Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

السبت، 25 أغسطس 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


ترامب: رئيس منتخب يطمح ليكون دكتاتورا

Posted: 24 Aug 2018 02:28 PM PDT

بانتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واجهت أمريكا، والعالم معها، ظاهرة لا سابق لها في تاريخها، فقد حفت سيرة هذا الرئيس بفضائح من كل شكل.
بدأ الأمر بشجرة عائلته، مع قيام ألمانيا، البلد الأصلي الذي جاء منه جده لأمريكا، بتقييم حياة الجد وأعماله واعتبارها لا تليق فمنع عنه استعادة الجنسية، ثم باستخدام أبيه إرثه في تأسيس ثروة طائلة لم تخل بدورها من اشكاليات مالية قانونية مع الحكومة، وصولا إلى ترامب الرئيس الحالي الذي تراكبت لديه صفات التباسات «البزنس» و«الترفيه» مع أجندة سياسية عنصرية داخليا وخارجيا، وهي سمات جعلته، على ما يظهر، لا يحفل بالفضائح الجنسية وبانتهاكات قانونية كبيرة، في تمويل حملته الانتخابية، وفي احتمال التواطؤ مع روسيا، في سبيل إسقاط خصمه المرشحة هيلاري كلينتون، والوصول إلى سدة الرئاسة.
وإذا كانت أجندة ترامب التي وعد ناخبيه الأمريكيين تفسر اشتباكه الكبير مع أجزاء كبرى من العالم، بدءا من جيرانه في المكسيك وكندا، ومع العالم الإسلامي عبر منع مئات الملايين منهم من السفر لبلاده، ومع الصين عبر الاجراءات الاقتصادية، ومع إيران التي رفض الاتفاق النووي معها، فإن باقي سلسلة العقوبات والإجراءات، كما فعل بتسليمه سوريا لروسيا في لقائه الأخير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي، وخوضه معارك مع أوروبا، وشنه حربا اقتصادية مع تركيا، حليفته الكبيرة في حلف الأطلسي، يصعب تبريرها مع شعاره الشهير «لنعد أمريكا عظيمة مجددا»، أو مع عناوين الحفاظ على مصالح بلاده السياسية والاقتصادية، ولا يمكن تفسير هذا الإضعاف لأوروبا وتركيا، والاستخذاء السياسي الكبير أمام بوتين من دون ربطه بالمعركة القضائية الجارية ضده على خلفية التدخل الروسي لصالحه في انتخابات الرئاسة، بل إن بعض المحللين والصحافيين وبعض رجال الاستخبارات يعتبرون أن لدى الكرملين ما يدين ترامب أكثر من قصة التدخل الشهيرة.
غير أن كل هذه التفاصيل المذهلة في حكاية ترامب لا يمكن أن تجعلنا نغفل عن كونه تعبيرا عن تغيرات هائلة في أمريكا والساحة السياسية العالمية، فرغم الاتهامات التي تطال حتى قدراته الذهنية والعقلية، فإن ترامب هو خلاصة التاريخ الأمريكي نفسه، الذي تعرض فيها العنصريون والانفصاليون (الذين يعتبرون أجداد اتجاه ترامب السياسي) لهزيمة خلال الحرب الأهلية (1861 ـ 1865)، ويعتبر انتصاره، ضمن قضايا أخرى كثيرة، انتصارا للاتجاهات السياسية اليمينية وللمسيحية الصهيونية، وهي اتجاهات تجد نفسها معارضة لليبرالية الأوروبية، وأقرب لأنماط الاستبداد الشرقي، وهو ما يفسر هذا الغرام ضمن هذه الاتجاهات الأوروبية النازية والعنصرية ببوتين وبشار الأسد وإسرائيل، باعتبارهم رموزا ضد «الإرهاب» الإسلامي، الذي هو أحد مواضيع الكراهية الكبرى في أدبيات ذلك الاتجاه.
إضعاف أوروبا الليبرالية، ودعم أوروبا العنصرية، هو بهذا المعنى، استكمال لمحاولة اتجاه ترامب إضعاف الديمقراطية الأمريكية نفسها، ونزوع هائل نحو أوروبا هتلر وموسوليني، وفي ظل التقييدات التي تقيمها المؤسسات القضائية والإعلامية والنيابية والتنفيذية لسيادة الاتجاه العنصري الفاقع، تتركز الصورة على زعماء مثل بوتين، الذي يشابه ترامب في تواطؤاته السياسية ـ المالية ويسانده في اضعاف أوروبا الديمقراطية والليبرالية.
ترامب، باختصار، زعيم انتخب ديمقراطيا، وطموحه أن يكون دكتاتورا، ولكن أمريكا ليست روسيا.

ترامب: رئيس منتخب يطمح ليكون دكتاتورا

رأي القدس

التعري في قاعة الامتحان الجامعية!

Posted: 24 Aug 2018 02:28 PM PDT

أخ عزيز سمع عن مواقفي «النسوية» أرسل لي من الـ «فيسبوك» حكاية تحدث للمرة الأولى في قاعة الامتحان، ولعل «بطلتها» تجد طريقها إلى «موسوعة غينيس»!
لماذا اهتم الصديق اللبناني، قريب زوجي، بالأمر؟ يبدو لأن الحكاية وقعت في واحدة من أهم خمس جامعات أمريكية، ولأنه سبق له التخرج فيها، وله فيها حنين إلى زمن!
بطلة القصة هي طالبة الماجستير، لوتيسيا تشاي، ويبدو من صورتها (بالحد الأدنى من الملابس الداخلية) في قاعة الامتحان أنها صينية الأصل. ماذا حدث؟ جاءت تشاي إلى القاعة للمثول أمام الأساتذة والدفاع عن أطروحتها للماجستير، وكانت ترتدي بنطالا (شورت) بالغ الاختزال، ورافقها من يصور ذلك.
وهنا أبدت واحدة من أعضاء اللجنة الفاحصة ملاحظة حول مظهرها؛ إذ وجدت أن (الشورت) الذي ترتديه بالغ القصر. ودعمها فورا أحد الطلاب قائلا إنه كان عليها ارتداء ملابس لائقة احتراما لمستمعيها من أساتذة وطلاب، في قاعة امتحان جامعية.

ثيابي غير لائقة؟ سأخلعها!

وهنا بدأت تشاي بالتعري أمام الأساتذة وزملائها الطلاب، متهمة الأستاذة (المنتقدة) بأنها تستدعي بقولها النظرات (الذكورية) إلى جسدها ما يحول اهتمامهم عن مناقشتها لأطروحتها إلى عريها!
وثمة طلاب وطالبات خلعوا ثيابهم دعما لها، وآخرون انتقدوها وتضامنوا مع الأستاذة قائلين إنها قديرة و«هدية» لجامعتهم يفخرون بها.
وذكر الخبر أن مشهد التعري كان ينقل مباشرة على «فيسبوك» وسواه من وسائل التواصل الاجتماعي.
وهكذا تابعت تشاي الحديث عن أطروحتها أمام اللجنة الفاحصة بملابسها الداخلية فقط!
وحين غادرت قاعة الامتحان سألتها الأستاذة التي وجهت لها الملاحظة حول ثيابها: ما الذي يمكن أن تقوله أمك إذا علمت بالحكاية؟
أجابتها: أمي «نسوية» من دعاة تحرر المرأة وأستاذة جامعية في حقل الدراسات النفسية الجنسية وستبارك ما فعلته.

تحرير المرأة ليس من عقلها وثيابها!

توقفت عند هذه الحكاية، لأن أخي الصديق قال لي معلقا: أرجح تضامنك مع بطلتها لوتيسيا تشاي كما فعلت أمها، فأنت نسوية من دعاة تحرير المرأة. قلت له: دعني أقرأ الحكاية أولا بإمعان ومن ثم أبدي رأيي.
ووجدت أنني أختلف مع الجميع! معها ومع أمها ومع أستاذتها التي وجهت إليها الملاحظة، ومع اللواتي والذين تعروا تضامنا معها!
لقد كنتُ ذات يوم طالبة فأستاذة جامعية، وأفهم بالتالي وجهة نظر الطرفين وأخالفهما. من وجهة نظري، كان على الأستاذة أن تترك لوتيسيا تشاي تناقش أطروحتها وتؤجل التعليق على ثيابها إلى ما بعد المناقشة لكي لا تدفع بطالبتها إلى ردة فعل مبالغ بها كما حدث، فالطالب حين يناقش أطروحته للماجستير يكون بالغ التوتر والاضطراب، أي في حالة قد تدفع بالبعض إلى اقتراف الحماقات كتشاي.

لا أحب محاكمة النوايا كموقف دائم!

قد يخطر ببال البعض أن تشاي كانت تنوي القيام بما فعلته بعد استفزازها للأساتذة بثيابها وأنها تعمدت الأمر بدليل إنها أحضرت من يصور المشهد ويبثه مباشرة على «فيسبوك»، وإنها قد تكون اتفقت مسبقا مع بعض الطلاب لخلع ملابسهم تضامنا معها.
من طرفي أكره محاكمة النوايا وأتحدث عما أعرفه. وكطالبة وأستاذة جامعية سابقة أعتقد أن أسلوب ارتداء الثياب هو أمر يتضمن احتراما للذات قبل الآخر.
من حق المرأة أن ترتدي الحجاب أو البكيني أو سواهما وتدفع ثمن خيارها ـ فالحرية مسؤولية ـ ولكن (النسوية) أو (تحرير المرأة) لا يعني الانفلات «والاستعراضية الاستفزازية»، بل يعني قضايا أكثر عمقا إنسانيا، ويعني أن المرأة ليست أقل قيمة إنسانية من الرجل، بل إن الرجل عاجز عن المطالبة بالمساواة مع المرأة، فهو غير قادر على الإنجاب مثلها مثلا! ولكن المساواة أمام القوانين والحقوق هو ما تطالب به (النسوية) إلى جانب احترام المرأة كإنسان. ولو جاء إلى قاعة الامتحان طالب ذكر بملابسه الداخلية لكانت ردة الفعل مني عليه مشابهة لما لقيته تشاي.
وهكذا فهم أخي الصديق موقفي «كنسوية» على نحو خاطئ، وأحببت توضيح الأمر لأن الكثيرين يتوهمون أن النسويات ناقصات العقل واستفزازيات، ثم يرسمون لهن صورة نمطية كاريكاتيرية!

عليهم الانحناء أعواما أمام الشعب

انتقل من الجامعة الشهيرة في أمريكا إلى اليابان..
لقد طالعت خبرا لا أستطيع إلا التوقف أمامه كلبنانية عانت وتعاني من انقطاع الكهرباء في لبنان حين تزوره، وهو ما يعاني منه المواطن العربي في بعض أقطارنا.
والخبر (مع الصورة) يقول إن الوزير المسؤول في اليابان انحنى عشرين دقيقة أمام شعبه اعتذارا عن انقطاع التيار مدة 20 دقيقة!
ترى، لو انحنى بعض المسؤولين اللبنانيين عن انقطاع التيار الكهربائي في لبنان وبالتالي انتشار تجارة بيع التيار للبيوت بمولدات مما يشكل عبئا كبيرا على الناس، لو انحنى أولئك المسؤولون أمام الشعب اللبناني، تُرى كم عدد السنوات التي عليهم أن يقضوها منحنين؟ أبقية عمرهم أم عمرنا؟!

ماذا نشرب في لبنان؟

انتقل من اليابان إلى فرنسا، فقد طالعت في مجلة «باري ماتش» الباريسية تحقيقا في أربع صفحات حول مدى نقاء مياه الشرب في صنابير باريس وسواها، وقامت المختبرات بتحليلها ونشرت النتائج كما هي بكل شفافية.
ترى ما الذي سنجده لو قمنا بالأمر ذاته مع مياه الشرب في بيروت وسواها من المدن اللبنانية؟ بل هل نجرؤ على تحليل بعض المياه (المعدنية) المعبأة في الزجاجات، التي نشربها في بيوتنا أو في المطاعم؟ أم أن وراء كل ثري استغلالي منتفع من ذلك (قبضاي) واختصاصي في الضرب والترويع؟
ثمة لحظات أغار فيها من شفافية الغرب في معظم الحقول، وحرية الإعلان عن الحقيقة.

التعري في قاعة الامتحان الجامعية!

غادة السمان

«تي آر تي»… كم عمر الفشل؟!

Posted: 24 Aug 2018 02:27 PM PDT

لولا نشرات الأخبار بها، ولولا قيامها بنقل خطب «أردوغان» لقلنا إن قناة «تي آر تي العربية»، تبث ارسالها من مقابرنا في «جهينة»، حيث الوحشة والسكون، وهي تختلف عن المقابر في تركيا!
«الجبانة» في «جهينة» تقع خارج البلد، وفي منطقة رملية بالقرب من الجبل، وإن بدأ العمران في الزحف اليها في السنوات العشر الأخيرة، لكن مقابر القوم في تركيا «ترد الروح»، حيث تقع في مساحات خضراء، وعلى الطرق العامة، ليست بعيدة عن العمران أو منفصلة عنه، وبالتالي فلا يمكن أن يقال إن «تي آر تي العربية» تبث إرسالها من المقابر التركية!
تذكرني «تي آر تي» في أدائها باذاعة العراق قديماً، والتي كانت تُنهي إرسالها مبكراً وفي العاشرة مساء بتوقيت القاهرة، وبعبارة يتلوها المذيع بصوته الرخيم الناعس: «نتمنى لكم نوماً هادئاً، وأحلاماً سعيدة»، ولا يكاد ينتهي منها حتى يغالب المرء النعاس، وكأنه حبة دواء مهدئة، عالية الجودة، فنغلق الكتاب سريعاً في أيام التلمذة ونستسلم للنوم فـ «الصباح رباح»، وماذا يفعل التعليم في بلد ضائع؟!
كان صوت مذيع العراق متماهياً مع رسالته، والإذاعة توقف إرسالها بعد يوم عمل، لكنه لم يكن فاقداً للحماس، وليس مكترثاً بالأمر، ولا ينظر إلى عمله على أنه وظيفة يتعامل معها على قاعدة من رماك على المر؟ والإجابة معروفة، وهي الأمر منه، أي الأكثر مرارة، وهذا ما يفسر أن إعلامية، كانت الذراع الأيمن لـ «عبد اللطيف المناوي» رئيس قطاع الأخبار في التلفزيون المصري، والذي طردته الثورة من مكتبه في مبنى ماسبيرو، تغادر إلى «تي آر تي»، فمن أين يأتيها الحماس، وهي تعمل في محطة تلفزيونية مملوكة للأعداء، الذين يعادون حكم العسكر في مصر، وقس على هذا، فظني أن البعض ممن يعملون في هذه القناة لا يؤمنون برسالتها، وليسوا منحازين للربيع العربي، الذي من المفروض أن تعبر عنه، لذا فإنهم يتعاملون مع الأمر على أنه وظيفة تُؤدى مفتقدة للحماس، ويتم استغلال أن الجانب التركي يجهل اللغة العربية التي تنطق بها القناة، في الاستمرار في الأداء الباهت غير المكترث، وعدم الحيوية ليست من المهنية في شيء، كما أن الأداء الباهت أيضاً، يكشف عن أزمة في عملية التوظيف!
والأمر هنا لا علاقة له بالمهنية، فالـ «بي بي سي»، سواء الآن، حيث لم تعد معنية كثيراً بتاريخها وسر تفوقها، وعندما كانت عنوان المهنية، فإن اعلامييها يؤدون وظيفتهم بحماس يلحظه المشاهد، وليس من غرف الاستراحة في القناة، والتي تسمى تجاوزاً استوديوهات!
لقد تم اطلاق قناة «تي آر تي» باللغة العربية قبل سبعة عشر عاماً، ومما يؤسف أنها لم تصنع حتى الآن بصمة لها. والقنوات التلفزيونية «أعتاب» كما البيوت، جمع «عتبة»، وإذا كانت هناك أزمة خاصة بالقنوات التلفزيونية الناطقة بالعربية من بلدان غير عربية، فليس طبيعياً أن تشاركهم «تي آر تي» في الهم وفي الفشل وعدم القدرة على المنافسة، لتظل قناة «الجزيرة» مثلاً هي قبلة المشاهد عند وقوع أحداث داخل هذه الدول، فعند الأزمة الأخيرة للرئيس الأمريكي، لم يفكر المشاهد بالذهاب إلى «الحرة»، وعند وقوع أحداث الإرهاب في فرنسا، فإنه لا يذهب إلى «فرانس 24»، ولفك طلاسم العلاقة بين ألمانيا والانقلاب العسكري في مصر لم نشد الرحال إلى DW الألمانية، وكذلك الحال في الأزمات التركية، فلم تنجح قناة «تي آر تي» في أن تكون هي المرجع والملاذ!

الماشطة والوجه العكر

«الحرة» لم يكن ينقصها الحماس في البداية، رغم رسالتها الصعبة: «تبيض الوجه الأمريكي»، فمن يقدر؟ ووقتها كتبت في هذه الزاوية المثل المصري واسع الانتشار: «ماذا تفعل الماشطة في الوجه العكر؟!» لكن تغطية مكتب القاهرة لنشاط المعارضة المصرية في فترة الحراك السياسي في زمن مبارك، كانت سبباً في وجودها ضمن قوائم القنوات في مصر!
وبالمناسبة، فالمثل سالف الذكر قديم بعض الشيء، عندما لم تكن البشرية قد وقفت على التقدم في فنون المكياج، ومن بين من يعملون في هذا المجال، من قد تشعر أن مهنتهم السابقة هي «نقاشون» يقومون بأعمال «النقاشة» و»الترميم» للبنايات والشقق، فواصلوا المهمة في المهنة الجديدة، فيقومون بأعمال «الفحت» و»التنكيس»، ليسري عليهم مثل شعبي آخر هو «لبس البوصة تصير عروسة»، ولولاهم لبارت السلع!
«الحرة»، لم تعد كما كانت عندما غادرها مديرها «موفق حرب»، والألمانية سعت للنجاح باستقبالها لبرنامج «يسري فودة» بعد أن غادر القاهرة بعد شهر عسل قصير مع حكم العسكر، وإلى الآن لا نعرف أسباب خروجه، هل مورس عليه تضييق من قبل سلطة العسكر؟ هو لا يقول، وقد يأتي اليوم الذي تُفتح فيه الصناديق السود، ولكن ليس على الطريقة التي جرت في بعد تنحي مبارك، فحتى «عمرو أديب»، وحتى مسؤولة الدعاية في حملة مبارك الانتخابية «لميس الحديدي»، قالا إنهما كانا مضطهدين في العهد البائد!
أزمة برنامج «السلطة الخامسة» ليسري فودة هي نفسها أزمة برنامج «قلم رصاص» لحمدي قنديل، شفاه الله وعافاه على قناة «دبي»، فقد كان برنامجه «رئيس التحرير» في التلفزيون المصري هو الأعلى مشاهدة، واستمر نجاحه بعد انتقاله إلى قناة «دريم»، لكنه لم يحظ بالنجاح نفسه في قناة «دبي»، ربما لأن البعيد عن العين بعيد عن القلب، وربما كذلك لأنه لا توجد قناة تنجح ببرنامج واحد، إلا إذا كانت معروفة سلفاً، فنحن في زمن القناة ذات البرنامج الواحد، لكن «دبي» كما القناة الألمانية، لم تنجحا في أن تصل للناس، لينجح البرنامج الواحد، سواء «قلم رصاص» أو «السلطة الخامسة»، والأخير أفضل حالاً، لأن الـ»سوشيال ميديا»، تنقل أجزاء منه للناس، في حين أن الأول ظهر وتوقف قبل زمن مواقع التواصل الاجتماعي كوسيط في نقل البرامج التلفزيونية!
دعك من قناة «فرانس 24»، فالحماس في الصورة وفي حركة الكاميرا، وفي الحضور الذي تمتع به مذيعاتها، لكنها على ما يبدو موجهة للمستعمرات القديمة، لهذا تبتعد كثيرا عن مناقشات «القضايا ذات الاهتمام المشترك»، وإن كان يؤخذ عليها اعتمادها «النغمة الواحدة»، فيتوحد المذيع مع الضيف فلا تعرف من فيهما مقدم البرنامج من المحلل السياسي!

القناة الوحيدة

«تي آر تي» تختلف عن هذه القنوات في أمرين: الأول: أنها تبث من أرض بكر بالنسبة للمشاهد العربي، المتعطش في المرحلة الحالية لفهم كل تفاصيلها. الثاني: أنها تنطلق من بلد حاكمه لا يريد أن يحصر تركيا في حدودها الداخلية إنما يريد أن تمتزج بمحيطها العربي والاسلامي بعد عقود من القطيعة. وهو لذلك يواجه تحديات خارجية، تعرضه لتحديات، كان ينبغي على القناة العربية الوحيدة أن تكون هي على رأس باقة القنوات في أي بلد عربي، لكنها لم تكن!
عندما وقعت محاولة الانقلاب الفاشلة، استدعيت «تي آر تي» لتكون القناة الأولى في ترتيب القنوات الخاصة بي، لكني لم أجد على النار هدى، كان الأداء متكاسلا، باهتاً، لا يشفي الغليل، فمن أين جاء هؤلاء القوم؟! فكانت السلوى في قناة «الجزيرة» وما الذي يمنع القناة التركية من أن تكون «الجزيرة»؟!
القناة القطرية عندها اعتبار هو «الرأي والرأي الآخر» حتى وإن كان «الرأي الآخر» يمثله من يقول كلاماً لا يقل به عاقل قط، وهو الاعتبار الذي لا تلتزم به «تي آر تي»، وإن كنت أرى ضرورة أن يعالج هذا في المقابلات والمناقشات، فلا بد من طرح كل ما يقوله الأعداء على مائدة النقاش الموضوعي!
وإذا كانت فرصة محاولة الانقلاب الفاشلة قد ولت، ولم تستفد بها «تي آر تي»، فقد جاءت فرصة أخرى هي الخاصة بحرب «الليرة»، لكن كان هو ذاته الأداء غير المكترث، والتعامل مع الوظيفة على أنها «تأدية واجب» إلى حين العثور على وظيفة شاغرة في مكان آخر، حتى تبدو القناة فعلا تبث ارسالها كمساهمة منها في حل قضية البطالة في السوق الإعلامي!
ليس في «تي آر تي» برنامجاً كبرنامج «يسري فودة»، وليس فيها اهتمام بالحالة المصرية، ولو ببرنامج مثل «بتوقيت مصر» في «بي بي سي»، أو «هوا مصر» في «فرانس 24»، وليس لدى تركيا محاذير في أن تكون قناتها هي البديل لقناة «الجزيرة مباشر مصر»، وبعض الاهتمام جاء بانضمام «أشرف البلقيني» إلى أسرة المذيعين بها!
وكان يمكن لـ «تي آر تي» أن تكون لسان الربيع العربي الذي ينطق به، وأن تكون قناة «الأحرار» في المنطقة، لكن السؤال الحساس هل تراعي عملية التوظيف في القناة الجمع بين أمرين: «المهنية»، و»الإيمان بالرسالة»؟!
لمجرد أن لاحت فرصة عمل لأحد العاملين في «تي آر تي» في مصر، أعلن على الهواء ادانته للقناة التركية، وأحدهم وجد في الانتخابات الرئاسية المصرية فرصة لتأكيد القرب فذهب للسفارة ليدلي بصوته في انتخابات قاطعها المصريون، ونشر صوره مع السفير وغيره، فمن أنتم؟ قناة مهنة وحسب؟ فحتى القنوات المهنية فقط، تمنع من يعملون بها من اظهار مواقفهم السياسية على صفحاتهم، بما يخدش «الحياد» المفترض، وهل «الحياد الاعلامي» هو من أهداف «تي آر تي»؟!
عندما ذكرت واقعة المذيعة المقربة من عهد «عبد اللطيف المناوي»، قيل لي إنها قدمت استقالتها وغادرت؟ وعندما تتبعت «خط سيرها» في مصر قيل لي إنها ستعود للتلفزيون الرسمي قريباً، هكذا بدون صعوبات. وكانت الملاحظة أنها هي من استقالت، وقبل استقالتها لم نسمع عنها حضوراً مهنياً يغطي النقص في الانحياز للرسالة.
الوسط الصحافي في مصر يستعير عبارة التجار الصغار في التعامل مع التجارب الاعلامية الصغيرة، التي تمارس على مضض وصفاً لها وهى «السبوبة»!
لا بأس.

صحافي من مصر

7gaz

«تي آر تي»… كم عمر الفشل؟!

سليم عزوز

حذار من «أحمق مفيد»!

Posted: 24 Aug 2018 02:27 PM PDT

«أحمق مفيد» هو مصطلح سياسي ساخر يُطلق على الشخص الذي يتم استخدامه للترويج لقضية أو فكرة ما، ولا يستوعب الغاية الحقيقية منها من قبل المستفيدين الأصليين إلا بعد فوات الأوان. يُنسب هذا المصطلح للزعيم السوفييتي الراحل «فلاديمير لينين» حيث أطلقه على المتعاطفين مع القضية الشيوعية من الدول الأخرى دون أن يدروا خفايا اللعبة.
والسؤال في هذا العصر الذي أصبح فيه اللعب بالعقول أسهل من شرب الماء بفضل تنوع وسائل الإعلام وبراعتها وقذارتها في التأثير على الشعوب وسوقها في الاتجاه الذي تريد، كم يا ترى عدد الحمقى المفيدين في عالمنا العربي والإسلامي؟ كم من الملايين التي تناصر قضايا، وتتبع مشعوذين وأفاقين ودجالين يستخدمونها لأغراضهم ومصالحهم الخاصة؟ كم عدد الذين يناصرون قضايا وهم يعرفون كل خفايا القضية وأبعادها وأهدافها؟ كم عدد الذين شاركوا في الثورات العربية ولم يفهموا اللعبة إلا متأخرين؟
ألم يشارك الملايين في تلك الثورات عن طيب نية، وظنوا أنهم يناضلون ضد الظلم والطغيان من أجل مجتمعات جديدة قائمة على الحرية والكرامة والعدل والديمقراطية، بينما اكتشفوا بعد فوات الأوان أن كلاب العالم وضباعه استخدموهم كحمقى مفيدين في مشاريع شيطانية تخدم تلك القوى بالدرجة الأولى ولا تخدم أولئك المساكين؟
لا شك أنه قد يكون هناك ظلم كبير في وصف ملايين الناس التي ثارت على الطغاة فيما يسمى بالربيع العربي بالحمقى الجيدين، ولا شك أن هؤلاء، سواء كانوا أناساً عاديين أو مثقفين أو إعلاميين أو سياسيين، ثاروا فعلاً من أجل قضايا عادلة مائة بالمائة، وكانوا متأكدين أنهم يؤدون دوراً طيباً، لكن العبرة دائماً بالنتائج. لقد كان هؤلاء بما فيه بلادهم أهدافاً لقوى شيطانية لا علاقة لها مطلقاً بتحقيق العدالة ومحاربة الظلم والقضاء على الظالمين، بل استخدمت تلك الجموع كأدوات لتحقيق مشاريعها القذرة، تماماً كما كان الشيوعيون يستخدمون ملايين المتعاطفين مع الشيوعية في أنحاء العالم لخدمة الاتحاد السوفياتي ومخططاته الشيطانية تحت شعارات الحرية والعدالة والمساواة الكاذبة.
إن أول درس يجب أن يتعلمه الناس بكل شرائحهم أن ليس كل القضايا التي تبدو عادلة هي فعلاً عادلة، وأن هناك حقاً يُراد به باطل. على الجميع أن يستفيدوا من هذه التجارب المريرة للأجيال القادمة، بأن لا يقعوا فريسة سهلة للدعاية والمتلاعبين بالعقول والمتاجرين بقضايا الشعوب. ولطالما كانت الشعارات الرائعة عنواناً لكوارث قادمة. إن أول طريقة لتجنب الانضمام بشكل أعمى لصف الحمقى المفيدين أن لا تتسرع مطلقاً في تبني أي قضية مهما كانت تبدو براقة وعادلة وإنسانية في مظهرها العام.
إن هذا المصطلح اللينيني الشرير «أحمق مفيد» يجب أن يتم طرحه على نطاق واسع في وسائل الإعلام هذه الأيام لتنوير الشعوب كي تعلم أن القوى الإعلامية والسياسية الشيطانية قادرة على تجنيد الملايين من البشر تحت هذا المسمى لتحقيق غايات كثيرة عبر هؤلاء الحمقى المفيدين.
ولعل أبرز الحمقى المفيدين هم بلا شك من يسمون بالمجاهدين الذين يظنون أنهم يقاتلون من أجل قضايا سامية في سبيل الله، بينما هم في واقع الأمر مجرد أدوات رخيصة في أيدي أجهزة استخباراتية محلية ودولية، أو بالأحرى هم حمقى مفيدون تحقق بعض الدول من خلالهم مصالح كبرى، بينما هم يظنون أنهم ينفذون شرع الله، والشرع من كل ذلك براء. خدعوهم في أفغانستان ولم يتعلموا الدرس. أطلقوا عليهم لقب «مناضلون من أجل الحرية» عندما كانوا بحاجة لخدماتهم، وعندما انتهوا من استخدامهم، شحنوهم إلى معسكر غوانتنامو، مع ذلك عادوا في صفوف داعش وأخواتها دون أن يتعلموا شيئاً. لكن متى تعلم الحمقى أصلاً؟
ومن الحمقى المفيدين الذين تستخدمهم الأنظمة العربية قرابين لمشاريعها القذرة هم أولئك الذين يصدقون شعارات الوطنية وحب الوطن، بينما يموت الألوف من هؤلاء المغفلين فداء كرسي هذا الطاغية أو ذاك موتة البعير؟
لا شك أن البعض سيتساءل على ضوء الكلام أعلاه: وهل نتوقف عن الثورة على الظلم والطغيان والانتفاض من أجل القضايا العادلة والقيم الإنسانية العليا خوفاً من أن نكون حمقى مفيدين في أيدي أناس آخرين؟ الجواب طبعاً لا. طوبى لكل من ثار على الطغاة، وسيثور لاحقاً. لم يكن العيب مطلقاً بالذين ثاروا، بل بتلك القوى الدولية القذرة التي تلاعبت بثورات الشعوب وحولتها وبالاً عليها لمصالحها الوسخة الخاصة. لكن هذا لا يعني أن نبرئ الشعوب من خطأ الوقوع في شرك الذين استخدموها كحمقى مفيدين. لقد وقع الجميع شعوباً ونخباً وقيادات في أخطاء قاتلة لا بد أن تستفيد منها الأجيال القادمة. لماذا يا ترى لا تمر المؤامرات إلا على بلادنا وشعوبنا ونخبنا، ولا نكتشفها إلا بعد فوات الأوان؟
يبدو أننا أمام نمط جديد من التجارة والتوظيف الخبيث والماكر لمعاناة وآلام وأحلام الشعوب وطموحاتها. وبدلاً من أن يكون عندنا تجارة الأعضاء البشرية الراىجة جداً من قبل مافيات المال، فنحن أمام تجارة مزدهرة جديدة بالمشاعر والأحلام الوطنية للشعوب المنكوبة من قبل تجار السياسة وحيتان اللوبيات الكبار.

٭ كاتب واعلامي سوري
falkasim@gmail.com

حذار من «أحمق مفيد»!

د. فيصل القاسم

ضرورة البحث عن مخرج للمأزق الاقتصادي ورأي عام قوي رغم القيود على الصحافة والإعلام

Posted: 24 Aug 2018 02:26 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: قبل أن تنتهي إجازة العيد كان كثير من الكتاب يلقون اللائمة على الجماهير في المأزق الراهن الذي تحياه البلاد، وفي سبيل رفع الحرج عن الحكومة وإخفاقاتها المتواترة في العديد من الملفات، وأبرزها بالتأكيد الشأن الاقتصادي، حرص كتاب الصحف المصرية القومية والمستقلة على «زجر» الجماهير كي تكف عن الشكوى من ضيق الحال.
وتناولت الصحف الإخبارية عددا من الأخبار والتقارير أمس الجمعة 24 أغسطس/آب، على الصعيدين المحلي والدولي أبرزها: جسر جوي لعودة 87 ألف حاج مصري. وعودة أول فوج من الحجاج 29 أغسطس. خبراء: مصر الملاذ الآمن للاستثمارات التركية. عمال الجزارة في الإسكندرية يرتدون قميص اللاعب محمد صلاح في العيد. مصادر: حركة المحافظين تشمل 15 تغييرا، والإعلان خلال أيام. «إسكان البرلمان»: لا تصالح في مخالفات البناء الجديدة. ووزيرة التخطيط: تشكيل لجنة لوضع النظام الأساسي لصندوق «مصر السيادي». قريبا.. مصلحة الضرائب تبدأ تطبيق قرار تقديم الإقرارات الضريبية إلكترونيا. التصديق على إعدام 8 متهمين باغتيال العقيد وائل طاحون. أبناء 4 قرى يهزمون البطالة في الفيوم بالصناعة والتصدير. رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان: مشروع قانون لاستبدال الحبس في قضايا «الغارمين». مصر تفوز بعضوية المجلس الإدارى للاتحاد الإفريقي للاتصالات. الأزهر» ينشر الوسطية في ثلاث قارات بـ 17 فرعا للمنظمة.

عليه أن يدرك الخطر

ما هي مخاطر هذا الوضع الذي نحياه حيث نعاني انسداد سياسيا؟ الإجابة يتولاها عبد العظيم حماد في «الشروق»: «إن مجتمعا تبلغ نسبة الأجيال الشابة فيه أكثر من نصفه، وتبلغ نسبة الفقراء فيه حوالي الثلث مع التفاؤل، ولديه مواريث عميقة من الاهتمام والحركة السياسية، آخرها ثورة يناير/كانون الثاني 2011، وإسقاط حكم الإخوان المسلمين في 30 يونيو/حزيران 2013،. هذا المجتمع الذي يفرز رأيا عاما قويا، رغم القيود على الصحافة والإعلام، لن يستطيع التعايش طويلا مع انسداد القنوات السياسية السلمية، ولن تمر فيه ــ بدون متاعب ــ الاستحقاقات السياسية التي لا مهرب منها، كانتخابات المحليات والنقابات والبرلمان والانتخابات الرئاسية، فهذه كلها مناسبات وميادين للعمل السياسي، وإذا أمكن مرة أو مرات تمرير بعض هذه الاستحقاقات بوسائل إدارية، أو أمنية، أو دعائية، فلن تبقى هذه الوسائل ناجعة أو كافية إلى ما لانهاية. من المخاطر كذلك أن استشراء حالة الفراغ السياسي يحرم الكوادر المهتمة والمؤهلة من خبرات التنظيم والاتصال، كما يحرم التنظيمات من التمويل المشروع، ومن التفاعل مع قواعدها الجماهيرية، وهذه هي أدوات الفعل والحركة السياسية المعتادة في العمل الديمقراطي السلمي، ومن ثم تبقى الساحة خالية ومختلة لمصلحة التنظيمات، والاتجاهات التي تمتلك منذ عقود طويلة كل هذه الأدوات والخبرات، وبالطبع فهؤلاء هم التنظيمات المتطرفة بكل أنواعها. على أي حال، والكلام ما زال لعبد العظيم حماد، لم تضع الفرصة بعد، ولا يزال هناك وقت للمراجعة وإعادة التقويم، خصوصا أن بعض الاستحقاقات المهمة آتية لا محالة، سواء الانتخابات المحلية التي أجلت كثيرا، أو الانتخابات البرلمانية التي لا يمكن تأجيلها، أو الانتخابات الرئاسية لعام 2022».

المهمة المستحيلة

حلّ موعد مقال الدكتور إبراهيم السايح في «الوطن»، الذي يشير إلى أن خلاص مصر من أزماتها مهمة مستحيلة، بسبب تعدد المشكلات وإرث الفساد القديم: «في مصر حاليا جهاز إداري يضم نحو سبعة ملايين مواطن لا تحتاج الدولة منهم إلا نحو نصف المليون موظف. وفي مصر حاليا جامعات حكومية تضم ملايين الطلاب والموظفين والمعيدين والدكاترة، لا تحتاج الدولة منهم أي شخص، سوى السادة رؤساء الجامعات وبعض السادة العمداء، لأنهم الوحيدون الذين يختارهم النظام بنفسه ولنفسه! وفي مصر حاليا مئات الآلاف من المدارس والأبنية التعليمية وعدة ملايين من السادة الموظفين والمدرسين والموجهين، لا تحتاج الدولة منهم سوى مدارس أو فصول الصف الأول الابتدائي ورياض الأطفال، وفق برنامج إصلاح التعليم، الذي يبدأ في العام الدراسي الجديد. وفي مصر حشود من الخارجين على القانون تضم عصابات البلطجة والمخدرات والدعارة والسرقة والتزوير والتهريب والرشوة، والاقتصاد الأسود والمباني المخالفة، والاستيلاء على أراضي الدولة، والغش التجاري والصناعي والتهرب الضريبي، وخطف الأطفال والكبار والابتزاز، وفي مصر ملايين العشوائيين والباعة الجائلين والمتسولين، والدراويش والمتشردين والعاطلين، والأميين وذوي العاهات والكومبارس الصامت والمتكلم على هوامش كل المدن والقرى والنجوع والأحياء. لو أحصيت البشر الصالح للاندماج في مشروع الدولة المصرية الحديثة لن تجد أكثر من عشرة ملايين شخص على أفضل تقدير، ولن تجد حلا للتسعين مليونا الآخرين إلا الرحيل الجسدى بالهجرة أو الرحيل النهائى بالموت. لو تجاهلنا كل ما سبق والتزمنا بحق كل مواطن في الحياة والتعليم والصحة والعمل وسائر حقوق الإنسان، فإن الدولة لن تتمكن على الإطلاق من توفير هذه الحقوق لكل الناس، لأن مواردها لا تكفي ولأن سياساتها الاقتصادية والاجتماعية طوال العقود الأربعة الماضية تجاهلت العدالة الاجتماعية وخلقت فسادا وظلما بلا حدود، ويستحيل على النظام الحالي القضاء على هذا الفساد واستعادة العدل الاجتماعي».

خروف الريحاني

من بين الساخرين في صحف الجمعة شريف عبد الباقي في «الأهرام»: «معلومة سعر الخروف في مصر زمان يمكن أن تأتي من فيلم «أبو حلموس» للرائع نجيب الريحاني، ويستند إليها من يرى أن الأسعار أصبحت جحيما لا يطاق، لأنه في عام 1947 كان الريحاني يعتبر سعر الخروف، وقدره 18 جنيها و82 قرشا، سعرا خياليا، ودليلا على أن ناظر الوقف في دائرة الأزميرلي «حرامي كبير»، ويدلل صاحب الرأي على أن هذا المبلغ لا يشتري كوبا من الشاي في أي «كافيه» على الطريق حاليا. ويأتي الرد عليه من ملخص ليلة امتحان في مادة أخرى، بأن سعر الخروف سيتخطى 90 ألف جنيه بالسعر الحالي، استنادا إلى نظرية الزمن الجميل، التي تؤكد أن الجنيه المصري، كان يساوي جنيها ذهبيا وقتها، ويكون 18.82 جنيه في سعر اليوم للجنيه الذهب الذي يقترب من 4800 جنيه، فيكون الخروف سعره أكثر من 90 ألف جنيه، ويبقى «يا سلام على انخفاض الأسعارالحالية، ونبقى بنأكل كيلو لحمة ضاني ثمنه 150 جنيها، بينما في عام 1947 كان يساوي 1200 جنيه على الأقل. وتبدأ الخناقة بين جميع الأطراف اتهاما بالسطحية والتسطيح للأمور. وفي الحقيقة أن الجميع ضحية نظام تعليمي اعتمد على التلقين للمنهج، الذي تحول إلى مجموعة من المفاهيم والمصطلحات والتعريفات، التي تم اختصارها في مذاكرات ليلة الامتحان، والتي أصبحت أسلوب حياة، اعتمد الأعداء عليه في بث الفرقة والمشاحنات بيننا. ومن هنا أشفق على الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، وعلى ما يخطط له من تطوير للتعليم في مصر، فإذا وفقه الله فلن تتشاجر على سعر كيلو اللحم في خروف الريحاني».

لا أحد يهتم

يسأل فاروق جويدة في «الأهرام»: «لماذا توقفت مواجهة الإرهاب عند الجانب الأمني، دون جوانبه الفكرية، فمازالت له منابع ومؤسسات تحميه، ومازال يصدر كل يوم أفواجا وحشودا جديدة في أكثر من دولة عربية، وهذه الحشود لا تكتفي بأرض واحدة أو شعب واحد، ولكنها تنتشر عبر الصحارى وتقتحم الحدود والجسور. وما حدث من مواجهات مع الإرهاب في العراق وسوريا وليبيا واليمن وسيناء، يجعل من قضية فكر الإرهاب قضية أمة وليست قضية شعب عربي واحد. لقد مرت سنوات بدون أن نرى خطة عربية لمواجهة هذا الفكر الضال والمضلل. إن نقطة البداية وإن كانت قد تأخرت كثيرا، كما يشير الكاتب، هي التنسيق بين الدول العربية، لأن دولة عربية واحدة ووحيدة لا تستطيع أن تقوم بهذه المهمة أمام أمة يجتاحها هذا الخطر الداهم، ولها لغة واحدة وأرض ممتدة ودين واحد وشعوب اختلطت عبر تاريخ طويل من العلاقات الإنسانية. نقطة البداية أن فكر الإرهاب انتقل مثل النيران من دولة إلى دولة، ومن مكان إلى آخر ومن شعب إلى شعب، كانت للإرهاب مدارس فكرية مارست كل ألوان التضليل عبر منابر كثيرة في كل أنحاء الوطن العربي، ولم تنج دولة ولا شعب من هذه اللعنة التي اقتحمت حياة الشعوب وتحولت إلى أركان ومقومات في تكوين هذه الشعوب، وفى حكومات إما مغيبة أو متواطئة. انتشر هذا الفكر وأصبح حقائق ثابتة وهنا يمكن أن نتوقف عند الجذور».

ليست في هذه السهولة

من الحرب على الارهاب للحرب على الجرائم الإلكترونية، حيث يأمل جلال دويدار عبر «الأخبار» في ضبط إيقاع الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي: «هل يضع إقرار الرئيس السيسي لقانون تنظيم استخدام المواقع الإلكترونية، وبدء تطبيقه نهاية للتسيب والفوضى السائدة، التي تحتويها رسائل التواصل الاجتماعي. ليس خافيا ما يمكن أن تتضمنه هذه الاستخدامات من اقتحام للحياة الخاصة للمواطنين، يضاف إلى ذلك ما يتم التعرض له من قضايا تتعارض وتتنافى مع القيم المجتمعية. الأخطر من كل هذا وجود مواقع إلكترونية بأسماء مستعارة تعمل لصالح أهداف تمس أمن واستقرار الوطن. هذه المواقع تعتمد على نشر الإشاعات والمعلومات والأخبار الكاذبة، التي تستهدف نشر البلبلة لخدمة جهات متآمرة، سواء كانت داخلية أو خارجية. وباعتبار أن هذه المواقع عابرة للحدود فإنه يتم إنشاؤها في الخارج، وتوجيه ما تريد من سموم في أي اتجاه. إن مثل هذه المواقع وبهذا الأداء المريب، تعد بمثابة طابور خامس يعمل ضد المصالح الوطنية للدول. ضمان عملية انضباط ممارسات هذه المواقع الإلكترونية يتطلب التزام الشركات المسؤولة عن شبكات الإنترنت التدقيق في تسجيل المعلومات بالنسبة لصاحب الموقع. لا بد أن تشمل العقوبات والمحاسبة في القانون عدم التزام هذه الشركات، خاصة في الداخل في هذه التعليمات. أما على المستوي الدولي فإنه على المنظمات الدولية المعنية بالاتصالات الإلكترونية أن تضع قواعد ملزمة للدول، بمراعاة عدم استخدام مواقع التواصل للإضرار بالدول ومجتمعاتها. يجب في أي حال عدم النظر بما تقوم به هذه المواقع المنحرفة بأنه حرية تعبير، حيث إنها يجب أن تحافظ على القيم والصالح العام. لا جدال في أن إصدار هذا القانون قد تأخر طويلا».

جاسوس الحكومة

من أبرز الساخرين في «الأخبار» عبد القادر محمد علي كاتب زاوية «صباح النعناع» وأغلب الظن انه تعرض لمتاعب في الهضم بسبب التهام مزيد من اللحوم خلال إجازة العيد، فحرص على أن يحذر القراء من تداعيات إدمان اللحوم الحمراء بأنواعها: «الكرشة والفشة والمصارين واللسان والطحال وغيرها من فواكه اللحوم، مفيدة جدا للإنسان وأقل ضررا من اللحمة التي لا يأتي من ورائها سوى بلاوي متلتلة وأمراض مستعصية والعياذ بالله. أما الأكثر ضررا من كل الأضرار، فهو المشويات وما أدراك ما المشويات. قنبلة موقوتة تضرب صحة الإنسان في مقتل كفانا الله شرها. عليك يا أخي بتناول فواكه اللحوم في العيد، ولا تنس الكوارع، واتق شر المشوي والمحمر والمسلوق والمفروم، ولا سيما البفتيك الملعون. هذه التحذيرات قرأتها على لسان أستاذ تغذية أول أيام العيد. طبعا جاسوس قابض من الحكومة».

شوكولاته يا ناس

لأن المعارضة باتت غير مأمونة العواقب والكلمة لها ألف حساب حتى لو كانت ضد وزير أو مسؤول غير سيادي، لذا لجأ أحمد جلال للتورية في هجومه على وزير التموين في «الأخبار»، متهما إياه بأنه مهتم بتوفير سلع الأثرياء على حساب الفقراء: «علي المصيلحي وزير التموين – بارك الله فيه – لم يستمتع بالعيد مثل كل الناس، وفرَّغ نفسه للاهتمام بإسعاد وفرفشة المواطن، فأمر معاليه بتنظيم حملات للتأكد من أنه مبسوط ع الآخر، وبيغني لتوافر احتياجاته اليومية في المجمعات الاستهلاكية مثل، زيت الزيتون الإسباني الفاخر، والزيتون الكلاماتا اليوناني، والسمن البلدي المعتبر، والشيكولاتات السويسرية لزوم فرحة أطفاله في العيد، وكذلك الدواجن للزهقانين من اللحمة، مع التركيز على البط والرومي وأوراك النعام. شكرا للوزير لأن احتياجات المواطن موجودة ومرطرطة، وبيحسد نفسه على السعد والهنا اللي عايش فيه، بس يا ريت معاليه يبعت له حملة من بتوعه ترش عليه فلوس علشان يشتري».

نيران صديقة

«من المفارقات الجديرة بالدراسة التي انتبه إليها أحمد سالم في «الوطن»: «أننا نمتلك أحد أكبر الأجهزة الإدارية في العالم من حيث العدد، بينما نكاد نقدم الخدمة الأسوأ في كوكب الأرض والكواكب المجاورة، لذا قد نعتبر الذهاب إلى المرور أو السجل المدني أو الشهر العقاري مجرد تكفير لذنوب وكبائر ارتكبناها، بدون أن ندري أن العذاب سيأتي على يدي مدام عفاف أو الأستاذ دسوقي، حيث الاستقبال السيئ والخدمة المتردية والجو الخانق. أميل دائما إلى استخدام مصطلح «دافعي الضرائب»، الذي يحمل توصيفا خفيا للعلاقة بين المواطن والدولة، وهي علاقة تكاد تكون غير مُعرَّفة بشكل دقيق لملايين المصريين، الذين يعيشون في وهم الدولة الأم، التي تقدم خدماتها للجميع بدون مقابل، حتى لو انهارت هذه الخدمات بسبب سوء استخدامها، لذا أتحدث بالنيابة عن دافعي الضرائب من المصريين، الذين يطالبون بخدمات حكومية ترقى لما يُقدَّم في العالم الخارجي، سواء سرعة إنجاز أو احترام لقيمة المواطن والوقت، إذن من حقنا التساؤل حول 270 مليارا أجورا ارتفعت من 240 مليارا بدون أي تحسن في الخدمة. نعلم أن الوزيرة النشيطة الدكتورة هالة السعيد تعد مشروعا للإصلاح الإداري، ولكننا نظن أن الأمر أكثر سهولة ويحتاج خطوات أكثر سرعة، فلماذا لا يصدر قرار رسمي بنقل جميع موظفي الشؤون القانونية والمالية في جميع المؤسسات الخاسرة إلى وزارات العدل والداخلية والتعليم لسد العجز في الشهر العقاري والسجل المدني والجوازات والمرور والإدارات التعليمية؟ لماذا لا تعلن الحكومة عن افتتاح مئات المكاتب الخدمية تحت اسم «مراكز الخدمة المُميَّزة»، وندفع مقابل ذلك رسوما بسيطة بدلا من الرشاوى التي ندفعها لزوم الإسراع في الخدمة؟».

في يد أمينة

«ما هو سر التفوق الاقتصادي الكبير للولايات المتحدة؟ يرى نيوتن في «المصري اليوم» أن الأمر بسيط جدا، رأيناه في تعاملها مع آل كابوني. هو رئيس عصابة شهير جدا في أمريكا كانت تسمى «سلاح فرسان شيكاغو». يعمل في التهريب والغش في الخمور وغيرها من الجرائم التي اشتهرت بها المافيا في ثلاثينيات القرن الماضي. مع علم السلطات الأمريكية بحجم جرائمه، ودوره في عالم الإجرام. لم يكن لديها سند قانوني للإمساك به، إلى أن وقع في مخالفة ضريبية، حينها فقط توفر لها السند، حكموا عليه بأقصى عقوبة يسمح بها القانون في جرائم التهرب الضريبي، فتم سجنه 8 سنوات. القانون يتم تطبيقه بدون استثناء أو مغالاة على كل من هو موجود على الأراضى الأمريكية، لا يأخذون أحدا بالشبهات. لا اعتبار للبلاغات الكيدية. لذلك توافد على البلد المستثمرون من كل جنس، فالجميع هناك آمنون في حماية القانون. محمد الفايد. اشترى محال «هارودز». أحد مفاخر بريطانيا. لم ينجح في الحصول على الجنسية البريطانية، بعد حادث ابنه مع الأميرة ديانا فتح النار على العائلة المالكة البريطانية، اتهمهم بكل الاتهامات الممكنة. رغم ذلك لم تمس له شعرة، المطلوب من أي مستثمر في هذه البلاد أن يؤدى ضرائبه بدقة وأمانة، له أن يربح ما يشاء، المستثمر هناك ليس سارقا أو لصا، هو شريك في الدرجة الأولى، إذا تتبعنا الثروات التي خرجت من روسيا، أو من بلاد التحولات السياسية والاقتصادية الكبرى، بما فيها مصر تجدها استقرت في بلاد القانون فيها هو السائد».

أيسرهن مهرا أكثرهن بركة

«من مظاهر تكريم الإسلام للمرأة، كما يشير الشيخ عباس شومان في «اليوم السابع»، أن نظّم مسألة ارتباطها بالرجل، فجعل العلاقة بينهما في زواج مشروع حدد إطاره تحديدا دقيقا محكما، بأن وضع له مجموعة من الإجراءات تنتهي برباط مقدس يجعل منها ومن الرجل الذي ارتبطت به كيانا واحدا، وأثبت لها الإرادة الكاملة في بناء هذه العلاقة، فحين يتقدم الرجل لخطبتها من ولى أمرها، فإن لها الحق في قبوله أو رفضه بدون إلزامها أو إجبارها على الزواج منه وساعدها الشرع أيضا في اتخاذ قرار ارتباطها، عندما حدد لها مواصفات زوج المستقبل الذي تُرجى معه استدامة الحياة بينهما وسعادتهما معا، بل أن الإسلام تجاوز ذلك، إذ أباح للمرأة أن تكون مبادِرة، فأعطاها الحق في أن تخطب الرجل الذي تريده زوجا، إن هي شاءت، مثل الرجل تماما، وإن كان الغالب أن الرجال هم من يخطبون النساء. وأثبت الإسلام للمرأة أيضا الحق في إنهاء الخطبة والارتباط؛ مساواة لها بالرجل الذي يحق له العدول عن الخطبة، إذا كان هناك سبب يرجح ذلك، فلم يفرّق الإسلام بين الرجل والمرأة في قضية الإرادة والاختيار، واتخاذ القرار في ما يتعلق ببناء حياة جديدة. فإذا رضي كل واحد منهما بالآخر، وقبله شريكا في حياته، عُقد الزواج الذي حدد له الشرع أركانا وشروطا لتمامه وصحته كسائر العقود، بل اختص هذا العقد لشرفه وأهميته من بين كل العقود باعتباره ميثاقا غليظا، قال تعالى: «وكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقا غَلِيظا». ومن مظاهر تكريم الإسلام للمرأة أيضا واحترامه آدميتها، أن أراد لها أن تكون عزيزة مطلوبة؛ ففرض لها في سبيل ذلك مهرا ماليّا لم يضع حدّا لنهايته».

ليسوا مضطهدين

«ثارت في الفترة الأخيرة مزاعم مفادها اضطهاد الأقباط في مجال الرياضة حيث لم يبرز نجوم في صفوف اللاعبين المسيحيين في معظم مجالات الرياضة، وفي هذا السياق نقلت «الدستور» تصريحات متلفزة قال خلالها هاني رمزي لاعب المنتخب السابق، إن كثيرين يعتقدون أن اللاعبين الأقباط مضطهدون، لأنه على فترة طويلة لم يوجد لاعب مسيحي في المنتخب. وعن حقيقة اضطهاد اللاعبين المسيحيين، قال رمزي في حواره مع أحمد شوبير على قناة «أون سبورت»، أن بعض المدربين في قطاعات الناشئين متعصبون، لكنهم لا يتجاوزون 5٪. ولفت إلى أن عزوف المسيحيين عن لعب الكرة نابع من تخوف العائلات المسيحية، من الاضطهاد فلا يرسلون أولادهم. ووجه رسالة للأهالي: «أنا لعبت في منتخب مصر من عمر 15 سنة، وفيه ناس مكنتش عارفة إني مسيحي، ابعتوا أولادكم يلعبوا وجربوا مرة واتنين وتلاتة».

النيل المنسي

هل نحسن استثمار مجري النيل سياحيا، أم ننظر إليه كمجرد مورد للمياه؟ يجيب عباس الطرابيلي في «الوفد»: «كل الدول التي تملك أنهارا أقل شهرة من النيل نجحت في استثمارها، وأصبحت توفر لها عائدات ضخمة. ها هي فرنسا تستثمر نهر السين سياحيا وتنظم رحلات نهرية رائعة على مدى ضوء النهار، وما أحلى العشاء في هذه السفن السياحية مساء، وهناك شركات سياحية عملاقة تنظم هذه الرحلات ليلا ونهارا، تطوف بك حول باريس وتستمع إلى شرح كامل لكل ما تراه – وأنت في السفينة- تطوف وتعبر بك تحت الكباري التاريخية، وهي بذلك توفر فرص عمل عديدة من عمالة ورجال سياحة وتاريخ ومترجمين. أيضا في برلين تجد الاستثمار نفسه، إذ تشـــتهر برلين بالعديد من القنوات الملاحية والبحيرات، تخترق المدينة والغابات الرائعة، ولم يتوقف الاستثمار على استخدام هذه الأنهار والقنوات في نقل المواد الخام والمنتجات، ونجد أيضا في جنيف، حيث بحيرة ليمان أو بحيرة جنيف، تحولت إلى ساحة للاستثمار عبر مئات السفن السياحية، التي تنقلك من مدينة جنيف إلى حدودها مع فرنسا، في مراكب سياحية بين ساعتين، وأربع ساعات، وثماني ساعات وتشرح لك أهم ما تراه على شطي البحيرة في الجانب السويسري أو الفرنسي. وفي فيينا أيضا نجدهم عرفوا كيف يستثمرون نهر الدانوب، واسمه في الجانب النمساوي هو «دوناو» وبالمناسبة عرضه عند عاصمة النمسا لا يزيد على عرض أصغر ترعة، في مصر، ولكنهم عرفوا كيف يستثمرون هذا النهر وكيف عاش حوله شعراء وعباقرة قدموا للبشرية أفضل القطع الموسيقية، وكل ذلك بأقل الأسعار».

عودة محفوفة بالمخاطر

نتحول للشأن السوري بصحبة الدكتور محمد بسيوني في «الوطن»: «أصبحت عودة المهجرين السوريين تحت وطأة الحرب الملعونة مركز اهتمام دولي تسعى إليه روسيا والاتحاد الأوروبي ومعظم العواصم العربية والآسيوية، وبدأت أفواج السوريين المشتاقين للعودة إلى ديارهم تنطلق من لبنان والأردن ومصر، ولكن المعوقات أمام عودتهم تتزايد. الحكومة السورية ترحب بالعائدين، ولكن الأمم المتحدة تخلت فجأة عن دورها المستمر طوال سنوات ست، وأوقفت معونات وتسهيلات إعادة اللاجئين، ومساعدات إعادة الإعمار والتوطين، التي أقرت قبل عامين، بحجة أن المعونات مرهونة بحل سياسي كامل ونهائي للوضع في سوريا! وهو موقف غريب من الأمم المتحدة التي دورها دائما المسارعة في إنقاذ الإنسان والحفاظ على حياته وضمان سلامته، بغض النظر عن الأوضاع السياسية في بلده، أو في البلد الذي يلجأ إليه الإنسان أثناء النزاعات المسلحة. ويبدو مجلس الأمن في موقف غير مقبول ولا يتفق مع دور ومواثيق وسوابق عمل الأمم المتحدة في ظروف مشابهة، أو حتى مع السوريين اللاجئين أنفسهم قبل شهور ماضية. وقد أزعج موقف الأمم المتحدة لبنان التي استعدت لعودة ما يقرب من مليون ونصف المليون لاجئ سوري، وبعد مغادرة 52 ألفا منهم توقفت المساعدات الدولية لهم، وحذر وزير خارجية لبنان علنا أمام نظيره الروسي، من أن هذا يضر باستقرار لبنان، وهو ما لا يقبله أحد. وتمارس تركيا أشكالا من المعوقات الضخمة ضد عودة المهجرين السوريين إلى أراضيهم، بل تمنعهم بالسلاح والحرب وتحتل مساحة واسعة في شمال سوريا».

إنجاز تاريخي

مزاج جديد لعيد الأضحى في أمريكا هذا العام، يلقي عليه الضوء محمد المنشاوي في «الشروق»: «وصلت امرأتان مسلمتان للجولة الأخيرة في انتخابات الكونغرس عن مجلس النواب، التي ستجرى خلال الأسبوع الأول من شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. منذ أيام فازت السيدة رشيدة طليب ــ وهي مرشحة أمريكية من أصول فلسطينية ــ ببطاقة الترشح التمهيدية للحزب الديمقراطي في الدائرة الثالثة عشرة، وهي دائرة شبه مضمون الفوز فيها لأي مرشح ديمقراطي في ولاية ميتشغان. وبعد ذلك بأسبوع فازت السيدة إلهان عمر ــ وهي أمريكية من أصول صومالية ــ كذلك بالانتخابات التمهيدية للديمقراطيين للمنافسة على مقعد الدائرة الخامسة في ولاية مينسوتا، لتصبح بذلك ثاني مسلمة عربية مرشحة لدخول مجلس النواب. وحال فوز المرشحتين، وهو ما يتوقعه كثيرون من الخبراء الأمريكيين، سيعد هذا حدثا تاريخيا، ويعد فوز رشيدة بالمقعد محسوما، إذ لم يتقدم الحزب الجمهوري بمرشح للمنافسة في هذه الدائرة، وهكذا قد تفوز رشيدة بالتزكية، بعد فوزها على عدد من المرشحين من داخل حزبها على هذا المقعد. أما إلهان، فعلى الرغم من وجود منافس جمهوري لها في مينسوتا، فإن دائرتها التي ترشحت لمقعدها تعد دائرة ديمقراطية بامتياز، ويزيد من حظوظ فوزها أنها تمكنت خلال الانتخابات التمهيدية من التغلب على خمسة منافسين من الديمقراطيين. إلهان عمر، التي جاءت لاجئة مع عائلتها إلى الولايات المتحدة بعد مولدها في الصومال، وقبل عامين فازت في الانتخابات المحلية في ولاية مينسوتا، وأصبحت عضوا في المجلس التشريعي للولاية. وتبلغ إلهان من العمر 36 عاما، وتعرضت لاعتداء بالضرب من قبل أشخاص في تجمع حزبي عام 2014 بسبب حجابها وبشرتها السمراء، إلا أن ذلك لم يمنحها سوى المزيد من الإصرار على الاستمرار في العمل السياسي».

بين ترامب وأردوغان

في هدوء يناقش الدكتور حسني الخولي في «الوفد» إرهاصات الأزمة التركية: «لم تشفع لتركيا عضويتها في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أو حجم الاقتصاد أو التبادل التجاري الكبير مع أمريكا والاتحاد الأوروبي. انخفاض سعر الليرة التركية ليس حربا على الإسلام والمسلمين، كما يشيع البعض، بقدر ما أنه تطبيق لسياسات التوسع في الاقتراض. ويرى الكاتب أن تدخل الرئيس التركي في سياسات البنك المركزي، واستبدال محافظ المركزي بآخر من أهل الثقة، أحد الإجراءات التي ساعدت على الوصول لتلك النتيجة. الاقتصاد التركي يصنف الـ18 عالميا بناتج قومي يقترب من التريليون دولار، وتركيا تمثل أكبر سوق للصادرات الأوروبية، والمنتجات التركية تغزو الأسواق العالمية، وبالأخص الأوروبية، الا أنه اقتصاد قائم على القروض قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل. يضيف الكاتب، حجم الدين للحكومة التركية لا يذكر، وأن تلك القروض تخص الشركات التركية، ساعد على ذلك تدني سعر الفائدة بعد الأزمة المالية العالمية. الأزمة التركية ستكون لها تداعيات على الدول المتعاملة معها، سواء بالاقتراض أو التبادل التجاري، ما يمثل قلقا لدول أوروبية كثيرة على رأسها إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا. ويشير الخولي إلى أن الاستمرار في إقحام السياسة في الاقتصاد سيفسد السياسة والاقتصاد في الوقت نفسه، فقد مضى وبدون رجعة عهد الرئيس الأوحد الأوزعي، الذي يستخدم الحلول الأمنية. ويبقى الأمل في أن نعي الدرس في مصر بأن نعتمد على مواردنا الاقتصادية، وتعظيم القيمة المضافة منها، وأن نوقف الاقتراض الخارجي فورا، وأن نعتمد على أهل الخبرة بدلا من أهل الثقة، مع مزيد من الشفافية، ومحاربة الفساد، ودراسة الآثار الجانبية للقوانين قبل إصدارها، فهكذا تبنى الأوطان».

كوثر أمريكية

من معارك العيد هجوم ماجد حبتة في «الدستور» ضد النظام الإيراني: «طائرة مقاتلة جديدة، تم الكشف عنها، خلال حفل ‏حضره الرئيس حسن روحاني، وقبل ساعات من احتفالات الإيرانيين بـ«اليوم الوطني للصناعات الدفاعية». ولا تفسير للإعلان عن تلك الطائرة الوليدة، التي اتضح أنها أمريكية وتجاوزت الأربعين، غير ‏أنها محاولة بائسة من النظام الإيراني لامتصاص الغضب الشعبي المتصاعد من الأزمة الاقتصادية الطاحنة، التي تأتي نتيجة طبيعية لسياسات ذلك النظام، وفساده، وتبديده لثروات البلاد في صراعات ‏وحروب إقليمية مكلفة.‏ مفعول المخدر أو «كوثر»، لم يستمر لساعات، إذ كشف موقع «ذا أفييشنست» المتخصص في الطيران الحربي عن أن الصور واللقطات التي تم بثها لـ«كوثر» أو للطائرة الحربية الإيرانية الجديدة، ‏ليست لطائرة من «الجيل الرابع»، وليست محلية الصنع بنسبة 100٪ كما أعلن الإيرانيون، وإنما لطائرة أمريكية من طراز قديم، تحديدا من طراز «إف- 5 إف تايجر». وأشار التقرير إلى أن مثل هذه ‏الادعاءات ليست جديدة على إيران، واستعاد ذكرى الطائرة المقاتلة «القاهر إف- 313»، التي لم تكن أكثر من مجرد «مجسم» بتصميم سيئ لا يمكن أن يطير. وانتهى الموقع إلى أن الادعاءات الإيرانية ‏حول طائرتها الجديدة مجرد دعاية للاستهلاك المحلي.‏ ويستشهد ماجد في هجومه بباباك تغفاي، الصحافي الإيراني، الذي أكد أن الطائرة التي ‏كشف عنها الرئيس الإيراني هي بالفعل طائرة «إف-5 إف تايجر» أمريكية الصنع، وتم استخدامها كبديل للطائرة «كوثر» خلال الاختبارات، بزعم أن الاختبار الأولي للطائرة «كوثر» لم يكن آمنا وتم ‏إلغاؤه. وعليه، تم استخدام الطائرة «إف 5 تايجر» التي يزيد عمرها على 40 سنة، والتي سبق أن قام الجيش الإيراني بتعديلها في مطلع الألفية، واختاروا للمشروع اسم «إس آر 2»، ثم توقف».‏

ضرورة البحث عن مخرج للمأزق الاقتصادي ورأي عام قوي رغم القيود على الصحافة والإعلام

حسام عبد البصير

تهديد ترامب لإسرائيل بـ«الثمن العالي» هو رصاصة تحذير

Posted: 24 Aug 2018 02:26 PM PDT

في هذا الأسبوع هاجت الولايات المتحدة واهتزت إسرائيل بسبب دونالد ترامب لأسباب مختلفة تمامًا، والعاصفة التي اجتاحت الولايات المتحدة تركزت على إدانة مدير أمن ترامب السابق بول مونفورد، واعتراف محاميه مايكل كوهين، والحديث مجددًا عن احتمال تنحية ترامب، ولم يكن القلق في إسرائيل يرتبط بكل هذا، لقد نبع من جمل عدة قالها ترامب ربما لحرف الأنظار، وذلك في اجتماع انتخابي في غرب فرجينيا الذي لم يكن مرتبطًا كما يبدو بمشاكله المتزايدة.
ستضطر إسرائيل إلى دفع «ثمن باهظ جدًا»، قال ترامب، مقابل قراره الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل ونقله السفارة الأمريكية إليها. الآن دور الفلسطينيين، أشار ترامب بلسانه الطفولي «الحصول على شيء ما جيد». كلهم يقولون إن اتفاقًا بين الطرفين غير ممكن، أضاف، ولكننا سننتظر ونرى. «سيكون الأمر مثيرًا للاهتمام». هذا ذكّر بالشتيمة التي اعتاد دبلوماسيون بريطانيون، وعلى رأسهم اوستن تشمبرلين وأخوه نفين، على وصفه كشتيمة تهكمية عتيقة: «إن شاء الله ستعيشون في أزمنة مثيرة للاهتمام».
أقوال ترامب حلت على إسرائيل كعاصفة في يوم صاف، واعتاد الإسرائيليون على التأكيد بأنهم الابن العزيز على البيت الأبيض، أما الفلسطينيون فمبعدون بسبب اليأس. الدعم الكامل لترامب، اعتقد كثيرون، هو محبة مجانية بدون ثمن من جانبهم، ومن المؤكد أنه ليس ثمنًا باهظًا، وفجأة تبين أن الأمر غير متعلق بمطالب لترامب، بل إن هذه المطالب من شأنها أن تكون جدية ومؤلمة. الإيقاظ من الحلم كان مفاجئًا وقاسيًا.
الموظفون الأمريكيون الذين فوجئوا من أن شخصًا ما يأخذ على محمل الجد أقوال الرئيس، كانوا بدأوا فورًا بفحص الأضرار؛ فمستشار الأمن القومي جون بولتون الذي كان في زيارة لإسرائيل تجاهل الأقوال الصريحة لترامب وقال إنه لا يوجد تغيير في موقفه: الرئيس لا يطالب إسرائيل بشيء مقابل نقل السفارة. براك ربيد اقتبس في موقع «اكسيوس»، وموظفون في الإدارة أوضحوا بطريقة تلمودية أن تعديل «ثمن عال جدًا» للرئيس ترامب هو مفهوم نسبي فقط، والحديث لا يدور حقًا عن «ثمن عال» من ناحية موضوعية. المتحدثة باسم البيض الأبيض، سارة هاكبي ساندرز، تجاهلت بطريقتها غير المهذبة الأسئلة ورفضت تسوية التناقض بين أقوال الرئيس وتوضيحات مساعده.
وبهذا الشكل، فإن الخيول في إسرائيل هربت من الإسطبل، والمستوطنون بدأوا الاستعداد لصراع مع رئيس أمريكي محبوب تحول فعليًا إلى من يغرس سكينًا في ظهر دولة اليهود. المتحدثون باسم الحكومة محرجون في القدس وقاموا بإطلاق صافرات تهدئة، وتعهدوا بأن ترامب ما زال الصديق رقم واحد، وتمتموا بعبارة أن كل شيء سيكون على ما يرام، على أمل أن يقنعوا أنفسهم على الأقل، بل أخطر من ذلك، فيما يتعلق بنتنياهو ذلك أن لليسار فائدة مزدوجة في هذا، سواء من إمكانية أن يضغط ترامب على إسرائيل في أن تسير نحو الفلسطينيين، وفي أن استخذاءه أمام ترامب انفجر في وجهه كما يبدو.
إن التدقيق في أقوال الرئيس كان يجب أن يرفع منسوب أهميتها إلى درجة تاريخية. أولًا، اهتم ترامب باتخاذه قرار نقل السفارة خلافًا لرأي زعماء العالم الذين اتصلوا به دون توقف في محاولة ثنيه عن هذا القرار، إلى درجة أنه توقف عن الرد على الاتصالات. ولم يدفع الفلسطينيون الثمن وحدهم، أشار الرئيس، بل الولايات المتحدة أيضًا: رئيسها ومكانتها الدولية. وبصفته رجل أعمال، فمعروف أن ترامب كثير التردد في دفع ديونه، لكنه يحرص على جباية كل ما يعود له حتى الأغورة الأخيرة.
العامل المقلق أكثر في أقوال ترامب، وليس فقط من ناحية إسرائيل، هو ادعاؤه المرفوض تمامًا بأن نقل السفارة الأمريكية أزال فعليًا موضوع القدس عن طاولة المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. ترامب يعتقد ـ كما يتبين ـ بأنه لم يعترف بسيطرة إسرائيل على القدس فحسب، بل منحها المدينة هدية، «هم ولا مرة انتصروا على القدس»، قال عن ذلك سلفه، أما هو فقال: «نحن رفعنا الموضوع عن الطاولة، ولا يجدر الحديث ثانية».
هذه ليست المرة الأولى التي يسمع فيها ترامب هذا الادعاء الهذياني. تصعب معرفة من أين استقاه: ربما لم يفهم توجيهات موظفيه، وربما أن شلدون ادلسون همس بذلك في أذنه، وربما اعتقد حقًا وبسذاجة أن كلماته تكفي من أجل تغيير الواقع بشكل نهائي، وربما أخذ بصورة جدية تلك الأوصاف الحماسية لمستوطنين شاكرين والمقارنات بينه وبين كورش منقذ اليهود والقدس، وربما استوعب أقوال نتنياهو التي حسبها هو الصديق الأكبر لإسرائيل طوال تاريخ الإنسانية، ولم يصنع أحد معروفًا كما فعل.
مهما كان الأمر، فإن ترامب إذا كان يعتقد أنه أعطى مفاتيح المدينة الأبدية لنتنياهو واليهود وأزاح مطالب الفلسطينيين فيها، فيمكنه أن يطلب من إسرائيل «ثمنًا باهظًا جدًا». مقابل القدس الذهبية، المدينة المقدسة والجميلة، التي تتطلع إليها عيون الأجيال المتواصلة من اليهود، ومن المعقول أن ترامب سيعتقد أنه يمكنه أن يطالب بنصف المملكة إن لم يكن أكثر.
لا يهم إذا كان الواقع فعليًا عكس ذلك تمامًا. إسرائيل والفلسطينيون لم ينجحوا حقًا في الماضي في التوصل إلى اتفاق حول مستقبل القدس، ولكن في عصر ترامب وكنتيجة مباشرة لقراراته تحولت المدينة إلى عقبة لا يمكن تجاوزها، ليس أمام اتفاق سلام فحسب، بل لمجرد عقد محادثات سياسية. أقوال ترامب في غرب فرجينيا عقدت الوضع ويتضح منها أن ترامب يعتقد أن الفلسطينيين سيوافقون على نسيان كامل لقدس أقداسهم مقابل «شيء ما جيد»، الذي سينجح في الحصول عليه من نتنياهو. الزعيم الفلسطيني الذي سيوافق على صفقة تبادل كهذه لم يولد بعد، ولا حتى زعيم عربي سيوافق عليها إذا كان يريد البقاء على قيد الحياة.

بطل العالم في الأكاذيب

بالإمكان وربما يجدر حل أقوال ترامب كتيار أفكار غير مفلتر. هذا الرئيس هو بطل العالم في الأوهام، أنصاف الحقائق والأكاذيب الكاملة. هو يقول ما يخطر بباله ومتى يخطر بباله، وإذا أراد سيدعي غدًا عكس ذلك تمامًا. لقد أقسم في الماضي أنه لا يعرف نجمة الإغراء ستورمي دانيالز، ولم يكن له معها علاقة، وبالتأكيد لم يسمع عن ثمن سكوت دفع لها. في مقابلة مع شبكة «فوكس» أول أمس، لم يقتصر اعتراف ترامب ـ من دون أن يرف له جفن ـ بأن الـ 130 دولارًا التي حولها محاميه لستورمي خرجت من جيبه، بل إن هذه الحقيقة التي ينكرها حتى الآن تبرئه من كل تهمة بمخالفة قوانين تمويل الانتخابات وتخرجه بريئًا طاهرًا ليظل يطارد دون ذنب اقترفه.
توقيت تصريح ترامب ليس حكيمًا إلا إذا كانت أفكاره قد تشوشت، وهو احتمال يجب عدم استبعاده في يوم ما. في الوقت الذي يعلق فيه ترامب بضائقة سياسية وإعلامية غير مسبوقة، حيث خصومه وأعداؤه يحاصرون البيت الأبيض ويطالبون تحويل إدانة منفورد وخيانة كوهين إلى فؤوس ستقطع رأسه، فإن ترامب بحاجة إلى معقل دعمه وإلى القاعدة المخلصة أكثر من أي وقت مضى. وبدونها لا يستطيع ردع الجمهوريين الذين توصل العديد منهم هذا الأسبوع إلى استنتاج بأن السيل لدى الرئيس قد بلغ الزبى، ويجب الإصغاء أخيرًا إلى صوت ضميرهم والخروج ضده.
ثمة عنصر حيوي في قاعدة ترامب، وهم الافنغلستيون المؤمنون الذين ينكرون عيوبه وأفعاله ويتبعونه بالنار والماء، ولن يكون لهؤلاء أي مشكلة في تجاهل المخالفات الخطيرة لقانون تمويل الانتخابات، وسيستوعبون تنسيقًا ممنوعًا بينه وبين الكرملين، إذا كان المحقق الخاص روبرت مولر سيثبت أن هذا ما حدث. ولكن أي مواجهة مع إسرائيل في أساس وجودها؟ وأي تصادم مع نتنياهو رسولهم الإلهي؟
وبالنسبة إلى مؤيديه المسيحيين، الذين يتوقعون أن إسرائيل تقوم بدورها في تقريب يوم الدين وآخر الزمان، فإن هذا سيكون جسرًا بعيدًا جدًا. ولكن حتى لو لم يكن ترامب يقصد كما يقول مبعوثوه، وحتى لو كانت مطالبته بـ «ثمن عال جدًا» قد تبددت فورًا عند خروجها من فمه، فإن أقواله في غرب فرجينيا يجب أن تدوي كطلقة تحذير، مقدمة محتملة لمستقبل مهدد. هي توضح أن ترامب مستعد للانقلاب على إسرائيل في طرفة عين وأن يطالبها بتنازلات مقابل الإنجازات، التي هي أيضًا من ثمار خياله، بل وممكن أيضًا أن يضربها إذا تمردت عليه، وكأنها حليفة متدنية مثل كندا أو ألمانيا أو بريطانيا، التي ينكل بها ترامب بلذة شديدة. هكذا يتصرف مع سلسلة طويلة من المخلصين السابقين، السياسيين والمستشارين والمحامين، الذين ضربهم في اللحظة التي تجرأوا فيها على الوقوف ضده. هذا الحدث يكشف الخطأ المميت الذي ارتكبه نتنياهو عندما وضع كل بيض إسرائيل في سلة الرئيس الأمريكي الجاهل والعصبي والمتقلب والمكروه. نتنياهو أبقى إسرائيل عارية وغير قادرة على الدفاع عن نفسها. لقد قام بدور نشط في تعزيز مكانة ترامب في الحزب الجمهوري الذي تحول إلى خاتم للتوقيع على كل أفعال وأخطاء الرئيس. في حالة مواجهة مع إسرائيل فإن نتنياهو لا يستيطع الاعتماد على دعمهم، وفي أحسن الحالات سينقسم الجمهوريون بين أغلبية تسير خلفه، وبين أقلية تقرر أن الإضرار بإسرائيل ليس له كفارة.
في حالات مشابهة في الماضي، فإن إسرائيل كانت تستطيع على الأقل الاستناد إلى دعم حزب المعارضة، لكن نتنياهو حرق بعناية جسوره مع الديمقراطيين وترك خلفه أرضًا محروقة. عن خطأ عدائه لبراك أوباما وتحديه المكشوف له، في خطابه في الكونغرس ضد الاتفاق النووي مع إيران، أضاف نتنياهو جريمة الاستخذاء منفلت العقال للرئيس، الذي يمقته الديمقراطيون من أعماق قلوبهم. الاستطلاع الذي نشره هذا الأسبوع معهد «غالوب» هو المعتبر كتحذير واضح: 17 في المئة من المصوتين الديمقراطيين أيدوا نتنياهو مقابل 60 في المئة من الجمهوريين. في هذا الوضع فإن سياسيين ديمقراطيين سيهبّون لمساعدة رئيس حكومة إسرائيل وسيعرضون فعليًا أنفسهم للخطر.
حكومة عاقلة كانت الآن ستقوم بإعادة تقدير جديدة بخصوص مقاربتها المطلوبة، وكان عليها أن تقف على بعد معقول من ترامب وتقوم بخطوات طوارئ لتحسين علاقاتها مع خصومه.
احتمالية نجاح ديمقراطي كبير في تشرين الثاني ينقل إلى أيدي الحزب مجلس النواب كانت ستعتبر عملية مطلوبة من شأنها أن تقيد الرئيس في سياسته تجاه إسرائيل، وسيناريو عزل ترامب كان سيتحول إلى أمر جذاب. ترامب قال أمس بوقاحته غير المسبوقة إن عزله سيؤدي إلى فوضى وانهيار اقتصادي وفقر جماعي. ولكن إسرائيل ستحصل على رئيس جديد اسمه مايك فينس. وخلافًا لترامب الذي هو المخلص لنفسه فقط، فإن فينس هو مسيحاني أصيل ومؤيد لإسرائيل.
بيد أن نتنياهو غارق أكثر من اللازم في ترامب، إلى درجة لا يمكنه فيها الانسحاب.. لقد راهن على كل الصندوق. إن تماهيه مع الرئيس الأمريكي هو تماه تام. إن ترامب ونتنياهو في خارطة القيادة العادية هما زوجان محبان، ترى هل سيذهان معًا؟ مواجهة نتنياهو مع أوباما التي تحولت إلى صداقة مدهشة مع ترامب هي ورقة رابحة بالنسبة له في شعبيته، ودليل على الوعي السياسي لرئيس الحكومة ونظرته بعيدة المدى. إذا تبين أن ترامب ـ مثل سلفه ـ جندي مقنع كما سيدعون في اليمين، فإن نتنياهو سيجد صعوبة في أن ينهض من هذه الضربة. لذلك ليس لديه خيار سوى أن يظل إلى جانب ترامب وأن يتمسك بأهداب بذلته الكبيرة جدًا وربطة عنقه الطويلة جدًا، وأن يصلي ألا تنتهي سفرته في قطار الجبال والشياطين لترامب بتحطم مدوّ.

حيمي شليف
هآرتس 24/8/2018

تهديد ترامب لإسرائيل بـ«الثمن العالي» هو رصاصة تحذير
الرئيس الأمريكي الذي تعزز الحصار السياسي حوله يعتقد ان اعترافه بالقدس كعاصمة قد رفع المدينة عن طاولة المفاوضات
صحف عبرية

الأردن: ملفات مهمة «على نار الرزاز» والتجاذب يطال «الانتخاب» و«الدفاع» وعودة «الخارجية» للولاية

Posted: 24 Aug 2018 02:26 PM PDT

عمان- «القدس العربي»: النية حسمت والقرار اتخذ على الارجح لكن «توقيت» التنفيذ يحتاج للمزيد من التأمل… هذا هو الموقف في الأردن اليوم تجاه الملف السياسي الأكثر أهمية في الحالة الداخلية بعد العبور مجدداً من أزمة «قانون الضريبة» وهو «قانون جديد للانتخاب».
لا تفضل النخب الحاكمة في الأردن التسرع في الحديث مجدداً عن ملف الانتخابات الشائك. لكن السيناريو المرسوم ينعى مبكراً القانون الذي جربت بموجبه النسخة الأخيرة من إنتخابات البرلمان في قرينة جديدة على غياب «الإستقرار» السياسي في ذهن مؤسسات القرار عندما يتعلق الامر بملف التمثيل البرلماني والإنتخابات.
رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز قال الاسبوع الماضي في جلسة مع نخبة أكاديميين أن حكومته وضعت خطة عمل لعامين فقط هما عمر الحكومة الافتراضي. الإشارة واضحة هنا لأن حكومة الرزاز يتم إلزامها بالقاعدة الملكية والمقررة علناً والتي تتحدث عن رحيل «السلطتين» معاً حيث من المنطقي ان ترحل الحكومة في حال انتهاء الموسم البرلماني بعد عامين وإن كان الوصول أصلاً لتلك النقطة يتطلب اليوم تعديلاً وزارياً موسعاً يمكن الرزاز من «التنويع والصمود».
لكي تواصل حكومة الرزاز برنامج عملها المثير للجدل حظيت بجرعة دعم علنية وكبيرة عند تفاعل القصر الملكي مع ممثلي المواقع الإلكترونية حيث وصف الرزاز في لقاء ملكي بأنه «رئيس وزراء بطيء لكنه يخطط بعمق» والأهم: «لديه أسلوب مختلف بالعمل وينبغي ان تحصل حكومته على فرصة كاملة».
عملياً لم يقتصر الأمر على ذلك فلعدة أغراض من بينها توفير أرضية دعم أوسع للرزاز تم إخلاء مواقع القرار الوظيفية الكبرى في الديوان الملكي وبعض المؤسسات الشريكة من «السياسيين» وأصحاب الفتوى الذين يعيقون بالعادة الحكومات ويلاحظون عليها.
الطاقم العامل في الديوان الملكي حالياً «إداري وتنفيذي» بامتياز وبلا خبرات سياسية الطابع بعد مغادرة المخضرم الدكتور فايز طراونة في وضع يناسب إبقاء الحكومة وحيدة أكثر في مضمار «الولاية العامة» بالنسبة المطلوبة لإنجاز العمل.
والرزاز نفسه يتحدث عن»علاقات دافئة» وتعاونية للمصلحة الوطنية بين حكومته وقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية. لكن كل ذلك لا يعفي الحكومة من مزاحمتها أحياناً في بعض الملفات وبصورة يحاول الرزاز هضمها وعدم التصادم معها.
ولا يعفي الحكومة من مواجهة الاستحقاقات الأهم حيث قواعد جديدة في لعبة السياسة تترك للسلطة التنفيذية هوامش اضافية من المناورة بالتزامن مع حسم مطلوب لبعض الإستحقاقات الصعبة وبصيغة تبرر مخاوف رئيس الحكومة من تداعيات اقترابه من بعض القرارات «غير الشعبية».
من بين تلك الاستحقاقات ملف قانون الانتخاب الجديد الذي سيستنسخ الجدل مجدداً حول أفاق ومستقبل النسخة المحلية من الإصلاح السياسي حيث توجه مرصود لتقليص عدد مقاعد البرلمان من 130 إلى 80 او 100 مقعد لمنح مجالس اللامركزية في المحافظات بعض الزخم وحيث تقنيات مستحدثة في مباديء وشكل وهوية «التمثيل المكوناتي».
تزامناً ثمة مسائل أخرى في غاية الأهمية تدخل في باب «الإستحقاق الدولي « في بعض التفصيلات ينبغي ان تحسم بالتلازم مع المسألة الإنتخابية بعد العبور بملفات الضريبة والبعد المالي.
وهي مسائل ينبغي ان تحسم ايضا في سياق أي ترتيبات مستقبلية للهيكل على مستوى الدولة ومن بين أبرزها التفكير جدياً في وجود «وزارة للدفاع» ضمن الهيكل الاداري في مجلس الوزراء وعودة «وزارة الخارجية» تحديداً لولاية مجلس الوزراء ورئيسه عملياً حيث سبق للملك ان صرح عندما زار الحكومة قائلاً: «كفى ..علينا ان نمضي للأمام».
طبعاً لا أحد يستطيع تعريف مضمون «المضي للأمام». لكن من المرجح ان المسألة تخص «تمكين» حكومة الرزاز من العمل بإسترخاء أكثر وإعادة هيكلة الطريقة التي تدار فيها وزارة دفاع غير موجودة أصلاً وإنهاء تجربة «حكومات الظل» ومراجعة الإتجاهات الدبلوماسية والسياسية وملف العلاقات الدولية بصيغة تضمن إعادة فعالية مجلس الوزراء في التأثير بالقرار الخارجي ووزارة الخارجية.
وطبعاً من أهم الملفات التي تطهى «على نار الرزاز الهادئة» ترسيم حدود المسألة الإنتخابية بعد الإضطرار لرفع نسبة ضريبة الدخل في دوره إستثنائية صيفية للبرلمان قد تعقد في غضون اسبوع مقبل.
وكل تلك الحزمة من الملفات الأساسية يفترض أن تطفو على السطح بالتزامن مع عملية سياسية ونخبوية موحدة و»غير لعوبة» بعد إستقرار الحكومة بهويتها الوزارية الجديدة وتثبيت آلية مستجدة للتفاهم مع البنك الدولي والعبور بقانوني الضريبة ومنع الجرائم الإلكترونية ثم ترسيم «خارطة نخبوية» ودخول طبقة جديدة من أدوات الحكم والادارة تناسب متطلبات ومواصفات المرحلة.
وهنا يتوقع تسمية رؤساء جدد لمجلسي الأعيان والنواب وحسم الاشتباك مع الإخوان المسلمين والتمهيد لإختراقات للحصار الدبلوماسي والإقليمي الخانق على منظومة تحالفات الدولة السياسية بحيث تصبح العلاقات أكثر إنتاجية مع دول الجوار واقل توترا مع الثنائي الإسرائيلي السعودي. وهي كلها مهام ووظائف تتطلب هيكلاً نخبوياً يختلف عن الهيكل الحالي وان كانت ستثير بكل الأحوال تجاذباً موسمياً على مستوى العمق.

الأردن: ملفات مهمة «على نار الرزاز» والتجاذب يطال «الانتخاب» و«الدفاع» وعودة «الخارجية» للولاية
بعد إخلاء الوظائف العليا في الديوان من رموز «الفتوى السياسية»
بسام البدارين

«جبهة النصرة» برفضها حل نفسها تهدي الأسد مبرر اجتياح إدلب

Posted: 24 Aug 2018 02:25 PM PDT

دمشق – «القدس العربي» : تتقلص الخيارات أمام التنظيمات الجهادية في آخر منطقة «منخفضة التصعيد» شمال غربي سوريا، والتي تسيطر جبهة «النصرة» على أجزاء كبيرة منها، بالتزامن مع تصاعد حرب الاستئصال السياسي والشعبي ضدها في محافظة إدلب وأرياف حماة وحلب واللاذقية، حيث حشد النظام السوري لمعركة وصفها بالكبرى، هدفها السيطرة على المنطقة، بينما الثابت يقيناً أن هناك ترتيبات تركية – روسية وتفاهمات دولية مستمرة حول إدلب ومحيطها، حيث تجري الدول الضامنة لاتفاق أستانة اتصالات وزيارات رسمية مكثفة، من بينها اللقاء المرتقب في 7 أيلول/ سبتمبر 2018 بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان على هامش القمة الرباعية الاستثنائية التي ستشمل مشاركة كلّ من الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية ولقاءات وزراء دفاع وخارجية البلدين أمس والذين التقاهم الرئيس الروسي فيما بعد لترتيب الأوضاع ومستقبل إدلب.
يجري ذلك بينما قالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة أمس الجمعة إن المبعوث الخاص للمنظمة الدولية ستافان دي ميستورا دعا إيران وروسيا وتركيا لمحادثات بشأن اللجنة الدستورية السورية تجرى في جنيف يومي 11 و12 أيلول/سبتمبر، من المتوقع أن تعقب المحادثات المتعلقة بتشكيل لجنة لصياغة دستور جديد لسوريا محادثات موازية تشرف عليها الأمم المتحدة وتضم دولاً منها الولايات المتحدة.

هدية «النصرة»

ويشغل الملف السوري وتحديداً مصير منطقة خفض التصعيد الرابعة (إدلب) محور هذه اللقاءات والاتصالات، حيث يدور حديث حول احتمال حصول صفقة من نوع ما يتم ترتيبها بين أنقرة وموسكو تشمل مناطق شرقي سوريا إلى جانب شمالي البلاد، وربما تتناول شكل الحل الكلي في سوريا، حسب مركز جسور الذي رأى أنه من المبكر الجزم بطبيعة الاتفاق الخاص بمحافظة إدلب ومحيطها، ولم يستبعد أن يحاول الطرفان التركي والروسي التوصل إلى اتفاق بخصوصها خارج إطار أستانة، بحيث تنتهي الترتيبات بها قبل جولة أستانة المقبلة والمرتقبة في نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر، والتي يمكن أن تُركّز حينها على المسار السياسي، وخطوات بناء الثقة بين النظام السوري والمعارضة، بدلاً من التركيز على الجوانب العسكرية.
ووفق ما هو باد من معطيات رأى رئيس تجمع المحامين السوريين المعارض غزوان قرنفل أنه من غير المنطقي افتراض بقاء ادلب على ما هي عليه خصوصاً ان السمة الغالبة للقوى المسيطرة فيها هي قوى مصنفة دولياً كقوى متطرفة وإرهابية وبالتالي فإن النظام وروسيا يملكان الحق القانوني بمحاربتها واستئصالها سنداً للفقرة 8 من القرار 2254 الذي نطالب بتطبيقه، «وان لم ترضخ «تحرير الشام» لفكرة حل نفسها وادماج عناصرها السورية ضمن الجبهة الوطنية للتحرير التي تشتغل عليها تركيا، فإن المواجهة العسكرية آتية لا محالة» وخاصة أنه من الواضح ان القوى الدولية الفاعلة بالشأن السوري قد خلصت لتعويم نظام الاسد بعد عمليات تجميلية عدة تتخذ من مخرجات «جنيف» و»أستانة» وسائل لها.
ولفت إلى أن أنقرة لا تستطيع فعل شيء في هذا السياق سوى الامتثال لأنه لا يمكن لها الظهور بمظهر من يدافع عن قوى «إرهابية» تحاول الدولة السورية محاربتها وفقاً للصلاحيات الممنوحة لها بموجب الفقرة 8 المذكورة اعلاه من القرار 2254. وبتقدير المتحدث، سوف يستعيد النظام السوري إدلب لان النصرة سترفض حل نفسها وهي بذلك تهديه المبرر الكافي لاجتياح المدينة.
واستبعد قرنفل التحليلات التي تفيد بدفع روسيا لجبهة النصرة والتنظيمات القاعدية ونقلهم باتجاه مناطق «قسد» الكردية من أجل خلط الأوراق مع الولايات المتحدة، في ظل حشود عسكرية ضخمة للنظام، وجعل هذه التنظيمات بين فكي كماشة، قوات «قسد» شمالاً وأخرى للنظام جنوباً، رأى قرنفل ان النصرة لن تقبل بنقلها من امارتها لمكان آخر، حيث تدرك تماماً انها ستدفن فيه كما دفن تنظيم الدولة من قبلها، بل ستبقى متمترسة بين المدنيين وستتخذهم دروعاً بشرية ظناً ان ذلك سيحول دون المعركة، مشيراً إلى أن النظامين الروسي والسوري والقوى الدولية الفاعلة لا تقيم وزناً لذلك، وستغض الطرف عن اجتياح النظام للمنطقة وبغطاء جوي روسي، فيما سيبقى المدنيون وحدهم في المحرقة وهم من سيسدد الفاتورة.

… وتصفية رموزها

فخيارات تنظيم النصرة شبه معدومة طالما انها لم تقبل ان تنصاع لفكرة حلها، فليس لديها من خيارات سوى المواجهة، مفترضاً انحسار النفوذ التركي في هذه المرحلة لمناطق غصن الزيتون ودرع الفرات، حيث أضاف المحلل «وحتى هذا على المدى البعيد وفي ضوء تطورات العملية السياسية المفترضة سيؤول للدولة السورية ونظامها مع اعطاء تركيا ضمانات اوسع مدى مما تحصلت عليه في اتفاق أضنة السابق وعلى الثورة حماية مصالحها القومية والأمنية».
ومن الملاحظ حسب مراقبين المحاولات الحثيثة لاغتيال رموز التنظيمات القاعدية في إدلب وما وحولها، التي ترفض الانصياع للحلول المقدمة من أنقرة، وذلك بهدف اضعاف تلك التنظيمات والسيطرة على قرارها حيث تطرق «مصطفى سيجري» رئيس المكتب السياسي للواء المعتصم التابع لغرفة عمليات «درع الفرات» والمدعوم من تركيا، في لقاء مع «القدس العربي» إلى عمليات الاغتيال التي تضرب قيادات «النصرة» ومسؤوليها، مشيراً إلى ان من يقف خلف تلك العمليات هي قوى خارجية في بعض الأحيان، وتنظيم النصرة نفسه في أحيان أخرى، «حيث يختلف الامر بين اغتيالات داخلية تأتي بسبب نزاعات بين القيادات وصراع على السلطة والمال والنفوذ، وبين خارجية تقوم بهدف إضعاف القوى الاخرى والشخصيات المستقلة» حسب المتحدث.
ومن وجهة نظر سيجري فإن النصرة تقوم بمهام وظيفية ولن تخرج عن التعليمات الموكلة اليها، مؤكداً ان «مصير النصرة هو الطرد كما هو مصير جميع الميليشيات الأجنبية والطائفية وقوات الاحتلال الروسي». وعلق سيجري على مستقبل ادلب بالقول «لا يمكن للنظام السوري التقدم شبراً واحداً باتجاه أي من المناطق المحررة الآن في الشمال السوري، «حيث التواجد التركي» وما يشنه من حملات إعلامية دعائية لا تختلف عن الحملات السابقة على عفرين قبل أن يدخلها الجيش الحر وبدعم من الحلفاء في تركيا.
وأضاف «لطالما أن القوات التركية موجودة في الشمال والتعزيزات الآتية من تركيا إلى سوريا مستمرة بشكل شبه يومي فلا خوف على إدلب ولا على أي من المناطق الاخرى، والخطر يبدأ فقط عندما تشاهدون القوات التركية تنسحب من الأراضي السورية، وهذا لن يكون إلا عندما تنسحب القوات الأمريكية وقوات الاحتلال الروسي والميليشيات الإيرانية الإرهابية من سوريا، وبعد زوال التهديدات المباشرة على الأمن القومي التركي، يمكن وقتها الحديث عن إنسحاب قوات الحلفاء التركية، مع شكر وامتنان شعبنا العظيم للجمهورية التركية الشقيقة على ما قدمته لنا من مساعدة».
ورأى ان كل ما يقوم به النظام من حملات إعلامية دعائية هو من باب الحرب النفسية لتمرير سيناريو الجنوب وفتح باب «التسويات» وإعادة المستضعفين إلى حكمه وتحت سيطرته، من خلال الترهيب والترغيب، ويساعده في ذلك أدواته في المناطق المحررة، و»لكن النظام أصغر من أن يملك قرار البدء بعمل عسكري».

«جبهة النصرة» برفضها حل نفسها تهدي الأسد مبرر اجتياح إدلب
تصفية رموزها في مقدمة أهداف «أعدائها»… والخيارات ضيقة أمام التنظيمات «القاعدية»
هبة محمد

عون: نعتمد سياسة «النأي بالنفس» ولا يمكن أن ننحاز لأي دولة شقيقة ضد أخرى

Posted: 24 Aug 2018 02:25 PM PDT

بيروت- «القدس العربي»: فيما الاشتباك على أشدّه بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية ، تحاول القوات تحييد رئاسة الجمهورية عن الصراع والتعاطي مع الرئيس ميشال عون كرئيس لكل اللبنانيين وليس كرئيس لتيار أو حزب.وعلى هذا الاساس، زار وزير الاعلام ملحم رياشي أمس قصر بعبدا وسلّم رئيس الجمهورية دعوة من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع لحضور القداس الذي يقيمه الحزب في 9 ايلول المقبل في ذكرى «شهداء المقاومة اللبنانية» في وقت كانت تشهد مواقع التواصل مشادات وشتائم على خلفية قيام أحد مناصري التيار بشتم « شهداء القوات ورئيسهم». وبعد زيارة بعبدا، قال وزير الإعلام انه «عرض مع الرئيس عون العلاقات بين رئاسة الجمهورية والقوات اللبنانية واهمية بقائها فوق كل الحسابات الضيقة».
في موازاة ذلك، وفي وقت يدعو الرئيس المكلف سعد الحريري إلى الالتزام بسياسة النأي بالنفس، اكد الرئيس عون «ان لبنان الذي يعتمد سياسة النأي بالنفس لا يمكنه أن ينحاز في أي صراع لأي دولة شقيقة ضد مصلحة دولة شقيقة أخرى» إلا أن النأي بالنفس لا يعني أن ننأى بأنفسنا عن أرضنا ومصالحنا التي لا تضرّ بأيٍّ من الدول العربية». وتساءل» هل من متضرر اذا عاد النازحون إلى سوريا؟ وهل هناك من يتأذى اذا مرّت منتجاتنا اللبنانية عبر معبر نصيب؟».
وقال عون امام وفد من اللبنانيين المنتشرين في دول الخليج العربي أتوا إلى لبنان لتمضية عطلة الصيف «اننا نحافظ على مصالحنا ونعمل على تحقيقها من دون ان يتأذى بذلك احد». وشدد على ان لبنان اجتاز ازمات عالمية واقليمية وعربية تأثر بها العالم سلباً،» الا اننا نشكر الله لأن الوضع الامني مستتب والحركة السياحية ناشطة ولسنا دولة مفلسة».
الى ذلك، عقد النواب السنّة الستة من خارج « تيار المستقبل « اجتماعاً جديداً في دارة الرئيس الراحل عمر كرامي في بيروت شارك فيه كل من: فيصل كرامي، عبد الرحيم مراد، جهاد الصمد، الوليد سكرية، قاسم هاشم وعدنان طرابلسي. واعتبر المجتمعون «ان الأزمة تجاوزت في الشكل والمضمون ما هو مألوف في تشكيل الحكومات وما يرافقها من ازمات، وان السجال الدائر اليوم حول البيان الوزاري هو سجال مفتعل وفي غير محله وسابق لأوانه، وان الأولوية اليوم للتشكيل، واي بحث آخر إنما يكون هدفه التعطيل وتطويل الأزمة الأمر الذي يعرض البلاد لأزمة وطنية كبرى».
واستغرب المجتمعون «الأثواب التي يلبسها موضوع التشكيل، تارة عبر ما يسمى عقدة «القوات» ثم العقدة الدرزية وصولا إلى مضمون البيان الوزاري مع تغييب كامل للعقدة السنّية إذا جاز القول انها عقدة وهي في الحقيقة ليست إلا تأكيداً لحق في تمثيل فئة شعبية واسعة من الطائفة السنّية في كل لبنان التي اوصلت نوابا سنّة من خارج «تيار المستقبل» إلى البرلمان، وهذا الأمر ان دلّ إلى شيء فالى ان حقوق الطائفة السنّية وموقعها في المعادلة الوطنية ليست من بين هموم الرئيس المكلف الذي لم يجادل او يناقش في اي من حقوق الطوائف اللبنانية، في حين هان عليه ان يعمل على إقصاء فئة من طائفته، مصراً على حصرية حزبية لا تنسجم مع الواقع التمثيلي البرلماني والشعبي، ولا تؤدي الغرض من حكومة الوحدة الوطنية وتسجل سابقة تسيء إلى الطائفة السنّية وموقعها الوطني».
وأكد المجتمعون «انهم ضد اي مسّ بصلاحيات رئيس الحكومة اياً كان»، مطالبين الرئيس المكلف «بعدم الخضوع لأي ضغوط ان كانت داخلية ام خارجية»، معتبرين «ان الضغوط الوحيدة المشروعة هي ما تشهده البلاد من أزمات معيشية واقتصادية ومن تهديدات واخطار مصيرية»، مشددين على «ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية لا تقصي احداً ولا تستثني أي طرف».

عون: نعتمد سياسة «النأي بالنفس» ولا يمكن أن ننحاز لأي دولة شقيقة ضد أخرى
القوات اللبنانية تحرص على إبقاء علاقتها بالرئيس «فوق الحسابات الضيّقة»
سعد الياس

قيادي كردي: النظام السوري أجهض التفاهمات ونجاحها مرهون باتفاق أمريكي – روسي

Posted: 24 Aug 2018 02:25 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: اعتبر رئيس حزب «السلام الديمقراطي»، التابع للإدارة الذاتية الكردية في سوريا، طلال محمد، أمس الجمعة، أن النظام السوري ليس بصاحب قرار، وبأن الأسد يحاور الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من التحالف الدولي بزعامة واشنطن، بضغط من قبل حليفه الروسي.
القيادي الكردي، قال في تصريحات إعلامية: اللقاء الذي جرى مع وفد النظام السوري، كان هدفه «جس نبض»، ولم يكن من باب الحوار أو التفاوض مع الاسد، مشيراً إلى أن اللقاء يرتبط بنتائج قمة «هلسنكي» التي جرت مؤخراً بين الرئيسين الأمريكي والروسي، وفق ما نقله موقع «باسنيوز».
ونوه المتحدث إلى امتلاكهم مشروع الإدارة الذاتية، وأن النظام السوري لديه مشروع الإدارة المحلية، مطالباً بتشكيل لجنة مشتركة لدراسة المشروعين، بهدف التوصل لاتفاق حول النقاط المشتركة، إذا فعلاً كان النظام جاداً حول ذلك، وفق قول القيادي الكردي. وأضاف «أرسلنا وفداً من المختصين إلى دمشق للقاء وفد من المختصين من النظام في الجولة الثانية، إلاّ أن الوفد الذي كلفه النظام للقاء لم يكن على دراية بأي شيء حيث تفاجأوا بمشروع الإدارة الذاتية، وما حصل ويحصل في شمالي سوريا، وكأنهم كانوا يعيشون ضمن كهف أو مغارة، حيث ليس لهم أي دراية بالمسائل السياسية»، وفق تعبيره.
وأردف محمد، «وفدنا لم يتفق مع وفد النظام، لأنهم لا يملكون أي قرار وليس لهم أي مشروع، فقط النظام أراد إجهاض المبادرة، ووفدنا عاد بدون أي شيء لكن نحن جادون في الحوار»، وتابع «وفدنا الثاني ذهب إلى دمشق من أجل تشكيل لجان مشتركة وفق ما اتفق عليه في اللقاء الأول». لكن النظام السوري، حسب تصريحات المصدر الكردي، تهرّب وأجهض المبادرة وسيحاول إجهاض أي عملية تفاوضية في المستقبل، لأنه يرى نفسه قوياً الآن»، مشيراً إلى أن نجاح التفاوض يتوقف على الاتفاق الروسي – الأمريكي، ولا بدّ من وجود رعاية دولية للتفاوض بين الطرفين.
وكان مصدر مقرّب من إدارة، أكد يوم السبت الماضي أن محاولات التفاوض بين مجلس سوريا الديمقراطية والنظام تجري تحت مظلة تفاهمات القوى العالمية الكبرى، الولايات المتحدة وروســيا.

قيادي كردي: النظام السوري أجهض التفاهمات ونجاحها مرهون باتفاق أمريكي – روسي

حقوقي عراقي: تعذيب بطرق وحشية في سجون الموصل

Posted: 24 Aug 2018 02:24 PM PDT

الموصل ـ «القدس العربي»: أكد المدير التنفيذي لشبكة «أحرار الرافدين لحقوق الإنسان»، ومقرها جنيف في سويسرا، راهب الصالح، تعرض معتقلون من أبناء الموصل إلى «التعذيب بطرق وحشية في السجون والمعتقلات التابعة للمحافظة».
وأضاف في اتصال مع «القدس العربي» أن «مصادر من داخل الموصل خاصة بالشبكة ذكرت أن من أساليب التعذيب، إجبار السجناء على التعري القسري والوقوف أمام النزلاء الآخرين عراة لإشعار السجين بالخزي ما يؤدي إلى حالة من الإحباط النفسي والتي تؤدي بدورها إلى إجباء المعتقلين على التوقيع على ما يدونه المحققون والاعتراف بارتكاب جرائم قد لا يكونون على علاقة بها».
إلى جانب ذلك يتعرض المعتقلون، وفق المصدر إلى «ربط الأقدام والأيدي بأوضاع غير مريحة لفترات طويلة، وعزل السجين الذي يتعرض للتعذيب بهدف إنتزاع الاعترافات عن جميع الموجودين من السجناء أو الحراس قبل الموعد المقرر للتحقيق، ويتم هذا بأوامر مباشرة من المحقق».
وكشف عن «ترحيل آلاف المعتقلين من أبناء الموصل إلى غرف خاصة في مطار المثنى معدة أصلا لتخزين قطع غيار الطائرات والأسلحة والذخيرة، بسبب عدم كفاية سجون الموصل لاستيعاب الأعداد الكبيرة من المعتقلين».
وحسب الصالح، «تلك التصرفات تعكس السلوك العام والسمة البارزة والسياق العملي لمنتسبي وزارة الداخلية العراقية في السجون أو اثناء التحقيقات مع المتهمين».
وتابع: «على الرغم من أن الدستور العراقي يحرم جميع أنواع التعذيب النفسي والجسدي والمعاملة غير الإنسانية، وكذلك قانون أصول المحاكمات الجزائية الذي يحظر إساءة المعاملة والتهديد بالإيذاء، بهدف انتزاع الاعترافات».
لكن «السلطات المعنية لا تلتزم بالدستور العراقي والقوانين ذات الصلة، بما فيها القوانين الملزمة للعراق الذي وقع عام 2011 على اتفاقية مناهضة التعذيب».
وأرجع «أسباب عدم التزام وزارة الداخلية بالقوانين والدستور العراقي، إلى خضوعها بالكامل لسيطرة منظمة بدر وجناحها العسكري، وهي منظمة تمتلك ميليشيات مسلحة ذات نفوذ واسع في الوزارة».
وبين أن «أهم تشكيلات وزارة الداخلية هي الشرطة الاتحادية، وهي الأخرى تابعة بشكل ما إلى منظمة بدر، وأن قيادات الشرطة الاتحادية هم من أعضاء المنظمة التي تنتهج نهجا طائفيا يعتمد على الانتقام».
وكان تقرير لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» قد اتهم الحكومة العراقية، بإعطاء «الضوء الأخضر لقوات الأمن لممارسة التعذيب دون أي عواقب»، مشيرة إلى «تقاعس الحكومة عن التحقيق في التعذيب والوفيات في الاحتجاز».
وطالبت بـ«وجوب التحقيق في سوء المعاملة أثناء الاستجواب في سجون الموصل التي نقل التقرير شهادات لسوء المعاملة والتعذيب تعرض لها معتقلون سابقون تحدثوا إلى المنظمة».
وأعتبرت لما فقيه، نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة، أن هذه الانتهاكات «لا تعكس المعاملة الوحشية لمحتجزي وزارة الداخلية في منطقة الموصل فحسب، بل أيضا عدم إحقاق العدالة من قبل السلطات الأمنية والقضائية عند وجود دليل على التعذيب».

حقوقي عراقي: تعذيب بطرق وحشية في سجون الموصل

رائد الحامد

البصرة مدينة الأوبئة والأمراض وآلاف الإصابات… والسيستاني ينتقد جهود حكومة العبادي

Posted: 24 Aug 2018 02:24 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: تفاقمت أزمة الخدمات التي تعصف في محافظة البصرة منذ أعوام، حتى وصلت إلى حدّ انتشار الأمراض والأوبئة الناتجة عن تلوث المياه وعدم صلاحيتها للاستهلاك البشري، وإصابة الآلاف من أبناء المدينة، الغنيّة بالنفط، بأمراض معوية جراء تلوث المياه وارتفاع نسب الملوحة، من دون اتخاذ الحكومة الاتحادية في بغداد أي إجراء لإنقاذ أبناء المدينة «المنكوبة».
واقع دفع المرجع الشيعي علي السيستاني إلى انتقد الجهود الحكومية المبذولة في حل مشكلات المياه في البصرة، معتبراً أنها «لا ترتقي للحد الأدنى».
وقال عبد المهدي الكربلائي، ممثل السيستاني، خلال خطبة الجمعة، إن «شكاوى المواطنين في البصرة من معاناة النقص الحاد بمياه الشرب وعدم الصلاحية للاستخدام البشري، ما زالت تتواصل، حتى نتج عنها إصابة مواطنين بالتسمم والأمراض الجلدية».
وأضاف «على الرغم من المناشدات من المرجعية، إلا أن الجهود المبذولة في حل هذه المعضلة ماتزال دون حدها الأدنى»، مبينا أن «الواجب الشرعي يحتم على الجهات المعنية أن تتعاون فيما بينها من أجل وضع حد لمعاناة أهل البصرة وإيجاد حل مناسب وسريع، سيما وأن اللجان المشرفة على أزمة المياه في المحافظة لا تحسن سوى لوم بعضها البعض».
وتقرّ الجهات الرقابية والمعنية بحقوق الإنسان، أن الأوضاع في محافظة البصرة خطيرة، عازية السبب إلى ارتفاع نسبة الملوحة وزيادة التلوث.
مفوضية حقوق الإنسان (منظمة أممية غير حكومية) قالت في بيان «نظرا للأوضاع الخطيرة والدقيقة التي تمر بها محافظة البصرة هذه الأيام من ارتفاع اللسان الملحي وزيادة التلوث الذي أدى إلى إصابات لآلاف المواطنين، فأنه لم يتم تسجيل أي فعل حكومي يوازي حجم الكارثة».
ودعت المفوضية، الحكومة المركزية ممثلة في رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى «الانتقال مع وزراء الصحة والبيئة والموارد المائية للبصرة للوقوف على هذه الكارثة والإطمئنان على أهلها الذين يعدون الثروة الأعظم من النفط والذين يفتك بهم التلوث وما تشهده المحافظة من نقص في الأدوية»، مطالبة رئاسة الوزراء بـ«إعلان البصرة مدينة منكوبة بكل المقاييس الإنسانية».

«معالجات سريعة»

رئيس كتلة الفضيلة عمار طعمة، أعتبر أن «تسمم المئات من أهل البصرة بالمياه الملوثة، يستدعي معالجات سريعة وتوجه الوزراء المعنيين للمحافظة لمعالجة أسباب الأزمة».
وقال في بيان، إن «تعرض المئات من أهالي البصرة للتسمم نتيجة المياه الملوثة يستدعي معالجات سريعة من الحكومتين الاتحادية والمحلية ويلزم توجه الوزراء المعنيين (الصحة، البلديات، الموارد المائية، ممثل عن رئيس الوزراء) إلى محافظة البصرة فورا للاشراف والمتابعة الميدانية لإنهاء معاناة المواطنين هناك وإتخاذ القرارات اللازمة لمعالجة أسباب الأزمة البيئية التي باتت تتصاعد أضرارها وآثارها السلبية».
وأضاف، أن «غياب الحضور الحكومي الفاعل لمواجهة هذه المشاكل المزمنة سيزيد الاحتقان الشعبي ويضاعف التوتر مع أن خطوات ليس مكلفة، قد تزيل المشكلة بشكل سريع وينهي معاناة مواطني محافظة كبيرة».
وأوضح، أن «الإسراع في إنشاء محطات تحلية المياه في البصرة يشكل أولوية وخطوة ضرورية لمعالجة أزمة إنسانية شديدة، وزيادة الإطلاقات المائية الواصلة إلى محافظة البصرة لتصل بمعدل ومستوى يدفع اللسان الملحي يمكن أن يسهم بتخفيف المشكلة كثيرا».
ولم يُفلح الحراك الاحتجاجي الذي انطلق من مدينة البصرة قبل أكثر من شهر، في الضغط على الحكومة الإتحادية لإيجاد حل لأزمة الخدمات التي يعاني منها أهالي المدينة، باستثناء وعود بـ«ملايين الدولارات» من دون أي تطبيق على الأرض.
ومنذ ثمانينيات القرن الماضي، لم تنجح الحكومات المتعاقبة على توفير المياه الصالحة للشرب لأهالي البصرة، غير أن الأزمة تفاقمت ولم تعد المياه صالحة حتى للاستحمام، أو للاستخدامات الأخرى، الأمر الذي يضطر البصريين لشراء المياه.
ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، أطلقوا حملة كبرى حملت عنوان «انقاذ البصرة،» من سوء الواقع المعيشي وتردي الخدمات وفي مقدمتها تلوث المياه.
ووجه الناشطون نداءات إلى «كل دول العالم، وإلى كل شرفاء العالم، وإلى كل السفارات والقنصليات في العراق، نخاطبكم باسم الإنسانية، البصرة تقتلها الحكومة الإتحادية بعدم الاهتمام بها».
وأضافوا: «البصرة منكوبة، البصرة تباد بالجملة من خلال عدم توفر الماء الصالح للشرب. المستشفيات تكتظ بالمرضى نتيجة التسمم بالماء المالح. البصرة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، هنالك هجرة جماعية للإنسان والحيوان والطيور من البصرة، الثروة السمكية تباد بالكامل».
وبعكس ما كان متوقعاً، جاء الرد الحكومي، عبر وزارة الصحة الاتحادية، مغايراً للواقع تماماً، حيث نفت الأخيرة «تفشي أي وباء خطير في البصرة»، وأرسلت فريقاً مختصاً بالأمراض المعوية، وشحنات أدوية إضافية للمدينة.
وقال خلية الإعلام الحكومي، برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي، في بيان إن «وزارة الصحة أرسلت فريقا وزاريا من الخبراء والمتخصصين في التحري الوبائي والأمراض المعوية والفحص المختبري، وشحنات إضافية من الأدوية والمستلزمات الطبية والمختبرية لمحافظة البصرة»، مبينة أن «الفريق برئاسة مدير المركز الوطني للسيطرة على الأمراض الانتقالية».
واضافت أن «وزارة الصحة أرسلت فريقا وزاريا آخر برئاسة الوكيل الإداري للوزارة زامل العريبي ومعاون مدير عام الصحة العامة في الوزارة محمد جبر، لأخذ عينات من المصابين في مستشفيات البصرة، وفحصها في مختبر الصحة المركزي في بغداد»، مشيرة إلى أن «الوفد ما يزال يتابع عمله في المحافظة خلال أيّام عيد الأضحى».
وأكدت أن»لا يوجد أي دليل على حالة تفشي وبائي خطير كالكوليرا، وكل الحالات بسيطة أو متوسطة»، موضحة أنها «انتهت بعلاجات بسيطة، لم تستلزم الرقود في المستشفى حتى».
ونقلت الخلية عن المتحدث لوزارة الصحة، سيف البدر، قوله، أن «لا يوجد نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية بالبصرة»، لافتا إلى «توجيه وزيرة الصحة إرسال شحنات إضافية، من المغذيات والأدوية والمستلزمات الطبية إلى البصرة تحسبا لأي طارئ».

حق بديهي

وزير الموارد المائي، حسن الجنابي، أعلن «تعاطفه» مع أهالي البصرة، وفيما اعتبر توفير المياه «حقا بديهيا» للمواطنين، ألقى بجزء من المسؤولية على وزارة البلديات والأشغال العامة.
وقال في بيان: «للتزود بمياه الشرب يجب توفر ثلاثة عناصر: أولها مصدر المياه الخام، وثانيها محطات الإسالة لتنقية المياه وتعقيمها، وثالثها محطات الضخ وشبكة نقل وتوزيع المياه الصالحة للشرب إلى المنازل ومرافق الدولة الأخرى».
وبين أن «الجهة المسؤولة عن المياه الخام هي وزارة الموارد المائية، أما محطات الإسالة ومحطات الضخ وشبكات النقل وتوزيع المياه فهي مسؤولية وزارة البلديات في محافظات العراق كافة، ما عدا في بغداد فهي مسؤولية أمانة بغداد».
وأضاف: «يوجد في البصرة أكثر من 14 محطة إسالة لمياه الشرب، تتراوح اعمارها بين 40 إلى 80 سنة، انشأت كلها على شط العرب بسبب عذوبة مياهه سابقا».
كذلك «أنشأت عشرات المجمعات المائية بعد عام 2003 وبعض وحدات التحلية التي لم يتم تشغيلها لأسباب عديدة، فمنذ الثمانينيات تردت مياه شط العرب وأصبحت غير صالحة للشرب وهي مستمرة بانحدار نوعيتها حتى يومنا هذا».
وتابع: «في عام 1992 قررت الحكومة، وبناء على استشارة دولية من قبل شركة بيني بارتنرز تزويد البصرة بمياه الشرب من نهر الغراف من منطقة تسمى البدعة في محافظة الناصرية، تبعد عن البصرة 240 كم».
وأوضح أن «الاستشاري الدولي، آنذاك اقترح إنشاء محطة إسالة كبيرة في منطقة البدعة وضخ مياه الشرب إلى البصرة عن طريق إنبوب ناقل (دكتايل)، من البدعة إلى البصرة، للحفاظ على مياه الشرب من التجاوز وتوصيل الكمية التي تحتاجها البصرة».
لكن، ووفق المصدر ذاته «الحكومة السابقة وبسبب الحصار الإقتصادي ألغت فكرة إنشاء محطة الإسالة في منطقة البدعة وقررت بدلاً عن ذلك الاستمرار باستخدام محطات الإسالة القديمة المنشأة في البصرة على شط العرب، كما ألغت فكرة الأنبوب الناقل واستبدلت ذلك بقناة مفتوحة ثلثاها مبطن والثلث الأخير ترابي».
وحسب الوزير فإن «هذه القناة أنشأتها وتديرها وزارة الموارد المائية، وهي تعمل منذ عام 1997، وتنقل حالياً ما معدله 7 مترات مكعبة بالثانية، إلى أحواض مجمعة في البصرة قرب المطار، تسمى محطة (آر زيرو) تكفي هذه الأحواض لتزويد البصرة بمياه الشرب لمدة خمسة أيام في حال قطع قناة البدعة لأي سبب كان».
وبين أن «في موقع (آر زيرو) تبدأ مسؤولية وزارة البلديات، المنقولة بعض صلاحياتها إلى الحكومة المحلية، وتنتهي مسؤولية وزارة الموارد المائية، فيجري ضخ المياه الخام عن طريق أنابيب ناقلة إلى محطات الإسالة القديمة الواقعة على شط العرب، بغرض تنقيتها ومن ثم ضخها في شبكات التوزيع إلى المنازل».
وأوضح أن «كمية المياه الخام التي تضخها وزارة الموارد المائية إلى أحواض (آر زيرو) والبالغ معدلها 7 مترات مكعبة بالثانية تكفي لتغطية إحتياجات 3 مليون مواطن على أساس 200 لتر للشخص باليوم، أما إذا كان معدل الضخ إلى الأحواض هو 6 مترات مكعبة في الثانية فيكفي لتزويد مليونين ونصف المليون مواطن بكمية 200 لتر للشخص باليوم».
وأكد أن «الأنابيب الناقلة وشبكات التوزيع متهرئة أو مكسرة أو متجاوز عليها وتتسرب منها المياه العذبة (ملوحتها بحدود 630 جزءا بالمليون وهي أقل من معايير منظمة الصحة العالمية البالغة 700 جزء بالمليون) في حين أن ملوحة المياه في الحنفيات مرتفعة جدا».
وتابع: «منذ التسعينيات البصرة بحاجة إلى إنشاء محطة تحلية كبرى لمياه البحر والتخلص من محطات الإسالة المتهالكة القديمة، وكذلك إنشاء شبكات توزيع وخطوط ناقلة جديدة ومحكمة، او إصلاح الشبكات القائمة، وبذلك تحل مشكلة مياه الشرب في البصرة، وهذه تقوم به الحكومة المحلية بالتعاون مع وزارة البلديات».
وأشار إلى أن «لا يمكن لأي مشروع لتزويد مياه الشرب للبصرة أن ينجح دون إصلاح شبكات الأنابيب الناقلة وتوزيع مياه الشرب للأحياء والمنازل»، مبينا أن «استبدال المياه الخام بمياه البحر وإصلاح المضخات وشبكات التوزيع هو الكفيل بتحقيق الأمن المائي في البصرة».
وختم الوزير الجنابي حديثه بالقول: «أقدر حجم الغضب السائد لدى المواطنين، وادعو إلى أن تقوم المؤسسات المعنية بدورها كاملا بعيدا عن الاختلافات السياسية او غيرها، أما وزارة الموارد المائية فتضع إمكانياتها بخدمة المدينة».

البصرة مدينة الأوبئة والأمراض وآلاف الإصابات… والسيستاني ينتقد جهود حكومة العبادي
منظمة أممية تطالب بإعلانها «منكوبة»… وتخوّف من تفشي الكوليرا
مشرق ريسان

مشروع قانون التجنيد الإجباري يثير جدلاً في المغرب

Posted: 24 Aug 2018 02:23 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: تتعدد الأسئلة في المغرب حول مشروع قانون التجنيد الإجباري، الذي صادق عليه مجلس وزاري برئاسة الملك محمد السادس يوم الإثنين الماضي، ويتوقع توسع هذه الأسئلة وارتفاع وتيرة النقاش خلال الأيام المقبلة، إذ إن المصادقة على مشروع القانون جاء قبل يومين من احتفال المغاربة بعيد الأضحى والعطلة الصيفية، وأيضًا لأن الدخول المدرسي والجامعي على الأبواب، والطلبة هم المعنيون بالدرجة الأولى بهذا القانون. وبالنسبة للوسط السياسي والحزبي فمن المقرر أن تتقدم الحكومة بمشروع القانون أمام البرلمان للمصادقة عليه وإدخاله حيز التنفيذ من خلال مراسيمه التطبيقية التي ستوضح بالتفصيل ما لم يتضمن القانون بشكل عام، خصوصًا المعنيين بالأمر والتعويضات التي سيتلقونها وعدد المعنيين سنويًا.
وأوقف المغرب 2006 التجنيد العسكري الإجباري الذي كان كان معمولًا به منذ سنة 1965 ويشمل الشباب من 20- 35 سنة، وترك الاختيار للفتيات ما بين 20 و27 سنة؛ فيما يشمل مشروع القانون الجديد الجنسين معًا ما بين 19 و25 سنة، أما لخريجي الجامعات فكان يعتمد الخدمة المدنية لمدة سنتين إلا أنه أوقف العمل بذلك منتصف الثمانيات نطرًا للعبء المالي الذي كانت تتحمله ميزانية الدولة.
وباستثناء معلومات عامة نشرت حول القانون الجديد الخاص بالخدمة العسكرية، ضرب جدار من الصمت حول مضامينه التفصيلية، إذ لم ينشر موقع الأمانة العامة للحكومة، كما هو جار العمل به، نسخة منه تسمح بالاطلاع عليه، كما لم تورد الحكومة تفاصيل أولى حوله في تواصلها الرسمي حول الموضوع.
ومن شأن افتتاح البرلمان في الجمعة الثانية من شهر تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، أن يكشف الستار عن هذا مضامين القانون الذي خلق نقاشًا عموميًا حول عودة الخدمة الإجبارية بالمغرب ودواعيها الحقيقية، خصوصًا أنه يشمل الذكور والإناث إجباريًا ويفرض عقوبات على الرافضين في حالة استدعائهم.
ونشر على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات تعبرعن رفض الشباب المغربي لمنطق الإجبار، ولجأ عدد منهم إلى خوض حملة افتراضية لرفض القانون، داعين في الوقت نفسه إلى «توفير تعليم جيد وصحة جيدة في المستوى»، كما انتقدوا استثناء القانون «المجرمين».
ودعا المكتب الوطني لشبيبة النهج الديمقراطي (يساري راديكالي معارض) إلى السّحب الفوري، لمشروعي قوانين تتعلق بالخدمة العسكرية الإجبارية (18/44)، وبمنظومة التربية والتكوين (51/17)، واعتبر في بلاغ أرسل لـ»القدس العربي» أن التجنيد الإجباري هو أداة لإشاعة قيم الطاعة والخنوع المخزنيين وسط الشباب، وأداة كذلك للامتصاص المؤقت لبطالة الآلاف من الشباب سنويًا.
وقال إن التجنيد الإجباري استعمل في أوقات سابقة في المغرب من أجل تأديب الشباب المناضلين في مختلف الهيئات بعد انتفاضة 1965، وأن مشروع القانون الجديد يروم إلى ضبط فعالية الشباب الذين تعرف أوساطهم دينامية كبيرة، وذلك منذ حراك الشباب المغربي 20 فبراير 2011، مرورًا بحراكي الريف وجرادة وغيرهما، وحتى حملة مقاطعة شركات تجارية.
وعدّت شبيبة النهج الديمقراطي مشروع قانون منظومة التربية والتكوين (51/17) خطوة أخرى في اتجاه المزيد من تسليع التعليم المغربي وإخضاعه بالكامل لحاجات الرأسمال المحلي والأجنبي، ويحضّر للإجهاز على مجانية التعليم العمومي.
وأولت وسائل إعلام مغربية اهتمامًا بما نشرته صحف في دول أوروبية يقيم فيها مئات الألوف من المغاربة والسؤال حول إمكانية شمولها لهم، خصوصًا مزدوجي الجنسية، وهي النقطة التي لم يفصل فيها مشروع القانون، خاصة أن الجنسية المغربية لا تسقط عن المغاربة مزدوجي الجنسية، كمان أن المغربي الحامل جنسية أخرى يعامل فوق التراب المغربي كمواطن مغربي.
وطرحت صحيفة «ليكو» البلجيكية السؤال «هل سيكون لزامًا على المغاربة الحاصلين على الجنسية البلجيكية أن يؤدوا الخدمة الإجبارية في المغرب؟» وقالت إنه على الرغم من التدابير الخاصة بعودة الخدمة الإجبارية بالمغرب ليست واضحة تمامًا، فإن الشباب البلجيكي من أصل مغربي معنيون بالأمر، حيث إن «مشروع القانون لا يتحدث عن مزدوجي الجنسية أو المزدادين في الخارج على اعتبار أن الأطفال المغاربة هم مغاربة». وقالت الصحيفة البلجيكية إنه يمكن «إعفاء هذه الفئة من المغاربة في المستقبل إذا ما تم تحيين مشروع القانون وإضافة توضيحات قانونية تبين مجال تطبيقه بشكل واضح».
ونقل موقع «هسبرس» عن موقع مؤسسة الإذاعة الهولندية، تصريحات لمغاربة حاصلين على الجنسية الهولندية؛ من بينهم مريم البالغة من العمر 23 سنة، التي اعتبرت أن التجنيد الإجباري يمكن أن يوفر فرصة للشباب في المغرب، خصوصًا أن كثيرًا منهم لا يتوفرون على عمل؛ لكنها رفضت أن يكون ذلك إجباريًا للمغاربة الذين يعيشون في هولندا.
وقال موقع الإذاعة إن مريم وُلدت وترعرت في هولندا وتحمل الجنسية الهولندية والمغربية وتزور بلدها الأم باستمرار؛ لكنها تعبر صراحةً عن أن التجنيد الإجباري لا يجب أن يشمل المغاربة الذين يعيشون في هولندا، «قد يكون مفيدًا للذين لا يحصلون على فرص هنا في هولندا». وعبر ناصر، البالغ من العمر 23 سنة، عن رفضه أداء الخدمة العسكرية الإجبارية في المغرب وقال: «لا أريد الانضمام إلى الجيش المغربي، أنا في حال جيدة هنا في هولندا، وأنا فخور وسعيد بأنني مغربي هولندي؛ لكن إذا اضطررت للمغادرة بسبب التجنيد الإجباري لمدة عام فإن ذلك لن يكون جيدًا لمسيرتي هنا».
وتقدر أعداد الجالية المغربية في الخارج بأكثر من 5 ملايين مواطن، أغلبيتهم يتواجدون في بلدان الاتحاد الأوروبي ويحملون جنسياتها، ونسبة كبيرة منها من فئة الشباب المعنيين بالفئة العمرية التي سيطبق عليها قانون التجنيد الإجباري؛ وهو ما يعني أن القانون سيشملهم من الناحية العملية، لأن الجنسية المغربية لا تسقط.

مشروع قانون التجنيد الإجباري يثير جدلاً في المغرب

محمود معروف

المعارضة الموريتانية تحتج على حملة كبرى يقودها الرئيس لصالح حزبه

Posted: 24 Aug 2018 02:23 PM PDT

نواكشوط ـ «القدس العربي»: احتجت المعارضة الموريتانية أمس على ما سمته «انشغال الرئيس محمد ولد عبد العزيز ووزراء حكومته بحملة سياسية لصالح حزب «الاتحاد من أجل الجمهورية» الحاكم، وهي الحملة التي أكدت المعارضة أن الرئيس بدأها قبل الأوان من مدن النعمة وكيفه في الداخل وافتتحها من نواكشوط».
وتشهد موريتانيا مطلع أيلول/ سبتمبر المقبل انتخابات عامة تتوزع قوائم الأحزاب المشاركة فيها بواقع 1559 قائمة للانتخابات البلدية، و161 قائمة جهوية، فيما بلغ عدد القوائم المتنافسة في الانتخابات النيابية 528 قائمة على مستوى المقاطعات، و97 قائمة وطنية، و87 قائمة للنساء.
وأكدت المعارضة في بيان احتجاجي أمس «أنه لا جدال في أن رئيس الجمهورية، في الدول الديمقراطية، له الحق في إعلان مساندته لهذا الحزب أو ذاك، أو لهذا المرشح أو ذاك، ولكن الفرق كبير جدًا بين أن يدعو الرئيس للتصويت لحزب سياسي معين وأن يقود بنفسه حملة هذا الحزب، ويشل الدولة ويعطل مصالح المواطنين طيلة المسار الانتخابي، ليتفرغ للحملة ويفرغ لها الوزراء والعشرات من كبار المسؤولين والموظفين».
وأضافت: «الفرق كبير جدًا عندما يقتصر افتتاح الحملة الرسمية لهذا الحزب على خطاب رئيس الدولة، وكأن هذا الحزب لا رئيس ولا قيادة له غير رئيس الدولة، والمفارقة هي أن هذا الرئيس يحظر عليه الدستور الانتماء لأي هيئة قيادية في أي حزب سياسي، نأيًا بهذا المنصب السامي عن السقوط في مستنقع التخندق السياسي، وضمانًا لعدم استخدام هيبته ونفوذه لصالح فريق سياسي ضد الفرقاء الآخرين».
«الفرق كبير جدًا، تضيف المعارضة، عندما يستخدم رئيس الدولة نفوذه وسلطته للضغط على المواطنين وعندما يأمرهم علنًا وبدون حياء بالانسحاب من أحزابهم وسحب لوائحهم لينتموا لحزبه ويصوتوا للوائحه، تحت طائلة التهديد والوعيد، أما عن استخدام وسائل الدولة فيكفي التذكير على سبيل المثال أن افتتاح الحملة السابقة لأوانها استخدم فيها رئيس الدولة ثلاث طائرات من الأسطولين المدني والعسكري، إحداها أوصلته إلى مدينة كيفه (وسط البلاد) ليتحول منها إلى أخرى أوصلته لمدينة النعمة (أقصى الشرق) التي استقل منها طائرة ثالثة إلى قرية انبيكت لحواش (أقصى الشرق الموريتاني)».
«كما يكفي التذكير، تقول المعارضة، بالمظهر المشين الذي طبع افتتاح الحملة الانتخابية في العاصمة نواكشوط: مدينة غارقة بأكملها في الظلام بينما حملة حزب السلطة وحدها غارقة في الأنوار وكأنها على كوكب آخر، طبعًا لأن مؤسسات الدولة التي تولت تهيئة مكان المهرجان أمنت له، دون غيره من المواقع الأخرى، جميع الخدمات».
وشددت المعارضة الموريتانية التأكيد بأن «هذا السلوك، المنافي لنص وروح الدستور وللأعراف والتقاليد الديمقراطية، الذي انتهجه رئيس الدولة، حسب تعبيرها، خلال هذه الحملة اعتبرته كل السلطات رفعًا لكلفة التحفظ التي يفرضها القانون، إلى درجة أن بعض الإداريين، وحتى العسكريين، لم يعودوا يجدون حرجًا في الظهور بزيهم على منصات حملات حزب السلطة، مجاراة لرئيس الدولة وتقربًا له».
وأوضحت «أن هذه التصرفات الهستيرية تعبر عن فزع النظام لما رآه من «تبخر» المنتسبين الصوريين لحزبه، ولما لمسه من فشل مخططه الرامي إلى الاستمرار في ارتهان البلاد لسطوته ونهبه».
وخلصت المعارضة المنضوية بأحزابها ونقاباتها وشخصياتها المرجعية في المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة لإعلان «إدانتها بحزم للتصرفات الخارجة على الدستور والقانون التي يقوم بها رئيس الدولة، والمتمثلة في قيادة حملة حزب سياسي واستخدام سلطة ووسائل الدولة للضغط على المواطنين والسياسيين وتهديدهم لصالح حزب الاتحاد من أجل الجمهورية (الحاكم)».
ودعت المعارضة المتشددة التي اضطرت للمشاركة في الانتخابات المرتقبة دون أخذ رأيها في آليات تنظيمها «كافة القوى الحية والأحزاب السياسية الوطنية والمرشحين للتصدي لهذه التصرفات المشينة، التي تعبر، حسب قولها، عن ضعف موقف النظام وارتباكه، إلى التضامن من أجل أن تنتصر إرادة الناخبين، ولإحباط ما سمته المعارضة في بيانها «الاعتداء السافر على الفرقاء السياسيين الوطنيين من طرف من يفترض أنه حامي الدستور والحريات الفردية والجماعية».
وتتواصل في موريتانيا منذ أسبوع حملة سياسية وإعلامية كبرى تمهيدًا لانتخابات فاتح سبتمبر المقبل النيابية والجهوية والبلدية.
ولم يخف الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز حرصه على كسب هذه المعركة التي اضطرت المعارضة للمشاركة فيها خوفًا من أن يطالها القانون الذي ينص على حل الأحزاب التي لم تشارك في ثلاثة انتخابات متتالية.
ويرشح حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم 282 قائمة في هذه الانتخابات محتلاً المركز الأول في الترشيحات، وقد تلاه حزب التجمع الوطني للإصلاح (الإسلاميون) الذي قدم 173 قائمة في هذه الاستحقاقات.
وبينما ركز الرئيس الموريتاني حملة حزبه على ضرورة بقاء نظامه وعلى التخويف من أي تغيير، ركز الإسلاميون حملتهم على الدعوة لمكافحة التزوير لأنهم واثقون من نجاحهم إذا نظمت الانتخابات بشفافية كاملة، أما قوى المعارضة فقد لجأت إلى عقد تحالفات واسعة في جميع الدوائر لمنع الحزب الحاكم من النجاح والاستمرار في حكم البلاد.
ويجمع مراقبو الشأن الموريتاني على «أن الانتخابات النيابية والجهوية والبلدية التي ستشهدها موريتانيا فاتح سبتمبر/أيلول المقبل، انتخابات مفصلية في تاريخ البلد السياسي والاجتماعي».
ويؤكد المتابعون «أن مجمل النتائج المباشرة وغير المباشرة للانتخابات المقبلة، تعتبر مؤشرات دالة على الاتجاه الذي ستسلكه موريتانيا في مفترق طرق الأسئلة السياسية والاجتماعية المتعلقة بالانتقال السلمي للسلطة وطبيعة العقد الاجتماعي بين مكونات المجتمع، فضلًا عن مكانة التشكيلات السياسية ودورها المستقبلي».

المعارضة الموريتانية تحتج على حملة كبرى يقودها الرئيس لصالح حزبه

عودة سبتة ومليلية إلى واجهة الأحداث لأسباب اقتصادية والهجرة

Posted: 24 Aug 2018 02:23 PM PDT

مدريد- «القدس العربي»: عاد موضوع سبتة ومليلية الى واجهة الأحداث السياسية بين المغرب وإسبانيا وهذه المرة في موضوعين مختلفين، الأول مرتبط بالهجرة، والثاني له ارتباط مباشر بالرسوم الجمركية الخاصة بالتصدير والاستيراد.
في هذا الصدد، كانت الدولة المغربية قد أقدمت منذ بداية الشهر الجاري على منع استيراد وتصدير السلع عبر الحدود بين الأراضي المغربية ومليلية المحتلة (تقع شمال شرق المغرب). ولا يتعلق الأمر بالتهريب المعيشي الذي يمارسه الآلاف من المغاربة يوميًا، بل بالتصدير والاستيراد الرسمي الذي يخضع للرسوم الجمركية.
وتذهب التحليلات إلى اعتبار القرار سياسيًا محضًا بحكم أن التبادل التجاري الرسمي يعني اعتراف المغرب بإسبانية مليلية، بينما الدولة المغربية تعتبرها أراضي مستعمرة. بينما ذهبت تحاليل أخرى إلى التسطير على الطابع الاقتصادي بحكم رغبة المغرب الرفع من نشاط ميناء الناضور على حساب ميناء مليلية، وهما الميناءان المتجاوران ولا تفرق بينهما سوى كيلومترات معدودة. ويجري الحديث عن تأثيرات سلبية على نشاط مليلية بفقدانه جزءًا مهمًا من المواد والسلع التي كانت تنقل من مليلية إلى شمال شرق المغرب عبر الحدود البرية.
ويذكر أن التهريب الذي تسمح به السلطات المغربية من مليلية إلى المغرب يتجاوز بكثير الصادرات الرسمية التي تخضع للرسوم الجمركية. وفي غياب أرقام رسمية جديدة، كانت الأرقام التي تعود إلى سنوات تؤكد بتجاوز التهريب من سبتة ومليلية إلى باقي المغرب مليار يورو.
وفي الجانب الآخر، حضر موضوع سبتة، ولكن في الهجرة. فقد وافق المغرب على استقبال 116 مهاجرًا سريًا إفريقيًا اقتحموا منذ ثلاثة أيام أسوار هذه المدينة عنوة. واستقبل المغرب المهاجرين لأول مرة من سبتة منذ سنة 2005. وجاء قبول المغرب باستقبال المهاجرين تنفيذًا لاتفاقية بين الرباط ومدريد جرى التوقيع عليها سنة 1992، وكانت مجمدة.
وتفادى المغرب دائمًا استقبال المهاجرين عبر سبتة بسبب عدم اعترافه بالطابع الرسمي للحدود، ولهذا يسمى هذه النقطة «باب سبتة» وليس مركز الحدود. ويجهل الأسباب التي جعلت الرباط تنفذ بنود اتفاقية قديمة وهل ستستمر في تنفيذها أم فقط بشكل مؤقت، كما فعلت سنة 2005. وتحولت سبتة إلى نقطة رئيسية لعمليات الاقتحام التي يقوم بها المهاجرون الأفارقة خلال الشهور الأخيرة. وتؤكد إسبانيا بأن موافقة المغرب على استقبال المهاجرين قد يشكل حدًا لعمليات اقتحام أسوار سبتة.
وانتقدت جمعيات حقوقية دولية، ومنها أمنستي أنترناشنال، عملية ترحيل المهاجرين 116، فقد اعتبرتها خرقًا لحقوق المهاجرين، وكان يستحسن دراسة ملفاتهم وليس الترحيل السريع.

عودة سبتة ومليلية إلى واجهة الأحداث لأسباب اقتصادية والهجرة

حسين مجدوبي

السفير الأمريكي: سأعمل للنهوض بالحريات وتعزيز التعاون الأمني مع المغرب

Posted: 24 Aug 2018 02:22 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: قال السفير الأمريكي الجديد لدى المغرب إنه سيعمل من أجل النهوض بالحرية الدينية ومحاربة التطرف العنيف وتعزيز التعاون الأمني مع المغرب من أجل حماية مصالح بلاده.
وقال ديفيد فيشر، السفير المعين للولايات المتحدة الأمريكية في الرباط، في بيان افتتاحي خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، إن «المغرب، الشريك القادر والفاعل الذي يعد من أولى الدول الإفريقية التي انضمت إلى التحالف الدولي لمحاربة داعش، فضلًا عن توليه للرئاسة المشتركة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، يضطلع بدور عالمي في مكافحة الإرهاب».
وأضاف: «أتعهد، في حال تأكيدي في منصبي، بالعمل على تعزيز تعاوننا الأمني مع المغرب من أجل حماية مصالح الولايات المتحدة في المنطقة»، مؤكدًا أنه سيدعم جهود الأمم المتحدة الرامية الى المضي قدمًا نحو حل سياسي عادل ودائم ومقبول لقضية الصحراء.
واأكد فيشر أن الشراكة بين بلاده والمغرب «حيوية» و»يتعين توطيدها» على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، وفي مجال التعاون الأمني.
وأضاف أن «المغرب هو أحد أقدم حلفائنا. وإن معاهدة الصداقة التي تجمعنا بالمملكة، التي تم توقيعها سنة 1787 ، تعد أقدم معاهدة – ما زالت سارية المفعول- موقعة من قبل الولايات المتحدة مع دولة أخرى «، مشددًا على أن «صداقتنا وتعاوننا الاقتصادي والسياسي والأمني (مع المغرب) هما أمران حيويان ويجب توطيدهما».
وأكد ديفيد فيشر أنه يقدر عاليًا «حقيقة أن الفرص الاقتصادية الهائلة في مجالات التجارة والصادرات انطلاقًا من الولايات المتحدة إلى المغرب، تضاعفت ثلاث مرات في السنوات الأخيرة»، وأن المغرب «وهو أحد البلدان القلائل المرتبطة بالولايات المتحدة بموجب اتفاقية للتبادل الحر، يتموقع كمنصة للشركات الأمريكية نحو الأسواق الأخرى».
وقال السفير الأمريكي المعين لأعضاء لجنة الشؤون الخارجية: «إذا تم تأكيدي (في منصب سفير الولايات المتحدة في المغرب)، فإنني أتطلع إلى العمل بشكل وثيق مع هذه اللجنة، وكذلك مع مختلف الإدارات والوكالات الفيدرالية من أجل توسيع نطاق الفرص المتاحة أمام الشركات الأمريكية».
وأضاف: «تواجه الولايات المتحدة تحديات معقدة في السياسة الخارجية حول العالم. والمغرب يتموقع كجسر عبور الى إفريقيا والشرق الأوسط والعالم الإسلامي. إن بناء علاقة مع جلالة الملك محمد السادس سيكون ذا أهمية قصوى في سعينا لتعزيز تعاوننا المرتكز على أساس من الثقة المتبادلة «، وتابع: «سأظل واثقًا من أن تجربتي الخاصة في بناء وترسيخ التحالفات الاستراتيجية والثقافة في مجال النهوض بالمبادلات التجارية وتعزيز الرفاه الاجتماعي وحقوق الإنسان سيتم تسخيرها على نحو جيد لخدمة إدارة ترامب والولايات المتحدة، إذا تم تأكيد تعييني».
وأكد فيشر أنه «يعي تمامًا أنه إزاء مهمة وامتياز العمل باسم الرئيس دونالد ترامب، وبالتعاون مع وزارة الخارجية ولجنة الشؤون الخارجية، من أجل تمثيل الولايات المتحدة الأمريكية وتعزيز مصالحنا والمساعدة في توطيد موقع المغرب كحليف حيوي، آمن ومزدهر للولايات المتحدة».

 

سأعمل للنهوض بالحريات وتعزيز التعاون الأمني مع المغرب

اتساع الاستيطان وموت السلام… ونتنياهو يسعى لشق الصف الأوروبي لإحباط «الدولتين»

Posted: 24 Aug 2018 02:22 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: في الذكرى الخامسة والعشرين لتوقيع اتفاق أوسلو التي تصادف الشهر المقبل، كان يفترض أن يقود لتقاسم غير عادل لفلسطين وتسوية الصراع باتفاق دائم، إخلاء المستوطنات وإقامة دولة فلسطينية، لكن الاحتلال يواصل تسمين الاستيطان والتهويد. لكن معطيات جمعيات حقوقية تظهر أن النهب والسلب لا يقتصران على توسيع مستوطنات قائمة بل يستمر بناء « نقاط استيطانية عشوائية « وبناء مستوطنة جديدة بقرار حكومي للمرة الأولى منذ 1993 تعرف بـ « عاميحاي « في قلب الضفة الغربية، وستضم نقاطا عشوائية.
وحسب المخططات تهدف المستوطنة التي شرع في بنائها شمال رام الله إلى قطع التواصل السكاني الفلسطيني داخل الضفة الغربية المحتلة. وتكفي جولة سريعة في الضفة الغربية للاطلاع على عمليات توسيع وتسمين الاستيطان الذي تم ويتم في وضح النهار لا خلسة، بل برعاية حكومية مباشرة بغية قطع الطريق نهائيا على تسوية الدولتين بالحقائق الناجزة على الأرض. ولذا يوضح شفطاي بانديت مدير وحدة الرقابة الميدانية في حركة « السلام الآن « الإسرائيلية أن الاحتلال بنى سلسلة مستوطنات في قمم الجبال المطلة على الغور تتصل مع بعضها البعض في قلب الضفة الغربية ويستعد لتبييض المزيد من البؤر الاستيطانية العشوائية بعدما اعتبرها مستوطنات غير شرعية في الماضي، بل أصدر أوامر بهدم بعضها بقيت حبرا على ورق. والمستوطنة الجديدة « عميحاي « ولدت بعد إخلاء البؤرة الاستيطانية « عامونا « في فبراير/ شباط 2017 وبقرار حكومي وهذا إنجاز مهم للمستوطنين، فمنذ توقيع أوسلو في سبتمبر/أيلول 1993 لم تقرر حكومة الاحتلال إقامة مستوطنات جديدة تحاشيا لانتقادات دول غربية. وتشمل المستوطنة الجديدة 60 قسيمة بناء وتمت المصادقة على خرائط البناء التي تشمل بناء 1100 وحدة بناء مما يعني أنها مستوطنة كبيرة. وحاليا تقيم 40 عائلة من مستوطني « عوفرة « المهدمة داخل كرافانات وضعت في أرض المستوطنة الجديدة قيد البناء « عاميحاي «. وقال أفيحاي بفارون، أحد قادة المستوطنين عن بناء هذه المستوطنة الجديدة، إنهم سمعوا بعض الأوساط الإسرائيلية تحذرهم بالقول إن إقامتهم مؤقتة لأن المجتمع الدولي لن يرضى أن يبقى المستوطنون في الضفة الغربية للأبد. ويتابع بفارون « قلنا له : ليس مهما ما يقوله الأغيار بل ما يفعله اليهود». ويوضح أن إقامة « عاميحاي « التي تعني بالعبرية « شعبي حيّ « تعني مقولة سياسية لكل الجهات الإسرائيلية المعنية وللمجتمع الدولي مفادها أن المستوطنين يتقدمون ويعززون الاستيطان من البحر للنهر مما يعني عدم وجود فرصة لدولة عربية بينهما، لافتا إلى أن هذه ليست مقولته الشخصية فحسب بل هو موقف حكومة بنيامين نتنياهو ورئيسها. وتابع «هذه مقولة للعالم بأننا باقون في قلب الضفة الغربية إلى الأبد «.

مسار السلب

يشار إلى أن منظمة « يش دين « الإسرائيلية كانت قد نشرت تقريرا قبل سنوات بعنوان « مسار السلب» يعالج إقامة هذه البؤر الاستيطانية التي تقوم على أراض فلسطينية عامة وخاصة، وتشكل مصدرا للتوتر والعنف. ويشير التقرير إلى أن إقامة البؤرة الاستيطانية « عدي « في ربيع 1998 كرد على اتفاق « واي « الذي كان استمرارا لاتفاق أوسلو. وقد عالج الاتفاق المذكور نقل أراض من مناطق « سي « لـ « بي « ومن « بي « لـ « أ « علما أن هناك 10٪ فقط من الضفة الغربية المحتلة تحت سيطرة كاملة للسلطة الفلسطينية. وتؤكد منظمة « السلام الآن « أن المستوطنات الآخذة بالتمدد تسرق أرض الفلسطينيين وتدفع بعض سكان قراهم للانتقال لأماكن سكن أخرى بعد خنق الاستيطان لقراهم. وقال بفارون أمس لصحيفة « يديعوت أحرونوت « إن الاستيطان يتزايد بعد شطب أوسلو من الأجندة، معربا عن فرحه بـ « موت اتفاق أوسلو « وعن رضاه بعمل حكومة نتنياهو على تقليص أمل وطموح الفلسطينيين لدولة. وقالت الصحيفة في نبأ عن المستوطنة الجديدة بعنوان ساخر « عامي حاي .. أوسلو مات « إن الاستيطان في الذكرى الخامسة والعشرين لاتفاق أوسلو يتصاعد ويزداد سمنة. يشار إلى أنه حسب معطيات « السلام الآن « هناك اليوم نحو 120 مستوطنة و 100 بؤرة استيطانية يسكنها نحو نصف مليون مستوطن كان عددهم قد تضاعف ثلاث مرات منذ توقيع اتفاق أوسلو.
وبهذا السياق كشف نتنياهو للصحافيين المرافقين له في زيارته إلى ليتوانيا أنه يسعى إلى شق صفوف الاتحاد الأوروبي ومحاولة منع وجود إجماع في موقف الاتحاد حيال قضايا تتعلق بالقضية الفلسطينية وإيران. وقال نتنياهو، قبيل مغادرته إلى جولة في دول البلطيق وتشمل ليتوانيا ولاتفيا وأستونيا «إنني معني بإحداث توازن في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، التي تكون ودية دائما، من أجل الحصول على تعامل نزيه أكثر وحقيقي أكثر». وتابع « أنفذ ذلك بواسطة اتصالات مع كتل دول داخل الاتحاد الأوروبي، دول أوروبا الشرقية، والآن مع دول البلطيق وبالطبع مع دول أخرى أيضا «. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو قوله لنظيره الليتواني، ساوليوس سكفارنيليس «أريد أن أشكرك على الموقف القوي الذي عبرت عنه في هيــــئات الاتحاد الأوروبي من أجل الحقيقة وإسرائيل والنزاهة. ففي أحيان متقاربة، لا تحظى إسرائيل بالمعاملة اللائقة من جانب الاتحاد الأوروبي، وتوجه إلينا تشويهات كثيرة، وإنه لأمر منعش رؤية أنك تتخذ موقف الوضوح والحقيقة والشجاعة».

دعوة ليتوانيا

يذكر أن ليتوانيا كانت قد ساعدت نتنـــــياهو، في كانون الأول/ديسمبر الماضي، بأن تتم استضافته في مقر الاتحاد الأوروبي من خلال دعوته إلى إفطار مع وزراء خارجية دول الاتحاد قبيل اجتماعهم الشهري.
وكانت هذه الدعوة بمثابة حيلتها، كونها تتعارض مع بروتوكول الاتحاد، وأثارت غضبا في مكتب وزيرة خارجية الاتحاد، فيديريكا موغيريني. وذكرت صحيفة «هآرتس» أمس أنه بعد سعي منهجي لتقوية العلاقات بين إسرائيل ودول تحكمها أحزاب قومية متطرفة في أوروبا الشرقية ووسط أوروبا، بهدف تخريب الإجماع المطلوب بين أعضاء الاتحاد الـ 28 من أجل ممارسة سياسة موحدة، يكشف نتنياهو أوراقه، ليتبين أن إستراتيجيته هي باستخدام مجموعات دول داخل الاتحاد الأوروبي وفي مقدمتهم رئيس الوزراء الهنغاري اليميني المتطرف، فيكتور أوربان، من أجل تغيير مواقف الاتحاد الأوروبي تجاه القضية الفلسطينية وإيران وتصويته في الهيئات الدولية، أو من أجل منع إجماع أوروبي على الأقل، الأمر الذي يضعف إمكانية دفع خطوات دولية بشأن هاتين القضيتين.
ويلتقي نتنياهو خلال جولته الحالية مع رئيسة ليتوانيا، داليا غريبوسكايتي، ورئيس حكومة لاتفيا، ماريس كوتشينسكيس، ورئيس حكومة أستونيا، يوري ريتس، إضافة إلى لقاءاته مع جاليات يهودية في هذه الدول. ويؤكد نتنياهو على أصوله الليتوانية، وقال لنظيره الليتواني «أنت تعلم أن عائلتي من هنا». وتوطدت علاقات إسرائيل مع ليتوانيا ولاتفيا في السنوات الأخيرة، بينما تحاول أستونيا الحفاظ على موقف محايد تجاه الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. وذكرت الصحيفة أنه توجد ظاهرة هجرة وهروب أدمغة من دول البلطيق، «وهذه قضية تسعى إسرائيل بواسطتها إلى توثيق العلاقات. كذلك يسعى نتنياهو إلى استغلال القلق في دول البلطيق وأوروبا الشرقية من سياسة روسيا تجاهها، خاصة في أعقاب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم إليها. وتبيع إسرائيل لهذه الدول السلاح وخبرات وتقنيات أمنية. وقال نتنياهو خلال لقاءاته في ليتوانيا إنه «توجد في ليتوانيا عزة قومية كما في إسرائيل». ونقلت «هآرتس» عن مراقبين في أروقة الاتحاد الأوروبي قولهم إن هذا النهج الذي يتبعه نتنياهو يعرقل إمكانية اتخاذ مواقف موحدة في الاتحاد، وإن هذا الحراك الإسرائيلي بات مكثفا وعدوانيا في السنوات الأخيرة.
وأوضحوا أنه «يصعب على الاتحاد التحدث بصوت واحد وواضح حول الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني. بالمقابل حذرت الصحيفة أن سياسة نتنياهو في هذا السياق تكلف إسرائيل ثمنا، خاصة أنها تأتي على حساب دول أوروبية كبرى وليبرالية في أوروبا الغربية. وقالت الصحيفة إن نتنياهو يتآمر ضد هذه الدول، وبينها ألمانيا وفرنسا وهما دولتان صديقتان لإسرائيل، وكل ذلك من أجل منع تأييد دولي لفكرة يزعم أنه يؤيدها في خطاباته في الهيئات الدولية، وهي حل الدولتين.

اتساع الاستيطان وموت السلام… ونتنياهو يسعى لشق الصف الأوروبي لإحباط «الدولتين»

الأمن الفلسطيني يفكك عبوة كانت معدة للتفجير ضد جنود الاحتلال ومصدر إسرائيلي يتحدث عن حرب شوارع بين «ورثة عباس»

Posted: 24 Aug 2018 02:22 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: قالت مصادر في إسرائيل إن أجهزة أمن السلطة الفلسطينية أحبطت عملية تفجير عبوة ناسفة ضد جنود الاحتلال في الضفة الغربية، كانت تهدف لمنع التوصل إلى اتفاق تسوية بين إسرائيل وحركة حماس، فيما تكررت مزاعم إسرائيلية حول احتمالات نشوب مواجهات دامية بين خلفاء مفترضين للرئيس الفلسطيني عباس مستقبلا.
وزعمت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس أن أجهزة أمن السلطة الفلسطينية عثرت، الأسبوع الماضي، على عبوة ناسفة على طريق تربط بين قريتي بيت لقيا وبيت عنان غربي رام الله وتقعان في المنطقة «ج» الخاضعة لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية وفق اتفاقيات أوسلو، وأن العبوة كانت ستوقع خسائر كبيرة، إذ أنها احتوت على أسطوانتي غاز مواد متفجرة وكمية كبيرة من المسامير.
وأشارت الصحيفة إلى أن قوافل قوات الاحتلال تستخدم بشكل متواصل الطريق التي عُثر فيها على العبوة الناسفة، وخاصة لدى تنفيذ الاعتقالات الليلية بحق سكان القرى الفلسطينية في هذه المنطقة. وادعت الصحيفة أن قوة من وحدة الهندسة التابعة لأمن السلطة فككت العبوة. وشددت على أنه تم إبلاغ جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء تفكيك العبوة. وأضافت الصحيفة، في تقرير لمراسلها للشؤون الفلسطينية، أنه وفقا للشبهات، فإن الهدف من تفجير العبوة هو قتل جنود احتلال و«إفشال» الاتصالات بشأن تسوية في قطاع غزة بين حماس وإسرائيل، التي يتوقع استئنافها الأسبوع المقبل ولا يزال التحقيق حول وضع هذه العبوة جاريا حتى الآن». وحاولت المصادر التي سربت هذه المعلومات أن توجه إصبع اتهام لجهات بعينها. ونقلت الصحيفة عن مصادر محجوبة الهوية قولها إن طريقة تركيب العبوة معروفة وتستخدمها حركة الجهاد الإسلامي وحزب الله، وإن الفرضية هي أن واضعي العبوة أرادوا تنفيذ عملية خلال الفترة القصيرة المقبلة «وفي الأيام التي وصلت فيها المفاوضات إلى ذروتها». كما زعمت الصحيفة أيضا، أن هناك «نواة لناشطين ينتمون للجهاد الإسلامي في بيت لقيا»، وأنه يجري التحقيق في ما إذا كان من وضع العبوة له علاقة مع حزب الله.
وحسب الصحيفة، فإن هذه هي المرة الثانية التي تكتشف فيها أجهزة أمن السلطة الفلسطينية عبوة ناسفة كانت معدة للانفجار بجنود إسرائيليين، ففي بداية العام الحالي اكتشفت عبوة في طريق قريبة من مدينة طولكرم.ولفتت الصحيفة إلى أن أجهزة الأمن الفلسطينية، أقيمت بالأساس من أجل الحفاظ على الأمن الداخلي في المناطق الخاضعة للسلطة، لكنها قدمت مساعدات كثيرة لإسرائيل في العثور على ناشطين فلسطينيين، مثلما حدث عندما لاحق أفراد أمن السلطة أفراد خلية في أعقاب مقتل ثلاثة مستوطنين، عام 2014، واعتقال عشرات الناشطين من حركة حماس، بينهم أسرى محررون، وأعقب ذلك العدوان الإسرائيلي «الجرف الصامد» على قطاع غزة.
في هذه الأثناء تحدث مصدر إسرائيلي عن قيام مسؤولين في حركة «فتح» بتكديس السلاح وتجنيدهم «عصابات مسلحة» استعدادا لـ «معركة» وراثة أو خلافة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
واللافت أن المصدر، وهو نبأ ورد في موقع « واينت « التابع لـ « يديعوت أحرونوت» وفي موقع الإذاعة العبرية العامة بنص متطابق، مما يثير الشبهات بأن هناك جهة معنية بتسريبه. ويزعم صاحبا النبأ أن معركة خلافة عباس «لن تكون معارك مجازيّة».
وقال موقع «واينت» إنه في الآونة الأخيرة بدأت قيادات من حركة فتح تجنيد جماعاتٍ مسلّحة في الضفة الغربية، والحديث هو عن قيادات ترى نفسها مرشحة محتملة لخلافة عباس، في واحد من المناصب الثلاثة التي يشغلها: رئيس السلطة الفلسطينيّة ورئيس منظّمة التحرير ورئيس حركة فتح. وقال التقرير إن القيادات المقصودة هي: رئيس اتحاد الكرة الفلسطينية والرئيس السابق لجهاز الأمن الوقائي، اللواء جبريل الرّجوب، ورئيس جهاز المخابرات العامّة الفلسطينية، اللواء ماجد فرج، ونائب رئيس حركة «فتح»، محمود العالول، ورئيس الاستخبارات الفلسطينية في الضفة الغربية أثناء الانتفاضة الثانية، توفيق الطيراوي. وخاض النبأ، الذي تعتبره أوساط فلسطينية محاولة دسّ إسرائيلية، في تحديد الأماكن المحتملة لتخزين السلاح، ومراكز تأثير كل واحد من القيادات داخل الضفّة الغربيّة. ولم ينسب الموقعان خبريهما إلى أي مصدر محدد ولم يحدّدا إن كان إسرائيليا أو فلسطينيا، أو إن كان مدنيا أو عسكريا، خصوصا وأن معلومات أمنية حساسة كهذه، تحتاج إلى مصادر استخباراتيّة. لكن محلل الشؤون السياسية في القناة العاشرة، باراك رافيد، ذكر في حسابه على موقع «تويتر» معلقا على تقرير موقع الإذاعة بأن الأمر يبدو وكأنه إحاطة إعلامية من قبل مسؤولين أمنيين إسرائيليين، وهو ما لم يعارضه معد التقرير ومحلل الشؤون الفلسطينية في الإذاعة غال بيرغر، في تعقيبه على تعقيب رافيد. أما بخصوص سيناريوهات خلافة عباس، فراوحت بين سيناريوهين اثنين وفقا لـ«واينت»: الاتفاق على تقاسم للقوّة بين القيادات الفتحاويّة وبذلك يمنع تركيز قدر كبير من القوة بيد شخص واحد، في حين أن السيناريو الثاني هو أن يؤدي التصارع بين قيادات فتح إلى صدامات عنيفة وفوضى في الشوارع «كالتي شهدتها الضفة أثناء الانتفاضة الثانية». وضمن مزاعمه يدعي النبأ أن المستفيد الوحيد من هذه الاشتباكات حركة حماس، «الذي سيرفع رأسها في الضفة، ويستجمع قواه بينما قادة فتح يتصارعون «.

الأمن الفلسطيني يفكك عبوة كانت معدة للتفجير ضد جنود الاحتلال ومصدر إسرائيلي يتحدث عن حرب شوارع بين «ورثة عباس»

منظمة التحرير الفلسطينية لأمريكا وإسرائيل: القدس العاصمة ليست للبيع وواشنطن داعية حرب

Posted: 24 Aug 2018 02:21 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: أكدت منظمة التحرير الفلسطينية أن مدينة القدس عاصمة الدولة الفلسطينية «ليست للبيع»، مشيرة إلى أن إزالتها عن طاولة المفاوضات تعني «إزالة السلام عن الطاولة»، وذلك في إطار استمرار الردود الرافضة لتصريحات الرئيس الأمريكي الأخيرة حول هذا الملف.
وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الدكتورة حنان عشراوي في تصريح صحافي «إن استهداف القدس بهذا الشكل إنما يفقد الولايات المتحدة أهليتها للعب دور وسيط للسلام ويعيد تعريفها باعتبارها داعية للحرب».
وكانت ترد باسم اللجنة التنفيذية على تصريحات الرئيــس الأمريكي دونالد ترمب، التي أعلن فيها أن ملف القدس التي اعترف بها سابقا عاصمة لإسرائيل، أصبح خارج طاولة المفاوضات، في خطة السلام التي تعكف إدارته على طرحها، وهي تصريحات كررها أيضا مستشار ترامب للأمن القومي جون بولتون، ولم تقابل بأي ترحيب فلسطيني. وأكدت عشراوي أن استبعاد القدس يمثل «عدوانا أمريكيا سياسيا وقانونيا آخر، ليس ضد فلسطين فحسب، بل أيضا ضد النظام العالمي والقرارات والقوانين الدولية».
واتهمت الإدارة الأمريكية بأنها «تكافئ المعتدين منتهكي القانون وتعاقب الضحية». وأضافت «من يعتقد ولو للحظة أن الشعب الفلسطيني وقيادته ممكن أن يقبلوا بأي تعويض عن القدس فهو ينطلق من مزيج من الجهل والغطرسة، فالقدس جوهر الوجود الفلسطيني وتجسد تاريخه وثقافته، كما أنها محور الأمن والسلام العالميين».
وأشارت إلى أن إسرائيل تعتدي على كل ما هو فلسطيني وتسرق الأرض الفلسطينية وتتوسع بدون رادع. وتابعت «بالرغم من التواطؤ الأمريكي مع هذا الاحتلال الإحلالي لا يمتلك أي طرف حق الاستيلاء على أرض دولة أو شعب ويمنحها لمحتلها كمكافأة على عدوانه وسلوكه الإجرامي».
يشار إلى أن تصريحات ترامب لاقت انتقادات واسعة من كل الفصائل الفلسطينية، التي وصفتها بـ «الوقحة والخطيرة»، وأنها «عرت المتخاذلين».
ومن المقرر أن تعقد اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير يوم الثلاثاء المقبل اجتماعا لها لبحث العديد من القضايا، أهمها تصريحات الرئيس الأمريكي الأخيرة بشأن القدس، إضافة إلى ملفات الاستيطان والمصالحة.
وسيركز الاجتماع كذلك على بحث قرارات المجلس المركزي لوضع جدول زمني وآليات لتطبيق قراراته الخاصة بتعليق الاعتراف بإسرائيل، ووقف العمل بالاتفاق الأمني والاقتصادي.
من جهته استنكر صالح رأفت عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة، ونائب الأمين العامة لحزب «فدا»، مصادقة الاحتلال على بناء 2000 وحدة استيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس، واصفا ذلك بـ «العربدة والأعمال البربرية الهمجية».
وقال في تصريح صحافي «إن دولة الاحتلال تفرض وقائع على الأرض تتساوق مع ما تسمى صفقة القرن، التي تروج لها الإدارة الأمريكية من خلال تسارعها في التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس المحتلة».
وأكد أن الدعم الأمريكي اللامحدود لحكومة تل أبيب المتطرفة، والغطاء الكامل لها «يطلق يد الاحتلال ويدعم ممارساته الإجرامية اتجاه شعبنا»، مؤكدا في الوقت ذاته أن لا ترامب أو غيره من يحدد مصير القدس، وتابع «فالشعب الفلسطيني هو صاحب الحق والأرض والحيز والمكان، وعلى ترامب قراءة التاريخ جيدا قبل أن يتفوه بتلك الهرطقات».
وأكد رأفت أن الشعب الفلسطيني وقيادته سيناضلون من أجل انجاز الاستقلال وحق العودة وتقرير المصير وتجسيد الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران/ يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس، استنادا لقرارات وقوانين الشرعية الدولية.
وطالب المجتمع الدولي بـ «الاستجابة لنداءات شعبنا الأعزل» وتوفير الحماية ورفع الضيم والظلم الذي يمارسه عليه آخر احتلال عسكري في العالم.

منظمة التحرير الفلسطينية لأمريكا وإسرائيل: القدس العاصمة ليست للبيع وواشنطن داعية حرب

نائب رئيس حركة فتح يزور لبنان للمرة الأولى منذ الخروج من بيروت عام 82

Posted: 24 Aug 2018 02:21 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: استهل محمود العالول نائب رئيس حركة فتح، زيارته الأولى للعاصمة اللبنانية بيروت منذ خروج القوات الفلسطينية منها عام 1982، بزيارة النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية، حيث وضع هناك أكليلا من الزهور.
وقال العالول، الذي عمل مساعدا لخليل الوزير «أبو جهاد»، نائب قائد الثورة الفلسطينية خلال الوجود الفلسطيني في لبنان «أنا لم أدخل إلى لبنان منذ عام 1982 وهذه أول زيارة منذ ذلك التاريخ، وأول عمل قمت به هو زيارة مثوى شهداء الثورة الفلسطينية». وأكد في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» أن الزيارة لمقبرة الشهداء جاءت لتؤكد أن حركة فتح التي تتميز بمجموعة قيم أساسية، وإحدى أهم هذه القيم هو الوفاء لمن ضحى من أجل الشعب الفلسطيني لهؤلاء الشهداء الذين ضحوا من أجل الشعب الفلسطيني.
وتابع «نبرز هذه القضية الآن تحديدا لنقول إننا أوفياء لهؤلاء الشهداء ونقر بأنهم الأساس ودفعوا ثمنا باهظا من أجل حريتنا».
وفي رسالة للاجئين الفلسطينيين في لبنان قال العالول «الفخر والاعتزاز الكبير بهم»، مشيرا إلى «أن معاناتهم كما معاناة شعبنا الفلسطيني التي تتعمق في كل مكان».
وأكد أن عودة اللاجئين إلى وطنهم» قادمة». وتابع «حينما يعودون إلى وطنهم سوف نعيد هؤلاء الشهداء الكبار والقادة العظماء ايضا إلى القدس وفلسطين».
والعالول هو الرجل الثاني في حركة فتح بعد الرئيس محمود عباس، حيث جرى انتخابه في هذا المنصب بعد المؤتمر السابع لحركة فتح، الذي عقد في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، حيث انتخب للمرة الثانية في عضوية اللجنة المركزية.
يشار إلى أن العالول شغل الكثير من المناصب العسكرية خلال وجود القوات الفلسطينية في لبنان، من بينها توليه منصبا داخل المجلس العسكري الأعلى لمنظمة التحرير الفلسطينية، وشارك في المعارك التي خاضتها القوات الفلسطينية لصد الاجتياح الإسرائيلي على لبنان عام 82، وعمل أيضا إلى جانب الرئيـس ياسر عرفات بعد قدوم السلطة الفلسطينية. وكانت القوات الفلسطينية خرجت من لبنان في عام 82، بمــــوجب اتفاق رعته أطراف دولية، بعد صمــــودها الأسطوري في وجه آلة الحرب الإسرائيلية، حيث نقلت تلك القــــوات بمراكب رست في ميناء بيروت، إلى دول عربية عدة، وكان أبرز المغادرين الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

نائب رئيس حركة فتح يزور لبنان للمرة الأولى منذ الخروج من بيروت عام 82

«العيد والدفوف والفسحة والعزاء»… معتقلو المناسبات الاجتماعية في مصر

Posted: 24 Aug 2018 02:21 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: على مدار الأربع سنوات الماضية شهدت مصر حملات اعتقال واسعة طالت نشطاء سياسيين، عرف بعض هذه الحملات، إعلاميا بأسماء تتعلق بواقعة الاعتقال أو مكانها أو توقيتها، كان آخرها ما عرف بحملة «معتقلي العيد»، بعد أن ألقت أجهزة الأمن القبض عليهم في ثالث أيام عيد الأضحى، فيما آخرون يعرفون بـ«معتقلي الدفوف» بعد أن جرى اعتقالهم أثناء تنظيمهم مسيرة في محافظة أسوان، جنوب مصر، للمطالبة بحق عودة النوبيين إلى قراهم المهجرين منها، وقسم ثالث عرفوا بـ«معتقلي الفسحة» بعد أن اعتقلوا أثناء تنزههم في إحدى الحدائق في القاهرة.
وقال خالد علي، المحامي الحقوقي والمرشح الرئاسي السابق، إن «نيابة أمن الدولة العليا قررت حبس الـ 8 معارضين الذين جرى القبض عليهم أمس الأول، لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات في القضية التي حملت رقم 1305 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا، على أن تستكمل التحقيقات غدا الأحد».
وأوضح أن «النيابة وجهت للمعتقلين التهم بمشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها، وتلقي تمويل بغرض إرهابي، والاشتراك في اتفاق جنائي الغرض منه ارتكاب جريمة إرهابية».
وكانت الأجهزة الأمنية شنت حملة اعتقالات، أمس الأول، ثالث أيام عيد الأضحى، طالت السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق، الذي سبق وقدم نداء للشعب المصري، طرح من خلاله خريطة طريق للخروج من الأزمة السياسية التي تشهدها مصر، تضمنت إجراء استفتاء شعبي على بقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وتشكيل مجلس انتقالي لإدراة شؤون البلاد وتنظيم انتخابات رئاسية.
كما اعتقل في الحملة الخبير الاقتصادي رائد سلامة، وأستاذ الجيولوجيا في جامعة حلوان، يحيى القزاز، فضلاً عن الناشطين، نرمين حسين، عمرو محمد، عبد الفتاح سعيد، سامح سعودي. وجاء اعتقال هؤلاء، قبل أسبوع من موعد الدعوة التي أطلقها مرزوق لتنظيم مؤتمر في ميدان التحرير يوم 31 أغسطس/ أب الجاري، لإجبار النظام المصري على الاستجابة للمبادرة والموافقة على إجراء استفتاء شعبي على بقاء السيسي.
وتواصلت حملات التضامن مع المعتقلين، إذ أدانت «اللجنة التنسيقية لأحزاب وقوى اليسار الناصري»، الملاحقات الأمنية والتنكيل بالمعارضين، وطالبت السلطة بالإفراج عن المقبوض عليهم ومحبوسي الرأي.
وقالت اللجنة، التي تضم أحزاب تيار الكرامة، والوفاق القومي الناصري، والعربي الديمقراطي الناصري، والمؤتمر الشعبي الناصري، في بيان» في هجمة تتارية قامت سلطات الأمن بالقبض على السفير معصوم مرزوق مساعد وزير الخارجية الأسبق والدكتور يحيى القزاز الأستاذ الجامعي والدكتور رائد سلامة الخبير الإقتصادي وعضو الهيئة العليا لحزب تيار الكرامة، وسامح سعودي الناشط السياسي الذي سلم نفسه عقب القبض على زوجته وطفليه دون وجه حق، والناشطة السياسية نرمين حسين، بدون أي مقدمات ودون استدعاء سابق لأي جهة من جهات التحقيق».
وأضافت اللجنة: «الذي يحدث يعيد إلى الأذهان مقدمات سبتمبر/ أيلول عام 1981، حينما قرر رئيس الدولة وقتها القبض على كل المعارضين السياسيين واعتقالهم من أقصى اليسار إلى أقصي اليمين لا لشيء إلا لاختلافهم مع توجهاته السياسية وسياسات حكمه».
واتهمت اللجنة النظام في مصر بـ«هدم الدستور والقانون رأسا على عقب وجعل من السلطة المنوط بها الحفاظ على الدستور والقانون متهمة بالانحراف عنه وهدمه والسعي لإسقاطه، حيث أن الأسباب الحقيقية لتلك الهجمة تتلخص في منع المقبوض عليهم من استخدام حقهم في حرية الرأي والتعبير، الذي يكفله لهم صريح القانون والدستور».
وأعلنت الأحزاب والقوى السياسية الموقعة على البيان رفضها لتلك السياسات «بما شملتها من انتهاكات حقوقية وإنسانية، خاصة في اتخاذ قوات الأمن منهج الرهائن أسلوبا للملاحقة، كما تؤكد مساندتها لحقوق الفكر والرأي والتعبير وتضامنها مع المقبوض عليهم دفاع عن حقهم، محذرة من أن مصادرة الحريات مرة بعد أخرى يؤدي لاختناق المجتمع كله، بما يؤدي لانفجار حالة الغضب بين كل أفراد الشعب ويؤدي لما لا تحتمله البلاد من أخطار جمة لا يقدرها من يقوم بهذه الممارسات».

32 معتقلا

في الموازاة، لا تزال منظمات حقوقية مصرية غير حكومية، تطالب بإسقاط التهم عن معتقلي الدفوف، في وقت ما زالت محكمة أمن الدولة طوارىء تنظر القضية.
وتعود أحداث القضية المعروفة إعلاميا بمعتقلي الدفوف لـ 3 سبتمبر/ أيلول 2017، حين شارك عشرات النشطاء النوبيين في مسيرة سلمية بالدفوف في منطقة الكورنيش في محافظة أسوان، جنوب مصر، مطالبين بحق النوبيين في العودة إلى أراضيهم، معلنين رفضهم لـ«المرسوم الجمهوري رقم 444 لعام 2014» الذي يقضي بتخصيص بعض الأراضي النوبية للمؤسسة العسكرية المصرية، فواجهتهم قوات الأمن المركزي بالعنف وألقت القبض على عدد منهم.
وفي 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2017، قبضت قوات الأمن مجدداً على 7 من عائلات وأنصار المتهمين النوبيين.
وفي 7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، وعقب وفاة المحتجز النوبي محمد صالح سرور عامر في محبسه بعد إضرابه عن الطعام، تجددت الاحتجاجات، التي أدت لمزيد من الاعتقالات ليصل إجمالي المحتجزين على ذمة هذه القضية إلى 32 شخصًا، وانتهت التحقيقات بإحالتهم جميعهم لمحكمة أمن الدولة طوارئ.

«اتحاد الجرابيع»

وكانت محكمةٌ مصرية، قد أصدرت في فبراير/ شباط الماضي، الحكم بالسجن سنتين مع الشغل والنفاذ، بحق 9 شبان وشابات، بتهمة تأسيس مجموعة مُناهضة للنظام الحاكم، ومنددة بارتفاع الأسعار، تحمل اسم «اتحاد الجرابيع»، حرّضت على التظاهر ضد الغلاء، ما أدى إلى اعتقال أفرادها خلال تظاهرهم في حديقة الأزهر في مدينة نصر، حتى باتوا يعرفون باسم «معتقلي الفسحة».
وتضم قائمة المحكوم عليهم في هذه القضية من قبل محكمة جنايات شمال القاهرة، كلاً من أحمد نصر، مها مجدي، نانسي كمال، سارة مهنى، إيناس إبراهيم، محمد محفوظ، أحمد سعيد، وسامح رمضان وعبد الرحمن جمال.
وتعود وقائع القضية إلى تاريخ 29 حزيران/يونيو عام 2017، خلال تنزّههم في «حديقة الأزهر» في القاهرة خلال أحد أيّام عيد الفطر، وتمّت إحالتهم إلى قسم شرطة الدرب الأحمر، الذي بدأت منه رحلة العذاب للناشطين وما زالت مستمرة حتى اليوم لاثنين منهم هما محمد نصر وإيناس إبراهيم، اللذين تمت إحالة ملفاتهما «للمحكمة العرفية لأمن الدولة المصرية»، وتم اتهامهما بتنظيم «خلية سرية والتحريض على الثورة والإخلال بالنظام العام».
واضطر عدد من الشباب المصري إلى الهروب إلى خارج مصر وتحديدا إلى كوريا الجنوبية، بعد أن أخلت المحكمة سبيلهم على ذمة قضية عرفت إعلاميا بقضية «معتقلي الفسحة».
وتعود وقائع القضية ليوم 1 سبتمبر/ أيلول 2014 حين توجه رامي السيد وبعض أصدقائه لإحياء الذكرى السنوية لوفاة صديقهم أحمد المصري عضو حركة «شباب 6 إبريل» في منزله في منطقة بولاق الدكرور التابعة لمحافظة الجيزة، ليتم إلقاء القبض عليهم، بتهم «التظاهر والتجمهر وحيازة سلاح»، وجرى اقتيادهم إلى قسم بولاق.
ومن بين هؤلاء كان رامي السيد، عضو حركة شباب 6 إبريل، الذي حكمت عليه محكمة النقض، في 27 يونيو/ حزيران الماضي بالحبس 10 سنوات في القضية المعروفة إعلاميا بقضية «العزاء».
وكانت مي حامد، المحامية في المفوضية المصرية للحقوق والحريات، تقدمت ببلاغ للنائب العام في شهر يوليو/ تموز الماضي، قالت فيه، إن «السيد يعاني من تعنت في سجن المنيا العمومي، وإنها ستتقدم ببلاغ للنائب العام لإنقاذه من بطش مأمور السجن».
وأشارت إلى أن «السيد أعلن الإضراب عن الطعام منذ خمسة أيام اعتراضا على منعه من التريض وسوء المعاملة داخل السجن».
ولفتت إلى أن «السيد أرسل برسالة من السجن تفيد بالتعدي عليه بالضرب المبرح وإصابته في الرأس من قبل ضابط في السجن».
وإضافة إلى هذه الأسماء، يقبع عشرات النشطاء في السجون المصرية بتهم تتعلق بنشر آرائهم على «الفيسبوك»، أشهرهم الناشط السياسي شادي الغزالي حرب، الذي وجهت له اتهامات «بنشر أخبار كاذبة» على مواقع التواصل الاجتماعي تهدد الأمن القومي.

«العيد والدفوف والفسحة والعزاء»… معتقلو المناسبات الاجتماعية في مصر
نيابة أمن الدولة توجه لمعصوم مرزوق تهمة «تلقي أموال لغرض إرهابي»

إجلاء 300 سائح من الغردقة بعد وفاة زوجين بريطانيين

Posted: 24 Aug 2018 02:20 PM PDT

لندن ـ القاهرة ـ رويترز: قالت شركة «توماس كوك» البريطانية، أمس الجمعة، إنها تجلي جميع عملائها البالغ عددهم 301 من فندق في منتجع الغردقة الشهير على البحر الأحمر، وذلك كإجراء احترازي بعد وفاة سائح وزوجته في ملابسات وصفتها بأنها «غير واضحة».
مسؤولون محليون قالوا إن «الزوجين توفيا لأسباب طبيعية نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية»، لكن النيابة العامة أوضحت أن سبب الوفاة سيعلن بعد تشريح الجثتين وإجراء الفحوص المعملية.
وكان جون كوبر (69 عاما) وزوجته سوزان كوبر (63 عاما)، التي كانت تعمل لدى الشركة في بريطانيا، يقيمان في فندق شتايغنبرغر أكوا ماجيك، وتوفيا يوم الثلاثاء بفارق ساعات.
ولفتت «توماس كوك» إلى إنها تلقت المزيد من التقارير عن مرض نزلاء آخرين دون أن تتطرق لأي تفاصيل.
وأضافت «السلامة في قمة أولوياتنا دائما لذلك قررنا نقل جميع عملائنا من هذا الفندق كإجراء احترازي».
وتأتي وفاة كوبر وزوجته بينما تحاول مصر إنعاش السياحة التي تمثل مصدرا أساسيا للدخل، في وقت لا يزال الاقتصاد يعاني فيه من سنوات الاضطراب التي أعقبت انتفاضة 2011.
وأصدرت محافظة البحر الأحمر بيانا حملت النسخة الإنكليزية منه عنوان «وفاة مسن إنكليزي وزوجته في الغردقة لأسباب طبيعية».
وجاء في النسخة العربية من البيان أن جون كوبر «أصيب بهبوط حاد في الدورة الدموية وتوقف مفاجئ في عضلة القلب»، وأن زوجته نقلت إلى المستشفى بعد إصابتها «بحالة إغماء وتم عمل إنعاش قلبي لها لمدة 30 دقيقة، وفي هذه الأثناء فارقت الحياة».
وحسب بيان النيابة العامة فإن ممثليها انتقلوا إلى الفندق حيث «تم إجراء المعاينة اللازمة ومناظرة الجثمانين والتحفظ على متعلقاتهما الشخصية وسماع أقوال الشهود».
وأضاف «تم ندب الطب الشرعي لتشريح الجثمانين للوقوف على أسباب الوفاة، وقد أفاد تقرير الصفة التشريحية بعدم وجود علامات لعنف جنائي أو مقاومة وقد تم أخذ العينات اللازمة لإجراء الفحوص المعملية لتحديد سبب الوفاة وسوف تعلن النتائج فور ورود نتائج الصفة التشريحية».
وقالت كيلي أورمرود ابنة المتوفيين والتي كانت في الرحلة السياحية نفسها ومعها أطفالها الثلاثة، إن سبب الوفاة لم يتحدد بعد.
وأضافت في بيان لمحطة إذاعية محلية في بريطانيا: «أمي وأبي كانا بصحة جيدة ولم تكن لديهما مشاكل صحية معلومة… لا سبب لدينا للوفاة. عملية الفحص جارية».
وزادت: «أبي لم يدخل مستشفى قط. توفي في غرفة الفندق أمامي. ذهبت في سيارة الإسعاف مع أمي إلى المستشفى حيث توفيت».
وقال ديتر جايغر المدير العام لفندق أكوا ماجيك الذي يعمل بامتياز من الشركة الفندقية دويتشه هوسبتاليتي ومقرها فرانكفورت، إن إدارة الفندق وعامليه يتملكهم حزن عميق.
وتابع في بيان «يشير التقرير الطبي الأولي إلى أن الوفاة حدثت لأسباب طبيعية». وأضاف «لا توجد دلائل تدعم مزاعم وجود حالة مرضية متزايدة في الفندق». وتعهدت «توماس كوك» بتوفير فنادق بديلة للعملاء في المنتجع أو خيار العودة إلى بريطانيا. وأشارت إلى أنها قيمت الفندق في أواخر يوليو/ تموز 2018 وحصل على نسبة 96 ٪.
متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية، قالت: «نواصل دعم أسرة زوجين توفيا في الغردقة، وعلى كل المقيمين بفندق شتايغنبرغر أكوا ماجيك أن يتبعوا نصائح الشركة السياحية التي تنظم رحلتهم والسلطات المحلية».
وبعد تفجير طائرة ركاب روسية كانت في طريقها من شرم الشيخ في شبه جزيرة سيناء إلى روسيا في 2015 توقفت الرحلات الجوية من روسيا إلى مصر لأكثر من عامين، مما ألحق الضرر بعائدات السياحة.
ومع ذلك تحسنت العائدات في الشهور الماضية وقفزت بنسبة 83.3 في المئة في الربع الأول من 2018 إلى 2.2 مليار دولار.
وتعد منتجعات البحر الأحمر مثل الغردقة وشرم الشيخ من بين الأكثر شهرة لدى السائحين الأوروبيين وغيرهم.

إجلاء 300 سائح من الغردقة بعد وفاة زوجين بريطانيين
ابنتهما أكدت أنهما لا يعانيان من أمراض… ومسؤولون قالوا إن أسباب الوفاة «طبيعية»

يوسف زيدان: سأهاجر من مصر في حال أقر قانون تجريم إهانة الرموز التاريخية

Posted: 24 Aug 2018 02:20 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: قال الروائي المصري يوسف زيدان، إنه سيهاجر من مصر وسيسعى للحصول على جنسية أي دولة أخرى، في حال تمرير قانون تجريم العيب في الرموز التاريخية.
وأوضح في منشور على صفحته الرسمية على «الفيسبوك»: «إذا صدر في الأيام المقبلة هذا القانون المعيب، الجالب للعار بين الأمم المحترمة، فسوف أهاجر من مصر إلى غير رجعة، وأبحث لي عن جنسية أخرى».
ويناقش مجلس النواب خلال دورة الانعقاد المقبل التي تنطلق في مطلع أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، مشروع قانون تجريم إهانة الرموز والشخصيات التاريخية المقدم من النائب عمر حمروش أمين سر لجنة الشؤون الدينية والأوقاف في البرلمان.
وكان علي عبد العال رئيس البرلمان، أحال خلال دور الانعقاد الماضى مشروع القانون للجنة مشتركة من لجنتي الشؤون الدستورية والتشريعية ومكتب لجنة الإعلام والثقافة والآثار.
وحسب مقدم مشروع القانون، فإن الهدف منه «حماية الرموز والشخصيات التاريخية من العبث وعدم خداع الشعب بتشوية صورتهم، والإضرار بالمجتمع وزعزعة الثقة لدى الشباب في الرموز والشخصيات التاريخية، وإثارة الجدل حول شخصيات ورموز تاريخية والتي قد تؤدي إلى آثار خطيرة على المجتمع».
وفي المادة الأولى من مشروع القانون «يحظر التعرض بالإهانة لأي من الرموز والشخصيات التاريخية، وفقا لما يحدده مفهوم القانون واللائحة التنفيذية له، ويقصد بالرموز والشخصيات التاريخية الواردة في الكتب والتي تكون جزءا من تاريخ الدولة وتشكل الوثائق الرسمية للدولة، وذلك وفقا للائحة التنفيذية له».
كما نص على «المعاقبة بالحبس مدة لا تقل عن 3 سنوات ولا تزيد عن 5 سنوات وغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تزيد عن 500 ألف لكل من أساء للرموز الشخصيات التاريخية، وفي حالة العودة يعاقب بالحبس بمدة لا تقل عن 5 سنوات ولا تزيد عن 7 وغرامة لا تقل عن 500 جنيه ولا تزيد عن مليون جنيه».
ويعد زيدان أكثر من أثار الجدل بتصريحاته عن الشخصيات التاريخية، حيث سبق واتهم الزعيم الراحل أحمد عرابي خلال لقاء تلفزيوني بأنه جلب الخراب والاستعمار على مصر، وكل تحركه لم يكن سوى من أجل الحصول على مكاسب شخصية.
وأضاف أن «هناك الكثير من الأكاذيب التي تدرس في المدارس حول الثورة العرابية، منها مثلا أن عرابي لم يلتق بالخديوي توفيق طيلة حياته، وأن ما يذكره المؤرخون حول وقوفه في وجه الخديوي توفيق في مظاهرة 9 سبتمبر/ أيلول عام 1881 لم يحدث على الإطلاق».
وسبق له أن وصف صلاح الدين الأيوبي بـ«أحقر شخصية في التاريخ»، معتبراً أن الأخير «قضى على نسل الفاطميين في مصر، وحرق المكتبات الخاصة بهم».
وأضاف أن «شخصية صلاح الدين الأيوبي التي ظهرت في الفيلم التاريخي خرجت بناء على أوامر من السلطة الحاكمة في مصر»، موضحًا أن «شخصية عيسى العوام التي ظهرت في الفيلم ليست مسيحية».
كذلك قال إن «المسجد الموجود في مدينة القدس في فلسطين، ليس هو المسجد الأقصى المذكور في القرآن الكريم، وإن الذي بناه هو عبد الملك بن مروان في العصر الأموي، وإن الصراع على المسجد الأقصى لعبة سياسية، ولا يوجد مبرر للصراع على المسجد من الناحية العربية أو الإسرائيلية، لأنه ليست له أي قدسية».

يوسف زيدان: سأهاجر من مصر في حال أقر قانون تجريم إهانة الرموز التاريخية
أثار جدلا واسعا بتصريحاته عن صلاح الدين وعرابي والقدس
تامر هنداوي

انتقادات لرئيسة لجنة المساواة بعد اتهامها التونسيين بممارسة «الحقد الطبقي»

Posted: 24 Aug 2018 02:20 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: تعرضت رئيسة اللجنة الرئاسية للمساواة لموجة انتقادات جديدة، بعد اتهامها التونسيين بممارسة «الحقد الطبقي»، حيث اتهمها البعض بـممارسة «العنصرية» والإقصاء والتعامل بـ«فوقية» مع الرافضين لما ورد في تقرير اللجنة حول الحقوق الفردية والمساواة، الذي ما زال يثير انقسامًا حادًا داخل المجتمع التونسي.
وفي ندوة صحافية في العاصمة، قالت البرلمانية بشرى بالحاج حميدة، رئيسة لجنة الحقوق الفردية والمساواة، إن ردود أفعال بعض التونسيين تجاه تقرير اللجنة «كشفت حقدًا طبقيًا تجاه سكان المدينة والأثرياء والطبقة المثقفة»، معتبرة أن هناك فئة اجتماعية في تونس «لا تشترك مع باقي التونسيين في الإرث المدني والتصور المجتمعي».
كما تحدثت عن وجود «فوارق في مستوى الإدراك الذهني بين التونسين»، معتبرة أن هذا الأمر جعل البعض يرفض ما ورد في هذا التقرير بشكل كلي، متهمة مواقع إلكترونية وصفحات اجتماعية «مدفوعة الأجر» بمحاولة تشويه اللجنة وأعضائها، ودعت إلى فتح قنوات حوار جديدة مع شباب الأحياء الشعبية من أجل إقناعهم بمضمون التقرير وأهميته المجتمعية.
وأثار التصريح الجديد موجة من الجدل، حيث تساءل الباحث سامي براهم عبر على صفحته في موقع «فيسبوك»: «هل يعكس التفسير الطّبقي لردود الأفعال تجاه التّقرير البعد الطّبقي للتّقرير نفسه؟ هل يثور المهمّشون على التّقرير لأنّه يمثّل في نظرهم ترفًا برجوازيًّا لا علاقة له بمعاناتهم وقضاياهم؟ هذا طبعًا إن صحّ التفسير الطّبقي لرئيسة اللجنة؟».
ودوّن الإعلامي محمد فوراتي: «وفي آخر حلقة، رجعنا للحقد الطبقي (وليس الماركسي طبعًا).
أغرب تفسير ممكن تجده في خضم الجدل حول تقرير الحريات، ولكنه تفسير يكشف عمق الأزمة وعدم فهم البعض لردود فعل التونسيين».
وكتب الناشط عقبة المسعودي: «لا علاقة لطبقة أيًا كان نوعها بمعارضة التقرير، فالمعارضة أو الموافقة أيديولوجية بالأساس، إلا إذا كنا ماركسين واعتبرنا أن الأيديولوجيا بنية فوقية نتيجة لبنية تحتية ذكرتها بشرى بلحاج حميدة، لكن هل يحق لي أنا المواطن البسيط أن أحقد على أغلب المثقفين الذين قضوا عمرهم الكامل يطبّلون لبن علي ويجملون صورته في الداخل والخارج، إلا من رحم ربي، ولم يرحمهم بن علي؟ (في إشارة إلى بلحاج حميدة)».
وأضاف ناشط آخر يدعى مصطفى سعيد: «الحريات والمساواة مسألة أخلاقية وفلسفية ومبدئية، وتفسير بشرى بلحاج حميدة لردود أفعال التونسيين خاطئ، والبرجوازيون هم المحافظون في العادة».
ومنذ عرض تقريرها على الرئيس الباجي قائد السبسي، تتعرض لجنة المساواة وأعضاؤها لانتقادات من قبل نسبة كبيرة من التونسيين، وخاصة المحسوبين على التيار الديني، الذين يرفضون مبدأ المساواة في الميراث، ويطالبون بتطبيق أحكام الشرع في هذا المجال (للذكر مثل حظ الأنثيين).

انتقادات لرئيسة لجنة المساواة بعد اتهامها التونسيين بممارسة «الحقد الطبقي»

حسن سلمان

الجزائر: طوارئ بسبب تسجيل حالات إصابة بالكوليرا والأسباب تبقى مجهولة!

Posted: 24 Aug 2018 02:19 PM PDT

الجزائر ـ «القدس العربي»: فجر إعلان وزارة الصحة الجزائرية عن وجود 41 حالة إصابة مؤكدة بداء الكوليرا حالة من الهلع والقلق في أوساط المواطنين، خاصة وأن الأسباب التي أدت إلى ظهور إصابات بهذا الوباء، الذي اختفى منذ أكثر من عشرين سنة، تبقى مجهولة، الأمر الذي فتح الباب للكثير من التفسيرات والتأويلات، في حين تبقى السلطات غير قادرة على تقديم أسباب عودة ظهور هذا المرض.
قال أحمد جمعي مدير الصحة على مستوى ولاية البليدة ( 45 كيلومترًا غرب العاصمة) إن أكثر من مئة حالة خضعت للرقابة الطبية، من أجل معرفة ما إذا كان الأمر يتعلق بإصابات بداء الكوليرا، 89 حالة موجودة تحت الرقابة في المستشفى، وأن 18 حالة تم السماح لها الخروج من المستشفى، فيما تم التأكد من وجود 36 حالة إصابة على مستوى مصحة بوفاريك.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن السبب ليس له علاقة لا بمياه الحنفيات ولا بالمياه المعدنية، موضحًا أن الشكوك تتجه إلى الفواكه والخضر التي يتم تناولها دون طهي، الأمر الذي يبقي على الميكروبات بداخلها، ولكن من الضروري، يقول المسؤول ذاته، انتظار نتائج التحاليل المخبرية، والتي يتم القيام بها على مستوى معهد باستور، لتحديد الأسباب التي أدت إلى انتشار هذه الحالات.
وأوضح مدير الصحة أن المرض لا علاقة له بالفقر، وأنه لا يفرق بين ساكني الأحياء القصديرية وبين ساكني الفيلات والأحياء الراقية، مشيرًا إلى أن الإصابات الأولى سجلت على مستوى حي قصديري، لكن بعض المصابين يسكنون أحياء راقية.
وقررت السلطات الصحية في وقت أول منع العائلات من جلب الأكل للمصابين، قبل أن تقرر في وقت ثان حث العائلات على تفادي الزيارات، بالنظر إلى الخطر الذي تمثله هذه الزيارات على غير المصابين.
وأكد الدكتور محمد ميهوبي في تصريح لـ«القدس العربي» أن المرض اختفى المرض بفضل الجهود التي بذلتها السلطات من أجل القضاء عليه، من خلال توفير الرعاية الصحية، وتوعية المواطنين بضرورة الذهاب إلى المستشفى فور الشعور بأعراض المرض، الذي يأتي أساسًا من الماء.
وأوضح أن السبب الرئيسي لعودة المرض يعود إلى الماء بالدرجة الأولى، ولكن المواطن لديه مسؤولية كبيرة، مشيرًا إلى أن أغلبية الأحياءغلبت عليها الأوساخ، بسبب القمامة التي لا ترفع، كما أن الناس تخرج القمامة في أي وقت.
واعتبر أن فصل الصيف مناخ مناسب لانتشار أمراض مثل هذا، لأنه في هذا الفصل تكثر التجمعات، مثل المخيمات الصيفية، والأعراس، وعيد الأضحى، وهي كلها مناسبات يتجمع خلالها الكثير من الناس، وهو ما يمثل بيئة مناسبة لانتشار المرض.
وشدد الدكتور محمد ميهوبي على أن الحل هو في النظافة التي يجب أن تبدأ من الأسرة، فالأم يجب أن تغسل الأواني في الليل، ولا يجب أن تتركها إلى الصباح، ثانيًا من الضروري تنظيف الأحياء، مشيرًا إلى أنه في عيد الأضحى الأخير قيل إن البلديات سترسل فرقًا لجمع جلود الكباش، ففي الكثير من الأحياء الجلود ما زالت مرمية في الشارع منذ ثلاثة أيام.

الجزائر: طوارئ بسبب تسجيل حالات إصابة بالكوليرا والأسباب تبقى مجهولة!

الغزّيون يحيون جمعة «الطواقم الطبية والإعلامية» بتظاهرات شعبية على الحدود… وحماس: استمرار المسيرات يؤكد العزم على تحقيق الأهداف

Posted: 24 Aug 2018 02:19 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي» من أشرف الهور: على الرغم من أجواء العيد التي يعيشها سكان قطاع غزة كباقي المسلمين، نزلت حشود كبيرة من السكان إلى مناطق «مخيمات العودة الخمسة» الواقعة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، وشاركت في فعاليات «جمعة الطواقم الإعلامية والصحافية»، وذلك قبيل انطلاق الجولة الثانية من مباحثات التهدئة التي تتوسط فيها مصر، والمقرر انطلاقها خلال الأيام المقبلة.
وعلى غرار أيام الجمع الماضية، التي انطلقت بتاريخ 30 مارس/آذار الماضي، شهدت مناطق الحدود مواجهات شعبية، بعدما وصل عشرات الشبان إلى مناطق السياح الفاصل، ورشقوا من هناك جنود الاحتلال المتمركزين خلف ثكنات محصنة، وداخل آليات عسكرية بالحجارة، فيما رد جنود الاحتلال بإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع صوب المتظاهرين.
وكانت وزارة الصحة أعلنت قبل انطلاق فعاليات الأمس، أن عدد الشهداء الذين سقطوا منذ اندلاع فعاليات «مسيرة العودة»، بلغ 180، بينهم أطفال ونساء، من بينهم تسعة شهداء تحتجزهم إسرائيل في ثلاجات الموتى، إضافة إلى إصابة 18300.
ووفق الاحصائية فإن 423 إصابة وصفت بالخطيرة، و4460 متوسطة، و13417 طفيفة، مبينة أن 680 أصيبوا بالرأس والرقبة، و395 بالصدر والظهر، و440 في البطن والحوض، و1385 في الأطراف العلوية، و5897 في الأطراف السفلية، و1790 في أماكن متعددة. ونظمت فعاليات يوم أمس، في ظل استمرار حالة الهدوء التي تشهدها مناطق الحدود، من أسبوعين، حيث توقفت آخر وأعنف موجة قتال، بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، وتوقفت بتدخل مصري وأممي، تلاها الدخول في مباحثات التهدئة الأولى التي رعتها مصر الأسبوع قبل الماضي,
وشهدت فعاليات الأمس قيام الشبان المشاركين بإشعال النيران في إطارات السيارات، أمام جنود القناصة الإسرائيلية، وذلك مع بداية وصول المشاركين في تلك الفعاليات في ساعات ما بعد الظهر، بهدف التشويش على رؤية جنود الاحتلال.
وفي العادة تقوم قوات الاحتلال بنشر المزيد من الجنود ووحدات القناصة في مناطق الحدود القريبة من القطاع، قبل انطلاق فعاليات يوم الجمعة، بهدف قمع المتظاهرين بالقوة المفرطة، بالاستناد إلى أوامر سابقة أصدرتها قيادة الجيش، ولاقت دعما من الحكومة.
وأكد حازم قاسم، الناطق باسم حركة حماس، أن فعاليات جمعة الأمس «هي امتداد للفعل الشعبي العظيم والمتواصل المتمثل في مسيرات العودة وكسر الحصار»، وقال في تصريح صحافي أن استمرار المسيرات بعد كل هذه التضحيات «يؤكد عزم جماهير شعبنا على تحقيق أهداف المسيرات، وفي مقدمتها كسر الحصار عن قطاع غزة».
وأشاد بجهود وتضحيات الطواقم الطبية، سواء الطواقم الميدانية التي تقدم الإسعافات للجرحى في مخيمات العودة والتي قدمت شهداء، وتلك الطواقم العاملة في المستشفيات التي تصل الليل بالنهار لعلاج الجرحى والسهر على متابعة حالتهم.
كما أثنى على عمل الطواقم الإعلامية التي قال إنها «تنقل الحقيقة بالصوت والصورة من الميدان» والتي قدمت شهداء في «سبيل هذه الرسالة النبيلة»، ولفت إلى أن هذه الفعالية تنظم «تقديرا لدورهم في نشر بطولات شعبنا في هذه المسيرات، وكشف إجرام جيش الاحتلال في تعمده قتل المتظاهرين السلميين».
وأصدر مركز الميزان لحقوق الإنسان تقريرا بعنوان « فليتوقف استهداف الطواقم الطبية «، تناول الانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الطواقم الطبية أثناء محاولاتهم إسعاف ونقل المصابين والجرحى خلال فعاليات «مسيرة العودة».
وسلط التقرير الضوء على عمليات استهداف أفراد الطواقم الطبية ومعاناتهم الشديدة خلال محاولاتهم القيام بواجبهم الإنساني في إسعاف وإخلاء الجرحى من الميدان، وأكد عدم التزام الاحتلال بالقانون الدولي الإنساني، الخاص بحماية الطواقم الطبية، لافتا إلى أن «الاستهداف المتعمد» للطواقم الطبية، «أضحى سمة من السمات التي تميز سلوك الاحتلال».
وأكد أن الحقائق التي خلص إليها تؤكد أن لدى قوات الاحتلال «نية مبيتة» لإيقاع الجرحى والقتلى في صفوف المدنيين بمن فيهم أفراد الطواقم الطبية الفلسطينية، وأنها واصلت انتهاكاتها الجسيمة والمنظمة بالرغم من التزام وحرص أفراد الطواقم الطبية على ارتداء الزي ووضع الشارات المميزة، التي توضح طبيعة عملهم في المجال الطبي.
وأشار التقرير إلى عملية استشهاد ثلاثة من العاملين في الطواقم الطبية خلال «مسيرة العودة» وهم عبد الله القططي، ورزان النجار وموسى أبو حسنين، خلال عملهم في الميدان، مؤكدا أن الاستهداف كان بشكل متعمد وفي وضح النهار، وطالب المجتمع الدولي بالتحرك لوقف هذه الانتهاكات.
وجاءت فعاليات الأمس في ظل استمرار إجراءات تشديد الحصار الأخيرة على غزة، التي أقرها وزير الجيش أفيغدور ليبرمان، والمتمثلة في تضييق عملية خروج السكان والتجار من معبر بيت حانون «إيرز». وكان ليبرمان زعم أن تلك العقوبات التي فرضت الأحد الماضي، جاءت بسبب استمرار فعاليات «مسيرة العودة» على الحدود، ومن بعدها تنظيم مسيرة بحرية اقتربت من الحدود البحرية الشمالية للقطاع.
ودعت الهيئة الوطنية لمخيمات مسيرة العودة وكسر الحصار الجماهير الفلسطينية للمشاركة في فعاليات مسيرات العودة، وجددت تمسك الشعب الفلسطيني بحقه الثابت في القدس عاصمة فلسطين، وحقوقه غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حق تقرير المصير وإقامه دولته المستقلة، وأكدت استمرار المسيرات كـ «مسيرات شعبية وسلمية».
ومنذ يوم 30 مارس/آذار الماضي، انطلقت فعاليات «مسيرات العودة» في خمس مناطق حدودية تقع إلى الشرق من القطاع، حيث يقام هناك العديد من الفعاليات الشعبية، ودفعت عمليات القتل واستهداف المتظاهرين المدنيين، جهات حقوقية دولية ومحلية إلى توجيه انتقادات حادة لإسرائيل، ونادت بفتح تحقيق عاجل في عمليات قتل الفلسطينيين.

الغزّيون يحيون جمعة «الطواقم الطبية والإعلامية» بتظاهرات شعبية على الحدود… وحماس: استمرار المسيرات يؤكد العزم على تحقيق الأهداف

إسرائيل تسمي مفاعل ديمونا النووي باسم شيمون بيريز

Posted: 24 Aug 2018 02:18 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي» من وديع عواوودة: أعلن مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن قراره بإطلاق اسم الرئيس الإسرائيلي الراحل شيمون بيريز على مفاعل ديمونا النووي. ويعتبر بيريز مؤسس المفاعل الذي تفرض إسرائيل تعتيما مشددا على نشاطه، بينما تؤكد تقارير على أنه أنتج ترسانة نووية كبيرة تقدر اليوم وفق مصادر أجنبية بمئتي قنبلة نووية.
وأوضحت صحيفة «معاريف» أمس أنه ستتم إقامة مراسم في الذكرى السنوية الثانية لوفاة بيريز، في نهاية الأسبوع المقبل، وبعدها ستجري مراسم أخرى في مفاعل ديمونا، في صحراء النقب من أجل إزاحة الستار عن لافتة تحمل اسم بيريز. وسوغ نتنياهو هذه المبادرة بالقول إن «بيريز عمل كثيرا من أجل إقامة هذا المشروع الهام، وهو مشروع هام لأمن إسرائيل على مر الأجيال». وتابع « أعتقد أنه من الجدير واللائق تسمية الموقع باسمه» في إشارة إلى الاسم الرسمي لمفاعل ديمونا وهو «قرية الأبحاث النووية«.
ونوهت الصحيفة إلى أن بيريز كان يعتبر «الذراع التنفيذية» لرئيس حكومة إسرائيل الأول، دافيد بن غوريون، في إقامة مفاعل ديمونا وبناء القوة النووية الإسرائيلية في مطلع خمسينيات القرن الماضي من أجل جعل موازين القوى مع العرب لصالحها. وتتحدث مصادر أجنبية في هذا المضمار عن قيام إسرائيل بتسليح بعض غواصاتها برؤوس نووية كي تتمكن من الرد على محاولة إبادتها بسلاح دمار شامل ضمن ما تسميه بـ « الضربة الثانية «.
وفيما زعم بيريز أنه «رجل سلام»، وهكذا يصوّر في إسرائيل والعالم واستقبله زعماء عرب كأنه يحمل هذه الصفة، إلا أن الصحيفة أشارت إلى أنه «آمن بأن إسرائيل محاطة بأعداء وبحاجة إلى قوة ردع». وكان بيريز قد عمل سرا، منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي، بالتعاون مع فرنسا من أجل إقامة مفاعل ديمونا. ووافقت فرنسا على مساعدة إسرائيل في إقامة مفاعل ديمونا النووي في أعقاب مشاركة الأخيرة في العدوان الثلاثي ضد مصر، عام 1956. وقالت الصحيفة إن بيريز استعرض تفاصيل المساعدة التي تحتاجها إسرائيل لإقامة مفاعل ديمونا خلال لقائه مع رئيس الحكومة الفرنسية، موريس بورجس، في عام 1956. وفي أعقاب ذلك عُقدت لقاءات عديدة بين خبراء من الدولتين، أخرجت عملية بناء المفاعل الإسرائيلي إلى حيز التنفيذ. وأعلنت فرنسا في عام 1960 أنها لن تزود مفاعل ديمونا باليورانيوم. وإثر ذلك قاد بيريز محادثات مع الحكومة الفرنسية، تقرر في ختامها أن تتوقف فرنسا عن مراقبة المفاعل النووي الإسرائيلي، لكن شركات فرنسية ذات علاقة بنشاط المفاعل استمرت في التعاون من أجل تطوير المفاعل. ويسود قلق لدى جهات إسرائيلية، ولدى مؤسسات دولية ذات علاقة، من استمرار عمل مفاعل ديمونا بسبب قِدم هذا المفاعل، واحتمالات تسببه بكوارث نتيجة انفجار قد يحدث بسبب هزة أرضية، كما حذر تحقيق بثته القناة الإسرائيلية العاشرة.
ويذكر أن إسرائيل أجرت تجارب نووية بالتعاون مع نظام الأبارتهايد في جنوب أفريقيا، في مطلع ثمانينيات القرن الماضي. وجرت هذه التجارب في المحيط الأطلسي، تبين لاحقا أن أقمارا اصطناعية أمريكية رصدت «الومضات» الناجمة عن هذه التجارب النووية. كما تحذر بعض الأوساط المناصرة للسلام داخل إسرائيل من أن مفاعل ديمونا يتسبب في سباق تسلح خطير في الشرق الأوسط، لكن إسرائيل ما زالت تحرص رسمــيا على سياسة ضبابية بهذا المجال فلا تنفي ولا تؤكد حيازتها لسلاح دمار شامل، وفي الوقت نفسه تعارض إسرائيل انضمامها لاتفاقات دولية لمنع انتشار السلاح النووي، كما أنها ترفض زيارة مندوبين عن وكالة الطاقة الذرية لمفاعل ديمونا النووي.

إسرائيل تسمي مفاعل ديمونا النووي باسم شيمون بيريز

مواجهات شعبية في الضفة رفضا للاستيطان والاقتحامات… ومحكمة إسرائيلية تلوح بـ «تشريع» صلاة اليهود في الأقصى

Posted: 24 Aug 2018 02:18 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: شهدت مناطق متفرقة في الضفة الغربية مواجهات شعبية بين المواطنين وقوات الاحتلال، خلال المسيرات الشعبية الأسبوعية المنددة بالاستيطان والرافضة للاقتحامات الليلية التي يشنها جيش الاحتلال، لاعتقال المواطنين من منازلهم، في الوقت الذي واصل فيه المستوطنون المتطرفون هجماتهم المنظمة.
واندلعت مواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال في قرية كفر قدوم الواقعة إلى الشرق من مدينة قلقيلة شمال الضفة الغربية، خلال مشاركة السكان في المسيرة الأسبوعية المنددة بالاستيطان والجدار الفاصل.
وأصيب طفل ومتضامنة أجنبية برصاص معدني مغلف بالمطاط، خلال هجوم قوات الاحتلال على المتظاهرين، مستخدمة أيضا قنابل الصوت وقنابل الغاز المسيل للدموع، الذي أصاب الكثير من المتظاهرين بحالات اختناق.
وكان المستوطنون أعادوا هجماتهم ضد المواطنين الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة أحد الشبان بجراح متوسطة، في بلدة عصيرة القبلية.
وذكرت مصادر طبية أن الشاب أصيب بحجر في رأسه من قبل المستوطنين في القرية الواقعة جنوب مدينة نابلس، وتم نقله إلى مستشفى رفيديا لتلقي العلاج.
كذلك اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شابا عقب اقتحامها الموقع الأثري في سبسطية شمال نابلس، حيث اعتادت قوات الاحتلال والمستوطنين اقتحام هذا الموقع في الفترة الأخيرة مرات عدة.
كذلك اعتقلت قوات الاحتلال شابا من قرية الطيبة أثناء وجوده في قرية زبوبا غرب جنين، فيما أصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع الذي أطلقته قوات الاحتلال خلال اقتحام القرية.
وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت القرية، وأطلقت القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه الشبان والمنازل، بعد أن قام المواطنون بالتصدي للاحتلال برشق الجنود بالحجارة، ما أدى الى إصابة العديد من المواطنين بحالات اختناق، قبل أن تعتقل أحد الشبان، بعد مداهمة أحد منازل القرية.
ونصب جنود الاحتلال عند الانسحاب حاجزا عسكريا على مدخل البلدة، وتعمدوا تشويش حركة الدخول والخروج من البلدة.
وذكر تقرير إسرائيلي أن الأسبوع الماضي، شهد اقتحام 312 مستوطنا باحات المسجد الأقصى، حيث سمحت لهم سلطات جيش الاحتلال بالدخول يومي الأحد والإثنين فقط قبل حلول بدء عيد الأضحى.
وبشكل يومي يقتحم عشرات المستوطنين باحات المسجد، ويشرع عدد منهم بإقامة «طقوس تلمودية» بحماية مشددة من قبل وحدات الأمن الخاصة، حيث تتوقف هذه الاقتحامات فقط يومي الجمعة والسبت.
وفي سياق قريب، طلبت المحكمة الإسرائيلية العليا من وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي والشرطة الإسرائيلية وجهات حكومية اسرائيلية إرسال تفسيراتهم وحججهم التي تمنع اليهود من الصلاة داخل الأقصى، بعد أن زعمت أن حجج الشرطة غير منطقية وغير قوية في القضية.
وقد أعطت المحكمة العليا للشرطة الاسرائيلية مهلة لا تزيد عن 60 يوما للرد على هذا الطلب للنظر في القضية من جديد والرد على جماعات الهيكل وعلى مطالبهم، وجاء طلب المحكمة بعد أرسال الحاخام «يوفال شيرلو» مطلع شهر أغسطس/آب الجاري التماسا للمحكمة، يطالبها بتفسيرات حول رد الدعوات الخاصة بصلاة اليهود في الأقصى، مطالبا إياها بإزالة لوحة منع الصلاة، وضعت عند مدخل جسر باب المغاربة والسماح لليهود بحرية أداء الطقوس التعبدية داخل الأقصى.
واعتبرت جماعات الهيكل المزعوم هذا القرار من المحكمة العليا «خطوة هامة متقدمة» في طريق تمكين اليهود من الصلاة داخل الأقصى بقرار من «محكمة العدل».
ومن شأن إقرار هذه الخطوة أن يفجر موجة غضب كبيرة في المناطق الفلسطينية وفي مدينة القدس تحديدا، رفضا لصلاة اليهود في المسجد الأقصى، والتي تترافق مع مخططات الجماعات المتطرفة لهدم المسجد وإقامة «الهيكل المزعوم».
وكثيرا ما يتصدى المصلون وحراس المسجد الأقصى لمحاولات المستوطنين المتطرفين إقامة «صلوات خاصة» داخل باحات المسجد.

مواجهات شعبية في الضفة رفضا للاستيطان والاقتحامات… ومحكمة إسرائيلية تلوح بـ «تشريع» صلاة اليهود في الأقصى

القيادة الفلسطينية تستبق مباحثات التهدئة الثانية في القاهرة وتحذِّر حماس من توقيع الاتفاق بشكل منفرد

Posted: 24 Aug 2018 02:18 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: مع اقتراب شروع الفصائل الفلسطينية في جولة المباحثات الثانية حول «التهدئة الطويلة» التي تتوسط فيها مصر والأمم المتحدة، والمتوقع أن تفضي لاتفاق، واصلت منظمة التحرير الفلسطينية التي لم تشارك رسميا في جولة المباحثات الأولى، تحذيراتها من الموافقة على هذه العملية، باعتبارها مقدمة لتمرير «صفقة القرن».
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف لـ «القدس العربي» إن فصائل منظمة التحرير ستعقد مشاوراتها لبحث الدعوة المصرية التي وجهت إليها الأسبوع قبل الماضي، من أجل زيارة القاهرة، والمشاركة في الحوارات الجارية هناك من أجل التهدئة.
وأكد أبو يوسف أن فصائل المنظمة لم تصل القاهرة للمشاركة في الحوارات، لتزامن تلك الدعوة مع عقد جلسة المجلس المركزي الفلسطيني، وأنها أبلغت المسؤولين المصريين بذلك، مشيرا إلى أنه جرى التوافق على أن تستكمل المناقشات حول الأمر بعد انتهاء عطلة العيد.
وتوقع أن يصل وفد قيادي من حركة فتح قبل وصول وفد الفصائل الفلسطينية إلى القاهرة، للترتيب للنقاشات، ولمعرفة أين وصلت المباحثات التي عقدت مع حركة حماس وبعض الفصائل. وستشمل مباحثات فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في حال شاركت في مباحثات مصر، بحث ملف المصالحة الفلسطينية.
إلى ذلك شدد أبو يوسف على ضرورة أن يعقد أي اتفاق بما فيه التهدئة، بإشراف منظمة التحرير الفلسطينية، كونها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، على غرار اتفاق التهدئة الذي وقع في صيف عام 2014، وأنهى وقتها الحرب على غزة، وأكد أنه لا يحق لأي فصيل فلسطيني عقد أي اتفاقات بـ «شكل منفرد». وفي هذا السياق أكد «أن ما يتم الترويج له تحت مسمى تهدئة في قطاع غزة هو مجرد محاولة لتمرير ما يسمى صفقة القرن». ودعا حركة حماس لإنجاح ملف المصالحة الفلسطينية، وذلك بهدف «قطع الطريق على المتربصين بالمشروع الوطني والمشاريع الهادفة إلى تصفية القضية». وأكد أن القيادة الفلسطينية ستسقط كل المؤامرات التي تستهدف منظمة التحرير الفلسطينية، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني «سيسقطها كما أسقط المؤامرات الهادفة إلى تجزئة وتصفية القضية».
وجاءت تصريحات أبو يوسف قبل انطلاق جولة المباحثات الثانية التي ترعاها مصر، والمقرر أن تبدأ الأسبوع الجاري، حسب ما أبلغت المخابرات المصرية الفصائل الفلسطينية التي شاركت في الجولة الأولى، والتي توقفت مع اقتراب حلول عيد الأضحى، حيث تقرر العودة من جديد لبحث الملف بعد انتهاء إجازة العيد.
ومن المتوقع أن يتم خلال هذه الجولة الإعلان عن بدء سريان اتفاق التهدئة الجديدة، التي تمر بست مراحل، وتبدأ بتسهيل إجراءات العمل على معابر غزة.
ويتردد أن المسؤولين المصريين الذين توسطوا في المباحثات، نجحوا في جسر الخلافات التي كانت قائمة بين الفصائل الفلسطينية بقيادة حركة حماس، وبين إسرائيل، حول عدد من النقاط التي يشملها الاتفاق، ومن بينها ملف الممر المائي ورفع الحصار عن غزة.
وخلال الفترة الماضية أعلن الكثير من مسؤولي المنظمة وحركة فتح، رفضهم لإبرام أي اتفاق تهدئة، بعيدا عن المنظمة، بصفتها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، واعتبروا أن ذهاب حماس نحو التوقيع على اتفاق بهذا الشكل، من شأنه أن يساهم في فصل غزة عن الضفة، وهو المخطط الأخطر في «صفقة القرن».
وكان الدكتور صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية قال في تصريحات سابقة، إن التهدئة مطلب وطني، مضيفا «نحن نريد حماية أهلنا في قطاع غزة أمام الجرائم المرتكبة من قبل الاحتلال»، لكنه أكد أن ذلك يكون من خلال «إطار وطني شامل»، وأنه في حال قررت حماس عقد اتفاق منفرد مع اسرائيل، فإن ذلك سيكون «تدميرا للمشروع الوطني الفلسطيني».

القيادة الفلسطينية تستبق مباحثات التهدئة الثانية في القاهرة وتحذِّر حماس من توقيع الاتفاق بشكل منفرد

عقوبات أمريكية جديدة تواجهها روسيا على خلفية تسميم الجاسوس الروسي في بريطانيا

Posted: 24 Aug 2018 02:17 PM PDT

عواصم ـ وكالات: قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون أمس الجمعة إن العقوبات الأمريكية على روسيا ستبقى إلى أن تغير موسكو من سلوكها.
وأضاف بولتون خلال مؤتمر صحافي في كييف أنه أخبر الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو بضرورة عدم تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة الأوكرانية العام المقبل.
وفرضت واشنطن عقوبات اقتصادية على روسيا متهمة موسكو بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016. وتنفي موسكو هذا.
وأفاد بيان رسمي نشر أمس الجمعة بأن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على روسيا في وقت سابق من الشهر الحالي والمتعلقة بالهجوم بغاز أعصاب في بريطانيا سيبدأ تطبيقها يوم الاثنين.
وأشارت المذكرة المنشورة في الجريدة الاتحادية، التي تتضمن يوميا اللوائح والأعمال بالوكالات الحكومية، إلى أن خطط وزارة الخارجية لقطع المساعدات الأجنبية وبعض سبل التمويل لروسيا وكذلك حرمانها من الحصول على مواد وتكنولوجيا ذات حساسية أمنية ستنشر رسميا يوم 27 آب/ أغسطس. وسيضع ذلك الإعلان العقوبات موضع التنفيذ بشكل رسمي.
وأعلنت إدارة الرئيس دونالد ترامب فرض العقوبات في الثامن من آب/ أغسطس بعد أن قالت وزارة الخارجية إنها تثبتت من استخدام موسكو لغاز أعصاب ضد جاسوس روسي سابق وابنته في بريطانيا.
وتضاف العقوبات الجديدة إلى مجموعة أخرى من العقوبات كانت الولايات المتحدة قد فرضتها بالفعل على روسيا بسبب سياسات من بينها مزاعم عن تدخلها في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016.
ونفت موسكو التورط في الهجوم بغاز الأعصاب في بريطانيا كما نفت التدخل في انتخابات 2016.
وفي السياق، اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لجمهوريتي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا الانفصاليتين دعم روسيا، واعدا ب «فعل كل شيء» لتوفير أمنهما، بعد عشر سنوات على حرب خاطفة مع جورجيا.
واستقبل بوتين أمس الجمعة في الكرملين الرئيسين الاوسيتي والابخازي اناتولي بيبيلوف وراوول خاجيمبا، قبل يومين من الذكرى العاشرة لاعتراف موسكو باستقلال جمهوريتيهما الانفصاليتين اللتين انشقتا عن جورجيا في التسعينات.
وقال خلال لقاء مع بيبيلوف «نحاول القيام بكل شيء لتوفير امن اوسيتيا الجنوبية ودعمها اقتصاديا». واضاف «على رغم كل الصعوبات، وثمة الكثير منها، تحرز الجمهورية تطورا».
وصرح بيبيلوف «بعد الاعتراف باستقلال اوسيتيا الجنوبية (من قبل موسكو)، بدأ الشعب الاوسيتي يعيش ابعادا مختلفة تماما من الاستقرار والسلام والازدهار».
واضاف «اليوم، لم يعد اطفال اوسيتيا الجنوبية يرتجفون بسبب انفجارات القذائف».
ثم التقى بوتين راوول خاجيمبا مؤكدا له «أننا نعلق أهمية كبيرة على تعاوننا الذي يهدف إلى توفير امن ابخازيا». واوضح بوتين «هذا يعني التعاون بين القوات المسلحة كما بين حرس الحدود».
وفي آب/اغسطس 2008، تواجهت روسيا وجورجيا في حرب خاطفة استمرت خمسة ايام، بعدما شنت تبيليسي عملية عسكرية دامية في اوسيتيا الجنوبية للسيطرة عليها.
واتاح اتفاق سلام فاوض عليه الرئيس الفرنسي الاسبق نيكولا ساركوزي وضع حد للنزاع، وفي 26 آب/اغسطس 2008، اعترفت موسكو باستقلال اوسيتيا الجنوبية وابخازيا، حيث تحتفظ منذ ذلك الحين بوجود عسكري قوي تعتبره جورجيا «احتلالا».
وعلى صعيد أمني، توفي منفذ الهجوم المسلح على عنصري الشرطة في موسكو، أمس الجمعة، في المستشفى متأثرا بجروحه التي أصيب بها أثناء الهجوم.
ونقلت وكالة نوفوستي عن مصدر مطلع على الحادث: «أجريت له (المهاجم) عملية جراحية، لكنه لقي حتفه».
كان الرجل المسلح قد اطلق مساء الخميس النار على شرطيين وسط موسكو، الأمر الذي أسفر عن إصابة أحدهما.
وردا على الهجوم استخدم رجلا الشرطة الأسلحة النارية ضد المهاجم وأصاباه بجروح بليغة، نقل على أثرها إلى المستشفى.
وأفاد مصدر في هيئة الأمن أن المهاجم هو مواطن روسي 31/عاما/ من جمهورية قبردين بلقار الواقعة جنوب روسيا.
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله أمس الجمعة إن موسكو تعد لزيارة يقوم بها الرئيس فلاديمير بوتين إلى السعودية بعد تلقيه دعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز.
ونقلت الوكالة عنه قوله إن الزيارة ستتم في وقت يناسب جدول مواعيد بوتين. ولم يفصح عن الموضوعات التي قد يتناولها اللقاء أو الموعد الذي وجهت فيه الرياض الدعوة إلى بوتين.
وتعاونت روسيا والسعودية بشكل وثيق في أسواق النفط العالمية لكبح إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والدول غير الأعضاء بالمنظمة.
وأصبح الملك سلمان أول عاهل سعودي يزور روسيا في تشرين الأول/أكتوبر 2017 حيث التقى بوتين في الكرملين.
وفي تموز/ يوليو جلس ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى جوار بوتين في افتتاح نهائيات كأس العالم لكرة القدم في روسيا.
ونقلت وكالة تاس عن بوغدانوف قوله «يجري العمل على الإعداد للزيارة، سيتحدد التوقيت وفق جدول مواعيد الرئيس».
ولم يفصح عن الموعد المرجح للزيارة.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عنه قوله «هذا متروك لإدارة الرئيس لكن أعتقد أن من المنطقي حدوث زيارة. الرئيس تلقى دعوة من الملك سلمان».

عقوبات أمريكية جديدة تواجهها روسيا على خلفية تسميم الجاسوس الروسي في بريطانيا
بوتين يخطط لزيارة الرياض تلبية لدعوة من الملك سلمان

إيران تأمل في وقف العقوبات الأمريكية أمام محكمة العدل الدولية

Posted: 24 Aug 2018 02:17 PM PDT

لاهاي ـ أ ف ب: تبدأ محكمة العدل الدولية بعد غد الاثنين النظر في شكوى قدمتها إيران بهدف وقف إعادة فرض العقوبات الأمريكية عليها، لتأخذ المواجهة حول الطموحات النووية لطهران بذلك منعطفا قضائيا.
وفي تموز/يوليو قدمت إيران شكوى ضد الولايات المتحدة أمام محكمة العدل الدولية، الهيئة القضائية الاساسية لدى الأمم المتحدة والتي يوجد مقرها في لاهاي، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعادة فرض العقوبات على الجمهورية الإسلامية.
وكان الرئيس الأمريكي أعلن في أيار/مايو ايضا انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى الدولية في 2015 والذي تم بموجبه تعليق العقوبات. والدفعة الاولى من هذه العقوبات دخلت حيز التنفيذ في مطلع آب/اغسطس على ان تليها دفعة ثانية في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر تطال قطاعي النفط والغاز اللذين يلعبان دورا أساسيا في الاقتصاد الإيراني.
وترغب إيران في ان يأمر قضاة محكمة العدل الدولية الولايات المتحدة «بوقف بدون تأخير» لهذه الاجراءات. وتؤكد الجمهورية الإسلامية ان اعادة فرض هذه العقوبات تنتهك الالتزامات الدولية، بما في ذلك معاهدة الصداقة بين إيران والولايات المتحدة التي تعود للعام 1955.
وسيستغرق الامر شهرين لكي تتخذ المحكمة قرارا موقتا حول طلب إيران ويمكن ان يستغرق القرار النهائي سنوات. حسب طهران، تركت إعادة فرض عقوبات أمريكية أساسا أثرا سلبيا على اقتصاد البلاد حيث خسر الريال الإيراني حوالى نصف قيمته منذ نيسان/ابريل.
وأعلنت عدة شركات بينها المجموعات الفرنسية توتال وبيجو ورينو إلى جانب الالمانيتين سيمنز ودايملر عن وقف أنشطتها في إيران بسبب العقوبات.
كما أعلنت شركة الخطوط الجوية البريطانية «بريتيش ايرويز» والخطوط الفرنسية «اير فرانس» الخميس وقف رحلاتهما إلى طهران الشهر المقبل، بسبب ما قالتا أنه ضعف المردود التجاري بعد أن أعادت الولايات المتحدة فرض عقوباتها على إيران.
وقالت طهران في شكواها إن «الولايات المتحدة تفرض على إيران حصارا اقتصاديا مع كل التداعيات الدراماتيكية التي يخلفها ذلك على الشعب الإيراني المحاصر». وعارضت عدة دول كبرى انسحاب الولايات المتحدة الاحادي الجانب من الاتفاق النووي والذي تعهدت إيران بموجبه بعدم السعي إلى امتلاك السلاح النووي.
وقال اريك دو بارباندير استاذ «تسوية الخلافات الدولية» في جامعية لايدن ان «موقف إيران تعزز بفضل دعم العديد من الدول الاوروبية، واحد الاهداف هو التنديد علنا بتصرفات الولايات المتحدة».
وأضاف لوكالة فرانس برس أن القضايا القضائية لإيران تحظى بالتالي «ببعض الدعاية».
بالنسبة للرئيس الأمريكي، تهدف العقوبات إلى «تكثيف الضغط» على النظام الإيراني لكي «يغير سلوكه» وخصوصا في ما يتعلق ببرنامجها للاسلحة البالستية وكل «انشطته المسيئة».
لكن ترامب أبدى «انفتاحا» إزاء اتفاق جديد حول الملف النووي الإيراني. لكن المرشد الاعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي أعلن الاسبوع الماضي أنه لن يكون هناك «لا حرب ولا تفاوض مع الولايات المتحدة» مبددا بالتالي الآمال في التوصل إلى توافق.
وستبدأ محكمة العدل الدولية النظر في 8 تشرين الاول/اكتوبر في شكوى أخرى قدمتها إيران ضد الولايات المتحدة عام 2016 بسبب تجميد حوالي ملياري دولار من الاصول الإيرانية.

إيران تأمل في وقف العقوبات الأمريكية أمام محكمة العدل الدولية
يبدأ النظر في القضية بعد غد

في غياب التأمل

Posted: 24 Aug 2018 02:17 PM PDT

عرفت الثقافة في الغرب والعالم العربي أيضا نمطا من الكتابة بلغ ذروته في النصف الأول من القرن العشرين، وحمل عدة أسماء لم تكن كلها دقيقة، لأنها جاءت بمثابة التصنيف الذي يمارسه ناقد الأدب ومؤرخه من أجل التسهيل واستكمال تضاريس الخريطة.
وما حمل اسم المقالة في الأدب العربي والمحاولات في الثقافة الفرنسية، لم يكن تعبيرا عن فائض بقدر ما كان مكتفيا بذاته، لأن التأملات هي مادته، وما كتب من المقالات في فرنسا قبل الحرب العالمية الثانية وبعدها، نال شهرة نافست الروايات، رغم أن كتابها هم على الأغلب شعراء وروائيون، وهناك من ينظرون إلى مقالات البير كامو تحديدا في «أعراس» على أنها ليست فقط خلاصات تجارب، بل هي بحد ذاتها رحيق لا ينضب، وبالتحديد المقالات التي كتبت عن تيبازة والصيف وجميلة. حتى سارتر الذي أصدر أعماله في كتب، أعطى أهمية خاصة لمقالات «جمهورية الصمت»، ففيها الجماليات العمرانية، وتضميخ الشعر بالأسطورة، كما في مقالة «أورفيوس الأسود»، حيث قرأ أيميه سيزير وليوبولد سنغور من باب غير مطروق، كما فعل في دراسته الفريدة عن الشاعر بودلير. فلماذا اصيب هذا الحقل من الكتابة بالضمور وأوشك أن يتوقف لصالح كتابات عابرة للأنواع؟ البعض يقولون إن هذه الكتابة تتطلب قدرا كبيرا من التأمل بحيث تشمل الوضع البشري وتقف حائرة أمام مصيره.
إن الزمن في هذه الكتابة نفسي ونسبي، لهذا يكون مجال التداعيات أوسع، وكأن كيمياء جديدة تتشكل من ذاكرة يقظة وخيال شديد الجموح يعيد إنتاجها، اما شعرية هذه الكتابة فهي أولا طليقة ومبثوثة في أدق التفاصيل وليست بقعا قرمزية تتناثر هنا وهناك، كما يقول ناقد فرنسي، لكن حرص الاتجاهات الاتباعية في النقد على التصنيفات لتبقى الكتابة داجنة في تعريفاتها، فقد وجد في هذه الكتابة شيئا من الهجانة بحيث يحار في اعتبارها شعرا أو نثرا، والقول بأن غياب التأمل والإيقاعات السريعة لحياتنا من أسباب انحسار هذا الإبداع المركب، فيه تجاهل لما هو أهم، وهو تراجع الثقافة لصالح بدائل تشبهها شكلا، لأن ما طرأ على العالم بعد الحرب العالمية من متغيرات شملت كل مناحي الحياة لم تسلم منه الثقافة الجادة، إذ أقحمت إلى عالم السوق والسلعة، إضافة إلى ما فرضه التاريخ من شروط على الفرد كي يتأقلم مع السائد، خصوصا بعد ظهور أحزاب وتيارات تحكمها الأيديولوجيا ولا ترى في الكتابة الحرة حقا لأحد، لهذا مررت هذيانات وثرثرات لا حصر لها تحت اسم الأدب المؤدلج.
وحين أصدر جان بول سارتر كتابه عن الأدب الملتزم، أساء الكثيرون فهمه وخلطوا بين الإلزام والالتزام، لأن فترة ما بين الحربين في أوروبا خلخلت مفاهيم، وأفرزت منظومات جديدة من القيم التي شكلت قطيعة مع الحقبة الكلاسيكية، وما ظهر من تيارات تجريبية في تلك المرحلة كان، في بعض جوانبه، تعبيرا عن شكوك جيل بكامله بكل ما ورث، فكل ما كان محظورا أصبح متاحا، ولم تعد العقلانية هي السائد الذي يحتكم إليه في القياس. وما ظهر من نصوص تأملية، خصوصا في أمريكا اللاتينية وبالتحديد لدى بورخيس، فذلك لأن هذا البصير رغم العمى بدأ قراءته للعالم من داخله، ثم أقام علاقة جدلية وآسرة بين الداخل والخارج، أما في الغرب فإن هذا النمط من الكتابة أصبح نادرا وغير لافت للنظر، لأنه أشبه بالتصوير البطيء للمشاهد المتكررة ذاتها التي تنشر، والكتابة التأملية ليست الشيء الوحيد الذي خسرناه في عصر الإنترنت والعزف السريع.
ثمة أنشطة إنسانية دافئة بدأت تنحسر، وعلى سبيل المثال كان فن تبادل الرسائل بين المبدعين من أهم وأبرز الفنون الأدبية لعدة قرون، ثم انتهى به الأمر إلى هذه البرقيات الباردة التي تخلو من أي قيمة جمالية.
لقد استطال الذراع العلمي بمعناه التكنولوجي لدى الإنسان المعاصر على حساب الذراع الآخر، بكل نظريته ومورثه التاريخي، وربما بسبب هذا الخلل عانى العالم وسيعاني من التناغم والتكامل، وهناك تجربة طريفة مارسها فريق ياباني لتأليف موسيقى إلكترونية تخلو تماما من الأخطاء، وحين أصغوا إليها وجدوا أنها باردة ورتيبة، وتخلو مما سماه رئيس الفريق الخطأ البشري الحميم.
إننا الآن في حاجة إلى ناقد من طراز ذلك الناقد الذي قال بمناسبة قراءته لرواية «الفهد» للامبيدوزا الإيطالي وهو، لقد انتصر الرقم على الاسم والكم على النوع، وأصبحت كلمة الإنجاز بحاجة إلى إعادة تعريف، ويقصد بذلك أن الفهد هي الرواية الوحيدة للأمير لامبيدوزا.

٭ كاتب أردني

في غياب التأمل

خيري منصور

جدل في تونس حول المساواة بين المرأة والرجل في الإرث

Posted: 24 Aug 2018 02:16 PM PDT

جدل في تونس حول المساواة بين المرأة والرجل في الإرث

ما زالت مسيرة «الصهينة» مستمرة وحبلها على الجرار!

Posted: 24 Aug 2018 02:15 PM PDT

تعيش «الصهينة» الجارية في مصر عصرها الذهبي، وفي سنواتها الأخيرة تعددت رسائلها المعبرة عن مستوى غير مسبوق في علاقة «المشير» برئيس الوزراء الصهيوني، واستعداد «المشير» الدائم لدعوة واستضافة أي مسؤول صهيوني؛ يستوطن الولايات المتحدة، أو آخر يستوطن فلسطين، والوفد الصهيوني الذي جاء إلى مصر في نيسان/إبريل 2016 كان لتعزيز التعاون وتجديد العلاقات بعد انقطاع عشر سنوات، وقبل مجيئه بشهر.. في آذار/مارس من نفس العام، اعتمد «بنك مصر» العملة الصهيونية (الشيكل) للتداول في سوق المال المصري، وأمام رد الفعل الغاضب اضطر «البنك المركزي المصري» وقف تداول العملة الصهيونية.
وكان «المشير» قبلها بعام قد أعاد رحلات الطيران بين القاهرة وتل أبيب، وأعاد زيارات اليهود للمعابد اليهودية ورحلاتهم للمناطق الأثرية، وفي لقاء وفد قطاع السياحة المصري بنظيره الصهيوني في «القدس المحتلة» عام 2016 اتفقا على «التطبيع» مع الكنيسة المصرية؛ بزيادة عدد الحجاج المسيحيين المصريين إلى الأماكن المقدسة الفلسطينية.
وهناك شهادات بالغة الدلالة عن عمق «الصهينة» واستفحال خطرها في عهد «المشير»، فالمحلل الصهيوني للشؤون العربيّة «آفي إيسخاروف»؛ يذكر على موقع «واللا WALLA» الإخباري: أن «المشير» «أثبت مجددًا أنّه الزعيم الأشجع في المنطقة، فقد تجرأ وفعل ما يحاول آخرون فعله طوال الوقت؛ بعيدا عن رصد وسائل الإعلام، واجتمع بقادة صهاينة؛ منهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن أفيغدور ليبرمان!!.
ويرى «إيسخاروف»؛ هو مستشرق ومحلل للشؤون العربية في نفس الوقت؛ يرى أنّ «المشير» يُدرك «مخاوف» الصهاينة الشديد من المصالحة الفلسطينية، وعودة السلطة الفلسطينية لقطاع غزة، وقد طمأن القيادة الصهيونية، واعتبر نتنياهو أن ذلك اللقاء المشترك والمعلن إنجاز خاص به، أعطى مصداقية لما يدعيه عن علاقاته القوية بالعرب، ومصر من بينهم، وتم كشف النقاب عن شخصية المسؤول الصهيوني المشارك في اللقاء؛ وهو رئيس «مجلس الأمن القومي» مائير بن شابات، وكان رئيسا سابقا للمنطقة الجنوبية في «الشاباك»؛ موضحا إلى أي مدى استخدمت «حماس» المعابر الحدودية مع مصر، من أجل تقوية بُنيتها العسكرية، وكشف «الشاباك» لعشرات من حالات التهريب لمواد متنوعة الاستخدام من خلال المعابر.
وتم الكشف أيضًا عن أن المنطقة الجنوبيّة لـ«الشاباك» قدّمت معلومات هامة عن اتصال «حماس» بـ«داعش»، وتراجع ذلك في أعقاب ترتيبات اتخذتها القاهرة و«حماس»، وفي حال فتح معبر رفح بشكلٍ دائم، فمن المؤكد أنّ «المشير» سيحافظ على المصالح الأمنيّة الصهيونية، ومنع التهريب إلى قطاع غزة.
وعن مفارقة الاقتراب المصري الرسمي من «حماس»، وتحول قياداتها لضيوف مرحب بهم بالقاهرة، ومتانة علاقة «المشير» بنتنياهو؛ مفارقة فُسرت على أنها تعبيد الطريق أمام وضعٍ أمنيٍّ مستقر بين «الأعداء الحميميين»، ومن الطبيعي أن تكون العلاقة قد تناولت الموقف من الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس، الذي من المتوقع أن تتآكل مكانته إذا ما توصلّت تل أبيب وغزة والقاهرة إلى تسوية ما..
وجاءت شهادة الجنرال الصهيوني المُتقاعد «آفي بن ياهو»، وكان ناطقًا باسم جيش الاحتلال في صحيفة معاريف، وقال فيها: إن «المشير» هدية مصر للدولة الصهيونية، «وتصديه للديمقراطية يضمن استقرار المنطقة، وفيه مصلحة إستراتيجيّة للدولة الصهيونيّة». وعززتها شهادة خبير بـ«مركز أبحاث الأمن القومي الصهيوني» أوفير فنتور، وقد رأى ان تل أبيب حققت إنجازا كبيرا بصعود السيسي، واختزاله القضية الفلسطينيّة، والحد من تأثيرها، والتقليل من شأنها؛ بحجة التركيز على الشأن المصري الخّاص، وهو تركيز مفتقد، فالوضع الداخلي لا يسر أحدا مطلقا، وكشف فنتور استفادة تل أبيب من حرص القاهرة على تعميق التعاون الاقتصادي وتكريس التطبيع السياسيّ والثقافي معها.
هذا وما زال اجتماع «المُشير» برئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، في الأمم المُتحدّة بنيويورك، يلقي «بظله الوارف» على الإعلام الصهيوني، رغم الذي حدث لـ«قمّة توغو» وتأجيلها إلى أجل غير مسمى، وكانت أكبر صفعة للآمال المعلقة عليها، وتعد أول قمة صهيونية أفريقية، تلتئم تحت شعار بناء جسور نحو رخاء مشترك للأفارقة والصهاينة، وتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والدبلوماسية بين الطرفين، ورفضت البلدان الأفريقية بمجملها المضى في سياسة «مد الجسور»، وهي ضربة ثانية بعد 16 عاما من الضربة الأولى في «مؤتمر ديربان» بجنوب أفريقيا، الذي ساوى بين الصهيونية والعنصرية، وجاءت ضربة أيلول/سبتمبر 2017 فأجلت «قمة توغو»، وكان مقررا عقدها في العاصمة «لومي» فيما بين 23 و27 تشرين الأول/أكتوبر 2017. ويُعد إلغاؤها خسارة فادحة؛ حالت دون تدشين شراكة استراتيجية؛ استعدت لها رموز وشخصيات صهيونية وازنة في مجلس الصداقة الصهيو أمريكي «ايباك»، وفي «رابطة اليهود الأمريكان»، وهما من أقوى وأغنى جماعات الضغط الصهيونية على بعثات أفريقيا الدبلوماسية بالأمم المتحدة.
وتسببت مقاطعة دول وبلدان أفريقية متحررة لـ«قمة توغو» في إفشالها، وذلك لوعى قياداتها جيدا إلى ما ترمي إليه من إشعال الفتن والتمرد في القارة السوداء، وتزويد المتمردين بالأسلحة ومد الحكومات بأدوات القمع؛ مثل حكومات جنوب السودان وبوروندي، وكلها صناعة صهيونية؛ مجربة في الأراضى الفلسطينية المحتلة.
وذكرت صحيفة «تايمز اوف إسرائيل»، وتصدر في تل أبيب؛ ذكرت أن تحرك الدولة الصهيونية لتطوير علاقاتها بالقارة الأفريقية مخطط له من زمن، وهدفها تعزيز شرعية الاغتصاب، ونيل دعم وتأييد الأمم المتحدة، ومواجهة الدبلوماسية الفلسطينية، وللحصول على عضوية مجلس الأمن الدولي بالانتخاب، ولعبت الدبلوماسية الفلسطينية دورا في إفشال «قمة توغو»؛ بما لها من تأثير على التصويت الأفريقي المعبأ لرفض المسعى الصهيوني، وكانت مصادر صهيونية قد كشفت ضلوع رعاة القمة المؤجلة الماليين في توريد أسلحة إلى مناطق التوتر الأفريقية.
وكان لجنوب أفريقيا الفضل في منع تمرير «مشروع نتنياهو»، لتطبيع العلاقات الصهيونية الأفريقية. ودعوتها الدول الأخرى إلى مقاطعة تل أبيب ووقف التطبيع معها. ولم تكن وحدها، ووجدت مساندة من المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا. وكانت الإدارة الأمريكية قد أعدت وفدا يمثلها في القمة المؤجلة؛ ليعلن استراتيجية إدارة ترامب تجاه أفريقيا على ضوء التكليفات الصادرة للكولونيل الأمريكى «ادريان بوجارت» المعين رئيسا لمكتب الشؤون الأفريقية في مجلس الأمن القومى الأمريكي.. وكان نتنياهو يَعُد انعقاد القمة انتصارا تاريخيا، وعودة مظفرة للقارة السمراء، وتجميل النموذج الصهيوني للتنمية والتطوير التقني، وقد روج نتنياهو بنفسه لذلك بجولة في أوغندا وكينيا ورواندا وأثيوبيا في تموز/يوليو 2016، بجانب مشاركته في قمة دول غرب أفريقيا بـ«منروفيا» عاصمة ليبيريا في حزيران/يونيو 2017 لهذا الغرض.
وكانت خطط نتنياهو في المؤتمر المؤجل تقوم على تغيير نظام التصويت الأفريقي؛ المتعاطف تقليديا مع الفلسطينيين في المحافل الدولية، وتغيير المواقف الأفريقية من الدولة الصهيونية، وتتويج تلك الجهود، وتكون فاتحة عهد جديد من تطبيع العلاقات الأفرو صهيونية.. وهو ما لم يتحقق..
وما زالت مسيرة «الصهينة» مستمرة وحبلها ممتدا!!.

٭ كاتب من مصر

ما زالت مسيرة «الصهينة» مستمرة وحبلها على الجرار!

محمد عبد الحكم دياب

الاستثمار العربي في الصحافة البريطانية

Posted: 24 Aug 2018 02:15 PM PDT

أي خبر عن اعتزام رجال أعمال عرب شراء جريدة أوروبية أو أمريكية جادة لا يمكن إلا أن يثير الترحاب المبدئي أو على الأقل الاهتمام الإيجابي. لهذا اهتممنا عندما نشرت الصحافة الماليزية قبل خمسة أعوام أنباء عن دخول شركة أبو ظبي للإعلام، بالتحالف مع إمبراطور الإعلام روبرت مردوخ، في مفاوضات حول شراء مجموعة فاينانشال تايمز العريقة. ولهذا أيضا كتبنا هنا عام 2009 ننادي: «أيها العرب اشتروا الاندبندنت!»، وذكرنا أن ما نقصده ليس مجرد تشجيع القرّاء العرب على شرائها وقراءتها، وإنما استنهاض همة رجال الأعمال العرب لامتلاكها وتوظيفها في خدمة قضايا العرب الوطنية والقومية. ولكن رغم أن الجريدة ظلت معروضة للبيع طيلة عام تقريبا، فإن أيا من رجال الأعمال العرب أو مسؤولي الصناديق السيادية الخليجية لم يهتم بها، حتى أتى المستثمر الروسي، عميل كي جي بي السابق، ألكسندر ليبيديف فاشتراها بمثلما فعل مع صحيفة لندن ايفننغ ستاندارد.
من المفترض إذن أن خبر اعتزام أي مستثمر عربي شراء مؤسسة إعلامية غربية هو خبر جيد مبدئيا. لماذا؟ لأننا في أمسّ الحاجة إلى أن يبدأ رأس المال العربي، استثماريا كان أم سياسيا، في امتلاك مؤسسات إعلامية عالمية، على أن يكون الشرط الأساسي هو التحكم في سياستها التحريرية بما يتيح خدمة القضايا العربية لدى الرأي العام العالمي. ولكن زمننا العربي هذا قد دار دورة عجيبة أفرغت معظم الأشياء من معناها. فها إن العرب أقبلوا فعلا، العام الماضي، على شراء حصة كبرى في الاندبندنت. ولكن هل لهذا من معنى؟ الحكاية وما فيها أن خطة استحواذ ولي العهد السعودي على السلطة والثروة في بلاده تحتاج أن ترفد بحملة علاقات عامة دائمة ترمي لتلميع صورته وإظهاره بمظهر المصلح الحداثي! وإذا كان هذا الكلام يبدو غير قابل للتصديق، فإنه مقنع تماما بالنسبة له ولحاشيته بعدما رأوا كيف أن حملة العلاقات العامة التي واكبت زيارته لأمريكا وأوروبا قد نجحت في منع الإعلام الغربي من مجابهته بالحقائق الصادمة عن حكمه الاستبدادي وإجراءاته التنكيلية.
وقد اتخذ هذا النجاح التسويقي مظاهر متعددة، منها أن معظم البرامج الإذاعية والتلفزيونية في بريطانيا وفرنسا وأمريكا لم تستضف، أثناء الزيارة، من ينتقد انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية. بل كان من اللافت أن بعض الضيوف الغربيين لم يتحرجوا من إطراء ولي العهد. كما أن مجلة لوبوان، على سبيل المثال، قد خصصت له موضوع غلاف تحت عنوان تقريظي: «الأمير الذي يستطيع تغيير كل شيء»، بينما كان الملف الذي خصصته بعد ذلك لأوردوغان يحمل عنوان «الدكتاتور». أي أن الحكم في تركيا دكتاتوري، أما في السعودية فهو ليبرالي!
ولأن الطريق سالكة، على ما يبدو، فها إن الأنباء ذكرت الخميس أن السعودية تستعد، مع شريكها في مجموعة الاندبندنت يفغيني ليبيديف، لشراء جريدة الديلي تلغراف اليمينية المحافظة، التي هي من أرقى الصحف البريطانية وأعرقها. بل إن الشريكين يعتزمان إسناد رئاسة التحرير إلى بول ديكر المحرر السابق للديلي ميل، أشد الجرائد البريطانية يمينية وشعبوية وتأثيرا في العمق الانتخابي الانكليزي المحافظ.
بهذا تكون «دبلوماسية دفاتر الشيكات» قد دفعت الماكيافيلية إلى أقصى مدى: ذلك أن الاندبندنت، التي أسست عام 1986، جريدة يسارية أو ليبرالية، وهي معروفة بكثرة انتقادها للأوضاع داخل السعودية. أما الديلي تلغراف، التي أسست عام 1855، فهي عريقة في اليمينية، وهي جريدة «الاستابلشمنت» السياسي والعسكري، كما أنها الجريدة المفضلة لدى الجالية اليهودية.
لو كان هذا الجمع الاستثماري السعودي بين أقصى طرفي الطيف الصحافي البريطاني يرمي لخدمة قضية أو للدفاع عن حق، لكان ذلك من أذكى الاستراتيجيات الإعلامية العربية. ولكن هل ستنجح الخطة، على الأقل، في منع انتقاد حكام السعودية في الاندبندنت والديلي تلغراف في المستقبل؟ تشير تجربة شركة أوربيت السعودية مع تلفزيون بي بي سي عام 1995 إلى أن الخطة قد لا تنجح. ولكن لا يمكن الجزم. فقد فسد الزمن، وزلزل زلزال الصحافة وتزايدت قدرة الأنظمة التسلطية على اختراق المجتمعات الديمقراطية.

٭ كاتب تونسي

الاستثمار العربي في الصحافة البريطانية

مالك التريكي

هل تنجح التحالفات الدولية ضد عقوبات أمريكا؟

Posted: 24 Aug 2018 02:15 PM PDT

منذ وصول دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، والعالم يشهد اضطرابا كبيراً في العلاقات الدولية، فمنذ أن بدأ تنفيذ شعاراته الانتخابية أخذ العالم يدرك يوما بعد يوم أنه جاد بتنفيذ كل ما وعد به في تلك الشعارات، ومنها: جعل أمريكا أولاً، والانسحاب من الاتفاقيات الدولية التي تعارض المصالح الأمريكية، وعلى رأسها الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، واتفاقية المناخ ومنظمة التجارة العالمية، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وإلزام الدول الأوروبية بدفع التزامات مالية أكبر لميزانية حلف الناتو العسكرية، وفرض رسوم جمركية أعلى على البضائع المستوردة من الصين وكندا وأوروبا وغيرها.
والغريب أن ترامب يرى أن العالم كان يستغل أمريكا في العقود الماضية، وأن أمريكا كان تدفع أموالا للعالم بلا فائدة ولا مصلحة لها، وكأن العالم كان يستهبل امريكا، بحسب تصريحات ترامب نفسه.
هذه السياسة الأمريكية القائمة على العقوبات ضد الآخرين، فرضت على العديد من دول العالم أن تتحد وتتفاوض لاتخاذ إجراءات وسياسات وتحالفات ضد العقوبات الأمريكية عليها، منفردة أو مجتمعة، فدول العالم وهي تتأثر منفردة إلا أنها تخسر مجتمعة أولاً، وترى أن السياسة الأمريكية الجديدة ينبغي التعاون لمواجهتها ثانياً، لأنها لا تخص دولة واحدة، فتركيا، وحسب تصريحات متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، ترى أن «تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، بخصوص الوضع الاقتصادي لتركيا، بمثابة اعتراف بأن الإدارة الأمريكية حوّلت شريكا لها في حلف شمال الأطلسي «ناتو» إلى هدف استراتيجي في حربها الاقتصادية. وأن المسألة لا تقتصر على تركيا فحسب، بل إن الإدارة الأمريكية أقدمت على فعل الشيء نفسه مع كل من المكسيك وكندا وكوبا والصين وروسيا وإيران والاتحاد الأوروبي وألمانيا وبلدان أخرى». وترى «أن استخدام الإدارة الأمريكية لأدوات مثل التجارة والضرائب والعقوبات، يظهر أنها عازمة على البدء بحرب تجارية عالمية، إلا أن هذا النهج يتعارض مع قواعد السوق الحرة، كما أن القرارات الضريبية تخالف قواعد منظمة التجارة العالمية».
هذا التشخيص الرسمي التركي لأزمة العقوبات الأمريكية ضد تركيا ودول العالم، يقوم من وجهة نظر تركية أيضاً، على «أن المشكلة التي تشهدها العلاقات التركية الأمريكية هي جزء من المشاكل التي تعيشها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع العالم»، أي أن المشكلة ما كانت لتصل لهذا الحد لو كان في البيت الأبيض غير الرئيس ترامب، فقضية القس الأمريكي ما كانت لتأخذ هذه الأهمية، لولا أن ترامب يريد أصوات رعايا الكنيسة الإنجيلية الصهيونية ـ التي ينتمي لها القس ـ في الانتخابات النصفية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ولذلك لم تتخذ تركيا قراراً بالدخول في هذه الحرب الاقتصادية لا مع أمريكا ولا غيرها، فقال قالن، «إن تركيا لا تنوي البدء بحرب اقتصادية مع أحد، إلا أنها لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه الهجوم على اقتصادها وقضائها». وهذا يعني أن تركيا سوف تؤيد وتشارك الدول التي تتأثر بالعقوبات الأمريكية في تحالفات أو اتفاقيات دولية، ومن أهمها الانضمام إلى منظمات دولية اقتصادية مثل، اتفاقيات الاتحاد الأوروبي السابقة، والاتفاقيات التي تدعو لها ألمانيا وفرنسا وتركيا، لوضع سياسة مالية موحدة تواجه العقوبات الأمريكية الأخيرة على تركيا، التي تؤثر مباشرة على الاقتصاد الألماني والفرنسي، ومعه الاقتصاد الأوروبي.
القضية الأولى التي دفعت الاتحاد الأوروبي ليفكر بمواجهة الضغوط والعقوبات الأمريكية، هو انسحاب أمريكا المنفرد من الاتفاق النووي مع ايران الموقع في يوليو/ تموز 2015، الذي فاوضت عليه خمس دول كبرى غير أمريكا وهي، روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا الدول الأعضاء دائمة العضوية في مجلس الأمن زائد ألمانيا، فانسحاب امريكا بشكل منفرد يضرب مصالح الدول الست الأخرى، التي فاوضت على مصالحها أيضاً، ولذلك تسعى هذه الدول إلى معارضة الانسحاب الأمريكي المنفرد أولاً، وتطالب بعدم إلزام نفسها بما يترتب على الانسحاب الأمريكي من خسائر على اقتصادها الخاص ثانياً، وترفض الالتزام بالعقوبات الأمريكية على إيران، التي سوف تؤثر على اقتصادها كثيراً.
من هذه المواقف الأوروبية دعوة وزير خارجة ألمانيا هايكو ماس، حيث يقول: إن أوروبا بحاجة إلى نظم مدفوعات مستقلة عن الولايات المتحدة، للمحافظة على الاتفاق المبرم مع الدول الكبرى»، وقد كتب ماس أنه «من المهم استراتيجيا أن نبلغ واشنطن بوضوح أننا نريد أن نعمل معا، لكننا لن نسمح لكم بالمساس بمصالحنا، بدون مشاورتنا». كما تعهدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في الشهرين الماضيين، «بإيجاد آليات تكفل تواصل التعاون مع إيران، من خلال العلاقات التجارية والاقتصادية والمالية ومجالات الاستثمار والنقل، والسماح لطهران بتصدير الغاز والبترول». ولا شك أن الصين وروسيا وتركيا ترحب بهذه الدعوات لإيجاد تحالفات اقتصادية دولية جديدة تواجه العقوبات الأمريكية، أو تقاوم، ما يحلو للبعض تسميته الحرب الاقتصادية الجديدة، فقد تكون هذه التحالفات الدولية هي السلاح الأقوى في إفشال العقوبات الأمريكية على العالم.
قد لا يكون موضوع القس الأمريكي برانسون مقنعا للبعض، كسبب رئيس في الخلافات الأمريكية مع تركيا، ولكن هناك تصريحات علنية من كبار المسؤولين الأمريكيين، مثل وزير الخارجية الأمريكية بومبيو، ورئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي بولتون، يصرحون فيها لوكالات أنباء عالمية بأن موضوع القس هو سبب العقوبات الأمريكية على تركيا، وتصريح بولتون الأخير لوكالة رويترز يوم 23 أغسطس/ آب الجاري يقول فيه: «إن الأزمة التي تمر بها الليرة التركية تنتهي بإطلاق سراح القس الأمريكي، أندرو برانسون الذي يحاكم في تركيا بتهم تتعلق بالإرهاب والتجسس»، بينما ترى آراء في السياسة التركية أن الموضوع أكبر من ذلك، وأن له صلة بالسياسة الخارجية التركية في المنطقة، وبالأخص في سوريا والعراق ومع إيران أيضاً، وربما مع روسيا ومشاريع التسلح منها أيضاً، ولذا وجد من الآراء السياسية التركية أنه لا بد من إخراج قضية القس الأمريكي من أسباب الاختلاف التركي الأمريكي، بأن يتم إصدار الحكم على القس فوراً، ثم التفاوض بين وزارتي العدل التركية والأمريكية على إتمام محكوميته في أمريكا، مقابل إطلاق سراح سجناء أتراك في أمريكا لإتمام محكوميتهم في السجون التركية مقابل ذلك، في حالة إدانته بمخالفة القانون التركي، وبحسب الاتفاقيات ذات الشأن بين الدولتين أو في القانون الدولي، وعدم مواصلة الدولتين سياسة العقوبات المتبادلة.
إن سياسة العقوبات المتبادلة تدل على رغبة الحكومات السياسية على استثمار مثل هذه القضايا لتحقيق مكاسب أخرى، بينما تكون الآثار السلبية على المواطنين والشركات في كلا الدولتين، فهناك نسبة تبلغ 90% من الخبراء الاقتصاديين الأمريكيين يرون أن العقوبات الأمريكية على الدول الأخرى، بما فيها تركيا، تضر بالاقتصاد الأمريكي وبمصالح الشركات الأمريكية، فهذه الشركات ترفض سياسة العقوبات التي ينتهجها ترامب، لأنها تتضرر بعقوبات ترامب على الآخرين، وتتضرر بعقوبات الدول الأخرى على أمريكا أيضاً، فلا مصالح للشعوب والشركات التجارية بسياسة العقوبات إطلاقاً، والشركات الأمريكية ترفض عروض ترامب لتعويضها، وتطالبه الالتزام بحرية التجارة العالمية، وتطالب بسياسة الاحتكام إلى قوانين السوق العالمية الحرة.
فإذا لم تكن قضية القس برانسون هي السبب المباشر للعقوبات الأمريكية على تركيا، التي أدت بشكل مباشر إلى انخفاض سعر الليرة التركية، فإن الخيار الآخر الذي تعمل عليه بعض الدول الكبرى اليوم هو تشكيل تحالفات دولية كبرى، تستطيع الدول من خلاله التحرر من ربط عملتها المحلية والتجارية بالدولار الأمريكي، وهذا وإن كان يحمل أحد الحلول الدولية ولكنه ليس سهلاً، وبالأخص بالنسبة لتركيا على وجه الخصوص، فهو يحمل في طياته مغامرات خطيرة، قد لا تكون تركيا مؤهلة في مرحلتها الحالية على خوضه ولا قيادته، بل عليها أن تترك ذلك الأمر لدول أخرى مثل الدول الأربع دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا لتزعم ذلك.
إن مؤسسات اتخاذ القرار الأمريكي بدأت تدرك خطورة سياسات ترامب على امريكا، ولكنها لا تملك إزاحته من الرئاسة إلا بطرق قانونية وشرعية ومشرفة لأمريكا، ومواصلة التحقيق بقضية الفساد والتجسس والتدخل الروسي في الانتخابات الأخيرة، هي إحدى المداخل لذلك المسار، كما أن الرئيس الأمريكي ترامب يدرك خطورة ما أقدم عليه خارجياً، ولكنه عنيد ولا يعمل للتراجع عن اخطائه، ولكنه يدرك خطورة ذلك داخلياً أكثر، فتورطه في عمليات فساد في عملية الانتخابات الرئاسية السابقة جعلته يحذر من إزاحته عن الرئاسة عن طريق محاكمته، فهو الآن يدعي بأن إزاحته من الرئاسة سيؤدي إلى إفلاس الشركات المالية، وهذا التصريح يحمل اعترافاً مبطناً، أي ان الرئيس ترامب بدأ يعترف بارتكابه مخالفات قانونية، ويحذر من إسقاطه لأسباب مالية وليس قانونية، وفي هذه الحالة، أي في حالة إدانة ترامب بالفساد وارتكاب جرائم وإزاحته عن الرئاسة، فقد يظن البعض أن العالم سوف يتنفس الصعداء، وسوف ترتاح الشركات الأمريكية قبل غيرها من سياسة العقوبات الهوجاء، كما ان تركيا سوف تجد نفسها تقترب من حل مشاكلها مع أمريكا بشكل أسرع واكثر أماناً، لأن حل المشاكل بينهما سوف تجد طريقها عبر القنوات الدبلوماسية وليس عبر طريق العقوبات ولا التهديد، وهو ما يأمله الشعب التركي.

كاتب تركي

هل تنجح التحالفات الدولية ضد عقوبات أمريكا؟

محمد زاهد جول

من سيُسجن في سبيل العلَم؟

Posted: 24 Aug 2018 02:15 PM PDT

رغم الاحتجاجات العديدة عليه، لم يتردد بنيامين نتنياهو في الدفاع عن قانون القومية، وقام بعرض أهميته في خدمة الأيديولوجية اليمينية الجديدة، وتمكينها من تطبيق توجّهاتها على أرض الواقع، خاصةً في ما يتعلق بمكانة المواطنين العرب في إسرائيل، ومِن بعدهم بحقوق سائر المجموعات، وبضمنها اليهودية التي لا يتوافق فكرها مع مخططاتهم.
ففي تعقيبه الأول بعد مظاهرة الطائفة المعروفية وصرخة أبنائها العرب الدروز ضد القانون، أكد رئيس الحكومة على أن قانون القومية سوف «يحصّن قانون العودة ويرفعه إلى مكانة جديدة، لأنه قانون يمنح لليهود فقط المتواجدين في جميع أرجاء العالم، حق العودة إلى إسرائيل، والتجنس الفوري فيها؛ بينما سيمنع، بالمقابل، استغلال بند جمع شمل العائلات الذي أجاز بعد اتفاقيات أوسلو دخول آلاف الفلسطينيين وتوطنهم في إسرائيل».
وقد حاول البعض تهميش القانون الجديد، واعتباره خطوة إشهارية معدومة الأهمية والتأثير، في موقف يضعف احتمالات مقاومته المؤثرة من جهة واحدة، ويسهل على الحكومة الإسرائيلية «صرفه» في قوانين عنصرية إضافية وقرارات تنفيذية خطيرة، من جهة ثانية.
قد يكون «قانون العلَم» أول التطبيقات العملية المستفزّة التي سيواجهها الفلسطيني المواطن في إسرائيل، فمع إعلان وزير الأمن الداخلي عن نيته فتح سوق التسلح الشخصي لكل من خدم في الجيش، قدّمت زميلته في حزب الليكود، عنات بيركو، مشروع قانون يقضي بحبس كل من سيرفع علم دولة أو تنظيم معاديين، لمدة عام، ويشمل ذلك رفع العلم الفلسطيني في المظاهرات.
لن تقتصر مبادرات اليمين الاسرائيلي على حظر رفع العلم الفلسطيني؛ ولن يكون صعبًا أن نتوقع أين سينصب دعاة هذه السياسات القمعية فخاخهم المبتكرة، وكيف سيحاولون جرّنا وزجنا في خانات المواجهات المقبلة.
اعتمدت سياسات القياديين العرب في الماضي، وما زالت تعتمد أسلوب الدفاع وردّات الفعل على القرارات الإسرائيلية؛ واليوم، إذا ما تداركنا بأنفسنا خطورة الواقع ومأساة المستقبل، قد تجبرنا سياسات اليمين المعلنة على إعادة صياغة الأسئلة والتفتيش على بدائل لأجوبة نمطية أدمنّاها، أو تدفّعنا ثمن المراهنات غير المحسوبة. جميع هوّيات القوى السياسية الناشطة بين المواطنين العرب معروفة، بتميّز واختلاف عقائدها وبرامجها، فبعضهم لن يعيد حساباته ولن يبدّل من قناعاته، ولكن على الآخرين التحلي بالشجاعة والحكمة والمسؤولية والوعي باستباق تلك الضربات المتوقعة، والعمل على تفادي وقوعها أوّلًا، وثانيًا، استعداد لمواجهتها من دون مغامرات ومزايدات و»طبطبات».
لن أناقش في شرعيات الحجج التي تبني عليها القوى السياسية مواقفها وبرامجها السياسية فكلٌ مسؤولٌ عن «ضيعته»، ولكنني أطالب وأتوقع تغييرًا في بعض «الثغور» كي نكون مهيّئين لصدّ هجمات اليمين ودرء مخاطر مخططاته التي لم تعد مستورة أو مغلّفة.
من سيسجن إذن من أجل العلَم؟ لا يمكننا الإجابة على هذا السؤال بشكل قاطع وبحماس وبتخمينات مجازفة، قبل أن نتعاطى في البداية مع مقولة يروّجها الكثيرون بأن «ليس لدى العرب المواطنين في إسرائيل ما يخسرونه»! فهل هذا صحيح؟
للإجابة على هذه المسألة أهمّية كبرى في تحديد الإجابات على مسائل نضالية مهمة، لأنّ الأمم خبرت دور معايير المصالح الشخصية ومكانتها في تشكيل مشاعر الانتماءات القومية وبناء هوياتها الجمعية.
فهل تعيش الجماهير العربية لحظة غضب ثورية ستدفع أفرادها إلى مواجهات وتضحيات شخصية قد تكبدهم خسائر جسيمة؟ هل تعيش شرائح مجتمعنا في حالة غضب وطنية تدفعهم الى تفضيل مقاومة قانون العلم، أو غيره مهما كان الثمن الشخصي مقابل ذلك؟ اعتقد أن الإجابة على هذه التساؤلات ومثيلاتها واضحة.
ماذا لو فرض قانون جديد مثلًا على جميع المشافي وصناديق المرضى في البلاد، ضرورة التزام جميع الطواقم الطبية العاملة داخل المستشفيات، بإجراء جميع المحادثات بينها باللغة العبرية فقط، كما نشر مؤخرًا عن بعض المستشفيات؟ فهل سيعترض الأطباء والممرضون والتقنيون، وبعضهم يشغلون مواقع قيادية في أحزابهم السياسية وحركاتهم الإسلامية، ويتحدّون هذا القانون حتى لو أدّى تحدّيهم الى خسارة وظائفهم؟ وماذا سيفعل المعلمون والمعلمات لو فرض عليهم قانون جديد، توقيع وثيقة ولاء للدولة وقوانينها مقابل قبولهم موظفين في سلك التعليم؟ وماذا لو قررت الحكومة فرض صيغة خدمة وسطية تستعيض عن عملية التجنيد الإلزامي، ليست كالخدمة المدنية المتبعة حتى الآن، كشرط من شروط المواطنة المتساوية؟ وماذا وماذا؟
هكذا استفززت قريبتي وهي تتحفّظ بغضب على تساؤلاتي؛ فالقضية، حاولتُ أن استدرجها الى نقاش مغاير، ليس إذا كان رفع العلم الفلسطيني في تل أبيب وحيفا يعدّ حقًا للمواطن الفلسطيني في إسرائيل؛ فهذه بديهية وأكثر، ولكن ما الفائدة من وراء رفع العلم في مظاهرة جاء آلاف العرب إليها ليحتجّوا على قانون خطير، ومعهم بعض آلاف من اليهود لبّوا دعوة لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، وهي الجهة المنظّمة وذلك بهدف إسقاط هذا القانون؟ فإذا استهدف المتظاهرون والدّاعون هذا القانون، واذا كانت مشاركة يهود معنا مرجوّة ومطلوبة، وإذا كان رفع العلم حاجزًا بوجه انضمام قوى يهودية أخرى، إذن فما فائدة رفع العلم في هذه المظاهرة تحديدًا؟ سوف يجيبني كثيرون بمنطق الشعور وباسم الحق المقدس، تمامًا كما أجابتني قريبتي؛ فحقّنا كفلسطينيين أن نرفع علم فلسطين لأنه علمنا، ولسنا بحاجة لتضامن يهودي يشترط حضوره بعدم رفع علم فلسطين.. لا أقلل من قيمة هذه المشاعر ولكن… هنا في هذه المساحة الملتهبة والملتبسة يكمن دور القائد والقيادة، التي يجب أن تؤمن بدورها كحامية وخادمة ومنقذة لأبناء شعبها وقيادته نحو شواطئ الأمن والسلامة، حتى لو كان ذلك بعكس ما تمليه مشاعرهم الصادقة وعطور مذابحهم المقدسة! القيادة الحقة لن تنضم الى معركة قد يموت فيها الجنود وهم «لا يعرفون من كان منتصرًا».
قيادة الحركة الصهيونية فهمت دومًا «منطق الشرق» ومشاعره وقدسية الحقّ في شعائره، وبنوا كثيرًا من خططهم، وما زالوا يبنون، وفقًا لهذه الفرضيات؛ ونحن إذا ما حطّمنا القوالب وكسرنا أصفاد الماضي ونفضنا الغبار عن سلاسلنا القديمة، سنصطدم في جحيم المواجهة التي يريدون أن تكون قريبة وحاسمة.
للعرب في إسرائيل ما يخسرونه، على ما يبدو، واليمين يعرف ذلك، فقد أوصلنا مفكروه الى هنا، ويقينهم أنّ الرهان على انتفاضة من أجل «قانون العلم» سابق لأوانه، فعلينا لذلك، أن نفتش عن درهم وقاية لأنه أسلم لنا من دراهم العرب ومن مراهم البيانات والشعارات.
وأخيرًا، لولا يقين إسرائيل من صمت الأخوة العرب ومن تواطؤ بعضهم علينا، لخشيَت قياداتها من أزوف ساعة الغضب، لكنّها تحاول انهاكنا بالعقل وبالحديد، بعد أن اصبحنا أكثر من سقاة ماء وأكبر من حطابين؛ فعلينا ان نستمر بحكمة الآباء ونمضي في رحلتنا الجبلية مدجّجين بالحق وبالإصرار، وبالكثير من العقل ومن التبصر ومن اليقين.

كاتب فلسطيني

من سيُسجن في سبيل العلَم؟

جواد بولس

الموازنة العسكرية الأمريكية لماذا وإلى أين؟

Posted: 24 Aug 2018 02:14 PM PDT

القوة العسكرية الهائلة والفتاكة التي تملكها أمريكا وتخطط لزيادتها كما ونوعا، مشروع اقتصادي وسياسي ضخم جدا، لصناعة مدارج للصعود، تنزل بها إلى أعماق أراضي الدول والشعوب الضعيفة وحتى متوسطة القوة، منقبة فيها عن خزائنها، التي خص الله جل جلاله تلك الشعوب بها، كما خص بأكثر منها، كثيرا، أمريكا الطامعة. لأنها لا تشبع ولا تكتفي، تظل تبحث عن المزيد، لإدامة فكوكها بالاشتغال في ابتلاع هذا المزيد. لذا، قيامها بتراكم قوتها العسكرية الهائلة كمشروع استثماري في الاقتصاد والسياسة معا، من حيث النهايات والأهداف ذات الربح المالي الوفير وكذا الجيو سياسي بمنطلقات استراتيجية، ليتم لها بها، الفتح والاستيلاء على تلك الخزائن سواء من كان على السطح أو من هو كائن تحتها، بمفاتيح من نار وصواريخ وطائرات متطورة وذات قدرة تدميرية لا حدود لها. وهذا هو جوهر التنافس غير المشروع الأمريكي مع الدول العظمى والكبرى، والذي كلما يبرد ويستكين ويهدأ، تؤجج ناره ديناصورات المال الامبريالي الأمريكي، بأحطاب الطمع، للسيطرة على تلك الدول ومكامنها سالفة الذكر، تحت فرية الصداقة والمشاركة وأحيانا مناطق النفوذ أو إقامة الديمقراطية، لتتشكل بتلك الفريات جمعيها، أستار لإخفاء حقيقة النوايا والأهداف غير المشروعة تحت أي عنوان كان. تواردت في ذهني تلك الأفكار وأنا أسمع وأقرأ الموازنة الأمريكية الخاصة بالدفاع، موازنة برقم فلكي، لو أعطي جزء منها على شكل تبرعات ومساهمات في مناطق الجوع والكوارث في العالم لأنقذ الكثير من الناس من مطرقة الجوع وحتى التخلف. نحن ندرك ان هذا النوع من الافتراضات ما هو إلا تمن طوباوي في عالم اليوم. نعود إلى الموازنة وما أسبابها، أي دوافع إقرار موازنة بهذا الحجم، لا يوجد أي تفسير غير واحد موحد لا يقبل القسمة على اثنين، هو السعي الحثيث لليسطرة على مقدرات العالم ومن ثم نهب خيرات الدول الضعيفة وحتى متوسطة القوة وبالنتيجة اخضاعها للهيمنة الأمريكية وجبروتها واستغلالها البشع، وإلا ما الدواعي لهذا الانفاق؟ أمريكا تريد ازاحة جميع المنافسين لها في الساحة الدولية للانفراد في توجيه بوصلة العالم الوجهة التي تريد وتتوافق مع متطلباتها في تخليق عالم خاضع لها من دون مزاحمة من أي دولة أخرى حتى وان كانت عظمى كروسيا والصين، وهذا ما يفسر لنا بوضوح القلق الروسي والاستياء الصيني، فالدولتان قادرتان على كبح جماح الغول الأمريكي في إطار حدودها الجغرافية والمناطق ذات الصلة والقربية منها والتي تشكل فضاءات مرنة لحركة تلك الدولتين، لكن المشكلة في الصراع على مناطق النفوذ في بقية مناطق العالم أي المعركة هي حول بسط أو الأصح من الناحية الواقعية والموضوعية، هناك مناطق أو دول تختار الصين وروسيا، لتركن وتعتمد على قوتيهما في الحماية من كرات النار الأمريكية، حين تريد الانعتاق والتخلص من أغلال هذا الوحش المالي المدمر باعتماده على سيوف من لهب، تهزها بين حين وآخر كلما رأت أو شكت ان تلك الدولة أو الأخرى تلعب بذيلها وتنوي الانفلات. لكن هذا التطويح برماح الجمر الحارق للزرع والضرع كما كان منها وحدث في غزوها للعراق، وكما كان وقامت به قبل هذا الغزو ولاحقا بعده في مناطق كثيرة من بقاع الكرة الأرضية، هذه الغزوات والتي تعيد العالم إلى عصر الامبراطوريات المنقرضة ولكن أكثر منها دهاء وخداعا، وحداثة في الخطاب الذي تعتمد في تبرير غزوها، لذا تستنجد بروسيا حاليا وربما الصين لاحقا (وهذا لا يعني ان ليس لروسيا مطامع ولكن مطامع عن مطامع… هناك اختلاف كبير جدا جدا…أي هناك مساحة واسعة لترسيخ السيادة والقرار المستقل، مع روسيا في صياغة الاتفاق أو التحالف…لأنها ببساطة أي روسيا وحتى الصين، تحتاج لمثل هذه الاتفاقات أو التحالفات لتحجيم مضار الديناصور المالي الأمريكي وإذا ما كان وصار حقيقة واقعية تفعل فعلها في أرض الواقع أي إذا ما صار عديد تلك الدول كثيرا جدا، وبمشتركات موضوعية ومتفق عليها إجرائيا، سوف يدفع لا محال غول المال الأمريكي إلى الانكفاء أو المهادنة والمساومة، وهذا يفتح أمام الشعوب دروب الانعتاق..)، دول وشعوب داعب مخيلتها جمال وحلاوة السيادة الكاملة والقرار المستقل باستثمار ثرواتها لصالح شعوبها في التنمية والتطور، تستنجد بهما، لإطفاء حرائق أمريكا عندما تقترب من أسوارها، النيران الأمريكية التي تروم حرق رغبات مخيلة الدول والشعوب، قبل ان تتجوهر وتترسخ وتتجذر. وهنا من الواجب ان نعرج على قوة الشعب في الإرادة، إرادة التحرر من البلاء الأمريكي، وهي قوة أكثر أمنا وصلابة إذا كانت حديثة وليست متخلفة، وواعية للمخطط الكوني الأمريكي وغيره. نعود إلى الزيادة الفلكية للموازنة الأمريكية للأغراض العسكرية، لنجري حسابا لمفردات تلك الموازنة كما أوردتها عدة قنوات فضائية ومواقع الكترونية. سوف نعلق على كل مفردة وموجباتها ونتائجها: مجموع الموازنة: 717 مليار دولار لعام 2018-2019. وقبل الخوض في محيط المياه العكرة لتلك الموازنة؛ نلفت انتباه القارئ لهذه السطور المتواضعة، ان هناك شيئين أساسيين في الوضع الأمريكي في الوقت الحاضر وله ما ولده قبل هذا الحاضر أي سيرورة هذا الوضع وموجهاته وكذا المتحكمة في اتجاه حركته سواء بانتخاب المجلسين أو من يُنتخب ليجلس على كرسي الإدارة:
1-ان من يحكم أمريكا فعليا هي الحكومة العميقة، المتكونة من الشركات العملاقة ومؤسسات البحوث الاستراتيجية المرتبطة أصلا بها وبالنتيجة في مؤسسات الإدارة، الخارجية والدفاع والبيت الأبيض ومن الطبيعي في بلد يحكمه رأس المال الضخم، ترتبط بتلك الشركات مؤسسات أخرى تبدو ظاهريا مستقلة وتمتع بالحرية، لكنها وفي حقيقتها ليست كذلك وان كان لها هامش واسع من حرية الرأي والتحليل حتى تبدو على غير حقيقتها، أي عملية خداع للرأي العام. وأيضا الإعلام المسؤول عن صناعة الرأي العام أي السير به، المسار الذي تريد. لذا فان انتخاب ترامب (وان دخل الديمقراطيون في معارك لا تزال مشتعلة لإزاحته) لم يكن صدفة أو ضربة حظ أو أي شيء من هذا القبيل، لقد جيء به بدفع من تلك المؤسسات، لأنه شخصية تتلائم مع طبيعة المرحلة في العالم وفي منطقتنا.
2-تشهد دول الغرب المتقدم، بروز ظاهرة الشعبوية، في أوروبا وأمريكا. في أمريكا ان من يسيطر ويمتلك الشركات العملاقة آنفة الذكر، بدرجة كبيرة جدا أي أغلبية مالكيها من العنصر الانكلو ساكسون، وتحديدا من المؤمنين البروتستانتيين، ومن رحمهم كان صعود المحافظين الجدد، ومنهم ترامب. هؤلاء يؤمنون بتسيد أمريكا على العالم كوعد إلهي أي قيادة العالم سياسيا واقتصاديا، وتكون إسرائيل ركيزة لهذه القيادة. وهذا هو الذي يوضح لنا بالإضافة إلى الأبعاد الامبريالية، التزام أمريكا بأمن إسرائيل وتطورها وتوسعها على حساب العرب وبالتحديد على حساب الحق الفلسطيني في الحياة والوجود.
نعود إلى مفردات الموازنة: 616 مليار دولار لوزارة الدفاع لمضاعفة قوتها العسكرية، كي تكون في نهاية المطاف الغلبة لها في التراكم النوعي والكمي لقدرتها العسكرية بالشكل الذي تسبق به الآخرين بمسافة كبيرة جدا مع تقادم الزمن. هذا الرقم يفوق بكثير موازنة روسيا وهذا هو الذي دفع الأخيرة للقلق وربما الخوف من قادم الزمن. إذا، لا وجود لتهديد استراتيجي لأمريكا من روسيا أو الصين حاليا ومستقبلا، للفارق الهائل في الاعتماد المالي للأغراض العسكرية للدولتين الأخيرتين، فقد بلغت موازنة روسيا للأعوام الثلاثة القادمة 116,6 أما الصين والتي قامت بزيادة موازنتها بنسبة7 في المئة والتي هي في الأصل تشكل 45 في المئة من موازنة أمريكا. وهنا نقول ان هذه الضخامة في الموازنة العسكرية الأمريكية، ليست في هذه الموازنة فقط. الموازنة العسكرية الأمريكية عام 2004 وفي عهد بوش الابن، بلغت 450 مليار ويتضمن ذلك بناء 13 سفينة حربية وحاملة طائرات جديدة. ان أمريكا دولة عظمى وغنية جدا ومتفوقة على جميع الدول العظمى والكبرى بما لا يقاس، نقصد كل واحدة من تلك الدول على انفراد. لذا، ان موازنة بهذا الحجم تثير الكثير من الاسئلة والريبة عن النوايا والأهداف التي ترمي أمريكا بلوغها والعبور إليها عبر هذا المعبر، وهنا نسأل هل هذا الاتجاه في السياسة سليم؟ وهذا ما سوف نخوض به لاحقا في هذه الحروف المتواضعة؟ 
2-69 مليار دولار عمليات خارجية، وهو مبلغ كبير جدا للعمليات الخارجية أي التي تقوم بها أمريكا ومخابراتها وجيوشها سواء في قواعدها أو في مناطق نفوذها أو تلك التي تنوي وتخطط للاطاحة بانظمتها المستقلة والاتيان بأخرى من صناعتها وطوع بنانها، تُسيرها في أي اتجاه تريد لها ان تسير وتمشي بلا أدنى انحراف عن جادة (الصواب الأمريكي) لتغير العالم رويدا رويدا إلى الشكل السياسي والاقتصادي والثقافي أي تشكيل العالم وشعوبه ودوله على صورتها، لكن بصورة خاوية ديكورية، ضعيفة القوام والركائز أي دول استهلاكية على الشكل الأمريكي من دون قوة أمريكا الصناعية والإنتاجية أي دول بلا مقومات حقيقية يقودها ويعشش فيها الكومبرادور.
3- ا2 مليار لتطوير البرنامج النووي. وهنا الطامة الكبرى واللغز المحير في زدواجية المعايير والكيل بمكايل عدة في معالجة مشاكل العالم في حقل الاستخدام النووي، ففي الوقت الذي تعلن فيه دولة عظمى عن رصد مبلغ بهذه الضخامة ولسنة واحدة فقط لتطوير البرنامج النووي وللأغراض العسكرية حتما لأنه يقع في صلب الموازنة العسكرية، تعاقب دولا وهي تعلن أي تلك الدول جهارا نهارا من ان برنامجها للأغراض السلمية؛ إيران مثلا… وكوريا الشمالية التي امتلكت السلاح النووي لتحمي به سيادتها وحدودها وشعبها من رفسات الثور الأمريكي، بالإضافة إلى العراق الذي تم غزوه واحتلاله بتلك الحجج الباطلة أو التي تم الكشف ميدانيا عن أباطيلها في عملية كذب صارخ.
4-24،1 للتمويل أي لتمويل قواعدها المنتشرة في جميع بقاع الأرض بالإضافة إلى معسكراتها في الداخل. بالإضافة إلى 5 مليار للخطر الروسي و10 للخطر الإيراني والكوري الديمقراطي. لنترك جانبا الخطر الكوري الشمالي على اعتبار ان كوريا على مقربة من أمريكا أو ان صواريخها تصل إلى البر الأمريكي، لكن هل هناك قدرة لإيران على تهديد الأراضي الأمريكية؟ هذا هو الرياء والخداع والكذب بعينه. تشبه إلى حد التطابق فرية توني بلير عندما قال ان العراق قادر على مهاجمة لندن في ظرف45 دقيقة. ان هذه الدوامة الدامية ما هي إلا الضحك على الناس والاستخفاف بعقولها وعلى رؤوس الأشهاد.
في الخلاصة ان هذا التوجه الأمريكي سوف يقود إلى سباق تسلح بشكل أو بآخر وبالذات بالنسبة للصين، على ضوء المشاكل غير المعلنة بوضوح بينهما في فضاءات نفوذيهما، في بحر الصين الجنوبي والشرقي، في الجزر المختلف على تبعيتها بين الصين ودول أخرى، حليفة لإمريكا كاليابان مثلا وغيرها، إضافة إلى تخليق أو إيجاد تكتلات اقتصادية ناجحة حتى هذه اللحظة في كسر الهيمنة الأمريكية على اقتصادات العالم. أما بالنسبة إلى روسيا وفي ظل قيادة بوتين الداهية لها، لا نعتقد انها سوف تنجر كما انجر في حينها، الاتحاد السوفييتي إلى سباق التسلح هذا، وربما واحد من أهداف هذه الموازنة هو دفع روسيا لهذا السباق، بل سوف يكون الأمر معكوسا في حالة عدم اندفاع روسيا لكذا سباق، أي تراكم أمريكا للأسلحة الفتاكة على حساب اقتصادها. على الرغم من نهبها لثروات الشعوب بطرق ملتوية وغاية في الدهاء واستدامة التشغيل لمصانع السلاح بتخليق مناطق الاضطراب في العالم واشعال الحروب. في النهاية لا يمكن للكرة الأرضية بمن فيها من شعوب ودول ان تستقر وتتطور وتعيش بسلام وهي متخذة من قرون الديناصور المالي الأمريكي، مقعدا لها.

كاتب عراقي

الموازنة العسكرية الأمريكية لماذا وإلى أين؟

مزهر جبر الساعدي

سنة العراق: يحتفلون بفوز الصدر ويساندون المالكي والعامري!

Posted: 24 Aug 2018 02:14 PM PDT

يبدو التقارب بين السياسيين السنة وحزبي المالكي والعامري، وكأنه إقرار بالهيمنة الساحقة للقوى الشيعية المحافظة، المرتبطة بإيران على السلطة في العراق.
فعلى مدى السنوات الماضية سلك سياسيو السنة طريق طهران ـ بغداد المؤدي للمنطقة الخضراء، في حين لم يعد للسفير الأمريكي في بغداد تأثير يعادل تأثير الإيرانيين في البلاد، بل إن السياسيين السنة يتذكرون جيدا كيف كان مصير أرفع قياديهم، طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية، عندما اعتقد أن الأمريكيين قادرون على حمايته من سطوة المالكي، ليؤول المطاف بنائب رئيس الجمهورية هاربا من جمهوريته، بعد يوم واحد فقط من انسحاب القوات الامريكية من العراق نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2011.
وهذا كان مصير رافع العيساوي النائب السابق لرئيس الوزراء وغيرهما من عشرات النواب والشخصيات السياسية السنية التي حاولت تحدي هيمنة الأحزاب الشيعية في بغداد، مستقوية بالأمريكيين، أو بدعم من اعتقدوا أنه قد يوفر لهم الحماية من دول الجوار العربية، آخرهم كان النائب أحمد العلواني، الذي لم يشفع له موقعه البرلماني من أن يعتقل من وسط بيته ويقتل شقيقه ويصبح نزيل سجون المالكي، لأنه تهجم على إيران في مظاهرات الحراك السني في بغداد عام 2013، ليتوصلوا لخلاصة مفادها، أن مفاتيح السلطة في بغداد هي بيد حلف طهران، وليس حلفاء واشنطن، ومنذ ذلك الحين تهمش تأثير العواصم المقربة لواشنطن مقابل طهران ودمشق، بل حتى الضاحية الجنوبية، التي تحولت لقبلة معظم سياسيي السنة في العراق يحجون إليها سائلين من يقربهم إلى طهران زلفى!
بالنسبة لمعظم القوى السياسية الممثلة لمناطق السنة في العراق، فإن البوصلة الأساسية التي تقود تحركاتهم السياسية، هي تنافسهم الشخصي والحزبي، والمكاسب المالية المتأتية من حصد وزارات دسمة بعقود المقاولات، أما المآلات السياسية ومصير محافظاتهم المدمرة وسكانها المشردين فهم في آخر الأولويات، وقد يصبحون محل اهتمام فقط حال تحولهم لمشروع استثماري مربح، كلجان إغاثة النازحين.
في الاجتماع الأخير الذي عقد في فندق بابل، يظهر القيادي صالح المطلك، في اللقاء الذي عقدته القوى الشيعية المناوئة للمالكي، المطلك مثلا لم يذهب للجلوس مع الصدر حبا فيه فقط، بل نكاية بخصومه من السياسيين السنة، كأسامة النجيفي وتكتله، الذين يغذيهم التنافس الجهوي والتناحر على الفوز بفتات المواقع الهامشية، التي لم تمنح ممثلي السنة أي صلاحيات تذكر، وهو ما أقر به المطلك نفسه عشرات المرات، في تصريحات علنية وخاصة، إذ تحدث في إحدى المرات أن المالكي نزع منه كافة الصلاحيات، بعد أن وعده بزيادتها له، قبل توليه منصب نائب رئيس الوزراء. ولعل المفارقة الأكبر التي حدثت فصولها في الانتخابات العراقية الاخيرة، أن هؤلاء السياسيين السنة وداعميهم من الدول العربية، الذين يتقاربون الآن مع من كانوا يصفونهم بالمجرمين والديكتاتوريين الدمويين ومدمري مدنهم، مثل المالكي والعامري قائدي ميليشيا الحشد الشعبي، هم أنفسهم هللوا وباركوا فوز قائمة الصدريين، باعتباره فوزا وطنيا، حسب اعتقادهم، بوجه الاحزاب الشيعية الأكثر تشددا وارتباطا بايران، وبلغت الشائعات مبلغ أن رسائل الواتس آب» وصفحات التواصل الاجتماعي، لدى جمهور المحافظات السنية بدأت تتحدث عن هرطقات طريفة، كنية الامريكيين تدبير انقلاب لتسليم حلفائهم الحكم بدلا من الاحزاب الشيعية، وخضوع العبادي لأوامر محمد بن سلمان والأمريكيين في إعمار المدن السنية، وإطلاق سراح قادة النظام السابق، وغيرها من الانباء التي تفشت بمجرد فوز قائمة الصدر، التي هي في الحقيقة، ورغم عدائها الداخلي مع القوى الشيعية الأخرى، إلا أنها أفرزت أكثر الميليشيات الشيعية تطرفا وولاء لايران، ينتشر بعضهم اليوم من دمشق حتى دير الزور.
وبغض النظر عن تداعي هذا الوهم يوما بعد يوم، فإن السياسيين السنة ومؤيديهم ممن روجوا لقرب الانفراجة ووصول قوى «معتدلة» شيعية أو مقربة من الامريكيين كالعبادي، حسب اعتقادهم، هم انفسهم ذهبوا باتجاه التقارب مع الكتلة الشيعية الأكثر اصولية وعداء لهم وقربا من ايران، لسبب بسيط هو أنهم ادركوا مجددا انهم هم غالبا من سيشكل الحكومة العراقية، وأنهم هم من يملك حق توزيع بقايا كعكة المناصب الحكومية، ويبدو أن منصب رئيس الوزراء لن يخرج من بين اكثر اسمين موالين لإيران في العراق، المالكي والعامري، وقد نرى قريبا جنديا سابقا في الحرس الثوري الايراني وقائدا سابقا لميليشيات بدر الطائفية، رئيسا لحكومة العراق، وبمساندة من سياسيي السنة.  

كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»

سنة العراق: يحتفلون بفوز الصدر ويساندون المالكي والعامري!

وائل عصام

محمد العربي المساري والمُغترِبون العرَب في المَهجَر الأمرِيكي

Posted: 24 Aug 2018 02:13 PM PDT

يدور موضوع هذا الكتاب حول: «المسألة الدينية» و(روح التسامح عند أدباء المهجرالأمريكي)، وعنوانه الأصلي «إسلاميات أدباء المهجر»، بعد قراءة متأنية لهذا الكتاب يتضح لنا أن الواعز الذي كان قد دفع بصاحبه إلى وضعه، هو المِحنة التي كان يعيشها إخواننا اللبنانيون بالخصوص في لبنان، حيث أنهم عاشوا قبلها في تلاؤم ووئام، بل في أمان وانسجام «لا فرق بين مسلميهم ومسيحييهم إلا في الطقوس التي يناجي بها كلٌ منهما ربه». مستدلا بشواهد تاريخية من الماضي على حد قوله إن المحنة التي عاشها لبنان آنذاك، إنما هي أمر طارئ».
وخير دليل على ذلك في نظره هو التراث الهائل الذي يزخر به أدب المهجر في هذا السبيل. ويرى المساري أن أكثر ما يوضح هذا الاتجاه هو مدى «التسامح والإخاء وسعة الأفق عند إخواننا مسيحيي المشرق، وما أنشدوه شعراً، وما كتبوه في مجال التغني بفضائل الإسلام «، فانكب على بحث وتقصي مختلف نصوص شعراء وأدباء المهجر حول فضائل الإسلام، وكانت نتيجة ذلك جد غنية، كما يقول هو نفسه عند تقديمه لكتابه، الذي صدره بتقديمٍ ضافٍ حول أول مظهر من مظاهر الأدب المهجري، الذي استرعى اهتمام القارئ أو الباحث، وهو مدى إعجابهم وتغنيهم بفضائل وأخلاق الرسول الأكرم، في ما سماه في أحد أبواب الكتاب بـ»المولديات» (نسبةً إلى المولد النبوي الشريف) الذي يشكل مادة غزيرة في مجموع الأدب المهجري في شمال القارة الأمريكية وجنوبها.

تعايش وإخاء

المساري الذي حلّت ذكرى رحيله الثالثة في 25 يوليو/تموز الماضي 2018، استدل في هذا الباب بالعديد من شعراء المهجر، بعضهم معروف لدى الدارسين، وبعضهم الآخر تعرّض لهم لأول مرة بفضل حسه الأدبي الرفيع وفضوله وتقصيه وتتبعه بدون هوادة لغير قليل من المراجع، والمصادر والمظان، مغتنماً وجودَه في البرازيل، وانكبابه ودراسته لكثير من الوثائق والخطب والكلمات، التي ألقيت في مختلف المناسبات الدينية والوطنية.
ويورد المؤلف العشرات من الأبيات المؤثرة والبليغة في التغني بمولد الرسول، خاصة لدى كتاب وشعراء المهجر المسيحيين بالذات، وأول استدلال أورده في هذا الصدد كلمات للشاعراللبناني المهجري الذائع الصيت جبران خليل جبران، الذي يقول فيها: «خذوها يا مسلمين كلمة من مسيحي أسكن يسوعَ في شطر حشاشته ومحمداً في الشطر الثاني».
ويشير الفقيد في مبحثه عن الشعور الديني لدى المغتربين العرب في البرازيل، وفي غيرها من دول القارة الأمريكية، أن تغني الشعر المهجري بمكارم الرسول ينطلق في نظره من فكرة تكريم أبرز اسم في تاريخ العرب، تتجلى فيه معاني العزة، والافتخار، بماضي الأمة العربية. فضلاً عن أن هذه الأشعار «ترمي إلى التبشير بفضيلة التسامح، والتحذير من التفرقة»، كما تهدف إلى «ترسيخ مفاهيم النهضة القومية التي تقوم على قاعدة عاطفية جد قوية».
ويشير الباحث إلى أن «الجمهرة الغالبية من المغتربين كانت وما تزال من إخواننا المسيحيين، وهؤلاء كما هو مكرس في تاريخ نشوء وتكون المَهاجر العربية في الأمريكتين الذين نزحوا بدافعين إثنين هما البحث عن تحسين مستوى عيشهم، والبعد عن الاضطهاد خاصة أيام الحكم العثماني».
ويورد صاحب الكتاب معلومات طريفة اعتماداً على مذكرات أول قنصل عثماني في أمريكا اللاتينية (نشرت عام 1934) وهو أمين أرسلان، الذي يشير إلى أن عدد العثمانيين أو الأتراك (وهذا هو الاسم الذي كان يطلق على المهاجرين العرب الذين توافدوا على المَهَاجِر الأمريكية نظراً لكونهم جاءوا يحملون جوازات سفر تركية في ذلك الإبان) وهم أساساً السوريون واللبنانيون والفلسطينيون، كانوا في عهده مئة ألف في الأرجنتين وحدها، وأكثر من ذلك العدد كان موجوداً في البرازيل، وقد وقع الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز صاحب «مئة عام من العزلة» في الخطأ نفسه في مختلف أعماله، حيث كان يُسمي المهاجرين العرب في قريته «أراكاتاكا» التي تحولت في روايته الآنفة الذكر إلى «ماكوندو» أتراكاً كذلك فقط، لأنهم كانوا يحملون جوازات سفر من الدولة العلية العثمانية في ذلك الوقت، ويورد كتاب المساري معلومات ضافية حول الهجرة العربية والاغتراب إلى بلدان أمريكا اللاتينية على وجه الخصوص.

التميز الثقافي المهجري

وتحت باب التميز الثقافي المهجري في بيئته الجديدة يسوق الكاتب بعض الفقرات من الكلمات أو الدراسات التي سجلها بعض الكتاب وضمنوها في انطباعاتهم حول العالم الجديد. كما يتحدث المؤلف عن روح الفِطرة العربية لدى هؤلاء المغتربين التي كانت أقوى عند الأديب المهاجر، وينقسم هذا الكتاب إلى عشرة أبواب منها: «التميز الثقافي المهجري في بيئته الجديدة، التحرر الديني، التبشير بالتسامح، التصدي للطائفية، احترام الرابطة القومية، الإسلام ومحمد والقرآن عند أدباء المهجر، ومواكبة حثيثة لمشاغل أدباء المهجر، التغني ببطولات العرب ومفاخرهم، ثم خصص المؤلف باباً قائماً بذاته للنصوص التي تتضمن أشعاراً وكلمات وخطباً ومقالات.
ويصل بنا الباحث بعد ذلك إلى موضوع الإسلام ومحمد والقرآن عند أدباء المهجر، حيث يتناول إسلاميات أدباء المهجر من المسيحيين على وجه الخصوص، ويشير إلى أن «المادة في هذا الباب جد غزيرة، ومبعثها هو نبذ التمييز، والحِرص على التبشير بالتسامح، ورفض الطائفية والتعلق بالعروبة (كذا) والتغني بها. ويورد الكاتب في هذا الصدد بعض الأبيات التي تشير إلى هذه المعاني الجليلة. كما أن الصور الإسلامية ترد بسلاسة في شعر المهجريين المسيحيين.
ويخبرنا المؤلف أن عرب البرازيل كونوا غداة وصولهم إلى مَهاجرهم أندية لجمع شملهم كانت تعتني بإقامة حفلات بالمناسبات الوطنية والثقافية، ومع الأيام صار تقليداً ثابتاً في تلك النوادي، وهي أساساً لإخواننا المسيحيين، وهم الجمهرة الغالبية في المهجر، الذين لا يتوانون في تنظيم احتفالات بمناسبة عيد المولد النبوي وندر أن تجد شاعراً مهجرياً لا يشارك في هذه المولديات، ويقوم بعد ذلك الباحث بإجراء تحليل ضافٍ لمعظم القصائد التي تضمنها كتابه، وينتهي إلى القول: «إن الأديب المهجري تناول الموضوع الإسلامي باعتباره تراثاً متوارثاً، معبراً في الوقت نفسه عن احترامه لجانب العقيدة، ومجاملة لإخوانه العرب المسلمين».
وقد ضمن الباحث كتابه منتقيات ومختارات من القصائد حول المشاعر الدينية لدى هؤلاء الشعراء المهجريين، فضلاً عن نصوص حول الموضوع نفسه تتضمن مقطوعات نثرية من خطب وكلمات ومقالات ومداخلات.
ولعل القارئ يدرك مدى الجهد المبذول في هذا الكتاب من طرف المؤلف، سواء في الدراسة الرصينة, أو في بحثه وتقصيه للعديد من المراجع والمصادر. ولا ريب أن موضوعه هذا سوف يفتح الباب على مصراعيه للباحثين في الأدب المهجري شعراً، ونثراً ونقداً ودراسة وتاريخاً، ولم يحصر الباحث بحثه في إسلاميات شعراء وأدباء المهجر وحسب، كما يبدو من عنوان الكتاب، بل إنه تجاوزه إلى مواضيع أخرى شيقة وطريفة متعددة، لها صلة بالهجرة العربية والاغتراب إلى الأمريكتين الشمالية والجنوبية. وعليه فإن هذا الكتاب يُعتبر إضافة مفيدة للمكتبة العربية، ومرجعاً مهماً لا محيد عنه للباحثين وللدارسين لمهاجر القارة الأمريكية بشكل عام وللبرازيل بشكل خاص.

المساري وحرب الريف

كانت تربطني بالفقيد صداقة متينة. وركز اهتمامه قبيل رحيله بشكل خاص على حرب الريف التحررية الماجدة، وخلال لقاءاتنا المتواترة على أرض الوطن، أو خلال زياراته المتعددة لإسبانيا، كنت أحكي له بعضَ القصص والوقائع والحكايات عن حياة المجاهدين الأبرار التي سمعتها عن الوالد نجل شهيد معركة «أنوال» الشهيرة المُجاهد الصنديد مُوحْ نسي أحمد الورياغلي، الأجديري، خطابي، رحمهم الله جميعاً، وعن الظروف الصعبة والعسيرة التي خاض خلالها أجدادنا، هذه الحرب الباسلة الضروس فكان يظل يُصغي إليّ باهتمامٍ بالغٍ وشغفٍ كبيرٍين. لقد كتب المساري غيرَ قليل من المقالات والدراسات عن هذا الموضوع الحيوي الذي كان كثيراً ما يشغل باله، ويستأثر باهتمامه، ولن أذهب بعيداً، فآخر كُتُبِه قبيل أن يستجيب لنداء ربه كان تحت عنوان: «محمد بن عبد الكريم الخطابي.. من القبيلة إلى الوطن».

صداقة راسخة

وأخيراً وليس آخراً فإن نسيت فإنني لن أنسى أبداً أن محمد العربي المساري كان أولَ من عينني مراسلاً من إسبانيا لجريدة «العَلم» المغربية عندما كان مديرها في الثمانينيات، وكنتُ أولَ من أهداه كتابَه عن الأدب المهجري عندما كان سفيراً لبلاده في البرازيل، وكنت أنا قائماً بأعمال سفارة المغرب في المكسيك، وهنا يكمن بيت القصيد في هذه العجالة، فقد ظل هذا الكتاب الطريف موضوعاً بعناية فائقة في رف من رفوف مكتبتي بأجدير الحَصين (الحسيمة)، وقد حالت مشاغل العمل المتواصلة التي لا تنتهي، ومهام السفر والتنقل والترحال خارج أرض الوطن دون قراءته قراءةً موفية ومتأنية ضافية والاستمتاع به في حينه، وبعد أن انتهى إلى علمي نبأ رحيل صاحب هذا الكتاب القيم عُدتُ مهرولاً إلى مكتبتي لأبحث من جديد بين أكوام الكتب والأسفار والرزم عن هذا الكتاب، والتهمته التهاماً بفيضٍ من المحبة والمودة والحنين، وبشعورٍ ممزوجٍ بالحسرة، والألم والحزن والأسـى عن هذا الصـديق العزيز، ومن ثم كان هذا المقـال.

كاتب ومترجم مغربي

محمد العربي المساري والمُغترِبون العرَب في المَهجَر الأمرِيكي

محمد محمد الخطابي

موريتانيا: النيابة تدافع عن احتجاز أملاك رجل الأعمال المعارض بوعماتو

Posted: 24 Aug 2018 02:13 PM PDT

نواكشوط- «القدس العربي»: دافعت النيابة العامة في موريتانيا، أمس، عن الأمر القضائي الصادر قبل أسبوع والمتعلق بمصادرة أملاك رجل الأعمال الموريتاني المعارض محمد بوعماتو.
واتهمت النيابة في بيان وزعته أمس، «مواقع إلكترونية بنشر بيانات منسوبة لجهات وأطراف تضمنت، حسب البيان، كثيرًا من التشويش والتحامل على إجراءات قانونية تمت في إطار تحقيق قضائي».
وأوضحت النيابة العامة «أن قطب التحقيق المكلف وطنيًا بمكافحة الفساد، أصدر في إطار التحقيقات القضائية الجارية في الملف رقم النيابة 04/2017 بحق متهمين بارتكاب جرائم فساد، أوامر قضائية بحجز وتجميد أرصدة مالية في بعض البنوك الأولية تعود لأشخاص وكيانات يشملها الاتهام في الملف المذكور، مع الأمر بتحويلها إلى حساب تابع لمكتب تسيير الممتلكات المجمدة والمحجوزة والمصادرة وتحصيل الأصول الجنائية لدى صندوق الإيداع والتنمية، وذلك طبقًا لمقتضيات المرسوم رقم 127/2017 بتاريخ 2/11/2017 المنشئ والمحدد لسير وعمل هذه المؤسسة».
وأوضح البيان «أن قطب التحقيق المذكور هو هيئة قضائية جماعية، منشأة بموجب المادة 32 من القانون رقم 014/ 2016 المتعلق بمكافحة الفساد، مكون من ثلاثة قضاة للتحقيق، يداول ويتخذ قراراته بالأغلبية وفق قواعد الاستقلالية التي يضمنها النظام الأساسي للقضاء، وقرارته قابلة للاستئناف أمام محكمة الدرجة الثانية».
وأشار البيان إلى «أن الإجراءات المتخذة تتعلق فقط بإجراءات تحفظية مؤقتة، تنص عليها المادة 29 من القانون رقم 014/2016 المتعلق بمكافحة الفساد، ولا تعلق لها مطلقًا بالمصادرة، التي تختص بها محاكم الحكم وحدها، ولا يمكن أن تتم إلا بموجب حكم قضائي، لا يتم تنفيذه إلا عندما يصبح حائزًا على قوة الشيء المقضي به».
«إن إيداع الأرصدة المتحفظ عليها في حساب باسم مكتب تسيير الممتلكات المجمدة والمحجوزة والمصادرة وتحصيل الأصول الجنائية، تضيف النيابة العامة، إجراء قانوني، تلزم به الفقرة الثانية من المادة 32 من المرسوم رقم 127/2017 بتاريخ 2/11/2017، ومن شأنه أن يضمن الحفاظ عليها، وتسييرها بشفافية، حتى تحكم المحاكم المختصة بشأنها فتعيدها لأصحابها أو تقضي بمصادرتها».
وأوضحت النيابة «أن الحجز على ممتلكات عائدة لأشخاص متابعين، وفقًا لقانون مكافحة الفساد، وإسناد تسييرها لجهاز إداري رسمي مكلف بذلك قانونًا، ليس التزامًا تفرضه مقتضيات القانون الوطني فحسب، بل هو التزام تفرضه كذلك مقتضيات دولية صادقت عليها موريتانيا، ويتعلق الأمر باتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، وبالتحديد المادة 6، والمادة 31 (البندان 1ـ 3) منها».
وكانت مجموعة محمد ولد بوعماتو المالية قد احتجت مؤخرًا على استيلاء القضاء الموريتاني على أموال وأملاك المليونير الموريتاني المعارض محمد ولد بوعماتو، وذلك في إطار الملف القضائي المفتوح منذ أزيد من عام ضد شيوخ وصحافيين ونقابيين ورجال أعمال.
وأكدت المجموعة في بيان وزعته أخيرًا «أن نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز أقدم أمس على خطوة جديدة موغلة في الخطورة والظلم وفي تسخير العدالة لسلب الناس أموالَهم والاستيلاء على كافة موارد البلد بأكمله».
فبذرائع واهية، تضيف المجموعة، وفى خرق سافر للدستور وانتهاك صارخ لمبادئ الإسلام المقدسة، وبطلب من وكيل الجمهورية، أمر قاضي التحقيق بمصادرة الأصول المصرفية لكل من محمد ولد بوعماتو ومحمد ولد الدباغ (كلاهما من أبناء عمومة الرئيس ولد عبد العزيز ومن معارضي نظامه). وأضاف البيان: «حتى الأموال المودعة احتياطًا لتسيير مستشفى العيون الخيري الذي أقامه محمد ولد بوعماتو لم تسلم من هذا الإجراء الجائر، شأنها شأن الأموال التي وضعها بوعماتو ليعود ريعها إلى والدة أبنائه، فالأمر يتعلق هنا بعملية سلب تعيد إلى الأذهان منهج القرون الوسطى، وفى عصرنا الحاضر تذكر بالمصادرات التي تلجأ إليها الأنظمة الشمولية وهي في نفَسها الأخير». وأضافت المجموعة: «إن على قضاة بلادنا أن يكونوا سدًا منيعًا أمام الحيف والتعسف، فهم يمثلون سلطة مستقلة لا غنى عنها لضمان السكينة والسلم الاجتماعي، وليس على قضاتنا مؤازرة خطوة شخصية لا أخلاقية ولا مشروعة يقوم بها رئيس متعطش للسلطة والمال؛ إن شرفهم كقضاة يجب أن يمنعهم من أن يصبحوا أدوات طيعة في يد طاغية يقمع وينهب رجال أعمال بلدهم بكل وقاحة».

موريتانيا: النيابة تدافع عن احتجاز أملاك رجل الأعمال المعارض بوعماتو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق