Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الثلاثاء، 24 يوليو 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


اليمن والانقلاب الآخر

Posted: 23 Jul 2018 02:25 PM PDT

لا تقتصر المعضلات التي يواجهها اليمنيون على حقيقة أن الحوثيين انقلبوا على شرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في صنعاء، وما ترتب على ذلك الانقلاب من حرب مدمرة وحسب، لكن الحرب التي اندلعت بعد دخول الحوثيين صنعاء يوم 21 أيلول/سبتمبر 2014 كانت لها تداعيات خطيرة على المستويات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية على حد سواء، بعد أن اتضح لاحقاً أن للتحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن أجندات أخرى غير تلك المعلنة.
بعد طرد الحوثيين من مدينة عدن جنوب اليمن، منتصف العام 2015، على يد قوات المقاومة الشعبية التي انضوت تحت لوائها عدة مكونات دينية وسياسية، كان أبرزها الفصائل المحسوبة على التيار السلفي، وتلك المحسوبة على تجمع الإصلاح ذي التوجهات الإسلامية، بعد ذلك تركت المدينة لحالة من الفوضى المقصودة، مع منع دمج المقاومة في الأجهزة الأمنية، وتصفية قياداتها، حيث بدأت بشكل لافت عمليات منظمة لاستهداف رموز المقاومة بشقيها السلفي والإصلاحي على حد سواء. وكان ملحوظاً أن القيادات المستهدفة يجمعها جامع واحد، وهو أنها من القيادات المؤيدة للوحدة اليمنية والمعارضة لتحكم دولة الإمارات في الملفات الحساسة في المدينة.
استمرت حملة الاستهداف المنظمة منذ منتصف العام 2015 وإلى اليوم، حيث تم خطف وإخفاء عدد كبير من أئمة المساجد، بالإضافة إلى اغتيال أعداد متزايدة من هؤلاء الأئمة، فيما بات يشكل ظاهرة ملحوظة في تلك المدينة التي يشكو أبناؤها من حالة الانفلات الأمني، وانتشار الاغتيالات بشكل منظم، الأمر الذي جعل الكثير من اليمنيين في عدن وغيرها يشيرون بأصابع الاتهام إلى القوى الأمنية التي أنشأتها أبوظبي بعد طرد الحوثيين من المدينة.
وقد وجهت منظمات حقوقية دولية تهماً واضحة لدولة الإمارات، وللأجهزة الأمنية التي تشرف عليها مثل الحزام الأمني والنخب المختلفة التي أنشاتها أبوظبي في عدد من المدن جنوب البلاد، وكانت التهم تتعلق بعمليات الخطف والاعتقال القسري والإخفاء والتعذيب، حيث وثقت حالات موت تحت التعذيب، وإعاقات مزمنة لمعتقلين خرجوا جثثاً أو معاقين إعاقة دائمة، من السجون الإماراتية في جنوب اليمن.
وعلى الرغم من نفي أبوظبي، ومحاولات دحضها للتقارير الدولية التي تخص سجلها الحقوقي والأمني في عدن وحضرموت تحديداً، إلا أن تزايد الشواهد، وتوالي التقارير الصادرة من منظمات مثل منظمة العفو الدولية و «هيومن رايتس ووتش»، وكذا تقارير أممية، وشهادات موثقة لا يمكن إنكارها، كل ذلك يدعم حقيقة أن الإماراتيين متورطون في حالات واسعة من الانتهاكات ضد حقوق الإنسان في اليمن.
وفي الآونة الأخيرة، ومع حاجة أبوظبي إلى مظلة الشرعية لدعم معركة استعادة الحديدة من قبضة الحوثيين، حاولت القيادة الإماراتية التقرب من الرئيس عبدربه منصور هادي، حيث تم السماح بعودته إلى عدن، بعد استقباله في أبوظبي من قبل ولي عهدها الشيخ محمد بن زايد، ومن ثم توالت الزيارات بين المسؤولين في عدن وأبوظبي، وهو الأمر الذي بشر بانفراج العلاقة بين الشرعية اليمنية والإمارات. غير أن هذه الانفراجة لم تستمر طويلاً، إذ أسفرت جهود وضغوط دولية لوقف الزحف باتجاه الحديدة، ووجدت الإمارات نفسها في ورطة استرضاء القيادة اليمنية، دون أن تحقق المرجو من هذا الاسترضاء الذي أفضى إلى عودة الرئيس هادي إلى عدن، وهي العودة التي اقتضت تحجيم ـ ولو مؤقتاً ـ دور أجهزة الحزام الأمني والنخب المتعددة التي تتبع أبوظبي في جنوب اليمن، لإتاحة الفرصة للحكومة لممارسة عملها في عدن، وفقاً لتوافقات معينة بين هادي وأبوظبي.
ومع عودة عمليات الاغتيال، خلال الأيام الأخيرة، إلى عدن التي جعلها الرئيس هادي عاصمة مؤقتة لليمن، يبدو أن التوافقات بين هادي وابن زايد معرضة للانهيار، حسبما يرى متابعون يؤكدون أن أبوظبي أعطت الضوء الأخضر لميليشياتها في عدن لإحداث نوع من الفوضى التي يظهر فيها الرئيس اليمني عاجزاً عن ضبط الأوضاع الأمنية، الأمر الذي سيستدعي خروجه من اليمن إلى منفاه في الرياض مرة أخرى. كما أن عودة الاغتيالات التي نشطت خلال الأسبوع الماضي ومطلع الأسبوع الحالي مؤشر خطير على أن الجهة التي وقفت وراء الاغتيالات الماضية قد أُعطيت كذلك ضوءاً أخضر للعودة إلى ممارساتها السابقة، وسط تغاضي الأجهزة الأمنية المدعومة من الإمارات على بعض التقديرات، أو وقوف هذه الأجهزة وراء تلك الاغتيالات حسب تقديرات أخرى.
ومع استمرار التدهور في الحالة الأمنية، يستمر مأزق اليمن الذي وضعه فيه «انقلاب الحوثيين» في صنعاء، وانقلاب «المجلس الانتقالي» المدعوم إماراتياً في عدن، ضد الشرعية اليمنية التي يقول التحالف العربي إنه جاء لاستعادتها، فيما ميليشياته في عدن تنازعها سلطاتها.

اليمن والانقلاب الآخر

رأي القدس

رسالة لن تصل

Posted: 23 Jul 2018 02:25 PM PDT

بدأت هذا النص بعنوان آخر، كان العنوان الأصلي «رسالة إلى صديق خلف الخط الأخضر»، لكنني قررت تغيير العنوان، فعبارة خلف الخط الأخضر لا تشير بشكل حصري إلى من أريد مخاطبتهم، أي إلى اليهود الإسرائيليين، فخلف الخط الأخضر يقيم مليون ونصف مليون عربي فلسطيني، هم سكان البلاد الأصليون وأصحابها الشرعيون. كما أن اليهود الإسرائيليين لم يبقوا خلف الخط الأخضر، فالمستعمرات الإسرائيلية تلتهم الضفة الغربية، إذ يبدو أن المستعمرات والمستوطنين هم من يقود السياسة الإسرائيلية اليوم، فبدلاً من أن تضم إسرائيل المستوطنات، قامت المستوطنات بضم إسرائيل.
وأنا لا أستسيغ استخدام الصفة الدينية من أجل مخاطبة الآخر، فأن أخاطب اليهود كيهود فهذا يحمل ضمنيًا موقفًا يعتبر جميع اليهود مسؤولين عن هذه الكارثة التي تعيشها فلسطين منذ سبعين سنة.
كما أنني أعتبر نفسي تلميذًا لعمر فاخوري ورئيف خوري وانطون ثابت الذين أسسوا في بيروت «عصبة مكافحة النازية والفاشية في سوريا ولبنان» عام 1939م، وسجنتهم سلطات حكومة فيشي بعد استسلام فرنسا للغزاة الألمان.
ومن جهة ثانية، فإن اسم هنري كورييل المناضل الشيوعي الذي طُرد من وطنه المصري بسبب انتمائه إلى عائلة يهودية، هذا المناضل الذي التحق بصفوف جبهة التحرير الجزائرية وقضى شهيدًا في فرنسا بسبب نضاله مع منظمة التحرير الفلسطينية، يشكل لي وللكثيرين رمزًا للنضال ضد الكولونيالية والعنصرية.
لذلك لا أستسيغ استخدام صفة اليهودي للتوجه إلى الإسرائيليين، فلقد ناضلنا طويلاً من أجل التمييز بين الصهيونية واليهودية، الأولى حركة كولونيالية والثانية دين إبراهيمي، ولن نسقط في الفخ الذي تنصبه الدولة الصهيونية عبر القانون العنصري الجديد حول قومية الدولة في سبيل تكريس الطابع العنصري والعرقي والديني للغزوة الصهيونية.
قبل أن أبدأ رسالتي أنبّه إلى مسألة مهمة، فأنا لا أكتب نصًا سياسيًا كي أحلل الظروف العربية أولاً والدولية ثانيًا، التي سمحت للكتلة السياسية اليمينية المسيطرة على الدولة الصهيونية بتمرير هذا القانون. فنحن نعلم أن الظروف السياسية ليست ثابتة، وأن الاستغلال الإسرائيلي لانحطاط العرب ونذالة ملوك وأمراء ومسببي لحظة الدمار العربية الراهنة، ليس سوى الغباء بعينه، لأن ما تقوم به الدولة الصهيونية هو الإطاحة بكل احتمالات السلام، ومن ثم فإن أي تغير في موازين القوى إقليميًا ودوليًا سوف يعيد المسألة إلى نصابها المفقود اليوم، بصفتها احتلالاً وتطهيرًا عرقيًا.
ما يجري اليوم على أنقاض المشرق العربي الذي استباحه ملوك النفط ودمرته مجموعة من المستبدين المتوحشين، هو الفصل الأكثر همجية في تاريخ العرب المعاصر، فصل يشترك في صناعته الصهاينة والسلطات الهمجية العربية برعاية الولايات المتحدة التي يحكمها «أونطجي»، اسمه دونالد ترامب. (استعرت صفة الأونطجي من أحمد بيضون، الذي نجح بحسه اللغوي المبدع في نفض الغبار عن هذه الكلمة العامية لإيجاد صفة ملائمة لرئيس يتربع بـ«الأونطة» على عرش العالم).
لن أدخل في تحليل القانون الدستوري الإسرائيلي الذي قونن الممارسة العنصرية، وأعلن أن دولة الصهاينة هي دولة تمييز عنصري، وأنها الوريث الوحيد لنظام الأبارتهايد البائد في جنوب أفريقيا.
ماذا جرى في عقول أفراد النخبة الحاكمة الإسرائيلية كي يكشفوا حقيقة دولتهم، التي بذل أسلافهم كثيرًا من الجهد والخزعبلات الفكرية من أجل إخفائها؟
ما معنى أرض إسرائيل وأين تقع حدودها؟
ما الهدف من عبارة «تطوير الاستيطان اليهودي قيمة قومية»؟ هل يعدون لـترانسفير جديد في القدس والضفة؟
أما حقهم في تقرير المصير الذي قرروه بالعنف ولا يزالون يفرضونه بالقوة، فلا هدف له سوى نزع صفة الشعب عن الفلسطينيين ومنعهم من حق تقرير المصير ليس خلف الخط الأخضر فقط، بل وفي الضفة الغربية أيضًا، أي إعادة المسألة إلى النقطة الصفر.
هل هذا القانون الدستوري هو الخطوة الأخيرة قبل ضم الضفة وتأسيس دولة بنظامين؟ وهل نحن أمام بداية تطبيق صفقة القرن التي تعني شيئًا واحدًا، هو تكريس الوجود الصهيوني في كل فلسطين وشطب الشعب الفلسطيني من الخريطة؟
سوف نجد تفسيرات سياسية وأيديولوجية عديدة لهذا التحول، لكنني أعتقد أن قراءة هذا القانون تبدأ بقراءة التاريخ بصفته سجلاً للحماقات. هؤلاء الذين يصرّون على وضع الصفة اليهودية على كل ما يتعلق بهم، يعلنون تفوق «العرق» اليهودي، ويبشرون بوعد إلهي منحهم الحق في إبادة سكان فلسطين وتشريدهم، هؤلاء الحمقى العنصريون يعلنون انتصار النازية بعد ثلاثة وسبعين عامًا على هزيمتها.
لا أظن أن وحشًا نازيًا تخيل أن البذرة الهمجية التي زرعها سوف تنمو في أحفاد ضحاياه أو أحفاد من كانوا مؤهلين ليكونوا ضحاياه، وبهذه الطريقة العجيبة التي جعلت من «دولة الشعب اليهودي» الوريث الأكثر جدارة للرايخ الثالث ودولة العرق الآري.
التاريخ يقهقه وهو ينظر إلى حماقات البشر التي تتكرر. فالعالم بأسره الذي يمر بأزمة انتقال صاخبة إلى عولمة رأسمالية متوحشة، بات على استعداد لتكرار التجربة العنصرية التي صنعت ملايين الضحايا خلال الحرب العالمية الثانية، وتركت جراحًا في الروح الإنساني كان من الصعب الخروج من آثارها.
كان الخيار العنصري الكولونيالي هو الخيار الصهيوني الوحيد، لكن الصهيونية بصيغتها القومية الدينية المتطرفة تذهب اليوم إلى نهاية هذا الخيار، حين تعلن من على تخوم ذاكرة المحرقة أنها اختارت النازية نموذجًا، وأنها تعيد الاعتبار اليوم لهتلر عبر تبنيها المنطق العنصري، بعدما طعّمته بنكهة دينية قيامية.
لقد علمنا تاريخ الحروب الإفرنجية، التي أطلق عليها الأوروبيون اسم الحروب الصليبية، أن هذا النوع من التلاعب بالدين وجعله مطية للغزو والاحتلال الاستيطاني مصيره إلى البؤس والاندثار، لكن بعد أن يحدث دمارًا شبه شامل.
لكن يبدو أن التاريخ لا يعلم شيئًا؛ فالصهيونية بصفتها آخر صيحات التوسع الكولونيالي والتعبير الأخير عن الوقاحة العنصرية، كشفت أن مشروعها في المنطقة العربية هو مشروع حرب دائمة.
نكبة مستمرة تصنعها حرب دائمة على الشعب الفلسطيني.
وإذا كان هذا خيارهم، فإن الخيار الفلسطيني يجب أن يبدأ بالتمسك بالقيم الأخلاقية والإنسانية، كي يكون النضال الفلسطيني هو نضال من أجل قيم العدالة والحرية والمساواة، نضال يخاطب الجميع-بمن فيهم اليهود-من أجل يقظة شاملة تنهي العنصرية وتؤسس لوطن ديموقراطي علماني سوف يولد من رماد هذا الألم الذي فرضه الوحش الصهيوني.
المعركة تبدأ كل يوم، ولا خيار للفلسطينيين والفلسطينيات سوى الدفاع عن الحياة وعن حقهم في الحياة.

رسالة لن تصل

الياس خوري

الفنانة مي سكاف أيقونة سورية جديدة… العائلة البطرسية والعائلة الرحبانية… وصور رئيسة كرواتيا مزيفة

Posted: 23 Jul 2018 02:24 PM PDT

تستحق الفنانة السورية المعارضة مي سكاف، التي رحلت أمس في باريس عن 49 عاماً، أن تحفَظ كأيقونة سورية أخرى.
لم يغب صوتها مرة، لم يخفت، وفي الأساس لم تتأخر عن نداء الحرية. في سيرتها ما يغيظ الطغاة، والشبيحة، والرماديين، كانت دليلَنا على أن الثورة لم تكن طائفية، ولا متدينة، ولا مسلحة. كلما أتوا بحجة جديدة قلنا لهم انظروا مي سكاف.
كانت دليلنا في وجه أدونيس والأدونيسيين، الذين قالوا إن عار الثورة السورية أنها خرجت من الجوامع. ولعلها ذهبت إلى جامع حيّ الميدان الدمشقي، ذات صيف سوري ساخن، لتثبت أنها ورفاقها من الفنانين والمثقفين إنما يخرجون من تلك الجوامع، لأن لا مكان آخر للاجتماع، وأن خروج جموع المتظاهرين من المساجد لم يكن تطرفاً أو نوعاً من التدين.
مي كانت تلك الشوكة المغروسة في عيونهم، «لا» عالية يستحيل تجاهلها، وإصرار على الحق لا يجب أن يموت.

عائلات فنية

أكثر ما يلفت في تغطيات صحافية لحفلة جوليا بطرس الأخيرة في لبنان ذلك التعبير الذي حاول البعض ترويجه: «العائلة البطرسية»، في إشارة إلى عمل جوليا مع شقيقها الملحن زياد بطرس.
تعبير يجهد في تكريس عائلة فنية جديدة في المشهد الفني اللبناني، على غرار العائلة الرحبانية.
ليس سهلاً بلوغ المكانة، التي احتلتها العائلة الرحبانية، فالمسألة ليس في مجرد اجتماع هذا العدد من أو ذاك من الأقارب من أبناء المهنة. بضع أغان، أبرزها مستلّ من خطاب زعيم ميلشياوي («أحبائي» المستلهمة من خطاب لحسن نصر الله)، لا تكفي لاختراع مجد عائلي يماثل مجد الرحابنة. فهؤلاء، وبغض النظر عن توجهات واسثمارات سياسية لاحقة، شقوا طريقاً وأرسوا تراثاً راسخاً في وجدان الناس على امتداد البلدان الناطقة بالعربية، لا يمكن تجاهله، سواء أحببنا أم لم نحب، اتفقنا أم لم نتفق.
إنه جزء من تطبيل يأتي شكلاً من أشكال المكافأة للمغنية المثابرة في نصرة «دولة حزب الله».
وما التحشيد لحفلها الأخير في صور إلا في إطار البروباغندا الحزبية نفسها. لم لا! إنها دعائم دولة الميلشيا، إن ربحت ضد إسرائيل صرفت نصرها ضد شركاء العيش في لبنان، وإن سادت فوق شركاء العيش سوّغت وكرّست فوزها بـ «بنرفض نحنا نموت». يرفضون الموت، لكنهم لا يمانعون في الإتيان به إلى كل من حولهم، مواطنين (في لبنان) وجيران (في سوريا واليمن والعراق وسواها).

قماشتي المفضلة

استمعت للمخرجة السورية غايا جيجي في أكثر من مقابلة إذاعية، متحدثة حول فيلمها «قماشتي المفضلة»، الذي شارك في مهرجان «كان» الأخير. لفتتني سهولة وعادية استخدامها لكلمة «الثورة» عندما تأتي على الحديث عن الثورة السورية.
جيجي، غير معروفة كناشطة سياسية، ولا تتحدث كثيراً في السياسة، ومع ذلك لا تتردد في استخدام كلمة «الثورة»، بعيداً عن تلك الكلمات المواربة التي يستخدمها البعض أحياناً للتعمية عن موقفهم الحقيقي، من قبيل الأزمة، الأحداث، الزلزال، الحرب، المقتلة السورية، التراجيديا.. هذا على الرغم من أنها لا تتحدث في فيلمها الجديد عن مجريات الثورة والحرب السورية بشكل مباشر، فهي تروي سيرة شخصية تعيش ثورتها وتحولاتها الخاصة على وقع الثورة.
يستخدم كثيرون تعبير «الثورة» من دون تدقيق وتمحيص نظري حول إن كان ما جرى في البلاد «ثورة»، أو «انتفاضة»، أو «حراكاً».. إنه نوع من الإصرار على الحق، نوع من التنزيه والتقدير، والإيمان قبل كل شيء. ذلك رغم الثورة مرّت بخيانات وانشقاقات وتحولات، بل وفساد ضمائر، لكن ثورات أخرى، من بينها الثورة الفلسطينية، قد عجّت بمصائب وفساد أفظع على مرّ السنين، ومع ذلك لا يتردد أحد في وصفها بالثورة.
الأيام وحدها ستحفظ وتقول وتحسم الأمر، لكن بإمكان مبدعين، مثل جيجي، من أصحاب الضمائر الصاحية أن يكتبوا التاريخ، ويقولوا الحق على طريقتهم. لقد تذكرت في حديثها سعادة أيام الثورة الأولى، عندما كنا نندهش كيف اندرجت الكلمة على الألسنة، كيف صارت الثورة واقعاً في اللغة، على ألسنة السوريين قبل الصحافة وأروقة السياسيين.

صور مزيفة

بات واضحاً أن كل الصور التي تظهر رئيسة كرواتيا بالبكيني على الشاطئ هي صور مزيفة، وعموماً ليس صعباً تقصي أصل الصورة والتحقق منها، لكن أحداً لن يلقي بالاً إلى ذلك ما دام الأمر مسلياً إلى هذا الحد.
تلك الصور المزيفة هي ما ألهم مخيلة الجمهور كي يتهكم من صور القبل للرئيس الفرنسي أثناء المباراة النهائية في المونديال، ثم كل الفيديوهات والصور التي تظهر فيها الرئيسة هنا وهناك أثناء جولاتها الدبلوماسية (واحدة من بينها أثناء استقبال الرئيس التركي أردوغان).
الجمهور بذل جهداً طيباً في تجميع صور الرئيسة من هنا وهناك، لكن لم يخطر في باله أن يقوم بإجراءات بسيطة وسريعة للغاية لتقصي زيف الصورة.
الجمهور يريد أن يتسلى، خصوصاً أثناء مباريات كرة القدم. ولا شيء يمكن أن يزحزحه عن ذلك. التسلية أهم من الحقيقة. مهما كان الثمن.
كاتب فلسطيني سوري

7GAZ

الفنانة مي سكاف أيقونة سورية جديدة… العائلة البطرسية والعائلة الرحبانية… وصور رئيسة كرواتيا مزيفة

راشد عيسى

بلاد العرب… اصطناع المواطن الخائف

Posted: 23 Jul 2018 02:24 PM PDT

تحدث الفاشيات ونظم الحكم الشمولية والسلطوية بقمعها وبانتقاصها من الحقوق والحريات وبإلغائها لوجود الإنسان الفرد تشوهات خطيرة في مواطنات ومواطني الدول والمجتمعات التي تسيطر عليها. وفي بلاد العرب، باستثناء تونس ولبنان، تصطنع السلطويات عبر ممارسة التعقب والقمع والتهديد بهما مواطنا خائفا يبتعد عن الاهتمام بالشأن العام والسياسي، ويمتنع عن طلب المعلومة ويقتل بداخله تدريجيا الرغبة في معرفة حقائق الأوضاع في بلادنا، ويتجاهل عمدا انتهاكات الحقوق والحريات التي تفرض واقعها الأسود على حياتنا، ويعجز عن الدفاع عن حقه المشروع في الكرامة الإنسانية والحرية والمساواة. تصطنع السلطويات مواطنا عربيا مؤيدا لغياب الديمقراطية إن تهليلا أو صمتا، ومقتنعا بوجود الطوائف الزائفة من أعداء الوطن والخونة والمتآمرين والطابور الخامس وبالمقايضات السلطوية التي تساوم الناس على الأمن والخبز بالحق والحرية. بل تصطنع السلطويات مواطنين لا يعترضون على التعقب والقمع طالما لم تمسهم ممارساتهما أو تمس دوائرهم القريبة، وقد يصل الامتناع عن الاعتراض هذا إلى حدود قبول ارتكاب الحكومات لجرائم ضد الإنسانية.
تصطنع السلطويات العربية الراهنة ومن خلال تشويه الوعي الجمعي مواطنا تحركه نوازع الانتقام من معارضي الحاكم الفرد ونخبته، مواطنا ينتج مع غيره فولكلور «التشفي الشعبي» المستمتع تارة بأنباء الاعتقالات والحبس والتحفظ على الممتلكات والمنع من السفر والإدراج على قوائم «الإرهابيين»، والمتعطش تارة أخرى لشائعات الإفك والزيف عن المدافعين عن الحقوق والحريات. كذلك، وعبر الضغط المستمر على المدافعين عن الحريات وحقوق الإنسان والمطالبين بالديمقراطية، يصطنع الحكام السلطويون ونخبهم قوائم تستطيل باستمرار ممن ينعتونهم ظلما «خونة ومتآمرين» الذين للتشويه الممنهج في الفضاء العام.
تصطنع السلطويات في بلاد العرب، عبر مساحات الفضاء العام والمساحات الإعلامية التي تديرها إما الأجهزة الأمنية والاستخباراتية أو النخب المالية المتحالفة مع الحكام وتوظف لتشويه الوعي الجمعي للناس، تصطنع السلطويات مجموعات متخصصة في تزييف الحقيقة وتغييب المعلومة والترويج لصوت وموقف الحاكم الفرد كالصوت المشروع الأوحد والموقف الوطني الأوحد. تعطي السلطوية تلك المجموعات المتخصصة من الألقاب ما يتلاءم مع الأوضاع الراهنة، هم الخبراء الاستراتيجيون والمحللون الأمنيون والإعلاميون المتميزون والمفكرون الذين تخلع عليهم صفات التعظيم فقط لكونهم يسبحون بحمد البطل المنقذ ويؤيدون سياساته وممارساته). تمنح الألقاب لمجموعات تزييف الحقيقة لكي تنفذ من خلالها إلى الناس وتشوه سيكولوجيتهم الجمعية، وتلك المجموعات في التحليل الأخير ليست سوى عصابات مأجورة تعمل كأبواق للحاكم الفرد ونخبته أو تستخدمها المؤسسات العسكرية والأجهزة الأمنية والاستخباراتية أو تخدم شبكات المصالح الاقتصادية والمالية المتحالفة مع السلطوية.
بعيدا عن بلدان الخليج الغنية بعوائد ثرواتها الطبيعية والتطور السريع في مؤسساتها المالية، يرتب طغيان الممارسات الأمنية وتراكم العنف والمظالم من جهة ومن جهة أخرى محدودية الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية في السلطويات الحاكمة في بلاد العرب تزايد تعويل الحكام على تزييف وعي المواطن وفرض ثقافة الخوف لكي تحول بين الناس وبين طلب التغيير. تبتدع السلطويات يوما بعد يوم آليات إضافية للتمكين، فتتوالى محاولات نخب الحكم عبر مؤسسات وأجهزة الدولة المسيطر عليها ومن خلال النخب الاقتصادية والمالية والإعلامية المتحالفة معها لصياغة مزاعم بديلة لإقناع الناس إما بعدم التوقف عن تأييد الحاكم الفرد أو الاكتفاء حال عدم الرضاء عن السياسات والممارسات بالعزوف عن الشأن العام والامتناع عن تطوير العزوف إلى معارضة يتبعها بحث عن بديل. وتلك في المجمل آليات ومحاولات تلي، ولا تسبق، استخدام أدوات العنف الرسمي لإجبار المواطن على الطاعة أو لإخافته من عواقب المعارضة.
تستطيل في الخطاب الرسمي للسلطوية، من المغرب والجزائر ومصر إلى سوريا والأردن، قوائم «الأعداء والمتآمرين» الذين يُدفع باتجاههم بمسؤولية تعثر جهود إخراج البلاد من أزماتها ويحملون ذنب إما الظروف المعيشية الصعبة لأغلبية الناس أو جرم الحروب والدماء والدمار. تستطيل قوائم الأعداء والمتآمرين بانتظام لتشمل بجانب المعارضين السياسيين والمدافعين عن الحقوق والحريات منظمات المجتمع المدني التي تطالب بإنهاء التهميش الاقتصادي والاجتماعي للريف في المغرب وللمناطق الفقيرة في الجزائر وللنوبة في مصر أو تعمل على الأرض لإنقاذ الناس من ويلات الحروب والدماء كما في سوريا أو لمحاربة الفساد الحكومي كما في الأردن. بل تستطيل دوائر الأعداء والمتآمرين لتشمل قطاعات أخرى كطلاب الجامعات الذين يتم فصلهم وتسلب حريتهم لرفضهم الممارسات الأمنية، والبعض من الشباب والعمال الذين يواصلون إما الاحتجاج السلمي على السياسات الرسمية أو يرفضون الرضوخ لأوامر الطاعة والامتثال الصادرة عن الحكم أو يكسرون حاجز الصمت بشأن المظالم والانتهاكات المتتالية. إزاء هؤلاء تبرر وتمرر الإجراءات القمعية ضدهم ويحاصر بعنف حراكهم الراهن عبر اتهامات «العداء للوطن والتآمر على الدولة ومؤسساتها»، فالسلطويات العربية لا تتحمل الحديث العلني عن مظالمها وانتهاكاتها ولا تقوى على تحمل المسؤولية عن إخفاق سياساتها الرسمية والمعاناة الاقتصادية والاجتماعية التي تفرضها على المواطنين.
وللتمكين أيضا، تعمد السلطويات الحاكمة في بلاد العرب إلى ضخ دماء إضافية للكراهية والإقصاء ونزع الإنسانية ليعتاش عليها وحش الاستقطاب المجتمعي، ولتطلق تعويلا عليها اليد القمعية للأجهزة الأمنية باتجاه المعارضين ومنظمات المجتمع المدني المستقلة والمشاركين في الحراك السلمي المطالب بالتغيير ومحاربة الفساد. يخرج رسميون ومسؤولون حكوميون ليطلقوا اتهامات جزافية بشأن هوية المتورطين في «أعمال الإرهاب وممارسات العنف وتهديد الاستقرار المجتمعي والسلم الأهلي» وليشيعوا الروح الانتقامية بين الناس، وليتبعوا ذلك بالمطالبة بإنزال العقاب الجماعي والفوري للمزعوم تورطهم في تلك الأمور الفضفاضة دوما والملفقة عموما ضد المصنفين كأعداء للوطن. يفعلون ذلك دون تفكير في التداعيات الكارثية للجزافية وللتعميم على نسيج المجتمع الواحد، دون تقدير لخطورة مشاعر الانتقام والتشفي وشررها المتطاير باتجاه المجتمع والدولة، دون تدبر في أولوية مبادئ سيادة القانون والعدل لاستقرار المجتمعات وبقاء الدول.

٭ كاتب من مصر

بلاد العرب… اصطناع المواطن الخائف

عمرو حمزاوي

«الحبة القاتلة» وسيلة رخيصة وسريعة لتزايد حالات الانتحار وعشرات الدول العربية والأوروبية تحظر استعمالها

Posted: 23 Jul 2018 02:24 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: لليوم التالي احتلت المقالات والتحقيقات والصور عن ثورة يوليو/تموز وزعيمها خالد الذكر جمال عبد الناصر معظم مساحات الصحف وبرامج التلفزيون الرسمي، وبعض القنوات الفضائية، وأغلبيتها الساحقة أشادت بالثورة وزعيمها وإنجازاته، وقليل منها هاجمها واعتبرها من الكوارث التي أصابت مصر وأورثتها المشاكل التي تعاني منها الآن.
وألقى الرئيس السيسي كلمة في هذه المناسبة، وهو يحضر تخريج دفعة جديدة من طلبة الكلية الحربية، ولفتت انتباه الجميع فقرة في كلمته المكتوبة قال فيها عن زعماء مصر: «في عيد ثورة يوليو المجيدة نذكر بكل الإعزاز أسماء الرجال الذين حملوا رؤوسهم على أكفهم من أجل هذا الوطن الغالي، نذكر اسم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر قائد الثورة، الذي اجتهد قدر طاقته للتعبير عن آمال المصريين في وطن حر مستقل تسوده العدالة الاجتماعية. نذكر كذلك اسم الزعيم الراحل أنور السادات، الذي بذل حياته ذاتها في سبيل الحفاظ على الوطن وصون كرامته وحماية أراضيه. والرئيس الراحل محمد نجيب الذي لبى بشجاعة نداء الواجب الوطني في لحظة دقيقة وفارقة».
ولم تكمن اهمية الفقرة في إشادته بالرؤساء الثلاثة عبد الناصر والسادات ومحمد نجيب، لأنه سبق وأشاد بالسادات وحتى عندما اشترت مصر حاملتي طائرات هليوكوبتر فرنسية من نوع ميسترال، أطلق اسم عبد الناصر على واحدة وعلى الثانية أنور السادات، كما اطلق اسم محمد نجيب على أكبر قاعدة عسكرية حديثة غرب مصر، إنما أهميتها في وصفه لعبد الناصر بأنه عمل على بناء وطن تسوده العدالة الاجتماعية، ولم يعمم الوصف على السادات ونجيب. واللفتة الثانية كانت منح قلادة النيل لاسم العقيد أركان حرب يوسف منصور صديق، عضو مجلس قيادة ثورة يوليو، وتسليمها لابنته. والأهمية هنا أن يوسف منصور كان قد سبق موعد الاستيلاء على مقر قيادة الجيش بمدة ليحبط أي محاولة من وزير الحربية وقتها ضد الانقلاب، بعد أن سمع عن خروج بعض الوحدات من معسكراتها. يوسف كان شيوعيا مثل خالد محيي الدين عضو مجلس قيادة الثورة، وكانا ينتميان إلى حركة «حدتو». كما تجدر الإشارة إلى أن الكاتب عبد القادر شهيب رئيس تحرير مجلة «المصور» الأسبق وكان ماركسيا تزوج من الابنة الكبرى ليوسف صديق، عليهما رحمة الله. واحتل موضوع قرار الكنيست الإسرائيلي بحرمان العرب الإسرائيليين من المشاركة في حق تقرير المصير، وقصره على اليهود فقط مجالا كذلك في الصحف المصرية. واشارت الصحف إلى بدء الموجة العاشرة من حملات الدولة لاستعادة الأراضي الزراعية وأراضي البناء، التي استولى عليها أفراد ولم يقوموا بتقنين أوضاعها، حسب المدة التي حددتها الدولة. واهتم كثيرون بانتهاء المرحلة الأولى من القبول في الجامعات وبدء المرحلة الثانية وأيضا بالاستعدادات للحج. وإلى معظم ما عندنا.

ثورة يوليو

نبدا بأبرز ردود الأفعال على ذكرى ثورة الثالث والعشرين من يوليو/تموز عام 1952 حيث تنهد يوم الاحد في «الأخبار» كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية في عموده اليومي «إنها مصر» وتحسر على عدم وجود أغان وطنية تشحن وجدان الشعب، كما شحنته أغاني الثورة وقال: «من أجمل أغاني عبد الحليم حافظ «وصحيت على ثورة بترج الدنيا ولقيت أوطاني حكمها في إديا وجمال قدامي بينادي عليا».‬ وعندما تغني الشعوب لثوراتها يسمو الفن بالمشاعر النبيلة ويخفف حدة الاحتقان ويضمد جراح الضحايا، فالفن هو البوابة التي يعبر منها الحدث إلى القلوب. عبد الحليم كان زعيماً لأغاني ثورة 23 يوليو، ورسم صوتها على الشفاه وزود الجماهير المشتاقة للحرية بالحماس والأمل. وأهم مزايا ثورة يوليو أنها وضعت الفن في مكانة عالية، فوضعتها الفنون في قلوب الجماهير، فلماذا جفت الكلمات في الأفواه ولم نعد نغني لثوراتنا واحتفالاتنا الكبرى؟ في ذكرى ثورة يوليو ما أحوجنا لاستدعاء أغاني الثورة ليس حنيناً للماضي بأفراحه وأحزانه، ولكن للتطلع إلى المستقبل من بوابة المشاعر الوطنية الجميلة.
والمعروف أن عبد الحليم حافظ كان له أربع وأربعون أغنية عن الثورة وجمال عبد الناصر، وكان لقبه صوت الثورة، ولا يزال التلفزيون الحكومي يذيعها وهو يستعرض مشروعات النظام الحالي. وكانت هناك أغان أخرى مهمة لأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب ومحمد رشدي، وقد تفاعلت الثورة منذ قيامها مع الفنانين والأدباء، فمنذ قيامها قام المشرفون على الإذاعة بعدم إذاعة أي أغان لأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، بحجة أنهما غنيا للملك فاروق، ولما علم عبد الناصر بالأمر غضب بشدة، وأمر باستمرار إذاعة أغانيهما، كما تجاوب فنانون كثيرون مع الثورة ومشروعاتها، وجمع التبرعات للمجهود الحربي والسفر في قطار الرحمة، وهو الذي كان يطوف بالمحافظات لجمع التبرعات للفقراء، وكان لافتا مشاركة الفنانة نجمة إبراهيم بحماس، رغم احتفاظها بديانتها اليهودية، ولما أصيبت بمرض في عينيها أفقدها البصر، أمر عبد الناصر بسفرها إلى إسبانيا على نفقة الدولة، وأجريت لها عملية استردت بعدها بصرها وعاشت وماتت ودفنت في مصر، بينما شقيقتها الفنانة راقية إبراهيم غادرت مصر في الستينيات وبدأت في مهاجمتها».

الثورة الأم

وفي جريدة «روز اليوسف» قال حازم منير: «ستظل ثورة 23 يوليو/تموز تحمل لقب الثورة الأم إلى يوم الدين، ولن ينجح أي تطور في زحزحتها عن لقبها التاريخي الذي أسست به الدولة الوطنية الحديثة، واستعادت الحكم للمصريين وحررت البلاد من الاستعمار، الذي ظل رابضا لقرون تحت مسميات مختلفة، لماذا ستظل هي الثورة الأم؟ لأنها التي وضعت أساس الجمهورية والدولة الوطنية ولماذا إلى يوم الدين؟ لأن أي متغير سيطر على البلاد سيكون في سياق يوليو تطويرا أو تصحيحا أو تصويبا أو إنقاذا من مأزق تاريخي، كما حدث في يونيو/ حزيران 2013. البعض حاول إحلال انتفاضة يناير/كانون الثاني 2011 بديلا عن ثورة يوليو، لكنهم لم ينتبهوا إلى أنك لا تحل انتفاضة بديلا عن ثورة، بل هم لم يستوعبوا الفارق بين ثورة تغيير اجتماعي جذري وانتفاضة ديمقراطية. الثورة عمل شامل والانتفاضة محدودة الأسباب والأهداف. لم تحظ ثورة في العالم من شهرة وتأثير كما حظيت ثورة يوليو. صحيح أن الثورة الفرنسية لعبت دورا في تطوير الفكر البشري، لكن ثورتنا المصرية فعلت ما هو أكثر خلودا، إذ ساهمت في تحرير البشر أنفسهم وكانت الرمح القائد لثورات التحرر الوطني. ثورة يوليو كانت الثورة الملهمة لشعوب آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، وهي التي نجحت في الترويج للفكر التحرري الوطني، وقدمت النموذج الناجح الذي فرض نفسه ولم تنجح القوى الاستعمارية بكل نفوذها وجبروتها في مقاومة الموجة الثورية».

لماذا يهاجمون الثورة؟

وإلى «الدستور» ومقال السياسي والكاتب وعضو مجلس الشعب الأسبق جمال أسعد عبد الملاك، مقاله جاء بعنوان «لماذا يهاجمون ثورة يوليو؟» الذي شن فيه هجوما على أعداء الثورة، وبيّن جهلهم بالوقائع التاريخية وهاجم بعض أقباط المهجر وسماهم المتأقبطون الذين يعملون لحساب أمريكا قال: «كانت الجماهير تواقة للتغيير، آملة في شبه حياة تليق بالإنسان «نصا وليس معنى»، ولكن لم ‏يكن هناك وجود للتنظيم الثوري الشعبي لفساد الحياة السياسية والحزبية، ولغياب الجماهير الحقيقية عن أي صورة وأي حضور، فكان طبيعيا أن يكون الجيش بعقيدته الوطنية هو البديل الثوري عن ‏طريق طليعة الضباط الأحرار أبناء الطبقة المتوسطة والقريبة من الفقراء، وهذا حوَّل الانقلاب إلى ثورة، خاصة بعد التفاف الشعب والجماهير حولها، بعد أن أيقنت الجماهير بأن الذي يحدث هو في ‏صالحها وليس في صالح النخبة والأقلية الفاسدة، خاصة بعد صدور قانون الإصلاح الزراعي في 9 سبتمبر/أيلول 1952 وما استتبعه من قرارات لصالح الفقراء من العمال والفلاحين، فالثورة كانت ‏حتمية تاريخية لتحرير المصري من الظلم والاستعمار، كما أن الثورة كانت في صالح الأغلبية الغالبة من المصريين. قادت الثورة حركة التحرر ليس في مصر فقط، ولكن في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، الشيء الذي أوغر صدر المستعمر ‏الذي أدرك أن الثورة لن تتنازل أو تتخاذل، فلذا من الطبيعي أن نجد وحتى الآن من يتقول على الثورة، التي توقفت بالفعل بعد وفاة ناصر، وبعد سياسة الانفتاح 1974، ولكن ما زال السؤال: ولماذا يثار ‏هذا حتى الآن بعد هذه السنوات وبعد غياب الواقع الثوري على أرض الواقع بعد وفاة عبدالناصر؟ هذه هي عظمة ثورة يوليو/تموز، فإذا كان الحدث ذهب فلا يزال الأثر باقيا وخالدا بمواقفه ومبادئه، ‏وانحيازه للفقراء، وقناعته بالعدالة الاجتماعية، وإيمانه بالتحرر والاستقلال الوطني عن أي نوع من أنواع الاستعمار المتغيرة والمتلونة، هنا لا بد أن نجد من لا يزال يخاف ليس من الثورة ولكن من ‏المبادئ التي أرستها الثورة، والتي حوّلتها لواقع معاش لا يزال نهجا ونبراسا لكل الشعوب الساعية للعدل والاستقلال، فهل النخبة وأحفادها المضارون سيكونون مع الثورة؟ هل الاستعمار وذيوله في ‏الداخل سيمجدون الثورة؟ هل المتأمركون والمتأقبطون من أقباط المهجر الذين يلعبون دور ذيول أمريكا سيؤمنون بالثورة؟ ثورة يوليو كانت وستظل هاجسا يخيف من هم ضد الشعب وضد الاستقلال ‏والعدل الاجتماعي وضد من يريدون تقسيم الوطن طائفيا، ولكن ستظل الثورة هادية للمصري الأصيل الذي يريد العدل والحرية والاستقلال وتقدم الوطن، حمى الله مصر وشعبها المخلص المنتمي ‏لأرضها»‏.
وإلى «الجمهورية» التي أصر فيها صالح إبراهيم على أن يخصص مقاله الأسبوعي للاعتراف بفضل عبد الناصر على أسرته بأن قال: «بالنسبة لأبناء جيلي الذين كانوا أول من نعموا بالتعليم المجاني والفرصة الذهبية لاستكمال التعليم العالي، كان جمال عبدالناصر هو أب الجميع، المدرك لأحلامهم، ذلك أن والدي المدرس البسيط لم يكن يتصور إمكانية تربيته لتسعة من الأبناء والبنات، حتى درجة الدكتوراه، ليلمس بيده الحلم الذي عبّر منه بالعمارات التسع الشامخات، فقط بأن وجهنا للاستفادة من قرار المجانية الذي أصدره أبوخالد ليغير التركيب الاجتماعي لطبقة الغلابة وينهض بها إلى آفاق من النجاح لم يتوقعها أشد الناس حلما أو تفاؤلا».

«هل انتهت يوليو في يونيو؟»

وفي «الوطن» شن مستشارها الإعلامي وأستاذ الإعلام في جامعة القاهرة الدكتور محمود خليل هجوما عنيفا ضد عبد الناصر والثورة وأشاد كذلك بانجازاته وقال تحت عنوان «هل انتهت يوليو في يونيو؟»: «هل انتهت ثورة 23 يوليو/تموز 1952 يوم 5 يونيو/حزيران 1967؟ الأرجح أن ذلك حدث. في اللحظة الغادرة التي كان الطيران الإسرائيلي يقصف فيها طائراتنا على الأرض في الصباح الباكر من يوم 5 يونيو، كان التاريخ يكتب كلمة النهاية في ثورة 23 يوليو. تعلم أنه بعد هزيمة الجيوش العربية أمام المحتل الصهيوني عام 1948 (النكبة) اختمرت فكرة الثورة في أذهان الضباط الأحرار، فقد كان احتلال فلسطين ضربة موجعة زلزلت كيان الشعوب والجيوش العربية، لذلك من المنطقي جدا أن نقول إن هزيمة 1967 تمثل فصل الختام في الثورة، لأن البلاد العربية تعرضت خلالها لنكبة أكبر، وبعد أن كان الحديث مستعرا بعد 1948 عن تحرير فلسطين، أصبح تحرير الأراضى العربية المحتلة بعد 67 حديث الصباح والمساء في مصر والعالم العربي. كشفت هزيمة 1967 حجم التسوس في مؤسساتنا، عبدالناصر نفسه اعترف بذلك، فبعد الاعتماد على أهل الثقة، وتهميش أهل الكفاءة، أصبحت عجلة البلاد تدور بأيدي مجموعة لا تتمتع بالحرفية أو المهارة، وقابلة للانهيار أمام أي محنة. أظهرت الهزيمة كيف أن المنافسة بين الرئيس والمشير من أجل السيطرة على مؤسسات الدولة ضعضعت وأربكت الأداء داخل البلاد، بينت بما لا يدع مجالا للشك أن الدولة تلعب خارج العصر، وتؤدي بأساليب وأدوات قديمة وفكر شديد العقم أمام عدو يأخذ بأساليب العلم والتقدم التكنولوجي، والتخطيط الدقيق، والاعتماد على الكفاءات. إن شوكة واحدة توجع الإنسان تنسيه عبير آلاف الزهرات التي اشتمها. هكذا يقول الشعراء، وكذلك حدث مع المصريين. فقد حققت ثورة يوليو منذ قيامها وحتى النكسة إنجازات عديدة، بنت وشيدت وأقامت، حققت مكاسب كبرى للعمال والفلاحين، دعمت الفقراء، ومنحت أفراد الطبقة الوسطى مساحات للحركة، كانت بعيدة عن أحلامهم، لكنها كانت تفعل كل ذلك معتمدة على مفهوم «مركزية السلطة». كان القرار في يد عبدالناصر، ليس بإمكان أحد أن يراقبه أو يحاسبه أو يراجعه. الاستبداد وإهدار الحريات والاستفراد بالقرار مثّل الباب الملكي الذي دخلت منه الثورة إلى غياهب الانتهاء. انتهت ثورة يوليو بعد حرب يونيو، وانكسر عبدالناصر نفسه، نعم خرج الشعب يطالبه بالاستمرار، لكن هذا الشعب نفسه انتفض بعد الأحكام الهزلية على المسؤولين عن النكسة عام 1968 في فورة حزن ممزوج بالغضب على كل شيء، بما في ذلك الزعيم الذي أحبه. مات عبدالناصر (رحمه الله) عام 1970 وتولى من بعده السادات وانتصر في أكتوبر/تشرين الأول، ثم بدأ في استغلال الأوضاع التي تهيأت بعد هزيمة 67 وبعد 73 في إعادة صياغة وجه الحياة بصورة مختلفة كل الاختلاف عن نهج ثورة يوليو لتصبح مجرد جزء من تاريخ المصريين».

نموذج أخطأ وأصاب

وفي ما يشبه الرد غير المباشر عليه قال الدكتور عمرو الشوبكي في «المصري اليوم» تحت عنوان «يوليو الحاضرة»: «ستظل ثورة 23 يوليو حاضرة في وجدان الشعوب العربية والشعب المصري، لأسباب كثيرة أهمها، أنها جسدت نموذجا حيا «أخطأ وأصاب» لمعاني التحرر الوطني والمساواة، الذي قادته مصر طوال الخمسينيات والستينيات. ثورة يوليو قادها تنظيم سياسي «الضباط الأحرار» بزعامة جمال عبدالناصر، اخترق به الجيش وكان جزءا من تنظيمات سياسية عديدة عرفها كثير من دول العالم الثالث، وكانت الجيوش ساحة لتحركاتها وهي أنشطة كانت بنت عصرها على خلاف مرحلة ما بعد الاستعمار والتحرر، حين أصبحت قوة الجيوش وفاعليتها تعني إبعادها عن السياسة والتنظيمات السياسية، ولذا لا يمكن وصف ثورة يوليو بأنها كانت حكما عسكريا، مثلما يقول البعض بسبب إما كراهيتهم لأي مؤسسة وطنية خاصة الجيش، أو بسبب موقفهم السياسي من اشتراكية وشعبية جمال عبدالناصر. المؤكد أن تجارب العسكريين في الحكم لم تكن كلها فاشلة ولم تكن كلها عسكرية، ولا كلها ناجحة. كما أن تجارب المدنيين في الحكم لم تكن كلها ناجحة ولا كلها ديمقراطية، صحيح أن ثورة يوليو، لم تكن ديمقراطية فقد أسس عبدالناصر نظاما غير ديمقراطي قام على الحزب الواحد، وتساوى مع زعماء العالم الثالث «المدنيين» الذين أسسوا لنظام الحزب الواحد أيضا، متصورين أن مواجهة الاستعمار في الخارج وتحقيق التنمية في الداخل تتطلب نظما تعبوية من هذا النوع، وتساوت التجارب الاشتراكية والرأسمالية و«المدنية» و«العسكرية» في هذا المضمار، وغياب الديمقراطية فإن هذا لا يعني قبولك برهن سيادتك وكرامتك بالاحتلال والاستعمار مهما كانت نعومة ما يقوله المحتل ومندوبوه في الداخل والخارج».

امتهان الإنسان المصري

وفي «الوفد» انفجر عباس الطرابيلي غاضبا وحاول إحراج كل مؤيدي ثورة يوليو وزعيمها بالقول في «الوفد»: «عاد الناصريون يتشدقون بإنجازات العصر الناصري وعظمة حكم عبدالناصر والمناسبة مرور 66 عاما على يومهم الأشهر 23 يوليو/تموز 1952. واعترف بأن عبدالناصر له إنجازات ملموسة أبرزها تأميم شركة قناة السويس وبناء السد العالي، وإنشاء العديد من المصانع، ولكن هل ينكر أحدهم أن كل ذلك كان يصب في خانة الزعيم، الذي اهتم بالحجر والمكن، وأهمل الاهتمام بالبشر، رغم أنهم يتشدقون بهدف تحقيق العدالة بين طبقات الأمة، ورغم ذلك كان امتهان الإنسان المصري هو أبرز «سلبيات» هذا العصر الناصري، ثم أيضا نقول بل نسألهم أليس بناء ديمقراطية سليمة كان من أبرز أهداف 23 يوليو فهل تحققت العدالة الاجتماعية أو نعمنا ببناء ديمقراطي سليم، هذا في رأيي من أهم ما حدث للمصريين من 23 يوليو 1952».

المكتوون بناره

ولكن عباس لم يكن يدري أن عمرو جاد في «اليوم السابع» كان في انتظاره ليقول له ولغيره تحت عنوان «جمال عبد الناصر ما زال مهما»: «ربما لأننا لم نولد إقطاعيون نعتبر أن ما فعله جمال عبدالناصر منذ 66 عاما بطولة يستحق عليها التحية والتخليد، ونحن أيضا لسنا ممن دخلوا المعتقلات في عهده لنختصمه، كما يفعل المكتوون بناره، لكن في المنتصف يتربص الذين يشوهون الرجل لاعتقادهم بأنهم أحق بالملك منه وللأسف لم يتبق من النقد للحقبة الناصرية سوى أصوات هؤلاء، ويحق لك وأنت جالس على ضفاف التاريخ أن تشاهد ما فعله جمال ورفاقه، حسب زاوية جلوسك لكن أعلم أنها ليست الحقيقة الكاملة. جرّب أن تنظر من زوايا أخرى يقف فيها من أفقرتهم الملكية وأذلهم الاستعمار، أو أولئك الذين يتحسرون على قلاع صناعية أحالتها البيروقراطية إلى خرابات يسكنها الغربان والديون، أما إذا كنت تريد الحديث بالسياسة فسأتفق معك على أن الرجل لم يكن ذلك الداهية الذي يتلاعب بكل الخيوط ولديه أخطاء يمكن مناقشتها بالنقد لا الشتيمة، لكن يكفى أنه أعاد الاعتبار لصورة الزعيم الوطني لهذا كل اختلاف حوله بمثابة تأكيد على أهميته».

مجلس النواب

وإلى تهديدات الدكتور علي عبد العال بفصل عدد من أعضاء المجلس المعارضين والتحذير الذي أطلقه محمد أمين وهو من مؤيدي السيسي في «المصري اليوم» بأن عبد العال سيتسبب في احراجه أمام العالم إذا سافر لأي دولة وسأله الصحافيون عما يحدث في مصر من فصل لأعضاء المجلس المعارضين وقال تحت عنوان «سري وعاجل للرئيس»: «كانت أياما وردية بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني طالب فيها البعض بإلغاء حصانة النواب خارج المجلس حتى لا يُساء استخدامها، والمفاجأة أن بعض هؤلاء كانوا نوابا من قبل وأصبحوا نوابا في ما بعد. المجلس اعتبر كل هذا الكلام حماسة ثورية، ولم يلتفت للطلب. الآن لم تعد هناك حصانة للنواب لا خارج المجلس ولا تحت القبة وإن كانت الحصانة مقررة بحكم القانون. وأتخيل أن تكتب أي جهة من الجهات تقريرا سريا وعاجلا للرئيس بشأن وقائع الفصل السابقة للنواب والتهديد بفصل آخرين حاليا. وأتخيل أن هذه الجهة يجب أن تُسجّل أن ما يحدث في البرلمان سيكون سؤالا أساسيا للرئيس في أي زيارة خارجية ماذا يحدث عندكم؟ وأي ديمقراطية تتحدثون عنها وأنتم تفصلون النواب؟ فما جريمة هؤلاء النواب؟ فلم يحدث أن تحدث رؤساء البرلمان هكذا «تتفق أو تختلف معهم» منذ صوفي أبوطالب ورفعت المحجوب وصولا إلى فتحى سرور فلا هم تحدثوا عن اختطاف المجلــس ولا عن التهديد بالفصل، كانت أقصى عقوبة هي الحرمان من الجلسات فصلاً تشريعياً، أما الفصل فلم نسمع به في آبائنا الأولين فقد اخترعه الدكتور عبدالعال وأظن أنه «سُبة» لا «سُنة»، والأمر الآن يتعلق بصلاحيات الرئيس ويتعلق بسمعة مصر إن كانت سمعة البرلمان لا تشغل الدكتور علي عبدالعال، وأندهش أن البرلمان العربي لم يتحرك، وأستغرب أن البرلمان الدولي لم يهتز، صحيح لا أريد التحريض على رئيس مجلس النواب ولكن لمَن يشكو النواب؟ بجوارنا نواب الكنيست العرب مزقوا القانون العنصري وألقوا به في «وجه» نتنياهو، والمثير للغرابة أن النواب المطلوب فصلهم جملة وقطاعي لم يمزقوا أي قانون ولم يلقوا به في وجه أحد».

مشاكل وانتقادات

وإلى المشاكل والانتقادات، ومنها حالة القلق التي تنتاب ملايين الأسر بسبب نتائج الثانوية العامة وانتهاء المرحلة الأولى من تنسيق القبول في الجامعات بمجاميع عالية وبدء المرحلة الثانية، وهو ما قال عنه في «الأهرام» شريف عابدين: «على عكس ما يتوقع البعض بأن معاناة طلاب الثانوية العامة وأسرهم تنتهي مع إعلان نتيجة الامتحانات، هذا الاعتقاد في غير مكانه من زوايا عديدة، فالمعاناة تبدأ بعد النجاح والتفوق في ظل المجاميع المرتفعة التي لا تضمن دخول الكلية التي يتمناها الطالب، وبعيدا عن الإحباط الذي قد يصيب البعض بسبب إخفاق الطالب في الحصول على المجموع المناسب بأقل من نصف أو ربع في المئة، وهي صدمة تكون قاسية على الطالب والأسر، وهم يشاهدون ضياع الفرصة بسبب نصف درجة. بعدها تأتي المهمة الأخرى، وهي البحث عن كلية في الجامعات الخاصة للالتحاق بكليات القمة ويضطر الطالب إلى تسجيل اسمه في أكثر من جامعة، والانتظار حتى يتم تحديد موقفه وفق التنسيق الداخلي وإمكانية القبول».

رفع أسعار الغاز الطبيعي

أما ثاني المشاكل فكانت رفع أسعار الغاز الطبيعي، الذي قال عنه وزير البترول والثروة المعدنية المهندس طارق الملا لأحمد إسماعيل في «الشروق»: «إن قرار زيادة أسعار الغاز الطبيعي للمنازل يهدف إلى علاج التشوهات السعرية الناجمة عن فرق التكلفة التي يدفعها مستخدمو أسطوانات البوتاجاز، وتلك التي يتحملها مستهلك الغاز الطبيعي. إن الدراسات التي أجرتها الحكومة مؤخرًا أثبتت أن متوسط استهلاك الأسرة المصرية الواحدة من البوتاجاز يعادل أسطوانة ونصف الاسطوانة «وهو ما يكلف نحو 75 جنيها شهريا» طبقا للأسعار الجديدة المطبقة منذ منتصف يونيو/حزيران الماضي».

إنتبهوا أيها السادة

أما محمد زكي في «الوفد» فينبه إلى ظاهرة الانتحار في مقاله الذي عنونه بـ«انتبهوا أيها السادة»: « ربما تكون الظروف الاجتماعية والحالة الاقتصادية الصعبة سر انتحاره، وإنهاء رحلته في الحياة، فالشخص المُقبل على الانتحار يصل لمرحلة يفقد فيها الأمل والصبر، ويتمكن البؤس الشديد، وإحساسه بفقدان قدرته على إيجاد الحل، والشعور بالفشل الذريع، ما يجعله غير قادر على مواجهة المجتمع، فتنغلق الأبواب في وجهه، ولا يرى سبيلاً إلا أن ينُهي حياته بالانتحار! وهناك أساليب شتى للانتحار تسجلها محاضر الشرطة كل يوم، ولكن في الآونة الأخيرة نسمع عن استخدام بعض الشباب «الحبة القاتلة» التي تستخدم في حفظ الغلال كوسيلة سريعة ورخيصة للانتحار، ولكننا نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الظاهرة، بدون أن نضع الحلول لمنع تداول هذه الحبة القاتلة. فهذه الحبة تباع في الصيدليات البيطرية أو محلات المبيدات الحشرية، بدون أن تخضع لأي رقابة للحد من عمليات بيعها وتداولها، حيث أن آلاف الفلاحين يعتمدون عليها في تخزين الحبوب والغلال، بينما يستخدمها الشاب في جرائم الانتحار، لدرجة أن أهالي الضحايا أطلقوا عليها « حبة الموت الرخيص» نظراً لرخص ثمن تلك الحبات وانتشار تداولها بدون ضابط ولا رابط. الحبة القاتلة أو ما يطلقون عليها «الحبة الفسفورية» المصنوعة من «فوسفيد الألومنيوم» يوجد منها 18 منتجاً في الأسواق بأسماء تجارية مختلفة، وهي تتسبب في الوفاة سواء من تناولها بغرض الانتحار أو استخدامها كأحد الجواهر السامة، حسب قانون العقوبات، التي يتوجب سرعة منع تداولها، وتجريم استخدامها بسبب أضرارها القاتلة، حيث لا تترك المادة الفعالة أي أثر على الجسم، فيأخذها المنتحر سريعاً وبعد دقائق تبدأ معاناته مع الألم، ثم تبدأ معاناته مع الموت البطيء! في الوقت الذي حظرت فيه عشرات الدول العربية والأوروبية استخدامها مازالت وزارة الزراعة تصرح بدخولها مصر، ولا تمنع استيرادها».

مسيحيون ومسلمون

وإلى القضية التي تبرز من حين لآخر وتؤدي إلى احتقان طائفي، رغم أنها فردية وخاصة باختفاء فتاة مسيحية وتزوجها من شاب مسلم، وإعلانها إسلامها إلى أن وقعت حادثة جديدة ومثيرة خصصت لها جريدة «وطني» القبطية تحقيقا موسعا أعده نادر شكري ومادلين نادر عن الطالبة الجامعية أماني جاء فيه: «عادت الفتاة القبطية المختفية أماني مجدي في مركز زفتي محافظة الغربية، التي اختفت في ظروف غامضة في شهر مايو/أيار الماضي أثناء ذهابها لأداء امتحان نهاية العام في كليتها في جامعة بنها، وكانت أسرة الفتاه تجمهرت في الكاتدرائية المرقسية في العباسية أمام المقر البابوي للمطالبة بعودة الطالبة التي تغيبت منذ يوم الخميس الماضي، وكانت الأجهزة الأمنية أخبرت الأسرة آنذاك أنها أشهرت إسلامها، ولكن الأسرة لم تيأس ورفضت الاتصال الأمني وطالبت برؤية ومقابلة الفتاة، ولكن الأجهزة الأمنية رفضت وكانت أصوات قبطية تعالت الفترة الأخيرة بعودة جلسات النصح والإرشاد الديني، بسبب تزايد عملية اختفاء القبطيات، بدون وجود حل، مطالبين بحق الأسر لقاء بناتهم لمعرفة الظروف وراء عملية الاختفاء، وبعيدا عن تفاصيل عودة الطالبة، وهو أمر من حق الأسرة الاحتفاظ به، لأنه عادة تكون مطالب أمنية أو لرغبة الأسرة في تهدئة الموقف. والنقطة الثانية هي الإصرار من قبل الأجهزة الأمنية التي تعلم دائما أماكن الفتيات المختفيات في التعتيم ورفض حق الأسرة الاطمئان على ابنتهم، وعدم خضوعها لتهديد. وفي الواقعة الأخيرة بالتحديد الأجهزة الأمنية أبلغت الأب، أن الفتاة أشهرت إسلامها لتعود الفتاة بدون إشهار إسلامها، وهو يثير التساؤلات حول الموقف الأمني في تقديم معلومات مغلوطة، والتحايل في إخفاء وقائع في قضية تمس السلم المجتمعي.
وإذا كان الأمن وافق على لقاء الأب أو كاهن بالفتاة لانتهى الأمر بدون أي مشكلة. النقطة الثالثة أن الفتاة عادت وهي ترفع رأسها وتضحك ويحضنها الجميع لتهنئتها. يفتح ملف عودة جلسات النصح والإرشاد والقمص أغاثون طلعت نجيب أن «هذه الظاهرة أصبحت في تزايد مُستمر في الآونة الأخيرة، ولها تأثير سلبي على الحياة الأسرية المســـيحية والســلم الاجتماعي والوحدة الوطنية، لذلك نطالب بعودة جلسات النصح والإرشاد، التي كان معمولاً بها سابقًا في الدولة على مر عقود وكان لها التأثير الإيجابي في حل هذه المُشكلات، وللأسف تم إيقافها منذ سنوات قليلة، ما تسبب في تفاقم المزيد من هذه المشاكل المتعلقة بهذه الظاهرة في أماكن مُختلفة وفي إيبارشياتنا بصفة خاصة، وعلى الرغم من استغاثة أصحاب الحالات والكنيسة بالقانون والقائمين عليه».

الإسلام لا ينكر الأديان الأخرى

وفي «المصري اليوم» كتب وزير الثقافة السابق والمؤرخ حلمي النمنم مقالا مهما عنوانه «الإسلام لا يعني إنكار المسيحية ولا اتهامها» هاجم فيه المتشددين الإسلاميين الذين يتعمدون مضايقة المسيحيين بالتركيز على آيتين في سورة آل عمران وقال: «في أي احتدام أو صدام طائفي أو محاولة افتعال صدام «إسلامي- مسيحي» في مجتمعنا، يبرز رأي لدى أفراد من المسلمين يؤدي إلى انزعاج لدى كثير من المسيحيين في مصر، وفي بلاد المنطقة، إذ يذهب هؤلاء إلى أن القرآن الكريم لا يعترف بغير الإسلام، ولا يرى دينا غيره. ويستند هؤلاء للآية القرآنية الكريمة رقم 19 في سورة آل عمران «إن الدين عند الله الإسلام» وكذلك الآية رقم 85 من السورة نفسها «ومن يتبع غير الإسلام دينا فلن يقبل منه»والحق أن كثيرا من المتشددين كانوا يتعمدون ترديد الآيتين الكريمتين من بين آيات القرآن الكريم، التي تتجاوز ستة آلاف آية ليس اعتزازا بهما ولا تفقها وتعمقا في فهمهما، ولكن لمكايدة غير المسلمين وضغطا على أعصاب المسيحيين في مسألة أو شأن لا يقبل الضغط ولا يجوز فيه؛ ذلك أن القرآن الكريم لم ينزله الله لمكايدة فريق من الناس، ولا الطعن في عقيدة وأتباع الديانات الأخرى، وتحديداً اليهودية والمسيحية. ونحن تلاميذ صغار في المدرسة تعلمنا أن المسلم من سلم الناس من لسانه ومن يده سوف نلاحظ تعبير الناس وليس تعبير المسلمين ومن ثم فإن المكايدات اللفظية والكلامية لا تعد من الإسلام لأنه مقصود بها الإيذاء، إيذاء مشاعر الآخرين في معتقدهم الديني وفي ضميرهم».

«الحبة القاتلة» وسيلة رخيصة وسريعة لتزايد حالات الانتحار وعشرات الدول العربية والأوروبية تحظر استعمالها

حسنين كروم

التدخل الإسرائيلي في سوريا يتعمق ولكنه لن يصل إلى الأسد

Posted: 23 Jul 2018 02:23 PM PDT

إنقاذ مئات النشطاء من منظمة «الخوذ البيضاء» في جنوب سوريا حدث تقريبًا في اللحظة الأخيرة. الخشية من المذبحة التي سينفذها جنود نظام الأسد الذين احتلوا أجزاء كبيرة من منطقة الجنوب، ومن تقدمهم من أجل التمركز على طول خط الفصل في هضبة الجولان في الأيام القريبة القادمة، أبقت مجالا زمنيا قصيرا جدا.
إسرائيل والأردن والولايات المتحدة ودول أخرى شاركت في هذه العملية، وكذلك مليشيات «فرسان الجولان» السورية المدعومة من إسرائيل، أجروا في الأيام الأخيرة الترتيبات الأمنية قبل عملية الإنقاذ. أحد المخاوف التي سبقت العملية هو أن وجود مئات اللاجئين من قرى هضبة الجولان قرب الحدود سيشوش عملية الإنقاذ. ولكن توقيع اتفاق الإخلاء بين سوريا وروسيا ومليشيات المتمردين ومغادرة المتمردين للمنطقة أدى إلى العودة السريعة للمهجرين إلى بيوتهم في يومي الخميس والجمعة. في يوم السبت لم يبق أي لاجئ قرب الحدود. الخوف على حياة أعضاء «الخوذ البيضاء» مبرر: هذه المنظمة التي بدأت عملها في 2012 على أيدي مجموعات متطوعة من المناطق التي سيطر عليها المتمردون، تحولت في 2014 إلى منظمة دفاع مدني معروفة، وقد شملت أكثر من (3) آلاف متطوع من بينهم عشرات النساء. وقد حصلت على تمويل يقدر بـ (30) مليون دولار سنويًا من الولايات المتحدة ودول الخليج ومنظمات مساعدة دولية. وحسب المعطيات التي نشرتها المنظمة، فقد نجحت في إنقاذ أكثر من (80 ـ 90) ألف شخص من خلال تعريض حياة أعضائها للخطر. من بين الأشخاص الذين أنقذتهم مصابون علقوا تحت أنقاض البيوت التي قصفها الجيش السوري وسلاح الجو الروسي. وقدمت الإسعافات الأولية للمصابين ومساعدات أخرى للمحتاجين في المناطق التي لم يكن فيها أي مساعدة في متناول اليد. أعضاء المنظمة لم يترددوا في تقديم تقارير للعالم عن فظائع الحرب، ومنها استخدام المواد الكيميائية. وقد نشروا أفلامًا قصيرة استخدمت كدليل على قسوة جيش النظام والمليشيات المؤيدة لإيران، وأثارت غضب السلطات التي نشرت ضدهم أنباء بأنهم يعملون يدًا بيد مع منظمات إرهابية.
إنقاذ أعضاء «الخوذ البيضاء» بالتعاون مع إسرائيل، الذي تضمن التزام دول غربية باستضافتهم وبمنحهم الجنسية بعد خروجهم القريب من الأردن، يعدّ بادرة حسن نية مهمة جدًا لكنها غير كافية. آلاف المواطنين الذين أصبحوا مؤخرًا تحت سيطرة قوات الجيش السوري حياتهم الآن في خطر ولا يستطيعون الهرب إلى الأردن. الأردن يمنع دخول لاجئين ويطلب من اللاجئين الموجودين على حدوده العودة إلى بيوتهم. المرحلة القادمة هي تطبيق اتفاق نشر القوات السورية على طول خط الفصل وعودة قوات مراقبي الأمم المتحدة، وحسب الاتفاق ستدخل الكتيبة (16) والكتيبة (90) للجيش السوري مع وحدات من الشرطة الروسية لتصل إلى خط الفصل، بعد مغادرة المليشيات للمنطقة إلى مدينة إدلب، أو من يريد منهم تسليم سلاحه الخفيف، وحينئذ يستطيع هؤلاء العيش في بيوتهم.
حسب تقرير في صحيفة «الشرق الأوسط» فإن خط الفصل سيشمل من الآن ثلاثة مقاطع: المقطع الأول المحاذي إسرائيل سيكون منزوع السلاح وتعمل فيه قوات الأمم المتحدة مع الشرطة الروسية، والمقطع الثاني الذي سيبدأ بعمق (15) كم يستطيع فيه الجيش السوري الاحتفاظ بـ (350) دبابة و(3) آلاف جندي مع سلاح خفيف. وفي المقطع الثالث يستطيع الجيش السوري الاحتفاظ بـ (650) دبابة و(4500) جندي ومدافع بمدى محدود. الاتفاق بين إسرائيل وروسيا يشمل السماح للجيش السوري أيضًا بالعمل ضد قوات داعش التي توجد حتى الآن في حوض اليرموك. ولكن سيكون عليهم العودة إلى قواعدهم عند انتهاء القتال، قوات روسية ستسيطر على تل الحمارة، أعلى التلال المحيطة بهضبة الجولان (1200 متر)، ومنه يمكنهم السيطرة على تنفيذ اتفاق فصل القوات.
في منطقة الفصل، تواصل مليشيات «فرسان الجولان» العمل، وحسب تقرير في موقع «ذي انتر سيبت» في شهر كانون الثاني، تلقى أعضاؤها المساعدة والتدريب والتسليح من إسرائيل. في صفحة «فيس بوك» لهذه المليشيات يظهر أحد أعضائها وهو يحمّل صناديق الغذاء على سيارة (تندر) تحمل شعار شركة «تنوفا» وشعار شركة أخرى عليها أحرف كلمة عبرية «كشير» (حلال). حسب هذا الموقع، أعدّت هذه المليشيا للعمل في هضبة الجولان على نمط جيش لبنان الجنوبي الذي أنشأته إسرائيل بهدف صد دخول قوات مؤيدة لإيران إلى أراضيها. من خلال المساعدة الإنسانية للمليشيا هدفت إسرائيل إلى خلق قدرة على وصولها العسكري إلى منطقة هضبة الجولان السورية.
حسب مصدر سوري تحدث مع الموقع، في البداية عارض أعضاء المليشيات تدخل إسرائيل، لكن «عندما تعطي إسرائيل رواتب لأعضائها ومواد طبية وغذاء وماء فإن الأشخاص سيؤيدونها، وفي الحقيقة عددهم غير قليل». الاتفاق الجديد لنشر القوات السورية في هضبة الجولان يسمح لهذه المليشيا بالعمل في المنطقة منزوعة السلاح شريطة أن لا يتصادموا مع القوات السورية. حسب هذه التقارير، يبدو أن تدخل إسرائيل في الحرب بسوريا عميق وواسع أكثر مما يعتبر «مساعدات إنسانية». التنسيق العسكري بين إسرائيل وروسيا والأردن ـ شركاء إسرائيل ـ بصورة مباشرة أو غير مباشرة، في النقاشات على خطة روسيا لحل الأزمة السورية، وقدرتها على التأثير على خطوات تكتيكية في منطقة هضبة الجولان، تحولها إلى شريكة غير مباشرة في المحادثات، لكنها مهمة، مع النظام السوري. يستطيع الأسد منذ الآن الاطمئنان على أنه لا خطر من إسرائيل على وجوده.

تسفي برئيل
هآرتس 23/7/2018

التدخل الإسرائيلي في سوريا يتعمق ولكنه لن يصل إلى الأسد
التنسيق العسكري بين تل أبيب وموسكو وعمان لحل الأزمة حوّل إسرائيل إلى شريك
صحف عبرية

المتحدث باسم الخارجية القطرية: لا نهدف للتصعيد ضد الإمارات وقرار محكمة العدل الدولية سيكون ملزماً

Posted: 23 Jul 2018 02:23 PM PDT

الدوحة ـ «القدس العربي»: قالت لولوة الخاطر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية إن الدوحة لا تهدف لتصعيد الأزمة مع دولة الإمارات من خلال الشكوى التي رفعتها ضدها لدى محكمة العدل الدولية، بقدر ما يعنيها رفع الضرر عن مواطنيها المتضررين من الإجراءات التي اتخذتها الإمارات بحقهم.
ونوّهت في مقابلة مع وكالة أنباء الأناضول إلى أن «دولة الإمارات العربية المتحدة لم تنخرط معنا في أي مفاوضات دبلوماسية» بشأن هذه الشكوى، مشيرة إلى أن «الدوحة عملت باتجاه الحلول الدبلوماسية لكنها لم تثمر عن شيء لذلك نسير في مسارات متوازية فالمسار الدبلوماسي لا زال قائما لكن أيضاً المسار القانوني مهم».
وتطرقت الخاطر للشكوى التي تقدمت بها دولة قطر ضد دولة الإمارات لدى محكمة العدل الدولية، مشيرة إلى أن «محكمة العدل الدولية هي جزء من مجلس الأمن وهي كيان تابع للأمم المتحدة تضم 15 قاضيا، وهم ينظرون في النزاعات بين الدول أو إذا لجأت لهم إحدى مؤسسات الأمم المتحدة لرأي استشاري».
ولفتت إلى أن «دولة قطر تقدمت في 11 يونيو (حزيران) 2018 بأوراقها إلى محكمة العدل الدولية في شكوى ضد الإمارات في إطار ما نعتبره إجراءات تمييزية ضد المواطنين القطريين». مضيفة «هذا التمييز تعدى إلى مواطنيها أنفسهم فمن يتعاطف منهم مع دولة قطر من مواطنيهم (الإماراتيين) أو المقيمين تطالهم هذه الإجراءات، وهي تعتبر إجراءات تمييزية أيضا، وبالتالي هي جزء من عملية التقاضي هذه».
واستعرضت المتحدث باسم الخارجية القطرية المراحل المختلفة من التقاضي لدى المحكمة، لافتة إلى أن «المرحلة الأولى، هي مرحلة التدابير الاحترازية (المؤقتة)، أما المرحلة الثانية فهي مرحلة الحكم أو اختصاص المحكمة (في نظر القضية) وأخيراً الحكم النهائي، وهناك مرحلة رابعة (محتملة)، وهي المرحلة التي تقدر فيها المحكمة الضرر، وإن كان هناك تعويضات».. مضيفة «المرحلة الأولى وهي مرحلة مهمة، وستصدر المحكمة قرارها في هذه المرحلة اليوم (أمس) ، وهو ما يعرف بالإجراءات الاحترازية».
وأوضحت الخاطر أن دولة قطر عندما تقدمت بالشكوى قدمتها في إطارين «الإطار الأول هو طلب إجراءات أو تدابير وقتية هذه التدابير الوقتية المقصود منها رفع الضرر ولو بشكل مؤقت عن المتضررين ورفع بعض الإجراءات، منها منع مواطني دولة قطر من دخول الإمارات العربية المتحدة، أما الإطار الثاني فهو مسار التقاضي طويل المدى، يعني نتكلم عن عدد من السنوات ربما، ومهما كان قرار المحكمة المؤقت وتقديرها في هذا المجال، فإنه لن يؤثر على التقاضي على المدى الأبعد والحكم النهائي».

قرار ملزم

وشدّدت على أن «القرار ملزم لأن الإمارات وقعت على اتفاقية منع التمييز العنصري».، لافتةً إلى أن «هناك سؤال يطرح دائما، وهو لماذا الإمارات وليس بقية دول الحصار؟ فالسبب قانوني وفني صرف، وهو أن هناك مادة من اتفاقية منع التمييز العنصري (المادة 22 ) تقول بجواز التقاضي أو اللجوء للمحكمة الدولية وقطر والإمارات موقعتان على هذه الاتفاقية».
وأضافت: «الحقيقة المسألة مسألة قانونية وفنية صرفة وليست سياسية أو تحيزا ضد دولة معينة المسألة أن هناك اتفاقية أممية تشترك فيها قطر والإمارات»… مضيفة أن «السعودية والبحرين تحفظتا على المادة 22 والتي تقضي بجواز اللجوء إلى إجراءات المحكمة الدولية وضرورة الالتزام بقراراتها في حين أن الإمارات لم تتحفظ على هذه المادة وبالتالي يسري عليها ما يسري على بقية الدول».
وعن الإجراءات التي اتخذتها الإمارات للرد على الشكوى القطرية، قالت المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية إن «هذه القضية التي رفعناها ضد الإمارات قضية منظورة والإمارات لديها فريق قانوني ينظر في هذه المسألة وكانت هناك مرافعات وردود (في جلسات سابقة) لعلكم شاهدتموها على بعض الشاشات».
وخلصت إلى القول: «هذه الإجراءات قائمة بالفعل من الناحية القانونية، هناك للأسف طبعا بعض الشوشرة الإعلامية التي لا تستند إلى أسس، لا قانونية ولا فنية، موجهة ضد قطر».
وكانت دولة قطر تقدمت في 11 من حزيران/ يونيو الماضي، بدعوى أمام محكمة العدل الدولية اتهمت فيها الامارات بـ«ارتكاب تدابير تمييزية ضد القطريين، أدت إلى انتهاكات لحقوق الإنسان لا تزال قائمة حتى اليوم».
وقالت وكالة الأنباء القطرية في بيان سابق لها إنه قبل عام واحد، وتحديداً في الخامس من حزيران/ يونيو 2017، فرضت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى جانب كل من المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية، حصارا غير قانوني على دولة قطر براً وبحراً وجواً كجزء من حملة سياسية واقتصادية فرضت عليها.
وحسب حيثيات طلب قطر إلى المحكمة الدولية، فإن دولة الإمارات هي من قاد هذه الإجراءات التي كان لها تأثير مدمر على حقوق الإنسان للمواطنين القطريين والمقيمين على أرضها، وهو الأمر الذي يمثل انتهاكاً لالتزاماتها بموجب الاتفاقية الدولية الخاصة بالقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري. وقد انتقدت العديد من منظمات حقوق الإنسان المستقلة تصرفات دولة الإمارات بما في ذلك هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية ومنظمة مراسلون بلا حدود.
ووافقت دولة قطر والإمارات العربية المتحدة على اختصاص محكمة العدل الدولية بموجب المادة 22 من اتفاقية القضاء على التمييز العنصري في البت في النزاعات المتعلقة بالاتفاقية فيما لم توافق عليه السعودية والبحرين ومصر.
وتعد اتفاقية القضاء على التمييز العنصري اتفاقية متعددة الأطراف تُلزم جميع أعضائها بمنع التمييز العنصري والقضاء عليه، بما في ذلك التمييز على أساس الجنسية، وهي واحدة من حقوق الإنسان الأساسية للأمم المتحدة. فدولة قطر بالإضافة إلى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين ومصر جميعها أطراف في اتفاقية القضاء على التمييز العنصري.
وتتهم دولة قطر الإمارات بأنها اتخذت خلال الحصار غير القانوني المفروض على دولة قطر، سلسلة من الإجراءات التي تميز ضد القطريين، فقد شملت هذه الاجراءات طرد جميع المواطنين القطريين بشكل جماعي من الإمارات، وحظرت على القطريين الدخول إليها أو المرور عبرها، وأمرت مواطنيها بمغادرة دولة قطر، وأغلقت مجالها الجوي وموانئها أمام قطر، وتدخلت في العقارات المملوكة للقطريين وقامت بالتمييز ضد الطلاب القطريين الذين يتلقون تعليمهم فيها. كما جرّمت الإمارات أي خطاب يُنظر إليه على أنه «دعم» لقطر، وقامت بإغلاق مكاتب قناة الجزيرة لديها، وحظرت الدخول إلى المحطات والمواقع الإلكترونية القطرية.

خطاب التحريض والكراهية

وتتهم الحكومة القطرية مسؤولي دولة الإمارات بالمشاركة في حملة إعلامية واسعة النطاق ضد قطر والقطريين، محرضين على خطاب الكراهية بشكل مباشر، فقد ذكرت هجمات دولة الإمارات على حرية التعبير في تقرير صدر في كانون الأول/ ديسمبر 2017 من قبل مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان كجزء من «حملة تشهير وكراهية واسعة ضد قطر».
ويدعو طلب دولة قطر بأن تأمر المحكمة دولة الإمارات باتخاذ جميع الخطوات اللازمة للامتثال لالتزاماتها بموجب اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، من خلال وقف الإجراءات التمييزية وإلغائها واستعادة حقوق القطريين. كما تطالب الإمارات بتقديم تعويض كامل، بما في ذلك التعويضات عن الأضرار التي لحقت بها بسبب انتهاكات الإمارات لاتفاقية القضاء على التمييز العنصري.
بالإضافة إلى ذلك، وعلى ضوء الانتهاكات المستمرة، فقد قدمت دولة قطر كذلك طلبا بالإجراءات المؤقتة تطلب فيه من محكمة العدل الدولية باتخاذ إجراء فوري لحماية القطريين من أي ضرر مستقبلي لا يمكن إصلاحه. وقد عينت دولة قطر الدكتور محمد عبدالعزيز الخليفي وكيلاً لها أمام المحكمة الدولية.

المتحدث باسم الخارجية القطرية: لا نهدف للتصعيد ضد الإمارات وقرار محكمة العدل الدولية سيكون ملزماً
مطالبة بإجراء فوري للحماية من أي ضرر مستقبلي
إسماعيل طلاي

في الذكرى الـ 66 لثورة 1952… الناصريون منقسمون بين تأييد السيسي ومعارضته

Posted: 23 Jul 2018 02:23 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: تتجدد كل عام الخلافات في مصر حول نتائج ثورة يوليو 1952، فبينما يدافع المؤيدون لها عن إنجازاتها، باعتبارها أنهت الهيمنة البريطانية لمصر وحققت عدالة اجتماعية، كانت مفتقدة في العهد الملكي، يرى آخرون أنها تسببت في غياب الديموقراطية أو مهدت الطريق لسيطرة الجيش على الحكم في مصر.
ولم يكن هذا هو الخلاف الوحيد الذي تشعله ثورة يوليو/ تموز، فمنذ أحداث 30 يونيو/ 2013 التي أطاحت بجماعة الإخوان من حكم مصر، وكانت الخطوة الأولى لوصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى سدة الحكم، ظهر خلاف جديد بين الناصريين أنفسهم، حيث انقسموا إلى جبهتين، إحداهما أعلنت تأييدها للسيسي، واعتبرته «خليفة لناصر»، وجبهة أخرى عارضت السيسي، وخاضت الانتخابات الرئاسية الأولى عام 2014 ضده بالمرشح حمدين صباحي، إذ مثل السيسي لها ارتداداً على كل ما مثله ناصر من انحياز للفقراء والعدالة الاجتماعية والاستقلال الوطني.
مشهد الجبهتين ظهر أمس الإثنين، في ضريح الرئيس جمال عبد الناصر في القاهرة، إذ يتوافد المئات من القاهرة والدول العربية حاملين صور عبد الناصر للاحتفال بالذكرى الـ 66 لثورة يوليو 1952، وسط تكثيف أمني.
الجبهة الأولى تؤيد السيسي، ويأتي على رأسها عبد الحكيم عبد الناصر نجل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي رفض استقبال حمدين صباحي في الضريح، مبررا ذلك بأن الأخير « تحالف مع الإخوان».
أما الجبهة الثانية، فيأتي على رأسها صباحي، المرشح الرئاسي الأسبق ومؤسس حزب تيار الكرامة، الذي زار الضريح أمس وقرأ الفاتحة على روح عبد ناصر وردد هتافات حول العدل الاجتماعي والكرامة الإنسانية والاستقلال الوطني. وقال إن «ثورة 23 يوليو هي أنجح ثورة في تاريخ مصر، نظرا لأنها كانت للتحرير من الاستعمار الأجنبي».
وأضاف أن «عبد الناصر قاد ثورة 23 يوليو واستمرت ثمارها الثورة حتى حرب أكتوبر ثم انهارت بعد ذلك».
وانتقد صباحي سياسات السيسي، قائلاً: «السياسات التي تحكمنا الآن ضد سياسات جمال عبد الناصر خاصة أن جمال كان مع حقوق الفقراء لكننا نعيش حاليا عصر الرأسمالية».
وتابع: «ثورة 23 يوليو حكمت وخرج منها الحاكم كما أن ثورة 25 يناير هي أنبل ما قام به المصريون لكنها لم تصل للسلطة، الذين وصلوا للحكم بعدها لم يكونوا تابعين للثورة».
أمين إسكندر، القيادي الناصري المعارض لنظام السيسي قال أيضاً إن «المعركة على ثورة يوليو وزعيمها جمال عبد الناصر معركة حول المستقبل، اشتعلت في الماضي واستمرت في المستقبل، لأنها بين شعب يريد الاستقلال والحرية والعدالة الاجتماعية والتنمية المستقلة والوحدة العربية. شعب شارك، وقاد بناء، وتأسيس الألف مصنع، وكان يفتخر بتصنيع بلاده من محرك الطائرة النفاثة إلى التلفزيون والثلاجة والبوتوغاز والسيارة إلى مشاركته في تحرير بلدان الوطن العربي وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وبعض دول آسيا».

«مكانة لمصر»

وأضاف: «عبد الناصر استعاد وصنع لمصر مكانة عالية وسط العالم بتأسيس كتلة عدم الانحياز والحياد الإيجابي، وثورته انحازت لأغلبية الشعب من الفقراء وأنصفتهم واعتمدت عليهم في بناء مشروع نهضتها العمال والفلاحين والمثقفين والرأسمالية الوطنية وهؤلاء هم أصحاب المصلحه في المستقبل، ولذلك ما زالوا يدافعون عن ثوره يوليو وزعيمها ونهجه وانحيازه لأحلامهم».
وتابع: «الطرف الثاني الذي يدير المعركة حول الحاضر بغرض استرجاع الماضي الإقطاعي والرأسمالي التابع للغرب الاستعماري الفَرح بالصلح مع الكيان الصهيوني والعامل بنشاط من أجل حكم الواحد في المئة الأقلية التي تستأثر بالسلطة والثروة معا وتريد أن ترجع الأغلبية إلى دوائر وجودها قبل الثورة، وهي دوائر الفقر والجهل والمرض. هذا الطرف يعمل على تنفيذ سياسات خصخصة التعليم وإلغاء مجانية التعليم وخصخصة أصول الشعب من مصانع ومؤسسات وتعيد الإقطاع للأرض الزراعية».
وأوضح أن «المعركة بين الطرفين تدور منذ ثورة يوليو حتى الآن وستستمر باعتبارها معركة المستقبل».
حسام مؤنس، القيادي الناصري والمدير السابق لحملة صباحي الرئاسية قال: «بعيدا عن العادات السنوية في كل مناسبة أو ذكرى، من تعصب في الاشادة والتبجيل إلى تطرف في النقد والتسفيه، يبقى كل نقد ليوليو ومسارها مفهوما ومقبولا بالذات فيما يتعلق بالديمقراطية والحريات عندما يكون منصفا وجادا لقدر ما حققته وأنجزته دون تهوين أو تهويل، وعندما لا يقع في خطيئة اعتبار ما قبلها جنة أو النظر لما بعدها باعتباره استمرارا لها».
وأضاف: «لكن يبقى أسوأ ما يمثل في تقديري إهانة للعقل والوجدان المصري واستخفافا بالتاريخ هو الخلط والمزج ما بين ما جرى من يوليو وما جرى ويجري الآن، واعتبارهما امتدادا متسقا لبعضهما، ونظرة واحدة لمساحات الانحياز الاجتماعي والسياسات الاقتصادية والدور اللإقليمي والسياسة الخارجية والتناقضات بينهما تكشف حجم ما يحمله ذلك الربط والمقارنة من سذاجة أو تزييف».

انجزت واخطأت

وتابع: «يوليو أنجزت وأخطأت، لكن لا علاقة لها بما بعدها، وما يسميه البعض بدولة يوليو انتهى منذ سنوات طويلة بعد أن أهدرت أنظمة الحكم المتتالية منذ السبعينيات وحتى اليوم ما كان متبقيا من منجزاتها وحافظت فقط على مثالبها التي كان الكثير منها قائما حتى قبلها ولم يكن اختراعا حصريا لها».
وحسب مؤنس: «من يريد البحث عن المستقبل، فضلاً عن ضرورة قراءته المنصفة للتاريخ وحلقاته، وفضلاً عما نحتاجه جميعا من مراجعات جادة وعميقة للأفكار والرؤى والمواقف وما صار منها مناسبا وصالحا لما نحن فيه، عليه أيضاً أن ينشغل بمواجهة الواقع الحالي بكل ما فيه لا بالغرق في البحث عن أعدائه في الماضي، فمصر المستقبل إن كان هناك من ينشغل بها تحتاج حقاً لتأسيس جديد وجمهورية ثالثة تنطلق من قاعدة بناء دولة مدينة ديمقراطية حديثة تنحاز للعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والاستقلال الوطني».

في الذكرى الـ 66 لثورة 1952… الناصريون منقسمون بين تأييد السيسي ومعارضته
حمدين صباحي: السياسات التي تحكمنا الآن ضد سياسات الرئيس الراحل

 8 منظمات حقوقية مصرية تطالب الرئيس بعدم التصديق على قانون الصحافة

Posted: 23 Jul 2018 02:22 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: رفضت 8 منظمات حقوقية مصرية، القوانين الثلاثة المنظمة للإعلام قانون تنظيم الصحافة والإعلام والمجلس الأعلى للإعلام وقانوني الهيئتين الوطنية للصحافة والإعلام والمنوط بهما الإشراف على وإدارة الاعلام المملوك للدولة، التي أقرها البرلمان قبل أيام.
وأكدت في بيان تضامنها مع جموع الصحافيين والإعلاميين الرافضين لهذه القوانين، التي وصفها بعضهم بأنها قوانين إعدام مهنة الصحافة.
وطالبت الرئيس عبد الفتاح السيسي بـ«عدم التصديق على القوانين الثلاثة، وإعادتها للبرلمان لإعادة النظر فيها في ضوء الدستور والتزامات مصر الدولية بموجب مواثيق حقوق الإنسان المصدقة عليها مصر، وطرح القوانين الثلاثة لنقاش مجتمعي جاد بمشاركة الصحافيين والحقوقيين، وشيوخ المهنة والخبراء والمتخصصين من مختلف التيارات دون إقصاء».
وأشارت إلى أن «تصديق السيسي على تلك القوانين في صورتها الحالية يعد دليلاً إضافياً على تجذر الرغبة لديه ولدى نظامه الحاكم على تأميم كل منابر حرية الرأي والتعبير، ومصادرة كل هامش باق لرأي آخر أو نشاط مستقل، خاصة أن القوانين تعطي رئيس الجمهورية سلطات غير مسبوقة للتدخل في العمل الإعلامي».
ووفق المنظمات «القانون منح الرئيس سلطة تعيين واختيار ثلثي عدد أعضاء المجلس الأعلى للإعلام، والهيئة الوطنية للإعلام، وسبعة أعضاء من بين تسعة للهيئة الوطنية للصحافة»، معتبرة أن «هذه سلطات ديكتاتورية مشابهة للتي سبق ومُنحت للرئيس في إطار تعديلات قانون الهيئات القضائية وقانون الجامعات».
وتابعت المنظمات أن «القوانين التي وافق عليها البرلمان تمثل اعتداء جديدًا على نصوص الدستور ومواده (70، 71، 72) الذي أقسم الرئيس والبرلمان على احترامه، إذ تعطي القوانين للمجلس الأعلى للإعلام الحق في منع تداول مطبوعات وسحب تراخيص مؤسسات وحجب مواقع إلكترونية، ووقف وحظر نشر مواد إعلامية، دون تحقيق مسبق أو قرار من القضاء، بالمخالفة لمواد الدستور التي حظرت المنع أو الرقابة إلا في وقت الحرب والتعبئة العامة».
وبينت أن «مواد القانون تلتف على مبدأ إصدار الصحف بالإخطار وتمنح المجلس سلطات واسعة في منح وسحب التراخيص دون قواعد منضبطة، وتعطي للمجلس الأعلى للإعلام سلطات واسعة لعقاب كل من يكتب، ويفرض عقوبات بوقف أو حجب المدونات وحسابات التواصل الاجتماعي الشخصية للمواطنين غير الخاضعين للقانون بصيغته، ممن يمارسون حقهم في التعبير على صفحاتهم الشخصية طالما تخطى عدد متابعيهم 5 آلاف شخص، وذلك لشرعنة الملاحقات الأمنية والقضائية للمدونين أمثال وائل عباس ومحمد رضوان الشهير بـ(أكسجين) وغيرهم».
وفتحت مواد قانون تنظيم الصحافة، طبقاً للبيان الباب لتقنين الحجب والمصادرة عبر التوسع في استخدام العبارات المطاطة لمعاقبة الصحافيين أو حرمانهم من الوصول للمعلومات، بحجة مقتضيات الأمن القومي والدفاع عن البلاد ومعاداة مبادئ الديمقراطية أو التحريض على مخالفة القانون أو الدعوة للتعصب وغيرها، أو بالإحالة للائحة، وصولاً لمطاردة الكلام حتى على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى وضع شروط تعسفية مثل ألا يقل رأس مال القنوات الرقمية على المواقع الإلكترونية عن 2.5 مليون جنيه (ما يعادل 140 ألف دولار أمريكي)».
علاوة على أن القانون «لا يضمن عدم توقيع عقوبات سالبة للحرية على الصحافيين والإعلاميين وغيرهم من ممارسي حرية التعبير عن الرأي، نظرًا لوجود العديد من التشريعات التي تقرر مثل هذه العقوبات وبموجبها يقبع العديد من أصحاب الرأي داخل السجون».
وألزم القانون أيضاً «الصحافي بالحصول على ما يسمى بالتصاريح اللازمة، قبل النزول لممارسة عمله، الأمر الذي يستحيل تنفيذه في ضوء طبيعة العمل الصحافي. كما تضمن غرامات مفرطة على العاملين في المجالين الصحافي والإعلامي، والتي من بينها غرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه (ما يعادل 2.8 آلاف دولار أمريكي) ولا تزيد على 100 ألف جنيه (ما يعادل 5.6 آلاف دولار أمريكي) لرئيس التحرير أو المدير المسؤول عن الوسيلة الإعلامية لعدم نشر الرد أو التصحيح».
وعن القانون المنظم لهيئتي الصحافة والإعلام، قالت المنظمات، إن الأخير «أخضع مؤسسات الصحافة القومية المملوكة للدولة بنص الدستور لسيطرة رئيس الهيئة الوطنية للصحافة المعين من قبل رئيس السلطة التنفيذية، ومنحه سلطة إلغاء ودمج المؤسسات والإصدارات على نحو يهدد مئات الآلاف من العاملين بتلك المؤسسات».
وتضمنت قائمة المنظمات الموقعة على البيان كلا من مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، ومركز النديم، ومؤسسة حرية الفكر والتعبير، والجبهة المصرية للحقوق والحريات، وكوميتي فور جستس، ومركز عدالة للحقوق والحريات، ومركز أندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنف، والمنظمة العربية للإصلاح الجنائي.
كان أعضاء من مجلس نقابة الصحافيين، أصدروا بيانًا الثلاثاء الماضي أكدوا فيه على تجاهل مجلس النواب لمعظم ملاحظات النقابة على مشروع قانون تنظيم الصحافة والإعلام، ووصفوا تعديلات البرلمان بأنها «صورية» أبقت على جوهر المواد المقيدة لحرية الصحافة والمخالفة لنصوص الدستور.

 8 منظمات حقوقية مصرية تطالب الرئيس بعدم التصديق على قانون الصحافة
قالت إنه يمنحه سلطات غير مسبوقة للسيطرة على الإعلام
تامر هنداوي

أكبر خلية وزارية لتقصي الفساد في الأردن… ورؤوس كبيرة قيد الإطاحة وهوس وظيفي بكشف فضائح

Posted: 23 Jul 2018 02:22 PM PDT

عمان- «القدس العربي»: توسعت مجددا مساء امس الاثنين تحقيقات ملف قضية التبغ والسجائر الأردنية بعدما أعلن رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز تشكيل لجنة وزارية كبرى برئاسته شخصيا لتولي متابعة هذه القضية في ضوء القانون من دون أن يتضح بعد ما إذا كانت القضية ستحال إلى محكمة الجمارك أم محكمة أمن الدولة.
وأعلنت المتحدثة الرسمية باسم الحكومة جمانة غنيمات عن تحقيقات تشمل ٣٠ شخصا وتوقيف نجل رجل الأعمال الهارب عوني مطيع في المطار خلال محاولته المغادرة.
كما أعلنت غنيمات عن كشف مخبأ سري جديد لتخزين السجائر والتبغ بصورة غير شرعية.
وبدأت قضية رجل أعمال السجائر الغامضة من حيث تفاصيلها القانونية حتى الان تتخذ طابعا سياسيا من الصعب السيطرة عليه، الأمر الذي دفع الرزاز وفي خطوة سياسية بامتياز إلى تشكيل ما يمكن وصفه بأكبر خلية وزارية تضمن ٧ من الوزراء وبهدف إشراك مجلس الوزراء في التفاصيل حتى لا يظهر الرزاز متحمسا بصبغة فردية فقط.
في غضون ذلك تعيش البلاد وضعا غريبا وغير مسبوق حيث بدأ موظفون سابقون في جهاز الجمارك ومن مختلف الرتب الصغيرة والكبيرة بالتنافس في إصدار منشورات وكشف معلومات عن عمليات تهريب واحتيال بعشرات الملايين من الدولارات كانوا يحاولون إعاقتها .
السيطرة على هذه الإفصاحات تطلبت الخلية الوزارية الضخمة في ما زاد موظف كبير أحيل على التقاعد مؤخرا التعقيدات عندما أعلن أنه سيسلم الرزاز ملفات ووثائق فساد أخطر بكثير من قضية التبغ .
وحسب المدير السابق لمؤسسة المواصفات والمقاييس الدكتور حيدر الزبن فقد قابل الرزاز وسيسلمه ما لديه من مستندات بعد غد الاربعاء
وكان رئيس الوزراء الأسبق الدكتور هاني الملقي قد أقال الزبن من وظيفته دون اتضاح الأسباب قبل أشهر، فيما صرح النائب مصلح الطراونة الذي كشف أصلا عن قضية رجل التبغ بأن لديه هو الآخر وثائق ووقائع تدين بعض الروؤس الكبيرة، محذرا من لفلفة الموضوع وإحالة قضية التبغ إلى محكمة الجمارك فقط مطالبا بإحالتها إلى محكمة الجرائم الاقتصادية الكبرى.

 

أكبر خلية وزارية لتقصي الفساد في الأردن… ورؤوس كبيرة قيد الإطاحة وهوس وظيفي بكشف فضائح

النظام السوري يصف عملية إجلاء «الخوذ البيضاء» بـ «الإجرامية ومسؤول في الدفاع المدني: عناصرنا أنقذوا أكثر من 115 ألفاً من تحت الأنقاض

Posted: 23 Jul 2018 02:22 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: يستكمل النظام السوري بدعم من حليفه الروسي مخططه بتهجير أهالي المنطقة الجنوبية في درعا والقنيطرة بعد التوصل إلى اتفاقيات مع فصائل المعارضة المعتدلة والجهادية، عبر صفقات جرت بمباركات دولية وإقليمية، وتقسيم المحافظتين إلى ثلاث مناطق أدت إلى نجاح النظامين الروسي والسوري بفرض اتفاقيات التهجير التي أسفرت عن إجلاء ما يربو عن 8500 شخص بينهم 4750 امرأة وطفلا خلال أيام.
ورغم تصنيف القانون الدولي لظاهرة التهجير القسري ضمن الجرائم ضد الإنسانية، إلا أن ذلك لم يثن النظام السوري الذي أجبر ملايين السوريين على ترك أرضهم إلى مراكز الإيواء والمخيمات في الداخل السوري ودول الشتات، من وصف عملية الإجلاء الاضطرارية لفرق الدفاع المدني بالعملية الإجرامية، حيث اضطر المئات من فرق «الخوذ البيضاء» بعد محاصرتهم وتعاظم التهديدات التي شكلت خطرا على حياتهم بسبب تقدم قوات النظام في المنطقة، من الفرار من قبضة النظام السوري إلى الأراضي الأردنية عبر الكيان الصهيوني.
حكومة نظام الأسد، أدانت امس الاثنين، إجلاء مئات من أفراد الدفاع المدني بمساعدة من إسرائيل إلى الأردن، ووصفتها بأنها «عملية إجرامية» نفذتها «إسرائيل وأدواتها، حيث هرب أفراد الخوذ البيضاء وأسرهم من سوريا إلى هضبة الجولان التـي تحتلها إسرائيل قبل أن يصلوا للأردن». وقـالت إسـرائيل إنـها ساعدت في عملية الإجلاء استجابة لطلب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعماء آخرين. وكانت هناك مخاوف من أن حيـاة موظفي الإغـاثة في خـطر.
فيما رد خالد الخطيب مسؤول المكتب الاعلامي لدى الدفاع المدني في سوريا خلال اتصال مع «القدس العربي» على وصف النظام عملية إخلاء فريق «الخوذ البيضاء» بالإجرامية، بأن هذا النعت يجب أن يوجه إلى من يملك مقاتلات حربية وجيشا وميليشيات تسيّر من أجل أن تقتل المدنيين العزل، لا لمن يضع روحه على كفه من أجل إنقاذ هؤلاء.
وأضاف الخطيب «النظام يصفها بالعملية الإجرامية بعد أن حصر المدنيين وبينهم فرق الدفاع في منطقة صغيرة جدا في درعا، بينما قتل هو من بداية الثورة السورية أكثر من 700 الف شخص، وهجر أكثر من 6 ملايين سوري إلى خارج البلد، ودمر سوريا، وبالمقابل الدفاع المدني أنقذ أكثر من 115 الف شخص من تحت الانقاض، وهذا يعني أنه لولا هذه الفرق التابعة للدفاع المدني لكان العدد المذكور في عداد القتلى، بعد أن يضافوا إلى جرائم بشار الأسد وحلفائه».
وقال خالد الخطيب إن المجرمين معروفون في سوريا والأشخاص الذين يضحون بحياتهم أيضا هم معروفون، ونحن أثناء إنقاذ أكثر من مئة ألف روح، فقدنا تقريبا 251 متطوعا جميعهم قضوا بسبب قصف النظام، مضيفا «الأعمال الإجرامية يجب أن توصف لمن لديه طائرات وجيوش تسيّر من أجل قتل المدنيين العزل، بينما كان نضحي بحياتنا لإنقاذ الأهالي من إجرام تلك الطائرات وقذائف جيش النظام».
وأوضح مسؤول المكتب الإعلامي لدى الدفاع المدني في سوريا إنه ليس بين فرق الخوذ البيضاء من هو سعيد بهذه العملية، «لأن هؤلاء الشبان لن يستطيعوا العودة والاستجابة لعمليات القصف التي تجري في الجنوب لكن لا خيار ثانيا أمامهم، فلو تقدم النظام واستكمل سيطرته على القنيطرة لكان مصير هؤلاء الاعتقال والقتل والتعذيب كما هو مصير نحو مئتي الف شخص إلى الآن يتم تعذيبهم بشكل يومي».
متحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية قال إن بلاده أذنت للأمم المتحدة بترتيب دخول ومرور 800 من العاملين في الدفاع المدني السوري، مضيفا أن حياتهم في خطر بعد هجوم لقوات النظام السوري استعاد السيطرة على مناطق كانت خاضعة للمعارضة في جنوب سوريا.
وأضاف المتحدث محمد الكايد أن الأردن وافق على طلب بريطانيا وألمانيا وكندا منح أعضاء الخوذ البيضاء لجوءا مؤقتا في الأردن قبل إعادة توطينهم في الغرب لأسباب إنسانية. وأشار إلى أن عمال الإغاثة سيبقون في منطقة «مغلقة» وأن بريطانيا وألمانيا وكندا وافقت على إعادة توطينهم خلال ثلاثة أشهر، فيما قال مسؤولون إسرائيليون إنهم قاموا بتسهيل المهمة.
وذكر الجيش الإسرائيلي، وفق ما نقلته «رويترز»، أنه استكمل مساء السبت «عملية إنسانية لإنقاذ أفراد منظمة مدنية سورية وأسرهم بسبب تهديد مباشر لحياتهم».
من جانب آخر أوضح فريق «منسقو الاستجابة في الشمال» في إحصائية موثقة له امس الاثنين، أن أعداد المهجرين قسريا في الفترة الممتدة ما بين الخامس عشر والثالث والعشرين من الشهر الجاري بلغ 8518 شخصا على ثلاث قوافل، فيما بلغت نسبة الأطفال والنساء اكثر من 55 في المئة من أعداد الواصلين إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية شمالا.
وكانت قد وصلت صباح الاثنين، الدفعة الثانية من مهجري محافظة القنيطرة، إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية، وذلك ضمن 47 حافلة و21 سيارة مدنية، أقلت 2592 شخصاً من المدنيين ومقاتلين، وصلوا إلى مناطق سيطرة المعارضة في ريف حماه الشمالي، حيث تفرقت الحافلات على أربعة مخيمات في ريفي إدلب وحلب.
«القدس العربي» وثقت استنادا إلى إحصائيات قدمها «منسقو الاستجابة في الشمال» ارتفاع أعداد المهجرين من محافظة القنيطرة وحدها إلى نحو 7290 شخصا فيما يتوقع وصول دفعات جديدة من المهجرين من المنطقة الجنوبية خلال الأسبوع الجاري.
كما وصلت يوم الاحد القافلة الثانية للمهجرين قسرا من المنطقة الجنوبية، وضمت أكثر من 3400 شخص ضمن 75 حافلة إلى مدينة مورك بريف حماة، بعد احتجاز القوافل لأكثر من سبع ساعات، من قبل الميليشيات الإيرانية في حمص.
مهند جفالة، مسؤول لدى فريق الاستجابة في الشمال السوري، أكد لـ «القدس العربي» أن «حل مشكلة القوافل كان بعد ساعات طويلة من الانتظار وبصعوبة بالغة»، وذلك بسبب احتجاز المهجرين من قبل ميليشيا «عصائب أهل الحق» و»أبو الفضل العباس» الذين قطعوا الطريق أمام الحافلات بمدخل حمص عند العقدة التي تتوسط طريق حمص وطرطوس، ووجهوا أسلحتهم نحو المهجرين.
وحسب الناشط الإعلامي جلال التلاوي فإن هذه الميليشيات تتمركز على المدخل الجنوبي الغربي لمدينة حمص، في قريتي «الرقة والمزرعة» على أطراف حي الوعر، وهي من تفرض سطوتها على المنطقة دون أي تواجد للقوات النظامية، مضيفا أن هذه الميليشيات تعرف بسوابقها حيث «اعتقلت وفد الأمم المتحدة مع قافلة من المساعدات الإنسانية إبان حصار حي الوعر، ومنعوها من دخول الحي، حيث بقي أعضاء الوفد الأممي محتجز لديهم أكثر من عشر ساعات، إلى حين قام طيران النظام بتخويفهم وفتح جدار الصوت على قراهم».
وتداول ناشطون صورا على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر فيها شعارات طائفية مكتوبة على البزة العسكرية لعناصر تلك الميليشيات.
فريق «منسقو الاستجابة في الشمال» ذكر في بيان له إن الميليشيات تتبع لـ «الحرس الثوري الإيراني، وحزب الله اللبناني» وحاصروا القافلة القادمة من درعا والقنيطرة، فيما يبلغ عدد الأطفال والنساء المحتجزين في القافلة الأولى 332 طفلًا و175 امرأة، بينما تضم القافلة الثانية 797 طفلًا و699 امرأة.

النظام السوري يصف عملية إجلاء «الخوذ البيضاء» بـ «الإجرامية ومسؤول في الدفاع المدني: عناصرنا أنقذوا أكثر من 115 ألفاً من تحت الأنقاض
أكثر من ثمانية آلاف مهجر من درعا والقنيطرة يصلون إلى ادلب
هبة محمد

واشنطن تطلب من دول عربية تحمل الأعباء المالية للحفاظ على استقرار «المناطق المحررة» في سوريا

Posted: 23 Jul 2018 02:22 PM PDT

واشنطن – «القدس العربي»: كشف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن الولايات المتحدة قد دعت 53 عضوا من التحالف الدولي المشارك في هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» لمناقشة المرحلة التالية من الحملة وضرورة تقاسم أعباء التحالف، خاصة فيما يتعلق باستقرار المناطق المحررة في سوريا. وقال بومبيو في بيان وصل إلى «القدس العربي» إن الإدارة ممتنة للمساهمات الملموسة التي تم الحصول عليها في تاريخه، مشيرا إلى أن واشنطن تحاول التسريع في هذه المساهمات من أجل دعم شراء الولايات المتحدة في قوات الدفاع الاجتماعية التى ستشرك في المرحلة التالية من العمليات ضد بقية معاقل «الدولة» في سوريا .
وأضاف «تحرير العراق وخسارة داعش في سوريا هما من أهم الإنجازات الرئيسية لكن مهمتنا ليست كاملة إذ يظل تدمير التنظيم أولوية ملحة للرئيس ترامب والإدارة»، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ستعمل مع الأمم المتحدة والشركاء في موازاة ذلك للحصول على صياغة تسوية دائمة للصراع السوري تتضمن التمثيل الكامل لجميع السوريين بمن فيهم سكان شمال شرق سوريا الذين يتعافون الآن من احتلال داعش».
وهنأ بومبيو القوات السورية الديمقراطية على عملياتها الناجحة لتحرير الدشيشة في سوريا من «الدولة»، مشيرا إلى أن المنطقة كانت معبرا رئيسيا منذ عام 2013 لمقاتليه والأسلحة والانتحاريين بين سوريا والعراق.
وتسيطر القوات السورية الديمقراطية على المنطقة الآن في حين تسيطر قوات الأمن العراقية على الجانب العراقي من الحدود، ووفقا لما قاله وزير الخارجية الأمريكي، فإن تحرير الدشيشة كان جزءا من جهود التحالف لتطهير الجيوب الأخيرة من الأراضي التى يسيطر عليها التنظيم في وادي نهر الفرات الأوسط والمنطقة الحدودية بين العراق وسوريا.
وقال مساعدون في وزارة الخارجية إن الولايات المتحدة طلبت من دول عربية المساهمة في تحمل الأعباء المالية في الحملة ضد التنظيم ولكنها ستزيد من هذه المطالبات فيما يتعلق بتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة.

واشنطن تطلب من دول عربية تحمل الأعباء المالية للحفاظ على استقرار «المناطق المحررة» في سوريا

رائد صالحة

السوريون ينعون الفنانة مي سكاف ويتغنون بوصيتها: «إنها سوريا العظيمة وليست سوريا الأسد»

Posted: 23 Jul 2018 02:21 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: هيّج وفاة الفنانة السورية مي سكاف، التي كانت معروفة بمواقفها المؤيدة للثورة السورية ومعارضتها نظام الأسد، الشارع السوري، ونعى آلاف السوريين وفاتها في المهجر. وكتب المعارض السوري رياض نعسان آغا «كنت أحس أنها شعلة ضوء لا تنطفىء، جمرة نار تتوقد فلا تخمد، يوم اعتقلوها أول مرة شعرت أن المظاهرات بدأت تتحول إلى ثورة، وكتبت مناصراً لموقفها (وكنا ما نزال في دمشق».
وعلق المعارض السوري وائل تميم: «رحلت ميّ سكاف بعد أن تلت على السوريين أشبه ما يكون بوصيتها الأخيرة، لن أفقد الأمل… اختارت الأقدار ميّ، الجاهرة بأوجاع السوريين وأحلامهم، وكأنها تعاقبها على انحيازها إلى حلمهم اللعين بالحرية، فقبضت على روحها هناك في المنفى الباريسي بعيداً عن الوطن المعذّب المنكوب الوطن الذي أحبت، ماتت ميّ وهي ترى بقايا ذلك الحلم تذروها الرياح. بالتأكيد، كان هذا أكبر من قدرتها على التحمّل، هي الثائرة المبدئية الوطنية الإنسانة الكبيرة… هل من عقوبة أقسى من ذلك على مي ومن يشبهها؟ نعم، أن ترحل هي ويبقى الأسد يحتفل بنصره على أشلائنا ودمائنا وخرائب بلدنا».
وعقب عامر برهان بالقول: «مي سكاف قتلتها الغربة عن الوطن والثورة». أما المعارض السوري وليد الحسنية المقرب من الراحلة سكاف فعبر في منشور له على «الفيسبوك» عن حزنه فكتب «إحدى أهم أيقونات ثورة الكرامة، الأخت والصديقة المناضلة مي سكاف. التحقت بالرفيق الأعلى، وتركت لنا وصيتها التي استنبتطها من خلال تواصلنا وهي … نحن بلد أكبر من التقوقع تحت ثقافة الطائفية …ونحترم كل الديانات، سوريا بيت الجميع والعروبة أم الجميع… نحارب الظلم اينما كان ونناصر الحق بكل قوة، مسيحيتي لن تمنعني من تأييد النهج الإسلامي لنجرب حكم الإسلاميين تحت مظلة الديمقراطية. مي لن أبكيك الآن . سأدخر دموعي ليوم النصر والحرية .عندما تواعدنا أن ألقي قصيدة النصر بحضورك في ساحة بني أمية… فيا من سبقتنا جميعا إلى سوريا الأمان والسلام والعدالة الاجتماعية ودولة القانون، السلام على روحك الطاهرة مثل السلام عليك يوم مولدك ويوم تبعثين… فما أصعب الانتظار وحبس الدموع يا مي الغالية».
من جهته نعى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الفنانة الثائرة على النظام مي سكاف، وقال في بيان رسمي له امس إن الراحلة مي سكاف توفيت «من منفاها الإجباري وبعيداً عن شوارع دمشق التي انضمت فيها إلى صفوف المتظاهرين السلميين، فجعنا أمس الاثنين (23 تموز/يوليو)، بنبأ وفاة الفنـانة مي، بعد معـاناة مع المرض».
وأضاف، «لم تتردد ميُّ في مواقفها، ولم تتأخر عن ركب الشعب السوري، وحين رأت الثورة وجدت نفسها تلقائياً في صفوفها، ونادت لها وهتفت باسمها منذ الأيام الأولى، وشاركت في كل حراك طالب بحرية سـوريا وبفك الحصار عن مدنها وبلداتها وبإطلاق سراح المعتقلين من أبنائها وبناتها».
وكانت الفنانة السورية مي سكاف التي كانت معروفة بمواقفها المؤيدة للثورة السورية، ومعارضتها لنظام الأسد، توفيت صباح امس وذلك في محل قامتها في فرنسا عن عمر يناهز 49 عاما، ووفقا لمصادر مقربة من الفنانة السورية الراحلة، فإنها قد توفيت إثر نوبة قلبية، حسـب التـقرير الطبي.
لكن الكاتبة ديمة ونوس، المقربة من سكاف، تحدثت عن أسباب غامضة، أدت إلى وفاة مي إذ ذكرت في منشور لها على الفيسبوك «إلى الأصدقاء، اعتذر عن الرد على اتصالاتكم ورسائلكم.. أنا وعائلتي في وضع نفسي صعب جداً.. نعم، رحلت مي وخسرناها مع خساراتنا الموجعة. لنا ولكم الصبر. ولن أسامح من كان السبب. مي رحلت في ظروف غامضة! بانتظار نتائج التحقيق».
وكان آخر منشور للفنانة مي سكاف على حسابها الشخصي على الفيسبوك يوم السبت الفائت كتبت فيه «لن أفقد الأمل … لن أفقد الأمل … إنها سوريا العظيمة وليست سوريا الأسد».
وعبرت في منشور سابق على إصرارها على موقفها في مناهضة النظام السوري ومطالبتها بالكشف عن مصير المعتقلين حيث كتبت: «معتقلو الرأي يا بشار الوغد بدناياهن، بدنا الكل».

السوريون ينعون الفنانة مي سكاف ويتغنون بوصيتها: «إنها سوريا العظيمة وليست سوريا الأسد»

850 سوريا غادروا عرسال… وارتياح لبناني للاتفاق الروسي الأمريكي على إعادة النازحين

Posted: 23 Jul 2018 02:21 PM PDT

بيروت – « القدس العربي»: وسط دموع الحزن التي رافقت العيون على فراق الأحباء في لبنان ودموع الفرح بالعودة إلى الديار انطلقت منذ الثامنة صباح امس عملية العودة الطوعية لحوالي 850 من النازحين السوريين إلى عرسال، بإشراف الأمن العام اللبناني ومكتب مفوضية شؤون اللاجئين التابع للامم المتحدة وسط إجراءات للجيش اللبناني ومخابرات الجيش، بمشاركة فرق إسعاف وعيادة نقالة تابعة للصليب الأحمر اللبناني.
واستحدث الأمن العام اللبناني مركزاً عند نقطة وادي حميد، حيث تمّ تسجيل المغادرين باتجاه معبر الزمراني إلى الداخل السوري بواسطة آليات خاصة من مختلف الأنواع من سيارات سياحية وجرارات زراعية وعربات نقل ودراجات من مختلف الأنواع حاملين الأمتعة واللوازم المنزلية والمفروشات وخزانات المياه وبعض البيوت الجاهزة.
وتوجّه نازحون بالشكر للعائلات اللبنانية التي احتضنتهم لسنوات وعبّروا عن ارتياحهم للعودة وعدم الخوف على المصير.
بالموازاة وغداة الإعلان عن اتفاق روسي أمريكي على إعادة مليوني نازح سوري من لبنان والأردن وتركيا فإن الأمر ترك ارتياحاً في الداخل اللبناني.
وكشف مستشار الرئيس سعد الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان أن «هذا الأسبوع سيشهد خطوات عملية من قبل مسؤولين لبنانيين بتواصلهم مع مسؤولين روس لوضع الأطر حول بدء عملية عودة النازحين، وذلك بعد اتفاق المجتمع الدولي والامريكيين والروس».
ولفت إلى «أن روسيا تشكل الضمانة الأمنية من خلال عناصر شرطتها الذين دخلوا المناطق الجنوبية بالتوازي مع دخول الجيش السوري أخيراً، بما يشعر النازح بالأمان. أما الأوروبيون فسيتولون عمليات الإغاثة بالتنسيق مع الأمم المتحدة»، مؤكداً أن «المجتمع الدولي جدي هذه المرة في معالجة الملف».
واستبعد في حديث إلى «المركزية « «وجود عرقلة لعودة النازحين خصوصاً عندما يكون هناك تفاهم أمريكي – روسي»، مضيفاً أن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استطاع أن يتفاهم مع الأوروبيين وبخاصة الفرنسيين والالمان في عملية دعم عودة النازحين، الأمر الذي تُرجم السبت بوصول أول طائرة إغاثة من فرنسا إلى الغوطة الشرقية».
وإذ أكد أن «المجتمع الدولي متفق على عودة النازحين»، كشف أن «وزارة الدفاع الروسية وضعت خطة كاملة وفيها دراسة للمناطق السورية، تستوعب عودة النازحين في الفترة الحالية، إلى أن يصار إلى تحضير بنى تحتية لباقي المناطق في المستقبل وذلك بالتفاهم مع الأمريكيين».
ولفت إلى أنه «خلال قمة هلسنكي التي جمعت الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب، جرى تفاهم لأول مرة بين البلدين على أغلب الأمور في الموضوع السوري، ما حرّك ملف النازحين».
وقال إنه «خلال لقائه مع مساعد الرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف أبلغه ترحيب الرئيس المكلف سعد الحريري اهتمام الجانب الروسي بعودة النازحين، وإن لبنان جاهز للتعاون والقيام بالخطوات الجدية المطلوبة لتأمين العودة، وعلى الفور طالب الحريري بتشكيل لجنة لبنانية – روسية على غرار اللجنة الأردنية – الروسية، وكلفني الـتواصل معهم».

850 سوريا غادروا عرسال… وارتياح لبناني للاتفاق الروسي الأمريكي على إعادة النازحين

سعد الياس

ارتدادات قوية للانتخابات التركية… خلافات حادة تكاد تطيح بأكشينار من رئاسة «حزب الجيد» وإنجي يواصل مساعيه لإسقاط «كلتشدار أوغلو»

Posted: 23 Jul 2018 02:21 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي»: مع استمرار محاولات مرشح حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض للانتخابات الرئاسية «محرم إنجي» مساعيه القوية لإسقاط كمال كلتشدار أوغلو من رئاسة الحزب، هز زلزال سياسي كبير «حزب الجيد» المنشق عن حزب الحركة القومية تمثل في الإعلان عن عقد مؤتمر عام استثنائي للحزب أكدت زعيمته «ميرال أكشينار» أنها لن تترشح فيه مجدداً.
هذه الارتدادات القوية التي تعيشها أبرز أحزاب المعارضة التركية تأتي على خلفية نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في تركيا في الرابع والعشرين من الشهر الماضي وفاز فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان و«تحالف الجمهور» المكون من حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، على «تحالف الأمة» الذي ضم أحزاب الشعب الجمهوري والجيد والسعادة.
و«الجيد» هو حزب سياسي تركي تشكل قبل أشهر فقط على يد مجموعة من قيادات ونواب حزب الحركة القومية اليميني بسبب خلافات بين أعضائه، على خلفية تحالف زعيم الحزب «دولت بهتشيلي» مع أردوغان ودعمه في مساعيه لتمرير التعديلات الدستورية وتحويل نظام الحكم في البرلمان من برلماني إلى رئاسي.
وفي الانتخابات الأخيرة التي تعتبر أول انتخابات يخوضها الحزب المشكل حديثاً، حصلت رئيسته على 7.3٪ من أصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية، فيما تمكن الحزب من الحصول على 10٪ من الأصوات في الانتخابات البرلمانية وحصل على 44مقعداً في البرلمان من اصل 600.
وعلى الرغم من أن الكثير من الأطراف من داخل وخارج الحزب اعتبرت حصوله على هذا العدد من النواب في الانتخابات الأولى في تاريخه السياسي انجازاً كبيراً، رأت تكتلات أخرى داخل الحزب أن زعيمته «ميرال أكشينار» فشلت في الحصول على نسبة أصوات أفضل في الانتخابات الرئاسية، لا سيما وأن الكثير من استطلاعات الرأي كانت تعطيها قرابة 15٪ من الأصوات وهي النسبة التي لم تحصل على نصفها فعلياً.
وإلى جانب ذلك، يعاني الحزب من مشكلة كبيرة في تحديد توجهه الفكري والسياسي، ويدور صراع كبير بين تكتل يريد الحفاظ على الهوية القومية اليمينية للحزب، وتكتل آخر مع اعتباره حزب وسطي، وآخرين يريدونه حزب جامع لشريحة أوسع من التوجهات الفكرية.
وانفجرت الخلافات بشكل علني لأول مرة داخل أروقة الحزب عقب الجلسة الأولى للبرلمان التركي الجديد وذلك عندما أقدم على عدد من نواب «حزب الجيد» على تقبيل يد زعيم حزب الحركة القومية ـ الحزب الأم قبيل الانشقاق ـ وهو تقليد متبع داخل أروقة الحركة القومية وتعلق باحترام الأكبر سناً وزعيم الحزب.
هذه الخطوة أثارت غضب زعيمة الحزب «ميرال أكشينار» التي انتقدت تصرف النواب ودعتهم إلى الاستقالة من الحزب قبل أن تفتح هذه الحادثة الباب واسعاً أمام مزيداً من الخلافات التي ضلت طي الكتمان فترة الانتخابات وصولاً للإعلان المفاجئ، الأحد، عن قرار قيادة الحزب عقد مؤتمر عام استثنائي له خلال شهر لانتخاب رئيس جديد للحزب.
وفي خطوة لا تقل أهمية، أعلنت أكشينار وعبر تويتر أنها لن تترشح لرئاسة الحزب في الانتخابات التي تجري في المؤتمر العام المقبل، وهو القرار الذي فتح الباب واسعاً أمام التكهنات باحتمال انهيار الحزب وتفككه الذي سيؤدي إلى عودة جزء كبير من قياداته إلى الحزب الأم ـ الحركة القومية ـ. وفي محاولة لاحتواء الأزمة، قال عدد كبير من نواب الحزب في البرلمان، أمس الاثنين، إنهم مصرون على ترشح أكشينار مجدداً لرئاسة الحزب، وسط أنباء عن دور كبير لحزب الحركة القومية في تحريك هذه الخلافات لإعادة المنشقين عنه إلى صفوف الحزب.
هذه الأزمة التي تعصف في حزب «الجيد»، تأتي بالتزامن مع تصاعد أزمة أكبر داخل أروقة حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية، حيث بدأ منذ أيام «محرم إنجي» محاولة كبرى للإطاحة بزعيم الحزب كمال كلتشدار أوغلو من رئاسته في ظل اتهامات واسعة للأخير بالفشل عقب خسارته 9استحقاقات انتخابية متتالية أمام حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وبدأ تكتل محرم إنجي داخل الحزب، بجمع تواقيع الأعضاء الأساسيين للحزب في محاولة للحصول على عدد من التواقيع يسمح لهم بإجبار قيادة الحزب على عقد مؤتمر عام استثنائي يتخلله انتخابات لرئاسته يترشح فيها إنجي في محاولة للإطاحة بكلتشدار أوغلو.
وحسب القانون الداخلي للحزب، يتعين على إنجي جمع تواقيع 625من منتسبي القاعدة الأساسية للحزب، من أصل 1248عضوا يتوزعون على المحافظات التركية الـ 81، وعلى الرغم من عدم وجود أرقام نهائية إلا أن تكتل إنجي يقول إنه اقترب من تجميع عدد التوقيع اللازم لعقد المؤتمر العام، فيما يقول تكتل كلتشدار أوغلو إن إنجي سوف يفشل في هذه المهمة التي ستظهر نتائجها النهائية خلال أيام.
ويتصاعد الحراك الداخلي في معسكر المعارضة التركية عقب الفشل في الانتخابات الأخيرة، ومع اقتراب استحقاق الانتخابات البلدية/المحلية المقررة في آذار/مارس المقبل والتي يسعى فيها الشعب الجمهوري إلى سحب البلديات الكبرى من سيطرة العدالة والتنمية لأول مرة منذ 16عاماً.

 

ارتدادات قوية للانتخابات التركية… خلافات حادة تكاد تطيح بأكشينار من رئاسة «حزب الجيد» وإنجي يواصل مساعيه لإسقاط «كلتشدار أوغلو»
الخلافات في «الجيد» بدأت عقب تقبيل نواب منه يد زعيم «الحركة القومية»
إسماعيل جمال

موظفو «الأونروا» في غزة يُصعّدون الاحتجاجات ويغلقون مكتب مدير العمليات رفضا لتقليص الخدمات وفصل المئات

Posted: 23 Jul 2018 02:21 PM PDT

غزة – «القدس العربي» : صعد موظفو وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، في قطاع غزة، إجراءاتهم الاحتجاجية ضد مخططات هذه المنظمة الدولية، الرامية لتقليص خدماتها بشكل كبير، ووقف عقود عمل مئات الموظفين، بسبب العجز المالي الذي أحدثه قرار الإدارة الأمريكية بوقف دعم هذه المنظمة الأممية.
في الوقت ذاته حذرت السلطة الفلسطينية من مخاطر وقف هذه المنظمة الدولية لخدماتها التعليمية الشهر المقبل، وأعلنت عدم قدرة المدارس الحكومية على استيعاب هذه المشكلة.
وأغلق مئات الموظفين العاملين ضمن «برنامج الطوارئ»، مكتب مدير عمليات «الأونروا» في قطاع غزة ماتياس شمالي، داخل المقر الرئيس للمنظمة غرب مدينة غزة، وتسلق عدد منهم إلى نافذة مكتبه في الطابق الثاني، ورفعوا لافتات ترفض سياسة التقليص، والاستغناء عن خدماتهم في العمل، وأخرى تطالب برحيله.
وردد المعتصمون هتافات غاضبة، طالبت «الأونروا» بالعدول عن قراراتها الخاصة بوقف عمل الكثير من الموظفين، وتقليص الخدمات المقدمة للاجئين، وترددت أنباء من داخل المقر حيث لم يسمح بالتغطية الإعلامية لوسائل الإعلام، أن صدامات وقعت بين المحتجين ومرافقي مدير العمليات.
ومن المقرر حسب ما هو مخطط أن يستمر الاعتصام أمام مكتب مدير العمليات، الذي يطالبه الموظفون بالرحيل، لحين حل أزمتهم. وقال أمير المسحال رئيس اتحاد الموظفين، في كلمة له خلال الاحتجاج، أن وقف عمل الموظفين «سيؤدي إلى إشعال فتيل الأزمة في قطاع غزة»، مؤكدا أنهم لن يسمحوا بمرور «صفقة القرن» التي تهدف لتصفية قضية اللاجئين، وإلغاء «الأونروا، حيث حذر أيضا من الاستمرار في تقليص الخدمات، وتوعد باستمرار الاحتجاجات.
وكانت رئاسة «الأونروا»، قد أعلنت في وقت سابق نيتها اتخاذ إجراءات جديدة، للحد من العجز المالي الكبير في الموازنة، الذي خلفه قرار الإدارة الأمريكية القاضي بوقف الدعم المالي الأكبر المقدم لهذه المنظمة، والمقدر بـ 350 مليون دولار مطلع العام الجاري، والاكتفاء فقط بدفع 65 مليون دولار فقط.
وقالت إن ذلك سيطال وقف العمل بـ «برنامج الطوارئ» في غزة الذي يستوعب 1000 موظف، وتقليصا آخر على الخدمات، سيطال أيضا موظفين من الضفة.

تظاهرة جديدة

وجاءت التظاهرة الجديدة بعد سلسلة احتجاجات نظمها موظفو «الأونروا» والقوى الفلسطينية ولجان اللاجئين، أمام مقر هذه المنظمة، حيث كان اتحاد موظفي «الأونروا» قد دعا لها بعد لقاء عقده أول من أمس مع مدير العمليات في غزة.
وذكر الاتحاد أن شمالي أبلغهم أنه سيتم توزيع رسائل على الموظفين العاملين على «بند الطوارئ» غدا الأربعاء لإبلاغ الموظفين بالاستغناء عن 13% منهم فوراً، وتحويل ما نسبته 57% منهم للدوام الجزئي، على أن يتم توزيع الباقين على برامج أخرى في العمل.
وأشار إلى أن ذلك سيكون حتى نهاية العام الحالي مع عدم وجود أي ضمانات للاستمرار بعد نهاية العام، موضحا أنه سيتم توزيع هذه الرسائل عبر بوابة الموظفين ومن خلال مدراء الدوائر.
وطالب الاتحاد كافة الموظفين المهددين والعاملين على «بند الطوارئ» عدم استلام هذه الرسائل، ودعا مدراء الدوائر عدم توزيعها على الموظفين كـ «خطوة احتجاجية على هذه القرارات الجائرة»، وطالب كذلك رؤساء المناطق بأن يأخذوا «دوراً إيجابياً» بالتصدي لما وصفها بـ «المجزرة» بحق الموظفين.

الاتحاد يؤكد رفضه لفصل أي موظف

وأكد على موقفه الذي أبلغه لمدير العمليات، برفض تلك القرارات، وفصل أي موظف أو تحويل عقده لدوام جزئي، وتعهد بالتصدي لـ «هذه الكارثة الإنسانية» التي قال إنها «تمس الأمن الوظيفي لزملائنا بما فيها من تدمير لهم ولعائلاتهم». وطالب من جديد إدارة «الأونروا» ألا ترسل هذه الرسائل، وأن تتعامل بإيجابية مع مقترحات الاتحاد لحل الأزمة والحفاظ على كل الموظفين»، ودعا لاستمرار الاحتجاج ضد هذه الخطوات.
يشار إلى أن العجز العام في موازنة «الأونروا» يبلغ حاليا مليون دولار، بعد انخفاض الرقم من أكثر من 400 مليون دولار، مطلع العام الجاري، وذلك بعد أن حصلت هذه المنظمة على دعم إضافي من عدد من الدول العربية والأجنبية، خلال مؤتمرين للمانحين عقدا في روما ونيويورك.
وتقدم «الأونروا» خدماتها لنحو ستة ملايين لاجئ فلسطيني يقيمون في مناطق عملياتها الخمس وهي قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان.
وحسب المعطيات فإن لاجئي غزة هم أكثر المتضررين من التقليصات التي ستطال كافة الخدمات المقدمة سواء التعليمية أو الصحية أو الاجتماعية.
وبسبب الأزمة لم تعلن «الأونروا» حتى اللحظة، إمكانية فتح العام الدراسي الجديد الشهر المقبل، وهو ما يهدد وظيفة 22 ألف معلم يدرسون في مناطق العمليات الخمس.
ومن المقرر أن يعلن المفوض العام عن بدء أو تأجيل انطلاق العام الدراسي، منتصف الشهر المقبل، وهو ما وضع قطاعات اللاجئين في حيرة كبيرة، خاصة وأن الأمر يمس مستقبل أطفالهم، ودفع ذلك الكثيرين للتحذير من تبعات خطيرة لهذا القرار حال طبق.
وفي هذا السياق كشفت وزارة التربية والتعليم العالي، أن الطاقة الاستيعابية لمدارسها وإمكاناتها التدريسية والتشغيلية غير جاهزة لأي توقف محتمل في خدمات «الأونروا»، وذلك كخطوة استباقية لأي قرار قد تتخذه المنظمة الدولية يقضي بعدم فتح مدارسها.
وحذرت في بيان لها من تبعات توقف خدمات التعليم التي تقدمها «الأونروا» خلال الأسابيع القليلة المقبلة، حيث وصفته الوزارة بـ «الكارثة». وقالت إن الأمر سيؤثر على موعد انطلاق العام الدراسي، وتولد الحاجة المباشرة لتوفير خدمات بديلة.
ودعت الوزارة دول العالم والمؤسسات الدولية والحقوقية والإنسانية والمدافعة عن الحق في التعليم إلى «سرعة التدخل» لوقف احتمالية توقف «الأونروا» عن تقديم كامل خدماتها، ما سيؤثر على أبسط حقوق الإنسان من توفير الخدمات التعليمية والصحية.

موظفو «الأونروا» في غزة يُصعّدون الاحتجاجات ويغلقون مكتب مدير العمليات رفضا لتقليص الخدمات وفصل المئات
السلطة الفلسطينية حذرت من عدم فتح مدارس الوكالة الشهر المقبل
أشرف الهور:

الأسيرة المحررة عيساوي لـ«القدس العربي»: من قال إن التعذيب الجسدي غير موجود في السجون الإسرائيلية؟

Posted: 23 Jul 2018 02:21 PM PDT

القدس – «القدس العربي»: عائلة العيساوي تحتل مكانة في الضمير الجمعي الفلسطيني، حيث بدأت مع أحمد العيساوي (أبو طارق)، القائد العسكري لمنطقة القدس الكبرى خلال ثورة 1936 وأحد مساعدي عبد القادر الحسيني. وقد حكمت عليه بريطانيا ثلاث مرات بالإعدام إلا أنه نجا منها جميعا ولجأ إلى الأردن فالعراق فسوريا ثم عاد واستقر في بلدته العيساوية الملاصقة للقدس. وابنه طارق أحمد العيساوي ما زال في البلدة وهو حامل إرث العائلة الكبير.
قدمت العائلة الشهيد أسامة أحمد العيساوي في معارك المواجهة مع الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 ثم استشهد فادي طارق أحمد العيساوي عام 1994 في المواجهات التي تلت مذبحة الحرم الإبراهيمي في الخليل. ابنه البكر رأفت سجن ست سنوات، أما سامر فقد حكم بثلاثين سنة ثم أطلق سراحه عام 2011 في صفقة شاليط. وعاد الاحتلال واعتقله مرة ثانية 2014 ثم خصمت من مجموع سنواته الفترة التي قضاها في الأسر وهو يستكمل الآن بقية المحكومية.
واحتج على هذا الحكم الظالم والغدر به وانتهاك الاتفاقية بإعلان معركة «الأمعاء الخاوية» حيث حصل على الرقم القياسي في عدد أيام الإضراب عن الطعام التي وصلت 287 يوما إلى أن حقق بعض الإنجازات. واطلق سراحه ثم أعيد إلى السجن مرة أخرى، وهو الآن يقضي حكما مدته خمس عشرة سنة وأربعة أيام. وأما رأفت فهو أيضا داخل سجن في النقب ليس بعيدا عن سامر.
شيرين طارق العيساوي درست القانون وأصبحت محامية مشهورة تدافع عن قضايا الحق وتنتصر للأسرى وتتواصل معهم. واعتقلت بتهمة التعاون مع منظمات إرهابية على اعتبار أن الأسرى في القانون الإسرائيلي «إرهابيون». قضت عقوبة في الأسر سنة كاملة عام 2010 وسنة تحت الإقامة البيتية الإجبارية.  ثم أعيد اعتقالها عام 2014 وحكمت أربع سنوات بنفس التهم الملفقة مثل نقل رسائل بين الأهل والأسرى وتقديم مساعدات مادية للأسرى مثل ملابس وكتب ومجلات وهواتف ورسائل. وحتى توثيق المعلومات والضرب والإساءات للأسرى اعتبروها خدمات لـ»الإرهابيين». وشيرين حاصلة على الحزام الأسود في الكاراتيه وتعرف كيف تدافع عن نفسها جيدا وقد استغلت جيدا هذه المهارة في ضرب العديد من ضباط السجون، خاصة السجينات الجنائيات اللواتي كن يدفعن إلى زنزانتها لسحب المعلومات فينتهي الأمر إلى مشاجرة تنتهي لمصلحة شيرين دائما.
خرجت شيرين من سجن «شارون» بعد أن قضت المدة المعلومة. التقت بها «القدس العربي» في بيتها في العيسوية للاطلاع على تجربتها الفريدة. وتقول «أصعب فترة هي فترة التحقيق التي استمرت 30 يوما. عوملت فيها كالشباب. كنت مشبوحة ومقيدة من يديّ ورجليّ ومربوطة بالكرسي. وأحيانا يستمر التحقيق لمدة عشرين ساعة متواصلة كي أفقد أعصابي.  كانوا يحرمونني من النوم بإشعال ضوء برتقالي لمدة 24 ساعة.  وتزورني السجانة باستمرار كي تتأكد أنني صاحية (مستيقظة). لم يسمح لي أن أغير ملابسي. ولا يوجد ورق تواليت في دورة المياه المفتوحة دائما في الزنزنة».
وقالت إن أحد ضباط التحقيق قام من على مكتبه ودار حولي ووضع يده على كتفي واقترب من وجهي «فلكمته لكمة قوية على أنفه فطرحته أرضا والدماء تنزف من أنفه. وبعدها لا أعرف من أين جاء الضرب. هجموا علي كالوحوش وضربوني على الرأس ضربا مبرحا فقدت الوعي وكادت عيني تقلع».
كانوا يهددون شيرين أثناء التحقيق بالقتل والاغتصاب وهدم بيتها وسجن أهلها إذا لم تتعاون وتعطيهم معلومات عن الأسير جلعاد شاليط، بحجة أنها تعرف قيادات المقاومة، بينما أكدت العيساوي أنها مستقلة وليست لها أية علاقات بأي فصيل.
وقالت شيرين إنهم كانوا يستخدمون السجينات الجنائيات لقهر الأسيرات الفلسطينيات. وأضافت «أدخلوا مرة سجينة جنائية تلبس الحجاب وتدعي أنها تصلي وبدأت تسألني أسئلة استفزازية. فعرفت أنها مدسوسة من لدن سلطات السجن فقمت وضربتها ضربا مبرحا وصارت تصرخ كالذئب الجريح فأسرعت سلطات السجن بسحبها من زنزاتي وإلا لقضيت عليها. عزلت بعدها مدة شهرين في زنزانة انفرادية دون أن يسمح لي أن أغير ملابسي أو أستحم.  بل كانت الزنزانة من زجاج يرى من فيها من الخارج كي لا أحاول أن أخلع ملابسي الوسخة».
وتابعت مستجمعة ذكريات سجن شارون الذي شهد أكثر فترة تعذيب ومحاولات لكسر كرامة الأسير، «كانوا يضعون كيسا على رأسي ويضربونني ضربا مبرحا.  وكانوا يتعمدون ضربي على الرأس كي لا يترك الضرب آثارا واضحة.  وعندما كنت أخرج لجلسة المحكمة يجبروني على تغيير ملابسي والظهور بمظهر طبيعي، خاصة إذا كان هناك ممثلون للصحافة. والتقت شيرين بأخويها سامر ومدحت في قاعات المحكمة. وأثناء نقلها من السجن إلى المحكمة كانت تحشر في ما يسمى «بوسطة» وهي بالضبط مثل قفص العصفور ويكون السجين مكبل اليدين والرجلين وظهره محنيا لانخفاض سقف البوسطة.
وتقول «كنت سأرفض الخروج من السجن لأن إخوتي هناك. وقد بلغني أن أخي سامر سيعلن الإضراب عن الطعام إلى أن يفك أسري».
بعد هذه التجربة المريرة عادت شيرين لاستكمال دراسة الماجستير في القانون الدولي الجنائي، وتستعد لكتابة مذكراتها الطويلة والمهمة لتوثق هذه الجرائم التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون، ليس فقط عن طريق التعذيب النفسي، بل والجسدي أيضا.

الأسيرة المحررة عيساوي لـ«القدس العربي»: من قال إن التعذيب الجسدي غير موجود في السجون الإسرائيلية؟

عبد الحميد صيام:

انهيار حجر كبير من سور الأقصى الغربي بسبب الحفريات الإسرائيلية

Posted: 23 Jul 2018 02:20 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»: تسببت الحفريات الإسرائيلية أسفل أساسات المسجد الأقصى، بانهيار حجر صخري من سور المسجد من الجهة الجنوبية الغربية، وهو ما دعا المسؤولين عن الأوقاف الإسلامية للتحذير من مخاطر الأمر على المسجد.
وبشكل مفاجئ سقط حجر صخري ضخم من حجارة سور المسجد الأقصى من جهته الجنوبية الغربية، وسجل المشهد من خلال كاميرات منصوبة في المكان.
وأثارت العملية التي جاءت بعد تشققات حدثت في أرضيات المسجد، خشية القائمين على إدارة المسجد، من حدوث انهيارات أخرى جراء الحفريات الإسرائيلية المستمرة أسفل أساسات المسجد.
وفور وقوع الحادثة منعت سلطات الاحتلال مختصي ومهندسي دائرة الأوقاف الإسلامية من الدخول للموقع للتحقق وفحص ما يجري.
وذكرت تقارير محلية أن الحجر سقط من الجهة التي شهدت في عام 1969 عمليات هدم، إضافة إلى هجوم وقع في عام 2007، حيث تشهد أيضا نشاط حفريات لجمعية «إلعاد» الاستيطانية، التي تريد إقامة شبكة «أنفاق حائط البراق» تحت سور الأقصى الغربي.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» عن مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين قوله «إن الأمور لم تتضح تماما لما يجري والحجر لم يمكن أن يسقط لوحده بل توجد أسباب»، مضيفا «ربما تكون الحفريات وسقوط الحجر هو منذر بوجود عبث في محيط المسجد الأقصى من جانب الاحتلال الإسرائيلي».
من جانبه صرح الشيخ عزام الخطيب مدير عام دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك، بأنه قد تواردت إليه معلومات خطيرة جدا من مختصين عن حفريات تجري أسفل القسم الشمالي من منطقة المتحف الإسلامي الواقعة في الجزء الغربي من المسجد الأقصى المبارك، قرب باب المغاربة.
وأكد أن ذلك يدلل على «نشاطات سرية» وجهود لربط الأنفاق المتعددة أسفل محيط المسجد الأقصى المبارك، خاصة في منطقة القصور الأموية أسفل منطقة مبنى المتحف الإسلامي.
وقال إن ما يجري أمر مقلق، لافتا إلى أنه لوحظ وجود حفريات في الطبقات التاريخية والفراغات التي في أسفل محيطه، وطالب منظمة «اليونسكو» بالتدخل لإرسال بعثة رسمية للكشف عن هذا الموقع وغيره من المواقع التي تجري فيها الحفريات في محيط المسجد الأقصى.
كما طالب شرطة الاحتلال بالسماح للجنة خاصة تعينها الحكومة الأردنية بالدخول إلى هذه المواقع لمعرفة ما يجري فيها من حفريات قد تضر بالمسجد الأقصى.
وفي هذا السياق حذر وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ يوسف ادعيس من خطورة سقوط أحد حجارة «حائط البراق»، داعيا إلى ضرورة العمل الجاد والسريع لحماية المسجد الأقصى كـ «مكان وقفي ديني حضاري تاريخي، فهذا التطور الخطير، يجب أن ينظر له بجدية بالغة».
وأكد أن ما يجري ستكون لها «انعكاسات حقيقية وخطيرة» على بنية الأقصى وأسسه وأسواره، مشيرا إلى انها «تشكل تهديداً لهذا المعلم الديني الحضاري الذي يعمل الإسرائيليون صباح مساء لهدمه وإحلال هيكلهم المزعوم بدلاً منه».

انهيار حجر كبير من سور الأقصى الغربي بسبب الحفريات الإسرائيلية
تحذيرات فلسطينية من المقبل

استشهاد طفل وإصابة آخرين في مواجهات في الضفة…وجيش الاحتلال يشنّ حملة اعتقالات ويستولي على أموال

Posted: 23 Jul 2018 02:20 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»: تصديا لحملات المداهمات الليلية التي تنفذها قوات الاحتلال، اندلعت مواجهات حامية في مخيم الدهيشة في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المختلة، أسفرت عن استشهاد صبي وإصابة آخرين بجراح، فيما اعتقل جيش الاحتلال عددا من المواطنين من مناطق متفرقة في الضفة.
واندلعت مواجهات عنيفة في مخيم الدهيشة بعد ان داهمته قوات الاحتلال فجر أمس. وقالت مصادر طبية إن الصبي أركان مزهر (15 عاما) استشهد بسبب استهدافه برصاصة في الصدر.
وقالت مصادر في المخيم إن قوة من جيش الاحتلال اقتحمت المكان، وشنت حملة دهم لمنازل المواطنين، ما أسفر عن اندلاع مواجهات أطلق خلالها جيش الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز والصوت، ما أدى إلى استشهاد الصبي وأصيب شابان، وصفت حالتهما بالمتوسطة، وتخلل العملية قيام جيش الاحتلال باعتقال شابين من المخيم.

مواجهات ثانية

وفي مواجهات ثانية اندلعت في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، أصيب عدد من المواطنين بالاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، الذي أطلقته قوات الاحتلال الإسرائيلي بكثافة خلال اقتحامها المدينة.
واستخدم جيش الاحتلال ضد المتظاهرين الذين تصدوا لعملية الاقتحام، الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وتخلل العملية قيام جيش الاحتلال بمداهمة محل صرافة لأحد سكان المدينة، وتفتيشه بشكل دقيق. واعتقلت قوات الاحتلال كذلك ثلاثة من مدينة قلقيلية، وتخلل عملية الاعتقال العبث في محتويات منازل المعتقلين. كما اعتقلت قوات الاحتلال خمسة شبان من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، خلال عملية اقتحام لبلدة بيتا الواقعة جنوب المدينة. وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال دهمت بلدة بيت لقيا غرب مدينة رام الله وسط الضفة، واقتحمت أحد المنازل وصادرت من هناك مبلغا من المال.
كذلك اعتقلت قوات الاحتلال مواطنا من بلدة نوبا التابعة لمدينة الخليل، بعد أن قامت بحملة تفتيش طالت عددا من منازل المدينة الواقعة جنوب الضفة الغربية. وأفادت مصادر محلية كذلك بأن قوات الاحتلال نصبت حواجز عسكرية على مدخل المدينة الشمالية والجنوبية، واعتقلت من هناك أسيرين محررين، كما أوقفت مركبات المواطنين وفتشتها، ودققت في بطاقات راكبيها، ما تسبب في إعاقة تنقلهم.
وفي السياق أغلقت قوات الاحتلال بالتعاون مع المستوطنين، حي تل الرميدة في البلدة القديمة في الخليل، ومنعت سكانه من مغادرة منازلهم، بزعم تعطل جهاز الكمبيوتر، المخصص للتدقيق في هويات السكان، حيث يحتاج الدخول لهذا الحي المرور من حواجز عسكرية. وهاجمت قوات الاحتلال يوم أمس أيضا منطقة الأغوار الشمالية، واعتقلت من هناك اثنين من رعاة الأغنام.

بعد يوم من الإقتحام

وجاءت المواجهات التي اندلعت في الضفة وأسفرت عن استشهاد الصبي، بعد يوم من عملية اقتحام كبيرة شارك فيها أكثر من 1300 مستوطن لباحات المسجد الأقصى، حيث دعت قيادة القوى الوطنية والإسلامية المواطنين في القدس والضفة والمناطق المحتلة عام 48 لـ «النفير العام».
ويوم أمس كررت جماعات من المستوطنين عمليات اقتحام المسجد الأقصى من جديد، ودخل العشرات منهم إلى المسجد من جهة «باب المغاربة «بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة.
وفتحت شرطة الاحتلال «باب المغاربة» عند الساعة السابعة والنصف صباحا، ونشرت وحداتها الخاصة، في المسجد وعند أبوابه، لتأمين اقتحامات نحو 100 من المستوطنين، وقاموا بجولات استفزازية وادى بعضهم «طقوسا تلمودية» أمام مرأى المصلين.
وترافقت عملية الاقتحام الجديدة، مع قيام جيش الاحتلال بتشديد إجراءات دخول المصلين للمسجد، من خلال احتجاز بطاقاتهم الشخصية، خاصة مع بدء عملية التوافد لحماية المسجد الأقصى من خطر الاقتحامات، ضمن دعوات «النفير» التي أطلقتها عدة جهات فلسطينية.

استشهاد طفل وإصابة آخرين في مواجهات في الضفة…وجيش الاحتلال يشنّ حملة اعتقالات ويستولي على أموال
المستوطنون واصلوا اقتحامات الأقصى

المؤرّخ عبد اللطيف الحنّاشي: يوسف الشاهد يستمد قوته من «النداء» و«النهضة» وخصومه لن يتمكنوا من عزله

Posted: 23 Jul 2018 02:19 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: قال المؤرخ والباحث السياسي د. عبد اللطيف الحنّاشي، إن رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، يستمد قوته من الدعم الكبير الذي يتلقاه من حزب «نداء تونس» و»النهضة» والمؤسسات المالية الدولية، فضلًا عن الإنجازات التي حققتها الحكومة في مجال الأمن والنمو الاقتصادي والسياحة. كما توقع بقاء الشاهد على رأس الحكومة حتى الانتخابات المُقبلة مع قيامه بإجراء تعديل جزئي في حكومته الحالية، مشيرًا إلى أن الأطراف الراغية برحيله لن تتمكن من جمع النصاب الكافي في البرلمان (الأغلبية) لتحقيق هذا الأمر.
وانتقد، من جهة أخرى، الاتهامات التي يسوقها البعض لحركة «النهضة» حول «التدخل» بالشؤون الداخلية لـ»نداء تونس» وبعض الأحزاب الأخرى، مشيرًا إلى أنه لا يوجد في الواقع ما يثبت هذا الأمر. كما دعا الخبراء والسياسيين إلى إجراء مراجعة للدستور والقانون الانتخابي في ضوء تجربة الأعوام الأربعة التي تلت المصادقة على الدستور، مشيرًا إلى أن النظام السياسي الحالي لا يسمح بوجود أغلبية قادرة على اتخاذ قرارات حاسمة حول الوضع القائم في البلاد.
وقال الدكتور عبد اللطيف الحناشي في حوار خاص مع «القدس العربي»: «يوسف شاهد يستمد قوته أولاً من حزبه (نداء تونس) فلديه مجموعة كبيرة داخل الحزب تسانده فضلًا عن طرف كبير يسانده بشكل قوي داخل البرلمان، وكذلك لديه – الآن على الأقل – مساندة كبيرة من حركة النهضة التي تمثل الآن الأغلبية وسط البرلمان، رغم أن هذه المساندة مشروطة بالتعهد بعدم ترشحه للرئاسة، ولكنها مساندة حقيقية. ويحظى الشاهد كذلك بدعم من المؤسسات المالية الدولية التي عبرت عن ارتياحها لتوجهات الحكومة، وترجمت هذا الأمر بدفعة من القروض، فضلًا عن حضور (12) خبيرًا ورجل مال من الاتحاد الأوروبي واجتماعهم مع الشاهد ورئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي. كما أن الإنجازات التي تحققت في عهد الشاهد كالأمن والسياحة وبعض النمو الاقتصادي توفر دعمًا قويًا له».
ورغم وجود بعض الأطراف السياسية كجزء من «نداء تونس» و«اتحاد الشغل»، وغيرها تطالب برحيل الشاهد، إلا أن هؤلاء لم يتمكنوا حتى الآن من الحصول على الأغلبية داخل البرلمان لحجب الثقة عن حكومته.
وقال الحنّاشي: «أعتقد أن كل الأطراف الفاعلة هاربة من المسؤولية، فاتحاد الشغل الذي هو أكثر الأطراف المطالبة بإقالة الشاهد، ليس لديه القدرة عل ذلك، لأنه لا وجود له في البرلمان، كما أن «نداء تونس» منقسم على ذاته، أي أن جزءًا مهمًا من نوابه يساندون الشاهد، ولتنحية الشاهد في البرلمان يحتاجون لـ(109) نواب، وهذا أمر مستبعد جدًا، وخاصة في ظل مساندته من قبل حركة النهضة. بقي أن رئيس الجمهورية يمكنه تفعيل الفصل (99) من الدستور، وهذا أيضًا مستبعد جدًا. وأعتقد أن الوقت يسير بسرعة باتجاه بقاء الشاهد في مكانه ولكن مع تغيير بعض الوزارات».
ويتيح الفصل المذكور لرئيس الجمهورية أن «يطلب من مجلس نواب الشعب التصويت على الثقة في مواصلة الحكومة لنشاطها مرتين على الأكثر خلال كامل المدة الرئاسية، ويتم التصويت بالأغلبية المطلقة لأعضاء مجلس نواب الشعب، فإن لم يجدد المجلس الثقة في الحكومة اعتبرت مستقيلة، وعندئذ يكلف رئيس الجمهورية الشخصية الأقدر لتكوين حكومة في أجل أقصاه ثلاثون يومًا طبقًا للفقرات الأولى والخامسة والسادسة من الفصل (89)».
من جانب آخر، اعتبر الحناشي أن حركة «النهضة» ما زالت تشكل «الرقم الصعب» في المعادلة التونسية، مضيفًا «النهضة، حسب نتائج انتخابات 2014، كانت تحتل المرتبة الثانية بفارق ضئيل عن «نداء تونس»، ولكن الفرق بينها وبين بقية الأحزاب الأخرى واسع جدًا، فالجبهة الشعبية التي تأتي في المرتبة الثانية لديها (16) نائبًا فقط. وأعتقد أن قوة النهضة تأتي من امتلاكها عددًا مهمًا من النواب، كما أن كتلتها متجانسة ومنضبطة، ورغم أنها شهدت استقالة واحدة أو اثنين لكنها لم تؤثر على أدائها وسلوكها ومواقفها المنسجمة مع مواقف القيادة».
وحول اتهام البعض للحركة بالتدخل في الشؤون الداخلية لبعض الأحزاب بما فيها «النداء»، قال: «لا يوجد ما يثبت بشكل ملموس أن النهضة تدخلت في شؤون أي حزب، فنحن بحاجة لمسائل مادية تبرهن على هذا التدخل، ولو ثبت تدخلها فإنه يدل على هشاشة هذه الأحزاب فقياداتها وأعضاؤها في البرلمان ليسوا مقتنعين بمبادئها، ومستعدون للبيع والشراء، وهذا تتحمل مسؤوليته هذه الأحزاب خاصة حركة النهضة. لكن على صعيد التجربة ككل، لم يثبت أن اشترت النهضة نوابًا، بل بالعكس فإن «نداء تونس» وأحزابًا أخرى استقطب نوابًا من الاتحاد الوطني الحر والتكتل وغيرهما، لذلك أعتقد أن رمي هذا الأمر على النهضة يُعبّر عن عجز هذه الأطراف عن منافسة النهضة واكتساخ الساحة وتحقيق انتصارات على الأرض».
على صعيد آخر، أكد الحناشي وجود أزمة داخل النظام السياسي الموجود في تونس، فـ»هذا النظام هو شبه برلماني وشبه رئاسي ولا توجد فيه أغلبية حقيقية قادرة على أخذ القرارات الحاسمة، وهذا يعرقل حل كل المشاكل التي يمكن أن تعترض المجتمع السياسي أو البرلمان والمسائل الاقتصادية والاجتماعية وغير ذلك. وبطبيعة الحال يمكن لهذه الأنظمة (الأطراف السياسية) أن تتحالف مع بعضها وهذا ما حدث في تونس، ولكن وجود أحزاب ضعيفة تعاني من مشاكل يجعلها غير قادرة على تحقيق أغلبية وسط البرلمان، وهذا يتطلب من خبراء الدستور والسياسيين تقييم تجربة أربع سنوات ودراستها بشكل علمي، ويمكن مراجعة الدستور والقانون الانتخابي وصلاحيات رئيس الجمهورية مراجعة دقيقة وشاملة».

المؤرّخ عبد اللطيف الحنّاشي: يوسف الشاهد يستمد قوته من «النداء» و«النهضة» وخصومه لن يتمكنوا من عزله
«لا شيء يثبت تدخل الحركة الإسلامية في الأحزاب التونسية وحان الوقت لمراجعة النظام السياسي في البلاد»
حسن سلمان:

المسكوت عنه… وتاجر التبغ: الشارع الأردني «لا يشبع» والجميع في انتظار عودة الملك والرزاز يرفع شعاره: «إعداد العجة يتطلب تكسير البيض»

Posted: 23 Jul 2018 02:19 PM PDT

عمان- «القدس العربي»: يزيد عدد الشخصيات التي تقفز بتصريحات من سفينة العلاقة مع الـ «خرمنجي» المتهم الرئيسي في قضية «التبغ والسجائر» تفاعلا مع اتجاهات الشارع الأردني المتأججة وهي تطرح مجددا ملفات وقضايا الفساد في الوقت الذي لم يبدأ فيه التحقيق أصلا وفقا للأصول في ملف «السجائر ورجل الأعمال الغائب عوني مطيع».
لا يعرف الأردنيون المدعو مطيع على نطاق اجتماعي أو جماهيري أو سياسي .
لكن نجمه سطع فجأة مع مداهمات أمنية لأغراض مصلحة الجمارك وتبين أنه يعرف شخصيا عددا كبيرا من «علية القوم»، الأمر الذي زاد من التساؤلات الحرجة حول أولا الطريقة التي تمكن فيها من مغادرة البلاد إلى لبنان ومن إدخال مصنع ضخم للسجائر والتبغ بصورة غير شرعية، وثانيا التقنية التي مكنت شركة يقال إنه يملكها من الإفلات مع استحقاق جمركي بقيمة 150 مليون دينار على الأقل في عهد حكومة الرئيس الدكتور هاني الملقي.
الشارع الأردني «يحاصر» بشغف كل تفاصيل هذه القضية ويتناقلها كما لم يحصل من قبل.
وهذه المحاصرة دفعت أي شخصية عامة لها علاقة بتاجر التبغ الذي أصبح مشهورا فجأة وبالمعنى السلبي أو ظهرت معه في صورة ملتقطة أو منشورة لإعلان «براءة» سريع من الارتباط والعلاقة.
أول وأبرز من تبرأ من صورة من هذا النوع هو رئيس مجلس النواب عاطف طراونة الذي أصدر بيانا نفى فيه أي علاقة، مشيرا إلى أن الصور المنشورة له مع المتهم مطيع وابنته الناشطة في المجال الخيري طبيعية وتلتقط مثلها مع جميع المواطنين.
الطراونة كان قد تذمر أمام «القدس العربي» قبل إندلاع هذه المواجهة من صمت وتواطوء إزاء الحملات المنظمة التي تشن للمساس بهيبة البرلمان وتشويه صورته شخصيا حتى اضطره الأمر لتوكيل فريق قانوني يرفع عشرات القضايا على مفبركين عبر وسائط التواصل.
في كل حال إفراط الشارع بالحماس والانفعال حاصر آخرين أيضا فقد أعلن رئيس لجنة فلسطين يحيى السعود الموجود ضمن سفينة بحرية تحاول اختراق على غزة أن تلك الصور التي يظهر فيها مع الطراونة أيضا التقطت في مناسبة خيرية لجمع تبرعات.
لاحقا ودوما عبر صحيفة «عمون» الإلكترونية أفصح وزير المالية الأسبق محمد أبو حمور بأنه كان شريكا ضمن مؤسسة مطيع لكنه انسحب بعد ستة أشهر بسبب «ظروف غير مريحة».
زاد أبو حمور، وهو من الشخصيات البارزة في المجتمع المالي، من التعقيد عندما لم يكشف عن طبيعة تلك الظروف في الوقت الذي نشرت فيه وثيقة موقعة من خليفته في وزارة المالية الوزير عمر ملحس يخاطب الملقي ويتحدث عن 155 مليون مطلوبة من شركة يقال إن مطيع يملكها الذي تبرأ بدوره وعبر «تلفزيون محلي» وفي تصريح جديد من الشركة المعنية قائلا إنه انسحب منها مثل أبو حمور عام 2017.
مطيع وفي الإطلالة البهية الجديدة وصف نفسه بأنه المستثمر الذي أدخل صناعة التبغ لأول مرة للصناعة الأردنية وبصورة شرعية وقانونية مع أن التقارير كلها تتحدث عن «تزييف» كميات هائلة من معلبات السجائر بالعلامة التجارية الأمريكية وغيرها.
في كل حال مسلسل التبرؤ من «أي علاقة» من أي نوع مع مطيع وصل السفير الأردني في بيروت بعد صورة منشورة له مع مطيع وآخرين قالت صحيفة «عمون» إن من بينهم «رويزق عربيات» وهو شخصية معروفة محليا في مدينة السلط الأردنية وسبق أن حاولت الترشح لانتخابات البرلمان.
السفير نبيل مصاروة أصدر تصريحا قال فيه إنه التقى مطيع بالصدفة في أحد مطاعم بيروت برفقة عربيات.
وجود حشد كبير من الشخصيات القريبة من لعبة البرلمان في الصور التي يتطوع الأردنيون للبحث عنها مساهمة جديدة وفعالة في إخراج مجلس النواب من حدود «الشرعية الشعبية» وتزويد صورته بجرعات إضافية من التشكيك والسبب غامض حتى الآن، وإعلانات البراءة من رمز الفساد الجديد أصبحت مفتوحة على المزيد من الاحتمالات خصوصا بعدما صرح رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز بأن كل المتورطين ستتم ملاحقتهم وبأنه سيدخل بصفة «الانتحاري» في عش الدبابير الفاسد.
تعليقات الرزاز المسيسة عاطفية إلى حد ملموس ساهمت في تأجيج مشاعر الشارع الذي أصبحت الحكومة عمليا تسيطر عليه بسبب إيجابية موقفها من مستجدات ملفات الفساد وشفافيتها في التفاصيل.
لكن غير الواضح بعد بصورة قطعية هو حجم التفويض الذي حصل عليه الرزاز مرجعيا ومن مؤسسات قرار نافذة للمضي قدما في طريقه الإدارة المثيرة لهذه الملفات خصوصا وأن مسؤولا أمنيا بارزا سبق أن أبلغ «القدس العربي» بأن «الشارع في لعبة الأمن كالأطفال عند الأب. لا يشبع ولا يقنع ويطالب بالمزيد مهما قدمت له».
وثمة دليل على ذلك بتقرير عميق واستقصائي سريع علمت به «القدس العربي» وتبين من خلاله بأن نحو 69 % من المعلقين الأردنيين على وسائط التواصل يلمحون لضرورة ضرب واعتقال ومحاكمة ومساءلة «رؤوس كبيرة» بصرف النظر عن عدالة الاتهامات أو النظام القانوني.
لافت جدا أن ضجيج الإيقاع الشعبي ومحاصرة وسائط التواصل ينمو ويتدحرج بدون «تحقيق منصف» وبدون إعلانات من السلطات القضائية وبعيدا عن السياق القانوني خصوصا في ظل بث ونشر عشرات القصص والحكايات وبسقف مرتفع جدا من المرجح أنه لا يساعد منطق الرزاز المعلن بخصوص «مكافحة الفساد بدون اغتيال الشخـصية».
الوضع معقد جدا خصوصا وأن هذه المعطيات تبرز في ظل استمرار غياب الملك خارج البلاد وانتظار عودته لمعرفة سقف التفويض المشار إليه ومعرفة موقف المؤسسة الملكية من مجمل هذه التداعيات الحساسة والخطرة.
ويزداد التعقيد لأن التراجع وبأي صيغة عن سقف التوقعات الذي رفعته الحكومة و»قبل التحقيق» أصبح مكلفا على الدولة والنظام أكثر من الاستمرار في التعاطي مع «الحفلة « الحالية لأن حجم التراخي البيروقراطي والمراوغة السياسية والوثائق والدهلزة الإدارية والمعلومات التي كشفتها قضية «تاجر التبغ» من النوع الذي «لا يمكن السيطرة عليه».
ولأن – وهذا الأهم – الأوساط المقربة جدا من الرزاز بدأت تنقل عنه وتردد مقولة معاكسة تؤمن بأن «إعداد طبق العجة يتطلب تكسير بعض البيض».

المسكوت عنه… وتاجر التبغ: الشارع الأردني «لا يشبع» والجميع في انتظار عودة الملك والرزاز يرفع شعاره: «إعداد العجة يتطلب تكسير البيض»
سفراء ونواب وشخصيات بارزة يسارعون لإعلان»البراءة» من «الخرمنجي»
بسام البدارين

خلال حديث في ندوة في «تشاتهام هاوس» في لندن: معاون سابق لجيمي كارتر: حبذا لو يستوحي ترامب مواقفه من الرئيس الأسبق

Posted: 23 Jul 2018 02:19 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: حاول مساعد سابق للرئيس الأمريكي جيمي كارتر استخدام علاقته وتعاملاته مع الرئيس كارتر، الذي يحتل مرتبة عالية إلى حد كبير لدى شعوب الشرق الأوسط بسبب تأييده للقضية الفلسطينية والقضايا العربية لشن حملة على الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب الذي يتفاوض في هذه المرحلة على مصير المنطقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتندرج هذه المحاولة التي تمثلت في محاضرة ألقاها السفير السابق ستيوارت ايزنستات في «المعهد الملكي للشؤون الدولية» في لندن بعد ظهر أمس الاثنين بعنوان «داخل البيت الأبيض» في الحملات الصحافية والأكاديمية التي تشنها بعض الجهات الأمريكية والأوروبية المؤيدة لعدم التقارب بين روسيا وأمريكا في معالجة المشاكل شرق الأوسطية المستعصية كالأزمة الفلسطينية ـ السورية والحرب الأهلية السورية. وايزنستات كان سفيراً لكارتر في الاتحاد الأوروبي ووكيلا لوزارة الخزانة في مرحلة رئاسة كارتر. وأشار ايزنستات في محاضرته في «تشاتهام هاوس» في لندن إلى الترابط الفكري، وفي مجال القيم بين كارتر والرئيس الأمريكي السابق هاري ترومان (الذي لعب دورا سلبيا في نشوء دولة إسرائيل)، فيما كرس كارتر العقود الأخيرة من حياته للدفاع عن القضية الفلسطينية، ولربما أيد مبادرات التفاوض بين أمريكا وروسيا، للعثور على خطوات لحل هذه القضية ولمعالجة الحرب السورية بشكل عادل للجميع.
وذهب المحاضر في كيل المديح لكارتر على ديمقراطيته (التي لا يخالفه الكثيرون في حقيقتها) متطرقا بشكل عابر إلى سياسة كارتر الفاشلة في التعامل مع إيران بقيادة آية الله الخميني وفي عملية احتجاز الرهائن الأمريكيين في السفارة الأمريكية في طهران، ومعيداً هذا الفشل إلى الخطأ في مشورة بعض مستشاريه، (وبينهم هو شخصيا ووزير الخارجية السابق سايروس فانس ومستشار الامن القومي آنذاك زبيغنيو بريجنسكي).
ويقول في المحاضرة أن الفشل في أيران أدى إلى خسارة كارتر الجولة الرئاسية الانتخابية الثانية أمام الرئيس دونالد ريغان عام 1980.
ولعل ديمقراطية كارتر واستماعه إلى مشورة مستشاريه الخاطئة هما ما اخسراه هذه الجولة، ولربما لو كان كارتر حازماً في مواقفه لما فشل.
وينوه المحاضر بقرار كارتر إنشاء منصب المحقق الخاص التابع للنائب العام في أمريكا الذي يحتله حاليا روبرت مولر، ويتمنى أن ينجح مولر في مهمته.. وهذا مر تتمناه وسائل الإعلام الأمريكية والجهات الأمريكية المؤيدة لفشل محادثات ومفاوضات دونالد ترامب وفلاديمير بوتين لمعالجة مشاكل الشرق الأوسط المستعصية ولاستمرار قرصنة بعض الدول المستفيدة من عدم معالجة هذه المشاكل إلا في الكلام المعسول والمفاوضات العقيمة.
كما يشير ايزنستات إلى عقلانية وتروي كارتر خلال عملية انجاحه المفاوضات بين الرئيس المصري الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق مناحيم بيغين وكيف استخدم كارتر عوامل وحوافز عائلية لدفعهما للتفاهم، محاولاً ربط نفسه كمستشار بمواقف كارتر السابقة في الشرق الأوسط التي تخلى الرئيس الأمريكي السابق عنها بعدما أخلّت إسرائيل وقياداتها بها. وبما نصت عليه.
ويقول المحاضر إنه بعد أربعين عاماً لم يتم الاخلال ببنود اتفاقية كامب ديفيد التي كان كارتر عرّابها في مقابل الفشل المسبق (في رأيه) للاتفاقية غير الواضحة المصير التي يتناولها الرئيسان الأمريكي الحالي دونالد ترامب ورئيس كوريا الشمالية كيم جونغ ايل!
ويبرز موقفه الذي رآه البعض منحازاً، عندما يرد على سؤال حول دور روسيا قائلا إن روسيا هي التي تحرض على الهجرة من دول الشرق الأوسط وأفريقيا لأنها تدعم الحروب والمواجهات العسكرية وتتحدى أمريكا وأوروبا و«الناتو»، حسب رأيه. في وقت ربما يدرك أي مراقب أن ما حدث في ليبيا وسوريا وما يحدث في مناطق أخرى من المنطقة يتم بتدخل مباشر عسكرياً وميدانياً، من دول بعينها تسعى إلى إشعال الأزمات فيها.

خلال حديث في ندوة في «تشاتهام هاوس» في لندن: معاون سابق لجيمي كارتر: حبذا لو يستوحي ترامب مواقفه من الرئيس الأسبق

سمير ناصيف

المالكي يستقطب الأكراد وشخصيات سنيّة لتشكيل الكتلة السياسية الأكبر في العراق

Posted: 23 Jul 2018 02:18 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: يخطط ائتلاف «دولة القانون» بزعامة نوري المالكي، إلى تشكيل تحالف يضم ائتلاف «النصر»، بزعامة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، و«الفتح»بزعامة هادي العامري، إضافة إلى الحزبين الكرديين الرئيسيين الديمقراطي ـ بزعامة مسعود بارزاني، والاتحاد الوطني ـ بزعامة رئيس الجمهورية الراحل جلال طالباني، وبعض القوى السياسية السنّية لتحقيق «الكتلة البرلمانية الأكبر».
وفي حال تحقق ذلك، فإن، التحالف المرتقب سيحقق 158 مقعداً برلمانياً، ما يعني عدم وصوله إلى «الأغلبية البرلمانية» التي تتطلب 166 مقعداً من مجموع (329)، ما يضع المالكي أما خيار البحث عن شركاء جدد من المكون السنّي، لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر، التي ستتولى مهمة تشكيل الحكومة الجديدة.
وقد يكون الخلاف الكردي ـ الكردي، الناشئ بين القوى السياسية الكردستانية، يصب في صالح المالكي، كونه يقلل من خيارات الحزبين الكرديين الرئيسيين في التحالف مع بقية الكتل السياسية، حسب مراقبين.
ويعدّ الأكراد الحليف الأبرز للشيعة، خصوصاً للمالكي والعامري، بعد تشنّج العلاقة مع العبادي على خلفية خطة «فرض القانون» في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وما يعتبرونه «سلّبا» لمحافظة كركوك، الغنيّة بالنفط.
مصدر مطلع، قال لـ«القدس العربي»، إن «الحزبين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، لهما ميول نحو ائتلاف دولة القانون وزعيمه المالكي. الأكراد مرحبون بالتقارب الأخير بين الحزبين من جهة، ودولة القانون والفتح من جهة ثانية، الذي تعزز بعد زيارة الوفد المشترك الأخيرة إلى إقليم كردستان العراق».
وتشترط الأحزاب الكردستانية، تطبيق المادة 140 من الدستور، بشأن تطبيع الأوضاع في المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، فضلاً عن اعتماد نسبة 17٪ كحصة الإقليم في الموازنة المالية الاتحادية، وصرف مستحقات قوات البيشمركه الكردية.

وعود للأكراد

وسبق لمسؤول مركز تنظيمات نينوى ـ ،عضو المجلس القيادي للاتحاد الوطني الكردستاني، نصرالله سورجي، أن كشف في بيان سابق له، أن حزبه «ليس لديه فيتو على أي جهة سياسية أو حزب معين لتشكيل الحكومة، وإنما يرحب بجميع المبادرات التي تسعى لها الأطراف السياسية».
وأضاف حينها أن «ما يهم الاتحاد الوطني هو أن تكون الحكومة المقبلة، بها شراكة وطنية شاملة، وتمثيل واسع لجميع مكونات وأطياف الشعب العراقي، مع إجراء تعديل شامل في الوزارات والمناصب وإبعاد المتهمين بالفساد وسرقة المال العام عن الحكومة المقبلة».
وشدد على أهمية أن «تحقق الحكومة المقبلة مطالب شعب كردستان في تنفيذ المادة 140 من الدستور، وحصة 17٪ من الميزانية، ورواتب البيشمركه وقانون النفط والغاز، وغيرها. هذا شرطنا في التحالفات القادمة وتشكيل الحكومة».
وتفيد الأنباء، أن زعيم ائتلاف «دولة القانون»، «وعد» الأكراد بتنفيذ هذه المطالب، في حال قرروا التحالف معه. وفي هذا الشأن أشار المصدر قائلاً: «لا اعتراض على مطالب الأكراد إذا كانت وفقاً للدستور. المالكي قال بالحرف الواحد، الدستور هو الحاكم، لنا ما لنا وعلينا ما علينا، وقلنا هذه الجملة لجميع الكرد».
وكشف المصدر، وهو قيادي في ائتلاف «دولة القانون»، عن زيارة مرتقبة لوفدٍ يمثل الحزبين الكرديين إلى العاصمة بغداد، مؤكداً أن «الزيارة ستكون إيجابية، وستتضمن شبه الاتفاق على التحالف مع دولة القانون».
واعتبر أيضاً أن سبب التقارب بين «دولة القانون» والحزبين الكرديين يأتي «بعد فشل انفصال إقليم كردستان العراق. الأكراد هيأوا أنفسهم للعودة إلى بغداد»، مبيناً أن «الحزبين الكردستانيين لا يثقون ببقية الكتل السياسية ومنها سائرون».

انقسام سني

ويخطط المالكي أيضاً لاستقطاب قوى سياسية سنيّة، لضمان جمّع أكبر عددٍ من المقاعد الذي يؤهله لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر، فضلاً تحقيق «كتلة سياسية وطنية» تمثل جميع المكونات (شيعة، سنة، أكراد).
ويرى المصدر أن «السنّة منقسمون. منهم مع العبادي، ومنهم من يريد مناصب ليتحالف مع أي كتلة»، كاشفاً في الوقت ذاته عن «لقاء جمع وزير التربية الحالي، وزعيم تحالف نينوى هويتنا محمد إقبال، و15 مرشحا سنّيا فائزا في الانتخابات التشريعية الأخيرة ـ جرت في 12 أيار/ مايو الماضي، مع المالكي قبل نحو أسبوع، تضمن الاتفاق على التحالف معاً».
وتابع: «حزب الحل بزعامة جمال الكربولي لا يزال يناور»، مرجّحاً «الانضمام لتحالف دولة القانون في النهاية، بكونهم يريدون وزارة سيادية».
وفي حال تحقق ذلك التحالف، فإن «المشروع العربي»، بزعامة رجل الأعمال خميس الخنجر، و«تحالف القرار» بزعامة نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي، سيعزلون، وربما يذهبون صوب تحالف «سائرون»، بزعامة الصدر.
وأضاف: «أما زعيم ائتلاف الوطنية إياد علاوي، وحلفائه، رئيس البرلمان المنتهية ولايته سليم الجبوري، وزعيم الجبهة الوطنية للحوار الوطني صالح المطلك، فهم أقرب إلى المالكي منه للصدر».
ورجح أن تضم الكتلة المقابلة، تحالفات سائرون، وتيار الحكمة، بزعامة عمار الحكيم، والمشروع العربي، والقرار.
ورغم ذلك، هناك رأي في حزب الدعوة الإسلامية، بزعامة المالكي أيضاً، يرى أهمية «احتواء» تحالف «سائرون» في ائتلاف المالكي، حسب المصدر الذي عزا ذلك إلى «الخشية من إثارة المشكلات تجاه الحكومة الجديدة، واستمرار التظاهرات والحراك الاحتجاجي».
لكنه لفت إلى رأي آخر داخل الحزب الحاكم، يفيد بأن في حال «تشكلت الحكومة الجديدة وفقاً للأغلبية السياسية، وكانت قوية، فبإمكانها السيطرة على الوضع ومعالجة المشكلات التي من الممكن أن يثيرها سائرون».
وختم المصدر حديثه قائلاً: «مشروع الأغلبية السياسية، يتبناه المالكي، لا يخالف الرؤية الأمريكية، وسيكون الجميع مشتركا فيه (سنة شيعة وأكراد) وسيشاركون في الحكومة، إضافة إلى تهدئة إيران من خلال إشراك الفصائل الشيعية في العملية السياسية والسيطرة عليهم»، في إشارة إلى تحالف «الفتح».

المالكي يستقطب الأكراد وشخصيات سنيّة لتشكيل الكتلة السياسية الأكبر في العراق
وفدٌ من حزبي بارزاني وطالباني يزور بغداد لحسم التحالف مع «دولة القانون»
مشرق ريسان

جمعيات حقوقية مغربية تحذر من مخاطر المعاناة المأساوية التي يعيشها معتقلو «السلفية الجهادية» داخل السجون

Posted: 23 Jul 2018 02:18 PM PDT

الرباط – القدس العربي:حذرت جمعيات حقوقية مغربية من مخاطر المعاناة النفسية والاجتماعية الفظيعة، والوضعية المأساوية التي يعيشها معتقلو «السلفية الجهادية» داخل السجون المغربية، حيث بلغت ببعضهم إلى فقدان قدراتهم العقلية.
ودعت الرابطة العالمية للحقوق والحريات بالمغرب والجمعيات كلاً من رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، وإدارة السجون، في رسالة مفتوحة، للتدخل العاجل من أجل إنقاذهم. وأشارت إلى أن آخر هذه الحالات المأساوية حالة المعتقل الإسلامي عبد الرحيم أبو الرخا، وأنها استمعت لإفادة من زوجته تحمّل فيها المسؤولية لـ»إدارة السجن بعد ما تطورت حالة زوجها النفسية والعقلية بسبب لتعذيب وسوء المعاملة»، وطالبت «الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل لحماية الرخا وإخضاعه للرعاية الصحية، وترتيب الجزاءات على من تسبب له في تفاقم وضعيته من المسؤولين». وووجه محمد حقيقي، ممثل الرابطة العالمية للحقوق والحريات بالمغرب، عدة مراسلات في الموضوع إلى الجهات المسؤولة، وفي مقدمتها وزارة العدل والحريات، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، والمندوبية العامة لإدارة السجون. ونفذت العائلة في وقت سابق اعتصامًا عام 2015 أمام وزارة العدل والحريات بحضور ممثل الرابطة العالمية، وتم الاستماع إلى زوجة أبو الرخا ومحمد حقيقي من طرف مستشار وزير العدل والحريات، الذي وعد باتخاذ مجموعة من التدابير، منها فتح بحث في مزاعم عبد الرحيم أبو الرخا، وما تعرض له من تعذيب وسوء المعاملة، وترتيب المتابعة من عدمها بحق الموظفين الثلاثة، بناء على نتائج الخبرة الطبية التي سيجريها أطباء تعتمدهم وزارة العدل والحريات.
وكشف محمد حقيقي أن ممثل الرابطة العالمية اقترح على الوزارة «اتخاذ بعض التدابير لتأهيل أبو الرخا نفسيًا، ومنها تقريبه من عائلته ووضعه في مصحة السجن، حيث تختفي كل مظاهر الضبط، وتحريك إجراءات العفو، بدل إبقائه في الزنزانة الانفرادية واتباع تدابير تأديبية في حقه تسهم في تفاقم حالته النفسية والعقلية، وكذلك إجراء خبرة طبية له من أطباء معتمدين من طرف الوزارة لكشف مزاعم التعذيب».
ونقل موقع «اليوم 24» عن عبد الكريم الشاذلي، أحد شيوخ السلفية الجهادية المفرج عنهم ورئيس الجمعية الوطنية للإدماج والإصلاح، وجود حالات لمعتقلين من التيار السلفي فقدوا قدراتهم العقلية وأصيبوا بأمراض نفسية خطيرة، منهم شقيق محمد بوجعيبة، الذي فقد عقله وقتل زميلاً له في سجن عكاشة قبل أن يتوفى في السجن، وهو المعتقل الذي يعد من أشهر قادة الجهاد الأفغاني العرب، الذي التقى قبل اعتقاله أكبرَ رموز الجهاديين مثل: ابن لادن والزرقاوي والظواهري.
وكشف الشاذلي أن الحالة النفسية لمحمد العماري، الناجي الوحيد في الأحداث الإرهابية في 16 أيار/ مايو سنة 2003، متدهورة جدًا وسيئة، كما أن المعتقل الإسلامي محمد فرجي المعتقل ضمن خلية الرباع بمكناس فقد عقله وأقدم على الانتحار في زنزانته، فيما حالة المعتقل الإسلامي سعيد بنكيران في سجن تيفلت متدهورة جدًا. وأكد الشاذلي تفاقم الوضع الصحي والنفسي للعشرات من المعتقلين الإسلاميين، وأن المعتقلين يخضعون لرعاية طبية من طرف الجهات الصحية المختصة التي تتابع حالاتهم باستمرار، وإدارة السجون تتوفر على تقاريرهم الطبية التي تثبت حالاتهم المستعصية، إلا أن هؤلاء المعتقلين مستثنون من العفو الملكي من دون أن تتضح أسباب ذلك، وقال إن التدخلات التي يقوم بها المجلس الوطني لحقوق الإنسان لتتبع بعض الحالات التي يحيلها هو شخصيًا على المجلس، يتم التفاعل معها بإيجابية.
وكشف مصدر من وزارة الدولة المكلفة بحقوق الإنسان، أن الوزارة ليست لها أي مسؤولية مباشرة عما يجري داخل أسوار السجون، وليس لها اختصاص مباشر، وأن المعني بالموضوع هو مؤسسة محمد الخامس لإدماج السجناء. وقال إن الوزير مصطفى الرميد، ما فتئ يؤكد أنه «وزير كل شيء، ووزير لا شيء»، وأن ليس له اختصاص مباشر بالقطاعات المعنية، ووزارته تتصل لإثارة الانتباه للحالات التي تعرض عليها، الأمر الذي يستجيب له الوزراء والمسؤولون فيقومون بواجبهم.

جمعيات حقوقية مغربية تحذر من مخاطر المعاناة المأساوية التي يعيشها معتقلو «السلفية الجهادية» داخل السجون

موريتانيا: احتجاج على حجز جوازات سفر حقوقيين ومنعهم من السفر

Posted: 23 Jul 2018 02:18 PM PDT

نواكشوط-«القدس العربي»: احتج حقوقيون موريتانيون محسوبون على المعارضة، أمس، على حجز الشرطة الموريتانية جوازات سفرهم ومنعهم من السفر يوم الجمعة عبر مطار العاصمة إلى جنيف للمشاركة في دورة للجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، ولم تعلق السلطات الموريتانية على هذه الحادثة إلى ظهر يوم أمس».
وأكد الحقوقيون المشار إليهم وهم ميمونه سه رئيسة تجمع الأرامل، وأربعة نشطاء آخرون، حسب تصريحات نقلها عنهم موقع «أكريديم» الإعلامي المستقل، أنهم «فوجئوا بأحد عناصر الشرطة يمنعهم من دخول الطائرة قائلاً إن التأشيرات التي يحملونها مشكوك في صحتها وأن عليهم أن يتصلوا بسفارة سويسرا في داكار لتؤكد كتابيًا أنها هي من طبعت تأشيراتهم بالفعل». ورد الحقوقيون الخمسة في تصريحاتهم على وكيل الشرطة «بأنهم سافروا إلى داكار وأخذوا تأشيرات من السفارة السويسرية الموجودة هناك». وأثناء النقاش حول قضية التأشيرات، غادرت الطائرة ليحرم الحقوقيون من السفر فيها لحضور الدورة الرابعة والستين للجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب المقررة في جنيف من 23 حتى 29 تموز / يوليو الجاري.
وأوضحت ميمونة سه رئيسة تجمع الأرامل: «إن ما قامت به الشرطة هو قرار بالمنع من السفر الذي هو حق أساسي لهم». وأكد صار ممدو، الأمين العام لتجمع الهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في موريتانيا «أن قرار منع الحقوقيين من السفر قرار خطير للغاية لكونه يشير إلى أن تحركاتنا أصبحت محدودة».
وكان الأمن الموريتاني قد اعتقل مجموعة الحقوقيين نفسها خلال تظاهرات نظموها بمناسبة ذكرى الاستقلال في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وقضى النشطاء أيامًا محتجزين لدى الشرطة قبل أن تطلق سراحهم.

موريتانيا: احتجاج على حجز جوازات سفر حقوقيين ومنعهم من السفر

إضراب عام في مدينة «جرادة» المغربية بسبب عدم تلبية مطالب المحتجين ومحاكمتهم

Posted: 23 Jul 2018 02:17 PM PDT

الرباط – القدس العربي: أعلن أهالي مدينة جرادة/ شمال المغرب، أمس الإثنين، إضرابًا عامًا احتجاجًا على محاكمات شباب حراك جرادة وعدم تحقيق مطالب الحراك الذي اندلع في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وعادت موجة الغضب إلى المدينة المنجمية جرادة، احتجاجًا على استمرار محاكمة مجموعة من شباب المدينة، على خلفية مشاركتهم في «الحراك» الاجتماعي الذي اندلع ولم يتوقف إلا بحملة اعتقالات واسعة منتصف شهر آذار/ مارس.
وانطلق حراك جرادة نهاية شهر كانون الأول/ ديسمبر 2017، احتجاجًا على غلاء فواتير الماء والكهرباء، وتأجج بسقوط «شهيدي الفحم»، ما دفع أهالي المدينة للخروج على مدى أيام متتالية في مسيرات احتجاجية رافعين مطلب البديل الاقتصادي لوقف شبح حصد الأرواح في مناجم الفحم الحجري، وإخراج برنامج تنموي حقيقي لجرادة.
وخاض أهالي جرادة، صباح أمس الإثنين، إضرابًا عامًا جديدًا، شل الحركة وسط المدينة، واستجاب له عدد من أصحاب المحلات التجارية، احتجاجًا على محاكمات شباب المدينة تزامنًا مع مثولهم أمام المحكمة، وكشكل احتجاجي مغاير، ردًا على التضييق الأمني ومنع الاحتجاجات في المدينة.
ويأتي إضراب اليوم في جرادة تزامنًا مع انطلاق محاكمة (20) معتقلاً في جنايات وجدة، الذين أوقفوا على خلفية المواجهات الدامية التي عرفتها المدينة، عقب منع الاحتجاجات غير المرخصة من قبل وزارة الداخلية في 14 آذار/ مارس الماضي، متابعين بتهم عديدة، أبرزها تهمة إضرام النار والمشاركة في إضرام النار بالنسبة لعدد من الموقوفين. وقال موقع «اليوم 24» إن الأحداث التي عرفتها المدينة بعد أشهر من الاحتجاجات، أسفرت إضافة إلى العشرات من المصابين، أغلبهم من عناصر القوات العمومية، عن توقيف العشرات من الأشخاص، تقدر هيئات حقوقية عددهم بـ(70) شخصًا، معظمهم أحيل على غرفة الجنايات لطبيعة الأفعال والجرائم المنسوبة إليهم، والمرتبطة عمومًا بإلحاق الأضرار بالنقالات التي كانت تقل عناصر القوات العمومية.

إضراب عام في مدينة «جرادة» المغربية بسبب عدم تلبية مطالب المحتجين ومحاكمتهم

من وراء إعادة نشر فيديو غضب عاصي الحلاني من هيفاء وهبي وتركه المسرح؟

Posted: 23 Jul 2018 02:17 PM PDT

بيروت – «القدس العربي»: ردّاً على انتشار فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية يظهر انسحاب النجم اللبناني عاصي الحلاني من الحفل الخيري، الذي كان يحييه بسبب التقاط الفنانة هيفاء وهبي أثناء وصولها الصور التذكارية مع الحضور، ما أزعج عاصي، الذي كان يؤّدي على المسرح وصلته الغنائية، فسأل «بدكن نغنّي أو نتصور؟»، وحين دعته هيفاء الى الانضمام اليها غضب وغادر الحفل على الفور، وضع عاصي الحلاني وهيفاء وهبي حداً لكلِّ الأخبار التي أثيرت حول هذا الفيديو المسّرب، والذي هو قديم جداً حسب ما أكّدا الاثنان اللذان أجمعا على صداقتهما وعلى احترامهما لبعضهما البعض.
وقد استغربت هيفاء إعادة نشر الفيديو في هذا الوقت، مشيرة الى أنّ الفيديو المتداول قديم ويعود تاريخه الى العام 2013، وشددت في الوقت عينه على أنّ ما يجمعها بعاصي هو كلّ الإحترام والمحبة وأنّ مكانته في داخل قلبها.
أما عاصي فجّدد بدوره التأكيد أنّ الخبر قديم وقد إلتقى بهيفاء لاحقاً مرات عدّة، ورأى أنه لا يوجد بينه وبينها إلّا الخير.
وفي سياق آخر، وجّهت هيفاء وهبي رسالةً علنية على حسابها الخاص في تطبيق «سناب شات»، هدّدت فيها باللجوء إلى القضاء بإعلانها «في ناس مستحيل ردّ عليهم لأنّ بخسر إحترامي لنفسي». وأضافت: «كلّ شي بقدر قولو أنت شخص كذّاب وعامل موضوع من وهم». وختمت: «أنا ساكتة لأن هيدا شغل محامين مش شغلي، يا عيب الشوم!»

7AKH

من وراء إعادة نشر فيديو غضب عاصي الحلاني من هيفاء وهبي وتركه المسرح؟

اللغة المصدر واللغة الهدف في الترجمة

Posted: 23 Jul 2018 02:16 PM PDT

يعلم الترجمان أكثر من غيره- هو من يقال عنه إنه خائن خوان- كم يكون الانتقال السليم المعافى من لغة إلى أخرى عسيرا. من المعلوم أن لغة النص الأصلي تسمى لغة مصدرا، لأنها هي التي كتب بها النص أول الأمر، قبل أن يترجم فهي اللغة التي على المرء أن ينقلها إلى لغة أخرى، هي اللغة الهدف أو المصب. وترجم العرب قديما من لغات مصادر كثيرة كالسريانية والفارسية واليونانية ويترجمون اليوم من لغات أخرى كالإنكليزية والإسبانية والألمانية وغيرها.
لن نتحدث في هذا المقال عن شح الترجمة العربية التي جعلتها – لاسيما في العلوم- عصية عن أن توفر اللغة العلمية الطيعة لطالبي العلوم بالعربية؛ ولن نتحدث عن قلة المؤسسات والهيئات الراعية للترجمة، ولا عن طابعها الاحتفالي الغالب في العالم العربي، دون نزوعها إلى تأسيس -نواة- للترجمة قادرة على استيعاب أمهات الإنتاج العلمي والأدبي وغيره، بنقله نقلا منهجيا إلى العربية؛ لن نتحدث ههنا عن أن الوطن العربي تنقصه في الترجمة مثلما في حركة الفكر عموما، استراتيجية واضحة تضبط المجالات التي ينبغي أن تشتغل فيها الترجمة، وتحدد اللغات المصادر الأكثر حركية في العلوم والفلسفة والآداب، وتعين بالتدقيق – وبعد دراسة واستقصاء، الكتب أو الأسانيد الرقمية التي ينبغي أن تترجم، و تبحث في الأسباب الداعية إلى ترجمتها، وفي أعمار النصوص المترجمة؛ ذلك أن للفكر أو العلم أجلا مسمى إن فاته دخل حيز تاريخ العلوم أو الأفكار، وينبغي أن يترجم إن كان ضروريا في ذلك السياق لا أن يترجم باعتباره لُقية فكرية وموضة علمية.
لن نتحدث في كل هذا لأنه يخرج عن نطاق هذا المقال وعن عناية هذه الزاوية اللسانية برؤية القضايا ذات العلاقة باللغة لا بالاستراتيجيات السياسية المتحكمة في تنميتها. سنهتم بدلا من ذلك بفكرة لها علاقة في الترجمة بتمثل النص الأصل أثناء الترجمة، أي لها علاقة بالكيفية التي يعالج بها المترجم النص في لغته الأصلية، وكيف يمكن له أن يستوعب الفكرة في تلك اللغة المصدر قبل أن ينقلها إلى اللغة المصب. سوف ندرس لبيان هذا التمثل عينة من النصوص التي يترجمها التلميذ والطالب وهو يقبل على الترجمة مضطرا غير مختار عند الامتحان في المدارس الثانوية وحتى في الجامعات.
الترجمة في المؤسسات التربوية والجامعية مادة مهمة ولكنها لا تُرتب مراتبها التي يمكن أن تعكس أهميتها، فهي مادة ذات ضارب ضعيف ليس لها مقرر، وهي في جدول الأستاذ حصص تكمل موازنته، وفي جدول التلميذ أو الطالب حصة يعتبرها زائدة فُرضت عليه جبرا وقضاء من أولي الأمر مسلطا، وهي عنده مادة لا يحاط بها حفظا، أيْ نقلا، ولا فهما أي عقلا؛ هي في رأيه مادة زئبقية ومادة «سامة» لأنها تضعف نتائجه ومجموعه العام وقد تتحكم في مصير نجاحه لذلك هي عنده وفي الغالب مادة ملعونة.
لا يوجد مقرر يمكن الترجمان طالبا أم غير طالب من أن يصبح في وقت وجيز مبرزا في الترجمة، ولا يوجد مدرب ماهر يمكن أن يصنع منه بعد التدريب لُمَعة في الترجمة. فلا مناص للترجمان من أن يكون عارفا باللغة المصدر وبثقافتها وباللغة المصب وبثقافتها؛ وليس له أن يكون آلة تترجــــم بلا تفاعل الأفكـــــار المعــــدة للترجـــمة؛ وليس التفاعل ههنا حســـيا، بل هو إدراكي بالســـؤال والحــــيرة، فالاهتداء إلى الفكرة الصواب والعبارة التي تنقل النص وهو في لغته المصدر إلى برد اليقين في لغته المصب. لذلك لا بد لمن يترجم نصا عن التيار الرومنطيقي مثلا من أن يكون عارفا بهذا التيار لا مكتشفا له أثناء الترجمة، ولا بد لمن يترجم متصوري الهباءة والذرة من أن يكون عارفا بالكيمياء وإلا انعدم التمثل العلمي المطلوب.
لم ينجح الفلاسفة العرب في ترجمة المنطق الأرسطي خصوصا، إلا لأنهم كانوا يفهمون ما كتب أرسطو ويتمثلونه جيدا، وأفضل ما أضافه العرب في تراجمهم العربية أنهم جهزوها بعتاد في الشرح عظيم منهجي وتمثيلي، يقل أن يتسلح به أهل العصر من المترجمين العرب، لذلك وجد الغرب في نصوصهم ما طلب من الوضوح والسلاسة.
لم يكن النص يحاصرهم بحدوده الصارمة لأنهم وهم يترجمون كانوا يفكرون أقل في الخيانة والأمانة، ويفكرون أكثر في وضع شرح – لا ترجمة – مفهومة وطيعة؛ ولا يعني هذا تبسيطا للعلوم بالمعنى الذي ذكره ديدرو في الموسوعة. لم يكن للفلاسفة العرب ذلك الحلم الساذج بأن تصبح الفلسفة في متناول العامة، ولم يكن مترجمو العلوم يحلمون بالعامة العالمة؛ فليس متاحا للعامي أن يصبح عالما ولا فيلسوفا: ليُغْلَقِ البابُ نهائيا على هذا الحلم غير المشروع، وليكتب الغزالي كتابه «إلجام العوام عن علم الكلام»، يلجمهم لأنه ليست لهم آليات التفكير الرصين ولا الحجاج المتين، ولأن لكل علم أسوارا عالية تحميه من تسلل اللصوص.
يحتفظ مدرسو الترجمة بنوادر عن أخطاء الطلاب في هذه المادة، ولكن قلة قليلة منهم فقط تسأل: لمَ أنتج الطالب وهو يترجم نصا مضحكا كالنادرة؟ سأكتفي ههنا بعينتين، واحدة شائعة وأخرى حدثت لكاتب هذا المقال.
الأولى تحكى عن طالب ترجم اسم الكاتب الفرنسي شاتو بريان François René de Chateaubriand بالقصر اللامع لأنه خلط بين لقب هذا الأديب وعبارة Château brillant الفرنسية التي تشبه في نطقها لا في كتْبها اسم الأديب، ولهذا ترجمها كما فعل. لكن الخطأ في تمثل الطالب معلل فهو قسم الاسم العلم قسمين ليحصل على مركب نعتي (قصر لامع)؛ عيب المترجم في أنه خلط بين متماثلين في النطق مختلفين في الكتابة، وأنه ترجم أسماء أعلام لا تترجم وليس هذا عيب مقتصر عليه، فإعْلاَمُنا العربي ظل لمدة يترجم اسم الكوت دي فوار بساحل العاج؛ ولا يزال الناس يترجمون كثيرا من أعلام البلدان وهي لا تترجم فيقولون عن «كازا بلانكا» مثلا الدار البيضاء. لكن ماذا لو أن المترجم اعتقد أن اسم الكاتب هو اسم الكتاب، وان النص لم يذكر فيه إلا هذا الاسم فاشتبه الأمر على الممتحن وعندئذ هل يكون الخطأ خطأ المترجم أو يكون الممتحن مشاركا له؟
العينة الثانية وكنت شاهدا عليها، أن تلميذا عرب الجملة الفرنسية التالية:
Il est impossible à l’homme de vivre seul (أي من المستحيل أن يعيش المرء وحيدا) بقول أربكني فقال: «أنا وأنت صعب، نحن وكل شيء».
أربكني لأني لا أعرف إلى اليوم بدقة الأسباب التي جعلت التلميذ يتمثل الجملة كما تمثلها، لكنني أشعر بأنه أخرج الجملة في النص المصب إلى درجة أعلى من التجريد، مشوبة بغموض يشبه غموض الأفكار عند الفلاسفة عند عامة لا تفهمهم أو غموضها عندهم هم، لأن المحامل اللغوية لم تقدر أن تحيط بالفكرة تمام الإحاطة. تصور أن من قال تلك الجملة كاتبٌ عالمي: هل ستتهم نفسك بالقصور أم قائلها؟

٭ أستاذ اللسانيات في الجامعة التونسية

اللغة المصدر واللغة الهدف في الترجمة

توفيق قريرة

الفساد في العراق

Posted: 23 Jul 2018 02:16 PM PDT

الفساد في العراق

ما الذي ستحمله الأيام المقبلة لمتظاهري العراق؟

Posted: 23 Jul 2018 02:15 PM PDT

في الاسبوع الأخير، وصلت التظاهرات التي بدأت بشكل عفوي في مدينة البصرة، جنوب العراق، إلى بغداد، مرورا بكربلاء والنجف والديوانية والسماوة وبابل. وعلى الرغم من ان المظاهرات والاعتصامات، خاصة، بساحة التحرير، ليست غريبة على العاصمة التي تبنتها منذ عام 2011، بشكل دوري، تزامنا مع انتفاضات الدول العربية، الا ان انتقالها هذه المرة، بهذا الحجم، من انحاء اخرى من العراق إلى العاصمة يثير الانتباه. حيث شحنت مشاعرالغضب طاقة من كانوا مثابرين على الاحتجاج ضد الفساد، منذ سنوات، واصابتهم خيبة الامل من هيمنة الاحزاب على الحركة المدنية التي انطلقت، مستقلة، ثم تحولت إلى ورقة للمساومة على حساب الشباب الذين عرضوا حياتهم للتهديد والاعتداءات والخطف والقتل.
تم تفريق المتظاهرين، يوم الجمعة، ببغداد، بخراطيم المياه والغاز المسيل للدموع، حين حاولوا الاقتراب من «المنطقة الخضراء»، المحصنة إلى حد التقديس، أكثر من الاماكن الدينية المقدسة، لأنها تضم أكبر سفارة أمريكية بالعالم، وفي ظلها يقبع مسؤولو الحكومة العراقية وأعضاء البرلمان. أوفياء لمن يمدهم بالحماية من غضب الشعب. ومن يصغي إلى اصوات المشاركين بالتظاهرات سيعرف مدى ما تحمله المواطنون جراء فساد وفشل الاحزاب السياسية الحاكمة في تقديم أي شيء للمواطن خلال الخمسة عشر عاما المنصرمة، وان الاحتجاج على انقطاع الكهرباء والماء، المتفاقم، في قيظ تموز/ يوليو، هو فعل تأخر طويلا. المفارقة، اليوم، هي اتهام المتظاهرين المطالبين بأبسط الحقوق بأنهم «اعداء العراق» من ذوي «النوايا الخبيثة بعد أن اغاظهم النصر الكبير الذي حققته قواتنا الامنية البطلة في حربها ضد الإرهاب وأذنابه» حسب بيان لمركز الاعلام الامني. أما اطلاق الرصاص وقتل المتظاهرين، فانه «معلومات كاذبة وملفقة تصر بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي على نشرها»!
يتركز رد فعل الحكومة ورؤساء الاحزاب والميليشيات والمرجعية الدينية، على احتواء ما يسمونه «الأزمة» بأسلوبين. الاول هو الادعاء أنهم يحترمون حق الاحتجاج، الا أنهم ضد مشاركة « المندسين، الإرهابيين، التخريبيين، الداعشيين، البعثيين». وحين نتذكر ان قانون الإرهاب يشمل 44 تهمة، سندرك خطورة هذه الاتهامات وكونها تشرعن للحكومة والميليشيات ضرب واعتقال وقتل المتظاهرين، وتوفر للمرجعية ذريعة عدم اتخاذ موقف واضح من إرهاب الحكومة.
الاسلوب الثاني هو اطلاق متحدثي الحكومة التصريح تلو التصريح حول «الاستجابة بشكل آني إلى قسم من المطالب» وتبرير ان القسم الآخر «يحتاج إلى وقت وتخصيصات مالية طائلة». ويأتي التأكيد الحكومي الرسمي بكليشيهات جاهزة مفادها: «وضع آليات عمل» و«امتلاكها برنامجا كاملا للنهوض بالواقع الخدمي للبلاد» و«تشكيل لجان حكومية لحل الاشكاليات» و« رسم مسار استراتيجي وتخصيصات مالية ستطلق لذلك». مما يجعلنا نتساءل: ترى لماذا لم تقم الحكومة بكل ذلك، خلال 13 عاما الاخيرة، قبل ان يدفع المواطنون حياتهم ثمنا؟ وهل يلام المواطن حين يصم أذنيه رافضا الاصغاء لوعود يعرف جيدا انها مجرد أكاذيب من حكومة فاشلة لا تزيد امكانية مسؤوليها، متمثلة برئيس الوزراء حيدر العبادي، القيادي بحزب الدعوة الاسلامي، على اطلاق فقاعات هوائية، باتت رائحتها تزكم الانوف؟ هل يلام المواطن اذا ما اراد التخلص من احزاب انحدرت به إلى جحيم الفاقة وامتهان الكرامة وتفتيت البلد إلى كانتونات طائفية تحكمها ميليشيات مستوردة ؟ كيف يتعامل المواطن مع حكومة يقول متحدثها الرسمي ان الحكومة تطالب المتظاهرين بالاحتجاج «وفق الأطر الدستورية بعيداً عن الخروقات»، بينما يرى وزراء الحكومة ومسؤولوها، كلهم بلا استثناء، وهم يسرقون، وينهبون، ويرتشون، ويأخذون العمولات، ويمولون الميليشيات، ويتنفسون الفساد بكافة انواعه، حسب مئات التقارير والاحصائيات المحلية والدولية، وحسب اعترافاتهم ضد بعضهم البعض؟ أم ان هذه الافعال تتم وفقا للدستور؟
لقد وصل عدد ضحايا الاحتجاجات، حتى يوم أمس، 13 قتيلا ومئات الجرحى. وأصدرت منظمة « العفو الدولية» بيانا أكدت فيه قيام القوات الحكومية باستخدام الذخيرة الحية في تفريق التظاهرات، وقتل متظاهرين سلميين بالإضافة إلى تنفيذها حملة اعتقالات تعسفية وممارسة عمليات تعذيب جسدي ضدهم. أثناء ذلك، عمدت الحكومة إلى قطع الانترنت لمنع انتشار اللقطات المصورة التي تظهر قمع السلطات للتظاهرات السلمية. وهو تعتيم متعمد منح القوات الحكومية تفويضا مطلقا لقمع المتظاهرين السلميين دون علم أحد.
دعت المنظمة السلطات العراقية «إلى وضع حد فوري لعمليات التعذيب، وإجراء تحقيق محايد لتقديم المسؤولين عن هذه الأفعال إلى المحاكمة». وهو ما لن تقوم به الحكومة اطلاقا، فالمعروف ايمان ساستها بضرورة التعذيب وان المعتقلين يستحقون ما يصيبهم، بضمنه القتل، لأنهم «إرهابيون».
فما الذي ستحمله الايام المقبلة؟ تدل المؤشرات على ان الاحزاب الحاكمة وميليشياتها المسلحة المأجورة لن تتخلى بسهولة عن غنائم الفساد، وولائها الخارجي، وان اعلانها نية الاصلاح والقضاء على الفساد يعني، بالواقع، القضاء على نفسها. كما تذكرنا الاتهامات الموجهة ضد المتظاهرين بفترة الاعداد للقضاء على تظاهرات واعتصامات الفلوجة السلمية التي استمرت طوال عام 2013 وحتى اواخر 2014، فأمر نوري المالكي، رئيس الوزراء وأمين عام حزب «الدعوة الاسلامي»، بقصف الفلوجة بالبراميل المتفجرة وراجمات الصواريخ، وطائرات «سوخوي»، بحيث أجبر القصف العشوائي الأهالي على دفن قتلاهم في الحدائق والساحات القريبة منهم، ولم تستثن عمليات القصف المساجد والمستشفى الوحيد في الفلوجة الذي تم استهدافه 24 مرة. تجاوز، حينها، عدد الضحايا 700 قتيل وأكثر من 2350 جريحا، حسب الأرقام الرسمية، لمستشفى الفلوجة العام.
المفارقة هي ان تهمة الإرهاب والداعشية التي وجهت إلى اهل الفلوجة والموصل وبقية المتظاهرين عام 2013، هي ذات التهمة الموجهة إلى متظاهري البصرة وكربلاء والنجف والسماوة والناصرية، اليوم. فهل سيكون مصير تظاهرات هذه المدن كالسابقات؟ الأرجح لا. فمساومات المحاصصة حول تشكيل الحكومة الجديدة، بعد مهزلة الانتخابات، وتدخل المرجعية الدينية وسفح الوعود بالأطنان، وحرباوية موقف مقتدى الصدر، رئيس التيار الصدري، بالإضافة إلى الترويع والاعتقالات والتعذيب، سيعيد المتظاهرين إلى بيوتهم، ويمد الفاسدين القدامى ـ الجدد بالحياة بضعة أشهر أخرى، لا غير.

٭ كاتبة من العراق

ما الذي ستحمله الأيام المقبلة لمتظاهري العراق؟

هيفاء زنكنة

وداعا «الإندبندنت» وإن بقيتْ!

Posted: 23 Jul 2018 02:15 PM PDT

عندما يتعلق الأمر بجمهور عربي ومسلم، شرقي في العموم، تسقط المعايير الغربية وتتراجع القيم الإنسانية إلى مرتبة متأخرة.
هذا ما يمكن استخلاصه من الصفقة التي توصلت إليها صحيفة «الإندبندنت» البريطانية مع السعودية. فحوى البيان الذي أصدرته المجموعة المالكة للصحيفة يوم الجمعة، يتضمن صراحة أن «الإندبندنت» الأم ستواصل النشر باللغة الإنكليزية كما هو الحال اليوم من دون أيّ تغيير.
بمعنى أوضح، القارئ الأجنبي للصحيفة لن يلحظ أي تغيير في محتواها وفي دقتها وصرامتها المهنيتين. كانت تلكم رسالة تطمين مبكرة لملايين القراء الأوفياء للصحيفة داخل بريطانيا وفي العالم الناطق بالإنكليزية. وفعلا ليس وارداً أن يتأثر محتوى الصحيفة الأم بالصفقة مع السعودية. تماما مثلما لم يتأثر مضمون قناة «سكاي نيوز» الإنكليزية التي تبث من لندن بشذوذ «سكاي نيوز» العربية التي تبث من أبوظبي عن الكثير من الأعراف المهنية في منطقة لا مكان للقانون فيها ولا مساحة للمحاسبة والمسؤولية.
إذاً، الأسئلة ستدور حول مهنية ودقة «المواليد» الجدد الذين ستفرّخهم صفقة «الإندبندنت» مع المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق. واقع الحال أننا أمام صحيفة «باعت» علامتها للسعودية مقابل مبالغ مالية لتصدر الأخيرة مجموعة من المطبوعات الإلكترونية. المطبوعات الجديدة ستكون أدوات حرب في الصراعات الإقليمية التي تخوضها السعودية والأزمات التي تورطت فيها. هناك أكثر من دليل على استنتاج ذلك بثقة، في مقدمة ذلك، أن الطرف السعودي في هذه الصفقة هو بشكل ما مكتب ولي العهد، عرّاب التوترات الإقليمية. إضافة إلى أن اللغات التي ستنشر بها المواقع الجديدة، التركية والفارسية والعربية والأوردو (إحدى اللغات الأكثر انتشاراً في شبه القارة الهندية)، لغات مناطق تقع في دائرة الاهتمام السعودي بشكل أو بآخر. ومناطق تسكنها شعوب خسرتها السعودية، أو لا تثق في ولائها، وتسعى لاستمالتها وكسب عقولها وقلوبها من جديد.
لا علاقة للصفقة بالرغبة في الانتشار وبالبحث عن الربح التجاري. لو كان الأمر كذلك، اللغة الصينية هي الأكثر انتشاراً في العالم والشعب الصيني الأكثر تعطشا لاستهلاك المعلومة. وهناك الإسبانية والفرنسية. بل هناك الإنكليزية وهي سيّدة لغات العالم.
لا ضرر في أن تسعى السعودية (وأيّ دولة أخرى) إلى توسيع مساحات تأثيرها ونفوذها. حق مشروع، بل مرغوب. في نهاية المطاف، هذه دولة بقيادة مندفعة وفي عجلة من أمرها، فتورطت في الكثير من الأزمات، ليس مع الحكومات فقط بل خسرت شعوبا كثيرة في الجوار. وقد باتت مجبرة على بذل جهود لتخفيف حجم الضرر الذي ألحقته بنفسها. والإعلام هو سلاحها الأول في هذه الجهود. وزير الإعلام السعودي عواد صالح العواد قال في افتتاح الدورة التاسعة للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب في بداية شهر أيار (مايو) الماضي بالقاهرة، إن مواجهة إيران إعلاميا ضرورة قصوى. كان ذلك مجرد تذكير، لأن الحرب الإعلامية السعودية على إيران مستعرة منذ بدأت طهران تسجيل أهدافها الواحد تلو الآخر في مرمى السعودية في كلٍّ من سوريا والعراق واليمن ولبنان.
الخلل في تنازل «الإندبندنت»، وهي الرائدة في الدفاع عن المسحوقين والمظلومين في أصقاع الأرض، عن اسمها، ومن ورائه سمعتها، لصالح دولة تتصدر العالم في انتهاك الحقوق الفردية والجماعية وفي قمع حرية الرأي والتفكير. صحيح أن المال الأجنبي (جاسوس روسي سابق اشترى الصحيفة في 2010، ورجل أعمال سعودي مغمور اشترى 30٪ من رأسمالها في 2017) فشل لحد الآن في الاستحواذ على مضمون «الإندبندنت» وتوجيهه بعيداً عن أصول المهنة وأخلاقياتها. ذلك لأن الأمر يتعلق بالصحيفة الأم وبقوانين الإعلام الصارمة في بريطانيا، ناهيك عن جهات المراقبة التي تسهر على عمل الصحف والمطبوعات وفقا للقوانين والأعراف. غير أن الأمر يختلف مع الصفقة مع السعودية، لأنها اتفاقية ستقود إلى إنشاء مطبوعات تصدر ـ جغرافيا ـ بعيداً عن بريطانيا، فلا يطالها القانون، ولا تستهدف الجمهور البريطاني فلا يطالها لوم، وبلغات لا تهمّ جهات الرقابة البريطانية والنخبة اللندنية الحريصة على الأخلاق المهنية. إذا كان من ضرر سيلحق بالشركة الأم لـ«الإندبندنت» جراء هذا الزواج غير الطبيعي، فسيكون أخلاقيا ومعنويا. ولا يبدو أن ذلك سيؤرق مالكي هذه المؤسسة طالما لن تترتب عنه تداعيات قانونية ومالية.
لكي تنجح هذه الشراكة يجب أن يتنازل أحد طرفيها عن تراثه: «الإندبندنت» عن رصيدها من الموضوعية والصرامة المهنية، أو السعودية عن عدائها المزمن لكل مفاهيم الحرية وسجلها الأسود في هذا المجال. الغالب أن الأولى ستتنازل، وقد بدأت تفعل، بسبب رغبتها في الربح المادي، ومستفيدة من انتشار ثقافة مجاملة ديكتاتوريي المشرق في «عواصم الحريات» السياسية والإعلامية بأوروبا وأمريكا.
أبشِّركم بأننا سنرى المزيد من هذه الزيجات العجيبة. انتظروا!

٭ كاتب صحافي جزائري

وداعا «الإندبندنت» وإن بقيتْ!

توفيق رباحي

الخديعة الكبرى

Posted: 23 Jul 2018 02:15 PM PDT

لم يكن ما حدث في العراق عام 2003 غزوا واحتلالا وحسب، كان خديعة كبرى أبطالها ساسة العراق الجديد، وضحاياها ملايين العراقيين من كل الطوائف والمذاهب والأديان والقوميات. كان سيناريو الخديعة المرسوم مُسبقا هو التركيز على الغرائز وإثارتها، ودغدغة المشاعر، كي يُسلب التفكير في الواقع اليومي، عندها لن يستطيع العراقيون النظر أبعد من أقدامهم.
كان لسان حال المحتل وأتباعه يقول، دعهم يمارسون طقوسهم الدينية بمسيرات مليونية، واسمح بأن تتعطل الدوائر والمؤسسات والوزارات أياما عديدة، وضع الجيش والقوى الشرطية في حماية المشاركين. وسخّر كل موارد الدولة لهذه القضية الروحية، فإن كل ذلك يعطي الناس انطباعا بأن ما يمارسونه أهم من واقعهم، وإذا ما ارتوت المشاعر من هذا العطش وأمعنوا النظر إلى ما حولهم، أشعل الفتنة الطائفية بينهم ودعهم يتقاتلون.
كان الدافع وراء كل هذا الإصرار العجيب على إهانة هذا الشعب وإذلاله وإهدار كرامته، هو خلق فرصة سانحة لتغيير المنطق العراقي في التفكير، وتدمير البنية في الشخصية العراقية، واستبدال القيم والعادات والتقاليد والولاءات، وجعل الأعداء الأزليين حلفاء وأصدقاء والاشقاء أعداء، وأن يتربع الأميون والنكرات في أعلى قمة هرم السلطة. وفي ظل كل هذه الغفلة يُستباح العراق أرضا ومياها وثروات من قبل اللصوص الدوليين والإقليميين والمحليين. هذا هو السبب الحقيقي في عدم وضع ولو لبنة واحدة فوق ما كان موجودا في العراق. فلم يكن هذا البلد جزيرة قاحلة على الخريطة الدولية حين حصل الغزو. ولم يكن شعبه يسكنون الخيام وبيوت الشعر ويهيمون في البراري والقفار بحثا عن الماء والطعام، وحتى لو كان حقا هذا هو واقعه قبل عام 2003، أما كان حاله اليوم أفضل لو وُضعت الألف مليار دولار التي سُرقت في بنائه؟ وهل يُعقل في ظل كل الوجود الأمريكي والبريطاني وبقية دول الغرب، ورفع الحصار وارتفاع أسعار النفط، أن لا تُبنى منظومة كهرباء قادرة على تلبية حاجات الناس، وشبكة مياه شرب عذب تصل كل القرى والأرياف خلال خمسة عشر عاما؟ لقد بُنيت بنى تحتية في صحاري الخليج العربي، ونهضت فيها مدن كبرى بمصاف المدن العالمية في عقد من الزمن، والأمثلة على ذلك كثيرة. أذن نحن أمام جريمة توفر فيها سبق الإصرار والترصد، وليس عدم وجود إرادة وقدرة في إنقاذ شعب وبناء دولة. وفي هذا الإطار وللتدليل على صحة ما سبق، رأينا التصرف الغريب لرئيس الوزراء العراقي، ففي ظل تظاهرات عارمة اجتاحت كل مدن محافظة البصرة، وفائض غضب شعبي برز بسبب سوء الخدمات، التي لم تعد تلبي أبسط حاجات المواطنين، في ظل ظروف جوية صعبة للغاية، فقد زار المدينة، وبدلا من أن يصطحب معه كل المسؤولين في الوزارات الخدمية بضمنهم الوزراء أنفسهم، للاطلاع على الواقع الخدمي بصورة مباشرة، ثم تشكيل خلية عمل تُقدم حلولا آنية سريعة، وترسم خططا مستقبلية لحلول دائمة، اصطحب معه وزير الدفاع وقادة صنوف الجيش، ثم عقد لقاء موسعا مع قادة الأجهزة الأمنية في البصرة، ليتم بعدها استقدام قوات من العاصمة بغداد، انهالت بهرواتها والقنابل المسيلة للدموع، والماء الحار والرصاص الحي على رؤوس المشاركين في الاحتجاجات.
كما انطلق الرصاص الحي كذلك من كل مقرات الاحزاب والميليشيات تجاه المتظاهرين، ثم يقول بعدها وعلى حسابه الرسمي في موقع تويتر (من حق شعبنا أن يطالب بحقوقه وتحسين الخدمات، ومن واجبنا تلبيتها والاستجابة للمطالب). إذن أين البهرجة والتلميع الذي قوبل بها وصوله إلى السلطة، حينما قالوا عنه بأنه مختلف لأنه عاش سنين طويلة في بريطانيا ويتحدث الإنكليزية، وهو قادم من بغداد وليس من المحافظات؟ أليس هو منطق سلفه ورفيقه وأمين عام حزبه نفسه، الذي وصف مواطنيه الذين تظاهروا سابقا في الانبار والموصل وصلاح الدين وديالى من أجل تحسين الخدمات بأنهم فقاعة؟
إذن نحن أمام منهج وسياق واستراتيجية تعتمد الإذلال وإهدار كرامة الإنسان في العراق، بغض النظر عمن يتولى المسؤولية في قمة هرم السلطة. الجميع هنا يسيرون على نسق واحد، والاختلاف الوحيد بينهم هو مستوى السادية في التعامل مع الشعب. وإذا كان البعض منهم قد انحنوا اليوم أمام العاصفة، وتقاطروا على المنصات مُعلنين بأنهم كانوا فاشلين في قيادة البلد، ومقدمين اعتذاراتهم وطالبين الصفح والمغفرة من الشعب، فإنما ذلك ليس بسبب صحوة ضمير، بل بسبب الفضيحة، بعد أن رفع عراقيو الجنوب الغطاء عنهم. فمنذ عقد ونصف العقد كانوا يثقفون أهلنا في الجنوب بأنهم من رفع (مظلومية 1400 عام) عنهم. وأنهم هم من يمثلونهم ويسعون لجلب المنافع لهم ودرء المفاسد عنهم، وأن شرعيتهم في السلطة إنما يستمدونها منهم. وحين نظر الناس إلى ما حولهم وجدوا أن هؤلاء هم من سرقوا ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم، وهم من بنوا ثرواتهم وحصّنوا عوائلهم وأقرباءهم على حسابهم، وهم من صدّروا أولادهم إلى سوريا ولبنان واليمن خدمة لتحقيق نظرية الأمن القومي لحاضنتهم الإقليمية إيران، كي يبقوا في السلطة، فهل بعد كل ذلك هنالك موقف للصفح وفسحة للمغفرة؟
لقد فات هؤلاء بأن الاعتذار السياسي يوجب التخلي عن كل المسؤوليات في الحزب والدولة. وأن يضعوا أنفسهم رهن سلطة القضاء العادل النزيه، إن كان موجودا في العراق. فلن تنطبق عليهم مقولة (عفا الله عما سلف)، لأن الجرائم التي حصلت بحق شعبنا كبيرة وكثيرة، وأن المجرمين كُثر وليسوا أفرادا قلة. وبالتالي عندما تكون الجرائم مقصودة وليست أخطاء بسبب الاجتهاد في العمل، وعندما تكون هنالك عصابة كبيرة منظمة هي التي اقترفت كل تلك الأفعال، فإن منح العفو لم يعد من صالح أحد لأن الموضوع بات فيه حق عام.
إن الطبقة السياسية الحاكمة في بغداد اليوم ما برحت تهدد الخريطة السياسية للعراق، لانها منذ تسلطها على شعبنا وحتى اليوم ما زالت معادلتها التي تحكم بها هي، (أنا الحاكم، والنظام هو أنا، والدولة هي نظامي) لذلك هم ينظرون إلى كل معارضة ومطالبة واحتجاج ومظاهرة، على أنها تهديد لكيانهم يستوجب التعامل الأمني معه، لذلك بدأنا نسمع من الساسة عن وجود مندسين في التظاهرات، كي يبرروا العنف الذي يمارسونه ضد المحتجين. إنهم يعلنون تملكهم للدولة بهذه الممارسات، وما يقابله حتما يكون رفضا أخلاقيا لها، لأنها لم تعد تشيع المساواة بين الناس.
سؤال أخير، إذا كان المتظاهرون في الجنوب هم من معسكر علي (رض)، كما زعم نوري المالكي يوما، حينما قسّم العراقيين إلى معسكر علي ومعسكر معاوية. وإذا كان الحكام في بغداد اليوم هم قادة المعسكر الأول كما يصفون أنفسهم، فعلامهم يفتحون النار على جنودهم في البصرة وميسان وذي قار والمثنى والقادسية والنجف؟
باحث سياسي عراقي

الخديعة الكبرى

د. مثنى عبدالله

نقاش لأفكار مستشار الملك

Posted: 23 Jul 2018 02:14 PM PDT

أدلى عباس الجيراري وهو من فريق مستشاري الملك محمد السادس بحوار مطول ومهام لجريدة «أخبار اليوم» التي أسسها توفيق بوعشرين، ورغم أهميته القصوى بسبب قضايا مستقبلية، لم يخلف نقاشا وسط الإعلام والحقل السياسي المغربي.
وقد يعود هذا إلى طبيعة هذه الشخصية الهادئة وذات النظرة العميقة للأوضاع، والمتميز بعدم التدخل في صنع الخرائط السياسية، بل بغزارة علمه وحنكته الأكاديمية، بينما سياسيون وإعلاميون يهتمون بنوع آخر من المستشارين وقضايا أخرى. والمفارقة هو انتقاده في الحوار لتركيز الإعلام على قضايا هامشية لا تهم كثيرا المواطن المغربي. وقد كان محقا، فلم تلق تصريحات هذا المستشار اهتماما إعلاميا مع بعض الاستثناءات القليلة كالعادة.
وكانت تصريحات الجيراري جريئة المضمون والطرح، مقارنة مع التحفظ الذي يطبع العاملين في الهيئة الاستشارية للملك، حيث لا يسمع أصوات البعض نهائيا، ولكن يتم الحديث كثيرا عن أفعال بعضهم. ويمكن قراءة مضمون المقابلة من زوايا مختلفة، وبالتالي استخلاص نتائج متنوعة بين من يرى في الحوار دفاعا عن المؤسسة الملكية، بحكم مركزيتها في الحياة العامة للبلاد، للرد على الانتقادات التي تتعرض لها من فاعلين سياسيين، وهناك من سيرى في الحوار رسالة موجهة الى جميع مكونات الأمة، للاستيقاظ من «الكسل الفكري التبريري» للانتقال نحو الإقلاع النهضوي بدل انتظار الملكية.
ونتوقف عند ما نعتقد، أنه أبرز الأفكار الواردة في حوار عباس الجيراري. وحول موضوع عام يشغل الرأي العام منذ أكثر من شهرين، وهو مقاطعة المواطنين لمجموعة من الشركات لمواجهة غلاء الأسعار، وكذلك التنديد بالجمع بين الثروة والسياسة، يرى هذا الأكاديمي في المقاطعة عملا حضاريا يعرب فيه الشعب المغربي عن استيائه من غلاء الأسعار وتدهور المعيشة.
وفي موضوع حاضر باستمرار، وهو دور المثقف في ظل التغيرات الحالية، يوجه عباس الجيراري سهام النقد الشديد إلى المثقف المغربي، متهما إياه بالانزواء هربا من تحمل المسؤولية أو الاقتراب من السلطة إلى مستوى التملق، وبالتالي يغيب الاجتهاد في البحث عن حلول لمشاكل البلاد، مستشهدا في هذا الصدد باعتراف الملك بعدم ملائمة النموذج التنموي الحالي لحاجيات البلاد، وضرورة التفكير في نموذج جديد، ولم يخلف هذا الاعتراف، وفق المستشار، النقاش العلمي والسياسي المطلوب للبحث عن نموذج تنموي بديل يرتقي بالمغرب.
وحول إرساء الديمقراطية، يؤكد تخلي الملك محمد السادس عن الكثير من الصلاحيات في دستور 2011 لصالح المسؤولين الحكوميين والأحزاب، للمبادرة واتخاذ القرار، لكن لا يوجد مسؤولون أكفاء لتحقيق ديمقراطية حقة.
ولا يمكن الاختلاف مع مستشار الملك حول النقطة الأولى وهي اعتبار المقاطعة أسلوبا حضاريا للتعبير عن الرفض لغلاء المعيشة. وعمليا، رفع المغاربة هذا الشعار وترجموه إلى واقع معاش، حيث يمكن أن يتطور مستقبلا إلى فعل منظم لمواجهة تحرش الأسعار بالمواطنين، في ظل تجميد الدولة نفسها لهيئة المنافسة التي يفترض قيامها بالسهر على الحد من تلاعب الأسعار، خاصة تلك التي تمس المواطن مباشرة مثل المواد الغذائية والوقود. وهناك يجب طرح سؤال: لماذا لم تكلف الدولة نفسها تشغيل مجلس المنافسة؟
وفي النقطة الثانية، يوجد إجماع وسط المغاربة بتدهور الأحزاب السياسية رفقة باقي المؤسسات، لكن نسبة من المحللين، بل حتى السياسيين يوجهون أصابع الاتهام الى الدولة المغربية بالتدخل في شؤون الهيئات السياسية.
ومن باب المقارنة مع العهد السابق، أي مرحلة الملك الحسن الثاني، وما يصطلح عليه بالعهد الجديد، فترة حكم الملك محمد السادس، كان الأول (الحسن الثاني) ومستشاروه يحرصون على صلابة الأحزاب السياسية الكلاسيكية، مثل حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي، رغم الاعتقالات والمحاكمات، وذلك إيمانا منهم بأن الأمن القومي للبلاد متنوع ويقوم في جزء منه، علاوة على العسكري والاقتصادي، على ضرورة صلابة المشهد السياسي لتأطير المواطنين. ماذا يجري الآن: تدخل مطلق في الشؤون الداخلية للأحزاب السياسية، التي تتولى تسييرها في الغالب شخصيات بدون ثقل ولا تاريخ سياسي، بل هي أقرب إلى موظفين سامين. وإذا كان المواطن في الماضي يناضل من أجل المشاركة في الانتخابات، فالعزوف عن صناديق الاقتراع في الوقت الراهن هو السمة الرئيسية للانتخابات في المغرب، سواء البلدية أو البرلمانية، كما أنه من نتائج هذا التدخل ثقة المواطن في هيئات تنشط خارج مؤسسات البرلمان والبلديات.
وينتقد المستشار الملكي غياب المثقف المغربي عن التفاعل مع تطورات البلاد. لقد تطرق بكلامه إلى قضية شائكة يشهدها المغرب، حيث يغيب المثقف عن أغلب المحطات السياسية، سواء الكبرى أو الصغرى، جزء انزوى وجزء انخرط في سيمفونية السلطة، وجزء بسيط تم إجباره على العيش على الهامش. وفي فترات الانتقال، يكون للمثقف دور بارز بتحوله إلى قوة اقتراحية في مختلف المجالات بحكم ثقل المعرفة في توجيه المجتمع نحو نماذج معينة للتطور. ويركز المستشار على غياب مقترحات بديلة للتنمية، رغم اعتراف الملك بفشل النموذج التنموي.
كلام المستشار صحيح لكن ليس بالكامل، فقد عملت السلطة على تقزيم دور المثقف، وجعله بوقا يميل مع كل خطاب ملكي، ونستحضر هنا كيف انبرت جوقة كاملة ممن يسمون بالخبراء للتصفيق لخطاب الملك بقوله استعداد المغرب أن يصبح دولة صاعدة، وفي ظرف سنتين يعترف بفشل النموذج التنموي، ونستحضر كيف انبرت جوقة من السياسيين والإعلاميين إلى التشكيك في كل من وضع خطاب الملك موضع شك، اعتمادا على معطيات علمية وواقعية. نعم لم يعد للمثقف المغربي دور رئيسي في الحياة، بسبب تهميش السلطة للأصوات الجريئة علميا قبل جرأتها السياسية. ويمكن للمستشار الملكي إجراء تمرين بسيط وهو تعداد كم مرة ظهر في وسائل الإعلام العمومية خبراء السلطة للترويج للنموذج التنموي الفاشل، مقابل الغياب المطلق للخبراء الذين يتبنون المنهج العلمي في رؤية الواقع، وليس منهجية التملق للسلطة، سيجد التخمة للأوائل والغياب المطلق للصنف الثاني.
في غضون ذلك، يعتبر الحوار الذي أجرته جريدة «أخبار اليوم» التي يعاني مؤسسها توفيق بوعشرين من غياب محاكمة عادلة مع المستشار الملكي من أهم الحوارات التي عرفتها الصحافة المغربية خلال السنوات الأخيرة، نظرا لجرأة المضمون، لكنه لم يجد الصدى المطلوب بحكم انغماس الإعلام في الاهتمام بقضايا هامشية، بل أحيانا تافهة
كاتب مغربي من أسرة «القدس العربي»

نقاش لأفكار مستشار الملك
 
د. حسين مجدوبي

المحكمة الجنائية الدولية: حق الضحايا الحصري في دارفور

Posted: 23 Jul 2018 02:14 PM PDT

بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1593 مارس/آذار 2005، الصادر تحت الباب السابع من ميثاق الأُمم المُتَّحدة، تمَّت إحالة قضية النزاع في دارفور إلى المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت بدورها ـ عقب تحقيقات مُتتابعة – مذكرتي توقيف ضد الرئيس عمر البشير في 2009 و2010، ومذكرات توقيف أخرى ضد كلٍ من عبدالرحيم محمد حسين وزير دفاعه السابق ووالي ولاية الخرطوم الحالي، وأحمد هارون والي ولاية شمال كردفان وعلي كوشيب، أحد القادة الميدانيين لمليشيا الجنجويد في دارفور، بناءً على اتهامهم بارتكاب جرائم دولية في إقليم دارفور، وهو مأزقٌ كبير شغل بال البشير وجماعته ولا يزال حتَّى الآن، تبعاً لأحداثٍ وتصريحات عديدة داخلية وخارجية لا تحتاج لاستدلال ولا يسع المجال لتفصيلها.
ويبدو أن مأزق المحكمة الجنائية تعدى الرئيس السوداني البشير ونظامه، ليصل إلى بعض السياسيين السودانيين المعارضين، استناداً لممارساتهم وتصريحاتهم المُتناقضة المتغيرة، ومن ذلك، إفادات رئيس حزب الأمة القومي، رئيس تحالف نداء السودان المعارض، لقناة «روسيا اليوم» في 29 مايو/أيار 2018، بأنه أوضح لوزيرة الدولة في الخارجية البريطانية، أن ملف علاقة المحكمة الجنائية بالسودان لا يمكن إهماله، واستطرد قائلاً بأنّ المحكمة تلاحق القيادات السودانية وتشلها شللاً كبيراً، لذلك تحاول الحكومة الاستمرار في السلطة بغية حماية نفسها من هذه الملاحقة (حسب قوله)، وأن الوفود الدولية ظلت تزور السودان، ولكنها لا تلتقي البشير، مُقترحاً حَلَّيْنِ لهذه المعضلة، إما أن يذهب إلى المحكمة ويمثل أمامها في لاهاي كما فعل الرئيس الكيني، أو أن يكون هنالك حل سياسي عبر مجلس الأمن الدولي.  
هذا الموقف الذي صدع به رئيس حزب الأمة القومي، إزاء ملف دارفور لدى الجنائية ، ليس جديدا، بل هو  متسق تماماً مع مواقفه السابقة في هذا الإطار. فقد سبق وأعرب لصحيفة «الخليج» الإماراتية في مارس 2009، عن رفضه القاطع لتسليم البشير للمحكمة، كما أرسل في عام 2015، خطاباً إلى جاكوب زوما رئيس  جنوب إفريقيا آنذاك، حذره من مغبة اعتقال البشير، إبان محاولة النظام القضائي في جنوب إفريقيا توقيف البشير وتسليمه للمحكمة، تنفيذاً لأمري القبض الصادِرَيْنِ ضده. 
وقد أحدثت إفادات رئيس حزب الأمة المُشار إليها أعلاه لقناة «روسيا اليوم»، ارتباكاً كبيراً وأثارت جدلاً واسعاً في أوساط المعارضة، ولم يتضح ما إذا كانت إفاداته هذه، بخصوص ملف الجنائية، تمثل تحالف نداء السودان المعارض، الذي يرأسه؟ أم تعبر عن موقف حزبه، خاصة أن بعض قوى نداء السودان تتبنى  مواقف داعمة للمحكمة، وتدعو إلى تنفيذ أوامر القبض ضد البشير والمتهمين الآخرين، دونما مساومة، لكنها صمتت على نحو مريب إزاء موقف رئيس حزب الأمة، الذي يستهجنه ويرفضه الضحايا في دارفور بصورة قاطعة! والكل يتساءل عمَّا يقصده المهدي بالحل السياسي لملف الجنائية الدولية، عبر مجلس الأمن الدولي؟ والإجابة على هذا التساؤل تضعنا أمام احتمال أو سيناريو واحد فقط، لتدخل المجلس في هذه القضية، وهو إعمال المادة 16 من النظام الأساسي للمحكمة (ميثاق روما)، التي تمنح السلطة الحصرية لمجلس الأمن الدولي الذي أحال قضية دارفور إلى المحكمة بقراره 1593، بتأجيل التحقيقات أو المحاكمات لمدة 12 شهراً قابلة للتجديد. 
واضحٌ جداً، أن الصادق المهدي وبعض الداعين لتدخل مجلس الأمن الدولي عبر المادة 16 من ميثاق روما، يقدمون مقاربةً زائفة، تزعم أن العدالة عبر المحكمة الجنائية الدولية تعيق مجهودات التسوية السياسية للنزاعات المسلحة في الدول، وليس مستغرباً، أن هذا الزعم يعيد إنتاج الجدلية المعروفة – العدالة في مواجهة السلام – ومقاربات ومناهج التضحية بالعدالة لأجل السلام، أو شراء العدالة بالسلام- في تعبيرٍ آخر.  
قبل تفنيد خَطَل مقاربة أن المحكمة الجنائية تعيق السلام وتضرب الاستقرار، من المهم توضيح بعض الإشكالات والتعقيدات المتعلقة بالمادة 16، لكونها من المواد المثيرة للجدل في ميثاق روما، أو النظام الأساسي للمحكمة، فهي وُضِعَت للإشارة إلى مرجعية مجلس الأمن في الإحالة للمحكمة في الجرائم المتعلقة بتهديد الأمن والسلم الدوليين، على المستوى النظري مجلس الأمن الدولي يملك السلطة الحصرية – تحت الباب السابع من ميثاق الأمم المتحدة - في إعمال المادة 16، لكن كثيرا من فقهاء القانون الدولي والمنظمات الحقوقية يرون أن إعمال المادة 16 يضر ويضرب استقلالية كيان المحكمة الجنائية كآلية قضائية دولية مستقلة، غير خاضعة للتدخل السياسي، بل إن إعمال هذه المادة، كفيل بنسف المحكمة من أساسه، خاصة إذا أجَّلَ مجلس الأمن إجراءات ملف دارفور لدى المحكمة، الذي يمثل الاختبار الأعظم والمصيري للمحكمة. لهذا يرى كثيرٌ من المراقبين والمختصين بأنه ليس من الوارد أن يستخدم مجلس الأمن  المادة 16 في المستقبل المنظور، بل أن هنالك دعوات حقوقية جادة  لتعديلها.
لا شك أن هنالك بعض المنظمات والدول، كالاتحاد الإفريقي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والصين، حاولت دفع مجلس الأمن الدولي لإعمال المادة 16 لصالح البشير. في شأن آخر كذلك، سبق أن طالب  الاتحاد الإفريقي مجلس الأمن الدولي بإعمالها لصالح الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، أثناء اضطلاع الاتحاد الإفريقي بمهمة الوساطة في النزاع الليبي عام 2011. كذلك طالبت كينيا مجلس الأمن الدولي بإعمال المادة، لصالح المسؤوليين المتهمين بالجرائم المرتكبة عقب انتخابات 2007- 2008، وحاول الرئيس اليوغندي موسيفيني السير في الاتجاه ذاته، حين طالب بتأجيل الملاحقة الجنائية لجوزيف كوني، قائد  جيش الرب، المتهم بارتكاب فظائع في شمال يوغندا، وذلك في مقابل قبول كوني الانخراط في تسوية سلمية، بيد أن كل هذه المحاولات لدفع مجلس الأمن لإعمال المادة 16 قد باءت بالفشل الذريع، بل لم يناقشها المجلس في الأساس. ومهما يكن من أمر، فإن الدعوات لإعمال هذه المادة لتأجيل إجراءات المحكمة الجنائية لا تقوم على أسس مقنعة، وتمثل تساهلاً مشيناً وخذلاناً مبيناً لضحايا الانتهاكات في دارفور وغيرها، الذين ما يزالون- منذ أكثر من خمسة عشر عاماً – عُرضةً للفظائع والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يرتكبها الجيش ومليشيات الدعم السريع وغيرهما من المليشيات التي تدعمها الحكومة. 
لا جدال، إن حقيقة الأوضاع في السودان والدراسات العلمية المنبثقة عن التجارب الإنسانية العالمية، تؤكد زيف دعوى أن العدالة الجنائية تعيق وتمنع التسوية السياسية، وتضرب الاستقرار في الدول، فمثلاً، ليس في السودان عملية سلام حقيقية، أو بوادر تسوية جدية حتى تهددها المحكمة الجنائية الدولية، بل إن التهاون في تنفيذ العدالة أغرى البشير ومليشياته لمواصلة جرائمهم ضد المدنيين العزل، إضافة إلى أن البشير رفض أي محاولة للتسوية – حتى بالسقف المنخفض – لما يسمى خريطة الطريق التي وقعتها المعارضة مع النظام، فقد تنكر لها ورماها في المزبلة، لذلك، الذين يدعون إلى تدخل مجلس الأمن الدولي للتدخل عبر المادة 16 لتأجيل إجراءات الجنائية ضد البشير، إنما ينحازون ويتواطأون مع الجلاد ضد الضحايا، فهم كأنهم يريدون إقناع الضحايا بأن القذافي كان سيغير موقفه في مواجهة معارضيه في ليبيا لو تدخل مجلس الأمن بإعمال المادة 16 لصالحه عام 2011، قطعا إن محاولة تحفيز البشير على حساب حق الضحايا في العدالة هو جُرمٌ كبير وخطيئةٌ سياسيةٌ جسيمة.  
على الذين يطالبون بتدخل مجلس الأمن عبر المادة 16 من أجل الحل السياسي، أن يقدموا تفسيراً لحقيقة أن العزل والإجراءات القضائية التي اتخذت ضد سولوبودان مولوسيفيتش رئيس يوغسلافيا السابق وشركائه الأربعة الآخرين، ورادوفان كارادزيتش وشارلس تايلور، قد ساعد في إيقاف العنف وسهل عملية السلام في تلك الدول. ومن أراد السلام والتسوية السياسية عليه مواجهة الجلاد بلا مساومة أو تردد، لا أن يضغط على الضحايا، ويساوم بدمائهم، ويحاول تجريدهم من حقهم القانوني في العدالة – التي هي سلاحهم الأوحد الذي يقض مضجع الجلاد ومشايعيه. فاختصاص المحكمة الجنائية في دارفور، هو حقٌ حصريٌ للضحايا في معسكرات النزوح واللجوء والشتات من الأرامل واليتامى والثكالى، وهو حقٌ قانونيٌ ملزم وغير قابل للتصرف بأي شكل من الأشكال. 
في القرن الواحد والعشرين، وفي عصر ميثاق روما انهارت ونسخت الجدليات الزائفة والحصانات الكذوبة، والسلام الحقيقي والعادل لا يتعارض مع العدالة، بل يفرض العدالة الحقة. والتغيير الحقيقي يكون بنيوياً ليعيد تشكيل تركيبة الحكم في السودان، ويفكك دولة ما بعد «الكولونيالية» التي تحولت إلى دولة إبادة ضد مواطنيها. التضامن الحقيقي والصادق مع ضحايا الإبادة الجماعية في دارفور يكون بتوحيد الجهد والمسعى من أجل تحقيق عدالة المحكمة الجنائية، إنه لأمرٌ غريب أن يحاول البعض تخليص البشير من استحقاق الجنائية، وأهل معسكره ونظامه يدعون همساً وجَهْراً إلى رحيله، بعدما أصبح عقبة كؤود أمام استمرار نظامهم.
لا مراء في أن استحقاق المحكمة الجنائية، هو استحقاقٌ قانونيٌ راسخٌ وملزم، وأن البشير وكل المتهمين في جرائم دارفور سيمثلون أمام هذه المحكمة، وسيدفعون ثمن جرائمهم- طال الزمن أم قصر- بعدما ولى زمن الإفلات من العقاب وإلى الأبد. 
كاتب سوداني

المحكمة الجنائية الدولية: حق الضحايا الحصري في دارفور

أحمد حسين آدم

أزمة السجائر في الأردن

Posted: 23 Jul 2018 02:14 PM PDT

الشارع الأردني منشغل بشكل شبه كامل بفضيحة فساد جديدة تتعلق بمصنع وهمي لرجل أعمال كبير ومدعوم، تبين أنه يُنتج السجائر المقلدة ويبيعها للأردنيين بنصف سعرها الأصلي، وتبعاً لذلك فقد حقق أرباحاً طائلة ومبالغ فلكية، لكن الغضب الأردني ليس بسبب التبغ الفاسد والماركة المزورة، وإنما بسبب تهرب ضريبي لهذا المصنع الوهمي بلغت قيمته 150 مليون دينار أردني (210 ملايين دولار).
السجائر والتبغ في الأردن قطاع بالغ الأهمية، بسبب الطلب الرهيب على هذه السلعة، حيث أن الأردن من بين الدول الأعلى عربياً وعالمياً، من حيث نسبة المدخنين، إذ تشير الإحصاءات الرسمية الى أن أكثر من 29% من البالغين في المملكة يدخنون السجائر، والأخطر من ذلك أن أكثر من 13% من الأطفال أيضاً مدخنون، هذا فضلا عن مدخني الأرجيلة، وفضلاً عن تقارير تشير إلى أن نصف الوفيات في البلاد مرتبط بالتدخين.
فضيحة شركة التبغ المزورة تستحق الاهتمام والملاحقة، ولا خلاف على ذلك، لكن ملف «السجائر» كاملاً يجب أن يتم فتحه في الأردن، فالذين كشفوا المصنع المزور هم «حيتان التبغ الأصلي»، وهؤلاء يحتكرون صناعة السجائر التي هي – في الأردن بشكل خاص- أشبه بمنجم الذهب نتيجة الأعداد الهائلة للمدخنين. وللسجائر قصة بالغة التعقيد في الأردن، فمصانع التبغ محدودة والنشاط الذي تقوم به يُسمى في علم الاقتصاد «منافسة احتكارية»، وهي المنافسة التي تحدث بين منتجين محدودين لديهم القدرة على التواطؤ، إذا قرروا ذلك، ويستطيعون إغلاق السوق أمام أي وافد جديد.
وبينما تهرّب «المصنع المزور» من الضرائب المفروضة عليه، فإن «حيتان السجائر» يتمتعون أصلاً بضرائب منخفضة، حيث أن أسعار السجائر والتبغ والمعسل في الأردن، من بين الأدنى عالمياً، بفضل الضرائب المنخفضة، ولتبيان النعيم الذي يرفل فيه «حيتان السجائر» في الأردن فإن سعر علبة واحدة من التبغ في بريطانيا أو أي دولة أوروبية يساوي أو يزيد سعر 10 علب من السجائر الأردنية الأصلية.. ما يعني أن تكلفة التدخين في أوروبا تصل إلى عشرة أضعاف تكلفة «المزاج» في الأردن.
في كافة دول العالم يتم رفع الضرائب بشكل مطرد على السجائر ويتم تقييد بيعها أيضا، وذلك من أجل خفض أعداد المدخنين، وفي بريطانيا ـ على سبيل المثال- فإن مكتب الإحصاءات الوطني كشف أن ربع المدخنين أقلعوا عن التدخين خلال الفترة من عام 2011 حتى الان، وهذا بفضل رفع أسعار السجائر وزيادة الضرائب المفروضة عليها وتقييد بيعها في المتاجر وتقييد التدخين في الأماكن العامة والأماكن المغلقة. وزيادة الضرائب على السجائر لا يؤدي فقط الى زيادة الايرادات المالية للدولة، وإنما يوفر على الاقتصاد تكاليف باهظة لعلاج الأمراض التي يتسبب بها التدخين، ما يعني في النهاية أن فرض الضرائب على السجائر ورفع أسعارها يؤدي الى تكبيد الشركات المنتجة بعض الخسائر، لكنه في الوقت نفسه يحقق مكاسب كبيرة للاقتصاد الكلي، تبدأ من زيادة الإيرادات وتمتد إلى توفير تكاليف العلاج. المشكلة في الأردن ليست في رجل أعمال هارب كان يدير مصنعاً للسجائر المزورة، وتهرب من دفع 150 مليون دينار للضرائب، وإنما في وجود «لوبي» قوي يضغط من أجل منع رفع الضرائب على السجائر، ومنع رفع أسعارها، والإبقاء على النسب المرتفعة للمدخنين، بكل ما في ذلك من آثار سلبية على الاقتصاد المحلي الذي يعاني من أزمة صعبة.
ليس مطلوباً البحث عن 150 مليون دينار بحوزة رجل أعمال هارب، بقدر ما إن المطلوب هو حساب تكاليف «السجائر الرخيصة» في الأردن، وكم كان من الممكن أن يتدفق على خزينة الدولة من أموال، لو تمت زيادة الضرائب على السجائر بدلاً من رفع أسعار الخبز والسلع الأساسية، وكم من الممكن أن نوفر على الاقتصاد لو نجحنا في تقليل نسبة انتشار الأمراض التي تنتج عن التدخين وفي مقدمتها أمراض السرطان والقلب والرئة والشرايين.
كاتب فلسطيني

أزمة السجائر في الأردن

محمد عايش

هل يستحق المنتخب الفرنسي جائزة نوبل للسلام؟

Posted: 23 Jul 2018 02:13 PM PDT

أثار فوز المنتخب الفرنسي لكرة القدم بكأس العالم نقاشات موازية أكثر مما أثاره سابقا اي فوز لمنتخب آخر استنادا إلى الرسائل الثقافية والسياسية التي حملها تعدد أصوله العرقية والدينية والثقافية. فعلى عكس ما حصل مثلا مع منتخب ألمانيا في 2014 والذي نظر إليه في العام 2014 تعبيرا عن انتصار «الأمة الالمانية» أخذ فوز المنتخب الفرنسي طابعا معولما واحتفاء في قارة افريقيا وكذلك انتقادات و نقاشات طويلة في أماكن كثيرة من هذا العالم.
برغم ما قد يبدو أنه اختلاف في أشكالهم وألوانهم وثقافاتهم إلا أن لاعبي المنتخب الفرنسي ظهروا بروح الفريق الواحد وبحالة انسجام معبرة عن الأمة والثقافة الواحدة التي تنظر للتنوع والاختلاف كمصدر للثراء والانتاج والإبداع.
وفي نهائي كأس العالم شاهد نصف سكان العالم تقريبا في بث مباشر ما تحدثه التعددية والتنوع من فاعلية ونجاح وبدرجة أكبر مما بدا انسجاما في الطرف الآخر من معطيات التشابه والتماثل. ومعيار المفاضلة و التنافس الوحيد داخل هذا الفريق الفرنسي كان فقط مقدار العطاء والانضباط والكفاءة بغض النظر عن الأصول العرقية واختلاف الألون والأديان.
هذه الصورة الآتية من روسيا جعلت الكثيرين يرون في فوز المنتخب الفرنسي انتصارا لقيم الانفتاح والليبرالية والديمقراطية، وجاء في لحظة عصيبة تتعاظم فيه نبرة الشعبوية واليمين المتطرف وموجات رفض المهاجرين واللاجئين التي تتغذى على الخوف من الآخر وفقدان الثقة والحسد والكراهية والعداوة واليقين بعدم قدرة « الأغراب « على الاندماج في ثقافة البلدان الأوروبية أو الأمريكية أو حتى دول أخرى مثل كوريا الجنوبية التي أصيبت بفوبيا الأجانب مؤخرا ورفضت استقبال أعداد قليلة من اللاجئين اليمنيين.
بدا أيضا كما لو أن انتصار المنتخب الفرنسي قد وجه ضربة للدعوات العنصرية ولدعاة بناء الجدران والحواجز على أسس اللون والعرق والدين، وهي كلها حواجز مصطنعة وغير حقيقية حسب تعبير الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه في جنوب أفريقيا بمناسبة مئوية نيلسون مانديللا والتي جاءت بعد يومين من تحقيق المنتخب الفرنسي للقب العالمي.
فوز فرنسا بالكأس كان محركا أيضا لفرحة كبيرة في القارة الإفريقية التي ناصرت المنتخب الفرنسي، ليس فقط لأنه يعود لأفريقيا أصول 14 لاعبا من أصل 23 من المنتخب، بل لما عززه هذا الفوز من الإيمان بقدرة القارة السمراء على تحقيق الكثير من الإنجازات و إمكانية الاعتماد على الذات إن هي أحسنت التعامل مع إمكانياتها واستثمرت بكفاءة مواردها البشرية الكبيرة. فما يبدو من فشل في افريقيا ليس بالضرورة معطى طبيعيا وإنما فقط فشل في ادارة المؤسسات السياسية والادارية داخل بلدان القارة.
أما في الشرق الأوسط فقد أثار هذا الفوز نقاشا آخر حول مفهوم « الدولة- الأمة « وأسس العقد الاجتماعي الذي يشكل الأمة في العصر الحالي.. ففي الوقت الذي تدور فيه حروب أهلية كثيرة في الشرق الأوسط استنادا إلى أسباب مذهبية ودينية وعرقية، كان المنتخب الفرنسي « العلماني « مثالا مكثفا عن شكل آخر من الدولة – الأمة التي تتأسس على اعتبارات المواطنة والكفاءة ومتجاوزة للشروط المذهبية والدينية والعرقية المحفزة على الصراعات، وهو ما ينبغي أن يكون عليه شكل المجتمع الحديث المتصالح مع كل اختلافاته. وهذا أيضا ما انعكس لاحقا من خلال تصريحات لاعبي المنتخب الفرنسي الذين عبروا عن أنه و رغم كل اختلافاتهم الظاهرة إلى أنهم ينتمون أولا وقبل كل شيء لفرنسا التي ولدوا وكبروا وتعلموا فيها، وهو درس آخر في مسألة الاندماج الذي تعاني من إشكالياته الكثير من الجاليات العربية والإسلامية والإفريقية في دول الغرب.
جاء فوز المنتخب الفرنسي بعد عام تقريبا من انتخاب الشعب الفرنسي للبرالي ايمانويل ماكرون و فرملة موجة اليمين المتطرف عن اجتياح أوروبا و على حساب مرشحة الجبهة الوطنية الفرنسية مارين لوبان والتي نوهت بدورها واحتفلت بفوز فريقها الفرنسي.
المنتخب الفرنسي لكرة القدم وادارته الفنية والإدارية كان من اوائل الفرق الأوروبية التي كسرت حاجز اللون في فرقها واسهم لاحقا في تقبل الفرق الأوروبية لهذا التنوع. وهو الأمر الذي مازالت تعاني منه الكثر من المنتخبات الأوروبية مثل منتخبات أوروبا الشرقية أو المنتخب الإيطالي، وهذا الأخير واجه فيه لاعبه الأسود باللوتيلي عنصرية شديدة قادته إلى تفضيل اللعب في أندية خارج إيطاليا، ولعل هذه الثقافة السائدة في بلد مثل إيطاليا هي ما جعلت جزءا من صحافتها تخرج بعناوين تجرد فرنسا من أحقيتها في الكأس وتنسب فوز فرنسا لأفريقيا وليس للاعبيها الذين تكونوا فيها. وليس بعيدا عن إيطاليا، ففي ألمانيا أيضا أثارت استقالة اللاعب الألماني مسعود أوزيل من تمثيل المنتخب الألماني ضجة كبيرة بسبب ما قاله أنها عنصرية مستندة إلى خلفية أصوله التركية.
بناء على كل هذه النقاشات الممتدة ذات الأبعاد السياسية والفكرية والثقافية هل يمكن أن نرى ترشيحا للمنتخب الفرنسي للفوز بجائزة نوبل للسلام لتكون بذلك أول مرة تمنح فيها الجائزة لفريق رياضي، خصوصا بعد أن شاهدنا قبل ذلك فوز المغني الأمريكي بوب ديلان بنوبل للآداب لعام 2016، ليكون أول موسيقي يفوز بها منذ انطلاقها قبل أكثر من مئة عام.

كاتب يمني مقيم فرنسا

هل يستحق المنتخب الفرنسي جائزة نوبل للسلام؟

فؤاد عامر

اتفاقية الصيد البحري الجديدة بين المغرب والاتحاد الأوروبي ترفع العائدات المالية والكميات السمكية

Posted: 23 Jul 2018 02:12 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: كشفت مفوضية الاتحاد الأوروبي في تفاصيل جديدة عن الاتفاقية التي توصل إليها المغرب والاتحاد بخصوص الصيد البحري، التي من المنتظر أن يجرى التوقيع على الأحرف الأولى الخاصة بها الثلاثاء في العاصمة الرباط.
وحسب المعطيات التي توصلت إليها «هسبريس» من المفوضية الأوروبية في الرباط، فإن الاتفاقية الجديدة ستسمح لحوالي (130) سفينة أوروبية ترفع علم أكثر من عشر دول بالوصول إلى المياه الأطلسية للمغرب، كما سيتم رفع العائد الإجمالي للاتفاقية، حيث سترتفع في غضون الأربع سنوات المقبلة من (37) إلى (42) مليون أورو سنويًا، مقابل (40) مليون أورو في الاتفاقية السابقة.
كما يُضاف إلى ذلك المبالغ التي يدفعها مالكو السفن على مدى تدريجي من (11.1) إلى (12.7) مليون أورو، على أساس أن تتم زيادة كميات الصيد المرصودة من (85) ألف طن إلى (100) ألف طن سنويًا من الأسماك الصغيرة السطحية، إضافة إلى (7000) طن سنويًا من أسماك أعماق البحر.
وقال الاتحاد الأوروبي في البيان الذي تضمن المستجدات حول الاتفاقية الجديدة، إن هذه الأخيرة ستتيح «استغلالاً للموارد السمكية بشكل متوازن، ومن ثم ضمان حماية البيئة البحرية واستدامة الصيد في المياه المعنية».
وكان المغرب والاتحاد الأوروبي قد اختتما، يوم الجمعة الماضي، الجولة الخامسة من المفاوضات لتجديد اتفاقية الصيد البحري، بعدما كانت المفاوضات قد بدأت في 19 نيسان / أبريل الماضي في الرباط، وباتت هذه الشراكة اليوم تحتفل بذكراها الثلاثين.
وأشارت المفوضية الأوروبية في الرباط إلى أن الجولة الخامسة من المفاوضات، التي عقدت الأسبوع الماضي، سمحت بالاتفاق على جميع الأحكام والتحسينات في النصوص القانونية وكذلك رفع منافع السكان المحليين في المناطق المعنية.
وسيشرع الطرفان، ابتداءً من الأسبوع الجاري، في الإجراءات التشريعية الخاصة بهما من أجل التصديق على الاتفاقية الجديدة في أقرب وقت ممكن، لكي تعود السفن الأوروبية إلى المياه الأطلسية للشروع في الصيد.
وكانت اتفاقية الصيد البحري بين المغرب وأوروبا قد انتهت في الرابع عشر من تموز / يوليو الجاري بعد أن استمرت لمدة أربع سنوات، ومنذ ليلة انتهاء سريان الاتفاقية غادرت سفن الصيد التابعة للاتحاد المياه المغربية.

 

اتفاقية الصيد البحري الجديدة بين المغرب والاتحاد الأوروبي ترفع العائدات المالية والكميات السمكية

استمرار الانتقادات الإسرائيلية أيضا على قانون القومية: موسيقار يهودي عالمي: أخجل من كوني إسرائيليا

Posted: 23 Jul 2018 02:10 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي» – وديع عواودة يواصل مراقبون كثر في إسرائيل حملاتهم على تشريعها قانون القومية العنصري، بعضهم بدوافع ليبرالية أخلاقية وبعضهم لاعتبارات الربح والخسارة، في ما أكد موسيقار يهودي عالمي أنه بات يخجل من كونه إسرائيليا بسببه.
وفي هذا السياق حمل الموسيقار اليهودي العالمي دانئيل برانبويم على إسرائيل، وأوضح لماذا يخجل من كونه إسرائيليا. وفي مقال نشرته صحيفة «هآرتس» أمس قال برانبويم المقيم في ألمانيا إنه في عام 2004 ألقى خطابا في الكنيست، وتحدث عن إعلان قيام إسرائيل. وتابع «وقتها قلت إنه «مصدر إلهام للمثل العليا التي حولتنا من يهود إلى إسرائيليين. وأضفت أن هذه الوثيقة المدهشة تعبر عن الالتزام بأن دولة إسرائيل، ستدأب على تطوير البلاد لصالح سكانها جميعًا، وتكون مستندة إلى دعائم الحرية والعدل والسلام، مستهدية بنبوءات أنبياء إسرائيل، وتحافظ على المساواة التامة في الحقوق اجتماعيًا وسياسيًا بين جميع رعاياها، بدون التمييز من ناحية الدين والعرق والجنس، وتؤمن بحرية العبادة والضمير واللغة والتربية والتعليم والثقافة».

ضحية الملاحقة يلاحقون سواهم

كما قال الموسيقار اليهودي «إن الآباء المؤسسين لدولة إسرائيل، الذين وقعوا ما يسمى إعلان الاستقلال، رأوا في مبدأ المساواة كأساس للمجتمع الذي بنوه كما تعهدوا، باسمهم وباسمنا، بمد يد السلام وحسن الجوار لجميع الدول المجاورة وشعوبها». ويضيف معللا رؤيته الناقدة وحملته على إسرائيل اليوم، بعد مرور 70 عامًا على توقيع هذه الوثيقة، أقرت حكومة إسرائيل قانونًا جديدًا يستبدل مبدأ المساواة والقيم العالمية بالقومية والعنصرية. مؤكدا أنه من المحزن جدًا أن يطرح اليوم الأسئلة نفسها التي طرحها منذ 14 عامًا عندما تحدث في الكنيست وتساءل: «هل يمكن أن نتجاهل الفجوة التي لا يمكن تحملها بين الوعود الواردة في إعلان الاستقلال وما تم تحقيقه؟ الفجوة بين الفكرة والواقع الإسرائيلي؟ هل الاحتلال والسيطرة على شعب آخر يتفق مع إعلان الاستقلال؟ هل هناك أي منطق لاستقلال طرف على حساب إنكار الحقوق الأساسية للآخر؟».
كما تساءل «هل يمكن للشعب اليهودي، الذي عانى في تاريخه الطويل من العذاب المتواصل والاضطهاد المستمر، أن يسمح لنفسه بأن يظل غير مكترث لانتهاك حقوق ومعاناة الشعب المجاور؟ هل يمكن لدولة إسرائيل أن تسمح لنفسها بالحلم غير الواقعي بنهاية أيديولوجية للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، بدلاً من البحث عن طريق براغماتي وإنساني لإنهائه، على أساس العدالة الاجتماعية؟».

الفصل العنصري

ويرى أنه بعد مرور 14 سنة، اليوم «ما زلت أعتقد أنه رغم كل الصعوبات، الموضوعية والذاتية، فإن مستقبل إسرائيل ووضعها في أسرة الدول المستنيرة، سوف يعتمد على قدرتنا على الوفاء بوعد الآباء المؤسسين، الذين قدسوه في إعلان الاستقلال». وخلص إلى القول «في الواقع، لم تتغير الأمور منذ عام 2004. لكن لدينا الآن قانون يحوّل العرب في إسرائيل إلى مواطنين من الدرجة الثانية. هذا هو شكل واضح جدا من الفصل العنصري. أجد صعوبة في تصديق أن الشعب اليهودي قد حافظ على وجوده لمدة 2000 سنة، رغم الاضطهاد المستمر وأعمال القسوة، لكي يصبح قامعًا ويتعامل بقسوة مع شعب آخر. لكن هذا هو بالضبط ما يفعله هذا القانون الجديد، ولذلك أنا أخجل من أن أكون إسرائيليا».

عيدان ثقاب

من جهته وصف المعلق الإسرائيلي البارز يارون لندن قانون القومية بالغبي والظالم، وقال إن نصه على بناء وتطوير بلدات لليهود بدون ذكر غير اليهود لن «يقرب القلوب» مشيرا إلى أنه يرغب بالتوقف عند حماقة النص لا عند مدى نزاهته وعدالته. وقد وصف معلقون إسرائيليون كثر القانون بالأحمق والمتطرف والزائد. موضحا أن بناء أو توسيع بلدات يهودية تأتي بالضرورة على حساب البلدات العربية، التي تحولت لما يشبه علب عيدان الثقاب أو على حساب الأراضي المفتوحة المتبقية في البلاد، في ظل ازدحام سكاني متصاعد. ويتابع «بمثل هذه الحالة فإن النتيجة الحتمية ستكون: بلدات يهودية واسعة وفي محيطها بلدات عربية متفجرة، وهي لا تتساوق مع العدل التوزيعي ولن تثمر عن نتائج طيبة لليهود، فالفجوة الاجتماعية بينهم وبين العرب هي مضرة للجميع».

ذخائر إعلامية

ويشير لندن إلى عدم منطقية الفصل بين اليهود وبين العرب بالقول، إنه كان من الممكن تحقيقه لو استبدلت البلاد بالأرجنتين أو أستراليا، ويضيف «لكن الاكتظاظ هنا يحول دون الفصل، وإسرائيل كلها شئنا أم أبينا ستصبح مركزا مدينيا (متروبولين) واحدا كبيرا. معتبرا أن مبدأ الفصل العرقي، سيفضي لنشوء أحياء لليهود فقط، لكن التجربة تدلل على أن المواطنين العرب أبناء الطبقة الوسطى سيتسللون لها كما فعلوا في مدن نتسيرت عليت والعفولة وكرمئيل ويحولونها لأماكن سكن مختلطة».
لندن الذي يشكك في احتمالات نقل كمية كافية من اليهود في المركز للجليل والنقب وبقية الأطراف بدوافع أيديولوجية، إلا بتوفر دوافع اقتصادية يخلص للقول، إن اليهود في كل الأحوال سيشكون من أن المواطنين العرب يقتربون منهم أكثر من اللازم، لاسيما أنهم سيستفيدون من تحسين قدرتهم على التحرك والتنقل نتيجة تطور الاقتصاد والمواصلات.
وعلل المعلق بن درور بن يميني صاحب التوجهات اليمينية حملته على قانون القومية، بالقول إنه يوفر ذخائر إعلامية بيد أعداء إسرائيل، لأنه يظهرها دولة قومية يهودية مع قسط أقل من الديمقراطية. وفي مقال نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» قال بن يميني إن برمان إسرائيل بحماقته منح بواسطة قانون القومية فرصة جديدة لأعداء إسرائيل لمهاجمتها في العالم، ووفر بيدهم وقودا دعائيا مفاده أنه لا يمكن وجود دولة يهودية وديمقراطية في الوقت نفسه.

مخاوف درزية

معتبرا أن الضرر الأكبر المترتب على هذا القانون سيلحق بنظام العلاقات بين إسرائيل وأصدقائها في العالم وعدد المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة وفي أوروبا التي أدانت القانون أو تحفظت عليه. وتابع «لا يمكن الموافقة على كل كلمة في بيانات هذه المنظمات الصديقة، لكن الواضح أن الكنيست سدد هدفا في شباك إسرائيل». كما أشار للضرر الناجم للعلاقات بين إسرائيل والمواطنين العرب الدروز ممن يخدمون في جيشها، وجاء هذا القانون صفعة لهم. وأنهى بالقول «حتى الآن كان هناك إجماع على أن إسرائيل دولة يهودية – ديمقراطية وجاء هذا القانون ليزعزع هذا الإجماع».

استمرار الانتقادات الإسرائيلية أيضا على قانون القومية: موسيقار يهودي عالمي: أخجل من كوني إسرائيليا

لبنان: مقتل أخطر المطلوبين بجرائم ترويج المخدرات مع 7 من مجموعته

Posted: 23 Jul 2018 02:07 PM PDT

بيروت- « القدس العربي «: بعد ساعات طويلة من المداهمات والاشتباكات أحكم فوج المغاوير في الجيش اللبناني سيطرته على مدخل الحمودية في البقاع التابعة لبلدة بريتال حيث حاصرت قوة من الجيش عدداً من المطلوبين من بينهم علي زيد إسماعيل داخل أحد المنازل في البلدة، وعمل على مخاطبتهم عبر مكبّرات الصوت لتسليم أنفسهم وسط تهديدات من أحد المطلوبين الخطيرين بتفجير نفسه.
وانتهت المداهمة بمقتل المطلوب علي إسماعيل و7 من مجموعته بينهم مرافق جمال إسماعيل السوري حسين علي مطر الملقب بـ»جمال السوري»، والقبض على محمد علي ناظم وإصابة علي عباس إسماعيل، في حين أفادت معطيات عن إصابة والدة علي إسماعيل. وقالت قيادة الجيش في بيان إنه «خلال تنفيذ قوة من الجيش عمليات دهم في بلدة الحمودية – بريتال، تعرضت القوة المذكورة لإطلاق نار من قبل مجموعات مسلحة تابعة للمدعو علي زيد إسماعيل، وقد اضطر عناصر القوة إلى الرد بالمثل، ما أدى إلى مقتل 8 مسلحين وتوقيف 41 شخصاً بينهم 6 جرحى من المجموعات المذكورة، كما ضبطت كمية من الأسلحة والمخدّرات «.
وكانت قوة الجيش تمكّنت من محاصرة المطلوبين بعد اشتباكات استخدمت فيها القذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة.
وحلّقت مروحية تابعة للجيش اللبناني في أجواء بلدتي بريتال والحمودية، في حين عزّز الجيش دورياته في المحلة، وترافق ذلك مع تعزيزات عسكرية على الأرض.
والمطلوب علي زيد إسماعيل في حقّه حوالي 2000 مذكرة توقيف بجرائم ترويج المخدرات في بلدة الحمودية – بريتال والارتباط بمجموعات مسلحة.
تزامناً، وبعد تكاثر الحديث عن تشريع الحشيشة في لبنان فإن « لقاء سيدة الجبل « الذي يتزعّمه النائب السابق فارس سعيد ويضم كوادر سابقين في الأمانة العامة لقوى 14 آذار اعتبر أن «لبنان يشهد انقلاباً موصوفاً على الدستور والطائف من قبل «حزب الله» وأزلامه، الذي يحاول فرض شروطه على عملية تشكيل الحكومة بعد أن فرض شروطه في انتخاب رئيسَ البلاد «. وقال إن «هذا الانقلاب يرتكز إلى خارطة طريق ممنهجة تُتَرجم اليوم لتطال الحريات العامة وحرية التعبير ومحاولة استخدام مجلس النواب من أجل وضع حدّ لمهلة تأليف الحكومة وصولاً إلى تشريع الحشيشة للانقلاب على العقوبات الأمريكية ولتأمين موارد مالية لفريق حزبي محدّد».

لبنان: مقتل أخطر المطلوبين بجرائم ترويج المخدرات مع 7 من مجموعته

فيروز بخير… وشائعة وفاتها تهزّ مواقع التواصل

Posted: 23 Jul 2018 02:06 PM PDT

بيروت – «القدس العربي» : انشغل عدد من عشّاق ومحبيّ سفيرتنا الى النجوم السيدة فيروز بخبر تعرّضها لانتكاسة صحيّة، ووصل الأمر ببعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي الى الاعلان ّعن وفاتها ونعيها عبر صفحاتهم الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وهذا ما دفع بمصدر عائليّ مقربّ من فيروز الى نفي الخبر جملة وتفصيلاً ، واضعاً إيّاه في خانة الشائعات، وطمأن المصدر عينه أنها بألف خير ولا تشكو من أيّ عارض صحيّ ولم تدخل أيّ مستشفى.
وكان عدد من ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولوا هذه الشائعة البشعة عن فيروز، معلنين خبر وفاتها عن عمر يناهز الـ 82 بعد صراع مرير مع المرض، مؤّكدين في الوقت عينه أنّ هذا الخبر يأتي قبل شهر من إحياء حفلها الفنيّ المقرر اقامته في الشهر المقبل، على مسرح دار الأوبرا المصرية في القاهرة.
وسارعت وسائل إعلامية مصرية بدورها إلى نفي شائعة وفاة السيدة فيروز بعدما انتشرت هذه المعلومات المغلوطة في أكثر من بلد عربي، خصوصاً في مصر، مع التأكيد أنّ ما تداوله رّواد مواقع التواصل الإجتماعي لا يمت للحقيقة بأي صلة.
تجدر الاشارة الى أنّ نجلها الموسيقار زياد الرحباني كان قد أكد في وقت سابق انهاء القطيعة بينه وبين والدته، وان المصالحة قد تمتّ بينهما والأمور على خير ما يرام.

7AKH

فيروز بخير… وشائعة وفاتها تهزّ مواقع التواصل

ناديا الياس

ولاية جزائرية تحطم الرقم القياسي في درجة الحرارة هذا الصيف: 60 درجة !

Posted: 23 Jul 2018 02:05 PM PDT

ورقلة (الجزائر) ـ «القدس العربي «: يعيش سكان مدينة ورقلة (800 كيلومتر جنوب العاصمة الجزائرية) منذ أيام مع مستويات قياسية في درجات الحرارة، التي تجاوزت الخمسين درجة في الظل، ففيما تقول أرقام مرصد الأحوال الجوية إن الحرارة بلغت (51) درجة في الظل، يؤكد كثير من سكان المنطقة أن درجة الحرارة ارتفعت في الأيام القليلة الماضية لتصل إلى (60) درجة، ويقولون إن السلطات لا تريد إعلان الأرقام الحقيقية، لأنها ستكون مجبرة على إعلان ورقلة منطقة منكوبة وستضطر لاتخاذ إجراءات تتناسب مع هذا الوضع.
ويبدأ سكان ورقلة في عز أيام الصيف يومهم باكرًا، فالحرارة على خلاف كثير من المدن الجزائرية لا تنخفض في الليل هذه الأيام، فهي لا تقل عن (33) أو (34) درجة في أحسن الحالات، وأحيانًا كثيرة تكون فوق الأربعين في حدود العاشرة ليلًا، الأمر الذي يدفع لكثيرين ممن تجبرهم الظروف إلى الخروج للعمل من أجل مباشرة يومهم في حدود السادسة أو السابعة صباحًا، والعودة إلى المنزل في حدود منتصف النهار أو الثانية بعد الزوال في أقصى الحالات، لأن شوارع المدينة تصبح شبه مقفرة من الثانية بعد الزوال إلى غاية الخامسة أو السادسة مساء، وحتى وسائل النقل تصبح شبه منعدمة، لولا الترام الذي دخل الخدمة مؤخرًا، وأصبح متنفسًا لسكان مدينة غرداية، لتعود الحركة إلى المدينة شيئًا فشيئًا، رغم استمرار ارتفاع درجة الحرارة، لكن مع اقتراب الشمس من المغيب، يصبح سكان المدينة أكثر قدرة على تحمل الحرارة، ولكن سواء كان ذلك بالليل أو بالنهار فإن من غير الممكن المرور عبر منزل أو بناية ولا يسمع صوت محركات المكيفات الهوائية التي تحولت إلى ضرورة حيوية للسكان، فمن الصعب العيش في هذه المدينة التي أصبحت « بطلة « أفريقيا هذا الصيف في درجة ارتفاع الحرارة دون مكيفات هوائية تعمل ليل نهار، الأمر الذي أدى إلى انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي، وجعل سكان المنطقة يخرجون إلى الشارع محتجين على هذه الانقطاعات التي تحول حياتهم إلى جحيم، لكن شركة الكهرباء بررت تلك الانقطاعات بزيادة الطلب على الكهرباء بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
سكان المنطقة يبحثون عن وسائل ترفيه تخفف عليهم وطأة الحر، فرغم وجود عدد من المسابح، إلا أنها تبقى قليلة وغير قادرة على استيعاب الطلب المتزايد، خاصة لدى الأطفال الذين يبحثون عن ملجأ من الحرارة، ما جعل عبد القادر جلاوي، والي ولاية ورقلة، يبرمج رحلات لأطفال المدينة نحو العاصمة من أجل الاستجمام في البحر، إذ انطلقت عشرات الحافلات تحمل أطفالاً لقضاء بضعة أيام على شاطئ بحر عين طاية في العاصمة.
وكانت هيئة الأرصاد الجوية أكدت أن مدينة ورقلة سجلت رقمًا قياسيًا في ارتفاع درجة الحرارة بلغ (51,3) درجة، مشيرة إلى أنها أعلى درجة سجلت في قارة أفريقيا خلال هذه الفترة.

ولاية جزائرية تحطم الرقم القياسي في درجة الحرارة هذا الصيف: 60 درجة !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق