Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الاثنين، 29 مايو 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


مسلسلات رمضان السياسية: تراجيديا أم كوميديا؟

Posted: 29 May 2017 02:27 PM PDT

خلال العشريتين الأخيرتين، وخصوصا إثر الهزّة الخطيرة التي تعرّض لها العراق والعالم العربي مع احتلال الأمريكيين (ثم الإيرانيين) لبغداد عام 2003، وبعدها موجة الثورات والثورات المضادة بعد عام 2011، وحالة الاستعصاء التاريخية التي تولّدت من هذه الصراعات غير المحلولة، تحوّل رمضان، شهر المسلمين المقدس الذي نزّل فيه القرآن، إلى شهر تتزايد فيه مجازر ضد الأبرياء من قبل ثنائية: الأنظمة، ومرآتها المقعّرة، تنظيم «الدولة الإسلامية» وأخواته.
غير أن هذه النزاعات القاتلة لم تمنع نشوء ظاهرة أخرى موازية وهي، على ما يظهر، «باقية وتتمدد»، وهي ظاهرة ما يسمى المسلسلات الرمضانية التي تحظى بمتابعة كبيرة من جمهور المشاهدين العرب وتستقطب اهتمامهم ونقاشاتهم، بحيث تتناظر طاحونة الدم العربي الجارية مع محاولات شركات الإنتاج التلفزيوني لتسويق خلطاتها الدرامية المتنوعة لجذب المشاهدين، ومحاولات المحطات الفضائية وشركات التسويق والإعلان لاستغلال هذا الشهر لدرّ الأموال.
نبّهت هذه الظاهرة بعض الحكومات العربية إلى إمكانية استغلال هذه السوق الهائلة أيضا لبيع بضاعتها السياسية والتكسّب منها عبر تمرير رسائل واضحة في أغلب الأحيان، ومشفّرة في بعض الأحيان، للدفاع عن اتجاهات الأنظمة السياسية عبر تهشيم اتجاهات خصومها وأعدائها المفترضين.
تركّز الثقل الإعلاني ومساحة المشاهدة لمسلسلات الدراما في القنوات الخليجية وظهرت، بسبب ذلك، إلى جانب الدراما المصرية القديمة والواسعة الخبرة، الدراما السورية المبدعة والمجددة ومن ثمّ الخليجية التي تحاول تقديم هموم مجتمعاتها، وكان لتشارك هذه المناطق أطوار الإنتاج والإبداع يد كبرى في ظهور ميل واضح في مسلسلاتها لتخديم وجهات نظر الدول والأنظمة والشركات المنتجة، وكثير منها مملوكة لمسؤولين أو لأولاد مسؤولين، فظهرت مسلسلات مصرية وسورية لنقد اتجاهات «الإسلام السياسي»، من دون أن يغفل الجادّ منها، وخلال فترات الراحة السلطوية، نقد بعض مظاهر التغوّل الأمني (مع تحويرات مناسبة لإبعادها عن رأس السلطة وبطانته) وعلاقته الوثيقة مع الفساد والإجرام والدعارة وغيرها.
في المقابل فقد أنتج تهتّك الأوضاع السياسية لبعض الأنظمة العربية الحاجة المتسرعة لإنتاج أعمال ركيكة لا تهدف إلى تقديم الحقائق بقدر ما تنشد إعلاء شأن الكليشيهات واختراع واقع تبسيطي وساذج لتناول قضايا معقّدة بشكل يهين ذكاء المشاهدين ويستغفلهم ويجبرهم على تناول البروباغاندا على أنها دراما، الأمر الذي دفع بعض المشاهدين لاقتراح أن يصوم المشاهدون هذه السنة عن حضور المسلسلات وليس عن الأكل والشرب فقط.
لم يتّعظ المنتجون من تجربة مسلسل كـ«الطريق إلى كابول»، الذي ظهر في رمضان عام 2004، وأراد تقديم المأساة الأفغانية وكان جيد الحبكة لكنه احتوى على بضعة أخطاء تاريخية وجغرافية وسياسية فأوقفت بعض المحطات بثه وانتهى أمره على الرفوف، فقدّموا للمشاهدين هذه السنة مسلسلا عن تنظيم «الدولة الإسلامية» شارك فيه ممثلون سوريون ومصريون ولبنانيون وخليجيون سمّوه «الغرابيب السود»، ويقال إن تكلفته تقدّر بعشرة ملايين دولار.
تعليقات المشاهدين انصبّت على أن الموسيقى والتمثيل والتصوير والتكاليف والموضوع توحي كلّها بأن المسلسل جدّي لكن المشاهد والحوارات والوقائع مركّبة تركيبا يتحدّى المنطق والعقل بشكل يجعل المتابع العاقل يأسى لضياع الأموال والجهود وينتهي للسخرية من الحوارات والإخراج والإنتاج التي لا تقدّم قيمة فنّية وتسيء للأفكار التي تفترض تبنّيها ولعلّها تخدم، بهذه الطريقة، الجماعة التي تفترض أنها تقوم بفضحها.
يقدّم المسلسل «أميرا» افتراضيا لـ«المجـــاهدين» يسأل مساعدة له «منقبّة» عن المتطوّعات الجدد ثم يقترح مشاركتها اغتصابهن!، ويسأل «أمير» متطوعا آخر أين تعلّم الرمي بالبندقية فيجيبه: «في البلاي ستيشن»، وتسأل «مجاهدة» ضمن جمع من النسوة شيخا إن كان «زواج النكاح» يسمح لها بالنوم كل يوم مع رجل فيصادق الشيخ على ذلك ويعتبره جهادا، فيما يظهر أطفال يعبئون «حبات هلوسة» بأكياس شفافة الخ…
هل هذا مسلسل يهدف لمكافحة أسس وأركان تنظيم «الدولة» حقّا أم هو هذيان مريض نفسي يحتاج علاجا عاجلا؟

مسلسلات رمضان السياسية: تراجيديا أم كوميديا؟

رأي القدس

ألم بلا حدود

Posted: 29 May 2017 02:26 PM PDT

الصورة التي انطبعت في ذهني، وأنا أشاهد الرئيس الأمريكي في رقصة السيف، وحوله راقصو ممالك الكاز والغاز، شكلت مدخلا إلى قراءة زمن الانحطاط العربي الراهن، الذي يبدو أن لا قعر له. فالانحطاط، هو لحظة بؤس كوميدية ملونة بميلودراما مفبركة. وشعرت وأنا أتابع تداعيات القمة التي دفع فيها العرب «الجزية» للسيد الأمريكي، والصراعات التي أشعلتها في منطقة الخليج، أن الانحطاط يشكل فرصة للمراقب والمؤرخ والكاتب، لأنه لحظة نادرة تكشف عورات التاريخ، التي تغطيها خطابات معقدة، تحجبها أو تفرض لغة متعالية عليها.
في الانحطاط تصير القيم الأخلاقية والفكرية ممسحة لأقدام الطغاة، وبتصدر السفهاء المشهد بفظاظتهم وعظاميتهم الممزوجة بالدونية والضعة، وتصير اللغة بحاجة إلى عملية تنظيف واعادة تأسيس، كي تستعيد المعاني معانيها.
فالانحطاط مدرسة للتأمل في أحوال البشر، وفي انقلاب الأزمنة، وفي محاولات تبرير الفوضى والتوحش بكلمات مثقوبة، ووجوه ملطخة بالجريمة.
قلت لصديقي انه زمن الكتابة التي تسخر من كل شيء، وادعيت ان علينا، نحن معشر الكتاب، ان نتواضع قليلا، وبدلا من إلقاء الدروس على الناس الذين يجتاحهم الملل، علينا أن نحول السخرية إلى نمط حياة.
بدلا من أن نشعر بالأسى والمرارة، نعتبر أن رقصة العرضة مجرد مسرح من الدرجة الثالثة، ونرى في لقاء السيدة ترامب مع السيدة نتنياهو تعبيرا عن الفظاظة وتصرفات محدثي النعمة، ونقرأ لعبة قانون الانتخابات اللبنانية ككاريكاتور ساخر لم يرسمه بيار صادق، ونرى في الزيارة القصيرة جدا لترامب إلى بيت لحم مشهدا يليق بريشة ناجي العلي المتهكمة وإلى آخره.
والحق أنه لولا الانحطاط وتيمورلنك لما تفتقت عبقرية ابن خلدون، ولولا الخمول الشامل لما ولدت ألف ليلة وليلة، فلماذا نندب حظنا، إذ ربما كان هذا الانحطاط الشامل الذي تتسيد فيه داعش من جهة وحكم عسكريتاريا العرب من جهة أخرى، هو فرصتنا المنتظرة من أجل تصفية حسابنا مع خدعة عصر النهضة التي أوصلتنا تشوهاتها إلى هزيمة الخامس من حزيران/يونيو.
كنت على وشك الإقتناع بهذا الكلام، الذي هو المدخل المنطقي للتأقلم والشعور بسعادة البلهاء، حين صفعتنا واقعتان مروعتان، غيبتا كوميديا الإنحطاط أمام هول الحقيقة التي نريد ان نتناساها.
الواقعة الأولى هي دخول إضراب الأسرى الفلسطينيين مرحلة حرجة جدا بدأت تنذر بالمأساة، ونهايته المتواضعة نسبيا. فهذا الاضراب الذي كان قادرا على هز الجبال، لم يهز شيئا في مجتمعاتنا العربية المغمى عليها. لا أريد، ولا استطيع القول إن أثره في المجتمع الفلسطيني كان هشا وضعيفا، لكنها الحقيقة. اذ نجحت السلطتان في رام الله وغزة في تهميش الإضراب، كي لا أقول إنهما حاولتا ضربه. ان مشهد خيام الاعتصام شبه الفارغة، كان أقسى من عنجهية السجان الإسرائيلي وصلافته.
في هذا الاضراب الذي أعاد توحيد الحركة الأسيرة، بدأ الانشقاق الفلسطيني الجديد الذي لا بد وأن تكون آثاره كبيرة. لم يعد الانقسام بين سلطتي رام الله وغزة هو الموضوع، فهذا صراع تافه على سلطة تحت الاحتلال لا سلطة لها، بل تبلور انقسام جديد بين فلسطين الأسيرة وفلسطين الخاضعة للاحتلال. بين من يملك الحرية داخل السجن ولا يملك السلطة وبين من استبدل حريته بسلطة وهمية وخاضعة. وفي هذا الانقسام تتبلور ببطء شديد ملامح حركة وطنية فلسطينية جديدة ومتحررة من وصاية المانحين ومن تجاذبات انهيار المدى العربي ومحاولاته الارتماء في احضان إسرائيل والولايات المتحدة.
الواقعة الثانية هي مجزرة الأقباط في مصر. فاذا كان اضراب الأسرى بنتائجه غير الواضحة قد كشف ابتذال السلطات العربية وكونها صارت بلا معنى، فان مجزرة المنية الوحشية جاءت لتدق ناقوس خطر الإنهيار. فهذا الإصرار الهمجي على شن حرب تهويل دموية تتركز على الأقباط، وايقاظ الغرائز العنصرية والطائفية، في سيناء وصعيد مصر، هو محاولة لتفكيك مصر وتدمير المجتمع المصري.
فابادة الأقليات واضطهادها والغاء فكرة المساواة والمواطنة التي أسسها الاستبداد عندما حول كل الشعب إلى عبيد، انفجرت تفككا سياسيا واجتماعيا مروعا مع عجز النخب السياسية عن قيادة انتفاضات الحرية، ونجاح الاستبدادين العسكري والنفطي في تحويل حلم الحرية إلى كابوس عنصري طائفي.
الوحشان المستبدان يتصارعان بدماء الناس وفوق خرائب المدن والحواضر، كل شيء يتصحّر في هذا الربع العربي الخالي من المعنى.
ولم يكن ينقص أقباط مصر سوى احتماء المستبد بأمريكا. فالاستبدادان العسكري والنفطي أفرغا نضال العرب من اجل الاستقلال الوطني والحرية من المعنى، وأدخلاه في حروب طائفية بربرية.
في هاتين الواقعتين، اللتين تستكملان يوميات الموت العربي الطويل، يتخذ الانحطاط شكل ألم بلا حدود. انه كتاب حاضرنا الذي نصير فيه احرفا تكتب كلمات الموت والألم. لا نستطيع السخرية لأن الأنين يبتلعنا، ويرمينا في مستنقع دماءنا المهدورة.
ضحايا اليوم، من أسرى ولاجئين، من فلسطينيين وسوريين وعراقيين ومصريين هم صوت الحق، وهم ما تبقى لنا كي نحافظ على انسانيتنا المهدورة.

ألم بلا حدود

الياس خوري

دفاعاً عن أي دراما سوريّة؟ الخطأ القاتل في فيديو «زين»… والأكراد يعدّون نجومهم

Posted: 29 May 2017 02:26 PM PDT

يبدو أن التظاهرات في فنزويلا ستتحفنا لسنوات مقبلة بأجمل الصور ومقاطع الفيديو، على غرار ما فعلت التظاهرات الشعبية في سوريا. فيديو لموسيقي شاب يبكي بحرقة على كمنجته، التي كسرها ضابط بوحشية أثناء التظاهرات، حيث اعتاد العزف محاولاً تبديد شيء من وحشية وقسوة المشهد الدموي. بكى الشاب، فانتشر بكاؤه على مواقع التواصل الاجتماعي، ويبدو أن هناك من تطوع من أجل حملة للتبرع بكمنجة بديلة.
مشهد ذكرني بغياث مطر، وعشرات المشاهد من التظاهرات السورية، ذلك الشاب الذي قتل بوحشية على يد النظام، بعد أن كان واجه الجنود بالورد وزجاجات الماء.
لقد أثبتت السنوات الفائتة أن أنظمة الاستبداد الوحشي هذه لا تنفع معها الورود والموسيقى وكرات «البينغ البونغ» المتدحرجة من الجبل، أو القمصان البيضاء الموحدة، ونوافير الماء الملونة والفساتين الحمراء تقف وسط الطريق ترفع لافتات تقول «أوقفوا القتل»، أو عرائس يرتدين ثياب الزفاف ويطالبن كذلك بوطن حر خال من القتل.. يبدو أنها لغات لا تفهمها تلك الأنظمة، وليس من الواضح أن أحداً تعلّم الدرس.

نكسة المسلسلات السورية

مع بداية شهر رمضان، شهر المسلسلات، وتبيان خيط السوق الأبيض من الأسود، حيث ظهر أن المسلسلات السورية أصيبت بنكسة الكساد، تنادى سوريون إلى حملة للدفاع عن حق الدراما السورية في الحضور في السوق الخليجي، الذي يبدو أنه اتخذ قراره في تجاهل تلك الدراما، إنتاجاً وعرضاً.
الحملة تزعمتها الممثلة شكران مرتجى، أشد المطبلين المعجبين بالنظام، ثم تلاها ممثلون كثر يدلون بآرائهم، بل وتورط فيها معارضون سوريون من محبي نظرية «الحفاظ على مؤسسات الدولة».
يبدو أن هؤلاء نسوا أن الدراما السورية هي صنيعة النظام جملة وتفصيلاً، ليس تلك الصناعة الراسخة الأصيلة، التي تدار بتقاليد عمل مؤسساتية، بل بأمزجة وتوجيهات عليا. قد يقول ممثل أو تقني مغمور إنه لا يتلقى التوجيه من أحد ولا يشعر بأثر السياسة أمام عينيه. اعلم إذاً أنك لست سوى برغي في المكنة الهائلة يدار بقوة لقمة العيش، لا لوم طبعاً، ولكن دعك من حديث السياسة والحملات ما دمت مجرد حجر يدار كيفما اتفق.
كيف يثور الناس دفاعاً عن دراما يتزعمها نجدت أنزور وجود سعيد ورشا وهشام شربتجي؟!

فيديو «زين»

فقط لو أن إعلان زين (شركة اتصالات) الرمضاني السنوي الأخير لم يبدأ بتلك العبارة «سأخبر الله بكل شيء»، التي تقال على لسان طفل، والمأخوذة بدورها عن لسان طفل سوري! لكن الفيلم الإعلاني الغنائي (بطله ومغنيه حسين الجسمي) يستهل بتلك العبارة، ثم يتحدث عن موت قادم من جهة واحدة، هي التنظيمات الإسلامية الأصولية، ثم يورد صوراً لبعض التفجيرات التي ارتكبتها مثل تفجير مسجد الإمام الصادق في الكويت، والكرادة في العراق، وحفل عرس في أحد فنادق عمان، وتفجيرات مواقف مشفى الدكتور سليمان فقيه في جدة.
الخطأ كان في اعتبار «عمران السوري»، الطفل الذي ظهر مدمى الوجه في سيارة إسعاف إثر قصف للنظام السوري – الروسي في مدينة حلب، ضحية من ضحايا الإرهاب الأصولي، فيما يعرف الجميع أن المشهد كان إثر قصف للطيران. هذا تزوير فاضح، لا يمكن اعتباره خطأ بريئاً. بأي عين إذاً يدّعي الفيديو قول الحقيقة كلها؟
هذه الحقيقة – الفيديو، رغم أنه وصل إلى عتبة المليوني مشاهدة على «يوتيوب»، ربما لشهرة المغني، يصعب أن يستمع إليها أحد، لا لتزوير فيها فقط، بل كذلك لرداءة في التنفيذ، حيث كلمات الأغنية تليق بنص وعظي جامد أكثر من أن تليق بأغنية، وحيث اللحن غير المؤثر، وفوق ذلك الماكياج المنفّر لضحايا التفجيرات. إنه فيديو الفشل الذريع على المستويات كافة.

فنانو «الضيعة»

«دور الفنانين الكرد في تطور الدراما السورية». ليس هذا سؤالاً بقدر ما هو جواب، حملته إذاعة «آرتا» الكردية السورية على ضيوفها في إحدى حلقات برنامج «صباح الخير»، وظلت تعيد، وتثابر في طرح السؤال بصيغ أخرى، همها فقط أن تعدّ الأسماء على طريقة العاطلين عن العمل، بسام الملا، عبدالرحمن آل رشي، طلحت حمدي، خالد تاجا، كاريس بشار، عمر أوسو.. ومن لم تقدر عليه من الممثلين لتنسبه إلى الكرد ستجد له مكانة ما قريبة، كتلك الممثلة التي حملوها لقب «كنّتنا»، أي متزوجة من كردي.
كان يمكن للنقاش أن يكون مثمراً أكثر، حول تجاهل الدراما السوريا لقضايا الناس المهمشين، كرد أو سواهم، حول طمس الثقافات والهويات المكونة للهوية الوطنية، وكيف كرست الدراما ذلك، أو كيف انصاعت ومثّلت شعارات دولة الحزب والمخابرات أصدق تمثيل.
تسأل المذيعة شيرين ضيفها في الاستوديو المخرج والسيناريست سلام حسن «لولا هذه الوجوه الكردية ماذا كانت ستخسر الدراما السورية؟»، (وبالطبع فإن السؤال يتضمن الإجابة) ويأتي جواب الضيف من دون تردد «كانت ستخسر نفسها»!
حلقة هي للتغني بوجوه كردية في الدراما السورية، حتى لو كان بعض تلك الوجوه غير دارٍ بالقضية برمتها.
لا ننكر أن البرنامج حاول الاقتراب من أسئلة جوهرية، لكنه كان يغادرها على الفور ليذهب إلى التعداد والتغني بالأسماء، كما لو أنه يعيد عبارة شهيرة في تاريخ الاستبداد السوري: «من عنّا من الضيعة».

كاتب من أسرة «القدس العربي»

دفاعاً عن أي دراما سوريّة؟ الخطأ القاتل في فيديو «زين»… والأكراد يعدّون نجومهم

راشد عيسى

مصر… وماذا بعد كل هذا الحصار؟

Posted: 29 May 2017 02:26 PM PDT

قبل انقلاب 2013، انتهجت معظم الأحزاب الليبرالية واليسارية سياسة خالفت مبادئها الديمقراطية المُعلَنة عبر رفضها مدّ اليد إلى الرئيس المنتخَب، محمد مرسي (من الإخوان المسلمين) وإلى حكومته. التكتيكات التعطيلية التي لجأ إليها «العلمانيون» رداً على سياسات الإخوان غير التوافقية وبدافع الخشية من استيلاء الإسلاميين على المنظومة السياسية المصرية، قذفت بالأحزاب الليبرالية واليسارية إلى أحضان تحالف مكيافيلي مع المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية التي كانت تسعى إلى قطع الطريق على الانتقال الديمقراطي في مصر.
في أعقاب انقلاب 2013، قدّم معظم السياسيين العلمانيين الدعم للجنرالات، وغضّوا الطرف عن القمع الواسع النطاق وعمليات القتل الجماعي، كما توقّعوا أيضا، وكانوا مخطئين في ذلك، أن تُبدي المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية اهتماماً بإقامة تحالف طويل الأمد مع الأحزاب العلمانية لحكم البلاد.
ومع اتضاح الصورة وانكشاف المسار السلطوي لعبد الفتاح السيسي الذي حظي ترشّحه للرئاسة في العام 2014 بدعم مباشر أو غير مباشر من معظم الأحزاب العلمانية، تكيّفت بعض هذه الأحزاب مع الواقع الجديد عبر القبول بالفتات السياسي الذي تركه لها الجنرالات – والذي كان أساساً مجموعة من مقاعد في البرلمان الراضخ بالكامل للسلطة التنفيذية. حاولت أحزاب علمانية أخرى الحفاظ على درجة من الاستقلالية التنظيمية والعمل السياسي المستقل، فيما كانت تدعم الحكومة في الوقت نفسه. فردّت الحكومة بإضعاف هذه الأحزاب من الداخل عبر إذكاء النزاعات في صفوف القيادة، من هذه الأحزاب حزب الوفد الجديد وحزب المصريين الأحرار. توجّهت مجموعة ثالثة صغيرة من الأحزاب العلمانية نحو معارضة الحكومة. لكن مع إغلاق مساحة النشاطات العامة، وتعرّض المنظمات الأهلية إلى ضغوط هائلة، وإقرار قوانين سلطوية جديدة، تراجع إلى حد كبير نطاق عمل الأحزاب العلمانية المعارضة وفعاليتها.
قبل الانفتاح الذي عرفته مصر لفترة وجيزة بين العامَين 2011 و2013، كانت مأساة الأحزاب العلمانية، الليبرالية واليسارية على السواء، أنها اضطُرَّت إلى صياغة خطابها واستراتيجياتها التواصلية وممارساتها السياسية ضمن أطر تقييدية، حيث لم يكن هناك وجود البتّة لمنافسة مفتوحة على التفويض والنفوذ السياسيَّين. قبلت الأحزاب العلمانية في شكل أساسي تطويعها من جانب الحكومات المتعاقبة في مقابل حصولها على حصص ضئيلة جداً في السياسات الرسمية – مثل التمثيل المحدود في البرلمان. وأدى هذا الأمر إلى ظهور مكامن ضعف أساسية لدى هذه الأحزاب، بدءاً من افتقارها إلى قواعد شعبية ثابتة وصولاً إلى اتخاذها مواقف ملتبسة في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الأساسية. وبدلاً من الإفادة من الديناميكيات التعددية بين العامَين 2011 و2013، عانت الأحزاب العلمانية من الانقسامات والتشتت وسيطر عليها هاجس الخوف من النجاحات الإسلامية في صناديق الاقتراع. وسرعان ما دفعها هذا الخوف إلى اعتماد تكتيكات تعطيلية وغير ديمقراطية، فأصبحت المسافة الفاصلة بين تقويض المبادئ الديمقراطية وبين دعوة الجيش إلى التدخل قصيرة إلى درجة مرعبة.
ومنذ انقلاب 2013، يعمل عبد الفتاح السيسي على إعادة تثبيت ركائز السلطوية في العلاقات بين الدولة والمجتمع مستخدِماً أدوات متنوعة. لقد سعت حكوماته المتعاقبة، عبر إقرارها قوانين وتعديلات قانونية قمعية، إلى تحقيق ثلاثة أهداف: تقويض حرية التعبير والتجمع التي نص عليها دستور 2014؛ وإغلاق مساحة النشاطات العامة أمام المواطنين والفاعلين في المجتمع الأهلي والأحزاب والتيارات السياسية بعد فتح هذه المساحة لفترة وجيزة إبان الانتقال الديمقراطي؛ والتأكّد من احتفاظ المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية بصلاحيات مطلقة لا تخضع إلى أية سيطرة. وهذا عنى توسيع اختصاص المحاكم العسكرية، وتعميق الاختلال في التوازن بين الأجهزة العسكرية والأمنية من جهة وبين المكوِّن المدني في الدولة المصرية من جهة أخرى. في هذا السياق، صدر قانون التظاهر، وقانون الإرهاب، وتشريع المنظمات غير الحكومية، فضلاً عن تعديلات قانون العقوبات والقوانين المتعلقة بمنظومة المحاكم العسكرية – فضلاً عن أكثر من 350 قانوناً وتعديلاً آخر. وكأن كل هذه الإجراءات لم تكن كافية، أعلنت حكومة السيسي حال الطوارئ قبل بضعة أسابيع بعد عمليتَي التفجير المروّعتين اللتين استهدفتا كنيستين قبطيتين يوم أحد الشعانين.
لا ينبغي أبدا إنكار أن مصر تُواجه تهديداً إرهابياً متفاقماً في الأعوام الأخيرة، في سيناء ومناطق أخرى من البلاد. بيد أن إعلان حال الطوارئ ليس الحل السياسي المطلوب. يتمتّع الجيش والأجهزة الأمنية بسلطات مطلقة في عملياتهما في سيناء وسواها من المناطق المصرية، وقد وثّقت منظمات غير حكومية محلية ودولية تورّطهما في ارتكاب فظائع وانتهاكات في مجال حقوق الإنسان. لم تسهم الصلاحيات المطلقة واللجوء المفرط إلى القوة في احتواء التهديد الإرهابي، ولا في تحسين الوضع الأمني في مصر. بل على العكس، ولّدت بيئة اجتماعية ترزح تحت وطأة المظالم، وتستجلب العنف في سيناء وخارجها. ولن يؤدّي إعلان حال الطوارئ، مع ما يضيفه من أدوات إلى سياسات النظام السلطوية، مثل إنشاء محاكم الطوارئ، سوى إلى استفحال الأزمة المزدوجة المتمثّلة في انتهاكات حقوق الإنسان وتعاظم التهديدات الإرهابية.
عادة ما وافق الرؤساء الذين سبقوا السيسي على فتح المنظومة السياسية جزئياً في الفترات التي مرّت فيها البلاد بأزمة شرعية أو تخبطت في مشاكل اجتماعية واقتصادية حادة. إبان الهزيمة العسكرية الساحقة في الحرب العربية-الإسرائيلية في حزيران/يونيو 1967، وإزاء توسّع الحراك الطالبي في الجامعات اعتراضاً على الحكم السلطوي للرئيس جمال عبد الناصر (1952-1970)، سمح هذا الأخير ببعض الكلام عن الحد من الدور السياسي للجيش ومساءلة بعض الجنرالات. في السبعينيات، أدخل الرئيس أنور السادات (1970-1981) تعددية حزبية محدودة في سياق الإجراءات الواسعة التي اتخذها لإعادة توجيه مصر بعيداً من النموذج الاشتراكي لجمال عبد الناصر، وأتاح التعبير عن رأي مخالف إلى حد ما داخل البرلمان. وقد عمل الرئيس حسني مبارك خلال حكمه الطويل (1981-2011) على الإبقاء على تعددية سياسية محدودة بهدف نزع فتيل بعض التشنجات الناجمة عن الأزمات الاجتماعية والاقتصادية المستمرة. كان لعدد قليل من الأحزاب الليبرالية واليسارية حضور ثابت في البرلمان بصفة أحزاب أقلية، في حين ظل حزب الرئيس، الحزب الوطني الديمقراطي، متربعاً في سدة الحكم على الدوام. كذلك أتاح مبارك أيضاً هامش مناورة للمنظمات غير الحكوميات، والنقابات المهنية، والنشطاء في مجال العمل العام. أما عبد الفتاح السيسي فيبدو أنه يعتقد أن السبب وراء سقوط نظام مبارك هو سماحه بوجود تعددية جزئية في البلاد. ولذا يلجأ إلى القمع الشديد والأدوات التشريعية وسرديات «الحرب على الإرهاب» والحصار الإعلامي (الحجب المتتالي للمواقع الإخبارية خلال الأيام الماضية) لإغلاق المساحة العامة أمام الجميع.
إزاء كل ذلك، لا يمكن استبعاد فرص اندلاع انتفاضة ديمقراطية جديدة ولا الاشتداد التدريجي لعود المعارضة السلمية التي لم تعد بذات ضعف فترة ما بعد الانقلاب.
كاتب واكاديمي من مصر

مصر… وماذا بعد كل هذا الحصار؟

عمرو حمزاوي

تراجع الإرادة السياسية وتعطيل تفعيل استخدام القانون في مواجهة المتطرفين وتصدير الآزمات للخارج

Posted: 29 May 2017 02:25 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: لا يزال الاهتمام الشعبي موجها إلى الهجمات الجوية التي قامت بها مصر ضد معاقل الإرهابيين في مدينة درنة الليبية، ردا على المذبحة التي قاموا بها وقتلوا حوالي ثمانية وعشرين من المسيحيين في صحراء مدينة المنيا في الصعيد، واتضح أنهم جاءوا من ليبيا.
كما واصلت الصحف المصرية الصادرة أمس الاثنين 29 مايو/أيار نشر تحقيقات عن الضحايا وأسرهم وأحزانهم التي أدمت قلوب كل المصريين، خاصة في هذا الشهر الكريم الذي من المفترض أن تصفو فيه القلوب. واعتياد أشقائنا المسيحيين مشاركتنا بالتهنئة ومراعاة مشاعر زملائهم المسلمين في العمل، بعدم تناول الطعام أو شرب المشروبات أمامهم. كما استمر الصراخ من الارتفاعات المستمرة في الأسعار. وقد لاحظ الرسام أنور في «المصري اليوم» أمس أن مسؤولا حكوميا قام بتوبيخ أحد موظفيه قائلا له: يعني أيه مش لاقي تاكل ولا تشرب تتعالج دي تفاصيل يا أخي بص لنص الكباية المليان أهوا الهوا اللي بتتنفسه لسه ببلاش.
وتعهدت الحكومة بزيادة المعاشات، إلا أنها لم تحدد نسبة الزيادة التي ستقررها، وأغرقت المجمعات الاستهلاكية وسرادقات «أهلا رمضان» بالسلع التي تبيعها بأسعار أرخص من التجار، لكنها تحقق فيها ربحا. ونتيجة للارتفاعات الهائلة في أسعار الياميش والحوليات فقد سارع التجار وأصحاب المحلات إلى بيع عبوات صغيرة من كل صنف لتكون في متناول الجميع. وفي الوقت نفسه تتواصل أعمال الجمعيات الخيرية في توزيع كراتين أغذية على الفقراء في القرى والنجوع والأماكن الفقيرة في المدن.
ولا تزال هناك متابعات لأعمال الأجهزة الحكومية والمحافظات في تنفيذ تعليمات الرئيس لاسترداد أراضي الدولة وإزالة المخالفات. وتنشر الصحف تفاصيل يومية موسعة عما يتم في كل مدينة. أما عن المسلسلات وبرامج التلفزيون، فلها النصيب الأكبر من الاهتمام. وهناك إقبال كبير جدا علي أداء صلوات التراويح في المساجد، والاهتمام أيضا من جانب أسر كثيرة بامتحانات الثانوية العامة التي ستبدأ في الرابع من الشهر المقبل. وإلى ما عندنا من أخبار أخرى..

الغارات على ليبيا

ونبدأ بأبرز ردود الأفعال على قتل الإرهابيين أشقاءنا المسيحيين، والرد الفوري المصري بشن غارات جوية ضد المعقل الذي جاءوا منه من مدينة درنة الليبية، وقول «الأهرام» يوم الأحد في تعليقها الذي كان عنوانه «الرد السريع»: «الرد أيضا رسالة للمجتمع الدولي الذي يتعين عليه الاضطلاع بدوره المنتظر في مواجهة الإرهاب، الذي لا يفرق بين طرف وآخر، ولا دولة وأخرى، وما تعرضت له البلدان الأوروبية في السنوات الأخيرة من هجمات إرهابية كان أحدثها في مدينة مانشستر البريطانية، يؤكد هذه الحقيقة. وكلنا نعلم أن بعض الدول الأوروبية وفرت الملاذ الآمن لبعض العناصر المتطرفة، بحجة حرية التعبير وحماية حقوق الإنسان، فإذا بهم يتحولون بمرور الوقت إلى قنابل موقوتة تهدد أمن واستقرار المجتمعات الأوروبية، وتسعى لتقويضها، سعيا خلف وهم إقامة الدولة الإسلامية. وجزء من التحرك الدولي لا بد من أن يبدأ بكشف أذرع التطرف والغلو الموجودة في القارة الأوروبية، والتصدى لها بحسم وحزم، والتنسيق الأمني بصور أفضل. وأخيرا فإنه رسالة بأن الساعين لضرب التلاحم والنسيج المصري الواحد لن يفلحوا في مسعاهم الخبيث، وأن المصريين جميعا يقفون صفا واحدا رافعين شعار «الدين لله والوطن للجميع».

الحقد الأسود

أما نقيب الصحافيين الأسبق مكرم محمد أحمد، فأكد في العدد نفسه من «الأهرام» في عموده اليومي «نقطة نور» على استحالة أن يحدث للمسيحيين المصريين مثلما حدث لهم في بعض الدول العربية وقال: «ولماذا هذا الحقد الأسود والكراهية العمياء لمواطنين مصريين مؤمنين أصحاب ديانة سماوية، اعترف القرآن بنبيهم الكريم عيسى بن مريم، وأمه العذراء أفضل نساء العالمين، إلا أن يكون الهدف تدمير الدولة المصرية، وتمزيق نسيجها الوطني الواحد، كي يسري ما جرى في العراق وسوريا وليبيا على مصر، وتسود الفوضى أرجاء الشرق الأوسط والعالم كله. أبدا لن يتكرر ذلك في مصر، لأن في مصر شعبا ذكيا واعيا يبرق معدنه ذهبا في المحن والملمات، يتبلور جماع إرادته الآن في ضرورة قطع دابر الإرهاب لا مهادنة ولا مصالحة مع أي من تنظيمات الإرهاب الآن، حتى تتوقف جرائمهم ويبعدوا أفكارهم التكفيرية الشريرة، ويمثلوا أمام حكم القانون. ولأن في مصر الآن دولة وطنية قوية تنهض من ركام الفوضى التي أعقبت 25 يناير/كانون الثاني، تقدر على الدفاع عن أمن مصر الوطني وأمن عالمها العربي، وتملك قدرة ردع كافية للرد على الأشرار والمجرمين، ولأن المجتمع الدولي بكل شعوبه غربا وشرقا يساند مصر في حربها على الإرهاب ويشد أزرها في هذه المعركة الحاسمة، التي فرضها الإرهابيون على مصر بعدوانهم المستمر على أمنها الوطني، ولأن مصر تحوز رئيسا وطنيا قادرا على المصارحة والمكاشفة، يملك شجاعة الرد على الإرهاب في الداخل والخارج ويملك قدرة المواجهة العلنية لأخطاء المجتمع الدولي».

الإرهاب ومسؤولية المجتمع الدولي

وفي «المساء» الاحد قال محمد أبو الحديد في عموده اليومي «مناوشات» مشيدا بقرار الرئيس:
«حسنا فعل الرئيس السيسي بمخاطبته الشعب في يوم وقوع الجريمة نفسه، وبعد اجتماع مع المجلس الأمني المصري المصغر واتخاذ الإجراءات والتدابير التي يتطلبها الموقف. ولعل ما
خفف من وقع الجريمة وألمها على المصريين جميعا إعلان الرئيس أنه في الوقت الذي يتحدث فيه، فإن القوات الجوية المصرية تقوم بتدمير معسكرات تدريب وتسليح الإرهابيين، التي جاء منها مرتكبو الجريمة، وهي معسكرات قريبة من مدينة «درنة» في ليبيا، بل وإعلانه عن استراتيجية مصرية جديدة في مواجهة الإرهاب ومصادره، بتوجيه ضربات عسكرية لتلك المصادر التي يأتي منها الإرهاب لمصر ويهدد وجودها، الأمن القومي المصري أينما كانت هذه المصادر داخل مصر أو خارجها، وقد سبق لمجلس الأمن الدولي في مناسبتين سابقتين أن دعا «جميع دول العالم» إلى مساعدة مصر في محاسبة من يمولون ويسلحون الإرهابيين. مصر قررت أن تكون في مركز قيادة الحرب العالمية ضد الإرهاب، بما يفرضه ذلك عليها من تضحيات وعلى المجتمع الدولي أن يقوم بدوره بمسؤولياته».

أجمل الأوطان

وإلى «الأخبار» ونقيب الصحافيين الأسبق جلال عارف وقوله في يوميات الصفحة الأخيرة:
«الآن يعرفون مدى جدية ما قالته مصر عن حتمية معاقبة الدول الراعية للإرهاب، وتصفية من يوفرون الملاذات الآمنة لعصابات القتل المنحطة، التي تدعي زورا وبهتانا انتسابها للدين الحنيف. الآن يعرف الجميع أننا لن نترك رؤوس الأفاعي تدبر وتخطط وتمول وترعى من يقتل أطفالنا، وأن الرد لن يتأخر، وأن عقابنا لن يستثني أحدا من المجرمين، ولن تأخذه الرحمة بأحد منهم. المجد للشهداء والعزة لوطن يعرف أن وحدته هي طريق انتصاره، وأن انتصاره هو ضرورة حياة، وأن حياته لا تكتمل إلا باجتثاث هذا الوباء، وبانحيازه لكل ما هو جميل وحق وخير، كما كان الأمر دائما حين تقهر مصر كل التحديات وتبني -بالدم والعرق وبالعدل والحرية- أجمل الأوطان. سلمت مصر والمجد للشهداء ولمن يثأر لهم وللوطن».

الضربات الوقائية أو الاستباقية

ولكن عبد الناصر سلامة شكك في هدف الغارات الجوية الحقيقي، بأن قال أمس الاثنين في بابه اليومي «سلامات» في «المصري اليوم»: «هل استهدف القصف فصائل أخرى؟ هل استهدف مواقع مجلس شورى مجاهدي درنة بالفعل، كما هو معلن، على الرغم من عداء المجلس الشديد لـ»داعش». هل كان القصف لحساب خليفة حفتر الذي لم يستطع مواجهة هذا الفصيل؟ أو ذاك في درنة؟ هل كان القصف لأسباب أخرى غير معلنة من بينها التغطية على كارثة الإرهاب؟ في هذه الحالة من الذي يتحمل التكلفة، وفي هذه الحالة هل سيكون القصف في الخارج هو رد الفعل على كل أزمة في الداخل، وإذا كان الأمر كذلك لماذا لم يتم قصف مثل هذه المعسكرات مبكرا انطلاقا من سياسة الضربات الوقائية أو الاستباقية، وكيف يمكن تفسير التحذير الأمريكي من عملية إرهابية، وهو الذي صدر قبل وقوع عملية المنيا بنحو 48 ساعة».
«جاهزين يا يونس؟»

أما رئيس تحرير «الأخبار» والمقرب جدا من الرئاسة ياسر رزق فنشر مقالا أمس الاثنين أعطى فيه تفاصيل ما جري بين الرئيس والقادة العسكريين قال: «جاهزين يا يونس؟هكذا سأل الرئيس عبدالفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق يونس المصري، قائد القوات الجوية. رد قائد النسور: «تمام يافندم» فقال الرئيس: «على بركة الله إدي الأمر». كان ذلك في حوالي الخامسة والنصف مساء الجمعة بعد نحو 30 دقيقة من بدء الاجتماع العسكري الأمني المصغر، الذي عقده الرئيس السيسي لتدارس الأمر، واستطلاع أبعاد الموقف، وتحديد الخيارات، ثم اتخاذ القرار في أعقاب الهجوم الإرهابي على حافلة تقل مواطنين مصريين قرب دير الأنبا صموئيل، في محافظة المنيا. قبيل الاجتماع رفيع المستوى كانت القيادة العامة للقوات المسلحة تبحث في خطط الرد، تنفيذا لأوامر الرئيس السيسي، ثم عكفت قيادة القوات الجوية على وضع خطة العمليات الجوية، لضرب معسكرات الإرهاب التي تتدرب فيها عناصر إرهابية تتسلل من الحدود مع ليبيا عبر الدروب الصحراوية لتنفيذ جرائمها في مصر. وكانت المعلومات التفصيلية من المخابرات العامة والحربية، أهم أسس تحديد المواقع والأهداف: في حدود الساعة السادسة مساء انطلقت موجات الضربة الجوية التي أمر بها الرئيس السيسي، أقلعت طائرات الاستطلاع الإلكتروني وطائرات الحماية الجوية والمقاتلات القاذفة، متعددة المهام من عدة قواعد جوية في توقيت منسق لتأكيد المعلومات عن الأهداف التي سيتم ضربها وإحداثياتها بدقة، ثم التعامل معها وتدميرها، مع الاستعداد لأي طارئ. شارك في تنفيذ الضربة الجوية ليس 6 طائرات أو 8 أو حتى 10 طائرات، كما تكهنت بعض وسائل الإعلام، بل 60 طائرة قتال، أي ما يزيد على ربع عدد الطائرات الحربية التي قامت بالضربة الجوية في افتتاحية حرب أكتوبر/تشرين الأول يوم العاشر من رمضان. لم تقتصر الضربة على 6 مواقع، كما تردد، بل استهدفت 15 موقعا. لم تتركز الضربة على منطقة واحدة في شرق ليبيا هي «درنة» حيث توجد مراكز للإرهابيين، بل شملت أيضا منطقة «الجفرة» في وسط ليبيا جنوب خليج سرت، حيث توجد معاقل أخرى للإرهاب. الأهداف المحددة للضربة شملت مراكز قيادة لتنظيمات الإرهاب ومواقع تدريب للعناصر الإرهابية ومخازن عتاد أسلحة وذخيرة وتجمعات للدبابات والمدرعات».

قتل المسيحيين

وإلى الحادث البشع الذي أصابنا بالحزن والتوتر، وهو المذبحة الخسيسة التي حدثت لأشقائنا المسيحيين وقال عنها في «الوطن» مستشارها الإعلامي الدكتور محمود خليل في عموده اليومي «وطنطن» واختار له عنوان «كثرة الأحزان»: «العملية الإرهابية التي قامت بها مجموعة من «الغيلان البشرية» ضد أوتوبيس الأطفال في صحراء المنيا تقول أشياء كثيرة، الملوثون بدماء الأطفال الذين قاموا بالعملية ليسوا مجرد مجموعة من المجرمين الذين زاغ عقلهم واعتل فهمهم للإسلام، المسألة ليست مقصورة على ذلك، بل تتجاوزه إلى ما هو أبعد وأخطر .نحن أمام مجموعة مأجورة تم تخريب نفوسها وتعمير جيوبها، قبل أن تعمر خزائن أسلحتها بأدوات القتل، القاتل الأجير وحده هو القادر والمستعد لأن يلقي بوصلته الإنسانية في أقرب مقلب قمامة، لأن نفسه خربة تتسكع فيها أباطيل الأبالسة، كيف يوجد بين المصريين هذا الصنف «المتغول» من البشر؟ مؤكد أنهم ليسوا منا حتى ولو حملوا بطاقات هوية مصرية، هؤلاء عملاء لمن يدفع لهم، بالتزامن مع مولد النبي صلى الله عليه وسلم كانت مذبحة الكنيسة البطرسية، وبالتزامن مع منتصف شهر رجب واحتفالات عيد القيامة المجيد وقعت مذبحتا كنيسة طنطا والإسكندرية، وفي اليوم الذي يستطلع فيه المصريون هلال رمضان تهدر الدماء البريئة لأطفال في عمر الزهور. البشاعة ليست في مجرد استباحة الدم البريء، ثمة وجه آخر للبشاعة يرتبط بتوقيت التنفيذ، لماذا يريد الإرهابيون أن يربط المصريون المسيحيون بين العمليات الخسيسة التي توجه إليهم واحتفالات إخوانهم المسلمين بمواسمهم وأعيادهم؟ نحن أمام مخطط كبير يستهدف، من يقف وراءه، هدفا جللا يريد أن يهد به كيان هذه الدولة، أعلم أن لحمتنا الوطنية بخير، وأن المصريين جميعا يعلمون أن هناك من يريد الإيقاع بينهم، لكن النفوس إذا كَلّت مَلّت، دعنى أكرر «النفوس إذا كَلّت مَلّت» لا بد من حل لهذه المشكلة كلنا يفهم أن الإرهاب يستطيع أن يضرب في أي وقت وفي أي مكان. التجربة العالمية تؤكد ذلك، لكن لا بد أن تتكثف الجهود من أجل إيقاف نزيف الدم لمواطنين مصريين يقتلون على الهوية. نحن نريد إجراءات حقيقية للمواجهة على الأرض تؤدي إلى محاصرة هذا الخطر الداهم الذي يهدد مجتمعنا، كثرة الأحزان وكثرة الحزن تعلم أشياء أخرى كثيرة غير البكاء».

البيئة الحاضنة للإرهاب

ومن محمود خليل في «وطنطن» إلى «المصري اليوم» وعمرو الشوبكي في عموده «معا» وقوله: «العنف الذي استهدف الأقباط في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي، على يد الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد كان عنفا عقائديا ودينيا، تعامل معهم كأهل ذمة، ليست لهم حقوق المواطنة، وعارض بناء كنائسهم وأحل أموالهم، ولكنه لم يرسل انتحاريين لتفجيرها ولم يستحل أرواحهم ودماءهم، على خلاف ما يجري الآن على يد تنظيم «داعش» الذي تراجع المكون العقائدي في صياغة الموقف العدائي من المسيحيين (من دون أن يختفى بالطبع) لصالح التعامل معهم باعتبارهم جماعة سلطة، وأحد أذرع النظام الحاكم السياسية. والمؤكد أن مسلسل قتل الأقباط بدأ عقب بث شريط «داعش» منذ 6 أشهر، وأعلن فيه استهداف المسيحيين بشكل واضح، ونشر خطابا تحريضيا على مواقع التواصل الاجتماعي، لم يشر فيه لمفاهيم أهل الذمة التي تبنتها الجماعات الجهادية في سبعينيات القرن الماضي، بل تعامل معهم باعتبارهم فئة سياسية باغية، قبل أن يكونوا طائفة دينية يجب اضطهادها. معركة مصر مع الإرهاب الجديد ليست بالأساس مع التنظيمات، إنما مع البيئة الحاضنة لهذا الإرهاب، فالأمن والقوة المسلحة قادران على كسر شوكة التنظيمات الإرهابية، مثلما جرى في مصر مرات عديدة، على عكس البيئة الحاضنة التي تنتعش بالمظالم وانعدام الرؤية السياسية وإهدار دولة القانون والتهميش الاجتماعي والاقتصادي (والمذهبي في العراق مثلا) وللأسف نحن نتجاهل حتى هذه اللحظة كل هذه التحديات وعلينا ألا نتوقع نجاحا في حربنا ضد الإرهاب».

قصور أمني

أما فهمي هويدي فوجه انتقادات معقولة لما اعتبره قصورا أمنيا وكذلك قصورا من جانب الأقباط الذين نظموا الرحلة، وهو ما أوضحه في مقاله في «الشروق»: «أدري أن ثمة سؤالا ينبغي أن يطرح بخصوص مدى كفاءة الاحتياطات الأمنية التي مكنت الجناة من تحقيق مرادهم، ويقترن التساؤل بالدهشة، حين نلاحظ أن بعض السفارات الأجنبية (الأمريكية مثلا) كانت قبل أيام معدودة قد حذرت رعاياها من احتمال وقوع حوادث إرهابية، وهو ما لم تكترث به الجهات المعنية، الأمر الذي أدى إلى خروج حافلتي الأقباط، التي أقلت نحو مئة شخص في رحلتهم التقليدية صبيحة الجمعة بغير حراسة إلى دير الأنبا صموئيل، المقام في جوف الصحراء على بعد 250 كيلومترا، فتصيدهم المتربصون، وجرى ما جرى. وسواء قصرت مطرانية الأقباط في إبلاغ الأجهزة الأمنية بالرحلة، أو أن تلك الأجهزة لم تأخذ على محمل الجد رسالة استهداف الأقباط في مصر، التي أعلنها «داعش»، بالتالي لم تر ضرورة لحماية الرحلات التي يقومون بها للأديرة، فالشاهد أن ثمة ثغرة أمنية استعملها الجناة لارتكاب جريمتهم. خلال السنوات الثلاث الماضية ظل التعامل مع العمليات الإرهابية يتم من خلال التعبئة الإعلامية والسياسية والإجراءات القانونية والقضائية، فاعتبر الخلاف السياسي إرهابا وتم دمج المعارضين ضمن الإرهابيين، وأدرج التظاهر السلمي ضمن القائمة وترتب على ذلك أن السجون امتلأت بالنزلاء، وتم التوسع في الحبس الاحتياطي، وفي الأحكام أمام القضاء المدني والعسكري، وأعلنت الطوارئ وعدلت القوانين حتى أصبحت أكثر تشددا، حتى الجمعيات الأهلية تعرضت للمصادرة والتنكيل، كما أطلقت أيدي الأجهزة الأمنية التي مارست ما لا حصر له من انتهاكات سجلتها التقارير الحقوقية، وفي الوقت ذاته رفع شعار تجديد الخطاب الديني الذي استخدمه البعض للهجوم على التراث، وتحول إلى ميدان للتنافس على الانتقاد والتجريح من جانب البعض، وتخلله التزلف وممالأة السلطة من جانب البعض الآخر».

الحلول الرخوة

وفي «المقال» قال هشام يحيى أمس الاثنين: «أكثر ما يدعو للتأمل والتعجب والدهشة، أن الدولة المصرية قادرة علي ردع التطرف والارهاب في ليبيا والتهديد بأنها تمتلك الإمكانات لتوسيع المواجهة مع العناصر الارهابية، في أي مكان خارج الحدود المصرية. وفي المقابل تجد صوت الدولة يكاد يختفي ولا تمتلك القدرة نفسها على المواجهة في المنيا، بشكل خاص وصعيد مصر بشكل عام، بل تكتفي بعض الأصوات المحسوبة على النظام في الإعلام بالشجب والإدانة وإصدار البيانات الهشة. لا أحد عاقل يمكن أن يطالب بحلول عسكرية في المناوشات الطائفية، التي تحدث في قرى الصعيد، ولكننا فقط نتعجب من تراجع الإرادة السياسية للحل الجذري والتعطيل المتعمد في تفعيل استخدام القانون في مواجهة المتطرفين، واستمرار النهج القديم الذي ثبت فشله من خلال الحوارات الرخوة والجلسات العرفية، وتقبيل اللحى، إذ كان ضروريا تصفية مراكز التدريب في ليبيا وغيرها من الدول التي تحضن الإرهاب، لابد أن تبدأ التصفية من الداخل وان نمتلك شجاعة طرح سؤال عن الفروق في الفكر بين الإرهابي الذي أجبر ضحايا أتوبيس الدير، العزل على نطق الشهادتين قبل أن يطلق عليهم الرصاص بقلب بارد ومشاعر ميتة، وبعض أهل قرية كوم اللوفي في المنيا الذين اعتدوا على المسيحيين وحرقوا بيوتهم ومنعوهم من إقامة صلواتهم وشعائرهم، الإجابة، الاثنان واحد تربوا في مدرسة واحدة وشربوا من وعاء تكفيري واحد، وسط مناخ طائفي مهيأ لنمو هذه الأفكار الشيطانية. كوادر الإرهاب الموجودة في ليبيا وغير ليبيا، ولا يمكن أن ننسى الخلايا النائمة التي خرجت علينا قبل رمضان بيوم بمشهد أكشن أقوى من كل مسلسلات رمضان».

مسلسلات رمضان

وإلي المعارك والردود المتنوعة حول مسلسلات رمضان والتي سيبدأها معنا صلاح سعد المشرف علي صفحة الفن في «الأخبار» في عموده «بقلم مصري» بقوله إن التلفزيون يستطيع المنافسة بأعماله القديمة: «أصبحت الدراما كالسلعة التي تخضع لمقاييس العرض والطلب وآليات السوق، التي تحبذ أعمال المغامرات والأكشن والقتل والدماء والأمراض النفسية والمقالب الهابطة، وبالتالي لم يعد هناك مكان للدراما الدينية في خطط الإنتاج الخاص، بعد انسحاب التلفزيون من الساحة، في ظل أزمته المالية. ولكن التلفزيون قادر على أن يستعيد بريقه في هذا الشهر الكريم، من خلال تراثه القديم، ومنها بطبيعة الحال الأعمال الدينية التي حققت نجاحات كبيرة مثل «محمد رسول الله» هذا العمل الضخم الذي تم تقديمه في أكثر من جزء للمخرج الراحل أحمد طنطاوي، وهناك أيضا الدراما الاجتماعية وغيرها من الكنوز الرمضانية الأخرى، فهي تكفي وتزيد لجذب عيون المشاهدين، لكي يستعيدوا ذكريات زمن الفن الجميل، الذي كان بحق فنا يستحق المشاهدة. باختصار ما في جعبة التلفزيون من تراث يغنيه عن سؤال اللئيم عن أعمال يعرضها على شاشته من إنتاج الغير ووقانا الله شر الحاجة».

وفاة السيدة فاطمة

وبمناسبة رمضان فقد نشرت «الأهرام» أمس الاثنين في صفحتها الرابعة عشرة التي تخصصها للمقالات والتحقيقات عن شهر رمضان ويشرف عليها محمد عبد الخالق، فقرة تحت عنوان «حدث في رمضان» عن وفاة السيدة فاطمة جاء فيها: «وفاة السيدة فاطمة في الثالث من شهر رمضان سنة إحدى عشرة للهجرة الموافق 21 نوفمبر/تشرين الثاني 632م تُوفيت السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول «صلى الله عليه وسلم» وزوج علي بن أبى طالب «رضي الله عنه» وأم سبطى الرسول الحسن والحسين «رضى الله عنهما». ودفنت في البقيع ليلا وعن هذا قال ابن كثير: وبعد النبي بستة أشهر توفيت ابنته فاطمة رضي الله عنها، وتكنَّى بأم أبيها، وقد كان – صلوات الله وسلامه عليه – عهد إليها أنها أول أهله لحوقا به، وقال لها مع ذلك: «أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة»، وكانت أصغر بنات النبي على المشهور، ولم يبق بعده سواها. وهي أم حفيديه الحبيبين إلى قلبه الحسن والحسين. حادثة التحكيم: في الثالث من شهر رمضان عام 37هـ الموافق 11 فبراير/شباط 658 م عُقِدَ التحكيم بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان «رضي الله عنهما» والذي حدث بعد موقعة الجمل وبين جند علي من ناحية وبني أمية وعائشة وطلحة والزبير من ناحية أخرى في شهر شعبان عام 36هـ وبعد موقعة صفين في محرم عام 37هـ بين جند علي ومعاوية، وقد اقترن بالتحكيم ظهور الخوارج واستيلاء معاوية على مصر. رضي الله عن الصحابة أجمعين».
استرداد أراضي الدولة

وإلى الحملات المستمرة لاسترداد أراضي الدولة وإزالة التعديات عليها، حيث فاجأنا سليمان جودة في عموده اليومي في «المصري اليوم» (خط أحمر) بانتقاد قيام الدولة بإزالة فيلا رئيس الوزراء في عهد مبارك أحمد نظيف وفيلا وزير الثقافة فاروق حسني بأنه عمل انتقامي من عهد مبارك وقال: «أحسست وأحس كثيرون مثلي أن هدم فيلا أحمد نظيف ليس الهدف منه إزالة تعديات على أرض دولة، بقدر ما هو ضرب نظيف باعتباره رمزا من رموز نظام مبارك، مع أن الرجل تم ضربه بما فيه الكفاية، وإلا فهل يعلم الرئيس أن الفيلا ورثها نظيف عن أبيه هو وإخوته، ولم يضع فيها طوبة طوال وجوده في السلطة؟ أحسست وأحس كثيرون معي أن هدم فيلا فاروق حسني على النيل، ليس الغرض منه إزالة تعديات على أملاك دولة ولا على النيل، بقدر ما هو التشهير بفاروق حسني للسبب نفسه، وإلا فهل يعرف الذين شوهوها أنه باعها من سنين، وأن أوراقها مستوفاة بنسبة مئة في المئة، وأن الذي اشتراها لم يكن ليجرؤ على أن يدفع فيها مليما، ما لم يكن على يقين بأن الذي بناها قد راعى القانون تماما واستوفى أوراقها كاملة؟ ما الذي سوف يقوله صاحبها المستثمر العربي الذي لا أعرفه، إذا ما سأله أحد عن رأيه في الاستثمار في بلدنا؟ ما الذي سيقوله وهو يرى بعينيه أن التتار قد بعثهم الله من القرن الثالث عشر ليهجموا على مبنى يملكه في مصر في القرن الواحد والعشرين؟».

الكذب يكشفه الواقع

أما عن استمرار الحملات التي تقوم بها كل أجهزة الدولة لاسترداد الأراضي المنهوبة وإزالة المخالفات، فقد حذر أمس الاثنين في «الجمهورية» حمدي حنظل في عموده «همس النيل» المسؤولين من إخفاء الحقائق أو التلاعب في الأراضي المستردة وقال: «الأجهزة ومعها المواطنون سوف يتابعون ماذا سيتم في هذه المساحات المستردة، وهل نستردها من أيدي من اغتصبوها كي نعيدها سهلة سلسلة لأيدي آخرين لا يستحقونها؟ أم أننا سوف نسارع فنقيم عليها المشروعات ونحيطها بأسوار الحماية ورجالات الحراسة.
مرة ثانية وثالثة وعاشــــــرة أحــــذر محافظيــــنا وكبار المسؤولين من إعلان بيانات وردية عن جهود وإنجازات لم تتحقق فإذا كان الكذب منجيا فالصدق أقصر وأنجح الطرق للنجاة. أقول إن إعلان الحقائق وما يتم على أرض الواقع من جهود فعلية مهما ضمت من ضعف أفضل مليون مرة من كذب يكشفه الواقع وتفضحه الحقائق، فالحقيقة التي يجب أن نعيها جميعا أن زمنا جديدا يولد، الحقيقة فيه هي السيد والشعب فيها هو الملك ولن يمر تقصير بغير حساب اللهم قد بلغت اللهم فاشهد».

مشاكل وانتقادات

وإلى المشاكل والانتقادات وحالة الطبقة المتوسطة والفقيرة، التي تزداد تدهورا بسبب الارتفاعات المستمرة في الأسعار، وقال عنها يوم الأحد في «الأهرام» مريد صبحي في بروازه «كلام والسلام»: لاحديث للشارع المصري سوى عن «توحش الأسعار» فهو حديث الحرمان والألم، فقد تحولت الأسعار إلى «غول» مخيف يصل إلى حد إرهاب الأسر الفقيرة والمعدمة، بعد أن تلاشت الطبقة المتوسطة، وانزلقت إلى مستوى الفقيرة التي تكاد تدبر احتياجاتها اليومية «بالعافية».
وليت «غول» الأسعار يتوقف رحمة «بالغلابة»، ولكن يبدو أنهم سوف يصبحون وقودا لانتهازية «وجشع التجار»، فماذا نحن فاعلون لحماية هؤلاء فشبكات الحماية الاجتماعية لم تعد كافية أمام جنون الاسعار والانفجار السكاني، مع انصراف المشتغلين بالدين إلى «تكفير الآخرين» سعيا وراء مغانم دنيوية وسياسية، من دون التحدث إلى الناس في شؤون دنياهم وتدبير أمور حياتهم، وفقا لظروف المجتمع وضروراته في بلد فقير لا ينتج ما يأكله، فضلا عن توحش الرأسمالية الطفيلية، دون الاكتراث بمعاناة الفقراء.
صحيح أن الدولة تحاول جاهدة دعم هؤلاء لملء بطونهم الخاوية، بتوفير السلع الضرورية بأسعار مخفضة، ولكن «سعار» المتاجرين بقوت الشعب يلتهم جهود الحكومة، قبل أن يشعر الفقراء بإلاشباع، فقد توسعت الحكومة في إقامة معارض «أهلا رمضان» كما اتفقت مع السلاسل التجارية الكبرى على عرض السلع بأسعار مخفضة، ولكن كل ذلك يضيع سدى مع تكالب «الدلالات» وتجار السوق السوداء على سحب هذه السلع قبل وصولها للمستهدفين بها، وهنا أتساءل لماذا لا تؤمن الأجهزة المعنية «قوت الغلابة؟ وأين شرطة التموين من ذلك؟ ولماذا تقف موقف المتفرج من سارقي طعام البسطاء، فالأمن الغذائي لهؤلاء وقاية للمجتمع من أمراض الجريمة والانحراف الأخلاقي والفساد المالي، فالجائع لا تطعمه تصريحات مسؤول ولا تشبعه كلمات «شو إعلامي» فهو لن يسمع الا بعد أن «يأكل».

200 مليون نسمة

وأمس الاثنين خصصت «الأهرام» تعليقها في الصفحة الثالثة عن خطورة الزيادة السكانية الهائلة في مصر التي ستصل إلى مئتي مليون وقالت: «تتخوف الحكومة من عدم القدرة على تحقيق رؤية مصر 2030 إذا ما استمرت معدلات تزايد السكان على حالها، ودق وزير التنمية المحلية ـ في تصريحات كاشفة ـ ناقوس الخطر من أن يصل عدد السكان إلى 200 مليون نسمة إذا استمرت الزيادة بلا ضوابط. ووفقا لماجد عثمان الرئيس التنفيذي لبصيرة فسوف نصل إلى 100 مليون بحلول عام 2020 وأوضح عثمان أن هناك تحديات سكانية في مصر، وأنه بعد حالة الثبات في معدلات الإنجاب (ما بين 1995 – 2015) فقد تحولت إلى منحنى صاعد بعد 2015، حيث كسرنا حاجز مليوني مواطن في العام، ولم يعد خافيا تأثير التيار المحافظ في المجتمع، الذي يؤثر بالسلب في قضية السكان. كما أن تأثير الزيادة السكانية بات واضحا للعيان حيث إنه يلتهم ثمار معدلات النمو ويفرض تهديدا للأمن القومي المصري. ومن الأمور الظاهرة للعيان أن قدرة الاقتصاد على توليد «وظائف جديدة» بل تلبية احتياجات المواطنين ليست بالقدر الكافي الذي يواكب هذا النمو المتسارع في المواليد».

تراجع الإرادة السياسية وتعطيل تفعيل استخدام القانون في مواجهة المتطرفين وتصدير الآزمات للخارج

حسنين كروم

«هيومن رايتس واتش» تحث بغداد على معاقبة مرتكبي انتهاكات في الموصل كشفتها مجلة ألمانية

Posted: 29 May 2017 02:25 PM PDT

الموصل ـ «القدس العربي» :حثت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، المعنية بحقوق الانسان، الحكومة العراقية، على محاسبة منفذي الانتهاكات التي ارتكبتها قواتها الأمنية خلال معركة الموصل، ووثقتها مجلة «دير شبيغل» الألمانية في فيديوهات وصور، سربت من قوات الرد السريع.
 واعتبرت المنظمة أن «شرعية الحكومة متوقفة على احترام القانون والقضاء وعليها اقناع السُنة بانها تمثل خياراً افضل من داعش».
وبينت أن «الفيديوهات والصور التي تظهر تعذيب مناصرين لداعش على يد قوات عراقية مألوفة لدرجة غريبة ومخيفة في تاريخ العراق الحديث المأساوي حيث تعرض العديد من المواطنين لأبشع الاعتداءات على يد مقاتلين تابعين لجهات مختلفة».
وأضافت أن «الأشخاص الذين يمارسون التعذيب الذين أظهرتهم الفيديوهات الأخيرة قد تعلّموا من سابقيهم من حقبة صدام، كما يقلّدون داعش نفسه، حيث أجبر الجنود بشكل غريب، أحد المحتجزين على إلقاء قسم الولاء لزعيم داعش قبل قتله حسب الصور».
وحسب المنظمة، «هذه الفيديوهات ليست الدليل الوحيد على انتهاكات قوات الأمن العراقية في معركتهم ضد «الدولة»، حيث وثقت «هيومن رايتس ووتش»، «العديد من الانتهاكات المختلفة والخطيرة لحقوق الإنسان، من عمليات إعدام جماعية لمقاتلين يُشتبه في انتمائهم لداعش وحالات احتجاز في ظروف مهينة وأعمال عقاب جماعية لأقرباء مقاتلي داعش، بما في ذلك هدم المنازل والتهجير القسري، وكذلك الاحتجاز التعسفي لأكثر من ألف مواطن هُجِّروا بسبب القتال في معاقل «الدولة». وذكرت المنظمة، أن «الحكومة العراقية عليها إدراك أن الحصول على دعم جميع العراقيين، خاصة السنّة، يحتّم عليها إقناعهم بأنها تمثّل خيارا مختلفا وأفضل. كما تتوقف شرعية الحكومة، في نهاية المطاف، على اثبات احترامها لسيادة القانون والقضاء ومحاسبة الفظاعات التي ارتكبتها قواتها الأمنية، كالتي تُظهرها الفيديوهات».
وأثارت الوقائع الموثقة التي كشفتها مجلة «دير شبيغل» حول انتهاكات القوات العراقية ضد المدنيين موجة من الغضب والاستياء بين اهالي الموصل.
وقال أبو حميد، في سكان المدينة، لـ «القدس العربي»، إن «الانتهاكات موجودة وتحصل بشكلٍ يومي، ولكن كل من يتعرض لهذه الانتهاكات يضطر للسكوت لأن الكلام عنها يعرضه هو وعائلته للقتل من قبل الميليشيات».
وأضاف: «شخصياً تعرض لأبشع انواع التعذيب بسبب الاشتباه باسمي فقط، وقد مكث في المعتقلات أربعة أشهر تعرضت فيها لشتى انواع التعذيب الجسدي والنفسي، ليتم إطلاق سراحي بعد تأكدهم من عدم انتمائي لتنظيم «الدولة». وتابع: «من الضروري جداً فتح تحقيق ومعاقبة كل من ورد اسمه في التقرير وإنزال أقسى العقوبات بحقهم».
فراس، قال لـ «القدس العربي»، «يجب أن لا تمر هذه الحادثة دون عقاب، وأن يتم فتح تحقيق ويحال الجناة إلى محكمة عسكرية وينفذ بهم القصاص العادل، لأن تصرفهم يسيء إلى المؤسسة العسكرية».
وتابع: «هذه الجرائم تدعم التنظيم فقط، ونحن مجتمع إسلامي وجرائم الاغتصاب تعتبر فيه من أبشع الجرائم التي يحرمها الشرع والعرف».
وأضاف: «هذا ما تم رصده في الإعلام، ولكن ما خفي كان اعظم». يذكر أن مجلة «دير شبيغل» الألمانية، قد نشرت قبل أيام صوراً وبثت، على موقعها الإلكتروني، فيديوهات تظهر عناصر من قوات الشرطة العراقية، وهم يقومون بعمليات قتل وتعذيب لمواطنين.

«هيومن رايتس واتش» تحث بغداد على معاقبة مرتكبي انتهاكات في الموصل كشفتها مجلة ألمانية

أكرم القاسم

ناشطون سوريون يطلقون حملة «زين تحرف الحقيقة» بعد نشر شركة اتصالات دعاية للنظام

Posted: 29 May 2017 02:25 PM PDT

حلب ـ «القدس العربي»: أطلق ناشطون سوريون حملة إعلامية ضد شركة الاتصالات المعروفة «زين» بعنوان «زين تشوه الحقيقة» عبر مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و»تويتر»، وذلك على خلفية الدعاية التي نشرتها الشركة مع بداية شهر رمضان المبارك، حيث اتهم النشطاء الشركة بالتلاعب بالقضية السورية من خلال محاولة طمس الحقيقة وتبرئة نظام الأسد من الجرائم التي راح ضحيتها أكثر من 500 ألف مدني منذ بداية الحراك الثوري في سوريا.
ويقول الناشط الإعلامي عبد الله قويدر، إن «الحملة جاءت من قبل نشطاء الثورة السورية بعدما نشرت شركة الاتصالات زين دعاية منافية للحقيقة وأظهرت الطفل عمران أنه ضحية تنظيم «الدولة»، بينما الحقيقة يعرفها الجميع وقد نقلتها مختلف الوسائل الإعلامية العالمية وأكدت ان منزل عمران تعرض لقصف من قبل طائرات نظام الأسد على حي القاطرجي في عام 2016».
وشدد قويدر في لقاء مع لـ «القدس العربي» على مطالب الحملة التي تتضمن «سحب الدعاية المنافية للحقيقة والاعتذار لعائلة الطفل عمران والشعب السوري بعد محاولة تشويه صورة الثورة السورية وتحسين صورة نظام الأسد واستغلال صورة الطفل عمران التي حصلت على تعاطف كبير في مختلف أنحاء العالم».

المساواة بين الجلاد والضحية

ويرى الناشط السياسي درويش خليفة ان «دعاية شركة زين للاتصالات أثارت حفيظة السوريين المعارضين بمساواة الجلاد بالضحية عبر ادراج شخصية شبيهة بالطفل عمران الذي تعرض حيه كرم القاطرجي بحلب للقصف في آب/أغسطس من العام الماضي من قبل النظام المحتل للسلطة في دمشق والذي راح ضحية قصف الحي ما يقارب الخمسة عشر حلبياً آنذآك».
وأبدى استغرابه من «استغلال شركة اتصالات خدمية لضحايا الإرهاب الأسدي في دعايتها والترويج لعروضها عوضاً عن دعمهم وتقديم الدعم النفسي لهم عبر برامج تؤهلهم للعودة لحياتهم الطبيعية كأطفال العالم جميعاً».
وشدد خليفة على أن «استغلال الدعاية سياسياً يعتبر قمة الانحطاط الاخلاقي وعلى الشركة الاعتذار من الشعب السوري وأيقاف ما اقترفته أيديهم على الفور بعد الموجة التي تلاحقهم عبر مواقع الواصل الاجتماعي واعتماد هاشتاغ #زين_تشوه_الحقيقة».
أما الناشط في مجال الثورة السورية حمزة عزو فقال، «إن الشعب سوري كان ولا يزال ضد الإرهاب بمختلف مسمياته وفي مقدمتها إرهاب الدولة الذي تجرع مرارته الشعب السوري لأكثر من أربعين عاماً تحت وطأة حكم عائلة الأسد، وكذلك إرهاب الجماعة المتطرفة الذي تم إيجاده بعد قيام الشعب بثورته ضد حكم الأسد الإرهابي، حيث كانت هذه الجماعات المجرمة لمساعدة الأسد في إجرامه من أجل إعادة الشعب إليه طائعاً ذليلاً».
وأضاف لـ «القدس العربي»، «عندما تابعت الدعاية الإعلانية لشركة الاتصالات زين، وددت لو انه إعلان راقٍ ينبذ الإرهاب ويظهر الجانب المشرق من إرثنا الديني الذي نعتز به ونفتخر، ولكنني صدمت عندما شاهدت استغلال كلمات المظلومين من أجل دعم المجرمين، حيث وصلنا إلى مرحلة يمتهن فيها إنسانية الإنسان ويدنس فيها براءة الطفولة التي قتلها بشار الأسد بإرهابه» وفق تعبيره.
ويرى عزو أن «الدعاية الإعلانية استغلت معاناة الأطفال السوريين التي بدت للوهلة الأولى وكأنها تنبذ الإرهاب إلا أنها في الحقيقة دعمت الإرهابي الأول، وقامت باستغلال معاناة الطفل عمران الذي تم قصف منزل من قبلت طائرات الأسد التي قتلت اخاه كما قتلت الالاف من الأطفال الأبرياء، حيث يبدو ان المقصود من هذا الإعلان هو دعم الإرهاب لا محاربته والتستر عليه لا كشفه».
الجدير بالذكر أن الطفل عمران الذي ظهر في الدعاية الإعلانية لشركة الاتصالات زين كان قد خرج من تحت الأنقاض بعد تعرض حي القاطرجي في مدينة حلب لقصف جوي من قبل طائرات النظام السوري والروسي في شهر آب/ أغسطس لعام 2016، حيث ظهر الطفل عمران الذي يبلغ من عمره 5 سنوات جالساً بهدوء، ووجهه مغطى بالغبار والدماء، في مقعد سيارة الإسعاف يتحسس جراحه وبالكاد يفتح عينيه، ولا يدرك ما يدور حوله.

«سأخبر الله بكل شيء»

ويصور الإعلان ومدته ثلاث دقائق رحلة مفجر انتحاري، تبدأ بتجهيزه لحزامه الناسف وخروجه لتنفيذ عمليته، في تجربة يواجه خلالها ضحايا تفجيرات وهجمات واعمال عنف اخرى، قبـل ان يعـود عن قـراره.
«سأخبر الله بكل شيء، بأنكم ملأتم المقابر بأطفالنا»، عبارة يقولها طفل في بداية الإعلان بينما يقوم المفجر بتجهيز الحزام. وتبدأ مواجهة المفجر مع ضحايا اعمال العنف في حافلة بدت متضررة جراء تفجير، ثم في ساحة مفتوحة، وبعدها في مدرسة، ومسجد.
ويعرض الإعلان مشاهد من تفجيرات اوقعت عشرات القتلى والجرحى في العراق والكويت والأردن والمملكة العربية السعودية خلال السنوات الماضية تبنتها جماعات متطرفة على رأسها تنظيم الدولة الإسلامية. وظهر في الإعلان أشخاص اصيبوا في هذه التفجيرات.
وينتهي الإعلان برسالة إيجابية، حيث يحضر المفجر ومجموعة من الأطفال وضحايا تفجيرات حفل زفاف على وقع أغنية يؤديها الفنان الإماراتي حسين الجسمي، قبل ان تظهر عبارة «كلما يفجرون كرهاً، سنغني حباً».
وإضافة إلى المليونين و300 الف مشاهد على «يوتيوب»، شارك أكثر من اربعة آلاف شخص الإعلان على صفحاتهم في «فيسبوك»، بينما قام عشرات المغردين بنشره في «تويتر».

ناشطون سوريون يطلقون حملة «زين تحرف الحقيقة» بعد نشر شركة اتصالات دعاية للنظام

عبد الرزاق النبهان

روايتان متناقضتان حول ما حدث بين ترامب وعباس داخل الغرفة الموصدة في بيت لحم

Posted: 29 May 2017 02:24 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: ادعت القناة الإسرائيلية الثانية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبخلاف اللقاء المعلن مع المصافحة والابتسامات أمام الكاميرات، قد هاجم داخل الغرفة الموصدة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) واتهمه بخداعه.
وبالتزامن كشف أن الكونغرس سيحتفل الأسبوع المقبل بـ «توحيد شطري القدس المحتلة».
وذهبت القناة الى حد القول نقلا عن مصدر أمريكي وصفته بالمطلع، «إن الغرفة الموصدة شهدت دراما حيث بادر ترامب وبصوت مرتفع الى القول مخاطبا الرئيس عباس: أنت غررّت بي خلال لقائنا في واشنطن. تحدثت معي عن السلام لكن الإسرائيليين أطلعوني على قيامك أنت شخصيا بدعم التحريض». ونقلت القناة عن المصدر الأمريكي قوله إن الطاقم الفلسطيني المشارك داخل الغرفة أخذته الدهشة، وإن اللقاء بين الرئيسين بقي مشحونا حتى نهايته، مشيرة الى أنها لم تجد مصدرا آخر يعزز مصداقية ذلك.
ونقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» المقربة من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن مصدر رفيع في ديوان الرئيس عباس تفاصيل أخرى عن اللقاء الذي «بدأ في أجواء إيجابية وسرعان ما وصل لأجواء صعبة بعد اتهام ترامب لعباس بدعم التحريض والإرهاب بدفع الرواتب للأسرى». وحسب المصدر فقد أوضح ترامب للرئيس عباس انه لا يمكنه تجاهل «التحريض في جهاز التعليم الفلسطيني ودفع الرواتب للمخربين»، وفي الوقت نفسه طرح شروطا تمنع أي إمكانية للتقدم في العملية السلمية.
كما قال المسؤول ان ابو مازن رد على ترامب قائلا»في الماضي كانت هناك لجنة مشتركة للسلطة واسرائيل عالجت مسائل التحريض في الجانبين، لكن اللجنة لم تجتمع منذ سنوات، أما رواتب الأسرى فتحولها دائرة الأسرى بواسطة صندوق في منظمة التحرير وليس بواسطة الحكومة الفلسطينية».

ترامب فقد صبره

وحسب أقوال المسؤول الرفيع فإن ترامب فقد صبره وقاطع ابو مازن وهو يضرب بقبضة يده على الطاولة ويوبخه: «انت تتحدث عن مدى رغبتك بالسلام، وعمليا لا يوجد لذلك أي تعبير. الإسرائيليون عرضوا أمامي إثباتات على أنك ضالع شخصيا في التحريض، تشجع المس باليهود وتدفع لهم تعويضات. ليس هكذا يتصرف من يريد التوصل الى السلام. عندما كنت في واشنطن عرضت أمامي صورة مختلفة تماما لكل ما يتعلق بجهودك لاستئناف المفاوضات والعملية السلمية، لكن شعوري هو انك خدعتني».
ويدعي المسؤول الفلسطيني انه في هذه المرحلة من المحادثة قال ترامب لعباس ان سلوك الإدارة الامريكية في موضوع الصراع سيكون مختلفا تماما خلال ولايته، وأنه في ضوء حقيقة أن فرص التقدم حسب مخطط الدولتين ضعيفة، فإن ترامب يريد دفع أفكار أخرى، وعلى رأسها خطة إقليمية تقوم على المبادرة العربية للسلام، في المقابل التقدم في المسألة الفلسطينية بواسطة المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين.
وحسب المسؤول الفلسطيني فقد قال ابو مازن لترامب إن الفلسطينيين يصرون على معارضة أي خطة سياسية لا تشمل أولا المسألة الفلسطينية، فرد عليه الرئيس ترامب بأنه خلال زيارته الى السعودية قيل له بشكل واضح من قبل قادة دول عربية، ومن بينها مصر والأردن ودول الخليج، إنهم سيدعمون خطوة إقليمية إذا قدمت الولايات المتحدة ضمانات بأن هذه الخطوة لن تمس بالمصالح الفلسطينية وإنما تساعد على دفعها.

فترة أوباما

وقال السفير الأمريكي السابق في تل أبيب دان شبيرو، لإذاعة جيش الاحتلال أمس، إنه في فترة الرئيس باراك أوباما أيضا تمت محادثات صعبة مع رئيس السلطة الفلسطينية. وتابع «لا أستطيع القول إنه لم يحصل بالماضي أن أحدا لم يرفع صوته خلال مثل هذه اللقاءات ولكن بشكل عام ظلت هذه محادثات مهنية».
من جهة أخرى أوضحت الإذاعة نقلا عن مصادر إسرائيلية مطلعة أن نتنياهو كرر على مسامع ترامب الادعاء بأن الجانب الفلسطيني يرفض الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية. مشيرة الى أن نتنياهو أبقى الكثير من مضامين اللقاء مع ترامب قيد الكتمان ولم يشرك حتى المجلس الوزاري المصغر بكل تفاصيله.
وعقب عضو الكنيست السابق طلب الصانع المقرب من السلطة الفلسطينية على ذلك بنفي احتمالات ما ذكر حول اللقاء المشحون بين ترامب وعباس في بيت لحم. وقال للإذاعة ذاتها إنه لا يعقل أن يكون ترامب الذي كال المديح والثناء للرئيس عباس خلال زيارته للبيت الأبيض، ويعود بعد أسبوعين ليقول له «خدعتني». وأضاف «لم يشهد اللقاء المذكور صراخ ترامب على عباس».
يشار الى أن الرئيس ترامب، لخص زيارته للشرق الأوسط وأوروبا، بشعور من الرضا، لأنه تمكن من تحقيق تقارب بين الإسرائيليين والفلسطينيين، حسب رأيه، وقال إن قادة الجانبين وعداه بالعمل من أجل دفع العملية السلمية.
إلى ذلك كشف في إسرائيل أمس أن الكونغرس الأمريكي يستعد أيضا للاحتفال بما يعرف بـ «يوم القدس» وبالذكرى الخمسين لـ «توحيد القدس»  في الأسبوع المقبل. والحديث يدور عن مبادرة لرئيس البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) يولي إدليشطاين والسفير الإسرائيلي في واشنطن رون ديرمر. فقد توجه إدليشطاين وديرمر معا  لرئيس الكونغرس فول راين بطلب لتكريم «عاصمة إسرائيل» وأداء التحية لها. وأمس أبلغهما راين باستجابته للطلب، مشيرا الى أن الاحتفالية ستتم في السابع من يونيو/ حزيران المقبل، يوم احتلال اسرائيل للشطر الشرقي في 1967. وسيشارك في الاحتفالية مئات من أعضاء الكونغرس وستبث بالفيديو كونفرنس للكنيست الذي سيشهد بالتزامن احتفالية مماثلة يقدم فيها نتنياهو وإدليشطاين خطابين يتم بثهما بالطريقة ذاتها مباشرة لواشنطن. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس عن السفارة الإسرائيلية في واشنطن قولها إنها ما زالت تأمل في أن يشارك الرئيس ترامب بالاحتفالية ويقدم خطابا في الكونغرس. ونقلت عن إدليشطاين قوله إنه منفعل إزاء استعداد الكونغرس للاحتفال بتوحيد شطري القدس، معتبرا ذلك رمزا لمتانة العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة.

إصغوا لمحمود عباس

وفي سياق متصل دعت صحيفة «هآرتس» في افتتاحيتها أمس الإسرائيليين للإصغاء للرئيس عباس بعدما أكد على أن الباب ما زال مفتوحا أمام تسوية الدولتين. واقتبست الصحيفة خطاب الرئيس عباس على مسامع المتظاهرين في تل أبيب من أجل السلام ليل السبت. وقالت «هآرتس» انه لا يمكن تجاهل هذه الكلمات: فهي تعكس بصورة واضحة، حادة ودقيقة ليس فقط طموحات الشعب الفلسطيني وإنما طموحات كل مواطن اسرائيلي مناصر للسلام ويريد العيش في دولة طبيعية.
وخلصت الى التساؤل: وفي ضوء التصريح الحالي للرئيس الفلسطيني، يجب على كل مواطن اسرائيلي سؤال نفسه، لماذا بدلا من إعادة مد اليد الى الزعيم الفلسطيني المعتدل يفضل نتنياهو وحكومته مواصلة سياسة الرفض التي يتزايد تضخم ثمنها؟

روايتان متناقضتان حول ما حدث بين ترامب وعباس داخل الغرفة الموصدة في بيت لحم

وديع عواودة

الجزائر: حزب الوزير المقال بعد يومين من تنصيبه يهاجم الإعلام

Posted: 29 May 2017 02:24 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: هاجم حزب الحركة الشعبية الجزائرية الاعلام الذي تحدث عن مسعود بن عقون وزير السياحة المقال بعد يومين من تنصيبه، وحتى قبل أن يتولى مهامه رسمياً، مؤكداً أن وسائل إعلام شنت حملة تشويه ضد الوزير المقال وضد الحزب الذي ينتمي اليه، دون أن يتجرأ الحزب في بيانه على التطرق الى الأسباب التي جعلت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يقدم على إقالته بعد 48 ساعة من تنصيبه، في سابقة لم تعرفها الجزائر منذ الاستقلال سنة 1962.
وذكر الحزب الذي يقوده عمارة بن يونس بأن مسعود بن عقون هو امين عام للحركة الوطنية للطلبة الجزائريين، وأن هذا التنظيم معتمد من طرف وزارة الداخلية والجماعات المحلية، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وأنه كان مترشحاً خلال الانتخابات البرلمانية الاخيرة، كمتصدر لقائمة الحركة عن ولاية باتنة ( 430 كيلومتر شرق العاصمة) الشيء الذي يثبت أنه استوفى جميع الشروط القانونية للترشح، بما فيها صحيفة السوابق العدلية الخالية من أية إدانة.
واعتبر الحزب في بيان صدر عنه أمس أن اختيار مسعود بن عقون ضمن الطاقم الحكومي، كان بناءً على اختيار رئيس الوزراء، بعد اقتراح مجموعة من قيادات الحزب، الذين تم تقديم سيرهم الذاتية، مشيرا الى أنه سينشر صحيفة السوابق العدلية للوزير المقال، وكذا الشهادات الجامعية حتى يتمكن الراي العام من الاطلاع عليها، وأنه في جميع الحالات فان الحزب ليس من صلاحياته اجراء تحقيقات ادارية.
وذكر أن ما تم تناقله عن استقالة كوادر بوزارة السياحة فور تنصيب الوزير الجديد مجرد إشاعة، لان التنصيب كان يوم جمعة أي يوم عطلة نهاية الاسبوع، والإقالة جاءت صباح يوم الاحد الماضي أي أول أيام الاسبوع، وأن الوزير الجديد لم يلتق بكوادر الوزارة، عدا أولئك الذين كانوا حاضرين عند تسليم واستلام المهام، كما أن بن عقون كان سيتولى مهامه رسمياً اليوم الثلاثاء.
واعتبرت الحركة الشعبية الجزائرية أنها اضطرت للانتظار 24 ساعة للرد على الحملة الاعلامية الشرسة التي يتعرض لها بن عقون كي تتمكن من معرفة من وراء حيثياتها، متسائلة عن هوية الذين اداروا هذه الحملة الشيطانية، التي مست شرف مناضل شاب ليس له ذنب سوى خدمة وطنه، وعن أولئك الذين يريدون تغليط الراي العام بحقائق مزيفة، ويريدون تشويه صورة الحركة الشعبية الجزائرية تحت غطاء الفساد والرشوة.
في المقابل نشرت صحف جزائرية نسخة من قرار المحكمة الإدارية والذي قرر الوالي على أساسه منع مسعود بن عقون من الترشح في الانتخابات البرلمانية التي جرت في الرابع أيار/مايو، وهو القرار الذي يتضمن إشارات الى أحكام بالسجن والغرامة الصادرة في حق الوزير المقال، وانه بناء عليها رفض الوالي قبول ملف ترشيحه، ولكن جهات تدخلت لتمرير الملف، ومع ذلك لم ينجح في الانتخابات الماضية.

الجزائر: حزب الوزير المقال بعد يومين من تنصيبه يهاجم الإعلام

المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: سنتعامل مع إيران بالعقوبات الاقتصادية وحيثما تتواجد عسكرياً

Posted: 29 May 2017 02:24 PM PDT

أكد ناثان تك، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط في حوار مع «القدس العربي» أن واشنطن ستتعامل مع إيران بالعقوبات الاقتصادية وفي الدول التي تتواجد فيها عسكرياً، وستشجع الدول على اتخاذ إجراءات ضدها، قائلاً: إن على الرئيس روحاني إن أراد أن يغير نظرة العالم لبلاده أن يعمل على «تفكيك شبكة إيران الإرهابية وشبكة تمويلها، وأن « يضع الرئيس روحاني نهاية لاختبارات إيران للصواريخ الباليستية»، و»وقف التجنيد لشبكات الدعم اللوجستي والقوى المزعزعة للمنطقة.
وجدّد تأكيد تصريحات الرئيس دونالد ترمب بأنه «يمد يده للصداقة والأمل في العالم الإسلامي»، قائلاً إن «شركاء الولايات المتحدة الخليجيين وقعوا اتفاقا جديداً لسد الثغرات أمام تمويل الإرهابيين»، وأن «مركز «الرياض لمحاربة التطرف ستقوده السعودية وسيوجه رسائل لأولئك الذين قد يتأثرون بالمتطرفين».
وبشأن صفقات السلاح بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط إن «الأسلحة الأمريكية ستضمن الأمن طويل الأمد للسعودية والخليج في مواجهة النفوذ الإيراني».
وفي الشأن اليمني، قال ناثان تك إن تركيز إدارة ترمب «ينصب على إيجاد حل سياسي في اليمن لأنها حالة مأساوية» وإن «لديها جهود جارية على كلا الجبهات في اليمن»، لافتاً إلى أنه «من المهم الضغط على الأطراف اليمنية للقدوم إلى طاولة المفاوضات والمشاركة في المحادثات»، محذّرا الحوثيين وحلفاءهم بالقول إن المتمردين الذين استولوا على الحكومة في اليمن لن يستطيعوا الاستمرار ولن يسودوا عسكريا».. وإلى نص الحوار:

*كيف ترون التعاون القائم بين الولايات المتحدة والدول العربية؟
ـ بالنسبة للعلاقات الثنائية، أود أن أستشهد بما قاله الرئيس ترامب حينما أشار الى المساهمات الفعالة التي تقدمها دول المنطقة. حيث قال في خطابه: «وتقدم الكثير من البلدان بالفعل إسهامات ملموسة للأمن الإقليمي: فالطيارون الاردنيون هم شركاء أساسيون ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا. وقد اتخذت المملكة العربية السعودية وتحالف إقليمي إجراءات قوية ضد المقاتلين الحوثيين في اليمن. ويطارد الجيش اللبناني عناصر تنظيم داعش الذين يحاولون التسلل إلى أراضيه. وتدعم قوات الأمارات العربية المتحدة شركاءنا الأفغان، وتدعمهم بقوة. وتدعم القوات الأمريكية الأكراد، والسُنة، والشيعة الذين يقاتلون معا في الموصل لأجل وطنهم. كما أن قطر التي تستضيف القيادة المركزية للولايات المتحدة هي شريك استراتيجي هام. وتواصل شراكاتنا طويلة الأمد مع الكويت والبحرين تعزيز الأمن في المنطقة. ويقدم جنودنا الأفغان الشجعان تضحيات هائلة في الحرب ضد طالبان، وآخرون، في قتالهم من أجل بلدهم.»

*ما أهمية الصفقة التاريخية الضخمة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية بقيمة 460 مليار دولار، منها 110 مليار دولار صفقات عسكرية؟
ـ هناك توسع كبير في العلاقات الأمنية الطويلة التي استمرت لأكثر من سبعة عقود بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، حيث حضر الرئيس دونالد ترمب والوزير ريكس تيلرسون مراسم توقيع اتفاقيات بقيمة تقارب 110 مليار دولار من القدرات الدفاعية التي سيتم نقلها ومذكرة نوايا لدعم متطلبات الدفاع السعودي.

شركاؤنا الخليجيون وقعوا اتفاقا جديداً
لسد الثغرات أمام تمويل الإرهابيين

*وما مضمون الاتفاقية في جانبها العسكري ؟
ـ هذه الحزمة من المعدات والخدمات الدفاعية تدعم الأمن طويل الأمد للمملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج في مواجهة النفوذ الإيراني الخبيث والتهديدات الإيرانية ذات الصلة. كما أنها تعزز قدرة المملكة على توفير الأمن الخاص بها ومواصلة الإسهام في عمليات مكافحة الإرهاب في جميع أنحاء المنطقة، وكذلك تخفيف العبء عن كاهل القوات العسكرية الأمريكية.
وتنقسم المبيعات المزمع بيعها إلى خمس فئات: هي أمن الحدود ومكافحة الإرهاب وكذلك الأمن البحري والساحلي وتحديث القوات الجوية، فضلا عن الدفاع الجوي والصاروخي والأمن الإلكتروني وتحديثات الاتصالات. كما تشمل عروض التدريب والدعم واسع النطاق لتعزيز شراكتنا والقوات المسلحة السعودية.
وإنها ككل تتيح الفرصة لتعزيز قدرات المملكة العربية السعودية بشكل كبير للمساعدة على ردع التهديدات الإقليمية وتعزيز قدرتها على حماية حدودها والمساهمة في عمليات التحالف لمكافحة الإرهاب.
إن المعدات الخاصة بأمن الحدود ومكافحة الإرهاب متمثلة بقدرات مثل المناطيد والدبابات والمدفعية والرادارات المضادة للهجوم، وكذلك ناقلات الجنود المدرعة والطائرات العمودية، وما يرتبط بها من تدريب من شأنها أن تمكن المملكة العربية السعودية من تأمين حدودها ضد التهديدات الإرهابية وغيرها من التهديدات.
كما أن معدات الأمن البحري والساحلي ستمكن المملكة العربية السعودية من الدفاع عن حرية الملاحة وردع والدفاع ضد الهجمات البحرية أو الغارات. وتشمل الأنظمة سفن قتالية ذات متعددة المهام وطائرات هليكوبتر وكذلك زوارق دوريات وأنظمة أسلحة مرتبطة بها.
إلى جانب معدات لتحديث القوات الجوية، تشمل الأنظمة والاستدامة وكذلك التدريب، مما يمكن المملكة العربية السعودية من الحفاظ على المراقبة المحمولة جوا وتأمين المجال الجوي، فضلا عن تقديم الدعم الجوي الوثيق مع تحسين قدرات وعمليات الاستهداف الدقيق. وتشمل الأنظمة النقل والدعم الجوي الخفيف وكذلك طائرات جمع المعلومات الاستخبارية والدعم المستمر لمنصاتها القائمة.
وتشمل الاتفاقية في مجال الدفاع الجوي والصاروخي أنظمة مثل نظام باتريوت ونظام ثاد، ومن شأنها أن تساعد المملكة العربية السعودية على حماية نفسها والمنطقة من الصواريخ أو غيرها من الهجمات المحمولة جوا.
وهناك معدات خاصة بالأمن الإلكتروني والاتصالات، والتي من شأنها تحديث شبكات القيادة والسيطرة للقوات المسلحة للمملكة العربية السعودية من أجل تحسين تماسكها العام وفعاليتها التشغيلية.

*ما هي الذي ينتظره الرئيس ترمب من حلفائه في الدول العربية لمكافحة الإرهاب؟
ـ الرئيس ترامب قال بوضوح في خطابه التاريخي إنه يمد يد الصداقة والأمل الى العالم الاسلامي. وقال إن المعركة ضد الارهاب ليست معركة بين أديان مختلفة، أو طوائف مختلفة، أو حضارات مختلفة. هذه معركة بين مجرمين همجيين يسعون إلى القضاء على الحياة الإنسانية، واشخاص أسوياء، وكلها باسم الدين. اشخاص يرغبون حماية الحياة ويريدون حماية دينهم.
وخلال القمم التاريخية التي انعقدت في الرياض، تم الإعلان عن عدد من المبادرات الملموسة لتعزيز التعاون الأمريكي العربي لمكافحة الإرهاب.

*ما أهمية افتتاح مركز دولي لمكافحة التطرف في المملكة العربية السعودية، في نظر بلادكم؟
ـ المركز العالمي الجديد لمكافحة الفكر المتطرف في الرياض سيكون مركزا يقوده السعوديون لدحر التطرف في فضاء المعلومات. وكما سمعناهم يقولون في كثير من الأحيان، علينا أن نهزم داعش في ساحة المعركة، ولكن علينا حقا أن ندحر داعش في الفضاء الإلكتروني، لأن المواقع الالكترونية باتت من أدوا تجنيدهم. كما إن هذه هي الطريقة التي يرسلون بها رسالة إلى الذئاب المنفردة في جميع أنحاء العالم. وسوف يركز هذا المركز بشكل كبير على كيفية دخول هذا الفضاء من وجهة نظر الخبراء الذين يعيشون في هذا الجزء من العالم، وفهم كيفية توجيه رسالة إلى أولئك الذين قد يتأثرون بالرسائل المتطرفة.

طهران مطالبة بتفكيك شبكاتها
والحوثيون لن يستمروا عسكرياً

*وكيف يمكن قطع الدعم المالي عن الجماعات الإرهابية؟
ـ لقد وقع شركاؤنا في مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، اتفاقا جديداً لسد الثغرات في العديد من هذه المجالات، بما في ذلك البنية التحتية المالية التي يمكن أن يستغلها الإرهابيون، وأرشدناهم لرفض السماح للإرهابيين بالقيام بعمليات مالية في بلدانهم. ونحن ندعو جميع البلدان إلى القضاء على طريقة وصول الأموال والأموال إلى المنظمات الإرهابية.

*ما الذي تنتظر الولايات المتحدة الأمريكية من الرئيس الإيراني محمد روحاني بعد انتخابه لعهدة ثانية؟
ـ ما نأمله من إيران ومن الرئيس روحاني الذي يكون فاز بفترة رئاسية جديدة، أن يستخدم هذه الفترة لبدء عملية تفكيك شبكة إيران الإرهابية، وشبكة تمويلها الإرهابية، وتفكيك التجنيد لهذه الشبكات والدعم اللوجستي وكل شيء يقدموه لهذه القوى المزعزعة الموجودة في المنطقة. هذا ما نأمل أن يفعله. كما ونأمل أن يضع الرئيس روحاني نهاية لاختبارات إيران للصواريخ الباليستية، وأن يعيد حقوق الإيرانيين في حرية التعبير والتجمع حتى يتمكنوا من عيش الحياة التي يستحقونها.
لو أراد روحاني تغيير علاقة إيران مع بقية العالم، فهذه هي الأمور التي يجدر به عملها.

*وهل يمكن أن يكون حوار مباشر مع طهران مستقبلاً؟
ـ تواصل إيران أنشطتها المهيمنة في هذه المنطقة في اليمن، وفي العراق، وفي سوريا، ودعمها لحزب الله في لبنان. وإلى أن تظهر إيران رغبتها في أن تكون جاراً جيداً، وتظهر استعدادها لوقف تمكين أي نوع من الأنشطة المزعزعة للاستقرار المستمرة، ودفع الأموال للمقاتلين الأجانب وللميليشيات للذهاب إلى بلدان وزعزعة استقرارها، لن يكون لإيران مكان حول هذه الطاولة التي تم إعدادها في الرياض.

* وما الإجراءات التي تنوي إدارة ترمب اتخاذها في حق إيران إن رفضت التجاوب مع خطابه؟
ـ خلال هذا الوقت، سنواصل اتخاذ إجراءات لنحدّد لإيران متى يكون سلوكها غير مقبول. ويعني ذلك عند القيام بأعمال إرهابية ودعمها، ومواصلة تطوير برامج صواريخها العابرة للقارات. سنواصل اتخاذ إجراءات من خلال العقوبات وسنواصل تشجيع غيرنا في المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات أيضاً، حتى تدرك إيران أنّ هذا غير مقبول. إذاً سنتعامل مع إيران من ناحية العقوبات الاقتصادية وسنتعامل مع إيران في الدول التي قررت التواجد فيها عسكرياً.

*كيف ترون فرص حل الأزمة في اليمن؟
ـ فيما يتعلق بالوضع في اليمن، فتركيزنا ينصب على إيجاد حل سياسي. ونحن نعتبرها حالة مأساوية، ومن الواضح أن الملايين من الناس على حافة المجاعة، بسبب تأثير القتال. ولكننا نعتقد أيضا أنه من المهم أن نضغط على الأطراف للقدوم إلى طاولة المفاوضات وإجراء المحادثات.
وأود لذلك أن أوضح أن لدينا جهودا جارية على كلا الجبهات. وأعتقد أن المتمردين في اليمن وهؤلاء الذي استولوا على الحكومة في اليمن وأطاحوا بالحكومة، عليهم أن يعرفوا أنهم لا يستطيعون الاستمرار بهذه المعركة. كما عليهم أن يعرفوا أنهم لن يسودوا عسكريا. لكنهم سيشعرون بذلك عندما يشعرون بالمقاومة عسكريا، فمن المهم لذلك أن نواصل الضغط عليهم. وإن العديد من الأسلحة التي نقدمها إلى المملكة العربية السعودية سوف تساعدهم على أن يكونوا أكثر دقة واستهدافا في العديد من ضرباتهم، ولكن من المهم أن يبقى الضغط على المتمردين في اليمن.

المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: سنتعامل مع إيران بالعقوبات الاقتصادية وحيثما تتواجد عسكرياً

حاوره إسماعيل طلاي

توقيف ناصر الزفزافي زعيم الحراك الشعبي في الحسيمة ونقله بطائرة إلى الدار البيضاء

Posted: 29 May 2017 02:23 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» : تكبر كرة ثلج حراك الريف المغربي وتتدحرج باتجاهات متعددة، بعد تمسك السلطات بالمعالجة الأمنية لمطالب المحتجين وتوسيع الاعتقالات التي كان آخرها زعيم الحراك ناصر الزفزافي الذي اعتقل صباح الاحد ونقل بطائرة الى الدار البيضاء فيما خرج الالاف في شوارع الشمال المغربي، حيث الحراك يتأجج، وشوارع كبرى المدن، جوبه بعضها بعنف بعد ان قرر المحتجون نقل احتجاجهم من وقفة الى مسيرة.
وأكدت السلطات اعتقال الناشط ناصر الزفزافي، ليلة الأحد الاثنين بالحسيمة، بعد يومين من اختفائه عن الأنظار، وإصدار الوكيل العام للملك (النائب العام) لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة لأمر بإلقاء القبض عليه قصد البحث معه وتقديمه أمام النيابة العامة، في قضية اقتحامه مسجدًا وسط المدينة احتجاجاً على وصف خطيب الجمعة للحراك بالفتنة.
وكان آخر ظهور للزفزافي مساء يوم الجمعة الماضي، دقائق بعد اختفائه عقب المواجهات الأمنية التي جرت أمام منزله وسط الحسيمة، في مقطع مصور دام 3 دقائق من «مكان مجهول»، دعا فيه المحتجين إلى مواصلة الحراك والتمسك بالسلميّة في مواجهة قوات الأمن، ونادى بتنفيذ إضراب عام وإغلاق المحلات التجارية بالمدينة.
وظل اسم ناصر الزفزافي حاضرًا بقوة في شوارع وموائد ساكنة الحسيمة ونواحيها، كما باقي المدن المغربية؛ حيث أثار اختفاؤه عن الأنظار منذ حادث محاولة اعتقاله من فوق سطح منزله، يوم الجمعة الماضي، تساؤلات عدة رافقتها شائعات همت اختطافه وفراره خارج المغرب.
وكان الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف في الحسيمة قد أمر بإلقاء القبض على ناصر الزفزافي، قصد البحث معه وتقديمه أمام النيابة العامة، إثر إقدامه «على عرقلة حرية العبادات وتعطيلها أثناء صلاة الجمعة بمعية مجموعة من الأشخاص أثناء تواجدهم داخل مسجد محمد الخامس في الحسيمة، وإقدامه على منع الإمام من إكمال خطبته، وإلقائه داخل المسجد خطاباً تحريضياً أهان فيه الإمام، وأحدث اضطراباً أخل بهدوء العبادة ووقارها وقدسيتها».

ايقاف قائد الحراك

وأعلن الوكيل العام للملك أنه تم اليوم (امس) الإثنين إيقاف ناصر الزفزافي وقال في بلاغ ارسل لـ«القدس العربي» أنه تم إيقاف المعني بالأمر بمعية أشخاص آخرين سلموا للفرقة الوطنية للشرطة القضائية في الدار البيضاء للبحث مع الأول بشأن الفعل المشار إليه أعلاه، وللبحث معهم جميعاً فيما يشتبه بارتكابه من طرفهم من أفعال تتمثل في المس بالسلامة الداخلية للدولة وأفعال أخرى تشكل جرائم بمقتضى القانون تحت إشراف هذه النيابة العامة، التي تسهر على مجريات هذا البحث وتحرص على احترام جميع الشكليات والضمانات المقررة لهم قانوناً. وكانت النيابة العامة قد اعلنت في وقت سابق اعتقال 20 ناشطاً وناشطين اثنين و»تم وضع المشتبه فيهما في ارتكاب أعمال مخالفة للقانون تحت الحراسة النظرية».
وقال النائب العام محمد أقوير أنه «على إثر الأحداث التي وقعت في مدينة الحسيمة وتنويراً للرأي العام، تلقت النيابة العامة تقريراً من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية يفيد بأن بعض الأفراد يشتبه في ارتكابهم أفعالاً مخالفة للقانون ويعاقب عليها القانون الجنائي وتنعلق هذه الأفعال بالمس بالسلامة الداخلية للدولة، والتحريض على ارتكاب جنح وجرائم، وإهانة موظفين عموميين أثناء أدائهم لمهامهم، ومعاداة رموز المملكة في تجمعات عامة وأفعال أخرى».
وأضاف «أن بعض الأشخاص يشتبه في تورطهم في الأحداث التي وقعت بمدينتي إمزورن وبني بوعياش يوم 26 آذار/ مارس الماضي، والتي نتج عنها إضرام النار في إقامة مخصصة للقوات العمومية وإحراق ناقلات، وإلحاق خسائر مادية بمنقول الغير، وكسر وتعييب أشياء مخصصة للمنفعة العامة، والاعتداء على موظفين عموميين إضافة إلى أفعال أخرى».
وقال البلاغ إنه «من أجل طمأنة عائلات المعتقلين وعامة الناس في موضوع الإشاعات التي تروج حول نقل مفترض ليعض الأشخاص الذين تم إيقافهم إلى وجهة مجهولة، حرص الوكيل العام للملك في محكمة الاستئناف على التوضيح أن بعض «الأشخاص الذين تم إيقافهم نقلوا إلى مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، حيث تم وضعهم تحت تدبير الحراسة النظرية، باعتبار أنها هي المكلفة بالتحقيق».

مصير المعتقلين

وأكد أقوير أن الأشخاص الباقين الذين تم إيقافهم عقب أحداث الشغب التي وقعت بالحسيمة وبني بوعياش وإمزورن، في اليومين الأخيرين، يوجدون رهن الحراسة النظرية الشرطة القضائية في الحسيمة ومقري الشرطة في المدينتين الأخريين وأن النيابة العامة ستواصل الإشراف على سير البحث مع السهر على احترام مجموع الشكليات والضمانات المقررة قانوناً للأشخاص الموقوفين.
وقال المحامي محمد حداش عضو هيئة دفاع معتقلي نشطاء «حراك الريف» بالحسيمة، إن عدد المعتقلين المتابعين في حالة اعتقال بلغ37 شخصاً مشيراً إلى أنهم موزعون بين مجموعتين، المجموعة الأولى تحتوي 15 شخصاً تم ترحيلهم إلى الدار البيضاء يوم أمس لمقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، والمجموعة الثانية تتواجد بالحسيمة. وأضاف أن الوضع أمام المحكمة الابتدائية يتميز بجو مشحون وغير مسؤول ومقلق ولا يليق بالعدالة إطلاقًا، وأن عدد المعتقلين لا يعرفه إلا الوكيل العام ووكيل الملك، لأن المعتقلين المتواجدين في الحسيمة، هم أقل من المعتقلين الحقيقيين المصرح بهم من قبل السلطات الرسمية، والطلب الذي وجهناه لوكيل الملك قصد الكشف عن المعتقلين كافة ، ووجه بالرفض».
وأبرز أن وكيل الملك، يجيب هيئة الدفاع المكونة من ثلاثة محامين، فقط على سؤال هل تتوفرون على الشخص الفلاني، إذا كان لديكم، هل تم نقله إلى الدارالبيضاء أم لازال في الحسيمة، وأن الوكيل الملك، يرفض الايجابية على الأسئلة المتعلقة بعدد الأشخاص الذين تم نقلهم إلى الدارالبيضاء، وعدد الأشخاص المتواجدين في المحكمة الابتدائية، والعدد الإجمالي للمعتقلين. «وبالتالي لا يمكن أن نعرف عدد المعتقلين الحقيقيين».
ونقل موقع لكم عن حداش أن طلب الزيارة الذي تقدمت به هيئة الدفاع رفض من طرف وكيل الملك، وأن المحمكة الابتدائية بالحسيمة تعرف تجمهراً للعائلات التي تسأل عن أبنائها، «ونحن تصلنا الاسماء بصعوبة كبيرة، ووكيل الملك يعرف الأسماء، ويرفض البوح بها لنا نحن».

محاولة لوقف الحراك الشعبي

وقال نبيل أحمجيق أحد قادة «حراك الريف» بالحسيمة، أن حملة الاعتقالات «لا تتعلق بتطبيق القانون وإنما هي محاولة لإسكات الحراك الشعبي الذي تعرفه المنطقة عبر اعتقال نشطائه والزج بهم في السجون دون وجه حق لتضع الاحتجاجات أوزارها».
وكتب «بعد إصدار الوكيل العام لمحكمة الاستئناف بلاغاً يفيد بإحالة ناصر الزفزافي للتحقيق المؤسس على بلاغ لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، «ظهر أن هناك تهافتاً كبيراً من قبل الساهرين على القضاء»، وقال إن هذه المقاربة ستبوء بالفشل «لأن الأزمات لا تحل بالعنف وإنما بالسلم، فعزم الساكنة على مواصلة الاحتجاج السلمي لازال مستمراً، وسيستمر إلى أن تستجيب الدولة للملف المطلبي الحقوقي أو أن يعتقل آخر ريفي على البسيطة». وأضاف في تدوينة على موقع الفيسبوك «كلنا زفزافيون وكلنا نشطاء الحراك الشعبي وكلنا الريف وكلنا أدينا القسم على عدم الخذلان والمساومة إلى غاية الاستجابة لمطالبنا العادلة والمشروعة»، و«أما أن تستمر الدولة في إهانة شعبها فهذا أمر مرفوض ولن يستسيغه أحد لأن السيل بلغ الزبى». واكد «الحل طرحه النشطاء من ذي قبل وهو الاستجابة للمطالب رغم تباعد أمد تنفيذها، لكن لا بد للضمانات أن تكون قانونية وليس وعوداً زائفة». وانتقد أحمجيق الإعلام الرسمي «الذي نقل على قناتي الأولى و«ميدي1» أحداث الشغب عقب انتهاء المباراة التي جمعت الوداد البيضاوي وشباب الريف الحسيمي يوم 3 آذار/ مارس الماضي ونسبته لما يقع حالياً في المدينة، لتوهم الشعب المغربي أن الحسيميين يثيرون الشغب وسط المدينة، فتباً للمهنية وللضمير الذي يؤطر هؤلاء». ووجه تحية لكل سكان الريف على صمودهم وإلى كافة سكان المغرب في مختلف المدن الأخرى «على تضامنهم مع محنتنا،» مطالبا بالحرية المطلقة لكل المعتقلين. وتواصل السلطات حملتها على الحراك الذي انطلق نهاية تشرين الاول/ اكتوبر الماضي، احتجاجا على مقتل بائع السمك محسن فكري في آلة طحن النفايات اثناء محاولته استرداد كميات من السمك صادرتها السلطات، وتطور الحراك ليصبح حراكاً اجتماعياً ذات مطالب اقتصادية واجتماعية وتتهم السلطات الناشطين بالفتنة وصعدت حملاتها عليهم باتهامات اعلامية وحزبية تتعلق بارتباط الناشطين بجهات خارجية وقررت في ظل التوتر الذي تشهده المنطقة تأجيل جميع مباريات التوظيف المبرمجة في الحسيمة والنواحي. وهي حوالي 200 منصب في تخصصات مختلفة كانت السلطات وعدت بها الساكنة. وقال وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في درس ديني القاه امام الملك محمد السادس اول امس الاحد بـ»تقديم درء المفاسد على جلب المصالح، لأن أفظع ما يمكن أن ينزل بالأمة وبدينها هو الفتنة أي عدم الاستقرار وذلك ما يترتب عنها من انعدام اليقين سواء في مستوى العبادات أو المعاملات»
وناشد مثقفون جامعيون وفنانون وفاعلون جمعويون الملك محمد السادس التدخل «بشكل مباشر أو غير مباشر لطمأنة الرأي العام الوطني تغليبا منه للغة الحوار المنتج والتفاعل الإيجابي على غرار الخطاب التاريخي لـ 9 اذار/ مارس 2011». وجاء في بيان وزع بشكل واسع لجمع توقيعات وحمل توقع العديد من الشخصيات، مطالبتهم «من الدولة التحلي بالحكمة والرصانة في التعامل مع الوضع، بدل المساهمة في تأجيجه وصب الزيت على النار» و»إطلاق سراح المعتقلين الشباب والتعامل مع الوضع باحترام تام للقانون والتزامات المغرب الدولية في مجال حقوق الإنسان» ودعا البيان إلى «الحرص على إدماج كل الفعاليات سواء منها السياسية والمدنية بكل انتماءاتها وكذلك الفاعلين الأساسيين الممثلين للحراك دون إقصاء بدل تبني المقاربة الأمنية». وطالب البيان بـ«المساهمة في تهدئة الوضع من خلال عدد من الإشارات الدالة عن إرادة حقيقية في التعاطي مع المطالب الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين والمواطنات، ومن ضمنها التصدي لملفات الفساد كما فاحت رائحتها في حادث اغتيال محسن فكري وإحالتها على القضاء». وناشد الموقعون «مختلف وجوه الحراك وفاعليه، ومن خلالهم كافة المواطنين والمواطنات بالحسيمة ونواحيها، الالتزام، كما أكدوا ذلك بالملموس طيلة السبعة أشهر الأخيرة، للحفاظ على سلمية الحراك، وتجنيبه أي انزلاق يؤدي به إلى عكس الهدف الذي يتوخاه».
وحثّتْ إطارات وكنفدراليات وتنسيقيات أمازيغية، مشكّلة من أكثر من 400 هيئة، الدولة المغربية على الالتزام بالخيار الديمقراطي وصْون حقوق الإنسان في التعاطي مع الحَراك الشعبي الذي تشهده منطقة الريف، كما دعتْها إلى التراجُع عن خيار المقاربة الأمنية في تعاملها مع المحتجين، والاستجابة لمطالبهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، التي اعتبرتْها مشروعة. وقالت إنّ نهج خيار المقاربة الأمنية «لن يزيدَ الوضع إلا تأزُّماً، خاصّة إذا استحضرنا تاريخ المنطقة وجراحها، والحاجة إلى استكمال مسار المصالحة وجبر الضرر وتعزيز ثقة المواطنات والمواطنين من أبناء الريف في إجراءات الدولة ومؤسساتها» وطالبت «بإطلاق سراح المعتقلين في المظاهرات السلمية، ووقف المداهمات والاعتقالات التي مسَّت الساكنة المسالمة، واعتماد الحوار والتعقل في التعاطي مع الحراك ومطالبه»، كما أبْدتْ شجْبها ورفَضها لأشكال التصعيد التي تعرفها منطقة الريف.

دعوات للحوار

ودعت الهيئات الأمازيغية الحكومةَ إلى الإسراع بفتح حوار مسؤول مع ساكنة الريف وممثلي الحَراك، والاستجابة لمطالبهم، والعمل على تنمية فعلية للمنطقة، وتنفيذ المشاريع المؤجلة في الجهة في جميع المجالات، وتشكيل آليات مشتركة تتضمن تمثيلية السكان للتتبع والتقييم وبـ»العمل على تحييد المساجد والحدِّ من إقحام الخطاب الديني في النقاش والفعل السياسي والمدني، وذلك باعتبارها أماكنَ للتعبد ينبغي أن تبقى محايدة».
وارسلت هيئات ومنظمات للمهاجرين المغاربة في هولندا بياناً لـ«القدس العربي» قالت فيه إن الطريقة التي تعاملت بها الدولة مع الحراك الشعبي في الريف منذ انطلاقته مع مقتل الشهيد محسن فكري إلى هذا اليوم، تنم عن وجود نية مبيتة لدى الدولة لسحق الحراك وعدم الاستجابة لمطالبه المشروعة. فلا يمكن فهم التناقضات التي سقطت فيها أجهزة الدولة في تعاملها مع الحراك و لا التخبط الكبير لبعض مسؤوليها في تدبير هذه الأزمة، إلا لكونها تفتقد إلى رغبة حقيقية للتصالح مع أهل الريف وعدم النبش في جراحات الماضي أو إعادة إحيائها من جديد.
وقال البيان «نحن الجمعيات المغربية في هولند نعلن للرأي العام عن تضامننا المطلق مع نضالات ساكنة الريف من أجل تحسين أوضاعضهم المعيشية و من أجل بناء دولة مدنية و ديمقراطية وندين بشدة الحملة القمعية والاعتقالات بالجملة التي يتعرض لها نشطاء الحراك الشعبي».
وطالبت بالكف عن مطاردة نشطاء الريف، وإطلاق سراح جميع المعتقلين الذين اعتقلوا على خلفية الحراك الشعبي ورفع العسكرة عن المنطقة وتحقيق المطالب الإجتماعية التي رفعها نشطاء الحراك في كل جهات المنطقة وتوقيف و متابعة كل المسؤولين الذين تورطوا في استعمال العنف والكلام النابي في حق الساكنة من أجل ارهابهم واهانتهم». وادانت الجمعيات «استعمال الدين والمساجد كورقة من أجل تعبئة المواطنين ضد الحراك الذي يعتبر آخر ما أبدعه عقل المخزن أو توظيف الفقهاء لثني أهالي الريف عن انخراطهم في الحراك الشعبي». ودعت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد اليساري المعارض إلى القضاء على الحكرة والتهميش وبناء نظام ديمقراطي حقيقي في المغرب بمؤسسات قوية، لأنه هو المدخل الحقيقي للحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد، معتبرة أن شعور المواطنين بالظلم هو الذي يؤدي إلى احتقان وتأجيج الأوضاع. واستنكرت نبيلة منيب قيام الأجهزة الأمنية باعتقال عدد من نشطاء «حراك الريف»، وقالت «إن الاستجابة للحراك الاجتماعي، لا تكون من خلال الاعتقالات، ولكن بالاستجابة للمطالب الاقتصادية والاجتماعية التي تم تسطيرها في الملف المطلبي» ودعت المسؤولين إلى الاستماع إلى صوت الحراك في الريف والعديد من المناطق الأخرى التي انتفضت بعد شعورها بالظلم والإقصاء، «وعلى المسؤولين أن يجدوا الجواب لذلك».

وقفات تضامنية

وشهدت المدن المغربية مساء اول امس الاحد وقفات تضامنية مع حراك الريف وواجهت السلطات بعض هذه الوقفات بالعنف لمنعها من التحول لمسيرات وانتقد محمد خيي الخمليشي البرلماني عن حزب العدالة والتنمية/ الحزب الرئيسي الحكومة الاستعانة بـ«البلطجية» و«الشماكرية» لتفريق متظاهرين في مدينة طنجة وقال إن الاستعانة بهؤلاء لـ»تفريق المتظاهرين والتنكيل بهم تطور خطير جداً ومؤسف، ويكشف تفلتاً في التوازن المطلوب للتعامل مع حركة الاحتجاج والتضامن مع معتقلي حراك الريف» وأن «الاعتداء على المارة من النساء والأطفال الذين صادفوا تدخل القوات العمومية في وقفة طنجة أمر يندى له الجبين حقاً».
واعتبر حسن طارق، أستاذ علم السياسة بجامعة الحسن الأول، أن الديناميكية الاحتجاجية التي يعرفها المغرب، هي «أقرب في الواقع إلى روح 20 فبراير، وأنها أعادت مرة أخرى التأكيد على حقيقة سوسيولوجية وسياسية تنتمي إلى «الاتجاهات الثقيلة» التي تخترق المجتمع المغربي، والتي تتعلق بترسيخ عقيدة المساءلة لدى قطاعات واسعة منه، وتحرره من هواجس الخوف». وعزا الباحث الجامعي، ما يقع في الحسيمة، إلى «تحول عميق في تمثل المجتمع المغربي لذاته وللدولة، وأن أزمة كبرى في الوساطة المجتمعية، بقنواتها الحزبية والنقابية والمدنية، وبنخبها ومثقفيها، تجعل استراتيجية الشارع خياراً مركزياً لدى المجتمع، وتجعلنا أمام خطاب «خام» لم يتعرض لآثار العقلنة داخل مؤسسات التأطير وتدوير المطالب».
واعتبر الناطق الرسمي باسم حزب الاسقلال عادل بنحمزة، أن اعتقال ناصر الزفزافي «لا يفيد مطلب التهدئة الذي رفعته كثير من الأصوات في الأيام الأخيرة، هذا الاعتقال سيعزز من صورة ناصر القائد، وسيجعله أيقونة للحراك في الريف حاضراً ومستقبلاً». وأضاف «أكيد أن محاكمته سيكون لها صدى في الداخل والخارج، وستصبح أكبر محفز للكثير من الشباب على الاستمرار في النفس الاحتجاجي، أما الزفزافي فسيمنحه السجن فرصة للنضج السياسي بعد أن كان قد دخل الاحتجاجات صدفة». وردد المتظاهرون في مدينة الدار البيضاء الشعارات المساندة لحراك الريف «لا للعسكرة لا للعسكرة..»، «علاش حنا فقرا.. ولي حكمينا شفرا..»، «ولي حكمينا مافيا.. وكيحميوا المافيا..»، «علاش حنا موطنين لا حقوق لا قوانين..»، «الحرية الحرية لمعتقلي الحسيمة..»، «إذا الشعب يوما اراد الحراية فلا بد أن يستجيب القدر..». وقال الناشط الحقوقي والنقابي عبد الحميد أمين، «إن مطالب أهل الريف هي نفسها مطالب الشعب المغربي عامة، فهم يناضلون من اجل الحقوق الإجتماعية والإقتصادية والثقافية ومن أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين ونحن أيضا نناضل من أجل ذلك» وأضاف أمين امام البرلمان أثناء التظاهرة التي نُظمت تضامناً مع الريف «أن الإنزال البوليسي الذي تم تنفيذه بمنطقة الحسيمة، أراد أن يعطي الأولوية للقمع بدل إعطاء الأولوية للمدارس والمستشفيات والشغل وجميع القضايا الإجتماعية التي يعاني منها الشعب المغربي».

توقيف ناصر الزفزافي زعيم الحراك الشعبي في الحسيمة ونقله بطائرة إلى الدار البيضاء

محمود معروف

«مستجد» لافت في المزاج الأردني: ترحيب بخبير ألماني كلف بإنقاذ «الملكية للطيران» وهجمة على «الكفاءة المحلية»

Posted: 29 May 2017 02:23 PM PDT

عمان ـ «القدس العربي»: بجرة قلم أصبح خبير الطيران الألماني ستافان بيشلر نجماً في وسائط التواصل والشارع الأردني بعد اختياره رئيساً تننفيذياً لشركة الملكية الأردنية للطيران خلفاً للكابتن سليمان عبيدات في تعيين مثير للجدل لحق بتعيين عمدة العاصمة الاسبق الشهير عقل بلتاجي نائباً لرئيس مجلس الإدارة.
بيشلر الذي قاد شركات طيران دولية عدة ويقال ان بعضها خاسرة سيحظى حسب تسلسل الأنباء براتب ضخم بالمواصفات والمقاييس الأردنية لكن إدارة الملكية وتحديداً رئيس مجلس الإدارة سعيد دروزة تتحدث عن قرار حظي بالإرادة السياسية بعدما تبين بان الملكية تحتاج لإجراءات حقيقية ذات بعد إنقاذي وتتميز بالجرأة.
اللافت جداً في قرار تعيين الألماني بيشلر انه ولأول مرة وبصورة نادرة لقي بعض التأييد الشعبي خصوصاً على وسائط التواصل فقد غابت تلك الآراء الكثيفة التي تعتبر تعيين الأجانب والغرباء إساءة للوطن ومساساً بالكفاءات الوطنية.
بعض الآراء التي تداولها الأردنيون كانت جريئة وهي تطالب بتسليم مؤسسات وشركات البلاد برمتها لخبراء أجانب أملاً في إنقاذ الإدارة العامة خصوصاً وان بعض الشركات الكبيرة مثل الملكية متعثرة وتحتاج لحلول إنقاذية وتواجه تحديات كبيرة كما قال دروزة للموظفين بقرار تعيين بيشلر الذي يقال انه قد يتقاضى ما يصل إلى مليون يورو سنوياً.
مستوى تفهم تعيين من هذا النوع شعبياً وسياسياً بدا مستجداً سياسياً في غاية الأهمية في الحالة الأردنية والسياسية فحجم الاعتراض على الاستعانة بالأجنبي كان ضئيلًا جداً ونزعات الشوفينية الوطنية غابت عن المشهد. وعلى العكس تماماً قراءة تعليقات بسطاء الأردنيين وبعض مثقفيهم تظهر تلاقياً لبعض الأفكار عند المواطنين وعند صاحب القرار في تعيين شخص ألماني على رأس مؤسسة مهمة جداً فتلك التعليقات تحدثت عن «وقف الواسطات» والهدر المالي المجاني و«تشغيل من لا يعمل» من موظفي الشركة و«طرد من لا يعمل» وتقليص الكادر والعمل على اساس ربحي والأهم «القضاء على فكرة التذاكر والمقاعد المجانية لعلية القوم».
أغلب التقدير ان مجلس إدارة الملكية أراد التخلص من تلك المظاهر الإدارية التي يتسبب بها دوماً «الأردني» نفسه في الوظيفة العليا لكن حجم الاحتفال بالألماني بيشلر اظهر حجم الاستياء وعدم الثقة بما يسمى بالكفاءات الوطنية خصوصاً أن مديرين سابقين للملكية لديهما الآن ملفات قيد التحقيق فيما يقال ان خيارات الحكومات المتعاقبة في رئاسة مجلس الإدارة كانت دوماً تكرس عجز الخيارات وغياب الأرباح.
لافت في السياق ان مقولات معلبة من طراز «لا يحرث الأرض إلا عجولها» غابت تماماً عن هذا الحدث خصوصاً أن أجواء تأييد القرار أملاً في إنقاذ الملكية للطيران عكست حجم تراجع الثقة بالمسؤول المحلي خصوصاً في مجالات الإستثمار والإدارة. لكن الجدل الإداري والاقتصادي والمالي لا يقف في الحالة الأردنية عند هذا الحد فقد وجه رئيس مجلس النواب عاطف طراونة مجدداً جملة نقد حادة لإدارة الحكومة المالية أمس الإثنين على هامش تقييم اجتماعات الفريق الاقتصادي والمالي مع اللجنة المالية لمجلس النواب.
طراونة ورغم عدم تمتعه بأي خلفية اقتصادية خبيرة اعتبر ان الأرقام التي اعلنها وزير المالية أمس حول الدين العام على الخزينة غير مقنعة متسائلاً عن سياسة رفع الضرائب ودورها في تحسين الإيرادات بصورة لم تؤثر حسب الأرقام على المديونية.
وزير المالية عمر ملحس كان قد اجتمع بمالية النواب ووضعهم بالصورة الرقمية لوضع الميزانية والمديونية في الربع الأول من العام الحالي. ووضع ملحس بين يدي الرأي العام الرقم الصادم الجديد حيث بلغت المديونية في الربع الأول 26 ملياراً و451 مليون دينار- أي تجاوزت المديونية الأردنية حاجز الـ40 مليار دولار.
هذه الأرقام وحسب الوزير الأردني نفسه جعلت نسبة العجز في الناتج العام للدولة تطال ما هو أبعد من 95% وهو رقم كبير وغير مسبوق حسب ما فهمت «القدس العربي» من الرئيس الأسبق للجنة المالية يوسف القرنة الذي يرى أن وصول العجز بالناتج القومي إلى مثل هذه الأرقام برأي العديد من خبراء الاقتصاد يعني «الإفلاس الإنتاجي».
وهو وضع يعني ضمنياً بان الأزمة المالية ما زالت معقدة والوزير ملحس قد يتجه لاحقاً لاقتراح المزيد من رفع الأسعار والضرائب لتعويض ولو نسبة ضئيلة من العجز المالي.
ولعل الرئيس الطراونة على «علم مسبق» بفشل مفاوضات الوزير ملحس مع البنك الدولي بعنوان إعداد وسائل جديدة لخفض العجز في الميزانية، الأمر الذي يفسر عبارة الرجل النقدية القاسية والتي تظهر مسبقاً بان مؤسسة مجلس النواب ليست بصدد الدفاع مجدداً عن سياسات الحكومة الاقتصادية والمالية على حساب سمعة البرلمان وهيبة النواب.
لذلك يعتقد أن الطراونة وبقوله استباقاً بأن ارقام الحكومة غير مقنعة يتهيأ للسماح بتعبيرات معترضة من النواب لاحقاً بمعنى ان مجلس النواب قد يبدل ويغير في موقفه التحالفي من رفع الأسعار والضرائب على الناس لصالح الحكومة إلا اذا تم التدخل مجدداً لمنع حصول استقطاب ثنائي مجدداً بين رئيس النواب ورئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي.

«مستجد» لافت في المزاج الأردني: ترحيب بخبير ألماني كلف بإنقاذ «الملكية للطيران» وهجمة على «الكفاءة المحلية»
الأرقام الصادمة رسمياً في حضن الرأي العام والمتحدث وزير المالية: المديونية تجاوزت 40 مليار دولار
بسام البدارين

لمياء الخميري: نتفهم الدعوات إلى استقالة الحكومة لأن حلولها الأمنية لا تتناسب مع الواقع

Posted: 29 May 2017 02:23 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: قالت لمياء الخميري الناطقة باسم «حراك تونس الإرادة» إن حزبها يتفهم الدعوات إلى استقالة الحكومة على اعتبار أن حلولها الأمنية لا تتناسب مع الأزمات القائمة في البلاد وخاصة الاحتجاجات الأخيرة في مدينة «تطاوين»، منتقدة الزج بقوات الجيش والأمن في «أتون حرب أهلية لا طائل منها سوى تكبير جروح الماضي». كما نفت استبعاد الحزب من التظاهرات الأخيرة التي نظمها حراك «مانيش مسامح» ضد قانون المصالحة.
وأشارت، من جهة أخرى، إلى أن حزبها يجري مشاورات مع عدد من الأطراف لتشكيل جبهة سياسية جديدة، وأكد دعم الحزب لهيئة «الحقيقة والكرامة» التي قالت إنها مؤتمنة على المسار الديمقراطي وأحد لبناته الأساسية، مشيرة إلى أن اتهام الهيئة بإثارة «الفتنة» في البلاد هو محاولة للهروب للأمام من قبل بعض الأطراف.
وقالت الخميري في حوار خاص مع «القدس العربي»: «نتفهم دعوة بعض الأطراف الحكومة إلى الاستقالة بما أننا دولة ديمقراطية ومن مبادئها التداول على السلطة وتحمل المسؤولية، فالشعب يعطي ثقته للحكام كي يؤدوا الأمانة والمهمة بأكمل وجه، والحكومة تتخبط اليوم وتحاول أن تخرج من أزمتها – التي جذورها وحلولها سياسية بالأساس – عبر الحلول الأمنية وهذا خطير جدا، فنحن اليوم من أعلى هرم في السلطة نحاول الزج بقواتنا العسكرية (في مواجهة المحتجين) رغم أن موقعها الطبيعي هو الحدود».
وأوضحت أكثر بقولها «هذه الحكومة مفلسة سياسياً ومن الطبيعي أن نسمع دعوات لاستقالتها لأنه يجب على كل شخص أن يتحمل مسؤوليته، فجوهر اللعبة الديمقراطية أنك عندما تتسلم منصباً يجب أن تكون جديراً به ولديك رؤى ومشاريع وحلول، فنحن سمعنا بأزمة في شركتي بيجو ورينو في فرنسا، وهدد العمال بفتح قوارير غاز وتفجير المعمل، ولكن الدولة الفرنسية لم ترسل لهم الأمن والعسكر، بل بدأت في حل الأمر عبر التشاور وأخذ الرئيس إيمانويل ماكرون على عاتقه أن يحل الأمر بطريقة سلمية واجتماعية فبدأت الأمور في الانفراج. ولذلك نتفهم أي دعوة تنحو إلى أن الحكومة تتحمل مسؤوليتها وتستقيل لأن حلولها ليس متلائمة ومتناسبة مع الأزمات التي تعصف بالبلاد».
واتهمت، في السياق، الحكومة بمحاولة «الزج بقواتنا العسكرية والأمنية في أتون حرب أهلية لا طائل منها إلا تكبير جروح الماضي»، وأضافت «نحن بدأنا بترميم صورة الدولة التونسية وبناء أمن جمهوري وإعادة الثقة في المؤسسة الأمنية، حيث كانت الدولة في العهد السابق متهمة بأنها دولة بوليسية وهذا رأيناه بوضوح أثناء الثورة التونسية، ولكننا اليوم نختار لأزمات جذورها وحلولها سياسية، حلولاً أمنية أي نضع المواطن والأمن والعسكر في المواجهة فهذا خطير جدا، لأن قواتنا الأمنية والعسكرية مكانها هو الوقوف بجانب الشعب أي مع أهالينا في تطاوين للدفاع عن البلاد (وليس العكس)».
وحول اتهام حزب «حراك تونس الإرادة» بتأجيج الأوضاع في مدينة «تطاوين»، قالت الخميري «نحن نحترم الإنسان الذي يتصرف بشكل مسؤول، فإذا كان لديك أي حجج أو براهين أن حراك تونس الإرادة كان وراء أي تأجيج أو عمل مخالف للقانون فأمامك القضاء والنيابة العمومية، أم أن يتم التصريح بكلام هدفه التسويق السياسي والهرج والمرج فنحن ضد ذلك لأنه محاولة للهروب للأمام وتبنٍّ لنظرية المؤامرة وهذا لا يبني البلاد، ولذلك أنا أدعو الجميع للتعقل والتحلي بالرصانة والحكمة».
من جهة أخرى، أشارت إلى أن حزب «حراك تونس الإرادة» يسعى لتشكيل جبهة سياسية جديدة، مشيرة إلى وجود «مشاورات مع كل الأحزاب التي تشاركنا المشترك الوطني والنضالي نفسه، والأحزاب التي أسست معنا الجمهورية الثاني هي المعنية بهذا التحالف. وما زلنا في طور المشاورات ولا يمكن الحديث عن هوية شركائنا الآن».
وحول إمكانية دعوة حركة النهضة (الشريك السابق في الحكم) للمشاركة في التحالف الجديد، قالت الخميري «أي حزب يعتبر نفسه حزباً وطنياً وأسس للجمهورية الثانية وقطع مع ممارسات المنظومة القديمة ويشاركنا الهم النضالي والوطني هو معني بالمشاركة».
وكان رئيس الهيئة السياسية لحزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» سمير بن عمر اتهم الأطراف المنظمة لحراك «مانيش مسامح» باستبعاد من سماهم «أحزاب الثورة» (المؤتمر ووفاء والبناء الوطني وحراك تونس الإرادة) من التظاهرات التي نظمها الحراك في العاصمة ضد قانون «المصالحة».
إلا أن الخميري نفت ذلك، وأوضحت الأمر بقولها «أكبر دليل على أننا كنا ضمن هذه التظاهرات هو أننا خرجنا (قيادات ومناضلو الحزب) بعد افتتاح مؤتمرنا الانتخابي في العاصمة للشارع وكان هناك مظاهرة، والتحمنا مع الجماهير وشاركنا في مظاهرة «مانيش مسامح» وتم قبولنا بكل سلاسة وتم قبولنا في الشارع كطرف من هذه الحملة، وعموما نحن دائما نساند أي تحرك نضالي ومن أجل سبب مشروع وغاية نبيلة وندعو إليه، في حال بقي سلمياً ولم يتجاوز الخطوط القانونية».
وكانت بعض الأطراف السياسية اتهمت مؤخراً هيئة «الحقيقة والكرامة بمحاولة إثارة «الفتنة» في البلاد بعد الشهادة الأخيرة لعماد الطرابلسي صهر الرئيس السابق زين العابدين بن علي.
وعلّقت على ذلك بقولها «نحن كحزب كنا دوماً مساندين لمسار العدالة الانتقالية الذي بدأ الآن ولا أحد يستطيع إيقافه، ولكن بعض الأطراف يحاولون الهروب إلى الأمام ولا يقبلون وجود عدالة انتقالية في البلاد، ولقد ساندنا الهيئة وما زلنا باعتبارها هيئة دستورية وبيدها ملف ثقيل من حجم ملف الانتقال الديمقراطي وهي إحدى لبنات الانتقال الديمقراطي في البلاد، ونحن مع حل مشاكل الماضي وفتح صفحة بيضاء والمصالحة بين جميع التونسيين، ولكن مفهومنا للمصالحة هو أن تأتي بعض المحاسبة والمساءلة، ولذلك نحن نرى أن هيئة الحقيقة والكرامة هي المؤتمنة على المسار الديمقراطي ونحن نساندها ونعتبر أنها تقوم بدورها بشكل جيد ونحن لسنا من دعاة وقوف هذا المسار أو تعطله بل إننا ندعمه كأطراف ديمقراطية مسؤولة تسعى لاستكمال البناء الديمقراطي في تونس».

لمياء الخميري: نتفهم الدعوات إلى استقالة الحكومة لأن حلولها الأمنية لا تتناسب مع الواقع

حسن سلمان

أمير قطر يزور الكويت غدا في «تقليد سنوي» لتبادل التهاني برمضان

Posted: 29 May 2017 02:22 PM PDT

الدوحة ـ «القدس العربي» من اسماعيل طلاي: يقوم أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني غدا الأربعاء بزيارة إلى دولة الكويت، يلتقي خلالها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. وعلى الرغم من أن الزيارة تأتي ضمن «تقليد سنوي» لتبادل التهاني بشهر رمضان المبارك، فإنها تحظى باهتمام إعلامي سياسي بالغ حول أهمية النتائج المرتقبة للزيارة في «رأب الصدع» الخليجي، في ظل الحديث عن مساع كويتية لمحاولة إيجاد مخرج للأزمة التي نشبت في الفترة الأخيرة، على خلفية تناقل وسائل إعلام سعودية وإماراتية تصريحات «مغلوطة» على لسان أمير قطر من وكالة الأنباء القطرية (قنا)، سرعان ما كذبتها دولة قطر، مؤكدة تعرض موقع وكالتها الأنباء الرسمية إلى «قرصنة»، وصفها وزير الخارجية القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بأنها «جريمة الكترونية»، يتم التحقيق بشأن المتورطين فيها لمتابعتهم قضائياً.
وفي وقت لم يصدر أي بيان رسمي من السلطات القطرية إلى غاية أمس الاثنين بشأن زيارة الأمير تميم بن حمد آل ثاني إلى الكويت؛ قال مصدر دبلوماسي لـ«القدس العربي» إن الزيارة المرتقبة لأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى الكويت غدا الأربعاء، كانت مقررة سلفا، ودأب عليها أمير قطر سنويا، لأجل تقديم التهاني لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بمناسبة بشهر رمضان».
من جانبه، أصدر سفير الكويت لدى الدوحة حفيظ محمد العجمي، أمس، تصريحاً صحافياً مكتوباً قال فيه «زيارة أمير قطر إلى دولة الكويت تأتي في إطار عادة الامير السنوية لتقديم التهنئة بمناسبة شهر رمضان المبارك للشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح».
وأشاد سفير الكويت «بالعلاقات الأخوية الراسخة بين الكويت وقطر»، مؤكدا «حرص قيادتي البلدين الشقيقين على تطويرها وتعزيزها في شتى المجالات».
ونوّه السفير العجمي إلى أن «الشيخ تميم أمير دولة قطر والوفد المرافق سيحل ضيفا عزيزا في بلده الثاني الكويت على أمير البلاد وعلى الشعب الكويتي»، لافتاً إلى أن "التشاور وتبادل الرؤى ليس بالأمر المستغرب على القيادات الخليجية، وتبادل وجهات النظر حول القضايا الخليجية والعربية والعالمية ذات الاهتمام المشترك". وأعرب السفير الكويتي عن أمله بأن "تسفر هذه الزيارة عن النتائج الطيبة والمعهودة عندما يلتقي القادة الخليجيون والتي تصب في صالح دول وشعوب هذه المنطقة".
وتأتي زيارة أمير إلى قطر، بعد تلقيه في وقت سابق اتصالا هاتفيا من الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت؛ وقالت وكالة الأنباء القطرية إنه "جرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين الشقيقين وأوجه دعمها وتعزيزها، إضافة إلى مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك".
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول خليجي قوله إن "أمير الكويت عرض أثناء محادثة هاتفية مع الشيخ تميم التوسط لاستضافة محادثات لضمان عدم تصعيد الخلاف". و استقبل أمير قطر، السبت الماضي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية الكويت، و«استعرضا خلالها العلاقات الأخوية القائمة بين البلدين الشقيقين وسبل تنميتها وتطويرها»، حسب وكالة الأنباء القطرية (قنا).
وتضاعفت التكهنات بوجود مبادرة كويتية لـ «رأب الصدع» بعد الأزمة التي تسبب فيها نقل التصريحات «مكذوبة» لأمير قطر، عقب تصريحات لوزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله، وصف فيها تصريحات وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في مؤتمر صحافي الخميس الماضي، بشأن «اختراق» موقع وكالة الأنباء القطرية، بـ «الإيجابية».
وقال الجارالله، خلال احتفال السفارة الروسية في الكويت باليوم الوطني، إن دول مجلس التعاون الخليجي تسعى إلى تعزيز وتطوير ودعم العلاقات فيما بينها. لافتاُ إلى أن بلاده لم ولن تتوقف في رأب أي صدع خليجي.
وأوضح أن الكويت تتابع باهتمام بالغ التطورات المؤسفة التي جاءت بعد التصريحات المفبركة لأمير قطر، مشدداً على أن «عراقة تجربة دول التعاون قادرة على استيعاب مثل هذه الأمور وغيرها». قائلا إن «منظومة مجلس التعاون صلبة، وقادرة على مواجهة الظروف الصعبة بحكمة قادتها، التي تمكّننا من احتواء أي تداعيات سلبية لهذه التطورات».
وفي غضون ذلك، نقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن الموقع الإلكتروني للرئيس الإيراني حسن روحاني قوله إنه أبلغ الشيخ تميم في محادثة هاتفية أن طهران مستعدة لمحادثات مع الدول العربية من أجل التوصل إلى «اتفاق حقيقي نحو السلام والإخاء». وأضافت الوكالة أن أمير قطر رد عليه بأن المحادثات بين إيران ودول الخليج يجب أن تستمر.
ولم تصدر أي تصريحات رسمية قطرية بشان ما تناقلته وسائل إعلام عن «وساطة» تقوم بها الكويت، لكن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، كان «هوّن» من خطورة ما حدث على مستقبل وحدة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، حيث قال خلال المؤتمر الصحافي الخميس الماضي إن «قطر أبقت دوما على علاقات ودية وأخوية مع دول الخليج، لأننا نؤمن أن مصيرنا واحد، ونتأثر بالأزمات التي تحيط بمنطقتنا كلنا، ولا علاقة لما يحدث بأزمة العام 2014»، مستشهدا بأن «قمم الرياض قبل يومين من الهجوم الالكتروني سادتها نقاشاتنا إيجابية بشأن علاقات قطر بدول مجلس التعاون، وإن كان هناك أمر آخر، فنحن لا علم لنا به»، لافتاً إلى أن «قطر تفضل دوماً الإبقاء على علاقات قوية وأخوية مع دول مجلس التعاون الخليجي. وأن الظروف الحالية، وما يحيط بالمنطقة من أزمات إقليمية، يدفع لأن تبقى دول المجلس موحدة، وتتغلب على المشاكل الصغيرة الثنائية، مشدّدا على أن بلاده لا تنظر إلى ما حدث على أنه كبير ومهم».
كما نفى وزير الخارجية أن تكون قطر أجرت اتصالات مع قيادة دول مجلس التعاون للاستفسار بشأن ما حدث.

أمير قطر يزور الكويت غدا في «تقليد سنوي» لتبادل التهاني برمضان

الجيش الإسرائيلي يقرر نشر آليات عسكرية «غير مأهولة» على حدود غزة

Posted: 29 May 2017 02:22 PM PDT

غزة – «القدس العربي»: أعلن موقع جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه سيقوم خلال الأشهر المقبلة، بنشر سيارة عسكرية غير مأهولة، مثبتة عليها أنظمة مراقبة وأسلحة، بعد أن أجرى عليها تحديثات تشمل أنظمة متطورة، على الحدود الفاصلة مع قطاع غزة.
ويريد الجيش الإسرائيلي الذي كشف عن هذه الآلية العسكرية، أن تحل بدلا من الجنود والدوريات الراجلة، التي تنشر ضمن «فرقة غزة» على طول حدود القطاع. وذكر أن هذا النظام الجديد يعتبر «طفرة تكنولوجية» على المستوى الدولي، لافتا إلى أنه يحمي الجنود من الخطر المباشر، ويكشف المشتبه بهم بدقة عبر كاميرات مراقبة ستكون على السيارة، بالإضافة إلى المعلومات الأخرى التي ستظهر على الشاشة.
وحسب ما أعلن الجيش فإن هذه السيارة يمكنها التجول في المنطقة وجمع المعلومات، وكذلك جمع أغراض ملقاة غير عادية، من خلال التحكم بها عن بعد من غرفة العمليات الحربية، وكذلك إطلاق النار عن بعد على أشخاص يشتبه بهم، من خلال شخص يوجد في غرفة العمليات يمسك بيده مقود التوجيه الذي يتحكم بهذه المركبة.
ونشر الجيش الإسرائيلي مقطعا صغيرا يظهر هذه الآلية العسكرية الجديدة، خلال سيرها بمحاذاة الشريط الحدودي مع قطاع غزة، وأظهر الشريط الآلية العسكرية وهي تسير وتنتقل من اتجاه لآخر، من خلال تحريك مقود القيادة، دون أن يكون في داخلها سائق.
وكثيرا ما كان جيش الاحتلال يعلن عن تعرض الدوريات التي تقوم بمراقبة حدود القطاع، لعمليات استهداف بإطلاق النار من الجانب الفلسطيني، وستحول هذه المركبة حال نشرها دون تعرض جنود الاحتلال للخطر، وسيسمح للجيش الإسرائيلي بالاستغناء بشكل كبير عن  الجنود الذين يقومون بأعمال الدورية على طول الحدود.
وتكبد جيش الاحتلال الإسرائيلي خسائر بشرية ومالية كبيرة خلال الحروب الثلاث التي شنها على قطاع غزة، خاصة خلال عمليات التوغل البري، داخل أحياء القطاع القريبة من تلك المناطق.
وتمكن نشطاء المقاومة خلال الحرب الماضية التي شنتها إسرائيل صيف عام 2014، من الإجهاز على أفراد من الجيش الإسرائيلي، وأسر آخرين، لا يزال مصيرهم مجهولا.
ومنذ انتهاء الحرب الأخيرة على غزة، لجأت إسرائيل لتنفيذ الكثير من المناورات العسكرية خاصة على حدود غزة، بناء على توصيات لجنة خاصة شكلت من أجل استخلاص العبر.
وقررت إسرائيل عقب الحرب أيضا تغيير ناقلات الجند التي كانت مخصصة لنقل أفرادها خلال الدخول إلى غزة، واستبدالها بأخرى متطورة، عقب تمكن المقاومة من تفجير عدد من الناقلات القديمة.

الجيش الإسرائيلي يقرر نشر آليات عسكرية «غير مأهولة» على حدود غزة
يمكنها المراقبة والتصوير وإطلاق النار

ما الذي يجعل زعماء عربا براغماتيين؟

Posted: 29 May 2017 02:22 PM PDT

 من هم الزعماء العرب البراغماتيين، الذين تم تعليق الآمال الكبيرة عليهم مؤخرا، أن يشكلوا جبهة موحدة ضد الإرهاب ويساعدوا على حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؟.  أحد علامات التعرف عليهم هي الاعتدال الذي طرأ على عدائهم التاريخي لإسرائيل. لقد استمعوا جيدا لترجمة خطاب دونالد ترامب في الرياض في الاسبوع الماضي، الذي طلب منهم انشاء جبهة موحدة ضد الإرهاب، وطرد الإرهابيين من اوساطهم. الحديث يدور عن ديكتاتوريين قلقين من الخطر الذي يحدق بهما بسبب تأثير ايران المتزايد والإرهاب الذي تدعمه. إن خطر البقاء، كما يبدو، يزيد من صفاء الذهن. ويبدو أن الصراع الفلسطيني ثانوي بالنسبة لهم، مقابل سعيهم الى ضمان بقائهم، مثلا من خلال البحث عن حلفاء محتملين، مثل إسرائيل التي لها تجربة في الصراع ضد الإرهاب، والتي تتعرض ايضا للتهديد من ايران، ويمكن أن تكون هذا الحليف. 
زعماء مصر والاردن والسعودية ودول الخليج يشعرون بهذا التهديد. الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يدير صراعا يوميا ضد الإرهابيين الذين يريدون ضعضعة حكمه. فهو ليس فقط مستعدا للحصول على مساعدة إسرائيل، بل هو بحاجة الى مساعدتها. التعاون العسكري والاستخباري بين مصر وإسرائيل لم يسبق له أن كان وثيقا بهذا القدر. فهو أهم حسب رأي السيسي، من الضريبة الكلامية التي يدفعها من اجل الفلسطينيين. عبد الله، ملك الاردن، يواجه خطر مشابه. وهو متحمس للتعاون مع إسرائيل في مواجهة هذا التهديد، مع اصدار تصريحات التأييد للصراع الفلسطيني. وزعماء السعودية الذين يخشون من حصول ايران على السلاح النووي، وهم قلقون من ثورة الحوثيين في اليمن بمساعدة ايران، يعتبرون أن إسرائيل المهددة من ايران ايضا، يمكن أن تكون حليفا محتملا. 
عند وجود خطر وجودي، فانه يصبح أهم من تأييد الصراع الفلسطيني. فهل هذا يحولهم الى زعماء براغماتيين أو زعماء أكثر اعتدالا؟ الجواب هو لا. فهم ببساطة يعطون الأولوية لمصالحهم الآنية، أي بقائهم. 
كيف يندمج الفلسطينيون في الشرق الاوسط المتغير؟ من الواضح أنه اذا تم حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فسيكون الأمر أكثر سهولة على الجميع.
ولكن في الظروف الأكثر راحة، هناك حاجة الى وقت طويل من اجل حدوث ذلك. وفي هذه الاثناء البرابرة موجودون على الباب.  وماذا عن دور القادة الفلسطينيين «البراغماتيين» في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؟ يبدو هذا جيدا للوهلة الاولى، لكن ليس من المتوقع حدوث ذلك. يبدو أنهم يؤيدون موقف ترامب، الذي يعتبر أن حزب الله وحماس منظمتان إرهابيتان. وهو يزعم أنهما تعملان من اجل الصراع الفلسطيني. إن الطلب من الفلسطينيين نبذ الإرهابيين الذين يعملون في اوساطهم يشبه طلب التخلص من أنفسهم. هم الذين أحضروا للعالم النسخة
الحديثة من الإرهاب: قتل المدنيين بدون تمييز، اختطاف الطائرات وتفجيرها، قتل الرياضيين الإسرائيليين، تفجير المطاعم. فهل يمكن اعتبارهم حلفاء في الصراع ضد الإرهاب، في الوقت الذي ينظرون فيه الى الإرهابيين على أنهم أبطال ويقومون بمكافأة عائلاتهم؟. 
هناك فلسطينيون، مثل محمود عباس، فهموا منذ زمن أن الإرهاب قد أضر بالنضال الفلسطيني، وأن موجة الإرهاب في الانتفاضة الثانية التي قتل فيها أكثر من ألف إسرائيلي، هي التي أدت الى وجود السيطرة الإسرائيلية العسكرية في الضفة الغربية. ولكن التنديد بالإرهاب يجب أن يكون جزءا من التعليم الذي يحصل عليه الشباب الفلسطينيين. ومحمود عباس لم ينجح في تحقيق هذا الهدف، ويبدو أنه غير قادر على أن يكون شريكا في الحرب ضد الإرهاب. ويصعب القول إن الزعماء العرب «البراغماتيين» يمكنهم تجنيده في التحالف ضد الإرهاب.
موشيه آرنس
هآرتس 29/5/2017

ما الذي يجعل زعماء عربا براغماتيين؟

صحف عبرية

العراق يحدد شروط استثمار الطريق السريع مع الأردن وسوريا

Posted: 29 May 2017 02:21 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي» : أكدت الحكومة العراقية، إيلاءها اهتماما كبيرا في اختيار الشركة المستثمرة التي ستقوم بإعادة تأهيل الطريق السريع بين العراق الأردن وسوريا، الذي سيشكل نقلة نوعية في العلاقات التجارية بين البلدين، في الوقت الذي يواجه المشروع صعوبات أمنية وسياسية.
وعقدت اللجنة العراقية المختصة باستثمار طريق المرور السريع الدولي السريع الرابط بين العراق والأردن وسوريا، اجتماعا برئاسة وزيرة الاعمار والاسكان، آن نافع الألوسي، وممثلين عن وزارات الداخلية والدفاع والتخطيط وهيئة الاستثمار.
ونقل بيان الوزارة عن الوزيرة ، قولها خلال الاجتماع : إن» اللجنة أمام مهمة وطنية كبيرة في اختيار الجهة المنفذة التي ستقوم باستثمار الطريق وإدارة وتشغيل منفذ طربيل الحدودي مما يتطلب منا الدقة والسرعة في إنجازه».
وأضافت: «بناء على تكليفنا من مجلس الوزراء، برئاسة اللجنة المختصة باعداد العقد الاستثماري الخاص بأعاة تأهيل وتأمين طريق المرور السريع، فقد تمت مناقشة متطلبات اعداد فقرات العقد لاستثمار وتأمين الطريق الدولي الرابط بين بغداد والحدود الأردنية من النواحي الفنية والأمنية والاقتصادية».
وأوضحت الوزيرة شروط عقد الاستثمار، التي تشمل قيام «الشركة المستثمرة بإعادة تأهيل الطريق والجسور المقامة عليه وصيانته على نحو متواصل وإصلاح التخسفات الحاصلة فيه وإنارته وإقامة محطات استراحة وساحات وقوف للعجلات وورش صيانة للمركبات المارة عليه ومحطات وقود، إضافة إلى إقامة السياج العازل على جانبي الطريق لضمان عدم عبور الحيوانات والعربات بشكل يتعارض مع نظام السير فيه ويتسبب بالحوادث، أما عن الجانب الأمني، فسيتولى المستثمر تأمين جانبي الطريق بعمق خمسة كيلومترات من كل جهة». وتابعت الالوسي إن «الاجراءات اعلاه ستتم بإشراف اللجنة المختصة من وزارة الاعمار والإسكان والبلديات العامة في الجانب الفني ووزارة الدفاع والداخلية في الجانب الأمني والمروري»، مؤكدة أن «هذا المشروع سيشكل نقلة مهمة في مجال تنشيط التبادل التجاري بين العراق ودول العالم، فضلاً عن إعادة قطاع النقل البري للبضائع والمسافرين عبر الطريق الدولي الرابط مع الأردن وسوريا ».
وتابعت الوزيرة أن «المشروع سيتضمن كذلك تطوير البنى التحتية للمنفذ الحدودي في طريبيل بما يسهل تقديم خدمة أفضل للعاملين فيه والمسافرين وسواق الشاحنات المارين عبره ويوفر انسيابية في حركة المركبات عبر المنفذ مما يسهم في فتح أبواب الاستثمار وتنشيط الشراكة بين القطاع العام والخاص في إعادة اعمار المناطق المحررة وتأهيل البنى التحتية اللازمة لتحفيز النشاط الاقتصادي في العراق بما يخفف العبء عن كاهل الدولة ويضمن توفير فرص عمل جديدة».
وكانت سفيرة العراق في الأردن، صفية السهيل، أعلنت مؤخراً أن لجنة مختصة تعمل حالياً على إعادة فتح الطريق الواصل بين معبر طريبيل الحدودي مع الأردن حتى مشارف بغداد. وأكدت أن «المركز الحدودي في طريبيل جاهز للعمل حالياً».
وأضافت، في تصريح صحافي، أن «هناك تحضيرات مع الجانب الأردني للعمل على البدء في فتح الطريق، والاتفاق على السير بأسلوب القوافل أو المجموعات تحت حماية أمنية من طريبيل إلى مشارف العاصمة بغداد».
كما سبق، وأعلنت قيادة عمليات الأنبار، أنها بصدد توفير متطلبات تأمين الطريق السريع إلى الأردن ومنفذ طريبيل. وقامت من أجل ذلك بحملة عسكرية لتمشيط منطقة غرب الانبار وطرد عناصر تنظيم «الدولة» منها، لكن الحملة توقفت مؤقتاً بسبب انشغال القوات العراقية بمعركة تحرير الموصل.
ويعتقد مراقبون أن إعادة تأهيل الطريق السريع بين العراق وسوريا والأردن، رغم أهميته الاقتصادية الكبيرة للبلدان الثلاثة، لكن ثمة صعوبات قد تعيق تحقيقه أهمها توفير الجانب الأمني في منطقة صحراوية شاسعة تتواجد فيها بعض خلايا تنظيم «الدولة»، وانشغال القوات العراقية بتحرير الموصل ومناطق أخرى، اضافة الى صراع بعض القوى السياسية في الانبار للحصول على حصة في هذا المشروع الكبير.
كما كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، عن وجود خلافات امريكية – ايرانية حول اعادة تأهيل الطريق السريع بسبب تضارب المصالح ، مشيرة الى ان الولايات المتحدة ترى ان تطوير الطريق السريع الذي يربط بين بغداد وعمان في الأردن أمر حيوي ، فيما تعتبره ايران تهديدا لمصالحها .

العراق يحدد شروط استثمار الطريق السريع مع الأردن وسوريا

مصطفى العبيدي

لبنان: اشتباك دستوري بين رئيسي الجمهورية والبرلمان حول تحديد جلسة قبل فتح دورة استثنائية

Posted: 29 May 2017 02:21 PM PDT

بيروت ـ «القدس العربي» : الاشتباك حول الجلسة التشريعية التي حدّدها رئيس مجلس النواب نبيه بري في 5 حزيران/يونيو قبل أن يبادر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري إلى فتح دورة استثنائية تُرجم أمس بمؤتمر صحافي نادراً ما يعقد الرئيس بري مثيلاً له، وجاء بعد انزعاج الرئيس عون من دعوة برّي إلى عقد الجلسة قبل التوقيع على المرسوم، وربطه التوقيع بالاتفاق الكامل على قانون الانتخاب.
وقد استهل بري مؤتمره بالقول «في اليومين الاخيرين نشهد ضجة كبيرة لأن رئيس المجلس النيابي حدّد جلسة في 5 حزيران/يونيو، ونشهد هجمة كبيرة بشكل نسوا فيها عدوان 5 حزيران/يونيو الإسرائيلي.
ويكاد هذا الموضوع يخيم على هذه الذكرى وغيرها وهو القول بأن الرئيس بري خالف الدستور، وكلام من هذا القبيل. طبعاً سأقول بعض الأمور وبصراحة واقعية.
أولاً في الشكل: اليوم كان يفترض ان تكون جلسة مجلس النواب في هذا الوقت، وطبعاً لم نصل إلى اتفاق على قانون الانتخاب.
وصلت إلى يوم الجمعة مساء ولم يكن هناك تباشير خير حول قانون جديد، وانا لا استطيع ان اثبّت الجلسة الا قبل 48 ساعة حسب الاصول في النطام الداخلي.
طبعاً عندها اجريت اتصالاً بفخامة رئيس الجمهورية واطلعته على هذا الامر. كما عقدت اجتماعاً مع النائب جورج عدوان ووافقت على قانون الدوائر الخمس عشرة بعد ان كنت ارفض هذه الصيغة، وذلك في محاولة لتقريب وجهات النظر وتقدمنا بكذا وكذا.
وقد رحب الاستاذ عدوان بهذا الموقف مبدياً اغتباطه لهذا التطور. وقلت له انه بالنسبة للدورة الاستثنائية انا لن اؤجل الآن الجلسة المقررة الاثنين 29 أيار/مايو الا اذا جرى فتح الدورة، ولا بدّ من تعليق الجلسة.
وبعد شرح هذه الأمور قال لي نعم اتكلنا على الله وسأتكلم مع الرئيس سعد الحريري في هذا الموضوع. وبادرت انا للإتصال بالرئيس الحريري وقلت له انني تكلمت مع فخامة الرئيس كذا وكذا وسيتصل بك واتمنى ان يأتيني مرسوم فتح الدورة الاستثنائية اليوم قبل الغد.
وقال لي الرئيس الحريري هل اقوم بصياغة المرسوم واوقعه وارسله إلى رئاسة الجمهورية؟ فقلت له لا، فلتتشاور مع فخامة الرئيس اولاً فاذا قال لك نعم ترسله عند ذلك، وهذا ما حصل. ثم ارسل الرئيس الحريري عند التاسعة مساء خبراً يفيد بانه ارسل مشروع المرسوم إلى فخامة الرئيس، ولم يصلني المرسوم ليلاً او صباحاً وحتى ظهر يوم السبت لم يصلني اصبحنا في مهلة الثماني والاربعين ساعة. وفي الاساس كان لدي ثلاثة طروحات لموضوع الجلسة:
- الطرح الأول هو الدورة الاستثنائية، فخير البرّ عاجله وهذا اسهل الأمور.
- الطرح الثاني، وفقاً لنص الدستور ان يوقع الأكثرية المطلقة من مجلس النواب وفقاً للمادة 33 من الدستور، عندها على الحكومة والسلطة التنفيذية ان تفتح دورة استثنائية.
- الطرح الثالث سأضطر ان اقوله. في الأساس دستورياً هل يحق لرئيس مجلس النواب ان يدعو إلى جلسة من دون فتح دورة استثنائية سواء بمرسوم أو بعد توقيع الأكثرية المطلقة وصدور المرسوم؟ الجواب لا. ولكن أنا لجأت إلى الطرح الأول ولكي لا اخلق مشكلاً بالطلب الثاني نتيجة الوعد بالطلب الأول لجأت إلى الطرح الثالث الذي كنت لا اريد ان اقوله وهو ما يلي: لماذا لم يتم توقيع مرسوم فتح الدورة الاسثنائية الآن؟ العلم عند الله. ما فهمته من الرئيس عون والرئيس الحريري ايضاً ان المرسوم على الطريق، فاذا كان الذي يشاع هو ان هذا هو في سبيل الضغط على المجلس النيابي لكي يقر قانون الانتخاب، فان المجلس النيابي حاول ويحاول ولم يتوقف. وللتذكير لمن يحب التذكر فإن الحوار الوطني الذي دعوت له في عين التينة كان له جدول أعمال، وقلنا لهم على قياس الدوحة فلنتفق على موضوع قانون الإنتخاب ونبدأ بالترتيب بإنتخاب رئيس الجمهورية ولو سمعوا مني لما كنا وصلنا إلى هذا الوضع. «قللّو جدي كان يعدّل الميلي، فقللّو كان يعدّلها قبل ما تميل»، كنا عدلناها قبل ان تميل هكذا. هذا الكلام لا ينطبق على المجلس النيابي، فلا احد يستطيع ان يفرض شيئاً على المجلس إلا الشعب اللبناني فقط لا غير».
وقال بري «ما هو الموضوع الذي وجدت نفسي ملزماً باللجوء إليه؟ اريد ان اشير إلى المادة 59 من الدستور، ففخامة الرئيس مشكوراً استعملها لأول مرة منذ الاستقلال، فقد استعملت سابقاً في زمن الانتداب، واستعملت في لبنان و فرنسا. وهي تنص حرفياً على ما يلي: «لرئيس الجمهورية تأجيل إنعقاد المجلس إلى امد لا يتجاوز شهراً واحداً وليس له ان يفعل ذلك مرتين في العقد الواحد». ومن قراءة الدستور اللبناني لاسيما المواد التي لها علاقة بإنعقاد المجلس والدورات وغير ذلك، وفي ضوء دستور الجمهورية الفرنسية الثالثة الذي استوحينا من مواده الدستور اللبناني يتبين ما يلي:
اولاً: الفقه واللغة والقانون لا يوجد معنى واحد لكلمة تأجيل إلا تأخير مدته، فعندما نؤجل موعداً فإن ذلك يعني ان هناك موعداً اخر.
وبعدما استند إلى ما ورد من نصوص دستورية في فرنسا قال «أُخذ في لبنان من الدورة العادية الدستورية شهرٌ، لذا سمحت لنفسي بكل بساطة وبعد ان حاولت بالامر الاسهل ان اعيّن الجلسة تلافياً لأي اشكال مع فخامة الرئيس الذي اقدر واحترم، ولكن كلانا على ما اعتقد لا نبيع ولا نشتري وسأحاول بكل جهدي ويعرف الجميع مدى التعاون الذي احرص عليه الإبتعاد عن الستين و التمديد والفراغ الذي هو غير وارد لا عندي ولا عند غيري، وايضاً عن كل ما هو طائفي او مذهبي في قانون إنتخاب اي قانون إنتخاب على الإطلاق. والدليل هو أني بعد رفض القانون ال15 دائرة، الذي سمي بقانون بكركي وفي الحقيقة هو احد سنابل الوزير مروان شربل في حكومة الرئيس ميقاتي، عدت واخذت المبادرة انا شخصياً وإتصلت بالاستاذ جورج عدوان الذي اعاده وقلت له انني اقبل به، وبالتالي فإن احدى الصحف التي احترمها واقدرها ذكرت اليوم ان نبيه بري يرفض بسبب اصوات جزين، لا فجزين موجودة ومازالت «بعدها لحالها». على كل حال رغم القبول بدأت الشروط وكان الشرط الأول هل ستكون المناصفة مؤكدة؟ فأجبنا نعم بالتأكيد وقلنا انه حتى لو اقتضى ان يوضع نص دستوري فلا مانع لدينا ففي لبنان لا يوجد عدٌّ، هناك نصفٌ مسيحيون ونصفٌ مسلمون، وإذا كان هناك من لديه نية غير ذلك علماً انه لا يوجد، عليهم ان ينظروا ما يجري في المنطقة لان ما يجري يجعلنا نتمسك أكثر بالمسيحيين. وقالوا لنا انه يوجد صوت تفضيلي مع العلم ان الدوائر زادت واصبحت 15 وكثير منها اصبح عبارة عن اقضية فقط ولم يعد له قيمة هذا الموضوع اي الصوت التفضيلي، ومع ذلك فإن هذا لا يشكل مانعاً للقانون مع العلم ان لا ضرورة له ابداً شرط ان ينحصر بالطائفة او بالمذهب.
ثالثاً: اما موضوع نقل النواب، فهذا أمر مرفوض اصلاً شكلاً واساساً، فإذا كنا نستطيع ان نقوم بتوزيع أكثر للنواب فإن ذلك من الافضل للبنان. اما نقل النواب فهو فرزٌ مقلّد لمشاريع التقسيم القائمة في المنطقة.
وأكثر من ذلك اقول ان هذا الأمر سيصبح اذا ما سرنا به باباً ومنفذاً لطوائف أخرى من اجل المطالبة به ايضاً، فالشيعي مثلاً سيطالب بنقل هذا المقعد او ذاك وهنا لا اقصد كما قالوا بيروت، فكل الناس موجودة في بيروت وبيروت هي دائماً قلعة لبنان التي تعطي الوطن. وايضاً يأتي الدرزي واي طائفة اخرى وتطالب بنقل مقاعد، فإذا دخلنا في مثل هذا الموضوع لا نستطيع ان نخرج منه. لذلك علينا ان نشطب هذا الموضوع من القاموس.
رابعاً: هذا الكلام الذي اتفقت بشأنه مع الاستاذ جورج عدوان، وعلى كلٍ انا بإنتظار القرار النهائي لكتلة التغيير والإصلاح لمتابعة النقاش حول نقطتين لم نتطرق لهما مع الاستاذ عدوان بإنتظار موقف الكتلة هما: العتبة الوطنية وطريقة احتساب المقاعد. حتى ذلك التاريخ وإن شاءالله يكون في 5 حزيران/يونيو القانون جاهز ونترك الأمور للمجلس النيابي».
ورداً على سؤال عما اذا كان ما نشهده من كلام لرئيس الجمهورية ولرئيس المجلس هو على طريقة اشتدي ازمة تنفرجي، اجاب بري « لمَ تصرون على خلق مشكلة بيني وبين فخامة الرئيس؟ لمعلوماتكم انه خلال الاتصال الذي اجريته مع فخامته قلت له ان هناك محاولات مضنية للإيقاع بيني وبينك. ما كان قبل الانتخابات هو غير ما بعدها، وهذا الكلام اتفقت انا وفخامة الرئيس عليه بعد الانتخابات مباشرةً في المجلس النيابي.
وكانت معلومات أفادت باعتراض فؤاد السنيورة من تيار المستقبل على اقترح ال 15 دائرة وعلى نقل المقاعد. وبدا عضو كتلة الكتائب النائب نديم الجميل متناغماً مع الرافضين لنقل المقاعد المسيحية وأكد «أن نقل المقاعد المسيحية والإسلامية من منطقة إلى أخرى هو دعوة للتقسيم وتبادل سكاني، وتفريغ لبنان من مقوماته ورسالته. شعارنا 10452 وسيبقى كذلك». وأضاف «التأخير في فتح دورة استثنائية لعب بالنار، ومحاولة غير بريئة للوصول إلى الفراغ».

لبنان: اشتباك دستوري بين رئيسي الجمهورية والبرلمان حول تحديد جلسة قبل فتح دورة استثنائية
بري بعد الحريري يوقف العدّ ويؤكد على المناصفة لكنه يعترض على نقل مقاعد مسيحية
سعد الياس

شكري: معسكرات المتشددين في ليبيا تهديد مباشر للأمن المصري

Posted: 29 May 2017 02:21 PM PDT

القاهرة ـ « القدس العربي» – وكالات: أشاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الإثنين، بالمشارورات المصرية الروسية في إطار اجتماعات صيغة «2+2» بين وزيريّ خارجية ودفاع البلدين، مشدداً على أهميتها «في تعزيز العلاقات الوثيقة» التي تربط القاهرة وموسكو. 
جاء ذلك خلال استقبال السيسي، وزير دفاع روسيا، سيرغي شويغو، ووزير خارجيتها، سيرغي لافروف، ونظيريهما المصريين صدقي صبحي وسامح شكري، في إطار اجتماعات «صيغة 2+2» بين البلدين، التي شهدت القاهرة أعمالها أمس.
ووفق بيان للرئاسة المصرية، «أشاد السيسي بالحوار الاستراتيجي الذي يجريه وزيرا الخارجية والدفاع في البلدين في صيغة (2+2)»، ولفت إلى أهمية المشاورات «في تعزيز العلاقات الوثيقة التي تربط مصر بروسيا». 
واعتبر السيسي أن «التحديات التي يتعرّض لها الشرق الأوسط تتطلب العمل على تكثيف التعاون بين البلدين من أجل التغلب عليها واستعادة الاستقرار في المنطقة».
وأعرب الرئيس المصري عن حرص بلاده على «ترسيخ الشراكة مع روسيا في المجالات الاقتصادية والتجارية والصناعية»، حسب البيان. 
في المقابل، ذكر البيان أن الوزيرين الروسيين، أشارا إلى «اهتمام روسيا بالحوار الاستراتيجي مع مصر». 
وخلال اللقاء ناقش الطرفان «المخاطر الناتجة عن انتشار الإرهاب والتطرف»، واتفقا على «أهمية تضافر الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، فضلًا عن مواصلة التنسيق والتعاون بين البلدين في هذا المجال». 
وشهد اللقاء أيضاً مناقشة آخر المستجدات على صعيد عدد من القضايا الإقليمية، وعلى رأسها الوضع في سوريا وليبيا.  وأعرب الجانبان عن تمسكهما بالحلول السياسية لمختلف الأزمات، التي تمر بها المنطقة، والحفاظ على وحدة الدول وسلامة أراضيها وتماسك مؤسساتها الوطنية، وفق البيان. من جانبه، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن معسكرات المتشددين في ليبيا تمثل تهديدا مباشرا للأمن القومي لبلاده. وقال شكري في مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف «وجود تنظيمات إرهابية (في ليبيا) واتخاذها قواعد للتدريب والانطلاق إلى الأراضي المصرية يشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي المصري».
وأضاف أن أحدث هجوم في مصر «دليل على مدى قدرة هذه التنظيمات وإصرارها على اقتراف هذه الجرائم البشعة التي تستهدف الأبرياء من أجل زعزعة استقرار مصر بما يحتم على مصر أن تدافع عن نفسها وفق قواعد القانون الدولي والمواثيق الدولية».
وتابع قوله إن مصر «استهدفت قواعد هذه التنظيمات للقضاء عليها والحد من قدرتها على تهديد الأمن القومي المصري، وهذا الأمر بالتنسيق الكامل مع الجيش الوطني الليبي والأطراف السياسية التي تعمل من أجل استعادة استقرار ليبيا». أما لافروف فتطرق إلى تعليق الرحلات الجوية بين روسيا ومصر منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 بعد أن انفجرت طائرة ركاب روسية وتحطمت فوق شبه جزيرة سيناء مما أدى إلى مقتل كل من كانوا على متنها.
وقال لافروف: إن «موسكو لم تضع شروطا جديدة لاستئناف الرحلات الجوية المباشرة إلى مصر».
وأضاف: «القاهرة عليها أولا ضمان السلامة للرحلات الجوية». ووصل لافروف القاهرة، مساء أول أمس الأحد، فيما وصل وزير الدفاع الروسي، شويغو، أمس، لحضور الاجتماع الثالث في إطار صيغة «2+2». 
وفي عام 2013، تم تفعيل الحوار الاستراتيجي بين مصر وروسيا بصيغة «2+2»، لتصبح مصر الدولة السادسة التي ترتبط معها روسيا بمثل هذا الإطار الهام من المباحثات الاستراتيجية على مستوى وزيريّ الخارجية والدفاع، بعد أمريكا، فرنسا، إيطاليا، المملكة المتحدة، واليابان. 
ويأتي اللقاء بعد فترة وصفها خبراء بـ«البرود» الدبلوماسي بدت ملامحها عقب سقوط الطائرة الروسية(2015)، وتجلت مؤخرًا مع التقارب المصري الأمريكي، والمماطلة الروسية في عودة سائحيها للقاهرة، وكذلك إمكانية مشاركة القاهرة في «ناتو عربي» تشرف عليه واشنطن. 

شكري: معسكرات المتشددين في ليبيا تهديد مباشر للأمن المصري
وزيرا الخارجية والدفاع الروسيان زارا القاهرة

صحيفة «دايلي ميل»: مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي حذر بريطانيا من العبيدي

Posted: 29 May 2017 02:20 PM PDT

لندن – «القدس العربي»: قالت صحيفة «دايلي ميل» البريطانية إن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي حذر بريطانيا من خطورة الليبي سلمان العبيدي وأنه كان يخطط لتنفيذ هجوم إرهابي داخل بريطانيا. ونقلت الصحيفة الأحد، عن مصادر أمنية إن مكتب التحقيقات الفدرالي أخبر جهاز المخابرات الداخلي في بريطانيا (إم آي 5) أن سلمان العبيدي عضو في خلية تابعة لتنظيم (داعش) وأنه يخطط لاستهداف شخصية سياسية في بريطانيا.
وأضافت المصادر: في كانون الثاني/يناير من العام الجاري، أخبرت أجهزة الأمن الأمريكية نظيرتها في بريطانيا أن العبيدي ينتمي لمجموعة إرهابية تتخذ من مدينة مانشستر مقرًّا لها، تخطط لاستهداف شخصية سياسية.وتابع: توصلنا إلى تلك المعلومات من خلال اعتراض لاتصالات أجراها العبيدي، ومن خلال معلومات حصلنا عليها من ليبيا، حيث يعتقد أن عائلته لها صلات بمجموعات إرهابية.
وأوضحت المصادر أيضًا أن المخابرات البريطانية «إم آي 5» شرعت في مراقبة العبيدي وآخرين، بناء على المعلومات الأميركية، لكن لم تتوصل وقتها إلى الهدف الذي يسعى العبيدي لاغتياله. ووضعت أجهزة الأمن الأمريكية سلمان العبيدي على قائمة المراقبة الخاصة بالأفراد المشتبه في انتمائهم لمجموعات إرهابية العام 2016.

صحيفة «دايلي ميل»: مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي حذر بريطانيا من العبيدي

قراقع: البرغوثي رفض تعليق إضرابه حتى عودته من الجلمة إلى «هداريم»

Posted: 29 May 2017 02:20 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»: وصف عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى، الاتفاق الذي توصل إليه الأسرى مع سلطات سجون الاحتلال بالانتصار التاريخي، ووصف الإضراب بأنه الأشرس بعد إضراب عام 1976.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك عقد في مدينة رام الله مع قدورة فارس رئيس نادي الأسير وأمين شومان رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى، حول تفاصيل الاتفاق. 
وكشف قراقع حدوث احتفالات داخل المعتقلات بعد النصر الذي حققه المعتقلون في معركة الحرية والكرامة، وأن الأسرى في معتقل هداريم استقبلوا الأسير قائد الإضراب مروان البرغوثي باحتفال وحفاوة كبيرة بعد عزل استمر على مدار أيام الإضراب الـ 41. وأكد ان الأسرى أجبروا مصلحة السجون الإسرائيلية على الدخول للمفاوضات بعد الصمود وإصرارهم على مواصلة الإضراب حتى تحقيق المطالب، وأن تحولات ستجري في المعتقلات بعد إضراب الأمعاء الخاوية.
ورد المسؤول الفلسطيني على إشاعات ترددت حول عدم تعليق البرغوثي للإضراب بالقول: إن حقيقة ما جرى أن البرغوثي رفض تعليق إضرابه حتى عودته من عزله إلى سجن هداريم والتأكد من عودة كافة الأسرى إلى سجونهم وعدم فرض عقوبات عليهم من إدارة السجون. 
ونجحت الحركة الأسيرة في تحقيق 80% من مطالب الإضراب، وبقيت مجموعة من القضايا العالقة لم يتم الاتفاق عليها بشكل نهائي، ولهذا تم تشكيل لجنة برئاسة كريم يونس لبحثها. وكان للإضراب إنجازاته الكبيرة والمهمة للأسرى وقضايا مصيرية بالنسبة لهم، إلى جانب إنجازات سياسية مهمة كتعيين كريم يونس عميد الأسرى الفلسطينيين، وهو من الداخل الفلسطيني عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح، في رسالة واضحة أننا شعب واحد ونرفض التقسيمات الإسرائيلية والحركة الأسيرة حركة موحدة. 
ورأى قراقع ان أهم الإنجازات بعد الإضراب هي أن لا أحد يستطيع أن يتجاوز قضية الأسرى في أي اتفاق سياسي، كما فتح هذا الإضراب أبواب السجون على العالم، «بعد هذا الإضراب يجب أن تتحرك كل المؤسسات الدولية والحقوقية». 
واعتبر قدورة فارس أن الأسرى انتصروا بخضوع الاحتلال لمطالبهم والتفاوض معهم، كما خرجوا مجتمعين بعد تفاوضهم بأنفسهم مع إدارة السجون والتوصل لاتفاق مرض لهم. وأضاف «ان الاحتلال حاول تبهيت نصر الأسرى من خلال تأجيل الإعلان عن الاتفاق الذي تبلور بشكل كلي في الاتصالات التي جرت في اليوم الخامس والعشرين للإضراب». وأشار إلى أهمية الإنجازات التي توصل إليها الأسرى بالقول «قد تبدو بسيطة لمن هم خارج السجون، ولكن الإنجازات التي تحققت مهمة جدا للأسرى وهي كفيلة أن تغير حياتهم». 
وأعلن أمين شومان ان الأحتلال حرص على التقليل من قيمة الإضراب الذي استطاع كسر لاءاته الثلاث «بعدم التفاوض مع الأسرى وعدم التفاوض مع قيادته وخاصة الأسير مروان البرغوثي وعدم الاستجابة لمطالبهم». وأشار إلى ان الاحتلال منذ اليوم الأول للإضراب شن حربا على الأسرى عبر التنقلات الواسعة وعزل المضربين وفرض عقوبات عليهم وعدم التعاطي مع المطالب. لكن الأسرى استطاعوا بصمودهم التصدي لهم، مؤكداً أن هذا الإضراب له ما بعده ولن يقف عند تلبية هذه المطالب. 
في غضون ذلك قال أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ان الأسرى صنعوا بإرادتهم الفولاذية ملحمة جديدة وأثبتوا أن الحقوق تنتزع ولا تُستجدى. وجاء في بيان صادر عنه من سجن ريمون «أن المواجهة لا تنتهي مع نهاية الإضراب بل يجب أن تتواصل من أجل تصليب منجزات الإضراب وتوسيعها والبناء عليها لإعادة بناء وتوحيد جسم الحركة الوطنية الأسيرة ومضاعفة دورها، ومغادرة حالة التشرذم والانقسام وتقديم النموذج الحي لشعبنا لدفع الجهود الصادقة نحو مغادرة الوضع الفلسطيني لأزمته الراهنة وطي ملف الانقسام.» وأكد عجز الاحتلال عن كسر الإضراب أو احتوائه وهو ما شكل نصراً للأسرى وإرادتهم وتصميمهم على مواصلة المواجهة، ولهذا النصر دلالاته المهمة أولها: إعادة التأكيد على حقيقة أن الحقوق تنتزع ولا تستجدى، وأن المقاومة شكلت الرافعة الأساس لكل إنجازات شعبنا في محطات ثورته المتعاقبة، والدلالة الثانية هي: أن اختلاف فصائل الحركة الوطنية الأسيرة وإسقاطات عملية الانقسام لم تحل دون توحيد فصائل العمل الوطني والإسلامي في ميادين المواجهة، ما دامت البوصلة موجهة نحو جبهة التناقض الرئيس مع الاحتلال.

اتفاق عسقلان

أما أبرز المطالب الإنسانية التي تم الاتفاق عليها خلال المفاوضات بين قيادة الحركة الأسيرة برئاسة مروان البرغوثي وإدارة مصلحة السجون الإسرائيلية يومي26 و27 مايو/ أيار الحالي في سجن عسقلان بعد إضراب مفتوح عن الطعام استمر 41 يوما فهي:
- توسيع أرضية ومعايير الاتصال الهاتفي مع الأهل وفق آليات محددة واستمرار الحوار حول هذه المسألة التي ستبقى مطلبا أساسيا للأسرى.
- الاتفاق على مجموعة من القضايا التي تتعلق بزيارة الأهل عبر عدة مداخل، أولها رفع الحظر الأمني المفروض على الآلاف من أبناء عائلات الأسرى ووقف إعادة الأهالي عن الحواجز ورفع الحظر غير المبرر عن أكثر من 140 طفلا لم تسمح إدارة السجون مسبقا بزيارة آبائهم.
- إعطاء التزام مبدئي وأولي بتقصير الفترة الزمنية بين زيارات غزه لتصل لمدة تكون كل شهر بدلا من شهرين أو أكثر.
- وهناك مجموعة من المسائل المتعلقة بظروف الزيارة من حيث شروطها وإدخال الملابس والأغراض وإخراج الحلوى للأبناء والأهل وغيرها.
- إدخال معايير جديدة تسمح بإيجاد حلول حول مسألة زيارة الأقارب من الدرجة الثانية مثل السماح بإدخال أبناء الأخت في سن الحضانة وإعطاء حيز لإضافة فرد أو فردين للأسير الذي والده ووالدته متوفيان.
- إعطاء موافقة رسمية حول موضوع إعادة الزيارة الثانية حسب الآلية التي كان تم الاتفاق عليها بين السلطة والصليب الأحمر.
- الاتفاق حول مستشفى سجن الرملة وإعادة الأسرى إلى المستشفى الكبير الذي تم إعادة إصلاحه.
- موضوع الأسيرات بكافة فروعه تم الاتفاق عليه، وتحديدا مسألة جمع الأسيرات في سجن الشارون، وموضوع الزيارات الخاص بأزواجهن وأبنائهن وإدخال متعلقات بالأشغال اليدوية وتحسين شروط اعتقالهن ووضع نظام خاص لتنقلاتهن من والى المحاكم، ووقف تفتيشهن من قبل مجندين وإحضار مجندات.
- الأشبال: تحسين ظروف اعتقالهم وتنقلاتهم وتعليمهم والعديد من القضايا المتعلقة بذلك.
- سجن نفحة: تم حل أغلب القضايا المتعلقة بالظروف الحياتية الصعبة لهذا السجن.
- سجن الرملة القديم والبوسطات: تم الاتفاق على افتتاح القسم الجديد ضمن شروط إنسانية ومعيشية جيدة، وتم وضع نظام جديد لتنقلات الأسرى في وسائل النقل الخاصة بإدارة السجون، حيث تم الاتفاق على أن يتم نقل الأسرى وإعادتهم للمحاكم بشكل مباشر دون نقل للمعبار.
- توزيع وجبات طعام للأسرى في البوسطة خلال تنقلهم والسماح لهم بقضاء حاجتهم، وهذا الموضوع تمت المباشرة فيه.
- الموافقة على إنشاء زاوية طعام في كل الأقسام الأمنية تكون لائقة لإعداد الطعام ويتم فيها وضع وسائل للطبخ بدل أن توضع في الغرف نفسها.
- التصوير مع الأهل حيث تمت إضافة عنصرين وهي الزوجة، وبالنسبة للأشقاء الموافقة بالتصوير في حال وفاة أحد أفراد العائلة الأب أو الأم.
- إدخال تعديل جذري على نظام الكنتين يتعلق بنوعية الأشياء المتوفرة والأسعار وإدخال خضار مثل الملوخية والبهارات بكافة أشكالها.
- إدخال أجهزة رياضية حديثة في ساحات الفورة .
- حل مشكلة الاكتظاظ في أقسام الأسرى، وحل مشكلة ارتفاع درجة الحرارة عبر وضع نظام للتهوية والتبريد متفق عليه.
- إضافة سيارة إسعاف تكون مجهزة كسيارة للعناية المكثفة وتكون موجودة عند سجون النقب وريمون ونفحة كون هذه السجون بعيدة عن المستشفيات.
- نقل الأسرى إلى سجون قريبة من أماكن سكن عائلاتهم.
- وقف التفتيشات والمداهمات لغرف وأقسام المعتقلين الليلية من قبل ما يسمى وحدات (متسادا) .
- الموافقة على تبديل المحطات الفضائية.
 وتم وضع آليات لاستمرار الحوار حول قضايا تم تلقي ردود إيجابية مبدئيا عليها وأخرى سلبية، وذلك من خلال لجنة مشتركة ستبدأ عملها فور انتهاء الإضراب، واللجنة تكون برئاسة كريم يونس وعضوية كل من: ناصر أبو حميد وحافظ شرايعة وناصر عويس وعمار مرضي وأحمد البرغوثي. 
وكانت قيادة الإضراب التي شاركت في المفاوضات هي: مروان البرغوثي وناصر أبو حميد وفادي أبو عطية ومحمد أبو السعيد وأمجد أبو لطيفة وخالد اخديش ومحمد البرغوثي وماجد المصري وكريم يونس وعمار مرضي وأحمد البرغوثي.

قراقع: البرغوثي رفض تعليق إضرابه حتى عودته من الجلمة إلى «هداريم»

فادي أبو سعدى

خروج الدفعة الأخيرة من مهجري حي برزة في دمشق وأبو الغيط: نؤيد إقامة مناطق تخفيف التوتر

Posted: 29 May 2017 02:20 PM PDT

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: بدأت امس الاثنين التحضيرات لخروج الدفعة الرابعة والأخيرة من مهجري حي برزة شرقي العاصمة دمشق باتجاه إدلب وجرابلس، وذلك تنفيذاً للاتفاق المبرم بين لجنة الحي وضباط النظام. حيث دخلت 10 باصات الحي الدمشقي استعداداً لنقل الدفعة الأخيرة من المهجرين والتي تضم قادة من الفصائل والمعارضين وعائلاتهم.
من جهة أخرى قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن الجامعة تؤيد إقامة مناطق تخفيف التوتر في سوريا، مؤكدًا أن العالم العربي لم يتفق بعد على عودة دمشق إلى الجامعة.
وقال بعد إجرائه مباحثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو الاثنين إن الجامعة العربية تدعم إقامة مناطق تخفيف التوتر في سوريا بشرط ألا يؤدي ذلك إلى تقسيم سوريا وتفككها.
وذكر الأمين العام للجامعة العربية أن موضوع عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية لم يطرح في هذه المباحثات، مضيفاً أن عودة سوريا تتطلب التوصل إلى توافق عربي. وأشار إلى وجود خلافات بين الدول العربية بهذا الشأن.
الى ذلك مدد الاتحاد الأوروبي، امس الاثنين، العقوبات التي يفرضها على النظام السوري لعام إضافية ينتهي مطلع حزيران/ يونيو 2018، حسب بيان صادر عن المجلس الأوروبي.
وأضاف المجلس (الذي يعد بمثابة الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي) أنه تقرر، أيضًا، إضافة 3 وزراء من النظام السوري إلى «قائمة الذين يخضعون للتدابير التقييدية (العقوبات)، واستكمال المعلومات المتعلقة ببعض الأشخاص والكيانات المدرجة في القائمة التي تضم حالياً 240 شخصاً و67 كياناً، ويستهدفها حظر السفر وتجميد الأصول رداً على القمع العنيف ضد السكان المدنيين في سوريا».
وتشمل العقوبات المفروضة حالياً على النظام السوري، كذلك، حظراً على النفط، وقيودًا على بعض الاستثمارات، وتجميد أصول البنك المركزي السوري داخل الاتحاد الأوروبي، وقيودًا على الصادرات المتعلقة بالمعدات والتكنولوجيا التي يمكن استخدامها للقمع الداخلي، أو في اعتراض الاتصالات عبر الإنترنت أو الهاتف.
وأوضح البيان أن «الاتحاد الأوروبي لا يزال ملتزماً بإيجاد حل سياسي دائم للنزاع في سوريا، فلا حل عسكري للصراع في هناك».
وتابع أن «الاتحاد الأوروبي سيواصل تسليم المساعدات الإنسانية لجميع السوريين، بما في ذلك أولئك الذين هم تحت الحصار أو في المناطق التي يصعب الوصول إليها، باعتباره الجهة المانحة الرائدة في الاستجابة الدولية للأزمة السورية بأكثر من 9.4 مليار يورو من الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء التي خصصت بشكل جماعي للمساعدة الإنسانية والإنمائية منذ بداية الصراع». كما أعرب الاتحاد في البيان عن «استعداده للمساعدة في إعادة إعمار سوريا، شريطة أن يتم إنجاح عملية الانتقال السياسي الشامل».

خروج الدفعة الأخيرة من مهجري حي برزة في دمشق وأبو الغيط: نؤيد إقامة مناطق تخفيف التوتر
الاتحاد الأوروبي يمدد العقوبات على النظام السوري حتى حزيران 2018

السفير التركي في العراق: هناك عناصر «منفلتة» داخل الحشد

Posted: 29 May 2017 02:19 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: قال السفير التركي في العراق، فاتح يلدز، أمس الاثنين، إن «هناك عناصر منفلتة داخل ميليشيات «الحشد الشعبي» باعتراف بعض قادته، كما توجد جهات غير رسمية تقاتل باسمه وتنتهك حقوق الإنسان، وهذا لا يعني أن الحشد قوة غير رسمية»، على حد تعبيره.
وجاءت تصريحات السفير التركي خلال زيارة قام بها إلى محافظة بابل، حيث أشار إلى «وجود جهات غير رسمية تقاتل باسم الحشد الشعبي وتقوم بانتهاكات لحقوق الانسان».
وأضاف أن «بلاده ليست لديها أي مشاكل مع القوات الأمنية العراقية والحشد الشعبي، لكن هناك عناصر منفلتة داخل الحشد باعتراف بعض قادته».
وأكد أن «تركيا تسعى لتعزيز العلاقات مع العراق وخاصة فيما يتعلق بالجانب التجاري»، لافتا إلى أن «بلاده تدعم عودة بابل إلى لائحة التراث العالمي».

السفير التركي في العراق: هناك عناصر «منفلتة» داخل الحشد

مصدر أمني سوري: الاستخبارات البريطانية «إم آي 6» ترغب في الاتصال بمخابراتنا

Posted: 29 May 2017 02:19 PM PDT

دمشق ـ «القدس العربي»: كشف مصدر أمني سوري لـ «القدس العربي» أن شخصية أمنية أوروبية أبلغت دمشق برغبة جهاز الاستخبارات البريطانية الخارجية الـ «إم آي 6» بفتح قناة اتصال مع الاستخبارات السورية عقب التفجير الذي ضرب حفلاً غنائياً في مدينة مانشستر البريطانية.
المصدر قال إن جهاز الـ «إم آي 6» يريد تدقيق جملة من المعلومات الاستخبارية المشوشة لديه والتي تتعلق بشخصيات وجماعات جهادية تنشط على الأراضي السورية وتحديداً في ريفي مدينتي إدلب وحلب تنتمي لفرع تنظيم «القاعدة» في سوريا. وأن الـ «ام أي 6» تتوقع احتمال أن تتوفر لدى جهاز المخابرات السورية معطيات قد تساعد لندن على إغلاق بعض الحلقات المفقودة لديها عن تلك الجماعات أو الأشخاص الذين قد يهددون بريطانيا
يأتي ذلك فيما لاتزال الكثير من المعلومات المتعلقة بتفجير مانشستر الذي راح ضحيته عشرات القتلى والجرحى غير مؤكدة لدى الاستخبارات البريطانية، لا سيما أن لندن غير متأكدة ما إذا كان سلمان العبيدي منفذ تفجير مانشستر ينتمي لتنظيم «الدولة ـ داعش» أو لأحد الجماعات المتشددة المرتبطة بـ «االقاعدة»، كما أن بعض المعطيات لدى لندن تشير إلى أن العبيدي كان في سوريا قبل تنفيذه للتفجير ولم يكن في ليبيا.
وربما تكون بريطانيا راغبة في التواصل الأمني مع دمشق عبر وساطة أمنية من دولة أوروبية قد تكون هذه الدولة إيطاليا أو ألمانيا.

مصدر أمني سوري: الاستخبارات البريطانية «إم آي 6» ترغب في الاتصال بمخابراتنا

كامل صقر

أحزاب وشخصيات مصرية تتضامن مع خالد علي ضد محاولات استبعاده من «السباق الرئاسي»

Posted: 29 May 2017 02:18 PM PDT

القاهرة ـ « القدس العربي»:أعلنت 9 أحزاب وحركات و115 شخصية عامة، في مصر، أمس الإثنين، بالتوازي مع أولى جلسات محاكمة المحامي الحقوقي خالد علي، المرشح المحتمل للرئاسة، في قضية ارتكاب فعل فاضح، عن تضامنهم الكامل مع الأخير في مواجهة محاولات استبعاده من المعركة الانتخابية بتلفيق تهمة واهية، وإحالته للمحاكمة سريعا من دون التحقيق معه.
وأكدت الأحزاب والشخصيات والحركات في بيات وقعوه أمس، على أنهم «سيخوضون المعركة سويا من أجل الدفاع عن حقه وحق غيره من المرشحين المحتملين، في إطار دعمهم لمشاركة قوى وتيار ثورة 25 يناير في المعركة».
يذكر أن من بين الموقعين أحزاب التحالف الشعبي وتيار الكرامة والدستور والعدل والعيش والحرية «تحت التأسيس» ومصر القوية وحركات 6 أبريل والاشتراكيين الثوريين، وعددا من الشخصيات العامة بينهم حمدين صباحي المرشح الرئاسي السابق، ونور فرحات الفقيه الدستوري، وأحمد النجار رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام السابق.
وشدد الموقعون في بيانهم على «استمرار العمل المشترك وبحث تأسيس آلية تنسيق وإطار جماعي منتظم بينهم للتصدي للهجمة القمعية الشرسة التي يشنها النظام على شباب القوى الديمقراطية في كل محافظات مصر على خلفية إجهاض أي تحركات للاستعداد لمعركة الرئاسة وتقديم كل أشكال الدعم لهؤلاء المناضلين في سجون الاستبداد».
وشددوا على «استمرار الاستعداد لخوض معركة الرئاسة رغم كل محاولات قطع الطريق من جانب النظام».
وقالوا في البيان:»أصبح واجبا تقديم بديل ديمقراطي لهذه السياسات القائمة، بديل لإنقاذ الشعب المصري من هذه السياسات الفاشلة التي تسببت في معاناة مستمرة لقطاعات الأغلبية من المصريين، فهذه السلطة العاجزة التي لم تعد تمتلك سوى أدوات القمع أصبح التصدي لها ولسياستها خيارا للإنقاذ لا يجوز التراجع عنه رغم كل البطش الذي تمارسه.
والعمل سويا لانتزاع ضمانات الحد الأدنى لانتخابات جادة تمكن الشعب المصري من التعبير عن إرادته تقديم كل الدعم للمرشح المحتمل خالد علي في مواجهة محاولات استبعاده من المعركة الانتخابية بتلفيق تهمة واهية وإحالته للمحاكمة سريعا بدون التحقيق معه.
وخوض المعركة سويا من أجل الدفاع عن حقه وحق غيره من المرشحين المحتملين في إطار دعمنا لمشاركة قوى وتيار ثورة يناير في المعركة».
وأجلت محكمة جنح الدقي في الجيزة، أمس، أولى جلسات محاكمة المحامي خالد علي، وكيل مؤسسي حزب العيش والحرية، في اتهامه بارتكاب فعل فاضح علني، بعد رفع يده بإشارة بذيئة عقب حكم «تيران وصنافير»، إلى جلسة 3 يوليو/ تموز المقبل، لتمكين الدفاع من الاطلاع على أوراق القضية.
كانت نيابة الدقي أمرت بإخلاء سبيل علي بكفالة ألف جنيه، بعدما تسلمت تقرير الأدلة الجنائية، الذي أكد ظهور علي في الفيديو المرفق في بلاغ الاتهام، ويظهر فيه يرفع الإشارة محل الاتهام، كما تسلمت النيابة تحريات الأمن العام، التي أكدت صحة الواقعة.
وتوافد عشرات المحامين على الدائرة 21 جنح الدقي أمس، برئاسة المستشار أحمد عبد الجيد، بمجمع محاكم إمبابة، لحضور الجلسة الأولى لمحاكمة خالد علي.
من جانبه، حذر المرشح المحتمل للرئاسة من تمرير اتفاق التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للمملكة السعودية خلال شهر رمضان.
وكتب على حسابه على «فيسبوك» قبل بداية جلسة المحكمة: «كل شيء يتحرك من أجل كسر إرادتنا، وتكميم أفواهنا، لتمرير اتفاق العار بالتنازل عن تيران وصنافير من خلال البرلمان في شهر رمضان، دافعوا عن أرض مصر بكل ما تملكون من حب لتراب هذا الوطن».

أحزاب وشخصيات مصرية تتضامن مع خالد علي ضد محاولات استبعاده من «السباق الرئاسي»

معارضون مصريون يطالبون برحيل وزير الداخلية على خلفية استهداف حافلات لأقباط

Posted: 29 May 2017 02:18 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي» : أقال وزير الداخلية المصري، مجدي عبدالغفار، فجر أمس الإثنين، اللواء فيصل دويدار، مدير أمن المنيا، من منصبه على خلفية الهجوم على حافلات تقل أقباطا، يوم الجمعة الماضي، والذي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى معظمهم من الأطفال، وقرر نقله إلى «جهة أخرى في الوزارة»
وقالت مصادر لـ«القدس العربي»، إن «وزير الداخلية المصري قرر تعيين اللواء ممدوح عبد المنصف حكمدار محافظة الإسماعيلية قائمًا بأعمال مدير أمن المنيا».
وأضافت: «منذ وقوع الحادث حقق قطاعا التفتيش والرقابة والأمن العام في شبهة تقصير أمني في المحافظة وقت الحادث، وتبين عدم وجود خدمات أمنية في الطريق المؤدي لدير الأنبا صموئيل، وكذلك خروج الرحلة الدينية دون موافقة أمنية».
وأثار قرار وزير الداخلية انتقادات من أحزاب المعارضة التي دعت لإقالته بعد تكرار حوادث استهداف المسيحيين، خاصة وأن الوزير بات يتعامل مع كل حدث بإقالة القيادة الأمنية المسؤولة عن المنطقة التي شهدت الحادثة، حيث سبق وأقال اللواء حسام الدين خليفة مدير أمن الغربية، وعددًا من قيادات الأمن الوطني المصري.
وشهدت مصر العديد من الحوداث الإرهابية التي استهدفت المسيحيين بشكل خاص في عهد عبد الغفار، كان أبرزها استهداف الكنيسة البطرسية الملحقة بكاتدرائية الأقباط في منطقة العباسية، وسط القاهرة، في ديسمبر/ كانون الأول 2016 ، ما أودى بحياة 29 شخصا، فيما أودى تفجيران انتحاريان استهدفا كنيستي مار جرجس في مدينة طنطا، والمرقسية في الإسكندرية، بحياة 45 شخصا بين أقباط ومسلمين ورجال أمن.
وأعتبر محمد البسيوني أمين عام حزب تيار الكرامة لـ «القدس العربي»، أن «التمسك بوزير الداخلية الحالي اللواء مجدي عبد الغفار رغم فشله في مواجهة الإرهابيين أو تحقيق الأمن يمثل علامة استفهام» . وأضاف:»شهدت فترة عبد الغفار تفجير كنائس مار جرجس في طنطا، والمرقسية بالإسكندرية، والبطرسية في العباسية وأخيرا حادث استهداف حافلات الأقباط في المنيا، ما يعني فشله في حماية المصريين وضرورة إقالته بسبب ما تشهده مصر من تقصير أمني». في الموازاة، انتقدت الهيئة القبطية الأمريكية، التعامل الأمني مع حادث المنيا، وقال عادل عجيب، رئيس الهيئة، في بيان أمس، إن «هناك تقصيرًا أمنيًا في التعامل مع الحادث»، مشيرًا إلى «وجود عامل مشترك في كل الحوادث الإرهابية الأخيرة». وأضاف «نرسل كل تعازينا القلبية إلى قداسة البابا تواضروس الثاني وجميع أساقفة المجمع المقدس وبصفة خاصة أساقفة المنيا وبني سويف، راجين من الله أن يعطى السلام للكنيسة والأمان لشعبه في مصر، وكذلك لكل أسر الشهداء جميعًا بخالص التعازي القلبية الحارة ونقول إنه أصبح لنا ولكم شهداء يصلون من أجلنا لدى الهنا ونقول لهم جميعا إن سنكسار الشهداء ما زال مفتوحًا». وكان 92 حزبا ومنظمة وشخصية عامة أصدرت بيانا طالبت فيه بإقالة وزير الداخلية الذي فشلت وزارته والحكومة المنتمي إليها في حماية المسيحيين من العمليات الإرهابية ومن جرائم العنف الطائفي المختلفة في المحافظات، ومنها المنيا نفسها، وتواطأت معها برعاية الجلسات العرفية المشينة، والتي تعتقل شباب الأحزاب لتجريد الوطن من قواه الحية، وتمنع حقوق التظاهر والاعتصام والإضراب حتى طبقا للقوانين الظالمة التي مررتها في مجلسها للنواب. وكانت وزيرة التضامن الاجتماعي، غادة والي، أعلنت أن «مجلس الوزراء وافق على معاملة ضحايا حادث أتوبيس المنيا معاملة الشهداء، بحيث يصرف تعويض 100 ألف جنيه لكل حالة وفاة ومعاش استثنائي 1500 جنيه».
في السياق، عقد البرلمان المصري، جلسة عامة لمناقشة الحادث الذي استهدف حافلات لأقباط في المنيا جنوب مصر.
وقال رئيس مجلس النواب، علي عبد العال، إن «مرتكبي حادث المنيا الإرهابي جاءوا من خارج البلاد وتم تعقبهم»، لافتا إلى أن هناك أمورا كثيرة لم يتم الكشف عنها بعد». ولم يوضح مدى أهمية وحقيقة المعلومات التي لم تكشف عنها الدولة. وأضاف: «الجيش والشرطة قدما الكثير من الشهداء، والحادث الإرهابي لا يمكن تفاديه، لأن الإرهابي ينتحر، وشرطة باريس فشلت فى منع 5 حوادث إرهابية في اليوم نفسه ، والأمر ذاته تكرر في العديد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية».
وأشار إلى أن «الجميع يعلم أن مصر مستهدفة وأنها تقع في بؤرة كثيرة الاضطرابات»، موضحا أن «المخطط قائم لتقسيم المقسم في الوطن العربي، المخطط لم ينته بعد كما يظن البعض». وأوضح أن «هناك 3 فئات مستهدفة في مصر، وهي الجيش والشرطة والأقباط»، لافتا إلى أن «استهداف الأقباط يأتي لوقوفهم وقفة قوية مع الدولة يوم 30 يونيو»، مستطردا: «عليهم أن يعلموا أن كل الشعب المصري معهم، وأنا ضد التفرقة بين مسلم ومسيحي، وكلنا مصريون، والجميع مستهدف، وليس من المعقول أن نضع رجل أمن مع كل مصري، أتمنى أن يكون حادث المنيا هو الأخير لكنه لن يكون الأخير».
من جهتها، كشفت عضوة لجنة الصحة في مجلس النواب، هالة مستكلي، عن أن تقارير الطب الشرعي لضحايا حادث المنيا، أوضحت أن الرصاصات التي استُخدمت لقتل الأطفال كانت من نوع خطير ينفجر داخل الجسم.
وأضافت «حملت رفقائي في الكاتدرائية كأشلاء في أكياس، لا يشعر بهذا الحدث إلا من أصيب، الأمس هو اليوم واليوم هو الغد، ونحن نشجب وندين، كنت أتمنى أن يكون وزير الداخلية معنا، لأن المحبة ليست بالأقوال ولكنها بالأفعال».
أما النائبة منال ماهر، فطالبت بسرعة تفعيل تشكيل «المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب» الذي أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عنه عقب حادث تفجيري كنيستي طنطا والإسكندرية.
كما دعت إلى «إجراءات جادة لتجديد الخطاب الديني، ومزيد من الأجهزة الحديثة لوزارة الداخلية». كذلك طالبت عضو مجلس النواب، منى منير، بـ»حرق كافة الكتب التي تحوي أفكارا متطرفة ومحرضة على العنف، لاسيما المناهج التي تضم فتاوى مضللة وتدرس لطلاب الأزهر»، ودعت لأن تكون عملية الحرق أمام مبنى البرلمان. وقالت : «كان من المفترض حضور ممثلين عن وزيري الداخلية والأوقاف ومشيخة الأزهر».

معارضون مصريون يطالبون برحيل وزير الداخلية على خلفية استهداف حافلات لأقباط

تامر هنداوي ومؤمن الكامل

تونس: سياسيون يهددون مستشار رئيس الحكومة ونشطاء يتداولون قائمة بنواب متورطين

Posted: 29 May 2017 02:18 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: تلقى أحد مستشاري رئيس الحكومة التونسية تهديدات من شخصيات سياسية على خلفية الحملة المستمرة للحكومة ضد رموز الفساد في البلاد، فيما أشارت بعض المصادر إلى أن رجل الأعمال شفيق جراية كشف خلال التحقيق بعض الأسماء المتورطة معه في قضايا فساد، في حين قررت القاضية كلثوم كنو مقاضاة القائمين على قرصنة صفحتها على موقع «فيسبوك» لنشر قائمة بأسماء نواب يُشتبه بتلقيهم أموالاً من جراية.
وذكرت مصادر إعلامية أن أحد مستشاري رئيس الحكومة يوسف الشاهد تعرّض الى تهديدات مباشرة من شخصيات سياسية نافذة (لم يتم تحديد هويتها) ويأتي هذا على خلفية حملة الإيقافات الأخيرة التي شملت رجال أعمال ومهربين متهمين بالفساد في البلاد.
من جانب آخر، ذكرت المصادر أن رجل الأعمال شفيق جراية الذي شملته الحملة، كشف خلال التحقيق معه عن بعض الأسماء المتورطة معه في تهم تتعلق بـ»الفساد والمساس بأمن الدولة الخارجي» من بينهم عدد من الشخصيات السياسية المعروفة.
وقال محامي جراية، فيصل جدلاوي، أن موكله دخل في اضراب جوع حتى يتمكن من رؤية عائلته، مشيراً إلى أنه طلب الاطلاع على ملف قضية موكله وتصويره، الا ان قاضي التحقيق رفض ذلك.
فيما نفت القاضية كلثوم كنو ما تم تداوله حول نشرها في عدد من وسائل الإعلام حول نشرها عبر صفحتها على موقع «فيسبوك» لقائمة نواب يُشتبه بتلقيهم أموالاً من جراية، مشيرة إلى أن الصفحة التي نشرت القائمة المذكورة تمت قرصنتها، مشيرة إلى أنها ستلجأ للقضاء للبت في هذا الأمر.
وكانت الصفحة المذكورة (التي تمت إزالتها لاحقاً) نشرت قائمة لأربعة وعشرين نائباً من حزبي «نداء تونس» و»الاتحاد الوطني الحر» أكدت أنهم «يعملون لحساب شفيق جراية ويتلقون منه جرايات (رواتب) وسيارات وعقارات وستُرفع عنهم الحصانة وسيمثلون أمام القضاء العسكري في القريب».
وقررت كتلة «نداء تونس» اللجوء إلى القضاء لمعاينة الصفحات الاجتماعية التي تداولت القائمة ومضاضات الأطراف التي تقف خلفها بتهمة «التشهير وتشويه صورة نواب مجلس الشعب».
وكانت السلطات التونسية صادرت اكثر من 60 سيارة و20 منزلاً مسجلة باسم الجراية وقد منحها لعدد من الشخصيات السياسية والإعلامية، فضلاً عن حجز عدد من الأرصدة البنكية التي يقوم من خلالها بتحويلات مالية لهم، ويفترض أن تقوم لجنة المصادرة بالكشف عن هوية هذه الشخصيات في وقت لاحق.

تونس: سياسيون يهددون مستشار رئيس الحكومة ونشطاء يتداولون قائمة بنواب متورطين
على خلفية الحملة المستمرة ضد رموز الفساد في البلاد

وقفات تضامنية مع مرضى السرطان والقلب… والكوادر الطبية السورية تدعو لمراجعة القرارات التركية التي تقيِّد دخول المرضى

Posted: 29 May 2017 02:17 PM PDT

دمشق ـ «القدس العربي»: أثارت القرارات التركية الأخيرة التي تقضي «بتقنين» دخول المرضى السوريين لتلقي العلاج لدى الجانب التركي، تضامناً واسعاً من قبل الكوادر الطبية التي نفذت وقفات احتاجية وتضامنية مع المرضى السوريين عبّرت من خلالها عن أهمية المواقف الإنسانية التي قدمتها الحكومة التركية تجاه المرضى السوريين، وضرورة إعادة النظر في القرار الذي أثر سلباً على صحة المرضى وخاصة مرضى السرطان والقلب.
وفي هذا الصدد قال الطبيب والأستاذ الجامعي جمعة عمر في تصريح لـ «القدس العربي» ان «الوقفات التضامنية التي أقيمت في الشمال السوري، دعا إليها اعلاميون بالتعاون مع مديرية الصحة، لإنقاذ الفئات المحتاجة والمتضرر الأكبر من هذه القرارات، وهم مرضى القلب والسرطان واﻹصابات الناتجة عن قصف النظام السوري والسلاح الجوي الروسي».
وأضاف «نحن نحتاج لمركز جراحة قلبية في الداخل، للقسطرة وغيرها، وتجهيز مشافينا لتكون قادرة على استيعاب الحالات الاسعافية وعلاج المرضى ممن هم بحاجة إلى عناية فائقة»، وقال «دخل مريض إلى تركيا بسبب ازمة قلبية وتم اجراء توسيع الشريان الاول وطلب منه ان يعود بعد شهر ليقوم بتوسيع الشريان الثاني، ولكن بسبب اغلاق المعبر وتخفيض اﻷعداد فإنه لم يتمكن من الدخول، ولن يتمكن من ذلك خلال الأيام القليلة المقبلة نظرا للإجراءات المتبعة».
وأضاف «إن ما تعانيه منطقة الشمال المحرر من تضييق على المرضى ودخولهم للعلاج في المستشفيات التركية يعد كارثة للعديد من العائلات التي يعاني ابناؤها من اصابات سابقة بسبب القصف الكثيف الذي كانت تتعرض له المناطق في الشمال السوري، وكذلك لدى المرضى المصابين بالسرطانات أو أذيات قلبية، وإن أبسط الحقوق اﻹنسانية هي تأمين العلاج»، في رأي المتحدث، وأضاف «في المقابل يتم تقديم التسهيلات لخروج الكوادر الطبية من المناطق المحررة، وهذا ما يهدد القطاع الطبي بشكل عام».
وقال الأكاديمي والناشط السياسي عبد العزيز عجيني في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» لقد «كان القرار وبالرغم من انه غير رسمي إلا ان وقعه كان عند المرضى المسموح لهم بالدخول إلى الأراضي التركية عبر معبر باب الهوى كالصاعقة وخاصة على مرضى السرطان والأمراض الأخرى».
فبعد القرار تم إغلاق المعبر مؤقتاً وبشكل كامل بما فيه دخول المرضى، ثم أعاد المسؤولون النظر بقرار الإغلاق وسمحت بدخول الحالات المرضية بواقع 5 حالات في اليوم. هذا العدد الذي يعتبر قليلاً جداً قياساً بالحالات الواردة إلى المعبر والتي تشمل حالات مرضية يستحيل علاجها في المشافي والمراكز الصحية بسبب ارتفاع تكاليف هذه الأمراض من جهة والاستهداف المستمر للمنشآت الطبية في الشمال السوري.
ويرى كثيرون أن الأسباب التي أدت لإغلاق المعبر بشكل كامل أو مقيد يعود لأسباب عديدة منها يتعلق ما بالهواجس الأمنية الداخلية في تركيا ومنها الضغط الشديد الذي بات يشكله العدد الكبير من المرضى على كاهل القطاع الطبي في تركيا، البعض ربط ذلك بالفوضى وقلة الشفافية من الجانب السوري للمعبر.
وبعد إعلان ناشطين سوريين عن وقفة احتجاجية لمناشدة السلطات التركية لفتح المعبر أمام عدد أكبر من السوريين المحتاجين للعلاج. علمنا أن أعضاء في مجلس العلاقات التركية السورية تواصلوا مع الأعضاء الأتراك في المجلس ذاته وناشدوهم التدخل لدى السلطات التركية لرفع العدد المقبول يومياً من المرضى عبر معبر باب الهوى والذي يعد شريان الحياة بالنسبة للسوريين في الشمال السوري. وقد أكد عضو في مجلس العلاقات هذا بأن الجانب التركي وعد بإعادة دراسة القرار وضمان تسهيلات أكبر للمرضى السوريين وذلك في غضون أيام.
وذهب الدكتور محمد شهم مكي من المكتب الطبي في معبر باب الهوى الحدودي، إلى ان «إغلاق الجانب التركي للمعبر في وجه المرضى خطير ويتعلق فيه حياة آلاف المرضى في الداخل المحرر»، وأضاف «أغلق الجانب التركي المعبر في وجه الحالات المرضية الباردة بشكل كامل منذ أكثر من شهر في الوقت الذي كان مسجل عندنا حوالي 2000 مريض جلهم من مرضى الجرعات السرطانية والقسطرة القلبية، ثم منع الأتراك دخول مرافقين للحالات الإسعافية باستثناء الأطفال، ولاحقاً منعوا حتى مرافقي الأطفال مثل الأب أو الأم ويبدو أن التضييق مستمر مالم يجدوا ردة فعل أو صدى لهذه الكارثة».
واقترح الطبيب «أن تكون هناك وقفات احتجاجية من جميع المشافي في الداخل مع رفع لافتات (بالعربية والتركية والإنكليزية) تندد بهذا القرار التركي وكذلك مظاهرات من المرضى أو ذويهم وتغطية إعلامية فعالة».

وقفات تضامنية مع مرضى السرطان والقلب… والكوادر الطبية السورية تدعو لمراجعة القرارات التركية التي تقيِّد دخول المرضى

هبة محمد

عقب المصالحات… قوات النظام السوري تطالب أبناء ريف دمشق بالالتحاق بالجيش النظامي

Posted: 29 May 2017 02:17 PM PDT

القنيطرة ـ «القدس العربي»: في إطار تعزيز النظام السوري قواته بعناصر جديدة، لتعويض النقص الحاصل جراء المعارك الدائرة في دير الزور ودرعا والرقة ومناطق متفرقة من سوريا، ذلك ما جعله يبحث عن تعويض للنقص، وبعد أن سار في ركب المصالحات خلال الأشهر الماضية في معظم مناطق ريف دمشق لجأ للاستفادة منها عبر إلزام الشباب بالانضمام إلى صفوف قواته.
ولم تكتفِ قوات النظام بالمطالبة بدفعات التجنيد الإجباري، لتطال أيضاً فئة الاحتياط، الأمر الذي أكدته مواقع وصفحات تواصل اجتماعية عدة موالية مثل صفحة «دمشق الآن» إحدى أهم المنصات التابعة للنظام السوري، مشيرةً إلى أنه سيتم إبلاغ دفعة من الأسماء للانضمام إلى جيش النظام بصفة احتياط لحماية المناطق الآمنة، وأن هؤلاء لن يشتركوا في المهام القتالية على الخطوط الأولى للمعارك، كما أن هذه العملية ستكون بعد زيادة الرقعة الجغرافية التي تسيطر عليها قوات النظام.
وأوضح ناشطون ميدانيون في بلدة معضمية الشام الخاضعة للمصالحة لـ «القدس العربي» أن «الفرقة الرابعة ابلغت لجنة المصالحة بأكثر من خمسة آلاف اسم للسوق للخدمة، سواء خدمة إجبارية أو احتياطية، لتوزيعهم في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، بعد نجاح الأخير في خطة تهجير معظم أهالي ريف دمشق على مدى الأشهر الماضية، أو تطبيق خطة المصالحة، بعد ترحيل عناصر فصائل المعارضة إلى الشمال السوري».
وقال الناشط الميداني «س. احمد» من مدينة معضمية الشام، «لم يحدث أي اعتقال داخل المعضمية حتى الآن لأنه يُمنع على قوات النظام أن تدخل إلى المدينة، لكن كان هناك حالات اعتقال فردية على حواجز المدينة، وحسب بنود اتفاق المصالحة، فإن المتخلف يُعطى تأجيل عن الخدمة لمدة ستة أشهر من تاريخ استلامه لبطاقة التسوية، وبعد هذه المدة عليه الالتحاق بالخدمة، وبما أن قوائم الأسماء موجودة لدى النظام، لذا فإن الشبان المطلوبين للخدمة لا يمرون على حواجز النظام أبداً، ولم يخرجوا من المدينة حتى لا يتم سحبهم فوراً إلى شعبة التجنيد».
وأشار إلى «أن الفرقة الرابعة والمخابرات الجوية أعطوا مهلة ستة أشهر لأبناء المدينة للانضمام ضمن قوات النظام أو ميليشيا «درع العاصمة»، بعد انقضاء مهلة الست أشهر القديمة دون استجابة من أبناء المدينة اذ انه لم تلتحق سوى اعداد قليلة لا تتجاوز الخمسين شخص».
ونوهت مرام محمد (اسم مستعار): «إلى أن قوات النظام المتمثلة بالفرقة الرابعة، لا زالت تمارس الحرب النفسية والاقتصادية على أبناء المدينة، من خلال اعتقال الفتيات وطالبات الجامعات، حيث تم اعتقال ثمانية فتيات ونساء من أبناء المدينة خلال فـترة وجـيزة ودون أي تـهمة قد وجـهت لهم».
وقالت «مدينة معضمية الشام لا زالت تدفع ثمن مناهضتها للأسد ونظام حكمه، وهذا ما يجعل حالة الحقد الكبير تعشش بين مخابرات الأسد الجوية والفرقة الرابعة، وأن تلك الجهات لا زالت تمارس سياسة الانتقام الجماعي، رغم تهجير غالبية ثوار المدينة نحو الشمال السوري، أواخر العام الماضي وصرحت بأن حالة من الرعب تسود بين شباب ورجال المدينة، خوفاً من عمليات اقتحام عسكرية من قبل الفرقة الرابعة لها، واقتياد الشباب والرجال بقوة السلاح والاعتقال القسري، خاصة بأن قوات الاسد أرسلت رسائل تهديدية صريحة عبر اغتيالها لبعض الشخصيات داخل المدينة باستخدام الأسلحة الكاتمة، واختطاف آخرين إلى أماكن مجهولة».

عقب المصالحات… قوات النظام السوري تطالب أبناء ريف دمشق بالالتحاق بالجيش النظامي

خطاب النميري

موريتانيا: تعديل جزئي في الحكومة وتعيين شاب رئيساً للمحكمة العليا

Posted: 29 May 2017 02:17 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: انصب اهتمام المراقبين في تحليلهم للتعديل الجزئي الذي أجراه الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أمس في حكومة ولد حدمين، على الوجهة التي سيؤول إليها مصير الرجل القوي مولاي ولد محمد الأغظف الوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية الذي خرج من التشكيلة الوزارية في هذا التعديل.
ويعود هذا الاهتمام لكون ولد محمد الأغظف وهو من أقوى رجال الحكم، إما أن يكون معزولاً ويدل ذلك على خلل كبير في النظام الحاكم، أو مفرغاً ليكون مرشح الرئيس ولد عبد العزيز ومجموعته في انتخابات 2019 وهو ما أشيع في السابق مرات عدة، أو موجهاً لقيادة الحزب الحاكم وهو ما يطرح تساؤلاً كبيراً آخر عن مصير سيدي محمد ولد محم رئيس الحزب وأحد أكبر مساعدي الرئيس. ودل التعديل الحكومي أمس على انتصار جناح رئيس الوزراء يحيى ولد حدمين على جناح الوزير مولاي ولد محمد الأغظف، وهما الرجلان اللذان يقودان أجنحة الصراع الشرس في نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز. كما دل التعديل الجزئي على قوة رئيس الوزراء يحيى ولد حدمين الذي احتفظ بمنصبه رغم إشاعات كثيرة تحدثت عن ضعف أداء حكومته وتوقعت إقالته. وشمل التعديل الوزاري الذي أجراه الرئيس الموريتاني أمس في الحكومة تعيين سيدنا عالي ولد محمد خونه وزير التجهيز والنقل السابق، وزيراً أميناً عاماً لرئاسة الجمهورية محل مولاي ولد محمد الأغظف الذي خرج من الحكومة. ونقل محمد عبد الله ولد أوداعه من وزارة المياه والصرف الصحي إلى وزارة التجهيز والنقل، وخلفه في وزارة المياه والصرف الصحي يحيى ولد عبد الدايم الذي كان مستشارًا لوزير الاقتصاد والمالية. وضمن التعديلات التي جرت أمس عين الرئيس محمد ولد عبد العزيز مستشاره القانوني الشاب الحسين ولد الناجي رئيساً للمحكمة العليا خلفاً للقاضي يحفظ ولد محمد يوسف. ومع أن غالبية المراقبين أكدوا خروج مولاي ولد محد الأغظف نهائياً من محيط الرئيس اعتماداً على مؤشرات عديدة، فقد رجح مراقبون متابعون للشأن السياسي الموريتاني أمس أن يتولى مولاي ولد محمد الأغظف قيادة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم خلفاً لسيدي محمد ولد محم الذي سيعينه الرئيس في منصب آخر. ويعود آخر تعديل للحكومة الموريتانية التي يرأسها يحيى ولد حدمين منذ آب/أغسطس 2014، لشهر نيسان/إبريل من السنة المــاضية، وقد شمل ست حقائب وزارية.

موريتانيا: تعديل جزئي في الحكومة وتعيين شاب رئيساً للمحكمة العليا

عبد الله مولود

ميلادينوف ينقل للحمد الله صورة الأوضاع الخطيرة في غزة ويحذر من وقوع كوارث

Posted: 29 May 2017 02:16 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: علمت «القدس العربي» من مصدر في إحدى المنظمات الدولية العاملة في قطاع غزة، أن لقاء المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، مع الحمد الله، خصص بشكل كامل لمناقشة الأزمات التي بدأت تعصف مؤخرا بقطاع غزة، وأبرزها أزمة رواتب الموظفين وتقليص كميات الكهرباء التي حذر المبعوث الدولي في وقت سابق من خطورتها.
وحسب المسؤول الدولي فإن اللقاء جاء بطلب من ميلادينوف، في ظل سير الأوضاع في قطاع غزة إلى «الكارثة» حسب وصفه، خاصة مع تردي الوضع الاقتصادي على نحو خطير، وتفاقم أزمة الكهرباء، في ظل الإنذارات بتقليص إسرائيل الكميات الموردة إلى قطاع غزة، بناء على طلب من السلطة الفلسطينية.
وأكد المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن ميلادينوف استعرض بالأرقام خلال الاجتماع، ما يتعرض له قطاع غزة والسكان من أزمات، طالت كل مناحي الحياة، خاصة في ظل إنذارات من تفاقم الوضع الصحي بشكل كبير. وقال إن المبعوث الدولي حذر رئيس الوزراء الفلسطيني من «خطورة الأوضاع» وعدم قدرة أي جهة دولية على تخفيف حدة الأزمات التي تعصف بالقطاع كما المرات السابقة، بسبب اتساعها على هذا الشكل.
ورافق ميلادينوف خلال لقائه مع الحمد الله عدد من مساعديه.
ومن المقرر أن تستمر الاتصالات بين المبعوث الدولي، وبين رئيس الحكومة وقيادة السلطة الفلسطينية، خلال الفترة المقبلة، في ظل استفحال أزمات غزة.
وجاء في البيان الرسمي للحكومة الفلسطينية عقب اجتماع الحمد الله مع ميلادينوف، أن رئيس الوزراء بحث مع المبعوث الدولي، آخر التطورات السياسية والاقتصادية، وأنه أكد خلال الاجتماع مساعي الحكومة لتلبية احتياجات المواطنين في جميع أماكن وجودهم، رغم الظروف الصعبة التي تواجهها جراء انخفاض الدعم الخارجي، والمعيقات الإسرائيلية في وجه التنمية الفلسطينية خاصة في المناطق المسماة «ج»، واستمرار الحصار الإسرائيلي على غزة.
وكان ميلادينوف الذي عقد اجتماعات مع المسؤولين في الضفة الغربية، ومن ثم مسؤولين من حماس في غزة، بهدف تدارك الأزمة، والعمل على حلها، قد حذر قبل أيام، من أن صراعاً على السلطة بين حركتي فتح وحماس «تسبب في تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وينذر بالانفجار والتحول إلى صراع آخر». وخاطب المبعوث الأممي مجلس الأمن قائلا «في غزة نحن نسير باتجاه أزمة جديدة بوعي تام»، مشددا على ضرورة اتخاذ «إجراءات عاجلة» لنزع فتيل التصعيد. وأكد أن الأزمة الحالية التي يشهدها قطاع غزة تنذر بـ «الخروج عن السيطرة»، لافتا إلى أن لها «عواقب كارثية تطال الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء». وقال أيضا إن على السلطة الفلسطينية وحماس وإسرائيل تنفيذ التزاماتهم تجاه رعاية سكان القطاع، لمواجهة الأزمة والتغلب على المأزق السياسي.
وتطرق إلى الأزمات الحالية التي يشهدها قطاع غزة، وقال إنها متتالية وصعبة، لافتا إلى أن السلطة الفلسطينية أوقفت في أبريل/ نيسان الماضي مخصصات مالية لحوالى 60 ألف موظف في السلطة في غزة، تلاها توقف محطة الكهرباء في القطاع التي تنتج ثلث الاحتياجات من الطاقة عن العمل بسبب نزاع بين السلطة وحماس حول الضرائب على وقود تشغيل المحطة.
وأشار كذلك إلى أن خطوط الكهرباء بين مصر وغزة معطلة بسبب مشكلات فنية، لتبقى فقط خطوط الكهرباء الإسرائيلية التي تزود القطاع بنسبة 60 في المئة من احتياجاته. وتطرق أيضا إلى قيام السلطة الفلسطينية بمخاطبة إسرائيل، بعدم دفعها أموالاً لتزويد غزة بالكهرباء. وقال إن ذلك حال تم تطبيقه سيعمل على تقليل إمدادات الكهرباء عن القطاع بـ 30 في المئة أخرى، ما سيزيد من صعوبة الوضع على السكان، موضحا أن غالبية الفلسطينيين في غزة تصلهم الكهرباء لحوالى أربع ساعات في اليوم فقط، وأن المدة قد تنخفض إلى النصف.
يشار إلى أن أزمة الكهرباء في غزة بدأت قبل أكثر من شهر ونصف، حين توقفت محطة التوليد عن العمل من جديد، إضافة إلى تعطل الخطوط المصرية التي تغذي جنوب قطاع غزة بكميات قليلة من الكهرباء، حيث لم يبق للسكان سوى الخطوط الواصلة من إسرائيل، والتي توفر نحو 120 ميغاواط، من أصل 450 إلى 500 ميغاواط يحتاجها سكان غزة يوميا.
وأثرت الأزمة كثيرا على عمل المراكز الطبية والمشافي، وتنذر بعواقب وخيمة، في ظل توقف عمل محطات الصرف الصحي، وضخ المياه العادمة دون معالجة في البحر، إضافة إلى تأثيرها على السكان خاصة في شهر رمضان.
وأول من أمس أعلن فتحي الشيخ خليل، رئيس سلطة الطاقة في غزة، أنهم وافقوا على كل الشروط والملاحظات التي تضعها السلطة الفلسطينية للموافقة على حل أزمة الكهرباء في القطاع، التي تم توصيلها عن طريق عدة جهات، لافتا إلى أنه تم تسليم ردود مكتوبة للسلطة الفلسطينية، وقال إن السلطة لم تقم بالرد عليها حتى الآن.
وكانت عدة جهات مختصة في غزة، بينها الغرفة التجارية ونقابة العمال، أكدت أن قيام السلطة بخصم 30 % من رواتب الموظفين، إضافة إلى نشوب أزمة الكهرباء الجديدة، أثر كثيرا على كل المناحي في القطاع، خاصة الاقتصادية، ورفع نسب الفقر والبطالة.
ويتردد أن السلطة لجأت لقرار الخصم على موظفيها في غزة، للضغط الاقتصادي على حماس، وذلك ضمن «الخطوات الحاسمة» التي تعهدت باتخاذها، لدفع الحركة للقبول بمقترحاتها لإنهاء الانقسام.

ميلادينوف ينقل للحمد الله صورة الأوضاع الخطيرة في غزة ويحذر من وقوع كوارث

أشرف الهور

قيادة الفصائل تطالب الرئيس المصري بفتح معبر رفح لتحفيف معاناة أهل غزة

Posted: 29 May 2017 02:16 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: طالبت لجنة القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بإعطاء الأوامر بإعادة فتح معبر رفح، بهدف السماح لسكان غزة بالسفر، في ظل الإغلاق الطويل .
وناشدت الفصائل الفلسطينية عقب اجتماع لها عقد في رمدينة غزة، الرئيس السيسي لفتح المعبر لـ «تخفيف المعاناة عن أبناء شعبنا في قطاع غزة خاصة مع قدوم شهر رمضان المبارك».
وتغلق السلطات المصرية هذا المعبر، منذ ما يزيد عن الشهرين، على خلاف المرات السابقة التي كانت تفتح فيها المعبر مرة أو مرتين في الشهر بشكل استثنائي، لتمكين الحالات الإنسانية من مرضى وطلاب وأصحاب إقامات من المغادرة.
وسبق أن دعت وزارة الداخلية في قطاع غزة، السلطات المصرية لفتح المعبر، غير أن الجانب المصري اكتفى بفتح المعبر أمام العالقين داخل الأراضي المصرية والراغبين بالعودة إلى غزة فقط.
وتغلق مصر هذا المعبر الوحيد لسكان غزة، منذ أن جرت عملية عزل الرئيس السابق محمد مرسي في عام 2013، ولا تعيد فتحه إلا لأيام قليلة وعلى فترات متباعدة.
وسبق أن أعلنت وزارة الداخلية في غزة، وهي الجهة التي تنسق عمليات السفر، أنه لا تزال هناك أكثر من 20 ألف حالة إنسانية مسجلة في كشوفاتها وبحاجة ماسة للسفر، خاصة المرضى الذين لا يوجد لهم علاج في مشافي غزة.
ومعبر رفح هو المنفذ الوحيد لسكان غزة، منذ أن قامت إسرائيل بفرض حصارها المحكم على القطاع قبل نحو 11 عاما.
إلى ذلك أدانت القوى الوطنية والإسلامية في غزة، في بيان لها عقب اجتماعها، وتلقت «القدس العربي» نسخة منه، «الاعتداء الإجرامي الإرهابي» الذي استهدف حافلة المصريين الأقباط الآمنين على طريق محافظة المنيا جنوب مصر.
وعبرت عن «وقوفها إلى جانب الشقيقة مصر. وأعربت عن «مواساتها للشعب المصري وتعازيها لعائلات الضحايا الأبرياء».
وكانت الفصائل الفلسطينية قد أدانت منذ اللحظة الأولى الهجوم الذي استهدف الأقباط المصريين في المنيا، وقالت إن هدفة استهداف وحدة شعب مصر وأمنها واستقرارها.
وأدانت كذلك الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك، وحذرت الاحتلال والمستوطنين «من مغبة الاستمرار في استفزاز مشاعر أبناء شعبنا الفلسطيني».
ودعت الجماهير الفلسطينية لـ «التصدي لهذه الاقتحامات والممارسات العدوانية».
وهنأت الفلسطينيين بحلول شهر رمضان، كما قدمت التحية للأسرى الذين سجلوا انتصاراً جديدا في محطة من محطات الصراع مع الاحتلال في «معركة الحرية والكرامة».
وأكدت القوى الوطنية والإسلامية أن قضية الأسرى ستبقى على سلم أولوياتها الوطنية.

قيادة الفصائل تطالب الرئيس المصري بفتح معبر رفح لتحفيف معاناة أهل غزة

عبيدات لـ القدس العربي»: إسرائيل تمارس التطهير العرقي بحق المقدسيين

Posted: 29 May 2017 02:15 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»: بعد سنة من وعده، أعلن وزير الداخلية الإسرائيلي ارييه درعي أن 449 فلسطينيا كان يفترض حصولهم على لم الشمل، لن يحظوا بمكانة مقيم دائم او مؤقت لأنهم لا يستجيبون لمعايير الوزارة، وحسب درعي فقد تم رفض 106 طلبات لأسباب جنائية او امنية.
وكان مركز الدفاع عن الفرد وعدد من المحامين قد قدموا في العام الماضي، التماسا الى المحكمة العليا بعد رفض دولة الاحتلال منح مكانة للآلاف ممن تزوجوا من القدس او فلسطينيات من مناطق 1948. وردا على الالتماس، ابلغ درعي المحكمة العليا في ابريل/ نيسان 2016، أنه ينوي منح تأشيرات لحوالي 2000 فلسطيني يعيشون اليوم في إسرائيل وفقا لتصاريح مؤقتة، وبدون أي مكانة او حقوق اجتماعية. 
وقدمت عضو الكنيست عايدة توما سليمان عن القائمة المشتركة مؤخرا استجوابا الى درعي حول هذا الموضوع، في محاولة لتعقب مصير تصريحه. وردا على استجوابها حول اليها الوزير في الاسبوع الماضي، وثيقة اشار فيها الى ان مئات الفلسطينيين الذين شملتهم القائمة لن يحصلوا على تأشيرات. وجاء في الوثيقة انه «من بين 2020 حالة طلب الحصول على مكانة، تبين ان 1533 استجابوا لمتطلبات القرار وتم ترقية مكانتهم الى مكانة مؤقتة. ووجد الوزير 449 طلبا أنها لا تتفق مع المعايير». كما كتب درعي انه تم رفض 106 طلبات لأسباب جنائية وامنية. 
وحسب الوزير الإسرائيلي فان هناك أسبابا أخرى لرفض الطلبات، لكنه لم يتم الاشارة اليها في الوثيقة، باستثناء حالات – لم يتم كشف عددها – اتضح فيها ان هناك 38 طلبا لا تزال قيد الفحص.
يشار الى ان الأمر الطارئ الذي يمنع لم شمل العائلات يتم تمديده سنويا منذ عام 2003، ويفرض القيود على منح المواطنة او تصاريح بالتواجد في إسرائيل، وحسب درعي فانه منذ سن القرار الطارئ قبل 15 سنة، تم تنظيم مكانة 2569 فلسطينيا. 
وقالت اتوما- سليمان، إن «وعد وزارة الداخلية من السنة الماضية يشكل الحد الادنى من الحد الأدنى، لكنهم لم ينجحوا بتنفيذ حتى هذا». وأضافت ان «هذه المعطيات تدل على الظلم المتواصل الذي يسببه امر منع لم شمل العائلات، ووراء كل طلب يتم رفضه هناك حكاية كاملة لعائلة لا ذنب لها الا انها ولدت فلسطينية، ولغتها هي العربية». 
ومن المتوقع ان يصادق الكنيست مجددا على تمديد العمل بأمر منع لم شمل العائلات. وخلال التمديد في يونيو/ حزيران الماضي، قال النائب افي ديختر من حزب الليكود ورئيس اللجنة التي فحصت تمديد الأمر، إنه في الحرب ضد «الارهاب» «لا يوجد مفتاح واحد يوقف كل العمليات. هناك عدة مفاتيح ويجب انزال اكثر ما يمكن منها. أحدها هو قانون المواطنية والدخول الى إسرائيل الذي تم سنه خلال الانتفاضة الثانية، عندما قتل مئات الاسرائيليين وجرح الآلاف في العمليات. إحدى طرق التعامل مع الموضوع هي الجلد الذاتي، والاخرى هي الفهم أنه توجد قاعدة لبرميل «الإرهاب» هذا».
ووصفت توما- سليمان هذا القانون بانه «يعكس العنصرية في افضل اوجهها، يصعب العثور على تفسير اخر له، انه ينضم الى قائمة طويلة من القوانين والنظم العنصرية التي تلاحق ابناء الشعب الفلسطيني، وفي كل مرة يطرحون هذا القانون للتصويت عليه مجددا، يشكل اختبارا اخلاقيا لبيت المشرعين، والانطباع هو فشل اخلاقي كبير». 
وحسب معطيات أجهزة الأمن الإسرائيلية فان 17 فلسطينيا ممن حصلوا بين 2001 و2016 على مكانة مقيم في اسرائيل بفعل الزواج، نفذوا عمليات ضد أهداف إسرائيلية. وكان 87 من الضالعين في العمليات هم ابناء عائلات الحاصلين على مكانة اقامة. وحسب المعلومات التي تسلمتها اللجنة التي عالجت الموضوع، فقد نفذ 30 شخصا من ابناء عائلات الحاصلين على مكانة في العمليات التي وقعت بين اكتوبر/ تشرين الاول 2015 وحزيران 2016. 
وقال المحلل السياسي المقدسي راسم عبيدات «أن عدم منح 450 مقدسيا لم شمل لعائلاتهم، يندرج في إطار سياسات التطهير العرقي التي تمارس بحق المقدسيين، وارتفعت وتائرها بشكل كبير جداً منذ الهبة الشعبية في تشرين الاول 2015، حيث السياسة الإسرائيلية أصبحت اكثر تطرفاً وعنصرية، ونحن نرى الإنخفاض الحاد في المصادقة على طلبات لم الشمل المقدمة من قبل المقدسيين، فمن 400 مقدسي كانوا يحصلون على معاملات لم الشمل والاقامة من 2009 – 2012 وجدنا ان المنحنى البياني في هبوط حاد، ففي 2013 حصل 314 مواطن مقدسي على معاملة لم الشمل وحق الإقامة وانخفض هذا العدد الى  53 شخص فقط في عام 2014 ومن ثم 24 شخص فقط في عام 2015 وصفر في عام 2016. 
واعتبر في تصريحات لـ «القدس العربي» ان الهدف السياسي واضح في هذا السياق، وهو تقليص عدد السكان العرب في المدينة المقدسة الى أقل عدد ممكن ضمن سياسة التطهير العرقي، وتغيير الواقع الديمغرافي في المدينة لصالح اليهود والمستوطنين 88% يهود و12% عرب وهو مخطط 2020 التهويدي، حيث ان الإحتلال يعتبر القدس عاصمته الابدية، ولا يعقل ان يكون فيها اغلبية عربية وفضاء عربي. 
وأضاف «هناك مخاطر كبيرة مترتبة على عدم لم شمل العائلات للمواطنين المقدسيين، هي عدم عيش الأسرة تحت سقف واحد وهذا يؤثر على الابناء والعائلة، او قد يضطرهم الى ترك مكان سكنهم ونقل مركز حياتهم الى  خارج المدينة او السكن في المناطق المصنفة كمناطق تابعة لبلدية الإحتلال ولكن خارج جدران الفصل العنصرية  مثل كفر عقب ومخيم شعفاط وغيرها ناهيك عن الحرمان من الحقوق الاجتماعية والصحية وتسجيل الاطفال في المدارس او هوية الزوجين، او النقل الكلي لمركز الحياة لخارج المدينة وفي هذه الحالة قد يفقد احد الزوجين الهوية الزرقاء، حيث أن  قوانين الإحتلال تعتبر تواجد المقدسي خارج حدود بلدية الإحتلال أي القدس لمدة سبع سنوات كاف لسحب هويته المقدسية، فهي لا تعتبر المقدسي إنسانا أصيلا في المدينة كاليهودي، وبالتالي فان قانون المواطنة الذي صادقت عليه اللجنة الوزارية للتشريع مؤخرا، يستهدف شعبنا في الداخل- 48 – والقدس بالطرد والترحيل».

عبيدات لـ القدس العربي»: إسرائيل تمارس التطهير العرقي بحق المقدسيين
داخلية الاحتلال ترفض لم شمل مئات العائلات الفلسطينية  

نائب عن حماس: الموقف الأمريكي لحل القضية إنحياز لدولة الاحتلال

Posted: 29 May 2017 02:15 PM PDT

غزة – «القدس العربي»: أكد النائب عن كتلة حماس البرلمانية، الدكتور عاطف عدوان أن اشتراطات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من أجل بدء عملية السلام، والقائمة على عدم البدء بحل الدولتين قبل تطبيق المبادرة العربية والتطبيع العربي مع إسرائيل، تشكل انحيازاً أمريكياً لمصلحة دولة الاحتلال وتساوقاً أمريكياً على حساب الحقوق الفلسطينية
وقال في تصريح صحافي إن موقف ترامب المنحاز للاحتلال «يعكس الحالة العربية التي تشهد صراعات عميقة بين دول الخليج وإيران، وتدخلات من عدة دول، مما أثر على القضية الفلسطينية التي تشهد صراعاً عميقاً مع دولة الاحتلال».
جاء ذلك في أعقاب تقارير أشارت إلى أن الرؤية الأمريكية لحل ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تقوم على أساس التطبيع أولا بين الدول العربية وإسرائيل، ومن ثم بحث السلام وحل الدولتين.
وقال عدوان معقبا على ذلك «الرئيس الأمريكي ترامب يفرض رؤية دولة الاحتلال على الدول المعنية بالحل وبالذات على الطرف الفلسطيني مما يعني انحياز أمريكا المطلق لدولة الاحتلال».
وأشار الى طلب أن الرئيس ترامب بحل إقليمي أولاً، يليه تطبيع عربي مع دولة الاحتلال وبعد ذلك تكون الدولة الفلسطينية، يدلل على «تساوق الرئيس الأمريكي مع دولة الاحتلال على حساب الحقوق الفلسطينية».
وقال إنه ينبغي على الإدارة الأمريكية «لجم عدوان دولة الاحتلال ومن ثم المطالبة بخطوات حسن نية»، مشيراً إلي أن الرئيس الأمريكي منحاز للاحتلال، وفي المقابل يطالب العرب بخطوات حسن نية في الوقت الذي تقوم به دولة الاحتلال بالاعتداء على الشعب الفلسطيني.

نائب عن حماس: الموقف الأمريكي لحل القضية إنحياز لدولة الاحتلال

العقدة المي زيادية

Posted: 29 May 2017 02:14 PM PDT

تقول كتب التاريخ العربي أن سكينة بنت الحسين هي صاحبة أول صالون ثقافي تشرف عليه امرأة بالمفهوم الثقافي المعاصر للصالون، إلا أنه لا يشكل مرجعية جاذبة للمرأة العربية في العصر الحديث مقارنة بالصالون الذي أسسته اللبنانية ماري بنت إلياس في مصر، وعُرفت باسم مي زيادة ( 1886-1941)، لا لأن الحديث عن صالون سكينة يفتقد إلى الدقة البحثية والمرجعيات الموّثقة، ولا لحساسية الاقتراب من تاريخ سيدة من آل بيت النبوة، ولكن لأنها كانت تديره عبر حاجز ديني اجتماعي ما بينها وبين الرجال، حيث كانت تخاطبهم وتستمع إلى شعرهم وآرائهم من وراء حجاب. أما مي زيادة فقد كانت تجالسهم وتتحدث إليهم وجها لوجه، فهي بمنظور هدى شعراوي (المثل الأعلى للفتاة الشرقية المثقفة الراقية) بما يختزنه هذا التوصيف من دلالات الخروج على العُرف الشرقي، على الرغم من نهايتها المأساوية، حيث انتهت باضطراب عقلي أودى بها إلى المستشفى ثم الموت.
بعد إعلان موتها كتب أمين الريحاني (انطفأت مي)، وهو تعبير تراجيدي يحمل في طياته تمثيلا لها بالشمعة التنويرية، وبموجب ذلك التصعيد الذكوري صارت في ما بعد ملهمة للنساء العربيات، من خلال ملتقاها الثلاثائي، الذي كان يحضره مثقفو تلك اللحظة، إلا أن أثرها لم يضمحل إلى اليوم، ففي الوقت الذي تستعاد فيه قصة الحُبّ الشفهي الذي جمعها بجبران خليل جبران، تتردد إشارات عن عدد من الرجال الذين أحبوها بصمت وحياد وتردّد وخجل، كعباس محمود العقاد، والشيخ مصطفى عبدالرازق، والشاعر ولي الدين يكن، والشاعر إسماعيل صبري وغيرهم، وهذا هو أحد أسرار الإعجاب النسائي بها، فكل امرأة تحلم بأن يكون في تاريخها طابور من الرجال ذوي المكانة والشهرة، حتى إن كان الثمن حياة العزوبية بمعناها القاتل، حيث الوحدة والعزلة والاغتراب.
يقول التاريخ أيضا إن المرأة التي تتصدى لإدارة صالون ثقافي يحتشد فيه الرجال، يشترط أن تكون جميلة إلى جانب درايتها بالثقافة، وهذا هو واقع ومواصفات سكينة بنت الحسين، صاحبة أجمل تسريحة شعر في زمانها، حيث عُرفت بـ (الجمة السكينية) وكانت تقليدا جماليا يقتدي به النساء والرجال على حد سواء، وكذلك ولادة بنت المستكفي في قرطبة، صاحبة القُبلة المشتهاة على صحن الخد، وقصة الانغرام المتبادل مع الوزير الشاعر ابن زيدون، وهذا هو مال مي زيادة الشاعرة الكاتبة، التي تحدث الرجال عن عقلها في رحلتهم الملتوية نحو جمالها، ولذلك عندما كبرت وتردّت صحتها النفسية لم تجد حولها إلا القليل من أولئك اليعاسيب، الذين طالما حاموا حولها، حيث انفضوا عنها وعن صالونها، إلى أن تهاوت التجربة وأصبحت مي خاوية بلا معجبين ولا مثقفين.
يقول شيخ الأزهر مصطفى عبدالرازق، إن صالون مي زيادة الذي استمر لثلاثين عاما (لا لغو فيه ولا تأثيم). وهو بهذا الوصف التبريئي إنما يصد – بوعيه ولاوعيه – أي التباسات لاثقافية في ذلك الاحتشاد عند (أديبة الجيل) حسب تعبيره. في الوقت الذي نلتقط فيه غيرة (عقّادية) من جبران خليل جبران، الذي كان يُلهب عواطفها برسائله المجردة من وراء البحار، وانزلاقات شعرية، غزلية في المقام الأول، من ولي الدين يكن، هذا بالإضافة إلى رسائل عبدالرازق نفسه التي أفصح فيها عن هواه عندما كان في باريس مستعجلا العودة إلى القاهرة (وإني أحب باريس، إن فيها شبابي وأملي، ومع ذلك فإني أتعجل العودة إلى القاهرة، يظهر أن في القاهرة ما هو أحب إليَّ من الشباب والأمل) الأمر الذي يعني أن في ذلك الصالون وخارجه ما يتجاوز الإعجاب بعقل مي إلى الافتتان بها كامرأة وأنثى.
منذ تلك الواقعة لم تتوقف المحاولات لتكرار تجربة تجميع أكبر قدر من الشعراء والفنانين والمثقفين في حضرة امرأة جميلة ومثقفة ومتحررة، لأن انتفاء وجود الجمال ينسف الفكرة من أساسها، في الوقت الذي لا تبدو فكرة الحماس لعقل المثقفة على تلك الدرجة من الأهمية، حيث يمكن تأمل مجموعة من المراودات الماثلة اليوم في المشهد بصيغ مختلفة، من خلال فصيل من النساء المصابات بما يمكن أن نسميه متلازمة مي زيادة، نساء لا ينظرن إلا إلى الجانب السحري في تجربة مي، إذ لم يحتف التاريخ العربي من تلك الحكاية إلا بجانبها المشرق، الذي يدفع أي امرأة لتمثُّل دور مي زيادة أو تمثيله، أي كامرأة أنيقة مثقــفة راقية متحررة، ينظر الرجال إليها باعجاب ويلهثون وراءها من أجل تسجيل أسمائهم في سجل صالونها.
الظرف الموضوعي لهذه الصالونات يشي برغبة النساء المؤديات لفروض الثقافة، في الإسهام بدور فعال ضد الظلامية، والتعبير عن الانعتاق في رحابة علاقة التساوي مع الرجل، ولكن الواقع لا يؤكد هذا المنحى، حيث تبدو معظم الصالونات كمجالس من أجل المسامرات واستعراض الخفة الشعورية بين الجنسين، ومرد ذلك هو وجود امرأة مصابة بالعقدة المي زيادية، فما نطالعه من أخبار وأشرطة مصوّرة لا يشير إلى وجود منهج لتلك الصالونات، ولا أي برنامج عمل ثقافي، إنما مجرد احتشاد لعدد من الرجال والنساء يؤدون دور الإسناد الوجاهي لسيدة الصالون، كما تراهن السيدة ذاتها على استجلاب أكبر قدر ممكن من مثقفي اللحظة إلى صالونها، واستثمار ذلك الحضور لتلميع صورتها كمثقفة تنويرية، أو على الأقل كصديقة للمثقفين.
الصالونات الكبيرة تأخذ مواقعها في بيروت والقاهرة لأسباب موضوعية، حيث الانفتاح الاجتماعي ووجود عدد كبير من المثقفين، وإن كانت صاحبة الصالون لا تنتمي إلى المكان الذي استولدت فيه صالونها، وهو ما يعني أنها تريد أن تمارس التنوير في فضاء طافح بالمتنورين والمتنورات، وفي المقابل توجد منظومة طويلة جدا من الصالونات الصغيرة المبعثرة في كل مكان، وتتصدى لإدارتها والإشراف عليها سيدات أقل مكانة وإمكانيات مالية، حيث يكون الرهان على تحريك الساكن بوجود مزيج بشري من النساء والرجال الذين لا يمتلكون أي حضور يذكر حتى في نطاقهم الضيق، ولذلك ينحصر إسهامهم في تكريس العقدة المي زيادية عند سيدة، تتوهم أن مجرد قدرتها على اقناع مثقفي محيطها بالدخول إلى بيتها والحديث عن الثقافة، يجعلها بشكل آلي تكتسب صفة المرأة المثقفة الراقية المتنورة.
يمكن للمرأة أن تكون ملهمة وفاعلة من دون أن تؤسس أو تحضر أي صالون ثقافي، إنما من خلال منجزها الإبداعي، وعبر كفاءتها كذات مبدعة، والتاريخ الثقافي يشهد على إبداعات نسائية فردية لافتة، بمعزل عن همهمة الصالونات، كما يشهد أيضا على أن سيدة الصالون لن تخرج من كل ذلك الجهد المالي والعصبي والعاطفي والذهني إلا بصفة صديقة المثقفين، أو محبوبة المثقف الفلاني، وكذلك يشهد على وجود نساء أسهمن بقوة في دعم المبدعين الشباب ماديا ومعنويا، وأداء دور الأم الثقافية بامتياز، ولم تراودهن في يوم من الأيام أن يتلبّسن دور مي زيادة، بمعنى أن هذه العقدة لا تتمكن إلا من المرأة التي ما زالت تراقب صورتها في مرآة مي زيادة، لأنها لا تصاحب إلا ذلك الصنف من البشر المنذور لتعميق عزلتها في مدار حشد مؤقت، ينتهي حضوره بانتهاء المصلحة والمنفعة وانتفاء الحاجة.
كاتب سعودي

العقدة المي زيادية

محمد العباس

جوائز مهرجان كان هذا العام خالفت التوقعات وهي «بروفة» تبنى عليها جوائز الأوسكار

Posted: 29 May 2017 02:13 PM PDT

كان – «القدس العربي» : نتائج جوائز مهرجان كانّ للأفلام في دورته الـ 70 أثبتت مرة أخرى أن تكهنها أمر صعب جدا. فخلال المهرجان كان هناك اتفاق واسع بين رواد المهرجان والنقاد السينمائيين من كل الجنسيات على أن فيلم المخرج الروسي أندري زيجنتسيف «بلا حب» كان أفضل فيلم ويستحق السعفة الذهبية، ولكن لجنة التحكيم التي يترأسها المخرج الإسباني بيدرو المودوفار، وتضم النجمين الهوليوديين ويل سميث وجيسيكا شاستين، والمخرجة الألمانية مارين أدي والمخرج الكوري بارك تشان ووك والمخرج الإيطالي باولو سورنتينو والنجمة الصينية فان بينغ بينغ والممثلة الفرنسية أغنيس جاوي والملحن الفرنسي اللبناني غابرييل ياريد، قررت منح السعفة الذهبية لفيلم المخرج السويدي روبين اوستلاند «المربع»، الذي يدور حول مرشد متحف منهمك في الترويج لتركيب فني يقع في أزمة وجودية عندما يفقد تلفونه الجوال.
فوز «المربع» بالسعفة الذهبية لم يكن متوقعا لأن آراء النقاد تباينت في تقييمه. فرغم أنه أثار إعجاب الكثير من رواد المهرجان والنقاد إلا أنه أخفق في استحواذ إعجاب آخرين انتقدوا طول وقته الـ 142 دقيقة، مشيرين إلى أنه كان في الإمكان سرد القصة في وقت أقصر مما كان سيساهم في ترابطها وتركيزها بدلا من التشعب في اتجاهات مختلفة. ولكن المودوفار صرح بعد إعلان الجوائز أن الفيلم يعالج قضية معاصرة مهمة. وهي دكتاتورية أن تكون صحيحا سياسيا. ويذكر أن اوستلاند كان فاز بجائزة تحكيم نظرة ما عام 2014 عن فيلمه «فورس ماجور»، الذي رُشخ لأوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية.
الجائزة الثانية وهي الجائزة الكبرى أو «الغراند بريكس» ذهبت لفيلم روبين كامبيلو «120 نبضة في الدقيقة»، الذي يتمحور حول آفة الإيدز وأثرها على المثليين في فرنسا في بداية التسعينيات. فوز الفيلم بهذه الجائزة كان متوقعا لأن المودوفار هو مثلي ومن مناصري المثليين.
جائزة أفضل مخرجة كانت من نصيب الأمريكية صوفيا كوبولا عن فيلمها «المغشوش»، الذي يحكي قصة جندي جريح خلال الحرب الأهلية الأمريكية (كولين فاريل) يلجأ إلى مدرسة بنات، حيث تقع البنات ومدرساتها بغرامه.
«المغشوش» هو إعادة صنع فيلم من عام 1971 قام ببطولتة كلينت إيستوود. كوبولا هي المرأة الثانية التي تفوز بهذه الجائزة. المخرجة الروسية يوليا سولنتسيغا كانت أول امرأة تفوز بها عام 1961 عن فيلمها «قصة الأعوام المشتعلة».
أما فيلم زيجنتسيف «بلا حب»، الذي يسبر الفساد في المجتمع الروسي ومؤسسات دولته من خلال سرد قصة البحث عن طفل يهرب من بيته بسبب الشجار المستمر بين والديه، فحصل على جائزة لجنة التحكيم. وكان فاز زيجنتسيف بجائزة أفضل سيناريو عام 2014 عن «حوت» وجائزة لجنة تحكيم نظرة ما عن «ألينا».
الممثلة الألمانية ديان كروغر اقتنصت جائزة أفضل ممثلة عن آداء دور إمرأة بيضاء تفقد زوجها المسلم في عملية إرهابية يرتكبها نازيون في فيلم المخرج فاتح اكين «في العدم»، بينما حصد الممثل الأمريكي وكيم فينيكس جائزة أفضل ممثل عن أداء دور جندي أمريكي حارب في أفغانستان يوكله سياسي بالبحث عن ابنته التي اختطفها تجار جنس في فيلم لين رمزي «أنت لم تكن فعلا هنا».
رمزي أيضا حازت على جائزة أفضل سيناريو، التي شاركها بها المخرج اليوناني يورغوس لانثيموس عن سيناريو فيلمه «قتل غزال مقدس». الغريب هو لم أنه يصفق أحد بعد عرض «أنت لم تكن فعلا هنا» وكان هناك من صاحوا إزدراء، ولكن يبدو أنه اثار اعجاب أعضاء لجنة التحكيم.
كما أعلنت لجنة التحكيم عن جائزة خاصة وهي «جائزة عيد السبعين» منحتها للنجمة الاسترالية نيكول كيدمان، التي حضرت الدورة الـ 70 للمهرجان بأربعة مشاريع: «المغشوش»، «مقتل غزال مقدس»، «كيف تتكلم مع فتيات في حفلات» والموسم الثاني من البرنامج التلفزيوني «طرف البحيرة الأقصى».

جوائز «نظرة ما»

لجنة تحكيم نظرة ما التي ترأستها النجمة الهوليوودية أيما ثورمان وضمت الممثل الجزائري رضا كاتب والمخرج المصري محمد دياب منحت الجائزة الكبرى لفيلم المخرج الإيراني محمد رسولوف «رجل ذات نزاهة». ويسبر الفيلم الفساد في المجتمع الإيراني من خلال طرح قصة فلاح أسماك ذهبية متحرر سياسيا، يرفض أن يتخلى عن أخلاقياته النزيهة وإعطاء الرشوة لمسؤولي المؤسسات الرسمية من أجل تحقيق غاياته. وهذا هو الفيلم الثالث الذي يشارك فيه رسولوف في هذه المسابقة، إذ أنه حضر عام 2011 في «أوفوار»، الذي حقق له جائزة أفضل مخرج، وعام 2013 بـ «وثائق لا تحرق». ويذكر أن رسولوف محكوم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ لمدة سنة بسبب انتقاداته اللاذعة للسلطات الإيرانية في أفلامه.
أما جائزة أفضل مخرج فكانت من نصيب السكتلندي تيلار شيردان عن فيلمه الأول «ويند ريفير»، الذي يدور حول جريمة قتل في محمية أمريكيين أصليين. وكان رشح شيردان العام الماضي لأوسكار أفضل سيناريو أصلي عن «جهنم أو ماء عال». وذهبت جائزة لجنة التحكيم للمخرج المكسيكي ميشيل فرانكو عن فيلمه «بنت ابريل»، الذي يتمحور حول العلاقة بين أم وابنتها المراهقة الحامل. وهذه هي الجائزة الثالثة التي يحصدها فرانكو في مهرجان كانّ: الأخيرة كانت عام 2015 عندما فاز بجائزة أفضل سيناريو عن «مدمن» في المسابقة الرسمية.
وبينما فشل فيلم الممثل الفرنسي ماثيو اماريك «باربارا» في استحواذ اعجاب جمهور المهرجان عندما افتتح التظاهرة، نجح في اقتناص جائزة خاصة وهي «شعر السينما».
ويحكي الفيلم قصة مغنية تلعب دورها في فيلم عن حياتها. أما جائزة لجنة التحكيم لافضل اداء فكانت من نصيب الايطالية جاسمين ترينكا عن دور ام بلا زوج تعيش في فقر متقع في فيلم «فورتوناتا».
أفلام تظاهرة نظرة ما تكون عادة فنية بحتة وغير جماهيرية، ولكن الاشتراك أو الفوز بجوائزها يسلط الضوء على الفيلم ويساهم في نيله جوائز أخرى ويمهد الطريق أمام مخرجه للاشتراك في مسابقة المهرجان الرسمية في المستقبل.
ففي العام الماضي، معظم أفلام هذه الفئة، الفائزة وغير الفائزة، ذهبت لتمثل دولها في منافسة جائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية على غرار الفيلم المصري «اشتباك» ورشح بعضها للجائزة القيمة ومن ضمنها السويدي «رجل اسمه أوف» وفيلم الرسوم المتحركة السويسري «السلحفاة الحمراء».

تأثير جوائز مهرجان كان على الأوسكار

بلا شك أن الحصول على جائزة في مهرجان مهم مثل كانّ يساهم في لفت انتباه مصوتي الجوائز الأخرى وخاصة الأوسكار ولكن الفرق في عملية التصويت في كلتا الحالتين يجعل من التوافق بينهما أمرا صعبا. جوائز مهرجان كانّ تمنحها لجنة تحكيم مكونة من مجموعة صغيرة من صانعي الأفلام وممثلين، بينما يشارك في التصويت لجوائز الأوسكار كل أعضاء أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة الذين يتراوح عددهم أكثر من 7000 شخص، والذين يفضلون الأفلام الجماهيرية على الفنية البحتة. وبينما تكون الكفاءة الفنية العنصر الوحيد الذي يؤدي إلى الفوز بجائزة مهرجان كانّ، هناك عوامل عدة تؤثر على امكانية الفوز بجائزة الأوسكار، فضلا عن كفاءته الفنية وأهمية مضمونه، مثل حملة الترويج، أرباحه في شباك التذاكر والأوضاع السياسية والاجتماعية الراهنة. فليس عجبا أن الفيلم الفائز بالسعفة الذهبية العام الماضي وهو «أنا دانيئيل بليك» للمخرج البريطاني كين لوتش تم تجاهله تماما في جوائز الأوسكار.
ومن جهة أخرى، فأفلام كانّ التي تحظى بدعم من استوديوهات هوليوود تنجح في تحقيق ترشيح لجوائز الأوسكار وأحيانا تفوز بها. فيلم المخرج الإيراني «البائع»، الذي منحه مهرجان كانّ جائزة أفضل سيناريو وأفضل ممثل واشترته شركة أمازون، ذهب ليقتنص جائزة الأوسكار لأفضل فيلم اجنبي.
ومع ذلك، متوقع أن معظم الأفلام التي شاركت أو فازت في المهرجان أن تمثل دولها في معركة جوائز الأوسكار وأن يصل بعضها إلى خط النهاية. ففضلا عن «البائع»، 3 من 5 الأفلام التي رُشحت العام الماضي في فئة أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية كانت شاركت في المهرجان وهي: «طوني ايردمان» الألماني و»رجل اسمه أوفي» السويدي.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل ستطغى السياسة على الفن وتحرم إيران وروسيا أفلام مناهضي سياساتها وهما زيجنتسيف وراسولوف من تمثيل بلديهما في منافسة جوائز الأوسكار؟ ويذكر أن افلام زيجنتسيف ألينا وحوت كانت مثلت روسيا في منافسة الأوسكار عامي 2012 و 2014 على التوالي.
من المفارقات أن افلام مهرجان كانّ التي تلمع في جوائز الأوسكار ليست الفائزة بالسعفة الذهبية وإنما التي تحظى بمدح النقاد وإعجاب الجمهور. فعلى سبيل المثال فيلم السعفة الذهبية عام 2015 وهو «ديبان» لم يُرشح للأوسكار بينما «ابن شاؤول»، الذي كان مفضل رواد المهرجان وكان حاز فقط على جائزة لجنة التحكيم، ذهب ليحصد جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي. فهل سيحصد «بلا حب» جائزة الأوسكار العام المقبل؟

جوائز مهرجان كان هذا العام خالفت التوقعات وهي «بروفة» تبنى عليها جوائز الأوسكار

حسام عاصي

كما في مانشستر… للضحايا في بلادنا اسماء ايضا !

Posted: 29 May 2017 02:13 PM PDT

لاحظنا، منذ الدقائق الاولى التالية لتفجير « مانشستر» الارهابي ، وما تلاه من أيام، الاهتمام الاعلامي المكثف، الرسمي والخاص، بذكر اسماء الضحايا واعمارهم، ومدارسهم، ووظائفهم، والاستشهاد باهاليهم، بالاضافة فيما بعد الى نشر صورهم واجراء مقابلات مع اصدقائهم وأقاربهم. أي كل ما يساعد على غرز وجودهم، وما حدث لهم، بالكلمة والصورة، في الذاكرة الجماعية للشعب البريطاني والعالم. هذه التغطية الاعلامية تدفع المتابعين على التماهي مع ضحايا التفجير ال22 ، وبينهم أطفال، كحضور انساني بريء مضاد لفعل ارهابي بشع. وهذا ما يجب ان يكون في جميع انحاء العالم حين تكون قيمة حياة الانسان هي الأعلى وتحمل مفهوما عالميا للجميع.
مقابل ذلك، يتعرض أهلنا من العراق الى غزة، ومن سوريا الى ليبيا الى اليمن، على مدى سنوات تمتد الى عقود ، الى التفجيرات والقصف الجوي بأنواعه ، بأسلحة متطورة ( طائرات بلا طيار في غزة واليمن) وأخرى أقل تطورا وأشد فتكا (اليورانيوم المنضب والفسفور الابيض في العراق وغزة) وأخرى بدائية كالبراميل المتفجرة ( سوريا والعراق). ويبقى الضحايا نكرات، بلا اسم أو هوية. مجرد ارقام واحصائيات وجداول بيانية لاتعني شيئا. فما الذي يعنيه الجدول البياني، حتى لو كان لازدياد عدد ضحايا القصف الجوي ، مثلا، لقارئ خبر في صحيفة ؟ أنه لا يزيد عن كونه خبرا آخر، عن ضحايا مجهولين ، في بلد ما. ومن السهل جدا نسيان مجهولي الهوية وبالتالي محوهم من الذاكرة كأنهم لم يكونوا. هذا هو حال ضحايا الحرب الجوية ، في بلادنا، حيث يسقط مئات الضحايا ، يوميا، في سباق تخوض فيه قوات دول، بقيادة أمريكا، ما تسميه ب» الحرب على الارهاب» بالتحالف مع انظمة عربية، همها الاول حماية مصالحها على حساب الشعوب ونضالاتها، بحيث بات كل من يتجرأ على الاشارة الى عري الامبراطور مهددا بتهمة الارهاب الجاهزة.
أخبرتنا صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، منذ أيام، إن 3100 مدني على الأقل لقوا مصرعهم إثر الغارات الجوية لـ»التحالف الأمريكي» على العراق وسوريا، منذ صيف 2014. مصدر الرقم هو منظمة « حروب جوية» التي ترصد ضحايا الغارات الجوية مستندة بذلك الى المصادر الرسمية. تحاجج المنظمة تصريح الجيش الامريكي بأن غاراته أسفرت عن مقتل 352 مدنيا فقط قائلة ان «عدد القتلى المدنيين هو ثمانية أضعاف ما تؤكده الولايات المتحدة» وان عدد الضحايا في تزايد مستمر، حيث ازداد ، حاليا، الى 100 شخص، يوميا، جراء ما يقارب 13 ألف غارة على العراق و 9 آلاف على سوريا. وذكرت المنظمة انها رصدت الغارات الروسية في جداول منفصلة.
هذه الارقام ، مهمة ومن الضروري توثيقها. ولكن، من الذي سيتذكرها بعد مرور فترة من الزمن ، وربما بعد أيام، باستثناء قلة من الباحثين؟ ما الذي تعنيه هذه الارقام بالنسبة الينا، كأفراد عاديين، والى العالم الذي لا يريد معرفتها، أساسا، أما خشية تحميله مسؤوليتها أو لانشغاله بمشاكله الخاصة بعيدا عن مشاكل « الآخرين»؟
في الاسبوع، ذاته، اعترفت قيادة الجيش الامريكي ، بعد انكار وتنصل، بان أحدى غاراتها على مدينة الموصل، في 17 آذار/ مارس سببت، فعلا، مقتل 105 مدنيين. تؤكد منظمات رصد حقوقية عراقية وشهود عيان ان عدد الضحايا أضعاف ذلك. وهي مجزرة، بكل المقاييس الانسانية وقوانين الحرب، تستوجب المساءلة واخضاع مرتكبيها للعقاب ، فيما لو تم تطبيق القوانين الدولية والانسانية ، وهذا ما لن يحدث ما لم يتغير ميزان القوى الدولي، وما لم توجد في العراق حكومة وطنية مهمتها الاولى تمثيل مصلحة مواطنيها. الى ان يتم ذلك ، تواجهنا اسئلة عدة : ما الذي يتوجب علينا عمله لئلا نكرس استرخاص الحياة الانسانية ، لئلا تتم مقايضتها في سوق المصالح، وان نحافظ عليها كقيمة مطلقة لا تقبل المساومة؟ وكيف الاستفادة من الاحصائيات والارقام؟
الخطوة الاولى هي ضرورة توثيق الحدث بتفاصيله كاسم الضحية والعمر ووقت الاصابة وكيف. الخطوة الثانية اعلامية. ليكن الخبر ، بقدر الامكان، معززا بذكر اسماء الضحايا وجوانب من حياتهم. لا يصح تكويم الضحايا في قبور جماعية ، بأخبار وعناوين على غرار : « مقتل 20 مدنيا في قصف جوي على سوق شعبي غرب الموصل» و « 395 قتيلا و580 مصابا ضحايا الهجوم الأمريكي في النجف والكوفة « و « في قصف جوي .. مقتل تسعة مدنيين بينهم خمسة من اسرة واحدة في الموصل» ، دون ان يشار في أي من الاخبار، على اختلاف مصادرها، اسم أي من الضحايا.
ان لكل ضحية اسما وعمرا وجنسا ومهنة وعائلة وأقارب، الكبار منهم والاطفال، « فلاطفال العراق احلامهم/ انهم ليسوا بلا احلام/ لأطفال العراق قلوب تنبض/ انهم ليسوا احصائيات حرب/ لأطفال العراق اسماء/ اسماؤهم ليست ضحايا ثانويين « كما يقول الشاعر الامريكي ديفيد كريغر، والعبور الى العالم الآخر لا يطمس هذه الحقائق، بل كل ما في الامر انها ستتحول الى مخزون في ذاكرة الاحياء، تتناقله من جيل الى آخر لا للانتقام بل لئلا تتكرر الجرائم.
وهذا ما فعلته اجهزة الاعلام لضحايا تفجير مدينة مانشستر، وهذا ما يتوجب علينا عمله تجاه ضحايانا الذين لن يلتفت اليهم احد، ما لم نبادر بالعمل على تحويل استشهادهم الى احتفاء بحياتهم. اما افضل طريقة لتقريب الارقام والاحصائيات من اذهان الناس وابقائها حية فتتم عبر تضمينها سردية الاحداث التي يتعرض لها الضحايا لتصبح ، كما يذكر موقع « احصاء القتلى العراقيين» ( ترجمة غير حرفية لبادي كاونت)، وسيلة أخرى ، ايضا، لاثبات الحقيقة عبر التفاصيل المتعلقة بالافراد ، وجعلها ملكا للجميع مثل نصب تذكاري يؤمه الكل ، خاصة ذوي الضحايا ، حفاظا على ذاكرتنا وكرامتنا، في آن واحد.

٭ كاتبة من العراق

كما في مانشستر… للضحايا في بلادنا اسماء ايضا !

هيفاء زنكنة

«الخارج»… ثمرة ثقافة متجذرة وشمّاعة لاخفاقات مستمرة

Posted: 29 May 2017 02:12 PM PDT

أصبح الحديث عن «الخارج» (هكذا كأنه رجل له هوية) ومؤامراته تجارة مربحة لدى كثير من الدول والحكومات في الشرق والغرب.
ما من يوم يمر إلا وقعت فيه أحداث تضرب شعبية ومصداقية الحاكم. وما من حادث ضرب مصداقية الحاكم إلا بحث فيه مَن تضررت شعبيتهم عن مبررات بعيدة يعتقدون أنها تضمن براءتهم. وليس أسهل وأكثر زئبقية من السيد «الخارج».
دول المنطقة العربية، من الرباط غربا إلى دمشق والرياض شرقا مرورا بطرابلس والقاهرة، تزايد على بعضها في الاختفاء وراء هذا المشجب الذي تبدو فوائده أكثر تجليا عندما يتعلق الأمر بالإرهاب كتبرير للإخفاقات.
قبل عقدين وأكثر كانت الشعوب تجد صعوبة في تقبل اختفاء حكوماتها وقادتها وراء هذه الذريعة في تبرير العجز. لكنها في السنوات القليلة الماضية، ابتلعت الطعم وسقطت في الفخ.
لا يحتاج الأمر لذكاء خارق كي يقف على الأسباب. الحكومات العربية هي الأكثر إخفاقا تجاه شعوبها وإخلافا لوعودها وبرامجها. وهي الأقل رشداً وحكامة وعقلا. والأقل استعداداً لتحمل المسؤولية بحنكة وشجاعة أمام الرأي العام المحلي والدولي وأمام التاريخ. وهي الأقل استعداداً للحساب وتحمل تبعاته. قليلون جداً القادة والمسؤولون العرب الذين تجرؤوا على الاستقالة من مناصب المسؤولية بسبب الإخفاق في أداء الواجبات العامة الموكلة إليهم. وقليلون أكثر الذين وقفوا أمام الملأ وقالوا: أعترف بأنني فشلت، وأعتذر ممن وثقوا فيّ وعوّلوا عليّ.
ومع ذلك، أو بسبب ذلك، الحكومات العربية هي الأكثر هروبا إلى الأمام للاختفاء وراء ذريعة «الخارج» والمؤامرة الأجنبية.
هذه الثقافة غير المشرفة ليست وليدة الصدفة، ولم تأت من فراغ. إنها الثمرة الطبيعية لثقافة أوسع مستشرية في المجتمعات العربية والإسلامية تربت عليها أجيال فأجيال.
من البيت إلى المدرسة فالشارع فعالم الشغل، لا يتعلم الفرد في منطقتنا ما يقنعه بالتواضع والزهد. لا يصادف في طريقه نماذج تُحتذى. كل الناس تعرف في كل شيء. كل متهم أو مُلام يبحث عن آخرين يتهمهم ويلومهم كي يربح براءته. تتعطل سيارة في الشارع فيمر عشرة رجال كل واحد منهم يدلي بدلوه لصاحبها ويفتي له في سبب العطل. يصاب فرد بنزلة برد فينصحه كل مَن يعرفه بالوصفة الطبية المثالية وكأنهم جميعا أطباء. يشاغب تلميذ في الصف وعندما يسأل المعلم من فعلها، يطأطئ كل من في المكان رؤوسهم. وإذا سأل المعلم أأنت يا فلان؟ يأتي الرد: لا. ولا تُعرف الحقيقة إلا بالتهديد والوعيد.
قد يجد بعضنا هذه الصورة أقرب إلى النكتة، لكنها حالنا التي نشترك ونتشابه فيها.
الأمر يتعلق فعلا بانحراف في التركيبة الذهنية للفرد في هذا الجزء من العالم. بدايات خطأ تقود إلى نتائج خطأ.
هذه الثقافة لم تُربِّ الفرد على الثقة بنفسه. ولم تزرع فيه أن تحمّل مسؤولية أفعالك وإن كنت على خطأ. ولم تعلمه الشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين. ولم تعلمه الزهد والتواضع في ادعاء المعرفة. لم تغرس فيه أن «من قال لا أعلم فقد أفتى»، بل لقنّته أن «صمتك يؤخذ دليلا على جهلك وفشلك». فنتج عن كل هذا أجيال من «الفاهمين» في كل شيء، يعرفون أي شيء ويفتون في كل شيء من دون أن يرف لأحدهم جفن.
والمحصلة أن العرب والمسلمين كوّنوا لأنفسهم، وعن أنفسهم، صورة الفرد والمجتمع الخارق، في الأوهام والخيال فقط، بينما الحقيقة عكس ذلك تماما، مُرَّة ومخيفة.
ليس أدل على ذلك من هذا المثال الأقرب إلى النكتة: في تراث الحرب العالمية الثانية مقولة منسوبة للزعيم النازي أدولف هتلر، فحواها «أعطني سلاحا ألمانيًا وجنديا…. وسأغزو العالم كله». بسرعة ملأ العقل العربي الفراغ بما يختزن من أوهام وغرور، فأصبحت العبارة «اعطني جنديا مصريا» عند المصريين، وعراقيا عند العراقيين ومغربيا عند المغاربة، وفلسطينيا عن الفلسطينيين.. إلخ.
بل تطور الأمر بتطور مرضنا المزمن، فأصبح البحث يقودك إلى «اعطني جنديا سُنّيا» (أو شيعيا)، حسب! بينما القضية كلها خيال لأن الثقافة النازية ترفض الاعتراف بالآخر وله، ولا ترى غير العرق الآري أهلا للتفوق والتميز.
في هذا الزمن، الحكومات محقة إلى حد ما في الاختفاء وراء شماعة «الخارج» عندما يتعلق الأمر بالإرهاب فقط، لأنه أصبح خطراً عابرا للحدود والبلدان لأسباب لا تتسع لها هذه المساحة. لكن حتى هنا فهي معذورة إلى حد معين، ومن الخطأ تصديق هذه النظرية في المطلق. الحكومات لها نصيب من المسؤولية أنها وفرت الأرضية والمسببات، و»الخارج» أتم الجزء الباقي من المعادلة: الحكومات أخفقت و»الخارج» استغل الإخفاق.
لكن الذي يحدث أن الحكومات الفاشلة تعمل بنظرية الإسقاط، فتسقط بعبع «الخارج» على كل عثراتها. وأصبحت تستثمر هذا «الخطر» في تمرير خططها وفرض برامجها عبر تخويف الناس، لأن القرارات التي يصعب إصدارها وتبريرها في الظروف العادية، يصبح أمرها أسهل مع التخويف والترهيب.
هذا ناهيك عن فرض الديكتاتورية بذريعة محاربة الإرهاب بعد أن فُرضت طيلة عقود بذريعة محاربة إسرائيل.

٭ كاتب صحافي جزائري

«الخارج»… ثمرة ثقافة متجذرة وشمّاعة لاخفاقات مستمرة

توفيق رباحي

جيل الضياع قادم في العراق

Posted: 29 May 2017 02:12 PM PDT

منذ هبوب سموم الحرية والديمقراطية الأمريكية على العراق عام 2003، وبيانات المنظمات الدولية بجميع أشكالها وأوصافها واختصاصاتها، تزخر بالأرقام والاحصائيات التي تدلل على الانحطاط الذي أصاب الدولة والمجتمع.
لا شيء في الافق العراقي سوى بيانات المجتمع الدولي، التي تتساقط على روؤسنا كأوراق الخريف صفراء قاحلة من دون أمل.
والغريب أن استعراض هذه البيانات والتقارير يدلل، بلا أدنى شك، على أن الظلم والاضطهاد وهدر حقوق الانسان، تم توزيعها بشكل عادل تماما على كل فئات وطبقات المجتمع. لم يعد هنالك حال أحسن من حال، لا شمال أحسن من جنوب، ولا غرب أفضل من شرق، ولا طائفة منصورة كما يقولون ولا طائفة مظلومة، بل الكل سواسية في قعر هذا المستنقع الرهيب. إنها نار حامية الوطيس تأكل الحاضر والمستقبل، وتحيل الزمن إلى حطام يجري خلفه الجميع، من دون أن يحظوا منه على برهة سعادة، أو ومضة إنسانية، أو لمحة ضياء في آخر هذا النفق المظلم. فلقد تكاتف الشركاء المحليين والإقليميين والدوليين على صنع هذه المأساة، لكن المأساة عندما تصيب الأطفال يصبح لها طعم أكثر مرارة، وتصبح قسوتها أكثر شدة والخسائر فيها فادحة، لأن هذه الشريحة هي الأضعف على المستوى البدني وعاجزة تماما عن دفع الأذى الذي تتعرض له، كما أنها من ناحية أخرى، النواة الاساسية لحالة المستقبل، وبالتالي فإن الضرر الذي يصيبها يعطل حركة المجتمع نحو المستقبل، فتضيع فرص كبرى في مجالات التنمية ويتعثر الازدهار والتطور.
في الاسبوع المنصرم أصدرت منظمة اليونسيف للطفولة، تقريرا جديدا عن حالة أطفال العراق، وكالعادة كان زاخرا بالارقام الصادمة، لكنها كالعادة لن تدق جرس الإنذار في ضمير أي أحد، خاصة من أركان الطبقة السياسية الحاكمة، بل الغريب أنهم يستثمرون هذه التقارير، بعضهم ضد الآخر خدمة للصراع السياسي الدائر بينهم لا أكثر. فالتقرير يشير إلى ضياع جيل كامل من الاطفال، حسبما يقول غيرت كابيليري المدير الإقليمي لليونسيف لمنطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا، حيث أن ثلاثة ملايين ونصف المليون طفل عراقي، باتوا قاب قوسين أو أدنى من الوقوع في شرك التجنيد، والعمل لصالح الجماعات المسلحة. والتجنيد هنا لم يعد فقط تجنيدا للقيام بعمليات انتحارية، أو للظهور في أشرطة فيديو لتنفيذ عمليات قتل رهائن، بل تجنيدا على أساس طائفي مقيت، يشرعن كراهية المختلف في الانتماء الطائفي. والسبب في ذلك كما أورده التقرير هو افتقار العراق، البلد النفطي وصاحب أقدم الحضارات في التاريخ إلى التعليم، حيث أن (نصف الابنية المدرسية في العراق بحاجة إلى إصلاحات عاجلة)، وأن واحدا من كل خمسة أطفال قد تسرب من التعليم قبل إتمام الدراسة الابتدائية، لاسباب اقتصادية. ويستمر التقرير في إيراد الحقائق فيقول إن «شحة الاستثمار والموارد في التعليم تهدد مستقبل ملايين الاطفال العراقيين، حيث يفتقر ثلاثة ونصف مليون طفل عراقي في سن الدراسة إلى التعليم، ما يعني أنهم يصبحون أكثر عرضة للزواج المبكر وعمالة الاطفال والتجنيد من قبل الجماعات المسلحة». وهنا لا بد من الاشارة إلى أن المنظمة نفسها، أعلنت في تقارير سابقة، أن طفلا من كل خمسة أطفال معرض لمخاطر الموت والاصابة، والعنف الجنسي والاختطاف والتجنيد، وأن ثلث الاطفال في هذا البلد النفطي بحاجة إلى معونات إنسانية.
وبعد أن يسهب التقرير في وصف الحالة الكارثية، يضع المدير الاقليمي شروطا واضحة للنهوض بهذا الواقع المأساوي، منها مدارس وصفوف جديدة، وبرامج التعليم المسرع، ومعلمون مهرة، ومستلزمات دراسية. وهنا تعلن المنظمة بأنها بحاجة إلى 32 مليون دولار أمريكي لتمويل برامجها في دعم التعليم في العراق خلال العام الحالي، وهي لحد الان لم تتلق سوى نصف هذا المبلغ. بينما بات أي سياسي مغمور في العراق يمتلك أكثر من هذا المبلغ أضعافا مضاعفة، من جراء الفساد وسرقة المال العام. لكن السؤال الاهم هنا هو كيف يمكن أو يتحقق النهوض بالواقع التعليمي في العراق في ظل طبقة سياسية فاسدة، بين حين وآخر يظهر فيها مسؤول كبير قام بتزوير شهادته الدراسية؟ ومن أين نأتي بالمعلمين المهرة بعد أن أجتثوا مئات الآلاف منهم، وباتت هذه الطبقة الاجتماعية تزخر بالجهلة والاميين والطائفيين، إلى حد أن أحد المعلمين يتجرأ فيُلقن طلابه سب الصحابة وزوجات الرسول الكريم صباح كل يوم دراسي، كما شاهدناه في تسجيل مصور انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا؟ أين هي أخلاقيات المهنة والانضباط السلوكي ونشر ثقافة الوعي الوطني وتعزيز اللحمة الوطنية؟ وكيف تُبنى مدارس جديدة وتهيأ مستلزمات دراسية، والمسؤول الفاسد وغير النزيه يُحيل العقود إلى شركات وهمية، تعطيه عمولته وتسرق نصف المبلغ المخصص، وتترك المشروع ليس فيه سوى حجر الاساس؟
لقد انتشر التعليم غير الرصين في العراق مؤخرا وبات تجارة رائجة، حيث توسع التعليم الاهلي، ولم يعد مقتصرا على التعليم الجامعي فحسب، بل وصل إلى افتتاح مدارس ابتدائية أهلية تفتقر إلى أبسط الشروط والمقومات، في الأزقة والحارات وفي بيوت متواضعة جدا. كما أن التعليم هو ذاته لم يعد هدفا لدى الكثير من الناس، بسبب غموض المستقبل وانتشار ثقافة الاثراء السريع، إضافة إلى أن السلطات المسؤولة ليس لديها برنامج حقيقي لإنتاج أجيال متعلمة ومثقفة. وإذا كان التعليم هو حق أساسي من حقوق الإنسان، ذكرا كان أم أنثى، وضرورة من ضرورات تحقيق التنمية ووضع البلاد على طريق التقدم والنجاح، فإنه أيضا الكابح الرئيسي لكل الأفكار المتطرفة واللاعقلانية التي قد تتسلل إلى المجتمعات، لذلك نجد جميع الدول تركز على هذا الحق في دساتيرها، وتتسابق في تحقيق نظم تعليمية رصينة تضمن بها حاضرها ومستقبلها.
لقد انتقل العراق في العهد الديمقراطي الامريكي، وفي ظل السلطة الطائفية، من مُصدّر للكوادر التدريسية إلى الكثير من الدول العربية إلى بلد يفتقر إلى هذه النخبة، بل بات المسؤول يُفاخر بأن العراق يُصدّر الميليشيات للقتال في الدول الاخرى. كما تخلى القطاع العام ممثلا بالدولة عن احتكار التعليم فترك المهمة إلى كل أمي يملك بضع دولارات يستثمرها في التعليم، وأصبح الشعار المطروح إدفع قُسطا تنجح صفا. واندثرت المدارس الحديثة والمناهج العلمية الرصينة لتتقدم عليها المدارس الطينية أو الحاويات، حيث يفترش الاطفال الارض في برد الشتاء القارس. وكل هذه العوامل كافية لصناعة جيل عراقي قادم يحمل بذور الضغينة والحقد، ويشعر بالاحباط الكامل من كل ما حوله، إنه رافض لكل الحقائق والقوانين والاعراف والنظم الحياتية، هو جيل يريد أن ينتقم لطفولته المُهانة في الشوارع حينما كان يبيع أكياس البلاستك، ويجمع القناني الفارغة من المزابل، ويقع ضحية العنف الجسدي والتحرش الجنسي، من أجل الحصول على لقمة الخبز.
باحث سياسي عراقي

جيل الضياع قادم في العراق

د. مثنى عبدالله

حراك الريف يؤسس لرأي عام جديد في المغرب عنوانه الكرامة

Posted: 29 May 2017 02:11 PM PDT

سجلت أحداث الريف قفزة نوعية في تشكيل الرأي العام في المغرب، إذ بدأت تفقد الصحافة الرقمية دورها لصالح أشرطة مصورة في مواقع التواصل الاجتماعي في الفيسبوك من خلال تقنية «المباشر» وفي يوتيوب.
وتعتبر وسائل الإعلام، رئيسية في تشكيل الرأي العام في أي بلد أو منطقة معينة، لكنها بدأت تفقد هذا الدور الريادي لصالح شبكات التواصل الاجتماعي، التي حملتها شبكة الإنترنت، ومن الصعب من الناحية الأكاديمية رصد الآفاق الحقيقية لدورها في تكوين الرأي العام، ولكن يمكن اختزالها في تعبير «آفاق هائلة».
ويمكن تقسيم دور وسائل الإعلام المغربية في تشكيل الرأي العام في هذا البلد المغاربي منذ الاستقلال (منتصف الخمسينيات) حتى وقتنا الراهن في أربع مراحل رئيسية، استفادت من تطور وسائل الإعلام تقنيا، كما استفادت من السياق التاريخي، ولهذا يمكن إضفاء عنوان على كل مرحلة تاريخية- سياسية كبرى خلال الستة عقود الأخيرة. في الوقت ذاته، لا يعني حلول مرحلة جديدة إلغاء السابقة، بل تستمر المراحل الأربع مع اختلاف الدور، ولكن كلها تريد تأسيس رأي عام في مواجهة وسائل الإعلام الرسمية والعمومية المرتبطة بالسلطة. والمراحل الأربع هي:
ـ المرحلة الأولى/جرائد الأحزاب الوطنية: ونتحدث عنها كمنطلق تاريخي مع حصول المغرب على الاستقلال، حيث كانت للمغاربة أحلام كبرى بتشييد الدولة الوطنية الديمقراطية. وتولت جرائد معينة الترويج للفكر الديمقرطي والحداثة، وتأتي على رأس هذه الجرائد «العلم» ثم أخرى مثل «المحرر» و»الاتحاد الاشتراكي» و»البيان» و»أنوال». ورغم أنها كانت جرائد حزبية، فجريدة «العلم» مرتبطة بحزب الاستقلال، و»الاتحاد الاشتراكي» بحزب الاتحاد الاشتراكي، و»البيان» بحزب التقدم والاشتراكية، والحزبي يتميز بخطابه الحزبي، إن لم نقل السياسي الضيق المرتبط بالإيديولوجية التي يستوحي منها ركائزه الفكرية، فقد دافعت هذه الجرائد عن قيم الديمقراطية وحرية التعبير ومحاربة الفساد، وإن كان بشكل متفاوت من جريدة إلى أخرى. وتعتبر هذه الجرائد هي المؤسسة الفعلية للرأي العام المغربي منذ الاستقلال حتى نهاية القرن الماضي، كما أسست للفعل السياسي والثقافي وليس الاعلامي فقط. ومن الصعب معرفة تاريخ المغرب، خلال العقود الأخيرة من دون التدقيق في دور هذه الجرائد.
المرحلة الثانية/الجرائد المستقلة: ظهرت الجرائد المستقلة منذ عقود وأشهرها «الأسبوع الصحافي» التي يديرها الصحافي المخضرم مصطفى العلوي، لكن الموجة الحقيقية للصحافة المستقلة هي التي ظهرت مع نهاية التسعينيات، وتزامنت سياسيا مع المرحلة المعروفة بـ»التناوب»، أي وصول أحزاب الحركة الوطنية إلى الحكومة بزعامة عبد الرحمن اليوسفي. وأبرز عناوين المرحلة «لوجورنال» و»الصحيفة» و»الأيام» و»دومان» و»تيل كيل» التي اقتحمت التابوهات السياسية إعلاميا في ملفات مثل حقوق الإنسان، وتاريخ المغرب مثل حقيقة الانقلابات والنبش في طريقة الحصول على الاستقلال، ثم إشكالية الثروات ودور المؤسسة الملكية. وظهرت لاحقا مجموعة من الصحف اليومية، يتم الاختلاف في تقييم مدى استقلاليتها على ضوء مدى دفاعها عن قيم الديمقراطية والمسافة التي أخذتها من اللوبيات المخزنية.
ـ وفي المرحلة الثالثة، ظهرت الصحافة الرقمية في المغرب منذ بداية القرن الجاري، لكنها شهدت قفزتها النوعية مع اندلاع الربيع العربي، وتتعدد المنابر من وطنية الى جهوية إقليمية ومحلية في المدن. وساهمت في تطوير الرأي العام. وأصبح تحكم السلطة التقليدية محدود في الاعلام، ما يؤكد صلابة تأسيس الصحافة الرقمية للرأي العام المغربي.
ـ المرحلة الرابعة: والآن نعيش مرحلة جديدة من تشكيل الوعي السياسي، ولكن هذه المرة يعود الفضل فيها الى أشرطة اليوتيوب والنقل المباشر عبر الفيسبوك للتظاهرات والاحتجاجات. وإذا أردنا رصد حدث سياسي كمرجع تاريخي لهذه المرحلة الرابعة، سنجد الحراك الشعبي في الريف الذي بدأ مع نهاية السنة الماضية، ويستمر حتى وقتنا الراهن. والمرحلة الرابعة مهمة للغاية. المراحل الثلاث السابقة كانت نخبوية، كانت موجهة إلى رأي عام يفهم القراءة والكتابة، لكن النسبة العامة من الشعب الذي تتفشى في صفوفه الأمية، كانت دائما تبقى على هامش الثقافة السياسية، وبالتالي لا دور ملحوظ لها قوي في الفعل السياسي. ومن جهة، أشرطة يوتيوب بالعربية وخاصة «بالدارجة» تصل الى الجميع لأنها تعتمد على السمع والمشاهدة، ومن جهة أخرى، يحصل الأمر نفسه مع النقل المباشر في الفيسبوك.
ومضمون المرحلة الرابعة هو القائم والمؤسس على خطاب الحقوق الاجتماعية من صحة وتعليم وشغل، ولا يهتم ببعض المطالب السابقة، مثل إلغاء قدسية الملك والمطالبة بعدم تقبيل يديه والتركيز على ملكية برلمانية، بل يركز على قدسية الحق في العيش الكريم. وهو يشمل الفئات التي يسميها المغاربة «بالمطحونة» أي التي تعيش في الفقر بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان. وعليه، أصبحت التظاهرات ذات طابع اجتماعي تضع الدولة المغربية في حرج حقيقي، لأن الناس ترفع شعار «نريد شروط العيش بكرامة»، ولم يعد ينفع معها الخطاب المضاد مثل أن المحتجين يخدمون أجندة سياسية ضد الملكية ولصالح قوى أجنبية. ولهذا، نجد أن أشرطة الفيديو في يوتيوب والفيسبوك ذات الطابع الاجتماعي التي تندد بالفساد وتطالب بالصحة والتعليم والشغل، خاصة تلك المصورة بلغة بسيطة ومفهومة، تلقى إقبالا كبيرا للغاية وأصبحت تنافس التلفزيون وتخطت مؤخرا دور الصحافة الرقمية.
وتفيد التجارب التاريخية بأن التغيير يقع عندما تبحث الشعوب عن الكرامة والحق في العيش وتؤسس لرأي عام جديد، وتجد وسائل لنشر الوعي والدفاع عن مواقفها. وعلى رأس هذه الوسائل في حالة المغرب حاليا الأشرطة البسيطة، ولكن الحادة في مطالبها في اليوتيوب والفيسبوك.
نعم، لقد دخل المغرب مرحلة جديدة في مسيرة تأسيس الرأي العام، وهو الوعي الاجتماعي الذي بدأ يمهد لمرحلة جديدة في الفعل السياسي وعنوانه الكرامة.
كاتب مغربي من أسرة «القدس العربي»

حراك الريف يؤسس لرأي عام جديد في المغرب عنوانه الكرامة
 
د.حسين مجدوبي

ما علاقة ليبيا بالإرهاب في مصر؟

Posted: 29 May 2017 02:11 PM PDT

ما علاقة ليبيا ومدينة درنة بالعمليات الإرهابية التي يتم تنفيذها في مصر؟ ولماذا يرد الجيش المصري بقصف المواقع الليبية بدلاً من قصف مواقع تنظيم «داعش» في صحراء سيناء؟ أو لماذا لا يكون الرد بقصف مواقع تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق، كما فعلت بريطانيا عندما ردت على هجوم «مانشستر» بقصف الرقة شرق سوريا، رغم أن انتحاري «مانشستر» من دواعش ليبيا، التي هي أقرب لأوروبا واستهدافها من قبل الطيران البريطاني أسهل بكثير.
الطيران المصري قصف مواقع في مدينة «درنة» الليبية، وهذه المدينة تبعد عن مراكز «داعش» في مصر أكثر من 1500 كيلومتر، كما أن النظام في مصر ووسائل إعلامه ينشغلون منذ سنوات بالترويج إلى أنَّ المنظمات الإرهابية تتمركز في سيناء، وأنه تجري مكافحتها وقتالها بشكل يومي، هذا فضلا عن أن القصف المصري للمواقع الليبية جاء بعد ساعات قليلة من العملية الارهابية، التي استهدفت أقباط المنيا، وهو ما يعني أن التحقيقات لم تكن قد بدأت، ولو بدأت فمن المستحيل أن يكون قد اتضح في ساعات قليلة من يقف وراء العملية الارهابية المجنونة.
العمليات الارهابية في مصر، وردود الأفعال عليها تثير الكثير من التساؤلات، فلو كان النظام يعلم سلفاً من ينفذ هذه العمليات، وبالتالي ينتقم على الفور وبعد ساعات، فالأولى بالنظام وقواته الأمنية أن يقوم باجراءات وقائية تحول دون هذه العمليات، وأن يحمي مواطنيه منها قبل حدوثها، لا أن ينتظر وقوع هذه العمليات الارهابية ثم يبدأ عملية الانتقام لدماء الضحايا الأبرياء.
وإذا لم يكن النظام يعلم من يخطط ويدبر ويمول وينفذ هذه العمليات الارهابية فهذا يعني أنه أمام مهمة التحقيق الجدي في ما يجري، لا تنفيذ ضربات جوية عشوائية ضد مواقع في ليبيا، أو حتى في سيناء تهدف في النهاية الى امتصاص الغضب الشعبي ليس أكثر، وتُشعر الناس بأنهم يواجهون عدواً خارجياً متوحشاً، وأن الجيش وحده (الذي يحكم) هو القادر على مواجهة هذا العدو بفعل أسلحته المتطورة وطيرانه الفعال.
العمليات الارهابية في مصر وردود الفعل عليها تثير الأسئلة وتفتح الباب أمام الكثير من التكهنات، فما معنى أن ينجح إرهابيون قتلة في استهداف مسيحيين متدينين كانوا في طريقهم لأداء الشعائر الدينية، وذلك بعد أسابيع قليلة من تفجيرات استهدفت الكنائس في مصر وأحدثت كارثة انسانية حقيقية؟ وهل هذا يعني أن المسيحيين وكنائسهم لم يتم تأمينهم حتى الان في مصر؟ ثم كيف ينجح عشرة رجال مسلحين بارتكاب مجزرة في وضح النهار دون أن تتمكن قوات الأمن لا من رصدهم ولا التصدي لهم ولا الوصول اليهم في الوقت المناسب؟ من أين جاءوا؟ وكيف تحركوا؟
أما على مستوى ردود الفعل، فكيف يتم قصف المواقع الليبية قبل التحقيق في الجريمة؟ ولماذا تم استهداف مواقع «داعش» في ليبيا دون مواقعها داخل الأراضي المصرية؟ هذا طبعاً على افتراض أن المواقع التي تم استهدافها في ليبيا كانت فعلاً للتنظيم الارهابي وليست مواقع لجهات أخرى.
الجرائم الارهابية التي تحدث في مصر تحتاج لتحقيق عميق وعلاج فعال من أجل عدم تكرارها، ومكافحة الارهاب في مصر لا يتم بمعزل عن مكافحة الارهاب في المنطقة برمتها، ولذلك فإن الضربات الجوية التي تستهدف مواقع معروفة سلفاً، لا يمكن أن تصب في خانة الحل وإنما قد تؤدي الى تفاقم الأزمة أكثر فأكثر.
على الحكومة والنظام في مصر أن يتوقفا عن استثمار الأعمال الارهابية سياسياً من خلال إشغال المصريين، بأن ثمة خطرا خارجيا محدقا بهم، وأنه يتوجب التصدي لهذا الخطر. ينبغي التحقيق فوراً في الجرائم التي أدت الى سقوط المدنيين الابرياء وإعلان نتائج التحقيق على الفور وعلى الملأ، ومن ثم البدء بوصفة جدية لمكافحة الارهاب.
كاتب فلسطيني

ما علاقة ليبيا بالإرهاب في مصر؟

محمد عايش

الابتزاز في السياسة الدولية

Posted: 29 May 2017 02:10 PM PDT

أصبح الابتزاز عنوان المرحلة التاريخية التي يعيش في ظلها العالم، فمنذ انهيار المعسكر الاشتراكي، أصبح الابتزاز السياسي ممارسة تجاوزت الظاهرة، وصارت قاعدة للتعامل السياسي والاقتصادي مع أقطار المنطقة العربية والإسلامية، من طرف الدول الغربية ومنظماتها وأذرعها شبه العسكرية.
وقد تطورت عملية الابتزاز تطورا غريبا مع موافقة الأنظمة على ذلك، ومشاركتها ضد بلدان شقيقة في تنامي عملية الابتزاز، إلى أن صارت تمس حتى الحقوق الشخصية للفرد والعائلة والدين، ومما زاد الظاهرة – أو القاعدة- تمكينا ظهور بعض الجمعيات والمؤسسات الداخلية، واستدعاء أشخاص مشبوهين لرئاستها، لهم علاقات متشعبة مع المنظمات الغربية، مالية أو عقائدية، إضافة للقوة الاقتصادية التي تكتسبها منظمات حقوق الإنسان، التي صارت تبتز الدول خاصة إذا كانت تواجه أزمة ما، ويتم الابتزاز عن طريق:
ـ البعد الداخلي المتمثل في جمعيات وهيئات معينة قد تكون شبه رسمية، ويتم إنشاؤها أصلا، وكذا تعيين مسؤوليها إرضاء للغرب.
ـ البعد الخارجي عبر منظمات دولية – حقوقية معينة.
ـ البعد الاقتصادي المتمثل في القروض الدولية.
ـ استغلال الأزمات والصراعات الحدودية بين أقطار هذه الدول وإبقاؤها مستعرة.
ـ إلغاء المقاومة الفكرية والشعبية، عبر تحييد الجماهير ومنظماتها عن المشاركة في مواجهة الابتزاز الدولي، بإلهائها وقهرها بالفقر والأمية والصراعات.
ـ تسليط نوعية من الحكام مرتبطة بالغرب ثقافيا وفكريا.
لقد كان الابتزاز الأبرز ذاك الذي مورس من طرف واشنطن ما بين 1991 إلى 2003 ضد العراق، وقد شاركت فيه تقريبا أغلب الدول لأسباب مختلفة: الخوف، الحقد، الارتشاء، النفاق، وقد تم تمريره عبر منظمة الأمم المتحدة، ثم عبر دعاية إعلامية واسعة، وكانت النتيجة احتلال أفغانستان والعراق وقتل أكثر من مليون نسمة من مواطنيهما. وقد تم ابتزاز بغداد بمطالبتها بإزالة أسلحتها، بذريعة امتلاك السلاح النووي، واعتقد الكثيرون بحسن نية الغرب، في حين كان الأمر يتعلق بابتزاز سينتهي بإزالة كل ما يمكن أن تدافع به الدولة العراقية عن وجودها. لقد اعتقد الكثيرون يومئذ أن الأزمة العراقية تتعلق فقط بنظام الرئيس الراحل صدام حسين، لكن المتتبع لمواقف اللوبي العسكري والمدني الأمريكي واللوبي الصهيوني، يدرك أن الهدف هو معاقبة الشعب العراقي، لأنه درس وتعلم وأنتج علماء. والمؤسف أن الابتزاز تم بمشاركة الأشقاء.
مئة مليار دولار أديت كتكاليف مؤقتة لواشنطن لعدوانها على العراق، وآخر قسط قدر من تلك التكاليف أدته الكويت خلال السنة الماضية، ثم تتابع مسلسل الابتزاز بإصدار الكونغرس الأمريكي تشريعا يجيز للأفراد إقامة دعاوى تعويض ضد الدول العربية في أحداث 11 سبتمبر 2001، أو أي قضايا أخرى تخص ما يسمى الإرهاب. ولما كانت بعض الدول العربية تستثمر وتودع أغلب أموالها في المؤسسات والسندات والبنوك الغربية، فقد اكتملت عناصر الابتزاز، إذ يمكن بمجرد صدور حكم، استخلاصه من تلك الودائع، وبعد أن اكتفت الدولة، فتحت للأفراد أيضا فرصة للابتزاز.
ومن أهم عناصر الابتزاز التي مورست على النظام الليبي المطالبة بإزالة برنامجه النووي، وكان توني بلير –رئيس وزراء بريطانيا الأسبق قد تدخل بقوة وبوعود ووعيد للراحل معمر القذافي، حتى تمت تصفية البرنامج النووي السلمي الليبي. وبعد عدة أسابيع من تأكد الحلف الأطلسي من خلو ليبيا من القدرة الدفاعية، تم تدمير ليبيا واغتيال وسحل الرئيس القذافي وإهانته معنويا وجسديا، في عملية من أبشع ما عرف التاريخ الإنساني، وهو ما جرى للرئيس الراحل صدام حسين وللعراق ككل.
تبدأ عملية الابتزاز بمواجهة دولة ما، ولتكن عربية أو إسلامية – فلا أحد يبتز الصين التي ترفض الانترنت وتحتل التيبت- ولا أحد يبتز روسيا التي احتلت القرم- ولا أحد يبتز الهند التي تتواجد في جزء من كشمير- ولا أحد يبتز بريطانيا التي تحتل الفوكلاند – ولا أحد يبتز الكيان الصهيوني الذي يحتل فلسطين والجولان ويمتلك السلاح النووي والكيماوي والجرثومي- أما الدول العربية فيجب أن تواجه مشكلة ما، وإذا لم تكن هناك مشكلة فيجب اختراعها، حتى لو كانت هذه الدولة ونظامها جزءا من النظام العالمي، وتأتمر بأمره فيجب معاقبة الشعب، لأنه قد يكون يوما ما شعبا قويا..
وتبدأ عملية الابتزاز باستغلال أزمة ما يعيشها القطر والدولة المقصودة، والمطالبة بإجراء تغييرات: اقتصادية، اجتماعية، قانونية، تقوم الدولة المقصودة بالموافقة على إجرائها، ثم تأتي المطالب مرة أخرى بوجوب تعديل أو حتى إلغاء قانون ما أو دعم اقتصادي أو أداء مطالبات، فتقوم الدولة المعنية بذلك ثم تأتي المطالبة مرة أخرى بوجوب القيام بعمل ما: إرسال جيوش لبلد ما أو تسليم مطلوبين سياسيين، أو تقديم تقارير استخباراتية كاملة أو فتح المجال لكل الهيئات الأجنبية لممارسة ما تشاء في البلد كالتبشير، وما يسمى حقوق الإنسان وإلغاء القوانين المجرمة لفعل إجرامي ما، وتدمير مؤسسة الأسرة، وإلغاء المجانية في قطاعات محددة كالتعليم، وإلغاء الدعم.. بناء السجون، بزرع اقتصاد الجريمة في الدولة المعنية، وإهداء قطاعات ومؤسسات اقتصادية كاملة لشركات البلد المبتز من أجل نيل رضاه. ونظرا للأزمة التي يعيشها القطر فهو لا يملك إلا الموافقة على ذلك على أساس أن هذه الدول ستساعده في الدفاع دوليا عن قضاياه أو قضيته الحيوية.
لا تنتهي عملية الابتزاز إلا عندما يتضح أن الدولة المعنية لم يعد لها ما تتنازل عنه أو تعدله، وتبدأ عملية تغيير المواقف السياسية من القضية الحيوية التي تنازلت من أجلها الدولة المعنية عن الكثير والأهم من مواثيقها ودفاعاتها الفكرية والاجتماعية والروابط بينها وبين القطاعات الجماهيرية. وبعد أن يتم تمييع الحياة الاجتماعية والسياسية للبلد، عندها تطالب الدول أو الدولة الغربية بوجوب اتخاذ موقف نهائي تحت طائلة تهديد الدولة المعنية بالتنازل عن مبادئها الوطنية وبتدمير الموقف الوطني الذي تخلت من أجله عن كل شيء.
ولما كانت دول الابتزاز تغير حكامها بسرعة مع كل انتخابات، فإن القطر أو الدولة المعنية التي منحت كل أسباب قوتها لدول الابتزاز، تواجه بأشخاص آخرين لا علاقة لهم بالوعود السابقة بتأييد الموقف الوطني أو الموقف السياسي أو بحل المشكل الحيوي، وعندئذ يواجه البلد أو الدولة المعنية بتجاهل تام وبموقف عدائي نهائي حاسم، وبذلك يكون الابتزاز قد بلغ نهاية حدوده، بتدمير الدولة المعنية على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والشرعية والوطنية.
إن الوعي بأهداف الابتزاز الدولي وخطورته يفرض مواجهة التحديات التي يطرحها هذا الابتزاز، عبر مشاركة الجماهير الشعبية بكل تياراتها الوطنية والمناضلة، وتغيير إعلامي شامل يفضح خطورة المواقف الاقتصادية والسياسية الرخوة على البلد، بتفعيل العمل السياسي الحزبي والنقابي والإعلامي المكتوب والمسموع، ولنا في تاريخ الدول الأخرى عبرة وإسوة.
فبالرجوع إلى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر الدولة الأولى الممارسة للابتزاز، فقد جاء في دستورها لسنة 1776: «إننا نؤمن بالمبادئ التي تقول إن الناس جميعا خلقوا متساوين فيما بينهم، وإن الله خالقهم قد أعطاهم حقوقا لا يمكن سلبهم إياها، ومن هذه الحقوق حق الحياة وحق الحرية».
وفي التعديل الثاني للدستور الأمريكي عام 1791 جاء مايلي: «إن من حق المواطنين الدفاع عن وطنهم، وحقهم في حمل السلاح لا يجوز المساس به».
أما تاريخ المقاومة في فرنسا، خصوصا بعد احتلالها من طرف ألمانيا (1939-1944)، فأدبياته معروفة. وكذلك اسبانيا التي كافحت ضد كل محاولات الاستعمار والانفصال بإرادة صلبة. هذه الدول اليوم هي التي تدبر أسباب تجزئة العالم الإسلامي، أرضا ولغة وطائفة، وتحرضه على ذلك، ومما يزيد من ضغوطها عليه ما ينوء تحته من مواقف رخوة وفرقة وخلاف، وتحييد للجماهير، وعدم تكوينها، وتكريس الأمية والفقر في أوساطها، وآفة نشر ثقافة الاستهلاك بينها.
إن التمسك بالوحدة والفكر، والتصدي للجهل ومحاربته مدرسيا وإعلاميا هو السبيل الأنجع، بل الوحيد للدفاع عن الوجود والوطن والأمة، ولا مقارنة بين كيانات العدوان وتوحيد الأوطان.
كاتب مغربي

الابتزاز في السياسة الدولية

عبد الله العلوي

قصة جواز سفر عراقي

Posted: 29 May 2017 02:10 PM PDT

لم أكن أتوقع أن تجديد جواز سفري العراقي سيستغرق مني وقتا يربو على ثلاث سنوات دون أن اظفر بشيء، فبعد حصولي على الجواز العراقي فئة (جي) سنة 2008م، وانتهاء مدة صلاحيته، قدمت بتاريخ 1/7/2014م إلى السفارة العراقية في العاصمة الأردنية عمان التي أقيم فيها منذ عشر سنوات، طلبا لتجديد الجواز، وها نحن في منتصف سنة 2017 م تقريبا، ولم احصل على الموافقة.
هذه هي الحقيقة المرة التي عانيت منها وما أزال، ويعاني مثلها عدد كبير من العراقيين، والأسباب بعد التحري مختلفة، فمنهم من كانت عِلَّته أنه يمت بصلة النسب أو مجرد القرابة بمسؤولين من النظام السابق، ومنهم مجرد وجوده في مؤتمر للمعارضة، حتى ولو كان قد حضر لمجرد الإطلاع، ومنهم من يراد من التضييق عليه ان يلتحق بركب حكومة بغداد، ويقدم لها آيات الولاء والطاعة، وغير ذلك من الأسباب التي لا تصلح أن تكون مجرد تهم، فضلا عن أن تكون عوامل إدانة تستوجب العقوبات القاسية، بما في ذلك تجريد العراقي من حق الحصول على جواز سفر.
أما انا فبعد بحث عميق، واستفسار من جهات مسؤولة في الحكومة العراقية، فقد تبين لي أن سبب المنع هو حضوري في المؤتمر الذي انعقد في العاصمة الأردنية عمان بتاريخ 16/7/2014م، لعراقيين من خارج العملية السياسية، وأبلِغتُ: أن رئيس الوزراء العراقي السابق قام بإرسال كتاب إلى وزارة الداخلية في بغداد يمنع فيه من تزويد الذين عرف حضورهم في هذا المؤتمر بجوازات سفر!!.
والسفارة العراقية في عمان ـ رغم أنها حسبما يقال أحسن حالا من قبل ـ لكنها للأسف الشديد لا تذكر الحقيقة، فحين أضغط على موقعها الرسمي في الانترنت، صفحة الجوازات، وابحث عن اسمي، فإني اجد العبارة الآتية: « رفضت.. يرجى مراجعة السفارة وجلب المستمسكات الاصلية صباحا»، ورغم اني راجعت السفارة صباحا، وقدمت كل المستمسكات الأصلية، وقُبلت مني، لكن هذه العبارة هي نفسها حتى اللحظة قائمة، لم تتغير مع أن التحديث على الصفحة يتم كل يومين أو ثلاثة!!.
في عهد رئيس الوزراء العراقي الجديد، ظننت أن الامر سيكون أيسر على اعتبار أنه فور تسلمه السلطة صرح بعدم رضاه عن سياسات سلفه، وأنه جاء ليصلح ما فسد، فسلكت الطرق الأصولية لرفع المنع.
وقدمت أول الأمر طلبا إلى السيد الممثل الخاص للأمم المتحدة في العراق جان كوبيس أطلب فيه مفاتحة مكتب رئيس الوزراء الحالي بقضيتي، وجاءني مستشاره السياسي في زيارة خاصة، وأعلمني أنه تمت مفاتحة مكتب رئيس الوزراء من خلال مستشاره الخاص محمد السعدي، وأن ثمة تأكيدات من قبله بعدم وجود مانع قانوني أو قضائي يحول بيني وبين الحصول على هذه الوثيقة، ولكن الجواز لم يصدر!!..
فخطوت خطوة أخرى، وقدمت إلى الأمين العام للأمم المتحدة السابق بان كيمون، وعلمت من مصادر موثوقة ان الرجل اهتم بالامر، وارسل إلى مستشاره القانوني، وحين تأكد له شرعية الطلب، قام بإرسال كتاب رسمي إلى مكتب السيد رئيس الوزراء العراقي يستعلمه عن حالتي وحالات الآخرين مثلي، ولكن حكومة بغداد ظلت تماطل دون الإجابة الرسمية على الكتاب لمدة شهرين حتى غادر الأمين العام موقعه، ولم يأت الجواب حتى اللحظة!!.
وفي وعد لم ير مضمونه النور أعلن وزير الداخلية العراقي الجديد منذ شهرين تقريبا، أن من حق أي مواطن عراقي الحصول على جواز سفر، وأنه سيعمل على ذلك، وأردف ذلك بتصريحات له قبل أيام أنه يريد ان تكون وزارته بمنزلة الأم للعراقيين، وتتعامل بعدل مع الجميع، لكن الأقوال لم تترجم إلى أفعال، حتى اللحظة في أقل تقدير.
أحد القضاة العراقيين ممن يملكون الخبرة الكافية والإنصاف، عُرٍض عليه متهم في بغداد قبل سنة تقريبا، فنظر إلى الأوراق التي بين يديه، وسأل المتهم ما تهمتك، قال يا سيادة القاضي لم افعل شيئا سوى أني كنت من الذين حضروا مؤتمر عمان، فسخر القاضي من التهمة، وقال له: هل جرى في مؤتمر عمان حديث تناول الحكومة العراقية بالسوء أكثر مما فعل صباح الساعدي، (وهو مسؤول مفوضية النزاهة في حينها واتهم الحكومة السابقة عبر الاعلام بتصفية معارضيها وقيامها بالتفجيرات والاغتيالات بالأسلحة الكاتمة وغير ذلك) فقال لا، فقال له القاضي: فذلك صباح الساعدي يتجول في بغداد، لم يعتقله أحد، ولم يغمط له حق، قررنا براءتك، وأوجبنا إطلاق سراحك.
رئيس الوزراء الحالي للعراق نفسه كان يسمى معارضا من قبل، وكان قد منع من الحصول على الجواز العراقي، وفي نهاية السبعينيات شكى همه لشخصية عراقية، معروفة فقامت بالوساطة له عند مسؤول كبير في الدولة العراقية آنذاك، وتم منح الجواز له، وليته اليوم يتعامل بالمثل مع الآخرين!!.
والأكثر من ذلك أن الرئيس العراقي السابق الذي ينعت دائما من قبل أركان حكومة بغداد بأنه ظلم شعبه، وتجاوز على حقوقهم كان قد منع إصدار جوازات لكثير من معارضيه، وفي إحدى زيارات الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك للعراق أبلغ الرئيس العراقي أن هذا المنع ليس من حقه، لأن الجواز حق وطني لكل عراقي، وهذا الحق لا ينبغي أن يخضع لأي اعتبارات أخرى، وبالفعل أصدر الرئيس السابق في اليوم التالي أمرا لكل سفارات العراق في دول العالم برفع المنع، ومنح الجواز لكل طالبيه ممن يحملون الجنسية العراقية.
من المفارقة أن المستشار السياسي للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، حدثني في الزيارة التي نوهت بها قبل قليل، عن ضرورة المصالحة، وأن تبدي الأطراف المعنية مرونة بخصوصها، فقلت له مندهشا: يا أخي هل أنت جاد.. مضى عليّ ثلاث سنوات وأنا اناضل في سبيل الحصول على جواز سفر، وهو من حقي، ولم أفلح، واتخذتكم كمنظمة دولية وسطاء لذلك ولم تفلحوا، فكيف ستقنعني أنني قادر على أن آخذ حقوق شعبي من هذه الحكومة، وهي حقوق أعظم وأكبر بكثير من قصة جواز سفر!!.
وبعد: فما دفعني إلى كتابة هذا المقال أمور، منها: رسالة مفتوحة أبعث بها إلى العالم ليدرك شيئا من معاناة العراقيين، والضغوط التي يتعرضون لها، ومثلها إلى الأمين العام الجديد للأمم المتحدة، ليعلم أن أمام المنظمة في عهده مسؤوليات جسيمة بخصوص العراق، ليس مسألة الجواز سوى جزء صغير منها، وسيترقب العراقيون ما هو فاعل!.

أكاديمي وسياسي عراقي

قصة جواز سفر عراقي

د. محمد الفيضي

خيم سورية من رقع على حدود تطوان

Posted: 29 May 2017 02:09 PM PDT

إن أحتفظ بشيء من ذكريات الطفولة البعيدة فإني احتفظ ببيتين من نشيد فخري البارودي
بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان
ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان
هذا النشيد الذي كنا نردده على مقاعد المدارس الأولى، ليغرس فينا حب الوطن الكبير، لم نكن نعرف أين هي بغدان «بغداد» أو تطوان، لكن رنة القافية الشعرية، وإيقاع الموسيقى جعلتها ترسخ في أذهاننا، وترسم في مخيلتنا حلما لمعرفة هذه المدن البعيدة.
وفي أول زيارة لي لتطوان عندما أقمت في المغرب، في مدينة طنجة، وجدت شعبا مغربيا طيب الأعراق، عالي الأخلاق، وتطوان كما تخيلتها صغيرا مدينة كالحلم تغط شعرها الجميل في شاطئ لازوردي بلون الفيروز. تذكرت ذاك النشيد ورددته في أعماقي بلذة علوية. ها هي تطوان الحلم، وها هو الشعب المغربي الطيب، وقد رحلت عن المغرب في باخرة من مرفأ طنجة وفي عينيّ دمعة.
نشيد ثان رددته مع أقراني يوميا في ساحة مدرستي، وكنت في الصف الأول الابتدائي في قريتي الجبلية النبك في القلمون ـ باتت اليوم شبه مدينةـ مع النشيد السوري
حماة الديار عليكم سلام
أبت أن تذل النفوس الكرام
أنشدنا نشيد الثورة الجزائرية الذي أحفظه عن ظهر قلب لكثرة ما رددناه، ورددنا عاشت الثورة الجزائرية.
قسما بالنازلات الماحقات
والدماء الزاكيات الطاهرات
ولا أنسى أن والدتي ـ فقيرة الحال ـ تبرعت بسوارها الذهبي، كما فعل الكثير من النساء السوريات لدعم الثورة الجزائرية. وعندما زرت الجزائر في مهمة إعلامية في تغطية إخبارية، وكانت خلال الحقبة العشرية السوداء، وجدت مدينة الجزائر البيضاء شامخة على هضبة تطل على خليج تملأه السفن، فيروزي اللون يخطف اللب لروعة المنظر، توجهت إلى نصب الشهيد، وهناك تذكرت النشيد الذي طالما رددته طفلا، وتحت نصب الشهيد رددت في خلدي،
قسما بالنازلات الماحقات، وذرفت عيناي دمعة ايضا، تجولت في باب الواد، وشارع ديدوش مراد، وساحة الشهداء.. وجدت في الشعب الجزائري شعبا شامخا، صلبا، مؤازرا ومحبا للسوريين، الذين استقبلوا البطل المناضل عبد القادر الجزائري، ورغم ان السلطات الجزائرية وضعتني في أول طائرة متوجهة إلى باريس، بعد أن قمت بزيارة القصبة «الممنوعة» التي كانت معقل الإسلاميين آنذاك، وأجريت تحقيقا صحافيا هناك، إلا أني أكن لهذا البلد وللجزائريين الذين لي منهم أصدقاء كثر كل تقدير ومحبة. اليوم وبعد سنين طويلة قضيتها في ربوع العالم العربي من مشرقه إلى مغربه، وجدتها جميعا كما قال البارودي: بلاد العرب أوطاني.
ويدهشني اليوم ويؤلمني ويفتح في روحي جرحا عميقا، أن أرى على شاشات القنوات التلفزيونية خمسين سوريا عالقين في العراء الصحراوي على الحدود بين الجزائر والمغرب، النظام السوري الذي لم يتدخل، ولم ينظر في أمرهم، كما فعل بملايين السوريين الذين هجرهم في أركان المعمورة، والجزائر تعتبرهم غير شرعيين في اجتيازهم الحدود خلسة، والمغرب أعادهم من حيث أتوا. منذ شهرين تقريبا ما زالوا في العراء، قضوا الأسابيع الأولى دون أي مأوى ملتحفين السماء، وعندما طال عليهم الانتظار، وضاقت الأفق، ولعبت بمصيرهم اعتبارات ليس لهم فيها ناقة ولا جمل، خاطوا خيما من ألبستهم وأغطيتهم ليؤوا إليها من قر الليل وحر النهار، وسم العقارب والأفاعي.
اليوم أدافع عن أبناء وطني، أنا الذي تبرعت أمه بسوارها لنصرة الثورة الجزائرية، وذرف دمعة على شاطئ طنجة، أدافع عن امرأة ولدت طفلها في هذا القفر وقطعت حبل سرته بحجر، لهؤلاء الأطفال الذين ربما رددوا كما رددت على مقاعد مدرستهم، بلاد العرب أوطاني.. إلى مصر فتطوان، لكنهم وجدوا أنفسهم في خيمة خيطت من ملابسهم في تيه بين الجزائر وتطوان.
كاتب سوري

خيم سورية من رقع على حدود تطوان

رياض معسعس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق