Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

السبت، 28 يوليو 2018

Alquds Editorial

القدس العربي Alquds Newspaper » اقرأ في عدد اليوم

Alquds Editorial


السيسي وتصريحاته: ألم ير المصريون العجب العجاب بعد؟

Posted: 27 Jul 2018 02:27 PM PDT

لعل أول ما يخطر في بال أي عربي حين يتذكر أرض الكنانة هو قدرة المصريين على السخرية من أوضاعهم بأشكال كثيرة، وساهم هذا في جعل ممثلي الكوميديا المصرية أيقونات عربية كبيرة كما جعل هذا الفن أحد أشهر أنواع الفنون في مصر والعالم العربي.
غير أن هذا الفن، ذا التاريخ العريق والأطوار العديدة له في المسرح والسينما والغناء والاستعراض بدأ يشهد منافسة من أوضاع السياسة في مصر وأفعال وتصريحات الساسة الكبار والوزراء وممثلي الشعب في البرلمان وغيرهم، وهو أمر نابع، من غير شك، من حالة الانحدار الذي يشهده الوضع السياسي المصري، والذي ما عاد الناس قادرين فيه على التفريق بين تصريحات كبار المسؤولين و«نكات» الممثلين الكوميديين.
على رأس قائمة المسؤولين الذين التبس على المصريين وغير المصريين إن كانوا يصرحون ما يصرحون به بقصد الحط من شأن السياسة بتحويلها إلى سخرية، أم أن المبالغة، التي هي تعويض عن الواقع، هي التي تدفعهم إلى تلك التصريحات الغريبة.
آخر هذه التصريحات للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أطل عبر تقنية «الفيديو كونفرنس» على مؤتمرين يفتتحون مشروعات كهربائية واصفا ما تحقق في قطاع الطاقة منذ استلامه للسلطة عام 2014 بـ«الخيال»، وهو وصف شاعري بليغ لكنه لا يعني، في موازين الإحصاءات العلمية شيئا، منتقلا بعد ذلك إلى أن يطلب من المصريين أن يكونوا «سعداء»، وبما أن «السعادة» لا تأتي، للأسف، بـ«الخيال» أو بالأوامر العسكرية، فقد عاد السيسي إلى مطالبة المصريين بما طالبهم به من قبل: «الصبر»، وبعد الصبر «سترون العجب العجاب».
المؤتمرون لم يروا العجب العجاب ولكنهم سمعوه شخصياً من الرئيس حين أقسم بالله أن يستمر بقية عمره في تناول «وجبة واحدة» لو احتاج الأمر لتأمين حاجة 100 مليون مصري للتعليم والأمل والعلاج (واضعا الأمل، الذي هو مصطلح لشيء معنوي، مثل «الخيال» و«السعادة»، بين التعليم والعلاج).
يذكر تصريح الرئيس المصري بنكتة شهيرة عن رئيس يخطب في شعبه اليائس من الفقر والجوع والمهانة قائلا: «واحد منا يجب أن يجوع فاختاروا»، ومعروف طبعا جواب الشعوب المقفلة أفواهها والمغلوبة على أمرها حين يخيرها الرؤساء ويستفتيها الزعماء، ففي ظل الرئيس السيسي لم يعد المعارضون وحدهم مهددين، بل صار ممثلو الشعب، الذين يفترض أن مهمتهم هي محاسبة الحكومة والمسؤولين، تحت طائلة الطرد من البرلمان لو اعترضوا على أي قانون، فما بالك بالناس العاديين.
تحولت تصريحات الرئيسي الغريبة من قبيل «ميصحش كده» و«إنتوا بتعذبوني»، و«لو ينفع أتباع… أتباع علشان مصر»، و«صبح على مصر بجنيه»، وحكاية البراد الفارغ إلا من الماء، ووصية والدته له بعدم أخذ شيء ليس له، و«رز الخليجيين»… إلى أقوال شهيرة يرددها المصريون والعرب لكنها إذا كانت تبعث على الضحك في لحظتها فإنها، بعد التفكر فيها، تؤدي إلى البكاء على الحال الذي آلت إليه مصر.
بعد شعار العلمانيين الشهير حول فصل الدين عن الدولة ربما حان الوقت في مصر لفصل السياسة عن الكوميديا.

السيسي وتصريحاته: ألم ير المصريون العجب العجاب بعد؟

رأي القدس

كم أفتقدك!

Posted: 27 Jul 2018 02:26 PM PDT

مر أسبوعان على المباراة الأخيرة في (المونديال) لبطولة العالم في كأس كرة القدم، وما زال الفرنسيون ثملين بالنصر، والاحتفالات مستمرة والتلفزيون الفرنسي يعيد عرض المباراة الأخيرة وسواها من تلك التي انتصر فيها الفريق الفرنسي ضد بلدان العالم. والابتسامات تغطي الوجوه والاحتفالات ليلة المباراة الأخيرة الحاسمة بين فرنسا وكرواتيا مستمرة، وكان لا مفر لي ليلتها كجارة لـ«برج إيفل» من مشاهدة عشرة آلاف شخص يتسع (شان دو مارس) لهم، أي في الساحة الشاسعة في كنف «برج إيفل» والشاشة العملاقة التي زرعتها بلدية باريس ليشاهد الناس المباراة الأخيرة للبطولة إلى جانب شاشات كثيرة أخرى في باريس وفي غير باريس من المدن الفرنسية.

حسنا، أعترف بحبي!

كمذنب صغير بريء أعترف بأنني من محبي بعض مباريات كرة القدم منذ صغري، وكنت في الثالثة عشرة من عمري حين رافقت أبي إلى مباراة بين فريق الجامعة السورية (جامعة دمشق اليوم) وفريق آخر محلي، وكان أبي مضطرا لحضور المباراة بصفته رئيسا للجامعة، ورافقته وفوجئت بحماستي لفريق الجامعة، وضحك زملاء أبي الأساتذة الدكاترة وهم يرون بنتا لم تبلغ سن المراهقة تقفز وتصرخ بحماسة كلما نجح فريق الجامعة في تسديد هدف في مرمى الفريق (العدو)، وتحمسوا معي.
وفي «شان دو مارس» قرب بيتي، سمعت عشرة آلاف حنجرة تصرخ فرحا، وما أجمل صرخات الفرح..!

إنها الحرب العالمية ولكن..

«مونديال» كرة القدم هو الحرب العالمية العصرية، والقنبلة النووية هي الكرة.. ها هي الدول تتحارب في رقعة من الأرض محدودة المساحة هي الملعب، والمتحاربون بعدد محدود، وبدلا من قصف المدن يتم قصف المرمى بقنبلة ليست نووية، بل هي كرة القدم.. اللاعب الذي يسقط متوجعا على أرض الملعب لصدمة عدوانية من الفريق الآخر لن يموت كما في الحرب، بل ينهض أو يستبدل به لاعب آخر.. الأحقاد القومية تتخذ المجرى الصحي الحضاري دونما إطلاق رصاصة، بل ضربة كرة موفقة.. وأعترف أنه يدهشني بعض اللاعبين الذين يتلقون الكرة برؤوسهم ويعيدون تسديدها دون أن يغمى عليهم!

الروح الرياضية والقتل!

أسفت في لبنان لأن شابا قتل الآخر (وطعنه بالسكين) إكراما لخلاف على نتيجة إحدى المباريات، ولن أذكر الأسماء التي تناولتها الصحف مع الجريمة المروعة لأسرة القتيل، ولكن من يحترم حق الآخر في الاختلاف.. وعلى الأقل بحق الإعجاب بفريق كرة القدم دون الآخر!
حين انتصرت فرنسا، لم يقتل أحد جاره لأنه مناصر لكرواتيا ولا قبلها في المباريات كلها التي خاضتها فرنسا للوصول إلى بطولة العالم.
القتل علامة تخلف لا دلالة على حب فرق رياضية، ويستحق لبنان الخروج من مرحلة القتل، وهو الوطن العربي الحضاري في كثير من الحقول.. أما في فرنسا فشاهدت مئات آلاف الناس يقفزون عن الأرصفة فرحا بالانتصار في بطولة العالم لكرة القدم، هو أيضا انتصار حربي وسياسي، ولكن القتل ليس من أدواته، بل السلوك الحضاري مجسدا في الحَكَم الرياضي الذي انضم إليه حليف جديد هو العلم، أي «تقنية الفيديو»، التي ظهرت للمرة الأولى على شاشة عصرية تدون الحقيقة من الزوايا كلها، تتعدى الزاوية البشرية لنظر الحكم وكل ما هو بشري قابل للخطأ..

الرئيس ماكرون والبروتوكول

قفزة رئيس جمهورية فرنسا حين انتصر فريق بلده ما تزال تلفزيونات فرنسا تعرضها، فرئيس جمهورية فرنسا شاب دون الأربعين من العمر وكانت فرحته بانتصار فريقه تستعصي على «البروتوكول»، كما عناقه الحار لجميع أفراد الفريق الفرنسي، ومدربهم ديريه دوشان.
ما لفتني حقا كعربية هو فرحة الفرنسيين الثملة بذلك النصر الكروي وهو ما لم يحظ به حتى نابليون حين احتل دولا وخلف كثيرا من القتلى بانتصاراته.
وإذا كانت الكاميرات مصوبة على سعادة رئيس الجمهورية بالنصر فإننا شاهدنا سعادة أفراد الشعب الفرنسي في شوارع المدن الفرنسية كلها، وتحديدا الشانزليزيه/باريس، التي يدعوها الفرنسيون بأجمل جادة في العالم، ناهيك عن فرحة المشجعين الذين رحلوا بالآلاف إلى موسكو لتأييد الفريق الفرنسي.

أيها الفرح، كم أفتقدك كعربية!

على شاشات التلفزيون أرى وجوها سعيدة وأجسادا تقفز عن الأرض فرحا بالانتصار في المونديال في كل بلدة أو قرية فرنسية. وحتى بعد انقضاء ما يقارب الأسبوعين على النصر ما زالت فرنسا تحتفل والكل يصرخ: أنا فخور بأنني فرنسي..
إنه الفرح والروح القومية المنتعشة والاقتصاد الذي بدأ بالانتعاش لارتفاع الروح المعنوية لدى الفرنسيين، كما حدث عام 1998م، حين فازت فرنسا أيضا ببطولة العالم في كرة القدم وكان النجم (زيزو) أي زين الدين زيدان.

الذهاب لندوة أدبية أم لمباراة البطولة العالمية؟

أعتقد أنه من الخطأ برمجة لقاء أدبي في الموعد ذاته لمباراة «المونديال»، فالقلب البشري يتسع لحبين: الثقافة وكرة القدم. ولكن من المؤسف أننا كعرب خرجنا منهزمين منذ بدايات المونديال، وانهزمنا أيضا سياسيا وقوميا في مواجهة إسرائيل وسواها من تحديات حياتنا اليومية!
أجد عقد المونديال الآتي في قطر بعد أربعة أعوام أمرا إيجابيا جدا لنا كعرب، وأتمنى أن يشارك فيه العرب كلهم وفي نيتهم النصر، فلدينا الطاقات الشابة إلى جانب جوع حقيقي للفرح.
كعرب، اشتقنا إلى لحظة فرح وتضامن في وجه التحدي الإسرائيلي المتوحش والتآكل العربي في حروب محلية تفرح بها إسرائيل، أرجوكم دعونا نفرح ولو بانتصار كروي.
ولدينا أربعة أعوام للاستعداد له، فهل نفعل؟
أيها الفـــرح، أرجــــوك اقـــرع باب قـلــبي، فأنا أفتقدك كالكثيرين!

كم أفتقدك!

غادة السمان

«غادة السويد»… ومن قتل الأثيوبي؟!

Posted: 27 Jul 2018 02:26 PM PDT

أتمنى على الله، أن تتمكن السلطات الأثيوبية عاجلاً غير آجل من فك لغز اغتيال مدير سد النهضة، حتى لا يستغل أحد مقتله، في الترويج لدى البسطاء بأنه «الفك المفترس» وأن رجاله نافذون، وهو الأمر الذي يجد من «تنظيم عبدة البيادة» من يستقبله ويروجه!
تبدو أثيوبيا بلداً مغلقاً في وجه الإعلام، وهو ما يسهل مهمة «مروجي البانجو»، وعندما بشرنا البرنامج «المسافة صفر»، بأنه اخترق «الحجاب الحاجز»، ووصل لأعتاب سد النهضة، لم نستطع أن نميز بين السد والرسوم الهندسية، كما أن الأسئلة المهمة لم تطرح وبالتالي لم تتم الإجابة عليها، مثل السؤول عن السعة؟ وعدم وجود جهة هندسية معتبرة دولياً، تقول إنه تمت مراعاة اشتراطات السلامة عند البناء!
لا أقصد بأن جهة بعينها يمكن أن تعلن مسؤوليتها عن الحادث، لكن ما قصدته هو الترويج الشعبي لمثل هذه الأمور، وهو ما دفع البعض إلى الحد من تأثير هذه الدعاية، التي قد تروق للبسطاء، بالإعلان عن أن من تم اغتياله هو مجرد مهندس، وهناك مئات المهندسين يمكن أن يحلوا محله، وفي المقابل استغلت جريدة «الأهرام المكسيكية» وهي جريدة فكاهية تؤلف الأخبار، هذا الحادث بالإعلان بسخرية عن عودة اللواء «حمدي بخيت» ومجموعته للقاهرة بعد تنفيذ مهمة سرية في أثيوبيا!
واختيار «حمدي بخيت» لهذا الفاصل الفكاهي، يأتي لأنه هو الأستاذ المعلم لعبد الفتاح السيسي، والرجل تسمع له فتظن أنك أمام كائن شعبوي، كان يعمل سائق ميكروباص قبل ذلك، وهو من مهد لصفقة القرن بالإعلان في برنامج تلفزيوني إن سيناء كلها ليست ملك المصريين. وهو من جنرالات المقاهي، الذين يظهرون على شاشات القنوات التلفزيونية أكثر من دخولهم «دورة المياه»، فهو «مصروف» للمشاهدين كالدواء، ومنذ وقوع الإنقلاب وهناك جنرالات ظهروا تلفزيونيا وتمددوا في الفضاء، ثم اختفوا، مثل الجنرال الذي ظهر في أحد البرامج وأعلن أن المخابرات العامة لم تطلع الرئيس مرسي على البيانات الحقيقية، فكانت تمده ببيانات مزورة لعلمها أنه جاسوس لا يجوز له الاطلاع على وثائق الدولة المصرية، وهو تصريح ينسف قضية التخابر مع حماس من جذورها والمتهم فيها الدكتور مرسي، ولهذا جرى إبعاده كما تم التقليل من ظهور «محمود زاهر» بعد إعلانه على قناة «أي تي سي» أن مدير المخابرات المصرية السابق «عمرو سلمان» قتل في تفجير في سوريا!
و»زاهر» خرج من الخدمة «رائداً» مع الرأفة، لكن الإعلام منحه رتبة اللواء، لإسباغ أهمية لكلامه، وكان من نجوم مرحلة ما بعد الانقلاب، وقد تساقط نجوم هذه المرحلة الواحد تلو الآخر، وأحدهم مات وهو «سامح سيف اليزل»، ليظل «حمدي بخيت» هو النجم الأوحد، ولهذا كان المنشور الفكاهي عن عودته ومجموعته للقاهرة بعد تنفيذ مهمة سرية في أثيوبيا.
التقليل من قيمة «فقيد أثيوبيا» ليس في محله، ففي تقرير «نسيبة موسى» في برنامج «الحصاد» على قناة «الجزيرة» قالت إنه يمثل رمزية للأمن القومي الاثيوبي، لأن اسمه ارتبط منذ ست سنوات بسد النهضة. وذكرت «موسى» أن هذه ثاني عملية اغتيال لشخصيات مرتبطة بالسد، كان الأول في مايو/ آيار الماضي، وهو صاحب أكبر مصانع الأسمنت التي تورد الحصة الأكبر في عملية بناء سد النهضة!
لا أعرف من قال لـ «نسيبة موسى»، إن القاهرة تتخوف من التأثيرات السلبية لسد النهضة؟ ومن تقصد بالقاهرة هنا؟ فمصر «العشة» أم مصر «القصر» التي «تتخوف»؟!
الشاهد أن المستولي على القصر الجمهوري لا يتخوف من أي تأثيرات، وهو يعالج صدمات الرأي العام بالتنويم المغناطيسي، وكان آخرها «المسخرة» التي جرت بالطلب من رئيس الوزراء الأثيوبي أن يردد القسم خلفه على أنه لن يضر بمياه النيل!
فالجنين في بطن أمه بات يعلم أن السيسي هو من فرط، وتنازل عن حصة مصر التاريخية طواعية، عندما وقع على اتفاق المبادئ، الذي أعطى الجانب الأثيوبي موافقة القاهرة على البناء بدون قيد أو شرط، وبدون أية ضمانات، وهو يساعد الأثيوبيين في استهلاك الوقت، وكلما حدثت أزمة عالجها بأداء الحواة، فعندما تفشل المباحثات، يتم شغل الرأي العام بمعركة أسد الصحراء، و»مقطع قلوب العذارى» وهو ينتصر في موقعة «مايك الجزيرة». ثم تفشل المباحثات ثانية، فيتم الإعلان عن أن رئيس الحكومة الأثيوبية في طريقه للقاهرة لطمأنة الشعب المصري عبر البرلمان، ولم يحدث هذا فهو وعد للاستهلاك المحلي!
ويمكن بالتالي، استغلال حادث اغتيال مدير مشروع سد النهضة، في زيادة جرعة التلاعب بالعواطف، وبأن كل الأمور تحت السيطرة، وفي الجلسة التي عقدها الرئيس محمد مرسي، وتبين أنها كانت على الهواء مباشرة، مما أخذ عليها هو طلب «محمد أنور السادات» أن يقوم جهاز المخابرات بأعمال من تلك التي يجيدها لمواجهة عملية بناء السد، وتم استغلال هذا في التشهير بالرئيس فأعمال المخابرات سرية ولا يشار إليها تلفزيونيا، مع أن «السادات» نفسه كان ضمن حلف 30 يونيو بعد ذلك!
كانت الدعاية تدرك أن الرأى العام قد يطرب من فكرة استخدام القوة للحفاظ على شريان الحياة، وقامت على أن القوة لا يملكها إلا «دكر» ينتمي للمؤسسة العسكرية، لكن «الدكر» هو من قاد سياسة التفريط، ومن «تيران» و»صنافير»، إلى مياه النيل، ولأنه دائما يسعى عبر انتصارات في الغلاف الجوي وعلى كوكب زُحل، غير مرئية لمن هم على الكرة الأرضية، فسوف يستغل الحادث في تسريب رسائل للبسطاء، وكلما طال الوقت دون التوصل للجناة في حادث اغتيال مدير مشروع السد، فسيعطي فرصة لمدمني الألاعب النارية في الايعاز للبسطاء أن يده طويلة، ولديه القدرة لأن ينتصر انتصار القوات الروسية على داعش، مع العزف المنفرد لأحمد موسى، بأن الروس لا يمزحون، وإذا قالوا فعلوا، وإذا حاربوا انتصروا!
وتعلمون، أنها لعبة «بلاي ستيشن»، وهو انتصار يشبه انتصار ترامب على قناة «سي ان ان»، لكنه كان مجرد فيديو، والمقطع نسخة معدلة لانتاج خاص لمؤسسة المصارعة الترفيهية! فقط نلفت نظر «نسيبة موسى» إلى أن «القاهرة» التي تعني لا تتخوف من التأثيرات السلبية لسد النهضة! فهي التي صنعت التأثيرات السلبية لسد النهضة.

«غادة السويد»

وعلى وزن رواية «علي الجارم» التي كانت مقررة علينا في الصف الثالث الإعدادي «غادة رشيد»، يطيب لنا أن نطلق عليها «غادة السويد»!
والمقصود بها الفتاة السويدية، التي انتصرت للقيم الانسانية، ورفضت الالتزام بالجلوس في مكانها، بينما يوجد في الطائرة رجل أفغاني، يجري ترحيله إلى بلده عبر تركيا. فتاة بألف رجل مما تعدون، فلما تكن مهمتها سهلة، فقد كان هناك من يطلبون منها بقوة أن تجلس، حتى لا تكون سبباً في عدم تحرك الطائرة في موعدها الطبيعي. وهناك من قام بخطف هاتفها الجوال الذي كانت تبث به رسالتها، وبعد قليل انحاز لها تركي، قبل أن نسمع تصفيقا من ركاب آخرين، وإن جاء تأييدهم لها متأخراً، لتنجح في رسالتها ويتم إنزال الرجل!
ربما كانت القناة الألمانية «دي دبليو»، هي أول من شارك صفحة «غادة السويد» في عرض هذا الفيديو، الذي يؤكد انتصار القيم الانسانية، على نوازع الشر والأنانية ممثلة في أناس لم يكن يعنيهم سوى ألا يتأخروا وأن يقطعوا رحلتهم في الموعد المقررة لها! وإذا عرضت «الجزيرة» في برنامج لـ«السوشيال ميديا» هذا الفيديو، فقد كان من اللافت أن تعرضه «سكاي نيوز عربية»، والتي تكتفي بالترجمة الخاصة بالقناة الألمانية، لكن زادت على ذلك ببعض التعليقات المنحازة لرسالة الفتاة، وهي رسالة تتعارض مع رسالة مستأجري القناة، الذين ابتذلوها في معاركهم الخاصة، حتى أصبحت صورة طبق الأصل من قناة «العربية»، بدلاً من أن تحافظ على وقارها الشكلي، لتنجح في رسالتها التي يمثلها هذا الانجليزي الذي خطف الهاتف عنوة من يد «غادة السويد»!
ما علينا، فقد نجحت مهمة «المواطن الصحافي»، ونحن في انتظار أداء «الصحافي المحترف»، بمقابلة مع الفتاة، ومحاولة التوصل إلى الضحية، فمن المؤكد أنه وإن لم يغادر لبلاده على متن هذه الطائرة فقد غادرها في الرحلة التالية.. من هو، وما هى حكايته، ولماذا تسلمه سلطات السويد إلى بلاده، ربما ليقتل هناك كما قالت الفتاة السويدية؟ هل يعقل أنه لا يوجد مراسلين للفضائيات العربية بالسويد يلتقطوا هذا الخيط؟!

أرض – جو

في صفقة شراء «محمد بن سلمان» لجريدة «الإندبندنت» البريطانية نشر أنه ستصدر بأكثر من لغة، منها اللغة التركية، فهل سيخاطب باقي أفراد العائلة في استطنبول؟
الهدف معروف، وهو التأثير في مجريات الأحداث في أنقرة، فإذا كان الانقلاب على أردوغان قد فشل، ومحاولة اسقاطه في الانتخابات فشلت أيضاً، فإن الفتى لم ييأس!
محظوظ أردوغان بالفتى، الذي لم يدخل معركة وينتصر فيها، إنظر إلى ما جرى في باب المندب!

صحافي من مصر

7gaz

«غادة السويد»… ومن قتل الأثيوبي؟!

سليم عزوز

هل انتهى الإعلام الرسمي في العالم؟

Posted: 27 Jul 2018 02:26 PM PDT

لا شك أن وسائل الإعلام منذ أن عرفها الإنسان لأول مرة كانت وما زالت أداة تحكم وسيطرة ونفوذ بيد من يمتلكها، سواء كان ذلك في الديكتاتوريات أو الديمقراطيات، فمن المعلوم أن كل وسائل الإعلام في الدول الشمولية كانت وما زالت خاضعة لسلطة الدولة، فهي البوق الذي تستخدمه السلطات لتوجيه الشعوب والتأثير عليها.
صحيح أن الإعلام يبدو حراً في الديمقراطيات، إلا أنه في واقع الأمر ليس كذلك أبداً، فهو أيضاً خاضع لسلطة من يمتلكه، سواء كانت شركات أو أفراداً. فرغم أن الولايات المتحدة مثلاً تتفاخر بإعلامها الحر، إلا أن معظم وسائل الإعلام الأمريكية على مدى عقود كانت وما زالت تمتلكها بضع عائلات أو ربما أكثر قليلاً، ناهيك عن أن الشركات التجارية تمتلك بدورها صحفاً وتلفزيونات وإذاعات، وكلها موجهة لخدمة مصالح تلك الشركات بالدرجة الأولى رغم تبجحها بالحرية والديمقراطية والتعددية الإعلامية، وخدمة الجماهير.
ولا ننسى أن شخصاً واحداً كالتايكون العالمي الشهير روبرت ميردوك يمتلك لوحده إمبراطورية إعلامية هائلة تشمل التلفزيونات والصحف والمجلات العابرة للقارات. ومثله كثر في أمريكا وبريطانيا وأوروبا وأستراليا.
بعبارة أخرى، ظلت وسائل الإعلام في الشرق والغرب ملكية رسمية أو خاصة حتى ظهرت أخطر وسيلة إعلام عرفها الإنسان على مدى التاريخ، ألا وهي شبكة الإنترنت التي سحبت البساط من تحت وسائل الإعلام التقليدية، ووضعته تحت أرجل الشعوب.
لكن رغم أن الإنترنت حررت الإعلام، وجعلته في متناول وملكية الجميع دون استثناء، إلا أن مرحلة التحرر الإعلامي الحقيقية بدأت فعلياً مع مواقع التواصل الاجتماعي التي كانت نقلة نوعية حقيقية في تاريخ الإعلام العالمي.
ولعل أبرز تلك المواقع هي «فيسبوك» و«تويتر» و«يوتيوب»، وهي مواقع جعلت الإنسان العادي لأول مرة في التاريخ صانع الإعلام بعد أن كان لعقود مجرد مستهلك ذليل للمادة الإعلامية التي تصنعها وسائل الإعلام المملوكة للدول والشركات والأفراد. لقد حوّلت مواقع التواصل الاجتماعي كل إنسان إلى ناشر، ووجهت طعنة نجلاء إلى المتحكمين بوسائل الإعلام في العالم.
فأي صفحة على «فيسبوك» مثلاً هي بمثابة صحيفة كاملة ومتكاملة تنشر فيها المقالات، ووجهات النظر، والأخبار وغيرها، لا بل إنها تتفوق على الصحف من حيث إنها يمكن أن تكون أيضاً أشبه بتلفزيون، لأنها تعرض الفيديوهات والصور. ولا يكلف إنشاء حساب على «فيسبوك» سوى بضع دقائق دون أن تدفع فلساً واحداً. والأجمل من ذلك أن وسائل الإعلام الجديدة ليست بحاجة لا لمكاتب ولا لمقرات، فهي متاحة لأصحابها في أي مكان في العالم، طالما توفر لهم الوصول إلى الشبكة العنكبوتية.
لقد تحول كل مواطن في العالم إلى صحافي ورئيس تحرير وإعلامي ووسيلة إعلام بحد ذاته. ولعل أبرز تجليات هذا الإعلام الجديد ظهور ما يسمى بالمواطن الصحافي الذي طالما امتلك جهاز موبايل يستطيع أن يصور، وينقل صوره إلى الشبكة العنكبوتية العالمية بسرعة البرق دون المرور، لا على حسيب ولا على رقيب. وحتى الأخبار بات يتابعها الملايين عبر مواقع التواصل السريعة قبل أن يتابعها على وسائل الإعلام التقليدية لسرعتها ومرونتها وتحررها من ربقة الرقابة.
وقد أظهر الربيع العربي مدى اعتماد وسائل الإعلام القديمة على الإعلام الجديد، خاصة «يوتيوب» الذي أصبح بمثابة بنك الفيديو والصور العالمي للكثير من التلفزيونات، وحتى الصحف والمجلات. بعبارة أخرى، فإن إدارة العالم تتغير لصالح الذين كانوا على مدى التاريخ مجرد متلق سلبي، أو في محل مفعول به، فأصبحوا إعلامياً في محل رفع فاعل. مع ذلك، مازال بعض الطواغيت ذوي العقول الصغيرة يعتقدون أن بإمكانهم إخراس الشعوب ومنعها من التعبير عن طريق أجهزة الأمن التي سماها الشاعر العراقي الشهير عبد لوهاب البياتي بـ«كلاب الصيد». أما آن الأوان أن يسرحوا كلابهم بعد أن أصبحت بلا حول ولا قوة في مواجهة هذا الطوفان الإعلامي الرهيب؟
متى يعلم السخفاء أن الشعوب استقلت عنهم إعلامياً تماماً، وأصبحت تمتلك إعلامها الخاص، لا بل خرج مفهوم تشكيل الرأي العام من أيدي الحكومات تماماً، وأصبح في أيدي الشعوب نفسها. في الماضي مثلاً، كانت وسائل الإعلام الرسمية هي من تشكل الرأي العام حسب توجهاتها السياسية والاجتماعية، أما الآن فقد أصبح هناك نوع من القطيعة الإعلامية بين الحكومات والشعوب، بعد أن أصبحت الشعوب قادرة بفضل مواقع التواصل الاجتماعي مثلاً على تشكيل رأيها الخاص من خلال التفاعل فيما بينها، فمرتادو مواقع التواصل يستطيعون متابعة أحداث العالم من خلال تغريدات بعضهم البعض على موقع «تويتر»، أو من خلال متابعة صفحات بعضهم البعض على «فيسبوك». لم تعد وسائل الإعلام الرسمية تحتكر، لا الأخبار ولا الصور، فصاحب الموبايل يمكنه أن يلتقط الصورة، ويكتب الخبر وينشره بثوان على صفحته ليصبح في متناول الملايين بسرعة البرق.
وقد أظهرت إحصائية جديدة قبل فترة قصيرة أن غالبية الناس بدأت تستقي الأخبار من مواقع التواصل، وليس من التلفزيونات الرسمية أو حتى الخاصة. هارد لك للإعلام الرسمي، ولوكالات الأنباء واللوبيات الإعلامية، بعد أن أصبح الفرد العادي يتابع الخبر، ويحرره وينشره ويعلق عليه بنفسه. لقد أصبح الإعلام الرسمي محشوراً في زاوية ضيقة جداً.
وكل من يريد لمادته الإعلامية أن تنتشر على نطاق واسع، فلا بد من تسويقها على مواقع التواصل التي يديرها ويستهلكها الناس العاديون بالدرجة الأولى. ما قيمة وزارات الإعلام في عصر التواصل الاجتماعي؟

٭ كاتب واعلامي سوري
falkasim@gmail.com

هل انتهى الإعلام الرسمي في العالم؟

د. فيصل القاسم

أنصار السيسي واثقون من قرب جني الثمار والمعارضون يرفعون شعار «خلوا بالكم من جيوبكم»

Posted: 27 Jul 2018 02:25 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي» : سبعة ملايين جنيه لا تكفي تكاليف فرح لنجل أحد الأثرياء لهذا السبب يرى السفير معصوم مرزوق نائب وزير الخارجية الأسبق، أن تحديد هذا الرقم مقابل الحصول على الجنسية المصرية طامة كبرى.
أما الدكتور محمد سعيد رزق فلخص الحالة المقبلة عليها البلاد، مستعيناً بجملة لابن خلدون: إذا كثرت الجباية أشرفت الدولة على النهاية. بينما إسراء عبد الفتاح ذهبت للمستشفى لمرض ألم بها، وهناك لم تجد «صبغة» لإجراء أشعة لكنها وجدت السلام الجمهوري. رئيس البرلمان أطلق صاروخاً عابراً مبشراً المصريين: «عبرنا مرحلة «التثبيت» ودخلنا عصر جني الثمار». وبدوره حذّر الاقتصادي المرموق إبراهيم نوار المواطنين: «كل واحد يخلي باله من اللي في جيبه». وحول تصريحات الرئيس السيسي، «أقسم بالله أصبروا وسترون العجب العُجاب»، علق الدكتور حازم حسني: «عاد السيسي لتكرار ما يطلبه دوماً من المصريين بدون ملل. سؤال، ولو أنه يؤلم من لديه بعض الإحساس: هم المصريين لسه ما شافوش العجب- العُجاب؟».
في ما لا تزال ثورة يوليو/تموز مثار جدل بين خصوم عبد الناصر وأنصاره، ومن يدينون بالولاء المطلق لها، أولئك الذين يستدعون أيام المجد كلما حلت ذكراها، ينتظر خصومهم الذكرى نفسها كي يخرجوا رفات الزعيم المسجى في قبره لجرد دفتر هزائمه، غير أن فراج إسماعيل أشار أمس لذكرى أسرّ بها إليه صحافي سعودي كبير من أصول موريتانية، «جدتي العجوز كانت تقطع المسافات الكبيرة من البادية إلى نواكشوط لتشتري حجارة البطارية لراديو الترانزستور، حتى تستمع إلى خطابي عبدالناصر الشهيرين يومي أول مايو/أيار و23 يوليو». أما عبد الله بركات عميد كلية الدعوة في جامعة الأزهر سابقًا فاشتكا للسماء بعد حبس دام خمس سنوات: « ربي أنت أعلم بما أصابني وأنت بكل شيء عليم. وأشهدك وملائكتك وجميع خلقك أنني براء مما اتهموني به، فلم أدبر تجمهرا ولم أشارك في تدبيره ولم أسمع به، ولم أؤلف عصابة ولم أشارك في تأليفها ولم أسمع بها، ولم أحض على العنف أو القتل». وفي الصحف المصرية الصادرة أمس الجمعة 27 يوليو المزيد من التقارير والمعارك الصحافية.

إدانة الزعيم

في خضم الحملة بين أنصار ثورة يوليو/تموز وخصومها تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي نص شهادة منسوبة للواء عبدالحميد الدغيدي، قائد القوات الجوية شرق القناة في عام 1967، التي يحمل فيها الأخير الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مسؤولية نكسة 5 يونيو/حزيران. ورأى الدغيدي، حسب شهادته التي تبدو كما أشارت «المصريون» إلى أنها من مذكرات شخصية، أن رئيس الجمهورية وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة (الرئيس جمال عبدالناصر) هو المسؤول الأول عن الهزيمة، بلا جدل أو نقاش أو سفسطة أو أعذار. وقال إن مسؤولية الرئيس الراحل سياسية بحكم المنصب كرئيس سياسي للجمهورية، علاوة على أن لجنة تقصي الحقائق أدانته في الباب السابع بما معناه أن قراره السياسي بالحرب كان متسرعًا وغير مدروس. وأضاف أن الرئيس كان مسؤولًا أيضًا عن الهزيمة العسكرية بحكم المنصب أيضًا، حيث أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة».

ناصر ضد ناصر

يقدم لنا عبد العظيم حماد في «الشروق» نقداً موضوعياً لزعيم ثورة يوليو: «لا ننكر إنجازات جمال عبدالناصر الوطنية والتنموية، والاجتماعية الهائلة والجذرية في مصر، وامتداد إلهامها إلى المنطقة كلها، بل إلى كثير من مناطق العالم الثالث بتعبيرات ذلك الزمان، وهي أكثر من أن يتم حصرها بكل آثارها هنا، وبالطبع لا نهتم بالجدل العقيم حول إجلاء الاحتلال البريطاني وجدوى تأميم قناة السويس، وكسر احتكار السلاح، وتقرير المصير في السودان، وغيرها.. لأنها كانت في وقتها من المستحيلات، لكن عبدالناصر الذي أنجز هذا كله في خمسينيات القرن الماضي، دخل إلى العقد التالي، لتتوالى عليه وعلى مصر النكسات والهزائم، بداية من انفصال سوريا، التي جسدت الوحدة معها واحدة من الأخطاء الكبرى، وهو دمج المشروع الوطني المصرى في المشروع القومي العربي بكل تناقضاته، ولم يكن هذا الانفصال سببا فقط في الانزلاق إلى حرب اليمن، ولكن ثمنه الأفدح دفع هنا في مصر، فلم يستخلص عبدالناصر من درس الانفصال سوى أن الأغنياء والرأسمالية المتوسطة تستطيع تمويل انقلاب عسكري ضده هنا في مصر، بالتعاون مع «الرجعية العربية والإمبريالية»، ومن هنا جاءت حركة التأميمات في الستينيات، ليس لأسباب تنموية، كما قيل، وإنما للقضاء على هذه الشريحة، أي أصبح التأميم ثأريا وأمنيا ومسيسا، فحرم الاقتصاد المصري من طاقات وموارد وخبرات كبيرة وبالغة النفع، واتسعت هوة الصراع الداخلي، بإضافة هؤلاء إلى أعداء يوليو/تموز من الإقطاعيين القدامى، ما أدى إلى عسكرة الحكم تماما، وتضخم الأهمية الوظيفية لدور عبدالحكيم عامر على رأس القوات المسلحة لتأمين النظام، وتأمين عبدالناصر شخصيا، وصولا إلى استبداد عامر بالمؤسسة العسكرية، بما أدى في النهاية إلى كارثة 1967، فكان وجود عامر ورجاله المهزومين «عسكريا» هو الضمانة الوحيدة لبقاء النظام.. وخلاصة هذه النقطة أن الضابط المنقلب عبدالناصر كان يعمل ضد الزعيم عبد الناصر صاحب المشروع الوطني الطموح».

ماتت معه

يؤمن فراج إسماعيل بأن ثورة يوليو انتهت بوفاة قائدها جمال عبدالناصر، مؤكداً في «المصريون» على: «أن كل ما أتى بعد ذلك لا ينتمي إليها إلا بالتتابع الزمني كأنظمة حكم توالت على حكم مصر في ظل النظام الجمهوري الذي أرسته الثورة. أنور السادات الذي انضم إلى التجهير لثورة يوليو متأخرا، ولم يكن من الضباط الأحرار المؤثرين فيها، سرعان ما انقلب على الثورة عندما تولى السلطة، وحاول أن يقضي عليها نهائيا بحركته التصحيحية في 15 مايو/أيار 1971 ضد ما سماه مراكز القوى وأطلق عليها مسمى «الثورة»، ومضى في الترويج الإعلامي لها فأنشأ مؤسسة صحافية باسم «مايو» وحيا سكنيا على أطراف القاهرة وجسرا علويا في أهم منطقة في وسط العاصمة. منذ ذلك التاريخ تغيرت الظروف تماما، ضعفت الدولة القومية التي بدأت بإلغاء اسم الجمهورية العربية المتحدة، وانكفأ الحكام الجدد على الداخل، وسمح لقوى إقليمية أخرى بعضها ناصب الثورة العداء، بأن تحتل مكانة مصر وتقوم بدورها الذي كان يتولاه عبدالناصر بكاريزما لم يسبقه إليها أحد قبله ولا يبدو أن أحدا سيمتلكها بعده، فهي من نوع فطري فريد لا يتكرر، مثل حنجرة أم كلثوم. زمن عبدالناصر يختلف عن زمن السادات ومبارك والسيسي. إنه زمن الرجل الذي رأي مصر فوق الجميع. أحبها لدرجة لا توصف ولم ير غيرها في العالم العربي سوى أشقاء صغار لهم عليها حقوق الشقيق الصغير على الكبير أو الأبناء على الأم، وقد نقل هذا الإحساس لكل المصريين حتى وصفنا العرب بالشوفينية. يجب أن لا نحكم على عبدالناصر وثورته بمقاييس أزمنة من جاءوا بعده، رغم هزيمة يونيو/حزيران 1967 ظلت شخصية عبدالناصر عند الشعوب العربية هي الشخصية الأثيرة القوية».

أحلام الوطن

«هل يملك الرئيس السيسي شيئاً مثل عصا موسى، أو حتى عثر على مصباح علاء الدين.. لكي يحقق مطالب الشعب وأحلام الوطن؟ السؤال لعباس الطرابيلي في «الوفد»، الرئيس السيسي لا يملك وحده صنع المعجزة التي يريدها الشعب، فالرئيس يريد إصلاحاً اقتصادياً كاملاً وشاملاً وسريعاً يعوض به كل ما ضاع على الوطن، في سنوات عديدة سابقة.. والمثل الشعبي يقول «اليد الواحدة لا تصفق» والمثل الآخر «القفة أم ودنين.. يشيلها اتنين». وبالتالي مهما كانت إمكانيات الرئيس- وهي والحمد لله إمكانيات هائلة.. فإنه لن ينجح النجاح الذي يريده للوطن وللشعب، ولذلك كانت صيحة الرئيس للشعب «أن اصبروا.. وسترون العجب». ذلك أن برنامج إعادة بناء الوطن يتطلب أيضاً مشاركة شعبية حقيقية، وأكاد أقول إن كل ما يطلبه الرئيس هو «بعض الصبر»، وبعض التحمل، حتى لو طلب من الشعب التضحية ببعض الرفاهيات.. فلماذا لا يستجيب الشعب، خصوصاً أن الدولة تسابق الزمن، في ما تنفذه من مشروعات في كل المجالات. وما تم في قطاع الكهرباء مثلاً هو أفضل مثال على رغبة الدولة وإصرارها على تنفيذ برنامج طموح للتنمية وتحقيق إعادة البناء، وكذلك قطاع الطرق. حقيقة نتجت عن تقليل الدعم إن زادت أعباء المواطن، سواء البسيط أو الغني. وفي المقابل لم تتحرك الأجور بالنسبة نفسها. هنا بدأ الشعب يعاني وبدأت عمليات «الهمهمة» والغضب مما يجري. وبدأ الناس يتحدثون عن شعبية الرئيس، ويبدو أن قدرتنا على التحمل انخفضت إلى حد بعيد، بل بات البعض يرفض موجات الغلاء.. وكأن الشعب لا يريد الإصلاح».
فقهاء ضد السلطة

«يحرص الفقيه الدستوري الدكتور محمد نور فرحات في «المصري اليوم» على تتبع سير عدد من من الرعيل الأول لعلماء القانون الدستوري في مصر ممن أثروا فقه الحرية منذ منتصف القرن الماضي، أولئك الذين يصفهم بأنهم لم يكونوا عونا لحاكم مستبد على شعبه، ولم يقدموا للطغاة الأطر القانونية للاستبداد تحت شعار زائف من سيادة القانون والشرعية. ولكنهم استخدموا علمهم لتحقيق الهدف الأسمى من القانون الدستوري وهو تقنين الحرية، ووضع الضوابط على ممارسات السلطة التنفيذية، وإقرار مبدأ ارتباط السلطة بالمساءلة. فالسلطة المطلقة مفسدة مطلقة مهما حققت من إنجازات مادية لشعبها. وبناء الأوطان لا يكون فقط ببناء الأحجار، بل بوضع أساس سياسي وأخلاقي متين لوطن تحكمه الشرعية والحرية وسيادة القانون العادل، وطن لا يساس رعاياه بالأوامر والزواجر والعطايا، وإن تلحفت برداء الشرعية، بل بالوعود الوردية المرسلة. أعرض في هذا المقال لسيرة اثنين من عظماء الفقه الدستوري في مصر، وكيف أنهما أسهما بعلمهما في ترسيخ قيم الوطنية الحقة، وهما المرحومان عثمان خليل عثمان وعبد الحميد متولي. كلاهما ينتمي إلى النصف الأول من القرن العشرين.الأول ولد سنة 1911 والثاني عام 1900. وكلاهما ينتمي للطبقة الوسطي الريفية المصرية. وكلاهما تعلم في مدارس الحكومة، ونبغ في دراسته إلى أن أصبح أستاذا مرموقا للقانون الدستوري، وكلاهما لم تنزلق به دراسة القانون إلى خطيئة استخدام علمه للتزلف للحكام وتبرير خطاياهم. ولد الدكتور عثمان خليل عثمان في بلدة الحواتكة في مركز منفلوط محافظة أسيوط، وتعلم في المدارس الحكومية ومدارس الجمعية الخيرية، ثم التحق بمدرسة الحقوق ونال منها شهادة الليسانس مع مرتبة الشرف سنة 1924، وعين معيدا في كلية الحقوق جامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا) ونال درجاته العلمية ثم درجة الدكتوراه من الجامعة نفسها عام 1937. سافر إلى فرنسا والتحق بالسوربون، ولكنه عاد بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية، وظل يمارس تعليم القانون الدستوري والإداري للأجيال المتعاقبة. وكنا نجلس أمامه طلابا في مدرج جامعة القاهرة نستمع إلى كلماته حول مبدأ المشروعية وخضوع الدولة للقانون وكأننا أمام عازف متمكن يعزف لحن العدل والحرية».

يا ويل اللي عنده شقة

من المعارك ضد الحكومة نتوقف عند ما طرحه مجدي سرحان في «الوفد»: «لدينا شعور بأن كل مؤسسات الدولة أصابتها حالة «سعار» مفاجئة.. وأطلقت أيديها لتنهش في جسد المواطن المغلوب على أمره، وتسلبه ما تبقى في جيوبه من أموال أصبح عاجزا عن تدبيرها ليدفع للحكومة حقوقها من ضرائب ورسوم وإتاوات وفواتير استهلاك ملتهبة لكل شيء.. حتى المجاري «لا مؤاخذة».. و«الجدع» من هذه المؤسسات هو من يستطيع أن يغرف أكثر وبدون رحمة، من جيب المواطن الذي لا بد أن يضحي.. ويضحي.. ويضحي من أجل أن يعيش «الجنين» الذي طال انتظار يوم ميلاده. خرجت علينا منذ أيام السيدة الدكتورة رئيس مصلحة الضرائب بفرمانات وقرارات وتهديدات، بأن كل من يمتلك وحدة عقارية قيمتها أكثر من مليوني جنيه عليه أن يدفع «الضريبة العقارية».. ومن يتقاعس عن الدفع أو عن تسليم نفسه إلى المصلحة لتسجيل ملكيته للوحدة السكنية سيتعرض للعقوبات والغرامات و« قد أعذر من أنذر» بذلك تفتح سيادتها من جديد الباب لإيقاظ فتنة قديمة نائمة، كان قد أثارها في عام 2010 قرار فرض هذه الضريبة الذي أصدره الدكتور بطرس غالي وزير مالية مبارك، الذي أثار موجات استياء عاتية اضطرت الرئيس السابق إلى إصدار تعليمات فورية بتجميد تطبيقه، خاصة بعد أن أثار الخبراء والقانونيون الكثير من التحفظات، وكشفوا ثغرات قد تعرض هذا القرار للطعن بعدم دستوريته عند بدء تطبيقه.. ومن أهم هذه الثغرات: أنه لا يجوز للدولة أن تحصل ضريبة من المواطن على ما يمتلكه من «أصل ثابت» لا يدر عليه أي دخل أصلا.. لأن هذا يتعارض أساسا مع فلسفة فرض وتحصيل الضرائب، مما يستحيل معه تحقيق «العدالة الضريبية» التي هي حق دستوري أصيل للمواطنين».

فاسدون في الخفاء

نتوجه نحو الحرب على الفساد بصحبة محمد عزوز في «المصري اليوم»: «القبض على رئيس مصلحة الجمارك بعد شهرين من تعيينه في منصبه.. فضيحة في وزارة التموين. هشام عبد الباسط محافظ المنوفية في قبضة الأمن. صلاح هلال، وزير الزراعة الأسبق، في قفص الاتهام. القبض على سعاد الخولي نائبة محافظ الإسكندرية بتهمة الرشوة، وإلى ذلك الكثير من قضايا الفساد التي كشفت عنها الأجهزة الرقابية، والتي تُثير العديد من التساؤلات، يأتي في مقدمتها: من يدعم كل هؤلاء؟ ومن دفعهم ورشحهم وزكاهم إلى تلك الوظائف؟ وهل ترشيحهم لتولي وظائفهم هو مخطط للنيل من هيبة الدولة؟ أم جاء نتيجة تراكمات عشرات السنين السابقة؟ وبعيدا عما ستؤول إليه تحقيقات النيابة حول هذه القضايا ومدى تورط أصحابها من عدمه، فلا يوجد شيء بالمصادفة، فالفساد لا يظهر فجأة، كما لا يكتشف عرضا، ووراء الفوضى وحالة العبث التي نعيش فيها أشخاص كثيرون لابد أن تطالهم يد المحاسبة، لنتمكن من تجفيف منابع الفساد والإرهاب، فكلاهما وجهان للعملة ذاتها التي تستهدف أمن واستقرار الوطن، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. وفي حربنا الضارية لمواجهة الاٍرهاب الداخلي والخارجي لن نستطيع تحقيق ما نصبو إليه على صعيد إعادة البناء والتنمية، بدون تطهير أنفسنا من كل فاسد، خاصة أن مصر لم تنضب من القيادات الصالحة، ولا يمكن أن تصل إلى هذه المرحلة الضحلة من الاختيار. والإصلاح يحتاج أولا أن نواجه أنفسنا، ونحدد أهدافنا، ثم نقضي على خفافيش الظلام الذين يعتقدون أن الأجواء سانحة للفساد وتدمير ثوابت بناء الدولة التي نسعى جميعًا لإعادتها لسابق أمجادها».

الصحافيون في قلب الرئيس

«على الرغم من حالة الغضب العارم بين الصحافيين بسبب قانون الإعلام الجديد إلا أن عبد المحسن سلامة نقيب الصحافيين يرى في «الأهرام» أن ما جناه أعضاء النقابة من ثمار كثير للغاية، مكاسب كبيرة لم تكن لتتحقق لولا المناخ الإيجابي الذي تعيشه مصر تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبفضل لغة الحوار الهادئ والموضوعي، بعيدا عن المزايدات والانفعالات ومحاولات تشويه وطمس الحقائق بدون مبرر معقول، أو موضوعي. في مهنة الصحافة والإعلام نتطلع دائما إلى المزيد من الحرية، لكن أيضا يجب أن نتسم بالموضوعية في الحكم على الأشياء، فليست هناك حرية مطلقة، وإنما دائما الحرية ترتبط بالمسؤولية، والأهم من كل ذلك أن القوانين ليست كتبا مقدسة، بل يمكن تعديلها وتطويرها إذا اقتضت الحاجة ذلك، وخير مثال القانون 92 لسنة 2016 الخاص بالهيئات الصحافية والإعلامية، وهو قانون وليد لم يمر عليه عامان بعد، وتم تعديله وإدخاله ضمن قوانين تنظيم الصحافة والإعلام الجديدة. ومعنى ذلك أن كل شيء قابل للتطوير والتعديل، والحياة لا تتوقف مادمنا التزمنا بقيم الحوار الهادئ والمناقشات الموضوعية، مستهدفين في ذلك كله المصلحة العامة، بعيدا عن المزايدات والتشنجات.. المهم الآن أن ننظر إلى المستقبل ونحن مدركون حجم ما تحقق من إنجازات وتطورات فاقت ما تحقق في القانون 96 لسنة 1996. لا بد من الحفاظ على الروح الإيجابية التي سادت مناقشات قوانين الصحافة والإعلام، لأنها تؤكد بوضوح أننا نسير في الطريق الصحيح لبناء دولة المؤسسات، في إطار إقامة الدولة الديمقراطية العصرية المدنية الحديثة التي يعمل الرئيس عبد الفتاح السيسي على تثبيت دعائمها».

لا بد من هذا

نصيحة يقدمها في «الشروق» محمد المنشاوي: «على القاهرة أن تدرك أن عليها تقديم جديد في تناولها للعلاقات مع واشنطن، فلم يعد من المقبول الاعتماد على المعادلة التقليدية التي حكمت علاقات الدولتين لعقود طويلة، وعلى ما يبدو أنها ما زالت مسيطرة على تصورات الكثيرين من مسؤولي الملف الأمريكي في مصر، خاصة مع عدم صلاحيتها كما أظهرت تطورات السنوات السبع الأخيرة. التصور التقليدي ينظر إلى العلاقات كونها استراتيجية بجمعها دولة عظمى ذات نفوذ كبير في الشرق الأوسط، وتمتلك مفاتيح البوابة الملكية للمؤسسات المالية الدولية من ناحية، ودولة إقليمية رائدة لها وزن كبير مؤثر في مختلف قضايا المنطقة، سواء في شمال إفريقيا أو منطقة الخليج العربي والهلال الخصيب، من ناحية أخرى. تصور آخر يسيطر على رؤية الجانب المصري وتتعلق بمعادلة «مساعدات أمريكية مقابل تعاون مصري» حيث لعبت القاهرة دورا محددا في محيطها الإقليمي، يخدم المصالح الأمريكية مقابل تلقيها مساعدات عسكرية واقتصادية، زادت على 75 مليار دولار حتى اليوم، وهو تصور يراه البعض قديما وغير صالح للاستخدام. ما نراه بوضوح اليوم في محيط أزمات الشرق الأوسط يؤكد، أن واشنطن لم تعد تتمتع بالسطوة والقوة نفسيهما التي اعتقدت مصر أنها تملكهما. ومن ناحية أخرى فليس سرا ما نشهده من زيادة المكانة الإقليمية للسعودية وتركيا، إضافة لإسرائيل أو إيران».

حرب «السوفت»

نعيش في عالمنا العربي حالة من «الحرب السوفت» وهو تعبير لعماد الدين أديب في «الوطن»: «الحرب السوفت هو مصطلح مجازي للتعبير عن حروب صغيرة في حجم عملياتها لكنها وحشية في خسائرها البشرية وتأثيراتها في الدمار للعمران والاقتصاد، وفي نتائجها الإنسانية المؤثرة في النزوح واللجوء. والضربات المحددة، أي الميني ضربات، هي الصانعة للحرب السوفت على مسرح عمليات يبدأ من المحيط إلى الخليج، من خلال جرائم يشترك فيها أسوأ ما في العالم العربي والمنطقة والعالم من قوى عرقية ومذهبية وطائفية وتكفيرية مدعومة بالمال والسلاح من أكثر من 80 جهازاً استخبارياً محلياً وإقليمياً ودولياً مزوداً بترسانات سلاح ودفتر حساب مفتوح ومرتزقة بلا ضمير. «الحرب السوفت» يبدأ رسم ملامحها من خلال قراءة أجندة أحداث وعمليات يوم عادي من أيامنا، مثل يوم الأربعاء الموافق 25 يوليو/تموز 2018. تعالوا نستعرض على سبيل المثال وليس الحصر أهم أحداث الحرب السوفت التي نعاني منها يوماً بعد يوم.. قبالة سواحل اليمن وعند باب المندب تعرض مرتزقة الحوثيين لقافلة نفط سعودية بهدف التأثير على عمليات نقل الطاقة في المنطقة، وللانتقام من القرار السعودي الأخير برفع الإنتاج إلى 2 مليون برميل يومياً لتعويض توقف التصدير الإيراني، بسبب العقوبات المفروضة. ومن تلك الحروب وفقاً للكاتب قيام مجموعات إرهابية تنتمي لتنظيم «داعش» بارتكاب مجزرة مروعة وعمليات انتحارية في محافظة السويداء في ريف دمشق، الشمال الشرقي ضد المدنيين، كذلك استمرار العمليات العسكرية عند مدن الساحل الليبي ودرنة وإعلان الجيش الوطني سيطرته على 90٪ من الأراضي الليبية حسب تقديره. فضلاً عن استمرار التوتر السياسي الاجتماعي الطائفي في البصرة وبغداد وبعض المدن العراقية».

الانتحار جبن

«منذ فترة قررت فتاة عشرينية أن تُلقي بنفسها تحت عجلات قطار المترو في محطة «مار جرجس»، ولم يمض وقت كثير حتى شهدت محطة أخرى؛ وهي المرج القديمة انتحار شاب بطريقة مشابهة، الأمر الذي أدهش أحمد سعيد طنطاوي في «الأهرام»: «لماذا اختار المنتحرون أن ينهوا حياتهم على عتبات المترو؟ كانوا يختارون قديمًا كوبري عباس، أو كوبري الجيزة المطل على النيل ليقفزوا من عليه. لماذا الحياة عند بعض الناس لا تساوي شيئًا؟ هل هانت عليهم أنفسهم؟ أم أنهم استمعوا لنداء اللحظات القليلة جدًا في الحياة، التي يسأل الإنسان فيها نفسه: ما معنى حياتي؟ ما معنى أن أتعذب فيها؟ وما معنى ألا يفهمني أحد من أفراد أسرتي ولا أصدقائي ولا جيراني، فلا أعرف لماذا جئت ولماذا ذهبت، ولماذا أستمر في هذه الحياة التي لا أفهم فيها شيئًا؟ وفجأة يقرر أن يقفز من الحياة ليعرف الإجابة.. فجأة يقرر أن يقف ليقفز من أعلى الكوبري ومن أعلى رصيف القطار ومن الطائرة لو أمكن ومن أعلى البرج.. إنهم أناس قرروا ألا يقاتلوا قرروا أن يستسلموا لها ولكل مشكلاتها. إنهم يتعجلون المحطة أو يتعجلون الحصول على الإجابات.. والانتحار معناه عند مثل هؤلاء: أنني لا أريد هذه الحياة التي تحيونها أو تحبونها.. تمامًا مثل الذي دفع تذكرة السينما ودخل إلى مشاهدة الفيلم، وجلس فترة ولم يفهم شيئًا.. فقرر أن الخروج من السينما هو الشيء المعقول الوحيد، مع أن هذا ليس حلًا.. والحل أن تحاول الحصول على إجابات كلما قابلتك مشكلة في الفهم لأن الحياة، ليست ريش نعام ولا رفاهية دائمة».

المهر حسن الخلق

للمرة الأولى يتوقف محمود الكردوسي في «الوطن» عن كف أذى قلمه عن المعارضة بمختلف أطيافها في زاويته كرباج: «أليس فينا رجل طيب، مؤمن بحق مثل محمد أحمد حسن ابن مدينة إسنا، في صعيد مصر؟ في عز الغلاء وضيق الصدور، قرر الرجل أن يكتب في قائمة زواج ابنته هبة.. «حُسن رعايتها ومراعاة الله فيها»، بدلاً من العفش والذهب والأجهزة الكهربائية وغيرها من محتويات تقليدية. اندهشت لأن هذه الواقعة التي أصبحت حديث الـ«سوشيال ميديا» تحدث في الصعيد، حيث لا تميز «فشخرة» الزواج بين غني وفقير، أو بين ابن عيلة وعامل على بئر. ولم أشك لحظة في أن الأب فعل ذلك بكامل إرادته ووعيه، ولم يفعله مثلاً لعيب خِلْقى في ابنته أو بحجة «اللي اتكسر يتصلح»، بل لأنه «يثمّن ابنته بأخلاقها وتربيتها». هناك من سيقول: «يا بخت العريس». وهناك من سيسأل: «ما عندكش بنت تانية؟». لكن المؤكد أن الغالبية ستراه «مجنوناً».

الموت للجبناء

نحلق نحو عروس عروبتنا المسلوبة ويهتم لحالها غازي حسين في «الشعب»: «إن الصمت العربي المشبوه، وتواطؤ حكام الإمارات والممالك العربية على تهويد القدس المدينة التي أسسها العرب وحررها رجال الصحابة من الغزاة الرومان أمر خطير، ومريب ومشبوه، ساعد دولة الاحتلال على تهويد مدينة الإسراء والمعراج.
إن فلسطين التاريخية كلها من رأس الناقورة مروراً بأم الرشراش (حالياً إيلات) وحتى رفح، ومن النهر حتى البحر أرض عربية إسلامية، وما طرأ عليها من حروب واحتلال واستعمار استيطاني يهودي وترحيل للمقدسيين ومصادرة للأرض والمنازل والحقوق والثروات وتهويدها غير شرعيّ، ولاغ، وباطل، مهما طال الزمن. واليوم يتعرض المسجد الأقصى المبارك ومسجد قبة الصخرة المشرفة وكنيسة القيامة إلى مخاطر حقيقية لتهويدها، كما حدث في المسجد الإبراهيمي في الخليل ومسجد الصحابي بلال بن رباح في بيت لحم، وقبر الشيخ يوسف وعشرات المساجد في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
إن الأنظمة التي وقعت اتفاقات الإذعان في كمب ديفيد وأوسلو ووادي عربة وجامعة الدول العربية، ولجنة المتابعة التابعة لها والرباعية العربية وآل سعود حلفاء نتنياهو الجدد، يتحملون مسؤولية تهويد القدس وتمرير صفقة القرن، وما آل الوضع في فلسطين العربية، والتواطؤ مع نتنياهو لتدمير المسجد الأقصى المبارك، وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه، تحقيقاً لخرافة /هيرمجدو/ والأطماع التوراتية والتلمودية والمسيحية الصهيونية وقادة الكيان الصهيوني.
وجاءت منظمة اليونسكو وأكدت أن لا علاقة لليهود وإسرائيل بالأقصى وحائط البراق، فالقدس مدينة عربية أسسها العرب قبل ظهور اليهودية والمسيحية والإسلام، وحررها المسلمون من الغزاة الرومان وأصبحت مدينة عربية إسلامية ومدينة الإسراء والمعراج، وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وعاصمة فلسطين والعرب من مسيحيين ومسلمين والمسلمين في جميع أنحاء العالم».

أشقاء للأبد

العلاقات مع السودان تثير اهتمام الكثيرين، ومن بينهم دينا شرف الدين في «اليوم السابع»: «مصر والسودان اللتان لا يجوز بأي شكلٍ من الأشكال أن تختلفا مهما كانت هناك من المستجدات التي شابت العلاقة التاريخية الجغرافية الأبدية بين أبناء الدولتين. فكيف يكون إذن لدولتين شقيقتين كانتا في زمن ليس ببعيدٍ دولة واحدة تحت حكم ملكي واحد أن تفترقا؟ وكيف لشعبين اعتادا الذوبان ببعضهما ثقافياً وفكرياً ودينياً أن يختلفا؟ فعلى الرغم من تلاعب بعض الأيادي الخبيثة لبث الخلافات ونشر الشائعات، خاصة من طائفة «الإخوان» الذين أن وُجدوا بأرضٍ أفسدوا فيها ونشروا بها من الخبائث والفتن ما يخدم توجهاتهم ومصالحهم المشبوهة وما أكثرهم في الأراضي السودانية، إلا أن المواطنين المصريين والسودانيين لم يتوقفوا يوماً عن التبادل التجاري والثقافي والإنساني، الذي اعتادوه منذ قديم الأزل، حتى إن شابت العلاقات بين الحكومات بعض التوترات، فسرعان ما يعمل الرابط الأصيل العميق والعلاقة الأبدية القوية على تجاوز أي خلاف، وخير دليل على ذلك زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة للسودان الشقيق، التي أطاحت بترتيبات ومخططات شيطانية تسعى إلى شق الصف وتوتير العلاقات لغرضٍ في نفس يعقوب! نهاية: لا ننسى المساعي الشعبية التي يقوم بها بعض السادة الأفاضل لتوطيد أواصر العلاقات بين الشعبين ومد الجسور الثقافية والفكرية والعلمية بين أبناء وشباب وادي النيل من مصر للسودان، مثل مبادرة «مجلس القيادات الشبابية لأبناء وادي النيل»، التي تم إطلاقها مؤخراً».

العازف المجهول

تجربة مدهشة قامت بها صحيفة «الواشنطن بوست» تؤكد التفكير الإبداعي للصحافيين. القصة اهتم بها جمال الشاعر في «الأهرام»: «في صباح يوم بارد وقف رجل في إحدى محطات المترو في واشنطن. وبدأ يعزف على الكمان مقاطع من أرقى مؤلفات باخ لمدة 45 دقيقة.. ولأنها ساعة الذروة فقد مر به حوالى 1100 شخص معظمهم في طريقه إلى العمل. بعد 3 دقائق من بدء العزف.
أبطأ رجل في سيره ثم توقف لبضع ثوان ليستمع للموسيقي ثم أسرع في طريقه. بعدها بدقيقة تلقى عازف الكمان الدولار الأول من امرأة ألقت له المال، بدون أن تتوقف وواصلت السير. طفل عمره حوالى 3َ سَنوات هو من أظهر أكبر قدر من الاهتمام.
وتكرر هذا الأمر مع العديد من الأطفال، وخلال 45 دقيقة من عزف الموسيقي لم يتوقف ويستمع لمدة من الوقت سوى 6 أشخاص. وقدم 20 فقط ممن مروا المال للعازف، ثم واصلوا السير.
كانت نهاية 45 دقيقة من العزف مبلغ 32 دولارا.. وعندما أنهى العزف وعم الصمت لم يصفق أحد! لم يلاحظ أحد أن عازف الكمان هو جوشو بيل واحد من أكبر وأشهر الموسيقيين الموهوبين في العالم. وأنه عزف مجموعة من القطع الموسيقية الأكثر تعقيًدا وأنه يعزف على كمان قيمته 5.3 مليون دولار، كانت الفكرة الأساسية هي: هل ندرك الجمال في جو غير مناسب أحد استنتاجات هذه التجربة هو: إذا لم يكن لدينا لحظة لنتوقف ونستمع لواحد من أفضل الموسيقيين في العالم. فكم من الأشياء لم نستمتع بها؟».

أنصار السيسي واثقون من قرب جني الثمار والمعارضون يرفعون شعار «خلوا بالكم من جيوبكم»

حسام عبد البصير

السويداء وخط الاشتباك الإقليمي

Posted: 27 Jul 2018 02:25 PM PDT

لم يستطع المصطلح الموازي للحدث السوري في كثير من الحالات أن يجاري التحولات والوقائع، وقد يكون من بين مظاهر هذا القصور تجاهل الانقسام الحاد والعميق في مؤسستي النظام العسكرية والأمنية وامتداداتهما الميليشياوية بين قوتين اقتسمتا السيطرة عليهما منذ خريف العام 2015؛ حيث (الانتداب) الروسي يحتكر صناعة القرار السياسي، ويحاول أن يبدو صاحب الكلمة الفصل في القرارين العسكري والأمني، وعلى الجانب الآخر نفوذ إيراني متزايد في المستوى العميق والتفصيلي المتعلق بقوات النخبة العسكرية والأجهزة الأمنية المرتبطة بها، وكذلك الميليشيات المحلية شبه الرسمية.
تشير خريطة النفوذ الحيوي للقوى الإقليمية جنوب سوريا إلى طرفين إقليميين متصارعين هما إيران وإسرائيل، إضافة إلى قوة (الانتداب) الروسي العالقة بينهما والتي ترغب بالوصول إلى حل وسط بين الخصمين؛ وهو ما عبر عنه العرض الروسي بإبعاد الإيرانيين مسافة 100كم عن الجولان المحتل، مما يعني طرد هذا النفوذ من دمشق ذاتها وإبعاده إلى شرق مطار السين العسكري في البادية السورية. بمعنى آخر؛ أصبح نفوذ طهران في دمشق وفي كامل الجنوب على طاولة المفاوضات.
في سبيل التمهيد لمثل هذا الحل تدفع موسكو بمشروع مناطقي في الجنوب السوري (القنيطرة ـ درعا ـ السويداء) لتحقيق استقرار مؤقت يتم خلاله سحب السلاح وتنظيم الميليشيات ضمن ما بات يعرف بـ (الفيلق الخامس) ذي المرجعية الروسية. وهو ما يمكن أن يحقق لها سيطرة كبيرة على المستوى اللوجستي والعملاني، ويتيح لها فرصة لإحراج الشريك الإيراني وسحب أوراق قوته وأدواته وذريعة بقائه في الجنوب . لكن في المقابل، يبدو أن الجانب الروسي عاجز عن تنفيذ هذه الخطوة بسبب إعاقة إيران لها، لما تراه فيها من خطر يهدد نفوذها الحيوي. إذاً، ثمة شرخ لا يزال يتسع بين الروس والإيرانيين الذين لن يمنع خروجهم من الجنوب السوري سوى إفشال مشروع التنظيم العسكري والأمني الروسي.
بتاريخ 20/5/2018 انتقلت مجموعات داعش من جنوب دمشق إلى وعر شرقي السويداء بموجب اتفاق تحت رعاية روسية مباشرة، وكانت الأطراف المقابلة لداعش على طاولة المفاوضات هم ممثلو النظام بالإضافة إلى الإيرانيين وتنظيمات فلسطينية محلية في مخيم اليرموك. وهو ما يعني أن تعزيز قوة داعش شرق السويداء كان تحت العين الروسية وبموافقتها. ويعني أيضاً أن ثمة ترتيبات جمعت بين الإيرانيين وداعش خلال هذا الاتفاق. وقد أحاطت التوجيهات الروسية الاتفاق آنذاك بمزيد من التعتيم. بهذا انتقل 1600 مقاتلاً من داعش إلى شرق السويداء (حسب المرصد السوري) ليضاف هذا العدد إلى بضع مئات من مقاتلي التنظيم كانوا موزعين في مناطق مختلفة من الوعر.
لطالما كانت مجموعات داعش المتواجدة في مناطق جنوب دمشق موضع ريبة ـ حتى من قبل التنظيم الأم ـ وهذا ما دفع التنظيم في دير الزور إلى رفض انضمامها إليه عند افتتاح العملية التفاوضية تحت الرعاية الروسية أواخر شهر نيسان 2018. وثمة شواهد كثيرة في سيرة داعش جنوب دمشق تشير إلى علاقات متداخلة بمراكز قرار محسوبة على النظام السوري في دمشق (بجناحيه). لقد وفر مفاوضات خروج داعش من جنوب دمشق فرصة مؤاتية لاتصال نشط بين كل من الجانبين الروسي والإيراني مع قيادة التنظيم (أبو محمود الجولاني). أما علاقة تنظيم داعش بالجانب الإسرائيلي فهي علاقة مشوبة بكثير من الغموض، لكن لا يوجد سبب لنفيها، لاسيّما أن مجاورة التنظيم في حوض اليرموك للحدود مع إسرائيل قائمة منذ أواخر عام 2014 وتتسم بنوع من الانضباط والتهدئة المتبادلة.
من نافل القول أن مبررات عملية داعش في السويداء خلال مرحلة انحسارها الحالية لا يمكن أن تكون مفهومة في إطار أي مشروع مستقبلي لها في الجنوب، لاسيّما وأن عدد مقاتليها الذي يقترب من 2000 مقاتل في وعر شرق السويداء واللجاة يقابله حوالي 30000 ألف حامل للسلاح من أبناء السويداء. ومن باب أولى محاولة فهم حركة مجموعات داعش شرق السويداء بوصفها أداة لمحرك دولي أو إقليمي، لاسيما وأنها مركب أمني بحكم طبيعتها، ومتعددة الوظائف بحكم تعدد مشغليها. ومن الصعوبة بمكان افتراض وجود مشغلين محليين إذ إن جميع الأطراف المحلية لا تعدو كونها أدوات فاقدة القرار. والحال هذه، من المفيد الإشارة إلى مبررات مفترضة لدى الأطراف صانعة القرار (روسيا ـ إيران ـ إسرائيل) لاستخدام داعش، ومصالح كل منها في تنفيذ مذبحة الأربعاء الأسود في السويداء.
ثمة شيء من عدم الثقة لدى سكان السويداء بقدرة الجانب الروسي على تنفيذ خطة تأمين شاملة ومناسبة في محافظتهم، وعلى الأغلب أن ذلك ناتج عن فهم جيد لدى القوى المحلية للمعادلة الأمنية في الجنوب، إضافة إلى ما يظهر على المبعوثين الروس من سوء تقدير كبير لحجم قوتهم الفعلي على الأرض وللحسابات الأمنية في السويداء ومحيطها. يضاف إلى ذلك رد الفعل المحلي الحازم على الاتهامات الروسية لبعض المجموعات المحلية المسلحة بالإرهاب، وهي اتهامات مبنية على سوء التقدير نفسه.
على خلفية كل ذلك، ظهر تيار واسع داخل السويداء يرفض تسليم السلاح وفقاً للمشروع الروسي. وكانت نتائج اجتماع الضباط الروس بوجهاء من السويداء يوم 18/7/2018 باعثاً لخيبة روسية من إمكان إتمام مشروع التنظيم العسكري وسحب سلاح المجموعات المحلية في السويداء بشكل سلس. قد تكون هذه الخيبة الروسية وراء محاولة مفترضة لزج السويداء في معركة عسكرية مرهقة تضطرها للبحث عن قوة تنظيم شاملة للقوى العسكرية فيها، وهو ما يمكن أن يفيد منه الجانب الروسي في ضم الميليشيات شبه الرسمية والأهلية إلى مظلة الفيلق الخامس، وسحب السلاح العشوائي المنتشر بكثافة.
في المقابل، يتحرك الجانب الإيراني بدأب على خط الميليشيا الأكبر في السويداء (الدفاع الوطني) عبر ذراعه (حزب الله) وذلك منذ انتقال داعش جنوب دمشق إلى شرق السويداء؛ حيث أصبح قرار حزب الله أساسياً في إدارة هذه الميليشيا. وقد أسفر هذا التدخل عن سحب القوى المحلية المنتشرة على حزام القرى الشرقية للمحافظة (الدياثة ـ الشبكي ـ طربا ـ الكسيب ـ تل بصير) قبل أسبوع واحد من هجوم داعش الأخير.
على الأغلب أن جمع السلاح وتنظيم الميليشيات شبه الرسمية ومن ثم ضمها للفيلق الخامس، كما تقتضي الخطة الروسية، ستكون له آثار متدحرجة تصل إلى إنهاء الوجود الإيراني في الجنوب. بهذا ستكون إيران هي الطرف الأكثر تضرراً من المشروع الروسي، وهذا ما يمكن أن يكون قد دفع الجانب الإيراني إلى إفشال المشروع الروسي عبر خلق الشعور بالخطر الوشيك لدى سكان السويداء، مما سيترتب عليه رفض الأهالي لمشروع سحب السلاح وتنظيمه تحت إدارة روسية. وهو ما سيبقي على قدرة التدخل الإيرانية في مجريات الجنوب، وسيقتل أساس فكرة السيطرة التي يفاوض الروس من خلالها الجانب الإسرائيلي.
في اتجاه ثالث، رفضت إسرائيل مؤخراً المقترح الروسي القاضي بإبعاد إيران عن حدودها لمسافة 100 كم، وظهر أن إسرائيل اتخذت بالفعل توجها حاسماً من الوجود الإيراني على كامل الأراضي السورية. وعلى الأغلب أن إسرائيل تطمح إلى تعزيز استقلالية نسبية في قرار مناطق الجنوب (بما فيه السويداء) عسكرياً وأمنياً، وهو ما يتعارض تماماً مع مشروع التنظيم الروسي الذي يمكن أن يحدّ من قدرتها على النفاذ إلى مجتمعات الجنوب على غرار رغبة خصمها الإيراني، لكنْ بأهداف معاكسة تماماً، حيث يحاول الجانب الإسرائيلي استخدام هذه الاستقلالية النسبية من أجل طرد النفوذ الإيراني من الجنوب السوري الذي يعتبره وسادة عازلة لحدوده الشمالية.
أضف إلى ذلك أن ثمة شيء من عدم الثقة الذي تبديه إسرائيل حيال قدرة الروس على تنفيذ وعودهم المتعلقة بطرد الوجود الإيراني، وكذلك شيء من اليقين بالتعنت والالتفاف الإيراني في مواجهة المطالب الروسية الإسرائيلية. ويبدو أن شكوك إسرائيل جزء من فهمها الجيد لتعقيد المسألة الأمنية في الجنوب، ولطبيعة السيطرة المركبة والمتادخلة للانتدابين، أو الاحتلالين، الروسي والإيراني.
إن فرصة استثمار تنظيم داعش شرق السويداء هي احتمال قائم لدى كل من الأطراف الثلاثة بناء على تعريف مصالحهم الحيوية؛ من خلق الحاجة للتنظيم لدى الروس إلى خلق الشعور بالخطر الوشيك لدى الإيرانيين وصولاً إلى خلق الاستقلالية النسبية وفق الرغبة الإسرائيلية.
إذاً، حدث هجوم داعش على سبع قرى مأهولة بالسكان المدنيين في أقصى ريف السويداء الشرقي، ونفذ خلالها التنظيم صبيحة يوم 25/7/2018 مجازر مروعة بحق السكان الآمنين، كما نفذ أربعة عمليات انتحارية وسط مدينة السويداء صباح اليوم نفسه. وبلغت حصيلة ضحايا هجوم التنظيم 246 شهيداً وأكثر من 170 جريحاً وسط تجاهل جناحي النظام وداعميهما، حيث ترك السكان المحليون يخوضون معركتهم وحدهم.
تظهر وسائل التواصل الاجتماعي عدم اتفاق على بعض من التفصيلات بين سكان السويداء خلال اليومين الماضيين، إلا إنها تظهر بالمقابل ما يشبه الرأي العام الذي يحمل (النظام؛ أي جناحاه مع داعميهما) مسؤولية نقل داعش إلى شرق السويداء والتسبب بمجزرة الأربعاء الأسود. كما تظهر تبدد الثقة بجميع القوى غير المحلية (نظام ـ روس ـ إيرانيون) وتؤكد على مبدأ الاعتماد على النفس والوحدة الداخلية بين سكان السويداء.
من جانب آخر، تصاعد الشعور بالخطر والحاجة للحماية بين السكان المحليين إلى أقصى درجاته، وهو ما يشير فعلاً إلى أن مسألة سحب السلاح قد أصبحت ضرباً من المستحيل، إذا لم تكن محاطة بكثير من التعقيدات التي لن يستطيع الجانب الروسي التصدي لها. كذلك فإن مساهمة القوى المحلية المختلطة (رجال دين مع مقاتلين غير متدينين) في مواجهة داعش أدت إلى انهيار الادعاء الروسي الذي يتهم بعض مجموعات رجال الدين الدروز بالإرهاب. وعلى العكس من التبسيطات المخلّة لدى البعض، تمخضت نتائج عملية داعش الأخيرة عن عودة شيئ معقول من الشرعية الشعبية للمجموعات والميليشيات المحلية داخل السويداء بعد أن كادت تفقدها نهائياً على خلفية انخراط معظمها في أنشطة ذات طابع ربحي ضمن دورة اقتصاد الحرب.
لقد أخذ المشروع الروسي بالتبدد خلال هذين اليومين، فيما تقدمت كل من إيران وإسرائيل خطوة إلى الأمام. وهو الأمر الذي يعبر فعلياً عن المأزق الروسي في معالجة ملف الجنوب، لاسيّما بعد الاتفاق الهش الذي عقده الروس في مدينة بصرى الشام مطلع شهر تموز/يوليو الحالي، وعرقلة تنفيذ بند عودة النازحين بسبب انفلات سلوك الفرقة الرابعة (الموالية للجناح الإيراني) وعدم قدرة الروس على ضبطها.
قد تكون أحداث الأربعاء الأسود في السويداء مؤشراً على احتدام الصراع بين إسرائيل وإيران اللتين يريد كل منهما الكعكة كاملة، وبقرار يبدو حاسماً من قبل كليهما. وعلى الأغلب أن السويداء التي تتوفر في محيطها الجغرافي أدوات مناسبة لتحريك هذا الملف (داعش شرق السويداء ـ داعش في اللجاة) هي الآن في جغرافيا مركز خط الاشتباك بين الطرفين الإقليميين القويين، وتحت نظر طرف دولي مربَك. وقد تكون صندوق رسائل بين الأطراف المتصارعة والمتنافسة خلال المرحلة المقبلة.
إن استمرار الدور الوظيفي لداعش وتكرار استخدامها في السويداء مرهون بحل معضلة النفوذ الإيراني في الجنوب. وريثما يتم حل تلك المعضلة من المفيد للسويداء أن تبقى على مسافة آمنة من الأطراف الثلاثة حتى لا تقع في براثن عدو إسرائيلي قديم جديد، وحتى لا تقع في حضن قوات الاحتلالين الروسي أو الإيراني خلافاً لتاريخها ولدورها الوطني المشرّف الطارد للاحتلالات.

٭ كاتب سوري

السويداء وخط الاشتباك الإقليمي

مؤنس حامد

أبو مازن يعارض المبادرة الأمريكية

Posted: 27 Jul 2018 02:25 PM PDT

من له عين حادة، أو يسكن في بلدات غلاف غزة، لا بد أن يكون لاحظ الاستخدام المتناقص للبالونات الحارقة من جانب حماس. هذا لا يعني أن الهواء قد نفد لهم، لرجال الذراع العسكرية، أو سجل رفضًا للخدمة في وحدة مطلقي البالونات. في الأسابيع الماضية كتبت هنا عن الأهمية التي يولونها في حماس لهذه الوسيلة، التي من جهة تثير جلبة في إسرائيل، ومن جهة أخرى لا تقتل، ومن ثم ليست مبررًا كافيًا للحرب. قلت إن قادة حماس لن يتخلوا عنها بسهولة، ولكن هدفهم ليس اشعال الحقول. هذه مجرد وسيلة، أما هدفهم الأعلى فهو التسهيلات في حالات الإغلاق، وهذا يمكنهم أن يحققوه برأيهم، بوسائل الضغط.
إن الأحداث الدموية التي وقعت هذا الأسبوع هي خلل بالنسبة لحماس، فهم لا يريدون أن يفقدوا مقاتلين، وبالتأكيد ألا ينزلقوا إلى حرب، فالحرب ستبعدهم عن الهدف الأعلى، ولكنهم لا يتحمسون للكف عن إشعال الحدود. برأيهم، إسرائيل تفهم لغة القوة، والبالونات هي وسيلة للاستخدام، وإذا ما شعرت بأن ظهرها إلى الحائط، ستوافق على التخلي عن الإغلاق.
في هذه اللعبة لا توجد وجبات بالمجان، وحماس لم تقلص استخدام البالونات دون أن تحصل على شيء ما بالمقابل. في الفترة الأخيرة اطلعت قيادة حماس من المصريين على خطة إعادة التأهيل التي وضعها فريق السلام لترامب، وفي الأسبوع الماضي مكث في القاهرة وفد من حماس. وأول أمس زار الأمريكيون هناك. هذه المبادرة طموحة، وكثيرة البنود، مثابة مشروع مارشل يستهدف إنقاذهم من الوحل. وللمفارقة، فإنها تمثل حلمهم الرطب. ثمة مفارقة، لأن من بين الجميع، أمريكا بالذات هي التي تتصدرها، وأمريكا هي أيضًا التي ترى فيهم منظمة إرهاب.
بينما تشتعل الحدود مع إسرائيل، تسجل المبادرة الأمريكية تقدمًا آخر، إذ لا تطلع قيادة حماس على سر الأمور فحسب، بل إن أبو مازن يرفع معارضته المتواصلة للخطة، هذه انعطافة دراماتيكية. حتى وقت أخير مضى، وعلى نحو مواظب، أصر الرئيس على صد كل مبادرة إعادة تأهيل في القطاع. ومنذ أن وضعت التفاصيل أمام قادة حماس، استجابوا للنزول عن استخدام البالونات، كي يهيئوا الأجواء لإطلاق الخطة، فلا إغلاق كرم أبو سالم ولا هجمات الجيش الإسرائيلي أقنعتهم لعمل ذلك. ولكنهم لن يتنازلوا عن العنف فورًا، بل بالتدريج كي لا يظهروا أنهم استسلموا، ودومًا سيلوحون بهذه البلطة من فوق لكي يستخدموها كورقة ضغوط على إسرائيل.
مع أن الخطة الأمريكية طموحة ولكنها حلمية بمفاهيم غزة. مبعوثا ترامب، كوشنير وغرينبلت، نجحا في أن يربطا بها إسرائيل، ومصر، والاتحاد الأوروبي، والسعودية، واتحاد الإمارات، وقطر وآخرين. فهل ستتجسد بالملموس؟ قلة يعطونها احتمالً، ولكن وضع غزة، ولتطبيق جزئي لها هو حبل نجاة.

المبادرة السعودية

أحجية: من قال إن على العالم أن يكافح العنوان الإيراني بالشكل الذي امتنع عن استخدامه في الثلاثينيات حيال النازيين؟
سفير السعودية في واشنطن، الأمير خالد، الذي هو ليس بالصدفة أيضًا ابن الملك، وفي مقال نشره هذا الأسبوع، قال الأمير إن إيران تشعل الحروب بجهاز التحكم من بعد. وهكذا فإنها تشبه النظام النازي. ليست هذه هي المرة الأولى التي يجند فيها القصر الملكي عظيم القتلة في التاريخ في حملة له ضد الجيران، وكذا أخوه خالد، ولي العهد محمد، شبه خامينئي بهتلر. كل شيء يبقى في العائلة.
عندما تتحدث الرياض بهذه اللغة، ينشأ تساؤل إذا ما كانوا يعرفون من كان النازيون. في طفولتنا درجنا على أن نتمنى لأحد ما كنا نكرهه على نحو خاص أن يموت في قبر ناصر.
الأطفال (والعجائز أيضًا) يجندون بجدية تامة الشيطان كي يشتموا غيرهم. وبخلاف هتلر، فإن الذي قاد جهاز إبادة منهاجي وجند له كل المقدرات القومية، لدى ناصر، كانت هذه شعارات بالأساس. وعندما وقعت له الفرصة لتحقيقها، انهار داخل نفسه في غضون ستة أيام. وكذا يكون التشبيه بين النظام الإيراني والنازية، فهو يشهد أساسًا على أصحابه. ومع أصدقاء كهؤلاء، هناك من يحتاج إلى كتب التاريخ.
صحيح أن هذه ليست عصبة أولياء، ولكن الفجوة بين طهران وآلة الإبادة لهتلر كبيرة جدًا. الإيرانيون لا ينتهجون إبادة منهجية، يومية ومؤكدة لأبناء الأقليات.
صحيح أن دستورهم يمنح امتيازات للشيعة في إدارة الجمهورية (قانون القومية، في الصيغة الفارسية)، ولكن ليس في سلوكها ولا في عقيدتها سلم عرقي. فقد علل هتلر فكره بقوله إنه ليس لليهود، للغجر ولغيرهم، الحق في الوجود. أما الإيرانيون، فلو أرادوا إبادة اليهود فقط لأنهم يهود لفعلوا هذا منذ سنين بعيدة. عداؤهم ليس لليهود، بل للمشروع الصهيوني الذي ينحصر إنجازه الأساس في إقامة دولة إسرائيل.
بخلاف هتلر، ليس لجمهورية إيران الإسلامية أي تطلعات توسعية، صحيح أنها تعمل على توسيع نفوذها بالتدخل في شؤون الدول الأخرى، وأن تجد لنفسها قواعد في عواصم المنطقة، ولكن في هذا لا تختلف مبدئيا عن عدوها المرير السعودية، أو كبار القوى العظمى. وإذا كان في العالم سلم أخلاقي لانغلاق الحس والشر، فلست واثقًا بأن الإيرانيين يحتلون فيه مكانًا أعلى من مكان السعودية.
كل محاولة للربط في معادلة واحدة إيران مع هتلر، تقلل من قوة شر النازية وعميق المعاناة التي زرعتها للأجيال. وهكذا فإنه إذا التقى أحد ما بأمير سعودي ما قريبًا، فليطلب منه، في صالحهم وفي صالحنا، أن يشطب من صفحة رسائلهم العائلية البند عن الرايخ الثالث.

جاكي خوري
معاريف 27/7/2018

أبو مازن يعارض المبادرة الأمريكية
بينما تهرع حماس إلى خطة التأهيل يرفضها عباس على نحو دراماتيكي
صحف عبرية

قيادات كردية وعربية تبحث في دمشق مستقبل مناطق سيطرتها شمالاً

Posted: 27 Jul 2018 02:24 PM PDT

دمشق ـ «القدس العربي»: يجري وفد من مجلس سوريا الديمقراطية، الذراع السياسية لقوات سوريا الديموقراطية المدعومة من واشنطن، محادثات للمرة الأولى في دمشق تتناول مستقبل مناطق الادارة الذاتية في الشمال السوري، في خطوة تأتي بعدما استعاد النظام مناطق واسعة من البلاد خسرها في بداية النزاع المستمر منذ 2011.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية التي تعد الوحدات الكردية عمودها الفقري على نحو ثلاثين في المئة من مساحة البلاد تتركز في الشمال، لتكون بذلك ثاني قوة مسيطرة على الأرض بعد الجيش السوري.
وأكد الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديموقراطية رياض درار أمس الجمعة أن «وفداً من مجلس سوريا الديموقراطية يزور دمشق بناء على طلب الحكومة السورية في زيارة رسمية هي الأولى». وقال «نعمل للوصول الى الحل بخصوص شمال سوريا»، مضيفاً «ليست لدينا أي شروط مسبقة للتفاوض ونتمنى أن تكون المحادثات ايجابية لمناقشة الوضع في شمال سوريا بالكامل».
وأكدت مصادر سورية مطلعة لـ «القدس العربي» بأن قوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية أبلغت السلطات السورية استعدادها للانسحاب من مدن وبلدات تسيطر عليها وتسليمها للجيش السوري الذي سينتشر فيها فور تسلُّمها.
وحسب ما رشح من معلومات بهذا الشأن فإن المفاوضات الماراتونية التي جرت بين «قسد» ودمشق وشارك فيها أكراد قريبون من الحكومة السورية كانت نتائجها إيجابية وأفضت إلى قبول مبدئي من «قسد» بتسليم مدينة الرقة وأحياء واسعة من مدينة الحسكة وهي الأحياء التي تحيط بالمربع الأمني الذي توجد فيه مؤسسات الدولة وأفرعها الأمنية بمدينة الحسكة للسلطات السورية، وتقول المعلومات أيضاً إن السلطات السورية أبلغت «قسد» بأنه كما تمت استعادة الجنوب السوري يمكن استعادة المدن التي تسيطر عليها «قسد»، وأن دمشق تفضّل أن تتم الاستعادة بالوسائل السياسية والتفاوضية.
ووفق ما تسرب أيضاً فإن المجلس التنفيذي لقوات سوريا الديمقراطية ابلغ دمشق بأن الولايات المتحدة تنوي سحب قواتها وقواعدها العسكرية من الأراضي السورية وأن واشنطن أخبرت «قسد» بهذه المسألة وأبلغتها أيضاً بأنها ستقوم بترتيب عملية الانسحاب مع الطرف الروسي في الفترة المقبلة.
وكانت وكالات انباء ومواقع إخبارية كردية قد كشفت عن زيارة إلى دمشق قامت بها كل من إلهام أحمد، رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، وإبراهيم القفطان رئيس حزب سوريا المستقبل، للقاء مسؤولين أمنيين هناك، وذكر موقع «باسنيوز» أن هاتين الشخصيتين ناقشتا الملفات الأمنية إضافة إلى موضوع الرقة ودير الزور مع المسؤولين الأمنيين بدمشق.

قيادات سياسية وعسكرية

ويضم الوفد الذي وصل الخميس الى دمشق قيادات سياسية وعسكرية برئاسة الهام أحمد، الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية. وأكد العضو الكردي في مجلس الشعب السوري عمر أوسي لوكالة فرانس برس عبر الهاتف من دمشق ان المحادثات «هي الأولى العلنية مع حكومة دمشق».
بعد عقود من التهميش، تصاعد نفوذ الأكراد في سوريا مع انسحاب قوات النظام تدريجياً من مناطقها في العام 2012، ليعلنوا لاحقاً الإدارة الذاتية ثم النظام الفدرالي قبل نحو عامين في «روج أفا» (غرب كردستان) ويضم الجزيرة (محافظة الحسكة)، والفرات (شمال وسط، تضم أجزاء من محافظة حلب وأخرى من محافظة الرقة)، وعفرين (شمال غرب) التي باتت منذ أشهر تحت سيطرة قوات تركية وفصائل سورية موالية لها. وبقيت المواجهات العسكرية على الارض بين قوات النظام والمقاتلين الاكراد نادرة، الا ان دمشق ترفض بالمطلق الادارة الذاتية، وتصر على استرداد كافة مناطق البلاد بما فيها مناطق الأكراد.
ويأخذ النظام على المقاتلين الأكراد تحالفهم مع واشنطن، التي قدمت لهم عبر التحالف الدولي غطاء جوياً لعملياتهم العسكرية ضد تنظيم الدولة الاسلامية ودعمتهم بالتدريب والسلاح ونشر مستشارين على الارض. واذا كانت واشنطن دعمت الاكراد في كل معاركهم ضد تنظيم الدولة الاسلامية فتمكنوا من طرده من مساحات واسعة، لا سيما من محافظة الرقة أبرز معاقله في سوريا، فقد امتنعت عن دعمهم في مواجهتهم مع القوات التركية في عفرين المحاذية لتركيا.

أبرز مكون

وتصنف أنقرة حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي وذراعه العسكرية وحدات حماية الشعب الكردي، أبرز مكون لقوات سوريا الديموقراطية، كمنظمات «ارهابية» وتعتبرهما امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً ضدها على أراضيها منذ عقود.
وشنت القوات التركية مع فصائل سورية موالية لها هجوماً على منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية انتهى بسيطرتها على المنطقة في آذار/مارس، في عملية دفعت عشرات الآلاف من سكان المنطقة الى النزوح منها. وبعد تهديد أنقرة مراراً بشن هجوم ضد المقاتلين الأكراد في مدينة منبج (شمال)، انسحب المقاتلون الأكراد من المدينة بناء على اتفاق أميركي تركي. وتلا هذه التطورات إعلان الأكراد استعدادهم للدخول في «محادثات من دون شروط» مع النظام. وقال أوسي إن انطلاق المحادثات الرسمية في دمشق يأتي بعدما «أدرك الاتحاد الديموقراطي الكردي ووحدات الحماية ومجلس سوريا الديموقراطية أن الأميركيين سيتخلون عنهم»، داعياً الأكراد «ألا يضعوا بيضهم في السلة الأميركية». وأعرب عن اعتقاده بأن المباحثات ستتناول «تسهيل دخول الجيش السوري الى شرق الفرات، أي المناطق ذات الغالبية الكردية (شمال وشمال شرق) وإعادة مؤسسات الدولة اليها» في مقابل «اعتراف الدستور المقبل بالمكون الكردي.. ومنحه حقوقه الثقافية». وفي مقابل تخلي أكراد الشمال عن «الاجندات الخارجية والحكم الذاتي» وفق أوسي، فإن «الحل الامثل سيكون بتطوير قانون الادارة المحلية» من أجل تفعيل الادارات المحلية في اطار اللامركزية الادارية. وبحسب درار، ستركز المباحثات بالدرجة الأولى على «الجانب الخدمي في مناطق الشمال السوري، على أن تتم مناقشة الوضع السياسي والعسكري تبعاً لمجريات المحادثات».

قيادات كردية وعربية تبحث في دمشق مستقبل مناطق سيطرتها شمالاً

كامل صقر ووكالات

عون: المبادرة الروسية تؤمن عودة 890 ألف نازح سوري من لبنان

Posted: 27 Jul 2018 02:24 PM PDT

دمشق – بيروت – «القدس العربي»: حرّكت المبادرة الروسية لإعادة النازحين السوريين الى بلادهم الخطوات داخل الساحة اللبنانية ونجحت في إلتقاء معظم الاطراف السياسية على الترحيب بهذه المبادرة.ووصل الامر ببعضهم كرئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الى حد تبني فكرة الطلب من روسيا التدخل قبل أشهر لحل مشكلة النازحين.
وفي انتظار أن يتبلور الطرح الروسي عملياً بعد الانتهاء من الجولة التفاوضية التي شملت الاردن وسوريا ولبنان وتركيا سيعود الوفد الروسي الى لبنان بحسب مستشار الرئيس المكلف سعد الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان « باقتراح متكامل يحظى بغطاء من الامم المتحدة وبتمويل أميركي-أوروبي لتأمين العودة مع كل ما تتطلبه من مصاريف ومستلزمات عملية إعادة الإعمار .
سيتفق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري على تشكيل اللجنة المكلفة التفاوض. سيكون للمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم دور أساسي فيها نظراً لدوره الامني الذي يتناسب مع شكل اللجنة الروسية ذات الطابع الأمني، والمؤلفة بشكل عام من عسكريين من وزارة الدفاع الروسية»، مضيفاً أن «الخطة تقضي بنقل النازحين بشكل أولي الى مراكز إيواء داخل سوريا، مروراً بمراكز العبور على الحدود، الى أن تتأمن البنى التحتية اللازمة لنقلهم الى قراهم». وفي هذا السياق ، اعرب الرئيس عون عن أمله في ان « تلقى المبادرة الروسية في اعادة النازحين السوريين الى بلادهم، دعم الامم المتحدة، لوضع حد لمعاناة هؤلاء النازحين، لاسيما اولئك المنتشرين في المناطق اللبنانية «.وابلغ ممثلة الامين العام للامم المتحدة في لبنان بيرنيل كارديل خلال استقباله لها في قصر بعبدا « ان لبنان رحّب بالمبادرة الروسية التي تم التطرق اليها خلال قمة هلسنكي بين الرئيسين الروسي والاميركي وهي تؤمّن عودة نحو 890 الف سوري من لبنان الى بلادهم، وان لبنان سوف يشكّل من جانبه لجنة للتنسيق مع المسؤولين الروس المكلفين لهذه الغاية، وذلك لدرس التفاصيل التقنية المتعلقة بآلية العودة».

«نقاط إيجابية»

وفيما تمنى «ان تحقق المبادرة الروسية عودة للنازحين السوريين الموجودين في لبنان»، لفت الى «ان الفقرة التي وردت في تقرير الامين العام للامم المتحدة الى مجلس الامن حول النازحين السوريين والذي قدّم قبل ايام في نيويورك، لم تعكس بدقة الموقف اللبناني الذي نادى دائماً بعودة طوعية وآمنة للنازحين. اما بالنسبة الى بقية النقاط التي وردت في التقرير، فإن لبنان يعتبرها نقاطاً ايجابية ». كذلك، حضرت المبادرة الروسية في لقاء الرئيس عون بسفير فرنسا في لبنان برونو فوشيه حيث تمّ عرض للعلاقات الثنائية بين البلدين والزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى لبنان في بداية السنة المقبلة. على خط مواز ، التقى المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم سفير الجمهورية العربية السورية علي عبد الكريم علي، وبحث معه في أوضاع النازحين السوريين في لبنان.وشكر السفير علي جهود المديرية العامة في تسهيل عودة النازحين الى بلادهم.

تحذير الهيئة

اعتبر رئيس هيئة التفاوض السورية نصر الحريري أن إعادة اللاجئين السوريين، خطوة مبكرة وخاطئة قبل إنجاز الحل السياسي الكامل، محذراً من ارتكاب النظام وأجهزته الأمنية إلى جانب المليشيات الإرهابية الإيرانية جرائم واسعة بحقهم كرد فعل انتقامي من الثوار.
وقال الحريري في تغريدات عدة له على موقع «تويتر» إن سوريا لا يتوفر فيها الأمن والأمان، ولا البيئة المناسبة لعودة ملايين اللاجئين، مذكراً بأنهم كانوا قد هربوا من البلاد حفاظاً على حياتهم من بطش نظام بشار الأسد وأجهزته العسكرية والأمنية والميليشيات الطائفية الحاقدة المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني. وأكد أن عودة اللاجئين والمهجرين أمر حيوي وهام وإستراتيجي ويصب في مصلحة سوريا وشعبها، مستدركاً بالقول: «لكن من الخطأ الذهاب إلى هذه الخطوة المبكرة دون حل سياسي شامل». ولفت إلى أن ذلك «سيضع حياة ملايين السوريين تحت خطورة الانتقام من نظام الأسد أو العودة إلى استبداده وظلمه مرة أخرى».
وتابع القول إن «قضية اللاجئين السوريين والأعباء الاقتصادية والأمنية والاجتماعية التي يشكلها تواجدهم في بلدان اللجوء هي من الأولويات التي تدأب هيئة التفاوض على معالجتها كحزمة شاملة يتم في إطار الحل السياسي المنشود برعاية الأمم المتحدة والذي يؤمن البيئة الآمنة والمناسبة لعودة هؤلاء اللاجئين». وكان نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بدر جاموس قد أكد أن عودة اللاجئين والنازحين مرتبطة بالانتقال السياسي وتوفير البيئة الآمنة والمستقرة في سورية، وهو أمر لم يتحقق ويبدو بعيد المنال. وطالب جاموس، الأمم المتحدة، وعلى الأخص الدول الصديقة للشعب السوري، بعدم القبول بأي عملية نقل اللاجئين السوريين في هذه الأوضاع التي وصفها بـ «المقلقة وغير آمنة»، وأكد على ضرورة تحمل المسؤولية الكاملة في حماية المدنيين واللاجئين والتعامل وفق الاتفاقيات الدولية بهذا الخصوص.

عون: المبادرة الروسية تؤمن عودة 890 ألف نازح سوري من لبنان

سعد الياس وهبة محمد

سجل مدني داريا يتسلم أسماء 1000 معتقل قضوا تحت التعذيب في سجون النظام السوري

Posted: 27 Jul 2018 02:24 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»:أرسلت أجهزة الامن لدى النظام السوري، إلى السجل المدني في مدينة داريا غرب العاصمة دمشق، قوائم تضم نحو 1000 اسم، لمعتقلين قضوا تحت التعذيب في سجونها، فيما رجحت مصادر محلية ان تكون قائمة الضحايا هي مقدمة لقوائم أخرى تضم مئات الأسماء لمعتقلي ومفقودي أهالي مدينة داريا الذين يربو عددهم على 3400 معتقل موثقين بالاسم.
ونقلت «تنسيقية أهالي داريا في الشتات» عن مصادر من السجل المدني في داريا ان النظام أرسل قائمة تحمل اسماء 1000 ممن اعتقلهم خلال الأعوام الماضية، وقضوا تحت التعذيب، «على أن يكون هُناك قائمة ثانية سترسل بعد فترة، حيث بلغ عدد المعتقلين قبل استصدار اخراجات القيد 2809 معتقل موثقين بالاسم، بالإضافة إلى 122 مفقودا، ونتوقع أن الرقم هو بحدود 3400 معتقل».
وحسب المصدر فإن قتلى مدينة داريا بلغ قبل استصدار إخراجات القيد، 2610، ضمنهم 208 أطفال و224 جثة مجهولة الهوية، وأضاف ان «فريق التوثيق تمكن من التأكد من أسماء 68 شهيدا استلم ذووهم وثائق تؤكد وفاتهم تحت التعذيب في سجون النظام منهم سبعة استشهدوا اعداماً في سجن صيدنايا العسكري بتاريخ الخامس عشر من الأشهر الأول عام 2013.
المحامي شماس عضو هيئة الدفاع عن معتقلي الرأي والضمير في سوريا، والمهتم بقضايا حقوق الإنسان، عقب على دوافع النظام السوري في قتل مئات آلاف المعتقلين بالقول «المعتقلون في سجون الأسد وأقبيته يحوزون على أدلة دامغة على التعذيب والقتل تحت التعذيب، واعتقالهم في ظروف بالغة السوء هو بحد ذاته دليل لايضاهيه أي دليل آخر». وأوضح رئيس الهيئة الوطنية السورية للدفاع عن المعتقلين، ياسر الفرحان، بأن نظام الأسد يدين نفسه بنفسه من خلال تقديم القوائم بأسماء شهداء التعذيب، ويقدم الأدلة على تورطه بخطفهم وإخفائهم قسراً وتصفيتهم، مرتكباً جرائم متعددة تستمر بحق الناشطين وهم أموات بدفنهم في مقابر جماعية وإخفاء جثثهم وعدم تسليمها إلى أهلهم، وبتأخير إعلان وفاتهم، وبالامتناع عن تمكين الجهات الدولية المختصة من إجراء الكشف الطبي والتحقيقات اللازمة.
وأضاف أن مدينة داريا هي أيقونة الثورة السورية ورمز السلمية المدنية كانت قد واجهت بنادق النظام بالورود وبهتافات التآخي والتسامح، وهو الوجه الحقيقي للثورة، الذي أراد النظام أن يخفيه عن العالم بإخفاء رموزه من نشطاء أبطال ثم تعذيبهم وقتلهم عمداً.
وقال الفرحان إن النظام يتحمل المسؤولية الكاملة عن ارتكاب جرائم حرب وإبادة وجرائم ضد الإنسانية بحق المعتقلين، ويتحمل المجتمع الدولي مسؤولية أخلاقية بدأت بزيارة سفراء دول كبرى داريا للتعزية بالشهيد غياث مطر؛ وتركوا خلال وبعد ذلك رفاقه يتعذبون في سجون الطاغية حتى الموت ولم يفعلوا شيئاً لإنقاذهم، مثلما لم تتخذ دولهم إجراءات المحاسبة اللازمة، مشدداً على ضرورة المحاسبة العاجلة لمنع الاستمرار بالفظاعات المرتكبة ولمنع إفلات المرتكبين من العقاب. وأشار الى أن قيام نظام الأسد بالكشف عن أسماء المعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب دون التحقيق في أسباب الوفاة ودون تسليم الجثامين ومنع ذوي الضحايا من إقامة العزاء تشكل سلسلة من الجرائم تتنافى مع كل القوانين الدولية والشرائع السماوية وقواعد الأخلاق، وهي ممارسات تنم عن تجرد النظام من كل ما هو أخلاقي وإنساني.

سجل مدني داريا يتسلم أسماء 1000 معتقل قضوا تحت التعذيب في سجون النظام السوري

ما هي الإجراءات الأمريكية «الشديدة» التي ينوي ترامب فرضها على تركيا بسبب أزمة الراهب؟

Posted: 27 Jul 2018 02:23 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي»: أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه مايك بنس تهديدات غير مسبوقة بفرض «عقوبات شديدة» فورية على تركيا في حال عدم إطلاقها سراح الراهب الأمريكي «أندرو برانسون» الذي يحاكم في تركيا بتهم تتعلق بالتعاون مع تنظيمات إرهابية، في واحدة من أكبر الأزمات بين الحليفين في «الناتو».
والخميس، هدد ترامب تركيا بـ«عقوبات شديدة»، وكتب عبر تويتر: «ستفرض عقوبات شديدة على تركيا لاعتقالها الطويل للقس اندرو برانسون، وهو مسيحي رائع ورب عائلة. انه يعاني كثيرا. هذا الانسان المؤمن البريء ينبغي الافراج عنه فورا»، وذلك بعدما اعتبر أنه من «المعيب تماما» ان تقرر محكمة تركية إبقاء القس قيد الاعتقال حتى استكمال محاكمته.
وبلغة أشد وليس عبر تويتر أعلن نائبه مايك بنس أن الولايات المتحدة ستفرض «عقوبات شديدة» على تركيا إذا لم تتخذ «تدابير فورية للإفراج» عن برانسون، وقال إنه يحمل «رسالة من رئيس الولايات المتحدة إلى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وحكومته مفادها «أطلقوا سراح القس اندرو برانسون أو انتظروا عواقب قراراتكم».
وفي أول خطوة عملية، وعقب ساعات من تهديدات ترامب، وافقت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، على مشروع قانون قدمه كل من أعضاء مجلس الشيوخ يقيّد حصول تركيا على قروض من المؤسسات الدولية. ويحتاج اعتماد مشروع القانون إلى مصادقة مجلسي النواب والشيوخ وتوقيع رئيس البلاد.
وعلى الصعيد المالي أيضاً، يتوقع أن يسرع القضاء الأمريكي بإصدار حكم نهائي في المحاكمة المتواصلة لمسؤولي هالك بنك الحكومي التركي المتهم بالمساهمة في التحايل على العقوبات الأمريكية على إيران، حيث يتوقع أن يفرض القضاء الأمريكي على البنك عقوبات تصل إلى مليارات الدولارات، في خطوة يمكن أنو توجه ضربة كبيرة للاقتصاد التركي. ومع إصرار أنقرة على عدم الرضوخ للعقوبات الأمريكية الجديدة على إيران لا سيما فيما يتعلق باستيراد النفط، يتوقع أن تستغل الإدارة الأمريكية الأزمة للتلويح بعقوبات أكبر على تركيا بتهمة خرق العقوبات الأمريكية على إيران، كما يجري حالياً في قضية «رضا زراب» و«هاكان أتيلا».
وإلى جانب ذلك، يخشى اقتصاديون أتراك أن توسع واشنطن عقوباتها في حال تصاعد الأزمة لتشمل التضييق على التبادل التجاري الكبير بين البلدين، لا سيما التضييق على الصادرات التركية إلى أمريكا، على غرار ما حصل في الأسابيع الأخيرة من رفع للضرائب على العديد من البضائع الموردة من تركيا إلى الولايات المتحدة.
وفي خطوة أخرى، يتوقع أن يوافق ترامب على مشروع قانون أقره مجلس الشيوخ ينص على حظر بيع تركيا طائرات مقاتلة من طراز «إف 35» وذلك رغم تسليم أنقرة أول طائرة في حفل رمزي جرى الشهر الماضي في الولايات المتحدة، حيث تصاعدت خلال الأشهر الأخيرة مساع كبيرة لإعاقة بيع تركيا هذا النوع من الطائرات على خلفية شراء أنقرة منظومة إس 400الدفاعية من روسيا. وفي حال الموافقة النهائية على استبعاد تركيا من برنامج تصنيع الطائرة الأحدث في العالم سيتوجب على الإدارة الأمريكية سحب القطع المصنعة في تركيا من الطائرة ومن خروج هذا النوع من الطائرات من الأراضي التركية بشكل نهائي.
ولا يتوقف الأمر على صفقة الطائرات الأخيرة، وربما يتطور إلى تمرير قوانين في الكونجرس تتعلق بتقليص أو حظر أنواع أخرى من الأسلحة والقطع العسكرية التي تستوردها تركيا باستمرار من شركات الصناعات الدفاعية الأمريكية.
وعلى صعيد آخر، يتوقع أن يتأثر الاتفاق الأمريكي التركي حول سحب وحدات حماية الشعب الكردية من منطقة منبج في شمالي سوريا، ومن الممكن أن تعلن الإدارة الأمريكية تجميد التعاون فيما يتعلق بخريطة الطريق المتعلقة بالأوضاع في شمالي سوريا، لا سيما وأن أردوغان عبر قبل يومين عن عدم رضاه عن تطور تنفيذ الاتفاق في منبج فيما يبدو أنه تجميد أو إبطاء أمريكي غير معلن لتنفيذ الاتفاق.
وفي حال عودة التوتر في العلاقات التركية الأمريكية بشمالي سوريا، تخشى أنقرة أن تعود واشنطن للعب بورقة الوحدات الكردية هناك لممارسة مزيد من الضغوط على أردوغان، إلى جانب وقف التعاون الأمني والاستخباري الذي ظهر تطوره بشكل كبير فيما يتعلق بمكافحة تنظيم «بي كا كا» الإرهابي في تركيا وشمالي العراق. لكن كل هذه التكهنات ستبقى رهن التطورات التي سيشهدها ملف توقيف الراهب الأمريكي وما إن كانت أنقرة سوف تطلق سراحه بناءاً على صفقة ما مع الإدارة الأمريكية أو رضوخاً للضغوطات والتهديدات، أو إصراراها على إكمال محاكمته في تركيا.

ما هي الإجراءات الأمريكية «الشديدة» التي ينوي ترامب فرضها على تركيا بسبب أزمة الراهب؟
عقوبات مالية سريعة وخشية من أخرى عسكرية وسياسية لاحقة
إسماعيل جمال

المرزوقي يتصدر استطلاعات الرأي كـ«أكفأ» شخصية لرئاسة تونس متفوقًا على السبسي والشاهد

Posted: 27 Jul 2018 02:23 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: عادت شخصية الرئيس التونسي منصف المرزوقي إلى الواجهة، وخاصة بعد تصدّره استطلاعات الرأي للشخصيات الأقدر على قيادة البلاد، متفوقًا على رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ورئيس الحكومة يوسف الشاهد، وهو ما اعتبره بعض السياسيين والمراقبين مناسبة لدعوة المرزوقي للترشح مجددًا للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وكان منصف المرزوقي تصدر ترتيب الشخصيات السياسية القادرة على قيادة البلاد، يليه رئيس الحكومة يوسف الشاهد، ثم رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، حسب استطلاع أجرته أخيرًا مؤسسة «امرود كونسلتينغ».
ودوّن النائب عماد الدئمي «تقدم المرزوقي في عمليات سبر الآراء الأخيرة كالشخصية الأقدر على قيادة البلاد للمرة الأولى منذ خروجه من الحكم – على الرغم من كل الاحترازات بخصوص منهجية تلك العمليات – يمكن تفسيره بشكل عقلاني بعيدًا عن النظريات المؤامرتية من ناحية وتوهم التغييرات الجوهرية في الرأي العام من ناحية ثانية».
وأضاف: «التفسير العقلاني مرتبط بنظرية «الملاذ الآمن» أو «القيمة الملجأ». مفاد هذه النظرية التي تفسر سلوكًا اقتصاديًا عقلانيًا، أنه في فترات الأزمة يتوقف صاحب رأس المال عن تنويع الاستثمار وعن المبادرات وعن المخاطرة، ويتوجه نحو الاستثمار في ملاذ آمن أو «قيمة ثابتة» مثل العقارات أو الذهب، بغرض الحفاظ على رأس المال. المرزوقي يمثل لجزء متزايد من التونسيين «قيمة ثابتة» قادرة على الحفاظ على «رأس المال» المهدد بالانهيار في هذه المرحلة الخطرة من تاريخ البلاد، أي: سقف الدولة والديمقراطية والحريات والسيادة».
واستغل بعض النشطاء نتائج الاستبيان لدعوة المرزوقي للترشح للانتخابات الرئاسية المُقبلة، فقد كتبت حياة نفوسي: «تونس لن تجد أحسن من الدكتور المنصف المرزوقي رئيسًا»، وأضاف أحمد جبيلي: «المرزوقي هو الرجل الوحيد الذي يحق له دخول القصر أما الشخصيات الأخرى التي دنست قرطاج، فمكانها الحقيقي مزبلة التاريخ».
وكتب خالد الطراولي رئيس الهيئة السياسية لحزب «حراك تونس الإرادة»: «الحلقة المنقوصة في نجاح الدكتور المرزوقي كفكرة وتاريخ وأسلوب حكم ونجاح سنده المصغر الممثل في حزب الحراك أو الممتد عبر العائلة الديمقراطية وكل نفس ثوري مواطني أصيل، هذه الحلقة المنقوصة في هذه السلسلة الذهبية هي في البحث عن سبب نجاح المرزوقي وحده وفشل حزبه».
وأضاف: «الحراك مطالب أخلاقيًا وسياسيًا بأن يكون في الموعد مع التاريخ ومع رئيسه، والمرزوقي مطالب بأن يكون في الموعد مع شعبه ومع حزبه، وهذه الحلقة المقطوعة هي مربط الفرس، وهذا تحدي الحراك المستقبلي؛ الصعود نحو المرزوقي وليس جذبه إلى مواقع الخيبة واليأس والعدم، وهذا تحدي المرزوقي نفسه؛ الصعود بحزبه خطابًا ومسؤولية ومشروع حكم موحد ومتناسق. المسؤولية أخلاقية ووطنية كبرى يحملها الدكتور المرزوقي وحزبه وكل العائلة الديمقراطية الاجتماعية وكل نفس ثوري وطني أصيل، ذاك شعب المواطنين الحاضنة الكبرى لكل المسار».
وكان المرزوقي خسر في الانتخابات الرئاسية السابقة أمام منافسه الباجي قائد السبسي رئيس حزب «نداء تونس»، الأمر الذي دفعه للابتعاد مؤقتًا عن الحياة السياسية قبل أن يعود لاحقًا لتأسيس حزب جديد قال إنه يهدف لقطع الطريق أمام عودة الاستبداد إلى تونس.

المرزوقي يتصدر استطلاعات الرأي كـ«أكفأ» شخصية لرئاسة تونس متفوقًا على السبسي والشاهد
سياسيون ونشطاء يستغلون النتائج لمطالبته بالترشح مجددًا للانتخابات
حسن سلمان:

مصير الشمال السوري معلق بخفايا التحالف التركي ـ الروسي والأسد يتوعد إدلب ويهدد بـ «تصفية» الخوذ البيضاء

Posted: 27 Jul 2018 02:22 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: يأمل النظام السوري توسيع ثغرة ما يسميها إدعاءً «محاربة الإرهاب» التي تمكنه الولوج من خلالها للاعتداء على آخر معاقل المعارضة السورية في ادلب، حيث قال رئيس النظام السوري بشار الأسد، خلال مقابلة مع وكالة روسية، أمس الجمعة، إن السيطرة على محافظة إدلب ستمثل أولوية بالنسبة لقواته في عملياتها المقبلة، متوعداً بالقضاء على كل عناصر «الخوذ البيضاء» الرافضين للمصالحة. في وقت يبدو مصير الشمال السوري معلقاً بخفايا التحالف التركي – الروسي.
وفي حين يتوجس سكان المنطقة والفصائل المعتدلة من ردة فعل هيئة تحرير الشام استبقت الهيئة ذلك بالإعلان عن رفضها نزع سلاحها وهو ما برز في تصريح القيادي لدى الهيئة يحيى الفرغلي الذي قال «نعرف كيف نُذل الروس وإيران، وطريقنا الجهاد، وسلاحنا خط أحمر» مشيراً عبر التلغرام الخميس، الى ان هدف جماعته «الحفاظ على هذه الثوابت، والروس والإيرانيون يعلمون هذا ونحن نعرف كيف نذلهم في المعارك، لذلك يسعون لبث الشائعات وإفقاد الناس إرادة القتال» مضيفاً أن إدلب «تختلف عن باقي المناطق التي سلّمت سلاحها حيث أن أغلب من يعمل في إدلب والأرياف المحيطة بها يرون أن الحل في الجهاد والقتال».

محك الشمال

وتعتبر منطقة خفض التصعيد الرابعة الممتدة بين ارياف ادلب وحلب وحماة واللاذقية، أعقد مسألة، لما فيها من تداخل بين الملفات، وكونها ساحة الاختبار الأبرز بين التوافق التركي الروسي، والتمييز ما بين الأمن والمشاريع الاقتصادية ومصير الأسد، إذ تريد موسكو تأمين وحماية قاعدتها العسكرية في حميميم من الاختراق الأمني والعسكري المستمر، حيث اتهمت وزارة الدفاع الروسية فصائل مسلحة متواجدة في منطقة خفض التصعيد الرابعة بالقيام بعمليات القصف التي تستهدف القاعدة، كما ترغب بحسب رؤية مركز جسور للدراسات بضبط سلاح الفصائل عبر ضمانة تركيا حتى تمتلك محيطاً آمناً يمكّنها من إعادة ترتيب الأوراق داخل مناطق سيطرة النظام وحتى تخطو للأمام في مسار الحل السياسي وفق رؤيتها، وإنهاء ملف هيئة تحرير الشام والتنظيمات الجهادية المرتبطة بها وبالتالي تتخلص من أية ورقة ضغط عليها مستقبلاً. كما تعمل حميميم على تأمين وحماية نقاطها العسكرية المنتشرة في محيط الشمال السوري وهذا يحتاج لتفاهم وعدم تصعيد مع تركيا حتى لا يتكرر سيناريو عام 2016 حينما نفذت فصائل المعارضة هجمات في حماة وحلب أودت بحياة جنود وضباط روس بعمق مناطق سيطرة النظام، إضافة الى تأمين طريق حلب – دمشق الدولي، وأيضا معبر السلامة الحدودي، حتى تستطيع إعادة فتح الرئة الاقتصادية للنظام السوري وهي خطوة مهمة لإعادة إنتاجه.
وعلى ضوء هذه المعطيات، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على هامش قمة مجموعة دول بريكس، بأنه سيتناول مع بوتين، المستجدات الشائكة في محافظة درعا جنوبي سوريا، وملف إدلب في الشمال، مشيراً إلى إمكانية وقوع أحداث طارئة وغير متوقعة في هاتين المحافظتين، مضيفا «نحن نريد أن يكون الشعب السوري محمياً من الهجمات، وخاصة تلك التي تنفذها بعض المنظمات الشرسة، وسنعمل على تأمين هذه الحماية من خلال التباحث حول هذه القضايا».
مستقبل الشمال السوري، وفق ما يراه المحلل السياسي العسكري أحمد رحال، مرهون ما بين العروض والمغريات، والضغوط على الجانب التركي، ولا أحد يعلم مصير ومستقبل إدلب، ما عدا الجهات الحصرية التي تديره، خاصة الجانبين التركي والروسي.
في حين يرى الباحث في الشؤون التركية الروسية، الدكتور باسل الحاج جاسم، أن كل التصريحات الصادرة من موسكو وأنقرة، تؤكد أن موضوع سوريا سيتم بحثه مطولاً في لقاء الزعيمين الروسي والتركي، وأن تركيا، وفق ما قاله جاسم لـ «القدس العربي»: استشعرت الخطر المحدق بإدلب وأجزاء من مناطق الشمال السوري مبكراً، فكان اتصال الرئيس التركي بنظيره الروسي قبل ايام بمثابة إعلان أن عملية إدلب باتت على الأبواب.
وما من شك أن الوضع في إدلب اليوم وانتشار المنظمات المصنفة على قوائم الإرهاب لا يرضي تركيا، ولكن ما تخشاه، وفق الباحث نفسه، هو وقوع كارثة إنسانية هناك بذريعة وجود تلك المنظمات، خاصة بعد حشر كل أصناف المعارضة فيها، بالإضافة لكل الرافضين لأي تسويات وتهجيرهم إلى إدلب من باقي المناطق والمدن السورية.
كما أن حديث إردوغان قبل مغادرته انقرة يحمل الكثير من الرسائل في طياته، عندما أشار الى أن الأمور لم تسر وفق ما هو مطلوب في المناطق السورية، والأمور سارت كما نرغب في جرابلس وعفرين والباب».

خطة سليمة

وقال مصدر مسؤول في المعارضة لـ «القدس العربي»: هنالك اتفاق دولي واضح بإنهاء أي عمل عسكري في سوريا، مع حل ملف عشرات آلاف المقاتلين المنتشرين في شمال سوريا، الذين يشكلون جزءاً من الاتفاق، الروسي – الأمريكي. وتكهن المصدر بصعوبة معرفة مصير قرابة 50 ألف مقاتل بينهم مقاتلو التنظيمات الجهادية، وآلية تدوير هذا الملف، فيما تسعى المعارضة السياسية مع القيادات العسكرية، بتدخل تركي مباشر، لإيجاد حل لهذا الملف الشائك بأقل الخسائر وبالطرق السلمية.
ولفت المتحدث الى ان حرباً خفية تقاد ضد القيادات المتشددة في الهيئة خلال الأشهر الأخيرة، مشيراً إلى أن أكثر من 150 قيادياً متشدداً داخل الهيئة تمت تصفيتهم من قبل جهات مجهولة، مع «استمرار عمليات الاغتيال».

«النصرة لا يستهان بها»

من الناحية العسكرية، رأى المحلل السياسي والعسكري، العميد أحمد رحال، أن تحرير الشام تمتلك قوة عسكرية لا يستهان بها في الشمال السوري. وقال لـ«القدس العربي»: لكن من الناحية الواقعية، فإن هيئة تحرير الشام، غير قادرة على الزج بكامل قوتها العسكرية في حال انتقل الشمال من التهديد إلى المواجهة المباشرة.
رحال، يرى أن النصرة، لا تستطيع المشاركة في المعركة بأكثر من نسبة 30% من قواتها، وتفرز 20% من عناصرها للاحتياط، وستقوم بوضع 50% من قوتها العسكرية والعددية على الجوانب، لأنها ستقول بأنها قد تطعن من الخلف، وهذه القوة ستكون مهمتها حماية المواقع الخلفية التي تنتشر فيها الهيئة.

معركة سياسية

الباحث السياسي خليل المقداد يرى أن كمية السلاح المتوفرة في الشمال السوري كبيرة، والتشكيلات العسكرية مرتاحة خلال الفترات السابقة، أما النظام السوري فهو متردد جداً، والأسد يحسب نتائج الفشل، لأنها سترتد عليه بنتائج سلبية، قد يصل مداها إلى مسقط رأسه في القرداحة.
ومن خلال المجريات، يعتقد المقداد أن معركة إدلب ستكون سياسية، وروسيا لن تغامر بالحل العسكري، بل التوجه لاستخدام خيارات المكر والخديعة لإيجاد حلول وفق مصالحها، وفي العموم، ليس أمام إدلب، سوى خيارين، إما التسليم أو القتال. وفي حال قررت هيئة تحرير الشام، الحسم العسكري، فتصبح رقماً صعباً في المعادلة السورية، وأما في حال استسلمت الهيئة، فسيكون مصير إدلب هو العودة لحضن النظام. ويرى الباحث السوري، أن المعركة القادمة، ستكون في الساحل، حتى تعيق تلك المناطق التقدم العسكري نحو إدلب، في حال ولوج الخيار العسكري.
أما الباحث في الشؤون الدولية د. باسل الحاج جاسم، فيرى من الصعوبة، الاعتقاد أن مصير إدلب والمناطق المحيطة بها سيرسمه سيناريو واحد، لما لحالتها من تعقيد إن كان لجهة الكثافة السكانية فيها اليوم وتقدر بقرابة أربعة ملايين، و»أي عمل عسكري يعني فتح باب تكلفة باهظة جداً من الناحية الإنسانية وهو ما يتحدث عنه الجميع اليوم، بالإضافة لتعقيد مساحتها الجغرافية، ولا يمكن إغفال حجم السلاح الثقيل الذي يمتلكه المقاتلون هناك، وهو ما سيجعل اي هجوم عسكري يحمل تكلفة باهضة على الطرف المهاجم».
أكثر من سيناريو ينتظر إدلب، وفق الخبير في العلاقات التركية – الروسية، منها العسكري لبعض المناطق، ومنها التسويات لمناطق أخرى، بمعنى آخر سيكون هناك سيناريو مزيج للمحافظة.

مصير الشمال السوري معلق بخفايا التحالف التركي ـ الروسي والأسد يتوعد إدلب ويهدد بـ «تصفية» الخوذ البيضاء

هبة محمد

بعد دفن الدروز السوريين للضحايا… تنامي الغضب ضد النظام وهجمات تنظيم «الدولة»

Posted: 27 Jul 2018 02:22 PM PDT

عمان – رويترز: بعد تشييع مدينة السويداء الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية الخميس جثامين العشرات من سكانها الذين سقطوا قتلى في اليوم السابق في هجمات منسقة نفذها تنظيم« الدولة » الذي اجتاح قرى وشن هجمات انتحارية عدة داخل المدينة يتنامى الغضب من هجمات تنظيم «الدولة» على المحافظة.
وقال بعض الأهالي إن الهجمات التي أودت بحياة زهاء 200 شخص أثارت صدمة لدى الطائفة الدرزية المنتشرة في لبنان وسوريا وإسرائيل. والهجمات هي الأسوأ ضد الأغلبية الدرزية في المدينة الواقعة جنوب غرب سوريا والتي تفادت العنف خلال الصراع المستمر منذ أكثر من سبع سنوات. وخرجت نعوش الضحايا الملفوفة بالأعلام السورية والدرزية من المستشفى الرئيسي بالمدينة في الوقت الذي تجمع فيه الآلاف لتشييع جثامين الضحايا في المدينة التي توقفت فيها الحركة حدادا على الضحايا. وبسبب الغضب مما اعتبر اخفاقا للسلطات السورية في درء الهجمات التي وقعت عند الفجر منع السكان محافظ المدينة عامر العشي وممثلين عن الحكومة من حضور الجنازة. وأنحى كثير من السكان باللوم على السلطات في الإهمال في حين تساءل آخرون عن كيفية نزول عشرات المتشددين من المناطق التي أعلنت خالية من المتشددين واقتحام سبع قرى شمال شرقي مدينة السويداء وإثارة الفوضى في المدينة. وقال ساكن يدعى علاء مقلد جرى الاتصال به هاتفيا «تم طرد المحافظ بعد أن أنحى الناس باللوم على السلطات في التقاعس عن اتخاذ إجراء». ووقع الهجوم في الوقت الذي كانت تخوض فيه القوات الحكومية مدعومة بضربات جوية روسية مكثفة معارك مع المتشددين في جيب يقع إلى الغرب قرب حدود الجولان والحدود مع الأردن. وقال اثنان من السكان إن الغضب تأجج بسبب ما اعتبر غياباً لأي دور كبير للجيش عندما هرع شباب الدروز لحماية المدنيين في القرى المحاصرة وتصدوا للمتشددين. وقالت وسائل الإعلام الرسمية إن الجيش تدخل وقاتل المتشددين كما شن ضربات جوية على من لاذوا بالفرار من المتشددين. وتسبب رفض الكثير من زعماء وكبار رجال الدين الدروز الموافقة على الانضمام للقوات المسلحة في توترات منذ فترة طويلة مع السلطات السورية. وقال مسؤول درزي مطلع إن وفداً عسكرياً روسياً زار السويداء في الآونة الأخيرة وطلب من زعماء الدروز الموافقة على مشاركة ميليشيا محلية في هجوم تدعمه روسيا في جنوب غرب سوريا لاستعادة المناطق التي سيطرت عليها المعارضة المسلحة. وأضاف المسؤول أن الطلب الروسي قوبل بالرفض.
والدروز في السويداء جيران لمحافظة درعا ذات الأغلبية السنية ويقاومون منذ فترة طويلة الانجرار إلى الصراع السوري حيث أن أغلب المسلحين المعارضين لحكم الأسد من السنة. ونفذ انتحاريون على متن دراجات نارية هجمات انتحارية في تكرار لبعض الهجمات الأكثر دموية للتنظيم خلال أوج قوته عندما سيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا . وفجر أحد الانتحاريين نفسه في سوق للخضروات لدى وصول الباعة لبيع منتجاتهم في حين قُتل آخرون قبل أن يتمكنوا من تفجير أنفسهم في مستشفى في هجمات أحدثت صدمة لدى الدروز.

بعد دفن الدروز السوريين للضحايا… تنامي الغضب ضد النظام وهجمات تنظيم «الدولة»

رئيس الائتلاف السوري يحذر من تهجير مليوني مدني من إدلب

Posted: 27 Jul 2018 02:22 PM PDT

إسطنبول – الأناضول: حذر رئيس الائتلاف السوري المعارض، عبد الرحمن مصطفى، أمس الجمعة، من تهجير مليوني سوري متواجدين في محافظة إدلب (شمال)، نزحوا من مناطق أخرى، مبينًا أن إدلب تختلف عن درعا (جنوب).
وخلال لقاء مع الصحافة التركية في مقر الائتلاف بإسطنبول، أفاد أن «نظام الأسد بدعم من إيران يستمر بسياسة التهجير القسري، وشمل ذلك درعا مؤخرًا». وأشار إلى «انسحاب الضامن الأمريكي من التزاماته». مؤكدًا أن «إدلب الآن هي على الأجندة عبر سياسة التهجير ونأمل ألا يتكرر نفس التهديد». وشدد على أن الائتلاف «يأخذ التهديدات على محمل الجد، وهناك مليونا سوري في إدلب لا مكان لهم، وإن حدث شيء ستحصل مأساة إنسانية». وقال: «تركيا كانت إلى جانب الثورة السورية وتحملت مسؤولياتها، لذا نتوقع ألا تعيش إدلب هذه الحالة».
وعن ماهية التهديدات والمخاوف، لفت إلى أن رئيس النظام أشار في تصريحات صحافية الى أن «هناك حاليًا حشدًا من المنطقة الساحلية (جبل التركمان)، والانتقال منها لإدلب، بهدف فتح طريق دمشق حلب». وأكد مصطفى: «نحن لدينا مخاوف من إدلب، لكنها لا تشبه درعا». وأوضح: «من قبل كان هناك سعي لتهجير السوريين لإدلب، وتركيا تسعى لاتخاذ موقف سياسي ودبلوماسي لإيقاف ذلك، وهي الوحيدة التي بقيت إلى جانب الشعب السوري».

مسار أستانة

ولفت إلى أن اللقاء بين الدول الضامنة ضمن مسار أستانة، والجولة العاشرة التي ستجري في مدينة سوتشي الروسية، «ستكون إدلب فيها على رأس الأجندة من جديد».
وأضاف مصطفى: «فضلًا عن تناول موضوع المعتقلين، وسيشارك في اللقاء المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، وبالتالي ستكون اللجنة الدستورية على رأس الأجندة أيضًا».
وفي الوقت الذي أشار إلى أن الائتلاف يشارك في الاجتماع بوفد المعارضة كما في الجولة السابقة، بيّن أن «روسيا تسعى إلى تحويل أستانة إلى مسار سياسي». واستدرك رئيس الائتلاف المعارض: «لكن ذلك قد منع بسعي تركي؛ لأن المسار السياسي مكانه (لقاءات) جنيف، تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة».
وأكد أن «الائتلاف منذ جنيف2 عام 2014، يقف مع الحل السياسي وفق بيان جنيف (2012)، والقرارات الأممية وخاصة القرار 2254، لكن النظام وحلفائه لا يتفاعلون دائمًا مع جهود الحل».

أفق الحل

وعن أفق الحل السياسي بعد التطورات التي حصلت وتقدم النظام ميدانيًا، قال «ربما يكسب النظام مزيدًا من المناطق، لكن رغم كل شيء الشعب مستمر بتضحيته، وهو أمر سياسي». واستدرك مصطفى: «لكن عسكرياً أتوقع أن التوازنات اختلفت في الفترة 2014-2018، وهي لا تعني فوز النظام بل تظهر وجود سوريا تحت الاحتلالين الروسي والإيراني».
وأضاف أن «البيئة الآمنة للانتخابات والحل السياسي ليست متوفرة، وأن المعارضة غير قادرة على الذهاب إلى سوريا والمشاركة في أي انتخابات». وشدد مصطفى على أن «البيئة ليست متوفرة رغم توقف الاشتباكات على مساحة كبيرة من سوريا». مشيرًا إلى أن «الدستور بحاجة لاستفتاء شعبي». وزاد: «بعد مقتل مليون سوري ربما ينتفض الشعب مجددًا، ولم يكن خيارنا السلاح، لكن ممارسات النظام هي التي أجبرتنا، ويجب النظر لسوريا بشكل واحد غير مجزأ، خاصة على صعيد الحل السياسي». رئيس الائتلاف السوري المعارض، اتهم «الوفود الغربية (لم يسمّها) التي تدعي الديمقراطية بازدواجية المعايير، فهي لا تسأل عن ضحايا الهجمات الكيمياوية في الغوطة». واعتبر أن «روسيا دولة احتلال في سوريا وتشارك النظام في جرائمه، ولأن المجتمع الدولي لا يعاقب المجرم تصل الأمور إلى هذه الحالة». وقال أيضًا: «قريبًا ستفتتح مكاتب له في منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون، ورغم الاعتراف الدولي بالائتلاف إلا أنه يرغب بأن يكون الاعتراف من قبل الشعب».
وأردف «نريد أن نفتتح أول مكتب لنا في بلدة جوبان باي/الراعي، وشكلنا مجموعة من المكاتب في الائتلاف من أجل بناء علاقات أقرب مع الشعب، وتركيا ساعدت في القضاء على الإرهاب، وساهمت في الحفاظ على وحدة التراب السوري». وأشار إلى أن «التنظيمات المتطرفة ( لم يذكرها) بارتباطاتها الخارجية، أسفرت عن منع سقوط النظام من قبل الجيش السوري الحر».
وعن المزاعم باحتمال تحول شمال سوريا لنموذج يشبه شمال العراق، أكد أنه «بعد عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون (للجيش السوري الحر بإسناد من الجيش التركي)، لا يمكن حصول ذلك». وختم حديثه بالقول: «لا أعتقد أن أي تشكيل يمكن أن يحدث هناك دون موافقة تركية، والظروف في بغداد مختلفة عن دمشق». مؤكدًا أن الائتلاف في سوريا الجديدة يسعى لحقوق كل الأقليات من التركمان والأكراد داخل سوريا الموحدة».

دعوة غوتيريش

وحث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس الجمعة، المجتمع الدولي على الاتحاد من أجل وضع حد للأعمال العدائية المتواصلة في سوريا. جاء ذلك في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الشهري حول الوضع في سوريا، الذي يناقشه أعضاء مجلس الأمن في جلستهم المنعقدة حاليا بالمقر الدائم للمنظمة الدولية بنيويورك.
وقال، في تقريره، «أشعر بالجزع البالغ إزاء الهجوم في جنوب غربي سوريا، وأحث المجتمع الدولي على الاتحاد من أجل وضع حد للأعمال العدائية المستمرة في سوريا». وحذر من أن الأعمال العدائية قد تؤدي إلى زيادة عدم الاستقرار في المنطقة وتفاقم الأزمة الإنسانية العميقة للشعب السوري. وشدد غوتيريش، على أن «النزاع في سوريا لن ينتهي من خلال تحقيق المكاسب العسكرية، وإنما فقط من خلال إيجاد حل سياسي». وأضاف أن «ضمان وصول المحتاجين الآمن والمستدام إلى المساعدة دون عوائق في جميع أنحاء البلد، يظل أمرا بالغ الأهمية لتجنب زيادة التدهور في الأزمة الإنسانية».
وأشار إلى أن «وصول الأمم المتحدة إلى المناطق عبر خطوط المواجهة والمناطق التي أصبحت تحت سيطرة أطراف أخرى (يقصد النظام السوري)، مؤخرا، ما زال محدودا للغاية». وشدد غوتيريش، على أن «تكفل الأطراف المعنية، وضع الضمانات الأمنية اللازمة لمواصلة تسليم المساعدات إلى المحتاجين في جنوبي سوريا، مع الإقرار بأن الاحتياجات زادت منذ تصاعد الأعمال العدائية، بسبب الهجمات على المدنيين والتشريد الجماعي». وأضاف أن «الانتهاكات المستمرة للقانون الدولي الإنساني وانتهاكات وتجاوزات قانون حقوق الإنسان التي يرتكبها جميع أطراف النزاع بسوريا، مازالت متواصلة، وأصبح الإفلات من العقاب على هذه الانتهاكات والتجاوزات، مصدر قلق بالغ». وطالب بضرورة محاسبة المسؤولين عن تلك الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني، باعتبارها خطوة ذات أهمية جوهرية لتحقيق السلام المستدام في سوريا. كما دعا غوتيريش، إلى إحالة حالة سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.

رئيس الائتلاف السوري يحذر من تهجير مليوني مدني من إدلب

العراق: تظاهرات في «جمعة الحق»… والسيستاني يحثّ الحكومة على تحقيق مطالب المحتجين

Posted: 27 Jul 2018 02:21 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: تواصلت التظاهرات، أمس الجمعة، في العراق حيث نظم ناشطون معارضون ما أطلقوا عليه «جمعة الحقوق»، للمطالبة بتحسين الخدمات وتأمين فرص عمل ومحاربة الفساد.
وحسب مصادر محلية، تجمع المئات في ساحة التحرير في بغداد، وسط إجراءات امنية مشددة، في وقت انطلقت فيه تظاهرات حاشدة في مدينة النجف للمطالبة بتشكيل حكومة بعيدة عن الطائفية والحزبية.
ووفق مصادر صحافية، فإن متظاهري النجف «طالبوا بإلغاء مجالس المحافظة وإقالة المحافظ وتشكيل حكومة بعيدا عن المحاصصة الطائفية والحزبية».
كذلك، تجمهر المئات من المواطنين وسط مدينة الناصرية للمطالبة بتنفيذ الاصلاحات ومحاسبة الفاسدين.
وأمهل شيوخ الناصرية، الحكومتين المحلية والمركزية مدة يومين لتحقيق مطالب الشعب، فيما هددوا بالاعتصامات في حال عدم التنفيذ.
في الأثناء، أعلن مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في البصرة، عن إطلاق سراح آخر اثنين من المتظاهرين الذين جرى اعتقالهم.
وذكر بيان صادر عن المكتب تم» إطلاق سراح آخر اثنين من الموقوفين الأحداث على أثر التظاهرات».
وطالب، الحكومة المركزية والمحلية، بـ«الجدية في تنفيذ المطالب الشرعية وعلى رأسها الماء الذي أوصل البصرة على أعتاب الكارثة الإنسانية». ودعا، مجلس المحافظة وللمرة الثالثة إلى»عقد جلسة طارئة لمناقشة الواقع الانساني وحقوق الانسان واإلاء الملف الأهمية الاكبر وتشكيل لجنة تحقيقية لمناقشة الانتهاكات والخروقات التي وقعت على المتظاهرين السلميين في المحافظة».
في الموازاة، حثّ رجل الدين الشيعي البارز، علي السيستاني الحكومة العراقية بـ«تحقيق ما يمكن تحقيقه» من مطالب المتظاهرين، وفيما وجّه بالإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة، وصف الوضع الآن بـ«المأساوي».
وعبّر عن عدم رضاه على قانون الانتخابات التشريعية، إضافة إلى اختيار مفوضية الانتخابات وفقاً لمبدأ «المحاصصة»، مقدماً في الوقت عينه رؤيته لبرنامج الحكومة الجديدة.
ونيابة عن السيستاني، ألقى ممثله في كربلاء، عبد المهدي الكربلائي خطبة صلاة الجمعة، قائلاً: «يعلم الجميع ما آلت اليه أوضاع البلاد، وما تعاني منه هذه الأيام من مشاكل متنوعة وأزمات متشابكة».
وأشار إلى أن «المرجعية الدينية كانت تقدّر منذ مدة غير قصيرة ما يمكن أن تؤول إليه الأمور، فيما إذا لم يتم إتخاذ خطوات حقيقية وجادة في سبيل الإصلاح ومكافحة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية، ومن هنا قامت على مرّ السنوات الماضية بما يمليه عليها موقعها المعنوي من نصح المسؤولين والمواطنين لتفادي الوصول إلى الحالة المأساوية الراهنة».
وأضاف: «لقد نصحت المرجعية الدينية مراراً وتكراراً كبار المسؤولين في الحكومة وزعماء القوى السياسية بأن يعوا حجم المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم، وينبذوا الخلافات المصطنعة التي ليس وراءها إلا المصالح الشخصية والفئوية. ويجمعوا كلمتهم على إدارة البلد بما يحقق الرفاه والتقدم لأبناء شعبهم ويراعوا العدالة في منح الرواتب والمزايا والمخصصات. ويعملوا للإصلاح. ويمتنعوا عن حماية الفاسدين من أحزابهم وأصحابهم».
وتابع: المرجعية «حذّرتهم (القوى السياسية) في خطبة الجمعة قبل ثلاثة أعوام، بأن الذين يمانعون من الإصلاح عليهم أن يعلموا أن الإصلاح ضرورة لا محيص منها، واذا خفّت مظاهر المطالبة به مدّة فإنها ستعود في وقت آخر بأقوى وأوسع من ذلك بكثير».
وزاد: «كما نصحت (المرجعية) المواطنين كلما حلّ موعد الانتخابات النيابية والمحلية أن الاصلاح والتغيير نحو الأفضل الذي هو مطلب الجميع وحاجة ماسة للبلد لن يتحقق إلا على أيديكم، فإذا لم تعملوا له بصورة صحيحة فإنّه لن يحصل، والآلية المثلى له هي المشاركة الواعية في الانتخابات المبنية على حسن الاختيار، أي انتخاب الصالح الكفوء الحريص على المصالح العليا للشعب العراقي والمستعد للتضحية في سبيل خدمة أبنائه».

يأس وعزوف

وعرج الكربلائي أيضاً، إلى مطالبة المرجعية بأن «يكون القانون الانتخابي عادلاً يرعى حرمة أصوات الناخبين ولا يسمح بالالتفاف عليها»، إضافة إلى أن «تكون المفوضية العليا للانتخابات مستقلة كما قرره الدستور ولا تخضع للمحاصصة الحزبية، وحذّرت من أن عدم توفير هذين الشرطين سيؤدي إلى يأس معظم المواطنين من العملية الانتخابية وعزوفهم عن المشاركة فيها».
لكنه أقرّ بأن «الأمور لم تجر كما تمنّتها المرجعية الدينية وسعت اليها، واستمرت معاناة معظم المواطنين بل إزدادت بسبب نقص الخدمات وانتشار البطالة وتراجع القطاعين الزراعي والصناعي بصورة غير مسبوقة، وكل ذلك نتيجة طبيعية ٌلاستشراء الفساد المالي والإداري في مختلف مرافق الدولة ومؤسساتها، والابتعاد عن الضوابط المهنية في تسييرها وادارتها».
ورفض السيستاني «الاعتداءات» التي وقعت في الأسابيع الماضية على المتظاهرين السلميين وعلى القوات الأمنية والممتلكات العامة والخاصة».
واعتبر أن «حل أزمة التظاهرات يأتي عبر مسارين؛ الأول،
أن تجدّ الحكومة الحالية في تحقيق ما يمكن تحقيقه بصورة عاجلة من مطالب المواطنين وتخفف بذلك من معاناتهم وشقائهم، والمسار الثاني هو تتشكل الحكومة القادمة في أقرب وقتٍ ممكن، على أسس صحيحة من كفاءات فاعلة ونزيهة، ويتحمل رئيس مجلس الوزراء فيها كامل المسؤولية عن اداء حكومته».

مواصفات رئيس الوزراء

الكربلائي، أشار أيضاً إلى مواصفات رئيس الوزراء المقبل، وفقاً لرؤية السيستاني، مبيناً أنه يجب أن «يكون حازماً وقوياً ويتسم بالشجاعة الكافية في مكافحة الفساد المالي والإداري الذي هو الأساس في معظم ما يعاني منه البلد من سوء الأوضاع، ويعتبر ذلك واجبه الاول ومهمته الاساسية، ويشن حرباً لا هوادة فيها على الفاسدين وحماتهم».
وشدد على أهمية أن يكون البرنامج الحكومي «معدّا على أسس علمية يتضمن اتخاذ خطوات فاعلة ومدروسة، ومنها تبنّي مقترحات لمشاريع قوانين ترفع إلى مجلس النواب تتضمن إلغاء او تعديل القوانين النافذة التي تمنح حقوقاً ومزايا لفئات معينة، يتنافى منحها مع رعاية التساوي والعدالة بين ابناء الشعب».
وأضاف: «تقديم مشاريع قوانين إلى مجلس النواب بغرض سدّ الثغرات القانونية التي تستغل من قبل الفاسدين لتحقيق اغراضهم، ومنح هيئة النزاهة والسلطات الرقابية الأخرى اختيارات اوسع في مكافحة الفساد والوقوف بوجه الفاسدين».
ومن بين الخطوات أيضاً، «تطبيق ضوابط صارمة في اختيار الوزراء وسائر التعيينات الحكومية، ولاسيما للمناصب العليا والدرجات الخاصة، بحيث يمنع عنها غير ذوي الاختصاص والمتهمون بالفساد ومن يمارسون التمييز بين المواطنين حسب انتماءاتهم المذهبية او السياسية، ومن يستغلون المواقع الحكومية لصالح انفسهم أو أقربائهم او احزابهم ونحو ذلك».

سباق التأييد

وكما هو الحال دائماً عقب كل خطب السيستاني، سارعت القوى السياسية الشيعية، المتصدرة للحكم منذ عام سقوط نظام صدام حسين عام 2003، إلى إعلان تأييدها لـ«توجيهات المرجعية».
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، قال إنه استجاب لجميع مطالب المتظاهرين في المحافظات التي شهدت احتجاجات وسط وجنوب البلاد.
وأوضح في بيان صادر عن مكتبه أن «في اللحظات الأولى لإعلان المواطنين لمطالبهم في عدد من المحافظات أعلنا استجابتنا الفورية لجميع المطالب المشروعة، واعتبرنا الاستجابة لمطالب المواطنين قوةً وليس ضعفا لأنهم أبناء شعبنا وهدفنا خدمتهم».
وأضاف: «التقينا بوفود عديدة من أبناء المحافظات وأصدرنا العديد من الأوامر الفورية لتنفيذ المطالب الممكنة وفق الصلاحيات المحددة لنا والإمكانات المالية المتوفرة وحسب الأولويات والتوقيتات الزمنية الممكنة، وشكلنا لهذا الغرض لجنة الخدمات والإعمار في المحافظات التي باشرت عملها على الفور».
وأردف أن «كل ما دعت اليه المرجعية الدينية العليا كان وسيبقى نصب أعيننا منذ فتوى الجهاد الكفائي الخالدة وإلى ما تضمنته خطبة الجمعة اليوم (أمس) والتي رسمت خارطة طريق لمستقبل العراق وشعبه».
وأكد موقفه المؤيد لما ورد من ملاحظات وتوجيهات ودعوات وحلول تضمنتها خطبة المرجعية التي قال إنها «كانت وستبقى صمام الأمان لعراق قوي مزدهر ومستقر، يتحقق فيه الأمن والأمان والعدالة والازدهار لجميع أبنائه ولا مكان فيه للفاسدين وسراق المال العام».
زعيم «تيار الحكمة»، عمار الحكيم، سارع أيضاً لإعلان «تأييده المطلق» لخطبة السيستاني، ودعا للإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة، ومحاربة الفساد.
فقد سارع بإصدار بيان قال فيه: «نعربُ عن تأييدنا المطلقِ لما وردَ من توجيهاتٍ ورؤى في خطبةِ المرجعية الدينية العليا فيما يتعلقُ بالوضعِ الراهن والمخاطرَ المحدقةِ بالبلاد، وتأكيدها على ضرورةِ الإسراع بتشكيلِ حكومة خدومة بوزراءٍ يتصفونَ بالمهنيةِ العاليةِ تعملُ على وفقِ برنامجا علميا واضحا ورصينا، واختيارِ رئيس وزراءٍ حازمٍ وقوي للمرحلةِ المقبلة، وحثها الشعبَ على فرضِ إرادتهُ إذا تنصلتْ الحكومةُ والبرلمانُ عن وعودهم».
واضاف: «نضمُ صوتنا لمطلبِ المرجعية العليا باعتبارِ الإصلاح ضرورةً لا محيص منها، ودعوتها لتشريعِ قوانينَ تمنعُ أي إمتيازاتٍ لشريحةٍ دون غيرها بما يحققُ الإنصاف والعدالة الاجتماعية»، مؤكدُا «دعمنا الكامل لمهمةِ الحكومة وأجهزتها الرقابية في مشوارِ مكافحة الفساد المالي والإداري».
ودعا «الكتلَّ السياسيةَ للاجتماعِ على طاولةِ الشروط الوطنية بغيةَ الإسراع في تشكيلِ الكابينة المرتقبة واختيار الأكفأ على وفقِ تلك الشروط».

خريطة جديدة

كذلك، أكد أمين عام حركة «النجباء» أحد فصائل الحشد الشعبي، أكرم الكعبي، في بيان مقتضب، إن «خطاب المرجعية حدد مسار خارطة جديدة للعراق ستسهم بالاتجاه الصحيح كما اسهمت بذلك فتوى التصدي لداعش».
وأعلنت «عصائب أهل الحق»، أيضاً تأييدها للخطبة، معتبرة التظاهرات بأنها «رسالة» إلى السياسيين باستعداد المتظاهرين للخروج في كل مرة اذا لم تتحقق مطالبهم بمعالجات حقيقية.
وقال الأمين العام للحركة المنضوية في الحشد الشعبي أيضاً، قيس الخزعلي في بيان، «نؤيد كل ما ورد في خطبة المرجعية الدينية الاخيرة»، موضحا «كنا قد طالبنا في مناسبة استشهاد الولي العارف محمد الصدر (…) بضرورة الإسراع في تشكيل حكومة جديدة، وأن تكون حكومة خدمات وليست حكومة امتيازات، وضرورة وجود برلمان يشرع القرارات التي تحتاجها الحكومة لتلبية احتياجات المواطنين».
واضاف: «كذلك ذكرنا أن المظاهرات الاخيرة لا تقف خلفها جهة سياسية محددة، وأن العراقيين قد كسروا حاجز الخوف والتردد»، مشيراً إلى أنها «رسالة إلى السياسيين أنهم مستعدون للخروج في كل مرة اذا لم تتحقق مطالبهم، وتكون معالجات حقيقية بأسقف زمنية محددة لان الامور تكاد تصل إلى طريق مسدود».

العراق: تظاهرات في «جمعة الحق»… والسيستاني يحثّ الحكومة على تحقيق مطالب المحتجين
العبادي يؤكد أن لا مكان لسراق المال العام… والحكيم يدعو لاجتماع على طاولة الشروط الوطنية

5 كتل سياسية في صلاح الدين تلوّح بالتظاهر والاعتصام في حال عدم نظر الشكاوى والطعون

Posted: 27 Jul 2018 02:21 PM PDT

بغداد ـ « القدس العربي»: كشفت 5 كتل سياسية، في محافظة صلاح الدين، أمس الجمعة، أن المراكز والمحطات الانتخابية المشكو فيها»لم يتم» إجراء العد والفرز اليدوي عليها حتى الآن، وفيما تحدثت عن معلومات تفيد باستخدام 50 ألف بطاقة انتخابية «من غير أصحابها» في يوم الاقتراع، هددت باعتصام جماهيري في حال عدم نظر مجلس المفوضين بالشكاوى والطعون التي قدمتها.
وقال ممثلو «تحالف النصر» و«ائتلاف الوطنية» و«تحالف القرار» 
و»تحالف صلاح الدين هويتنا» و«تحالف تضامن»، في بيان موحّد: في الوقت الذي نثمن وندعم الجهود الخيرة التي يقوم فيها القضاة المنتدبون بعملهم الحالي في ادارة شؤون المفوضية العليا المستقلة للانتخابات من تعديل للمسار الانتخابي، وما نتطلع عليه من الدور الحقيقي للقضاء العراقي من تصحيح مسار العملية السياسية والانتخابية وما شابها من تصدعات دخل من خلالها أصحاب النفوس المريضة والأغراض السيئة الذين لا يردون خيرا للعراق وشعبه سوى تحقيق مصالح الخاصة، فإننا اليوم نتطلع خيرا في إحقاق الحق وإعادته إلى نصابه الصحيح».
وأضافوا : «أننا نواب ووزراء سابقون ومرشحون كممثلين عن محافظة صلاح الدين في الانتخابات الأخيرة، قد لاحظنا أن هناك أيادي ما زالت تحاول حرف المسار الذي جاء من أجله القضاة المنتدبون».
وتابعوا : «هنا نود الإشارة إلى أن مجلس المفوضين في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات قد اتخذ قراره، باختيار 426 محطة انتخابية من مراكز التصويت العام في محافظة صلاح الدين لغرض إجراء عمليات العد والفرز اليدوي عليها، إضافة إلى 36 محطة انتخابية أخرى كانت ملغاة بالأساس، أي لم تحسب نتائجها في حينه، وتم نقل جميع هذه المحطات إلى بغداد حيث تمت عليها عمليات العد والفرز اليدوي بحضور القضاة المنتدبين للإشراف على هذه العملية».
وحسب البيان «غالبية هذه المحطات التي تم اختيارها وجلبها من محافظة صلاح الدين إلى بغداد لم ترد عليها شكاوى واضحة من قبل الكيانات السياسية التي شاركت بالعملية الانتخابية».
ولفت إلى أن «الشكاوى والطعون التي قدمت من الكتل السياسية والمرشحين في محافظة صلاح الدين إلى مجلس المفوضين السابق وكذلك الحالي، إضافة إلى الهيئة القضائية الخاصة بالانتخابات كانت تنصب على مراكز ومحطات انتخابية محددة بشكل واضح جدا، وجرى تقديم الأدلة المادية على الخروق والمخالفات وعمليات التزوير التي حصلت فيها، ولكن لم يتم جلبها لحد الآن رغم أن وقت العد والفرز اليدوي قد قارب على الانتهاء، ونستغرب من هذا السكوت على عدم جلب هذه المحطات».
وبينوا أن «هناك 12 مركزاً انتخابياً للنازحين من صلاح الدين في كركوك وصلاح الدين تضم 90 محطة انتخابية جرت عمليات الانتخاب فيها ضمن محافظة كركوك وصلاح الدين لم يتم اجراء عمليات العد والفرز عليها إلى يومنا هذا، وقد قدمت بها شكاوى اصولية ضمن التوقيتات القانونية المحدد لذلك، ولكن لم يتم جلب هذه المحطات إلى مركز العد والفرز اليدوي في بغداد كي يتم التحقق منها واتخاذ القرار المناسب بشانها وللاسف تركت إلى يومنا هذا». وأشاروا إلى أن «هناك شكاوى عديدة قدمت إلى مجلس المفوضين السابق والحالي إضافة إلى الهيئة القضائية الخاصة بالانتخابات بينا فيها بأن هناك أكثر من 50 ألف بطاقة انتخابية كانت موجودة في مخزن مكتب مفوضية الانتخابات في صلاح الدين إضافة إلى البطاقات الجديدة الخاصة بمواليد الأعوام 1997 / 1998 / 1999 / 2000 لم تستلم أو تسلم إلى أصحابها، وتوفرت معلومات لدينا بأنه قد جرى استخدامها من غير أصحابها بيوم الاقتراع، وطلبنا التحقيق في هذا الأمر وأخذ عينات عشوائية منها للتأكد من ذلك سيما وأن هذه الانتخابات جرت بصورة الكترونية يسهل جدا التحقق من ذلك، ولكن لم نلمس ميدانيا أي تحرك من هذه الجهات للوقوف على هذه الشكاوى، الأمر الذي سوف يمررها من دون أي مسالة أو عقاب».
وطبقاً لبيان الكتل السياسية الخمس، فإن «الأجهزة الأمنية في محافظة صلاح الدين كانت قد ضبطت إحدى فرق التزوير من 34 شخصا بحوزتهم 1339 بطاقة انتخابية بيوم الاقتراع غير محدثة أي يمكن استخدامها في عملية الاقتراع بطريقة الانابة، علما بأن هناك مراكز انتخابية كانت نسبة الاقتراع فيها أكثر من 140٪ بسبب استخدام هذه البطاقات أو غيرها من وسائل الغش والتزوير، وقد اعترفوا صراحة أنهم كان ينوون استخدامها للتصويت لصالح مرشحين معينين، ولكن للأسف بعد عرضهم على قاضي التحقيق فقد أطلق سراحهم من دون الخوض في تفاصيل هذه الجريمة التي مرت من دون عقاب».
وطالبت الكتل بـ«فتح التحقيق مجددا لمعرفة من أين حصلوا على هذه البطاقات، ومن دفع لهم كي يتم تزوير هذه الأصوات لصالحه، وإنزال أقسى العقوبات بحقهم لأنه إذا كان مثل هذا الفعل يمر من دون عقاب فما هو الفعل المجرم بالانتخابات وما هو الرادع لذلك».
ونوه البيان أن «مجلس المفوضين كان قد اتخذ قراره، والذي تضمن اختيار 501 محطة انتخابية من مراكز التصويت العام والحركة السكانية في محافظة الأنبار لغرض إجراء عمليات العد والفرز اليدوي عليها، وتم نقل جميع هذه المحطات إلى بغداد حيث تمت عليها عمليات العد والفرز اليدوي، وبعد أن احتج ممثلو الكتل الانتخابية في محافظة الأنبار على جلب هذه المحطات وتم جلب المحطات المشكو منها من قبلهم مسبقا، كما هو حالنا في محافظة صلاح الدين، فقد بادر مجلس المفوضين بقرار لاحق خاص بهم وجرى جلب جميع المحطات المشكو منها ابتداء الأمر الذي حقق العدالة لهم بغض النظر عن نتائج العد الفرز عليها، ولكن للأسف هذا ما لم يتحقق لنا كمرشحين وكتل سياسية في صلاح الدين ونطالب بتحقيق العدالة اسوة بما تم في محافظة الأنبار».
وحثوا، «مجلس المفوضين المنتدب والهيئة القضائية الخاصة بالانتخابات، بأن ينصفوا جماهيرنا التي زحفت بيوم الانتخاب إلى الصناديق للادلاء بأصواتها الحقيقة والنزيهة، وأن ينظروا بعين الاعتبار إلى الشكاوى والطعون التي قدمت لهم من قبلنا، وأن يتخذوا قرارا جريئا عادلا ومنصفا كما جرى ذلك لمحافظة الأنبار، بأن يتم جلب محطات المراكز الانتخابية هذه لا تلك التي جلبت سابقا، لأن من شأن ذلك أن يضلل العدالة ويهدر الحقوق الانتخابية المكتسبة ويصادر إرادة الناخب وفي ذلك التفاف واضح وصريح على القانون والدستور، وبخلافه، فأن جماهيرنا الانتخابية لن تسكت على ذلك وسوف يقومون بحقهم الدستوري في التظاهر السلمي والاعتصام، إضافة إلى تقديم شكاوى بذلك إلى ممثلية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي».

5 كتل سياسية في صلاح الدين تلوّح بالتظاهر والاعتصام في حال عدم نظر الشكاوى والطعون

قرب انتهاء عمليات عدّ وفرز أصوات الناخبين يدوياً… واستعدادات لتدقيق محطات إيران والأردن وتركيا

Posted: 27 Jul 2018 02:21 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: وصلت مفوضية الانتخابات (القضاة المنتدبين) إلى «المراحل الأخيرة» في عملية فرزّ وعدّ المحطات الانتخابية «المشبوهة بالتزوير»، تمهيداً لإعلان النتائج النهائية.
«القدس العربي» علمت من مصدر مطلع على عملية الفرزّ والعدّ اليدوي، التي تجري في «المركز الوطني» في العاصمة بغداد، بشروع المفوضية، منذ الأربعاء الماضي، بعملية فرزّ وعدّ المحطات الانتخابية لمحافظة بغداد، دائرة الكرخ، مبيناً أن «العملية تستهدف 117 صندوقاً».
وأضاف المصدر، وهو مراقب لأحد الكيانات السياسية، أن «المدة المحددة لتدقيق صناديق الكرخ تستمر ثلاثة أيام، ليتم بعدها الشروع بتدقيق المحطات الانتخابية لجانب الرصافة، وبمدة ثلاثة أيام أيضاً».
وطبقاً له فإن «عدد الصناديق المستهدفة بعملية فرزّ وعدّ جانب الرصافة لم يتم الإعلان عنها بعد، كون أن المفوضية تضع لائحة بعدد الصناديق والمنجز منها يوم الشروع بالتدقيق، وترفعها فور الانتهاء من العملية لتضع أخرى جديدة».
وأضاف: «من المفترض أن تكون المفوضية أنهت الفرزّ والعدّ اليدوي لجميع المحافظات، كون أن العاصمة بغداد هي آخر مراحل عملية التدقيق، إضافة إلى صناديق الخارج».
في الأُثناء، قررت مفوضية الانتخابات، إيفاد عدد من القضاة المنتدبين إلى إيران وتركيا والأردن، لاستكمال عملية الفرزّ والعدّ اليدوي، غير أنها لم تتخذ قراراً حتى الآن بشأن بقية الدول.
الناطق الرسمي باسم المفوضية، القاضي ليث جبر، قال في بيان إن «مجلس المفوضين من القضاة المنتدبين قرر إيفاد عدد من أعضاء المجلس من القضاة وعدد من الموظفين إلى جمهورية إيران الإسلامية وتركيا والأردن، لغرض البدء بعمليات إعادة العد والفرز اليدوي للمراكز والمحطات التي وردت بشأنها شكاوى وطعون في تلك الدول».
وحسب البيان فإن «المجلس قرر ذلك من أجل الإسراع بعملية إعادة العد والفرز للمراكز والمحطات للدول المذكورة، بإشراف مباشر من القضاة المنتدبين»، لافتا إلى أن «مجلس المفوضين سيتخذ قرارا بشأن المراكز والمحطات لجميع الدول التي وردت بشأنها شكاوى وطعون لانتخابات العراقيين في الخارج، في الدول الاخرى، وحسب التوقيتات الزمنية لذلك».

نتائج مطبوخة

ومع الاقتراب من الانتهاء من عملية الفرزّ والعدّ اليدوي، حذّر القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني هوشيار زيباري، مما وصفها «نتائج مطبوخة» عقب انتهاء العملية.
وقال زيباري، الذي كان يشغل منصب وزير المالية الاتحادي قبل إقالته، في تغريدة له أن عملية «إعادة الحساب اليدوي بواسطة قضاة عراقيين ستنتهي قريباً. آمل ألا تكون النتائج المطبوخة تعطي المقاعد التعويضية للخاسرين». وحذّر من أن ذلك «يمكن أن يأتي بنتائج عكسية».
ورغم قناعة أغلب القوى السياسية بأن نتائج عملية الفرزّ والعدّ اليدوي ستأتي «مطابقة» للنتائج الإلكترونية، وإنها لن تحدث فرقاً في ترتيب الكتل الفائزة، غير أن الخشية تكمن في صعود شخصيات «خاسرة» بفعل صفقات سياسية مشبوهة.
الكاتب والباحث العراقي هشام الهاشمي، كشف عن «تسريبات» استقاها من مصادر في المفوضية، تفيد بفوز رئيس محلس النواب المنتهية ولايته سليم الجبوري، جراء عملية الفرزّ والعدّ اليدوي.
وقال في تغريدة على تويتر، إن «تسريبات من مصادر داخل مفوضية القضاة البديلة لمفوضية الانتخابات، قد تعلن نتائجها قريباً. التغيير قد يطال 10 مقاعد ضمن مقاعد الديموغرافيا السنية والتركمانية والكردية، و5 مقاعد ضمن الديموغرافيا الشيعية، وأنباء عن فوز رئيس البرلمان المنتهية ولايته سليم الجبوري».
وسرعان ما بدأت كتل سياسية بـ«التشكيك» بنتائج عملية الفرزّ والعدّ اليدوي «الجزئي»، وأخذت تطالب بإجراء عملية تدقيق «شاملة» لجميع صناديق الاقتراع.
وأقرّت المحكمة الاتحادية بـ«دستورية» الفقرة الأولى من التعديل الثالث لقانون انتخابات مجلس النواب، والتي أشارت إلى «إجراء عملية الفرزّ والعدّ اليدوية الشاملة» لجميع المحطات الانتخابية، لكن سرعان ما قررت المفوضية (القضاة المنتدبين) إجراء العملية للصناديق التي وردت بشأنها شكاوى وطعون.

«أعلى نسبة فساد»

الجبهة التركمانية (الممثل السياسي للتركمان) دعت، من جانبها، مجلس المفوضين المنتدبين إلى إجراء العد والفرز اليدوي «على جميع» صناديق الاقتراع المشكوك بها في محافظة كركوك، معتبرةً أن المحافظة شهدت «أعلى نسبة فساد» في الانتخابات من بين المحافظات العراقية.
وقال نائب رئيس الجبهة حسن توران، في مؤتمر صحافي عقده في كركوك، بحضور رئيس الجبهة أرشد الصالحي، إن «كركوك جرى فيها نسبة الفساد الأعلى في العراق في الانتخابات».
وأضاف: «المفوضية المنتدبة التي وصلت إلى كركوك لم تقم بإجراء كامل العد والفرز على الصناديق المشكوك فيها، ونحن رفضنا هذا الأمر وكنا نريد الخروج بتظاهرات ولكن الأجهزة الأمنية أبلغتنا بالتوقف عن هذا الأمر لأغراض أمنية واستمعنا لهم ولم نتظاهر».
ودعا توران مجلس المفوضين المنتدبين، إلى «ضرورة إجراء العد والفرز بشكل كامل وتطابق البار كود مع البصمة الالكترونية»، مطالباً بـ«ضرورة إحالة السراق والمزورين إلى المحاكم لأنهم لا يقلون شأناً عمن يسرق آمال الشعب ويسرق صوته».
وفي 7 تموز/ يوليو الجاري، أعلنت مفوضية الانتخابات انتهاء عملية الفرّز والعدّ في محافظة كركوك.

قرب انتهاء عمليات عدّ وفرز أصوات الناخبين يدوياً… واستعدادات لتدقيق محطات إيران والأردن وتركيا

مشرق ريسان

ميلادينوف يواصل مساعيه لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية في غزة ومنع تدهور الوضع الميداني

Posted: 27 Jul 2018 02:21 PM PDT

غزة – «القدس العربي»: رجحت مصادر فلسطينية مطلعة أن يستمر المبعوث الدولي للشرق الأوسط نيكولاي ميلادنيوف، بمساعدة المخابرات المصرية، في اتصالاته ولقاءته مع المسؤولين الإسرائيليين وقادة حماس في غزة، وكذلك قيادة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، بهدف إقرار تفاهمات تسمح بإقامة مشاريع بدعم دولي، تساهم في تخفيف حدة الأوضاع الاقتصادية المتردية في غزة، وذلك بعد قيامه الخميس بزيارتين إلى غزة التقى خلالهما اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
وحرص ميلادينوف الذي زار غزة صباح أمس الخميس، وعاد إليها في ساعات العصر، وغادرها مساء، على التأكيد على ضرورة العودة إلى حالة الهدوء، بعد موجة تصعيد اندلعت ليل الأربعاء، واستمرت حتى فجر الخميس، أسفرت عن استشهاد ثلاثة من نشطاء حماس وإصابة جندي إسرائيلي.
وكان ميلادينوف قد زار القطاع أيضا الثلاثاء الماضي، والتقى بإسماعيل هنية.
ويتردد حاليا أن ميلادينوف، بمساعدة من جهاز المخابرات المصرية، اللذين توسطا في التهدئة في مرات عدة سابقة، سيزور غزة مجددا، ويعقد لقاءات أخرى في إسرائيل ورام الله، من أجل بحث الوضعين الأمني والإنساني في القطاع، كونهما ملفين مرتبطين ببعضهما البعض.
ووفق ما رشح من معلومات عن اللقاءات التي عقدها المبعوث الدولي يوم الخميس، فإنه نقل رسائل للطرفين، كما نقل وجهات نظرهما حول تهدئة الأمور من جديد في غزة، من أجل الترتيب للعرض الدولي الخاص بإنعاش غزة، وناقشه مؤخرا قبل موجة التصعيد الأخيرة في رام الله مع الرئيس محمود عباس، وفي تل أبيب مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وفي غزة مع قيادة حماس، بالإضافة إلى طرحه على مسؤولي القاهرة.
وفي هذا السياق ذكرت تقارير إسرائيلية أن ميلادينوف، كان على اتصال مباشر مع وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان.
ولم يصدر أي تصريح رسمي عن حماس ولا عن ميلادينوف، لكن وسائل إعلام مقربة من حماس وصفت اللقاءات بـ «المهمة».
وحسب ما أكد مسؤول دولي سابق لـ « القدس العربي»، فإن الطرح الذي يحمله ميلادينوف لتحسين وضع غزة، يختلف عن طرح الإدارة الأمريكية الأخير، حيث يشترط موافقة وإشراف السلطة الفلسطينية على المشاريع التي ستنفذ، لتخفيف حدة حصار غزة، التي بدأتها الأمم المتحدة بالإعلان عن نيتها طرح وظائف عمل مؤقتة لآلاف السكان قريبا.
وتشير المعلومات إلى أن قيادة حماس تبدي مرونة كبيرة مع الطرح، لكنها ترفض أن ترتبط هذه المشاريع بأي أثمان سياسية، تكون لها علاقة مثلا بعملية تبادل أسرى دون ثمن إسرائيلي.
في المقابل تطلب إسرائيل أن يعود الهدوء مجددا لحدود غزة، ووقف عمليات إطلاق الصواريخ وكذلك الوسائل الحارقة، الني تسببت في اشتعال النيران في مساحات واسعة من الأحراش.
ومن المرتقب أن تكشف الأيام المقبلة، عن آخر ما توصلت إليه الاتصالات بين الطرفين برعاية ميلادينوف، خاصة في ظل التكتم الشديد على نتائج مباحثات الخميس، مع الأخذ بعين الاعتبار عدم رغبة الجانبين في حدوث صدام مسلح كبير والدخول في «حرب رابعة».
يشار إلى أن تنقلات ميلادينوف بين غزة وتل أبيب يوم الخميس، تخللها إجراء اتصال بين هنية، ومدير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل الموجود حاليا في العاصمة الأمريكية واشنطن.

ميلادينوف يواصل مساعيه لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية في غزة ومنع تدهور الوضع الميداني
بمساعدة مصرية ووسط تكتم على نتائج لقاءاته في القطاع وتل أبيب

إسرائيل تخشى من ابتكار حماس سلاحا جديدا في المواجهة المقبلة

Posted: 27 Jul 2018 02:20 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: تدعي مصادر في إسرائيل أن حركة حماس ابتكرت سلاحا جديدا شرعت باختباره وترجح استخدامه بكثافة في مواجهات مستقبلية. ويتمثل هذا الابتكار بطائرات صغيرة مفخخة تستهدف مواقع لجيش الاحتلال وتجمعات إسرائيلية وحتى منظومات القبة الحديدية.
ويوضح المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت» المقرب من الأجهزة أليكس فيشمان، أمس، أن سكان إحدى بلدات «غلاف غزة» اكتشفوا، في 13 أيار/مايو الماضي، جسما مربوطا بجهاز تفجير، وانفجر من دون أن يحدث أضرارا. ولاحقا اكتشف سكان البلدة نفسها، الواقعة قبالة مدينة غزة، جسما مشابها وفي المرة الثالثة، في الشهر نفسه، توغلت طائرة مسيرة صغيرة إلى البلدة نفسها أيضا ولكنها لم تنفجر هناك، ما جعل قوات الأمن الإسرائيلية تدرك أن هذه الأجسام المربوطة بجهاز متفجر أسقطتها طائرات مسيرة صغيرة وعادت إلى غزة لكن جيش الاحتلال فضل عدم الكشف عن الأمر.
ويقول فيشمان إن الجيش الإسرائيلي لم يطلع الجمهور على هذه الأحداث، التي يتعامل معها «بصورة ضبابية، رغم أنه أطلع عددا من سكان تلك البلدة على قرائن جمعها». وأضاف أن لا معلومات لدى الجيش الإسرائيلي حول عدد الطائرات الحوامة الصغيرة حاملة عبوات ناسفة تم إطلاقها من القطاع باتجاه إسرائيل، وكم طائرة كهذه عادت إلى قواعدها بسلام.
وينقل عن مصادر في جيش الاحتلال قولها إن لدى حماس قدرة لتفعيل طائرات حوامة صغيرة عنيفة. ويربط فيشمان بين هذه الطائرات وبين تقوية مساكن الجنود الذين يشغلون منظومة «القبة الحديدية» لاعتراض الصواريخ والمنتشرة في جنوب البلاد بالإسمنت. وكتب أن «التفسير المحتمل الوحيد لظهور الجدران الإسمنتية هذه، الفاصلة بين بطاريات القبة الحديدية وبين المساكن، هو المخاوف من أن أحدا يخطط للمس بهذه البطاريات المسلحة بالصواريخ (الاعتراضية) بواسطة الحوامات الصغيرة. مدعيا أن تفجيرا كهذا من شأنه أن يسقط عددا كبيرا من الإصابات بين الجنود الموجودين بالقرب منها».

قد تستهدف القبة الحديدية

وأشار إلى أن استهداف بطاريات «القبة الحديدية» هو أحد أهداف حماس البارزة، كونها تعتبر «هدفا مرموقا ورمزا، تماما مثل التسلل إلى بلدة أو أسر جندي أو إلحاق ضرر بالجدار الجوفي الذي تبنيه إسرائيل حول القطاع». معتبرا أن الطريق الأبسط للوصول لبطارية القبة الحديدية هي بإرسال طائرة حوامة صغيرة تنزل عليها عبوة ناسفة أو تنفجر فوق المنظومة. وتابع «بموجب مفهوم العمل لدى حماس، فإن الدور الرئيسي للطائرات الحوامة الصغيرة حاملة المتفجرات والطائرات الحوامة الانتحارية هو التسبب بقتل جماعي أو ضرب أهداف عسكرية بدقة». منوها أنه في حال توقع فيه إسرائيل عددا كبيرا من الإصابات في القطاع، ستستخدم حماس، في المقابل، طائرات حوامة مسيرة صغيرة متفجرة باتجاه بلدات غلاف غزة. وقد يكون الهدف ملعب كرة سلة في أوج مباراة، أو شاطئ سباحة. فقد تم العثور على طائرات كهذه وصلت من غزة، على سبيل المثال، في منطقة مستوطنة زيكيم الساحلية.
ويشير فيشمان لسيناريو آخر محتمل هو أن تحلق طائرة كهذه فوق موقع لقناصة إسرائيليين وتسقط عبوة متفجرة عليه، ردا على إطلاق نيران قناصة على مثيري أعمال شغب (متظاهرين) فلسطينيين». كما نقل عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن هنا فرقا واسعا بين الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، التي يصفها الجيش بأنها «احتجاج وإرهاب شعبي»، وبين الطائرات الحوامة الصغيرة المتفجرة، التي ينعتها بـ «إرهاب مسلح». وأضاف «ولذلك، يقدرون في الجيش الإسرائيلي، أن حماس لن تجرؤ على إرسال طائرات عنيفة كهذه والمخاطرة بمواجهة عسكرية».
لكن فيشمان اعتبر بلهجة ساخرة أن من يفكر بهذا الشكل «يبدو كمن نام واقفا.» وقال إن الشهيد المهندس محمد الزواري، الذي اغتاله جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي «الموساد» في تونس، في 2016، كان يطور طائرات مسيرة لصالح حماس، وضمن ذلك ملاءمة طائرات حوامة صغيرة لاحتياجات استخباراتية وهجومية.
ويضيف « في تلك الفترة ازدادت التقارير حول محاولات تهريب قطع طائرات حوامة إلى القطاع عن طريق معبري بيت حانون وكرم أبو سالم. ووفقا لمعطيات وحدة المعابر في وزارة الأمن الإسرائيلية، فإنه تم ضبط 110 طائرات حوامة صغيرة كاملة و51 قطعة لبناء طائرات حوامة في المعبرين في عام 2016. وفي عام 2017 تم ضبط 70 طائرة حوامة صغيرة كاملة و301 قطعة لتركيب طائرات كهذه، كما تم ضبط 60 طائرة كاملة و400 قطعة لتركيب طائرات كهذه في العام الحالي. وتم شراء معظمها بواسطة الإنترنت من موقع علي إكسبرس».

اغتيالات من تونس إلى ماليزيا

ويوضح أن جهاز الأمن الإسرائيلي لا يعرف عدد هذه الطائرات التي دخلت إلى القطاع من دون ضبطها، إذ أن التفتيش عنها في المعابر مسألة معقدة، لأنها تكون مخبأة بين كميات كبيرة من الألعاب والدمى وأيضا بسبب حجمها الصغير، ما يمكن من وضعها داخل حقيبة، زاعما أن قطع الطائرات تصل إلى ورشات تابعة لحماس في القطاع، ويتم تركيبها هناك وملاءمتها لنشاط عسكري.
ويتابع محذرا «في تلك الورشات بالإمكان تركيب طائرات حوامة أكبر حجما وقادرة على حمل متفجرات بزنة 4 كيلوغرامات وأكثر».
ووفقا لفيشمان، فإن الشهيد المهندس فادي البطش، الذي اغتاله الموساد في ماليزيا، في نيسان/ أبريل الماضي، عمل على تطوير طائرات بدون طيار. ويقول إن أحد المجالات التي تخصص بها كان الاتصال المشفر بين المشغل وبين الطائرة الحوامة أو الطائرة المسيرة الأكبر حجما. كذلك يزعم فيشمان أن حماس بدأت تستخدم طائرات حوامة صغيرة منذ عدة سنوات، وكان استخدامها بالأساس لجمع المعلومات الاستخباراتية. ويحاول التدليل على ذلك بالقول إن سكان غلاف غزة يتحدثون عن طائرات حوامة فوق حقول الحنطة والأحراش، على ما يبدو في محاولة لكشف كمائن ينصبها الجيش الإسرائيلي عند السياج الأمني.
ويشير إلى أن ما يحدث في قطاع غزة بشكل مصغر، يحدث بشكل كبير في إيران والعراق وسوريا ولدى حزب الله. وتحصل حماس على هذه الخبرة وتلائمها لاحتياجاتها».
وفي هذا السياق لابد من التذكير بأن جيش الاحتلال استخدم طائرات وحوامات صغيرة لإلقاء قنابل مسيلة للدموع على المتظاهرين الفلسطينيين عند السياج الأمني. وكتب فيشمان أن «إحدى أفضليات الطائرة الحوامة الصغيرة، عدا دقتها، تكمن في أنه يصعب رصدها بوسائل بصرية عن بعد، ولا تصدر دخانا ساخنا، وقدرة الرادار على رصدها كقدرته على رصد طائرة الشبح (أف35)، فهي تحلق على ارتفاع منخفض ولا تصدر صوتا تقريبا. ويخلص للقول «محدوديتها هي أن مداها قصير ويصل لعدة كيلومترات ويصعب استخدامها في جو عاصف» ، لكنه يحذر من تبعات زجها في المواجهة المقبلة.

إسرائيل تخشى من ابتكار حماس سلاحا جديدا في المواجهة المقبلة
تلقي الضوء على دوافع اغتيال باحثين فلسطينيين
وديع عواودة:

الغزيون يحيون جمعة «أطفالنا الشهداء» والاحتلال يدفع بتعزيزات ويوقع إصابات

Posted: 27 Jul 2018 02:20 PM PDT

غزة – «القدس العربي» : شاركت حشود كبيرة من الغزيين أمس في فعاليات جمعة «أطفالنا الشهداء»، في «مخيمات العودة الخمسة»، ما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف المشاركين، الذين بعثوا من جديد رسائل تحد لقوات الاحتلال، التي عملت خلال اليومين الماضيين على توتير الأوضاع الميدانية، من خلال عودتها لسياسة قصف القطاع وسقوط عدد من الشهداء.
وبالرغم من دفع قوات الاحتلال بمزيد من الجنود والفرق العسكرية لمناطق الحدود مع غزة، وتحذيرها السابق للمشاركين في فعاليات «مسيرة العودة»، من الاقتراب من تلك المناطق الفاصلة، إلا أن المتظاهرين تمكنوا من الاقتراب من السياج الفاصل، ورشقوا من هناك جنود الاحتلال بالحجارة.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أن المواجهات التي شهدتها الحدود أسفرت عن إصابة العديد من المواطنين بجراح وحالات اختناق، جراء إطلاق النار وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وبذلك يرتقع عدد المصابين منذ اندلاع فعاليات «مسيرة العودة» التي انطلقت يوم 30 مارس/ آذار الماضي، في إطار مطالبات سكان غزة بحقوقهم في رفع الحصار، وإحياء قضية اللاجئين التي تعمل الإدارة الأمريكية وإسرائيل على شطبها وملف القدس من الحل النهائي.
وقبل فعاليات يوم أمس، أعلنت وزارة الصحة، أنه منذ انطلاق فعاليات «مسيرة العودة» يوم 30 آذار/مارس الماضي، استشهد 152 مواطنا، بينهم 18 طفلا وقاصرا وسيدتان، ولا يشمل العدد جثامين ثمانية شهداء محتجزين لدى سلطات الاحتلال. كذلك قالت إنه أصيب 16750 آخرون بجراح مختلفة وحالات اختناق بالغاز، لافتة إلى أن درجة الخطورة في مجمل الإصابات تفاوتت ما بين 394 إصابة خطيرة، 4120 إصابة متوسطة، و12236 إصابة طفيفة.

اسرائيل تدفع بتعزيزات

وبالعودة إلى المواجهات، فقد دفع جيش الاحتلال منذ صباح الجمعة، بفرق عسكرية جديدة لمناطق الحدود، استعداداً لقمع المشاركين في فعاليات «مسيرات العودة»، وهو أسلوب لجأت إليه قوات الاحتلال في بدايات هذه الفعاليات، وذلك بعد أن وصلت تلك القوات لمقر «قيادة غزة» في جيش الاحتلال ليل أول من أمس الخميس. وذكرت تقارير إسرائيلية أن جيش الاحتلال يخطط لزيادة حدة الردود على أي مساس بالجدار العازل مع غزة خلال التظاهرات. وكعادة أيام الجمع الماضية، أشعل الشبان المشاركون في فعاليات الأمس النار في إطارات السيارات قرب المناطق الحدودية، في خطوة الهدف منها الحد من رؤية جنود القناصة الإسرائيلية المتمركزة خلف ثكنات عسكرية وتلال رملية. وجاءت فعاليات أمس مع استمرار حالة التوتر على حدود غزة، بعد أن قامت إسرائيل مساء يوم الأربعاء الماضي بشن سلسلة هجمات على مواقع حدودية للمقاومة، أسفرت عن استشهاد ثلاثة من نشطاء الجناح العسكري لحركة حماس، بعد إعلانها إصابة أحد جنودها من جديد بنيران قناصة على الحدود، فيما أعلنت حماس الاستنفار في صفوف جناحها المسلح، بعد أن قامت المقاومة بإطلاق رشقات صاروخية على مناطق إسرائيلية قريبة من الحدود.
وأعلنت إسرائيل عن استمرار إطلاق «البالونات الحارقة»، من قطاع غزة صوب مناطقها الحدودية، رغم أن هذه العمليات انخفضت خلال الأيام الماضية، حيث أعلنت بنهاية يوم الخميس الماضي، عن نشوب خمسة حرائق في مناطق الغلاف، وهو أقل بكثير مما كان عليه الوضع في الأيام السابقة، التي كانت تشهد حدوث أكثر من 20 حريقا في اليوم الواحد.
وتشترط إسرائيل حاليا وقف الوسائل الحارقة، وعمليات إطلاق الصواريخ، والمسيرات قرب الحدود، من أجل إعادة فتح المعبر التجاري الوحيد الذي تمر منه البضائع لسكان غزة، بعد أن قامت خلال الأسبوعين الماضيين بتشديد الإجراءات، ومنع مرور العديد من السلع، وإضافة أخرى لقائمة الممنوعات من الدخول ومنها «بالونات الأطفال»، وإطارات السيارات.

تكثيف التدريب العسكري

يذكر أن قوات الاحتلال كثفت خلال الأسابيع الماضية من عمليات التدريبات العسكرية في مناطق «غلاف غزة»، وآخرها انتهى مساء أول من أمس الخميس الماضي. وقالت إن هذه التدريبات معدة سابقا، تحسبا لوقوع أي طارئ أو حدوث مناوشات عسكرية في الجبهة الجنوبية، وذلك بعد ان نشرت في وقت سابق المزيد من بطاريات «القبة الحديدية»، المضادة لصواريخ المقاومة في المناطق القريبة من الحدود.
إلى ذلك جدد أحمد المدلل، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، في كلمة له خلال تأبين شهداء من الجناح العسكري، التأكيد على أن مسيرة العودة «مستمرة حتى تحقق كامل أهدافها»، وأكد كذلك على سلميتها وسلمية أدواتها، وقال إنها جاءت لـ «تحيي قضيتنا الوطنية، ولتؤكد أن على هذه الأرض شعب يستحق الحياة والعيش بكرامة».
في السياق، أكدت الفصائل الفلسطينية ، على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وقالت إن الاحتلال هو من يخرق اتفاق التهدئة الموقع في العاصمة المصرية في عام 2014، كما أعلنت التزامها بهذا الاتفاق «إذا التزم الاحتلال به»، وحملت إسرائيل المسؤولية عن أي خرق.
وأكدت استمرار «مسيرات العودة وكسر الحصار» بشكلها الجماهيري وأدواتها السلمية، وقالت إن الفعاليات سلمية 100%. ودعت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، المواطنين لاستمرار المشاركة في «مسيرات العودة»، حتى تحقيق أهدافها، وجددت التأكيد على «سلمية المسيرات»، الرافضة لمخططات «صفقة القرن».
ومنذ يوم 30 مارس الماضي، انطلقت فعاليات «مسيرات العودة» في خمس مناطق حدودية تقع إلى الشرق من القطاع، حيث تقام هناك العديد من الفعاليات الشعبية، ودفعت عمليات القتل واستهداف المتظاهرين المدنيين، جهات حقوقية دولية ومحلية إلى توجيه انتقادات حادة لإسرائيل، ونادت بفتح تحقيق عاجل في عمليات قتل الفلسطينيين.

الغزيون يحيون جمعة «أطفالنا الشهداء» والاحتلال يدفع بتعزيزات ويوقع إصابات
الفصائل أكدت استمرار فعاليات «مسيرة العودة» حتى تحقيق أهدافها
أشرف الهور:

المواجهات تتصاعد في الضفة والاحتلال يقتحم الأقصى ويعتدي على المصلين.. وليبرمان يقر 400 وحدة استيطانية كرد على عملية «مستوطنة آدم»

Posted: 27 Jul 2018 02:19 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»: في أول قرار «عقاب جماعي» اتخذته سلطات الاحتلال، عقب عملية الطعن التي نفذها فتى فلسطيني، في مستوطنة آدم، وأسفرت عن مقتل مستوطن وإصابة اثنين آخرين، واستشهاد المنفذ، أقر وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، بناء 400 وحدة استيطانية جديدة في تلك المستوطنة، فيما واصلت قوات الاحتلال حصار قرية كوبر مسقط رأس المنفذ، ودفعت بتعزيزات عسكرية للضفة الغربية، كما هاجمت المسجد الأقصى واعتدت على المصلين في داخله.
وقرر ليبرمان المصادقة على توسيع مستوطنة «آدم» جنوب شرق رام الله، وذلك من خلال بناء 400 وحدة استيطانية جديدة، مشيرا إلى ان القرار جاء كرد على عملية الطعن التي نفذها فتى مساء أول من أمس الخميس في المستوطنة،  وأشار إلى أنه ستتم الموافقة على الخطة في المؤسسات المختصة في تل أبيب في الأسابيع المقبلة.
وجاء ذلك في الوقت الذي واصلت فيه قوات الاحتلال الدفع بتعزيزات إضافية إلى قرية كوبر قضاء رام الله، ضمن خطة دفعت بموجبها بتعزيزات عسكرية أخرى لعدة مناطق في الضفة، عقب عملية الطعن، التي جاءت بعد أشهر من التوقف.
وعاث جنود الاحتلال خرابا في القرية وخربوا طرقها والعديد من ممتلكات المواطنين وأنذروا عائلة الفتى منفذ عملية الطعن، بقرار هدم منزلهم. وفرضت قوات الاحتلال حصاراً على القرية، من خلال إغلاق مداخلها بالسواتر الترابية، وذلك بعد أن هدد متحدث عسكري إسرائيلي باتخاذ إجراءات ميدانية فورية. وقالت مصادر محلية إن الكثير من آليات الجند والجرافات والدوريات العسكرية ، دخلت القرية، تحت غطاء من الطيران الاستطلاعي، وقامت بعمليات تفتيش طالت العديد من المنازل، واعتقل من هناك عدة شبان.

مواجهات عند الفجر

وأثر ذلك اندلعت مواجهات فجر أمس، وظلت مستمرة حتى ساعات الصباح، بين سكان البلدة وجنود الاحتلال، ورشق السكان الجنود بالحجارة، وأشعلوا النار في إطارات السيارات.
وكان الفتى طارق محمد دار يوسف (17 عاما)، نفذ ليل الخميس عملية الطعن في مستوطنة «آدم»، التي أدت لمقتل مستوطن وجرح اثنين آخرين. وقوبلت عملية الطعن بإشادة واسعة من قبل الفصائل الفلسطينية، في غزة، واعتبرتها «ردا طبيعيا على جرائم الاحتلال»، وامتدادا للانتفاضة المتواصلة.
وأعلن جيش الاحتلال أنه سيعزز وجوده في الضفة الغربية. وذكرت تقارير إسرائيلية أنه سيتم الدفع بكتيبتين عسكريتين، لمنطقة رام الله، لإجراء عمليات تمشيط في المنطقة، تخوفا من وقوع عمليات طعن فردية جديدة.
وتخلل عمليات جيش الاحتلال في الضفة الغربية، وتحديدا في مناطق رام الله، إغلاق بوابة قرية النبي صالح، حيث منعت خروج ودخول المواطنين، ما اضطر السكان للسير في طرق بديلة طويلة وبعيدة للعودة إلى منازلهم.
وشهدت باحات المسجد الأقصى أمس مواجهات بين المصلين وقوات الاحتلال التي اقتحمت باحات المسجد من «باب المغاربة»، بشكل مفاجئ، وحاصرت المصلين في داخله، بعد أن أغلقوا أبوابه بشكل كامل بالسلاسل الحديدية.
وأطلق الجنود خلال الهجوم الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت صوب المصلين، واعتدوا عليهم بالضرب، ما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات في صفوف الفلسطينيين، واعتقال عدد آخر.
وتخلل هجوم قوات الاحتلال على المسجد الاعتداء على عدد من حراس الأقصى بوحشية، وامتدت المواجهات التي اندلعت في الأقصى إلى عدة أحياء قريبة في المدينة المحتلة.
وتزامن هجوم أمس مع الذكرى السنوية الأولى لانتصار أهل القدس على سلطات الاحتلال، بما عرف باسم «معركة البوابات الالكترونية».

صلاة الجمعة في الخان الأحمر

وطالب وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ يوسف ادعيس، العالمين العربي والإسلامي والمؤسسات الدولية الإنسانية والحقوقية والسياسية، بـ «العمل فوراً» لإيقاف الهجمة المسعورة من قبل قوات الاحتلال على الأقصى، مؤكدا أن المسجد يتعرض لأقسى هجمة منذ احتلاله في عام 1967، وقال إن جرأة الاحتلال «لم تكن لتكون لولا الغطاء السياسي الأمريكي».
إلى ذلك أدى المئات من الفلسطينيين صلاة الجمعة أمس، في قرية الخان الأحمر شرق القدس، المهددة بالهدم والتهجير من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي. وركز خطيب الجمعة على الاعتداءات التي تتعرض لها القدس، بما فيها اعتداءات الاحتلال على المقدسات، محذرا من مخاطر تنفيذ مخطط إسرائيل بهدم الخان الأحمر، كمقدمة لتنفيذ «صفقة القرن». وعقب الصلاة تظاهر العشرات من المواطنين، على الشارع الاستيطاني المحاذي لقرية الخان الأحمر تنديدا بقرار الهدم المؤجل حتى منتصف الشهر المقبل.

إصابة صبيين في كفر قدوم

وفي مواجهات أخرى اندلعت في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية، أصيب طفلان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، خلال قمع قوات الاحتلال للمسيرة السلمية الأسبوعية المناهضة للاستيطان والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ 15 عاما.
إلى ذلك فقد اقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلي، بلدة يعبد جنوب غرب مدينة جنين، وكثفت من وجودها العسكري في المحافظة. وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة وشنت حملة تمشيط وتفتيش واسعة ونصبت حواجز عسكرية في محيط البلدة.
كما قامت قوات الاحتلال بنصب عدة حواجز عسكرية في محيط قرى وبلدات جنين، وكثفت من وجودها العسكري، وتخلل العملية قيام جنود الاحتلال بإيقاف مركبات المواطنين، والتفتيش بشكل دقيق في هويات الركاب، ما أدى إلى إعاقة تحركات المواطنين، واضطرار عدد من المركبات إلى سلوك طرق التفافية.

مستوطنون يحرقون منزلا
ومزرعة جنوب نابلس

وفي سياق اعتداءات المستوطنين، أحرق عدد منهم منزلا وحقولا مزروعة بالقمح في أراضي بلدة جالود جنوب مدينة نابلس. وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة، غسان دغلس، إن مستوطني بؤرة «يش كودش»، هاجموا المنطقة الشرقية من بلدة جالود، وأضرموا النار في منزل، وألحقوا أضرارا جسيمة فيه دون ان يبلغ عن إصابات,
وقال إن المستوطنين حطموا محتويات منزل آخر في المنطقة، كما أقدموا على تقطيع عشرات الأشجار من اللوزيات والزيتون في المنطقة ذاتها بين جالود وقصرة، لافتا إلى أن المستوطنين تعمدوا إشعال النيران بالحقول الزراعية، وأطلقوا الرصاص صوب الأهالي خلال محاولتهم إطفاء الحريق.

المواجهات تتصاعد في الضفة والاحتلال يقتحم الأقصى ويعتدي على المصلين.. وليبرمان يقر 400 وحدة استيطانية كرد على عملية «مستوطنة آدم»
الاحتلال سيهدم منزل منفذ عملية طعن والمستوطنون يحرقون حقولا في نابلس

قادة الدروز يطالبون نتنياهو بتغيير نص «قانون القومية»

Posted: 27 Jul 2018 02:19 PM PDT

القدس المحتلة – الأناضول: طالب قادة وممثلو الطائفة الدرزية في إسرائيل، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أمس الجمعة، بتغيير نص «قانون القومية»، الذي يصنف إسرائيل بأنها «دولة اليهود».
جاء ذلك في لقاء جمع نتنياهو أمس في مكتبه بالزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل الشيخ موفق طريف وقادة دروز آخرين.
وشهدت إسرائيل مؤخرًا موجة احتجاجات في أوساط الطائفة التي يخدم أفرادها في الجيش وتدين بالولاء لإسرائيل، على قانون «القومية» الذي أقره الكنيست الأسبوع الماضي.
وحسب تصريح مكتوب صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي تلقت الأناضول نسخة منه، فقد جرى اللقاء «في أجواء طيبة واستمع رئيس الوزراء نتنياهو إلى الضيوف بصفتهم ممثلي الطائفة الدرزية».
وقال ممثلو الطائفة الدرزية إنهم «يثقون في قيادة رئيس الوزراء وطرحوا عليه طلبهم بتغيير نص قانون القومية».
لكن مكتب نتنياهو استدرك «لم يلتزم رئيس الوزراء بذلك وقال إنه سيواصل إجراء مشاورات في هذا الشأن».
وهذا هو القاء الثاني لنتنياهو مع قادة من الطائفة الدرزية بعد أن التقى أمس مع النائبين في الكنيست حمد عمار وأكرم حسون. 
وقال مكتب نتنياهو إن «رئيس الوزراء سيلتقي في بداية الأسبوع المقبل مع رؤساء السلطات المحلية الدرزية من أجل استكمال تلك المشاورات». وأضاف»الهدف منها (اللقاءات) هو التوصل إلى حل سريع ومقبول سيعبر عن التقدير الكبير التي تكنه دولة إسرائيل للشراكة الفريدة من نوعها التي توجد مع الطائفة الدرزية».
ويعارض الدروز، قانونا أقره الكنيست بصورة نهائية في 19 يوليو/ تموز الحالي يعتبر أن «حق تقرير المصير في دولة إسرائيل يقتصر على اليهود، والهجرة التي تؤدي إلى المواطنة المباشرة هي لليهود فقط»، وأن «القدس الكبرى والموحدة عاصمة إسرائيل».
ولطالما ربطت الطائفة الدرزية التي تتركز شمال البلاد، ويقدر عددها بأكثر من 120 ألف نسمة مصيرها بدولة إسرائي،. إلا أن قادة الطائفة وبعضهم ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي، يتساءلون الآن عن مكانتهم في هذه الدولة بعد أن صنفت نفسها بقانون أنها «دولة اليهود».
ونقلت صحيفة»معاريف» الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي، لم تسمه، أمس القول «لا نية لدى نتنياهو لتغيير قانون القومية وإنما إيجاد الحل من خلال تشريع جديد يتعلق بالأقلية الدرزية».
وللطائفة وزير في الحكومة الإسرائيلية، وهو أيوب قرّا، الذي يشغل منصب وزير الاتصالات.

قادة الدروز يطالبون نتنياهو بتغيير نص «قانون القومية»

دراسة إسرائيلية: هذه أسرار هيمنة إيران على سوريا

Posted: 27 Jul 2018 02:19 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: تشكك دراسة إسرائيلية إستراتيجية بقدرة روسيا ونظام بشار الأسد على إخراج إيران من سوريا، وتعتبرها القوة المهيمنة وتملي خطة ووتيرة قتال التحالف الداعم للنظام الحاكم على الأرض، وتسيطر على المعابر الحدودية بين سوريا وبين العراق ولبنان بل تحدد إعادة تنظيم مناطق ومجتمعات وفق معايير طائفية.
وتقول دراسة صادرة عن معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، إن إيران تتمتع بتأثير حاسم أحيانا، على تحديد أولويات القتال أثناء المشاورات بينها وبين روسيا والأسد. وتنوه الدراسة أنها تعتمد على خطاب وتقديرات ناشطين وصانعي رأي عام في سوريا، وتم التثبت منها بواسطة وثائق وصور وشهادات ميدانية وتحليلات خبراء دون الكشف عن هويتهم وطبيعة عملهم.
وترى أن  سير عمليات التحالف الداعم للنظام يجري على النحو التالي: «يصل أولا المستشارون الإيرانيون إلى منطقة، ويتحققون من الإمكانيات العملياتية واحتمالات النجاح باحتلالها. بعد ذلك يلتقون مع المندوبين الروس من أجل تنسيق القتال البري مع العمليات الجوية. وفي المرحلة التالية يتم إرسال القوات المقاتلة – قوات النظام والميليشيات الشيعية تحت قيادة إيرانية – إلى العملية العسكرية وتتم محاصرة وعزل المنطقة التي سيتم تحريرها، فتبدأ العملية العسكرية بضربات جوية تنفذها القوات الجوية الروسية والسورية، إلى جانب إطلاق نيران مدفعية ثقيلة. بعد «تليين» مواقع المتمردين، تتوغل القوات البرية وتحتل المنطقة وفي موازاة ذلك تجري مفاوضات حول اتفاقيات استسلام، بقيادة روسيا، مقابل قيادة المتمردين».
وتزعم الدراسة أنه حسب المفهوم الإيراني، فإنه مطلوب الدمج بين عدة محاور عمل، من أجل الحفاظ على نظام الأسد، وهو أداة مركزية في التأثير الإيراني، إلى جانب السيطرة الجغرافية والأدواتية في سوريا، كمرحلة نحو السيطرة على ما  تسميه «الهلال الشيعي» وإنشاء ممر بري يربط إيران بالبحر المتوسط».
وعددت الدراسة هذه المحاور وأولها محور «العمود الفقري» لسوريا الذي يتشكل من المدن المركزية في وسط وشمال البلاد ويتركز فيه معظم السكان ومراكز الحكم والاقتصاد. والثاني هو محور التواصل الإقليمي، حيث تعمل إيران على السيطرة على مناطق تضمن تواصلا جغرافيا بين هذه المناطق والبحر المتوسط. والثالث هو المحور اللوجستي المتمثل بالتزويد المركزي من إيران إلى سوريا عبر العراق، ومن ثم إلى لبنان. والرابع هو المحور التجاري، وستتم إعادة فتحه بعد أن أغلق لسنوات، ويمر في «العمود الفقري» من شمال سوريا إلى جنوبها، والطريق الدولي من تركيا إلى الأردن عبر سوريا ومن ثم لدول الخليج، بهدف ترميم اقتصاد سوريا ويرفع جزءا من العبء الاقتصادي عن إيران».
كذلك تستعرض الدراسة الإسرائيلية مبنى القوة العسكرية الإيرانية داخل سوريا كالتالي:
فيلق القدس التابع لحرس الثورة الإيرانية في سوريا، ويتراوح عدد أفراده  بين 2000 و 5000 مقاتل، وقوات الدفاع الوطني السوري، وهي ميليشيا أنشأتها إيران وموّلتها وسلحتها، في بداية الأزمة السورية وعندما كان جيش النظام على وشك الانهيار، وتشمل 90 ألف متطوع سوري من الطائفتين العلوية والشيعية بالأساس ومن طوائف أخرى. كذلك قوات الدفاع المحلية، وهي وحدات بوليسية تعنى بمجال الحراسة والإدارة المدنية للميليشيات المحلية، ويبلغ عدد أفرادها قرابة 50 ألفا. وهناك أيضا ميليشيات شيعية من أفغانستان وباكستان، وقد جندت إيران أفرادها – ما بين 10 إلى 15 ألفا – وهذه قوة هجومية مركزية ضد المعارضة المسلحة. وهناك حاميات شيعية، أفرادها من العراق ولبنان، تفعلها إيران كقوات تدخل سريع في مناطق القتال، ووصل عدد أفرادها إلى حوالي 30 ألفا. وتضيف الدراسة طبعا  حزب الله الذي تتراوح أعداد قواته ما بين 4000 إلى 9000 مقاتل. يضاف لكل هؤلاء مرتزقة، لبنانيون وعراقيون، لا ينتمون إلى الميليشيات المختلفة المذكورة أعلاه، ويعودون إلى موطنهم بعد تنفيذ مهمات.
وتدعي الدراسة إن إيران ليست معنية بأن تسيطر بشكل علني في سوريا، وإنما أن تعمل وتؤثر من وراء الكواليس، وخلال ذلك دس القوات الموالية لها في دوائر الحكم المدنية والعسكرية في الدولة. ولذلك، فإنه من الصعب تقدير عدد الوكلاء الإيرانيين في سوريا بشكل دقيق ووفقا لتقارير عديدة في وسائل الإعلام السورية، وخاصة في المواقع الإلكترونية للمعارضة وشبكات التواصل الاجتماعي، فإن القوات الأجنبية، حزب الله والميليشيات الشيعية، تشارك في القتال في جنوب سوريا، فيما هم يرتدون الزي العسكري السوري». وتابعت أن إسرائيل، التي تحظى بتفوق استخباراتي في سوريا، لا تبرز حتى الآن كشف وجود وكلاء لإيران والقوات الموالية لها في جنوب سوريا. ويبدو أن إسرائيل تقدر أن هذه القوات لا تشكل تهديدا حقيقيا عليها، على الأقل في الفترة القريبة المقبلة، وتركز على منع تمركز قدرات إيرانية مهمة – صواريخ، قذائف صاروخية، طائرات مسيرة، منظومات دفاع جوي وأسلحة متطورة – في سوريا.
وترجح الدراسة أن إسرائيل تعتمد في هذه المرحلة على أن روسيا ونظام الأسد سيهتمان بإبعاد قوات الحاميات الإيرانية عن حدودها، عندما يدركان أن التدخل الإيراني المتزايد وتوغلها إلى القوات السورية المحلية يقوض عمليا سيادة النظام».  وتخلص الدراسة للقول إن ثمة شكا في ما إذا كان لدى روسيا والأسد القدرة الفعلية على إبعاد الوجود الإيراني عن الأراضي السورية، خاصة على ضوء اندماج ضباط إيرانيين ومقاتلين شيعة في القوات المحلية. وفي هذه الحالة، فإن خيار مهاجمة الوكلاء الإيرانيين سيكون بيد إسرائيل حتى بعد أن يستكمل الأسد سيطرته على الجزء غير المحتل من هضبة الجولان السورية.

دراسة إسرائيلية: هذه أسرار هيمنة إيران على سوريا
تشكك في قدرات موسكو ودمشق على الحد منها

رئيس الوزراء المصري يُكلِّف بتيسير منح الإقامة للأجانب في حال تملكهم عقارات

Posted: 27 Jul 2018 02:18 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: عقد مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري اجتماعاً، أمس الجمعة، للعمل على تيسير الإجراءات التنفيذية لمنح الإقامة المؤقتة لغير السياحة للأجانب، الذين يمتلكون عقاراً أو أكثر في مصر، بحضور مسؤولي وزارتي الإسكان والداخلية.
وكلف خلال الاجتماع، بتيسير إجراءات منح الإقامة المؤقتة للأجانب في حالة تملك العقار، طبقًا لما نص عليه قرار وزير الداخلية المصري اللواء محمود توفيق، الذي أكد «إجازة الترخيص للأجانب في الإقامة المؤقتة لغير السياحة، لمدة خمس سنوات، قابلة للتجديد، لمن يمتلك عقارًا أو أكثر في جمهورية مصر العربية، بمبلغ لا يقل عن 400 ألف دولار، كما يجوز الترخيص للأجانب في الإقامة المؤقتة لغير السياحة لمدة ثلاث سنوات، قابلة للتجديد، لمن يمتلك عقارًا أو أكثر بجمهورية مصر العربية بمبلغ لا يقل عن 200 ألف دولار».
وأوضح مدبولي أن «هذا القرار بالإضافة إلى القانون رقم 27 لسنة 2018 بشأن تنظيم بعض أحكام الشهر العقاري في المجتمعات العمرانية الجديدة، سيسهمان في تشجيع صناعة تصدير العقار المصري في الخارج، وهو ما سيدر دخلاً كبيراً بالعملة الأجنبية، وسينعش قطاع التطوير العقاري، وبالتالي يجب العمل على تيسير إجراءات استخراج الإقامة، وأن يتم ذلك في أسرع وقت، وأن يتم وضع آلية بحيث يتم ذلك من مكان محدد، على غرار نظام الشباك الواحد».
وأشار إلى «ضرورة التنسيق بين البنك المركزي ووزارتي الإسكان والداخلية، والمطورين العقاريين لتفعيل قرار وزير الداخلية، والتسويق لهذا القرار الذي ستكون له آثار اقتصادية إيجابية».
مسؤولو الداخلية بينوا أن «الإجراءات المطلوبة للحصول على الإقامة للأجانب ـ بعد هذا القرار ـ لا تستغرق أكثر من أسبوع، وسيتم التنسيق بين الجهات المعنية لتذليل أي عقبة، وتيسير حصول أي أجنبي يشتري عقاراً، طبقاً للقرار على الإقامة».

رئيس الوزراء المصري يُكلِّف بتيسير منح الإقامة للأجانب في حال تملكهم عقارات

تامر هنداوي

منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن مؤسس رابطة أهالي المصريين المختفين قسريا

Posted: 27 Jul 2018 02:18 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: استنكرت المفوضية المصرية للحقوق والحريات، وهي منظمة حقوقية مصرية غير حكومية، استمرار اعتقال المدافع عن حقوق الإنسان ومؤسس رابطة أهالي المختفين قسرياً، إبراهيم متولي، والذي اعتقل في سبتمبر/ أيلول الماضي، من مطار القاهرة أثناء سفره إلى جنيف.
وتناولت المفوضية في بيانها قصة تأسيس إبراهيم، رابطة المختفين قسريا، عقب فُقد نجله عمرو بعد أحداث الحرس الجمهوري في الثامن من يوليو / تموز 2013، حيث كان موجوداً في شارع الطيران بالقرب من اعتصام رابعة العدوية عند دار الحرس الجمهوري.
وبينت أنه: «في فجر هذا اليوم تعرض المعتصمون أمام نادي الحرس الجمهوري للاعتداء من قبل قوات تابعة للقوات المسلحة وقوات الشرطة، وكان آخر اتصال بين عمرو وبين أسرته في الثامنة من صباح اليوم. ومنذ ذلك اليوم بدأت رحلة إبراهيم للبحث عن نجله في جميع المستشفيات والأقسام والسجون. وأثناء بحثه قابل مجموعة من الأشخاص الذين يبحثون عن ذويهم المفقودين في أحداث مشابهة، ومن ثم قرر تكوين رابطة أهالي المختفين قسريا لمساعدة بعضهم البعض في البحث عن ذويهم وتقصي أي معلومات عن أماكن وجودهم».
وأضافت «في يوم 10 سبتمبر/ أيلول 2017 كان إبراهيم متولي، البالغ من العمر 54 عاما، متوجها إلى جنيف للمشاركة في الاجتماع السنوي لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، حيث كان قد أعد ملفا كاملا عن قضية الاختفاء القسري في مصر لعرضه على مجموعة عمل دولية تناقش القضية، لكن قوات الأمن اعتقلته من مطار القاهرة وتم اقتياده إلى مقر الأمن الوطني في العباسية».
وحسب المنظمة «تعرض إبراهيم متولي لمجموعة من الانتهاكات بعد القبض عليه وأثناء تواجده في مقر الأمن الوطني. حيث تم حرمانه من الاتصال بالعالم الخارجي أو التواصل مع محاميه منذ يوم القبض عليه وحتى يوم 13 سبتمبر/ أيلول حين تم التحقيق معه بشكل رسمي من قبل نيابة أمن الدولة».
كما تعرض «لكافة أشكال التعذيب من كهربته في أماكن متفرقة من جسده وتجريده من ملابسه وسكب مياه باردة على جسده»، وفق البيان الذي أضاف أن «نيابة أمن الدولة وجهت لإبراهيم اتهامات بتأسيس وتولي قيادة جماعة مؤسسة على خلاف أحكام القانون، ونشر وإشاعة أخبار كاذبة، والتواصل مع جهات أجنبية خارجية لدعمه في نشر أفكار الجماعة في القضية رقم 900 لسنة 2017 حصر أمن الدولة العليا. ويتم تجديد حبسه منذ ذلك الحين. وهو محتجز حاليا في سجن طرة شديد الحراسة وسيىء السمعة والمعروف في سجن العقرب».
وبينت المنظمة ان «إبراهيم متولي يعاني من وضع سيىء جدا داخل محبسه في سجن العقرب، حيث أنه ممنوع من التريض تماما أو التواصل مع أي شخص. وهو محبوس انفراديا في زنزانة غير مؤثثة وغير نظيفة وبها حمام غير آدمي ويتم فصل التيار الكهربائي عنه. وتلك الأوضاع السيئة أدت إلى تردي حالته الصحية. كما أن إبراهيم اتهم بعض عناصر الأمن الوطني بأنهم أعطوه حقنا للأعصاب مما أثر على حالته الصحية حتى الآن، وهو يطالب بعرضه على الطب الشرعي».
وحسب بيان المفوضية، فإن «الأجهزة الأمنية المصرية لم تكتف بإخفاء مصير عمرو نجل إبراهيم متولي وعدم مساعدة الأب في البحث عنه أو تمكينه من أي معلومات تخصه، ولكنها قامت أيضا بالقبض على ابراهيم متولي ولفقت له اتهامات هزلية بسبب بحثه عن ابنه طوال الأعوام الخمسة الماضية. إن الاختفاء القسري جريمة، وما يحدث مع إبراهيم متولي أيضا هو قتل بالبطيء وأمر غير مقبول وينافي جميع معاييرحقوق الإنسان الدولية».
وطالبت بـ«الإفراج الفوري وغير المشروط عن إبراهيم متولي وإسقاط كافة التهم عنه، وتمكينه من معرفه مصير ابنه ومكان وجوده، وتمكين جميع أهالي المختفين قسريا من الوصول إلى ذويهم».

منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن مؤسس رابطة أهالي المصريين المختفين قسريا

مدن ألمانية تتحدى سياسة وزير الداخلية زيهوفر وتطالب ميركل بالمزيد من اللاجئين

Posted: 27 Jul 2018 02:18 PM PDT

برلين ـ «القدس العربي»: في تحد لسياسة وزير الداخلية الجديد هورست زيهوفر، وجهت عدة مدن ألمانية رسالة إلى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، تطالب بها بارسال المزيد من اللاجئين إليها. وخاطبت كل من مدينة كولونيا ومدينة دوزيلدورف وكذلك مدينة بون العاصمة الألمانية السابقة المستشارة ميركل، حيث كتبوا في الرسالة «نسعى بخطوتنا هذه إلى وضع إشارة من أجل الإنسانية ومن أجل الحق في الحصول على اللجوء ومن أجل دمج اللاجئين في المجتمع»، حسب صحيفة «كولنر شتات انتسايغر». ألألمانية
وطالب عُمد المدن الثلاث، بضرورة استمرار عمليات الإنقاذ في البحر المتوسط للمهاجرين المهددين بالغرق وذلك لأسباب إنسانية. وأوضحوا بأنهم يدعمون سياسة ميركل فيما يخص جانب اللجوء وطالبوا بضرورة إيجاد حل أوروبي مشترك بشأن استقبال اللاجئين، وعملية دراسة طلبات اللجوء إلى جانب مهمة دمج اللاجئين في المجتمعات الأوروبية وفي ما يخص قضية إعادة الذين يتم رفض طلباتهم إلى أوطانهم. وحتى يتم إيجاد حل أوروبي شامل ومشترك، يكون من الضروري جدا استمرار عمليات إنقاذ المهاجرين الذين يتعرضون لخطر الغرق في البحر المتوسط وضمان استقبال من يتم إنقاذه.
وكانت، نائبة رئيس البرلمان الألماني «بوندستاغ» كلوديا روت قد حذرت أمام الاعلام الألماني من أن البحر المتوسط تحول حاليا إلى «بحر الموت». وقالت روت لصحيفة «بيلد الألمانية ردا على سؤال عن سبب وجوب إنقاذ اللاجئين المعرضين لخطر الغرق في البحر: «قانون البحار الدولي يلزمنا قانونيا بالمساعدة. ولكن الأمر يتعلق بأكثر من ذلك، فإنسانيتنا مهددة بالغرق في البحر المتوسط».
وأكدت روت، وهي رئيسة سابقة لحزب الخضر الألماني المعارض، أن عمليات الإنقاذ البحرية لا تعمل على تشجيع عمل مهربي البشر في البحر المتوسط، معتبرة أن «هذا الزعم خاطئ ببساطة. فجامعتا أوكسفورد ولندن فحصتا فيما إذا كان الإنقاذ البحري يحفز حقا أشخاصا على اللجوء أم لا. وليس هناك دليل وحيد على ذلك». وأضافت قائلة: «الأشخاص يهربون من جحيم ليبيا، ومن ديكتاتور في إرتيريا، إنهم يقدمون على هروب يعرض حياتهم للخطر عبر الصحراء الكبرى، ولكنهم لا يهربون بسبب الإنقاذ البحري». وعن السبب وراء عدم إعادة اللاجئين إلى شمال أفريقيا، وهو الأمر الذي يعارضه حزب الخضر بشدة، قالت روت: «لا يمكننا التنصل من المسؤولية. أولا: أوروبا تساهم من خلال صادرات الأسلحة والاستغلال الاقتصادي في أسباب اللجوء. ثانيا: ليس هناك دولة في شمال أفريقيا مستعدة لاستقبال الأشخاص الذين لا ترغبهم أوروبا».
وأكد زيهوفر الذي يتزعم الحزب البافاري رفضه في تصريحات لصحيفة «زود دويتشه تسايتونغ» الألمانية الصادرة أمس الجمعة عن الانتقادات الموجهة إليه من رئيس المحكمة الدستورية بشأن الخطاب المستخدم عن اللاجئين
وقال إنه يقدر للغاية المحكمة الدستورية العليا، وأضاف: «لكن الانتقاد الأخير للسيد فوسكوله لا أراه مناسبا». وأضاف زيهوفر: «أرى أنه ليس من المقبول اتهامي بأنني أريد بلغة الخطاب هذه إحياء روابط بالدولة النازية، حيث لا وجود لسيادة القانون»
ودون ذكر أسماء، وصف فوسكوله في تصريحاته لصحيفة «زود دويتشه تسايتونج» الألمانية في عددها الصادر الخميس استخدام مصطلح «سيادة الظلم» مثلا في الخلاف حول سياسة اللجوء بأنه «غير مقبول». يذكر أن زيهوفر كان قد استخدم هذا المصطلح.
وعن مصطلح «صناعة مكافحة الترحيل» التي استخدمها رئيس المجموعة البرلمانية للحزب البافاري ألكسندر دوبرينت بالنظر إلى محاميي ومساعدي اللاجئين، قال فوسكوله: «من يدعو لضمانات دستورية، يجب ألا يتعرض للإهانة في المقابل». وفي سياق متصل ذكرت صحيفة «هايلبرونر شتيمه» الألمانية استنادا إلى بيانات الشرطة الاتحادية أن عدد الأشخاص الذين دخلوا البلاد على نحو غير شرعي خلال الفترة من كانون ثان/يناير حتى حزيران/يونيو الماضي بلغ 21435 شخصا، بتراجع قدره نحو 14٪ مقارنة بالفترة الزمنية نفسها من عام 2017.
وحسب البيانات، فإن معظم حالات الدخول غير الشرعي سجلها رجال الشرطة الاتحادية على الحدود مع النمسا، إلا أن هذه الحالات انخفضت بوضوح من 8358 حالة إلى 5758 حالة. ورصدت الشرطة الاتحادية 4695 حالة دخول غير شرعي في المطارات الألمانية في النصف الأول من هذا العام، مقابل 5345 حالة في نفس الفترة الزمنية عام 2017.
كما سجلت الشرطة 2355 حالة دخولا غير شرعي للبلاد عبر الحدود السويسرية (3254 حالة في النصف الأول من 2017. وفي المقابل، رصدت الشرطة الاتحادية زيادة في عدد حالات الدخول غير الشرعي على الحدود مع التشيك، من 1868 في النصف الأول من 2017 إلى 2228 في النصف الأول من 2018.

مدن ألمانية تتحدى سياسة وزير الداخلية زيهوفر وتطالب ميركل بالمزيد من اللاجئين
برلمانية ألمانية تحذر: نحن نفقد إنسانيتنا
علاء جمعة

«التبغ المزور» يسبح لأعماق«حساسة»: كمية مرعبة من «المصانع» السرية ومليارات «أفلتت» من الرقابة

Posted: 27 Jul 2018 02:17 PM PDT

عمان – «القدس العربي»: تهمة لم يسمع بها الأردنيون من قبل ..« تعريض كيان الدولة الاقتصادي للخطر» حيث عدد قليل ونادر جداً من المجرمين حوكم بهذا النص المتضمن في قانون العقوبات والذي كان يستخدم قبل التحول الاقتصادي عام 1989.
التهمة وجهت مع خمسة إتهامات أخرى لنحو 14 متهماً على الاقل في قضية التبغ والسجائر والى جانبها تهمة من طراز« تعريض المجتمع للخطر» وهي مصنفة بالعادة للمتاجرين بالمخدرات. طبعاً ذلك وحسب لائحة الاتهام في ملف فساد الدخان من عند ادعاء النيابة العسكرية إضافة للتهرب الضريبي والجمركي.
الرسالة المرجعية العميقة من هذا التكييف القانوني واضحة فنظام العدالة العسكري القضائي يتفق ضمنياً مع رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز بتصنيف جريمة التبغ ضمن سلسلة الجرائم الاقتصادية والدولة العميقة في طريقها – وهذا الأهم – لتفعيل محاكمات الجريمة الاقتصادية في بوصلة جديدة قد تطال كثيرين لاحقاً وتفتح ملفات ومفاجآت مسكوتاً عنها في الماضي من بينها مثلاً زراعة الحشيش. تظهر تماماً الإرادة السياسية هنا أكثر من ظهورها في تصريح حكومة الرزاز عن ضوء أخضر ملكي. حتى بعد إعلان لائحة الاتهامات والحجز التحفظي على اموال 14 متهماً بينهم شقيق ونجل رجل الاعمال البارز الهارب عوني مطيع استمرت الحملة الأمنية على مزارع ومخابئ سرية أصيب الشارع الأردني بالدهشة من كبر مساحتها وعددها.
لاحقاً لإجراءات أمن الدولة أغلقت قوة أمنية كبيرة مشتركة من كل الاجهزة قرية كاملها في الاغوار هي «الرامة» في إطار ما يبدو انه مداهمة جديدة لها علاقة بالتبغ المزور والدخان غير الشرعي كما اعلن عن مداهمة مخبأ سري جديد في جنوبي العاصمة عمان. قبل ذلك دوهمت مزرعة مساحتها 200 كيلومتر مربع.
عضو البرلمان الأسبق الدكتور احمد الشقران والمتابع لكل التفاصيل اعلن بان المزارع والمخابئ المخصصة لمادة التبغ والتي دوهمت مؤخراً وصلت مساحتها لنحو 1000 دونم… هذا رقم كبير على مساحة أرض كانت مخصصة حصرياً للتبغ المهرب زراعةً وتزويراً… الشقران قال: نحن نسبح وسط التبغ المهرب.
وهي معطيات صادمة جداً لم يتخيلها الأردنيون يوما خصوصاً وانهم يدفعون ما يقارب اربعة مليارات ونصف مليار سنوياً من الدولارات بدل السجائر واكتشفوا الآن بانهم طوال سنين يتناولون السجائر المزورة التي يتم تصنيعها وزراعتها وتغليفها تحت الأرض وخلف الستارة ومزارع خاصة وفي دهاليز عالم سري واسع مليء بمخزون مادة التبغ وبأحدث خطوط الانتاج الصناعي المعنية بتصنيع التبغ وتغليفه.
ما يصدم الناس أكثر هو السؤال التالي: كيف تمكن رجل واحد يفترض انه عوني مطيع من إدخال كل هذه الماكينات وخطوط الانتاج الخاصة بطباعة الأغلفة المزورة للسجائر إلى البلاد بدون بيانات جمركية وبدون تثبيت ضريبي وطوال سنين وبدون تفتيش؟
المقلق جداً في هذا السؤال احتمالان بيروقراطيان لا ثالث لهما: إما ان المعني لا يمثل نفسه ولديه «أصدقاء كبار هنا وهناك» أو أن النظام الجمركي الأمني والضريبي متغافل وخامل وكسول ولا يقوم بواجباته.
الإجابة بطبيعة الحال تنتج عشرات الاسئلة الفرعية في وضع مفتوح عل احتمالات التفخيخ في هذا السياق وثمة اسرار من الواضح ان كشفها سيؤدي إلى مسلسل «فضائح» بلا نهاية محددة، الأمر الذي يدفع ملف السجائر الذي كشف بالصدفة وبعد «معلومة» عرضها أحد النواب على رئيس الحكومة إلى مساحات خطرة جداً وغير متوقعة تبرر صدمة الشارع الحالية.
حتى اللحظة لا يعرف المواطن الأردني ما هو القرار الاستراتيجي للدولة في مسار إكمال التحقيق واستكماله أو تشذيب أطرافه بحيث لا ينتقل لمستوى التشكيك بالجميع وكل شيء دفعة واحدة لأن حجم المزارع التي دوهمت كبير جداً وعدد المصانع السرية صادم وفي خمس محافظات على الاقل و»الخديعة» التي مارسها مستثمر مفترض هارب من البلاد الآن أكبر بكثير من ان تنطوي على «جهد فردي» فقط لأنها تسترت ببرلمانيين وشخصيات بارزة وبشبكة من النشاطات الخيرية والوطنية.
عملياً تغوص تحقيقات التبغ المزور في الأردن في مناطق عميقة وحرجة جداً ورئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز مصرٌ على إكمال المشوار ويرفع شعاراً يقول فيه «لا نستطيع إقناع الناس بدفع ضرائب في ظل جرائم من هذا النوع». وفي باب الاستنتاج فقط يمكن القول ان المؤسسات العميقة جادة في الكشف عن كل الملابسات والخيوط واستعدت جيداً لمفاجآت اضافية اشمل من خلال تكييف نصوص لائحة الإتهام على أساس الجرم الاقتصادي وعبارة «كيان الدولة الاقتصادي». التحقيقات على الارجح لا تزال في بدايتها وستجر كثيرين لا أحد يمكنه توقعهم وإذا كان احد النواب متورطاً سيتمكن النظام القانوني من استجوابه وإخضاعه للتحقيق وتقديم أفادات بسبب عدم وجود «حصانة» برلمانية في عطلة الدورة الاعتيادية.
في المقابل ثمة ما يلفت النظر في حقيقة ان عدد المزارع والمخابئ السرية التي دوهمت أمنياً وضبطت مع أطنان من الدخان المزور وخلال فترة قصيرة يظهر وجود «بنية استخبارية من المعلومات» أصلاً لدى جهاز الجمارك والضريبة والمواصفات والمقاييس. معنى ذلك ان اجهزة الجمارك والضريبة كان لديها المعطيات المعلوماتية ولم تحظ كما يحصل الآن بقرار سياسي يغطي هجمتها المضادة.
ذلك سياسياً أخطر ما في مجمل القصة المتراكمة منذ سنوات لأن دلالاتها المركزية ان المستوى السياسي والبيروقراطي في حكومات سابقة وحتى في اجهزة أمنية تراوح موقفه إزاء هذا التراكم المرعب لمصانع سرية غير شرعية ونشاطاتها الجرمية ما بين إما التواطؤ أو الإهمال على اساس افتراض حسن النوايا.
الحلقة الأخيرة في مسلسل التبغ الأردني المثير جداً قد تكون الاكثر حساسية إذا ما سمح للتحقيقات سياسياً بأن تكتمل فحجم وعدد المدانين في المستوى البيروقراطي والحكومي هنا سيكون هائلاً وغير مسبوق ولم تختبره الدولة الأردنية بقضية واحدة من هذا النوع التراكمي سابقاً.

«التبغ المزور» يسبح لأعماق«حساسة»: كمية مرعبة من «المصانع» السرية ومليارات «أفلتت» من الرقابة

بسام البدارين

المثقف والمرأة

Posted: 27 Jul 2018 02:17 PM PDT

اثنان في عالمنا العربي عدوهما من صلبهما، هما المرأة التي تعي كينونتها وتبلغ رشدها التاريخي، والمثقف العضوي الأصيل الذي يدفعه وعيه المفارق للسائد إلى إعلان العصيان على تعاليم القطعنة، فالمرأة التي تحاول التغريد خارج السرب، تكون عرضة لهجوم بالغ الشراسة من بنات جنسها، اللواتي تأقلمن مع بيت الدمية كما يسميه الكاتب هنريك أبسن، وفي معظم المرات التي تعرضت فيها نساء انتفضن ضد الشروط الاجتماعية التي تحاصرهن للنبذ، كانت نساء أخريات من ذوات الطروحات التقليدية الداجنة، أسبق من الذكور لحصارهن وتأويل مواقفهن أخلاقيا، بحيث يتعرضن لإساءة السمعة، خصوصا في مجتمعات، من أبرز آفات تخلفها، كما يقول مصطفى حجازي، اختزال المرأة من إنسان إلى أنثى ومن أنثى إلى وظيفة، لأن المرأة التي قبلت بالاختزال إلى مجرد وظيفة ترى في أي امرأة أخرى تبحث عن إنسانيتها المهدورة عدوا، فهي تكشف عبوديتها واندحارها تحت سطوة ذكورية تدججت بأوهام التفوق التي أثبت التاريخ بطلانها.
وحين شاركت النساء في ثورة مايو/أيار عام 1968 وأحرقن بعض ملابسهن التقليدية احتجاجا على القهر والزجر، كان ذلك تعبيرا رمزيا عن ثقافة مضادة، سوف تتعمق وتتأصل بمرور الوقت، ولم يخطر ببال أولئك النساء قبل نصف قرن أن بعض بناتهن، أو حفيداتهن سوف يرأسن جمهوريات، ويتولين مناصب وزارية كانت حكرا على الذكور كوزارة الدفاع، وقد يكون من المفارقات في تاريخنا أن من قاد حركة تنويرية لتحرير المرأة كان رجلا هو قاسم أمين، وقد تعرض الرجل لإساءة فهم ولم يسلم من اعتداءات الرجال والنساء عليه، ويذكر أن رجلا اقتحم عليه بيته وقال له: إذا كنت جادا في ما تقول عن المرأة وحقها في التطور، فابدأ من أهل دارك. ومن الواضح أن هناك شهوة بدائية ترشح من كلماته، وكأنه يريد من قاسم أمين أن يتيح له فرصة الاعتداء على نساء عائلته.
أما النموذج العربي الآخر الذي كان عدوه من صلبه ومن صميم مهنته فهو المثقف، لأن الأمي أو الجاهل لا شأن له بهذه الحرب، وقد يقبل أو يرفض أطروحة ما كما حدث لطه حسين وعلي عبد الرازق، ومن بعدهما لنصر أبو زيد والسيد القمني وصادق العظم وآخرين، لكنه لا يرتدي قناعا كي يطرح نفسه ندا للمثقف، شأن هؤلاء الأشباه الذين طالما استخدمتهم الأنظمة السياسية الاستبدادية سياطا ضد المثقفين، فالرقيب منهم، وكذلك الموظف الذي لا يفرق بين الثقافة ودائرة الجمارك.
وما كان للنظم السياسية ودوائر استخباراتها أن تهتدي إلى ضحاياها من المثقفين الأحرار لولا الكلاب السلوقية وما لديها من حاسة شمّ حادة ومدربة، بحيث تحزر أحيانا حتى النوايا.
وإذا كانت النظم التوتالية أو الشمولية قد عرفت مثل هذه النماذج، فإن ما حدث في ثقافتنا المعاصرة تفوق عليها، لأن المثقف الحقيقي غير مرغوب فيه، وفي أحسن الحالات ينظر إليه على أنه عبء على القبيلة، وأحيانا يوصف بأن الكلب الذي ينبح عليها لكنها تسير، لكن ما من أحد يسأل إلى أين تسير؟ وقد تكون قاب قوسين أو أدنى من الهاوية، والمثقف العربي الباقي على قيد وعيه وضميره معاناته مزدوجة، فهو يسحق بين مطرقة النظام السياسي سندان الأمية، بحيث يسهل تهييج الرأي العام ضده،، وهذا ما حدث لواحد من أبرز الكتاب العرب، والحائز جائزة نوبل، نجيب محفوظ حين تعرض للذبح أمام منزله، ورغم نجاته إلا أنه لم يستطع ان يكتب حرفا واحدا بيده التي طالما كتب بها عشرات الأعمال، بسبب الإصابة البالغة في عنقه. ونتمنى أن يجازف صحافي عربي بإجراء حوارات عن الثقافة مع ساسة وجنرالات من العرب، ليرى كيف ينظرون إلى الثقافة وما إذا كانت لهم أي صلة بها، عندئذ ستكون معرفة السبب إبطالا للعجب.
ومنذ ربطت عربة الثقافة بخيول الإعلام ومن ثم ببغالها، اختلط الشحم بالورم، ولم يعد فك الاشتباك ممكنا إلا لعدد قليل من الناس الأكثر وعيا لكن الذين لا صوت لهم، لأن ما يقولونه أشبه بالهمس في سوف النحاسين. والربط بين نموذجين هما المرأة والمثقف ليس متعسفا لهذا نرى إن من أولويات المثقف الأصيل حرية المرأة، ويسعى بأدواته المتاحة إلى تكريس هذا الحق، بعكس ذلك السلوقي الذي يلعب دور الدوبلير أو الشبيه، الذي يتغنى بحرية المرأة في مناسبات إعلامية منزوعة المحتوى، لكنه يتجاوز أحمد عبد الجواد بطل ثلاثية نجيب محفوظ في ممارساته.
المثقف والمرأة وليس ما يشبههما الضحيتان البليغتان في ثقافة تفترسها الأمية! ومنظومة مفاهيم رعوية أفقدها التاريخ صلاحيتها وتحولت إلى معلبات سامة.

٭ كاتب أردني

المثقف والمرأة

خيري منصور

الأنظمة العربية

Posted: 27 Jul 2018 02:17 PM PDT

الأنظمة العربية

عن تشويه المقاومة الفلسطينية وشيطنة الثورة المصرية؟

Posted: 27 Jul 2018 02:16 PM PDT

دلالات بدت في العلاقات المصرية الفلسطينية، وإمكانية «الإنقلاب الإيجابي»، بعد تصريحات متبادلة بدت مشجعة على الجانبين الفلسطيني والمصري؛ تتعلق بإنهاء الانقسام الفلسطيني ونرفض «صفقة القرن»، وحملت أنباء الأسبوع الماضي استمرار تناقض الموقف الرسمي المصري من القضية الفلسطينية، واستمرار الميل مع الرياح الصهيونية السامة، وصل الأمر حد اعتماد المشروع الصهيوني كإطار مُحدِّد لمستقبل فلسطين.. وبذلك يتم إجهاض «المشروع الوطني الفلسطيني».
ولأننا في شهر تموز/يوليو، وتحل فيه ذكرى ثورة 1952، وفيه تتشابه المواقف من القضية الفلسطينية والثورة المصرية، وكلتاهما تتعرض لـ«شيطنة» ممنهجة ودائمة.. وفي السابق كان لـ«شيطنة» الثورة المصرية مواسم؛ حين تحل ذكراها السنوية، وفي ذكرى نكسة 1967، التي اُعتمدت نهاية للتاريخ، الذي لا ينصلح حاله، ولا تتبدل أيامه، ولا تتغير عصوره!!.
وكانت السلطات المصرية قد أعلنت في مايو الماضي، فتح معبر «رفح» خلال شهر رمضان، وبدا كالمعتاد فتحا مؤقتا؛ ينتهي بانتهاء الشهر المبارك. وفي بداية يوليو الحالي بثت وكالة أنباء (أ ش أ) المصرية الرسمية، خبرا عن صدور تعليمات رئاسية تعيد «فتح معبر «رفح» أمام حركتي السفر والوصول وعبور الحالات الإنسانية والعالقين المساعدات لتخفيف المعاناه عن مواطنى غزة.
وتضمنت التعليمات إغلاق المعبر يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع. والشيء اللافت للنظر هو إغلاق المعبر في عطلة نهاية الأسبوع، وتتضاعف فيها أعداد العابرين، ويزداد الضغط على المعابر الحدودية في العالم كله، ولم تُعرف الحكمة من هذا الإغلاق والهدف منه!!.
سبق وأن شهد شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2017 إجراءات تسليم معبر «رفح» لـ«حكومة الوفاق» الفلسطينية، تطبيقًا لاتفاق المصالحة الموقع في أكتوبر2017. وكان معبر «رفح» مغلقا بشكل شبه كامل، من يوليو 2013، ويُفتح على فترات متباعدة لعبور حالات إنسانية. وبدا الأمر جادا وترجمة حقيقية لمصالحات وإجراءات انتهت بأن أصبح معبر «رفح» في حوزة «حكومة الوفاق»، وفجأة تعلن القاهرة يوم الثلاثاء ‪17/ 07/ 2018‬ إعادة إغلاق المعبر‪ ‬«لأسباب فنية»!!.
ويبدو أن الضغط الصهيوني مستمر في تأكيد أنه صاحب اليد العليا على المعابر‫، و‬المدقق يجد أن تشويه ثورة يوليو، ‫متلازم ‬مع «شيطنة» المقاومة الفلسطينية‫..‬ مع أن عبد الناصر هو الذي وصف المقاومة الفلسطينية بـ«أنبل ظاهرة في التاريخ»‫، ورد لها الاعتبار وحفظ لشعبها كرامته‬، وهنا يبدو الارتباط بين الموقف من المقاومة الفلسطينية والثورة المصرية، وشيوع الانحياز للمشروع الصهيوني، وتبييض صفحته البشعة‫.‬
الثورة والمقاومة تتكافآن مع الحروب العادلة؛ للتخلص من الاستعمار، وتحرير الأرض من الاحتلال والاستيطان، وعتق الإنسان من العبودية، وكله في النهاية نشاط إنساني وعمل بشري؛ له إيجابياته وسلبياته‫،‬ ومعالجته تترك للتاريخ، الذي قد يصحح نفسه ويضمد الجروح ويتصالح مع الضحايا‫.‬ ووصم جيوش «الشيطنة» لثورة يوليو بالاستبداد والفردية وغياب الديمقراطية؛ فيه خلط إما عن عمد أو عن عدم معرفة بالفرق بين مقتضيات الثورة والروتين والعمل التقليدي الرتيب.
لم يصف أحد محسوب على ثورة يوليو بـ«الليبرالية» بالمعنى التقليدي، وكان هاجسها الدائم هو العمل على حل معادلة العمل الوطني الصعبة، وكيف لها أن تذلل ثلاث معضلات في وقت واحد؛ الأولى معضلة الديمقراطية‬ السياسية، والثانية معضلة الديمقراطية الاجتماعية، والثالثة الخاصة بعدالة توزيع الثروة، وفي هذا أصابت وأخطأت، وكانت سرعان ما تعالج الأخطاء وتصحح الاعوجاج‫..‬
ومن يدقق في تجارب يوليو واجتهادات عبد الناصر سوف يجد حرصا على أن تكون الإجراءات والاجتهادات مرنة؛ قابلة للتعديل والتطوير، ومن بين ذلك الحرص على عدم إصدار دستور دائم طوال مراحل التحول وفترات الانتقال، ولم تنته حتى رحيل عبد الناصر، فيحد من الانطلاق ويعوق تحولات كبرى شهدتها البلاد، ولم تكن تستسهل الحلول الجاهزة ولا المشروعات المعلبة، وفضلت الأخذ بالتجربة والخطأ في سنواتها الأولى مهتدية بأهدافها الاستراتيجية الستة التي أُعلنت من البداية‫.‬
وهذا حكم مسار تجربة يوليو التنظيمية؛ حيث بدأت بـ«هيئة التحرير»؛ كتنظيم سياسي لحشد الشعب في مواجهة طغيان المندوب السامي، والتصدي لضغط قوات الاحتلال، وتقليص دور القصر الملكي، الذي لم يكن ليخالف أمرا للمندوب السامي ‫(‬وحادث 4 فبراير 1942 خير شاهد‫)‬، والحد من نفوذ الضلع الثالث؛ الإقطاع الزراعي والعقاري والمالي؛ ‫لنصف في المئة من السكان، وذلك الثالوث غير المقدس هو الذي تحكم في أقدار البلاد والعباد لأكثر من اثنين وسبعين عاما‫.‬
ونشأ «الاتحاد القومي» من أجل التنمية والبناء، وتحقيق الوحدة المصرية السورية‫.‬ و«الاتحاد الاشتراكي العربي» جاء بعد إقرار «ميثاق العمل الوطني»، من «المؤتمر الوطني للقوى الشعبية» المنتخب؛ في أعقاب انفصال سوريا عام، وبعد هزيمة 1967 واحتجاجات الطلاب في 1968 صدر بيان 30 مارس، لتأكيد رفض الهزيمة ومواصلة حرب الاستنزاف والاستعداد لمعركة التحرير وإزالة آثار عدوان 1967.‬
وعالج المفكر جمال حمدان القضايا الوطنية والقومية من منظور انثربولوجي وسكاني وجغرافي وتاريخي، في موسوعته «شخصية مصر‫..‬ دراسة في عبقرية المكان»، أما المفكر الراحل عصمت سيف الدولة فدخل من باب الفكر والسياسة، في كتاب يستحق الإطلاع، هو‫:‬ «هل كان عبد الناصر دكتاتورا؟»، وقد ضَمَّن سيف الدولة رؤيته في عدة من مؤلفاته منها‫:‬ «أسس الاشتراكية العربية» و«نظرية الثورة العربية» و«العروبة والإسلام»، وكانت له وجهة نظر لا تتطابق في تفاصيلها ما استقرت عليه ثورة يوليو‫..‬ وتسبب ذلك في لجوئه لعمل مسرحي وحيد لعرض رؤيته؛ وكان بعنوان «محاكمة نيرون»؛ صدر بعد حرب 1973، وفور خروجه من السجن عام 1974، وكشف كتاب «هل كان عبد الناصر دكتاتورا» قدرا عاليا من الموضوعية والإنصاف، وأكد بمسرحيته رؤيته واستخدامه رمزية الكتابة المسرحية والفنية لقول ما يريد‫،‬ ولم يمنعه ذلك من تناول قضية الديمقراطية في نظام وتجربة يوليو وعبد الناصر بموضوعية وتجرد يحسب له‫.‬
معنى ذلك أن هناك تراثا وطنيا وتاريخيا لثورة يوليو؛ مهملا ومحجوبا، واستعادته مع ما سبقه من تراث وطني وتاريخي والاستفادة منه، قد يكون مخرجا من القحط الفكري والثقافي والسياسي الذي تعيشه «القارة العربية»، وحاولت من جانبي بلورة رؤية متواضعة من سنوات؛ أكدت فيها الترابط العضوي بين الديمقراطية السياسية، والديمقراطية الاجتماعية، وعدالة توزيع الثروة؛ من خلاصة تجارب واجتهادات ثورة يوليو فيما بين (1952 و1970)، واقترحت صيغة قد تساعد على فتح باب الاجتهاد والتطوير.. وإذا كانت ثورة يوليو توصلت لصيغة «تحالف قوى الشعب العاملة» بفئاته الخمس، على أساس المصلحة الاجتماعية، فمن الممكن لها الاجتماع على المصلحة السياسية؛ كأساس لأحزاب فلاحية وعمالية ومهنية ورأسمالية وطنية غير احتكارية، وأحزاب لمتوسطي وصغار الكسبة والحرفيين والمحاربين القدماء، فيأتلفون في صيغ سياسية؛ تتداول الحكم سلميا.. وهذا ممكن في أقطار عربية أخرى بما لديها من تراث حضاري وتاريخي؛ يرتقي بالأداء السياسي والاجتماعي والثقافي.. فتعود إليها الحياة وتستأنف دورها من جديد.

٭ كاتب من مصر

عن تشويه المقاومة الفلسطينية وشيطنة الثورة المصرية؟

محمد عبد الحكم دياب

عن رجعية الثورة التكنولوجية

Posted: 27 Jul 2018 02:16 PM PDT

حسم السؤال الذي طرحه ديفيد رنسيمان قبل بضع سنين عن الطرف الأقوى في تحديد مصير المجتمعات المعاصرة: أهي السياسة أم التقنية؟ إذ إن الأدلة ما تنفك تتوالى، منذ أواخر القرن العشرين، على أن أقوى عوامل التغيير والتأثير في حياة الأفراد والمجتمعات حاليا لم يعد يتمثل في السياسة أو الاقتصاد، وإنما صار يتمثل في التكنولوجيا. فقد أدى انفجار الثورة الرقمية إلى إصابة معظم الناس في عصرنا هذا بتغيرات ذهنية وسلوكية يبدو أنها في طريقها إلى إحداث ما يجدر نعته بأنه تحول أنثروبولوجي فاصل بين عهدين، بل بين بشريّتين اثنتين!
إذ قد صار من الوضوح بمكان أن إنسانية ما بعد الانترنت ليست مثل إنسانية ما قبله. وأوضح ما يكون ذلك هو عند الشباب الذي ولد في زمن الموبايلات والتطبيقات والشبكات ونشأ فيها وشبّ عليها. إذ ليس شباب اليوم مثل بقية البشر الذي شبّ قبل بضعة عقود على الراديو ثم التفزيون، ولا الذي شبّ قبل ذلك على الكتب والجرائد، ناهيك عن الأجيال والقرون التي عاشت في عوالم الورق والقلم والحبر والدواة. مسافات هائلة تفصل بين البشريتين، لا في أنماط التواصل فقط، بل حتى في طرائق الإدراك والتركيز والاستيعاب وفي النظرة إلى العالم والتعامل مع الحياة.
على أن الإشكالية التي يهتم بها رنسيمان إنما تتركز تحديدا في ملاحظة كثرة التغيرات التكنولوجية المتلاحقة وسرعتها من ناحية، مقابل جمود الوضع السياسي من ناحية أخرى، في جميع البلدان تقريبا. حيث يرى أن النظام السياسي في أمريكا، التي كانت مهد ثورة تكنولوجيا المعلوماتية والتواصل، لم يشهد أي تغيير حقيقي طيلة العقود الثلاثة الماضية، وأن اللحظات التي بدت كأنها تفتح على التحولات، مثل انتخاب أوباما، لم يكن لها من أثر سوى زيادة ترسيخ النظام القائم بجميع علله وانسداداته: إذ «ما أن خبت جذوة الابتهاج حتى وجد أوباما نفسه في مواجهة القيود ذاتها ـ قيود الخيارات السياسية المحدودة. ذلك أن عجلة النظام السياسي الأمريكي متورطة في قرار أخدود عميق. ولكن مع هذا، فقد شهدت حياة المواطنين الأمريكيين في الأثناء ثورة كبرى».
أما في الصين، فإن نظام الحكم لم يتغير منذ سحق انتفاضة ساحة تيانامن عام 1989، ولكن حياة الصينيين تغيرت في الأثناء تغيرا تاما. صحيح أن التطور الاقتصادي الباهر هو السبب الأول لهذا الانقلاب المشهود، ولكن السبب الآخر في رأي رنسيمان هو الثورة التكنولوجية، المتمثلة خصوصا في انتشار استخدام الموبايل. ولهذا يقول إنه لو تم اقتلاع أي شخص من أبناء القرن العشرين وزرعه في عالم اليوم، فإنه سيعجز عن التعرف على أي من العوالم الرقمية التي صار الناس يعتمدون عليها اليوم في مسائل تتراوح من التلاقي والاجتماع والزواج إلى الاستشفاء والبحث والتفاوض والتعاون والعمل الخيري، بل ويعتمدون عليها أحيانا في تقرير مستقبلهم وتحديد هوياتهم.
أما ريجيس دوبري ـ الذي هو من أوائل المفكرين الغربيين انكبابا على هذه القضية لأن لديه اهتماما أصيلا منذ عقود بمختلف مباحث التواصل الإنساني التي جدّد النظر فيها ووحّدها تحت اسم «الميديولوجيا» ـ فقد قال أخيرا بمناسبة صدور كتابه الجديد «إعلان إفلاس» (الذي هو بمثابة مرثية لنصف قرن من الالتزام الفكري والسياسي الضائع تشبه من أحد الوجوه مرثية «عالم الأمس» لستيفان تسفايغ) إن «هذا العصر قد طوى الصفحة: طوى صفحة الصفحة لأنه لا يبتغي غير الصورة (..) لقد حصل انقلاب طوّح بالإنسانية من الفكري إلى العاطفي، من التخطيط إلى البصري (..) أما ألحظ ما يلحظ في المقابل، فهو اضمحلال المستقبل. إذ لم يعد هنالك أي حزب مهيكل ايديولوجيّا لديه رؤيا بشأن المستقبل، أي بشأن ما يجدر العمل على تحقيقه. لهذا صرنا نحيا في ماركتنغ اللحظة الفورية وفي زمن الرقم المضارع».
تلك هي حقيقة هذا العصر. فما هو الثوري إذن، أي ما هو التقدمي إنسانيا، في هذه الثورة الرقمية؟ ما هو الثوري حقا في هذه الثورة الرجعية؟

٭ كاتب تونسي

عن رجعية الثورة التكنولوجية

مالك التريكي

ماذا لو انهار الأقصى؟

Posted: 27 Jul 2018 02:15 PM PDT

ماذا لو انهار المسجد الأقصى؟ سؤال منطقي واحتمال قائم وفرضية لا تصعب برهنتها
والسؤال ماذا نحن فاعلون؟ هل هناك خطة لتفادي هذه الكارثة قبل وقوعها؟ ماذا نحن فاعلون للحيلولة دون وقوع هذا الحدث الجلل، الذي يمكن أن يحصل خلال فترة زمنية ليست بالبعيدة، أم اننا سنبقى ننتظر حدوثه.
الكشف عن الحفريات تحت الأقصى والمتحف الإسلامي وسقوط حجر صخري من الجدار الغربي الجنوبي، والهزات الأرضية المتتالية التي تشهدها فلسطين، والزلزال الأكبر المتوقع في أي لحظة، ربما يؤدي إلى انهيار الأقصى وقبة الصخرة والحرم القدسي، بعد أن تخلخلت أساساتها، بسبب حفريات الاحتلال، وشبكة الأنفاق التي يبنيها تحت الاقصى والبلدة القديمة، وإن حصل هذا وسيحصل، فإن دولة الاحتلال المسؤولة عن الحفريات والداعمة للجمعيات الداعية لإعادة بناء الهيكل المزعوم، ستنفض يديها من هذه الجريمة وتعتبرها حدثا ربانيا، وربما تصفها بعقاب لمن لم يصونوا ويحافظوا على العهدة الربانية.
نتحدث عن الأقصى ليس فقط لمكانته الدينية لدى نحو مليار ونصف المليار مسلم، ناقصا بالطبع حفنة من السعوديين الجدد، ومن يشد على أيديهم من العرب الجدد، الذين اكتشفوا مؤخرا أن القدس هي قدس الأقداس بالنسبة لليهود، كما هي مكة قدس الأقداس بالنسبة للمسلمين، متناسين أيضا المسيحيين الفلسطينيين. وأهمية الأقصى تكمن أيضا في رمزيته التاريخية ومكانته المعنوية لدى الشعب الفلسطيني، فبدون هذا المعلم والصرح الديني إلى جانب كنيسة القيامة ورمزيتها ومكانتها الدينية لدى المسيحيين، تصبح القدس كأي مدينة أخرى لا شيء يميزها. فالقدس ببلدتها القديمة وأقصاها وقيامتها، وفلسطين، توأمان سياميان لا يمكن فصلهما عن بعض، فلا دولة فلسطينية من دون القدس ولا قدس من غير دولة فلسطينية.
والدليل على أن الانهيار ربما يكون أسرع مما نتوقع، هو السقوط المفاجئ لحجر صخري ضخم زنة مئة كيلوغرام من سور الأقصى من الجهة الجنوبية الغربية. وحسب التقارير فإن الصخرة التي سقطت من الجهة التي شهدت في عام 1969، عمليات هدم، إضافة إلى الحفريات التي تقوم بها جمعية «إلعاد» الاستيطانية وغيرها، التي تريد إقامة شبكة «أنفاق حائط البراق» تحت سور الأقصى الغربي. وجاء سقوط الحجر أيضا بعد تشققات حدثت في أرضية المسجد، ما يعني احتمال حدوث انهيارات أخرى جراء هذه الحفريات.
الشيخ عزام الخطيب مدير عام دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى، يقول إنه حصل على معلومات خطيرة جدا من مختصين عن حفريات تجري أسفل القسم الشمالي من منطقة المتحف الإسلامي الواقعة في الجزء الغربي من المسجد الأقصى المبارك، قرب باب المغاربة، دلل على «نشاطات سرية» وجهود لربط الأنفاق المتعددة أسفل محيط الأقصى، خاصة في منطقة القصور الأموية أسفل منطقة مبنى المتحف الإسلامي. وتحدث عن وجود حفريات في الطبقات التاريخية والفراغات في أسفل محيطه.
الكل يحذر والجميع خائف من أن يقع المحظور فيصبحون «في حيص بيص من أمرهم»، ورغم ذلك لم يتقدم أي طرف بمبادرة حول كيفية تجنب وقوع المحظور، سواء من السلطة الفلسطينية، أو الأردن أو المغرب رئيسة لجنة القدس، أو أي دولة اسلامية معنية. التجارب السابقة تؤكد أننا نكتفي بردود الأفعال بعد وقوع الكوارث.
إسرائيل تدرك جيدا أنه حتى إن حصل الانهيار، خاصة إذا كان نتيجة هزة أرضية، فإنها ستكون قادرة على مواجهة ردود الأفعال والعواقب، كما هو الحال في المرات السابقة التي كانت تتوقع أن تكون أقوى، مثلا ردود الافعال على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها، والمجازر التي ترتكب في قطاع غزة، وبناء المستوطنات ومصادرة الأراضي.
ولإسرائيل في حريق الاقصى المتعمد في 21 أغسطس/آب 1969 أكبر مثال، وتأخذ حكومة اليمين بمقولة غولدا مائير بعد يوم على الحريق؛ «لم أنم طوال الليل كنت خائفة أن يدخل العرب إسرائيل افواجا افواجا من كل مكان، ولكن عندما أشرقت شمس اليوم التالي، ادركت أن بوسعنا أن نفعل ما نشاء فهذه أمة نائمة».
إن دولة الاحتلال تسير وفق خطة بعيدة المدى تنفذها على مراحل تمتد لسنوات، فقد مرّ على احتلال القدس51 عاما، لم تُضِع خلالها وقتا. فمنذ هزيمة يونيو/حزيران 1967 واحتلال المدينة، وهي تعمل على تغيير معالم البلدة القديمة، ومحيط الحرم القدسي وقد نجحت، فهدمت حارة المغاربة في اليوم التالي لاحتلالها المدينة المقدسة وشردت أهلها، وفتحت ساحة البراق وحولتها إلى ساحة حائط المبكى، وغيّرت أسماء شوارع المدينة وحفرت الأنفاق تحت البلدة القديمة، وبنت الكنس والقطار السريع والتلفريك، وحولت تلة باب المغاربة، رغم الزوبعة في فنجان التي اثيرت في حينها قبل نحو10 سنوات، وهدأت بعد القبول بأعذار الدوافع الأمنية الاسرائيلية، وتحولت التلة التاريخية إلى جسر خشبي ثم حديدي قبل أن تصبح الجسر الذي يعبر عليه المستوطنون إلى ساحات الأقصى.
وإن لم تحصل كارثة انهيار الأقصى قريبا، في انتظار الهزة الأرضية الكبرى المتوقعة، فإن كارثة أخرى بدأت قبل سنوات وتصل الآن إلى خواتيمها، إنها كارثة تقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا، على غرار الحرم الإبراهيمي في الخليل قبل نحو23 عاما. فلنعد بالذاكرة إلى الوراء قليلا، فقد كان محرما على المستوطنين دخول الأقصى علنا، وعلى نحو استفزازي، وكلنا يتذكر كيف فجّرت زيارة أرييل شارون، للحرم القدسي انتفاضة الأقصى/ الثانية. كانوا يدخلون خلسة وبأعداد قليلة، إلا أن العدد ازداد مع مرور الوقت من العشرات إلى المئات حتى وصل في ذكرى ما يسمى خراب الهيكل المزعوم يوم الاحد الماضي إلى اكثر من ألف وثلاثمئة شخص.
حدثت احتجاجات ومقاومة للزيارات من الخارج ومن العاملين في الاقصى، وبدأت تتلاشى في الوقت الحاضر، بعد أن أصبح المشهد مألوفا، وهذا هو ما تعتمد عليه سلطات الاحتلال التعود التدريجي. وأصبحت الاقتحامات الآن تتم5 أيام في الاسبوع من الاحد وحتى الخميس، ومن الساعة السابعة والنصف صباحا وحتى 11.30 قبل الظهر، تضيق خلالها شرطة الاحتلال على الفلسطينيين قبل أن تمنعهم بالكامل خلال هذا الفترة. وهذا يعني أن التقسيم الزماني يتحقق، بل تحقق من دون ضجة، فكيف سيختلف الحال لو جرى التقسيم المكاني «مكان صغير خاص يتعبد فيه هؤلاء اليهود المساكين» إنه مقبل، إن لم نفعل شيئا، وإن يكن تدريجيا وببطء شديد، هم ليسوا على عجلة من أمرهم، بل يعملون على مهل. وهذا بالطبع ينسحب على بقية القضايا العالقة الساخنة مثل الخان الأحمر والتجمعات البدوية في بادية القدس، التي تسعى اسرائيل لتفريغها من سكانها وهدمها لإطباق الخناق على القدس.
وأختتم بالقول إنه حتى لا نعض الأصابع ندما، ونقول «يا ريت اللي صار ما صار»
وحتى لا نقدم المزيد من الشهداء والجرحى احتجاجا على وضع يائس، نحن ساعدنا في خلقه، وإن كان على نحو غير مباشر، ولن يتغير والأمثلة على ذلك لا تعد ولا تحصى،
وحتى لا تضيع دماء شبابنا هدرا، وحتى نحافظ على مقدساتنا ومعالمنا التاريخية وأمجادنا، علينا وقبل أي شيء أن نوقف الاعتماد على ردود الأفعال الآنية وأن ننتقل إلى المبادرة والهجوم، علينا الامساك بزمام القيادة والمبادرة، كما في الماضي، علينا استنهاض الشارع الفلسطيني والعربي والإسلامي، فلا تزال قضية القدس ومقدساتها، جامعة لا مفرقة لهذه الشوارع الثلاثة متعطشة لانتصار ما، وتنتظر من يقودها نحو هذا الانتصار.
يجب أن توضع الدول العربية، لا سيما الأردن الوصي على المقدسات، أمام مسؤولياتها التاريخية، والانتقال إلى مرحلة الهجوم. فبيد الأردن الأوراق الضاغطة، ليس أقلها العلاقات الدبلوماسية، ولنا معها تجربة عندما حاولت اسرائيل اغتيال خالد مشعل زعيم حماس السابق في عمان، وكيف نجح الاردن في قلب الطاولة على رأس الحكومة الاسرائيلية في حينها. مطالبة مصر بالتلويح بقطع العلاقات مع دولة الاحتلال،
التحرك على صعيد الدول الاسلامية والسعي لقطع علاقاتها مع دولة الاحتلال، وكشفها أمام جماهيرها إن لم تكن قد فعلت.
لجنة القدس: اذا لم تتحرك هذه اللجنة الآن فلا داعي لوجودها أصلا ولا فائدة منها.
التحرك على جميع الصعد، الأمم المتحدة، اليونيسكو، الاتحاد الاوروبي ومحكمة الجنايات الدولية، ورفض الاكتفاء بالبيانات والإدانات. لنحرك شارعنا الفلسطيني نحو انتفاضة ثالثة ورابعة، فلم يعد هناك مجال للتسويف والمماطلة، والأرض والمقدسات تضيع من بين ايدينا. المبادرة فالمبادرة ثم المبادرة وإلا سنغلق أعيننا ونفتحها ولن نجد الأقصى ولا فلسطين.
كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»

ماذا لو انهار الأقصى؟

علي الصالح

الهروب الكبير

Posted: 27 Jul 2018 02:15 PM PDT

ككل عام، مع حلول ذكرى 23 يوليو/تموز، يتجدد الجدل حولها، حول قائدها ورفاقه، السياق التاريخي والظرف السياسي والدوافع، الملابسات، الإنجازات والإخفاقات، المسارات والمآلات.. الانتصارات الشحيحة المبكرة (التي قد تكون مبهرة) والهزائم الثقيلة اللاحقة، الحصاد المرير، وهو جدلٌ لا ينقطع كما ينبغي لكل حدثٍ كبيرٍ وفاصلٍ في التاريخ يحفل برجالٍ كثر وتفاصيل جمة وصراعاتٍ عديدة مترابطة ومتشعبة؛ بيد أنه للأسف فإن ذلك السجال يخاض أغلبه في مناخٍ صاخبٍ بروح الحمية الدينية والتحزب الطائفي، عوضاً عن العقلانية التي تزعم أنها تتوخى الموضوعية وتلتزم بها، فيصبح أطراف الصراع ملائكةً أو شياطين، بحسب الفريق الذي تنتمي إليه، ما يجعله يؤول في الأغلب الأعم إلى حوار طرشان يتراشق فيه الطرفان بالسباب والتهم التي قد تكال جزافاً في أحيان كثيرة مستقاةً من الأساطير والحكايا المختلقة وأنصاف الحقائق المجتزأة المبتورة بخبثٍ مخلٍ متعمد.
لا بد أن أعترف بأنني سئمت من هذا الجدل بهذه الصورة التي لا تروم إلا إدانة عبد الناصر وشيطنته من جهة، أو تبرئة ساحته وتقديسه من جهةٍ أخرى، كما سئمت من لاعني ثورة يوليو ممجدي الحقبة الملكية، كأن مصر كانت جنة الله على أرضه، أو كأنها كانت قوة عظمى خسفها الضباط، أو أن حركتهم والتفاف الجماهير حولها وحول عبد الناصر تحديداً، جاءت كلها من فراغ، وما من سنةٍ تمر عقب يناير/كانون الثاني 2011 إلا ويزيد هذا السأم، إذ أرى أننا الآن أمام واقعٍ أكثر بؤساً بمراحل من الذي ثار عليه الضباط.
قديماً حين كنت أصغر سناً خضت في الجدل حول شخص عبد الناصر وحقبته، أما الآن عقب يناير وما نعيش في ظله من ثورةٍ مضادة، فإنني، وقد نضجت تجربتي وتحررت تقريباً من كل نوستالجيا عقيمة لا تفيد، فلم يعد يعنيني سوى ما تبقى منه مؤثراً بعمقٍ في واقعنا وفي انكفاء ثورة يناير: نظامه.
أجل، لقد رحل عبد الناصر، وتم الانقلاب على مشروعه التنموي في خطوطه العريضة بشراسةٍ منقطعة النظير من سلفه الذي لم يكتف بذلك بل شن عليه حملة تجريحٍ شرسة كيلت له فيها أبشع التهم، التي طالت شرفه وذمته، لكن نظامه بمركزيته المفرطة ومؤسسة رئاسته كلية الجبروت والسلطة، وعسكرته للحياة السياسية، ومصادرة المجال العام، وسحق الاعتراض والهوس الأمني، كل ذلك مازال قائماً، راسخاً ساحقاً لمحاولات التغيير بقدمه الثقيلة.
ذهبت المنجزات وبقي النظام. كما بقي انكسار الروح والأحلام عقب هزيمة 67 الثقيلة.
ومشكلتي الحقيقية مع ذلك الجدل (في حقيقته مناكفة ضرائر) أنه لم يعد لدى السواد الأعظم سوى لحظةٍ أو مثالٍ آخر لظاهرة أعم: الهروب.
نهرب من الواقع والراهن.
نتكلم في كل شيءٍ سوى ما يهم. أجل، إن مجتمعاتنا تعيش حالة هروبٍ كبيرة، بمعنييها الحرفي والمجازي، في الزمان والمكان، والمسؤول الأول من دون جدال هو الأنظمة. أقرب نماذج هذا الهروب المحسوسة وأصرخها وأكثرها مادية هو تلك القوافل من سفن اللاجئين الذين يعبرون المتوسط، محشورين كالمواشي في قوارب فاقدة الصلاحية شبه محكومٍ عليها بالغرق، فراراً من بطش الأنظمة أو الفقر.
إلا أن هذا الهروب لم يبدأ اليوم أو البارحة، بل بدأ من عقودٍ بعيدة، ولست مبالغاً إذ أزعم أنه، وإن كان قد بدأ مع هزيمة الروح وانكسار النفس في 67، فإنه تكرس وترسخ مع سياسات السادات بانحيازاته الاجتماعية المعادية للفقراء وانفتاحه وتصفيته للقضية الوطنية، وانسحابه من القضية الفلسطينية وبداية انسحاب الدولة وتحللها من كل التزامتها تجاه الجمهور، والانقلاب على كل مشروع النهضة والتنمية الذي لسلفه (بغض النظر عما قد يكون من اختلافاتنا على مدى عمقه وجدواه وانحيازه الحقيقي). تبددت الأحلام الكبيرة وتبخر الشوق لنهضةٍ عامةٍ تشمل الجميع، وترسخت ثقافة الحلول الفردية والمنفعة الشخصية البحتة، وأمام سلطة دولةٍ ذات سطوةٍ متغولة، لم يبق أمام الأغلبية سوى الهروب.
الهروب بكل معانيه بحثاً عن الخلاص الفردي. الهروب إلى الماضي بكل يقينه وأمجاده الأسطورية المتصورة، سواءً أكان الماضي القريب الملكي أو الفرعوني أو الإسلامي، الهروب إلى الغيبيات واليقين الديني، الهروب إلى المخدرات، الهروب إلى الخليج بحثاً عن الثروة والصعود الطبقي، الهروب إلى الجدل العقيم. هروب إلى كل الأزمنة والأمكنة المغايرة. كل نماذج الهروب. لذا فلم يكن حراك يناير الثوري عودةً للتاريخ فحسب، وإنما نفي لحالة الهروب تلك وعودة للواقع من قبل الجمهور الأعرض الذي استعاد الأمل في التغيير والقدرة على صنع المستقبل، كما كان كسراً لفكرة الحلول الفردية وإحياءً لثقافة العمل الجماعي والمشاركة الجماهيرية الواسعة القادرة على إحداث طفرةٍ نوعية وتغييرٍ حقيقيٍ عميقٍ. يضيق المقام هنا عن التوسع في ما تعنيه ثورة من إمكانيات إعادة خلق المجتمع والإنسان وصياغة العلاقات الاجتماعية والاقتصادية، إلا أن الثورة كانت الفرصة التاريخية بأل التعريف لكسر حالة الاغتراب البشعة التي مسخت مجتمعاتنا، وقد ضاعت هذه الفرصة أو ضُيعت لأسبابٍ عديدة ليس هنا مجالها.
وعاد الناس إلى الهروب.. كثيرون منهم هربوا إلى أوهام السيسي، تلك التي يُصطلح على تسميتها بـ»إنجازات السيسي المعجزة» من تفريعةٍ جديدة لقناة السويس واستثماراتٍ بعشرات المليارات من الدولارات (لم يرها أحد بالمناسبة) وطرقه وجسوره التي يستثمر فيها القطاع الهندسي في الجيش، ووحده الله يعلم جدواها الاقتصادية (إن وجد)، ومازال الآخرون هاربين في ماوراء الموت وأحلامٍ بالسفر الخ.
والكل هاربون من الخوف، بل الرعب، من المستقبل، وهم يسمعون يومياً عن القروض ورفع الدعم والغلاء الفاحش، وهم يسمعون عن جرائم بشعةٍ تشهد بالتوحش وتؤذن بالمزيد منه، وهم يسمعون عن ارتفاع سد النهضة والعطش المقبل، ويمنع فلاحونا من زراعة الأرز.
نستطيع أن نستمر إذن كل عام في مناقشة 23 يوليو والجدل على شخص عبد الناصر بروح الثأر، وفي الخلاف في ما إذا كان الملائكة ذكوراً أم إناثا، إلا أن ذلك بالتأكيد لن يوصلنا إلى شيء (كما لم يفعل سلفاً). لقد تغير العالم بعد يناير 2011 شاء من شاء وأبى من أبى، وإن أي نقاشٍ لأي ظاهرةٍ تاريخية على أرض السياسة لا بد أن ينطلق من هدف التوظيف لإيجاد مخرجٍ من مأزق التاريخ العالقين فيه.
وكل ما سوى ذلك لا يعدو أن يكون مثالاً آخر للهروب، مع فارق أن زمن مبارك البليد قد انتهى، وإذ أخذنا بعين الاعتبار سرعة تغييرات السيسي (هرولته نحو القاع في حقيقة الأمر) فإن رفاهية الهروب تلك لن تتاح في المستقبل القريب، وحينذاك سيفرض الواقع القبيح نفسه بكل ثقله وقسوته وإحباطه، وعلى ذكر السيرة فإن لنا في 67 لسابقةً ومثالاً وعبرة.
كاتب مصري

الهروب الكبير

د. يحيى مصطفى كامل

الشعب الإيراني أمام التغيير أو الحرب النووية

Posted: 27 Jul 2018 02:15 PM PDT

ينبغي عدم الاستهانة بحرب التهديدات المتبادلة بين أمريكا وإيران في هذه الأيام، فالأرجح أنها حرب تهديدات صادقة وحقيقية، ومن يشكك بمصداقيتها، فهو يقيسها على مرحلة التهديدات الكاذبة بينهما طوال أربعة عقود تقريباً، من بداية عهد الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، الذي واكب نشوء جمهورية الملالي الإيرانية عام 1979 وأزمة احتجاز موظفي السفارة الأمريكية في طهران رهائن فيها.
فمنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم والحرب بينهما لا تتجاوز مستوى التهديدات الكلامية والعقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران، بينما يمكن مقارنتها اليوم بمرحلة التهديدات والعقوبات الأمريكية والدولية على العراق، في عهد النظام السابق منذ عام 1990، التي انتهت عام 2003 بالقضاء على النظام العراقي السابق، بقيام أمريكا بقيادة حرب عالمية بمشاركة إيران فيها واحتلال العراق.
وقبل إسقاط النظام العراقي السابق قدمت إيران أوراق اعتمادها إلى أمريكا كحليف عسكري في العراق، وقد نجحت في ذلك، لتلعب دولة الملالي الدور نفسه الذي كان يلعبه نظام الشاه السابق في الخليج والمنطقة، ولكن طبيعة النظام الإيراني في تركيبته الأيديولوجية الدينية الطائفية حال دون إخراج ذلك التحالف العسكري السري إلى العلن، خاصة أن الخميني رتب أوراقه مع المخابرات الأمريكية على السرية، ورتب أوراقه العلنية امام أنصار ثورته على تسمية أمريكا بالشيطان الأكبر، فحال ذلك دون تمكن إيران من إعلان تعاونها وتحالفها وتقاربها مع الولايات المتحدة الأمريكية، ولم تجد السياسة الإيرانية مخرجا لها من هذا المأزق، وإلا اعتبرت قد خسرت قضيتها الثورية والدينية الطائفية أمام شعبها والعالم، وهو ما استثمرته أمريكا للاستفادة وتمرير مشاريعها في منطقة الشرق الأوسط أولاً، وخارجها ثانياً، في تنظيم علاقتها مع الصين والهند وباكستان وروسيا وأوروبا أيضا، بل قد تكون مساعي ترامب إعادة التفاوض المباشر مع إيران حول ملفها النووي هو نوع من المساعدة الترامبية لإخراج نظام الملالي من عزلته الدولية، كما فعل مع زعيم كوريا الشمالية حتى الآن.
ولذا فإن معرفة أهداف أمريكا من رفع مستوى التهديدات مع إيران ينبغي البحث عنه في الاستراتيجية الأمريكية الترامبية في السياسة الدولية، وليس داخل إيران وحدها، ولا داخل منطقة الخليج والدول العربية فقط، فأمريكا قادت الدول الخمس زائدا ألمانيا في مباحثات نووية مع إيران دامت لأكثر من عشر سنوات، حتى تم توقيع الاتفاق النووي السابق في يوليو/تموز 2015، وظنت إيران أن خروجها من مرحلة العقوبات السابقة هو المكسب الأكبر لها، وبالأخص أن امريكا استثمرت دولة الملالي الايرانية بما يخدم اهدافها الأمريكية، وبما تحلم به قيادة الملالي نفسها، فتمزيق الدول العربية وتدمير أنظمتها السياسية وإدخالها في حروب دموية مستدامة يخدم الأهداف الأمريكية لإعادة بناء الخريطة السياسية والجغرافية لمنطقة الشرق الأوسط، من وجهة نظر امريكية وصهيونية وإسرائيلية، باسم الفوضى الخلاقة، وهذا أمر لا تعارضه روسيا الاتحادية أولاً، ولا الاتحاد الأوروبي ثانياً، وتجد فيه إيران فرصة تاريخية لتحقيق أهداف توسعها الديني المذهبي الطائفي في البلاد العربية والعالم الاسلامي، فإيران مثل الدولة الاسرائيلية تعلم أن أكبر عائق أمام مشروعها التوسعي المذهبي الطائفي هو الأنظمة السياسية العربية وشعوبها، فالدول العربية على ضعفها في مواجهة تحدياتها الكثيرة، لكنها عقبة أمام توسع المشروع الإيراني الطائفي فيها، فإذا دعت أمريكا إيران للمساهمة في إضعاف الدولة العربية وتمزيقها فسوف تلبي فوراً، وسوف تقدم لأمريكا وللصهاينة كافة التعهدات بعدم التعرض للدولة الإسرائيلية بأي ضرر حقيقي، وهذا ما يفسر الانتشار الإيراني المسلح والمليشياوي في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها، بدون معارضة أمريكية ولا إسرائيلية ولا أوروبية ولا روسية ولا صينية، بل كل هذه الدول تبحث عن مصالحها مع دولة الملالي لكي تكون شريكة معها في تدمير الدول العربية وسرقة أموالها ونفطها وموقعها الجيوسياسي الاستراتيجي، وكأن قادة مشروع «سايكس بيكو» أدركوا أنه أصبح قابلا للسقوط، وأن إعادة إنتاجه من جديد تحتاج إلى الأيدي الإيرانية، وأنه لا بد من مساهمة كل الدول ذات المصالح الاستراتيجية والحضارية، في سعيها لتقسيم المنطقة من جديد، بما يخدم مصالحها بما فيها دولة الملالي في إيران.
على هذا الأساس يمكن تحليل مرحلة التهديدات الجديدة من أمريكا لإيران والعكس، فأمريكا تريد توظيف إيران في عمل تدميري جديد، وبالأخص تمزيق باقي الدول العربية، وإذا ما فرغت من باقي الدول العربية فإنها سوف تستخدم ميليشياتها أو حرسها الثوري في تمزيق دول إسلامية أخرى مثل تركيا أو باكستان أو غيرهما، فإيران اليوم تقاوم الضغوط التي تمارسها أمريكا عليها لتوظيفها في مشاريعها الاستعمارية، كما استعملتها في السنوات الماضية بتدمير العراق وسوريا واليمن وتعطيل لبنان وتهديد الباقي، وإيران أدركت خطورة تدخلها في العراق وسوريا واليمن ولبنان، على بقائها في السلطة السياسية والعسكرية، فالشعب الإيراني ناقم على الملالي ويسعى للتخلص منهم، وتوريط إيران في حرب مع دول الخليج سيعني المزيد من معاناة الشعب الإيراني وزيادة النقمة عليها، وحيث أن إيران لا تقوى على مواجهة أمريكا عسكرياً، فإنها ترد على الضغوط الأمريكية بتكليف الحوثيين بتوجيه صواريخهم إلى ناقلات النفط السعودية والخليجية، لكي تضغط هذه الدول على أمريكا لتخفيف ضغوطها على إيران، لأن الصدام العسكري الوهمي بين إيران وأمريكا، إن وقع، فسوف يقع على أراضي الخليج العربي ومياهه ودوله، فإيران تهدد مصالح الدول الخليجية مباشرة، لعجزها عن تهديد الأراضي الأمريكية.
وتهديد جنرالات إيران بأن خمسين ألف جندي أمريكي في مرمى النيران الإيرانية هو تهديد فارغ، لأن الجنرالات الإيرانيين يعرفون قدراتهم العسكرية الحقيقية في مواجهة أمريكا، فإطلاق الرصاصة الإيرانية الأولى على الجنود الأمريكيين في العراق أو في سوريا أو غيرهما سيعني نهاية النظام الإيراني، بالقنابل النووية الأمريكية، وهذا ما قاله ترامب تلميحا، عندما رفض التهديدات الإيرانية على لسان روحاني وغيره، وهددهم بأنهم سيواجهون ما واجهته قلة من الدولة في الماضي، وهو يشير إلى القنبلة الذرية التي ضربت بها أمريكا اليابان، إبان الحرب العالمية الثانية، فأمريكا لن تعطي الفرصة لجنرالات دولة الملالي لقيادة معركة يتبادلون فيها النيران، وإنما ستدمر قدراتهم العسكرية على إطلاق صاروخ واحد نحو الجنود الأمريكيين.
أما إذا تم توجيه نيران الصواريخ الإيرانية نحو الخليج العربي والدول العربية، فلن تستخدم أمريكا قوتها العسكرية الهائلة لحمايتها، وسيكون موقفها مثل موقفها من الحرب الدائرة في اليمن منذ ثلاث سنوات، باعتبارها مشكلة إقليمية، وستطالب كلا الطرفين لضبط النفس واللجوء للحلول السياسية السلمية على طريقة سيمفونية الأمم المتحدة، بل قد تحرض كلا الطرفين على حماية حقهما بالدفاع عن النفس، ما سيؤدي إلى تدمير دول المنطقة بما فيها إيران أيضاً، وسيكون الكاسب فيها هو المشروع الغربي والإسرائيلي والروسي فقط، فلا ضمانة لإيران أن تكسب مشروعها الطائفي في البلاد العربية إطلاقاً، حتى لو جمعت كل شيعة العالم ليكونوا حطب حروبها الخاسرة، فالبلاد العربية أكبر من قدرات إيران الطائفية والعسكرية، وإذا خضعت إيران للضغوط الأمريكية بافتعال هذه الحروب في الخليج العربي، فإن الدائرة ستدور عليها داخل إيران نفسها، بل ستكون تلك الساعة هي ساعة الصفر لكل القوميات المظلومة في إيران، من العرب والبلوش والأكراد والأذريين والأفغان وغيرهم، فهذه قوميات إيرانية ناقمة على دولة الملالي الطائفية.
الشعب الإيراني أمام تحديات كبرى في رفض الحرب مع دول الخليج العربي أولاً، لأنها ستكون حربا مدمرة لكل دول المنطقة وشعوبها، بما فيها إيران وشعبها، ومنعها قبل وقوعها خير من محاولة منعها بعد التدمير والخسارة الحتمية، وكذلك فإن الشعب الإيراني أمام خطر ضربة نووية من أمريكا في عهد ترامب، وقد هدد بذلك، ولن يسمح لجنرالات دولة الملالي بتوجيه ضربات إلى جنوده وقواعدهم العسكرية، سواء في سوريا أو العراق أو في مياه الخليج العربي، والخطوة التي ينبغي على الشعب الإيراني أن يتخذها هي إنهاء مرحلة حكم الملالي في إيران، بالدعوة إلى مظاهرات سلمية تطالب بتغيير النظام السياسي بالطرق السلمية، فالملالي أدخلوا إيران في مرحلة فقر وضعف اقتصادي هائل، بأوهام قوة عسكرية جلبت لإيران المتاعب أكثر من المكاسب، على إيران أن تتخلى عن أوهام تصدير الثورة والتوسع الجغرافي ومحاربة العالم. وعلى الشعب الإيراني أن يأتي بحكومة تحمي شعبها داخل حدودها أولاً، وعدم إخراج جنودها لخارج إيران إطلاقاً، وبناء دولة ديمقراطية حقيقية بدون أطماع طائفية، فالدول الطائفية تجاوزها الزمن، أي أن الشعب الإيراني أمام مسؤولية التغيير الحقيقي في نظامه السياسي، وإلا فهو أمام حروب إقليمية مدمرة لاقتصاده، أو أمام حرب نووية مدمرة لوجوده وكيانه.
كاتب تركي

الشعب الإيراني أمام التغيير أو الحرب النووية

محمد زاهد جول

من مجزرة السويداء إلى مقبرة أطمة

Posted: 27 Jul 2018 02:14 PM PDT

بعد تحرير حلب الشرقية على يد الفصيل الإسلامي لواء التوحيد في سنوات الثورة الأولى، توافد لها عدد من ناشطي الحراك المدني من مناطق علوية ومسيحية ودرزية، حيث لم تشاركهم قراهم ومدنهم حماسهم للثورة السورية، فالتجأوا لأحياء المدن والقرى السنية المحررة في حلب مثل، بستان القصر والباشا والصاخور والسكري، وغيرها من مراكز أصبحت معاقل للفعاليات المعارضة لسنوات مقبلة.
وخلال إحدى المظاهرات المعارضة التي قصفها النظام، تعرض ناشط درزي لإصابة بليغة، استدعت نقله باتجاه الحدود التركية للعلاج، ولكنه توفي قبل أن يصل متأثرا بجراحه، وهنا بدأت قصة دفنه، إذ توجهت شقيقته بجثمانه ومعها اثنين من الناشطين العلويين لريف أدلب لدفنه، وبالطبع فإن أولى الوجهات كانت القرى الدرزية هناك، وكانت المعضلة الأولى التي واجهها جسد الشهيد الثائر الملفوف بعلم الثورة، أن تلك القرية الدرزية، التي لم تكن متحمسة كثيرا للثورة آنذاك، رفضت دفنه، بل إن شقيقته تعرضت لتهديدات واضطرت للمغادرة، فكانت الوجهة أحد معاقل فصائل المعارضة على الحدود السورية التركية، بلدة أطمة، حيث مقبرة أطمة، وهناك رفض الشيخ مسؤول المقبرة أيضا دفنه، بحجة انه «ليس مسلما»، ولم تفلح كل محاولات الناشطين لدفن زميلهم قرب المقبرة، فاضطروا في النهاية لدفنه في منطقه جبلية نائية بعد أن حل الظلام، لم تكن أطمه خاضعة آنذاك لفصيل «النصرة» أو تنظيم «الدولة» الاصوليين، بل لفصائل الجيش الحر، ومع ذلك لم يتمكن جثمان الناشط الدرزي أن يجد مثوى لائقا بتضحياته من أجل الثورة السورية.
لهذه القصة تفاصيل كثيرة أشد إيلاما، لا يتسع المجال لذكرها في هذه العجالة، لكنها تعكس معاناة ثوار شجعان من الأقليات، اتخذوا مواقف معاندة لميول طوائفهم وتمردوا على جماعاتهم، لكنهم خسروا على «الميلتين»، كما أنها تذكرنا بأن الشرخ الأهلي و»الدمامل» المذهبية في سوريا والمشرق عموما، أكثر تجذرا وتأثيرا من محاولة تجاهلها أو تجميلها، أو التخلص من تبعاتها باختصارها بـ»داعش»، التي باتت اسما يستخدم شماعة جاهزة لحمل أوزار ثقيلة، وإخفاء أمراض حساسية طائفية كانت حاضرة ومتأهبة منذ الأيام الأولى للثورة السورية، قبل أن تطفو على السطح لاحقا، فقبل التنظيمات الجهادية كالنصرة والدولة، كانت الفصائل المعارضة المحلية في الجيش الحر، قد مارست أعمال عنف طائفي متبادلة مع الموالين للنظام من المسيحيين والعلويين والشيعة، في مناطق مختلطة طائفيا كحمص وقرى ريف حماة وجديدة عرطوز والمعضمية في ريف دمشق، ونبل والزهراء في ريف حلب وغيرها، في نزاع تواصل خلال الثورة دفعت فيه قرى الأقليات ثمنا كبيرا من ابنائها، ودفعت فيه مناطق العرب السنة ثمنا أكبر، نتيجة تفوق القوة العسكرية للنظام، الذي اعتمد بشكل كبير على تكوين أقلوي في مفاصله.
ولعل تأييد مناطق الأقليات وقراها للنظام وانضمام ابنائها للميليشيات الموالية منذ أيام الثورة الاولى، جعل أولا النظام مرتاحا من عبء السيطرة على مساحات واسعة في السويداء وحماة واللاذقية، كانت معاقل تأييد للأسد، وتفريغ جهده العسكري لمناطق أخرى، وهو عين ما حصل في العراق، عندما أراحت المناطق الكردية والشيعية القوات الامريكية من عبء السيطرة عليها بعد الاحتلال، بينما تركز الجهد العسكري لقمع المقاومة المسلحة في المناطق السنية حصرا، هذا التماهي جعل الفصل بين الأقليات والنظام أمرا صعبا بالنسبة لفصائل المعارضة التي ينتمي ابناؤها في مجملهم لمجتمعات محافظة ذات ميول إسلامية تقليدية، جعلت حتى اسماء فصائلها في الجيش «الحر» تبدأ من اسماء الصحابة ولا تنتهي باسماء كـ»شباب السنة».
وما يحصل اليوم من تماهي الاقليات مع النظام ظل مطبوعا في ذاكرة هذه المجتمعات المحافظة السنية، منذ أن كانت معقل المعارضة لنظام الأسد في أحداث حماة في الثمانينيات وحادثة مدرسة المدفعية في حلب 1979، فمنفذ العملية إبراهيم اليوسف، قرر حينها أن الضباط السنة ليسوا من النظام وإن كانوا جزءا من المؤسسة، فأخرجهم من القاعة، وأن الضباط العلويين وغيرهم من الاقليات هم عماد النظام فارتكب مجزرته الشهيرة.
وحتى قبل الثورة السورية، فإن النزاع الاهلي كان حاضرا لقرون في سوريا والمشرق، لا يمكن اختصاره حتى بأحداث دمشق الأهلية الدامية 1860 ومعها حلب، فحتى المتتبع لتاريخ العلاقة بين الدروز في السويداء وعشائر البدو في درعا، سيجد نزاعات ومعارك ممتدة لقرون، لعل هجوم تنظيم «الدولة» الاخير هو حلقة جديدة من هذا المسلسل الدامي الطويل الذي نبحث دائما عن شماعات له، جاهزة دائما لـ»التورية»، التورية حاضرة دائما في لغتنا كما ذهنيتنا، وبها تعايش الكثيرون مع قروح التوترات الأهلية في هذا المشرق العربي لقرون، بطريقة «التكاذب المشترك».
*كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»

من مجزرة السويداء إلى مقبرة أطمة

وائل عصام

السفير السعودي يتطاول على تونس دون ردع سياسي أو إعلامي

Posted: 27 Jul 2018 02:14 PM PDT

استغربت صمت الإعلام التونسي والطبقة السياسية إزاء تدخل السفير السعودي في شأن داخلي لتونس في الأيام القليلة الماضية. هذا الصمت كان مطبقا إزاء إقحام شخص أجنبي لنفسه في ما لا يخصه ولا يعنيه من قرارات أو توجهات لتونس ومواطنيها، لا حق له مطلقا حتى أن يفكر فيها.
فردود فعل فئة سياسية محددة كانت معنية مباشرة بالموضوع لم تكن كافية وحدها، ولا كانت كافية بعض التعليقات المحتشمة في شبكات التواصل الإجتماعي. لأنها لم تسند بردود الفعل المطلوبة.

ولّى زمن السيادة

لكن الزمن الذي كانت فيه السيادة الوطنية لتونس خطا أحمر لا يتجاوزه المتطفلون ولّى ومضى، وأصبح لبعض صغار العالم من منظمات وأفراد وغيرهم إمكانية أن يقحموا أنوفهم في شؤون تونس، فينتقد بعضهم تشريعاتها، ويقدم البعض الآخر رأيا وتقييما لسياساتها، ويناقش آخرون اللجان البرلمانية في أعمالها.. ولّى الزمن الذي سمعت فيه وزيرة الخارجية الأمريكية على الهاتف ما لم تتوقعه في سنة 2009 بسبب تدخلها في موضوع حقوق الإنسان، وولى الزمن الذي كانت فيه التنظيمات «الإنسانية» أو الإعلامية التي تخيف دولا أخرى تردع مباشرة في ما تزعم، وتتخذ لها مكانا في طابور انتظار السماح لها بدخول تونس.. لكن ماذا نفعل، إنه تغير الأزمان.
تدخل السفير السعودي إذن في الأيام الأخيرة، كان قراره أن يلغي البرلمان التونسي تعيين نائبة تونسية من عضوية لجنة برلمانية تونسية خليجية أو أن تلك اللجنة ستكون قد ولدت ميتة… هكذا.
والسبب أن لهذه النائبة مواقف مناهضة لسياسات المملكة وتدخلاتها في العالم العربي الإسلامي، وكذلك إزاء قضية فلسطين. ولكن يبدو أن المملكة لا تحتمل نقدا ولا رأيا مخالفا يتعارض مع سياساتها إزاء العرب والمسلمين.
إلا أن مواقف النائبة المعنية هي مواقف محقة. ومن حيث المبدأ فلها الحق في أن تبدي آراء وتقييمات سياسية أو برلمانية وتعبر عنها، وليس للسعودية ولا لسفيرها الحق في قمعها أو محاولة إسكاتها ما دام ذلك يتم داخل تونس وهيئاتها وفي إطار سياساتها حتى لو كانت سياسات خاطئة. ولا يستقيم موقفه بإلزام تونس بعدم تعيين النائبة المعنية بالهيئة البرلمانية التونسية الخليجية.
فمجرد التفكير في التدخل لتغيير ما في شأن تونسي أو ما يحدث في تونس أو الضغط على من يمارسون الشأن الوطني فيها، أكانوا سياسيين أو إعلاميين أو غيرهم هو تدخل لا يمكن قبوله في الشأن الداخلي بحسب ما هو متعارف عليه بين الدول.
ولا يهمنا هنا أن يصحّ ذلك أو لا يصحّ عن دول الخليج التي قمعها سفير المملكة المعظمة مباشرة بنفس المناسبة، عندما هدّد بوأد اللجنة التي تهم برلمانات الخليج، إن كان يصح القول بأنه توجد هناك برلمانات، مع تحفظ إزاء الكويت، وخصوصا «البرلمان السعودي» الذي لا علاقة له بالفكر البرلماني. لكن ليكن يا جناب السفير ! فماذا يعني أن تولد تلك اللجنة ميتة؟ وما الذي سيتغير؟ فأية هيئة أو مركز أو لجنة أو منظمة نعرفها أو نسمع عنها ولم تكن أصلا ميتة وموؤودة؟ أي من كل ذلك كان حيّا يرزق وينفع الناس، أو ينشط ويستفيد منه حقا العالم العربي الإسلامي؟ أهي جامعة الدول العربية الميتة سريريا منذ عقود إلا أن يقع إحياؤها ظرفيا لتدمير دولة عربية هي عضو فيها وربما مؤسس كالعراق أو سوريا أو ليبيا أو اليمن؟ أم هي منظمة الطاقة الذرية التي لا طاقة لها أصلا في زمن تصارع الطاقات؟ أم هي رابطة العالم الإسلامي؟ أم المشاريع الموجهة لفلسطين، وآخرها ما نسمع ونقرأ عما يبيّت في الخفاء من سيطرة على المسجد الأقصى، وافتكاك الإشراف عليه من ملك الأردن، في تزامن مريب مع انتقال السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

لا أثر للمال السعودي في تونس

إضافة إلى ذلك، كان سعادته لمّح إلى مزايا ومنن السعودية على تونس وما قد يكون سبق أن قدّمته لها من خيرات. لكن الحقيقة هي غير ذلك عن هذه المزايا والمنن.
الحقيقة التي يعيشها شعب تونس أنه لم يستفد مطلقا وفي أي شأن من الشؤون وبأي مقياس من المقاييس من هذه المنن والمزايا التي لا وجود لها على أرض الواقع، بل على العكس عانى الكثير من الدمار والخسائر المادية والبشرية بسبب الوهابية، التي كان ما قاله له بشأنها وزير الشؤون الدينية السابق السيد عبد الجليل بن سالم أقل ما يمكن أن يقال عن تلك الوهابية المقيتة، رغم ما يبدو من أن السفير كان يتبجح بأنه سيسقط هذه النائبة كما كان وراء عزل ذاك الوزير. لا أريد أن أطيل في موضوع مساعدة السعودية لتونس الذي لا يتجاوز أحاديث الصالونات السياسية وشاشات التلفزيون، لكنني أذكر هذه الحادثة التي لا بدّ أن السفير على علم بتفاصيلها. فقد أخبرني في أواسط التسعينيات مصدر كان وثيق الصلة بملف العلاقات بين البلدين أن السعودية وفي إطار الضغط على تونس بسبب مواقفها من حرب الخليج الأولى أوفدت وزير ماليتها ليطلب إعادة جدولة ديون واستثمارات وتمويلات بلاده في تونس في اتجاه الدفع المبكّر والتقليص من الآجال إلى الحدّ الأقصى. لكنه فوجئ بأن دولة تونس آنذاك كانت فعلا سيدة على أرضها ولا تخضع للضغط أو الإبتزاز، فأمدّته فورا بشيك يحمل مبلغا يغطّي جميع تلك الديون والاستثمارات والتمويلات إلى ذلك اليوم. وقد أصيب الوزير بالوجوم ولم يستطع أن ينبس بكلمة من وقع المفاجأة. وقيل له إن تونس الفقيرة والتي لا تملك لا بترولا ولا معادن تحت الأرض تقدّم الدعم والمساعدة للمملكة السعودية الغنية والتي تمرّ بضائقة مالية… وانتهى إلى ذلك الحين كل دين أو مال سعودي في تونس من أي نوع كان. فيا جناب السفير، لمعلوماتك أنا لست شيوعيا ولا قوميا ولا شيعيا، لكنني تونسي مسلم سنّي، أنتمي لهذا الشعب الذي اكتسب عظمة لن تبلغها السعودية مهما فعلت، فلا تتطاولوا على عظمة تونس وشعبها.

صحافي تونسي

السفير السعودي يتطاول على تونس دون ردع سياسي أو إعلامي

محمد بوسنينة

عثمانيون حداثيون وأمريكيون محافظون: هوامش على رحلة أبي خليل القباني إلى شيكاغو

Posted: 27 Jul 2018 02:07 PM PDT

في عام 1892 كلف البروفيسور فريدريك بوتنام أستاذ الأثنولوجيا في جامعة هارفارد، بالإشراف على الفعاليات الترفيهية والثقافية التي كانت الولايات المتحدة تنوي إطلاقها في مدينة شيكاغو.
عمل بوتنام على تخصيص شارع بطول ميل واحد، أطلق عليه اسم «ميداوي بليزانس»؛ وقد خصص كل قسم من هذا الشارع لتجسيد إحدى الثقافات الشعبية بمختلف مراحل تطورها، من التجمعات البدائية في أدغال إفريقيا إلى المجتمعات القروية الأوروبية، وهو تقسيم يبدو متأثرا بالرؤية التطورية التي طرحها لويس هنري مورغان، وأنصاره خلال القرنين التاسع عشر والعشرين كنموذج في فهم الثقافات؛ وضمن هذا السياق قرر القائمون على المعرض تخصيص جناح خاص بالدولة العثمانية اطلق عليه اسم «القرية التركية» لكون الأوروبيين والأمريكيين عرفوا العثمانيين آنذاك باسم الأتراك.
في هذه الأثناء وبينما كان يجري بناء الشارع الذي سيضم مختلف الثقافات العالمية والتحضير، كان أبو خليل القباني (أحمد بن حسين آقبي)، مؤسس أول دار للمسرح الغنائي في دمشق خلال العامين 1874/ 1875، يعاني من أزمة الحصول على رخصة لعرض مسرحياته، سواء في دمشق أو بيروت وحتى في مصر، وقد بقيت هذه الأزمة مرافقة للرجل لمدة سنوات، ما افقده فرقته ومعظم العاملين فيها، بعد أن يئسوا من إمكانية عودتهم للتمثيل، في ظل الرفض الدائم لطلباته من قبل حكام ولاية سوريا العثمانية، إلا أن الظروف وتخصيص قسم للعثمانيين في معرض شيكاغو للثقافات، سرعان ما ستتيح للقباني العودة للحياة المسرحية ومن أوسع أبوابه، إذ اختير وبالصدفة ليكون مسؤولا عن تشكيل الفرقة المسرحية التي كلفت بالسفر إلى شيكاغو والمشاركة في معرضها الثقافي.
لم يكن أمام القباني سوى اللجوء إلى المغامرة بالعناصر الشابة التي جمعها من ولاية سوريا؛ مع ذلك استطاع عبر فرقته والمسرحيات التي ألفها إثارة هواجس البروفيسور بوتنام، الذي وصف عرض المسرح التركي بـ«الدرس الأثنولوجي»، كما حظيت بثناء كبريات الصحف الأمريكية، فكتبت عنهم مواد مطولة حول مضمون المسرحيات والرقصات، ووصل البعض منها إلى اتهام الكتاب الغربيين باقتباس حبكات مسرحيتهم من المسرحيات التركية/السورية.
رغم أهمية هذه الرحلة، التي تشكل ربما أولى اللقاءات الثقافية بين أفراد من سوريا العثمانية والولايات المتحدة، إلا أنها لم تحظ بالاهتمام من قبل دارسي الرحلات خلال القرن العشرين، كما أن هناك من شكك بوجود هذه الرحلة بالأساس واعتبرها أمرا مختلقا، كما في حال تلميذ القباني محمد كامل الخلعي المتضمنة في كتابه «الموسيقى الشرقية» عام 1904، إذ لم يشر إلى رحلة شيكاغو لا من قريب ولا من بعيد.
كذلك باءت كل محاولات الدبلوماسي وحفيد القباني الدبلوماسي صباح قباني، الذي عمل سفيرا لسوريا في أمريكا خلال السبعينيات، بالفشل، ولم تثمر إلا نسخة مصورة من برنامج عرض الفرقة، بدون العثور على أي إشارة لوجود القباني ضمن هذه الفرقة، وهو ما دفعه لاحقا للتشكيك كذلك بالأخبار التي تتحدث عن هذه الرحلة.
غير أن المؤرخ السوري تيسير خلف، استطاع، ومن خلال تنقيبه في الوثائق العثمانية، وفي وثائق الصحف الأمريكية ودليل معرض شيكاغو، أن يكشف لنا عن وجود هذه الرحلة في حياة أبي خليل الدمشقي، ما أتاح لنا فرصة التعرف على ما قدمه القباني من مسرحيات أو عبر أداء الفرقة الذي أعجب الأمريكيين، الأهم من ذلك أنه استطاع الكشف من خلال اللغط والمواقف المتعددة الذي أثارته المسرحيات في الصحف والأوساط المثقفة الأمريكية عن بعض المظاهر الأنثروبولوجية (مواقف محافظة) التي كانت تسود الشارع الأمريكي في تلك الفترة.

خان أسعد باشا في شيكاغو

عندما وصل القباني إلى شيكاغو كان يبلغ من العمر آنذاك 51 سنة، وقد اختار أن يكون طراز القرية التركية شبيها بطراز خان أسعد باشا، الشهير بقبابه وأقواسه البديعة ذات الحجارة المتناوبة بين اللونين الأسود والأبيض. ويرد خلف سبب اختيار هذا النمط إلى ما يحمله في ذاكرة القباني من حميمية تجاه دمشق وبداياته المسرحية الأولى. وقد تألفت الفرقة من 58 فنانا، ومن بين أسماء الفرقة التي نعثر عليها في وثائق معرض شيكاغو يمكن ذكر المطربة وعازفة القانون ملكة سرور من بيروت، وعمرها 16 عاما، وإلى جانبها صفة ممثلة؛ وأيضا اسم الممثلتين الشقيقتين بمبا وجميلة سعادة من دمشق وعازفة الإيقاع ماري لزمة من دمشق والياس قطان من بيت لحم، وأيضا الممثلة جنفياف ضومط السورية المقيمة في الإسكندرية وعمرها 20 عاما، وشقيقها جوزيف ضومط.

حفل الافتتاح

يرصد لنا تيسير خلف الأجواء التي ابتدأت فيها القرية التركية نشاطاتها وفعالياتها، عبر رصد ما كتبته بعض الصحف مثل «شيكاغو تريبيون» أو جريدة «كوكب أمريكا « التي أشارت إلى أن الافتتاح بدأ بالأذان من أعلى مئذنة المسجد، فحضر مسلمون من البدو والسودانيين والنوبيين والمصريين والأعاجم، يتقدمهم المبعوث السلطاني أحمد فخري بيك وتبعهم أعضاء جميعة « أشراف العرب في شيكاغو».
وفي وصف آخر لمؤرخ شيكاغو الشهير جون فلين يشير الأخير إلى أنه داخل القرية يمكن أن ترى المساكن والمساجد والأكشاك والأسواق العثمانية ولباس المسلمين، كما هو الأمر في وطنهم، وصور الحياة والعادات تبدو صحيحة في كل تفاصيلها. لا توجد رسوم دخول إلى القرية ولكن كل ما يمكن تصوره من الهدايا التذكارية الشرقية معروض للبيع. وبعد هذا الوصف يستعرض لنا خلف العروض التمثيلية التي قُدمت، عرضا عرضا، بدأ عرض فرقة القباني بـ«الدراما الكردية»، حاول المشهد الأول إظهار الحياة اليومية للأكراد على مستوى العادات والتقاليد والطعام وحياكة اللباس. أما المشهد الثاني فقد كُرس لاحتفالات زواج ابنة فياض الكردي من ابن عمها بعد إنقاذ الأخير لابنته.
ومن بين العروض التي قُدمت أيضا كان هناك عرض مسرحية باسم «عرس دمشقي»، وقد كتبها قباني ـ وفقا للمؤلف – بتفاصيل متقنة تتضمن طقوس الخطبة والزفاف في مدينة دمشق، وتبدأ المسرحية بمقطوعة موسيقية من الفرقة الشرقية، قبل أن تنفتح الستارة عن بيت دمشقي مكون من الأب نعمان الذي يُخبر زوجته بطلب أحد الرجال ليد ابنته للزواج، وبعد الموافقة ينفتح المشهد الثاني على مجموعة من النساء بأزيائهن الدمشقية المحتشمة، اللواتي قدمن لأخذ العروس إلى منزل زوجها، وهنا حاول القباني رصد هذه الأجواء عبر استخدام الموسيقى والأزياء والرقصات، وهو ما دفع بالحضور وببعض المتابعين من المؤرخين والأنثروبولوجيين إلى القول بأن «العرس الدمشقي» كان أفضل عروض المسرح التركي وأكثرها تشويقا واندهاشا ومتعة من قبل الجمهور الأمريكي.
وفي سياق العروض، حاول القباني اعتماد الترميز والاختزال والكوميديا في عروضه والأهم من كل ذلك كسر الجدار الرابع بين الخشبة والجمهور.

مهاجرون محافظون

لكن في مقابل هذه الرؤية الجديدة والإبداع في طرق أداء المسرح، وثناء بعض الصحف الأمريكية عليها، يبدو أن عروض الرقص هذه، رغم ما حظيت به من اهتمام في الصحف الأمريكية، لم تمنع آخرين من الاعتراض على بعض الراقصات أو على طريقة الرقص، التي كانت، بحسب بعض الأمريكيين، لا تتناسب مع قيم المجتمع وتؤثر في «أخلاق الأمة». ومما يكشف عنه تيسير خلف في هذا السياق كذلك، هو موقف المهاجرين السوريين الذين حاولوا التمييز بين «فن سوري محتشم» ورقص مصري ومغربي وفارسي.
بيد أن ما لم يتنبه له خلف، أن هذا التمييز بين الفن المحتشم وغير المحتشم، لا يأتي فقط في سياق الرد على الحملات المعادية للشرقيين كما يشير لذلك، بل أيضا في سياق محاولة المهاجرين التقارب مع الموقف المحافظ الأمريكي. لعل هذا التماهي بين موقف المهاجرين السوريين في تلك الفترة مع موقف الأمريكيين المحافظين، يمكن فهمه بشكل أفضل وأدق من خلال دراسة البروفيسور أكرم خاطر من جامعة كارولينا الشمالية «النوازع الجنسية والشرف بين المهاجرين اللبنانيين/السوريين 1890ـ 1920»، فالمهاجرون الذين سعوا إلى أن يصبحوا أمريكيين غالبا ما سعوا إلى تبني خطاب الطبقة الوسطى السائد آنذاك في الولايات المتحدة حول أدوار الجنسين والنوازع الجنسية والعائلة، وفقا لخاطر، كوسيلة للدخول في صلب الحياة الأمريكية. وغالبا ما كان هذا الانتماء يعبر عن نفسه بأساليب متنوعة مثل الموقف من تفضيل بقاء المرأة في منزلها، المماثل لما كانت تفضله الطبقة الوسطى الأمريكية، أو عبر الموقف من المظهر وكشف النساء لأجسادهن.
من هنا فإن عبارة «فن سوري محتشم» تأتي لتنتقد بشكل غير مباشر أداء بعض الراقصات السوريات اللواتي، وفقا لهؤلاء المهاجرين، ينبغي أن يبتعدن عن الإثارة ويلتزمن بمظهر أكثر لباقة، وليس كموقف دفاعي عن الشرق الذي كان يشهد آنذاك، في بعض زواياه، تحولات اجتماعية أكثر انفتاحا وحداثة من العالم الأمريكي آنذاك.

٭ كاتب سوري

عثمانيون حداثيون وأمريكيون محافظون: هوامش على رحلة أبي خليل القباني إلى شيكاغو

محمد تركي الربيعو

مصور مصري حائز على جائزة اليونسكو لحرية الصحافة ينتظر حكماً اليوم

Posted: 27 Jul 2018 02:06 PM PDT

القاهرة ـ «رويترز» : يأمل والدا المصور الصحافي المصري، محمود أبو زيد، الذي سلطت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) الضوء على قضيته، في أن ينال ابنهما البراءة عندما يصدر الحكم في قضية يحاكم فيها اليوم السبت، لكنهما يخافان من إدانته بتهم من بينها «ارتكاب أعمال إرهابية».
وكان محمود أبو زيد الشهير بلقب «شوكان» احتجز في 14 أغسطس/ آب عام 2013 أثناء التقاطه صورا لقيام قوات الأمن بفض اعتصام مناهض للحكومة، والذي قُتل خلاله المئات من مؤيدي الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين وعدد من رجال الشرطة.
ويحاكم شوكان ضمن 739 شخصا بتهم تشمل الانضمام لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة وحيازة أسلحة بالإضافة إلى القتل.
وقد يصدر ضده حكم بالإعدام إذا أدين.
وأعلنت اليونسكو في أبريل/ نيسان منح «شوكان» جائزتها لحرية الصحافة لعام 2018، وقالت إن احتجازه انتهاك لحقوق الإنسان. وانتقدت مصر منح الجائزة لشخص متهم بارتكاب جرائم جنائية.
وقالت رضا محروس، والدة شوكان البالغة من العمر 62 عاما إن ابنها كان يحمل كاميرا وليس سلاحا، وإنها تأمل في أن ينال حكما بالبراءة.
وأضافت «إحساسي سيأخذ براءة ولكنني خائفة».
وقال والده ويدعى عبد الشكور أبو زيد البالغ من العمر 70 عاما، إن خمسة أعوام ضاعت من عمر ابنه. وأضاف «نتمنى أن تكون المحاكمة عادلة».
ولم يتسن الحصول على تعقيب من مسؤولين على قضية شوكان، لكن مصدرا قضائيا قال إن المحاكم تصدر أحكامها بناء على أدلة دامغة.
وأغلب المتهمين في القضية هم قيادات وأعضاء في جماعة الإخوان المسلمين أو يشتبه في انتمائهم لها، لكن شوكان (30 عاما) ينفي أي صلة بالجماعة. ويقول إنه كان يؤدي عمله فقط كمصور حر ويغطي فض الاعتصام لوكالة صور مقرها بريطانيا.
وتدرج مصر جماعة الإخوان المسلمين على قائمة المنظمات الإرهابية، وتنفي الجماعة أي صلة لها بالإرهاب.

مصور مصري حائز على جائزة اليونسكو لحرية الصحافة ينتظر حكماً اليوم

مواجهة مفتوحة بين إدارة ترامب وشبكة «سي ان ان»

Posted: 27 Jul 2018 02:05 PM PDT

نيويورك ـ أ ف ب: تبدو المواجهة وكأنها باتت مفتوحة بين ادارة دونالد ترامب وشبكة «سي ان ان» الاخبارية. وفي حين لم يعد البيت الأبيض يخفي غضبه الشديد على هذه القناة، فان الأخيرة بالمقابل زادت عدائيتها تجاه سيد البيت الأبيض في تغطيتها.
ويوم الاربعاء منعت الصحافية كايتلين كولينز من حضور مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، بعد ان اعتبرت ادارة ترامب انها تطرح اسئلة «غير مناسبة» على الرئيس الأمريكي.
والحادث هذا لا يبدو منعزلا، فهو اعقب حوادث اخرى عديدة وقعت مع الصحافي النجم في «سي ان ان» جيم اكوستا.
وبعد 18 شهرا على وصوله إلى البيت الأبيض لم يوافق ترامب بعد على اجراء اي مقابلة مع «سي ان ان»، مع انه اجرى عشرات المقابلات الصحافية مع شبكات اخرى.
ووصل عداؤه لـ«سي ان ان» إلى حد انه غضب على زوجته ميلانيا لانها كانت تشاهد هذه القناة على تلفزيونها الخاص بها في الطائرة الرئاسية خلال إحدى الرحلات، حسب ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز.
وبشكل عام يتهم ترامب وسائل الاعلام بانها «اعلام الاخبار الكاذبة»، الا انه لم يصل مع اي وسيلة اعلامية اخرى، ولا حتى مع نيويورك تايمز، إلى المستوى الذي وصل فيه مع «سي ان ان».
في المقابل يكشف صحافيو «سي ان ان» عن تشدد كبير تجاه الرئيس الأمريكي الذي وصفه دون ليمون احد نجوم الشبكة بـ«العنصري».
ويرى روبرت تومسون، استاذ مادة الاعلام في جامعة سيراكوزا، ان الاتجاه الذي يعتبر «وسطيا» للشبكة الإخبارية ويترافق مع «بعض الموضوعية مع ان هذه الكلمة لم تعد تعني الكثير»، وميلها إلى التطرق إلى مواضيع اشكالية لدى ترامب «تجعله يصاب بالجنون الكامل».
بالنسبة إلى القنوات الأخرى، فان قناة «فوكس نيوز» على سبيل المثال اختارت المعسكر اليميني المؤيد عادة لترامب، في حين ان شبكة «ام اس ان بي سي» اليسارية اختارت المعسكر الآخر.
ويقول أدوارد بورميلا استاذ العلوم السياسية في جامعة برادلي «لا توجد وسيلة إعلامية موضوعية بالكامل (…) لكن بين القنوات الإخبارية فإن (سي ان ان) هي أكثر من يحاول ان يكون كذلك».
واضاف «ان اليساريين يعتقدون ان (سي ان ان) باهتة وضعيفة، في حين ان المحافظين يعتبرونها واجهة للدعاية الشيوعية». ـ
ومن الصعب تحديد سبب واحد لهذا العداء الكبير بين ترامب و«سي ان ان». البعض يتطرق إلى العلاقة المعقدة بين الرئيس الأمريكي ومدير القناة جيف زوكر الذي سبق ان عرض لترامب برنامج تلفزيون الواقع «ذي ابرنتيس» عندما كان يدير شبكة «ان بي سي»، إلا انه عاد وابتعد عنه.
ويرى روبرت تومسون ان ترامب يكثر من هجماته على «سي ان ان» لأنه يعتقد انها الوحيدة التي لا تزال قادرة على التأثير على الناخبين المترددين في تأييده.
واذا كانت هجمات ترامب على «سي ان ان» طيلة السنتين الماضيتين تعرقل احيانا عمل صحافيي هذه القناة، فانها بالمقابل تزيد من متابعيها.
ومع ان نسبة مشاهدة «سي ان ان» متينة وهي تضاعفت منذ مطلع 2015 لدى بدء الحملة الانتخابية لترامب، فانها تبقى ضعيفة مقارنة بنسبة مشاهدة «فوكس نيوز» وحتى اليسارية «ام اي ان بي سي».
وخلال الفصل الثاني من السنة الحالية حصدت فوكس نيوز نحو 2.4 مليون مشاهد خلال ساعات الذروة، في حين اخذت «ام اس ان بي سي» 1.7 مليون، بينما اكتفت «سي ان ان» بنحو 900 الف مشاهد.
وفتحت «سي ان ان» شاشتها خلال الفترة الاخيرة امام كريس كومو من نيويورك، شقيق الحاكم الديمقراطي لهذه الولاية اندرو كومو، خلال فترة ذروة المشاهدة من الساعة 21.00 إلى الساعة 22.00.
واعتبر ادوارد بورميلا ان هذا الامر «يعني ان (سي ان ان) تريد مواجهة النفوذ المتنامي لشبكة (ام اس ان بي سي) على يسارها، وتعتبر ان تركيز الهجوم على ترامب يزيد من متابعيها».
واعتبر أحد صحافيي القناة اندرسون كوبر اخيرا، ان اللقاء الاخير بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وما تبعه من تصريحات «يعتبر الأداء الأكثر عارا بالنسبة إلى رئيس أمريكي على الساحة الدولية».
إلا ان الاستاذ في مجال الصحافة في جامعة كوينيبياك بول جاننش قال في هذا الاطار «اعتقد ان تعليقات صحافيي القناة، التي أميزها عن تعليقات الضيوف، خاطئة»، قبل ان يضيف «لو كنت مدير (سي ان ان) كنت طلبت من الصحافيين الالتزام بالوقائع».

مواجهة مفتوحة بين إدارة ترامب وشبكة «سي ان ان»
غضب من زوجته ميلانيا لمشاهدتها القناة

جيل جديد من نجوم البرازيل يهدد عرش نيمار ويغزو الكرة الأوروبية!

Posted: 27 Jul 2018 02:04 PM PDT

ريو دي جانييرو – د ب أ: ما زال نيمار وفيليب كوتينيو وغابرييل جيسوس ودوغلاس كوستا وروبرتو فيرمينو في ريعان الشباب، لكن جيلا جديدا لكرة القدم البرازيلية بدا في الأفق ليؤكد الرصيد الاستراتيجي الذي تحظى به السامبا.
ورغم هيمنة عنصر الشباب على صفوف المنتخب البرازيلي، والذي شارك مؤخرا في كأس العالم بروسيا، يبدو أن هذا الجيل سيجد منافسة شرسة من الجيل الجديد الصاعد خاصة بخط الهجوم. وبدأ الموسم الجديد لسوق انتقالات اللاعبين مع نهاية كأس العالم، وسرعان ما أكد على تفوق الكرة البرازيلية من خلال ظهور جيل جديد من مهاجمي السامبا يستعد لترك بصمته في عالم الاحتراف الأوروبي من خلال الكرة الجميلة «جوجو بونيتو» المعروفة عن راقصي السامبا. وتبدو الحالة الأكثر وضوحا هي حالة فينيشيوس جونيور (18 عاما) الذي يبدو أن لديه فرصة رائعة للاندماج في ريال مدريد خلال الموسم الجديد.
وهناك أيضا باولينيو (18 عاما) الذي أبهر مشجعي باير ليفركوزن، ومالكوم (21 عاما) الذي انتقل لبرشلونة منتصف هذا الأسبوع بعد موسم رائع مع بوردو الفرنسي، إضافة لرودريغو (17 عاما) وماتيوس كونيا (19 عاما) وريتشارلسون (21 عاما). ومن بين هذا الجيل الجديد الواعد، أصبح رودريغو الوحيد الذي يلعب حتى الآن في البرازيل مع سانتوس، ويحتفل بعيد ميلاده الثامن عشر في كانون الثاني/يناير المقبل، علما أن الريال اشتراه من سانتوس مقابل 45 مليون يورو. ويعتبر رودريغو أفضل لاعبي سانتوس، هذا الفريق الذي اشتهر بتخريج أبرز المهاجمين مثل غابرييل باربوسا (21 عاما) المعار حاليا للفريق من انتر ميلان والأرجنتيني ماكسيميليانو لوبيز. وظل فينيشيوس جونيور حتى حزيران/يونيو الماضي في فلامنغو نظرا لأن الحد الأدنى لسن الانتقال هو 18 عاما. واحتفل اللاعب بعيد ميلاده الثامن عشر في 12 تموز/يوليو الحالي فقط. وسجل مع فلامنغو 14 هدفا وجرى تقديمه في الريال قبل أسبوع واحد فقط. وأكدت وسائل الإعلام الإسبانية أن اللاعب فاق كل التوقعات خلال تدريبه الأول مع الريال. ورغم رحيله عن الفريق، يتطلع مشجعو فلامنغو إلى بزوغ نجم جديد وهو لينكولن المولود في كانون الأول/ديسمبر 2000 والذي يعتبره كثيرون الأيقونة التالية للكرة البرازيلية.
وفي المقابل، احتفل باولينيو بعيد ميلاده الثامن عشر في 15 تموز/يوليو الحالي. وقدم أداء رائعا مع فاسكو دا غاما قبل انتقاله لباير ليفركوزن الألماني هذا العام ليرتدي القميص رقم 7 في الفريق. وأنفق النادي الألماني 20 مليون يورو لضم اللاعب. وكان مالكوم (21 عاما) قريبا للغاية من الانتقال لروما الإيطالي لكنه وقع في النهاية لبرشلونة. وكان مالكوم قدم موسمين رائعين مع بوردو. وأصبح مطالبا الآن بالتأكيد على هذا المستوى العالي مع برشلونة أحد أفضل الفرق في العالم.
ومن أجل نسيان فشله في ضم مالكوم سريعا، لجأ روما لضم لاعب آخر له نفس السن، وهو ديفيد نيريس الذي بدأ مسيرته في ساو باولو ثم أصبح أحد أبرز اللاعبين في أياكس الهولندي وقد يواصل التألق في روما. وبخلاف فينيشيوس ورودريغو ومالكوم وغيرهم من النجوم، هناك العديد من المهاجمين البرازيليين الذين تركوا بصمة مهمة في سوق الانتقالات هذا الصيف. وكان أكبرهم فيليبي أندرسون (25 عاما) الذي انتقل لوستهام الإنكليزي مقابل 42 مليون يورو ليصبح أغلى لاعب في تاريخ الفريق. وفي الدوري ذاته، ترك ريتشارلسون (21 عاما) واتفورد إلى إيفرتون بمقابل مالي جعله الأغلى أيضا في تاريخ النادي.
وكان ماتيوس كونيا أبرز هدافي سيون السويسري الموسم الماضي قبل انتقاله إلى لايبزيغ الألماني مقابل 15 مليون يورو ليكون فرس الرهان الجديد في لايبزيغ. وانتقل فيليبي فيزيو، زميل فينيشيوس جونيور في فلامنغو، إلى فلومينينسي عندما كان في الحادية والعشرين من عمره. وانتقل فيرناندو في نفس السن إلى شاختار دونيتسك الأوكراني الذي طالما قدم اللاعبين البرازيليين إلى أندية أوروبية أخرى. وكشف موقع «غلوبوسبورت» الرياضي البرازيلي أن سوق الانتقالات الحالية شهدت إنفاق أكثر من 220 مليون يورو لشراء المهاجمين البرازيليين بعيدا عن ثمن فينيشيوس الذي جرى بيعه العام الماضي.

جيل جديد من نجوم البرازيل يهدد عرش نيمار ويغزو الكرة الأوروبية!

هناك 3 تعليقات:

  1. مرحباً بالجميع ، أتمنى أن تكونوا جميعاً بخير ؟؟؟ اسمي السيدة ميليسا نيكولاس ، لقد جئت من ولاية كانساس ، وقبل بضعة أشهر كنت في وضع مالي سيء وكنت بحاجة إلى قرض عاجل لسداد فواتيري والعودة قدمي مالياً بسبب وضعي المالي الحالي الذي رفضه بنكي لإعطائي قرضًا ، لم يتبق لي أي خيار آخر سوى البحث عن قرض غير مضمون عبر الإنترنت ، وفي أثناء عملي البحثي كنت ضحية للاحتيال وفقدت حوالي 750 دولارًا وكنت في مشكلة أكبر وكاد أعطيها زيادة في الأمل في الحصول على قرض حتى وجدت وظيفة عبر الإنترنت ، كانت المشاركة شهادة مشتركة من السيد فرانك من ولايات تشارلستون تشهد على كيفية حصوله على 50،000 دولار من كاثي فاينانس إنك بعد قراءة المنشور الذي قررت الاتصال به مع كاثي فاينانس. البريد الإلكتروني: (kathyrichardfinance@hotmail.com) جهة الاتصال المشتركة في المنشور ، تمت الموافقة على طلب قرض غير مضمون بقيمة 350،000 دولار في غضون 72 ساعة من طلبي وتم دفع القرض الخاص بي على حسابي المصرفي دون أي إغفال.

    أريد أن أعرب عن عميق امتناني وأنصح أيضًا طالبي القروض على أن يكونوا يقظين للغاية لأن هناك العديد من المحتالين هناك لغرض وحيد هو الاحتيال على طالبي القروض الأبرياء ، لذلك يجب أن تكونوا حذرين يا رفاق. الذين يحتاجون إلى قرض أوصي Kathy Finance Inc ، يمكنك الاتصال بالشركة عبر البريد الإلكتروني: (kathyrichardfinance@hotmail.com)

    شكرا لقراءة شهادتي ، أتمنى لك التوفيق.

    الخاص بك،
    ميليسا نيكولاس.

    ردحذف
  2. اسمي جين ويمبلي جوش وأعيش في الولايات المتحدة الأمريكية في كاليفورنيا ، والحياة تستحق أن أعيشها الآن بالنسبة لي ولعائلتي ، وكل هذا بسبب رجل واحد أرسله الله لمساعدتي وعائلتي ، لقد كانت حياتي مليئة بالحياة ذات يوم حزن لأن ابني الأول كان بحاجة إلى عملية زرع كلى وكل مدخراتنا كانت تذهب إلى أدويته وهذا عادة لا يترك لنا أي أموال لدفع فواتيرنا أو حتى وضع ما يكفي من الطعام على طاولتنا وكان إيجارنا مستحقًا ولا توجد أموال لدفع هذه الفواتير وشعرت أن الحياة غير عادلة للغاية بالنسبة لي وكل ليلة زوجتي تبكي نفسها للنوم كل ليلة حتى يوم واحد ، كنت أتصفح إجابات ياهو ورأيت إعلانًا مذهلاً لرجل يقدم قروضًا شخصية وأن العرض مفتوح لـ لقد سمعت الكثير عن عمليات الاحتيال عبر الإنترنت ، ولكن في هذه المرحلة من حياتي ، كنت يائسًا جدًا ومستعدًا لتحمل أي مخاطرة وفي نهاية اليوم ، تقدمت بطلب للحصول على هذا القرض ومن خطوة إلى أخرى ، حصلت على قرضي البالغ 70،000.00 دولار خلال 48 ساعة من خلال البنك نقل وأنت تعلم ، كان كل شيء مثل الحلم وأنا اتصلت القس الأب. كيفن دوران رجل أرسله الرب للمقرض الذي وجدته وقلت ، لقد تلقيت قرضي وابتسم قائلاً إن الله هو المجد وقد صدمت جدًا لأنني لم أر أبدًا أي شخص لديه مثل هذا الخوف من الله وقلبه الطيب واليوم ، نجحت عملية زرع الكلى الخاصة بي ، واليوم هو بصحة جيدة ، وأنا وعائلتي نعيش براحة وسعادة بالغة ، وإذا كنت في وضعي السابق أو في حاجة ماسة ومشروعة لقرض ، يمكنك الوصول إلى هذا المُقرض المرسل من الله عبر: (loancreditinstitutions00@gmail.com) أو WhatsApp: +393510483991

    ردحذف
  3. يوم جيد

    أتيت إليكم بكل احترام ، لأقدم شهادتي حول كيف تلقيت بأمان قرضي البالغ 25000 دينار أردني من شركة قروض جيسيكا روجاس ، فهي متخصصة جدًا في منح القرض لأي شخص جاد يرغب في الحصول على قرض شخصي للعمل أو للشراء منزل أو أي نوع من القروض لتغيير حلمهم.
    إخواني وأخواتي المسلمين ، أنا رجل سعيد جدًا الآن ، الرجاء مساعدتي في تقديم الشكر لله عز وجل وبفضل شركة قروض السيدة جيسيكا روجاس وجميع العاملين في الشركة ، أقدر حقًا القرض الذي قدمته لي ولله سبحانه وتعالى. استمر في ترقيتك وبارك فيك ، فلن ينقصك شيء باسم الله أمين.

    يُرجى الاتصال مباشرةً ببريد الشركة أو الاتصال برقم خدمة العملاء عبر واتساب +1 (325) 231-4574

    البريد الإلكتروني (Jessicarojasloanfirm1998@hotmail.com)

    لا تتردد بالاتصال بشركة قرض جيسيكا روخاس الآن.

    أفضل التحايا

    السيد رمضان الدفع

    شكرًا لك

    ردحذف