صالح والحوثي: هل تمخض الجبل؟ Posted: 26 Aug 2017 02:16 PM PDT على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وفي تلميح صريح إلى الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح وحزب «المؤتمر الشعبي العام»، يغرد حسين العزي، القيادي الحوثي، كما يلي: «1 ـ رجل في السلطة ورجل في المعارضة غير مقبول. 2 ـ رجل في صنعاء ورجل في الرياض غير مقبول. 3 ـ مزايدات وبطولات وأنت ما قد شميت البارود غير مقبول». سيّده عبد الملك الحوثي، في خطاب متلفز مجلجل، قال: «هناك علامة تعجب كبيرة تصل بحجم جبل، حول شغل البعض ممن تماهى سلوكهم مع سلوك قوى العدوان»، أي أركان «عاصفة الحزم»، بالطبع؛ مضيفاً: «نتلقى الطعنات في الظهر، في الوقت الذي اتجهنا بكل إخلاص لمواجهة العدوان». على الأرض، الحوثيون أخرجوا مفردة «المخلوع»، المسكوت عنها سابقاً، وعادوا إلى استخدامها في وصف صالح؛ كما مزقوا أو طمسوا اللافتات والملصقات التي تمجده. من جانبه، لم يقصّر «المخلوع»، فردّ في كلمة متلفزة أمام أنصاره؛ لبس فيها لبوس حمامة السلام الحريصة على الوحدة الوطنية؛ لم تخل، مع ذلك، من اتهام الحوثيين بالانفراد بالسلطة عبر مكتبهم التنفيذي الذي صار «حكومة فوق الحكومة». ثمّ، أضاف صالح، إذا كنتم تريدون فضّ الشراكة مع «المؤتمر الشعبي العام»، فلا بأس؛ ولكن لماذا «نحن من دون مرتبات»، وقد اتفقنا على أنّ «خزينة الدولة» هي مالكة الموارد؟ بعدئذ، في ساحة السبعين، أشهر ساحات العاصمة، واحتفالاً بالذكري الـ35 لتأسيس حزبه، حشد صالح من الأنصار ما يكفي لإبلاغ العالم هذه الرسالة المزدوجة: «أبعد من عين الشمس من يريد عمل فوضى بالعاصمة»، وهنا معادلة الثقل الجماهيري، في قلب العاصمة؛ وليس على تخومها، حيث تحتشد مدرعات الحوثي! طريف ولافت أنّ الكلمة خلت تماماً من أيّ ذكر للمملكة العربية السعودية، أو «عاصفة الحزم»، رغم أنّ أحدث عمليات القصف الجوي كانت تشير إلى أهوال فظيعة. ذلك لأنّ علامة التعجب التي بحجم جبل، حسب تعبير زعيم الحوثيين، تخصّ التحولات الأخيرة في الموقف السعودي من ملفات اليمن عموماً، وتدخّل الرياض العسكري عبر «عاصفة الحزم» خصوصاً. تسريبات اللقاء بين محمد بن سلمان، ولي العهد ووزير الدفاع ومهندس التدخّل العسكري، وكلّ من مارتن إنديك (السفير الأمريكي الأسبق لدى إسرائيل)، وستيفن هادلي (مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق)؛ أكدت، حسب إيميلات إنديك، أنّ بن سلمان «كان واضحاً تماماً مع ستيف هادلي ومعي بأنه يريد الخروج من اليمن، وأنه لا مانع لديه من تعامل الولايات المتحدة مع إيران ما دام الأمر يتمّ بتنسيق مسبق وتكون الأهداف واضحة». وأمّا ما تبقى من «الشرعية»، أي حكم وحكومات الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي، فإنّ الرياض التي صنّعتها في الأساس، لن تجد عناء كبيراً في إعادة تفكيكها؛ لصالح الشخص الذي كانت قد احتضنته قبلئذ، وأولاً، ودائماً: «المخلوع»، دون سواه! ولم يعد خافياً على أحد أنّ مهامّ هادي باتت مقتصرة على تعيين محافظ هنا، أو مدير عام هناك؛ والقيام بزيارات بروتوكولية إلى العاهل السعودي، في الرياض كما في طنجة؛ وكذلك مرافقته لأداء صلاة الجمعة! فإذا ذُكر الجيش، الذي يبدو أحياناً وكأنه ورقة «الشرعية» الكبرى، فإنّ صالح لم يفوّت فرصة محاصصته خلال إطلالته على ساحة السبعين، حين لوّح بإمكانية إعادة تفعيل «الجيش»، بصفة أراد منها التعميم لا التخصيص، وإشراكه في قتال «الجبهات»؛ الأمر الذي يعني تعطيل الميليشيات وأشباه الجيوش، أينما كانت، وحيثما توجهت ولاءاتها. والرقص مع الأفاعي، الذي صرّح صالح، ذات يوم، أنه أتقنه خلال حروبه الستّ مع الحوثيين، منذ 2002؛ قد ينقلب اليوم إلى رقص ضدها، خاصة إذا تمخض الجبل عن مزيد من… علامات التعجب! صالح والحوثي: هل تمخض الجبل؟ صبحي حديدي |
الرؤية الدرامية في الترجمة التاريخية لسير المنفيين Posted: 26 Aug 2017 02:15 PM PDT من حسنات الرؤية الدرامية للسرد التاريخي أنها تكشف عن الوجه الآخر للتاريخ الرسمي، الوجه المراوغ والمخاتل الكاذب والماجن، الذي أضفى صفات التبجيل والبطولة على من لا يستحقها. ولهذا المنظور الفكري في التعامل السردي مع التواريخ المؤرشفة الموصوفة بالعلمية والموضوعية أبعاد معرفية تقوم على فرضية ثقافية، مفادها أن الكاتب أو المثقف ليس كالعالم تقيده نظرية علمية، ولا هو كالسياسي يوجهه مساق أيديولوجي، إنما هو كيان حر يتعاطى مع الذي يفكر فيه أو يتكلم عنه بلا انتمائية موجبة ولا إلزامية مفروضة. وتتحقق هذه الرؤية للتاريخ إلى حد ما حين لا يسلِّم المثقف بصورة تمثيلية واحدة يؤدي من خلالها دوره الفكري، وإنما هي صور مختلفة أطلق عليها المفكر ادوارد سعيد التمثيل، وبهذه الصور يمكن للكاتب أو الروائي المشتغل في حقل الهيستوغرافيا، أو الكتابة التاريخية أن يحقق بغيته في قلب الثوابت التاريخية، بغية الكشف عن مخبوءاتها المتوارية، محاولا رصد الحقائق المتوارية، من خلال كتابة قصة تاريخية أو رواية تاريخ أو ترجمة تاريخية أو سيرة ذاتية أو غيرية، جاعلا للحادثة التاريخية صورا جديدة، منها ما يمس المشاعر الإنسانية ومنها ما يشد القارئ للمحكي التاريخي ذي النواحي التخييلية. ولكن ما بال التاريخ إذا كتب لا كرواية فنية، وإنما كتب كسيرة ذاتية أو غيرية أو ترجمة شخصية، أو اعترافات، أو مذكرات أو رسائل؟ إن هذه الأشكال الأدبية جميعها يمكنها أن تخبرنا دوما عن القضايا المسكوت عنها أو المزيفة عن التاريخ والسياسة، مما تحويه كتب التاريخ العام. والسبب في ذلك كله يعود إلى أن الروائي ليس مطلوبا منه أن يؤرخ، وإنما يستدل من المؤرخ على ما هو غير مؤرخ، بمعنى ألا يجعل من الوثيقة التاريخية شاهد عيان يثبت به الحقيقة وإنما وسيلة فنية تيَّسر له مهمة تصعيد الحدث التاريخي بشكل سردي دراماتيكي. ومن الضروري للكاتب الذي يسردن مادة تاريخية، أن يكون على معرفة بينة من المادة التي يعالجها فنيا، كأن يجمع كل متعلقات ما رُوي عنها ووثق منها، وكل ما كتب وسجل وأُرشف ليقوم بمعاينتها، ومن ثم غربلتها ناظرا إلى ما يختفي وراءها ممارسا دورين، دور الناقد التاريخي الذي يحلل الواقعة ويرصد طرائق الحياة، ودور الفيلسوف التجريبي لا العقلي المتحلي بوجهة نظر ما ورائية، تجعله يرى ما وراء المؤرشف، وما تماهى خلف المدوّنات، وعندها سيكون الكاتب الروائي قادرا على أن يمتلك حسا داخليا حيا كي يبتدع قصصا مثيرة ضمن مسارات وتوجهات مشوقة تجذب القارئ إلى ساحتها بإقناع وعفوية. هذا من جانب ومن جانب آخر فإن المعرفة التاريخية المفصلة التي سيجمعها ذلك الكاتب لن تكون منفصلة عن أفق الماضي، بل متموضعة في إطار تأمل العلاقة بين التاريخ والحياة، وبما يمكِّنه من أن يصل إلى ما وسمه ريموند وليامز بالخلفية، التي لا تظهر إلا إذا قلب الكاتب وهو يعالج المادة التاريخية من إطارها المهمش الذي وسمها به التاريخ العام، إلى إطار مركزي كان المؤرخون قد زيفوه وزوقوه لكي لا يبان ولا يظهر على حقيقته. لكن السؤال، هل انبرى المثقفون حقا إلى أداء هذه الأدوار التمثيلية لاكتشاف الحقائق المنطلية على المجموع؟ قد تبدو الإجابة بالنفي أمرا مبالغا أو متعجلا، إذا عرفنا أن المفكر أدوارد سعيد في كتابه «المثقف والسلطة» وفي معرض حديثه عن مساعي الإمبريالية نحو زعزعة مرحلة ما بعد الحرب الباردة بإشاعة النزعة الإسلامية الأصولية، كان قد أكد جازما بأن التفكير الجماعي لم يؤد إلى اتخاذ (المثقفين) مواقف نقدية تتسم بالتساؤل والتشكك داخل الذهن الفرد، إزاء الخطر الجديد الذي سيحل محل خطر الشيوعية. ومع ذلك، فإن اتخاذ المثقف صورا تمثيلية ثقافية، إنما هو تبنٍ لموقف يكون فيه المثقف حرا مستقلا مخيّرا في أن ينضم إلى استقرار المنتصرين والحكام، أو أن يناصر تقلقل المهزومين ويحاكي اضطراب المنفيين، سائرا في الطريق الشاق للمهمشين والمبعدين والمنبوذين الذين وقعوا تحت طائلة التمييز وشملتهم العنصرية والطائفية ونسيهم من ثم التاريخ العام فلم يوثق لهم. وليس غريبا أن يترك النفي في نفس المنفي ألما داخليا ومعاناة خارجية، كانعكاس لتجارب قاسية تركت آثارا بالغة الشدة عليه، ولعل من وسائل الكتابة السردية عن تاريخ المنفيين، اعتماد طريقة الترجمة بوصفها فرعا من فروع كتابة السيرة الأدبية، ونمطا من أنماط الكتابة التاريخية، ناهيك عن كونها تخبر عن الحياة بصورتها اليومية، وإذ تختلف الترجمة عن السيرة بنوعيها الذاتية والغيرية فذلك لأنها تستعين بشخصية قريبة من الشخصية المترجم عنها، أو مهتمة بها أو مرافقة لها لكي تترجم عنها. ولكن ما الذي يجعل الإحساس بالنفي عقدة كأداء ليس أمر حل إشكاليتها بالسهل أو اليسير؟ لعل السبب يعود إلى أن المنفي يواجه عدم تواؤم ما بين المكان الجديد الذي لا بد أن يندمج فيه ويحاكيه، والمكان الأصل الذي لا يستطيع التحرر تماما من الانتماء إليه، والإحساس بقربه وأثره القديم عليه، وهكذا يعيش حيرة حياتية ما بين أنصاف اندماج وأنصاف انفصال. وعلى مستوى آخر فإن قدرة المنفي على التعايش في المكان البديل أو الجديد ستضعضعها أحاسيسه الدفينة بأنه منبوذ، وسيتوجب عليه أن يبذل جهدا في إحكام مهارات الاندماج لعله يظفر بالراحة والأمان. وتاريخ المنفيين غزير وكبير عالميا، أما عربيا وإسلاميا فإن التاريخ يحوي نماذج من الشخصيات المنفية التي قدمت عطاءات وحققت إنجازات، لكنها ما دخلت التاريخ إلا في ظل شخصية حاكمة أو واقعة عسكرية أو حادثة سياسية، في حين تجاهل هذا التاريخ التعريج على الأبعاد الأخرى لهذه الشخصيات وتغاضى عن ذكر جوانب مهمة ظلت طي الكتمان متوارية عن الظهور، لا يُعرف عنها إلا جانب واحد هو ما نقلته مدونات التاريخ العام، والبغية أن تكون صورة من الصور السياسية والرسمية لذلك العصر الذي عاشت فيه بدون أن يبان عليها ما تحملته من الإبعاد والترحيل والإقصاء والطرد، وما إلى ذلك من أشكال النفي، والسبب أنها في بعض ما تتحلى به من مذهبها الديني أو انتمائها العرقي أو سلوكها الشخصي لا تتناسب ومتطلبات تلك الصورة المركزية المزوقة لحكام ذلك العصر، الأمر الذي فرض على المؤرخين أن يتعمدوا إظهار الجانب الحياتي الذي يخدم مركزية أولئك الحكام، متكتمين عما هو ليس في صالحهم ومتغاضين عن ذكر خصال تلك الشخصيات المسكوت عنها وإذا تطلب الأمر فإنهم لا يتوانون عن تهميشها وقد يقومون بتزييف بعض من صفاتها. ولا غرابة في أن استثمار سيرة شخصيات عاشت حياتها مطاردة ومنفية ما ذكرها التاريخ إلا كمهمشة أو مقصية، سيتيح للروائيين صناعة ترجمية هي ليست مجرد مواضعات تاريخية، وانما هي حكايات سردية مشوقة ذات تسريد درامي يشتغل على البعد السايكولوجي مستحضرا سير الشخصيات التاريخية مستلهما صورها الإنسانية، التي يمكن أن نشاهدها في كل أوان ونلمس مدياتها في كل مكان، بما يجعل رؤية العالم أوسع من مجرد استذكار أو تسجيل حكائي، بل هي رؤية تقدم صورة حية متحركة لخبايا النفوس المنفية وطبيعة أحاسيسها ومرارة آلامها وحجم مكابداتها. أكاديمية من العراق الرؤية الدرامية في الترجمة التاريخية لسير المنفيين نادية هناوي سعدون |
روسيا تضمن حقول النفط في ريف حمص الشرقي وتسابق أمريكا شرقا Posted: 26 Aug 2017 02:15 PM PDT «القدس العربي»: أطبقت قوات النظام الحصار على منطقة عقيربات في ريف سلمية الشرقي في عمق البادية السورية. وشنت هذه القوات، مدعومة بميليشيا الدفاع الوطني، هجوما من محورين لعزل ناحية عقيربات التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» بمناطق البادية وريف حمص الشرقي. وتقدمت قوات النظام من محور شمالي انطلاقا من اثريا باتجاه وادي سقرق، التي تقدم إليها المقاتلون الذين انطلقوا من منطقة تدمر شرقا لتحاصر نحو ثلاثين قرية شرق محافظة حماة في منطقة عقيربات. ومع نجاح التقدم والحصار زجت قوات النظام بأعداد كبيرة من المقاتلين لقطع المستطيل الذي يصل بين السخنة شمال تدمر وطريق اثريا – الطبقة شمالاً. وتحاول قوات النظام تقطيع ريفي حمص وحماة الشرقيين بعد عزلهما إلى جيوب صغيرة بهدف تسهيل السيطرة عليهما، ويبرز الدور الروسي واضحاً من خلال كثافة القصف العنيف على منطقة عقيربات، إذ تعرضت المنطقة، التي يُحاصر فيها أكثر من 15 ألف مدني، إلى مئات الغارات الجوية الروسية، أوقعت نحو 100 قتيل جلهم من الأطفال. «هيئة تحرير الشام» حاولت كسر الحصار عن المدنيين في عقيربات، ونفذت هجوماً على حاجز الشيخ هلال شرق، على طريق السلمية خناصر شرق السعن. لكنها لم تتمكن من فتح ثغرة كبيرة أو السيطرة على الحاجز. ورفض تنظيم «الدولة الإسلامية» تنسيق العمل مع الهيئة، حسب ما أوردت مصادر مقربة من قطاع البادية التابع للهيئة. وقالت المصادر إن «داعش اشترط إدخال الذخيرة والمحروقات مقابل تنسيق عمل عسكري في الشيخ هلال لكسر الحصار وإخراج المدنيين العالقين في المنطقة». إلى ذلك، ركز تنظيم «الدولة» قصفه على عدة قرى وبلدات يسيطر عليها النظام شمال وشرق سلمية، لتخفيف القصف على المناطق التي يحاصر فيها في عقيربات والقرى المحيطة. وتأتي العملية العسكرية للنظام بعد أيام من فشل سيطرته الكاملة على بلدة السخنة شرق تدمر، وفشله في محيط معدان غرب دير الزور. ويمكن تفسير أسباب العملية وأهدافها كما يلي: - الاستفادة من الفراغ الكبير لانشغال مقاتلي التنظيم في عدة جبهات أهمها السخنة ودير الزور، وهو ما سهل عملية التقدم السريع لقوات النظام والميليشيات، إذ حوصرت المنطقة بأقل من ثلاثة أيام. - الرغبة الروسية بتأمين حقول النفط والغاز شمال طريق حمص تدمر، والتي تعتبر أهم مصادر التمويل للتنظيم في منطقة البادية. وقد قام بتفجير محطة جحار قبل انسحابه منها قبل عدة أشهر. وقد خسر حقل المهر أيضاً، وحقل جزل بشكل شبه نهائي حيث تدور المعارك إلى الشمال منه ويتبادل الطرفان السيطرة منذ عدة أيام. - رغبة قوات التنظيم بتغيير التكتيك العسكري الهجومي المتبع والذي أدى إلى مقتل أكثر من 200 عنصر من عناصر التنظيم في منطقتي سالم العلي والبوحمد غرب معدان. فقد تابع العقيد سهيل حسن، قائد قوات النمر، الهجوم الخطي إلى معدان دون تأمين الجانب الأيمن الواصل إلى البادية. وهو ما أوقعه في فخ التقدم في مناطق صحراوية شبه خالية دون وجود لأي مقاومة تذكر، ثم قام التنظيم بهجمات معاكسة على عدة نقاط تمكن من أسر عدد من الجنود وإعدامهم ميدانياً. ونقل شاهد عيان خرج من منطقة معدان حديثا إلى منطقة سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية، «قسد»، في حديث مع «القدس العربي»، أن التنظيم» سحل أكثر من 50 جثة لمقاتلي النظام في بلدة المعدان تعبيراً عن انتصاره في صد الهجوم». - ويعتبر تأمين ريفي سلمية وحمص الشرقيين سبباُ إضافياً لا يمكن إغفاله بسبب وجود عدد كبير من القرى ذات الأغلبية العلوية المؤيدة للنظام، والتي ينتسب مقاتلوها إلى عدة ميليشيات أهمها جيش الدفاع الوطني وصقور الصحراء، حيث هجرها الكثير من أهلها باتجاه سلمية ومدينة حمص. - السيطرة على الجبال الاستراتيجية التي اتخذها التنظيم مركزاً له وحصنها هندسياً من خلال حفر كهوف كبيرة، واعتمادها كمستودعات للذخائر والأسلحة والوقود هي الأهم على الإطلاق في منطقة البادية السورية. وتعتبر العملية تأمينا لظهر قوات النظام في معركتها المرتقبة على دير الزور، ومن المرجح أن التعثر الكبير لقوات العقيد سهيل الحسن في معدان ستغير محور الهجوم ونقله إلى تركيز الضغط على بلدة السخنة، على اعتبار أن الطريق سالك بين السخنة ودير الزور. فهو خال من المدن والبلدات وهو عبارة عن أرض منبسطة يمكن أن يستهدف النظام أرتال التنظيم بشكل أسهل، عكس منطقة وادي الفرات الواصلة بين معدان ودير الزور. في المقابل فإن تأمين الطريق بين السخنة ودير الزور يحتاج إلى أعداد كبيرة من مقاتلي النظام والميليشيات، وستتعرض بطبيعة الحال إلى هجمات متكررة من انغماسيي التنظيم، وهو ما تكرر في عدة نقاط في عمق البادية قرب الوعر حيث شن التنظيم هجمات يومية على النقاط، قتل خلالها عشرات المقاتلين، حسب العديد من الفيديوهات المصورة التي بثتها وكالة «أعماق» المقربة من التنظيم. وتبقى السيطرة على حقول النفط في جبل الشاعر وسلسلة الجبال التدمرية أهم أهداف العمليات اليوم، فروسيا تستعجل الاستثمار النفطي عبر شركاتها في المناطق التي طردت منها تنظيم «الدولة» مؤخراً شرق القريتين، وتريد تأمين خط النفط الواصل بين دير الزور ومصفاة حمص قبل أي تغير في واقع السيطرة المتبدل بشكل يومي، في ظل السباق الأمريكي للسيطرة على شمال دير الزور. روسيا تضمن حقول النفط في ريف حمص الشرقي وتسابق أمريكا شرقا النظام يغير خطة الهجوم على دير الزور بعد فشله في معدان: منهل باريش |
اشتعال معركة «تعديل الدستور» في مصر Posted: 26 Aug 2017 02:15 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: اشتعلت معركة تعديل الدستور في مصر، بعد إعلان النائب اسماعيل نصر الدين انه بصدد تقديم مشروع لمجلس النواب لتعديل 6 مواد دستورية بينها مدة الرئاسة، في بداية دور الانعقاد الثالث للبرلمان المصري. وأكد في بيان صحافي، أن «مصر في حاجة ماسة لإجراء تعديلات دستورية جوهرية، خاصة أن الدستور وُضِعَ في ظرف استثنائي، وبنوايا حسنة» مشيراً إلى أن «المرحلة الحالية تستدعي تعديلات تتماشى مع الظروف السياسية». وأضاف نصر الدين في بيانه، إن «الفريق القانوني القائم على هذه التعديلات، أدخل عددًا من المواد الجديدة، منها ـ على سبيل المثال ـ المادة 147 من الدستور، التي تنص على أن لرئيس الجمهورية إعفاء الحكومة من أداء عملها، بشرط موافقة أغلبية أعضاء مجلس النواب. ولرئيس الجمهورية إجراء تعديل وزاري، بعد التشاور مع رئيس الوزراء وموافقة مجلس النواب بالأغلبية المطلقة للحاضرين، وبما لا يقل عن ثلث أعضاء المجلس». وأشار إلى أن «هذه المادة يوجد بها عوار دستوري، حيث أنه بمقتضاها، لا يجوز لرئيس الجمهورية أن يعفي أيا من الوزراء الذين عيَّنهم ـ وهو رئيس السلطة التنفيذية ـ من منصبه، ولا يعفيه إلا بعد موافقة مجلس النواب». وتساءل نصر الدين: «إذا رفض مجلس النواب عزل الوزير، فكيف يتعامل رئيس الجمهورية معه؟». وكشف عن انه «سيتم إدخال تعديل على 6 مواد ـ على الأقل ـ وتقديم المذكرة النهائية الخاصة بالتعديلات الدستورية، وجمع توقيعات النواب، لتقديمها إلى البرلمان». وأكد أن هناك مجموعة من الأمور خاصة بالدستور، تغيب عن ذهن كثير من غير المتخصصين والجمهور، وأنها، ما هي إلا «اختيار حل» من حلول عدة للمشكلة الموجودة في المجتمع، فليس معنى المطالبة بتعديل الدستور أو وضع دستور جديد، أن هذا الأمر تقليل من شأن النصوص الدستورية السابقة، بل نقول إنها تبنت حلولا قد لا تصلُح لحل المُشكلات الموجودة في المجتمع والتي تتميز بالتنوع والتجديد والاستمرارية. وبينما دافع إعلاميون محسوبون على نظام السيسي عن التعديلات، باعتبارها ضرورية، مؤكدين، أن فترة الـ 4 سنوات غير كافية لإنجاز البرنامج الرئاسي، وان مدتين فقط لن تمهل السيسي لاستكمال ما بدأه، وجّه الفريق أحمد شفيق، رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية رسالة إلى المطالبين بتعديل الدستور من خلال حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قال فيها: «نصيحتي لكل من يبدي رأيًا مؤيدًا لتعديل الدستور في هذه المرحلة، نصيحتي لهم توقفوا عن هذه التصرفات الصبيانية غير المسؤولة، وغير الواعية للآثار السلبية المترتبة عن هذا الإجراء». ووصف خالد العوامي المتحدث الرسمي لحزب الحركة الوطنية المصرية، هجوم نائبي البرلمان اسماعيل نصر الدين ويحيى الكدواني على الفريق أحمد شفيق رئيس الحزب بسبب رفض الفريق مطالب تعديل الدستور بأنه ردة للوراء من نواب أقسموا يمين الله على احترام الدستور فاذا بهم ينقلبون عليه ليس لسبب إلا لتغيير مدد الرئاسة ضاربين عرض الحائط بالمادة 226 والتي تحظر في نهايتها المساس بالنصوص المتعلقة برئيس الجمهورية إذ قالت المادة نصا: «لا يجوز تعديل النصوص المتعلقة بإعادة انتخاب رئيس الجمهورية أو بمبادئ الحرية أو المساواة». وأضاف العوامي مخاطبا نائبي البرلمان: «الأوطان هي التي تبقى والهدف يفترض أن يكون بقاء الوطن وليس بقاء أي حكم أو نظام» مشددا على: «ألهذا الحد تعبث السياسة عندنا بالعدالة والنظام والأخلاق… نعوذ بالله انه شيء مخيف». ووقع عدد من أعضاء هيئات التدريس في الجامعات المصرية والشخصيات العامة، بيانا أكدوا فيه رفضهم لمقترحات تعديل الدستور، التي أطلقها عدد من نواب كتلة «دعم مصر» التي تمثل الأغلبية البرلمانية، ودعمها إعلاميون محسوبون على نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن زيادة مدة الفترة الرئاسية من 4 إلى 6 سنوات، وفتح حق الترشح للرئاسة لأكثر من مدتين متتاليتين، إضافة إلى منح الرئيس حق عزل الوزراء دون انتظار رأي البرلمان. وأعرب الموقعون عن قلقهم الشديد من الدعوات لتعديل الدستور والصادرة عن أعضاء قياديين في مجلس النواب وشخصيات إعلامية معروفة. وقالوا: «أعضاء مجلس النواب جميعا وكذلك الرئيس عبد الفتاح السيسي أقسموا بالله العظيم عندما تولوا مناصبهم المنتخبة بأن يحترموا الدستور والقانون وأن يرعوا مصالح الشعب رعاية كاملة، وإذا كان احترام الدستور لا يعني عدم تعديله ووفقا للقواعد التي وضعها، إلا أنه يستلزم بالضرورة عدم التسرع بتعديله قبل أن ينقضي وقت كاف للحكم حول ما إذا كانت بعض نصوصه لا تتفق مع أوضاع متغيرة في البلاد، وتعوق تقدمها، وخصوصا أنه لم يمض على موافقة الشعب على هذا الدستور وبأغلبية ساحقة أكثر من ثلاث سنوات ونصف. وهي فترة قصيرة لا تصلح للحكم حول ما إذا كانت بعض مبادئه الأساسية واجبة التعديل». واعتبر الموقعون أن الحجج المثارة دفاعا عن اقتراح التعديل تقوم على أسس واهية، منها أن المدة المحددة لرئيس الجمهورية ليست كافية لتنفيذ برنامجه الرئاسي، أو أنها لا تمنحه سلطة كافية في مواجهة مجلس الوزراء أو السلطة التشريعية ممثلة في مجلس النواب. وشددوا على أن أخطر ما يترتب على هذه الاقتراحات هو العصف بمبدأ الفصل بين السلطات، فلا يكون للسلطة التشريعية المنتخبة أي دور في الموافقة على اختيار أعضاء الحكومة أو إقالتهم، وينفرد مجلس النواب بالفصل في صحة انتخاب أعضائه، وهو ما سبب عوارا في تشكيله في فترات سابقة بل وفي الظرف الحالي أمام أحكام واجبة تصدر من أعلى محكمة قضائية في مصر، كما أنها تخلع عن مجلس الدولة انفراده بسلطة الإفتاء لصالح جهات لا يعرفها أحد حتى الآن. وناشدوا مجلس النواب الالتفات عن هذه الدعوات التي لا تقوم على أساس قانوني صحيح، وتهدد استقرار الوطن، وأن يوجهوا اهتمامهم إلى تفعيل كل مواد الدستور التي وافق عليها الشعب بأغلبية ساحقة، واستكمال الاستحقاقات الدستورية، وألا يدخلوا التاريخ كأول سلطة تشريعية تتنازل عن بعض اختصاصاتها لصالح السلطة التنفيذية، وأن يشاركوا مع سلطتي الدولة الأخريين في توفير مناخ صالح لانتخابات نزيهة وعادلة ومفتوحة للجميع لرئاسة مصر. اشتعال معركة «تعديل الدستور» في مصر مؤيدو «السيسي» يرغبون في زيادة الفترة الرئاسية والمعارضة تعتبره انتهاكا للحريات تامر هنداوي |
ماذا وراء توقيت زيارة الموفدين السعودي والإيراني إلى بيروت؟ Posted: 26 Aug 2017 02:14 PM PDT بيروت ـ «القدس العربي»: على وقع معركة فجر الجرود برز في بيروت تحرك مزدوج لكل من مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والافريقية حسين جابري أنصاري ووزير الدولة لشؤون الخليج العربي في وزارة الخارجية السعودية ثامر السبهان في توقيت أظهر نوعاً من التناقض بين من يريد الاستثمار في انتصار حزب الله على «داعش» لجرّ لبنان إلى محور الممانعة، ومن يريد استثمار انتصار الجيش لإبقاء لبنان ضمن الأسرتين العربية والدولية. وأفيد ان الهدف الرئيسي لزيارة الوزير السبهان هو محاولة التقريب بين بعض المكوّنات السياسية التي تُصنّفها المملكة بالصديقة له، وأنه باشر بوضع المسؤولين اللبنانيين في أجواء التطورات في المنطقة خصوصاً التسوية في سوريا التي قطعت شوطاً متقدماً والتي لا يمكن ان تصب في مصلحة توسيع النفوذ الإيراني في المنطقة. وهو بصدد إيصال رسالة ان التوازنات الإقليمية لا تعني السماح لإيران بوضع يدها على أي دولة عربية، ولا صحة لأي معلومات عن تنازلات لمصلحة إيران لا في اليمن ولا في العراق ولا في سوريا ولا في لبنان. كما حمل السبهان حسب الأوساط تأكيداً سعودياً على دعم لبنان لضمان التوازن الذي يحول دون وضع طهران يدها عليه. وقالت إنه فيما يعتدّ محور الممانعة بانتصاره في سوريا وتوظيفه هذا الانتصار سياسياً، فإن الوزير السعودي نفى صحة ما يتردّد عن انتصار سياسي إيراني سيُترجم في سوريا في بنود التسوية، متحدثاً عن أهمية ومغزى عودة الحرارة إلى العلاقات السعودية-العراقية بعد سنوات من الجفاء من خلال الزيارات المتتالية لمسؤولين عراقيين إلى الرياض أخيراً وارتفاع أصوات عراقية منددة بالنفوذ الإيراني، اضافة إلى توتر العلاقة بين الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح والحوثيين. غير أن قراءة أخرى قدّمها بعضهم مفادها أن تحرك الموفدين السعودي والإيراني ينطلق من هدف واحد وهو التهدئة كانعكاس للتهدئة بين الرياض وطهران اللتين تستعدان لتبادل زيارات دبلوماسية بحسب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وسط توافق أمريكي – روسي على ولوج الحل السياسي في سوريا التي تراجعت فيها حدة المعارك. وقد حاول مساعد وزير الخارجية الإيراني تجنّب التعليق على زيارة الموفد السعودي لكنه إتهم المملكة ضمناً بإثارة القلاقل والاضطرابات بقوله «لا أعتقد ان عليّ التعليق على مثل هذا الموضوع، فتبادل الزيارات على مستوى الوفود الرسمية بين دول هذه المنطقة هو أمر طبيعي وبديهي، ولكن الأمر الأساسي في هذا المجال هو ان بعض دول هذه المنطقة كانت للأسف الشديد طوال السنوات السابقة تساهم بشكل ما في مختلف الأزمات والقلاقل والاضطرابات التي كنا نشهدها في دول هذه المنطقة، علّها تستطيع ان تجري مراجعة سياسية لكل توجهاتها السياسية، وتسير في الاتجاه الذي يؤدي إلى وضع حد نهائي لهذه الأزمات والاضطرابات وتسير لايجاد مناخات التوافق والتقارب بين الجميع». وفتح أنصاري الباب أمام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لحرف الأنظار عن عملية فجر الجرود التي نفّذها الجيش اللبناني وحده لصالح الحديث عن المعادلة الذهبية القائمة على الجيش والشعب والمقاومة والتي أضاف اليها الجيش السوري، معبّراً عن امتعاضه من المواكبة الوطنية والتغطية الإعلامية لعمليات الجيش اللبناني في الجرود مقابل تجاهل معارك «حزب الله» السورية، فإتهم وسائل إعلام لبنانية بأنها تخضع لأوامر الأمريكيين وصولاً إلى اعتبارها «ساقطة أخلاقياً «. وقد تسبّب موقف نصر الله في سجال مع تيار المستقبل مكمّل للصراع السعودي الإيراني على الأرض اللبنانية عندما بادر التيار إلى انتقاد خطاب نصر الله متهماً إياه بأنه «لم يُوفّق في اطلالته الاخيرة التي حاولت الاستئثار بكل جبهات القتال مع الإرهاب وتنظيم داعش، وتكوين انطباع زائف بأن معركة الجيش اللبناني في الجرود، ما كان لها أن تحقق أهدافها دون المعارك التي يخوضها الحزب مع الجيش السوري في الجانب الآخر». وانتقد تيار المستقبل «المعادلة التي أتحفنا بها الأمين العام لحزب الله، لجهة إضافة الجيش السوري لمعادلته الثلاثية المعروفة، والتي هي أفضل وسيلة لنسف المعادلة التي أرادها ذهبية أو ألماسية من الأساس. وحسناً انه فعل ذلك لأننا بالفعل أصبحنا أمام معادلة تفقد صلاحية الاجماع الوطني بامتياز، وتضع الجيش والشعب اللبناني خارجها تلقائياً». وأضاف «لقد بشّر الأمين العام لحزب الله اللبنانيين ببزوغ معادلة رباعية إقليمية جديدة، حققت الكسوف المرتقب للمعادلة السائدة، وقد تفتح مع الأيام الباب أمام بزوغ معادلة خماسية وسداسية، يقرّر حزب الله ضم الجيش الإيراني إليها محمّلاً بالحشد الشعبي العراقي وتنظيم أنصار الله الحوثي في اليمن». ماذا وراء توقيت زيارة الموفدين السعودي والإيراني إلى بيروت؟ بين جرّ لبنان إلى محور الممانعة أو إبقائه ضمن الأسرتين العربية والدولية سعد الياس |
وحدة مكافحة الإرهاب البريطانية تعتبر الهجوم الذي وقع خارج قصر بكنغهام «حادثا إرهابيا» Posted: 26 Aug 2017 02:14 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: أعلنت الشرطة البريطانية انها أوقفت مساء الجمعة رجلا هاجم عددا من رجال الشرطة أمام قصر باكنغهام، مقر الملكة اليزابيث الثانية في لندن. وأكدت في بيان أمس ان الهجوم الذي وقع خارج قصر بكنغهام كان «حادثا إرهابيا». وذكر دين هايدون قائد شرطة مكافحة الإرهاب في سكوتلنديارد أن المهاجم (26 عاما) كان يقود سيارة ومسلحا بسيف طوله متر و20 سنتمترا وكان يقود سيارة وأنه كان يهتف «الله أكبر». وأضاف هايدون أن ثلاثة ضباط شرطة أصيبوا بجروح بسيطة. وقال إن المهاجم تعمد التوجه بسيارته صوب سيارة «فان» تابعة للشرطة وتوقف أمامها في منطقة قريبة من قصر بكنغهام، مقر إقامة الملكة إليزابيث في لندن. وتصدى ضباط غير مسلحين لسائق السيارة الذي أمسك بسيف كان في دواسة مقعد الراكب الأمامي، وهتف «الله أكبر» عند الهجوم على شرطيين اقتربا منه لتوقيفه فأصابهما بجروح طفيفة لم تتطلب نقلهما إلى المستشفى. وقالت الشرطة في بيانها ان «عناصر الشرطة الموجودين في المكان لاحظوا سكينا كبيرا في سيارته فتوجهوا لاعتقاله»، موضحة انه «خلال عملية الاعتقال اصيب شرطيان بجروح طفيفة في ذراعيهما». وقال الشرطي غاي كولينز ان «التحرك السريع والشجاع للشرطيين الاثنين سمح بتوقيف المشتبه به بسرعة كبيرة». وأضاف انه «لم يشارك اي شخص آخر» في الحادثة. ونقل المهاجم الذي اصيب بجروح طفيفة إلى مستشفى في لندن للعلاج، ومنه إلى مركز للشرطة لاستجوابه. وضرب الإرهاب بريطانيا التي شهدت ثلاثة اعتداءات تبناها تنظيم «الدولة» الإسلامية منذ آذار/مارس. واستخدم مهاجمون في لندن مرتين آليات لدهس مارة قبل مهاجمتهم بسكاكين، في آذار/مارس (خمسة قتلى) وفي حزيران/يونيو (ثمانية قتلى). وفي الثامن من ايار/مايو، فجر رجل نفسه بقنبلة يدوية الصنع عند انتهاء حفلة موسيقية في مانشستر ما أسفر عن سقوط 22 قتيلا. وبعد هجوم مساء الجمعة في لندن، قال شهود عيان في تغريدات على تويتر ان المهاجم كان مسلحا بسيف. ونشروا تسجيلات فيديو ظهر فيها عدد كبير من سيارات الشرطة أمام قصر باكنغهام الذي اغلقت كذلك الطرقات المؤدية اليه. وكتب امير جان مالك في تغريدة «عالق أمام قصر باكنغهام. عدد كبير من رجال الشرطة المسلحين. حركة السير متوقفة». وقالت كيانا وليامسون شاهدة من موقع العملية، انها رأت «شاحنة صغيرة وآلية للشرطة وسيارة خاصة تسير باتجاه آلية الشرطة». وأضافت ان الشرطيين «كانوا يحاولون اخراج رجل من هذه السيارة وسط صرخات. وصلت تعزيزات إلى المكان وكان الرجل يقاوم». وتابعت انه في نهاية المطاف «تمت السيطرة على الرجل وبدا شبه فاقد الوعي على حافة الطريق». ولم تكن الملكة اليزابيث في لندن عند وقوع الهجوم بل في مقرها الاسكتلندي في بالمورال.ورفعت السلطات مستوى التهديد الأمني في إشارة إلى احتمال وقوع هجوم إرهابي. «سمعت صراخا ثم طلقين ناريين» وقبل حادثة لندن بساعتين، هاجم بلجيكي من أصل صومالي جنودا بسكين الجمعة في بروكسل قبل ان يُردى ووصفت السلطات البلجيكية الهجوم بانه «إرهابي». وأعلنت النيابة العامة الاتحادية في بروكسيل انها فتحت تحقيقا في «محاولة قتل إرهابية» إثر الهجوم الذي ارتكب في جادة تقع في قلب العاصمة البلجيكية. وأفادت التفاصيل التي قدمها المحققون السبت، ان المهاجم الذي كان مسلحا بسكين «هاجم من الخلف» العسكريين الثلاثة في وسط بروكسل وطعنهم «وهو يهتف الله أكبر». عندئذ رد أحد العسكريين بإطلاق النار. وقالت النيابة ان «الرجل أصيب مرتين وتوفي بعد قليل في المستشفى متأثرا بجروحه»، موضحة ان المهاجم كان يحمل بالإضافة إلى السكين «سلاحا ناريا وهميا ومصحفين». وأضافت ان «الرجل الذي قام بهذا الهجوم، مولود في 1987 ويحمل الجنسية البلجيكية، وهو صومالي الأصل»، وانه «وصل إلى بلجيكا في 2004 وحصل على الجنسية البلجيكية في 2015». واوضحت النيابة الاتحادية التي استعانت بقاضي تحقيق في بروكسل متخصص بشؤون الإرهاب، انه «لم يكن معروفا بأعمال إرهابية، بل بحادثة ضرب والتسبب بجروح في شباط/فبراير 2017». وقد وقع الهجوم بعيد الساعة 20،00 (18،00 ت غ) على مقربة من الساحة الكبرى، إحدى المناطق «الحساسة» التي يقوم فيها عسكريون مسلحون بدوريات، بسبب التهديد الإرهابي في بلجيكا. وتم تعزيز هذا الحضور بعد اعتداءات 22 اذار/مارس 2016 التي اسفرت عن 32 قتيلا في العاصمة البلجيكية. وقال شاهد عيان «سمعت صراخا ثم طلقين ناريين». وأضاف انه بينما كان يقترب شاهد «جنديا يده تنزف ورجلا على الأرض. كان ملتحيا ويعتمر قلنسوة». وشهدت بلجيكا في آذار/مارس 2016 اعتداءين نفذهما انتحاريون أعلنوا انتماءهم لتنظيم «الدولة الإسلامية» وأوقعا 32 قتيلا وأكثر من 150 جريحا. وشهدت اثر ذلك البلاد العديد من الاعتداءات على عسكريين أو شرطيين. وهاجم جزائري يعيش في بلجيكا بساطور وأصاب شرطيين اثنين بجروح في 6 آب/اغسطس 2016 في شارل روا (جنوب) وهو يكبر قبل ان يردى قتيلا في اعتداء تبناه التنظيم الجهادي. ويأتي الهجومان في حين نظمت السبت في برشلونة تظاهرة كبيرة للسلام وذلك بعد اسبوع من الاعتداءات التي شهدتها برشلونة وكامبريلس وخلفت 15 قتيلا وأكثر من 120 جريحا يوم 17 آب/اغسطس. وشهدت أوروبا مؤخرا هجمات ومحاولات هجوم. ففي فنلندا أوقع هجوم بسكين استهدف النساء بشكل خاص ووصف بانه إرهابي، قتيلين وثمانية جرحى في 18 آب/اغسطس. وفي هولندا الغي حفل موسيقي لمجموعة روك أمريكية إثر تلقي معلومات «ملموسة» من اسبانيا عن مشروع اعتداء لكن الصحف الهولندية شككت لاحقا في المعلومات. وحدة مكافحة الإرهاب البريطانية تعتبر الهجوم الذي وقع خارج قصر بكنغهام «حادثا إرهابيا» هجومان بالسلاح الأبيض في بروكسل ولندن |
لماذا ربط أردوغان جهاز الاستخبارات التركي بالرئاسة ومنحه صلاحيات أوسع؟ Posted: 26 Aug 2017 02:14 PM PDT إسطنبول ـ «القدس العربي»: كما كان متوقعا، ربط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جهاز الاستخبارات العامة الذي يقوده هاكان فيدان أقوى أذرعه في البلاد بالرئاسة، وذلك في خطوة جديدة لتوسيع صلاحياته ونفوذه في البلاد، بالإضافة إلى تعزيز عمل الجهاز الذي فشل في الكشف المبكر عن محاولة الانقلاب. ويأتي القرار الجديد الذي نشرته الجريدة الرسمية، الجمعة، «بحكم القانون» بعد أن أعده مجلس الوزراء منتصف الشهر الجاري، وبناء على قانون الطوارئ في البلاد، واستناداً أيضاً إلى التعديلات الدستورية التي تم تمريرها في الاستفتاء العام الذي جرى نيسان/أبريل الماضي وشمل تحويل نظام الحكم في البلاد من برلماني إلى رئاسي. ويهدف أردوغان من خلال التغييرات المتواصلة في هيكلية وتبعية أفرع الجيش والأمن في البلاد إلى تعزيز سيطرته ورقابته على هذه الأجهزة لضمان ولائها وإبعاد خطر أي محاولة انقلابية جديدة في البلاد، ويجري التركيز على جهاز المخابرات لتعزيز وتطوير عملية كشف أي مؤامرات يمكن أن يجري الإعداد لها لاحقاً. وعلى الرغم من أنه لم يجر الإعلان حتى الآن عن إعادة هيكلة الجهاز من الداخل، إلا أن التسريبات السابقة أشارت إلى أن أردوغان ينوي شق الجهاز إلى قسمين، الأول متخصص بالمهام والاستخبارات الخارجية، والآخر متعلق بالشأن الداخلي والرقابة على أفرع الأمن والجيش الأخرى. ويحاول أردوغان تطوير أداء وكفاءة الجهاز لكي يساعد في مواجهة التحديات الأمنية المتصاعدة في المنطقة ودول الجوار، بالإضافة إلى رفع قدرته داخلياً على صعيد كشف المؤامرات ومحاولات الانقلاب، ومواجهة التحديات الأمنية والمساعدة في الحرب على التنظيمات الإرهابية في البلاد. وبعد أن اتهم الجهاز بالفشل الكبير في كشف محاولة الانقلاب والهجمات الإرهابية الكبيرة التي ضربت البلاد في السنوات الماضية، يُظهر الجهاز أداء أقوى بكثير في العام الأخير من خلال مساعدة أردوغان بكشف أتباع غولن السريين داخل الدولة، وإفشال سلسلة كبيرة من الهجمات الإرهابية والانتحارية التي كان تنظيما الدولة والعمال الكردستاني ينويان تنفيذها في تركيا. وأبرز مواد المرسوم الجديد تنص على ربط جهاز المخابرات برئيس الجمهورية بشكل مباشر ومنح الرئيس صلاحية ترؤس مجلس تنسيق المخابرات الوطني الذي كان يترأسه سابقاً رئيس جهاز المخابرات، والأبرز هو منح رئيس الجمهورية حق المصادقة أو رفض قرار التحقيق مع رئيس المخابرات. ويعيد هذا القرار الذاكرة إلى السابع من شباط/فبراير عام 2012 عندما استدعى المدعي العام التركي في إسطنبول صدر الدين صاري قايا عددًا من رجال جهاز الاستخبارات التركي وفي مقدمتهم رئيس الجهاز هاكان فيدان للتحقيق معهم، إلا أن الحكومة تدخلت بسرعة للحيلولة دون حدوث هذا الأمر إذ قالت لاحقاً إنه كان «مخططا كبيرا ومؤامرة» من قبل «تنظيم غولن» لتوريط رئيس المخابرات هاكان فيدان وتوجيه ضربة لحزب العدالة والتنمية الحاكم. وحسب هذه المادة التي تهدف في الدرجة الأولى إلى منع تكرار هذه الحادثة ومنح الجهاز مزيدا من السرية والحصانة يمكن للمحكمة الإدارية العليا حق الاعتراض على القرار الرئاسي بشأن التحقيق، في غضون 10 أيام. وفي حال الاعتراض، سيتم اتخاذ القرار النهائي بشأن السماح بإجراء التحقيق أو رفضه، خلال مدة أقصاها 3 أشهر. وبشكل عام سعى أردوغان خلال السنوات الأخيرة وخاصة عقب محاولة الانقلاب الفاشلة إلى منح المزيد من الحصانة لجهاز المخابرات وعناصره وسرع هذه الخطوات أيضاً عقب قيام قوات الجندرما بإيقاف شاحنات تابعة للمخابرات قيل إنها كانت تنقل أسلحة إلى المعارضة السورية وهو ما اعتبره أردوغان خيانة ومساسا بالأمن القومي وما زال العشرات يحاكمون بهذه التهمة فيما صدرت أحكام قاسية بحق آخرين. ويمنح المرسوم جهاز المخابرات مسؤولية إجراء الخدمات الاستخبارية المتعلقة بوزارة الدفاع وموظفي القوات المسلحة التركية، وهي نقطة تهدف في الدرجة الأولى إلى تعزيز الرقابة على الجيش وأفرع الأمن لتلافي تكرار الفشل السابق بالكشف المبكر عن محاولة الانقلاب التي شارك فيها الآلاف من قادة وعناصر الجيش. كما سيكون من صلاحيات الرئيس ليس اختيار رئيس الجهاز فقط وانما معاونيه وكبار قادته أيضاً، وذلك بعد أن كان مجلس الأمن القومي يرشح اسم رئيس الجهاز لرئيس الوزراء قبيل الموافقة الشكلية عليه من قبل الرئيس. ويرى مراقبون أن التغييرات الجديدة تساعد في الحفاظ على سرية عمل الجهاز وذلك من خلال تحويل ميزانيته لتكون من ضمن «الموازنة السرية» التابعة للرئاسة، لكن هذه الموازنة كانت مثار جدل واتهامات بين الرئاسة والمعارضة التي اتهمتها بتبذير الأموال من خلال هذا الصندوق السري. ويقود الجهاز حالياً هاكان فيدان الذي ما زال يوصف بأنه من أبرز وأوفى رجال أردوغان في الدولة على الرغم من التساؤلات التي ما زالت مطروحة حول سبب فشل الجهاز في كشف محاولة الانقلاب التي بات فيدان يعتبر لاحقاً أحد أبرز «أبطال إفشالها». لماذا ربط أردوغان جهاز الاستخبارات التركي بالرئاسة ومنحه صلاحيات أوسع؟ إسماعيل جمال |
شقاق صالح والحوثي: ما وراء الأكمة Posted: 26 Aug 2017 02:13 PM PDT تفاقم الخلاف بين الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح وميليشيات الحوثي، بعد تحالف انقلابي دام سنتين، وانطوى على تشكيل “المجلس السياسي الأعلى”، الذي يتضح اليوم أنه ولد ميتاً. بعض أسباب الشقاق الراهن تعود إلى ما يتردد عن رغبة السعودية في الخروج من ورطة التدخل العسكري في اليمن، وبعضها الآخر يعود إلى تبدّل حسابات الانقلابيين، وأما الشعب اليمني فإنه الضحية الدائمة وسط تقاطع النيران. (ملف حدث الأسبوع، ص 8 ـ13) شقاق صالح والحوثي: ما وراء الأكمة |
صالح ـ الحوثي والمعركة المؤجلة لحلف الضرورة Posted: 26 Aug 2017 02:13 PM PDT في أحاديثهم الخاصة يرد قادة الحوثي عن متى سيتخلصون من الرئيس السابق علي عبدالله صالح أن الوقت لم يحن بعد؛ في المقابل يرد صالح على شكاوى أنصاره من إقصاء الحوثيين لهم ومضايقتهم بالصبر والبقاء في أماكنهم. تشير تلك الردود إلى أن الصراع والمواجهة بين الحوثيين وصالح حتمية، ولا تعدو كونها مسألة وقت، كما أنها تشير إلى مناهج مختلفة لكل طرف في التخلص من الطرف الآخر. فبالنسبة للحوثيين فإن منهجهم المتوقع يستند على العمل العسكري العنيف والذي قد يتخذ صورا عديدة تشمل من بين ما تشمل اغتيال صالح أو تصفيته خلال مواجهات عسكرية لن تعدم الأسباب الموجبة لاندلاعها. من جهته يبدو منهج الرئيس السابق صالح يميل نحو الاحتواء السياسي للحوثيين حين تنضج الظروف لذلك. وخلال الأيام الماضية بلغ الصراع بين الطرفين الذروة على خلفية دعوة حزب المؤتمر الشعبي، الذي يتزعمه صالح، أنصاره للاحتشاد والتظاهر في العاصمة صنعاء في الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس الحزب. وقد نظر الحوثيون لهذه الدعوة بعين الريبة والشك وتمت ترجمتها على شكل اتهامات لصالح بتفكيك «الجبهة الداخلية» في مواجهة ما يعتبرونه العدوان الخارجي، وتم تهديد صالح وأنصاره بعواقب وخيمة، واتخاذ خطوات تصعيدية من قبل الحوثيين كان من أهمها الدعوة لأنصارهم بالتجمع والاحتشاد بالسلاح على مداخل مدينة صنعاء. وقد نظر إلى هذا الصراع وكأنه نهاية للتحالف بين الطرفين وبداية لمواجهات متوقعة؛ غير أن شيئا من ذلك لم يحدث -حتى كتابة هذه المقالة – فقد اختتم الاحتشاد بسلام ولم تحدث إي مواجهات بين الطرفين باستثناء بعض الحوادث البسيطة. ويشير ذلك إلى أن الظروف لم تنضج بعد لحدوث الافتراق المتوقع بين الطرفين، ومن ثم انتهاء ما يمكن اعتباره تحالف «الضرورة» الذي نشأ بينهما. ولتفسير وفهم هذا التحالف الهش ينبغي استعراض الظروف والأحداث التاريخية التي أنتجته، وكذلك حجم وقوة كل طرف ومصادر نفوذه. وقبل القيام بهذا الاستعراض ينبغي التأكيد على أن الكثير من الوقائع التاريخية تم تحريفها بشكل مخطط من قبل أكثر من جهة، وأصبحت من المسلمات التي يصعب دحضها. ومن أهم الوقائع المحرفة تضخيم دور صالح في تعزيز قوة الحوثيين ومساعدتهم على إسقاط العاصمة اليمنية صنعاء في 21 أيلول/سبتمبر 2014 والتقليل من دور الرئيس هادي في ذلك. والحقيقة التي ينبغي الإشارة لها هنا هي: أن التحالف بين الطرفين لم يكن مخططا له وإنما أتى كردود أفعال لأحداث كثيرة ساهم في صناعتها عدد كبير من الأطراف المحلية والخارجية. ويمكن اعتبار لحظة إجبار صالح على الخروج من السلطة نهاية 2011 الجذر المباشر للأحداث اللاحقة التي أفرزت الحالة التي وصل إليها اليمن. البحث عن حلفاء فعلى أثر خروج صالح سُلمت السلطة لعبدربه منصور هادي المنتمي لمحافظة أبين الجنوبية، الذي تسلمها كحل وسط بين الأطراف المتصارعة حينها، ضمن صيغة الرئيس التوافقي المحايد والحَكَم بين أطراف النزاع، وهي الصيغة التي أُقرت ضمن بنود المبادرة الخليجية، وتوهمت تلك الأطراف أن هادي سيلتزم بها وينفذ الدور المرسوم له. غير أن هادي – كما أتضح لاحقا- كشف عن رغبة جامحة في التمسك بالسلطة والبقاء فيها أطول فترة ممكنة. ولتحقيق تلك الرغبة كان عليه البحث عن حلفاء ووسائل تطيل من عمره في السلطة. وكان الحوثيون هم أحد هؤلاء الحلفاء الذي استعان بهم هادي، حيث التقى الطرفان على بعض الأهداف المرحلية، ومنها تفكيك الطبقة السياسية التي كانت تحكم اليمن قبل وصول هادي، والتي كانت تتكون من ثلاثة أطراف رئيسية: العسكر وشيوخ القبائل ورجال الدين السني/السلفي، وهؤلاء يمثلون خصما سياسيا وإيديولوجيا واجتماعيا للحوثيين، وعائقا أمام بقاء هادي في السلطة. وينتمي معظم أفراد هذه الطبقة إلى مناطق الهضبة العليا لشمال اليمن. ولتفكيك تلك الطبقة كان على هادي وفريقه، وهم المنتمون إلى المحافظات الجنوبية، إعادة صياغة الدولة اليمنية وتفكيكها عبر النظام الفدرالي الذي يهدف بالدرجة الأولى إلى نقل مركز الحكم من منطقة الهضبة في الشمال إلى المناطق الجنوبية، وهو ما اتضحت خطوطه العريضة في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وبنود مشروع الدستور للدولة الفدرالية، والتي تعطي الجنوبيين امتيازات كبيرة أهمها نصف وظائف السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، رغم أن سكان الجنوب لا يتجاوزون 15٪ من عدد سكان اليمن. ولتنفيذ مشروع تفكيك الطبقة السياسية المذكورة، أتبع هادي الخطة التي نظر لها، ورسم خطوطها العريضة، الحزب الاشتراكي اليمني – وهو الحزب المهزوم في حرب 1994 من قبل الطبقة السياسية نفسها – والذي وجد في وصول رئيس جنوبي للسلطة فرصة للانتقام من تلك الطبقة، وتفكيك الجمهورية اليمنية الذي لم يعد مؤمنا بها بعد إخراجه من السلطة خلال تلك الحرب. وكانت خطة التفكيك تقضي برفع وتيرة الانفصال في الجنوب لوضع المجتمع السياسي اليمني أمام خيارين إما الانفصال أو الفدرالية، وفي الوقت نفسه تشجيع الحوثي في الشمال على ضرب الطبقة السياسية المستهدفة وإضعافها. ووفقا لتلك الخطة حدثت تفاهمات بين الحوثي والرئيس هادي قضت بالسماح للحوثيين أن يتمددوا خارج معاقلهم في محافظة صعدة، على حساب الأطراف الأخرى المراد تفكيكها، وكان من نتيجة تلك التفاهمات إبعاد قوات الجيش ومؤسسات الدولة عن مواجهة الحوثيين وإيقاف تمددهم، وهو الأمر الذي ساعدهم على هزيمة خصومهم والاستيلاء على صنعاء في نهاية المطاف. واتبع الحوثيون تكتيكات عديدة كان من أهمها مد خطوط اتصال مع جميع الأطراف السياسية واللعب على تناقضاتها، والاستفراد بالخصوم الرئيسيين، وتحييد الخصوم المحتملين والتحالف معهم. وكان من بين من تحالفوا معهم الرئيس السابق صالح، والذي راق له أن يقوم الحوثيون بضرب وإضعاف خصومه الذين أطاحوا به (الجنرال علي محسن الأحمر، حزب الإصلاح، أسرة الشيخ عبد الله الأحمر شيخ حاشد). والذي كان يعتقد أن الأمر سيقتصر على إضعافهم، ولن يصل حد استيلائهم على العاصمة صنعاء، التي سقطت عمليا بمساعدة من قبل الرئيس هادي وليس الرئيس السابق صالح كما يتم ترويجه من قبل هادي وحزب الإصلاح والحزب الاشتراكي وغيرهم. وهو الترويج الذي وقع صالح وأنصاره في الفخ حين تبجحوا بأنهم من أدخل الحوثيين إلى صنعاء وبأنهم القادرون على إخراجهم منها. تبرير الهزيمة غير أن الحقائق على الأرض خلال مرحلة حصار ودخول صنعاء، تؤكد أن دخول الحوثيين إلى العاصمة تم بعد ان تمكنت القوة التابعة لهم، من هزيمة ما تبقى من الفرقة الأولى مدرع، والمجاميع المسلحة التابعة لحزب الإصلاح خلال المواجهات التي جرت في الجزء الشمالي الغربي من مدينة صنعاء واستمرت عدة أيام قبل سقوط المدينة. وليست هناك من أدلة تؤكد الاتهامات التي يسوقها أنصار هادي وحزب الإصلاح وغيرهم والتي تتحدث عن مشاركة قوات من الحرس الجمهوري المحسوبة على صالح في تلك المواجهات. فهذه الاتهامات هدفها رفع المسؤولية السياسية والقانونية عن الرئيس هادي ووزير دفاعه، وتبرير الهزيمة السريعة والحاسمة التي مني بها حزب الإصلاح وحلفاؤه. وبعد دخول الحوثيين صنعاء تمت السيطرة على المعسكرات التي كانت تتبع الفرقة الأولى مدرع، ونهب أسلحتها، والسيطرة أيضا على مؤسسات الدولة عبر ما سُمي باللجان الثورية. وكل هذه الأحداث لا يمكن أن يكون صالح راغبا فيها، ناهيك ان يكون قد ساعد الحوثيين عليها بالتخطيط أو التنفيذ، كما هو رائج. فصالح يدرك أكثر من غيره خطورة الحوثي عليه بشكل شخصي، حيث أن هناك ثأرا كبيرا بينه وبين الحوثيين على خلفية الحروب التي دارت بينهم، والتي قتل في أحداها حسين الحوثي مؤسس الحركة وشقيق زعيمها الحالي عبد الملك الحوثي. ومع ذلك فإن سلوك صالح وتكتيكاته خلال الفترة اللاحقة لسقوط صنعاء قد اختلفت، حيث بدأ يتقرب من الحوثيين، وساهم في تمدد الحركة إلى بقية مناطق اليمن؛ حيث مثل أنصار صالح حواضن سياسية للحوثي، في مقابل سماح الحوثيين لصالح وأنصاره في العمل بشكل أفضل مما كان عليه الحال خلال الفترة التي أعقبت سقوط صالح. غير أن الحوثيين كانوا الطرف الأكثر استفادة من العلاقة مع صالح فيما يعتبره خصومهم بالتحالف الذي نشأ بينهم منذ تلك الفترة؛ إذ تمكنوا من السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها، وخاصة بعد اندلاع الحرب في 26 اذار/مارس 2015. حيث أن المؤسسات الحيوية كالجيش والأمن والمالية والإعلام والقضاء يسيطر عليها الحوثيون بشكل فعلي، وهي التي تمنحهم تفوقا نسبيا على صالح، وتجعله الطرف المهيمن على السلطة السياسية والحكومة التي شكلاها منذ ما يقرب العام. في المقابل ما زال لصالح نفوذ داخل الكثير من مؤسسات الدولة إلا أن هذا النفوذ يصعب قياسه وتحديد حجمه بالنظر إلى أن الكثير من أنصاره حولوا ولاءهم للحوثيين وأصبحوا عمليا ينفذون القرارات التي يتخذها الحوثي. غير أن الأمر الأكيد أن صالح ما زالت لديه شعبية كبيرة في المناطق الخاضعة للحوثيين وهو ما حاول استعراضه خلال الحشد الذي أقامه قبل أيام. إلا أن هذه الشعبية ليست مترجمة عمليا في شكل قوة مسلحة وتنظيم صارم كما هو حال الحوثيين، الذين يمتلكون تنظيما شموليا متينا وقيادة مركزية صارمة، ونواة صلبة قوية ومتماسكة لأعضاء الحركة من الهاشميين والحركيين المؤدلجين. ولكون الأمر على ما ذكرنا؛ فإن الكفة العسكرية تميل ظاهريا لصالح الحوثيين في حال اندلاع صراع مسلح بينهما في الوقت الحالي أو المستقبل القريب، وهو ما يفسر لغة التهديد والوعيد التي أطلقها الحوثيون تجاه صالح، في الأيام الماضية. ومع ذلك فإن من غير المتوقع أن يقدم الحوثيون على أي عمل عسكري يستهدف صالح وأعوانه على الأقل في المستقبل القريب، لأسباب كثيرة أهمها تبعات هذا العمل على جبهات القتال التي يخوضها الطرفان تجاه القوى التي تحاربهما في أكثر من جبهة، وحاجة الحوثيين لصالح وأنصاره في تعزيز نفوذهم والتغلغل داخل مؤسسات الدولة ومناطق اليمن المختلفة. ولهذا فإن من المتوقع أن يستمر تحالف الضرورة بين صالح والحوثي حتى تحدث متغيرات تجعل أحد الأطراف يقدم على خطوات تفكك هذا التحالف الهش، ويحدث الصراع المؤجل. صالح ـ الحوثي والمعركة المؤجلة لحلف الضرورة عبدالناصر المودع |
انفراط عقد تحالف صالح والحوثي والإمارات تغازل المخلوع لتعزيز نفوذها Posted: 26 Aug 2017 02:13 PM PDT الدوحة ـ «القدس العربي»: الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح المتمرس على اللعب على الأوتار كافة، حتى المتناقضة منها، والتحالف مع أي طرف يتودد له، ثم الانقلاب عليه في أول فرصة، يكاد عقد علاقته الجديد مع الحوثيين ومن والاهم ينفطر، ويتلاشى رابطه معهم، على ضوء التفاعلات التي يشهدها البلد، وتحوله لساحة جذب بين أطراف إقليمية. مهرجان إحياء الذكرى الـ35 لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يقوده صالح كان المحك، ومثار تحليل ورصد ومتابعة أطراف كثيرة، لبلورة التصورات النهائية حول توجهات الرجل، الذي لازالت كلمته مسموعة في هذا البلد الذي أنهكته الحروب والنزاعات. مد وجز شهدت العلاقة بين طرفي محور الحوثي، ومن ناصرهم، توترا وسجالا ذهبت معه الآراء إلى تصدع الحلف الذي تغذى من تشابك مصالح المجموعات المتنافسة في صراعها مع الأطراف الإقليمية الأخرى. ومرت فعالية صالح بهدوء لم يكن متوقعا بالرغم من نقاط التفتيش الذي وضعها الحوثيون المسيطرين على العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014 على كافة المداخل. ووجهت قيادات الحركة بعدم عرقلة ومنع حشود علي عبد الله صالح من الوصول لساحة التجمع التي كانت المحك لجس نبض نوايا الطرفين على أثر السجال والتوتر الذي سجلته العلاقة بين الطرفين. علي عبد الله صالح، وأمام مئات آلاف اليمنيين من أنصاره، ومناضلي حزبه، حاول أن يستعرض قوته، ويبرز النفوذ الذي يتمتع به، ليبعث رسائل لحلفائه، كما خصومه، وأراد أن يثبت لهم وزنه في الساحة. وتحدث ومن خلف زجاج مضاد للرصاص، أمام جماهير أتت من مناطق مختلفة، ليرد على حلفائه، والتأكيد على وجوده في الساحة، وأنه رقم صعب ليس من السهل تحييده عن الميدان. الرئيس السابق تجنب في كلمته توجيه انتقاد علني للحوثيين، وهو ما لم يكن متوقعا بعدما احتدت النقاشات بين الطرفين، في الفترة الأخيرة، بما أنبأ عن حدوث انشقاق وتصدع في حلفهما. وكشف عن استعداده «لرفد الجبهات بعشرات آلاف المقاتلين» لمواجهة ما وصفها بقوات «الفار هادي» في إشارة إلى الرئيس المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي. وتوقف كثيرون أمام تصريحه أن «حزبه أرسل «متطوعين من المقاتلين» إلى الجبهات، وقد يرسل الآن «الجيوش الموجودة في حزب المؤتمر الشعبي العام في كل المحافظات». ملابسات الأزمة الحرب الكلامية والسجال الإعلامي بين الطرفين سجل وتيرة عالية قبل حشد علي عبد الله صالح، لأنصاره في العاصمة صنعاء. وسبق الأمر تأكيد الرئيس المخلوع أن أنصاره لن يكونوا موظفين لدى ميليشيات الحوثي، ووجه لهم رسائل شديدة اللهجة وأعلن رفضه محاولات الميليشيات إعاقة مهرجان الذكرى الـ35 لتأسيس الحزب الذي يترأسه. كما هاجم صالح الحوثيين، وسطوتهم في صنعاء، ومصادرة حقوق المواطنين والموظفين. وأرجع عدم صرف الخزانة العامة لرواتب الموظفين إلى اللجان الثورية التي شكلها الحوثيون. انتقادات صالح كانت ردة فعل على تصريحات لزعيم ميليشيات الحوثي، عبد الملك الحوثي، هاجم فيها حليفه، وقال إن جماعته «تتلقى طعنات من الظهر». الحوثي انتقد ما وصفه لعب الحلفاء على أوتار عدة، وفتح قنوات تواصل مع جهات خارجية، وكانت عبارة عن انتقادات مبطنة لصالح الذي جمعت معلومات عن تواصله مع الإماراتيين. كما أضاف قائد الميليشيات في إشارة واضحة لحلفائه قوله «البعض جاء يطرح معنا في الموقف (رأس إصبعه) وباقي أرجله في الخلف» متهمهم بالتفاوض مع المملكة وأبو ظبي. انتقادات الحوثي لصالح كانت مبنية على معلومات ومعطيات متعلقة بنجله المقيم في الإمارات التي فتحت في عز الحرب والأزمة قنوات تواصل مع أطراف الأزمة. واتجهت عديد المؤشرات على وجود تفاهمات سرية بين أبو ظبي وصالح والاتفاق على نقاط مشتركة مستثنى منها حلفاء الطرفين وهما السعودية للأولى، والحوثي للثاني. وتعددت شواهد قرب انفراط عقد التحالف بين صالح والحوثيين بعد فشل وساطة بين الجانبين سعى إليها زعماء قبليون، وبذلوا جهودا لنزع فتيل الأزمة. ولم تحقق الوساطة التي قادها الزعيم القبلي ناجي الشايف، أحد كبار مشايخ اليمن، اختراقا في الأزمة، أو تساهم في تخفيف حدة التوتر بين الطرفين، مع ارتفاع منسوب الاحتقان الذي لا يزال في أعلى درجاته. تجاذبات إقليمية القراءات المتأنية والجادة تذهب جميعها إلى أن الأزمة الحالية هي تجسيد وتعبير عن تزايد حدة الاستقطابات بين الأطراف الإقليمية التي تحرك أطراف اللعبة في الخفاء، وعلى رأسها الإمارات وإيران. واستهلت أبو ظبي دخولها في الأزمة مع سلسلة تغريدات لوزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أثنى فيها على خطاب الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح واعتبره «فرصة لكسر الجمود السياسي في اليمن». وقال قرقاش في تغريدة عبر حسابه في موقع تويتر إن الخطاب الأخير لعلي عبد الله صالح «ظاهره خلاف مع الشريك الحوثي على السلطة في مناطق الانقلاب». وأضاف أن خطاب صالح «قد يمثل فرصة لكسر الجمود السياسي الذي كرسه تعنت الحوثي». واعتبر أن «بإمكان إرادة اليمنيين أن تحقق الاتفاق السياسي، وأن بناء دولة المستقبل لا يجب أن يستثني أحدا وعماده الاتفاق والحوار ولا يمكن أن يؤسس على الانقلاب». وأشار إلى أن المسار السياسي «يبقى أساس الحل في الأزمة اليمنية، باتفاق يجمع اليمنيين ويمنع التدخل الإيراني ويعالج مسائل الإرهاب ومستقبل الجنوب وطبيعة الحكم». وذهبت قراءات عدة إلى اعتبار خطاب الحوثي وهجومه على حليفه السابق بواعثه توجيهات تلقاها من طهران. وتستند هذه التأكيدات إلى أن الحوثي ليس بوسعه أن يغرد خارج الدوائر التي ترسمها له إيران، المتحكمة في تحديد الخطوط العريضة للعبة ولتحالفاته. المناكفات الحالية بين الحلفاء اليمنيين وصراعاتهم المفتعلة هي محل قلق المنظمات الأممية التي تخشى من توتر مضاعف من شأنه أن يساهم في تعقيد حياة السكان وتزيد من مأساتهم. وشدد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد على أن «اليمن ما يزال حتى اليوم يمر بفترة حرجة ومأساوية فيما يدفع المدنيون ثمنا رهيبا لصراع لا ينتهي على السلطة». واستطرد أن «من ينجون من المعارك يواجهون الموت بالمجاعة أو المرض مع استمرار الوضع الاقتصادي في التدهور، والتوترات السياسية مستمرة في تقويض مؤسسات الدولة التي يعتمد عليها كثير من اليمنيين». ودعا مجلس الأمن الدولي أطراف النزاع في اليمن إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن. ستيفن أوبراين وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية حذر بدوره من أن اليمن يواجه مأساة إنسانية ذات ثلاثة أبعاد، هي: المجاعة وتفشي وباء الكوليرا والظلم الناتج عن صراع وحشي سمح له العالم بالاستمرار. وأكد في كلمة ألقاها أمام جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع الإنساني والمسار السياسي في اليمن، أن من الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة إزاء الكارثة في هذا البلد، مؤكدا أنها من صنع الإنسان وكان بالإمكان تفاديها. ويتوقع المراقبون أن تكشف الأيام المقبلة عن بوصلة توجه الأطراف المتناحرة وحتى المتحالفة على ضوء التطورات التي يشهدها الملف الذي يخضع لتجاذبات أطراف عدة ساهمت جميعها في تعقيد حياة السكان. انفراط عقد تحالف صالح والحوثي والإمارات تغازل المخلوع لتعزيز نفوذها سليمان حاج إبراهيم |
إيران للسعودية والحوثي: لكل مقام مقال! Posted: 26 Aug 2017 02:12 PM PDT يقولون: لا دخان بدون نار، مع ذلك هناك من يرى الدخان، لكنه يكذب نفسه محاولاً إيهامها أنه مجرد دخان. والحديث عن طلب السعودية من العراق التوسط لدى إيران للقيام بإجراءات تطبيع مستعجلة للعلاقات المتوترة بينهما، ونفته بعد ذلك السعودية – على استحياء- أكدته «الهرولة» السعودية نحو الاستجابة للطلبات أو «الشروط» الإيرانية منها التحسن اللافت في أداء السعودية مع الحجاج الإيرانيين، والعمل على أكثر من صعيد للاستعجال بإعادة العلاقات الدبلوماسية، لكن… الأكثر أهمية هو محاولة الرياض الانفتاح على حل سياسي لورطتها الكبرى في اليمن، وقد استنزفتها، بكل معنى الاستنزاف…. كثيراً. وحتى قبل أن تنصح إيران السعودية عبر الوسيط العراقي الذي كان أوقع بالكشف عن الوساطة الرياض في حرج الظهور «مهرولة» نحو طهران، بإظهار قدر من الاستعداد على حل الأزمة في اليمن، كان الزعيم الديني الشاب مقتدى الصدر أبلغ الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته المثيرة للجدل أن انسحابه من اليمن ودعم إعادة إعمار ما دمرته الحرب بما يشبه تعويض اليمنيين، والأفراج عن معتقلي الرأي من الشيعة السعوديين وفي البحرين، ووقف صدور فتاوى هيئة كبار العلماء التي لا تعتبر الشيعة مسلمين، وتغيير مناهج التكفير، سيؤدي حتماً إلى إشاعة جو إيجابي في عموم الإقليم، من شأنه الدفع نحو انفراج إيجابي كبير في المنطقة. الرؤية الإيرانية منذ اندلاع الحرب في اليمن في آذار/مارس 2015 اعتبرت إيران تشكيل تحالف عسكري لاستمرارها إنما يستهدفها قبل كل شيء، بالرغم من أنها كانت تقيم استمرار الحرب بالحسم الذي كانت تتوقعه في الداخل السعودي بين الأميرين محمد بن نايف ومحمد بن سلمان في مسلسل الوصول إلى العرش. هكذا كانت تنظر إيران إلى استمرار الحرب بوتيرة «عاصفة الحزم» أو أشد منها، بعد تغيير اسمها لتصبح «إعادة الأمل» بعد أكثر من شهر من اندلاعها في اليمن، وكانت تنتظر إذاً، أن يحسم أحد المحمدين صراعه حول العرش، ويبدأ بعدها (وهو طبعاً محمد بن سلمان) إجراءات الظهور: إما صدام حسين ثان، يشن الحروب على جيرانه، أو يرسل إشارات عن سنوات حكمه كملك معتدل، يتعامل مع الواقع كما هو خصوصاً مع إيران التي لم يعثر لها على أثر مباشر في الأزمة اليمنية بعد كل شهور هذه الحرب العبثية! وبدأ هذا التحول السعودي – حتى الآن- يتحرك في مسار مرن باستقبال بن سلمان في بلاد الحرمين، مقتدى الصدر الأكثر تمسكاً على نهج والده، بفكرة المهدي المنتظر التي سخر منها الأمير السعودي وهو يغـــلــق آنذاك، أيّ فُــرجة لفتح فصل جديد في علاقات الرياض مع الرياض. وحتى مع عدم وجود تنسيق بين الصدر وإيران، وظهور الأخيرة بمظهر غير المكترث لزيارته السعودية وما يتبعها من زيارات مشروطة بتلقي مقتدى الصدر دعوات رسمية من الدول التي يزورها – لم تشارك في احتلال العراق – فان ما يمكن تسميته حتى الآن بالانفتاح الإيجابي سعودياً على إيران، رسم ملامحه الأولى في اليمن مع بعض العلامات الفارقة التي تميز طبيعة التحالف الإيراني مع الحوثي والتي يحرص الأخير على إبرازه حليفاً ضمن محور «المقاومة» لا تابعاً لدولة كبرى في المنطقة. مبادرة ولهذا يمكن التذكير برفض عبد الملك الحوثي مبادرة إيرانية قدمتها أواخر ما يسمى «عاصفة الحزم» وتكونت من أربع نقاط: وقف إطلاق النار، وإرسال المساعدات الإنسانية، وإطلاق محادثات تضم كل الأطراف الضالعة في الأزمة اليمنية بلا استثناء، وتشكيل حكومة وطنية شاملة تنهي الأزمة الوطنية. رفض الحوثيون المبادرة الإيرانية وتحججوا بأن السعودية لم تلتزم بها وخرقتها باستمرار التقدم وحلفاؤها ميدانيًا، إلا أن الإيرانيين واصلوا من جهتهم طرق «أبواب السلام» المتوافرة من خلال استقبال مبعوثي الأمم المتحدة حول هذه الأزمة، وتأكيد رؤيتها الاستراتيجية للسعوديين أنها لا تملك مصالح قومية عليا في اليمن، وأن على الطرفين رعاية مصالح كل طرف في المنطقة، وهذا ما يجري صياغته من قبل العراقيين الذين طالما أكدوا للرياض أنهم لن يسمحوا أن تصبح بلادهم منصة للاعتداء على إيران. وفي غضون ذلك أيضاً وبينما كانت الصواريخ الباليستية اليمنية تتواصل في العمق السعودي ولا يوقفها كل ذلك الحصار البري والجوي والبحري المفروض على اليمن بحجة قطع إمدادات إيران من الأسلحة للحوثي، نجحت إيران أو هكذا حاولت، في الظهور كداعية للسلام في اليمن، مقابل السعودية «المحاربة» والتي ازدادت ورطتها بحجم الكارثة الإنسانية في اليمن، وزاد من هذه الورطة الفشل الكبير للسعودية في حل ما أصبح يعرف بالأزمة القطرية لصالحها خصوصاً بعد أن أظهرت إيران وقطر قدراً كبيراً من الاتزان في علاقاتهما الثنائية والاتفاق على عودة السفير القطري إلى طهران بعد أن سحبته الدوحة تضامناً مع الرياض العام 2015. أما الرياض فإنها كانت قبل ذلك تراهن على المال السعودي لتحقيق اختراق للاتفاق النووي الإيراني، ومحاولة القضاء عليه ودفع واشنطن لإلغائه، لأنها رأت من زاويتها أن نجاح تطبيق الاتفاق يمهد الطريق لإيران لتقترب أكثر من الولايات المتحدة التي اعترفت في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بدورها في حل أزمات المنطقة. وبالفعل كانت كل الإشارات الأمريكية تتجه إلى ذلك، قبل وبعد تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقاليد الرئاسة في واشنطن. انقلاب ومع انقلاب موازين الكثير من دول التحالف مع السعودية في الحرب على اليمن خصوصاً تركيا التي تطالب بوقف إطلاق النار وباكستان التي رفضت إرسال جنود إلى اليمن رغم أنها تتلقى مساعدات سعودية بقيمة مليار ونصف مليار دولار سنوياً، تجد السعودية نفسها بعد أن ثنيت الوسادة لبن سلمان، أمام عهد جديد يجب أن يستثمره الأمير لصالحه قبل أن تفلت منه الأمور في ضوء النجاحات التي يحققها الآخرون، خصوصاً الأطراف الإقليمية في المنطقة التي طالما اعتبرتها الرياض خصوماً! عموماً، إن الخلافات بين إيران والسعودية عميقة جداً. كما والبلدان لديهما مشاكل معقدة جدا بالأخص حول أزمة البحرين. ومن المهم أيضا الاشارة إلى أن إيران والولايات المتحدة، ليست لديهما أي مصالح استراتيجية في اليمن. والشيء الوحيد الذي أقحم الولايات المتحدة في اليمن هو ما يعرف بمكافحة الإرهاب ومحاربة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة في اليمن. وتاريخياً، لم تتدخل إيران في اليمن بشكل جدي، كما أن التدخل الوحيد يعود إلى ما قبل الثورة الإسلامية عندما دعم شاه إيران نظام محمد البدر الذي أطيح به في انقلاب عسكري وكان مدعوماً من قبل السوفييت ومصر. لذا فإن الخلاف الحقيقي بين طهران والرياض سياسي وأيديولوجي صرف حول طبيعة العلاقات بين كل من هذين البلدين مع دول المنطقة بدءاً من اليمن ولبنان وانتهاء بسوريا والعراق وحتى أفغانستان. وللتذكير فحسب، فإنه لابد من الإشارة إلى أنه قبل احتلال الأمريكيين للعراق في 2003 كان كل من صدام حسين وطالبان يعتبران أكبر حليفين للنظام السعودي في المنطقة. وتراهن الرياض على ما يروج له على أنه خلاف بين الحوثي وعلي عبد الله صالح، يقابله عدم اتفاق في المواقف بين السعودية وحلفائها، الأمر الذي يستدعي منها اتخاذ قرار جريء بوقف الحرب في اليمن، بمعنى وقف الاستنزاف الداخلي الذي ينعكس على سياساتها الخارجية في المنطقة التي تتشكل فيها العلاقات (ولا أقول التحالفات)…. لغير صالحها. ولكل مقام مقال! إيران للسعودية والحوثي: لكل مقام مقال! نجاح محمد علي |
تكتم أمريكي مريب بشأن صفقة مع صالح لفك الشراكة مع الحوثي Posted: 26 Aug 2017 02:12 PM PDT واشنطن ـ «القدس العربي»: نصح المحللون الأمريكيون حكوماتهم، على مدار سنوات طويلة، بالعمل بنشاط من أجل التوصل إلى تسوية سياسية في اليمن لان النصر العسكري من جانب واحد غير ممكن مع تحذيرات متتالية من ان الحرب تدمر البلاد وتزيد من تقويض أمن دول المنطقة بما في ذلك السعودية. ولكن الإدارات الأمريكية المتعاقبة لم تستجب لهذه النصائح، إذ قدمت دعما عسكريا وسياسيا لجانب واحد في النزاع ولم تكن على استعداد لاستخدام نفوذها لتشجيع الحلفاء على اتخاذ تسوية سياسية على محمل الجد. ولم تكن إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مرتاحة للحرب منذ بدايتها، وفقا لأقوال الدكتورة ابريل لونغلي ألي، وهي خبيرة معروفة في شؤون شبه الجزيرة العربية وخاصة اليمن، لأسباب من أهمها الاتهامات بانتهاكات القانون الدولي والأزمة الإنسانية المتزايدة. وأضافت لونغلي ان الولايات المتحدة كانت شريكا مترددا لان الدعم الأمريكي للحرب السعودية في اليمن كان تعويضا أساسيا عن الاتفاق النووي مع إيران. وأوضحت ان إدارة أوباما قد حاولت ان تظهر للسعوديين انها تقف معهم في قضايا الأمن القومي ولكن مع مرور الوقت، كان هناك انخفاض رمزي في دعم العملية العسكرية عبر حجب الذخائر الموجهة بدقة، وبعد ذلك، حاول وزير الخارجية السابق كيري تسهيل المحادثات ولكن التدخلات الدبلوماسية الأمريكية كانت قليلة ومتأخرة. ولم يتوقع الخبراء ان تلعب الولايات المتحدة في ظل إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب، أي دور محوري لدفع العملية السياسية وأصبحت التسوية أقل احتمالا، وعلى النقيض من ذلك، كانت رغبة إدارة ترامب تتجه لتحسين العلاقات مع السعودية ومواجهة التوسع الإيراني ولم تكترث بشأن انتقادات انتهاكات القانون الدولي بسبب تقديمها لأسلحة في الحرب اليمنية. المشكلة الحقيقية كانت في عدم تحقيق أي نصر عسكري، وعوضا عن ذلك، زادت التهديدات الأمنية للسعودية وحلفاء الولايات المتحدة لذلك كانت الحاجة لنوع من التسوية السلمية بدلا من مواصلة القصف الجوي، وقد أعلنت واشنطن منذ بداية الحرب ان الهدف الأمريكي من العمليات العسكرية هو اجبار جماعة الحوثي على الجلوس حول طاولة المفاوضات والقبول بصفقة تنسجها واشنطن، وبالتأكيد فان هناك مصلحة أمريكية لاضعاف جماعة الحوثي من خلال كسر شراكتها مع الرئيس اليمني المخلوع على عبداالله صالح. ولم يصدر حتى الآن أي تعليق من وزارة الخارجية الأمريكية حول مدى صحة التقارير التي تفيد ان الولايات المتحدة تدعم صفقة سرية تتقبل عودة صالح وعائلته إلى الساحة السياسية مقابل الانفصال التام عن جماعة الحوثي. ووفقا لأقوال العديد من المحللين فان إدارة ترامب لا تكترث للأسباب التي أدت إلى اطاحة الرئيس المخلوع من الحكم، وهي مهتمة فقط باعادة نوع من الاستقرار للمنطقة للتركيز على محاربة المنظمات الإرهابية بما في ذلك تنظيم القاعدة ومواجهة التوسع الإيراني. وفي الواقع، لم يصدر أي تصريح من أي مسؤول أمريكي في البيت الأبيض أو في مستويات أقل يشير إلى ان إدارة ترامب قد أجرت محادثات مع صالح بشأن التوصل إلى تسوية سلمية رغم تأكيد الرئيس المخلوع في مناسبات سابقة انه تلقى اتصالات وعروض من واشنطن وعواصم اخرى بفك الشراكة مع جماعة الحوثي مقابل العودة إلى الحياة السياسية. واستنتجت منصات إعلامية أمريكية ان التحالف المحدود بين الرئيس اليمني المخلوع عبدالله صالح وجماعة الحوثيين معرض لخطر الانهيار، إذ تبادل الطرفان الاتهامات في خطابات تلفزيونية، وزاد التوتر بين شركاء الأمس مع المسيرات التي شهدتها العاصمة احتفالا بمرور 35 عاما على انشاء مؤتمر الشعب العام الذي يقوده صالح، وعلى الرغم من التوترات كانت معروفة بين الحلفاء إلا ان الأسبوع الماضي شهد عرضا للخلافات بطريقة تعني ان هناك تغييرات كبيرة في النزاع كما ظهرت اختلافات حادة حول مبادرات الأمم المتحدة ومراقبة الوزارات والقرارات العسكرية والسياسية، وقد وجه عبد المالك الحوثي، زعيم الجماعة الموالية لإيران اتهامات قاسية بدون ذكر أسماء ولكنها كانت تشير إلى صالح وتعني ضمنا بانه يتعاون مع السعودية وانهم تلقوا طعنة في الظهر. واتفق المحللون الأمريكيون على ان انهيار التحالف الهش بين جماعة الحوثي وصالح سيزيد من التوترات في البلاد المنكوبة بالحرب وقالوا ان الانقسام المحتمل داخل هذا المعسكر سيكون تطورا رئيسيا في الصراع حيث سيؤدي الانقسام الحتمي والمتوقع إلى اشتباكات وحروب داخلية مفاجئة وكارثة في صنعاء ناهيك عن التداعيات الواسعة جراء استغلال خصوم الحوثي وصالح لهذا الانقسام، وليست هناك دلائل تشير إلى ان هذا الانكسار الكبير في لعبة الأطراف المتحاربة في اليمن قد يؤدي إلى نتيجة عكسية هي منح فرصة للتفاوض، إذ تتجه المؤشرات إلى تكثيف القتال رغم رغبة بعض الأطراف الإقليمية بالخروج من المستنقع اليمني. وركزت المنصات الإعلامية الأمريكية، بما في ذلك «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» في الأسابيع الأخيرة على المأساة الإنسانية في اليمن وآثار الحرب المدمرة، ولكنها كالعادة قلصت دور الولايات المتحدة في هذه المعاناة حيث أكدت هذه المنصات على حقيقة ان الولايات المتحدة جهة رئيسية مانحة وهي المورد الرئيسي لأسلحة دول التحالف مع إشارات قوية إلى ان واشنطن ليست متورطة بشكل مباشر في الصراع، وفي الواقع، لم تتناول دور الولايات المتحدة بتزويد طائرات التحالف بالوقود والإجراءات الأخرى التي تعني ان الولايات المتحدة متورطة بشكل مباشر في الصراع لانها تزود جهة معينة في الصراع بالمعلومات الاستخبارية والأسلحة والوقود. يعلم اليمنيون ان الولايات المتحدة تدعم النشاطات الحربية التي تدمر بلادهم، ولكن الصحف الأمريكية لا تعترف بذلك وهي تحصر المسؤولية باطراف النزاع بعيدا عن واشنطن، وهم يعلمون، أيضا، ان الصمت المريب في واشنطن بشأن صفقات سياسية قد تحدد مستقبل اليمن لن يخرج بنتائج طيبة. تكتم أمريكي مريب بشأن صفقة مع صالح لفك الشراكة مع الحوثي خبراء يتوقعون المزيد من الخلافات والحروب الداخلية في اليمن رائد صالحة |
بسام الشكعة رئيس بلدية نابلس الأسبق لـ«القدس العربي»: الحل في إعادة الاعتبار للمقاومة والوحدة تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية Posted: 26 Aug 2017 02:12 PM PDT ولد بسام أحمد الشكعة في مدينة نابلس عام 1930 ودرس في مدارسها والتحق بصفوف جيش الإنقاذ الفلسطيني عام 1948 مع والده المناضل ضد الوجود الصهيوني في فلسطين. فر من الأردن بعد التضييق على الحركة الوطنية بعد أحداث عام 1956 وحكم غيابيا 15 سنة. دخل سوريا لاجئا سياسيا وكان من أنصار الوحدة بين مصر وسوريا. وعندما انهارت الوحدة عام 1961 شارك في المظاهرات ضد الانفصال فاعتقل ووضع في سجن المزة ثم أبعد إلى مصر وبقي فيها حتى عام 1965 حيث عاد إلى الأردن بعد العفو العام الذي أصدره الملك حسين ثم استقر في نابلس عشية حرب حزيران/يونيو 1967. بدأ ينشط في تعبئة الجماهير ضد الاحتلال وهو ما عزز من شعبيته لدى الجماهير الفلسطينية. سمحت إسرائيل عام 1976 لأول مرة أن تجري انتخابات حرة في المدن الفلسطينية الكبرى وإذا بالتيارات الوطنية القريبة من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية تكتسح الانتخابات. نابلس، كبرى المدن الفلسطينية آنذاك، انتخبت المناضل المعروف، بسام الشكعة ورام الله انتخبت كريم خلف والبيرة انتخبت إبراهيم الطويل والخليل فهد القواسمي وحلحول محمد ملحم وعنبتا وحيد الحمد الله. عام 1976 كان صفعة قوية للمحتل تزامن مع تحركات فلسطينيي الداخل فيما عرف بيوم الأرض الذي عمد بستة شهداء يوم 30 آذار/مارس 1976. سقط مع تلك الانتخابات مشروع «روابط القرى» التي طرحته إسرائيل لإدارة المناطق المحتلة عن طريق القيادات العشائرية التقليدية ودفن المشروع من يومها. بدأ نضال بسام الشكعة ورفاقه ضد الاستيطان من جهة وبناء المؤسسات الوطنية في المدن والبلدات الفلسطينية من جهة أخرى. وحاول الاحتلال أن يثنيه عما يعمل، فهدده مرارا وتكرارا لكن لم تثن تلك التهديدات بسام ورفاقه عن متابعة النضال ضد الاستيطان ووضع في السجن عام 1979 فقامت نابلس والضفة الغربية كلها تعلن تضامنها مع القيادات الوطنية فاضطرت قوات الاحتلال أن تفرج عنه وعن رفاقه بينما أبعدت عددا منهم من بينهم القواسمي وملحم والشيخ أسعد بيوض التميمي، بترتيب من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية قام عملاء الاحتلال بتفجير سيارات الشكعة وخلف والطويل يوم 2 حزيران/يونيو 1980. فقد الشكعة ساقيه الاثنتين في الانفجار وبترت ساق كريم خلق ونجا الطويل عند اكتشاف العبوة الناسفة قبل أن يدخل السيارة. وقال بسام عندها «لقد أصبحت الآن أقرب إلى الأرض». تحول الشكعة إلى رمز من رموز النضال الوطني الفلسطيني وعند عودته من العلاج في الأردن وبريطانيا حمله مئات الألوف من الجماهير الفلسطينية على الأكتاف رغم أن إسرائيل فرضت منع التجول في ذلك اليوم. نعود لتك المرحلة لنستذكرها مع المناضل بسام الشكعة «أبو نضال» رئيس بلدية نابلس الأسبق بين عامي 1976 و1980 في بيته الواقع على سفح جبل عيبال في مدينة نابلس المعروفة هنا باسم «جبل النار». ○ نبدأ من الوضع الراهن، ما هو تقييمك للوضع العربي والمشروع الوطني الفلسطيني؟ • المشروع الوطني الفلسطيني تعرض للهزات نتيجة التفكك والانقسام ونتيجة غياب أو تغييب منظمة التحرير الفلسطينية، لا ننكر أن المنظمة هي التي أحيت المشروع الوطني الفلسطيني والذي هو أكبر من الأراضي المحتلة. وعلينا أن نعيد التفكير في الوحدة الوطنية التي يجب أن تقترن بإعادة تفعيل المنظمة وتعزيز دورها. وأي دعوة للوحدة في غياب منظمة التحرير يبقى ناقصا وغير مؤثر. على الفصائل الفلسطينية أيضا أن تساهم في عملية التقييم المطلوبة الآن للمشروع الوطني. أين كنا وأين وصلنا وإلى أين نحن ذاهبون؟ هذه أسئلة مطروحة على الجميع بدون استثناء فالمشروع الوطني الفلسطيني أهم من الأشخاص والفصائل والقيادات. ○ القضية تتعرض لعملية تهميش في الأمم المتحدة بسبب الخلافات الفلسطينية وتفكك الموقف العربي الموحد في دعم القضية الفلسطينية. فما رأيكم؟ • الدول الاستعمارية كانت على مر العصور مسيطرة على الأمم المتحدة. لم يكن للأمم المتحدة دور مستقل بل ظلت خاضعة لإرادة الدول الكبرى وخاصة الولايات المتحدة التي ورثت دور بريطانيا. في البداية كانت بريطانيا المسيطرة واستطاعت أن تخلق الكيان الصهيوني على أرضنا والآن الولايات المتحدة هي التي تحمي هذا الكيان. أمريكا لها أهداف معروفة في السيطرة على منطقتنا بسبب النفط. أما عن الدول العربية فالحقيقة أنها محميات وليست دولا مستقلة. الدولة التي يحسب لها حساب هي عندما تكون السلطة فيها تمثل شعبها. كيف لا يتم تهميش القضية إذا تخلت الدول العربية عن اعتبار قضية فلسطين هي القضية المركزية؟ بل إنني أسمع أن رام الله تساهم في الحصار على غزة. وهذا شيء خطير إن كان صحيحا. على القيادة في رام الله أن تجرى تقييما شاملا لوضعها الفلسطيني والعربي والعالمي وتخرج باستنتاجات مهمة ورسم إستراتيجية جديدة بناء على تلك النتائج. ○ كيف يمكن أن نخرج من هذا المأزق الوجودي بالنسبة لفلسطين؟ • يجب أن ننتبه من أن القضية الفلسطينية لم يكن مقصودا بها فلسطين فحسب بل الوطن العربي برمته والشرق الأوسط كذلك. ففلسطين تقع في موقع القلب من الوطن العربي والسيطرة عليها تعني السيطرة على الأمة العربية والتمدد من داخل فلسطين إلى الدول المجاورة ثم التسلل إلى كل أرجاء الوطن العربي. لقد خسرنا ورقة التضامن العربي وسلاح الموقف الواحد. الدول العربية لم تعد معنية بقضية فلسطين. كل دولة تفتش عن مصالحها. لم تعد فلسطين قضية العرب المركزية، وبدون موقف موحد داخل أطراف العمل الوطني الفلسطيني، وبدون موقف عربي ملتف حول قضيته المركزية فلا أمل بالخروج من المأزق الحالي. غزة بالتحديد مستهدفة من الكيان الصهيوني. وقد يكون هناك استفراد بها لأنها ما زالت تتحدث عن فكر المقاومة. وأنا لا أبتعد عن الاتصال بالمواطنين الفلسطينيين في الضفة وغزة وفي الشتات وأتباع ما يجري من تطورات على الساحتين الفلسطينية والعربية. ○ كان لك موقف معارض وصلب من اتفاق أوسلو فهل تغير هذا الموقف الآن بعد كل هذه السنوات؟ • على العكس، أثبتت الأيام أن موقفنا من أوسلو كان صائبا. أنظر إلى الآثار التي خلفها أوسلو على مجمل القضية الفلسطينية. لقد فتح أولا الطريق أمام بعض الأنظمة العربية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل ويعقدوا اتفاقيات معها. عندما وقعت اتفاقيات أوسلو كان الشعب الفلسطيني يخوض أعلى مراحل النضال الشعبي ضد الاحتلال لكن للأسف لم يؤخذ هذا النضال بعين الاعتبار، بل تم التخلي عنه، وقامت الدول الاستعمارية بتشجيع القيادات الماضية للتوقيع على اتفاقات مبهمة. للأسف استغل ذلك الاتفاق وأخذ منه فقط موضوع التصالح مع إسرائيل، وكانت منظمة التحرير الفلسطينية هي الغائب الأكبر في اتفاقيات أوسلو. دعني أعطيكم مثالا حول عقلية إسرائيل، عندما كنت أعالج في الأردن بعد الانفجار هرع الناس إلى غرفتي في المدينة الطبية بالزهور والهدايا. رفضت كل هذه وطلبت مقابل ثمن الزهور والهدايا التبرع بقيمتها لبناء مدرسة في بلدة بلاطة. وبالفعل جمع المبلغ وأقيمت المدرسة وسميت باسمي «مدرسة بسام الشكعة» فجاءت قوات الاحتلال ونزعت الاسم. بعد اتفاقيات أوسلو جاء وزير التربية ودعاني للاحتفال بتسمية المدرسة باسمي فرفضت. قلت له لا يشرفني أن يتم احتفال بي تحت مظلة أوسلو. ظلت المدرسة قائمة واسمها قائم. بعد أوسلو أصبح لي موقف آخر من الذين قادوا العملية وانقطع الاتصال بيني وبينهم. وبعد توقيع «بيان العشرين» عام 1999 الذي طالب بمراجعة العملية السلمية وتصحيح المسار في ظل استشراء الاستيطان، أصدرت قيادة السلطة أمرا بحبس الموقعين على البيان، أما أنا فصدر بحقي قرار يطالبني بالإقامة الجبرية في بيتي. ضحكت كثيرا وطلبت من السائق يومها أن يقود السيارة ويتجول بي في كل شوارع نابلس. ○ وما هي نصيحتك للشعب الفلسطيني يا أبا نضال؟ • باختصار عليه أن يتحد خلف فكرة المقاومة. عليه أن ينهي الانقسام وعليه أن يتوحد تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية. ○ عندما وقع حادث التفجير من عرض عليك المساعدة في العلاج؟ • عندما كنت في المدينة الطبية في عمان، جاء جلالة الملك حسين إلى غرفتي ومعه طبيبان بريطانيان وعرضا علي متابعة العلاج في بريطانيا. ذهبت إلى لندن وبقيت هناك نحو خمسة أشهر من أجل تركيب أطراف صناعية. ودعاني الأمريكان أيضا إلى العلاج بناء على اعتبارات إنسانية فقط فرفضت الدعوة وقلت لهم «أدينوا أولا محاولة الإغتيال التي قام بها الإسرائيليون وعندها أقبل الدعوة». فلما أصروا على الاعتبارات الإنسانية رفضت الدعوة. ولما كنت في مستشفى في بريطانيا اكتشفت أن تحويلي للمستشفى أيضا كان لدواع إنسانية. وقلت انني أرفض هذا العلاج لأسباب إنسانية إذا لم تدن بريطانيا ما قامت به إسرائيل. وطلبت مغادرة بريطانيا. جاء أربعة موظفين من وزارة الخارجية البريطانية ليقنعوني بالبقاء. قلت لهم انني سأنتقل إلى باريس للعلاج هناك. ثم جاء الوزير البريطاني للشؤون الخارجية وناقشني في أهمية الاعتراف بإسرائيل وأهمية ذلك بالنسبة لحقوق الشعب الفلسطيني فقلت له لتعترف بريطانيا أولا بمنظمة التحرير الفلسطينية. توقف النقاش فورا. طلبت يومها مقابلة السفير الأردني والعودة إلى الأردن فلبى السفير الأردني طلبي وعدت إلى المدينة الطبية في عمان. وللعلم فقد عرضت 27 دولة استضافتي للعلاج ليس من بينها أي دولة عربية إلا سوريا التي لم تكن مؤهلة لمثل هذا النوع من العمليات المعقدة. ○ علاقاتك كانت مميزة مع النظام السوري أيام حافظ الأسد. فهل استمرت هذه العلاقة؟ • علاقتي بسوريا الوطن ما زالت جيدة علما أنني سجنت في سوريا عندما عارضت الانفصال وبقيت علاقتي مميزة مع جمال عبد الناصر. لقد انتقدت الرئيس حافظ الأسد بالإنضمام إلى تحالف «حفر الباطن» ضد العراق. وأستغرب الكثيرون هذه الجرأة وخافوا أن يعتقلني وأنا في تلك الحالة الصحية. لكنه ضحك وقال كنا على هامش الحشد. إن ما يجري في سوريا مؤامرة أمريكية ليس على سوريا وحدها بل على الأمة العربية بكاملها. ان هناك دولا عربية تتآمر على فلسطين كذلك وتقيم علاقات مع إسرائيل ويحاولون أن يصفوا النضال الفلسطيني بأنه إرهاب. هناك في الساحة الفلسطينية من يسهل زيارات وفود عربية لإسرائيل وهذا شيء يسيء للشعب الفلسطيني. النضال هو الجواب الصحيح. عهد انتصارات إسرائيل العسكرية قد انتهى بعد ما حدث في جنوب لبنان وغزة. ولكن هذه الانتصارات ناقصة ما دامت فلسطين تحت الاحتلال وما زال اللاجئون الفلسطينيون بعيدين عن مدنهم وقراهم وأراضيهم. الاستيطان الآن التهم الأرض ولم يبق ما يمكن أن تقام عليه دولة. المخطط الإسرائيلي يكاد يكتمل بالتهام الأرض كلها. ولا بديل للفلسطينيين إلا النضال لإنهاء الاحتلال. ○ هل تابعت انتفاضة الأقصى وانتصار المقدسيين على مخطط تقسيمه؟ الشعب نفسه تصدى للمخطط وانتصر. فماذا تقول في هذا الانتصار؟ • الشعب الفلسطيني لم يتوان يوما عن النضال والتضحية من أجل وطنه منذ انتفاضة البراق عام 1929 وإلى الآن. انتفاضات متواصلة ضد الاحتلال وضد الاستيطان وضد الانحراف عن بوصلة النضال. تابعت موضوع معركة القدس. القدس والأقصى هدف للمخططات الإسرائيلية وستستمر إسرائيل في التحايل واستخدام القوة والمؤامرات للسيطرة على القدس والحرم الشريف. التاريخ الفلسطيني الآن مستهدف وليس الجغرافيا الفلسطينية. ○ هل ترى أن هناك ضوءا في نهاية هذا النفق المظلم؟ • الوضع السلبي الذي نعيشه الآن نتيجة سيطرة المحميات العربية على شعوبها وقهرها لهم. الانتصارات الأخيرة في القدس مهمة وهي توضح سبيل التحرر. المقاومة والنضال هما الحل. النضال في القدس وحّـد الشعب الفلسطيني، مثلما المقاومة في جنــوب لبنـــان وحـــدت خــلــفها الشعب اللبناني. والمــقـــاومة في فلســـطين توحد الشعب الفلسطيني وتوحـــد الشـــعوب العربية خلف الشعب الفلسطيني. هذا هو الطريق لاسترجاع الحقوق ولا طريق غيره. بسام الشكعة رئيس بلدية نابلس الأسبق لـ«القدس العربي»: الحل في إعادة الاعتبار للمقاومة والوحدة تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية حاوره عبد الحميد صيام |
جدل واسع في تونس بعد دعوة الرئيس إلى المساواة في الميراث Posted: 26 Aug 2017 02:11 PM PDT تونس ـ «القدس العربي»: انقسم التونسيون بعد الخطاب الأخير لرئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الذي ألقاه بمناسبة العيد الوطني للمرأة يوم 13 آب/أغسطس، والذي دعا فيه إلى تكريس المساواة في الميراث بين المرأة والرجل. فمثلما وجد هذا المقترح ترحيبا من قبل أطراف عديدة وجد أيضا معارضة من قبل أطراف أخرى رغم أنه مجرد اقتراح للتفكير والتدبر لا غير. ناهيك عن الهجوم الحاد الذي يتعرض له الشعب التونسي، والذي وصل إلى حد التجريح واستهداف الأعراض، من قبل جماهير العرب على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام. وحتى مؤسسة الأزهر الشريف في مصر أدلت بدلوها، رغم أنها تعتبر حديثة عهد بالتأسيس مقارنة بجامعة الزيتونة التونسية التي انتشر منها المذهب السني المالكي في ربوع بلاد المغرب الكبير ووصل إشعاعها إلى الأندلس وافريقيا جنوب الصحراء. جرأة السبسي وفي هذا الإطار تقول الإعلامية والكاتبة الصحافية التونسية آسيا العتروس لـ «القدس العربي» أن اعتبار الكثيرين توقیت طرح هذا الجدل غیر مناسب هو خطأ. فموضوع المساواة في الإرث، حسب آسيا العتروس، طرح في تونس قبل 130عاما من قبل المصلح الطاهر الحداد، الذي مات بحسرته آنذاك. وبقطع النظر عن الأسباب والدوافع التي جعلت الرئیس یقرر طرح هذه المسألة للنقاش العلني الآن، سواء كان ذلك مقدمة للحملة الانتخابیة الرئاسیة المقبلة، وما ستكون علیه من تنافس شدید، أو لتعزیز شعبیته، فقد كان طرح الموضوع، جرأة من قبل قائد السبسي. ولا تخال محدثتنا أن الرئیس غیر مدرك لتداعیات ما دعا إلیه، وعموما، فإن الأهم بالنسبة لها، والذي لم یتوقف عنده الكثیرون، هو دعوة الباجي للاجتهاد وإنشاء لجنة تبحث في التوافق بین تعالیم الدین وبین دستور تونس المدني الذي اختاره المواطنون. وترى أيضا أن من المهم أن یكون هناك حوار بین كل الأطراف ویكون للعقل والفكر الذي تخلینا عنه دوره. فلغة الأرقام، حسب العتروس تؤكد حجم ما تبذله المرأة التونسیة للنهوض بالاقتصاد لا سیما في قطاع الفلاحة، الذي هو القطاع الأساسي في البلاد. لكنها في المقابل لا یمكن أن تمتلك الأرض التي تشتغل علیها والتي ستؤول إلى إخوتها الذكور حسب العرف والعادة، فالظروف الاجتماعیة تتغیر والاجتهاد في النص القرآنی مطلوب. قال تعالی «للذكر مثل حظ الانثیین»، وقال في موضع آخر «ولهن مثل الذي علیهن بالمعروف». وتختم بالقول: «إن غیاب زعیم حركة النهضة ولأول مرة عن مناسبة رسمیة (العيد الوطني للمرأة) یعكس المشهد المرتقب والاختلاف الذي سیحدث بین الشيخین الحلیفین السیاسیین. وهنا یتضح دهاء قائد السبسي الذي یكشف حقیقة نوایا الغنوشي وحركة النهضة التي تدعي أنها حركة سیاسیة مدنية، فقد رد قائد السبسي بطریقته علی ظهور العنوشي بربطة العنق وأحرج هذا الأخير. وعموما سیحسب للرئیس التونسي أنه تطرق إلی ما لم یجرأ علیه سابقوه بمن في ذلك بورقیبة حتی وإن علم أنه موضوع مؤجل إلى عقود قادمة ربما عندما نتبنی كمجتمعات الاجتهاد وإعمال العقل في كل المسائل ونتجاوز التابوهات. ولا شك ان الله الذي خلق الذكر والأنثى لا یمكن ان یحرم المرأة من حقها في الارث والمساواة». الحق في المواطنة وتعتبر سلوى الشرفي الناشطة الحقوقية والأستاذة في معهد الصحافة وعلوم الأخبار في تونس ومديرته السابقة في حديثها لـ «القدس العربي» أن قيمة مسألة المساواة في الإرث بين المرأة والرجل تكمن في كونها تكرس مبدأ الحق في المواطنة الكاملة للمرأة. كما أنها تساعد على تطور العقليات نحو القبول بفكرة المساواة في الحقوق بين الجنسين بصفة عامة وبالتالي فهي مسألة مبدئية قبل كل اعتبار، حسب محدثتنا. كما تعتبر عدم المساواة في الإرث مخالف للدستور التونسي الجديد الذي ينص على المساواة بين المواطنين والمواطنات أمام القانون، بحيث يمكن اليوم، في رأيها، الدفع بعدم دستورية قانون وثيقة الأحوال الشخصية في هذه المسألة. وقد أعرب العديد من التونسيين، رجالا ونساء من الذين يناضلون من أجل المساواة في الإرث منذ الثمانينيات، عن نيتهم القيام بهذه الخطوة حال إرساء المحكمة الدستورية. كما أن العديد من العائلات التونسية، حسب الشرفي أصبحت تتحايل على قانون الإرث بشتى الطرق لتمكين بناتهم من الحصول على القسط نفسه بالتساوي مع الأبناء الذكور وذلك عن طريقة الهبة. كما يخالف هذا التمييز، العديد من الاتفاقات الدولية التي صادقت عليها الدولة التونسية والتي تنص على المساواة بين الجنسين في الحقوق. وتعتبر هذه الاتفاقات في تونس أعلى من القوانين، وبالتالي يصبح عدم المساواة في الإرث باطلا من جهة مبدأ احترام التسلسل الهرمي للنصوص القانونية. وتضيف: «الحقيقة أنه لا يوجد في القرآن ما يمنع الاجتهاد في ما يسمى بالنص قطعي الدلالة. إنه مجرد اختراع فقهي أي بشري، ودليلي على ذلك اجتهاد عمر بن الخطاب في حد السرقة الذي عطل العمل به، وكذلك إيقافه العمل بحكم المؤلفة قلوبهم وقضية أرض السواد، وكلها جاءت في نصوص واضحة. كما اجتهد الإمام مالك لإرساء الوصية الواجبة وتوفير قسط هام من التركة للأحفاد الأيتام، والحال أن النص لم يذكرهم في الفروض المتعلقة بالإرث. ونشير إلى أن الآيات المتعلقة بفروض الإرث تبدأ دائما بالتنصيص على الوصية، ما يعني أن الوصية هي الأساس وفي غيابها يتم اللجوء إلى الفروض. أما التحجج بحديث لا وصية لوارث، فنذكر بأن الحديث لا يعلو على النص القرآني». وتضيف سلوى الشرفي «إن التغييرات التي طرأت على المجتمع التونسي تجعل عدم المساواة في الإرث مظلمة للمرأة. فالرجل لم يعد قواما بما ينفق، إذ أصبحت المرأة تساهم بالتساوي في النفقة ودليلنا إرساء مبدأ الشراكة بين الزوجين في الممتلكات، ودليلنا أيضا العدد الكبير من النساء العاملات في مختلف الميادين من الفلاحة إلى الطب مرورا بالقضاء والتعليم، فلكل حكم علة يدور معها فإن انتفت العلة انتفى الحكم». سير نحو المجهول وتخدير العقول ويقول بدري المدني الأستاذ في جامعة الزيتونة والباحث في الحضارة الإسلامية لـ «القدس العربي»: «لا أحد فينا ولا منّا يمكنه أن يصدّق أنّ قضايانا الرئيسية اليوم هي قضايا المثلية الجنسية وقضايا تحفيظ القرآن وقضايا المساواة في الميراث، كلّها قضايا مفتعلة تثار لتخدير العقول والسير بنا نحو المجهول، وكلّها قضايا أو لنقل «لعبة» تصرف المواطن عن قضاياه الحقيقية، عن كرامته وعن حقوقه وعن الشغل عون الحياة الكريمة بعيدا عن صور التخلّف التي تعددت وحقيقة الإرهاب النائم اليوم والذي قد يثور مجددا وملفات الفساد المستشري والتي أقبرت، لعبة يتواصل تسيير خيوطها من لدن سياسيين وإعلاميين ونخبة مثقفة لتبقى تونس بين أيديهم كعكة وغنيمة». ويضيف: «لقد جاءت أحكام الميراث دقيقة موزّعة بحكمة بالغة وعدل من قبل رب العالمين. فربّنا سبحانه تولى تقسيم التركات ولم يترك ذلك لأحد من البشر، فصّل ربّنا بدقة أحكام المواريث في بيان بليغ وحساب دقيق مما يستحيل على البشر أن يهتدوا إليه لولا أن هداهم الله. ومن تأمل الآيات الثلاث الواردة في تفصيل أنصبة الورثة رأى أنها جميعا ختمت بصفة العلم. فأحكام الميراث أحكام تعبّدية فرضها الله تعالى فلا صلاح لأحوال الناس إلا بالقيام بها كما أمر ربنا جل جلاله، وأي تقصير أو تفريط في أحكام المواريث يبوء صاحبه بالإثم ويتبع ذلك مشاكل متعددة تؤثر على استقرار المجتمع وتشتت الأسر وتؤرق المحاكم». وهو يعتبر أنه لا مجال في توزيع أنصبة الميراث للمجاملة ولا للواسطة ولا للرأي ولا للهوى، إنها شريعة وحكمة الله تولى الله قسمة المواريث منعا للنفوس الضعيفة المفتونة بالمال أن تتلاعب بمال الورثة ومنعا للشقاق والاختلاف، تولى الله قسمة المواريث لكي يضفي على المؤمن الطمأنينة والرضا إذا علم حينما يقل نصيبه أو حينما يمنع من الإرث أن نقصه أو منعه آت من لدن أحكم الحاكمين فيرضى حينذاك بحكم الله. إن الداعين إلى المساواة في الإرث، يشككون حسب المدني في عظمة الإسلام وهي عظمة تحمل العدل، عظمة بين الجاهلية الأولى التي تمنع المرأة من الإرث والجاهلية المعاصرة التي تدعو لمساواة المرأة بالرجل في الإرث فهذا الدين هو دين العدل لا دين المساواة ولذا فالمناداة بمساواة الحقوق بين الذكر والأنثى على خلاف أصول الشرع هي مناداة غير ذات جدوى وهي كـ «الحرث في البحر» حسب محدثنا. ويستطرد: «إن استقراء حالات الميراث كما جاءت في علم الفرائض يكشف عن حقيقة قد تذهل الكثيرين عن أفكارهم المسبقة والمغلوطة في شأن الميراث، فهذا الاستقراء لحالات ومسائل الميراث يقول لنا إن هناك أربع حالات فقط ترث فيها المرأة نصف ما يرثه الرجل. وهناك ثمان حالات ترث فيها المرأة مثل الرجل تماما. وهناك عشر حالات أو تزيد ترث فيها المرأة أكثر من الرجل. وهناك حالات ترث فيها المرأة ولا يرث نظيرها من الرجال. وخلاصة ذلك أن هناك أكثر من ثلاثين حالة تأخذ فيها المرأة مثل الرجل أو أكثر منه أو ترث هي ولا يرث نظيرها من الرجال في مقابل أربع حالات محددة ترث فيها المرأة نصف ما يرث الرجل، لذلك فلا داعي لكل هذه البلبلة التي توصل إلى التشكيك في القرآن وصلوحيته لكل زمان ومكان. من أجل المساواة التامة تملك تونس رصيدا مميزا من النضال في مجال حقوق المرأة، وكانت سباقة في إرساء مدونة قانونية متفردة تعرف بـ«مجلة الأحوال الشخصية» منذ العام 1956 في وقت كان وضع المرأة فيه متأخرا ليس في المنطقة العربية فحسب، ولكن أيضا في عدد من الدول الغربية. ولا تزال منظمات نسائية في تونس تناضل من أجل المساواة التامة مع الرجل، بما في ذلك القضايا المرتبطة بالإرث، بجانب حق المرأة في الزواج من أجنبي بغض النظر عن ديانته مسبقا. وهذه من بين المسائل الخلافية في تونس حول قانون يعرف بالمنشور العدد 73. ويقر دستور تونس الجديد لعام 2014 في الفصل 21 على المساواة بين المواطنات والمواطنين في الحقوق والواجبات، كما ينص في الفصل 46 على مسؤولية الدولة في ضمان تكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة في جميع المجالات. وحضور المرأة في تونس قوي في أغلب القطاعات المهنية، أبرزها الطب والقضاء والتعليم الجامعي والنسيج والفلاحة بنسب تفوق 50 في المئة، لكنها لا تزال تشكو من حضور متواضع في المناصب القيادية التي تقل عن نسبة 4 في المئة. جامعة الزيتونة: مبادرة رئيس البلاد تتعارض مع أحكام الدّستور ومبادئه طالب رئيس جامعة «الزيتونة» التونسية هشام قريسة، بتشكيل هيئة علمية شرعية عليا تنظر في قضية المساواة في الإٍرث بين المرأة والرجل، وزواج المسلمة من غير المسلم، التي طرحها، مؤخرًا، رئيس البلاد الباجي قائد السبسي. وقال قريسة، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع مجلس أساتذة جامعة «الزيتونة» في العاصمة تونس، الإثنين الماضي، تعقيبًا على تأييد مفتي الديار التونسية عثمان بطيخ، لمبادرة السبسي، إنه «لا يمكن لأي كان أن يحكم في هذه القضايا بمفرده. منصب الإفتاء لا يجب أن يكون فرديًا بل لا بد من تكوين هيئة علمية شرعية عليا تنظر في مثل هذه القضايا ويقع التداول فيها والنظر في أحكامها». وشدد على أن مثل هذه المبادرات «لن تنجح ولن يكتب لها أن تطبّق في مجتمعنا». وقال الأستاذ في جامعة «الزيتونة» عبد اللطيف البوعزيزي، خلال المؤتمر، إن «مواقف دار الإفتاء من مبادرة السبسي بدت دون المستوى المطلوب، فهناك أحكام واضحة في الشرع، وهي (دار الإفتاء) تنازلت عن دورها وخذلت الشرع». وفي بيان لها الخميس الماضي، اعتبرت جامعة «الزيتونة» أنّ «مبادرة رئيس البلاد تتعارض مع أحكام الدّستور ومبادئه». وقدّم الرئيس التونسي خلال خطابه بمناسبة العيد الوطني الـ61 للمرأة التونسية، مبادرة لمساواة الرجل والمرأة في المجالات كافة، بما فيها قضية الميراث. كما طالب بتغيير مرسوم إداري صادر في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة (1957-1987) يمنع زواج التونسية بأجنبي قبل إشهار إسلامه. وأثار خطاب السبسي جدلًا مجتمعيًا واسعًا في صفوف الأحزاب ومختلف الأطياف السياسية في البلاد وحتى خارجها، وامتد إلى النشطاء في منصات التواصل الاجتماعي. وأعلنت دار الإفتاء التونسية تأييدها مقترحات السبسي فيما عبر أئمة عن رفضهم لها. وجامعة الزيتونة الحديثة تأسست في كانون الأول/ديسمبر 1987 وهي الوريث الشرعي لأقدم جامعة إسلامية في العالم، التي انطلق فيها التعليم منذ عام 737 م الموافق لـ 120 هـ، بجامع الزيتونة بتونس العاصمة. جدل واسع في تونس بعد دعوة الرئيس إلى المساواة في الميراث روعة قاسم |
هلعٌ أوروبيٌ من خطر العائدين من العراق وسوريا Posted: 26 Aug 2017 02:11 PM PDT أعادت الحوادث الإرهابية الأخيرة في اسبانيا إلى الواجهة خريطة الشبكات والخلايا المُنتشرة في أوروبا الغربية، والمخاطر التي يمكن أن تُشكلها على المجتمعات المحلية. فمع الضربات التي تلقاها تنظيم «الدولة» في كل من العراق وسوريا، تبدو أوروبا كما لو أنها الجبهة المقبلة التي سينقل إليها التنظيم «فتوحاته». وبعد التفجيرات الأخيرة في اسبانيا، ينبغي توقُعُ مزيد من العمليات في بلدان مثل بلجيكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وسواها. وتتركز مخاوف العواصم الغربية على «العائدين من العراق وسوريا» الذين تلقوا تكوينا أيديولوجيا وعسكريا يُؤهلهم لتنفيذ عمليات متى عادوا إلى مجتمعاتهم. وحسب الباحث ماثيو غيدار المتخصص في شؤون الحركات الأصولية، حاولت اسبانيا النأي بنفسها عن المشاركة في الحرب الدولية على تنظيم «الدولة» طيلة السنوات الماضية، ورفضت عروضا من حلفائها للانضمام إلى عمليات عسكرية في كل من ليبيا ومالي. وعزا غيدار تحفظ مدريد إلى تعرُضها لاعتداءات واسعة في آذار (مارس) 2004 تمثلت في عشرة تفجيرات في قطارات الضواحي في مدريد، ما أدى إلى مقتل 191 شخصا. إلا أن اسبانيا عادت وانضمت أخيرا إلى التحالف الدولي في سوريا والعراق استجابة لضغوط قوية من باريس. خمسة آلاف أوروبي يُقدر عدد الأوروبيين الذين التحقوا بصفوف التنظيم في سوريا والعراق بأكثر من خمسة آلاف عنصر بين 2011 و2016. وتوقع تقرير أوروبي أن يعود ما بين 1200 و3000 عنصر منهم إلى بلدانهم الأصلية، عودة تدريجية، ما يشكل خطرا مؤكدا على أمنها، فهؤلاء تدربوا على استخدام السلاح ووضع القنابل الموقوتة وتفخيخ الحافلات والقطارات. وتبدو فرنسا البلد الأكثر عرضة لخطر «العائدين من سوريا والعراق»، ولذلك قررت اعتقال أي عائد من بُؤر التوتر، إن كان رجلا أم امرأة أم فتى. وقدرت إحصاءات رسمية فرنسية أعداد المقيمين حاليا في سوريا والعراق من حاملي الجنسية الفرنسية (أو الآتين من فرنسا) بنحو 700 عنصر، بالإضافة لأقل من 300 عنصر آخرين لقوا حتفهم في جبهات القتال. وأحصت المراكز الحدودية الفرنسية 223 عائدا من ساحات الحرب، بينهم ثمانية قُصَر، أحيلوا جميعا إلى القضاء. ولا ننسى أن عبد الحميد أبا عود، أحد منفذي عملية 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 في باريس، هو من ضمن هؤلاء العائدين، بعدما تدرب في سوريا. كانت استراتيجيا تنظيم «الدولة» في البدء تُركز على التمدُد الجغرافي في كل من العراق وسوريا، وقتال أعدائها المباشرين أي الدولة العراقية والقوى الشيعية والأكراد. وهنا برز أحد مظاهر الاختلاف الكبرى مع «القاعدة» التي كان عناصرها يُفضلون تنفيذ عمليات في الخارج تُحدث صدى إعلاميا قويا، أسوة باعتداءات الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) 2001. غير أن التنظيم غير استراتيجيته وتحول نحو قيادة عمليات خارج الأراضي السورية والعراقية، فتبنى تفجيرات 15 كانون الثاني (يناير) 2015 في باريس، ثم الاعتداءات التي استهدفت سياحا في متحف باردو في تونس وفندق إمبريال في مدينة سوسة، ثم في ملهى في اسطنبول، إضافة إلى تفجير طائرة الركاب الروسية فوق سيناء، وغيرها من العمليات المعروفة. … وستون جنسية وحسب خبراء انضم إلى تنظيم الدولة «مُتطوعون» من أكثر من ستين جنسية في العراق وسوريا، وبعضهم أمضى سنوات هناك وتدرب على القتال وإعداد المتفجرات. وكان عدد المُلتحقين بالتنظيم يتراوح بين 20 و50 عنصرا جديدا يوميا، إلا أن بعض الخبراء يؤكدون أنه وصل قبل ذلك إلى مئة عنصر جديد في اليوم. وعلى الرغم من جميع الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الدول الغربية، استطاع عناصر التنظيم التسلل إلى تلك البلدان وتنفيذ اعتداءات أوقع كل واحد منها عشرات القتلى ومئات الجرحى. كانت القاعدة الذهبية لدى الدبلوماسية الفرنسية قائمة على ترك قوات بشار الأسد وقوات «داعش» تتقاتل من أجل إضعاف الطرفين، غير أنها اكتشفت أن هذه السياسة سمحت بظهور «بؤر جهادية» يتدرب فيها «متطوعون فرنسيون» استعدادا لتنفيذ اعتداءات فوق الأراضي الفرنسية. واعتبارا من آب (أغسطس) 2015 ظهر تقرير جديد صادرٌ عن «المديرية العامة للأمن الداخلي» الفرنسي أكد أن شخصا يُدعى عبد الحميد أبا عود (الذي سيُنفذ اعتداءات في باريس لاحقا) يُخطط لتنفيذ عمليات إرهابية في فرنسا انطلاقا من سوريا. وبناء على ذلك المُتغير اتجهت السياسة العسكرية الفرنسية نحو قصف مراكز التدريب التابعة للجماعات المتشددة في سوريا. إلا أن أبا عود وعناصر أخرى كانت قد غادرت سوريا في تلك المرحلة إلى أوروبا عبر تركيا. ولم تتفطن المخابرات الفرنسية لعودة كل من اسماعيل عمر مصطفاي وسامي عميمور وفؤاد محمد عقاد من سوريا إلى فرنسا، حيث عاشوا بهويات مزورة وترددوا على الأوساط الأصولية، وخططوا للاعتداء على مسرح «باتكلان» في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 الذي أودى بحياة 90 شخصا، بالإضافة لعشرات الجرحى. وثبت لاحقا أن الثلاثي مصطفاي وعميمور وعقاد أقاموا في سوريا في 2013 وعادوا إليها في 2015 من دون أن تنتبه أجهزة الأمن الفرنسية لتنقلاتهم. نساء وقاصرون بالإضافة للمقاتلين المُجندين في بؤر الصراع، ثمة أفراد أسرهم، وخاصة الأطفال، الذين ولدوا هناك أو ذهبوا إليها صغارا. واستقبلت دائرة بلدية بوبيني، وهي حي شعبي في ضواحي باريس، خمس عائلات تضُمُ 19 طفلا تُراوح سنهم بين ثلاثة أشهر و16 سنة، وغالبيتهم مرفوقون بأمهاتهم فقط، لأن آباءهم إما قُتلوا أو فضلوا البقاء هناك. لا بل إن بعضهم أبصروا النور في طريق العودة، إذ أن الحوامل يُسارعن إلى العودة لوضع مواليدهن في مشفى فرنسي، حتى لو اضطررن لدفع عشرة آلاف يورو للمهربين. وكان وزير الداخلية الفرنسي الأسبق برنار كازنوف رأس اجتماعا في وقت سابق من هذا العام، لدرس أوضاع 460 من القاصرين المتحدرين من أصول فرنسية في المناطق التي كانت تحت سيطرة تنظيم «الدولة» في سوريا. ولم يُكشف النقاب عن نتائج الاجتماع، ولكن تم تكليف «الأمانة العامة للدفاع والأمن القومي» بمتابعة تنفيذها. وإذا كانت وسائل الرقابة الأمنية الفرنسية تُتابع تحركات 700 جهادي في سوريا (أو من تبقى منهم هناك) فإن عليها في المقابل أن تُراقب 10.500 متشدد يُقيمون على الأراضي الفرنسية، وهم من المُتشبعين بالفكر الراديكالي التكفيري، الذين يقتنصون اللحظة المناسبة لتنفيذ عمليات. ولا تُمكن وسائل الرقابة المُتاحة حاليا، سوى من مراقبة أربعين شخصا فقط في وقت واحد، وعلى مدى أربع وعشرين ساعة. وبالرغم من الاعتمادات الإضافية التي خصصتها السلطات الفرنسية لتعزيز تلك الأجهزة الرقابية، فإنها ما زالت أبعد ما تكون عن تأمين رقابة دنيا لآلاف الانتحاريين المحتملين. اختراق سلفي يتزامن ذلك مع تقارير أمنية فرنسية تُحذر من اختراق أصولي ذي طابع سلفي للأحياء السكنية في أنحاء مختلفة من التراب الفرنسي، معطوفا على انتشار التدين، خصوصا في المناطق التي تسكنها غالبية مسلمة (مغاربيون وباكستانيون). وأشارت التقارير إلى أن السلفيين «يستخدمون طرقا مُبتكرة تندرج في إطار استراتيجيات محلية» ما يمكن أن يُشكل حاضنة اجتماعية للعائدين من سوريا والعراق. وأشارت التقارير إلى أن بعض الدعاة السلفيين يمارسون «ضغوطا» على أفراد الأسر، وخاصة على السيدات، لتوسعة قاعدة التنظيم في الأوساط الشعبية، مع بروز ظاهرة جديدة تتمثل بالسعي للمشاركة في نشاط الهيئات التمثيلية في الأحياء. وإزاء تمدُد ظاهرة التشدد الديني وانتشار التطرف تبلور في العقل الجمعي الفرنسي منهجان متناقضان لعلاج الظاهرة، الأول يمكن اعتباره استئصاليا والثاني احتوائيا. ومنذ سنة 2002 ألف الكاتب جورج بن سوسان مع طائفة من زملائه كتابا حمل عنوانا مُثقلا بالدلالات هو «الأراضي المفقودة من الجمهورية»، ويقصد بها الأحياء والمناطق السكنية، التي باتت تقطنها غالبية من المسلمين أو المنحدرين من بلدان إسلامية. وأردف ذلك الكتاب الأول بثان أصدره هذه السنة بعنوان «فرنسا الخانعة» (في مقابل شعار «فرنسا الأبية») حيث اعتبر أن الأوضاع زادت تفاقما وتعقيدا بعد خمس عشرة سنة. وعاب مثقفون فرنسيون على الرئيس السابق فرنسوا أولاند أنه كان يُبشر بأن الديموقراطية «ستنتصر في الحرب على الإرهاب في نهاية المطاف» من دون تقديم خريطة طريق تُؤمن الوصول إلى ذلك الهدف بوضوح. المُصدر الأول لا يختلف موقع بلجيكا في هذا المضمار عن حال فرنسا، فبلجيكا هي البلد الأوروبي الأول في «تصدير» المقاتلين الأجانب، قياسا على عدد السكان، بواقع 614 مقاتلا بين 2013 و2014 فقط، حسب المُديرية العامة للأجانب. وتأتي فرنسا في الرتبة الثانية. غير أن المخابرات البلجيكية متهمة بغض الطرف عن سفر المقاتلين إلى «أرض الخلافة» بدافع الرغبة في التخلص منهم. ويستدلُ موجهو تلك الاتهامات بأن المخابرات البلجيكية كانت تمتلك معلومات دقيقة عن مكان إقامة صلاح عبد السلام أحد منفذي الاعتداء على مسرح «باتكلان» في باريس، ولم تعتقله إلا بعد مئة يوم بضغط من السلطات الفرنسية. وكان الشـقيـــقان ابراهـــيم وصــلاح عبد السلام يديران حانة في بروكسيل، أقفلتها السلطات قبل ثمانية أيام من اعتداءات باريس، بعد اتهامهما بترويج المخدرات. وكشفت التحقيقات التي أجريت في أعقاب العمليات الإرهابية في باريس السنة الماضية، النقاب عن عمليات تجنيد واسعة لمجرمين في السجون البلجيكية، من أجل ضمهم إلى تنظيم «الدولة». وفي بريطانيا أيضا تشكل الأحياء الفقيرة خزانا لاستقطاب الشباب الذي يُعاني من التهميش والازدراء. ومع أن اسبانيا استطاعت إحباط الكثير من العمليات، بعد حوادث تفجير قطارات الضواحي في مدريد العام 2004 فإنها تشكل حسب الخبراء إحدى نقاط الارتكاز القوية لتنظيم «الدولة» في غرب أوروبا، وخاصة في اقليم كاتالونيا، حيث يعود اعتقال الخلايا الأولى لـ«الجماعة الإسلامية المقاتلة» (الجزائرية) إلى العام 1995. وفي فترة لاحقة كشفت السلطات الاسبانية عن خلية تابعة لتنظيم «القاعدة» قالت إن عناصرها كانوا يُخططون لسلسلة من العمليات في أعقاب تفجيرات مترو باريس. واكتوى الإسبان بنار الاعتداءات الإرهابية في 11 آذار (مارس) 2004 بعد تفجير عشرة من قطارات الضواحي في مدريد، ما أسفر عن قتل 191 شخصا وجرح أكثر من 1500 آخرين. وتُعتبر اسبانيا، التي بقيت في منأى عن التفجيرات وعمليات الإرهاب منذ ذلك التاريخ، الأقل «إنتاجا» للانتحاريين، إلا أنها ظلت ملاذا للجماعات المتشددة منذ تسعينيات القرن الماضي. وإذا ما عرضنا لائحة الجنسيات الغربية التي انخرطت في القتال إلى جانب تنظيم «الدولة» في كل من العراق وسوريا، نلحظ أن عدد الاسبان ضئيل قياسا على الفرنسيين والبريطانيين والبلجيكيين مثلا. الاستثناء السويسري وتبدو سويسرا البلد الأوروبي الأقل عُرضة للمخاطر التي قد يطرحها مجيء «العائدين من سوريا» إليها. ونصحت الباحثة في معهد العلوم التطبيقية في زيوريخ مريام إيسر دافوليو باللجوء إلى التناصح مع الشباب المتأثرين بالفكر الجهادي وتأطيرهم في المساجد. ودافوليو مسؤولة حاليا عن تنسيق «دراسة استكشافية» عن ميول الشباب السويسري إلى التطرف. وأفادت بوجود 70 حالة من الشباب المتشددين، الذين سافروا إلى سوريا، وتجري حاليا تحقيقات قضائية في شأن عشرين منهم. ويعتقد السويسريون أن الاعتداءات التي يتم تنفيذها في فرنسا وألمانيا واسبانيا ترفع من مخاطر تعرُض بلدهم إلى اعتداءات. ورأى الباحث أولي ماورر أن الاعتداءات الإرهابية في سويسرا كانت أمرا لا يمكن تخيُله في الماضي، إلا أنه بات واردا اليوم. وأكد أن الخطر يأتي من «الذئاب المنفردة» التي تحمل فكرا متماهيا مع الفكر الذي يُروجُ له تنظيم «الدولة» عبر الانترنت. وفيما يميل بعض الباحثين السويسريين إلى الاعتقاد أن المساجد هي البُؤر التي تبثُ التشدد بين الشباب، أثبتت أبحاث ميدانية أن التشدد الفكري يتسرب من خلال شبكة الانترنت، وأن المساجد تلعب دور الكابح لغلواء التطرف والعنف لدى الشباب، وليس العكس. ويمكن القول إن الأوضاع في سويسرا تختلف عن مثيلتها في فرنسا وبلدان أخرى، حيث تفصل هُوة عميقة بين الأحياء الموسرة والهامشية التي يسكنها المهاجرون. وتتركز بؤرة المشاكل الاجتماعية في سويسرا في الكانتونات الحدودية التي يستقرُ فيها المهاجرون وطالبو اللجوء الوافدون على البلد، والذين يبقون بلا فرص عمل، فيشعرون بالتهميش وينزلقون نحو اعتناق رؤى متشددة. وحسب ميريام إيسر دافوليو فإن الوسيلة الوحيدة لتفادي سفرهم إلى سوريا وانضمامهم إلى تنظيم «الدولة» تكمن في إدماجهم تدريجيا في المجتمع المحلي. وهي تعتقد أن الإجراءات الوقائية التي اتخذتها أخيرا الحكومة الفدرالية السويسرية، ومنها تقوية أجهزة المخابرات وتطوير التشريعات المتعلقة بالرقابة وتشديد مراقبة المواقع الاجتماعية قد لا تكون كافية، وتعتبر أن دعم الأسر لأبنائها المُنجذبين إلى الأفكار المتطرفة والحوار معهم، يشكلان عنصرين مهمين في النأي بهم عن طريق العنف. لكن للجمعيات الإسلامية والمثقفين المنحدرين من أصول عربية وإسلامية دورا تثقيفيا وتوعويا حاسما يمكن أن يلعبوه في مكافحة الفكر المتشدد وتغذية عقول الشباب والفتيان بقيم التسامح والحوار والوسطية. هلعٌ أوروبيٌ من خطر العائدين من العراق وسوريا رشيد خشانة |
اسطنبول واسطة العقد بين آسيا وأوروبا Posted: 26 Aug 2017 02:11 PM PDT تقع اسطنبول بين بحرين، وتنتشر على قارتين لكنها مدينة كونية طابعها عالمي وهي صورة مصغرة عن أعرق وأهم الحضارات الإنسانية، يجد فيها السائح ما يشتهي ويريد. زرتها في المرة الأولى قبل 23 سنة وقد تجدد اللقاء معها وزادت متعة الإقامة فيها لاسيما أن طقسا ربيعيا سادها رغم أننا في عز الصيف. تضاعفت قيمة الدولار أمام الليرة التركية بيد أن حالة الازدهار الاقتصادي تتجلى بوفرة وثراء خيراتها وأسواقها وبحركتها السياحية ونشاطها التجاري الواسع جدا. هي مدة قصيرة جدا في تاريخ هذه المدينة العملاقة العريقة لكنها كافية لأن تتغير وبدت وكأنها شهدت عملية تجميل حتى بانت أكثر شبابا وجاذبية بفعل أعمال عمران، وصيانة وترميم لعمارتها ومنشآتها وآثارها. اللافت تغطية المؤسسات العامة والمساجد بالرايات التركية العملاقة إذ صادفت الذكرى السنوية الأولى لمحاولة الانقلاب الفاشلة. أسواق عملاقة ما تعرضه هذه المدينة العريقة من زاد البطون والذهون يكاد يكون نادرا في أماكن أخرى وربما هذا ما يفسر تدافع ملايين السائحين عليها كل عام رغم الهواجس الأمنية. وفي مثل هذه الفترة تبدو ليالي اسطنبول كليالي العيد، فالناس تملأ الشوارع وتكتظ ضفاف مضيق البوسفور بالمتنزهين والباحثين عن قارب لسهرة أو جولة بحرية جميلة للتعرف على مفاتن المدينة، أما المقاهي فهي الأخرى مزدحمة وقبالة بعضها يقف الرواد الجدد في طابور انتظارا لمقعد يشغر كما في مقاهي جبل أيوب الذي تم بلوغه بواسطة التيليفريك. ورغم أن المدينة باتت عالمية وضخمة إذ صارت عبارة عن سلسلة مدن لكن الحركة فيها سهلة جدا بفضل مواصلات متطورة ومتيسرة. ويعرف الأتراك استغلال الثروة السياحية بتشكيلة واسعة جدا من الخدمات ويحولون التجارة إلى فن، فحتى بائع البوظة يجعل من نفسه مهرجا ويجتذبك بلباقة. كما في سوق الحميدية في دمشق حيث تنتشر أكشاك كثيرة في اسطنبول تعد فيها البوظة يدويا. وكما في القاهرة، وتونس، ودمشق وغيرها يقع في قلب المدينة السوق الكبير ومنه تتفرع عدة أسواق ينطبق على كل منها القول «أطلب واتمنى» من عصائر البرتقال إلى عصير حب البركة (الحبة السوداء) أما البهارات فهي تبدو لكثرتها وتنوعها كلوحة الفسيفساء الجميلة ورائحتها تملأ الأجواء. كذلك تلفت الأنظار دكاكين الحلويات الشرقية فطالما أن العين هي التي تأكل كما يقول المثل الشعبي فقد حرص أصحابها على تحويل معروضاتها خاصة حلوى «البورما» إلى أهرام حلوة الشكل والمذاق وكأنها تحفة فنية. وهذا شأن بائعي عربات الذرة والكستناء التي تلفت أنظار المارة لأناقتها. في السوق المصري تنتشر على مد النظر محال تجارية تبيع الحلوى والسكاكر والحلقوم التركي بمختلف ألوانه وأشكاله وهو بمذاقات الرمان، والتين، والبرتقال، والبطيخ، والكيوي وغيرها من الثمار. هبة البوسفور تتفرد اسطنبول بشقيها الأوروبي والآسيوي على ضفاف مضيق البوسفور بطبيعتها الخلابة المتميزة بلقاء البحر والجبل، خضرتها الدائمة ووفرة مياهها وحدائقها المدهشة تغطي كل أرجائها. القاهرة هبة النيل، قال اليونانيون القدماء واسطنبول هبة البوسفور، فلولاه لما تمتعت بهذا المقدار من الجمال الأخّاذ وبهذه الأهمية الجيوسياسية والسياحية أيضا. المدينتان تجمعهما قواسم مشتركة كثيرة خاصة الثراء الحضاري والامتداد على ضفاف بحر أو نهر، لكن اسطنبول حباها الله بوفرة ماء تساعدها في بقائها جنينة دائمة الخضرة على مدار العام وتمتاز بنظافة شوارعها ومرافقها الكثيرة وبدورة مياه لا تنقطع أبدا. حتى في مثل هذه الأيام التي يزيد تعدادها كل يوم حتى تبلغ نحو 15 مليون نسمة بسبب زرافات السائحين والزائرين، يجد هؤلاء الحمامات العامة و«سبابيل» الشرب في كل ناحية. لا شك أن الطبيعة النادرة للمكان في موقع يصل البحر الأسود بالأبيض ووفرة مياهها الطبيعية قد شكلت أحد أهم أسباب تأسيسها كمدينة كبيرة منذ العصور القديمة وتوالي الحضارات اللاتينية، والرومانية، والبيزنطية والعثمانية عليها. تم تخليد هذه الحضارات ذاتها ليس فقط بريشة المؤرخين فحسب بل بعمارة مهندسيها وبنائيها حتى تحولت اسطنبول إلى متحف مفتوح كبير يزدان بالقصور، والمساجد، والقلاع والأبراج والجسور ومجمل الآثار التاريخية وكافتها مرآة تعكس عظمة الحضارات المتراكمة هنا. أينما توجهت داخل اسطنبول تلاحظ ورشات ترميم صروح عمرانية كثيرة تنتشر في كل شارع وكل منها شاهد يروي تاريخا عريقا في بلاد توالت عليها الحضارات والغزاة وتزدحم فيها الذكريات. ولذا وبسبب هذه التشكيلة الواسعة جدا من الآثار العمرانية في مدينة هي عمليا سلسلة مدن أو محافظة تجمع نحو عشرات المقاطعات فيفضل للزائر أن يزور معالمها بالتدريج وفي أكثر من زيارة خوفا من غمط حقها وإضاعة فرصة التمتع بمعاينة كل منها. الدولمة بهجة لو رغبت في الاطلاع على تاريخ الدولة العلية وأفعال سلاطينها البارزين لاحتجت ليوم كامل في زيارة الدولمة بهجة، حيث حدائق مبتسمة كأنها رسمت بريشة فنان بارع. بينها وإلى جوارها متاحف تروي سيرة امبراطورية عظيمة حكمها خلفاء وسلاطين أتراك تنافسوا في إنجاز عمارات تبقي الزائر مشدوها تأخذه لحظات التأمل والتفكر في قدرات الإنسان في تشييد ما يشبه المستحيل بعيون فترة لم تشهد بعد الرافعات والماتورات وبقية وسائل التكنولوجية. هذا ناهيك عن عمارات تهدمت بفعل هزات وزلازل شهدتها اسطنبول مرات ومرات وتهدم فيها الكثير من عمارتها. هذا لأن المدينة تقع بالقرب من الصدع الأناضولي الشمالي، الممتد إلى بحر مرمرة، حيث تصطدم الصفيحتان الافريقية والأوراسية ببعضهما البعض على الدوام. كان آخر الهزات في 1999 يوم هدمت الكثير من المنازل في ضواحي اسطنبول وقتلت نحو 18 ألف إنسان وهي هزات تذكّر الإنسان بكونه صغيرا مهما كبر وأنجز أمام عظمة طبيعة لا ترحم عندما تغضب. المسجد الأزرق إذا كانت القاهرة مدينة الألف مئذنة فإن اسطنبول هي مدينة المساجد العملاقة الأقرب للتحف الفنية النادرة. ويعتبر مسجد السلطان أحمد واحدا من أجمل وأكبر المساجد في العالم لا في اسطنبول فحسب ويعرف بالمسجد الأزرق بسبب بلاطه الأزرق في جنباته الداخلية وبعظمته ربما ينافسه أو يبزّه مسجد الحمراء الأندلسي. هذا المسجد الذي استغرق تشييده سبع سنوات في مطلع القرن السابع عشر يحوي كبقية المساجد الكبرى رفاة بانيه السلطان أحمد ويشمل مدرسة وتكية وحماما ضخما. المسجد الأشبه بقلعة كبيرة يتربع على قمة رابية مطلة على البوسفور تزيده عظمة على عظمة ست مآذن شاهقة وخمس قباب كبيرة وثماني صغيرة كافتها متقنة. وعقب انتقادات لبناء ست مآذن تشبهّا بالمسجد الحرام في مكة أمر وقتها السلطان أحمد بإضافة مئذنة سابعة على المسجد الحرام قبيل سفره إلى الحج ليكون مسجده هو المسجد الوحيد في اسطنبول وتركيا (حتى وقت بنائه) الذي يحوي ست مآذن.المسجد من الداخل على شكل مستطيل طول ضلعيه 64 م و72 م وتتوسطه قبة كبيرة تحفها أربع أنصاف قباب، كما أن كل ركن من أركان المسجد مغطى بقباب صغيرة فيها عدد كبير من النوافذ المنفذة للضوء وكافتها مغطاة بأعمال فنية فائقة الجمال تزينها آيات قرآنية. ويقع قبالة كنيسة آيا صوفيا التي حولها العثمانيون إلى مسجد بات اليوم متحفا تقف على أعتابه طوابير من الزائرين كل يوم مقابل رسوم دخول طبعا وتفصل بين العمارتين نافورة في غاية الروعة وحديقة تزدان بمختلف صنوف الأزهار وأشجار الأرز. هذا المسجد التحفة مجاور لميدان السباق البيزنطي المزدان بمسلة فرعونية تكاد تكون من عجائب الدنيا ونقلها من بلاد النيل للقسطنطينية قبل نحو 15 قرنا يثير المزيد من الدهشة والعجب. دموع سورية على أعتاب إسطنبول في الجهة المعاكسة التقطنا أنفاسنا مع فنجان قهوة تركية وعلى ألحان عزف فرقة تراثية رافقها راقص صوفي مبدع داخل مقهى السلطان وسط الطريق بين الأزرق وبين آيا صوفيا. لم يصرف أنظارنا عن الراقص الصوفي الذي دار حول نفسه وكأنه دولاب سوى زينة، طفلة سورية في العاشرة من عمرها كانت تلف بين جنبات المقهى تتوسل رواده وهي حافية القدمين بعيون جميلة يملؤها الخوف من نادل كان يطردها كلما لحظها. كانت نظرات زينة كافية لاستعادة مأساة الشعب السوري الذي عصفت بهم الأحداث وحولتهم إلى لاجئين يتوسلون الرغيف في مدينة مهما كانت جيرتها حسنة تبقى خالية من بيوتهم. وخلال ذلك يتبادر إلى الذهن السؤال، هل فعلا باتت دمشق تتوسل بدموعها على أعتاب اسطنبول ومتى تجف دمعتها؟ غير أن سوريين كثر وجدوا في اسطنبول فرصة لحماية إنسانيتهم بنجاحهم في الحصول على فرصة للعمل الكريم مستغلين حرفيتهم، ودبلوماسيتهم وحلاوة لسانهم وإتقانهم الترجمة من وإلى التركية. مهران، شاب سوري في الثالثة والعشرين من عمره يعمل في الصباح مسؤولا في الاستقبال داخل فندق وفي المساء في مجال العقارات وذلك ليدخر ما يكفي ليعيش ويساعد شقيقه على الزواج واستئجار شقة علاوة على مساعدة عائلته التي بقيت في دمشق بعدما لجأت لها من درعا نتيجة الأحداث المأساوية. مهران ورغم صغر سنه وربما بسبب ذلك بات يتقن اللغة التركية ويوظفها في تعزيز مكانته كموظف ناهيك عن دماثته وحسن معاملته وهو يمثل حالة واسعة لا نادرة في اسطنبول. اسطنبول واسطة العقد بين آسيا وأوروبا وديع عواودة |
شهر آب… من أقسى الشهور Posted: 26 Aug 2017 02:10 PM PDT آب… من أقسى الشهور، لا بحرارته الفظيعة في كثير من بلاد العالم، وحسب، بل لأنه ليس مثل «نيسان من أقسى الشهور/يولّد الليلك في الأرض الموات» كما يقول ت.س.اليوت، فهو شهر يولّد الأرض الموات في أرض ليلك الشعر الفلسطيني. ففي التاسع من آب/اغسطس 2008 رحل عن عالم الشعر العربي الحديث واحد من أبرز رواده: محمود درويش. وفي التاسع عشر منه من عام 2014 لحقه إلى دار الخلود «شطر البرتقالة الثاني» سميح القاسم. وبذلك غدت أرض الشعر العربي الفلسطيني أرض موات. وليس في الأفق اليوم ما يبشر بظهور نجم جديد في سماء الشعر العربي المعاصر. التقيتُ محمود درويش أول مرة في أواخر عام 1970 ببغداد، في عشاء تكريمي أقامته وزارة الثقافة في متنزّه الزوراء. كان يجلس إلى جانب زوجته رنا قباني وحولنا عدد من الشعراء والأدباء، لا ينقطعون عن الصخب والضجيج وتوجيه الأسئلة إلى محمود، وهو يزوغ بالاجابة، لأن أغلبها كان ذا طابع فضولي، ويتشاغل بإشعال سيكارة من أخرى، وينفث دخاناً أحسبه كان نوعاً من التبرَم بأسئلة كان أغلبها غريراً، إن لم أقل غير ناضج. كنت أنا الوحيد الصامت بين الجمع، أنتظر أن أسمع محمود يجيب عن أي سؤال أو يقول أي شيء. فنحن قد جئنا لنحتفي بالشاعر ونسمع منه، لا أن نمطره بوابل أسئلة. ولا أحسب أن محمود قد خرج مسروراً من تلك الجلسة. فأنا لم أسأله، لأنه بدا محرجاً قليلاً. وكانت آخر مرة التقيت محمود في عمان بالأردن، في حدود سنة 2003. كنا وحدنا في مقهى فندق جميل. كان هو يسألني أسئلة مختصرة عن شعراء العراق وعن أعمالي في الترجمة، وبخاصة «الأرض اليباب». وكانت السيكارة لا تفارق إصبعيه الاّ إلى شفتيه، وأنا أكرر نصائحي غير الحكيمة عن مضار التدخين، وبخاصة على شاعر في مثل عمره، لا نريد للسيكارة أن تحرق شيئاً من أنفاسه، فالشعر أحق أن تنفثه أنفاسه، لا الدخان. ولكنه كان يبتسم استخفافاً بنصائحي الحكيمة! أنا أعرف، كما يعرف محبّو محمود أنه قضى إثر عملية في القلب. ولكن شكوكي غير الطبية أن التدخين كان له آثاره على قلب ما توقف يوماً عن الخفقان بحب فلسطين. والتدخين كان حتماً وراء إصابة أخيه الشاعر الفلسطيني، آخر العنقود، سميح القاسم، بالسرطان، كما أخبرني شخصياً، وأكد ذلك له طبيبه في فلسطين. وقد ذكر ذلك في كتابه النثري الأخير «إنها مجرد منفضة» (2006 نشر في حيفا 2011). وللكتاب عنوان فرعي لا يخلو من طرافة ساخرة: «سيرة: الجزء قبل الأخير». أحسبُ أن لهذه «السيرة» أهمية خاصة لدارسي شعر سميح، وهي أهمية لم يغفل عنها الباحثون من غير العرب في دراسة شعرهم. فما يذكره الشاعر عن حياته الخاصة وعن خبراته في الحياة تنير الكثير من إنتاجه الشعري. إضافة إلى ذلك، أعتقد أن لهذه السيرة أهمية ثانية إلى جانب أهميتها في إضاءة جوانب من شعر سميح. هذا شاعر شب تحت الاحتلال لبلاده، وعانى الكثير مما يجهله أغلبنا، ومن الضرورة الا نجهله. من فصول هذه السيرة، التي لا تقع في فصول، إنما هي قصة حياة الشاعر منذ طفولته وهو في حدود السنتين من العمر، في انتقاله مع والديه من مسقط رأسه في الزرقاء بالأردن إلى أقامته في أرض العائلة في الرامة في الجليل الأعلى، الرامة التي لم يغادرها أبداً إلا إلى مستشفى صفد يوم 18 من شهر آب/أغسطس، ثم فارق الحياة في اليوم التالي. فصول هذه السيرة حلقات متسلسلة، تحفل بالكثير من الشعر، وبالأسماء الكبرى من شعراء وأدباء، عرب وغير عرب، تضيء المزيد من معرفتنا بمواقف أولئك الناس من القضية الفلسطينية، وتضيف أبعاداً أخرى على مفهوم القضية، مما يشكل نوعاً من «ضد اليأس» من موقف العالم، في مقابل الدعاوة الخبيثة للعدو. مواقف بعض المفكرين والسياسيين في صفوف قوات الاحتلال، وتفهّمهم الإنساني لقضية الشعب العربي في فلسطين تدهشنا حقاً، وتُعطينا بصيصاً من الأمل أن العالم لا يخلو ممن يرى الحق والعدل. هذا قد لا يؤدي إلى «حل» للمشكلة ولكنه يحافظ على جذوة الأمل لئلا تخيم عليها غيوم اليأس، ليبقى الكفاح متوقداً، وهو ما يجب أن يؤتي أكُله ويبقيه حياً في نفوس الأجيال الجديدة. رأيت أن صُوَرَ الحياة هذه في فلسطين المحتلة يجب ان تنقل للقارئ الأجنبي بلغة عالمية هي اللغة الإنكليزية. وكنتُ في حياة الشاعر وخلال لقاءاتنا العديدة واتصالاتنا بالهاتف والإيميل خلال السنوات اللاحقة أثناء إقامتي في كمبرج نتداول حول ترجمة شعره إلى الإنكليزية، وقد صدرت لي مجموعة منتقاة من قصائده نشرتها جامعة «سيراكيوز» في نيويورك عام 2014. وبعد وفاة الشاعر وجدتُ أن «السيرة» يجب ان تنقل إلى الإنكليزية ليرى العالم المكمّم بالدعاوة المعادية أن الإنسان الفلسطيني، والمثقف والشاعر بخاصة، يقف على قدم المساواة بين الأفضل من البشر. وفي السيرة الكثير مما يصور ذلك. وقد أنجزتُ ترجمة «إنها مجرد منفضة» وتقوم بنشرها دار نشر كبرى في لندن وستصدر خلال الأسابيع القادمة. ولم يكن الحصول على ناشر في بريطانيا مسألة سهلة، لأن الناشرين في العالم الغربي يحسبون ألف حساب لمادة الكتاب، ليس أقلّها عدم إثارة غضب «أولاد العمومة» الذين لا يخلو من تأثيرهم أي مجال من مجالات الحياة في الغرب، والمجالات الثقافية بخاصة. وحكاية «المنفضة» هي حكاية شاعر مفرط في التدخين حتى قضى عليه. فهو يكرر في نهايات «الفصول» عبارات مؤلمة مثل «ما نار الشعر إلا منفضة لنار الحياة» (ص170). «ما الجسد إلا منفضة لرماد الشعر» (ص 170) هذا ما اختتم به مقطعاً كتبه في 22/10/2004. في فجر ليلة طويلة من الكتابة. وهو يكتب الشعر ويدخن حتى الرابعة وثلاث دقائق من فجر الأحد 2/10/2005 (ص 286). وفي الصفحة الأخيرة من هذه السيرة (ص358) يكرر «منفضة… إنها مجرد منفضة» بتاريخ الرامة 2/5/2006. ثم طبع الكتاب في حيفا عام 2011. ونار الحياة التي يتحدث عنها الفلسطيني الشاعر السجين في وطن هي نار السعي في سبيل لقمة العيش. بعض الشباب كان يعمل في التعليم أو في إحدى المصالح الحكومية التي لا تنجو من ملاحقة سلطات الاحتلال، فسرعان ما يفقد الفلسطيني وظيفته. ويكتب الشاعر قصيدة بعنوان «خطاب من سوق البطالة»: «حملتُ الجوعَ زوّاده/ ورحتُ مبكراً للشغل كالعادة/ فلم أعثر على عملي/ ولا وردي ولا خبزي ولا أملي/…وتتكرر قصص البحث عن عمل لا يلبث أن تتدخل سلطات الاحتلال الصهيوني لإلغائه وإرغام الفلسطيني على العودة إلى «سوق البطالة». والعمل في الصحافة مع محمود درويش كان يتهدده احتمال الفقدان بتدخل سلطات الاحتلال. وحكايات «الجوع المشترك» مع محمود والآخرين فيها كثير من السخرية المؤلمة. والأجواء المحزنة في هذه السيرة/الرواية يُخفِّف منها بين الحين والآخر لقاءات غير متوقعة في هذا المهرجان الشعري أو ذاك، في هذا البلد الأوروبي أو ذاك مع شخصيات مثل أحمد بن بلاّ، ويوسف زعيّن، ونزار قبّاني، وعبد الوهاب البياتي، ومحمد الفيتوري، والجواهري، وعدد من شعراء روسيا وبعض بلاد أوروبا الشرقية. في كل لقاء من هذه اللقاءات تتشكل صور خبرات متجددة، ومعلومات مفيدة وطريفة للقارئ … ومن المصادفات العجيبة التي تستعصي على التصديق أن زوجة موشي دايان تتصل بالشاعر الفلسطيني سميح القاسم وتدعوه لحضور جلسات جمعية شكّلتها لتحسين العلاقات بين العرب واليهود. فلما شرح سميح لها صعوبة حضوره إلى تل أبيب لأن زوجها دايان الوزير قد حكم عليه بالإقامة الجبرية في داره ما كان من زوجة دايان الا أن ساقت سيارتها الخاصة بنفسها من تل أبيب إلى الرامة واصطحبت سميح إلى جمعيتها ثم عادت به سالماً إلى الرامة. ماذا كانت زوجة دايان تريد؟ وكيف كان شعور سميح وهو لا يكف عن التحدي؟ وحادثة أخرى يوم جاء يهودي مهاجراً من أمريكا الجنوبية، وسرعان ما استُدعيَ للخدمة في الجيش، فتعرف على سميح الذي كان يبحث عن سكن. فطلب منه ذلك المهاجر الصهيوني أن يقيم في داره لحراسة زوجته وطفله… بالمجان، ريثما يعود من الخدمة. هذه، وأحداث غيرها تجعل هذه السيرة قراءة ضرورية ممتعة. شهر آب… من أقسى الشهور بين محمود درويش وسميح القاسم وسيرة فلسطين: د. عبد الواحد لؤلؤة |
وجوه مكررة وأعمال شابة تتجاوز الشكل التقليدي Posted: 26 Aug 2017 02:10 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: اختتمت مؤخراً فعاليات «ملتقى القاهرة الثالث للخط العربي» الذي أقيم في قصر الفنون في دار الأوبرا المصرية في القاهرة. وحسب أعداد المشاركين وأذواق لجنة التحكيم، فقد حصدت مصر معظم الجوائز كالعادة عن أعمال غاية في التقليدية، كما بارك وزير الثقافة الملتقى بكلمات الشكر والتشجيع الأكثر تقليدية أيضا. وبالضرورة نجد في هذه الاحتفاليات الحكومية العديد من الأسماء المعهودة التي تستعرض الأعمال نفسها سواء في معارض خاصة أو جماعية، ولو اجتهدت وقدّمت عملاً جديداً، فلا يخلو من تكرار الأسلوب الفني، فالأمر يبدو وكأنه للمشاركة فقط. نتحدث عن الفنانين المصريين، الذي تبدو معظم أعمالهم وكأنها تكرارات، ظناً منهم أن الاعتماد على الأسماء الشهيرة والكبيرة (سناً) سيخفي العجز الفكري والفني الذي يعانونه منذ وقت طويل. اللافت أيضاً أن بعض الفنانين يبدو أنهم وجدوا عملاً فنياً منسياً في مراسمهم، فيه تشكيلات لبعض الخطوط كشكل من التمرين أو التدريب أو غيره، فأتوا للمشاركة به بدلا من ركنه جانبا ونقصد التشكيلي محمد عبلة. لكن ذلك لا ينفي تجارب بعض الشباب، الذين من خلال أعمالهم يتضح الفارق الكبير بين تقضية الواجب ومحاولة ابتكار عمل فني يتجاوز المألوف، خاصة ونحن أمام فن الخط العربي، لما له من خصوصية لانتسابه في الغالب إلى عالم النص المقدس. هؤلاء حاولوا الخروج عن افتعال القداسة والورع الفني، وسعوا خطوات نحو تجديد عالم الخط العربي المعهود، وهم الأجدر بالمتابعة من أسماء وأعمال أخرى لم تزل تنتهج تقليد الأساليب العتيقة في فن الخط. المرأة في ما يبدو أن فن الخط العربي واستناده إلى نص تم الإجماع على قداسته، وأيضاً من وجهة نظر ذكورية تمتلك منصة القول، وبالتالي تحديد الأفعال من حلال وحرام وتبجيل وإقصاء ــ كحال الأديان الإبراهيمية ــ هنا يصبح الخط بديلاً عن وعي ذكوري. لكن الفنانة المصرية رشا عرفة حاولت ــ وإن كانت ضمن المنظومة نفسها ــ أن تجعل منه تعبيراً عن وضعية المرأة في مصر، والتي لا تختلف كثيراً عن وضعيتها في البلاد العربية، وبلدان الشرق المتخلفة حضارياً بشكل عام. استخدمت عرفة عبارة شهيرة نطق بها رسول الإسلام، وهي (رفقاً بالقوارير) لتتصدر اللوحة، بينما جاءت الخلفية عبارة عن مقالات من الصحف عما تتعرض له المرأة من غبن، في ما يخص وجودها في المجتمع، والمشاكل التي تعانيها، بداية من وجوب احتجابها بما أنها عورة، ووجوب الطاعة للزوج وقبله الأب وما شابه من هذه الأحكام، وتباين آراء الفقهاء وعلماء الأمة في كشف الغُمة. هنا تصبح العبارة التي تستشهد بها الفنانة من الموروث الديني نفسه، وكأنها نغمة خافتة للرد على ما يحدث. وفي لوحة أخرى تبتعد عن هذا الموروث، وتستخدم كلمة تدل على حالها، وإن كانت الكلمة معقدة نطقاً، فهي بطبيعة الحال دالة على ما ترمي إليه من معنى، كذلك موجهة إلى آخر، تحاول لفته إلى وجودها، وعدم اختصارها في مجرد تفاصيل مُجسّدة. الكلمة هي (متستبسطنيش) أي «لا تستخف بي». الأحجية الأمر نفسه في شكل آخر، نجده في عمل الفنانة السعودية غادة الحسن، التي لم تستسلم إلى نمطية فن الخط العربي، فحاولت صياغته في صورة غير معهودة أو متعارفا عليها. هنا تبدو لوحتها ككتابة الأحجية على جدران الكهوف، تشكيلاً ولوناً، ليصبح قديماً متحرراً من تشكيله القداسي، حراً وبدائياً ودالاً في الوقت نفسه على الوجود الإنساني، قبل التعاليم الموروثة، وتصنيف المخلوقات ما بين الإيمان والكُفر. اللعب هنا على الحالة الإنسانية والمعرفية أكثر منها موروثاً دينياً يضرب فن الخط ويدل عليه. فتكشف عالماً آخر يتخذ من الخط وسيلة لا غاية، كما في العديد من الأعمال المعروضة. الموروث الشعبي ومن مصر تأتي تجربة الفنان شريف رضا، الذي صاغ اللوحات في تضافر ما بين الخط والموروث الشعبي المصري، ليبتعد قليلاً عن الخط العربي في شكله التقليدي، وينحو نحو الخط الشعبي ــ إن جاز التعبير ــ هذه العبارات التي يسجلها المصريون فوق جدران البيوت والمنازل في المناسبات الدينية، كالاحتفاء بالعودة من رحلة الحج، وما شابه من أشكال الخطوط التي تزيّن مقامات أولياء الله الصالحين. ولم يكتف رضا بالخط، بل أضاف الشكل، كالأسماك وعرائس المولد، هنا يصبح التجسيد المقصود، بداية من دلالته على البيئة المصرية، أو ألا يقتصر العمل على الخط فقط وزخارفه وتنويعاته، لتحريم التجسيد في الإسلام. فلا اغتراب هنا ما بين العبارات ذات الطابع الديني، والتي يستخدمها المصريون في أدعيتهم وأحاديثهم العادية، وشكل هذا الموروث في وعيهم الجمعي. الأمر أيضاً يوحي بمدى تطويع اللغة المقدسة إلى لغة عامية يتحدثونها ويفكرون من خلالها، هذا الفارق الشاسع يبدو واضحاً في اللوحات، فتصبح المقارنة بين المتن المقدس والهامش اليومي، فيتحول الهامش متناً في النهاية. تجارب متنوعة هناك أيضاً العديد من التجارب اللافتة، والتي لا تستكين للنمط، كما في أعمال كل من اللبناني جمال نجا والمصري أحمد عبد الكريم، والفنانة جادير أسارييفا من كازاخستان. هنا يبدو التشكيل اللوني للوحة ككل جزءاً لا يتجزأ من العمل، كذلك دلالة اللون والتكوين، ما بين تنويعات على حالة الاحتفاء والاختفاء في الحرف ودلالته، وكأنها حالة طواف دائم لا تنتهي، دون فارق ما بين أن تكون من خلال قسوة التجربة أو التغني بها في النهاية، وهو ما يظهر عند كل من عبد الكريم ونجا على الترتيب. كذلك يبدو التجديد من خلال التقنية، ومحاولة أن تكون ضمن فكرة اللوحة، دون استعراض فني لا مبرر له. من ناحية أخرى وإن كان عمل أسارييفا يتشابه كثيراً والكتابات فوق الرقائق الجلدية القديمة، إلا أن الروح الحداثي لا يخفى، ومحاولة الإفلات من التقليدية كانت السمة الأهم في لوحتها. هذه بعض الأعمال التي حاولت في وعي تجاوز النظرة السطحية والمألوفة لفن الخط، الذي أصبح من خلال العديد من المعارض التي تقام في مصر على مدار العام ــ سواء معارض خاصة أو جماعية ــ مجرد تكرارات أو هي تقليد لأعمال مشاهير هذا الفن، اللهم قِلة من الفنانين الذين لا يصرون على رؤية هذا الفن رؤية سطحية مُستهلَكة، الأمر الذي يبدو في الكثير من الأحيان أشبه بعمل الخطاطين، الذين يقـومــون بعمل لافتات المحال، أو اليافطات التي تحمل أسماء المرشحين في مواسم الانتخابات. وجوه مكررة وأعمال شابة تتجاوز الشكل التقليدي ملتقى القاهرة الثالث للخط العربي: محمد عبد الرحيم |
الأزمنة الذهبية القديمة حيث حبّ المغامرة وأسرار الفراعنة Posted: 26 Aug 2017 02:10 PM PDT ستبقى مصر محط أنظار الرحالة والمستكشفين والباحثين عن الدفائن التاريخية والكنوز الملكية، والحضارات الأولى التي تشكلت في تلك الأرض النيلية، وشكلت معالم حضارية لا تنسى، تجلتْ في كل أنسقة الحياة، لتبنيها لبنة لبنة، في اتساق جمالي وعلمي ومجتمعي، مع التاريخ الحضاري لوادي الرافدين بشِقَّيه العراقي والسوري. وربما تلاقحت هذه الحضارات البانية مع أخوات لها، مثل الكنعانية والفينيقية التي أسست لمعالم تراثية وفنية وتعبيرية في الأراضي العربية التونسية واللبنانية والفلسطينية والأردنية، وكذلك السبأية في اليمن والحجاز، لتنهض فيما بعد الرؤى الجامعة وتنبثق في سيرورتها الزمنية متكافلة مع عوالم الحضارة الإسلامية الجديدة، وهذا ما بهر الغرب في المعمورة العربية التي تنام على أرث حضاري متَّسق ومتَّصل مع حضارات العالم القديمة والحديثة . لعل مصر الملكية، مصر المفتوحة، متعددة الهُويات والقوميات والأديان فيما مضى، ينضاف إليها البناء العصري الذي جرى في عهد الخديوي إسماعيل للقاهرة، أثناء شق قناة السويس، والاستعانة بالعمارة الإيطالية وطراز البناء الحديث المتماهي مع المدينة الجديدة، ذات الضفاف المشرفة على العاصمة، هو ما جلب هذا العدد الكبير من الجائلين والبحّاثة وأساتذة الأركيولوجيات والصحافيين والجواسيس والكتاب الفضوليين الناشدين للتغيير، عبر مسألة ما يعرف بسحر الشرق وترف مناخه وطبيعته وطيبة شمسه النحاسية التي تدبغ الوجوه البيضاء لتحولها بعد فترة قليلة سمراء، وذات بشرة ذهبية، ولا سيما للأوروبي القادم من البلدان الباردة كبريطانيا وفرنسا وهولندا وألمانيا وكندا وغيرها من البلدان الأجنبية ذات الطبيعة الباردة والثلجية، تلك التي تتسم بفصل واحد طوال العام هو الشتاء. في ظل هذا السياق الجمالي والمعرفي والتاريخي توافدت نسوة أجنبيات إلى مصر منذ مطلع القرن التاسع عشر، وحتى منتصف القرن العشرين. خلال عقد ونصف العقد زارت مصر ولأسباب مختلفة، روائيات وطبيبات وسائحات وصحافيات ومعلمات وباحثات في الأركيولوجيا والأنثروبولوجيا والسوسيولوجيا والعلوم الجمالية والفنية والتاريخية، وهناك ممثلات وشاعرات ورسامات قصدن مصر وكذلك حاجَّات، كنَّ يمكثن فيها قليلاً، من أجل الذهاب بعد ذلك لزيارة القدس الشريف والحج إليها . يُقدِّم الكتاب الذي أعدّه الكاتب عرفة عبده علي، وهو استاذ متخصص في تاريخ اليهود في مصر، وتاريخ القاهرة ومعالمها، وله خبرة في أدب الرحلات، قراءة لرؤية ست عشرة كاتبة وأديبة وباحثة اجنبية لمصر وتاريخها القديم والحديث . معظم الذين كتبوا عن مصر كتبوا عنها بحب كبير، وصدق جلي وتفان واضح، كتبوا عن العادات والتقاليد المجتمعية والطقوس المصرية التي لم تزل ماثلة منذ الفراعنة وحتى يومنا هذا، طقوس العبادة وتقديم الأضاحي، المناسك اليومية لشعب حيوي، متحرك وناشط في حقول عدة مثل الفكر والأدب والمعرفة عامة، فضلا عن شؤون الزراعة في أرض واسعة وخصبة تمتد فيها الغيطان والحقول، دلتا النيل والنماء المتحول في الأراضي الزراعية، وكتبوا عن الصناعة في بدء مشوارها، الصناعة اليدوية والميكانيكية، وكتبوا عن المهن والحرف الشعبية، وكذلك أرّخوا للموسيقى والغناء والشعر، وللتقاليد الفرعونية التي تسود سواد مصر، ونجوعها والتخوم، فالفراعنة وكنوزهم وآثارهم منتشرة على كامل الأرض المصرية. ومن هنا رأينا المستشرقين يغزون أرض مصر، مستكشفين، باحثين ومتسائلين عن المستور والخفي من الكنوز العظيمة التي تحبل بها أرضها، وكذلك تدفق حتى الضباط والمهندسين البريطانيين ورجال بحرية متقاعدين وشبان أثرياء ومغامرين ودبلوماسيين أوروبيين ورجال دين ودولة، دفع بهم حب الكشف والمغامرة والاستطلاع والسمعة المميزة لمصر، والمتجسدة في طيبة أهلها ومناخها وسحر تراثها، إلى زيارتها مرات ومرات، مما أكسب تلك الزيارات نوعاً من البهجة والحب والاستزادة من الأسرار المتداخلة مع الحضارة الفرعونية . لذا وجدنا بعض الرحالة ينزلون الإسكندرية، فهي ميناء الوصول الرئيسي، ومن هناك ومن ترعة المحمودية، يستقلون المراكب والدهبيات والمعديَّات الذاهبة إلى القاهرة. في القاهرة يتجولون في الشوارع والعطفات والأسواق الشرقية، مستكشفين كل زاوية فيها، ثم من هناك يتم الرحيل الى أسوان والأقصر وتل العمارنة وابيدوس وبني حسن، كما حصل للكاتبة البريطانية مسز كاري التي سجلت انطباعاتها ومشاهداتها وجولاتها في كتاب «رحلة إلى مصر»، ناقلة بعين مستبصرة ورائية، كل ما صادفته هناك خلال شتاء عام 1863 مبهورة بما رأتْ وأحسَّت وشعرتْ به من تراث متراكم، فرعوني، روماني، إسلامي، فسجلت تأملاتها حول قلعة قتيباي، وسحرها المتجلي في أسلوب البناء، وصوَّبتْ صوب تنوُّع الجنسيات والأديان، وتعدد الملامح والأزياء واللغات في مصر، وأبدتْ أعجابها وهي في الحي الغربي، بجمال المشربيات والطرز الشرقية، ولمَّحتْ إلى وجود يونانيين وأتراك وإيطاليين وأتراك وأرمن، وأغلبهم يرتدي الطرابيش، وتجولتْ في ميدان محمد علي باشا، وزارت حدائق «النزهة» مصوِّبة بصرها على الأماكن الظليلة والمشجَّرة والوردية، ومنها عرَّجتْ إلى عمود بومبي لرؤيته تحت سماء بدتْ لها ذهبية وقت الغروب، ومن هناك انعطفتْ للتجول في «شارع فرنسا» الموجود في «الحي التركي» ذي البيوت الحجرية المتكونة من طابقين، وهي مزدانة بالنوافذ الشرقية، حيث تكثر إلى جانبها الحوانيت والمقاهي الشعبية وورش للصناعات المحلية، كالأرابيسك، وكذلك صناعة المشغولات الذهبية والفضية، ومن هناك نهدتْ إلى سوق السمك، متمتعة بشاطئ الأنفوشي الذي يعد لوحة مليئة بالصيادين والأشرعة والمراكب المسافرة وسط سماء دلتاوية . أما الكونتيس دي روبرسا، فقد كتبتْ بأسلوب أدبي رفيع، عن أشياء كثيرة في كتابها المعنون «مصر الشرق ـ يوميات رحلة»، وقد لفت انتباهها على نحو كبير أثناء زيارتها في عهد الخديوي اسماعيل، فندق «شبرد»، فقد تفننت في وصفه، كمكان راق ونزْل بهيج، وارستقراطي من الطراز النبيل، فدوَّنتْ مثل كاتب بارع، لا تفوته واردة وشاردة إلا وسجّلها، وسلط عليها أنوار يراعه، فيه تصف بدقة متناهية وباهرة ومشوِّقة، تفاصيل حياة فندق شبرد، ولكأننا حقاً نعيش داخل رواية من الطراز الباروكي التي تحسن سرد الدقائق والأشياء الصغيرة، لزمن ملكي ساحر ومنير، فيه تسجِّل ما رأتْ من زهو ارستقراطي وامبراطوري وملكي يرفل بالمجد والجمال. كان «شبرد هوتيل محور الحياة في القاهرة، وزواره عندما يجتازون مدخله الرئيسي، يُنحُّون جانباً كتب الدليل السياحي، فهنا كل تفاعلات الحياة القاهرية، حيث تتألق في ممراته رؤى الحياة الباريسية، نبلاء، تجار مرسيليا، أثرياء لندن …. وترى النزلاء يتحلقون حول الموائد، فهذا ركن الخبراء بشؤون السياسة الدولية، وركن للمصورين، وآخر للعلماء، وذاك ركن الكتَّاب والمراسلين الصحافيين». بينما الليدي لوسي جوردون، جاءت إلى مصر في عام 1862 باحثة عن الدفء والشمس والمناخ المذهل الذي تتمتع به، فهي جاءت مصابة بداء السل، والأرض المصرية المليئة بالحنان الرباني، ستحتضنها لتعيش فترة أطول من المقرر من مدة مرضها الذي يؤدي إلى النهاية والهلاك، ولكن أهل مصر كما تصفهم بأنهم أناس في منتهى الطيبة والمثالية والانفتاح على الآخر، وستُسعد وهي ترى إلى الفنون الإسلامية ومعالمها التي تجسَّدتْ لها، وهي في وهلتها الأولى لزيارة مصر، فاندهشتْ لوسي بفنون العمارة الإسلامية كجامع الأزهر وجامع ابن طولون، وجامع عمرو بن العاص، ومدرسة السلطان حسن جوهرة العمارة الإسلامية، مما أثر ذلك فيها، وجعلها ولكأنها تعيش في أجواء ساحرة من عوالم غابرة قد اطلعت عليها في كتاب «ألف ليلة وليلة» . بُعيدَ ذلك رحلت إلى الأقصر، لتقيم في «بيت فرنسا» المبني على ربوة تُطل على النيل، وتواجه «مسجد أبي الحجاج» . داخل هذا البيت الكبير عاشت لوسي، واجترحت العيش المشترك مع الناس والاختلاط بهم، فاندمجت مع البسطاء من الفلاحين والمزارعين، ولكونها طبيبة أيضاً، فكانت تعالج المرضى من دون مقابل، فأحس أهل القرى من الفقراء والمعدمين بجمال قلبها المثالي الذي تحمله، حتى حازت على مكانة مرموقة بينهم، فسمُّوها أو لقَّبوها بـ»نور على نور». وحين نخرج من حياة لوسي جوردون في مصر، سنلتقي ببريطانية أخرى، هي الليدي آن بلنت، وهي كاتبة أدب رحلات وأديبة، مجتمعها البريطاني مجتمع مخملي، ارستقراطي، فيكتوري. هذه السيدة تصل عام 1880 إلى القاهرة، لتنزل في «فندق النيل» وهو مكان باذخ ومستنير لكتَّاب أدب الرحلة العالميين، أن لم يكن مقراً لهم. والليدي آل بلنت هي أول امرأة تقتحم مسار صحراء النفود الرهيبة، فتقطعها لتصل إلى نجد، مارة بدمشق. وقد شهدتْ رحلتها أهوالاً وعجائب، إذ في دمشق ستلتقي بصديقتها البريطانية التي تجيد تسع لغات من ضمنها العربية، وهناك ستلتقي بالشيخ عبد القادر الجزائري، وبشيوخ قبائل سوريا، وسترى أيضاً مراعي الجياد السورية التي ستؤلف فيما بعد كتاباً عنها. إن كتاب الكاتب المصري عرفة عبده علي يُعد مرجعاً للأزمنة الذهبية القديمة، ودليلاً ليس سياحياً، بل جمالياً وفكرياً، يُدل ويُشير ويُضيءُ بجاذبية جلية، طبيعة تلك العقود العربية المنصرمة . عرفة عبده علي: «مصر بعيون نسائية أوروبية» الهيئة العامة لقصور الثقافة، مصر،2017 183 صفحة. الأزمنة الذهبية القديمة حيث حبّ المغامرة وأسرار الفراعنة عرفة عبده علي يبحث عن «مصر بعيون نسائية أوروبية»: هاشم شفيق |
البحث عن مفاهيم بلاغية جديدة في خطاب الشعب وخطاب السلطة Posted: 26 Aug 2017 02:09 PM PDT ابتعد البلاغيون الجدد عن الاشتغال على المفاهيم والمصطلحات البلاغية القديمة، حتى وإن استعملوا تسمياتها في كتاباتهم، كالاستعارة والتشبيه والكناية والمجاز، وغير ذلك من المفاهيم، وقدّموا طروحاتهم من خلال المُخاطَب وليس المتكلم، وربما أوائل من اشتغل على «بلاغة المخاطب» الكاتب المصري الدكتور عماد عبد اللطيف في بحوث كثيرة، ليرفد هذا المصطلح ببلاغات أخرى، مثل بلاغة الحرية وبلاغة التصفيق وغيرهما. جاءت كتابات عبد اللطيف هذه وغيره من البلاغيين بعد شهرة كتاب «الاستعارات التي نحيا بها» لجورج لايكوف ومارك جونسن اللذين قدّما مفاهيم جديد عن الاستعارة، وأدخلاها في اليومي والشعبي بدلاً من الاستعارة البليغة، وقد بدأ بلاغيون عرب بتضمين هذه المفاهيم أطرا جديدة، فأنجز قبل مدة البلاغيان؛ العراقي الدكتور صلاح حسن حاوي، والمغربي الدكتور عبد الوهاب صدّيقي كتابهما «بلاغة الجمهور… مفاهيم وتطبيقات» بمشاركة أربعة عشر باحثاً عربياً، ليأتي الآن كتاب «البلاغة الثائرة… خطاب الربيع العربي: عناصر التشكُّل ووسائل التأثير» ليكون متمماً لمشروع عماد عبد اللطيف وبلاغة الجمهور، وهذا الكتاب الجديد مهدى بالأصل إلى عبد اللطيف لما قدّمه من مشروع جديد على البلاغة العربية. الكتاب الذي حرّره الدكتور سعيد العوادي، أستاذ البلاغة وتحليل الخطاب، يشير إلى أن فكرته انبنت على ضرورة حضارية فرضها الحراك الشعبي الذي عرفه الشارع العربي في بقاع كثيرة ومختلفة من الوطن العربي، إذ خرجت الجموع الغاضبة مطالبة بالحقوق المهضومة والمؤجلة. فكان من نتائج ذلك الإطاحة بأنظمة ديكتاتورية جثمت على صدور مواطنيها ردحاً من الزمن. ضمَّ الكتاب ستة عشر بحثاً اهتمت بالخطابات الكلامية والشعارات التي رفعها المواطنون في ساحات التحرير والصورة والكاريكاتير وغيرها الكثير من الموضوعات: «بلاغة الجمهور ودراسة الخطاب السياسي» د. عماد عبد اللطيف، «هوية الربيع العربي: تحليل دلالة المتلازم اللفظي» د. هبة عبد الرحيم إبراهيم القاضي، «أَهُوَ مَاي 1968 بِالعَرَبِي؟» ريشار جاكمون، «بلاغة الشارع ومعجم ألفاظ الربيع العربي» د. غسان اسماعيل عبد الخالق، «الربيع العربي وصناعة الأسماء للأحداث الجارية» د. فاطمة أحمد كامل، «الدلالات الأسلوبية في شعارات الربيع العربي» د. خليل عودة، «شِعَاراتُ الرَّبِيع العَربِيِّ» د. زكريا الراشدي، «شعارات ما بعد الربيع العربي في تونس ومصر» د. منال جمال محمود، «القصدية والمقبولية في خطاب الانكسار السياسي» د. هدى عبد الغني إبراهيم باز، «بلاغة الجمهور والنكتة السياسية» د. مصطفى عطية جمعة، «آليات المغالطة في الخطاب الديني الفضائي إبان الربيع العربي» د. عبد الوهاب صديقي، «دور الصورة في إنتاج الخطاب- الربيع العربي نموذجًا» د. عماد بسام غنوم، «ثورات الربيع العربي في صورة الكاريكاتير» د. عمر عتيق، «كاريكاتير الربيع العربي» د. إبراهيم ايت المكي، «سيمياء الكاريكاتير وفاعليته في الحراك الثوري» عجيمي الغالية، و»الكاريكاتير صورة أبلغ تأثيراً» د. لطيفة آل دليل. حاول كل بحث من هذه البحوث الاشتغال على جزئية محددة من خطابات الربيع العربي، بين مصر وتونس وغيرها من الدول العربية، وفي البحث الأول الذي نشر في الكتاب، سعى الدكتور عماد عبد اللطيف لتوضيح مفاهيم أساسية في بلاغة الجمهور والربيع العربي، قائلاً: اتسمت حركات الربيع العربي بخصائص عدّة متفردة؛ فقد قدّم الربيع العربي سلسلة الحركات الأكثر انتشارا في العالم العربي، إذ لم تكد تخلو دولة عربية من مظهر أو آخر من مظاهر الاحتجاج؛ ممثلاً في مظاهرات، وتجمعات، ومسيرات، وحشود، واعتصامات، وإضرابات، وغيرها من فعاليات احتجاجية. بالطبع، هناك تفاوت هائل في مدى انتشار هذه الاحتجاجات، وتجلياتها؛ ومظاهرها؛ وخاصة بين الدول التي يمكن أن نطلق عليها دول قلب الربيع العربي؛ أعني تونس، ومصر، وسوريا، واليمن، وليبيا، والبحرين، وبقية الدول العربية الأخرى التي عايشت تجربة الاحتجاج بوجوه ودرجات مختلفة. ويضيف: اقترن هذا التأثير الكبير لخطابات الربيع العربي بسمة أخرى تميزه عن غيره من الحركات الاجتماعية والسياسية العربية على مدار التاريخ؛ أعني تنوع الوسائط المستعملة في إنتاج خطاباته، وتداولها، وتوزيعها. فبالإضافة إلى الوسائط التقليدية، مثل التواصل المباشر، والمطبوعات المقروءة، والإذاعات المسموعة والمرئية، شهد الربيع العربي تدشين الفضاءات الافتراضية بوصفها فضاءات تواصل سياسي، تُنتج فيها الاحتجاجات السياسية، والأفعال السياسية أيضًا. وقد وصل تأثير هذه الفضاءات إلى درجة اختزال الربيع العربي فيها؛ كما يتجلى في تعبيرات مثل «ثورات الفيسبوك»، أو «الربيع الرقمي». ولقد كان لِعِظَم تأثير قوى الخطاب في الربيع العربي تأثيرات واسعة على حالة البحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية في العالم العربي. فقد طُرحتْ موضوعات وقضايا لا حصر لها على طاولة البحث العلمي، تعالج أبعادًا متنوعة من ظواهر التواصل السياسي في الفضاءات العمومية العربية. وكان نصيب الباحثين في تحليل الخطاب، والبلاغة السياسية، واللسانيات السياسية، والإعلام السياسي وغيرها من الحقول المعرفية كبيرا. فقد وجد الباحثون في هذه الحقول المعرفية أنفسهم أمام طوفان من البيانات، والأسئلة المعرفية التي تحتاج إلى معالجة، واستكشاف. جُلُّ هذه البيانات لم يكن يخضع بشكل منظم للدراسة الأكاديمية من قبل محللي الخطاب العرب؛ مثل الغرافيتي، واللافتات، واللقاءات التلفزيونية، والبرومو، والمناظرات الانتخابية، وتعليقات اليوتيوب، وغيرها. كما أن معظم الأسئلة المطروحة كانت، بشكل أو آخر، طازجة، سواء في نوعها، أو في السياق الذي تُطرح فيه؛ مثل التساؤل بشأن أثر الخطاب السياسي في تشكيل الحشود، وتوجيهها، وجماليات تداول الخطاب السياسي في الفضاءات المكانية المفتوحة، ودور الحشود الخفية المنظمة في إنتاج الخطاب السياسي على نحو ما يظهر في الكتائب (أو الجيوش) الإلكترونية، وغيرها. من جانبه، يتحدّث الدكتور غسان اسماعيل عبد الخالق في بحثه «بلاغة الشارع ومعجم ألفاظ الربيع العربي»، مبيناً أن الفعل البشري العربي تطابق مع اللفظ العربي، لأول مرة منذ مئات السنين، في ساحات التظاهر، أدى إلى إنهاء تلك القطيعة بين الاسم والمسمّى وبين الدال والمدلول، فأدرك الإنسان العربي على سبيل المثال: المقصود بكلمة (الشَّعب) على أرض الواقع، بالصّوت والصّورة، وليس من خلال صفحات القاموس الذي تحوّل إلى مقبرة للكلمات بدلاً من أن يكون معرضاً نابضاً بصور التطوّر والتغير والتجديد، كما هو حال قواميس المجتمعات المتقدمة. كما أدرك المقصود بكلمة (التَّراجم) وكلمة (المكان)، فصارت شخوص وسِيَر محمد البوعزيزي وخالد سعيد وحمزة الخطيب رموزًا وتمائم للجيل الجديد من الشباب العربي الملتزم المثقف، وصارت ميادين التحرير والتغيير في تونس القاهرة وصنعاء رموز الطلل العربي الجديد العامر بوقفات الناس وأناشيدهم وهتافاتهم. ويكمل عبد الخالق حديثه، موضحاً أننا لو جرّبنا إخضاع الشعارات/ الألفاظ/ المفردات التي رصدناها ووثقناها آنفًا بوصفها مدخلاً تطبيقيًا لمعجم مقترح للبلاغة أو الثقافة الجديدة التي أفرزها الشارع العربي في ذروة عنفوانه، لأمكننا الخلوص إلى ما يلي: أولاً: إظهار الرغبة العارمة بإزاحة الأب أو الصَّنم البلاغي؛ ففي ظل حالة التماهي التام بين شخصية الحاكم وهوية الحكم، إلى درجة أنهما أصبحا وجهين لمضمون واحد يتمركز حول قيم النظام الأبوي الذي يمارس حقه المطلق في الوصاية على أبنائه المخلصين من المواطنين، فيوجِّههم وينصحهم ويحذّرهم ويوبّخهم ويعاقبهم متى شاء وكيفما شاء، انطلق المكبوت الجمعي الرافض لهذه الهيمنة الشاملة على أدق تفاصيل حياته في صورة هتاف مكتمل الأركان: (الشعب يريد إسقاط النظام).. ثانياً: تطبيع العلاقة بين الفصيح والعامي؛ ففي ظل بلاغة أو ثقافة ما قبل الربيع العربي، لم يقتصر الخطاب الرسمي فقط على التمترس خلف السلطات التاريخية والأيديولوجية الثاوية في اللغة الفصيحة، بل نافسه في هذا التمترس أيضًا الخطاب غير الرسمي للأحزاب ومنظمات المجتمع المدني بوصفها امتدادًا مباشرًا أو غير مباشر للأنظمة الرسمية. ثالثًا: استخدام اللفظ العربي إلى جانب غير العربي؛ إذ فيما حرص الخطابان العربيان، الرسمي وغير الرسمي، على استبعاد الألفاظ غير العربية، بقطع النظر عن مدى التعاطي بها ومعها يوميًا وواقعيًا، فقد فعّلت بلاغة الشارع العربي، عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، استخدام ألفاظ عربية مثل (ارحل، وقفة) إلى جانب ألفاظ غير عربية مثل (فيسبوك، أيقونة)!.. رابعًا: تداخل المقدّس بغير المقدّس؛ فقد تجاوزت بلاغة الشارع العربي ما يقرب من 1500 سنة من الترافع الحاد بين الديني المقدّس والسياسي اليومي، وزجّت بهما في خضم الميادين، فصار من المعتاد الجمع بين (الله أكبر، الجمعة، الإسلاميون) و(الليبراليون، اليساريون، العلمانيون)!!.. خامسًا: تواصل المذكّر والمؤنث؛ ففيما هيمن الخطاب الذكوري على البلاغة أو الثقافة الرسمية العربية وظل الخطاب النسوي منزويًا في البلاغة أو الثقافة غير الرسمية العربية، فقد مالت بلاغة شارع الربيع العربي إلى المساواة بين حضور المرأة والرجل، ميدانيًا وتوثيقيًا، فبرزت توكّل كرمان ـ على سبيل المثال لا الحصر- جنبًا إلى جنب وائل غنيم ـ على سبيل المثال لا الحصر أيضًا ـ … سادسًا: تواصل الزماني والمكاني؛ ففيما هيمن التاريخي والزماني المطلق على الخطابين العربيين الرسمي وغير الرسمي قبل الربيع العربي لأسباب أيديولوجية- إلى درجة غياب أو تغييب ملامح المكان والجغرافيا.. سابعًا: اختطاف استعارات وألفاظ الخصم؛ فقد مال الشارع العربي إلى اختطاف واستدخال ما استخدمه الطغاة من استعارات أو ألفاظ، وأعاد إنتاجها من منظوره هو، عبر بعض الأغاني أو القصائد الشعبية الساخرة، حرصًا منه على إفراغها من مضمونها وإحكامًا لسيطرته الكاملة على خطاب الشارع.. ثامنًا: إحياء الاستعارات والكنايات النائمة؛ إذ بعد أن نامت كثير من الاستعارات والكنايات في دواوين الشعراء وبيانات الأحزاب، إذا بها تستوي على سوقها وتُبعث حيّة، فخرجت (ثورة الياسمين) ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ من حيز الاستعارة البلاغية الغافية في أحضان الشعر إلى حيز الاستخدام الواقعي والدلالة المباشرة على الربيع العربي… تاسعًا: تلاحم الطبقات والأجيال المنتجة لبلاغة الربيع العربي؛ فرغم ضرورة التذكير بمحورية الدور الذي اضطلع به أبناء الطبقة العربية المتوسطة بوجه عام، والدور الذي اضطلعت به فئة الشباب العرب بوجه خاص، إلا أننا لا نستطيع تجاهل حقيقة أن ميادين التحرير وساحات التغيير العربية، قد شهدت في ذروة الربيع العربي، تلاحمًا طبقيًا عز نظيره، حيث توافقت إرادات وحناجر الفلاحين والعمال والطلاب والأطباء والمهندسين وأساتذة الجامعات وغير قليل من الوزراء والنوّاب ورؤساء الأحزاب، لتصدح معًا بنشيد (الشعب يريد تغيير النظام). الدكتور سعيد العوادي (إعداد وتقديم): «البلاغة الثائرة ـ خطاب الربيع العربي: عناصر التشكُّل ووسائل التأثير» دار شهريار، البصرة 2017 424 صفحة البحث عن مفاهيم بلاغية جديدة في خطاب الشعب وخطاب السلطة سعيد العوادي حول «البلاغة الثائرة»: صفاء ذياب |
ميشال فاضل موسيقي ومؤلف موهوب ينشر الفرح Posted: 26 Aug 2017 02:09 PM PDT بيروت ـ «القدس العربي»: ينشر المؤلف ولاعب البيانو ميشال فاضل الفرح في كل حفل يحييه. الموسيقى في حد ذاتها فرح، إنما الأثر يتضاعف بحضور فاضل. الطفل الذي سمع كأول صوت من والده «دو ري مي» لم يخيب الظن. هذا الصيف عمل فاضل على مشروع فني ليس سهلا ولا مستحيلا، تولى مسؤولية ليلة لبنانية كبيرة في مهرجان الأرز. كتب الشاعر نزار فرنسيس ولحن فاضل «أوبريت الأرز» الذي جمع 12 صوتاً لبنانياً. حفل إلى جانب حفلات عدة في صيف لبنان، وأخرى آتية كحفل عيد الأضحى. سألناه في هذا الحوار: ○ تنوع حضورك في لبنان هذا الصيف وينتظرك المزيد. أي من هذه المحطات شكلت نقلة مميزة في مسيرتك الفنية؟ • في رأيي مهرجان الأرز الدولي هو الأهم هذا العام. قدمنا أوبريت غناه 12 من الكبار في الغناء في لبنان. كتبه الشاعر نزار فرنسيس ولحنته ووزعته. تعبنا جميعنا حتى أنجزنا هذا العمل وكانت النتيجة جميلة جداً. ○ ما هي خصوصية التلحين لـ12 صوتا؟ • تكمن الصعوبة الأولى أننا حيال 12 صوتا بينها فروق لا تحصى. نبدأ مع إيليا فرنسيس المغني الأوبرالي ومن أجمل الأصوات في لبنان، إلى ملحم زين، ونانسي عجرم، وغسان صليبا، ونجوى كرم، وتانيا قسيس، ومعين شريف، ورامي عياش وغيرهم، فإن يتم جمعهم في أغنية واحدة دون إلحاق أي أذى بأذن المتلقي، وبهم كأصوات فهذا صعب. تعاملت مع المناطق الأجمل في صوت كل منهم. ○ ماذا قرأت في وجود هذا التنوع الفني في مهرجان الأرز وطنياً؟ • دون شك مميز. التحية كبيرة للنائبة استريدا جعجع التي باتت تربطني بها مع الحكيم سمير جعجع صداقة قوية. في الاجتماع الأول أخبرتها صعوبة جمع هذا العدد من الفنانين في التاريخ المحدد، فلهم ارتباطات مسبقة. شككت في النجاح، وتمنيت أن أخطئ. لكنها كسبت الرهان ونجحت. رغم جهود الجميع استريدا جعجع البطلة في هذا الإنجاز، الذي بثّ حياً مباشرة على التلفزيون. ○ هل أقفلت صفحة هذا الأوبريت مع مهرجانات الأرز 2017؟ • بات استعادته أسهل الآن، والأهم هو التوقيت المناسب لـ12 فنانا. فقد حدث أن وصل ثلاثة فنانين في يوم الحفل من السفر. نانسي عجرم وصلت قبل ساعتين من بدئه. ○ ميشال فاضل الذي يبث طاقة إيجابية في حفلاته هل هذا فعل الموسيقى أم نعمة ربانية؟ • احساسي الإيجابي حيال موسيقاي يساهم في وصولها إلى جميع الناس. أؤمن بالنعمة الإلهية والموهبة، وأردد لوالدي الذي تعب كثيراً حتى وصلت لما أنا عليه أن جهده سيؤدي لنتيجة حتى مع غير الموهوب، لكنه يصر على الاختلاف معي. في عمر عشر دقائق غنى لي «دو ري مي» فضحكت الممرضة واستغربت. طلب منها الانتظار عشر سنوات لترى من سيكون طفله. وبالفعل في هذا العمر فزت بالجائزة الأولى كأفضل لاعب بيانو في مدارس لبنان. فوالدي مغني أوبرا، وعازف ومؤلف موسيقي كنسي له تراتيل معروفة عالمياً. ○ ألم يخطر لك الغناء يوماً؟ • مطلقاً. فرح بما أقوم به ولا أريد المزيد. في عمر الـ41 أرغب في الاهتمام أكثر بموسيقاي. لكني أنشغل بالتوزيع الموسيقي. هذا العام أنجزت أربعة ألبومات. منها ثماني أغنيات من ألبوم كارول سماحة، إلى جانب ألبومي جوليا بطرس وكاظم الساهر. وأعمل على ألبوم ماجدة الرومي. فنانون يسجلون خارج لبنان مما يتطلب سفراً. لهذا اجتهد لإيجاد الوقت لمؤلفاتي الخاصة. مشاعري وأحاسيسي ناضجة وأرغب في تقديمها للمتلقين. ○ هل يرضيك أن تكون عازفاً مع مغنين؟ • منذ سنة 2003 وأنا البيانيست في حفلات السيدة فيروز. ومنذ ذلك التاريخ أوزع البومات جوليا بطرس وأعزف في حفلاتها، فنحن أصدقاء. وكذلك في حفلاتي الخاصة. الحفلات التي أشارك فيها تتضمن أوركسترا كبيرة، وفيها تظهر قوتي كلاعب بيانو. حفلي في عيد الأضحى في البيال سيضم خمسين عازفاً. وفيه سأقدم معزوفاتي، وألحانا وزعتها. سأكون كما أحبني الجمهور منذ سنة 2011 في ألبوم «ميشال فاضل عاللبناني». وفي حفل عيد الأضحى سألعب انت عمري، وبتونس بيك. وسيشاركني ضيفان في الغناء والدي وغريس أيانيان. ○ بعد التعاون مع نزار فرنسيس في أوبريت الأرز هل فتح باب التعاون لأعمال أخرى؟ • أكيد. نحن معاً نشكل توأم عمل سريع جداً. أتمنى لو ترافقينا يوماً وترين كيفية ولادة الأغـنية. يكتب نزار «الروفران» أدخل إلى البيانو وألحنها، فيما ينجز هو الكوبليه. وقوفاً نكون وتنتهي الأغنية. ○ ألبوم كاظم الساهر «كتاب الحب» هل نال حقه في حفلاته هذا الصيف؟ • أربع من أغنيات الألبوم لعبت في العام 2016 وبخاصة كتاب الحب التي ظهرت في مسلسل تلفزيوني، ولعبتها معه عام 2016 في مهرجانات بيت الدين إلى جانب أغنية «لجسمك عطر». كاظم محبوب للغاية، أن يغني لمرة واحدة وتنتشر أغنيته من خلال الهواتف. ○ هل ترغب في الظهور مع كاظم على المسرح؟ • أكون معه كضيف. بات من عائلتنا وصديقا عزيزا، ونلتقي في مناسبات غير مهنية. بعد تعاون على مدى عام ليس لي الحديث عن طيبة كاظم الرجل والفنان الكبير. فهو معروف، وحب الناس له ليس من عبث. عندما أحضر حفله يناديني «بيانو» فألبيه بسرور. ○ هل تعطي وقتاً لموسيقى الأفلام أو المسلسلات؟ • أنجزت موسيقى فيلمين للمخرجة ليال راجحة، وأنا بصدد فيلم جديد للمخرج باسم كريستو. أعشق موسيقى الأفلام، وأجدني بارعاً فيها. للأسف نحن في بلد لا يولي الموسيقى التصويرية ما تستحقه من الإنتاج. تحتاج الموسيقى التصويرية إنتاجاً وفيراً ليصار إلى تسجيلها مع أوركسترا كبيرة خارج لبنان. ○ نلت في القاهرة جائزة أفضل موزع موسيقي في مهرجان الأغنية المصورة. فهل توزع للصوت، للملحن أم للأسم؟ • فقط أوزع للموسيقى الجميلة. وقد نلت الجائزة عن البومي جوليا بطرس وكاظم الساهر. ○ أن تدرس عزف البيانو فكم هذا الاختيار متأثر بمخزون الطفولة؟ • الاختيار لم يكن لي فقد بدأت الدروس في عمر الأربع سنوات. ولا شك في أثر مخزون الطفولة، فوالدي شرّبني الموسيقى قبل الوعي. ○ دائماً تصف نفسك بالإنسان الحيوي «هايبر» ألم تكن آلة أخرى أكثر خدمة لشخصك؟ • عندما ألعب بيانو فهو الوقت الوحيد الذي تهدأ فيه حركتي وترتاح، وكذلك عقلي. في عمر الثلاث سنوات كان والدي يجلسني يومياً ربع ساعة في حضنه لنلعب على البيانو. لم يكن عندي خيار. البيانو ملك الآلات. يمكن حضور حفل من ثلاث ساعات للبيانو لأنه اوركسترا متكاملة، بينما للكمان نوتة واحدة. ○ متى تعزف كلاسيك؟ • منذ زمن لم أعزف كلاسيك. في عشرينيات العمر كنت أعزف يومياً في حدود ثماني ساعات. صعب جداً أن يعيش أحدنا من عزف الكلاسيك. ○ هل سنصبح يوماً شعباً يسمع موسيقى كلاسيكية؟ • نحن هكذا. المعهد الموسيقي يقيم «كونسيرت» كل اسبوعين، وقبل ساعة من الحفل تمتلئ المقاعد. سنوياً في لبنان حوالي 30 حفلا موسيقيا كلاسيكيا. ○ وزعت عدة أغنيات لأم كلثوم فهل أنت من محبي صوتها، كلماتها أم موسيقاها؟ • بصراحة حتى اللحظة لا أنتبه كثيرا للكلام. عندما أسمع أغنية تذهب اذني إلى ما وراء اللحن. في ذاكرتي مخزون شرقي واسع جداً والسبب اختيارات والدي الموسيقية. سمعت أم كلثوم، وفيروز، وعبد الوهاب، وملحم بركات وغيرهم. اخترت عناوين لأغنيات معروفة جداً كما أنت عمري وقدمتها كما أراها. ○ لماذا شركة quartet؟ • هي شركة «إنترتايمنت» تجمع مغنين غير مشهورين أدعمهم في الحفلات. نقطة ضعفي أن أرى موهبة فنية لا تجد دعماً. أدعم من يرغب، وبعد سنوات سيكون دعمي لهم أكبر. ○ مبروك مطعم «Dieze» أي نوتة هي الألذ في لائحة الطعام؟ • والدتي طاهية ماهرة جداً، ونحن من محبي بطوننا في العائلة. والمطعم مشروع راودني منذ سنوات، في داخله استوديو تسجيل، من يرغب فليسجل ما يريد ويأخذ معه «السي دي» عند المغادرة. وفي المطعم مساحة كبيرة للأطفال. ○ أين يلتقي البزنس مع الفن وأين يتقاطع؟ • لا لقاء. الفن دولاب، جيل جديد من الفنانين سيأتي. في الجيش يتقاعد العمداء ليأتي غيرهم. هدفي أن أخفف العمل في السنوات العشر المقبلة، وأن يكون لي دخل ثابت. بدأت العمل في عمر الـ17 سنة ولا يمكن الاستمرار في العمل لـ15 ساعة وأكثر على مدار العمر. الراحة منشودة. ○ تحب جنون القيادة وتمتلك سيارة ذات 500 حصان. كم هذا منطقي؟ • أحب السيارات منذ الصغر. معظم أصدقائي يمارسون رياضة الرالي. بدأ الغرام بالسيارات في المراهقة ولا يزال. أتمنى لو لم يكن هذا الهوى فهو مكلف مالياً. سيارتي قوية نعم، والحمد لله أن آخر حادث سير تعرضت له كان في عمر الـ18. حريص جداً في القيادة. بت أتميز بالهدوء منذ ولادة طفلتي، أخاف جداً أن تصبحا دون أب. مارست الكثير من الرياضات الخطرة في باريس ولاس فيغاس. كان ذلك قبل 2011 بعد الزواج والأبوة اختلف المسار والحسابات. ○ أن تكون سفيرا لمرض التصلب المتعدد فهل هو طريق نحو العمل الخيري؟ • مستعد للمساعدة حيث أتمكن. أفخر أن أكون وجهاً لهؤلاء المرضى. كل عام أحيي3 و4 حفلات يعود ريعها لمرض معين، وبخاصة مركز سانت غود. يقولون شكراً، وأقول لا يجب الشكر فماذا أفعل من أجل أطفال يعانون السرطان أو التصلب؟ هذا أقل الممكن وأتمنى لو تكون حفلاتي الخيرية 20 بهدف الحصول على ضحكة طفل يتعافى. ميشال فاضل موسيقي ومؤلف موهوب ينشر الفرح يستعد لحفل كبير في عيد الأضحى بعد أوبريت الأرز زهرة مرعي |
حفل اندريا بوتشيلي لأول مرة في الأردن في الشهر المقبل Posted: 26 Aug 2017 02:08 PM PDT عمان ـ «القدس العربي»: يقام في الثامن عشر من الشهر المقبل لأول مرة في الأردن، حفل المطرب الأوبرالي أندريا بوتشيلي في مدينة جرش الأثرية، مدينة الأعمدة الألف والأطلال القديمة، والتي توفر خلفية مذهلة للعروض الحية. ومن المفترض أن يغني أهم المقطوعات التي غناها على مدار 20 عاما ويحتفل الأردن بإتمامه الأعوام العشرين الأولى من حياته المهنية. يذكر أن أندريا بوتشيلي سجل 15 ألبوما منفردا، من الموسيقى الكلاسيكية والمعاصرة، وثلاثة ألبومات لأغانيه المفضلة، و9 ألبومات أوبرا كاملة، وبيع منها أكثر من 80 مليون نسخة في جميع أنحاء العالم. وأوضحت وزيرة السياحة لينا عناب في مؤتمر صحافي أهمية استضافة بوتشيلي وفرقته الموسيقية الضخمة في ساحة الأعمدة في جرش في ظل ما يحظى به الفنان من شهرة عالمية حتى أصبح من أهم خمسة مغنين للأوبرا في العالم. وأضافت ان الإعلام شريك أساسي واستراتيجي للترويج لهذا الحدث الفني الهام ونقله محليا وعالميا، مبينة أهمية الإعلام أيضا في الترويج والتسويق لوضع الأردن على خريطة السياحة العالمية. وأوضحت ان الوزارة تقوم بدعم هذا الحدث الفني الهام معنويا ولوجستيا وتسهيل اقامة هذا الحفل في جرش، مبينة أهمية عمل الوزارة وهيئة تنشيط السياحة في تسهيل اقامة هذا الحفل بهدف اظهار صورة الأردن الحقيقية للعالم. وأكدت سهى بواب المديرة التنفيذية لشركة أصدقاء مهرجانات الأردن حرص الشركة على استضافة فنانين عالميين مشهورين وتنظيم فعاليات ثقافية وفنية تسهم في وضع الأردن على قائمة الوجهات السياحية العالمية. ونوهت ببرنامج حفل الفنان العالمي بوتشلي والذي سترافقه أوركسترا مكونة من 70عازفا وجوقة مكونة من 80 مغنيا. ولم تكن تلك المرة الأولى التي يغني فيها بوتشيلي في البلدان العربية، فقد أقام حفلًا العام الماضي في مدينة أبو ظبي، حضره الآلاف من محبيه في العالم العربي. حفل اندريا بوتشيلي لأول مرة في الأردن في الشهر المقبل |
رحيل نيمار وحظر سوق أتلتيكو يعززان ترشيحات ريال مدريد في الاحتفاظ باللقب Posted: 26 Aug 2017 02:08 PM PDT مدريد ـ «القدس العربي»: مع فوزه بلقب الدوري الأسباني في الموسم الماضي للمرة الأولى منذ خمس سنوات، والبداية الرائعة له في الموسم الحالي بإحراز لقبي السوبر الأوروبي والأسباني، يبدو ريال مدريد هو المرشح الأقوى للهيمنة على الموسم الجديد للدوري الأسباني. ويضاعف من فرص الريال أن كلا من منافسيه الرئيسيين يواجه مشكلة حقيقية في الموسم الجديد، حيث يعاني أتلتيكو مدريد من قرار الحظر المفروض عليه بمنعه من التعاقد مع لاعبين جدد في فترة الانتقالات الصيفية الحالية، بينما أظهرت مباراتا السوبر الأسباني أمام الريال مدى معاناة برشلونة من رحيل لاعبه البرازيلي نيمار إلى باريس سان جيرمان. ولذا، سيكون الريال مرشحا فوق العادة بقيادة مدربه الفرنسي زين الدين زيدان لتكرار النجاح الذي حققه في المسابقة المحلية الموسم الماضي. ومع انطلاق فعاليات الموسم الجديد الاسبوع الماضي، أصبح السؤال الذي يشغل بال المشجعين في أسبانيا حاليا هو «من يستطيع إيقاف ريال مدريد؟». وتغلب الريال على مانشستر يونايتد 2/1 في مباراة السوبر الأوروبي الأسبوع الماضي ثم تغلب على برشلونة 5/1 في مجموع مباراتي الكأس السوبر الأسباني ليؤكد الفريق قوته في بداية الموسم الحالي. وعزز زيدان صفوف فريقه بضم المدافع ثيو هيرنانديز من أتلتيكو مدريد مقابل 30 مليون يورو .وينتظر أن يتنافس اللاعب الجديد مع البرازيلي مارسيلو على مكان بالتشكيلة الأساسية، كما سيعوض رحيل فابيو كوينتراو إلى سبورتنغ لشبونة البرتغالي على سبيل الإعارة لعام واحد. وعزز الريال خط وسطه بداني ثيبايوس نجم المنتخب الأسباني للشباب (تحت 21 عاما) من ريال بيتيس مقابل 18 مليون يورو. كما عاد لصفوف الريال ماركوس يورنتي بعد انتهاء فترة إعارته إلى ألافيش، وكذلك عاد قلب الدفاع الشاب خيسوس فاييخو بعد انتهاء إعارته إلى إنتراخت فرانكفورت الألماني. وربما افتقدت قائمة الوافدين إلى الفريق هذا الصيف لأي من النجوم العمالقة (غالاكتيكوس) الذين اشتهر الريال بالتعاقد معهم في الماضي، ولكن هؤلاء الوافدين منحوا الفريق قوة إضافية ليصبح خطا الوسط والدفاع على نفس القوة التي يتمتع بها خط الهجوم. ولا يبدو الريال بحاجة إلى الإنفاق ببذخ لتدعيم الهجوم هذا الصيف، لا سيما وأن المشكلة الوحيدة التي تواجه زيدان هي اختيار خط الهجوم من بين الرباعي كريستيانو رونالدو وغاريث بيل وكريم بنزيمة وإيسكو. وقد يفتقد الريال لوجود هداف آخر هو ألفارو موراتا الذي كان إحدى الأوراق الرابحة التي لم يستعن بها الفريق كثيرا في الموسم الماضي، حيث انتقل إلى تشلسي، في حين انتقل زميله الكولومبي خاميس رودريغز إلى بايرن ميونيخ على سبيل الإعارة. ويرتدي الكرواتي لوكا مودريتش القميص رقم 10 الذي ارتداه خاميس قبل إعارته، بينما أثبتت مباراتا السوبر الإسباني جدارة ماركو أسينسيو باللعب أساسيا في الموسم الجديد. وبعد هدفه في مباراة الذهاب أمام برشلونة بالسوبر الأسباني، قال زيدان: «أسينسيو لديه القدرة على إسقاط دفاع المنافس. يتميز بالسرعة كما يتميز بمهارة فائقة في المراوغة بالكرة». وحتى الآن، عانى برشلونة بشكل هائل في فترة الإعداد للموسم، حيث رحل نيمار إلى سان جيرمان مقابل سداد النادي الفرنسي لقيمة الشرط الجزائي في عقده والتي تبلغ 222 مليون يورو ليصبح اللاعب الأغلى في تاريخ اللعبة. ويبذل برشلونة جهدا هائلا حتى الآن لتعويض رحيله من خلال التعاقد مع أحد النجوم البارزين مثل البرازيلي فيليب كوتينيو من ليفربول أو الفرنسي عثمان ديمبيلي من بوروسيا دورتموند الألماني. وأعلن برشلونة عن تعاقده مع لاعب الوسط البرازيلي باولينيو من غوانتشو إيفرغراند الصيني مقابل 40 مليون يورو، لكن هذه الصفقة بالتحديد أثارت دهشة وحيرة مشجعي برشلونة نظرا لإنفاق هذا المبلغ الكبير على ضم لاعب استغنى عنه توتنهام الإنكليزي قبل عامين مقابل 14 مليون يورو فقط، بعد ظهوره بمستوى متواضع في الدوري الإنكليزي. وقال إيرنستو فالفيردي المدرب الجديد لبرشلونة: «نحن فريق برشلونة ونرغب في أن يكون لدينا أفضل فريق ممكن. لدينا فرصة حتى 31 (آب) أغسطس الحالي، وستكون هناك تغييرات». وإذا رأى فالفيردي في باولينيو صفقة غير مناسبة، فإنه على الأقل يتمتع بإمكانية إبرام صفقات أخرى جيدة على عكس الوضع الحالي في أتلتيكو مدريد الذي فرض عليه الحظر بعدم التعاقد مع أي لاعبين جدد حتى كانون الثاني/ يناير المقبل. واتفق أتلتيكو مع فيتولو نجم المنتخب الاسباني على الانتقال لصفوفه في بداية العام المقبل، كما احتفظ الفريق بمهاجمه الفرنسي الخطير أنطوان غريزمان رغم محاولات مانشستر يونايتد للتعاقد معه. لكن أتلتيكو سيخوض الموسم الجديد بعيدا عن استاده القديم «فيسنتي كالديرون» الذي أصبح الآن جزءا من تاريخ النادي، بينما سينتقل الفريق للعب على استاد «واندا ميتروبوليتانو» بداية من 16 أيلول/ سبتمبر المقبل عندما يلتقي ملقة بعد أن يخوض أول ثلاث مباريات خارج ملعبه. رحيل نيمار وحظر سوق أتلتيكو يعززان ترشيحات ريال مدريد في الاحتفاظ باللقب صراع الدوري الاسباني |
المتمردون الجدد… ومبادئ الأندية المفقودة! Posted: 26 Aug 2017 02:08 PM PDT ربما أكثر ما يميز سوق الانتقالات الحالية، الاعداد الكبيرة من النجوم الراغبين في الراحلين عن أنديتهم، ما قاد الى نوع من الزوبعة وعدم استقرار في عدد من الأندية، بسبب هؤلاء النجوم، الذين باتوا ينعتون بـ»المتمردين الجدد». منذ رحيل نيمار الى باريس سان جيرمان بدون رضا برشلونة، فان الأخير استشرس برد الصاع صاعين، فهو العملاق الكتالوني الذي لا يرحل عنه نجومه بدون اذنه وموافقته، فرفع دعوى قضائية ضد نيمار، فقط للتشفي وليس أكثر، وبدل اعتراف ادارته العقيمة بخيبتها وسوء تعاملها مع الأمر، فانها تمادت بضرب مبادئها العامة عرض الحائط، وباتت تؤرق وتهز استقرار، ليس نادياً واحداً، بل اثنين في وقت واحد، كي تخرج ببعض ماء الوجه من نافذة الانتقالات هذه. فضغط على ليفربول ووكيل اعمال كوتينيو، كي يحظى بالنجم البرازيلي، حتى وصل الأمر الى درجة الوعيد بأنه اذا لم ينتقل كوتينيو اليه في هذه السوق فانه لن يعود لضمه في المستقبل، طبعاً مثل هذا الفعل سمم العلاقات بين اللاعب وناديه، وحتى اليوم لم يخض اي مباراة مع ليفربول هذا الموسم، في حين يظل يرفض ناديه كل عروض البارسا المخيبة، والتي وصف آخرها بـ»المهزلة»، كون النادي الكتالوني لم يعرض سوى ثلثي المبلغ وسيدفع البقية بشروط تعجيزية مثل فوز كوتينيو بالكرة الذهبية. طبعا ادارة باروتوميو لم تقف عن هذا الحد، بل أفسدت استعدادات بوروسيا دورتموند أيضاً بالمطالبة لضم نجمه عثمان ديمبيلي، وطبعا المشكلة ان دورتموند وضع مبلغا كبيرا مقابل التخلي عن نجمه الفرنسي، لانه يعلم أن البارسا حصل على أكثر من 200 مليون يورو من بيع نيمار. طبعا خيبات ادارة باروتوميو لم تتوقف عند حد العقم في جلب اللاعبين المناسبين للفريق، بل بات النجوم يرحلون ويطيرون، فبعد نيمار صدم عشاق الفريق بان ميسي، الذي افتخرت الادارة قبل اسابيع باعلان موافقته على تمديد عقده، انه لم يوقع بعد على عقد التمديد، والأنكى أنه بعد نحو 3 شهور، في مطلع العام، سيكون بامكانه التفاوض مع أي ناد في العالم للانتقال اليه مجانا، وهنا رأينا أرقاما خيالية يطرحها مانشستر سيتي، مثل 275 مليون يورو، وطبعا هي ليست لبدل انتقال ميسي، بل لميسي نفسه، لانه سيضمه مجانا الصيف المقبل. طبعاً برشلونة ليس وحده الذي تخلى عن مبادئه الكروية، فليفربول لا يستطيع انتقاد أفعال برشلونة في محاولة خطف كوتينيو، لانه قام ويقوم بالامر ذاته، حيث هز استقرار ساوثهامبتون في مطلع الصيف عندما فاوض نجم دفاعه فيرجيل فان دايك من خلف ظهره، قبل ان يكتشف أمره، ليعلن انسحابه من الصفقة، لكن حتى اللحظة لم يشارك فان دايك مع فريقه. النجم الايسلندي سيغوردسون الذي سجل هدفا خرافيا في الدوري الاوروبي مع فريقه الجديد ايفرتون، لم يلعب أي مباراة هذا الموسم، مع فريقه السابق المكافح سوانزي، كونه كان يريد الانتقال. واليوم سنجد أيضاً بين المتمردين الجدد لاعب ايفرتون روس باركلي، واليكسيس سانشيز مع أرسنال، الذي في الواقع يعاني الأمرين، فبالاضافة الى انتهاء عقد سانيشز الصيف المقبل، وبامكانه الرحيل مجانا بعد شهور، فان نجمين آخرين في الفريق مثل حالة سانشيز، وهما النجم الالماني مسعود أوزيل ونجم انكلترا اليكس أوكسليد تشامبرلين، وقد يسمح فينغر للأخير بالرحيل الى تشلسي قبل غلق سوق الانتقالات الحالية. حالة عدم الاستقرار التي عاشتها الأندية، قادتها الى الاعلان عن اجتماع في الاسبوع الاول من الشهر المقبل، لمناقشة اقتراح لغلق سوق الانتقالات قبل بدء منافسات الدوري، بدل نهاية الشهر الجاري مثلما هو معتاد، رغم ان الفكرة تنص على عدم شراء الاندية الانكليزية أي لاعب قبل اسبوع من بدء الدوري، لكن بامكانها البيع، وطبعا هذا لن يمنع برشلونة من هز استقرار كوتينيو. twitter: @khaldounElcheik المتمردون الجدد… ومبادئ الأندية المفقودة! خلدون الشيخ |
زيدان يبدأ حقبة الـ«تيكي تاكا» مع ريال مدريد Posted: 26 Aug 2017 02:07 PM PDT مدريد ـ «القدس العربي»: يحق للفرنسي زين الدين زيدان، مدرب ريال مدريد الأسباني، أن يفخر بتحقيق إنجاز غاب طوال السنوات الأخيرة عن الفريق، وهو التحول من الاعتماد الكامل على الهجمات المرتدة إلى أسلوب اللعب من لمسة واحدة. وظلت جماهير ريال مدريد خلال حقبة من الزمن تبغض أسلوب اللعب من لمسة واحدة، وتحديدا خلال فترة تولي المدرب الأسباني جوسيب غوارديولا المهمة الفنية لبرشلونة، الذي أذهل الكرة العالمية بأسلوبه الذي يعتمد على السيطرة والاستحواذ على الكرة «تيكي تاكا». وقال المدرب التشيلي مانويل بيلغريني، المدرب الأسبق لريال مدريد ذات مرة: «هذا الأسلوب في كرة القدم لا يمكن أن يفلح في ريال مدريد». بيد أنه مع مرور الوقت انتهى الأمر بدحض هذا الادعاء، بعدما أثبت الريال قدرته على العمل بهذا الأسلوب بنجاح. وأسس المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو في الفترة بين عامي 2010 و2013، أثناء قيادته الريال، فريقا يعتمد على القوة البدنية الكبيرة وعلى الهجمات المرتدة بطبيعة الحال. وحاول مورينيو مجابهة برشلونة خلال حقبة غوارديولا بأسلحة تكتيكية مختلفة، ولكنه لم يحقق نجاحا كبيرا، أو على الأقل نجاحا يليق بتاريخ فريق مثل ريال مدريد. وبعد رحيل مورينيو جاء الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي أحدث تطورا بسيطا، وجعل الفريق يهتم بعض الشيء بامتلاك الكرة، ولكن في النهاية لم يصل الأمر، في ما يخص السمات العامة للفريق، إلى حد التطور الشامل. لكن زيدان، الذي كان مساعدا للمدرب الإيطالي في تلك الفترة، اتخذ بكل تأكيد خطوات أكثر جرأة في ما يخص مستقبل النادي الملكي. وكان التعاقد مع المدرب الأسباني رافايل بنيتيز في 2015 بمثابة تراجع خطوة للخلف في مشوار هذا النادي، فقد كان الاتيان به يمثل عودة لحقبة مورينيو. إلا أن مشوار بنيتيز لم يدم طويلا مع الريال، حيث تمت إقالته في الرابع من كانون الثاني/ يناير 2016 ليتم تعيين زيدان مدرباً للنادي المدريدي. وفي البداية لم يكن لدى المدرب الفرنسي فكرة كاملة وشاملة عما يتعين عليه فعله، فقد قرر الإبقاء على طريقة 4/3/3 معتمدا على الخط الهجومي الشهير المكون من كريم بنزيمه وغاريث بيل وكريستيانو رونالدو (بي بي سي). وآثر زيدان الاهتمام بشكل أكبر بالأداء الدفاعي واللياقة البدنية للفريق ليمر الموسم الأول له بدون تحقيق نتائج كبيرة ولكن متوسطة. وكان الموسم الثاني هو الذي بدأ فيه زيدان وضع خطة تطوير جديدة للريال. وكانت إصابة بيل التي أبعدت اللاعب وقتا طويلا عن الملاعب أحد العوامل التي ساعدت زيدان في عمله بشكل مؤثر للغاية. وتعرض اللاعب الويلزي لإصابة في الركبة في الثلث الأخير من الموسم الماضي، ليقوم زيدان بتغيير خطة الفريق ويدفع بأربعة لاعبين في وسط الملعب واثنين فقط في الهجوم، وهما رونالدو وبنزيمه. وتحول الريال إلى فريق يجيد السيطرة على مجريات اللعب بعد قيام زيدان بإشراك اسكو في وسط الميدان، وهو ما أثار إعجاب أنصار الفريق، الذين أعربوا عن رضاهم عن هذا التغيير المثمر. وجاء التغيير الأكبر في خطة زيدان الفنية مع انطلاق الموسم الجاري، عندما اختار هذه المرة اللعب بطريقة 4/4/2. وشكلت مباراة العودة لبطولة كأس سوبر أسبانيا الأخيرة علامة فارقة في التاريخ الحديث لمباريات الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة. وللمرة الأولى منذ 32 مباراة يتمكن الريال في التفوق على غريمه التاريخي في الاستحواذ، الذي وصل نسبة 53 بالمئة لصالح النادي الملكي في تلك المباراة التي فاز فيها الأخير بهدفين نظيفين. وشهد ذلك اللقاء تفاعلا كبيرا من جماهير الريال مع لاعبيها الذين نالوا إشادتهم وتصفيقهم الحار طوال المباراة، التي وصفتها الصحافة الأسبانية بـ«الرقصة». وقدمت المباراة الأولى للريال في بطولة الدوري الأسباني هذا الموسم أمام ديبورتيفو لاكورونيا، وفاز بها 3/صفر، لمحة جديدة عن طريقة لعب زيدان، فقد جاء الهدف الثاني للنادي المدريدي في ذلك اللقاء بعد رقم قياسي من التمريرات (44 تمريرة). وكان صاحب التمريرة الحاسمة في هذا الهدف لاعبا يشغل مركز الظهير الأيسر (مارسيلو)، فيما كان كارلوس كاسيميرو، وهو لاعب دفاعي بحت، صاحب اللمسة الأخيرة التي جاء منها الهدف. وقال زيدان عقب المباراة: «سنحاول أن نلعب هكذا، ندرك أن لدينا لاعبين قادرين على القيام بهذا، الهدف الثاني هو ما نرغب في التركيز على التدرب عليه، نشعر بالرضا جميعا». زيدان يبدأ حقبة الـ«تيكي تاكا» مع ريال مدريد |
صراع الدوري الإيطالي يوفنتوس يتأهب لمهمة أكثر صعوبة لمواصلة هيمنته Posted: 26 Aug 2017 02:07 PM PDT روما ـ «القدس العربي»: رغم الكبوات التي تعرض لها يوفنتوس خلال فترة الإعداد للموسم الجديد، لا يزال فريق «السيدة العجوز» المرشح الأقوى بين فرق الدوري الإيطالي، لكن طريقه لن يكون ممهدا على الأرجح في ظل المشاكل التي يعاني منها في الدفاع إلى جانب نجاح عدد من منافسيه في تعزيز صفوفهم بشكل كبير خلال سوق الانتقالات. ويتأهب ماسيميليانو أليغري لافتتاح الموسم الرابع له في مدربا ليوفنتوس، رافعا راية التحدي المتمثل في تحفيز الفريق لمواصلة انطلاقته وهيمنته لتعزيز رقمه القياسي والتتويج بلقب الدوري للموسم السابع على التوالي. وحقق يوفنتوس رقما آخر غير مسبوق في إيطاليا بإحراز لقب الكأس في أيار/ مايو الماضي ليحقق بذلك ثنائية الدوري والكأس للموسم الثالث على التوالي. ومع ذلك، كان أليغري اقترب من بوابة الرحيل عن تدريب الفريق إثر الهزيمة الثقيلة أمام ريال مدريد 1/4، لتكون الخسارة الثانية ليوفنتوس في نهائي دوري أبطال أوروبا خلال ثلاثة مواسم. لكن أليغري، الذي أكمل الخمسين من عمره قبل أيام، منح نفسه الفرصة الكافية لتحليل الموقف وحسم قراره بعد النهائي الأوروبي الذي أقيم في كارديف. وقال أليغري: «كان علي الخروج من الموقف، والنظر إلى داخل نفسي. وقررت أن أستمر. تحدثت مع إدارة النادي ولدينا رغبة في تقديم موسم رائع آخر، رغم أنه سيكون صعبا للغاية مقارنة بمواسمي الثلاثة السابقة هنا.» وعاد أليغري لممارسة مهام منصبة في أوائل تموز/ يوليو الماضي، وبعدها رحل نجم الدفاع ليوناردو بونوتشي، الذي تردد أنه كان على خلافات متكررة مع المدرب، إلى ميلان، بينما ضم يوفنتوس كلا من فيديريكو بيرنارديسكي وماتيا دي تشيليو ودوغلاس كوستا وحارس المرمى فويتشيك تشيزني. وفي الوقت الذي يبدو فيه يوفنتوس قويا في الجانب الهجومي، لا يزال أليغري بحاجة إلى معالجة بعض الجوانب الدفاعية. وربما كان لرحيل بونوتشي تأثيرا واضحا في العروض المتواضعة ليوفنتوس خلال مبارياته الودية وكذلك في هزيمته أمام لاتسيو 2/3 في الكأس السوبر الإيطالي. لكن ذلك لا يعني استبعاد تأثر الفريق بأعمار بعض عناصره، أمثال أندريال بارزالي (36 عاما) وجورجيو كيليني (33 عاما)، وربما الحارس جانلويجي بوفون البالغ 39 عاما. وربما يتمثل عنصر الشباب المطلوب في خط دفاع «السيدة العجوز»، في الدفع بدانييلي روغاني (23 عاما) ودي تشيليو. وتجدر الإشارة إلى أن أليغري سبق له أن نجح في التعامل مع تغييرات جذرية بالفريق، مثلما كان الحال عند رحيل أندريا بيرلو وكارلوس تيفيز وأرتورو فيدال قبل انطلاق موسم 2015/2016 .ولا يزال لدى أليغري، النجمان الأرجنتينيان غونزالو هيغواين وباولو ديبالا إلى جانب المتألق ماريو ماندزوكيتش في الهجوم الذي سيدعمه كوستا، كما يعتمد في الوسط على كلاوديو ماركيزيو وميراليم بيانيتش وسامي خضيرة والقادم الجديد ماتويدي. وسيرتدي ديبالا في الموسم الجديد، القميص رقم 10 الذي سبق وارتداه نجوم كبار في تاريخ يوفنتوس، على رأسهم روبرتو باجيو وأليساندرو دل بييرو. وقال ديبالا: «لدي شعور هائل منذ اللحظة التي طالبني فيها النادي بارتداء هذا القميص. فنحن هنا نتحدث كثيرا عن القميص رقم 10. لقد ارتداه عظماء في تاريخ اللعبة ويسرني بشكل هائل أن أرتديه.» ويتوقع أن يواجه اليوفي منافسة قوية مجددا هذا الموسم من روما ونابولي، كما كان الحال في الموسم الماضي، كما يتوقع أن يدخل ميلان إطار المنافسة بقوة بعدما عزز صفوفه بشكل كبير خلال سوق الانتقالات، من خلال تمويل ملاكه الصينيين الجدد. صراع الدوري الإيطالي يوفنتوس يتأهب لمهمة أكثر صعوبة لمواصلة هيمنته |
بايرن ميونيخ يسعى الى تأكيد زعامته وسط ظواهر تحدث للمرة الأولى! Posted: 26 Aug 2017 02:06 PM PDT برلين ـ «القدس العربي»: انطلقت النسخة الخامسة والخمسين من دوري الدرجة الأولى الألماني (بوندسليغا) وسط ظواهر تحدث للمرة الأولى، تتمثل في وجود سيدة تدير مباريات واستخدام تقنية الفيديو في جميع المباريات، ولكن المحصلة في قمة جدول الترتيب يبدو أنها ستبقى كما هي. بايرن ميونيخ مرشح بقوة للقب السادس على التوالي في البوندسليغا ولكن بوروسيا دورتموند يأمل كالعادة في أن يكون على قدم المساواة. بيبيانا شتاينهاوس أول سيدة تقوم بتحكيم مباريات بوندسليغا بداية من الموسم المقبل بعد ان تم ترقيتها إلى مجموعة الحكام الذين يديرون مباريات الدرجة الأولى. وذكر الاتحاد الألماني أن شتاينهاوس (38 عاما) كانت بين أربعة حكام ترقوا لإدارة مباريات البوندسليغا من الدرجة الثانية. وقالت شتاينهاوس: «كان حلمي دائما كحكم أن أدير مباريات في البوندسليغا. وبعدما أصبح الحلم الحقيقة، فإنه يغمرني بالسعادة». وستنضم شتاينهاوس بجانب مارتن بيتيرسين وزفن يابلونسكي وسورين ستوركس للبوندسليغا بينما تنحى فولفغانغ شتارك وغينتر بيرل ويواخيم دريس بسبب حدود السن. وبهذا زاد عدد الحكام في البوندسليغا من 23 حكما إلى 24. وستتم الاستعانة بتقنية الفيديو في جميع المباريات في محاولة لوضع حد للأخطاء التحكيمية التي تغير نتائج المباريات. وبالنسبة للجماهير التي تواصل الصراع من أجل احترام عاداتها، ستجد الآن أنفسها أمام مباريات تقام عصرا أيام الأحد ومساءا أيام الاثنين. وقال هانز يواخيم فاتسكه الرئيس التنفيذي لبوروسيا دورتموند: «سأكون سعيدا لو جرت كل المباريات مساء السبت، لكننا في هذه الحالة سنتلقى القليل من الأموال من حقوق البث التليفزيوني، لن يكون لنا أي وجود على الساحة الدولية». ودعم البايرن صفوفه بسيباستيان رودي ونيكلاس شول من هوفنهايم، كما تعاقد مع كورنتين توليسو من اولمبيك ليون الفرنسي وضم النجم الكولومبي خاميس رودريغز على سبيل الإعارة لعامين من ريال مدريد في أعقاب اعتزال القائد السابق فيليب لام ولاعب الوسط الاسباني تشابي الونسو. ويأمل المدافع ماتس هوميلز أن يكون فريقه أفضل مما كان عليه قبل أسابيع عندما تعرض لسلسلة من النتائج المحبطة في فترة الإعداد للموسم والتي كانت مليئة بالسفر والإصابات والهزائم. وقال هوميلز بعد الفوز على كيمنيتز في الدور الأول لكأس ألمانيا: «نريد أن نكون في أفضل حالاتنا أمام ليفركوزن، أن نلعب بطريقتنا المعهودة ونحصد النقاط الثلاث». ونجح بوروسيا دورتموند صاحب المركز الثالث في الإبقاء على هدافه الغابوني بيير إيمريك اوباميانغ، رغم العروض العديدة التي تلقاها من أقطاب أوروبا، ولكن الفريق اضطر لمعاقبة النجم الفرنسي الشاب عثمان ديمبيلي بالإيقاف في ظل محاولاته لإجبار النادي على الموافقة على عرض برشلونة الاسباني لضمه. الهولندي توماس بوش الذي تولى تدريب دورتموند خلفا لتوماس توشيل، سيكون واحدا من العديد من المدربين الذين يسجلون ظهورهم الأول في البوندسليغا. وقال بوش بعد الفوز على رايلازين ارلين المغمور 4/صفر في كأس ألمانيا: «لم أكن سعيدا ولكننا فزنا 4/صفر دون أن يتعرض أي لاعب للإصابة، هذا أمر مهم». لايبزيغ وصيف الموسم الماضي وهوفنهايم صاحب المركز الرابع قد يواجهان مهمة أكثر صعوبة، في عملية إحداث توازن بين المنافسة في البوندسليغا ودوري أبطال أوروبا. كما يجمع كولون وهيرتا برلين بين المشاركة في البوندسليغا والدوري الأوروبي، ولكن فرايبورغ خرج بشكل صادم من التصفيات المؤهلة للبطولة. وقدم باير ليفركوزن موسما كارثيا وفقا لمعاييره وحل في المركز الثاني عشر ولجأ الفريق لمدرب من الدرجات الدنيا هو هيكو هيرليتش، ما أثار الكثير من علامات الاستفهام. وتعاقد شالكه مع المدرب الشاب دومينيكو تيديسكو صاحب الخبرة المتواضعة ولكن بوعود كبيرة، أملا في محاكاة تجربة جوليان ناغلسمان المدرب الشاب لهوفنهايم بعد أن أنهى الفريق الموسم الماضي في المركز العاشر. ووضع توديسكو بصمته عبر تنصيب الحارس رالف فارمان قائدا للفريق خلفا لبينديكت هويديس. وقال كريستيان هيديل مدير الكرة لشالكه: «المدرب أراد التغير ولديه الحق في ذلك، لذا لم أقف في طريقه». ويأمل فيردر بريمن وبوروسيا مونشنغلادباخ واينتراخت فرانكفورت في المنافسة على التأهل الأوروبي بعدما أنهوا الموسم الماضي في منتصف جدول الترتيب. اوغسبورغ وهامبورغ بدءا الموسم بشكل محبط بعد خسارتهما امام فرق مغمورة في الدور لأول لكأس ألمانيا. ماينز الذي أفلت من المشاركة في ملحق الصعود والهبوط للبوندسليغا بفارق الأهداف فقط، أقدم على تعيين ساندرو شوارتز مدربا جديدا له أملا في إحداث طفرة. أما فولفسبورغ فقد شارك في ملحق الصعود والهبوط للبوندسليغا قبل أن يؤمن بقاءه في دوري الأضواء. شتوتغارت وهانوفر عادا إلى البوندسليغا بعد هبوطهما في 2016 ويحلمان في تثبيت وجودهما في دوري الدرجة الأولى. بايرن ميونيخ يسعى الى تأكيد زعامته وسط ظواهر تحدث للمرة الأولى! انطلاق الدوري الألماني |
«الثمامة»… سادس استادات مونديال 2022 Posted: 26 Aug 2017 02:06 PM PDT الدوحة ـ «القدس العربي»: كشفت اللجنة العليا للمشاريع والإرث بدولة قطر عن مجسّم استاد «الثمامة» في مطار حمد الدوليّ، والذي سيُعرض في صالة المطار الرئيسية كجزءٍ من جهود التحضير لاستضافة كأس العالم لكرة القدم في قطر 2022، وتعريف زوار دولة قطر باستعداداتها لاستضافة البطولة. وخصصت اللجنة العليا للمشاريع والإرث حفلاً مميزا للمناسبة، بحضور حسن عبدالله الذوادي، الأمين العام للجنة. وأكبر الباكر، الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط القطرية، وبدر محمد المير، الرئيس التنفيذي للعمليات بالمجموعة. وممثل عن السفارة التركية بالدوحة. إلى جانب هلال جهام الكواري، رئيس المكتب الفني، وناصر الخاطر، مساعد الأمين العام لشؤون تنظيم البطولة، وياسر الجمال، نائب رئيس المكتب الفني، وفاطمة النعيمي، مديرة إدارة الاتصال. وكانت اللجنة العليا للمشاريع والإرث أعلنت الأحد الماضي عن تصميم استاد «الثمامة»، سادس استادات كأس العالم 2022، والذي يستضيف مباريات دور المجموعات حتى الدور ربع النهائي، بطاقة استيعاب تصل إلى 40 ألف متفرج. ويستوحي الاستاد تصميمه الفريد من القبعة العربية التقليدية المعروفة في قطر باسم «القحفية»، والتي تُشكل جزءاً من اللباس التقليديّ للرجال في أرجاء الوطن العربيّ إذ يرتدونها تحت «الغترة» و»العقال» لتثبيتهما. ويُعد استاد «الثمامة» أول استادات كأس العالم التي تُصمم بالكامل بأيدٍ قطرية عربية، إذ تولى تصميم الاستاد المكتب الهندسي العربي، أقدم شركة استشارية هندسية معمارية في قطر، وقد قاد فريق العمل المعماري القطري إبراهيم الجيدة، الذي صمم أيضاً مبنى وزارة الداخلية الجديد في قطر ومقر معرض مطافئ الدوحة والمبنى السابق لإدارة مؤسسة قطر المطبوع على ورقة المئة ريـال قطري. وفي تعليقه على الإعلان عن تصميم استاد «الثمامة»، قال حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث: «نحن سعيدون بالكشف عن هذا التصميم الذي يعكس ثقافتنا وتقاليدنا، ويُذكرنا في هذه الأوقات بالذات بما يجمعنا كشعوب خليجية وعربية. وأود أن أغتنم هذه الفرصة لأؤكد على التزام دولة قطر برؤيتها لكأس العالم 2022 كبطولة للمنطقة والعالم العربيّ وبحرصها على أن تتاح الفرصة لكل الخليجيين والعرب للمساهمة في تنظيم البطولة، والأبواب لا تزال مفتوحة لهم جميعاً منذ اليوم وحتى أن نستقبلهم كضيوف ومشجعين عام 2022 لنحتفل سوية بأول بطولة لكأس العالم لكرة القدم في المنطقة». وحول الكشف عن تصميم الاستاد الذي سيتسع لـ40 ألف متفرج، قال الذوادي إن التصميم الفريد يعكس إيمان قطر بأن كأس العالم 2022 بطولة تمثل العالم العربي والمنطقة. وأضاف: «تصميم استاد الثمامة مزيج متناغم بين تقاليدنا التي نفخر بها، وتطلعنا للمستقبل. إن الرجل القطري خاصة والعربي عامة مرتبط بشكل كبير بالقحفية التي ترافقه منذ أيام صباه الأولى. وعلى اختلاف مسمياتها وأنماطها بحسب المنطقة الجغرافية، إلا أن القحفية تستخدم ذات الاستخدام في كافة أرجاء الوطن العربي. جميعنا ارتيدناها صغاراً وكانت على مر الأجيال إحدى الخطوات المبكرة التي ترسم ملامح شخصية الرجل القطري». وتابع: «كنا حريصين على الجمع ما بين الماضي والمستقبل، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بتصاميمنا. وهو أمر واضح للعيان في استاد البيت في مدينة الخور كما الحال في بقية الاستادات، لذلك يأتي استاد الثمامة بتصميمه المرتبط مباشرة بالهوية القطرية ليشكل إضافة مميزة إلى قائمة مشاريعنا». الأول رقمياً ورغم أنه الاستاد السادس الذي تكشف اللجنة العليا للمشاريع والإرث عن تصميمه، إلا أن استاد «الثمامة» هو الأول الذي يتم الإعلان عنه رقمياً. وعن ذلك، قال الذوادي: «أردنا أن نكثف نشاطنا الرقمي حتى تتسنى لنا فرصة الوصول إلى قطاع واسع من الجمهور. قلنا منذ اليوم الأول أن كأس العالم هذه خاصة بالعالم العربي، لذلك من المهم جداً لنا أن يحتفل العالم العربي معنا وينضم لنا في هذا الإعلان، لا سيما وأن الاستاد مستلهم من القحفية التي تشكل موروثاً نتشاركه جميعاً». من جانبه، قال المهندس هلال الكواري، رئيس المكتب الفني في اللجنة العليا للمشاريع والإرث: «يُضاف هذا التصميم إلى خمسة تصاميم استوحيت في معظمها من الثقاقة العربية والطراز المعماري الخليجي. ويعكس ذلك التزام قطر باستثمار هذه البطولة لتعريف العالم بالثقافة العربي. كما يأتي هذا الإعلان ليؤكد على استمرار العمل بوتيرة متسارعة لإنجاز كافة استادات كأس العالم 2022، والعمل جارٍ بالفعل في سبعة من الاستادات المرشحة لاستضافة البطولة، بعد تدشين استاد «خليفة الدولي» في مايو الماضي». وعن تصميمه لأحد استادات كأس العالم، قال المعماري القطري إبراهيم الجيدة: «يغمرني شعور بالفخر والسعادة لمساهمتي في تصميم أحد الاستادات التي ستستضيف أول كأس العالم في المنطقة والعالم العربي، وجاء تصميم الاستاد المستوحى من الثقافة العربية ليؤكد حرص دولة قطر على استثمار هذا الحدث الرياضي الضخم لتعريف العالم بثقافتنا العربية ولمنح الفرصة للكوادر القطرية والعربية للمساهمة بشكل فاعل في استضافة البطولة ولتقديم هذه الكوادر للعالم بعد أن يرى بعينه الإنجازات التي يُمكن لشباب هذه المنطقة تحقيقها إذا ما منحوا الفرصة لذلك». تقنية التبريد المبتكرة وأشارت اللجنة العليا للمشاريع والإرث إلى أن الأعمال التمهيدية وأشغال الحفر الأولية في استاد «الثمامة» اختتمت في 2016، وبدأت أعمال المقاول الرئيسي في الربع الثاني من العام الحالي، فيما يُتوقع إنجاز الاستاد الذي سيزوّد بتقنية التبريد المبتكرة بحلول عام 2020. وفي وقت البطولة سيتسع إلى 40.000 مشجع وفي مرحلة ما بعد البطولة سيتم تخفيض عدد مقاعد الاستاد إلى 20 ألف مقعد، وستمنح قطر المقاعد الإضافية للدول التي تفتقر للبنى التحتية الرياضية حول العالم، فيما ستُستغل مساحة المدرجات العلوية لبناء فندق مطل على الاستاد يضم 60 غرفة، إلى جانب مجموعة من المرافق التي سيتم الاتفاق عليها مع أهالي الثمامة لضمان تلبية احتياجاتهم ما بعد الصافرة النهائية عام 2022. وإلى جانب التصميم العربي للاستاد، يتولى تحالفٌ قطري – تركي أعمال تشييد الاستاد، ويجمع هذا التحالف بين شركتي «هندسة الجابر» و»تيكفين» للإنشاءات، كما تتولى شركة قطرية هي «تايم قطر» إدارة المشروع، ليُجسد استاد «الثمامة» التزام دولة قطر باستثمار كأس العالم لتعزيز نمو الاقتصاد القطريّ واقتصاد المنطقة بشكلٍ عام. مرفق متكامل وسيشهد الاستاد بطاقته الاستيعابية الجديدة أنشطة مختلفة، كاستضافة مباريات كرة القدم وفعاليات رياضية أخرى ليجمع أبناء الوطن العربي والمنطقة معاً، كما سيضم عيادة تابعة لمستشفى «سبيتار» المعتمد من الفيفا كمركز متميز في الطب الرياضي، وستقدم العيادة الخدمات اللازمة لعلاج الرياضيين المحترفين من داخل قطر وخارجها. وستصبح المنطقة المحيطة بالاستاد مركزاً مجتمعياً يضم منشآت ومرافق لرياضات متعددة مثل كرة اليد وكرة المضرب والكرة الطائرة وكرة السلة والسباحة. وستحتوي المنطقة المحيطة مضامير للجري وركوب الدراجات الهوائية وركوب الخيل، بحيث توفر متنفساً للرياضيين من الرجال والنساء. وبالإضافة إلى خيارات الرياضة المتعددة المتاحة للجميع، سيتم إنشاء عدد من متاجر التجزئة والوحدات التجارية لضمان تحول المنطقة إلى مركز زاخر بالرياضة والنشاط، بالإضافة إلى مسجد، وفندق عصري صغير داخل الاستاد. «الثمامة»… سادس استادات مونديال 2022 إسماعيل طلاي |
الجزائر: صناعة تجميع السيارات في طريق مسدود Posted: 26 Aug 2017 02:06 PM PDT تُجابه صناعة تجميع السيارات في الجزائر أزمة عميقة، حملت السلطات على التفكير في قفل المصانع والتخلي عن مشروع السيارات الموسومة بـ«صُنع في الجزائر». وكانت الحكومات السابقة توصلت إلى اتفاقات مع مجموعات ألمانية وفرنسية وكورية لإقامة مصانع تجميع لسياراتها في الجزائر، التي تشكل سوقا كبيرة في المنطقة المغاربية (أكثر من 40 مليون ساكن في 2016). غير أن أسعار السيارات المحلية ارتفعت تدريجا حتى تجاوزت أسعار المستوردة، ما جعل خبراء اقتصاديين يتحدثون عن «استيراد مُموَه لسيارات أجنبية». مع ذلك افتتحت مجموعة «فولكسفاغن» الألمانية الشهر الماضي مصنعا لتجميع سياراتها في مدينة غليزان (300 كيلومتر غرب العاصمة الجزائر)، وبدت وكأنها تتنافس مع مجموعتي «رينو» الفرنسية و«هيونداي» الكورية على الاستئثار بالحصة الأكبر من السوق، إذ انطلق الإنتاج منذ سنة 2014 في وحدة تجميع لسيارات «رينو» الفرنسية، والتي اطلق عليها اسم «السيارة الجزائرية». ثم أقامت «هيونداي» لاحقا وحدة تجميع مماثلة في مدينة تيارت. ومع تفاقم الأزمة المالية اعتبارا من أواسط 2014، بسبب تراجع أسعار المحروقات، والتي تؤمن 95 في المئة من إيرادات البلد، منحت الجزائر الأولوية للسيارات المُجمعة محليا لتفادي الاستيراد بالعملات الأجنبية. وشكك وزير الصناعة الجزائري محجوب بدَه في المنهج الذي قاد سياسة إحداث مصانع تجميع محلية، إلى حد أنه رفض حضور حفلة افتتاح وحدة تجميع سيارات «فولكسفاغن» الشهر الماضي. كما قررت الحكومة تعليق أي مشروع جديد لإقامة وحدات تجميع للسيارات الأجنبية. واعتبرت مصادر قريبة من وزارة الصناعة أن تجربة التجميع باءت بالفشل بعد ثلاث سنوات من انطلاقها، لأنها لم تُمكن من توفير العملات الأجنبية ولا من تأمين فرص عمل بالحجم المأمول، بينما تكبدت الدولة خسائر جراء الاعفاءات الجبائية والضريبية الممنوحة لمجموعات تصنيع السيارات الأجنبية. وأفادت إحصاءات رسمية أن عدد السيارات المُستوردة تراجع بنسبة 78 في المئة خلال الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية، إلا أن استيراد مكونات السيارات من الخارج امتص الفوائد الحاصلة خلال الفترة نفسها. واعتبر الوزير بدَه أن النتيجة هي «أن السيارة المُجمعة محليا باتت أعلى من سعرها في بلد المصدر». وقال الخبير الاقتصادي عمار رمضاني لـ«القدس العربي» إن سعر سيارة «رينو سامبول» المحلية، على سبيل المثال، يزيد بنحو 1600 يورو عن سعر مثيلتها المستوردة وهي سيارة «داشيا لوغان»، كما أن سعر سيارة هيونداي i10 المُجمعة محليا يزيد عن سعرها في فرنسا بألفي يورو. وعزا الخبير رمضاني إخفاق صناعة التجميع في الجزائر إلى أن السيارات تُستورد وهي شبه جاهزة فلا يبقى شيءٌ تقريبا يحتاج إلى التجميع. وأثارت صور تم بثها على إحدى القنوات عن عمليات «تجميع» سيارات هيونداي غضبا لدى الرأي العام لأن السيارات كانت مُكتملة ولا تحتاج سوى لوضع العجلات في أماكنها. وتشير تقديرات رسمية إلى أن نسبة الادماج (أي حصة المكونات المحلية) في السيارات المُجمعة محليا لا تتجاوز 15 في المئة. ولا يُعرف حاليا مصير قطاع تجميع السيارات، إلا أن الحكومة قررت في اجتماعها الأخير الامتناع عن درس أي مشاريع جديدة في هذا القطاع في انتظار إعداد لائحة شروط جديدة، تُحقق التوازن في عمليات التجميع بين القسم المستورد والقسم المُصنع محليا. وأفيد أن التعديلات تتعلق بمطالبة الشريك الأجنبي بحد أدنى من المساهمة في رأس مال شركات تجميع السيارات في المستقبل، وكذلك اشتراط تصدير قسم من السيارات المُجمعة إلى الخارج في المدى المتوسط. الجزائر: صناعة تجميع السيارات في طريق مسدود رشيد خشانة |
صناعة السبح اليدوية في مصر رزق وذِكر Posted: 26 Aug 2017 02:05 PM PDT خرزة مثقوبة تتلوها أخرى مماثلة، ويدان تجمعان حبات منها بخيط رفيع يمر بالثقوب في شكل قلادة، تعرف باسم «السبْحة»، في ورشة في أقدم أحياء القاهرة، ويكثر رزقها في المناسبات الدينية، لا سيما مع أيام الحج والعمرة، وفق صنّاع. بين 33 و99 خرزة، اعتاد مصريون أن تطوف أيديهم، وكأنه حج إلى ذكر الله، حيث، يرددون، وهم يحركون حبات سبحتهم، أذكارا، منها «سبحان الله»، وهو أمر يتكرر في المعتقد المسيحي بسبحة مشابهة، من 33 حبة، يرددون عبرها ذكرا باللغة القبطية، وهو «كيرياليسون» ويعني باللغة العربية «يارب ارحم». على أعتاب ورشة الخمسيني المصري، أحمد عبد الله، في حي خان الخليلي التاريخي، وسط العاصمة المصرية، أعباق من روائح، منها العود والمسك، تمنح الروح طمأنينة، وهي تتابع مئات من السبح المصرية على حوائط الورشة وأركانها، وفي أيدى صناعٍ يجمعون حبات مختلفة الألوان والأحجام. في تلك الأجواء يتحدث الصانع عبد الله قائلا إن «صنعة السبح تجعلك قريبا من الله، حيث تُذكر الناس بذكر الله وتحصل على حسنات، ونحن نحصل على رزق منها يتزايد مع أيام الحج، فضلا عن الثواب والبركة». ويتذكر الصانع المصري فترة عمله في صناعة السبح، والتي تقارب 35 عاما، في مهنة تعود إلى مئات السنين، تتوارثها الأجيال، رغم معوقات ثلاثة يراها متعلقة بارتفاع أسعار المواد الخام، وانتشار السبحة المستوردة، لاسيما من الصين، وظهور التسبيح الإلكتروني. ولا يُعرف تحديدا تاريخ ظهور صناعة السبح في مصر، غير أنه كان لاسمها تواجدا في العهدين الفاطمي (972-1171)، والعثماني (1517-1867)، وفق روايات غير رسمية، ولذا فإن مصر وتركيا، بخلاف الصين، لهم عند صناع السبح حظ من الذكر الدائم. وهذا يعود، بحسب عبد الله، إلى أنّ كثيرا من المواد الخام للسبح تستورد من الخارج، لاسيما من تركيا والصين، بخلاف اندونيسيا، مثل «الكوك (أعواد ثمرة)، واليسر (شعاب مرجانية)، والكهرمان (أحجار كريمة)، والعود». ويشير إلى أن الأسواق المصرية تنتشر فيها السبح الصيني (مميكنة وليست يدوية)، والتركي، بجانب ما ينتج في مصر، لاسيما في ورش خان الخليلي. بتوافر المادة الخام، وفق الصانع المصري، تمر صناعة السبحة، بـ7 مراحل، أولها تقطيع المادة الخام عبر ماكينة تقطيع كهربائية، ثم مرحلة التخريط، وهي عبارة عن إعادة تشكيل المادة المقطوعة، سواء إلى مكعبات أو قطع صغيرة. والمرحلة الثالثة هي التخريم (الثقب) بآلة كهربائية، وبعدها رابعا التطعيم، وهي مرحلة إلحاق بعض المواد للتزين، مثل اللون الذهبي أو الفضي أحيانا، تليها الصنفرة لجعل السبحة ملساء، يعقبها التلميع، إلى أن تأتي المرحلة السابعة والأخيرة، وهي اللضم (التجميع) وتقفيل السبحة. أما عن الخيوط المستخدمة في تجميع السبحة على شكل قلادة، يضيف عبد الله: «نستخدم خطوط النايلون والحرير، والمقاسات تكون بحسب حجم الخرزة». ويشير إلى أن هناك سبحًا مكونة من 33 خرزة وتسمى «الثلث»، ويكون هناك فاصل بينها بعد 11 خرزة، ويسمى «تفسيرًا»، وسبحا أخرى مكونة من 99 خرزة، وتسمى «الألفية»، والفاصل بها يسمى «عروسة»، ويكون كلّ 33 خرزة. وفي المعتقد الإسلامي، يثاب المسلم كلّما ذكر الله 33 مرة، مرددا سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر. ويستطيع صانع السبح أن يصنع من 10 إلى 20 سبحات يومًا؛ إذا كانت عادية، أما ما تحتاج إلى تطعيمات، فيستمر العمل في الواحدة 3 أيام متواصلة، وفق عبد الله. على مقربة من ورشة عبد الله، يقف الصانع المصري الأربعيني، عايد حسن، ويقول: «أعمل في مهنة صنع السبح منذ 20 عامًا.. وفي أيام الحج، وقبله (شهر) رمضان، وأي مناسبة دينية، يكون موسمنا». وعن أسعار السبح يقول عبد الله إن «الأسعار تتراوح بين 10 جنيهات (نصف دولار تقريبًا) وعدة آلاف، مثل الكهرمان (أحجار كريمة)، الذي تقدر سبحته بـ10 آلاف جنيه (500 دولار تقريبًا)، بحسب النوع والخامة والتطعيم، وأكثر المنتجات التي تلاقي إقبالا لرخصها قليلا هي المصنوعة من الكوك واليسر». ووفق الصانع عايد حسن فإن «مصر وتركيا معروفتان في صناعة السبح من زمن (لم يحدده)، وهناك جماليات وزخرفة في الصنعة بعضها تركي». ويستبعد أن تؤثر السبح الصينية سلبا على نظيرتها اليدوية المصرية قائلا: «حتى قيام الساعة لن يحدث ذلك، فالمصريون يتقنون هذه الصنعة، ويصدرون منتجاتها إلى دول عربية، منها السعودية». ولا توجد إحصاءات رسمية بشأن صادرات وواردات السبح في مصر. وتنافس السبحة اليدوية أخرى إلكترونية، تستورد من الصين، ويقوم المستخدم بالضغط على «زر» كما لو أنه يُسبح. كما دخلت السباق، مؤخرا، تطبيقات تسمح بالتسبيح على الهواتف المحمولة المزودة بنظام «أندرويد». وأمام آراء متشددة ترى في السبحة بدعة وتدعو إلى التسبيح بالأنامل، فلدار الإفتاء المصرية فتوى، عام 2004، تفيد بأن السبحة أمر مشروع أقره نبي الإسلام محمد، صلى الله على آله وسلم، ولم ينكره أحد بعده. (الأناضول) صناعة السبح اليدوية في مصر رزق وذِكر |
مدارس المهن اليدوية في الصومال: حلبة لمصارعة البطالة Posted: 26 Aug 2017 02:05 PM PDT عودة مدارس المهن اليدوية في الصومال بجهود شبابية صومالية باتت طريقة مبتكرة جديدة لتقليص نسبة البطالة في البلاد، والتي تقدر بأكثر من 60٪، وأصبحت شبيهة بحلبة يصارع فيها الشباب البطالة التي تهدد أسرهم ومستقبلهم. مدرسة «انتفاع»، في العاصمة مقديشو، باتت مقصد الكثير من الشباب الصوماليين العاطلين عن العمل، من أجل اكتساب مهنة تؤمن لهم عملًا ما في ظل الشح الكبير في الفرص العملية. عشرات الشباب والفتيات يقصدون المدرسة يوميا للتدرب على مهنة مختلفة كاللحام والكهرباء والميكانيك وصناعة الألومنيوم إلى جانب حرف صالونات التجميل والطبخ». ديقة أحمد مديرة المدرسة، أوضحت أن «فكرة المدرسة جاءت عقب بدء اندثار المهن اليدوية، وبشكل شبه كامل بين الصوماليين الذين يركزون فقط على التعليم الأساسي والجامعي نتيجة غياب المدارس المعنية بالمهن والحرف اليدوية». ولفتت إلى أن «انعدام المهن والحرف اليدوية أثر سلبًا على البلاد في عدة مجالات أهمها الجانب الاقتصادي والاجتماعي حيث باتت معظم الشركات المحلية مضطرة للاعتماد على اليد العاملة الأجنبية، الأمر الذي فاقم من أزمة البطالة». وقال الشاب العشريني حسن تهليل إنه «فضل الانضمام إلى هذه المدرسة بعد سنوات من البطالة وبسبب الوضع الاقتصادي المتردي لأسرته». وأضاف تهليل الذي أكمل تعليمه الثانوي بعد اكتساب حرفة للحام أنه «تمكن من ضمان احتياجات أسرته ودفع تكاليف الجامعة التي يتابع الدراسة فيها مساء». أما الطالبة منى أحمد التي تدرس مهنة التجميل، فقالت إن «هذه المدرسة باتت وجهة جديد لجميع الفتيات اللواتي عانين من البطالة لسنوات، ونحن من خلالها نتطلع لكسر شوكة البطالة بين الشباب والشابات». وأكدت أنها «في غاية السعادة لتعلمها هذه المهنة خلال أشهر معدودة، وقد تمكنتُ من الخروج من عالم البطالة التي لا تروق لأي كان». ومضت منى قائلة أنها تنتظر بشوق فتح صالون التجميل الخاص بها في الأيام المقبلة وأنها على ثقة بإقناع زبائنها الجدد بتصاميم تجميلية ذات جودة عالية، وأنها ستوفر عملًا لكثير من أقرانها اللواتي يعانين من البطالة. لم تتحول المدرسة لملجأ للشباب الذين اضطروا لإيقاف مسيرتهم التعليمية بسبب الأوضاع الاقتصادية فحسب، بل تحولت أيضًا لمقصد من قبل الطلاب الجامعيين الذين لا يجدون فرص عمل بعد اتمام دراساتهم. أحمد محمود أحمد، طالب جامعي قال إن «امتلاك شهادة جامعية لا يضمن لك الحصول على العمل، فمنذ نحو عامين تطاردني البطالة، ولم أحصل على عمل يؤمن لقمة عيش أسرتي». ولفت إلى أنه «قرر الالتحاق بهذه المدرسة من أجل الحصول على حرفة قد تؤهله لسوق العمل. والحمد لله اليوم أعمل كميكانيكي وأجني راتبًا». ولا تكتفي المدرسة بتعليم المهن المختلفة، بل تخصص لطلابها ساعات لتعلم اللغة الإنكليزية «من أجل تأهيل المتدربين وتهيئتهم لسوق العمل». وبعد انتهاء الدراسة التي تختلف فترتها بين حرفة وأخرى، من ستة أشهر إلى سنة، تعمل المدرسة على إرسال الطلاب المتفوقين لشركات محلية متعاونة معها للعمل فيها. وضمن الجهود المبذولة لتخفيض نسبة البطالة في البلاد، أعلنت الحكومة الصومالية في آب/اغسطس الجاري عن توفير نحو 3 آلاف فرصة عمل للشباب الجامعيين العاطلين عن العمل وذلك تنفيذا لوعود قطعتها منذ شباط/فبراير الماضي. وحسب إحصائيات غير رسمية، تتراوح نسبة البطالة في الصومال، بين 60 و70٪، حيث يشكل الشباب الغالبية العظمى من العاطلين عن العمل، نتيجة تدهور الاقتصاد المحلي، وغياب مرافق العمل الأساسية، جراء الحرب الأهلية، وعدم الاستقرار السياسي والأمني لأكثر من عقدين من الزمن. (الأناضول) مدارس المهن اليدوية في الصومال: حلبة لمصارعة البطالة |
سعوديون يطلقون حملة على «تويتر» للاحتجاج السلمي ضد حكومتهم Posted: 26 Aug 2017 02:05 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: أطلق نشطاء سعوديون حملة واسعة على الانترنت دعوا فيها إلى احتجاجات سلمية ضد حكومتهم اعتباراً من منتصف الشهر المقبل، مستغلين تغريدة أدلى بها المستشار في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني واعتبر فيها أن «الحراك السلمي» حق للشعب، لكنه وجهها للقطريين في تحريض مباشر لهم من أجل الاحتجاج، فيما تلقفها السعوديون لاستخدامها في الدعوة للاحتجاج. وشارك آلاف السعوديين في الحملة التي غرقت بها شبكات التواصل الاجتماعي تحت الوسم (#حراك_سلمي_السعودية) داعين إلى الخروج من أجل الاحتجاج وكسر جدار الصمت وعدم الاستمرار في الخوف، فيما سجل بعض المشاركين مقاطع فيديو من داخل السعودية لم تظهر فيها وجوههم لكنهم أرادوا من خلالها التأكيد على أنهم موجودون داخل المملكة وأنهم ناقمون على الأوضاع التي يعيشونها. وسجل مواطن سعودي لم يظهر وجهه مقطع فيديو قال فيه «إننا ننظم حراكا سلمياً للمطالبة بحقوقنا المسلوبة من نظام آل سعود القمعي. علينا كسر حاجز الخوف من أجل وطننا وأولادنا» وأضاف: «هذا الوطن ليس ملكا لآل سعود وحدهم وإنما هو لنا جميعا ولنا حق فيه كما لنا حق في ثرواته وميزانيته، ولنا حق في المليارات التي تذهب إلى ترامب والسيسي وإيفـانكا التي جــاءت لتتعلم هز الفنجان». ودعا المواطن السعوديين إلى الخروج في مسيرات بعد صلاة يوم الجمعة الخامس عشر من أيلول/سبتمبر المقبل في كل المدن الكبرى في المملكة، كما دعا إلى احتجاجات متواصلة أمام الدوائر الرسمية والحكومية طيلة أيام الأسبوع من أجل كسر حاجز الخوف. وانتشرت الكثير من التغريدات التي تدعو للاحتجاج السلمي في السعودية، كما نشر القائمون على الحملة بياناً تحدثوا فيه عن «معاناة الشعب السعودي» وقالوا إن آلاف المعتقلين السياسيين يقبعون في سجون المملكة. كما أوضح البيان أن الشعب السعودي يعاني من البطالة والفقر والحرمان من السكن، مقارنا بالأوضاع الأمنية والخدمية في قطر، مؤكدا أن تلك الأسباب هي سبب كاف لتحرك المواطنين في المملكة؛ للمطالبة بحقوقهم. واعتبر البيان حديث المستشار سعود القحطاني عن «الحراك السلمي في قطر» إيذانا بتغير السياسة السعودية تجاه الحراك السلمي، بإقرار مشروعيته في قطر. كما دعا البيان بعد سوقه الأسباب الدافعة للحملة إلى بدء الحراك السلمي. وأكد البيان في الختام أن أهداف هذا الحراك هي «معالجة البطالة والفقر وأزمة السكن، ومعالجة أسباب الجريمة والمخدرات، والتفكك الأسري وظلم المرأة» إضافة إلى العديد من المشكلات المجتمعية التي سردها. ونشر حساب على «تويتر» يُدعى «حراك 15 سبتمبر» تغريدة قال فيها: «بعد إقرار الحكومة السعودية بمشروعية الحراك السلمي. الدعوة لحراك 15 سبتمبر». وكتب أحد المغردين: «ما دام سعود القحطاني اللي ما ينطق عن الهوى أقر بمشروعية الحراك السلمي فلمَ لا؟ ونحن نعاني أكثر من قطر!!». فيما كتب آخر: «لا أتمنى حراكاً سلمياً. لكن أتمنى أرتفاع الأصوات ضد العصابة الليبرالية التي استلمت مايك الشعب وتتحدث بلسانه في القنوات والصحف». وغرد الصحافي فهد العمادي: «#حراك_سلمي_السعودية حق من حقوق الشعب السعودي الذي يعاني من الفقر والبطالة وغياب العدالة وهدر أمواله على حروب فاشلة وصفقات مضروبة». وأضاف: «الفرصة متاحة للشعب السعودي من أي وقت لهذا الحراك وبضوء أخضر من القيادة السعودية من أجل المطالبة بحقوقهم المسلوبة». وكتب مواطن سعودي يُدعى تركي: «عزيزي السعودي إستغل موافقة الديوان على الحراك السلمي واعترض على العلمانية وشاطئ العراة، آخر فرصة لك. انتهى». وعلق أحد المغردين قائلاً: «الوزير المستشار الفارس الشاعر يأذن بـ #حراك_سلمي في السعودية لحل أزمات البطالة والاسكان. كفو يا دليم بس وفّر لهم الحماية، ولا تنسى أن القمع جريمة حرب». وقال سعودي يطلق على حسابه اسم «تيك أوف» مغرداً: «ولي الأمر سمح بالمظاهرات السلمية عن طريق مستشاره الأمين! وطاعة ولي الأمر واجبة! لابد من تنظيم مظاهرة سلمية وعدم قمعها!». وعلق آخر: «أخيرا صار عندنا بالبلد المظاهرات مشروعة ومن يحاربها يعتبر في جريمة حرب». ونشر حساب يُطلق على نفسه اسم «سعود القحطاني» وهو اسم المستشار في الديوان الملكي نفسه، نشر تغريدة يقول فيها: «سنبدأ بأنفسنا ونطالب بحراك سلمي على أن يضمنوا أمننا كما يضمنونه في دول أخرى». ونشر حساب «شؤون عربية» تغريدة قال فيها: «سعود القحطاني ورط آل سعود، وهذه التغريدة أسست لمرحلة جديدة في الخليج لأن الرجل كما قال لا يقدح من رأسه!»، في إشارة إلى تغريدة المستشار القحطاني التي قال فيها إن قمع الحراك السلمي يُشكل جريمة حرب. وعلق ناشط سعودي آخر بالقول: «أتمنى من القوى الفاعلة في المجتمع تبني حراك يتماشى وانفتاح الدولة مع حق التظاهر السلمي. وسأكون أول مؤيد وداعم». وكتب ناشط يُدعى المتألق: «الحراك السلمي في السعودية يتيح لكم التعبير عن مطالبكم في بريدة وجدة والرياض والشرقية فتحركوا يا أهل السعودية». وأضاف: «الحراك السلمي يؤهلكم لرفع أصواتكم بالموافقه أو ضد العلمانية، ويعطيكم فرصة التساؤل عن ثروات بلادكم وعلاقتها بالدولة الإسرائيلية، ولترتفع أصواتكم لتقفون على ما يفعله ولد زايد ببلدكم السعودية». وغرد آخر: «إذا ما لقينا الوظايف في الوقت اللي فيه دولتنا تنعم بالنفط، متى بنلقى الوظائف وننعم بالاستقرار، ملينا من الوعود الكاذبة». وأكد جابر الأحمد: «الحراك السلمي حق لكل سعودي يطالب بأبسط حقوقه، وهي وظيفة وبيت، لا تخلون مطالبكم في حدود التويتر؛ لضمان حق عدم الضياع». وأضاف محمد حمد ساخطا: «#حراك_سلمي_السعودية، وظفونا لا بارك الله فيكم من دولة، الله يمحيكم عن الأرض، الله يأخذكم، أبي (أريد) وظيفة، أبي حقي الشرعي وظيفة». وقالت عهود: «#حراك_سلمي_السعودية لما ندفع 400 مليار لأمريكا.. وننسى جنودنا وشعبنا» فيما أكد فهد محمد: «أصلا هالفرصة للشعب السعودي لن تتكرر لو بعد 1000 سنة، مفروض يستغلونها». وغرد ناصر البشير: «الحراك السلمي يعني المطالبة بالحقوق بأسلوب حضاري، ومن حق أي مواطن المطالبة بحقه المشروع بالسكن والوظيفة والتعليم وغيره». وتأتي هذه الحملة بعد أيام قليلة فقط على التغريدة التي نشرها المستشار في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني على «تويتر» ودعا فيها القطريين إلى «حراك سلمي» وقال إنه حق للشعب وإن قمعه يمثل «جريمة حرب» وهي التغريدة التي نشرها القحطاني بعد أيام من إعلانه في المكان نفسه على «تويتر» أن ما يكتبه ليس سوى تنفيذ لأوامر الملك سلمان وابنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. واعتبر الكثير من المتابعين والمراقبين أن تغريدة القحطاني عن «حراك سلمي» وأن قمعه جريمة حرب تمثل سقطة كبيرة وخطأ يورط المملكة، نتيجة أن السعودية تمنع الاحتجاجات بالقوة وتقمع من يحاول الخروج إلى الشارع من أجل التعبير عن رأيه أو الضغط على السلطات أو المطالبة بأي شيء، فيما تأتي هذه التغريدة لتكون حجة على الدولة والنظام. كما لفت بعض النشطاء على الانترنت إلى حقيقة مفادها أن القوات السعودية دخلت إلى مملكة البحرين قبل سنوات قليلة من أجل قمع المحتجين المدنيين وقامت بسحقهم بشكل كامل وإزالة دوار اللؤلؤة الذي كانوا يعتصمون فيه، لكنها تحاول اليوم تحريض القطريين على «حراك سلمي». سعوديون يطلقون حملة على «تويتر» للاحتجاج السلمي ضد حكومتهم |
ملاحقات الحكومة المصرية لحرية التعبير تصل إلى ألمانيا Posted: 26 Aug 2017 02:04 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: تسببت تدوينة على «فيسبوك» كتبها طالب مصري يدرس الدكتوراه في ألمانيا، تسببت بفقدانه المنحة التي حصل عليها، فضلا عن أن السفارة المصرية في برلين تبادلت لاحقاً الاتهامات مع الطالب المصري الذي يُفترض أن يتمتع بالحماية من سفارة بلاده لا أن يتعرض لهجوم منها ومضايقات من مسؤوليها. وفي التفاصيل التي كشفتها الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، واطلعت عليها «القدس العربي» فان الباحث وطالب الدكتوراه المصري المقيم في ألمانيا تقادم الخطيب فقد منحته الدراسية وتعرض لتهديدات من مسؤولين في سفارة بلاده في العاصمة برلين، وذلك بسبب تدوينة على «فيسبوك» أعرب فيها عن رفضه للتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية. وتأتي قضية الطالب المصري المبتعث لتعيد التذكير بمجموعة من صحافيي جريدة «اليوم السابع» الذين فقدوا وظائفهم بسبب رفضهم لاتفاقية التنازل عن الجزيرتين، وهو ما دفع الكثيرين في مصر إلى الاستنتاج أن الحكومة بدأت حملة تصفية حسابات مع الأشخاص الذين عارضوا التنازل عن الجزيرتين، أو الذين شاركوا في احتجاجات ضد تسليمهما للسعودية. وكان الباحث المصري تقادم الخطيب الذي يعد رسالة الدكتوراه في ألمانيا تلقى تهديدات من أحد المسؤولين الإداريين في السفارة المصرية في برلين بإلغاء منحة الدكتوراه إذا لم يسلم جواز سفره إلى السفارة، وهو إجراء غير معهود ويشكل مخالفة للقانون، كما أكد الطالب الخطيب أنه رفض طلبا سابقا للمسؤول الإداري نفسه بالسماح له بالدخول على حسابه على شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك». وأعربت الشبكة في بيان عن «انزعاجها الشديد للعداء الذي تكنه الحكومة المصرية لحرية التعبير» على حد تعبير البيان. وقالت إنه «رغم الممارسات البوليسية التي عهدناها من السفارة المصرية في برلين سابقا ضد مواطنين مصريين منتقدين للأداء الحكومي، إلا أن التهديدات الصريحة للمسؤول الإداري المدعو أحمد فاروق حامد غنيم، والتهديد بالغاء منحة الدكتوراه، يمثل منعرجاً حاداً سواء في العداء لحرية التعبير أو في خرق القواعد والإجراءات التي تحكم علاقة السفارة المصرية في برلين بمواطنين مصريين في مهام أكاديمية وعلمية». وتقول الشبكة إن الباحث والطالب تقادم الخطيب بقي له نحو عام ونصف فقط لانهاء خطة الدكتوراه والحصول على الشهادة العليا، وخلال دراسته في برلين التي أمضى فيها نحو ثلاثة أعوام حتى الآن، نال تقدير زملائه والمشرفين الأكاديميين على رسالته، وقد أعربوا عن رفضهم للأداء البوليسي الذي جوبه به الخطيب من السفارة المصرية وأعلنوا عن تمسكهم بالقيم والمعايير الأكاديمية وأهمها حرية التعبير وعدم جواز معاقبة مواطن بسبب آرائه الشخصية. وكانت جريدة «اليوم السابع» وهي أكبر وأشهر الصحف الخاصة في مصر، قد فصلت أربعة من صحافييها بسبب موقفهم المعارض للتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، حيث كان رئيس تحرير الجريدة قد استدعى الصحافيين الأربعة وهم: سمر سلامة، وعبد الرحمن مقلد، وماهر عبد الواحد ومدحت صفوت، والمعينين بالجريدة منذ ما يقرب من 10 سنوات، وأبلغهم أنهم ينتقدون الرئيس بشكل علني عبر حساباتهم الشخصية على موقع «فيسبوك» كما أنهم من ضمن الموقّعين على بيان ضم 1600 صحافي آخرين لإدانة ورفض موقف الحكومة المصرية من توقيع اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية مع المملكة العربية السعودية. وعقاباً لهم على ذلك طلب رئيس التحرير منهم التوقيع على إجازة بدون راتب لمدة عام، فلما رفض الصحافيون التوقيع أعلنت إدارة الجريدة فصلهم من العمل. ولاحقاً لذلك أصدرت ثماني منظمات حقوقية مصرية، بياناً مشتركا أدانت فيه ما اعتبرته «القرارات التعسفية بالفصل بحق عدد من صحافيي الجرائد والمواقع الإخبارية التابعة لشركة إعلام المصريين لمالكها رجل الأعمال المصري أحمد أبو هشيمة، والتي يرأس تحريرها الصحافي خالد صلاح، وذلك على خلفية ممارسة حقهم في التعبير عن رأيهم الشخصي ووجهات نظرهم السياسية عبر حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي». وأكدت المنظمات أن تلك القرارات تمثل انتهاكا صارخا للحق في حرية التعبير عن الرأي، وتشكل انتهاكا لخصوصية هؤلاء الصحافيين عبر عملية أشبه بمراقبة حساباتهم الشخصية ومطالعة الآراء التي يُعبِّرون عنها، الأمر الذي يمثل تهديدا لحرية الصحافة لما يحمله من إلزام للصحافيين بتبني مواقف ووجهات نظر سياسية بعينها. ملاحقات الحكومة المصرية لحرية التعبير تصل إلى ألمانيا |
لهذا السبب غضب جوليان أسانج من قناة «العربية» Posted: 26 Aug 2017 02:04 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: أبدى مؤسس موقع «ويكيليكس» الشهير جوليان أسانج غضبه وسخطه من قناة «العربية» السعودية التي تبث من دبي في دولة الإمارات، وقال في تغريدة عبر حسابه على «تويتر» أن قناة «العربية» تنشر «الأخبار المفبركة السخيفة يومياً». وحسب أسانج فإن «قناة العربية تنشر بشكل متزايد الأخبار المفبركة السخيفة في حين يستمر النزاع بين قطر والإمارات» وذلك في إشارة إلى أن الفبركة التي تقوم بها القناة وما قامت بتلفيقه له يندرج في إطار الحرب الإعلامية التي تشنها السعودية والإمارات ضد دولة قطر. وكذب أسانج في تغريدته، خبراً ضد دولة قطر نشرته القناة باللغة الإنكليزية، زعمت فيه أن «مؤسس ويكيليكس يملك 7 برقيات عن قطر، نشر 5 منها فقط، بعدما تواصلت دولة قطر مع إدارة الموقع». ونفى أسانج جملة وتفصيلا هذه المعلومة، ونشر على حسابه في «تويتر» صورة للتقرير المنشور على موقع قناة «العربية» بالإنكليزية وتبدأ القناة بمعلومات منسوبة الى جريدة «دايلي تلغراف» البريطانية، ثم تنتقل بعدها مباشرة بنشر المعلومات المفبركة من أجل إيهام القارئ أن الكلام لا يزال منسوباً إلى الجريدة البريطانية، وهو ما لم تنشره «دايلي تلغراف» وما لم يحدث في الواقع، حسب ما يؤكد أسانج. وكانت كل من السعودية والإمارات قد بدأتا حرباً إعلامية مفتوحة ضد دولة قطر منذ اختراق وكالة الأنباء القطرية «قنا» في الرابع والعشرين من أيار/مايو الماضي، حيث تم نشر تصريحات مفبركة على لسان أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وهي تصريحات سرعان ما تلقفتها وسائل الإعلام المحسوبة على أبو ظبي والرياض من أجل البدء بالحملة ضد الدوحة. وأعلنت دولة قطر لاحقاً بعد أن فتحت تحقيقاً موســـعاً بخصوص الاختراق أن عملية القرصنة ونشر التصريحات المفبركة كان مصدرها أبو ظبي، وهو ما أكده لاحقاً مسؤولون أمريكيون بعد أن استعانت قطر بخبراء من مكتب التحقيقات الفدرالية (FBI). ولاحقاً للحملة الإعلامية، وتحديداً في حزيران/يونيو الماضي سحبت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر سفراءها من قطر وأغلقت الحدود والأجواء أمامها وأعلنت فرض عقوبات على الدوحة في محاولة للضغط على قطر من أجل الموافقة على 13 مطلباً تقدمت بها الدول الأربع، إلا أن دولة قطر رفضت هذه المطالب واعتبرتها انتهاكاً لسيادتها. ومنذ اقتراب موسم الحج بدأت دول الحصار الأربع، وخاصة السعودية تشعر بالحرج، حيث لأول مرة لن يتمكن مواطنو دولة خليجية من أداء فريضة الحج بسبب الأزمة السياسية، وهو ما دفع المملكة إلى فتح حدودها البرية أمام الحجاج القطريين على أن يتم نقلهم بالطائرات السعودية من أقرب مطار إلى مكة المكرمة مجاناً ودون أي نفقات مالية، لكن أغلب القطريين رفضوا العرض السعودي وأعلنوا عبر شبكات التواصل الاجتماعي أن على المملكة أن ترفع الحصار عنهم ليسافروا إلى الحج على نفقتهم الخاصة، وليس على نفقة الحكومة السعودية أو الملك سلمان. لهذا السبب غضب جوليان أسانج من قناة «العربية» |
موظفو «آبل» يتنقلون بسيارات ذاتية القيادة داخل مباني الشركة Posted: 26 Aug 2017 02:03 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: ظهر مؤشر جديد على اهتمام شركة «آبل» في إنتاج السيارات ذاتية القيادة التي تتنافس العديد من الشركات في العالم على تطويرها، ويسود الاعتقاد أن «آبل» تستعد لدخول هذا السوق، إلا أن الشركة الأمريكية لم تؤكد علنا أنها ماضية في صناعة هذا النوع من السيارات، فيما لا يزال من غير المعروف إن كانت الشركة تطور التكنولوجيا الخاصة بهذه السيارات أم أنها تعمل على صناعة سيارات كاملة. وتم الكشف أخيراً عن أن الشركة تعمل على تطوير خدمة نقل مكوكية ذاتية القيادة من شأنها أن تنقل موظفي الشركة من مبنى إلى آخر كجزء من جهودها في مجال السيارات ذاتية القيادة، حسب ما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير لها. وقال التقرير إنه منذ أكثر من 3 سنوات تحول مشروع السيارات ذاتية القيادة الخاص بشركة «آبل» من التركيز على سيارة مستقلة تماما تحمل علامة الشركة التجارية إلى نظام للقيادة الذاتية في العام الماضي، ولاختبار هذا النظام، تعتزم الشركة تطوير خدمة نقل للموظفين تستخدم نظام القيادة خاصتها. ونقلت «نيويورك تايمز» عن خمسة أشخاص مطلعين أن برنامج النقل المكوكي الذي يتم العمل عليه في الوقت الراهن، يحمل اسم (PAIL) وذلك اختصارا لعبارة (Palo Alto to Infinite Loop) في إشارة إلى مكاتب الشركة العديدة في وادي السيليكون في ولاية كاليفورنيا الأمريكية. وأضافت الصحيفة التي لم تكشف عن هوية مصادرها إن الشركة تخطط لاستخدام مركبات تجارية من إحدى شركات صناعة السيارات التي لم تُحدد، على أن تتضمن تقنية القيادة الذاتية الخاصة بالشركة. وقالت إنه عندما بدأت شركة «آبل» في استكشاف تقنية السيارات تحت اسم «بروجيكت تيتان» استأجرت مئات الأشخاص من ذوي الخبرة في كل شيء بدءًا من الأتمتة إلى تصنيع السيارات. واستكشف الفريق مجموعة واسعة من التقنيات، بما في ذلك الأبواب الآلية الصامتة، وتطوير سيارة خالية من عجلة القيادة أو الدواسات، بالإضافة إلى شاشات تدعم تقنية الواقع المعزز، وتحسين جهاز الاستشعار المعروف باسم «ليدار» الذي يبرز فوق السيارة على شكل مخروط دوّار، حتى أنها درست إمكانية تطوير عجلات كروية الشكل. وقالت مصادر الصحيفة: «حتى إن آبل فكرت في إعادة اختراع العجلة. إذ بحث فريق داخل تيتان في إمكانية استخدام عجلات كروية ـ مستديرة مثل الكرة الأرضية ـ بدلًا من التقليدية، الدائرية، إذ إن العجلات الكروية يمكن أن تسمح للسيارة بالتحرك جانبيًا على نحو أفضل». وحسب مصادر «نيويورك تايمز» فلم تكن هناك رؤية واضحة لسيارة «آبل» ثم كانت هناك خلافات داخلية بشأن ما إذا كان ينبغي للشركة أن تسعى إلى تطوير مركبة ذاتية القيادة تمامًا أو مركبة شبه مستقلة، وما هي لغة البرمجة التي ينبغي استخدامها لنظام التشغيل. وكان ستيف زادسكي، الذي قاد في البداية مشروع تيتان ولكن تنحى في أوائل عام 2016 قد دفع نحو تطوير سيارة شبه مستقلة، في حين أراد فريق التصميم الصناعي التابع لجوني إيف سيارة ذاتية القيادة «تسمح للشركة بإعادة تصور تجربة السيارات». وفي منتصف عام 2016 استلم بوب مانسفيلد زمام المشروع ليتحول من تطوير سيارة إلى الاقتصار على تطوير التقنية الخاصة بالقيادة الذاتية. لتقوم آبل بعد ذلك بتسريح العديد من أعضاء فريق الأجهزة، ولكن يُقال إن الروح المعنوية قد تحسنت تحت قيادته الآن بعد أن أصبحت آبل تصب تركيزها على نظام القيادة الذاتية. وكان الرئيس التنفيذي للشركة، تيم كوك، أكد رسميا في شهر حزيران/يونيو الماضي، ولأول مرة أن الشركة تعمل حاليا على الدخول إلى سوق السيارات ذاتية القيادة، ولكن من باب التقنية، أي أنها لا تفكر في تصنيع سيارة تحمل علامتها التجارية، وذلك بعد سنوات من تكتم الشركة على هذا الأمر. وكشف في مقابلة مع تلفزيون «بلومبرغ» عن خطط الشركة المتعلقة بهذا المجال: «نركز على أنظمة القيادة الذاتية» وأضاف: «إنها تقنية أساسية نراها مهمة جدًا» وشبّه هذه الجهود بأنها «أم جميع مشاريع الذكاء الاصطناعي» قائلًا إنها «قد تكون واحدة من أصعب مشاريع الذكاء الاصطناعي التي يُعمل عليها». وشهد سوق السيارات ذاتية القيادة عددًا كبيرًا من شركات التقنية التي تدفع في هذا الاتجاه، إذ وقعت شركة وايمو التابعة لألفابت وهي الشركة الأم لغوغل اتفاقًا مع شركة فيات كرايسلر للسيارات وشركات خدمات التوصيل ليفت لتطوير التقنية. وقامت شركات صناعة السيارات، مثل «بي إم دبليو» وجنرال موتورز بفتح عدد كبير من المكاتب في وادي السيليكون مع إنفاق مئات الملايين من الدولارات للحصول على سيارات ذاتية القيادة. موظفو «آبل» يتنقلون بسيارات ذاتية القيادة داخل مباني الشركة |
كويكب كبير يقترب من الكرة الأرضية في أول أيام عيد الأضحى Posted: 26 Aug 2017 02:03 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: ستكون الأرض على موعد مع مرور كويكب «فلورنس» الكبير بشكل آمن قربها، في الأول من أيلول/سبتمبر 2017 أي في اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك، إذ سيكون الكويكب على مسافة حوالي 7 ملايين كلم من الكرة الأرضية. ويعد «فلورنس» من أكبر الكويكبات القريبة من الأرض، حيث تشير القياسات الصادرة عن تلسكوب «Spitzer» التابع لوكالة ناسا، وبعثة NEOWISE إلى أن قطره يبلغ نحو 4.4 كم. ونقلت وكالة «ناسا» عن بول تشوداس، مدير مركز دراسة الأجسام القريبة من الأرض (CNEOS) في مختبر الدفع النفاث التابع للوكالة الأمريكية: «في حين أن العديد من الكويكبات المعروفة مرت بالقرب من الأرض على مسافة أقرب من التي سيحققها فلورانس في 1 أيلول/سبتمبر، إلا أنها كانت أصغر حجما». وأضاف: «فلورانس سيكون أكبر كويكب يمر بالقرب من الأرض، منذ تاريخ بدء برنامج ناسا لتتبع الكويكبات القريبة من كوكبنا». ويقدم هذا الحدث فرصة مهمة للعلماء، من أجل دراسة الكويكب عن قرب، ومن المتوقع أن يكون الكويكب هدفا ممتازا لمرصد الرادار على الأرض. يشار إلى أن مركز التصوير بالرادار يعد جزءا من نظام «غولدستون» للطاقة الشمسية التابع لوكالة ناسا في كاليفورنيا، ومرصد «أريسيبو» التابع لمؤسسة العلوم الوطنية في بورتوريكو. وستُظهر صور الرادار الناتجة، الحجم الحقيقي لكويكب «فلورنس» كما يمكن أن تكشف عن تفاصيل السطح الصغيرة. واكتشفته المركبة Bobby في مرصد Siding Spring في أستراليا، خلال شهر اذار/مارس 1981. وأطلق عليه اسم «فلورنس» تيمنا بالبريطانية فلورنس نايتينغيل (1820-1919) رائدة التمريض الحديث. ويعد اقتراب الكويكب من الأرض، الأقرب على الإطلاق منذ عام 1890 وأيضا لن يحدث مرور مماثل بهذا القرب من كوكبنا حتى عام 2500. كويكب كبير يقترب من الكرة الأرضية في أول أيام عيد الأضحى |
«مرسيدس» تخترع سيارة خارقة أسرع من الطائرة المروحية وتعمل بالكهرباء Posted: 26 Aug 2017 02:03 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: طرحت شركة «مرسيدس» الألمانية المتخصصة في صناعة السيارات مركبة فريدة من نوعها، وهي عبارة عن سيارة كهربائية بالغة الفخامة وتتمتع بمواصفات عالية جداً ويتوقع أن تدخل فيها بمنافسة ساخنة مع شركة «تيسلا» التي تتصدر حالياً سوق السيارات الكهربائية في العالم. ويمكن لسيارة المرسيدس الجديدة أن تتفوق في سرعتها على سرعة الطائرة المروحية (الهليوكبتر) إلا أنها لا تُصدر أي ازعاج أو اهتزاز ويتمتع ركابها بالهدوء التام بفضل المحرك الكهربائي العملاق الموجود داخلها والذي يتمتع بالهدوء والنظافة والأمان والاستقرار. والمركبة الجديدة التي كشفت عنها شركة «مرسيدس» لأول مرة وعرضتها على شواطئ كاليفورنيا أطلقت عليها اسم (Vision Mercedes-Maybach 6 Cabriolet) تعمل بالطاقة الكهربائية ولديها قدرة عالية على التسارع حيث تتفوق على أغلب السيارات الرياضية من حيث السرعة والتسارع التدريجي. ووصفت الشركة سيارتها الجديدة أنها «جذابة وحساسة وذات تصميم عاطفي مع حلول تقنية مبتكرة تشكل في نهاية المطاف تعريفاً لترف ورفاهية المستقبل». وتحتوي السيارة على معدات استثنائية للرحلات والاستجمام على الشواطئ، وتتضمن صندوقا أمامياً يحتوي على مظلة تحمي من الشمس وأدوات لتناول الطعام بما فيها الأطباق والسكاكين وأدوات المطبخ الأساسية، كما توجد في داخلها مائدة يمكن أن توضع أيضاً خلال الرحلات والتنقلات على الأرض لتناول طعام الغداء أو العشاء عليها. وهي من تصميم الخبير العالمي غوردون ويجنر الذي ظهر إلى جانبها في أول ظهور لها في معرض متخصص أقيم في ولاية كاليفورنيا الأمريكية قبل أيام. ويبلغ طول المركبة 5.7 متر، أما عرضها فيبلغ 2.1 متر، وهو ما يعني أن مالك هذه السيارة قد يعاني من أجل العثور على موقف متناسب معها، ومن المفترض أن يتوافر لدى مالكها مرآب خاص بها على اعتبار أن حجمها أكبر من السيارات التقليدية الصغيرة التي يمكن إيقافها في الشارع أو في المواقف العادية. أسرع من الطائرة ورغم الحجم الكبير للسيارة إلا أنها لا تتسع سوى لشخصين فقط، حيث توفر لهما فخامة ليس لها نظير وراحة عالية، والجلوس فيها يصبح أشبه بالجلوس في الطائرة الخاصة ذات الرفاهية العالية. ويمكن لسيارة المرسيدس الجديدة أن تصل سرعتها إلى 62 ميلا (100 كلم/ الساعة) خلال أربع ثواني فقط، أي أن لديها قدرة عالية جداً على التسارع في وقت قصير جداً، أما سرعتها القصوى فتصل الى 310 أميال في الساعة، أي أنها تصل الى سرعة 500 كلم في الساعة كحد أقصى، وهي سرعة تتفوق على الطائرة المروحية، ويمكنها أن تحلق في السماء لو كانت مجهزة لذلك. وتستطيع السير بهذه السرعة الخارقة بفضل المحرك الكهربائي الذي يقوم بتشغيلها والذي يُنتج طاقة تصل إلى 740 حصاناً، أي أنه محرك عملاق مقارنة بحجم السيارة ووزنها. انتشار السيارات الكهربائية وأصبحت السيارات الكهربائية تستحوذ على اهتمام متزايد من قبل صانعي السيارات في العالم، حيث باتت الشركات تتسابق على إنتاج أحدث الصيحات في هذا المجال، مع تزايد القناعة السائدة في العالم بأن المستقبل هو لهذا النوع. وأعلنت بريطانيا مؤخراً أنه اعتباراً من العام 2040 سوف يصبح من المحظور على أي سيارة تعمل بالوقود التقليدي السير في شوارع البلاد، ما يعني أن كل المركبات ستصبح عاملة بالكهرباء أو الطاقة النظيفة خلال السنوات العشرين المقبلة على أبعد تقدير. وفي العام 2010 بدأت ألمانيا تجهيز برنامج لاختبار السيارات الكهربائية، حيث قامت عدة مصالح حكومية وبعض الشركات الكبيرة باستيراد سيارات من هذا النوع، لكن العديد من المشكلات ما زالت تواجه هذا الطراز من السيارات ومنها مشكلة تأمين المستخدم للسيارة من الجهد الكهربي العالي اللازم لتسييرها، حيث تحتاح إلى جهد كهربائي يبلغ نحو 650 فولطا، كذلك لا بد من اختبار البطارية الثقيلة التي تبلع نحو 120 كيلوغراما للسيارة الصغيرة في حالة حوادث الاصطدام وان لا تكون سببا لاشتعال السيارة. كما تمثل البطاريات مشكلة حقيقية في السيارات الكهربائية، حيث تحتاج إلى بطاريات ثقيلة ومرتفعة الثمن، إذ تحتاج إلى قدرة نحو ستة آلاف من نوع بطارية ليثيوم أيون التي تستخدم في الهاتف المحمول. وتحاول مصانع إنتاج السيارات ابتكار بطاريات جديدة للسيارات يكون ثمنها وحدها أقل من 20 ألف دولار، لكن العمل يسير بنشاط في عدد كبير من مصانع السيارات المرموقة وبتشجيع ودعم مالي من الحكومات في العالم لتطوير البطاريات التي تعمل على أساس بطارية الليثيوم (Li-Tec) ومن تلك البطاريات ما نجح خلال الاختبار في إعادة شحنها 3000 دورة، أي أن البطارية صالحة للعمل -من حيث المبدأ – لمسافة كلية مقدارها 300 ألف كيلومتر. شوارع ذكية في هذه الأثناء، فان ما يؤكد أن المستقبل هو للسيارات الكهربائية دون غيرها، هو أن أحدث صيحات التكنولوجيا تكشف أن السيارات الكهربائية في المستقبل لن تحتاج لإعادة الشحن أصلاً لأن الشوارع الذكية ستقوم بإعادة شحنها تلقائياً. وابتكرت الشركة المصنعة لرقاقات الهواتف الذكية (كوالكوم) شارعا يشحن السيارات الكهربائية عند مرورها فوقه حتى عند سيرها بسرعات عالية، لتكون هذه الإشارة الأولى من نوعها التي تكشف عن تحول ربما في الشوارع مستقبلاً وليس فقط في السيارات. ومن شأن هذا النوع من الطرق السريعة والذكية أن يُحدث ثورة في سوق السيارات الكهربائية التي تشهد العديد من عقبات شحن البطاريات في الوقت الحالي. وقالت جريدة «دايلي ميل» البريطانية إنه تم إجراء أول عرض مباشر لطريق الشحن اللاسلكي الذي يمتد على مسافة 100 متر قبل أيام في فرنسا، ويعمل عبر ربط عدد من منصات الشحن اللاسلكية «هالو كوالكوم» المصممة لشحن السيارة الكهربائية عند توقفها. واقترح الخبراء في الشركة فكرة إدراج هذه المنصات فعليا في أجزاء من الطريق، عند إشارات المرور، وفي سيارات الأجرة لتطبيق عملية الشحن عند التوقف. وأظهر العرض الأخير أن هذه التكنولوجيا قابلة للتكيف والتعديل، وتم تشغيل سيارتين من طراز رينو، على امتداد الطريق السريع، لإظهار فعالية شحن البطاريات أثناء الحركة. وبالفعل، تم إرسال 20 كيلو واط من الطاقة إلى كل سيارة، خلال العرض التجريبي، وهو تقريبا ما توفره معظم نقاط شحن السيارات الكهربائية العامة المنتشرة في بريطانيا. ويمكن لهذه التكنولوجيا حل مشكلة نفاد شحن بطاريات السيارات الكهربائية على الطرق السريعة، مع الحد بشكل كبير من أوقات سفر سائقي السيارات الكهربائية، بحثا عن نقاط الشحن. وذكرت الشركة الأمريكية (كوالكوم) التي تصنع أيضاً رقائق هواتف أندرويد وآبل أن الأمطار الغزيرة لا تؤثر على عملية الشحن اللاسلكي، حيث قامت بتطوير التكنولوجيا الحديثة بالشراكة مع مؤسسة الأبحاث الفرنسية (فيدكوم) كجزء من مشروع أوروبي بقيمة 9 ملايين يورو. خلال 10 سنوات فقط وكانت جريدة «اندبندنت» البريطانية نشرت تقريراً نقلت فيه عن عدد من الخبراء في مجال السيارات توقعاتهم أن تهيمن السيارات الكهربائية على العالم خلال السنوات العشر المقبلة فقط، وأن تبدأ السيارات العاملة بالوقود التقليدي في الاختفاء من الشوارع. وقال الخبراء إن السيارات الكهربائية ذاتية القيادة ستنتشر بشكل أكبر للحماية من التلوث إذ سيتزايد الاعتماد عليها في الأماكن العامة في العديد من دول العالم بحلول عام 2030. وقال الخبير في مجال السيارات سيمون تريكر إن السلطات البلدية في اسكتلندا تفكر في تغيير شكل الشوارع خلال العقود المقبلة، فالسيارات ذاتية القيادة لن تحتاج أماكن للوقوف في المدينة، أو مواقف للاصطفاف بها، إذ سيتم استخدامها لتوصيل الركاب من وإلى أماكنهم والعودة إلى مكان بعيد عن المدينة. يشار إلى أنه منذ ارتفاع أسعار النفط أصبح الوقود وكيفية التقليل من استهلاكه واحداً من أبرز مجالات التنافس بين منتجي السيارات، كما أن ارتفاع مستويات التلوث أيضاً تسبب بقلق لدى منتجي السيارات دفعهم إلى البحث عن طرق لاستخدام الوقود النظيف، وجاء هذا في الوقت الذي تمكنت فيه شركات سيارات كبرى من إنتاج مركبات هجينة تستهلك كميات أقل من الوقـود، إضــافة إلى أن المركبات التي تعمل بالطـــاقة الكــهــربائية بشكل كامل بدأت في الظهور والانتشار هي الأخرى منذ سنوات. «مرسيدس» تخترع سيارة خارقة أسرع من الطائرة المروحية وتعمل بالكهرباء |
الأمم المتحدة: نصف المحاصرين في الرقة السورية «أطفال» Posted: 26 Aug 2017 02:02 PM PDT أعلنت الأمم المتحدة، أمس أن نصف عدد المدنيين المحاصرين في مدينة الرقة السورية (شمال شرق)، هم من الأطفال. وقال فران إكيزا، ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إن «عدد المحاصرين في الرقة بلغ 20 ألف شخص، نصفهم من الأطفال الذين عانوا من تجارب صادمة، بسبب سيطرة مسلحي تنظيم داعش الإرهابي، على مدينتهم». وأضاف «هناك 10 آلاف طفل محاصر بالرقة في ظروف صعبة للغاية، حيث المعارك الدائرة يوميًا، وسط غياب تام للماء والكهرباء، وقلة الطعام». وطالب المسؤول الأممي بـ«السماح للأطفال والأسر بمغادرة المدينة في أمان وكرامة». الأمم المتحدة: نصف المحاصرين في الرقة السورية «أطفال» |
السورية ماجدة أم اليتامى تتولى رعاية 300 يتيم في تركيا Posted: 26 Aug 2017 02:02 PM PDT ماجدة رمضان أم سورية لثلاثة يتامى فقدوا أباهم في الحرب الدائرة ببلادها منذ عام 2011 تتولى في ذات الوقت وبشكل طوعي دور «الأم» لـ300 طفل في دارٍ للأيتام بولاية هطاي جنوبي تركيا. وتقيم رمضان مع أطفالها الثلاثة – بنتان وولد – في مركز إيواء بقضاء «ألتون أوزو» في هطاي، وتعمل 6 أيام في الأسبوع بشكل طوعي في دارٍ للأيتام بالقضاء ذاته، تأوي 300 طفل سوري، حيث تقوم برعايتهم إلى جانب أطفالها الثلاثة. وأوضحت ماجدة أنها من سكان «جسر الشغور» في محافظة إدلب السورية (غرب)، مبينة أنها فقدت زوجها قبل 6 أعوم بالحرب، وأنها أصيبت مع ابنها في هجمة استهدفت المدينة. وإثر ذلك اضطرت رمضان للقدوم إلى تركيا لتلقي العلاج، ولم تعد إلى بلادها منذ ذلك الحين؛ بغية حماية أطفالها من ويلات الحرب، بحسب قولها. وتابعت في ذات السياق «أنا سعيدة للغاية بقدومي إلى تركيا، فالناس هنا طيبون جدا، وكانوا خير معين لي بعد أن اسودت الدنيا في وجهي عقب فقد زوجي، وما جئت إلى هنا إلا خوفًا على أطفالي». وعن عملها التطوعي في دار للأيتام، أضافت الأم: «أريد أن أقدم كل ما بوسعي لهؤلاء اليتامى». واستطردت في ذات السياق «كوني أمًا لأيتام، فأنا أشعر جيدا بهم، وكنت أملك ثلاثة فقط والآن منحني الله 300، أحبهم كثيرا لأنهم بحاجة إلى الحنان، وأريد لهم دوام الصحة والعافية». وأشارت إلى أنها تنظم أنشطة كثيرة في دار اليتامى، مضيفة: «ألعب معهم، وأعلمهم قراءة القرآن واللغة التركية، والرسم، ودروس عن الموسيقى». (الأناضول) السورية ماجدة أم اليتامى تتولى رعاية 300 يتيم في تركيا |
كانالوني السبانخ Posted: 26 Aug 2017 02:01 PM PDT المقادير: كيس سبانخ مثلج 5 حبات مشروم (فطر) طازج مفروم علبه كانالوني جاهزة 1 علبة زبادي 1/4 كوب حليب بودرة 1 كوب ماء ملعقة ونصف طعام نشا ملح وفلفل جبن موزريلا مبشور طريقة التحضير: في قدر على النار نشوح المشروم (الفطر) ونضيف له السبانخ والملح والفلفل وأخيرا الزبادي. نحضر الكانالوني الجاهز أو نسلق غير الجاهز بالماء المغلي ثم نصفيه. نحشو رول الكانالوني بالسبانخ. في قدر نخلط الحليب والماء والنشا وقليل من الملح والفلفل وممكن اضافة أعشاب ايطالية ونحرك المزيج جيدا حتى يثخن القوام. نصب الخلطة البيضاء فوق الكانالوني ونرشه بجبن الموزريلا وندخله في فرن متوسط الحرارة لمدة 30 دقيقة. كانالوني السبانخ طبق الأسبوع |
«حمية قاراطاي»: نظام غذائي فريد ينتقل من تركيا للعالم العربي Posted: 26 Aug 2017 02:01 PM PDT على غرار الدراما والمنتجات الغذائية والألبسة وغيرها من منتجات تركية وجدت سوقا في العالم العربي، تطرق تركيا الأبواب العربية مجددًا، ولكن هذه المرة بحمية غذائية عبر نظام منسوب لطبيبة الأغذية التركية جنان قاراطاي، نُشرت أهم ملامحه في كتاب يحمل الاسم ذاته. النظام الغذائي ينسف «المعتقدات الخاطئة والشائعة» عن الأنظمة الغذائية التقليدية، ما وجد قبولا ورواجًا كبيرا خاصة بعد ترجمة أجزاء منه إلى اللغة العربية لأول مرة ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي. الباحثة أسماء الشريف، التي ترجمت أجزاء من الكتاب من التركية إلى العربية قالت إن نظام «قاراطاي» لا يعتبر حمية غذائية ولكنه أسلوب حياة، مضيفة أن أغلب الأنظمة الغذائية قائمة على تجنب الدهون والسمن البلدي (الطبيعي) والمكسرات، وذلك ما يستبعده نظام قاراطاي تماما حيث ينصح بتناول الدهون بكميات مشبعة لأنها لا تؤثر بدورها على زيادة نسبة السكر في الدم. وانتشر النظام الغذائي بين متابعين من دول عربية من بينها مصر وسوريا والمغرب وفلسطين واليمن، وتجاوز عدد المتابعات على مواقع التواصل عشرة آلاف متابعة في أسابيعه الأولى. وتعتمد حمية «قاراطاي» على تنظيم «عملية الأيض» بشكل صحيح، لمعالجة أغلب الأمراض التي تصيب الإنسان مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري. ويعتبر النظام مدرسة خاصة، إذ لا يعتمد في حساباته على عدد السعرات الحرارية كما هو شائع، ولكن يستخدم «حساب المؤشر السكري» أو ما يعرف علميًا «المؤشر الغلاسيني» والمعتمد على حساب نسبة الكربوهيدرات التي يستقبلها الجسم، والمتحولة بدورها إلى سكر غلوكوز، وهو ما يرفع نسبة السكر في الدم. وتنصح بتناول الأغذية غير المؤثرة على «حساب المؤشر السكري» مثل البيض واللحوم والسمن البلدي، ومؤشرها السكري «صفر»، والمكسرات غير المحمصة ومؤشرها السكري 15 بينما ترفع الأطعمة المصنوعة من الدقيق والمكرونات والأرز والمعجنات المؤشر السكري إلى 95، وهو ما تفضل الابتعاد عنه بشكل كبير. وتؤكد أنه عند تناول أغذية قليلة المؤشر الســـكـــري لا يحتــاج البنكرياس لإفراز كميات كبيرة من الأنسولين ما يسيّر دورة الطعام بشكل صحي ومفيد، ومناسب لمرضى السكر والحوامل. وتنصح قاراطاي بالحرص على تناول وجبة الإفطار، وأن تحتوي على كمية مشبعة من البروتين، ودهون صحية (زبد)، وذلك لزيادة عملية الأيض 30٪ خلال 12 ساعة، مشيرة إلى أن تناول الافطار بطريقة صحية يُفقد الجسم سعرات حرارية تعادل تلك التي يفقدها عند ممارسة رياضة الجري لمسافة 4 -5 كيلومترات. وتقدم قاراطاي نموذجا لوجبة إفطار يمكن اعتمادها لمن يرغب في اتباع تلك الحمية الغذائية. تتكون الوجبة من بيضتين مسلوقتين قليلة التسوية أو مقلية في دهون صحية «زبد أو سمن بلدي» (مسموح بإضافة الخضروات أو البسطرمة)، إلى جانب قطعة جبن كاملة الدسم وقليلة الملح ونصف كوب من المكسرات غير المحمصة كبديل للخبز ( بندق، فستق، لوز، سوداني، جوز)، وما يتراوح بين 8 – 10 حبات من الزيتون مع كميات مفتوحة من الخضروات واحتساء شاي أو حليب بدون إضافة سكر. «حمية قاراطاي»: نظام غذائي فريد ينتقل من تركيا للعالم العربي |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق