتها عازر وايزمان قال معقبا إن السادات يشعر بتعرضه للضرب قليلا، وليس صدفة أن أول من سأل عنه كان أريئيل شارون الذي حاصر قوات الجيش المصري في حرب 1973. وضمن الجدل الداخلي حول نوايا السادات قال وايزمان إن الرئيس المصري الراحل كمن أعاد مليون مصري للعيش على ضفاف القناة لن يسارع للدخول في حرب جديدة». ومع ذلك بدا وايزمان غير قاطع برؤيته والخوف من مفاجأة جديدة تختبىء خلف كلماته «من فتح النار في 1973 بمقدوره أن يفتح بها مجددا لكن الآن ليست هذه الحالة أكثر أو أقل». وفي الشأن الفلسطيني قال وايزمان إن الموضوع الفلسطيني كان وسيبقى مركزيا، لكن السادات لا يكترث لو تم التخلص من هؤلاء الفلسطينيين. أقول لكم إنه يتحدث بشكل مختلف عنهم ويكفي أنه لم يذكر بخطابه منظمة التحرير الفلسطينية وهذا ليس صدفة. وفي القاهرة سمعته يقول بعد عودته من القدس: هناك شاهدت المقاتلين في السجون وليس هؤلاء الذين يقضون لياليهم في مقاهي بيروت، قاصدا الفلسطينيين. من جهته تدخل عندئذ الجنرال غازيت بالقول: الحديث عن نواد ليلية لا عن مقاه في بيروت، وهذا يعني أن لديه شعورا معينا بالاحتقار لكل هذا الموضوع». هيئة الأركان الإسرائيلية شككت في نوايا السادات وخشيت من خدعة وديع عواودة: |
واشنطن: القوات الأمريكية ستبقى في العراق وسوريا إلى أجل غير مسمى من دون الحاجة إلى تفويض عسكري جديد Posted: 25 Feb 2018 02:23 PM PST واشنطن ـ «القدس العربي»: ستبقى القوات الأمريكية في العراق وسوريا إلى أجل غير مسمى عقب اعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بان ادارته لا تحتاج إلى تفويض جديد لابقاء الجنود في الحرب حيث اشار البيت الأبيض إلى عدم الحاجة إلى ترخيض لاستخدام القوة العسكرية من اجل مواصلة العمليات في الشرق الاوسط. وعاد النقاش على الفور بعد اعلان البيت الأبيض اذ بعث السناتور تيم كاين رسالة إلى وزير الخارجية ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس طلب فيها توضيحات ومعلومات أضافية حول الجهود الحالية للولايات المتحدة في سوريا والعراق معربا عن قلقه من ان الولايات المتحدة قد تفتقر إلى وضع قانوني داخلي او خارجي لحربها في البلدين كما بعث برسالة اخرى للرد على استجابة الادارة الأمريكية على ملاحظات الكونغرس وملاحظاتها التبريرية على الانتقادات. وقد اوعزت ادارة ترامب لنائب وزير الدفاع ديفيد تراشيتنبيرغ بالرد ليقول ان تفويض عام 2001 لمكافحة الجماعات الإرهابية المتطرفة مثل القاعدة يأذن للولايات المتحدة بالبقاء في العراق وسوريا إلى اكثر من 20 سنة من اجل معالجة التشدد المستمر، وأضاف تراشيتنبيرغ في رد اخر ان التفويض يصلح للبقاء مشيرا إلى وجود ( داعش ) كعامل رئيسي في الجهود الأمريكية الحالية في المنطقة مشيرا إلى ان سحب القوات الأمريكية قبل الاوان من شأنه ان يؤدى إلى تجديد قدرات الجماعات الإرهابية بعد تخفيف الضغط عنها واعادة السيطرة على الاراضي. وسبق لإدارة ترامب توضيح موقفها بشأن عدم وجود ضرورة لتفويض جديد اذ أدلى كل من تيلرسون وماتيس في تشرين الاول / اكتوبر الماضي بشهادات امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ تضمنت القول ان تداعيات احداث الحادي عشر من ايول / سبتمبر توفر الاساس القانوني المعاصر لبقاء القوات الأمريكية في سوريا والعراق. وقال ان هذا الصراع المستمر منذ 16 سنة يتسم بنوع مختلف من الحروب، وأضاف ان تفويضي استخدام القوة العسكرية لعام 2001 وعام 2002 لا يزالان اساسا سليما للعمليات العسكرية الأمريكية الحالية ضد التهديد، وأكد مسؤولو إدارة ترامب بأنه لا ينبغى الغاء تفويض (اومف) الأصلي لاستخدام القوة بدون بديل وهو تفويض غير محدد بوقت معين او منطقة جغرافية. الاثار المترتبة على ذلك صارخة، وفقا لاقوال العديد من المحللين الأمريكين، اذ يتواجد حاليا أكثر من ألفي جندي أمريكي في سوريا وضعف هذا العدد في العراق، وقد تم إرسالهم أصلا إلى المنطقة منذ أكثر من عشر سنوات في عام 2001 ولكن مع تصاعد «الحرب على الإرهاب» لمواجهة الجماعات المتطرفة فإن الجهود المبذولة لمكافحة التشدد والتطرف قد عملت بشكل متزايد بدون اشراف او موافقة جديدة من الكونغرس. ولم ينتج عن الجهود البذولة لتغيير هذا الواقع اى شئ يذكر اذ صوت مجلس الشيوخ 61 مقابل 36 ضد تعديل من شأنه الغاء التفويض العسكري الأصلي للقوات الأمريكية في سوريا والعراق، وهو تعديل اقترحه السناتور راند بول الذى قال بأن الولايات المتحدة تخوض حربا طويلة بموجب تفويض كان يستهدف فقط أولئك الذين هاجمونا في 11 ايلول / سبتمبر ولكن الحرب خسرت أهدافها منذ وقت طويل وبدون نقاش في الكونغرس حول ما إذا كان يجب ان نخوض هذه الحرب او لا. ردود ادارة ترامب لم تكن في المكان الصحيجح حيث ترى تفسيرات البيت الأبيض أنه يمكن للولايات المتحدة البقاء في سوريا والعراق إلى اجل غير مسمى مما اثار حفيضة السناتور كاين الذى اتهم ترامب باستخدام التفويض الاصلي لتبرير اجراءات جديدة تماما وغير مرخصة. وقال كاين ان ادارة ترامب تسير إلى ما هو أبعد من ذلك اذ زعمت بأن التفويض يسمح للجيش الأمريكي بضرب القوات الموالية لنظام الاسد في مناطق خالية من (داعش) أو لحماية الشركاء الذين يسعون للإطاحة بالاسد، واتهم كاين ترامب بأنه يتصرف كملك من خلال البدء في حرب جديدة من جانب واحد. ورغم اصرار ترامب على بقاء القوات الأمريكية في الشرق الأوسط إلى أجل غير مسمى الا انها لا تفعل ذلك مع أهداف واضحة، وانتقد خبراء السياسة الخارجية مرارا وتكرارا سياسة إدارة ترامب في الشرق الأوسط حيث ارتفع عدد الضحايا المدنيين إلى أرقام مفزعة منذ تولى ترامب منصبه كما شهدت الحرب الأهلية في سوريا أكثر فتراتها دموية حتى الآن خلال الأسابيع القليلة الماضية. واشنطن: القوات الأمريكية ستبقى في العراق وسوريا إلى أجل غير مسمى من دون الحاجة إلى تفويض عسكري جديد لا شرعية داخلية أو دولية للتواجد الأمريكي في الشرق الأوسط رائد صالحة |
60 قتيلاً في الغوطة منذ توقيع القرار 2401 وإيران تعلن استمرار الحملة العسكرية Posted: 25 Feb 2018 02:23 PM PST دمشق – «القدس العربي» : بالرغم من إقرار مجلس الأمن الدولي، مساء السبت، بالإجماع، مشروع قرار هدنة تشمل كامل الأراضي السورية لمدة ثلاثين يومًا، إلا وكأنها لم تكن، حيث يتعمد النظام السوري وحلفاؤه الإيرانيون والروس في الامعان في قتل ما بقي من المحاصرين على قيد الحياة بحجة «النصرة» التي باتت شماعة كل مجزرة تنهي حياة عشرات المدنيين بمن فيهم من أطفال ونساء. مشروع القرار الذي قدّمته الكويت والسويد، والذي دعا لإعلان هدنة سورية بدون تأخير، وانتهى بصدور قرار مجلس الأمن، لم يلق آذاناً صاغية عند صناع الموت على الأرض السورية، ممن راوغوا في تفسيره مستثنين الغوطة الشرقية والتي تخضع أصلاً لاتفاق «خفض التصعيد» حيث قتل بعد توقيع القرار أكثر من 60 مدنياً، 41 منهم قتلوا يوم السبت وفق آخر إحصائية للمرصد السوري لحقوق الانسان، فيما لقي 20 آخرون مصرعهم يوم امس الاحد خلال الهجمات العنيفة على ريف دمشق المحاصر. الدفاع المدني السوري في ريف دمشق أكد ان حصيلة الغارات على مدينة حرستا تجاوزت امس الاحد الـ15 غارة بالإضافة لقصف بأكثر من 30 صاروخ أرض-أرض و أكثر من 120 قذيفة مدفعية وهاون على الأحياء السكنية في المدينة منذ الصباح فيما حملت 3 صواريخ أرض أرض مواد تحوي على النابالم الحارق، بالإضافة لقصف مدفعي مكثف حيث سجل سقوط أكثر من 80 قذيفة مدفعية على مراكز تجمع المدنيين في المدينة. مؤكدًا استمرار القصف العنيف على كل من دوما وسقبا وحمورية وبيت سوا ودوما وعربين واوتايا وجسرين وعين ترما وحزة وغيرها، وسط مواصلة طائرات الاستطلاع عملها ورصد حركات الأهالي الخائفين والجائعين، فيما أظهرت إحصائية للمرصد السوري لحقوق الإنسان ان نحو 505 مدنيين بينهم 123 طفلاً، قتلوا منذ بداية الهجمة على الغوطة الشرقية يوم الاحد الماضي. المتحدث باسم «جيش الإسلام» اكبر فصائل المعارضة السورية قرب مدينة دمشق قال ان حصيلة خسائر قوات النظام السوري على الجبهات الشرقية للريف دمشق قد تجاوزت الـ 70 قتيلاً للعناصر المقتحمة بينهم قائد الحملة برتبة عميد ركن، إضافة إلى أسر 14 عنصراً من قوات الحرس الجمهوري وغيرها من الميليشيات المحلية، إضافة إلى تمكن فصائل المعارضة من الاستيلاء على دبابتين وتدمير عربة مصفحة للقوات المهاجمة على جبهة المشافي بالقرب من طريق دمشق حمص الدولي. ووفقاً لمصادر عسكرية لـ «القدس العربي» فقد تمكنت فصائل المعارضة المسلحة المتمثلة بجيش الإسلام وفيلق الرحمن من صد محاولات الاقتحام على خمسة محاور أهمها حزرما والزريقية والشيفونية وصد قوات النظام المدعومة من الميليشيات الإيرانية والمحلية وسط تغطية جوية روسية ومنعها من احراز أي تقدم على حساب مواقع المعارضة، وذلك تزامناً مع هجوم آخر ومحاولة القوات المقتحمة من انتزاع السيطرة على نقاط جديدة على محاور حرستا، وأوتايا، وجسرين، وعين ترما. شهادات لمحاصرين الناشط الإعلامي «سهيل الصالح» وصف حال المحاصرين في ريف دمشق مؤكداً ان «لا هدنة في مساء المنطقة التي تشهد ازدحاما بين المقاتلات الحربية التي تتسابق على رمي القذائف والصواريخ ارتكاب المجازر في الأهداف المدنية، فيما علق «هيثم بكار» من المحاصرين في الغوطة الشرقية «بعد ليلة شبه هادئة وبعد إقرار ما يسمى هدنة في مجلس الأمن لم يتفاجأ الناس من اقتحام الغوطة من محاور عدة بل كان هناك ترقب من قبل الأهالي واستعداد وتمترس في أقبيتهم ومنازلهم لما عهدوه من اقتحامات بعد كل اقرار تهدئة كاذب» مضيفا «اكبر مخاوف الأهالي في الغوطة الشرقية انقطاع شبكات الانترنت والتي تعتبر الوسيلة الوحيدة التي توصلنا مع هذا العالم الظالم، فقدت الانترنت ليومين وثلاث ليال فأصبحت أعمى وأصم لا أعلم ما يجري خارج نطاق القبو الذي أقطن فيه منذ ستة أيام وأصبح الأحباب والأهل والأصدقاء في حيرة من أمرهم ولسان حالهم يقول: هل قضى نحبه ام مازال حياً». وقال مصدر طبي مسؤول من مدينة دوما لـ «القدس العربي» ان النظام السوري وحلفاءه استهدفوا امس مشفى «الزهراء» النسائي والتوليد في بلدة سقبا مما أسفر عن خروجه عن الخدمة، وإصابات في الكوادر وإحدى الولادات، مؤكداً أن هذا الاستهداف هو الخامس للمشفى ذاتها منذ بداية الحملة الشرسة، كما تم ضرب مستشفى الأمومة امس الاحد في الغوطة الشرقية، مما اسفر عن اصابة احد الموظفين واحد المرضى، حيث يجري استهداف مكثف للمراكز الصحية والمشافي فضلاً عن استهداف مواقع المجازر بعيد تجمع الكوادر الطبية التي استنفرت لإجلاء الجرحى والمصابين، مؤكداً ان أكثر من 11 سيارات إسعاف خرجت عن الخدمة خلال الأيام الماضية، في ظل عوائق أخرى تحول دون وصول المسعفين إلى مواقع الاستهداف. وتزامن التصعيد العسكري على الغوطة الشرقية لدمشق، مع تضييق على أهالي ريف دمشق الهاربين من الجحيم المفروض على المحاصرين إلى مناطق سيطرة النظام السوري ضمن العاصمة، حيث اكدت مصادر أهلية لـ»القدس العربي» ان الحواجز العسكرية المنتشرة في مدينة دمشق والقريبة من أماكن تجمع «غالبية علوية» تدقق على البطاقات الشخصية وتبحث بين العابرين عن المتحدرين من ارياف دمشق. روسيا – فرنسا – ألمانيا من جهة أخرى ذكر متحدث باسم الحكومة الألمانية يوم الأحد أن المستشارة أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حثا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ممارسة «أقصى قدر» من الضغوط على الحكومة السورية لوقف القتال في الغوطة الشرقية، وقال المتحدث إن ميركل وماكرون أوضحا في اتصال هاتفي مع بوتين أن وقف إطلاق النار هو الأساس للتقدم صوب حل سياسي في إطار عملية السلام في جنيف التي تقودها الأمم المتحدة، حسب رويترز، فيما قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث الأزمة السورية في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل يوم الأحد، وذكر الكرملين أن الزعماء الثلاثة أكدوا أهمية الجهود المشتركة لتطبيق هدنة دعت إليها الأمم المتحدة في سوريا. فيما بدت طهران غير معنية بقرار مجلس الامن او بأي تهدئة من شأنها وقف نزيف الشعب السوري، وذلك من خلال موقف رئيس هيئة اركان القوات المسلحة الإيرانية، محمد باقري، الذي قال في تصريحات صحافية امس الاحد إن عمليات استعادة تلك المناطق من يد من وصفها بـ «التنظيمات الإرهابية» يجب أن تستمر لـ»تحقيق استقرار وأمن سوريا» مضيفاً «إيران والنظام السوري سيلتزمان بقرار الهدنة الأممي الذي يوقف إطلاق النار لثلاثين يوماً، الا ان اقساماً من ضواحي دمشق والتي يسيطر عليها الإرهابيون هي خارج قرار وقف إطلاق النار، وعلى هذا الأساس ستستمر عمليات التطهير فيها» مضيفا «هذه المرة وكما في السّابق فإن الذين لا يرغبون بعودة الامن والهدوء لسوريا رفعوا علم وقف إطلاق النار ليحموا الإرهابيين عندما رأوا إرادة الجيش والحكومة السّورية لتطهير أطراف دمشق». ووصف رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية المحاصرين من المدنيين في الغوطة بالارهابيين، ويجب قتلهم، عندما خلص إلى القول: «نحن سنلتزم بهذا القرار، وسوريا ستلتزم أيضاً؛ بعض المناطق في أطراف دمشق تخضع لسيطرة الارهابيين ولا تخضع لوقف إطلاق النار، عمليات تطهير هذه المناطق من الإرهاب ستستمر». 60 قتيلاً في الغوطة منذ توقيع القرار 2401 وإيران تعلن استمرار الحملة العسكرية خسائر قوات النظام 70 قتيلاً و14 أسيراً من «الحرس الجمهوري» هبة محمد |
أحكام بإعدام 15 تركية بتهمة الانتماء لـ«الدولة» في العراق Posted: 25 Feb 2018 02:22 PM PST إسطنبول ـ «القدس العربي»: أصدرت محكمة عراقية، أمس الأحد، أحكاماً بالإعدام بحق 15 امرأة تركية بتهمة الانتماء إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»، وذلك بعد أيام من حكم آخر بإعدام تركية وأحكام بالسجن المؤبد على 10 أخريات، ما يعيد إلى الواجهة بقوة ملف 300 تركية معتقلات في العراق بتهمة الانتماء للتنظيم أو الزواج من مقاتليه، وهو ما يمكن أن ينذر بأزمة بين بغداد وأنقرة خلال المرحلة المقبلة. وحسب مصادر قضائية عراقية فإن «قاضي المحكمة الجنائية أصدر حكما بالإعدام بحق 15 امرأة تركية»، بعد إقرارهن بالانتماء لتنظيم «الدولة»، فيما حكم على أخرى بالسجن المؤبد. والاثنين الماضي، قضت محكمة عراقية، بإعدام إمرأة تركية والسجن المؤبد لعشر أخريات بعد إدانتهن بالانتماء إلى تنظيم «الدولة». وقال المتحدث باسم مجلس القضاء الأعلى، القاضي عبد الستار بيرقدار، في بيان أن «المحكمة أصدرت عشرة أحكام بالسجن المؤبد بحق عشر نساء بعد إدانتهن بالإرهاب، فيما أقرت حكماً بالإعدام شنقاً بحق إرهابية أخرى تحمل الجنسية التركية». ويقول العراق إن هذه الأحكام تأتي وفق أحكام المادة الرابعة /1 من قانون مكافحة الإرهاب وبدلالة المادة الثانية 1/3»، فيما قالت مصادر قضائية إن هذه الأحكام ليست نهائية وقابلة للاستئناف.ورغم التكتم الكبير حول الأرقام، أشارت مصادر رسمية عراقية ووسائل إعلام تركية منذ أشهر إلى أن ما لا يقل عن 300 تركية متهمات بالانتماء لتنظيم «الدولة» أو الزواج من مقاتلي التنظيم، معتقلات في العراق وينتظرن المحاكمة أو الترحيل منذ أشهر، بعد ما جرى اعتقالهن من منطقتي الموصل وتلعفر اللتين سيطر عليهما التنظيم لسنوات. كما أن هذا الرقم لا يشمل أطفال هؤلاء السيدات، لا سيما وأن أرقاما سابقة أشارت إلى أن 509 من الأجنبيات المتهمات بالانتماء لتنظيم «الدولة» بينهن 300 تركية، محتجزات مع 813 طفلاً، وهو ما يرجح أن التركيات الـ300 لديهن مئات الأطفال في العراق. أنقرة لم تعقب رسمياً على قرار القضاء العراقي السابق بإعدام تركية، لكن ضخامة العدد واحتمال صدور أحكام جديدة بحق العشرات بين الإعدام والسجن المؤبد يُنذر بخروجها عن صمتها، وربما يؤدي الملف إلى أزمة بين البلدين. ويتوقع أن تطالب تركيا القضاء العراقي بالتمييز بين المتهمات بأنهن مقاتلات ارتكبن جرائم خلال قتالهن إلى جانب تنظيم «الدولة» على الأراضي العراقية، وبين من هن مجرد زوجات لعناصر في التنظيم، حيث ستطلب بتخفيف أحكام الإعدام ونقلهن إلى تركيا من أجل قضاء فترة أحكامهن على أراضيها. وسوف تستند تركيا في هذه المطالبات على اعتبار أن معظم المعتقلات لم يشاركن في عمليات قتالية مباشرة وأنهن أجبرن على الذهاب إلى العراق برفقة أزواجهن وتحت التهديد بالقتل والحرمان من الأطفال، وهو ما تؤكد عليه معظم المعتقلات في شهاداتهن أمام القضاء العراقي. والمحاكمات للمتهمات بالانتماء لتنظيم «الدولة» في العراق لا تقتصر على حاملات الجنسية التركية، حيث قضت محكمة عراقية في النصف الثاني من يناير/كانون الثاني الماضي، بإعدام امرأة ألمانية من أصول مغربية بعد إدانتها بالانتماء للتنظيم، كما حكم العراق بالإعدام على مقاتل روسي العام الماضي بالتهمة نفسها. ورغم الإدانات الدولية ومطالبات منظمات حقوق الإنسان بغداد بوقف عمليات الإعدام، نفذ حكم الإعدام بحق 38 شخصا بينهم رجل يحمل الجنسية السويدية، نهاية العام الماضي، رغم احتجاج السويد، وهو ما قد يدفع أنقرة للتحرك بسرعة قبيل لجوء العراق لتطبيق قراراته الأخيرة. أحكام بإعدام 15 تركية بتهمة الانتماء لـ«الدولة» في العراق خطوة تفتح ملف 300 أخريات وتنذر بأزمة بين بغداد وأنقرة إسماعيل جمال |
البدء في صرف مساعدات قطرية لـ 20 ألف أسرة فقيرة في غزة Posted: 25 Feb 2018 02:22 PM PST غزة ـ «القدس العربي»:أعلنت وزارة التنمية الاجتماعية في قطاع غزة، عن استلام الدفعة الأولى من المساعدات الإغاثية العاجلة، ضمن منحة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، المقدمة لسكان القطاع. وقال يوسف إبراهيم وكيل الوزارة، في تصريح لوكالة «الرأي» الحكومية في غزة، إن وزارته بدأت منذ يومين باستلام المساعدات الطارئة التي تبرعت بها دولة قطر، تمهيدا لتدشين المرحلة الأولى من عملية توزيع هذه المساعدات، التي ستبدأ اليوم الاثنين بحضور السفر محمد العمادي، رئيس اللجنة القطرية لإعمار غزة. وأوضح أن هذه المساعدات ستستفيد منها 20 ألف أسرة، من العوائل التي تستفيد من مخصصات الشؤون الاجتماعية، وتصنف ضمن بيانات الوزارة على أنها «الأشد فقرا، والأكثر أفرادا»، أو الأسر التي بها مرضى وكبار سن وذوو إعاقة، وطلبة جامعات. كما بين أن هذه المساعدات تحتوي على 10 آلاف فرشة طبية وبطانيات، ستستفيد منها فئات من المرضى والمعاقين وكبار السن، مشيرا إلى أن المنحة تشمل أيضا طرودا غذائية وبعض المساعدات النقدية البسيطة، التي هدفها مساعدة الأسر على شراء بعض مستلزمات الحياة التي لا تقدر على توفيرها. وأشاد المسؤول الفلسطيني بدور قطر وكل الدول التي تقدم مساعدات للشعب الفلسطيني، الذي «ذاق ويلات الحصار لأكثر من عشر سنوات، في ظل ظروف إنسانية ومعيشية غاية في الصعوبة». وكانت قطر قد شرعت منذ الأسبوع الماضي بتقديم منحة المساعدة الجديدة لغزة، التي تبلغ قيمتها تسعة ملايين دولار، من ضمنها أدوية ووقود للمشافي، وكذلك مساعدات للفقراء وطلبة الجامعات. يشار إلى أن السفير العمادي كان قد افتتح «المرحلة العاشرة» من مشروع إعادة تأهيل شارع الرشيد الساحلي في غزة. وجرت مراسم الاحتفال بحضور الدكتور مفيد الحساينة، وزير الأشغال العامة والإسكان الفلسطيني وممثلين عن الوزارة. وقال خلال الافتتاح إن دولة قطر مستمرة في جهودها لإعادة إعمار قطاع غزة، وإنقاذ سكانه في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة التي يعيشونها. وشدد العمادي على حرص دولة قطر وتوجيهات الأمير تميم بن حمد الدائمة لـ «دعم القضية الفلسطينية ومساندة أهالي قطاع غزة»، منوها إلى المنحة الإغاثية العاجلة الأخيرة. وشكر الوزير الحساينة دولة قطر، على جهودها المستمرة والملحوظة لدعم أهالي قطاع غزة في مختلف المجالات. يذكر أن قطر تنفذ العديد من مشاريع إعادة الإعمار في غزة، التي تشمل تعبيد الطرق الرئيسة، وبناء مدينة سكنية ومنازل مدمرة، وإقامة مشفى متخصص، وغيرها من المشاريع. البدء في صرف مساعدات قطرية لـ 20 ألف أسرة فقيرة في غزة |
مؤتمر «الحوثية حركة إرهابية» ينهي أعماله في الأردن وقيادية في حزب المؤتمر الشعبي تتهم الحوثيين بالتمثيل بجثة صالح Posted: 25 Feb 2018 02:21 PM PST عمان ـ «القدس العربي»: كشفت قيادية في حزب المؤتمر الشعبي العام اليمني أن جماعة أنصار الله «الحوثيين» رفضت تسليم جثمان الرئيس السابق علي عبد الله صالح إلى ذويه حتى هذه اللحظة، مؤكدة أنه تم التمثيل بجثمانه بعد اغتياله بطريقة بشعة وبشكل متوحش. عضو اللجنة الدائمة في الحزب نورا علوي الجروي أكدت لـ (القدس العربي) على هامش مؤتمر «الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن» الذي عقد مساء الأربعاء في العاصمة عمّان واستمر ثلاثة أيام تحت شعار «الحوثية حركة إرهابية»، أن جماعة الحوثي تحتفظ حتى الآن بجثمان علي عبدالله صالح، نافية بذلك الأنباء التي تحدثت عن تسليمه لذويه ودفنه في جنازة حضرها عدد قليل من أقربائه. وأشارت إلى أنه تم التمثيل بجثمان عبدالله صالح بعد اغتياله بشكل بشع ليصل الأمر لانتزاع القلب والكبد من جسده، في سابقة خطيرة لم ترتكبها قبلهم أي جماعة إرهابية في العالم من قبل. وتحدثت الجروي في ورقة عمل خلال المؤتمر، الذي استمر حتى يوم الجمعة، حول جرائم الإبادة الجماعية والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها جماعة الحوثي بحق قيادات وأعضاء وناشطي حزب المؤتمر الشعبي العام. وقالت إن الحوثيين أعلنوا في الرابع من أيلول/سبتمبر 2017، عبر شريط فيديو اغتيالهم الرئيس السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح والأمين العام للحزب عارف الزوكا بطريقة بشعة، ليصاب الشارع اليمني بعدها بصدمة كبيرة. وقدم الناشط الحقوقي والسياسي محمد قشمر ورقة عمل حول تجنيد الحوثيين للأطفال واختطافهم واستغلالهم جنسيا، مبينا أن عدد الأطفال المجندين في صفوف الحوثيين وصل إلى أكثر من عشرة آلاف طفل. وأكد البيان الختامي للمؤتمر بعد ثلاثة أيام من انعقاده بتنظيم من «رابطة الإعلام التنموي»، أهمية الضغط على المجتمع الدولي لتنصيف حركة الحوثي كجماعة إرهابية استنادا إلى القوانين والاتفاقيات والعهود والتعاريف الدولية الخاصة بمفهوم الإرهاب. ودعا المؤتمر المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وعلى رأسها الأمم المتحدة للاضطلاع بمسؤولياتها تجاه ما يحدث من جرائم جسيمة بحقوق المدنيين في اليمن من قبل الحوثيين وإصدار قرار دولي لتصنيفهم جماعة إرهابية. كما دعا حكومات الدول الكبرى لمناصرة هذه القضية والتحرك العاجل ببذل الجهود اللازمة لاستصدار هذا القرار الذي سيضع حدا للمجازر الجماعية والجرائم الشنيعة التي تطال المدنيين بشكل يومي من قبل جماعة الحوثيين المتجردة من أخلاقيات وقيم الحروب والمنازعات. ودعا البيان الحكومة الشرعية ودول التحالف العربي لمواصلة جهودهم في مكافحة «الإرهاب الحوثي» بكل الوسائل الممكنة ودعوة المجتمع الدولي لمساندة جهود التحالف. كما طالب المؤتمر لجنة العقوبات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإدراج قيادات حوثية متورطة في عمليات اختطاف وسجن وقتل الصحافيين والإعلاميين والسياسيين وسجناء الرأي في قائمة العقوبات الدولية وعلى رأسهم رئيس جهاز الأمن القومي ونائبه ومشرف ما يسمى بحركة أنصار الله إلى جانب 47 شخصية حوثية مارست تلك الانتهاكات. علاوة على ذلك طالب المؤتمر الأمم المتحدة بتشكيل لجنة للتحقيق في قتل وتصفية قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام ومن ضمنهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح وتحمل مسؤولية حماية المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين وسرعة الإفراج عن المعتقلين. مؤتمر «الحوثية حركة إرهابية» ينهي أعماله في الأردن وقيادية في حزب المؤتمر الشعبي تتهم الحوثيين بالتمثيل بجثة صالح طارق الفايد |
مصدر سوري: القرار 2401 يجعل عملية الغوطة تجري بـ»التقسيط المريح» عسكرياً بالنسبة للنظام Posted: 25 Feb 2018 02:20 PM PST دمشق ـ «القدس العربي»: لم يمنع القرار 2401 الذي تبناه بالإجماع مجلس الأمن الدولي مساء السبت، الجيش السوري من إطلاق عمليته العسكرية التي تهدف للسيطرة على غوطة دمشق الشرقية، حيث بدأت القوات المسلحة السورية تحركها على المحور الجنوبي الغربي الشرقي للغوطة وتحديداً باتجاه بلدة النشابية وتل فرزات. صفحة قوات النمر على الفيسبوك التابعة للقوات التي يقودها العميد سهيل الحسن الملقب بـ «النمر» قالت إن قوات النمر سيطرت على قريتي النشابية وتل فرزات الذي يحمل أهمية استراتيجية عسكرية مختلفة لكونه يشكل منطقة حاكمة نارياً على مساحات واسعة من الغوطة الشرقية. وحسب معلومات «القدس العربي» فإن العملية التي انطلقت صباح الأحد تستهدف بلدتي الصالحية وحزرما. وأن القوات المهاجمة حققت تقدماً باتجاه البلدتين بعد تمهيد ناري بدأ مع ساعات الفجر الأولى. ويبدو أن العملية العسكرية شمالي الغوطة الشرقية، حيث مدينة حرستا قد طالتها أيضاً من خلال تمهيد ناري من القوات المرابطة في محيطها، ويبدو أن القوات السورية ستستعد لاقتحامها برياً. سياسياً، لم يقيد القرار الدولي 2401 من قدرة دمشق على التحرك عسكرياً تجاه الغوطة الشرقية ولم ينتج عنه أية مفاعيل سياسية ضاغطة على الحكومة السورية وفق تأكيد مصدر سوري سياسي تحدثت إليه «القدس العربي». ووفق هذا المصدر فإنه لم يتسبب هذا القرار بأي تغيير على مستوى التخطيط العسكري المرسوم لمعركة الغوطة الشرقية وأن تغييرات تكتيكية قد تحصل تتعلق بالمناطق التي يجب استعادتها أولاً والمناطق المؤجلة فقط. وأضاف المصدر بأن القرار 2401 لا يمنع الجيش السوري إطلاقاً من استعادة سيطرته على كامل الغوطة الشرقية، بل يجعلها تجري بالتقسيط المريح عسكرياً ودون أية «فوائد متراكمة» سياسياً، وفق قوله. ولفت المصدر إلى أن روسيا باعت للعالم بأسره ـ وهي مبتسمة ـ قراراً أممياً قيمته من الناحيتين السياسية والعسكرية تساوي الصفر، تنحصر قيمته بالجانب الإغاثي المضبوط أصلاً من الدولة السورية. وتابع المصدر في تعليقه على القرار بالقول: إن كل ما ورد في القرار 2401 يحصل عادة دون قرار دولي، بمعنى أن الجيش السوري يوقف عملياته عادة في منطقة ما أو في جزء منها من تلقاء نفسه ما لأسباب لوجستية أو إنسانية أو سياسية ويسمح بدخول مساعدات إنسانية أيضاً في أحيان دون قرار دولي. ونوه المصدر إلى أن «القرار 2401 لا يتضمن أية إشارة إلى أن تنفيذه يأتي تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وهذا جانب مهم يمنع تحويل القرار في لحظة ما إلى «وسيلة تهديد عسكرية للدولة السورية». وختم بالقول «إن آليات التنفيذ المتعلقة بالشق الانساني الإغاثي ممسوكة بيدّ المؤسسة العسكرية السورية ولا يمكن أن تتحول المساعدات الإنسانية بأي شكل إلى مساعدات لوجستية للتنظيمات المسلحة المناوئة للحكومة السورية». مصدر سوري: القرار 2401 يجعل عملية الغوطة تجري بـ»التقسيط المريح» عسكرياً بالنسبة للنظام كامل صقر |
السفير الكويتي لدى الأمم المتحدة لـ «القدس العربي»: قرار مجلس الأمن حول الهدنة في سوريا يحتوي على آليات للتنفيذ والمتابعة Posted: 25 Feb 2018 02:20 PM PST نيويورك (الأمم المتحدة) – «القدس العربي» : بعد نحو أسبوعين من المداولات المضنية حول مشروع قرار تقدمت به الكويت والسويد حول المأساة الإنسانية في الغوطة الشرقية وبقية أنحاء سوريا، اعتمد مجلس الأمن القرار 2401 بالإجماع بعد ظهر السبت. وقد أثنى جميع المتحدثين في الجلسة على الجهود التي بذلها كل من السفير الكويتي، منصور العتيبي، رئيس مجلس الأمن لشهر شباط/ فبراير الحالي والسفير السويدي، أولوف سكوج الراعي الثاني لمشروع القرار. وبعد كلمات الوفود في الجلسة خرج السفراء للقاء الصحافيين المعتمدين بالمقر الدائم وكان أولهم السفير الروسي، فيسالي نبنزيا، الذي أصر في حديثه للصحافيين بعد انتهاء جلسة مجلس الأمن على أن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ دون تأجيل ورفض أن يتم تفسير ذلك على أنه «بشكل فوري». وقال إن وقف إطلاق النار يشمل جميع أنحاء سوريا كما أن تقديم المساعدات الإنسانية يشمل جميع المناطق. السفير الكويتي، منصور العتيبي، قال في كلمته: «إن اعتمادنا لهذا القرار اليوم بالإجماع، وبعد مفاوضات طويلة وشاقة، يعكس حرص واضعي مشروع القرار، الكويت والسويد، على ضمان تحقيق الإجماع على هذا القرار الإنساني الهام، ويجدد الأمل في قدرة مجلس الأمن على أن يكون موحداً والتحدث بصوت واحد، ويوجه رسالة واضحة وصريحة برفضه لأية انتهاكات للميثاق». ثم تلا بياناً للصحافة بصفته ممثلاً لدولة الكويت قال فيه إن المجلس الآن تحدث بصوت واحد وهو يعني أن جميع الأطراف يجب أن توقف كافة الأعمال العدائية بدون تأخير ويجب أن يتم تنفيذ إيصال المساعدات الإنسانية والطبية وإخلاء الجرحى والمصابين لكل أنحاء سوريا بسرعة خلال هذه الهدنة الإنسانية. وأضاف «هذا أقل ما يمكن أن نقدمه للشعب السوري. علينا أن نراقب تنفيذ هذا القرار على الأرض. لكن الأزمة السورية بحاجة إلى حل سياسي حسب معطيات القرار 2254 (2015) وبيان جنيف لعام 2012». وأكد السفير الكويتي أن القرار يشمل أنحاء سوريا كافة حيث تكون هناك عمليات عسكرية. ورداً على سؤال لـ «القدس العربي» حول مدى التفاؤل بعد اعتماد القرار بحيث نرى غداً أو بعد غد وقف إطلاق نار فعلاً، قال السفير العتيبي: «القرار اليوم اعتمد بإجماع أعضاء المجلس وهو يوجه رسالة واضحة وقوية لجميع الأطراف المعنية بضرورة وقف إطلاق النار دون تأخير وبالتالي نأمل أن يطبق هذا القرار على الأرض». وأضاف: «إن النقاش الذي دار يوم أمس وقبله تمحور حول هذا الموضوع بالذات. مجلس الأمن يطالب جميع الأطراف بوقف العمليات القتالية دون تأخير وهذا يعني دون تأخير وبالنسبة لنا هذا يعني بشكل فوري». ثم زاد «هناك آليات للمتابعة والقرار في الفقرة الأخيرة يطلب من الأمين العام للأمم المتحدة في فقرته الأخيرة بإعداد تقرير حول تنفيذ القرار على الأرض ومدى تقيد الأطراف بتنفيذه خلال 15 يوماً وعرضه على مجلس الأمن لتقييم مدى الالتزام بوقف إطلاق النار». وأكد أن الغوطة الشرقية مشمولة في وقف الأعمال العدائية مع استثناء الجماعات الإرهابية المصنفة من قبل الأمم المتحدة ومجـلس الأمـن كجمـاعات إرهـابية». والقرار 2401 يطالب كل الأطراف بوقف الأعمال القتالية، بدون تأخير، والتواصل بشكل فوري لضمان التطبيق الكامل والشامل لهذا المطلب من قبل جميع الأطراف، لفرض هدنة إنسانية لمدة 30 يوماً متتابعة على الأقل بكل أنحاء سوريا، من أجل السماح بإيصال المساعدات والخدمات الإنسانية والإجلاء الطبي بشكل دائم وبدون عوائق، بما يتوافق مع القانون الدولي. ويؤكد القرار أن وقف الأعمال القتالية لن يشمل العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش، والقاعدة وجبهة النصرة، وكل الأفراد والجماعات والجهات المرتبطة بهم أو بالجماعات الإرهابية الأخرى. السفير الكويتي لدى الأمم المتحدة لـ «القدس العربي»: قرار مجلس الأمن حول الهدنة في سوريا يحتوي على آليات للتنفيذ والمتابعة قال إن «القرار يعني بالنسبة لنا تطبيقه بشكل فوري» عبد الحميد صيام |
معهد أمريكي: النزاع المسلح سيتجدد في ليبيا والانتخابات لن تحل الأزمة Posted: 25 Feb 2018 02:20 PM PST لندن -« القدس العربي»: توقع تقرير تحليلي نشره معهد «أمريكان إنتربرايز» تجدد النزاع المسلح في ليبيا في العام 2018، نتيجة حالة الجمود السياسي الراهنة، متوقعًا تفاقم الأزمة الإنسانية وزيادة قوة المجموعات «الإرهابية» مثل «داعش» و«القاعدة». وقال التقرير إن ليبيا تعيش حالة من الهدوء السطحي، يحجب الوضع الحقيقي. فالظروف مهيأة لتجديد النزاع المسلح حول السلطة والموارد.وأن الحرب التي نشبت العام 2014 بين الفصائل الشرقية والغربية تطورت ولم تنته، وان التحالفات تنهار وتنشأ مكانها تحالفات جديدة. وتحدث عن زيادة استقلالية المجموعات المسلحة، وهو ما يعزز التوترات ويزيد من الانقسامات الاجتماعية، في المواقع الرئيسة التي تحدد مستقبل الاستقرار في ليبيا.ولفت إلى أن مجموعات مسلحة تتمرد من جديد في مدينة بنغازي، أكبر المدن في المنطقة الشرقية، بينما يعاني قائد الجيش للتحكم في تحالفات هشة داخل المدينة. وفي مدينة سبها، العاصمة الإقليمية للمنطقة الجنوبية، تجدد الصراع القبلي، مع تحرك المجموعات الساحلية لتوسيع نفوذها في الجنوب. وفي مصراتة، أشار التقرير إلى مناورات بين القوى الوسطية والمتشددة، في المدينة ذات النفوذ العسكري والاقتصادي غرب ليبيا. أما العاصمة طرابلس، فهي ضحية شبكة متنافسة من المنظمات المسلحة والإجرامية، والتي فرضت نفوذها على حكومة الوفاق الوطني، المدعومة من الأمم المتحدة. أضف إلى ذلك أوضاع المعيشة المتردية التي يعاني منها المواطنون في مختلف المدن، وآلاف المهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا. وتطرق التقرير إلى خطة الأمم المتحدة لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في ليبيا العام الجاري، وقال إن الأمم المتحدة تدفع باتجاه الانتخابات لعلاج الأزمة، بينما أقر خبراء المنظمة الدولية أن الحل السياسي غير ممكن. والتحضيرات إلى الانتخابات أشعلت بالفعل بعض أعمال العنف والقمع. وأشارإلى غياب إطار دستوري للانتخابات، وهو أقل المتطلبات لمنع اشتعال صراع على السلطة عقب الانتخابات، مثلما حدث سابقًا. وتابع: التقدم الأخير صوب إجراء استفتاء دستوري لم يساعد في تحييد الأطراف المخربة المتعددة القادرة على منع الانتخابات وعرقلة النتائج. واعتبر التقرير أيضًا أن سيطرة مجموعات سلفية على القطاع الأمني في بعض المناطق، عقبة أمام إجراء انتخابات حرة ونزيهة، ومصدرا للنزاع القبلي والطائفي. وحذر من انزلاق ليبيا إلى حرب، أو حروب، جديدة في غياب منه شامل للتصحيح، وهو ما سيفاقم توسع الحركات السلفية الجهادية، وأزمة الهجرة والأزمة الإنسانية. وأشار إلى أن الانتخابات لن تساهم في حل الأزمة السياسية في ليبيا، وقد تشعل موجة جديدة من العنف. وأوضح أن انتصار شخصية استقطابية، مثل خليفة حفتر، من شأنه أن يشعل اشتباكات مسلحة، على غرار ما حدث عقب انتخابات العام 2014. وبالمثل، انتخاب شخصية لا تحظى بتوافق وطني، أو انقسام الأصوات بين الأقاليم، سيعمق من الانقسامات الإقليمية والسياسية والأيدولوجية. وقال إن المجموعات المسلحة قد تتحرك لتأمين مصالحها، والتحرك قبل إجراء الانتخابات، مما يزيد من احتمالات وقوع نزاع حول المدن والموارد النفطية في 2018.وبالنسبة إلى المجموعات الجهادية السلفية، توقع التقرير أن تنجح مجموعات مثل «القاعدة» و»داعش» في كسب مزيد من الزخم في 2018. وقال: (داعش) يتعافى من خسائره، ويعمل على إنشاء موطئ قدم جديد له في وسط ليبيا، وتوقع أيضًا أن يعمد التنظيم إلى شن هجمات إرهابية تستهدف تعطيل إنتاج ليبيا النفطي، وزعزعة استقرار الأقاليم. وقد ينقل التنظيم مهام التخطيط للعمليات الخارجية إلى ليبيا، بعد خسائره في العراق وسوريا. وتتوارى تنظيمات «القاعدة» و«أنصار الشريعة» عن الأنظار في الوقت الراهن، عقب خسائرهم في 2016 – 2017، لكن تلك المجموعات ستستغل فرصة تجدد الصراع لاستعادة نفوذها، عبر التسلل وتدبير تآمرات في شرق ووسط ليبيا. وهنا لفت التقرير إلى أن حملة الجيش الليبية لحصار درنة يصب لصالح شبكة تنظيم (القاعدة). وتحدث التقرير عن عامل آخر، وهو تدخل القوى الإقليمية الخارجية، وقال إن ذلك يطيل من أمد الصراع. وذكر أن إنهاء الأزمة سيتطلب أيضًا تعديلًا شاملًا للقطاع الأمني في ليبيا، وتدريب ونزع سلاح الجميع، وتنفيذ برامج للإدماج.وأوضح أن الإمارات وتركيا وغيرهما سيتدخلون بشكل أكبر في ليبيا، ما يزيد من الاستقطاب. وستستمر تلك الدول في تقديم الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي للأطراف التابعة لهم للدفاع عن مصالحهم. وتوقع أن تتحرك روسيا لاستغلال الفرصة وإنشاء موطئ قدم عسكري لهم في شرق ليبيا، وتنفيذ عمليات لمكافحة الإرهاب وتثبيت تواجدها على شواطئ البحر المتوسط.وقال إن الولايات المتحدة عليها الاعتراف بالمخاطر الآتية من ليبيا وتطوير سياسة شاملة لتغيير ذلك. وحثت واشنطن لحشد المجتمع الدولي خلف الحل السياسي للأزمة في ليبيا، والضغط على القوى الإقليمية لوقف الدعم العسكري المقدم للأطراف الليبية. معهد أمريكي: النزاع المسلح سيتجدد في ليبيا والانتخابات لن تحل الأزمة توقع تفاقم الأزمة الإنسانية وزيادة قوة الجماعات «الإرهابية» ونشوء تحالفات جديدة |
سفن حربية بريطانية في الدوحة لإجراء تمرين مع القوات الخاصة المشتركة لمكافحة الاٍرهاب والتطرف العنيف Posted: 25 Feb 2018 02:19 PM PST الدوحة ـ «القدس العربي»: أعلنت مديرية التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع القطرية عن وصول السفينتين الحربيتين (اتش ام اس بلايث ) بقيادة الكابتن (تشارلز كولنز) و(اتش ام اس ليد بري ) بقيادة الكابتن ( لويس راي ) التابعتين للبحرية الملكية البريطانية إلى ميناء الدوحة، للمشاركة في التمارين العسكرية المشتركة بين البلدين. وقال الوزارة ان هذه التمارين تأتي في إطار التعاون العسكري المشترك بين دولة قطر والمملكة المتحدة لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف. وكان في استقبال السفينتين الحربيتين عدد من ضباط القوات البحرية الأميرية القطرية. وسبق للقوات المسلحة القطرية ان اجرت تمارين ومناورات عسكرية مع نظيراتها البريطانية والأمريكية والفرنسية وجيوش اخرى عالمية. كما وقعت قطر صفقة لشراء 24 طائرة من طراز تليفون بريطانية الصنع ضمن توجه دولة قطر لتطوير منظومتها الدفاعية ىالعسكرية. سفن حربية بريطانية في الدوحة لإجراء تمرين مع القوات الخاصة المشتركة لمكافحة الاٍرهاب والتطرف العنيف اسماعيل طلاي |
أرملة مسؤول سابق تتهم مستشاري الرئيس التونسي بـ«إهانتها» والرئاسة تنفي Posted: 25 Feb 2018 02:19 PM PST تونس – «القدس العربي»: اتهمت أرملة مسؤول تونسي سابق مستشاري رئاسة الجمهورية بـ«إهانتها» عبر منعها من مقابلة الرئيس والمماطلة في تنفيذ الوعود المتعلقة بتأمين عمل لها لإعالة أسرتها فضلا عن تأمين منزل للعائلة، وهو ما نفته الناطقة باسم الرئاسة التونسية. وكتبت فتحية التائب أرملة معتمد (مدير منطقة) مطماطة (جنوب شرق) على صفحتها في موقع «فيسبوك»: «تلقّيت اتّصالا من رئاسة الجمهوريّة وتحديدا من المستشارة سعيدة ڨراش تُعلمني بدعوة الرّئيس لي للحضور إلى القصر الرّئاسيّ في أجل سيتمّ تحديده لاحقا (ومن ثم) تلقّيت اتّصالا من والي تطاوين يُعلمني أنّه تمّ تحديد موعد الحضور إلى القصر الرّئاسيّ (…) في اليوم الموعود تحوّلت على السّاعة الثّالثة صباحاً من مقرّ إقامتي الحاليّة بمعتمديّة مطماطة الجديدة إلى تونس العاصمة لتلبية الدّعوة و قد تمّ استقبالي على السّاعة العاشرة من قبل الإدارة المركزيّة التّابعة للقصر الرّئاسي. واكتشفت أنّ اللّقاء لم يكن مع سيادة الرّئيس بل في مكتب المستشارة سعيدة ڨرّاش بحضور خير الدّين بن سلطانة المشرف على الدّائرة القانونيّة يُعلمانني أنّه لا سبيل إلى انتدابي في الوظيفة العموميّة وأنّ مَن وعدني بذلك سابقا لم يكن عارفا بالقانون». وأضافت «وطلبا منّي أن «لا أفتح عليهم باب جهنّم» و أن أفكّر جيّدا بخصوص العمل في مؤسسة الاستثمار الخاصّة مع العلم أنني متحصّلة على الأستاذيّة في التّاريخ، وأن أحمد الله على كلّ ما قُدّم إليّ يقصدان المسكن الذي تعهّدت الدّولة ببنائه، وأن أهتمّ بتربية ابنتي ولا سبيل إلى «تكسيح رأسي». مع الإشارة إلى أنّ العمل في المؤسسة المذكورة هو مُقتَرح السّيّد والي تطاوين «باجتهاد منه» رفضته سابقا لأنّه بعيد عن اختصاصي و لا أفهم سبب الإصرار عليه إلى اليوم. أتساءل ما الجدوى من هذه الدّعوة؟ وما الذي حدث حتّى يتغيّر الأمر؟ إلى متى التّلاعب بنا ونحن أصحاب حقّ لا نتسوّل ولا نلهث خلف المناصب والمكاسب؟ وأتساءل (أيضا) ألم يكن الشّهيد محسن بنعاسي ممثّلا للدّولة ولم يفنَ إلاّ تلبية لنداء واجبه الوطنيّ؟ لمَ كلّ هذا التّجاهل والتّلاعب بنا؟ كفانا الألم النّفسيّ الذي نعشيه حتّى تتنكّر لنا الدّولة التي أحببنا، فهل أحبّتنا هي؟». وكانت التائب رفضت في وقت سابق مقترحا حكوميا بتعيينها في المنصب الذي كان يشغله زوجها الذي توفي قبل أربعة أشهر خلالها محاولته مساعدة أهلي مدينة مطماطة، مشيرة إلى أنها لا تمتلك الخبرة الكافية لشغل هذا المنصب، وترغب – في المقابل – في العمل (وفق اختصاصها الجامعي) في قطاع الثقافة في إحدى المؤسسات الحكومية المحلية. ونفت سعيدة قرّاش الناطقة باسم الرئاسة التونسية ما ذكرته فتحية التائب حول تعرضها للإهانة في قصر قرطاج، مشيرة إلى أن الدولة أوفت بجميع وعودها للعائلة، حيث تم تعيين التائب في وظيفة داخل مؤسسة حكومية بأجر 1300 دينار (500 دولار)، فضلا عن تقديم منحة لعائلة بقيمة 5 آلاف دينار، وتمكينها من قطعة أرض يتم الآن تشييد منزل عليها سيكون جاهزا خلال خمسة أشهر. وكانت عائلة المعتمد الراحل محسن بنعاسي أكد في مناسبات عدة أن الدولة لم تفِ بوعودها حول تأمين منزل ودخل للعائلة، مشيرة إلى أنها تعيش منذ أشهر على مساعدات سكان المنطقة بعدما أوقفت الحكومة راتب بنعاسي المعيل الوحيد للعائلة. أرملة مسؤول سابق تتهم مستشاري الرئيس التونسي بـ«إهانتها» والرئاسة تنفي قالت إن الدولة أخلّت بوعودها حول تأمين أبسط حقوقها في السكن والعمل |
الأطباء المقيمون يقررون التظاهر في قسنطينة بعد غلق أبواب الحوار Posted: 25 Feb 2018 02:18 PM PST الجزائر ــ «القدس العربي»: قرر الأطباء المقيمون في الجزائر النزول إلى الشارع في قسنطينة (400 كيلومتر شرق العاصمة) الأربعاء المقبل كرد فعل على ما اعتبروه غلقا لأبواب الحوار من طرف وزارة الصحة، في وقت أرسل فيه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رسائل مشفرة للمضربين والمحتجين في كل القطاعات. وكان الأطباء المقيمون الذين دخلوا في إضراب منذ شهر تشرين الثاني /نوفمبر قد اجتمعوا وقرروا التظاهر الأربعاء المقبل في مدينة قسنطينة، بعد المظاهرة التي نظموها في مدينة وهران الأسبوع الماضي، احتجاجا على استمرار تأزم الوضع، وعدم استجابة السلطات التي يرفعها المحتجون، خاصة بما يتعلق بالخدمة المدنية التي يطالبون بإلغاء طابعها الإجباري، وكذا تمكين الأطباء المتخصصين من الإعفاء من أداء الخدمة العسكرية كغيرهم من الجزائريين لمن يتجاوزون الثلاثين سنة من العمر، وهي المطالب التي ترفض الوزارة مناقشتها، وتعتبر أنه لا مجال للتراجع عنها، في حين يضع الأطباء العقدة في المنشار، ويؤكدون أنه لا تراجع عن هذا المطلب مهما كان الثمن، وحتى لو اضطروا إلى الاستقالة الجماعية من مناصب عملهم. ويأتي قرار النزول إلى الشارع مجددا، بسبب ما اعتبره الأطباء تنصلا من وزارة الصحة التي يشرف عليها البرفيسور مختار حسبلاوي من التزاماتها، ورفضها التقدم في المفاوضات التي دخلت فيها مع الأطباء المقيمين بعد أن شكلت لجنة قطاعية تضم ممثلين عن عدة وزارات، دون أن تحقق أي تقدم، بعد أن اصطدمت المفاوضات منذ البداية بتمسك كل طرف بموقفه، ليتوقف الحوار، وتزداد الهوة بين الأطباء والوزارة الوصية اتساعا، دون أن يظهر أن لهذا النفق المظلم نهاية، فالسلطات تراهن على الوقت وعلى الاجراءات العقابية التي اتخذتها في حق الأطباء من أجل استنزاف حركتهم الاحتجاجية وردعهم، والأطباء مصرون على الاستمرار حتى تحقيق مطالبهم، لأنه من الصعب عليهم أن يتراجعوا ويخضعوا لسياسة الأمر الواقع بعد كل هذه الحركة الاحتجاجية التي دامت أكثر من ثلاثة أشهر. بدورها أعلنت نقابة المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس ثلاثي الأطوار «كنابست» في الجزائر تمسكها بالإضراب الذي دخلت فيه منذ نهاية الشهر الماضي، داعية إلى مقاطعة امتحانات الفصل الثاني، ورفض قرار طرد الأساتذة المضربين. وطالبت النقابة ، في بيان لها الأحد، كل الأساتذة المضربين بعدم استلام مقررات العزل غير القانونية والعشوائية، بحجة أن وزارة التربية الوطنية، لم تلتزم بمحاضر مختومة بختم الدولة الجزائرية الواجب احترامه. وقررت النقابة، مقاطعة اختبارات الفصل الثاني، كما دعت الاساتذة غير المضربين إلى الالتحاق بالإضراب تضامنا مع زملائهم المطرودين. إلى جانب تنظيم اعتصامات أمام مقار المؤسسات التعليمية، في حال منعت الإدارة دخول المضربين إليها، مع عدم الرد على الاستفزازات الرامية لكسر «إضراب الكرامة» وعدم الانسياق وراء الإشاعات.وناشدت «كناباست»، الرئيس بوتفليقة، التدخل العاجل وإنصاف الأساتذة المضربين، الذين رفعوا « مطالب أمضى عليها المسؤولون بختم الجمهورية». وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد وجه رسالة بمناسبة ذكرى تأميم النفط وتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين، والتي وجه من خلالها رسائل مشفرة إلى الأطباء والعاملين في قطاع التعليم المضربين، مؤكدا على أنه يحث العمال على أن يسهروا على أن يسير دفاعهم المشروع عن حقوقهم بالموازاة مع حرصهم الفعلي والدائم على أداء واجباتهم والتزاماتهم، خاصة في هذه المرحلة الحاسمة من مسار التنمية الوطنية، كما لم يفوت الرئيس الفرصة للفت انتباه الحكومة للتعامل بمزيد من العقلنة والصرامة في تسيير الشأن العام. وتأتي رسالة الرئيس بوتفليقة في وقت تزداد فيه الأصوات التي تطالبه بالتدخل لحلحلة الأزمة التي تعصف بعدة قطاعات بسبب الحركات الاحتجاجية، إذ يعتبر الكثيرون ساسة ومراقبون أن الرئيس وحده قادر على وضع حد لحوار الطرشان بين الحكومة والمحتجين، حتى وإن كان هذا التدخل لو حصل بل حتى المطالبة به دليل فشل المؤسسات التي يفترض أن تحل مثل هذه المشاكل دون حاجة إلى تدخل الرئيس. الأطباء المقيمون يقررون التظاهر في قسنطينة بعد غلق أبواب الحوار نقابة التعليم في الجزائر ترفض دعوة بوتفليقة لإنهاء إضرابها |
رسوم إضافية في مصر على مناسك العمرة ووزير الأوقاف: حوائج الناس أهم Posted: 25 Feb 2018 02:18 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: أثار قرار الحكومة المصرية فرض رسوم إضافية ووضع ضوابط جديدة لأداء مناسك العمرة هذا العام، غضبا شعبياً وبرلمانياً عارماً، أسفر عن دعوى قضائية لإلغائها، وتقديم طلب إحاطة برلماني ضد القرار. واعتمدت وزيرة السياحة المصرية، رانيا المشاط، الضوابط المنظمة لرحلات العمرة التي تقدمت بها اللجنة العليا للحج والعمرة، على أن تبدأ أولى رحلات العمرة في أول مارس/ آذار المقبل وتضمنت الضوابط، وفقا لبيان صادر عن الوزارة، يوم الجمعة الماضي، مد موسم العمرة إلى أربعة أشهر، هي «جمادى الثاني ورجب وشعبان ورمضان». وتحديد الحد الأقصى لإجمالي عدد التأشيرات المستهدف تنفيذها في الموسم الواحد بـ 500 ألف تأشيرة، يتم تنفيذ 20٪ منها خلال شهر رمضان. وأعطت الضوابط الأولوية للمواطنين الذين لم يسبق لهم أداء مناسك العمرة من قبل، خاصة بعد تحديد سقف لعدد المعتمرين في الموسم الواحد، علاوة على تحصيل رسوم مصرية بما يعادل 2000 ريال سعودي «نحو 10 آلاف جنيه مصري» لمن سبق له أداء العمرة العام الماضي أو الأعوام السابقة، بحد أقصى 3 سنوات، وتضاف إليها نسبة 50٪ من المبلغ «1000 ريال سعودي أي ما يعادل نحو 5 آلاف جنيه مصري» للمعتمر الذي يؤدي العمرة أكثر من مرة في الموسم الواحد، بخلاف مصاريف العمرة الأساسية، ويتم سداد المبلغ بواسطة المواطن في حساب خاص في البنك المركزي المصري. واستثنت الضوابط من هذه الرسوم «أسر الشهداء والمصابين حتى الدرجة الثانية من ضباط وأفراد القوات المسلحة والشرطة المدنية والمواطنين جراء العمليات الإرهابية»، وكذلك المحارم والأطفال أقل من 12 عاما، ومشرفي برامج العمرة المسجلين في الوزارة. وناشدت وزارة السياحة المصرية، السلطات السعودية إرجاء تنفيذ شرط «البصمة» لحين توفير عدد أكبر من المكاتب التابعة للشركة السعودية «المسؤولة عن بصمة المعتمرين»، لتخفيف الأعباء عن راغبي العمرة. وقالت الوزارة إن «الضوابط جاءت بعد دراسة للأوضاع السابقة والحالية، والتأكيد على مبدأ تكافؤ الفرص بين المواطنين وإعطاء الأولوية لمن لم يسبق له أداء العمرة من قبل، إلى جانب التأكيد على عدم المساس بمحدودي الدخل». وفرضت المملكة العربية السعودية رسوما على أداء مناسك العمرة لهذا العام، تقدر بـ 2000 ريال لكل من سبق له أداء المناسك خلال العام. ودافع وزير الأوقاف المصري، محمد مختار جمعة، عن قرار الحكومة بوضع ضوابط ورسوم إضافية على العمرة، قائلا: إن «قضاء حوائج الناس من إطعام الجائع وكساء العاري أولى من تكرار العمرة، ذلك لأن تكرار العمرة إنما هو من باب النوافل، أما إطعام الجائع وكساء العاري ومداواة المريض فمن فروض الكفايات، وهي مقدمة على النوافل». وأضاف، في تصريح مساء أول أمس السبت «في الأوقات التي تكون فيها الدول في سعة ورخاء ليس فيها جائع ولا محتاج فلا حرج في تكرار الحج أو العمرة للقادر المستطيع، أما في اللحظات التي تكون فيها الدول في ظروف اقتصادية صعبة فمن الأفضل الإنفاق في أوجه الرعاية الاجتماعية والصحية لإنقاذ حياة الناس». وأيد الوزير قرار وزارة السياحة بشأن فرض رسوم إضافية قدرها 10 آلاف جنيه على من يريد تكرار العمرة قبل مضي 3 سنوات على العمرة السابقة، معتبراً أن «إغاثة الملهوف أولى من تكرار العمرة». وتابع: «التعليم والبنية التحتية والمشاريع القومية في تلك المرحلة التي تمر بها البلاد أولى من تكرار العمرة أو الحج، غير أنه في الأوقات التي تكون فيها الدولة في سعة ورخاء وليس فيها جائع ولا محتاج فلا حرج من تكرار العمرة»، مشيراً إلى أن هذا الحكم الشرعي مرحلي، بمعنى أن حاجة الدولة أولى الآن من العمرة لمن يرغب في الثواب العظيم، وبالتالي لا يحدد ذلك رجال الدين، ولكن رجال الاقتصاد هم من يحددون، وحيثما وجدت مصلحة البلاد فثم شرع الله. وأقام المحامي المصري، سند القصراوي، دعوى قضائية أمام مجلس الدولة، طالب فيها بإلغاء قرار وزارة السياحة بشأن ضوابط العمرة الجديدة. واختصم في دعواه كلا من رئيس الوزراء، ووزيرة السياحة، ورئيس قطاع الشركات السياحية، ورئيس اللجنة العليا للحج والعمرة، ورئيس غرفة شركات السفر والسياحة في الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية». وطالب مقيم الدعوى بصفة مستعجلة، بوقف القرار وإلزام الوزارة بتنفيذ رحلات العمرة بضوابط عام 2017. ورفض عدد من الشركات التي تعمل في رحلات العمرة، الرسوم الإضافية، خاصة أنها تتزامن مع الرسوم التي فرضتها السعودية على من يقوم بتكرار العمرة كل عام، بواقع ألفي ريال، إلى جانب تطبيق المملكة ضريبة القيمة المضافة على الخدمات والسلع، بما يرفع تكلفة الرحلة. وقال صاحب إحدى شركات السياحة المصرية، مجدي صادق، إن الضوابط الجديدة تخالف الدستور والقانون، لأنها لا تحقق مبدأ المساواة بين المواطنين في الحقوق. وأضاف في تصريحات صحافية أن «فرض رسوم بعينها على بعض المواطنين دون الباقي يعد تميزا يخالف الدستور». عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة، ورئيس لجنة السياحة الدينية الأسبق، باسل السيسي، بيّن أن قرار فرض رسوم بواقع ألفي ريال على تكرار العمرة في مصر،»مبالغ فيه جدا، وغير مبرر، وسيضر بكثير من المعتمرين». وأضاف : «إذا كان الهدف من القرار هو ترشيد إنفاق المواطنين على العمرة وتقليل الطلب على العملة الصعبة، فإن هناك الكثير من الوسائل التي يمكن أن تحقق هذا الهدف بخلاف ما أقرته الحكومة». إلى ذلك، تقدم عضو تكتل «25 ـ 30» البرلماني المعارض، النائب هيثم الحريري، بطلب إحاطة لرئيس مجلس النواب علي عبد العال، بشأن القرار، مطالبا بسرعة مناقشة طلب الإحاطة في لجنة السياحة. رسوم إضافية في مصر على مناسك العمرة ووزير الأوقاف: حوائج الناس أهم دعوى قضائية وطلب إحاطة برلماني ضدها وشركات ترفض التطبيق مؤمن الكامل |
الحكومة العراقية تنفي التعاقد مع روسيا على شراء منظومة دفاع جوي بعد تحذير أمريكي Posted: 25 Feb 2018 02:17 PM PST بغداد ـ «القدس العربي»: نفت الحكومة العراقية إبرامها صفقة مع الجانب الروسي لتوريد منظومة الدفاع الجوي (أس – 400)، مؤكدة في الوقت ذاته حق العراق في استيراد الأسلحة من أي دولة من دول العالم، وعدم اقتصار ذلك على الولايات المتحدة الأمريكية. سعد الحديثي، المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، قال لـ«القدس العربي»، «حتى الآن لم يُبرم العراق أي صفقة مع روسيا لاستيراد منظومة الدفاع الجوية ( أس ـ 400) مبيناً أن «الحديث عن هذه الصفقة يجري في الإعلام فقط». وأضاف: «هذا الأمر لا يخضع لاعتبارات سياسية، بل إلى اعتبارات عسكرية وفنية خالصة». وطبقاً للمتحدث باسم الحكومة فإن «وزارة الدفاع العراقية هي الجهة المختصة في التجهيز والتسليح والقضايا والمستلزمات العسكرية الأخرى للقوات العراقية، وهي الجهة التي تحدد طبيعة ونوع وشكل ومصدر الأسلحة التي تورد للعراق، أو التي يقوم العراق بعقد صفقات لشرائها من أي دولة من دول العالم». ودفعت الأنباء التي تحدثت عن عزم العراق عقد صفقة مع روسيا لشراء أسلحة روسية من بينها منظومة (أس -400)، واشنطن، إلى تحذير بغداد وعواصم أخرى، من تبعات عقد هذه الصفقة. وقالت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت، في 24 شباط/ فبراير الجاري، إن بلادها ستتعامل مع هذه الدول وفقا لقانون مواجهة أعداء أمريكا عبر العقوبات. وأضافت أن «الولايات المتحدة تتحدث مع دول كثيرة، ومنها العراق، لتشرح مغزى القانون المذكور والتبعات الممكنة لعقد هذه الدول صفقات دفاعية مع روسيا«، مشيرة إلى إنها «لا تعلم هل تم توقيع الصفقة بين العراق وروسيا بشأن منظومات (أس – 400) أم لا». وفي تعليق رسمي للحكومة العراقية على تصريح المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، قال الحديثي: «لم نبلغ بصورة رسمية من الجانب الأمريكي بهكذا موقف، لا الآن ولا سابقاً، فيما يخص نوع وشكل وطبيعة الأسلحة التي تورّد إلى العراق، أو مصدر هذه الأسلحة من أي دولة من دول العالم». وتابع: «ملف تسليح القوات العراقية يخضع للمتطلبات والحاجة لبناء وتعزيز قدرات القوات العراقية، إضافة إلى توافق هذه الأسلحة مع المنظومة القتالية لهذه القوات. هذه هي المعايير الأساسية التي تحدد طبيعة توجه وزارة الدفاع باعتبارها الجهة الفنية، في عقد الصفقات وتوقيع الاتفاقات لشراء الأسلحة». وحسب الحديثي «لا يوجد بند في الاتفاقية الإستراتيجية الموقعة مع الجانب الأمريكي، يلزم أو يمنع العراق من استيراد الأسلحة من دولة محددة»، موضّحاً أن «الاتفاقية تتضمن تأكيد دعم الولايات المتحدة الأمريكية للعراق، فيما يتعلق بالتسليح والتجهيز والتدريب وبناء المنظومة العسكرية، لكن هذا لا يمنع العراق؛ عند وجود حاجة ميدانية ـ فنية ـ عسكرية، من استيراد الاسلحة من دولة أخرى. لا يوجد نص في الاتفاقية عن هذا الشأن». السفير الروسي لدى العراق مكسيم ماكسيموف، كان، قد أعلن في 8 شباط/ فبراير الجاري، أن بلاده مستعدة للنظر في إمكانية تزويد العراق بمنظومة الصواريخ (أس – 400) في حال تلقت طلبا بذلك من الحكومة العراقية. ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عنه، قوله حينها: «في إطار التعاون العسكري التقني، قامت روسيا بتسليم الحكومة العراقية كميات كبيرة من المعدات العسكرية، التي أثبتت جدارتها بشكل جيد في ساحات المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية». ومن بين تلك المعدّات، طائرات هليكوبتر من طراز (مي- 35 إم) و(مي ـ 28 إتش)، وطائرات مقاتلة من طراز (سو ـ 25)، فضلا عن المنظومات الصاروخية المضادة للدبابات (كورنيت ـ تي إي) ومعدات عسكرية أخرى، حسب المسؤول الروسي الذي أشار إلى استمرار الاتصالات مع بغداد في هذا المجال. وفيما يتعلق بالتعاون العسكري مع بغداد، عبّر ماكسيموف، عن أمله، بتسلم طلبات جديدة من الجانب العراقي لشراء أسلحة من المنتجين المحليين، مشيراً إلى أن هذا الأمر ينطبق أيضا على منظومة الصواريخ (أس – 400)، وأكد بالقول «عندما نتلقى طلبا مناسبا من الحكومة العراقية سنناقشه». لكن لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي استبعدت إبرام العراق صفقة مع روسيا لشراء منظومة الصواريخ (أس ـ 400). وقال عضو اللجنة النائب شاخوان عبدالله، في تصريح له، «نحن على أبواب تشريع موازنة 2018 ولم تتضمن تخصيصات مالية لوزارة الدفاع بحجم مثل هذه الصفقة». وأضاف عبد الله، وهو نائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، «عانينا كثيراً من عقد صفقات السلاح مع روسيا، التي أبرمت في السنوات الماضية، فمنها رداءة نوعية السلاح، وهناك فساد كبير في بعضها الآخر». وعن التحفظ الأمريكي حول هذه الصفقة، أكد قائلاً: «العراق بعد دخول القوات الأمريكية، وحتى بعد خروجهم منه باتفاقية أمنية، هو ليس حرا بما فيه الكفاية لعقد صفقات شراء أسلحة دون توافقات ودراسات دقيقة». الحكومة العراقية تنفي التعاقد مع روسيا على شراء منظومة دفاع جوي بعد تحذير أمريكي مشرق ريسان |
الفصائل الفلسطينية تدعو لتهديد المصالح الأمريكية رفضا لنقل السفارة Posted: 25 Feb 2018 02:16 PM PST غزة ـ رام الله ـ «القدس العربي»: دعت قيادة الفصائل الفلسطينية إلى سلسلة فعاليات، رفضا للقرارات الأمريكية بحق مدينة القدس، بعد الكشف عن مخطط لتنفيذ عملية نقل السفارة في 14 مايو/ أيار المقبل، فيما أكد الدكتور صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أن الإدارة الأمريكية أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على أمن واستقرار المنطقة وشعوبها. وشددت قيادة الفصائل على أهمية الاعتصامات التي ستنفذ أمام المقرات ومؤسسات الوجود الأمريكي بكل أشكالها بعد غد، للإعلان عن رفض وجودها فوق الأراضي الفلسطينية، واعتبار مؤسساتها «غير مرحب بها»، وقالت إن اعتصاما سينظم في مدينة رام الله أمام مقر بعثة الـ USAID. وشددت على ضرورة أن تكون هناك مقاطعة واسعة للمنتجات والبضائع والصناعات الأمريكية، وعلى ضرورة «تهديد مصالحها في كل مكان»، ردا على القرارات الأمريكية، التي قالت إنها «لن تغير من واقع القدس باعتبارها مدينة محتلة وعاصمة لدولة فلسطين». كما أكدت أن يوم الجمعة المقبل سيكون «يوم تصعيد ميداني» على نقاط الاحتكاك والتماس مع الاحتلال ومستوطنيه، في سياق «استمرار المقاومة الشعبية الرافضة للاحتلال». ودعت الفصائل إلى توسيع الحراك السياسي لـ «تأمين حماية دولية فورية» للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وإلى إحالة ملف «جرائم الحرب» للجنائية الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب وتحديدا في ملفي الاستيطان والأسرى. وكشف النقاب قبل أيام أن الإدارة الأمريكية تخطط لنقل مقر سفارتها إلى مدينة القدس المحتلة، تنفيذا لقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة، التي تعتبر المدينة عاصمة لدولة الاحتلال، يوم 14 مايو/ أيار المقبل. وفي هذا السياق أكد عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أن «الإدارة الأمريكية أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على أمن واستقرار وسلامة المنطقة وشعوبها». وأشار إلى أن الفلسطينيين لن يسمحوا باستمرار الأوضاع كما هي. وقال «لا بد لنا من وقفة صادقة مع الذات، ومواجهة كل التحديات التي تحيط بالمنطقة، خاصة القضية الفلسطينية، بعد ان فقدت الإدارة الأمريكية شرعيتها كوسيط للسلام». إلى ذلك قال الشيخ حسين في تصريح صحاًفي، إن ذلك الأمر يشير إلى «البجاحة التي وصل إليها المتحيزون للاحتلال، ممعنين في ظلم الشعب الفلسطيني ومقدساته، والاعتداء الصارخ على القضية الفلسطينية، في محاولة لتصفيتها». وأكد أن ما وصفه بـ «التعسف غير القانوني» سيؤدي إلى «عواقب خطيرة» تتحمل وزرها الإدارة الأمريكية، لافتا إلى أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، إن حصل، «لن يكون اعتداء على الفلسطينيين وحدهم، بل هو اعتداء صارخ على العرب والمسلمين في أنحاء العالم». وشدد على أن الأمر «لن يخدم السلام والأمن في المنطقة، بل سيجرها إلى ويلات الحروب والفوضى وعدم الاستقرار»، مؤكدا أن المقدسيين والفلسطينيين والعرب والمسلمين «لن يرضخوا لهذا الاعتداء السافر، وسيبذلون الغالي والنفيس من أجل الوقوف في وجه التعنت الأمريكي». وأثنى المفتي العام على القرارات والمواقف الشجاعة للقيادة الفلسطينية، وللرئيس محمود عباس، التي تبذل الجهود للتصدي لهذه الهجمة الشرسة ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته، وطالب قادة العرب والمسلمين وشعوبهم وعلماءهم والشرفاء ومحبي السلام في العالم، إلى «الوقوف صفاً واحداً لإلغاء التوجه الأمريكي المنحاز للاحتلال». إلى ذلك تواصلت التنديدات الفلسطينية بالمخطط الأمريكي، وأكدت حركة فتح التي يتزعمها الرئيس عباس، أن قرار الإدارة الأمريكية يعتبر «تحديا سافرا، وإمعانا في الاعتداء على كافة المواثيق والأعراف الدولية، وانتهاكا واضحا لقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة. وأكدت الحركة أن قرار الإدارة الأمريكية بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل «لن يمر»، مضيفة «شعبنا متمسك بحقه الطبيعي والتاريخي والقانوني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية». وأشارت إلى أن الولايات المتحدة المنحازة لصالح حكومة الاحتلال «لا يمكن أن تكون وسيطا نزيها لرعاية عملية السلام»، وطالبت المجتمع الدولي بضرورة تبني مبادرة الرئيس عباس، الذي أعلن عنها في كلمته في مجلس الأمن. إلى ذلك طالب خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، دول العالم بإدانة قرار نقل سفارة أمريكا إلى القدس المحتلة في أيار/مايو المقبل، والعمل على منعه تنفيذه. ونقل موقع حماس تصريحات لمشعل خلال ندوة نظمتها جامعة «السلطان محمد الفاتح الوقفية» في إسطنبول، قال فيها «إن القرار الأمريكي بافتتاح سفارة واشنطن في القدس في مايو المقبل هو إمعان بالخطيئة والجريمة من قبل الإدارة الأمريكية»، لافتا إلى أن ذلك يعد «مقدمة للإعلان عن صفقة القرن، التي تعني تصفية القضية الفلسطينية». وقال «هذه الجريمة لن تمر وستفشل، ولن نسمح بتصفية القضية الفلسطينية وقضية القدس، فالقدس عاصمتنا الأبدية، وقلبنا وروحنا وحاضرنا ومستقبلنا، كما كانت ماضينا». واعتبر أن القرار الأمريكي سيظل «زوبعة في الفنجان»، وشدد على أن أهل فلسطين وأهل الأمة وأحرار العالم «سيفشلون السياسة الأمريكية المتعلقة بالقدس والقضية الفلسطينية». يشار إلى أن فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، اعتبرت قرار الإدارة الأمريكية بنقل السفارة لمدينة القدس المحتلة، «إعلان حرب على الشعب الفلسطيني، واعتداء على حقوقه التاريخية الثابتة على أرض فلسطين». وأكدت كذلك أن القرار يمثل «مخالفة واضحة وصريحة للقانون الدولي»، لافتة إلى أن الإدارة الأمريكية دأبت على ذلك، وعلى الوقوف الى جانب «الكيان الإرهابي المارق الذي أذاق شعبنا ويلات العذاب». الفصائل الفلسطينية تدعو لتهديد المصالح الأمريكية رفضا لنقل السفارة فتح وحماس تعهدتا بإفشال الخطة ودعتا العالم للتحرك العاجل |
تركيا تؤكد أن قرار مجلس الأمن لن يوقف عملية عفرين وجيشها يقترب من وصل مناطق «درع الفرات» بإدلب Posted: 25 Feb 2018 02:16 PM PST إسطنبول – «القدس العربي»: أكدت تركيا، أمس الأحد، أن قرار مجلس الأمن الدولي حول هدنة إنسانية لمدة شهر في سوريا «لن يوقف أو يؤثر على عملية غصن الزيتون»، التي ينفذها الجيش التركي ضد الوحدات الكردية في عفرين شمالي سوريا، التي تواصلت بقوة، الأحد، سعياً لوصل آخر مناطق الشريط الحدودي التي ستتيح بدورها وصل مناطق «درع الفرات» بمحافظة إدلب. المتحدث باسم الحكومة التركية بكير بوزداغ أكد أن «قرار الأمم المتحدة بخصوص وقف إطلاق النار في سوريا لن يؤثر على العملية التركية المستمرة هناك»، مضيفاً: «ليس من الوارد أن يؤثر القرار على عملية درع الفرات، فهي عملية تتركز على محاربة التنظيمات والعناصر الإرهابية». وسبق ذلك، بيان أصدرته وزارة الخارجية التركية رحب بقرار مجلس الأمن وقال إن تركيا «ستواصل العمل لإزالة الخلاف المتسبب في الأزمة السورية، وتحارب التنظيمات الإرهابية التي تهدد وحدتها». وفي خطاب له أمس الأحد، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن «عملية غصن الزيتون ستستمر إلى أن يتم تطهير المنطقة بالكامل من التنظيمات الإرهابية»، مؤكداً أن بلاده ستُعيد منطقة عفرين إلى أصحابها الحقيقيين، كما جرى خلال عملية درع الفرات سابقاً، على حد تعبيره. فيما قال رئيس الوزراء بن علي يلدريم إن 350 ألفاً من سكان عفرين الأصليين مهجرون إلى تركيا وإن بلادهم سوف تمكنهم من العودة إلى منازلهم عقب انتهاء العملية. ميدانياً، سيطر الجيش السوري الحر المدعوم من قبل الجيش التركي على 8 قرى جديدة في محيط عفرين السورية، وهي قرى عمرانلي التابعة لناحية شران شمال شرق عفرين، وقريتي ميدان إكبس وبندرك، في أقصى شمال غربي عفرين، بالإضافة إلى قرى (سمالك، شيخ محمدلي، بلكلي، كوندا دودو)، فيما أعلن الجيش ارتفاع عدد المسلحين الذين تم تحييدهم في عفرين إلى 2021، ومقتل أحد جنوده. وبهذا التقدم، تكون قوات «غصن الزيتون» قد وصلت المنطقة الأخيرة في الحزام الأمني الممتد على طول حدود عفرين مع الأراضي التركية، وفي حال السيطرة على المنطقة الأخيرة المتبقية (منطقة الشيخ حديد)، يكون الجيش التركي انتهى من السيطرة على «شريط حدودي» أو «منطقة عازلة» من بداية مناطق سيطرة المعارضة السورية في مناطق «درع الفرات» وأعزاز مروراً بطول حدود عفرين مع ولايتي كليس وهاتاي التركيتين، وصولاً لمناطق سيطرة المعارضة والجيش التركي في نقاط المراقبة ضمن اتفاق مناطق خفض التصعيد في إدلب. وبالتالي يكون الجيش التركي قد تمكن من وصل مناطق نفوذه ومناطق سيطرة المعارضة السورية في مناطق «درع الفرات» وإدلب، وهو ما يعول عليه الجيش التركي في إعطاء زخم وسرعة في بدء السيطرة على المناطق الداخلية وسط عفرين، وما تخشاه بعض أطراف من الفصائل الجهادية في إدلب بأن يكون مدخلاً لقيام أنقرة بتقوية فصائل من المعارضة السورية لمحاربتها في إدلب. وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، عبر نشطاء في فصائل مسلحة في إدلب، لا سيما من هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) عن خشيتهم من أن تركيا ربما تلجأ وتحت الضغط الروسي إلى توحيد وتحشيد فصائل من المعارضة السورية من مناطق درع الفرات ومحيط إدلب من أجل محاربة الهيئة وإنهاء سيطرتها على معظم مناطق إدلب. تركيا تؤكد أن قرار مجلس الأمن لن يوقف عملية عفرين وجيشها يقترب من وصل مناطق «درع الفرات» بإدلب فصائل جهادية تخشى «مخططاً تركياً لإنهاء وجودها هناك» إسماعيل جمال |
دول مجموعة الساحل تتنفس صعداء التمويل في بروكسل لكنها قلقة Posted: 25 Feb 2018 02:16 PM PST نواكشوط-«القدس العربي»: تنفس قادة دول مجموعة الساحل الخمس بعد عودتهم أمس إلى بلدانهم قادمين من مؤتمر المانحين في بروكسل صعداء تمويل قوتهم المشتركة التي طالما شغلهم استكماله من أجل انطلاقة قوية للعمليات. غير أن قادة الدول حسبما عكسته تصريحاتهم وتعليقات إعلامهم الرسمي، عادوا بروكسل قلقين لعدم وجود تعهد دولي واضح بإدامة التمويل لهذه القوة المكلفة. وأعلن الاتحاد الأوروبي مضاعفة مساهمته المالية في هذه القوة، ما رفع الأموال المجمعة إلى 414 مليون أورو، غير أن رئيس النيجر محمد يوسفو الرئيس الدوري لمجموعة الساحل، أكد «أن التمويل المحصل لا بد أن يصل إلى 480 مليون أورو»، مبديا قلقه «إزاء تلكؤ الأطراف الدولية المانحة إزاء استدامة التمويل التي تعتبر الضامن الأساس لفعالية هذه القوة ونجاح تدخلها على المديين المتوسط والبعيد». وأعلنت فدريكا موغريني رئيسة الدبلوماسية الأوروبية، أمام مؤتمر بروكسل «أن الاتحاد الأوروبي قرر مضاعفة تمويله للقوة المشتركة، كما أنه سيتحرك للحصول على تمويلات للقوة لدى عدد من شركائه». وبمضاعفة الاتحاد الأفريقي لمساهمته في تمويل قوة الساحل، يصبح إجمالي المساهمات التي قدمتها الدول والهيئات المانحة 414 مليون أورو، وهو ما اعتبرته رئيسة الدبلوماسية الأوروبية «تطورا مهما تجاوز كل التوقعات». ويظل الهدف المحدد في مجال التمويل هو تجميع 450 مليون أورو ضرورية لانطلاقة العمليات العسكرية الهادفة إلى دعم الأربعة آلاف جندي فرنسي المنتشرين في مالي ضمن عملية «برخان» الفرنسية، وكذا دعم الـ 12.000 جندي المنتشرين في الشريط الساحلي الصحراوي ضمن عملية «منوسما» التابعة للأمم المتحدة. وأكد رئيس النيجر الرئيس الدوري لمجموعة الساحل «أن المعارك التي ستخوضها قوات الساحل لا تعود أهميتها لمنطقة الساحل وحدها بل إن فائدتها ستعم العالم أجمع وأوروبا بصفة خاصة وهذا ما يتطلب، حسب قوله، من المجموعة الدولية التضامن الواضح مع مجموعة دول الساحل». «إن التمويل الدولي المقدم لدول الساحل يجب أن يكون مجهودا دائما، يقول رئيس النيجر، فانطلاقة العمليات تتطلب تعبئة 480 مليون أورو، لكن استمرار العمليات يستلزم تعبئة 75 مليون أورو كل عام لهذا المجهود العسكري الضخم، لأننا لا نعرف متى تنتهي هذه المعركة». وإضافة للمساهمة المالية الأوروبية، فقد التزمت كل واحدة من دول الساحل الخمس بتقديم مساهمة قدرها عشرة ملايين أورو، كما التزمت فرنسا بتقديم تسعة ملايين أورو، والتزمت السعودية بمئة مليون دولار والإمارات بـ 30 مليون أورو وهولندا بخمسة ملايين أورو. ويحرص قادة مجموعة دول الساحل الخمس على توفر المال اللازم لانطلاقة قوية للقوة العسكرية المشتركة التي سيصل عدد أفرادها لخمسة آلاف عنصر والتي يتوقع أن تستكمل جاهزيتها العسكرية في الربيع المقبل. وأكد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في خطابه أمام الجلسة المغلقة للمؤتمر الدولي حول الساحل في بروكسل « أنه إذا كانت القوة المشتركة تمثل أداة ضرورية لأمن منطقة الساحل، فإن استمرارها يظل مرهونا بالإمكانيات الضرورية لنجاعة تدخلها حاضرا ومستقبلا». وأضاف «إن ذلك يستدعي في المقام الأول، تفويضا واضحا وصريحا من مجلس الأمن الدولي، يستند إلى البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة ويعزز القرارات السابقة وبعطي لعمل القوة المشتركة الشرعية الكاملة، كما أن توفير الموارد المالية الكافية ضروري لتأمين استمرار القوة المشتركة ونجاعتها العملياتية، وينبغي أن توجه تلك الموارد بالكامل لتوفير العتاد الملائم للقوات على الأرض». وأكد الرئيس الموريتاني الذي يعود له الفضل في اقتراح تأسيس مجموعة دول الساحل الخمس «على أهمية إنشاء صندوق ائتمان خاص بدعم القوة العسكرية المشتركة، استجابة لمتطلبات الشفافية والسرعة والكفاءة في الأداء»، مقترحا «وضع الصندوق تحت وصاية الأمانة الدائمة لمجموعة دول الساحل الخمس من أجل سهولة التنسيق والانسيابية الضرورية لتوفير وتسيير الموارد «. «بالإضافة الى ذلك، يضيف، فإن نهج الحكامة المقترحة لإدارة هذا الصندوق يستجيب بشكل تام لضرورات التسيير الجيد نظرا لوجود لجان دعم ومراقبة». وتحدث الرئيس الموريتاني عن نشأة التطرف في منطقة الساحل، فأوضح «أن تسلل عناصر أجنبية راديكالية الى منطقة الساحل منذ أكثر من عشر سنين، أدى لظهور الإرهاب فيها وساعدت على ذلك الأوضاع الصعبة في المنطقة مثل التصحر وتدهور البيئة وضعف الخدمات العمومية في بعض المناطق والأزمات السياسية المستعصية وانخفاض النمو الاقتصادي الذي فاقمته الزيادة المرتفعة للسكان». «غير ان نمو الظاهرة وتجذرها، يقول الرئيس الموريتاني، يرجع إلى ديناميكيتها الذاتية التي يغذيها اقتصاد قائم على الجريمة مثل التهريب المربح للمخدرات واختطاف الرهائن للحصول على الفدى التي تدفع مباشرة للإرهابيين دون قيد أو شرط». وقال «إن مكافحة الإرهاب تتمثل أولا في القضاء على عوامل انتشاره عن طريق العناية الخاصة بالتكوين وتشغيل الشباب وتحسين ظروف معيشة السكان بتنمية البنى التحتية والخدمات القاعدية بالاستثمار الواسع في ميادين الطرق والصحة والطاقة والأنشطة المدرة للدخل، كما ينبغي تجفيف منابع تمويل الإرهاب بمكافحة أنشطة تهريب المخدرات والبشر والوقوف في وجه دفع الفدى لأن دفعها وإن ادى إلى تحرير بعض الأبرياء، فانه يوفر إمكانيات إضافية للخاطفين يشجعهم على تهديد أرواح عدد أكبر من الضحايا المحتملين». وقال «يحق لنا أن نهنئ أنفسنا على تشكيل القوة المشتركة لمواجهة التحديات المشتركة الأمنية فهي استجابة مناسبة للتهديدات التي تواجه منطقتنا، لكن تحقيق التنمية الاقتصادية يظل هدفا بالغ الأهمية للمحافظة على المكاسب التي أنجزت في مجال الأمن خصوصا أننا وضعنا في هذا السياق استراتيجية للتنمية والأمن، تشمل مجموعة من المشاريع الهيكلية الشاملة لمختلف مجالات البنى التحتية القاعدية التي سيكون لإنجازها أثر مباشر وواضح وقابل للقياس على تحسين ظروف معيشة السكان.» وطالب الرئيس الموريتاني «بالإسراع بتوفير هذه التمويلات وتوجيهها كاملة الى مشاريع ملموسة مع العمل على تلافي التعقيدات البيروقراطية والإدارية، ذلك أن شركاء مجموعة دول الساحل الخمس مدعوون إلى الوقوف الى جانبها لإنجاز هذه المهمة الأساسية لمستقبل المنطقة وللأمن في أفريقيا وفي العالم». دول مجموعة الساحل تتنفس صعداء التمويل في بروكسل لكنها قلقة |
مطار تونس قرطاج: العثور على كمية كبيرة من الأسلحة في حقائب رئيس نادٍ رياضي Posted: 25 Feb 2018 02:15 PM PST تونس – «القدس العربي»: قالت مصادر إعلامية إن سلطات مطار قرطاج عثرت على كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة في حقائب رئيس نادٍ رياضي، إلا وزارة الداخلية قللت من أهمية الأمر مشيرة إلى أن الأسلحة المكتشفة «مرخصة» وتستخدم فقط لأغراض تتعلق بالرماية. وتمكن عناصر الجمارك من ضبط مسدسين وكمية من الذخيرة وتجهيزات قتالية دفاعية مخفية داخل حقيبة رئيس النادي الرياضي البنزرتي عبد السلام السعيداني أثناء قدومه من باريس، حيث تم إيقاف السعيداني وتحرير محضر ضده بتهمة توريد بضاعة غير مصرح بها. وتتضمن البضاعة المصادرة صواعق كهربائية وعصا قتالية وأسطوانات غاز مشل للحركة، فضلا عن مئتي هدف كرتونة للرماية. فيما أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد خليفة الشيباني أن الأسلحة التي تم حجزها مرخصة وهي ليست حربية بل مخصصة لأغراض تتعلق بالرماية، مشيرا إلى أن المسدسين المحجوزين «أحدهما يعمل بالضغط الهوائي والآخر مسدس صوتي، وصاحبها استظهر بالوثائق التي تثبت قانونية حمله هذه المسدسات، ولديه فواتير شراءهما». وعادة ما تُحبط سلطات مطار قرطاج عمليات تهريب المواد الممنوعة كالأسلحة والمخدرات وغيرها، حيث نجحت في وقت سابق في إحباط تهريب كيلو غرام من مخدر الكوكايين بحوزة فتاة تونسية قادمة من الخارج. مطار تونس قرطاج: العثور على كمية كبيرة من الأسلحة في حقائب رئيس نادٍ رياضي |
استئناف الحكم الصادر بترحيل سعيد شعو إلى المغرب Posted: 25 Feb 2018 02:14 PM PST الرباط –« القدس العربي»: استأنفت النيابة العامة لجهة زيلاندا الغربية في رابون (جنوب هولندا)، السبت ضد حكم المحكمة المتعلق بترحيل المغربي، حامل الجنسية الهولندية سعيد شعو، المتابع بتهمة تهريب المخدرات، نحو المغرب.وأكدت الناطقة الرسمية باسم النيابة العامة مارتين بيلار قرار الاستئناف. وقال وزير العدل محمد أوجار المغربي، يوم الجمعة الماضي إن بلاده ستواصل جهودها لاستكمال إجراءات تسليم سعيد شعو من هولندا إلى المغرب «بهدف تمكين العدالة المغربية من محاكمته عن الأفعال الإجرامية الخطيرة التي يتابع من أجلها". وأعلنت وزارة الأمن والعدل الهولندية يوم 29 حزيران/ يونيو الأخير، أنها ألقت القبض على هذا الشخص موضوع مذكرتي إيقاف دوليتين بتهمة "تكوين عصابة إجرامية" و"الاتجار الدولي في المخدرات" وأصدرت وزارة الخارجية المغربية في حينه بيانا رسميا كما استدعت سفير المغرب لدى هولندا بهدف الضغط عليها لاعتقاله وتسليمه، حصل على رفض القضاء الهولندي، بسبب مخاوف هذا الأخير من احتمال تعرّضه للتعذيب والمحاكمة غير العادلة. وقالت المحكمة الهولندية التي بتت في طلب الحكومة الهولندية الخاص بتسليم سعيد شعو إلى المغرب، إنها استندت في رفضها هذا الطلب إلى تقارير المنظمات الدولية والجمعيات غير الحكومية، حول وجود معتقلين في إطار الاحتجاجات التي عرفتها منطقة الريف، ادعوا تعرّضهم للتعذيب واستعمال التصريحات التي أدلوا بها تحته دليلا لإدانتهم أمام القضاء المغربي. استئناف الحكم الصادر بترحيل سعيد شعو إلى المغرب |
دروس الأعوام السبعة بعد الربيع العربي Posted: 25 Feb 2018 02:12 PM PST بعد سبعة أعوام على ظاهرة الربيع العربي لايزال الاختلاف قائما حول القضايا المرتبطة بثوراته. هذا الاختلاف يشمل ما يلي: أولا هل هي ثورات شعبية حقا انطلقت لتعبر عن إرادة الجماهير وتطلعاتها أم كانت (وفق بعض التصورات) مشروعا غربيا لتمزيق العالم العربي ضمن مقولة «الفوضى الخلاقة»؟ ثانيا: إن الجميع يتفقون على وجود ثورة مضادة، ولكن يختلفون على القوى التي تشكلها. فهناك من يعتقد أن الثورة المضادة تتمثل أساسا في الأنظمة القديمة التي كانت مهددة بالسقوط، بينما يعتقد البعض أن هناك دولا محددة هي التي خططت لإجهاض الثورات كافة بعد أن امتصت الضربات الأولى، وأنها طورت نفسها لتتحول إلى مشروع كامل مضاد لكل الثورات والمعارضات. ثالثا: هناك اختلاف حول ما إذا حقق أي من الثورات هدفه بإقامة منظومة ديمقراطية جديدة على أنقاض النظام القديم. فهناك من يعتقد بأن ثورة تونس حققت هدفها مثلا، ولكن هناك من يرى أنها ليست كذلك وأن النظام القديم لا يزال قائما. رابعا: لا يوجد توافق كامل على احتضان جميع الثورات، لأن رموزا سياسية كبيرة وقعت في فخ قوى الثورة المضادة واصبحت انتقائية في تصنيف الثورات انطلاقا من اعتبارات ايديولوجية ومذهبية. خامسا: إن هناك من يعتقد بإمكان القبول بما يمكن وصفه بـ «نصف ثورة» بينما يرى الآخرون أن التغيير لن يحدث إلا على أنقاض أنظمة الاستبداد وأن السماح ببقاء تلك الأنظمة يعني فشل مشروع التغيير ومنع حدوث التحول الديمقراطي المنشود. سادسا: إن المشروع التغييري في العالم العربي ليس متكاملا، بمعنى غياب التوافق بين أطياف المعارضة سواء على الصعيد القومي أم على مستوى القطر الواحد. وهذا يعني إمكان استغلال بعض الأطراف ضد الأطراف الأخرى وإضعاف روح التغيير الثوري. سابعا: هناك اختلاف حول مدى قدرة الشعوب على تحقيق التغيير بدون الاعتماد على قوى خارجية، وبالتحديد التحالف الانجلو ـ أمريكي. وقد لوحظ خلال الربيع العربي كيف انطلقت الدعوات للقوى الغربية للتدخل ضد بعض الأنظمة المستهدفة، خصوصا في ليبيا وسوريا. بينما ترى أطراف أخرى خطأ استراتيجية الاعتماد على الغرب لإحداث التغيير، فهو أحد أسباب هيمنة الاستبداد من جهة، وإنه لن يقدم دعما بدون مقابل. ثامنا: هناك من يرى أن المعارضات العربية لم تكن مبدئية بشكل مطلق، بل كانت تبحث عن طرق قصيرة لتحقيق الأهداف، ومنها مسايرة الدول الغربية خصوصا الولايات المتحدة والسعي لطمأنتها أو طلب النصرة منها أو تغيير لغة الخطاب لكي لا ترفضه واشنطن، واعتقد البعض أن استرضاء «إسرائيل» ضرورة لنجاح التغيير. إنها اختلافات كبيرة لا يمكن تجاوزها بسهولة كما أن من الصعب إصدار الحكم حول الصحيح والخاطئ منها. وإذا كانت ظروف الثورة آنذاك حائلا دون استيعاب تساؤلات كهذه فإن مرور سبعة أعوام كاملة بدون أن تكون هناك مراجعة شاملة لما حدث وإجراء عصف ذهني عميق حول قضايا الاختلاف المذكورة يعني أمورا عديدة: أما أن جيل التغيير قد انقرض تماما أو استسلم لـ «الواقع» الذي تهيمن عليه قوى الثورة المضادة. ثانيا: إن رموز المعارضة الإسلامية لم تستطع القفز فوق خطوط التمايز القطري أو الفكري أو الديني أو المذهبي، وبالتالي بقيت تتعاطى مع ما جرى وكأن شيئا لم يحدث وكأن السلبيات ستزول بنفسها. إن غياب التقييم الموضوعي وإجراء محاسبة عميقة وصادقة يحول دون تقويم الموقف، وبالتالي يجعل من الصعب الاعتقاد بحدوث نتائج مختلفة فيما لو حدث ربيع آخر مستقبلا. ويغيب عن هؤلاء حقائق عديدة منها ما يلي: أولا إن قوى النظام السياسي العربي راجعت أنفسها وأصبحت أكثر تماسكا في مواجهة مشاريع التغيير التي تتبناها المعارضة. بينما بقيت القوى المعارضة متشرذمة، وغير قادرة على التواصل في ما بينها. ثانيا: إن الضربات الموجعة التي وجهت لقوى المعارضة خصوصا في الدول التي شهدت ثورات الربيع العربي، أنهكتها وجعلت كلا منها مشغولا بنفسه، يلملم جراحه، ويسعى لإعادة تنظيم صفوفه. وتمثل الحالة السورية ذروة البشاعة البشرية في التعامل السياسي، وتمثل تونس نموذج الثورة التي أجهضت بوداعة، بينما تدفع ليبيا ثمن التخلص من نظام القذافي بمواجهة خطر التقسيم وغياب الدولة المركزية القوية، وتدفع اليمن ثمنا باهضا لثورتها التي أطاحت برئيسها مع بقاء نظامه. أما مصر والبحرين فتمثلان بشاعة الانتقام السلطوي من القوى التي ثارت عليه. فسجونهما مكتظة بدعاة الحرية والتحول الديمقراطي، وأحكام الإعدام بلا حدود، والتنكيل تجاوز كل حد. ثالثا: إن الثورات لم تتوفر على قيادات تاريخية صامدة تستطيع استيعاب واقع الأمة والانطلاق لتوحيد شعوبها ومعارضاتها على طريق التغيير. رابعا: إن عنصر المباغتة الذي استخدمته الأنظمة لاستهداف معارضيها حال دون توفر قيادات فاعلة تسعى لتوحيد المعارضة أو إيجاد أرضية لتقاربها. خامسا: إن قوى الثورة المضادة أصبحت قادرة على إعادة توجيه البوصلة بعيدا عن مشاريع التغيير، وأقرب إلى منطق التعايش السلبي مع الوضع طالما استقرت أوضاع البلدان. ولا شك أن هذا التصور يعتبر تراجعا عن القيم الأساسية لمشاريع الثورة والتغيير. ولقد أصبح واضحا مدى انتهازية قوى الثورة المضادة التي استخدمت أقذر الوسائل لمنع التغيير ومن بينها تشجيع التطرف والإرهاب والطائفية. من المؤكد أن هذا الاختلاف يعكس أمورا عديدة: أولها تباين الرؤى بين مفكري المعارضات العربية حول ما حدث وما يمكن عمله. وبرغم عقد جلسات مصارحة عديدة لا تزال المعارضات غير قادرة على استيعاب ما حدث من جهة ورفض فكرة المحاسبة الذاتية الصارمة التي توضح نقاط ضعف مشروع الإصلاح والتغيير من جهة أخرى. ثانيا: إن العجز عن استيعاب التحالف المضاد لقوى المعارضة العربية والذي تتصدره السعودية والإمارات و إسرائيل» يساهم في تشوش الأذهان وتداخل الأمور. مطلوب أن يتحلى رموز المعارضة وزعماؤها بوعي أعمق لاستيعاب حجم الإنفاق على مشاريع التصدي للمعارضة ورفض التغيير. ومع أن هناك، للمرة الأولى، إدراكا لدور قوى الثورة المضادة (التي تشمل السعودية والإمارات وإسرائيل والتحالف الانجلو ـ أمريكي) في دعم الاستبداد ومنع التغيير، إلا أن هناك أيضا حواجز تحول دون بلورة عمل مشترك يساهم في ترشيد المعارضات العربية وتوحيد خطابها وأهدافها. ثالثا: إن التلكؤ في توحيد قوى المعارضة العربية ترك المجال مفتوحا أمام قوى التطرف والإرهاب التي تم توجيهها بعيدا عن التغيير، من أجل توفير الذرائع للإمعان في الفتك بالمعارضة التقليدية التي كانت عصب الربيع العربي. ومع تعمق الاستبداد والقمع والإفراط في الممارسات الديكتاتورية فإن الأرضية أصبحت جاهزة لانتفاضات شعبية جديدة. الفرق هذه المرة أن هذا الحراك سيتم في غياب آلاف النشطاء المغيبين في السجون أو المنافي، وبالتالي فقد لا تكون هناك نتائج إيجابية مضمونة لذوي الاتجاهات الإسلامية. رابعا: ربما من الطبيعي أن تكون تصورات قطاعات المعارضة العربية متباينة نظرا لتعدد ارتباطاتها الخارجية وانتماءاتها الدينية والمذهبية. وقد انعكس ذلك على المواقف السياسية لقوى المعارضة. ويمكن الاعتراف بأن القضية السورية كانت السبب الأساس لاختلافات كبيرة بين قوى المعارضة، أضفي عليها طابع مذهبي، وقد تعقدت هذه القضية كثيرا وتعدد الفرقاء فيها، وتتواصل المواجهات وفق خطوط الاختلاف العرقي تارة، والانتماءات التاريخية والمذهبية تارة أخرى. وستظل هذه القضية في عمق الأزمات التي تعصف بالمشروع التغييري المنشود. فلو حدث ربيع عربي جديد الآن لتواصل الاختلاف بشكل أعمق بسبب استمرار الأزمة السورية. هذا في الوقت الذي لا تبدو فيه الدول المعنية بالوضع السوري مستعدة لخوض الحروب نيابة عن الشعب السوري، أو القطيعة الكاملة مع نظام دمشق. ولذلك أصبح ضروريا أن يكون هناك تفكير استراتيجي يتجاوز القضية السورية في الوقت الحاضر على الأقل. خامسا: إن قادة الكيان الإسرائيلي يتصيدون في الماء العكر بأساليب عديدة، فهم يحصدون ثمرة جهود غيرهم، ويوجهون جهودهم لكسب المزيد من الدعم السياسي وتوسيع العلاقات الخارجية وجذب قوى أجنبية كبيرة إلى الأراضي المحتلة من أجل الاستثمار وتطبيع العلاقات. إنه تحد آخر يواجه أصحاب المشروع السياسي الإسلامي الذين غيبت السجون أكثر رموزهم. سبعة أعوام ولا يزال كل فريق يحتفظ بموقعه، يدافع عنه ويكيل الصاع صاعين لمن يستهدفه، ويرفض إعادة النظر في الموقف أو التوجه أو التحالفات المرتبطة بذلك. إن غياب الديناميكية الحركية يجعل التخطيط لمشروع التغيير المستقبلي في المنطقة صعبا جدا. ومن خلال السجالات التي حدثت في العديد من المحافل الإسلامية مؤخرا يتضح حجم الصعوبة التي يواجهها المشروع التغييري في عالم ارتد على نفسه وأصبح يبحث عن لقمة العيش قبل أن يتوجه إلى الديكتاتوريين والمحتلين والفاسدين. فلكل مجموعة معارضة تجربتها الخاصة في البلد الذي تعمل ضمن حدوده الجغرافية، ومجموع التجارب قد يوفر رؤى أعمق للتحديات التي يبرزها التحول الديمقراطي المنشود. يضاف إلى ذلك غياب الحماس الغربي للمشروع الذي كانوا يعتبرونه محوريا في سياساتهم الخارجية. كما أن تجاهل الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان يساهم، هو الآخر في تخفيف وميض المشروع الديمقراطي الذي يفترض أن لا ينفك عن حقوق الإنسان. صحيح أن قوى الثورة المضادة تعيش أزمات عديدة ولكن أولويتها مرتبطة بالمشروع الإسلامي في المنطقة. وقد أظهرت قضية نبيل رجب، الناشط الحقوقي البحراني تداخل الحقوق مع السياسة من جهة، وتقديم المصلحة على المبدأ من جهة أخرى، وهيمنة العقلية الشيطانية على النظام السياسي العالمي ثالثا. برغم هذا فمن المؤكد قدرة قوى المعارضة، لو جمعت أمرها، استعادة حيويتها وتجديد همتها لتخوض معركة الحريات المقبلة التي ستكافح الاستبداد في ربيع عربي آخر لن يتأخر طويلا. ٭ كاتب بحريني دروس الأعوام السبعة بعد الربيع العربي د. سعيد الشهابي |
السياسة والاقتصاد في السودان Posted: 25 Feb 2018 02:12 PM PST تستطيع مفصلة العلاقة بين الاقتصاد والسياسة أن تسقط الصين من سورها العظيم، أو إعلاء النيوليبرالية السياسية والاقتصادية، كما تصدح بها أمريكا، على حساب شعوب العالم النامي التي تتلظى بنيران الفقر والبؤس، فتزداد وهنا على وهن. صحيح أن العالم يعج بالكثير من الأطروحات والنظريات الاقتصادية التي تزعم بقدرتها على النهوض بالبلاد وانتشالها من بؤر التخلف. لكن أي محاولة للتغيير الاجتماعي لا تقوم على إعطاء الأولوية لرفع المستوى المعيشي للفرد، والاستجابة لاحتياجاته الأساسية، المادية والروحية، لا في حدها الأدنى فقط، وإنما في اتجاه سقفها الأعلى، لن تقوى على الصمود. والكثير من الأطروحات الحديثة حول التنمية تحاول الترويج لاقتصاد السوق، وتفترض، أو تدعي، أن اقتصاد السوق الحر هو الحل السحري لإخراج شعوبنا من وهدة الفقر والمعاناة. ولكن تجربة أكثر من بلد، وفي مقدمتها التجربة الراهنة التي نعيشها في السودان، أثبتت ضحالة النظرة وخبث التصور. في المقابل نستطيع أن نرى دولا شبت عن طوق التبعية واستجداء المعونة، مثلما تمردت على روشتات صندوق النقد الدولي، وتبنت ما يعرف بنموذج الدولة التنموية، كما في حالة النمور الآسيوية وبعض البلدان في أفريقيا وأمريكا الجنوبية واللاتينية. إن مبتدأ مقاومة الانهيار الاقتصادي في السودان هو فعل سياسي ثلاثي، بمثابة مثلث متساوي الأضلاع، ضلعه الأول هو إعادة النظر في شخوص ومناهج وآليات إدارة العمل السياسي في البلاد، بحيث يتم تخليص وإنقاذ جهاز الدولة المختطف بواسطة حزب المؤتمر الوطني، ووقف التدهور المريع الذي ينخر في عظام الخدمة المدنية، بإلغاء سياسات التمكين والموالاة وحزبية مؤسسات الدولة، كما يتم تحقيق التحول الديمقراطي بكل تفاصيله، وإرساء مبادئ الحكم الراشد وتسييد دولة حكم القانون، ووقف الصرف المبالغ فيه على أجهزة حماية التسلط، والذي يأتي على حساب تخفيف أعباء المعيشة على المواطن، والتصدي الحازم لكل أشكال الفساد وإهدار المال العام المسيطرة تماما، وسوء التصرف في موارد الدولة وثروات البلاد الطبيعية، بما في ذلك استعادة مليارات الدولارات من عائد صادرات البترول والذهب، والتي بدلا من ذهابها إلى تفجير مشاريع تنموية في البلد، اختفت، هكذا وبكل بساطة. والضلع الثاني هو وقف الحرب الأهلية في البلاد، والتوافق على مشروع سياسي اجتماعي قومي يحقق السلام ويوطده. أما الضلع الثالث فهو تنفيذ برنامج اقتصادي إسعافي لفك الضائقة المعيشية الخانقة والمستفحلة في البلاد، ثم تبني رؤية تنموية، هدفها وغايتها جماهير الغلابة في الريف والحضر، وتنطلق من مبدأ خلق التوازن الضروري ما بين الكفاءة والعدالة الاجتماعية، في اتجاه تحقيق التوزيع العادل للثروة، وإزالة الأسس الاقتصادية والاجتماعية للتهميش، كما تنطلق من التعامل مع الزراعة والقطاع الحيواني في البلاد كأولوية قصوى. نشير هنا إلى أن الإنفاق على الزراعة في ظل نظام الإنقاذ، وفق موازنة العام الحالي، لا يتعدى 2.2 من الإنفاق العام، وذلك في أغنى بلاد الله بالموارد الرخيصة المغذية للإنتاج الزراعي كالمياه والأراضي الخصبة الشاسعة. ومن الواضح أن إنقاذ الاقتصاد السوداني من الانهيار الوشيك، كتوطئة لتحقيق أي مشروع تنموي نهضوي في البلاد، من المستحيل أن يتم تحت قيادة الفئات الطفيلية التي تدير حاليا اقتصاد البلاد، والتي أصلا راكمت رساميلها من موارد البلاد مستخدمة جهاز الدولة، وظلت تعيد مراكمة أرباحها، لا من أجل المزيد من الإنتاج، بل لممارسة مختلف أنواع السلوك الطفيلي والتفاخري، الممتد من تعدد العمارات إلى تعدد وتغيير الزوجات..! أما مظاهر ونتائج الاختناق الاقتصادي في السودان، تحت قيادة هذه الشرائح والفئات الطفيلية، فواضحة للجميع، يحسها الفرد في عظمه وفي حراكه اليومي لقضاء أبسط حوائجه، وتبصم عليها هجرة السواعد والعقول خارج البلاد، زرافات ووحدانا، ويدق على رأسها ناقوس الحرب الأهلية التي استوطنت البلاد، ونذر تفاقمها المتزايدة، وفي مناطق جديدة. ورغم وضوح تفاصيل مظاهر وتجليات الأزمة في البلاد، والتي قد يقول قائل إن علاجها سهل وبسيط، ويكمن في ابتداع برامج بديلة مستوحاة من وحي الشعارات العامة التي تطرحها مجموعات التغيير المختلفة، تعمل على تفادي تكرار مسببات الأزمة، إلا أن القوى المتطلعة لإحداث تغيير حقيقي في البلاد، ولصالح المواطن، تحتاج إلى إدارة حوار عميق بهدف البحث حول شكل ومحتوى البديل التنموي، ووضع تصورات واضحة لهذا البديل، بعيدا عن الشعارات العامة، بحيث لا يأخذ الاقتصاد حيزا أكبر على حساب السياسة، ولا تستأثر السياسة بكل الاهتمام. وإذا عملنا على خلق معادلة وموازنة تدفع بعجلة التنمية في الطريق الصحيح، فإن كثيرا من القضايا والمشكلات المعبر عنها سياسيا، ستجد حظها من الحلول الناجعة، فما السياسة إلا التعبير المكثف للاقتصاد، وفي النهاية العلاقة بينهما جدلية. وتكتسب مناقشة الوضع الاقتصادي في السودان أهمية قصوى، في ظل التعقيدات التي خلقتها العولمة وعمقتها ممارسات دولة الإنقاذ، والتي تدفع البلاد للدوران في فلك الاقتصاد العالمي دون معرفة ما ينوب البلاد، أو معرفته وتجاهله لصالح المصلحة الخاصة بالشرائح الطفيلية، أو في ظل أطروحات مخاوف الانعزال ومخاطر سياسة المحاور. وهنا، لا بد من الاعتراف بأن القوى السياسية السودانية، والتي قلبها حقا على الوطن، والمؤمنة بالتعددية والديمقراطية، وعلى اختلاف مشاربها ومنطلقاتها الفكرية، درجت على إفراد حيز معتبر، ولو على الصعيد النظري فقط وقبل التجربة العملية، للقضايا الاقتصادية ومحاولة مخاطبتها بنظرة قومية، بهدف التوافق حول الوصفة الأفضل لإنقاذ الاقتصاد السوداني، وخاصة عقب الملمات الكبرى مثلما حدث بانعقاد المؤتمر الاقتصادي القومي عقب انتفاضة ابريل/نيسان 1985، أو بالنص عليه في الاتفاقات الموقعة مع نظام الإنقاذ، أو بالدعوة لعقد مثل هذا المؤتمر كما تطرح حاليا الأحزاب والقوى المكونة لتحالفات المعارضة. وهذه النظرة القومية لمعالجة القضايا الاقتصادية في البلاد، مؤشر جيد في الإطار العام لمعالجة قضايا المشاركة العادلة في السلطة، والتقسيم العادل للثروة والموارد. ٭ كاتب سوداني السياسة والاقتصاد في السودان د. الشفيع خضر سعيد |
استرداد الحلم العربي Posted: 25 Feb 2018 02:12 PM PST من يتذكر تلك الأيام؟ وكأننا كنا في عالم آخر، كانت ذروة مجد عربي، كانت مصر وسوريا تتحدان في 22 فبراير 1958، وتقوم الجمهورية العربية المتحدة لأول مرة في تاريخنا الحديث، كان الحلم يتحقق من جديد، وكانت الكوابيس تطارده، وكان تيار القومية العربية يقاوم، ينتكس وينتصر، ويجمع مصر وسوريا ثانية في حرب أكتوبر 1973، وهو ما يبدو الآن كذكرى بعيدة، مضت عليها عقود، لكنها لاتزال تنفخ في رمادنا. لم يخترع جمال عبد الناصر فكرة الوحدة العربية، ولا كانت القومية العربية اختيارا من صنعه، وهو الذي قال إن «العروبة ليست رداء نلبسه أو نخلعه»، بل إن العروبة حقيقة وقدر ومصير، ولم يكن الرجل أول من حكم مصر وسوريا معا، وعلى مدى ثلاث سنوات ونصف السنة، قبل الانفصال في 28 سبتمبر 1961، بل كانت مصر وسوريا كيانا واحدا لمئات السنين، منذ حكم أحمد بن طولون لمصر حتى الاحتلال العثماني، كانت الخلافة الإسلامية العربية الجامعة تتدهور وتنحط، لكن القلب في مصر وسوريا ظل نابضا بالحياة، يخوض معارك الأمة وحده، ويكشف الغمة، وينتصر على الحملات الغربية المعروفة باسم الحروب الصليبية، ويستعيد بهاء القدس وعروبتها في حرب «حطين» وما تلاها، كان صلاح الدين وحكمه جامعا لمصر وسوريا، تماما كما كان حكم المماليك من قطز إلى بيبرس، ومعارك «عين جالوت» وما تلاها، ودحر التتار الذين دمروا مدن الشرق، وحولوا بغداد عاصمة الخلافة إلى حطام، كانت مصر في ذلك الزمان هي ذاتها التي نعرفها الآن، وكانت سوريا هي سوريا أخرى، تضم سوريا الراهنة مع فلسطين ولبنان والأردن، وكان اجتماع مصر إلى سوريا الكبرى عنوانا لحضارة العرب، وقلبا محركا لأطراف الأمة، كانت تلك نقطة القوة العظمى، التي انتبه إليها كل استعمار وغزو واحتلال أتى وزحف، ومن هنا، كان حرص الغزو العثماني على تفكيك وحدة مصر وسوريا إلى ولايتين، وحرص قوافل الغزو الغربي على تفكيك وحدة سوريا، وزرع كيان الاغتصاب الصهيوني في فلسطين، كحاجز يفصل امتداد والتصاق جغرافيا مصر مع سوريا، ويجعل حلم العودة إلى اتحاد مصر وسوريا مستحيل التحقق، وهو ما بدا أن ثورة جمال عبد الناصر تتحداه، وتذهب إلى وحدة مصر وسوريا قفزا فوق الحاجز الاستعماري، وخوض معركة وحدة الثلاث سنوات ونصف السنة، وفي حرب ملاحم أسقطت كل الأقنعة. لم يكن من سند لعبد الناصر فيها سوى الجماهير العربية التلقائية غير المنظمة، فيما كانت قصور الرجعية العربية تحارب جنبا إلى جنب مع الاستعمار الأمريكي الزاحف وربيبته إسرائيل، وكانت التهديدات التركية الأطلنطية حافزا مباشرا للتعجل بإعلان الوحدة، وكأن الزمان كان يعيد نفسه، وبالقانون ذاته الذي حكم حركة المنطقة، فقد تعرض جيش مصر الحديث الأول للإعاقة ذاتها، كان مؤسس الجيش إبراهيم باشا ابن محمد علي، وقد عرفه الغرب باسم إبراهيم المصري، وعرفته ميادين السلاح بلقب «ساري عسكر عربستان»، أي أمير عام الجيوش العربية، وكاد جيش إبراهيم باشا يقضي على الخلافة العثمانية المريضة المتخلفة، كاد يصل إلى أبواب «الآستانة» التي هي اسطنبول حاليا، لولا أن اجتمعت عناوين الاستعمار البريطاني والفرنسي لنصرة الرجل العثماني المريض، وعقدت اتفاقية لندن 1840، التي أجبرت جيوش إبراهيم باشا على العودة إلى داخل حدود مصر، وأنهت حلم محمد علي في إقامة إمبراطورية عربية حديثة، ترفع عن كاهل الأمة نير التخلف العثماني، ولم يكن محمد علي يجيد حرفا في اللغة العربية، لكنه حين حكم مصر، تحرك بمقتضيات قانون مصر الذي لا يتحول ولا يتبدل، وهو رباط «العروة الوثقى» بين الوطنية المصرية والقومية العربية، ولو لم تكن القومية العربية موجودة افتراضا، لخلقتها الوطنية المصرية خلقا، وهو ما يفسر تشابه ـ ربما تطابق ـ دوائر حركة جمال عبد الناصر مع سابقتها في عصر محمد علي، رغم فوارق الزمن التي امتدت إلى مئة وخمسين سنة، فكلما نهضت مصر، عاد حلم الوحدة العربية من جديد، وفي القلب منها وحدة مصر وسوريا الكبرى، فقد تعربت مصر بغرائز الوجود والأمن قبل تعريب اللسان والثقافة، ودارت معاركها الوجودية الكبرى إلى ما نسميه الآن بالمشرق العربي، من «مجدو» تحتمس إلى «قادش» رمسيس، ومن «حطين» إلى «عين جالوت»، ومن معارك إبراهيم باشا في الشام إلى معارك جمال عبد الناصر، الذي يظل اسمه عنوانا ساطعا في عصرنا على حلم النهوض والتوحيد العربي. هل نغرق في الماضي بما كتبنا أعلا ؟ وهل نعمى عن الواقع من حولنا، وعن التحطيم الشامل الذي آلت إليه أقطار الأمة في المشرق العربي بالذات، وعن مصير سوريا، التي دمروا فيها الحجر والبشر، وازدحمت أراضيها وسماواتها بجيوش الانتداب الروسي والأمريكي والإيراني والتركي، وعن توحش أدوار الجوار الإقليمي، وغزو المشاريع الفارسية والعثمانية العنصرية الجديدة لفكرة العروبة الجامعة، وذبول فكرة القومية العربية بعد حرب أكتوبر 1973، وتفشي الممارسات الطائفية الدموية باسم القومية العربية في العراق وسوريا تحت حكم «البعثين»، أو جعلها مادة لما يشبه الجنون في حكم القذافي، وتفتيت ليبيا مع زوال حكمه، وإحاطة مصر بسوار من نار، بعد أن انكمش وتراجع دورها العروبي مع عقد ما يعرف إعلاميا باسم اتفاقية كامب ديفيد، التي كانت تكرارا في مغزاها لاتفاقية لندن، التي أنهت نهوض محمد علي، وأريد لما يسمى «معاهدة السلام»، أن تكون ختاما منهيا لنهوض عصر جمال عبد الناصر، وأن تعيد مصر إلى انكماش وانحطاط اتصل عقودا، عزلها عن دورها القيادي الطبيعي في أمتها العربية، وحرمها من مصادر القوة في السلاح والاقتصاد والإنتاج والعلم والتكنولوجيا، وقد حدث كل ذلك وأكثر منه نهبا وإنهاكا، وإلى حد لم يعد من ذكر للعروبة في مصر، سوى في اسم الدولة الرسمي «جمهورية مصر العربية»، وإلى أن دخلت مصر في مخاض عنيف متصل، أعقب ثورة 25 يناير 2011 وموجتها الثانية في 30 يونيو 2013، لم تصل مصر بعده إلى طريق هداية أخير، وإن كانت تستعيد بالتدريج بعضا من قوتها الضائعة، وفي مجالات الجيش والاقتصاد بالذات، وتستعيد جوانب من استقلالها الوطنى، وتتحرر جزئيا من الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية، حتى لو وضعت في طريقها عوائق جديدة، من نوع اتفاق الغاز الجديد مع إسرائيل، الذي سيذوى ويتآكل حتما ويوما، وكما سقطت من قبله اتفاقات تطبيع مرفوض من الشعب المصري، فالنهضة المصرية الوطنية كتلة واحدة لا تتجزأ، ومصائر الأوطان ليست اعتبارات سوق، ومصير مصر أن تعود إلى نفسها وإلى قانونها، وحين تستعيد مصر نفسها، فهى تستعيد عنوانها العروبي في الوقت ذاته، فمصر هي البلد العربي الوحيد، الذي لا يكون انشغاله الإيجابي بدواخله هروبا ولا عزلة عن الاستحقاق القومي العربي، والذي تكون فيه صحوة الوطنية الذاتية هي صحوة القومية العربية في نفس واحد. وبالطبع، لسنا من دعاة التفاؤل المجاني، ولا من دعاة التشاؤم المستسلم لبؤس الواقع، فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وقانون مصر التوحيدي لا يعمل من تلقاء ذاته، بل يجب أن تتهيأ له الظروف، وهي مهيئة، وأن تتهيأ له الأدوات والأساليب، وهي غائبة، ففي دورات تاريخ سبقت، كان القادة التاريخيون هم الأدوات، وعلى طريقة محمد علي وجمال عبد الناصر، وما حملته لنا التجربتان من عظات ودروس، ربما أهمها أن الشعب لم يكن حاضرا في الميدان بما يكفي، كان غائبا بالجملة في زمن محمد علي، وكان حاضرا وراء القائد وحده في زمن جمال عبد الناصر، كان ذلك عصرا استثنائيا لا يقبل التكرار، ولم يعد يليق أن يكون الشعب حاضرا بالوكالة، بل أن يتقدم إلى دوره بالأصالة، وقد عبّر الشعب المصري عن اتجاهه العام، وخلعت ملايينه الغاضبة رأس جماعة مبارك وحكم اليمين الديني، لكنه لم يجد طريقا بديلا بعد، ولا تزال ثورته يتيمة، وطلائعه تائهة، وقد يتصل التيه لسنوات مقدورة، إلى أن تجد مصر عنوانها من جديد، وهي تتخبط في تلمسه الآن، فمصر هي مختبر الأمة العربية، وهي قوتها الضاربة الأكثر تجانسا وفاعلية، وحين تجد مصر عنوانها، وتستعيد قانون وجودها، فسوف تظهر الحقيقة الناصعة من جديد، ويظهر تيار نهضوي مصري عربي، يجمع ركائز الاستقلال الوطني والتصنيع الشامل والعدالة الاجتماعية والديمقراطية المدنية إلى هدف التوحيد العربي، فقدر مصر واختيارها الكامن أن تكون عروبية وتوحيدية بامتياز، ووجود إسرائيل في ذاته خطر على الوجود المصري في ذاته، وحاجز صناعي يعيق اتساع الحلم المصري إلى مداه، وكل إضعاف لإسرائيل هو إضافة لقوة مصر، والحلم المصري هو جوهر الحلم العربي، هكذا كان القانون، وهكذا سيكون، وقدر مصر ألا تفنى بل تتجدد، وهي لا تكون أبدا بغير عروبتها، واسترداد مصر عفية هو الشرط الجوهري لاسترداد الحلم العربي. كاتب مصري استرداد الحلم العربي عبد الحليم قنديل |
الانحطاط جاهلية معاصرة… كيف نخرج منها؟ Posted: 25 Feb 2018 02:11 PM PST دُعيتُ مع كثيرين من الباحثين والمتخصصين والكتاب من شتى بلاد العرب وغرب آسيا وأوروبا للمشاركة في المؤتمر الإقليمي الثامن الذي نظمه، على مدى خمسة ايام، مركز البحوث والدراسات الإستراتيجية في الجيش اللبناني. موضوع المؤتمر كان «دعم الاستقرار والتنمية في الدول العربية ومنطقة الشرق الاوسط». أوراق ودراسات عدّة جرى تقديمها في إطار محاور المؤتمر الثلاثة. ورقتي قدّمتها في إطار المحور الثالث: «انظمة الحكم ومستقبل المسار الديمقراطي في المنطقة – العلاقات الإقليمية والدولية». رافقَت تقديم الاوراق والأبحاث وأعقبتها مناقشاتٌ مستفيضة ومتوقّدة أسبغت على فعاليات المؤتمر حيوية دافقة. قلتُ، في مناقشة بعض التعليقات على الأوراق والأبحاث، إن حال العرب اليوم شبيهة بما كانوا عليه من انقسام وانحطاط عشية غزو الفرنجة (الصليبيين) بلاد الشام (ومن ثم وادي النيل) عام 1109: مجموعة إمارات ومشيخات متباعدة متنافرة ومتحاربة وعلى قدر كبير من الضعف والهزال. احتلال الفرنجة دام نحو 180 سنة. بعدهم جاء الايوبيون الكُرد وحكمهم الذي دام 200 سنة، ثم جاء المماليك (مجاميع من كرد وترك وكرج) ودام تحكمهم نحو 350 سنة. بعدهم بسط الأتراك العثمانيون سلطانهم الذي دام نحو 400 سنة، ثم جاء البريطانيون والفرنسيون الذين دام انتدابهم (استعمارهم) اكثر من 40 سنة. كل ذلك عدا نفوذ امريكا وحكمها غير المباشر لبلدان عربية عدّة بعد الحرب العالمية الثانية، وهو ما زال مستمراً في بعضها. المؤرخ المصري الدكتور شارل عيساوي ألّف كتاباً سنة 1960 أثبت فيه أنه على مدى ألف سنة حكَمَ العرب حكامٌ أجانب. يستخلص من ذلك أنه إذا كان عمر الإسلام اليوم يربو على 1439 سنة، فإن العرب المسلمين لم يحكموا أنفسهم بأنفسهم سحابةَ تاريخهم بعد الإسلام إلاّ439 سنة، وربما أقل. لعل مردّ ذلك إلى أن الجاهلية ما زالت متجذّرة في أعماقنا، وانها حاضرة وفاعلة في تفكيرنا وتدبيرنا وفي ثقافتنا وسلوكنا الاجتماعي. ليس أدل على الحضور المعاصر للجاهلية في حياتنا من ظاهرة الشقاق المزمن الذي يصل إلى حدّ التناحر والتقاتل بين أهل السنّة واهل الشيعة في معظم البلدان العربية والإسلامية. الجاهليةُ من الجهل. والجهل، بحسب «لسان العرب»، نقيض العلم. والجاهلية ليست نقيض العلم فحسب، بل هي أيضاً «الحال التي كانت عليها العرب قبل الإسلام من الجهل بالله سبحانه ورسوله وشرائع الدين والمفاخرة بالأنساب والكِبْر والتجبّر وغير ذلك». من التدقيق في بعض ممارسات المتشددين والتكفيريين في بلادنا هذه الأيام، يتضح أن «الجهل بالله سبحانه ورسوله وشرائع الدين» ما زال سائداً. أما «المفاخرة بالأنساب والكِبْر والتجبّر»، فحدّث ولا حرج. الجاهلية ما زالت، اذن، مستمرة في حاضرنا مثلما كانت سائدة في ماضينا. أجل، ثمة جاهلية معاصرة لا سبيل إلى تجاهلها، ولعلها «تمتاز» عن جاهلية الماضي قبل الإسلام بعيوب إضافية أبرزها إنكار الآخر أو عدم الاعتراف به. أليس الصراع المحتدم بين المذاهب الإسلامية مظهراً من مظاهر عدم الاعتراف بالآخر؟ لا غلوّ في القول إن الجاهلية المعاصرة هي ثقافة ماضوية، ركودية ومتخلّفة. الخروج منها يكون بالتغيّر الثقافي. هذا التغيّر ينهض به مثقفون تحرروا من الثقافة الماضوية، ثقافة التقاليد الشائخة، ثقافة الطاعة والخضوع لأولي الأمر، أيا كانوا. الخروج من الجاهلية المعاصرة يكون بالتحرر منها واعتناق ثقافة الحرية، ثقافة العقل والنقد والانفتاح على العصر بكل فواعله وتحوّلاته. المثقف، بما هو كائن حي عاقل وعارف، يعي حقيقة الوجود المفصح دائماً عن تناقضات وتحوّلات. هذا الوعي المبكر بحقيقة التناقضات والتحوّلات وحركيتها في الوجود الشامل، ومن ضمنه الحياة الإنسانية، هو أول مزايا المثقف واكثرها التصاقاً بشخصيته وسلوكيته. يعي الإنسان المثقف هذه الحقيقة الساطعة – التناقضات والتحوّلات الدائمة في الحياة والثقافة – فيصبح جزءاً منها ومعبّراً عنها. إنه جزء حيّ، داخل نفسه وفي مجتمعه، ومرآة هذه التناقضات والتحوّلات. لذا يكون المثقف في حالة تقويم دائم لهذه التناقضات والتحوّلات، وبالتالي في حالة نقدٍ لها. الثقافةُ، بما هي نتاج المثقفين على مرّ الزمن، سجلٌ حافل للنقد المتواصل. باختصار، الثقافة هي النقد، والمثقف هو الناقد الدائم، بل المحترف الدائم للنقد. إن التحوّل العظيم بالتزام النقد والحوار من أجل النهوض والارتقاء هو مهمة المثقفين الملتزمين الشرفاء في مجتمعنا وعصرنا. في هذا المجال، ألتقي مع القائلين بضرورة أن يعتمد المثقف في سلوكه وعمله الصدق والشجاعة والمقاومة حتى حدود الشهادة، بل لا بدّ احياناً من أن يركب الاخطار لتحقيق التزامه الفكري والسياسي حتى حدود ملامسة الجنون. تحضرني في هذا المجال قولة كزنتزاكس، حامل جائزة نوبل للأدب، في رائعته «زوربا اليوناني» عندما يقول بلسان بطل رائعته: «بقليل من الجنون نغّير العالم». كما تحضرني قولة ديغول عندما خاطب أنصاره في أحد المنعطفات التاريخية للمقاومة الفرنسية إبّان الاحتلال النازي لبلاده: «تعقّلوا واطلبوا المستحيل كالمجانين». اجل، آن الأوان كي نطلب، من أجل التغيّر الثقافي، المستحيل كالمجانين. كاتب لبناني الانحطاط جاهلية معاصرة… كيف نخرج منها؟ د. عصام نعمان |
«حلبجة» فكرية في الجزائر Posted: 25 Feb 2018 02:11 PM PST من يتابع محتوى الوسائط الاجتماعية في المدة الأخيرة في الجزائر، يجزم بأن البلد يعيش على وقع نقاشات فكرية أقرب لمنطق الحرب الأهلية، تحرجت أكثر من مرة في الكتابة عنها. بهذا الشكل المباشر، بعد أن لمّحت لها أكثر من مرة وبأكثر من أسلوب، لاعتقادي أنه لم يعد من الممكن السكوت عما يحصل أمامنا على صفحات الفيسبوك والوسائط الاجتماعية الأخرى، بين هذا الجيل من الجزائريين. نقاشات ثقافوية كنت اعتقد أن الجزائريين قد تجاوزوها جزئيا على الأقل، بعد الانتهاء من موجتها الأولى التي انطلقت بعد الاعتراف بالتعددية السياسية والمصادقة على الدستور الجديد، في بداية تسعينيات القرن الماضي. فترة تزامنت فيها هذه الموجة الثقافوية، مع ظهور الإسلام السياسي، الذي فاز بكل الانتخابات التي نظمت خلال هذه المرحلة، وأخرج جزءا من النقاش إلى الشارع. دخل الجزائريون مرحلة التعددية السياسية والإعلامية، في أصعب ظرف يمكن تصوره، بدأوا باكتشاف أنفسهم والآخر، بعد ليل طويل من الأحادية التي عبر عنها الحزب الواحد واللغة الواحدة والدين الواحد، بل المذهب الواحد الذي لا يعترف إلا بقراءة ورش وليس حفص. كما جاء في آخر بيان لوزير الشؤون الدينية وهو يتحدث عن الصعوبات التي يجدها في تسيير مؤسسة المسجد التابعة للإسلام السني المالكي، المهمين تاريخيا في الجزائر والمنطقة المغاربية. في مجتمع يعرف ملامح ظهور سوق دينية جديدة، غير مستقرة. موجة ثانية من الطرح الثقافوي المركِّز على اللغة والهوية والانتماء، فيسبوكية هذه المرة تعيشها، كما قلت، الجزائر هذه الأيام، روادها من الشباب الذين علمتهم الدولة الوطنية بكثافة وحارت في تسييرهم في ما بعد. لا يتحرجون من طرح الكثير من الأسئلة التي لم نتعود على طرحها بهذه الحدة والعمومية في الجزائر، خاصة أن طرحها لم يعد مقتصرا على سكان المدن والحواضر الكبرى، كما كان الحال في الموجة الأولى مع قراء الجريدة ومناضلي الأحزاب الجديدة، فقد شمل هذا النقاش في موجته الثانية كل التراب الوطني، فلم يعد مرتبطا بجغرافيا محددة، يستعمل العربية والفرنسية وحتى الأمازيغية، مستعينا بالجريدة الرقمية والنت، على ضعف تدفقه في الجزائر. فمن يقرأ صفحات الفيسبوك الجزائرية هذه الأيام يجزم بشكل لا ريبة فيه أن البلد مقبل على الويل والثبور وعظائم الأمور. فهناك من يطالب من يسميهم «عربا» بالرحيل من البلد والعودة إلى الجزيرة العربية، يشتم ويسب الصحابي عقبة بن نافع ويقارنه بجنرالات الجيش الفرنسي والروماني قبله. تمتد عداوته لكل العرب في العالم ولا تكتفي بالموجودين في الجزائر. مستغلا في ذلك حالة التردي والأزمات التي يعيشها النظام السياسي العربي، ليعمم حكمه السلبي على العرب، كل العرب. في المقابل، صفحات الطرف المقابل، تعلن تكفير جهات كاملة من التراب الوطني وتشكك في أدوار ابنائها اثناء مراحل معينة من الاحتلال الفرنسي، لدرجة أصبح فيها من الشائع لدى ممثلي هذا الطرف أن يتم الكلام عن «زواف « (جزائريين من مختلف مناطق البلاد، جندهم الجيش الفرنسي في بداية الاحتلال)، بدل الحديث عن أبناء منطقة القبائل الذين عرفوا بالعكس، بدورهم الكبير في حرب التحرير والحركة الوطنية. نقاشات فكرية يشارك فيها بنهم الطالب الجامعي والأمي وشبه الأمي، الذي يكتب بلغة وحروف غير مفهومة، لكن يشارك فيها الأستاذ الجامعي والمؤرخ، الذي يتطوع بمد النقاش بمادة يصُر على أنها علمية وتاريخية كمجهود علمي في معركة «حلبجة» الفكرية، التي يريد إشعالها في الجزائر، تماما كما فعل رفيقه في العراق ويفعل رفيقه الآخر الآن في سوريا، ضد الأكراد وكل الأقليات التي يصر مع ذلك على وصفها «بالأخوة» في هذا الوطن العربي، الذي يقوم بقراءة عرقية لتضاريسه، عكس ادعاءاته التي يسوقها للرأي العام ومن لا يعرفه. في الجهة المقابلة من هذه «الحلبجة» الفكرية التي يراد لها أن تشتعل في الجزائر، نجد بعض ممثلي التيار الأمازيغي، الذي يعيش مرحلة إعياء، بعد أن حقق الكثير من مطالبه التقليدية كتعليم اللغة الأمازيغية في المدرسة العمومية، وترسميها الدستوري. ولا يعرف كيف يتطور ويضع استراتيجية أكثر تكيفا مع الأوضاع الجديدة. مرحلة جعلت بعض ممثلي هذا التيار من الجيل الذي لم يغادر منطقته، كما فعلت الأجيال الأكبر سنا قبله، يعيش مرحلة الانكماش على الذات، التي يريدها نقية خالصة، أوصلته إلى المطالبة بترحيل من يسميهم عربا في الجزائر، والإعلان عن دولة مستقلة، بعد التخلص من الاحتلال الجزائري لمنطقة القبائل. الخطير في مشروع الحرب الأهلية الفكرية هذه، التي تدور رحاها، على صفحات الوسائط الاجتماعية، حتى الآن، أنها ذات امتدادات جهوية واضحة داخل التراب الجزائري، تلتقي في بعض الأحيان مع محطات مؤلمة من التاريخ الوطني، كما عاشتها بعض الولايات أثناء حرب التحرير. قراءة تشحذ بل تستفز العمق الأنثروبولوجي للمجتمع، فهذه الآراء والأفكار لا نجدها بالانتشار وقوة الحضور نفسها في كل المناطق الجغرافية، بل في مناطق بعينها أكثر من أخرى. جنودها من بين أبناء جيل صغير في السن وأوساط اجتماعية لم تعرف انتشار التعليم بهذه الكثافة إلا في السنوات الأخيرة، تزامنت مع ظهور هذه الوسائط الاجتماعية الحديثة. فنحن أمام جيل فيسبوكي لم يعرف مرحلة الكتاب التي قفز عليها. يطل من قريته على العالم الذي يستعديه ويظن انه معاد له، في قراءة للتاريخ الوطني، تركز بشكل مبالغ فيه على الجهوي والمحلي بشخصياته وأحداثه، في عداوة واضحة للآخر الذي لا يعرفه ولم يعايشه، لكن سمع عنه في هذه الجزائر- القارة التي قل فيها الاحتكاك والتنقل بين المواطنين، نتيجة البطالة المتفشية بين هذا الجيل الذي ولد وعاش في مرحلة سيطر فيها الإرهاب، تميزت بقطع صلة الرحم والتزاور بين الجزائريين. أمنيتي أن ما يحصل هذه الأيام على صفحات التواصل الاجتماعي ليس إلا موجة جديدة أخرى من التشنج المؤقت، ستختفي بسرعة، بعد الموجة الأولى ولن تعود مرة أخرى. فالجزائر دفعت ثمن استقرارها الذي تنعم به جزئيا الآن غاليا وليست في حاجة إلى «حلبجة «على ترابها، تشعلها عقائد سياسية مهزومة وجيل منغلق على ذاته، لم يخرج من قريته لكنه يتواصل في الوقت نفسه مع كل العالم. وهو جالس في مقهى قريته، يثرثر مع اترابه. كما صور ذلك بشكل فذ المفكر الإيطالي أمبرتو إيكو، الرحمة على روحه، في ذكرى وفاته الثانية. كاتب جزائري «حلبجة» فكرية في الجزائر ناصر جابي |
التوظيف السياسي للتصوف.. الجفري أنموذجا Posted: 25 Feb 2018 02:10 PM PST استقل السيارة بصحبة شيخه ومعلمه، الذي استوقفه أحد المريدين ففتح له باب السيارة، وأصغى لحديثه حتى انصرف، وما كاد يتحرك حتى استوقفه الرجل مرة ثانية فتحدث معه حديثا طويلا، ثم انصرف، فنادى الشيخ على تلميذه بأن الرجل قد أغلق باب السيارة على أصبعه في المرة الأولى. وهنا تعجب التلميذ سائلا شيخه: لماذا لم تتكلم من وقت إصابتك في المرة الأولى؟ فأجاب: كرهت أن أشق عليه إذا علم أنه أغلق الباب على أصبعي. وهنا يعلق التلميذ الذي لم يكن سوى الداعية المتصوف علي الجفري قائلا: «هنا تعلمت الحفاظ على إحساس الإنسان الذي أمامي ألا أجرحه وإن آلمني هو». ويواصل الجفري في حديثه لأحد البرامج الإذاعية، أنه تعلم من مشايخه ضرورة التثبت والتحقق من المعلومة، وليس هذا في العلم الشرعي فقط، حتى في مفهوم الخبر ومواقع التواصل الاجتماعي، فكرة التأكد من المعلومة قبل أن يتبناها. لكن الجفري تخلّى عما تعلمه من الحِفاظ على مشاعر الآخرين، وعن التثبت من الأخبار قبل تبنِّيها، عندما تحدث في البرنامج عن أحداث فض اعتصام رابعة، معتبرا إيّاه مظلومية مفتعلة، وأن الصِدام قد افتعله المعتصمون، معتمدا الرواية الأمنية للنظام الانقلابي، في أن المعتصمين هم من بدأ إطلاق النار. الجفري الذي يُدلي بهذا الحديث بعد أربع سنوات من المذبحة، كان أحد الرموز الدينية التي استعان بها النظام المصري لتبرير ممارساته القمعية، وتعزيز شعبية ذلك النظام لدى الشعب، استغلالا للمكانة التي حَظِيَ بها الجفري لدى شرائح واسعة من المصريين، إبّان حكم مبارك. من الواضح أن ظهوره في هذا التوقيت كان بهدف إعادة وتعزيز الثقة في الجيش والشرطة خلال العمليات المُنفذة على أرض سيناء، التي تعد أحد الفصول المهمة لإتمام «صفقة القرن»، ما يعتبر حلقة جديدة في التوظيف السياسي لهذا الرجل المتصوف. ابتداءً، أود التنبيه كالعادة إلى أن الصوفية كاتجاه ينزع إلى الزهد والتزكية ليست هي الصوفية الطرقية، التي اختلطت بالفلسفات الدخيلة حتى غيرت معالم الدين، فالجنيد وإبراهيم بن أدهم والفضيل، كانوا سادة الزهاد العباد المنتسبين إلى التصوف، والطريقة السنوسية التي خرج منها عمر المختار كانت طريقة صوفية تلتزم إطار السنة المحمدية، وناضلت ضد الغزاة الإيطاليين، كما لن ينسى التاريخ رموز التصوف المناضلة أمثال الشيخ ماء العينين في موريتانيا، الذي قاوم المحتل الفرنسي، والشيخ عثمان فودي في غرب إفريقيا، الذي كان متصوفا يحارب البدع والخرافات ويقود المقاومة ضد الغزاة، وغيرهم ممن لهم بصمات حاضرة في التاريخ الإسلامي. تسييس التصوف ليس وليد اللحظة الراهنة، فدائما كانت هناك علاقات قائمة بين المتصوفة والأنظمة على قاعدة المصالح المتبادلة، فتحصل الطرق الصوفية على المكانة والنفوذ والدعم المالي ومساحات واسعة لنشر الفكر، بينما تستفيد منها الأنظمة في شرعنة وجودها وسياساتها، إضافة إلى استخدام التصوف لصنع حالة من التوازن أمام التيار الإسلامي وما يعرف بالإسلام السياسي. تجلى ذلك بوضوح في الدولة الجزائرية في الثمانينيات، حيث اعتمد بوتفليقة على ذلك التيار لمواجهة نفوذ الحركة الإسلامية المتنامية، وتوسع في ترميم الأضرحة وإنشاء الزوايا الصوفية، وحرص على زيارة موالد الصوفية، والتغطية الإعلامية لفعالياتها، وزاد اهتمام بوتفليقة بالتيار الصوفي بعد أحداث 11 سبتمبر، حيث تناغم ذلك مع التوجهات الأمريكية في دعم التصوف، لمواجهة ما يعرف بالإسلام الأصولي. وفي مصر أولى عبد الناصر اهتماما كبيرا بالطرق الصوفية لدعم حكمه، وخلال صراعه مع جماعة الإخوان المسلمين، وعلى ذلك النهج سار السادات، ومن بعده مبارك، الذي عامل الصوفية على اعتبار أنها تمثل ثقافة المصريين، وعيَّن شيخ الطرق الصوفية عضوا في الحزب الحاكم، للحد من تمدد فصائل التيار الإسلامي، وما يعرف بالإسلام السياسي. ولنا أن نعلم، أن شيخ الطريقة النقشبندية في أمريكا محمد هشام قباني، يعتبر حلقة الوصل بين البيت الأبيض والشعوب الإسلامية، وله مشاركات عديدة في اجتماعات الرؤساء الأمريكان بعد أحداث 11 سبتمبر، للاستفادة منه في مواجهة (الأصولية الإسلامية)، وهو مصطلح غربي يطلقونه على المسلمين الذين يتجهون للعودة إلى أصل الإسلام وشموليته. الجفري كان ولا يزال أحد الرموز الصوفية التي تم توظيفها سياسيا من قبل النظامين الإماراتي والمصري، فالرجل يعمل ضمن شبكة التصوف السياسي التي أنشأتها أبوظبي في عهد محمد بن زايد، والتي تعمل على سحب البساط من تحت أقدام السلفية السعودية خاصة، وتضم هذه الشبكة لفيفا من رموز التصوف من العرب وغير العرب. أبرز مؤسسات هذه الشبكة، هي مؤسسة طابة التي يتزعمها الجفري، ومن يتابع موقعها وأنشطتها يدرك بوضوح أنها لا تعبر إلا عن الصورة الغربية للفكر الإسلامي، وتتبنى مصطلح القيم الحضارية، بشكل ينسجم تماما مع توجهات المراكز البحثية الأمريكية (راند وأخواتها) لنزع خصوصية الإسلام وتطويعه للتناغم مع القيم الغربية، كما تقوم هذه المؤسسة بتجميل صورة الغرب ووصف خصومه بالإرهاب، وتتلاعب بما يعرف بتجديد الخطاب الديني توافقا مع رغبات الأنظمة المستبدة. ويلاحظ في توجهات مؤسسة الجفري، أن القبول بالتطبيع مع الكيان الصهيوني والانسجام مع الرؤية الأمريكية هو أبرز معايير انتقاء النخب العاملة فيها، ولا يخفى أن علي الجفري كان أبرز الشخصيات التي زارت القدس، في وقت كادت الأمة أن تُجمع على أنه لون من ألوان التطبيع ينبغي ألا يصدر عن جاهل فضلا عن عالم. الجفري كان أبرز الوجوه العلمية التي دفعت بها الإمارات لمؤتمر غروزني، الذي لم يكن سوى مؤتمر إقصائي يوقظ فتنة نائمة بين الأشاعرة والسلفية، حيث استبعد المؤتمر الذي ترعاه أبو ظبي شرائح واسعة من التيارات الأخرى المشتركة في الأصول نفسها، أبرزها التيار السلفي والإخوان المسلمين. رئيس النظام الانقلابي عبد الفتاح السيسي استعان بالجفري لدعمه في ما يعرف بتجديد الخطاب الديني، الذي كان يعني بمفهوم النظام الالتفاف حول النصوص الشرعية والثوابت الإسلامية لخدمة أهدافه، وتوالى بعدها ظهور الجفري في مؤتمرات السيسي والمحافل الرسمية. ومما يثير الدهشة أنه في أحد تلك اللقاءات، تعسّف في توجيه حديث (لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة) وأشار إلى أن المراد به أرض الكنانة، علما بأن المراد أهل الشام عند جحافل وجماهير المحققين، لوروده في روايات أخرى على وجه التعيين، ولأن لغة النبي وأهل المدينة في أهل الغرب، أنهم أهل الشام. الجفري يتم توظيفه سياسيا من قبل النظامين الإماراتي والمصري بامتياز، في الترويج لسياستيهما، باعتبارهما محور اعتدال، لمواجهة الكيانات الإسلامية المستقلة عن الأنظمة، والتماهي مع التوجهات الأمريكية والغربية. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. كاتبة أردنية التوظيف السياسي للتصوف.. الجفري أنموذجا إحسان الفقيه |
بذرة الجمالي Posted: 25 Feb 2018 02:10 PM PST يُمنع الحبيب بورقيبة رئيس الحزب الدستوري التونسي من الدخول إلى مبنى مقر هيئة الأمم المتحدة في وقت كانت تونس تحت الاحتلال الفرنسي، ولكن المفكر العراقي لم يغض طرفه عن هكذا مشهد. البذرة في تونس يقف الدكتور محمد فاضل الجمالي رئيس الوزراء العراقي (آنذاك) ويقوم برفع شارة الدخول من على صدر أحد أعضاء الوفد العراقي ليزرعها على صدر الحبيب بورقيبة غارساً بذلك بذرة في أرض تونس.. قائلاً للحبيب بورقيبة: أنت الآن عضو في الوفد العراقي. جلس بورقيبة في المكان المخصص لدولة العراق. وحسب جدول الأعمال فقد أتيحت الفرصة للجمالي لإلقاء كلمة العراق، وهنا خطف الدكتور الجمالي الأنظار قائلا: «والآن أحيل المايكروفون لأخي الحبيب بورقيبة رئيس وفد تونس الحرة»، وعلى إثر ذلك أصيب الوفد الفرنسي بحالة من الذعر والتذمر ليقرروا الانسحاب من الجلسة. ألقى بورقيبة خطاباً يحمل مطالب الحرية والاستقلال، وقد نال بذلك الدعم من أغلب الوفود الدولية، وبعد انتهاء الخطاب قام بورقيبة مخاطباً الجمالي: «لا أنا ولا بلدي تونس سننسى لك صنيعك هذا». الإنسانية وتقرير المصير ظل رجل الدولة الدكتور الجمالي لعقود طويلة من الزمن مدافعاً أميناً لقضايا الإنسانية فكان من أوائل المتصدين للدفاع عن القضية الفلسطينية، وقضايا الجزائر والمغرب العربي وليبيا وسوريا ومصر، وقد أشاد بمواقفه الإمام محمد البشير الإبراهيمي رئيس جمعية العلماء المسلمين في الجزائر حين خاطبه في مجلس أقيم في بغداد قائلا: «وأنت أيها الدكتور جمعت في شخصك كما جمعت في اسمك ثلاث صفات نادرة هي الحمد والفضل والجمال». من يختار التحليق في الفضاء الكبير فإنه يؤسس لمفهوم الولاء، وحين يتسع أفق الإدراك تتعزز القناعة وتترسخ الثقة في الانتماء إلى البعد الإنساني. وصف محمد المختار السلامي مفتي الجمهورية التونسية إنسانية الجمالي قائلا: «سموت في إنسانيتك فكنت أخا للبشرية وسنداً للمظلومين والمستضعفين، بما أسهمت به في صياغة ميثاق الأمم المتحدة، فدافعت بإيمان لا يرهب أمام قوة البغي عن حقوق الشعوب في تقرير مصيرها ونجحت في إدراجه بنداً من بنودها»، حيث كان الجمالي من الذين شاركوا في صياغة ميثاق الأمم المتحدة ووقعوا عليه. من العبارات الإنسانية التي كان يؤمن بها الجمالي ويرددها: «ا تحارب في سبيل العدالة بروح الكراهية، وجاهد في سبيل العدالة بلا مرارة، وليس منا من دعا إلى عصبية». ومن يتعقب سفر الدكتور محمد فاضل الجمالي يجد شعوبا وأعيانا وحكومات فلسطين وتونس والجزائر والمغرب العربي وليبيا راسخة في وجدان ذلك الإنسان، ولم يتغير موقفه في الدفاع عن العراق والى آخر لحظة من حياته، ولم يسجل التاريخ تجاوز الجمالي على أحد من الطبقات الحاكمة أو السياسيين، ولم يشتم أحداً، وكان يقابل خصومه بروح المحبة. عاش في أفق الإنسانية وعبر عنها بانتمائه إلى منظمة «حركة التسلح الخلقي»، ومن ينشد العدالة يتسلح بالخلق وبمشاعر المحبة، ويشهد بأنه مؤسس السياسة الخارجية للعراق، وصاحب نظرية منطق التعادل والتحليل التاريخي، وكذلك مؤسس نظام التعليم الحديث وفق معادلة النسب السكانية، وأول عراقي يحصل على شهادة الدكتوراه من أمريكا. بدأ مشواره يحمل شعورا قوميا عربيا خالصا، ومن ثم أصبح الليبرالي الديمقراطي الأول في العراق، وليجمع بعد ذلك بين الإسلام والقومية وفق مفهوم «الإسلام الليبرالي». وفي عام 1958 وبمشهد انقلاب عسكري، وبمفارقة عجيبة يحكم على الجمالي بالإعدام بتهمة «الخيانة العظمى»! كيف يحكم على أحد الأقطاب الثلاثة الراعية للفكر العربي في العراق بالإعدام بتهمة خيانة «العروبة»! الشجرة المثمرة ينتصر له الأحرار في العالم من الذين وقف معهم في زمن المحنه، ومنهم ملك المغرب محمد الخامس والحبيب بورقيبة وقداسة بابا الفاتيكان، والسكرتير العام للأمم المتحدة السويدي داغ همر شولد، وعلى إثر ذلك أطلق سراحه. وبدعوة من الرئيس بورقيبة يتوجه الجمالي وأسرته إلى تونس ليعيش عقوداً من الزمن بين محبيه، فالبذرة التي زرعها في أرض تونس نمت وصارت شجرة مثمرة وامتدت أغصانها إلى دول المغرب العربي. ويختار الجمالي الجامعة التونسية ليعمل فيها أستاذا، وصدرت له العديد من المؤلفات، منها كتاب «فلتشرق الشمس من جديد على الأمة العربية». كاتب من العراق بذرة الجمالي نجم الدراجي |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق