ما الذي يجعل أمن دولة الاحتلال الإسرائيلي أولوية روسية؟ Posted: 31 Jul 2018 02:26 PM PDT خلال لقاء مع القناة العاشرة الإسرائيلية، أطلق السفير الروسي لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي أناتولي فكتوروف سلسلة تصريحات بالغة الدلالة حول الموقف الروسي من الوجود العسكري الإيراني على الأراضي السورية، وحدود الضغط الذي يمكن أن تمارسه موسكو على طهران في هذا الصدد. وبذلك استكمل السفير إيضاح التفاهمات التي توصل إليها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ورئيس الأركان العامة الروسية فاليري غيراسيموف، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماعهما به مؤخراً في القدس المحتلة، وهي التفاهمات التي رُسمت خطوطها العريضة خلال لقاء نتنياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 11 تموز/ يوليو الماضي. وكان الأبرز في تلك التصريحات تأكيد السفير فكتوروف على أن روسيا «تمنح الأولوية لضمان أمن إسرائيل، وهذه ليست كلمات جوفاء»، كذلك ألمح السفير إلى أنّ موسكو لن تتدخل للحيلولة دون شن المزيد من الغارات الإسرائيلية ضدّ أهداف إيرانية في العمق السوري، قائلاً بوضوح: «لا نستطيع أن نملي على إسرائيل كيفية التصرف، وليس من شأن روسيا أن تمنح إسرائيل حرية القيام بأي شيء أو منعها من القيام بأي شيء». وإذا كانت السياسة الروسية خلال عهد بوتين لم تخرج عن هذا المبدأ، الخاص بأمن إسرائيل أو السكوت عن غاراتها المتواصلة في سوريا، فإن تأكيدها على هذا النحو الصريح بلسان السفير الروسي ليس تطوراً عابراً. وثمة أسباب كثيرة تدفع الكرملين إلى منح أمن إسرائيل هذه الأولوية، لعل أبرزها في المرحلة الراهنة أن موسكو تحرص على تفادي أي تشويش يمكن أن يلحق بمشروعها الشامل في سوريا جراء مواجهة عسكرية مفتوحة بين إيران ودولة الاحتلال. ورغم الإعلان بأن روسيا تعتبر الوجود العسكري الإيراني ضرورياً لدعم نظام بشار الأسد، فإن الكرملين لا يخالف دولة الاحتلال في المطالبة بتحجيم هذا الوجود أو ضبطه على الأقل. وبهذا المعنى يُفهم المقترح الروسي الذي عُرض على نتنياهو، وجرى تسريبه إلى الصحافة الإسرائيلية عن سابق قصد، حول إمكانية سحب الميليشيات الإيرانية إلى مسافة لا تقل عن 100 كيلومتر بعيداً عن خطوط الاحتلال الإسرائيلي في هضبة الجولان. ولأن موسكو لا تعارض استمرار الغارات الإسرائيلية، خاصة تلك التي تستهدف قوافل شحن الأسلحة إلى «حزب الله» عبر الأراضي السورية، وطهران لا ترد بالمثل على تلك الغارات، وأي تجاوز من جانب النظام السوري سوف يلقى ردعاً مباشراً من جيش الاحتلال بدليل إسقاط مقاتلة من طراز سوخوي فوق الجولان المحتل قبل أيام، فإن هذا التوازن يخدم المطلب الإسرائيلي على أكمل وجه، مثلما يخدم موسكو، في إطار التوازنات الراهنة على الأرض. وإلى جانب الحظوة الخاصة التي تتمتع بها دولة الاحتلال الإسرائيلي ضمن النهج السياسي العام الذي يعتمده الكرملين في الشرق الأوسط، فإن نتنياهو شخصياً يتمتع بمكانة خاصة لدى بوتين باعتباره رئيس الوزراء الإسرائيلي الأكثر قدرة على التوفيق بين واشنطن وموسكو منذ تأسيس الكيان الصهيوني. ولا عجب إذن أن يشدد السفير فكتوروف على أن الموقف الروسي، في هذا الصدد، ليس كلمات جوفاء، بل هو واقع فعلي على الأرض. ما الذي يجعل أمن دولة الاحتلال الإسرائيلي أولوية روسية؟ رأي القدس |
في ذاكرة المحو والحرق والموت المبرمج Posted: 31 Jul 2018 02:26 PM PDT كلما تحدث أحد عن المأساة العربية التي تلوح في الآفاق، قيل له إنك تزرع التشاؤم واليأس، وكأن كل ما يحيط بنا بخير! لا يعرف العالم العربي اليوم، حكاما وشعوبا، أن موتهم أصبح مبرمجا من أوساط لا تريد لهم الخير. بعد أن قسموه في اتفاقيات مفضوحة (سايكس بيكو) وجردوه من قوته الممكنة، وخرائطه، وفرضوا عليه خرائطهم الجديدة التي أنشأوها بمسطرة وقلمين، أزرق وأحمر، وخطوط غائرة مثل الجروح، ها هم اليوم يذهبون إلى أبعد من ذلك: تجريده من ذاكرته، ومن أي وسيلة دفاعية، ليزجوا به نحو تيه لن ينتهي إلا باضمحلاله، لا حل أبدا. على العرب أن يحفروا في مادتهم الرمادية وتخيل الحلول الممكنة، قبل فوات الأوان، خارج الرهانات الدولية. حرب الذاكرة معروفة منذ غابر الأزمنة، فقد كانت الاستعمارات القديمة تذهب نحو رمزيات المنطقة الدينية والاجتماعية والثقافية، ونحو المعابد والمذابح، وتقوم بتدميرها كليا، بحيث يتم محو الذاكرة الجمعية، لأنها هي ما تبقى من الروابط الاجتماعية والدينية التي تنظم المجتمعات وتحافظ على سيرورتها التاريخية. لم تكن المجتمعات الأولى بدائية كما يصورها العقل الغربي الاستعماري الأبيض والمتغطرس، فقد كانت لها طرقها في الحياة وتجاربها وممارساتها وطقوسها. من نتائج الدمار الذي خلفه كريستوف كولمبس وراءه هذا المحو المنظم الذي جعل من الهنود الحمر شعبا تائها، بلا أرض ولا ثقافة ولا تاريخ، ولا ذاكرة تجمع شتاته باستثناء ما حفظه المسنون أو بقايا علامات تُرى من السماء أكثر مما تُرى من الأرض، لكن هذا كله لا يعوض الملمس وبقية الحواس حتى تستديم الذاكرة، فذاكرة اللمس والنظر والذوق مهمة، وربما أهم بكثير من السماع الذي يظل تجريديا. ولهذا حين نسأل اليوم ماذا بقي لنا من الحضارات القديمة، تقريبا لا شيء، فكل ما كان واقفا دُمّر ونهب، إلا عديم الجدوى، بالمعنى المادي. كل الأمم التي تحترم وجدانها تعلمت بسرعة كيف تحفظ ذاكرتها أو تستعيدها بعد أن دمرتها الاستعمارات المتتالية، لأن هناك حياتها ومقتلها أيضا. لا توجد دولة أوروبية واحدة لم تستعد تراثها بكل تناقضاته، ووضعته رهن تصرف الأجيال لتدرك أنها تنتمي إلى أرض وثقافة وشعب وتاريخ، إلا الشعوب العربية، والأسباب واضحة. للاشكال امتداد ديني يحتاج إلى رصانة كبيرة وتبصر حقيقي، وإعادة قراءة لتاريخ الأديان. إن تحطيم ما سمي بالأصنام ليس في النهاية إلا تدميرا للأديان الأخرى وللتماثيل التي تمثلها، مثلما حدث مع غالبية الأديان التوحيدية وغير التوحيدية كالديانات الإفريقية والآسيوية، مهما كانت المبررات الدينية المعلنة والمتخفية. وهذا ليس قسرا على المسلمين، فقد كان دارجا في الحروب القديمة، فحرق المعابد والمراكز الدينية جزء أساسي من الحروب، وطبعا، لم تشذ تماثيل مكة عن هذا التدمير. نعرف القليل جدا في هذا السياق، لأن العقل الديني المغلق كان يغطي كل شيء بالأيديولوجية. نعيش في زماننا الحالات نفسها التي تمارس بالعقلية نفسها، وليس داعش إلا الصورة العالية للكره المنغرس من القديم إلى اليوم ضد التماثيل، وضد الفن لكونه أداة للانحراف، وفق هذا المنطق. هذه الممارسة، للأسف، استمرت في الوجدان الإسلامي، ولم تسم أبدا باسمها، وظلت مرتبطة بفكرة الأصنام والإيمان والشرك، ولم يدخل الفن كعامل للحفظ إلا في فترات قليلة. وأعتقد أن الأراضي العربية تخفي الكثير من الآلهة الصغيرة التي لم تطلها آلة التدمير، في الصحاري والفيافي ونحتاج إلى عقل آخر يسمع لنا باسترجاعها وقراءة تاريخ منطقتنا والدفاع عنه بعقل وتبصر. حب الأوطان ليس شعارا أو خطابا، لكنه معرفة. وهذا تقليد ظل دارجا إلى وقتنا بإخفاء التماثيل الدينية تحت الأرض. عندما بدأت بوكو مرام في حرق طومبوكتو أخفى كبار العلماء أهم المخطوطات تحت الأرض كما كانوا يفعلون دائما، إذ كانت هي الوسيلة الوحيدة للحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه. لا وعي لدينا بمخاطر المسألة، فإسرائيل سبقت العرب في هذا بعشرات السنين، وبنت تاريخها، حتى الوهمي منه، واعتمدت الحفريات لتثبت أهليتها للأرض التي استعمرتها، على الرغم من امتلاكها القوة العسكرية التي تؤهلها لفرض نفسها بالحديد والنار، لأنها تعرف جيدا أن الأزمنة المقبلة والأجيال التي لم تعش الحروب العربية- الإسرائيلية، لا تكتفي بالكلام، ولا تكفي فيها القوة والجبروت، ولكن التاريخ، حتى ولو كان مركبا، هو الذي يؤصل الأشياء ويترسخ في الأجيال التي إذ تحارب دفاعا عن أرض، تكون مقتنعة أنها أرضها بكل تاريخها وغناها. تاريخنا العربي اليوم محكوم بالبطولات الفردية أو العائلية الزائفة، وبالأيديولوجيات القاتلة التي تعيد النقاشات دوما إلى نقطة البدايات، وثبّتت الديكتاتوريات والتاريخ المصنعة فحولته إلى شرعيات مغلوطة لها، ولا يوجد وطن وأرض إلا الخطابات. جوهر المسألة علمي كليا، وإن قراءة الصخور والأديان والطرق التجارية المدفونة تبين بما لا يدع مجالا للشك أن الأراضي العربية كانت معبرا للقوافل المحملة بالحياة والحاجات الروحية والبخور التي كانت قيمتها تضاهي الذهب اليوم. بلا بخور، لا ولائم، لا معابد، لا بيوت، لا قصور، ولا طرد للأرواح الشريرة. وهذه المسالك تعيد التاريخ إلى الواجهة، فبعدما استقر المسلمون في أراضيهم وأراضي الفتوحات، خف التحطيم، وإلا كيف بقيت المعالم الفرعونية والرومانية قائمة، وجزء كبير من الحضارات التي تلت. العقل الإسلامي الذي اشتبك بالحضارات الأخرى أخذ منها الكثير وألِف البقية، وإن بقيت بعض التيارات الدينية إلى اليوم متجمدة ومنغلقة في نموذج ميت تكذبه الحقائق التاريخية. ما يحدث اليوم رمي عصفورين بحجر؛ تدمير الحضارة وإرضاء الجهلة. أصبحت داعش أهم أداة في أيدي غرب استعماري جديد، فهو من درّبها وهو من أنشأها وسلّحها، ولا يقبل مطلقا بأي تنوير عربي. أهم وسيلة لذلك، ترسيم الدعشنة وتحويلها إلى نظام لتدمير البشر والتاريخ. وكأننا في مسرحية تراجيدية مخرجوها معروفون اليوم، هم الذين خلقوا القاعدة ثم محوها، ثم خلقوا داعش ويحاولون أن يطيلوا ما تبقى من عمرها ريثما يتم تدمير ما بقي واقفا من الهمجية غير المسبوقة. ماذا بقي اليوم من ذاكرة العراق وسوريا وليبيا واليمن بعد مرور الدواعش أو أشباههم في ذهنيات المحو؟ ماذا بقي بعد تدمير الذاكرة الواقفة وسرقة الآثار التاريخية النادرة وبيعها بأبخس الأثمان؟ تلك مسألة أخرى، نعود إليها لاحقا. في ذاكرة المحو والحرق والموت المبرمج واسيني الأعرج |
بلاتر «الفاسد» حينما يصبح قاضيا في «الفيفا» طرائف ومفارقات «تحدي كيكي» عربيا وتحدي إدمان مواقع التواصل الاجتماعي Posted: 31 Jul 2018 02:26 PM PDT من يشاهد بعض الفضائيات الخليجية هذه الأيام يُخيل إليه أن العرب، وخاصة بعض دول الخليج أصبحت أمما رياضية لا يُشق لها غبار، وصار عندها من الاهتمام بالرياضية ما لم تشهده شعوب العالم، حتى أن بعض برامج الرياضة سخرت الفنون والفنانين والمثقفين ليخدموا البرامج الرياضة حصرا. لكن حينما يُدرك السبب يبطل العجب، فهذا التسابق المحموم ليس حبا بالرياضة، بل نكاية في نجاح أول دولة عربية في التاريخ في استضافة أهم حدث رياضي عبر العالم، بحيث أن هذه الدول مستعدة للذهاب الى الجحيم من أجل اجهاض تجربة قطر الفريدة، بدل تعضيدها والاندماج بها ومؤازرتها، كما يقضي العقل والمنطق والتاريخ. وآخر المسرحيات على هذه الحلبة، الاحتفاء المبالغ فيه إعلاميا بالاتهامات، التي أطلقها فجأة جوزيف بلاتر، الذي تولى رئاسة الاتحاد الدولي للفيفا 17 عاماً، قبل إيقافه في 2015 لمدة ستة أعوام عن ممارسة «أي نشاط يتعلق بكرة القدم»، بسبب رشاوى وعمولات مثيرة للجدل لصديقه الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي، الفرنسي ميشال بلاتيني، الموقوف أيضاً، في إطار سلسلة من فضائح الفساد التي هزت كرة القدم العالمية. وهنا تكمن الطامة الكبرى في أن يحتفي البعض بفاسد عين نفسه قاضيا فجأة! كنت أتابع برنامجا حواريا على قناة «الحوار» يديره الزميل صالح الأزرق، حينما تدخل متصل سعودي ليتحدث عن أن مونديال 2022 في قطر لن يعقد أبدا، وأنه هو وبلاده متأكدين من ذلك، ولم يكتف بذلك زميل له أيضا فانتقل مباشرة الى مونديال 2026 قافزا فوق مونديال الدوحة، باعتبار أنه لن يُسمح للدوحة باستضافة هذا الحشد الدولي فوق ترابها. من يتابع هذه التصريحات والحملة غير المسبوقة في بريطانيا والولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، التي تقودها السعودية في هذا الخصوص، لا يعييه الربط بينها وخروج بلاتر من جحره لاطلاق اتهامات مفاجأة، تم التحقيق فيها دوليا من قبل واتضحت كيديتها وخطؤها. ولعل أبلغ رد قطري على بلاتر جاء من شقيق أمير قطر، الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني، ففي تغريدة له أمس عبر «تويتر»، قال: «إذا أردتَ الترويج لأحد كتبك فإن هناك من يرشدك إلى أسوأ الطرق وأقلّها مصداقية». وتابع: «عليك فقط أن تنشر إحدى الأكاذيب الكبيرة في ذلك الكتاب، ثم تعطي نوعاً من النشوة الزائفة لأولئك الذين لفّقوا أكبر كذبة في التاريخ السياسي الإقليمي ضد البلد الأعلى نمواً والأكثر تميزاً». وكان بلاتر، وفي تغريدة عبر «تويتر» أيضا، روج لتقرير نشرته «صنادي تايمز» البريطانية، يتهم فيه قطر بتشويه صورة منافسيها الخاسرين في سباق استضافة مونديال 2022، ووصفها بأنها أخبار «سيئة». توقيت احتفاء الاعلام السعودي باتهامات بلاتر له دلالاته كذلك، فالأشقاء الذين فشلوا في عقد أي نشاط رياضي إقليمي أو دولي، لم يكفهم الفشل، بل يريدون رؤية جيرانهم واشقائهم فاشلين كذلك، وإلا كيف يمكن النظر الى وقوف هؤلاء الأشقاء ضد ترشح المغرب لاستضافة أولمياد 2026. فما زالت الانتقادات تنصب على خذلان دول عربية للملف المغربي بتصويتها لصالح الملف المنافس، وتوجهت أكثر الانتقادات لموقف السعودية. وترجم هذا الغضب الى درجة دفعت أحد النشطاء المغاربة للدعوة إلى «تشجيع المنتخب الروسي الشقيق» في مباراة الافتتاح الأخيرة للاولمبياد أمام روسيا. بل رقص البعض طربا بهزيمة المنتخب السعودي أمام نظيره الروسي على مدرجات موسكو. والرياضة الحقيقية هنا، تعلمنا أنه إذا كنت غير قادر على تحقيق غاياتك ومنافساتك، فعلى الأقل لا تضع العصي في دواليب الأشقاء، التي تدور بسرعة في سباق مع الزمن ولن توقفها العوائق المصطنعة حتى بلوغ 2022 وما بعدها. «كيكي» مع السيسي تضج مواقع التواصل الاجتماعي والمحطات بفيديوهات غاية في الطرافة، حول ما بات يعرف عالميا بـ«تحدي كيكي»، وهي رقصة يؤديها الفرد بعد ترجله من سيارة أثناء سيرها، وعلى أنغام أغنية النجم دريك «إن ماي فيلينغ». الغريب في هذه الأغنية أنها أصبحت «تريندا» عالميا، دون أن يخطط لها صاحبها ذلك، والأغرب أنها صارت تُقلد من الجميع، كبارا وصغارا، بل أنها وصلت الى الرؤساء والقيادات. وبما أن كل شيء يتحول الى سياسة في بلادنا، فقد أخذ المقطع طابعا جديدا، بعدما ورد على لسان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال إجاباته، الأحد على أسئلة الحاضرين في المؤتمر الوطني السادس للشباب في جامعة القاهرة، ونقلها التلفزيون المصري. فقد طالب السيسي المصريين بالوفاء بعهدهم تجاهه، مؤكدا أنه من جانبه سيفي بعهده تجاههم. ثم ما لبث أن عقب على جوابه ضاحكا «قاعدين تركبوا العربيات وكيكي ومش كيكي…. يا مهندس طارق (يقصد وزير البترول والثروة المعدنية)، زود البنزين ما تقلقش»، ثم انفجر ضاحكا. وأضاف «يقول لك إحنا بنعمل كيكي، طيب خلاص إعمل كيكي». وانتشر مقطع السيسي بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، بين مستظرف وساخر، خاصة عندما تحدث عن رفع البنزين، مستغلا انشغال الشعب بالرقص على أنغام «الكيكي». ولعل من طرائف «كيكي» أن تنتهي الرقصة بملاحقة لصين في تونس وتغريم فتاة رقصت على أنغامها في أحد شوارع السعودية، كما أن الرقصة قادت مشاهير عرب إلى السجن في الإمارات، وتغريمات كبيرة في الأردن! بينما دفعت سائق تاكسي لبنانيا ليطرح أحد ركابه أرضا ويوسعه ضربا، ضنا منه أن طلب الراكب منه أن يعمل «كيكي» معه في السيارة، أمرا مخلا! مواجهة إدمان مواقع التواصل الاجتماعي في خطوة للوقوف على مدى الأرق الذي بات ينتابنا من تصفح وإدمان مواقع التواصل الاجتماعي تنظم الجمعية الملكية للصحة العامة في بريطانيا حملة «سبتمبر بلا تصفح» لمستخدمي منصات فيسبوك وإنستغرام وتويتر وسناب تشات. هذه التظاهرة غايتها الابتعاد عن المنصات الاجتماعية، التي يمكن أن يساهم في الحد من الأرق، علها تساعد في تعزيز العلاقات الاجتماعية، والصحة العامة. ولعله من الصواب تسليط الضوء على دور الإعلام الاجتماعي في تفاقم مشاكل الصحة العقلية لدى الشباب. فقد توصل استطلاع لهذه المؤسسة أن نصف المستخدمين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 يعتقدون أن «الامتناع فجأة» عن استخدام الشبكات الاجتماعية لشهر سيكون له آثار إيجابية على النوم والعلاقات الاجتماعية الحقيقة. كما يعتقد قرابة 47 في المئة من المستطلع آراؤهم أن الابتعاد عن هذه المنصات سيكون مفيدا للصحة العقلية بصورة عامة. كم نحن في حاجة الى مبادرات للتقليل من إدمان مواقع التواصل، التي أصبحت مواقع تواصل وهمي، وقضت على العلاقات الاجتماعية والمودة والتواصل الحقيقي، وتصبح رويدا رويدا آفة للأخبار الكاذبة والتشويه والذباب الالكتروني، ومطية للشركات والسرقات والاستغلال، فهل نعلن عن تحد وجائزة للترشيد في استخدام وسائط التواصل؟ كاتب من أسرة «القدس العربي» 7gaz بلاتر «الفاسد» حينما يصبح قاضيا في «الفيفا»طرائف ومفارقات «تحدي كيكي» عربيا وتحدي إدمان مواقع التواصل الاجتماعي أنور القاسم |
الشيخ والفقيه Posted: 31 Jul 2018 02:25 PM PDT قد تتغير الفضاءات والأمكنة، وقد تتبدل الأوقات والأزمنة. لكن التصورات والعلاقات والذهنيات قد لا تتأثر بذاك التغير، ولا بهذا التبدل. فتستمر الأشياء على ما كانت عليه رغم ما يبدو على السطح من أشكال دالة على التبدل والتغير. وأنا أقف، هذا الصيف، على بعض مهرجاناته ومؤتمراته استيقظت لدي بعض الصور الموغلة في ذاكرة الزمن، لأنها بدت لي، في العمق، ما تزال على ما كانت عليه، رغم انصرام قرن، وقرب نهاية عقدين من قرن جديد. كانت الاحتفالات في الأعراس الصيفية في البادية يتوزع زمنها بين فضاءين: منفتح ومنغلق. يقع الأول قبيل العصر، ويمتد إلى المغرب حيث تتفرق «الجماعة» التي كانت ملتئمة تحت شجرة الخروب الضخمة. يقرأ الطلبة (الفقهاء) سورا من القرآن الكريم، وبعد الطعام (الكسكس) يفتح باب دعوات الخير، فيتصدق الحضور بما تجود به أيديهم، وأيديهم ممسكة بالنقود بكيفية يجعلها لا تبدو للعيان. وبما أنها صدقة «مستورة» فالفقيه الذي يضمها إلى ما يتجمع لديه دون معرفة مقدارها. ويصاحب كل من أعطى «هدية» (قيمة مالية) سيل من الدعوات. وبعد الانتهاء يتفرق الجمع، ويقوم الفقهاء بإحصاء ما جمعوه، ويقتسمونه بينهم بالتساوي، ويذهب كل إلى غايته، وقد امتلأت البطون بالطعام، والآذان بالدعوات الصالحة. أما الزمن الثاني فيشرع فيه بعد العشاء، وغالبا ما يكون في إسطبل كبير بعد إعداده للاحتفال. يشترط «الشيخ» (المغني) قبل قدومه الثمن الذي يتم الاتفاق عليه. كما تشترط الشيخات على صاحب العرس الدخان والشراب. وبعد كل وصلة غنائية، وأثناءها تمر الشيخات لجمع النقود من الجميع بدون استثناء. تتوقف أمام كل واحد من الجمهور، وتحرجه أمام الآخرين، ولا يمكنه إلا أن يبرز أنه الجواد الكريم. وفي غمرة الشطح قد يذهب الحال ببعضهم إلى استخراج أوراق نقدية ويبدأ في «تعليقها» على الشيوخ والشيخات، على مرأى من الجميع، فيقع التنافس بين الحضور ليكون الحديث عمن «عّلق» أكثر. ويمتد الحفل إلى الفجر، وقد ثمل الجميع من الطرب والأكل والشرب. حين أقارن بين الزمنين والفضاءين يبدو الفقيه متصلا اتصالا بالديني القائم على الستر والدعاء الليلي . أما زمن الشيخ فمبني على البوح والانفلات من القيود النهارية. فيبدو الفرق بين «القناعة» لدى الفقيه بما يقدم له، والشيخ الذي» يساوم» على ما ينبغي أن يرضيه وأعضاء فرقته. فما يعنيه وجمهوره هو الدنيوي. كان هذا في الزمان والفضاء التقليديين. أما مع الحداثة والعصرية، فقد تم الانتقال من ظل الشجرة الوارف إلى القاعة المكيفة، أو إلى المنصة المضاءة والساحة المفتوحة. صار الشيخ هو المثقف الذي يستدعى للمشاركة في ندوة حول موضوع أدبي أو فكري. بينما الشيخ يتحول إلى الفنان. يحضر فضاء المثقف المحاضر جمهور خاص، يلتف حول الطاولة المستطيلة متابعا أحاديث المتدخلين، متتبعا زلاتهم مسجلا إياها كما يتصورها، مستغلا فضاء الجلسة لتمرير خطابه إبان المناقشة. أما جمهور الفنان فمتعدد ومتنوع مالئا الساحة الفسيحة عن آخرها، وكل همه هو المشاركة بترديد ما يقول الفنان، أو الرقص على الإيقاعات المتنوعة والمخصصة لذلك. إنه الفرق بين الفكري والأدبي والفرجوي والغنائي. كانت ندوات الفكر والأدب في السبعينيات والثمانينيات تثير حضور فئات خاصة ليس لها من مهمة سوى تدوين كل ما يجري بدقة وحرص شديدين لالتقاط الإشارات والإيحاءات المبطنة لتكون التقارير المرفوعة لذوي الاختصاص كافية للإدانة وتكوين الملفات الخاصة بالمحاضرين، وحتى بعض الحاضرين المتدخلين. أما الآن فقد غابت هذه الفئات. إنهم يدركون جيدا أن هذه الندوات صارت ترفع على الحسابات الخاصة والعامة في الوسائط الشعبية الجديدة. وثمة متسع من الوقت للاطلاع والوقوف على ما فيها من لدن المختصين. لكن من يشترك مع تلك الفئات من المختصين في المتابعة والتحري صاروا يملؤون فضاءات المغني الفسيحة ليس لتدوين مضامين الأغاني، ولكن لضبط الأمن وسط تلك الجماهير الحاشدة. إنها دورات الزمن. إذا كان الفقيه «يقنع» بما يقدم له، ويدعو لأصحاب العرس دعوات الخير، نجد المثقف، في الزمن التقليدي، بعد انتهاء الندوة يذهب إلى حال سبيله، وإذا دعي إلى عشاء كان ذلك دالا على الكرم الحاتمي. كان المثقف يعتبر عمله ومشاركته في نشر الثقافة عملا تطوعيا ونضاليا، ولا يمكن أن يكافأ عليه. أما الآن فصار يأتيه، عند نهاية الندوة، أحد المسؤولين ليقدم ظرفا فيه «برَكة» ما، وهو يعتذر عن غياب الدعم، وقلة الميزانية، مبينا أن هذا مبلغ «رمزي» للتنقل. ويذهب المثقف ناشطا، وفي الوقت نفسه مستنكرا؟ ولا سيما حين يعلم من بعض المصادر أن الفنان الذي يحضر معه المناسبة عينها، يقيم في فندق مختلف، وقدمت له ملايين كثيرة، مقابل ساعة من الغناء، لا يمكن أن يجمع حتى ثلثها هو وكل مثقفي البلد من كل اللقاءات التي شاركوا فيها في كل حياتهم داخل الوطن وخارجه. إنه الفرق بين «المادي» و«الرمزي». صورة المثقف كامتداد للفقيه رمزية، أما الفنان فقيمته مادية. فما الذي تغير؟ تبدل اللباس ولم يتغير الناس. ٭ كاتب مغربي الشيخ والفقيه سعيد يقطين |
الأردن: ليست مجرد «إجازة عائلية» والشعب في انتظار «حسم» ملفات مهمة جداً بمجرد عودة الملك Posted: 31 Jul 2018 02:25 PM PDT عمان- «القدس العربي»: قد لا يتعلق الأمر فقط بـ«إجازة عائلية» طالت قليلاً وشهدت خلالها المملكة أحداثاً عدة بقدر ما يتعلق بترتيبات محتملة أكثر عمقاً تطال العديد من الملفات الأساسية والجوهرية وبتطورات ومستجدات لا يمكن إغفال قيمتها وعمقها خصوصاً على الدور السياسي للمملكة الأردنية الهاشمية في القريب العاجل. سياسياً، لا يمكنها ان تكون مجرد إجازة عائلية طويلة نسبياً وفقط لأسباب عدة. لكن الأهم أن الرأي العام الأردني وهو ينتظر عاهله الغائب تقريباً منذ ستة اسابيع دخل قسراً وبعد الضجة العميقة التي نتجت تحديداً وحصرياً عن الخطوة الاولى في «حرب على الفساد» أعلنها رئيس الوزراء الجديد الدكتور عمر الرزاز في مزاج ترقب وانتظار «صافرة الحسم» الملكية إزاء العديد من الأحداث والقضايا. من المرجح ان بعض المستجدات عابرة لحكومة الرزاز. ومن الارجح ان قرارات في غاية الأهمية منتظرة بمجرد عودة الملك من زيارة الولايات المتحدة الطويلة. فالتوقعات هنا ليست «ترفية» فقد دخلت بعض المعطيات في مستوى الاستحقاق السريع المتعلق بالحسم عبر المرجعية الملكية خصوصا في ظل التشويه المتعمد للنظام والدولة الصادر مرة عن إعلاميين أسرائيليين مثل أيدي كوهين ومرات عن متقاعدين من الأجهزة الأمنية الأردنية رفعوا فجأة سقف النقد وبدأوا بنشر سلسلة «تسريبات وفضائح» وبصورة متزامنة مع لهجة حادة في مزاج شارع شغوف بشراء وتبني كل الحكايات والروايات السلبية. تحول بعض المتقاعدين العسكريين تحديداً إلى مصدر «تغذية» للتسريبات أصبح من الأسرار التي تحتاج لتفسير. وكل ذلك يترافق مع الفوضى التي أنتجها داخل اقنية الدولة والمستوى البيروقراطي قضية رجل التبغ عوني مطيع الذي لا يزال الغموض يكتنف إمبراطورية التهريب التي نجح في اقامتها في عمق البنية الأردنية ولسنوات طويلة. وثمة أعتقاد كبير هنا بأن «عبقرية» الرئيس الرزاز تجلت في انه وعندما أمر بفتح ملف فساد السجائر متأثراً بعضو البرلمان مصلح طراونة ومستنداً كما صرح لـ»ضوء أخضر ملكي» كان ينتج على حكومته وعلى الدولة أصنافاً عدة من «الرقابة الخارجية» التي يمكن القول ان «الأمريكية» منها هي الأخشن والاعنف خصوصاً وان منتجات السجائرة الامريكية هي التي كانت متضررة من شبكة عوني مطيع وأعوانه في الأردن والسعودية ولبنان. بمعنى آخر التراجع اليوم عن إكمال سلسلة التحقيقات الحالية صعب ومعقد وقد يصبح غير ممكن بصرف النظر عن هوية المتورطين او الذين سيكشف التحقيق تورطهم لاحقاً. تلك قيمة أسس لها بذكاء الرئيس الرزاز قبل ان يتوقف عن التعليق والتصريح ويترك المسرح للمتابعة القضائية وبيد أخشن المؤسسات العميقة في جهاز القضاء العسكري لإضفاء الهيبة والتعاطي مع الملف كجريمة اقتصادية تخلل إقتصاد الدولة. مجرد الإعلان عن البعد المالي في جزئية التهرب الضريبي من بند السجائر اصبحت عدة حكومات متعاقبة في الماضي»متهمة وفورا» في محكمة الشارع الأردني. وبدأت الدولة نفسها تلمس أزمة من عيار بيروقراطي نادر لم تسبق في تاريخ البلاد وعنوانها موظفون صغار لديهم معلومات بحكم الوظيفة يمارسون التسريب ويكشفون المزيد من المعلومات المثيرة بصيغ عدة على الشبكة. وعليه يمكن توقع ان مسألة من وزن «أخطاء الحكومات» السابقة ينبغي ان تتقرر بالمستوى المرجعي الملكي من حيث طبيعة التعامل معها لاحقا. والأهم ان ذلك ينسحب على العمق الذي ينبغي ان تصل إليه تحقيقات التبغ والتي ستجر بالتأكيد الدولة وليس البلاد إلى مساحة حرجة للغاية لو اكتملت فعلاً بطريقة منهجية ومضت إلى آخر المشوار، الأمر الذي تستطيع «القدس العربي» استشعاره من خلال مصادرها الامريكية تحديداً. مستوى اتصالات وعلاقات «رجل التبغ» الغامض عوني مطيع مع وزراء سابقين وحاليين وبعض أعضاء البرلمان من الملفات الحساسة التي يعتقد ايضا انها بانتظار«الحسم» بعد عودة الملك وهنا تحديدا ثمة إحتمالات بأن تعزز قناعات الجمهور الحاجة الملحة لحل البرلمان والعودة قسرا لمربع قانون الانتخاب. «صافرة القصر الملكي» ينبغي ان تنطلق وتحدد أيضاً المسافة التي تستطيع حكومة الرئيس الرزاز الاسترسال فيها ليس على صعيد تحقيقات الفساد فقط بل على صعيد ملف الإصلاح السياسي أيضاً في جزئية يمكن القول إنها قد تكون الاكثر أهمية. تلك الملفات هي الأسخن في الأردن اليوم وتفاعلت بقسوة وكثافة خلال الإجازة الملكية التي من الصعب على العقل السياسي عزلها عن ترتيبات اقليمية ودولية مفترضة لها علاقة بالمشروع الامريكي الجديد في المنطقة سواء على الصعيد السوري او الفلسطيني حيث الأردن بالصوة والعمق هنا وحيث ان الملك عبدالله الثاني هو آخر زعيم عربي قابل الرئيس الامريكي دونالد ترامب. وفي السياق الخير يمكن رصد الرزاز وبعد اسابيع قليلة من رفعه لشعار عدم المزاحمة في الملفات السياسية يتحدث بتوسع عن المعاير التي ستفتح مع سوريا والعراق وحكومته تبدأ بتنفيذ إجراءات خاصة لإعادة تشغيل معبر نصيب وخلافاً للموقف السوري الرافض لفتح المعابر بدون تنسيق أمني وصفقة سياسية شاملة مع عمان. ومن الواضح ان حكومة الرزاز تعمل بالملف السوري مع «الراعي الروسي» ومن المرجح انها في طريقها لخلخلة بعض التقاليد التي تحرم الحكومات القائمة من العمل على الملفات السياسية خصوصاً وان رصيد رئيس الوزراء عند الشارع هذه الأيام كبير جداً والدولة تحتاجه بإلحاح ومن الصعب الاستمرار في العزف ضده. الأردن: ليست مجرد «إجازة عائلية» والشعب في انتظار «حسم» ملفات مهمة جداً بمجرد عودة الملك بسام البدارين |
«الراهب» يتسبب في أسوأ أزمة بين واشنطن وأنقرة هل قرر ترامب التعامل مع تركيا على «الطريقة الإيرانية»؟ Posted: 31 Jul 2018 02:25 PM PDT إسطنبول ـ «القدس العربي»: تتصاعد ما بات يطلق عليها واحدة من أسوأ الأزمات في تاريخ علاقات أمريكا وتركيا الحليفتين في حلف شمال الأطلسي «الناتو»، لا سيما مع خشية جهات تركية من دخولها في مراحل «خطيرة» ورفض أنقرة الرضوخ للتهديدات وتحذيرها من نيتها التوجه بشكل أكبر نحو روسيا في حال تطبيق الولايات المتحدة تهديداتها ضد تركيا. وبدأت أزمة كبرى بين أنقرة وواشنطن على خلفية إطلاق الرئيس ترامب ونائبه تهديدات مباشرة بفرض «عقوبات كبيرة» على تركيا في حال لم تطلق سراح راهب أمريكي يحاكم في تركيا بتهم تتعلق بالإرهاب، وهو ما رفضته أنقرة وأكدت أن قرار القضاء التركي سيكون الفيصل في هذه القضية. وبشكل لافت، ركز كتاب أتراك كبار على أن التحول في الموقف الأمريكي والهجوم غير المسبوق لترامب ونائبه على تركيا يشبه إلى حد كبير تعامل الأخير مع ملفي إيران وكوريا الشمالية، محذرين من وجود لوبيات داخل الولايات المتحدة تهدف إلى تدمير العلاقات بين البلدين لصالح أطراف أخرى تسعى لذلك، على حد تعبيرهم. ومقابل رفع الولايات المتحدة حدة خطابها لمستوى غير مسبوق مع تركيا وإطلاقها تهديدات مباشرة بفرض عقوبات واسعة عليها، شدد كبار المسؤولين الأتراك على أن بلادهم «لم ولن تخضع أمام التهديدات من أي طرف»، كما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مخاطباً ترامب بأن «تركيا لن تخضع أمام تهديداتكم». موقف مجلس الأمن القومي التركي لكن وفي تطور لافت، اعتبر مجلس الأمن القومي التركي، أن لغة التهديد التي استخدمتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد تركيا تسيء إلى العلاقات بين البلدين، ولا يمكن قبولها أبدًا، مهدداً بأن «تصريحات وقرارات الولايات المتحدة التي تفرض شروطًا تخالف الاتفاقيات الدولية بشأن مشاريع صناعات دفاعية التزمت تركيا بمسؤولياتها حولها، من شأنها أن تلحق أضرارًا لا يمكن تلافيها بالشراكة الاستراتيجية بين البلدين وعلاقات الثقة»، في إشارة واضحة لعدم تخلي أنقرة عن اتفاقياتها العسكرية مع روسيا. الكاتب التركي فاتح ألطايلي اعتبر في مقال له في صحيفة خبر تورك أن الإدارة الأمريكية تسعى لتحويل تركيا إلى بلد يشبه العراق وسوريا وإيران وحتى كوريا الشمالية، محذراً من أن الولايات المتحدة ربما تلجأ إلى اعتقال مسؤولين أتراك في حال زيارتهم للولايات المتحدة وتحيلهم إلى القضاء، قائلاً: «لهذا فإن الولايات المتحدة أصبحت من الآن فصاعدًا مكانًا خطرًا بالنسبة للساسة والموظفين الرفيعين والمستشارين الأتراك». وفي مقال بعنوان «تركيا ليست إيران» في صحيفة بوسطا، حذر الكاتب التركي «هاكان جليك» الولايات المتحدة بأنها يجب ألا تعتقد بأن تركيا هي مثل إيران أو كوريا الشمالية، وقال: «في خضم رياح التطرف العاتية هذه، إذا تبقّى من يملكون عقلا سليمًا حتى الآن في واشنطن، فعليهم أن يذكروا ترامب بأن تركيا ليست إيران أو كوريا الشمالية». وأضاف الكاتب: «تتجه العلاقات التركية الأمريكية برمتها نحو الهاوية. فللمرة الأولى بعد مدة طويلة يعلن الكونغرس الأمريكي والبيت الأبيض معًا الحرب على تركيا»، لافتاً إلى أن «ترامب يقدم على تحركات غير محسوبة ولا معقولة بخصوص تركيا، كما فعل من قبل مع إيران والاتحاد الأوروبي وروسيا وقطر والقدس»، محذراً من «خسارة أمريكا لتركيا واسهاماتها ومكانتها الكبيرة». وقاحة أمريكية واعتبر الكاتب حسن يالتشين في مقاله في صحيفة تقويم أن «هذه التهديدات تشير ـ إلى جانب وقاحة أسلوب أمريكا ـ إلى أنها لا تجري حسابات دقيقة فيما يخص علاقاتها الدولية، إذ كانت واشنطن تهدّد إيران خلال الفترة الأخيرة، وتنوّه إلى فرض عقوبات اقتصادية على روسيا، وإضافةً إلى ذلك أعلنت حرباً اقتصادية ضد الصين، ولذلك أعتقد أنه لا يمكن لأي دولة أن تُدار دون توازن وحسابات وخطّة محكمة إلى هذه الدرجة كما هو الحال الآن بالنسبة لأمريكا في ظل قيادة ترامب، لكن الشيء المؤكّد في هذه المسألة هو أنه لا يمكن لأي دولة تطبيق جميع هذه التهديدات في وقت واحد». وأضاف الكاتب: «لا أعتقد أن مبادرات ترامب ستؤثر كثيراً على تركيا، حتى ولو أصدر ترامب قراراً ببدء تطبيق العقوبات الاقتصادية، إذ لا يمكن لأمريكا أن تتجاهل أعداءها الحاليين مثل روسيا وإيران والصين لتضع تركيا على رأس قائمة الأعداء، وإن فرضنا أن ترامب حاول تطبيق الحصار على تركيا، لقد رأينا عبر مجرى التاريخ أن الحصار لا يجدي نفعاً في مثل هذا الأوضاع، بل وقد يعود بنتائج سلبية للدولة المنفّذة للحصار أيضاً». الكاتب «ناغيهان آلتشي» ذهب في مقاله بصحيفة «خبر تورك» إلى أبعد من ذلك، عندما حذر من «أمور مريبة» تدور في قضية القس الأمريكي، وكتب: «هناك يد خفية في الولايات المتحدة تسعى من أجل عرقلة عودة هذا القس من تركيا إلى بلاد العم سام، وتحاول استخدامه كبش فداء في سبيل إفساد العلاقات بين البلدين»، مضيفاً: «من الواضح أن التوتر المتبادل سيتصاعد مع الرسائل الوقحة الحافلة بالتهديد والوعيد من الولايات المتحدة». يقول آلتشي: «اتخذت هذه القضية منحى غريبًا إلى درجة أصبحت معها حماية برانسون بالنسبة لتركيا مشكلة خطيرة فالتدابير الأمنية حول منزل القس تم تشديدها، لكنني مع ذلك أشعر بالقلق. فهناك أيد خفية في الولايات المتحدة قد ترغب بقتل القس من أجل وضع تركيا والعلاقات بين البلدين في مأزق لا يمكنها الخروج منه. لا بد من حماية القس بشكل جيد جدًّا». وفي السياق ذاته، أكد الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين في مقال له في صحيفة «دايلي صباح» أنه «من الممكن إنقاذ العلاقة الأمريكية التركية وتحسينها شريطة أن تأخذ الإدارة الأمريكية مخاوف تركيا الأمنية على محمل الجد، ذلك لأن تركيا لا يمكنها أن تغض الطرف عن تصرفات أحد حلفاء الناتو عندما يهدد أمنها القومي في الداخل والخارج. وأضاف قالين: «قد يكون لدى الرئيس ترامب نوايا طيبة للعلاقات مع الرئيس أردوغان وتركيا، ومن المؤكد أن تركيا سترد على ذلك بالمثل عندما تكون العلاقة مبنية على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة، ولكن استخدام التهديدات ضد تركيا لن ينجح، ولن يؤدي إلا إلى الإضرار بالعلاقة». «الراهب» يتسبب في أسوأ أزمة بين واشنطن وأنقرة هل قرر ترامب التعامل مع تركيا على «الطريقة الإيرانية»؟ مجلس الأمن القومي وجه تحذيراً غير مسبوق لأمريكا بالتوجه أكثر نحو روسيا إسماعيل جمال |
«سوتشي 10»: «الدستورية» إلى «جنيف» بدعوة دي ميستورا «الدول الضامنة» لاجتماع في أيلول Posted: 31 Jul 2018 02:24 PM PDT لندن – سوتشي (روسيا) – «القدس العربي» ووكالات: وسط تصريحات للمعارضة السورية من مدينة سوتشي الروسية وسماعها كلاما مطمئنا من الروس حول مدينة إدلب وبينما تجري محاولات خجولة لبناء الثقة مع النظام جاء الحديث عن إعادة بحث «اللجنة الدستورية» إلى «جنيف» في حين دعا المبعوث الاممي الى سوريا ستافان دي ميستورا «الدول الضامنة» لاجتماع في أيلول لمناقشة اللمسات الأخيرة على «الدستورية». ورحبت الدول الضامنة لمسار أستانة (تركيا وإيران وروسيا)، أمس، حسب وكالة الاناضول باستعداد النظام والمعارضة السوريين، لمشروع تجريبي، ضمن إطار إجراءات بناء الثقة لتبادل المحتجزين فيما بينهم، مع ختام لقاء سوتشي حول سوريا. وفي البيان الذي صدر عن الدول الضامنة في ختام اللقاء، الذي عقد بمدينة سوتشي الروسية، وتلاه المبعوث الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، أوضحت الدول الضامنة، أن «هذا الترحيب بالاتفاق جرى بعد الاجتماع الرابع لمجموعة العمل الخاصة بالمعتقلين». وجاء في البيان أيضاً تأكيد كل من تركيا وإيران وروسيا، «التزامهم القوي بسيادة واستقلال ووحدة وسلامة أراضي سوريا، مؤكدة من جديد عزمها على مكافحة الإرهاب من أجل القضاء عليه». كما ناقشت الأطراف الضامنة، في حسب البيان، «الوضع الحالي على الأرض، وقامت بتقييم التطورات الأخيرة، ووافقت على مواصلة التنسيق الثلاثي في ضوء اتفاقياتها». وأعربت عن عزمها على «الوقوف ضد جداول الأعمال الانفصالية التي تهدف إلى تقويض سيادة سوريا وسلامة أراضيها، وكذلك الأمن القومي للدول المجاورة». من جانب آخر، ستواصل الأطراف الضامنة جهودها المشتركة التي تهدف إلى «دفع عملية التسوية السياسية التي يقودها السوريون من أجل تهيئة الظروف لتسهيل بدء عمل اللجنة الدستورية في جنيف في أقرب وقت ممكن، بما يتماشى مع قرارات مؤتمر الحوار السوري في سوتشي (نهاية يناير/كانون الثاني الماضي)، وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2254». وأعربت الدول الضامنة كذلك عن «ارتياحها لإجراء مشاورات مفيدة مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا (ستافان دي ميستورا)، واتفقت معه على عقد الجولة المقبلة من المشاورات، في جنيف خلال سبتمبر/أيلول المقبل». وشددت الأطراف الضامنة على الحاجة إلى «تشجيع الجهود التي تساعد جميع السوريين على استعادة الحياة الطبيعية والسلمية، وبدأت المناقشات بالتنسيق مع المجتمع الدولي، والوكالات الدولية المتخصصة، من أجل تهيئة الظروف اللازمة للعودة الآمنة والطوعية للنازحين داخلياً، واللاجئين، إلى أماكن إقامتهم الأصلية في سوريا، بالتعاون مع المفوضية العليا للاجئين». وأشار البيان الختامي، إلى أن الدول الضامنة «ستواصل الجهود المشتركة الرامية إلى بناء الثقة بين الأطراف المتنازعة في سوريا، بما في ذلك ضمن مجموعة العمل المعنية بالإفراج عن المعتقلين والمختطفين وتسليم الجثث، وكذلك تحديد هوية الأشخاص المفقودين، بمشاركة خبراء الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر». ورحبت «بالاستعداد الذي أبدته الأطراف المتصارعة لتنفيذ مشروع تجريبي»، دون إضافة تفاصيل حوله. وختم البيان بالتأكيد على أن الدول الضامنة قررت عقد الاجتماع المقبل في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. «جنيف» و«الدستورية» وبعد أن أعلنت الأمم المتحدة أمس ان مبعوثها الى سوريا يعتزم تنظيم اجتماع مطلع أيلول/سبتمبر المقبل في جنيف مع روسيا وإيران وتركيا حول تشكيل لجنة دستورية مهمتها اعداد دستور جديد لسوريا. دعا المبعوث الأممي إلى سوريا أمس الثلاثاء، الدول الضامنة، إلى اجتماع في جنيف، مطلع سبتمبر/أيلول المقبل، لوضع اللمسات الأخيرة على آلية عمل اللجنة الدستورية. جاء ذلك في ختام اجتماع رباعي في سوتشي، جنوب غربي روسيا، ضم دي ميستورا والدول الضامنة، وتم خلاله التباحث بشأن إنشاء اللجنة الدستورية وآليات عملها. وعقب اللقاء الرباعي، قال المبعوث الأممي إلى سوريا، في تصريحات للصحافيين: «لقد انتهينا من المشاورات بخصوص اللجنة الدستورية، وكان اجتماعاً مفيداً»، مشيدا باللقاء مع الدول الضامنة حول اللجنة الدستورية في سوتشي. ولاحقاً، أصدر مكتب دي ميستورا بياناً أوضح فيه أن الاجتماع الرباعي ركز على آلية عمل اللجنة الدستورية، مضيفاً أنه «يدعو الدول الضامنة لعقد اجتماع في جنيف، مطلع سبتمبر/أيلول المقبل، من أجل وضع اللمسات الأخيرة على اللجنة الدستورية». وكثفت الدول الضامنة في اليوم الثاني لاجتماع سوتشي من لقاءاتها، حيث أعقب الاجتماع الرباعي، بدء اجتماع ثلاثي بين وفود الدول الضامنة، لاعتماد البيان الختامي للاجتماع. وكانت مصادر مطلعة على اجتماع سوتشي حول سوريا أفادت، أمس، بأن الدول الضامنة اتفقت على «مشروع تجريبي» يتضمن تبادلاً لعدد محدود من المحتجزين من النظام والمعارضة، ضمن إجراءات بناء الثقة بين الطرفين. ولم يتقرر بعد عدد المحتجزين الذين سيتم تبادلهم، ضمن إجراءات بناء الثقة، فضلاً عن عدم إقرار الأماكن التي ستجري بها عملية التبادل هذه. وتبرز موضوعات خفض التصعيد في إدلب، وموضوع المعتقلين، وعودة المهجرين، واللجنة الدستورية، كأبرز الموضوعات المبحوثة على الأجندة. وكما جرت العادة، يترأس وفد وزارة الخارجية التركية السفير سدات أونال، ويترأس الوفد الروسي لافرنتيف مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخاص بشؤون التسوية في سوريا، بينما يترأس وفد إيران مساعد وزير الخارجية، حسين أنصاري. موقف المعارضة وقال رئيس وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات سوتشي، أحمد طعمة، أمس الثلاثاء، إن المعارضة سمعت كلاماً مطمئناً من الوفد الروسي حول الوضع في محافظة إدلب والعملية السياسية في البلاد، حيث استمعوا لما وصفها بـ»التطيمنات المرضية». جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده وفد المعارضة عقب انتهاء اجتماعات سوتشي، حيث أفاد طعمة «نأمل أن يتحقق شيء مهم للشعب السوري، يطمئنه ويعود به لحياة آمنة ومستقرة، تصل به بالنهاية لإنهاء الديكاتورية في البلاد». ولفت إلى أن «أهم الأفكار التي طرحت خلال اليومين مع وفود الأمم المتحدة وتركيا وروسيا، وتمت مناقشات بشكل مستفيض وشفاف وتمخض عن 4 نقاط، الأولى تتعلق بملف إدلب واستمرارية خفض التصعيد فيها، ونعتقد أن الأمور تسير بشكل معقول، لتتحول من منطقة خفض تصعيد، إلى منطقة وقف إطلاق نار شامل». وأضاف «تبذل الجهود الكبيرة لإحلال السلام والاستقرار في إدلب بوجود الجيش الحر والحليف التركي القوي إلى جوارنا في نقاط المراقبة، التي تدعم إحلال السلام، والانتقال من منطقة اضطراب إلى منطقة أمان كامل». أما فيما يخص النقطة الثانية، فتحدث طعمة أنها «ملف المعتقلين وتريد المعارضة تحقيق تقدم ملحوظ فيه، ونعتقد أنه حصل تقدم معقول، وكان طرح بادرة حسن نية لتبادل عدد محدود من المعتقلين في هذا الملف، ونعتقد انه يمكن ان يتطور ايجابياً بعد ترسيخ الآلية التي تم التوافق عليها من قبل مجموعة العمل». وزاد أن الملف الثالث «هو ملف اللجنة الدستورية وهذه اللجنة سيتم البدء بأعمالها في جنيف بداية أيلول/ سبتمبر المقبل، وهي خطوة هامة، فالعمل وفق الدستور الجديد يقوض دعائم الديكتاتورية في سوريا». ولفت إلى أن «الملف الرابع الذي تقدم به الوفد الروسي، هو عودة اللاجئين والمهجرين، من حيث المبدأ هو حق لكل مواطن سوري، ولا نريد حصول اي تغيير ديموغرافي، ولكن بنفس الوقت نريد ان تتم بطريقة آمنة وتجهيز البيئة الأمنة لعودتهم، وتحقيق تقدم واضح المعالم في العملية السياسية، ما يضمن اطمئنان المواطنين بعدم اعتقالهم تحت سياط التعذيب». وحول عمل اللجنة الدستورية، المرتقب في جنيف، وإن كان سيناقش الدستور الموجود، قال طعمة «ورد في بيان سوتشي المؤسس عن اللجنة الدستورية، عبارة الإصلاح الدستوري، وهي كلمة شاملة تعني تشكيل دستور جديد، وليس مجرد تعديلات». وأردف «النظام حاول جاهداً تغييرها في سوتشي ولكنه لم يفلح وحتى الضامن الروسي لم يقبل بتغيير الكلمة التي اصرت الأمم المتحدة على وضعها، والسير قدما لتشكيل اللجنة الدستورية، وان تباشر أعمالها قريباً». وختم بقوله «لدينا قناعة أن إدلب ستكون بخير والعملية السياسية ستسير رغم مساعي النظام لعرقلتها، ونتمنى ان تسير كما يتمنى الشعب السوري خلال الأشهر القادمة». أما المتحدث باسم الوفد أيمن العاسمي، فأوضح في كلمته أن «المناطق الأكثر أماناً في سوريا هي إدلب ومناطق درع الفرات وغصن الزيتون وأكثر من المناطق التي يحتلها النظام». وأضاف أن «مدينة السويداء(جنوب غرب سوريا) التي حصلت فيها عمليات ارهابية مؤخراً وقام بها تنظيم داعش، جاء عناصرهم من مخيم اليرموك (قرب دمشق)». وتابع موضحاً ذلك «عقد النظام اتفاقا مع داعش في اليرموك، ونقلهم لمنطقة تلال الصفى، ومنها لقريتي الشبكة والشيحي، ثم قام بإخلاء الحواجز العسكرية تسهيلا لمرورهم مسافة 40 كم، ودخلت مدينة السويداء، فدخلت وقتلت نحو 300 مدني بمساعدة قوات النظام، فهل يؤتمن بالمسير بالحل السياسي مع النظام». وشدد بالقول «المعركة ان جرت في إدلب ستنسف الحل السياسي، ولن تكون نزهة للميليشيات الموالية للنظام». واشار الى ان «التغير بالموقف الروسي لإدراكهم أهمية التهدئة في الشمال السوري». «سوتشي 10»: «الدستورية» إلى «جنيف» بدعوة دي ميستورا «الدول الضامنة» لاجتماع في أيلول |
«قناص غزة» يثير الرعب في صفوف جنود إسرائيل Posted: 31 Jul 2018 02:24 PM PDT غزة – «القدس العربي»: لا يزال «قناص غزة» الذي قتل جنديا إسرائيليا قبل أكثر من أسبوعين، وأتبعه بإصابة جندي آخر بعد أيام، عند منطقة حدودية تقع إلى الشرق من وسط قطاع غزة، يثير الرعب في أوساط جنود الاحتلال المتمركزين على الحدود، بعد أن أجبر قيادة الجيش على تغيير خططها العسكرية الخاصة بانتشار جنودها عند الحدود. ويقول سكان من غزة شاركوا في فعاليات «مسيرة العودة» خلال الأيام الماضية، وتحديدا عقب عمليتي القنص، إن أيا من الجنود الإسرائيليين لم يظهر على خلاف العادة أمام مرأى المتظاهرين، حيث اعتاد المشاركون في «مسيرات العودة» على رؤية جنود القناصة الإسرائيليين عن بعد. ويؤكد هؤلاء أن الجنود الإسرائيليين تمركزوا خلف ثكنات فيها فتحات صغيرة لفوهات البنادق، فيما أطلق آخرون النار صوب المتظاهرين من داخل آليات عسكرية مصفحة. جاء ذلك في ظل خشية الجنود من تعرضهم لنيران «قناص غزة» بعد أن أصاب اثنين من رفاقهم، الأول فارق الحياة، والثاني أصيب بجراح خطرة، رغم ارتدائهم الخوذات الواقية من الرصاص، وهو ما يشير حسب تحقيقات جيش الاحتلال إلى حرفية هذا الشخص في إطلاق النار من بندقيته الخاصة بالتصويب. ووفق تقارير إسرائيلية فإن الحدود مع غزة تشهد حالة من الذعر الشديد في أعقاب قناعة الجنود بأن «قناص غزة» المحترف، يمكنه أن يصيب الجنود في أي وقت. ووفق تقديرات إسرائيلية استنتجت من التحقيق الذي أجراه الجيش حول عملية الاستهداف، فإنها تشير إلى أن قناصا واحدا، هو من نفذ الهجومين ببندقيته على حدود غزة، وأن هذا الشخص مدرب بشكل جيد ويعرف كيف يستخدم بندقيته في الظروف المختلفة، ويعمل على قنص جنود الاحتلال ما يؤدي الى قتلهم او إصابتهم بجروح بالغة. ووفقا لتقرير نشر على موقع «واللا» العبري، فإن الاستخبارات الاسرائيلية تحمل المسؤولية لحركة حماس، لكنها على قناعة بأن القناص لم يأخذ الضوء الأخضر من الحركة. وذكر التقرير أن بندقية القنص التي استخدمها في إطلاق النار على الجنود، تم تهريبها عبر الأنفاق من مصر، لكن التقرير لم يذكر اسمها او المسافة التي تصل إليها. وحسب التقرير فإن الجيش والأجهزة الاستخبارية تحاول الوصول إلى القناص، والتركيز على إداء القوات الإسرائيلية قرب السياج الحدودي خشية تعرضها لعملية قنص أخرى، حيث يشمل الأمر إضافة إلى عمليات تحصين القوات، رد الجنود على فعاليات مسيرات العودة التي انطلقت في 30 مارس/ آذار الماضي. وكثيرا ما ظهر مقاتلون من فصائل المقاومة في غزة، وهم يرتدون لباسا خاصا، ويحملون بنادق قنص مخصصة لضرب الأهداف عن بعد، وتمكن نشطاء المقاومة المنتشرون على الحدود من التقاط صور عبر كاميرات تصوير لضباط إسرائيليين كبار خلال زيارتهم لحدود غزة، ومن بينهم رئيس هيئة الأركان، وفي إحدى المرات التقطوا صورا لوزير الجيش السابق، وقالوا إنهم تحت مرأى نيران القناصة. «قناص غزة» يثير الرعب في صفوف جنود إسرائيل |
التظاهرات تتواصل في البصرة و بغداد والمثنى… وتحالف الصدر يعلن عن تفاهمات لتشكيل الكتلة الأكبر Posted: 31 Jul 2018 02:23 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: جدد المحتجون على سوء الخدمات وانعدام فرص العمل في البصرة العراقية، تظاهراتهم، أمس الثلاثاء، قبل أن تتم نصب السرادق والخيام أمام مبنى مجلس المحافظة وسط المدينة، وتحويل التظاهرات إلى اعتصام مفتوح، وسط إجراءات أمنية مشددة. وعلمت «القدس العربي» من مصادر متطابقة (صحافية وشهود عيان) إن المتظاهرين رددوا شعارات تطالب بتوفير الخدمات واصلاح منظومة الكهرباء ومحاسبة الفاسدين الذين أهدروا المال العام. يأتي ذلك بعد أن دعت اللجان التنسيقية في المحافظة، المتظاهرين إلى الخروج في تظاهرة سلمية، بغرض المطالبة بحقوق البصرة. وأوضحت اللجان أن التظاهرة ستخصص للمطالبة ببناء سد البصرة، وإكمال مشروع ميناء الفاو الكبير، وإيجاد فرص عمل للعاطلين، إضافة إلى إطلاق سراح ما تبقى من المعتقلين، حسب المصادر. وبعد ساعات على ذلك، أنهت الجموع المحتجة اعتصامها أمام مبنى مجلس المحافظة، عقب تسلم الحكومة المحلية طلباتها، وإبلاغهم بتخصيص الحكومة الاتحادية نحو 100 مليار دينار للمحافظة (أكثر من 80 مليون دولار). ونقلت وسائل إعلام محلية، تصريحاً عن عضو مجلس محافظة البصرة فارس شداد، أكد فيه، ان «المئات من المعتصمين جددوا مطالبهم بإلزام الحكومة الاتحادية للإيفاء بالوعود التي قطعتها للمتظاهرين وعدم التنصل في تنفيذها، ومن ثم أنهوا اعتصامهم». ونفى أن يكون «الاعتصام فد فُض بالقوة»، كاشفا عن أن «مجلس الوزراء أطلق اليوم مبالغ مالية قيمتها 97 مليار دينار إلى محافظة البصرة». وأشار إلى أن «هذه المبالغ تمثل نحو 10٪ مما تم تخصيصه لمحافظة البصرة». كذلك، نظم العشرات من المواطنين، تظاهرة في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد لدعم التظاهرات التي تشهدها العديد من محافظات الوسط والجنوب، فيما انتشرت القوات الأمنية انتشرت بكثافة في محيط الساحة، وأحاطت بالمتظاهرين». وحسب مصدر، قطعت القوات الأمنية بعض الطرق المؤدية إلى الساحة للحيلولة دون وصول المواطنين للالتحاق بالتظاهرة. وفي محافظة المثنى الجنوبية، يواصل المحتجون أيضاً اعتصامهم وسط المدينة، مصرّين على أن اعتصامهم سيتواصل لحين تلبية مطالبهم. حكومة وطنية وتأتي التظاهرات الاحتجاجية في وقت تعيش الحكومة الاتحادية الحالية أيامها الأخيرة، تمهيداً لتشكيل حكومة أخرى جديدة، تعلق عليها آمال توفير الخدمات للمحافظات المحتجّة. وفي هذا السياق، أعلن تحالف «سائرون»، الذي يحظى بدعم التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، أنهم توصلوا إلى تفاهمات باتجاه تشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان العراقي، تمهيدا لتشكيل الحكومة الجديدة. وقال المتحدث باسم التحالف، قحطان الجبوري، في بيان إن «التحالف وصل إلى تفاهمات ومعايير باتجاه تشكيل الكتلة الأكبر، قاطعا في الوقت نفسه شوطا مهما على صعيد إكمال البرنامج الحكومي». وأضاف أن «تحالف سائرون، ومن منطلق كونه الفائز الأول في الانتخابات، واصل مشاوراته مع مختلف الكتل والأطراف السياسية (لم يحددها) من أجل الإسراع في تشكيل الحكومة». في الموازاة، أكد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، يان كوبيتش، على، ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة وطنية جديدة. وقال خلال لقائه الأمين العام لمجلس الوزراء الاتحادي، مهدي العلاق: «نؤكد ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة وطنية جديدة شاملة ومؤيدة للإصلاح». وأضاف: «يجب أن تكون الحكومة الجديدة قادرة على الوفاء بمطالب المواطنين والاستجابة لتطلعاتهم في تعزيز الأداء الاقتصادي وخلق فرص العمل وتحسين الخدمات ومحاربة الفساد والعمل باتجاه إيجاد حلول طويلة الأمد للمشاكل». العلاق، أبدى حرص الحكومة على «التعامل بإيجابية للاستجابة وبشكل عاجل مع مطالب المحتجين، وتجلى ذلك من خلال حزمة الإجراءات التي أصدرها رئيس الوزراء أبرزها تشكيل اللجان الخدمية والأمنية وتحديد احتياجات المحافظات من الخدمات». تدقيق شامل في بغداد في هذه الأثناء، لا تزال عملية فرزّ وعدّ المحطات الانتخابية الخاصة في العاصمة بغداد تجري على قدمٍ وساق، فيما علمت «القدس العربي» من أحد مراقبي الكيانات السياسية بأن العملية ستكون «شاملة». وطبقاً للمصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، من المقرر أن يتم جلب 5 آلاف محطة انتخابية من محطات العاصمة بغداد إلى المركز الوطني للفرز والعد في معرض بغداد الدولي، إضافة إلى ألف و14 محطة يتم العمل على تدقيقها حالياً». وأرجع المصدر، سبب زيادة أعداد المحطات الانتخابية المخصصة للتدقيق في العاصمة بغداد، إلى كون «الطعون لا تزال مفتوحة حتى الآن»، لافتاً في الوقت ذاته إلى «ثبوت تزوير نحو 15 محطة حتى الان (وقت إعداد التقرير)، وتم تشميعها بالشمع الأحمر وعزلها تماماً». وبالتزامن مع ذلك، أفاد مصدر في مفوضية الانتخابات، بانتهاء عملية الفرزّ والعدّ اليدوي لصناديق الاقتراع في الأردن، فيما أكد إلغاء 24 محطة. ونقلت وسائل إعلام عن المصدر قوله: «العد والفرز اليدوي لجميع المحطات الانتخابية في إيران اكتمل تقريباً»، لافتا إلى أن «لم يبق سوى محطة واحدة وسيتم العد والفرز بها غداً (اليوم). وإن النتائج جاءت متطابقة مع العد والفرز الالكتروني». ويرى مراقبون إن نتائج الفرّز والعدّ اليدوي ستأتي «متطابقة» مع نظيرتها الإلكترونية بين الكتل، لكنها ستحدث تغييرات في داخل الكتل نفسها. التظاهرات تتواصل في البصرة و بغداد والمثنى… وتحالف الصدر يعلن عن تفاهمات لتشكيل الكتلة الأكبر الأمم المتحدة تدعو للإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة … واستمرار عمليات العد والفرز اليدوي مشرق ريسان |
مشاهير هوليوود يتدخلون في الانتخابات النصفية الأمريكية لمواجهة ترامب Posted: 31 Jul 2018 02:23 PM PDT نيويورك ـ «القدس العربي»: أعلن العديد من مشاهير هوليوود، الذين روعهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتعليقاته وسياسته، عن استعدادهم للتدخل في الانتخابات النصفية الأمريكية المقبلة، مع شعور بالحذر بسبب فشل دعمهم الهائل في دفع المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. وقال خبراء في صناعة الترفيه والسياسة إن الأشهر الثلاثة المقبلة يمكن أن تشهدا انفجارا لمشاركة المشاهير، وأن صوت نجوم هوليوود سيعلو قريبا في موضوع الانتخابات. واكدت كاثرين كرامر براونيل، الاستاذة المشاركة للتاريخ في جامعة بوردو، أنه في ضوء هذه البيئة المسيسة في هوليوود، وإحباط العديد من المشاهير من نتائج انتخابات عام 2016 فإنهم يرون ذلك كفرصة لدفع التغيير الذي يردونه في الانتخابات النصفية. وحاول مشاهير هوليوود في سنوات سابقة الإبقاء على مجلس الشيوخ في أيدى الديمقراطيين، وتبرعت المغنية المعروفة باربرا سترايساند بمبغ 10 آلاف دولار إلى لجنة الحملة الانتخابية للكونغرس، وأعطت الآلاف من الدولارت لسباقات مجلس النواب، وقدم كبار المشاهير، بما فيهم بن أفليك، ليوناردو دي كابريو وجنيفر غارنر تبرعات سخية إلى الديمقراطيين في ولاية كنتاكي. وقال خبراء إن المشاهير يميلون إلى التركيز على جمع الأموال ولكنهم يتجهون للانسجام مع السياسة الانتخابية، والعديد منهم قد يترشح فعليا للانتخابات. وتدفقت أموال المشاهير بالفعل على سباق الانتخابات النصفية اذ تبرع سيري ماكفارلين من مسلسل «فاميلي غاي» بمبلغ مليوني دولار إلى مرشحى الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي، الذين لديهم علاقات مع القيادة الديمقراطية،، وتبرعت ايفا لونغوريا بحوالي 10 آلاف دولار إلى لجنة حملة مجلش الشيوخ الديمقراطي، وتبرع العديد من الفنانيين، بمن فيهم ويل فيريل وكيث كابشو وماكل دوغلاس. وأعطى الممثل جون ليجويزامو، نجم مسارح برادواى أموالا لحملة الديمقراطي أندرو جانز في حين أعطى برادلي ويتفورد من مسلسل «الجناح الشرقي» آلالاف من الدولارات إلى ابي فنكايناور. التوقعات تشير إلى أن النجوم سيتجاوزون في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر مرحلة التوقيع على الشيكات ورفع نشاطهم السياسي، وقال محلل الاستراتيجيات رودل مولين إننا سنرى المزيد من قوة المشاهير في الانتخابات، وتحفيز االناس على الانترنت، وخاصة الناخبين الاصغر سنا، على الخروج والتصويت. مشاهير هوليوود يتدخلون في الانتخابات النصفية الأمريكية لمواجهة ترامب رائد صالحة |
الأيام المقبلة حاسمة بشأن المصالحة والتهدئة في غزة ومخطط مصري لجمع فتح وحماس لتطبيق اتفاق المصالحة Posted: 31 Jul 2018 02:23 PM PDT غزة – «القدس العربي»: ستكون الأيام القليلة المقبلة حاسمة بشأن عدة ملفات لها علاقة بقطاع غزة، ويجرى العمل على إنجازها بالتوازي، وتتمثل بملفي المصالحة بين فتح وحماس، وتحسين الوضع هناك والحفاظ على حالة الهدوء مع إسرائيل وتطويرها. ويعكف المسؤولون المصريون في هذا الوقت على إعداد خطة لتطبيق بنود اتفاق المصالحة، بناء على ردود فتح وحماس، وعلى رؤيتهما التي قدمت أخيرا لإنجاز الملف. المعلومات المتوفرة حول ما يجري في القاهرة، منذ أول من أمس الإثنين من مباحثات جديدة حول المصالحة مع فتح وحماس غير وفيرة، بخلاف قليل من التسريبات التي تخرج في بعض الأحيان، وهو أمر يرجع إلى طلب المسؤولين المصريين من قادة فتح وحماس، الابتعاد عن «الحديث التفصيلي» عن مجريات اللقاءات والحوارات والأفكار الخاصة بتطبيق الاتفاق، مع الاستمرار في إعطاء «مواقف إيجابية»، حين الحديث عن المصالحة، بهدف الحفاظ على نجاح الجهود. ومن فتح تؤكد قيادات كثيرة أن النقاش الذي جرى بين وفد الحركة الرباعي، وبين قادة جهاز المخابرات العامة المصرية، كان «إيجابيا»، سلم خلالها الوفد المسؤولين المصريين رد الحركة مكتوبا على مقترحاتهم، التي تشمل طلب «تمكين» حكومة التوافق بشكل كامل من عملها، بما في ذلك تسلمها مسؤولية الإشراف على جميع الوزارات دون استثناء، والانطلاق من حيث توقفت المباحثات في مارس/ آذار الماضي، ووضع جداول زمنية محددة وواجبة التطبيق لتنفيذ اتفاق المصالحة بشكل كامل، دون أن يقف أي من الملفات العالقة، حجر عثرة في طريق ذلك. ولم يزعج هذا الموقف الراعي المصري للمصالحة، الذي تسلم الرد مكتوبا، خاصة وأنه لا يبعد كثيرا عن أفكار تطبيق المصالحة الجديدة، حيث وعد بإيجاد سبيل جديد لتطبيق كامل بنود اتفاق المصالحة، تكون مرتكزة على الأفكار الأخيرة التي قدمت لإنهاء الخلاف. ومن المقرر أن يقوم الراعي المصري بعد عقده لقاء مع وفد حركة حماس، الذي وصل على عجل الإثنين الماضي إلى القاهرة، حلولا توافقية بين الطرفين، خاصة وأن حماس أعلنت موافقتها في وقت سابق على المقترحات المصرية الأخيرة، التي تشمل أربع مراحل، من ضمنها مراحل يحتاج تنفيذها ثلاثة أسابيع وأخرى تصل إلى شهر. وهناك توقعات بأن تستضيف القاهرة الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المباحثات، تشمل هذه المرة عقد جلسات حوار على طاولة واحدة بين فتح وحماس، للإعلان عن بدء تطبيق خطة التنفيذ للمصالحة، حال لم تقع أمور غير واردة بالحسبان. وأنهى وفد فتح الذي يرأسه عزام الأحمد مسؤول ملف المصالحة، ويضم في عضويته أعضاء اللجنة المركزية روحي فتوح وحسين الشيخ، ومدير المخابرات العامة الفلسطينية اللواء ماجد فرج، مهمته في القاهرة ليل الإثنين، بعد أن عقد لقاء مطولا مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية الوزير عباس كامل، وعدد من مساعديه في مقر الجهاز في القاهرة. واكتفت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» بالإشارة في تغطيتها للقاء إلى أن الوفد سلم موقف القيادة بشأن الأفكار المصرية الخاصة بملف المصالحة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام، وأنه قدم شرحا وافيا حول رؤية القيادة الفلسطينية وتمسكها بالموقف الذي اتخذ في 12 اكتوبر/ تشرين الأول الماضي لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية. والمعروف أن هناك عدة ملفات خلافية حالت دون تطبيق اتفاق المصالحة بشكل كامل، جميعها مرتبط بمصطلح «تمكين» الحكومة، وهي الملفات الخاصة بكيفية دمج موظفي حماس في غزة، وتحويل جباية غزة لخزينة السلطة الفلسطينية، إضافة إلى ملف الأمن في القطاع، وإدارته من قبل الحكومة. لقاء وفد حماس برئيس المخابرات ويوم أمس عقد مسؤولو المخابرات المصرية، لقاء مع وفد حماس، جرى خلاله إطلاعه على آخر المستجدات في ضوء رد حركة فتح. ويرأس وفد حماس صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي، ويضم في عضويته أعضاء المكتب موسى أبو مرزوق وخليل الحية وروحي مشتهى وعزت الرشق وحسام بدران. ويحمل إرسال وفود قيادية وزانة من الفريقين للقاهرة خلال الساعات الماضية، إشارات على وجود تقدم في التحركات المصرية الحالية، التي تؤسس لمرحلة جديدة في القطاع، تشمل تنفيذ مشاريع من الأمم المتحدة لتحسين وضع السكان، وضمان استمرار الهدوء على الحدود، وتطوير ذلك ليشمل ملفات أخرى مرتبطة بحالة الهدوء. وكانت مصادر في حركة فتح قد أكدت لـ «القدس العربي» وجود «أجواء إيجابية»، خاصة أن الردود التي حملها وفد الحركة سيكون لها أثر في تحريك الملف. ميلادينوف مجددا في القاهرة وفي هذا السياق أجرى المبعوث الدولي للشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، لقاءات في القاهرة مع وزير الخارجية ومدير جهاز المخابرات العامة، بعد أن أجرى نهاية الأسبوع الماضي لقاءات عدة في غزة وتل أبيب، قبل أن يصل الاثنين من جديد إلى رام الله مقر حكم السلطة الفلسطينية، التي يريدها المبعوث الدولي أن تشرف على تنفيذ مشاريع القطاع، ويطلب من أجل ذلك تنفيذ اتفاق المصالحة. وقال ميلادينوف عقب لقائه بنائب رئيس الوزراء الفلسطيني، زياد أبو عمرو، إنه أجرى مباحثات لحل كافة الأزمات الإنسانية في قطاع غزة ودعم عودة الحكومة الفلسطينية إلى هناك لممارسة عملها. وأكد كذلك أن الأمم المتحدة تدعم جهود إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، وتؤكد أن معالجة قضايا قطاع غزة لا بد أن تمر عبر «بوابة الشرعية الفلسطينية»، وأن المشكلة الإنسانية في القطاع نشأت نتيجة لاستمرار الحصار الإسرائيلي على القطاع، واستمرار الانقسام وعدم تمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة صلاحياتها ومسؤولياتها الكاملة. وشدد على أن الأمم المتحدة تسعى لدى العديد من الأطراف الإقليمية والدولية لحل الأزمة الراهنة التي تواجه «الأونروا». الأيام المقبلة حاسمة بشأن المصالحة والتهدئة في غزة ومخطط مصري لجمع فتح وحماس لتطبيق اتفاق المصالحة |
الأمم المتحدة تكشف عن أدلة جديدة على دور إيران في تسليح الحوثيين في اليمن Posted: 31 Jul 2018 02:22 PM PDT تعز ـ «القدس العربي» ووكالات: أكد تقرير للأمم المتحدة صدر مساء الاثنين الثلاثاء أن المتمردين الحوثيين يتزودون بصواريخ بالستية وطائرات بلا طيار «لديها خصائص مماثلة» للأسلحة المصنعة في إيران. وفي هذا التقرير السري المقدّم إلى مجلس الأمن، تقول لجنة خبراء إنها «تواصل الاعتقاد» بأن صواريخ بالستية قصيرة المدى، وكذلك أسلحة أخرى، قد تم إرسالها من إيران إلى اليمن بعد فرض الحظر على الأسلحة في العام 2015. وتنفي إيران قطعا تسليح الحوثيين في اليمن، غير أن الولايات المتحدة والسعودية تتهمان طهران بتقديم دعم عسكري لهؤلاء. وجاء في التقرير الذي يقع في 125 صفحة، أن أسلحة استخدمها الحوثيون وتم تحليلها في الآونة الاخيرة ـ بما في ذلك صواريخ وطائرات بلا طيار ـ «تُظهر خصائص مماثلة لأنظمة أسلحة معروف أنها تُصنع في الجمهورية الإسلامية الإيرانية». وخلال جولاته الأخيرة في السعودية، تمكن فريق الخبراء من تفحص حطام عشرة صواريخ وعثر على كتابات تشير إلى أصلها الإيراني، حسب ما جاء في التقرير الذي يغطي الفترة الممتدة من كانون الثاني/يناير إلى تموز/يوليو 2018. واضاف التقرير «يبدو أنه على الرغم من الحظر المفروض على الأسلحة، لا يزال الحوثيون يحصلون على صواريخ بالستية وطائرات بلا طيار من أجل مواصلة، وعلى الأرجح تكثيف حملتهم ضد أهداف في السعودية». وحسب لجنة الخبراء فإن من «المحتمل جدا» ان تكون الصواريخ صُنعت خارج اليمن، وشُحِنت أجزاؤها إلى الداخل اليمني حيث أعاد الحوثيون تجميعها. وفي رسالة وجهتها إلى الخبراء، قالت إيران إنّ هذه الصواريخ هي عبارة عن نسخة مُطوّرة محلّيًا من صواريخ «سكود» وإنها كانت جزء من الترسانة اليمنية قبل اندلاع النزاع في اليمن. وتسعى لجنة الخبراء أيضا إلى تأكيد معلومات مفادها أن الحوثيين يستفيدون من مساعدة مادية شهرية من إيران على شكل وقود، في وقت تؤكد طهران أنها لا تدعم ابدا المتمردين ماليًّا. وفي السياق، نجا قيادي في حزب التجمع اليمني للاصلاح ـ فرع عدن، صباح أمس الثلاثاء من محاولة اغتيال عبر عبوة ناسفة زرعت في سيارته وانفجرت أثناء قيادته لها، فأصابت نجله اصابة بليغة أسفرت عن بتر احدى رجليه بالكامل. وقال مصدر مسؤول في حزب الاصلاح لـ(القدس العربي) ان العضو القيادي في حزب الاصلاح الطبيب عارف أحمد علي، نجا من محاولة اغتيال، عبر تفخيخ سيارته بعبوة ناسفة، وانفجارها في شارع المعلا في عدن، والذي أسفر عن إصابته إصابة طفيفة، وإصابة ولده أحمد، 20 عاما، بإصابات بليغة أدخل على إثرها للعناية المركزة وبترت رجله اليسرى بالكامل. وأوضح أن أحمد نجل القيادي الإصلاحي كان يقود سيارة والده، بينما كان والده يجلس في المقعد المجاور له، أثناء وقوع محاولة الاغتيال، وهو ما يدل على أن القيادي الإصلاح كان المستهدف من عملية تفخيخ سيارته، حيث وضعت العبوة الناسفة في منطقة مقعد قيادة السيارة. وأشار إلى أن نجله أحمد، الذي كان طالبا يدرس في كلية الهندسة في عدن، يعيش حاليا في وضع صحي حرج للغاية، في غرفة الانعاش بين الحياة والموت، وأن الأطباء يبذلون قصارى جهودهم لانقاذ حياته. وذكر أن القيادي الاصلاحي الدكتور عارف أحمد علي هو عضو في مجلس شورى حزب الاصلاح ـ عدن، وعضو المجلس المحلي لمحافظة عدن سابقا، والأمين العام لنقابة الأطباء في عدن، وهو أحد قيادات حزب الاصلاح الذين تم اعتقالهم من مقر الحزب، نهاية العام الماضي وتم الإفراج عنهم لاحقا من معتقل الجهاز الأمني الذي تسيطر عليه القوات الاماراتية في عدن، والتي أطلقت مؤخرا سراح نحو 100 معتقل من معتقلاتها بعدن. وأعرب العديد من السياسيين اليمنيين عن مخاوفهم من أن يكون إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، تم تحت ضغوط المنظمات الحقوقية المحلية والدولية، وأن إطلاق سراحهم جاء ليتم التخلص منهم وتصفيتهم خارج المعتقلات عبر الاغتيالات، والتي أصبحت ظاهرة في عدن ضد كل شخصية مؤثرة، وكل من يعارض السياسة الاماراتية. وتصاعدت خلال الأسبوعين الماضيين موجة الاغتيالات في محافظة عدن، لدرجة غير مسبوقة، حيث أصبحت تشهد بشكل شبه يومي عمليات اغتيال لسياسيين وخطباء ونشطاء بارزين وقيادات حزبية وعسكرية وأمنية، ولم يتم القبض مطلقا عن أي مرتكب لهذه الاغتيالات كما لم يتم الكشف عمن يقف وراءها، وهو ما فتح علامات استفهام كبيرة حول تورط الجهاز الأمني التابع لدولة الإمارات في عدن في الوقوف وراء ذلك لممارسة الضغط على الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الذي تشهد علاقته بأبوظبي حالة توتر شديدة، وتزداد موجة الاغتيالات أثناء تواجده في عدن وخلال تصاعد ازمة العلاقات بينه وبين أبوظبي. إلى ذلك، أعلن قيادي بارز في جماعة «الحوثي»، أمس الثلاثاء، عن مبادرة لوقف العمليات العسكرية في اليمن، لمدة محددة قابلة للتمديد. جاء ذلك على لسان محمد علي الحوثي، رئيس ما يسمى «اللجنة الثورية العليا»، حسب بيان له نشره في سلسلة تغريدات عبر حسابه على «تويتر». وقال إن «القناعات قد وصلت حتى لدى المجتمع الدولي، بما فيه مجلس الأمن، بأن الحل للأزمة في اليمن، سياسي». وأضاف: «نعلن عن مبادرتنا بدعوة الجهات الرسمية اليمنية (يقصد قيادات الحوثيين)، إلى التوجيه بإيقاف العمليات العسكرية البحرية لمدة محددة قابلة للتمديد». وأرجع الحوثي هذه المبادرة إلى أنها «استجابة للجهود الرامية لإحلال السلام، سواء كانت في صورة مبادرة تبنتها الشخصيات العربية (لم يسمها)، أوالدور الذي يقوم به المبعوث الأممي والدول الداعمة للسلام». وأوضح أن «هذه المبادرة تشمل جميع الجبهات، إن قوبلت هذه الخطوة بالاستجابة والقيام بخطوة مماثلة من قبل قيادة التحالف». وتابع الحوثي: «نأمل أن يتم ذلك من قبل التحالف، إن كانوا فعلا يريدون السلام للشعب اليمني الذي عانى وما زال من الحصار والعدوان، والذي صنفت أزمته بأكبر أزمة إنسانية». ولم يصدر بعد تعليق من الحكومة اليمنية على «المبادرة الحوثية»، لكنها سبق وأن أعلنت تمسكها بضرورة انسحاب الحوثيين من الحديدة ومينائها، قبيل الدخول في مفاوضات مقبلة. الأمم المتحدة تكشف عن أدلة جديدة على دور إيران في تسليح الحوثيين في اليمن إصابة قيادي في حزب «الإصلاح» في عدن إثر محاولة اغتيال خالد الحمادي |
صحافيون يعملون في تربية الأرانب وبيع «كروت» الهواتف المحمولة بعد إلغاء عشرات الامتيازات Posted: 31 Jul 2018 02:22 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي» : تستمر الصحف في الحيوية التي بدأتها منذ مدة بتناولها قضايا كثيرة وسط تسامح واضح من النظام نحو الانتقادات التي تتعرض لها سياساته في مواجهة مؤيديه ومن يشيدون بإنجازاته وسبب ذلك، كما أشرنا من قبل، أنه أصبح في موقف قوي جدا داخليا لعدم وجود معارضة منظمة له وإنما شكوى من الغلاء وانتقادات لينة وعنيفة للحكومة وسياساتها والإحساس المتزايد بأن الشكوى لم يعد لها معنى عملا بالمثل القائل: «الشكوى لغير الله مذلة» على أمل تحسن الأوضاع إلى حد كبير بعد عامين ونصف كما وعد الرئيس. حتى كارهو النظام من الإخوان وغيرهم فهم ليسوا على استعداد لأن يضحوا بحالة السكينة التي ينعمون فيها ويحمدون الله على أن النظام لم يفصلهم من أعمالهم الحكومية، حتى الثلاثة عشر الف موظف، الذين تم تعيينهم عندما كان الرئيس الأسبق محمد مرسي في الحكم، لا يزالون في أعمالهم. الجماعات الإرهابية مثل تنظيم «الدولة» أو حسم ولواء الثورة من الإخوان تلقوا ضربات مميتة داخل المحافظات أنهت وجودهم، وكذلك في مكان تمركزهم في شمال سيناء إذ أصبح من النادر وقوع عمليات هناك بعد استخدام الجيش والشرطة أسلوب التصفية تحت ضغط شعبي. ومن الموضوعات البارزة في الصحف الإعلان عن التوقيع في القاهرة برعاية من المخابرات العامة المصرية على اتفاق بين الحكومة السورية بحضور أحمد الجربا رئيس تيار الغد وفصائل سورية معارضة على تحقيق المصالحة الوطنية وعودة النازحين والإفراج عن المعتقلين وذلك بضمانة روسية. ومن القضايا التي استمر الكثيرون في الكتابة عنها رغم عدم اهتمام الناس بها الإشاعات لدرجة أن الرسام في صحيفة «فيتو» المستقلة ويرأس تحريرها عصام كامل أخبرنا أنه ذهب لزيارة ضابط شرطة قريب له ففوجئ بجندي يتصبب عرقا ممسكا بشاب ينزل منه العرق بغزارة ويقول للضابط: مروج إشاعات يا باشا ضبطناه ماشي في الشوارع وعمال يقول الناس هتموت من الحر. واهتم كثير من الصحافيين بالفلسطينية عهد التميمي التي سنبدأ بها تقرير اليوم: أكثر صلابة من حجر نشرت مجلة «آخر ساعة» تحقيقا لإيثار حمدي قالت فيه: لم تصبح عهد التميمي مجرد بطلة فلسطينية تصفع جنود الاحتلال بلا خوف لكنها أيضا قلبت طاولة المشاعر الإسرائيلية وأصبحت أيقونة للمقاومة في الأعين الوقحة وأجبرت الشعراء اليهود في الأرض المحتلة على التغني ببسالتها ونضالها. عادت عهد إلى أحضان شعبها أكثر صلابة من حجر فلسطيني يهرب منه الجنود المدججون بالأسلحة المتطورة. عادت لتستأنف مشوارها الطويل في الدفاع عن العرض وتحرير الأرض. ما لم يكن متوقعا أن تصبح عهد بطلة في عيون قطاع كبير من الإسرائيليين لدرجة أن وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أصدر أمرا بحظر بث أغاني الشاعر والكاتب الإسرائيلي اليساري المعروف يهونتان جيفين على الإذاعة العسكرية بعد أن كتب جيفين قصيدة يتغنى فيها بالشابة الفلسطينية، مشيدا بنضالها ويقارنه بنضال بطلات يهوديات في الماضي أبرزهن الطفلة آن فرانك المعروفة باليوميات المؤثرة التي كتبتها من مخبئها أيام الهولوكوست. وفي «الشروق» قال طلعت إسماعيل تحت عنوان «عهد التحدي الفلسطيني»: ثمانية أشهر يا ابنة التميمي قضيتها خلف قضبان السجون الإسرائيلية قبل أن تخرجي لتعانقي الحرية وأنت أكثر إصرارا وعزما على مواصلة النضال الذي بات يخشاه بعض الرجال، ولأن «المقاومة مستمرة حتى إنهاء الاحتلال» كما قلتِ فور وصولك إلى قريتك الصغيرة فى الضفة الأسيرة، وبمجرد معانقتك لأهلك، فليس هناك خوف على فلسطين وإن تعددت الصفقات و«طالت القرون» فالنصر بأمثالك قادم لا محالة وإن كره المستسلمون. قبل ثمانية أشهر لحظة سلب المحتل الإسرائيلى حريتك في سعي خائب لكسر إرادتك قلنا إن «عهد على العهد» ستكون دوما فزيارتك لقبر الراحل العظيم ياسر عرفات «أبو عمار» كانت ترجمة عملية ودعوة صريحة لما يجب أن يكون عليه الفلسطينيون فالاتحاد ورص الصفوف في وجه ما يحاك لكل فلسطين أرضا وشعبا من دسائس ومؤامرات يستدعي تعلم الدرس من هذه الصبية الصهباء أيقونة النضال الفلسطيني ونبذ كل خلاف. لا يوجد احتلال دائم وفي «المصري اليوم» وفي صفحته الرياضية كتب الدكتور عبد المنعم عمارة محافظ الاسماعيلية الأسبق مقالا يتضمن فقرات عنوانها «مشاعر كان عددها خمس» خصص أطولها لعهد وقال عنها مطالبا بدعوتها للقاهرة: مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة هل تسمح لي بأن أطلب دعوة الفتاة الصغيرة الفلسطينية عهد التميمي لزيارة مصر بعد خروجها من السجون الإسرائيلية التي قضت فيها ثمانية أشهر، موقفها بطولي وشجاع عندما تصدت لجنديين إسرائيليين اقتحما باحة منزل عائلتها وتصدت لهم بصفعهم وركلهم لطردهم من منزل أسرتها هل ستفعلينها؟ أرجوك أفعليها. وهذا اقتراح جدير بالتنفيذ ويمكن أن تتولاه أي جمعية نسائية أو حزب سياسي بعيدا عن الدولة منعا لإحراجها، ولو تم هذا فانا أتوقع أن يستقبلها ملايين المصريين. والآن إلى «اليوم السابع» التي نشرت حديثا مع عهد أجراه معها أحمد جمعة جاء فيه: وقالت عهد التميمي في تصريحات خاصة لـ»اليوم السابع» إن من الضروري أن تضع القيادات الفلسطينية خطة نموذجية لتحرير الأراضى الفلسطينية داعية للاهتمام بقضايا الأسرى والعمل على تحريرهم» مضيفة: في حال لم تتوحد القيادات سيبحث الشعب الفلسطيني عن قيادات بديلة». وأضافت التميمي في رسالة للاحتلال الإسرائيلى: «لا يوجد احتلال دائم وكل بلد كان فيه احتلال انتهى، وفلسطين ستتحرر، نحن لن نستسلم وسنحرر الأراضي الفلسطينية». وأكدت الناشطة الفلسطينية أن سجون الاحتلال الإسرائيلي لن تردع أبناء الشعب الفلسطيني عن المطالبة بحقهم وأن الشعب مستمر في نضاله». وقالت: «أنا مستمرة في مسيرتي حتى تحرير فلسطين والأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال». وبعثت برسالة تحية وتقدير إلى أهالى قطاع غزة لصمودهم واستمرارهم في مسيرات العودة لكسر الحصار الإسرائيلي، مؤكدة أنها تستمد قوتها من غزة داعية لاستمرار المسيرات لتحرير فلسطين. دفاعا عن الثورة وإلى ثورة يوليو/تموز وزعيمها جمال عبد الناصر واستمرار الجدل حولهما رغم مرور أكثر من أسبوع علي انتهاء الاحتفالات بها. ففي «الأخبار» كتب الدكتور محمد السعدني مقاله الاسبوعي تحت عنوان «يوليو وناصر الذي لا يغيب» قال فيه: «إذا كان روزفلت وتشرشل وستالين هم أبطال الحرب العالمية الثانية الذين فرضوا بعد ذلك سياساتهم على العالم، وإذا كان ريغان وتاتشر وغورباتشوف هم من حددوا شكل النظام العالمي حتي يومنا هذا فإن جمال عبد الناصر وجوزيف بروز تيتو وجواهر لال نهرو زعماء فرضوا وجودهم باعتبارهم رموزاً معبرة عن روح العالم الثالث ونزعته نحو التحرر والاستقلال». وفي «الأهرام» طالب ماهر مقلد بشيء من الهدوء بين أنصار الثورة وخصومها وأن لا تدفع الخصومة بينهما التجاوز على تاريخ مرحلة الملكية وما بعدها وقال: مرت ذكرى ثورة 23 يوليو/تموز 1952 هذا العام بعد أن فتح البعض بابا واسعا للمقارنة بين صورة مصر ما قبل الثورة وما بعدها وانحاز عدد كبير من أصحاب الرأي والنشطاء على صفحات التواصل الاجتماعى لنظرية أن مصر كانت أفضل بمراحل في حقبة ما قبل ثورة 23 يوليو/تموز من النظام والحضارة والمستوى الاجتماعي والاقتصادي وسلوك الشارع. ويستند هؤلاء إلى أن قيمة الجنيه المصري قبل الثورة مقابل العملات الأجنبية كانت قيمة مرتفعة وعملة نقدية لها وزنها. وتمادى هؤلاء فى ذكر محاسن الحياة والمعيشة ما قبل الثورة. هذا الرأي انتقده فريق كبير وكبير جدا من المصريين المهتمين بالدفاع عن الثورة ومكاسبها للطبقة الوسطى وما حققته من مجانية التعليم والمساواة بين أبناء الشعب وغيرها من المبادىء المعروفة للثورة الأشهر في تاريخ مصر. التاريخ يكتبه المتخصصون بضمير ونزاهة. مرت ذكرى الثورة ومازالت المقارنات قائمة وقد لا تتوقف. ليت الأمر يطرح صورة قريبة لمصر التي كانت قبلها لكي نستفيد مما كان جميلا وننسى ما كان غير ذلك. عصر السجالات أما الذي فاجأني في «الوفد» وجدي زين الدين ومصطفى عبيد حيث استعرض عبيد بعض ما جاء في كتاب لوجدي زين الدين مبديا دهشته بما جاء فيه من رحابة صدر وانفتاح فكري في عهد عبد الناصر وقال: في كتابه الشيق «بين الأدب والصحافة» يفتح لنا الكاتب النابه وجدي زين الدين نوافذ الإطلال على وقائع مدهشة لحروب الكتبة ودور الصحافة في استقبال تلك الحروب واحتضانها باعتبارها مادة ثرية لقراء على وعي وثقافة ودراية وذوق فني، لم أكن أتخيل أن يكون عصر عبدالناصر بما شهده من انغلاق وأحادية ووجل محل معارك فكرية ونقدية وأدبية بين رواد عظام أبوا أن يتدثروا بالسكون ويلتحفوا بالطاعة فخاصموا القطيع وفتحوا صنابير إبداعهم وفكرهم ودخلوا حروباً في الفكر والمعنى والتجديد. لم أكن أعتقد أن تتحول صفحات الصحف إلى ساحات قتال بين أقلام عظيمة من عينة طه حسين والعقاد ومحمد مندور وسلامة موسى حتى جاء وجدى زين الدين ووثّق ذلك في كتابه ليمنحنا لحظات نور نادرة في زمن خفتت فيه المعانى وتسطحت المعارك الفكرية والأدبية. أندهش وأنا أقرأ عن عباس محمود العقاد ذلك العملاق المثقف وهو ينتقد شوقي وحافظ إبراهيم عندما كانا نجمين في سماء الشعر بينما كان هو نبتة جديدة. ثم نقرأ كيف تحول في بداية الستينيات إلى عملاق ورمز للتقليديين والمحافظين وهو يدخل فى معارك جديدة مع شباب صاعد في ذلك الوقت يبحث عن التغيير والتحديث مثل أحمد عبدالمعطي حجازي ورجاء النقاش. تفاجأ وأنت تقرأ أن العقاد الذي كان رمزاً للتطور والحداثة انقلب رجعياً متزمتاً وهو يلعن الشعراء الجدد وذلك الفن الذي طوروه وعرف بشعر التفعيلة أو الشعر الحر واصماً إياه أنه نثر قبيح. ويروي وجدي زين الدين كيف شهدت الصحف سجالات بين العقاد ورجاء النقاش حيث كان الثاني شاباً يافعاً يتمرد على لقب الأستاذية الذي يفرضه العقاد على نفسه. وكان العقاد يصر في ردوده على النقاش بوصفه له بـ «السيد رجاء النقاش» خالعاً عنه صفة الناقد ومنكراً عنه لقب الكاتب. والطريف أن رجاء النقاش أمسك على العقاد خدعة طريفة انطلت عليه عندما عرض عليه أحد القراء بيت شعر يقول «سقته ندى السحب من مرضعاتها / أفانين مما لم تقطره مرضع» وطلب منه أن يحلل هذا البيت لابن الرومى وانطلق العقاد ناقداً ومحللاً قبل أن يفاجئه القارى الشرير بأنه هو مؤلف بيت الشعر وليس ابن الرومي. باطل باطل وهكذا أنطق ربك وجدي وعبيد بالحق أما عن قصد أو ارغمتهما الوقائع التاريخية الثابتة ولم يكن الأمر يحتاج إلى هذا اللف والدوران لأن هذه الوقائع وأكثر وأهم منها كانت موجودة فلم يحدث رغم تأميم الصحافة أن تم منع كاتب أو صحافي من الكتابة أو الاشتغال باستثناء واحد وهو المرحوم محمود عبد المنعم مراد وكان وفديا وعاد لكتابة عمود يومي في «الأخبار» عنوانه « كلمات « في عهد السادات. ولا أعرف سببا لذلك باستثناء إنه لم يكن معينا على أي صحيفة ومع ذلك كان يعمل في مجال نشر الكتب وله دار نشر معروفة وقتها ومقرها كان في شارع عبد السلام عارف بالقرب من مبنى وزارة الأوقاف وسط القاهرة. أما باقي الكتاب والصحافيين فقد استمروا في الكتابة من كان موجودا في الصحف ومن كانوا يكتبون مقالات من الخارج من كبار الكتاب والسياسيين فاستمرت «الأخبار» في نشر مقالات العقاد والدكتور محمد حسين هيكل رئيس حزب الأحرار الدستوريين السابق وصاحب رواية «زينب» الشهيرة. وكان الاثنان يكتبان أسبوعيا في الصفحة الأخيرة من «الأخبار» وأصدرت الثورة صحفا عدة منها «الجمهورية» و»الشعب» ومجلتا «التحرير» و»بناء الوطن» أغلقت بعد مدة لفشلها وتم نقل صحافييها وكتابها إلى «الجمهورية»، وصدرت «المساء» عام 1956 برئاسة خالد محيي الدين عضو مجلس قيادة الثورة لتكون منبرا للشيوعيين واليسار. وأصدرت وزارة الثقافة مجلة «الفكر المعاصر» وهي شهرية لتعبر عن التيار العلماني وأسندت رئاستها إلى أستاذ الفلسفة الدكتور فؤاد زكريا، ومجلة «الثقافة» ورأسها الأديب محمد حسن الزيات لتعبر عن الاتجاه الديني المهاجم للشيوعيين، ومجلة «المسرح» ورأسها الدكتور رشاد رشدي المعادي للاشتراكيين. ولم يكن هناك أي قانون لحماية الصحافيين ولذلك ونتيجة لزيادة أعدادهم بعد الثورة وامتلاء الصحف التي أصبحت حكومية بهم فقام بعض رؤساء التحرير بطلب الاستغناء عن عدد منهم خاصة عندما رأس تحرير «الجمهورية» حلمي سلام. ولأن قانون العمل الذي أصدرته الثورة كان يمنع الفصل التعسفي للعاملين إلا إذا ارتكب أي واحد مخالفات فتتم إحالته إلى لجنة ثلاثية مشكلة من ممثل للإدارة القانونية في المؤسسة وممثل عن اللجنة النقابية وثالث عن وزارة الشؤون هي التي تقرر فصله أم لا ولذلك تم نقلهم إلى الوزارات المختلفة. ولكن في عام 1970 عندما كان أحمد بهاء الدين نقيبا للصحافيين أعد مع أعضاء المجلس مشروع قانون وقدمه لعبد الناصر ينص على حظر تغيير عمل الصحافي بنقله إلى وظيفة غير صحافية ووافق عليه. وصدر القانون وتمت إعادة الذين نقلوا إلى الوزارات إلى صحفهم بالتدريج في عهدي عبد الناصر والسادات. ولكن السادات ضرب بعد ذلك بالقانون عرض الحائط في ديسمبر/كانون الأول عام 1972 ويناير/كانون الثاني 1973 بإحالة عدد كبير من الصحافيين إلى وظائف حكومية. أما عن المسرح والسينما فعهدهما الذهبي كان في عهد عبد الناصر لا غيره. وحتى لا أطيل يكفي أن أذكر من لم يعش هذه الفترة ولم يقرأ عنها أن روايات نجيب محفوظ التي وجهت انتقادات للنظام مثل «ثرثرة فوق النيل» و»ميرامار» أنتجتهما الدولة أعمالا سينمائية، ورواية ثروت أباظة «شيء من الخوف» التي تعرضت للهجوم بعد أن اتهم بعض النقاد اباظة بأنه قصد عبد الناصر من هتاف الجماهير التي هاجمت منزل محمود مرسي بطل الفيلم الذي تزوج شادية (فؤادة) رغما عنها وأحرقته وهي تردد عبارة: «باطل باطل» أي على وزن ناصر ناصر. وشاهد عبد الناصر الفيلم وأمر باستمراره وقال معلنا وهو يضحك «والله لو كنت زي عتريس يبقى استاهل». الإنصاف مطلوب أيضا عرض المسرح القومي المملوك للدولة مسرحية عبد الرحمن الشرقاوي «الفتى مهران» التي انتقدت تورط مصر في حرب اليمن وأحدثت ضجة وأمر عبد الناصر باستمرارها. وكذلك مسرحية «المخططون» ليوسف ادريس ومسرحيات ميخائيل رومان وغيرهم. واكتفي بذلك ولا يفوتني أن أذكر من يتناسى أو يجهل أن أول دورة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب عقدت في ديسمبر/كانون الأول سنة 1969 هزيمة يونيو/حزيران. ولا أريد أن أبرر كل شيء، ولكن الإنصاف مطلوب. وعلى العموم فلم يخدع عبد الناصر أحدا وإنما قالها صراحة إنه يرفض الأحزاب ويطبق نظاما قائما على تحالف قوى الشعب العامل. وقال عباراته الشهيرة «الحرية للشعب ولا حرية لأعداء الشعب». وحددهم في الذين يحاولون قلب النظام أو إنشاء تنظيمات سرية. أما من يختلفون مع توجهات النظام سياسيا وفكريا فلهم حق التعبير عن آرائهم. طبعا لم يكن مسموحا بانتقاده أو بانتقاد الجيش وقادته وفيما عدا ذلك لم تكن هناك حصانة لأحد المسؤولين. المشكلة أننا آمنا بما يقوله أعداء الثورة وعبد الناصر بأنه فرض نفسه على الشعب فماذا يقولون عن استمرار محبة الشعوب العربية حتى الآن له ومنها شعوب تحكمها أنظمة ملكية. ملاحظات إنشائية وإلى معارك الصحافيين وأولها واحدة غير مسبوقة وتشكل مفاجأة حقيقيه إذ نشرت جريدة «روز اليوسف» الحكومية في صفحتها الأخيرة مقالا عنوانه عشر أسئلة لعبد الناصر سلامة رئيس مجلس إدارة أكبر مؤسسة صحافية في الشرق الأوسط ونقيب الصحافيين السابق وقعته باسم مستعار هو رشدي أباظة. ولها مقالات أخرى في الصفحة نفسها توقعها باسم أنور وجدي. وكان هجوما غير مسبوق وجه فيه اتهامات عديدة وخطيرة لسلامة لأنه كتب (بوست) قال عنه رشدي اباظة أنه يهاجم الرئيس السيسي بطريقة غير مباشرة. قال رشدي: ندخل مباشرة فى الموضوع الأستاذ عبد الناصر سلامة رئيس تحرير «الأهرام» الأسبق غاضب حانق كتب «بوست» على صفحته للرئيس وجه له عشرة أسئلة لم يستطع أن يقول صراحة إنها تخص الرئيس .مفهوم الرجل حديث عهد بالنضال بالتوجيهات وأشياء أخرى اختار الرمزية، يخشى المواجهة. لن أدافع عن الرئيس لديه جحافل ملاحظات لا تصلح لتقييم مسؤول مرسلة لا تعكس المستوى المعرفي لصحافي تولى رئاسة تحرير أكبر مؤسسة صحافية فى الشرق الأوسط ضحل ركيك، أخطاء إملائية ونحوية بالجملة. الملاحظات إنشائية تلوكها سيدات الكافيهات وسط سحب دخان النرجيلة. البوست ليس فيه جديد، مكرر يقوله الإخوان ومن شايعهم منذ عزل مرسي. ملاحظات فارغة المعنى والمضمون. لنتبادل إذن المقاعد، نترك تقييم الرئيس جانبًا ونسأل الأستاذ سلامة عما أولاه الله إياه من مسؤولية رئاسة تحرير «الأهرام» أكبر منصب يتولاه صحافي، أمنية غالية، لنسأل الأسئلة العشرة ذاتها قبل أن تسأل غيرك حتى يتسنى لك تقييم غيرك بمن فيهم رئيس الجمهورية السؤال الأول: كم وصلت أعداد توزيع «الأهرام» في عهدك؟ كم تراجع؟ هل حقا تراجع 17٪ أكبر نسبة في تاريخ «الأهرام»؟ السؤال الثاني: لماذا تقلصت «الأهرام» اقتصاديًا في عهد توليك رئاسة التحرير وتراجعت الإعلانات لأول مرة؟ السؤال العاشر: من الكاتب الذي ارتضيت وضع اسمك على مقاله ذات ليلة قال فيها إن الكنائس والأديرة مليئة بالأسلحة والذخائر؟ الأستاذ عبد الناصر سلامة أنتظر الإجابات العشر حتى لا تكون مثل السيدة البغي التي أنشدت قول الشاعر: رمتني بدائها وانسلت! مخاوف من استمرار التدهور وإلى أن يجيب عبد الناصر عن أسئلة رشدي أباظة أو يتولاها أحد من زملائه في «الأهرام» فإن هذا هجوم موجه من جهة ما في الدولة ضد سلامة لسبب ما وجهة ما أخرى تسنده. وأود أن اشير إلى أن ابتداع «روز اليوسف» كتابة مقالات موقعة باسماء فنانين كان قد ابتدعها في عهد السادات إبراهيم سعدة عندما كان رئيسا لتحرير جريدة «أخبار اليوم» بكتابة مقالات في الصفحة الأخيرة يوقعها باسم أنور وجدي بهاجم فيها زعماء المعارضة وغيرهم. ونظل مع الصحافيين ومشاكل اقتصادية يعانون منها دفعت البعض منهم إلى العمل سائقين على سيارات شركة أوبر أو بيع كروت شحن الموبيلات أو تجارة المواشي وهو ما قاله في «الوفد» مصطفى عبد الرازق تحت عنوان «صحافيون وأصحاب مهن لا داعي لذكرها» إلا أن المقال يذكر هذه المهن قال: لا غرابة في أن يعمل الصحافي مترجما أو قائما على التعاون مع دار نشر أو مستشارا إعلاميا لمؤسسة من المؤسسات ولكن الغرابة في أن يعمل بائعا لكروت الهاتف في محطات المترو. والإشارة إلى ذلك ليس فيه تقليل من بيع كروت الهاتف. قابلت بالصدفة صديقا صحافيا لم أقابله منذ سنوات. وبعد السؤال والتحية علمت إنه يعمل في تجارة المواشي إلى جانب عمله الصحافي. آخر يعمل في تربية الأرانب ليزيد من دخله. ليس هناك مشكلة. الأكثر من ذلك إنني فوجئت بشباب صحافيين يعلنون بكل فخر على صفحتهم على الفيسبوك اعتزامهم إقامة مشروع «أكل بيتي» لكي يزيدوا من دخلهم. وفي مواجهة الأزمة المادية التي يعيشونها بسبب ضيق أجواء الصحافة كمصدر للدخل. ليس ذلك فقط بل لديهم آمال بأن يتسع المشروع، وفي حال نجاحه يتم تطويره إلى مستوى أكبر ولم يتواروا خجلا كما يتوارى الحريصون على المظاهر من دعوة من يعرفهم إلى تشجيعهم والشراء منهم. لا أحب أن احتل موقع الواعظ غير أن الأمر يدعونني للقول العيب هو أن يلجأ المرء إلى طرق غير مشروعة لمواجهة احتياجاته المادية وطالما الصحافي أو غيره يجتهد لكي يواجه متطلبات الحياة بالحلال فلا غبار عليه، أما الشكليات المتعلقة بالتقليل من شأن تلك الفئة أو غيرها فأمر لا يجب أن يجرنا لمعارك جانبية تلهينا عن القضية الأصلية وهي تدهور أوضاع الصحافيين الأمر الذي سيتفاقم على خلفية ظروف عديدة في الفترة المقبلة. وللأسف فإن توقعه صحيح ذلك أننا حاليا نعاني من بطالة آلاف من الصحافيين الذين كانوا يعملون أما في صحف حزبية أو مستقلة أو مواقع إخبارية وأغلقت أبوابها، وكثير منهم لم يكن مؤمنا عليهم في التأمينات الاجتماعية. ولولا تدخل نقابة الصحافيين أيام نظام مبارك وبدعم من وزير الإعلام وقتها صفوت الشريف الذي قرر تقديم دعم لكل صحافي تحت اسم بدل مراجع وكومبيوتر يتم تسليمه إلى النقابة لتصرفه لهم بدأ على ما أذكر بخمسة وعشرين جنيها، إن لم تخني الذاكرة، وصل اليوم إلى الف وثلاثمئة جنيه، كما زاد من المعونات المقدمة من الحكومة لتغطية المعاشات التي وصلت الآن إلى الف ومئة جنيه. وكانت هناك امتيازات أخرى ألغيت الآن مثل تخفيضات في وسائل المواصلات من أتوبيسات وقطارات بنصف الثمن وإعفاء من دفع الرسوم على الطريق السريعة الحرة، كما ألغي امتياز ثلاثة آلاف مكالمة تليفونية منزلية مجانا تدفع قيمتها هيئة الاستعلامات بعد أن ثار أصحاب مهن أخرى وطالبوا بمثلها. أما الامتياز الخاص في شركة مصر للطيران بتخفيض عشرين في المئة من ثمن التذكرة وكذلك في الفنادق فلا أعرف إن كان معمولا به وألغي الآن. معارك وردود وأخيرا إلى معركتين لهما طابع سياسي الأولى للمفكر الاقتصادي والوزير الأسبق الدكتور زياد بهاء الدين الذي أيد الحكومة في سياساتها للإصلاح الاقتصادي لأنه ضروري وأشاد بالإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها للتخفيف من آثارها على الناس إلا أنه طالب بقدر من أكبر من النشاط السياسي وقال: المشكلة أن الدولة اكتفت بتعويض تلك الإجراءات بحزمة من المعاشات والإعانات والسلع التموينية ولكن أهملت تحسين الخدمات والمرافق العامة في الريف والمدن القديمة والمناطق العشوائية على حساب المدن الجديدة، وعجزت عن جذب الاستثمار الإنتاجي الذي يوفر فرص عمل مستدامة ويخرج الشباب العاطل من البيوت والمقاهي مع أن البطالة والفقر وضعف الخدمات العام أكثر ما يهدد الاستقرار. والاستقرار يحتاج لمناخ سياسي متوازن تخفف فيه الدولة من قبضتها على الإعلام والبرلمان والمجتمع المدني والنشاط الجامعي والثقافي وتتيح مساحة من الحرية فى التعبير وانتقاد السياسات العامة والتفاعل معها. وهذا على عكس ما تصدره وسائل الإعلام الرسمية لا يعنى عودة الفوضى إلى الشارع أو يهدد مؤسسات الدولة بل هو ضمان للأمن والاستقرار لأنه يتيح للناس، وبخاصة الشباب، التواصل مع الدولة خارج المؤتمرات محكمة التنظيم والتعبير عن الرأي بشكل مشروع والمشاركة في مناقشة القرارات الحكومية وبالذات ما يحتاج منها للتضحية والتعب. لكن زكي السعدني في «الوفد» أشاد بالنظام وبالرئيس بقوله عن مؤتمر الشباب: الحوار هذه المرة قائم على الصراحة والشفافية وليس هناك إعداد مسبق ورسم للأدوار التي كان يقوم بها كل طالب أو طالبة فى إلقاء الأسئلة على الرئيس واختيار نوعيات بعينها من الطلاب لإلقاء الأسئلة بصيغة معدة مسبقاً من خلال عمل البروفات الخاصة بإلقاء الأسئلة على الرئيس بنوعية محددة تحت إشراف القائمين على أمر المعسكرات الطلابية وتحت قيادة وزراء التعليم العالي فىيالعهد السابق. وأجد أن الرئيس يستمع بنفسه وبدون حواجز إلى آراء الشباب في مختلف القضايا ليعيش نبض الشباب وأفكارهم ومعاناتهم الحياتية ووضع الحلول المطلوبة لمشاكلهم سواء خلال حياتهم الدراسية أو بعد التخرج في الجامعة. وبدون شك أن هذه اللقاءات تجعل الحاكم لا يعيش بمعزل عن واقع حياة الشباب وتعد واحدة من أقوى أدوات التواصل المباشرة ودون وسيط بين المواطن ورئيس الدولة. صحافيون يعملون في تربية الأرانب وبيع «كروت» الهواتف المحمولة بعد إلغاء عشرات الامتيازات حسنين كروم |
الكشف عن «صفقة» بين نتنياهو و«الحريديم» لتمرير «قانون القومية»… والغضب يتصاعد في أوساط الدروز Posted: 31 Jul 2018 02:22 PM PDT الناصرة – «القدس العربي»: كشفت تقارير إسرائيلية عن وجود علاقة بين القوانين العنصرية التي أقرها الكنيست الإسرائيلي أخيرا وهما قانونا «القومية والتجنيد». وحسب هذه التقارير فقد عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صفقة مع الأحزاب الدينية، لتمرير قانون «القومية»، من خلال إعفائهم من الخدمة العسكرية، وهو ما أثار بشكل كبير حفيظة الطائفة الدرزية، التي رفضت مقترحات رئيس الحكومة لحل الخلاف القائم حول القانون العنصري. وحسب شريط صوتي حصلت عليه «القناة 11» الإسرائيلية، وقامت ببثه، قال رئيس حزب «ديغل هتوراة» موشيه غافني «إن قانون القومية سيئ»، مضيفا «إننا وافقنا عليه لأن رئيس الوزراء قال إن هذا القانون مهم له». وتابع يقول «إن نتنياهو يفعل بالتالي كل ما تطلبه الأحزاب الدينية بشان قانون التجنيد». وأشار غافني خلال جلسة لحزبه إلى أن رئيس الوزراء أكد للأحزاب الدينية أنه يحتاج الى «قانون القومية». وفجر الكشف عن هذه الصفقة بين نتنياهو والأحزاب الدينية «الحريديم» ، خلافات جديدة داخل إسرائيل، فعقبت رئيسة المعارضة تسيبي ليفني، بالقول إن مقابل عدم المساواة للجندي الدرزي الذي يخدم في الجيش الإسرائيلي «سيمنح يهوديا أعفاء من الخدمة العسكرية». ومن جهته رأى رئيس حزب «هناك مستقبل» يائير لبيد، ان نتنياهو باع جنود الجيش اليهود «لمتزمتين دينيا لكي يستطيع أن يبيع الجنود الدروز»، فيما قال النائب صالح سعد من «المعسكر الصهيوني» إن نتنياهو «يكشف عن وجهه الحقيقي، حيث يبيع الدروز لليهود المتشددين دينيا». وكان الكنيست قد صوت لصالح القانون بأغلبية 62 عضوا، ومعارضة 55 عضوا. وينص القانون على أن «دولة إسرائيل «هي الوطن القومي للشعب اليهودي»، وأن حق تقرير المصير في دولة إسرائيل يقتصر على اليهود، وأن الهجرة التي تؤدي الى المواطنة المباشرة هي لليهود فقط، وأن «القدس الكبرى والموحدة عاصمة إسرائيل»، وأن اللغة العبرية هي لغة الدولة الرسمية. إلى ذلك تصاعدت حدة الغضب عند الدروز، الذين يرون أن القانون مجحف بشكل كبير، حيث رفض وفد درزي مقترحات الطاقم الحكومي الذي شكل من أجل التباحث معهم بعد صدور القانون، وأكد الوفد أنه لن يقبل بالمساومة على شيء سوى تعديل هذا القانون لضمان مكانتهم في إسرائيل. وفي هذا السياق نشر منتدى قادة الشرطة المتقاعدين رسالة مفتوحة موجهة إلى وزراء الحكومة، داعية إياهم إلى تعديل «قانون القومية» بشكل يضمن المكانة المناسبة للأقليات، خاصة الدروز والشركس. وكان ضابطا درزيا يخدم في الجيش الإسرائيلي أعلن أول أمس أنه سينهي خدمته العسكرية، رداً على «قانون القومية»، داعياً بقية الجنود من الطائفة الدرزية إلى عدم التجنيد من الآن فصاعداً. وجاء على لسان الضابط واسمه أمير جمال في منشور على صفحته على «فيسبوك» بأنه خدم في الكثير من المعارك لصالح إسرائيل وأمنها ومن بينها جميع المعارك في قطاع غزة. وأضاف في رسالة وجهها لنتنياهو بأن الدولة التي خدمها هو واثنان من أخوته بالإضافة لوالده «لم تمنحهم شيئا في المقابل سوى تحويلهم إلى مواطنين من الدرجة الثانية»، كما طالب قيادة الطائفة الدرزية بالدعوة للانسحاب من قانون التجنيد الإلزامي لأبناء الطائفة. وفي السياق دعا 130 أكاديميا في مجال اللغات، في عريضة وقعوا عليها، إلى عدم النيل من اللغة العربية، وأعربوا في العريضة عن خشيتهم من «تدني مكانة اللغة العربية في اسرائيل»، بسبب عدم اعتبارها لغة رسمية في قانون القومية. وأكدوا في عريضتهم أن الجميع يعلم «الدور المهم الذي لعبته اللغة العبرية في نهضة الشعب اليهودي وتاريخه العصري». واحتجاجا على «قانون القومية»، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن 700 شخص تجمهروا وسط مدينة تل ابيب للمشاركة في مهرجان احتجاجي وصف بـ «أكبر درس للغة العربية في العالم»، حيث تلقى الحضور دروسا قصيرة في كلمات وتعابير عربية. ونقلت هيئة البث عن اديا مصالحة عريفة المهرجان قولها «إن الهدف هو التأكيد أنه لا يمكن النيل من مكانة اللغة العربية، اذ أن هناك مواطنين يتكلمون بهذه اللغة ويديرون حياتهم بواسطتها ويجب ان نحمي هذه اللغة ونرسخ جذورها». وقرر رئيس الكنيست الإسرائيلي يولي ادلشتين عقد جلسة خاصة للكنيست يوم الاربعاء، لمناقشة تداعيات «قانون القومية» وإساءته لـ «قيم الديمقراطية والمساواة» بناء على طلب أكثر من 25 نائبا. يشار إلى أن القيادة الفلسطينية حذرت من مخاطر القانون الإسرائيلي، ووصفته بـ»العنصري»، ويدعو لـ «التطهير العرقي». الكشف عن «صفقة» بين نتنياهو و«الحريديم» لتمرير «قانون القومية»… والغضب يتصاعد في أوساط الدروز تنظيم أكبر درس للعربية وسط تل أبيب |
آثار دماء على قارب كسر حصار غزة .. واللجنة الدولية تتهم الاحتلال بضرب المشاركين Posted: 31 Jul 2018 02:22 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، عن تعرض متضامنين دوليين كانوا على متن سفينة «العودة» التي صادرها سلاح بحرية دولة الاحتلال الإسرائيلي ومنعت وصولها إلى قطاع غزة، للضرب من قبل الجنود. وأعربت في بيان لها عن قلقها على سلامة المتضامنين الدوليين الذين كانوا على متن سفينة «العودة» التي اقتيدت يوم الأحد الماضي، الى ميناء أسدود الإسرائيلي شمال غزة، وجرى اعتقالهم، من بحرية الاحتلال واحتجازهم في سجن «غيفون» في أسدود. وأكدت اللجنة أن بعض المتضامنين شاهدوا دماء على متن السفينة، التي قطرتها قوات الاحتلال بالقوة من قبالة سواحل غزة إلى ميناء أسدود الإسرائيلي. وقال زاهر بيراوي رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار والعضو المؤسس في «تحالف اسطول الحرية»، وهو الجهة المسؤولة عن تسيير سفن كسر الحصار، إن هذه المعلومات تؤكد كذب التصريحات الإسرائيلية وادعاءها بأن اعتقال النشطاء كان «سلمياً». وأشار إلى تعرض المتضامنين الأجانب للأذى، محملا دولة الاحتلال الاسرائيلي المسؤولية الكاملة عن سلامة النشطاء السلميين، وتقديم العلاج لهم وإطلاق سراحهم فوراً. وأكد أنه ستتم مقاضاة دولة الاحتلال بسبب جريمتها واختطافها سفينة «العودة» ومن عليها من النشطاء في المياه الدولية، مطالبا دولة الاحتلال بإعادة الأجهزة والمعدات الصحافية للصحافيين الذين كانوا على متن السفينة. وكانت سلطات الاحتلال قد أطلقت بكفالة مالية، أول من أمس الإثنين، سراح الناشطين الإسرائيليين، وهما «يوناثان شابيرا» و «زوهر شامبرلين»، اللذان كانا على متن السفينة، بينما ما زالت تحتجز بقية النشطاء البالغ عددهم 20 ناشطاً وناشطة من خمس عشرة دولة. يشار إلى أن من بين المتضامنين، الذين جرى اعتقالهم الناشطة البريطانية وأخصائية طب العظام الدكتورة سوي آنغ. وكانت قوات البحرية الإسرائيلية قد قرصنت يوم الأحد الماضي هذه السفينة، وهي واحدة من سفينتين انطلقتا في شهر مايو/ أيار الماضي من موانيء نرويجية وسويدية، وجابتا عدة موانئ أوروبية، من أجل حشد التأييد لسكان غزة المحاصرين من قبل إسرائيل. ولم تأبه إسرائيل بالمناشدات التي أطلقها منظمو الرحلة بعدم التعرض للمتضامنين السلميين، الذين يحملون معهم مساعدات طبية لسكان غزة. وتفرض إسرائيل حصارا محكما على قطاع غزة منذ 12 عاما، يشمل البحر، وتمنع بموجبه دخول العديد من السلع للسكان، كما تضع قيودا مشددة على حركة السكان، وبموجب إجراءات الحصار منعت بالقوة وصول سفن كسر الحصار، وفي نهايات أيار/ مايو من عام 2010، هاجمت سفن «أسطول الحرية الأول» ما أدى إلى مقتل عشرة متضامنين أتراك. وفي سياق متصل، كانت السلطات الإسرائيلية قد منعت مدافعة إسبانية عن حقوق الإنسان، من الدخول إلى إسرائيل، كما منعت دخول باحثين هولنديين ووفد من جنوب أفريقيا، بدعوى تأييدهم للحقوق الفلسطينية وحركة المقاطعة (BDS). وقالت اللجنة الوطنية للمقاطعة، على لسان منسقها العام، محمود النواجعة في بيان لها إنه تم احتجاز الناشطة آنا سانتشيز، وهي مواطنة إسبانية وإحدى ناشطات حركة المقاطعة (BDS)، في مطار اللد «بن غوريون» لأكثر من 24 ساعة، قبل منعها من الدخول وترحيلها إلى العاصمة الإسبانية مدريد. وكانت سلطات الاحتلال قد منعت قبل ذلك العديد من الوفود والشخصيات الأجنبية المنددة بسياسات الاحتلال من الدخول، كعقاب على تأييدهم لحركة المقاطعة الدولية. آثار دماء على قارب كسر حصار غزة .. واللجنة الدولية تتهم الاحتلال بضرب المشاركين الاحتلال منع دخول ناشطة اسبانية وهولنديين ووفد جنوب افريقي |
أويحيى يقحم مؤسسات الدولة في تعبيد الطريق نحو الولاية الخامسة لبوتفليقة Posted: 31 Jul 2018 02:21 PM PDT الجزائر ـ «القدس العربي»: استقبل رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى، الأمين العام لجبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس، وذلك في قصر الحكومة، ليكون الهدف من اللقاء هذا هو دعوة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الترشح لولاية رئاسية خامسة، وذلك في 2019، وليقبل الإقدام على تضحية إضافية، على حد قولهما. وأكد في تصريحات للتلفزيون الحكومي أن اللقاء جرى في قصر الحكومة، لأن النقاش الذي دار بينهما كان لتبادل الآراء حول أوضاع البلاد، بصفته رئيسًا للوزراء، مع الأمين العام لحزب جبهة التحرير، باعتباره صاحب الحصة الأكبر في الحكومة والبرلمان. وأوضح أحمد أويحيى أن جبهة التحرير الوطني حليف استراتيجي، وأنه يتقاسم معه الغاية نفسها، وهي مصلحة الجزائر، «الأمر الذي يدفع إلى التوافق حول الكثير من الملفات، وفي مقدمتها مساندة ومطالبة الرئيس بوتفليقة القبول بتضحية إضافية والترشح في الانتخابات الرئاسية لسنة 2019 وسنكون سندًا قويًا له». وأشار إلى أن اللقاء كان فرصة أيضًا لاطلاع ولد عباس على الأوضاع الاجتماعية والمالية، التي تعرف تحسنًا، حتى وإن كان أمام الحكومة جهود أخرى يجب أن تبذل. وذكر أحمد أويحيى أن هذا اللقاء هو الأول في سلسلة لقاءات ستجمعه بقادة الأحزاب التي تساند الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. واعتبر جمال ولد عباس أن لقاءه مع أويحيى كان إيجابيًا، وأن جبهة التحرير هو الحزب الأول مع حليفه التجمع الوطني الديمقراطي، وهو الركيزة الأولى للحكومة». وشدد على أن حزبه يدعم بوتفليقة منذ 1999، وأنه أكثر من يعرف ما تم إنجازه خلال الـ19 سنة الماضية»، معربًا عن أمله في أن يقبل الرئيس مواصلة المهمة بعد 2019 لضمان مستقبل للأجيال الصاعدة من جهة، ولمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وتأتي هذه الخطوة التي أقدم عليها رئيس الوزراء لتطرح أكثر من تساؤل، لأنها المرة الأولى التي يتم فيها إقحام مؤسسات الدولة في التحضير لحملة انتخابية لمرشح حتى لو كان الأمر يتعلق بالرئيس المرشح لخلافة نفسه، فلم يسبق أن أقحم بوتفليقة مؤسسات الدولة بهذا الشكل، الذي سينسف أي شبهة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، ففي 2014 كان رئيس الوزراء هو من أعلن ترشح بوتفليقة للانتخابات، وكانت آنذاك سابقة أسالت الكثير من الحبر، لكن الأمر هنا مختلف؛ لأن أويحيى حول قصر الحكومة إلى لجنة مساندة، في حين أنه كان بإمكانه أن يجتمع بولد عباس في مقر حزبه) التجمع الوطني الديمقراطي) بدليل أنه استقبل الأحد عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم (إخوان الجزائر) بمقر حزبه وليس بقصر الحكومة، رغم أن مقري جاء يطرح مبادرة سياسية للتوافق الوطني! الطريقة التي تصرف بها أويحيى، حسب المراقبين، تضر أكثر مما تنفع مشروع الولاية الخامسة، وهي عنوان لحالة التخبط التي يتصرف بها دعاة «الخامسة»، لأن لقاء مثل هذا يوجه رسالة مفادها أن الحكومة كلها منخرطة في مشروع الولاية الخامسة، وهذا يدفع كل المرشحين الجديين إلى صرف النظر عن الدخول في انتخابات رئاسية محسومة سلفًا، وحتى وإن كان الأمر كذلك خلال العشرين سنة الماضية، إلا أن السلطة كانت حريصة على المظاهر، والتفسير الذي يمكن إعطاؤه لتصرف أويحيى، هو محاولته مرة أخرى إقناع من وضعوه في المنصب أنه قادر دائمًا على الذهاب إلى أبعد من سابقيه ولاحقيه، وأنه لا يتحرج في فعل أي شيء حتى لا يتم الاستغناء عن خدماته، خاصة بعد التضييق الذي تعرض له في ممارسة مهامه خلال الأشهر الماضية، وتحويله إلى رئيس وزراء بصلاحيات منقوصة، مقابل تقوية دور ومكانة وزير الداخلية نور الدين بدوي الذي يتم تداول اسمه كبديل لأويحيى من أجل تنظيم الانتخابات الرئاسية المقبلة! أويحيى يقحم مؤسسات الدولة في تعبيد الطريق نحو الولاية الخامسة لبوتفليقة لضمان مستقبل الأجيال الصاعدة ولمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الجزائر |
محاولات للإسكان الدائم والقسري للبدو Posted: 31 Jul 2018 02:21 PM PDT بأمر من الله، إبراهيم لم يذبح إسماعيل، وذبح كبشًا بدلاً منه. الدم الذي سفك صعد إلى الأعلى وخلق درب التبانة، وسقطت نقاط منه إلى الأسفل على الأرض، وهكذا نشأت مصادر المياه التي هي هبة من الله. هذه القصة يمكن سماعها من البدو في سيناء، قالت عالمة الأنثروبولوجيا التي طلبت عدم ذكر اسمها، هي لم تسمع قصة مشابهة لدى البدو الفلسطينيين. هؤلاء أيضًا تربوا على الانضباط الأخلاقي والعملي، لأن مصادر المياه مثل الوديان والينابيع، هي من الله، ويجب عدم تخصيصها وتسييجها ومنع الآخرين من الوصول إليها. ولأنها أملاك عامة، يجب الحرص على استخدامها بطريقة معقولة، فالخيام لا تنصب على ضفاف الوديان أو قرب الينابيع، بل على بعد بضعة مئات من الأمتار عنها، لعدم تلويثها أو ردع الآخرين من الوصول إليها. آبار جمع مياه الأمطار التي حفرها البدو في محطاتها الثابتة هي قصة أخرى، ولأنهم من أنشأوها فهي آبار خاصة. في سنوات الخصب، عندما تمتلئ الآبار وتستمر مياهها حتى الصيف، حينئذ يمكن توزيع المياه على الآخرين أو بيعها، أما في سنوات الجفاف فإن البئر تخدم العائلة فقط. الارتباط بالبئر يحدد موقع الخيمة: سفح تل، وهناك يتجمع قدر كبير من مياه الأمطار. في شتاء 1972 لم تكن مياه الأمطار كافية، هذا ما بينته رسالة رسمية كتبها في أيار/مايو من السنة نفسها الملازم عزرئيل دافيد، مساعد شؤون القرى للقائد العسكري لمنطقة رام الله، ولرئيس قسم الاقتصاد وضابط المياه في قيادة أركان الضفة الغربية، «تبين لي أن هناك نقصًا شديدًا في المياه التي يحتاجها البدو في منطقة رام الله، وإليكم مواقع الآبار التي هي بحاجة ملحة لملئها»…، كتب. بعد ذلك فصل نقاط تموقع الـ 12 بئر ـ آبار لعائلات ممتدة من قبيلة الكعابنة وقبيلة الجهالين (هو يتعامل مع عائلة عرعارة ـ صرايعة كقبيلة منفصلة، في حين أنها فرع من قبيلة الجهالين). الآبار المذكورة والتجمعات البدوية الموجودة قربها، توجد على جانب شارع أريحا ـ القدس، وحزما، وشارع الطيبة ـ أريحا. في السنوات اللاحقة وفي جنوب الضفة، تم تزويد البدو بالمياه بصورة منتظمة بواسطة ربطها بشبكة المياه. في 12 شباط 1976 أرسل ضابط المخصصات المائية في قيادة الضفة الغربية تفصيلا عن فواتير استهلاك المياه للبدو في منطقة يهودا إلى مساعد رئيس قسم الاقتصاد، على سبيل المثال أم الخير ـ 994 ليرة، وحاش أو درج ـ 1428 ليرة. الاهتمام بتوفير المياه يدل على أن الحكم العسكري أدرك أن أحد مهماته حسب القانون الدولي هو تأمين الحاجات الأساسية للسكان المحليين، ولكن في الوقت نفسه فإن قادة عسكريين بتوجيهات من المستوى السياسي في حكومة المعراخ، تسلوا منذ بداية السبعينيات ببرامج توطين البدو، أي وقف نمط حياة الترحال والرعي بين محطتين ثابتتين (في المناطق العالية صيفًا والمناطق المنخفضة شتاء) وتوطينهم في مواقع ثابتة، هذا ما تظهره وثائق عسكرية من السبعينيات وبداية الثمانينيات، والتي توجد في الأرشيف العسكري. وحتى 1981 فإن معظم الوثائق كانت سرية أو محدودة النشر في حينه، إذ لا تفصّل أسباب توجه توطين البدو في المناطق المحتلة من العام 1967، وإنها عرضت تجاه الخارج كـ «مسيطر عليها مؤقتًا» من قبل إسرائيل. من العام 1975 هناك وثيقة فريدة تتعلق بالوزير إسرائيل غليلي. هذه الوثائق تظهر تواصل في التخطيط الإسرائيلي، على خلفية برامج التوطين التي تحاول الإدارة المدنية فرضها الآن على الجهالين والعشيرة المنبثقة عنها أبو داهوك في منطقة الخان الأحمر، ونقلهم بالقوة إلى الجبل، وهو موقع شبه حضري قرب مكب النفايات في أبوديس. في العام 1997 نقلت إلى هناك قسرًا عائلات من عشيرة السلامات، وذلك للتمكين من توسيع «معاليه أدوميم». عندما لم تتحقق المخططات السابقة من بداية السبعينيات، نفذ منذ ذلك الحين في المنطقة تقليص متواصل لمجال الرعي وإمكانية كسب الرزق للبدو، بواسطة منع وصولهم إلى مصادر المياه، والإعلان عن «مناطق رماية»، ومحميات طبيعية، وتدريبات. منذ ذلك الحين ورغم أنفهم، وجدت حوالي 25 تجمعًا بدويًا أنفسها بين القدس وأريحا تعيش فعليًا في مناطق ثابتة ومحدودة في مساحتها، وفي ظروف عيش قاسية تزداد صعوبة، دون مصادقة إسرائيل على إضافة خيام سكنية وحظائر، أو حتى مدارس وعيادات طبية. الوثائق الصامتة في شهري تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر 1971، تم تبادل رسائل كثيف بين عدد من الضباط في منطقة رام الله، وكان موضوعها توطين البدو. وقد وجهت الرسائل إلى رئيس قسم الاقتصاد في قيادة الضفة الغربية الذي لم يذكر اسمه، وضابط المهمات الخاصة، وضابط شعبة البدو الذي كان في حينه النقيب يغئيل جلعادي. وقد كتب الرسائل ضباط مختلفون في قيادة الأركان: ضابط الأشغال العامة، وضابط المياه، والقيم أو المسؤول عن أملاك الغائبين والأملاك الحكومية، والمسؤول عن تطوير المياه في وزارة الزراعة، وقد بحثوا عن مواقع مناسبة لتجمعات من القبيلتين الأساسيتين في المنطقة، الكعابنة والجهالين. وقد حسبوا تكاليف شق شارع والربط بمصادر المياه المتوفرة، ثم تحدثوا عن استثمار رخيص نسبيا، وعن تكاليف عالية جدًا للمشروع المقترح. في كانون الثاني/يناير 1972 التقى نائب القائد العسكري، الرائد موشيه ليفي، مع مخاتير التجمعات الأربعة (أبو داهوك ليست من بينها) في منطقة رام الله، وأبلغهم عن المواقع الثابتة التي اختيرت من أجلهم، وتم تحديد جولة مشتركة في تاريخ 11 كانون الثاني، ولكن بعد حوالي نصف سنة ظهرت الصعوبات. في 27 تموز/يوليو 1972 كتب المقدم موشيه كلدمان، قائد منطقة رام الله، لرئيس قسم الاقتصاد: «قبل بضعة أيام أرسلت لمساعدك تقريرًا يبين أننا فشلنا في محاولتنا توطين البدو في خط المستوطنات الواقع على سفح الجبل، على ضوء ما تم الاتفاق عليه في هذا الشأن، من أجل توفير تكاليف التوطين». يبدو أنه كان للقيم عدد من الصعوبات في تحديد (كما يبدو، أراض ليست خاصة)، ومن وثيقة سابقة من الواضح أنه كان للقيادة معارضة على جزء من مواقع التوطين، ولكن في الأساس: «عند الفحص مع رؤساء القبائل، تبين أنهم جميعًا يعارضون الانتقال من أماكنهم إلى خط المستوطنات، خوفًا من التورط مع القرى وصعوبات في الرعي». بسبب الخوف من المشاكل مع سكان القرى مالكي الأراضي والرغبة في مواصلة إدارة نمط حياة الرعي، مطروح اليوم أيضًا من بين مطالب عائلة أبو داهوك تمكينها من إنشاء سكن دائم لها في الموقع الحالي في الخان الأحمر. في تلك السنين، قرأ الضباط الاستعراض الذي يتكون من تسع صفحات الذي كتبه ايلان هجلعادي، وهو يفصل أسماء القبائل وفروعها (العشائر) التي تعيش في الضفة الغربية حسب المناطق، وشرح عن تاريخها في البلاد. وفي الجهالين، قال: لقد جاءت من شرق الأردن في نهاية القرن السابع عشر أو بداية القرن الثامن عشر، مشيرًا إلى طردهم من النقب بعد 1948، ثم ذكر عدد قطعانهم، ومن يعمل في القدس من بينهم، وأي نزاعات موجودة بين العشائر أو القبائل، ومن هم المخاتير. استعراض هجلعادي يشير إلى أن الكثير من التجمعات البدوية أيضًا تقوم بفلاحة الأراضي وتربية الحيوانات الأليفة، وهي توجد في عملية متقدمة قبيل عملية التوطين. جزء من التعميم في الاستعراض يدلل أيضًا على الكاتب: «البدوي يتمتع بمستوى مرتفع من الجشع… ومن حيث النظام فهو يطلب معيارًا مختلفًا في المضمون، فإذا ما وجد فيه الصدق والاستقامة فإنه يحترمه من أعماق قلبه… ومن أجل كسب ثقة البدوي فأنت بحاجة إلى الصبر وإلى فترة تواصل مكثفة، ولكن عندما تحظى بثقته يصبح التعامل معه سهلا وبدون اعتراض». في 10 كانون الأول/ديسمبر 1975، الرائد راني لنغر، رئيس مكتب قائد المنطقة الوسطى، أشار إلى أنه بناء على طلب الوزير إسرائيل غليلي من قائد المنطقة، يجب إعداد ورقة عمل حول «الأماكن التي تتركز فيها التجمعات البدوية في الضفة الغربية… في السياق المذكور أعلاه، مطلوب توصيات لمنحى توطين ثابت للتجمعات المذكورة، من خلال خلق دوافع لذلك، في الأماكن نفسها التي لا تعيق ولا يتوقع أن تضر مستقبلا بخطط الاستيطان». في حينه كان على الأجندة مستوطنات في غور الأردن وفي «معاليه أدوميم». مرت خمس سنوات وخطط التوطين راوحت في مكانها (باستثناء توطين قبيلة الرشايدة في جنوب بيت لحم). هل فهم الضباط أن النقل بالإكراه وبسرعة لاستيطان ثابت يناقض نمط حياة البدو؟ الوثائق تصمت. سواء مع علاقة أو بدونها، في 14 كانون الأول 1975 قدم المستشرق الدكتور موشيه شارون توصيات توطين لرئيس قسم الاقتصاد الدكتور افرايم احيران، على أساس ورقة العمل بخصوص البدو التي كتبها قبل بضعة أشهر. الجهالين التي فرعاها الأساسيان، الدواهيك والسلامات، «يتجولون في جنوب منطقة رام الله وشمال منطقة بيت لحم، هم الأكثر إشكالية»، قال شارون، لكنه لم يفسر لماذا. شارون كتب أنه على قناعة بأن هناك استخدامًا للبدو في مهمات أمنية جارية من المراقبة وقص الأثر بشكل خاص في منطقة ترحالهم، وهي مناطق يمكن أن تستخدم كمناطق انتقال للأشخاص الذين يقومون بأعمال تخريبية معادية. ورغم التطرق الوظيفي لهم في اقتراح التوطين، يبدو أن شارون ما زال يرى أمام ناظريه الحفاظ على التجمع كتجمع رعاة مع فضاء ما للرعي وإمكانيات تربية الأغنام وتحسين القطعان. مشكلة حكومية الوثائق التي توجد لدينا تقفز إلى العام 1981، أي بعد أربع سنوات على سقوط حكومة المعراخ. في شهر أيار قدم د. شارون استعراضًا طويلا وأكثر تفصيلا عن البدو في الضفة الغربية، والذي أرسل للنشر بصورة واسعة تشمل الحكام العسكريين في المناطق المختلفة وضباط الشباك المختلفين. «البدو يوجدون في كل مناطق يهودا والسامرة، قال، لكنهم يشكلون مشكلة حكومية». في ثلاثة منها فقط هي: الخليل، وبيت لحم، ورام الله، وهذه المرة ذكر التوطين بصورة صريحة وفي سياق المستوطنات الإسرائيلية. في تطرقه لعشيرة السلامات من قبيلة الجهالين الذين يوجدون في قرية العيزرية ـ أبو ديس، كتب: «المشكلة الرئيسية التي تخلقها الجهالين تتمثل في حقيقة أنهم استولوا على مناطق مخصصة للاستيطان ومحاذية لها». يبدو، حسب رأيه، أن حقيقة وجودهم هناك قبل الاستيطان لا تعطيهم حقوقًا. من جهة أخرى، هو يعترف أن أبو داهوك يعانون من نقص سريع في مناطق الرعي، مثل تجمعات بدوية أخرى في منطقة رام الله. التداعيات الأمنية التي تهمه: معاداة أبو داهوك لإسرائيل تزيد (هو يفترض) بسبب «حقيقة أن جزءًا كبيرًا من مناطق الرعي تم الاستيلاء عليها لحاجات الاستيطان». شارون يقترح مواصلة تشجيع البدو بدون فضاء رعي (ديرة) للسكن في القرى، وهي عملية بدأت قبل بضع سنوات في الرام وجبع، ويقترح أيضًا إيجاد منطقة دائمة بدل خيام الصيف والشتاء للجهالين. المستشار العسكري ينتصر على الباحث ويكتب: «من أجل تسهيل العملية في أوساط أبو داهوك، سيفحص طاقم البدو ـ على ضوء النزاعات في القبيلة ـ إمكانيات تجزئتها عن طريق تعيين مختار آخر». في أيلول 1981 واصل النقيب اريئيل تسوبري، ضابط الإشراف على البدو، طريق شارون. هو يعرف أنه منذ الخمسينيات وعائلة الدواهيك تنتشر بين بيت حنينا وشعفاط في الصيف، وقرب شارع أريحا ـ القدس في الشتاء. ويقترح تركيزهم: 500 نسمة، حسب تقدير د. شارون، في مكان واحد هو شرق قرية جبع (التي تقع شرق رام الله). والمكان موجود اليوم تحت سيطرة البؤرة الاستيطانية آدم. وحسب تسوبري، فإن الإعلان عن المنطقة كأراضي دولة أو احتلالها للأغراض العامة مقرون بإجراءات قانونية طويلة ومعقدة، ومن شأنها أن تثير معارضة سكان القرى في المنطقة. أما الخيار الثالث وهو المفضل لديه فـ: نقل البدو إلى منطقة غير مستخدمة من قبل أي جهة قانونية بخصوص مكانة الأرض. والقول للبدو إنهم لا يستطيعون مواصلة العيش على محور حزما ـ معاليه أدوميم، وأن عليهم الانتقال إلى المنطقة الجديدة. توصيات شارون وتسوبري كتبت بعد سنتين، عندما قدم أحد أعضاء نواة «كفار أدوميم»، اوري اريئيل (في بداية 1979)، للجيش، خطة لإخلاء البدو من المنطقة التي تسمى الآن «غوش ادوميم»، وإقامة ممر من الاستيطان اليهودي المكتظ وتحديد مناطق البناء في البلدات والقرى الفلسطينية. عميره هاس هآرتس 31/7/2018 محاولات للإسكان الدائم والقسري للبدو هناك خيار بنقلهم إلى منطقة غير مستخدمة من قبل أي جهة قانونية صحف عبرية |
أبو حميد.. 106أعوام و250 حفيدا وذاكرة من حديد Posted: 31 Jul 2018 02:21 PM PDT الناصرة ـ «القدس العربي» :في عرس «محمد» كان فرح الضيوف فرحين، الأول بزفاف العريس، والثاني باستقبالهم الجميل الاستثنائي على يد جده الذي ما زال يتمتع بصحة جيدة وبذهن صاف وقدرة على الكلام والترحاب، رغم بلوغه السادسة بعد المئة. محمد موسى تركي( أبو حميد) مسن فلسطينيي يبلغ اليوم 106 سنوات وقد عاصر الدولة العثمانية والانتداب البريطاني، ويدعو لإسرائيل بالرحيل كسابقاتها من دول الاحتلال. بترحاب دافئ مشهود استقبلنا أبو حميد داخل بيته في مدينة طمرة داخل أراضي 48 وفي جعبته بحر من الذكريات بفضل ذاكرة قوية وشغف بالحياة لم تنل منه الشيخوخة. وتفيد بطاقة هويته أنه ولد في 1912 حينما كان والده بعيدا جدا عن البيت يؤدي الخدمة العسكرية في تركيا، وقد بلغه نبأ ولادة ابنه بواسطة صهره محمد نايف عواد بالتلغراف. بيد أن الشيخ الفلسطيني ينظر بسلبية للحقبة العثمانية ويقول إن الأتراك ظالمون وقساة بتعاملهم مع المحليين. ويشير لأعمال السخرة المرهقة التي أجبر عليها الجنود في بناء الثكنات وحفر القنوات. وما زال يذكر جنودا عثمانيين كانوا يعتلون الخيول يداهمون بيت العائلة ويهددون أمه بتقييدها بالأصفاد الحديدية إذا لم تبلغهم بمكان والده الهارب من الخدمة العسكرية في الحرب العالمية الأولى. وعن ذلك قال «كنت في الرابعة أو الخامسة من عمري يوم داهم بيتنا جنود أتراك فقاموا بخلط السكر بالملح والزيت بالطحين انتقاما من والدي الفراري». كما قال إن والدته أرسلت لوالده توضح له حجم الأضرار اللاحقة بالبيت نتيجة فراره، فأجابها إنه لن يسلم نفسه حتى لو هدموا المنزل». ولا شك يساور المعمّر الفلسطيني بأن الانتداب البريطاني هو استعمار لكنه كان يراه أخف وطأة من الحكم العثماني، ويحفظ للبريطانيين بناء المدارس والمستشفيات. القرار بالبقاء وشارك أبو حميد شعبه في الثورة الفلسطينية الكبرى (1939- 1936) بعدما اقتنى بندقية ألمانية من طراز «فلونت» واستشهد ابن بلدته محمد قاسم اسماعيل خلال اشتباك مع الإنكليز في معركة في منطقة الشاغور. كما يكشف أنه شارك أهالي بلده في تشييع الشاعر الشعبي الشهيد نوح إبراهيم ابن حيفا الذي استشهد بالقرب من طمرة خلال ثورة 1936. موضحا أن الثورة أخفقت في تحقيق هدفها لاختلال موازين القوى ولذا يعتقد أن الشيخ أحمد حميد ذياب قد أصاب حينما أقنع أهالي طمرة التي عدت 1500 نسمة بالتسليم عام 48 بعد سقوط عكا المجاورة وإلا لكان التدمير والتهجير مصيرها. ويوضح أن إسرائيل لم تتغير بجوهرها، ويدلل على معتقده ورؤيته المستقبلية بأن بني إسرائيل ضالون وظالمون في القرآن الكريم «يا موسى إن فيها قوماً جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون». ويضيف «مدّ الراحل ياسر عرفات يده للسلام معهم فقتلوه». ولم تأت عثرات الزمان على الروح الفكاهية وخفة الظل وحب الحياة لدى الشيخ محمد. وردا على سؤال حول أمنياته يقول إنه يحن إلى «حبيبة قلبه أميرة الأميرات» زوجته تركية عواد التي رحلت في 2000 ومن وقتها «حلفت على النسوان». معمر ابن معمر ويتابع أبو حميد الذي رحل والده عن 105 سنوات «تزوجنا عام 1935 وتقاسمنا الحلوة والمرة ودائما كانت أفضل مني، فهي طاهرة ومتسامحة ومخلصة ومناضلة يعتمد عليها في تدبير الأمور وربت 11 ولدا ولذا حرمّت الزواج ثانية». للشيخ أبو حميد سبع بنات وأربعة أبناء لكنه لا يحصي عدد الأحفاد ويقدرهم أبناؤه بنحو 250 نسمة. ويقول متوددا إنه كان وما زال شابا وسيما معتدا بنفسه وبجسمه الرشيق، لافتا لكنيته «المصفط « بسبب حرصه على هندامه، لكنه يتمنى لو أتيحت له العودة لسهرة واحدة…لحلقات الدبكة الشعبية في حفلات الزفاف الشعبية. وكشف أبو حميد أنه لم يغادر البلاد إلا مرة واحدة وكان ذلك وصديقه محمد عبد المجيد حين ذهبا لبيروت قبل 1948 للحصول على راتبه من شركة «الريفاينري» لتكرير البترول التي ما زال يتقاضى مخصصات تقاعد منها حيث استمر بالعمل فيها حتى 1977. كما يبدي حنينه البالغ لأقربائه وأصدقائه الراحلين ويزعجه تباعد الناس عن بعضها البعض ويشمئز من «قلة احترام الصغار للكبار اليوم» لكنه سعيد بما يوفره التطور من ترفيه وراحة للبشر ويتابع مبتسما «انتظر أن يقتني لي أبنائي هاتفا محمولا لأبقى على اتصال مع بناتي». بعد ستين عاما ونيف من «العشرة» طلق أبو حميد السيجارة وباتت رائحة الدخان تزعجه، لكنه يفتتح نهاره بفنجان قهوة قبل تناول فطوره وهو دائم الحرص على سماع فيروز وملء «بطاريته بطاقتها» الحلوة. منوها أنه لا يعرف الدواء ويتناول كافة أنواع الطعام لكنه يتحاشى الخبز ومحب جدا للبوظة ويعتبر البامية أفضل المأكولات و «الزلابية ست المحليات». وهو مدمن على «الصديقين الأبيضين» الملح والسكر وأحيانا يرش الملح على الكعك لكنه يستنكف عنه بعد صلاة العشاء. وكشف ولده وليد أن والده ما زال يصوم رمضان دون انقطاع ولاختتامه القرآن الكريم 11 مرة في الشهر الفضيل الأخير. لكنه سارع للتدخل بالقول «صمت 100 شهر رمضان ولم أفطر يوما عدا يوم واحد «سرقت» به رمضان وأنا طفل حيث وصلت عين البلدة ولمست ماءها البارد في الصيف فأطفأت ظمئي وكسرت صومي لكنها مرة ولم تتكرر». كما يصمم على الوضوء كما يجب ودون اختصارات قبيل كل صلاة. وتابع بلهجة دافئة «أنا بحالة طيبة بفضل دعوات أمي التي طالما كانت تترضى على ابنها المطيع». لا أخشى الموت لكنني لا أحبه وربما يكشف نجله وليد أحد أسرار عافيته بالإشارة إلى تميزه برحابة الصدر ومحبة الناس وتحاشي الزعل والحقد. أبو حميد الذي سمع ذلك سارع للتعقيب بالتذكير «وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَة وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هي أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ «. كما يشير وليد إلى عادة والده باستقبال كل زفة عريس أو عروس في الحي بالضيافة والهدايا « حتى بادر أحد الجيران لانتقاده بذلك، فأجابه بأن الحالة ميسورة والحمد لله». وهل تخاف من الموت؟ سألنا الشيخ المعمّر فقال جازما: «لا أخشى الموت لكنني لا أحبه». أبو حميد.. 106أعوام و250 حفيدا وذاكرة من حديد لكل زمان ثلاث دول ورجل صام 100شهر رمضان وديع عواودة: |
تصاعد المواجهة بين المعارضة والأغلبية في البرلمان المصري Posted: 31 Jul 2018 02:20 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: تصاعدت حدة المواجهات بين المعارضة والأغلبية في البرلمان المصري، خلال الأيام الماضية، ووصلت إلى حد تهديد رئيس المجلس علي عبد العال، لأعضاء تكتل «25 ـ 30» المعارض بإسقاط عضويتهم، وإحالة النائب هيثم الحريري عضو التكتل، إلى لجنة القيم. التكتل أصدر بيانا رسميا، يستعرض فيه تفاصيل وأسباب إحالة عدد من نوابه للجنة القيم في البرلمان، معتبرا أن الأمر يأتي في إطار التنكيل والكيد السياسي، ويهدف إلى التخلص من المعارضة في البرلمان المصري. وقال في البيان: «قبل أكثر من عام، وأثناء نظر البرلمان لاتفاقية تيران وصنافير، وإثر موقف كافة أعضاء التكتل الرافض لإقرار هذه الاتفاقية المشؤومة وتمسكهم ـ وغيرهم من النواب ـ بمصرية الجزيرتين، ودفاعهم بصوت كل المؤمنين بحقهم في الذود عن أوطانهم، جرت العديد من المشادات مع النواب المنادين بسعودية الجزيرتين، وكنا نندهش من عصبيتهم الزائدة بل واتهاماتهم الباطلة والتي ثبت مع الوقت أنها منافية للحقيقة». وأضاف: «كانت هذه الاتهامات وغيرها مما واجهناه من بعض نواب الأغلبية تحت سمع وبصر إدارة المجلس التي لم تحرك ساكنا بل إنها قد شجعتهم على ذلك، وفي الأخير تركت الأفعال وأرادت عقاب أعضاء التكتل على ردود أفعالهم بأن أحالت ثلاثة منهم لهيئة مكتب المجلس لعقابهم حتى يكونوا عبرة لغيرهم». وتابع: «تم التحقيق في حينه مع النائب أحمد الطنطاوي وتمت إحالته إلى لجنة القيم التي أوصت بإيقافه عن دور الانعقاد الثالث كاملا، كما حققت هيئة المكتب مع النائبين محمد عبد الغني وهيثم الحريري الذي تم تحويله مؤخرا للجنة القيم بعد مرور أكثر من عام على التحقيق معه أمام هيئة المكتب على خلفية اتهامات لا تختلف في جوهرها عما وجهت لزميليه، أو ما اتهم به جميع أعضاء التكتل الذين تقدم بعضهم وقتها لرئيس المجلس بشكاوى للتحقيق فيما تعرضوا له من بعض نواب في الأغلبية، لكنها حفظت بينما تحركت فقط الشكاوى التي قدمت ضدهم!». «الكيد السياسي» هذه الإجراءات، وفق التكتل «ما هي إلا رغبة في التنكيل السياسي بأعضائه، وأن تهديد رئيس المجلس لجميع نوابه صراحة بإسقاط عضويتهم، وتأخير العقوبة بالنسبة للنائب أحمد الطنطاوي، وتأجيل التحقيق مع النائب هيثم الحريري، والاحتفاظ بملف النائب محمد عبد الغني مفتوحا لأكثر من عام، وعلى خلفية اتهامات غير صحيحة تتكرر كلما تجدد خلاف التكتل مع إدارة المجلس أو الأغلبية البرلمانية في قضايا معروضة على البرلمان، لهو دليل قاطع على أن ما يحرك كل ذلك هو فقط الكيد السياسي ومحاولة الأغلبية التخلص من المعارضة». وأضاف أن «التكتل إذ يعلن عدم مخالفة أعضائه لقانون المجلس بل ويكرر مطالبته بالتنفيذ الأمين لكل ما جاء به من قواعد وأحكام على الجميع دون إقصاء أو اصطفاء. وتابع البيان: التكتل يعلن استعداد أعضائه جميعا لدفع فاتورة الدفاع عن مواقفهم التي تنبع من ضميرهم الوطني، وتبنى على انحيازهم الدائم والمطلق لصالح الوطن والمواطن». وأعلن التكتل حضور كامل أعضائه إلى مجلس النواب يوم الأحد المقبل للتحقيق مع النائب هيثم الحريري، وعقد مؤتمر صحافي في المجلس، عقب انتهاء اجتماع لجنة القيم مباشرة ليعلن خلاله موقفا قاطعا وجماعيا من هذه القضية. في المقابل، قال النائب صلاح حسب الله، المتحدث باسم البرلمان المصري، إن أعضاء المجلس ورئيسه يرحبون بالرأي المعارض، ولكنهم يتحفظون على «ديكتاتورية المعارضة والتمسك بالرأي ومواجهة الأغلبية». جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس الثلاثاء تحت عنوان إنجازات البرلمان في دورة الانعقاد الثالث. وأضاف أن «استفزاز الآخر والبعد عن الموضوعية يؤدي في النهاية إلى الصدام، وأن لجنة القيم تجتمع الأحد المقبل للتحقيق في الشكاوى الموجهة ضد هيثم الحريري عضو تكتل «25 ـ 30» بشأن التجاوز ضد بعض الأعضاء». وتابع: «أنا كوكيل لجنة القيم لم أطلع على هذه الشكاوى وسيتم الاستماع له، وأتمنى ألا تعمل لجنة القيم وتأخذ إجازة لأن عملها يعني أن هناك خللا تتصدى له لجنة القيم». وحول توصية لجنة القيم، التي صدرت منذ دور الانعقاد الثاني، بشأن النائب أحمد طنطاوي، عضو تكتل 25 ـ 30، أوضح أن «لجنة القيم انتهت من التحقيقات مع النائب أحمد طنطاوي، وأحيلت لهيئة مكتب المجلس (رئيس البرلمان والوكيلين)، التي تتخذ القرار النهائي بشأن هذا التقرير». «صداع» ويمثل تكتل 25 ـ 30 الذي لا يتعدى عدد أعضائه 15 نائبا، صداعا في رأس البرلمان من خلال مواقفه الرافضة لتمرير قوانين تمس حياة المواطن، خاصة فيما يتعلق بفرض ضرائب أو رسوم جديدة وغيرها مما يزيد من الأعباء المعيشية على الفقراء، وكذلك أعلن رفضه لتمرير الميزانيات العامة للدولة، وخطة الإصلاح الاقتصادي، وبرنامج حكومة مصطفى مدبولي. وترجع أبرز الخلافات بين التكتل ورئيس البرلمان، إلى أكثر من عام، حين كان يناقش البرلمان اتفاقية تيران وصنافير، وعلى إثر موقف كافة أعضاء التكتل الرافض لإقرار هذه الاتفاقية التي وصفها بـ«المشؤومة» وتمسكهم بمصرية الجزيرتين. وخاض التكتل العديد من المواجهات مع رئيس البرلمان، التي بدأت مع أول أيام الانعقاد الأول للمجلس، باعتراضه على قرار عبد العال بإلغاء البث المباشر للجلسات بناء على طلب 40 نائبا، حيث طالب حينها بإعادة البث مرة أخرى باعتبار قرار وقف البث مخالفا للدستور الذي ينص على علنية الجلسات. كما أعلن التكتل رفضه لبرنامج حكومة رئيس الوزراء السابق شريف إسماعيل، في حين صوت 433 نائبا بالموافقة مقابل 38 نائبًا رفضوا، بينما امتنع 5 نواب عن التصويت، وبلغت نسبة الموافقين 91٪. وهناك العديد من المواقف التي انحاز فيها التكتل إلى أصحاب المعاشات والعمال، وكذلك إلى الصحافيين أثناء أزمة اقتحام النقابة من قبل وزارة الداخلية، وأخيرا انحازت للصحافيين في اعتراضهم على قانون الهيئة الوطنية للصحافة والإعلام، وأعلن التكتل رفضه لها. وكانت حكومة مصطفى مدبولي محطة أخرى من المحطات التي خالف فيها التكتل رأي الأغلبية، إذ أعلن رفضه لبرنامج الحكومة ورفض منحها الثقة، معتبرا أن برنامجها يزيد من الأعباء الاقتصادية وتدهور أحوال البلاد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. تصاعد المواجهة بين المعارضة والأغلبية في البرلمان المصري تكتل «25 ـ 30»: إحالة أعضائنا للجنة القيم تنكيل سياسي تامر هنداوي |
العاهل المغربي يستقبل في طنجة رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق ووزير خارجيته Posted: 31 Jul 2018 02:20 PM PDT الرباط ـ «القدس العربي»:استقبل العاهل المغربي محمد السادس في قصر «مرشان» في طنجة أول أمس الاثنين، خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو، رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق، وميغيل أنخيل موراتينوس وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإسباني الأسبق. وأوردت صحيفة «إلموندو» أن المسؤولين الإسبانيين السابقين تطرقا في لقائهما مع الملك إلى الزيارة الرسمية التي يعتزم رئيس الحكومة الاسبانية الجديد، الإشتراكي بيدرو سانشيز القيام بها إلى المغرب. وأضافت الصحيفة الإسبانية أن القصر الملكي الإسباني يريد الحفاظ على تقليد زيارة رؤساء الحكومات الإسبانية للمغرب في أول سفرياتهم الرسمية الخارجية قبل أن يتوجه «سانشيز» إلى 4 دول أمريكية في الـ27 من آب/ أغسطس. وأشارت إلى أن هناك ترتيبات على أعلى مستوى لقيام «سانشيز» بزيارة للمغرب في الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر آب بعدما تأجيلها بسبب غياب الملك عن المغرب وتواجده في فرنسا. وأكدت الصحيفة الإسبانية أن الحفاظ على علاقات جيدة مع المغرب يشكل هدفاً ذا أولوية بالنسبة لحكومة «بيدرو ستنشيز»، كما كان الحال بالنسبة إلى راخوي أو ثاباتيرو. وأوردت أن إسبانيا لا تعتبر المملكة المغربية مجرد حدود رئيسية لاحتواء الهجرة غير الشرعية، بل أيضاً حاجز لوقف مرور الجهاديين المتطرفين أو تجار المخدرات. العاهل المغربي يستقبل في طنجة رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق ووزير خارجيته |
اتحاد موظفي «الأونروا» يطالب بتدخل المفوض العام لحل أزمة التقليصات ويهدد بقرب الإضراب عن العمل Posted: 31 Jul 2018 02:20 PM PDT غزة – «القدس العربي»: مع استمرار الأزمة داخل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» بسبب تقليصها لخدماتها، وفصل مئات الموظفين، طالب اتحاد الموظفين فيها المفوض العام بالتدخل، بعد أن حذّر مجددا من الدخول في إضراب مفتوح عن العمل. وأكد الاتحاد في بيان له أن «الاعتصام السلمي» داخل مقر «الأونروا» الرئيسي الذي يشارك فيه الموظفون المفصولون مستمر، وأنه سيعلن عن الإضراب المفتوح عن العمل والشامل قريبا. ودعا مفوض عام «الأونروا» شخصياً الى التدخل لـ «نزع فتيل الأزمة ووقف هذا التدهور في تقديم الخدمات والتراجع عن قرار إيقاف زملائنا الموظفين الذي لا يتوافق مع نداء الكرامة لا تقدر بثمن». كما دعاه لإعلان فتح العام الدراسي في موعده «وعدم التهديد والتلاعب بمصير نصف مليون طالب فلسطيني». وحتى اللحظة لم تحسم «الأونروا» التي تعاني من أزمة مالية كبيرة، موقفها من فتح العام الدراسي في مدراسها في مناطق العمليات الخمس، وهي قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوربا ولبنان، التي تقدم خدمات لنصف مليون لاجئ. وجاءت الأزمة المالية والمقدرة حاليا بـ 217 مليون دولار، بعدما أوقفت الإدارة الأمريكية مساهمتها الكبيرة لهذه المنظمة مطلع العام، حيث كانت تساهم سنويا بـ 350 مليونا، وقلصتها الى 65 مليونا، ولم تفلح مؤتمرات للمانحين عقدت في روما ونيويورك في سد العجز. وبسبب ذلك ألغت «الأونروا» في غزة «برنامج الطوارئ» وسرحت العاملين فيه وعددهم 100 موظف، وتستعد لإدخال تقليصات أخرى على الخدمات المقدمة. وشدد الاتحاد على أن قرار إلغاء عقود موظفي برنامج الطوارئ «لن يمر مهما كلفنا الأمر وسندافع عنهم بكل ما أوتينا وفق القوانين والأعراف المكفولة». وأضاف البيان «الإجراءات الممنهجة وسلسلة التقليصات الخطيرة التي تقوم بها الأونروا من خلال إلغاء عقود 956 من زملائنا المثبتين وإغلاق مراكز التموين وتسريح المهندسين الذين ساهموا بإعمار غزة، وتقليص الخدمات الصحية وعدم دفع الرواتب، والتحذيرات بعدم بدء العام الدراسي الجديد، وكل المؤشرات الخطيرة، تدق ناقوس الخطر وتنذر بكارثة إنهاء كامل ووقف لعمليات الأونروا في المناطق». وأوضح الاتحاد أن «مكتب غزة الإقليمي مفتوح أمام الجميع، ولم يتم إغلاقه ولو للحظة وواحدة، وأن اعتصام الموظفين داخل مكتب غزة هو «اعتصام سلمي»، داعيا الجميع إلى تبنيه ومساندته. وطالب إدارة «الأونروا» بعدم «ترويج الإشاعات والمعلومات غير الدقيقة» عبر الناطقين باسمها، وكذلك عدم الاستمرار بتوجيه رسائل التهديد من قبل «البعض المتنفذ» في مكتب المفوض العام، مطالبا بـ «فتح تحقيق فوري وعاجل بادعاءاتهم الكاذبة والتهديدات لا تخيفنا». ودعا الاتحاد الأمين العام للأمم المتحدة لـ «وقف الكارثة الإنسانية التي ستحل باللاجئين وتحديداً في قطاع غزة جراء ما تقوم به إدارة الوكالة من إجراءات، ولا تنتظروا مئات آلاف الطلاب للبقاء في الشوارع». اتحاد موظفي «الأونروا» يطالب بتدخل المفوض العام لحل أزمة التقليصات ويهدد بقرب الإضراب عن العمل دعا لبدء العام الدراسي في موعده المحدد |
تنظيم «الدولة» ينتقل إلى صحراء سامراء بعد خسارته مناطق في الأنبار Posted: 31 Jul 2018 02:19 PM PDT صلاح الدين ـ «القدس العربي»: بعد الضربات الموجعة التي تلقاها «الدولة الإسلامية» من قبل القوات النظامية العراقية مؤخراً، وأدت إلى خسارته معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها في صحراء الأنبار غربي العراق، انتقل التنظيم لبسط سيطرته على جزيرة مدينة سامراء الممتدة إلى حدود محافظتي الأنبار ونينوى، أقصى غرب وشمال العراق، لتعويض ما لحق به من خسائر عسكرية وبشرية فادحة. مصدر أمني في قيادة عمليات سامراء، قال لـ«القدس العربي»، إن «مقاتلي الدولة تمكنوا خلال الأشهر المنصرمة من السيطرة على مساحات واسعة في صحراء جزيرة سامراء، بعد أن خسروا كل المدن التي سيطروا عليها وتحصنوا فيها على مدار سنوات في مناطق صحراوية غرب الأنبار، كوادي حوران، أثر قيام القوّات الأمنية بحملات عسكرية نوعية واسعة وملاحقة عناصر الدولة بعمق الصحراء بصورة شبه يومية بالقصف الجوي المكثف، ما أدى إلى تدمير أغلب معسكرات التنظيم وتكبد عناصره خسائر فادحة». وأضاف أن «قيادة تنظيم الدولة العسكرية، أصدرت أوامرها لجنود الدولة بالانتقال إلى صحراء جزيرة سامراء، وباتت الأخيرة منطلقا يتخذها التنظيم لاختراق أمن مدينة سامراء والمناطق المجاورة ومهاجمة والمقار العسكرية منها مقر قيادة العمليات الذي يضم أعدادا كبيرة من الضباط والرتب العسكرية العالية والآليات والمعدات الثقيلة ومخازن الأسلحة، وذلك عبر تسلل الانتحاريين، إضافة إلى تنفيذه هجمات بالقصف بقذائف الهاون والصواريخ الذكية باستمرار، وأدت إلى مقتل وإصابة العديد من الجنود والضباط برتب مختلفة في الأجهزة العسكرية، فضلاً عن ضحايا من ميليشيات الحشد الشعبي». ووفقا لمعلومات المصدر، الذي رفض الإفصاح عن اسمه، فإن «القوّات العسكرية العراقية تستعد الآن لخوض عملية تطهير كبرى في جزيرة سامراء لاستعادة الأجزاء الحيوية التي سيطر عليها التنظيم وتدمير حواضنه والقضاء على جميع مسلّحيه وإبعاد خطره الدائم عن بلدات سامراء بشكل خاص وصلاح الدين وبغداد بشكل عام». المصدر أكد «إحباط القوات العراقية مخطط لمقاتلي تنظيم الدولة، إذ كانوا ينون شن هجمات نوعية تستهدف أمن قضاء سامراء وقيادة العمليات بـ5 انتحاريين تسللوا من صحراء الجزيرة، وأغلبهم عراقيون يرتدون أحزمة ناسفة. الأجهزة الأمنية تحركت سريعاً، وأحبطت الهجوم، وتمكنت من قتل جميع المهاجمين قبل بلوغهم أهدافهم وتفجير أنفسهم». وحسب المصدر «انتقال التنظيم إلى جزيرة سامراء للاختباء فيها ومعاودة نشاطه ليس صدفة، إذ إن هذه المناطق ذات عمق صحراوي صعبة التضاريس تحفها الوديان وتصل إلى حدود غرب وشمال العراق حيث محافظتي الموصل والأنبار، وصولاً إلى الحدود السورية». تنظيم «الدولة» ينتقل إلى صحراء سامراء بعد خسارته مناطق في الأنبار |
جماعات يمينية تدرج أسماء آلاف الأجانب ضمن قوائم مطلوبين وخسائر باهظة لألمانيا جراء التطرف Posted: 31 Jul 2018 02:19 PM PDT برلين ـ «القدس العربي»: أدرجت جماعات اليمين المتطرف في ألمانيا آلاف الأشخاص على «قوائم الأعداء» في السنوات الأخيرة، وفق تقرير يستند لبيانات حكومية، نشر أمس الثلاثاء نشرته مجلة «دير شبيغل» الألمانية على موقعها الإلكتروني. ووفق التقرير، فإن السلطات نجحت في جمع المعلومات عن «قوائم الأعداء»، من خلال الوثائق التي عثرت عليها خلال المداهمات لليمين المتطرف، والتحقيقات التي أجرتها مع المتهمين في خلية «ان اس يو» اليمينية المتطرفة (خلية النازيين الجدد)، المدانة بقتل 9 أشخاص من خلفيات مهاجرة بينهم 8 أتراك في الفترة بين 2000 و2007. وتضم الوثائق، التي عثرت السلطات عليها أكثر من مرة خلال المداهمات في الفترة بين 2011 و2018، أسماء 25 ألف شخص بأرقام هواتفهم وعناوينهم. ونقل الموقع معلوماته عن «شبكة التحرير الألمانية RND»، التي استندت بدورها إلى رد من الحكومة الاتحادية الألمانية على طلب إحاطة من كتلة حزب اليسار المعارض في البرلمان الألماني «بوندستاغ». ولم يذكر تقرير «دير شبيغل» أي معلومات عن هوية الشخصيات الواردة في «قوائم الأعداء»، غير أنه ذكر أن أجهزة الشرطة في الولايات الألمانية الـ16، تتولى حمايتهم. وعثرت سلطات الأمن الألمانية بداية من 2011، خلال المداهمات التي استهدفت الأوساط اليمينية المتطرفة، على وثائق تحت عنوان «قوائم الأعداء». وتستند المجلة إلى تقرير قدمته الحكومة الألمانية للبرلمان، مؤخرا، بناء على طلب من حزب اليسار المعارض، عن قوائم الأشخاص التي يستهدفها اليمين المتطرف. وإلى جانب التحقيقات مع الضابط الألماني «فرانكو آيه» الذي انتحل شخصية لاجئ سوري في 2017 لتنفيذ هجمات تستهدف شخصيات تستهدف شخصيات عامة. ونقلت دير شبيغل عن مارتينا رينر، النائبة البارزة في البرلمان عن حزب اليسار، قولها تعليقا على «قوائم الأعداء» إن «الحكومة الاتحادية تتجاهل إرهاب اليمين المتطرف». وتابعت «لا يمكن تفسير الأمر إلا بهذه الطريقة لأن السلطات المعنية تلتزم الصمت حول هذا الأمر. وكان تقرير هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية الألمانية) عن المتطرفين في البلاد لعام 2017 الذي صدر الثلاثاء الماضي، ذكر أن عدد النشطاء في جماعات اليمين المتطرف بلغ 16 ألف شخص. ويشار إلى أن المجموعات اليمينية المتطرفة ازدادت في ألمانيا في الآونة الأخيرة، وذلك حسب تقرير مكتب «حماية الدستور»، لعام 2017. بيد أن التقرير نفسه أشار إلى أن «خطر المتطرفين اليساريين والإرهاب الإسلاموي ازداد في العام الماضي أيضا». يذكر أيضا أن السلطات الألمانية لم تكتشف جرائم خلية «ان اس يو» المدفوعة بدوافع يمينية متطرفة، سوى عام 2011، أي بعد 4 سنوات من انتهائها. وتناولت العديد من الصحف الألمانية مقطع فيديو يظهر فيه أعضاء من الحزب القومي الألماني اليميني المتطرف (النازيون الجدد) وهم يقومون بدوريات «حماية» في قطارات العاصمة برلين. ويُظهر مقطع الفيديو، الذي تم نشره في حزيران/يونيو، عدة رجال في محطة للقطارات في برلين، يرتدي اثنان منهما سترات برتقالية تحمل شعاراً على شكل حرف «S» في الخلف، كما يحملون أجهزة اتصالات لاسلكية. ويتنقل أولئك الرجال بين القطارات ويتحدثون مع الركاب. وهذا الفيديو الدعائي هو جزء من حملة يقوم بها الحزب اليميني المتطرف لتأسيس ما يسميها بـ«مناطق الحماية»، حيث يتهم السلطات الألمانية بأنها لا تقوم بواجبها لمقاومة الجريمة، و«حماية المواطنين». في ذات السياق كشف تقرير صحافي أن حجم التعويضات المالية التي دفعتها الحكومة الألمانية لضحايا عنف اليمين المتطرف، ارتفعت مؤخرا بشكل قوي. وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة «تسايت»، استنادا إلى بيانات وزارة العدل الاتحادية، أمس الثلاثاء أن هذه المدفوعات ارتفعت خلال العام الحالي إلى أعلى مستوى لها منذ ست سنوات. وحسب الموقع، فإن مقدار ما حولته الحكومة من تعويضات لضحايا العنف اليميني، وصل خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي إلى 451 ألف و750 يورو، متجاوزا بذلك إجمالي مدفوعات العام الماضي. وكان قد تم إنشاء صندوق دعم ضحايا اعتداءات اليمين المتطرف في عام 2001، ومنذ عام 2010، أخذ الصندوق في تخصيص أموال دعم لضحايا آخرين منهم على سبيل المثال ضحايا عنف اليسار المتطرف والعنف الإسلاموي، لكن أغلب مخصصات الدعم من الصندوق تتوجه إلى ضحايا عنف اليمين المتطرف. وقد تم إنشاء صندوق منفصل لضحايا الجرائم الإرهابية. وحسب وزارة العدل، فإنه ليس هناك حق قانوني في الحصول على أموال من الصندوق، ووصفت أموال المساعدة بأنها « عمل من أعمال تضامن الدولة ومواطنيها مع الضحايا»، ولفتت إلى أن من المفترض أن تمثل هذه الأموال علامة واضحة على إدانة هذه الاعتداءات. جماعات يمينية تدرج أسماء آلاف الأجانب ضمن قوائم مطلوبين وخسائر باهظة لألمانيا جراء التطرف سيرت دوريات ملثمة لأن الأجهزة الأمنية «لا تقوم بدورها» علاء جمعة |
منظمة التحرير تندد بمشروع الكونغرس لتحديد عدد اللاجئين الفلسطينيين Posted: 31 Jul 2018 02:19 PM PDT غزة -«القدس العربي»: نددت منظمة التحرير الفلسطينية بمشروع القانون الذي يعده الكونغرس الأمريكي، الذي يدعب أن عدد اللاجئين الفلسطينيين يبلغ فقط 40 ألف لاجئ، بدلا من العدد الحقيقي المسجل في كشوفات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» والمقدر بنحو ستة ملايين لاجئ. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رئيس دائرة شؤون اللاجئين، أحمد أبو هولي، في تعقيبه على مشروع القانون «إن الكونغرس الأمريكي لا يملك حق تحديد أعداد اللاجئين الفلسطينيين»، مشيرا الى أن من يحدد أعداد اللاجئين وتسجيلهم هي «الأونروا» الجهة الدولية المسؤولة عن رعايتهم وإغاثتهم وتشغيلهم . وأكد في بيان صحافي أن حق اللاجئين في العودة يشمل كل الأفراد المنحدرين من نسل اللاجئين، وهذا يشمل اللاجئين المسجلين وغير المسجلين في سجلات «الأونروا». وأضاف أن صفة لاجئ ستبقى قائمة وملازمة للفلسطينيين الذين هُجِّروا من ديارهم ولأبنائهم وأحفادهم ما دام حقهم في العودة معطلاً، ولن تزول هذه الصفة عنهم إلا بعودتهم إلى ديارهم التي هُجروا منها عام 48 طبقاً للقرار 194 .وأضاف «لا يحق للكونغرس الأمريكي ان يسقط صفة لاجئ عن أبناء وأحفاد اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا من ديارهم عام 48»، معتبرا تحركاته بهذا الشأن تمس بجهود الأمم المتحدة وتدخلا في شؤون وكالة الغوث الدولية. وأكد كذلك أن تحركات الكونغرس هذه تأتي استكمالا لقرار الإدارة الأمريكية بتخفيض قيمة مساهماتها المالية المقدمة لـ «الأونروا» في إطار خططتها لإنهاء عمل هذه المنظمة الدولية «لما تجسده من التزام سياسي وأخلاقي من قبل المجتمع الدولي تجاه قضية اللاجئين كمدخل لتصفية قضيتهم». وأشار إلى أن التحركات الأمريكية تحمل مؤشرات خطيرة لـ «وجود مخطط أمريكي – إسرائيلي لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، في ظل التوجه الأمريكي بتبني الموقف الإسرائيلي القاضي بأن اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا إبان النكبة معظمهم في عداد الموتى، وأن أبناءهم وأحفادهم ليسوا بلاجئين»، مطالبا المجتمع الدولي بعدم التعاطي مع المواقف الأمريكية التي وصفها بـ «المعادية لحقوق شعبنا الفلسطيني المشروعة». وشدد على أن حق العودة هو «حق مشروع وثابت لا يسقط بالتقادم ولا يملك أحد التلاعب بمصير ما يقارب ستة ملايين لاجئ وحقهم الراسخ في العودة، مؤكدا أن محاولات تجاهل هذا الحق أو القفز عنه هي «محاولات عدوانية على حقوق شعبنا المشروعة سيتصدى لها شعبنا الفلسطيني». منظمة التحرير تندد بمشروع الكونغرس لتحديد عدد اللاجئين الفلسطينيين |
مسؤولون إيرانيون يشككون في دعوة ترامب للرئيس الإيراني للتفاوض المباشر Posted: 31 Jul 2018 02:18 PM PDT لندن ـ «القدس العربي» ووكالات: صرح وزير المخابرات الإيراني السابق، حيدر مصلحي، بأن طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فكرة التفاوض المباشر مع حسن روحاني هو جزء من خطته لإسقاط نظام الإسلامي في إيران. وحسب وكالة «فارس» للأنباء التابعة للحرس الثوري، أكد مصلحي أن استراتيجية ترامب هي إسقاط الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأن طلبه للتفاوض المباشر مع الرئيس حسن روحاني هو ليس إلا خطوة تكتيكية لتنفيذ استراتيجيته الثابتة، بإحداث خلاف داخل القيادة الإيرانية. وقال وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي أمس الثلاثاء إن إيران لا تثق في الولايات المتحدة كشريك تفاوض وذلك بعد يوم من عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقاء نظيره الإيراني لإجراء محادثات دون شروط مسبقة. ونقلت وكالة فارس للأنباء شبه الرسمية عن الوزير قوله «الولايات المتحدة ليست أهلا للثقة. كيف يمكننا أن نثق في هذا البلد بعد أن انسحب بشكل أحادي من الاتفاق النووي؟». واقترح رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، «حشمت الله فلاحت بيشه»، إنشاء «خط ساخن» بين طهران وواشنطن. وفي تصريحات لوسائل إعلام محلية، أمس الثلاثاء، قال «يجب ألا تتحول المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران إلى محرمات». وبيّن أن بلاده تنظر بإيجابية إلى إبداء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، استعداده لعقد لقاء مع مسؤولين إيرانيين. وأشار إلى أن دولا ثالثة ـ لم يسمها ـ تستفيد من الخلاف بين طهران وواشنطن. وأضاف أن المصالح الوطنية لطهران وواشنطن، ستكون لعبة بيد الآخرين إلى أن يتم إنشاء خط أحمر (قناة اتصال) بين الطرفين». وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاثنين إنه مستعد للاجتماع مع نظيره الإيراني حسن روحاني بدون شروط مسبقة لبحث سبل تحسين العلاقات بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم مع إيران في 2015 قائلا «إذا كانوا يريدون اللقاء فسوف نلتقي». وعندما سئل في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض عما إذا كان مستعدا للاجتماع روحاني قال ترامب «سألتقي مع أي شخص. أنا مؤمن بالاجتماعات» خاصة في الحالات التي يكون فيها خطر الحرب قائما. وردا على ذلك، أفادت إيران بأن على الولايات المتحدة العودة للاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب في أيار/ مايو، وذلك من أجل تمهيد الطريق لإجراء محادثات مع الجمهورية الإسلامية. وقال حميد أبو طالبي، وهو مستشار لروحاني، على تويتر «احترام حقوق الأمة الإيرانية وخفض الأعمال العدائية والعودة للاتفاق النووي خطوات يتعين اتخاذها لتمهيد طريق المحادثات الصعب بين إيران وأمريكا». وتستهدف واشنطن حمل طهران على إنهاء برنامجها النووي ووقف دعمها للجماعات المسلحة في الشرق الأوسط، حيث تخوض إيران حروبا بالوكالة من اليمن إلى سوريا. وتعمل إيران والدول الأخرى الموقعة على الاتفاق من أجل إيجاد وسيلة لإنقاذه على الرغم من معاودة الولايات المتحدة فرض بعض العقوبات على إيران. ولم يلتق أي رئيس أمريكي بزعيم إيراني منذ أن قطعت واشنطن علاقاتها الدبلوماسية مع طهران بعد عام من ثورة 1979 التي أطاحت بالشاه، الذي كان حليفا للولايات المتحدة. وكسر الرئيس باراك أوباما جمودا في العلاقات استمر ثلاثة عقود بإجرائه اتصالا هاتفيا مع روحاني عام 2013. وأوضح البيت الأبيض أن استعداد ترامب للقاء روحاني لن يغير عزم الإدارة على تصعيد العقوبات وحدة الخطاب تجاه إيران لتحقيق هدف معلن وهو «السعي لإحداث تغييرات في سلوك الحكومة الإيرانية». وقال ترامب خلال مؤتمر صحافي مع رئيس وزراء إيطاليا الزائر جوزيبي كونتي: «سأجتمع بالتأكيد مع (المسؤولين في) إيران إذا أرادوا الاجتماع. لا أعلم إن كانوا مستعدين بعد. أنهيت الاتفاق (النووي) مع إيران. كان اتفاقا سخيفا. أعتقد أنهم سيرغبون في الاجتماع على الأرجح في نهاية المطاف وأنا مستعد للقاء في أي وقت يرغبون فيه». وقال ترامب إنه ليس لديه «أي شروط مسبقة» للاجتماع مع الإيرانيين مضيفا: «إذا كانوا يريدون اللقاء فسوف نلتقي». وتابع «إذا استطعنا عمل شيء بناء وليس ورقة نفايات مثل الاتفاق الآخر فإنني بالتأكيد مستعد للاجتماع» موضحا أن ذلك سيكون جيدا للولايات المتحدة وإيران والعالم. وذكر البيت الأبيض أنه حتى على الرغم من أن الرئيس «منفتح على الحوار والمفاوضات» فإن ذلك لا يعني أن الولايات المتحدة سترفع العقوبات أو ستستعيد العلاقات الدبلوماسية والتجارية. وقال جاريت ماركيز المتحدث باسم مجلس الأمن القومي «هذا التخفيف لن يكون ممكنا إلا إذا كانت هناك تغيرات ملموسة وواضحة ومستدامة في سياسات طهران». وأضاف «ولحين حدوث ذلك ستزداد وطأة العقوبات إذا لم يغير النظام مساره». وفي أيار/ مايو أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي يهدف إلى منع إيران من صنع أسلحة نووية. ومنذ ذلك الحين تتعرض المؤسسة الدينية في طهران لضغوط أمريكية متزايدة ولاحتمال استئناف العقوبات التي علقها الاتفاق. مسؤولون إيرانيون يشككون في دعوة ترامب للرئيس الإيراني للتفاوض المباشر وزير الاستخبارات السابق: الدعوة جزء من خطة لإسقاط الجمهورية الإسلامية محمد المذحجي |
والي بنك المغرب: الإنجازات هشة والمغرب يحتاج تعبئة شاملة لقواه الحية لإعادة الثقة والتصالح مع شبابه Posted: 31 Jul 2018 02:18 PM PDT الرباط ـ «القدس العربي»: في ظل وضع اتسم بتنامي الاحتجاجات الاجتماعية وسيادة توصيف «الأزمة» على خطاب الفاعلين السياسيين والمدنيين في تحليل الواقع الاجتماعي والسياسي في المغرب خلال السنة الماضية والجارية، جاء تقرير البنك المركزي ليؤكد أن المغرب وإن أحرز بعض التقدم في سنة 2017، بتمكنه من تحقيق تحسن نسبي في مستوى النمو والتوازنات الماكرواقتصادية، إلا أن «وتيرة التقدم تظل بطيئة، ولا تزال الإنجازات دون مستوى الانتظارات، وهشة ورهينة إلى حد كبير بالعوامل الخارجية». وأكد عبد اللطيف الجواهري، والي «بنك المغرب «، أن المغرب يحتاج إلى إقلاع حقيقي وتعبئة شاملة لجميع قواه الحية بغية إعادة إرساء مناخ من الثقة والسلم الاجتماعي ووضع الاقتصاد على مسار يحقق نسبة نمو أعلى وفرص شغل أكبر، مضيفًا: «حينئذ سيكون بلدنا قادرًا على ضمان ظروف معيشية أفضل لمواطنيه والتصالح مع شبابه وإعادة منحهم الأمل بمستقبل أفضل»، وذلك في كلمة ألقاها أمام العاهل المغربي، محمد السادس، بمدينة الحسيمة بمناسبة حلول الذكرى 19 لعيد العرش. واستعرض الجواهري الخطوط العريضة للتقرير السنوي للبنك المركزي حول الوضعية الاقتصادية والنقدية والمالية للمغرب خلال سنة 2017. وبالرغم من مناصب العمل التي تم خلقها، إذ ارتفعت المناصب المحدثة بمقدار 86 ألف منصب، نصفها تقريبًا في قطاع الفلاحة، إلا أن معدل البطالة شهد ارتفاعًا وبشكل أخص تفاقمت نسبته وسط شباب المدن، حيث أن أربعة من كل عشرة عاطلون عن العمل، حسب ما جاء في كلمة الجواهري، موضحًا أن هذه المناصب التي تم إحداثها ظلت غير كافية لامتصاص الوافدين الجدد على سوق العمل، وهي فرص يعود الفضل في إحداثها ـ وإن كانت غير كافية ـ إلى تحسن في الاقتصاد المغربي. وأعلن الجواهري أن اقتصاد بلاده سجل سنة 2017 تسارعًا ملموسًا في وتيرة النمو من 1,1 في المئة إلى 4,1 في المئة، حيث نمت القيمة المضافة الفلاحية بنسبة 15,4 في المئة بعد انكماش حاد في السنة السابقة، موضحًا أن الاقتصاد المغربي استفاد من الظروف المناخية الجيدة، وكــــذا من انتعاش الاقتصاد العالمي، إلا أن هذا الــــنمو الاقتصادي يشهد تباطؤًا ملموسًا في مكـــونه غير الفلاحي خلال الخمس سنوات الأخـــيرة، حيث تراجعت وتيرة نمو القيمة المضافة غـــير الفلاحية إلى 2,2 في المئة مقابل 4,4 في المئة في العقد الأول من القرن الحالي. وسجل أن المغرب قد أحرز إجمالًا بعض التقدم في سنة 2017، إلا أن الوتيرة تبقى دون المستوى المطلوب، إذ يظل النشاط غير الفلاحي بطيئًا، وعلى الرغم من التحفيزات والمجهود الاستثماري العمومي فلا يزال الاستثمار الخاص محدودًا، ما يقلل من فرص تحسين النمو والعمل. مستوى ما تحقق من إنجازات يبرز ـ على حد تعبير الجواهري ـ أن المغرب ليس بحاجة فقط إلى مواصلة الإصلاحات وتوسيع نطاقها، بل أيضًا وبصفة خاصة إلى إنجاح تنفيذها وإتمامها في الآجال المحددة، مشيرًا إلى أن العديد من الورشات الهيكلية التي تم إطلاقها لم يتم إتمامها بعد، وبعضها الآخر لم يحقق النتائج المرجوة، واقفًا في هذا الباب ما يعرفه إصلاح منظومة التعليم من تعثر، قائلًا: «ففي مجال التربية والتكوين لم يتم تنزيل بعد الرؤية الاستراتيجية 2030 رغم مضي أكثر من ثلاث سنوات على اعتمادها، في الوقت الذي تستمر فيه المدرسة المغربية في تسجيل نتائج باهتة وإفراز شباب تنقصه المؤهلات اللازمة للاندماج بشكل ملائم في سوق العمل»، مشيرًا كذلك إلى ما عــرفه هذا الأخير منذ عــــــدة سنوات من وضع برامج وإجراءات متفرقة دون أن تثمر نتائج ملموسة، منتقدًا مخطط النهوض بالشغل الذي «وضعته السلطات» في إطار إعداد استراتجية وطنية للتشغيل، قائلًاإأن هذا المخطط «يروم تحقيق عدة أهداف تبدو غير واقعية وتحتاج إلى تدابير ملموسة لتحقيقها». وأشاد الجواهري بإصلاح «صندوق المقاصة» الذي تمت مباشرته في عهد الحكومة السابقة برئاسة عبد الإله بنكيران، قائلًا إنها «تجربة ناجحة في المنطقة «، غير أنها هي أيضًا مثال على ما لا يتم إتمام تنفيذه، قائلًا إن هذا الإصلاح بعدما «تم تنفيذه في سياق موات اتسم بانخفاض أسعار النفط، لم يتم إجراء التتبع الذي كان متوقعًا لأسعار الوقود بعد تحريرها، ولم يتم تطبيق إجراءات المواكبة». ما حمله تقرير الجواهري، خاصة حول إصلاح «صندوق المقاصة»، اعتبرته القيادية في حزب العدالة والتنمية، أمنة ماء العينين، إنصافًا لرئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران، المعفى بقرار ملكي من رئاسة الحكومة الحالية بعد أزمة ما بات يعرف بـ»البلوكاج» (العرقلة)، حيث كتبت تدوينة مطولة على حائطها في «فيسيوك»، استشهدت فيها بما حمله تقرير الجواهري عن كون نظام المقاصة «يحتاج اليوم إلى استكماله وتعميمه» في إطار سياسة شمولية تنبني على اعتماد الأسعار الحقيقية بالموازاة مع دعم الأسر الأكثر احتياجًا، و حديثه أيضًا عن وضع نظام لاستهداف الساكنة والحاجة لإتمام المسار الذي بدأ سنة 2016 بخصوص إصلاح نظام التقاعد، معتبرة أن ما جاء في التقرير هو إنصاف لبنكيران قائلة: «والإنصاف يقتضي الاعتراف أنها النقاشات التي أطلقها بنكيران ولعب دور كاسحة الألغام القوية لتعبيد الطريق أمام برامجها، حتى إن تحقيق دعم الأرامل المعوزات أخذ منه مجهودًا استثنائيًا بعد إصرار بعض الوزارات وإداراتها على العرقلة»، مضيفة: «…لينتهي الأمر باشتراط أخنوش (وزير الفلاحة ورئيس حزب التجمع) خلال البلوكاج بوقف الحديث عن الدعم الاجتماعي لتشكيل الــــحكومة». والي بنك المغرب: الإنجازات هشة والمغرب يحتاج تعبئة شاملة لقواه الحية لإعادة الثقة والتصالح مع شبابه سعيدة الكامل |
«رايتس ووتش»: التعذيب والرشوة متفشيان في النظام القضائي العراقي Posted: 31 Jul 2018 02:18 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: قالت «هيومن رايتس ووتش» أمس الثلاثاء، إن القضاة في العراق عادة ما لا يُحققون في مزاعم ذات مصداقية بتعذيب قوات الأمن لمشتبه فيهم في قضايا الإرهاب، وكثيرا ما يتجاهلون مزاعم التعذيب، ويدينون متهمين استنادا إلى اعترافات يقول المتهمون أنها انتزعت منهم بالإكراه. وازداد القلق حول استخدام قوات الأمن العراقية للتعذيب بشكل كبير منذ أن نفذت الحكومة اعتقالات واسعة لآلاف المشتبه في انتمائهم إلى تنظيم «الدولة الإسلامية». رغم أن العراق طرف في اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، إلا أنه ليست لديه قوانين أو مبادئ توجيهية توجه العمل القضائي عندما يزعم المتهمون أنهم تعرضوا للتعذيب أو سوء المعاملة، وفق المنظمة. لما فقيه، نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في «هيومن رايتس ووتش» بينت أن «التعذيب متفشٍ في النظام القضائي العراقي، ومع ذلك ليس لدى القضاء تعليمات بالتعامل مع ادعاءات التعذيب. لن يحصل المدعى عليهم، ومنهم المشتبه بانتمائهم إلى تنظيم الدولة، على محاكمة عادلة طالما أن قوات الأمن يمكنها تعذيب الناس دون رادع لانتزاع اعترافاتهم». وراجعت المنظمة، ملفات 30 قضية، أمام محاكم بغداد بين عامي 2008 و 2009، أكد فيها المتهمون تعرضهم للتعذيب، وفي يونيو/حزيران ويوليو/تموز 2018 حضرت 18 محاكمة جنائية في بغداد لمشتبه في كونهم أعضاء في تنظيم الدولة». عُرضت كل القضايا إلا واحدة على المحاكمة بموجب قانون مكافحة الإرهاب في العراق، والذي يمكن أن تصل عقوبته إلى الإعدام. في 22 قضية، رفض القضاة الرد بأي شكل من الأشكال على ادعاءات التعذيب. وفي عدة قضايا أمر القاضي بإجراء فحص طبي شرعي ووجد آثار تعذيب، لكنه لم يأمر بالضرورة بإعادة المحاكمة أو التحقيق، أو مقاضاة الضباط والعناصر المسيئين. وتحدثت «هيومن رايتس ووتش» مع 3 قضاة كبار و5 محامي دفاع خاصين في بغداد. قالوا إن في غياب قوانين أو مبادئ توجيهية بشأن مزاعم التعذيب، وموجب الحظر الدستوري للتعذيب، على القاضي أن يأمر بإجراء فحص طبي شرعي لتحديد ما إذا كان المتهم قد تعرض للتعذيب. إذا كان الأمر كذلك، على القاضي نقل المتهم من الحبس الاحتياطي لدى الضابط المخالف، وإلغاء الاعتراف، والأمر بإعادة المحاكمة، على النحو المطلوب بموجب «قانون العفو» العراقي لعام 2016. وأضافوا أن القضاة نادرا ما يأمرون بإجراء فحص طبي شرعي للتحقيق في التعذيب. وإذا أمر القضاة بتقرير الطب الشرعي، فنادرا ما يأمرون بإعادة المحاكمة. ولفتوا كذلك إلى أنهم نادرا ما ينجحون في الاستناد إلى قانون العفو في قضايا الإرهاب للحصول على إعادة المحاكمة عندما يزعم المشتبه بهم تعرضهم للتعذيب. وفي قضية استثنائية، قال استطاع محام، كما قال، الحصول إطلاق سراح معتقل باستخدام قانون العفو لأن عائلة الضحية شهدت نيابة عن المدعى عليه أن قوات الأمن ألقت القبض على الرجل الخطأ. ودعت المنظمة، السلطات القضائية إلى «التحقيق في جميع المزاعم ذات المصداقية بشأن التعذيب ومع قوات الأمن المسؤولة»، وبينت أن» على القاضي أن يأمر بنقل المعتقلين إلى مراكز مختلفة فورا بعد أن يزعموا تعرضهم للتعذيب أو سوء المعاملة، لحمايتهم من الانتقام». كذلك، على «مجلس القضاء الأعلى» العراقي أن يصدر توجيهات بشأن الخطوات التي يجب أن يلتزم القضاة باتخاذها عندما يدعي متهم أنه تعرض للتعذيب أثناء الاحتجاز. كما إن على البرلمان اعتماد «قانون مناهضة التعذيب»، والذي يشترط على القاضي أن يأمر بإجراء فحص طبي على أي معتقل يدعي تعرضه للتعذيب خلال 24 ساعة من العلم بالمزاعم. وطبقاً للما فقيه، نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في «هيومن رايتس ووتش» : «عندما يُدين القضاة المتهمين بناء على اعترافات بالإكراه ويتجاهلون مزاعم التعذيب، فهم يقولون لقوات الأمن إن التعذيب أداة تصلح للتحقيق. على الحكومة العراقية أن تفعل أكثر بكثير مما تقوم به الآن لضمان أن تكون التحقيقات الجنائية موثوقة وحيادية، ولمحاسبة الضباط والعناصر الذين يعذبون المعتقلين». ويواجه المحتجزون الذين يعتمدون على محامين معينين من قبل الدولة صعوبات في الحصول على تمثيل قانوني مناسب. وعن ذلك، قال عضو في نقابة المحامين العراقيين في بغداد، إن الدولة تدفع للمحامين المعينين من قبل الدولة 25 ألف دينار عراقي أو 20 دولارا أمريكيا عن كل قضية، بغض النظر عن مقدار الوقت الذي يستغرقهم ذلك. وأضاف: نتيجة لذلك ليس لدى المحامين أي حافز لمقابلة موكليهم قبل جلسة التحقيق معهم، أو دراسة ملف القضية، أو الاستمرار في تمثيلهم في جلسات الاستماع اللاحقة. وقال المحامون إن هذا النقص في التمثيل يجعل المتهمين أكثر عرضة للانتهاكات. وبين المحامون أن الرشوة شائعة في النظام القضائي، واعترفوا برشوة ضباط الأمن والقضاة لضمان إطلاق سراح موكليهم أو معاملتهم معاملة أفضل. في مرحلة التحقيق، تتحكم النيابة العامة في جميع وثائق القضية، بما فيها تقرير للفحص الطبي الشرعي. وأوضحوا أن عليهم طلب الحصول على الوثائق من قاضي التحقيق. في بعض الأحيان يرفض القاضي، وحتى إذا سمح القاضي بالوصول إلى الوثائق، فإنه عادة ما يكون لفترة محدودة فقط. قال المحامون إنهم عموما يستطيعون فقط الحصول على نسخ من الوثائق الرئيسية اللازمة لتكوين دفاع، بما في ذلك تقرير الطب الشرعي، عن طريق «الواسطة أو دفع رشوة»، على حد تعبير أحدهم. وهذا يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لهم لاستخدام فحوص الطب الشرعي في دفاعهم عن موكلهم، حسب المنظمة. «رايتس ووتش»: التعذيب والرشوة متفشيان في النظام القضائي العراقي قالت إن لا محاكمات عادلة للمشتبه غب انتمائهم لتنظيم «الدولة» |
لبنان: باسيل يزور بري بوساطة من الفرزلي لأول مرة بعد نعته بـ«البلطجي» Posted: 31 Jul 2018 02:17 PM PDT بيروت- «القدس العربي»: لا جديد بعد على صعيد ملف تأليف الحكومة، وفيما ينتظر البعض عقد لقاء بين الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل فإن الاخير توجّه الى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقاء هو الاول من نوعه منذ تسريب فيديو يصف فيه باسيل رئيس المجلس بـ»البلطجي». وقد انعقد اللقاء بوساطة قام بها نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي الذي شارك ايضاً في اللقاء. وكان باسيل مهّد للقاء بإيفاد عدد من نواب التيار الى لقاء الاربعاء النيابي الدوري الذي يعقده الرئيس بري في مقر الرئاسة الثانية بعد قطيعة لافتة، كما مهّد له بالمشاركة في مهرجانات صور التي ترعاها السيدة رندى بري. وبعد اللقاء، اكتفى باسيل بتصريح مقتضب من دون الاجابة على اسئلة الاعلاميين ومما قال «أود ان اختصر هذا اللقاء بكلام صدر عن قداسة البابا وقرأناه الان مع دولة الرئيس بري عن فن اللقاء الذي هو دائماً افضل من استراتيجيات الصراع، وأعتقد اننا الآن أحوج له في البلد في كل المراحل التي نمر بها بأن نتلاقى مع بعضنا كلبنانيين لكي نستطيع ان نؤمن مستقبلاً افضل لهذا البلد» . واضاف «طالما أننا قادمون من مؤتمر في واشنطن نظّرنا فيه ليس فقط عن الحرية الدينية بل على فنّ المعايشة التي تكلم عنها ايضاً قداسة البابا، والتي هي ابعد من التعايش وابعد من العيش الواحد، والذي يقتضي ان نسلّم بديمقراطية تحكمنا في هذا البلد تقتضي شروط التمثيل والعيش السياسي الذي نتشارك فيه الحكم بميثاقية وطنية كاملة التي اساسها التفاهم الوطني. اننا نضع هذا اللقاء في هذا الاطار ، وبالتأكيد فقد تكلمنا في كثير من المواضيع المفيدة للبلد والتي ان شاءالله تساعدنا بكل المجالات، من تأليف الحكومة الى حل مشاكل لبنان السياسية الى موضوع النازحين والى كل ما يأتي بالخير على هذا البلد. نختصر هذا اللقاء بالخير ونودعكم». ومن عين التينة، انتقل باسيل والفرزلي الى قصر بعبدا لوضع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في أجواء اجتماعهما مع رئيس مجلس النواب.في وقت كانت محطة OTV تشير الى ان لقاء بري-باسيل سيؤسس لتعاون جدي وكبير على الصعيد التشريعي في المرحلة المقبلة. وفي قصر بعبدا، نقل زوار رئيس الجمهورية عنه «أن قانون الانتخاب الجديد حدّد أحجام الأطراف، وأنه ينبغي ان يتعاون الجميع في عملية تشكيل الحكومة. لكن ذلك لا يكون بفرض شروط خصوصاً اذا كانت من النوع الذي لا يمكن قبوله «. ودعا «الى ترك رئيس الحكومة يحدد عدد وزراء كل كتلة وفقاً لمعايير موحدة. وكما جرت الانتخابات النيابية على قاعدة النسبية، كذلك يجب اتباع القاعدة نفسها في ما يتعلق بتسمية الوزراء وتعيينهم «. وعددّ الرئيس عون مطالب الكتل، مشيراً الى «ان البعض يطالب بمقاعد تتجاوز حجمه، ويدعوه لحث رئيس « تكتل لبنان القوي « الوزير جبران باسيل على التنازل، فيما الوزير جبران باسيل هو رئيس اكبر كتلة نيابية، فلماذا يطلب من رئيس الجمهورية ان «يشلّحه» او يفرض عليه ما لا يستطيع فرضه على آلاخرين». في الموازاة ، أثارت تغريدة لرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي، وليد جنبلاط عبر حسابه على «تويتر» غضب وزير الطاقة المنتمي الى التيار الوطني الحر سيزار ابي خليل حيث كتب «في العراق وبعد اسابيع من الاحتجاج أقيل وزير الطاقة الذي أهدر 40 مليار دولار». وأضاف «البنك الدولي ينصح لبنان بالتخلي عن البوارج العثمانية وبناء معامل، أليست هذه فرصة ايضاً لاقالة الوزير الحالي ومعلّمه لحل عقدة الوزارة والكهرباء معاً؟ وارقام الهدر تتساوى تقريباً بين العراق ولبنان؟». وردّ ابي خليل على جنبلاط بقوله « فعلاً لما بدك تقلل شئمة ببطّل في شي عيب… انه يا بدنا نشتري منكن كهرباء من وحدات انتاجية توضع على سنسول الكوجكو او الهدر يلّي عملتوه من سنة 1990 لليوم بكون مسؤوليتنا؟». ومن الديمان حيث زار رئيس تيار المردة سليمان فرنجية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اشار فرنجية الى أن «تشكيل الحكومة يواجه عقبات». واعتبر «أن البلاد تحتاج الى ايجابية والمنافسة السلبية التي نعيش فيها هي المشكلة الحقيقية»، مضيفاً «تفاؤلنا حذر والشعب تعب والاقتصاد تعب». وحذّر فرنجية من ان «الوضع الاقتصادي خطير منذ سنين والمعالجة تحتاج الى دولة ويوم يصبح لدينا رجال دولة حقيقيين سنصل الى تحسين الاقتصاد». لبنان: باسيل يزور بري بوساطة من الفرزلي لأول مرة بعد نعته بـ«البلطجي» سعد الياس |
مصر تعرض على 90 دولة نقل سفاراتها للعاصمة الإدارية الجديدة Posted: 31 Jul 2018 02:17 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: كشف رئيس مكتب المعلومات في السفارة المصرية في موسكو، أيمن موسى مصطفى، في تصريحات صحافية، أن مصر عرضت على 90 دولة، نقل سفاراتها من القاهرة إلى العاصمة الإدارية الجديدة. وعرضت السلطات المصرية على الجانب الروسي نقل السفارة الروسية إلى العاصمة الإدارية الجديدة، شرقي القاهرة. ويعمل المستشارون في موسكو على دراسة المقترح وصيغة الاتفاق. ونقلت صحيفة «ازفستيا» عن مصدر من الجانب الروسي تأكيده تلقي عرض من مصر بنقل السفارة الروسية في العاصمة الإدارية الجديدة والمتوقع إنجازها بحلول نهاية العام الحالي، مضيفا أن الموضوع لا يزال قيد المداولة. تجدر الإشارة إلى أن مصر كانت قد أعلنت في عام 2015، عن إنشاء مدينة جديدة يمكن أن تحل محل القاهرة كمركز إداري للحكومة. ويقع المشروع، على بعد 45 كيلومترا شرقي القاهرة. والمدينة الجديدة مصممة لاستيعاب 5 ملايين مواطن على مساحة تصل إلى 270 ميلا مربعا، وجاءت في إطار خطة تهدف لتخفيف الضغط عن القاهرة. وتتألف العاصمة الإدارية الجديدة من 21 منطقة سكنية، وفنادق، وحديقة للألعاب ومطار، إضافة لمدارس ومستشفيات ومراكز للتسوق. ولاقى قرار النظام المصري إنشاء عاصمة إدارية جديدة بديلة عن القاهرة معارضة واسعة في الشارع المصري الذي اعتبرها محاولة لبناء منتجع حكومي يضم الأثرياء بعيدا عن القاهرة، وتكلفة مالية تتحملها ميزانية الدولة التي تتضمن عجزا يجري سداده عبر الاقتراض من الخارج. مصر تعرض على 90 دولة نقل سفاراتها للعاصمة الإدارية الجديدة |
محكمة إسرائيلية تقضي بسجن شاعرة فلسطينية 5 شهور بتهمة التحريض Posted: 31 Jul 2018 02:16 PM PDT رام الله – «القدس العربي»: قضت محكمة الصلح الإسرائيلية في الناصرة، أمس الثلاثاء، على الشاعرة الفلسطينية دارين طاطور، من قرية الرينة القريبة، بالسجن الفعلي لمدة 5 أشهر و6 أشهر مع وقف التنفيذ بتهمة التحريض. وتتهم النيابة الإسرائيلية الشاعرة طاطور بالتحريض بعد كتابة قصيدة ضد جرائم الاحتلال، ونشرها في صفحتها الشخصية على شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك». وبعد إدانتها بـ»التحريض» و»الدعم لمنظمة إرهابية»، طالبت النيابة بسجنها لمدة تتراوح بين 15 و26 شهرا. وقضت الشاعرة طاطور أكثر من عامين وثمانية أشهر بين السجن والاعتقال المنزلي. وكانت الشرطة الإسرائيلية قد اقتحمت منزلها في11 تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2015، واعتقلتها وقدمت لائحة اتهام ضدها، في الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، شملت «التحريض على العنف ودعم تنظيم إرهابي». وجاء الاعتقال والملاحقة السياسية بسبب قصيدة كتبتها الشاعرة طاطور بعنوان «قاوم يا شعبي قاوم»، إضافة إلى مشاركتين في «فيسبوك» أبدت فيهما تخوفا من إمكانية أن تكون «الشهيدة المقبلة»، وذلك في أعقاب جريمة إعدام الطفل محمد أبو خضير حرقا. محكمة إسرائيلية تقضي بسجن شاعرة فلسطينية 5 شهور بتهمة التحريض |
رئيس المجلس الأعلى للحسابات في المغرب يُسَّجل تنامي الديْن العمومي وعجز نظام المعاشات ومحدودية أثر الاستثمار على التنمية Posted: 31 Jul 2018 02:16 PM PDT الرباط ـ «القدس العربي»: أفاد مسؤول مغربي رفيع أن المحاكم المالية في المغرب أنجزت 160 مهمة رقابية في مجال مراقبة التسيير، كما أصدرت ما مجموعه 2677 قرارًا وحكمًا في ميدان البت في الحسابات المقدمة من طرف المحاسبين العموميين، و215 قرارًا وحكمًا في مجال التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية. جاء ذلك خلال استقبال العاهل المغربي محمد السادس، الأحد المنصرم في مدينة الحسيمة، رئيس المجلس الأعلى للحسابات، إدريس جطو، الذي قدم التقرير السنوي المتعلق بأنشطة المحاكم المالية برسم سنتي 2016 و2017، وذلك طبقًا لمقتضيات الدستور المغربي. وبعد أن ذكر جطو بأن دستور المملكة قد أوكل للمجلس الأعلى للحسابات مهمة ممارسة المراقبة العليا على تنفيذ قانون المالية، أبرز أن المجلس شرع في إنجاز مهمة رقابية سنوية حول النتائج الإجمالية لتنفيذ الميزانية، حيث أنجز لأول مرة تلك المتعلقة بسنة 2016 وينكب حاليًا على إنهاء تلك المتعلقة بميزانية 2017. وسجل أهمية الاعتمادات المالية التي تخصصها الدولة للاستثمار عمومًا، ولتمويل الاستراتيجيات القطاعية على الخصوص، ولاحظ بالمقابل محدودية أثر هذا المجهود على التنمية بصفة عامة، وإحداث فرص العمل بصفة خاصة، حيث أوصى بهذا الخصوص بتبني النجاعة والمردودية في اختيار البرامج واستهداف تنمية مستدامة ومتوازنة تستفيد منها كافة الشرائح الاجتماعية ومختلف مجالات الأراضي المغربية. وأضاف أنه بتعليمات من العاهل المغربي، قام المجلس بإنجاز مهمة تقييمية لعمل المراكز الجهوية للاستثمار، أسفرت عن تسجيل ملاحظات وتوصيات، كان قد قدمها جطو إلى الملك محمد السادس في 11 كانون الأول/ ديسمبر 2017. ووقف المجلس، علاوة على ذلك، على بعض العوامل التي قد تمثل مخاطر على استدامة المالية العمومية، منها المستوى المرتفع للدين العمومي ووتيرته التصاعدية، وكذا إشكالية متأخرات الدولة إزاء بعض المؤسسات العمومية ومقاولات القطاع الخاص، والتي تهم أساسًا الإرجاعات برسم الضريبة على القيمة المضافة. وأشار أيضًا إلى أن إشكالية ديمومة أنظمة التقاعد (المعاش) لا تزال مطروحة، مسجلاً بهذا الخصوص أنه على الرغم من الإصلاح الذي عرفه نظام المعاشات المدنية خلال سنة 2016 فإن عجزه المالي واصل تفاقمه. ونظرًا لأهمية الميدان الاجتماعي، أوضح جطو أن المجلس الأعلى للحسابات كثف من مراقبة الأجهزة العمومية المدبرة لكل من ميدان التربية والتكوين والصحة العمومية. ففي ميدان التعليم، يقول جطو، تم إنجاز العديد من المهام الرقابية منها المهمة التقييمية لنتائج البرنامج الاستعجالي للتربية والتكوين للفترة 2009-2012. وقد تعهدت الدولة لتنفيذ هذا البرنامج بتخصيص غلاف مالي برمجت على أساسها مشاريع تمخضت عنها التزامات. وعلى مستوى الإنجازات، سجل المجلس عدم توفر الإدارات المعنية على حصيلة شاملة ودقيقة في شقيها المالي والكمي لجميع مشاريع وتدابير هذا البرنامج، غير أن المهام الرقابية التي أنجزها المجلس بينت عدم بلوغ كافة الأهداف التي حددها البرنامج. وهكذا، يضيف جطو، وبغض النظر عن تحسن بعض المؤشرات الكمية، سجل المجلس الأعلى للحسابات عدم تعميم التعليم الأولي، وعدم تغطية كافة الجماعات القروية بالتعليم الإعدادي والداخليات، وتفاقم نسبة الاكتظاظ، وبقاء حجم الهدر المدرسي في مستويات مرتفعة، واستغلال مؤسسات تعليمية في وضعية متردية، وعدم ضبط حاجيات النظام التعليمي من الموارد البشرية. أما في ما يخص ميدان الصحة، فقال ان فإن التقرير السنوي يضم ملخصات مهمات مراقبة سبع مؤسسات استشفائية أنجزت بشراكة مع المجالس الجهوية. وقد سجلت هذه المراقبات الملاحظات نفسها التي تم تسجيلها خلال السنوات السابقة، بحيث أن تدبير المؤسسات الاستشفائية يعاني من اختلالات هيكلية تتعلق بالتخطيط الاستراتيجي والبرمجة، والحكامة الاستشفائية، وتدبير الخدمات الطبية، والفوترة وتحصيل المداخيل، وكذا تدبير الأدوية والمستلزمات الطبية. وقال إن إيلاء الأهمية لبعض القطاعات التي تهم المواطنين والمرتفقين عن قرب لا يمنع المجلس الأعلى للحسابات من الاهتمام ببعض الأجهزة الهامة والاستراتيجية بالنسبة للمغرب، مشيرًا في هذا الإطار، إلى أنه سبق للمجلس أن أنجز مهمة على مستوى «صندوق الإيداع والتدبير»، وأوصى، تبعًا لذلك، بمراجعة الإطار القانوني والمؤسساتي المنظم للصندوق بالشكل الذي يسمح له بمسايرة أفضل الممارسات المتعلقة بالحكامة، وبدعم الخيارات الاستراتيجية بخطط قابلة للتحقيق وفقًا لجداول زمنية محددة. وفي إطار تتبعه لتنفيذ التوصيات التي يصدرها، يؤكد جطو، توصل المجلس بالإجراءات المتخذة من طرف الصندوق لتنزيل هذه التوصيات، حيث سجل تفاعل إدارته مع مقترحات المجلس. كما أنجز المجلس سنة 2017 مهمة رقابية على مستوى مجموعة المكتب الشريف للفوسفات، تناولت، أساسًا، الأنشطة المرتبطة باستخراج الفوسفات ومعالجته عن طريق الغسل والتعويم، وكذا نقله عبر القطار أو الأنبوب من مواقع الاستخراج إلى الوحدات الكيماوية لمعالجته أو لأجل التصدير. ووقف المجلس على مجموعة من الملاحظات تهم التخطيط المتوسط والبعيد المدى للأنشطة المنجمية وبرمجة الإنتاج على المدى القصير، ومعالجة الفوسفات، واستعمال وصيانة معدات استخراجه ومعالجته، وكذا الآثار البيئية للنشاط المنجمي. وبناء على الملاحظات المسجلة، أصدر المجلس توصيات تجاوبت إدارة المكتب إيجابيًا مع العديد منها، وشرعت في تنفيذها على أرض الواقع. وسينجز المجلس على مستوى المؤسسة نفسها، مهمات أخرى ستنكب على الشق الصناعي، وكذا مجالات التوزيع والتصدير والنقل واللوجيستيك والشركات ذات الطبيعة التجارية. علاوة على ذلك، أنجز المجلس مهام رقابية عدة تهم ميادين أخرى، منها على سبيل المثال تدبير القرض الفلاحي للمغرب، ومخطط الصيد البحري «هاليوتيس» وآليات السكن الاجتماعي والخدمات على الأنترنيت الموجهة للمتعاملين مع الادارة، وكذا أهداف التنمية المستدامة 2015 ـ 2030. رئيس المجلس الأعلى للحسابات في المغرب يُسَّجل تنامي الديْن العمومي وعجز نظام المعاشات ومحدودية أثر الاستثمار على التنمية |
السراج: الانتخابات هي الحل الممكن للخروج من الأزمة ونرفض توطين وإنشاء مراكز مهاجرين في ليبيا Posted: 31 Jul 2018 02:16 PM PDT لندن-« القدس العربي»: قال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، إن الانتخابات هي الحل الممكن للخروج من الأزمة الليبية، ورأى إمكانية إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية هذا العام إذا التزم مجلس النواب بالاستحقاق الانتخابي، وقام بإعداد قاعدة دستورية للانتخابات في تاريخ أقصاه 16 أيلول/ سبتمبر، حسبما تم الاتفاق عليه في مؤتمر باريس. وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة «بوابة الوسط» تحدث السرّاج عن أسباب استمرار الأزمات الدّاخليّة التي تعيشها البلاد وعلى رأسها انقطاع التيّار الكهربائي المستمر، ونقص السيولة المالية والترتيبات الأمنية، وقال إنه تعامل بالسياسة لإخراج البلاد من أزمتها، ودافع عن نفسه قائلاً: ليست لدي قبيلة ولا تشكيل مسلح ولا أنتمي أيديولوجيًّا لأي تيار، انتمائي الوحيد لليبيا. وأشار إلى أن الأزمة الاقتصادية الخانقة لم تنبت فجأة، بل لها جذور، وهناك مَن يسقيها، واعتبر أزمة السيولة إحدى تداعيات تصدير النفط وهبوط أسعاره، وسحب رجال الأعمال في وقت متقارب أكثر من 24 مليار دينار. وأكد أن توحيد المؤسسة العسكرية من أبرز مقومات الاستقرار وضرورة لتأمين الحدود ومواجهة التحديات، مشيرًا إلى دور مصر بهذا الاتجاه. وحول التنافس الفرنسي-الإيطالي على ليبيا وانعكاساته، علق السراج قائلاً: لم يكن للانقسام السياسي أن يستمر لو وجد المعرقلون للتوافق موقفًا دوليًّا موحدًا وحازمًا. وردًّا على سؤال حول تعرض ليبيا لضغوط أوروبية، خصوصًا إيطالية، خاصّة ما يتعلّق بملف معالجة الهجرة غير الشرعية، علق قائلاً: نرحب بالتعاون لحل القضية بأبعادها المختلفة، لكنه جدد رفضه التوطين بأي شكل كان… وأي خطط لإنشاء مراكز مهاجرين على أرضنا. السراج: الانتخابات هي الحل الممكن للخروج من الأزمة ونرفض توطين وإنشاء مراكز مهاجرين في ليبيا |
مقتل سبعة عسكريين والقضاء على أربعة إرهابيين شرق العاصمة الجزائرية Posted: 31 Jul 2018 02:15 PM PDT الجزائر- «القدس العربي»: قتل سبعة عسكريين جزائريين وتم القضاء على أربعة إرهابيين في مدينة سكيكدة (500 كيلومتر شرق العاصمة) في عملية تمشيط تقوم بها قوات الجيش في جبال المنطقة، وهي عملية لم تعلن وزارة الدفاع الوطني الجزائرية عن حصيلتها النهائية. وقالت تقارير إعلامية جزائرية، الإثنين، إن سبعة جنود سقطوا خلال اشتباك بين قوات الجيش وجماعة إرهابية بالقرب من منطقة عزّابة، قبل أن ترسل القيادة العسكرية قوات إضافية لمواجهة الجماعة الإرهابية التي تضم حوالي 20 مسلحًا. وكانت قوات الجيش تقوم بعملية تمشيط في منطقة بيسي القريبة من عزابة لتدخل في اشتباك عنيف مع جماعة إرهابية كانت تختبئ في جبال المنطقة. وأسفر الاشتباك على مقتل سبعة جنود، فيما تمكنت قوات الجيش من القضاء على أربعة إرهابيين واسترجاع أسلحتهم والذخيرة التي كانت بحوزتهم، كما نجحت في إلقاء القبض على إرهابي خامس. وتبقى العملية العسكرية مستمرة حتى كتابة هذه السطور، إذ قامت قوات الجيش باستخدام طائرات هيليكوبتر من أجل قصف مواقع الإرهابيين وضمان عدم إفلاتهم من الطوق المضروب عليهم. مقتل سبعة عسكريين والقضاء على أربعة إرهابيين شرق العاصمة الجزائرية |
قانون القومية الإسرائيلي ودسترة الاستعمار الصهيوني Posted: 31 Jul 2018 02:13 PM PDT تحليل «قانون الأساس: القومية» الإسرائيلي يتطلب الذهاب إلى أبعد من مجرد تقصي تاريخ كتابة النص وتحولاته في الكنيست. لابد من النظر إلى عوامل أكثر عمقا وجذرية وتجاوز النقد الحقوقي الذي يقتصر على ظاهر القانون دون تحليل سياقه. فقانون القومية هو نتاج سيرورتين رئيسيتين مترابطتين. الأولى اسرائيلية داخلية تمثلت بصعود نتنياهو وليبرمان إلى الحكم في منتصف التسعينيات. والثانية عالمية تتمثل بتضعضع النظام العالمي السياسي والاقتصادي الذي تمّ وضع أسسه بعد الحرب العالمية ويتمثل ذلك في صعود ترامب في أمريكا واليمين الشعبوي في أوروبا إلى الحكم، وكذلك في التصويت البريطاني للخروج من الاتحاد الأوروبي. مع ملاحظة أن صعود ترامب هو أيضا صراع على مكانة الولايات المتحدة وسعي إلى تغيير بنية النظام الامبريالي. هاتان السيرورتان مترابطتان وتتلاقيان بحيث يمكن اعتبار نتنياهو بمثابة «نبيّ» هذه المرحلة الذي سبق ترامب بعشرين عاما. صعود اليمين النيوليبرالي ما تميزت به الثمانينيات والتسعينيات خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي هو انتصار اقتصاد السوق والدساتير الليبرالية المبنية على الحقوق الفردية وحق الملكية. وعبّرت عن ذلك عملية تشريع ودسترة في العديد من الدول بما في ذلك إسرائيل. وتماشى مع ذلك حكم الخبراء في الاقتصاد والسياسة والأمن والقضاء الذين أفرغوا الديمقراطية بما هي حكم الأكثرية من أي مضمون، لأن الأمور المهمة في سياسات الدولة واقتصادها أصبحت خارج متناول إمكانية الشعب لتغييرها. لكن إعلان انتصار مرحلة هو أيضا إيذان ببداية نهايتها. كان على المنطق النيوليبرالي أن يقود إلى نهايته المنطقية وهي القضاء على دولة الرفاه الاجتماعي. نتنياهو، مثله مثل ترامب والخطاب السائد في البريكست، هو رد فعل على حكم الخبراء هذا وتهميش الناس وازدراء الديمقراطية. إذ أنّ نتنياهو وليبرمان هاجما في التسعينيات النخب الليبرالية في الصحافة والشرطة والقضاء. لم ينجح نتنياهو بمحاولته الأولى وكان حكمه قصيرا في التسعينيات وذلك لأن المجتمع الإسرائيلي لم يكن قد نضج بما فيه الكفاية لتبني الأجندة النيوليبرالية من ناحية والشعبوية اليمينية من ناحية أخرى. لكن عودة نتنياهو إلى الحكم وثباته فيه في العقد الأخير يعني نجاح مشروعه بالتغلغل في كل مؤسسات الدولة والسيطرة عليها، بما في ذلك تعيين مستوطنين كقضاة في المحكمة العليا. نجاح نتنياهو مرتبط بخلق القواعد الاجتماعية اللازمة لدعم المشروع انتخابيا. السياسات النيوليبرلية تستدعي الشعبوية اليمينية ذلك أن النيوليبرالية تعني تفكيك المجتمع من كافة أشكال التضامن الجماعي وإعلاء شأن الفرد بدلا من الجماعة وجعل كل شيء بضاعة للبيع في السوق (بما في ذلك الهجوم على النقابات العمالية، وخصخصة التعليم والصحة وحتى السجون والمطارات). نتاج هذا النظام هو إفقار الفقراء وإغناء الأغنياء وفك روابط المجتمع بما يجعل الفرد مشغولا بصراع البقاء متحولا إلى مستهلك في ثقافة استهلاكية تُعلي شأن الماديات. في المقابل، يقوم الخطاب الشعبوي اليميني (بما في ذلك الشوفيني العسكري والقومجي الذكوري) بسدّ الفراغ الذي يتركه تدمير المجتمع. إذ أنه يعطي للناس قصة تفسر حياتهم، وعنوانا لغضبهم، وتبريرا لسوء معيشتهم. وكثيرا ما يتجلى ذلك بمهاجمة النخب والمهاجرين والأقليات والأعداء من الداخل والخارج، الحقيقيين أو المختلقين. هذا الخطاب ضروري انتخابيا للوصول إلى الحكم، كما تجلى ذلك في نجاح ترامب وبريكست بعد استغلال خيبة أمل الطبقات المسحوقة من النخب الحاكمة. وينتشر هذا الخطاب بسهولة لأن النظام النيوليبرالي يعني أيضا تأثيرا غير مسبوق للمال في السياسة كما هو الحال مع ترامب وكذلك دعم شيلدون اليسون لنتنياهو (خاصة انتشار صحيفة «يسرائيل هيوم» المجانية). وصعود ترامب إلى الحكم يعني توفير دعم غير مشروط لسياسات اليمين الإسرائيلي دون حاجة لدفع ثمن مهما كان بسيطا كما كان الحال مع الإدارات الأمريكية السابقة.. سنّ قانون القومية هو تعبير عن مشروع اكتمل ونضج. من ناحية، السياسات الاقتصادية والإجتماعية خلقت القواعد الإنتخابية اللازمة لنجاح المشروع، والديناميكيات الداخلية المتعلقة بالتنافس الحزبي تسرّع الاندحار إلى اليمين (ظهور بينيت وأمثاله)، وكل ذلك في ظروف القضاء على المؤسسات والنخب التي كان من الممكن أن تكبح جماع هذا المشروع. من ناحية أخرى، التغييرات العالمية مواتية لإسرائيل اليمينية الشوفينية. مشروع نتنياهو وليبرمان النيوليبرالي نجح لأن المشروع ذاته نجح في أمريكا إبّان حكم أوباما، أي قبل مجيء ترامب. يهودية وديمقراطية؟ لفهم القانون الإسرائيلي الأخير في هذا السياق يجب التمييز بين النقاش الداخلي الإسرائيلي وبين رؤية عربية وفلسطينية. الوعي الصهيوني المهيمن يعبر عن التناقض الداخلي على أنه تناقض بين العامل الديمقراطي والعامل اليهودي، ولذا يبدو القانون انتصاراً لليهودية على الديمقراطية. ولكن هذا تعبير عن التناقض في الواقع في الوعي الصهيوني فحسب، وبالتالي هو ليس ضروريا التناقض الأساسي أو الحقيقي. ذلك أن حدود الوعي المهيمن ناتجة عن تمثيل الواقع عبر خطاب أيديولوجي. وهذا الخطاب يقوم بإخفاء بعض العوامل ويشوه الواقع ليستطيع الناس التعايش مع واقعهم. التناقض بين اليهودية والديمقراطية هو تناقض إسرائيلي داخلي بين المتدينين والعلمانيين وبين الحقوقيين والشعبويين وبين اليسار واليمين الخ. لكن العامل الأساسي الذي يخفيه هذا الخطاب هو عدم شرعية الدولة لكونها مشروعا استعماريا إحلاليا. التناقض هو ليس بين طابع الدولة الديمقرطي وجوهرها اليهودي، كما يحاجج الوعي الصهيوني، ذلك أن الديمقراطيات الليبرالية قد تكون دولا استعمارية أيضا. لا يوجد تناقض ضروري بين المشروع الإستعماري والديمقراطية كنظام حكم. لو كان التناقض كما يدّعون لكان الحل هو مجرد تطبيق أفضل للقيم التي تعلنها الدولة. مشكلة الناقدين الليبراليين الصهاينة مع القانون هي أنه يصعّب عليهم تبرير وجودهم لأن الفجوة التي يعتاشون منها تمّ إغلاقها عندما تبنى الدستور قيما معارضة لهم. لذا الحل ليس بالعودة إلى الفجوة السابقة للقانون لأن ما سبقه كان أيضا ظالما، لأن القانون يعبّر عن سيرورة سياسية تاريخية ولا بد لها أن تأخذ مداها. التناقض هو في المشروع الإستعماري نفسه. الوصول إلى «توازن» مقبول بين اليهودية والديمقراطية ليس حلاً لسببين. أولا، لأن الموقف الذي يمثله الليبراليون الصهاينة خسر تمثيله السياسي لأنه خسر قواعده الإجتماعية بسبب السياسات النيوليبرالية. ثانيا، العودة إلى التوازن يعني البقاء في الإطار الاستعماري بدلا من تجاوزه. المشروع الاستعماري متناقض لأن عليه أن يبرر نفسه ويعيد إنتاج نفسه عن طريق نفي الآخر الأصلاني وأحقيته بالوجود كجماعة سياسية ذات كيان سياسي. وهذا ضروري حتى لو كانت الدولة ديمقراطية. التناقض هو في الديمقراطية ما دامت استعمارية، وفي اليهودية ما دامت استعمارية. الجمع بين عاملين استعماريين محصلته استعمارية. والإبقاء على عامل استعماري واحد محصلته أيضا استعمارية. دسترة الاستعمار يمثل نتنياهو النهاية الطبيعية للتناقض الكامن في الفكر الليبرالي الصهيوني. هذا القانون هو عودة المقموع داخليا إلى ظاهر الوعي الإسرائيلي. وهو يعكس تصالح الصهيونية مع جذورها التي طالما حاولت إنكارها. لذا لا يجب أن يقتصر نقد القانون فلسطينيا على المطالبة بالانتصار للقيم الديمقراطية ضد اليهودية في تعريف وهوية ودستور الدولة. المشكلة هي ليست فقط انعدام الديمقراطية والتمييز وإنما رفض الوجود السياسي للفلسطينيين وإنكار علاقتهم السياسية بأرضهم. يتجلى هذا العامل الاستعماري بوضوح في «القانون الأساسي» الذي يرفع إلى مستوى الوعي الدستوري التطابق بين الممارسة والفكر. في عام 2011 تمّ سن قانون لجان القبول الذي يسمح عمليا بقيام بلدات يهودية صافية. وقامت المحكمة عام 2014 بإعطاء صبغة دستورية لهذا القانون. ذلك أن الدستور يشمل تفسيرات المحكمة له وليس فقط النصوص البرلمانية. في قانون القومية يتم استبدال الحديث عن «الفئات غير الملائمة إجتماعيا» التي استعملها قانون لجان القبول عام 2011 بالحديث المباشر بلا مواربة عن تشجيع الاستيطان اليهودي. في حينه رفضت جمعيات حقوقية إسرائيلية قانون لجان القبول لأنه يميّز ضد المهمشين إجتماعيا، كأنه لا فرق بين التمييز ضد الفلسطيني وضد المعاقين أو المختلفين جنسيا. الآن اتضح أن النخب السياسية الإسرائيلية تتباهى بالإستعمار وبالفصل العنصري. كون القانون دستوريا يعني أن هذه النخب تريد رفع الإجماع الصهيوني الحالي إلى ما فوق السياسة. إذ أن المفهوم المتعارف عليه للدستور هو كونه عبارة عن مبادئ وقواعد تعلو السياسة وتتجنب التقلبات الانتخابية وتقيّد أيدي السلطتين التنفيذية والتشريعية. إذا، بعد قرابة عقد من وصوله إلى الحكم في 2009 نجح نتنياهو وحلفاؤه في إرساء مبادئ الحكم كما يرونها بعد أن غيّروا مؤسسات الحكم. تغيير المؤسسات يستدعي تغيير المبادئ والقيم والإجماع التي بنيت عليها لكي تتلاءم مع ممارساتها الأخيرة. لذا، يشكل هذا القانون صكّ الاعتراف الإيديولوجي بنهج نتنياهو منذ 1996. ٭ كاتب وأكاديمي فلسطيني قانون القومية الإسرائيلي ودسترة الاستعمار الصهيوني نمر سلطاني |
باسوكوبار «الأردني»: ما هي حدود «المصيبة»؟ Posted: 31 Jul 2018 02:13 PM PDT قسرا وبحكم الواقع الموضوعي كنت وطوال سنوات زبونا سخيا لحيتان السجائر المزورة في بلادي. طوال سنوات وأنا اسأل ـ نفسي طبعا ـ عن سر الغلاف الشفاف الرخيص والبخيل الذي تربط به سجائري فرنسية الإسم والاصل. وعشرات المرات شتمت المنتج الفرنسي لأنه «بخيل» ويضع ورقة شفافة جدا سعرها زهيد حول عشر علب سجائر بدلا من ذلك الغلاف الملون الأنيق الذي كنا نشاهده في دور السينما برفقة حصان وكاوبوي أمريكاني عند إستنشاق طعم السيجارة الأمريكية الشهيرة. عموما ما تقوله لي التحقيقات الاخيرة في بلادي إني ومثل ثلاثة إلى اربعة ملايين مدخن أردني على الاقل ضحايا ومنذ سنوات لحوت التبغ الأردني. باختصار سيجارتي التي أدفع ثمنها صحتي ومالي لا علاقة لها بأي قيمة من أي نوع مرتبطة بفرنسا وهي تحمل الاسم الفرنسي فقط ويبدو انه فقط في المطار أو منه يمكنك الحصول على الطعم الأصلي والباقي تقليد. ليس هذا فحسب فتلك السيجارة المزورة لا تصنع أصلا بمكان محترم بل بمكان سري ومسروق هو الآخر وبماكينات صناعية تم إدخالها على اساس أنها متخصصة بصناعة اللبن أو لقاحات البيطرة وبتلك المزارع القصية في بعض مناطق بلادي التي يملكها شيوخ عشائر او رجال اعمال أو ساسة من النوع الذي يميل إلى «تضخيم» حرف الالف عند نطق إسم الأردن لإظهار الفخامة الوطنية والإدعاء الكاذب. الغريب أني استمتع بطعم السيجارة المصنعة زورا وبهتانا في مزارع يديرها عمال وافدون وبدون «خرمنجي» أو غلاف أو معايير صحية وفي مزارع سرية فيها كل شيء من الدخان إلى الحشيش إلى النميمة إلى الأسلحة إلى أصحاب رؤوس كبيرة تورم لديهم الوطن لفظيا ويزاودون على الشعب برمته ويحترفون إنهاض العشيرة والقبيلة والجمهور في حال استفسار شرطي منهم أو عنهم في متتالية هندسية متواصلة من عقود تحت عنوان إبتزاز الدولة. بصراحة لا أشعر أني ضحية فمن تستهويه تلك الشرارة اللامعة من مرضى التدخين ينبغي أن لا يندم عندما يخدعه بائع بسطة يمكن تقليده الحذاء الذهبي بعدما أثبت عدة نظريات متسلسلة كانت لها علاقة بالمستحيل في الأردن بالماضي أقلها أهمية أنك بقليل من النفوذ تستطيع إدخال مصنع صواريخ على أساس انه قطع تعود لصناعة السيريلاك مثلا. ومنها أيضا تلك النظرية التي تقول بإمكانية دهن جسدك وروحك بقليل من الفازيلين الطري حتى تنزلق من تحت أعين العسس في مطار دولي وقبل 24 ساعة فقط من مداهمة مزرعتك الحرام. قدم صاحبنا أبو التبغ المزور دليلا قاطعا على أن عمل الخير الشعبي متلازم لسرقة أكبر كمية ممكنة من المال الذي ينبغي أن يدفع للخزينة. وعلى أن بإمكانك حمل العلم الأردني في المناسبات الوطنية وإلتقاط صورة تحت صورة اكبر لقائد البلاد ورمزها دون أن يعني ذلك بالضرورة أنك مواطن صالح أو منتم أو تتمتع بالولاء الحقيقي فأنت تهتف للوطن وتسرق المواطنين وتغشهم في وقت واحد. بحكم العمل والبعد الاجتماعي أعرف تقريبا غالبية ساحقة من رجال الاعمال الحقيقيين في البلاد ولم اسمع يوما قط باسم النسخة الأردنية من باسكوبار وهذا يحسب للرجل وشبكته في الواقع فقد نشأ وترعرع بظل نخبة من اعضاء البرلمان والنافذين من النوع الذي يرتدي ملابس غريبة ويهتف للقيادة وهو يترأس مسيرات الولاء والانتماء مزاودا على الجميع. عموما نحن فخورون بالصناعة الوطنية حتى عندما تكون مزورة ففي النهاية المنتج والمادة والمستهلك أردنيون و«دود الأرض من عودها». ما يقلقني هو اني أدفع ما قيمته 79٪ من ثمن كل سيجارة كضرائب خاصة على مادة الدخان للخزينة..بالتالي كل ما التهمته من ذلك الدعيق الساحر انا وثلاثة ملايين أردني وغيرهم لم تستفد خزينة الدولة منه. الموضوع محير قليلا…عدد المدخنين مسجل رسميا في وزارة الصحة وثمة دراسات حول الكميات ومراقبون للأسواق وثمة موظفون في جهاز الضريبة خبراء في تعداد النفس والغبار..كيف فاتت فرصة مقارنة الأرقام لسنوات طويلة على عشرات الأجهزة التي تفرض فرضا مع جنرالاتها على أكتاف الشعب الأردني. المصيية كانت بـ«جلاجل» ولا تقف عند تلك الحدود فالمواطن الأردني يقترب بقسوة من مفهوم «حاميها حراميها». سألت مبكرا: كيف وعلى أي أساس لم يقشعر بدن رئيس وزراء عندما قرأ كتابا من وزير ماليته يقول فيه إن شركة ما تتهرب من ضرائب السجائر بقيمة 155 مليون دينار؟ على الأقل أتوقع كمواطن أن يرقص أي رئيس وزراء تصله هذه المعلومة ويأمر بجلب أصحاب الشركة وتعليقهم من رموشهم…صاحبنا قرأ الكتاب الرسمي ولم يرف جفنه ومضى الأمر بدون أي إجراء. المصيبة الأكبر عندما يكتشف الأردني بأن الكثير من ملفاته وشؤونه وأموره ومصالحه تدار بكل ذلك البرود وكل تلك السلبية حيث يعشش الارتجال والتراخي وعدم الجدية وتفضيل عكس العمل والاسترخاء لأطول فترة ممكنة بلقب «معالي او دولة» بصرف النظر عن المحتوى. باسكوبار الأردني ليس مبالغة يا سادة يا كرام والأمر لا يتعلق بتسميات إعلامية او مخيلة شعبوية فمعلوماتي شخصيا تبرر تدخل إدارة التحقيقات الأمريكية في التفاصيل حرصا على أن لا يستقر أوغاد التبغ والحشيش والصناعة الحرام في حضن المنطقة فتتكرر فعلا التجربة الكولومبية في عمق منطقة تضم دولا محسوبة على النادي الأمريكي. ٭ إعلامي أردني من أسرة «القدس العربي» باسوكوبار «الأردني»: ما هي حدود «المصيبة»؟ بسام البدارين |
«الديلر» الروسي ومعضلة الكيان الهش Posted: 31 Jul 2018 02:13 PM PDT تقود روسيا خطواتها المتعجّلة من زاوية سورية إلى أخرى لتفرغ من الإجراءات التي تعتقد أنها قابلة للتنفيذ على المدى القصير، بدءاً من تصفية جزر المعارضة في الداخل، مروراً باستعادة السيطرة النسبية على مناطق المعارضة في الجنوب السوري، وصولاً إلى خطوتها المرتقبة في إدلب. لكنها لم تستطع إنجاز أيّ حل نهائي في الجانبين الأمني والإداري في أي من المناطق السالفة الذكر. فقد بقيت خلفها مشكلات عودة النازحين والإدارة في غالبية المناطق التي كانت يوماً جزراً داخلية للمعارضة، في حين تركت خلفها في الجنوب مشكلة البحث عن حل توافقي لحدود تواجد القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها. وفيما تسير عمليات قوات المعارضة تحت غطاء جوي روسي لإنهاء معاقل تنظيم داعش في حوض اليرموك بوتيرة سريعة ومفاجئة، تستعد روسيا لفتح ملف جديد في إدلب حاملة إليه نصف حل أيضاً، أو الحل الممكن في إطار الحفاظ على توافقات الحد الأدنى بين أطراف الترويكا المعنية بالشمال السوري (روسيا ـ إيران ـ تركيا) والتي لن تنتهي مهمتها في إدلب وستضطر لمعالجة الملف الكردي من موقع المراقب المتربص؛ لاسيّما الطرفان الإيراني والتركي المعنيان بعدم تطوير الإطار السياسي للتجربة الكردية شمال وشرق الفرات. تشير التسريبات أن اجتماع فصائل الشمال في تركيا لم يخرج بخفي حنين، وأن تفاهمات أولية قد حدثت فعلاً حول إعادة طريق (اللاذقية ـ حلب) مروراً بجسر الشغور وأريحا وسراقب إلى سيطرة (النظام) مع جميع المناطق الواقعة إلى جنوبه. وهو التجسيد العملي لنموذج نصف الحل الروسي في الشمال. لا شك أنه تبويب مرحلي للمشكلات المتوجب على الروس معالجتها بموجب الوكالة الدولية الممنوحة لهم. وسيكونون قادرين على تحديد مشكلاتهم المتبقية في سوريا بعد إنفاذ تفاهمات إدلب، والتي ستكون ذات طابع جوهري يحدد مصير الدولة السورية وحدودها السياسية ونظام حكمها وعمق النفوذ الحيوي في أراضيها لكل من دول الجوار مستقبلاً، لكن لن يكون من السهولة بمكان حل تلك المعضلات، ليست مشكلات فقط، حتى على مدى السنوات الخمس القادمة. ففي حين تكمن مشكلة الجنوب في تحديد المدى الحيوي للنفوذ الإسرائيلي في عمق الأراضي السورية، تذهب المشكلة في إدلب لتتخذ طابعاً مشخّصاً من خلال تحديد مناطق السيطرة العسكرية التركية المباشرة على الأرض ومداها الزمني. أما مناطق الإدارة الذاتية شرقي الفرات فإن حل مشكلتها لن يكون موضعياً على غرار المشكلتين السابقتين، وسيلقي بآثاره على مجمل الفضاء الدستوري والقانوني لسوريا المستقبلية، وهو ما أشار إليه رياض درار الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية خلال حديثه عن جلسة المباحثات التي جمعت المجلس بمسؤولين من النظام السوري. إذاً، ستذهب سوريا تحت الانتداب الروسي إلى مستقبل حافل بمشاكل عميقة تطال موضوع سيادة الدولة السورية على أراضيها على المدى الطويل، وبالاقل على مدى مرحلة انتقالية قد تمتد ما بين ثلاث وخمس سنوات، وستضطر من جانب آخر إلى تقليص مركزية السلطات إلى منزلة بين المنزلتين، ما بين الفدرالية واللامركزية الإدارية الموسعة، وهو ما سيمنح كلاً من الوحدات الإقليمية مستقلة سلطة إعادة تكوين فضائها الثقافي والقانوني والسياسي الخاص على تخوم حدود مخترقة بنفوذ دول الجوار الإقليمي. أضف إلى ذلك الطبيعة الهشَّة تاريخياً للحدود السياسية للدولة السورية، تلك التي لم تجد حركة سياسية سورية قادرة على خلق تعاطف سياسي وشعبي حول مسألة حدود الدولة الوطنية منذ مطلع الاستقلال. فقد تراوحت التيارات السياسية السائدة في سوريا خلال أكثر من سبعين عاماً ما بين يسار أممي غير مكترث بالموضوعة الوطنية وحدودها السياسية، وإسلام سياسي وضع نصب عينيه يوتوبيا عالمية ورديّة ولم يعترف يوماً بحدود الدولة الوطنية، وبين تيارين قوميين نهضا على أكتاف عبد الناصر وسعادة، وسعيا إلى هجاء الحدود الوطنية ما وسعهما ذلك في ظل يوتوبيا قومية عربية كانت تحتضر عام 1967 وجثة يوتوبيا قومية سورية ولدت ميتة مطلع ثلاثينيات القرن العشرين. وأكثر من ذلك، فقد عمل الفضاء الثقافي خلال مرحلة رواج الفكرة القومية على تدمير الحدود الوطنية في أذهان الناس قبل أن يحاول تخريبها واقعياً كما حدث للحدود السورية اللبنانية. كان قد بلغ من حذق السيدين (سايكس ـ بيكو) أن رسما عام 1916 حدوداً قلقة لا تكترث بالوحدات الثقافية للمجموعات السكانية، بل في الغالب عملت الخريطة على فصل هذه الوحدات أنى تسنّى لها ذلك على امتداد الحدود. وأضافت مرحلة حافظ الأسد عوامل فصل داخلية بين هذه الوحدات كجزء من ضرورات تثبيت أركان حكمها لسوريا، وصاغت نظريتها في الحكم على أساس بلورة تركيبة من المجموعات المتنافسة أو المتصارعة فيما بينها، وفي نفس الوقت كل منها تستمد استمرارها من التوازن القلق الذي يديره ويحافظ على استمراره المركز المستبد المتمثل بحافظ الأسد. ثمّة عوامل أخرى ناتجة عن امتداد النزاع المسلح إلى معظم المناطق السورية خلال السنوات السبع الماضية، والتي دفعت كثيراً من المجموعات السكانية إلى البحث عن شركائها خارج الحدود السورية كجزء من منظومة الحماية والدعم. وهو الأمر الذي يعبر عن تراكم العوامل المزمنة التي أدّت لاهتراء هذه الحدود، كما يشير إلى قابلية انسيال العواطف والولاءات عبرها. هل من الممكن جمع هاتين المعادلتين اللتين يعمل عليهما الحل بصيغته الروسية الحالية ؟ قد يكون ذلك ممكنا فعلاً لكنْ سيكون محتماً أن يكون السؤال بعدها: من سيعيّن الرئيس ؟ ومن اين تأتي كلمة السر ؟ وذلك على غرار الكيان اللبناني الهجين الذي تمت صياغة دستوره على عجل في جلسة واحدة خلال اتفاق الطائف عام 1989 بين أمراء حرب وكلاء، وهي الصيغة التي تجدها كل من تركيا ورسيا وإيران مناسبة لتكرارها مرة أخرى في سوتشي. إن الوصول إلى إنجاز المرحلة الأولى وفق التصور الروسي وإنتاج الكيان السوري الهجين سيكون بمثابة تبريد نقطة الوسط في مثلث النزاع الدولي والإقليمي، وبمجرد تبريد هذا المركز ستنتقل الحرارة بسرعة إلى زواياه الثلاث في هرمز وباب المندب والقرم، حيث لن يكون للحدث السوري أهمية حينها إلا إذا تزوج جورج كلوني إحدى جميلاتها. ٭ كاتب سوري «الديلر» الروسي ومعضلة الكيان الهش مؤنس حامد |
ما الذي دفع إسرائيل لأن ترسل طفلة إلى تونس؟ Posted: 31 Jul 2018 02:12 PM PDT في ثالث يوم على مصادقة الكنيست الإسرائيلي على قانون الدولة القومية اليهودية وجد المسؤولون في وزارة الخارجية التونسية أنه لايزال بإمكانهم أن يصدروا بيانا يدين القرار»الذي يكرس مرة أخرى استهتار الكيان الإسرائيلي بقرارات الشرعية الدولية وتنكره للحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني وخاصة حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف…» حسب ما جاء في نص بيانهم. ولم تكن خطوتهم تلك سوى نوع من أنواع التضامن الروتيني الذي قالت عنه المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هيلي في سياق آخر بأنه «لا يطعم أو يكسو أو يعلم طفلا فلسطينيا واحدا» فضلا عن أن يحرك شعرة واحدة للعدو الإسرائيلي أو يحرر ولو شبرا واحدا من الأرض التي يحتلها. لكن الإدانة التونسية للخطوة الإسرائيلية الجديدة لم تمر مر السحاب. لقد حصلت في وقت غير بعيد عنها ثلاثة أحداث رمزية ربما كانت على صلة وثيقة بها وأعطتها على الرغم من شكليتها قدرا من الأهمية. كان الأول هو خطاب السفيرة الأمريكية هيلي الذي ذكرت فيه تونس بالاسم في معرض انتقادها الشديد لضعف الدعم المالي العربي للفلسطينيين حين تساءلت «كم يبلغ عدد الدول العربية وبعضها من الدول الغنية؟ وما المبلغ الذي قدمته للفلسطينيين؟ لترد بعدها بأن «الجزائر وتونس وإيران مثلا قدموا صفرا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين العام الماضي». وبدا واضحا أن الحرص على إدراج تونس بالذات على لائحة الدول المقصرة ماليا في حق الفلسطينيين لم يكن عملا عرضيا أوغير مقصود. أما الحدث الثاني فكان استقبال الرئيس التونسي في اليوم التالي لصدور بيان الإدانة للدكتور أحمد الطيبي النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي وتأكيد قائد السبسي مجددا على «عنصرية القانون» ورفض بلاده القاطع له. ولعل الحدث الرمزي الثالث الذي حصل بالتزامن مع الاثنين وهو المتعلق برفض تونس استقبال طفلة إسرائيلية للمشاركة في بطولة دولية للشطرنج تقام على أرضها كان الأكثر إثارة للاهتمام وغطى على الإدانة وعلى الحدثين الآخرين معا. لكن هل كان من الممكن فهمه وتفسيره بمعزل عنهما؟ لقد ظل الصمت الرسمي حتى الآن هو الرد الوحيد على خبر رفض دخول لاعبة الشطرنج الإسرائيلية إلى تونس وما تبعه من اتهامات إسرائيلية لها بأنها دولة عنصرية. فلا نفي ولا تأكيد حتى الآن على ما قاله أوفير جندلمان المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي من أن «الطفلة ليئيل ليفيتان التي تبلغ سبعة أعوام فقط هي بطلة أوروبا ولكنها لا تستطيع أن تشارك في بطولة العالم التي ستعقد في تونس. لماذا؟ لأنها إسرائيلية «، أو على ما أضافه من «أن عنصرية الدول العربية حيال إسرائيل يجب أن تتوقف»، وأن «تونس دفعت ثمن عنصريتها بقرار اتحاد الجودو العالمي إلغاء البطولة العالمية التي خططت لاستضافتها بسبب قيامها بمنع لاعبين إسرائيليين من المشاركة فيها لأنهم إسرائيليون». فإذا كان الحظر قد طبق هذه المرة بالحرف وسدت تونس بالفعل أبوابها بوجه من وصفها أحدهم بأنها أذكى طفلة في العالم ألا يعد ذلك في زمن الوهن العربي إنجازا يستحق أن يقدم كدليل قوي على أنها لا تزال قادرة على الصمود بوجه الضغوط والإغراءات ومصممة على رفض أي شكل من أشكال الهرولة والتطبيع مع الكيان المحتل؟ أم أن الأمر ليس سوى بطولة وهمية؟ لنعد أولا إلى الطفلة الإسرائيلية. إن السؤال الأهم هو اختيارها كان محض صدفة أم وليد خطة وقصة كانت هي الدافع الأساسي لأن تكون تلك البنت هي السفيرة المرتقبة التي تطرق باب تونس في هذا الوقت بالذات؟ لا شك أن جنرالات تل ابيب وقادتها السياسيين قد درسوا هدفهم جيدا. ومثلما أرسلوا في وقت سابق أسرابا من الطائرات وفرقا من الكوماندوس ومجموعات اغتيال لقادة فلسطينيين وتونسيين فإنهم وجدوا الآن أن الأفضل والأنسب للمهمة الجديدة لن يكون سوى طفلة صغيرة. إنها بنظرهم المجندة المطلوبة لهز الديمقراطية العربية الناشئة وتلويثها في المستنقع العفن للتطبيع. ولأجل ذلك فقد جعلوا البنت بمثابة السلاح الناعم الذي أرادوا اختباره في البلد العربي الأكثر تحررا والذي كان مهد ثورات الربيع. وحتى يمهدوا الطريق أمام ذلك فقد عزفوا على الوتر الحساس للحقوق في وقت تعيش فيه تونس مخاضا سياسيا واجتماعيا صعبا، وتقف فيه على مفترق طرق بين رغبتها في الحفاظ على أصالتها وهويتها وبين تخليها عن خصوصياتها باسم الاندماج التام فيما يطلق عليه البعض قيما كونية. و لم يكن المطلوب بالنهاية هو دخول الطفلة بجنسيتها الإسرائيلية فقط، وهو الأمر الذي يحصل عادة في موسم الزيارة اليهودية لكنيس الغريبة مع أفراد يحملون هويات صهيونية، بل دخول الكيان والاعتراف العملي به كدولة شرعية لها الحق في المشاركة في المسابقات الدولية كسائر دول العالم. ولعل ما نسيه الكثيرون ولم ينسه الإسرائيلون هو الصفعة القوية التي وجهها لهم بطل شطرنج تونسي قبل نحو عامين من الآن. لقد رفض الطفل محمد حميدة أن يقابل لاعبا إسرائيليا في مسابقة دولية جرت في رومانيا مفضلا الانسحاب من البطولة ومصرحا بكلام مزلزل قال فيه «لن أواجه قاتل إخوتي في مجرد لعبة، والأصح أن أواجهه على أرض القدس». لكن المسؤولين التونسيين لم يجدوا بدا من محاولة مسك العصا من الوسط فهم لا يرون حرجا من أن يصرحوا بأنهم يرفضون أي تقارب مع العدو إلا بعد حل القضية الفلسطينية ومن الإعلان عن إدانتهم الشديدة لقانون الدولة اليهودية وحتى استقبال نائب عربي في الكنيست لإبلاغه بذلك، لكنهم لا يملكون جرأة الطفل محمد وشجاعة أطفال آخرين في التعبير عن مواقفهم، ولا يجدون أنه من المصلحة أو الحكمة أن يقروا بوضوح وبقانون ملزم لكل الحكومات بأن تونس ضد دخول الإسرائيليين لها تحت أي مسمى وأنها غير مستعدة للتعامل مع العنصريين والقتلة، وما يفضلونه بدلا من ذلك هو أن تبقى الأمور عالقة أو حتى غامضة بعض المرات متجنبين قدر ما يستطيعون الدخول في سجالات يرونها عقيمة مع الإسرائيليين أو الشروع في مناطحة كلامية معهم حول من يكون العنصري ومن لا يكون. إن أعينهم كانت ولازالت مشدودة لواقع محلي معقد ولظرف إقليمي ودولي تتزايد فيه الضغوط والمساومات بشكل أكبر من السابق. وهم يدركون وسط كل ذلك جيدا أن الحقيقة المرة هي أن مصير تجربتهم يرتبط إلى حد كبير بتنكرهم للقضية الفلسطينية واعتبارها شأنا خارجيا لا يعنيهم في شيء بقدرما يخص بالدرجة الأولى والأخيرة الفلسطينيين وحدهم. إن لسان حالهم يقول لأمريكا ولحلفائها إن دعمنا الكلامي لفلسطين هو لعب أطفال لاغير. لكن إن لم يدركوا حتى الآن كيف يفكر أطفال تونس وأطفال فلسطين هل ستجعلهم حادثة الطفلة الإسرائيلية يراجعون مواقفهم ويفهمون أخيرا أن الأطفال بقدرما يلعبون فإنهم يسببون أيضا قلقا رهيبا للكيان العنصري قد يفوق بآلاف المرات ذلك القلق الذي يعيشونه بسبب جدية الكبار و شروطهم وإكراهاتهم! كاتب وصحافي من تونس ما الذي دفع إسرائيل لأن ترسل طفلة إلى تونس؟ نزار بولحية |
دبابة وعسكري شجاع وثائر رومانسي Posted: 31 Jul 2018 02:12 PM PDT تعليقا على مقالي السابق عن خلط الأوراق في المشهد العراقي الملتبس والمعقد وصلتني ردود أفعال وتعليقات ورسائل من عدد من الأصدقاء، كما إني قرأت منشورا لصديق على صفحات التواصل الاجتماعي في هذا السياق واستعرت منه عنوان مقالي هذا. وقد لخص الصديق بحنكة موضوع الانقلاب العسكري الذي تتعالى بعض الأصوات العراقية مطالبة به هذه الأيام. وقد طرح صديقي الافتراضي مجموعة أسئلة مهمة أحببت أن تكون مدخلا لمناقشة فكرة إمكانية قيام الانقلاب العسكري في العراق والنتائج المترتبة على ذلك. فهل الطبقة العسكرية لدينا قادرة على تنفيذ (الانقلاب/ الثورة) الآن؟ وهل الجيش الذي يعاني من مشكلة ضعف الضبط قادر على تحقيق ذلك؟ هل يستطيع جنرالات اليوم إدارة البلد بنجاح بعد قيامهم بانقلاب ناجح؟ وهل سيتمكنون من تحقق تغيير ملموس في الواقع العراقي السيء؟هل لديهم تمثيل وتفويض من بقية مكونات العراق كالسنة والكرد؟ خصوصا اننا نرى أن الجهات الدافعة للتغيير الانقلابي على الأرض حاليا تتحرك حسب رغبات من يحلم بالانقلاب ضمن الفضاء الشيعي فقط. وإذا كانت تلك الانقلابات أو الحركات العنيفة قد فعلت بنا ما فعلت عندما كان المجتمع بسيطا جدا، ولدينا دولة بيدها احتكار السلاح، وشعب مدني، كيف سيكون الحال الآن ولدينا جهات لاعد لها تحمل أسلحة أحدث مما لدى الجيش نفسه ومستعدة لأدخالنا في حرب أهلية لا أحد يعلم نتائجها؟ ينظر بعض المراقبين إلى أن الجيش العراقي بعد 2003 ، أو ما بات يعرف الجيش العراقي الجديد قد أصبح جيشا ضعيفا مقارنة بما كان عليه في عهد النظام السابق. والحقيقة أن هذا الكلام غير دقيق بالرغم مما قد يحويه من بعض الجوانب الحقيقية، والسبب يكمن في أن طبيعة تركيبة الجيش الجديد قد اختلفت، كما أن العقيدة القتالية قد تغيرت، الجيش الجديد أصبح جيشا احترافيا مماثلا للعديد من دول العالم إذ يقوم على خدمة المتطوعين فقط ، من دون وجود الخدمة الإلزامية. وقد بنيت فرق الجيش الجديد في البداية على أساس إستراتيجية تكوين جيش احترافي، صغير الحجم جيد التسليح بقدرات قتالية حديثة ومتطورة تكنولوجيا ذو فعالية عسكرية عالية، مؤهل لحماية البلد من الاعتداء الخارجي دون السماح له بإمكانية التدخل في الشأن السياسي، يقاد من قبل الساسة المدنيين الذين سيتولون حقيبة وزارة الدفاع أو مستشارية الأمن القومي . لكن العديد من التدخلات الداخلية والخارجية حالت دون ذلك، وشوهت استراتيجية تشكيل الجيش الجديد، منها مثلا مطالبات لحوحة من بعض الجهات السياسية السنية بايجاد حلول لمنتسبي الجيش السابق لكسب أوراق سياسية في صراعاتها الحزبية عبر تأهيل وإدماج بعض القيادات العسكرية المحسوبة على هذه الأحزاب وإعادة دمجهم بالجيش الجديد، كما فرضت الأحزاب الشيعية إدماج ميليشياتها في الجيش الجديد فيما بات يعرف بضباط الدمج الذين منحوا رتبا جهادية وحصلوا على مواقع قيادية في الجيش الجديد. أما الكرد فإن بيشمركتهم دخلت بكامل هيكلتها في الجيش الجديد دون السماح بإعادة هيكلتها باعتبارها جزءا من الجيش العراقي. الحال اليوم إن الرومانسيين يقلبون وجوه الجنرالات باحثين عن وجه البطل المتخيل. وكلما صعد نجم جنرال تلقفوه مبشرين به. فعندما صعد نجم الجنرال عبد الوهاب الساعدي في معارك تحرير المدن من سيطرة تنظيم «الدولة» تصاعدت الأصوات الحالمة بالتغيير، متمنية أن يمتطي هذا الفارس الشجاع دبابته ويتوجه إلى الإذاعة معلنا بيان رقم واحد الذي سيجعل الطبقة السياسية الفاسدة تهرب من المنطقة الخضراء. وهكذا كان التعاطي مع خالد العبيدي، وهوضابط سابق شغل منصب وزير الدفاع ضمن الاتفاقات السياسية التي سيرت الحكومة والبرلمان وقد أقاله البرلمان من منصبه بعد تحقيق في اتهامات فساد وجهت له. فقد تعرض العبيدي مرار إلى سيل من الإشاعات عن احتمالية قيامه بانقلاب عسكري على حكومة العبادي الضعيفة منذ عام 2015 مع بداية تعافي القوات المسلحة من نكستها أمام عصابات تنظيم «الدولة». وهذا هو الحال اليوم ما أن يصعد نجم أحد الضباط الأكفاء مثل الجنرال طالب شغاتي أو الجنرال عبد الغني الأسدي، وهم من جنرالات جهاز مكافحة الإرهاب الذين أبلوا بلاء حسنا في محاربة تنظيم «الدولة»، حتى تطاردهم إشاعة احتمال قيامهم بانقلاب عسكري. إذا كان الاعتقاد السائد أو بعض الأمنيات التي تسوق للشارع العراقي مصورة له أن جنرالات الجيش يملكون اليوم القوة اللازمة لإحداث تغيير سياسي، فنحن ننبه إلى وجود قوى أخرى في العراق لن تقف مكتوفة الأيدي، فالميليشيات الشيعية بالرغم من تأطيرها قانونيا بشكل يخضعها للقائد العام للقوات المسلحة تحت تسمية هيئة الحشد الشعبي، إلا أن الجميع يعرف أن هذه الفصائل لا تطيع إلا قادتها الميدانيين. وحسب الأرقام التقريبية هنالك حوالي 90 الف مقاتل تحت سيطرة هذه الميليشيات المسلحة باسلحة متطورة تنافس أسلحة مختلف صنوف الجيش العراقي، وبالتالي هنالك احتمالية عالية لنزول هذه الميليشيات لحرب شوارع طاحنة في حال قيام الجيش بانقلاب عسكري مما سيخلق مشهدا يذكر بالوضع السوري أو الليبي اليوم. كذلك هنالك قوى العشائر على الأرض، فالعشائر باتت قوة مسلحة لا يمكن إغفال وجودها، لأنها تمتلك ترسانة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وأن رؤساء العشائر تربطهم شبكة تخادم واستزلام مع مختلف التيارات والأحزاب السياسية وبات بعضهم يلعب دورا سياسيا عبر ما يعرف بالحشد العشائري السني، وبالتالي فإن المقاتلين القبليين على استعداد للانخراط في حروب أهلية مقابل ما سيدفع لقادتهم من جهات محلية أو إقليمية لتنفيذ أجنداتها داخليا. لننتقل إلى نقطة مهمة أخرى، وهي أن الشرعية التي يحاول البعض إغداقها على فعل الانقلاب العسكري، وتصويره بأنه عمل وطني سيقوم به ضابط وطني يوقف من خلاله العمل بالدستور ويحل البرلمان ويبدأ عملية سياسية جديدة قائمة على محاربة الفاسدين ليحقق نهوض البلد. إن من يتبنى هذا الطرح يتناسى أنه بذلك يفتح الباب على مصراعيه لكل الضباط الطامحين والطامعين في القفز إلى كرسي السلطة عبر امتطائهم الدبابة وتبني الشعارات الرومانسية، «وبعد التوكل على الله» وقراءة بيان رقم واحد يبدأ مسلسل الدم لنقع ضحية سلسلة انقلابات الجنرالات الطامعين الذين سيصفون بعضهم بعضا نتيجة غياب المعيار الدستوري والقانوني للفعل الوطني. ويجادل البعض ليقنعك بحصافة رأيه أن الانقلاب العسكري يجب أن يتم بعد الحصول على ضوء أخضر من الولايات المتحدة الأمريكية التي ستدعم الانقلابيين لتقلم أظافر إيران في العراق. هنا يجب أن نتذكر أن هؤلاء الأشخاص كانوا قد صدعونا لسنوات بجرائم الاحتلال وما جناه الأمريكان على العراقيين عندما أطاحوا بنظام مستقر، ليأتوا بعملائهم على ظهر الدبابة الأمريكية لينهبوا ثروات العرق، إذن ما الذي استجد ليصبح الانقلاب المدعوم أمريكيا هو الحل الآن؟ وماذا عن الشركاء السياسيين، الكرد والسنة من هذه السيناريوهات؟ هل سيقفون متفرجين؟ إن الحصول على ثقة الشركاء السياسيين في مثل هذا السيناريو تكاد تكون مستحيلة، فهم في حالة نزاع دائم وصراعات مصالح لا تنتهي مع الساسة الشيعة الحاليين، مع كل ما جمع بينهم تاريخيا منذ أن كانوا أحزاب معارضة ضد نظام صدام حسين، فكيف سيقبلون بحكم جنرال يقفز على سدة حكم العراق وهم يتفرجون؟ لكن الرأي المحاجج سيقول لك إن الجنرال الجديد سيقودهم بالقوة لينفذوا ما يأمرهم به. وهنا يجدر أن تعلم أن من يناقشك لا يفقه في الشأن العراقي شيئا،لأن الكرد مثلا عبارة عن دولة شبه مستقلة لها جيشها واقتصادها وأرضها التي لن تسمح لجنرال جالس في بغداد أن يتحكم بها، كذلك حال السنة الذين لم يطيقوا التعاطي مع ساسة مدنيين شيعة تعاملوا معهم على مدار عقود فكيف سيرضون بالخضوع لجنرال شيعي يعتبرونه مخلبا إيرانيا في العراق حتى وإن لم يكن كذلك. المحصلة النهائية يجب أن نعلم أن أمنية أن يكون حل مشاكل العراق عبر انقلاب عسكري هو نوع من حنين إلى أيام الدكتاتورية لكن عبر تجميلها، أي إنه البحث عن حكم صدام بدون صدام. كاتب عراقي دبابة وعسكري شجاع وثائر رومانسي صادق الطائي |
إغلاق مساجد أوروبا ليس مجرد سيناريو تشاؤمي Posted: 31 Jul 2018 02:12 PM PDT برغم كثرة الشواهد إلا أن كثيرين عندنا يرفضون قبول فكرة أن الغرب عموماً والقارة الأوروبية بشكل خاص يعيشون فترة تغيير حقيقي وتوجه نحو شمولية شبيهة بتلك التي تنتقد بشدة حالياً حين تصدر عن بلدان العالم الثالث. حتى مع وجود شخصيات مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلا أن حالة الإنكار ما تزال تسيطر على أجواء النقاش العامة التي لا ترى في الرئيس الأمريكي نتاجاً لواقع اجتماعي وسياسي أفرزه ودفع به إلى الواجهة، بقدر ما تراه حالة شاذة وغريبة على المجتمع الليبرالي الحديث الذي ما يلبث أن يتجاوزها لتعود الولايات المتحدة من جديد أرضاً للتنوع العرقي والثقافي لا مكاناً مخصصاً للبيض المسيحيين كما تريد الزمرة الترامبية. يعتبر المنكرون أن لوجهة نظرهم ما يدعمها فهم يرون أن الديمقراطية وحقوق الإنسان مترسخة بقوة لدى البلدان الغربية وأنه لن يكون من السهل تجاوز كل هذا التراث الذي تفتخر به الإنسانية والمتمثل في تحقيق قيم التعايش وقبول الآخر والعودة من جديد لمنطق القرون الوسطى وثنائية (نحن وهم) أو المجموعة الطيبة التي تقاتل مجموعات الأشرار أو الكفار حسب ما كانت تردد دعاية الحروب الصليبية. تفترض وجهة النظر هذه أن المجتمعات الغربية قد وصلت مرحلة الثبات السياسي والفلسفي وأنها ستستمر كذلك إلى ما شاء الله وأن أي تغيير يحدث فإنه لن يكون إلا في إطار الثوابت التي تم الوصول إليها في مرحلة التشريعات التي تلت الحروب العالمية، وسواء في هذا ما كان على المستوى الداخلي أو على مستوى العلاقات الخارجية. فكرة الثبات أو الاستقرار النهائي هذه قد سبق إليها المنظر الأمريكي فرانسيس فوكوياما حين أطلق في بداية التسعينيات فرضيته الشهيرة عن «نهاية التاريخ» ولكن التغييرات المتسارعة التي مرت بالعالم منذ نشر هذا الكتاب وحتى الآن قد أثبتت بوضوح فشل هذه الأطروحة، كما أثبتت أن الأرض ما تزال حبلى بالتغيير الذي قد يكون جذرياً وقوياً لدرجة تهديد بقاء القوى الأقوى في عالم اليوم في موقعها الحالي. يكفي أن نذكّر هنا ببعض التغييرات التي شهدها العالم والتي نرى أنها تؤثر بشكل كبير على تسريع الموجة اليمينية في البلدان الغربية. لدينا أول ظاهرة دونالد ترامب وهي مما يستحق وقفات طويلة وتأملاً فالرجل قد أدهش العالم مرتين، مرة من خلال فوزه برئاسة الدولة الأكبر في هذا العالم، ومرة أخرى بجديته في اتخاذ الإجراءات الهادفة لغلق الولايات المتحدة والتضييق على دخول المسلمين خاصة. في أوروبا لدينا مؤسسة الاتحاد الأوروبي التي عاشت فترة تألق وتصاعد منذ إنشائها، لكنها تبدو اليوم مترنحة وضعيفة حتى وصل الأمر ببعض القيادات السياسية الأوروبية للتشكيك بها والسخرية منها، بل تعدى الأمر ذلك لخروج دولة مهمة مثل بريطانيا من ذلك الاتحاد بشكل كامل بعدما كانت في الأصل «شبه عضو» وهي تحتفظ بعملتها وتغلق حدودها متخذة ما تراه مناسباً من إجراءات الحماية بغض النظر عن موافقته لما يصدر عن الاتحاد. الاتحاد الأوروبي الذي ظل يرفض قبول تركيا عضوا فيه، وذلك حفاظاً على التجانس في داخله، لم يتردد في قبول دول المشرق الأوروبي الأخرى وهي دول تبدو متقاربة ثقافياً مع بقية الدول الأوروبية، لكنها في الواقع مختلفة عنها بشكل كلي خاصة فيما يتعلق بتجربة الانفتاح والشفافية مع شعبها في الداخل ناهيك من مسألة قبول مهاجرين أو مغتربين. وقد ساهم دخول هذه الدول اليمينية بطبعها والذي تزامن مع بروز اليمين في دول مثل فرنسا وإيطاليا والنمسا في تكوين شبكة إعاقة لمشاريع التطوير الأوروبية التي كانت تود التوجه نحو مزيد من الانفتاح وصولاً إلى تشارك حقيقي في التشريعات وهو الأمر الذي تراجع اليوم ليصبح الطموح هو محاولة الحفاظ على هذا الاتحاد بأي شكل كان. متغير آخر مهم هو ذلك التدفق الجديد للاجئين والذي لم تشهد القارة له مثيلاً والذي أعاد بدوره طرح أسئلة الهوية الأوروبية وضرورة الحفاظ عليها في مواجهة القادمين الجدد والذين تصادف أن تكون غالبيتهم من المسلمين. حسب المنطق اليميني فإنه إذا كانت القارة الأوربية تشهد بالفعل نمواً في أعداد المسلمين فإن إضافة ملايين أخرى منهم سوف يسرّع عملية أسلمة أوروبا التي يرى أولئك أن واجبهم القومي والديني يحتم عليهم منعها بأي ثمن. بالنسبة لكثير من القيادات المتطرفة التي بدأت تأخذ مواقع متقدمة على الساحة السياسية الأوروبية فإن المعركة قد بدأت بالفعل وأن ساحتها قد تكون خارجية منعاً لقدوم أي لاجئين جدد مهما كانت ظروفهم أو مبرراتهم، أو قد تكون داخلية بابتكار إجراءات قادرة على تذكير المسلمين الأوروبيين بأنهم لن يكونوا أبداً أوروبيين أصيلين. من المتغيرات كذلك ظهور الجمهورية التركية بشكلها الحديث الذي جعلها تفرض نفسها على الساحة الدولية كقوة لا يستهان بها. ما يقلق الدول الغربية ليس مجرد البروز التركي، فقد سبق له أن دعم تركيا الأتاتوركية ومدح قائدها وسياساتها، ولكن المقلق هو أن البروز هذه المرة مرتبط بإحياء التوجه نحو الإسلام على حساب العلمانية ونحو التراث العثماني على حساب القيم الأوروبية. أما الرئيس أردوغان فهو لا ينسى أن يذكر شعبه والعالم في كل مناسبة بانحداره من تاريخ إسلامي طويل وأن تركيا لا يمكن فصلها عن هويتها الإسلامية التي تشكل أهم مكونات ثقافتها. لم تكن الدولة العثمانية سوى كابوس مرير بالنسبة لأوروبا، ورغم أنها كانت قد فقدت بالفعل الكثير من قوتها قبل وقت طويل من سقوطها الرسمي إلا أن المنافسين الغربيين لم يتنفسوا الصعداء إلا بعد تنحية آخر قياداتها وإلغاء نظام الخلافة الذي طالما وحد الشعوب والأعراق الإسلامية. إن مجرد استدعاء تلك الحقبة التاريخية يقابل في أوساط كثير من السياسيين الأوروبيين بالعداء الذي ينعكس في علاقتهم بالدولة التركية وبرئيسها خارجياً وفي التذكير بشكل مقابل بمسيحية أوروبا على الصعيد الداخلي. على الصعيد الاقتصادي فشلت المدارس النيوليبرالية التي أنتجتها الرأسمالية وأدت دوامة الربا على المستويات الوطنية والعالمية لتزايد معدلات الدين والبطالة والفقر على الصعيد الدولي، لكن السياسيين الغربيين وعوضاً عن مناقشة أساس المشكلة قاموا بالقفز على كل ذلك متهمين «الغرباء» بالتسبب في الأزمات المالية وبأنهم أخذوا أماكنهم ووظائفهم. اليوم، وبالتزامن مع إجراءات الحد من انتشار المساجد بزعم عدم اتساقها مع الهوية القومية الأوروبية وفي ظل استحداث قوانين جديدة للتضييق على المساجد ومراقبتها، بالتزامن مع كل ذلك تذهب بعض الدول الأوروبية إلى ما هو أبعد متخذة خطوة غلق عدد من المساجد تحت ذرائع لا تبدو مقنعة إلا لأصحاب التوجهات اليمينية. هكذا لم يعد إغلاق المساجد وحظر العبادة مجرد سيناريو تشاؤمي من وحي الخيال وإنما إجراء بدأ تنفيذه بالفعل على يد أولئك الشعبويين الذين وجدوا في هذه اللحظة التاريخية فرصة لاختطاف الرأي العام عبر سيطرة غير مسبوقة على السياسة ووسائل الإعلام. لا نغفل هنا أن هناك من الأوروبيين من يتصدى بقوة لهذه التوجهات، وذلك ليس فقط بسبب التعاطف مع المواطنين المسلمين أو لرغبتهم في الحفاظ على السلم الأهلي أو الاجتماعي، ولكن، وبالدرجة الأولى، لعلمهم أن نار الفاشية لا تبقي ولا تذر وما الحروب العالمية عنا ببعيدة. كاتب سوداني إغلاق مساجد أوروبا ليس مجرد سيناريو تشاؤمي د. مدى الفاتح |
عصر الديمقراطية Posted: 31 Jul 2018 02:11 PM PDT كان هذا هو السؤال الذي طرحته مجلة التايم ( 20– 30 يوليو/تموز) في ملف خاص يبدأ بتشخيص سلبي لوضع الديمقراطية في العالم. فحسب هيأة مؤشر الديمقراطية، وكذا وحدة مجلة إيكونوميست فإن مؤشرات الديمقراطية في أسوأ صورها، سواء من خلال عناصر نزاهة الانتخابات أو حرية التعبير، أو وضع الصحافة، أو حقوق الإنسان، أو أوضاع الأقليات الدينية، أو حرية المعتقد، لسنة 2017. ويختلف الوضع الحالي في العالم عن الصورة الزاهية التي برقت سنة 2003 والآمال التي رافقتها في أن تسير موجة الدمقرطة قُدُما. ويحيل الملف إلى الحالات التي استعادت الأوتوقراطية أو اليد الحديدية قوتها، أو الحالات التي شهدت عودة ظاهرة الرجل القوي كما في تركيا وهنغاريا وبولونيا، ناهيك من الأوضاع التي تتعارض جهارا مع قواعد الديمقراطية، كما فنزويلا ونيكاراغوا وبوليفيا. في الوقت ذاته يشهد العالم، بما فيه معاقل الديمقراطية، بروز ظاهرة جديدة وهي الشعبوية التي تتغذى من الأزمة الاقتصادية والشك الذي يتوزع المجتمعات، والتوترالذي يطبعها، سواء أكان سافرا أو خفيا. يُقر الملف بأن عودة اليد الحديدية مغرية لأسباب عدة، منها أولا طبيعة الديمقراطية التي لا تتسم بالضرورة بالفعالية. فتوزع مراكز السلطة، وتعقد إجراءات اتخاذ القرار ما بين سلطة تنفيذية وأخرى تشريعية، يمنح للأنظمة القوية امتياز الفعالية. ويضاف إلى هذا العيب الجنيني أو الأصلي للديمقراطية سياقٌ جديد يتسم بشيوع الخوف من المستقبل وبروز أخطار جديد، منها الإرهاب والهجرة وقضايا البيئة. الطبيعة المعقدة لهذه المشاكل وأثرها المباشر على أمن المواطنين وسلامتهم، حاضرا ومستقبلا، يفترض سلطة قوية تُغلّب النظام على الحرية التي قد تقترن بالفوضى. ويضاف إلى ذلك، الوسائل الحديثة للتواصل التي برزت كروافع للمطالب الاجتماعية كما وسائل التواصل الاجتماعي، والفيسبوك والانترنت، وتحولت بعدها إلى وسائل للقولبة والشعبوية والأخبار الزائفة والتضييق على الحرية، من خلال إمكانية الرصد والتتبع. لقد أصبحت حرية الرأي والتعبير معيبة بما قد يطبعها من ضحالة وغلو وزيغ. ويعرض الملف إلى انتكاس الديمقراطية في العالم العربي مما قد يغذي الانطباع من أن عوائق ثقافية بنيوية قد تقوم ضد انتشار الديمقراطية في هذا العالم. هل انتهى ذلك البريق الذي اقترن بالديمقراطية، وهل التحولات الجارية إرهاص لعودة السلطوية ؟ الملف وهو يعرض للواقع الكابي للديمقراطية لا يرضخ لواقع الحال، ويعرض لما يرتبط بالديمقراطية من جوانب إيجابية باعتبارها، حسب المقولة المأثورة لونستون تشرشل، من أنها الأسوأ، إذا تركنا جانبا سواها من الأنظمة. إيجابياتها من سلبية الأنظمة الأخرى. وقد تتميز أنظمة غير ديمقراطية بإيجابيات على المدى القصير، لكنها تنطوي علي عيوب عظمى على المدى الطويل، ومنها الحِجر على المجتمع وما يترتب على ذلك من خنوع أو توتر مستتر، يتخذ بعدها طابعا أهوج. على مدار أقل من نصف قرن من الزمن، اكتسحت الديمقراطية معاقل عدة، مما جعل مدّها في صعود، رغم انتكاسات طارئة، وهو ما يجعلها الأقرب إلى الطبيعة البشرية التي تأنف من السلطوية، ومطابقة لمسلسل التاريخ. هذه القضايا التي طرحتها مجلة «التايم» لها أهيمتها القصوى في العالم العربي، حيث تجد السلطوية مبررها بالنظر إلى ما آل إليه الربيع العربي، وحيث لم تستطع الديمقراطية أن تنغرس، باستثناء الحالة التونسية حسب الملف، وحيث تشكو القوى الديمقراطية من ضعف مرجعية فكرية، وغياب تصور مجتمعي وبديل اقتصادي، فضلا عن تشتتها وانغمارها في قضايا هامشية، أو تغليب المسارات الفردية على المآلات المجتمعية. ندرك أن الانتخابات ليست هي الديمقراطية، كما أن الدستور ليس صنوا لتوازن السلطات. بل قد تكون الانتخابات والدستور إحدى أهم الأدوات للإجهاز على الديمقراطية. تفترض الديمقراطية قيام مؤسسات راسخة ومستقلة، من قضاء وإدارة، مع شيوع حالة القانون، وإلا ستكون الانتخابات تمرينا للإلهاء والتنفيس. كما تفترض كذلك وجود ثقافة ديمقراطية، تقوم على المنزع النقدي، والشك والحوار، واحترام الأقليات، وعدم النظر إليها بمنظر حسابي أو ديكتات الأغلبية، أيا كانت هذه الأقليات، دينية، أو اثنية أو لغوية أو ثقافية، مع المساواة ما بين الجنسين، من غير الزعم بخصوصية ثقافية، أو الاستناد على تأويل رجعي للنصوص. إن الاتجاهات الكبرى في العالم لم تبرز فجأة، بل من خلال مسار طويل، اكتنفه مد وجزر. ليست الديمقراطية في أحسن أوضاعها، بل ليست في أحسن تعبير لها، لكنها مسار لا مناص منه. بيد أن هذا المسار لا يُختزل في تنظيم انتخابات أو مؤسسات صورية، أو واجهات، بل يقوم ضمن ما يقوم عليه على مؤسسات مستقلة وفكر نقدي. إن حلبة الديمقراطية ليست هي المؤسسات المنتخبة وحدها، بل المدرسة كذلك. فهي وحدها ما يستطيع أن يُنَشّيء شخصا له حس نقدي، والمدرسة هي النواة لبناء المواطن. إن تَحوّل الفعل السياسي إلى الشارع مؤشر على فشل المؤسسات الوسيطة. قد يغري ذلك السلطات باللجوء إلى المقاربات الأمنية من أجل كبح غلواء الشارع، لكنها لن تستطيع أن تكون حلا على المدى الطويل. كاتب مغربي عصر الديمقراطية حسن اوريد |
حفريات مدينة القدس… بين النص اللاهوتي والتاريخي Posted: 31 Jul 2018 02:11 PM PDT عرفت منطقة الهلال الخصيب، نوعين من الحضارات : حضارة مكانية ( الكنعانية والفينيقية والفرعونية) وحضارة زمانية كحضارة العبرانيين . فاليهودي العابر بتاريخ فلسطين الممتد لأكثر من 5000 عام ،لم يعرف فيه اليهودي الاستقرار إلا أزيد من 450 عاما . بمعنى أن رؤيته الوجودية مشوشة بهوية لقيطة ، تدفعه دائما إلى خلق اسطورة الاستمرار التي مزجت بين المطلق الإلهي والنسبي الانساني ، حتى يتسنى له بناء تاريخ وهمي لوجوده. واعطاء صيرورة دينية للرسوخ بالمكان والتاريخ . و يبدو المشهد الثقافي الفكري الإسرائيلي تجاه القدس، مشوشا بين النص الديني والتاريخي . و يحاولون خلق فكر جماعي إسرائيلي من باحثين ودارسين وحاخامات على أنها مدينة إسرائيلية يهودية عبر التاريخ، وكأن هذا التصور امتداد لمقولة الفيلسوف الصهيوني ماكس نوردو «إن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض». أسطره الهوية المتخيلة من مظاهر اسطورة الاستمرار لدى الصهاينة خلق هوية تخيلية لجسد لمدينة القدس بالتاريخ ، واسترجاعها دينيا في الحاضر. و يحاول الصهاينة جعل كلمة « اورسليم الكنعانية العربية وتعني مدينة السلام أو مدينة الإله ساليم، إلى عبرية بتحول السين إلى شين « «يروشاليم» « محاولين بتر جسد هذه المدينة الذي يرجع إلى أكثر من خمسة آلاف سنة، وهي بذلك واحدة من أقدم مدن العالم. ووفق رواية العهد القديم؛ والتي لا يوجد دليل على صحتها؛ بدأ تاريخ العبرانيين الاتصال بهذه المدينة الكنعانية، عندما استولى عليها الملك داود، في القرن العاشر قبل الميلاد، أي بعد نحو ثلاثة آلاف عام مِن تأسيسها. ووردت القصة في الإصحاح الخامس من صمويل الثاني على هذا النحو: «ذهب الملك ورجاله إلى أورشليم إلى اليبوسيين سكان الأرض… وأخذ داود حصن صهيون وعاش داود في الحصن وبنى تحصينات جديدة حوله». ان الأسر الحضاري للتاريخ بذاكرتيه الزمانيَّة والمكانيَّة من طرف اليهودية ، لتاريخ القدس ، حاليا والادعاء أنها العاصمة الابدية له ، هو بمثابة اسكات للتاريخ الفلسطيني القديم واختراع يهودية الدولة ، وكذلك امتداد لذلك الزمن المخترع الموبوء بإقصاء الآخر وطرده من ذاكرة التاريخ. علما ان القدس الكنعانية العربية ،موجودة قبل 30 قرنا ، قبل عصر الانبياء ، ابراهيم عليه السلام بعشرين قرن. وقبل ظهور شريعة موسى عليه السلام ،التي ظهرت في مصر الناطقة بالهيروغليفية وليس العبرية بسبعة وعشرين قرنا ، وقبل تبلور اللغة العبرية بأكثر من مئة عام . فالوجود اليهودي طارئ وعابر حدث بعد أن تأسست القدس العربية ومضى عليه 30 قرناً من التاريخ. إشكالية النص اللاهوتي بين النص المقدس والمدنس يقول كتاب (العهد القديم) عند العبرانيين : إن هذه الأرض كانت أرض «غربة إبراهيم». أي أنه قد عاش فيها غريبا، وليس مالكا لها، كما يقول كتابهم: «إن إبراهيم في أواخر حياته قد اشترى من أهل هذه الأرض (العرب الكنعانيين) قبرا يدفن فيه. زوجته (سارة) (سفر التكوين 23:1 ـ 20)، أي أنه حتى أواخر حياته لم يكن يملك في هذه الأرض شيئا حتى مكان قبر. ويستند زعم الصهاينة أن النصوص الواردة في التوراة هي التي تدعوهم إلى إقامة وطن لهم فى فلسطين؛ حيث يزعم هؤلاء أن هناك نصا في سفر «يشوع»، يقول: «وكان بعد موت موسى عبد الرب، أن الرب كلم يشوع بن نون – خادم موسى – قائلاً: موسى عبدى قد مات، فالآن قم اعبر هذا الأردن أنت، وكل هذا الشعب إلى الأرض التي أنا معطيها لهم، كل موضع تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته كما كلمت موسى، من البرية ولبنان هذا إلى النهر الكبير نهر الفرات ، و إلى البحر الكبير نحو مغرب الشمس يكون تخمكم». ويتناسى الصهاينة كذلك أن نصوص هذا «الوعد» في كتابهم ينقض بعضها بعضا.. وهذا ما أكد عليه ديورانت مؤلف موسوعة «قصة الحضارة» قائلا . «كانوا يهيمون في الصحراء، وكانوا يتطلعون إلى أرض كنعان، التي هي أرض فلسطين وما كان لهم حق فيها.. فأرادوا أن يصطنعوا هذا الحق، ويوجدوه بوعد إلهي، فكتبوا بأيديهم أن الرب قال لإبراهيم: لنسلك أعطي هذه الأرض).. ذلك الرب الذي وصفه اليهود في التوراة أنه (متعنت مع شعبه المختار، ومتقلب المزاج، ومندفع، ويحب رائحة الشواء، ويتمشى في ظلال الحديقة ليتبرد بهوائها، ولا يرضى بالقرابين الحيوانية وحدها، ويصر على تقديم القرابين البشرية أيضا إليه).. هذا هو رب اليهود كما تقول التوراة.. وإذا كان هذا الرب حقا قد وعد «نسل إبراهيم» بأرض إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل كما تقول التوراة.. فهل يهود الحبشة «السود» أو اليهود الروس «الشقر» من نسل إبراهيم؟!» . لم تذكر التوراة أن اليهود هم من أسسوا هذه المدينة، بل الثابت تاريخياً ووفقاً لنصوص التوراة أنهم جاءوا إليها أثناء غزو «يوشع بن نون» للمنطقة. اوهام الحق التاريخي المصادر التاريخية كلها ، تؤكد أن اليهود لم يستوطنوا في فلسطين، وأنها لم تكن يوماً وطنا لهم كما يزعمون؛ بل إنهم كانوا يأتون لزيارتها فقط من «بلاد الشتات» ثم يعودون مرة أخرى من حيث جاءوا، وكانت هذه الزيارات بهدف الحفاظ على شعائرهم الدينية. وهذا ما ذهب اليه المفكر والفيلسوف رجاء غارودي ، الذى كان في بداية حياته يهودياً، ثم أصبح بروتستانتياً، وأخيراً اعتنق الإسلام عام 1982 ميلادية، يقول: «بالنسبة لي شخصياً فإنني لم انتبه إلا مؤخراً للتعارض الراديكالي بين الصهيونية واليهودية، والتناقض الأساسي داخل الصهيونية: فقد نشأت القوميات في أوروبا في القرن التاسع عشر واعتنقها «تيودور هيرتزل»، ولإيجاد مبرر قوي لها احتاجت تلك العقيدة السياسية التي أطلقها العلمانيون أمثال «هيرتزل» نفسه، و «بن غوريون» و«غولدا مائير» وكل المؤسسين للصهيونية، إلى استعادة النصوص التوراتية لأرض الميعاد، ولم يكن من الممكن إذن أن يتطوروا إلا بمساعدة أكثر العبارات تطرفاً في التوراة من أجل إقناع العالم أن أرضاً مغتصبة هي أرض الميعاد؛ إنهم يطالبون بملكية تلك الأرض التي يزعمون أن الله – الذى لا يؤمنون به – منحهم إياها». ويؤكد «رجاء غارودي»، في شهادته التاريخية التي رفض فيها إقامة وطن لليهود على أرض فلسطين، قائلاً: «ومن خلال الإيمان العميق بذلك وخلال وجودي في معسكرات الاعتقال مع «برنار لوكاش» – مؤسس منظمة «ليكا» التي أصبحت فيما بعد «ليكر» – قمنا بتنظيم حلقات دراسية سرية طوال الليل لدراسة أنبياء إسرائيل ، وبعد فترة بدأت أدرك قيام الصهيونية بتحويل الأساطير الكبرى إلى تاريخ غير صحيح بهدف تبرير سياسة قومية عنصرية للتوسع الاستعماري، فلقد تحول العهد العظيم الذى قطعه إبراهيم لتحقيق الاتحاد بين الله والإنسان، وبين كل عائلات الأرض – كما يقول الكتاب المقدس – إلى مجرد عهد بأرض، وذلك حسب الطقوس القبائلية السائدة لدى كل آلهة كنعان في ذلك الزمان، وتحولت المعجزة الكبرى للخروج – النموذج الأول لكل حركات التحرر العالمي – إلى مجرد معجزة على قوة «رب الجيوش»، و «رب الانتقام»، الذى يدعو إلى ذبح الشعوب الأصلية رجالا ونساء وشيوخاً وأطفالاً؛ بل وحتى الحيوانات». ويقول الكاتب اليهودي «ألفريد ليلنتال»:» أن الكنعانيين هم أول من سكنوا فلسطين، ثم تتابعت بعدهم القبائل العربية إليها، ثم بعد ذلك وفدت إليهم القبائل العبرية؛ مشيرة إلى أن المستشرقين اليهود هم أول من ربطوا اليهود بالمنطقة العربية وتحديداً فلسطين، حيث وجهوا الاستشراق الغربي نحو هذا الهدف من خلال هيكلة المنطقة العربية والإسلامية، وفقاً للمنظور الاستشرافي اليهودي، واجتهدوا في استحضار عوامل صراع «شرقي – غربي» بغية حشد الغرب فى صفوفهم، واستخدموا آلاف المطبوعات الصادرة باللغتين الإنكليزية والفرنسية، لتصل بسهولة ويسر للباحثين الغربيين.» تحطم اسطورة الأم منذ إنشاء دولة الاحتلال الصهيوني على ارض فلسطين ، عجزت عن العثور على أي بقايا تدعم هذه الرواية التضليلية «أحقيتهم» بهذه المدينة دون أن يصلوا إلى شيء من ذلك . وكذلك الهدف الرئيسي من وراء أنشطة الحفريات هو دفع الفلسطينيين للخروج من المدينة المقدسة وتوسيع المستوطنات اليهودية فيها. إن جزءا كبيرا من صراعنا مع الصهاينة هو صراع تاريخي لا ديني . والتاريخ الحقيقي لمدينة القدس ، علمنا أن كل الغزاة حاولوا ترسيخ وجهودهم ونسبها لهم ، فعل ذلك بذاكرة مدينة القدس ،البابليون والفرس والإغريق والرومان ، وهاهم الصهاينة ينهجون المنهج الإحلالي نفسه للقدس. التاريخ اليهودي لن يفرض على الفلسطينيين ، لأنه عابر بالزمن الفلسطيني ، ومن حق كل فلسطيني مسلم و مسيحي في القدس ، أن يطرح التاريخ الكنعاني العربي لمدينته المقدسة ، وشعبه كقوة موازية للرواية الصهيونية. ناقد مغربي حفريات مدينة القدس… بين النص اللاهوتي والتاريخي عبد الله الحيمر |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق