الرابح من اغتيال الصماد خاسر على المدى البعيد Posted: 24 Apr 2018 02:31 PM PDT أعلن عبد الملك الحوثي زعيم جماعة «أنصار الله» في اليمن مقتل صالح الصماد رئيس ما يُسمى «المجلس السياسي الأعلى» والرجل الثاني في الجماعة، وحمل «قوى العدوان، وعلى رأسها أمريكا والسعودية، المسؤولية القانونية عن ارتكاب هذه الجريمة الفظيعة وكل التبعات والآثار المترتبة عليها». وكان إعلام «التحالف العربي»، الذي تقوده السعودية ويشن الحرب في اليمن منذ آذار /مارس 2015، قد بثّ مقطع فيديو يصور استهداف موكب في محافظة الحديدة، قيل إن الصماد كان يستقل إحدى سياراته. اغتيال الصماد يعد ضربة قاصمة للحوثيين، خاصة ذلك الفريق الذي تولى إدارة الملف السياسي خلال الفترة الحرجة التي أعقبت انقلاب الجماعة على السلطة الشرعية في اليمن، والسيطرة على العاصمة صنعاء، في سبتمبر/ أيلول 2014. لقد عمل الصماد مستشاراً سياسياً للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، قبل أن يدير الحوار الشائك مع الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، ويتمكن من التوصل معه إلى «مخرجات» سياسية أسدت خدمات ثمينة للجناح العسكري للجماعة. كذلك لعب دوراً محورياً في إقرار مبدأ المناصفة مع أنصار صالح عند تشكيل المجلس السياسي، الذي عُهدت إليه إدارة شؤون سياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية وإدارية واجتماعية عديدة. ورغم أن الصماد ترأس أول وفد حوثي يزور طهران في آذار/ مارس 2015 بعد منعطف حاسم في تاريخ الجماعة تضمن ما سُمي بـ«الإعلان الدستوري»، فإنه لم يتردد في انتقاد رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية محمد حسين باقري حين أعلن الأخير عزم طهران إنشاء قواعد بحرية في اليمن وسوريا، ونصحه أن يعود إلى قراءة تاريخ الفشل الذريع الذي منيت به قوى عظمى حاولت احتلال اليمن. ومن جانب آخر، ظل الصماد مصراً على صيغة المجلس السياسي والانفتاح على أنصار صالح، مختلفاً في هذا مع محمد علي الحوثي ومهدي المشاط اللذين طالبا بتسليم السلطة إلى اللجنة الثورية العليا. ومن هنا أثيرت تقديرات بأن الصماد تعرض للتصفية من داخل الجماعة، بدليل أن نقيضه المشاط هو الذي عُين سريعاً في رئاسة المجلس السياسي. وإذا صحّ أنّ التحالف هو الذي نفذ العملية بالفعل فإن الربح السياسي من ورائها ليس ضئيلاً ومحدوداً فحسب، بل لعله سيضيف المزيد إلى خسائر التحالف، وخاصة السعودية والإمارات، نظرا لكون الصماد يعد من رجال الحوثي الذين كان يمكن الوصول إلى تفاهمات معه ومن خلاله وبمقتله يخسر التحالف هذه الورقة، ناهيك عن التقارير المطردة عن نية الحوثي القيام بعمليات ثأرية ستزيد اليمنيين نقمة على حرب عبثية تدمر البلد ولا تكاد تنجز تقدماً ملموساً ضد الحوثيين. بالأمس قصف التحالف حفل زفاف في بلدة بني قيس فأودى بحياة 32 مدنياً بينهم أطفال ونساء تواجدوا في مناسبة اجتماعية بريئة، وقبلها في أيلول/ سبتمبر 2015 قتلت غارات التحالف 131 مدنياً في مدينة المخا الساحلية أثناء حفل مماثل، وبعد قرابة سنة سقط 140 قتيلاً خلال غارة استهدفت مجلس عزاء في صنعاء، وكأن شعب اليمن تنقصه مآسي الموت والجوع والتشرد وسوء التغذية والكوليرا. وأياً كانت مساوئ الصماد أو محاسنه، فإن الطرف الذي اغتاله قد يبدو رابحاً مؤقتاً فقط، ولكنه خاسر على المدى البعيد. الرابح من اغتيال الصماد خاسر على المدى البعيد رأي القدس |
أين كانوا… ومن أين جاؤوا؟ Posted: 24 Apr 2018 02:30 PM PDT في السنوات الأخيرة، أصبح أمير تاج السر صوتاً روائياً عربياً كبيراً له مكانته في الرواية العربية الجديدة، كمّاً وكيفاً. ثلاثون سنة من الجهد الكتابي، بلا توقف، على الرغم من مسؤوليات العمل الوظيفية، عمله في الدوحة كطبيب الذي يجبره على الحضور الدائم. كثافة منتجه الروائي، وقيمته الأدبية المميزة، والجوائز التي فاز بها في السنوات الأخيرة، إضافة إلى المتابعة الإعلامية العربية لأعماله، وضعته عن استحقاق، في الواجهة الأدبية، ووسعت من مقروئيته. ما يكاد ينتهي من رواية، حتى تأخذه تفاصيل رواية جديدة، قد يكون مصدرها القارئ نفسه كما في حالة روايته الأخيرة: زهور تأكلها النار. وهو بهذه الممارسة يخترق عادة خاله الطيب صالح، الذي ظل مقلاً أدبياً. لا قاعدة للكتابة في النهاية، سوى منطقها الخاص بكل كاتب. لم يترك أمير تاج السر أية موضوعة إنسانية خارج مداراته الإبداعية، وهذا ما دفع بالنقد إلى أن يمنحه الثقة التي يستحقها، ففاز بالعديد من الجـــــوائز العربية المهمة. في صائد اليرقات، فرض الروائي أسلوبه ورؤيته. الأمر الذي انتهى بالرواية إلى القائمة القصيرة. ثم تتالت الروايات التي اخترقت مختلف القوائم أو الجوائز: 366 في 2014، منتجع الساحرات في 2017. وحصل على واحدة من أهم الجوائز العربية: كتارا. روايته الأخيرة زهور تأكلها النار، كللت بوصولها إلى القائمة القصيرة. افترض الكاتب في هذه الرواية، مدينة افتراضية أطلق عليها السور، ورماها في عمق الصحراء، لا شيء إلا الرمال الحارقة والرياح الساخنة والوحــوش الضارية، وسماء جافة، وبشراً وضعوا أنفسهم حكّاماً على الناس بوصية إلهية افترضوها في أنفسهم، وشرعوا في تطبيقها، بعد أن أرجعوا عقارب الساعة سنوات ضوئية إلى الوراء، حيث لا شيء سوى القوة والتقتيل المجاني، والوحشية في أقاصي تجلياتها البدائية التي سرقت من الناس كل إمكانية للعيش والحياة الهانئة. من أين جاء هؤلاء القتلة؟ كيف نزلوا على هذه الأرض الجميلة والبريئة فدمروها؟ كيف تشكلوا عبر الزمن القاسي، جسداً غريباً لا يرتاح ولا يجد توازنه إلا داخل الدم والتدمير. لا يحتاج القارئ إلى كبير جهد لإدراك رمزية ما افترضه الكاتب. واضح أن مدينة السور هي الصورة المختزلة عن الكثير من المدن والبلدان العربية. تتقاطع معها في جوهرها وتاريخها المرتبك. كانت في الحقب السابقة، كما جميع المدن العربية التي مرت على الاستعمارات المختلفة العثمانية أو اللاحقة، الغربية، مدناً مثقلة بالظلم، تبحث عن مسالكها داخل تحررها، لكن أيضاً كانت مساحات من الحرية وإمكانات العيش والحياة. خرائطها جميلة وغنية، لا إقصاء فيها لأي مكون من مكوناتها. نجد فيها تواؤماً كبيراً بين الأشياء مهما كانت مختلفة في ما بينها، المسجد والكنيسة والكنيس والمعبد البوذي، يتجاورون من دون أن يقصي القوي عددياً الضعيف، مهما كانت الخلافات الطقسية والتاريخية. تواجهنا كلما عبرنا شوارعها، المقاهي، والملاهي الليلية. وللكل الحق في المدينة، يجد فيها ما يريده ويرتضيه. وكان ريتم المدينة هو نفسه إيقاع مدن العالم عموماً. الحياة فيها ليست ممكنة فقط، ولكن جميلة أيضا. فجأة نزل عليها قوم هم أقرب على حراس النوايا. يجرون وراءهم ظلام مجموعات اليقين المطلق. قلبوا النظام بسرعة غريبة، وفرضوا نظم القرون الوسطى، ولا يترددون في قتل كل من يخالفهم الرأي. حالة شبيهة في جوهرها بالانقلاب الذي رحل به المرابطون نحو الأندلس لحماية المسلمين من طغيان المسيحيين، وتحولوا بسرعة إلى قتلة أمام حضارة لم يكونوا قادرين على مجاراتها، ففرضوا كل التخلف الذي صاحبهم فكريا على سكان كان إسلامهم أكثر انفتاحاً بحكم عيشه في كنف ثقافات متعددة ومتنوعة. الأندلسي الذي تربى في الحرية وجد نفسه وجهاً لوجه أمام أخيه الحامل لقيم العودة إلى الخلف، وكان على هذا الأندلسي المطالب بالحماية أمام مأزق شديد الخطورة: أية حماية أمام أخ جلب وراءه آلة الموت وليس النجاة. هناك شخصيات وأماكن، على الرغم من رمزيتها وبعض غموضها لا يمكنها إلا أن تقود القارئ نحو حقائق شبيهة، يعيشها اليوم بالكثير من الخيبة والحزن. المتّقي يشبه الكثير من قادة داعش، قاتل بلا رحمة. اقتحم مدينة السور بجيش من القتلة المرتزقة، لا رحمة في قلوبهم، فقتلوا أهلها الآمنين، وسبوا نساءها، فانقسم المجتمع في النهاية إلى فريقين: مجموعة الإيمان ويجسدها «المتقي» وجماعته من الذين أطلقوا على أنفسهم زوراً اسم «الجهاديين»، ومجموعة «الكفر» الذي يشمل الذين لا يؤمنون بأطروحات التقي وزمرته، من مسلمين وأقباط ويهود وبوذيين وغرباء اختاروا العيش في السور لأنهم وجدوا فيها الراحة والخير والطمأنينة، من أمثال «خميلة جماري عازر»، القبطية التي درست علم الجمال في القاهرة والمولعة بالفلسفة والروايات وحب الشعر الإسباني. والجميلة «أمبيكا بسواس»، البوذية العاشقة بدورها للفكر والثقافة. و«طائعة» التي تنتهي نهاية تراجيدية، في عالم شديد القسوة والظلم. أهم شخصية مرجعية في الرواية هي «ماريكار فندوري» العاشقة للشعر والحافظة له. فقد رسمت بأناملها الرقيقة ودقتها، على ظهر صديقتها القبطية «خميلة» زهوراً ملونة تأكلها نار مشتعلة. وكلها علامات أكثر منهن نساء، حاملات للحياة والجمال والإبداع. تجبرن بعد سبيهن، على التحول بعد تدمير جيش «المتّقي» لكل عناصر التواؤم داخل مدينة السور. في بيت «أم الطيبات» يصبح اسم «خميلة» «النعناعة»، واسم «أمبيكا» «الخنساء»، و«ماريكار» «مِسبحة»، بهدف تزويجهن لقادة جيش «المتقي» ومجموعته الجهادية، للمتعة، فهن سبايا. وتفرض عليهن العبودية، وكل من احتج أو رفض قرارات المتّقي، قُطع رأسه، مثل حالة «طائعة» التي تعدم وترمى في حفرة وكأنها لم تكن. فجأة تتحول السور إلى مرتع للقتلة والمجرمين المعادين للحياة والجمال والإبداع. من أين جاء هؤلاء القتلة الذي أحرقوا كل شيء ودفعوا بالمدينة إلى مغاور القرون الوسطى، وعودة مجتمع الرق الأبيض، والقتل والاغتصاب والخيانات والموت البطيء؟ سؤال تتركه الرواية معلقاً مراهنة على قارئها العربي الفذ الذي يعرف مقابلات معادلة العنف والضغينة المعاشين اليوم بمأساوية في أغلب المدن العربية. أين كانوا… ومن أين جاؤوا؟ واسيني الأعرج |
«الجديد» تسقط في مسخرة ضد السوريين… أحياء يتعاركون على مصير ميت… وأخبار بنكهة الشعوذة Posted: 24 Apr 2018 02:30 PM PDT هناك فرق كبير بين السخرية والمسخرة والهزل والتهريج، إضافة إلى حجم المسافة بين الإعلام المحترم والإعلام الرديء، وهذا ما يمكن ملاحظته في الإنتاج الرديء من المسخرة التي قدمتها قناة «الجديد» في برنامجها التهريجي الفارغ «قدح وجم» في حلقته الأخيرة حين تعرض لحالة إنسانية، مثل اللجوء بهذه الطريقة الفجة، التي تعكس قراءة غير إنسانية ولا محترمة في موضوع اللاجئين السوريين، الذين لم يختاروا هذا اللجوء كله وفرض عليهم كغيرهم. الأغنية كانت عنوانا صارخا لصناعة ترفيه مريضة ترقص على إيقاع المعذبين والمقهورين. قناة «الجديد» غالبا ما تحوي نماذج فعلا جديدة في الطرح الإعلامي وما زلت أرى في برنامج ريما كركي «للنشر» مثلا نموذجا جيدا للصحافة التلفزيونية، التي تحمل قصصا وحكايات صالحة للنشر وتحقق القيمة المثالية لمعنى ودور الإعلام، لكن برنامج للنشر لا يكفي لتكون القناة مكتملة النمو المهني، وما قدمته عن سبق إصرار عبر تلك الأغنية المسيئة والإقصائية يعكس حجم الفجوة، التي لا تزال القناة غير قادرة على عبورها في عالم الترفيه. خبر ترشيح بوتفليقة وما زال في نشرة الأخبار العربية ما يكفي لاجتراح الدهشة حد الذهول والضحك. الخبر يقول ما مفاده أن هناك ترشيحا للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة لدورة رئاسية جديدة، وهو ما يجعل المرء في العالم العربي ينقلب على قفاه بكاء وضحكا في الوقت نفسه. هذا الخبر جعلني أستذكر حادثة شهدتها في باريس عام 2014، وكان ذلك الوقت أيضا متزامنا مع الانتخابات الرئاسية في الجزائر، وكنت في سيارة أجرة في العاصمة الفرنسية وسائقها تصادف أنه من أصل جزائري، وكنا نستمع لمحطة إذاعية محلية وحوار ساخن جدا فيها عن انتخابات الجزائر. لاستعصاء فهم اللهجة وقد حمي الوطيس في الحوار فتحول إلى مزيج من الفرنسية والعربية سألت السائق عن ملخص الحوار فأجابني بكل ثقة وحكمة: لا شيء، مجرد أحياء يتعاركون على مصير واحد ميت. إعلانات تدمر الذائقة التلفزيونية هناك تحول نوعي في عالم التلفزيون قد يجعل من الفضائيات حالة صالحة لدخول متحف التاريخ، وتتلخص تلك الحالة بتزايد فكرة قنوات الانترنت المتلفزة المنتجة للاعمال والتي يتحكم المشاهد بتوقيت مشاهدته لها، كما ويتحكم في تحديد ذائقته الخاصة بين كم هائل من المعروض فيها، مما يضع الفضائيات أمام تحد خطير في مواصلة السعي لاستقطاب المشاهد. الأخطر يكمن في أن سلوك المستهلك وهو المشاهد هنا بات يتغير هو الآخر فلم يعد المشاهد يركض للحاق بمنتجه التلفزيوني المفضل على موعده وأمام شاشة التلفزيون في بيته، فالمنتج التلفزيوني يمكن طلبه على حجم كف اليد عبر أجهزة ذكية استطاعت اختراق حياتنا بكل تفاصيلها. صار عاديا مثلا أن تسافر في الطائرة وترى من حولك المسافرين وقد فردوا أجهزة الهاتف بسماعات اذنين لحضور فيلم كامل حسب الطلب، وهو ما يضع فضائيات بث الأفلام في مأزق المنافسة، خصوصا أن الفيلم حسب الطلب لا تتخلله فواصل مزعجة من عالم الإعلان والدعايات. المفارقة أن تلك المعادلة تضع في عالم الفضاء االعربي قنوات الدجل والشعوذة في الصدارة، وهي التي تتطلب تفاعلا مباشرا من المتلقي عبر الاتصالات المباشرة لمعرفة الحظ حسب الأفلاك أو الخلطة المناسبة لفك السحرن مما يجعلني أخشى من يوم قريب لا نرى في فضائنا العربي إلا تلك المحطات المشعوذة وبعض قنوات الأخبار التي تمارس شعوذة من نوع آخر. متعة حشر الناس في جهنم بثت قنوات غير عربية ناطقة بالعربية فيديو مدهش لبابا الفاتيكان وهو يلتقي على ما يبدو أطفالا في إيطاليا، ومرة أخرى يدهشنا البابا فرنسيس بحكمته الواسعة حين أجاب طفلا إسمه ايمانويل على سؤاله ومفاده أن والد إيمانويل قد مات ملحدا، ويتساءل الطفل بعفوية وهو يبكي أمام البابا إن كان والده وهو يراه رجلا صالحا قد يدخل الجنة!! البابا ترك الأمر في الحكم على مصير والد الطفل لصاحب الأمر وهو الله جل شأنه، لكنه لم يترك قلب إيمانويل ممزقا بالحيرة والقلق، فأعطاه إجابة تسكن من روع القلب الصغير وتطمئنه. ما روعني هو حجم التعليقات التي وردت على صفحات التواصل الاجتماعي لتلك القنوات، وهي بالآلاف، وكثير منها كان مشغولا في حشر الناس في جهنم أكثر من ترغيب الناس بالخير! دراما الديكتاتور الواحد ويقترب موسم رمضان الفضائي أكثر وأكثر، وتزداد حمى الترويج للأعمال التلفزيونية بين برامج ترفيه وأعمال درامية لنجوم العالم العربي. المشكلة في عالم الفضاء العربي أن كثرة المعروض قد يخفف الطلب، فالمشاهد الذي لم يعد يكفيه وقته لمتابعة كل هذا الزخم قد يصل مثلي ومثل غيري إلى مرحلة سأم من كل المعروض، خصوصا أن ما ينتجه الواقع العربي من أعمال دموية ومأساوية لا يمكن التفوق عليه حتى في كل إنتاج هوليوود. الملفت في ما يمكن قراءته من عروض ترويج الأعمال الدرامية أن تلك الأعمال صارت تركز أكثر وأكثر على النجم الواحد، الذي يحمل كل العمل على عاتق نجوميته، وهو ما جعل أعمال فريق نخبة الممثلين في العمل الواحد تختفي. وهذا بحد ذاته كاف، ربما لمزيد من نفور المشاهدين من هذا التكرار حتى باتت بعض الأعمال مشغولة بالتفصيل على قياس هذا النجم أو تلك النجمة. فهل هذه دراما أم نسخة ديكتاتورية مما ثار معظم العرب عليها؟! إعلامي أردني يقيم في بروكسل «الجديد» تسقط في مسخرة ضد السوريين… أحياء يتعاركون على مصير ميت… وأخبار بنكهة الشعوذة مالك العثامنة |
نقدية النقد الأدبي العربي Posted: 24 Apr 2018 02:30 PM PDT نظم اتحاد كتاب المغرب تحت رئاسة أحمد اليبوري، في بداية الثمانينيات ندوة حول النقد الأدبي العربي شاركت فيها بدراسة تطرح سؤالا حول «نقدية» النقد على غرار «أدبية» الأدب؟ كنت أسعى إلى الانطلاق من الروح التي انطلق منها الشكلانيون الروس، وبعدهم البنيويون، في تفكيرهم في الأدب والنقد. ولم يكن يعنيني بالدرجة الأولى والأخيرة، ما كان سائدا من ممارسات لدى النقاد العرب، التي تعنى، بشكل رئيسي، بتوظيف مصطلحيتهم، لا ضبط تصوراتهم أو الانطلاق من أسئلتهم. أثار السؤال حول «النقدية» الاستغراب والتعجب، فالحديث عن نقدية النقد مستحيلة، على حد زعم أحدهم. كانت الممارسات النقدية العربية التي تعنى بالدراسات النقدية، إما بإعلان انتمائها إلى مسمى «نقد النقد»، أو حتى بدونه، تهتم أكثر بتصنيف القراءات حسب الفضاء الذي تقدم فيه، نقدا أكاديميا، ونقدا صحافيا، أو حسب طبيعة العمل، انطباعيا أو «منهجيا» حسب اصطلاح مندور، مع ربط الأكاديمي بالمنهجي، والانطباعي بالصحافي. ولما كان الأكاديميون يسهمون في الكتابة في الصحافة تولد نقد يشترك فيه المنهجي بالانطباعي، لكن هذا النقد الانطباعي لم يرتبط فقط بالصحافة، فقد ارتبطت ممارسته أيضا، بالأنشطة الثقافية التي كانت تقام في الفضاءات العمومية (قاعات، مدرجات) والتي تقدم فيها القراءات الشعرية والقصصية وتتلوها نقاشات مع الجمهور. وبما أن الانطباعي يتصل أكثر بحصافة الناقد أو المتلقي وموهبته وثقافته، فقد كانت الانطباعات التي تتولد من سماع القصيدة أو القصة تعمل على إبراز الـ«رأي» في النص، حسب نوعية العلاقة التي تربط الناقد بالكاتب، تقديرا لموهبته، أو اختلافا مع رؤيته. وقد تتحول هذه «القراءات»، لدى بعض النقاد، أو حتى بعض المبدعين، من المشاركة الشفاهية إلى كتابة مقالة في الجريدة أو المجلة، ثم بعد مرور الزمن يتضمنها كتاب نقدي. أما النقد المنهجي الذي كان يقدم عادة لنيل إحدى الشهادات الجامعية، فيدور في فلك المناهج التي كانت متداولة تحت مسميات علم اجتماع الأدب، أو علم النفس، أو التاريخ، أو النقد الفني، من جهة. ومن جهة ثانية كان التوظيف يقتصر على أحد تلك المناهج، أو أنه يتسع لها جميعا تحت مسمى «التكامل المنهجي»، أو أنه لا يخضع لأي منهج معترف به: فهو تحليل وصفي فني تاريخي. وبظهور البنيوية في ثقافتنا العربية، صار الناقد لا يتردد في إعلان اعتماده على المنهج البنيوي، كما يسميه أحيانا، وأحيانا أخرى يقول بأنه سيوظف منهجين: البنيوي والسيميائي؟ أمام هذا الوضع الذي ظل مستمرا إلى الآن، وقد ظهرت ممارسات نقدية أخرى مثل النقد الثقافي، والبلاغة الجديدة والدراسات الرقمية بقي التعامل مع النقد، في الوعي والممارسة يرتهن إلى الثنائية المنهجية والانطباعية، ولكن بصورة مختلفة عما كانت عليه الأمور في السبعينيات والثمانينيات. لقد تراجع النقد الصحافي بتراجع الإعلام الثقافي. كما تراجعت اللقاءات الثقافية التي كانت تنظمها الجمعيات الثقافية حول الأدب، وبات «النقد المنهجي» يفرض نفسه من خلال الأنشطة التي تقيمها مؤسسات ثقافية رسمية، أو جامعية في موضوعات محددة يسهم فيها النقاد في مؤتمرات تنعت أحيانا بأنها دولية، وقد صار معظمهم باحثين من الجامعات المختلفة. كما أن بعض المجلات العربية المحكمة، باتت بدورها تستقبل الدراسات النقدية، ومن بين معايير تحكيمها تحديد المنهج المتبع، هذا بطبيعة الحال علاوة على الرسائل والأطاريح الجامعية التي تقدم للطباعة والنشر. عند تأمل هذه الكتابات النقدية المنهجية المختلفة، نجدها توظف مصطلحات من مناهج أو نظريات أو علوم أدبية، سواء عن طريق التقيد بها، بشكل ما، أو التحرر منها بإدماج الانطباعات الذاتية الخاصة بصورة ما من الصور. ويظل غياب التصور المنهجي الدقيق هو السائد في معظم هذه الكتابات النقدية. فماذا كنا نعني بـ«نقدية» النقد؟ كان وراء هذا السؤال، بالنسبة إليّ، ليس فقط ما انطلق منه الشكلانيون حول «أدبية» الأدب. إن السؤال يتضمن، أيضا، حدود الممارسة النقدية، والمعايير التي يمكن أن نتقيد بها. إن من بين الدوافع الكامنة وراء تغييب هذا السؤال في الوعي العربي نجده في الانطلاق من أن القراءات متعددة تعدد النص، ولكل قراءة مشروعيتها. إن المقولة صحيحة في حد ذاتها. لكن طريقة ممارستها والوعي بها تظل تبريرية، لأنها تعطي لأي قراءة، كيفما كان نوعها، إمكانية اعتبارها قراءة ما دامت تتناول نصا بلغة سليمة، وتناسق في عرض الأفكار، مع تقديم لائحة مراجع. أما ما خلا ذلك فيترك لحس القارئ، أو اللجنة المحكمة. إن آثار هذا التبرير الذي يعطي الشرعية لأي قراءة يجعل الحوار النقدي مستحيلا ما دمنا لا نتوفر على قواعد منهجية دقيقة مشتركة نرتهن إليها في تقييم أي قراءة. وإذا ما تم توظيف بعض مبادئ تلك القواعد نجد الناقد يعلن عدم موافقته عليها، وأنه لا يتقيد بها، معلنا النهاية أن القراءات متعددة، ولكل قراءته. إن الممارسة القرائية نشاط فكري. وأي نشاط فكري يتطلب مقومات تحدد انتماءه إلى الفكر. وتغييب ما يجعل من القراءة قراءة يسلب عنها طابعها الفكري، ويلحقها بالتسيب والانطباع. ٭ كاتب مغربي نقدية النقد الأدبي العربي سعيد يقطين |
يكشف حجم الصراع الداخلي للجماعة بين «الصقور» و«الحمائم» Posted: 24 Apr 2018 02:30 PM PDT تعز ـ «القدس العربي»: كشف مقتل رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين في صنعاء صالح الصماد عن حجم الصراع الداخلي بين جماعة الحوثي، والذي وصل حد التصفية الجسدية لبعضهم، وأن هذا الصراع ناتج عن تضارب المصالح بين تياري (الصقور) و(الحمائم)، أي بين التيار السياسي والعسكري في قيادة جماعة الحوثي. وأعلنت جماعة الحوثي مساء أمس الأول أن صالح الصماد، الذي يرأس أعلى سلطة سياسية لحكومة الحوثيين بصنعاء، قتل يوم الخميس الماضي مع ستة من مرافقيه في شارع الخمسين في مدينة الحديدة الساحلية، غربي اليمن، بثلاث غارات لطيران التحالف العربي بقيادة السعودية. وعلمت (القدس العربي) من مصدر سياسي أن «قوات التحالف العربي لم تستهدف موكب صالح الصماد بشكل مباشر، أو على الأقل وجهت غارات جوية لأهداف عسكرية حوثية دون أن تعلم أن صالح الصماد كان أحد هذه الأهداف، وبالتالي لم تعلن بشكل رسمي عن توجيه غارة جوية تستهدف الصماد، وأن الإعلان عن مقتل الصماد جاء على لسان زعيم جماعة الحوثي». وأوضح أن «الاحتمال الأكبر في عملية مقتل الصماد، هو أن الجناح العسكري في جماعة الحوثي، الذي كان على خلاف وصراع شديد مع رئيس السلطة السياسية للحوثيين صالح الصماد، زوّد مخبرين مزدوجين بتحركات الصماد وإحداثيات مواقع تواجده وقام هؤلاء المخبرين بتزويد قوات التحالف العربي بهذه المعلومات دون الكشف عن هوية الهدف واكتفوا بوصفه بـ(الصيد الثمين)». وكشف تأخير الإعلان الحوثي عن مقتل الصماد أربعة أيام والفبركات الإعلامية التي انتهجها إعلام جماعة الحوثي للتغطية على مقتله، حجم الصراع والتضارب والارتباك الذي تعرض له الصف القيادي في الجماعة، حيث نشرت صحيفة (الثورة) التابعة للحوثيين بصنعاء صباح أمس الأول الاثنين خبرها الرئيس بمانشيت عريض يملأ رأس الصفحة الأولى يقول ان (الصماد يطلع على إنجازات التصنيع العسكري) وفي المساء يعلن زعيم جماعة الحوثي عن مقتل الصماد الخميس الماضي، أي قبل اربعة أيام. وقال القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام عادل الشجاع «أدعو ناطق التحالف العربي لاصدار بيان يعلن فيه عدم مسئولية التحالف عن قتل الصماد أو استهداف موكبه وهذه هي الحقيقة». وأضاف الشجاع ان «الصماد تم تصفيته من قبل محمد علي الحوثي ـ رئيس اللجنة الثورية ـ بعد صراع طويل بينهما على السلطة». وبرر الشجاع اتهاماته لجماعة الحوثي بتصفية الصماد بالعديد من نقاط الاختلاف بينه وبين الجناح العسكري في جماعة الحوثي، حيث اتهم الصماد بأنه سببب الهزائم المتلاحقة في الجبهات لعدم قدرته على الحشد العسكري، وإعلان الصماد ندمه على مقتل الرئيس الراحل علي صالح، ووصفه بـ(الخطأ الكبير)، كما أن زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي وضع الصماد تحت الاقامة الجبرية في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، خاصة بعد أن أعلن الصماد أنه لم تعد هناك لجانا ثورية حوثية ولا بد لمؤسسات الدولة أن تقوم بواجبها. ويعد مبدأ التصفية الجسدية للخصوم أو عدم المرغوب بهم نهجا أساسيا لدى جماعة الحوثي، حيث قام مسلحو جماعة الحوثي في السابق بتصفية حليفهم القوي الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، في 4 كانون الثاني (ديسمبر) الماضي بصنعاء. ويعد صالح الصماد المطلوب الثاني في قائمة المطلوبين الحوثيين من قبل المملكة العربية السعودية وفقا لوكالة الأنباء السعودية (واس) التي أكدت إعلان مقتل الصماد عبر غارة جوية لقوات التحالف. وعقد (مجلس الدفاع الوطني) الحوثي بصنعاء اجتماعا استثنائيا عصر الاثنين ناقش خلاله تداعيات مقتل الصماد والتدابير اللاحقة لذلك، ومنها قرار المجلس السياسي الأعلى باختيار مهدي محمد حسين المشاط رئيسا للمجلس السياسي الأعلى، خلفا للصماد. وأعلن مجلس الدفاع الوطني الحوثي «حالة الاستنفار ورفع الجاهزية إلى الحالة القصوى» وفقا للمصادر الحوثية الرسمية. ووصف زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي مقتل الصماد بـ(الجريمة الفظيعة) واتهم التحالف العربي بارتكاب هذه الجريمة وأنها «لن تمر دون محاسبة». وقال الحوثي في كلمة متلفزة بثتها قناة (المسيرة) لسان حال جماعة الحوثي، مساء الاثنين عن مقتل الصماد «»هذه الجريمة لن تمر بدون محاسبة لا هي ولا سائر الجرائم الفظيعة بحق الشعب اليمني والتي كان منها أمس جريمة استهداف عرس وحفل زفاف في منطقة بني قيس بمحافظة حجة أسفرت عن استشهاد وجرح العشرات». وأوضح الحوثي أن الصماد «قضى نحبه يوم الخميس مع ستة من مرافقيه في شارع الخمسين بالقرب من جولة الأقرعي في مدينة الحديدة بثلاث غارات لطيران العدوان». وأشار إلى أن «الصماد كان منذ وضعته قوى العدوان على لائحة الاستهداف الرقم الثاني بمكافأة عشرين مليون دولار لمن يدل بمعلومات تساعدهم على استهدافه لم يكترث نهائيا كما هو قبل ذلك وكما هو بعد ذلك». يكشف حجم الصراع الداخلي للجماعة بين «الصقور» و«الحمائم» اليمن: مقتل رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين خالد الحمادي |
لاجئو فلسطين في سوريا يتحدون «نقطة تفتيش الموت» Posted: 24 Apr 2018 02:29 PM PDT دمشق – «القدس العربي»: قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) بيير كرينبول ان لاجئي فلسطين في سوريا يتحدون «نقطة تفتيش الموت» من أجل التعليم والكرامة، وتحدث عن المخاطر التي تحيط بنحو 900 طالب وطالبة من لاجئي فلسطين، في سبيل عبورهم يوميا للوصول إلى المدرسة الواقعة على الجانب الآخر من نقطة التفتش التي اطلق عليها السكان «نقطة تفتيش الموت». ويمر أولئك الطلبة حسب المنسق التربوي للمدرسة، عبر مخيم اليرموك للاجئين الذي يقع في ضواحي العاصمة دمشق والذي كان فيما مضى يؤوي ما مجموعه 160,000 لاجئ من فلسطين، أما اليوم، فلم يتبق سوى ما يقارب من 6,000 منهم. وقد تمت السيطرة على غالبية المخيم من قبل تنظيم الدولة في عام 2015. قبل ستة أسابيع كانت نقطة التفتيش مغلقة تماماً، وعندما فتحت لوقت قصير بعد أسبوعين، اتخذ غالبية الأطفال البالغ عددهم 900 طفل القرار الصعب بمغادرة منازل أسرهم والانتقال للإقامة مع الأقارب أو الأصدقاء الذين يعيشون في الجهة المقابلة وذلك لكي يضمنوا عدم قيام المسلحين بإغلاق الطريق إلى المدرسة في وجههم مرة أخرى. وأضاف، أن أولئك الأطفال جزء من مجتمع لاجئي فلسطين في سوريا الذين كان يبلغ تعدادهم قبل الحرب 560,000 لاجئ. وقد اضطر أكثر من 120,000 شخص منهم لترك سوريا، ويشمل ذلك حوالي 32,500 لاجئ دخلوا إلى لبنان وحوالي 17,000 لاجئ إلى الأردن. وتبقى الغالبية العظمى من أولئك الذين بقوا في سوريا بحاجة إلى مساعدة إنسانية مستدامة وذلك من أجل تلبية احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والمسكن، مع العلم أن حوالي 60% من أولئك الذين لا يزالون في سوريا قد عانوا من النزوح مرة واحدة على الأقل. لاجئو فلسطين في سوريا يتحدون «نقطة تفتيش الموت» |
النظام يواجه مقاومة شديدة على يد «الدولة» في «اليرموك» وقواته تتكبد خسائر كبيرة في مواجهة التنظيم Posted: 24 Apr 2018 02:28 PM PDT دمشق- «القدس العربي» : ترتفع وتيرة الصراع بين تنظيم «الدولة» وقوات النظام السوري في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين والأحيـاء المحيطة به التضامن والقدم والعسالي وبلدة الحجر الأسود، جنوب دمشق، التي يسيطر تنظيم الدولة على معظم مساحتها، فيما ينتشر مقاتلو هيئة تحرير الشام التي تشكل النصرة قوامها في حي الريجة غرب المخيم. ويحاول النظام السوري بإسناد جوي روسي، انتزاع السيطرة على المنطقة، بعد تعثر المفاوضات بين الطرفين، الامر الذي خلف مقتل أكثر من 13 مدنياً واضعافهم من العالقين تحت الأنقاض، وسط أوضاع وصفها البعض على انها كارثية، بسبب انعدام فرق الإنقاذ والاسعاف، وتدمير «مشفى فلسطين» الوحيد في مخيم اليرموك. وحيال هذه الأوضاع وصف المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة الأونروا، «بيير كرينبول» الطريق التي يعبرها نحو 900 طالبة وطالبة من لاجئي فلسطين في مخيم اليرموك للوصول إلى مدارسهم بـ»نقطة تفتيش الموت»، فيما تجري محاولات أممية لإعادة اطراف النزاع في سوريا إلى طاولة المفاوضات، حيث شدد مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا امس الثلاثاء على أن المكاسب التي حققتها دمشق وحلفاؤها على الأرض في الحرب السورية لا تقرب البلاد من السلام، حيث قال دي ميستورا خلال مؤتمر دولي للمانحين لسوريا يستضيفه الاتحاد الأوروبي في بروكسل، «نرى أنه في الأيام والأسابيع القليلة الماضية، لم تؤد المكاسب العسكرية والمكاسب على الأرض والتصعيد العسكري لحل سياسي ولم تجلب أي تغيير، ما حدث هو العكس» فيما دعت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إلى ضرورة «استئناف محادثات السلام التي تشرف عليها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب التي دخلت عامها الثامن». غوتيريش: الحل سياسي فيما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش انه ليس هناك حل عسكري للوضع في سوريا، وأن دعم الحل السياسي بشكل كامل يحتاج إلى نجاح محادثات جنيف التي تيسر الأمم المتحدة إجراءها، وكرر الأمين العام في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء السويدي ستافان لوفن في ستوكهولم، الدعوة إلى «ضرورة وصول المساعدات الإنسانية إلى كامل الأراضي السورية وإلى كل المحتاجين، فضلا عن إيجاد طريقة لمحاسبة المسؤولين عن انتهاك القانون الدولي بهجمات الأسلحة الكيميائية غير المقبولة على الإطلاق» معرباً عن أمله في أن يثمر الحوار في إيجاد طريقة في المستقبل القريب للخروج من المأزق الذي أوقف حتى الآن الجهود للتوصل إلى آلية جادة للإسناد والمساءلة. في الميدان وتزامناً ارتكبت المقاتلات الحربية السورية والروسية مجزرة في بلدة «يلدا» التي تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة، حيث قصف الطيران الحربي نقطة عسكرية لجيش الإسلام في حي الزين بيلدا، ما اسفر عن مقتل قرابة الـ 10 مقاتلين واصابة العشرات بجروح، بينهم قائد جيس الإسلام في جنوب دمشق «ابو البراء». واستهدفت المقاتلات الحربية أمس مخيم اليرموك واحياء التضامن والقدم والعسالي وبلدة الحجر الأسود بريف دمشق الجنوبي بأكثر من 85 غارة جوية وعشرات القذائف المدفعية والصاروخية، والبراميل المتفجرة وصواريخ أرض أرض من نوع فيل، وذلك في سياق حملة عسكرية عنيفة يقودها النظام بمساعدة الميليشيات الفلسطينية الموالية منذ التاسع عشر من شهر نيسان الجاري، الامر الذي انتج تهديم مبانٍ سكنية وزيادة تدمير الشوارع والبنى التحتية المدمرة أصلاً، بالتزامن مع تواصل المواجهات بين القوات المهاجمة وتنظيم الدولة على محاور عدة اهمها «محور ساحة الطربوش» في مخيم فلسطين، وجبهات التضامن ومخيم اليرموك والقدم. مصادر ميدانية اكدت لـ»القدس العربي» استهداف التجمعات السكنية في مخيم اليرموك والحجر الأسود والعسالي والمآذنية والقدم، بأكثر من 23 صاروخ ارض ارض، وعشرات القذائف من مختلف صنوف الأسلحة، وأكثر من 24 برميلاً متفجراً على الأحيـاء السكنية، فيما يعيش الأهالي «اوضاعاً كارثية» داخل الأحيـاء المحاصرة، مع استمرار اغلاق معبر ببيلا – سيدي مقداد لليوم السادس من قبل قوات النظام وقفدان مادة الخبز والخضار وشح مياه الشرب وارتفاع اسعار المحروقات بسبب منع قوات النظام ادخال المواد الغذائية والبضائع الي بلدات «يلدا – ببيلا – بيت سحم». وأطلق مجموعة من ناشطي مخيم اليرموك نداء استغاثة، تحت عنوان «مخيم اليرموك يباد» لإنقاذ كبار السن والمدنيين العالقين تحت انقاض بيوتهم وإدخال المساعدات إلى مخيم اليرموك، وذكر الناشطون ان «العديد من المدنيين وكبار السن لا يزالون عالقين في مخيم اليرموك لا يستطيعون الخروج إلى بلدة يلدا، فضلا عن وجود العديد من المدنيين العالقين تحت الأنقاض بـسبب كـثافة القصـف علـى الأحيـاء الجنـوبية». وناشد القائمون على الحملة «جميع الأطراف وقف الأعمال العسكرية والاقتتال لمدة معينة واجلاء المدنيين الذين لا حول لهم ولا قوة ونطالب بالسماح للطواقم الاغاثية المسؤولة بالدخول للمخيم لإخراج العالقين في بيوتهم والعالقين تحت الأنقاض». قتلى النظام وقال الناشط الإعلامي «عز الدين الدمشقي» من سكان ريف دمشق الجنوبي، انهم وثقوا مقتل 167 جندياً للنظام السوري والميليشيات المساندة له منذ بداية الحملة العسكرية على احياء التضامن ومخيم اليرموك والحجر الأسود والقدم والعسالي. مشيراً إلى ان 119 قتيلاً منهم لقوا حتفهم في مواجهات مع تنظيم الدولة، فيما قتل 50 آخرون خلال المعارك مع «هيئة تحرير الشام» التي تشكل النصرة عمودها الفقري، فيما لقي 7 آخرون مصرعهم على يد فصائل المعارضة المسلحة، مشيراً إلى ان معظم القتلى هم من مرتبات الحرس الجمهوري، والميليشيات الفلسطينية الموالية للنظام، إضافة إلى مقتل عدد من ميليشيا الدفاع الوطني، وقوات الامن العسكري. مواجهات النصرة والنظام أوضحت مصادر لـ «القدس العربي»، أن هيئة تحرير الشام (النصرة) أفشلت هجوما لقوات النظام والميليشيات الداعمة لها في حي الريجة التي تفرض جماعة النصرة السيطرة عليه، واسفرت المواجهات عن مقتل عدد من قوات النظام. ويخضع 70 بالمئة من مساحة مخيم اليرموك لسيطرة تنظيم «الدولة» فيما تسيطر النصرة على حي الريجة بمساحة كيلو متر واحد، غرب مخيم اليرموك ويبلغ عدد مقاتلي هيئة تحرير الشام قرابة 100 مقاتل. ويعود أصل هذه المجموعة لما قبل دخول تنطيم الدولة إلى مخيم اليرموك حينما كانت المجموعة تطلق على نفسها «سرايا اليرموك» حيث قاتلت النظام السوري وصدت عمليات الاقتحام كما قاتلت تنظيم الدولة إبان اقتحامه وسيطرته على مخيم اليرموك عام 2015 وخلال التحالفات العسكرية أصبحت هذه المجموعة جزءاً من هيئة تحرير الشام واخذت على عاتقها قتال تنظيم الدولة وقوات النظام التي تحاول اقتحام المخيم من محاورها القتالية. ووقعت هذه المجموعة داخل حصار ضمن ساحة الريجة، حيث حاصرها تنظيم الدولة من الجهة الجنوبية، بعد العملية العسكرية التي شنها التنظيم عليها نهاية عام 2016، وبين قوات النظام والمليشيات الموالية له من المداخل الشمالية للساحة. ومع انجاز اتفاق المدن الاربع كفريا الفوعة مضايا والزبداني تم الاتفاق ايضا مع الهيئة على خروجها الكامل من غرب اليرموك إلى الشمال السوري وبدأ الاتفاق باخراج الحالات المرضية مقابل اخراج آخرين من كفريا والفوعة ايضاً الا ان قوات النظام نقضت الاتفاق، ومع الانتهاء من ملف الغوطة دوما وحرستا وعربين وقعت المجموعة المحاصرة في ساحة الريجة على موافقتها الخروج من المخيم إلى شمال سوريا وتحديدا لمدينة ادلب لتجنيب المخيم عملية عسكرية تنتهي باراقة دماء المدنيين وهدم المخيم على رؤوس اصحابه، الا ان النظام عاد ورفض اخراجهم من المنطقة واصـر على الحـل العسـكري. النظام يواجه مقاومة شديدة على يد «الدولة» في «اليرموك» وقواته تتكبد خسائر كبيرة في مواجهة التنظيم وسط دعوات أممية للعودة إلى «جنيف» ومناشدات أهلية لإجلاء العالقين تحت الأنقاض هبة محمد |
مواطنون يعمرون الصحارى والدولة ترفض تقنين أوضاعهم والفيسبوك الميدان الوحيد للعمل السياسي والاحتجاجي في مصر Posted: 24 Apr 2018 02:28 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: لا تزال اهتمامات الصحف المصرية الصادرة أمس الثلاثاء 24 أبريل/نيسان تركز على تحويل ائتلاف دعم مصر المسيطر على مجلس النواب إلى حزب سياسي للنظام، ومواقف الاحزاب السياسية المكونة له، والتي لا يعرف عنها الناس شيئا. والاقتناع بأن شيئا ما يمكن أن يحدث من وراء هذه التحركات لإعادة الحياة للأحزاب، أو للنشاط السياسي، أو لدفع الجماهير لترك سلبياتها والاهتمام بأمورها السياسية. ومن الأخبار الأخرى التي أبرزتها الصحف ذكرى مرور 36 عاما على تحرير سيناء الموافق اليوم الأربعاء 25 أبريل، وسيناء شهدت خروج آخر جندي إسرائيلي منها في 25 أبريل عام 1982، حيث رفع الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك العلم المصري على أرضها، ولم يشهد الرئيس السادات هذا اليوم الذي كان يشتاق إليه، باعتباره خاض حرب أكتوبر/تشرين الأول سنة 1973. أما منطقة طابا فقد عادت إلى مصر في شهر مارس/آذار سنة 1989 بعد مفاوضات فاشلة، وأحيلت القضية إلى التحكيم الدولي، الذي حكم لصالح عودتها إلى مصر، ونفذت إسرائيل الحكم. أما الاهتمام الأكبر والأهم للدولة وللناس فهو توفير السلع في شهر رمضان، ولهذا عقد الرئيس السيسي اجتماعا وزاريا وطلب من الحكومة توفير السلع بأسعار أقل من أسعار السوق. كما تتابع الأغلبية الأخبار التي ترد في الصحف عن عشرات المسلسلات التلفزيونية التي سيتم عرضها وتتجاوز الثلاثين مسلسلا، وأبطالها والمشاركين فيها، حتى تحدد أيها ستتابعه. واهتمت الأغلبية أكثر باقتراب موعد امتحانات الشهادات الإعدادية والثانوية والجامعات. وتواصل الاهتمام بمحمد صلاح، لا في صفحات الرياضة فقط، وإنما في تحقيقات صحافية ومقالات وأعمدة، لدرجة أن مانشيت الصفحة الأولى في جريدة «المقال» كان «محمد صلاح ملك مصر وإنكلترا إن أمكنا»، وهذه استعارة من هتاف كان يردده المصريون في المظاهرات التي يخرجون فيها ضد قوات الاحتلال البريطاني والهتاف هو «مصر والسودان لنا وإنكلترا إن أمكنا». كما أوردت الصحف تقارير منظمة هيومان رايتس ووتش عن حقوق الإنسان في مصر، ومحاكمات قادة الإخوان. وإلى كل ما عندنا من أخبار وتقارير وتحقيقات صحافية.. الأحزاب السياسية ونبدأ بأبرز ما نشر عن الأحزاب السياسية بعد بدء أعضاء ائتلاف دعم مصر في مجلس النواب العمل على التحول إلى حزب سياسي للنظام، أي للرئيس السيسي، حيث قال الدكتور عمرو هاشم ربيع في مقاله الأسبوعي في «المصري اليوم» تحت عنوان «تأسيس ظهير سياسي»: «منذ أكثر من عامين ظهرت فكرة الظهير السياسي للسلطة، عبر ائتلاف دعم مصر، الذي تشكل عقب انتهاء الانتخابات البرلمانية التي شارك فيها ائتلاف في حب مصر. لكن منذ نحو شهر بدأ الحديث عن تحرك على الأرض بغية تأليف هذا الظهير، عقب إعلان نتائج انتخابات الرئاسة مطلع إبريل/نيسان الحالي. السؤال الآن لماذا الظهير السياسي؟ وما مدى ملاءمته؟ وكيف يكون قاطرة إنعاش للنظام الحزبي في مصر؟ بداية، تجب الإشارة إلى أن الدعوة إلى تأسيس ظهير سياسي للسلطة أو لرئيس الجمهورية، هي دعوة تعيد إلى الأذهان تأسيس أحزاب فوقية من جديد، أحزاب لا أساس اجتماعي لها. وكلنا نتذكر ما حدث مع بداية التجربة الحزبية الثالثة فى مصر، عندما أعلن الرئيس أنور السادات في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 1976 في خطابه الشهير أمام مجلس الشعب عن تأسيس 3 أحزاب سياسية هي حزب الأحرار ممثل اليمين بزعامة مصطفى كامل مراد، والتجمع التقدمي ممثل اليسار بزعامة خالد محيي الدين، وحزب مصر ممثل الوسط بزعامة ممدوح سالم، وبذلك نشأت التجربة برمتها فوقية. ما هو مطلوب اليوم هو عدم تكرار التجربة السابقة، بعبارة أخرى عدم تكرار تجربة الاتحاد الاشتراكي، أو الحزب الوطني الديمقراطي. وقبلهما هيئة التحرير والاتحاد القومي. بمعنى آخر، المطلوب تأسيس أحزاب لها أساس اجتماعي في الشارع، أحزاب وإن كان غرض بعضها دعم رئيس الجمهورية، فهي أن تكون أحزابا تقدم استشارات وتطرح بدائل له في المجالات والنواحى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وليست مجرد أحزاب تبصم وتهرول لتأييد كل ما تطرحه أو تقرره السلطة من سياسات. ولعل الرغبة في تأسيس هذا الحزب الداعم، يجب أن تكون في إطار دعم النظام الحزبي برمته. صحيح أن الأحزاب السياسية القائمة تتحمل جزءا معتبرا من المسؤولية عن تدهور الوضع السياسي، من خلال تنازع القيادات الحزبية ومشكلات الديمقراطية في اتخاذ القرارات الحزبية، وضعف التجنيد السياسي، ومشكلات التمويل، وضعف الهياكل الحزبية، وعدم التواجد الجمهوري على مستوى المحليات إلخ، إلا أن هناك مشكلات كبيرة تسأل عنها الدولة في الخيبة الكبيرة التى ألمت بحال الأحزاب السياسية المصرية حاليا، وعلى رأسها النظام الانتخابي الأغلبي أو الفردي، أو القائمة المطلقة، الذي دمّر البقية الباقية من الأحزاب السياسية. إذ إن من غير الممكن أن تتواجد أحزاب سياسية حقيقية يعرفها المواطن في ظل النظام الأغلبي أو الفردي. ففي النظام النسبي أو القوائم الحزبية تحيا السياسة، وتعرف البرلمانات ككيانات سياسية تتألف من أحزاب وتكتلات حزبية، بدلا من تعريفها ككيانات اجتماعية فيها نساء وشباب وعمل وفلاحون ومسيحيون كما هو قائم في تعريف البرلمان الحالي. الأمر الآخر المهم لدعم العمل الحزبي هو فتح المجال أمام الأحزاب للعمل في مؤسسات العمل، وكذلك مؤسسات التعليم العالي. وأخيرا وليس آخرا، من المهم أن تسعى الدولة إلى توفير المناخ لدمج الأحزاب السياسية القائمة، وعددها نحو 100 حزب، بدلا من شرذمتها». الإصلاح السياسي وفي «الشروق» قال محمد عصمت: «المفترض أن تصاحب عمليات «الإصلاح الاقتصادي» التي تجري في مصر، عمليات إصلاح سياسي تستهدف العديد من الإجراءات على رأسها تنشيط الحياة الحزبية ومنظمات المجتمع المدني، وتفعيل مواد الدستور المتعلقة بالحريات العامة، واحترام مبادئ الفصل بين السلطات، وتداول السلطة، وضمان المشاركة الشعبية في صنع القرارت السياسية. ومع ذلك، فقد تأخرت هذه الإصلاحات السياسية كثيرا، والتي يرى البعض أنها لن تأتي أبدا، ربما بسبب زيادة العمليات الإرهابية التي أعقبت سقوط نظام الإخوان المسلمين، وانتشار الوقفات الاحتجاجية التي كانت ترفع مطالب فئوية في أعقاب ثورة يناير/كانون الثاني، والمخاوف من استغلال أعداء النظام للمعاناة المعيشية التي يكابدها غالبية المصريين جراء هذه الإصلاحات الاقتصادية لإثارة توترات جماهيرية في الشارع. لكن المغالاة في ضبط حركة الشارع السياسي، ومحاولة السيطرة الأمنية لا السياسية عليه، قاربت حدود تأميم العملية السياسية برمتها في مصر، لم نعد نسمع حسا ولا خبرا من الأحزاب الكبيرة أو الصغيرة، القديمة أو الجديدة، كلها استكانت في مقارها تعاني من الشلل والجمود، وحتى الحركات الثورية والراديكالية أصبح الفيسبوك وغيره من صفحات التواصل الاجتماعي هو ميدانها الوحيد لممارسة العمل السياسي أو الاحتجاجي، أخيرا فقط بدأت بعض التسريبات من كواليس صنع القرار تتحدث عن ضرورة إنشاء حزب سياسي للأغلبية المؤيدة للرئيس، ثم تطور الأمر لضرورة تكوين ثلاثة أو أربعة أحزاب كبرى تدير العملية السياسية في مصر، واندماج الأحزاب المتشابهة في البرامج والتوجهات، بحيث نمتلك في النهاية حياة حزبية منظمة وفعالة، خاصة أن عدد الأحزاب المشهرة الآن تجاوز المئة حزب، معظمها لا يعرف أحد عنها شيئا. قد يكون هذا مؤشرا لحدوث اختراق مهم للأوضاع السياسية الراكدة في مصر، لكن السؤال حول مدى تأثير هذه التوجهات وقدرتها على استعادة الحياة السياسية لحيويتها المطلوبة يثير العديد من علامات الاستفهام، منها ما يتعلق بالتدخلات الحكومية أو الأمنية في دمج بعض الأحزاب، وقدرتها على حل المشكلات التنظيمية أو صراعات قياداتها على المناصب التي قد تصاحب هذا الدمج، ومنها ما يتعلق بهامش الحركة المسموح لهذه الأحزاب، ومنها أيضا ما يتعلق بأدائها داخل البرلمان أو المحليات المقرر أن تجرى انتخاباتها العام المقبل، ونقدها للسياسات الحكومية أو حتى إمكانية تشكيل هذه الأحزاب حكومة ائتلافية. ما يثير المخاوف هو فشل هذا الدمج الذي يمكن أن يتم تحت قبضة سلطوية خشنة، قد يعيدنا للمربع الأول، أو يشعل فتيل الانشقاقات بين هذه الأحزاب المندمجة، بما يصيب الحياة الحزبية برمتها بالجمود من جديد الذي يهدد بفتح أبواب من الفوضى قد تستعصي عن الحل السياسي، ولا تضع أمام السلطات أي اختيارات سوى الحل الأمني لمواجهتها. ربما يكون الحل الوحيد المتاح الآن لحل أزمات الإصلاح السياسي طبقا لموازين القوى بين أطراف المشهد الراهن، هو ترتيب مؤتمر قومي تشارك فيه كل الأحزاب والقوى والفعاليات الثقافية والقانونية والشخصيات العامة لوضع خريطة طريق تصل بنا إلى الحد الأدنى من التراضي الوطني حول الحقوق والحريات السياسية التي تتماشى مع الدستور، باعتباره المرجعية الفكرية والسياسية التي ينطلق منها الجميع لتحديد مسارات هذا الإصلاح وخطواته المتتابعة، بدون اللعب فيه أو إجراء أي تعديلات عليه». اندماج وبعد ذلك كثرت الأخبار التي تناقلتها الصحف عن تشكيل ائتلاف دعم مصر المكون من عدة أحزاب حزبا واحدا يضمها ليكون حزبا للنظام، فقالت «الدستور» في تحقيق لكريمة أبو زيد وزميلها أشرف لاشين: «اتفق حزب مستقبل وطن وجمعية من أجل مصر على الاندماج في كيان واحد لتأسيس حزب سياسي جديد بمبادئ وقواعد ورؤية جديدة تناسب الوضع السياسي الحالي، وبهدف ضم جميع الاطياف والتوجهات الوطنية تحت كيان واحد. وعقد الحزب والجمعية اجتماعا في مقر الاخيرة في منطقة التجمع لبحث تفاصيل الاندماج وتأسيس الحزب الجديد، بحضور نحو 150 نائبا برلمانيا من ائتلاف دعم مصر، إلى جانب نواب مستقلين. المهندس أشرف رشاد رئيس حزب مستقبل وطن قال، إن الاجتماع توصل فقط للاندماج بين الحزب والجمعية في كيان سياسي واحد، بدون التطرق إلى مسائل أخرى، الأمر ذاته أكده المستشار عصام هلال عفيفي الأمين العام المساعد لجمعية من أجل مصر الذي قال، اتفقنا على دمج الجمعية والحزب في كيان سياسي واحد قابل لانضمام آخرين إليه». خلافات واستقالات حزبية وأخيرا إلى باب أخبار الأحزاب في «الأخبار» الذي يحرره بهاء الدين محمد، وفيه خبر كتب عنه زميله إسماعيل مصطفى تحت عنوان «الخلافات تضرب حزب المؤتمر»: «يبدو أن الصراعات والخلافات بدأت تعرف طريقها إلى حزب المؤتمر، سلسلة من الاستقالات وفصل الأعضاء شهدها الحزب خلال الشهور الماضية، كان آخرها فصل هيام حلاوة عضو مجلس النواب من عضوية الحزب. الحزب أكد أن مجلسه الرئاسي قرر فصل حلاوة لخروجها عن الالتزام بمواقف الحزب السياسية ومواقفه تحت قبة البرلمان أكثر من مرة، رغم تحذيرها. كما أصدر الحزب بيانا أعلن فيه إسقاط عضوية عبدالحكيم شداد، مؤكدا انعدام صفته من الحزب. وجاء بيان فصل شداد في الأسبوع نفسه الذي تم فيه فصل هيام حلاوة. ومنذ 4 أشهر شهد الحزب استقالات عدد من قياداته، من ابرزهم جمال حنفي نائب رئيس الحزب، بالاضافة إلى أمناء أقسام البساتين وروض الفرج وشبرا والساحل ومدينة نصر والمرج والسيدة زينب والخليفة والزاوية. وقالت مصادر إن الحزب يعاني من المركزية وعدم إشراك الأعضاء في اتخاذ القرارات. وأوضحت المصادر أن هناك عددا من الأعضاء يرون أنه لا يوجد تعاون داخل الحزب، أو خطط عمل يتم اعتمادها أو تفعيلها». معارك وردود وإلى المعارك والردود وأولها من «الشروق» حيث شن سيد قاسم المصري مساعد وزير الخارجية الأسبق هجوما لا حدود لعنفه ضد الزعيم جمال عبد الناصر في مقال عنوانه «المستبد العادل» أشار فيه إلى نظريات عن الحاكم المستبد العادل وأشاد ببعض هؤلاء الحكام الذين استبدوا ولكن لتحقيق مكاسب لشعوبهم بينما استبد عبد الناصر ولم يحقق شيئا وإنما زاد من مشاكل ومآسي الشعب وأبدى تعجبه من محبة المصريين له رغم ذلك وقال: «أحب الأتراك مصطفى كمال، على الرغم من كل ذلك ومنحوه لقب أبو الترك «أتاتورك»، بل كتبوا في دستورهم نصا يحظر استخدام هذا اللقب على أي شخص آخر، لأنهم رأوه يحقق لهم من الإنجازات ما يبرر الثمن الذي دفعوه من حريتهم وحقوقهم الإنسانية. والشيء نفسه بالنسبة لفيديل كاسترو، الذي وفر للشعب عدالة اجتماعية ونظاما متكاملا للخدمات الصحية على درجة من الكفاءة، جعل من كوبا قبلة العلاج في أمريكا اللاتينية. أما عبدالناصر فهو حالة خاصة جدا البطل المهزوم كما ظهر على غلاف مجلة «تايم» بعد الاستقبال الشعبي الأسطوري له في قمة الخرطوم الشهيرة ذات اللاءات الثلاثة على إثر نكبة 1967 وإذا كان ذلك مفهوما على الساحة العربية خارج مصر، التي لم تعانِ من الحكم السلطوي لعبدالناصر، فإن الغريب هو موقف الشعب المصري الذي ازداد تمسكا به وأرجع أسباب النكبات الجسام ــ كما هي العادة ــ «إلى المؤامرة الخارجية والبطانة الداخلية». لا أعتقد أن إنجازات عبدالناصر تبرر المكانة التي جعلت الشعب المصري يقبل منه الحكم الديكتاتوري، ويعذره على النكسة، ويزداد تمسكا به، وقد يقول قائل إنه حقق العدالة الاجتماعية التي طالما حلم به المصريون، بقوانين الإصلاح الزراعي والتأميمات والقضاء على الإقطاع والرأسمالية المستغلة، ولكن الواقع أنه عند وفاة عبدالناصر عام 1970 كان أجر الفلاح المصري الأجير على الأقل في مناطق شمال الصعيد، التي أعرفها، هو الأجر نفسه الذي كان يتقاضاه عام 1952 قبيل الثورة، ما بين ثمانية قروش وعشرة قروش في اليوم. وعلى الرغم من أن القانون الذي أصدرته الثورة حدد الحد الأدنى للأجر بـ25 قرشا، إلا أنه لم يطبق حتى في الأراضي التي استولت عليها الدولة، وأصبحت تحت إدارة وزارة الإصلاح الزراعي. كما أن الذي أنشأ مظلة التأمينات الاجتماعية للفلاحين الأجراء هو السادات وليس عبدالناصر. هل هو السد العالي؟ هل هو تأميم القناة؟ هل هو مناطحة الدول الكبرى ورفع شعار العزة والكرامة؟ أم هو «إسعاد الفقراء بإفقار الأغنياء»؟ كما قال محمود العقاد: « في زمن الطفولة كنت أسمع الفلاحين في الريف يتحدثون بإعجاب عن المأمور «الحمش» الذي أخلى حجرة مكتبة من المقاعد حتى يكلمه الناس وقوفا ولا يجلس أحد أمامه. يقولون راجل ماسك البلد بإيد من حديد، أما الرجل الدمث الهاش الباش الذي جاء بعده فلم يحظ بالاحترام أو التقدير نفسيهما بغض النظر عن التقييم الموضوع لأداء كل منهم، الشعب المصري يحب القوة حتى لو كانت قاهرة له ويبدو أن جينات الفراعنة متمكنة وما زالت تسري في دمائنا». نزاهة الوظيفة «ليس غريبا بالنسبة لزياد بهاء الدين في «الشروق» أن تتحول مناقشة قانون زيادة مرتبات الوزراء إلى مصدر للخلاف والغضب في المجتمع، ليس لأن الزيادة التي أقرها البرلمان هائلة، ولا لأنها سوف تؤثر على عجز الموازنة أو حجم الدين العام، بل لأنها جاءت في أعقاب ارتفاعات غير مسبوقة في الأسعار، خلال العامين الماضيين، لم تواكبها زيادات مماثلة في دخول الغالبية الساحقة من المواطنين، سواء في القطاع العام أم الخاص. ولهذا كان رد الفعل السلبي في الشارع المصري لهذا الموضوع معبرا، في تقديري الخاص، عن استياء عام من الحالة الاقتصادية ومن الغلاء والبطالة أكثر مما كان معنيا بمرتبات الوزراء. ولكن للأسف أن الغضب الذي أثاره القانون صرف الأنظار عن القضية الأكثر أهمية، وهي النزاهة التي يجب أن يتحلى بها العمل العام إجمالا والمنصب الوزاري بوجه خاص، والضوابط التي ينبغي أن تتخذ أساسا لمحاسبة الوزراء، وتجعلهم في كل وقت فوق مستوى الشبهات، وتمنع تعارض مصالحهم الخاصة مع متطلبات المنصب العام. حتى عام 2013، لم يكن في مصر إطار قانوني واضح وفعال لتجنب تعارض المصالح الخاصة لشاغلي المناصب العليا في الدولة مع مقتضيات الوظيفة العامة، باستثناء بعض النصوص العامة في الدستور السابق والمواد العتيقة في قانوني الشركات والخدمة المدنية. وقد سنحت لي الفرصة عام 2013 للتقدم بمشروع قانون حظر تعارض مصالح كبار مسؤولي الدولة إلى حكومة الدكتور حازم الببلاوي أثناء عضويتي بها، وقد أقرته بالفعل وأصدره السيد رئيس الجمهورية المستشار عدلى منصور بالقانون رقم 106 لسنة 2013 في نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه. وباختصار شديد فإن مضمون القانون هو إلزام شاغلي المناصب العليا في الدولة، رئيس الجمهورية والوزراء والمحافظين ورؤساء الهيئات العامة ونوابهم ومساعديهم ومستشاريهم، بالفصل التام بين مصالحهم الخاصة والمصلحة العامة التي يسهرون على حمايتها، وتحديد الحالات التي يمكن فيها تنظيم مثل هذا التعارض وتلك التي يلزم فيها على المسؤول أن يتخلى، إما عن نشاطه الخاص أو عن منصبه العام. وأهمية مثل هذا القانون ليست فقط في ما يمنعه من جرائم الاستغلال والتربح من الوظيفة العامة، بل في ما يقيمه من حدود واضحة بين ما هو مشروع وما يخالف القانون، فلا يصبح هناك مجال للاجتهاد أو التقدير، فتكون محاسبة الوزراء والمسؤولين وفقا لمعايير موضوعية، وهذا ما يحافظ على ثقة المواطنين في أجهزة الدولة، ويحمى هيبة المنصب العام. الأهم من الخلاف الحالي حول مرتبات الوزراء والمحافظين هو الحفاظ على نزاهة الوظيفة العامة. ولا سبيل لتحقيق ذلك إلا باستكمال منظومة تنظيم وتجنب تعارض المصالح في مختلف المواقع والمناصب وغلق المساحات الرمادية التي تمكن من يسعى لاستغلال منصبه من انتهاز فرصة غياب الضوابط والقواعد الواضحة، وتمنع الحريص على سلامة تصرفاته من التمتع بحقوقه المشروعة خوفا من الوقوع في الخطأ. ولنتذكر أن المكسب الذي يعود على الاقتصاد القومي وعلى المجتمع من حماية نزاهة الوظيفة العامة أكبر بكثير من أي زيادة في مرتبات الوزراء والمحافظين». «ملك مصر وإنكلترا إن أمكنا» وإلى معركة مختلفة تماما تنقلنا من مصر إلى بريطانيا بمناسبة حصول لاعب الكرة المصري محمد صلاح على جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي وما يتميز به هذا المجتمع من تسامح قال عنه في جريدة «المقال» شادي عيسى: «بعيدا عمَن صنع صلاح ونجوميته وموهبته يجب أن نعترف أن رابطة اللاعبين المحترفين في إنكلترا أثبتت لنا نحن العرب أننا لسنا مضطهدين ولا إنكلترا متعصبة وعنصرية، فها هو محمد صلاح، المصري العربي يحصل على جائزة الأفضل في إنكلترا، وبعد عامين فقط من حصول العربي الجزائري رياض محرز على الجائزة نفسها، إذن لا داعى لترسيخ مشاعر الاضطهاد والعنصرية في قلوبنا تجاه الغرب، لكن يجب أن نعلم في اللحظة نفسها أن الغرب لا يحترم إلا صاحب الموهبة والطموح، وصاحب إرادة النجاح لا الكسول، حتى لو كان موهوبًا، ونختتم ما نقوله عنه بالجملة التي خرجت من حناجر الإنكليز وهي: «محمد صلاح ملك مصر» ولكننا سنزيدها ونقول: «محمد صلاح ملك مصر وإنكلترا أن أمكَنَا». مشاكل وانتقادات وإلى المشاكل والانتقادات، ومنها مشكلة المساعدات المالية التي تقدمها الدولة لملايين الأسر الفقيرة في برنامج «تكافل وكرامة» التي انتقدها في «الأهرام» أحمد عبد التواب لأنها تهدر أموال الدولة ولا تحل مشكلة، بل تزيدها تعقيدا، وهو ما وضح من قوله تحت عنوان «مع الفقر وضده»: «من المهم للمصلحة العامة أن نتبنى محورين قد يبدوان متناقضين أولهما، الإقرار بواجب الدولة والمجتمع في توفير الرعاية للمعدمين، ولمن يعانون صعوبة في توفير الاحتياجات الأساسية، ومن ضمن تفاصيل هذا الواجب التصدِّي بقوة لكل من يحاول أن يعفي الدولة والمجتمع من هذه المسؤولية. أما المحور الآخر فهو مواجهة الواقع كما هو بلا تجميل يبدد الحقيقة، أي بإدراك أن هذه الفئات المطلوب رعايتها تشكِّل عبئاً ثقيلاً على الدولة والمجتمع، وتصنع صورة تسيء للوطن بما هي عليه من جهل ومرض، وبما تتسم به حياتها من تخلف وعشوائية، كما أنها من أهم أسباب منع الانطلاق، بل إنها تعرقل مجرد التقدم للأمام. تكفي الإشارة إلى بعض أرقام أعلنتها هذا الأسبوع الدكتور غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي، من أن برامج تكافل وكرامة خُصِّص لها في شهر إبريل/نيسان الحالي وحده 11 مليار جنيه، وأن إجمالي عدد الأسر المستفيدة وصل إلى مليونين و268 ألفاً و571 أسرة تشمل ما يزيد على 10 ملايين مواطن، أي نحو 10 في المئة من السكان، فإذا كنا حقاً نستهدف التنمية والتطور والحداثة فإنه يجب بالتوازي مع برامج الرعاية المرصودة لهؤلاء أن تكون هناك رؤية ومسعى إلى توفير العوامل التي تمكنهم من الانتقال إلى حال إنساني أفضل، بمنحهم المهارات المطلوبة للانخراط في سوق العمل بما يُتيح لهم عوائد تساعدهم على الاستغناء عن المساعدة ويوفر على الدولة الأعباء المُستنزِفة». وفي «الجمهورية» أثار محمد منازع قضية استمرار المصريين في تفضيل الوظيفة الحكومية والسعي إليها بمختلف السبل حتى دفع الرشاوى وقال محللا أسباب هذه الظاهرة: «»إذا فاتك الميري إتمرغ في ترابه» جملة اتخذها المصريون حكمة ووضعوها «حلقة في آذانهم» لذلك نجدهم أكثر شعوب الأرض بحثاً عن الوظيفة الحكومية، والتمسك بها والجري وراءها على عكس بُلدان كثيرة يهرب الناس فيها من الوظائف الرسمية، ويفضلون القطاع الخاص وليس سراً سبب الجري وراء الوظيفة الميري، فالأمر بسيط وهو البحث عن الأمان والأمان، يتمثل في دخل شهري ثابت قابل للزيادة بالعلاوات، ثم توفر العلاج، وأخيراً الحصول على المعاش بعد التقاعد وبلوغ السن القانونية. أما الأعمال الحرة مهما كانت فإنها لا تحقق هذه المتطلبات الثلاثة للعامل، لذلك يجد نفسه وأسرته في مهب الريح إذا تعرض لأي ظرف طارئ مؤقت أو إصابة قد تقعده تماماً عن العمل. جاءت فكرة الرئيس السيسي وتوجيهاته برعاية هذه العمالة وضمان حقوق الشقيانين وتم إصدار شهادات «أمان»، وهي إجراء قد تأخر كثيراً وقد جاء ليعيد بعض الحقوق «المغتصبة» إلى العمال والموظفين بالقطاع الخاص وتحمل الشهادة مميزات ونستطيع أن نقول إنها اسم على مسمى». قانون وضع اليد أما أحمد إبراهيم في «الوطن» فكتب قائلا: «مجموعة من الشباب حصلوا على قطعة أرض في واحة المغرة، ولمن لا يعرفها هي منطقة تبعد عن جنوب مدينة العلمين بنحو 70 كيلومترا وينطبق عليها المثل الشعبي «تُربط فيها القرد يقطع»، بمعنى أنها صحراء قاحلة جرداء لا زرع ولا ماء، وإن وُجد فإنه مالح.. ولكن الشباب خلال عشر سنوات تغلبوا على كل هذه الصعاب وحفروا الآبار واستصلحوا وزرعوا، ثم تقدموا للجهات المعنية لتقنين وضعهم فإذا بلجنة التسعير تطبق عليهم القانون 144 لسنة 2017. بعض الإعلاميين (733 أسرة) حصلوا على أرض في طريق الواحات عام 1999 بتخصيص رسمي من الدولة في منطقة تسكنها الأشباح، ولكنهم كانوا سبباً في تعميرها، وبعد حصولهم على موافقة القوات المسلحة وجميع الجهات المعنية لإنهاء إجراءات التمليك، طالبوا مراراً وتكراراً بتقنين وضعهم وسداد المستحقات المطلوبة منهم، بدون استجابة، بل فوجئوا بالبلدوزرات تهدم زراعاتهم ومبانيهم وأحلامهم، ثم تفرض وزارة الإسكان عليهم القانون 144 لسنة 2017. إيه حكاية القانون 144 لسنة 2017؟ إنه قانون «تقنين وضع اليد على الأراضي» وهو جائر وظالم وتعجيزي وسوف يسهم في زيادة الاحتقان الاجتماعي لأن هدفه جمع الأموال فقط بصرف النظر عن مصلحة المواطن، والمفترض أن يكون هدف الحكومة – أي حكومة- هو إسعاد مواطنيها والسعي لخدمتهم فلسنا في حلبة مصارعة، لا بد فيها من فائز وخاسر. يجب أن يكون هناك توازن بين حقوق الدولة والأفراد، وليس من الحق والعدل والمنطق والقانون والشرع القول بأن مواطناً قام بتعمير الصحراء وأنفق عليها ما يملك من أمواله وعمره وصحته أن ترفض الدولة تقنين وضعه أو تعتبره غاصباً وتهدم زراعته، ثم تطبق عليه أسعار اليوم على أرض كانت في حيازته وبتخصيص رسمي منذ عشرين عاماً، وترزية القوانين يعلمون أن القانون لا يطبق بأثر رجعي إلا إذا كان في صالح المتهم، أي المواطن. القانون 144 الظالم يستنزف أموال المواطن في تقديم طلبات التقنين ثم المعاينات والأوراق ثم يعطي لجهة الإدارة سلطة مطلقة في تسعير أرضه وقبول أو رفض طلبه. ولأنه قانون ظالم ومنذ صدوره العام الماضي لم يشجع المواطنين للتقنين على أساسه، ما اضطر وسوف يضطر مجلس الوزراء إلى تجديد مواعيد العمل به، كما أن هناك مطالب برلمانية بإلغائه بالإضافة إلى دعاوى قضائية بعدم دستوريته. هدف أي قانون هو خدمة المواطنين ورعاية مصالحهم وأيضاً الحفاظ على حقوق الدولة وهذا القانون لم ولن يحقق لا هذا ولا ذاك، فلن يتقدم أحد للتقنين على أساسه، وبالتالى لن تحصل الحكومة على الموارد المطلوبة، بل يخصم من رصيدها في الشارع؛ لذلك أتمنى مراجعة نفسها وليس عيباً أن تعدّله أو تلغيه نهائياً فهو ليس مقدساً، وإرضاء المواطنين أهم من القوانين، كما أتمنى أن تعلم الحكومة أن الأرض هي وسيلة للتنمية وليست سلعة للتجارة، وبدون تعميرها لا قيمة لها بل مجرد حفنة رمال وتراب، وأن الأرض ملك للمواطن الذي يعمرها ويُستشَهد من أجلها، وأننا دولة أكثر شيء فيها الأراضى فما زلنا نعيش على 8٪ أو أقل من أرضنا، ومن يفكر في تعمير الصحراء يستحق كل الدعم والمساعدة وأن نصنع له تمثالاً فهو بلا شك أفضل مليون مرة من الذين حوّلوا الأراضي الزراعية إلى كتل خرسانية وملاعب رياضية، ومن الذين حولوا الجراجات إلى كافيهات ومراكز دروس خصوصية، كما أنه يجب التفرقة بين من يستصلح ويزرع وينتج ومن يحول الأرض إلى منتجعات سياحية وسكنية». العدوان الثلاثي وبالنسبة للعدوان الثلاثي على سوريا فقد تراجع الاهتمام به كثيرا وتناوله عماد الدين حسين رئيس تحرير «الشروق» بقوله تحت عنوان «دفاعا عن سوريا وليس الأسد»: «قوى العدوان لا تريد الخير لسوريا أو للمنطقة، كما أنها ليست معنية بأطفال سوريا أو منزعجة من احتمال استخدام أسلحة كيماوية ضد المدنيين. أدافع عن سوريا ــ هذا البلد العربي الكبير والعظيم والشقيق ــ بلا حدود وأتمنى انتصاره على قوى البغي والعدوان ومنظمات الإرهاب، سواء كانت «داعش» أو «القاعدة» أو «الإخوان» لكن ذلك لا يعني الاصطفاف وراء نظام بشار الأسد. ما لم تتغير فلسفة الحكم وتعود سوريا وطنا لكل أبناءها فإن سلسال الدم سوف يستمر ويعطي فرصة أكبر للعدوان الغربي الصهيوني لكي يستمر بلا توقف. وبدأت أوقن أن من مصلحة المتآمرين استمرار اللعبة الجهنمية بين النظام والإرهابيين، حتى يسهل تدمير كل سوريا لعشرات السنين ولا حول ولا قوة الا بالله». مواطنون يعمرون الصحارى والدولة ترفض تقنين أوضاعهم والفيسبوك الميدان الوحيد للعمل السياسي والاحتجاجي في مصر |
الأردن: تفاقم «خيبة الأمل» في «واردات الخزينة»… والسؤال الملح: ماذا سيحصل في رمضان؟ Posted: 24 Apr 2018 02:27 PM PDT عمان- «القدس العربي»: شهر رمضان المبارك على الأبواب… ما الذي سيحصل؟ هذا السؤال يتردد اليوم وبقوة على لسان الغالبية الساحقة من كبار السياسيين والمسؤولين الأردنيين عندما يتعلق الامر بالجاهزية للتعامل مع نتائج وتداعيات الخطة الاقتصادية الخشنة للحكومة. السؤال مطروح اساساً على الطاقم الوزاري الاقتصادي الحالي وعلى رأسه نائب رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان وزير المالية عمر ملحس ويلحق بهما ويتبعهما وزير الصناعة والتجارة يعرب القضاة. ويطرح السؤال على أساس الاستمرار في قراءة السوق التي تتحدث عن انخفاض القيمة الشرائية للدينار عند المواطن بعد ارتفاع الاسعار والتصعيد الضريبي ثم انكماش النفقات كنتيجة طبيعية لدعوة رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي الأردنيين للحد من نمطهم الاستهلاكي. الاهم اقتصادياً الركود وتراجع المبيعات والنفقات المباشرة، الامر الذي ينتج عنه تراجع في بيانات واردات الخزينة جراء نشاطات السوق المحلي. ما الذي سيحصل في الاسواق عشية شهر رمضان المبارك؟… هو سؤال لم يعد بمسار إقتصادي فقط بل سؤال سياسي واجتماعي بامتياز ويثير القلق بين النخب خصوصاً وان نفقات المواطنين بالعادة تزيد بعد وخلال شهر رمضان والاعياد التي يعقبها ايضاً موسم المدارس والجامعات. بكل حال لا أجوبة محددة حتى الآن لكن مصدر في غاية الاطلاع والدقة ناقش مع «القدس العربي» البند المتعلق بالأثر السلبي لسياسة التصعيد الضريبي ورفع الاسعار على عائدات الخزينة مشيراً إلى ان الارقام الرسمية اشارت لواردات بقيمة «800 الف دينار» دخلت الخزينة في اول شهرين من العام 2018. سقوط وفقاً للمصدر نفسه يفترض ان تبلغ قيمة الواردات في هذين الشهرين 33 مليون دينار لسببين الأول هو : ان نسبة نمو السكان الطبيعية البالغة 2% ينبغي ان ينتج عنها نحو 18 مليون دينار كواردات للخزينة. والثاني له علاقة بما قررته الحكومة كبدل نقدي عن الخبز حيث تم ضخ ما قيمته 190 مليون دينار في السوق وبين ايدي المواطنين يفترض وفي حسابات الحد الادنى ان يعود منها ما نسبته 10 % للخزينة كواردات لان هذه الاموال أنفقها المواطنون الذين حصلوا عليها من الحكومة. يقدم الخبراء هذه الحيثيات اليوم حتى في الغرف المغلقة لإثبات الهامش الفارق الكبير بين مبلغ الواردات الذي دخل الخزينة فعلا خلال اول شهرين وبين المبلغ الذي كان ينبغي ان يدخل. أصحاب هذه النظرية من التقييم للأداء في بعده الرقمي والفني ومن طبقة وزراء المالية السابقين ورجال الدولة يريدون اثبات مسألتين من وراء هذه المحاججة: الأولى لها علاقة بالسقوط المريع للنظرية التي افترضت ان خطة الاصلاح الضريبية التصعيدية ورفع الاسعار ستنتهي بتحقيق واردات في الخزينة مع نهاية العام قد تصل إلى ما يزيد عن 900 مليون دينار. وهو رقم شكك به من البداية واستفسر عنه رئيس اللجنة المالية السابقة في البرلمان والنائب المخضرم خليل عطية وامام «القدس العربي». والثانية لها علاقة بالتأشير على تجاوز لم يكن محدوداً لقواعد علمية ومهنية مألوفة في التفكير المالي قوامها ان واردات الخزينة تزيد عندما يتم خفض الضرائب والرسوم وليس العكس. سبق لـ»القدس العربي» ان ناقشت الموضوع مع الرئيس الحالي للجنة المالية في مجلس النواب النائب احمد الصفدي الذي اشار إلى ان الارقام المتعلقة بالعائدات المتوقعة للميزانية ينبغي ان لا تقرأ بصورة جامدة مشيراً إلى ان وزير المالية عمر ملحس تحدث عن تقديرات. ومثل هذه المداخلة تحاول الدفاع عن خطة الحكومة لكنها تخفق عند الاختصاص لان هوامش الخطأ في التقديرات ينبغي ان لا تصل إلى ذلك الفارق الرقمي الكبير في اول شهرين من عام 2018 ما بين الواردات التي دخلت فعلًا الخزينة بعد انكماش السوق وبين تلك التي كان ينبغي ان تدخل وفقاً لما لاحظه رئيس وزراء سابق بخلفية اقتصادية اندفع لتحليل الارقام مع «القدس العربي». هذه اللعبة الرقمية دخلت تماما في حيز النقاش السياسي مؤخرا حيث يجمع وزراء مالية سابقون وخبراء من القطاعين العام والخاص على ان بند عوائد الخزينة في الميزانية التي قدمتها حكومة الرئيس هاني الملقي مغرقة بالتفاؤل او مبالغ فيها. عبء النفقات في اجتماعات حيوية نظمت مؤخرا حتى في الديوان الملكي تم التطرق إلى هذه المفارقات في اطار وقفة تأملية للفوارق ما بين المعطيات التي قدمتها مالية الحكومة والوقائع على الأرض خصوصاً وسط الانطباع بان مخالفة قانون غير مكتوب في عالم النمو الاقتصادي له علاقة بخفض الضريبة وزيادة العوائد تم في اطار خطوة سياسية متسرعة للحكومة كانت تهدف لإرضاء صندوق النقد الدولي قبل اي شيء اخر. لافت جداً في السياق ان عملية تلاوم بين صناع القرار انفسهم بدأت تطفو على السطح بسبب خيبة الامل المقر بها اليوم والتي يصعب انكارها ومن المرجح تفاقمها وتحولها إلى ازمة في بعد اجتماعي قد تتطور لبعد أمني وسياسي خلال شهر رمضان الذي يزداد فيه العبء على نفقات المواطنين. وزيرا التخطيط والمالية في الحكومة الحالية من الحكومة السابقة ورئيس الطاقم الاقتصادي اليوم في الفريق الدكتور جعفر حسان كان يدير الأمور اصلاً من موقعه السابق في الديوان الملكي والسؤال الذي يردده مختصون في السياق هو التالي: أين التجديد الذي تتحدث عنه من اجل التحفيز الاقتصادي حكومة الرئيس هاني الملقي؟ يطرح هذا السؤال اليوم وبقوة في الوقت الذي تلاحظ فيه دوائر الاختصاص عدم وجود مفكرين اقتصاديين اصلاً في طاقم الحكومة حيث ان الوزير ملحس حضر من القطاع الخاص ويدير الأمور بعقلية محاسبية وليست فكرية اقتصادية. أما الدكتور حسان فهو محترف دقة وتنفيذ ويعمل بصمت لساعات طويلة لكن خلفيته الوظيفية في وزارة الخارجية وتخصصه علاقات دولية وثمة هوامش مماثلة في سيرة وزير التخطيط عماد الفاخوري الوظيفية وهي نقاط بدأت طبقة رجال الدولة تتحدث عنها وهو الامر الجديد تماما في المشهد. الأردن: تفاقم «خيبة الأمل» في «واردات الخزينة»… والسؤال الملح: ماذا سيحصل في رمضان؟ الحوار الصاخب يتفاعل داخل المطبخ الاقتصادي والأرقام قد تنتهي بأزمة سياسية واجتماعية بسام البدارين |
اتفاق بين فصائل المعارضة في ريف دمشق الجنوبي والروس بحضور ابنة مدير المخابرات السابق «كنانة حوجية» Posted: 24 Apr 2018 02:27 PM PDT دمشق – «القدس العربي»: توصلت لجنة المفاوضات المشاركة في العملية التفاوضية عن أهالي ومقاتلي بلدات ريف دمشق الجنوبي إلى اتفاق اولي مع النظام السوري الذي مثلته المذيعة «كنانة حويجة» إبنة إبراهيم حويجة مدير مخابرات القوى الجوية السورية الأسبق، الجانب الروسي، بهدف تحييد المنطقة عن قصف المقاتلات الحربية السورية والروسية وعقد «مصالحة» في المنطقة تقضي إلى خروج المقاتلين والأهالي الرافضين للتسوية إلى مناطق سيطرة المعارضة شمالاً. وحسب مصادر لـ»القدس العربي» فإن لجنة المفاوضات في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، التي تضم ممثلين عن فصائل جيش الإسلام، وجيش الأبابيل، وفرقة دمشق، وأحرار الشام، وشخصيات مدنية، اجتمعت مع ممثلي النظامين السوري والروسي. وتباحث المجتمعون في آلية تسليم البلدات للنظام السوري وتحييد المنطقة عن الاستهداف، والقصف الذي طال جبهات بلدة يلدا، والعمل على ضبط الخروقات، حيث تقدمت لجنة المفاوضات للجانب الروسي، ورقة لضمانات امن البلدات وللخارجين منها، على ان تستمر المفاوضات اليوم الأربعاء لتثبيت القطاعات التي سيمنع استهدافها أو اقتحامها من قوات النظام. وكان النظام السوري قد استهدف نقطة عسكرية لجيش الإسلام في بلدة يلدا امس الثلاثاء، اسفرت عن مقتل أكثر من 10 مقاتلين واصابة العشـرات بجـروح مفـاوتة. من جانب آخر وصلت الدفعة الثالثة من مقاتلي وأهالي بلدات القلمون الشرقي «الرحيبة والناصرية وجيرد» إلى مناطق سيطرى المعارضة شمالي سوريا، وحسب مصادر ميدانية فإن القافلة تضم 410 أشخاص ضمن 11 حافلة. وقالت القناة المركزية لقاعدة حميميم الروسية انه «خلال 24 ساعة الماضية تم خروج 1072 شخصاً من المعبر. وتم نقلهم إلى قرية قلعة المضيق لمنطقة خفض التوتر في إدلب بـ 31 حافلة برفقة سيارات خدمة الأمن السورية وسيارات الإسعافات من قبل الهلال الأحمر العربي السوري وكذلك عسكريي الشرطة العسكرية الروسية». وعند خروجهم سلم مقاتلو القلمون حسب حميميم « 12 قطعة من المعدات و7.5 ألف ذخيرة و115 قنبلة و37 محطة رادارية و5 قطع من مناظير التسديد وحزاماً ناسفاً إلى ممثلي مركز المصالحة الروسي بين الأطراف المتحاربة». وأضاف المصدر انه منذ 20 نيسان تم خروج 3922 مقاتلاً واقارب لهم من القلمون الشرقية إلى الشمال السوري. اتفاق بين فصائل المعارضة في ريف دمشق الجنوبي والروس بحضور ابنة مدير المخابرات السابق «كنانة حوجية» |
«الشعبية» و«الجهاد» ترفضان تشكيل «جسم مواز» وترتيبات لعقد مؤتمر في غزة أو بيروت رفضاً لمخرجات المجلس في رام الله Posted: 24 Apr 2018 02:26 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: تشير معلومات أكدتها عدة جهات سياسية فلسطينية، أنه على الرغم من عدم رضا الكثير من الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، عن عقد المجلس الوطني الفلسطيني نهاية ابريل/ نيسان الحالي في رام الله، إلا أن الأمور لن تتجه لتشكيل «جسم قيادي مواز» للمنظمة، من قبل الفصائل المعارضة، خاصة وأن الجبهة الشعبية التي أعلنت مقاطعة الاجتماعات رفضت خلق هذه الأجسام، وهو موقف أيضا عبرت عنه حركة الجهاد. وحسب المصادر التي تحدثت لـ «القدس العربي»، فإن الموقف لدى الفصائل المعارضة لعقد جلسة المجلس الوطني، رغم إجماعها على عدم صحة عقد الجلسة بالشكل الحالي، لا يحمل اتفاقا على تشكيل «جسم قيادي مواز» للمنظمة أو للسلطة الفلسطينية. وأكد مسؤول في أحد الفصائل التي أعلنت مقاطعة الجلسة، أنه لا يوجد اتفاق ولا جرى أي نقاش بين المعارضين لعقد مؤتمرات ينجم عنها خلق «أجسام قيادية موازية» لمنظمة التحرير، متوقعا أن تعقد مؤتمرات أو ندوات تشارك فيها شخصيات قيادية فلسطينية، تعلن اعتراضها على شكل وطريقة عقد المجلس الوطني. وأشار إلى أن هناك رفضا لأي عمل قد يقود لـ»تفتيت» تمثيل الشعب الفلسطيني، متوقعا أن تبقى الأمور على ما هي عليه الآن، من خلال عدم وجود تمثيل لحركتي حماس والجهاد في المجلس الوطني. وفي السياق ذاته أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية رباح مهنا، أن الجبهة «ستعمل بلا هوادة، ديمقراطيا»، لعدم عقد جلسة المجلس الوطني المقررة نهاية الشهر، من خلال الضغط من أجل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وطنياً في القاهرة وبيروت، بعقد «مجلس وطني توحيدي» جديد وبمشاركة الكل الوطني. وقال في تصريح صحافي إن الجبهة رغم ذلك «لن تشارك في أي محاولات خلق بدائل عن منظمة التحرير»، لافتا إلى أنها ستعمل على إحباطها، وقال إنها «ستتواصل مع كل الوطنيين من أبناء شعبنا تشكيل أوسع اصطفاف وطني وشعبي تأكيداً على عدم اتخاذ أي قرارات تضرب الإجماع الوطني وتعزز من الانقسام في الساحة الفلسطينية». وأزاحت حركة الجهاد الإسلامي، الفصيل الثاني إلى جانب حركة حماس، غير المدعوتين لحضور المجلس الوطني، الستار عن موقفها السياسي تجاه عقد المجلس الوطني، بالتأكيد على عدم العمل على تأسيس «كيان سياسي بديل»؛ قال ذلك الشيخ نافذ عزام عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد، في خطاب ألقاه خلال تأبين أربعة من عناصر سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد. وطالب الرئيس محمود عباس بتأجيل انعقاد هذه الدورة «حتى لا تزيد الأمور تعقيداً»، حسب قوله. وأعلن بشكل صريح أن حركة الجهاد الإسلامي «لا تسعى لتأسيس كيان سياسي بديل عن منظمة التحرير»، مبينا أنهم سيواصلون كل المساعي من أجل ترميم البيت الفلسطيني الداخلي، وتعزيز قيمه لتحقيق التوافق. من جانبه كشف حسام بدران، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أن هناك مساعي لعقد مؤتمر بالتزامن مع عقد جلسة المجلس الوطني في رام الله، يكون إما في غزة أو بيروت، مشيرا إلى أن المؤتمر لن يكون بديلا عن المجلس الوطني وليس محاولة لإيجاد هياكل جديدة، مؤكدا أن المنظمة «هي البيت الفلسطيني الذي يضم الجميع». وأشار في تصريحات أوردها موقع «صحيفة فلسطين» القريبة من الحركة، إلى أن هدف المؤتمر هو التأكيد على أن عقد الجلسة للمجلس الوطني في رام الله «دون توافق يتناقض مع الاتفاقيات السابقة مع الفصائل»، وأن كل المخرجات الناتجة عنه ستكون «غير شرعية ولن تكون محل قبول وطني فلسطيني سواء بنتائجه الإدارية بالانتخابات أو حتى برنامجه السياسي». وفي السياق حسمت عدة تنظيمات فلسطينية موقفها من المشاركة في جلسات المجلس الوطني، وأعلن حزبا الشعب الفلسطيني و»فدا»، عن موافقتهما على حضور الجلسات. وقال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب، إن تنظيمه قرر المشاركة في جلسات المجلس الوطني، لافتا إلى أن تنظيمه يجري حاليا مشاورات مع المشاركين من الفصائل والشخصيات الوطنية، للاتفاق على «مخرجات» المجلس الوطني. وأكد لـ «القدس العربي» أنهم يعملون على ضرورة الحفاظ على المؤسسات القائمة ومحاولة تطويرها، وأن تكون جلسة «الوطني» عاملا قويا لإنهاء الانقسام الفلسطيني. وكانت اللجنة المركزية للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني «فدا» قد قررت في ختام اجتماع لها، المشاركة في اجتماع المجلس الوطني. وأكدت في بيان لها أن عقده يعد «استحقاقا تأخر لسنوات»، مشددة على ضرورة أن يكرس الاجتماع «الشراكة الوطنية الحقيقية وصياغة رؤية استراتيجية سياسية جديدة قادرة على مواجهه المخطط الصهيوني- الأمريكي الهادف الى تصفية القضية الوطنية». وشددت على ضرورة أن يكرس كذلك شرعية منظمة التحرير الفلسطينية، ويعمل على تجديد وتطوير ودمقرطة مؤسساتها وتفعيل دورها على الصعد كافة. كما شددت مركزية «فدا» على ضرورة أن يعمل المجلس الوطني المقبل على إجراء انتخابات للمجلس الوطني بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية والتشريعية، والتأكيد على ضرورة عقد اجتماع وطني جديد يضم الكل الفلسطيني خلال فترة زمنية لا تزيد عن عام. ودعت إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية يكون من مهامها الإعداد لانتخابات رئاسية وتشريعية. يشار إلى أن اللجنة المركزية لحركة فتح التي اجتمعت الليلة قبل الماضية، شكلت غرفة عمليات متابعة مع الفصائل من أجل استكمال التحضيرات لاجتماع الوطني. «الشعبية» و«الجهاد» ترفضان تشكيل «جسم مواز» وترتيبات لعقد مؤتمر في غزة أو بيروت رفضاً لمخرجات المجلس في رام الله أشرف الهور: |
المغرب والبوليساريو يتنازعان تفسير مشروع قرار مجلس الأمن Posted: 24 Apr 2018 02:26 PM PDT الرباط ـ «القدس العربي»: مثل كل عام، تتنازع أطراف النزاع الصحراوي قراءة قرار مجلس الامن الدولي ذات الصلة بالنزاع، ويقرأ كل طرف القرار، بالفقرات التي تقترب من موقفه ورؤيته للنزاع، ويذهب أحياناً لتأويل ما يرد من إشارات، أحياناً واضحة، تتعارض مع هذا الموقف وهذه الرؤية. وتقدم رئاسة مجلس الامن اليوم الاربعاء، رسميا للمناقشة مشروع القرار الجديد الذي تقدمت به الولايات المتحدة الأمريكية، وحسب التسريبات غير الرسمية فان المشروع يجدد لبعثة الامم المتحدة في الصحراء «المينورسو» التي تنتهي الاسبوع القادم لمدة سنة تنتهي يوم 30 نيسان/ أبريل 2019 بعد الخلافات حول بعض الفقرات، ما تطلب إرجاء مناقشتها إلى اجتماع اليوم لفسح المجال أمام أعضاء النادي لتعديل المسودة والتوافق عليها، في أفق التصويت على القرار يوم الاحد القادم. ويدعو مشروع القرار طرفي النزاع في الصحراء، أي المغرب وجبهة البوليساريو إلى استئناف المفاوضات بدون شروط مسبقة من أجل التوصل إلى حل سياسي مقبول من الجميع ينحو إلى «تقرير المصير» ويدعو دول الجوار في إشارة إلى الجزائر وموريتانيا إلى زيادة انخراطها في المفاوضات، والقيام بدورها. وانتهت مجموعة أصدقاء الصحراء من مباحثاتها المطولة التي انطلقت منذ أكثر من أسبوع، للخروج بمشروع قرار يخص الوضع في الصحراء، والذي كلفت مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية نيكي هالي بوضع صيغة نهائية على ضوء المستجدات والنقط التي توصل إليها دول أصدقاء الصحراء والمقترحات ليتم طرحه على مجلس الأمن اليوم الأربعاء. وياتي التصويت على القرار الجديد بعد المشاورات المكثفة التي قادها المبعوث الفرنسي لدى الأمم المتحدة، وقالت تقارير إعلامية أن مشروع القرار سيتناول تصحيح سوء الفهم الذي شاب تفسير اتفاق وقف إطلاق النار والعمل على وضع صيغة أكثر وضوحاً، وكذلك تمديد ولاية بعثة المينورسو 12 شهراً، واستئناف المفاوضات من دون شروط مسبقة، انسجاما مع ما دعى له المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة هورست كوهلر الذي تعهد بإطلاق جولة جديد للتفاوض قبل متم السنة الحالية. ويدعو مشروع القرار الذي يستند على الفصل السادس من ميثاق الامم المتحدة، إلى وقف أي عمل يمكن أن يزعزع استقرار الأوضاع أو تهديد عمل بعثة المينورسو مؤكداً أن «الوضع القائم غير مقبول» وأن «التقدم في المفاوضات أساسي لتحسين مستوى معيشة شعب الصحراء في جميع النواحي». وفيما اعتبرت الاوساط المغربية ان هذه الدعوة موجهة كانذار لجبهة البوليساريو بعد اتهام المغرب للجبهة بالتسلل إلى داخل المنطقة العازلة وبناء ثكنات في كل من منطقتي «بئر لحلو» و»تفاريتي»، ومحاولة فرض سياسة الأمر الواقع وربطها مع تحريك الجبهة لدوريات مسلحة في منطقة الكركرات على الحدود المغربية الموريتانية تقول اوساط جبهة البوليساريو ان المقصود بالفقرة هو المغرب وتهديداته بشن هجمات ضد الجبهة في المناطق الواقعة شرق الجدار الامني. ولم ينشر حتى الان رسميا مشروع القرار مما يجعل ما تتناوله المنابر الاعلامية هنا وهناك، يحتاج الى مزيد من الانتظار خاصة وان منابر اطراف النزاع الرسمية لم تعلن او تتحدث عن المشروع. وتقول المنابر الاعلامية انه لأول مرة في تاريخ مشاريع قرارات مجلس الامن حول الصحراء يتم توجيه الاتهام بالاسم لجبهة البوليساريو بخرقها لاتفاق وقف إطلاق النار ويشير بـ»التحديد لما قامت به بالكركرات، والاستفزازات المتتالية التي قامت بها ونبه جبهة البوليساريو من مغبة اقدامها على ترحيل ادارات ومنشآت الى بئر لحلو». واعتبرت ذلك انتصاراً للمغرب على أساس أن ما تعتبره البوليساريو عاصمة مؤقتة لجمهوريتهم المزعومة وأراضي محررة اصبح في مشروع مجلس الامن جزأ من المنطقة العازلة» رغم ان تسريبات قالت ان تحركات الجبهة في مطقة تيفاريتي وبير لحلو ليست انتهاكا لوقف اطلاق النار رقم 1 لسنة 1991، باعتبار انها ليست من المنطقة العازلة التي نص عليها الاتفاق. وقال المغرب في الشهر الماضي انه رصد تحركات لجبهة خلف الجدار وإقامة مبان كمقرات لمؤسساتها، كرئاسة جموهوريتها المعلنة من طرف واحد ووزارة الدفاع ودقت طبول الحرب مرفوقة مع حملة دبلوماسية شملت عدة عواصم عالمية مؤثرة في قرارات مجلس الامن. وقالت الاوساط المغربية ان مشروع القرار لم يتطرق لقرر محكمة العدل الاوروبية بشان اتفاقية الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الاوروبي بعدم شمول المياه الاقليمية المغربية في الصحراء بالاتفاق كونها مياه منطقة متنازع عليها كما لم يتطرق المشروع الى الثروات الطبيعية التي تطالب جبهة البوليساريو بوضعها تحت سلطة الامم المتحدة. أما في ما يتعلق بحقوق الانسان فإن مجلس الامن حاول موازنة الأشياء، من خلال الإشادة بالإجراءات التي اتخذها المغرب مؤخرا، وبالدور الذي لعبه المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالداخلة والعيون. وأشاد مجدلس الأمن بالزيارة التقنية للمفوضية العليا للأمم المتحدة الخاصة بحقوق الإنسان في أبريل للصحراء2015 ولمخيمات تندوف في ما يخص تندوف، عبر مجلس الأمن عن انشغالع بالصعوبات التي يعيشها اللاجئون الصحراويون، واعتمادهم على المساعدات الإنسانية الخارجية. وقال الباحث المغربي محمد الزهراوي، استاذ العلوم السياسية في جامعة القاضي عياض/ مراكش إنه يجب الحذر والتريث في التعاطي مع المشروع، لأن الامر يخضع لتوازنات الكبار، مثال بمشروع العام الماضي، الذي كان يتصمن رسالة مباشرة للبوليساريو للانسحاب، وإلا فتكون هناك عقوبات وتدخلت روسيا لتعديل الفقرة، وتم تأخير التصويت ، ريثما سحبت البوليساريو ملشياتها، من قرب الكركرات. ونشر الزهراوي في موقع «الأيام24»ان بعض نقط المشروع الحالي ايجابية وأخرى سلبية، ومن الايجابية أنه لم تتم الاشارة إلى قرارات محكمة العدل الأوربية وملف الثروات في الصحراء، وملف حقوق الإنسان ومن الامور السلبية في المشروع، ان المغرب لم يستطع ان يجر الجزائر إلى الواجهة وهذا الامر يسائل الدعم الفرنسي، متسائلاً: لماذا لم تدفع فرنسا الجزائر إلى الخروج من الظل ، ويتضح ان التلميح في المشروع لم يكن واضحا إلى الجزائر . ولفت الزهروي إلى أن الضغوط ستكون موجهة إلى المغرب للعودة إلى طاولة المفاوضات، وعليه ان يبلور استراتيجية، لأن في العبارة الخاصة بالعودة إلى المفاوضات بشكل بدون شروط، ضوءاً أخضر لكوهلر للضغط على الأطراف، وتساءل الباحث الزهراوي عن الكيفية التي سيتعامل المسؤول عن ملف الصحراء بالمغرب مع هذه التوصية . المغرب والبوليساريو يتنازعان تفسير مشروع قرار مجلس الأمن محمود معروف |
على غـرار أسلوب الأسد.. «الوحدات الكردية» تفرض على المقيمين في منبج «التجنيد أو التسوية» Posted: 24 Apr 2018 02:25 PM PDT منبج – «القـدس العربـي»: فرضت الوحدات الكردية، عبر ما يعرف بـ «لجنة الدفاع» المنضوية تحت مظلة «الإدارة الذاتية»، على شباب مدينة منبج وريفها، التجنيد الإجباري تحت اسم «الالتحاق بواجب الدفاع الذاتي»، فيما لا تزال خارطة الطريق المتفق عليها بين تركيا والولايات المتحدة حول المدينة غير واضحة النتائج. وفي التفاصيل، فرضت لجنة «الدفاع» التابعة للإدارة الذاتية التي تسيطر على مدينة منبج في ريف حلب الشرقي، منذ شهر آب – أغسطس عام 2016، على شباب المدينة وريفها، من أعمار 18 حتى 29 السوق الإجباري للخدمة العسكرية ضمن صفوف الوحدات الكردية تحت مسمى «الدفاع الذاتي»، لمدة تسعة أشهر، وللمتخلفين عن الخدمة عشرة أشهر، بالإضافة إلى غرامات مالية. كما طالبت اللجنة التابعة للوحدات الكردية، عصب الإدارة الذاتية، المقيمين في مدينة منبج وريفها، بالتوجه الفوري إلى مراكز «الدفاع الذاتي»، من أجل «تسوية أوضاعهم، في سياسة متطابقة مع تلك التي يديرها النظام السوري في المدن والبلدات التي هجر مقاتليها وأهاليها نحو الشمال السوري، حيث ألزم الأسد كل من بقي في مدينته «المصالحة والتسوية ومن ثم التجنيد». وأعطت لجنة الدفاع، المتأخرين عن تسوية أوضاعهم، مهلة لنهاية شهر تموز من عام 2018 من العام الحالي، متوعدة المتخلفين بالمحاسبة، وأضافت اللجنة أن أي تخلف عن المراجعة يعرض الشاب للسوق الإجباري من قبل «الانضباط العسكري» التابع لها. وفي 16 من شهر نيسان- أبريل الحالي، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن بلاده والولايات المتحدة أعدتا خارطة طريق بشأن مدينة منبج شمالي سوريا الخاضعة لسيطرة تنظيم «ب ي د»، وأشار إلى أن «البلدين سيقرران من سيدير ويفرض الأمن في منبج». ويسيطر تنظيم «ب ي د» الامتداد السوري لمنظمة «بي كا كا»، على معظم أجزاء محافظتي الحسكة والرقة وصولا إلى مدينة منبج بريف حلب، شمال سوريا. أما الولايات المتحدة الأمريكية، فكانت قد أرسلت مؤخراً تعزيزات عسكرية إلى مدينة منبج الخاضعة لسيطرة حليفتها «الوحدات الكردية»، وشملت التعزيزات العسكرية نحو 300 عسكري وعدداً كبيراً من العربات المدرعة والمعدات الثقيلة، ووصلت إلى المنطقة الفاصلة بين مدينة منبج ومنطقة «درع الفرات» في ريف حلب الشمالي، قادمة من القاعدة العسكرية الأمريكية في بلدة صرين. كما شهدت مدينة منبج، خلال الأسبوعين الفائتين، تطوراً جديداً، تمثل بدخول قوات فرنسية إلى المدينة، وإقامة نقاط لوجستية لها، بالقرب من القواعد العسكرية التي كانت قد أقامتها الولايات المتحدة الأمريكية سابقاً في المدينة. على غـرار أسلوب الأسد.. «الوحدات الكردية» تفرض على المقيمين في منبج «التجنيد أو التسوية» |
مثقفون من الوطن والشتات يدعون لتجديد حركة التحرر الوطنية لبلوغها الشيخوخة والتكلس وتآكل الشرعية Posted: 24 Apr 2018 02:25 PM PDT الناصرة – «القدس العربي»: تنادت مجموعة من أبناء الشعب الفلسطيني، المقيمين في أرض فلسطين التاريخية، وفي بلدان اللُّجوء والشَّتَاتِ، واطلقت مبادرة أو فكرة تتوخَّى تشكيل مِنْبَرٍ، أو ملتقى، يحاول التَّعبيرَ عن حُقُوقِ الشَّعبِ الفلسطينيِّ، وتطلعات أغلبيته المحافظة على وحدته دون الدخول في موضوع كيفية تسوية الصراع والحلول. وأكدت ان ذلك لا يعني إنشاءِ حزبٍ، أو جبهة، أو أيِّ إطارِ تنظيميِّ آخر، فهذه المبادرة إنَّما تُمَثِّلُ الأفراد المنضوين في إطارها، على تنوُّعهم وتَعدَّدِ منظوراتهم الفكريَّة والسياسية، من الذين يجتمعون على قواسم مشتركة. وتنطلق المجموعة من شعورهم بالمسؤولية، ومن إدراكهم للمخاطر الجسيمة الَّتي تحيطُ بقضيتهم الوطنية والإنسانيَّة، على جميع المستويات والصُّعد، بما يستوجبُ إطلاق حوار وطني واسع ومسؤول، حول سبل مواجهة التَّحديات الرَّاهنة، الَّتي يُهَدِّد استمرارها حاضر ومستقبل الشعب الفلسطيني وقضيته. وقالت المجموعة المبادرة في بيانها انها توافقت على عدة أفكار. موضحة انه بعد مرور أكثر من قرن على كفاح الشعب الفلسطيني ضد المشروع الصهيوني، وسبعة عقود على النَّكبة، وإقامة إسرائيل كدولةٍ استعماريةٍ استيطانية عنصرية فوق جزء كبير من أرض فلسطين،؛ وبعد أكثر من نصف قرن على انطلاق الحركة الوطنية المعاصرة، بكل ما انطوت عليه من تضحيات وبطولات، وصعوبات وتراجعات، وتطوُّراتٍ وتحولات، بات هذا الشعب في أمسِّ الحاجة إلى إجراء مراجعة نقدية مسؤولة للتجارب التي تضمَّنتها مسيرته النِّضالية عبر جميع مراحلها، مع الاستفادة من إرث هذه المسيرة التي وصلت، الآن، إلى طريق مسدود، بتفادي تعثراتها وسلبياتها والبناء على إيجابياتها ومنجزاتها. كما ترى ان حركة التحرر الوطني الفلسطينية باتت بأمس الحاجة إلى صوغ رؤى وخيارات وطنية، وإعادة بناء كياناته ومؤسساته السياسية، وانتهاج خيارات كفاحية، جديدة ومغايرة، تتأسس على الواقعية والعقلانية، والتمسك بقيم الحرية والحقيقة والعدالة، التي توازن بين الواقع والطموح، والإمكانيات والرغبات، والعاملين الداخلي والخارجي، دون أن يجحف أحدهما بالأخر. وهذا يتطلب برأي المبادرين تجديد كيانات الحركة الوطنية، باستعادة طابعها كحركة تحرر وطني، وتجديد حيويتها، بعد أن وصلت، منذ أمد غير قصير، إلى حالة من الشيخوخة، والتكلّس، وتآكل الشرعية. ويشمل ذلك المنظمة والسلطة والفصائل والأحزاب السياسية والاتحادات الشعبية، إذ لا يمكن تحميل رؤى أو خيارات جديدة على حوامل قديمة، أو مستهلكة. وتعتبر ان الطريق للتجدد تمر عبر إعادة بناء منظمة التَّحرير الفلسطينيَّة وفق معايير ديمقراطية وكفاحية وفق نتائج الانتخابات. كما ترى بالفصلُ، سياسيَّاً وإدارياً بين المنظمة والسلطة. كما يدعون لتغيير وظائف السُّلطة، بحيث تقتصرُ على إدارة المجتمع، وتعزيز كياناته ومؤسساته الاجتماعية والاقتصادية والثَّقافية، وتنمية موارده البشرية والمادِّيَّة، وتعزيز قدرته على الاعتماد على نفسه، واستثمار إمكانياته وموارده بشكل يُؤمِّنُ متطلبات صموده، ويُنمِّي قدرته على مقاومة سياسات إسرائيل الاستعمارية الاستيطانية العنصريةـ كذلك ترى باستعادة وحدة الكيان الفلسطيني بين الضِّفة وغزة، وذلك ببذل أقصى الجهد، وبدَّأبٍ صادق، من أجل إنجاز المصالحة. وتشير المجمعة الى بذل كل جهد ممكن لاعتماد أنسب الأشكال والوسائل لتعزيز التفاعل الخلاق والعمل المشترك بين تجمعات الفلسطينيين، في جميع أماكن تواجده، في 48 والضفة وغزة ومناطق اللجوء والشتات، لصوغ الأطر السياسية المشتركة، الأفضل والأجدى، للتعبير عن وحدته ووحدة قضية، وإدارة كفاحه. وتشدد على حيوية اعتماد جميع أشكال النِّضَال الشَّعبي ضدَّ الاحتلال لمواجهة إسرائيل عبر التَّصدِّي الحازم لسياساتها الاستعمارية والاستيطانية والعنصرية وبالتزامن بناء المجتمع الفلسطيني عبر إنهاض وعيه وتنمية موارده وتعزيز مقوِّمات صموده فوق أرضه. ومن هنا تستنتج المبادرة ضرورة وقف عملية المفاوضات العبثية والمجحفة، والتَّخَلُّص من علاقات التنسيق الأمني مع إسرائيل، ومن التبعية الاقتصادية لها». وتشدد ايضا على ضرورة تكثيف الجهود على الصَّعيد الدولي، وتعزيزها، من أجل فضح طابع دولة إسرائيل العنصري الاستعماري. وفي هذا السياق ترى بالدفع نحو حَلٍّ مشترك يتأسس على الحقيقة والعدالة والحرية والديمقراطية والمواطنة المتكافئة؛ أي من دون أدنى تمييز من أي نوع كان لمجموعة بشريَّة على مجموعة أخرى في أرض فلسطين التاريخية. وتعتبر المبادرة أنَّ النِّضال الشَّعبي بأساليبه الكفاحيَّة المُتعدِّدة والمُتنوِّعة هُوَ الوسيلة الأنجع والأنسب والأكثر تأثيراً. وهذا برأيها بالطبع لا يستثني وسائل النضال الأخرى التي اقرّتها الأعراف والقوانين الدولية، مع الأخذ بالحسبان خصوصيات الأجزاء المكونة للسعب الفلسطيني. وتدعو أيضا لانتهاج خيارات، أو رؤى سياسية لا تنحصر في خيار وحيد، ولا تضع خياراً وطنياً ما في مواجهة خيار آخر، لأن خيار الدولة المستقلة الكلاسيكي في الأراضي المحتلة (1967) لم يتحقق، إلا في صيغة «حكم ذاتي» للسكان، رغم مضي ربع قرن على اتفاق أوسلو المجحف والناقص والجزئي، بسبب الرفض الإسرائيلي والموقف الأمريكي المساند» ،منوهة ان حل الدولتين أصلا لم يجب على أسئلة كعودة اللاجئين إلى أراضيهم (في 48)، والذين يشكّلون نصف السعب الفلسطيني ويمثّلون جوهر قضيته، ولا على التساؤل المتعلق باعتبار فلسطينيي (1948) جزءاً من شعب فلسطين، ولا على الواقع المتأتي من كون إسرائيل دولة استعمارية واستيطانية وعنصرية وتعرّف نفسها كدولة يهودية. لذا المطلوب برأي المبادرين هو خيار وطني، أو رؤية، تتأسّس على المطابقة بين قضية فلسطين وجغرافيتها وشعبها، أو تفضي إلى ذلك. وهذا يعني رؤية تضفي معاني وقيما إنسانية على فكرة التحرير، بحيث لا تختزل بتحرير جزء من الأرض، فقط، على أهمية ذلك، إذ يفترض أن يشمل هذا الأمر، أيضاً، تحرير الإنسان والصراع على الحقوق، أي الحقوق الفردية والوطنية، التي تتطلب تقويض المشروع الصهيوني العنصري مع التأكيد بأن الحل النهائي لن يتأتى إلا بهزيمة هذا المشروع، من خلال مشروع نهضوي تحرري إنساني ديمقراطي، يكون اليهود الإسرائيليون المعادون للصهيونية شركاء فيه، بدعم من القوى العربية والدولية، المؤيدة للحرية والعدالة والسلام. وهذه الرؤية تستند، أيضاً، إلى المقومات الآتية: إن أي حل نهائي للصراع يجب ان يقوم على الحقوق المتساوية للفلسطينيين، باعتبارهم شعبا واحدا في كافة أماكن وجودهم، من جهة، والاسرائيليين اليهود، من جهة أخرى. وترى أن أي حلول مؤقتة او انتقالية أو مفروضة أحاديا عفا عليها الزمن، وقد دلت تجربة ربع القرن الماضي سقم وعقم طريق الحلول المرحلية او الجزئية. مؤكدة ان للفلسطينيين جميعا القول الفصل في قبول أي حل لقضيتهم أو رفضه. وبرؤيتها هذه ليس لجزءٍ من أبناء الشعب الفلسطيني أنْ يتنازل عن حقوق جزء آخر، ولا يمكن قبول حلٍّ تُجْعَلُ فيه حُقُوقُ جزء من أبناء هذا الشَّعب ثمناً لحصول جزء آخر منه على بعض حقوقه. وفي سياق هذه الرؤية الوطنية والإنسانية تؤكد المبادرة أنَّ القضية الفلسطينية هي قضية أساسية للعالم العربي بأسره. كذلك تعتبر كفاح الشعب الفلسطيني جزءاً من كفاح شعوب العالم وقواها التحررية والديمقراطية. وردا على سؤال «القدس العربي» أوضح الكاتب الصحافي ماجد كيالي أحد المبادرين طبعا بالنسبة لمستقبل فعاليات الملتقى الفلسطيني «سنظل نتحاور كشركاء ونبحث في الأسئلة الفلسطينية وإشكالياتها وسنحاول صوغ إجماعات وطنية تتأسس على أننا شعب واحد وقضيتنا واحدة في 48 والضفة والقطاع وبلدان اللجوء والشتات ومراجعة نقدية للتجربة الوطنية بخطاباتها وبناها وأشكال عملها». لافتا الى ان هناك رأيا فلسطينيا آخر غير رأي الفصائل، مشددا على ان هذه ليست دعوة لإقامة كيان فلسطيني جديد لا حزبا ولا فصيلا ولا جبهة. وتابع «هي دعوة للحوار والتفكير وبناء الرأي العام واستنهاض المجتمع المدني الفلسطيني كي يقول رأيه بعد ان تم تهميشه بفصائل أفل دورها وتراجعت مكانتها في مجتمعات الفلسطينيين وفي الصراع ضد اسرائيل وسياساتها الاستعمارية والعنصرية هي محاولة للملمة واستنهاض أحوالنا». وختمت المجموعة بيانها بالإشارة لمواقع إطلاق المبادرة (القدس ـ حيفا ـ غزة ـ بلدان اللجوء والشتات وبتوقيعات المبادرين او المشاركين في هذه المبادرة ـ الملتقى، بحسب الأحرف الأبجدية ويمكن قراءة المزيد عن المبادرة في صفحتها بعنوان «ملتقى فلسطين» على فيسبوك. مثقفون من الوطن والشتات يدعون لتجديد حركة التحرر الوطنية لبلوغها الشيخوخة والتكلس وتآكل الشرعية طالبوا بوقف المفاوضات والتنسيق الأمني وديع عواودة: |
وجه طهران الظريف ووجهها القاسم Posted: 24 Apr 2018 02:25 PM PDT في أعقاب الزيارة التي قام بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة ولقائه رئيسها دونالد ترامب في العشرين من الشهر الماضي، قام وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بجولة مضادة تخللتها مقابلات مع الإعلام الأمريكي وندوة جرت قبل يومين في «مجلس العلاقات الدولية»، أهم الهيئات غير الحكومية المعنية بالسياسة الخارجية الأمريكية. أما الغاية من جولة ظريف فجليّة: في الوقت الذي يحيط الرئيس الأمريكي نفسه برجلين متشدّديْن إزاء إيران ومؤيّديْن لإلغاء الاتفاق النووي معها، أحدهما في منصب وزير الخارجية والثاني في منصب مستشار الأمن القومي، وبعد زيارة لابن العاهل السعودي كان موضوع إيران أحد عناوينها الرئيسية، رأت طهران أن تحاول مواجهة هذا التيّار بلجوئها إلى «القوة الناعمة» وإرسالها الدبلوماسي الإيراني الأول ذي الوجه البشوش إلى أمريكا. أما مهمة ظريف الرئيسية فكانت إغراء المعارضين لترامب ولإلغاء الاتفاق النووي، ولاسيما أوساط الحزب الديمقراطي ومن ورائها الرأي العام الأمريكي برمّته. ومن يشاهد فيديو الكلمة التي ألقاها الوزير الإيراني في ندوة «مجلس العلاقات الدولية» لا بدّ أن يفطن إلى مدى التكامل بين وجهي «الجمهورية الإسلامية الإيرانية» الرئيسيين في الساحة الخارجية، ألا وهما الوزير ظريف واللواء قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس». ومن المعلوم أن هذا الفيلق الأخير هو جناح «حرس الثورة الإسلامية» المختص بالعمليات خارج الحدود الإيرانية، بما في ذلك أهم ساحات تدخل إيران الإقليمية، أي العراق وسوريا ولبنان واليمن، وكلّها بلدان استغلّت طهران فيها الانقسامات الطائفية. وفي حين يتميّز وجه إيران العسكري القاسم بتفضيله العمل خلسةً وبصمت، تقوم مهمة وجه إيران الدبلوماسي الظريف على تصدّر الواجهة ببشاشة وكأن حمامة السلام واقفة على كتفه. في كلمته أمام المجلس الأمريكي، وقد كادت الابتسامة لا تفارق وجهه خلال إلقائها، بذل ظريف جهده كي يُظهر الحكم الإيراني بمظهر التوّاق لتحقيق التوافق والسلام في منطقة الخليج بدولها التسع (دول مجلس التعاون الخليجي الست وإيران والعراق واليمن). ولم يناقض خطابه ويكشف حقيقة مبغاه سوى ترداده تسمية «الخليج الفارسي» بصورة بدت وكأنها مُصطنعة ومتعمّدة لكثافة ورود التسمية على لسانه خلال أقل من ربع ساعة من الحديث، عوضاً عن تسمية «الخليج» المختصرة التي يتوقّع المرء أن يستخدمها مسؤول إيراني يتوخّى حقاً احترام سيادة جيرانه. وقد ادّعى ظريف أن تلك السيادة هي في رأس المبادئ التي تسعى بلاده وراء مراعاتها تحقيقاً لاستتباب السلم والاستقرار في المنطقة. والحقيقة أن دعوة إيران جيرانها الخليجيين إلى إقامة علاقات مبنية على احترام متبادل ومتكافئ للسيادة إنما تبدو وكأنها قائمة على الاستخفاف بعقولهم. والحال أن النظام الإيراني نظام أيديولوجي مذهبي، يقوم امتداد سلطته الإقليمية على تجنيد قوى محلّية أيديولوجية مذهبية بحيث استطاع إنشاء إمبراطورية خاصة به هي أول إمبراطورية إقليمية منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية قبل قرن من الزمن، وبصرف النظر عن الإمبراطوريتين العالميتين البريطانية والأمريكية اللتين توالتا على بسط نفوذهما في المنطقة. ومهما قيل عن أخصام طهران الإقليميين، وفي طليعتهم المملكة السعودية التي هي أقدم زبائن الإمبراطورية الأمريكية في الشرق الأوسط، فما من دولة بينهم تحوز على كتائب مسلّحة غير حكومية موالية لها على طراز تلك التي تُشرف طهران عليها، ولاسيما وجهها القاسم، في العراق واليمن، ناهيكم عن دولتي سوريا ولبنان اللتين تقعان خارج منطقة الخليج. وقد تعوّدنا على خطاب السيادة يصدر عن طهران ليعني حرية إيران في التصرّف الإمبراطوري في البلدان الأربعة المذكورة بحجة أن ذلك من سيادة القائمين على السلطة فيها، وهم خاضعون في الواقع للسيادة الإيرانية. وهذا يذكّرنا بدفاع واشنطن المستمر عن «سيادة» الدول الخاضعة لها، مثلما كانت تدّعي إزاء دولة فيتنام الجنوبية وحكومتها «الدُّمية» (كما كان يُطلَق عليها في ذلك الحين)، أو بدفاع موسكو في الماضي عن «سيادة» دول أوروبا الشرقية التي كانت تتحكّم بمصائرها. هذا وقد كانت أسهل نقطة سجال استخدمها ظريف أمام الرأي العام الأمريكي سخريته من حكام الخليج الذين «يتنافسون على شراء المزيد من الأسلحة من الولايات المتحدة من أجل كسب دعمها بعضهم ضد بعضهم الآخر» على حدّ قوله، وهو يلمّح إلى زيارتي ولي العهد السعودي وأمير قطر الحديثتين والمتتاليتين إلى واشنطن. وقد ترافقت الزيارتان بصفقات جديدة من الأسلحة الأمريكية تباهى بها دونالد ترامب بصورة منعدمة الشهامة. فحذّر الوزير الإيراني من أن كلفة تلك الصفقات للولايات المتحدة «ستكون أعلى بكثير من الأرباح التي سوف تُجنيها من بيع الأسلحة»، وهو وعيدٌ مبطّن من قِبَل وجه طهران الظريف نيابة عن وجهها القاسم. ٭ كاتب وأكاديمي من لبنان وجه طهران الظريف ووجهها القاسم جلبير الأشقر |
لماذا اعتمدنا على أشرف مروان؟ Posted: 24 Apr 2018 02:24 PM PDT لقد شاهدت في مساء السبت باهتمام كبير المقابلة التي أجرتها اييلا حسون مع جميع رؤساء الموساد السابقين في القناة العاشرة. معظم الذين أجرت المقابلات معهم تعرضوا لفترة وقضايا كنت أعرفها فقط كمن يقرأ الصحف، ولست مخولا بتأكيد أو نفي اقوالهم. أرغب هنا في التطرق لموضوع واحد فقط وهو موضوع عرفته أثناء عملي ودرسته بتعمق أيضاً بعد ذلك: الانذار الذي تلقيناه من أشرف مروان، الذي لقب بـ «الملاك»، عشية حرب يوم الغفران. أشرف مروان كان في حينه العميل الاكبر الذي عمل لصالح اسرائيل. مكانته المميزة في قمة النظام المصري حولته وبحق إلى شخص موثوق في كل ما يتعلق بسياسة مصر والتحذير من اندلاع حرب بمبادرة مصرية. رئيس الموساد الجنرال تسفي زمير اعتاد أن يوزع على قمة القيادة السياسية (رئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان) تقارير المحادثات التي أجراها رجال الموساد مع مروان، وهؤلاء قاموا بقراءة التقارير الساخنة بفارغ الصبر. الجدل حول هل كان مروان عميلاً مخلصاً أو أنه كان مزروعاً من قبل المخابرات المصرية، تولد لدينا فقط بعد حرب يوم الغفران، ولم يكن لذلك تعبير في تعاملنا معه عشية الحرب. عندما بدأت الانباء في الوصول عن تدهور محتمل يمكن أن يصل إلى حرب (بداية في الجبهة السورية وبعد ذلك كيف يمكن تفسير المناورة العامة للجيش المصري)، تجاهل النظام المعلومات التي تم الحصول عليها من المصادر الاستخباراتية المختلفة، طالما أننا لم نسمع أي شيء من مروان. التغير كان في 4 تشرين الأول/أكتوبر، عندما تلقى الموساد برقية من أشرف مروان طلب فيها الالتقاء بسرعة مع رئيس الموساد في لندن، من خلال استخدام كلمة السر التي تم الاتفاق عليها مسبقا كتهديد لشن حرب. في اليوم التالي، 5 تشرين الاول، وصل نبأ للاستخبارات العسكرية عن إخلاء عائلات الخبراء والمستشارين السوفييت، هذا النبأ ادخل أجهزة الجيش الاسرائيلي إلى حالة تأهب من الدرجة ج. ـ هي درجة التأهب الاعلى التي عرفتها اسرائيل منذ حرب الايام الستة. رئيس الموساد سافر في صباح اليوم التالي إلى لندن، قبل خروجه أبلغ رئيس الاستخبارات العسكرية عن اللقاء المخطط له، ويبدو لي أنه لم يبلغ رئيس الحكومة عن هدف سفره. في نفس اليوم وصل نبأ من مصدر 8200 عن مبادرة مشتركة، مصرية ـ سورية، لمهاجمة اسرائيل. رئيس الاستخبارات العسكرية أعطى أمراً بتجميد التقرير ومنع نشر هذا النبأ في الجهاز، في انتظار تقرير رئيس الموساد بعد الالتقاء مع مروان. في الساعة الرابعة فجراً، 6 تشرين الأول/أكتوبر، تلقى رئيس مكتب الموساد تقريراً هاتفياً من لندن، الذي حذر من هجوم مصري ـ سوري سيتم تنفيذه في عيد الغفران عند حلول الظلام. رئيس المكتب وزع التقرير على رئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس الاركان ورئيس الاستخبارات العسكرية. ولدهشتي، كنت بين الذين تلقوا التقرير حالا، وتم استدعائي لجلسة لدى وزير الدفاع مع رئيس الاركان ورئيس الاستخبارات. ولأنهم لم يرغبوا في ازعاج من قامت بالاختزال التي تعمل في المكتب في هذا الوقت المبكر (كان الوقت قبل الفجر)، طلب مني تسجيل ملخص النقاش الذي جرى. لن أسهب. كان واضحا أنه من الضروري القيام بتجنيد قوات الاحتياط على الفور بغرض الاستعداد في الجبهتين مع سوريا ومع مصر. لقد كان خلاف بين رئيس الاركان ووزير الدفاع فقط بخصوص حجم القوات التي يجب تجنيدها. عند سؤال وزير الدفاع ما هو حجم القوات المطلوبة على الفور، للدفاع، أجاب رئيس الاركان ـ فرقتان، فرقة لكل جبهة. ولكن عندما طلب رئيس الاركان تجنيد فوري لكل الاحتياط، وزير الدفاع رفض، لأنه خاف من أن تتهم اسرائيل بالمبادرة إلى شن الحرب. بعد ساعة صادقت رئيسة الحكومة غولدا مئير على طلب رئيس الاركان القيام بالتجنيد الشامل. رغم أنها لم توافق على طلبه للقيام بضربة استباقية. في الساعة الثانية ظهراً من نفس اليوم، قبل ساعات معدودة من ساعة الصفر التي أبلغ عنها العميل المصري، بدأ هجوم مشترك. للأسف هذا حدث قبل ساعات من تجنيد الاحتياط واستعداده للدفاع. بدون علاقة بهذه المسألة، فان كثيرين في الجيش الاسرائيلي لم يستعدوا كما يجب لحالة التأهب ج. التي اعلن عنها رئيس الاركان قبل ذلك بيوم. وكانت هناك وحدات في خط الجبهة، التي تصرفت بعدم مسؤولية وواصلت أجواء الراحة والروتين. بالاجمال فوراً بعد تلقي التقرير من لندن تم اتخاذ كل الخطوات المطلوبة. ولحسن حظنا فإن تحذير مروان تم تلقيه رغم أنه جاء في وقت متأخر نسبيا. لم يستخف أحد بمروان على اعتبار أنه المصدر الاكثر وثوقاً في حينه. بالعكس، لو لم يثقوا به ويعتمدوا عليه لكان الجيش الاسرائيلي قد استعد وتجند كما يبدو قبل أيام من ذلك، استناداً إلى المعلومات التي وصلت من مصادر استخباراتية أخرى: الموساد والاستخبارات العسكرية، وحتى من الاستطلاعات على الأرض. شلومو غازيت هآرتس 24/4/2018 لماذا اعتمدنا على أشرف مروان؟ كان في حينه العميل الأكبر الذي عمل لصالح اسرائيل ووثقت به لدرجة كبيرة صحف عبرية |
محمد القوماني: «النهضة» تتجه إلى التوافق مع «النداء» في إدارة الحكم المحلي في تونس Posted: 24 Apr 2018 02:24 PM PDT تونس – «القدس العربي»: قال محمد القوماني عضو المكتب السياسي لحركة «النهضة» التونسية إن تجربة «التوافق» بين حزبه و»نداء تونس» ستمتد إلى الحكم المحلي بعد الانتخابات البلدية، كما اعتبر أن مشاركة رئيس الحكومة يوسف الشاهد في الحملة الانتخابية لحزبه غير مخالفة للقانون «بشرط عدم الخلط بين الدولة والحزب». وبرر من جهة أخرى ضعف الخبرة لدى عدد كبير من مرشحي الانتخابات البلدية – وخاصة المستقلين- باحتكار المسؤولية السياسية في حزب واحد لستة عقود فضلاً عن «شيطنة» العمل الحزبي بعد الثورة. وكان راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة» كشف قبل أيام عن وجود «نية» لدى الحركة في العمل مع حزب «نداء تونس» في إدارة الشأن المحلي بعد الانتخابات البلدية المُقبلة، مشيراً إلى أن القانون الانتخابي يكرس نهج التوافق كونه لا يمكّن أي حزب من الفوز بالغالبية. وقال القوماني في حوار خاص مع «القدس العربي»: «أؤكد ما صرح به رئيس الحركة من احتمال التوافق بين النداء والنهضة مجدداً في المجالس البلدية وربما يكون التوافق أوسع من هذين الحزبين. هذا الكلام يؤيده القانون الانتخابي الذي ما زال ساري العمل به منذ انتخابات المجلس الوطني التأسيسي فهو لا يتيح لحزب واحد الفوز بالغالبية، ولذلك فالمجالس البلدية ستكون متنوعة واختيار رئيس البلدية سيحتاج إلى توافق خاصة بين القائمات الفائزة، كما أن التوافق ضروري كي تكون هذه المجالس فاعلة، علماً أن التنافس بين الحزبين في هذه المحطة أو اختلافهما في بعض العناوين في المرحلة الأخيرة لن يلغي ما بينها من تقارب ورغبة في العمل وهذا سيكون في المجالس البلدية وقد يكون أيضاً في مجالات أخرى». وكان سياسيون ونشطاء تونسيون انتقدوا مشاركة رئيس الحكومة يوسف الشاهد في الحملة الانتخابية للحزب الحاكم، مطالبين هيئة الانتخابات بالتدخل لمنع استعمال الإدارة التونسية في الحملة الانتخابية ومطالبة الحكومة بالحياد تجاه محطة انتخابية هامة ستؤثر بشكل كبير على الوضع السياسي القائم في البلاد. وعلّق القوماني على ذلك بقوله «يوسف الشاهد هو من قيادات حزب نداء تونس وقد تعمّد في الفترة الأخيرة – وعبر أكثر من خطاب للشعب – أن يذّكر بهذا المعطى الحزبي. وليس هناك في القانون أو الالتزامات السياسية ما يمنع من أن يكون رئيس الحكومة إلى جانب حزبه في محطة انتخابية هامة كالبلديات، بشرط أن لا نعود بأي شكل إلى الخلط بين الدولة والحزب ولا نستغل مقدرات الدولة أو منابرها أو إمكانياتها لصالح حزب النداء. بالطبع حصلت بعض التجاوزات في هذا الإطار وحركة النهضة وأحزاب أخرى وبعض المراقبين نبهوا إلى هذه التجاوزات، ويحاول نداء تونس أن يتفادى ذلك الآن. على أن يبقى خيارنا الأساسي خارج المحطات الانتخابية هو أن تنأى الحكومة – قدر الإمكان- بنفسها عن التجاذبات السياسية والحزبية لتتفرغ للقضايا الوطنية الكبرى وفي مقدمتها التحديات الاقتصادية والاجتماعية». ويثير تدنّي المستوى الثقافي لأغلب المرشحين للانتخابات البلدية المقبلة قلقا في تونس، حيث يتساءل البعض عن كيفية إدارتهم للحكم المحلي الذي يحتاج لخبرة كبيرة وخاصة في بلد اعتاد على الحكم المركزي منذ الاستقلال. وبرر القوماني هذا الأمر بقوله «في تونس بعد الثورة وقع تجاوز كبير في انتقاد الأحزاب وشيطنة العمل الحزبي مقابل الدعاية للمستقلين والكفاءات غير الحزبية، وحُرم المتحزبون – وخاصة من لديهم ماضٍ وقدرات سياسية – من المشاركة في الهيئات لأنهم متحزبون وأُبعدوا حتى من تسيير ما سُمّي في تونس بـ»النيابات الخوصية للبلديات». ومن المعروف أن الأحزاب هي أُطر للتكوين والثقافة السياسية والتعوّد على تحمل المسؤولية، فمن يشاركون في الأحزاب هم أكثر تأهيلاً للقيادة من غيرهم، كما أن الأحزاب مفتوحة للجميع فهي ليست قبائل أو أطراً مغلقة على أشخاص معينين، وهذا لا ينفي بالطبع أن بين المستقلين غير المتحزبين من يتمتعون بخصال القيادة والكفاءة». وأوضح أكثر بقوله «نحن نعالج مرحلة انتقالية في تونس، كما أننا ندفع ضريبة الاستبداد الذي خيّم على تونس ستين سنة، حيث احتكر المسؤولية في جهة حزبية معينة، وتونس تتعافى الآن وتتجه تدريجيا نحو مرحلة تتيح لجميع التونسيين أن يتدربوا ويتحملوا المسؤوليات في الشأن العام، وقد يوجد بين المترشحين من هم أقل خبرة أو كفاءة، لكنهم سيتعاملون مع بقية زملائهم، ومن كانت تنقصه خبرات معينة سيكملها من خلال الممارسة». وحول قيام حركة «النهضة» بترشيح نساء غير محجبات ضمن قائماتها الانتخابية، فضلا عن شخصيات غير مسلمة، قال القوماني «حركة النهضة تسرّع في تحديث تونس وتخلق الحدث في الانتخابات البلدية، وهي تفعل ذلك بقناعة وفي انسجام مع مقدمات سبقت هذا الاستحقاق الانتخابي، فالمؤتمر العاشر في 2016 والندوة السنوية لإطارات الحركة في نهاية 2017 كانت محطات مهمة في عمل النهضة على مراجعة رؤيتها الفكرية وتطوير خطابها السياسي ومحاولة كسر الصورة النمطية التي يحاول خصومها إلصاقها بها، وما فعلته في المحطات السابقة كان استباقاً للاستحقاقات الانتخابية وهي تجني ثمار ذلك العمل بخطوات تعزز مصداقيتها في المدنية والتطور والعمل بمقتضيات الدستور والقانون». وأضاف «وفي هذا الإطار جاء ترشيح مواطن تونسي يهودي في تكريس للمواطنة وتفعيل للدستور، وأيضا قررت الحركة أن يكون نصف قائماتها من المستقلين وانفتحت على الكفاءات المختلفة بما في ذلك نساء محجبات أو غير محجبات، منتميات للنهضة أو مستقلات، حيث رشحت سيدة على رأس قائمة تونس العاصمة، وهي المرة الأولى التي تنافس فيها إمرأة على مشيخة المدينة، كما أن نصف قائمات النهضة ترأسها النساء، بعضهن غير محجاب ولكن ليست لديهن مشكلة مع خطاب النهضة. ويمكن القول إن النهضة فاجأت منافسيها بهذه النزوع إلى الانفتاح والتحديث والوفاء لما قالته في محطاتها السابقة، ولذلك بدأوا بمحاولة تشويه صورتها والتشكيك بمصداقيتها، لكن سترون أن حركة النهضة ستكرس صواب اختياراتها من خلال النتائج المأمولة في هذه الانتخابات». يذكر أن ترشيح حركة «النهضة» للمواطن اليهودي سيمون سلامة أثار انقساما بين التونسيين، حيث رحّب به البعض داعيا إلى إدماج اليهود التونسيين في الحياة السياسية والحزبية، فيما اتهم آخرون الحركة بالخروج عن الإسلام ومحاولة إثارة الفتنة في المجتمع التونسي. وردت الحركة بقولها إن سيمون سلامة هو «مواطن تونسي يهودي الديانة، ووجوده في قائمة النهضة أحد مكاسب الحركة وطريقة للسماح للمستقلين بالمشاركة في إدارة البلديات». محمد القوماني: «النهضة» تتجه إلى التوافق مع «النداء» في إدارة الحكم المحلي في تونس عضو المكتب السياسي للحركة اعتبر أن مشاركة رئيس الحكومة في الحملة الانتخابية غير مخالفة للقانون حسن سلمان: |
موريتانيا: المعارضة تحذر من مخطط لاختطاف أحادي للانتخابات Posted: 24 Apr 2018 02:23 PM PDT نواكشوط – «القدس العربي»: حذرت المعارضة الموريتانية أمس في أول موقف تتخذه بعد إعلانها عن المشاركة في الانتخابات المنتظرة، من مخطط تدبره السلطات لاختطاف الانتخابات النيابية والرئاسية المقبلة. وجاء هذا التحذير بعد نشر تغريدة (على طريقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حسب المعارضة)، أكد فيها سيدي محمد ولد محم رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم «أن موقف الرئيس محمد ولد عبد العزيز من مسألة المراقبين الدوليين للانتخابات ظل واضحا على الدوام، فلن نَدعوّهم بحكم ثقتنا القوية في نظامنا الانتخابي، ولن نمنعهم في حالة بادروا بالحضور أو دعاهم أي طرف، ولن نصرف على وجودهم من مال الشعب لأنه لا ضرورة لوجودهم أصلا». وأكدت المعارضة أمس في بيان توصلت «القدس العربي بنسخة منه «أن إعلان السلطة رفضها طلب رقابة جدية على الانتخابات القادمة دليل واضح جديد، على تماديها في اختطاف العملية الانتخابية وعزمها على تنظيم هذه الانتخابات بصورة أحادية بعيدا عن الشفافية وعن أعين الرقباء، خاصة أن اللجنة «المستقلة» التي يراد لها أن تشرف على هذه الانتخابات قد تم تشكيلها بصورة أحادية ومخالفة للقانون إضافة إلى أن هناك إجماعا على كونها فاقدة للمصداقية». «إن إقصاء طيف واسع يضم أهم قوى المعارضة الديمقراطية الشرعية، تضيف المعارضة، من تشكيل اللجنة المستقلة للانتخابات بصورة صدمت الجميع وفي خرق سافر للقانون المنشئ لهذه اللجنة، ورفض المراقبة الجدية والشاملة على الانتخابات من طرف هيئات مشهود لها بالحياد والتجربة والموضوعية، يشكل مبعثا حقيقيا للقلق على مسار المسلسل الانتخابي، ومؤشراً واضحاً على إرادة السلطة في إدارة العملية في الظلام وبصورة منفردة تمكنها من التلاعب بجميع مراحل العملية بدءاً من مراجعة القوائم الانتخابية وتعيين مكاتب الاقتراع وتسيير الحصص الإعلامية وانتهاء بفرز النتائج وإعلانها». وتقول «لقد ظهرت هذه الإرادة الانفرادية مبكرا، تقول المعارضة في بيانها، متزامنة مع حملة انتساب حزب السلطة، وما واكبها من تجنيد واضح لأجهزة الدولة وموظفيها وتعطيل للمصالح العمومية، وما صاحبها من إغراءات وضغوط وشراء للذمم وجمع لبطاقات التعريف واختراق لقاعدة بيانات الحالة المدنية وإذكاء للقبلية والنعرات الطائفية». وأكدت المعارضة «أن التصريحات التي أطلقتها السلطة حول الشفافية و»المنظومة الانتخابية» تكذبها أفعالها، فالحديث عن منظومة انتخابية حقيقية يكذبه عدم شرعية اللجنة «المستقلة» للانتخابات وطريقة تشكيلها وطابعها الأحادي وعدم مصداقيتها، والحديث عن الشفافية يكذبه رفض السلطة للرقابة الجدية على الانتخابات بحجة كلفتها المالية، في الوقت الذي تتحمل فيه هيئات الرقابة ذات المصداقية، الموفدة من طرف الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، جميع نفقاتها حفاظا على استقلاليتها ومصداقيتها». وذكرت المعارضة في بيانها بأن «رقابة هذه الهيئات على استفتاء 2006 وانتخابات 2007، ساهمت في طمأنة الشركاء السياسيين كما ساهمت في إضفاء المصداقية على نتائج تلك الانتخابات». «إننا في المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، يضيف البيان، سنقف بقوة في وجه اختطاف المسلسل الانتخابي، وندعو جميع القوى الوطنية إلى الوحدة والتضامن والنضال من أجل فرض انتخابات توافقية تجنب البلاد المنزلقات التي يقودها نحوها، إصرار السلطة على فرض إرادتها وتمرير أجندتها الأحادية». وفي نفس السياق، أكد ولد مولود الرئيس الدوري للمعارضة في تصريحات له أمس «أن المعارضة ستقوم بالتوازي مع المشاركة بفرض مسار انتخابي توافقي يضمن حياد السلطة وتكافؤ الفرص أمام كل الفرقاء ويفتح الطريق أمام التناوب السلمي على السلطة»، مطالبا «بفرض رقابة جادة وكاملة من لدن الهيئات الدولية ذات المصداقية والتجربة في رقابة الانتخابات على غرار رقابة الانتخابات الرئاسية لسنة 2007، تلك الرقابة التي ظل النظام يتهرب من طلبها، حسب تعبيره، مكتفيا بالحضور الرمزي لمراقبة هيئات محابية». وبهذه الاحتجاج تبدأ المعارضة الموريتانية معركتها الصعبة بعد قرار المشاركة، لفرض تنظيم مقبول حر وشفاف للانتخابات المقبلة، بعد أن أقصتها السلطات من عضوية اللجنة المستقلة للانتخابات، وبينما يتشكل المجلس الدستوري من موالين للنظام، وهاتان الهيئتان هما المكلفتان بتنظيم وإعلان نتائج الانتخابات. وكان القرار الذي اتخذته المعارضة الموريتانية قبل أيام بخصوص مشاركتها في الانتخابات دون ضمانات مسبقة وحتى بدون دعوة مراقبين دوليين عليها، قد قوبل بانتقاد ما يزال متواصلا على صفحات التواصل وفي المواقع الإعلامية. ودافع محمد جميل منصور القيادي الإسلامي في المعارضة عن قرار المشاركة مؤكدا «أن المنتدى سيشارك في الانتخابات القادمة مشاركة فعالة وقوية تقوم على مقاومة الانفراد والتزوير وانتزاع حقوق الشعب ومكاسب المعارضة، ولم يفت على المنتدى أن يؤكد أن تلافي الوضع الحالي أفضل وأن الاستمرار في منزع المقاطعة الحالي خطر على البلد وعلى استقراره وديمقراطيته». موريتانيا: المعارضة تحذر من مخطط لاختطاف أحادي للانتخابات بعدما أكد رئيس الحزب الحاكم ألا مجال لدعوة مراقبين دوليين |
الفصائل المعارضة تصر على رفض مبادرة طلاس… والروس يهددون «هيئة التفاوض» بالتهجير Posted: 24 Apr 2018 02:23 PM PDT إنطاكيا – «القدس العربي»: تتسارع وتيرة الاحداث في ريف حمص الشمالي عقب حديث مسؤولي النظام عن قرب شن هجوم واسع ضد ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، في تكرار على ما يبدو لسيناريو الغوطة الشرقية. وتشير الانباء إلى ان روسيا طلبت من النظام تأجيل معركته، لإتاحة المجال أمام المفاوضات التي تجريها مع هيئة التفاوض التابعة للمعارضة في ريف حمص، وكذلك من أجل الوصول لحل، وفق مبادرة رجل الأعمال المقرب من الروس فراس طلاس الذي قدم مبادرة باقتراح روسي، يقضي بتسيلم الفصائل سلاحها الثقيل، وخروج من يرغب من العسكريين والمدنيين من ريف حمص ووضع الريف تحت ادارة روسية، بالاشتراك مع بعض الفصائل التي تقبل هذه المبادرة. لكن مبادرة طلاس هذه واجهت عقبات كبيرة من الفصائل المعارضة، خاصة فيما يتعلق بمسألة تسليم السلاح، كما أن مصادر من هيئة التفاوض بريف حمص الشمالي، قالت ان روسيا تمارس ضغوطاً عليها، وخيرتها بين القبول بشروطها، او انهاء «خفض التصعيد» ودفع النظام لفتح معركة ريفي حمص وحماة، إلا أن هيئة التفاوض طلبت أن تكون تركيا هي الضامن لأي اتفاق، وفي ظل هذا التوتر لم تتوقف هجمات الفصائل ضد مواقع النظام في ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، خصوصاً بعد محاولات تقدم الأخير على جبهات عدة. يعتقد ناصر النهار، القيادي في الفيلق الرابع التابع «للجيش الوطني السوري» المشكل حديثاً، ان النظام مصر على اقتحام ريف حمص الشمالي وذلك لاستكمال السـيطرة على محـافظة حمـص بـشكل كامل. وقال القيادي في حديث لـ»القدس العربي» إن مبادرة فراس طلاس هي مجرد كلام إلى الآن ولا يوجد اي شيء رسمي، وأظن أن هذه المبادرة لا تلقى اي قبول، فعلى الفصائل في الشمال السوري الوقوف معنا والتخفيف عنا قدر المستطاع». ويضيف القيادي النهار «النظام يحاول الوصول إلى مناطق استراتيجية وتلال عالية، من أجل قطع الطرقات والسيطرة على الريف الحمصي، فالنظام يقوم بقصف مدفعي عنيف يستهدف بلدات وقرى ريف حماة الجنوبي بالجهة الشرقية من ريف حمص الشمالي، بالاضافة إلى محاولات تسلل على جبهة الحمرات». ويرى الناشط أبو الهدى الحمصي، أن سيناريو الغوطة الشرقية وداريا واحياء حمص المحاصرة، سيتكرر ما لم يتوحد الثوار في غرف عمليات مشتركة ونزع الخلافات فيما بينهم. ويوضح في حديثه لـ»القدس العربي» «تستطيع الفصائل في حمص الصمود في حال انشغال النظام في أكثر من جبهة، فعلى الفصائل في الشمال التحرك لأن النظام اذا نجح وسيطر على ريف حمص الشمالي سيشن هجوماً بعدها على أرياف حماة وإدلب، لكن الفصائل في ريف حمص كثيرة ويمكنها الصمود، وهي جيش العزة والفيلق الرابع واحرار الشام بالاضافة إلى «هيئة تحرير الشام». وفي هذا الصدد يكشف يعرب الدالي عضو المكتب الإعلامي بالرستن، أن هناك خطين للمفاوضات مع الروس ، الأول بين هيئة التفاوض عن ريف حمص والجانب الروسي، الذي يأتي استكمالاً لاجتماعات سابقة منذ اعلان استانة، اما الخط الثاني فهو مبادرة فراس طلاس الذي عرض مبادرته على الطرفين «هيئة التفاوض» و»الروس» وتم تشكيل لجنة في ريف حمص من اجل دراسة المبادرة، ولم يتم حتى الان، رفضها بشكل كامل، ولا قبولها. وقال الدالي في حديث لـ»القدس العربي»: «الروس ابلغوا هيئة التفاوض بأن الحل هو تسليم السلاح وتهجير من لا يوافق على الطرح الروسي، لكن هيئة التفاوض رفضت الرؤية الروسية هذه، وتم تأجل الاجتماع بين الطرفين، لكن الروس طلبوا أن تكون المفاوضات داخل مناطق النظام الامر الذي رفضته هيئة التفاوض، ومن ثم قام الروس بإلغاء اجتماع يوم الاحد الماضي، أعقبه تصعيد جوي روسي طال مناطق الحـولة وغيـرها في ريف حمص وحماة المحاصـرين». ويسـتبعد الدالـي تكـرار سيناريو الغوطة في ريف حمص، قائلاً «سيناريو الغوطة مستبعد، لأنه لا يوجد لدينا انقسامات وخلافات بين الفصائل، كما كان الامر في الغوطة، فعندنا توافق عسكري بين الفصائل كما رأينا منذ ايام، حيث نجحت الفصائل بصد تقدم قوات النظام وانتقلت فوراً إلى الهجوم، وسقطت بيدها قرى للنظام منها قرية قبة الكردي، وايضاً هناك قرى موالية مجاورة لنا يمكننا الضغط على النظام من خلالها، كما ان هناك مناطق حيوية للنظام يمكن للثوار قصفها لتخفيف اي هجوم عسكري على ريف حمص، فهيئة التفاوض ترفض التهجير ، واعتقد انه سيكون هناك حل يقوم على شبه نظام حكم ذاتي لريف حمص، لأن هيئة التفاوض متفقة مع الفصائل، وفيها مدنيون وعسكريون، وهذا يعني هناك توافق سياسي وعسكري في ريف حمص». الفصائل المعارضة تصر على رفض مبادرة طلاس… والروس يهددون «هيئة التفاوض» بالتهجير النظام يصعّد هجماته في ريف حمص ومخاوف من تكرار سيناريو الغوطة |
موقع إصلاحي: إيران صرفت أكثر من 100 مليار دولار على مشاريع «فيلق القدس» الخارجية Posted: 24 Apr 2018 02:22 PM PDT لندن ـ «القدس العربي» ـ من : كشف موقع مقرب من التيار الإصلاحي الإيراني بأن طهران صرفت أكثر من 100 مليار دولار على مشاريع فيلق القدس الخارجية خلال السنوات الخمس عشرة الماضية. وأفاد موقع «إيران نيوز» أن جماعة الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، لديها وثائق حساسة تتعلق بكيفية تمويل مشاريع فليق القدس التابع للحرس الثوري من خلال البنوك الأجنبية والآسيوية. وأضاف التقرير بأن رئيس جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري، حسين طائب، رفض مطالب بعض قادة الحرس الثوري بالرد الحازم على جماعة أحمدي نجاد، واصفاً خوض معركة مع جماعة الأخير بأنه مثل «السقوط في عش الدبابير»، وأن الأفضل هو عدم الرد عليهم والاكتفاء بفتح بعض الملفات الاقتصادية ضد مستشاري الرئيس الإيراني السابق. وأوضح الموقع المقرب من الإصلاحيين بأن محمود أحمدي نجاد بعث رسالة إلى الجهات المعنية في استخبارات الحرس الثوري بأنهم إذا أرادوا التصعيد ضده ومجموعته، سيكشف عن تفاصيل نقل أكثر من 100 مليار دولار إلى حسابات بنكية في دول أوروبية وآسيوية باسم أقارب المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وبعض مستشاري المرشد الأعلى ومنهم علي أكبر ولايتي، وبعض قادة الحرس الثوري ومنهم حسين طائب، وبعض قادة فيلق القدس الذين يعملون كسفراء في بعض الدول. ولفت النظر إلى أن هذه الحسابات المصرفية تم إنشاؤها باسم أقارب كبار المسؤولين الإيرانيين في العراق وماليزيا وسنغافورة وأوكراين وروسيا البيضاء وألمانيا ودول أخرى. وقال «إيران نيوز» أن أحد مسؤولي مصرف «أمين» التابع لوزارة المخابرات وكبير مستشاري رئيس البنك المركزي الإيراني سابقاً حبيب رود ساز، تولى مهام الإشراف على إيداع عشرات مليارات الدولارات من إيرادات البلاد النفطية في حسابات شخصية لأقارب المسؤولين الإيرانيين في بنوك خارج البلاد. موقع إصلاحي: إيران صرفت أكثر من 100 مليار دولار على مشاريع «فيلق القدس» الخارجية محمد المذحجي |
الطائرات الانتحارية المففخة… آخر صيحات اقتتال فصائل الشمال السوري Posted: 24 Apr 2018 02:22 PM PDT حلب – «القدس العربي»: تطور الصراع والتناحر الداخلي بين فصائل كبرى فصائل الشمال السوري، لينتقل الاقتتال بين هيئة تحرير الشام، والذي تعتبر جبهة «فتح الشام-النصرة» سابقاً، أبرز مكوناته، مع جبهة تحرير سوريا، والمكون من تحالف «أحرار الشام ونور الدين الزنكي» إلى استخدام الأسلحة الجوية في ضرب كل منهما أهداف الآخر. مصادر ميدانية في محافظة إدلب، شمال سوريا، أكدت لـ «القدس العربي»، تنفيذ ثاني هجوم جوي بواسطة طائرات مسيرة «من دون طيار» ضد مواقع لـ «هيئة تحرير الشام» في جبل الزاوية في ريف إدلب، إذ ضربت طائرة انتحارية مفخخة موقعاً عسكرياً في بلدة «كنصفرة». استخدام الطائرات الانتحارية بين الفصائل المتناحرة في الشمال السوري، يأتي بعد أسابيع من استخدام طرفي الصراع للطائرات المسيرة لأغراض التجسس على الطرف الآخر، تمهيداً لضرب مواقع كليهما بالمدفعية الثقيلة أو قذائف المورتر. مراصد عسكرية للمعارضة في الشمال السوري، أفادت بأن الفصائل المتقاتلة بدأت، في استخدام الطائرات المسيرة بدون طيار «درون» في القتال، عن طريق تطويرها لتحمل القنابل المتفجرة، لتستخدم مؤخراً كسلاح انتحاري في ضرب مواقع المتقاتلين. كما شهدت أسابيع الصراع الداخلي، الممتد منذ شهر شباط – فبراير من العام الحالي، إسقاط طائرات مسيرة عدة من قبل طرفي الصراع، ويأتي استخدام الطائرات المفخخة بعد زج «تحرير الشام» و»تحرير سوريا» لكافة أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة في المواجهة بينهما، فيما لا تزال خارطة الصراع غير مستقرة، بعد فشل كل من الجانبين في كسر الطرف الآخر. إلا أن هيئة تحرير الشام، سيطرت بعد تجدد المواجهات مع جبهة تحرير سوريا، على العديد من المدن والبلدات التي كانت تحت سيطرة «الجبهة»، وأبرز تلك المدن «مدينة خان شيخون، الشيخ مصطفى، كفرعين، صهيان»، وغيرها في ريف إدلب الجنوبي. وتشهد أرياف حلب وإدلب منذ مطلع شهر شباط الماضي، اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن قتلى وإصابات بين المدنيين، وقطع الطرقات وشل الحركة المرورية والتجارية، وسط مظاهرات للأهالي ضد «تحرير الشام»، ودعوات لتحييد المدن والبلدات عن الاقتتال. الطائرات الانتحارية المففخة… آخر صيحات اقتتال فصائل الشمال السوري |
قوات الاحتلال تدمر منزل رفيق الشهيد جرار وتنفذ حملة اعتقالات طالت شبانا وقاصرين Posted: 24 Apr 2018 02:21 PM PDT رام الله ـ «القدس العربي»: دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل أحد الأسرى الفلسطينيين، اتهمته بالمشاركة في قتل مستوطن إسرائيلي في وقت سابق، وألحقت أضرارا مادية بالغة في منازل مجاورة، فيما اندلعت مواجهات متفرقة، رفضا لعمليات الاعتقال التي طالت عددا من المواطنين بينهم أطفال من مدينة القدس. وفجرت قوات الاحتلال فجر أمس منزل الأسير أحمد جمال القمبع، الواقع في حي البساتين في مدينة جنين، باستخدام «الديناميت». وقال والد الأسير إن قوات الاحتلال فجرت المنزل بعد زرع العبوات في داخله، ما أدى الى الحاق خسائر مادية بالمنازل المحيطة. وتتهم قوات الاحتلال الأسير القمبع، بمساعدة الشهيد أحمد جرار، الذي اغتالته قوات الاحتلال في شهر شباط/ فبراير الماضي، لاتهامه بقتل الحاخام الإسرائيلي رازيئيل شيفاح، من مستوطنة «حافات غلعاد» شمال الضفة الغربية مطلع العام الحالي. وسبق عملية الهدم أن قامت عائلة الأسير بإخلاء المنزل، بعد تثبيت سلطات الاحتلال قرار الهدم، بعد رفض استئناف العائلة، كما شهدت مدينة جنين اندلاع مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال التي داهمت المدينة، واستقبلها الشبان برشقها بالحجارة. وتخللت المواجهات عمليات إطلاق نار صوب القوات الإسرائيلية المقتحمة، ما أدى إلى إصابة مجندة إسرائيلية بجراح طفيفة، حيث نقلت إلى أحد المشافي الإسرائيلية لتلقي العلاج. ونددت الفصائل الفلسطينية بعملية الهدم، وقال موسى دودين القيادي في حركة حماس، إن هدم قوات الاحتلال المنزل «لن يزيد شعبنا إلا مزيدا من التحدي والمقاومة لهذا المحتل»، فيما قالت حركة الجهاد الإسلامي إن هدم منازل المواطنين «لن يمنع شعبنا من استمرار المقاومة والجهاد في الدفاع عن أرضهم ومقدساتهم». ووصفت الجبهة الشعبية العملية بـ «الجريمة الصهيونية الجبانة»، وقالت إنها «لم تحقق يوما أهدافها في تركيع شعبنا الفلسطيني وقتل إرادة المقاومة فيه». إلى ذلك أصيب عدد من المواطنين من بلدة جيوس شمال مدينة قلقيلية بحالات اختناق، جراء اطلاق قوات الاحتلال الغاز المسيل للدموع، وقال شهود عيان، إن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة، يوم أمس وسط إطلاق قنابل صوتية وغازية، وقامت بالتمركز أمام مدارس البلدة، لتندلع هناك مواجهات عنيفة. وتخلل العملية قيام قوات الاحتلال بنصب حاجز عسكري على مدخل البلدة، وأجرت عمليات تفتيش للسيارات بعد إنزال الركاب والتدقيق في هوياتهم الشخصية. وفي السياق اعتقلت قوات الاحتلال تسعة فلسطينيين، معظمهم قاصرون في مدينة القدس المحتلة. وذكرت مصادر محلية أن أعمار القاصرين تتراوح ما بين 14 إلى 16 عاما، حيث جرى اقتيادهم إلى أحد مراكز التوقيف في المدينة، تمهيدا لعرضهم على أجهزة الأمن لإخضاعهم للتحقيق. كما اعتقلت آخرين من بلدات تتبع مدينة الخليل جنوب الضفة، بعد مراجعتهما لمخابرات الاحتلال في مركز توقيف «عصيون». ونصبت كذلك قوات الاحتلال حواجز عسكرية على مداخل مدينة الخليل الشمالية، ومدخل بلدة سعير شمال شرق المدينة، وأوقفت السيارات وأخضعتها للتفتيش. وشملت المداهمات والتفتيش في الضفة اعتقال محمود حماد (47 عاما)، عميد شؤون الطلبة في جامعة بيت لحم، بعد دهم منزله الواقع في شارع الصف وسط المدينة وتفتيشه. وشردت قوات الاحتلال خمس عائلات فلسطينية من أحدى مناطق الأغوار الشمالية؛ بحجة التدريبات العسكرية. وتضم هذه العائلات نساء وأطفالا، حيث جرى إبعادها عدة كيلو مترات عن خيامها التي تقطنها في تلك المنطقة. إلى ذلك أخلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة، سبيل أحد حراس المسجد الأقصى، فيما سلمت استدعاءات لأربعة حراس آخرين للتحقيق معهم مجددا. وكانت مخابرات الاحتلال قد استدعت الحراس للتحقيق، حيث ينتظرون قرارا من قائد شرطة الاحتلال، خاصة وأن سلطات الاحتلال لجأت أخيرا إلى إبعاد الكثير منهم عن المسجد الأقصى لتسهيل عمليات اقتحام المستوطنين. ويوم أمس اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين المسجد الأقصى، وأجروا جولة داخل باحاته بحماية قوات الاحتلال. قوات الاحتلال تدمر منزل رفيق الشهيد جرار وتنفذ حملة اعتقالات طالت شبانا وقاصرين التفجير أدى لإصابة مجندة بجروح خطرة واندلاع مواجهات عنيفة |
دعوات لوقف معركة «كسر العظم» بين الحكومة التونسية ونقابات التعليم وبوادر حل تلوح في الأفق Posted: 24 Apr 2018 02:21 PM PDT تونس – «القدس العربي»: حمّل أولياء تونسيون وزارة التربية ونقابة التعليم الثانوي مسؤولية انقطاع أبنائهم عن الدراسة، مطالبين بتجاوز الخلاف بينهما والذي قد يعصف بمستقبل التعليم العمومي في البلاد، في وقت تحدثت فيه مصادر إعلامية عن وجود بوادر للانفراج في الأزمة المستمرة بين الطرفين. ونظمت مجموعة «أولياء غاضبون» (تطالب بحل الخلاف بين وزارة التربية ونقابات التعليم) وقفة احتجاجية أمام مجلس نواب الشعب للمطالبة بعودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة وإنجاح ما تبقى من أيام السنة الدراسية. وأكدت في بيان تناقلتها وسائل الإعلام والصفحات الاجتماعية، عزمها ‘انتهاج جميع أشكال الاحتجاج السلمية والقانونية لحماية مصالح ومستقبل التلاميذ»، داعية جميع الأولياء إلى «توحيد صفوفهم والوقوف وقفة حازمة ولعب دور أساسي وتاريخي في هذا الصراع الذي قد يعصف بمستقبل التعليم العمومي». وأضافت المجموعة في بيانها «التعليم حق يكفله الدستور والمعاهدات والاتفاقيات الدولية وواجب محمول على الدولة و المربين (…) وحجب الأعداد وتعليق الدروس إلى أجل غير مسمى هو تعطيل لمرفق عام»، محملة المسؤولية عن ذلك لكل من وزارة التربية ونقابة التعليم الثانوي (تابعة لاتحاد الشغل). وكان نور الدين الطبّوبي الأمين العام لاتحاد الشغل أكد استئناف الدروس بدءاً من يوم الثلاثاء بعد التوصل إلى اتفاق مبدئي مع الحكومة حول المطاب الخاصة بالمعلمين والمتعلقة بزيادة الأجور والتقاعد المبكر، إلا أن لسعد اليعقوبي الأمين العام لنقابة التعليم الثانوي أكد مواصلة تعليق الدروس وحجب الأعداد، لكنه أشار إلى وجود بوادر لحل الأزمة مع وزارة التربية، مؤكداً وجود «خلاف في وجهات النظر» داخل اتحاد الشغل، لكن لن يضر بوحدة المركزية النقابية. وانتقد الباحث سامي براهم تواصل لعبة «عض الأصابع» بين الطرفين، حيث دوّن على صفحته في موقع «فيسبوك»: «هي لعبة تقوم بين لاعبين يضع فيها كلّ لاعب إصبعه تحت ضرس اللاعب الآخر، ثمّ يبدأ سباق العضّ لاختبار الصّبر وطول النّفس والتحدّي. تلك هي الصّورة التي تجسّد العلاقة بين الحكومة ونقابة التعليم الثّانوي». وأضاف الباحث الأمين البوعزيزي «نقابة الثانوي اليوم في عز قوتها (تنظيميا ومعنويا، قيادتها منتخبة ومناضلة منذ زمن كان للنضال ثمن). الجنوح للتفاوض ليس هزيمة بل جوهر العمل النقابي، ففي المعارك حتى الساسة يفاوضون، شريطة عدم نزع أوراق قوتهم، وإلا فهي الهزيمة المُذلة! النضال النقابي ليس حربا ضد غزاة، (الغزاة وحدهم من ترفع في وجوههم لاءات ثلاث. ويفتح التفاوض معهم في حالة وحيدة: تمكينهم من الإنسحاب). ليس النقابيون أول من تمت شيطنتهم، كذا كانت حال المناضلين السياسيين، والمناضلين الحقوقيين، وقبلهم مقاتلو حركة التحرر الوطني… دوما ثمة مرتزقة مكلفون بشيطنة المناضلين مقدمة لاستباحتهم». وتابع البوعزيزي «المطلوب من النقابيين خطة تواصلية مع الشعب الكريم الواقع في قبضة القتلة الإقتصاديين. معركة إصلاح التعليم العمومي معركة مجتمع أنتم طليعتها لا ممثلها الشرعي الوحيد! عندما يدرك الشعب الكريم كون مخطط اغتياله متفقاً عليه بين حكومة عصابة السراق والقتلة الدوليين، سيكون الجميع كتفاً بكتف لوقف العدوان.المطلوب من النقابيين الشدة ضد التسيب كما الشدة ضد الإستغلال. مثلما كان المناضل الأسعد اليعقوبي حاسما صارما مع خط التفريط والارتزاق في صفوف الإعلاميين ونُحيّيه على ذلك.. لكن لن يكون لصرامته معنى ما لم يكن صارما مع خط التسيب الذي تسببت فيه «الشُّعَب المهنية» سيئة الذكر التي أصبحت بقدرة البيروقراطية «نقابات»!». ويطالب المعلمون المضربون عن العمل بزيادة الأجور وتمكينهم من التقاعد الاختياري في سن 55 بدلاً من 60 عاماً. وكان عبيد البريكي مؤسس حزب «تونس إلى الأمام» اعتبر أن الحكومة أخطأت باشتراط التفاوض لإلغاء الإضراب الذي أقرته نقابة التعليم الثانوي، مشيراً إلى أن «تونس صادقت على اتفاقيات دولية لحماية المسؤولين النقابيين والعمل النقابي ولا وجود لأي قانون يشترط رفع الاحتجاج للتفاوض (كما أن) الحكومة مخطئة إذا اعتقدت أنّها ستقوم بجرّ الاتحاد الى مربع صغير (بحيث تجبره على الموافقة على شروطها) لأنّها لن تنجح في ذلك». دعوات لوقف معركة «كسر العظم» بين الحكومة التونسية ونقابات التعليم وبوادر حل تلوح في الأفق الأولياء يؤكدون أن تواصل الخلاف قد يعصف بمستقبل التعليم العمومي في البلاد |
العثماني يتحدث عن مخطط جديد يمتد إلى 2025 لتحسين قطاع الصحة في المغرب Posted: 24 Apr 2018 02:20 PM PDT الرباط ـ «القدس العربي» : استجابة للإضراب الوطني الذي دعت إليه النقابة الوطنية للصحة، احتجاجا على تردي منظومة الصحة، وفي الوقت الذي أكدت فيه تقارير عن وجود تجاوزات في التدبير وضعف الحكامة وغياب الرؤية والشفافية والمراقبة وتفشي الفساد والرشوة، التي تسود القطاع، كشف رئيس الحكومة المغربية عن مخطط جديد يمتد إلى 2025، يعطي نفساً جديداً للقطاع وفق معايير دولية. وأشار رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، إلى أن المخطط أتى بمقاربات جديدة في الإصلاح، علماً أن المخطط سيمتد إلى 2025، وسيمكن من اقتراح حلول لمختلف جوانب الخصاص التي يعانيها قطاع الصحة، كما أن الحكومة تولي اهتماما خاصا إلى قطاع الصحة، وتعتبره من الأولويات الاجتماعية التنموية. وأكد العثماني، أن هذا المخطط، يدخل في إطار نوع من الاستمرارية، لكنه بمثابة تجديد، مشدداً على ضرورة إعطاء نفس جديد لقطاع الصحة، واعتماد مقاربة جديدة مبنية على استشارة الخبراء ومختلف المتدخلين سواء كانوا في القطاع الخاص أو العمومي أو النقابات والجامعات وغيرها، وبضرورة تفعيل التكامل بين القطاعين الخاص والعام بهدف تجاوز النقص، مسجلاً أن الصحة تعرف خصاصا على مستوى الموارد البشرية والبنيات والوسائل المتاحة لتوفير الصحة للمواطنين وعلى مستوى الحكامة والتدبير. وكشف أنس الدكالي، وزير الصحة، أن المخطط الجديد، يقوم على رؤية واحدة مبنية على ست قيم تهم الاستمرارية والقرب والمسؤولية والمحاسبة، والتكافل والتضامن والمساواة في الولوج والأداء والنجاعة والجودة في الخدمات، فضلا عن ثلاث دعامات يتوزع في إطارها 25 محوراً تتضمن 125 إجراء، تهدف إلى إحداث منظومة صحية منسجمة من أجل عرض صحي منظم وذي جودة وفي متناول الجميع، وتحركه برامج صحية فعالة وتدعمه حكامة جيدة. وقال علي لطفي، رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة « نحن اليوم أمام أزمة خطيرة يعيشها أهم قطاع إجتماعي بالبلاد وهو قطاع الصحة، لذلك فلا بد من إعادة النظر بشكل مستعجل وفوري في طريقة تدبير هذا القطاع». وأضاف لطفي، في تصريح لـ»القدس العربي»: «لإخراج هذا القطاع من التخلف الذي يعيشه الأمر لا يتطلب فقط مخططاً بل ويحتاج إلى تفكير جماعي تنخرط فيه كافة الأطياف السياسية والنقابات والإعلام وهيآت المجتمع المدني لبلورة ميثاق وطني يكون تحت إشراف المجلس الأعلى للصحة». العثماني يتحدث عن مخطط جديد يمتد إلى 2025 لتحسين قطاع الصحة في المغرب فاطمة الزهراء كريم الله |
ائتلاف برلماني مؤيد للسيسي يسعى لتعديلات دستورية وقانونية تمكنه من تأسيس حزب Posted: 24 Apr 2018 02:20 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: بدأ ائتلاف «دعم مصر»، الذي يمثل الغالبية داخل البرلمان، والمؤيد للرئيس عبد الفتاح السيسي، محاولة إزالة العقبات القانونية والدستورية التي تمنع أعضاءه حق تشكيل حزب سياسي. وتعتبر المادة 110 من الدستور، والمادة 6 من قانون البرلمان، عقبات أمام الائتلاف في طريق تحوله إلى حزب، لأنهما تمنعان العضو من تغيير صفته السياسية التي انتخب على أساسها، سواء كان عضوا في حزب أو ترشح بشكل مستقل. عمرو غلاب، نائب رئيس ائتلاف «دعم مصر»، ورئيس لجنة الشؤون الاقتصادية في البرلمان، قال في تصريحات صحافية أمس، إن «الائتلاف يبحث تعديل نص المادة 6 بقانون مجلس النواب الخاصة بإسقاط عضوية النواب عند تغيير الصفة التي انتخب على أساسها العضو». وأضاف: «سنبحث إمكانية تعديل هذه المادة من الناحية القانونية للتسهيل على النواب». وتشترط المادة 6 من قانون مجلس النواب، «لاستمرار عضوية أعضاء مجلس النواب أن يظلوا محتفظين بالصفة التي تم انتخابهم على أساسها، فإذا فقد أحدهم هذه الصفة، أو إذا غَيَّر العضو انتماءه الحزبي المنتخب عنه أو أصبح مستقلًا، أو صار المستقل حزبيًا؛ تسقط عنه العضوية بقرار من مجلس النواب بأغلبية ثلثي أعضاء المجلس».. وحسب، ما أكد محمد السويدي، رئيس الائتلاف، في تصريحات صحافية «جرى تشكيل لجنة قانونية لدراسة الوضع القانوني بالكامل فيما يخص حالة الجدل الدائر الآن حول إسقاط العضوية في حالة تغيير الصفة». وتابع: «ننتظر الرد علينا بتقرير من تلك اللجنة القانونية، خاصة وأن لدينا قامات قانونية كبيرة في المجلس ويجب أن أؤكد أن الهدف من إنشاء حزب سياسي ملأ الفراغ السياسي». وفي إطار الاستعدادت لتشكيل الحزب، أعلنت الصفحة الرسمية للائتلاف على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أمس الثلاثاء، انضمام 30 نائبًا جديداً في البرلمان للائتلاف، ليبلغ عدد أعضائه 430 عضوا من إجمالي 590 هم أعضاء البرلمان المصري، في إطار خطة للتحول إلى حزب. شوقي السعيد، الفقيه الدستوري، قال إن «تحويل ائتلاف دعم مصر إلى حزب سياسي يصطدم بالدستور والقانون». وأوضح، في تصريحات متلفزة، أن «القانون والدستور يمنعان النائب البرلماني من تغيير صفته الحزبية بعد انتخابه، وإذا فعل ذلك تسقط عنه العضوية. وحسب المصدر «حتى في حال تغيير لائحة مجلس النواب لن يكون ذلك دستوريًا لأن الدستور يمنع ذلك». وكان مصدر قيادي في ائتلاف «دعم مصر» كشف عن أن الأخير يبحث وسائل تعديل المادة 110 من الدستور، بما لا يمنع تغيير الصفة الحزبية للنائب بعد انتخابه، وذلك في إطار ترتيب الأوضاع تمهيدًا لتدشين حزب سياسي، ينضم إليه أعضاء الائتلاف. وعقد الائتلاف اجتماعًا الأمس الأول في مقر مجلس النواب، بحضور رئيس مجلس النواب، علي عبدالعال، وقيادات الائتلاف، والمستشار أحمد سعد الدين أمين عام مجلس النواب، لبحث التحول لحزب سياسي. وقال علي عبدالعال، خلال الاجتماع إن الحياة السياسية لا يمكن أن تستقيم إلا بوجود حزب سياسي يحوز الأغلبية. وعن برنامج الحزب قال الدكتور مجدي مرشد، أمين عام «دعم مصر»، إن «الائتلاف لم يفتح حتى الآن نقاشا حول الرؤية السياسية وبرنامج الحزب الذي يدرس تأسيسه، أو حول تكوينه الهيكلي». وأشار إلى أن «ما يجري الآن من قبل الائتلاف والأحزاب هو إعداد دراسات للوضع السياسي الراهن، الذي يستلزم وجود كيانات وأحزاب قوية، وليس حزبا واحدا فقط». وأضاف، في تصريحات صحافية، أن «الجميع من حقهم دراسة الحالة الراهنة، وبحث كيفية تعويض الفراغ السياسي الذي تمر به البلاد، إذ لا يوجد حزب قادر على شغل الفراغ الراهن، ما يجعل من الطبيعي خلال الأيام المقبلة أن نشهد تأسيس أحزاب أو اندماج كيانات أو حدوث تغيرات قوية، وهذا بالتأكيد في صالح الحياة السياسية في النهاية». وأعتبر أن «لا يوجد داخل الائتلاف حراك بشأن هذا الأمر حاليا، ولكن تجري دراسات حوله، وكل الاحتمالات مطروحة». أما عن الإشارة للتواصل بين «دعم مصر» وحزبي «الوفد» و«المصريين الأحرار»، بين أن : «التواصل معهما قديم ومستمر، ولكن ليس لتأسيس حزب، بل لبحث الوضع الراهن واحتياجات الحياة السياسية والاتفاق فى الأهداف والأفكار والرؤى، والحقيقة أن قيادات هذه الأحزاب يجمعها بالائتلاف نوع من التفاهم». وكانت الكتل الموالية للنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، سواء البرلمانية أو الحملات الشعبية التي تأسست لتأييده لولاية ثانية، بدأت التحرك لتشكيل أحزاب سياسية. ائتلاف برلماني مؤيد للسيسي يسعى لتعديلات دستورية وقانونية تمكنه من تأسيس حزب المادة 110 من الدستور و6 من قانون البرلمان تحظر على النائب تغيير صفته السياسية |
إغلاق 25 مخيما للنازحين في 5 محافظات عراقية Posted: 24 Apr 2018 02:19 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: ترأس الأمين العام لمجلس الوزراء مهدي العلاق، اجتماعا مع محافظي المناطق المحررة، ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة يان كوبيتش، وعدد من سفراء الدول الأجنبية، بشأن إعادة الاستقرار للمناطق المحررة. بيان لمكتب العلاق أفاد بأن «الاجتماع شهد استعراض توصيات مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق، والتعهدات المرسلة من قبل الدول المانحة، والمقررات الأخرى المتعلقة بالمؤتمر على مدى الشهرين الماضيين». وأعلن العلاق، وفقا للبيان، عن «عمل الحكومة على تنظيم مؤتمر للمستثمرين بعد عدة أيام»، مشيراً إلى «توقيع عدة مذكرات اتفاق أولية مع شركات استثمارية للبدء بإعادة العراق بالاستثمار، وهي إحدى ثمار مؤتمر الكويت». وأضاف: «الحكومة العراقية تركز على ثلاث قضايا أساسية، هي إعادة الإعمار، وتفعيل الاستثمار، ومعالجة القضايا الإنسانية». مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى العراق، أشاد، حسب البيان، بـ«النجاح الكبير الذي حققته الحكومة العراقية في مؤتمر الكويت الدولي»، مؤكدا استمرار دعم العراق لإعادة الاستقرار إلى المناطق المحررة، واستعرض أبرز التحديات التي تواجه البرامج». كذلك، استعرض عضو الفريق الوطني لإعادة الإعمار، اللواء محمد الشمري، أبرز التحديات التي تواجه برنامج إعادة الاستقرار، مؤكداً «إغلاق نحو 25 مخيما للنازحين في كل من بغداد والأنبار وصلاح الدين وديالى ودهوك، بعد عودة آلاف العائلات إلى مناطقها». وأكد أن «الحكومة صرفت في مجال إعادة أعمار المناطق المحررة أكثر من 325 مليار دينار (نحو 270 مليون دولار)، إذ تم تأهيل 196 مدرسة، و26 مستشفى، و3 جامعات، في المناطق المحررة». كما استعرض محافظو ديالى والموصل والأنبار وكركوك وصلاح الدين وممثلوهم، أبرز التحديات التي تواجه المحافظات لإعادة الاستقرار اليها، وأبرز المشاريع والبرامج المنفذة والمنجزة، إضافة إلى احتياجاتها من مشاريع البنى التحتية السريعة للإسهام في إعادة النازحين إلى مناطقهم. ولا تزال القوات الأمنية العراقية تنفذ عمليات البحث والتفتيش عن مخلفات تنظيم «الدولة الإسلامية»، في محافظة نينوى، وتطهير مدينة الموصل من المخلفات الحربية، تمهيداً لإعادة إعمارها. وعثرت القوات الأمنية على أكداس من الأسلحة والأعتدة من مخلفات التنظيم، في قاطع عمليات نينوى. وقال الناطق باسم مركز الإعلام الأمني، العميد يحيى رسول في بيان ، إن «القوات الأمنية في قيادة عمليات نينوى، عثرت على 4 صواريخ جهنم و8 ألغام ضد الدبابات تالفة في قرية عداية حيث تم تفجيرها موقعياً». وأضاف «كما عثرت القوات الأمنية، على 11 عبوة ناسفة محلية الصنع عبارة عن جليكانات في قرية قريثاغ تمت معالجتها». وتابع «كما خرجت قوة اخرى من القيادة ذاتها لتطهير منطقة الركارك، وعثرت على معمل لتصنيع العبوات الناسفة يحتوي 50 كيساً بداخله مادة السي فور وقذيفتي مدفع دبابة و32 قنبرة هاون عيار 120 ملم، و15 لغماً ضد الدروع، و16 قذيقة مدفع نمساوي، و10 براميل تحتوي مادة نترات الأمونيا، وأسلاك تفخيخ، حيث تمت معالجة هذه المواد من قبل الجهد الهندسي». وأسفرت العمليات أيضاً، حسب القائد العسكري، عن «إلقاء القبض على مطلوب بعد نصب كمين له في سيطرة النعناعة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه». إغلاق 25 مخيما للنازحين في 5 محافظات عراقية إنفاق 273 مليون دولار لإعادة إعمار المدن المحررة |
البرلمان رداً على الجبوري: راتب النائب لا يصل إلى 45 مليون دينار Posted: 24 Apr 2018 02:19 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: رد البرلمان العراقي، أمس الثلاثاء، على كلام النائب مشعان الجبوري حول رواتب النواب. والجبوري أكد خلال لقاء متلفز أن راتب النائب في سنة 2015 كان 45 مليون دينار شهرياً يشمل المخصصات ورواتب الحمايات. وقال المجلس في بيان، إن «صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي تداولت مقطعا مصورا لحديث النائب مشعان الجبوري مع إحدى القنوات الفضائية تناول فيه عمل مجلس النواب ورواتب أعضائه»، مبينا أن «ما تم تداوله من قبل الجبوري بخصوص الرواتب لا يمت للحقيقة بصلة، وهي محاولة بقصد الإساءة لمؤسسة رصينة منتخبة من الشعب، حيث تم الكشف مرارا في بيانات سابقة عن كل الأرقام الخاصة برواتب النواب». وأضاف أن «رواتب النواب لا تصل إلى 45 مليون دينار كما ورد في التصريح، وإنما كان 12 مليونا و900 ألف دينار قبل إطلاق حزمة الإصلاح، في حين بلغ الراتب الكلي للنائب بعد تطبيق التخفيض وفقا للقرار 333 في أعلى معدلاته 10 ملايين دينار»، مشيراً إلى أن «ذلك يكون بواقع الراتب الاسمي (4) ملايين دينار، ومخصصات منصب (2) مليون دينار، ومخصصات شهادة دكتوراة 100٪ من الراتب الإسمي، ماجستير 75٪ من الراتب الاسمي، بكالوريوس 45٪ من الراتب الاسمي، معهد 35٪ من الراتب الاسمي، إعدادية 25٪ من الراتب الاسمي». وتابع أن «المجلس اعتمد آليات وضوابط يصعب التلاعب بها لمنح رواتب لحمايات النواب وأعدادهم». وحسب البيان، «في حال امتلاك النائب أي أدلة عكس ذلك فليتفضل بتقديمها إلى الجهات المعنية، حيث أن مسألة تدخل بعض النواب بعمل المؤسسات الحكومية يحتاج هو الآخر إلى أدلة يفترض بالمتحدث أن يقدمها للقضاء خصوصاً انه يشغل عضوية لجنة النزاهة في مجلس النواب». ودعا إلى «عدم زج البرلمان في حملات الدعاية الانتخابية خصوصا وأن الرأي العام العراقي بات على قناعة بأن هناك من يريد تحقيق أهدافه عبر تزييف وتحريف الحقائق للنيل من هيبة المؤسسة التشريعية». البرلمان رداً على الجبوري: راتب النائب لا يصل إلى 45 مليون دينار |
الشرطة الجزائرية تفرق وقفة احتجاجية للأطباء المقيمين Posted: 24 Apr 2018 02:18 PM PDT الجزائر ـ «القدس العربي»: فرقت الشرطة الجزائرية أمس الثلاثاء الوقفة الاحتجاجية التي أراد الأطباء المقيمون تنظيمها في العاصمة، وقامت باعتقال العشرات منهم، وسط تعزيزات أمنية مشددة فرضت على الأماكن التي توقعت الشرطة أن ينظم فيها الأطباء وقفتهم الاحتجاجية، وذلك كرد فعل على تصريحات وزير الصحة الذي أكد أنه لا نية للحكومة الخضوع لمطالب الأطباء المقيمين، خاصة ما تعلق بإلغاء إجبارية الخدمة المدنية. وكانت العاصمة قد استفاقت أمس على تعزيزات أمنية كبيرة، خاصة بالقرب من ساحة البريد المركزي إلى غاية الجامعة المركزية وساحة أودان، وإلى غاية ساحة الأمير عبد القادر، إذ انتشرت عربات وسيارات الشرطة على جانبي الطريق، بالإضافة إلى قوات مكافحة الشغب التي تم إحضارها مجهزة بكامل العتاد، فضلا عن انتشار أعداد كبيرة من رجال الشرطة بالزي المدني، الذين كانوا يرصدون أي شاردة أو واردة، ويتطلعون إلى الوجوه في محاولة للعثور على الأطباء المقيمين الذين أصبحوا يفضلون الوصول إلى مكان الوقفة الاحتجاجية فرادى. وقامت الشرطة بتوقيف العشرات من الأطباء المقيمين، الذين تم وضعهم في عربات الشرطة ونقلهم إلى مختلف مخافر الأمن بالعاصمة، بحسب تنسيقية الأطباء المقيمين، التي قالت إن عدداً من الأطباء أصيبوا بجروح خلال عمليات التوقيف التي استعمل فيها رجال الأمن القوة، لوضعهم داخل عربات الشرطة، الأمر الذي أدى بباقي الأطباء إلى العودة من حيث أتوا، ونظموا بعد ذلك وقفة رمزية داخل مستشفى مصطفى باشا الجامعي، لاستعراض نتائج الوقفة الاحتجاجية التي أجهتضها قوات الأمن، ولكن يعتبرها الأطباء المقيمون ناجحة، لأن الأهداف المقصودة منها تحققت، والتي تتعلق بإعلان الأطباء نيتهم الاستمرار في حركتهم الاحتجاجية التي بدأت في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني. وتأتي محاولة تنظيم الوقفة الاحتجاجية هذه يومين بعد تصريحات وزير الصحة مختار حسبلاوي على هامش عرضه لمشروع قانون الصحة الجديد على البرلمان، والذي أكد بخصوص الأطباء المقيمين إن الحكومة ليست لها أي نية في التراجع عن الطابع الإجباري للخدمة المدنية بالنسبة للأطباء المقيمين، وأنها في المقابل ستعمل على تحسين ظروف أداء هذه الخدمة المدنية حتى تتم في أحسن حال بالنسبة للأطباء، وهو تصريح جاء ليتناغم مع ما قاله رئيس الوزراء أحمد أويحيى قبلها بأيام، عندما أكد أن الدولة صرفت أموالا على تعليم هؤلاء الأطباء، وأن نظام الخدمة المدنية ضروري لضمان توفير أطباء متخصصين في كامل ربوع الوطن، وأن الحكومة غير مستعدة لتقديم أي تنازل في هذا الموضوع. جدير بالذكر أن أزمة الأطباء المقيمين تسير نحو مزيد من التعقيد، خاصة في ظل إصرار السلطات على موقفها وتمسك الأطباء بمطالبهم، وعلى رأسها إلغاء إجبارية الخدمة المدنية، إذ يفكر الأطباء في اللجوء إلى حلول أكثر راديكالية، مثل إلغاء المداومة أيام عطل نهاية الأسبوع التي كانوا يضمنونها خلال الأشهر الماضية رغم الإضراب، في حين كان بعض الأطباء قد دخلوا في إضراب عن الطعام، ودعوا زملاءهم للالتحاق بهم، فيما تنادي بعض الأصوات بتقديم استقالة جماعية ووضع السلطات أمام الأمر الواقع. الشرطة الجزائرية تفرق وقفة احتجاجية للأطباء المقيمين |
السفير الفلسطيني في واشنطن لـ«القدس العربي»: تشكيل المجلس الفلسطيني للولايات المتحدة خطوة مهمة في معركة التأثير على الرأي العام الأمريكي Posted: 24 Apr 2018 02:17 PM PDT واشنطن – «القدس العربي»: بعد جهود حثيثة من قيادات ومنظمات الجالية الفلسطينية االكبيرة في الولايات المتحدة خلال العام الماضي لتوحيد جهودها وإنشاء مظلة واحدة للتنسيق والعمل المشترك، إنعقد في واشنطن العاصمة يوم الأحد 22 نيسان/ أبريل الحالي المؤتمر التأسيسي الأول تحت شعار «قوة فلسطين تبدأ بوحدتها» وتم التوافق على تسمية آلية العمل الجديدة «المجلس الفلسطيني في الولايات المتحدة» والمكون من أربعة مجالس إقليمية تمثل الساحلين الغربي والشرقي والولايات الوسطى الشمالية والولايات الجنوبية وكل مجلس إقليمي مكون من 15 عضواً يمثلون منظمات ومؤسسات وشخصيات مؤثرة وفاعلة في مناطقهم. وانتخب المؤتمر مجلس إدارة للمجلس مكونا من 13 عضوا معظمهم من العناصر الشبابية والنسائية. وأقر المؤتمرون تسجيل المجلس الفلسطيني في الولايات المتحدة قانونيا ورسميا كمنظمة غير ربحية معفاة من الضرائب لتمثيل مصلحة الجالية الفلسطينية لدى الجهات الرسمية الأمريكية، وتنسيق وتوحيد الجهود بين المنظمات الفلسطينية الأمريكية للدفاع عّن حقوق الشعب الفلسطيني ومساندته خصوصا في ظل الوضع السياسي الحالي في الولايات المتحدة. وكلف المؤتمر مجلس الإدارة بإنشاء لوبي سياسي منبثق عن المجلس وفقا لقوانين الولايات المتحدة مهمته الضغط السياسي على صناع القرار الأمريكي، وإنشاء مكتب تنفيذي وفريق من المهنيين والمدعومين ماليا من الجالية والمنظمات الأساسية، وهدفها الوصول لصناعة القرار في الولايات المتحدة والتأثير عليه بشكل مباشر ويومي، وتسجيلها كهيئة قانونية كاملة. وأقرّ المؤتمر إنشاء لجنة عمل سياسي مسجلة قانونيا مهمتها اختيار ودعم مرشحين للكونغرس الأمريكي ودعم حملاتهم الانتخابية. وكلف المؤتمر مجلس الإدارة البدء الفوري للإعداد لمؤتمر سنوي على المستوى الفدرالي الامريكي بحضور أبناء الجالية والشخصيات الرسمية والسياسية والشعبية الأمريكية والفلسطينية وعقد لقاءات مع أعضاء الكونجرس والجهات الرسمية لمناقشة القضايا التي تخص بلدهم الأم بصفتهم مواطنين أمريكيين يتمتعون بحق التصويت والانتخاب والترشح وإيصال أرائهم مباشرة الى صناع القرار. وأقر المؤتمر، الذي شهد حضورا لافتا لقيادات ورؤساء المؤسسات الفلسطينية في الولايات المتحدة، نظاما داخليا يعطي حق التصويت للمناطق الأربعة لانتخاب 15 عضوا عن كل منطقة وإنتخاب هيئة إدارية كل عام من أجل الحفاظ على التجديد وتعزير الروح الديمقراطية وإعطاء القوة للفروع وليس المركز الذي يكون مشرفا ومتابعا وموجها لأنشطة المناطق. كما أقر المجتمعون صيغة التمويل الذاتي حيث التزمت كل منطقة بتحمل جزء من المسؤلية المالية خصوصا في تمويل اللوبي السياسي الذي يحتاج لمبالغ كبيرة ومصادر مستدامة. وفي تصريح لـ «القدس العربي» حول أهمية المؤتمر والأهداف التي يسعى لتحقيقها، قال السفير الفلسطيني في واشنطن، حسام زملط: إن تأسيس هذا المجلس مهم لثلاثة أسباب: أولا- التوقيت، خاصة هذه الأيام حيث تتعرض القضية الفلسطينية في الولايات المتحدة إلى هجمة غير مسبوقة. ثانيا- الطريقة التنظيمية الديمقراطية المؤسساتية الشفافة التي تمكنت فيها الجالية الفلسطينية المنتشرة في كافة الولايات الخمسين من انتخاب قيادات فاعلة من ضمنها شخصيات مهنية وشبابية ونسائية. وثالثا – البنية التحتية لهذه المؤسسة هي المناطق والجمعيات والمئات من المنظمات المحلية والتزامها بالتمويل والدعم الذاتي كونها الجهة المسؤولة عن المجلس وتتمتع بالصلاحيات- أي أن المجلس عبارة عن مظلة لتلك المنظمات المحلية المنتشرة في طول الولايات المتحدة وعرضها. وأضاف زملط «هذا هو جهد الجالية في العمل الديمقراطي، ونحن نبارك لهم هذا الإنجاز. هذه خطوة أولى والمشوار لا يزال طويلا وصعبا وشاقا خصوصا في معركة تغيير الرأي العام الأميركي، هذه معركة سنوات وعقود، وإنشاء هذا المجلس يشكل بداية قوية بهذا الاتجاه». وصرح حنا حنانيا رئيس اتحاد «رام الله فلسطين» وأحد الأعضاء المنتخبين للمجلس الفلسطيني بأن تأسيس المجلس وانتخاب هيئة إدارية له «يشكل خطوة تاريخية ومهمّة في معركة الدفاع عن قضايانا الشرعية وحقوق الشعب الفلسطيني.» وأضاف حناينا، الذي شكر رؤساء وقيادات الجالية على الروح العالية والديمقراطية خلال أعمال المؤتمر، «أن هذا الاتحاد إنجاز وحلم عمل الكثيرون من أجل تحقيقه وحان الوقت للعمل الجماعي على قاعدة وحدة المصير والهدف». وفي ختام المؤتمر ألقى زملط، كلمة في الحفل الذي أقامته بعثة فلسطين على شرف الوفود، هنأ فيها قيادات الجالية على نجاح مؤتمرهم وأثنى على جهودهم وقراراتهم مشيرا إلى أن «وحدة الجالية الفلسطينية الأمريكية هي الخطوة الأولى والأهم نحو تصحيح الخطأ التاريخي والظلم الذي وقع على شعبنا بسبب سياسات ومواقف الولايات المتحدة.» وأعلن «أن العمل الحقيقي بدأ اليوم داعيا لعهد جديد في العلاقة الفلسطينية الأمريكية يقوم على التكافؤ والتصدي لمساعي تصفية القضية الفلسطينية من بوابة واشنطن من جهة، وتعميق العلاقة بين الشعبين الفلسطيني والأمريكي من جهة أخرى». السفير الفلسطيني في واشنطن لـ«القدس العربي»: تشكيل المجلس الفلسطيني للولايات المتحدة خطوة مهمة في معركة التأثير على الرأي العام الأمريكي عبد الحميد صيام: |
السودان: بدء تسديد مستحقات البعثات الدبلوماسية في الخارج Posted: 24 Apr 2018 02:16 PM PDT الخرطوم ـ «القدس العربي»: كشفت مصادر في وزارة الخارجية السودانية، عن معلومات جديدة بشأن أزمة الوزارة مع بنك السودان المركزي، وعدم تسديد مستحقات البعثات الدبلوماسية في الخارج. وأكدت المصادر، وفق ما نقلت مواقع محلية، أن «رئاسة الجمهورية دعت إلى اجتماع عاجل جمعت فيه محافظ بنك السودان المركزي، حازم عبد القادر الذي تم استدعاؤه من القاهرة والوزير المناوب في وزارة الخارجية محمد عبدالله إدريس في القصر الجمهوري لمراجعة متأخرات وزارة الخارجية التي أثارت ضجة مؤخراً وسط الرأي العام بعد بيان وزير الخارجية أمام البرلمان الذي أعقبته إقالته بواسطة رئيس الجمهورية». الاجتماع الذي امتد لساعات تمت فيه مراجعة الحسابات المشتركة بشأن ميزانية الخارجية، حسب المصادر، التي أضافت أن «محافظ بنك السودان اعترف بجود متأخرات لوزارة الخارجية تبلغ (29) مليون دولار وهي تمثل متأخرات سبعة أشهر مشيراً إلى أن المحافظ التزم أمام رئاسة الجمهورية بالبدء في السداد الفوري». وأوضحت أن «بنك السودان ابتدأ منذ الخميس الماضي بالفعل في سداد الدفعة الأولى بعد الاتفاق الذي رعته رئاسة الجمهورية». وأصدر الرئيس السوداني عمر البشير،الخميس الماضي، قرارا بإعفاء وزير الخارجية إبراهيم غندور، عقب حديثه في البرلمان، شكا فيه من تقاعس البنك المركزي عن سداد مرتبات الدبلوماسيين، ودفع مستحقات إيجارات البعثات الدبلوماسية لقرابة 7 أشهر. ويعاني السودان من أزمة خانقة في النقد الأجنبي أدت لإصدار الحكومة السودانية عددا من القرارات؛ من بينها منع تداول العملات الأجنبية بالاسواق الموازية وتحجيم الكتلة النقدية وترشيد الواردات. ويشتكي البلد الافريقي ضعف انسياب التحويلات المصرفية بين بنوكه ونظيرتها العالمية، رغم رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية عن البلاد، في 6 أكتوبر/تشرين الأول 2017. ويعاني أيضا شحا في النقد الأجنبي بعد انفصال جنوب السودان في 2011، وفقدانه ثلاثة أرباع موارده النفطية التي تقدر بـ80 في المئة من موارد النقد الأجنبي. السودان: بدء تسديد مستحقات البعثات الدبلوماسية في الخارج |
تأهب أمني في السودان بعد دعوات للتظاهر والعصيان المدني Posted: 24 Apr 2018 02:16 PM PDT الخرطوم ـ «القدس العربي»: بعد دعوات التظاهر والعصيان المدني، التي تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السودان، رفعت قوات الأمن حالة التأهب القصوى، ودرجة الاستعداد للون الأحمر. ونقل موقع النيلين السوداني عن مصدر أمني قوله إن «قوات الانتشار السريع التابعة للشرطة وقوى الأمن هدفها الأول حماية الممتلكات العامة والخاصة في جميع مدن السودان وهو عمل روتيني للوحدات المختلفة». وأشارت معلومات صحافية إلى «تكوين غرفة عمليات مشتركة تشمل قوات الجيش والشرطة وقوات جهاز الأمن والمخابرات الوطني للتنسيق وتوزيع أدوار الحماية وتأمين السفارات الأجنبية والمباني الحكومية ومحطات الوقود والبنوك والمرافق الحيوية والمناطق الإستراتيجية وذلك بالتزامن مع دعوات التظاهر». شهود عيان، شاهدوا تعزيزات أمنية كثيفة في العاصمة السودانية الخرطوم عبر نقاط أمنية متحركة وثابتة وحول المواقع الإستراتيجية. وكان ناشطون سودانيون، أطلقوا على مواقع التواصل الاجتماعي مساء الإثنين دعوة للعصيان المدني والتظاهر ضد الحكومة السودانية، بسبب الأزمة الطاحنة في الوقود التي تعيشها العاصمة الخرطوم ومعظم ولايات السودان. تأهب أمني في السودان بعد دعوات للتظاهر والعصيان المدني |
منى عبد الغني: الكلمات العاطفية مكانها المنزل بين الزوجين وليس الأغاني Posted: 24 Apr 2018 02:15 PM PDT القاهرة – «القدس العربي» : رغم ارتدائها الحجاب منذ أعوام عدة، إلا أن الفنانة المصرية منى عبد الغني لم تبتعد عن الفن سوى لسنة وعدة أشهر، وعادت مرة أخرى، من خلال تقديم البرامج والمشاركة في بعض الأعمال التلفزيونية، كما أنها تشارك حاليا في عدد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي ستعرض قريبا، منها فيلم سري للغاية، ومسلسل «أفراح ابليس». كما انتهت من تسجيل ألبوم جديد. حول هذه الأعمال والجديد الذي ستقدمه كان لنا هذا الحوار مع الفنانة. ■ كنت من الفنانات القليلات اللواتي ارتدين الحجاب ولم يبتعدن طويلا عن الفن، رغم الاعتزال في بداية الأمر، فهل كان ذلك لأنك اكتشت سريعا عدم تعارض الفن مع التدين؟ □ منذ البداية لم أر أي تعارض بين الفن وبين التدين، فالفن مثل أي شيء في الحياة، فيه الحلال وفيه الحرام، وما يصنع الفرق هو اختيار الفنان للأعمال التي يقدمها. والدين الحقيقي لا يتعارض مع الحياة، فأنا أستمتع بالفنون وأمارس الرياضة والترفيه. ■ يعرض لك في رمضان مسلسلان، هما «فوق السحاب» و«افراح إبليس 2» ألم تقلقي من تواجدك في عملين في وقت واحد؟ لم أقلق لأن الدورين مختلفان تماما، حيث أقدم في مسلسل «فوق السحاب» شخصية شقيقة هاني سلامة في المسلسل، التي تعيش في الخارج وتتعرض للاضطهاد، بينما أقدم دورا مختلفا تماما في مسلسل «أفراح إبليس 2» مع جمال سليمان وسيكون مفاجأة للجمهور. □ ما سبب غيابك 18 عاما عن السينما، ولماذا عدت من خلال فيلم «سري للغاية»، وما الذي جذبك لهذا العمل؟ -ابتعدت عن السينما لأنها لا تقدم مواضيع تناسبني، أما فيلم «سري للغاية»، فهو يناقش عددا من القضايا المهمة في فترة شائكة من تاريخ مصر، ويضم عددا كبيرا من النجوم، وهو من إخراج مخرج متميز هو محمد سامي. ■ ماذا عن الغناء ولماذا ابتعدت لفترة طويلة؟ □ لم أبتعد، ولكنني كنت أحاول البحث عن أعمال تحمل رسالة لتقديمها في الألبوم، وبالفعل استقريت على مجموعة من الأغاني لتقديمها في ألألبوم الجديد، وجميعها تناقش مواضيع إنسانية أو موجهة للأطفال. ■ وماذا عن الأغاني العاطفية، لماذا لم يتضمن ألبومك أيا منها؟ □ لأن الكلمات العاطفية ■ برأيي – مكانها المنزل بين الزوجين وليس الأغاني، التي يجب أن تحمل مضمونا هادفا. □ هل كان الحجاب مؤثرا بشكل سلبي على مسيرتك الفنية؟ ■ لم يؤثر الحجاب بشكل سلبي، ولكنه جعلني لا أقدم سوى الأعمال الهادفة، في البداية كان المخرجون يستاءون من فكرة الحجاب، حيث يرون أنه من غير المنطقي أن ترتدي امراة الحجاب في المنزل إلا أن كثيرا منهم اقتنع في النهاية أن هذا ممكن، كما يحدث مع كثير من ربات البيوت والأمهات اللائي يرتدين الحجاب بالفعل في المنزل. منى عبد الغني: الكلمات العاطفية مكانها المنزل بين الزوجين وليس الأغاني فايزة هنداوي |
افتتاح أول متحف فلسطيني في الولايات المتحدة في ولاية كونيتيكت Posted: 24 Apr 2018 02:15 PM PDT كونيتيكت – «القدس العربي» : بحضور السفير الفلسطيني، رياض منصور، وعدد كبير من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية وأنصار القضية الفلسطينية افتتح رجل الأعمال الفلسطيني، فيصل الصالح، أول متحف فلسطيني في الأمريكيتين الشمالية والجنوبية، يحتوي على مئات اللوحات والمجسمات والصور التي تعبر عن عراقة هذا الشعب وإنتمائه لأرضه فلسطين وإبداعاته في كل المجالات. وكان من بين الضيوف في حفلة الافتتاح والدا الناشطة الأمريكية راتشيل كوري، التي قتلتها جرافة إسرائيلية عام 2003 وهي تحاول أن تحمي أحد بيوت رفح من الهدم. وقد كرمها الفنان الفلسطيني عايد عرفة برسمة جدارية ضخمة وهي تحاول أن تمنع الجرافة من هدم البيت. وقد حضر حفل الافتتاح الفنانة سامية حلبي المقدسية المولد والفنانة رنا بشارة من ترشيحا في فلسطين التاريخية والفنانة منا ديب من بلدة دير طريف الفلسطينية. كما تخللت الحفل فقرات موسيقية وأشعار وكلمات تضامن وجولة بين اللوحات. ويضم المعرض لوحات مهمة لفنانين فلسطينيين، من بينهم محمد حرب ولوحاته عن الناس العاديين وماهر ناجي ومحمد خليل ولوحات لملاك مطر عن النساء الفلسطينيات. كما ضم المتحف صورا فوتوغرافية لجدران مخيم الدهيشة أنجزتها البروفيسورة مارغريت أولن من جامعة ييل، ومن بينها جدارية ضخمة لأطفال المخيم يلعبون في الأزقة وصور الشهداء منتشرة على الجدران. أما الفنان راجي كوك، فقد وضع في صندوق مجموعة من الحجارة وكل حجر يحمل صورة طفل من شهداء الإنتفاضات الفلسطينية ليرسم خطا فاصلا بين المقاومة المشروعة بالحجر والطلقة القاتلة التي تأتيه من جندي مدجج. وقد قدم السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة لوحة مجسمة للمتحف تمثل الدبكة الفلسطينية المميزة. وقال في تصريح لـ»القدس العربي» إنه يثمن هذا الجهد الجبار، والذي يظهر مدى إبداعات الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقوقه والدفاع عنها في كل الوسائل بما في ذلك الفن. «الفن يملك لغة عالمية تصل إلى قلوب الناس وعقولهم بدون واسطة. والشعب الفلسطيني لم يتوقف يوما عن إستخدام الفن بكافة أشكاله من رسم وموسيقى وغناء وشعر وسينما في معركته المصيرية مع الإحتلال والظلم والقهر والممارسات القمعية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا. إن هذا المتحف سيقدم للشعب الأمريكي صورة ناصعة عن نضال شعب عريق تعرض لكافة أنواع الظلم والقهر وهو يسعى للتحرر وبناء دولته المستقلة اسوة بجميع شعوب الأرض». السيد فيصل الصالح بعد الترحيب بالحضور أكد أن هذه الفكرة راودته منذ زمن بعيد وهو يرى إنتشار المتاحف العديدة لكافة الشعوب والتي تظهر شخصيتها وإبداعاتها، «وكنت أقول لماذا لا يكون للشعب الفلسطيني المناضل متحف بالمستوى نفسه يظهر عراقة هذا الشعب وأصالته وإبداعه». وقال في تصريحات لـ»القدس العربي» إنه أصلا لاجئ من بلدة سلمة قرب يافا. ولد في البيرة وجاء إلى الولايات المتحدة مهاجرا وإشتغل في الأعمال التجارية إلا أنه ظل مشدودا لفلسطين ويحاول أن يعمل على نشر الحق الفلسطيني مقابل الصورة المشوهة التي يعممها الإعلام الأمريكي. وقد وجد أن فكرة المتحف الدائم الذي يضم في جوانبه جزءا من إبداعات هذا الشعب قد يكون أبلغ رسالة يمكن أن تؤثر في الشعب الأمريكي الطيب الذي يتأثر للمعاناة الإنسانية. (الحديث مع مؤسس المتحف والفنانات المشاركات سينشر لاحقا). أقيم المتحف في بناية يملكها السيد الصالح مساحتها 4000 قدم مربع في بلدة وودبردج القريبة من مدينة نيوهيفن المشهورة في جامعة ييل العريقة في ولاية كونيتيكت الواقعة تقريبا في منتصف الطريق بين مدينتي نيويورك وبوسطن. وسيفتح المتحف أبوابه يوميا من الساعة الواحدة إلى الساعة الخامسة مساء. افتتاح أول متحف فلسطيني في الولايات المتحدة في ولاية كونيتيكت عبد الحميد صيام |
هيجان مصري بعد جائزة «شوكان» Posted: 24 Apr 2018 02:14 PM PDT جن جنونه المسكين ولم يعد يدري ما يقول… «منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) تحولت من منظمة تدعم الثقافة والتعليم والحضارات إلى دعم الإرهاب (..) هذه المنظمة التي خطفتها الأموال القطرية تريد تكريم إرهابي ومتهم بالانتماء لأكبر شبكة إرهابية في العالم». ويستمر هذا المذيع المصري في ما يشبه الهذيان فيقول إن اختيار اليونيسكو للصحافي المصري المحبوس محمود أبو زيد الشهير بشوكان لجائزتها السنوية لحرية الصحافة «خزي وعار عليهم (…) «الجزيرة» اشترت اليونسكو (…) قطر أيضا رشحت الإرهابي محمود حسين (..) إنه ابتزاز دولي للدولة المصرية على خلفية إعادة انتخاب الرئيس السيسي، وهنا يتوجب على اليونسكو أن تطهر نفسها من هذه الوصمة على جبينها». يقال هذا الكلام بعد أن قررت اليونسكو منح جائزتها لهذا العام للمصور الصحافي الذي ألقي القبض عليه أثناء قيامه بتغطية مظاهرة ميدان رابعة العدوية في القاهرة، وأودع السجن منذ 14 أغسطس/آب 2013، اعترافا من لجنة التحكيم العالمية المستقلة المؤلفة من عدد من الإعلاميين التي اختارته «لشجاعته ونضاله والتزامه بحرية التعبير». لو اقتصرت الغضبة المصرية عند هذه الوصلة التليفزيونية، وهناك غيرها بالتأكيد بين جوقة مذيعي السلطة وبرامجها، لهان الأمر قليلا ولكن الأمر تحول إلى الدوائر الرسمية نفسها فها هي وزارة الخارجية، بجلال قدرها، تصدر بيانا تقول فيه بأن شوكان «متهم بارتكاب أعمال إرهابية وجرائم جنائية، منها جرائم القتل العمد، والشروع في القتل، والتعدي على رجال الشرطة والمواطنين، وإحراق وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة» (كل هذا والرجل لا يمتلك سوى كاميرا؟!)، معتبرة أن منحه هذه الجائزة في الحفل السنوي الذي ينظم في الثالث من مايو / آيار المقبل، اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يقام هذا العام في غانا تحت شعار «توازن القوى: الإعلام والعدالة وسيادة القانون»، إنما هو «تسييس لمنظمة اليونسكو وخروج على الأهداف التي أنشئت من أجلها». هذه ليست أول جائزة دولية يحصل عليها شوكان البالغ من العمر 31 عاما فقد حصل العام الماضي على جائزة «لجنة حماية الصحافيين» ومقرها نيويورك، وكان حفل اللجنة آنذاك مناسبة للتعريف بقضيته العادلة و مدى الظلم المسلط عليه خاصة وأنه عمل لدى أكثر من وكالة عالمية، قبل أن يبدأ العمل مصورا حرا بوكالة «ديموتكس» الشهيرة للصور التي خاطبت جهات التحقيق في مصر وأكدت طبيعة عمل شوكان، وأسباب وجوده لحظة فض الأمن اعتصام ميدان رابعة، بدون فائدة، علما أن «منظمة العفو الدولية» سبق لها أن أعلنت أن شوكان «تعرض للتعذيب، كما أنه لا يتلقى الرعاية الصحية اللازمة للعلاج من التهاب الكبد الوبائي»، كما أنه يعاني، وفق ما تقوله أسرته من فقر الدم وهو بحاجة إلى نقل دم لكنه محروم من ذلك. من المؤسف أن مصر الآن، التي تأتي في المرتبة الثالثة عالميا من حيث عدد الصحافيين السجناء فيها، يعيش فيها الصحافيون المعتقلون أوضاعا صحية سيئة رغم تراجع عددهم من 25 عام 2016 إلى 20 صحافيا معتقلا حاليا، من بينهم 12 لم تتم إدانتهم أو تصدر بحقهم أحكام. وقد كان بإمكان السلطات أن تحاول، على الأقل، أن تتجاهل تكريم منظمات دولية مرموقة لبعض صحافييها المعتقلين لكنها تصر على الاعتراض والاحتجاج والمناكفة مما يزيد من اتساع الفضيحة وزيادة التشهير بوضع حرية الصحافة في مصر وواقع الحريات فيها بشكل عام. أكثر من ذلك، بدأت بعض الصحف المصرية تتحدث الآن عن احتمال انسحاب مصر من منظمة اليونسكو احتجاجا على هذه الجائزة بعد أن تم «تطنيش» التحذير الذي وجهته وزارة الخارجية المصرية للمنظمة قبل إعلان اسم صاحب الجائزة. ومع ذلك، ورغم كل شيء، ما زالت هناك أصوات في مصر تتجرأ وتنبه السلطات إلى المنزلقات الخطيرة التي باتت تدمن إقحام نفسها فيها، فها هو السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق، يقول لصحيفة «المصريون» إن انسحاب مصر المحتمل، إذا ما حدث، يُعد «مصيبة»، وإن كان أعرب عن الاعتقاد بأنه ما زال هناك «شيء من الرشاد، وهناك عقلاء ودبلوماسيون داخل وزارة الخارجية لن يسمحوا بذلك».. فيما رأى الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، أن مصر «تعيش الآن حالة من التردي الشديد، ومن ثم من المتوقع حدوث أي شيء، مضيفا للصحيفة نفسها أن «جميع الاتهامات الموجهة لـ«شوكان» اتهامات عامة، يوجهها النظام لأي شخص معارض لسياساته، إضافة إلى أن هناك الكثير من الإعلاميين والصحافيين توجه إليهم تلك الاتهامات نفسها». تقول وزارة الخارجية المصرية «من غير المتصور أو المقبول أن تقع منظمة اليونسكو، أسيرة لفخ التسييس والمحاباة والتورط في تنفيذ أجندة دول بعينها، والانجراف بعيدا عن ولايتها ورسالتها السامية كونها الواجهة الحضارية والنافذة الثقافية للعالم أجمع» … والصحيح أن هذه المنظمة، لأنها كذلك فعلا، اختارت شوكان.. رغم كل هذا الهيجان. ٭ كاتب وإعلامي تونسي هيجان مصري بعد جائزة «شوكان» محمد كريشان |
الفكر التنويري الإصلاحي… الوجه الآخر Posted: 24 Apr 2018 02:13 PM PDT خاضت الحركات الإصلاحية الحديثة إشكالية التَّطور من منطلق سؤال التنوير الذي يُصِرُّ على العقل والنقد. فقد اجترحت سؤال التنوير في اللحظة التي رامت فيها البحث في معادلة الإسلام والغرب، وكيف يمكن التوفيق بينهما، الأمر الذي استدعى ضرورة تقصّي المدَنِيَّة الغربية من جهة، والبحث من جهة ثانية عن الإسلام الصحيح، بالعودة الى ما قبل الفرق والنظم الطرقية وقادة الزوايا والمذاهب، أي سلف الأمة في بواكيرها الأولى. ظهرت الحركات الإصلاحية العربية في سياق تاريخي، أضفى عليها شرعية وجودية، استمدتها من صلب التجربة التاريخية التي تسعى إلى تحقيق التجديد وإصلاح الدين مطلع كل مئة سنة، كما ورد في الحديث النبوي. كما استمدت شرعيتها الوجودية من روح العصر الحديث، الذي يستند إلى عصر الأنوار وما تلاه من إنجازات العقل والعلم والتقنية. وعليه، فإن المنطلق الأصيل الذي ينطوي على الجدة والحداثة خاصية جوهرية يجب التواصل معها الى آخر معانيها ودلالاتها، وهو ما يحث عليه الفكر الإصلاحي المعاصر، الذي يروم تقصي المواطن الضائعة من مشروع الإصلاح الكبير، الذي اضطلعت به النخبة من العلماء والأدباء والكتّاب ورجال الفكر والسياسة في أرجاء العالم العربي والإسلامي. إن ما يسوّغ العودة الى بدايات الحركات الإصلاحية الحديثة، ليس للوقوف على ما أنجزته في حينه، بل لمعاينة مواطن الإجهاض والمصادرة والإقصاء في مشاريعها وبرامجها وأفكارها الكبرى، لعلها هي ما ينقصنا اليوم لملء الفراغ الفكري والسياسي، الناجم عن إخفاق المشاريع القومية والأنظمة السلطوية من جهة، وتحصين الدين في معناه الإنساني والعالمي، لمواجهة التنظيمات الظلامية القائمة اليوم في أكثر من بلد عربي، والاعتراض على سوء الظن بالإسلام، القائم في أكثر من بلد غربي. الحقيقة التي يجب ألا تغرب عن البال، عند عرض الإصلاح الحديث والتنوير، هي أن الحركات الإصلاحية تطلّعت الي تجديد الدين في نفوس وعقول المؤمنين، في سياق مشروع نهضة عربية شاملة تَطَال كافة المجالات والفضاءات والتخصصات في الآن والمآل على السواء، بحيث يبقى الدِّين النبراس الذي يضيء معالم المسالك إلى الحداثة والعالمية. كانت لحظة النهضة العربية الحديثة، بداية لمسار الحداثة ليس في العالم العربي فحسب، بل في العالم الإسلامي والشرق الأقصى برمته. فالبلدان التي عانت من الاستعمار الأوروبي، وتعرضت للتخلف الحضاري المتوارث من عصور الانحطاط التاريخي، سعت كلها، وعلى قدر ما تستطيع، إلى تلمس طريق النهضة في تعبيراتها المختلفة وبكافة اللغات المتوفرة. فقد اجترح العالم العربي والإسلامي بدايات النهضة والإصلاح بالتوكؤ على تراث عربي وفارسي وتركي وأوردي، فضلا عن إعادة التفكير من جديد في الدين الإسلامي والأناجيل والديانات الأرضية، البوذية والكونفوشية.. وليس أخيرا الاستناد إلى تصورات ومعاني الإصلاحات التي اتخذتها النهضة في بدايتها الأولى. فقد كان النصف الثاني من القرن التاسع عشر هو عصر الميجي في الشرق الأقصى، وعصر التنظيمات في الشرق الأوسط اي الإمبراطورية العثمانية، سواء في الباب العالي أو بعض الإيالات التابعة لها، ناهيك عن الحركات الإصلاحية العربية التي سعت منذ البداية الى التواصل مع التجديد من داخل التاريخ العربي والإسلامي، ومن وحي المنطقة الجغرافية العربية، تمثلت بدايتها مع دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهّاب. في المجمل، فقد اجترحت هذه الحركات، على تنوعها واختلافها، النهضة في أفق اقتفاء أثر الحداثة الغربية، التي عبَّرت عن مظاهر وتجليات التَّقدم والرقي في كافة المضامير والميادين. فقد صَمَّم الشرق على أن يواكب الغرب في نمط حضارته وضرب عيشه وأسلوب حياته. ولعلنا لا نجاوب الصواب إذا ما ألححنا على ضرورة امتلاك الوعي العالي الذي يأخذ بكل التاريخ والجغرافية العربية والإسلامية، وأخذ الأفق الكامل لمستقبل العالم العربي الإسلامي في سياق التحولات الكبيرة التي تنتاب العالم كله في لحظة كونية تأبى الانكفاء على ذات مريضة بسبب فقدان القدرة على العطاء وتقديم المرجع. هذا المشهد العام، استقر عليه الوعي العربي الحديث والمعاصر، عندما يريد أن يؤرخ للحظة الحركات الإصلاحية الحديثة والنهضة العربية في ارهاصاتها الأولى.. لكن، وهنا المفارقة، قلمّا كان يلتفت المؤرخون والكتّاب الى فئة من المصلحين، كتبوا وفكروا في قضايا العالم العربي والإسلامي بلغات غير العربية، خاصة الفرنسية والانكليزية، ضاعت من ثم، مكانتهم في الوعي التاريخي الحديث، بسبب سطوة الوعي الشعبوي الزائف وسلطة النظام الوطني الاستبدادي. فقد أُخذت هذه الفئة من المصلحين بجريرة الكتابة بلغة المستعمر، رغم أن كتاباتهم كانت، في حقيقة الأمر، أفضل وسيلة للدفاع عن الأهالي من عرب ومسلمين من أجل ارتياد مكانة الإنسان المواطن في دولته الحديثة. فقد اضطلع نفر من الأدباء والكتّاب والعلماء العرب، بمهمة البحث عن «شروط النهضة» والسبيل إليها في قلب المجتمعات العربية التي كانت ترزح تحت نير الاستعمار، تمكنت على اثر ذلك، أن تواجه المستعمر، في سياق حضاري حديث وتتكفل بالمسألة الأهلية في إطارها المحلي، الذي يروم الخروج من التخلف التاريخي المتوارث عن عصر الانحطاط. واليوم، وبعد المسافة الزمنية والنقدية التي تفصلنا عن عصر النهضة العربية الأولى، نعتقد أنه آن الوقت لكي نقوم بزيارة جديدة لهذه الحقبة من تاريخ العرب والمسلمين، من أجل إعادة الاعتبار إلى هذه الفئة من رواد الإصلاح في كافة مظاهره وتجلياته، عسانا نكمل ما كان ينقص تاريخنا الحديث والمعاصر، خاصة بعد ما تخلصنا من عقدة الكتابة «الأجنبية» والفكر «الإفرنجي» وتجاوزنا لحظة الاستعمار الى ما بعده، ولحظة الاستشراق إلى حوار الثقافات والحضارات. ولكي نقف على الوجه الآخر للحركات لإصلاحية التي عبّرت عن البوادر الأولى للنهضة العربية والإسلامية، ومنه نستكمل حقيقة الإصلاح كفكرة عامة يجب أن تأخذ معناها من مسار تاريخ العرب الحديث والمعاصر. وعليه يجب أن تتوخى النهضة الإصلاحية الأهداف التالية: تخطي ثنائية الشرق والغرب التي لا تزال تَحْكم وتَتَحكم في العلاقات بين الإسلام والغرب، لأن الإسلام دين للناس كافة وللعالم أجمع، وأنه أفضل إمكان روحي مشترك بين الإنسانية في العصر الراهن. إعادة الاعتبار للحركات الإصلاحية الحديثة ليس على خلفية الخصومة مع الغرب ولكن بمرافقة سؤال التنوير، أي تقصي درجة العقل والنقد في دعوة رجال الإصلاح ونزعتهم الإنسانية، على ما جرى في تاريخ الإصلاح الكبير الأوروبي في القرن السادس عشر. توكيد اللقاء الحضاري الكبير، الذي تم بين الشرق والغرب وتوفير كل ما يمكن أن يفضي الى التفاهم والتسامح وتعقل حقائق التاريخ والسعي من ثم الى تجسير صلات جديدة تتماشي والعصر الفائق. ٭ كاتب وباحث جزائري الفكر التنويري الإصلاحي… الوجه الآخر د. نور الدين ثنيو |
أكثر الأسئلة إحراجا في الأردن Posted: 24 Apr 2018 02:13 PM PDT يمكن تسجيل قدر من الإشفاق على الذات بسبب حجم ونوعية الأسئلة التي أمطرني بها نخبة من المواطنين الأردنيين على هامش نقاش حواري في ندوة مغلقة. يعلم الجميع بأن هوية السؤال عند المواطن الأردني في الندوات والحوارات والنقاشات العامة قومية وإقليمية وفي بعض الأحيان عالمية. هكذا كانت النقاشات وعلى هذا الأساس تطرح التساؤلات في الماضي ليس فقط لأن المجتمع الأردني شغوف بالمسألة القومية ومتابع هوسي للمسألة الإقليمية. ولكن أيضا لأن الحاجة لم تكن ملحة بالماضي للغرق في استفسارات وتساؤلات وطنية أو محلية، فنعمة الأمن والاستقرار كان يشعر بها الجميع والثقة بالدولة والمؤسسات كبيرة وعناوين الشرعية غير قابلة للاحتمالات، والإحساس مرتفع بالمسؤولية عند النخب قبل المواطن والثقة نسبيا متوفرة بطبقة من ممثلي شرائح المجتمع ورجال الدولة المحترفين القادرين على المناورة والمبادرة. بكل حال تغيرت الأحوال اليوم والتعامل ولو بمنهجية رصدية بسيطة مع نوعية نحو 30 سؤالا وجهت إلي شخصيا خلال الصالون السياسي لحزب جبهة العمل الإسلامي المعارض يثبت بأن المواطن الأردني بدأ يكثر من طرح الأسئلة المحلية والوطنية. يحدث ذلك لسبب فقد أقر رئيس مجلس النواب عاطف طراونة أمامي بأن ثقة المواطن الأردني مهتزة اليوم بجميع المؤسسات وهو أمر ليس سرا القول بأنه خارج مألوف الأردنيين حكومة وشعبا. الأكثر حساسية هو ما يلي: يقر كل المسؤولين الذين أقابلهم، بحكم المهنة، بأن طبقة الاستراتيجيين في الإدارة تختفي وتتلاشى لصالح طبقة نافذة من الموظفين التنفيذيين الذين لا يجدون بحكم الإيقاع السريع لمتطلبات الوظيفة الوقت أصلا للتحليل والتفكير وحتى التعمق. ذلك كان يحدث أحيانا في الماضي ولم يكن يشمل المعنيين من نخب التكنوقراط. لكنه اليوم يشملهم فلا أحد يعرف بصورة محددة لماذا تنهار مهنية الخدمة العامة اليوم ولماذا يتراجع الأداء بكل الاتجاهات وهو مشهد حمال أوجه لأن غياب التركيز على الصورة الإيجابية لصالح السلبية أصبح مهمة يشارك في احتفالاتها الجميع. صعب جدا الاعتماد على استنتاج يقول بنكران المنجزات في الحالة الداخلية الأردنية حيث العبثية والسلبية والتركيز الشديد على النصف الفارغ من الكأس ونخب مرتبكة تدير الأمور وتحترف إنتاج المزيد من المساحات السلبية. تلك مهمة أخلاقية ووطنية لا تتعلق بالسلطة والحكومة فقط بقدر ما تتعلق بجميع الأردنيين وتراجع اتجاهات الانتماء والقلق العام جراء الأزمة الاقتصادية والمالية وغياب المطبخ على المنجز الحقيقي وعلى الهوية الوطنية الأردنية. لا يكل الأردني من التذمر والضجر ويشتكي المسؤولون من تسليط الإعلام المحلي للأضواء على السلبية فقط فيما يمكنني القول مسترخيا بأن ما ينتجه الإعلام هو محصلة لكسل أدوات النخب واستثمارها لتداول المعطيات والمعلومات في إطار الشخصنة والشللية التي تجتاح الإدارة العامة. ليس من السهل إطلاقا التوصل إلى استنتاج صارم وحاسم لتحديد خارطة المشكلات أو الأسباب التي أدت لانهزام الثقة بين المواطن الأردني وحكومته. أما إنكار وجود أزمة ثقة فهو الخيار الأسهل لموظفين يريدون الاسترسال في منافع الوظيفة في بعدها الشخصي أو المناطقي أو الجهوي فقط، ويفترضون بأن الأسهل من الإجابة المنطقية على التساؤلات المعلقة هو اللجوء إلى الإنكار والتخويف من المصارحة بالمشكلات. الأهم هو كمين السؤال الذي يتجول ويتحول إلى كائن حي ينمو ويتوسع ويزدهر. بمعنى ترك السؤال على مستوى الإدارة المحلية معلقا ينقله إلى مستويات أعمق وتجاهل الحكومة للإجابة بوضوح على المعطيات والاستفسارات ينقل المواطن السائل إلى توجيه الخطاب لمؤسسات أعمق في الإدارة . تلك متتالية هندسية لم يعد من المنطقي ولا من الممكن تجاهلها لأن الأسئلة تتراكم وتتحول إلى أزمة وطنية عند الإصرار على تجاهلها. أي قراءة سريعة في الـ 30 سؤالا المشار إليها التي طرحت ونتج عنها شعوري بالإشفاق على السائل والمسؤول تدلل على أزمة وكمين السؤال المقصودة . في الندوة المشار إليها مع شريحة مواطنين قررت الانضمام إلى حزب معارض كانت الأسئلة موجعة وكبيرة جدا. مثلا هل «نظامنا» مهدد؟ سؤال كبير كنت قد تمنيت أن لا يطرح أصلا لا أمامي ولا أمام غيري وهو سؤال أجبت عليه بالنفي وبقناعة حيث لا أعتقد بوجود مخاطر استراتيجية عميقة. لكن الأهم هو أن طرح مثل هذا السؤال أصلا على صحافي يتحدث مؤشر عميق ينبغي أن تتوقف عنده الدولة بكل مؤسساتها وأجهزتها. ومعناه البسيط أن الأردني العادي اليوم قلق على دولته وخائف عليها. وهذه مسالة ليس من الوطنية ولا الولاء ولا الانتماء تجاهلها. ثمة أسئلة أخرى على شكل سلسلة من الكمائن التي تنتهي بمطبات عند الإجابة: كيف يتم إفراز النخبة؟ هل انقلبت مؤسسات العمق الإسرائيلي على الأردن؟ هل للأمير محمد بن سلمان دور في الداخل الأردني ؟ لماذا لا تستخدم الدولة الأردنية أوراق القوة التي لديها؟ في الأفق نفسه وفي جلسة لا تزيد عن ساعة ونصف زمنيا طرحت أسئلة أخرى لتدليل على نمو السؤال ككائن حي في ذهن المواطن الأردني: أيهما أقوى إذا ما أصبحت الأمور سيئة أكثر الدولة أم الفوضى؟ ماهي صلة مدينة العقبة بمشروعات البحر الأحمر؟ ما الذي يحول دون تشكيل كومة حقيقية؟ ما الذي تغير في الاستراتيجية الصهيونية تجاه الأردن؟ هل الخيار الأمني فقط هو الذي يدير كل شيء؟ من الصعب طبعا التعليق على الإجابات لكن المقصود هنا هو لفت النظر إلى حجم تلك الأسئلة وقراءة «الممحي» أما خلاصة الأسئلة فهو: هل يوجد من يقرأ «الممحي» أصلا في النخبة الحالية التي تدير الأمور؟ ٭ إعلامي أردني من أسرة «القدس العربي» أكثر الأسئلة إحراجا في الأردن بسام البدارين |
انتخابات تونس وعقدة فرنسا والإمارات Posted: 24 Apr 2018 02:12 PM PDT لأكثر من عام ظل موعدها أشبه باللغز المبهم، فكلما خرجت هيئة الانتخابات وأعلنت عن توصلها لاتفاق لضبطه وتحديده باليوم، وظن الكثيرون أن الامور سويت تماما وحسمت نهائيا وإلى غير رجعة، حدث ما يقلب الاوضاع رأسا على عقب ويعجل بالعودة مجددا إلى نقطة الصفر. وربما كان بمثابة المعجزة أن يثبت القرار أخيرا في تونس بتنظيم الانتخابات البلدية في السادس من الشهر المقبل بدون أن يظهر حتى الآن ما يدل على أن فرص التراجع عن ذلك التاريخ وتكرر سيناريوهات التأجيل من جديد ستكون وافرة أو قوية. ومع ذلك فليس من المؤكد أن القصة انتهت أو ستنتهي عند ذلك الحد، فلربما تكون ألغاز المرحلة المقبلة أشد غموضا وتشويقا من لغز تحديد الموعد في حد ذاته. فهناك عدا المعارضين والرافضين المكشوفين والمقنعين في الداخل لفكرة إجراء تلك الانتخابات أكثر من جهة خارجية، لا تنظر بعين الرضا والارتياح لإقدام تونس على مثل تلك الخطوة المهمة في مسارها. ومن الواضح أن اكثر بلدين يمكن أن ينطبق عليهما ذلك بحكم عدة اعتبارات تاريخية وظرفية، وبالنظر أيضا لما يمتلكانه من نفوذ وعلاقات مهمة في دوائر القرار السياسي والإعلامي هما فرنسا والامارات. وليس هناك من شك في أن انزعاجهما ليس وليد الساعة، فهما لم تكونا في الأصل مرتاحتين لما حصل في تونس في السنوات السبع الأخيرة، رغم أنهما ظلتا تسلكان أسلوبين مختلفين تماما في التعامل مع مسار التطورات التي جدت فيها، وتعبران بطرق متعارضة أحيانا عن تحفظهما ورفضهما لكثير من المسائل، وفي مقدمتها تطبيع الدولة مع الاسلاميين، بعد عقود طويلة من هيمنة لغة القطيعة والصراع على علاقتهما. وكان مؤكدا ايضا أنهما لم تكونا متحمستين، أو حتى قابلتين لإجراء الانتخابات البلدية، في وقت كان فيه حلفاؤهما المحليون يمرون بحالة وهن وهبوط في شعبيتهم، وعجز ملحوظ عن إقناع شرائح واسعة من التونسيين بقدرتهم على إخراج البلاد من أزماتها. ولاجل ذلك فقد ظلتا تدفعان نحو التأجيل المتواصل لها، أملا في أن تتحسن موازين القوى وترجح كفة الموالين لهما، أو تسقط حركة النهضة في فخ من الفخاخ العديدة التي نصبت لها داخل وخارج البرلمان، ويجد اعداؤها الداخليون والخارجيون في تلك الحالة مبررا مقنعا لوأد المسار ووقف التجربة برمتها. وربما كانت الصفعة القوية التي تلقاها هؤلاء هي أن أيا من ذلك لم يحصل، ليذعن المترددون بعد أن استنفدوا كل محاولات التمطيط والتأجيل لموعد السادس من الشهر المقبل، وتبدأ الحملات الانتخابية وسط جو من الحذر والترقب. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو، هل أن البلدين سيقران فعلا بالأمر الواقع، وسيعترفان بالهزيمة؟ أم أنهما سيتفقان هذه المرة على خطة بديلة لمواجهة ما يعتقدان أنه سيكون بمثابة الخطر الداهم على مصالحهما في تونس؟ والى أي مدى ستلتقي رؤية الفرنسيين مع تصور الإمارتيين لطريقة ضرب تجربة كانت الاولى من نوعها في تاريخ المستعمرة الفرنسية السابقة، وستكون حتما الأولى عربيا وإقليميا ايضا في حال نجاحها في المرور بسلام؟ لعل السكون والهدوء النسبي الذي يخيم الان على حملة الانتخابات البلدية، لا يعكس حدة النقاشات التي تجري في دوائر القرار في باريس وأبوظبي، حول أفضل السيناريوهات الممكنة للتعامل معها، ويعطي بدلا من ذلك انطباعا خاطئا وخادعا، بأن اثر حالة القلق المحلي والاقليمي، وربما حتى الخوف مما قد تفرزه نتائجها من تغييرات عميقة ومهمة في موازين القوى السياسية، بشكل قد يقود لاحقا للتأثير في مسار الاستحقاقات الرئاسية والبرلمانية المنتظرة العام المقبل، سيكون على العكس بسيطا ومحدودا. ولكن الجميع يدرك جيدا مع ذلك أن مثل تلك الهواجس ماتزال موجودة وقادرة على الظهور، ربما بعنف وقوة وفي اي وقت، رغم أن طرق التعبير عنها اختلفت كثيرا عن درجة الحدة التي شهدتها الانتخابات البرلمانية والرئاسية الاخيرة، خصوصا في ما عرف حينها بالاستقطاب الثنائي بين الاسلاميين والمحافظين من جانب، وأنصار النظام القديم واليسار من الجانب المقابل. ولعل ما يؤجج ذلك هو أن هناك شبه يقين، حتى قبل خوض السباق الانتخابي، بأن الاسلاميين سيكونون بالنهاية هم الفائز الاكبر في اول انتخابات بلدية تعددية وحرة تشهدها البلاد، وفقا لاحكام الدستور الجديد. ولا يبدو أن كل اشارات التهدئة والطمأنة التي أرسلها قادة حركة النهضة، وهم القوة الاسلامية الأكبر، حول حرصهم على عدم الاستئثار بالسلطة المحلية واحتكارها، ورغبتهم في الانفتاح والتوافق والتشارك مع كل القوى في إدارة الشأن العام، بمن فيهم خصومهم، آتت اؤكلها وأثمرت حتى الآن عن تغير واضح في المواقف المناوئة لهم والمشككة في حقيقة نواياهم وخططهم. فكلما مد النهضويون أيديهم للاطراف التي تناصبهم العداء وطالبوهم بترك المشاحنات والعداوات السياسية جانبا، والعمل سويا على إنقاذ تونس من كبواتها المالية والاجتماعية، رد هؤلاء عليهم إما بالتجاهل أو الرفض، أو حتى بالتهكم، مثلما فعل مؤخرا زعيم حزب العمال حين صرّح لإحدى الاذاعات المحلية بان «المصلحة الوطنية العليا تقتضي ألا يلتقي الشيخ راشد الغنوشي» لأن في لقائهما مغالطة للتونسيين، على حد تعبيره. بل إن موجة تخويف التونسيين من المشاركة في الانتخابات والدعوة ضمنيا لمقاطعتها مادامت ستؤدي حتما لفوز الاسلاميين بلغت حدا جنونيا، جعل أحد الإعلاميين يقول يوم الجمعة الماضي، في برنامج يبث من إحدى المحطات التلفزيونية الخاصة، إن «الانتخابات البلدية ستحول تونس إلى إمارات تقودها الدواعش»، محذرا من انه سيتم منح السلطات المحلية بعد الانتخابات صلاحيات كبرى، تمكنها حتى من عقد اتفاقات توأمة مع بلديات من بلدان اخرى، وان الأمر قد يصل ببعضها لان تبرم اتفاقيات توأمة مع تنظيمات ارهابية كبوكوحرام في الساحل الإفريقي! غير أن كل الدعوات المكشوفة والخفية للمقاطعة لن تكون الاسلوب الوحيد للتشكيك المبكر في نتائجها، فهناك اكثر من صوت يرتفع الان في تونس للتلميح إلى انحياز الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ضد بعض المرشحين، ومن محاسن الصدف انها جميعا اصوات الذين لم يكونوا موافقين في الاصل على أي موعد لاجرائها، وظلوا يرددون أن الوقت والظرف ليسا مناسبين لذلك. اما إلى اين يمكن أن تصل تلك الحملات وهل أن الفرنسيين والإماراتيين سيستغلونها في مرحلة مقبلة لتشويه العملية الانتخابية، معتمدين على نفوذهم الاعلامي والمالي والسياسي الواسع؟ فالواضح انهم لا يراهنون كثيرا على تلك الفرضية وحدها بقدر ما يعملون على مزيد تسخين الاوضاع السياسية والاجتماعية في الداخل، أملا في تفجرها على نطاق واسع يؤدي لقبر المسار الانتخابي والديمقراطي بشكل تام. ولعلهم يرون في الصراع المحتدم الان بين الحكومة والنقابات نموذجا مناسبا لتحقيق ذلك. فيما تظل الكرة في الاخير في مرمى التونسيين فهم وحدهم من سيقرر ويختار في السادس من الشهر المقبل أي بلد يريدون، بقطع النظر إن كانت خياراتهم ستفك عقدة فرنسا والامارات من الاسلاميين، أم ستجعل علاجها صعبا ومستعصيا. كاتب وصحافي من تونس انتخابات تونس وعقدة فرنسا والإمارات نزار بولحية |
التسقيط السياسي.. إحذر هنالك من يصورك Posted: 24 Apr 2018 02:12 PM PDT اتون الاحتراب الانتخابي يزيد نار الشائعات اشتعالا، تحت قدر التسقيط السياسي لتسلق سمعة عدد من المشاركين في العملية السياسية. هي ظاهرة ليست جديدة، لكن الحملة الشعواء التي انطلقت منتصف شهر ابريل الجاري بحق إحدى مرشحات قائمة ائتلاف النصر، الذي يقوده رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي كانت غير مسبوقة، وأثارت من السجال والجدال على صفحات التواصل الاجتماعي ما لم تثره قضايا كبرى. السؤال المحير هو لماذا كل هذه الضجة التي أثيرت بحق شخصية لم تكن مؤثرة في المعترك السياسي سابقا؟ وهل المقصود في عملية التسقيط هي شخصيا؟ أم قائمة رئيس الوزراء؟ وهل يمكن تقديم قراءة وتحليل علمي لسلوك الجمهور العراقي الذي تفاعل مع هذه الضجة؟ إن أول المؤشرات الذي يمكن أن نميزه من قراءة الضجة المشار لها هو، ان الفضائح الجنسية ما زالت تعد الأكثر تأثيرا في الشأن العام في مجتمعاتنا، بدليل أن الكثير من السياسيين الفاعلين في العملية السياسية ظهروا في تسجيلات تعد (فضائح) وطنية، عندما دعموا الإرهاب، أو نهبوا المال العام واعترفوا بذلك علنا في وسائل الإعلام، ولم يعتبر الرأي العام في مجتمعنا ذلك فضيحة. وقد شهدت الساحة العراقية فضائح سياسية من العيار الثقيل لم تؤثر على مسار الساسة الذين ما نزال نشاهدهم مستمرين في ممارسة أدوارهم السياسية القذرة بكل وقاحة، بينما يطيح فيلم مسرب لعلاقة حميمة لسيدة أكاديمية بمستقبلها، مع أول خطوة لها في المعترك السياسي. ضربات ما بات يعرف بالجيوش الإلكترونية، التي جندتها مختلف الكتل السياسية المتنافسة في الانتخابات العراقية أصبحت أكثر شراسة، ولم يعد هنالك أي أعراف أو التزامات أو خطوط حمر في تعاطيها، وهنا لابد من توضيح ما أثير من ضجة حول فضيحة المرشحة على قائمة ائتلاف النصر، ولنحسب الأمر ببساطة عبر سؤال مباشر؟ من المتضرر من الفضيحة؟ ومن المستفيد منها؟ بالتأكيد ان المتضرر الاول من الفضيحة هو السيدة المعنية بالأمر وعائلتها، لانها أم لثلاثة ابناء واستاذة جامعية لها مكانتها الاجتماعية والعلمية، التي سوف تدمرها فضيحة من هذا النوع . بالمقابل هل أثرت الفضيحة على كتلتها الانتخابية؟ بالتأكيد لا. لأن السيدة المعنية ليست شخصية سياسية، ولا عضوا في حزب رئيس الوزراء لتتلطخ سمعة الحزب، كما إنها تنقلت سابقا بين عدد من الكتل الانتخابية منذ 2010 حيث ترشحت عن القائمة العراقية بقيادة إياد علاوي، وبعدها ترشحت عن ائتلاف العربية مع صالح المطلك عام 2014 وأخيرا مع حيدر العبادي بائتلاف النصر في الانتخابات الاخيرة، إذن هي شخصية تكنوقراطية تم استقطابها من عدة قوائم وكتل انتخابية، نتيجة شروط الكوتا النسائية المطلوبة في الترشيح، ومع أول صدى للفضيحة الأخيرة ظهر حسين درويش العادلي، المتحدث باسم ائتلاف النصر، معلنا استبعاد المرشحة المتهمة حيث قال: «إن لدى المفوضية شروطا وضوابط خاصة في الترشيح، وحين لا تنطبق على المرشح يتم استبعاده». أما السؤال عمن المستفيد من إثارة هذه الفضيحة فهو سؤال لا يحتاج إلى كبير جهد للإجابة عليه، فبالتأكيد الكتل المنافسة لكتلة النصر، هي التي تقف وراء إطلاق وترويج هذه الفضيحة. تعاطي الجمهور العراقي مع الأمر يستحق التوقف والتمعن والتحليل، الملاحظة الاولى كانت سرعة انتشار الفضيحة على صفحات التواصل الاجتماعي، بدون حتى التأكد البسيط من مصداقية الفيلم، وهذا امر طبيعي في التعاطي مع ما يعرف بسيكولوجية الفضيحة، إذ يشير المختصون إلى ما يعرف في علم النفس بسيكولوجية المتلصص في نشر فضائح الآخرين، وهذا سلوك يتدرج من كونه قد يكون طبيعيا عندما يتم في حدود الفضول العادي لدى أغلب الناس، حتى تحوله الى سلوك مرضي لدى البعض، فيغدو أقرب إلى هوس التلصص المرضي. وبناء شخصية المتلصص معروفة باستمتاعها بالتأليف والتوليف، فهو لا يرى الحقيقة كاملة، وإنما يرى أجزاء منها، فيقوم هو بإكمال الحلقات المفقودة من عنده، وهنا يمارس هواية القص والحكي والتأليف، وفي الحالة التي نناقشها نجد أنه تم تأليف قصص وسرد معلومات عن حياة المرشحة موضع الاتهام، وبنيت لها سيرة مشيطنة عبر ربطها برموز النظام السابق وعلاقاتها الجنسية مع ابن الرئيس الاسبق، لينتج نص كامل الشيطنة حسب هوى السارد، يبرر عبره ليس فقط الفضيحة بل المطالبة بقتل السيدة المتهمة حفاظا على قيم الشرف والوطنية! والمضحك المبكي في الأمر ان البعض صب لعناته على المتهمة فقط، لأنها أقامت علاقة حميمة مع شخص سعودي، لتتجلى سلوكيات العداء تجاه الآخر المختلف حتى في بنية الفضيحة التي ماتزال في طور الاتهام. كما يشخص المختصون بعلم النفس الاجتماعي ثلاثة دوافع رئيسة في سلوك من ينشر الفضائح وهي، أولا ما يعرف بـ(الإسقاط) الذي هو آلية دفاعية يمكن ان يقوم الجمهور خلالها بتصدير كل سلبياته ونقائصه عبر إلباسها لطرف آخر ليشعر بعدها بالسعادة، إذ يرى هذا الطرف سيئاً أو مخطئاً بينما يرى نفسه بريئا وسويا فمثلاً: إذا كانت لدينا رغبة في الغدر والخيانة فنحن لا نحتمل رؤية هذه الرغبة في أنفسنا، وهنا يحدث التلصص لاقتناص موقف غدر أو خيانة عند آخر ثم نلقي ما في أنفسنا فوق رأسه ونستمتع بالحديث عن غدره وخيانته، وفي الوقت ذاته ننظر لأنفسنا ونشعر بأننا بخير إذ لم نفعل كما فعل. كذلك هنالك دافع نفسي آخر هو (التعميم) فإذا كان شخص ما يرتشي ويشعر من وقت لآخر بعذاب الضمير، لذلك فهو يتلصص على مرتشين آخرين ربما يكونون أكبر وأسبق منه في الرشوة، فيتحدث عنهم ويوحي لسامعه بأن سلوك الرشوة موجود لدى كل الناس، بل لدى كل الشعوب، وبهذا يقول لسان حاله «لا تقلق يا عزيزي فكلنا مرتشون» وكلنا في الهم سواء. أما الدافع النفسي الثالث فهو (الشماتة) وهو الشعور بالسعادة لما لحق بالآخرين من أذى، لما قد يحمله البعض تجاه الآخر من مشاعر الغيرة أو الحسد أو الكراهية، وفي موضع الفضيحة الجنسية للمرشحة، ينظر الجمهور إلى الطبقة السياسية بنوع من الخلط والتركيب والتداخل للعوامل النفسية الاجتماعية أعلاه. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل انطلق خيال المحللين للحادثة عاليا، وحلقوا في سماء نظرية المؤامرة، وربطوا الفيديو المسرب بنشاط شبكات مخابراتية تريد اختراق العملية السياسية، عبر تصوير فيديو بشكل سري لمرشحة للانتخابات على قائمة رئيس الوزراء، فقد تم اختيار السيدة بعناية فائقة، وكانت هدفا هشا لدوائر مخابرات اقليمية، ومن ثم تم استدراجها تحت أي ذريعة، الى مثل موقف كهذا ليتم تجنيدها عبر تهديدها بالفضيحة، وهو نوع من السلوك المخابراتي المعروف، لكن أصحاب نظرية المؤامرة هذه لم يخبرونا ما هي أهمية تجنيد مرشحة للانتخابات؟ ولا لماذا تم نشر الفيديو الان؟ وواضح جدا أن من نشر الفيديو هو الشخص المشارك فيه! كما نشرت عدة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، على اثر الفضيحة، معلومات تقنية تشرح إمكانية تزوير الفيديويات في ما يعرف ببرامج «التزوير العميق deep fake»، التي يمكن بواسطتها لصق وجه الشخص الذي نختاره على جسد في وضع مخل مثل جسد ممثلة بورنو، وقد كان هذا النوع من البرامج غاليا ولا يستطيع تنفيذه الا المختصون، بينما الآن بات هذا النوع من البرامج شائعا وفي متناول الهواة، وبات الأمر خطيرا، ويجب أن يعرف كل من يروج فيديوات فضائحية أنه قد يكون هو أو أحد أفراد عائلته ضحية تصوير حقيقي، أو مفبرك وعندها يكون هدفا للابتزاز.. لذلك يجب أن نضع هذا الأمر في بالنا قبل أن نتخذ قرارنا في الطريقة التي سنتعامل بها مع هذا النوع من الفضائح. كاتب عراقي التسقيط السياسي.. إحذر هنالك من يصورك صادق الطائي |
تركيا وروسيا: معسكر واحد رغم كل اختلاف Posted: 24 Apr 2018 02:12 PM PDT أنقرة وموسكو تجاوزتا خلال العامين الأخيرين، على ما يبدو، الحساسيات السابقة التي تجلت في حادثة إسقاط الطائرة الروسية (نوفمبر 2015) وفي الاختلاف في وجهات النظر حول المسائل الإقليمية، خاصة الأزمة السورية. اقترب الطرفان من بعضهما أكثر، ما أدى لإنجاح زيارة الرئيس التركي التي قام بها إلى موسكو في منتصف عام 2017، وهي الزيارة التي مثلت نقلة نوعية في العلاقة بين الجانبين، ليس فقط تجاه تجاوز حقبة الخلاف، وإنما للانطلاق نحو مزيد من التكامل والتنسيق في كل المجالات. فبالإضافة للتنسيق السياسي، وإزالة جميع المعوقات أمام التبادل التجاري والاقتصادي بشكل يجعله يتخطى سقف المئة مليار دولار، كان البلدان يدخلان مرحلة التعاون الدفاعي، الذي يمكّن تركيا من الاستفادة من الخبرة الروسية الواسعة في هذا المجال، خاصة مع حاجة أنقرة الماسة لتطوير دفاعاتها الجوية بشكل مستقل عن الدفاعات طويلة المدى التي يوفرها حلف الناتو. الجدل الأكبر الذي اشتعل إبان تلك الزيارة تعلق بالتساؤل حول مدى جدية الروس في مشاركتهم تركيا دفاعاتهم الصاروخية المتطورة S400، في ظل حقيقة أن تركيا ما تزال ركناً أصيلاً في «تحالف الغرب»، حلف شمال الأطلسي، الذي لا يخفي أجندته المعادية لروسيا. استبعد كثيرون تحقق هذه الصفقة، باعتبار أن أنقرة لا يمكنها الإقدام على هذه الخطوة التي قد تفسّر على أنها تضحية بعلاقتها مع الحلفاء في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لصالح علاقتها مع موسكو، لكن الأيام سرعان ما أثبتت أن الأمر لم يكن مجرد دعاية أو مراوغة، وإنما حقيقة أكدتها الزيارة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تركيا بداية هذا الشهر. هذه الزيارة، الأولى للرئيس الروسي عقب إعادة انتخابه، وضعت نقاطاً كثيرة تحت حروف الأحداث. أدخلت هذه الزيارة العلاقة بين البلدين في طور تنفيذ «الانخراط الاستراتيجي» عبر البدء في تنفيذ مشروع المحطة النووية التركية من جهة، وعبر الإعلان عن اقتراب تسليم المنظومة الدفاعية الروسية S400 من جهة أخرى. هناك إذن شراكة أمنية إضافة إلى الشراكة المعروفة بشأن الطاقة والغاز الروسي، التي ستتعزز أكثر عبر مشروع يهدف لجعل أنابيب الغاز تنتقل إلى الدول الأوروبية عبر الممر التركي. يبدو تفسير العلاقة بين أنقرة وموسكو محيراً للمحللين الذين كثيراً ما توقعوا أن تتدهور الأمور بين الجانبين، على خلفية ما حدث بينهما من اشتباكات لفظية وعسكرية. إلا أن الأمر ليس بهذا التعقيد، إذا تم النظر إليه بموضوعية من خلال تحليل الجو الإقليمي الذي تعيشه المنطقة، والذي يجعل كلاً من روسيا وتركيا في دائرة الاستهداف الغربية، التي تعنى في المقام الأول بتحجيم دور وتحركات الأطراف الإقليمية المؤثرة، التي تتحرك بما يخالف الخطوط المرسومة. هذا الأمر لا ينطبق فقط على روسيا أو إيران، التي توصف منذ عقود بأنها مشاغبة ومتحدية، ولكنه ينطبق أيضاً على تركيا التي يفترض أنها حليف وشريك في النادي ذاته الذي يضم دول الناتو. الغرب، الشريك المفترض، انتقل من مرحلة تعمد عدم التنسيق مع تركيا والتقليل من شأن المقترحات التي تقدمها حول المسائل المتعلقة بالمنطقة، إلى مرحلة تبدو أقرب لتهديد الأمن التركي، سواء عبر التدخلات التي يقوم بها في الشأن الداخلي، أو عبر رفض تحقيق الشراكة العسكرية المطلوبة، أو من خلال الدعم المعلن الذي تقوم به الدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة للميليشيات الكردية المعادية. في الواقع فقد حد التواجد الأمريكي في سوريا والدعم القوي للميليشيات الكردية بحجة ملاحقة الإرهابيين (رغم أن هذه الميليشيات سبق أن صنفت كمجموعات إرهابية) كثيراً من قدرة الجيش التركي على تنفيذ مخططه لتطهير المنطقة من المجموعات الفوضوية، التي تعمل خارج إطار القانون. المنطق التركي الذي يساوي بين هذه الجماعات باختلاف خلفياتها، إسلامية كانت أو علمانية، لم يكن يروق للغربيين الذين يرتبط عندهم الإرهاب بالإسلام وأهل السنة فقط. وجه «الحلفاء الغربيون» انتقادات كثيفة للعمليات العسكرية التركية «درع الفرات» و»غصن الزيتون» وسلطت كثير من أجهزة الإعلام الضوء على سلبياتها والخسائر التي أنتجتها، إلا أن تركيا تابعت عملها معلنة أنها لن تسمح لأحد بتهديد أمنها، وأنها ستعمل ما بوسعها في سبيل ذلك بدون انتظار أي إذن. ما يزال الوجود العسكري التركي حاضراً وهو الوجود الذي لعب فيه التنسيق مع الروس، وإلى حد كبير مع الإيرانيين، أكبر الأدوار، ولعل صورة المصافحة الثلاثية بين زعماء هذه الدول، التي انتشرت بشكل واسع خلال الأسبوعين الماضيين تقدم رسالة مهمة في هذا الإطار. التغيرات المتسارعة في المنطقة لم تعد تحتاج لمحللين سياسيين تقليديين، لأن الأدوات والمسلمات التقليدية تم تجاوزها. على سبيل المثال فإن إحدى المسلمات تخبرنا أن الولايات المتحدة تشترك مع تركيا في ضرورة وحتمية التغيير في سوريا، لكن الواقع يخبرنا أنه، ولسبب ما، ترفض واشنطن المقترح التركي بتجهيز ودعم الجيش السوري الحر، كبديل محايد ومعتدل، وتعمل بدلاً عن ذلك على المراهنة على جماعات فوضوية ذات أجندات تهدد في غالبها الأمن والسلم الإقليميين. في الوقت ذاته تصبح الشراكة مع روسيا مهمة للجانب التركي، فبخلاف ما ذكرنا من فوائد اقتصادية وأمنية، ستساعد هذه الشراكة الجديدة على تقريب المواقف في ما يخص الأزمة السورية، وتساعد أيضا على الحفاظ على المصالح التركية في نطاقها المجاور، وهو الأمر الذي لا يكترث بشأنه الحلفاء الغربيون، الذين يتهم بعضهم حتى الآن بالمشاركة في التآمر لتغيير النظام في تركيا. إلا أن كل ما سبق لا يعني أن تركيا تجاوزت تماماً كل اختلاف مع الجانب الروسي، ففي خضم هذه التفاهمات كانت تركيا على أعلى مستوياتها تكرر موقفها من النظام السوري الحليف لكل من روسيا وإيران، حتى أن الرئيس التركي انتقد التصريحات الروسية بشأن إعادة عفرين لسلطة دمشق، بل إنه منع بالفعل قوات تابعة للنظام من الوصول إليها، كما أنه، أي الرئيس أردوغان، ظل ينتقد الهجمات التي تنفذ ضد الشعب السوري، آخرها السلاح الكيماوي، من مختلف الجهات. من التصريحات المهمة التي تلخص الموقف التركي قول الرئيس أردوغان: «أولئك الذين يدعمون الأسد في سوريا يرتكبون خطأً، وأولئك الذين يدعمون الميليشيات الكردية (واي بي جي) يرتكبون خطأ أيضاً. تركيا ستقف ضد الموقفين». مع هذا فإن تركيا لم تكن من المتحمسين لاشتباك أمريكي روسي على أرض الشام، خشية أن يولّد ذلك الصدام مزيداً من الفوضى على الأرض، وأن يؤثر على المكاسب التي حصلت عليها والأوضاع التي أنتجتها، وهو ما جعلها تبدو للبعض وكأنها باتت أقرب للمعسكر الروسي. هذا التقارب الروسي التركي يبدو مزعجاً للقوى الغربية التي طالبت أصوات فيها بضرورة تفكيك هذه العلاقة، ما جعل وزير الخارجية التركي يرد قائلاً في تصريح مهم «إن العلاقة مع روسيا وثيقة وإن باريس وواشنطن لن تتمكنا من هزها». حالة من الهستيريا تصيب حالياً بعض الذين كانوا يستبعدون تحقيق اتفاقية للدفاع بين البلدين، وهو ما ظهر في تلويح بعض المسؤولين الأمريكيين باحتمالية فرض عقوبات قاسية على تركيا إن هي أقدمت على ذلك. كاتب سوداني تركيا وروسيا: معسكر واحد رغم كل اختلاف د. مدى الفاتح |
الأخبار الزائفة أو أسلحة الدمار الشامل الجديدة Posted: 24 Apr 2018 02:11 PM PDT أصبح مصطلح Fake News الذي يفيد الأخبار الزائفة من المصطلحات الرائجة في الحقل السياسي، ويتجاوز مصطلحات كانت سارية من قبيل الدعاية أو التضليل أو الافتراء أو المزايدة.. ذلك أن مصطلح الأخبار الزائفة، أضحى من الأدوات السياسية لقولبة رأي عام، أو الإجهاز على خصم، أو تأليب جناح ضد آخر، ليس فقط على المستوى الداخلي، بل على مستوى العلاقات بين الدول كذلك. الضحية الأولى في الحروب هي الحقيقة، مثلما يقول الاستراتيجي الألماني كلوستفيتز. والحرب ضد الحقيقة بلغت شأوا غير مسبوق في عالمنا، بسبب وسائل الاتصال المتطورة، رغم المقتضيات الداعية للموضوعية في الإعلام، والعلانية في إبرام الاتفاقيات الدولية، وشجب الدبلوماسية السرية التي كانت سببا في اندلاع الحرب العالمية الأولى. كل هذه المبادئ الجميلة، من الموضوعية في الإعلام، والعلانية في إبرام الاتفاقيات الدولية (التي تسجل في الأمم المتحدة)، لا تصمد أمام هذا السلاح الجديد، سلاح الأخبار الزائفة. الأخبار الزائفة كأداة للتأثير والتدخل ليست شيئا جديدا، إنما الجديد أن المصطلح أصبح ساريا، أو مُكرسا، ويُستعمل في الصحافة الفرنسية بصيغته الإنكليزية Fake News ويطالب البعض التعامل معه ليس كزيغ صحافي أو جنوح، بل كجنحة ينبغي أن تقع تحت طائلة القانون الجنائي للأخطار المرتبطة بها وإذا كان الأمر كذلك على مستوى الشخصيات العامة، فمن باب أولى الدول، للتداعيات الناجمة عن الأخبار الزائفة. في 1987، استخدمت المعارضة الرومانية صورا مفبركة من مستودع الأموات لمدينة تيميشوارا، وزعمت أنها من ضحايا تقتيل الديكتاتور الروماني شاوشيسكو ، وبوليسه السري الرهيب سيكورتات، وتبين بعدها أن تلك الصور لجثامين لا علاقة لها بمجازر ارتكبت، واستعملت لغاية تشويه صورة الديكتاتور وتأليب الرأي العام الداخلي والدولي ضده. وبعد سقوط حائط برلين أفرزت الممارسة الدبلوماسية ما سمي بحق التدخل من أجل حماية حقوق الإنسان. وتبين بعدها أن «حق التدخل» الذي اعتمدته بعض الدول الغربية يشكو من علّة الكيل بمكيالين، وأن الدول الغربية تستعمل هذا الحق أو تدعو له، ليس بناء على مبادئ، وإنما وفق ما تمليه مصالحها، فلم تتحرك حين كانت مجازر التطهير العرقي تُرتكب في البوسنة، أو عمليات إبادة تُجترح في رواندا. وأمام حجم الانتقادات لمصطلح حق التدخل، الذي يذكر بمصطلح «المهمة التمدينية» الذي كانت تتلفع به الدول الاستعمارية لتبرير توسعها واحتلالها، تم استبدال المصطلح بمصطلح آخر «واجب الحماية»، لكن ماذا يفيد تغيير المصطلح، حينما لا يتغير المعنى أو الممارسة؟ الحالة الأبرز لاستعمال الأخبار الزائفة هي السلاح الدعائي قبل حرب 2003 على العراق، ومنها الزعم بامتلاك العراق لأدوات التدمير الشامل، والالتفاف على لجنة المراقبة، وتبين بعد الحرب زيف تلك الادعاءات. قد تكون «الأخبار الزائفة» على مستوى العلاقات الدولية، إحدى وسائل الإجهاز على أنظمة ديكتاتورية، تُسيّج كل أوجه الحياة العامة، وتخنق الأنفاس وتُضيّق على الرأي، حتى لا تبرز إلا نظرتها أو «حقيقتها»، ويكون سلاح «الأخبار الزائفة»، رد فعل للتسييج الإعلامي والتضييق السياسي، لكن هل يمكن التغاضي عن سؤال ملح، حينما تكون الأخبار الزائفة مبررا للتدخل العسكري، وحين يكون التدخل العسكري، وَبالاً ويفاقم من وضع معين؟ لقد تدخلت الولايات المتحدة في العراق بناء على الزعم بأن العراق يمتلك أدوات التدمير الشامل، وواكب ذلك حملة إعلامية، مثلما واكبها تبشير بقيم الديمقراطية ونظام السوق، ورسم خطاطة للشرق الأوسط الجديد انطلاقا من العراق، مثلما نادى بذلك الأمريكي من أصل لبناني فؤاد عجمي، في مقال له متزامن مع الحرب في مجلة Foreign Affairs (يناير ـ فبراير 2003) . واقع الحال في العراق يفند تلك المزاعم، ويشي بأن «الواقع أصدق أنباء من المزاعم». التدخل العسكري في ليبيا لم يضع البلد على سكة الديمقراطية، وأضحى البلد موزعا بين ميلشيات، ومافيات تتاجر في البترول والبشر، وأضحت ليبيا بؤرة تهدد الأمن والاستقرار في حوض البحر البيض المتوسط، وأضحت هي نفسها مهددة بالتقسيم. هل يمكن التعامل مع الأخبار الزائفة كجنوح إعلامي وممارسة دبلوماسية مقبولة؟ أم يتعين ضبط هذا الجنوح بأدوات قانونية زجرية، والحال أن الأخبار الزائفة قد تفضي إلى نتائج مريعة، ومنها تفكيك مجتمعات والتناحر بين مكوناتها وتهديد دول. ما زاد من تأثير الأخبار الزائفة الوسائل الحديثة للتواصل، فقبل شيوع وسائل الاتصال الحديثة كان هناك فصل بين الكاتب والقارئ، بين المذيع والمتلقي، بين الصحافي والمشاهد، مع الفارق الزمني بين الكتابة والنشر والتلقي. هذا الفصل انتفى، فالقارئ كاتب والمشاهد مخرج، وله جمهور حقيقي أو افتراضي في الفضاء الأزرق، في الزمن المباشر. هذا الجمهور الافتراضي، والقوة الضاربة للتواصل عبر الوسائط الاجتماعية هو ما حدا بأصحاب القرار إلى استعمال الوسائط الاجتماعية في التواصل، من قبيل تويتر وغيرها. ما القيمة السياسية لتدوينات سياسيين؟ هل تلزم دولهم؟ كاتب مغربي الأخبار الزائفة أو أسلحة الدمار الشامل الجديدة حسن أوريد |
عندما ينتصر ترامب وبوتين والأسد على السوريين ويُهلّل الممانعون! Posted: 24 Apr 2018 02:11 PM PDT معارك عدة على مختلف الأصعدة تدور رحاها على الأراضي السورية، والشيء المشترك الوحيد بينها هو الضحية: سوريا البلد والشعب! الإدارة الأمريكية والغرب عموماً شعروا بالحرج بعد الهجوم الكيميائي الأخير، وباتوا مطالبين بردّة فعل، (على ما يبدو فإن الغرب قد ورّط نفسه بمسألة الخط الأحمر)، وكان أن تمخّض الغضب «المفتعل» بضربة خاطفة ليس لها أهداف استراتيجية؛ لا تحدّ من قدرة النظام العسكرية ولا تقوّض من فرص تكرار استخدام الأسلحة المحظورة. ولكن ترامب قام باستغلال هذه الضربة إعلامياً، ليظهر بمظهر القوي الذي ينفّذ تهديداته ولا يخشى التصعيد الروسي، فغرّد قائلاً «المهمة أُنجزت» على غرار الأفلام الهوليوودية! وبذلك نجح الغرب في إسكات المنتقدين والمدافعين عن حقوق الإنسان، ونجح كذلك بالتغرير بالمعارضة السورية، لكنه (وهذا هو الأهم) أثبت لروسيا وللأسد أنه لا يرغب بتغيير النظام. وفي المحصلة، ترك السوريين لمصيرهم، فالموت بالقنابل العنقودية أو البراميل المتفجرة هو شيء يمكن قبوله أو التغاضي عنه! من جهته استغل النظام السوري تلك الضربة ليستدر عواطف الشارع العربي بالحديث عن انتهاك السيادة السورية وعدم شرعية الهجوم، وعاد لينفخ في قِرْبة «المؤامرة الكونية» (التي تنز سذاجة وجهلاً) من جديد، وكرّس أدواته الإعلامية لإظهار نفسه بمظهر الصامد في وجه الهجمات الإمبريالية الصهيونية. أحد الخبراء الاستراتيجيين الموالين للنظام قال على تلفزيون فرانس 24 إن الدفاعات السورية البطلة أسقطت 69 صاروخاً من أصل 110 في الهجمة الأخيرة، فيما لم تنجح بقية الصواريخ التي سقطت في تحقيق أهدافها على الأرض، كما أصرّ على استخدام عبارة «العدوان الثلاثي» لدغدغة مشاعر المواطن العربي من خلال المقاربة مع العدوان الثلاثي على مصر. وقال آخر إن صاروخ توما هوك قد تم إسقاطه سليماً وكاملاً دون أن ينفجر، وقامت قيادة الجيش السوري بإهدائه إلى القيادة الروسية الحليفة! بعد ساعات من الهجوم قام النظام بحشد جماهير غفيرة للاحتفال بالنصر ورد العدوان! أما روسيا فقامت بخوض صراع دبلوماسي أمام الكاميرات وفي أروقة الأمم المتحدة، لحماية النظام السوري من تبعات استخدام الأسلحة الكيميائية، وأحبطت قرارات أممية لإنشاء لجنة تحقيق دولية، أو إدانة النظام، كما شكّكت بوقوع الهجوم الكيميائي تارة، وبمسؤولية النظام عنه تارة أخرى، وبعد الضربة الغربية، قامت بتعطيل دخول فرق التفتيش ولجان التحقيق إلى مناطق دوما (الغوطة الشرقية) لغاية كتابة هذا المقال. ولكنها في المحصلة لم تقم بفعل شيء لمنع الضربة كما لم تتدخل في التصدي لها، ولا نفّذت تهديداتها بتصعيد الأزمة. الذي يقرأ بين السطور ويتابع تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وتسريبات اللحظات الأخيرة في أروقة البيت الأبيض، يدرك بوضوح أن تنسيقاً أمنياً جرى بين الجنرالات الأمريكية والروسية، يقضي باستهداف أهداف غير مؤثرة، تم الاتفاق عليها، مع عدم التعرض للمواقع الروسية (والتي تم نقل عتاد الجيش السوري الاستراتيجي إليها) أو المواقع السياديّة، وبناءً عليه، التزمت روسيا من جهتها بعدم التعرض للطائرات والصواريخ الغربية وكذلك عدم تصعيد الأزمة. روسيا وأمريكا يخدعان العالم بتجسيدهما دور طرفي نزاع دبلوماسي سياسي عسكري في سوريا، بينما في الحقيقة يتفقان على الخطوط العريضة (بقاء الأسد، عدم المساس بأمن إسرائيل، ومحاربة المتشددين) ويختلفان في التفاصيل، ثم يقومان بتمرير الاتفاقات والتفاهمات من تحت الطاولة، ودوماً ما يكون السوريون هم الضحية. أما نحن من جهتنا، فأحدنا مُحتدّ ومعتدّ بنفسه يعتقد أن النظام السوري صامد في وجه المؤامرات، وتأخذه العزة بالإثم، فيخرج للاحتفال بالانتصار الموهوم، ويملأ فضاءاته بشعارات فارغة عن الصمود والتصدّي للمشروع الصهيوني، لا ينقصه سوى إضافة مصطلح «العلوج» أو عبارة (تجوّع يا سمك البحر)! وأحدنا الآخر ما زال يظن في المجتمع الدولي خيراً، ونيةً طيبة في مساعدة الشعب السوري، ويعلّق آماله على تدخل غربي يقضي على نظام الأسد، ربما بعد الهجوم الكيميائي المقبل! أجد صعوبة في قبول وتفهّم موقف مجموعة كبيرة من المثقفين أقنعوا أنفسهم أن الوقوف إلى جانب النظام السوري في مواجهته لمطالب التغيير، هو موقف وطني يصب في مصلحة قضية فلسطين والمنطقة عموماً، بل وإقناع الآخرين بأن ما يحصل للنظام السوري هو مؤامرة تستهدف إسقاطه والنيل من مواقفه الوطنية الداعمة للمقاومة. النظام السوري الذي سبق له المشاركة مع الحلف الغربي بقيادة أمريكا ذاتها، في مؤامرة حقيقية على جاره العراق، ضاربا في عرض الحائط كل شعاراته عن الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة، والذي سبق له أن اتخذ من لبنان الشقيق «مُستعمرة»، يحكمها كيفما أراد ويقرّر مصيرها ومصير شعبها لنحو ثلاثين عاماً، النظام الذي مارس دور الوصاية على منظمة التحرير وشقّ صفوفها بالنتيجة، ثم استقبل على أراضيه كل الفصائل التي تختلف في الرؤية السياسية مع القيادة، كي يفرض نفسه لاعباً أساسياً في المنطقة، ولكي يمتلك أكبر عدد ممكن من أوراق الضغط، النظام الذي لا يعترف بالرأي الآخر، ولا يُلقي بالاً للقيم الإنسانية وحقوق الإنسان، بل إنه لا يقبل الاختلاف في الرأي داخل الحزب الواحد ولا يؤمن بالمشاركة في صنع القرار. هذا النظام، وكل من على شاكلته، هو أبعد ما يكون عن قيادة البلد (ناهيك عن الأمة) نحو مستقبل واعد بالانتصارات وبالتقدم والمعرفة. بعد نكسة حزيران/يونيو قرّر الرئيس عبد الناصر تحمّل مسؤولية الهزيمة التاريخية التي أضاعت ما بقي من فلسطين وهضبة الجولان وسيناء، فألقى خطاب التنحّي الشهير، وأعلن تحمّله المسؤولية (كاملةً)، ولكن المفاجأة أن الشعوب العربية رفضت تحمّله أي جزء من المسؤولية، بل إنها ذُعرت من فكرة التغيير، وثبت أن إيمانها بالقادة والأسماء وصور الزعامات كان أقوى من إيمانها بنفسها وقدرتها على النجاح. للأسف فإن طائفة كبيرة من مثقفي زماننا هذا ما زالوا يفكرون بالطريقة نفسها وبالعقلية نفسها، يرفضون قبول فكرة أن الشعب السوري قادرٌ على حكم نفسه وتقرير مصيره خارج إطار عائلة الأسد أو كليشيهات حزب البعث. كيف يمكن لمجموعة من المثقفين والكُتّاب وأصحاب الرأي، أن يختزلوا بلداً يعيش فيه نحو عشرين مليوناً من البشر في شخص واحد وحزب واحد ورأي واحد، بحجّة البوصلة؟! يطرحون سؤالاً يظنون أنه الضربة القاضية: ماذا بعد الأسد، جماعات إرهابية أو موالون لإسرائيل وأمريكا! سأتجاوز سطحيّة السؤال، وإطلاق التعميمات على المعارضة السورية، ولن أخوض في المسؤولية المباشرة للنظام في تحويل الصراع السياسي إلى صراع عسكري وصراع طائفي، ولكني سأسألكم بدوري: وماذا بعد الشعب السوري؟ ماذا بعد خراب الدولة وتدمير الشجر والحجر والبشر؟ ماذا بعد رهن مصير البلد ومقدّراته وقراره السياسي بالكرملين وبالمرشد الأعلى؟ هل وجدتم ضالتكم، وانتصرتم للقضية، أم أصبحتم على بعد سنوات ضوئية من نُصرتها؟! إن نظاماً سياسياً وصل إلى سدّة الحكم عن طريق المؤامرات في الظلام وتنفيذ الاغتيالات، وكرّس في قرارة قلبه ألاّ استقرار لحكمه إلا باستخدام القبضة الأمنية وممارسة اللعبة البوليسية مع كل من يختلف معه، لا يُعوّل عليه، ولا يمكن أن يكون في يوم من الأيام مفتاح حلٍّ لقضية الشرق الوسط، أو دافع استقرار للمنطقة، بل هو أحد أهم مشاكلها وأسباب أزمتها. كاتب ومُدوّن من الأردن عندما ينتصر ترامب وبوتين والأسد على السوريين ويُهلّل الممانعون! أيمن يوسف أبولبن |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق