ترامب ـ بولتن: كيف لا يوافق شنّ طبقة! Posted: 31 Mar 2018 02:16 PM PDT لم يكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعلن تسمية جون بولتن مستشاراً لمجلس الأمن القومي، حتى تكشفت حقيقة تورّط الأخير في تشكيل لجنة عمل سياسي داعمة لمؤسسة «كامبرج أناليتيكا» التي استغلت ملايين الحسابات على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، دون علم أصحابها، واستخدمتها في حملات سياسية واستثمارية متعددة. لا مشكلة في هذا، كما تُظهر ردّات فعل ترامب على هذه الفضيحة، أو سواها مما انكشف أو سينكشف، ما دام بولتن يتمتع بجاذبية قصوى لدى سيد البيت الأبيض. غير معروف على نطاق واسع، ربما، أنّ بولتن كان مرشح ترامب المفضل لهذا المنصب منذ الساعة الأولى لتسلّم الأخير رئاسة أمريكا رسمياً؛ إذْ تردد اسمه قبل الجنرال المتقاعد مايكل فلين، كما طُرح مجدداً بعد إقالة فلين على خلفية فضيحة اتصالاته مع روسيا، حتى عاد بعد عزل هربرت ماكماستر مؤخراً. ورغم سخرية ترامب، خلال الحملة الانتخابية، من رجال جورج بوش الابن، فإنه ظلّ يرقب بولتن بعين الإعجاب ويتابع مداخلاته النارية على شاشة «فوكس نيوز»، ويتطلع إلى توظيفه. لندعْ جانباً ما يُعرف عن الرجل من نزوع أعمى إلى الحرب والحلول العسكرية والتدخل الخارجي والقصف (أمثلة العراق وإيران وكوريا الشمالية هي الأبرز)؛ أو تمترس على الخطأ حتى بعد افتضاحه (حكاية أسلحة التدمير الشامل في العراق)؛ أو تجميل لأبشع الخيارات الاستخبارية، وعلى رأسها التعذيب (سجون أبو غريب وغوانتانامو والسجون الأمريكية السرية في تايلاند)؛ أو احتقار لأيّ جهد يُبذل على سبيل التسوية السلمية للصراع العربي ـ الإسرائيلي (سبق أن اقترح طيّ حلّ الدولتين، وضمّ الضفة الغربية إلى الأردن، وغزّة إلى مصر). ولنذهب، في المقابل، إلى موقفه من الأمم المتحدة، حين كان مندوب أمريكا الدائم لدى المنظمة الأممية. قبل عقد ونيف، إزاء وثيقة الأمين العام كوفي أنان حول إصلاح المنظمة، وضع بولتن 750 تعديلاً على مسوّدة من 26 صفحة! لم يكتفِ، كما للمرء أن يتخيل، بالاعتراض على «رطانة الجنوب»، تلك العبارة التي يستخدمها بعض الأمريكيين في هجاء اللغة التي تتعالى بين الحين والآخر بصدد نقد الأمم المتحدة، ولا بالاعتراض على المسائل «الخلافية» المعتادة والكلاسيكية، مثل تعريف الإرهاب ومفهوم السيادة الوطنية وتصدير الديمقراطية والكيل بمكيالين في ما يخصّ حقوق الإنسان وتطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي ومعالجة الفقر والمديونية ومشكلات البيئة واستثناء الأمريكي من محاكم جرائم الحرب… لقد اعترض عملياً على كلّ فقرة في الوثيقة، سواء تحدثت عن قِيَم الهيئة الدولية ومبادئها القديمة والحديثة والقادمة، أو الشراكة الكونية في التنمية، أو التطوير الزراعي، أو مجابهة انتشار مرض الـ «إيدز»، أو مسائل الهجرة، أو السلام والأمن الجماعي؛ أو حتى… التكافؤ الجنسي بين الذكر والأنثى، وتمكين المرأة، وتطوير العلوم والتكنولوجيا، وحوار الجنوب ــ الجنوب (وليس الشمال ــ الجنوب!). وقد مارس الاعتراض من وحي يقينه بأنّ بلاده هي العالم، أو هي ربما الإمبراطورية المعاصرة الوحيدة التي تحكم العالم على هذا النحو أو ذاك، بالتحالف مع حفنة «شركاء» و«حلفاء» هنا، أو بمقاتلة حفنة «عصاة» و«مارقين» هناك. وهكذا فإنّ لقاء ترامب ــ بولتن ليس غريباً، البتة، لأنّ الثاني يليق حقاً بالأوّل لاعتبارات لا صلة لها بالخيارات السياسية والإيديولوجية ضمن صفّ اليمين الجمهوري أو المحافظين الجدد؛ ولا بالتطابق (أو التنافر!) بين شعار الرئيس حول استئناف مجد أمريكا، وانتماء مستشاره للأمن القومي إلى «مشروع القرن الأمريكي الجديد». معطيات اللقاء تنبثق، جوهرياً، من الطابع الديماغوجي الذي يجمع الرجلين، وضحالة التفريق بين صواب السياسات وخطلها، والجهل بالعالم خارج نطاق التنميطات التبسيطية والسطحية المسطحة. وافق شنّ طبقة، كما كانت العرب تقول، ولكن ليس لأيّ سبب يتصل بتوافق العقل، بل بانطباق الطيش على الحماقة! ترامب ـ بولتن: كيف لا يوافق شنّ طبقة! صبحي حديدي |
المزيد من الحفر على الناشف! Posted: 31 Mar 2018 02:15 PM PDT دواعي السفر تقتضي منك التعامل مع الأهل والأصدقاء المقيمين في الوطن برفق وحذر، ومع ذلك سيصعب عليك حال صديق قريب إلى قلبك، حين تراه منهمكاً في جدل عقيم مع أصدقاء مقتنعين بشدة أن هناك 25 مليون شخص شاركوا في مسخرة إعادة تنصيب السيسي، وأن غالبيتهم الساحقة قالوا له نعم، وصاحبنا يا ولداه يحاول بكل ما أوتي من طاقة إقناعهم أن هذا يستحيل عملياً، لأن العدد المعلن للمشاركين في المسخرة، يفوق عدد المشاركين في انتخابات مرسي وشفيق ـ التي كانت الأفكار والقناعات أياً كان رأيك فيها هي الدافع الرئيسي للحشد والمشاركة ـ وهو ما لا يمكن أن يصدقه صاحب بصر، حتى لو كان عديم البصيرة والضمير. ولأن صديقي يخصني، ولأن عروسته التي ستزف إليه بعد أشهر تحتاج أكثر إلى طاقته ومجهوداته، أرسلت له في «إنبوكسه» مقولة المسافر الدائم ألبير قصيري والتي كتبها في روايته «العنف والسخرية» التي صدرت عام 1962: «أعرف شيئين في غاية البساطة أما الباقي فلا أهمية له: الأول هو أن العالم الذي نعيش فيه تحكمه عصبة نبيلة من الأنذال التي لطخت الأرض، الثاني أنه يجب ألا نأخذ الأمر على محمل الجد لأن هذا هو ما يرغبون فيه». كما توقعت، فهمني صديقي خطأ، فأثبت أنني لم أتعامل مع مقولة ألبير قصيري بجدية كافية، لأنني أخذت الأمر على محمل الجد، وأرسلت له المقولة، اتهمني صديقي أنني غير مكترث بشكل لا يتحمله الموقف المأساوي، فاعتذرت بشدة وتمنيت له التوفيق في محاولة التعامل بعقل ومنطقية مع أصدقائه الذين يدعون الثقافة والتحضر والمدنية. ومع ذلك حين قامت الشرطة بتصفية خمسة مواطنين اتهمتهم بأنهم سرقوا الباحث الإيطالي ثم قتلوه، اتهموا بالخيانة كل من يشكك في الرواية الرسمية ويدين التصفيات الجسدية، ثم حين اعترفت الدولة للسلطات الإيطالية بأن قتل هؤلاء الخمسة كان خطأ وأنهم لا علاقة لهم بقتل ريجيني، وأنها ستسهل لجهات التحقيق الإيطالية أخذ أقوال المسؤولين الأمنيين الذين تسببوا في قتل ريجيني خلال تعذيبه، صمت الأصدقاء المتحضرون ولم يعتذروا، ولم يتراجعوا بعد ذلك عن تصديقهم الدائم للدولة في كل ما ترويه من تبريرات لجرائمها، ولم يتوقفوا عن إلقاء تهم العمالة والخيانة على كل من يدين ويلعن استمرار التصفيات الجسدية والاختفاءات القسرية وأحكام الإعدام التي تعقب محاكمات هزلية. فإذا كان صديقي يعتقد أن وقته يستحق أن يضيع على أمثال هؤلاء ظناً منه أنه سيصل معهم إلى نقطة اتفاق، فمن أنا لأحكم عليه، وأحرمه من رياضة مفضلة، تخرج الكثير من طاقته العصبية وتجعله يشعر بجدوى الحياة. ولأنني استوعبت الدرس، لم أرسل مقولة ألبير قصيري لكاتبة صديقة دخلت في معركة أشد ضراوة مع أصدقاء ومتابعين اتهموها بأنها تكره للمصريين الفرحة، وأنها باتت تفكر بنفس طريقة المتطرفين الكارهين للحياة، كل ذلك لأنها كتبت تنتقد الإفراط في هز الأرداف على أنغام أغنية كتبت كمرثية لشهداء الإرهاب، مطالبة باستثناء هذه الأغنية فقط من قائمة الأغاني الوطنية الراقصة التي تكيد الإخوان والطابور الخامس، ويكفي ما جرى لها على أيدي مديري المدارس من مساخر. كثير ممن هاجموا الصديقة ينتمون إلى صنف (عشاق الشعوب) الذي يروج بكثافة في كافة المواسم، وهو صنف يعتبر أن مجرد إعلان حبه للشعب، ذلك الكائن الخرافي الذي يتحدث الجميع باسمه طغاة وثواراً وضحايا وجلادين ومعرصين ومنظرين، يعطيه الحق في احتقار ولعن كل من ينتقد أي تصرف أو سلوك يرتكبه مجموعة من البشر الذين يتنفسون تراب الوطن ويعيشون في ما لم يتم بيعه بعد من أراضيه. يحب هذا الصنف أن يحشو كلامه بمفردات من نوعية (الغلابة ـ ملح الأرض ـ البسطاء ـ المهمشين)، ومع تطور أي نقاش سيقول لك قولاً ثقيلاً عن أهمية النزول للناس والتوعية وطاقة النور والقدوة الحسنة، لكنه حين تضغط عليه الحياة بقسوة وتضعه في اختبارات صعبة مع أفراد أو جماعات من «الشعب»، سيتحول في الغالب إلى الطرف المقابل الكاره للشعوب برمتها، والساخط عليها لأنها تخذله في اختياراتها الانتخابية والسياسية، وسيحشو كلامه بمفردات من نوعية (الجهلة ـ العبيد ـ الهمج ـ الغوغاء)، وبدون أي نقاش سيقول لك إن البعد عن الناس غنيمة والحل هو النيزك وأي رهان على الناس رهان على العدم. سيدهشك أن بعض المنتمين إلى هذا الصنف سيستشهد في كلامه بعمر سليمان وبعضهم بسيد قطب وبعضهم يمكن أن يستشهد بألبير قصيري، ولن يدهشك أن جميع هؤلاء لن يفضلوا التعامل بمنطقية مع تصرفات أي مجموعات بشرية يطلقون عليها اسم الشعب، لفهم دوافعها وأسبابها. على ذكر الاستشهادات، لا أريد أن يأخذنا الكلام، قبل أن أؤكد أن الاستشهادات استرشادات، لا يجب أن يحملها عاقل أكثر مما تحتمل، ولذلك أحب مقولة ألبير قصيري المقتطعة من سياق روايته، وقد لا تعبر عن موقفه شخصياً، لأنها تمكنت من تكثيف موقفي من كثير مما حدث ويحدث في مصر، فضلاً عن أنها تفسر الإمعان المجنون في القتل والبطش الذي يقوم به السيسي ضد كل من يعارضه أو ينتقده أو يسخر منه، لدرجة أن الأطفال الرضع والشيوخ والمرضى لم يسلموا من قمعه، وقد كانوا يستثنون من ذلك القمع في عهود سابقة، كانت تتسامح مع المعارضة والنقد والسخرية إذا لم تشكل خطراً عليها، ليس لأن قلوب الحكام وقتها كانت أطيب وأرق، بل لأن القشرة المدنية التي تغلف الواقع السياسي السلطوي، كانت تستدعي وجود انطباع عام أن هناك عقلاً سياسياً في رأس السلطة يقوم بفرملة القمع حين اللزوم، ويستطيع أن يتحول من وضع البطش إلى وضع الرحمة، وأن الرئيس الأب الصارم الحازم البتار يمكن أن يؤدي بسهولة دور الأب الحنون العطوف الرحيم. ولم يكن الكثيرون يبالون بأن يقيموا أداءه في الحالتين، بقدر ما كان يريحهم إحساس أن هناك من يقوم بوعي ما وبشكل ما، بتقسيم الأدوار وتغيير الأوضاع ولا مؤاخذة، ولعلك بهذه المناسبة تذكر تلك النكتة التاريخية التي كان المواطن فيها يقوم بإرسال قبلات للرئيس أثناء إلقاء خطابه التاريخي، وحين سأله الرئيس عما يفعله، قال المواطن: أصل سيادتك ما فيش جنس من غير بوس. ستبدو لك تلك النكتة بعيدة جداً عن سياق الحفر على الناشف الذي ابتدعه السيسي كأسلوب حكم ولا يزال يمعن فيه كل يوم، وهو ما يجعله حاكماً جديداً على التصورات المصرية الحديثة عن الحاكم وطريقة إدارته للدولة، لكن ذلك يجعله في نفس الوقت حاكماً قديماً ينتمي إلى عصور المماليك والفاطميين والعثمانيين، حيث كانت علاقة الدولة بالمواطن لا تدار في إطار تعاقد ضمني جمعي ثابت أو شبه ثابت، بل يتم صياغتها وفقاً لمزاج الحاكم المسكون بالهلاوس والمخاوف والنزوات، وربما كان ما يساعد السيسي على إدارة البلاد بهذه الطريقة، أنها الطريقة نفسها التي يحكم بها حلفاؤه القريبون بلادهم، لكن مهمته لن تكون سهلة مثل مهمتهم بحكم بؤس الواقع الاقتصادي وتشظي شبكات الفساد، وهو ما أظنه لا يغيب عنه بحكم التجربة، ولذلك يمعن في القمع والبطش، ويدير حكمه بتلك العشوائية الغريبة التي تحير معاونيه قبل معارضيه، وتثير قلق حلفائه وداعميه. يطول الحديث بما لا تتسع له المساحة، وحتى نستأنفه في وقت لاحق، دعني أختم بأنه فيما يتعلق بالقمع والبطش، ستجد مستويين مختلفين تمارسهما أجهزة السيسي، مستوى يبدو للبعض عبثياً وغير منظم ولا معنى له، لكن عبثيته وعشوائيته هي التي تجعل لذلك القمع معناه المهم والمؤثر الذي يعرفه ضباط الأجهزة السيادية الذين تم تربيتهم على الغالي، أما المستوى الثاني من القمع فهو منظم ومنهجي ويستهدف كل من يبحث بشكل عملي عن طريق للخروج، بعيداً عن اليأس واللطم والمزايدات والمهاترات وتصفية الحسابات، وسيكون هؤلاء هم الهدف الأكبر في الفترة المقبلة، التي سيتواصل فيها الحفر على الناشف، حتى وإن نصح الحلفاء بقليل من البوس والحنان، للظهور بمظهر المسيطر الرحيم، ولأنني أحسبك من هؤلاء الذين لا يملكون رفاهية اليأس والانزواء وعدم الاكتراث، فمحبتي تجعلني أذكرك بمقولة ألبير قصيري، لتوفر طاقتك اليومية لما تعتقد طبقاً لتجربتك أنه أجدى، وإذا لم تكن لديك طريقة تقاوم بها العنف والتوحش، فلماذا تفرط في سلاح ناجع هو السخرية، التي ليس من العيب في أيام غبراء كهذه أن تتبين حدودها الآمنة، وتتوقف عن الانجرار وراء المزايدات، وتدرك أهمية البقاء على قيد الحياة وبكامل العقل والوعي، حتى يجيء الحفر على الناشف بآخره، ولا أظنك تنكر أن العلم أثبت أن كل شيء له آخر، حتى الحفر على الناشف. أو هكذا أظن. المزيد من الحفر على الناشف! بلال فضل |
ما تفعله الصحافة الثقافية Posted: 31 Mar 2018 02:15 PM PDT منذ سنوات طويلة وأنا أنتبه إلى ما تقدمه الصحافة الثقافية، سواء في ما تنقله من أخبار عن الأدب والفكر والفنون هنا وهناك، أو ما تجريه من حوارات وتحقيقات مع أدباء لا يهم إن كانوا مؤثرين في المشهد الثقافي أم لا، وفقط قد يثرون تلك الصفحات بما يقدمونه من آراء وملاحظات. ولا شك أن الملاحق الثقافية، بما تنشره من تلك المواد التي ذكرتها، وتزيد عليها نصوصا إبداعية، من شعر وقصة وفصول روائية، تبدو وجبات دسمة لعشاق الثقافة، تتيح لهم أن يتذوقوها بلا عناء كبير. بالطبع يوجد صحافيون متخصصون في الثقافة، بمعنى أنهم تدربوا على نقل الخبر الثقافي، وتغطية الحدث الثقافي مهما كانت صعوبة تغطيته، وصياغة الحوار الصحافي بحيث يبدو جديدا ومتوهجا ومغريا بالإجابة عليه من قبل الطرف الذي تتم محاورته. وأيضا تعجبني تقارير وقراءات لعناوين أدبية من قبل صحافيين يبدون للكاتب عارفين بدقائق كتابته، ويسعده كثيرا أن يتولوا العناية بها حتى لو كانت آراءهم ليست إيجابية تماما. وهؤلاء بقليل من الاعتراف بفضلهم، يمكن اعتمادهم مراجعين للإصدارات الجديدة، التي يمكن أن تزودهم بها دور النشر باستمرار، وتجعلهم يكتبون عنها قبل أن تطرح في الأسواق. وهذا نشاط مشروع موجود في أوروبا، حيث يوجد لكل كتاب يصدره كاتب مهم، أو كاتب في سبيله ليصبح مهما، ناشر آخر يتولى الدعاية للكتاب قبل طرحه، ويوزعه للذين سيقرأون ويكتبون، هكذا، وحدث معي ذلك في كتب ترجمت لي حيث كنت أتلقى رسائل من أشخاص يقولون أنهم عينوا ليعتنوا بكتابي، وتكثيف الحوارات والمراجعات حوله. إذن لا مشكلة مع الصحافة الثقافية، إن كانت قوية وذات أثر إيجابي، وتعتني بالثقافة حقيقة بواسطة صحافيين مدربين، لا مانع من حوار يدور حول تجربة الكاتب عامة، مع تسليط الضوء على كتب معينة ذات أهمية خاصة، داخل تجربته، إن كان من أصحاب التجارب العامرة. لا مانع من تبني وجهات نظر الشخصيات داخل النصوص والأسئلة بلسانها أو رفض آرائها تماما، وسؤال الكاتب عن المغزى من كتابة أشياء قد لا تستوعب بسهولة. ويحتاج القارئ إلى تفسير حولها، مثل أن يكتب أحدهم نصا عن قبائل بدائية في أحراش بعيدة، ولا يكون ثمة ضرورة لكتابة هذا النص في وجود قضايا أخرى كبرى ومصائر ضائعة، وهفوات ربما أشد فتكا من نص متخيل. هنا سنسأل الكاتب عن فكرته وسنحصل على إجابة مقنعة أو غير مقنعة، هذا غير مهم، وهناك من يردد دائما أنه يكتب فنا لا حاجة به لأن يلامس قضايا الساعة التي ستلامسها نصوص كثيرة، معظمها نصوص إنشائية بلا فن. المشكلة تبدأ حين نلاحظ سلبيات كثيرة على تلك الصحافة الثقافية، حين تبدو مساحات معتمة لكثير من الكتابات لا إضاءات لها، وأظنني نوهت مرة إلى ضرورة إلغاء بعض الأسئلة من الحوارات التي ترسل للمبدع، لأنها أولا لم تعد جديدة ولا مهمة، وثانيا لأنها من تلك الزيادات التي يضيع معها وقت المبدع، ولا يقدم خلالها أي معنى مجيد، أو يضيء بها سطرا من عوالمه. لقد تحدثت عن مهنة الكاتب مثلا، وأزيد إنها مجرد مهنة ليست ذات دلالة إيجابية في كثير من الأحيان. قد تكون هناك مثلا محطات كثيرة تتوقف فيها الحافلة لالتقاط شخصيات وإنزال شخصيات في نص لكاتب يعمل سائق حافلة. قد تكون ثمة مشارط تجرح الجسد، وأمراض مزمنة وحادة، في نصوص الكاتب الطبيب وقد تجد ماكينات، وقضايا ومجرمين، وطعاما يقدم عند كتاب أصحاب مهن لصيقة بتلك المعطيات لكن النصوص في أي موضوع، يمكن أن تكتب بقليل من الثقافة، ولا تحتاج لخبرات مهنية من أجل أن يكتب أي كاتب عن الجريمة أو الأمراض أو أي شيء يود الكتابة عنه. سؤال التأثير والتأثر، هو سؤال ملغى أيضا من الحوارات، أنا ألغيه حين أجده في حوار يصلني، لأنني لن أظل أردد في كل مرة بأنني تأثرت بأدب أمريكا اللاتينية حتى أموت، ولن أقول بأنني أثرت في أحد لأنني لا أعرف إن كانت تجاربي المتواضعة البسيطة قد أثرت في أحد أم لا؟ سؤال الغربة الذي يلازم كتابا ارتحلوا عن أوطانهم لأي سبب من الأسباب بما فيها عنت السلطات في تلك البلاد وعدم تذوقها للأدب في شتى صوره، وبالطبع منظومة شظف العيش أكثر المنظومات دفعا للناس نحو الرحيل. سؤال الغربة دائما جامد ودائما هو السؤال نفسه والإجابة نفسها التي لن تتغير، وحتى لو عاد الكاتب إلى وطنه، وحتى لو مات، هناك من سيشير بأنه كان مغتربا عن وطنه وكتب أدبا له علاقة بالاغتراب. وفي الواقع توجد منظومة أخرى تعادل تلك القيمة المتداولة، وهي منظومة الحنين التي تجعل الأدب المغترب يتعلق بأهداب الأوطان جيدا، ويخرج بلا أي رائحة أخرى غير رائحة تلك الأوطان. سنصدق أن هناك من رمى الوطن خلف تفكيره وأبدع أدبا بعيدا تماما عنه لكن حين نقرأ آدابا يفترض أن تكون مثلا لذلك، لن نعثر على شيء يؤيد تلك الفرضية، وعندنا كتاب سودانيون مثلا، ترعرعوا خارج البلاد وربما ولدوا خارجا أصلا، ونجدهم يستلهمون كتاباتهم من جو البلاد لا غير. شيء مهم وصاعق يجعل من تعرضي للصحافة الثقافية في محله، وهو أنني التقيت بصحافيين ثقافيين، وراسلني أيضا صحافيون في الصفحات الثقافية لا يعرفون شيئا عن الأحداث الثقافية الكبرى في الوطن العربي، وغير ملمين بأشياء حتى الناس العاديون يلمون بها تفصيلا. مثلا التقيت بصحافي جاء يغطي مؤتمرا صحفيا خاصا بورشة أقامتها جائزة البوكر وكنت مشرفا عليها، وقبل أن يسألني عن أهمية الورشة، وما أنجزناه خلالها، مال علي، وسألني هامسا: أخي، ما معنى جائزة البوكر؟ وراسلني أحدهم مرة من أجل إجراء حوار معي وكان أن خاطبني بالسيدة الفاضلة، وطرح لتلك السيدة الفاضلة أسئلة مكررة، ولا علاقة لها بأي شيء، أسئلة عن أدب المرأة، وما يميز أدب المرأة، وإن كان ثمة نقص تحس به المرأة وهي تكتب، وكان أن دهشت ولم أرد حتى على رسالته. كاتب سوداني ما تفعله الصحافة الثقافية أمير تاج السر |
«وزارة الحرب» في أمريكا: أي أجندة؟ Posted: 31 Mar 2018 02:15 PM PDT بعد نقل مدير المخابرات المركزية مايك بومبيو إلى وزارة الخارجية، عيّن الرئيس الأمريكي جون بولتن مستشاراً للأمن القومي، ضمن سلسلة تعيينات أخرى اتفق المراقبون على تسميتها «وزارة حرب» متشددة. لكن السؤال يبقى قائماً: ما هي أجندة هذه الوزارة، على وجه التحديد؟ وهل يمكن لها أن تشعل حرباً ضد إيران أو كوريا الشمالية مثلاً؟ وإذا لاح أن هذا الخيار مستبعد لاعتبارات عسكرية ونووية أولاً، فما الأغراض الأخرى التي ستُكلف بها هذه الوزارة؟ (ملف الحدث، ص 6 ـ 13) «وزارة الحرب» في أمريكا: أي أجندة؟ |
التغييرات في إدارة ترامب وانعكاسها على العلاقات مع أوروبا Posted: 31 Mar 2018 02:14 PM PDT دونالد ترامب يصرخ وهو يشير بسبابته «أنت مطرود» ربما كان هذا المشهد هو الأكثر شهرة للرئيس ترامب قبل فوزه في انتخابات الرئاسة الأمريكية في برنامجه الشهير «المتدرب» وهو برنامج تلفزيون واقع بثته شبكة «إن بي سي» محوره رجل الأعمال دونالد ترامب الذي يلعب دور المدير الذي يجري مقابلات عمل مع مجموعة من الراغبين في التوظيف، ثم يتم إقصاؤهم واحداً تلو الآخر، ويحصل الفائز على منصب أحلامه مع مرتب خيالي. المحللون تذكروا هذا المشهد بعد مرور سنة على وجود الرئيس الجديد في البيت الأبيض نتيجة العدد الكبير الذين تم إقالتهم من إدارة ترامب، إذ ذكر تقرير صدر في كانون الأول/ديسمبر الماضي عن معهد «بروكينغز» الأمريكي للأبحاث في واشنطن أن 34 في المئة من كبار المسؤولين استقالوا من مناصبهم في حكومة ترامب منذ تأسيسها قبل نحو عام. وحسب التقرير، كانت إدارة الرئيس الأسبق رونالد ريغان هي صاحبة الرقم القياسي في عدد التغييرات في عامها الأول، إذ شهدت مغادرة 17في المئة من كبار مساعديه، في سنة 1981 وهذا أقل مرتين من عدد الاستقالات في إدارة الرئيس الحالي. وقد علقت كاثرين دان تمباس الخبيرة في معهد «بروكينغز» المختصة في مراقبة التغيرات في كوادر الحكومة الأمريكية على هذه الظاهرة بقولها «هذا أمر غير متوقع بالنسبة لي شخصيا، لأن العام الأول، كالعادة، يشهد بعض الأخطاء في اختيار الكوادر في الإدارة الجديدة، نظرا لأن المهارات التي تنجح في الحملات الانتخابية لا تتناسب دائما مع تلك التي تعد ضرورية في إدارة الحكومة، لكن هذه المرة هناك رئيس لا يتمتع بأي خبرة في الحكم، كما لا يتمتع بها الأشخاص في محيطه، لذا ليس من المفاجئ أن هذا المعدل أعلى من مستواه العادي، لكن المفاجئ في الأمر هو ارتفاعه بدرجة لا تصدق مثل هذه». بالإضافة إلى ذلك وجد ترامب صعوبة في تشكيل حكومته وانتظار موافقة الكونغرس على تعيين بعض الوزراء، كما أنه لم يتمكن حتى الآن من تعيين سفراء في عدد من الدول، خلفا لآخرين تم إعفاؤهم من مناصبهم أو استقالوا، لأسباب مختلفة. السياسة الأمريكية في أوروبا من الصعب التكهن بالتغيرات المحتملة في موقف الإدارة الأمريكية في الساحة الأوروبية، وذلك نتيجة التخبط الواضح في مواقف ترامب المتباينة إزاء العديد من القضايا في الساحة الأوروبية التي تؤثر على النظام العالمي، كحلف شمال الأطلسي، والاتحاد الأوروبي، والعلاقات مع روسيا، واحتمالية الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران. فمن المواقف المبكرة التي اتخذها ترامب حتى قبل تسنمه منصب الرئيس، كان دعمه الواضح لتيار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أو ما عرف بـ «بريكست» ويبدو ان مقولة الرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول «أن بريطانيا أقرب إلى الولايات المتحدة من أوروبا» هي السائدة حالياً في أروقة السياسة البريطانية وبشكل خاص مع تداعيات «بريكست» حيث التركيز بات محسوما على تقوية العلاقات مع واشنطن لسد الفجوة السياسية التي ستنشأ نتيجة ترك الاتحاد الأوروبي. لكن من جانب آخر أشار بعض المراقبين إلى أهمية تقرير لجنة العلاقات الدولية في مجلس اللوردات البريطاني، الصادر في 2 أيار/مايو 2017 الذي أكد أن لندن لم تعد تستطيع الاعتماد على زعامة الولايات المتحدة بشأن السياسة المتعلقة بالشرق الأوسط، وأن عليها العمل عن كثب مع أوروبا لضمان الحفاظ على الاتفاق النووي المبرم مع إيران، فضلاً عن سياسات أخرى. ووصفت اللجنة، التي عكفت على دراسة أوضاع الشرق الأوسط لستة أشهر، السياسة الخارجية لإدارة ترامب بأنها «غير متوقعة» و«هدامة» وحثت على «سحب دعم بريطانيا لسياسة ترامب تجاه الشرق الأوسط». لكن هذا الأمر لم يزعزع دعم إدارة ترامب لحكومة تريزا ماي في أزمتها الأخيرة مع روسيا التي اشتعلت بسبب محاولة اغتيال العميل الروسي سكريبال في لندن، حيث اقدمت إدارة ترامب على طرد 60 دبلوماسيا روسيا من واشنطن ووصفتهم بالجواسيس في حملة تعد الأكبر منذ أيام الحرب الباردة. وربما يعتبر البعض ان التغييرات التي أجراها ترامب في إدارته مؤخرا حول هذه الإدارة إلى ما يعرف بـ «إدارة حرب». فاخراج ريكس تيلرسون من وزارة الخارجية وابداله برئيس الـ «CIA» مايك بومبيو، وتعيين جون بولتون مستشارا للأمن القومي وهو المعروف بكونه أحد صقور اليمين المولع بالقتال، قد قرأه المراقبون على انه استعداد لحرب باردة قادمة مع روسيا بوتين، كما أشارت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» ووفقا لمصادر داخل البيت الأبيض، إن ترامب يستريح بصورة أكبر للعمل مع مايك بومبيو، والذي يراه من أكبر الموالين له داخل الإدارة الأمريكية، وقد رغب في تعيينه في منصب وزير الخارجية، قبل المحادثات المزمعة بينه وبين نظيره الكوري الشمالي. كما تشهد العلاقات الأمريكية الألمانية توترات نتيجة مواقف ترامب في العديد من الملفات. فقد أوضح الرئيس الأمريكي أنه سيتبنى سياسة خارجية انعزالية، وحث دولا أخرى في حلف شمال الأطلسي على تحمل قسطها من المسؤولية في الحلف العسكري. فهل سيتيح هذا التراجع لدول أخرى مثل ألمانيا إمكانية لعب دور أكبر في المجتمع الدولي؟ هذا السؤال أجاب عنه خبير الشؤون السياسية الألماني زيبو يانسين بقوله «الولايات المتحدة الأمريكية أكدت دوما أنها تدعم التحالف الوثيق مع ألمانيا لأنها تحتاج ألمانيا كعامل استقرار في أوروبا وكذلك داخل الاتحاد الأوروبي. وحاليا مع مجيء ترامب لدينا في الحقيقة ما يمكن أن نصفه (بموقف انعزالي عنيف). ترامب يقول أشياء مثل (لا يهمني ما يحصل في باقي العالم. أنا يهمني فقط القضاء على داعش وما يحصل في الولايات المتحدة) والتحدي أمام ألمانيا الآن هو أن البلاد ستتولى دورا جديدا، ستصبح أكثر استقلالية وتتحمل دورا قياديا داخل الاتحاد الأوروبي والعالم الحر». أما في شأن الموقف من الاتفاق النووي الذي عقدته دول مجموعة (5+1) مع إيران واحتمال انسحاب الولايات المتحدة منه، فقد صرح وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل إلى الصحافة قائلا «يجب أن تتحد أوروبا بخصوص هذه القضية… يجب أن نقول للأمريكيين أيضا إن سلوكهم فيما يتعلق بالقضية الإيرانية سيدفعنا نحن الأوروبيين إلى اتخاذ موقف مشترك مع روسيا والصين ضد الولايات المتحدة». ووجهت إدارة الرئيس الشاب ايمانويل ماكرون الذي وصل مؤخرا إلى قصر الإليزيه في باريس العديد من الانتقادات لقرارات ترامب في أكثر من موقف، مما يدل على توتر العلاقات الفرنسية الأمريكية في ظل إدارة ترامب أيضا، وقد وجهت إدارة ماكرون العديد من الانتقادات لمواقف ترامب من مواضيع مختلفة مثل الاتفاق النووي مع إيران واحتمالية انسحاب الولايات المتحدة منه، وموقف ترامب من تأجيج الصراعات في الشرق الأوسط وبشكل خاص موقفه من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس التي وصفها الرئيس ماكرون بقوله «إن قرار ترامب الأحادي مؤسف وفرنسا لا تؤيده» وأضاف في مؤتمر صحافي في الجزائر «هذا القرار مؤسف وفرنسا لا تؤيده ويتناقض مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة». وربما يجب ان نتذكر اليوم بدقة ما قاله أدوارد لوكاس، كبير محرري «ايكونومست» عندما فاز دونالد ترامب في الانتخابات، حين أشار إلى ان «حقبة وجود ترامب في السلطة ستزعزع الأسس التي تقوم عليها الالتزامات الأمنية الأمريكية تجاه أوروبا منذ عام 1941. أوروبا ما تزال تعتمد بشكل كبير على القدرات العسكرية الأمريكية، وخاصة في مجالات الردع النووي والقوة الجوية والمدرعات والخدمات اللوجستية وكذلك المعلومات الاستخبارية، أما اليوم، فستسارع دول القارة للبحث عن طرق لحماية نفسها، وسيندم البعض منها على التأخر في فعل ذلك بعد التحذيرات الأمريكية العديدة لها من مغبة عدم الإنفاق على الدفاع». التغييرات في إدارة ترامب وانعكاسها على العلاقات مع أوروبا صادق الطائي |
هل ما زال الكرملين يراهن على ترامب؟ Posted: 31 Mar 2018 02:14 PM PDT لفتت التعيينات الجديدة في الإدارة الأمريكية أنظار الخبراء والدوائر الدبلوماسية في روسيا. ويسعى الجميع لفهم دوافعها الحقيقية، وإلى أي حد ستغير ركائز السياسة الخارجية للولايات المتحدة ومؤشر اتجاهاتها؟ وما سيكون تأثيرها على العلاقات مع موسكو التي تعكرت في الأيام الأخيرة؟ وتبلور في موسكو موقفان في رد الفعل على تلك التعيينات، الأول يتسم بالذعر والقلق منها، انطلاقا من الخلفية السياسية للمسؤولين الجدد الذين يحتلون مناصب مفصلية، وفتحت مراكز الدراسات ملفاتهم السابقة وسيرهم الشخصية، وخلصت إلى ان حضورهم في البيت الأبيض سيجعل العلاقات بين البلدين تنزلق نحو منحدرات أخطر. الموقف الآخر يحث على تقليل دور الشخصية في السياسة الأمريكية، لأنها تعتمد في الدرجة الأولى على الرئيس ترامب الذي يراهن الكرملين عليه. وضمن هذا السياق يرى وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف «ان نهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعلى الرغم من كل شيء يهدف إلى تطبيع العلاقات مع روسيا، وإقامة تعاون لمصلحة الجميع». لأن الرئيس الأمريكي، كما ترى روسيا يراهن على مساعدة موسكو في حل المشاكل المتعلقة بكوريا الشمالية وسوريا وإيران وأوكرانيا، وداعش. ولكن العلاقات تأزمت أكثر بعد التعيينات الجديدة، وطرد أمريكا 60 دبلوماسيا روسيا وإعلان موسكو الخميس لرد مماثل بطرد 60 دبلوماسيا أمريكيا وسحب ترخيص عمل القنصلية الأمريكية في بطرسبورغ ردا على غلق القنصلية الروسية في سياتل الأمريكية، وسادت في البيت الأبيض كفة الرافضين للتعاون مع موسكو، في ما يبدو انها حرب باردة، ولكن من نمط جديد. صعود الصقور التعيينات الجديدة في البيت الأبيض، تزامنت مع دورة التصعيد الجديدة في العلاقات بين موسكو وواشنطن، بعد تأييد واشنطن لندن في اتهامها روسيا بالضلوع في عملية تسميم ضابط المخابرات العسكرية السابق العميل البريطاني سيرغي سكريبال وابنته يوليا في مدينة سالزبري البريطانية، كما بددت الآمال التي عقدت في موسكو، على تحسن العلاقات بين البلدين بعد تلقي الرئيس بوتين تهنئة هاتفية بفوزه في الانتخابات الأخيرة، من الرئيس ترامب. واستقبلت روسيا بارتياح وحماسة الاتصال الهاتفي من البيت الأبيض. وكتب الرئيس ترامب على صفحته في «تويتر» بعد التهنئة «ان وسائل الإعلام نشرت أنباء مزورة، لقد فقدت عقولها، لأنها تريد مني ان أعنفه، انها غير محقة! ينبغي التفاهم مع روسيا، هذا جيد». ولم تشعر موسكو بالسعادة من مغادرة وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون منصبه، نظرا لأنه، وفقا لتقديرات الخبراء بالشؤون الأمريكية، ينتمي إلى المجموعة قليلة العدد ممن يصفونهم «بالمعتدلين». وتعرض تيلرسون للنقد بسبب موقفه غير المتشدد للحد الكافي من روسيا. وتبدي بعض المراكز الروسية مخاوفها من وزير الخارجية الأمريكي الجديد مايك بومبيو. ويقول مدير عام المجلس الروسي للشؤون الدولية اندريه كورتونوف وهو يتحدث لصحيفة «النجم الأحمر» الناطقة باسم وزارة الدفاع الروسية «ان بومبيو القادم لوزارة الخارجية من المخابرات المركزية، رجل من نوع آخر تماما…وتميزت وجهات نظره حول الشؤون الدولية دائما بالتشدد، ويرى العالم بين الأبيض والأسود، وليس متعدد الألوان. وان هذه السياسة شملت روسيا أيضا». وأضاف «ان التغيرات في وزارة الخارجية هي تعزيز جديد لجهود وزير الدفاع جيمس ماتيس الذي تحول إلى الشخص النافذ الثاني في واشنطن بعد الرئيس». بدورها ترى مستشارة مدير عام وكالة أنباء «روسيا اليوم» الدولية فيرونيكا كراشينينيكوف: «ان مايكل بومبيو خطر في منصب وزير الخارجية، وانه سيجعل من الوزارة حيث عمل الدبلوماسيين، مؤسسة عدوانية». وحسب تقديرات نائب الدوما سيرغي جيليزنياك فان آمال ترامب معقودة على ان بومبيو سيكون أكثر «صقورية» في القضايا التي ستُملى عليه. «وبهذا المعنى علينا ان ننتظر من بومبيو مواقف أكثر تشددا في سياسية الولايات المتحدة الخارجية». بعض القراءات ترى ان المهمة الرئيسية الملقاة على بومبيو هي التضييق على روسيا لإخراجها من سوريا، لان ترامب يسعى إلى الضغط على موسكو كي تُغير سياستها تماما في الشرق الأوسط، وبهذا سيتمكن من تحقيق وعده الانتخابي لمعالجة القضية الإيرانية وفق رؤيته. وفي ضوء تعيين جون بولتون مساعدا جديدا للرئيس لشؤون الأمن القومي، فان الكرملين يحبذ ان يزداد في البيت الأبيض عدد الذين «يبتعدون عن موجة النفور من روسيا» وبولتون ليس منهم. ووفق تصريح وزير الخارجية لافروف «ان ترامب يتخذ قرار تعين الموظفين تبعا لقدرتهم على إدراك المهام الماثلة أمام إدارة البيت الأبيض». ردود الفعل الرسمية تتحفظ على الميول التي ظهرت في العديد من البلدان وفي روسيا أيضا، بإثارة المخاوف والتنبيه إلى الخطر من غير داع من تعيين «صقور» على رأس الخارجية الأمريكية والمخابرات المركزية والأمن القومي. ولكن موسكو مع ذلك تضع في حساباتها التاريخ السياسي لجون بولتون ومواقفه التي كانت تثير الحساسية لديها، بما في ذلك كونه كان من المتحمسين لقرار بوش الأصغر بشن الحرب على العراق. وكون ان إشغاله منصب الممثل الدائم لأمريكا في الأمم المتحدة تميز بمواقفه العدوانية الصريحة حيال المنظمة الدولية. وبوصفه من الذين يتبنون نهجا متشددا من إيران، حث الرئيس ترامب في حديث له نشرته صحيفة «وول ستريت» على فسخ الاتفاقية النووية مع إيران، ووصفها بـ«واترلو الدبلوماسية» في إشارة إلى المعركة التي انهزم فيها نابليون. وهذا الموقف يتعارض تماما مع التوجهات الروسية، التي تعتبر الاتفاقية بشأن الملف النووي الإيراني، إحدى النجاحات التي حققتها الدبلوماسية الدولية في الآونة الأخيرة، وستزيل المخاوف من خطر إنتاج طهران السلاح النووي. إضافة إلى ذلك هناك مخاوف من ان تعيين بولتون ومايك بومبيو وجينا هاسبل، ربما ستفاقم أزمة الملف النووي الكوري الشمالي وتخفض من فرص الحلول السلمية لمواجهته. وقالت صحيفة « نيزافيسيما غازيتا» الليبرالية الصادرة في موسكو، في كلمتها الافتتاحية» ليس من المُستغرب لو ان بولتون سيحث ترامب على اتخاذ مواقف متشددة أكثر من روسيا، بسبب ما يسمى قضية سكريبال». وان تعيين بولتون وقبله بفترة قصيرة مدير المخابرات المركزية مايك بومبيو بدلا عن ريكس تيلرسون، يعني ان روسيا قد تصطدم مستقبلا بالمفاجآت غير السارة. ويبدو ان التطورات المتسارعة وحرب طرد الدبلوماسيين هي إحدى التداعيات من التعيينات الجديدة في الإدارة الأمريكية. وتفاجأت الأوساط الروسية بتعيين جينا هاسبل مديرة لجهاز المخابرات المركزية، ليس فقط لكونها أول امرأة ستترأس هذه المؤسسة الخطيرة، بل لأنها أيضا تنضم وفق التقديرات الروسية إلى صف الصقور. وتدرك روسيا انها ستكون أول الأهداف التي ستركز هاسبل ممارسات التجسس عليها. ووصفتها وسائل إعلام انها «مدام ذات نظرات هادئة وميول صقر». وأعادت الذاكرة إلى سجلها الحافل بالتجاوزات لاسيما مشاركتها في تعذيب العناصر المتهمة بعلاقاتها بالقاعدة وإشرافها على السجون السرية. هل ما زال الكرملين يراهن على ترامب؟ في ضوء التعيينات الجديدة وتبادل طرد الدبلوماسيين: فالح الحمراني |
بعد تعيين مايك بومبيو وجون بولتون ترامب يستكمل تشكيل وزارة الحرب Posted: 31 Mar 2018 02:13 PM PDT نيويورك ـ «القدس العربي»: في الأيام الأخيرة تم طرد إثنين من أركان وزارة دونالد ترامب يعتبران من المعتدلين واستبدلا بإثنين من الصقور المتطرفين الذين يدعون للمواجهة والتصعيد واستخدام العصا الغليظة مع الذين يعارضون السياسة الأمريكية وخاصة إيران وروسيا وكوريا الشمالية والسلطة الفلسطينية ويكرهان العرب والمسلمين، ومن المعجبين الداعمين لسياسة الاستيطان الإسرائيلية. فقد قام ترامب بطرد وزير الخارجية ريكس تيلرسون، واستبدله بمايك بومبيو، رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية، وصاحب القناعة في نظرية «صراع الحضارات» التي أطلقها صامويل هننغتون عام 1993. كما طرد إتش. آر ماكماستر، مستشار الأمن القومي واستبدله بجون بولتون، صاحب الدعوة لضرب إيران وكوريا الشمالية. وكما جاء في عنوان افتتاحية صحيفة «نيويورك تايمز» في اليوم التالي لتعيين بولتون «نعم، جون بولتون خطير حقاً» فكل المؤشرات تشير إلى السيطرة المطلقة لتيار المحافظين والمتشددين على مقاليد الحكم في عهد ترامب والذين يذكروننا بوزارة بوش الأولى التي ضمت صقور المحافظين الجدد ديك تشيني، ودونالد رامسفيلد وكوندوليزا رايس، والذين أطلقوا حروبهم على العرب والمسلمين قبل نهاية السنة الثانية في البيت الأبيض. فبعد استبعاد تيلرسون من الخارجية وماكماستر من الأمن القومي لم يبق أحد من المعتدلين نسبيا إلا وزير الدفاع جيم ماتيس الذي يطلق عليه لقب «الذئب المتوحش» وهو كعسكري سابق ليس صانع سياسة بل منفذ إذا اقتضت الضرورة. في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الخميس 22 اذار/مارس 2018 «عينت جون بولتون مستشاري لشؤون الأمن القومي وسيتولى مهامه في التاسع من أبريل المقبل». خبر أثار في الولايات المتحدة والعالم وفي أوساط الأمم المتحدة بالتحديد موجة من التعليقات والتحذيرات والتوقعات. فقد عرفته أوساط الأمم المتحدة سفيرا بين آب/أغسطس 2005 وكانون الأول/ديسمبر 2006 عندما عينه الرئيس الأسبق جورج بوش أثناء إجازة مجلس الكونغرس لأنه كان يعرف أن تعيينه لن يمر بسلام ولن يحصل على التأييد المطلوب من لجنة العلاقات الخارجية فهو المعروف بقولته الشهيرة «لو فقدت الأمم المتحدة طوابقها العشرة الأخيرة فلن ينتبه لها أحد» وقال إنه يكره الأمم المتحدة التي «ليس لها وجود». وبولتون كان أحد الذين لفقوا الأدلة في اتهام العراق حيازته على أسلحة الدمار الشامل وفبركة الأكاذيب التي أدت إلى احتلاله عام 2003. كما أشاد بولتون في مقال بالهجمات الاستباقية لاسرائيل في تدمير مفاعلين نوويين، في العراق عام 1981 وسوريا 2007. وبعد خروجه من إدارة بوش ظل ناشطا في مؤسسات اليمين المتطرف مثل «هيريتج فاونديشن» كما عمل محللا سياسيا مع محطة «فوكس نيوز» المنبر الإعلامي الأهم لليمين الأمريكي والمحافظين الجدد. وكان يكتب مقالات بين الحين والآخر في صحيفة «وول ستريت جورنال» اليمينية ومجلة المحافظين الجدد «ويكلي ستاندرد». قاوم بولتون بكل قوته توقيع الاتفاقية النووية بين الدول الست وإيران وظل يعتبر ذلك أكبر أخطاء الرئيس باراك أوباما. ومن المعروف عن بولتون أنه يعمل مع لجان المجموعات العنصرية التي تحرض ضد الإسلام في الولايات المتحدة كما أنه يدعم دون تحفظ سياسة الاستيطان الإسرائيلي ويؤيد حزب الليكود تأييداً مطلقاً. وبعد تعيينه ظهر بولتون في قناة «فوكس نيوز» ليحاول أن يلطف صورته البشعة فقال إنه يرى دوره كوسيط نزيه من خلال توفير مجموعة واسعة من الخيارات للرئيس ترامب الذي يحتاج إلى تبادل حر للآراء مع مستشاريه. إلا أن الكل يعرف آراء بولتون المتطرفة والتي طالبت الرئيس ترامب بضرب كوريا الشمالية وإيران وسوريا. من هو مايك بومبيو؟ يحاول المحللون السياسيون أن يفهموا دوافع الرئيس ترامب في إقالة ماكماستر، فأشاروا إلى معارضته السابقة لقرار الرئيس الغاء الإتفاق النووي مع إيران من جانب واحد وتحذيره من ويلات الحرب ضد كوريا الشمالية، وفق تفسير اسبوعية «ذي أتلانتيك». ولكنه عاد وغير رأيه وبدأ ينصح الرئيس بعد تسلمه مهام منصبه بضرورة العمل على حرمان كوريا الشمالية من امتلاك القدرة النووية عوضاً عن احتوائها وهو ما أدى إلى تنافر بينه وبين كل من تيلرسون وماتيس. تخرج بومبيو من الكلية العسكرية في ويست بوينت في نيويورك ووصل رتبة رئيس في الجيش وعمل ميدانيا في ألمانيا قرب حائط برلين قبل إنهياره. ثم أكمل دراساته العليا في كلية القانون في جامعة هارفارد وعمل رجل أعمال في مجال صناعة قطع غيارات الطائرات. عينه ترامب مديرا لوكالة الاستخبارات الأمريكية في 23 كانون الثاني/يناير 2017 وأولى زياراته خارج البلاد كانت إلى السعودية حيث منح ولي العهد آنذاك محمد بن نايف ميدالية رمزا لتعميق العلاقات مع السعودية. وقد ضمن من الرئيس أن يسمح للوكالة أن تشن غارات باستخدام الدرونز (طائرات بدون طيار) دون إذن وزارة الدفاع أو حتى إعلامهم. وزير الخارجية الجديد، مايك بومبيو سيعيد إلى الأذهان نظرية «صراع الحضارات» فهو من أكثر الكارهين للعرب والمسلمين والأجانب. وكتب تغريدة مرة على حسابه في تويتر يصف الرئيس السابق باراك أوباما بأنه «مسلم شرير وشيوعي». وعندما رشح نفسه لانتخابات مجلس النواب كتب ضد منافسه من أصول هندية «صاحب الرأس المعمم» إشارة إلى ما يلبسه السيخ على رؤوسهم. وفي إحدى خطاباته في مجلس النواب عام 2013 قال إن كل مسلم لا يدين العمليات الإرهابية يضع نفسه في موضع الاتهام والمشاركة. وعن الاتفاقية النووية مع إيران قال: «أتطلع إلى التراجع عن هذا الاتفاق الكارثي مع أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم» وأضاف: «إن هناك خيارا أفضل من التفاوض مع إيران هو القيام على الأقل بـ 2000 طلعة جوية لتدمير القدرات النووية الإيرانية وهذه ليست مهمة صعبة على قوات التحالف». أما عن فلسطين وإسرائيل فحدث ولا حرج. فاثناء زيارة لإسرائيل في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 قال إن «رئيس الوزراء نتنياهو هو الشريك الحقيقي للشعب الأمريكي» وأن «جهود نتنياهو لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية تستحق الإعجاب والتقدير». وعن الحرب ضد الإرهاب قال «يجب أن نقف مع حليفتنا إسرائيل ونضع حدا للإرهاب وأن الهجمات المستمرة من قبل الفلسطينيين تبعد احتمال السلام». وقد يكون الضحية المقبل وزير الدفاع، جيم ماتيس، الذي ظل يعترض على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وعلى نقل السفارة إلى القدس ويعترض على إلغاء الاتفاق النووي مع إيران وعلى ضرب كوريا الشمالية، فلم يبق أمامه إلا أن يصمت أو يجاري الأغلبية في وزارة الحرب أو أن يترك موقعه لمن هو على شاكلة بومبيو وبولتون، خاصة إذا ما قرر هؤلاء فعلا إلغاء الاتفاقية مع إيران بعد أقل من 40 يوما كخطوة ضرورية استباقية للتوجه نحو التصعيد الحار مع إيران. بعد تعيين مايك بومبيو وجون بولتون ترامب يستكمل تشكيل وزارة الحرب عبد الحميد صيام |
إيران: حصوننا مهددة من الداخل! Posted: 31 Mar 2018 02:13 PM PDT يدرك الإيرانيون جميعاً عدا البعض من المعارضين الذين يؤمنون بتغيير نظام الجمهورية الإسلامية، أن إسقاط النظام على شاكلة ما حصل في العراق وليبيا، أمر مستحيل، وقد تكون نتائجه عكسية تماماً توحدهم ضد «الغزو الأجنبي» أو على الأقل تحول بلادهم إلى «سوريا ثانية». وحتى قبل أن يتسلم دونالد ترامب مقاليد الرئاسة في الولايات المتحدة في 20 كانون الثاني/يناير 2017 وطوال السنوات الماضية منذ سقوط نظام الشاه الراحل في شباط/فبراير 1979 بل وفِي كل حقب التاريخ الإيراني المعاصر منه والقديم، فإن ما كان يوحد الإيرانيين دائماً رغم كل نزاعاتهم الداخلية، هو الحروب مع الخارج. ومع أن طهران تقلل على الدوام من خطر تهديدات «الصقور» في الولايات المتحدة بشن حرب مباشرة على نظام الجمهورية الإسلامية، وتعايشت طوال السنوات الماضية من عمرها معها ومع تهديدات مماثلة انطلقت من إسرائيل خصوصاً ما يتعلق بتوجيه ضربة لبرنامجها النووي، إلا أن التغييرات الأخيرة في إدارة ترامب بعد تعيين جون بولتون مستشاراً للأمن القومي، وهو من دعاة توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية للبرنامج النووي الإيراني لإعادته إلى الوراء سنوات، جعلتها لا تتفق على رأي واحد في كيفية مواجهة هذه التحديات، وجاءت هذه المرة مشفوعة بانقـــســـام داخلي حاد بين المحافظين والإصلاحيين وصل حد التخوين، واندلاع اضطرابات شعبية يمكنها أن تتجدد في أي لحظة لتهدد بجدية بقاء النظام. فما بين الدعوة لإظهار «العين الحمراء» والاستمرار في لغة «التهديد مقابل التهديد» وإظهار المزيد من المرونة، أو حتى «الانحناء» أمام العاصفة، تباينت ردود الأفعال عند أصحاب القرار الإيراني وعند من يدعمهم من كبار السياسيين وصانعي الرأي العام في إيران. أصحاب نظرية المواجهة، ليسوا وحدهم من الحرس الثوري المتهم بأن تدخله في سوريا هو واحد من أسباب تصعيد المواجهة الأمريكية المدعومة من دول غربية كفرنسا وبريطانيا وحتى ألمانيا مع إيران، لأن هناك أصواتاً ارتفعت من بعض الأمريكيين من أصول إيرانية لديهم صلات وثيقة بأطراف نافذة داخل النظام، دعت إلى تشكيل حكومة «شبه عسكرية» إيرانية في مقابل الإدارة الأمريكية الجديدة التي باتت تضم تقريباً جميع المنادين بالحرب مع إيران عدا وزير الدفاع الحالي جيمس ماتيس يؤمن بضرورة المحافظة على الاتفاق النووي مع إيران، وذلك بالرغم من عدم تأييد الرئيس ترامب للصفقة وإشاراته المتكررة لإمكانيه إلغائها في أيار/مايو المقبل. وفي حين دعا هوشنك أمير أحمدي، وهو بروفيسور يقيم في ولاية نيو جرسي وأحد المتقدمين الذين رفض مجلس صيانة الدستور ترشيحهم لانتخابات الرئاسة الإيرانية، إلى تنحية روحاني جانباً، وأن يجري تطعيم الحكومة بوزراء عسكريين وتشكيل «حكومة عسكرية مصغرة» اعتبرت الأوساط الاصولية هذه الدعوة بمثابة «فخ» لجر إيران إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع الولايات المتحدة متهمة أحمدي بالعمل لصالح وكالة المخابرات الأمريكية، وبأن له صلات مع الجهات التي ما تزال تدعم الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، وتحديداً صهره اسفنديار رحيم مشائي المودع حالياً في السجن. فهذا الرجل هو من تلقى دعوة مثيرة للجدل من اسفنديار لحضور مؤتمر اقيم في طهران لإيرانيي المهجر. وهو شارك أيضا في مشاريع من بينها مشروع مقاولات ضخمة في المنطقة الحرة في جزيرة كيش جنوب إيران مع من يوصفون بالحلقة الثالثة المحيطين بأحمدي نجاد آنذاك. ويوصف أمير أحمدي بأنه أحد أعضاء اللوبيات الإيرانية والذي كان له دور بارز في نقل الرسائل بين الحكومتين الإيرانية والأمريكية وسافر خلال السنوات الأخيرة عدة مرات إلى إيران والتقى بعدد من المسؤولين الإيرانيين. كما أنه رشح نفسه للانتخابات الرئاسية مرات عدة، ونشرت له مؤخراً مقالة حول تنصيب جون بولتون في منصب مستشار الأمن القومي الأمريكي حيث جاء فيها: في ظل هذه الظروف بدأنا نشعر باحتمال لجوء الولايات المتحدة للحل العسكري. ويضيف أيضا: أكتب «من المحتمل» لأنني أرى أن الأجواء تحتمل الخيارين. فخلال العام والنصف الماضية من كتاباتي ولقاءاتي الصحافية المتعددة، حذرت من أن الرئيس الإيراني روحاني لا يقوى على المواجهة المباشرة مع نظيره الأمريكي ترامب، والتجارب أثبتت هذا. ولابد من يوضع روحاني جانباً. وكتب أمير أحمدي أن بولتون سيتولى أيضا إدارة لجنة الأمن القومي الأمريكي. فهذا المنصب مهم للغاية، كونه الأقرب للرئيس الأمريكي مقارنة بأي منصب آخر، وسيؤثر هذا بالتأكيد على قرارات الرئيس الأمريكي مستقبلاً. ويضيف أيضا: إن بولتون تولى في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأبن منصب السفير الدائم للولايات المتحدة في الأمم المتحدة ولعب دورا بارزا في الحرب ضد العراق عام2003. فهذا الرجل يؤمن بالحل العسكري وفرض العقوبات في سياسة واشنطن الخارجية. ولا يمكن أن نتجاهل الدور الذي لعبه كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في تعيين جون بولتون. فالشخصان يسعيان في إقناع إدارة ترامب بضرورة اللجوء للحل العسكري ضد إيران. وأبدى أمير أحمدي قلقه من إمكانية انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي من جانب واحد ويضيف: بولتون يسعى لدفع ترامب للانسحاب من الاتفاق النووي. وبعد ذلك أن تفرض المزيد من العقوبات المشددة ثم فرض الحصار البحري، ثم لاحقاً الجوي على نظام الجمهورية الإسلامية، وإجبار طهران على الاستسلام من دون قيد أو شرط مشيراً إلى أن الهدف المبدئي، هو تعطيل القدرات الصاروخية لإيران ووقف تدخلات الحرس الثوري في المنطقة (لبنان، سوريا، العراق واليمن). فهذه هي استراتيجية ما بعد الخروج من الاتفاق النووي، ثم تأتي المرحلة الثانية وهي نزع السلاح الإيراني. ويتطرق أمير أحمدي للبّ الكلام ويكتب: في نهاية الأمر فإن بولتون برفقة بمبيو وزير الخارجية يسعيان لتدمير الجمهورية الإسلامية. ومن أجل هذا الهدف سيلجآن لكل الفرص المتاحة من بينها الدعم المالي والعسكري للمعارضة في الخارج، بالأخص منظمة مجاهدي خلق المقربة جدا من بولتون. والجدير بالذكر كما يقول أن الدعم المالي والعسكري الذي نتحدث عنه سيأتي بالطبع من الدول العربية التي ستسعى أيضا لتزويد المعارضة بالداخل بالدعم الممكن وهذا ما يفصح عنه معارضون أن تغيير النظام سيكون من الداخل. ويضيف: إن فريق تيلرسون وماك ماستر كان أكثر عقلانية. ولم يبق من فريق العقلاء سوى وزير الدفاع الجنرال ماتيس الذي سيكون في خانة الأقلية. ومن المحتمل أن يعزله ترامب من منصبه في وقت قريب، أو قد يتم دفعه لاتخاذ مواقف أكثر عدائية ضد طهران. في كل الأحوال فتلك ليست بالأخبار الجيدة للجمهورية الإسلامية. وكما يبدو أن على طهران أن تضع في حسبانها أسوأ السيناريوهات المحتملة (كإثارة الاضطرابات الداخلية) أو أن عليها أن تشهد تغييرا فكريا في أيديولوجية السلطة الحاكمة. ويبرر أمير أحمدي أن إيران لن تقوى على مجابهة السياسات الأمريكية الساعية لإسقاط النظام الحاكم في إيران. ويرى أن حكومة روحاني أضعف من أن تدخل في مواجهة جدية ويضيف: منذ التوقيع على الاتفاق النووي وصل الأمريكيون لقناعة بأنه لا حل لمشكلتهم مع إيران سوى باللجوء للقوة، والسبب أن الحكومة في إيران لا تتراجع عن مواقفها إلا إذا تم اللجوء إلى القوة معها مثل ما استسلمت في الاتفاق النووي، ولهذا يقترح على طهران تشكيل حكومة يلعب فيها العسكريون دوراً كبيراً، وأن تختار المواجهة على تقديم تنازلات مع العلم إنه كان يدعو إلى عكس ذلك حين تقدم العام الماضي للترشيح للانتخابات الرئاسية الأخيرة قائلاً: «لـــو كنــت رئيــســاً لإيران، لكــنـــت توجهت إلى البيت الأبيض في أقل من مئة يوم، هكذا يجب التصرف». في المقابل وجه إصلاحيون متحالفون مع الرئيس حسن روحاني رسالة واضحة عن موقفهم بالدعوة إلى أن تتحرك الحكومة «المعتدلة» على المعتدلين في الولايات المتحدة، وإيجاد اتصالات مباشرة مع «الحمائم» في الكونغرس وحتى في الإدارة الأمريكية لتكوين رأي عام أمريكي يعزز من فكرة الحوار المباشر لحل الملفات العالقة وأهمها موضوع الصواريخ البالستية ودور إيران في المنطقة. ومثّل هؤلاء الإصلاحيين مصطفى تاج زادة الذي سجن سبع سنوات بسبب الاحتجاج على الانتخابات الرئاسية عام 2009، محذراً مع قطاع عريض من الإيرانيين من استمرار الانخراط في أزمات المنطقة وقضاياها دون الحوار مع الولايات المتحدة لأن اتساع الفجوة بين طبقات المجتمع الإيراني اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا، قد أفقد الكثير من تلك القضايا أهميتها سواء بين الأوساط السياسية أو داخل المجتمع الإيراني، وفي ظل ظروف كهذه، مشيرين إلى الاحتجاجات الأخيرة في إيران ويقولون إنه لم يتوقع أحد بأنها ستنتشر بهذه السرعة وفي وقت قصير للغاية. ويربط دعاة استمرار الحوار مع واشنطن بين هذه الأزمات وتقرير حكومي يتحدث بصراحة أن الأوضاع الاقتصادية المتردية كانت من أبرز أسباب خروج المحتجين للشارع، لنسبة البطالة العالية في أغلب المناطق التي اندلعت فيها الاحتجاجات. وفِي ضوء خطاب سابق للمرشد علي خامنئي نصح بترجيح التعاون مع دول الشرق على الغرب، اعتبر فريق ثالث أن دول الاتحاد الأوروبي غير جديرة بالاعتماد عليها في خضم المواجهة الإيرانية مع أمريكا حول الاتفاق النووي. وفِي هذا السياق أشار رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، علاء الدين بروجردي، إلى أن طهران يجب أن تعزز علاقاتها مع روسيا والصين أكثر من أي وقت مضى لمواجهة السياسة الأمريكية بعد تعيين بولتون. وقال بروجردي في ضوء حديث عن احتمال فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على إيران لاقناع ترامب بعدم الانسحاب من الاتفاق النووي: «يصر الأمريكان على تشديد سياستهم تجاه جمهورية إيران، ويجب علينا أن نوجه أنظارنا إلى الشرق، وخاصة إلى الصين وروسيا». فهل ينفع ذلك في تخفيف الضغوط الخارجية أم أن استمرار الأزمات الداخلية دون حلول جدية هو الذي سيعصف بإيران ويهددها أكثر من شن حملة عسكرية؟! إيران: حصوننا مهددة من الداخل! نجاح محمد علي |
صفقة القرن في عيون فلسطينية وإسرائيلية: وهم في ثوب حلم Posted: 31 Mar 2018 02:13 PM PDT الناصرة ـ «القدس العربي»: تفيد تسريبات إسرائيلية صحافية احتمال تراجع الإدارة الأمريكية عن «صفقة القرن» أو تأجيلها لمدة عام أو عامين في ظل الرفض الفلسطيني القاطع لها وفشل دول عربية كالسعودية في تغيير موقف الرئيس الفلسطيني حيالها. ونقل موقع «ديبكا» عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط غرينبلات قال قبل أيام داخل البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يفكر في تأجيل صفقته. بصرف النظر عن صدقية هذه المعلومات، هناك أمران واضحان مرتبطان بطرفي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. الأول يكمن في تشكيك أوساط إسرائيلية غير رسمية واسعة بـ «صفقة القرن» وباحتمالاتها، والثاني مثابرة السلطة الفلسطينية على قول «لا» حاسمة ضد صفقة ترامب مراهنة على عدم وجود أي طرف فلسطيني أو عربي أو إسلامي يمكنها التعامل معها بصفتها تصفية للقضية الفلسطينية. بخلاف الموقف المعلن لحكومة الاحتلال ورئيسها بنيامين نتنياهو هناك أوساط إسرائيلية غير رسمية هامة تستخف بصفقة القرن وتسخر منها ولا ترى أن لها حظا حقيقيا لتحقيقها على الأرض. ويعبر عن هذه الأوساط الجنرال في الاحتياط المختص بخرائط الضفة الغربية شاؤول أرئيلي الذي يرى بصفقة القرن وهما لا حلما. ويرى أرئيلي أنه رغم مرور أكثر من عقدين على اتفاق أوسلو، إلا أن عددا من الزعماء نجحوا في ذر الرماد في عيون الإسرائيليين عن طريق إطلاق أفكار وخطط للحل، حتى ولو كانت فاشلة من أساسها وتنقصها أي إمكانية عملية أو سياسية للتحقق. ويوضح أن «إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبنت خطة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، القائمة على ضم المستوطنات، دون مراعاة تفاهمات حل الدولتين». مؤكدا أن هذه الخطة مثل السابقة تعتمد على «الجهل والانقطاع عن الواقع، والبلطجة وتجاهل القانون الدولي». وشبه الجنرال الإسرائيلي من صاغ هذه الصفقة بالذي اقترح الاكتفاء بخطة سكة حديد واحدة، وعند سؤاله كيف سيستجيب ذلك لحركة القطار في اتجاهين، قال: «أنا مجرد اقتراح». في حديث لـ«القناة العاشرة» تابع أرئيلي «هذا هو الأمل بالأفكار عديمة المضمون وهي تشكل واقعا مرغوبا فيه وهو وصفة مضمونة للانحدار نحو الكارثة». كما يتوافق معه عدد كبير من المراقبين والمحللين والسياسيين في المعارضة ممن يؤكدون أن تصريحات ترامب وأفكاره لتسوية الصراع تنطوي على دغدغة مشاعر الإسرائيليين لكنها لا تساهم في تحسين أحوالهم. وعبر عن ذلك المعلق البارز في صحيفة «يديعوت أحرونوت» نحوم برنيع الذي قال إن ترامب في نهاية أقواله المعسولة عاد لواشنطن تاركا إسرائيل غارقة في مستنقع الصراع. ويستخف برنيع بـ «صفقة القرن» واحتمالاتها لانحياز البيت الأبيض بشكل سافر للجانب الإسرائيلي. وتابع معللا رؤيته بأن صفقة القرن مجرد كلام فارغ «لن نجد مسؤولا فلسطينيا واحدا مستعدا للقبول بالتنازل عن الشطر الشرقي للقدس». كما لا يستبعد المحلل السياسي لـ«القناة العاشرة» رفيف دروكر إقدام الرئيس ترامب على العدول عن «صفقة القرن» وينقلب عليها كما ينقلب على مقربيه وموظفيه الكبار. كما يشير إلى أن استبدال ترامب لوزير الخارجية ولمستشار الأمن القومي من شأنه تسريع تغيير موقف الإدارة الأمريكية والانسحاب من الساحة الفلسطينية ـ الإسرائيلية كما هو فاعل في سوريا. الأمر الثاني الواضح في الجانب الفلسطيني هو رهان الرئيس محمود عباس على إفشال «صفقة القرن» من خلال تسجيل رفض قاطع لها ينعكس بـ «فك ارتباط» سياسي مع الجانب الأمريكي ورفض ضغوط عربية معظمها سري لإقناعه بالتعاون مع ترامب في هذا المضمار. ويبدو أن الرئيس عباس اليائس من الأنظمة العربية المتهادنة بمعظمها مع الإدارة الأمريكية وتستبدل الفلسطينيين بإسرائيل علانية وسرا، يراهن على الموقف الرافض للصفقة وللتفريط بالقدس لدى الشعوب العربية. ويفيد من يلتقي بالرئيس عباس بالأيام الأخيرة إلى أنه غاضب على الزعماء والرؤساء العرب لكنه واثق من مساندة الشارع العربي له في تثبيت خط أحمر أمام صفقة القرن وبالتالي إفشالها كونها «قطار باتجاه واحد» كما قال الجنرال الإسرائيلي. وبالتزامن ما زالت السلطة الفلسطينية تراهن على محاولة إقناع الشارع الإسرائيلي بعقم صفقة القرن وعدم واقعيتها وذلك من خلال مخاطبته مباشرة من فوق رأس نتنياهو الذي ينفي عباس أي احتمال لإحراز تقدم نحو التسوية من خلاله، كما يؤكد كثيرون ممن زاروه في المقاطعة منذ بدء العام الجاري. ويتجلى ذلك في محاولة الاتصال مع أوساط إسرائيلية من خلال «لجنة التواصل» برئاسة محمد المدني. بالأمس فقط عممت «لجنة التواصل» بيانا بالعبرية تهنئ فيه الإسرائيليين بعيد الفصح جاء فيه: جيراننا الإسرائيليين وكل اليهود في العالم نحن في لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي، نتمنى لكم عيد فصح سعيدا. نؤمن أن هذا العيد،عيد الحرية، عليه أن يلهمنا جميعا بإصلاح العالم ومن أجل عالم حرية وسلام لكل الشعوب ومن ضمنها لشعبنا الفلسطيني. القيادة الفلسطينية تمد لكم يد السلام على أمل التعاون عاجلا كي نزيل جدران الكراهية وكي نقيم معا جسورا لتفاهم واحترام متبادل من أجل أولادنا جميعا ومن أجل مستقبل زاهر لهم نحن ملزمون به». صفقة القرن في عيون فلسطينية وإسرائيلية: وهم في ثوب حلم وديع عواودة |
ترامب يهز شباك الحلفاء: المطلوب «ناتو عربي» في سوريا! Posted: 31 Mar 2018 02:12 PM PDT فيما النقاش يدور حول ماهية الاستراتيجية الأمريكية حول سوريا بعد تعيين الرئيس الأمريكي محافظيّن من الصقور في موقعي الخارجية ومجلس الأمن القومي، فجّر دونالد ترامب ما يشبه القنبلة بإعلانه من أوهايو أنه حان الوقت كي تنسحب الولايات المتحدة من سوريا. إعلان أرفقه بطلب من الخارجية بتجميد نحو 200 مليون دولار كانت مخصصة لجهود إعادة الإعمار في سوريا، في خطوة أشرتّ إلى جدية قرار ترامب. فإلى أين تتجه الأمور؟ يُدرك الحلفاء والخصوم أنهما يتعاملان مع رئيس للولايات المتحدة لا يمكن التكهن كثيراً بمواقفه، وله طريقته الخاصة في العمل، إلى حد يخال للمرء أنه يدير سياسة بلاده من حسابه على «تويتر». الموقف لم يأت عبر «تغريدة»، بل في خطاب داخلي من ريتشفيلد بولاية أوهايو ضمن حملة تسويق لمشروع متكـــامل حـــول إعادة بناء البنى التـحتــيــة في الولايات الأمريكــية، وهي تــأتي في أطار التحضير لانتخابات الكونغرس المقبلة في تشرين الثاني/نوفمــبــر، والتي يعول على أن يبقى في يد الجمهوريين. في قراءة متابعين جمهوريين قريبين من فريق ترامب، أن جزءاً من الكلام له بعده الداخلي، إذ ربطه الرئيس الأمريكي بحجم الأعباء المالية التي تتكلفها بلاده في الشرق الأوسط وفي كوريا الجنوبية، وأنه بالإمكان تجيير هذه الأموال من أجل بناء أمريكا وتأمين رفاهية شعبها. لم يشذ ترامب هنا عن طريقة مقاربته للأمور في حملته الانتخابية التي أعتبر فيها أن على الحلفاء أن يتحملوا قسطهم من الأعباء. في جانب من الكلام، يغلب منطق رجل الصفقات، حيث لا بد من عائدات لها، وإلا كانت صفقات خاسرة. والأمر ينطبق على المسائل التجارية والاقتصادية والمالية، تماماً كما السياسية والعسكرية. الرجل، وفق ما يؤكده مقربون من فريقه، يريد من حلفائه العرب أفعالاً لا أقوالاً. والأفعال ترتبط في جانب منها بتغطية كلفة الانخراط الأمريكي في سوريا وتمويل إعادة إعمار المناطق السورية الخاضعة لنفوذها، ولكنها ترتبط في جانب آخر- ربما يفوق أهمية – بتحمّل الحلفاء العرب ولاسيما دول الخليج جزءاً من مسؤوليتها بالالتزام بإنشاء جيش عربي هو عبارة عن «ناتو عربي» يشكل القوة الفاعلة على الأرض بمساندة أمريكية. الأمريكيون أعلنوها في أكثر من مناسبة أنهم لن ينشروا جيشهم كما حصل في حربي أفغانستان والعراق. وعلى العرب المعنيين بالأمر النزول إلى الأرض. الحديث في جزء منه يطال السعودية ومعها دول خليجية أخرى، كما يطال مصر والأردن. وكان مدير التحالف الأمريكي – الشرق أوسطي للديمقراطية طوم حرب، قد تحدث سابقاً عن دور القوة العربية في سوريا وأن عدم تشكيلها أعاق الخطة الأمريكية في ربط المنطقة الشرقية من سوريا بالمنطقة الجنوبية عبر صحراء تدمر. يكشف حرب أن في لقاءات جرت في مجلس الأمن القومي، عبرّ الأمريكيون بكثير من الوضوح عن التباطؤ العربي في تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، وأن ترامب ضاق ذرعاً! لكن ذلك لا يعني في رأيه قــراراً فعلــيــاً على النار بقدر ما هو دق جرس إنذار بأن حان وقت التحرك. يكفي أن يتوقف المراقب عند «تغريدة» لمستشار حملة ترامب للشؤون الخارجية في الشرق الأوسط وليد فارس الذي يُعرف عنه إدراكه العميق في المنطقة وفي ملف الجهاديين. قارب الموضوع بالقول: «تخيلوا لو أنه في الحرب العالمية الثانية، قمنا (الأمريكيون) بإنزال في النورماندي، وزحفنا إلى برلين، ثم قلنا: لقد هزمنا «الرايخ» والآن سنعود إلى الديار. ماذا كان سيحصل؟ كان السوفييت ليصبحوا في النورماندي!». يذهب فارس في رده على كلام ترامب: «لا تستطيع أن تهزم «تنظيم الدولة الإسلامية» وتذهب إلى البيت. إيران ستحتل الشرق الأوسط». في رأيه أنه إذا كان على التحالف العربي الالتزام مالياً في سوريا، فعلى الولايات المتحدة أن توقف الاندفاعة الإيرانية. ما يقوله فارس المناهض لمحاولات إيران مد نفوذها إلى دول الجوار، أنه إذا أرادت واشنطن أن تضغط على روسيا وإيران والأسد و»حزب الله» في دفعة واحدة، لا بد من أن تقفل الحدود البرية بين سوريا والعراق، وهي مسألة سهلة. لم يتأخر الرد السعودي حتى أتى سريعاً من ولي العهد محمد بن سلمان الذي لا يزال في جولته الأمريكية. أُرسلت الرسالة الأمريكية وقابلها جواب المملكة صاحبة الكلمة الفصل في التحالف العربي المزمع إنشاؤه بديلا عن تشتت القوة: لا بد لواشنطن أن تبقي قواتها في سوريا على أقله في المدى المتوسط للتصدي للنفوذ الإيراني، وأن هذا التواجد سيتيح لها الاحتفاظ بدور في تحديد مستقبل سوريا. وهو رد في طياته أن الرسالة وصلت! من السذاجة بمكان أن لا تكون لقاءات محمد بن سلمان قد تناولت الملف السوري. والمملكة، وفق المعلومات المتوافرة، تعهدت بمسؤولية إعادة الإعمار في مناطق النفوذ الأمريكية، حتى أن وجهاء الرقة تبلغوا من مسؤولين أمريكيين في قيادة التحالف الدولي أن الطريق إلى واشنطن في ملف إعادة الأعمار تمر عبر الرياض. والحديث يتصاعد في الآونة الأخيرة من أن أمريكا في إطار رسم مواقع النفوذ قد أبلغت الروس أن منطقة دير الزور ستكون في إطار سيطرتها، وأن مسألة السيطرة على الحدود عند معبر البوكمال هي مسألة وقت ليس إلاّ. ورغم أن الأولوية الراهنة لدى فريق ترامب الجديد هو التعامل مع ملف كوريا الشمالية، فإن موعد الثاني عشر من أيار/مايو، موعد مراجعة الاتفاق النووي، يفرض نفسه على الأجندة الأمريكية، والتي باتت المعطيات بغالبيتها تجنح نحو ذهاب ترامب إلى إلغاء الاتفاق وإعادة العقوبات على طهران. غير أن الخطوات الفعلية لكيفية التعامل مع كل تشعبات الملف الإيراني تنتظر انجاز اللقاء التاريخي بين ترامب وزعيم كوريا الشمالية ومعرفة الطريق التي سيسلكه ملفها النووي. فوفق هذه الأجندة، ليس من قرارات كبرى يمكن أن يأخذها ترامب بما فيها التلويح بالانسحاب والذي يُناقض كل استراتيجيته في ما يتعلق بمحاصرة إيران ونفوذها في المنطقة. ما يجري راهناً أن الرئيس الأمريكي يهز شباك الحلفاء. ترامب يهز شباك الحلفاء: المطلوب «ناتو عربي» في سوريا! رلى موفّق |
ترامب يثير المزيد من الفوضى في المنطقة لاستنزاف قدرات السعودية والإمارات Posted: 31 Mar 2018 02:12 PM PDT الدوحة ـ «القدس العربي»: بإقالته ريكس تيلرسون من وزارة الخارجية، يكون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منح جرعة أمل قوية لحلفائه السعوديين والإماراتيين، وعزز من أوهامهما بقرب أوان توجيه ضربة عسكرية لإيران، وتأديبها، مع سيطرة جنون العظمة على مخيلتهما، متوهمين قدرتهما التأثير على نزيل البيت الأبيض، لينقل قطعة جديدة على رقعة شطرنج العلاقات الإقليمية، وصب حممه البركانية مجددا تجاه قطر، تقودهما نحو بسط نفوذهما على رئيس أكبر دولة في العالم. الأيام الماضية كانت حبلى بتفاصيل ترسم بشكل دقيق ملامح المرحلة المقبلة، وتحديدا في الجزء الشرقي من العالم، الممتد من روسيا شمالا، حتى الخليج العربي، وشبه الجزيرة الهندية، حدد تفاصيلها بشكل مباشر، أزمة العميل الروسي المزدوج، والتغييرات الجديدة على البيت الأبيض. وتلاقت أمزجة الطرفين، رئيس أمريكي شره للمال ويحسب كل خطوة يقدم عليها بميزان المكاسب، وحاكما السعودية والإمارات المستعدين لدفع أي مبلغ مقابل تحقيق مصالحهما وأوهامهما. وإذا كانت نتائج وتفاعلات الأزمة الروسية مع دول الغرب، سوف تأخذ بعض الوقت حتى تتشكل ملامحها، ستكون التغييرات الأخيرة في البيت الأبيض والتي تعكس المنحى الذي بلغته الأزمة الخليجية، مؤشرا محوريا في المرحلة المقبلة، وسوف يكون عاملا أساسيا في رسم السياسات الخارجية لعدد من الدول. ترامب الذي أقال تيلرسون بتلك الصورة عبر تغريدة على صفحته، تحرك وفق عدد من الحسابات، امتزج فيها الجانب الشخصي مع العام، بحيث أنه لم يستسغ أنه لم يشاطره التوجهات في عديد القضايا، خصوصا الموقف من الأزمة الخليجية، والتعامل مع كل من كوريا الشمالية، وإيران، إلى جانب أن وزير الخارجية كان مستقلا برأيه وهو ما لا يريده الرجل المتسلط على من يعمل معه. لكن العامل الذي لم يحسب حسابه جيدا كلا من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الحاكم الفعلي للمملكة، وحليفه حاكم الإمارات الفعلي محمد بن زايد، أن نفخهما في كير الحرب وحشد الدعم لحملتهما من أجل شيطنة غريمتهما وجارتهما الشمالية، إيران وأيضا قطر، ستستنزف المزيد من مواردهما، مع رئيس أمريكي يحسب بشكل دقيق تفاصيل أي حركة يمضي لها. مشهد نزيل الأبيض، والرجل المندفع القادم من بلاد ينظر لها في بلاده أنها بقرة حلوب، وتوجيهه إلى شراء المزيد من السلاح، والإعلان بشكل مباشر أنه لابد أن يدفع أكثر، لخصت بشكل دقيق توجه أمريكا الجديد في ظل الإدارة الحالية التي تلعب على المكشوف، ولا تخفي رغبتها في حلب المملكة ومن يناصرها. موجة الإقالات الأخيرة في البيت الأبيض والتعيينات التي استحدثها ترامب تشير بشكل جلي إلى أعاصير سيثيرها في المنطقة خصوصا في الشرق الأوسط مع تأكيده العلني على ضرورة دفع حلفائه لفاتورة أي مواجهة جديدة وتحملهم كلفة التدخل غير المباشر لأمريكا في أي عملية يتم التخطيط لها. وتعتبر الدوائر السعودية إقالة تيلرسون خطوة إيجابية تصب في صالحها، وتعزز من خطواتها التصعيدية تجاه عدد من الدول ومنها قطر التي تفرض عليها حصارا شاملا، وإيران التي جعلت منها هدفا محوريا. وعبر عن الموقف السعودي الذي تتداوله الأوساط الرسمية إلى حد كبير وصف الكاتب سلمان الدوسري في صحيفة «الشرق الأوسط» الشبه رسمية للتطور. ويرى أن قراءة التطور الجديد في الخارجية الأمريكية يمكن تلخيصه في أربع قضايا رئيسية وحساسة بالنسبة لسياسة واشنطن الخارجية، وهي الاستراتيجية الدفاعية للولايات المتحدة التي أعلنت قبل شهرين، ولم يكن تيلرسون متحمساً لها، باعتبار أنه يرى فيها تعارضاً مع دبلوماسية بلاده، وثانيها اختلاف الطرفين فيما يتعلق بالاستراتيجية تجاه كوريا الشمالية، والتي ظهرت في انتقاد علني من الرئيس لتيلرسون، والقضية الثالثة تعاطي تيلرسون (الأوبامي) المهادن مع الاتفاق النووي مع إيران، مما يعاكس سياسة رئيسه بالكامل، والرابعة اتخاذ تيلرسون مساراً مختلفاً عن البيت الأبيض في معالجة الأزمة القطرية، رغم أنها تتعلق بأربعة حلفاء رئيسيين آخرين للولايات المتحدة بالمنطقة، وهم السعودية ومصر والإمارات والبحرين. ويشرح العامل الرابع الذي أورده الرجل المقرب من دوائر صنع القرار الفكرة السائدة لدى المحيطين ببن محمد بن سلمان الذي ينطلق من فكرة رئيسية أن ترامب بادر لاتهام قطر برعاية الإرهاب وفق رؤية رباعي الحصار، في حين أن تيلرسون فاجأ رئيسه كعادته بالاختلاف بالكامل، عندما أرسى علاقة غير متوازنة مع طرفي الأزمة، وانحاز إلى الرؤية القطرية دون أخذ مخاوف حلفائه الأربعة الآخرين في الاعتبار. المعلومات المتواترة من الرياض وأبو ظبي حول خطط الحاكمين الفعليين ونزعتهما الصدامية ستقود المنطقة حتما إلى مزيد من الاحتقان والتوتر على ضوء رغبتهما في إشعال فتيل أزمات إقليمية عاصفة ستكون لها نتائج سلبية على المديين القريب والبعيد. وتشير التسريبات الرسمية من الرياض أن بن سلمان يدعي أمام ضيوفه عقده اتفاقا في أثناء اجتماعاته مع غاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب، لترتيب الأولويات المشتركة للطرفين. ويتوهم محمد بن سلمان فرضه بشكل مباشر على ترامب ودائرته الخاصة قرار إقالة تيلرسون كشرط قدمه عبر غاريد كوشنر، من أجل تنفيذه قبل زيارته إلى الولايات المتحدة، ولو كلفه ذلك دفع المزيد. وسبب غضب الرجل المندفع من تيلرسون هو ما يراه تراخيا من الخارجية الأمريكية تجاه عدويه اللدودين، إيران وقطر، بعدما دفع باتجاه إنهاء الحصار البري والبحري والجوي على الدوحة، ودحض الافتراءات المتعلقة بدعم شقيقتهما الإرهاب. ولم يستسغ بن سلمان تصريحات وزير الخارجية الأمريكي المقال بتأكيده، أنه «لا يمكن فرض محادثات على أشخاص ليسوا مستعدين للحديث». كما غضب حاكم السعودية من توجه تيلرسون إلى الدوحة، وإصداره ذلك البيان. وكل مرة يريدون فيها اتخاذ إجراء عدواني، كان تيلرسون يهدئ الأمور، لأنه يفكر كرجل أعمال إصلاحي يدير شركة للنفط، وليس كجنرال في الجيش. تيلرسون قبل رحيله سعى لإقناع وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، بوجهة نظره، المتمثلة في عدم السماح لمحمد بن سلمان ومحمد بن زايد بالسيطرة على البيت الأبيض عبر كوشنر، وهي عوامل أثارت حنق محمد بن زايد، لذا حاولا القيام بكل ما في مقدورهما لجعل كوشنر ينقل الرسالة، التي مفادها أن تيلرسون يجب أن يقال. رجل الحسابات في البيت الأبيض والمتمرس على «حلب» حلفائه، قرأ بذكاء هذه التطورات، وعزز من غرورهما، لنقل قطع اللعبة إلى ساحتهما، واستمالتهما، لتحقيق المزيد من المكاسب بأقل كلفة ممكنة وتجنيب غرق بلاده في أي معركة يريد الحصول عليها من دون أن يدفع أي مقابل. وستشهد المرحلة المقبلة المزيد من التوتر بناء على خطط الرياض وأبو ظبي يدير لعبتها ترامب مستغلا امكانياتهما، ومواردهما، وسيحقق لهما رغبتهما في فرض المزيد من الضغط على الدوحة، والاندفاع نحو مواجهة غير مباشرة مع طهران. قمة كامب ديفيد المقبلة هذا الشهر ستكون الفيصل في رسم السياسة الخارجية للولايات المتحدة بما يضمن توافق أهواء ترامب في إثارة القلاقل في المنطقة، مع إيهام الرياض وأبو ظبي باللعب لصالحهما، والفاتورة ستكون مكلفة لهما، لإدراكه المسبق برغبتهما دفع أي شيء مقابل فرض طوق على الدوحة. وعلى الطرف المقابل تدرك قطر جيدا أبعاد هذا التوافق والحلف المختل، وهي تتحرك مع حلفائه بشكل عملي ومدروس وبخطوات عملية لتجاوز أي ضغط قد يفرض عليها للاستقلال بقرارها من دون أي تكلفة يستعد غرمائها لدفعها بغباء. ترامب يثير المزيد من الفوضى في المنطقة لاستنزاف قدرات السعودية والإمارات سليمان حاج إبراهيم |
سياسة الباب المتحرك: التغيير المستمر في الوجوه يحرر ترامب من القيود ويفرغ السياسة الخارجية Posted: 31 Mar 2018 02:12 PM PDT مع كثرة التغريدات التي يصدرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعلن فيها عزل مسؤولين في إدارته، بات العاملون في البيت الأبيض يتندرون حول من سيأتي عليه الدور في المرة المقبلة. وذكرت محطات التلفزيون الأمريكية أن الرجل الذي عينه ترامب في المقام الأول ليقوم بوضع حد للفوضى في بيته الأبيض بات في عين العاصفة. وذكرت محطة «سي بي ان سي» أن سلطة جون كيلي بدأت بالتراجع. فالرئيس وإن كان الشخص المسؤول عن البيت الأبيض إلا أن مدير طاقمه كيلي موكل بالحفاظ على النظام داخل أروقته. والقارئ لكتاب مايكل وولف «نار وغضب» يتعرف على الطريقة الفوضوية التي يعيشها ساكن البيت الأبيض والأسلوب الغريزي الذي يسير فيه الأمور وإدمانه على البرامج التلفزيونية وخوفه المرضي من قيام البعض بتسميمه. واكتشف كل الذين عملوا مع الرئيس أنه خارج عن السيطرة. فكيلي الجنرال بأربعة نجوم والذي قاد آلافا من الجنود الأمريكيين وكان وزيرا للأمن الداخلي وجد أن هناك مشكلة في طريقة إدارة البيت الأبيض الذي يعمل فيه ترامب. وأصبحت مهمته في الأيام الماضية الاتصال بالمسؤولين الكبار وإخبارهم أن الرئيس يحضر لهم أمرا كما قيل في شأن ريكس تيلرسون الذي أيقظه في الساعة الثانية صباحا أثناء جولة له في افريقيا وحثه على العودة إلى الولايات المتحدة. وجرى الحديث عن تصرفات ترامب الأخيرة وكثرة الذين استقالوا أو عزلوا في الأسابيع الماضية وكان آخرهم وزير شؤون المحاربين القدماء ديفيد شالكين. فأنصار الرئيس يقولون إنه يريد تشكيل فريق مطواع ينفذ أوامره. وأن الرئيس الذي قضى العام الماضي يتعلم أساليب واشنطن في الحكم بات واثقا من نفسه وجريئا ويبحث عن فريق ينفذ سياساته التي تتمثل في تجفيف «المستنقع» في واشنطن وإعادة تفكيك مؤسسات الحكم في العاصمة بطريقة تتناسب مع رؤيته. ويرى نقاده أن ما يقوم به زاد من ضحالة المستنقع وراكم المشاكل. فكل الشخصيات التي جلبها في العام الأول من حكمه رحلت، من مدير استراتيجياته ستيفن بانون إلى مدير طاقمه رينيس بريبوس وعزله لجيمس كومي، مدير «أف بي أي» الذي غير قراره فتح تحقيق في ايميلات هيلاري كلينتون قبل أيام من الذهاب لصناديق الانتخابات مسار السباق الرئاسي. يتحرك بسرعة وترى مجلة «إيكونوميست» (31/3/2018) أن «باب إدارة ترامب المتحرك يدور سريعا، ففي الأسابيع القليلة الماضية عزل الرئيس مستشاره للأمن القومي أتش أر ماكمستر ووزير خارجيته ريكس تيلرسون ومستشاره للشؤون الاقتصادية غاري كوهين الذي استقال بعد قرار ترامب فرض ضريبة على الألمنيوم والفولاذ، وجون دوود، المحامي الأبرز الذي يمثل ترامب في تحقيق روبرت موللر بشأن التدخل الخارجي في الانتخابات. ويبحث ترامب عن خامس مدير للاتصالات بعد استقالة هوب هيكس». ولا شك أن تغييرات متسارعة في صفوف وكادر الإدارة تترك أثرها على طريقة إدارة الحكم وتمنع تشكيل سياسة متماسكة في الأمن الوطني والسياسة الخارجية بل وتفتح بابا أمام فريق جديد همه الأكبر إرضاء نزعات الرئيس السيئة فيما يتعلق بالأمن القومي والتجارة والدفاع القانوني بدلا من الحد منها. وتتوقع المجلة أن تتسم المرحلة المقبلة بعدم التقيد وترامب لا يلتزم بأي شيء. ولو أخذنا عزل ماكمستر، جنرال بثلاث نجوم وعرف بنقده لحرب فيتنام وخبرة طويلة في العسكرية، فقد اختار ترامب بدلا منه شخصية من عتاة اليمين المحافظ، جون بولتون الذي دعم حرب العراق وظل يدعو لضرب إيران وكوريا الشمالية. وقبل اختياره بشهر كتب مقال رأي في صحيفة «وول ستريت جورنال» قدم فيه المبررات التي تجعل ضرب كوريا الشمالية قانونية. وبالسياق نفسه تحدث بولتون عن إيران وضرورة تغيير النظام فيها معربا عن أمله بنهايته قبل احتفاله بمرور 40 عاما على الثورة. ويتوقع المراقبون أن يقوم ترامب في أيار (مايو) المقبل بتدمير الاتفاقية النووية التي عملت عليها إدارة سلفه باراك أوباما ولسنين مع الدول الأخرى للحد من نشاطات إيران النووية. وعليه يفهم اختيار مايك بومبيو، مدير الوكالة المركزية للاستخبارات «سي آي إيه» ليحل محل ريكس تيلرسون، وهو مثل بولتون كاره لإيران وداع لضرب كوريا الشمالية. وهناك سياسة الحماية الاقتصادية التي ظل يدعو لها الرئيس. وترى «إيكونوميست» أن الباحثين في ظاهرة «الترامبية» فرقوا بين تيارين داخل الإدارة «دعاة العولمة» بقيادة كوهين الذي كان مستشارا للشؤون الاقتصادية وتيار القوميين والذي يقوده وزير التجارة ويلبر روس وبيتر نافارو، مدير مجلس التجارة القومي. وقد تنافس المعسكران للسيطرة على نزعات ترامب العقلية ويبدو أن القوميين هم الذين فازوا في الجولة الحالية، فقد أعقب مقترح فرض ضريبة على الفولاذ والألمنيوم مقترح آخر لفرض ضريبة على البضائع الصينية والتي يصل حجم التجارة معها حوالي 60 مليار دولار، بشكل يفتح الباب أمام حرب تجارة واسعة. وكان اختيار ترامب لاري كودلو الذي عمل في إدارة رونالد ريغان ليحل محل كوهين إشارة دعم توجه القوميين، مع أن كودلو من دعاة التجارة الحرة في تعليقاته لكنه يتبنى فكرة الضريبة التي يتم التفاوض عليها. مذبحة وبالنسبة لتحقيق روبرت موللر، فقد توسع في الفترة الماضية وشمل شخصيات ودور دول مثل الإمارات والسعودية في تشكيل سياسة ترامب. وبعد تعاون مايكل فلين، أول مستشار للأمن القومي وبول مانفورت، مدير حملته الانتخابية، زادت عصبية الرئيس. وكانت استقالة دوود على خلفية رفض الرئيس نصيحة فريقه القانوني وضرورة تجنب مقابلة شخصية مع موللر. مع أن الرئيس بدأ حملة هجوم على المحقق الخاص وبالاسم في تغريداته، بالطريقة التي يقوم بها شون هانيتي، من «فوكس نيوز». وذكر أصدقاء الرئيس أنه فكر في الصيف بعزل موللر بشكل دعا مستشار البيت الأبيض دونالد ماغاهان التهديد بالاستقالة. ومن أجل التخلص من موللر، على ترامب عزل نائب وزير العدل رود روزنستين والذي قدم شهادة أمام الكونغرس قال فيها أن لا داعي في الوقت الحالي لعزل موللر. ولو فعل فستكون النتائج كارثية تماما مثل «المذبحة» التي عملها ريتشارد نيكسون وأدت لخروجه من الرئاسة. وحذرت فئة قليلة من الجمهوريين الذين لا يريدون الترشح من جديد ترامب قائلين إن عملا كهذا سيضر بإدارته. ورغم ذلك فالدعم لترامب في قاعدته لم يتغير. وكما لا حظ بوب كوركر، سناتور تينسي فدعم الناخبين الجمهوريين للرئيس «أكثر من قوي وهو ذا طابع قبلي» و «يريدون معرفة إن كنت مع الرئيس أو ضده». وعلى العموم فباب الإدارة لا يزال مفتوحا وهناك خروج متوقع لجيف سيسشنز الذي أغضب ترامب عندما أخرج نفسه من تحقيق موللر. وتعرض في الفترة الماضية لسلسلة من الإهانات كتلك التي تعرض لها تيلرسون وماكمستر قبل عزلهما. ويطمح مدير وكالة البيئة سكوت برويت لتولي منصب سيسشنز. وتداولت الصحافة والتسريبات أسماء مثل بيتسي دي فوس، وزيرة التعليم التي لم تعجب أنصار الرئيس في مقابلتين تلفزيونيتين وبن كارسون، وزير الإسكان بسبب قراره فرش الوزارة وشراء أثاث مكلف. ويواجه الجمهوريون هذا العام الانتخابات النصفية وهم في مزاج دفاعي وعلى ما يبدو فالبيت الأبيض لا يرغب أن يدفع باتجاه تشريعات جديدة وسيكتفي بالتأكيد على سياسة الإصلاح الضريبي. وسيعود ترامب إلى أسلوب التجمعات الشعبية والحديث عن أجندته القومية والترويج لقراره الأخير فرض الضريبة على الفولاذ والألمنيوم. وقد اكتشف ترامب بعد عام أنه يحكم بطريقة جيدة إن اتبع حدسه وانفعالاته أكثر من استماعه لنصائح مستشاريه. وقد يكون هذا المدخل من الناحية السياسية فاعلا في الداخل، فحسب استطلاع أخير أجرته محطة «سي أن أن» فقد ارتفعت شعبيته إلى 42 في المئة ولكنها تظل متدنية مقارنة مع الرؤساء السابقين في المرحلة نفسها من الرئاسة. الحرب المقبلة ماذا يعني وجود بومبيو وبولتون بالإضافة لمديرة «سي آي إي» الجديدة جينا هاسبل في قلب قرارات السياسة الخارجية؟ فوجود هؤلاء مدعاة للخوف من عودة التعذيب الذي أشرفت عليه هاسبل في فترة جورج دبليو بوش والحرب التي يحب بولتون النظر إليها من بعد طالما قاتل فيها أبناء الآخرين. وكما لاحظ الأستاذ بجامعة هارفارد ستيفن وولت، بمقال على موقع «فورين بوليسي» (23/3/2018) فنحن أمام إدارة تشبه فكرة ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي بوش للحكم. ويعتقد أن تعيين بولتون يتناسب مع رؤية ترامب للسياسة الخارجية التي تعلن الحروب الكلامية ولا تفهم تعقيدات الدبلوماسية. ويشير إلى أن الرئيس لم يتعلم من أخطائه السابقة. وبالتأكيد سيقوم بولتون بمهاجمة أصدقاء أمريكا في وقت عمل فيه ماكمستر وتيلرسون على الحد من أضرار سياسات الرئيس. ويعتقد وولت أن تعيين الثلاثي الجديد ليس بالضرورة عودة لشعار الحملة الانتخابية «أمريكا أولا» خاصة أن عامه الأول في الحكم كشف عن تورط أمريكي أوسع في حروب المنطقة من سوريا إلى أفغانستان وافريقيا. واتسم بزيادة الانفاق الدفاعي والهجوم على الحلفاء الذين لا يقومون بواجبهم وتصعيد اللهجة الحربية ضد إيران وكوريا الشمالية. وبهذه المثابة فشعار «أمريكا أولا» ليس إلا شماعة يخفي وراءها رؤيته عن دور أمريكا في العالم تماما كما تعامل تشيني أو «التشينية» مع السياسة الخارجية بازدراء المؤسسات الدولية وعدم اهتمام بالدبلوماسية وإشعال الحروب الخارجية والإيمان بقوة أمريكا وأن حل مشاكل العالم يتم بالتفجير وزيادة القوات كما فعل في أفغانستان. ويناقش وولت مواقف وأفكار بولتون تحديدا وأنها ليست خارجة عن التيار الرئيسي في السياسة الخارجية، فدعمه مثلا لحرب العراق أو ضرب إيران وكوريا الشمالية لا تجعله خطرا، فهناك شخصيات مؤثرة في الكونغرس ومؤسسات الحكم دعمت ودعت للتعامل مع ما تراه تهديدات خارجية. كما أن كره بولتون للإسلام وشكه بالمؤسسات الدولية لا تجعله شخصية استثنائية. ويقول وولت إنه لا يحاول «تطبيع» مواقف بولتون بقدر ما يريد منا التساؤل عن ماهية النظام السياسي الذي يسمح له ولأمثاله الوصول إلى مناصب عليا. فالمشكلة ليست بولتون الذي دعم حروبا كارثية ولكن النظام. تهديد وتنازل وهو الذي يقوم ترامب بإساءة استخدامه كما يقول فريد زكريا بمقاله في «واشنطن بوست» (29/3/2018). فعلى خلاف أسلافه الذين كانوا يفكرون قبل إطلاق التهديدات، يتقن ترامب إصدار التهديدات ليعود ويبتلع ما قال. فعندما هدد بالاعتراف بتايوان، ردت الصين بتجميد العلاقة مع واشنطن، ليعود ويستقبل الرئيس الصيني شي جينبنغ بالأحضان. وفي حملته الانتخابية هاجم السعودية التي «تريد استعباد المرأة وتقتل المثليين» ليختارها كمحطة أولى في زيارته الخارجية. وفي كوريا الشمالية هدد ترامب كيم جونغ- أون بإمطاره بالحديد والنار ليوافق على مقابلته. ولم يكن كيم هو الذي تنازل بل ترامب. وحتى عندما تحدث عن تنازلات كوريا الشمالية في شأن التجارة، فهي تنازلات رمزية لا تغير من واقع تجارة السيارات الكورية في أمريكا. ويرى زكريا أن كون أمريكا دولة عظمى،ش فإن الحلفاء عادة ما يحاولون التكيف مع مطالبها. والتكيف ليس علامة قوة بل إساءة استخدام لها كما فعل جورج دبليو بوش عندما أجبر مجموعة من الدول على دعم غزو العراق. وكل هذا سيقود إلى سخط ومحاولة للبحث عن طرق للعمل خارج نظام أمريكا. ويرى زكريا أن أمريكا بنت مصداقيتها ورأسمالها السياسي عبر القرن الماضي وحققت موقعها في العالم ليأتي ترامب ومن معه بالهجوم على «الأمانة» ونهبها في وقت سريع لتحقيق مصالح آنية وبطريقة ستفرغها تماما. سياسة الباب المتحرك: التغيير المستمر في الوجوه يحرر ترامب من القيود ويفرغ السياسة الخارجية إبراهيم درويش |
وزيرة شؤون المرأة الفلسطينية هيفاء الآغا: القضية الفلسطينية مستقرة في وجدان الملايين من أنصار الحق والعدل Posted: 31 Mar 2018 02:11 PM PDT على هامش اجتماعات الدورة الثانية والستين للجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة، حضر وفد نسائي فلسطيني مكون من وزيرة شؤون المرأة الدكتورة هيفاء الآغا، وعدد من ممثلات المجتمع المدني والناشطات في الدفاع عن قضايا المرأة. وقد التقت «القدس العربي» مع الوزيرة هيفاء الآغا وأجرت معها الحوار التالي والمخصص لمعاناة المرأة الفلسطينية تحت الاحتلال إضافة إلى معاناتها التقليدية في مجتمع ذكوري تقليدي في بعض جوانبه. وفي ما يلي نص الحوار. ○ ما هي الرسالة التي تحملينها لهذا المؤتمر الهام الذي يعقد سنويا لمناقشة أوضاع المرأة؟ • نحن نحرص على حضور هذا المؤتمر الهام في مقر الأمم المتحدة لأنه يشكل منبرا مهما نفترض أنه منبر للحق والعدالة لجميع الناس. رسالتي التي أتيت بها لهذا العام تختلف عن الرسائل التي أحملها كل عام حيث تمر الآن قضيتنا في مخاض عسير وخاصة بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وقراره اللاحق بنقل السفارة إلى القدس المحتلة في ذكرى نكبتنا. سبب هذا القرار هزة فلسطينية كبيرة وانتكاسة على مستوى القضية، وأقول إذا كان قرار وزير خارجية بريطانيا بلفور قبل مئة عام قد مر بشيء من السهولة بسبب أوضاع العرب والفلسطينيين آنذاك، فأنا أؤكد أن قرار ترامب لن يمر بسهولة لأن الشعب الفلسطيني، مدعوما بالشعب العربي والرأي العام العالمي، سيتصدى لهذا القرار فالقضية الفلسطينية ما زالت محورية. فعندما ألقيت كلمة فلسطين في الجمعية العامة وقلت «إن راعي عملية السلام انحاز للجانب الآخر وبالتالي أخرج نفسه من دور الوسيط النزيه وأقول له لن يمر هذا القرار وهذه الصفقة وستبقى القدس فلسطينية عربية إسلامية إلى ما شاء الله» فضجت القاعة بالتصفيق لمدة طويلة وهي رسالة في حد ذاتها للوفد الأمريكي الجالس في القاعة. الرسالة الأخرى التي حملتها للمؤتمر ولقيت ترحيبا كبيرا في قاعة المؤتمر عندما قلت «يكفينا الشجب والاستنكار وقرارات توضع في الأدراج، أما آن لهذه القرارات أن تنفذ وتصبح ملزمة، أما آن لآخر إحتلال أن يزول؟ أما آن لشعبي أن يعيش حرا كبقية شعوب الأرض وأن يتمتع أطفالنا بطفولتهم مثل بقية أطفال العالم؟ ثم ختمت الجملة بالقول: إن شعبنا ينتظر الجواب السريع والعادل والمنصف بعد سبعين عاما من المعاناة» فضجت القاعة بالتصفيق الحاد مرة أخرى لمدة طويلة. وقالت لي مندوبة أجنبية لقد كانت كلمتي من أقوى الكلمات التي ألقيت في المؤتمر ليس لأنني أكفأ من بقية المتكلمات بل لأن القضية الفلسطينية مستقرة في وجدان الملايين من الشعوب المنتصرة للحق والعدل وتقف ضد الظلم والقهر والاستعباد. ○ وماذا عن كلمات الوفود العربية وموقفها من القضية الفلسطينية؟ • كما قلت القضية الفلسطينية في وجدان كل الشعوب العربية. وقد عبرت كل الوفود العربية عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني ومع المرأة الفلسطينية في نضالها ضد الاحتلال الظالم. وأود أن أثني بالتحديد على كلمة الوزير القطري، وللعلم فقد منحتني رئيسة المؤتمر الأيرلندية فرصة 26 ثانية إضافية عدا عن كل المتكلمات خصصتها لشكر الوزير القطري الذي خصص جزءا من كلمة بلاده لدعم القضية الفلسطينية والتضامن معها وطالب بحرية الشعب الفلسطيني. التقيت بالوفود الجزائرية والصومالية واليمنية والمغربية والكويتية وغيرها الكثير والجميع يقف مع قضية فلسطين العادلة وقضية المرأة الفلسطينية ونضالاتها وقضية القدس. فالقدس ليست قضيتنا وحدنا بل قضية العرب والمسلمين والمسيحيين وأنصار الحرية والسلام والعدل. ○ هذه الرسالة العامة ولكن ما هي الرسالة التي تحملينها بالتحديد في قضية النساء والفتيات الفلسطينيات؟ • الإسرائيليون يحاولون دائما شيطنة الشعب الفلسطيني ويصورونه كأناس لا يستحقون الحياة، شعب متخلف متطرف دينيا ولا يصل إلى مستواهم هم. وهذا ما أحاول أن أرد عليه في لقاءاتي الثنائية مع وفود الدول فأنا من جهة إمرأة ومن جهة أنا إنسانة متعلمة أحمل درجة الدكتوراه من الولايات المتحدة الأمريكية وأتكلم الإنكليزية بطلاقة وفي الوقت نفسه محجبة لكنني أمثل الإسلام المعتدل الذي يؤمن بالآخر ويحترم الديانات الأخرى ولا يكتمل ديننا القويم إلا بالإيمان برسائل الأنبياء الآخرين. الإسلام الذي أمثل هو الذي يتعامل حتى مع الأعداء برفق، لا نقطع شجرة ولا نقتل طيرا ولا نرمي حجرا في بئر ولا نعكر ماء وديننا دين السلام. ○ ونحن نتكلم هناك عدد من النساء الفلسطينيات في سجون الاحتلال؟ ما هي أوضاعهن؟ كيف تنقلين معاناتهن للمجتمع الدولي؟ • هناك الآن 63 إمرأة يقبعن في سجون الاحتلال منهن 18 قاصرات تحت السن القانوني من بينهن عهد التميمي وهناك فتيات أصغر من عهد التميمي. وهناك إسراء الجعابيص، التي حرقت أصابعها وذابت إذناها وتشوه وجهها بسبب حريق لم يكترثوا بها ورأوها تحترق أمام الجنود وتركوها في سيارتها والنار مشتعلة فيها بسبب إنفجار أنبوبة غاز، فلم يقدموا لها أي إسعافات بحجة أنها كانت تريد أن تفجر قارورة الغاز في الجنود. إن ذلك قمة في الظلم والاستهتار بحياة البشر والعنصرية. وهي تعاني الآن من حروق من الدرجة الثالثة. هناك نساء حوامل يحرمن من الرعاية العادية وهو ما سبب لهن أمراضا مزمنة وإسرائيل لا تهتم بصحة المرأة الفلسطينية ولو يحدث لإسرائيلية واحدة ما يحدث للفلسطينيات عموما لقامت الدنيا من أجلها. ○ نعود لنتكلم عن أنواع الاضطهاد الذي تعاني منه المرأة الفلسطينية عدا عن الاحتلال طبعا؟ • تعاني المرأة الفلسطينية من نوعين من الاضطهاد – الاحتلال أولا ثم كونها جزءا من مجتمع شرقي ذكوري محافظ – نحن جزء من المنظومة العربية بشكل عام وهناك صورة نمطية للمرأة تضعها في مواقع معينة. مثلا عندنا 43 في المئة من موظفي القطاع الحكومي من النساء لكن من منصب «مدير عام» وما فوق فالنسبة تنخفض إلى 11.7 في المئة. هناك ثلاث وزيرات فقط من مجموع 18. ونسبة النساء في المجلس التشريعي أيضا منخفضة جدا. ويبقى الظلم الأساسي ضد المرأة الفلسطينية هو ما يمارسه الاحتلال سواء عنف مباشر أو عنف غير مباشر. على الحاجز أو أثناء المداهمات – أو من خلال العبء الذي يقع على المرأة بعد اعتقال زوجها أو ابنها. حتى عندما يهان الزوج لدى جنود الاحتلال فينعكس ذلك ضد أهل بيته وخاصة الزوجة. ○ نود ان نتعرض للعنف المجتمعي والذي قد يكون تضاعف كثيرا في السنوات الماضية، نلاحظ أن هذا المؤتمر والمؤتمرات المثيلة تركز فقط على العنف والتمييز والتهميش المنبثق من المجتمعات الذكورية. إن هناك تغييبا مقصودا للعنف القادم مع الاحتلال والحروب. ففي العراق هناك 1.6 مليون أرملة فهل ترملن بسبب العنف الذكوري أم بسبب الحروب والاحتلالات وما أفرز عنها من اختلالات مجتمعية؟ • هذه المؤتمرات تسيطر عليها الولايات المتحدة وبالتالي تسيطر عليها إسرائيل. إذن هي مؤتمرات مسيسة لا شك، وتسير حسب الأجندة المرسومة لها. تصور حتى في المؤتمرات التي تحدث في البلدان العربية لا يريدون أن يذكروا الاحتلال، بل يقاومون ذكره في البيان النهائي بحجة فصل موضوع المرأة عن أي شيء آخر. وقد كنت في بلد عربي مؤخرا وعند بحث موضوع العنف ضد المرأة أرادوا فقط ذكر العنف المجتمعي التقليدي وبعد إصرار الوفد الفلسطيني إضيفت كلمة «والاحتلال» على استحياء. فكيف إذا كان الأمر في مؤتمرات دولية؟ لكننا نعتمد على العديد من الأصدقاء والدول التي لا تساوم على المبادئ وتخرج دائما عن هذه المؤتمرات فقرة في البيان الختامي تخص المرأة الفلسطينية وضرورة دعمها ضد الاحتلال. ○ لكن يجب أن نعترف أيضا أن هناك حقيقة عنفا ضد المرأة ولا نريد أن نخجل من ذكره من أجل التصدي له. فهناك جرائم ترتكب باسم الشرف وقد زادت أخيرا كما تقول التقارير. • نحن لا ننكر أن جرائم الشرف موجودة لكن ليس بالشكل الذي يمكن أن يسمى ظاهرة. لكن هناك حالات يمكن تصنيفها تحت مسمى «جرائم الشرف»، فنحن لسنا مجتمعا من الملائكة بل مجتمع عادي فيه الصالح والطالح، وفيه الغث وفيه السمين. لكن أود أن أوضح أن كثيرا من الجرائم تعلق على مشجب «جرائم الشرف». فمثلا بعض النساء يقتلن بسبب خلاف مع الإخوة أو حول خلاف على الإرث. فإذا طالبت المرأة بنصيبها من الإرث وخاصة من الأرض تقتل ويسمى ذلك جريمة شرف وليس لذلك علاقة بالشرف. وقد تقتل الفتاة لأنها خرجت عن النص، أي لبست لباسا غير مقبول أو تحدثت مع شاب فتصبح ضحية لما يسمى الخروج على تقاليد العائلة أو المجتمع. يعني قتلت في السنة الماضية 13 إمرأة تحت مسمى الشرف لكنني متأكدة أن نصف الجرائم ليس له علاقة بالشرف بل هي جرائم جنائية تحت دواع أخرى. ومع أن القتل تحت أي ذريعة مرفوض في بلد يحكمه القانون، إلا أن 13 جريمة بين خمسة ملايين من السكان شيء طبيعي وفي بلدان أخرى قد يسقط هذا العدد في شهر. ○ كان هناك وعد من الرئيس بتغيير القوانين وخاصة العذر المخفف. أين وصلت الأمور في هذا المجال؟ • لقد أصدرنا رزمة من القوانين لصالح المرأة. ففي يوم 7 آذار/الماضي الأخير قدمنا مذكرة بمناسبة يوم المرأة العالمي للسيد الرئيس لإقرار ثلاثة قوانين جديدة وقد أقرت جميعها: - من قبل كانت المرأة المطلقة لا تستطيع أن تفتح حسابات بنكية لأولادها دون موافقة والدهم، هذا القانون القديم ألغي. وتستطيع الآن بمفردها أن تستخرج جوازات سفر لأولادها وأن تنقلهم من مدرسة إلى مدرسة دون إذن من الأب. - قانون الاغتصاب والذي كان يلغي عقوبة الاغتصاب إذا تزوج المغتصب من المغتصبة. هذا القانون ألغي فيـجب أن يحاكم وأن ينال الفاعل عقابه أولا. من قبل كان يتزوج المغتصبة حتى ينجو من العقاب وبعد 3 سنوات يطلقها. هذا قانون أصلا أردني وقد ألغته الأردن فكيف لا نلغيه نحن؟ - القانون الثالث هو العذر المخفف، ألغي القانون عام 2011 وألغيت المادة 340 حول العذر المحل وعدلت المادة 98 حول العذر المخفف والذي يستثني المرأة. كما عدلت المادة 99 التي كانت تعطي القاضي حق تقييم حيثيات الجريمة وقد يخفف العقاب على من كان صاحب أولاد ومعيلا وحيدا للعائلة. كما نجري الآن مراجعة شاملة لقانون الأحوال الشخصية والذي يتضمن مسائل تتعلق بالزواج والطلاق والحضانة وجنسية الأطفال وغير ذلك الكثير. والحقيقة أن رئيس الوزراء رجل حضاري ومتفهم ومؤيد لحقوق المرأة وكذلك الرئيس الذي قال لي أي قانون يمكن المرأة ويقوي من وضعها ويلغي تهميشها ويساوم على حقوقها سأوافق عليه بأقصى سرعة. ○ لنتحدث قليلا عن وضع المرأة في غزة الخاضعة لحصار ظالم منذ أكثر من 10 سنوات. • المرأة دائما تكون الضحية الأولى للكوارث بنوعيها سواء من صنع الإنسان كالحروب أو من صنع الطبيعة كالزلازل والفيضانات. وحتى عندما يستشهد الزوج أو يموت موتا طبيعيا تزداد مسؤولية المرأة وتصبح بشكل غير مباشر ضحية أيضا للمأساة. ولا أدل على هذه المعاناة من رؤية المرأة في الطوابير لاستلام سلة الغذاء. حتى عندما نقدم مساعدات للعائلات الفقيرة نشترط تقديمها للأم وليس للأب فقد يكوب الأب مدخنا أو عديم المسؤولية، أما الأم فتقبل أن تجوع ولا يجوع أولادها. الأم لن تأكل لقمة واحدة قبل أن يأكل أولادها. ونعود للوضع في غزة، بصفة خاصة مرت بتجربة ثلاث حروب 2008/2009 و 2012 و 2014 والتي كانت أطول الحروب وأعنفها وأكثرها تدميرا وقتلا وهدما وقد خلفت 1800 أرملة يضفن إلى آلاف الأرامل من قبل في غالبيتهن شابات، إذ إن معظم الشهداء من الشباب. وهذا العدد الكبير من الأرامل يخلق مشاكل اجتماعية كبيرة كتشرد الأطفال وتفاقم الحالات النفسية وزواج الأخ من أرملة أخيه تحت حجة رعاية الأطفال، وهذا يؤدي إلى مشاكل جديدة. فكل خيارات المرأة صعبة إن تزوجت أو لم تتزوج، وقد يؤخذ الأولاد منها وأعرف شخصيا من عائلتي فقط نحو 14 أرملة مررن في هذه الحالة. وضع غزة بعد نحو 11 سنة من الحصار أوصل البطالة بين النساء إلى أكثر من 75 في المئة وبين الرجال إلى 44 في المئة وهي أعلى نسبة بطالة في العالم، علما أن المستوى التعليمي عندنا أعلى بكثير عند المرأة منه عند الرجال فمقابل كل 145 خريجة جامعة هناك 100 خريج و60 في المئة من طلبة الجامعة من الإناث. غزة تعيش حالة من اليأس والضياع والمشاكل الاجتماعية بل ارتفعت فيها نسبة الجرائم العادية والسرقة ونسبة والانتحار. كان الله بعون غزة فالحديث عنها يوجع القلب. وزيرة شؤون المرأة الفلسطينية هيفاء الآغا: القضية الفلسطينية مستقرة في وجدان الملايين من أنصار الحق والعدل حاورها: عــبد الحميد صيام |
صدمة الأرقام ما حقيقتها وهل تعكس صورة المجتمع المغربي في المرآة؟ Posted: 31 Mar 2018 02:11 PM PDT الرباط ـ «القدس العربي»: الحكايات عن أطفال رضع يرمون في حاويات القمامة ومطارح الأزبال، أو في أحسن الحالات يوضعون أحياء أمام أبواب المساجد أو البيوت ملفوفين، كانت أسرارا منبوذة إن تم كشفها أسقطت الحجاب عن صورة المجتمع المغربي في مرآة حقيقته المتشظية. هي حكايات لطالما اجترتها العائلات المغربية وما زالت في سوق الأحاديث المثيرة التي تحيل على أحد أكبر التابوهات في مجتمع محافظ ذو ثقافة متأتية من الدين الإسلامي. إنه تابو العلاقات الجنسية خارج مؤسسة الزواج. هذه الحكايات التي تنسج من وحي الواقع عن أرواح تزهق، ونساء ينتحرن، يدخلن السجن أو يصرن منبوذات وتلاحقهن الألسن في عرضهن مدى الحياة، يتم تداولها داخل الأسر للإيحاء للأجيال الصاعدة، خاصة الفتيات، باللعنات التي تصيب من تتجرأ على إقامة علاقات جنسية بعيدا عن رضى الوالدين والقانون والدين. فما الذي جعل هذا الموضوع في الآونة الأخيرة، يطفو بقوة على صدر الصحافة المغربية ويحمل عنوان الصدمة الكبيرة على صفحات الصحف وفي منابر إعلامية مختلفة ويسيل الكثير من مداد المحللين السوسيولوجيين والمهتمين بقضايا المرأة والطفولة وحتى رجال الدين والقانون؟ خمسون ألف مولود يطرقون باب الحياة في المغرب، رقم كبير ومهول؟ بل رقم صادم. هكذا تم التطرق للموضوع في الإعلام المغربي. ليس بسبب الرقم في ذاته بل لأن هؤلاء الوافدين كسروا طوق العادة والشرع والقانون. مولودون خارج إطار الزواج. مهاجرون سريون نحو الحياة لم يحصلوا على إذن ليصرخوا صرختهم الأولى. إذن يمنحه المجتمع من خلال توثيق عقد الزواج، البوابة التي عبرها يجب أن يأتي الأطفال إلى العالم في منظور الشرع والقانون ومن ثم المجتمع. خمسون ألف طفل زيادة كل سنة لو أن الأمر يتعلق بالعبء الاقتصادي والتربوي لم يكن ليشكل خبرا كبيرا على صفحات الصحف، لكنه عبء «أخلاقي» وقانوني ونفسي، كل يراه من الزاوية التي يقارب منها ما أصبح يشكل ظاهرة في نظر بعض المحللين. حقيقة الرقم تهويل أم تبخيس؟ صحيفة «لوموند» الفرنسية، التي أثارت الموضوع في تقرير لها صادر في السادس عشر من اذار/مارس الماضي، أوردت الرقم على لسان «جمعيات» من دون تسمية مصدر محدد يمكن التحقق منه، وأوردت كذلك أن معدل 24 رضيعا يتم التخلي عنهم يوميا و300 يتم العثور عليهم سنويا في أكوام القمامة في الدار البيضاء، وهي أكبر مدينة مغربية تضم زهاء ستة ملايين نسمة حسب آخر إحصاء رسمي سنة 2014. وأوضح التقرير الذي أدرج شهادات عدد من الأمهات العازبات، أن الخوف من السجن وانتقام الأسر هو ما يدفع العديد من الأمهات للتخلص من أطفالهن، أما اللواتي يمتلكن القوة للاحتفاظ بأبنائهن فيجب أن يكن مستعدات لمواجهة قسوة المجتمع. في غياب أرقام رسمية تبقى أرقام جمعيات المجتمع المدني المصدر الوحيد لمقاربة الحجم الذي بلغته الظاهرة، مع كل ما يثيره ذلك من محاذير الوقوع في التهويل أو التبخيس إن لم تكن الأرقام مستقاة بطرق تحترم معايير الدقة والموضوعية. عائشة الشنا، رئيسة «جمعية التضامن النسوي» في المغرب وهي جمعية غير حكومية تعنى بالأمهات العازبات، قدرت في حديث لها مع «القدس العربي» استنادا لدراسة نشرتها العصبة المغربية لحماية الطفولة بشراكة مع «يونيسيف» (منظمة الأمم المتحدة للطفولة) في فترة تعود لما يقارب عشر سنوات خلت، أن عدد المولودين يتراوح حوالي 153 مولودا يوميا أي ما يفوق 55000 ألف مولود سنويا. وآخر ما تم الإدلاء به من أرقام تتعلق بالموضوع كانت قد أدلت بها جمعية «إنصاف» المدافعة عن حقوق المرأة والطفل (غير حكومية) في دراسة تخص فقط مدينة الدار البيضاء حيث قالت أن حوالي 44000 طفل مولود خارج إطار الزواج تم تسجيلها في هذه المدينة، أي بمعدل 3366 طفلا سنويا تقريبا. لا جديد من ناحية الأرقام، ورقم 50000 الذي طغى على عناوين الصحافة المغربية في صيغة الصدمة بعد تقرير الجريدة الفرنسية سبق وتم الإدلاء برقم أكبر منه من جمعيات مغربية في سنوات مضت. وبغض النظر عن دقة الرقم، فأصوات كثيرة تقول بتفشي الظاهرة في المغرب ومن ثم تقفز للذهن الإشكالية المثيرة، كيف يحدث هذا في بلد يحرم العلاقات الجنسية خارج الزواج بل يعاقب عليها بالسجن، وهو ما جاء في نص تقرير «لوموند» الذي قال «في المغرب حيث العلاقات الجنسية خارج الزواج والإجهاض ممنوعين، خمسون ألف ولادة خارج إطار الزواج يتم تسجيلها سنويا». خمسون ألف ولادة خارج مؤسسة الزواج «رقم صادم يستوجب تحركات مستعجلة» هكذا يعلق عبد العالي الرامي، رئيس «منتدى الطفولة» معتبرا أن الرقم هو بمثابة ناقوس إنذار عن أمور عميقة تعتمل داخل المجتمع المغربي، وهو لا يخفي أن هذه الأرقام قد تكون عشوائية، لأن الواقع في نظره يشي ربما بأرقام أكبر من خلال المعاينة اليومية لمختصين وخبراء يحتكون بالظاهرة، مؤكدا أنه حان الوقت للوقوف بحزم على الأسباب الكامنة وراءها. «أرواح تزهق يوميا» يقول في إشارة منه إلى أن غالبية هذا النوع من الولادات تتم خارج المؤسسات الاستشفائية تفاديا للحرج الاجتماعي، خاصة في حالات الاغتصاب والولادات غير المرغوبة، ما يعرض حياة الطفل والأم للخطر. «الأمهات العازبات» مصطلح «الأمهات العازبات» حديث والأم هي الأم الشرعية التي تلد في إطار الشرعية والزواج المعترف به اجتماعيا ودينيا. «إنها ظاهرة مقلقة خاصة في مجتمع محافظ ولم يتعود على مثل هذه الظواهر من الناحية الأخلاقية والدينية والاجتماعية». هكذا يرى علي الشعباني، أستاذ علم الاجتماع، معتبرا أن هاته التحفظات تجعل المغربي ينظر للطفل المولود خارج الزواج ولأمه (دون أن يشير للأب) نظرة الرفض وعدم القبول. وهو موقف طبيعي في نظره لكون المجتمع المغربي لا يتقبل العــلاقة الجنسية خارج الزواج. وبالتالي فالأطفال الناجمون عنها، هم أبناء «زنا» والزنا حرام، ومن هنا يطلق على هؤلاء الأطفال «لقطاء» أو «أبناء حرام» وأن هذه الأم ارتكبت الفاحشة فهي إذن «زانية» ومن هنا يكون ذلك الموقف القاسي أن تصبح الأم منبوذة وقد تتعرض للطرد من البيت ومن الحي بأكمله. «الأمهات العازبات» مصطلح حديث. لم يكن له أثر في الكتابات المغربية القديمة. يقول موضحا أن المفهوم ظهر مع بعض الجمعيات المغربية التي بدأت تدافع عن حقوق هؤلاء النساء. وهي تركز على حالات بعينها كالاغتصاب وزواج القاصرات، لأنه عادة ما تؤدي ظروف اجتماعية ملتبسة ومعقدة إلى ولادة أطفال خارج الزواج، يقول الشعباني، الذي يرى أن هذا المفهوم وإن كان قد صار مقبولا من الناحية المؤسساتية فإنه يظل مرفوضا اجتماعيا، لأنه في قاموس المجتمع المغربي ليست هناك أم عازبة، الأم هي الأم الشرعية التي تلد في إطار الشرعية والزواج المعترف به اجتماعيا ودينيا. ومهما تحدثنا عن الحداثة واقتبسنا من الثقافات والحضارات الأخرى، يبقى المجتمع المغربي محافظا وتقليديا، يردف، مشيرا إلى أنه حتى في حالات العلاقات الجنسية الرضائية، فهذا المفهوم تتداوله فئة محدودة فلا القانون ولا الدين يشمل بالرضى تلك العلاقات. عائشة الشنا، البالغة من العمر 77 سنة والتي أمضت أكثر من ثلاثة عقود في الدفاع عن حقوق الأمهات العازبات وأطفالهن، وواجهت حملات تشهير ضدها، بين من يعتبرها تشجع على الفاحشة وتمس تقاليد المجتمع المغربي وبين من ذهب بعيدا في اتهامها، ما زالت تجوب المغرب طولا وعرضا لحث النساء والشــباب على ضرورة امتلاك ثقافة جنسية لحماية المجتمع، حسب منظورها، من عواقب الولادات خارج إطار الزواج ولدرء معاناة قانونية ونفسية واجتــماعية عن هؤلاء الأطفال وأمهاتهم خاصة. تقول لـ«القدس العربي»: «أنا لا أدعو إلى الحرية الجنسية بالمفهوم الغربي، أقول أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار الأصول المغربية وهذا لا يتنافى مع أن نوفر لأبنائنا تربية جنسية» وتشدد على أنها لا تراهن على السياسيين وتتجه للمجتمع مباشرة حيث يكمن المشكل، تقول «لا أنتظر شيئا من السياسيين هم لا يعيرون اهتماما لهؤلاء الأطفال، الحل عند الشباب ويجب تغيير العقليات». وتحكي أن المقابلات الكثيرة التي أجرتها مؤخرا، في عدد من المدن المغربية في مدارس وجامعات، لقيت ترحيبا وإصغاء من الشباب، خاصة حينما يكتشفون، على حد قولها، أن إثارة موضوع العلاقات الجنسية تتم بطريقة تربوية قصد التوعية وفتح أعينهم على عواقب الانجرار وراء الشهوة والرغبة في سن يتميز بتغيرات جسمانية وهورمونية كبيرة. وهي تلوم فئة من المجتمع التي تعاقب أطفالا لا ذنب لهم بنظرة انتقاصية واحتقارية حينما يسمون أطفالا جيء بهم دون مشورتهم «أبناء زنا» أو «أولاد حرام» ولا يدخرون أوصافا قدحية لنعت الأم كذلك. «هذه المرأة لم تأت بهذا الطفل وحدها، بل مع رجل، وتتحمل في الأخير مسؤولية صعبة لوحدها، قد تضحي بدراستها وعملها وتصبح منبوذة في المجتمع» تقول الشنا وهي تعود إلى عقود من الزمن، حيث تقول أن المجتمع المغربي لم يكن يجرم العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، فالعديد من الزيجات تمت فقط بقراءة الفاتحة دون عقد، لكنها تؤكد على أن القبيلة كانت تصير شاهدا على تلك العلاقة ما يمنحها شرعية اجتماعية، بل وتــقـول كذلك أن الأطفال الناجمين عن تلك العـلاقة لم يكونوا في نظر الناس «أولاد حرام» بل «أبناء الرضى» مستعيرة التوصيف من جدها الذي تــوفـي سنة 1932 وهو رجل دين تخرج من جامعة الــقـروييين، مردفة أن أطفال هذه العلاقة كانت حقوقهم محفوظة: «أجدادنا لم يكونوا يرمون أطفالهم، وكان الطفل المولود خارج الزواج يرث من أبيه» متسائلة ما الذي غير العقليات اليوم حتى صار مصير هؤلاء الأطفال حاويات القمامة؟ التحولات التي عرفتها الذهنيات المغربية حسب ما توضح من خلال وقائع تاريخـية تقول انها هي التي أملت تسمية الأم التي لا تتوفر على عقد زواج «أما عازبة» وأنه من باب حمايتها صار واجبا إن لم يرغب الأب في الزواج منها، القيام بتحليل الجينات كي يستفيد الطفل من نسب أبيه وتتم حماية حقوقه الاجتماعية. من الموت أو الوأد الاجتماعي «نحن ندعو لتفعيل أكثر لاختبار الحمض النووي لإعطاء النسب للأطفال المولودين خارج إطار الزواج ولتفادي عشوائية الأنساب»، يقول عبد العال الرامي، رئيس منتدى الطفولة لـ«القدس العربي» مؤكدا أنه وإن نجا الطفل والأم من الموت أثناء الولادة في شروط غير صحية، لأن عددا كبيرا من هذه الولادات تتم خارج المستشفيات وفي ظروف غير آمنة، فإنهما لا ينجوان من العواقب الاجتماعية التي تبدأ مع مرحلة التسجيل في الحالة المدنية، بسبب تنكر الأب لابنه. فرغم وجود إجراءات تمكن الأم من تسجيل طفلها عن طريق المحكمة بدون اسم عائلي للأب، فإن الأمهات في الغالب يرفضن ذلك ويتشبثن بأحقية الطفل في أن يحظى باسم والده البيولوجي وبضرورة أن يعترف بابنه، يضيف الرامي مؤكدا على أن التسجيل في الحالة المدنية هو بداية المشاكل التي تتناسل عنها أخرى فيما بعد. الطفل المولود خارج إطار الزواج قد يتمكن من دخول المدرسة بناء على ورقة الولادة في المستشفى أو بطاقة التلقيح، لكن هذا فقط في المستوى الابتدائي، وإن أراد إكمال مرحلة الإعدادي يجب أن يعد نفسه ومعه الأم لعراقيل كبيرة في التسجيل، حيث يكون الأطفال ملزمون بالتوفر على شهادات للميلاد لا يمكن الحصول عليها إن لم يكونوا مسجلين بدءا في الحالة المدنية ومن هنا تبدأ حكاية المعاناة مع احتمال ضياع الحق في التعليم الذي قد يكون فاتحة لأبواب التشرد والعيش على هامش المجتمع. غياب التربية الجنسية داخل المؤسسات التعليمية لتعليم الطفل قيمة الجسد وضرورة الحفاظ عليه وأن لحظة متعة قد تنجم عنها أضرار تحطم مستقبل الأم وطفلها خاصة، أمر يرى الرامي أنه يلعب دورا في تفاقم الظاهرة، إلى جانب ما يعتبره ثقافة «دخيلة» على المجتمع المغربي جراء «المسلسلات المدبلجة التي تخلق تأثيرا على العقليات في بلد بثقافة مختلفة» كما يضيف لمتتالية الأسباب، تعنت بعض العائلات المغربية في قبول زواج أبنائها وبناتها بناء على اختيارات شخصية. ويبقى عزوف الشباب عن الزواج، في نظره من أهم أسباب الظاهرة بسبب تفشي البطالة وتدهور الأوضاع الاجتماعية التي لا تساعد على بناء أسر تحت الشمس، ومن ثم علاقات جنسية داخل الإطار المشروع قانونيا واجتماعيا. على إن مقاربة هذه الظاهرة سواء من زاوية الدين أو القانون أو الزاوية الحقوقية، مهما اختلفت الآراء بشأنها بين تحريم العلاقات التي تنتج هذه الولادات وما يترتب عنها من تداعيات اجتماعية وتجريمها قانونيا وبين من يبيحونها ويطالبون بإسقاطها من القانون المغربي، فإن الواقع يتحدث بلغة أخرى تنفلت من يد الرقابة القانونية والدينية والأخلاقية، لتفرض نفسها بقوة وبشكل متزايد، فهل يعكس هذا انفصاما بين الصورة التي يقدمها المجتمع المغربي عن نفسه علنا وما يعيشه بشكل مواز في الخفاء؟ صدمة الأرقام ما حقيقتها وهل تعكس صورة المجتمع المغربي في المرآة؟ الأطفال المولودون خارج إطار الزواج سعيدة الكامل |
الجزائر: انتشار داء الحصبة يثير التساؤلات ويفتح الباب أمام الصراعات وتبادل الاتهامات Posted: 31 Mar 2018 02:10 PM PDT الجزائر ـ «القدس العربي»: تعيش الجزائر منذ أيام على وقع أخبار انتشار مرض الحصبة المعروف في الجزائر باسم «البوحمرون». الذي عرف تزايدا كبيرا في ظرف أسابيع قليلة، وحصد الأرواح وآلاف المصابين، وخطر توسع رقعة المرض يبقى قائما، خاصة وأن السلطات الصحية ظلت حتى كتابة هذه السطور عاجزة عن تقديم تفسير واحد لانتشار هذا المرض بهذه الطريقة، وتسببه في حالة هلع وخوف بين عموم الجزائريين. وتعتبر الحصبة من الأمراض المعدية، بل هو من الأمراض القاتلة أيضا في الكثير من الحالات، ورغم أنه يصيب عادة الأطفال والرضع، إلا أنه يمكن أن يصيب البالغين أيضا. التلقيح ضد المرض بدأته السلطات الصحية الجزائرية منذ الاستقلال، من أجل محاربة الأمراض والأوبئة، والتي كانت السبب الرئيسي في ارتفاع نسبة الوفيات عند الرضع والأطفال، وكانت آنذاك ورغم عدم توفر وسائل الاتصال الموجودة حاليا، تقوم بحملات دعائية في الإذاعة والتلفزيون وتشجع المواطنين على التلقيح ضد الأوبئة والأمراض المختلفة. ولم يكن أحد يتصور أنه في عام 2018 وفي وقت أصبحت فيه الكثير من الأمراض المعدية والأوبئة في عداد الماضي، أن تشهد الجزائر انتشار حالات إصابة بمرض الحصبة بالشكل الذي عرفته البلاد منذ حوالي شهر ونصف، إلى درجة تسجيل عشرة قتلى، وأكثر من 3000 إصابة في عدة مناطق من البلاد، وسط تساؤلات عن خلفية الانتشار بهذه الطريقة المثيرة للشبهات. المرض انتشر بكثرة في المناطق الصحراوية، أي في جنوب البلاد، وبالتحديد في مدينتي الوادي وورقلة. حال طوارئ وكان جمال فورار مدير الوقاية على مستوى وزارة الصحة أكد أن الداء انتقل ليسجل إصابات في 11 مدينة أخرى، مشيرا إلى أن الوادي وورقلة هما الأكثر تضررا، فقبل أيام فقط تم تسجيل 1047 إصابة في الأولى و997 في الثانية. وأشار إلى أن وزارة الصحة اتخذت إجراءات استثنائية لمحاصرة الداء، خوفا من انتقاله إلى مدن أخرى، خاصة تلك التي تعرف تجمعات سكانية كبيرة، موضحا أن فرقا طبية تم إرسالها على عجل إلى المناطق المتضررة لإطلاق حملات تلقيح واسعة، بالإضافة إلى لجان تحقيق لأخذ عينات دم من المصابين. وبرر ممثل وزارة الصحة أن السبب الرئيسي وراء انتشار هذا الوباء هو نقص التلقيح، مشيرا إلى أن 45 في المئة من التلاميذ فقط تم تلقيحهم العام الماضي، في إشارة إلى حملة التلقيح التي أطلقتها وزارة الصحة مع وزارة التعليم وأثارت جدلا واسعا، خاصة وأن وزارة التعليم أساءت تسويق هذه الحملة، وسرت شكوك وإشاعات حول وجود «مصالح» كبيرة وراء الحملة التي تستهدف ملايين التلاميذ، فضلا عن إشاعات أخرى عن أن اللقاح قد يكون غير صالح، وأنه قد تكون له مضاعفات خطيرة على صحة الأطفال، خاصة أولئك الذين سبق تلقيحهم ضد الحصبة لما كانوا رضعا، الأمر الذي جعل الكثير من الأولياء يرفضون خضوع أولادهم إلى التلقيح مجددا، واضطر الكثير منهم إلى إرسال تعهد إلى إدارة المدرسة يؤكدون فيه رفضهم التلقيح وتحمل تبعات القرار. وإذا كان مدير الوقاية في وزارة الصحة قد تحدث عن حملة التلقيح التي جرت العام الماضي فهو يلمح، إلى أن رفض الكثير من الأولياء خضوع أولادهم إلى التلقيح هو السبب في انتشار الحصبة هذه السنة، وهذا أمر يرفضه أخصائيون آخرون. وكانت وزارة الصحة قد أوفدت لجنة تحقيق إلى ولاية الوادي، باعتبارها الأكثر تضررا، وأن لجنة التحقيق المتكونة من الطبيبة الأخصائية آمال بوغفالة العاملة في المعهد الوطني للصحة العامة، والدكتورة عزيزة هندل الأخصائية في الأمراض المعدية، قد تنقلت إلى بعض المناطق الحدودية التي صنفت كبؤر للمرض، ففي بلدية دوار الماء، وقفت اللجنة على عمليات التلقيح التي خضع لها سكان المنطقة، وأخذت عينات دم من المصابين بالمرض لتحليلها في مخبر باستور في العاصمة، لمعرفة أسباب انتشار المرض بهذه الطريقة غير المسبوقة. بعد أيام قليلة من التصريح الذي أدلى به مدير الوقاية عن تداعيات انتشار مرض الحصبة، أعلنت مسؤولة أخرى في وزارة الصحة أن المرض آخذ في الانتشار، وأنه أوقع ضحية جديدة ليرتفع العدد إلى عشرة قتلى، في حين أن عدد المصابين بالمرض الذين تم إحصاؤهم يتجاوز الـ 3000 حالة، وأن المرض مرشح للانتشار أكثر خلال الأيام والأسابيع القليلة المقبلة، وأنه إذا حدث ووصل إلى مناطق التجمعات السكانية الكبرى، فإن الوضع سيصبح أكثر تعقيدا. وذكرت ليلى سماتي عضو اللجنة الفنية للوقاية في وزارة الصحة أن الخطر الحقيقي هو انتقال المرض من المدن التي ظهر فيها مثل الوادي وورقلة الجنوبيتين، نحو المدن الكبرى مثل العاصمة ووهران الشماليتين، مؤكدة أن نسب التلقيح في المدن الكبرى ضعيفة، عكس ما يمكن توقعه. ففي العاصمة لا تتجاوز نسبة من خضعوا إلى التلقيح الـ14 في المئة، مقابل 25 في المئة في مدينة وهران، و19 في المئة بالنسبة لسكان مدينة قسنطينة. واعتبرت نسب التلقيح الضعيفة في المدن الكبرى خطرا حقيقيا، خاصة وأن مرض الحصبة سريع الانتشار، بدليل أن الشخص المصاب يمكن أن ينقل المرض إلى 16 أو 18 شخصا آخر. وأوضحت أن عدد الإصابات المسجلة حتى الآن بلغ 3075 حالة في 13 ولاية، دون إعطاء خريطة لانتشار المرض، ودون تقديم تفاصيل عن المدن المتضررة، وعدد الإصابات التي تم تسجيلها في كل مدينة. وشددت على أن المواطنين يجب أن يدركوا أن الحصبة مرض خطير، ويمكن أن يوقع قتلى، خاصة إذا لم يتم التكفل سريعا بالمصابين، خاصة بالنسبة للأطفال والرضع الذين هم الأكثر عرضة إلى الإصابة بالمرض، مشيرا إلى أن وزارة الصحة اتخذت إجراءات من أجل محاصرة الداء، سواء تعلق الأمر بإطلاق حملات تلقيح عاجلة في المستشفيات والمراكز الصحية، أو من خلال إيفاد عيادات متنقلة إلى المناطق المعزولة التي لا توجد فيها مراكز صحية أو مستشفيات. واعتبرت أن من الضروري توعية سكان مناطق التجمعات السكانية الكبرى بالخضوع إلى عمليات تلقيح، مشددة على أن الأمر عاجل، قبل انتشار المرض وإيقاع ضحايا جدد، لأن المرض حتى وإن كان يصيب الأطفال فإنه يصيب البالغين أيضا. وقال البروفيسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة، إن الضجة التي أثيرت حول مرض الحصبة غير مبررة، وأن القول إن انتشار المرض راجع إلى حملة التلقيح التي لم تتم العام الماضي، لأن الحملة التي أعلنت عنها وزارة التعليم في موسم 2017 كانت تستهدف الأطفال المتمدرسين في حين أن أغلبية الإصابات التي تم تسجيلها هي في أوساط الرضع، كما أن الكثير من الذين أصيبوا سبق أن خضعوا إلى تلقيح العام قبل الماضي، ولكنهم أصيبوا بالمرض، وهذا يفتح الباب على تساؤلات حول نوعية اللقاح الذي خضعوا له الذي قد يكون غير صالح. وأضاف أن الإصابات التي تم تسجيلها حتى الآن لا تستدعي التهويل، لأن 2000 أو 3000 إصابة من بين ملايين الأطفال تعتبر نسبة مقبولة، وأن السبب الأول هو نقص التلقيح بشكل عام، وأن من الضروري الإسراع في إطلاق حملات تلقيح واسعة من أجل محاصرة المرض ومنع انتشاره نحو المدن ذات الكثافة السكانية الكبيرة. تفسيرات وصراعات المرض الذي انتشر بسرعة خلال الأسابيع القليلة الماضية تحول إلى مادة دسمة لكل التفسيرات والتبريرات والنقاشات والصراعات، فقد بدأت الإشاعات تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي، وبالطبع كان لنظرية المؤامرة نصيب الأسد، فقد انتشرت إشاعة تقول إن فيروسا «دبر بليل» من أجل تهجير سكان الصحراء، والاستيلاء على ثروات الجنوب، وهذه الإشاعة على غرابتها وجدت من يصدقها، ليس فقط من «الجالية الزرقاء» بل حتى الساسة، وفي مقدمة هؤلاء النائبة نعيمة صالحي رئيسة حزب العدل والبيان، التي اكتشفت مؤخرا فضاء لإثارة الزوابع في مواقع التواصل الاجتماعي. وأكدت في منشور لها أنها منشغلة بالوضع في الصحراء الجزائرية، وأن هناك مؤامرة على سكان الجنوب، من خلال نشر فيروس الحصبة، وأن الهدف هو إخلاء تلك المناطق الغنية بالغاز والبترول من سكانها بهدف الاستيلاء عليها، ورغم «ضخامة» الرواية لصاحبتها التي سبق أن قالت إن الموساد يستهدفها، إلا أنها وجدت من يصدقها. الكاتب والصحافي المثير للجدل كمال داود صاحب كتاب «مورسو.. تحقيق مضاد» والذي يخوض معارك ضد الإسلاميين، أقحم نفسه في الجدل الدائر لكن من زاوية أيديولوجية، إذ اعتبر أن المسؤول عما يحدث من إصابات بسبب داء الحصبة، هم الإسلاميون، المتمثلون في بعض الصحف المعروفة بتوجهاتها، بالإضافة إلى بعض اللوبيات من جمعيات أولياء التلاميذ وبعض أصحاب الرأي من الإسلاميين الذين شنوا حملة ضد وزيرة التعليم نورية بن غبريط من أجل إسقاطها، وأنهم وقفوا ضد حملة التلقيح التي أعلنت عنها وزارة التعليم نكاية في الوزيرة، وأن أولئك الذين فعلوا ذلك في الأمس يتباكون اليوم على الإصابات بداء الحصبة. الكلام الذي قاله داود لم يمر دون إثارة ردود فعل ناقدة، خاصة وأنها ليست المرة الأولى التي يتخذ فيها الكاتب مواقف مثيرة للجدل، والتي جعلت حتى المتعاطفين معه عادة ينتقدون مواقفه التي يقولون إن تخندقه الأيديولوجي أصبح مسيطرا عليه، بدليل أنه يصنف نفسه كمعارض للنظام الحاكم، لكنه يدافع عن وزيرة التعليم التي عينها النظام نفسه في منصبها، إلى درجة أنه نشر قبل أيام منشورا يتهم فيه ضمنيا نقابة المجلس المستقل لمستخدمي قطاع التعليم التي كانت تخوض إضرابا دام عدة أسابيع بأنها إسلامية، وأنها دخلت في إضراب من أجل إسقاط وزيرة التعليم. ومن بين الذين تدخلوا في النقاش الدائر الكاتب الصحافي شوقي عماري إذ نشر مقالا في صحيفة «الوطن» (خاصة صادرة بالفرنسية) رد فيه على كلام داود، مؤكدا أن البعض مثل العادة يبحث عن مذنبين حيث لا يوجدون، وأن الذين يقولون إن الإسلاميين هم الذين يقفون وراء توقيف حملة التلقيح يقولون أي كلام، لأن دولا متقدمة مثل اليابان لا تفرض التلقيح على الأطفال، مع أن هذه الدول ليست «إسلامية» في حين أن المسؤول عن عدم تلقيح الأطفال هم الأولياء الذين وصفهم شوقي عماري بأنهم «مراهقون» و «مستقيلون» من مسؤولياتهم التي رموا بها على عاتق المدرسة أو المسجد أو وزارة الصحة أو حتى الإشاعة. الجزائر: انتشار داء الحصبة يثير التساؤلات ويفتح الباب أمام الصراعات وتبادل الاتهامات كمال زايت |
مدينة سواكن السودانية ترمم مبانيها الأثرية Posted: 31 Mar 2018 02:10 PM PDT الخرطوم ـ «القدس العربي»: تشهد جزيرة سواكن الأثرية، شرق السودان نهضة كبيرة بإعادة تأهيلها وترميم مبانيها الأثرية لتصبح قبلة للسياح من كل العالم، وتستعد الجزيرة للعودة مرة أخرى للحياة بعد ان أصابها الموت السريري لعقود طويلة. سَواكِنْ مدينة تقع في شمال شرق السودان، على الساحل الغربي للبحر الأحمر على ارتفاع 66 مترا (216.6 قدم) فوق سطح البحر، وتبعد عن العاصمة الخرطوم حوالي 642 كيلومترا (398.9 ميلاً) غرباً وعن مدينة بورتسودان 54 كيلومترا (33.5 ميلا). وتضم تلك الرقعة الجغرافية منطقة أثرية تاريخية وكانت سابقاً ميناء السودان الرئيسي. وقد بنيت المدينة القديمة فوق جزيرة مرجانية وتحولت منازلها الآن إلى آثار وأطلال. تراجع دور سواكن كميناء تجاري بحري لحساب بورتسودان بعد أن هجرها معظم سكانها إلى المدينة الجديدة وخيم الخراب على معظم منازلها التي يسودها الطابع المعماري الإسلامي والعربي القديم وأصبحت موقعاً من المواقع الأثرية القديمة في السودان. وسواكن أول مدينة سودانية عمرت بالمباني العالية والثابتة، فكانت قصورها الشامخة لا مثيل لها في المنطقة، وكانت مدينة التجارة والمال على البحر الأحمر والشرق العربي، فكانت تمون بلاد الحجاز وتهامة بالحبوب واللحوم والسمن. بنيت المدينة القديمة على جزيرة مرجانية ويحيط بها سور فتحت فيه خمس بوابات لمراقبة الداخلين والخارجين أشهرها «بوابة كتشنر» (باب شرق السودان). ويربط الجزيرة بالساحل جسر وعلى بعد ميلين فأكثر من الجزيرة توجد ثمانية أبراج للمراقبة. تمتاز بيوت سواكن في أنها مبنية من الحجارة المرجانية وبجمال النقوش والتصميم والمظهر العام، ولقد زار سواكن كثير من الرحالة عبر تاريخها بدءا بابن بطوطة 1324 م، إضافة إلى العديد من الرحالة الأوروبيين منهم صامويل بيكر وجنكر واسترجو سياد ليمنر، ولقد زارها الكثير من القادة والزعماء عبر تاريخها، منهم خديوي مصر عباس حلمي الثاني، واللورد ألنبي والكثير من قادة الغرب. بداية تأهيل الجزيرة ويقول خالد سعدان، معتمد سواكن (وهو أعلى سلطة تنفيذية في المدينة) أن تأهيل الجزيرة الأثرية بدأ في عام 2010 بين منظمة تركية ووزارة السياحة في السودان، وذلك باتفاق على تأهيل مسجدين أثريين ومبنى الجمارك العتيق ودفع ذلك الإنجاز للتفكير في تكملة تأهيل كل المواقع الأثرية في الجزيرة. وأضاف لـ«القدس العربي» أن رئيس الجمهورية أعلن في زيارته الأخيرة لولاية البحر الأحمر، أن جزيرة سواكن بعد إعادة إعمارها ستكون معلما سياحياً، وقبلة للسياح من داخل البلاد وخارجها، مضيفا أن البشير أعطى تركيا امتياز إعادة تأهيل مباني الجزيرة التي بناها الأتراك في القرن الماضي، وذلك أثناء زيارة الرئيس التركي للمنطقة، وقد أثارت هذه الخطوة ضجة كبرى على مستوى المنطقة كلها. وقال المعتمد إن بدء إعادة تأهيل الجزيرة أنعش المنطقة من الناحية الاقتصادية وأوجد حراكا كبيرا ووفر فرصا كبيرة للعمالة المحلية وتوقع أن تتوفر، بانتهاء التأهيل، آلاف الفرص للعمل في المرافق الحكومية والاستراحات والفنادق والأسواق وتوقع حدوث هجرة عكسية لسواكن سواء من مدينة بورتسودان أو غيرها. وعن دور الحكومة في تأهيل المدينة عموما والجزيرة على وجه التحديد أوضح أنهم بدأوا فعليا في إزالة المباني والسكن العشوائي وشرعوا في إعادة التخطيط وإجراء التسويات لأصحاب الملك الحر، وتم تكوين لجنة لهذا الغرض برئاسة قاضي محكمة الاستئناف، مشيرا إلى اكتمال إعداد الخريطة الموجهة، وأعلن عن قرب اكتمال دخول الخط القومي للكهرباء في آب/أغسطس المقبل بعد اكتمال تشييد الأبراج الناقلة، إضافة إلى ذلك أشار للبدء في حفر آبار إضافية لتوفير المياه الحلوة للشرب. ويقول: «وحتى تكتمل هذه المنظومة نضع في الاعتبار المواقع السياحية داخل وحول الجزيرة، خاصة وان لدينا تنوع كبير في البرامج السياحية مثل الغطس والتصوير والآثار والسياحة البرية والثقافة السياحية المتمثلة في قيم قبائل البجا المادية والمعنوية». ويشير إلى جزء مهم في السياحة وهو السياحة الدينية، حيث تعتبر سواكن منذ قرون عديدة المعبر الوحيد لحجاج بيت الله الحرام القادمين من داخل السودان ومن البلدان الافريقية المجاورة مثل تشاد واُثيوبيا ونيجريا وغيرها، الأمر الذي يجعل المسؤولين في المنطقة يقومون بتهيئة الظروف للحجاج والمعتمرين من قديم الزمان. وفي هذا الاتجاه أوضح معتمد سواكن أن الاتفاقية التي تمت مؤخرا بين السودان وقطر لتأهيل ميناء سواكن بتكلفة أربعة مليار دولار تهدف لجعلها الميناء الأول في المنطقة، مشيرا لوجود خطط لربط الميناء بخطوط السكة حديد مع عدد من الدول الافريقية لتكون سواكن هي الميناء الحيوي في منطقة البحر الأحمر. تاريخ موغل في القدم ولا يعرف تاريخ محدد تأسست فيه سواكن، ولكن الكثير من الشواهد تدل على أن الجزيرة كانت مأهولة منذ تاريخ موغل في القدم، واشتهرت بعد ظهور الإسلام وازدادت شهرة بعد أن استطاعت أن تحل محل عيذاب، كمنفذ تجاري لممالك السودان القديمة وميناء افريقيا الأول للحجيج. سواكن لغة، هو لفظ أقرب إلى السكنى بمعنى الإقامة، «سكن يسكن ساكن سواكن» أو بمعنى الهدوء «السكون والسكينة» إلا أن هناك عدة افتراضات وروايات يتداولها الكتاب في معرفة معنى الاسم ومصدره وسبب تسمية المدينة به، والرأي الغالب ما اشارت إليه العديد من الدراسات ان اسمها أُشتق من عدة قصص اسطورية يرجع تاريخها إلى عصر الملك سليمان وبلقيس ملكة سبأ. وهناك من يعتقد أن الاسم عربي الأصل ومشتق من كلمة «السوق» ويستدل على ذلك بوصول بعض العناصر العربية التي هاجرت من شبه الجزيرة العربية من الضفة المقابلة لموقع سواكن على البحر الأحمر واستقراوا فيه واختلطوا بسكانه المحليين. وتطور الموقع بفضل خدمة التجارة وعرف باسم «سواقٍ» أو أسواق والذي حرف فيما بعد إلى سواكن، ويدعمون هذا الرأي بالاسم الذي يطلقه البجا على سواكن وهو «اوسوك» ومعناه باللغة البجاوية السوق. واشتهرت سواكن قديما وكانت تمر بها الرحلات بعد عبور الموانئ المجاورة له مثل ميناء القنفذة وميناء جدة وميناء الليث وميناء ينبع في السعودية وميناء القصير وميناء سفاجا في مصر. وكانت في الأصل جزيرة ثم توسعت إلى الساحل وما جاوره فغدت مدينة سواكن تضم الجزيرة والساحل. تفاؤل بالوجود التركي ويرى أبو عيشة كاظم رئيس تحرير صحيفة «صوت برؤوت» المحلية، أن التوجه التركي نحو سواكن قديم، لكنه تبلور عمليا قبل عشر سنوات بواسطة «وكالة التنمية والتنسيق» التركية من خلال صيانة وترميم مساجد مبنية على الطراز التركي، فقد أبدوا جدية كبيرة واستوردوا خرائط ومعينات من تركيا. وبالإضافة إلى مسجدي الشافعي والحنفي، يقول أبو عيشة في حديثه لـ«القدس العربي» إن الأتراك قاموا بصيانة مبنى الجمارك وتحديثه بشكل ممتاز بتشييد الصالات وقاعة المؤتمرات، الأمر الذي مهّد لما يحدث الآن وجعل الناس يتفاءلون، خاصة في ظل وعود عديدة من يونيسكو وغيرها لم يتم تنفيذها. ويشير إلى مظاهر عدة تؤكد جدية الأتراك في إعادة تأهيل الجزيرة وترميم مبانيها الأثرية ويتمثل ذلك في زيارة الرئيس التركي أردغان لها ثم زيارة نائب رئيس الوزراء التركي، وحضور ثلاثين خبيرا تركيا في مختلف المجالات المتعلقة بإعادة ترميم المواقع الأثرية وجلب مولدين للكهرباء بطاقة تغطي كل المدينة. وحسب شهود عيان، فقد تم إنجاز ترميم العديد من المباني وأصبحت ظاهرة لكل من يزور الجزيرة وعلى رأسها مبنى المحافظة (الحكومة المحلية) وهو أثري مبني على الطراز التركي ويطل على البحر الأحمر مباشرة، وتم استيراد الأخشاب التي استعملت في البناء من دولة أثيوبيا. ويقول أبو عيشة إن جزيرة سواكن مهجورة منذ سنوات طويلة وفيها خمسة بيوت فقط وذلك بسبب ترحيل الميناء لمنطقة أخرى (بدأ البريطانيون في دراسة فكرة تشييد ميناء بحري جديد في السودان بعد أن أشار الحاكم الإنكليزي لشرق السودان إلى عدم ملائمة سواكن لاستقبال السفن الكبيرة واقترح البحث عن موقع آخر على الساحل السوداني يمكن ان تدخل عليه السفن ليلاً على ضوء فنار يقام في موقع قريب). ويرسم صورة كئيبة لسواكن بعد انتقال الميناء الرئيسي لمدينة بورتسودان وبحلول عام 1922 غادرت آخر شركة بحرية ميناء سواكن إلى الميناء الجديد في بورتسودان وبدأت الحركة في المدينة تخفت إلى أن «هجر الناس المنطقة وأصبحت البيوت خرابات وغدت المباني الأثرية أطلالا تسكنها الحيوانات الضالة». ومع نهاية ثمانينيات القرن الماضي قررت الحكومة السودانية افتتاح ميناء عرف باسم ميناء عثمان دقنة، لخدمة نقل الحجيج المتوجه إلى الأراضي المقدسة في السعودية مما أعاد الحياة إلى سواكن مجدداً. مقومات سياحية ويتفاءل أبو عيشة بعودة الحياة لسواكن بعد انتهاء عمليات التأهيل ويطالب الحكومة المحلية ببذل جهد أكبر في إعادة إعمار المدينة السكنية بالاهتمام نفسه الذي تبديه للميناء والمناطق الأثرية وذلك من خلال توفير البنية التحتية اللازمة، مؤكدا أن سواكن قادرة على جذب السيّاح من الداخل والخارج نسبة لما تتمتع به من مقومات سياحية وأثرية. وتتميز سواكن في كونها مدينة تاريخية قديمة تضم منطقة غنية بآثار منازل القرون الوسطى مبنية من الحجارة المرجانية ومزدانة بالنقوش والزخارف الخشبية. ومن معالم المدينة السياحية: جزيرة سواكن وتضم المدينة الأثرية، جزيرة الحجر الصحي على بعد 5.8 كيلومتر من سواكن، جزيرة الرمال وتبعد حوالي 32 كيلومترا. شعاب داموث وتبعد 21 كيلومترا من وسط سواكن، شعاب المدخل، شعاب قاض ايتود، شعاب بيرنس، إضافة للحصون والبوابات. وتضم منطقة القيف بقايا السور والبوابات والحصون ومنها: بوابة كتشنر (بوابة شرق السودان حالياً) وحصن مهاجر، حصن أبو الهول، حصن طوكر، حصن السوداني، حصن الأنصاري، وحصن اليمني. متحف هداب هو أكبر وأبرز متحف في شرق السودان، يقع في مدينة سواكن وقد تم إنشاؤه بجهد شخصي من قبل محمد نور هداب وهو أحد أعيان مدينة سواكن. ويحتوي المتحف على مقتنيات تاريخية لعصور مختلفة للمدينة، من بينها صور عامة وقطع أثاث وأزياء ونموذج للسكن وغيرها من الأعمال الفولكلورية لسكان المدينة بشكل خاص وسكان شرق السودان بصفة عامة. وتوجد فيه مقتنيات للأمير عثمان دقنة، أحد قادة الثورة المهدية في شرق السودان ومن بينها الزي الذي كان يرتديه إلى جانب بعض وثائق تلك المرحلة. وتضم أنقاض المباني آثارا بما فيها منازل السكنى كقصر الشناوي ومنزل خورشيد والمؤسسات العامة مثل مبنى الجمارك ومبنى البنك الأهلي المصر والمسجد الشافعي وغيرها. مدينة سواكن السودانية ترمم مبانيها الأثرية صلاح الدين مصطفى |
تحفظ تواريخ الشعوب وتسجّل آدابها ومعارفها: الذاكرة والتراث Posted: 31 Mar 2018 02:10 PM PDT تشكّل الذاكرة، الفردية والجمعية الأساس الأهم في حفظ التراث لدى الشعوب: التراث الثقافي من قوانين وآداب وموسيقى. ينتقل التراث من الآباء إلى الأبناء شفاهاً، وقد يتعرّض عبر الأزمان إلى تحوير أو تبديل، بل إلى طمس ونسيان. وقد يكون من حظ البشر أن هذا التراث الشفوي يتيسر له من يسجّله كتابةً أو نقشاً. وأول مثال يحضر إلى الذهن هو «مسلَّة حمورابي» الملك السادس في بابل (1792 ـ 1750 ق.م) يرى الباحثون أن هذه المسلّة التي تضم 282 مادة قانونية تعالج جميع مشاكل الحياة والعقوبات على المخالفين وتعويض المتضررين من أفراد الشعب، وهي تجمع القوانين التي كانت سائدة من قبل نسخها، مما يشير إلى أن ما سبقها من قوانين كانت معروفة ومتداولة شفاهاً، كان يمكن لها أن تضيع لولا تسجيلها على حجر صوّان بحجم طول إنسان. وفي جاهلية العرب كان الحفظ هو الذاكرة لقصائد ضاع أثرها لأنها لم تنل شرف التسجيل والتعليق على أستار الكعبة، المكان المقدس في الجاهلية، وأكبر دليل على تقديس الكتابة وسيلة لحفظ التراث. ولكن كم من القصائد لغير أصحاب المعلقات حفظتها الذاكرة إلى حين، ثم ضاعت بضياع أصحابها؟ يروى عن أبي نواس أنه قال «ما نطقتُ بالشعر حتى حفِظتُ لستين من شاعرات العرب، فما بالك بالشعراء!» لكن أبا نواس «لم يسجل» هذه الأشعار ولا أسماء الشاعرات، بل بقي ذلك كله في ذاكرته، وغابت بغيابه. فلو أنها بقيت مسجّلة لعرفنا شعر شاعرات غير الخنساء وأخريات قليلات، لا يبلغن الستين عدداً. وثمة كتاب عجيب «يسجّل» من ذاكرة راوية يصعب تصديقها اليوم، وربما قبل اليوم كذلك. هذا «كتاب التيجان في ملوك حِميَر» وجِدتْ أقدم نسخة خطية له في حيدر آباد في الهند، تعود إلى العام 1034 هـ/1623م، في خزانة «إدارة المعارف العثمانية» بخط أبن الإمام شرف الدين الذي كان سجيناً «لسبع سنوات في قصر صنعاء». وثمة نسخة مخطوطة أخرى في المتحف البريطاني «المكتبة البريطانية» تعود إلى العام 1031هـ/1621م. يمثل الكتاب ميلاد فجر القصة العربية. والراوية رجل طاعن في السن إتخذه الخليفة معاوية جليساً في سهراته الليلية، يحدثه بما حفظت ذاكرته من أخبار ملوك اليمن في العهود الغابرة، أعمالهم وغزواتهم وحروبهم وأيام العرب البائدة، والعاربة والمستعربة. وأغلب ذلك في كلام منظوم لا يرقى إلى مرتبة الشعر، لكنه «كلام موزون مقفّى» يشوبه الكثير من الأخطاء في اللغة والوزن والإملاء، ربما بسبب ضعف الناسخ في اللغة والإملاء. ويقع الكتاب في أكثر من خمسمئة صفحة، وقد حقّق المخطوطة ونشرها الدكتور عبد العزيز المقالح في صنعاء، عام 1979 وذلك عن مخطوطة الجامع الكبير بصنعاء، تعود إلى العام 1347 هـ/1928م. يذكر ناسخ المخطوطة أن الراوية قد قرأ حوالي 170 مخطوطة عن تاريخ العرب منذ أيام اليمن القديم، وأنه يعيد سرد تلك القصص عن ملوك العرب الأقدمين وممالكهم. وأسلوب الكتاب يحاكي قصص القرآن الكريم، بدءاً بخليقة آدم وحواء وقصة الطوفان والأنبياء الأولين وقصص الملك سليمان والكثير من المعروف من القصص الديني. والطريف في كل هذه القصص أسلوبها المشوِّق الذي لا يخلو من أساطير يصعب تصديقها، ولكنها كانت مسلِّية لمعاوية ومجالسه الليلية. والملاحظ كذلك أن القسم الأكبر من هذه التواريخ جاء نظماً، تساوقاً مع ميل العرب في جميع الأزمان إلى الكلام المنظوم المقفّى. والذي يصعب تصديقه هو كيفية احتواء ذاكرة الراوية على كل هذه التفصيلات عن الملوك باسمائهم وتواريخ حكمهم وأوصاف حروبهم وغزواتهم، وبالكلام المنظوم كذلك. لكن الكتاب مجموعة من القصص التاريخي، حفظتها ذاكرة الراوية، وكأن تسجيلها في كتاب قد حفظ هذا التراث من الضياع. ووضع أمام الباحثين اللاحقين والمعاصرين فرصة للتحقيق والتوسع في أخبار تراث كان يمكن أن يضيع. وثمة قيمة خاصة في تسجيل التراث من الذاكرة، إضافة إلى الحفاظ عليه من الضياع أو النسيان، وذلك في ما ذهب إليه كثير من الباحثين من أن قصص التوراة تتشابه تشابهاً عجيباً مع ما ورد في قوانين حمورابي التي سُجلت قبل كتابة «العهد القديم» بقرون كثيرة، وأن سكان بابل حيث كُتبت التوراة أثناء السبي البابلي كانوا على علم بتلك القوانين، إضافة إلى علمهم بقصص الطوفان وبقية التراث الرافديني، الذي يتردد الكثير منه في أسفار العهد القديم. وهذه الحقائق تلقي ظلالاً كثيفة على دعاوى اليهود أن التوراة قد أنزلت على موسى وحياً من الله على جبل الطور. فخروج موسى من مصر الفرعونية وبقاؤه ويهود مصر أربعين سنة في صحراء سيناء يسبق السبي البابلي بقرون كثيرة. والدراسة المقارنة بين الأدب الرافديني ومسلة حمورابي مع قصص العهد القديم تثبت مدى تأثر اللاحق بالسابق، على الرغم من «الرتوش» التي أضافها كتبة أسفار العهد القديم على الأصول التي استقوا منها. وإذا كانت هذه المقارنة تثير جدلاً يتخذ طابعاً دينياً عنيفاً، فإن قصص تواريخ العرب القدامى مما يرد في «كتاب التيجان في ملوك حِميَر» لا يثير مثل هذا الجدل، مع أن الأمر في الحالين قصص حفظتها الذاكرة، وسجلت في الغالب. وفي «كتاب التيجان» كثير من المعلومات الطريفة التي كانت ستضيع لولا تسجيلها من جانب ذلك الراوية عجيب الذاكرة. منها أن عرب اليمن القدامى كانت لهم أسماء خاصة بايام الأسبوع: الأحد = يوم أول، الإثنين = أهوَن، الثلاثاء = جبّار، الأربعاء = دبّار، الخميس = مؤنس، الجمعة = عروبة، السبت = شبّار. (ص 397 من الكتاب). وفي مجال حفظ التراث الموسيقي نبدأ مع الكِندي، العالم الفيلسوف العربي الإسلامي (805 ـ 873م) المولود في الكوفة بالعراق، مثل المتنبي، الكندي الكوفي كذلك. عاش الكندي في البصرة، ثم انتقل إلى بغداد في عهد المأمون الذهبي أيام نشاط «بيت الحكمة». كان الكندي أول من أدخل كلمة «موسيقى» على العربية، ومنها انتقلت إلى الفارسية والتركية. وكان أول من صنع السلّم الموسيقي باثنتي عشرة نغمة، وأضاف نغمة «الثُمن» وكان بذلك أفضل من اليونان. ولا نعرف إن كان المغنون والموسيقيون العرب منذ أيام الكندي يضعون الإشارات الموسيقية (النوتات) أمامهم كما يفعل موسيقيو اليوم، أم أنهم حفظوا تلك السلالم وصاروا يغنّون ويعزفون موسيقاهم من الذاكرة. ومتابعة الغناء والموسيقى في بلاد العرب اليوم تشير إلى غياب العلامات الموسيقية مكتوبة أمام المؤدّي، لأنه كان يعزف أو يغنّي «من الذاكرة» سواء كان الأداء فردياً أو جماعياً. وقد شهدتُ ذلك شخصياً أيام الشباب، يوم كنتُ أحضر جلسات حلقات الذكر الصوفية، وما يصاحب أيام رمضان من تواشيح تؤدّيها مجموعات من المنشدين بصوت واحد، لا يصاحبه توجيه، سوى بعض التصفيق الهادئ واهتزاز الجسم في حالات الوجد الصوفي. و«المالوف التونسي» خير دليل على ذلك وهكذا حفظت الذاكرة أنغام الموسيقى والغناء العربية التي انتقلت بعد الأندلس إلى الشمال الأفريقي. وفي العراق كذلك لدينا «الملاّ عثمان الموصلي» (1854 ـ 1923م) الذي فقد بصره في طفولته يوم انتشار مرض الجدري في المنطقة. لكنه كان صاحب صوت رخيم وعازف عود متميز. وقد طاف في العراق وبلاد الشام يعلّم فنون تلاوة القرآن والغناء والموسيقى. يروى أن سيد درويش المصري تلمَذَ للموصلي في دمشق، وأخذ عنه لحن «زوروني كل سنة مرة» ولحن «طلعت يا محلا نورها». ويروى عن الموصلي أنه مرّ ذات يوم في «عقد النصارى» ببغداد (الذي ما يزال قائماً يحمل الاسم نفسه) يقوده صبي، وهو يتوكأ على عصا غليظة، فسمع صوت عزف على العود، فقال للصبي: هذا العازف قتلني. فاقترب إلى باب دار ذلك العازف وطرقه بعصاه الغليظة صائحاً: «يا عازف العود: الوتر الرابع في عودك قد ارتخى، ويقتضي الشدّ». أية ذاكرة هذه تقود أعمى! تحفظ تواريخ الشعوب وتسجّل آدابها ومعارفها: الذاكرة والتراث عبد الواحد لؤلؤة |
الفيلم الوثائقي «راشيل» لسيمون بيتون: حكاية المناضلة الأمريكية ضد الصهيونية Posted: 31 Mar 2018 02:09 PM PDT القاهرة ــ «القدس العربي»: منذ أيام مرّت ذكرى وفاة الناشطة الأمريكية راشيل كوري (10 نيسان/أبريل 1979 ــ 16 اذار/مارس 2003) التي قُتلت من قِبل جيش الاحتلال الإسرائيلي عند محاولتها إيقاف جرافة عسكرية تابعة للقوات الإسرائيلية كانت تقوم بهدم مباني للفلسطينيين في مدينة رفح في قطاع غزّة. ففي كانون الثاني/يناير عام 2003 وصلت راشيل إلى قطاع غزة، وهي في الثالثة والعشرين من عمرها، جاءت من مدينة أولمبيا في ولاية واشنطن، لتنضم إلى ناشطين من أعضاء «حركة التضامن الدولية» وهي منظمة تأسست لدعم المقاومة الفلسطينية السلمية ضد الاحتلال الإسرائيلي. ورغم إثبات الواقعة، فقد برأت المحكمة المركزية الإسرائيلية في مدينة حيفا الجيش الإسرائيلي من المسؤولية عن قتلها. رغم ذلك تحولت كوري إلى أيقونة ورمزاً نضالياً استوحى منه الكثيرون هذه الروح الإنسانية، حتى أن ذكرى وفاتها أصبحت مناسبة للتنديد بسياسات الكيان الصهيوني والمجازر التي يرتكبها ضد شعب أعزل. كذلك كان حادث كوري سبباً في أعمال فنية متنوعة من تشكيل ومسرح وأفلام سينمائية. وربما من أهم هذه الأفلام هو الوثائقي «راشيل» الذي أخرجته الفرنسية مغربية الأصل سيمون بيتون، التي ولدت في المغرب لأسرة يهودية عام 1995 ثم هاجرت عام 1966 مع أسرتها إلى إسرائيل، قبل أن تغادر إلى فرنسا لدراسة الإخراج السينمائي، وقد شاركت من قبل فعلياً كجندية في الجيش الإسرائيلي في حرب أكتوبر 1973 ثم تحوّلت إلى نصيرة للسلام، وقامت بإخراج مجموعة من الأفلام الوثائقية، التي تدعو إلى التعايش السلمي في هذه المنطقة المتوترة من العالم، منها «الجدار» و»بن بركة» و»محمود درويش» و»المواطن بشارة» و»الاعتداء بالقنابل». التحقيق الدرامي تنفي سيمون بيتون بداية أن يكون فيلمها حكاية تفصيلية عن راشيل، ولكنه تحقيقاً سينمائياً لطبيعة الحياة فوق هذه الأرض التي زارتها راشيل، ودفعت حياتها ثمناً لهذه الزيارة. فالأكثر من عملية القتل البشعة لراشيل، هو سياسة الهدم المنهجية التي تمارسها العسكرية الإسرائيلية ليل نهار في قطاع غزة، وإطلاق النار والقتل المجاني الذي يتداوله الجنود بين المواطنين الفلسطينيين، مما يوضح سبب الاهتمام الكبير الذي يقابل به المتضامنين الأجانب، الذين يتواجدون في المنازل الفلسطينية، على أمل أن يشكل ذلك سبباً للجيش الإسرائيلي لعدم إطلاق الرصاص والقذائف على هذه المنازل. وبسؤال سيمون عن شخصية بطلة فيلمها، أشارت أنها أعدت للفيلم خلال ثلاث سنوات، كان دافعها بالطبع هو حادثة موت راشيل، ولكن ما تريده أكثر من مجرد حادثة موت هذه الفتاة الغريبة عن هذه الأرض، ولطرح أفكارها كان لابد من وجود شخصية كراشيل أصبحت درامية بالمصادفة السيئة، كما كان اختيارها كشخصية محورية هو الالتفاف على شركات الإنتاج التي ما كانت لتقبل بتمويل الفيلم، إذا دار حول شخص فلسطيني أو فلسطينية من أبناء غزة. تسرد بيتون فيلمها عن طريق ما يسمى بالتحقيق الدرامي، واستعراض وجهتي النظر المتناقضة تماماً من خلال شهادات حية لكل من أصدقاء راشيل من المتضامنين والناشطين السياسيين الأجانب الذين كانوا معها في رفح ولفلسطينيين استضافوها في بيوتهم، بالإضافة إلى شهادات عدد من جنود وضباط في الجيش الإسرائيلي. وهو أسلوب سردي معهود في مثل هذا الشكل من أشكال السرد السينمائي. ومن خلال هذه الطريقة في المعالجة الدرامية يصبح المشاهد وكأنه يرى تحقيقاً جنائياً حياً حول واقعة موت راشيل، وما يحيطها من ظروف وملابسات وواقع مؤلم. فبينما تنفي تماماً السلطة الإسرائيلية جريمة القتل العمد التي قام بها سائقا الجرّافة، وقد نفيا تماماً رؤية راشيل وهي قريبة من الجرافة، لصعوبة الرؤية وتشوشها. كما أسفر التحقيق الذي أجراه الجيش الإسرائيلي عن أن ما جرى كان مجرد حادث. يؤكد أهل المكان من الفلسطينيين، وكذلك أصدقاؤها ممن كانوا معها أن عملية القتل كانت عن عمد، لأنها تقدمت من الجرافة أكثر من الجميع، بهدف منعها هدم أحد المنازل. كما تم سرد بعض التفاصيل من خلال حكايات الشخصيات التي ظهرت في الفيلم كصديقة راشيل التي رافقتها إلى مستشفى أبو يوسف النجار في رفح التي تقول إن «كل الإعلام كان مهتماً بما جرى مع صديقتنا راشيل، كان يريد أن يعرف كل شيء عنها، بينما لم يهتم الإعلام بفلسطيني في الوقت نفسه قتل برصاص قناص إسرائيلي، فقط لأنه كان يريد أن يدخن سيجارة على شباك منزله.» وفي لقاء مع طبيب التشريح في تل أبيب يقول «بالرغم من طلب والدي راشيل عدم إجراء تشريح للجثة لمعرفة أسباب الوفاة إلا بحضور ممثل من السفارة الأمريكية، إلا أن السفارة أبلغتنا أنها غير معنية بإرسال ممثل عنها لحضور عملية التشريح». التسلية بالقتل في حوار مع أحد جنود الاحتلال كان يتواجد سابقاً في المنطقة التي وقع فيها الحادث. ربما يبدو اللقاء للوهلة الأولى خارج سياق الفيلم، إلا أنه يؤكد على رؤية مخرجته ووجهة نظرها، التي انبنت على الشهادات والرؤى المتناقضة، فالجندي الذي يضع وجهه أمام الحائط أثناء حواره، كان شكلاً رمزياً للعار الذي يلاحقه، أكثر من خشيته ظهور وجهه على الشاشة. فقد قامت المخرجة بتوجيه بعض الأسئلة القاسية، ليرد الجندي بإجابات أشد قسوة: «كنا نطلق النار لنتسلى على النوافذ والواجهات، كنا نطلق النار على خزانات المياه لنستمع إلى صوت الماء المتدفق منها.» وفي رده على إن كان قد قتل فلسطينيين، قال «نعم قتلت أناساً كثيرين، لا شك كان بينهم أطفال ونساء». الأمر يبدو بالنسبة لجنود الاحتلال بديلاً عن ألعاب الفيديو جيم الشهيرة، فقط لتمضية الوقت، وكسر حالة الملل، فقط أصبح الموت لعبة حقيقية يمارسها الجنود، دون أي هدف سوى التسلية بأرواح الفلسطينيين. المنسيون بعبارات صديقة راشيل حول تحرك الإعلام لموت صديقتها، وتجاهله الأمر إذا كان الضحية من أصحاب الأرض، تحاول بيتون على حد قولها أن تتخذ من حالة راشيل رمزاً قائلة «إن موت راشيل الأمريكية رمز في حد ذاته، لأن موتها يجعلنا نفكر في مصير الضحايا المنسيين، ولسان الحال يقول: إذا كان الإسرائيليون يستهينون بحياة الإنسان الأمريكي إلى هذا الحد، وإذا كانت فتاة أمريكية شقراء مثل راشيل، لا يحاكم قاتلها أو ينال جزاءه، وإذا كان الإسرائيليون يزيفون الحقائق حتى مع أصدقائهم الأمريكيين، فماذا يمكن أن نقول إذا كان الضحية فلسطينيا؟». الفيلم الوثائقي «راشيل» لسيمون بيتون: حكاية المناضلة الأمريكية ضد الصهيونية في ذكرى راشيل كوري محمد عبد الرحيم |
«سراب» رواية الإيطالي أنطونيو تابوكي: رحلة البحث عن الوجود Posted: 31 Mar 2018 02:09 PM PDT يبدو أن الكاتب والروائي الإيطالي أنطونيو تابوكي قد استغرقته مسألة البحث الوجودي، في جلِّ أعماله، وكرّس لهذه المسألة أكثر من عمل روائي، فروايته «إيزابيل» تقع ضمن هذه الدائرة التي تدور حول الكون والوجود الإنساني فيه، والحياة وما تتركه على الوجود البشري. إنه سؤال أبدي دائم، ويتجدّد مع سياق الزمن ودورته الأزلية حول العالم والوجود، سؤال كوني، ميتافيزيقي وأرضي معاً، وهو السؤال ذاته يتكرر منذ جلجامش، وحتى هذه اللحظات المغموسة بضوء الواقع، عن مصير الإنسان على هذه الأرض، عن الحياة ودوافعها، مع الكائن الإنساني الذي تتهدّده قضيتان ثنائيتان، وهما الحياة والموت، الولادة، ثم النهاية والخاتمة المُحتَّمة للإنسان الذي يولد ليواجه مصيره مع هذا العالم المُعقَّد والمتشابك والمليء بالتشظيات الحياتية والزمنية والكونية. إنه سؤال لطالما أرَّق الفلاسفة العظام منذ الأكروبول، أي منذ أرسطو وسقراط وأفلاطون، مروراً بالفلاسفة العمالقة، فلاسفة القرنين الخامس عشر والسادس عشر وصولا إلى بدايات القرن العشرين. سؤال أرق سبينوزا وشوبنهاور ونيتشه، وكانط وديكارت وهيغل، وصولاً إلى ماركس وسارتر وكامو، السؤال هو نفسه يدور بصيغ مختلفة، يدور ليتمنطق، ويتفلسف، عبر أفكار مثالية وميتافيزيقية، وجدلية، لاهوتية ودينية، علمية تارة، وطوباوية تارة أخرى. ولكن رغم الذي تقدم، بقي لغز الوجود دائراً، ومستمراً، في كل فكرة وعمل فني وجمالي، أو في نص فلسفي وفكري ونظري وأدبي، وأنطونيو تابوكي يسير على خطى البير كامو، وغيره من الروائيين المبدعين الذين ابتلوا بسؤال الوجود، وهو هنا، أي تابوكي، يُدلي بنصِّه هو، نصُّه المغاير والمختلف والذي يدلف فيه من زاوية شخصية، جعلته يتبوأ هذه المكانة الروائية التي وضعته في مصاف الروائيين الباحثين عن معنى الوجود الإنساني، راسماً مصائر شخصياته، كما حدث مع المناضلة البرتغالية إيزابيل التي اختفت في ظروف غامضة إبان حكم الديكتاتور البرتغالي سالازار. أما روايته «سراب» فهي تدور في دائرة الماندالا ذاتها، من دائرة صوب أخرى، وذلك يأتي عبر أجواء شبه بوليسية، كاشفة خبايا الشخوص الذين يتحرّون حول قضية أحدهم، بطريقة تحمل أسئلة وأفكاراً ومعانيَ، حول مصير لكائن مجهول الهُوية. إنّ ما يطرحه تابوكي في الحقيقة هو سؤال الهوية، في عالم يسوده الاغتراب والالتباس، لأناس ضائعين بين عوالم يقودها الأقوى ويتسيَّد فيها الأشرار، لكأننا هنا في «سراب» أمام عالم مافيوي، لا قيمة فيه للإنسان الضعيف والغريب والمهاجر، والباحث عن معنى لحياته ومعنىً لوجوده، والباحث أيضاً عن مصيره وعمله ورزقه في محيط تتناهشه الضباع، وفيه الغريب والضائع والمطارد يبدو تائهاً، لا أحد هناك من يحميه ويدافع عنه، إنه كائن منسي، فلا جدوى من تضييع الوقت في البحث عن جذوره وهويته وأرومته، ما دام هذا الكائن الذي سقط ضحية لفعل وحادث وواقعة ما، لا أصل له، وليس ثمة من يسأل عن مصيره المأساوي، ومآلات حياته التي انتهت، كما هو حال الضحية التي سقطت في رواية «سراب». تصل للمشرحة التي يعمل فيها سبينو، جثة مثل أي جثة، فيلفها ويُرقمها ويحشو البطن بالنشارة، إذا كانت مُشرّحة، هذا هو عمله، يحفظ الجثث في أماكنها الباردة المُخصّصة، بغية الاطلاع عليها، وهو منهمك ومُجدّ في عمله، يبتكر أحياناً أسماء خاصة للجثث، أسماء ممثلين، كونها تشبه أحدهم، ثم يأتيه خبر بأن جثة ستصله لفتى في الثالثة عشرة، وهو عامل يعمل بالسر، سقط من سقالة، الأب مفقود، والأم تعيش في سردينيا ولا يمكن لها أن تحضر أو تعود. يعمل سبينو في منطقة قديمة، كلّ شيء فيها آيل للسقوط، المباني المتهرِّئة، والدكاكين العتيقة، والمقاهي والمطاعم المُرمّمة، والمنطقة الساحلية هذه، كلها تخضع للترميم والدراسات والأبحاث الأركيولوجية، كونها تشكل موقعاً تاريخياً، والمشفى القديم هذا الذي يعمل فيه سبينو لم يبق فيه سوى قسم التخدير والمشرحة. جاء بالفتى أربعة فتيان من رجال الشرطة، يحملون الميت على نقالة، خامسهم كان جريحاً وينزف، في المشفى طبيب في الطابق العلوي مناوب، حدثه سبينو عبر جهاز التلفون ليعاين الجثة، الشرطي الجريح يُنقل إلى مستشفى آخر، عبر أمر من الطبيب، فالمكان الذي هو فيه لا يتوفر على الأدوات والإمكانات التي ستفي بعلاجه. أنجز سبينو عمله، و«شعر بالإرهاق يغلبه، كما لو أنه يحمل على كتفيه تعب كل من حوله، وعندما خرج إلى الرواق، وجد انّ الرواق مرهقٌ أيضاً، وجدران ذلك المستشفى القديم مرهقة، بل حتى النوافذ، والمدينة، وكلّ شيء، وعندما حوّل نظره نحو الأعلى بدا أن النجوم كانت مرهقة». هذه هي لغة الرواية، ولقد اجتزأت هذا المقطع لأدلل على اللغة الشاعرية التي يمتلكها تابوكي، لغة لها مفعول سحري باعث على الغرابة والإدهاش والشعرنة. من هنا تتمتع الرواية بلغة دافئة، مرنة، تجنح إلى المتخيَّل لتمزجه بالحادثة الواقعية. كما تكشف الرواية عن ميزة ثانية، هي حسها الإثنولوجي الذي يهتم بالمجاميع البشرية الغريبة والوافدة، والمهاجرة والعاملة بطرق سرية، ومتخفية عن الأنظار، هرباً من الشرطة السرية، ومن الملاحقات والمضايقات التي تلاحق الكائن الأعزل والذي لا يحمل أوراقاً قانونية. وبذا الرواية تسعى إلى كشف عالمها الغرائبي، العوالم المخبوءة، والأماكن السحرية للمدينة وما يحيطها من رموز حياتية وواقعية، ولكأن تابوكي يريد أن يكشف لنا جماليات المدن الساحلية، في رحلة البحث هذه، ولكأننا أمام أدب وسرود لها علاقة بفن الرحلة، رحلة الغور من أجل العثور على هُوية الشخص الذي قُتل بطريقة غامضة، ولم يسقط من السقالة، كما أخبرته الشرطة. ولهذا تجد سبينو مرة في الميناء، ومرة في مبنى الصحيفة يتابع مع صديقه الصحافي شأن الجثة الغريبة، حتى يأخذه اللغز إلى محطات كثيرة، يُرينا فيها عوالم تلك الأماكن التي زارها، والتقى فيها من لهم علاقة ولو عابرة بتلك الجثة. 2 لهذه الشخصية والمقصود سبينو، صديقة وعلاقة شبه غرامية مع سارة، وسارة هذه تحب الأسفار، وترغب في رحلة طويلة، على متن إحدى السفن العابرة للقارات، لتنسى العالم، وتنغمس في عالم المتع الأرضية، شراب وطعام، وإمتاع النظر في المدن والجزر والمرافئ والأماكن الجديدة. بيد أنّ سبينو المنهمك في عالمه، عالم الموتى والحوادث والمصائب البشرية، ليس لديه ذلك الوقت الرومانسي، لكي يتناغم مع أحلام وأفكار ومشاريع سارة الرومانسية، ولذا تجده شارداً، مشغول التفكير دائماً بمصيبة الفتى الغريب، ولذا تراه يجوب الموانئ والجمارك، ويراقب الحياة والزمن كيف يتدفق ويجري، يذهب إلى مطعم اعتاد تناول الطعام فيه، وبُعيد ذلك يتصل بصديقه الصحافي كورادو، ويدعوه إلى المطعم ولكن كورادو اعتذر بسبب انشغاله بمواد الجريدة، وحدثه عن إرسال صحافي إلى موقع الحادث، عله يستطيع الفوز بخبر عنه، ولكن كورادو أوضح بأن الكل يتملص من توضيح حادثة الفتى، ولم يستطع سوى الحصول على وثيقة مزورة له، ولم يتوصل حتى إلى معرفة اسمه الحقيقي. في اليوم التالي، تظهر الصحيفة، ومن ضمن الأخبار المحلية، برز مقال لشاب صحافي يود الحصول على قصب السبق، فكتب مقالاً يوضِّح فيه أن شرطة مكافحة الشغب وتتكون من ستة عناصر، حاصرتْ شقة المجرمين، وفاجأت من يشغلها بكسر الباب، من أجل التحقق من أمرهم، ولكن الموجودين في الشقة بادروا بإطلاق النار عليهم وجرحوا شرطياً، ومن ثم أطلقوا النار على فرد منهم، وهو شاب في الخامسة والعشرين من العمر، ولاذوا بالفرار عبر الأسطح. مضى سبينو إلى مبنى الصحيفة، فوجد بعض المعارف، لكن أحداً لم يهتم بمجيئه إلى هناك، حينها «فهم سبينو من هذا كله، أن ذلك الميت الذي كان يفكر فيه، لم يكن يهم أحداً في شيء، لأن تلك كانت ميتة صغيرة داخل بطن العالم الكبير». رغم ذلك لم يعدم سبينو الأمل، فعاد يبحث عن أصل الميت من جديد، من هو؟ ومن أين أتى؟ ولماذا أطلق أصحابه عليه النيران؟ وسط تلك الأجواء الفاسدة والمجرمة، من عالم الميناء في ذلك الحي الشعبي، البحري المليء بالحوادث والفواجع المبهمة. إن البحث عن هوية المقتول، شابه نوع من البحث الميلودرامي الذي ينحو مناح بوليسية، سيسجلها سبينو موظف المشرحة، في رحلة البحث هذه بعد غياب سارة في رحلة ما، سيجتهد هنا وهناك، ويذهب إلى مدن لها صلة بالموضوع، ينطلق من سان مارتينو إلى الخوري وإلى الخياط بويريو والمحاسب فالديني، ومن ثم إلى أناس لهم علاقة بصورة فوتوغرافية يظهر فيها الضحية، وهو صغير يرتدي سترة مفصَّلة، سيطارد سبينو اللغز، وكلما توصَّل إلى حل تلك الشيفرة، تتعثر رحلة البحث وتطول، فيعود لينكفئ، من رحلة البحث الوجودية هذه، تلك التي تكللت بالأسئلة الكثيرة عن معنى الحياة والموت في آن، وعن معاني الكائن الغريب، في أرض ليست أرضه، داخل عالم كبير تتحكم فيه قوى عليا بمصائر أناس بسطاء، باحثين عن الأمان والعمل والعيش في مدن غريبة وبعيدة. لذا تبدو رواية «سراب» لتابوكي كأنها نص طويل، إنها رواية نوفيلا، مكثفة، وموجزة، وغير ثرثارة، وجاءت عبر ترجمة ناصعة ومقتدرة لنبيل رضا المهايني، في نقل العوالم والأجواء والتفاصيل الإيطالية التي حفلتْ بها الرواية. أنطونيو تابوكي: «سراب» ترجمة نبيل رضا المهايني دار الساقي، بيروت 2017 110 صفحات. «سراب» رواية الإيطالي أنطونيو تابوكي: رحلة البحث عن الوجود هاشم شفيق |
ناثان لين في «صناعة الإسلاموفوبيا»: «صفقات القرن» صعبة التحقيق مع انتشار العداء للإسلام في الأنظمة الغربية Posted: 31 Mar 2018 02:08 PM PDT يتساءل كثيرون من اختصاصيي العلاقات الأمريكية مع العالم الإسلامي وبلدان الشرق الأوسط حول إذا ما كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأعوانه وإدارة حكمه سيستطيعون تمرير ما يسمى «صفقة القرن» بين إسرائيل، من جهة، والقيادة الفلسطينية والقيادات العربية من جهة أخرى، أو أي صفقات مشابهة أخرى. هذا السؤال يطرح نفسه بشكل بارز بعد التغييرات الأخيرة في إدارة الرئيس ترامب والإطاحة بوزير خارجيته ريكس تيلرسون وبمسؤولين آخرين ربما كانوا سيتعاملون مع القيادات الفلسطينية والعربية الإسلامية بشكل أفضل من غيرهم. ناثان لين، كاتب بارز متخصص في علاقة أمريكا والدول الغربية بالإسلام والدول الإسلامية والعربية، وقد أعاد مؤخراً طباعة كتاب صدر له سابقاً بعنوان «صناعة الإسلاموفوبيا» تطرّق في قالبه الجديد إلى تأثير اللوبي المعادي للإسلام والحركات الإسلامية على قرارات القيادة الأمريكية الجديدة. ولعل هذا الكتاب سيوضح صعوبة فرض صفقة القرن أو صفقات الأمر الواقع عموماً على شعوب المنطقة العربية ـ الإسلامية، وربما الحاجة إلى إعادة النظر في مضمونها وفي وسيلة تطبيقها. يقول لين في القالب الجديد لكتابه الصادر في أواخر العام الماضي ان ترامب يحيط نفسه بمعاونين ومستشارين من ذوي التوجه السلبي نحو الإسلام والمسلمين ومن معتنقي سياسات المحافظين الجدد الذين تعزز دورهم في إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش الأبن. وهؤلاء ساهموا في دفع ترامب إلى اتخاذ قرارات بمنع مواطني بعض الدول العربية والإسلامية من السفر إلى أمريكا بحجة التحفظ على دخول المهاجرين الذين قد يقومون بنشاطات أمنية خطيرة وقد يؤثرون سلباً على الاقتصاد القومي الأمريكي. كما ساهم هؤلاء المستشارين، حسب مؤلف الكتاب، في إطلاق موجة من العنصرية ضد المسلمين والعرب في أمريكا والغرب كانت قد بدأت في الانحسار خلال فترتي رئاسة الرئيس باراك أوباما. وبالتالي، فإن قرارات إدارة ترامب بشأن فلسطين ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس قد يراها المسلمون عموما وفي أمريكا والغرب استمرارا لهذا النهج المنحاز الذي نجحت بعض الشخصيات المحيطة بترامب في نشره وإدراجه في السياسات الخارجية الأمريكية. ويشير المؤلف إلى ان البيت الأبيض بقيادة دونالد ترامب امتلأ منذ بدء عهد الرئيس الجديد في مطلع عام 2017 بالمستشارين المتحفظين وحتى المنحازين سلباً ضد العرب والمسلمين (ص 192). وفي الصفحة ذاتها (192) يقول المؤلف انه حتى وزير الخارجية الأمريكي الجديد مايك بومبيو، الذي انتقل من منصب مدير «وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية» (CIA) إلى مركزه الحالي، تأثر قبل احتلاله هذين المنصبين بأحد أرباب المحافظين الجدد والمروجين للتحفظ والسلبية ضد الإسلام والعرب واسمه فرانك غافني. وهو الذي أدار «مركز السياسة الأمنية الأمريكي في واشنطن» وعمل في إدارة الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان، وأشرف على محطة بث إذاعية أمريكية ظهر بومبيو فيها أكثر من 24 مرة منذ عام 2013. فرانك غافني هو سياسي مقرب من الجناح المتشدد في الحزب الجمهوري الأمريكي (حسب المؤلف) يعتبر ان الإسلام والتنظيمات الإسلامية يهددان أمريكا بالطريقة نفسها التي هددت الشيوعية من خلالها أمريكا في ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي وحتى سقوط الاتحاد السوفييتي. كما ان غافني ساهم في دعم زيارة السياسي الهولندي العنصري ضد العرب والمسلمين غيرت فيلدرز إلى أمريكا وعرضه وترويجه لفيلم بعنوان «فتنة» يظهر وحشية المسلمين والعرب. وقد أثر هذا الفيلم على دوافع مرتكب عملية إجرامية بشعة هو العنصري اندريس برايفيك ضد مجموعة من الطلاب في بلده النرويج وقتل عددا كبيرا منهم بحجة ليبراليتهم. (كما ذكر برايفيك في مذكراته). وعلق غافني على هذه الجريمة التي ارتكبت في عام 2011 قائلا ان برايفيك ارتكبها نتيجة لسخطه إزاء انتشار الأفكار الإسلامية والأيديولوجيات النابعة منها في بلده، كما يذكر المؤلف ان غيرت فيلدرز مُنع من زيارة بريطانيا سعياً لبث أفكاره العنصرية ولكن الأحزاب القومية البريطانية اعترضت على هذا المنع. ويوضح لين، ان بومبيو لم يكن السياسي الوحيد في الحلقة الداعمة لترامب في حملته الرئاسية المتأثر بمواقف غافني ومؤسسته في واشنطن التي تسعى لإقناع أعضاء في الكونغرس الأمريكي بخطورة الإسلام والمسلمين على أمريكا. في الصفحة (235) يذكر المؤلف ان الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون ندد بالدور الذي لعبه غافني في محاولة مساعدة غيرت فيلدرز على عرض فيلمه أمام نافذين من أعضاء الكونغرس الأمريكي، ورأى بان كي مون ان ذلك يساهم في تبرير الدوافع لمرتكبي المجازر ضد المسلمين في أمريكا والعالم وفي تمرير السياسات المنافية لقرارات وشرائع الأمم المتحدة. ويدعو المؤلف قادة أمريكا ودول العالم الغربي إلى اعتماد سياسات مناهضة لـ«صناعة الإسلاموفوبيا» ليس فقط لأسباب إنسانية تتوافق مع الشرائع الدولية لحقوق الإنسان، بل من أجل حماية مصالح أمريكا وحلفائها في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي التي تتأثر سلباً إذا أدرجت الإسلاموفوبيا في السياسة الخارجية لبلدانهم. كما يدعو دول المنطقة العربية والإسلامية والتنظيمات الإسلامية التوجه إلى ضبط الوحشيات التي ترتكب ضد السكان المدنيين والنساء والأطفال بحجة الدفاع عن الإسلام والمسلمين فيما الدوافع في أكثر الأحيان سياسية واقتصادية. ويقول ان «صناعة الإسلاموفوبيا» تمولها وتدعمها منظمات ويحيط بها نافذون أغنياء في أمريكا والغرب والعالم يكرهون المسلمين والأقليات الدينية والأثنية التي تعيش في أمريكا والعالم الغربي، وينفذون سياسات ستؤدي الانقسام بين البشر والحروب المدمرة (ص 249 ـ 250). وعرابو هذه الصناعة يتصدون لأي برنامج تلفزيوني أو تحقيق صحافي أو نشاط أكاديمي يظهر العرب والمسلمين على أنهم بشر عاديون شأنهم شأن سكان أمريكا وأوروبا الآخرين مما يعارض سياسات الانحياز ضدهم (ص 99 ـ 101) وهؤلاء يدّعون ان الخطر على أمريكا والغرب لا يأتي من الإسلام الراديكالي فحسب، بل من الإسلام عموما، ومنهم مَنْ ادعى أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مسلم تذرّع انه ينتمي إلى المسيحية فيما كان يعتنق الإسلام الذي اعتنقه والده. ويشير الكتاب إلى دور امرأة تدعّي أنها مسيحية من جنوب لبنان واسمها بريجيت غابرييل وقد ساهمت هذه الامرأة في الترويج للكره ضد المسلمين عبر ادعائها ان أحزابا لبنانية مسلمة التوجه نفذت مجازر ضد المسيحيين في لبنان في سبعينيات القرن الماضي في وقت لم تكن هذه الأحزاب قد أنشئت. وتبين انها كانت تعمل في إذاعة أنشأها القس الأمريكي المسيحي المتصهين بات روبرتسون، في جنوب لبنان خلال الاحتلال الإسرائيلي لهذه المنطقة في سبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وأنها هاجرت بعد ذلك إلى إسرائيل ثم إلى أمريكا. واللافت ان المجموعات المؤيدة للمحافظين الجدد في أمريكا عاملت غابرييل معاملة خاصة في أمريكا ما سهل لها التعاطي المباشر مع الحلقة المحيطة بدونالد ترامب خلال حملته الانتخابية الرئاسية وبعد انتخابه رئيساً، حيث استقبلت في الكونغرس الأمريكي عام 2016 من قبل هذه المجموعات، وكانت من الشخصيات الأولى التي استقبلها أحد مساعدي ترامب (مساعده الخاص بول تيلر) في البيت الأبيض في مطلع عام 2017 (ص 139) علما ان غاربييل أيدت الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان حتى عام الألفين. ومما يذكره المؤلف ان فرانك غافني الذي أثر عبر مؤسسته على بعض المحيطين بالرئيس الأمريكي قام بالدور نفسه إزاء ترامب نفسه خلال حملته الانتخابية الرئاسية حيث استخدم ترامب في هذه الحملة سياساته المنددة بالمهاجرين إلى أمريكا للمرة الأولى في عام 2015 وتحت تأثير غافني (ص 190) وبالتالي، انضم فكرياً إلى قادة آخرين في حملته وفي إدارته (بعضهم أقيل أو استقال) كمايك فلين وستيف بانون والذين لعبوا دورا في دفع الرئيس إلى إصدار التشريعات ضد سفر وهجرة المسلمين من بعض دول الشرق الأوسط وآسيا إلى أمريكا (ص 194). وهذا القرار، حسب المؤلف، اتخذ برغم معارضته وتحفظ مسؤولين كبار في «مكتب التحقيق الفدرالي» (FBI) وبينهم مديره السابق جيمس كومي ومديره الحالي (حتى الساعة) روبرت مولر، بحيث رأى كومي ومولر ان المسلمين في أمريكا والمنظمات الإسلامية في البلد تتعاون بالفعل مع الإدارة الأمريكية ضد الإرهاب ومن الضروري عدم دفعها نحو تقليص هذا التعاون المفيد أمنياً (ص 194). ولعل ذلك كان أحد الأمور التي وترت علاقة ترامب بالـ(FBI). ويشير لين إلى ان وزير العدل الأمريكي الحالي جيف سيشونز (المدعي العام) المقرب جداً من ترامب يميل على المجموعة المتحفظة ضد العرب والمسلمين والتي ضمت مستشاري ترامب ستيف ميلر وستيف بانون وسيشونز. وذكرت الصحف في الأيام الأخيرة ان سيشونز أقال مؤخرا نائب مدير «مكتب التحقيق الفدرالي» الأمريكي قبل أيام من انتهاء ولايته لمعاقبته على مواقفه غير المتعاونة مع الإدارة. ويكرس المؤلف الفصل الثامن من كتابه لانتشار الإسلاموفوبيا في أوروبا ويشير إلى صناعة هذا «الوباء» لدى بعض أعضاء «حزب الاستقلال البريطاني» و«الحزب القومي البريطاني» الذين يؤيدون نشر الخوف المرضي «البارانويا» ضد المهاجرين إلى أوروبا من آسيا وافريقيا مما يؤدي إلى نشوء عنصرية ضد الأجانب عموما والعرب والمسلمين بشكل خاص (ص 239 ـ 240). وينبه لين إلى إمكان حدوث المزيد من التعديات وعمليات الإجرام ضد المسلمين والعرب في أوروبا وبريطانيا ومؤيديهم في ضوء تصاعد المشاعر السلبية والعنصرية ضدهم التي تبثها «صناعة الإسلاموفوبيا» التي تعتنقها جميع الأحزاب العنصرية الأوروبية وتؤثر من خلالها (خصوصا) على الأجيال الجديدة الشابة. Nathan Lean: The Islamophobia Industry Pluto Press, London 2017 Pages 304 ناثان لين في «صناعة الإسلاموفوبيا»: «صفقات القرن» صعبة التحقيق مع انتشار العداء للإسلام في الأنظمة الغربية سمير ناصيف |
تقلا شمعون: حكاية حقيقية تتبعنا خيوطها إلى أوروبا وتصويرها شاق لاعتمادنا الصدق Posted: 31 Mar 2018 02:08 PM PDT بيروت ـ «القدس العربي»: إلى بدايات القرن السابع حين اختارت «مورين» حياة العبادة الكاملة نقل الفيلم الذي حمل اسمها المشاهدين. فيلم أبحرت حكايته ومشهديته عميقاً في التاريخ. «مورين» فيلم لبناني انطلق مؤخراً في الصالات، بعد حفل افتتاح في مجمع ABC فردان فاق حضوره المتوقع ففتحت له 6 صالات. يكشف الفيلم عن إنسانة عاشت على أرضنا وذاقت مرارة الظلم، دون أن يثنيها عن تصميمها بالعيش في الدير. تضحية مطلقة من فتاة تنكرت في زي رجل رغبة بالتقرب من الله. عمل سينمائي يحمل كامل صفات الجودة، حكايته تعني الإنسانية لمضمونها، وليس فئة دينية محددة. وله أن يجذب عشاق السينما نظراً لنوعية صورته واخراجه. «مورين» إذاً حكاية إيمان إنساني، جُسدت على الشاشة بصورة مقنعة، مما أدى لتضامن كامل معها رفضاً للظلم. ظلم بلغ ذروته حين طال طفلاً. سواء قالت قناعتنا بأن زمن العجائب قد أفل، أو هو لم ينوجد أصلاً، فقد تمنى المشاهد بشغف عجيبة تنقذ الطفل من جوعه، و«مورين» من عذابها. الفيلم أخرجه طوني فرج الله، وجمع أسماء مميزة في التمثيل منهم منير كسرواني، منير معاصري، تقلا شمعون، أويس مخللاتي، غسان مسعود، حسن فرحات وآخرين. ولعبت دور مورين الصعب لإرتكازه على المشاعر الداخلية كارمن بصيبص. ومما يسجل للفيلم أن كافة ممثليه ظهروا على طبيعتهم دون حاجة لزيادة عمر أو نقصانه عبر المكياج. مع تقلا شمعون التي لعبت دور «رحيل» هذا الحوار: ○ لماذا الآن تجسيد الظلم الذي لحق بـ«مورين» في السينما؟ • رغبنا بسينما تحاكي الإنسان ببعده الروحي. فالسينما التي تحاكي البعد المادي كثيرة. أردناه متميزاً بتقنية عالية، ويحمل أدوات تعبير سينمائي جيدة، يجذب المتلقي خاصة الجيل الشاب. قررنا من البداية اعتماد الإتقان في الصورة، الديكور، الملابس، أي تجسيد مصداقية كاملة تنتمي للقرن السابع. أما الحكاية من حيث الصياغة والسيناريو، فكما لاحظتم ليست على صلة بالتبشير ولا بغسل الدماغ، ولا الوعظ أو الإرشاد. لا نؤمن بسينما تسوق لأفكار تعلّم وتوجّه. بل هي محاولة طرح مفهوم آخر للشاب والفتاة حول ماهية وجوده على هذه الأرض، أياً كان دينه، إيمانه أو تفكيره. من هنا كان خيار هذه الحكاية التي ينطبق عليها مفهوم الأسطورة لغرابة أحداثها، ولأنها قصة موجودة في كافة مكتبات العالم. أفضت الأبحاث لتأكيد وجود فتاة اسمها مارين أو «مورين» بالسريانية، اللغة السائدة في زمنها. هي الصبية التي اختارت العيش في الدير متنكرة بزي فتى. تتبعنا أثر الحكاية، والمؤرخين الذين وثّقوا في مخطوطاتهم أحداثاً حقيقية. تم ربط تلك الأحداث بين لبنان، فرنسا وايطاليا. وتمّ الوصول إلى جثمانها، ونبحث حالياً بكيفية إعادته إلى لبنان، من حيث هو في مدينة البندقية، وفي كنيسة سانتا ماريا دو فورموزا تحديداً. ○ وماذا عن ولادتها؟ • ولدت في القلمون على الشاطئ. لهذا تمّ انشاء القرية للتصوير على البحر. ثم انتقلت إلى وادي قنوبين لتعيش في شمال لبنان. ○ كون الحكاية موجودة على مستوى العالم فهل تعتقدين أن التقنية العالية التي تميز بها الفيلم التاريخي ستؤهله للخروج أبعد من النطاق العربي؟ • نتواصل مع مهرجانات عالمية ونأمل عرضه عبرها. نهتم جداً بالتواصل مع اللبناني المغترب عبر هذا الفيلم. فمن فقد علاقته بوطنه يمكن أن يتعرف إليه من خلال صورة جميلة تحمل مقومات سياحية مهمة. كما أن الفيلم دليل على مدى تجذر الإنسان بهذه الأرض. ○ وماذا عن الظلم المتمادي الذي ترك مئات آلاف البشر يحملون صليب العذاب حتى أيامنا هذه؟ • أحكام البشر ناقصة وغير عادلة والظلم دائم الوجود ولن يزول. القوة في أن يجعل الظلم من الإنسان تواقاً لمراحل متقدمة من الإرتقاء فوق السخافات التي تدفعنا للغرق في الشر والخطيئة. قبول الظلم ذهاب نحو مكان آخر من تطهير الذات لتنال مراتب عليا في السماء. ○ دائما يُصبّر المعذبون في الأرض بوعد الآخرة والجنة؟ • نواجه حروباً لقتل المفاهيم الدينية والروحية التي نشأنا عليها، إلى جانب المفاهيم الأخلاقية والاجتماعية كذلك. هي الحرب الفتاكة أكثر من المدفع. وفي العولمة نواجه اجتياحاً من نوع آخر يهدد هويتنا وكياننا بالعمق. ○ من طفولتها تجسد «مورين» تعبداً مطلقاً لله وتسأل عن التميز بين المرأة والرجل في أحياء الطقوس الدينية؟ • في ذاك الزمن كان العلم وبيت الرب ممنوعان على الفتاة كي لا تدنسه. وممنوعاً عليها التنسك في بيت الله. بعد «مورين» تبدلت الأمور وباتت رهبنة الفتيات متاحة. قادت «مورين» ثورة صامتة، حملت صليبها وقبلت القصاص، وبعد موتها تغيرت الذهنية وصار الدير الذي عاشت فيه للرهبانيات الأنطونيات في وادي قنوبين. ○ ألم يكن الكهنوت ظالماً بحق «مورين»؟ • بعضهم يفهم الديانة المسيحية كقانون قاسي. وبعضهم الآخر يفهمها ديانة رحمة، محبة، غفران وتسامح. فيلم «مورين» يُظهر هذين الوجهين المختلفين بين من يحمل الرحمة، ومن يحاسب على أساس الناموس. وفي خلال المحاكمة سمعنا والد مورين يسأل: ماذا يبقى من الكنيسة إن فقدت لمسة الأبوة؟ ○ تميز الفيلم بدرجة عالية من التقنية الفنية والصورة المقنعة. في رأيك صدقية مشهد مورين والطفل أثّرا بأمنية حصول عجيبة إدرار الحليب؟ • في رأيي هي قدرة المخرج على شحن المشهد تعاطفاً وتضامناً وصولاً لطلب الأعجوبة. أثناء البحث وجدنا كتابات تقول «وأرضعت طفلها» أي أن الله أعطاها نعمة الحليب. ولهذا باتت «مورين» شفيعة كل امرأة تخونها الرضاعة، فتصلي لها. ○ لماذا بنيت القرية للتصوير في الناقورة؟ • لأن القلمون الآن منطقة حديثة ومكتظة، وفي القرن السابع كانت القرى غاية في البساطة. بنيت القرية في الجنوب قريباً من الناقورة. فبعد بحث طويل وجدنا المكان مناسباً للغاية. ○ هل «مورين» مغامرة مشتركة بينك وبين طوني فرج الله؟ • نعم مغامرة. خضنا في عمل جميل وصعب في آن. كنا معاً مصممين على عمل ذي مصداقية، وهذا تطلب جهداً بلغ الإرهاق. ليس معنا جهة منتجة وقدمنا عملاً في غاية الإتقان والضخامة. ربما يتطلب هذا الفيلم بين أربعة أو خمسة ملايين دولار كإنتاج. تواصلنا مع منتجين فخافوا الصبغة الدينية. بعضهم سأل أين سيسوق؟ منحتنا الدولة 10 آلاف دولار من موازنة مليون و200 ألف دولار، وصرف الشيك بعد سنة ونصف، وبعد أن فتحت وزارة المالية كافة ملفاتنا للعرقلة. شاركنا في الإنتاج مارون خوري، ماري الشدياق، جمعية مرتا ومريم، والعبء الأكبر علينا. نعم مغامرة لأننا مولنا الفيلم من الدم الحي، ولم نتوان عن رهن ما نملك لمتابعته. أمنيتنا أن لا نصل إلى السجن، وأن نتمكن من تسديد القروض. يهمنا أن يلعب الفيلم الدور الذي أردناه له سواء على مستوى الإنسان، الهوية، المواطنة الصحيحة، التمسك بالأرض وتحفيز صورة لبنان في الخارج. فهم يرون أننا لا نملك الفن الصحيح ولا الصورة الصحيحة. ○ بأي هدف جاءت مشاركة غسان مسعود وأويس مخللاتي وباللهجة السورية؟ • في الأبحاث أن من أسسوا الأديرة في وادي قنوبين رهبان أتوا من حلب. صدقية العمل تستدعي وجود سوريين فهذا النسيج كان قائماً. ○ هل تعتقدين أن المجتمع اللبناني راغب في هذا النوع من الأفلام في هذه المرحلة؟ • ومن قال أن المجتمع اللبناني راغب فقط في الضحك؟ نحن مسؤولون عن الجمهور. نحن من يزرع بذرة الوعي لديه نحو الثقافة والفن الحقيقي، وليس بذرة السخافة. لست مع مقولة النق المعهودة «عشنا حربا أهلية. عندنا أزمة اقتصادية. تعوا نسّونا وضحكونا» إلى آخره. الأمهات يروين الحكايات لأطفالهن ليس من أجل اضحاكهم ودفعهم للنسيان، بل أخذهم إلى واقع متخيل. وللدراما الوظيفة عينها بشرط أن يتم لمس بذور الجمال والإبداع في هذا الواقع المتخيل، وكذلك الأفكار التي تسمح بمزيد من الأسئلة وتالياً فهم ماهية الوجود، والتوق نحو الأجمل. ○ ما هي العقبات التي واجهت إنجاز الفيلم؟ • أكيد التمويل. بلغنا منتصف الطريق ونفد المال. وكنا مسؤولين عن فريق عمل من الخارج نستضيفه على حساب الفيلم. التوقف مستحيلاً، فكان قرار رهن ما نملك للحصول على قرض للمتابعة. الفن الحقيقي وفي موضوع مغرق في التاريخ كان صعباً خوضه مع فريق يختبره لأول مرة. ○ هل سيكون للصالات نفس طويل في منح الفيلم حقه من العرض؟ • هناك تعاطف من الصالات معنا. قدروا قيمة الفيلم، ويقومون بالممكن لخدمته وكي يحضره عدد كبير من الناس، وليبقى أطول وقت ممكن في الصالات، وإن شاء الله خير. تقلا شمعون: حكاية حقيقية تتبعنا خيوطها إلى أوروبا وتصويرها شاق لاعتمادنا الصدق «مورين» فيلم يعود للقرن السابع يحاكي روح الإنسان زهرة مرعي |
أيام قرطاج الشعرية في تونس تأملات ولقاءات حول واقع الشعر العربي Posted: 31 Mar 2018 02:08 PM PDT تونس ـ «القدس العربي»: تعيش تونس على وقع حدثين ثقافيين هامين هما، افتتاح مدينة الثقافة التي وفرت للتونسيين فضاءات للإبداع الثقافي مثل قاعات الأوبرا والمسارح والسينما والمكتبات والمتاحف، وأيضا إنطلاق الدورة التأسيسية لأيام قرطاج الشعرية. ولعل الرابط بين الحدثين هو أن مدينة الثقافة الجديدة هي التي تحتضن المهرجان الشعري التونسي الجديد الذي يحمل اسم قرطاج، بكل ما فيه من عراقة تاريخية وحضارية. وتحمل فعاليات هذا المهرجان الثقافي، التي تمتد على مدى أسبوع، شعار «احتفاء بالشعر احتفاء بالحياة». وقد جاء انبعاث «أيام قرطاج الشعرية» وهو المهرجان الذي كان حلم شعراء تونس، ليؤكد أن للشعر مكانا في هذا الزمن مثلما قالت الشاعرة التونسية جميلة الماجري في الكلمة الافتتاحية. وهو ما يؤكده أيضا تخصيص بيت الشعر التونسي في مقر ضمن مدينة الثقافة الجديدة. لقد أثث الأمسيات الشعرية للمهرجان، والتي هي أساس العروض المبرمجة، شعراء تونسيون لهم باع في الكتابة ولإلقاء، وأيضا شعراء من مختلف أنحاء العالم عربا وعجما. ومن الدول المشاركة لبنان والسعودية ومصر والسودان والأردن وفلسطين وسلطنة عمان وسوريا والجزائر والمغرب والإمارات والعراق وإسبانيا ومالي وتركيا وكولومبيا وفرنسا. ولئن كان برنامج المهرجان يركز على الأمسيات الشعرية، إلا أن ذلك لم يمنع من وجود أنشطة أخرى سعى المنظمون لأن تكون موجودة. ومن بين هذه الأنشطة موائد مستديرة حول أهم قضايا الشعر وندوات فكرية إضافة إلى الموسيقى التي حضرت في هذا المهرجان الذي حاول أن يجمع شعراء من مختلف الأنماط والاتجاهات مثلما أكدت على ذلك الشاعرة جميلة الماجري. ومن بين الأنشطة اللافتة في مهرجان قرطاج الشعري ورشات العمل التي تم تخصيصها لكبار التونسيين مثل أبي القاسم الشابي ومنور صمادح والصغير أولاد أحمد. كما اهتمت هذه الورشات بشعراء عرب منهم نزار قباني وبدر شاكر السياب وغيرهم، وكذلك أجانب كالألماني غوتة والروسي بوشكين والفرنسي بودلير وآخرين. أما الجوائز فهي عديدة، وأهمها جائزة الإبداع الشعري جعفر ماجد، وهو أحد كبار الشعراء الذين تركوا بصمة في الشعر التونسي. وجائزة العمل الشعري البكر ومسابقة المخطوط الشعري الأول للشعراء الشبان ومسابقة أحسن قصيدة للشعراء الشبان، وجميع هذه الجوائز مالية ما سيشجع الشعراء الشبان على وجه الخصوص على الإقبال على هذا المهرجان. قطب ثقافي ويرى الصحافي والكاتب التونسي مختار التليلي، أن بعث أيام قرطاج الشعرية هو حدث في غاية الأهمية ويقيم الدليل على أن الشعب التونسي ورغم الظروف الاستثنائية التي يمر بها هو شعب مثقف يعشق الثقافة ويتنفسها ولا تحول بينه وبينها لا مشاكل اقتصادية ولا حتى أمنية. فتونس في رأيه هي قطب ثقافي مغاربي وعربي، وهي أرض للثقافة والمثقفين عبر التاريخ ومنذ ما قبل الحقبة القرطاجية التي عرفت فيها أوج نهضتها الفكرية والمعرفية والسياسية، وبالتالي فالاهتمام بالثقافة في تونس له جذوره وليس أمرا مستجدا. ويضيف: «إن التأسيس لمهرجان شعري قرطاجي تونسي هو تتمة طبيعية لمهرجانات أخرى تعنى بمختلف الفنون مثل مهرجان قرطاج الصيفي الذي يقام في المسرح الأثري بقرطاج ومهرجان قرطاج السينمائي وقرطاج المسرحي ومهرجان الموسيقي وأخيرا أيام قرطاج الشعرية. ويقترح البعض أيضا بعث مهرجان قرطاج التشكيلي لتكتمل حلقة اهتمام إحدى أهم حضارات المتوسط بالفنون على اختلافها خاصة وأن فضاء مدينة الثقافة الجديد ضخم وكبير ويتسع لكل الأنشطة الثقافية ووجب استغلاله الاستغلال الأمثل وعدم تركه مقفرا. فهذا الفضاء الجديد، أي مدينة الثقافة، هو مكسب لا مثيل له إن من حيث الهندسة المعمارية وفخامة البناء أو من حيث توفره على فضاءات قادرة على تطوير الفعل الثقافي في تونس مثل مسرح الأوبرا وقاعات العرض السينمائية وقاعات التدريب والندوات والمكتبة والمتحف وغيرها. هذا إضافة إلى أن هذا الصرح الجديد احتضن بيت الشعر والمركز الوطني لفن الدمى والعرائس وغيرها، وهو ما سيمكن من أن تتحول مدينة الثقافة إلى قطب جامع للمثقفين من مختلف الفنون، والبداية كانت بأيام قرطاج الشعرية». ولمهرجان أيام قرطاج، قناديله الشعرية التي تضيء مدينة الثقافة وتحييها بأصداء من مروا من شعراء وأدباء. تقول سامية رمّان الكاتبة التونسية والمكلّفة بهيئة البرمجة والتّنسيق لجلسات وملتقيات قناديل شِعر، ان هذا الملتقى هو ضمن فعاليات أيام قرطاج الشعرية، وتضيف لـ «القدس العربي» ان أيام قرطاج سيضيف لمكانة الشِّعر بين أكناف المجتمع من خلال الحوارات واللقاءات لإبراز حضور الشِّعر في الكتابة. فالشِعر يعلو الأروقة ويقنع الوافدين والمنظّمين بضرورة الفِعل الشِّعريّ وبسكون الكلمة الهادفة. وتوضح ان فلسطين حاضرة في كل العروض والمعلقات والمضامين الثّقافيّة باعتبارها امتدادا لهويتنا. لذلك كانت حاضرة من خلال طرح قضايا كونية بأسلوب شعري نضالي. وقد حل شعراء وكتاب فلسطينيون ضيوف شرف على المهرجان منهم الشّاعر الفلسطينيّ غسّان زقطان. وتضيف: «هذه الدّورة تركتنا نحلم مع الشِّعر بغد ثقافيّ أفضل ومنحت الشِّعر شرف تدشين أوّل مهرجان دوليّ في مدينة الثقافة في تونس العاصمة. فبالشِّعر نصنع المقاومة الرّوحيّة في عالم متحوّل». أيام قرطاج الشعرية في تونس تأملات ولقاءات حول واقع الشعر العربي روعة قاسم |
مهمة سهلة جديدة لغوارديولا أم ثقة صلاح في محلها؟ Posted: 31 Mar 2018 02:07 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: يترقب عشاق كرة القدم الحقيقية، الموقعة الساخنة التي ستُعيد إلى الأذهان السهرات الأوروبية الإنكليزية الخالصة، التي اعتدنا عليها في العقد الماضي، عندما يحل متصدر البريميرليغ مانشستر سيتي بقيادة مدربه بيب غوارديولا، ضيفا على ملعب «أنفيلد» مساء الأربعاء، لمواجهة صاحب الأرض ليفربول مُتسلحا بنجمه محمد صلاح، في مباراة ذهاب الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا، على أن يستضيف ملعب «الاتحاد» موقعة الإياب، المُقررة يوم الثلاثاء من الأسبوع المُقبل. ظاهريا أو على الورق، يُمكن للبعض أن يعتبرها مواجهة مضمونة للفريق السماوي، وذلك بطبيعة الحال بناء نتائج كلا الفريقين على المستوى المحلي، خصوصا في بطولة الدوري التي يتصدرها الثائر الكتالوني ورجاله بفارق 16 نقطة عن أقرب ملاحق، في حين يحتل الريدز المركز الثالث خلف الوصيف مانشستر يونايتد ومباراة أكثر، لكن على أرض الواقع، المواجهة لا تبدو كذلك، وهناك من يرى أن مهمة السيتي أكثر صعوبة من حُمر الميرسيسايد، وليست نزهة أو واحدة من المهمات الأوروبية السهلة التي اعتادت عليها الجماهير في الكأس ذات الأذنين بالذات. صحيح مانشستر سيتي خسر مباراتين في دوري الأبطال، لكنهما مُجرد تحصيل حاصل، الأولى في ختام دور المجموعات أمام شاختار دونيتسك على ملعب الاخير «دونياس آرينا»، والثانية في إياب الدور الماضي، أمام بازل، بعد حسم الذهاب برباعية نكراء على أرض بطل سويسرا، لذا سيكون الاصطدام بالجار الشمالي أول اختبار حقيقي للسكاي بلوز في المسابقة الأوروبية العريقة، قبل منافسة العمالقة المُتمرسين على البطولة أمثال ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونيخ ويوفنتوس في الدور نصف النهائي، ومن ثم نهائي الحلم. لغة الأرقام الشيء المُلاحظ، أنه رغم الفوز العريض الذي حققه مانشستر سيتي على ليفربول بخماسية للتاريخ في النصف الأول، إلا أن جماهير الريدز تبدو متفائلة أكثر من الجيران، وهذا انعكس على محمد صلاح، في تصريحاته من داخل معسكر منتخبه المصري، التي طمأن خلالها عشاق النادي بطريقة «واثق الخطى يمشي ملكا»، لدرجة أنه بدا وكأنه على يقين بأن فريقه سيتجاوز خصمه العنيد في معركة ربع نهائي الأبطال، كيف لا وفريقه لم يعرف معنى الهزيمة أمام نفس المنافس إلا مرة واحدة فقط في آخر ثماني مواجهات في كل المسابقات، وكذا ليفربول هو الفريق الوحيد في أندية البريميرليغ، الذي انحنى أمامه غوارديولا ورجاله في مسابقة الدوري. صلاح قارئ ممتاز للتاريخ سبق للفرعون أن اعترف أكثر من مرة أنه مُشجع ليفربولي منذ الطفولة، ليرفع الحرج عن نفسه في قصة تفضيله تشلسي على الريدز بعد مكالمة مورينيو الشهيرة، لكن على ما يبدو أنه بالفعل كان مُشجعا للريدز، أو على الأقل، يعرف تاريخ النادي في دوري أبطال أوروبا، وهذا انعكس على ملامح وجهه في حديثه مع الصحفيين المصريين عندما سُئل عن توقعاته للمواجهة الأوروبية، ابتسم ابتسامة القاتل البريء وكرر جملة «إن شاء الله هانصعد لنص نهائي الأبطال» أكثر من مرة، مع تركيزه على التفاخر والتباهي بتاريخ ليفربول الكبير في المسابقة. لا خلاف أبدا على أن التاريخ لن يمنح كلوب ورجاله بطاقة العبور لمربع كبار القارة العجوز، لكنه قد يُعطي صلاح ورفاقه دافعا أكثر، ويكون له مفعول السحر كما يحدث في كل مرة يُواجه خلالها أصحاب «أنفيلد» أحد خصوم الوطن في الأبطال. لو عُدنا بالذاكرة إلى الوراء في موسم 2004-2005، سنتذكر الصدام الشهير بين ليفربول وتشلسي في نصف النهائي. وآنذاك كان فريق مورينيو خارقا للعادة في بلاد الضباب، لكن قلة خبرته الأوروبية لم تُسعفه أمام كبير البلاد على المستوى القاري، وخسر في مجموع المباراتين بهدف لويس غارسيا المحفور في ذاكرة عشاق النادي. أسد على أبناء بلده هكذا تكون رسالة ليفربول لكل منافس إنكليزي يقع في طريقه في مسابقة أوروبية، فبعد إزاحة مورينيو عام 2005، تجدد الموعد في العام التالي بمباراتين في دور المجموعات، ومرة أخرى عجز «سبيشال وان» على استكشاف شباك الريدز في المباراتين بتعادل سلبي هنا وهناك، لكن المفارقة، أن ثالث مواجهة إنكليزية لليفربول في الأبطال، كانت أيضا أمام تشلسي، وتحديدا في نصف نهائي نسخة 2006-2007، وكما جرت العادة، انتصر العملاق الأحمر، الذي فعل الشيء ذاته مع آرسنال في ربع نهائي 2007-2008، وحتى عندما تقابل مع مانشستر يونايتد في ربع نهائي الدوري الأوروبي قبل عامين، أخرجه من المسابقة، في المقابل خسر ليفربول مرتين أمام منافس محلي في الأبطال، وهو تشلسي الذي أخذ بثأره في نصف نهائي 2008 وربع نهائي الموسم التالي. تفوق كاسح من الأشياء التي تبعث التفاؤل أيضا على جماهير ليفربول، سجل فريقهم الذهبي في تاريخ المواجهات المباشرة مع السيتي في كل المسابقات، فقبل هذه الموقعة، تقول لغة الأرقام أنهما تقابلا 178 مرة، حقق الفريق الأحمر 87 انتصارا، آخرها الفوز 4-3، في المقابل ذاق السيتي طعم الفوز في 45 مباراة والتعادل سيطر على 46، بجانب الأرقام المُضيئة لكلوب في تاريخ مواجهاته مع بيب منذ أيام البوندسليغا. إذ يُعتبر مدرب بوروسيا دورتموند السابق، أكثر مدرب في العالم حقق الفوز على غوارديولا في المواجهات المباشرة، بواقع 6 انتصارات في 12 مواجهة، منها انتصاران في البريميرليغ، مقابل تعادل وهزيمة. الخوف من نهاية الطموح بعيدا عن الشخصية والتاريخ وخبرة البطولة، يَعول كلوب على التحسن التدريجي الواضح في أداء فريقه منذ رحيل فيليب كوتينيو، فعلى المستوى الدفاعي، الأمور لم تَعد كما كانت في مباراة فضيحة الخمسة، بعد قدوم الهولندي فان دايك، وفي الخط الأمامي، يُقدم صلاح المعنى الحقيقي للسحر الكروي، بعروض أقل ما يُقال عنها «تاريخية»، جعلته إلى الآن على رأس قائمة هدافي الدوري الإنكليزي والدوريات الخمس الكبرى، والأمر ذاته لفيرمينو وساديو ماني، هما أيضا في أفضل حالاتهما الفنية والبدنية، والفريق بأكمله أصبح أكثر انضباطًا عما كان في النصف الأول، في المقابل، يخشى جمهور السيتي أن يُصاب فريقهم بالتشبع الكروي، كما وضح أمام ويغان في مباراة الخروج من كأس الاتحاد، لكن الشيء المؤكد والمضمون، أن عشاق كرة القدم الجميلة، سيكونون على موعد مع «وجبة كروية» دسمة تجمع أقوى وأشرس خطي هجوم في الدوري الإنكليزي الممتاز، متمثلة في الثلاثي صلاح وماني وفيرمينو بمواجهة دي بروين وساني وأغويرو، وهي بكل تأكيد مواجهة خاصة بين صلاح ودي بروين قبل حسم الفائز بجائزة لاعب العام في إنكلترا. مهمة سهلة جديدة لغوارديولا أم ثقة صلاح في محلها؟ قمة في دوري أبطال أوروبا عادل منصور |
أطرف أكاذيب 1 ابريل الرياضية! Posted: 31 Mar 2018 02:07 PM PDT دائماً ما يكون الاول من شهر ابريل/ نيسان يوم المفاجآت والاخبار الغريبة والمدهشة في بدايته، ليتحول لاحقاً لغضب عارم أو فرحة كبيرة في منتصفه، قبل أن ينتهي اليوم بضحكة من القلب على مقلب طريف… هذا الامر عادة ما تقوده وكالات الانباء والصحف وبعضها من أندية ومن لاعبين، ليبقى بعض المواقف الطريفة من نجوم وأندية ومسؤولين واعلاميين عالقا في الأذهان. في العام 1985، اتفق اسطورة يوفنتوس ومنتخب فرنسا ميشيل بلاتيني مع نادي فيردر بريمن والتلفزيون الالماني الغربي على موقف طريف في الاول من ابريل، اذ اذاعت القناة الالمانية مقابلة مع النجم الفرنسي اثناء استعداده مع فريقه لمباراة الدور قبل النهائي من كأس ابطال اوروبا ضد بوردو الفرنسي، يقول فيها: «حققت كل ما في استطاعتي مع يوفنتوس… حان وقت التغيير وبداية جديدة»، معلنا تفاوضه مع مسؤولي بريمن، علماً ان بلاتيني في ذلك الوقت كان صاحب شعبية كبيرة عند عشاق السيدة العجوز مساوية لشعبية ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو اليوم مع البارسا والريال، وركزت كاميرات التلفزيون الالماني على لاعبي بريمن يحتفلون بهذا الخبر، ليصل الخبر الى ايطاليا كالصاعقة على مسؤولي وانصار ولاعبي اليوفي على حد سواء، ليظل الحزن والخيبة يخيمان على مدينة تورينو حتى قبل نهاية اليوم، الذي كشف فيه بلاتيني ان الامر مجرد دعابة يوم 1 ابريل. لكن ليست كل الطرائف تنتهي ببسمة، ففي 1989 أذاعت محطة محلية في نابولي ان النجم الارجنتيني الشهير دييغو مارادونا ارتبط بالمغنية الامريكية الشهيرة مادونا بعدما شوهدا في لحظات حميمية، ما قاد الى غضب عارم من الاسطورة الارجنتيني، الذي كانت علاقته مع زوجته متوترة حينذاك، ما قاده الى استخدام نفوذه لاجبار المحطة على التنويه والاعتذار وكشف انها مجرد دعابة الاول من ابريل. وفي عام 2006 أثار موقع الكتروني كرواتي حالة مع الفزع العارم بين السكان الذين ثاروا في الشارع غضباً، بعدما أعلن الموقع ان الفيفا قرر حرمان المنتخب الكرواتي من المشاركة في نهائيات كأس العالم بعد رفض الحكومة تسليم المجرم انتي غوتوفينا الى المحكمة الدولية، وتطلب الامر وقتا طويلا قبل اقناع الناس ان الامر مجردة دعابة. ومن الامور الطريفة ايضاً، ان مدرباً لفريق من الدرجة الثالثة في انكلترا قدم في 1991 قائمة لاعبيه للمباراة الى الحكم ليعتمدها قبل بدء اللقاء بنصف ساعة، فنظر الحكم في القائمة ليتفاجأ بأسماء لاعبي المنتخب حينها (لينيكر وبارنز وبلات وبيردسلي وغيرهم)، فجن جنونه وطالب برؤية هؤلاء اللاعبين، قبل ان يكتشف انه ضحية كذبة ابريل. وفي 1998، احتفلت الجماهير البرتغالية في 1 ابريل بعد اعلان تأهل منتخبها الى نهائيات كأس العالم في فرنسا، رغم الاخفاق في التصفيات، حيث أذاعت محطة لشبونية ان المنتخب الايراني المتأهل الى النهائيات قرر الانسحاب من المشاركة لدواعي أمنية، وان الفيفا اختار المنتخب البرتغالي ليكون بديلاً له، ووصل حد الاقناع بهذا النبأ ان المحطة أذاعت تصريحات باللغة الانكليزية على انها من افواه مسؤولين من الفيفا تؤكد ذلك. وفي ابريل 2011، اشتهرت ثلاث كذبات في انكلترا، اولها ان لجنة التحكيم الانكليزية قررت تنصيب مدرب مانشستر يونايتد حينذاك اليكس فيرغسون، الذي اشتهر بانتقاده الحاد للحكام، رئيساً فخرياً مدى الحياة، كنوع من معاهدة صلح بين الطرفين. في حين اشيع انه بسبب الازمة المالية الطاحنة التي تعاني منها البرتغال فانها قررت بيع نجمها الاول كريستيانو رونالدو الى اسبانيا مقابل 160 مليون يورو، على ان يحظى بتصريح خاص من الفيفا لتمثيل المنتخب الاسباني لمراعاة الاحوال الاقتصادية في البرتغال. وأخيراً، وجد المهاجم الاسباني فيرناندو توريس حلاً لمعضلة عقمه التهديفي، حيث جلب من بلدته فوينلابرادا الاسبانية خروفين، اعتبر انهما يملكان مفتاح فك نحسه التهديفي، حيث اصتحبهما في جولة داخل ملعب «ستامفورد بريدج» وابقى كل منهما داخل منطقتي الجزاء وتحت عارضة المرمى فترة طويلة، قبل ان يصحبهما في جولة حول المدينة كي يعيشا الاجواء التي يعيشها ويمنحاه الحل السحري الذي يتمناه. twitter: @khaldounElcheik أطرف أكاذيب 1 ابريل الرياضية! خلدون الشيخ |
برشلونة أو الريال أم عملاق البريميرليغ الوجهة المثالية لغريزمان؟ Posted: 31 Mar 2018 02:07 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: استغلت وسائل الإعلام الإسبانية فترة «الصخب الصحفي» المصاحبة لأسبوع الفيفا على أكمل وجه، بإثارة الجدل من جديد حول مستقبل ألمع وأشهر نجوم الملاعب العالمية المحتمل انتقالهم لنادٍ جديدٍ في فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، وهذه المرة، انصب التركيز على الأنيق الفرنسي أنطوان غريزمان أكثر من أي لاعب آخر، بمن فيهم أشهر مصري في العالم محمد صلاح، الذي كان سباقا بإخماد الشائعات، بتصريحاته التي أدلى بها من داخل معسكر منتخبه في سويسرا، وأكد خلالها أنه لا يهتم سوى بعمله مع ليفربول داخل الملعب، من أجل تحقيق الهدف الذي سيكشف عنه في نهاية الموسم. العكس تماما فعله غريزمان، بطريقة أعادت إلى الأذهان ما فعله الصيف الماضي، عندما أقر على الملأ في إحدى القنوات المحلية الفرنسية، أن احتمالات انتقاله لمانشستر يونايتد تزيد على احتمالاته استمراره مع اتلتيكو. الفارق الوحيد، أنه الآن يُحاول «مسك العصا» من المنتصف، احتراما لاسمه وسمعته كلاعب مُحترف من الطراز العالمي، من المفترض ألا يتحدث عن مستقبله في منتصف الموسم، فما الحال وهو على أبواب «الانخراط» في شهر «ابريل»، المشهور إعلاميا بشهر الحسم! ناهيك عن احتمالات الدخول في صدام عنيف مع الجماهير، التي لن تتقبل أو تهضم فكرة مساندة أو تشجيع لاعب أظهر رغبته في الرحيل في أقرب فرصة. هذا في حد ذاته، قد يُحّول علاقة الحب المتبادلة إلى عداء وكراهية لسنوات طويلة، خاصة لو تعرض الفريق لهزة على مستوى الأداء والنتائج، هنا لن يتذكر أحد التضحية الكبيرة التي قام بها اللاعب عندما تراجع عن فكرة الذهاب إلى «مسرح الأحلام»، تضامنا مع ناديه، الذي عاقبه الفيفا بعدم شراء لاعبين جُدد في فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة، لإدانة المسؤولين عن قطاع الناشئين، بالتحايل على القانون لخطف لاعبين أقل من 18 عاما. بل في الغالب ستُحمله الجماهير الجزء الأكبر من المسؤولية، على الأقل ستتهمه بزعزعة استقرار الفريق وتشتيت اللاعبين بحديثه عن مستقبله في وقت حساس جدا من الموسم. ملامح الوجهة الجديدة صحيح أن غريزمان لم يقطع الشك باليقين حول مستقبله، لكنه أكد بكل وضوح أنه سيحسم الجدل قبل السفر إلى روسيا بأسبوعين، أي بمُجرد انتهاء الموسم الجاري، لكن أغلب المصادر المُقربة منه، أجمعت أنه قرر بالفعل مغادرة أتلتيكو في الميركاتو الصيفي، لحاجته لخوض تحدٍ جديد، بعدما أيقن أن طموحه الشخصي أكبر بكثير من مشروع مُكتشفه الحقيقي دييغو سيميوني، ويُقال أن وكيل أعماله توصل إلى اتفاق شبه مبدئي مع رئيس برشلونة جوسيب ماريا بارتوميو، حول البنود الشخصية في العقد، بما فيها الراتب السنوي، وأيضا هناك تقارير أخرى تُرجح كفة ريال مدريد، لا سيما بعد اختراق معاهدة عدم الشراء مع الجار المدريدي، بضم ثيو هيرنانديز نظير دفع قيمة الشرط الجزائي في عقده مع الأتليتي، وفي إنكلترا الرهان على مانشستر يونايتد وقوته الشرائية التي حّولته مؤخرا لوحش كاسر لا يُهزم في الصراع على أي صفقة، على غرار ما فعله مع الريال في صفقة بول بوغبا، ومع المان سيتي في صفقة أليكسيس سانشيز. عموما، خروج نجم فرنسا الأول من أتلتيكو، ليس مستحيلاً، وكما نعرف قيمة الشرط الجزائي في عقده لا تزيد على 100 مليون يورو، ورقم كهذا بعد حالة التضخم التي ضربت سوق اللاعبين في آخر عامين، لم يَعد ضخما حتى على أندية الوسط الإنكليزية. اضافة الى أن جُل المؤشرات توضح اقترابه من الخروج، وإلا لما بدا المشاكس دييغو كوستا في ثوب الأمين العام للأمم المتحدة، وهو يُعرب عن بالغ قلقه من خطر الشعور بالوحدة إذا صدقت التوقعات ورحل شريكه في الهجوم. غدا لن تضحك يا ديمبيلي! بعض المصادر الإسبانية التي تحظى بمصداقية لا بأس بها، ربطت الصورة التي نشرها عثمان ديمبيلي عبر حسابه على «انستغرام» برفقة غريزمان، وهما في قمة السعادة والانسجام، بالتقارير التي ربطت الأخير بالبارسا. لكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل يفهم عثمان أنه سيكون أبرز ضحايا غريزمان إذا تمت عملية انتقاله إلى «كامب نو»؟ إلا إذا قرر فالفيردي فجأة إخراج السفاح الأوروغواني لويس سواريز من حساباته، ووجد طريقة مناسبة تتسع لأربعة لاعبين بنزعة هجومية 100٪ (ليو ميسي وفيليب كوتينيو وغريزمان وديمبيلي)، ومن يُشاهد برشلونة مع فالفيردي، لاحظ بصمته في الانضباط التكتيكي للاعبين والتزامهم بالتعليمات الدفاعية قبل الهجومية. نتحدث عن مدرب واقعي يتعامل بحذر شديد مع المنافس الصغير قبل الخصم العنيد، وأيضا ليس من النوع الذي يبحث عن المتعة فقط، دائما يضع الثلاث نقاط فوق أي اعتبار، تماما بنفس تفكير جوزيه مورينيو وأنطونيو كونتي، لذا في الغالب يلعب بثلاثية في الوسط 50٪ هجوم و50٪ دفاع. الشاهد، أن الطريقة التي يُدار بها البارسا مع فالفيردي، لا تسع الثلاثي كوتينيو وديمبيلي وغريزمان، هذا ليس فقط لأن أسلوبه الحالي 4-3-3 لا يتحمل وجود هذا الثلاثي، لصعوبة التضحية بلويس سواريز، الذي يؤدي المطلوب منه على أكمل وجه كمهاجم رقم (9)، ونفس الأمر لميسي، بل أيضا لأنه في أسوأ الظروف لو وافق المدرب على تغيير قناعاته، فستكون النتيجة النهائية، جلوس لاعب قيمته 100 مليون يورو أو أكثر على الدكة، وهذا أمر قد يضع الإدارة في موقف حرج أمام الجماهير. دعونا نتخيل أن فالفيردي قرر اللعب بأسلوب 4-2-3-1، هنا سيعتمد على راكيتيتش وبوسكيتس كمحوري ارتكاز، وأمامهما الثلاثي ميسي وغريزمان وكوتينيو أو ديمبيلي وفي الأمام سواريز كرأس حربة صريح، الأمر لن يختلف كثيرا إذا عدل الاستراتيجية لـ4-3-1-2، هنا سيتراجع كوتينيو ليكون لاعب وسط ثالث، وميسي لاعب حر في الثلث الأخير من الملعب، وأمامه غريزمان وسواريز كثنائي هجوم. الاختيار المثالي كما أشرنا، ديمبيلي سيخسر أشياء كثيرة إذا ارتدى غريزمان قميص برشلونة، لكن في اعتقادي الشخصي، أتصور أن الخاسر الأكبر سيكون صاحب الـ27 عاما، لأنه بذلك سيكون أنهى أمله الأخير في المنافسة على جائزة أفضل لاعب في العالم التي يَحلم بالفوز بها في يوم من الأيام، لأنه حتما ولابد أن يكون رقم 2 كأي مهاجم مر على «كامب نو» منذ ظهور ليو على الساحة، فبعيدا عن الموهبة الفذة التي تجعل البرغوث حالة استثنائية في تاريخ كرة القدم، فسيكون من الصعب جدا على غريزمان التواجد في المناطق المؤثرة في الثلث الأخير من الملعب، وهي المناطق التي تخضع لحكم ميسي، فقط سيجد نفسه مُجبرا على التحرك في أمتار بعيدة على الطرف الأيسر أو بجانب سواريز، حتى يقوم القصير الأرجنتيني بأفعاله «المُشينة كرويا» في دفاعات وحراس الخصوم عندما يأتي بالكرة من أي مكان ووجه للمرمى، علما أن سكينة «العمر» بدأت تسرق غريزمان، وعمره الآن لا يتحمل الانتظار سنتين أو ثلاثة للمنافسة بشكل حقيقي على الجائزة التي يحلم بها، وبصوت المعلق عصام عبدو «خدها مني بضمان التعليق العربي»… اختياره للبرسا سيكون معناه التخلي عن حلمه الشخصي، إلا إذا غير قناعاته، وأيقن أنه منحوس باللعب في زمن كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، وإن فعل ذلك، سيُذكرنا بتجربة ابن جلدته تييري هنري، عندما ترك كل شيء في لندن، ليفوز مع برشلونة بمجد الأبطال والبطولات الأخرى التي عجز على تحقيقها مع آرسنال. ربما انتقاله إلى الريال، قد يُبقي على بصيص من أمل فوزه بالجائزة، لأنه سيجد مساحات أكثر في الثلث الأخير من الملعب، بعدما عدّل رونالدو مركزه من رقم (7) إلى مهاجم صريح لتقدمه في السن، وتقريبا سيؤدي دوره الحالي مع أتلتيكو (القريب من دور ميسي)، باللعب بدون قيد خلف كوستا، لكن مشكلته الوحيدة تكمن في صعوبة خطف الأضواء من الدون، الذي تبحث عنه وسائل الإعلام لتضع اسمه في أي جملة مُفيدة وغير مُفيدة، لذا يُمكن القول بأن الاختيار الأفضل له، الابتعاد عن ظل الثنائي الأفضل عالميا… والحل؟ السير على خطى نيمار ليُثبت جديته في وقت احتكار رونالدو وميسي للجائزة على مدار العقد الماضي، وبالنظر إلى مانشستر يونايتد، سنجده الخيار المثالي للدولي الفرنسي، فمن الناحية المادية، عرض مورينيو سيكون أقوى من عملاقي الليغا، والشيء الأهم، أنه في «أولد ترافورد»، سيتعامل على أنه «بطل» في ظل عدم ظهور أليكسيس سانشيز بالصورة المتوقعة أو المُنتظرة منه بالقميص رقم 7، كما أن المنظومة الإعلامية لليونايتد وشعبيته الطاغية في كل قارات العالم، ستجعله على مسافة قريبة جدا من قائدي الأرجنتين والبرتغال، وهذا ما يُريده على المستوى الشخصي كما قال في أكثر من مناسبة. فهل سيقبل التحدي كما فعل نيمار أم أنه رفع الراية البيضاء وقريبا سنُشاهده بقميص برشلونة أو ريال مدريد؟ برشلونة أو الريال أم عملاق البريميرليغ الوجهة المثالية لغريزمان؟ |
بدون ميسي الأرجنتين لقمة سائغة وفريق يرتجف! Posted: 31 Mar 2018 02:06 PM PDT مدريد ـ «القدس العربي»: من إحدى مقصورات ملعب «واندا ميتروبوليتانو» بالعاصمة الإسبانية مدريد تابع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الثلاثاء الماضي، بملامح جادة يشوبها القلق، مباراة منتخب بلاده التي تجرع فيها هزيمة مذلة 6/1 من نظيره الإسباني. ويبدو أن المنتخب الأرجنتيني، في ظل غياب نجم برشلونة، لا يملك أي خطط بديلة، فبدون ميسي لن يكون هناك مستقبل لمنتخب «التانغو»، وهو التصور الذي وجد مسوغا قويا له في المباراة الأخيرة. وقبل أقل من ثلاثة أشهر من انطلاق المونديال، وجهت إسبانيا ضربة موجعة للأرجنتين بقيادة المدرب خورخي سامباولي، الذي تلقى الهزيمة الأقسى في مسيرته. ورغم أن المباراة كانت ذات طابع ودي، دونت نتيجتها الكبيرة في السجل «الأسود» للكرة الأرجنتينية بجانب مباراة تشيكوسلوفاكيا (6/1) في كأس العالم 1958 ومباراة بوليفيا الودية التي انتهت بالنتيجة ذاتها في 2009 لكن تحت القيادة الفنية للأسطورة دييغو مارادونا، قبل مونديال جنوب أفريقيا 2010. وقال سامباولي قبل مباراة إسبانيا: «الأرجنتين هي فريق ميسي أكثر من كونها فريقي». وبدون أدنى شك يبدو حديث سامباولي صادقا في هذه النقطة تحديدا، فمع غياب ميسي يصبح منتخب الأرجنتين مجرد مجموعة من الأشخاص تصادف وجودهم في مكان ما. وكاد لاعبو المنتخب الأرجنتيني أن يتابعوا مباريات كأس العالم من خلال شاشات التليفزيون لولا أهداف ميسي الثلاثة في مرمى الإكوادور في المرحلة الأخيرة من تصفيات كأس العالم. وهذا التصور لا يجدد مبرره في خلو فريق سامباولي من نجوم الطراز الرفيع على المستوى العالمي في مناطق وسط الملعب والهجوم، ولكن مع غياب نجم برشلونة، بالإضافة إلى غياب آخرين مثل سيرخيو أغويرو وأنخيل دي ماريا، لا يملك منتخب الأرجنتين أي إمكانية لمنافسة فريق على مستوى عال مثل إسبانيا. وتعتبر إحصاءات المنتخب الأرجنتيني مع غياب ميسي صادمة، حيث أنه من المباريات الخمس الأخيرة التي خسرها الفريق بطل العالم مرتين، أربع منها بدون ميسي. وبالإضافة إلى ذلك، فازت الأرجنتين بصعوبة بالغة بأربع مباريات من آخر 13 خاضتها بدون نجمها الأول، أي نسبة الفوز كانت أقل من 30 بالمئة. وبدون ميسي يمكن لشباك الأرجنتين أن تستقبل أربعة أهداف، كما حدث أمام نيجيريا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي أو ستة أهداف من فريق مثل إسبانيا. وكشف سامباولي أن ميسي نزل إلى غرفة الملابس بين شوطي مباراة إسبانيا لشد أزر زملائه. وقال سامباولي في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة، والذي أكد فيه أن ميسي كان ليلعب المباراة لو لم تكن ودية: «بالطبع نشعر بغيابه قبل أي شيء آخر». وأضاف: «ليو خاض التدريبات بشكل جيد طوال هذا الأسبوع ولكن بعد المران الأخير شعر بتجدد الإرهاق». وتابع: «لكنه صاحب الفريق طوال الوقت، إنه يصب تركيزه في كأس العالم، أثمن كثيرا وجوده معنا وتحدثه (مع اللاعبين) بين الشوطين، هذا يقربه أكثر من هذا الهدف (الفوز بالمونديال) وهو ما سيجعله سعيدا». واستطرد سامباولي قائلا: «إنه يقدم المساندة طوال الوقت ويحاول شد أزر اللاعبين الجدد». وكان ميسي غاب يوم الجمعة الماضي أيضا عن مباراة منتخب بلاده الودية أمام إيطاليا بمدينة مانشستر الإنكليزية. لكن إيطاليا ليست إسبانيا، التي يقودها جولين لوبتيغي، وهو الفريق الذي يتمتع بفكر قوي وطريقة لعب تستند إلى عمل كبير يمتد لسنوات طويلة. وتتركز خطة سامباولي حاليا في ظل ضيق الوقت المتبقي حتى انطلاق المونديال على دعم ميسي وتوفير كل السبل التي تمكنه من الأداء بأريحية داخل الملعب. وسيكون ميسي المسؤول الأول عن اختيار شركائه ورفقائه في المنتخب الأرجنتيني، حتى لو أفضى هذا إلى غياب لاعبين كبار عن المونديال مثل باولو ديبالا. وقال سامباولي في كتابه «ميس لاتيدوس» أو «نبضاتي»، الذي يروي فيه سيرته الذاتية والذي سيصدر في نيسان/أبريل المقبل، وكانت الصحافة الأرجنتينية نشرت مقتطفات منه مؤخرا: «شريك ميسي سيحدده ميسي، هو من سيقرر لأنه يلعب دائما، شريك أي لاعب آخر يمكن أن يكون أي شخص، بما أنه يلعب بشكل دائم فأسلوبه سيحدد ما يحتاجه بشكل أكبر». وتتخذ هذه المشكلة أبعادا أخرى أكثر اتساعا عندما لا يقتصر الأمر فقط على البحث عن شريك لميسي بل يتعداه إلى البحث عن بديل له، ففي هذا الصدد لا يوجد أي خيار، فالأرجنتين بدون ميسي فريق يرتجف. بدون ميسي الأرجنتين لقمة سائغة وفريق يرتجف! |
ايسكو… حضور طاغ في المنتخب وغياب غير مبرر في الريال! Posted: 31 Mar 2018 02:06 PM PDT مدريد ـ «القدس العربي»: شهدت المباراة الودية التي فازت بها إسبانيا 6/1 على المنتخب الأرجنتيني، تألق النجم ايسكو بشكل استثنائي بعدما سجل ثلاثة أهداف (هاتريك) في هذا اللقاء وقاد منتخب بلاده لتحقيق فوز تاريخي. وقدم ايسكو فاصلا من العزف الساحر وتوج مجهوده بتسجيل ثلاثة أهداف. ولا تعد مهارات اللاعب الشاب (25 عاما) ومستواه الفني الراقي بالأمر المفاجئ أو المجهول للكرة الإسبانية، فقد قدم ايسكو هذا الأداء في أكثر من مناسبة مع المنتخب الإسباني تحت القيادة الفنية للمدرب جولين لوبيتيغي. وكانت أبرز المباريات التي سلطت الضوء بشكل كبير على السمات الفنية الرائعة لايسكو هي مباراة إيطاليا في تصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم التي سجل خلالها هدفا مذهلا من ضربة ثابتة. لكن أداءه ليلة الثلاثاء الماضي أمام وصيف بطل العالم، الذي تلقى هزيمة ثقيلة، له قيمة أكبر لايسكو نظرا لأنه لا يعكس وضعه الحالي مع ناديه ريال مدريد، الذي غاب عن تشكيلته الأساسية خلال الأسابيع الأخيرة مع وجود الفرنسي زين الدين زيدان على رأس القيادة الفنية. ولعب ايسكو ثماني دقائق فقط في مباراة العودة لدور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان. واستغل تركيز الأنظار عليه الثلاثاء واهتمام وسائل الإعلام بالتعرف على رؤيته لوضعه الحالي مع الريال ليكشف عما يجول في خاطره حول هذا الموضوع. وقال عقب المباراة: «عندما لا تشارك أساسيا مع فريقك فإن مباريات المنتخب تمنحك الحياة». وأضاف: «هنا أحظى بثقة المدرب وفي ريال مدريد ربما لم أحظ بها بعد ولكن ما زلت مفعما بالشغف من أجل العمل لأصبح أساسيا في فريقي، وهنا أيضا، لدي رغبة لإثبات أنني لاعب جيد ولهذا فإنني سأرحل سعيدا بعد مباراة الليلة». وتابع: «لوبتيغي يظهر لي ثقته بمنحي فرصة اللعب، في الحقيقة لا أحظى في فريقي بالاستمرارية التي يحتاجها أو يرغب بها لاعب كرة القدم، ولكن هناك لاعبين كبار وربما تكون المشكلة في أنني لم أتمكن في الفوز بمكان في التشكيلة الأساسية». ويستند جزء من تفسير ايسكو لوضعه الحالي مع الريال والمنتخب الإسباني على خطة اللعب المتباينة للفريقين، ففي الوقت الذي يحاط ايسكو داخل المنتخب بأجواء مثالية ولاعبين على قدر كبير من المهارة مثل أندريس انيستا وتياغو الكانتارا ودافيد سيلفا، الذين يندمج معهم بشكل كبير، الأمر الذي يساعده على التحرك بكل حرية في جميع المناطق الهجومية، لا يجد اللاعب دوره الأساسي في المهام الهجومية للنادي الملكي. بالإضافة إلى عامل آخر، فقد نجح ايسكو أمام الأرجنتين في عمل شراكة ناجحة مع زميله ماركو أسينسيو الذي سحب البساط من تحت قدميه في الريال. وبعدما حسم أمره بالمشاركة مع المنتخب الإسباني في مونديال روسيا، وضمن لنفسه مكانا أساسيا في تشكيلة الفريق، سيسعى ايسكو بطريقته الخاصة للتدليل لزيدان على أنه يستحق أن يكون في التشكيلة الأساسية لريال مدريد. ايسكو… حضور طاغ في المنتخب وغياب غير مبرر في الريال! |
«البرق» بولت في عالم كرة القدم هدف من أول لمسة مع دورتموند Posted: 31 Mar 2018 02:05 PM PDT دورتموند ـ «القدس العربي»: ضرب «البرق» الجمايكي يوسين بولت، أسرع عداء في التاريخ، الأسبوع الماضي في دورتموند، ففي أول حصة تدريبية مع بوروسيا دورتموند الالماني ومن أول لمسة للكرة، سجل هدفا بالرأس في أول خطوة على مسار يأمل خلاله ان يحقق حلمه بأن يصبح لاعب كرة قدم محترفا. هي على الأرجح سابقة في التاريخ الطويل لكرة القدم: مبتدئ في الحادية والثلاثين من العمر يسعى الى إطلاق مسيرة احترافية، لا سيما بلوغ أعلى مستوى. بولت يعرف ذلك بالتأكيد، ولكن بعدما فرض نفسه في أعلى قمم منافسات ألعاب القوى، فهو لا يتصور خوض مسيرته الجديدة في الدرجة الثالثة او الرابعة، حتى لو تعلق الأمر بمجرد صقل موهبته. تدرب أسطورة ألعاب القوى العالمية الخميس والجمعة من الاسبوع قبل الماضي مع دورتموند لتجربة مؤهلاته الكروية مع محترفي البوندسليغا، مؤكدا انه يحلم بـ«اللعب في بطولة كبيرة». وأضاف عقب الحصة التدريبية: «لا أريد أن العب في درجة دنيا. هدفي هو اللعب في بطولة قمة، في أفضل البطولات في العالم. لهذا السبب أنا هنا». ويفكر أسرع رجل في كل العصور (9.58 ثانية في 100م، و19.19 ثانية في 200م)، في اللعب ذات يوم في مانشستر يونايتد، وهو يعرف جيدا مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو. وفي هذا الصدد، قال بولت مؤخرا: «إنه حلم، شيء كنت أريد دائما أن أفعله منذ كنت طفلا. وعندما يكون لديك حلم، نريد حقا أن نقوم به، يجب أن نبذل كل ما في وسعنا لمعرفة الى أي حد يمكننا أن نصل». وان لم تكن الحصة التدريبية الاولى مع بولت مع ناد محترف حدثا رياضيا بالمعنى المتعارف عليه، الا انها ستبقى بمثابة «ضربة» ترويجية ناجحة لشركة «بوما» للالبسة الرياضية، راعية العداء السابق ونادي دورتموند. ورغم ان حظوظه في اللعب يوما ما في البوندسليغا أو الدوري الانكليزي الممتاز ضعيفة، نجح بولت بتحقيق أول إنجاز في «مسيرته الجديدة» صباح الجمعة من خلال استقطاب نحو 1500 مشجع واكثر من 100 صحافي في حصة تدريبية بسيطة، في وقت يغيب فيه كل اللاعبين الدوليين عن النادي الالماني بسبب ارتباطاتهم مع منتخباتهم الوطنية. ورغم الرياح الجليدية التي هبت في الملعب، خرج بولت من الحصة التدريبية التي استغرقت ساعة، يتصبب عرقا، وأنهاها بخوض مباراة قصيرة على نصف ملعب، كان خلالها ضمن «فريق» ماريو غوتزه، مسجل هدف الفوز على الارجنتين في المباراة النهائية لمونديال 2014. وقال بولت بعد حصة طويلة لالتقاط الصور والتوقيع للمشجعين: «بذلت كل ما في وسعي، أردت أن أظهر أفضل ما لدي، وأن أقدم الحلول لزملائي»، مضيفا: «شعرت بالارتياح، لكنني في حاجة إلى التمرين وتحسين لياقتي البدنية. يجب أن أعمل للوصول إلى مستوى معين». وبعد دقائق من التحرك على أرض الملعب، سجل بولت هدفا برأسه من أول لمسة للكرة. وبعد ذلك حاول فرض نفسه في الهجوم، وقابل المشجعون كل لمسة من لمساته بحماس. بدا واضحا ان بولت لا يتمتع بالتقنية أو احساس التموضع الذي يمتلكه المهاجمون المحترفون، الا ان أداءه لم يوفر أي ذريعة للسخرية منه. وقدم المدرب النمسوي لدورتموند بيتر شتوغر تقييما واقعيا لبولت كلاعب كرة قدم، معتبرا انه «موهوب. والاهم، هو أننا نرى أنه يحب هذه الرياضة وأنه يفهم اللعب. لقد قام بأشياء جيدة. ما ينقصه هو عمل الفريق لانه جاء من رياضة فردية». وتابع: «إنها قفزة كبيرة من ألعاب القوى إلى كرة القدم»، مشيرا الى ان بولت «شخص لطيف جدا، ورياضي حقق نجاحات كثيرة». وبخصوص المستوى الذي يمكن للبطل العالمي والاولمبي بلوغه، قال شتوغر: «رأيته يتدرب لمدة ساعتين ونصف ساعة فقط»، مضيفا بدبلوماسية: «لن أصدر حكما (بشأنه). إذا عمل لأسابيع أو أشهر مع فريق، سيتطور. لكن إذا أراد فرض نفسه على مستوى عال، لا يزال لديه الكثير ليفعله». «البرق» بولت في عالم كرة القدم هدف من أول لمسة مع دورتموند |
تونس والجزائر سياحة في الاتجاهين Posted: 31 Mar 2018 02:05 PM PDT تونس ـ «القدس العربي»: تربط التونسيين بالجزائريين، علاقات استثنائية متميزة على المستوى الشعبي، بعيدا عن تعقيدات السياسة والسياسيين اعتبرها البعض حالة نادرة بين البلدان المجاورة لبعضها خصوصا على المستويين العربي والافريقي. فهناك روابط عديدة تجمع الشعبين، كالأصول المشتركة والمصاهرة ووحدة الدين واللغة وحتى الجغرافيا، وأهمها بالنسبة للبعض النضال المشترك خلال الفترة الاستعمارية والذي اختلطت فيه الدماء خصوصا في قرية ساقية سيدي يوسف الحدودية التي يحيي الشعبان سنويا ذكرى أحداثها الأليمة. وانعكست هذه العلاقات الاستثنائية بين الشعبين على مختلف المجالات التي شهدت تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة رغم بعض الجفاء الذي يبرز من حين لآخر على المستوى الرسمي. ولعل الإقبال السياحي اللافت للعائلات الجزائرية على تونس لقضاء الإجازات، وإقبال التونسيين الذي برز في السنوات الأخيرة على السياحة في الجزائر يقيم الدليل على مدى التطور الذي شهدته العلاقات الثنائية شعبيا ورسميا. على مدار العام يزور تونس سنويا قرابة 2.5 مليون جزائري، سوادهم الأعظم من العائلات التي تقصد الجارة الشرقية للراحة والاستجمام في مختلف المنتجعات والفنادق والاقامات، وفي مختلف العطل وخصوصا خلال الإجازة الصيفية. كما يقصد تونس سياح جزائريون من أجل التداوي والاستشفاء في المصحات والمحطات الاستشفائية المنتشرة في المدن الكبرى وفي عدد من المدن السياحية التونسية والتي باتت مصدر جذب للجزائريين في السنوات الأخيرة بعد أن كانت تقتصر على الأوروبيين والليبيين. ويفسر البعض سبب إقبال الجزائريين على تونس، بالقرب الجغرافي وتطور وسائل النقل والمواصلات الرابطة بين البلدين برا وجوا في انتظار تطوير النقل البحري. فبالإضافة إلى خط الطيران اليومي تونس – الجزائر والذي يدعم برحلات إضافية من الطرفين التونسي والجزائري على حد سواء، وخصوصا خلال موسم الصيف، تم بعث خط جديد يربط تونس العاصمة ومدينة وهران الجزائرية وخط آخر بين مدينة الجزائر العاصمة وجزيرة جربة التونسية خلال فصل الصيف. كما دعمت تونس الطريق السيارة التي تربط بين العاصمة والشمال الغربي في اتجاه الحدود الجزائرية وبات الطريق قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى الأراضي الجزائرية. وقد مكن مد هذا الطريق التونسيين والجزائريين من اختصار الوقت أثناء السفر مقارنة بما هو عليه الحال عند السفر عبر الطرقات العادية التي تكثر فيها التقاطعات وتكون أضيق وأكثر اكتظاظا بالعربات ما يضطر مستعملي الطريق إلى السير بسرعة منخفضة. وكان من المتوقع أن تعاد الحياة إلى خط السكك الحديدية الرابط بين البلدين وحدد موعد لانطلاق أولى سفرات القطار بين مدينتي تونس العاصمة وعنابة الجزائرية لكن ذلك لم يحصل لأسباب مجهولة. ومن المتوقع أن يزيد القطار الذي كان يربط سابقا تونس بالمغرب عبر الجزائر والذي توقف استعماله بين البلدان المغاربية الثلاثة بسبب العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر في التسعينات وبسبب غلق الحدود الجزائرية المغربية، من أعداد المسافرين بين البلدين، ومن تنشيط الحركة السياحية في كلا البلدين. الوجهة الأولى وفي هذا الإطار يقول محمد علي التومي رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة لـ«القدس العربي» ان السياحة الجزائرية في تونس تشهد تطورا ملحوظا من عام إلى آخر. فقد باتت تونس، حسب محدثنا، الوجهة الأولى للجزائريين، خاصة خلال الفترة الصعبة التي عاشتها السياحة التونسية في 2015 بعد هجوم سوسة الإرهابي. وساهم السياح الجزائريون، حسب التومي، في تنشيط الدورة الاقتصادية بصفة عامة والسياحية بصفة خاصة خصوصا خلال الفترة التي شهدت تراجعا في أعداد السياح الذين يختارون تونس كوجهة بعد الضربات الإرهابية التي تلقتها الخضراء خلال فترة حكم الترويكا. واعتبر أيضا ان الوافدين الجزائريين يملؤون تونس حياة وأنهم كانوا من المساهمين الفاعلين في تنشيط الحركة السياحية. وعن أسباب توافد السياح الجزائريين يجيب محدثنا قائلا: «هناك سمات مشتركة بين الشعبين التونسي والجزائري تجعل الجزائريين يشعرون وكأنهم في بلدهم. هناك وشائج مشتركة تربط الشعبين، وأيضا دماء مشتركة سالت في معارك التحرير واختلطت، الأمر الذي يجعل الجزائري يشعر بالراحة في تونس ويشعر أنه مرحب به. كما أن هناك خصوصية للسياحة التونسية وهي تنوع وجهاتها وأنواعها بشكل يلبي متطلبات الجزائريين. إن جميع وكالات الأسفار التونسية، أصبحت مثلا تقيم معارض خاصة في السوق الجزائرية، ووزارة السياحة بدورها تهتم بالجزائر وبشكل لافت في السنوات الأخيرة ولديها حتى مشاركات في برامج تلفزيونية جزائرية للترويج للوجهة التونسية. كما أن هناك عددا من الإجراءات التي اتخذتها تونس تجاه تكثيف التعامل مع الجزائريين ومنها برمجة معارض خاصة للجزائريين في تونس». ويضيف قائلا: «ان الأرقام تشير إلى قدوم أكثر من مليوني سائح جزائري في الصيفية الماضية، وهناك توقعات بتجاوز هذا السقف الصيف المقبل مع دخول النزل والمؤسسات السياحية في ورشات تأهيل استعدادا للموسم السياحي المقبل. لكن تجدر الإشارة إلى أن هذا الموسم سيشهد عودة للسياحة الأوروبية وهناك عقود توقع مبكرا، ولذلك أتمنى أن يتم التنسيق باكرا بين ممثلي وكالات الأسفار التونسية والجزائرية لكي تتوافر الأمكنة المناسبة للإخوة الجزائريين خاصة ان عدد النزل سيكون أقل من الأعوام الماضية بسبب الغلق سابقا نتيجة الهجمات الإرهابية ما جعلها الآن في حالة إعادة ترميم وتأهيل». سياحة معاكسة ولعل اللافت في السنوات الأخيرة ما اصطلح البعض على تسميته «السياحة المعاكسة» أي الإقبال اللافت للتونسيين على السياحة والاستجمام في الجزائر، وهو أمر لم يكن مألوفا في السابق. ففي الوقت الذي يتجه فيه الجزائريون برا وجوا نحو تونس لقضاء إجازاتهم يتوجه عدد لا بأس به من التونسيين إلى الاتجاه المعاكس نحو الجزائر لقضاء إجازاتهم أيضا. ولم يكن هذا الأمر يحصل خلال السنوات والعقود الماضية حيث كان التونسيون يفضلون أوروبا وتركيا والمغرب وبلدان المشرق العربي خصوصا لبنان وسوريا ومصر، لقضاء إجازاتهم الخارجية. فيما يفضل آخرون السياحة الداخلية في تونس نفسها باعتبار ما يتوفر فيها من تنوع سياحي بين البحر والجبل والغابة والصحراء والجزر والمناطق الأثرية والتظاهرات الثقافية وغيرها. لكن يبدو أن التونسيين اكتشفوا مؤخرا ما تزخر به الجزائر من قدرات سياحية ومن جمال طبيعي استثنائي كان غائبا عنهم رغم القرب الجغرافي والعلاقات المتينة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين. ولعل استتباب الأمن في الجزائر ساهم في الإقبال التونسي على الجارة الغربية، فأصبحت الإعلانات التي تحث التونسيين على قضاء أيام وأسابيع في الجزائر تملأ مختلف وسائل الإعلام التونسية، وأصبحت وكالات الأسفار التونسية تنظم رحلات إلى الجزائر برا وجوا مع الإقامة في الفنادق. لقد باتت مشاهد الحافلات السياحية التونسية مليئة بالركاب تجوب مدن الشرق الجزائري على وجه الخصوص أمرا لافتا وكذا حركة السيارات التونسية الكثيفة على المعابر الحدودية. كما أن سفر التونسيين جوا نحو الجزائر شهد تطورا لافتا جعل شركتي الطيران الوطنيتين تزيدان أعداد الرحلات اليومية وبات رسميا يمكن الحديث عن الجزائر كوجهة مفضلة للسياح التونسيين. ولعل الأسباب ذاتها التي جعلت الجزائريين يقبلون على تونس هي نفسها التي جعلت التونسيين يقبلون على الجزائر وتتمثل خصوصا في تغيير الجغرافيا دون الشعور بتغير في العادات والتقاليد ولا في طباع البشر. فالتونسي يعامل معاملة حسنة في الجزائر، وهو ما يؤكده أغلب زائري بلد المليون شهيد، ويشعر قولا وفعلا أنه في وطنه وبين أهله وناسه وهو ما يشجع على إعادة الكرة وعلى حث تونسيين آخرين على اختيار الجزائر التي تزخر شأنها شأن تونس بجمال طبيعي استثنائي. وفي هذا الإطار يقول التومي «لقد تنامت السياحة بين تونس والجزائر في الاتجاهين والأمر مرشح لمزيد التطور في السنوات المقبلة. هناك فعلا حركة لافتة في الاتجاهين، والتونسيون كانوا يقصدون الجزائر من أجل المسألة التجارية لكنهم اطلعوا على طبيعتها الخلابة وعلى حسن معاملة الشعب وأدركوا أن الجزائر تستحق الزيارة للراحة والاستجمام وليس فقط للعمل والتجارة». تونس والجزائر سياحة في الاتجاهين روعة قاسم |
مؤشرات انفراجة اقتصادية في ليبيا Posted: 31 Mar 2018 02:05 PM PDT مع الاستعداد لوقف الإنتاج في حقول الغاز الأساسية في ليبيا، من أجل القيام بأعمال صيانة، تُضاف عقبةٌ أخرى أمام قدرة البلد على مجابهة التحديات الاقتصادية التي تُعسر الحياة المعيشية للمواطنين من يوم إلى آخر. وأعلنت أخيرا شركة «ميليتة للنفط والغاز» وهي مؤسسة ليبية إيطالية، و»مؤسسة النفط الليبية» (قطاع عام) أن حقول الغاز التي تُديرانها في جنوب البلد، ستُقفل اعتبارا من بداية الشهر الحالي. وكان مقررا أن تُقفل الحقول في أواخر شباط/فبراير الماضي، غير أن موجة البرد التي اجتاحت أوروبا طيلة الأسابيع الماضية، حملت شركة «ميليتة للنفط والغاز» على الاستمرار بتزويد زبائن ليبيا الأوروبيين، وخاصة إيطاليا، بالغاز الطبيعي، لا سيما أن مستوى الاستهلاك ارتفع بدرجات كبيرة بين كانون الثاني/يناير واذار/مارس. وأوضحت مصادر ليبية أن الاقفال سيستمرُ على مدى أسبوعين، ويشمل محطة معالجة الغاز الطبيعي بميليتة وحقل الوفاء والمنصة البحرية في صبراتة، ما سينعكس سلبا في تامين الموارد اللازمة للحكومة المعترف بها دوليا برئاسة فايز السراج. وسيُضطر الإيطاليون خلال الأسبوعين المقبلين للتعويل على مخزونهم من الغاز الطبيعي. غير أن مصاعب الحكومة الليبية على هذا الصعيد لن تتوقف مع معاودة الإنتاج في الحقول بعد انتهاء أعمال الصيانة، إذ أن مجموعة «إيني» خططت لخفض منتوجها من النفط الليبي من 320 ألف برميل حاليا إلى 200 ألف برميل فقط، ما سيُؤدي إلى خفض حصة إيطاليا من المنتوج النفطي في ليبيا من 39 في المئة إلى 31 في المئة فقط. وتعمل «إيني» في ليبيا منذ 1959 وتخضع علاقاتها مع السلطات الليبية إلى ستة اتفاقات تخص أعمال التفتيش وضوابط الإنتاج. وتنتهي فعالية الاتفاق الخاص بالغاز الطبيعي في 2047 فيما تنتهي فعالية اتفاق النفط في 2042. واستطاعت المجموعة في الفترة الأخيرة المحافظة على مستوى إنتاج يُقدر بـ346 ألف برميل في اليوم، وهو أعلى مستوى منذ اندلاع الاضطرابات في ليبيا في العام 2011. إلا أن انطلاق الإنتاج في حقول جديدة، من ضمنها حقلٌ في مصر، جعلها تُخفف من اعتمادها على النفط الليبي، بالرغم من أنها وضعت خطة لزيادة منتوجها من النفط والغاز بنسبة 3.5 في المئة سنويا حتى 2021. وتُعزى مخاوف «إيني» والمجموعات الأجنبية الأخرى إلى عدم استقرار إنتاج ليبيا من النفط والغاز، بسبب اضطراب الأوضاع الأمنية في مناطق الإنتاج والمدن القريبة منها. لأول مرة ولأول مرة منذ سنوات، استطاعت ليبيا أن تحافظ على مستوى إنتاج يفوق 1 مليون برميل من النفط الخام يوميا خلال الأشهر الأولى من العام الجاري، ما أعطى أملا للمسؤولين عن قطاع النفط بزيادة الصادرات إلى أوروبا والولايات المتحدة، بالرغم من تراجع الصادرات نحو إيطاليا. وكان إنتاج ليبيا من النفط قبل الانتفاضة التي أطاحت بالزعيم الراحل معمر القذافي في 2011 يبلغ 1.6 مليون برميل في اليوم. أكثر من ذلك، أصدرت الوكالة الدولية للطاقة أخيرا تقريرا جديدا أكدت فيه أن قطاع النفط الليبي في صحة جيدة، مثلما يدلُ على ذلك تضاؤل عدد الانقطاعات، مع أن المعارك بين الفرقاء لم تنته تماما. وأضاف التقرير أن التدفق الليبي نحو السوقين الأوروبية والأمريكية وصل إلى مستوى قريب من مستوى إنتاج السعودية، التي تتبوأ المركز الثالث بين مزودي أوروبا بالنفط، بعد كل من العراق وروسيا. واستطاعت ليبيا أن تزيد من حجم مبيعاتها إلى الولايات المتحدة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، قياسا على الفترة نفسها من العام 2016، بينما تراجعت الصادرات النفطية من البلدان الأعضاء في منظمة «الأوبك» وهي السعودية والعراق وفنزويلا. غير أن الصورة ليست كلها وردية، إذ أن غلق الحقل النفطي الليبي «الفيل» للشهر الثاني على التوالي، تسبب في خسارة لا تقل عن 145 مليون دولار حسب خبراء نفطيين. وما زالت حكومة الوفاق المعترف بها دوليا عاجزة عن معاودة فتح الحقل، الذي يقع على بعد 900 كيلومتر جنوب العاصمة طرابلس، بسبب مطالبة القائمين على الأمن في الحقل بصرف رواتبهم المُتأخرة. وتقول الحكومة إنها غير مسؤولة عن تأخير صرف الرواتب، وتعزو المسؤولية إلى «المؤسسة الوطنية للنفط» التي يتبعها حراس الحقل. ومع أن أزمة الرواتب تشكل مصدر إزعاج وعنصر ضغط على الحكومة المعترف بها دوليا، فإنها مُطالبةٌ أيضا بالعمل على تأمين التمويل اللازم لمعاودة الإعمار. ويعيش مئات الآلاف من الليبيين لاجئين في ظروف قاسية في مدينتي طرابلس وبنغازي، ما يستوجب وضع خطة لإعادتهم إلى مدنهم وأحيائهم. والمُتوقع أن تكون الخطوة الأولى في هذا الاتجاه المؤتمر الدولي لمعاودة الإعمار الذي سيُعقد في بنغازي (شرق) ويستمرُ من 5 إلى 10 أيار/مايو المقبل. ويدعم هذه المبادرة كل من مجلس النواب (مقرُهُ في طبرق ـ شرق) ومصرف ليبيا المركزي وغرفة التجارة وجامعة بنغازي. وحسب المنظمين ستتضافر خلال المؤتمر جهود كل من السلطات المحلية (البلدية) ورجال الأعمال والجمعيات الأهلية، إلى جانب خبراء ومستشارين في مجالي الإعمار والتنمية. خطة لمعاودة الإعمار ويُؤمَلُ أن يساعد المؤتمر في وضع خطة اقتصادية وفنية لمعاودة إعمار بنغازي، التي دمرت المعارك كثيرا من أحيائها ومبانيها، مع تعديل القوانين الحالية لحفز الشركات الأجنبية والمحلية على المساهمة في خطة إعمار لا تقتصر على بنغازي، وإنما تشمل أيضا مدنا أخرى تضررت. وحسب ما قال مسؤولون في بلدية بنغازي ستُوزع أعمال المؤتمر على أربعة محاور أساسية هي أولا الجانب التشريعي ودوره في مسار معاودة البناء والإعمار، وثانيا المشورة الفنية، وثالثا دور الاقتصاد والاستثمار في التشجيع على الإعمار، ورابعا دور الموارد البشرية والعنصر الاجتماعي في التنمية والإعمار. ولوحظ أن الفعاليات المرتبطة بتنمية البلد ومعاودة إعماره بدأت تكثر في بنغازي بشكل خاص، وكانت آخرها «جامعة الأعمال من أجل التطوير» التي استضافتها المدينة الليبية الثانية يوم 27 اذار/مارس، والتي تركزت أعمالها على بناء أسس المبادرة الاقتصادية الخاصة، في تعاون مع القطاع العام، وبشكل أخص حفز حماسة الشباب على التجديد والابتكار والريادة في الأعمال. وكشفت أعمال المؤتمر أن هناك قوى حية متحفزة لاجتراح نهضة اقتصادية، إلا أنها مُكبلة بفعل القوانين المُقيدة للنشاط والاستثمار، وهي قوانين تعود إلى فترة حكم النظام السابق. ويعتقد خبراء أن ليبيا قادرة على أن تُصبح بلدا جاذبا للسياح، أسوة بجارتيها تونس ومصر، لو لم يكن حبل الأمن مضطربا في غالبية مدنها. وبعدما كان عدد السياح الذين يزورون البلد لا يقل عن 100 ألف سائح في السنوات التي سبقت الانتفاضة في 2011، تراجعت إلى أدنى مستوياتها في السنوات الأخيرة، جراء مخاوف السياح ومكاتب السفريات من انخرام الأمن وتداعياته على السياحة. مع ذلك تملك ليبيا سواحل بكرا على المتوسط يصل طولها إلى 1750 كيلومترا، أي أنها أطول من سواحل تونس ومصر منفردتين المطلة على المتوسط. ومع خروج ليبيا تدريجا من حال الحرب الأهلية، التي لم تمنحها الفرصة لالتقاط الأنفاس ورسم مستقبل اقتصادي يُخلص البلد من الاعتماد على تصدير المحروقات، يجري التفكير في تنويع مصادر الاقتصاد. وأظهرت دراسات جيولوجية ومُسوح فنية أجريت في مناطق ليبية مختلفة أن البلد ينام على احتياطات كبيرة من المعادن، مما يُشجع على تنويع الإنتاج المحلي، وإنهاء الاعتماد الكلي على صادرات النفط والغاز، ومنذ معاودة فتح ميناء بنغازي، أكبر موانئ ليبيا أمام السفن التجارية في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بعد إقفال استمر منذ 2014، بات الميناء يشكل محرك التنمية في القسم الشرقي من البلد. وكان ميناء بنغازي يستقطب القسم الأكبر من المبادلات التجارية بين ليبيا والبلدان المتوسطية، قبل أن تتهم السلطات الجماعات المسلحة باستخدامه لإدخال السلاح وتغذية الصراعات في الشرق الليبي. واستغرق تنظيف الميناء من ركام السفن المدمرة والذخائر المُهملة ستة أشهر من العمل. ويُتوقع أن يؤدي فتحه إلى خفض أسعار المنتوجات المستوردة، خاصة في الأمد القصير، بعد إعفاء المستوردات من الضرائب مؤقتا بُغية تنشيط الحركة الاقتصادية في المنطقة الشرقية. ويشتمل ميناء بنغازي على 18 منصة لرُسُو السفن، وهو قادر على معالجة أربعة ملايين طن من السلع في اليوم. ويلتقي هذا التطور المهم على صعيد البنية الأساسية مع أهداف المؤتمر الدولي لمعاودة الإعمار الذي تستضيفه بنغازي من 5 إلى 10 أيار/مايو المقبل، ما سيُشكل علامة رمزية مهمة على استئناف الوضع الطبيعي في عاصمة الشرق الليبي. لكن هذا التعافي لا يشمل جميع المدن الشرقية بسبب استمرار سيطرة ميليشيات مسلحة على بعضها، وكذلك وجود حواجز على الطرقات لا تسيطر عليها الدولة. في المُحصلة يمكن القول إن هناك مؤشرات على استفاقة اقتصادية نسبية في الشرق الليبي، تتزامن مع تحسين إيرادات البلد من صادرات النفط والغاز في الأمد المتوسط. لكن لا شيء يضمن أن هذه الانفراجة الصغيرة ستُمكن من مُعالجة التحديات الأخرى التي يُجابهها الاقتصاد الليبي، والمتمثلة خاصة في ارتفاع حجم الرواتب والتضخم وانزلاق قيمة الدينار وشح السيولة في المصارف، فضلا عن استمرار التحديات الأمنية التي تُغذيها أطراف داخلية وخارجية. مؤشرات انفراجة اقتصادية في ليبيا بعدما وصلت صادرات النفط إلى مستوى قريب من إنتاج السعودية رشيد خشانة |
«مزحة» انتخابية تخطف الأضواء من السيسي وتشغل المصريين على الانترنت Posted: 31 Mar 2018 02:04 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: خطف مواطن مصري مغمور الأضواء من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي والتي حصد فيها السيسي أكثر من 90 في المئة من أصوات الناخبين، حيث تحول المواطن وليد الشريف إلى حديث المصريين وموضع الجدل على شبكات التواصل الاجتماعي في الوقت الذي كانت فيه صناديق الاقتراع تنتظر من يدلي بصوته في الانتخابات. وتعود القصة إلى صورة سرعان ما انتشرت في مصر والعالم العربي وتظهر فيها لافتة مكتوب عليها: «عائلة الشريف، ما عدا العاق وليد الشريف، يؤيدون ويبايعون بكل الحب السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية جديدة» وهي الصورة التي تبين سريعاً أنها غير حقيقية ولا توجد على أرض الواقع لافتة معلقة وتتضمن هذه العبارات. ورغم أن مفبرك الصورة كتب صراحة على «فيسبوك» أنها كانت مجرد «مزحة» مع شقيقه وليد الشريف، كما أن وليد ذاته أكد ذلك على «فيسبوك» وأعلن تأييده للسيسي، إلا أن الصورة سرعان ما استمرت في الانتشار، وتحولت إلى الموضوع الأكثر إثارة للجدل في مصر خلال الانتخابات، كما أن النشطاء على الانترنت أطلقوا عدداً من الوسوم والحملات المستلهمة من هذه الصورة والتي تعبر عن معارضتهم للسيسي. وتندر الكثير من المصريين بالقول أن وليد الشريف حصد من أصوات الناخبين أكثر مما حصد السيسي نفسه في هذه الانتخابات نتيجة طوفان التعليقات التي تناولت القصة، والتي استمرت على الرغم من إعلانه وشقيقه أن الصورة لم تكن سوى مجرد «مزحة» وأنه تم تركيبها بواسطة برنامج «فوتوشوب». الأوسع انتشاراً وسرعان ما أصبح الهاشتاغ «#كلنا_وليد_الشريف» والهاشتاغ «#انتخبوا_وليد_الشريف» و«#العاق_وليد_الشريف» و«#رابطة_مؤيدي_وليد_الشريف» على قائمة الوسوم الأكثر تداولاً على شبكة «تويتر» داخل مصر، فيما شارك عشرات آلاف المصريين في التغريد تحت هذه الوسوم، وهي التي كانت في حقيقتها دعوات لمقاطعة الانتخابات وعدم التصويت للرئيس السيسي الذي لم يسمح لأحد بمنافسته أصلاً في الانتخابات. وكتب محمد الشريف صاحب الصورة المفبركة على «فيسبوك»: «انا لما عملت الصوره دي كنت بهزر مع أخويا مش أكتر، ومكنتش أعرف انها هتنتشر بالغباء دا وتوصل انها تبقى التريند الاول في مصر، بس الي حصل دا يدل اننا شعب غلبان نصه بيتعاطف مع أي حد، والنص التاني بيظيط في الظيطه.. وفي النهايه الشعب كله بيجامل وليد». أما الشاعر عبد الرحمن يوسف فكتب على «تويتر» معلقاً: «عاشت مصر بكل المحترمين اللي فيها وعلى رأسهم #وليد_الشريف». أما الاعلامي أسامة جاويش فغرد يقول: «وسيكتب التاريخ أن العاق وليد الشريف حصل على أصوات أكثر من السيسي». وكتبت مغردة تدعى أماني: «الناس عرفت وليد الشريف ومتعرفش اسم الكومبارس اللي نازل قدام السيسي». أما تسنيم عكاشة فغردت بسخرية تقول: «ادعوا لأخيكم وليد الشريف فإنه الآن يُسأل». واختارته سلوى زعيماً بتغريدة قالت فيها: «مطلب شعبي فين وليد الشريف… حد يقوله انت الريس بجد ههههه… نحن تويتر مصر ننتخب وليد الشريف زعيما شرفيا للأمة». وكتبت الناشطة ريم على «تويتر» تقول: «دا عيلة الشريف مطلعش فيها شريف غير العاق وليد». وأعلن محمد عنتر: «رابطة محبي العاق وليد الشريف». ونشر أحمد نوح لافتة مشابهة جاء فيها: «موسى بابكر وأبناؤه ماعدا عيسى… ماعدا العاق وليد الشريف». فيما أعلن طاهر محمود مرشحه الرئاسي: «أنا هنتخب وليد الشريف». وكتب محمد الدهشان يقول: «وليد الشريف بقا أشهر من المرشح التاني اللي ما حدش فاكر اسمه». وكتب هشام اسماعيل: «مهما كان عندك مشاكل مع عيلتك فاحمد ربنا إنك مش العاق وليد الشريف» وكتب علاء الفار: «وليد الشريف فكره والفكره لا تموت». كما غردت الناشطة غادة نجيب بالقول: «كنت متأكدة انها فوتوشوب بس هي معبرة عن الحالة بشكل عام، جيل النكسة اللي حارب جيل الثورة، الشايب ضد الشاب، العاق وليد الشريف مش شخص، العاق وليد الشريف حاله كلنا مرينا بيها وعانينا منها». دعوات المقاطعة نجحت واعتبر الكثير من النشطاء أن الحملات الداعية لمقاطعة الانتخابات في مصر نجحت بشكل كبير وذلك بعد أن تبين أن الانتخابات الرئاسية المصرية للعام 2018 هي الأقل مشاركة مقارنةً بجميع الاستحقاقات الانتخابية التي تلت ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011. وكشفت مؤشرات الفرز النهائية عن مشاركة قرابة 23 مليون مصري في التصويت، من أصل 60 مليون ناخب، أي بنسبة حضور بلغت 38 في المئة فقط، برغم امتداد التصويت لستة أيام كاملة، ثلاثة منها للمصريين في الخارج، ومثلها للمقيمين في الداخل. كما كشفت عن وصول عدد الأصوات الباطلة إلى مليون و523 ألف صوت، ما يظهر حجم الاعتراض على ما اعتبره الكثيرون مجرد «مسرحية انتخابية». وحسب النتائج في «رئاسيات 2018» فإن الرئيس عبد الفتاح السيسي حظي بنحو 21 مليون صوت انتخابي، في مقابل 683 ألف صوت لمنافسه الوحيد، موسى مصطفى موسى، الذي وصفته بعض وسائل الإعلام بأنه «الكومبارس» في إشارة إلى أنه نفسه مؤيد في الأصل للرئيس السيسي. «مزحة» انتخابية تخطف الأضواء من السيسي وتشغل المصريين على الانترنت |
شهداء فلسطين يُشعلون شبكات التواصل في العالم العربي ويُعيدون قضيتهم إلى واجهة الإعلام Posted: 31 Mar 2018 02:04 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: اشتعلت شبكات التواصل الاجتماعي في مختلف أنحاء العالم العربي بالتضامن مع الفلسطينيين يوم الجمعة الماضية، وذلك بالتزامن مع سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى في المواجهات التي اندلعت مع قوات الاحتلال على أطراف قطاع غزة خلال «مسيرة العودة الكبرى» التي حاول فيها آلاف اللاجئين الفلسطينيين العبور إلى أراضيهم التي تم تهجيرهم منها في العام 1948. وصادف يوم الجمعة الماضي ذكرى يوم الأرض الفلسطيني، فيما كانت مختلف الفعاليات الشعبية الفلسطينية قد دعت اللاجئين في مختلف أنحاء العالم للمشاركة في «مسيرة العودة الكبرى» التي أكد المنظمون إنها مسيرة سلمية بالكامل تهدف فقط لتنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم (194) الذي يدعو إلى عودة كل اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي تم تهجيرهم منها غصباً في العام 1948. فيما خرج الآلاف في قطاع غزة للمشاركة في المسيرة متجهين سيراً على الأقدام إلى داخل الخط الأخضر، إلا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي تصدى لهم بالدبابات والرصاص الحي موقعاً عدداً كبيراً من الشهداء والجرحى في صفوفهم. وأشعلت أحداث الجمعة، أو يوم الأرض الفلسطيني، أو «مسيرة العودة الكبرى» موجة تضامن جديدة وواسعة على الانترنت وعبر مختلف شبكات التواصل الاجتماعي مع الفلسطينيين، كما أشعلت حالة جديدة من الغضب ضد الاحتلال الإسرائيلي. وحققت تسجيلات لمسيرة العودة وبث حي لأحداثها على «فيسبوك» و«يوتيوب» عشرات آلاف المشاهدات في إشارة واضحة على عودة الحدث الفلسطيني ليتصدر الاهتمام العربي، حيث تجاوز عدد مشاهدي البث المباشر للمسيرة على صفحة «غزة الآن» نصف مليون مشاهد خلال نحو ثلاث ساعات فقط، أما صفحة شبكة «قدس الإخبارية» على فيسبوك فاستقطبت أكثر من 200 ألف مشاهد لبثها الحي خلال ساعات معدودة، هذا فضلاً عن مئات آلاف المشاهدين على «يوتيوب» و«تويتر» ومختلف مواقع الانترنت والقنوات التلفزيونية الإخبارية. وسرعان ما تصدرت عدد من الوسوم المتعلقة بالحدث الفلسطيني قوائم الأكثر تداولاً على «تويتر» في العديد من الدول العربية، وخاصة الوسم «#يوم_الأرض» و«#يوم_الأرض_الفلسطيني» و«#مسيرة_العودة_الكبرى» فيما شارك آلاف النشطاء على الانترنت في التضامن مع الفلسطينيين وأحيا كثيرون الذكرى السنوية الـ42 ليوم الأرض من خلال شبكات التواصل الاجتماعي. كما تداول النشطاء صوراً من «مسيرة العودة الكبرى» التي انطلقت بمشاركة واسعة على الرغم من أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت تهديدات واضحة باستهداف الفلسطينيين بالرصاص الحي خلال المسيرة. وغرد الكاتب والصحافي التونسي عادل الحامدي على «تويتر»: «الشعب الفلسطيني يستجيب لنداء العودة .. سبعون عاما على قيام الكيان كأنها لم تكن» وأضاف: «طريق العودة إلى الديار.. الفلسطينيون يحركون المياه الراكدة دفاعا عن حقوقهم». أما الناشط أحمد عواد فغرد يقول: «السيول البشرية في مسيرة العودة الكبرى تثبت أن هذا الشعب لم ولن يرضى بديلاً عن أرضه أو عوضاً لها بأي صفقة سوى العودة ولا شيء غير العودة». وكتب الناشط الإسلامي التونسي جلال ورغي معلقاً: «فلسطين العروبة والإسلام والإنسانية، في يوم الأرض وبمناسبة مسيرة العودة، لكل الشرفاء الذين يتمسكون بأرضهم.. قد لا تسعفنا موازين القوة اليوم أن نسترد أرضنا.. ولكن موازين العدل والسماء تجعلنا نتمسك بها حتى تعود يوما ما.. حفظ الله أرض الإسراء والمعراج.. هي الحق والشرف.. بالأمس واليوم وغدا». وعلق الكاتب الصحافي المعروف ياسر الزعاترة على أحداث الجمعة بالقول: «المظاهرات والمواجهات مع الاحتلال تشمل الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 48. هذا يوم الأرض، ويوم البطولة ويوم العودة. قادة الاحتلال يتابعون الموقف بكثير من القلق. هذا الكيان المدجج بأسباب القوة لا يعرف أن هنا شعب مدجج بالإرادة والبطولة أيضا». وأضاف: «عدد الشهداء يرتفع مع مئات الإصابات. الغزاة في حالة هستيريا، وقائد الأركان الصهيوني يشرف بنفسه على المواجهات. سلام عليهم وعلى كل الشهداء إلى يوم الدين». وتابع الزعاترة في تغريدة لاحقة: «كما في كل معركة رائعة من معارك أمتنا؛ في فلسطين وغيرها، لا تعدم من يمارس دور المخذل والمزايد، حتى وهو لا يفقه شيئا من أبجديات القضية التي يتحدث عنها. بعضهم موظفون، وبعضهم حمقى ومن معطوبي الضمائر. الغالبية الساحقة لها شأن آخر، وهي تملك وعيا عصيا على التزييف». وكتب الناشط الأشهر في غزة محمد سعيد نشوان على «تويتر»: لم يكونوا في يوم أقرب لبلادهم كما هم الْيَوْم، لا الأرض تنسى ولا أبناؤها نسيوا، تشبههم ويشبهونها، وكلمة السر في هذا المشهد المهيب: راية واحدة وهدف واحد». وسخر العديد من النشطاء الفلسطينيين من تغريدة لوزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، وهي أول تغريدة له على «تويتر» باللغة العربية على الإطلاق، حيث كتب فيها ما يعكس حجم القلق الإسرائيلي قائلاً: «إلى سكان قطاع غزة: قيادة حماس تغامر بحياتكم، كل من يقترب من الجدار يُعرض حياته للخطر، أنصحكم بمواصلة حياتكم العادية والطبيعية وعدم المشاركة في الاستفزاز». وغرد أحد النشطاء المصريين بالقول: «الفلسطينيين اللي بتقولوا عليهم باعوا أرضهم خرجوا في مسيرة كبرى لإحياء يوم الأرض.. #مسيرة_العودة_الكبرى». يشار إلى أن فعاليات «مسيرة العودة الكبرى» بدأت يوم الجمعة الثلاثين من آذار/مارس بالتزامن مع إحياء ذكرى يوم الأرض، إلا أن المنظمين يقولون بأنها ستستمر حتى يوم الخامس عشر من أيار/مايو المقبل، حيث يحيي الفلسطينيون ذكرى النكبة والتهجير. أما منظمو المسيرة فهم ممثلون عن مختلف الفصائل والفعاليات الفلسطينية الذين شكلوا لجنة خاصة بها لتكون فعالية مستقلة لا تمثل أي فصيل سياسي أو طرف من الأطراف وتتجاوز كافة الخلافات والانقسامات الداخلية الفلسطينية. شهداء فلسطين يُشعلون شبكات التواصل في العالم العربي ويُعيدون قضيتهم إلى واجهة الإعلام |
لأول مرة: هجوم ديني في السعودية ضد قناة «الجزيرة» Posted: 31 Mar 2018 02:03 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: دخلت أعلى هيئة دينية على خط الهجوم المباشر الذي يستهدف قناة «الجزيرة» القطرية، لتكون بذلك السعودية قد استخدمت الفتاوى الدينية أيضاً في أزمتها مع دولة قطر، وتكون هذه المرة هي الأولى التي تصدر فتاوى عن رجال الدين في المملكة ضد القناة الإخبارية، في الوقت الذي لم يصدر عن الهيئة نفسها أي فتاوى تتعلق بقنوات تلفزيونية أخرى، بما فيها القنوات التي تبث الأغاني والحفلات التي لطالما أفتى رجال الدين السعوديون بحرمتها. وأصدرت هيئة كبار العلماء في السعودية بيانا رسمياً قالت فيه إن قناة «الجزيرة» أصبحت «بوقاً للجماعات الإرهابية» وأضافت إن «ذاكرة التاريخ لن تنسى أن جزيرة قطر كانت وما زالت منبراً لدعاة الإرهاب وقادته». وأضاف البيان إن «الجزيرة تساهم في نشر خطابات زعيم جماعة الحوثي الإرهابية وبتنسيق منتظم معه في استهداف واضح لأمن المملكة العربية السعودية». وتعتبر «هيئة كبار العلماء» أعلى مؤسسة دينية في السعودية، رغم أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أصدر جملة قرارات تحد من سلطتها بما في ذلك سلطات «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» التي كانت تمثل «الشرطة الدينية» في السعودية. ورد المدير العام لقناة «الجزيرة» ياسر أبو هلالة على بيان الهيئة الدينية في تغريدة على «تويتر» قال فيها: «أشكر هيئة كبار العلماء على دعايتها المجانية لقناة الجـــزيرة، فتـحـــذيراتها من قناة الجزيرة تعكس مدى تأثيرها في الـــشــباب الســعــودي الواعي وهو ما يبهجــــنا، بــقــدر ما يحزننا انشغال المؤسسة عما يتعرض له الأبــريـــاء في الغوطة وغيرها، وتحولها إلى أداة تنسخ وتلصق توجيهات تأتي على الواتساب». وكان الهجوم ضد قناة «الجزيرة» قد تجدد في السعودية بعد أن استضافت ناطقاً باسم جماعة «أنصار الله» (الحوثيون) للتعليق على إطلاق عدد من الصواريخ ضد أهداف داخل السعودية، بما فيها أهداف داخل مدينة الرياض، وهي الصواريخ التي سقطت داخل المملكة وتسببت في مقتل عامل مصري، فيما تؤكد السعودية أن دفاعاتها الجوية تصدت لها وأسقطتها في الجو قبل ان تصل إلى أهدافها. ويعتبر إغلاق قناة «الجزيرة» أحد المطالب الرئيسية لدول الحصار الأربع (السعودية ومصر والإمارات والبحرين) وذلك من أجل إنهاء الحصار المفروض على قطر منذ صيف العام الماضي. لأول مرة: هجوم ديني في السعودية ضد قناة «الجزيرة» |
هواتف «آيفون» قابلة للطي قريباً Posted: 31 Mar 2018 02:03 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: تعمل شركة «آبل» الأمريكية على انتاج طراز جديد من هواتف «آيفون» تتميز بقابليتها للطي لتكون الأولى من نوعها في تاريخ الشركة، على أن التسريبات التي تتحدث عن ذلك توقعت أن لا ترى هذه الهواتف النور قبل العام 2020. ونقلت تقارير غربية عن أحد المحللين التابعين لشركة «ميريل لينش» الأمريكية المتخصصة في خدمات التمويل قوله أن شركة آبل تتحضر لإطلاق هاتفها القابل للطي عام 2020. ويتوقع الخبراء أن يزود هذا الهاتف بشاشة مرنة من نوع «microLED» وهي الشاشة التي كانت عدة مواقع قد أكدت بأن «آبل» تعمل على تطويرها حاليا، حيث تتميز تلك الشاشات بأن كل بيكسل فيها قادر على بث الضوء بشكل مستقل. وتأتي تلك الأخبار بعد مدة من تأكيد موقع إخباري أمريكي أن الشركة تعمل على تطوير شاشات بدقة «8 كي» مخصصة للهواتف الذكية والكمبيوترات وخوذ الواقع الافتراضي، وتتميز بأنها قادرة على تتبع حركة عين المستخدم وتوفير الطاقة. يذكر أن «آبل» ليست أول شركة تعمل على تطوير تقنيات الهواتف القابلة للطي، فمنذ مدة، وعلى هامش معرض CES-2018 في لاس فيغاس، رفعت شركة سامسونغ السرية عن النموذج الأولي لهاتف ذكي مع شاشة قابلة للطي، من المفترض أن يطرح رسميا، عام 2019. في هذه الأثناء، خفض خبراء مصرف «غولدمان ساكس» تقديراتهم لمبيعات هواتف «آيفون» في الربعين الأولين من العام الجاري، وقال البنك الاستثماري إنه يخفض توقعاته لمبيعات أيفون بمقدار 1.7 مليون وحدة، ما يعني أنه أصبح يتوقع حالياً أن تبيع الشركة الأمريكية 53 مليون وحدة في الربع الأول من العام الجاري، أما خلال الأشهر الثلاثة حتى حزيران/يونيو المقبل فمن المتوقع أن تبيع 40.3 مليون وحدة، بانخفاض قدره 3.2 مليون وحدة عن توقعاتها السابقة. وأوضح في مذكرة حديثة أن توقعات الطلب على هواتف «آيفون» ضعيفة بسبب ضعف الإقبال الحالي. وقال محللو «وول ستريت» إن «غولدمان ساكس» خفض من توقعاته لشحنات هواتف آيفون بنسبة 2.5 في المئة إلى 217.3 مليون وحدة فى السنة المالية التي تنتهي في 30 أيلول/سبتمبر 2018 كما خفض توقعاته لشحنات أيفون للعامين الماليين 2019 و2020 بنسبة 4 في المئة و1.8 في المئة على التوالي. ونتيجة لتخفيض توقعات شحنات هواتف أيفون تم تخفيض توقعات الإيرادات أيضا في السنة المالية المنتهية في أيلول/ سبتمبر بنسبة 2.4 في المئة إلى 256.6 مليار دولار. وكانت شركة «آبل» قد طرحت هاتف آيفون X العام الماضي بسعر 999 دولار، مع توقعات عالية، لكن عددا من التقارير أشارت إلى أن الطلب لم يكن قوياً كما أفاد تقرير من «نيكي» في كانون الثاني/يناير الماضي أن آبل خفضت إنتاج آيفون إكس. وتشير التسريبات إلى أن من المرجح أن تطلق آبل ثلاثة هواتف آيفون جديدة في عام 2018 واحد مع شاشة OLED مقاس 6.5 بوصة وآخر مزود بشاشة OLED مقاس 5.8 بوصة ونسخة مزودة بشاشة LCD تقليدية قياس 6.1 بوصة. هواتف «آيفون» قابلة للطي قريباً |
بحوث جديدة تفك لغز نشوء الحياة على كوكب الأرض Posted: 31 Mar 2018 02:03 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: تمكن بحث علمي جديد من تفكيك مزيد من الألغاز التي تحيط بنشوء الكرة الأرضية وظهورها وتكونها وكيف تحولت إلى مكان صالح للحياة ويتضمن الأكسجين والمياه والعوامل التي تجعل الإنسان قادراً على البقاء والعيش فيه. وحسب البحث العلمي الذي أجراه علماء في قسم علوم الأرض في جامعة «برينستون» الأمريكية في ولاية نيوجيرسي فان جزءاً من ملح البحر يعود تاريخه إلى أكثر من 2 مليار سنة مضت يشير إلى أن ارتفاع الأكسيجين في الأرض، المعروف باسم حدث الأكسدة العظيم، لم يكن بطيئا. وبدلا من تراكمه على مدى ملايين السنين، فإن الباحثين وجدوا أن إنتاج الأكسيجين يمكن أن يكون قد ازدهر فجأة، ما يحفز على إحداث تغييرات كبيرة على الأرض وفي المحيطات. ونقلت جريدة «دايلي ميل» البريطانية عن كلارا بلاتلر، وهي من المشاركين في البحث قولها: «كان هناك تغيير كبير في إنتاج الأوكسجين». وتأتي النتائج الجديدة نتيجة تحليل صخور الملح الكريستالية، المأخوذة من ثقب يبلغ عمقه 1.2 ميل، في كاريليا شمالي غرب روسيا. ويشكل الأوكسجين حالياً نحو 20 في المئة من الهواء، ولكن لم يكن الأمر كذلك منذ مليارات السنين، حيث تشير التقديرات إلى بدء ظهور الأكسيجين في الفترة بين 2.3 و2.4 مليار سنة مضت، ولكن لم يُعرف ما إذا كان هذا التحول تدريجيا أو سريعا وظل لغزا إلى حد كبير. ووجد الباحثون في كرات الملح الكريستالية، التي نتجت عن تبخر مياه البحر القديمة، كمية كبيرة من الكبريتات التي تنشأ من خلال تفاعل الكبريت والأوكسجين. ويشير هذا الاكتشاف إلى أن الحدث العظيم «أكسدة الأرض» حدث بطريقة أسرع وأكثر دراماتيكية مما كان يُعتقد سابقا، وفقا للباحثين. وقال آيفو ليبلاند، الباحث في هيئة المسح الجيولوجي في النرويج: «يعد هذا أقوى دليل على الإطلاق على أن مياه البحر القديمة التي ترسبت منها تلك المعادن، كانت تحوي تركيزات عالية من الكبريت، تصل إلى ما لا يقل عن 30 في المئة من كبريتات المحيطات الحالية، كما تشير تقديراتنا». وأوضح الباحثون أن كرات الكريستال التي تم فحصها في الدراسة، يزيد عمرها بمقدار مليار سنة مقارنة بالرواسب المكتشفة سابقا. وكانت تحتوي على الملح الصخري وأملاح الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم. وتم اكتشاف الرواسب أثناء عمليات الحفر على الشواطئ الغربية لبحيرة «أونيغا». وكان هناك الكثير من الجدل حول ما إذا كان حدث الأكسدة العظيم، الذي يرتبط بزيادة أو نقصان الإشارات الكيميائية المختلفة، يمثل تغيرا كبيرا في إنتاج الأوكسجين، أو مجرد عتبة تم تجاوزها. بحوث جديدة تفك لغز نشوء الحياة على كوكب الأرض |
أول تطبيق الكتروني لمنع «فيسبوك» من التجسس على المستخدمين Posted: 31 Mar 2018 02:02 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: ظهرت أول أداة الكترونية لمحاصرة «فيسبوك» ومنعه من التجسس على المستخدمين، في الوقت الذي تصاعدت فيه وتيرة الفضيحة التي تعاني منها شبكة التواصل الاجتماعي الأكبر والأوسع انتشاراً في العالم والتي أدت إلى هروب جماعي لأعداد كبيرة من المشتركين بخدماتها بعد أن انكشف حجم التجسس الذي تقوم به. وأعلن متصفح «فايرفوكس» أنه أطلق أداة أو تطبيقا لمنع «فيسبوك» من تعقب وتتبع مستخدميه، وأطلق على هذا التطبيق اسم «Facebook Container». وقال موقع «سي نت» إن فيسبوك مثله مثل مواقع أخرى مثل غوغل، يتعقب كل خطواتك ويعرف كل ما تقوم به على الإنترنت، وذلك حتى يتعرف أكثر على بياناتك الشخصية ويعرف طريقة استغلالها في الإعلانات. وقالت «موزيلا فايرفوكس» إن الأداة الجديدة هي امتداد لبرنامج «متصفح فايرفوكس الخاص» الذي يمنع المواقع من تعقب خطواتك على الإنترنت. وأضافت: «بهذه الأداة، ستواصل نشاطك على فيسبوك كما ستواصل أنشطتك في المواقع الأخرى بشكل طبيعي، دون أن يتعقبك أي موقع آخر». ولا تتوفر هذه الأداة إلا في «فايرفوكس» فيما لم تعلن بعد منافستها «كروم» التابعة لشركة «غوغل» أي خطوة لحماية بيانات مستخدميها. ويأتي هذا في وقت يعاني فيه الموقع الاجتماعي العملاق فضيحة كبيرة، بعدما تم الكشف أن شركة «كامبردج أناليتيكا» للاستشارات السياسية استخدمت بيانات مستخدمي «فيسبوك» للمساعدة في تحقيق فوز الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب في الانتخابات. وقدم «فيسبوك» وهو أكبر موقع للتواصل الاجتماعي في العالم، اعتذارا في إطار محاولته تحسين سمعته بين المستخدمين والمعلنين والمشرعين والمستثمرين، بعد أخطاء أدت إلى وصول بيانات 50 مليون مستخدم إلى شركة كمبردج اناليتيكا. تسجيل المكالمات وتفاقمت فضيحة «فيسبوك» خلال الأيام الماضية، فيما تصاعدت وتيرة المعلومات التي يجري الكشف عنها تباعاً، حيث كشف مستخدمون للشبكة أنهم فوجئوا برصد الموقع لكل الاتصالات التي أجروها من هواتفهم فضلا عما بعثوا به من رسائل. وحسب تقارير صحافية غربية فقد اشتكى المستخدمون من تخزين موقع «فيسبوك» معلومات مفصلة عن أرقام أصدقائهم الهاتفية وأعياد ميلادهم. ونقلت صحيفة «دايلي ميل» البريطانية عن ديلان مكاين، وهي مستخدمة لفيسبوك منذ أعوام، إنها اكتشفت تسجيل فيسبوك لكافة الاتصالات التي أجرتها والرسائل التي بعثت بها بين تشرين الأول/أكتوبر 2016 وتموز/يوليو 2017 ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل سجل عملاق التواصل الاجتماعي تفاصيل دقيقة أخرى مثل مدة المكالمة وتوقيت إجرائها. وحين يطلب مستخدمو فيسبوك حذف حساباتهم في الموقع، يعرض الموقع رسالة تستفسر حول ما إذا كانوا يرغبون في الاحتفاظ بنسخة من معلوماتهم. وعند الحصول على هذه النسخة، يظهر حجم المعلومات «المخيفة» التي قام «فيسبوك» بتخزينها، دون أن يكون المستخدمون على دراية بذلك، وهو ما اعتبره منتقدون انتهاكا صارخا للخصوصية. وتضم شبكة «فيسبوك» حالياً نحو ملياري مستخدم من مختلف أنحاء العالم، فيما تسعى إلى الاستحواذ على مزيد من المستخدمين من مختلف أنحاء العالم بما في ذلك المناطق النائية التي لا تصل إليها شبكة الانترنت وذلك باستخدام طرق غير تقليدية لإيصال خدمات الانترنت ومن ثم خدمات «فيسبوك» إلى تلك المناطق. وكانت شركة «فيسبوك» الأمريكية أعلنت رسمياً في بداية العام الماضي أن عدد مستخدميها وصل إلى 1.86 مليار مستخدم، فيما قال المدير المالي للشركة ديفيد وينر إن الشبكة أضافت عدداً هائلاً من المستخدمين خلال الربع الأخير من العام 2016 وهو ما دفع تقارير صحافية إلى الاستنتاج أن الشبكة ستضم أكثر من ملياري شخص قبل نهاية العام 2017. وأطلق آلاف النشطاء حول العالم حملة تدعو لإلغاء الحسابات على الشبكة الأوسع انتشاراً في العالم، وهو ما أدى سريعاً إلى هبوط حاد في أسعار أسهم «فيسبوك» وكبد قيمتها السوقية الاجمالية خسارة تجاوزت الـ35 مليار دولار أمريكي. وأطلق النشطاء حملة على شبكات التواصل المنافسة تحت الهاشتاغ «deletefacebook#» وانضم إليها أيضاً مؤسس تطبيق «واتس آب» الذي يغزو الهواتف المحمولة في العالم والذي اشترته شركة «فيسبوك» مؤخراً. وطالب مؤسس «واتس آب» براين أكتون جميع مستخدمي «فيسبوك» بضرورة إلغاء حساباتهم الشخصية من على الموقع من أجل حماية خصوصيتهم. وقال أكتون في تغريدة له على «تويتر»: «لقد آن الأوان.. إمسح فيسبوك». وكانت شركة «فيسبوك» اشترت تطبيق «واتس آب» مقابل 16 مليار دولار، ما حول مؤسسي «واتس آب» براين أكتون وجان كوم لأصحاب ثروات طائلة. أول تطبيق الكتروني لمنع «فيسبوك» من التجسس على المستخدمين |
أمريكا تختبر سلاحا ليزريا خارقاً وروسيا تتفوق عليها سريعاً Posted: 31 Mar 2018 02:02 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: تتصاعد وتيرة «سباق التسلح» بين كل من الولايات المتحدة وروسيا وتزداد ظهوراً وعلانية بعد عدة عقود من انتهاء الحرب الباردة بين البلدين، وهي الحرب التي تعود تدريجياً عبر عدة منصات وساحات وبأشكال مختلفة. ومن المقرر أن تبدأ الولايات المتحدة خلال صيف العام الجاري باختبار ليزر قتالي جديد بقوة 50 كيلوواط، يمكن أن يستخدم فيما بعد على متن مقاتلة «F-15 Eagle». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مساعد وزير سلاح الجو الأمريكي لشؤون العلم والتكنولوجيا جيف ستينلي، قوله إن السلاح الجديد سيخضع أولا للاختبارات الأرضية، أما اختباراته الجوية فيتوقع أن تبدأ في صيف عام 2019. وأضاف ستينلي أن الليزر جاهز، لكن من الضروري حل بعض المشاكل المتعلقة بتخفيض حجمه والقدرة المستهلكة. وأضاف أنه يولد شعاعا غير مرئي للعين المجردة. وسيتأكد الخبراء أيضا أثناء الاختبارات الجوية من قدرة الليزر الجوي على تدمير الطائرات من دون طيار والصواريخ المجنحة من على متن مقاتلة. ويرى العسكريون الأمريكيون أن أنظمة الليزر يمكن أن تستخدم للحماية ولتدمير طائرات أخرى على حد سواء، وهو سلاح رخيص ذو ذخيرة غير محدودة. ويشترط في الليزر القتالي أن يعمل بشكل فعال عند التحليق بسرعة تحت صوتية (0.75 ماخ) وصوتية ( 0.75-1.2 ماخ) وفوق صوتية (1.2-5 ماخ). وقد وقع البنتاغون اتفاقية تصميم الليزر الجوي مع شركة «لوكهيد مارتين» الخريف الماضي، فيما يجري تصميمه في إطار مشروع «SHiELD». وسرعان ما ردت روسيا ضمنياً على الإعلان الأمريكي، حيث أعلن نائب وزير الدفاع الروسي يوري بوريسوف أن مجمع الليزر الروسي «بيريسفيت» يتقدم على الأجهزة الأمريكية المشابهة. وقال بوريسوف، في حديث أدلى به لقناة «روسيا-1» التلفزيونية، إن المهندسين الأمريكيين قاموا هم أيضا بتصميم نماذج من سلاح ليزر بمقدوره تدمير المدرعات الخفيفة والقضاء على القوة البشرية. وأضاف أن شركة «ريثيون» الأمريكية كشفت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي عن مجمع الليزر «HELWS-MRZR» وسجلت اختباره بالفيديو، حيث دمر المجمع بشعاع ليزر غير مرئي مروحية مسيرة معلقة في الجو على ارتفاع مترين. أما مجمع الليزر الروسي «بيريسفيت» فإنه بدأ الخدمة في الجيش الروسي عام 2016 ويقوم بأداء مهام الدرع الصاروخية والدفاع الجوي، علما أن استخدام شعاع الليزر أكثر فعالية ودقة وأقل تكلفة من استخدام الصواريخ المضادة. وتستخدم المفاعلات النووية الصغيرة كمصادر طاقة لنبضة الليزر الروسي. أمريكا تختبر سلاحا ليزريا خارقاً وروسيا تتفوق عليها سريعاً |
مقاومة الأدوية المتعددة Posted: 31 Mar 2018 02:01 PM PDT |
إسرائيل تعتدي على مسيرة الشعانين المسيحية في القدس Posted: 31 Mar 2018 02:01 PM PDT قالت حكومة الوفاق الفلسطينية إن السلطات الإسرائيلية اعتدت على مسيرة «أحد الشعانين» للمسيحين في شرق مدينة القدس. وقال بيان صادر عن الناطق باسم الحكومة يوسف المحمود إن «هذا الاعتداء الاحتلالي المرفوض والمستنكر يطال كافة أبناء الشعب الفلسطيني وسائر أبناء الأمتين العربية والمؤمنين في العالم ويعتبر مساسا بمقدساتنا وتراثنا الروحي». وذكرت مصادر فلسطينية في وقت سابق أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت شابين فلسطينيين واعتدت بالضرب على مجموعة من المشاركين في مسيرة «أحد الشعانين» في منطقة باب الأسباط في البلدة القديمة شرق القدس. واحتفلت كنيسة اللاتين في القدس بأحد الشعانين وهو الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح لدى المسيحين ويسمى الأسبوع الذي يبدأ به بأسبوع الآلام وهو يوم ذكرى دخول يسوع إلى مدينة القدس. إسرائيل تعتدي على مسيرة الشعانين المسيحية في القدس |
حقوقيون وأخصائيون لـ«القدس العربي»: عوامل اقتصادية واجتماعية تقف خلف تزايد حالات الانتحار في غزة Posted: 31 Mar 2018 02:01 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: شكلت حالات الانتحار المتزايدة في قطاع غزة بين كلا الجنسين جدلاً حادا في الشارع الغزي، في ظل غياب الحلول وتقصي الدوافع الحقيقية لإقدام أعداد كبيرة على الانتحار سواء عن طريق الشنق أو شرب مواد سامة أو قطع أحد الشرايين. ولا شك أن تردي الوضع الإنساني والاقتصادي لدى الغزيين والحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، وارتفاع معدلات البطالة لدى الآلاف من الشباب، كلها عوامل لعبت دوراً كبيراً في إغراق غزة بمستنقعات الجوع والفقر، وبالتالي صارت مؤشرا واضحا وصريحا على انتشار حالات الانتحار. ولكن هناك حالات كثيرة من الانتحار خاصة في صفوف الإناث يخيم على بعضها الغموض ولا يتم الإفصاح عنها. فمنذ بداية العام الجاري وعلى صعيد قطاع غزة الذي يسكنه مليوني نسمة، تم رصد قرابة 12 حالة انتحار بين ذكور وإناث بإحدى الطريقتين الشنق وتناول المواد السامة، عدا عشرات المحاولات التي فشلت. وسجلت الأسابيع الماضية ست محاولات وذلك خلال يومين متتاليين، كانت إحدى هذه الحالات لفتاة وجدت مشنوقة على سطح منزلها في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة. وأكد الباحث والخبير في الصحة النفسية والعلوم الاجتماعية جميل الطهراوي لـ«القدس العربي»: أن ارتفاع معدلات الانتحار في أوساط الشباب ناتجة عن عاملين رئيسيين وهما: العامل الاقتصادي الذي يواجهه الشباب من غياب لفرص العمل وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، والعامل الثاني وهو الاجتماعي الناتج عن خلافات أسرية واجتماعية عائلية تدفع الشباب إلى اللجوء للانتحار، ويعتبر هذا العامل ومن خلال دراسة تم إجراؤها أكثر الأسباب التي تؤدي لإقدام الشباب على الانتحار لوضع حد للمشاكل والضغوط النفسية. وبين أن الشاب الذي يقدم على الانتحار بالطرق المختلفة يكون قد أصيب باكتئاب نفسي واضطرابات عقلية بعد فقدانه الثقة بنفسه، ويعتقد أنه بالانتحار والموت وضع حداً لمعاناته، ولكنه واهم، فلا شك أن الظروف القاسية وغياب الحلول تجعله في حيرة من أمره، فعليه أن يعي جيداً أن الدين يرفض الانتحار ويحرمه تحريماً قطعيا. ودعا الطهراوي كافة المؤسسات الأهلية والحكومية ودور العبادة إلى بذل الجهود التي من شأنها الحد من تمدد هذه الظاهرة الخطيرة، والتي لم يسبق لها مثيل من قبل، إضافة إلى مراقبة العائلات سلوكيات أبنائهم وعرضهم على الطبيب المختص في حال ظهرت أي أعراض نفسية وعقلية عليهم. وقال مدير مركز «الميزان» لحقوق الإنسان عصام يونس، أن ظاهرة الانتحار بين الشباب في غزة بدأت في الصعود نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية وهو ما ينذر بكارثة خطيرة على الشارع المحافظ في عاداته وتقاليده. وأوضح لـ«القدس العربي»: أن غالبية الشباب الذين يقدمون على الانتحار هم من الفئة العمرية بين 16 إلى 25 وهي الفترة التي يشعر فيها الشاب الذي فقد العمل بوجود نقص كبير في مقومات حياته وتهميش وإحباط، وهذا ما ينطبق على بعض الحالات التي أجريت دراسات حولها. وحذر يونس من مخاطر الأيام المقبلة والتي تتجه نحو الأسوأ، في ظل الحالة الضبابية التي تخيم على مصير المواطنين في غزة، خاصة بعد تواصل الانقسام الذي من شأنه تكريس معاناة المواطنين التي تستدعي تدخلاً سريعاً لمواجهة الآثار الناجمة عن ذلك، من خلال تجاوز الخلافات الداخلية وخلق فرص عمل للغزيين الذين أصبحوا بالمئات متسولين في الشوارع نتيجة الفقر الشديد. وطالب الجهات الأمنية في غزة، بتوفير إحصائيات رسمية لحالات الانتحار، ليقف المواطنون عند مسؤولياتهم تجاه أبنائهم ولمساعدة الجهات الحقوقية في إعداد دراسات وتوفير معلومات تمكنها من طرح هذه المشكلة وإيصالها للمعنيين والمختصين من خلال عقد ورشات العمل التوعوية للشباب، إضافة إلى إرسال إحصائيات ومعلومات دقيقة للمؤسسات الدولية في الخارج، لغرض تقديم المساعدات اللازمة للحد من الظاهرة وبأقصر الطرق. وبين تقرير نشره «المرصد الأورومتوسطي» لحقوق الإنسان، أن معدلات الانتحار في قطاع غزة ارتفعت بنسبة 45 في المئة منذ بداية العام مقارنة بالأعوام السابقة ويأتي ذلك نتيجة حالة الفقر المدقع الذي يضرب القطاع، حيث وصلت نسبته في أوساط الغزيين إلى 80 في المئة، إضافة إلى فقدان أعداد كبيرة من الشباب لحقهم في الحصول على فرص عمل، وارتفاع نسبة البطالة إلى 46 في المئة مقارنة بالأعوام السابقة أيضا. وفي تعقيبها على ذلك، دعت الفصائل الفلسطينية المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني إلى إطلاق برامج توعية للشباب تحذرهم من خطر الوقوع في مثل هذه الجرائم، كما دعت الأشقاء العرب إلى مساندة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والعمل على رفع الحصار الإسرائيلي الظالم الذي كرس معاناة المواطنين، وطالبت الفصائل حكومة التوافق الوطني في رام الله بإنجاز ملف المصالحة وإطلاق مشاريع تشغيلية لآلاف الخريجين، في خطوة للتخفيف من حدة الفقر والبطالة وإخراج غزة من أزماتها الخطيرة التي طالت كافة شرائح المجتمع. حقوقيون وأخصائيون لـ«القدس العربي»: عوامل اقتصادية واجتماعية تقف خلف تزايد حالات الانتحار في غزة إسماعيل عبدالهادي |
منتو Posted: 31 Mar 2018 02:00 PM PDT المقادير: كوبان دقيق نصف كأس ماء وممكن أكثر رشة ملح ملعقتان كبيرة زيت نعناع مجفف وسماق للزينة الحشوة نصف كيلو لحم مفروم بصل مفروم ملح فلفل أسود بهارات مشكلة الخلطة الحمراء حبة طماطم كبيرة فص ثوم قرن فلفل أخضر حار الخلطة البيضاء علبة زبادي فص ثوم رشة ملح رشة فلفل طريقة التحضير: نضع الدقيق في وعاء ونضع عليه الملح والزيت والماء وتعجن والأفضل ان تكون العجينة قاسية بعض الشيء ونتركها مدة ساعة. نحضر اللحم ونخلط المكونات المكتوبة بالأعلى بدون طبخ لأنه سيستوي على البخار. نفرد العجينة رقيقة ونقطعها دوائر ونضع اللحم ونغلقه بالطريقة المعتادة أو الطريقة الأسهل. نجهز قدر المنتو، ونضع الماء ونضيف فيه ليمونة وبصلة وبهارات حب وليس مطحونة وملح، وندهن القدر المخرم بالزيت ونصف حبات المنتو ونغلق عليها لمدة ساعة والأفضل رش المنتو بالماء البارد كل ربع ساعة. نجهز صلصة المنتو الحمراء بخلط كل من الطماطم والفلفل الحار والثوم وقليل من الملح والفلفل الأسود معا. نحضر الصلصة البيضاء ونخلط الزبادي مع الثوم المفروم والفلفل الأسود والملح. وبعد مرور ساعة نخرج حبات المنتو ونصفها في صينية ونضع عليها الصلصة الحمراء والبيضاء ومن ثم الزينة وهي نعناع مجفف وسماق. |
دراسة: المتفائلون أقل عرضة لأمراض القلب Posted: 31 Mar 2018 02:00 PM PDT أفادت دراسة أمريكية حديثة، أن الأشخاص المتفائلون الذين يتمتعون بنظرة إيجابية للمستقبل، أقل عرضة لأمراض القلب والأوعية الدموية. الدراسة أجراها باحثون في جامعة إلينوي الأمريكية، ونشروا نتائجها، في عدد السبت، من دورية «BMJ Open» العلمية. ولكشف العلاقة بين التفاؤل وصحة القلب، راقب الباحثون أكثر من 4900 شخص من أصل لاتيني وإسباني يعيشون في الولايات المتحدة. وتم تقييم صحة القلب والأوعية الدموية للمشاركين باستخدام مقاييس جمعية القلب الأمريكية، التي تشمل ضغط الدم، ومؤشر كتلة الجسم، ومستويات السكر في الدم، ومستويات الكوليسترول في الدم، ومقدار الغذاء يوميًا، والنشاط البدني، وإدمان التبغ. فيما قام الباحثون بقياس مستوى التفاؤل باختبار يتطلب الإجابة على عدد من الأسئلة التي تتطلب إجابات مثل «عادةً ما أتوقع الأفضل»، تتراوح درجات الاختبار من 6 درجات (أقل تفاؤلاً) إلى 30 (الأكثر تفاؤلاً). ووجد الباحثون أن نقطة إضافية حققها المشاركون في اختبار التفاؤل ارتبطت مع انخفاض بنسبة 3 في المئة لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. كما وجد الباحثون أن المشاركين الذين يتمتعون بأعلى مستويات التفاؤل يميلون أيضاً لأن يكونوا أكبر سنا أو متزوجين أو يعيشون مع شريك وأحسن تعليماً وأكثر ثراءً. وقال قائد فريق البحث، البروفيسور روزالبا هيرنانديز، إن «الدراسة أثبتت أنه كلما زادت مستويات التفاؤل لدى الكبار انخفض لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية». وأضاف أن «التفاؤل والصحة القلبية الوعائية متوافقان، بغض النظر عن العمر أو الجنس أو مستوى الثقافة التعليم». ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن أمراض القلب والأوعية الدموية تأتي في صدارة أسباب الوفيات في جميع أنحاء العالم، حيث أن عدد الوفيات الناجمة عنها يفوق عدد الوفيات الناجمة عن أيّ من أسباب الوفيات الأخرى. وأضافت المنظمة أن نحو 17.3 مليون نسمة يقضون نحبهم جرّاء أمراض القلب سنويًا، ما يمثل 30 في المئة من مجموع الوفيات التي تقع في العالم كل عام، وبحلول عام 2030، من المتوقع وفاة 23 مليون شخص بسبب الأمراض القلبية سنويًا. (الأناضول) دراسة: المتفائلون أقل عرضة لأمراض القلب |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق