النظام السوري بوصفه محمية روسية Posted: 26 Feb 2018 02:29 PM PST مرة أخرى يثبت مجلس الأمن الدولي عجزه الفاضح حيال القرارات التي يصدرها وتبقى حبراً على ورق، حتى عندما تتخذ بالإجماع وبعد تقديم تنازلات تفرغ النصوص من آليات تطبيقها على الأرض. والمثال الأحدث هو القرار 2401، حول وقف إطلاق النار في سوريا لمدة لا تقل عن شهر، والذي صوت عليه المجلس بالإجماع بعد مفاوضات شاقة مع روسيا الاتحادية. تحالف النظام السوري وروسيا وإيران تابع استهداف الغوطة الشرقية وكأن شيئاً لم يكن، متذرعاً بالفقرة الثانية من القرار، والتي تنصّ على أنّ «وقف الأعمال العدائية لا ينطبق على العمليات العسكرية ضد «تنظيم الدولة» (داعش) و«القاعدة»، و«النصرة»، وجميع الجماعات الأخرى، والمشاريع والكيانات المرتبطة بـ «القاعدة» أو «داعش»، وغيرها من الجماعات الإرهابية، كما حددها المجلس». ولا أحد سوى أطراف هذا التحالف يملك سلطة التفريق بين 400 ألف مدني محاصرين في الغوطة الشرقية، وعشرات من مقاتلي «داعش» و«النصرة» و«القاعدة»، وبالتالي فلا أحد يستطيع اتهام طيران التحالف الثلاثي بخرق وقف إطلاق النار. وبعد ساعات قليلة أعقبت التصويت على القرار 2401، أشارت تقارير ناشطين على الأرض في الغوطة الشرقية، ومنظمات طبية وإنسانية، إلى مقتل العشرات من المدنيين، بسبب مئات الطلعات الجوية، التي ألقت مئات الصواريخ والقذائف والبراميل المتفجرة. إلى هذا، لم يشف استئناف أعمال القصف الوحشي غليل النظام السوري، فلجأ إلى قصف منطقة الشيفونية بغاز الكلور السام. من جانبه استأنف الطيران الحربي الروسي مهامه القتالية فقصف بلدة دوما، مما أسفر عن مقتل 16 مدنياً بينهم عشرة أفراد من عائلة واحدة. ويلفت الانتباه أن موسكو وطهران لم تعد تتمسك حتى بالشكليات الدبلوماسية في التعامل مع الصفة «السيادية» للنظام السوري، فبات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هو الذي ينفي استخدام غاز الكلور ويصنف التقارير التي أشارت إليه في باب «الاستفزاز»، كما أعلن رئيس هيئة الأركان الإيراني محمد باقري أن وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية لا يشمل «جبهة النصرة»، وإن الحرب عليها لا تزال مستمرة. في المقابل يتابع مسؤولون أوروبيون، من أمثال المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، مناشدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كي يضغط على النظام السوري للالتزام بوقف إطلاق النار، وكأن الأسلحة الروسية الأحدث والأشد فتكاً التي تُجرب على المدنيين السوريين ليست بإمرة الكرملين. وليس أدل على سخرية موسكو من مجلس الأمن الدولي سوى الأمر الرئاسي الذي صدر أمس عن بوتين وقضى بتطبيق «هدنة إنسانية» بين الساعة 9 والساعة 14 يومياً، وكأن القرار 2401 لا ينص بدوره على الوصول الآمن لقوافل الأمم المتحدة وشركائها التنفيذيين الإنسانيين، بما في ذلك الإمدادات الطبية والجراحية، إلى جميع المناطق والسكان. وفي زمن مضى، ولكنه لم ينقض بعد، كانت دولة الاحتلال الإسرائيلي هي المدللة في مجلس الأمن الدولي بسبب تعنت الولايات المتحدة في الدفاع عن ربيبتها. لكن العالم يشهد اليوم تمتع النظام السوري بمزايا مماثلة، ليس لأي مقارنة بين علاقات واشنطن وتل أبيب بالطبع، ولكن لأن هذا النظام حوّل سوريا إلى محمية روسية، فاقتضى أن تتولى موسكو شؤون الحماية في الداخل السوري كما في أروقة الأمم المتحدة. النظام السوري بوصفه محمية روسية رأي القدس |
الغوطة من خلال ثماني عيون Posted: 26 Feb 2018 02:28 PM PST رزان زيتونة، سميرة الخليل، وائل حمادة وناظم حمادة، امرأتان ورجلان تم اختطافهم في 7 كانون الأول ـ ديسمبر 2013 من مكتب توثيق الانتهاكات، في مدينة دوما، في غوطة دمشق الشرقية، حيث كانوا يعملون كناشطين في صفوف الثورة السورية. في تلك الأيام أُخضعت دوما لهيمنة ميليشيا «جيش الإسلام»، وهي ميليشيا أصولية وثيقة الصلة بالمملكة العربية السعودية. ومنذ خمس سنوات اختفت آثارهم، وفشلت جميع المحاولات المضنية للبحث عنهم، أو معرفة مصيرهم. كان تغييب هؤلاء المناضلين الديمقراطيين والعلمانيين الأربعة مؤشرا رمزيا إلى المصير البائس الذي يُقاد إليه الشعب السوري، في هذه المذبحة الرهيبة التي اشترك فيها أطراف دوليون وإقليمون عديدون، لكن المسؤول الأول عنها هو النظام الاستبدادي الذي قرر تدمير ـ وقتل شعبها والتنكيل به، لأنه رفض العبودية وقرر التمرد على الاستبداد. في الغوطة الشرقية نشهد اليوم فصلاً جديداً من المذبحة التي يُفاخر القتلة بارتكابها. بشّار الأسد وزبانيته يرقصون طربا لأصوات البراميل التي تفتك بأجساد الأطفال، وبوتين وعساكره يقفون سدا لحماية القتلة لأنهم شركاء في الجريمة، أما محور الممانعة بزعامة إيران فيسنّ السكاكين ابتهاجا، في انتظار مجزرة جديدة. وفي المقلب الآخر يفرح الأمريكي «البشع» بأشلاء الشعب السوري لأنها عبّدت له طريق القدس، فقرر أن ينقل سفارته إلى المدينة المحتلة في يوم الذكرى السبعين للنكبة، وعرب النفط يرتمون في أحضان إسرائيل طلبا للحماية، والعثماني الجديد لا همّ له سوى الحرب ضد الأكراد. أما أهل الغوطة فيموتون تحت أنقاض بلداتهم، يموتون بيأس يليق بالضحايا، صارت دموعهم دماً، وصار صراخهم تحدياً لهذا التاريخ الذي أصبح مسلخاً. الطريق إلى القدس الذي يمر في مدن سورية ودساكرها لم يكن كذبة كما يعتقد الكثيرون. نعم كانت مدننا المدمرة طريقاً إلى القدس، غير أن الممانعين ارتكبوا كذبة صغيرة، إذ قالوا إن تدمير ـ والفتك بشعبها على يد الأسد وحلفائه هو طريق العرب والفلسطينيين إلى القدس، وهم يعرفون أن العكس هو الصحيح، فوأد الحلم الديمقراطي والإصرار على استعباد الشعوب، هو طريق الصهاينة والأمريكيين إلى القدس، وهو طريق عبّده القتلة بدماء الشعب السوري. أرى الغوطة الذبيح بعيون رفاقنا الأربعة الذين كانوا أول الضحايا. أراهم في عتمة التغييب يرتجفون غضباً وحزناً، أرى إلى كلماتهم وهي تغطي أجساد أطفال الغوطة كي تحميها من التمزّق، ألمس أصابعهم التي بترها القمع وهي تتوق إلى كتابة كلمة تعلن الحق والحقيقة وسط سيل الأكاذيب. أراهم في عتمتهم التي تضيئها إرادة الحرية وهم يعاينون انقلاب الزمن بابتسامة حزن وإشفاق على خاطفيهم السفهاء، الذين اعتقدوا أنه يمكنهم سرقة الثورة من أصحابها. ثم أرى في أيديهم ممحاة تقوم بمحو بقايا كلمات مَنْ تنطّح لقيادة الثورة فقادته أخطاؤه وخطاياه إلى منحدرات البُغاة. وأراهم يهزأون من ملوك الكاز والغاز الذين أرادوا امتطاء الثورة عبر تعهيرها، فانتهوا كأصداء شاحبة للمشروع الصهيوني. لكنهم يشعرون بالتقزز والعار أمام خطاب يدّعي مقاومة الإمبريالية وهو يصير أداة تفكيك الشعوب بالطائفية والمذهبية. وهي أداة حاولها المستعمرون طوال تاريخهم، لكننا نرى اليوم كيف يقف هؤلاء المستعمرون بإعجاب أمام قدرة الأصوليين الممانعين، ووجههم الآخر المتمثل بالتكفيريين، على تحقيق ما عجزت ثقافة الاستشراق وقادة جيوش الاحتلال عن تحقيقه بهذه البراعة طوال قرن كامل. أتخيل ثماني أعين تحدّق في هول الاستبداد الذي احتلّ ـ منذ خمسة عقود على يد ضابط انقلابي وَلَغ في الدم اللبناني والفلسطيني جاعلا منه تمريناً على بداية المجازر في حماه 1982، وحوّل ـ إلى سجن كبير يتوسطه سجن تدمر الرهيب، قبل أن يسلّم السلطة لابنه، طبيب العيون، الذي فهم أن عليه أن يدمّر ـ كلها ويسلّمها للقوى الاستعمارية قبل أن يرحل إلى الجحيم. ثماني عيون تحمل مراياها المحطّمة كل الأسى السوري والعربي، عيون ترى في العتمة المضاءة بالحب والإرادة ما لم تعد عيوننا الملوَّثة بغبار الموت قادرة على رؤيته. نلجأ إلى عيونهم كي لا تحتلنا العتمة، ونرى خلف كل هذا الدمار صمود شعب عظيم، ترسم آلامه طريقا لمقاومة السفهاء والطغاة والعنصريينن والطائفيين الذين امتطوا بدايات هذا القرن الجديد. هذه العيون هي أفق الحياة رغما عن الموت. تقف رزان وسميرة ووائل وناظم في المكان الذي تخيّله الشاعر محمد الفيتوري وهو يصف إعدام أمين عام الحزب الشيوعي السوداني عبد الخالق محجوب، على يد الطاغية جعفر النميري صباح الأربعاء 28 تموز ـ يوليو 1971 في سجن كوبر. صار عبدالخالق خارج الزمن بعد إعدامه شنقا، لكن قلبه كان ينبض بالحب: «قتلوني وأنكرَني قاتلي وهو بردانَ في كفني ومنْ أنا سوى رجلٍ واقفٍ خارجَ الزمنِ كلّما زيّفوا وطناً قلتُ قلبي على وطني». الغوطة من خلال ثماني عيون الياس خوري |
سعد الحريري يسقط في اختبار الخبز… أويس مخللاتي معجب بهتلر… وأنزور يهاجم «الخوذ البيضاء» بفيلم سينمائي Posted: 26 Feb 2018 02:28 PM PST إطلالة موفقة للغاية من رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري عبر برنامج «دق الجرس» على شاشة «أم تي في»، حيث يقوم البرنامج على محاورة أطفال في صف مدرسي. ومن لا يتشوق لمشاهدة الكيفية التي سيطرح بها الأطفال أسئلتهم، بل وكذلك من لا يتشوق لمراقبة ردود فعل الحريري، وعلى أي نحو سيتصرف مع أحرّ الأسئلة وأصدقها وأكثرها عفوية. كانت حلقة ممتعة بالفعل، ذكاء الأطفال، «هضامتهم»، اكتشاف لبنان المقسّم والمتحارب وراء كل ذلك الجمال الطفل، لعبة اكتشاف ما حُمّل به الأطفال، فهذا ولدٌ يقول اسمُه إن أهله ينتمون إلى التيار الفلاني، وهذا يعود إلى الطائفة العلانية، بل إن تلك البنت محجبة على طريقة أهلها، وجاء سؤالها متناغماً مع ذلك الانتماء. بدا الحريري متواضعاً، موفقاً إلى حد كبير في أجوبة تراعي عدم زج الصغار في حروب الكبار. بسّط أعظم الخصومات، ومن بينها خصومته مع «حزب الله»، وبدا متسامحاً معه بلا حدود. لكن سماحته تلك سرعان ما تعثرت بمن لم يتدرب بعد على التسامح معه، رفيق الدرب وزير العدل السابق أشرف ريفي، حيث نعته بعدم الوفاء، وبالكذب. نعم، تسامحَ الحريري حتى مع قتلة والده، لكنه لم يستطع ذلك مع رفيق درب عنيد تجاه القتلة، قتلة أبيه بالذات. الصغار لم يترددوا في طرح أسئلة صعبة، بخصوص الانتخابات وتوريث الزعامة ومعنى النأي بالنفس وملفات كالنفط والنفايات وسواها، ويمكن القول إن الرجل قد نجا منها، وكان مقنعاً إلى حد كبير بالنظر إلى ما ينبغي للأطفال معرفته. لكن ما لا يمكن غضّ الطرف عنه، بل يمكن اعتباره سقوطاً مروعاً في الاختبار، هو عجز رئيس حكومة لبنان عن معرفة سعر ربطة الخبز. حين سئل أعطى رقماً هو أقل بمرتين من السعر الحقيقي. هنا بالضبط ينبغي على لبنان، والمواطن اللبناني، أن يخاف على مستقبله. هنا بالضبط يجب القول للبنانيين: شدّوا الأحزمة على البطون. غضّ النظر عن البطش لم تكن تلك المقابلة على تلفزيون «أم تي في» اللبناني مع الفنان السوري الصاعد أويس مخللاتي، إلا من باب الترويج لمسلسل سيعرض قريباً على تلك الشاشة. لكن مجريات الحوار أخذت الشاشة اللبنانية للترويج لثقافة نازية تصعد بقوة في بلادنا، كما في العالم، من دون أن يتأفف منها أحد، أو يتحسس لوجودها. لا الفنان الصاعد، وهو على ما هو عليه من أمية ساطعة، ولا مدير البرنامج عادل كرم، وهو على ما هو عليه من قلة دراية بأبسط شؤون الإعلام، يستحقان الكتابة والانشغال لولا ذلك التصريح الناري لمخللاتي، الفنان السوري الشاب، عندما سئل عمّن يثير إعجابه من الزعماء والقادة، فقال: «هتلر». موضحاً «بغض النظر عن البطش، فقد كان صاحب قومية، يا ليتها كانت عربية»! كلام قوبل بالتصفيق من جمهور الاستديو ، وبضحك ومرح من عادل كرم، مع دعابة «نوجّه تحية لهتلر». يبدو أن الفنان السوري مأخوذ بالعنتريات التي أطلقها هتلر، حول مجده وامبراطوريته التي ستبقى ألف عام غير عابئ بأن تلك الأحلام لم تدم أكثر من أربع سنوات، غير عابئ أيضاً أن بطله ذاك دمّر أوروبا، وبلده قبل ذلك، وتسبّب بمقتل الملايين حول العالم. فهل لدى مخللاتي القوة الكافية كي يغضّ الطرف عن كل ذلك البطش؟ لكن لماذا نعتب على الفتى الجاهل ما دام هناك من طالبَ ويطالب بستالين نموذجاً للزعامة الوطنية، كما فعل من قبل زياد رحباني، أو الشاعر السوري نزيه أبو عفش، معجباً بـ جوزيف ستالين «الـمُعَظَّم» حسب تعبيره، هو الذي لم يتردد بأن يوقّع باسم «فلاديمير بوتين أبو عفش»! اقتلوهم! في إطار حملة تسويغ جريمة الإبادة التي يرتكبها طيران النظام السوري في الغوطة الشرقية أجرت إحدى قنواته الإعلامية مقابلات مع بعض سكان مدينة دمشق، كانت كلها تقريباً لسيدات محجبات، وقد تحدّثن جميعاً بصوت واحد: «الله لا يسامحن. لازم يفعسّن بالصرماية»، تقول إحدى السيدات وهي تبكي. ومن أجل أن لا يبقى الفاعل ضميراً مستتراً تطالب «الجيش والرئيس» بأن «يمحيهن». ثم تقول سيدة أخرى «بدنا الحسم. نوجه للقيادة: ما بدنا هدنة، بدنا الحسم، لأنه تعبنا». فيما تؤكد سيدة ثالثة: «سبع سنين خلاص. الغرب كله قاعد ومأمّن بس نحنا اللي رايحة علينا. لازم حسم نهائي». وتختم «كان بإمكاني إطلع برا البلد، بس أنا ما بدي أترك البلد». رسالة الفيديو شديدة الوضوح، التأكيد على حجاب هاتيك النساء. إنهن مسلمات (بل إن الحجاب يشير إلى طائفة بعينها) يطالبن بالحسم وعدم السماح بهدنة جديدة. مسلمون يطالبون بإبادة مسلمين. هكذا تتصرف «الدولة العلمانية» إزاء مواطنيها. تريد أن تقول بأنها تمثل الإسلام المعتدل في مواجهة الإسلام الإرهابي في غوطة دمشق. شعور ما يطغى بأن هؤلاء أقرب إلى دروع بشرية، رهائن، مهما بلغن من التطرف. ثم ماذا تعني عبارة «ما بدي أترك البلد»! من قبل المطالبين بالحسم؟ هل ثمن بطولة الصمود والبقاء الدعوة الصريحة للإبادة؟! شيطنة الشهود يقدم المخرج السوري (النائب في البرلمان حالياً) نجدت أنزور أحدث أفلامه «رجل الثورة» في دمشق هذا الأيام. على صفحة الفيلم في فيسبوك قدم له بالقول «سيفاجأ مشاهدو الفيلم بالتشابه الذي يصل إلى حد التطابق أحياناً، بين مشاهد تلفيق إعلامي تنفذها جماعة الخوذ البيضاء في الفيلم، وبين مشاهد التلفيق الإعلامي التي سُربت قبل يومين من غرف ماكياج الخوذ البيضاء لمن يزعم أنهم ضحايا القصف في الغوطة، لاستخدام صورهم في عملية الضخ الإعلامي عبر أقنية التلفزيون الشريكة في سفك الدم السوري»! إعلام النظام لم يقبل يوماً بالإقرار بأي حقيقة. أنكرَ التظاهرات في شوارع المدن السورية، وحين وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه، وبعد مضي سنوات، جرى الاعتراف والحديث عن بدايات سلمية فقط، بل وراح أكثر الموالين تشدداً يقول لو بقيت التظاهرات سلمية لكنّا إلى جانبها. اليوم لا يتحمّل النظام حقيقة «الدفاع المدني» المعروف باسم «الخوذ البيضاء»، رغم أنها مجموعات لمتطوعين مهمتم إنقاذ الجرحى وإسعافهم. الهجوم المستمر، ومن أعلى المستويات، على «الخوذ البيضاء» لا يعني سوى شيء واحد، هؤلاء بالذات على تماس مع المجزرة المستمرة، هم شهودها الذين لا يدحضون. سبيل النظام الوحيد لإنكار المجزرة هو التشكيك بهم وبفيديوهاتهم. ليس غريباً إذاً أن يعمد النظام إلى إبادة الشهود، بعد شيطنتهم. كاتب فلسطيني سوري سعد الحريري يسقط في اختبار الخبز… أويس مخللاتي معجب بهتلر… وأنزور يهاجم «الخوذ البيضاء» بفيلم سينمائي راشد عيسى |
إعادة قراءة ترابطات الدين والمواطنة والدولة والسياسة Posted: 26 Feb 2018 02:28 PM PST والمفارقة الغريبة هي أن نقاشاتنا العربية حول مفاهيم الدولة والدين والسياسة والمواطنة في بدايات القرن الحادي والعشرين تفتقد للوضوح المعرفي والجرأة الفكرية التي وسمتها في بدايات القرن العشرين (كتابات الشيخ علي عبد الرازق نموذجا). فمعالجة ترابطات المفاهيم الأربعة تتعلق بالأساس بالتدبر في موقع الدين في الخريطة المجتمعية، طبيعة دور منظومات القيم والرؤى الدينية في السياقات الدستورية والقانونية وفي المجال السياسي، وكيفية تعامل القوى السياسية والاجتماعية مع الدين كما مع مبادئ المواطنة والتنظيم الحداثي للدولة. ولا تقتصر أهمية التدبر في هذه الأمور على المجتمعات التقليدية أو دينية النزعة أو غير العلمانية، بل تمتد لتشمل المجتمعات الحداثية والعلمانية أيضا. فالدين كظاهرة اجتماعية وكمكون للثقافة ومصدر للأخلاق يتداخل ويتقاطع دوماً مع مسارات تطور الجماعة البشرية المعنية، حتى وإن استبعد في بعض إرهاصاته من الفضاء العام ككل أو من المجال السياسي فقط. وتحضر بالنقاش الدائر حالياً في بعض البلدان الأوروبية التي أنجزت في مراحل تاريخية سابقة فصلاً وظيفياً بين المؤسسات الدينية والسياسية حول وضعية الرموز الدينية في الفضاء الرسمي وما يرتبط بها من صراع بين منطق التحريم أو الاستبعاد الكامل (الحالة الفرنسية) أو محاولة البحث عن حلول وسط (الحالة الألمانية) مؤشرات جلية الوضوح على استمرارية انشغال الأوروبيين بالظاهرة الدينية. بل يمكن الحديث في عديد المجتمعات الأوروبية، وعلى الرغم من الطابع المدني للمجال السياسي بصورة عامة، عن وجود مساحة من التداخل بين الديني والسياسي تظهر بوضوح إما في تشكيلات حزبية ذات طابع مسيحي (الأحزاب المسيحية الديموقراطية الفعالة في معظم أرجاء القارة) أو في تعاظم الدور العام والوزن النسبي للمؤسسات الدينية وخطابها الأخلاقي والاجتماعي (كما في السياق الإيطالي والألماني وسياقات بلدان وسط وشرق وجنوب أوروبا). وحين النظر إلى الواقع العربي الراهن، يتضح أن الفارق الرئيسي بين فرنسا وألمانيا وإيطاليا وغيرها من المجتمعات الأوروبية وبين البلدان العربية (ومع الأخذ في الاعتبار تنوع الخبرات التاريخية في داخل الكتلتين، فالمجتمع الهولندي في الأولى والمجتمع اللبناني في الثانية لديهما تجربة على درجة عالية من الخصوصية من الصعوبة مقارنتها بالمجتمعات الأخرى) ينجم عن حدود توفر أو غياب آليات مؤسسية وتفاوضية مقبولة مجتمعيا تساعد في تطوير صياغات توافقية جديدة للعلاقة بين الدين والمجتمع والسياسة تستجيب لتحولات العصر، وتشرك في هذا الأمر الفاعلين السياسيين والاجتماعيين الرئيسين على نحو يأخذ في الاعتبار علاقات القوة بينها والأهمية المجتمعية لرؤاها الفكرية وخطاباتها المتجهة للجماعة البشرية. فبينما توفرت تلك الآليات المؤسسية والتفاوضية في الخبرة الأوروبية، غابت في الحالات العربية بالكامل أو تعثرت مساراتها واتسمت بالوهن الشديد. فعلمنة المجتمعات الأوروبية تمت في إطار عمليات تحول شاملة طويلة الأمد، وعنت (أخذا في الاعتبار التراتبية التاريخية) تجريد المؤسسة الدينية من ممتلكاتها وتغير وضعيتها في الخريطة المجتمعية، ثم صياغة منظومة قيمية مستندة إلى حرية الاعتقاد ومبدأ المواطنة والحريات المدنية أضحت حاكمة لحركة الفضاء العام بمجالاته السياسية والاقتصادية والفكرية والثقافية. ولم يحدث كل ذلك (باستثناء ومضات زمنية قصيرة كالحقبة الأولى للثورة الفرنسية 1789) على أرضية رفض شامل أو تهميش للدين كظاهرة مجتمعية، بل على العكس ظل للمكون الديني مساحة حضور في خطاب مشروع الحداثة التنويري وفي الفكر الأوروبي الإنساني على مدار القرنين التاسع عشر والعشرين. وتنافس الدين على اجتذاب قلوب وعقول الأفراد مع العديد من المذاهب والإيديولوجيات الوضعية التي كانت تتطور سريعا مسلحة بالعلم والتحولات التكنولوجية المتلاحقة. ومن جانبها، تفاعلت المؤسسات الدينية مع التحولات المجتمعية وتغيرت هياكلها ورؤاها ووظائفها مستجيبة لمقتضيات عصر جديد. لم ترتب، إذا، مركزية حرية الاعتقاد ومفاهيم المواطنة والحريات المدنية في أوروبا القرنين التاسع عشر والعشرين استبعادا للدين من الفضاء العام، بل جردت قبل أي شيء آخر المؤسسات الدينية من إمكانية ادعاء احتكار الحقيقة المطلقة مجتمعيا ونزعت القداسة عن المنظومات الدينية وخصخصت الخطاب الديني ـ أي جعلته مصدرا من بين مصادر عديدة للقيم والرؤى الفردية والمجتمعية وألزمته بالتنافس مع المذاهب والإيديولوجيات الوضعية في الفضاء العام. بهذه المعاني، نكون أوروبيا أمام خبرة تاريخية لا يمكن تأويلها إلا في ظل التشديد على استمرارية الظاهرة الدينية ودينامية إرهاصاتها ووظائفها التي أبدا لم يلغ حضورها. أما النقاشات العربية الراهنة، فهي تنقل بدلا من مفهوم «العلمنة» فكرة «العلمانية» وتتعامل معها رفضا أو قبولا على نحو إيديولوجي يتجاهل التساؤل حول القضايا المركزية وتختزل البحث في تشابكات الدين والمجتمع والسياسة وعلاقتها بمفاهيم المواطنة والتنظيم الحداثي للدولة في ثنائية الدين خارج المجتمع (القوى والأصوات العلمانية) والدين فوق المجتمع (القوى والأصوات الدينية)، فاتحة بذلك الباب على مصراعيه لجدل عقيم لا طائل منه إلا حجب حقائق التاريخ والمجتمع التي لا تعرف إلا الدين في المجتمع. بل أن مفاهيم مثل المواطنة والمرجعية الدستورية والحريات وحقوق الإنسان وغيرها من المفاهيم التي تقع في صلب التنظيم الحداثي للدولة، هذه المفاهيم تصنف في النقاشات العربية الراهنة كممكنة فقط حال إخراج الدين من المجتمع وهو الأمر المفتقر إلى الموضوعية الذي يجعل من التفكير في حدود التوافق بينها وبين استمرارية الظاهرة الدينية مسألة مستحيلة. وربما تمثل السياق الوحيد للابتعاد عن ذلك الفهم الحدي والمتجاهل لحقائق التاريخ وللتحولات المجتمعية في الخطاب الإصلاحي لنفر صغير من معتدلي الفكر العلماني ومعتدلي التيارات الدينية الذين يدفعون باتجاه إعادة اكتشاف الجوهر التعددي والحرياتي للدين، ويشددون على إمكانية صياغة منظومات دينية تقبل التعددية وتلتزم بالمرجعية الدستورية (وليس بتأويلات الشريعة الإسلامية) كمرجعية نهائية وأخرى علمانية تقبل وجود الدين في الفضاء العام شريطة الابتعاد عن ادعاء احتكار الحقيقة المطلقة وشريطة التزام العلمانيين بقبول نسبية طرحهم هم أيضا. ٭ كاتب من مصر إعادة قراءة ترابطات الدين والمواطنة والدولة والسياسة عمرو حمزاوي |
شبرا و«خلطة شبرا» Posted: 26 Feb 2018 02:27 PM PST لم يكن أحد من سكان ذلك الشارع الكائن في حي شبرا القاهري العريق، يغضب حين يؤدي سعيد أذان صلاة الفجر، من فوق سطح بيته، بكلمات أغلبها مبتور، وبتقديم وتأخير عبارات الأذان، لأن سعيد مسيحي الديانة، كان عقله خفيفاً وعلى قده. لم تكن تلك الأيام قد شهدت صعود السلفيين وانتشار التطرف الديني والأزمات الطائفية، ولذلك كان الجميع يتسامحون مع قيام سعيد بسب الدين حين يتعرض لمضايقات شديدة من البعض، فليس على سعيد حرج. كانت النصيحة واللوم يوجهان إلى من يضايق سعيد، خصوصاً إذا لم يكن قد استمع إلى ما يروى عنه من حكايات عجائبية، مثل أنه سقط مرة من سطح بيتهم البالغ ارتفاعه أربعة أدوار فلم يصبه سوء، أو أنه دعا على الشيخ محسن البقال بعبارات غير مفهومة، حين ضايقه ولم يعطه قطعة حلوى «فُنضام» طلبها منه، فلم ينم الشيخ ليلتين كاملتين لشعوره بأن النمل يأكل جسده، رغم أنه أخذ حماماً بصابونة (نابلسي شاهين) ثم صابونة فينيك، ثم دعك جسده بقشر البطيخ كما نصحوه، ولم يتوقف النمل عن أكل جسده، إلا بعد أن ذهب إلى سعيد وألح عليه في قبول خمس «فُنضامات» مرة واحدة. حكاية سعيد وغيره من الشخصيات الشبراوية التي تبحث عن مؤلف، يرويها الشاعر والكاتب يسري حسان في أحد فصول كتابه «خلطة شبرا» الذي يسجل فيه ملامح الحياة التي عاشها في حي شبرا، قبل أن تتغير الدنيا، راسماً بقلمه صوراً لشخصيات مثيرة للتأمل والإعجاب، ليصبح أكثر من كتاب شخصي ينتصر فيه كاتب للحي الذي ولد وعاش فيه، وتعطي الحكايات لكتابه طعماً يمتع حتى الذين لم يعرفوا حي شبرا، فما بالك بمن عرفه وعاش فيه أياماً جميلة مثل حالاتي، وهو ما جعلني أتسامح مع حرص يسري المبالغ فيه على تأكيد فرادة شبرا وخصوصيتها، وهو ما نزعم مثله نحن أهل الإسكندرية، مناكفين أهل غيرنا من المدن المصرية، ويزعمه أبناء عدة أحياء إسكندرية متباهين بخصوصية أحيائهم، بل أحياناً شوارعهم، وهو ما يفعل مثله أبناء الجيزة والسيدة زينب والجمالية، بل أبناء أحياء أحدث عمراً مثل العباسية والزيتون والمطرية ومصر الجديدة، ومن يدري ربما شهد أبناؤنا وأحفادنا مع تدهور الأحوال المتصاعد، أياماً تُكتب فيه الكتب في الحنين إلى فرادة وخصوصية الحي العاشر وأول فيصل والتجمع الخامس وشارع الثلاثيني، لا سمح الله. لم يحكِ يسري حسان كثيراً عن الشيخ سرور خادم مقام سيدي الحِلِّي، لكنه حكى عن حسنين المجنون ابنه، الذي كثيراً ما أحدث ارتباكات مرورية في روض الفرج، كلما ضايقه أحد خلع جلبابه الذي كان يرتديه على اللحم صيفاً وشتاءً، ونام على شريط الترام، ولم يكن يجرؤ أحد على إبعاده، لتتوقف عربات الترام وتسد مدخل السوق الكبير، الذي كانت عربات النقل المحملة بالخضر والفاكهة تأتي إليه لتطعم القاهرة، قبل أن يتم نقله في حركة وصفتها الحكومة بأنها حضارية ومشرفة، لكنها ساهمت في إطفاء بهجة الحي، بشكل لن يعرفه إلا الذين حضروا السوق قبل نقله. ذكّرني حسنين الشبراوي، بشخصية صنفر ابن شارعنا الإسكندري، الذي كتبت عن هوايته في تعطيل ترام الإسكندرية، بعد تشريح نفسه بالموسى على شريطه، ليستعرض موات قلبه، حتى يغمى عليه من شدة النزيف، وهو ما يفرقه عن حسنين، الذي كان يستجيب للبعض حين يجبر خاطره بسيجارة أو ما شابه، فيقوم ليرتدي جلبابه وينصرف كأن شيئاً لم يكن، وحين حاول أحد الغرباء عن الحي مرة سحبه بالقوة من على شريط الترام، لم يستطع، رغم قوته، زحزحة حسنين مليمتراً واحداً، كأنه التصق بالأرض، وهو ما فسّره البعض بأن والده الشيخ يحميه بتلاوة مجموعة من العزائم كل صباح، تمنع عنه أي شرور، ولذلك كان الكثيرون يقبلون على شراء بواقي الخضروات التي يأخذها من عنابر سوق الخضار، ويبيعها بالواحدة، بأسعار غالية لا تقبل الفصال، بدون أن يعدم من يشتريها منه، زاعماً أنها تختلف في لذاذة طعمها عن كل الخضروات الموجودة في السوق. يحكي يسري حسان عن الشيخ سعيد الذي كان البعض يستأجرونه لقتل خصومهم، مع أنه لم يستعمل سلاحاً في حياته، بل كان يستخدم براعته في التسلل إلى أي مكان، وحين يصل إلى الشخص المطلوب يخنقه حتى يزهق روحه، وكان له أغرب مقهى يمكن أن تشاهده في حياتك، حيث كان مخصصاً للعب القمار بالكوتشينة أو الدومينو، مقابل حصوله على ربع المكسب، ولم يكن لديه في المقهى عمال، فإذا أردت أن تشرب شاياً قال لك: قم إعمل لنفسك، وإذا أردت شيشة طلب منك رص المعسِّل براحتك. وحين قام رئيس مباحث ذات يوم بمداهمة المقهى وحبس من فيه في غياب سعيد، فوجئ الناس برؤية المقهى مفتوحاً في اليوم التالي، فقال بعضهم إن سعيد تسلل إلى بيت رئيس المباحث عبر مواسير المجاري حاملاً كوتشينة، وأجبر الضابط على ملاعبته وكسب منه عشرة جنيهات، كانت كل ما معه، وهدده بأنه إذا لم يفرج عن المحبوسين سيقتله وأنه إذا فكر مرة أخرى في المرور أمام المقهى سيكون آخر يوم في حياته، واستجاب رئيس المباحث. في حين قال آخرون إن سعيد في الماضي كان عبداً لأسرة أغلبها من المسؤولين الكبار، وأنهم أعتقوه وتركوه يعمل تحت حمايتهم واستخدموه في تصفية خصومهم، لكن إجرام سعيد لم يستمر، فقد انجذب وأغلق المقهى وبدأ في إقامة حلقات ذكر عقب صلاة كل جمعة، انضم إليها عشرات المجاذيب، أما بقية أيام الأسبوع فكان يحمل فيها شومة ويطوف بالحارات ليحطم زينات الأفراح بدون أن يقف في وجهه أحد. كانت نهاية سعيد مختلفة عن نهاية أبو حلاوة، أشهر لصوص شبرا، الذي كان يمتلك قوة خارقة، لأنه كما تقول الأسطورة الشبراوية، شرب من ماء النيل وهو نائم، لأن هناك لعلمك الخاص لحظة ينام فيها النيل أو البحر كما يسميه الشبراوية، لا أحد يعرف موعدها، لكن إذا أتيح لأحدهم أن يشرب منه وقتها، منحه الله قوة خارقة، وهو ما حدث لـ«أبو حلاوة» الذي كان يبتلع الزجاج المكسور، ويضع عملة النصف فرنك على عينه فإذا أغمضها انثنت القطعة، وكان يكِنّ في عشته بالشهور، فإذا نفدت أمواله ومؤنه خرج إلى الشارع ممسكاً بحربة يرشقها على الأسفلت صائحاً: «خراب يا شارع التروماي»، فتغلق المحال أبوابها، ويقوم صاحب محل بالمرور ليجمع ما فيه النصيب، فيأخذه أبو حلاوة ويختفي، ليستمر ذلك حتى يشم جيرانه رائحة عفونة تنبعث من عشته، فيجدوا أبو حلاوة جثة هامدة، ليبعث يسري حسان الروح في سيرته، وهو يحكي عن صعاليك ونبلاء وفتوات وفنانين وموهومين وعربجية وحلنجية وبائعات محشي وشيالين وبقالين وكباتن وجدعان وجمالات وصيادين وألعاب وسينمات، مجدداً بحكاياته حنينه إلى دنيا شبرا، التي يعود إليها كلما ضاقت به السبل، ومعلناً بدون خجل فرحته بالوقوف على أطلالها حتى لو تألم، ومؤكداً مواجهته لقسوة تغير أحوالها «بالإصرار على ممارسة البهجة حتى لو كانت ممزوجة بالألم، بالعِند في الزمن وأفاعيله». … ـ «خلطة شبرا» ـ يسري حسان ـ منشورات بتانة. ٭ كاتب مصري شبرا و«خلطة شبرا» بلال فضل |
سيناء: هدم منازل «المطلوبين أمنيا» واقتراع رئاسي تحت النار Posted: 26 Feb 2018 02:27 PM PST سيناء ـ «القدس العربي»: تفاقمت أزمات أهالي محافظة شمال سيناء المصرية، التي تشهد عملية عسكرية موسعة منذ التاسع من فبراير/ شباط الجاري، إذ يشكون من تكرار هدم منازل بدعوى أن أصحابها مطلوبون أمنياً، علاوة على أزمة الغذاء نتيجة توقف الأسواق ومنع دخول وخروج الشاحنات التجارية، وكذلك استمرار أزمة عدد من العمال العالقين. ونقلت مصادر من سيناء عن الأهالي إعلانهم هدم منزل من طابقين في ميدان العتلاوي وسط مدينة العريش مركز محافظة شمال سيناء، بواسطة الجرافات الحكومية بعد اخلائه من ساكنيه، بدعوى أن صاحبه مطلوب أمنيا، مؤكدين تكرار الأمر للمرة الثانية على التوالي خلال 24 ساعة. وقالت المصادر: «سبق أن هدمت قوات الجيش الأحد، عمارة سكنية في المنطقة نفسها بدعوى أن أحد أبناء الأسر التي تقطنها مطلوب أمنياً». ويشكك أهالي سيناء في نوايا السلطات بهدم المنازل، إذ اتهموها بتنفيذ مخطط لتفريغ العديد من مناطق سيناء، تمهيدا لتنفيذ ما يطلق عليها «صفقة القرن». وفي الأثناء، استمر إغلاق كافة مدن شمال سيناء ومنع الدخول والخروج منها لليوم الـ17 على التوالي. وأعلنت «لجنة العشرين الأهلية» المُشّكلة لإدارة أزمات المواطنين في العريش، توقفها عن العمل. ونشر أعضاء اللجنة، التي تم تشكيلها محلياً في مدينة العريش منذ بدء العملية الشاملة «سيناء 2018»، أنها استطاعت خلال الأيام الماضية توفير أماكن إقامة مجانية للعالقين داخل مدن سيناء وخارجها. وأوضحوا أنهم أنهوا عملهم بسبب «الحرب الشرسة التي يواجهونها بسبب نشاط اللجنة في مشاكل المواطنين، ولعدم قدرتهم على تحمل هذا العفن السياسي في مجال العمل العام»، مؤكدين أنهم «قرروا ترك الساحة لمن يريد أن يعمل منفردا دون غيره». القضاء التام على «الإرهاب» في السياق، طلب رئيس أركان الجيش المصري، الفريق محمد فريد، من الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال افتتاحه قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب، «إطالة مدة العملية الشاملة «سيناء 2018» أكثر من 3 أشهر، للتأكد من القضاء التام على العناصر الإرهابية، والتطهير الكامل لسيناء من الإرهاب». وقال أمام السيسي وقيادات قوات شرق القناة ومكافحة الإرهاب إن «حجم التعويض الذى تم صرفه للمواطنين، الذين تمت إزالة منازلهم في المنطقة العازلة في مدينة رفح بشمال سيناء بلغ 900 مليون جنيه مصري». وأكد أن «الفترة الحالية شهدت أقصى درجات اليقظة وتأمين منظومة الحدود»، مشيراً إلى أنه على الاتجاه الاستراتيجي الشمالي الشرقي يتم دعم العناصر التكفيرية عبر العناصر الحدودية أو عن طريق البحر». وأشار إلى أن «العناصر الإرهابية تسعى للتوسع في استخدام العبوات الناسفة والسيارات المفخخة والقناصة إلى جانب القنابل اليدوية بدائية الصنع، في ظل عدم قدرتها على المواجهة المباشرة مع قواتنا في سيناء». وتابع: «على الاتجاه الاستراتيجي الغربي، يتمثل أهم التهديدات بسعي الأهداف المدعومة إقليميا لدعم العناصر الإرهابية ومساعدة التسلل عبر الحدود لإحداث حالة من الانفلات الأمني داخل العمق المصري، كما سعى عناصر التنظيم لإيجاد مسارات تهريب آمنة لنقل الأسلحة والعناصر الأجنبية من الاتجاه الجنوبي الاستراتيجي». وأشار إلى أن «هذه التنظيمات وعناصرها تسعى لاستهداف دور العبادة لإرباك المشهد الداخلي للبلاد وزعزعة الثقة بين الشعب والأجهزة التنفيذية». وأضاف أن «محددات العملية الاستراتيجية كانت تستهدف تمشيط شبه جزيرة سيناء من الضفة الشرقية لقناة السويس وحتى خط الحدود الدولية، والقضاء على العناصر التكفيرية وفرض السيطرة الأمنية وإعادة الاستقرار وتطهير سيناء خلال 3 أشهر». وتابع فريد موجها حديثه للسيسي: «إذا سمحت لي في هذه النقطة، التكليف الذي أمرت به أن يتم تطهير سيناء خلال 3 أشهر، فالحقيقة إننا نجهز للعملية من لحظة تكليفكم لنا، لكن عند تنفيذ العملية في المدة المقدرة بثلاثة أشهر ضد عناصر نفذت العديد من التجهيزات الهندسية تحت الأرض، وتمتلك مخازن تحتوي على مواد ناسفة شديدة الانفجار، وبها مناطق سكنية، والقوات تواجه هذه العناصر في مناطق سكنية، وبالتالي يصعب تفتيش هذه المناطق، وفي الوقت نفسه نسعى للحفاظ على أهل سيناء، ومن هنا نستأذنكم أن تمتد العملية لأكثر من المدة المقدرة سابقا، لكي نعلن تطهير سيناء بالكامل». وافتتح السيسي، مساء أول أمس الأحد، قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب، وذلك بحضور رئيس مجلس الوزراء شريف إسماعيل، والقائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول صدقي صبحي، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق محمد فريد، وعدد من الوزراء والمحافظين، وقادة الأفرع الرئيسية وكبار قادة القوات المسلحة. الانتخابات ستجرى إلى ذلك، قالت الهيئة الوطنية للانتخابات إن الاقتراع الرئاسي سيجرى في موعده في محافظة شمال سيناء، شمال شرق، رغم التوترات الأمنية هناك. ووفق محمود الشريف المتحدث باسم الهيئة الوطنية (مستقلة، مقرها القاهرة)، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، سيتم فرض إجراءات تأمين خاصة بشمال سيناء، خلال رئاسيات البلاد المقرر إجراؤها في مارس/آذار المقبل. وقال إن «خطة التأمين ستكون بالتنسيق مع القوات المسلحة ووزارة الداخلية بدءًا من استلام مقار الاقتراع والأوراق الانتخابية وتأمين اللجان والقضاة المشرفين طوال أيام الانتخابات». وأضاف: «تولي الهيئة الوطنية للانتخابات أولوية لتأمين وسلامة القائمين على العملية الانتخابية والناخبين في سيناء، رغم الحرب على الإرهاب». وفي 9 فبراير/شباط الجاري، أعلن الجيش المصري انطلاق خطة «المجابهة الشاملة»، بتكليف رئاسي، تستهدف عبر تدخل جوي وبحري وبري وشرطي، مواجهة عناصر مسلحة في شمال ووسط سيناء (شمال شرق) ومناطق أخرى في دلتا مصر والظهير الصحراوي غرب وادي النيل. وأعلنت السلطات المصرية تعليق الدراسة لجميع المراحل التعليمية، في محافظة شمال سيناء، حتى إشعار آخر، إثر إعلان انطلاق عملية عسكرية واسعة في المنطقة. وتأتي العملية العسكرية قبل نحو شهر من انتخابات رئاسة البلاد، وفي ظل حالة الطوارئ التي بدأت في أبريل/نيسان 2017 وتم تجديدها للمرة الثالثة 13 يناير/كانون الثاني الماضي لمدة 3 شهور. وتجرى الانتخابات الرئاسية داخل البلاد خلال أيام 26 و27 و28 مارس/آذار المقبل، ويتنافس فيها مرشحان أحدهما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، المرشح الأوفر حظا للفوز بولاية ثانية مدتها 4 سنوات. سيناء: هدم منازل «المطلوبين أمنيا» واقتراع رئاسي تحت النار رئيس الأركان يطلب من السيسي إطالة أمد العملية العسكرية |
ترامب يتجاهل الإرهاب المحلي ويركز على التهديد الإسلامي المفترض من الجماعات المتطرفة Posted: 26 Feb 2018 02:26 PM PST واشنطن ـ «القدس العربي»: شهدت الولايات المتحدة سلسة من المذابح الجماعية والحوادث المميتة في المدارس والجامعات والأماكن العامة على يد أفراد لهم ارتباطات وعلاقات مع المنظمات اليمينية المتطرفة والجماعات العنصرية التى تنادى بتفوق الجنس الأبيض ولكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يبدو مشغولا في محاولات لتسجيل نقاط سياسية حول التهديد المفترض من«الإرهابين الإسلاميين». التقرير الأخير الذى اصدره مركز الفقر الجنوبي يفيد ان أكثر من مئة شخص قتلوا أو اصيبوا خلال السنوات الماضية من قبل جناة تأثروا بشكل واضح بالأفكاراليمينية المتطرفة، وقال المركز ان حملة القتل المتأثرة بهذه الأفكار قد بدأت مع قيام اليوت رودجرز ( 22 عاما ) بقتل سبعة أشخاص في ايسلا فيستا بولاية كاليفورنيا عام 2014 بعد ان اعرب عن كراهيته وعنصريته على الانترنت. وكان آخر مثال على هذه الجرائم مقتل الناشطة هيذر هاير في آب/أغسطس من قبل جيمس اليكس فيلدز صاحب الأفكار العنصرية التى تؤمن بتفوق العرق الأبيض على الاجناس الأخرى حيث قاد سيارته باتجاه حشد من المناهضين للعنصرية في شارلوتسفيل في ولاية فيرجينيا، وكانت هيذر مترددة في البداية مترددة في السفر إلى شارلوتسفيل بسبب الخطر المحتمل ولكنها قررت ان لا تدع كراهية اليمين المتطرف تذهب بدون معارضة، وكما قالت والدتها اثناء الجنازة فإن هيذر كانت تردد دائما «اذا لم تكن غاضبا، فأنت لا تولى الامر اهمية ». ويشير تقرير مركز الفقر الجنوبي إلى ان الشخصيات البارزة في اليمين المتطرف، بما في ذلك ريتشارد سبنسر وميلو يانوبلوس تنشط بطريقة ملفتة للنظر على الانترنت والمجتمعات العنصرية لتقدم حساءا ساما من العنصرية والتحيز الجنسي ومحاولة استغلال مشاعر اليأس والاستياء عند الجمهور. وتساهم ادارة ترامب والمؤسسة السياسية الأمريكية كلها في هذه الديناميكية مع سياسات وخطابات تهدف إلى تشويه المسلمين والأقليات والنساء وتضخيم مناخ سياسي عدواني يخدم مصالح وتوجهات المنظمات الأمريكية المتطرفة في لحظة غير مضيئة من التاريخ الأمريكي ناهيك عن تحذيرات لا معنى لها من تحول البيض إلى أقلية في الولايات المتحدة في عام 2044. وقال باحثون أمريكيون بعد قراءة تقرير مركز الفقر ان الكراهية على الانترنت تنشر عبر منتديات يمينية تجتذب الكثير من المتطرفين والعنصريين ولكنهم لاحظوا ان لدى الجناة صلاة محددة بشعبة أتومافن، وهي جماعة تتبنى أيدلوجيا نازية شبه عسكرية، وعدد هذه الجماعة غير معروف على وجه الدقة، اذ قالت تقارير بأن عدد افراد الجماعة في الولايات المتحدة يصل 80 عضوا بينما قالت تقديرات اخرى ان عددهم يصل إلى المئات من الاعضاء. واشارت الخبيرة نيكول كولسين إلى ان هذه الجماعة تحتفل بادولوف هتلر وتشارلز مانسون وهي مهتمة بنشر فكرة انهيار المجتمع وحرب الاعراق، وقد شجعت بعض كتابات الجماعة افرادها على الذهاب إلى الجيش من اجل الحصول على تدريبات قتالية وأسلحة. وتتجاهل إدارة ترامب إلى حد كبير التهديد المتزايد الذى تشكله الجماعات العنصرية، والأنكى من ذلك كله، فإن ترامب قام بتشجيع هذه الجماعات في بعض المناسبات اذ قال بأنه يجب التفريق بين الناس الطيبين في الجماعات العنصرية وبين الجماعات النازية كما قامت ادارة ترامب بتعديلات في برنامج أسسه الرئيس السابق باراك اوباما لمحاربة التطرف المحلي العنيف وتوجيه الموارد لمجموعات المجتمع وسلطات انفاذ القانون التى تحاول تحديد اولئك الذين يعتبرون عرضة لارتكاب اعمال إرهابية اذ غيرت ادارة ترامب هدف البرنامج إلى مراقبة المسلمين. وألغت ادارة ترامب تمويل ( الحياة بعد الكراهية )، وهي منظمة تكرس اعمالها لاعادة تاهيل النازين الجدد وبرامج جامعية تهدف إلى مكافحة الدعاية المتطرفة من جماعات متعددة واقترحت الادارة، بدلا من ذلك، اعادة تسمية البرنامج إلى « مكافحة التطرف الإسلامي» وتشير الارقام إلى عدد الضحايا الذين كانوا عرضة لإرهاب الجماعات المحلية الأمريكية اكثر من عدد الضحايا الأمريكيين الذين تعرضوا لإرهاب الجماعات الإرهابية في الشرق الاوسط مثل تنظيم الدولة الإسلامية. ترامب يتجاهل الإرهاب المحلي ويركز على التهديد الإسلامي المفترض من الجماعات المتطرفة رائد صالحة |
الإعلام الخاص يدخل قفص الاتهام بكادر لا يراعي المهنية والقيم الاجتماعية ويتحول إلى أداة هدم وفساد Posted: 26 Feb 2018 02:26 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: من الأخبار التي اهتمت بها الصحف المصرية الصادرة أمس الاثنين 26 فبراير/شباط، ظهور الرئيس عبد الفتاح السيسي مرتديا البدلة العسكرية، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة بحكم منصبه، وهو يفتتح مقر قيادة شرق القناة لمكافحة الإرهاب، وما جاء في كلمته من مطالبة الشعب ورجال الأعمال والحكومة بتوفير مبلغ مئتين وخمسة وسبعين مليار جنيه لإعادة تعمير سيناء، بعد أن تم ما يشبه القضاء على الإرهاب، ما سيعتبره رجال الأعمال بصفة خاصة، بأنه تحذير مبطن من الرئيس لهم، ولدى النظام من الوسائل ومن امتلاك الجرأة لمضايقتهم بالوسائل القانونية، وقد اختبروه من قبل عدة مرات، خاصة أن الشكوك بينهما متبادلة، رغم التسهيلات التي يقدمها للاستثمار، لاعتقادهم بأنه صورة معدلة من عبد الناصر، وأقرب للرئيس الروسي بوتين، والأيام المقبلة ستكشف حجم مساهماتهم المالية. ومن الأخبار التي ملأت صفحات الصحف أمس، انتخابات الرئاسة وحملات التأييد للسيسي وتعدد الآراء حول ضعف الأحزاب السياسية في انتخابات الرئاسة وأسباب رفضها الموافقة على طلب السيسي بالاندماج مع بعضها لتخفيض عددها، بعد وصولها إلى أكثر من مئة حزب. ومنافسه موسى مصطفى يؤكد أنه لن يعلق لافتات حتى لا يظن الناس أنه ضد السيسي والدولة، ويؤكد تأييد القبائل العربية له، والقبائل تعلن تأييدها للسيسي. والمعارك الملتهبة حول الرسوم التي فرضتها وزيرة السياحة رانيا المشاط على الذين يؤدون العمرة، لدرجة تخيل أن المئة مليون مصري تضرروا منها لأنهم كانوا ينوون القيام بالعمرة. وقرار النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق بالتحفظ على أملاك وأموال عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب «مصر القوية». وإلى ما عندنا من أخبار أخرى متنوعة.. انتخابات الرئاسة والأحزاب ونبدأ بالأحزاب السياسية وانتخابات رئاسة الجمهورية، حيث يخوضها موسى مصطفى موسى باعتباره رئيس حزب «الغد»، بينما الرئيس السيسي يخوضها بدون حزب، حيث نشرت «الوطن» حديثا مع صلاح حسب الله رئيس حزب «الحرية» أجراه معه عادل الدرجلي قال فيه عن ضعف الأحزاب: «هذا بسبب مرض في الأحزاب اسمه مرض الرئاسة، فنجد رئيس الحزب جالساً على مقعد رئاسة الحزب، وزوجته تجلس على مقعد الأمين العام بمنطق الأحزاب العائلية، وبجوارهم هناك أحزاب أخرى لو فكرت في دمج هذه الأحزاب في كتلة حزبية مدنية جيدة، ستجد خناقة بينهم حول ترتيب المقاعد في الحزب، بمعنى أن أزمة الزعامات داخل الأحزاب كانت سبباً رئيسياً في إضعافها وجعلها أرقاماً ضعيفة على الأرض، حتى لو كان في الحزب شخصان فقط، والحل في اندماج مجموعة من الأحزاب صاحبة البرامج المتشابهة والفكر المشترك في كيان واحد، فهذه الأحزاب تخاطب مجتمعاً أرستقراطياً وتخاطب الموجودين على السوشيال ميديا ولا تخاطب المجتمع الحقيقي عبر الشارع. لا يوجد بديل غير الاندماج، فمن غير المنطقي أن تزيد الأحزاب ويزيد ضعفها فينتج عن هذا أننا لن نحضر لهم كراسي متحركة، بل سوف نحضر لهذه الأحزاب دكة متحركة والحقيقة أن الأحزاب تحتاج إلى إعادة تقييم نفسها بشكل جاد، والتجربة خير دليل وأثبتت أنه لا يوجد حزب منفرد يستطيع أن يتصدر المشهد السياسي بشكل مقنع للناس وفق برنامج حقيقي». الوصول إلى بر الأمان وفي تحقيق في «الوفد» لمحمد عيد قال فيه عن المؤتمر الذي عقده موسى مصطفى موسى في مقر حزبه «الغد»: «نحن نخوض الانتخابات ونعلم جيدًا حجم الرئيس عبدالفتاح السيسي وقضيته، ولكننا نمتلك آليات مختلفة من خلال الشباب والسيدات والرجال للوصول إلى بر الأمان، رغم ما نلقاه من هجوم قوي ومن دعوات المقاطعة. وأكد المرشح الرئاسي أن تلك الدعوات صعّبت الأمور على الطرفين، سواء على حملتنا الانتخابية، أو على حملة الرئيس السيسي، وقبلنا جميعاً التحدي، وعلى الفائز أن يقود مصر في المرحلة المقبلة بما يضمن للشعب أمنه واستقراره، وعلى الآخر أن يقدم دوره المعاون لمساندة القيادة الجديدة في استكمال مشروعات التنمية التي بدأه الرئيس السيسي، مشدداً على أنه لن يقبل أن يخوض الانتخابات شكلا فقط، كما يتردد من البعض، ولن يسمح بأن يكون جزءاً من مسرحية هزيلة. وفي تصريحات خاصة للوفد اكد المرشح الرئاسي أن الحملة لم تتلق أي تبرعات أو دعم مالي من أي جهة أو شخص حتى الآن. دوري معروف وتاريخي، السياسي معروف والقبائل العربية أهلي، لكن كل اللي بيهاجمونى مش بيضربوا فيّ أنا، إنما بيضربوا في الانتخابات. أنا ما دخلتش انتخابات شكلية ولا مجاملة لحدّ يشرفني أتكاتف مع الرئيس السيسي لبناء مصر وسنكون دائما في حالة دفاع عن الوطن». القبائل العربية لكن القبائل العربية التي قال إنها تؤيده أيدت الرئيس السيسي! فقد نشرت «المساء» تحقيقا من الإسكندرية لدينا زكي وجمال مجدي عن المؤتمر الشعبي في منطقة العامرية غرب المدينة جاء فيه: «قال النائب هشام الشنيعي رئيس لجنة الزراعة والأمن الغذائي في مجلس النواب: إن القبائل العربية لا تدعم غير الرئيس عبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وأضاف الشنيعي خلال المؤتمر الذي ينظمه النائب سعداوي راغب ضيف الله، والنائب رزق راغب ضيف الله، ظهر (يوم الأحد) في منطقة العامرية لدعم الرئيس عبدالفتاح السيسي لفترة رئاسة مقبلة، بحضور عدد من نواب ائتلاف دعم مصر ونواب الإسكندرية قائلا: «إن القبائل العربية نسيج من المجتمع المصري، ودائما داعمون للدولة بجيشها وشرطتها ضد جميع المؤامرات التي تحيط بها، وأنهم دائما خدامون للشعب المصري». وأشار إلى ضرورة مشاركة المرأة المصرية في الانتخابات الرئاسية المقبلة ومشاركة كل الشعب المصري من أجل تقليل التربص للعالم والتأكيد على أن المصريين خلف القيادة السياسية». اتحاد نقابات عمال مصر وعن المرأة ومشاركتها قالت مايسة عطوة رئيسة لجنة المرأة في اتحاد نقابات عمال مصر وعمال دول حوض النيل وعضو لجنة القوى العاملة في مجلس النواب، في حديث نشرته لها «الدستور» أمس وأجراه معها محمد جعفر قالت عن الرئيس السيسي: «يكفي أنه لم يوقف علاوة واحدة، كما أنه أشرف على زيادة الرواتب في القطاع الخاص، وتوفير علاوة فيه، أسوة بالقطاع العام، إلى جانب الوظائف الكثيرة التي وفّرها في المشروعات القومية، بما ساهم في مواجهة البطالة. ومن أهم ما طرحه الرئيس وقدمه للعمال مقترحه وتوجيهه بتوفير نظام تأميني للعمالة الحرة والموسمية، حتى يكونوا في مأمن من أي تقلبات في المستقبل، وهو بذلك انتشل هذه العمالة من واقع مرير، ووفر لها مستقبلًا آمنًا ومن المنتظر أن يتم الانتهاء من القانون خلال شهور، في ظل تعاون البرلمان مع الحكومة لإقراره. اتحاد العمال بدأ التحرك بالفعل في حشد الدعم للرئيس السيسي في الانتخابات المقبلة، منذ إعلانه الترشح، عن طريق وضع خطة عمل لكل المحافظات والنقابات العمالية، وجمع الشباب والعمال والمرأة في مؤتمرات حاشدة، آخرها في شبرا الخيمة. أما أمانة المرأة في الاتحاد فوضعت خطة عمل تتضمن عقد ندوات عن أهمية مشاركة المرأة سياسيًا، واستعراض أهم إنجازات الرئيس في دعم المرأة المصرية على كل المستويات، وشاركنا بالفعل في العديد من المؤتمرات، وسننظم كذلك مؤتمرًا بعنوان «أد التحدي». بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، تضامنا مع حملة المجلس «صوتك بكرة لمصر» بداية مارس/آذار المقبل، بهدف التوعية بضرورة المشاركة في انتخابات الرئاسة، ومن المقرر أن يشارك فيه السيد الشريف وكيل البرلمان، والوزيرة السابقة عائشة عبدالهادي وطاهر أبوزيد عضو مجلس النواب، والدكتورة أنيسة حسونة أمانة المرأة، تستهدف 6 ملايين عاملة، لكن الاتحاد العام يعمل على 30 مليون عامل في القطاع الخاص، والعمالة غير المنتظمة وغيرهم، كما أن الـ6 ملايين عامل في القطاع العام الحكومي هو الهدف الأول وتأكدنا من مشاركتهم بنسبة كبيرة جدًا، ووصلت لنا أرقام أكيدة بمشاركة 75٪ من الـ30 مليونًا أي حوالى 22 مليون عامل في الانتخابات لدعم الرئيس السيسي». معارك وردود وإلى المعارك والردود وأولها من نصيب عبد الناصر سلامة في «المصري اليوم» عن وزير الصحة يقول: «الطريقة التي يتعامل بها وزير الصحة مع مرؤوسيه، خصوصاً وكلاء الوزارة في المحافظات، لا يمكن أن تفضي في النهاية إلى إصلاح هذا القطاع الأكثر اهتراءً، الذي لا ينافسه في ذلك سوى قطاع التعليم. أكثر من سابقة للوزير في هذا المجال، كان آخرها ما حدث مع وكيل الإسكندرية، وهو ما أثار حفيظة، بل غضب الشعب الإسكندري، ذلك أن الرجل مشهود له هناك بالكفاءة والتعاون والالتصاق بالناس، ناهيك عن انضباطه وأخلاقياته المشهود له بها أيضاً، وربما كان ذلك سبب تحمله للإهانة، التي لحقت به من الوزير في حضور العامة والخاصة. بالتأكيد من حق الوزير توقيع هذا الجزاء أو تلك العقوبة حسبما تنص القوانين واللوائح على ذلك، إلا أن ما ليس من حقه هو إهانة هذا المسؤول أو ذاك، وأمام مرؤوسيه، وأمام مرتادي المستشفيات من المرضى، ذلك أن كرامة وكيل الوزارة من كرامة الوزير، بل من كرامة القطاع الصحي عموماً، وهو ما بدا واضحاً أن الوزير لا يدركه، ذلك أنه كرر هذا السلوك في أكثر من محافظة، الأمر الذي كان يوجب توجيه سؤال للوزير هذا نصه: ماذا لو أن رئيس الحكومة تعامل معك بالأسلوب نفسه، ألقى بالأوراق في وجهك، أو بأمبول تخدير، أو نهرك بألفاظ لا تليق، ماذا لو تمت إهانتك من سلطة أعلى؟ السؤال الآخر: ماذا لو جاءت المصادفة مع وكيل أو مسؤول غير محترم، أو لا تعنيه الوظيفة الحكومية، أو كان في ظروف نفسية سيئة؟ أعتقد أن العواقب سوف تكون وخيمة. يجب أن نعترف، وبشجاعة أدبية، بأن الوزير قد تجاوز حدود سلطاته بما يوجب مساءلته، بل وقفه عن العمل لحين انتهاء التحقيقات معه، كما يفعل هو دائماً مع الآخرين، يجب أن نعترف بأن هذا الاهتراء الذي تعاني منه المنظومة الصحية في مصر، المسؤول الأول والأخير عنه هو الوزير وديوان عام وزارته، وليس أي أحد آخر، بدليل أن أسلوب الإدارة قد وصل إلى هذا الحد، الوزير في الإسكندرية توقف أمام لوحة رخام، كحجر الأساس، كانت له ملاحظات على الأسماء المدونة بها، توقف أمام إهمال محدد فى الفترة المسائية، دون أن يسأل أو يسمع تقريراً عن الإمكانيات المادية والعملية المتاحة فى هذا الشأن. بدا واضحاً فى معظم المواقف أن الوزير يكون مستنفَراً إلى الحد المبالغ فيه، بما يجعله يخرج عن شعوره، حتى إنه يطلق على زياراته (المفاجئة)، رغم وجود الصحافيين والكاميرات التلفزيونية.. آمل من السيد الوزير، باعتباره على رأس هذه المنظومة الأهم في حياتنا، أن يعيد الاعتبار لهؤلاء الذين أساء إليهم على رؤوس الأشهاد، ليس باستمرارهم في العمل لحين انتهاء التحقيقات، كما حدث مع وكيل الإسكندرية، وإنما بإعادة الاعتبار لأشخاصهم، هو في هذه الحالة يعيد الاعتبار إلى مهنة الطب عموماً، وإلى الأطباء ككل، لن ينال ذلك منه في شيء، العكس هو الصحيح، سوف يكبر فى عيون مرؤوسيه، سوف يزداد احتراماً. نود أن نسمع بصفة يومية عن زيارات مفاجئة حقيقية للمستشفيات، نأمل أن تكون العقوبات في هذا المجال مغلظة على قدر السلبيات التي لا حصر لها، ندعو الله دائماً وأبداً أن ينصلح حال القطاع الصحي في مصر، نأمل من الحكومة أن تولي هذا القطاع الاهتمام الأكبر في موازنة الدولة، إلا أننا يجب ألا نقبل إهانة طبيب، ولو كان ذلك من الوزير، وإلا فعلينا أن نتجاوز أيضاً عن الإهانات شبه اليومية التي تصدر عن المواطنين بحق الأطباء، والتي قد تطال الوزير في هذه الحالة». سرطان ينهش جسد الأمة أما في «الأهرام» فقد هاجم حجاج الحسيني أمس الاثنين إعلام القنوات الخاصة، وقال تحت عنوان «الإعلام يدخل قفص الاتهام»: «واقعة حبس مذيعة وعدد من فريق الإعداد وإحالتهم للمحاكمة العاجلة بتهمة خطف أطفال والاتجار بالبشر وإذاعة أخبار كاذبة تضر بأمن البلاد، ثم إحالة مذيعة أخرى للتحقيق لاستخدامها عبارات غير لائقة أثناء تناولها قضية «الاغتصاب الجنسي» يكشف خطورة الفضائيات الخاصة بعد أن تسلل إليها كل من هب ودب وشاهدنا مذيعات لا يراعين المهنية والقيم المجتمعية، وأصبح هذا النوع من الإعلام أزمة جديدة من أزمات الوطن، وتحول إلى أداة للهدم بدلا من الوقوف إلى جانب الدولة في الحرب ضد الفساد والإرهاب، وسوف يستمر هذا السرطان الإعلامي ينهش في جسد الأمة بعد أن أصبح مصدرا ومروجا للمسلسلات والبرامج التافهة على مدار العام، وتزداد جرعة الإسفاف خلال شهر رمضان المبارك. مطلوب مواجهة حاسمة مع دكاكين الإعلام الخاص الذي يعبث بمقدرات الوطن. وفي الختام يقول الشاعر: وغير تقي يأمر بالتقى طبيب يداوي الناس وهو عليل». وهو يقصد ريهام سعيد ومني عراقي. مشاكل وانتقادات وإلى المشاكل والانتقادات حيث طالب رجل الأعمال وصاحب «المصري اليوم» صلاح دياب في عموده «وجدتها» الذي يوقعه باسم نيوتن يوم بعودة الصحافي ورئيس تحرير «أخبار اليوم» الأسبق إبراهيم سعدة من الخارج والتنازل عن قضية الهدايا المقدمة لمسؤولين وطلبه من الرئيس العفو عنه فقال: «الصحافيان الكبيران إبراهيم نافع وإبراهيم سعدة، فقدنا المريض منهما بينما كان يتمنى أن يعود لبلاده ليموت فيها، فماذا عن الكبير الآخر؟ الاتهامات الموجهة لهما كانت شاذة وغريبة، لم يحاسبهما أحد على حال المؤسستين العريقتين «الأهرام» و«الأخبار» عندما تسلماهما وحالتهما يوم تركاهما، لم يضع أحد في حسبانه مسيرتهما الصحافية، بالإضافة إلى مسيرة إبراهيم نافع النقابية. دار الكلام كله حول هدايا تُقدم باسم المؤسستين، والهدايا مبررة لمَن ينشد السبق ومَن ينشد الإعلانات، مع ذلك لم نرَ تفهُّماً. لم يشأ الحظ لإبراهيم نافع أن يموت في بلده، كما تمنى. إبراهيم سعدة نفيناه وهو يترفع عن طلب عفو أو إعادة نظر إلى أن أطلق المبادرة الكاتب محمد أمين، ودعمها وشجعها الكاتب سمير عطاالله. المثير أن إبراهيم سعدة لم يكن متهماً في سرقة مال عام، لم يتهمه أحد في ذمته لم يقل أحد إنه أخذ شيئاً لنفسه، مجرد هدايا لزوم الشغل الصحافي لكبار العملاء، أو كبار المسؤولين، مازالت سارية في قطاعات كثيرة حتى الآن، مع كل هذا أنا لا أطلب الرحمة لكل مَن هم في موقف إبراهيم سعدة الآن، فهذا إمعان في الإساءة، ولكنني أستدعي عدالة الرئيس، وهو أهل لها. أنا هنا لا ألوم ضعاف النفوس أصحاب الشكاوى، لكنني مستاء ممن تلقى الشكاوى وبادر إلى توظيفها قبل أن يتثبّت منها ثبوت اليقين». المتهم بريء حتى تثبت إدانته أما في «الأهرام» فقد أثار الشاعر فاروق جويدة مشكلة أخرى خطيرة قال عنها: «إن أخطر ما يحدث الآن أن تسجيلات المكالمات والأحاديث تنتشر كالأمراض على مواقع التواصل الاجتماعي بالألفاظ والصور والتعليقات، وفيها ما يخدش الحياء ويسيء إلى سمعة الناس، وللأسف إنها سرعان ما تأخذ طريقها إلى شاشات الفضائيات، وإذا كانت هناك قوانين تضع ضوابط لمنع اختراق أسرار الناس، فيجب أن تشمل هذه القوانين ضوابط لحساب من يرتكب هذه الأعمال الشاذة، لأنها جريمة مزدوجة. إن على الفيسبوك الآن وعلى الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي قصصاً وحكايات أقل ما فيها أن تنشر أخبار عن أشخاص يحاكمون أمام القضاء، وهم في دائرة الاشتباه، والمتهم بريء حتى تثبت إدانته بأحكام نهائية قاطعة، ولكننا الآن نحاكم بمكالمات تليفونية أو أخبار ربما كاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي. إن الضحية في ذلك كله شيء يسمى الأخلاق». عيادات مجانية وإلى «الأخبار» ومشكلة أخرى مختلفة أثارها أحمد جلال قائلا: «أعجبتني جداً المبادرة التي يتبناها عدد من كبار الأطباء ـ بدون اتفاق مسبق ـ الذين يفتحون عيادات مجانية لغير القادرين في مناطق شعبية، فالكثيرون تمنعهم الظروف المالية من الذهاب إلى أطباء كبار، خاصة أن أقل كشف يبدأ بـ500 جنيه، ويضطرون للجوء إلى المستشفيات الحكومية التي ترفع شعار الداخل مفقود والخارج مولود، أو يقعون فريسة لتجارب أطباء صغار. وما أتمناه أن تكون لكل طبيب ساعتان يومياً بالمجان في عيادته، واعتقد أن ما سيتقاضاه الطبيب في هذا الوقت أكثر بكثير لأنه يتاجر مع الله». الاستثمار ورجال الأعمال أما زميله محمد البهنساوي في «الأخبار» أيضا فقد أثار مشكلة الاستثمار ورجال الأعمال بقوله : «مواجهة الموظف الفاسد الذي لا يقوم بمهمة إلا بمقابل غير شرعي، لا بد من مواجهة الموظف الفاشل الذي يتقاعس عن أداء مهمته، وهنا يجب الإشارة إلى الدور المهم الذي تقوم به الرقابة الإدارية لتحقيق الهدفين معا، ضرب الفاسد ومراقبة الفاشل، ولأن المستثمر الداخلي هو العنوان الحقيقي لتشجيع المستثمر الخارجي، فلابد أن تسارع الحكومة في حل المشاكل العالقة للمستثمرين، هي بالفعل تسير في طريق الحل، لكن لا بد أن تتسارع الخطى، وهناك نقطة مهمة أيضا وهي خريطة الأراضي الاستثمار في الدولة، هذه الخريطة لا تخص جهة بعينها إنما جهات عديدة مختلفة، منها هيئات التنمية الصناعية والزراعية والسياحية، وطبعا العمرانية، لابد من اجتماع عاجل لكل تلك الجهات عنوانه فقط الصالح العام، وتحت هذا العنوان تأتي التفاصيل من تحديد واضح علمي مدروس لأفضل الاستخدامات لأراضى الدولة، وتحديد القواعد الحاكمة لتلك الاستخدامات، تشجيعا للاستثمار المحلى والدولي في مصر، وبالطبع لابد أن تتوازى مع تلك الجهود الحكومية، الجهود المطلوبة من المستثمرين أنفسهم، خاصة المصريين، وأولها وأهمها أن يستوعبوا الدور الاجتماعي الحقيقي لهم من مشاركة فاعلة في المشروعات الاجتماعية ومساندة جهود الدولة في التنمية والنهوض بالمجتمع، ناهيك عن دورهم في الارتقاء بمستوى العاملين لديهم اجتماعيا وعلميا وثقافيا، وكل هذا يصب في صالحهم قبل صالح الدولة». العمرة والعملة وإلى مشكلة فرض وزيرة السياحة رانيا المشاط رسوما على من يريدون أداء العمرة وسبق لهم أداؤها في السنوات الثلاث السابقة، ومقدارها عشرة آلاف جنيه، وصراخ أصحاب شركات السياحة التي قال أصحابها إن القرار سيؤدي تحقيقه لخسائر جسيمة، والاستغناء عن العمالة فيها، ونشرت «الأهرام» تحقيقا لعصام الدين راضي جاء فيه: «رانيا المشاط وزيرة السياحة قالت إن ملف العمرة كان أول الملفات التي وضعت على مكتبها عقب توليها الحقيبة الوزارية، وأوضحت أنه منذ عامين وصل عدد المعتمرين إلى مليون ومئتي ألف معتمر، والعام الماضي انخفض العدد لما يقرب من 600 ألف معتمر، وأن الضوابط التي وضعت للعمرة هي «للعام الهجري الحالي» ومع كل عام تعاد صياغة الضوابط والنظر فيها مرة أخرى، وليس الهدف منها تعظيم الموارد، ولكن تقليل حجم العملة الصعبة التي تخرج من مصر، مشيرة إلى أن من يكررون العمرة لا تتجاوز نسبتهم 10٪ من إجمالي عدد المعتمرين. قال أشرف شيحة عضو اللجنة العليا للحج والعمرة وصاحب إحدى شركات السياحة، إن الزيادة التي طرأت على رسوم العمرة جاءت لأن الدولة رأت أنها غير قادرة على دعم سوى نصف مليون معتمر هذا العام، وهذا أكبر رقم من الممكن أن تدعمه الدولة، مشيرا إلى أن العام الماضي بلغ عدد المعتمرين المصريين 650 ألفا، وليس هناك أي رسوم إضافية على المواطن الراغب في أداء العمرة لأول مرة، أو بعد 3 سنوات من آخر عمرة قام بها، ولكن عندما تناقشنا بمنطق مصلحة الوطن و«ليس الشركات» وجدنا أنه لابد من مساندة الدولة في أزمتها الاقتصادية، وأن المعتمر الذي يؤدي العمرة بشكل متكرر يكلف الدولة، وتقوم بدعمه، وإنه إذا رغب في دفع المبلغ المطلوب لا يوجد أي مانع من منحه الموافقة اللازمة. وشدد على أن القرار لم يعرض على طاولة اجتماع اللجنة العليا للحج والعمرة في وزارة السياحة، ولم تتم مناقشته بشكل جيد وصدر في عهد يحيى راشد وزير السياحة السابق، بينما تستمع الدكتورة رانيا المشاط لجميع الآراء بحياد شديد، وعندما تم عرض الأمر تم التفكير، هل نغلق ملف العمرة تماما حتى يتم تغيير القرار؟ أو الاستمرار في تنفيذه؟ أم يتم تطبيقه ومناقشته بشكل جاد حفاظا على الشركات والعمالة وموسم العمرة؟ وجاء الاتفاق على الرأي الثاني». حسنات وأمس الاثنين أخبرنا الرسام إسلام في «الوطن» أنه سمع رجلا يقول لمواطن فقير وبائس يشكو من ارتفاع أسعار العمرة: يا بني مش هتاخد حسنات يبقى لازم تدفع هو في حاجة ببلاش في الزمن ده. تعتمرون وأنتم جائعون؟ وفي «المصري اليوم» قال حمدي رزق تحت عنوان «تعتمرون وأنتم جائعون؟»: «تلقيت فتوى في رسالة معتبرة من فضيلة الدكتور محمد شوقي علام مفتي الديار المصرية يثمّن دعوتي لتوجيه نفقات حج النافلة والعمرة الثانية إلى ما ينفع الفقراء في هذا البلد الطيب، وكنت قد طلبت من فضيلته أن يفتي في الأمر، فلم يخيب ظناً، بل سبق بفتوى أرسلها للنشر ليعلم الكافة حكم الشرع في ما ذهبنا إليه من حكم الاستطاعة المجتمعية، في ظل أزمة اقتصادية خانقة أو كما يقولون في السنوات العجاف التي يرزح تحت أعبائها ملايين المصريين، وهنا رسالة فضيلة المفتي التي تحمل فتواه الطيبة لعل وعسى تصل إلى القلوب وتنفتح عليها العقول ويقف منها الموسرون موقفاً كريماً، يكفون فيه الفقراء ذل السؤال. الفتوى رداً على سؤال: هل مساعدة الفقراء أَولى من نافلة الحج؟ وما هو الأفضل بالنسبة للأغنياء: هل هو حج التطوع وعمرة التطوع؟ أو كفاية الفقراء والمساكين والمحتاجين وعلاج المرضى وسد ديون الغارمين وغير ذلك من وجوه تفريج كرب الناس وتخفيف آلامهم وسد حاجاتهم، في ظل ما يعيشه المسلمون من ظروف اقتصادية صعبة؟ والإجابة من فضيلته نصاً: في هذا العصر الذي كثرت فيه الفاقات واشتدت الحاجات وضعف فيها اقتصاد كثير من البلاد الإسلامية، نفتي بأن كفاية الفقراء والمحتاجين وعلاج المرضى وسد ديون الغارمين وغيرها من وجوه تفريج كرب الناس، وسد حاجاتهم مقدَّمة على نافلة الحج والعمرة، بلا خلاف وأكثر ثوابًا منها وأقرب قبولا عند الله تعالى، وهذا هو الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة واتفق عليه علماء الأمة ومذاهبها المتبوعة، وأنه يجب على أغنياء المسلمين القيام بفرض كفاية دفع الفاقات عن أصحاب الحاجات والاشتغال بذلك مقدَّم قطعًا على الاشتغال بنافلة الحج والعمرة والقائم بفرض الكفاية أكثر ثوابًا من القائم بفرض العين لأنه ساعٍ في رفع الإثم عن جميع الأمة». دفع الضرر مقدم على جلب المنافع لكن جريدة «البوابة» نشرت أمس الاثنين تحقيقا لعبد الله قطب وحنان محمد ومحمد الغريب عن آراء عدد من علماء الدين وجاء فيه: «قال الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر إن قرار المملكة العربية السعودية يأتي ضمن الأمر المباح شرعًا، خاصة أن الحج مؤتمر عام وعبادة روحية تراعي مصالح عموم المسلمين في الحفاظ على أرواحهم وحمايتهم من وقوع أضرار تكررت حدوثها في الأعوام الأخيرة، بعدما أدت الزيادة السكانية وارتفاع الأعداد إلى زحام وتدافع، مشيرًا إلى أن دفع الضرر مقدم على جلب المنافع، إن الحج فريضة واحدة في العمر على كل مسلم تسقط عنه بتحققها لا تتطلب مفاخرة وفق حديث النبي مع أصحابه حينما سألوه عن تكرار الحج والعمرة فقال: «لو قلت نعم لوجبت». وقال الدكتور أحمد كريمة الأستاذ في جامعة الأزهر: إن فرض رسوم على تكرار العمرة خلال 3 سنوات أمر مخالف للشريعة، لافتًا إلى أن الرسوم ليس لها أي مستند شرعي. إن إقامة العبادات لا تكون سببًا في عقوبة دنيوية، بل يمكن تقنين السفر لأداء الحج والعمرة وهذا يقع على عاتق الدولتين، مؤكدًا إنه لم يسمع في التاريخ الديني الإسلامي عن معاقبة إنسان يرغب في أداء طاعة من الطاعات التي أمرنا بها الله ورسوله. وانتقد ياسر سلطان عضو الجمعية العمومية لغرفة الشركات قرار وزارة السياحة موضحًا، أن بلد الأزهر الشريف العظيم مصر هي الدولة الوحيدة التي فرضت على مواطنيها رسومًا على تكرار زيارة دولة أخرى. وأوضح أن السعودية فرضت رسومًا مماثلة على تكرار العمرة، ولكن لأنها تقدم خدمات وبنية تحتية وأجرت أعمال توسعات، ولا تريد أن تستقبل الأعداد الغفيرة التي تتوافد كل عام في شهر رمضان، ما يمنعها من توفير الخدمة المتميزة اللائقة بضيوف الرحمن، ولفت عضو اللجنة العليا للحج السابق إلى أن القرار يؤثر على المواطن سلبيًا، حيث يحرم مئات الآلاف من البسطاء، سواء كانوا عمالا أو موظفين أو كبار السن من السفر وزيارة بيت الله الحرام وقبر الرسول كل عامين». التأجيل للعام المقبل ثم نتحول إلى «الأخبار» لنكون مع جلال دويدار رئيس تحريرها الأسبق ونقرأ له قوله: «الرسوم الإضافية التي فرضتها المملكة السعودية والحكومة المصرية على المعتمرين هذا الموسم، هذه القرارات تضمنت أن يدفع المعتمر 2000 ريال أي 10 آلاف جنيه مصري ليس هذا وحسب، ولكنها فجأة وبدون سابق إخطار وبعد أن تمت تعاقدات منظمي هذه الرحلات مع الفنادق، تقرر أيضا فرض رسوم جديدة لصالح البلدية. إن سلبية هذا الإجراء أنه جاء بعد تحديد تكلفة رحلة العمرة، وبالتالي أصبح من الصعب تحميل المعتمرين هذه الزيادة الإضافية التي لم يضعوها في حسابهم، النتيجة المحققة في هذه الحالة إلحاق خسائر فادحة بالمنظمين للرحلات، سواء كانوا سعوديين أو مصريين. من الطبيعي أن يؤدي ذلك إلى الدخول في مشاحنات وقضايا بين أطراف هذه المنظومة، ليس هناك اعتراض على فرض هذه الرسوم، سواء من جانب مصر أو السعودية يأتي ذلك من منطلق أن يجري التطبيق بعد إتاحة الفرصة للحجاج والمعتمرين، وكذلك المنظمين للخدمات لتوفيق أوضاعهم. تحقيق ذلك يجنب كل هذه الأطراف الإحباط والمشاكل الاقتصادية والمالية. في اعتقادي أنه في الإمكان قيام المملكة العربية السعودية بتأجيل تحصيل الرسوم الجديدة لموسم العام المقبل تخفيفا للأعباء والمشاكل الشيء نفسه ينسحب على ما اتخذته الدولة المصرية، خاصة بعد أن خفضت أعداد المعتمرين بحوالي 50٪. إن قيام سلطات الدولتين في مصر والسعودية بتأجيل التطبيق للعام المقبل سوف يمثل لفتة طيبة نحو المتطلعين لأداء العمرة لهذا العام، الذين سوف تنطلق أدعيتهم في الحرمين المكي والنبوي للمسؤولين في الدولتين». الإعلام الخاص يدخل قفص الاتهام بكادر لا يراعي المهنية والقيم الاجتماعية ويتحول إلى أداة هدم وفساد حسنين كروم |
الأردن: توليفة «رجال القصر في الحكومة» تستعد لاختبار مثير ونائب الرئيس الجديد محور «التعديل» Posted: 26 Feb 2018 02:26 PM PST عمان- «القدس العربي» : لا علاقة للجدل المثار في أكثر من اتجاه حول التعديل الوزاري الأخير في الأردن بالخلفية الوظيفية لنائب رئيس الوزراء الجديد الدكتور جعفر حسان برغم الانطباع الأكثر رواجاً وسط الخبراء وصناع القرار هو ذلك الذي يرجح بأن الهدف الوحيد المنطقي من التعديل الوزاري هو حصرياً إدخال الدكتور حسان إلى عمق قيادة مطبخ الحكومة. فقد بدى للمراقب عن بعيد أن كلفة انضمام الدكتور حسان لحكومة الرئيس هاني الملقي باهضة جداً. لكن اعتبارات لا تزال غير مفهومة دفعت باتجاه الإصرار على الترتيب الجديد، ومن المرجح أن الاعتراض لا علاقة له بالمنصب النافذ الذي انطلق منه للحكومة الوزير الدكتور حسان فأصبح نائبا لرئيسها. سبق لمسؤولين متعددين في مكتب الملك والديوان الملكي أن انتقلوا للعمل الوزاري دون إثارة ضجيج كما يحصل اليوم، ومن بين هؤلاء وزير التخطيط الحالي عماد الفاخوري ووزير الخارجية الحالي أيمن الصفدي. الجديد؛ والذي يثير الجدل على الأرجح مسألتان: الأولى تتعلق بالتأشير مجدداً على أن حسان وقبل دخوله الحكومة كان يدير أصلاً الملف الاقتصادي على الأقل وبالتالي قفزته إلى قيادة الحكومة حصلت في ظل صخب في الشارع على رفع الأسعار يتهم فيها الطاقم الاقتصادي في إدارة الدولة وحسان اليوم من أبرز رموزه. المسألة الأولى لها علاقة على الأرجح بالمزايا الشخصية لهذا الشاب الذي يتمتع بمهارات ملموسة ومن الصعب إنكارها فقربه من صانع القرار المرجعي طوال السنوات الماضية جعله يتعامل بخشونة مع وزراء ومسؤولين وسياسيين وحتى مع سفراء أجانب بمعنى آخر مزايا شخصية وذاتية قد تفسر مستوى الجدل الذي أثاره انضمام مدير مكتب الملك السابق إلى عمق القرار الحكومي. في الماضي يفسر خبراء طريقة تعامل حسان مع المعطيات اليومية باعتباره يفتقد للخبرة السياسية العميقة ويتصرف كما يقول صديق مقرب له لـ»القدس العربي» انطلاقاً من كونه «لا يشعر بالأمان». لا أحد يعرف ما الذي سيحصل اليوم مع ضجيج الشارع لأن الموقع السابق للوزير حسان كان يوفر له الحماية وهي غير متاحة اليوم فهو رئيس عملي للطاقم الاقتصادي سيواجه الشارع وصخبه ومنافسة قوية من زميله نائب الرئيس الأقدم جمال الصرايرة وسيواجه على الأرجح ابتزاز أعضاء البرلمان والصحافة المترصدة التي طالما أبعدها حسان تحديدا عن مركز القرار. في كل حال لا يمكن تحديد الفوارق الانتاجية التي يمكن أن تنتج عن مرحلة يتسلم فيها التكنوقراط الشاب إدارة ملفات مهمة وسط ضجيج شعبي وهتافات غير مألوفة تتجاوز الخطوط الحمر في الشارع، وإن كان الإصرار على الاستعانة بخبرات الوزير حسان قد حرم الدكتور الملقي من هوامش كبيرة في الاحتفاظ ببعض خبرات الكفاءة او الاستعانة بجدد منها. يميل بعض المشاغبين إلى قراءة تقول إن نائب رئيس الوزراء الجديد الدكتور جعفر حسان يخضع حالياً لتدريب بيروقراطي ولمرحلة انتقالية قد تؤهله بعد أسابيع لتشكيل وزارة جديدة يقترح بعضهم أنها تلك الوزارة التي ستتعاطى مع معطيات إقليمية مفصلية. وترى المقاربة هنا أن وجود حسان في رئاسة الوزراء يعبر عملياً عن طموح حلفاء أساسيين له في حلقة القرار الضيقة لدى بعضهم بطبيعة الحال حسابات وطموحات بمواقع متقدمة جداً ورفيعة وبصورة تتطلب تقليص الزحام والانتقال إلى مرحلة يتولى فيها حسان النافذ مقاليد رئاسة الوزراء. والحديث عن شخص واحد ضمن التعديل الوزاري الأخير لا يمكن اتهامه بأي صيغة لأن التعديل نفسه يخلو تماما من أي هدف أو معنى أو تبرير ولأن تفاصيله البيروقراطية تمأسست أصلا وتمحورت حول فكرة اقتحام شخص واحد للحكومة وهو الوزير حسان، لأن الحكومة كانت قد حصلت للتو على الثقة وبالتالي تحصل التعديلات الوزارية بالعادة قبل الثقة ومن أجلها وليس بعدها. عموما قضي الأمر، وتم تركيب التوليفة داخل الحكومة بطريقة يسيطر فيها من عمل سابقاً في الديوان الملكي على أغلب مفاصل القرار سواء في وزارة التخطيط والطاقم الاقتصادي او في وزارة الخارجية. بكل الأحوال جامل التعديل نفسه مدينتين فقط عندما تعلق الأمر بالمحاصصة البغيضة التي يهاجمها جميع الأردنيين ثم يعودون للمطالبة بها وهما مدينتا السلط والكرك. والفكرة هنا أن التقاسم حصل على أساس التعاطي مع ما يحصل من احتجاج في مدينتي الكرك والسلط ليس فقط ضمن سياق الحقائب الوزارية. ولكن أيضاً ضمن سياقات بقية المناصب العليا في الدولة حيث مدير مكتب الملك الجديد ومدير الأمن العام في حضن أبناء السلط وحيث أهم ثلاثة مواقع قيادية في الحكومة في حضن أبناء مدينة الكرك. مثل هذا الترتيب لا يحصل مصادفة في دلالات المحاصصة الأردنية. لكنه أثار زوبعة تعترض من جهة مقابلة فها هم أهالي مدينة معان جنوبي البلاد يعترضون في رسالة وجهت للملك على تجاهل محافظتهم في الحقائب الوزارية. اعتراض أهل معان تم على الأساس التالي : نحن استقبلنا الثورة العربية الكبرى وحاربنا الإرهاب وتجاهلنا التعديل الوزاري الأخير. ثمة اعتراضات تحت قبة البرلمان وخارجها على غياب مقاعد المحاصصة عن بعض المناطق والمدن فبلدة الصريح شمالي المملكة معترضة ومحافظة العقبة محتجة وبعض العشائر الكبيرة في قبيلة بني حسن تسأل عن موقعها ضمن توزيع الحقائب الوزارية وقبيلة بني حميدة لا تزال تخضع للتهميش وإن كان الشارعان في السلط والكرك قد تقلص صخبهما قليلاً خلال الـ 24 ساعة التي أعقبت التعديل الوزاري الأخير. الأردن: توليفة «رجال القصر في الحكومة» تستعد لاختبار مثير ونائب الرئيس الجديد محور «التعديل» معان معترضة على تجاهلها في «المحاصصة» وكذلك العقبة وغيرهما بسام البدارين |
الغوطة تنزف بشدة… صواريخ النظام تحولها إلى «جحيم» وروسيا تتلاعب بشروط الهدنة Posted: 26 Feb 2018 02:25 PM PST دمشق – «القدس العربي»: يواصل النظام السوري وحلفاؤه الروس والإيرانيون حملة إبادة مستمرة منذ عشرة أيام على الغوطة الشرقية وسط محاولات اقتحام برية فاشلة بالرغم من التغطية النارية الروسية ومساندة عشرات الميليشيات الأجنبية والمحلية، في ظل إصرار روسي على افشال أي هدنة توقف نزيف دماء المحاصرين شرقي دمشق ممن وصفهم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بـ»الإرهابيين» حيث قال إن «وقف إطلاق النار في سوريا لا يشمل معركة دمشق ضد الإرهابيين» في وقتٍ تنهمر صواريخ النظام على الغوطة بينما روسيا تتحدى مجلس الأمن وتتلاعب بشروط الهدنة. وزعم ان أهالي ريف دمشق هم من يؤمن الحماية لعناصر جبهة النصرة، ناكراً استهداف الأهالي بغاز الكلور، حيث قال «ان اتفاق وقف إطلاق النار لا يحمي مقاتلي جبهة النصرة في الغوطة الشرقية وإدلب، وإن وقف إطلاق النار في سوريا سيبدأ عندما تتفق كل الأطراف على كيفية تنفيذه، واصفاً تقارير عن استخدام غاز الكلور في الغوطة الشرقية بالاستفزاز، مضيفا «نتوقع المزيد من التصريحات الكاذبة عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا». «القدس العربي» وثقت بالاستناد إلى مصادر أهلية وحقوقية استهداف مدينة حرستا بأكثر من 17 غارة جوية من الطيران الحربي السوري والروسي يحمل كل منها أكثر من سبعة صواريخ إضافة إلى قصف متواصل بأكثر من 100 قذيفة مدفعية و50 صاروخاً من نوع أرض – أرض. فيما ارتكبت قوات النظام يوم امس مجزرة في مدينة دوما، راح خلالها 13 ضحية بينهم 7 أطفال و4 نساء، جراء استهداف الأحياء السكنية بخمسِ غاراتٍ جوية بعد منتصف الليل، إضافةً لقصف مدفعي خلال ساعات النهار، كما استهدفت قوات النظام الأحياء السكنية براجمات الصواريخ حيث تجاوز عددها «40 صاروخاً»، وعملت فرق الدفاع المدني على الاستجابة العاجلة لإخلاء الجرحى وإنقاذ العالقين تحت الأنقاض وانتشال الجثث. «هدنة عنيفة» مديرية الصحة في دمشق وريفها قالت في بيان لها امس ان النقاط الطبية استقبلت مساء يوم الاحد عدداً من الحالات من بلدة الشيفونية في الغوطة الشرقية تظهر سريرياً اعراض زلة تنفسية و»تخريشاً شديداً» في الاغشية المخاطية والعيون وهياجاً ودواراً يرجح ان تكون الحالات ناجمة عن الإصابة بغاز الكلور السام، حيث ان رائحة الغاز المعروفة كانت واضحة بشدة في المنطقة بعد انفجار كبير، وقد ورد ذلك في شهادة الكثيرين من اهالي المنطقة وسائقي الإسعاف، وحتى المصابون أنفسهم كانت تنبعث منهم رائحة الكلور. وأضافت مديرية الصحة انه تم تدبير الحالات التي بلغ عددها 18 إصابة بالارذاذ والأوكسجين، وسجلت وفاة واحدة لطفل، مع وضع طفل آخر 4 اشهر على التهوية الآلية، ومايزال بعض المصابين قيد العلاج والمراقبة، حيث تعمل مديرية الصحة في دمشق على متابعة الحدث. وصف أهالي الغوطة الشرقية الهدنة التي أقرها مجلس الأمن لوقف اطلاق النار لمدة 30 يوما بانها «هدنة عنيفة حيث تتناوب عشرات المقاتلات الحربية بالرغم من وجود الهدنة على قتل المدنيين المحاصرين» واكد الناشط الإعلامي «هيم بكار» انه تتزامن في كل ساعة نحو سبع مقاتلات روسية وأربع طائرات سورية على قتل المدنيين محاصرين على تخوم العاصمة، مؤكدا ان بعد إقرار الهدنة تم استخدام النابالم، والكلور السام، حيث قتلت عوائل كاملة باسم الهدنة، و400 الف نسمة تم الإقرار والتوقيع على ابادتهم باسم الهدنة. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ان الحملة التي يشنها النظام السوري على الغوطة الشرقية هي «بقيادة مجرم الحرب سهيل الحسن الملقب بالنمر والذي قلنا سابقًا إنه ليس سوى جرو يلهث وراء المجازر والدماء، وحتى اللحظة نستطيع القول إن الفشل هو عنوان معركة الغوطة بالنسبة للنظام، واستمرار القتل والمعارك يظهر بوضوح عدم رغبة روسيا بالتوقف عن القتل أو ادخال المساعدات لأكثر من 400 ألف مدني محاصر في الغوطة بينهم ما لا يقل عن 3000 جريح نتيجة الحملة الإجرامية الأخيرة». رسالة إلى المحاصرين ووجه العميد أحمد الرحال رسالة إلى الأهالي المدنيين وفصائل الثوار المحاصرين في الغوطة الشرقية، مؤكداً أن ما يجري شرقي دمشق اشبه بنظرية «جيوليو دوهيت» التي طبقت في حلب والآن تطبق في مدن وبلدات ريف دمشق، مضيفا لـ»القدس العربي» «قبل عقود قدم الطيار الإيطالي جيوليو دوهيت نظرية استراتيجية عسكرية جديدة، تتمحور حول أن الآلية التي يمكن الانتصار بها في الحرب بسرعة هي القصف الاستراتيجي والمركز على المدنيين في مناطق العدو، مع ابقاء الاشتباكات مستمرة بشكل متوسط ومنخفض الوتيرة على الجبهات. وذلك حسب مبدأ «لا يمكن استمرار وتيرة الحياة الطبيعية في ظل التهديد الدائم للموت والدمار». وأضاف رحال لـ «القدس العربي»: «اعتقد دوهيت أن عامل الهزيمة في الحرب يأتي من قهر الشعب من خلال القصف الممنهج والمكثّف بهدف ايقاع عدد كبير من القتلى بين صفوف المدنيين اضافة لتدمير البنية التحتية الاستراتيجية «المشافي، مستودعات الطعام، آبار المياه، طرق المواصلات»، وبهذا الأسلوب من القصف سيجبر المدنيون على قبول الهزيمة أو بأسوأ الأحوال زرع روح الهزيمة في المدنيين سيجعلهم ينقلونها إلى المقاتلين وفق آلية نفسية معروفة (الحفاظ على الحياة من أهم متطلبات الحياة) فالمقاتل على الجبهات في ظل اشتباكات خفيفة لن يكون منخرطاً بشكل كامل في المعركة وسيبقى جزء من تفكيره وتركيزه متجهاً نحو أهله وعائلته خائفاً عليهم قلقاً مما يلاقونه، وبالمقابل سيكون دور المدنيين هو نقل هذه العدوى إلى المقاتلين لإجبارهم على ايقاف المعركة والقبول بالهزيمة أو بشروط العدو لإيقاف المعركة، إذاً العامل الجوهري في تحقيق النصر عند دوهيت هو عاملٌ نفسي بأساليبٍ عسكرية. وهذا ما طبّقه الروس في غروزني ثم في مناطق متعددة اهمها في حلب والآن في الغوطة الشرقية. ورأى انه يجب على الثوار عدم الانجرار إلى الفخ الذي يرسمه العدو لهم ألا وهو نقل نتائج قصفه للمدنيين على الإعلام وانما فلترة هذه الاخبار وبث ما يمكن الاستفادة منه لاظهار اجرام الاسد دون العمل على زيادة الضغط النفسي على المقاتلين في الجبهات، وعلى المقاتلين والمدنيين في مناطق أخرى. كما يجب تركيز الثوار على نتائجهم الايجابية على الجبهات، لأن ذلك سيساهم في تعويض العامل النفسي للمدنيين، بل وسيساهم في اضعاف العامل النفسي لمقاتلي العدو، من خلال تغطية هزائمه وبث مقاطع لأسراه بشكل مكثّف يظهر انكسارهم وطلبهم من أصدقائهم الجنود التوقف عن الحرب ومناشدتهم لأهاليهم للعمل لمبادلتهم. ضخٌ غير مجدٍ أما عن استراتيجية الضخ الإعلامي الهائل لتشكيل ضغط أممي على العدو من خلال قرارات أممية أو المحاسبة على جرائم حرب او استعطاف هذه الدول فيمكن القول إنها غير ناجحة لوجود عجز دولي واضح ورغبة دولية في عدم التدخل، ولأن هذه الاستراتيجية تركز على الضخ الاعلامي للمدنيين وليس لوسائل الاعلام الأجنبية. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الدفاع سيرغي شويغو قوله إن الرئيس فلاديمير بوتين أمر بتنفيذ وقف يومي لإطلاق النار في الغوطة الشرقية بسوريا ابتداء من يوم الثلاثاء وفتح «ممر إنساني» يمكن للمدنيين أن يغادروا من خلاله، ونقلت الوكالة عن شويغو إن وقف إطلاق النار سيسري يومياً من التاسعة صباحاً حتى الساعة 1400 بالتوقيت المحلي. وأضاف أنه سيجري الإعلان قريباً عن التفاصيل المتعلقة بموقع هذا الممر حسب رويترز. المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قال امس الاثنين إن الوضع في الغوطة الشرقية في سوريا يبعث على القلق الشديد، وزعم ان فصائل الثوار تحتجز المدنيين هناك، متهماً إياها بامتلاك المواد الكيميائية، قائلاً «إن المتشددين هناك يحتجزون المدنيين رهائن، مضيفا بيسكوف في مؤتمر صحافي «الإرهابيون لا يلقون أسلحتهم ويتخذون السكان المحليين رهائن. هذا هو السبب الرئيسي في موقف بالغ التوتر، وإن موسكو لديها معلومات عن احتمال استخدام المتشددين لمواد كيميائية في الغوطة الشرقية. الغوطة تنزف بشدة… صواريخ النظام تحولها إلى «جحيم» وروسيا تتلاعب بشروط الهدنة قصف المدنيين بالنابالم الحارق وغاز الكلور السام هبة محمد |
طريقة اعتقال الصحافي المغربي توفيق بو عشرين ومداهمة مقر صحيفته تثير موجة واسعة من التنديد والتضامن وتثير الشكوك حول اتهامه بالاعتداء الجنسي Posted: 26 Feb 2018 02:25 PM PST الرباط – « القدس العربي» : تم ظهر أمس الاثنين استجواب الصحافي المغربي توفيق بوعشرين أمام الوكيل العام للملك (النائب العام) لدى محكمة الاستئناف في الدار البيضاء، بعد تأخير بسبب عدم جاهزية الإجراءات وهو ما جعل بوعشرين ينتظر ما يقارب ثلاث ساعات داخل مكاتب النيابة العامة. وقالت مصادر صحافية أن بوعشرين مدير مؤسسة «أخبار اليوم» ظهر بمعنويات مرتفعة، وهو واع بما يمر به منذ اعتقاله يوم الجمعة الماضي على خلفية شكايات باعتداءات جنسية فيما تقول الأوساط الحقوقية والسياسية والصحافية إن الاعتقال جاء على خلفية ما يكتبه وانتقاداته. وأعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف في الدار البيضاء يوم السبت الماضي في بلاغ رسمي أن البحث القضائي الجاري في حق توفيق بوعشرين، ناشر جريدة «أخبار اليوم»، جاء من أجل شكايات تتعلق باعتداءات جنسية ومدد الحراسة النظرية في حق بوعشرين لمدة 24 ساعة بطلب من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية للسماح لها بالاستماع إلى شاهدات أخريات في القضية. وداهم 20 عنصرا من قوات الأمن، بشكل مفاجئ، مساء يوم الجمعة الماضي، مقر جريدة «أخبار اليوم» في الدار البيضاء، قبل أن يقتادوا توفيق بوعشرين، ويأخذوا مفاتيح باب الجريدة بعد طلب العاملين في الخروج وتم فيما بعد الاستماع لعاملات بالمؤسسة كما استمعت الشرطة يوم السبت للصحافية ابتسام مشكور مديرة موقع سلطانة التابع للمؤسسة فيما استمعت يوم أول أمس الأحد للصحافية حنان الباكوري مديرة موقع اليوم 24 كما استدعيت الأحد الصحافية مريم مكريم مديرة موقع فبراير. كوم. وأعادت الشرطة، السبت، مفاتيح المقر وتواصل العمل بالصحيفة والمواقع التابعة لها وصدرت صحيفة «أخبار اليوم» أمس الاثنين وتركت بدون افتتاحية بوعشرين في الصفحة الأولى وصدر عدد أمس بافتتاحية بيضاء. وبعد تحقيق دام يومين، سمحت النيابة العامة مساء الأحد، للمحامين بلقاء بوعشرين نحو 30 دقيقة ومن «من أصل 30 دقيقة قضينا عشر دقائق في الضحك مع بوعشرين» حسب أحد المحامين وقال عبد الصمد الإدريسي، محام في هيئة مكناس، أمام مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بأن قضية بوعشرين ستكون «قضية القرن» بسبب التفاصيل التي سيكشف عنها بعد إحالة موكله على النيابة العامة. وقال المحامي محمد زيان ظهر أمس الاثنين «قضية التحرش الجنسي مشكوك فيها، مشددا على أن القضية مرتبطة بالصحافة بغينا (أحببنا) ولا كرهنا..الطريقة باش شدوه (التي اعتقلوه بها) تثير الشكوك» وأضاف زيان «إن لا مشكل لهيئة الدفاع مع الفرقة الوطنية للشرطة»، وأعرب عن اعتقاده بأن القضية أكبر من مجرد اعتداءات جنسية» وقال إن التصرف مع بوعشرين كمواطن يجب أن يتم على أساس أن المشتكية تقدم شكايتها ويستدعى المتهم، أما أن يداهم 20 شرطيا مقر العمل ويعتقلون مدير الجريدة ثم يبحثون له عن التهم واستدعاء الصحافيات وماذا كان يفعل معهم، فالطابع الصحافي حاضر في الملف أكثر منه كمواطن عادي» مشيرا الى أن عدد الشكايات كثيرة (30 شكاية)، إلا أن النيابة العامة احتفظت فقط بـ80 في المائة منها». وكشف أن «الفرقة الوطنية عرضت عليه فيديو يبدو فيه عاريا «زبط»، كما لفظها زيان، لكن بوعشرين أكد لهم أن الفيديو يعود له حينما كان مريضا يتلقى العلاج في المستشفى» وأوضح «ليس عندنا مشكلة مع الفرقة الوطنية للشرطة القضائية المشكلة مع الأجهزة التي تفبرك الحجج، وتأتي بصور شخص في المستشفى وتأولها على أنه نائم في الفراش، وتأتي بصحافية تصافح مديرها بالوجه أو تسلم عليه بالعناق وتتهمه بالفساد الأخلاقي». وقال إن «من حرك هذا الملف تفوق على السودان ووضعنا إلى جانب السعودية»، فالقضية «مرتبطة بالصحافة وبتحليلات بوعشرين وآرائه وأفكاره وجريدته، أحب من أحب وكره من كره». وأشار إلى أنه «إذا طبقنا القانون فيجب على الوكيل العام أن يقدم الملف لوكيل الملك، «لأن قضية التحرش والفساد الأخلاقي هي جنحة، وإذا كانت هناك مشتكية قاصرة فليخبروننا، ولا يوجد من يصدق فيديوهات لاعتداءات جنسية في القرن21» ويجب التمييز بين إن كانت الصحافيات اللواتي تم استدعاؤهن، ضحايا أم مجرد مشتكيات، لافتا إلى أن إرسال 21 شرطيا لاعتقال شخص تؤشر على أن قضية التحرش الجنسي مشكوك فيها وقال إن متابعة بوعشرين هي «إخراج رديء لمحاكمة طارق رمضان بفرنسا، وفي كل الدول المتحضرة تكون المتابعة في حالة سراح، ولكننا في أفريقيا». وانتقد عزيز رويبح، محامي في هيئة الرباط، طريقة اعتقال توفيق بوعشرين، وقال «من أجل جرائم جنسية، «كتيبة» من رجال الأمن تطوق مقر صحيفة «أخبار الْيَوْم»، وتفرغه من العاملين، والتقنيين، وتقتاد بوعشرين إلى مقر ولاية الأمن «ويشاع الخبر بشكل يوحي بجرائم تستوجب السرية، في ذكر مجرد سبب الاعتقال، ولو بالمختصر المفيد في تفادي التجاوز! ثم الاقتياد من مقر العمل، بدل عنوان السكن، حيث تكون حرمة الشخص، وكرامته أقل عرضة للتشهير، والشماتة، وكثرة التأويل!«. وأضاف رويبح أن ما حدث «صون قرينة البراءة، بمنطق الخصوصية المغربية، في التعاطي مع بعض المشتبه فيهم، حين تختلط فيهم صفات السياسة، والثقافة، والسلطة، والإعلام، ويكون لسانهم متجاوزا، لحدود الاحترام، وملامسا لمنطق «الدسارة» و»الزياغة»، كما يفهمها، ويتعاطى معها المخزن». واعتبر رويبح أن لحظة اعتقال مثل هؤلاء، يراد منها «إعدامهم رمزيا، وتوجيه رسائل التطويع، والتنبيه لأمثالهم، أو من تسول له نفسه أن يحاول الاحتذاء بهم يوما»، وشدد على أن قرينة البراءة، لا تتنافى مع «المتهم مدان إلى أن تثبت براءته»، عندما تكون العدالة قوية، فوق العادة، ومستقلة جدا، بجناح واحد، أضحى يرفرف عاليا سياسيا، وإعلاميا، أما «الصحافة في ظل سديم هذه الأجواء، فهي سلطة تحت نيران كل السلط.. كالمحاماة.. تقريبا أو تماما». وخلف اعتقال توفيق بوعشرين وطريقة اعتقاله ومداهمة أمنية لمقر صحيفته موجة واسعة من التنديد والتضامن وأثارت الشكوك حول المغزى العميق من الاعتقال. وكتب عبد العالي حامي الدين، البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، الحزب الرئيسي في الحكومة، «صديقي بوعشرين، اليوم يَحتجب عمودك الشهير الذي يحرص خصومك على قراءته قبل أصدقائك، اليوم يَحتجب عمودك « الثائر» ليفضح مؤامرة الذين تواطؤوا على إسكات صوتك المزعج للكثيرين» وأضاف على صفحته بموقع الفيسبوك «مناقشة افتتاحيات بوعشرين في المقاهي والمقرات سيحل محلها خطاب أخلاقي منافق، يحاول أن يخدعنا بأن عيون السلطوية حريصة على حماية أخلاقنا من الضياع وسيتطوع البعض ليشرح لنا بأن قضية بوعشرين لا علاقة لها بكتاباته ومواقفه، ولكنها معركة للدفاع عن القيم. وقال عمر إحرشان، عضو الأمانة العامة لجماعة العدل والإحسان، وهيئتها الحقوقية، إن الوقائع تؤشر على أن هناك خلفيات غير معلنة، وأنها مناسبة فقط لتصفية حسابات مع صحافي «مزعج» وأضاف أن الكرة في مرمى الجسم الصحافي والحقوقي والوطني لتوسيع جبهة التضامن والنضال ضد القوى التي لا هم لها إلا الإجهاز على ما تبقى من مكتسبات. وقال المؤرخ والحقوقي المعطي منجب، إن متابعة «بوعشرين سياسية بامتياز» واستهدفوه بأساليب دنيئة ولا أخلاقية. وقال الإعلامي علي أنوزلا مدير موقع لكم.كوم «إن أسلوب اعتقال بوعشرين فيه تهديد لكل الصحافيين، ويطرح الكثير من علامات التساؤل»، وأن الذي وقع هو «خطوة جديدة في مجال الحقوق والحريات، هدفها إحداث نوع من الخوف والرهبة في صفوف الصحافيين وحاملي القلم والرأي». طريقة اعتقال الصحافي المغربي توفيق بو عشرين ومداهمة مقر صحيفته تثير موجة واسعة من التنديد والتضامن وتثير الشكوك حول اتهامه بالاعتداء الجنسي محمود معروف |
صراع بين القوى الشيعية على الغالبية النيابية بعد الانتخابات في العراق Posted: 26 Feb 2018 02:25 PM PST بغداد ـ «القدس العربي»: يصرّ ائتلاف «الحكمة الوطني»، بزعامة عمار الحكيم، على أهمية تحقيق «الأغلبية الوطنية» في المرحلة المقبلة، ومشاركة جميع الكيانات العراقية في تشكيل الحكومة، معوّلاً في الوقت ذاته على نتائج الانتخابات التشريعية المقررة في 12 أيار/ مايو المقبل، في تحديد شكل التحالفات المستقبلية. النائب عن «تيار الحكمة»، حسن خلاطي، قال لـ«القدس العربي»، إن «الخارطة السياسية والانتخابية الآن أصبحت واضحة بالنسبة للساحة الشيعية»، مبيناً أن «تحالفات ما بعد الانتخابات، تعتمد على أمور عدّة منها؛ التقارب في المنهج المعتمد للكتل السياسية، خصوصاً الذي يتبنى مبدأ بناء الدولة والاستراتيجية اللازمة لذلك». وتميل كفة التحالفات المستقبلية لـ«تيار الحكمة» إلى الكتل والشخصيات السياسية، التي تؤمن بـ«بناء دولة عصرية عادلة يشعر فيها المواطن بأن الدولة راعية له، وإن المؤسسات الحكومية وجدت لخدمته»، وفقاً لخلاطي، الذي أكد «كل من يؤمن بهذه الأسس سيكون قريباً منا». ولفت إلى أمر آخر من شأنه أيضاً تحديد شكل تحالفات ما بعد الانتخابات، وهو «نتائج الانتخابات»، التي ستلعب دوراً كبيراً ومؤثراً أيضاً. المبدأ الأساسي لـ«تيار الحكمة»، حسب المصدر، ينصّ على «مشاركة جميع أبناء الشعب العراقي في الحكومة، وتحقيق الكتلة الوطنية العابرة للطائفية»، لافتاً إلى «إمكانية أن تشكّل بقية الأطراف الأخرى معارضة»، شريطة أن تكون تلك المعارضة «إيجابية وليس بهدف إعاقة بناء الدولة»، على حدّ قوله. وتابع: «نحن ندعو إلى الأغلبية الوطنية، وهذا الأمر قد لا يكون بعيدا جدا عن الأغلبية السياسية، لكن ما نطرحه ونسعى إلى تحقيقه هو مشاركة الجميع في تشكيل الحكومة المقبلة»، مشيراً في الوقت ذاته «نحن لسنا مع تقسيم المحافظات والمناطق على أساس الهوية الطائفية». وعن تحذيرات عددٍ من السياسيين في محافظة الأنبار، بشأن احتمالية حدوث حالات تزوير في الانتخابات التشريعية، قال خلاطي: «مفوضية الانتخابات أكدت اتخاذها جميع الإجراءات التي تحول دون وقوع حالات التزوير، سواء بوجود بطاقات انتخابية فائضة أو تكرار في التصويت، وغيرها من الحالات». كذلك أشار إلى أن «المفوضية أعلنت موعد إجراء الانتخابات المحلية في كانون الأول/ ديسمبر المقبل، لكن على مجلس النواب المصادقة على هذا الموعد». وأضاف: «قانون انتخابات مجالس المحافظات وصل إلى مرحلة التصويت النهائي، بكون أن مجلس النواب صوت في وقت سابق على جميع فقرات القانون باستثناء مادة واحدة تتعلق بانتخابات كركوك، ولم يتبق سوى التصويت على هذه المادة، ومن ثم التصويت على القانون كاملاً». وعرج النائب عن «تيار الحكمة»، إلى سبب انسحاب تياره من تحالف النصر بزعامة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أواخر كانون الثاني/ يناير الماضي، إذ أوضح أن: «انسحاب تيار الحكمة من تحالف النصر، يتعلق بأمور فنية»، مبيناً أن «الانسحاب تم بتوافق الطريفين، الذين اتفقا أيضاً على نزول كل طرف بمفرده ضمن المساحة والفضاء الانتخابي». الحكيم يلتقي المالكي في الأثناء، التقى الحكيم، مع زعيم ائتلاف دولة القانون، نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، أمس الاثنين، في لقاء يعدّ الأول من نوعه بعد انسحاب الحكيم من تحالف العبادي. بيان لمكتب الحكيم، ذكر إن اللقاء تضمن بحث مستجدات الأوضاع السياسية في البلاد، فضلا عن مستجدات الأوضاع الإقليمية». وأضاف أن «الجانبين بحثا الاستحقاق الانتخابي، وضرورة التنافس على أساس البرامج الانتخابية والابتعاد عن منهج التسقيط»، مشيرا إلى إن «الحكيم أكد على أهمية التركيز على المنجزات التي تحققت». ونقل البيان عن الحكيم قوله: «الانتخابات المقبلة ستنقل العراق من مرحلة اللا استقرار إلى مرحلة الاستقرار وبناء الدولة». ويطرح ائتلاف المالكي مشروع الأغلبية السياسية، كهدفٍ أساس لتحالفاته ما بعد الانتخابات التشريعية، التي تمهد لتشكيل حكومة «أغلبية سياسية» كبديل عن «حكومة المحاصصة»، حسب النائبة عن دولة القانون زينب الخزرجي. وقالت في بيان، أن «تشكيل حكومة شراكة سياسية هي ضحك على الذقون، ولن تنفع شيئاً بل ستزيد الوضع سوءاً، ولن يكون هناك أي فرق عن الحكومات السابقة التي لطالما حذرنا منها وطالبنا بتشكيل حكومة أغلبية سياسية كونها الحل الناجع لخلاصنا»، على حدّ قولها. وأضافت: «ستشكل حكومة الأغلبية السياسية خلال المرحلة المقبلة والتي تضم الجميع ولا تقتصر على قومية أو فئة معينة، لأن شعارنا الأغلبية التي ستعمل لإنقاذ البلد وخلاصه، وهذا هو الحل الوحيد». وحسب المصدر، «على جميع الأحزاب السياسية الكبيرة أن تتحمل المسؤلية الكاملة خلال المرحلة المقبلة، وهم يعلمون جيداً أن ما وصلنا إليه بسبب المحاصصة المقيتة التي نخرت جسد البلد، لذلك عليهم أن يؤمنوا بشعار الأغلبية السياسية الذي ندعو إليه من أجل إنقاذ بلدنا وعدم العودة إلى الشراكة التي لن تقدم شيئاً بل ستزيد الوضع سوء». وأوضحت أننا «سنقف بوجه حكومة الشراكة والمحاصصة وسنعمل على حكومة الأغلبية وندعو إليها، وهي شعارنا خلال المرحلة المقبلة وكل من يؤمن بها، من أجل النهوض ببلدنا والقضاء على جميع أنواع المحاصصة التي نخرت جميع مفاصل الدولة وأوصلتنا إلى ما نحن عليه، لذلك لن نسمح بعودتها نهائياً وندعو الجميع لرفضها». الحزب الإسلامي لن يشارك في المقابل، قال الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي، إياد السامرائي، إن بعض الكتل السياسية اعتبرت تحرك العبادي لانتقاء أفراد من داخلها «محاولة اختراق وتفتيت الصف». وأضاف، في منشور على صفحته الشخصية في موقع «فيسبوك»: «كان من المتوقع أن يشكل حيدر العبادي تحالفاً يكون أساسا لحكومة أغلبية، فإذا بغالب الكتل ترفض التحالف معه». وأوضح أن «السبب الذي سمعناه هو أن العبادي أراد انتقاء أفراد من داخل الكتل، وقد اعتبرت تلك الكتل ذلك محاولة منه لاختراقها وتفتيت صفها من خلال اختيار عناصرها القوية لصفه». ويأتي تصريح السامرائي، قبل ساعات من إصداره بيانا رسمياً أوضح فيه الأسباب التي دفعت الحزب إلى عدم المشاركة في الانتخابات. وقال الأمين العام للحزب، وفقاً للبيان، «نود توضيح قرارنا بشأن عدم مشاركة الحزب في الانتخابات النيابية، وترك المجال لعناصرنا بدخول الانتخابات وفق تقديرهم لجمهورهم الانتخابي وميولهم»، مبيناً أن «البعض أراد ان يخرج باستنتاجات لا تستند إلى أساس سليم». وبين أن «الحزب يجد أن كل الكيانات السياسية التي تشكلت والتحالفات التي تكونت لا تستند إلى رؤية مستقبلية ولا إلى برنامج واضح، وأن ذلك تم بناء على تقديرات لمدى التأييد الذي يتمتع به المرشحون إلى تأييد جمهورهم الخاص بهم، وأن التحالف مع أي جهة يحمله مسؤولية ما سيصدر عن تلك الجهة من سياسات ومواقف، ولا ننسى أن الجمهور وقوى سياسية تحملنا مسؤولية ما صدر عن أطراف تحالفنا معها سابقا». وتابع «دخلنا في تحالف مهم هو تحالف القوى الوطنية العراقية وأردنا أن يكون ذلك التحالف قوة انتخابية له برنامج واضح، ودفعنا بقوة نحو ذلك، وطالبنا التحالف بأن يشكل قائمة انتخابية واحدة وأن يدخل في حوار جاد مع القوى السياسية الأخرى ابتداء حول مستقبل الحكومة المقبلة وبرنامجها فذلك يعطي التحالف قوة في تبني افكاره ومطالبه، إلا أن قوى متنفذة داخل التحالف أصرت على الدخول منفردة فساهمت في إضعاف الموقف العام». وزاد: «لنا جمهور واسع ومؤيدين يطالبوننا بدور فعال ولن يسامحونا إن غبنا عن هذه الانتخابات وعناصرنا اكتسبت مكانة محترمة في المجتمع، لذا كان من الطبيعي أن نعطي المجال لهم لخوض الانتخابات دون أن نفرض عليهم قالبا واحدا، كما أن ذلك يعطينا الفرصة للتركيز على العناصر القوية لتتبوأ موقعها داخل المجلس لتؤدي دورا مهما فيه». وواصل «إننا اليوم نتمتع بعلاقات جيدة مع أغلب الكتل السياسية وهذا سيعطينا دورا مهما في المرحلة المقبلة مع تقديرنا الشديد لجميع تلك القوى»، لافتاً إلى أأن «وجود عناصر قوية ومهمة في قوائم متعددة سيكون عاملا مهما جدا في بناء تفاهمات بين الكتل السياسية نحو المستقبل، وسيكون للحزب دور رائد في هذا المجال». صراع بين القوى الشيعية على الغالبية النيابية بعد الانتخابات في العراق الحكيم والمالكي يتفقان على الابتعاد عن منهج «التسقيط» مشرق ريسان |
«هيومن رايتس ووتش»: تصاعد الاعتقالات في مصر قبيل انتخابات غير نزيهة Posted: 26 Feb 2018 02:24 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، أمس الإثنين، السلطات المصرية بشنّ حملة اعتقالات تعسفية أواخر شهر يناير/ كانون الثاني الماضي وبداية فبراير/شباط الجاري، في تصعيد ضد المعارضة السياسية، فيما انتقدت الهيئة الوطنية للصحافة المصرية، وهي منظمة حكومية، التقرير، واعتبرت أنه يحمل تناقضا بين فقراته، واعتمد على مصادر مشكوك فيها. المنظمة، وفي تقرير حمل عنوان «تصاعد الاعتقالات في مصر قبيل انتخابات غير نزيهة»، قالت إن «حملة الاعتقالات طالت عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية، والمرشح الرئاسي السابق، ومحمد القصاص، نائب رئيس حزب مصر القوية؛ ومحمد عبد اللطيف طلعت، الأمين العام لحزب الوسط، وهشام جنينة الرئيس السابق لـ «الجهاز المركزي للمحاسبات. واعتبرت أن «القمع واستخدام تهم متصلة بالإرهاب ضد النشطاء السلميين يشكل تجسيدا لاستراتيجية الحكومة لإسكات المنتقدين قبيل الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في شهر مارس/آذار المقبل». وحسب سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في «هيومن رايتس ووتش»، فإن اعتقال أبو الفتوح «يمثل رسالة الحكومة القاضية بمنع أي انتقاد للرئيس عبد الفتاح السيسي قبيل الانتخابات الرئاسية، على الرغم أنه من المفترض أن تحفز الانتخابات النقاش السياسي وتعكس الإرادة الشعبية، لكن حكومة السيسي تريد التأكيد على أن ذلك لن يحدث في مصر، مستخدمةّ القمع الشديد». وأضافت أن «تقال شخصيات بارزة، على ما يبدو لنشاطها السلمي، لا يقوض سيادة القانون فحسب، بل يمكنه أيضا أن يزيد من عدم الاستقرار، الذي تستخدمه الحكومة المصرية لتبرير مزيد من القمع». وأشارت المنظمة إلى «قيام محكمة، في 20 فبراير/ شباط الجاري، بوضع أبو الفتوح و15 عضوا من حزبه على قائمة الإرهاب في البلاد استنادا إلى قانون المنظمات الإرهابية لعام 2015، دون جلسات استماع أو إجراءات قانونية، بزعم التواصل مع جماعة الإخوان المسلمين». وطالبت المنظمة السلطات المصرية بـ«إسقاط هذه التصنيفات التعسفية على لوائح الإرهاب، والإفراج فورا عن أبو الفتوح وجميع من اعتقلوا بسبب انتقاد السلطة أو مشاركتهم في نشاط سلمي». ولفتت المنظمة إلى أنها طالبت البرلمان المصري بإلغاء هذا القانون، وقالت إن على «النيابات العامة إلغاء وضع مئات الأشخاص على لوائح الإرهاب، باعتبارها إجراءات شابتها العيوب والعشوائية». وحسب «هيومن رايتس ووتش»، فإن «قانون مكافحة الإرهاب المصري لعام 2015 يجرم أنشطة تتجاوز بكثير وصف الأعمال الإرهابية المذكور في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1566 لعام 2004، كما يتنافى مع مبدأ أساسي في القانون الدولي لحقوق الإنسان، يقضي بصياغة القوانين بشكل دقيق وقابل للفهم لضمان عدم استخدامها بشكل تعسفي. كما أن الإدراج على لوائح الإرهاب لا يستوفي الحد الأدنى من متطلبات الإجراءات القانونية الواجبة، ويجري دون جلسات استماع أو أدلة ملموسة». وتناولت المنظمة في بيانها «الاتهامات التي وجهت لأبو الفتوح طبقا لبيانات الداخلية، التي تمثلت بعقده لقاءات سرية مع أعضاء الإخوان في لندن، وإجراء مقابلات مع وسائل الإعلام لتفعيل مخطط يهدف إلى «إثارة البلبلة وعدم الاستقرار». وتابعت: «زعم البيان أيضا مصادرة الشرطة وثائق ضمت «تكليفات» لأبو الفتوح، حول كيفية حشد المواطنين وإسقاط الشرعية السياسية والقانونية للدولة». ونقلت المنظمة تصريحات لمحامي أبو الفتوح «أكدوا فيها أن الشرطة لم تُظهر أي أوامر تفتيش أو اعتقال عندما داهمت منزله». وقال حذيفة، نجل أبو الفتوح، لـ هيومن رايتس ووتش»، إن «نقاشا حادا جرى بين العائلة والشرطة لرفض الأولى السماح للشرطة بتفتيش المنزل دون أمر قضائي، وإن الشرطة انصاعت، ومعها عناصر الأمن الوطني، وغادروا دون مصادرة أي شيء». كما تناول تقرير المنظمة بيان وزارة الداخلية المصرية الذي صدر في 21 فبراير/شباط الجاري، والذي قالت فيه إنها اعتقلت 6 أعضاء مطلوبين من الإخوان المسلمين، وبحوزتهم 3 بنادق في مزرعة تابعة لأبو الفتوح في محافظة البحيرة. ونقلت عن عائلة أبو الفتوح قولهم إن القيادي المعارض «لا يملك مزرعة هناك، ولكن زوجته تملك أرضا أجّرتها منذ عام 2013». وأوضحت أن «نيابة أمن الدولة استخدمت الاتهامات نفسها لحبس نائب رئيس حزب مصر القوية احتياطيا بعد اعتقاله في 9 فبراير/شباط الجاري». كما أشارت إلى «اعتقال محمد عبد اللطيف طلعت، الأمين العام لحزب الوسط من منزله في 22 يناير/كانون الثاني الماضي بتهمة إثارة الفوضى». وبينت كذلك أن «في 13 فبراير/شباط الجاري، أمرت النيابة العسكرية بحبس المستشار هشام جنينة، المحتجز رهن التحقيق بعد إجرائه مقابلة قال فيها إن رئيس الأركان السابق سامي عنان، الذي أعلن نيته الترشح للرئاسة واعتقل أيضا، لديه أدلة على تورط قادة الجيش في أحداث العنف التي أعقبت انتفاضة مصر عام 2011، إضافة إلى اعتقال الصحافي معتز ودنان مراسل «هافينغتون بوست» الذي أجرى المقابلة مع جنينة». انتهاك الدستور واختتمت منظمة «هيومين رايتس واتش» تقريرها، بالتأكيد، على أن «إسكات مصر للأصوات المنتقدة وأحزاب المعارضة يمثل انتهاكا للدستور الذي يضمن حرية الفكر والرأي في المادة 65 وحق مواطنيها في المشاركة في الحياة العامة في المادة 87، ويتجاهل التزامات مصر على الصعيدين الإقليمي والوطني، بما في ذلك العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب». في المقابل، قالت الهيئة الوطنية للصحافة (حكومية) إن «البيان الذي أصدرته منظمة هيومان رايتس واتش، بعنوان «تصاعد الاعتقالات في مصر قبيل انتخابات غير نزيهة»، يحمل في طياته تناقضًا بين الفقرات، فبينما يشير إلى قيام السلطات المصرية بإحالة الوقائع المزعومة إلى النيابة العامة والقضاء، وهي السلطات المخولة قانونًا بالتحقيق في هذه الوقائع، يعتمد التقرير نفسه على مصادر مشكوك فيها، لا يمكن الوثوق في شهادتها وما يدلون به من وقائع». وأضافت في بيان لها، أن «أمريكا أو الدول الغربية، لو كانت تعرضت للقليل مما تعرضت له مصر في حربها ضد الإرهاب، لأعلنت حربًا عالمية أخرى، تحرق الأخضر واليابس، والدليل الدامغ هو الحروب الدولية المشتعلة في بعض الدول في منطقة الشرق الأوسط». «مصادر إخوانية» وتابع البيان: «استند التقرير المشار إليه إلى مصادر مجهولة، لا يمكن الوثوق في شهادتها، وهي في الغالب مصادر إخوانية تروج لها المنظمة، ثم تتلقفها المصادر الإخوانية مصدر هذه المعلومات وتروج لها نقلاً عن منظمة هيومان رايتس ووتش لخلق حالة من الادعاءات المغلوطة والوقائع المكذوبة». وحسب الهيئة «في الحرب ضد الإرهاب، تتخذ أكثر الدول ديمقراطية إجراءات مشددة، أكبر بكثير مما تتخذه السلطات المصرية، وأن الولايات المتحدة نفسها قادت حروبًا غير عادلة في منطقة الشرق الأوسط بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول، بزعم احتواء ودعم الإرهاب، واستندت إلى تقارير مخابراتية ثبت بعد ذلك تزييفها وعدم صحة وقائعها ولم تقدم واشنطن أي اعتذار للدول المنكوبة». التقرير، وفق الهيئة «يذكر أسماء وحالات مثل عبد المنعم أبو الفتوح وهشام جنينة وسامي عنان ومحمد القصاص، وتخضع قضايا هؤلاء لتحقيقات النيابة العامة والمحاكم المختصة»، مؤكدة أن «كل الإجراءات اتسمت بالنزاهة والشفافية والاستناد إلى قانون المنظمات الإرهابية الصادر سنة 2015، ولم يصدر قرار اعتقال واحد بشأن المتهمين، وإنما بأوامر حبس صادرة من النيابة العامة والمحاكم المختصة». ونفت»وجود علاقة بين الانتخابات الرئاسية والتحقيقات التي تُجرى في القضايا الإرهابية»، موضحة أن «الهيئة الوطنية للانتخابات تُشرف على الانتخابات الرئاسية، وهي هيئة مستقلة، ولا يجوز مساءلة أو عزل أعضائها وفقًا للقانون، وتُجرى الانتخابات تحت رقابة 16 ألفا و500 قاض، يشرفون على كل صندوق، وهي ضمانات لا تتوافر في كثير من الدول الديمقراطية». وأهابت الهيئة بمنظمة «هيومان رايتس ووتش» أن «تتبع معايير الحياد والنزاهة والشفافية، التي تخدم حقوق الإنسان في العالم، ولا تترك نفسها لإصدار تقارير سياسية، تصب في خانة الترويج للإرهاب ودعم الإرهابيين». «هيومن رايتس ووتش»: تصاعد الاعتقالات في مصر قبيل انتخابات غير نزيهة الوطنية للصحافة تعتبر أن تقرير المنظمة حمل تناقضات واعتمد على مصادر مشكوك فيها تامر هنداوي |
أردوغان أكثر زعيم في العالم يزور افريقيا… أهداف سياسية وعسكرية واقتصادية بأبعاد إستراتيجية Posted: 26 Feb 2018 02:24 PM PST إسطنبول ـ «القدس العربي»: بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الاثنين، جولة جديدة في إفريقيا تشمل 4 دول، ليحطم بذلك رقماً قياسياً جديداً كأكثر زعيم في العالم يزور القارة السمراء، وذلك في إطار جهوده لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية واقتصادية ظهرت مؤخراً أبعادها «الإستراتيجية» بشكل واضح. ومنذ وصوله إلى السلطة عام 2003، أبدى أردوغان اهتماماً خاصاً بالقارة السمراء، وقام بسلسلة جولات في القارة الأفريقية بصفته الأولى رئيساً للوزراء وصفته الحالية في الرئاسة، وتجاوز عدد الدول التي زارها الرئيس التركي أكثر من 30 دولة، بعضها زارها أكثر من مرة. وشملت زيارات أردوغان في السنوات الماضية، معظم الدول العربية الإفريقية، حيث زار مصر والسودان والصومال وتونس والمغرب والجزائر، فيما شملت عددا كبير من الدول الإفريقية ومنها تشاد وإثيوبيا وجنوب إفريقيا والغابون والنيجر والسنغال وغينيا الاستوائية وجيبوتي وكوت ديفوار وكينيا وأوغندا ونيجيريا وتنزانيا وموزمبيق ومدغشقر وغانا. رأى أردوغان منذ وصوله إلى الحكم ضرورة تعزيز انفتاح تركيا على العالم والخروج من سياسة الانغلاق على الذات التي مرت بها البلاد لعدة عقود، ورأى في الشرق الأوسط والقارة السمراء عمق استراتيجي هام يجب العمل معه وبدأ جهود واسعة للتقارب مع معظم الدول العربية والإفريقية، وذلك في الوقت التي كانت فيه تتقلص فرص أنقرة بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ومع تطور طموح تركيا بتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية، لا سيما في هيئات الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، شكلت الدول الإفريقية التي عززت معها تركيا العلاقات في السنوات الأخيرة، داعماً أساسياً لهذه الطموحات، وبات لتركيا سند قوي في منظمة التعاون الإسلامي التي تترأسها حالياً، وسبق أن تولت منصب أمينها العام، وتطمح مستقبلاً لإمكانية حصولها على الدعم الكافي من هذه الدول وغيرها لشغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة. وتقدم تركيا نفسها إلى القارة السمراء بأنها الدولة التي لا تهدف لاحتلال أو نهب موارد هذه الدول، يقول إبراهيم قالن الناطق باسم الرئاسة التركية: «إفريقيا تستحق المعاملة كشريك متساوٍ على الساحة العالمية»، لافتَا إلى احتياج القارة لـ»السلام، والعدالة، والاستقرار وليس إلى أشكال جديدة من الاستغلال». ويقول أردوغان: «تربطنا بالأفارقة رابطة أخوة حقيقية»، مضيفاً: «تقرب تركيا من إخوتها الأفارقة ليس تقرب مصلحة من طرف واحد، بل هو علاقات منافع متبادلة تهدف لإغناء إفريقيا والنهوض بها»، ويشدد على أن تركيا تتبع مع إفريقيا سياسة «إربح إربح» والقائمة على تبادل المنفعة وليس نهب موارد هذه الدول التي يذكرها دائما بالاستعمار ونهبه لمواردها، مقدما تركيا كنموذج مختلف. ومنذ وصول حزب العدالة والتنمية الحاكم وضع خطة بعنوان «سياسة الانفتاح على القارة الإفريقية»، وزادت تركيا عدد سفاراتها في القارة السمراء من 12 في عام 2009 إلى 40 سفارة في الوقت الراهن، وتخطط لنشر سفاراتها على كامل القارة في المدى المتوسط والطويل، فيما يوجد في أنقرة سفارات 33 دولة إفريقية. أهداف اقتصادية وإلى جانب الأهداف السياسية، يحتل الاقتصاد مرتبة متقدمة جداً في أولويات تركيا في القارة السمراء، وترى فيها أسواقاً واعدة وبلاداً تتمتع بقوة بشرية مؤهلاً لأن تتحول إلى كنزاً اقتصادياً في المستقبل، حيث تضم القارة السمراء 54 دولة يزيد عدد سكانها عن مليار نسمة، أكثر من 70٪ من سكانها شباب، وتتمتع باقتصاد سريع النمو، وموقع جغرافي يحمل أهمية اقتصادية، بالإضافة إلى قربها من منابع الطاقة وممرات نقلها. وعملت تركيا على إنشاء عدد كبير من لجان الشراكة الاقتصادية مع إفريقيا، أبرزها مجالس عمل مستقلة مع 35 دولة إفريقية و«منتدى الاقتصاد والأعمال بين تركيا وإفريقيا»، واجتماعات لوزراء الزراعة والصحة وغيرها، ومؤتمر «وزاري تركي إفريقي»، إلى جانب «قمة الشراكة التركية الإفريقية». وتقدم تركيا دعماً سنوياً لصندوق الاتحاد الإفريقي كما تقدم دعماً إنسانياً واسعاً في العديد من الدول الإفريقية في مجالات الصحة والتعليم والغذاء، وتقوم بتطوير المرافق العامة في الكثير من الدول أبرزها الصومال التي بنت فيها تركيا مطارات ومستشفيات وطرق وجسور. وتقول تركيا إنها الأولى في تقديم المساعدات الإنسانية حول العالم مقارنة بحجم دخلها القومي. هذه السياسة أثبتت نجاحها بشكل لافت مع ارتفاع حجم التبادل التجاري بين تركيا والدول الإفريقية إلى ثلاثة أضعاف عما كانت عليه في عام 2003 وهو تاريخ وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم في تركيا، ليصل إلى قرابة 20 مليار دولار في عام 2017. وبين عامي 2012 و2016 تجاوز حجم الصادرات التركية للدول الإفريقية 65 مليار دولار، وارتفع حجم التجارة معها إلى 93.5 مليار دولار. كما أن حجم التجارة السنوي بين تركيا والدول الإفريقية عام 2004 كان في حدود 5.6 مليار دولار، وبالمقارنة مع حجم التجارة عام 2016 نجد أنّ حجم التبادل التجاري ارتفع بنسبة 200 بالمئة، ليبلغ 16.7 مليار دولار. ووسعت الخطوط الجوية التركية عملها في القارة الإفريقية، حيث تنظم رحلات إلى 51 نقطة في 33 دولة إفريقية، كما تستضيف تركيا أعداد كبيرة ومتزايدة من الطلاب الأفارقة في مدارسها وجامعاتها ضمن منح دراسية تقدمها لآلاف الطلاب كل عام. أهداف عسكرية وإستراتيجية يمكن اعتبار الصومال النموذج الأقرب للأهداف العسكرية التركية من هذا التقارب، فبعد أن قدمت تركيا دعماً مفتوحاً للصومال من أجل محاربة الفقر والمجاعة وبناء مطار ومستشفيات وتعبيد الطرق، عملت على تعزيز قوة الحكومة في مواجهة الجماعات الإرهابية هناك لا سيما جماعة الشباب المجاهدين. ومن هذا المنطلق حصلت تركيا على الضوء الأخضر من أجل إقامة قاعدة عسكرية لتدريب قوات الجيش الصومال، لكن هذه القاعدة التي توسعت تدريجياً تحمل أهمية إستراتيجية كونها تطل على خليج عدن وتعتبر الصومال بمثابة بوابة القرن الإفريقي، وهي محاولة من قبل أنقرة لوضع قدم في القارة السمراء الذي تصاعدت التدخلات الدولية فيها في السنوات الأخيرة. القاعدة التركية في الصومال، جاءت بعد أشهر من افتتاح القاعدة التركية في قطر والتي تطل على الخليج العربي، وسبقت الحديث عن احتمال بناء قاعدة عسكرية وميناء بحري عسكري في الصومال وهو ما أثير بقوة على هامش زيارة الرئيس التركي الأخيرة للخرطوم وتوقيع عدد كبير من الاتفاقيات المختلفة أبرزها تخصيص جزيرة سواكن الإستراتيجية لتركيا من أجل إعادة بنائها. وعلى الرغم من نفي أنقرة والخرطوم إمكانية بناء قاعدة عسكرية في جزيرة سواكن، إلا أن الاتفاقيات الأخيرة فتحت الباب أمام التمهيد لتواجد عسكري تركي على السواحل السودانية التي تتمتع بأهمية إستراتيجية كبيرة من حيث إطلالتها على البحر الأحمر ومقابلتها للسواحل السعودية ومجاورتها لمصر. وفي إطار مساعي تركيا لتعزيز صناعاتها العسكرية والدفاعية في السنوات الأخيرة، تطمح أنقرة بأن تتحول الدول الإفريقية سوقاً هاماً لبيع منتجاتها العسكرية لجيوش هذه الدول وهو ما يفتح أفقاً اقتصادياً هاماً للشركات التركية التي طورت صناعاتها الدفاعية بشكل كبير وبالتالي يعزز نفوذ الدولة التركية في هذه القارة. أردوغان أكثر زعيم في العالم يزور افريقيا… أهداف سياسية وعسكرية واقتصادية بأبعاد إستراتيجية بدأ الاثنين جولة جديدة تشمل الجزائر وموريتانيا والسنغال ومالي إسماعيل جمال |
خطوة شاذة للكنيسة Posted: 26 Feb 2018 02:24 PM PST رؤساء الكنائس في القدس أغلقوا صباح يوم الأحد، في خطوة استثنائية، كنيسة القيامة حتى أشعار آخر. هذا القرار اتخذ احتجاجا على مشروع قرار يسمح للدولة بمصادرة أراض باعتها الكنائس منذ العام 2010، وكذلك احتجاجا على نية بلدية القدس جباية الضرائب عن عقارات الكنائس. النقاش في مشروع القانون في اللجنة الوزارية للتشريع كان سيجري يوم الأحد لكنه تأجل لأسبوع. رؤساء الكنائس التي تسيطر على كنيسة القيامة ـ البطريركية اليونانية والراعية الكاثوليكية والبطريركية الأرمنية ـ نشروا هذا اليوم رسالة هاجموا فيها الخطوات الأخيرة للكنيست وبلدية القدس، التي يعتبرونها «هجوما منهجيا ضد الأقلية المسيحية في البلاد المقدسة». حسب أقوال رؤساء الكنائس، فان إغلاق الكنيسة هو عملية لم يسبق لها مثيل. «نحن نتابع بقلق المعركة الممنهجة ضد الكنائس والطائفة المسيحية في البلاد المقدسة، من خلال خرق فظ للوضع القائم»، كتبوا. وقد أشاروا إلى أن الأمر يتعلق بنشاطات غير مسبوقة «تخرق اتفاقات قائمة والتزامات دولية، الأمر الذي يبدو أنه محاولة لإضعاف الوجود المسيحي في القدس». الحكومة الأردنية قالت في أعقاب إغلاق كنيسة القيامة «نحن ندين تغيير الوضع القائم في القدس وندين الخطوات التي اتخذت ضد الكنائس وأملاكها». مشروع قانون عضوة الكنيست رحيل عزاريا (حزب كلنا) يحظى بدعم وزارة العدل، وهذا القانون ينص على أن الأراضي التي بيعت أو التي ستباع من قبل الكنيسة بدءا من العام 2010 ستتم مصادرتها من قبل الدولة، بهدف منع بيع أراض واسعة في القدس، في الأساس من قبل الكنيسة اليونانية ـ الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية لشركات خاصة. عزاريا قالت إن البيع يضر آلاف العائلات التي تسكن في بيوت قائمة على هذه الأراضي، والتي هي موجودة في معظمها في مركز المدينة وتمتد على مساحة 500 دونم تقريبا. رؤساء الكنائس يشعرون بأنه إذا تمت المصادقة على القانون فإن قدرتهم ستمس على بيع العقارات، التي تمثل عاملا كبيرا في مداخيل الكنائس. حسب أقوالهم الأمر يتعلق بمشروع قرار «مميز وعنصري موجه فقط نحو أملاك الطائفة المسيحية في البلاد المقدسة»، وأضافوا بأن هذه الخطوة «تذكر بقوانين ذات طبيعة مشابهة سنت ضد اليهود في فترات ظلامية في أوروبا». عضوة الكنيست عزاريا، نائبة رئيس بلدية القدس سابقا، قالت ردا على إغلاق كنيسة القيامة: «أنا أفهم بأنهم يضغطون على الكنيسة، لكن أراضيهم ستبقى لهم، ولا يوجد لأحد نية للمس بها في أي يوم. مشروع قراري يتناول ما سيحدث في حالة أن الحقوق على الأراضي بيعت لطرف ثالث ـ من غير المعقول أن يقوم أصحاب المشاريع بالانتقال من بيت إلى آخر ويهددون السكان بأن عليهم دفع 200 ـ 500 ألف شيكل. المبالغ القليلة التي بيعت بها أحياء كاملة، توضح للجميع أن الأمر يتعلق بصفقة مشكوك فيها. في هذا الوضع، البطريركية ليس لها علاقة بالأمر لأنه يتعلق بأراضي بيعت لرجال أعمال خاصين». المبادرة الأخرى التي أغضبت رؤساء الكنائس هي خطوة بلدية القدس لجباية ديون رسوم أرنونا عن أملاك الكنائس في المدينة. حتى الآن حظيت جميع عقارات الكنائس بالإعفاء من دفع رسوم الأرنونا، ولكن في الشهر الماضي نشرت البلدية إعلانا قالت فيه إنها بدأت بعملية كبيرة لجباية رسوم الأرنونا من مكاتب، مدارس ومبان خصصت لاحتياجات مختلفة وتوجد بملكية الكنائس. مع ذلك، أوضحت أنها لن تجبي رسوم الأرنونا من أماكن العبادة المعفية من الضرائب. في الكنائس يدعون أن خطوة البلدية تعارض الاتفاقات الدولية التي وقعت عليها الدولة وكذلك التي تناقض الوضع التاريخي القائم بين الكنائس وبين الحكومات التي تحكم القدس. حسب أقوالهم، بصورة تقليدية، الكنائس لا تدفع الضرائب في المدينة، وهذا ما كان في أيام الحكم العثماني، البريطاني والأردني. رئيس البلدية نير بركات قال ردا على ذلك «بلدية القدس لديها علاقة جيدة وعلاقة احترام مع كل الكنائس في المدينة. وستواصل الاهتمام باحتياجاتها وحماية حرية العبادة الكاملة فيها. مع ذلك، لا يمكننا التسليم بأنه فقط في القدس يكون هناك فنادق وقاعات ومصالح تجارية معفية من الأرنونا فقط لأن أصحابها هم الكنائس، وذلك خلافا لحيفا وتل أبيب التي تجبي رسوم الأرنونا من العقارات التجارية التابعة للكنائس». نير حسون هآرتس 26/2/2018 خطوة شاذة للكنيسة رؤساء الكنائس في القدس أعلنوا الاحتجاج ضد مشروع القانون الذي يمكن الدولة من مصادرة أراضيها صحف عبرية |
هل تفتح المعارضة جبهات جنوبي سوريا نصرةً للغوطة الشرقية؟ Posted: 26 Feb 2018 02:23 PM PST حلب – «القدس العربي» : طرحت التطورات العسكرية التي تشهدها الغوطة الشرقية لدمشق، العديد من التساؤلات حول إمكانية فتح فصائل المعارض لجبهات القتال في جنوبي سوريا، خاصة محافظة درعا، وذلك لنصرة الغوطة الشرقية والتخفيف عنها من الهجمة الشرسة التي يشنها النظام؟ وكانت فصائل عسكرية عدة في محافظة درعا، أعلنت قبل أيام النفير العام ورفع الجاهزية لمقاتليها والاستعداد لضرب كافة الأهداف العسكرية لقوات النظام نصرة للغوطة الشـرقية. وفي هذا الصدد أكد الناشط السياسي السوري ناصر الحريري، على أن ما يحصل في الغوطة الشرقية يمس فصائل الجبهة الجنوبية بشكل مباشر، خاصة أن تصريحات وزير خارجية روسيا لافروف تؤكد أنه بعد الانتهاء من الغوطة سيتم القضاء على المعارضة في المنطقة الجنوبـية. وأردف لـ «القدس العربي»،: أنه حتى الآن لم نلحظ تحركاً جماعياً لفصائل الجنوب يتناسب مع حجم الكارثة و الجريمة الإنسانية التي تحصل في الغوطة، ومع المصير المماثل المرتقب للمنطقة الجنوبية عامة!، إلا أن هناك ردات فعل استباقية قامت بها بعض الفصائل مثل فرقة عامود حوران وشباب السنة وجيش العشائر وكتائب متفرقة قامت بقصف بعض مواقع قوات الأسد في منطقة ازرع والصنمين وخربة غزالة لمناصرة الغوطة. واستبعدت القاعدة الروسية في حميميم في محافظة اللاذقية على الساحل السوري حدوث تحركات عسكرية من قبل فصائل المعارضة السورية المسلحة في جنوبي البلاد، مناصرة للغوطة الشرقية، وذلك بعيد الهجوم البري الذي تشنه قوات النظام السوري في المنطقة. وقالت القاعدة العسكرية عبر صفحتها «غير الرسمية» في مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: إنها لا تتوقع حدوث تحركات عسكرية من قبل المجموعات المتمردة جنوبي البلاد رداً على الهجوم البري الذي تشنه القوات الحكومية السورية في منطقة الغوطة الشرقية للقضاء على تنظيم جبهة النصرة الإرهابية على حد تعبيرها. واعتبر الحريري تصريحات قاعدة حميميم بأن المسلحين في المنطقة الجنوبية لن يفتحوا معارك مع القوات الحكومة، حرباً إعلامية ونفسية هدفها تحبيط المعنويات. وشدد الحريري على أن المطلوب من فصائل الجنوب هو تشكيل غرفة عمليات موحدة وعاجلة ووضع خطط واستراتيجيات عسكرية منظمة وفتح الجبهات كافة والقيام بمعارك هجومية مباغتة لتحرير المناطق والمواقع التي تسيطر عليها قوات الأسد والميليشيات الإيرانية في حوران. وأضاف قائلاً إن نظام الأسد وحلفاءه لن يتمكنوا من توفير القوات اللازمة لمواجهة الثوار في حال تحركت كافة الفصائل وفتحت جميع الجبهات في آن واحد، لأن نظام الأسد سحب معظم قواته من الجبهة الجنوبية من أجل تغطية معاركهم في الحبهة الشمالية و في الغوطة الشرقية، وهذه فرصة مواتية لفصائل الجيش الحر في الجبهة الجنوبية تسهل عمليتها العسكرية. وأكد رئيس مجلس السوريين الأحرار أسامة بشير، أن ما يجري في الغوطة من جرائم لا بد أن تحرك مشاعر الثوار الجنوب، وتستجيب لنداء أهالي الغوطة. وأشار لـ «القدس العربي»، إلى أن فصائل المعارضة قصفت قوات النظام نصرة للغوطة، وبذلك تكون كسرت اتفاق وقف التصعيد، لافتاً إلى أن استمرار النظام وروسيا بجرائمهم وحملتهم العسكرية ربما ليس فقط جبهة الجنوب ستفتح ربما يتطور الأمر لفتح جبهات أخرى. فالضغط الشعبي الثوري واتهام الفصائل النائمة بالخيانة والتخاذل ربما يجعلهم يستيقظون ويكسرون اتفاق استانة وغيره. وقال بشير إن ما يحصل اليوم معركة حياة او موت، وإذا دخل النظام للغوطة الشرقية، فلن يترك بقية المناطق التي يسيطر عليها الثوار، وبالتالي فإن فتح الجبهات ضرورة ليس فقط تضامناً مع الغوطة وإنما دفاعاً عن انفسهم، لذلك ربما نرى تطورات في جبهة الجنوب لأنهم أول من استجاب لنداء الغوطة. هل تفتح المعارضة جبهات جنوبي سوريا نصرةً للغوطة الشرقية؟ عبد الرزاق النبهان |
موريتانيا: ارتياح لإعلان الرئيس عن عدم ترشحه لانتخابات 2019 Posted: 26 Feb 2018 02:23 PM PST نواكشوط-«القدس العربي»: عم ارتياح واسع الأوساط السياسية الموريتانية وبخاصة أوساط المعارضة، أمس بعد التصريحات التي أدلى بها الرئيس محمد ولد عبد العزيز لأسبوعية «جون أفريك» الفرنسية وأكد فيها أنه غير مترشح للانتخابات الرئاسية المقررة 2019، وأنه لن يغير المواد المحددة لولايتي الرئاسة. وأكد الرئيس الموريتاني في تصريحاته التي نشرتها الأسبوعية أمس «أنه سيلتزم بالدستور»، مضيفا «لقد راجعنا الدستور لكن لم نلمس المواد المتعلقة بمأموريات الرئاسة». وكان أول رد فعل على هذه التصريحات ما نشره محمد جميل منصور الرئيس الأسبق لحزب التجمع (المحسوب على الإخوان) والذي يقود أكبر كتلة معارضة في البرلمان، حيث أكد في تدوينة له أمس «كان جواب الرئيس واضحا «سألتزم بالدستور الذي يحد المأموريات الرئاسية باثنتين»، ثم أكمل » لقد راجعنا الدستور لكننا لم نمس هذه المادة و لن ألمسها مستقبلا »، ودون شك ليس في هذه الإجابة لبس والبحث عن تأويلات لا يخدمها ظاهر الجواب لا داعي له وبالتالي في هذا المستوى الأمر يستحق التسجيل ولا بأس بالترحيب والتشجيع حتى ولو كنا نعرف أن الالتزام بالدستور واجب وأن الدستور يمنع تعديل مواد المأموريات». وقال « شوش ونغص على هذه الإجابة الواضحة أمران أولهما توقف الرئيس في طريقه من المطار ليحيي مجموعة خارجة على القانون وتدعو صراحة لانتهاك الدستور وهو الذي أقسم على احترامه وعلى ألا يسهم مباشرة أو على نحو غير مباشر فيما يؤدي إلى تعديله في محور المأموريات وتحديدها باثنتين». «وأما الثانية، يضيف ولد منصور، فالأخبار التي نقلها موقع «موند أفريك» عن محاولات لسحب الإجابة محل الارتياح والتي وصلت حد مفاوضات أجرتها شخصية معروفة مقربة من النظام مع» جون أفريك» من أجل هذا السحب، دون التسليم بصحة المعلومة». وفي رد على سؤال الوريث أو الخلف، أوضح الرئيس ولد عبد العزيز أن هذا الأمر متروك للمستقبل ولكن كل المواطنين يستطيعون الترشح ثم قال «سأدعم أحدهم». وعلق جميل منصور على هذه الإجابة موضحا «لو قال سأصوت لأحدهم ما تطلب الأمر استدراكا، ولكن في الديمقراطيات الناشئة والتي عود النظام فيها الناس على أن لا اختيار إلا اختياره لا يناسب أن يتخذ الرئيس القائم موقف دعم أو عكسه أثناء إشرافه على الانتقال من بعده، فذلك يفسد اللعبة ويفتح الباب أمام تجيير الدولة ومؤسساتها لصالح طرف معين خرقا للنزاهة وتكافؤ الفرص». وعلق محمد فال بلال زير الخارجية الأسبق على تصريحات الرئيس قائلا «يرشحُ مما يقوله بعض الموالين أنّ عشر سنوات من العمل الرئاسي والحزبي لم تكفِ لتهيئة شخص واحد مدني أو عسكري يخلف الرئيس عزيز في انتخابات 2019 لإنهاء ما بدأه من عمل؛ ويعتبرون ذلك سببا كافيا لمطالبته بمأمورية ثالثة، وهذا شيء مُحْزِن حقا، خاصة وأنّ من بينهم عمدا ونوابا يفترض أنهم موالون للديمقراطية والشعب.» «شخصيّا، يضيف الوزير بلال، لا زلتُ، كما كنت دائما، أستبعِدُ قبول الرئيس بالترشّح لمأموريّة ثالثة، ولا زلتُ آخذُ على محمل الجَد تصريحاته المتكرّرة في هذا الشأن وآخرها ما قاله لصحيفة «جين أفريك»، ولا زلتُ أنَبِّه إلى ضَرورَة تمهيد الطريق أمامهُ لخرُوج سَلِس وتهدئة الأوضاع وتذليل العَقَبات وتفادي المطبّات تسهيلا لعملية انتقال السّلطة». وقال «آمل أن ينخرط الرئيس شخصيا في الحوار مع المعارضة حول أنجع الطرق لتحقيق ذلك، كما أتطلع إلى أن تساعد المعارضة في ذلك متى اقتنعت بتركه الترشح، هذا مع العِلْم بأنّ قرار مغادرته السلطة سيعطيه شعبيّة واسعة في الداخل وسمعة مفيدة في الخارج، ما يجعله سندا انتخابيا معتَبَرا ورافِعة قويّة لمرشح فريقه السياسي للفوز بخلافته». وأضاف بلال قائلا «باختصار، أعتقد أنّ خروج الرئيس عزيز بطريقة دستورية وقانونية، حتى ولو فاز بخلافته أحد أنصاره ومعاونيه، سيبقى إنجازا كبيرا وتقدما ملموسا في بلد لم يعرف حتى الآن إلاّ الانقلابات العسكرية، كما سيشكل قَفْزَة عظيمة في سجل تاريخ هذه البادِية وأهلها ورِمالها المتحَرِّكة، هذا مع أنّ فوز المعسكر الحاكم حالا والآخذ في التآكل والتعارض والتدابر ليس قدرا محتوما على البلاد والعباد، إذا ما أحسنت المعارضة اللعب وعملت على توحيد صفوفها، وقطعت نهائيا مع الموقف «السلبي» و»الرفضوي» وما عُرِف عنها من تشرذم وانقسام و»تردّد» و»تباطؤ» و«تثاقُل» على الأرض». «على المعارضة، يقول بلال، أن تتحرّك من الآن في اتجاه موريتانيا الأعماق وتخاطب السكان بتَفاؤل وإيجابية وحسن ظن وثِقَة في النفس؛ لعل وعسى أن تفوز في انتخابات 2019، وتكتمل فرحة التناوب، وتدخل موريتانيا التاريخ من أعظم أبوابه «. وفي موقف آخر، أكد لو غورمو نائب حزب رئيس اتحاد قوى التقدم المعارض أنه «يستبعد أن يسلك الرئيس ولد عبد العزيز مسلك التمرد على الدستور إلا إذا كان يسعى لإدخال البلد في الفوضى، لكن لمصلحة من ذلك؟»، وما هو رأي الشعب؟، وما هي مواقف الأطراف الأخرى من المس باستقرارنا الذي ترتبط به توازنات لعبتهم الإقليمية؟». «ليس أمام ولد عبد العزيز، يضيف لوغورمو، سوى القبول بحوار حقيقي مع كافة أطراف المعارضة لترتيب انتقال سلس وديمقراطي وهادئ للسلطة لأن ذلك ضمان لمصالح الجميع ضمن إطار من الاستقرار والسلام»، وأي خيار آخر سيحمل في طياته مخاطر مهددة لجميع الأطراف». وتنضاف تصريحات الرئيس لمجلة «جون أفريك»، لتأكيدات أدلى بها في تشرين الأول/ أكتوبر 2016 في ختام آخر حوار سياسي حيث قال «إنه لم يطالب بمأمورية (ولاية) رئاسية ثالثة لقناعته بأن مقتضيات المواد المتعلقة بالمأموريات يجب أن تبقى كما هي دون تغيير، وأن أي تعديل يجب أن يكون هدفه مصلحة الأمة، لا مصالح الأشخاص». وأكد ولد عبد العزيز «أنه لا وجود للمأمورية الثالثة إلا في أذهان من سماهم بعض الأشخاص الذين يستهدفون استقرار البلد ويسعون إلى إثارة البلبلة لمآرب شخصية». موريتانيا: ارتياح لإعلان الرئيس عن عدم ترشحه لانتخابات 2019 |
موفد للأمم المتحدة يدعو لتفادي التصعيد مع إسرائيل… ولبنان «جاهز» للدفاع Posted: 26 Feb 2018 02:23 PM PST بيروت- «القدس العربي»: عكست زيارة الموفد السعودي الخاص نزار العلولا إلى لبنان رغبة المملكة العربية السعودية في طي صفحة ازمة استقالة الرئيس سعد الحريري بكل شوائبها وتعقيداتها، وهو سارع فور وصوله إلى مطار رفيق الحريري الدولي إلى تأكيد توجيه الدعوة لرئيس الحكومة سعد الحريري لزيارة المملكة. كما توجّه عصر امس إلى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقرأ الفاتحة عن روحه وارواح رافقه. والى قصر بعبدا نقل الموفد الملكي السعودي رسالة شفهية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى الرئيس اللبناني ميشال عون تؤكد دعم سيادة لبنان واستقراره ومتانة العلاقات اللبنانية – السعودية. أما الرئيس عون فأكد لضيفه رغبة لبنان في اقامة افضل العلاقات مع السعودية منوهاً بوقوف السعودية إلى جانب لبنان. وأشارت المعلومات المتوافرة عن اللقاء الذي لم يدم أكثر من 10 دقائق غادر اثرها العلولا من دون الادلاء بأي تصريح، إلا ان الاخير أبلغ عون بأنه سيوجّه دعوة إلى رئيس الحكومة لزيارة المملكة. وشملت جولة العلولا كلاً من الرئيس الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على أن يلتقي اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري وعدداً من الشخصيات والفاعليات السياسية التي كانت تنضوي تحت لواء 14 آذار وبينها الرئيس أمين الجميّل ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل. الى ذلك، لم يغب النزاع النفطي بين لبنان وإسرائيل عن المشهد الداخلي اذ حضر في لقاء جمع رئيس الجمهورية إلى وكيل الامين العام للامم المتحدة لادارة عمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا الذي زاره في بعبدا برفقة قائد قوات «اليونيفيل» الجنرال مايكل بيري والمنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان بيرنيل كاردل . وأبلغ الرئيس عون ضيفه ان «لبنان حريص على استمرار الهدوء والاستقرار في الجنوب، لكنه في المقابل مستعد للدفاع عن نفسه اذا ما اقدمت إسرائيل على الاعتداء عليه»، لافتاً إلى «استمرار الخروقات الإسرائيلية لقرار مجلس الأمن الرقم 1701 وانتهاك الأجواء اللبنانية لقصف الاراضي السورية». واشار الرئيس عون إلى ان «محاولة إسرائيل بناء جدار اسمنتي على الحدود الجنوبية لاسيما في النقاط الــ 13 من الخط الأزرق المتحفظ عليها، هي اعتداء اضافي على السيادة اللبنانية يرفضه لبنان رفضاً مطلقاً». أما لاكروا فعرض للرئيس عون الانطباعات التي تكوّنت لديه بعد زيارته إلى الحدود، مؤكداً عمل « اليونيفيل» من اجل المحافظة على الاستقرار لاسيما من خلال خطوات وقائية تضع حداً لردود الفعل التي يمكن ان تسجّل نتيجة حصول مؤشر من حين إلى آخر. واكد مواصلة عمل القوة الدولية واجتماعات اللجنة العسكرية الثلاثية التي تجتمع دورياً. وانتقل للاجتماع برئيس مجلس النواب نبيه بري ثم برئيس الحكومة سعد الحريري وركّز على دور قوات اليونيفيل في تعزيز السلام والاستقرار في لبنان، وقال « اتفقنا على أن دور قوات اليونيفيل في تفادي التصعيد وأي حادث يساهم في ذلك هو الدور الاساسي، وأعتقد ان هذا الدور يجب ان يستمر للافضل على اسس الأمم المتحدة. وقد أشرت ايضاً إلى دور اليونيفيل الذي تلعبه في الحوار مع الجانب الإسرائيلي وهو دور مهم للجانبين. وهذا ما يجري ايضاً بشكل خاص في الوقت الراهن من خلال محاولاتنا تسهيل الحوار حول موضوع الجدار حيث يلعب الجنرال بيري دوراً مهماً ومفيداً في تسهيل هذا الحوار من خلال الاجتماعات العديدة التي عقدت مؤخراً «. وفي هذا السياق ، برزت زيارة الرئيس عون إلى اليرزة مقر قياد الجيش اللبناني التي كان زارها عشية انطلاق عملية فجر الجرود ضد تنظيم «الدولة» في جرود القاع ورأس بعلبك.وقد التقى رئيس الجمهورية قائد الجيش العماد جوزيف عون وبحث معه الأوضاع الأمنية في البلاد ومهمّات المؤسسة العسكرية واحتياجاتها المختلفة. وكانت مناسبة نوه فيها الرئيس عون «بجهود الجيش للحفاظ على استقرار البلاد والدفاع عن الوطن في مواجهة العدو الإسرائيلي والإرهاب»، مشدداً على ترسيخ الوضع الأمني في البلاد. كما أكّد وحدة الموقف الرسمي والشعبي الداعم لجهوزية الجيش على الحدود الجنوبية لضمان حقوق لبنان في حدوده البرية والبحرية واستثمار كامل موارده النفطية والاقتصادية، وذلك جنباً إلى جنب مع الحفاظ على استقرار هذه المنطقة بالتعاون والتنسيق مع القوات الدولية تنفيذاً للقرار 1701. موفد للأمم المتحدة يدعو لتفادي التصعيد مع إسرائيل… ولبنان «جاهز» للدفاع الرياض تعود إلى بيروت وترغب في طي أزمة استقالة الحريري سعد الياس |
المسيحيون يصلون على أعتاب كنيسة القيامة الموصدة احتجاجا على ضرائب الاحتلال الإسرائيلي Posted: 26 Feb 2018 02:22 PM PST رام الله – «القدس العربي»: لم يجد مسيحيو القدس المحتلة والزوار الأجانب لكنيسة القيامة لأداء صلواتهم، سبيلا سوى أداءها على على عتبات الكنيسة التي اغلقت أبوابها حتى إشعار آخر، بقرار من رؤساء الكنائس، احتجاجا على المخطط الإسرائيلي القاضي بفرض الضرائب على دور العبادة المسيحية في المدينة، في الوقت الذي طالب فيه رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله بـ «تحرك عاجل» لوقف المخطط الإسرائيلي، بينما دعت حركة حماس الى «تصعيد الانتفاضة» في وجه الاحتلال. ويقول سكان من مدينة القدس إن الساحات والشوارع المحيطة بالكنيسة الشهيرة، اكتظت بالمصلين المسيحيين، المحليين والأجانب، الذين اضطروا الى أطاء صلواتهم على أعتاب الكنيسة، وأمام أبوابها القديمة الموصدة، وسط ردود فعل غاضبة منهم على القرارات الإسرائيلية التي من شأنها أن تحد من الطقوس الدينية المعتادة، حيث تهدد بإغلاق الكثير من دور العبادة المسيحية في القدس. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» عن المسؤول عن فتح كنيسة القيامة يعقوب نسيبة قوله «إن الكنائس للصلاة وليست لجمع الأموال»، واصفاً إغلاق الكنيسة بـ»اليوم الحزين». وأكد أمين مفتاح كنيسة القيامة أديب جودة، أن إغلاق الكنيسة في هذا الوقت «مأساوي» بالنسبة للحجاج المسيحيين، خاصة آلاف الوافدين القادمين من الخارج مع قرب حلول «عيد الفصح». ومن المؤكد أن يخدم قرار إغلاق الكنيسة حتى إشعار آخر، خطوات احتجاجهم التالية ضد السياسات الإسرائيلية، مع اقتراب هذا العيد. ويتوقع ان يثير القرار الأمر حفيظة المسيحيين تجاه القرارات الإسرائيلية المجحفة، ويظهر أن الحملة الإسرائيلية هدفها المس بالوجود المسيحي كما الإسلامي في المدينة المقدسة. وكان رؤساء كنائس القدس، قد أعلنوا في مؤتمر صحافي أول من أمس، إغلاق «كنيسة القيامة» احتجاجاً على فرض سلطات الاحتلال الضرائب على عقارات وأراض تملكها الكنائس في المدينة المقدسة. ومن المقرر حسب المخطط الإسرائيلي أن يتم جباية نحو 150 مليون دولار على 882 عقارا وملكا، وإلغاء الإعفاء الساري منذ عقود وحجز العقارات التي تتخلف أو تمتنع عن دفعها. وحذر رؤساء الكنائس المسيحية من خطورة فرض الضرائب، الذي من الممكن ان يتم من خلاله مصادرة أراضي الكنائس في المدينة، وعبروا عن قلقهم إزاء المخطط، الذي تخرق من خلاله إسرائيل الوضع القائم. وبعد خطوة الاحتجاج الكبيرة بإغلاق الكنيسة، حاولت إسرائيل تهدئة الأمور، وقال القائم بأعمال رئيس بلدية القدس مئير تورجمان، إن البلدية لم تتخذ بعد قرارا بشأن جباية الضريبة من الكنائس، وأنها تعمل على «حل الأزمة»، غير أن تصريحاته لم تأتى أكلها، حيث بقيت الاحتجاجات المسيحية كما هي. إلى ذلك أشاد رئيس الحكومة الفلسطينية الدكتور رامي الحمد الله بـ «الموقف الوطني الشجاع» لرؤساء الكنائس، لاتخذاهم قرار إغلاق «كنيسة القيامة» احتجاجا على مخططات إسرائيل، وأكد في تصريح صحافي نشره على صحفته على موقع «فيسبوك»، أن هذا الموقف يؤكد أن مخططات اسرائيل الهادفة الى اقتلاع الوجود الفلسطيني من المدينة المقدسة وعزلها عن محيطها واستهداف مقدساتها «لن تلغي حقوقنا التاريخية العادلة او تطمس هويتنا وتاريخنا». وأشار إلى عملية إغلاق «كنيسة القيامة» ابوابها لأول مرة احتجاجاً على الإجراءات والممارسات الإسرائيلية بحق الكنائس، وشدد على أن إسرائيل بهذا «العدوان» على الكنائس «تنتهك الوضع القائم في القدس، والوضع الذي يحكم الكنائس المسيحية فيها». وطالب دول العالم بـ «التحرك الفوري والجاد» لإبقاء القدس «منارة للانفتاح ورمزا للتعايش والتسامح ولجم الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لكافة الاتفاقيات والقوانين والاعراف الدولية التي تحترم حق وحرية ممارسة الشعائر الدينية وتصون الأماكن المقدسة». ودعا الحمد الله إسرائيل لأن تدرك أن الفلسطينيين لن يقايضوا على هوية ومكانة القدس، أو على وضع المقدسات فيها، مضيفا «ستبقى عاصمتنا الابدية والتاريخية». وفي السباق أكدت حركة حماس أن فرض الضرائب على الكنائس يمثل «استمرار للحرب الدينية التي تمارس على شعبنا الفلسطيني ومقدساته الإسلامية والمسيحية». وأشار الناطق باسم الحركة فوزي برهوم في تصريح صحافي، إلى أن القرار الإسرائيلي «يعكس التداعيات الخطيرة لقرارات (دونالد) ترامب وسياسات الإدارة الأمريكية التي تستهدف الوجود والحق الفلسطينيين، وتثبيت أركان الدولة اليهودية العنصرية المتطرفة». وأكد أن ذلك يستدعي «خطوات عملية وفعلية على الأرض» ومن كل المستويات؛ لمواجهة ما وصفه بـ «الاستهداف الخطير»، داعياً في ذات الوقت إلى «تصعيد انتفاضة القدس» في وجه الاحتلال وتطوير أدواتها. وطالب برهوم بـ «استنهاض الأمة» من أجل الوقوف في وجه كل المشاريع والمخططات التي تهدف إلى «تصفية القضية الفلسطينية وفضح هذه المخططات وإفشالها»، كما طالب بالعمل على دعم الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده. المسيحيون يصلون على أعتاب كنيسة القيامة الموصدة احتجاجا على ضرائب الاحتلال الإسرائيلي الحمد الله طالب بتدخل دولي لوقف الإجراءات وحماس دعت لـ»تصعيد الانتفاضة» |
الحزب الاشتراكي رفض الاعتصام أمام قناة الجديد احتجاجاً على الإساءة Posted: 26 Feb 2018 02:22 PM PST بيروت- «القدس العربي» : رفض الحزب التقدمي الاشتراكي وزعيمه النائب وليد جنبلاط نزول مناصريه إلى الشارع للاعتصام امام قناة « الجديد « احتجاجاً على البرنامج الساخر للمخرج شربل خليل الذي تطاول على المختارة ومناصريها. وقال جنبلاط في تغريدة عبر تويتر: «الى الرفاق في الحزب والى المناصرين .نسير قدماً بهدوء ولا نبالي بانتقاد من هنا او تجريح من هناك . .تمر احياناً زوابع اعلامية وقد عرفنا الكثير منها سابقاً ولم نتأثر . وفي المناسبة اشكر قناة الجديد على التوضيح .ان الحياة انتصار للاقوياء في نفوسهم لا للضعفاء.» ودعا الحزب التقدمي الاشتراكي مناصريه لعدم الاعتصام امام قناة «الجديد»،مؤكداً « أن ملف البرنامج الساخر طوي من خلال بيان المحطة وموقف النائب وليد جنبلاط». وجاء في بيان الحزب الاشتراكي: يتم تناقل دعوة لإعتصام مساء أمام قناة «الجديد» عبر وسائل التواصل الإجتماعي على خلفية المقطع المسيء الذي حذف من حلقة برنامج «قدح وجم» ومن الموقع الإلكتروني للمحطة، وعلى خلفية «بوست» لصفحة على منصة «تويتر» لا تعود إلى مخرج البرنامج شربل خليل الذي أصدر بياناً واضحاً أكد فيه أنه لا يملك سوى حساب واحد لم يتضمن أياً من الكلام الذي ورد في «البوست» المسيء . لذلك، يجدد الحزب التقدمي الإشتراكي التأكيد أن هذا الملف قد طوي بالأمس من خلال الاتصالات التي حصلت والبيان التوضيحي الذي أصدرته قناة «الجديد» وموقف رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط بعد هذا البيان، وأنه لم يعد هناك من مبرّر للقيام بأي تحرك إحتجاجي وشعبي في هذا الإطار. وإذ يعبّر الحزب عن تقديره لعواطف المواطنين واندفاعهم للتحرك رفضاً للإساءة التي حصلت، يكرّر الموقف الذي سبق وأعلنه في بيانه السابق مؤكداً أنه يتابع بدقة كل هذه الملفات ويعمل على تذليل أي إشكالات قد تحصل، مكرراً دعوته للإعلام للترفع عن الإهانات والإساءات التي لا تتلاءم مع حرية التعبير». وكانت ادارة قناة «الجديد» أكدت «احترامها للشخصيات السياسية وانّ ما يبث على شاشتها يبقى ضمن اطار البرامج الساخرة المتاحة في سائر المحطات التلفزيونية».وأوضحت « أنّ ما ورد في برنامج «قدح وجم» هو اغنية لا تعكس بالضرورة ايّ رأي سياسي للمحطة التي تحافظ على نقدها السياسي بعيداً عن ايّ انتقاد شخصي، كما تؤكد احترامها للكرامات «. وكان مناصرون للحزب الاشتراكي الذي لا يبعد مقرّه الرئيسي في وطى المصيطبة سوى أمتار عن مقر قناة « الجديد « تداعوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي للاحتجاج امام مبنى المحطة .وكتب فادي ابو حمدان « كان الأجدى ان يصدر تطمين من مفوضية العدل بالحزب بملاحقة هذا الوضيع قانونياً لنعته مناصري المختارة بالحمير والخواريف وغير هيك ابو ملحم مات .. شو هالحكي ؟». كذلك كتب مناصر آخر « الكلاب تنبح والقافلة تسير». الحزب الاشتراكي رفض الاعتصام أمام قناة الجديد احتجاجاً على الإساءة جنبلاط لم يبال بالتجريح: تمرّ زوابع إعلامية ولا نتاثّر سعد الياس |
فضيحة جديدة في الجهاز القضائي تهزّ إسرائيل Posted: 26 Feb 2018 02:21 PM PST الناصرة – «القدس العربي»: شهدت التحقيقات في فضائح رئيس حكومة الاحتلال وزوجته، بنيامين وسارة نتنياهو، تطورا دراميا وضجة واسعة بعد الكشف عن فضيحة جديدة تورطت بها قاضية ومحقق خلال تمديد اعتقال بعض المشتبهين ذوي الصلة بملفات نتنياهو. وأفرجت محكمة إسرائيلية برئاسة القاضي العربي علاء مصاروة، أمس، عن أربعة موظفين كبار اعتقلوا على ذمة التحقيقات «في القضية المعروفة بالقضية 4000 المرتبطة بشبهات الفساد بشركة الاتصالات العملاقة «بيزك»، وفيها يشتبه بنتنياهو بتقديم دعم مالي للشركة مقابل تغطيات إيجابية عنه وعن زوجته في موقع «والا» الإخباري التابع للشركة. وتم إطلاق سراحهم عقب الكشف عن مراسلات «واتس أب» بين محقق من سلطة الأوراق النقدية وبين قاضية يطلب منها تمديد اعتقال الموظفين المذكورين ويحدد لها أيام الاعتقال لكل منهم قبل التداول بملفاتهم. واندلعت زوبعة سياسية في إسرائيل، الليلة قبل الماضية بعد أن كشفت القناة العاشرة، عن سلسلة مراسلات عبر تطبيق «واتس آب»، بين المستشار القانوني لقسم التحقيقات في سلطة الأوراق المالية، المحامي عران شاحم شبيط، والقاضية التي تنظر في ملف «بيزك» (القضية 4000)، رونيت بوزنانسكي، التي نسقا من خلالها تمديد اعتقال أربعة من المشبوهين في الملف. وفي أعقاب النشر، أعلن رئيس محكمة الصلح في تل أبيب، عن إخراج القاضية بوزنانسكي في إجازة مؤقتة، وعزلها عن مواصلة النظر في الملف. ودعت أوساط سياسية وإعلامية وقضائية لعدم الاكتفاء بإجراءات طاعة داخلية بل لفتح تحقيقات جنائية بحق القاضية والمحقق. وطلبت وزيرة القضاء اييلت شكيد، ورئيسة المحكمة العليا استر حيوت، من مفوض الشكاوى ضد القضاة فتح تحقيق ضد القاضية. كما أعلنت وزارة القضاء، أمس، أنه تم إخراج المحقق عران شاحم شبيط، أيضا، في إجازة، وانه سيتم فتح تحقيق ضده، ومنعه هو أيضا من معالجة الملف 4000. وجاء في بيان الوزارة، أيضا، أن «المستشار القانوني للحكومة، والنائب العام للدولة، ينظران بعين الخطورة إلى هذا الحدث الذي يتعارض مع المبادئ الأساسية التي توجه عمل النيابة العامة». وحسب المراسلات بين المحامي شاحم شبيط، والقاضية بوزنانسكي، فقد كتب لها شبيط: «رائع، البشائر الجيدة هي أنه سيتم غدا إطلاق سراح أول اثنين من الموظفين المشتبه بهم من شركة بيزك بشروط. هل ستتفاجئين؟». فردت عليه القاضية»»بدأت اتدرب على إظهار التعبير المناسب عن المفاجأة الكاملة في ملامحي». وأثار الكشف عن المراسلات، أمس، عاصفة في الأوساط السياسية – الإعلامية وطالب العديد من السياسيين بفصل القاضية والمحقق فورا. وقال وزير الأمن، افيغدور ليبرمان «أتوقع أن تعلق رئيسة المحكمة العليا فورا عمل القاضية بوزنانسكي كاتس، ويجب ألا نجعل الجمهور يفقد الثقة بالجهاز القضائي». وقال وزير السياحة ياريف ليفين، إنه إذا تبين أنه تم إرسال المدنيين إلى الاعتقال في إجراء قذر، تم فيه اتخاذ القرار قبل المداولات، فإن هذا يعتبر مخالفة جنائية بالغة الخطورة. وتابع ملمحا للتحقيقات مع نتنياهو «يجب التحقيق في هذه المسألة فورا من قبل الشرطة، وأتوقع أن يتم ذلك بذات الحماس الذي أظهرته في قضايا أخرى. هذه ساعات اختبار للأجهزة المكلفة بتطبيق القوانين، ولا سيما الجهاز القضائي، كي لا تفقد الثقة العامة فيها». واستغلت أوساط مقربة من نتنياهو هذا الكشف المربك لمحاولة الطعن بشكل غير مباشر بالجهاز القضائي الذي يعالج ملفاته في رسالة مفادها أن هناك احتمالا بأن نتنياهو تعرض أيضا لتضخيم الشبهات المنسوبة له نتيجة تلوث المحاكم والشرطة والنيابة العامة باعتبارات غريبة بل مخالفة للقانون والأخلاق. كما أدانت المعارضة التنسيق بين المحقق والقاضية، وقال النائب يئير لبيد، رئيس حزب «يوجد مستقبل» إن «المراسلات الخطيرة بين القاضية ومحقق سلطة الأوراق المالية بشأن تمديد الاعتقالات في الملف 4000 هي أمر مروع». وتابع «هذا ازدراء للمحكمة وازدراء للجمهور ولمنظومة سلطة القانون». ووفقا لرئيس المعسكر الصهيوني آفي غباي، فإن «القاضية التي تنسق الاعتقالات مع المدعي العام – مكانها ليس في المحكمة». واضاف «لقد تصرفت رئيسة المحكمة العليا بشكل جيد عندما عالجتها بكامل الشدة. ومع ذلك، علينا أن نتذكر هذه الليلة أيضا: أن رئيس الوزراء هو المشبوه بمخالفات الرشوة في عدة ملفات». ووفقا لغباي،»فقد جمعت الشرطة الأدلة فعلا وأوصت بمحاكمته. ولا يمكن حتى لتصرف القاضية – مهما كان مرفوضا – شطب هذه الحقيقة الخاصة بنتنياهو». ودعا رئيس كتلة «المعسكر الصهيوني» النائب يوئيل حسون، إلى إقالة القاضية والمحقق فورا، وقال «إن ثقة الجمهور بالجهاز القضائي هي قدس الأقداس، والحق بإجراء عادل لكل مشبوه هو قاعدة أساسية». وكتب المستشار القانوني السابق للحكومة، ميخائيل بن يئير، على صفحته في الفيسبوك: «أنا مصدوم. هذا لا يصدق. كلاهما (القاضية والمحقق) لا يستحقان مواصلة العمل في منصبيهما». فضيحة جديدة في الجهاز القضائي تهزّ إسرائيل وديع عواودة: |
زيارة أردوغان للجزائر تفتح أبواب السجال والجدال بين المعارضين والمؤيدين! Posted: 26 Feb 2018 02:21 PM PST الجزائر-«القدس العربي»: لم تمر زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الجزائر دون إثارة جدل بين معارض ومؤيد لها، وكشفت أيضا حجم انقسام الجزائريين تجاه أية قضية مهما كانت، وشعور الأغلبية منهم بضرورة الاصطفاف مع هذا أو ذاك، والتي تنتهي عادة بتبادل الشتائم والسباب وعبارات التخوين. الشرارة الأولى أطلقها الكاتب والصحافي المثير للجدل كمال داود، الذي وجه رسالة مفتوحة إلى الرئيس التركي يبلغه فيها بأنه غير مرحب به في الجزائر، إذ اختار داود أن يبدأ مقاله بعبارة: «باسم كل الذين قتلت، وسجنت، وعذبت، أنت غير مرحب بك في الجزائر»، مؤكدا أن بلاده عانت كثيرا من محاولات فرض «خليفة»، في إشارة إلى تجربة الجزائر مع تطرف الإسلام السياسي، مشددا على أن الرئيس التركي لا يحلم بإنسانية يتقاسمها كل البشر، بل باستنساخ تجربة الامبراطورية العثمانية وأسيادها الدمويين، والتي تقوم على جعل الإسلام مطية، وفلسطين واجهة، والإسلاميين المحليين زباينة. وأوضح الكاتب كمال داود الذي فاز بعدة جوائز أدبية في فرنسا عن روايته الأولى «مارسو .. تحقيق مضاد» أن التاريخ سيحتفظ للرئيس التركي بمناوراته من أجل البقاء في السلطة، وانقلاباته السرية، وعملية مطاردة خصومه، المعذبون والقتلى في كل نواحي تركيا. واعتبر أن التصويت من أجل القدس تحول إلى سجل تجاري، مؤكدا أن الرئيس التركي مثل الكثيرين غيره يحسن تسلق ظهور الفلسطينيين المنحنية. موقف كمال داود أثار الكثير من الجدل، لأنه فتح موضوعا جديدا قديما بخصوص الوجود العثماني في الجزائر، وهو وجود يراه البعض نصرة للجزائريين الذين طلبوا حماية الباب العالي، فيما تراه أقلية متزايدة بأنه استعمار حتى وإن كان حاملا لواء الإسلام، وأنه آن الأوان لإعادة قراءة التاريخ بعيدا عن العواطف، لكن الأغلبية وقفت ضد مواقف كمال داود لسببين، الأول أنه لم يفعل الشيء نفسه لما زار الرئيس إيمانويل ماكرون الجزائر شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، ولم يذكر الرئيس الفرنسي بماضي بلده في الجزائر، والجرائم الاستعمارية التي اقترفت، وحتى لو قال البعض إن الكاتب يتحدث عن اردوغان وسياساته، فقد رد آخرون بأن فرنسا الحالية مازالت تتدخل عسكريا في دول أجنبية تحت مسميات ومبررات مختلفة، والسبب الثاني هو أن داود كان على مائدة الغداء مع الرئيس ماكرون لما زار الجزائر. الرد الأعنف والأغرب جاء على لسان عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم (إخوان) والذي قال في منشور على صفحته في موقع فايسبوك :» لم أكن أرغب في التدخل في الموضوع، ولكن «مكرة» (نكاية) في الخونة وعملاء الاستعمار والممسوخين حضاريا وثقافيا، الذين يعبرون عن حقدهم عن كل ما له علاقة بالإسلام والمسلمين، من خلال التهجم على زيارة أردوغان للجزائر أقول: مرحبا أردوغان، وألف مرحبا أردوغان، يبتهجون بزيارة ماكرون ويرفضون زيارة أردوغان: المسخ بعينه». وقد أثار المنشور هذا أيضا ردود فعل مستهجنة، إذ اعتبر الكثير ممن علقوا على منشور رئيس «إخوان الجزائر» أنها ليست اللغة التي يفترض أن يتعامل بها رئيس حزب، بصرف النظر عن صحة وجهة نظر كمال داود من تناقضها! زيارة أردوغان للجزائر تفتح أبواب السجال والجدال بين المعارضين والمؤيدين! |
«التحالف الشعبي» يتمسك بمقاطعة انتخابات الرئاسة في مصر: بلا ضمانات ولا مرشحين ولا منافسين Posted: 26 Feb 2018 02:21 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: تمسك حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، في مصر، أمس الإثنين، بخطه ومواقفه وسياساته المعارضة لتوجهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وشدد في بيان حمل عنوان «التمسك بالثوابت والمقاومة مستمرة» على رفضه لـ«سياسات السيسي المنحازة للمستثمرين ورجال الأعمال، وفي التقييد على الحريات والامتثال لشروط مؤسسات التمويل الدولي بكل آثارها السلبية على الاقتصاد القومي، وفي التنازلات في قضية جزيرتي تيران وصنافير، ومفاوضات سد النهضة، وفي الدعوة إلى توسيع التطبيع وتدفئة كامب ديفيد وفي التعتيم على ما يثار حول ما تسمى باتفاقية القرن». وتابع أن «لجنته المركزية اجتمعت بشكل استثنائي بحضور 66 من قيادات الحزب في المحافظات، وأن الأعضاء شددوا في مناقشاتهم على ضرورة ممارسة الدولة لحقوق السيادة كاملة على أراضيها وكل حدودها البرية والبحرية، ودعم نضال الشعب الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني ودعم المواجهة ضد الإرهاب في إطار استراتيجية شاملة لتجفيف ينابيعه تشمل مع الحملة الأمنية اعتبار المشاركة الشعبية وكسب السكان شرطا لازما لتحقيق النصر». وعن موقفه من الانتخابات الرئاسية، المقررة في شهر مارس/ آذار المقبل، قال إن «موقفه من مقاطعة الانتخابات لم يتغير»، مشيراً إلى أن «الشروط المقررة لتحقيق المشاركة من ضمانات نزاهة الانتخابات وفرص التنافسية وحياد أجهزة الدولة والمؤسسات الدينية، غابت عن المشهد الراهن بعد أن تم إقصاء المنافسين قسرا باستخدام أسوأ أساليب الترويع، وأن الانتخابات تحولت إلى ما يشبه الاستفتاء ومهرجانات المبايعة وأصبحنا أمام مشهد إقصائي حصري لا ينافس فيه الرئيس الحالي إلا مرشح من كبار داعميه». وأضاف: «أقصت السلطة المنافسين والناخبين وأصبحنا أمام انتخابات بلا ضمانات ولا مرشحين ولا منافسين، وأطاحت بكل ما طالبت به القوى الديمقراطية من ضمانات للمشاركة في الانتخابات». كذلك، انتقد الحزب، ما وصفها بالحملة على الحركة المدنية الديمقراطية التي تضم 7 أحزاب وأكثر من 150 شخصية عامة، والبلاغات المقدمة ضد قياداتها. وأعتبر أن «مقاطعة الانتخابات شأنها شأن المشاركة، حق دستوري أصيل وهي تدخل في كل ما ورد في الدستور عن حرية الرأي والفكر والتعبير، خاصة عندما يتعلق الأمر بإخلاء الساحة لمرشح وحيد، وكل الاتهامات في هذا الشأن اتهامات مسيسة لا يعتد بها، طالما لم تستند الدعوة إلى هذا الموقف أو معارضة نتائج الانتخابات باستخدام القوة». وأوضح أن «ركن القوة لم يتوفر إلا في حملات الحشد والتعبئة واستخدام مؤسسات الدولة والمؤسسات الدينية في الدعاية للسيسي، وأن لمقاطعة الانتخابات في مصر، رئاسية ونيابية ونقابية ومحليات، تاريخ حافل شاركت فيه الأحزاب دون أن نسمع عن هذه التفاهات الهستيرية». وأكد مواصلة حملته التي أطلقها مع حزب تيار الكرامة بعنوان (الرئيس في الميزان) لـ«تنوير الرأي العام بالآثار السلبية لسياسات الحكم على حياة المواطنين بالاستناد للحقائق الموضوعية والأرقام والشهادات في مختلف مجالات السياسة والاقتصاد». وأوضح أنه «لن يجمد نشاطه، ولن يغير مواقفه تحت أي ضغط وسيواصل هذه المواقف من خلال أساليب النضال السلمي الديمقراطي». ورأى أن «كل تجريف للمجال السياسي هو فراغ تنمو فيه جماعات الفوضى والتكفير والإرهاب، وهو هدايا مجانية لسيناريوهات الانفجار، وأن مصلحة الأمن القومي المصري والاقتصاد المصري وسلامة الوطن والشعب تقتضي أول ما تقتضي الإقرار بالحق في التعددية والتنوع». «التحالف الشعبي» يتمسك بمقاطعة انتخابات الرئاسة: بلا ضمانات ولا مرشحين ولا منافسين |
إسرائيل تعتقل19فلسطينيا بينهم 9 من أقارب عهد التميمي وابن العم المصاب في الجمجمة Posted: 26 Feb 2018 02:20 PM PST غزة ـ رام الله ـ «القدس العربي»: واصل صيادو غزة لليوم الثاني على التوالي وقف عملهم في منطقة الصيد المتاحة لهم، احتجاجا على استشهاد أحد زملائهم بنيران سلاح البحرية الإسرائيلية، خلال رحلة عمل معتادة مساء أول من أمس الأحد. في الوقت ذاته فرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إغلاقا كاملا على المناطق الفلسطينية بحجة الاحتفال بأحد الأعياد اليهودية، ونفذت فيه عمليات اعتقال في الضفة طالت 19 مواطنا، غالبيتهم من أقارب الطفلة المعتقلة «عهد التميمي». وأوقفت سفن الصيادين محركاتها ولم تمخر عباب البحر احتجاجا على استشهاد الشاب إسماعيل أبو ريالة (18 عاما) برصاص البحرية الإسرائيلية، التي فتحت النار على قارب كان هو على متنه واثنان آخران من رفاقه أصيبا بجراح خطرة. وقال نزار عياش نقيب الصيادين في قطاع غزة، إن الاعتداءات الاسرائيلية على الصيادين تصاعدت أخيرا، وإن الإضراب عن العمل يأتي احتجاجا على «الجريمة» التي ارتكبت مساء أول من أمس بحق الصيادين الثلاثة، ما أدى الى استشهاد أحدهم وإصابة آخرين. وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد أعادت إلى قطاع غزة الصادين المصابين. ووقعت الاعتداءات في منطقة صيد تقع إلى الشمال من قطاع غزة، وكان الصيادون الفلسطينيون وقتها يعملون في المنطقة المسموح العمل بها كما قال أحد رفقائهم، غير أن ناطقا باسم جيش الاحتلال زعم أن قواته استهدفت القارب الفلسطيني بعد أن دخل الى منطقة غير مسموح الصيد فيها. وعقبت حركة حماس على لسان الناطق باسمها عبد اللطيف القانوع على الحادثة بالقول إن ما جرى يمثل «بلطجة إسرائيلية وجريمة بشعة». وفي سياق الاعتداءات الإسرائيلية نفذت عدة جرافات برفقة آليات عسكرية توغلا بريا. وانطلقت الجرافات من بوابة «زيكيم» الواقعة على حدود شمال قطاع غزة، وشرعت بأعمال تجريف وتمشيط داخل الأراضي الفلسطينية. جاء ذلك في الوقت الذي فرضت فيه سلطات الاحتلال «طوقا أمنيا» شمل الضفة الغربية، وكذلك إغلاق المعابر مع قطاع غزة. ويستمر الإغلاق من منتصف ليل الثلاثاء حتى صباح يوم الأحد المقبل، بسبب الاحتفال بما يعرف لدى اليهود بعيد «المساخر»، وبحسب الإعلان الاسرائيلي، فستغلق المعابر الاسرائيلية أمام حاملي التصاريح بأنواعها ما عدا الحالات الإنسانية الطارئة والتصاريح الطبية والمخول بالدخول في الإغلاقات. ومن شأن هذه الخطوة أن تؤثر كثيرا على سكان المناطق الفلسطينية، خاصة في قطاع غزة الذين يعانون من حصار محكم، تدخل بموجبه البضائع بقدر معين يوميا للسكان. وميدانيا في الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال طفلا جريحا، و19آخرين من الفتية والشبان، الغالبية منهم من عائلة التميمي، خلال عملية دهم وتفتيش واسعة شنتها في قرية النبي صالح شمال غرب رام الله. وجرى ذلك خلال اقتحام قوات الاحتلال للقرية فجر أمس، وشن حملة اعتقالات واسعة في صفوف الفتية، والشبان، بينهم أشقاء، وكان من بين المعتقلين الطفل محمد التميمي (15 عاما) الذي أصيب قبل شهرين بجروح خطيرة في الرأس، ولا يزال وضعه حرجا، وينتظر عملية جراحية جديدة مطلع الشهر المقبل. وكانت إصابته قد أثارت ابنة عمه عهد التميمي، التي اعتقلت قبل أسابيع على أيدي قوات الاحتلال، بتهمة صفع جنود إسرائيليين. وتخلل العملية كذلك قيام قوات الاحتلال بمداهمة عدة منازل لعائلة التميمي في القرية، التي اشتهرت كثيرا بعد اعتقال الطفلة عهد ووالدتها. كذلك قامت قوات الاحتلال باعتقال عدد من الشبان خلال مداهمات وعمليات تفتيش لمنازل المواطنين في مناطق تتبع مدن نابلس ورام الله. وتخللت عملية الدهم مواجهات خاضها الشبان الغاضبون ضد قوات الاحتلال في مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بالاختناق، جراء قنابل الغاز المسيل للدموع. وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه صادر خلال عمليات الدهم والتفتيش أسلحة وأموالا، قال إنها كانت مخصصة لتنفيذ عمليات في منطقة بيت لحم. إلى ذلك حذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، من ارتفاع وتيرة الاعتقالات في صفوف الأطفال الفلسطينيين، وقالت في بيان لها ان عملية اقتحام البيوت من قبل جنود الاحتلال، والعبث بمحتوياتها وتخريبها، وبث الرعب في قلوب ساكنيها، واعتقال أطفالها، أصبحت «نهجا ثابتا يمارس كل يوم في بطريقة وحشية وغير إنسانية». وأكدت أن حملة الاعتقالات التي نفذت فجر أمس في قريتي النبي صالح ودير نظام شمال غرب رام الله، وطالت العديد من الأطفال «تكشف مدى انحطاط هذه السياسة وهذه الممارسات من قبل جنود الاحتلال، الذين تظهر عليهم كل ملامح الحقد والعنصرية». وطالبت الهيئة بضرورة التحرك على كل المستويات لـ «فضح هذه الجريمة المستمرة»، ودعت في الوقت ذاته اللجنة الدولية للصليب الأحمر وكافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية، إلى «تحمل مسؤولياتها الكاملة تجاه الشعب الفلسطيني وأطفاله». وشملت اعتداءات الاحتلال منع وزيري السياحة والآثار رولا معايعة، ووزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم، من الوصول إلى البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، للمشاركة في احتفال ترميم إحدى المدارس هناك. في غضون ذلك كشف النقاب عن قيام مستوطنين إسرائيليين، بإنشاء بؤرة استيطانية جديدة على أراضٍ فلسطينية خاصة في منطقة الأغوار، وشرعت قوات الاحتلال بتوفير الحماية لهم. إسرائيل تعتقل19فلسطينيا بينهم 9 من أقارب عهد التميمي وابن العم المصاب في الجمجمة صيادو غزة واصلوا إضرابهم احتجاجا على استشهاد أحدهم بنيران الاحتلال |
بغداد تمدّد الحظر على مطاري أربيل والسليمانية Posted: 26 Feb 2018 02:19 PM PST بغداد ـ «القدس العربي»: كشفت مديرة مطار أربيل الدولي، تلار فائق، أمس الاثنين، أن السلطات العراقية، مددت حظر الرحلات الجوية الدولية من مطاري أربيل والسليمانية في إقليم كردستان حتى نهاية أيار/ مايو المقبل. ولم تعط مزيداً من التفاصيل، إلا إنها أكدت استمرار الرحلات الجوية الداخلية، وفقاً لتصريحات نقلها عدد من وسائل الإعلام الكردية. وسبق لمديرة مطار أربيل أن أعلنت، في أواخر كانون الأول/ ديسمبر 2017، أن حظر طيران الدولي عن كردستان سيستمر لغاية 28 فبراير/شباط 2018. وعلّق سعد الحديثي الناطق باسم مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، على تمديد الحظر قائلاً: «السقوف الزمنية هي إجراءات روتينية، وبمجرد إنهاء التفاهمات والاتفاقات يتم إنهاء التعليق». وأضاف: «تم إحراز تقدم جوهري في جانبين، الاول متعلق بالاتفاق على إشراف هيئة المنافذ الاتحادية الحدودية على إدارة القطاع الجمركي في مطاري السليمانية واربيل، وكذلك إحراز تقدم فيما يتعلق بإدارة الجوازات والإقامة والتأشيرات». وتابع: «تبقى لدينا جانب آخر متعلق بالإدارة الأمنية لهذين المطارين، وهناك لقاءات مستمرة لحسم هذا الجانب، وبحسمه ينتهي التعليق من قبل الحكومة الاتحادية». في الأثناء طالبت كتلة «التغيير»، رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزارة الداخلية والجهات المعنية في الحكومة الاتحادية، بالتراجع عن قرار غلق المنافذ الحدودية في إقليم كردستان، معتبرة غلق هذه المنافذ عقاباً جماعياً لشعب إقليم كردستان بسبب استفتاء «جاء بقرار حزبي وشخصي». النائب عن «التغيير» هوشيار عبد الله قال، في بيان، إن «قرار غلق المنافذ الحدودية غير الرسمية في الإقليم جاء كقرار عقابي من قبل العبادي في ردة فعل على قضية الاستفتاء»، عادا إياه «قرارا تعسفيا ومجحفا للغاية بحق شعب إقليم كردستان». وأوضح أن «محافظة السليمانية التي لديها حدود طويلة مع الجارة إيران تحتوي على منافذ تتمتع بكامل المواصفات لجعلها منافذ رسمية»، مشيراً إلى «توفر فيها جمارك ومكاتب للدوائر الاتحادية وغيرها، ولكن تم غلقها وللأسف بذريعة الاستفتاء وعدم السيطرة عليها». ولفت إلى أن «الحكومة الاتحادية باستطاعتها أن تسيطر بنفسها على هذه المنافذ وعلى وارداتها من خلال الدوائر الاتحادية «. وأضاف أن «هناك منفذا في قضاء دربندخان تنطبق عليه كل المواصفات ونحن بنفسنا اطلعنا عليه ولكن للأسف تم غلقه أيضا بموجب هذا القرار الذي يتنافى مع توجهات العبادي الذي يقول بأنه لا يعاقب الشعب بجريرة الاستفتاء»، مؤكداً أن الأخير «تم إجراؤه بقرار شخصي أو حزبي». وبين أن «قرار غلق المنافذ الحدودية في الإقليم بهذا الشكل دون أي استثناء ودون مراعاة وجود منافذ تتمتع بالمواصفات المطلوبة هو عقاب جماعي لشعب إقليم كردستان خصوصا في ظل هذه الأزمة المالية الخانقة وعدم وجود رواتب للموظفين». وأعرب عبدالله، عن أمله في أن «يتراجع العبادي ووزارة الداخلية والوزارات المعنية عن هذا القرار الذي تسبب بقطع رزق الآلاف من العائلات في الإقليم»، مشدداً على ضرورة أن «تكون هناك سيطرة من قبل الحكومة الاتحادية على هذه المنافذ بدلاً من إغلاقها بقرار غير مدروس». كذلك أكد القيادي في الجماعة الإسلامية الكردستانية شوان رابر أن «إقليم كردستان تعرض لتدهور كبير على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بعد إجرائه الاستفتاء في العام الماضي»، مبينا أن الإقليم «سيكون أمام إنهيار سياسي في حال استمرار الوضع الحالي». وأعتبر، في تصريح له، أن «الظروف المعيشية لمواطني الإقليم سيئة جدا، إذ أن حجم الفقر والبطالة تتفاقم يوما بعد آخر»، لافتاً إلى أن «هذه الأوضاع انعكست على وحدة الصف بين الأطراف السياسية الكردية التي لم تستطع تشكيل قائمة انتخابية موحدة»، وفقاً لموقع «السومرية نيوز». وتابع أن «الشعب بات يدرك بأن بقاء الأوضاع الحالية في الاقليم غير مقبولة»، معتبراً أن «الانتخابات المقبلة فرصة كبيرة أمام مواطني إقليم كردستان لإجراء تغيير في الخارطة السياسية للإقليم. بغداد تمدّد الحظر على مطاري أربيل والسليمانية «التغيير» تدعو للتراجع عن قرار غلق المنافذ الحدودية في كردستان |
الحكومة المصرية توافق على تسوية أوضاع 53 كنيسة Posted: 26 Feb 2018 02:19 PM PST القاهرة ـ « القدس العربي»: وافق مجلس الوزراء المصري، أمس الإثنين، على تسوية أوضاع 53 كنيسة ومبنى خدميا في عدد من المحافظات، مع الأخذ في الاعتبار أن يتم استيفاء الاشتراطات الخاصة بالحماية المدنية خلال مهلة أربعة أشهر، وسداد حقوق الدولة فيما يتعلق بتقنين وضع الأراضي المقامة عليها تلك المباني. جاء ذلك خلال اجتماع اللجنة العليا لتقنين أوضاع الكنائس والمباني الخدمية، برئاسة المهندس شريف اسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، وحضور وزراء الاسكان، والعدل، والآثار، وشؤون مجلس النواب، والتنمية المحلية، وممثلي عدد من الجهات المعنية. وشهد الاجتماع استعراض ما تم اتخاذه من إجراءات تتعلق بمتابعة استكمال مهام عمل اللجنة المختصة بتوفيق أوضاع الكنائس والمباني الخدمية غير المرخصة على مستوى الجمهورية، في ضوء الشروط والقواعد والإجراءات التي تصدر من مجلس الوزراء ويوضحها القانون رقم 80 لسنة 2016 بشأن تنظيم بناء وترميم الكنائس. ويمثل ملف تقنين أوضاع الكنائس، أزمة شائكة في مصر، وكان سببا في العديد من الحوادث الطائفية، حيث تنتظر أكثر من 3000 كنيسة تابعة لمختلف الطوائف تقنين أوضاعها. وتقدمت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بأوراق لتقنين ما يقرب من 2500 كنيسة ومبنى خدمي، أما الطائفة الإنجيلية فلديها نحو 700كنيسة ومبنى خدمي، والعدد نفسه تقريبًا للأقباط الكاثوليك، بينما الطوائف الأخرى لديها نحو 100 كنيسة. لكن هذه الأعداد لا تعتبر نهائية للحصر؛ لأن هناك كنائس مرخصة لكنها مغلقة، وكنائس تعمل وغير مدرجة في القائمة. الحكومة المصرية توافق على تسوية أوضاع 53 كنيسة |
رفض عربي ودولي لفرض الضريبة على الممتلكات الكنسية في القدس Posted: 26 Feb 2018 02:18 PM PST عواصم ـ «القدس العربي»- وكالات: تواصلت أمس ردود الافعال ضد اعتزام إسرائيل فرض الضريبة على ممتلكات الكنائس في القدس المحتلة» التي أدت الى اتخاذ قرار إجماعي بإغلاق كنيسة القيامة في المدينة. وأعلن رئيس اللجنة الرئاسية الفلسطينية لشؤون الكنائس، حنا عميرة، أمس، أنه لن يتم إعادة فتح كنيسة القيامة في القدس إلا في حال تراجعت إسرائيل عن قرار فرض الضرائب على أملاك الكنائس في المدينة المحتلة. وقال عميرة، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في تصريح للأناضول، إن «مؤسسات دينية أخرى ستغلق أبوابها قريبا، احتجاجا على القرار الإسرائيلي»، دون ان يحددها. واعتبر أنّ إسرائيل «تختبىء وراء قرار فرض الضرائب، بخصوص أملاك الكنائس، في الوقت الذي ترمي فيه، في الواقع، إلى السيطرة على العقارات والأراضي التابعة للكنائس، التي تشكل 30% في المئة تقريبا من مساحة القدس الشرقية. وأشار إلى أن القرار الإسرائيلي «لم يكن ليتم لولا أن استمدت إسرائيل تشجيعا من قرار (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب بشأن القدس، ما يعني أنّ الاحتلال يحاول توسيع الهجوم ليشمل جميع المقدسات أي المسيحية والإسلامية». كما اعتبر عميرة أن محاولة فرض الضريبة على ممتلكات الكنيسة تمهد أيضا لفرض الضرائب على أملاك الأوقاف الإسلامية في القدس، لافتا الى أن هذه الحملة تستهدف مزيدا من تهويد وأسرلة (جعله إسرائيليا) القدس». وأكد أن المؤسسات الكنسية تشغل أكثر من 3 آلاف و500 شخص في مدينة القدس، وتقدم خدمات لعشرات الآلاف من الفلسطينيين بشكل عام، موضحا أن فرض الضرائب عليها يمثّل «محاولة لضرب صمود الفلسطينيين، وإجراءات قسرية تمهيدا لإغلاقها». وفي الصدد ذاته ، لفت عميرة إلى أن الأردن وفلسطين والفاتيكان، يعملون حاليا في إطار دولي من أجل وقف قرار فرض الضرائب الذي رأى فيه «اعتداء واضحا على القدس والفلسطينيين وحرية العبادة، كما أنه يمس بالوضع القائم «الستاسكو» في القدس. و»الستاسكو» هو مصطلح يستخدم للتأكيد على بقاء الوضع الراهن في القدس على ما هو عليه، بما يسمح بحرية العبادة لأتباع الديانات الثلاث (الإسلام واليهودية والمسيحية). وبعد احتلال القدس الشرقية عام 1967، تعهدت إسرائيل بإبقاء الوضع القائم في القدس، وعدم المساس بحرية العبادة للمدينة. واعتبر الرئيس اللبناني ميشال عون، أمس أن اعتزام إسرائيل فرض ضرائب على الكنائس في مدينة القدس، «استهداف ممنهج لما تبقى من الوجود المسيحي في الأراضي الفلسطينية المحتلة». وقال عون في تصريح نقلته الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان إنه يدين القرار الإسرائيلي الذي «يتنافى مع القوانين والأعراف الدولية والاتفاقيات الخاصة بأماكن العبادة في مدينة القدس». وأضاف أن «القرار بمثابة استهداف ممنهج لما تبقى من وجود مسيحي في الأراضي المحتلة من إسرائيل التي تتعمد التطهير العرقي والديني بحق كل ما ومن هو غير يهودي، تحقيقاً لمشروعها القائم على العنصرية بكل وجوهها». ويصل عدد المسيحيين في القدس حاليا لنحو 10-12 ألف نسمة، من إجمالي عدد السكان البالغ 300 ألف فلسطيني. ويقول رؤساء الكنائس المسيحية في القدس إن إسرائيل تسعى إلى إضعاف الحضور المسيحي في المدينة. وانتقدت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، فيدريكا موغيريني، أمس، قرار السلطات الإسرائيلية فرض ضرائب على الممتلكات الكنسية في مدينة القدس. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في العاصمة البلجيكية بروكسل. وقالت موغيريني، «نأمل إيجاد حل لهذه المسألة في أقرب وقت، فالقدس مدينة مقدسة للأديان الثلاثة، وينبغي على الجميع احترام هذه الميزة الخاصة للمدينة». وذكرت أنها ستبحث اليوم في بروكسل مع وزراء خارجية دول عربية، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عملية السلام في الشرق الأوسط. وأعربت عن تأييدها لتسوية قائمة على حل الدولتين وعاصمتهما القدس، مجددة موقف الاتحاد الأوروبي باعتبار كافة الوحدات الاستيطانية الإسرائيلية غير شرعية. من جانبه، أوضح الصفدي أن العالم العربي مستمر بدعمه القوي والثابت من أجل سلام دائم وشامل، وشدد على أن التوصل إلى السلام لا يكون إلا عبر حل الدولتين مع الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين. وقال «يجب أن تكون القدس رمز السلام، ولكن مع الأسف لا يمكن ذلك طالما بقيت تحت الاحتلال». وعقد في بروكسل، أمس اجتماع، لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، و6 وزراء خارجية عرب، والأمين العام لجامعة الدول العربية. ويأتي هذا الاجتماع بعد أيام من خطاب للرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأسبوع الماضي، في مجلس الأمن الدولي، طرح خلاله مبادرة للسلام مع الاسرائيليين، تشمل عقد مؤتمر سلام دولي تنبثق عنه لجنة دولية ترعى أي مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. رفض عربي ودولي لفرض الضريبة على الممتلكات الكنسية في القدس عون يعتبر ذلك استهدافا للوجود المسيحي وموغيريني تنتقد وتأمل في إيجاد حل لهذه المسألة |
سياسيون ونشطاء يحذّرون من احتلال ميليشيات أجنبية للجنوب الليبي Posted: 26 Feb 2018 02:18 PM PST تونس – «القدس العربي»: حذر سياسيون ونشطاء ليبيون من «احتلال» الجنوب من قبل ميليشيات تشادية وسودانية، في وقت تضاربت فيها الأنباء حول احتلال هذه الميليشيات لمطار مدينة «سبها»، فيما دفع الجنرال خليفة حفتر بقوات جديدة للمنطقة في محاولة جديدة للسيطرة على اللواء السادس مشاة التابع لحكومة الوفاق، والذي ما زال قادته يرفضون الاعتراف بقرار حفتر ضمه إلى قواته. وتعيش مدينة سبها اشتباكات متواصلة بين ميليشيات قبائل التبو التابعة لقوات حفتر والمدعومة بمرتزقة أفارقة وقوات اللواء السادس التابع لوزارة الدفاع في حكومة الوفاق الوطني. وتشير الأنباء إلى وصول تعزيزات عسكرية من قوات الجنرال خليفة حفتر التابعة لبرلمان طبرق، في محاولة للسيطرة عى المنطفة ومحاولة «إخضاع» قوات اللواء السادس. وكان حفتر أصدر قبل أيام قرار يقضي بتكليف العميد خليفة عبدالحفيظ خليفة آمرا للواء السادس مشاة المتمركز بمدينة سبها كمحاولة لضمه «رسميا» إلى قواته، إلا أن قيادة اللواء المذكور أصدر بيانا نشرته عى صفحتها الرسمية على موقع «فيسبوك» أكدت فيه أن اللواء مازال تابعا لوزارة الدفاع في حكومة الوفاق، في إشارة إلى عدم اعترافها بقرار حفتر. وتضاربت الأنباء حول الوضع القائم في الجنوب، حيث أكد عميد بلدية سبها حامد الخيالي من محاولة ميليشيات تشادية وسودانية احتلال مناطق واسعة في الجنوب الليبي والسيطرة على ثرواته، مشيرا إلى أنها تمكنت من احتلال مطار سبها، وهو ما نفاه مدير أمن سبها العقيد الساعدي امحمد، مشيرا إلى أن الوضع الأمني في المطار «جيد وتحت السيطرة، وجميع الأجهزة الأمنية متواجدة وتقوم بأعمالها بشكل طبيعي». وكتب الدبلوماسي السابق إبراهيم قرادة على صفحته في موقع «فيسبوك» تحت عنوان «حتى لا يكون قريبا الجنوب المحتل»: «لماذا لا تطلب ليبيا اجتماع قمة عاجل يضم اشقائنا في مصر والجزائر وتونس؟ لان هذه الدول بالإضافة إلى روابط الاخوة، يجمعنا معها المصير والأمن والمصلحة المشتركة. وايضا، بالنظر إلى ان اطراف اجتماعية او سياسية من دول الجوار الجنوبي (تشاد، النيجر، والسودان) منخرطة في مسألة الجنوب الليبي. لماذا لا يعلن النفير العام في الجنوب للقوات المسلحة مع اعطاء الأسبقية لحل المسألة الجنوبية؟ لماذا لا تحشد الخارجية الليبية كل امكانياتها لنقل المشهد وحشد التأييد الاقليمي والافريقي والدولي؟». وأضاف المحلل السياسي جمال الحاجي «غزو تشادي بدعم فرنسي للجنوب الليبي، والسيسي يحاصر درنة. جميعهم يستمد الشرعية والضوء الاخضر من صمت دولة الصخيرات القابعة في أربع شوارع بطرابلس (…) سيندم الشعب الليبي يوماً على تجاهله وصمته عن محاصرة درنة «. وتابع أحمد عبد الحكيم حمزة مقرر اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان «سبهــــا، نقص في الغاز والوقـــود ونقص في الكوادر الطبية والطبية المساعدة وإنقطاع التيار الكهربائي، وميليشيات إفريقية تزعزع الامن وتحاول احتلال الارض، والحكومات والشارع الليبي لا عين ترى ولا أذن تسمع، اللهم احفظ اهلنا في سبها وفرج كربهم». وتشير بعض المصادر إلى أن الميلشيات السودانية والتشادية التي تهاجم الجنوب الليبي تقودها امرأة تُدعى مريم سرور وهي زوجة العقيد محمد سرور العسكري المنشق عن الجيش التشادي، الذي تحالف مع قوات حفتر في الجنوب الليبي، قبل أن يقدم حفتر على تدبير اغتيال له في منطقة الكفرة أوائل العام الماضي، وهو ما جعل قوات سرورة تنقلب عل حفتر وتهاجم قواته. سياسيون ونشطاء يحذّرون من احتلال ميليشيات أجنبية للجنوب الليبي حسن سلمان: |
الحكومة المغربية تعتزم مراجعة منظومة أجور الموظفين بعد أن تبين اعتلالها Posted: 26 Feb 2018 02:18 PM PST الرباط – القدس العربي: بعد الهوة التي تعرفها الأجور بين موظفي الدولة في السلالم الوظيفية في المغرب، وبعدما تبين أن هناك اختلالات تعتري منظومة الأجور، تعتزم الحكومة المغربية التفكير في مراجعة أجور الموظفين، سعيا منها إلى تحقيق التوازن بين التعويضات التي تمثل 72 في المائة والراتب الأساسي الذي لا يتجاوز 28 في المائة. وحسب معطيات الحكومة، فإن عدم التوازن الحاصل حاليا دفعها إلى التفكير في إعادة هيكلة منظومة الأجور بطريقة تسمح باسترجاع المرتب الأساسي لمكانته، مبرزة أن هذا الإصلاح سيمكن من اعتماد مقاربة أكثر شمولية لمراجعة الأجور ترتكز على الزيادة في الراتب الأساسي بالنسبة إلى مجموع موظفي وأعوان الدولة. وقالت الحكومة إن «هذا المخطط، يأتي في إطار إصلاح شمولي لمنظومة الوظيفة العمومية، استنادا إلى نتائج الدراسة التي قام بها مكتب دولي مختص للدراسات، بإشراف من وزارة إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية ووزارة الاقتصاد والمالية وبمشاركة مجموعة من القطاعات الوزارية. وأن الهدف منه، هو إقرار منظومة أجرية حديثة محفزة ومنصفة وشفافة، مشيرة إلى أن الهدف هو أن ترتكز على الاستحقاق والمردودية، وعلى تعويض الموظفين على أساس العمل المنجز، علاوة على الحد من الفوارق بين الأجور العليا والدنيا والتحكم في كتلة الأجور». وأكد رئيس الحكومة المغربي، سعد الدين العثماني، أن حكومته تعتزم إعادة النظر في هذه السياسة الأجرية، في إطار إصلاح شمولي لمنظومة الوظيفة العمومية. وقال إن «تصور الحكومة لمحاربة هذه الاختلالات وتجاوزها، يقوم على إعادة هيكلة منظومة الأجور بطريقة تسمح باسترجاع المرتب الأساسي لمكانته، ويرتكز على الزيادة في الراتب الأساسي بالنسبة لمجموع موظفي وأعوان الدولة. التي تتمثل في تمديد شبكة الأرقام الاستدلالية لتوسيع آفاق تطور المسار المهني للموظفين في السلالم التي ينتمون إليها، وبالتالي تقليص الضغط على نظام الترقي في السلم أو الدرجة وتوحيد الفوارق في النقط بين رتبة وأخرى، فضلا عن مراجعة التقطيع الترابي للمناطق وحصرها في خمسة مناطق وفق معايير موضوعية لمنح التعويض عن الإقامة». وستكون أولى الخطوات الحكومية في مخططها الجديد، هي تمديد شبكة الأرقام الاستدلالية لتوسيع آفاق تطور المسار المهني للموظفين في السلالم التي ينتمون إليها، من أجل تقليص الضغط على نظام الترقي في السلم أو الدرجة. بالإضافة إلى إعلان مراجعة التقطيع الترابي للمناطق وحصرها في خمس مناطق وفق معايير موضوعية لمنح التعويض عن الإقامة. وفي الوقت الذي تعالت فيه أصوات مطالبة باقتراح مجموعة من الإجراءات لوضع حل لهذه الاختلالات. يرى خبراء، أن المنظومة الحالية متقادمة ومعقدة وغير متجانسة، وأن استمرار العمل بها من شأنه أن يؤدي إلى تكريس الفئوية في مجال الأجور واستمرار التفاوتات المسجلة بين مختلف هيئات الموظفين، والناتجة عن تعدد الأنظمة الأساسية المتميزة أساسا باختلاف أنظمة التعويضات وغياب التجانس على مستوى المسار المهني. وفي هذا الصدد، شدد نور الدين لزرق، باحث في المالية العامة، في تصريح لـ «القدس العربي»، على ضرورة إصلاح الوظيفة العمومية من خلال منظومة الأجور. معتبرا أن احتساب متوسط الأجور بين الأعلى والأدنى لا يعطي صورة دقيقة لوضع الأجور في المغرب، و يتسم بوجود هوة كبيرة تصل إلى فارق 25 مرة. ويشار إلى أن الفترة بين 2017-2021 بالنسبة لكتلة الأجور ستستمر في الارتفاع، على افتراض أن نسبة نمو اقتصادي في حدود 3.6 من مئة، وأن نسبة كتلة الأجور من الناتج الداخلي الخام ستنتقل من 11.84 من٪سنة 2016 إلى 12 من٪سنة 2018، قبل أن تشرع في الانخفاض انطلاقا من سنة 2019 لتصل إلى 11.5 من٪سنة 2021. وارتفع معدل متوسط الأجور من 400 دولار سنة 2003 و 500 دولار سنة 2016 ثم إلى 700 دولار سنة 2017، في الوقت الذي لم تعرف فيه الأسعار خلال العشرية الأخيرة تطورا كبيرا، بمعدل سنوي يقدر بـ 2 في المائة. الحكومة المغربية تعتزم مراجعة منظومة أجور الموظفين بعد أن تبين اعتلالها فاطمة الزهراء كريم الله |
الشاهد: لا تعديل وزاري قريب وتغيير الحكومة يؤثر على الاستقرار السياسي في تونس Posted: 26 Feb 2018 02:17 PM PST تونس – «القدس العربي»: نفى رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد أي نية لإجراء تعديل وزاري قريب، مشيرا إلى أن تغيير الحكومة المتكرر يؤثر سلبا على الاستقرار السياسي في البلاد. وخلال حوار مع التلفزيون الرسمي، تم بثه الأحد، أكد الشاهد أن الحكومة ستواصل مهامها دون أي تغييرات في الوقت الحالية، مفندا المعلومات التي تحدثت عن تعديل وزاري قريب، كما اعتبر أن النهج المتبع سابقا حول تغيير الحكومات كل عام ونصف لا يساهم في الاستقرار السياسي للبلاد. وكان الأمين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي طالب بإجراء تعديل وزاري جديد «لضخّ دماء جديدة، وتعيين كفاءات سياسية، لخلق تجانس بين الوزارات». واتهم الشاهد بعض «الفاسدين النافذين الذين يعلمون أنّه سيتمّ ايقافهم» بالعمل على تعطيل عمل الحكومة من خلال الحملات التي يقومون بها، وأضاف «ربما ركّزنا في السابق على الفساد الكبير، ولكننا سنمرّ الى الفساد الصغير في البلديات والقباضات والادارات التي تتصل بالمواطن مباشرة»، وتابع «لو أنهت الحكومة حملتها على الفساد لأنتهت الصعوبات التي تمرّ بها». وكان تصنيف الاتحاد الأوروبي لتونس مؤخرا ضمن القائمة السوداء للدول الأكثر عرضة لتمويل الإرهاب وغسيل الأموال، أثار جدلا كبيرا في تونس، وسط اتهامات متبادلة بين الحكومة والبنك المركزي بالتسبب في القرار الأوروبي الأخير. وأكد رئيس الحكومة التونسية أن لجنة التحليلات المالية والبنك المركزي غالطا الحكومة (حين أكدا ارسالهما 25 تحذيرا ها لتفادي التصنيف الأخير)، معتبرا أن اقتراحه إعفاء محافظ البنك المركزي الشاذلي العياري من مهامه «في محله»، لكنه أكد – بالمقابل – أن العياري شخصية وطنية كبيرة. ومن جهة أخرى، عبر الشاهد عن أمله في حل سريع لمشكلة توقف إنتاج الفوسفات، معتبرا أن «الوضع أصبح لا يحتمل»، وأشار إلى تفهمه مشاكل الجهة و»هناك مشاكل تنموية كبرى ووعود لم تتحقق، ومن الضروري خلق بديل عن الفوسفات». وحول المطالبات المتزايدة بسحب مشروع القانون المتعلق بهيئة الاتصال السمعي البصري، قال الشاهد إنه لا يمكن سحب المشروع المذكور، لكنه أبدى استعداد الحكومة للتفاعل مع كل المقترحات المتعلقة بهذا المشروع إيجابيا، مشيرا إلى أن «المس بحرية الإعلام خط أحمر». يذكر أن نقيب الصحافيين التونسيين ناجي البغوري دعا إلى سحب مشروع القانون الخاص بهيئة الاتصال السمعي البصري لما فيه من تضييق على حرية الصحافة وضرب لاستقلالية الهيئة. الشاهد: لا تعديل وزاري قريب وتغيير الحكومة يؤثر على الاستقرار السياسي في تونس |
الوفد المصري يواصل مهمة إنجاز المرحلة الأولى للمصالحة على وقع إضراب موظفي غزة Posted: 26 Feb 2018 02:16 PM PST غزة ـ «القدس العربي»: في الوقت الذي يواصل فيه الوفد الأمني المصري، مهمته الهادفة إلى إنهاء عملية «تمكين» الحكومة الفلسطينية في غزة، حيث التقى قائد حركة حماس يحيى السنوار، نفذ موظفو القطاع أمس إضرابا شاملا عن العمل، في خطوة أرادوا من خلالها الضغط لإنهاء ملفهم بشكل كامل. ومن المقرر أن تشرع الحكومة اليوم الثلاثاء بإقرار موازنة عام 2018، التي تشمل استيعاب 20 ألفا منهم، حال تمت عملية سيطرتها على غزة. وواصل الوفد الأمني المصري برئاسة اللواء سامح نبيل، مسؤول الملف الفلسطيني في جهاز المخابرات العامة، عقد لقاءاته مع مسؤولين من الحكومة وحركة حماس، في مسعى لإنهاء عملية «التمكين» الحكومي في أقرب وقت، التي تشمل نقل «الجباية» الداخلية التي تقوم بها المؤسسات الحكومية في غزة، إلى خزينة السلطة الفلسطينية، وهي خطوة ستترافق مع بدء الحكومة عقب الخطوة بإجراءات لاستيعاب 20 ألفا من موظفي حماس. وشملت تحركات الوفد المصري لقاءات مع وزراء قدموا أول من أمس الأحد بالتزامن مع وصول الوفد من رام الله إلى غزة، في سبيل وضع تفاهمات سريعة لبسط سيطرتهم على وزاراتهم، بهدف العمل على «توحيد» المؤسسات الحكومية، بما تشمل عملية «الجباية»، وسبل فتح معبر رفح، بهدف إخراج المعتمرين، وتسهيل مهمة المسافرين العالقين، وتجاوز مسألة فتحه بتوافق الأمور الأمنية في سيناء كما جرت العادة خلال الفترة الماضية. وتمثل هذه الملفات «المرحلة الأولى» من اتفاق المصالحة. وفي مؤشر على توصل الوفد الليلة قبل الماضية إلى تفاهمات جديدة، التقى برئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار لبحث آليات المصالحة، وذلك في مقر إقامة الوفد في مدينة غزة. وتؤكد مصادر مطلعة أن انعدام الثقة بين الطرفين «الحكومة وحماس» هو ما حال خلال الفترة الماضية دون نقل عملية «الجباية» الى خزينة السلطة، مقابل أن تشرع الحكومة باستيعاب 20 ألف موظف، حيث كان يشكك كل طرف في نوايا الآخر حول عدم الالتزام بما عليه من متطلبات، نص عليها اتفاق تطبيق المصالحة الأخير الذي جرى التوصل إليه في العاصمة المصرية القاهرة يوم 12 اكتوبر/ تشرين الأول الماضي. ويتردد هذه المرة أن الوفد الأمني المصري هو «الضامن» للتفاهمات التي ستجرى على الأرض، من خلال «تمكين» الحكومة، ومسألة نقل أموال «الجباية»، التي ستتبعها فورا عملية البدء الفوري لدمج 20 ألف موظف، حسب ما أكد في وقت سابق رئيس الحكومة الدكتور رامي الحمد الله. وتأتي زيارة الوفد المصري بناء على تفاهمات أبرمت حلال الأيام الماضية، بين المسؤولين المصريين المشرفين على ملف المصالحة، وقادة من فتح وحماس، التقوا مدير المخابرات المصرية الوزير عباس كامل كل على حدة. من جهته عبر عزام الأحمد رئيس وفد حركة فتح في حوارات المصالحة، عن أمله في أن تبقى حركته وحماس على «تواصل جدي، وليس شكليا» من أجل تنفيذ بنود الاتفاق بشكل كامل حول «تمكين» الحكومة. كما تمنى في تصريحات لتلفزيون فلسطين ان يتمكن الوفد المصري الموجود في غزة، من معالجة القضايا والعراقيل، التي تعترض سبيل المصالحة. وشدد على تمسك حركته والرئيس محمود عباس بالمصالحة، مضيفا «ستبقى الحكومة تقوم بواجباتها تجاه أهلنا في غزة، مهما كانت الصعوبات والعراقيل ومحاولة الإثارة والتحريض». يشار إلى أن هناك مؤشرات قوية لأن يصل وفد اللجنة المركزية لفتح إلى قطاع غزة، مطلع الشهر المقبل، لبحث عدة ملفات داخلية وأخرى لها علاقة بملف المصالحة مع حماس. وفي مؤشر على إيجابية الأمور حتى اللحظة، بناء على اللقاءات التي تمت بين الوفد الأمني المصري ومسؤولين حكوميين وآخرين من حماس، من المقرر أن تعلن الحكومة الفلسطينية خلال جلستها اليوم الثلاثاء التي تعقد بين الضفة الغربية وقطاع غزة عبر ربط «الفيديو كونفرانس» عن إقرار ميزانية العام الحالي 2018، التي تشمل هذه المرة قطاع غزة، بما في ذلك استيعاب الـ 20 ألف موظف. وكان الحمد الله قد قال في وقت سابق إنه فور «تمكين الحكومة» في غزة، سيحصل موظفو غزة على رواتبهم وفق قرارات اللجنة الإدارية القانونية، لافتاً إلى أن الحكومة قررت اعتماد موازنة لـ 20 ألف موظف ضمن عام 2018. وفي سياق الضغط على كل الأطراف لإنهاء هذا الملف، نفذ موظفو غزة إضرابا عن العمل يوم أمس، فأغلقت المؤسسات العامة والوزارات والدوائر الحكومية والمدارس الحكومية في قطاع غزة أبوابها. وقالت نقابة الموظفين في غزة إن الهدف من وراء الخطوة هو الاحتجاج على «مواصلة تجاهل حكومة التوافق» للموظفين وعدم اعتمادهم وصرف رواتب لهم. يشار إلى أن ترتيبات هذا الإضراب أعلن عنها قبل وصول الوفد الأمني المصري الحالي إلى غزة، الذي أعطى وصوله دفعة جديدة لملف المصالحة. الوفد المصري يواصل مهمة إنجاز المرحلة الأولى للمصالحة على وقع إضراب موظفي غزة أشرف الهور: |
باحث ليبي: لا فرق بين حرس المنشآت النفطية وتنظيم «الدولة الإسلامية» Posted: 26 Feb 2018 02:16 PM PST تونس – «القدس العربي»: طالب باحث ليبي بحل جهاز حرس المنشآت النفطية، داعيا إل التعامل معه كجماعة مسلحة لا تقل خطورة عن تنظيم «الدولة الإسلامية» و«القاعدة». وكتب الباحث والإعلامي عبد الرزاق الداهش على حسابه في موقع «فيسبوك»: «ليبيا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تدفع مرتبات جيش معادي لليبيا، أسمه حرس المنشآت النفطية. فما لم تفعله داعش، ولم تفعله القاعدة، يرتكبه هذا الحامي الحرامي. ومنذ إغلاق مرفأ السدرة، إلى قفل حقل الفيل، ولم تسجل أي واقعة اعتداء على المرافق النفطية إلا من حرس المنشآت النفطية. ومن تخطر له فكرة زيادة مرتّبه آخر الليل يقوم في الصباح بإغلاق النفط، والذي لم تعجبه وجبة الغذاء يقفل صمام النفط. حتى تهريب المحروقات والزيوت المدعومة في المنطقة الغربية، يقوم بها حرس المنشآت النفطية». وأضاف «لقد خسر الليبيون قرابة مئة وخمسين مليار دولار بسبب حرس المنشآت، ونتيجة ما قامت به العقلية الجضرانية (نسبة إلى إبراهيم الجضران قائد حرس المنشآت السابق) من ميناء البريقة إلى حقل الفيل. 150 مليار رقم يكفي حاجة ليبيا من النقد الأجنبي لأكثر من أربعة سنوات، لن يتجاوز فيه الدولار الدينار فاصل ثلاثة، ولن نرى طوابير المصارف، ولا تحليق الأسعار في السماء، ولا ارتفاع مخيف في نسبة الفقر». وتابع الداهش «طريقة المعالجة بالربت على الكتف، لم تعزز إلا ثقافة الابتزاز. واللص سيظل لصا حتى لو منحناه ثياب الشرطي، وامتيازات الشرطي، فسياتي يوم ويسرق محفظة قاضي التحقيق. لابد من حل حرس المنشآت النفطية، وحتى التعامل معه كجماعة مسلحة معادية مثل داعش والقاعدة، ولابد من تحرير عن ارزاق الليبيين من يده ولو كلفنا ذلك الاستعانة بصديق. وكانت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا أعلنت أخيرا حالة القوة القاهرة في حقل الفيل النفطي جنوب غربي البلاد، بعد إغلاقه بسبب احتجاج بعض أفراد حرس المنشآت النفطية بسبب مطالبهم بشأن الرواتب ومزايا أخرى. باحث ليبي: لا فرق بين حرس المنشآت النفطية وتنظيم «الدولة الإسلامية» |
«إلهي أعِني عليْهِم» Posted: 26 Feb 2018 02:15 PM PST هذا العنوان مقتبس من نص لشاعر تونس الفقيد محمد الصغير أولاد أحمد يشكو فيه آخر أيامه من حاسديه، وهو يعلم أنه ماض إلى عالم الخلود يقول «إلهي / أعوذ بك من شر أهلي/ يبيعون خمرا رديئا/ ويؤذون ليل السكارى البريء». لا شك في أن شعور المميزين بالسخط نابع من استقراء صحيح: كساد سوق الإبداع ونفاق سوق الرداءة. هنا قد يفكر المرء في الدعاء. ولكنه دعاء الشعراء لا غيرهم. الدعاء في اللغة ليس عملا لغويا وحسب، بل هو بناء لكون فيه يريد المرء الداعي أن يكون طالبا لما يكون مستحيلا عسى أن يكون ممكنا؛ هو تسخير كل الطاقة الإنشائية لتغيير الكون في الاتجاه المطلوب. في الدعاء يحدث شيء من التملك نسميه هنا تملك المقدس بالوسائط اللغوية المختلفة. ذكر اللساني الفرنسي إيميل بنفنيست أن المتكلم يمكن أن يتملك الكون بأشكال مختلفة. فحين يتكلم بضمير «أنا» وأخواته يصبح مركز الكون ويتحدد الآخرون بالنسبة إليه؛ ويتحدد الفضاء بموقعه هو فـ»هنا» قريب مجاور له و«هناك» بعيد لتنائيه عنه و«أمس» هو سابق ليومه و«غدا» هو يوم تال له. التملك الذي يحدث باللغة يمكّن المرء من أن يعيد تحديد الأشياء في الكون بالنسبة إليه. نحن سنزعم في هذا المقال أن في الدعاء في الشعر الحديث خصوصا، نوعا من التملك الإنشائي هو: تملك للمقدس، هو نوع من «الحلولية» اللغوية في المقدس وضرب من سكون المتكلم في منطقة قريبة من المقدس وتوجيهه الوجهة التي يريد. في الدعاء الذي يفتتح بـ«إلهي» تملك أول وأساسي يتمثل في نسبة الإله إلى الذات المتكلمة. النسبة علاقة تقام بين مملوك ومالك؛ وفي اللغة تكون الملكية للمتكلم وهي تخصص الله الذي هو إله الجميع فيصبح مقصور النسب على الداعي. العلاقة الإضافية بين حبيبي وصديقي وإلهي هي واحدة في اللغة؛ لكنها من الناحية التداولية تختلف باختلاف استعمال من يتكلم بتلك الإضافة. إن كانت في سياق التودد فإنها تدل على نسبة نفسية تختلف عن النسبة النفسية التي في التقريع، لكن الإضافة في «إلهي» في سياق الدعاء تجعل التملك دالا على جملة من المعاني المترابطة هي: التملك بالنداء المحذوف (يا إلهي) وفيه دور تنبيهي مجازي ليس ذاك الذي في نداء البشر، بأن ينبه المنادي مخاطبه، ولكن التنبيه هنا غير مقصود، لأن فيه إعلانا للمخاطبة بلا حواجز؛ فالرب يُنادَى ويسمع ويستحضر لكي يستجيب، ولكنه بالدعاء يظل في رفعته المقدسة. وفي المنادى المضاف في هذا السياق إيجاب لحقوق المربوب على الرب بأنه محتاج أن يستعان من معين قدير. لكن الذي نريد التأكيد عليه أن الشعر الحديث يضيف جملة من المعاني لا نجدها في المعاني الشعرية القديمة في معنى التملك؛ فيبدو لنا هذا المعنى ضعيفا في الشعر القديم قويا في الشعر الحديث. قال أبو العتاهية: «إلهي لا تعذبني /فإني مُقر بالذي كان مني»، الدعاء كائن هنا في نطاق المدعو وهو الغفران؛ وهذا معنى غير دنيوي لكن إذا قارناه بـ(إلهي أعني عليهم)، فإن في الدعاء أكثر من المعنى المقدس ، فيه ميل أكثر إلى التملك: أن يصبح الرب منحازا إلى الداعي المفرد مسلطا قوته على أعدائه. وحين يقول أبو نواس: «إلهي لستُ للفردوس أهْلا»، فإن هذا الكلام يقرب من كلام أبي العتاهية في الدعاء بالنجاة، ولكنه لا يفيد معنى التملك الذي في قول الشاعر أولاد أحمد «إلهي / لقد تم بيع التذاكر للآخره/ ولم أجد المالَ والوقتَ والعُذر/ كي أقتني تذكرة/ فمزق تذاكرهم يا إلهي/ ليسعد قلبي/ ألم تَعِد الناسَ بالمغفرة». لقد صار طلب المغفرة يمر عبر سيرورة حجاجية مبنية أصلا على استحقاق تملك المقدس المدعو. السيئون يبتاعون تذاكر المغفرة من مؤمنين سيئين. هم يذنبون بلا حساب وفي النهاية يحصلون على تذاكر الغفران. الله المتملك بالدعاء سيصطف في رأي من دعاه مع الفقراء الذين يذنبون وليس لهم أثمان التذاكر، سيصطف معهم لأنه وعدهم بالمغفرة بلا تذكرة.. الدعاء فيه إيجاب الحقوق بالتذكير، وفيه دعوة إلى أن ينتقم للداعي بأن يمزق تذاكرهم فهي حُجب بدون المغفرة المباشرة. صارت السعادة ككل سعادة في هذا العصر لا تدرك بالغفران البسيط كما هو في كلام أبي العتاهية وأبي نواس، بل بالانتقام من الآخرين: الله ينبغي ألا يعفو عنهم، بل عنه هو لأن هناك من لا يستحق الغفران ويغش بصك التوبة. للشاعر إلهٌ يعوضه عن حرمانه من المَال ، فكل شاعر فقير، وكل صاحب كلمة فقير. للشاعر وقت كثير لكنه يفنيه في البحث عن كونه الشعري ذي التفاصيل؛ والشاعر إنسان يجرب فيخطئ ولا يعتذر ولماذا يعتذر المجرب؟ عالم الشاعر إن قيس بعوالم غيره من باعة صكوك التوبة ومشتريها هو: فقر مدقع وزمن مهدور وخطأ لا هو مبرر ولا معذور؛ هذا العالم المتشابك لا يمكن أن يفك تشبيكه المعقد إلا هذا الإله المصطف مع الشعراء، لأنهم شعراء، ولأنهم قادرون باللغة على تملك رمزه المقدس. الشاعر يخلق أكوانا من الكلام وعالما من المشاعر ويعيش فوق الزمان؛ ولكنه بما هو كائن موجود يقاسم كائنات أخرى تعرف كيف تُذنب وتشتري صك الغفران فلها المال ولها الوقت ولها أكثر من ذلك: لها العُذر. خالق الكون الشعري ـ شاعر، وخالق الكون الفعال ـ إله، هما يرتفعان: الأول على البشر والثاني على الكائنات عموما، لذلك فإن التملك المقدس يبرر أن يتحدث الشاعر بما يتجاوز الشكوى إلى المؤامرة والاتفاق على أنْ ينزل الله الرمزي العقاب على كل من أراد أن يربح مرتين بلا خلق بلا روح بلا فائدة. أقصى درجات التملك المقدس الذي في الدعاء أن يدعو الشاعر بالوبال على جميع عناصر الكون، إنه سخط عام وموجة غضب تذهب بالأخضر واليابس هي عاصفة تريد للقيامة أن تقوم وللوجود أن يندثر «إلهي أريد جرادا لكل الحقول /ومحوَ جميع النقاط/ وقحطا لكل الفصول/ وطيرا أبابيل للاحتياط». هو دُعاء على كون ليس معمورا بالخيرين، فلا فائدة لأن تكون الطبيعة مكسوة بحللها الأصلية ولا فائدة من حقل خصيب أو فصل رطيب. لها جراد يصيب الزرع فيعاقب الجراد البشري العالق بالأرض، ويصبح القحط في كل الفصول ردا على الإمحال البشري والأخلاقي: طير الأبابيل التي هي ملك إلهي تصبح مسخرة لعقاب هذه الأكوان، هكذا عدنا إلى عام الفيل ولكنْ باصطفاف لا مع النبي، بل مع الشاعر الحق. كل هذا الغضب في الدعاء عليه إذا ما نظر إلى جهته المقابلة، جهة الدعاء له، كان بسيط العناصر: ليس يطلب غير تأليف كتاب من الشعر يباع حتى ينفق: تجارة الكلام تصبح تجارة لا تبور «إلهي /حبيبي/ ويا سندي/ نشرت كتابا جديدا/ فبعه بلا عدد). آمين. ٭ أستاذ اللسانيات في الجامعة التونسية «إلهي أعِني عليْهِم» توفيق قريرة |
قوة النساء تجتاح هوليوود وتفرض تغييرات في «الغولدن كلوب» و«الأوسكار» Posted: 26 Feb 2018 02:15 PM PST لوس أنجليس – «القدس العربي»: بلا شك أن موسم جوائز هذا العام سوف يدوّن في التاريخ كأثر المواسم غرابة. فبدلا من تألق عملاق الجوائز ومبتكر حملاتها، هارفي وينستين، على البسط الحمراء، هيمنت عليها ضحاياه، اللواتي فضحن اعتداءته الجنسية عليهن، ومناصراتهن من قبل نجمات هوليوود، اللواتي أرتدين الفساتين السوداء تعبيرا عن تضامنهن واستنكراهن لمثل تلك الاعتداءات. كما استغلت النجمات هذه الفترة المحورية في هوليوود للمطالبة بحماية حقوق النساء وبالمساواة مع الرجال في فرص العمل والأجور وتكريمهن بالجوائز القيمة من على منصات حفلات توزيع الجوائز بخطابات حماسية، من أهمها كانت كلمة أوبرا وينفري في حفل الغولدن غلوب، حيث حثّت النساء على التصدي للرجال ذي النفوذ وإخبارهم أن وقتهم انتهى. وفي الحفل نفسه، عاتبت نتالي بورتمان مصوتي الغولدن غلوب بسبب غياب النساء في فئة أفضل مخرج، عندما قدمت الجائزة قائلة: الآن سوف نختار أفضل مخرج من خمسة رجال بيض! وبعد أسبوع، ردت أكاديمية علوم وفنون الصور المتحركة الأمريكية بترشيح المخرجة غريتا غيريغ عن فيلمها «ليدي بيرد»، لتصبح خامس إمرأة تُرشح للأوسكار في مجال الاخراج، منذ تأسيس الجائزة قبل تسعين عاما، بعد لينا فيرتمولار (سبعة جميلات 1977)، جين كامبيون (بيانو 1994)، كاثرين بغيلو (هيرت لاكار 2010)، صوفيا كوبولا (ضائع في الترجمة 2004). ولم يفز بالجائزة إلا أمرأة واحدة وهي كاثرين بيغلو. فيلم «ليدي بيرد» يحكي «ليدي بيرد» قصةَ فتاةٍ في السابعةَ عشرةَ، تُدعى كريستين ماكفيرسون، لكنها تُفضلُ أن تُنادى بـ»ليدي بيرد». الفتاة التي تدرس في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية في مدرسة كاثوليكية للبنات، تريد أن تتركَ بلدَها المملةَ، وتلتحقُ بجامعةٍ في ساحل الولايات المتحدة الشرقي، حيث الحضارة والثقافة والأدب والفن. لكن ذلك يثيرُ غضبَ أمِها. ويحتدم الصراعُ بين الفتاةِ، التي تمر بفترةِ مراهقةٍ مربكة، وأمِها، التي تتدخل في كل شؤونِ حياتِها وتُريدُها أن تبقى بجانبها. أحداثُ الفيلم جرت عامَ الفينِ واثنين في ولايةِ كاليفورنيا، وتحديدا مدينةِ ساكرامينتو، مسقطِ رأسِ غيرويغ، التي درست أيضا في مدرسةٍ كاثوليكية للبنات، قبل أن تهربَ إلى نيويورك، حيثُ درست الأدبَ الانكليزي في كليةِ برنارد، لكي تصبح كاتبة مسرح. ولكنها سرعان ما تركت الكلية وانخرطت في سلكِ التمثيل وكتابةِ السيناريوهات والاخراج. وفي حديث معها في بيفرلي هيلز أكدّت أن الفيلم لا يسرد سيرة حياتها. «أردت أن أقدم عملا عن فكرة البيت، «توضح غيرويغ». عن فهمنا لفكرة البيت عندما نتركه. وأعتقد أنه كلما حددت تفاصيل القصة، كلما أصبحت رسالتها أعم لهذا حددت تفاصيل ساكرامينتو، والمدرسة الكاثوليكية، التي التحقت بها. وشخصية ليدي بيرد، هي في الواقع، على النقيض من شخصيتي، فلم أجعل أحدا يناديني باسم آخر، ولم أصبغ شعري بالاحمر الزاهي، بل كنت طفلة مطيعة للأوامر إلى حد كبير، لا أخرج عنها إلا قليلا. ولكن لُب الرواية ولُب قصة الحب بين الأم وابنتها قريب جدا إلى قلبي، وتعتبر تجربة شخصية، لكنها ليست سيرة ذاتية». ما يميزُ فيلمَ لادي بيرد هو أنه يسبرُ التحدياتِ التي تواجهُها فتاةُ مراهقةٌ في مجتمعٍ لا يؤمنُ بقدراتِها ويكبحُ طموحاتِها ويتحكمُ في مسارِ حياتِها من منظورِ امرأةٍ مرت بتلك التجاربِ وليس من منظورِ مخرجينَ رجالٍ، عادةً ما يقدمون شخصياتِ النساء في أفلامِهم كمطيعاتٍ لاحكامِ مجتمعاتِهن الذكوريةِ وراضياتٍ عنها. ففعلا، غيرويغ وغيرها من المخرجات يغيرن تعريفنا للانوثة، الذي كان يفرضه الرجال على المجتمع. تفاصيل نضوج الفتاة والتحديات وفي حديث مع تريسي ليت، وهو كاتب مسرحي معروف، يلعب دور الأب في الفيلم، قال لي إنه لا يمكنه أن يكتب سيناريو لفيلم نسائي من هذا النوع لأنه لا يعرف تفاصيل نضوج فتاة والتحديات التي تمر بها في المجتمع لأن تجربته كانت ذكورية. وتقر غيرويغ أنها تستصعب التماهي مع شخصيات الاناث، التي كانت تشاهدها في الافلام. «شعرت بأن بعض الجوانب في تلك الأفلام تعبر بشكل صحيح عن كوني فتاة شابة، لكن ثمة جوانب كثيرة لم تعبر عن ذلك بشكل صحيح. وكثيرا ما شعرت بالميل إلى الأفلام التي تتناول قضايا الشباب الرجال، لأنها كانت تعالج أشياء بدت لي حقيقية وأكثر دقة. ولهذا عندما قررت إخراج هذا الفيلم، شعرت أنني أردت أن يكون سينمائيا جدا، ومكتوبا بشكل رائع، وجميلا جدا، ولكني أردت أيضا أن يكون الفيلم واقعيا. أردت أن يبدو أقرب لحقيقة الشعور وأقرب لتلك اللحظات، وبدأت من شعور أساسي بأن الفيلم ليس مشابها لما كان فعلا رائجا». فضلاً عن الترشيح في فئةِ أفضلِ مخرج، حاز ليدي بيرد على أربعةِ ترشيحاتِ أوسكار اضافية: وهي أفضلُ فيلم، وأفضلُ سيناريو لغيرويغ، وأفضلُ ممثلةٍ مساعدة للوري متكالف عن اداء دورِ الأم، وأفضلُ ممثلةٍ لبطلتِه الايرلندية سورشي رونان. وهذا هو الترشيحُ الثالثُ لرونان البالغةِ ثلاثةً وعشرون عاما. في عام 2007 رشحت عن دورها في فيلم «غفران» وفي عام 2016 رُشحت عن دورها في فيلم «بروكلين». وفي حديث معها عبرت عن تجربة العمل مع غيرويغ. «لقد كانت فرصة مميزة لأنها شخصية مثيرة جدا، «تعلق رونان» هناك مسؤولية بالتأكيد وحاجة حقيقية لتجسيد الشخصية بشكل صحيح. ولأنني أيضا أحب غريتا جدا، وبصرف النظر عن ما إذا كان قدرا ما من الفيلم عنها وعن حياتها، فهذا فيلمها وطفلها، لهذا أردت أن يكون الفيلم عظيما من أجلها. من الواضح أن لديها احساسا كبيرا بالفتاة المراهقة. وكيف تشعر فتاة مراهقة، ولا يعلم أحد كيف تشعر فتاة مراهقة إلا من كان فتاة مراهقة ومن هذا المنطلق تملك غريتا فهما أكثر». فيلم «بوست» وسوف تنافس رونان على جائزةِ أوسكار أفضل ممثلة، سيدةُ هوليوود ميريل ستريب، التي رُشحت لها للمرة الثانية والعشرين عن تجسيدِها لدورِ مالكةِ جريدةِ «واشنطن بوست»، كاثرين غراهام، في فيلم ستيفن سبيلبرغ، «بوست»، الذي تدورُ أحداثُه في اوائل السبعينيات عندما كانت النساءُ تخضعُ لسلطةِ الرجالِ المطلقة. وفي أحد مشاهد الفيلم، يطلب أعضاء مجلس الجريدة منها أن تتنحى عن منصبها لأن المستثمرين كانوا قلقين من تولي امرأة المسؤولية عن الجريدة لأنها تفتقر إلى العزيمة لاتخاذ القرارات الصعبة. من المفارقات أن غراهام ترفض تخاذلَ أعضاءِ مجلسِها الرجالِ وتقودُهم في معركةٍ مصيرية لحمايةِ جريدتِها وحريةِ الصحافة ضدَ الرئيسِ ريتشارد نيكسون عندما يحاول منعَها من نشرِ أوراق البنتاغون السرية، التي سربها موظف وزارة الدفاع، دانيل السبرغ. وفي لقاء مع ميريل ستريب أكدت أن النساء ليست بحاجة إلى نفوذ وسلطة. «أعتقد أن النساء يريدن الاندماج»، تقول ستريب. «أن يُدمجن في أعلى طبقات اتخاذ القرار، أي على مستوى القيادة. أعتقد أنه لو أن نسبة النساء النصف، في مجلس الشيوخ ورئاسة الاستوديوهات، وفي الوكالات وفي مجال الأعمال، في مجالس إدارة الشركات. عندي صورة لكاثرين غراهام وهي تجلس في «الاسوشييتد برس» في عام 1966، كان هناك اربعون رجلا حول الطاولة، بينما كانت هي المرأة الوحيدة. أعتقد أن ذلك لم يكن متوازنا ويجعل العالم يبدو غريبا. ولا يجوز أن يكون كل القادة من الرجال فقط. لا يمكن لوم الرجال على تصورهم النساء في مراتب أقل طالما لا تمثل في مستوى القيادة. إذا كان لديك مديرة أو نصف مجلس الادارة من النساء فلا مجال لافعال مثل التحرشات الجنسية. حيث لن يسمح بها ولن يتطرف إليها التفكير. «ليدي بيرد» أو غيرويغ وغراهام صمدن أمامَ مجتمعٍ لا يثقُ بهن وبقدراتِهن، وتفوقنَ في انجازاتِهن على الرجال. نساءُ هوليوود تأملن في أن يُلهمَ طرحُ مثل هذه الشخصياتِ النسائيةِ في الأفلام ملايينَ النساءِ للسعي وراءَ أحلامِهن وعدمِ الاستسلامِ لاحكامِ مجتمعاتِهن الذكورية. فوزُ غيرويغ أو فيلمِها بجائزة أوسكار الشهرَ المقبل سوف يُعتبرُ انتصارا للثورةِ النسائيةِ في هوليوود. قوة النساء تجتاح هوليوود وتفرض تغييرات في «الغولدن كلوب» و«الأوسكار» حسام عاصي |
في عصر عولمة الظلم وتواطؤ الصامتين Posted: 26 Feb 2018 02:14 PM PST هل هناك طعم واحد للظلم؟ هل لممارسة الانتهاكات والجرائم، بلا رادع قانوني أو أخلاقي، كتيبات توزع على الغزاة والمحتلين ومن يحكم بالنيابة، فتضمحل الفروق عند تفحص لا إنسانية النتائج؟ ثلاثة أحداث مرت في الأسابيع القليلة الماضية تقودنا إلى التساؤل حول تشابه طبيعة الظلم وتمحوره من شكل إلى آخر مهما اختلفت البلدان. تم الحدث الأول، فجر يوم الخميس 15 شباط/ فبراير، في فلسطين المحتلة، حيث أعتقل جنود الاحتلال الإسرائيلي الشاب الفلسطيني ياسين عمر السراديح، البالغ من العمر 33 عاما، فور محاولته الوصول إلى منزل خاله الذي تم اقتحامه من قبل الاحتلال. اعتدت عليه بالضرب المبرح، وتحديدا على معدته وظهره، أمام الجميع، وتم سحله وتقييده وأخذوه وهو لا يعاني من أي مرض، قال شقيق الشهيد سليمان. مساء، أبلغت سلطات الاحتلال عائلة الأسير ياسين، باستشهاده. في اليوم ذاته، في مدينة البصرة، جنوب العراق، تم الحدث الثاني. حيث اعتقلت القوات الأمنية المشتركة الشاب حازم مهلهل حسين، البالغ من العمر 35 عاما. تم، بعد ساعات من اعتقاله، إبلاغ عائلته بوفاته. لم يكن الشاب يعاني من مرض « وتوفي حازم بعد ساعات من اعتقاله في ظروف غير واضحة»، حسب مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في محافظة البصرة، داعيا اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة إلى « فتح تحقيق بحادثة الوفاة، ومراعاة حقوق الإنسان، خلال حملات بسط الأمن من قبل الأجهزة الأمنية». قام مجلس المحافظة بتشكيل لجنة تحقيقية لتقصي وقائع الحادث. وإذا ما حدث وانتاب القارئ بعض الأمل، في إظهار الحقيقة، عبر لجنة التحقيق، فلابد أنه لا يعرف أن تشكيل لجنة تحقيق حول أي قضية كانت، يعني طمر القضية تحت كومة من اللجان. إنها ملح يُصب على الجروح. يقودنا الحدثان، بواقعهما اللاإنساني، واختلاف الجهات المسؤولة، وكون الجهة الأولى قوة احتلال والثانية قوة أمن «وطنية»، إلى النظر أعمق في طبيعة الظلم، وتشابهه، وشموليته التي تدفع الكثيرين إلى القبول بمنظور، انطلق من أمريكا اللاتينية حول وجود استعمار خارجي، أوضح أشكاله الامبريالية والرأسمالية المتوحشة، واستعمار داخلي يتمثل بالأنظمة « الوطنية» القمعية في مرحلة ما بعد الاستعمار أو التحرر الوطني. تتحكم بالعلاقة غير المتكافئة بين الاثنين الحاجة إلى السوق ومصادر الطاقة من قبل الأول والحاجة إلى الحماية وديمومة البقاء في السلطة من قبل الثاني. كلاهما يمارس القمع بدرجات، وإذا ما اختلفت درجة القمع، فحسب الحاجة وتواطؤ الصامتين». من الصمت إلى التواطؤ ليس هناك سوى خطوة واحدة»، يقول جان بول سارتر. يتعلق الحدث الثالث لا بارتكاب جريمة القتل المتعمد، كما في حالة الشابين الفلسطيني والعراقي، بل بسلب حق الحياة، في المعتقلات. ففي فلسطين يسلب المحتل حياة المئات من الأسرى على مدى عقود. نائل البرغوثي، أقدم الأسرى في العالم، كان في التاسعة عشرة حين اعتقل وقد تجاوز، الآن، الستين. في العراق هناك معتقلون منذ عام الغزو، استنادا أما إلى وشايات « مخبر سري»، أو بتهمة الإرهاب. اعترف النظام بأن شهادات أكثر من 300 مخبر كاذبة، مما يعني أن الآلاف من ضحاياهم أما لايزالون في السجن أو أعدموا، ومع ذلك، لم تتم مراجعة الأحكام الصادرة بحق ضحاياهم. كيف ستتحقق العدالة؟ أما في أمريكا، فمعتقل غوانتانامو وصمة عار لا تمحى ببلد يمنح نفسه غزو بلدان أخرى لأنها لا تحترم حقوق الإنسان. في أمريكا، في ظل « العدالة الأمريكية»، حُكم على د. رافل ظافر، وهو طبيب عراقي أمريكي، متخصص في علاج الأورام السرطانية، في 28 أكتوبر/تشرين الأول 2005، بالسجن مدة 22 عاما. اتّهم د. رافل بجمع تبرعات، وإيصال شحنات أغذية وأدوية إلى العراق، في سنوات الحصار التي أودت بحياة آلاف الأطفال. وهي جريمة بررتها وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت، عند سؤالها عما إذا كان هذا ثمنا يستحق الدفع لأسقاط النظام العراقي؟ فقالت نعم إنه يستحق». وهي الفترة التي استقال أثناءها اثنان من ممثلي الأمم المتحدة في العراق وهما دنيس هاليداي وهانز فون سبونك. عن سبب الاستقالة، صرح دنيس هاليداي قائلا: إن ما يحدث هو جريمة إبادة. استخدم مفردة إبادة لأنها سياسة متعمدة لتحطيم الشعب العراقي». لم ينكر د. رافل « تهمة» إرسال المساعدات، الموجهة ضده. وبينما قضى سنوات حكمه الأولى في سجن، على مقربة من مدينته، إلا أن تصاعد حملة الكراهية ضد المسلمين وسياسة « الحرب على الإرهاب»، أديا إلى وضعه في سجن مشدد الحراسة، مع محكومين مسلمين، ويطلق عليه أسم « غوانتانامو الصغير». وعلى الرغم من تدهور صحته وإصابته بالعديد من الأمراض وتوفر فرصة تقديم طلب إلى الرئيس أوباما التماسا للرأفة والعفو، لكنه رفض القيام بذلك، قائلا: «كيف يمكن لشخص بريء مثلي أن يطلب تخفيف الحكم عن تهمة مزعومة، من مجرم، بغض النظر عمن يكون؟» هل مفهوم الظلم واحد؟ بالنسبة إلى الدول العربية، حاول تقرير الأمم المتحدة اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الاسكوا) المعنون «الظلم في العالم العربي والطريق إلى العدل» تقديم تحليل لظاهرة الظلم المستشرية في البلاد العربية، أسبابها وإيجاد السبل لمعالجتها. وجاء وأد التقرير المهم على يد الأمانة العامة للأمم المتحدة التي قامت بحجبه بعد يوم واحد من نشره في كانون الأول/ ديسمبر 2016. كان التقرير صريحا في تشخيصه طبيعة التوافق بين الاستبداد المحلي (أو الاستعمار الداخلي كما بات شائعا) والاستعمار الخارجي، وتحميلهما مسؤولية ما يدور في العالم العربي، من قتل المتظاهرين، والمعتصمين العزل، واضطهاد الناس على أساس الدين أو العرق، والانقسام الطائفي وانتهاك حقوق الإنسان، ونشر ثقافة مشوهة سواء ادعت انتماءها للحداثة أو للتراث تكرس الخضوع للاستبداد والبطش. بالمقابل، يؤبن الاقتصادي الأمريكي جوزيف ستيغليتز، الحائز على جائزة نوبل لعلوم الاقتصاد، العدالة « فبدلا من العدالة للجميع، نحن نتطور إلى نظام عدالة لأولئك الذين يستطيعون شراءها». فهل بإمكان الباحثين عن العدالة استعادة مسارها قبل ان تكون سلعة معروضة للبيع؟ ٭ كاتبة من العراق في عصر عولمة الظلم وتواطؤ الصامتين هيفاء زنكنة |
تعلموا من الأفارقة أيها العرب! Posted: 26 Feb 2018 02:13 PM PST بعد أن نجح شعب زيمبابوي في اقتلاع «الزعيم» روبرت موغابي بعد قرابة الأربعة عقود من الحكم الأحادي باسم الثورة على المستعمر البريطاني، نجح قادة المؤتمر الوطني الأفريقي، مدفوعين بضغط شعبي، في «اقتلاع» الرئيس جاكوب زوما من الرئاسة بعد أن اعتقد العالم أن الرجل هو أحد ورثة الزعيم الراحل نيلسون مانديلا. كذلك نجح شباب أثيوبيا في انتزاع حقوق سياسية ومدنية ناضلوا من أجلها طويلا. اليوم جاء دور شعب جمهورية الكونغو ليقول لا لاستمرار الرئيس جوزيف كابيلا في مقعد ورثه عن والده في غفلة من الجميع. يبدو أنه ربيع جديد في نسخة أفريقية، وتكرار لأثر الدومينو الذي انتقل من تونس إلى مصر فاليمن في 2011، هذه المرة من زيمبابوي إلى جنوب أفريقيا فجمهورية الكونغو في 2018. لكن الفرق أن هذه التطورات المهمة في أفريقيا حدثت من دون مآس… لا دماء أُريقت في الشوارع، ولا ممتلكات عامة تعرضت للتخريب، ولا سجون امتلأت بالمحتجين والمطالبين بحقوقهم. بل أعطت هذه الأحداث الانطباع وكأنها لا تعني العالم وتدور بعيدا عن أنظاره وعن الصحافة الغربية التي لا يتردد بعضها في تنصيب نفسه في منصب المنظر. في بعض الأحيان يكون الاهتمام الدولي نقمة، وتعطي الدروس التي يعطيها الآخرون نتيجة غير التي يرغب فيها أصحاب الشأن. هذه الأحداث المتلاحقة ليست وليدة الصدفة، وليست نابعة من العدم. هي بالأحرى تراكم واستمرار لصيرورة سياسية واقتصادية واجتماعية إيجابية تعيشها القارة السمراء منذ نحو عقد من الزمن، وبدأت تؤتي أُكلها وتكسب احترام وثقة المتابعين لها من خارج القارة. أفريقيا التي طالما عيّرها العالم، ومعه العرب، بالجوع والأمراض والفشل والديكتاتورية، تنهض ببطء ولكن في الطريق الصحيح لتعطي الآخرين دروسا في النضال السلمي وفي انتزاع الحقوق بالطرق الحضارية على الرغم من كل الظروف السلبية المحيطة بشعوبها والمحبطة لها. غير بعيد عن القارة الأفريقية تسير منطقة أخرى في الاتجاه المعاكس تماما بعد بصيص أمل وتجربة قصيرة وسريعة، حديثة، شكلت استثناء في تاريخ طويل من المآسي والصراعات. اسمها المنطقة العربية، ويبدو أنها تتجه بثقة نحو إخفاق اقتصادي أكيد، وتدهور سياسي عميق وأزمة حريات وحقوق مزمنة. ناهيك عن الأزمات الداخلية التي يمكن تسميتها بالعمودية، المنطقة تعيش أزمات إقليمية ونزاعات جوار بينية، يمكن وصفها بالأفقية، لا يوجد في الأفق ما ينذر بأنها سطحية أو عابرة. وحتى لو كانت كذلك وانتهت ستحل محلها أزمات أخرى تشبهها أو أسوأ منها. من حيث الشكل، تتشابه المنطقتان. الأفارقة شكلوا مستعمرات خصبة للقوى الغربية نهبت خيراتهم وأعادتهم قرونا إلى الوراء. كذلك كانت المنطقة العربية وسكانها فريسة للقوى الاستعمارية طيلة قرون من الزمن. لكن الأفارقة، كما يبدو، يتجهون نحو خلق الفرق بحيث لن يبقى في حضيض الكرة الأرضية إلا أمة العرب. القارة الأفريقية هي أيضا عبارة عن خزّان ضخم لشباب معبأ بالطاقة ومحبَط في الوقت ذاته. هذا الشباب يمكن اعتباره مستودع بارود جاهزا للانفجار في أي لحظة لكن من الممكن تحويله إلى ثروة تكون سببا في نهضة البلاد. الكل متوقف على طريقة استغلال هذه الطاقة التي يمكن اعتبارها سلاحا ذو حدين. أحد الأسباب الرئيسية في تفسير الفرق الذي قد يأخذ شكل تناقض بين العرب والأفارقة، يكمن في أن الأفارقة يسكنون منطقة لم تعد تثير اهتمام الغرب بعقليته الاستعمارية. هذه القارة ذاتها لا تغري الغرب كثيرا طالما أن المنطقة العربية موجودة وتوفر لهذا الغرب ما يحتاجه بالشكل الذي يريده ومن دون تأفف أو كلل. كما أن المنطقة العربية، ولظروف محلية وأخرى دولية، تبدو جاهزة أكثر للصراعات البينية والحروب بكل أشكالها. وتبدو أكثر تقبلا للفتن وتأقلما معها. وتبدو سعيدة بكونها نموذجا للعالم في الخراب والفشل والعقم. ولعل للثروة والثراء في هذه المنطقة دور في عقمها وفي جلب هذا الاهتمام السلبي وجعل المنطقة ملعونة بدلا من العكس. الثروة الكثيرة أسالت لعاب المهتمين بأمر العرب، من تجار سلاح إلى محترفي بناء ومنشآت مرورا بكل سمسار دولي له سلعة أو خدمة، أيًّا كان نوعها، يريد تصريفها. ما يجب التوقف عنده في تناول هذه الاستفاقة الأفريقية أن الثورة التي يشهدها العالم في مجال الإعلام الرقمي ووسائط التواصل الاجتماعي، ساهمت في تقريب الناس بعضها من بعض، وفي نقل تجارب هؤلاء إلى أولئك والعكس. ومن الإنصاف عدم الإقرار بأن الشبان الأفارقة استفادوا بشكل من الأشكال من تجارب نظرائهم العرب في 2011. هذه الاستفادة كانت أساسا بفضل وسائط التواصل الاجتماعي ولا شيء غيرها. الأهم ألاَّ تُلهم الأفارقة الثورات العربية المضادة والردة التي شهدتها المنطقة. والأهم كذلك أن يستفيد العرب من الدروس الأفريقية الحالية. ٭ كاتب صحافي جزائري تعلموا من الأفارقة أيها العرب! توفيق رباحي |
مدينة تطفو على جثث وبشر يتنفسون الموت Posted: 26 Feb 2018 02:13 PM PST لقد نسي العالم مدينة اسمها الموصل، ولم يعد أحد يذكرها بعد الآن. لقد كانت مادة إعلامية دسمة على مدى ثلاثة أعوام، وباتت اليوم مجرد أنقاض لا تثير أي فضول. قد تثير الشفقة لكن الشفقة وحدها لا تثير الإعلام. ومن باب النفاق وتزوير الحقائق وتمجيد هذه الجهة وتحقير تلك، أطلت عليها بعض القنوات الفضائية لتنقل صورة مصطنعة تقول فيها إن الموصل تحتفل بعيد الحب، وأن الأطفال يلهون في مدينة ألعاب كان كل ما فيها مُدمر. لكن لا أحد يكشف حقيقة كي أصبحت حدائق البيوت وأرصفة الشوارع مقابر تحوي آلاف الجثث. حتى السلطات العراقية والتحالف الدولي اللذان أعلنا النصر على تنظيم «الدولة» فيها منذ قرابة العام، ما زالا حتى اليوم لم يقدما جهدا ولو بسيطا في كشف كل فصول الكارثة الإنسانية في هذه المدينة. فالنصر رصيد يتغنون به لكن المأساة مازال يعانيها كل من يعيش في هذه البقعة الجغرافية. يُعبّر مواطن من أهل المدينة عن المأساة أبلغ تعبير، وهو يقف على أطلال بيته الذي لم يبق منه سوى الأرض. يقول لقد انتصرت الحكومة والتحالف الدولي على تنظيم «الدولة» وصنعا مجدا لهما يتغنيان به، لكن تنظيم «الدولة» والسلطات العراقية والتحالف الدولي، جميعهم انتصروا على الموصل وأهلها، حتى أنها غادرتهم وتركتهم في العراء. فما أصعب الموقف حين يرى الإنسان بأنه بات غريبا في مدينته، ولم تعد هي تلك التي عرفها وعرفته. لقد تجنبت الولايات المتحدة وحلفاؤها الذين قاتلوا في الموصل، الإعلان عن إجمالي عدد القتلى المدنيين، كي لا تتشوه صورة النصر وتنثلم هيبتهم وجبروتهم، وكي يسوّقوا أكاذيبهم في الحرب النظيفة كما يزعمون. بينما تقول وكالة أنباء أسوشيتد برس أن ما بين تسعة آلاف إلى أحد عشر ألف مدني قتلوا في المدينة. ثلثهم بسبب الغارات الجوية للتحالف الدولي. وهذا يدل على أنه حتى اليوم لا توجد إحصائية حقيقية عن عدد الضحايا، الذين سقطوا أثناء العمليات العسكرية، إضافة إلى ذلك لا توجد أي وثائق رسمية يمكن الركون إليها لمعرفة عدد الجثث التي مازالت تحت الأنقاض حتى الان. فبينما يقول المجلس المحلي للمدينة بأن حجم الانقاض يصل الى ثلاثة ملايين ونصف المليون طن، تقول بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، إن حجم الحطام يبلغ أحد عشر مليون طن. ويقينا أن هذا الكم الهائل من الأنقاض لا توجد لدى أي جهة في الموصل إمكانية رفعها وانتشال ما تحتها من جثث. كما أن العديد من الدور والمباني الأهلية والحكومية مازالت مفخخة، أو تحوي مقذوفات غير منفلقة، ما يعوق أي جهد للاقتراب منها وانتشال الضحايا الذين مازالوا تحتها. وقد أعلن الدفاع المدني المحلي أنه أنتشل أكثر من 2500 جثة لغاية الحادي عشر من يناير 2018، بينما تشير التقديرات الى وجود 4000 جثة مازالت تحت أنقاض 90% من الدور والمباني المحطمة. في حين لا تملك الجهات الحكومية المحلية والشعبية، غير إطلاق التحذيرات مما يمكن أن تتسبب به حالة التفسخ والتحلل التي وصلت إليها الجثث. بما يجعل المدنيين الذين نجوا من العلمليات الحربية يواجهون مأزقا آخر، يتمثل بإمكانية أن يكون وضعهم الصحي مهددا بالخطر بسبب انتشار الاوبئة والامراض، حتى أن المجلس البلدي للمحافظة أطلق تحذيرا من تفشي مرض الطاعون، الذي يزيد من احتمالية انتشاره انعدام أبسط الإمكانيات الصحية والخدمية الأساسية الأخرى التي توفر الوقاية للمواطن. وأمام هذا المشهد البائس والكارثي بكل معنى الكلمة، تقف الحكومة المركزية عاجزة تماما عن تقديم أي شيء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. كان يجب أن يكون خيارها الاول توجيه كل الجهد المدني للوزارات، وكل جهود وإمكانيات البلديات في جميع المحافظات الى مدينة الموصل. والشروع بحملة إعمار كبرى يحدد لها زمن إنجاز معلوم لتخليص المدينة من كل الأنقاض والحطام، ثم الشروع بإعادة كل الخدمات الاساسية للمواطنين، وصرف التعويضات المجزية للمتضررين، كي يهمّوا بترميم دورهم، بالتزامن مع الحملة الحكومية. كما كان لديها خيار إضافي وهو تفعيل نشاطها الدبلوماسي في الامم المتحدة ولدى المنظمات الإنسانية، لتقديم الدعم والمساعدة والمعونة في الاتجاهات التي يصعب على الجهد العراقي تنفيذها، أو لعدم وجود الإمكانية لديه للقيام بذلك. مضافا الى ذلك، الطلب من دول التحالف، التي شاركت في العمليات الحربية في الموصل، أن تتولى إعادة إعمار الخدمات الاساسية في المدينة، خاصة أن هذه القوات لم تتبع أي قاعدة من قواعد الاشتباك المتعارف عليها، في الحروب التي تجري داخل المدن، بل إن كل من قاتل في الموصل كان يمارس الحرب بأقصى حد من العدوانية، بدون إعارة أي اهتمام بالكلف البشرية، وهذا ما نجده اليوم ماثلا في كل متر مربع من أرض الموصل. إن كل من يزور المدينة يستطيع أن يشم رائحة الموت في كل طرقاتها. فهو يتجول في أحيائها ويقيم في بيوتها، ومازالت الدهشة من كل ما حصل مرسومة على وجوه الناس فيها. أي ثمن هذا الذي دفعوه وهم ليسوا طرفا في ما حصل؟ وأي كلفة باهظة تواجههم وما زالت حتى اليوم غير معروفة لديهم؟ فما زال الكثير من الناس يقضون يومهم بحثا بالمعاول والأيدي بين الانقاض عن طفل أو شيخ، قضوا نحبهم منذ شهور ومازالوا تحت الانقاض، بل هناك المئات من الاشلاء التي وجدت لكن ليس بمقدور أحد التأكد من هويتهم، أما لانها باتت مشوهة تماما، أو أنها مجرد أجزاء لبقايا جسد إنسان لا يمكن لذويه التعرف عليه. كما لازالت هنالك الكثير من المقابر الجماعية التي تضم الكثيرين والمجهولي الهوية. وقد صرحت مجموعة من الشباب لكاتب هذا المقال بأنهم تولوا إكرام الكثير من الموتى بالدفن، والذين كانوا يجدونهم على قارعة الطرقات بعد قصف التحالف الدولي للاحياء والاسواق، ولخطورة التنقل داخل المدينة فقد كانوا يدفنون كل جثة في المكان نفسه التي سقطت فيه. يقينا أن أهالي الموصل لم يعرفوا أبدا طعم النصر الذي أعلنته الحكومة والتحالف الدولي، ولن تداوي جراحهم تلك الاهازيج التي عرضتها القنوات الفضائية. إن كل واحد منهم باتت لديه كارثة شخصية، وفي العادة يغلب الهم الشخصي على كل شيء آخر. فالجميع من سكان هذه المدينة يبحثون اليوم عن المساءلة العادلة لما تعرضوا له. فهم لم يكونوا أبدا طرفا في كل الذي حصل، لكنهم هم من دفعوا الثمن الفادح. لقد تخلت عنهم السلطات الحكومية المسؤولة عن أمنهم وحمايتهم شرعيا ودستوريا، وهربت من الساحة وتركتهم يواجهون مصيرهم وحيدين. واليوم تعود اليهم بدون أن تتيح لهم مساءلة من صنع الكارثة التي هم فيها. أيوجد ظلم أفدح من هذا الظلم؟ لقد تعودنا أن يهّب العالم دولا وزعماء ومؤسسات لتقديم العون المادي والمعنوي الى المدن التي تتعرض لكوارث طبيعية كالزلازل والفيضانات، ألا تستحق الموصل وهي إحدى الحواضر العربية أن يلتفت اليها أحد؟ باحث سياسي عراقي مدينة تطفو على جثث وبشر يتنفسون الموت د. مثنى عبدالله |
مفاجـآت وتسريبات ما قبل الانتخابات Posted: 26 Feb 2018 02:13 PM PST أعلنت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، في تصريحات أدلت بها في 22 فبراير 2018 في معهد السياسات في جامعة شيكاغو، أن اقتراح خطة السلام المعروفة بـ»صفقة القرن» بين الفلسطينيين وإسرائيل اكتملت تقريبا، وأكدت أن عددا من الوزراء كانوا خائفين من أن تطبق السماء على الأرض في حالة صدور إعلان الرئيس دونالد ترامب الخاص بالقدس، «لكن السماء مازالت في مكانها». وفي اليوم التالي لتلك التصريحات أعلنت الولايات المتحدة عن البدء في إجراءات نقل السفارة إلى القدس، في خطوات تبدأ مرحلتها الأولى في مايو 2018، بالتزامن مع الذكرى السبعين لإعلان دولة إسرائيل، أو ذكرى النكبة في ما يخص الجانب الفلسطيني والعربي، وهو ما اعتبر تسريعا لخطوات النقل، التي أكد وزير الخارجية الأمريكي في فترة إعلان ترامب عنها في ديسمبر 2017 أنها تحتاج إلى 3 سنوات على الأقل. وعلى الرغم من تعدد الأسباب التي تطرح لتفسير قرار تسريع خطوات نقل السفارة، تظل في خلفية المشهد حقيقة أن «السماء مازالت في مكانها»، فلم يخسر أحد خارج الطرف الخاسر بالأساس، وهو الطرف الفلسطيني وفكرة الدولة الفلسطينية المستهدفة في ظل مسار التسوية. في الواقع لم تمارس ضغوط حقيقية من الأطراف التي يفترض أن تعترض وتضغط بحكم مواقعها الرسمية، وما يرتبه التاريخ والجغرافيا والأمن القومي العربي، وكل المقولات الكبرى الخاصة بمحورية القضية ومكانتها والمسار المشترك، كما كان يفترض أو يتصور منها في سياق آخر يلزمها باستخدام الأوراق التي تملكها أو يفترض أنها تملكها. على العكس، ورغم الإعلان عن القرار في ديسمبر، والإعلان عن تسريع إجراءات تنفيذه في فبراير، يبدو أن الاهتمام الأساسي لمعظم الأطراف الأساسية، هو محاولة الحصول على القبول الأمريكي والاحتفاء بفرصة مقابلة ترامب، أيا كانت أجواء الواقع وطبيعة السياسات الأمريكية في المنطقة. وما المعارضة التي أعلنت بشكل رسمي إلا جزء من الانحناء في مواجهة العاصفة، خاصة في ظل التصريحات الأمريكية التي أكدت معرفة العديد من دول المنطقة بالقرار قبل إعلانه، وإعلان إسرائيل عن تقديرها للجهود الرسمية العربية في مواجهة الغضب المحتمل. تعيدني مقولة هايلي المعبرة عن أثر ضعف رد الفعل وتمرير السياسات الصعبة إلى الداخل، فإن كان التنازل عن تيران وصنافير في السياق المصري قد تم ولم تنطبق السماء على الأرض، وإن كانت الأسعار في ارتفاع والصعوبات في ازدياد والعملة المحلية تراجعت، مع زيادة القروض وتركز الجهود على قص شريط جديد بمعدل يومي إن أمكن للتأكيد على صورة الزعيم، مع الإعلان عن كل مشروع جديد، فإن السماء مازالت في مكانها والأرض مازالت تعاني من ممارسات عديدة، وفي النهاية تمر السياسات المؤلمة بوصفها مؤلمة فعليا على المواطن والوطن، بدون أن يحدث ما يوقفها. وربما يفسر هذا، مع اعتبارات أخرى، عدم اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيىسي كثيرا بما يقدمه في نهاية فترة حكمه، وبداية فترة حكم جديدة، وهو يعرف بشكل مؤكد أنه الحاكم، وأن المنافس الذي اختاره وشجعه على الترشح ضده شكلا - وفقا لتصريحات موسى مصطفى موسى نفسه - يدعمه موضوعيا، ويؤكد أن أسرته سوف تنتخب السيسي، ويرى أن الإعلام يتحيز لصالحه، متناسيا أن إجراء مقابلة معه لا تصل إلى حد تغطية أخبار الرئيس وزيارات الفجر المفترض أنها مفاجئة، وأحاديث المشاريع الكبرى والنجاحات التي لا تنتهي، والحرب التي تتجاوز في أهميتها حروب مصر السابقة، كما يقال، وتعقد اجتماعاتها بالزي العسكري في مكان ما تحت الأرض. تتردد الأخبار عن ارتفاعات مقبلة في الأسعار، سواء بشكل مباشر أو عن طريق تخفيض آخر في الدعم، بشكل متسارع عن الخطط المعلنة سابقا، وزيادة معاناة البشر في سيناء، وفي الخلفية الحديث عن «صفقة القرن» ومخاطر ما يحدث في سيناء، في ظل لقاءات الغرف المغلقة التي قد يتم تسريبها في وقت ما في المستقبل، والسماء مازالت في مكانها. وإن كانت قناة السويس الجديدة، قُدمت بوصفها أكبر وأهم من قيمة السد العالي، في تجاوز لقيمة الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، فإن الحرب المفتوحة في سيناء تقدم بوصفها فرصة لتجسيد «أهل الشر» من جانب وتعظيم صورة البطل المحارب الذي يتجاوز الرئيس محمد أنور السادات. يقدم السيىسي نفسه بوصفه ناصر، وبطل الحرب والسلام، وصاحب العبور الذي ساهم في عقد اتفاق قد يكون هو المسؤول عن أن تخسر مصر حقوقا في حقول الغاز في البحر المتوسط، وحقوقا في مياه النيل، وسيادتها عن تيران وصنافير، وكل ما يخص بيع الجنسية وخروج الآثار المصرية، بكميات تتجاوز المنطق وتتجاوز القانون أحيانا أخرى، بالنظر إلى الآثار التي يتم إخراجها، كما هو الوضع مع مجموعة توت عنخ أمون، التي يثار الكثير من الجدل حول قرار الموافقة على سفرها، بتأمين مالي لا يعبر عن قيمتها المادية ولا التاريخية بالطبع، وبشكل لا يمكن أن يقدم بوصفه دعما للسياحة، كما يقول الخطاب الرسمي. وفوق كل هذا يأتي الإعلان الإسرائيلي عن عقد صفقة لتصدير الغاز إلى مصر، الذي اعتبره نتنياهو يوم عيد لإسرائيل بشكل مفاجئ مثله مثل التنازل عن الجزر، ولقاء العقبة الذي تسربت أخباره من إسرائيل أيضا وغيرها، ولكن رغم كل هذا يخرج السيسي، معتمدا على أن آفة الحارة هي النسيان، ليؤكد خلال تفقد مركز خدمات المستثمرين بوزارة الاستثمار في 21 فبراير «أن مصر ليس لديها ما تخفيه، وما حدث هو أمر تعاقدي بين القطاع الخاص في مصر وإسرائيل، ولا دخل للحكومة المصرية فيه». وبالتجاوز عن فكرة إعلان الحكومة عن السماح لشركات القطاع الخاص باستيراد الغاز من الخارج قبل تلك الخطوات بفترة قصيرة، وعن حقيقة أن صفقة من تلك النوعية لن تمر بدون علم الحكومة، ولن تفاجأ بها، والإعلان قبلها عن اكتشاف أكبر حقل نفط من شأنه أن يغطي الاحتياجات المحلية، فإن القول بأن مصر - والمقصود هنا النظام الحاكم- «ليس لديها ما تخفيه» هو تناقض أساسي مع كل التسريبات التي تحيط بنا. أما قوله «إحنا جبنا جون يا مصريين في موضوع الغاز.. والنهاردة مصر حطت رجلها على طريق أن تبقى مركز إقليمي للطاقة في المنطقة وبقالي 4 سنين بأحلم بالموضوع ده، وهذا ستكون له إيجابيات كبيرة جدا». فهو مجرد توضيح وتأكيد لحالة التناقض و»أشباه الدول». وبعيدا عن قدرة «الجون» في التعبير عن حدث بتلك القيمة، بما له من تداعيات استراتيجية ومعيشية في اللحظة والمستقبل، هل يفهم أن «الجون» نتاج القطاع الخاص أم النظام؟ وهل تم بشكل من القطاع الخاص بشكل مستقل وبتلك السرعة فعلا، رغم أنه حلمه على مدار 4 سنوات؟ وما هو الإنجاز الذي حققه النظام، إن كانت تلك المصانع الخاصة بتسييل الغاز - كما حاول من دافع عن الاتفاق القول- نتاجا لسنوات حكم مبارك؟ أما الحديث عن الإيجابيات فربما ترد عليها ذكرى إعلان مشروع الكفتة، ومشروع قناة السويس الذي تضخم ثم قلص إلى ترس في عجلة «دعم الروح المعنوية» للشعب المطحون، الذي كان من الأفضل له أن تضخ الأموال إلى مشاريع ملموسة، بدلا من ترس روح معنوية، وقبله وبعده أحاديث عن إنجازات مقبلة وانفراج مقبل لا يصل، ووعود بمدد زمنية لا تطرح للمحاسبة، وحزام يراد الاستمرار في شده حتى تفرد السجاجيد الحمراء وتقام المشاريع الكبرى، بدون حسابات ضرورة اللحظة وحدود القدرة وقيمة القروض وكيفية سدادها. يضيف السيسي إلى تأكيده أنه «سعيد للغاية باهتمام المصريين ببلادهم وما يجري فيها من أحداث». ولا تعرف تحديدا ما مصدر السعادة في هذا، الطبيعي أن يهتم الناس بما يحدث، والأكثر أن يشارك الناس في ما يحدث، وفقا لآليات ديمقراطية تتيح لهم المعرفة والنقاش والمشاركة في الرأي بشكل مباشر أو عبر ممثليهم في المجالس النيابية المختلفة، وليس أن يثار الجدل كلما واجه الناس واقعا مفاجئا في مساء يوم خميس، أو عبر تسريبات من أطراف خارجية. الطبيعي أن كلمة «ما تتكلموش في الموضوع ده تاني» التي قالها السيسي على هامش قضية تيران وصنافير، ليست هي أصل الحكم ولا أساس النقاش في الدول، والطبيعي أن دور الإعلام لا يقتصر على تبني خطاب السلطة، وإلا انتشر الفساد وسوء استخدام القانون وغابت الحقيقة ومعها دولة القانون والمحاسبة، وأصبحت الدولة حلقات من تسريبات وردود فعل في انتظار تسريبات جديدة، في حين تتخذ القرارات الصعبة في الغرف المغلقة على حساب الوطن والمواطن الذي يطلب منه رغم كل هذا أن يذهب إلى صناديق الانتخاب، لتأكيد أنه تفويض، وأن كل ما حدث مقبول وطبيعي. كاتبة مصرية مفاجـآت وتسريبات ما قبل الانتخابات عبير ياسين |
المغرب يعيش زمن الرصاص المطاطي… ولكنه قاتل كذلك Posted: 26 Feb 2018 02:12 PM PST يعيش المغرب مرحلة حقوقية حرجة، وعاد ناشطو المجتمع المدني والسياسي إلى ترديد مقولة «عودة سنوات الرصاص»، في استعادة أليمة لسنوات العقود الماضية، المتميزة بخروقات حقوق الإنسان الفظيعة، ومن عناوينها سجن «تازمامرت الرهيب». والتساؤل: هل يربح المغرب الرسمي من الردة الحقوقية الحالية؟ وهكذا، خلال السنتين الأخيرتين، بدأ المغرب يشهد تراجعا مثيرا للغاية في مجال الحريات العامة، رغم الخطاب الليبرالي للدولة المغربية والناطقين باسمها في الحقل الثقافي والمدني والسياسي. والمفارقة الكبيرة، أنه في الوقت الذي يتقدم فيه الخطاب حول قضايا الحريات الشخصية، ويدافع البعض عن المثلية مثلا، تسجل حرية التعبير حول التنديد بفساد الواقع السياسي والاجتماعي تراجعا مريعا. لقد كان المشهد الإعلامي والسياسي المغربي غنيا بالجدل البناء، خلال العقد الماضي وحتى السنوات الأخيرة، ويترجم هذا في النقاشات السياسية والثقافية حول دور المؤسسات، بما فيها الملكية والجيش والاستخبارات، وآليات التقدم وبناء مغرب القرن الواحد والعشرين. لكن أعضاء الدولة العميقة وبدل التعامل بحكمة وذكاء وتبصر مع هذه النقاشات، التي تطور الحياة العامة وتساهم في تعزيز الأمن القومي الشامل للوطن، فضلوا خلال الثلاث سنوات الأخيرة، وبعد هدوء موجة الربيع العربي الممثلة في حركة 20 فبراير في المغرب، تدشين مرحلة جديدة، من عناوينها البارزة التحكم في المشهد السياسي، والقضاء على الصحافة الحرة، وإعدام الإعلاميين معنويا، عبر منابر أخرى هي أقرب إلى المقصلة منها إلى منابر إعلامية، وضرب أي منافسة شريفة في مجال الاقتصاد. ومن ضمن إيجابيات النقاش الحر هو غلبة الوضوح الرصين والصراحة البناءة في إبداء الآراء، بما فيها مضامين الخطابات الملكية. وكانت الصحافة الحرة تنبه إلى المنزلقات والنقص الحاصل، لكن استراتيجية الدولة في القضاء التدريجي على الصحافة الحرة، ترك السلطة المركزية بدون منبه وموجه من الأخطاء. ومن ضمن الأمثلة، نجد أنه بعد سنوات من الترويج لخطاب التنمية الرسمي، يعترف الملك محمد السادس يوم الاثنين من الأسبوع الماضي بفشل النموذج المغربي، ويطالب الجميع بتقديم مقترحات. ونتساءل، في ظل محاكم التفتيش السياسي والفكري التي أقامتها الدولة العميقة، من سيشارك حاليا في تقديم مقترحات عملية وصريحة، ومنها انتقاد الملك لاعتماده رفقة محيطه على خبراء من المغرب والأجانب ليست لديهم رؤية واقعية في صياغة البرامج التي أوصلت البلاد اجتماعيا إلى الهاوية؟ لقد ساد الاعتقاد في المغرب أنه كلما ابتعدنا زمنيا من مرحلة الاستقلال، سيتقدم المغرب ديمقراطيا. وخلال الثلاثة عقود التي تلت الاستقلال، كانت الإدارة المغربية مليئة بالأطر التي تركها المستعمر، وهي أطر كانت تحمل حقدا على الأحزاب السياسية الوطنية والصحافة الوطنية، لهذا حوّل ضباط فرنسا وعلى رأسهم أوفقير، وبموافقة الملك الراحل الحسن الثاني، المغرب إلى «سنوات الرصاص». ووقع انفراج حقوقي نسبي في التسعينيات وحتى نهاية العقد الماضي، بقدوم أطر جديدة للإدارة المغربية، لكن المغرب يعود الآن إلى مرحلة خطيرة من التوتر لسيادة لون فكري واحد، وهو لون الدولة المركزية. ويبدو أن عقارب الزمن عادت إلى الوراء وكأننا نعيش مرحلة جديدة ما بعد الاستقلال، من هيمنة بعض المسؤولين في الدولة العميقة. تحاول الدولة المغربية الإيحاء بأنها تنهج نوعا من الليونة والمناورة في مواجهة المنادين بالتغيير، إذ لم تعد تعتقل بسبب تهم سياسة جاهزة، بل تبحث عن نقط الضعف أو تختلقها. وإذا كانت الدولة في الماضي تستعمل ما يسمى مجازا بالرصاص، ومن هنا التسمية الشهيرة «سنوات الرصاص»، ففي الوقت الحالي تعتقد أنها تستعمل «الرصاص المطاطي»، لكن في الواقع هذا الرصاص المطاطي بدوره يقتل ويغتال، وانظروا لضحايا الدولة خلال السنوات الأخيرة. من أبرز معالم عودة سنوات الرصاص المطاطي القاتل في المغرب ما يلي: - تفنن الدولة المغربية في الاغتيال المعنوي لناشطي المجتمع المدني والسياسي والإعلامي عبر منابر إعلامية معينة تقوم بتشويه وضعهم الاعتباري، وكأن دولة مركزية تعود لأربعة قرون في حاجة لصحافة صفراء لتدافع عن مشروعيتها في الوجود. - ارتفاع الاعتقالات العشوائية للناشطين وعلى رأسهم ناشطو الحراك الشعبي في الريف، حيث لم يسبق في تاريخ المغرب منذ الاستقلال سنة 1956 اعتقال المئات من مدينة واحدة، مثلما حدث مع الحسيمة خلال الشهور الأخيرة. - فرض حظر تقني على بعض الجمعيات الحقوقية، عبر رفض تسليم تراخيص تجديد المكاتب المسؤولة، ولم يكن يحدث هذا حتى في سنوات الرصاص، وبهذا تضرب الدولة الدستور بالرصاص، لكنه الحي وليس المطاطي. - التضييق على الصحافة المستقلة عبر المحاكمات والخنق المالي عبر التحكم في الإشهار وفرض غرامات باهظة في المحاكمات. - محاولة خلق شريحة من المثقفين والاعلاميين والفنانين ليكونوا البديل لمن يرفض الانخراط في سيمفونية الدولة المغربية. - التحكم المطلق في الخريطة السياسية للأحزاب حتى أصبحت أحزاب وطنية عريقة ظلا شاحبا لما كانت عليه في الماضي من أنفة وكبرياء. وبعد تطبيق هذه الاستراتيجية خلال السنوات الأخيرة، وصل المغرب إلى مرحلة الفشل الكلي في معظم المجالات، ويمكن تلخيصها في الوضع الاجتماعي والسياسي الكارثي الذي تعترف به أعلى سلطة في البلاد، الملك محمد السادس (خطابات متعددة آخرها خطابه الاثنين ما قبل الماضي) عندما قال أن النموذج المغربي للتنمية فشل، بعدما اعترف في الماضي بهروب المواطنين من الأحزاب. سياسة الرصاص المطاطي تقتل بدورها، وإن لم تقتل تحول الإنسان إلى معطوب أبدي، وهو ما يحدث للمغرب الآن المعطوب سياسيا واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا. كاتب مغربي من أسرة «القدس العربي» المغرب يعيش زمن الرصاص المطاطي… ولكنه قاتل كذلك د. حسين مجدوبي |
هل ما زال ممكناً التصدي للمشروع الأمريكي؟ Posted: 26 Feb 2018 02:12 PM PST لا تستطيع السلطة الفلسطينية وحدها، ولا الأردن وحده ولا كلاهما معاً التصدي للقرار الأمريكي بنقل سفارة واشنطن إلى القدس واعتبار المدينة المقدسة المحتلة عاصمة للإسرائيليين، وإنما يحتاجُ التصدي لهذا القرار تحركاً على مستوى عربي وإسلامي عالي المستوى، وهذا يعيدنا إلى حقيقة أن القدس هي وقف إسلامي للأمة، وأن الدفاع عنها هي معركة الأمة بأكملها وليست مهمة موكلة للفلسطينيين وحدهم. ندفع اليوم ويدفع كل العرب والمسلمين ثمن خطيئة التخلي عن الفلسطينيين وتركهم يواجهون مصيرهم لوحدهم، بدون ظهير أو مساند، منذ أن قال العرب للشهيد الراحل ياسر عرفات «إذهب أنتَ وربُّك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون»، وهنا نتحدث عن قرارات الجامعة العربية التي كانت في مجملها تؤدي إلى هذه النتيجة البائسة، وتعني بالضرورة أن العرب تخلوا عن قضية فلسطين ولم تعنِهم في شيء. كما تدفع مدينة القدس الحزينة اليوم ثمن واقع عربي وإسلامي بالغ السوء والبؤس والتردي، حيث لم يعد ثمة دولة ولا نظام ولا حكومة ولا مؤسسات في خمس دول عربية على الأقل، إذ تغرق هذه الدول الخمس في حالة غير مسبوقة من الفوضى والاقتتال الداخلي، أما باقي الدول العربية فمشغولة هي الأخرى في التدخل بشؤون الدول الخمس الغارقة بالفوضى، ومشغولة أيضاً بإشعال مزيد من الفوضى الداخلية في هذه الدول التي تحولت إلى ساحات لتصفية الحسابات بين الأشقاء العرب المتخاصمين. في المنطقة أيضاً تنشغل تركيا، التي هي أهم قوة إسلامية وإقليمية حالياً، بالعمل العسكري في سوريا وتتدحرج شيئاً فشيئاً نحو المعارك التي تخوضها من أجل إنقاذ أمنها القومي، وهو ما يجعلها أضعف من أن تواجه القرار الأمريكي أو تضغط على واشنطن في مسألة السفارة. أما إيران التي خرجت لتوها من سنوات العقوبات الاقتصادية العجاف، فغير قادرة على التصدي للقرار الأمريكي، ولا تملك أصلاً الأدوات ولا العلاقات اللازمة للتصدي للقرار ولا الضغط على واشنطن. الولايات المتحدة اختبرت «باروميتر الغضب العربي» خلال الفترة الماضية، ووجدت أن العرب والمسلمين لم يعودوا مكترثين بالقدس، ولم يعودوا يغضبون لأجلها.. بدأ الأمر بالتلويح بنقل السفارة وإطلاق الوعود بذلك، ثم أجَّل الرئيس ترامب التوقيع على القرار، الذي كان قد وعد باتخاذه فور وصوله إلى البيت الأبيض، ثم وقع القرار بالفعل، لكن المسؤولين الأمريكيين تحدثوا على الفور عن أن التنفيذ سيتم خلال عامين ولن يكون فورياً.. ثم فوجئنا بأن النقل سيتم فعلياً في شهر مايو المقبل، أي أن العامين تم اختصارهما إلى شهرين، مع هدوء الشارع العربي والإسلامي وانطفاء جذوة الغضب. وواقع الأمر أن مظاهرة هنا أو مسيرة هناك لا يمكن أن تؤدي إلى تراجع واشنطن عن قرارها ولا تأجيله، كما أن سقوط شهيد في غزة وآخر في جنين (على عظمة دمائهم وقدسيتها) لن يعطل القرار الأمريكي بأي حال، وإنما المطلوب تحرك عربي إسلامي شامل لا يقل عما يلي: أولاً: تتوجب الدعوة إلى مؤتمر قمة عربي شامل يناقش قضية القدس وكيفية حمايتها، ويعلن أنها «وقف عربي إسلامي مسيحي» ولا يمكن القبول بتغيير وضعها القانوني، بدون التوصل إلى اتفاق حل نهائي يكون فيه كل من الفلسطينيين والأردن شركاء. وهذا المؤتمر رغم أنه سيكون كغيره من مؤتمرات القمة التي لا تُسمن ولا تغني من جوع، ولا تتخذ أي قرار ذو تأثير، إلا أنه سيشكل إحراجاً وتعرية لبعض الأنظمة العربية التي تواطأت مع ترامب، والتي وافقت في السرّ على الطرح الأمريكي بشأن القدس والتسوية. ثانياً: على الفلسطينيين أن يلجأوا إلى الدول الإسلامية الكبرى فوراً، من أجل استخدامها ورقة ضغط على الولايات المتحدة، وهنا نتحدث عن تركيا وإيران وباكستان. ثالثاً: على القيادة الفلسطينية أن تعلن بشكل واضح أنها ستعود إلى مربع «منظمة التحرير» وتتخلى عن السلطة، وأن تحل السلطة بشكل كامل، إذ لا معنى لوجود السلطة الفلسطينية أساساً ما دامت مدينة القدس التي هي عنوان الصراع قد تم ويتم حالياً تغيير وضعها القانوني، كما أنه لا معنى لوجود سلطة ترعاها الولايات المتحدة ونشأت بموجب اتفاق رعته الولايات المتحدة، ما دامت هذه الأخيرة قد حسمت موقفها وأعلنت انحيازها لأحد الأطراف قبل أن ينتهي الصراع باتفاق حل نهائي. رابعاً: على الفلسطينيين ومعهم الدول العربية، ذات الموقف الداعم بحق، أن يلجأوا إلى الدول الكبرى التي يمكن أن تشكل نداً للولايات المتحدة، وهنا نتحدث عن روسيا والصين والاتحاد الأوروبي وجميعهم رفضوا القرار الأمريكي بنقل السفارة إلى القدس. خلاصة القول هو أن خطورة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس يتمثل في أن اعتبار المدينة عاصمة للاسرائيليين ليس سوى مقدمة لفرض مشروع تسوية أمريكي على الفلسطينيين، بدون الجلوس إلى طاولة مفاوضات، وبدون التوصل إلى حل مرضٍ لمن هم في الداخل والخارج، وفي حال مرت الخطوة الأولى من هذا المشروع ونجحت بها الولايات المتحدة، فإن واشنطن ستفهم حينها بأنها قادرة على فرض مشروعها وتجاهل الفلسطينيين والعرب.. وهنا الخطر الأكبر. كاتب فلسطيني هل ما زال ممكناً التصدي للمشروع الأمريكي؟ محمد عايش |
المرأة والفكر الذكوري في المغرب Posted: 26 Feb 2018 02:11 PM PST منذ الاستقلال والمرأة المغربية تقاوم كل أشكال التمييز والتهميش الممنهج أحيانا واللاإرادي أحيانا أخرى نتيجة موروث ثقافي. شاركت قبل الاستقلال في المقاومة ضد الاستعمار بشكل تلقائي ودون أي تمييز نوعي يجبرها على البقاء في البيت بحجة الضعف وعدم القدرة. لأن هذا التمييز الجنسي هو عبارة عن لعبة ثقافية منذ الصغر تلعب بين الذكر والأنثى نتيجة تربية تمييزية تعيد إنتاج تقاليد وعادات متجذرة في الأسرة العربية، فكانت الانتفاضة الفكرية والاجتماعية والثقافية في ظل سياق عام خلال مرحلة الستينات وما بعد. خروج المرأة للشارع والعمل وتحقيق تواجدها الشرعي في ظل سيرورة اجتماعية واقتصادية وثقافية. فكانت الجمعيات النسائية التي ظهرت كمساند لنهضة المرأة في كل المجالات. وبدأ التمرد على تلك اللعبة المترسخة في النفوس والعقول بشكل جد قوي، فاقتحمت المرأة مجالات نضالية كانت حكرا على الرجال الحاملين للتوجه الذكوري. طبيعيا أن تجد مقاومة ممن كان يحتكر الكلمة والصورة، فقاومت من جديد وبشكل آخر فهناك من استشهدت وعذبت في سبيل التغيير والعيش الكريم للفرد دون تمييز مثل سعيدة المنبهي. لكن الحصار الفكري والمجتمعي جبار وقاس جدا لدرجة أن على المرأة المناضلة المتشبعة بشكل حقيقي بالمساواة الفعلية والحقوقية تخطيها لدرجة التضحية بنفسها أو بحياتها العائلية والشخصية. العمل السياسي أو النقابي هو عالم ذكوري بامتياز رغم الظاهر منه ورغم كل الشعارات التي يحملها الرجال داخل هذه التجمعات. وتواجد نساء مغربيات في أعلى مراكز قيادية قليل جدا ولا يترجم الخطابات الحزبية أو النقابية التي تنادي بالمساواة والمناصفة. هناك محاولات تمييزية أو ما يسمى بالتمييز الإيجابي من أجل أن تقتحم المرأة أكثر وأكثر العمل السياسي والنقابي. لكن ما يعوق هذه الفكرة هو تغلغل الفكر الذكوري داخل هذه الأحزاب والنقابات ويرفض بشكل غير مباشر منافسة المرأة له. هذا الفكر الذي لا تهمه الكفاءة الذكورية بقدر ما يطالب بقوة بالكفاءة في صفوف النساء. مثال بسيط، من أجل أن تشارك المرأة وتحضر وتتسلق أدراج المسؤولية، لابد من مراعاة خصوصية اجتماعية وثقافية لا يمكن أن نتخلص منها بشكل سهل وسريع، وهو أوقات الاجتماعات أو أماكنها! فرض أسلوب في التعامل مع المرأة يضطرها أحيانا إلى التخلي رغما عنها وعن طموحها وكفاءتها العلمية والمهنية. لا بد من التخلص من الأنانية الذكورية التي تجعل الأجهزة النقابية والحزبية تعرقل سير المرأة إلى الأمام وعدم الثقة في قدراتها الفكرية والقيادية. غياب الديمقراطية التي تنادي بها هذه الأجهزة داخل بنياتها. وخير دليل على ذلك، هو غياب تام للمرأة المناضلة في البرامج الحوارية التي تناقش مواضيع سياسية أو فكرية أو اقتصادية. ألا يوجد في داخل هذه الأجهزة أطر مقتدرة من النساء لمناقشة هذه المواضيع؟ أم أننا لم نتخلص بعد من «لعبة الذكر والأنثى» ونعتبرها لا تصلح إلا لشؤون المرأة والأسرة؟ الخبرة السياسية مذكرة في كل القنوات التلفزيونية المغربية؟ وجواب القناة عن هذا الغياب تعيده إلى الأحزاب بالدرجة الأولى لأنهم يقترحون دائما أسماء رجال! وكأن المرأة ديكورا من ديكورات المشهد السياسي والنقابي نؤثثه متى احتجنا إليها في الانتخابات، في التصويت، في الحضور أمام الكاميرات… أين هي الديمقراطية التي تنادي بها هذه الأحزاب التقدمية؟ إنْ لم تمارسها داخل أجهزتها بكل قناعة وشفافية فليس لها الحق في أن تطالب بها غيرها. والحاملين لهذه الأفكار التقدمية، كيف يمارسونها داخل بيوتهم؟ إنها معضلة أخرى تكشف عن سلوك ازدواجي يتعايشون معه لدرجة الإيمان بضرورته. كيف يمكن أن يرفع الرجل السياسي والنقابي صوته مطالبا بالمساواة والعدل والكرامة للنصف الآخر من المجتمع وفي بيته يمارس لعبته الذكورية؟ المشهد السياسي المغربي يعرف الكثير من النفاق الاجتماعي والسياسي، وتبقى ورقة المرأة، الورقة الرابحة لمن يجيد استغلالها أحسن استغلال. المرأة المناضلة داخل هذه الأجهزة التي هي عبارة عن صورة مصغرة للمجتمع الحامل للفكر الذكوري والمتشبع به، يجب عليها أن تناضل على جبهات عدة: - تحقيق وجودها كمناضلة دون أدنى تمييز جنسي. - احترام تواجدها داخل هذه الأجهزة الذكورية دون أي عنف رمزي أو جسدي. - العمل أكثر وأكثر لتثبت أن لها الكفاءة والأهلية في القيادة أو الترشيح. - محاربة المجتمع الأكبر بكل مكوناته وأطيافه الرافضة لأي تواجد نسائي داخل المشهد السياسي. للمرأة قضية، وقضيتها أكبر من كل الاهتمامات السياسية إنْ لم نقل هي الاهتمام الأول. لأنها تعتبر من الفئات الأكثر فقرا وتهميشا واستغلالا وجهلا بحقوقها كمواطنة. هناك استثناءات نجحت وتبوأت الصدارة، لكن الاستثناء لا يخلق القاعدة. وحتى هذا الاستثناء لم يستطع الانفلات من الفكر الذكوري. لما نتحدث عنه وعن نجاحاته وقدرته على التسيير أو التأطير أو القيادة، نربط حديثنا وتحليلنا بكونها امرأة وكأنها معجزة لا تتكرر! خطابنا ملغوم ويحمل ثقافة متخلفة تجاه المرأة. إذا كنا نستعمل ورقة المرأة من أجل الوصول وتحقيق أهداف شخصية والتربع على عرش القيادة أو المسئولية، فليس لنا وجود على صعيد المجتمع ولا نساهم في أي تطور مجتمعي وتبقى توجهاتنا الكبرى المبنية على الحقوق الإنسانية والمساواة الفعلية مجرد شعارات تردد من حين إلى آخر وتدخل في إطار لعبة كبرى. المجتمع أعرج إذا مشى برجل واحدة. والأحزاب التقدمية والباحثة عن التغيير الثقافي والاجتماعي والاقتصادي لا يتأتى لها ذلك دون اشراك المرأة كفاعل حقيقي ومهم وليس وسيلة أو مكملا لحاجة في نفس يعقوب. متى نؤمن بإن قضية المرأة من القضايا الكبرى؟ المغرب المرأة والفكر الذكوري في المغرب أمينة شرادي |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق