حين يقود ضباط أمن منظمات حقوق الإنسان Posted: 24 Sep 2017 02:32 PM PDT كشف تحقيق أجرته «الهيئة المستقلة لمراقبة الأمم المتحدة» داخل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة معلومات مذهلة عن محاولات سلطات الإمارات الأمنية التلاعب بقضايا حقوق الإنسان وتوظيفها في صراعها السياسي المحموم ضد قطر. إضافة إلى ما وصفه تقرير الهيئة عن وجود تعبئة وضغط سياسيين «لا أخلاقيين» تمارسهما الإمارات عن طريق إغراق المجلس بمعلومات مضللة والضغط على المقررين الخاصين التابعين لمجلس حقوق الإنسان تقوم الإمارات بانتهاك القوانين المالية والتجارية السويسرية والأوروبية، وهو ما يعني أن سلطات الإمارات تقوم بعمليات جنائية وإجرامية تستوجب ملاحقة قانونية وأمنية. ولعلّ أكثر ما يثير الاستغراب في ممارسات الإمارات هو تنطّع أجهزتها الأمنية للعمل على أنها منظمات دفاع عن حقوق الإنسان، فحسب تقرير الهيئة فإن إحدى المنظمات المحلية الرئيسية في الإمارات، وهي «الفدرالية العربية لحقوق الإنسان» ليست أكثر من قناع للأجهزة الأمنية وأنها، تحت هذا القناع الإنسانيّ، تستخدم المال السياسي ـ الأمني لتقديم رشاوى لأفراد ومنظمات غير حكومية للمساهمة في حملاتها المنهجية ضد قطر عبر ربطها بمزاعم تمويل ورعاية الإرهاب وانتهاك حقوق العمالة. والمثير للعجب أن المنظمة المذكورة تقوم أيضاً بحملات تشويه ضد المنظمات العالمية المعروفة بمصداقيتها ووزنها الخطير في قضايا الدفاع عن حقوق الإنسان كـ«هيومن رايتس ووتش» و»أمنستي». محاولات المنظمة المذكورة توظيف المؤسسات الدولية في صراع أبو ظبي ضد قطر كانت على درجة من الوقاحة التي تميّز أساليب ضباط الأمن في تعاملهم مع «رعاياهم»، وهو ما أثار ردود فعل عكسيّة ضدها، كما حصل مع أحد المسؤولين الدوليين الذي طلب منه شخص قال إنه منسق «الفدرالية العربية لحقوق الإنسان» ربط قطر بالإرهاب لقاء مبلغ من المال! وعند التحقيق أكثر في مصداقية المنظمة المذكورة اكتشفت الهيئة أنها غير مسجلة رسميا وبالتالي فإنها جهة غير شرعية تقوم بصرف أموال غير معلن عنها وهو ما يعتبر فساداً مالياً فاضحاً. لم تكتف سلطات الإمارات المعنيّة بالملفّ بهذا السجل الشائن الذي يسيء عالميّاً لنضالات منظمات حقيقية بل قامت أيضاً بدفع مبالغ لمنظمات مدنية عربية وإفريقية ومصرية لتكون عيونها أو مخالبها أو ألسنتها في مؤسسات الأمم المتحدة وهو أمر يكشف عن تكالب محموم على تنفيذ أجندات سياسية وأمنية من دون أي اكتراث بأي أعراف أو أخلاق أو قوانين وهو انحطاط مخجل لا يسيء للإمارات وحدها بل للعرب أيضاً. التقرير أشار إلى أن ممارسات الإمارات في الضغط والتلاعب والتضليل تتشابه مع ممارسات حفنة من الدول بينها السعودية وإسرائيل وإيران، ولكن الواضح أن أبو ظبي قد أضافت «بصمتها» الخاصة و»إنجازاتها» التي تفوقت فيها على أقرانها، ومنها، مثلاً، قيامها بتجنيد عدد من اللاجئين الأفارقة في سويسرا ليقوموا بالتظاهر ضد قطر وهو تصرّف غرائبيّ لأبعد الحدود حقّاً، فما هي علاقة أولئك المساكين اللاجئين الأفارقة في سويسرا بقطر ليتظاهروا ضدها؟ حين يقود ضباط أمن منظمات حقوق الإنسان رأي القدس |
ليلة إدوارد سعيد Posted: 24 Sep 2017 02:32 PM PDT جرياً على عادة سنوية تأصلت منذ 13 سنة، أي بعد انقضاء عام على رحيل إدوارد سعيد (1935 ـ 2003)، أكرّس ليلة 24/ فجر 25 أيلول (سبتمبر) لقراءات «سعيدية»، إذا جاز لي هذا الاشتقاق اللغوي؛ سواء مع أعمال الراحل، أو ما صدر من جديد حوله في ميادين الدراسات والمؤلفات، فضلاً عن مراجعة (وإعادة مراجعة!) كتاب عنه، أشتغل عليه منذ سنوات، ويتناول شخصية سعيد الناقد والمنظّر الأدبي. وهكذا، قرأت خلال الليلة الفائتة فصلاً بعنوان «ما بعد الأنسنية والحداثة التكنو ـ رأسمالية»، من كتاب «ما بعد الأنسنية والرواية المصوّرة في أمريكا اللاتينية»؛ وفيه يعتمد المؤلفان، إدوارد كنغ وجوانا بيج، على عمل سعيد «الأنسنية والنقد الديمقراطي»، الذي صدر سنة 2004 بعد وفاته، ونقله إلى العربية فواز طرابلسي. كذلك قرأت دراسة طريفة، عنوانها «زهرة الأوركيد الفكتورية وأشكال المجتمع البيئي»، بتوقيع لين فوسكويل. وقد يتساءل قارئ عن صلة سعيد بدراسة كهذه، والجواب هو أنّ افتتان الفكتوريين بالأوركيد، ثم جلبها بكثافة من مواطنها الأصلية إلى بريطانيا، وتحويلها إلى مادة تجارية مربحة تماماً، كان يمثّل أحد جوانب المشروع الإمبريالي البريطاني، في جانب أوّل؛ وتحوّل، في جانب ثانٍ، إلى مسعى متعدد الأوجه ــ نباتي، وأنثروبولوجي، وثقافي، وبيئي ــ للبرهنة على أنّ التاج البريطاني أرض خصبة ملائمة لكلّ جديد وغريب و«إكزوتيكي». وأين، أفضل من «الاستشراق»، عمل سعيد الرائد، أمكن للدراسة أن تعثر على سابقة تحليلة معمّقة لهذا الأنموذج الأعلى في التفكير الاستعماري حول «الآخر». أخيراً عدتُ (كما فعلتُ مرّات ومرّات!) إلى «جوزيف كونراد وقَصَص السيرة الذاتية»، أوّل كتاب متكامل نشره سعيد، سنة 1966، وكان في الأصل أطروحة الدكتوراه التي تقدم بها إلى جامعة هارفارد. وكما هو معروف، ينقسم الكتاب إلى جزئين، يتناول الأوّل رسائل كونراد ضمن خمسة محاور: 1) النزوعات نحو الفردانية، ضمن «أوالية الوجود بأكملها» كما عبّر مراراً؛ و2) الشخصية و«آلة الحياكة»، بوصفها استعارة التجاذب والتنافر بين شخصيتَيْ البحار والروائي؛ و3) نزوعات القَصّ، خاصة خلال الفترة بين 1896 و1912، خاصة وأنه كان يعمل على «لورد جيم» و«مرآة البحر»؛ و4) العوالم في حال الحرب، سنوات 1912 وحتى 1918، حين كان كونراد قد نشر 24 عملاً سردياً قصيراً ومتوسطاً، بينها «قلب الظلام» و«نوسترومو» و«العميل السري»؛ و5) النظام الجديد، حتى سنة 1924، حين اتخذت تأملاته حول عواقب الحرب الكونية صفة تشاؤمية بصدد مستقبل البشرية. الجزء الثاني يرصد توازيات روايات كونراد القصيرة مع الديناميات الداخلية التي تجلّت في رسائله؛ في أربعة محاور: 1) الماضي والحاضر (حيث تتجلى إشكالية التنازع الشديد بين مفهومه الشخصي لعلاقة الماضي بالحاضر، وبين سلسلة المفاهيم الخاصة بتلك العلاقة كما عكستها شخصياته القصصية)؛ و2) حرفة الحاضر (بين الروائي والبحار، جوهرياً، ولكن ضمن خلفية خاصة هي استعادة الشاعر الفرنسي بودلير ومفهوم الزمن الحاضر في بعده الحداثي)؛ و3) الحقيقة والفكرة والصورة (وهنا يدشن سعيد أولى الأفكار الجنينية في أعماله اللاحقة التي ستتناول معنى الإمبريالية، اتكاءً على تشخيصات مارلو في «قلب الظلام»، وإضافات كونراد الكثيرة المبثوثة في رسائله، فضلاً عن اقتباس جورج لوكاش والإسهامات الماركسية حول الفردانية والاجتماع)؛ و4) «خطّ الظل»، وهو عنوان رواية قصيرة كتبها كونراد خلال سنة 1915، ويرى سعيد أنها تعكس تأملاته حول توازنات القوّة والبأس أمام الدمار واليأس. وهكذا، على امتداد أحد عشر فصلاً (و219 صفحة، في طبعة الكتاب الأولى)، يساجل سعيد بأنّ كونراد مال إلى الروايات القصيرة أكثر من تلك الطويلة، وأنه رأى حياته الشخصية أقرب إلى سلسلة وقائع قصيرة؛ لأنه «هو نفسه كان أكثر من شخص واحد، وكلّ واحد من الشخوص ظلّ يعيش حياة غير مرتبطة بالآخر: كان بولندياً وإنكليزياً، بحاراً وكاتباً». وبمعزل عن الإغواء الشخصي الذي انطوى عليه هذا التفصيل في حياة كونراد، بالنسبة إلى سعيد ذي الشخوص المتعددة بدوره، كان ثمة ذلك التحدّي الآخر الذي أغوى الناقد والأكاديمي الفلسطيني ـ الأمريكي الشابّ: أن ينشقّ عن المألوف والعرف السائد، فلا يغرق في دراسة روايات كونراد الطويلة، بل أن يتوجه إلى تلك القصيرة تحديداً، في إجراء أوّل؛ وأن يتفحصها من زوايا السيرة الذاتية، ومعطيات الرسائل والحوادث الشخصية، في إجراء ثانٍ. جدير بالذكر أنّ مفهوم الإمبريالية سوف يدخل مبكراً إلى عدّة سعيد النقدية، ليس بصدد شخصية مارلو في «قلب الظلام»، ومبدأ القوّة والأنانية والتمايز الفرداني كما تُلتمس عند كونراد في أصول ترتدّ إلى شوبنهاور، فحسب؛ بل كذلك في توسيع للمفهوم، سياسي وثقافي، سوف يرافق سعيد على الدوام. وبالطبع، هنا أيضاً، لم يكن مألوفاً في أوساط النقد الكونرادي أن يتجاسر ناقد وأكاديمي شابّ فيتكئ على شوبنهاور، لكي يساجل بأنّ كونراد أدرك الركائز الأخلاقية، ثمّ الإبستمولوجية، الإمبريالية الأوروبية. كانت ليلة قراءات شاقة، غنيّ عن القول، باعثة على ما يؤرق الذهن ويمتعه معاً. ولكن، لأنها كذلك، خصوصاً في استذكار معلّم كبير، فإنها عندي بألفٍ مما أعدّ لسواها من ليالي «إعادة شحن» الوعي. ليلة إدوارد سعيد صبحي حديدي |
«قهقهات» السيسي مع نتنياهو: «مش حتشيلوني»! صاروخ «خرم شهر» في حديقتنا والأردن دون «قشاش» Posted: 24 Sep 2017 02:31 PM PDT لا تشفي محطة «الجزيرة» حالة الظمأ للمعلومات، التي تجتاحنا وهي تواصل على ليلتين التركيز على صورة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو «يتفلق ضحكا» خلال مقابلته مع بنيامين نتنياهو في نيويورك. أية محاولة للفهم ينبغي أن تبدأ من برنامج عمرو أديب الفضائي الحاصل على «الحذاء الذهبي» في مسابقة «الردح». لاحظوا معي ببساطة ما يلي: الزميل أديب، قبل لقاء السيسي- نتنياهو بيومين، أعلن أن الإدارة الأمريكية ستطالب «الريس» ومعه الأردن بلعب دور وساطة لحل أزمة الخليج.. المعنى أحد أبرز المنتجين لأزمة الحصار على قطر وألمع نجومها عليه «واجب جديد» من المعلّم الأكبر في البيت الأبيض. في غضون ذلك يتوقف أديب نفسه ومعه جوقة التدخل السريع كلهم في فضائيات مصر عن «اتهام» حركة حماس بالإرهاب في الوقت الذي تستقبل فيه القاهرة 28 قياديا في حركة حماس من القطاع والشتات دفعة واحدة، قبل الحصول على «وديعة» حل اللجنة الإدارية. يتبادل السيسي ونتنياهو القهقهات، وتتوسع في بثها مرة تلو الأخرى حزمة قنوات النيل على أساس أن «التطرف الفلسطيني» ممثلا بالمقاومة وحماس في «جيب» السيسي اليوم ومعهما قطاع غزة. ما أفهمه وفهمته عموما هو التالي: القطاع وحماس وأفلامهما أصبحا ورقة إقليمية في حضن السيسي بمعية ملف «الانقسام والمصالحة» وبنصيحة مباشرة من حزب الله اللبناني، ودعم وإسناد من روسيا وإيران. «خرم شهر» في حديقتنا بالقياس؛ تصبح وظيفة تلك «القهقهات الضاحكة» منحصرة في أن السيسي عشية الحلقة الجديدة من انتخابات الرئاسة يقول للجميع: «أنا جالس.. ومش حتشيلوني». العرض السياحي الاستعراضي يتطلب الفقرة التالية: بعد القهقهات إياها مباشرة تبث محطة «العالم» مجموعة صور غرافيك تتحدث عن صاروخ «خرم شهر» الباليستي الجديد الذي مداه 2000 كيلومتر. وهو صاروخ سيجدد، وفقا لبوصلة التحولات الحادة في المنطقة العهد والوعد الجميل مع السيسي للمرة الثانية… اللهم لا شماتة خصوصا في أولئك الذين حاصروا وحاربوا الجميع وخلت أو تخلو جعبتهم اليوم من أية «وريقة إقليمية». في السياق؛ ثمة أغنية تراثية ريفية أردنية قديمة يمكن تحويرها لتقول اليوم..«خرم شهر من جنينتنا.. من عاشق لـ معشوق»… نحن جميعا الكورس الذي يرد بصوت جهوري..»والله»! أين القشاش؟ ينتبه عضو البرلمان الصديق خليل عطية إلى أن التلفزيون الرسمي الأردني الذي يبث «ما هب ودب» امتنع عن بث كلمة ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله في الأمم المتحدة برغم كل ما أنتجته من تأثير في أروقة المنبر الأممي. الأمير الشاب على نحو أو آخر تحدث عن «زيف المجتمع الدولي»، خصوصا في مسألة اللجوء السوري، وطرح معادلة فكرتها أن المجتمع الدولي يكثر من «مديح» الأردن على دوره «الإنسان،ي» لكن هذا المديح لا يساعد الموازنة المالية ولا يبني مدارس لضحايا اللجوء. عمليا ما لم يقله الأمير مباشرة إن بلاده تعرضت لـ «خديعة» وسمعت كلاما معسولا مضللا، ثم تُركت وحيدة في مضمار المسار المالي والاقتصادي.. عندما قلنا ذلك تعليقا على وصلة الغزل الترامبية المضللة الأخيرة، اتهمنا بعضهم بالعبثية، وكأن واشنطن تسهر وتستيقظ وهي تحلم بمصالح الأردنيين! في الحال كله، كلمة صريحة وضميرية تستوجب التصفيق. لكن؛ في مسألة «خديعة اللجوء» تحديدا لا بد من الإقرار بـ «أخطاء الذات» التي ارتكبتها الحكومة الأردنية نفسها، حيث «استثمار متسرع» و»تواطؤ نزق» وغياب ملموس للاحتراف الدبلوماسي. قلناها ونعيدها: أزمة بلادنا في «الأدوات».. لا يوجد مفكرون ومثقفون ولا حتى محترفون للتفاوض ضمن الطاقم الذي يدير الأمور في «الظل والعلن». وهو الطاقم نفسه، الذي ينبغي أن يلعب دور «القشاش»، بحيث يجمع بمهارة ما تسجله من أهداف واختراقات تلك المبادرات الخلاقة للقيادة والمؤسسات المرجعية. الأمير الشاب أثلج صدور الشعب باطلالته العميقة في الأمم المتحدة صحيح. لكن ذلك لم يعد يكفي ونظرة متخصصة بأسماء من جلسوا إلى جانب منصة الأردن من الوفد المساند والطاقم التنفيذي تبلغنا.. هنا حصريا المشكلة. فعلها الشيخ السديس أستوعب أن تُطل نجمة من حجم رغدة على شاشة «القاهرة والناس» لتدافع مجددا عن نظام بلادها، من دون أن يرف لها جفن على شعبها.. ذلك يحدث مع رَبْع الفن والصحافة وحتى بعض أصحاب الأقلام، أما أن يحصل مع صوت قيمته الكونية أننا سمعا صوت القرآن الكريم منذ ولدنا بلسانه فذلك كثير. نعم صدمني كغيري من ملايين المسلمين الشيخ السديس، ليس لأنه على شاشة الإخبارية امتدح نظام بلاده، فذلك طبيعي عند الكثير من المشايخ، خصوصًا من فئة «مولينكس». لكن؛ أن يخصص وصلته النشاز لمصلحة رئيس أمريكا ويدعو له بطريقة غريبة، فهذا أكثر من الكثير.. يا خسارة كنت أمنّي النفس بأن يتمكن الأشقاء في مملكة الملك سلمان من «إعفاء» شيخ مثل السديس من مهمة كهذه يمكن أن يتكفل بها عشرات السحّيجة والخياطين، مثل عادل الجبير مثلا. مدير مكتب «القدس العربي» في عمان «قهقهات» السيسي مع نتنياهو: «مش حتشيلوني»! صاروخ «خرم شهر» في حديقتنا والأردن دون «قشاش» بسام البدارين |
عن أممنا الحديثة التشكّل والسريعة العطب والقديمة الجذور Posted: 24 Sep 2017 02:31 PM PDT لقيَ كتاب المؤرخ الإسرائيلي المناوىء للصهيونية شلومو ساند «كيف تم إختراع الشعب اليهودي؟» (الصادرة طبعته العبرية عام 2008 والإنكليزية بعدها بعام، ثم كرّت سبحة الترجمات) قدراً معتبراً من اهتمام قراء العربية والتركية عندما صدرت الترجمة بهاتين اللغتين، ولو أنّ الإستقبال العربيّ أو التركيّ له عزله تماماً عن سياق المناظرة والمساجلة حول الكتاب في اسرائيل أو في الغرب، وردّه إلى أدبيات «دحض مزاعم الصهاينة التوراتية والتلمودية» الشائع تداولها في هاتين اللغتين، وهي أدبيات «تقميشية» تجمع ما بين افرازات اللاسامية الغربية ونظرية المؤامرة، وبين استجماع التوترات ضد اليهود في دهاليز كتب التراث والتوق إلى أساطير بديلة، في حين أن مرمى شلومو ساند كان مختلفاً تماماً عن هكذا أدبيات زجّ كتابه من جملتها، بشكل أو بآخر، في أسلوب استقباله عند كثيرين. ما فكّكه ساند هو أسطورة وجود «شعب يهودي» من الأساس، كذات جمعية قومية على مدار التاريخ، وما شدّد عليه هو أنّ اليهودية شاعت بين أقوام في حوضي البحر المتوسط والبحر الأسود بالاعتناق أساساً (ولو أنّه لم يوفّق في التمييز بين اعتناق المعتقد وبين اعتناق المعاش)، وليس بصلة دم متواصلة على امتداد الأعوام من المملكة الداودية إلى اليوم، وأنّ تغليب النظرة إلى يهود أوروبا كقوم يمتلكون خواص أمّة قومية لم يحدث إلا في نهاية القرن التاسع عشر. في مقابل هذا الروّاج لترجمة شلومو ساند، ولو كان بـ»عائق استقباليّ» من هذا النوع، لم تشعر النخب المهتمة بالتأريخ عربياً، أو تركياً، أو كردياً، أو إيرانياً، أو أرمنياً، أو أذريّاً، أنّها معنية بالبحث «التاريخي النقدي» حول تشكّل أممها. ظهرت بالطبع، مطارحات نقدية إزاء الفكر القومي، ككل، أو في جزء من نتاجاته ونتائجه، وبالشكل الذي انتشر فيه بين هذه الأمم. حملت هذه المطارحات معها الغث والثمين، ما بين اطلاق العنان لنزعة كره الذات أو انكارها (وعدم التمييز بين القومية التي لا غنى عنها لأي ديمقراطية قابلة للعيش، وبين الأولترا- قومية المناوئة بتعريفها للديمقراطية) وما بين التسديد على القوالب الأسطورية والأيديولوجية التي أسرت هذا الفكر القوميّ وجعلت منه الشاحن للاستبداد، وتأليه الحكام، وتبديد الثروات، وظلم الأقليات، في مرحلة ما بعد انكفاء الاستعمار. ما لم يحدث هو الانطلاق من «نقد الفكر القومي» لكتابة التاريخ القديم والوسيط نفسه على قاعدة التمييز بين هذه الأمم الظاهرة حديثاً، في فترة تفسّخ الإمبراطوريّة العثمانيّة، وبين «ما قبل تاريخ» هذه الأمم في الفترة ما قبل الحديثة، ما قبل العثمانية. فكتابة «تاريخ العرب (منظوراً لهم كأمة) منذ الجاهلية (أو حتى منذ نبوخذ نصر، على رأي صدام حسين) إلى اليوم»، أو «تاريخ أرمينيا (كأمة) منذ مملكة البيناش إلى اليوم» أو «تاريخ الكرد (كأمة) منذ الميديين القدماء إلى اليوم»، أو «تاريخ المصريين (كأمة) منذ الفراعنة إلى اليوم» أو «تاريخ الأذربيجانيين (كأمة) منذ اتروبات إلى اليوم»، أو «تاريخ الأتراك (كأمة) منذ الطورانيين (أو منذ الحثيين، حسب الهوى الأيديولوجي)» إلى اليوم، هي بحد ذاتها تمارين خروج المنهجيات الصالحة للتأريخ، إلى حيث ابتداع ملاحم تاريخية قومية (وإلى حيث عرقلة التأريخ لكل من تاريخ ظهور هذه الأمم، وتاريخ نشوء حركاتها القومية). لكل من هذه الأمم الحديثة (المتفاوتة التحقق القوميّ والدولتيّ إلى اليوم فيما بينها)، جذور اثنية وسردية ممتدة في القدم، لكن تناول هذه الجذور كما لو كانت هي نفسها «الذات القومية» العابرة للتاريخ، هو بحد ذاته منزلق معرفيّ، وأيديولوجيّ، وسياسيّ، يكلّف غالياً، وما زال يكلّف دماً. الحديث عن عرب وترك وكرد وكرج وأرمن وأذريين في العصور القديمة والوسيطة كروابط قبلية وأقوام وممالك ليست لها أوطان ثابتة، أو كأنسجة في إمبراطوريّات ليست لها هوية قومية، بخلاف المفهوم الترابيّ للدولة الأمة، القائمة أو المرغوب بقيامها، هو غير الحديث عن هذه الأمّم في فترة «القومنة» المتتابعة للجماعات التي كانت تشكّل النسيج الهرميّ، والتعدّدي، والعشوائيّ، في آن، للزمن العثمانيّ (وامتداده الصفوي ـ القاجاري). هي أمم حديثة التشكل، بالتتابع الزمنيّ، ومحاكاة بعضها البعض، والتفاوت في حيّز التشكّل. لكنها أيضاً أمم يصعب عليها التأليف، معرفياً أو سياسياً، بين «قدم جذورها» وبين «سرعة العطب» في الزمن الراهن. ليست المشكلة في أن تنهض لهذه الأمم حركات قومية تعمل على النهوض الثقافي الحضاري الصانع للذات الجمعية، وتحقيق مصير شعوبها، إنّما المشكلة في «البعث»: في اعتبارها أمماً موجودة منذ فجر التاريخ، لا تنتظر سوى التحرّر والتوحّد في عصرنا، لبعث «عصر ذهبيّ» آن الأوان للعودة إليه. في هذا المضمار، يقتضى الاعتراف بأنّه، طالما لا يزال باستطاعتنا الحديث عن أوطان عربية أو كردية أو تركية أو أرمنية منذ العصور القديمة، فإننا لم نجار شلومو ساند. أن يكون ساند قد عكف على تفكيك أسطورية مقولة «الشعب اليهودي» العابر للتاريخ، اقتراناً مع تفكيكه للإطروحات الصهيونية، في حين أنّ الأمم التي نتحدّث عنها «بلديّة»، وغير استيطانية، فهذا لا يبدّل في الأمر شيئاً كثيراً في هذا المجال. ليس هناك أي أمّة قومية عابرة للتاريخ كلّه. وليس هناك وطن جغرافي محّدد المعالم منذ آلاف السنين لا ينتظر سوى التوحّد على أيامنا. الأمم القومية ظهرت مع الحداثة، مثلما أنّ الحداثة قومية وبإمتياز، قبل أن تكون كوزموبوليتية وكونية، وما زالت على هذه الحال، ولو في مرحلتها الراهنة سواء: «ما بعد الحداثة» أو «الحداثة المتأخرة» فيها كلّ شيء إلا التجاوز الشامل للفكرة القومية. واليوم تحديداً، كثير من التشنّج على خلفية الإستفتاء في كردستان العراق ما زال يتربط بواحد من أمرين. فمن جهة، خطابات غير قادرة على استيعاب أنّها كلّها بالمعنى القوميّ للكلمة، وبحاجتها للكيانية الترابية المحدّدة، هي أمم حديثة، لم تكن لا على الخاطر ولا على البال، بالنسبة للأمم العربية والتركية والكردية والأرمنية والأذرية قبل نهاية القرن التاسع عشر (وحتى يومها بمضمون مختلف كثيراً عن ذاك الذي تقصّدته في فترة ما بعد زوال السلطنة العثمانية نهائياً). ومن جهة ثانية، خطابات غير قادرة على فهم أنّ القوميّات ليست موضة زائلة، أو أفعال تآمرية بلا جذور، وأنّ الأمم القوميّة، الترابيّة، الدولتيّة، ما زالت الشكل الأساسي للهوية، وللسياسة، بل للحياة والموت، على كوكب الأرض. ٭ كاتب لبناني عن أممنا الحديثة التشكّل والسريعة العطب والقديمة الجذور وسام سعادة |
أسئلة تحرق الوقت Posted: 24 Sep 2017 02:30 PM PDT من المؤكد أن الحوارات الصحافية، أو الإذاعية، أو التلفزيونية، جزء مهم من أجزاء تكوين الصورة المطلوبة، لنشاط ما، سواء كان ذلك النشاط إبداعيا أو اجتماعيا أو سياسيا، فالمحاور الجيد في العادة، لا يكتفي بالظاهر من الأشياء في تلك الأنشطة، وإنما يبحث بعمق ليستخرج من الشخص الذي يطرح عليه الأسئلة، إضاءات كثيرة عن عمله، ربما يخبئها بإرادته، أو لم يخطر بباله أنها قد تهم أحدا. السياسة مثلا، من النشاطات التي تكثر فيها علامات الاستفهام، وكثير من تلك العلامات بحاجة لإجابات قاطعة، وبالتالي لا بد من طرحها بموضوعية واستخراج الأجوبة، بدلا من تكرار أسئلة كثيرة، تمت الإجابة عليها مسبقا، ولم تعد تشكل استفهاما طارئا. بالنسبة للعملية الإبداعية، عند الذين يهتمون بالإبداع، يوجد دائما بعض الغموض حول الكاتب وأعماله، وهناك كثير من القراء يودون، أو حتى يتلهفون إلى معرفة بعض ذلك الغموض، وهذا قد يعثرون عليه في السيرة الذاتية للمبدع، إن حدث وكتب سيرة ذاتية، أو في الحوارات الذكية التي تطرح من قبل محاورين، تعرفوا إلى إنتاج المبدع، وهضموه، وباتوا قادرين على طرح الذكاء. خلال تجربتي الكتابية، تعرفت بالطبع إلى مئات المبدعين الذين، تتربص بهم الحوارات، إما لخير أو لشر، بمعنى أن ثمة أسئلة، قد ترتقي بسمعتهم عاليا، إن طرحت، وتمت الإجابة عليها بفن، وأسئلة أخرى، قد تكون محرجة ومكررة بشدة، وطرحت عشرات المرات وتجر وراءها تلك الكلمات غير اللائقة في حق الكاتب، حين يردد البعض، أنه بات مستهلكا ويردد نفسه، وهذا قد يكون حقيقيا، من الناحية النظرية، حين تسأل كاتبا قديما لديه تجربة عريضة، وقاعدة كبيرة من القراء، عن الكاتب الذي تأثر به، ليرد بأنه تأثر بكاتب ما، وسيتذكر القراء أنه قال ذلك منذ عشرين عاما، وكرره لأكثر من مئة مرة، ولم يعد ثمة جديد في مسألة التأثير والتأثر، أيضا ثمة مواقف غريبة قد يكون مرّ بها المبدع وأثرت على وجوده كمبدع في الساحة، بمعنى أنها رسخت ذلك الوجود، مثل أن يكون دخل السجن ليومين، لاشتراكه في مظاهرة، أو حتى بلا سبب ظاهر، مثل أن يكون تعرض لاستفزاز من فتاة جميلة كانت تسكن بقربهم، وكان يحبها في صباه، ومثل أن يكون والده الذي أراده طالبا مجتهدا، يهتم بدروسه فقط، وينجح في حياته العملية في ما بعد، قام بتمزيق دفتره الذي يكتب فيه الخواطر والقصص. هذه الأحداث بالطبع وردت من الكاتب نفسه، ورواها في مقالات له أو شهادات عن الكتابة هنا وهناك، وفي الغالب بيّن شعوره عند حدوثها، ورد فعله، وماذا حدث بعدها، ثم ليصبح كل ذلك في ما بعد أفكارا لنصوص سيكتبها، أو يصبح مجرد ذكريات، قد تخطر بالبال أو لا تخطر، ولكن ليست مواد لحوارات سيصبح تكرار ما قيل فيها، مملا جدا للقارئ، ولا يستجلب أي دهشة للقراء. سؤال المهنة والكتابة، إنه سؤال استفزازي، طالبت من قبل بإلغائه من الأسئلة التي تطرح، وقلت ألا علاقة بين أي مهنة كانت والإبداع الذي هو حرفة مختلفة تماما، أنت تستطيع أن تسأل نجارا، كيف ابتكر تلك الطاولة غريبة الشكل، وأضاف إليها زركشات لم تكن معروفة من قبل، ولكن لا تستطيع أن تسأله كيف منحته حرفة النجارة، حرفة أخرى، هي كتابة الرواية، أو الشعر، إن كان قد كتب، لأنه لا يستطيع الإجابة، سيبحث في ذهنه عن أجوبة محتملة، ولن تكون صادقة أبدا. كذلك الكتاب من مدرسي الجامعة، والأطباء والقانونيون والمهندسون، كلهم لديهم حرف أخرى، ويمارسون الكتابة بشكل أو بآخر، وأحزن كثيرا حين أجد بعض هؤلاء أنفسهم، يخلطون بين حرفهم المختلفة، حين يضعون ألقابا علمية حصلوا عليها، على أغلفة مؤلفاتهم، فاللقب العلمي يصلح في الكتابة العلمية، لأن الحصول عليه كان هناك في فرع بعيد جدا، عن الإبداع الذي لا يحتمل أي لقب، الشاعر يدل عليه شعره والروائي، تفصح روايته عنه، وهكذا. أيضا يعنيني جدا أن أتحدث عن الزمن الذي ينفق في الإجابة على الحوارات، وهو زمن يتم حسابه في أوروبا، ولن يكون زمنا ضائعا، هو من زمن أداء وظيفة الكتابة، ويتبعه أجر، ولا يمكن إرسال أسئلة حوارية لأي مبدع، إذا لم تمر خلال قنواته الخاصة، الداعمة لمهنة الكتابة، مثل وكيل الكاتب، وجدول مواعيده، ومن يقرر إن كان الحوار ملائما لواحد مثله أم لا؟ وفي النهاية يعرف الكاتب أن ثمة حوارا مطروحا، سيجلس في ساعة معينة، من يوم معين ليجيب عليه، وبالطبع إن رفض، سيكون المبدع بعيدا عن رفضه. هنا لا أنادي بضرورة تقنين هذه المسألة، لأن ذلك مستحيل بالطبع، فلا وكلاء أدبيون ولا عائد ولا أي شيء، فقط يجب تفهم دوافع المبدع العربي، إن لم يستطع الإجابة على حوار أرسل إليه، هناك أسباب كثيرة، منها عدم وجود الوقت، ومنها الخوف من التكرار، ومنها نوعية الأسئلة، التي لن تضيف كثيرا للتجربة، وكان الشاعر الراحل النور عثمان أبكر، صارما جدا في تلقي الحوارات، في الحقيقة لا يتلقى حوارا ويجلس ويجيب عليه أبدا، هو يعتني بكتابة قصيدته، وتطوير تجربته، ولا شيء آخر، وحتى الفعاليات التي يدعى إليها لتقديم تجربته، لم يكن يذهب إليها، هذا ليس تطرفا، كما قد يظن البعض، ولكنه وعي بتجربته واحتراما لقصيدته المميزة. هناك أشياء قد تظهر فجأة، وتثير الدهشة، وتدعو لطرح أسئلة تعتبر قديمة، ومستهلكة، مثل سؤال الكتابة الأزلي: لماذا تكتب؟ وهذا سؤال لم يستطع أن يجيب عليه أحد بدقة حتى الآن، وبما أني أؤيد عدم طرحه على كتاب قدامى، توغلوا في تجاربهم، لكن يمكن بالتأكيد أن يسأل عنه من بدأ الكتابة في السبعين، وكان بعيدا عنها زمنا طويلا، في انشغالات أخرى، مثل الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، الذي سيطرح روايته الأولى قريبا، ليست الكتابة وحدها، ولكن مجالات أخرى، يمكن أن يطرح فيها السؤال، كواحد من تبعات الدهشة، ولذلك سنسأل الكاتب المغربي الطاهر بن جلون، صاحب الروايات الكثيرة، المتعددة الأفكار، الذي سيقيم أول معرض فني للوحاته قريبا: لماذا لجأت للرسم بعد هذا التاريخ الكتابي الطويل؟ كاتب سوداني أسئلة تحرق الوقت أمير تاج السر |
كلمات ليست كالكلمات Posted: 24 Sep 2017 02:30 PM PDT «إن لم تختر مسدسا جيدا لتطلق به النار على عدوّك فلسوف ينفجر في وجهك وتموت أنت». نصيحة يقدمها ثائر معتق لمتمرد شاب، قاصدا بها اختيار الكلمة لا السلاح، ذلك أن حسن اختيار الكلام فيه من الفوائد ما لا يدركه المرء في ريعان تجربته الحياتية، وفيه من الموت ما يقتل صاحبه من أول همسة. والحديث يجرنا لمجتمعاتنا الفتية، مقطوعة الأواصر في ما بين أجيالها، مبتورة الأصابع والأيدي والألسن، مقلّمة الأجنحة مثل طيور يقدم لها العلف لينتهي بها الأمر في المسالخ. أنت في هذه الحياة كمن يجلس أمام مربع كبير للكلمات المتقاطعة، إن لم تضع الكلمة المناسبة في تلك المربعات التي ترمقك بأحجياتها فلن تصل لحلها كاملة أبدا. يبقى بعضها فارغا، والبعض الآخر سيحمل خطأ يعكر على باقي المربعات وصفو معانيها وجمالياتها. وكما يقال، عندما لا تكون هناك أرض وسط بين طرفين متطرفين، فمن واجب الإنسان أن يختار أكثر «الحكمة» وهذه الحكمة لا تكون إلا في حدود الكلام. وحدها اللغة تعيد ترتيب الأشياء التي تداخلت بسبب فوضى ما. لقد أثبتت التجارب الإنسانية عبر التاريخ أن الكلمة وحدها تصنع الفواصل الحاسمة في صنع مصائرالشعوب. فإن حلّ الصمت فذلك لا يعني أن تقرع طبول الحرب والتراشق بالحجارة والبارود، بل من الأفضل استغلال ذلك الصمت للإصغاء للكلام النابع من الدّاخل. فكل صمت لغة أكثر بلاغة من اللغة التي نتفوه بها وتخضع لتأثيرات كثيرة داخلية وخارجية. ولعلّ أشهر الكلمات في التاريخ، التي لخصت بعض التجارب الإنسانية العظيمة كلمة «يوريكا» أو «وجدتها» التي تلفظ بها أرخميدس حين اكتشف سر كثافة الأشياء، عمر الكلمة ثلاثة وعشرون قرنا تجاوزت حدود منبعها اليوناني وأصبحت كلمة عالمية، ارتبطت بخطابات وشركات ومحلات، وظلت محافظة على سياقها الذي استمدته من اللحظة، إنها لا تعني الاكتشاف، ومع هذا فقد حملت هذا المعنى، يمكن استعمالها بسهولة لإيصال فكرة اكتشاف أي شيء وسيتقبلها الناس أكثر من أي خطاب طويل عريض يشرح تفاصيل الاكتشاف نفسه. كلمة «هللو» التي استعملها توماس إديسون سنة 1877 كتحية عبر الهاتف، أيضا أصبحت عالمية، والكلمة لها قصة لطيفة وتطور ألطف، يمكن الرجوع إليها عبر غوغل لاكتشاف «حكاية كلمة» تم بشأنها مراسلات رسمية، ورفض وموافقة وخوف من انسلاخ شخصية وغزو ثقافي وما إلى ذلك. كلمة فرضت نفسها وتحوّلت إلى أبسط تعبير إنساني يلتقي من خلاله كل البشر على المعمورة، باستثناء المجتمعات البدائية في بعض القبائل المعزولة بسبب الجغرافيا الصعبة، ومع هذا يبدو للكلمة سحرها، كما يبدو ذلك في التحقيقات المتلفزة لمغامرين يقتحمون تلك التجمعات البشرية ويتواصلون معها بأول كلمة «هللو» فإذا بها نظرة وابتسامة فسلام فموعد، فكلام لا يشبه الكلام لكنه يوصل للغايات. سنة 2009 زار الرئيس السابق باراك أوباما القاهرة وخاطب الأمة الإسلامية بلغتها مفتتحا خطبته الشهيرة بتحية الإسلام «السلام عليكم»، وكانت الكلمة التي اهتزت لها القلوب، وبكت على وقعها الأعين، وتحركت لها العواطف، فتغيرت سياسة المنطقة كلها في حركة أحدثت فوضى عارمة على مسارات السياسات العربية، التي صدّق بعضها الرجل وكذّبها بعضها الآخر. قلبت الكلمة كيانات المشتغلين بالسياسة والمسيرين دينيا، سواء دعاة وشيوخا أو متابعين. وشرّعت الأبواب أمام تغيرات عاصفة في المنطقة العربية، وإن كان البعض قرأها آنذاك على أنها «بداية جديدة» للسياسة الأمريكية في المنطقة العربية، فإن نوعية البداية لم تحدد، وأبعادها أيضا لم توضع تحت مجهر المنطق لفهمها من خلال المعطيات، لكن الأرجح والأقرب للحقيقة هو أن الأمريكان والقوى الغربية العظمى فهمت أن «فتوحاتهم» لن تكتمل بالسلاح – بعد ان استنزف العراق الكثير من أموالهم – بل بالكلمة، وما سيليها من «عتاد لفظي» سيجعل شعوب المنطقة تنفذ أجنداتهم وهم يراقبون. نعم «السلام عليكم» نفسها الكلمات التي حفظناها بتعبيرات مغايرة من خلال تأثرنا بفيلم «الرسالة» لمصطفى العقاد: « السلام على من اتبع الهدى» و«أسلم تسلم»، لكن الوضوح في التحية المحمدية كان أبعد منه في رسالة أوباما كتحذير بقدوم حرب إن لم يتبعها استسلام ومعاهدة سلام تقوم على شروط، لما في فعل الأمر «أسلم» من تهديد وتحديات. ولا أستبعد أن تكون تلك الرسائل درست بعناية فائقة لتحضير الرسالة «الباراكية» المباركة التي وجهت للعالم العربي تحديدا قبل تهيئته للمضي مشاركا في مخطط استسلامه الجديد. إنها كلمة تفوق كلمة هاري بوتر العجيبة «آبرا كدابرا» وكل كلمات سحرة الكون من عهد موسى عليه السلام إلى سحرة القرون الوسطى إلى هاري هوديني سيد فن الوهم في القرن الماضي، الذي قال «العقل يصدق ما يسمع وما يرى» وهذه أكثر حقيقة صدرت عن شخص لعب بعقول الناس طيلة فترة حياته القصيرة. لكنها الحقيقة التي نرفض الاعتراف بها مع أننا نُساق بها كما القطعان التي تساق بتصفيرة، أو بنباح كلب. تعبث الكلمة بمكونات العقل أحيانا، فيصعب الخروج من سطوتها، مثل بعض الكلمات التي تبدو لنا «مقدسة» فلا يجوز حتى ترجمتها لتقريب مفهومها للسامع، ولعل المختصين في علم اللسان لديهم الكثير حول هذا الموضوع، حتى أن شعوبا بأكملها روضت بكلمات، وبعد سنوات حين انفتح العالم على بعضها بعضا عبر الإنترنت و شبكات التواصل الاجتماعي بدت تلك «الكلمات» المرتبة بعناية على شكل خطابات هزت بعض الأمم، بدون قيمة اليوم، بل إنها أقرب إلى مادة إنشائية يكتب تلميذ في المراحل المتوسطة أفضل منها بكثير. لكن حين نقرأ خطاب المهاتما غاندي على سبيل المثال، وهو يفتتحه بجملته العظيمة «ليس بيننا أسرار» ونستمر في قراءة فلسفته المسالمة المناهضة للعنف، سنكتشف مدى شفافية الرجل ودقته في اختيار كلمات ذات محتوى خال من أي استفزاز «نريد أن نقاوم غضبهم لا أن نشعله.. لن نضرب.. لن نقتل». وقد قاد بحكمته تلك أعظم ثورة مسالمة في التاريخ، وإلى اليوم يتساءل الدارسون والباحثون في فلسفته وقوته هل يعود سر ذلك إلى تأثره بأدب الكاتب الروسي تولستوي؟ أو الكاتب الأمريكي ديفيد تورو؟ أو تأثر خاص بالسيد المسيح بعد أن قرأ الإنجيل وتمعّن فيه؟ والأرجح ربما أن غاندي فتنته الكلمات وكوّن نفسه بنفسه مُغذيا بذرة المعرفة التي بداخله، حتى كبرت وأثمرت. وأنّه منذ البداية كان صاحب رؤية، وفضّل أن تكون الخسائر بأقل ما يمكن خلال قيادته لثورته ضد العنصرية والاستعمار، بل أبعد من ذلك، أدرك أن كل الحروب لا تنتهي إلا بالحوار الذي يأتي بعد أن تنهك الحرب أصحابها وتمص غضبهم، ويبدو أنه مص ذلك الغضب بعصيان مدني هادئ، لم يتكرر في التاريخ إذ كان أساسه كلمة، ونهايته انتصارا.. مع خلاصة قيمة وهي «إن كانت الكلمة تحقق الغايات فلماذا كل هذه الحروب؟». شاعرة وإعلامية من البحرين كلمات ليست كالكلمات بروين حبيب |
مهدي عاكف ليس آخر من دخلوا السجون أحياء وخرجوا منها جثثا محمولة على النعوش والدولة لا تضمن حقوق مواطنيها Posted: 24 Sep 2017 02:30 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: الموضوعات التي سيطرت على اهتمامات الأغلبية الشعبية كانت فوز فريق النادي الأهلي بكرة القدم على الترجي التونسي، وصعوده إلى نصف نهائي بطولة الأندية الإفريقية. والثاني بدء العام الدراسي لواحد وعشرين مليون تلميذ في المرحلة الإعدادية والثانوية، وإعلان الشرطة حالة الطوارئ ووقوف سيارتها أمام المدارس، خاصة مدارس البنات لمنع التحرش بهن، وإبعاد الباعة الجائلين، ووقوف التلاميذ لتحية العلم، وزيارات المحافظين للمدارس في الصباح وتفقد استعداداتها. لدرجة أن الرسام في صحيفة «الوفد» عمرو عكاشة أخبرنا أنه شاهد ناظرا ممسكا بعصا كبيرة ويقف على باب المدرسة والتلاميذ تغني وتقول: تاني تاني تاني.. راجعين للحيرة تاني.. للنار.. والدروس.. من تاني! ومن الموضوعات المهمة الأخرى التي تناولتها الصحف المصرية الصادرة أمس الأحد 24 سبتمبر/أيلول، تأكيد رئيس الوزراء شريف إسماعيل على أنه سيتم الانتهاء من نقل الوزارات من القاهرة إلى العاصمة الإدارية الجديدة في نهاية العام المقبل. وزيادات كبيرة في إنتاج الغاز الطبيعي، بحيث سيقل الاستيراد إلى حد كبير. وكتاب يؤكدون أن عمرو موسى انتحر سياسيا بهجومه على عبد الناصر بسبب خلافات عائلية. والاستفتاء في كردستان العراق. واتهام الحكومة بإعداد قانون لإسقاط الجنسية عن معارضيها وهجوم على موقف مصر من القضية الفلسطينية ودفاع عنها. ونتائج محادثات الرئيس السيسي في نيويورك مع قادة الدول، وأثناء حضوره اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. كما لا يزال الاهتمام متواصلا حول مذكرات عمرو موسى. وذكرى وفاة عبد الناصر. ووفاة مرشد الإخوان السابق محمد مهدي عاكف، وإصدار وزير الأوقاف قرارا لجميع المساجد بعدم إقامة صلاة الجنازة عليه في أي منها. وإلى ما عندنا من أخبار أخرى متنوعة.. الفتاوى الغريبة وإلى توالي ردود الافعال على فتوى الدكتورة سعاد صالح بجواز معاشرة الانسان للبهيمة وفتوى الدكتور صبري عبد الرؤوف بجواز ممارسة الزوج الجنس مع زوجته فور وفاتها على أساس أنه نكاح الوداع، حيث نشرت مجلة «الإذاعة والتلفزيون» حديثا مع الدكتور الشيخ عباس شومان وعدد من أطباء علم النفس، أجرته رشا حافظ جاء فيه: «قال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، أن هذه الفئة من الناس منهم من يبحث عن الشهرة والمال بعدما رأوا الشيخ محمد حسان وصلت قيمة ثروته إلى ملايين الجنيهات، ومن ثم فهم يبحثون عن الفتاوى الغريبة، أو التشدد في الدين، على اعتبار أن ما هو تشدد فهو صحيح، واصفا مثل هؤلاء الناس بأنهم ليسوا أسوياء، وأنهم مضطربون نفسيا ويعانون من اعتلال الآلية النفسية، أي المرض النفسي، ويحتاجون لعلاج نفسي، ومنهم من هو شخصية سيكوباتية، التي تتمثل أركانها في السلبية واللامبالاة وعدم إدراك توابع المواقف، لاسيما أيضا افتقاد الأحاسيس والمشاعر في المواقف وخرق القوانين والقواعد والقيم، والشخص في هذه الحالة يكره نفسه وبالتالي يسعي لأن يكره المجتمع في الحياة. مؤكدا أن صاحب هذه الشخصية ليست لديه مبادئ والأولوية عنده لرغباته الدنيوية، لتحقيق بعض المكاسب من وجهة نظره. وقال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف أن هذه الفتاوى الغريبة من شأنها إثارة الخلافات والجدل بين الناس، والبلبلة والفوضى وتكدير الأمن والسلم الاجتماعي وشغل المجتمع عن قضاياه الرئيسية والبحث عن لقمة عيشه، وهي معروفة وتظهر من وقت لآخر لكن هؤلاء المشايخ تافهون لذا يسهل تأجيرهم وتكليفهم لتشويه المجتمع. مشيرا إلى أن هؤلاء وأمثالهم عقوبتهم السجن أو العزل مثلما ورد في أبواب الفقه في المفتي الماجن يعاقب بالسجن أو العزل». إعلام هابط ومن مجلة «الإذاعة والتلفزيون» إلى الصفحة العاشرة من «الأهرام» ومقال عبد العظيم الباسل وقوله في بابه «في الموضوع « تحت عنوان «فتاوى شاذة وإعلام هابط»: «إذا كان وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعه قد هاجم هذه الفتوى في اجتماع اللجنه الدينية في مجلس النواب مطالبا «بسرعة إصدار قانون الفتوى المحبوس في أدراج البرلمان منذ الدورة الثانية» فإن الضرورة تقتضي أن يدرج هذا القانون على رأس الأجندة التشريعية في الدورة الثالثة، التي ستبدأ بعد أيام، خاصة أنه يحصر الجهات المختصة بإصدار الفتاوى في جهات أربع لا خامس لها، وهي دار الافتاء، ولجنة الافتاء في الأزهر الشريف، وإدارة الفتوى في وزارة الأوقاف ومجمع البحوث الإسلامية. ومن يأتي من خارجهم يعتبر باطلا ويدخل في دائرة الفتنة بعيدا عن الفتوى، ويبقى على الإعلام بكافة اشكاله مسموعا ومقروءا ومرئيا أن يلتزم بضوابط القانون الجديد، ويلزم من يفتي بالقاعدة الشرعية الصحيحة، ولا ينشر أو يروج لتلك الفتاوى الشاذة، من قبيل الإثارة وجذب المشاهدين، وخلق حالة من الجدل والصخب لا طائل من ورائها، سوى تشويش الرأي العام وانقسامه بين مؤيد ومعارض، بدون أسس علمية أو دينية. وحتى يتوقف هذا اللغط نقترح على المشرع البرلماني أن يضيف إلى القانون الجديد تجريم الوسيلة الإعلامية التي تنشر مثل هذه الفتاوى بهدف الإثارة ومساءلة من يستضيف أو ينشر لأصحاب تلك الفتاوى المغلوطة، حتى تستقيم الرسالة الإعلامية وتحقق هدفها بدلا من الجدل في حلقة مفرغة بين فتاوى شاذة وإعلام هابط». النقل لا العقل وفي الصفحة الحادية عشرة من «الأهرام»وفي عموده اليومي « كلمة عابرة « قال أحمد عبد التواب تحت عنوان «هل نحجر على أصحاب الفتاوى»: استقبل الكثيرون باستحسان وتفاؤل موقف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ضد الفتاوى الأخيرة التي صدمت الرأي العام، والتي وصمها فضيلته بأنها شاذة وكانت كلماته واضحة بأنه لا يصحّ الترويج للأقوال الضعيفة المبثوثة في كتب التراث، وطرحها على الجمهور. وكان من المأمول أن يرى الناس إجراءات عملية سريعة تشفي الغليل بالتعامل الحاسم والعاجل مع جذور المشكلة، ولكن ومع كل الاحترام للمقام الرفيع لفضيلة الإمام ولشخصه الكريم، إلا أن طلبه بضرورة الحجر على أصحاب هذه الفتاوى، ربما لن يكون الحل المجدي لعدة أسباب، أولها أن للحجر شروطاً يجب أن تقبلها المحكمة، بناء على تقرير طبي يثبت أن هناك علّة أصابت العقل، وأن آثارها تتجلَّى في تصرفات طائشة، كما أن أسباب الحجر وفق القانون هي صغر السن أو الجنون أو العته أو السفه أو الغفلة، وهي جميعاً تخرج عن الحالات التي نحن بصددها، بل أن أصحاب الفتاوى المثارة عقلاء من هذا النوع الذي لا يستخدم العقل، وإنما يتباهى بالتزامه بالنقل وأن هذا هو ما تلقنه عبر نظام التعليم الذي أثبت تفوقه فيه بحصوله على أعلى شهاداته». المعنى والدلالة «كما كان متوقعًا، توفي المرشد الأسبق مهدي عاكف، داخل السجن ولم يشفع له سنه «90 عامًا» ولا مرضه «السرطان»، وظلت السلطات المصرية، متشددة إزاء حملة مناشدات إنسانية واسعة للإفراج الصحي عنه هذا ما بدأ به محمود سلطان مقاله في «المصريون» مواصلا أنه لا يوجد تفسير منطقي لمثل هذا التطرف الرسمي، سواء مع عاكف أو مع آخرين ينتظرون مصيرًا مشابهًا، مثل الخضيري ومجدي حسين وهشام جعفر، خاصة أن قرارًا سياديًا صدر بـ«الإفراج الصحي» لرجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، الذي أدين بقتل مغنية لبنانية، في جريمة هزت المجتمع المصري، لفصولها المثيرة التي اختلطت فيها السياسة بالنفوذ والثروة والسلطة والجنس! بعدها شوهد القاتل «المريض» بالشورت وهو في استقبال وزيرة في الحكومة على يخت مملوك لرجل أعمال خليجي شهير، وبدت عليه حيويته واسترجاع شبابه مجددًا، ما أثار ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي، سخرت من قرار الإفراج عنه، وقد تواترت أخبار تحدثت عن أن القاتل المفرج عنه، تصرف ـ قبل إطلاق سراحه ـ بسخاء، مع مشروعات في العاصمة الإدارية الجديدة. المفارقة هنا، كاشفة لوجود فرز في قرارات الإفراج الصحي، لا تستند بالتأكيد إلى أسباب إنسانية وإنما إلى أسباب أخرى، خارج إطار القانون.. تشبه التصفية بدون رقابة قضائية. من يعيد قراءة آخر تقارير حقوق الإنسان، التي أدانت السلطات المصرية، يلحظ تلميحها إلى ما أشرت إليه في ما تقدم، ورجحت تعرض المعتقلين لـ»الابتزاز».. والأخيرة بكل حمولتها، أبرقت رسائل إلى العالم، تشير إلى وقوع المصريين تحت تهديد حقيقي، لغياب وجود الدولة بمعناها كضامن لحقوق مواطنيها. قد يعتقد «الهواة» في السلطة، أن هذا التشدد الارتجالي والانفعالي، يعزز من هيبة الدولة.. فيما هي في واقع الحال، نوع من الطيش السياسي، الذي يهدر الاثنين معا: الهيبة والدولة. فالدولة توجد حيث ينزل الجميع عند حكم القانون.. والهيبة لا تأتي من الخوف والترويع وتصفية المعارضين.. وإنما من الاحترام. متابعة الأداء الرسمي، في كل الملفات، لا يجعلنا نتفاءل، بشأن أمور كثيرة، من بينها بالتأكيد ملف حقوق الإنسان، ولن يكون عاكف، آخر من دخلوا السجون أحياء وخرجوا منها جثثا محمولة على النعوش.. ففرص تحسين الصورة أهدرت.. مثلها مثل ما أهدر من ملفات بعضها ماس بالكبرياء الوطني». لماذا توقف الرئيس؟ وفي «المصري اليوم» كتب محمد أمين مقاله تحت عنوان «خاص للرئيس» ومما جاء فيه: «لا أعرف مَن تواصل مع رجل الصناعة هانى قسيس، أمس. ولا أعرف إن كان قد تلقى اتصالاً من رئيس الوزراء أم وزير المالية؟ ولا أعرف إن كان مكتب الرئيس قد تواصل معه أم لا؟ لكن ما أعرفه أن قضية الاستثمار ليست قضية هانى قسيس وحده، أو غيره من كبار المستثمرين.. قضية الاستثمار قضية وطن، ومن العجيب أن نطرق باب الاستثمار الأجنبي، ونعامل المصريين كأسرى حرب للأسف. وربما لا أتجاوز حين أقول لوزيرة الاستثمار العزيزة سحر نصر: غريب أمركم أيها الوزراء، تقاتلون حتى يأتي مستثمر أجنبي واحد، وتقتلون الاستثمار في بلادكم بأيديكم. وكنت أنتظر منها أن تتحرك لحل مشكلة المناطق الحرة.. وكنت أنتظر منها أن تذهب إلى رئيس الوزراء، شريف إسماعيل، فإذا لم تجد عنده حلاً تذهب إلى الرئيس مباشرة، ولا تعود إلا وقد تم إنهاء الأزمة، هذا دورها أصلاً. مصر تحتاج إلى وزراء مقاتلين حتى تنهض، وتحتاج إلى قانون يحكم الجميع بلا تمييز.. وتحتاج إلى شفافية.. مصر ينبغي أن تواجه دولة الفساد.. وهنا يُعلّق الصديق الدكتور خالد حسن: «إن مؤشر الشفافية يتراجع.. والمستثمر الأجنبي يراجع هذا المؤشر، قبل أن يُخاطر بأمواله، وأرجو ألا يخرج علينا مَن يقول إن مؤسسة الشفافية الدولية تتلقى أموالاً من الإخوان لتشويه صورة مصر». فلا تنسوا أن الاستثمار حياة أو موت.. رجل أعمال من الوزن الثقيل قال: هناك فرق كبير بينه وبين رجال الأعمال الأجانب.. الأجنبي لا يأتى قبل أن يطمئن أولاً، وكيف يُخرج أمواله ثانياً؟ أما المصرى فإنه «أسير».. استثماراته وأرضه وأمواله وأولاده.. ولا مفر من العمل في ظل القوانين الموجودة، وفي ظل الفساد الموجود.. كان المعنى «قاسياً»، لكنه يعكس إحساس المستثمرين في مصر. وعلى فكرة، ينبغي أن نفرق بين رجال الاستثمار والسماسرة.. وينبغى أن نفرق بين رجال الصناعة وجماعات «تسقيع الأراضي».. «هناك ناس كان ممكن تعمل ودائع مليونية، وتعيش زي الملوك بعد رفع سعر الفائدة 20٪».. لكنهم لم يفعلوا.. عندهم مسؤولية وطنية، وعندهم مسؤولية أخلاقية.. وعندهم مسؤولية اجتماعية. هؤلاء ينبغي أن لا نتركهم للإحباط.. الأصل أن نتحرك إليهم، لا أن يأتوا إلينا. كان الرئيس السيسي قد بدأ عهده يستمع إلى رجال الأعمال والمستثمرين، ويستمع إلى الكتاب والمثقفين.. كانت بادرة رئاسية طيبة جداً، لا أعرف لماذا توقف الرئيس؟ مَن نصحه بعدم تكرار اللقاءات؟ فماذا حدث أصلاً؟ هل سيعود ليلتقى بهم قبيل الانتخابات الرئاسية؟ مصر لن تنهض بإدارة حكومية مكبلة فقط.. مصر سوف تنهض بالاستثمار والصناعة والإنتاج، وساعتها ستنخفض الأسعار فوراً. ويبقى السؤال: ماذا يفعل المجلس الأعلى للاستثمار؟ ومتى يتدخل لحل مشكلات الاستثمار بالفعل؟ وكيف نحمي المستثمرين حتى لا يتحولوا إلى «سماسرة»، أو «كبار مودعين» ويريّحوا دماغهم؟ الاستثمار هو الحل لكل معضلات الوطن وأخيراً: هل ننتظر حتى يتدخل الرئيس في كل مرة؟ فما معنى هذا؟». تأليه الحاكم «هل الميل إلى تأليه الحاكم القوي عادة لدى المصريين ترتبط بتراثهم الفرعوني؟ هذا السؤال أثاره محمود خليل في «الوطن» ويجيب: قد يكون، لكن يبقى أن تعميم الحكم على جميع الناس يفتقر إلى الموضوعية. نعم استجاب كثير من الناس لفرعون موسى حين أعلن ألوهيته، لكن آخرين عبروا عن ضجرهم من هذا السفه، وعبّروا عن رفضهم له، مثل مؤمن آل فرعون التي تجد قصته كاملة في سورة «غافر». الأيام الأخيرة شهدت حالة من الشد والجذب، والهجوم والدفاع عن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر. في مذكراته عن حقبة جمال عبدالناصر، ذكر عمرو موسى وزير الخارجية المصري وأمين الجامعة العربية الأسبق، أن عبدالناصر كان يأتيه طعام خاص بالطائرة من الاتحاد السوفييتي، ليحافظ على «الريجيم»، بعد إصابته بمرض السكري، فثار عليه كثيرون، واتهموه بالافتراء على الزعيم، بعدها أثيرت ضجة حول كتاب «الملاك» الذي صدر في إسرائيل، ويكشف مؤلفه أن أشرف مروان زوج ابنة جمال عبدالناصر عمل جاسوساً لحساب إسرائيل، فأضيف المزيد من النار على الجدل الذي استعر حول الرجل. جمال عبدالناصر زعيم أحبه أغلب أبناء الشعبين المصري والعربي، هذه مسألة لا جدال فيها، ومؤكد أن الشعوب لا تحب (بالساهل)، وعادة ما تكون لديها مبرراتها عندما ترفض أن يوصم من تحب بأية نقيصة حتى بعد رحيله، أحب الكثيرون جمال ورأوا فيه شخصاً قوياً قادراً مقتدراً، رأوه أذكى من الجميع، وأقوى من الجميع، وأحكم من الجميع. يتعجب الكثيرون من ظهور صور جمال عبدالناصر في بعض المظاهرات حتى الآن، ورفعها في أيدى أجيال ربما لم يعاصر آباؤهم فترة حكم عبدالناصر. هذا الأمر يبدو طبيعياً في تقديري لسبب بسيط، هو أن عبدالناصر أعطى الناس أشياء في يدها، ما زالوا ينعمون بخيرها، جيلاً بعد جيل، حتى الآن، ومن العبث أن تطلب من إنسان أخذ أن يكون محايداً في حب من أعطاه. لكن هذا أمر والتأليه أمر آخر. عبدالناصر شأنه شأن أي زعيم أخطأ وأصاب، نجح وأخفق، أجاد وأساء، هكذا البشر دائماً. ووجه من وجوه العظمة أن يعترف الإنسان بخطئه حين يخطئ، وقد فعلها جمال عبدالناصر عندما ألقى بمسؤولية هزيمة 1967 على نفسه، وقد كان بالفعل مسؤولاً عنها. ليس من الحكمة في شيء أن تقدّر إنساناً بصورة ترفعه إلى مرتبة الآلهة أو أنصاف الآلهة، رغم أنه لم يطلب من أحد ذلك. ماذا يضير عبدالناصر أن يأكل من الخارج؟ إن كل رؤساء العالم يفعلون ذلك، وبالنسبة لموضوع أشرف مروان، علينا أن نعترف بما اعترف به جمال عبدالناصر نفسه بعد 1967 من أن مؤسسات الدولة تعرضت لاختراق، وعاشت حالة من الهشاشة لم تزل تعاني منها حتى الآن، وإلا لماذا وقعت الهزيمة؟ وعلينا في كل الأحوال ألا ننسى أن المتاح دائماً من معلومات حول الأحداث الكبرى أو الشخصيات الكبرى التي لعبت دوراً في صناعة الأحداث في مصر محدودة بشكل كبير، بصورة لا تساعد في أغلب الأحوال على الحكم الموضوعي. والظاهر من تجربة عبدالناصر أنه رجل انشغل بشعبيته بصورة تتفوق على انشغاله بمؤسسات الدولة». «الكفر البواح» وفي «الشروق» قال خالد سيد أحمد في عموده «مسافة» تحت عنوان «ريجيم عبد الناصر وحراس المعبد»: «شخصية عبدالناصر التي نعرفها تجعلنا لا نتصور أن يرسل لشراء طعام خاص بالريجيم من سويسرا، وإن كنت لا أمتلك معلومات موثقة توحي بغير ذلك، إلا أن السياق العام لحياة الزعيم الراحل وتواضعه واقترابه من الفقراء، وحرصه على وضع قضية العدالة الاجتماعية على رأس أولوياته، تجعلنا على يقين بأنه حتى لو قام بهذا الفعل فليس من قبيل البذخ أو الترف أو الرفاهية التي «يدمنها» ساكنو قصور الحكم، وإنما لضرورة صحية ملحة، لم يكن متاحًا تلبيتها في ذلك الوقت إلا من «برن». القضية الأهم والأخطر التي فجرها هذا الجدل المثار وتعتبر»بيت الداء المزمن» في المشهد السياسي المصري، هي محاولة البعض بلا غضاضة «تقديس الرئيس» أي رئيس منذ ناصر وحتى السيسي بشكل يصبح مجرد نقد مواقفه وقراراته، أو حتى تقييم سياساته نوعًا من «الكفر البواح» الذي يجب معاقبة صاحبه عليه بلا رحمة، بل أن البعض لم يكتفوا بهذا فقط، بل جعلوا من أنفسهم حراسا لما يتصورون انه «معبد الرئيس» الذي لا ينبغى لأحد الاقتراب منه بأي شكل من الأشكال، ومن يجرؤ على الاقتراب فعليه تحمل العواقب التي تكون في أغلب الأحيان «غير آمنة». الرئيس ــ أي رئيس ــ ليس «قدس الأقداس» ونقد سياساته وتقييم عصره ليس «ذنبا عظيما» طالما كان ذلك يحدث بلا تجاوز، وفي إطار من الاحترام والالتزام بالقانون والرد على آراء المخالفين أو المعارضين، ينبغى أن لا يكون بالنهش في الأعراض أو التشكيك في الانتماء الوطني، وإنما عن طريق مواجهة المعلومة بالمعلومة والرأي بالرأي الآخر، حتى لا نواصل بناء معابد لأشخاص وحراستها ثم نفاجأ بسقوطها بلا مقدمات». «خطيئة» عمرو موسى وفي الصفحة العاشرة من «الوطن كان عنوان مقال أحد مديري تحرير «الأهرام» السابق عبد العظيم درويش عنوانه «عمرو موسى وفول الصين العظيم» وهو مشتق من اسم فيلم الفنان محمد هنيدي وقول عبد العظيم: «إذا كان موسى قد تراجع أخيراً وحاول إنكار ما أقدم عليه فور تعرضه لهجوم مضاد: «إنني من مؤيدي الزعيم الراحل ولكن من حقي أن أنتقده» هكذا سعى في اتجاه مغاير تماماً لما خطه بيديه في «كتابيه» غير أنه فات عليه أن يعي أن ما وجّهه للزعيم من اتهامات باطلة قد تجاوز بمسافات طويلة «حق النقد»، الذي يقول عليه ليصل إلى محاولة هدم أحد رموز التاريخ، بادعائه أنه اعتاد إصدار أوامره بإحضار طعام من «سويسرا يومياً» لأنه كان ينتظم في «ريجيم لإنقاص الوزن» وهو أمر يعلم هو نفسه أي «موسى» أنه مجرد افتراء على رجل حيّر أجهزة الاستخبارات الأمريكية في إغرائه، ويكفي هنا «برج الجزيرة» -الذى بُنى بأموال الـ«CIA» التي ظنوا أنها رشوة له – شاهداً على كذب ادعاءاته. إضافة إلى أن جميع من كانوا يحيطون بالزعيم، وفي مقدمتهم السيد سامي شرف قد كذّبوا هذه الافتراءات جميعها. أعتقد أن هذا «التراجع الباهت» من جانب موسى لا يكفي، ولن أطالبه بسحب نسخ «كتابيه» من الأسواق، بل إن الأمر يستوجب عليه إصدار بيان رسمي يؤكد فيه صراحة أنه قد ارتكب «خطيئة» في حق زعيم باقٍ في ضمائر الملايين، بدون محاولة تبريرها أو التماس أي عذر لنبشه في قبر الزعيم، حتى لو كان هذا النبش قائماً على حقائق ثابتة، فما بالك وأنه كله افتراءات كاذبة، وإذا كان استرداد الأضواء هو الهدف فلو كان الأمر بيدي لكنت قد تعهدت له بأن تطارده كاميرات الفضائيات، وتلمع في عينيه «فلاشات» الصحافيين ليهنأ بما يتمنى استرداده من حياة عاشها نجماً ساطعاً». حكومة ووزراء وإلى الحكومة والبدعة التي أخبرنا بها في «الوفد» علاء عريبي، بأن الحكومة تخطط لها بقوله في عموده «رؤى» تحت عنوان «إسقاط الجنسية عن المعارضين»: «للأسف الاقتراح المقدم من الحكومة لتعديل قانون الجنسية، يتضمن بندا على قدر كبير من الخطورة، وأظن أنه لن يحظى بقبول عاقل في البرلمان، أو خارجه، لأنه ببساطة سوف يقضي على أي شكل من أشكال المعارضة الوطنية. المقترح يتضمن عبارات مطاطة يمكن مطها لكي تضم أي شخصية، فقد نصت على التالي: «صدور حكم قضائي يثبت انضمامه إلى أي جماعة أو جمعية أو جهة أو منظمة أو عصابة، أو أي كيان أياً كانت طبيعته أو شكله القانوني أو الفعلي، سواء كان مقرها داخل البلاد أو خارجها، وتهدف إلى المساس بالنظام العام للدولة، أو تقويض النظام الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي لها بالقوة، أو بأي وسيلة من الوسائل غير المشروعة». فهو هنا فتح الباب على مصراعيه ليشمل أي جماعة أو كيان أو جهة، وهي مسميات يمكن أن تشمل الأحزاب، ناهيك عما سماه في المقترح بالمنظمة والجمعية، وهو ما قد يشمل المنظمات الحقوقية والجمعيات التعاونية والزراعية والفئوية. كما تضمن المقترح فقرة تتسع لكل شيء وهي، «أي كيان أياً كانت طبيعته أو شكله القانوني أو الفعلي»، وهو ما قد يشمل النقابات والمؤسسات الصحافية، وأي كيان معترف ومستقر قانونا. وأخطر ما في هذا الاقتراح أن الحكومة تسعى لإسقاط الجنسية حتى عن الذين ينتقدون أو يتناولون بالنقد النظام، أو القرارات الاقتصادية والحياة الاجتماعية، فانتقادك للقرارات الاقتصادية أو الاجتماعية سيعد تحريضا على قلب نظام الحكم. خطورة هذا الاقتراح كما سبق وقلت إنه لا يستهدف من يحملون السلاح ويسفكون الدماء، بل يشمل جميع أشكال وصور المعارضة، وهو ما قد سيترتب عليه تحويل المصريين إلى مجموعة من العبيد وتفريغ البلاد من المعارضة الوطنية الشريفة والإبقاء فقط على الهتيفة وكله بالقانون يا سيد». «هكذا تكلم ساويرس» أما في «الأخبار» فكان مقال أميمة كمال في صفحة الاقتصاد وفي عمودها «لذا لزم التنويه» تحت عنوان «هكذا تكلم ساويرس» قالت فيه: «أدهشي كثيرا التفسير الذي قدمه رجل الأعمال نجيب ساويرس لكونه من أغنى الأغنياء، وهناك ملايين من الفقراء في مصر، كان رده المثير للعجب «في أحد البرامج» هو أن الله يوزع الأرزاق، وهذا رزقه الذي أراده الله له. والحقيقة أننا لم نعتد من السيد ساويرس الاستناد إلى التأويلات الدينية لتفسير ظواهر سياسية واقتصادية، خاصة أنه كان من أشد المعارضين لنظام محمد مرسي الذي كان يستند لسلطة دينية تعتمد مثل تلك الأقاويل. وما دام السيد ساويرس مقتنعا بأن الله يوزع الأرزاق، فلماذا لم يصدق أن الله كان يريد أن يقتطع جانبا يسيرا من رزق عائلته وهو 7 مليارات جنيه، قيمة الضرائب التي تم فرضها على أخيه ناصف المستحقة على الأرباح التي حققها من عملية بيع إحدى شركاته في البورصة، وربح منها المليارات، ونجحت العائلة بالفعل في استرداد المبلغ، ولماذا وقف مستميتا ضد فرض ضريبة على الأرباح الرأسمالية التي يحققها المستثمرون في البورصة، حتى نجح هو وغيره من أصحاب المصالح والنفوذ في إسقاط تلك الضريبة العادلة، بعد أن تم إقرارها، والعادلة هنا باعتراف المسؤولين في صندوق النقد الدولي، وهذه الضريبة بالإضافة لبعض السياسات الأخرى مثل الضريبة التصاعدية، أو زيادة فاعلية الضرائب العقارية أو الضرائب المقترحة على تسقيع الأراضي أو اقتطاع جانب من دعم الصادرات لرجال الأعمال كلها سياسات كفيلة بتوزيع عادل للأرزاق، إلا أن السيد ساويرس وأقرانه وقفوا دوما ضد تلك السياسات، ولم يقل أحدهم إنه ربما أراد الله أن يوزع مزيدا من الرزق على الفقراء». مصر وفلسطين وإلي مصر والقضية الفلسطينية واللقاء الذي تم بين الرئيس السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقيام الدكتور عمرو الشوبكي أمس في عموده اليومي «معا» في الصفحة الرابعة من «المصري اليوم» بمهاجمة الموقف الرسمي وقال تحت عنوان «مصر وإسرائيل»: «الخطاب الرسمي الحالي غاب عنه أي إدانة صريحة أو مستترة للاحتلال الإسرائيلي، وأصبح يتكلم عن شعبين متناحرين، أو بلدين متصارعين يتحملان المسؤولية نفسها في مآسي الشعب الآخر، وليس دولة احتلال تقهر شعبا وتحتل أرضه وترفض إعطاءه حقوقه في بناء دولته المستقلة، ولذا بدا غريبا أن يطالب الرئيس السيسي في كلمته في الأمم المتحدة الشعب الفلسطيني «المقهور والواقع تحت الاحتلال» بأن يقبل العيش بأمان مع الشعب الإسرائيلي، ثم طالب الأخير: «بأن يقف وراء قيادته لإنجاح عملية السلام». في حين أن الواقع يقول إن القيادة الإسرائيلية لا ترغب في أي سلام وتنتهج سياسة قائمة على التوسع والاستيطان تحت غطاء أمريكي ودولي. يقينا ما شهدته مصر من انقسام سياسي وظهور جماعات العنف والإرهاب التي باتت تهدد الجميع، جعل الكثيرين يرون أن خطر هذه الجماعات أكبر من خطر إسرائيل، وبالتالي يجب تجاهل جرائمها. ليس مطلوبا محاربة إسرائيل ولا إسقاط كامب ديفيد لأن معركة مصر هي معركة بناء داخلية، ولكن المطلوب عدم الاستمرار في هذا الخطاب الذي يساوي بين شعب محتل وسلطة احتلال، إذا كنا نرغب في بناء مجتمع عادل في مصر فعلينا ألا نقبل بغياب العدل في فلسطين، وفي أي مكان في العالم، حتى لو كنت ضحية إعلام موجه كرّهك في فلسطين وحببك في دولة احتلال». الخروج عن النص لكن زميله عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام قال في مقال له أمس في الصفحة الخامسة من «المصري اليوم» عنوانه «الخروج عن النص في نيويورك»: «صحيح أن اليمين المتشدد هو الذي يحكم إسرائيل الآن بقيادة بنيامين نتنياهو، لكن الصقور أحيانا يمكن التواصل معهم والوصول إلى حلول، كما حدث مع مناحم بيغن، أثناء توقيع اتفاقية كامب ديفيد. وكما حدث مع إسحاق رابين في اتفاقية أوسلو. ليس هذا وحسب، بل كانت القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في لقاءات الرئيس السيسي في نيويورك سواء من خلال اللقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أو الرئيس الأمريكي ترامب وغيرهما من قادة دول العالم المختلفة من أجل المساعدة في التوصل إلى خريطة سلام حقيقية تنهي سنوات طويلة من العذاب والمعاناة بين الإسرائيليين والفلسطينيين». مهدي عاكف ليس آخر من دخلوا السجون أحياء وخرجوا منها جثثا محمولة على النعوش والدولة لا تضمن حقوق مواطنيها حسنين كروم |
الهيئة المستقلة لمراقبة الأمم المتحدة تتهم الإمارات برشوة منظمات غير حكومية وتقويض عمل مجلس حقوق الإنسان Posted: 24 Sep 2017 02:29 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: كشف تقرير خاص للهيئة المستقلة لمراقبة الأمم المتحدة عن تقديم الإمارات رشى لمنظمات غير حكومية، وتقويض عمل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف. وأوضحت الهيئة أنها أجرت تحقيقا داخل مجلس حقوق الإنسان خلال دورته الماضية لاحظت خلاله وجود تعبئة وضغط سياسي يرقى لوصفه بغير الأخلاقي تمارسه دول مثل السعودية والإمارات وإسرائيل وإيران. وأضافت أن تلك الدول ضللت الرأي العام بشكل غير مسبوق عبر تزويد المجلس بمعلومات مضللة والضغط على المقررين الخاصين التابعين له. كما كشف التقرير أن أبرز تلك الجهود تتزعمها الإمارات بتوظيفها أساليب مخالفة لأعراف الأمم المتحدة. وأظهر التقرير أن الفدرالية العربية لحقوق الإنسان، وهي إحدى المنظمات المحلية الرئيسية في الإمارات، متورطة في تقديم رشى لأفراد ومنظمات غير حكومية لشن حملة ممنهجة ضد دولة قطر. وذكرت الهيئة أن الفدرالية دفعت مبالغ لمؤسسات مجتمع مدني لها صفة استشارية مع الأمم المتحدة، ليكون بإمكانها إلقاء بيانات شفوية أمام المجلس وعقد ندوات على هامش جلساته. وقدّر باحثو الهيئة أن إجمالي ما دفعته «الفدرالية العربية لحقوق الإنسان» من رشى وصل لأكثر من 250 ألف دولار، كانت من نصيب أفرادٍ ونشطاء في مجال حقوق الإنسان ينشطون داخل مجلس حقوق الإنسان مقابل التحدث ضد قطر. كما دفعت المنظمة أيضًا نحو 180 ألف دولار لطالبي اللجوء الأفارقة في جنيف للمشاركة في احتجاجات ضد قطر. وحسب التقرير فمن مهام الفدرالية تقويض مصداقية أي منظمة تنتقد أوضاع حقوق الإنسان في الإمارات كهيومن رايتس ووتش أو منظمة العفو الدولية. ووصفت الهيئة هذه الممارسات بالمشينة، وأكدت أنها بصدد اتخاذ إجراءات فورية لوقف العمل غير القانوني لهذه المنظمة. وحسب بيان الهيئة فإن التحقيق الذي أجرته تتبع عدداً من المؤسسات العربية والأجنبية من حيث طريقة عملها وتمويلها والتزامها بالمعايير القانونية المعمول بها فى أوروبا. وحسب ملخص التقرير الذي نشرته الهيئة على موقعها صباح أمس الأحد فإن فريق عمل يتبع لها قدم إلى سويسرا لحضور ومراقبة أعمال الدورة السادسة والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، المنعقدة في جنيف في الفترة من 11 إلى 29 أيلول/سبتمبر 2017. حضر الفريق بعض اللقاءات التي نظمتها منظمات غير حكومية مختلفة حول شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولا سيما تلك المتعلقة بأزمة دول الخليج. وقام فريق الهيئة بمقابلة عدد من الناشطين فى المجال الحقوقي والمؤسسات ذات الصفة الاستشارية مع الأمم المتحدة. ولاحظ فريق العمل خلال فترة تحقيقه، أن هنالك تعبئة وضغط سياسي يرقى وصفه «باللا ـ أخلاقى» والذي تمارسه عدد من الدول مثل السعودية والإمارات وإسرائيل وإيران. وذكر تقرير الهيئة أن فريق عملها قام برصد جهود غير أخلاقية يقوم بها مندوبو الإمارات الذين يتظاهرون بالعمل تحت غطاء مؤسسات المجتمع المدني، في حين يشكل هؤلاء المندوبون جزءًا من منظومة الأجهزة الأمنية الإماراتية. وأسلف تقرير الهيئة الذي تضمن عدداً من المستندات والصور, أن المهمة الرئيسية لما يطلق عليها «الفدرالية العربية لحقوق الإنسان» هي تقويض مصداقية أي منظمة تنتقد أوضاع حقوق الإنسان في الإمارات. فعلى سبيل المثال، تعرضت كل من «هيومن رايتس ووتش» و»أمنستي» إلى حملة تشويه واسعة خلال الأسابيع القليلة الماضية. على الرغم من تلك الفدرالية لايوجد لديها أي وزن حقوقي أوسياسي. وتضمن التقرير مقابلات مع بعض مدراء المؤسسات الدولية العاملة فى جنيف حيث ذكر أحد الأشخاص والذي لم تكشف الهيئة عن هويته، «لقد تحدث إلى شخصين أحدهما عرف نفسه على أنه منسق الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان وطلبوا من مؤسستنا وبكل وقاحة لم أعدها قط على مدار عملى فى مجلس حقوق الإنسان لأكثر من عقد من الزمن، أن نقوم بعقد لقاء داخل مجلس حقوق الإنسان يعالج قضية دعم قطر للإرهاب وذلك لقاء مبلغ من المال. يجب على مجلس حقوق الإنسان التحقيق مع هذه المؤسة وسلوكها داخل المجلس» وذكر التقرير أيضا أن أحد أفراد البعثة الإماراتية فى جنيف طلب من مندوب دولة آسيوية تقديم مداخلة شفوية ضمن أحد بنود المجلس تتحدث عن مزاعم دعم قطر للإرهاب. ويسرد تقرير الهيئة أنها قامت بالتواصل مع الجهة الحكومية المنوطة بها تسجيل المؤسسات في سويسرا، حيث تبين خلو السجلات السويسرية وحتى الأوروبية من أي تسجيل رسمي لمنظمة «الفدرالية العربية لحقوق الإنسان»، وعليه فإن تلك المؤسسة تعمل بصورة غير شرعية، وتقوم بصرف أموال غير معلن عنها فيما يعنى ذلك مخالفة واضحة للنظم المالية السويسرية والأوروبية. ووصفت الهيئة سلوك الفدرالية بأنها ممارسات فساد مالي فادحة. وبناءً على مقابلاتٍ أجرتها الهيئة فأن «الفدرالية العربية لحقوق الإنسان» قامت بدفع مبالغ طائلة من الأموال لعدد من مؤسسات المجتمع المدنى والتى لها صفة استشارية مع الأمم المتحدة وذلك ضمن عضوية المجلس الاقتصادي الاجتماعي التابع للأمم المتحدة، ليكون لها موطأ قدم يمكّنها من إلقاء بيانات شفوية أمام المجلس، وعقد ندوات على هامش جلسات المجلس. وجل هذه المؤسسات هي مؤسسات عربية خاصة مصرية وبعضها إفريقية. وقال التقرير أن ممارسات هذه المنظمة غير الحكومية المحلية المقبلة من «الإمارات» مشينة، وأن لها أجندة مسيسة وعملها لا يمت لمجلس حقوق الإنسان بصلة. وقالت الهيئة «من المؤسف جدًا أن نرى منظمات غير حكومية مثل «الفدرالية العربية لحقوق الإنسان» وهي تشوّه الأهد اف النبيلة لمشاركة المنظمات غير الحكومية في الأمم المتحدة من خلال التحريض على برامج تخالف وتنتهك حقوق الإنسان في الوقت الذي سعت فيه الأمم المتحدة لعقود من أجل تعزيز مشاركة المنظمات غير الحكومية في اجتماعاتها. وفي ضوء ذلك، ستقدم منظمتنا تقريرًا عن هذه المنظمة غير الحكومية إلى السلطات المحلية في سويسرا، وكذلك ستقدم المنظمة تقريرًا عن المنظمات غير الحكومية التي تتمتع بصفة استشارية لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي- والتي دعمت وأيدت خطط وسلوكيات الفدرالية وذلك لنزع صفة العضوية فى الإجتماع المقبل لجنة المؤسسات الغير حكومية فى نيويورك. وما يثير الصدمة أن الأمارات قامت بدفع مبالغ من الأموال لعدد من اللاجئين الإفارقة فى سويسرا ليحتجو ضد قطر (التى لا يعلمون عنها شيئا) وقدّر باحثو الهيئة أن إجمالي ما دفعته «الفدرالية العربية لحقوق الإنسان» من رشاوى وصل لأكثر من 250 ألف دولار، كانت من نصيب أفرادٍ ونشطاء في مجال حقوق الإنسان ينشطون داخل مجلس حقوق الإنسان مقابل التحدث ضد «قطر». كما دفعت المنظمة أيضًا نحو 180 ألف دولار لطالبي اللجوء الأفارقة في جنيف للمشاركة في احتجاجات ضد «قطر». ومن المشين أن نرى الرشاوى تصل هذا المستوى الدنيء من خلال استغلال حاجة أفقر طالبي اللجوء. حيث وضحت الصور التى نشرها التقرير قيام بعض الافارقة بعقد وقفة احتجاجية أمام مقر الأمم المتحدة فى جنيف. ومن الجدير بالذكر أن أحمد الهاملي ـ وهو عضو في أجهزة الأمن الإماراتية حسب تقرير نشرت سابقاً ـ هو من يدير «الفدرالية العربية لحقوق الإنسان»، كما يدير أيضًا منظمة «ترندز» للبحوث والاستشارات. تعمل منظمة «ترندز» مع شخصيات ومنظمات محورية داعمة لإسرائيل مثل السفير السابق «ألبرتو فرنانديز»، وهو أحد صناع القرار فى معهد بحوث الشرق الأوسط. وبالحديث عن هذا المعهد، يمكننا القول إن الموساد الإسرائيلي هو من يديره، وإن وظيفته الرئيسة تتمثل في الترويج للـ»إسلاموفوبيا»، وله تاريخ طويل في استهداف الدول العربية والإسلامية مثل «السعودية» صديقة الإمارات. وتعهدت الهيئة بأنها ستكشف مزيدًا من التفاصيل عن منظمة «ترندز» الأمنية التى يديرها الهاملى أيضا، وعن جهود «الإمارات» لوسم قطر بالإرهاب. وقالت الهيئة فى بيان صحافى عقب اصدار التقرير أنها بصدد اتخاذ إجراءات فورية لوقف العمل غير القانوني لـ«الفدرالية العربية لحقوق الإنسان» في المجلس و باقى الدول الأوروبية. الهيئة المستقلة لمراقبة الأمم المتحدة تتهم الإمارات برشوة منظمات غير حكومية وتقويض عمل مجلس حقوق الإنسان |
الجزائر: صورة للرئيس السابق اليامين زروال تلهب مواقع التواصل الاجتماعي! Posted: 24 Sep 2017 02:29 PM PDT الجزائر «القدس العربي»: يعتبر الرئيس الجزائري السابق اليامين زروال حالة خاصة بين الرؤساء كلهم الذين تولوا قيادة البلاد منذ الاستقلال، فبرغم أن الرجل قابع ببيته منذ قرابة عشرين عاما، إلا أن رصيده في الشارع الجزائري يزيد يوما بعد آخر، ومع مرور الوقت تحول زروال إلى «أسطورة حية». تداولت صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي صورة للرئيس السابق اليامين زروال، البالغ من العمر 76 عاما، وهو يسير وحيدا في أحد شوارع مدينة باتنة (400 كيلومتر شرق العاصمة) وباتنة هي مسقط رأس زروال التي اختار العودة إليها تاركا العاصمة وراءه، بعد أن طلق المسؤولية بالثلاث سنة 1998، عندما أعلن استقالته من رئاسة البلاد، وهو لم يكمل ولايته الرئاسية الأولى. الصورة التي التقطت من بعيد تظهر أن زروال كان يمشي وحيدا، وأنه لا وجود لأية حراسة مقربة، ولا لأي بروتوكول، وهو ما جعل الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي يثنون على بساطته وتواضعه وزهده في السلطة وفي المال، فقد ترك الرئاسة، وابتعد عن عوالم السياسة، وفضل العيش مواطنا بسيطا في منزله الذي بناه من قرض بنكي، تاركا الفيلا الرئاسية الفخمة التي كانت موضوعة تحت تصرفه في شارع البشير الإبراهيمي بحي الأبيار الراقي، التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات. وبرغم أن زروال في عهده كان قد تعرض لانتقادات، بسبب أنه جاء إلى الرئاسة معينا في وقت أول، على اعتبار أنه كان عسكريا ووزيرا للدفاع، ثم انتخب رئيسا في 1995 في انتخابات طعنت المعارضة في مصداقيتها، إلا أنه منذ أن ابتعد عن السلطة ارتفعت أسهمه، بسبب استقالته طواعية، برغم كل ما يقال عن الصراعات التي كانت موجودة داخل السلطة، خاصة مع قيادات الجيش، التي يعتقد كثيرون أنها كانت سببا في استقالته، لكن العارفين بما كان يدور في الكواليس خلال تلك الفترة، يؤكدون أنه استقال «شهامة»، لأن قيادات الجيش النافذين آنذاك طالبوا برأس مستشاره وصديقه الجنرال محمد بتشين فترك لهم زروال الجمل وما حمل، واختار العودة إلى بيته. زروال، خلافا لغيره من الرؤساء السابقين لما كانوا على قيد الحياة، اختار العودة إلى مسقط رأسه، والعيش مع المواطنين البسطاء، وابتعد عن العاصمة وعن الإقامات الفخمة والمحمية، كما ابتعد عن السياسة وعن السياسيين، وكان يتحاشى مقابلة المترشحين لانتخابات الرئاسة الذين كانوا يسعون إلى ذلك، فيضطر أحيانا للسفر إلى العاصمة لرفع الحرج، وظل طوال السنوات يرفض حضور الحفلات الرسمية، ويرفض الظهور في وسائل الإعلام، وحتى لما قررت الرئاسة منح الرؤساء السابقين سيارات ألمانية فخمة مصفحة اعتذر عن قبول الهدية، مثلما رفض الحصول على فيلا فخمة في إقامة الدولة الجديدة في نادي الصنوبر، وحتى لما كان رئيسا لم يعرف له أو لأولاده أي تجارة أو استثمارات. زروال لمن لا يعرفه عسكري التكوين، تدرج في عدة مسؤوليات في الجيش، حتى وصل رتبة جنرال، ولم تكن استقالته من الرئاسة هي الأولى، لأنه استقال المرة الأولى من الجيش لما رفض اللواء خالد نزار الذي كان وزيرا للدفاع مشروع إصلاح وعصرنة المؤسسة العسكرية الذي قدمه زروال، ثم استقال من منصبه سفيرا للجزائر في رومانيا، بل اعتبر أن وجود سفارة في بوخاريست هدر للمال العام، وأنه لا يوجد ما يبرر وجود سفارة وإنفاق أموال عليها وعلى العاملين بها، واستقالته الثالثة والأخيرة هي من رئاسة البلاد. يحسب للرئيس زروال العسكري أنه قبل الرئاسة مكرها، بعد أن وصل أصحاب القرار إلى طريق مسدود في وقت كانت فيه الجزائر على وشك الانهيار، بسبب الإرهاب والأزمة الاقتصادية والمالية التي كانت غارقة فيها، والحصار الدولي غير المعلن المضروب عليها، ويحسب له أنه وضع مادة في دستور 1996 تحدد الولايات الرئاسية باثنتين فقط، وكانت آنذاك سابقة في منطقة المغرب العربي. الجزائر: صورة للرئيس السابق اليامين زروال تلهب مواقع التواصل الاجتماعي! ابتعد عن عالم السياسية وفضل العيش مواطنا بسيطا في منزله الذي بناه من قرض بنكي |
أول أسبوع دراسي في مصر: مشاحنات وتسلق أسوار وطوابير في الشوارع Posted: 24 Sep 2017 02:28 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: مشادات وطرد للتلاميذ وتسلق أسوار وطوابير صباحية للمدارس في الشوارع، تلك هي أبرز مشاهد أول أيام العام الدراسي الجديد في مصر، الذي بدأ في بعض المحافظات أول أمس السبت، كما بدأ أمس الأحد، في بقية المحافظات الأخرى. وعبر عدد من أولياء أمور طلاب «مدرسة تحيا مصر 1» في حي الأسمرات، التي افتتحها وزير التربية والتعليم، طارق شوقي، أمس، عن غضبهم بسبب طرد مديرة المدرسة عددا من الطلاب لعدم ارتداء الزي المدرسي. وقال أولياء أمور إن «مديرة المدرسة طردت الكثير من الطلاب، لعدم ارتدائهم الزي المدرسي، عقب مغادرة الوزير للمدرسة». والأسمرات، حي عمراني جديد في منطقة المقطم في القاهرة، خصصته الحكومة المصرية لسكان عدد من المناطق العشوائية الخطرة، وبدأت تسكينهم منذ نحو عام. وقال معلمون في مدرسة «تحيا مصر» إن «الأسمرات منطقة شعبية اعتاد طلابها عدم الالتزام بالزي المدرسي، أو الاعتماد على رجال أعمال في توفيره للطلاب». وأكد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني المصري، طارق شوقي، أنه سيأمر بالتحقيق الفوري فيما تردد عن طرد الطلاب عقب مغادرته حفل افتتاح مدرسة «تحيا مصر»، مشيرا في تصريحات صحافية إلى أنه لن يقبل بطرد تلميذ من مدرسة، وأنه إذا كان هناك أي لبس في فهم تعليمات المدرسة ينبغي توضيحها لولي الأمر من دون التأثير على التلميذ. وطمأن الوزير أولياء الأمور قائلا «لا أقبل بأي تجاوز في حق أي طرف من أطراف العملية التعليمية، وسيتم اتخاذ القرار المناسب والحازم في حال صحة هذه الواقعة». وتابع: «لدينا أكثر من 50 ألف مدرسة، إن الأغلبية الكبرى من المدارس خضعت للصيانة، ونصارع الزمن وفق الإمكانيات المتاحة». وعن الوجبة المدرسية، أوضح أن «الوزارة بذلت جهدا كبيرا من أجل تقديم وجبة مدرسية أفضل»، مشددا: «قضينا الصيف كله للوصول إلى وجبة مدرسية ممتازة بشكل أفضل وتعاقد أفضل». وكان العام الدراسي الماضي شهد مئات الوقائع التي تسمم فيها طلاب مصريون من الوجبات المدرسية. واضطر طلاب مدرسة «ورورة الابتدائية» في محافظة القليوبية، لتنظيم طابور المدرسة الصباحي في الشارع لعدم وجود ساحة مخصصة للطابور داخل المدرسة. وقال عضو إدارة بنها التعليمية في محافظة القليوبية، حلمي عبد الشافي، إن الطلاب يعانون من تلك المأساة منذ سنوات، مشيراً إلى أن المواطنين شكوا كثيرا للمسؤولين من دون أي استجابة، فضلاً عن أن المدرسة لا يوجد بها حوش ولا باب مغلق عليها، فأي شخص يستطيع الدخول إلى المدرسة، إضافة إلى وجود محول كهربائي ملاصق للمدرسة. كما لجأت إدارة مدرسة «الجوهرية الابتدائية» في قرية «محلة مرحوم» التابعة لمركز طنطا في محافظة الغربية «وسط دلتا مصر»، لتنطيم الطابور الصباحي في الشارع، واخترق المارة من المواطنين صفوف الطوابير لعبور الشارع إضافة إلى عبور السيارات بجوار التلاميذ. وتقع مدرسة «الجوهرية الابتدائية» في منزل قديم مكون من 7 غرف تم تحويله لمدرسة ابتدائية، إلى جانب عدم وجود فناء في المدرسة لإجراء طابور الصباح أو ممارسة الأنشطة. وفي محافظة البحيرة، منع أولياء أمور قرية ليديا القصر، التابعة لمركز المحمودية، أمس، أبناءهم من الدراسة لليوم الثاني على التوالي احتجاجا على عدم وصول أثاث مدرسة «شهداء بورسعيد المشتركة» مع بداية العام الدراسي رغم الانتهاء من أعمال البناء والتشطيبات النهائية وتسليمها لإدارة المدرسة. وأكد مدير المدرسة، عادل عبد القادر، أنه تم استلام المدرسة من الهيئة العامة للأبنية التعليمية التابعة لوزارة التربية والتعليم، منذ أيام، موضحا أن الأثاث سيصل خلال الأسبوع الجاري. وألقى وكيل وزارة التربية والتعليم في محافظة البحيرة، محمد سعد محمد، بالمسؤولية على «هيئة الأبنية التعليمية» في تأخر تأثيث وتجهيز المدرسة، مشددا على تكثيف الجهود لحل المشكلة حرصا على مستقبل التلاميذ. وفي مدينة الخصوص، في محافظة الجيزة، تدافع العديد من أولياء الأمور في الصباح الباكر أمس، مع أبنائهم الطلاب داخل مدارسهم، وافترشت والدات الطلاب حوش المدرسة، بهدف تسكينهم في الفصول، من دون وجود أي رقيب أو مسؤول. وفي محافظة أسيوط، في صعيد مصر، أحال وكيل وزارة التربية التعليم، صلاح فتحي، واقعة تسلق طلاب «مدرسة منقباد للتعليم الأساسي الابتدائية» أسوار المدرسة بمساعدة أولياء الأمور لدخول الفصول قبل طابور المدرسة وحجز المقاعد الأولى، إلى التحقيق، ومعاقبة المسؤولين عن ذلك. وكان رواد مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا صورا للطلاب، أمس الأول، أثناء تسلقهم سور المدرسة والحوائط، للدخول إلى فصولهم قبل مواعيد الدراسة، بهدف حجز مقاعد في الصفوف الأولى، وتجنب التكدس، في غياب أي مسؤولين أو أفراد الأمن والعمال. وفي محافظة الإسكندرية، شهد محيط مدرسة «أمبروزو» وسط المدينة الساحلية، مشاجرة بين أولياء الأمور وسائقي «توك توك» الذين تجمعوا أمام المدرسة ورفضوا التحرك والإفساح لتسهيل دخول وخروج التلاميذ. وأغلق سائقو «التوك توك» الطريق أمام سيارات أولياء الأمور وأتوبيسات نقل التلاميذ، مما تسبب في مشاجرة بين أولياء الأمور وسائقي التوك توك، الذين هددوا أولياء الأمور بمنعهم من دخول أبنائهم للمدارس طوال العام الدراسي، في غياب أي مسؤولين أمنيين. إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية المصرية بدء توزيع مطبوعات دراسية مجانية «كراسات» على التلاميذ، مدونة عليها عبارات وصور لتجميل صورة الشرطة. وقالت الوزارة في بيان أمس، إنه «في إطار إستراتيجيتها الهادفة في أحد محاورها للتواصل الإيجابي والفعال مع كافة فئات المجتمع المصري، وتفعيل الدور المجتمعي لهيئة الشرطة في الأوساط الجماهيرية وصولا لتحسين الصورة الذهنية لدى الرأي العام، وبمناسبة استقبال العام الدراسي الجديد، أعدت الوزارة مطبوعات «كراسات، جداول الحصص» مدونة عليها العبارات والصور التي تؤكد على حسن العلاقة بين رجل الشرطة والمواطن وبث روح الولاء والانتماء للوطن وتضحيات جهاز الشرطة لتحقيق الأمن والإستقرار، وذلك لتوزيعها على التلاميذ والطلاب خلال الأسبوع الأول من الدراسة في كافة محافظات الجمهورية، بالتنسيق مع الإدارات التعليمية». أول أسبوع دراسي في مصر: مشاحنات وتسلق أسوار وطوابير في الشوارع وزير التعليم يحقق في طرد تلاميذ مدرسة افتتحها… وتوزيع كراسات لتجميل صورة الشرطة مؤمن الكامل |
قوات سوريا الديمقراطية تشكل مجلساً مدنياً لإدارة دير الزور و«اتحاد العشائر» يرفض قيام «دويلة» كردية Posted: 24 Sep 2017 02:28 PM PDT غازي عنتاب – دير الزور – «القدس العربي» ووكالات: أعلنت قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع الولايات المتحدة في شمال سوريا اليوم الأحد عن تشكيل مجلس مدني ليحكم محافظة دير الزور الغنية بالنفط في شرق سوريا حيث تتبارى مع الجيش السوري للسيطرة على أراض خاضعة لتنظيم الدولة الإسلامية. بينما رفض اتحاد العشائر العربية والتركمانية في سوريا قيام دويلة كردية في وقت أكدت منظمة حقوقية أن التحالف الدولي في سوريا متحيّز لـ «ب ي د» الكردي المصنف إرهابياً في تركيا. وأطلقت قوات سوريا الديمقراطية،التي تضم فصائل عربية ولكن تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية، عملية في محافظة دير الزور الواقعة على الحدود مع العراق في وقت سابق هذا الشهر وتمكنت من السيطرة على ريفها الشمالي وتقدمت إلى الشرق من نهر الفرات. وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية السبت على حقل غاز كبير في محافظة دير الزور من الدولة الإسلامية في تقدم سريع استبق الحكومة السورية التي كانت تتقدم أيضا في ذلك الاتجاه. وفي هجوم منفصل هذا الشهر أيضا تمكن جيش النظام السوري وفصائل تدعمها إيران بدعم جوي روسي من كسر حصار فرضته الدولة الإسلامية منذ عام تقريبا على أجزاء خاضعة لسيطرة الحكومة من دير الزور على الجانب الآخر من نهر الفرات. وبالتقدم الذي أحرزه الجانبان ضد الدولة الإسلامية باتت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من أمريكا على مقربة من القوات التابعة للحكومة السورية المدعومة من روسيا وإيران. وفي وقت ما أثار هجوم الجيش السوري المدعوم من روسيا وهجوم قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من أمريكا المخاوف من اندلاع اشتباكات قد تذكي التوتر بين القوى العالمية المتنافسة. واختارت قوات سوريا الديمقراطية مئة شخصية من وجهاء وشيوخ العشائر للاجتماع وانتخاب مجلس لإدارة المحافظة أمس الأحد. وقال المجلس في بيان ختامي إن الأولوية تتمثل في عودة عشرات الآلاف من نازحي المحافظة الذين فروا خلال الصراع واستعادة الخدمات الأساسية. وحث المجلس التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على تقديم المساعدة للمحافظة التي عانت من ويلات الحرب. وجاء في بيان المجلس المدني لدير الزور المشكل حديثاً أن المجلس سيعمل على «تعزيز اللحمة القوية بين أبناء المحافظة». ويمثل نطاق السيطرة الكردية في المحافظة الواقعة في قلب منطقة العشائر العربية حساسية لكل من السكان ولأنقرة التي تتصدى لحملة مسلحة كردية داخل تركيا منذ نحو ثلاثين عاماً وسط تنامي المخاوف أيضاً من هيمنة وحدات الشعب الكردية على الحدود في شمال سوريا. ويشكو الكثير من العشائر العربية المحلية في المنطقة أيضا من تهميشهم فيما يتعلق بصنع القرار ويلقون باللوم على وحدات حماية الشعب الكردية للتمييز ضدهم بما في ذلك التجنيد الإجباري لشبابهم. وتنفي وحدات حماية الشعب الكردية هذه الاتهامات. العشائر العربية والتركمانية: لا لدويلة كردية وقال اتحاد العشائر العربية والتركمانية في سوريا، إنهم لن يسمحوا بقيام دويلة كردية في سوريا. وأشار البيان، الصادر عن الاتحاد، امس الأحد، إلى أنّ البعض يخطط لتأسيس دويلة كردية، في محافظات الرقة، والحسكة (شمال شرق) ودير الزور (شرق)، تحت ذرائع مكافحة الإرهاب. وتابع بأنهم لن يتخلوا عن أرض أجدادهم، أمام تمدد منظمة «بي كا كا الإرهابية، في سوريا تنظيم «ب ي د – ي ب ك» أو تنظيم «داعش» الإرهابيين» حسب قول الاتحاد. وطالب اتحاد العشائر، تركيا بالتدخل لمنع مسلحي «ب ي د» من التقدم أكثر، ولتحرير قراهم من احتلالها. وأضاف أنهم مستعدون لوضع أبنائهم في الجيش السوري الحر، تحت إمرة تركيا، من أجل تحرير مناطقهم من إرهابيي «ب ي د- ي ب ك». منظمة حقوقية وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أمس الأحد، إن تدخل التحالف الدولي لمكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، هو عملية تحيز واضحة لتنظيم «ب ي د» «الإرهابي»، وأسفر خلال 3 سنوات عن كلفة دموية. وجاء ذلك في تقرير للشبكة صدر، أمس، بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لتدخل التحالف في سوريا. وأوضح التقرير أنَّ «قوات التحالف بدأت حملتها العسكرية الموجهة ضد داعش، في سوريا منذ 23 سبتمبر/أيلول 2014، وشنَّت في ذلك اليوم عدة غـارات على مـواقع في محـافظة الـرقة (شمـال شـرق)، كمطار الطـبقة العسـكري، ومواقـع جبـهة النصـرة بريف إدلـب (شـمال غـرب)». وأضاف أنّ «قوات التحالف استمرَّت في شنِّ هجماتها الجوية على مناطق تخضع لسيطرة داعش، وتركَّزت هذه الغارات على محافظات حلب (شمال) والرقة، ودير الزور (شرق)، والحسكة (شمال شرق)، وبشكل أقلَّ على محافظتي حمص وحماة (وسط)، ولم تظهر في ذلك الوقت سمة اصطفاف علني في الهجمات إلى جانب أحد أطراف النزاع حتى نهاية 2015». وقالت الشبكة إنه «بدا جليّاً أنَّ قوات التحالف بدأت تدعم وبشكل صارخ قوات الإدارة الذاتية المكونة بشكل رئيس من قوات (ب ي د) فرع (تنظيم) بي كا كا (الإرهابي)، تحت مُبرّر محاربتها داعش». وأوضحت أنَّ «تركيز هجمات التحالف كان واضحاً على المناطق الشرقية كالرقة، وريف الحسكة، ودير الزور، في حين أن مناطق كريفي حمص وحماة (وسط) لم تشهد تكثيفاً مماثلاً للغارات الجوية، على الرغم من سيطرة داعش عليها؛ لأنها فيما يبدو لا تُشكِّل هدفاً، ولا وجودَ لقوات سوريا الديمقراطية فيها». وقدَّمت الشبكة إحصائيات لما ارتكبته قوات التحالف منذ تدخلها «حيث قتلت ما لا يقل عن ألفين و286 مدنياً، من بينهم 674 طفلاً، و504 سيدة، كما ارتكبت ما لا يقل عن 124 مجزرة، وما لا يقل عن 157 حادثة اعـتداء على مراكز حيـوية مدنـية». ونوَّه الشبكة إلى «تغيُّر النَّمط الذي اتَّبعته قوات التحالف الدولي منذ بدء هجماتها بشكل كبير، فقد اتَّسمت الهجمات التي نفَّذتها حتى نهاية 2015 بأنها محدَّدة ومركَّزة وأقلَّ تسبُّباً في وقوع ضحايا مدنيين». في حين أنَّ «الهجمات التي تم توثيقها عامي 2016 و2017، كانت عشوائية وغير مبرَّرة وتسببت في وقوع مئات الضحايا المدنيين، ودمار كبير في المراكز الحيوية المدنية»، حسب التقرير. كما أوردَ التقرير «تصنيفاً تضمَّن ثلاث مراحل، والتي شملت المدة بين تشرين الثاني/نوفمبر 2016، حتى 23 سبتمبر الجاري، الأكثر دموية، حيث بدا بشكل واضح استهتار قوات التحالف الدولي الكبير بمبادئ القانون العرفي الإنساني». وأرجع ذلك إلى «حجم الخسائر البشرية غير المبرر في تلك المدة، حيث ارتكبت في المدة ذاتها عشرات المجازر والانتهاكات، ولم تتوخَ الدِّقة في استهداف المقرات والمناطق العسكرية التابعة لتنظيم داعش». واستعرض التقرير «38 حادثة استهدفت فيها قوات التحالف مناطق ومراكز حيوية مدنية، تسبَّب 21 منها في سقوط ضحايا مدنيين، منذ 1 تشرين الأول/أكتوبر 2016، حتى 15 سبتمبر الجاري». واعتبر أن «عمليات القصف العشوائي غير المتناسبة تعتبر خرقاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني، وأن جرائم القتل العشوائي ترقى إلى جرائم حرب». وذكر التقرير، أن «الهجمات تسببت بصورة عرضية في حدوث خسائر طالت أرواح المدنيين، أو إلحاق إصابات بهم، أو في إلحاق الضرر الكبير بالأعيان المدنية، وهناك مؤشرات قوية جداً تحمل على الاعتقاد بأن الضرر كان مفرطاً جداً إذا ما جرت مقارنته بالفائدة العسكرية المرجوة». وأعلن التحالف الدولي بقيادة أمريكا تدخله لمكافحة تنظيم «داعش» في 2014، إلا أن دعمه انحصر بما يعرف بـ «قوات سوريا الديمقراطية». قوات سوريا الديمقراطية تشكل مجلساً مدنياً لإدارة دير الزور و«اتحاد العشائر» يرفض قيام «دويلة» كردية منظمة حقوقية: التحالف الدولي في سوريا متحيّز لـ«ب ي د» الكردي |
قصة الغرام الإسرائيلية «لملك السكر» السوري Posted: 24 Sep 2017 02:27 PM PDT فراس طلاس ليس مجرد واحد آخر من مئات آلاف المهاجرين السوريين ممن هربوا ويواصلون الهرب للنجاة بحياتهم. طلاس ابن الـ 57 كان معروفا كـ «ملك السكر»، ملياردير كبير، تاجر سلاح، مستورد مواد غذائية وأدوية ومورد عتاد للجيش السوري وأجهزة الأمن. وبالأساس، هو ابن من كان وزير الدفاع اللامع وموضع آلاف الخلافات، مصطفى طلاس، الذي سجل على اسمه الهجوم المفاجئ في هضبة الجولان في حرب يوم الغفران. قبل أربع سنوات أثقل طلاس، الأب والابن، على سيدهما الرئيس الأسد، وبذريعة العلاج الطبي غادرا إلى باريس، قبل لحظة من أن يُلقى بأحدهما إلى السجن. وهكذا انتهت القصة غير الفاخرة للصداقة الشجاعة والمجدية جدا بين عائلة الأسد وعائلة طلاس. وبعد نحو سنة وقعت على الخد الرئاسي صفعة رنانة أخرى، حين فر الابن الشاب، مناف طلاس، ضابط كبير في الحرس الرئاسي، شعر بأن الأرض بدأت تشتعل تحت أقدامه، من الجهاز وهرب من سورية. توفي طلاس الأب قبل ثلاثة أشهر، وانضم نجلاه إلى المعارضة. وها هو اقتباس دقيق لما يكشفه الآن فراس طلاس، بصراحة مفاجئة. «منذ 17 سنة وأنا أنتمي إلى مجموعة من المعجبين بدولة إسرائيل وأتابع بانفعال الانجازات السياسية والتكنولوجية والنجاحات الاقتصادية التي تحققها. أتابع مؤتمر هرتسليا، وهناك من يبعث لي من هناك، بناء على طلبي، مواد مكتوبة، وأنا أقرأها بشوق. وعلى مدى السنين اكتشفت، برغم أنهم ربوني على أن أرى في إسرائيل عدوا لدودا، حقائق معاكسة». طلاس، الذي يتنقل منذ فراره بين إمارات الخليج الفارسي وبين المقر العائلي في باريس، يروي بأنه على مدى السنين (وكأنه سهل التخمين، عبر اللقاءات السرية) تلقى دعوات لزيارة إسرائيل، لكنه قرر كبح الحماسة والفضول. وهو يوضح ويقول إنني لن أسافر إلى هناك إلا عندما أتمكن من الدخول إلى السيارة، أجتاز الحدود بطريقة مرتبة، ويختمون لي جواز سفري. في هذه الأثناء انتهى مفعول جواز سفره السوري، وطلاس يفهم بأنه ملزم بأن يكون محروسا. والشعلة التي أشعلها في إعلانه إعجابه بإسرائيل، ألقى بعود ثقاب آخر، حين أوصى الرئيس غير الرسمي لكردستان، مسعود برزاني، أن يكف عن نثر الأوهام في أن تكون كردستان مثل إسرائيل: «أعرف أنني سأنجح في اغضاب الكثير جدا من الناس في سورية وفي العالم العربي، لكني ملزم بأن أبلغ البرزاني بأن ليس له ذرة أمل في أن يصل إلى مستوى إنجازات دولة إسرائيل». كل هذه الأقوال طرحها طلاس في صفحته على الفيس بوك في نهاية الأسبوع. ومشوق بقدر لا يقل عن ذلك متابعة النقاش الذي دار في أعقابها. يكاد يكون المعقبون المئة كلهم، ومن بينهم شخصيات كانوا معروفين في قيادة الحكم في دمشق، مهاجرين سوريين. قلة منهم فقط يهاجمون طلاس بالشتائم والسباب، أما معظم المتصفحين فيتفقون مع أفكاره الإعجابية. بعين إسرائيلية يمكنك أن تتعرف على غسل الدماغ الجاري في جهاز التعليم، على حكم الخوف والعنف الذي فرضته سلالة الاسد على مدى 46 سنة. على تغيير الصورة الإسرائيلية منذ عاد الجرحى السوريون الذين عولجوا في البلاد ليرووا قصتهم وعلى التردد في مسألة من حقا هو العدو: قتلة داعش أم الرئيس الأسد. في ردود الفعل على بوست طلاس تتعرف دفعة واحدة على سلسلة اعترافات استثنائية من المهاجرين السوريين عن متابعتهم للحياة اليومية في إسرائيل، عن الفضول المتزايد للتعلم منا وعن الاعجاب بالديمقراطية وحرية التعبير لدينا، التي تعتبر عندهم حلما لن يتحقق طالما كان الأسد وعصاباته والحرس الثوري الإيراني يديرون سورية. ما كان طلاس ليحلم بأن يكتب ما كتبه لو لم يفر من سورية. في أحد تعقيباته يذكره من كان موظفا كبيرا جدا في قصر الرئاسة، كيف أن بشار وعقيلته أسماء، جلسا أمام شاشة الحاسوب في حملة التسوق في المحال الفاخرة في باريس، بينا كان النظام يقصف بالسلاح الكيميائي التجمعات السكانية، من دون التأثر بصورة الأطفال الموتى. ويصر المعقب فيقول: إن هذا ما كان ليحصل عند نتنياهو. سمدار بيري يديعوت 24/9/2017 قصة الغرام الإسرائيلية «لملك السكر» السوري صحف عبرية |
بعد 7 سنوات من الخدمة العسكرية… 4000 ضابط ومجند يطالبون النظام السوري بالتسريح الفوري Posted: 24 Sep 2017 02:27 PM PDT دمشق ـ «القدس العربي»: أطلق عشرات الضباط والمجندين لدى قوات النظام السوري، وسماً تحت عنوان «بدنا نتسرح» عبر وسائل التواصل الاجتماعي حصد اهتمام مئات الموالين ممن تم سحب أبنائهم بشكل اجباري إلى الخدمة العسكرية منذ اندلاع الثورة السورية، ودعا القائمون على الحملة عبر حسابات وهمية وحقيقية، القيادة العامة للجيش، إلى تسريح الدورات العسكرية وانهاء خدمة الجنود الذين يخدمون منذ أكثر من 5 سنوات، مطالبين بتعديل القوانين المتعلقة بالاحتفاظ وخدمة الاحتياط. ، عدد كبير منهم ضباط ومجندون، حيث كثفت الحملة مطلبها في انهاء خدمات الدورتين 102 صف ضباط و 104 مجندين، بعد ان دخل عناصر هاتين الدورتين عامهم الثامن في الخدمة الالزامية، وحاولوا مراراً تقديم شكاوى وطلبات انهاء خدمة، ومنذ سنوات وهم يتلقون وعوداً بتسريحهم، حيث نقلت الحملة عن العقيد عماد إلياس رئيس شعبة التجنيد الوسيطة قوله في شهر آذار /مارس لعام 2015 قوله: «قريباً إن شاء الله هناك أخبار سارة تخص الدورة الشهيرة 102». دعت الحملة إلى تعديل القوانين المتعلقة بتحديد سقف الخدمة الإلزامية التي استمرت لسبع سنوات تحت مسمى احتفاظ، وخدمة احتياطية تحت مسمى دورة تدريبية»، كما دعا ضباط النظام إلى تحسين واقع الخدمة من ترقية وطعام ولباس، ومنح رواتب ومكافئات مالية بما يتناسب مع الوضع المعيشي، وضمان حقوق قتلى النظام ومصابي الحرب، وتفعيل توزيع التعويضات بما يتناسب مع المدة الزمنية في الخدمة للعناصر المسرحة بعد انتهاء خدمتـها». وشاركت عشرات شبكات الاخبار الموالية بياناً اطلقته الحملة جاء فيه «نحن عناصر الجيش العربي السوري ضباط صف وضباطا وأفرادا.. مجندين وعاملين.. احتياطيين ومحتفظين، منا من أتم عامه السابع في الخدمة، وبذل نفسه في سبيل بقاء هذا التراب مستقلاً، لذا وتحت منطلق «الوطن مسؤولية الجميع» وأن ضمان أمنه وأمانه ليس حكراً علينا وحدنا ولأننا مازلنا ندفع الثمن الأكبر من سنين عمرنا آن لنا بأن نطالب بحقنا القانوني بالتسريح وانهاء خدمتنا لذا اطلقنا حملة، #بدنا_نتسرح #بدنا_قانون وذلك لتوحيد صوتنا وإيصال مطلبنا للمعنيين، حكومة وقيادة من صناع القرار». وتلخصت اهداف الحملة حسب المصدر بتسريح أقدم دورتين في صفوف قوات النظام وهم الدورة 102 صف ضباط والدورة 104 مجندين والاحتياطيين القدامى، والعمل على سن قانون يتفق مع أحكام الدستور ينظم سقف الخدمة الإلزامية التي استمرت لسبع سنوات وخدمة الاحتياط، وتحسين واقع الخدمة العسكرية للجنود والضباط، وخاصة بعد الكشف عن عشرات حالات السرقة التي قامت بها قيادت رفيعة المستوى لدى النظام، والتي سلبت خلالها مخصصات الجنود من تعويضات وحوافز. رصدت «القدس العربي» تعقيبات المواليين للنظام السوري على الهاشتاغ، حيث ذكر «فراس حموي» وهو احد المنظمين لحملة «نحنا أكثر من 4000 ضابط وصف ضابط وأفراد ومجندين، مطلبنا مطلب عادل ولا غبار على شرعيته وهو من أبسط حقوق العسكريين وذويهم من شهداء وأحياء ومصابين، دورات لاحتياط لي صرلن خمس سنين وخادمين الزامي سنتان ونصف حقن يتسرحوا بالاضافة لدورة 102». وكتب «مصطفى حبيب» يا جماعة انا عأول السنة هي بكون اكملت 8 سنين بالجيش، يعني 2880 يوما ما قدرت تقدم فيها خطوة لقدام وكل ايامي لورا، يعني 2880 يوما نفذ ثم نفذ ثم نفذ و اياك تعترض، يعني انت محروم من ابسط مقومات الحياة، بالشتي بتقضيها مزنطر وبالصيف بتقضيها مقمر، بتخاف تمرض لانو ما في حدا يعطيك حبة دوا، وبدك تعمل حساب لكل حركة ولكل كلمة ولكل نفس لانو كلو محسوب عليك ومسجل والغلطة بكفرة، واذا بدك تاخود يومين اجازة بدك تبوس 100 ايد وتتذلل، وآخر شي بعد ما تطلع الاجازة بتنضرب بحجر كبير وبتحس حالك محرر منطقة لوحدك وبعد هاد وكلو بتنحسب عليك عالدقيقة». فيما عقب آخرون من مناهضي هاشتاغ «بدنا نتسرح» : للأسف أن يتم تصديق هذا الكلام المدسوس من البعض الذي قالوا عبروا عن مساندة الجيش العربي السوري بنشر الحملة، ولكن السؤال كيف لأحد أن يساند الجيش بمطالبته بتسريح العساكر؟ واذا البعض صدق هالحكي ممكن نعرف اذا هالشباب تسرحت مين رح يضل بالجيش ويحمي البلد؟». وتمنى آخرون من قيادات النظام السوري معاقبة الضباط والمجندين القائمين على الحملة حيث جاء على لسانهم «نتمنى من القيادة ملاحقة هؤلاء الناشرين للهاشتاغ لمعرفة من يقف وراءهم، فهذا أمر تحريضي مدسوس من الخارج، ونعتذر عن وضع الهاشتاغ في صفحتنا ونتمنى من الجميع عدم تداول هذه الحملة المغرضة».w بعد 7 سنوات من الخدمة العسكرية… 4000 ضابط ومجند يطالبون النظام السوري بالتسريح الفوري انضم إلى حملة «#بدنا_ نتسرح» أكثر من سبعة آلاف متابع هبة محمد |
الحكومة التونسية تستأنف حربها ضد الفساد… إيقاف ثلاثة رجال أعمال متورطين في التهريب Posted: 24 Sep 2017 02:26 PM PDT تونس – «القدس العربي»: استأنفت الحكومة التونسية حربها ضد رموز الفساد في البلاد، حيث أوقفت قوات الأمن ثلاثة رجال أعمال معروفين بأنشطتهم المتعلقة بالتهريب، فيما انتقدت منظمة مدنية متخصصة بالشفافية تعيين رئيس الحكومة مؤخرا مسؤولين ترتبط بهم ملفات فساد تعود إلى حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي. وقامت قوات الأمن يومي الجمعة والسبت بحملة إيقافات جديدة في مدينة صفاقس (جنوب شرق) طالت ثلاثة رجال أعمال هم محمد الفقيه المعروف بحمادي الفقيه وجوهر دمق ووديع الرقيق، حيث تم وضعهم في الإقامة الجبرية وإغلاق المستودعات التي يمتلكونها في عدد من المدن التونسية. ويمتلك الفقيه عددا من المحال التجارية المختصّة ببيع الملابس الجاهزة، وهو متهم بعمليات التهريب والتهرب الجبائي، كما ينشط الرقيق في مجال الملابس الجاهزة والذهب المزيف وهو متهم بالإدلاء بتصاريح خطأ في كميات البضائع المستوردة ونوعيتها، كما تم توجيه عدة تهم إلى دمق تتعلق بالقيام بعمليات تهريب كبرى في مجال الملابس الجاهزة والتصاريح الجبائية المغلوطة. وأثارت الحملة الجديدة ردود فعل متفاوتة، حيث كتبت الباحثة رجاء بن سلامة «استئناف الحملة على الفساد، وإيقاف سلسلة أخرى من الأباطرة. مساندة تامّة لرئيس الحكومة ولأجهزة الدّولة في هذه الحرب، وتمنّياتنا بالتوفيق»، وأضاف القيادي في حزب «التيار الديمقراطي» هشام العجبوني «من المهم والجيد أن تقوم الحكومة بإيقاف بعض أباطرة التّهريب وتحجز بضاعاتهم و تشمّع المخازن الخاصة بهم، ولكن الأهمّ من ذلك هو إيقاف الديوانيّين (موظفي الجمارك) وأعوان المراقبة الإقتصاديّة ومسؤولي مكاتب المراقبة الجبائية وغيرهم من الموظفين المتواطئين معهم والذين سهَّلوا لهم نشاطاتهم!». وتابع «أهمّ من القبض على الفاسدين والمهرّبين هو تفكيك منظومة الفساد التي سمحت لهؤلاء بالوجود و تكوين ثروات ضخمة خارج المجال الاقتصادي الرسمي، التي بإمكانها خلق أباطرة تهريب آخرين! ولكن للأسف الشديد، جزء من هؤلاء الموظفين مشمولين بما يسمّى – زورا وبهتانا – بقانون المصالحة، الذي يمثّل في الواقع قانون عفو وتبييض للإداريّين والموظفين الذين سهَّلوا عمليّات الفساد والتّهريب وتخريب الاقتصاد الوطني». وأطلق رئيس الحكومة يوسف الشاهد قبل أشهر حملة واسعة ضد الفساد شملت عددا كبيرا من رجال الأعمال، تم وضعهم في الإقامة الجبرية والحجز على ممتلكاتهم ومنعهم من الفسر، حيث أكد الشاهد أن الحرب على الفساد لن تستثني أحدا، مؤكدا بالمقابل أن الحرب على الفساد والإرهاب لا يجب ان «تنسينا أولوية التنمية والتشغيل في كامل جهات الجمهورية». وكان عشرات السياسيين والحقوقيين والمثقفين عبّروا عن دعمهم لرئيس الحكومة يوسف الشاهد في حربه ضد الفساد، مطالبين بوجود حزام سياسي وشعبي للحكومة لتمكينها من تطويق «بؤر الفساد والنفوذ» في البلاد. من جانب آخر، اعتبرت منظمة «أنا يقظ» المتخصصة بالشفافية أن الحملة التي يقودها الشاهد ضد الفساد تتناقض مع قانون «المصالحة الإدارية» الذي قالت إن حكومة الشاهد «تطبقه على طريقتها». وأضافت عبر صفحتها على موقع «فيسبوك»: «بعد تعيين السيد محمد الفاضل كريم مديرا عاما لاتصالات تونس وهو المشتبه به في القضية التحقيقية عدد 41572 المنشورة لدى قاضي التحقيق 26 بالقطب القضائي المالي والقضية جارية إلى اليوم (حسب السيد حاتم العشي وزير أملاك الدولة السابق)، يفاجئنا اليوم السيد رئيس الحكومة بقرار لا يقل أهمية بتعيين السيد عفيف شلبي رئيسا لمجلس التحاليل الاقتصادية». وتابعت المنظمة «السيد عفيف شلبي (ع.ش) لمن لا يعرفه شغل خطة وزير الصناعة والتكنولوجيا من 2004 حتى 2011 واسمه مذكور في تقرير اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق حول الرشوة والفساد التي ترأسها المرحوم عبد الفتاح عمر، حيث تورط حسب هذا التقرير في تجاوزات في ميدان نقل المواد البترولية بالشركة التونسية لصناعات التكرير (STIR). إليكم مقتطفات من التقرير». وكان عدد من السياسيين انتقدوا مؤخرا عودة بعض «رموز» نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي إلى مراكز السلطة، سواء عبر حزب «نداء تونس» أو التعيينات الحكومية خاصة التعديل الوزاري الأخير. الحكومة التونسية تستأنف حربها ضد الفساد… إيقاف ثلاثة رجال أعمال متورطين في التهريب حسن سلمان: |
لماذا يضطر أردوغان لترشيح يلدريم لمنصب رئيس بلدية إسطنبول؟ Posted: 24 Sep 2017 02:26 PM PDT إسطنبول ـ «القدس العربي»: بعد أنباء سابقة عن وجود مقترحات داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا لترشيح شخصية وازنة وكبيرة جداً لمنصب رئيس بلدية إسطنبول الكبرى في الانتخابات المقبلة عام 2019، وعقب استقالة رئيس البلدية الحالي بشكل مفاجئ، فجرت مصادر تركية المفاجأة بالقول إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ينوي فعلياً ترشيح رئيس الوزراء بن علي يلدريم لمنصب رئيس بلدية إسطنبول. «أحمد هاكان» أحد أكبر الكتاب الأتراك المقربين من دوائر صنع القرار قال في مقال له، الأحد، في صحيفة حرييت التركية، إن رئيس الوزراء بن علي يلدريم سيكون مرشح حزب العدالة والتنمية لمنصب رئيس بلدية إسطنبول في الانتخابات المقبلة. وكتب: «بشكل قطعي ونهائي، يلدريم سيكون مرشح العدالة والتنمية لرئاسة بلدية إسطنبول، تم تقديم العرض على بن علي يلدريم، وتم قبوله، لا مجال للشكوك الأمر بات في حكم المؤكد». هذه الأنباء، جاءت بعد أيام قليلة من إعلان رئيس بلدية إسطنبول «قادير طوباش» استقالته من منصبه بعد 13 عاماً من سيطرته على المنصب ومساهمته في تطوير ونهضة المحافظة الأكبر في البلاد، لأسباب غير معلنة حتى الآن قيل إن خلافات مع أعضاء مجلس البلدية إحدى هذه الأسباب. لكن طرح ملف المرشح المقبل للمنصب في هذا الوقت المبكر وقبيل قرابة العامين من الانتخابات، بدأ فعلياً منذ الاستفتاء الذي جرى في نيسان/أبريل الماضي حول التعديلات الدستورية والنظام الرئاسي والانتكاسة التي عاشها الحزب الحاكم بسبب تمكن المعارضة لأول مرة منذ سنوات طويلة من حصد عدد أصوات أكبر من التي حصل عليها الحزب الحاكم الذي حصل على قرابة 48٪ من أصوات الناخبين في المحافظة. هذه النتيجة كانت صادمة وبمثابة إنذار خطر لحزب العدالة والتنمية الحاكم الذي سيطر على رئاسة بلدية المحافظة منذ عام 2002 وأولى لها أهمية كبرى في برامجه، لا سيما وأن الرئيس التركي وزعيم الحزب تولى المنصب سابقاً لعدة سنوات وهو ما أهله للوصول لمنصبي رئيس الحكومة والجمهورية. لكن الأمر لا يتوقف عند المكانة التاريخية والمعنوية للمحافظة، وإنما بمعادلة الفوز والخسارة بأي انتخابات تجري في تركيا، حيث تكتسب المدينة أهمية استثنائية في الانتخابات كونها أكبر المدن من حيث عدد السكان وتتميز بتركيبة مُعقدة تجعل منها «تركيا مُصغرة» تعطي مؤشراً حاسماً على الفائز في الانتخابات العامة، فمن يفوز في إسطنبول يفوز في الانتخابات التركية العامة، حسب اجتماع السياسيين والمحللين الأتراك. وحسب آخر الأرقام الصادرة عن هيئة الإحصاء التركية، فإن عدد سكان البلاد بلغ مع نهاية العام الماضي 79 مليوناً و814 ألفاً و871 نسمة، يعيش منهم في مدينة اسطنبول لوحدها 14 مليوناً و804 آلاف و116 شخصاً، أي ما يعادل 18.5٪ من مجموع عدد سكان البلاد. لكن الأرقام غير الرسمية تقول إن سكان سادس أكثر مدن العالم ازدحاماً أكثر من ذلك بكثير. وحسب تقديرات غير رسمية فإن اسطنبول تحتوي على قرابة 22٪ من أكثر من 50 مليون من الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات التي ستجري في عام 2019 وستكون من أكثر الانتخابات صعوبة في تاريخ البلاد كونها ستشهد تطبيق التعديلات الدستورية الأخيرة وبدء العمل بالنظام الرئاسي وحسم ما إن كان أردوغان وحزبه سيواصلان قيادة البلاد للسنوات الخمس المقبلة، أم أن المعارضة سوف تتمكن من وضع حد لمسيرة الحزب ورئيسه بعد قرابة 15 عاماً من التفرد بحكم البلاد. وقال أردوغان في خطاب سابق: «من يكسب إسطنبول يكسب تركيا، ومن يخسر في إسطنبول يخسر تركيا»، ومن هذا المنطلق يرى الحزب الحاكم ضرورة القيام بكل الممكن لحسم إسطنبول من أجل ضمان فوزه في عموم البلاد. وسبق ليلدريم أن قبل خوض مهمات صعبة لصالح الحزب، حيث جرى ترشيحه للمنافسة على للحصول على مقعد في البرلمان عن مدينة إسطنبول رغم أنه ينحدر من محافظات البحر الأسود الشمالية وكان وزيراً للمواصلات آنذاك، وذلك لتعزيز رغبة أردوغان في تحقيق اختراق لصالح الحزب في المحافظة الأتاتوركية، ولاحقاً قبل يلدريم منصب رئاسة الوزراء الذي كان الهدف منه الوصول للاستفتاء وسحب صلاحيات منصب رئيس الوزراء لصالح الرئيس. ومنذ أشهر تعمل جميع الأحزاب التركية وبشكل مبكر جداً على استعدادات واسعة للانتخابات التاريخية والمصيرية المقرر أن تجري عام 2019. وبينما يرى أردوغان في هذه الانتخابات محطة تاريخية في حياته السياسية والامتحان الأهم وصولاً لطموحه في إبقاء حزب العدالة والتنمية في الحكم حتى عام 2023 لتحقيق رؤيته السياسية والاقتصادية في البلاد، تعتبر المعارضة هذه الانتخابات فرصة مهمة للإطاحة بالحزب وأردوغان من رأس السلطة لا سيما عقب نتائج الاستفتاء الأخيرة الذي أظهر تراجعاً واضحاً في شعبية الحزب في الشارع التركي. ومنذ أسابيع يقوم أردوغان بحملة تغييرات واسعة في أطر وأروقة الحزب يتوقع أن تتوسع لتشمل قرابة 60٪ من مسئوليه خلال الفترة المقبلة وتهدف هذه الإجراءات بالدرجة الأولى لتعزيز دور الشباب والشخصيات المقربة من الشارع وقاعدة الحزب في محاولة لتدارك التراجع الذي ظهر مؤخراً في شعبية الحزب في الشارع التركي. لماذا يضطر أردوغان لترشيح يلدريم لمنصب رئيس بلدية إسطنبول؟ رئيس الوزراء بات بمثابة «رجل المهمات الصعبة» للحزب الحاكم إسماعيل جمال |
بارزاني حسم قراره بإجراء الاستفتاء اليوم… والعبادي يتعهد بخطوات تحفظ وحدة العراق Posted: 24 Sep 2017 02:25 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: أعلن رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، أمس الأحد، رسمياً، إجراء الاستفتاء في عموم مناطق الإقليم، إضافة إلى محافظة كركوك، اليوم الإثنين، في حين هدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي باتخاذ «خطوات لاحقة» لحفظ وحدة البلاد ومصالح مواطنيه. وقال خلال مؤتمر صحافي في أربيل، خصصه لحسم موقفه من مسألة الاستفتاء: «لا تراجع عن إجراء الاستفتاء»، مشيراً إلى أن «الشراكة فشلت في العراق». وأضاف: «اتخذنا قرارنا بإجراء الاستفتاء غداً ومهما كان الثمن.. فلن ننتظر مصيراً مجهولاً». وأوضح أن «ممارسات بغداد دفعتنا للاستفتاء وفكرنا بهذا القرار جلياً قبل اتخاذه». ودعا، الحكومة المركزية في بغداد إلى «إيجاد صيغة» للعلاقات معها كي يكون الإقليم والعراق «جيراناً». واعتبر أن «الشراكة فشلت مع بغداد ولنناقش كيفية بناء علاقة جديدة على أساس حسن الجوار». ووجه بارزاني رسالة إلى دول الجوار، بأن الإقليم «لا يشكل تهديداً» لهم، قائلا «أثبتنا على مدى 25 سنة أننا عامل استقرار في المنطقة». وأضاف أن «الأكراد يرغبون في إقامة أفضل العلاقات مع دول الجوار، نمد لهم يد الصداقة ونأمل أن يبادولنا بنفس التوجه». واعتبر أن المجتمع الدولي «لم يكن رافضاً لمبدأ إجراء الاستفتاء» وإنما طلب تأجيله، مكرراً عزمه إجراء الاستفتاء في الإقليم والمناطق المتنازع عليها. «التغيير» تحمّل بغداد مسؤولية تعنّت بارزاني وحمّلت حركة «التغيير»، رئيس الوزراء العراقي والأحزاب السياسية في بغداد مسؤولية «تعنّت وإصرار» رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني على إجراء الاستفتاء المتعلق بانفصال إقليم كردستان أو بقائه ضمن العراق، بسبب «منحهم» إياه شرعية لا يمتلكها وتعاملهم معه على أنه رئيس للإقليم. وقال النائب عن كتلة التغيير في البرلمان الاتحادي هوشيار عبد الله، في بيان إن «السبب في تعنت بارزاني وإصراره على إجراء الاستفتاء؛ رغم الرفض الداخلي والخارجي، هم القادة السياسيون العراقيون وعلى رأسهم العبادي والأحزاب العراقية الكبيرة المنضوية في التحالف الوطني واتحاد القوى، لأنهم تعاملوا معه وكأنه رئيس شرعي لإقليم كردستان ومنحوه شرعية لا يمتلكها». وأضاف «نحن في حركة التغيير طالبنا العبادي والقوى السياسية مراراً وتكراراً بأن لا يشرعنوا بقاء البارزاني على كرسي الرئاسة دون أي غطاء شرعي، لكنهم وللأسف تعاملوا معه خلاف ذلك، حتى وصل به الحال إلى فرض أجنداته الشخصية والحزبية على شعب كردستان وعلى الدولة العراقية». وطبقاً للمصدر، فإن «العبادي؛ طيلة السنوات الماضية، كان يجامل البارزاني ويتعامل معه وكأنه رئيس للإقليم، وتم استقباله في بغداد بصفته ممثلاً للإقليم، وفي النهاية وصلنا إلى هذه المشكلة العويصة التي تنطوي على مجازفة كبيرة بمصير شعب كردستان»، مشيراً إلى أن «القوى السياسية العراقية التي تجاهلت نداءات وتحذيرات حركة التغيير تحصد اليوم ما زرعت، وفي النهاية شعب كردستان هو الذي يدفع الثمن». وتابع إن «مجموعة كبيرة من الأحزاب الكردستانية ترفض الاستفتاء ومعظم شرائح المجتمع الكردستاني ترفضه حالياً، ولكن سياسة الأمر الواقع التي تمت مباركتها من قبل الأحزاب العراقية أتاحت الفرصة للبارزاني للمضي فيه بالموعد المقرر»، مجدداً دعوته لـ»تأجيل هذا الاستفتاء والتراجع عن هذه الخطوة الخاطئة التي لا تعبر عن إرادة أغلبية الشعب الكردستاني». في الموازاة، أعلنت حكومة إقليم كردستان العراق، تعطيل الدوام الرسمي في الدوائر والمؤسسات الحكومية، اليوم الاثنين، بسبب إجراء استفتاء الاستقلال، حسب بيان صحافي. فيما أعلن المجلس الأعلى للاستفتاء، عن وثيقة سياسية ترسم صورة «دولة كردستان المستقبلية» ووضعية المكونات فيها. وقال خليل ابراهيم عضو المجلس، في مؤتمر صحافي، عقده في أربيل برفقة أعضاء آخرين في المجلس، إن «كردستان ستكون دولة مدنية فدرالية تحفظ حقوق الكرد والعرب والتركمان والكلدان السريان والاشوريون والارمن والايزيديين والمسيحيين والمسلمين والكاكائية واليهود والزردشتيه والمندائيين»، مضيفاً إن «دولة كردستان ستعتمد اللغات الكردية والعربية والتركمانية والسريانية والأرمنية بشكل رسمي فيها». وتابع قائلاً: «دولة كردستان ستعتمد أيضاً النظام الفديرالي»، موضّحاً إن «التركمان والعرب والايزيدية سيحكمون مناطقهم وبقية المكونات كذلك». وفيما أشار خليل إلى إن «التمثيل المكوناتي سيكون بالكامل في المناصب الحكومية وقوات البيشمركه، وان علم كردستان سينظم بقانون ليمثل المكونات»، بين إن «هذه الوثيقة ـ المكونة من 15 فقرة، ستقدم لبرلمان إقليم كردستان للمصادقة عليها، وللمجلس الأعلى للاستفتاء». العبادي: لن نتخلى عن مواطنينا الكرد وقال العبادي في كلمة متلفزة وجهها إلى الشعب العراقي: «في الوقت الذي توحّدنا شعباً ومقاتلينَ لصد عصابة داعش نفاجأ بدعوات التفرقة والعودة إلى عهد الظلام والتسلط والدكتاتورية». وأضاف: «لن نتخلى عن مواطنينا الكرد، وقد رفضنا ونرفض الدولة الطائفية والدولة العنصرية، وسيبقى العراق لكل العراقيين»، لافتاً إلى إن «واجب القادة هو رعاية شؤون المواطنين وحمايتهم من الأخطار التي تُحيط بهم، وليس تعريضَهم للخطر وإدخالهم في صراعات لا طائلَ منها»، في إشارة إلى بارزاني. وقدم إيضاحاً للشعب الكردي، مفاده بأن «معظم مشكلات الإقليم داخلية وليست مع بغداد، (…) إنها ستتفاقم مع دعوات الانفصال»، مبيناً إن «الصعوبات الاقتصادية والمالية في الإقليم من نتاج الفساد وسوء الإدارة». وطبقاً للعبادي، فإن المسؤولين في الإقليم «استولوا على ما يقارب 900 ألف برميل نفط يومياً، لأي ما يعادل ربع النفط المنتج في باقي العراق»، متسائلاً «لماذا لا يدفعون رواتب الموظفين في الإقليم رغم تخفيضها إلى مستويات دُنيا، مع إنهم يحصلون على كميات نفط أعلى بكثير من نسبة السكان في الإقليم مقارنة ببقية مدن العراق؟». وتابع: «لماذا لا تدخل واردات النفط في حساب واضح ومعلن، يطلع عليه المواطنون كما نفعل نحن هنا في الحكومة المركزية؟، ولماذا لا يسمحون للرقابة المالية على الأموال العامة؟». وأكد أن «هذه التساؤلات (…) طرحناها على مسؤولي الإقليم عدة مرات، ووجهنا أجهزة الرقابة المالية للقيام بواجبها ولكنهم، وبحجة استقلالية الإقليم، كانوا يرفضون عمل أجهزة الرقابة والنزاهة ويعتبرونه تدخلاً، بينما الهدف الحقيقي هو التغطية على الفساد وسوء الإدارة». وقدّم العبادي دليلاً على إن «مشكلات الإقليم داخلية»، مشيراً إلى «تجميد عمل البرلمان لمدة 22 شهراً، واستمرار حكومة الإقليم من دون غطاء قانوني بسبب سياسات المسؤولين في الإقليم». وبين أن «هذه المشكلات الداخلية ضمن الإقليم ستتفاقم أيضاً، ولن يكون هناك إسناد لا من مجتمع دولي ولا من الجيران بسبب المواقف العدائية لمسؤولي الإقليم ضد كل جيرانهم، وضد المجتمع الدولي، وهي سياسات تقف بالضد من مصالح مواطنينا في الإقليم». وترى الحكومة الاتحادية في بغداد، إنه من غير الممكن «فرض الأمر الواقع بالقوة»، كما إن «التفرد بقرارٍ يمس وحدةَ العراق وأمنه ويؤثر على كل مواطنيه، وعلى أمن المنطقة». وختم العبادي: «إجراء الاستفتاء على الانفصال من طرف واحد هو قرار مخالف للدستور وللتعايش السلمي بين المواطنين، ولن يتم التعامل معه ولا مع نتائجه»، متعهداً باتخاذ «خطوات لاحقة لحفظ وحدة البلاد ومصالح كل المواطنين». «التحالف الشيعي» يرفض النقاش حول الاستفتاء يأتي ذلك في وقت أجرى فيه الوفد الكردي زيارة إلى العاصمة بغداد استمرت يوماً واحداً، من التوصل إلى أي اتفاق بشأن الاستفتاء. في هذا الشأن، قال المتحدث باسم ائتلاف دولة القانون، النائب خالد الأسدي لـ«القدس العربي»، إن «اللقاء الذي جرى بين التحالف الوطني والوفد الكردي، جاء تتمة للقاء سابق بداية الشهر الجاري، تضمن الاتفاق على أن يجري الكرد حوارات ومناقشات مع التحالف والقوى السياسية الأخرى، تحت سقف الدستور العراقي». وأضاف: «ما جاء به الوفد الكردي خلال زيارته الأخيرة هو الحديث عن الاستفتاء فقط»، مشيراً إلى إن «التحالف الوطني يرفض الحديث عن الاستفتاء، أو إدخاله كفقرة ضمن الحوار أو المفاوضات مع التحالف، لذلك لم يستمر اللقاء طويلاً». وطبقاً للأسدي، فإن الاجتماع، الذي استمر نحو ساعة، «كان من المقرر له أن يتمحور حول مناقشة الفقرات التي طرحها التحالف الوطني على الوفد (في زيارته الأولى)، إضافة إلى بحث النقاط التي طرحها الكرد، لكن يبدو إن الوفد كان لديه هدف واحد هو طرح موضوع الاستفتاء، الأمر الذي رفضه التحالف بقوة». وتابع: «لم يتم تحديد موعد لمفاوضات أو لقاءات قادمة (بين الوفد الكردي والتحالف الوطني)»، مؤكداً إن «رئيس الوزراء حيدر العبادي نفى حضوره للاجتماع». وأشار إلى إن «الحكومة العراقية والتحالف الوطني يرفضون بشكل رسمي وقاطع لاستفتاء إقليم كردستان العراق، والنتائج المترتبة عليه»، موضّحاً إن «لا نقاش ولا حوار ولا إمكانية لطرح الاستفتاء بأي شكل من الأشكال، لا مع الحكومة العراقية ولا مع التحالف الوطني». وعن الخطوة المقبلة للحكومة العراقية والتحالف الوطني بعد إجراء استفتاء إقليم كردستان العراق، أفاد بالقول: «لكل حادث حديث، لكن مسؤوليتنا في التحالف والحكومة، هي القيام بواجباتنا الدستورية»، من دون ذكر مزيد من التفصيلات. وفي بغداد أيضاً، أكد مستشار الأمن الوطني ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، أمس أن الحكومة المركزية ستؤدي مسؤوليتها لحماية وحدة الأراضي العراقية، في حال إجراء استفتاء إقليم كردستان. وقال، في بيان أن «الفياض أكد على التزام الحكومة الاتحادية بكافة مسؤولياتها التي كفلها الدستور لحماية وحدة الأراضي العراقية وعدم تقسيمها»، مشيراً إلى إن «الاستفتاء هو عمل استفزازي وكسر للأطر التاريخية بين العرب والكرد وسيكلف الجهات الراعية له ثمنا باهظاً». وشدد الفياض، وفقاً للبيان، على أهمية «الحوار قبل الاستفتاء وليس بعد التنفيذ»، مبيناً انه «متى ما تم الاستفتاء سيتم الرد عليه باسلوب دستوري وقانوني». في الأثناء، تعهدت حركة «بابليون» المسيحية (إحدى تشكيلات الحشد)، بـ«الرد» بجميع الوسائل على محاولات إجراء الاستفتاء في مناطق سهل نينوى. وقال الأمين العام للحركة، ريان الكلداني لـ«القدس العربي»، إن «رغم الرفض الدولي والمحلي والإقليمي للاستفتاء اللا دستوري، إلا إن مسعود (بارزاني) مازال مصراً على إجرائه، غير مكترث بمخاطر هذه الخطوة على مستقبل العراق والإقليم على وجه التحديد». ووجه ما سماها «نصيحة اللحظة الأخيرة» لرئيس الإقليم قائلاً: «التمادي في غلق الأسماع للأصوات الرافضة لهذا الاستفتاء سيعمق من خطورة الانزلاق في حرب داخلية لا تبقي ولا تذر وليس فيها رابح ومنتصر»، لافتاً إلى إن «حركة بابليون ستقف ضد أي محاولات لإجراء الاستفتاء في سهل نينوى (…) نحن مستعدون للرد بجميع الطرق». ودعا المسيحيين وجمع أطياف الشعب، إلى مقاطعة هذا «استفتاء الفتنة»، محذراً من «إجبارهم على المشاركة فيه من خلال الضغط والقهر والتلويح بالطرد والقمع». كذلك، حذر عضو مجلس المفوضية العليا لحقوق الإنسان، عامر بولص، من عواقب إجراء الاستفتاء في إقليم كردستان وتأثيره على الأقليات في داخل الإقليم والمناطق المجاورة له. وقال في بيان صحافي، إن «عملية استفتاء الشعب الكردي انطلقت بتصويت العراقيين الكرد في المهجر، بالرغم من رفضه من قبل الدول الإقليمية والمجتمع الدولي»، مبيناً أن «إصرار الإقليم على إجراء الاستفتاء من دون حوار بناء مع الحكومة المركزية ودون دعم للمجتمع الدولي سيعرض سكان الإقليم إلى المخاطر التي برزت خلال مرحلة الإعلان من قبل الدول الإقليمية، وهو تهديد مباشر للشعب الكردي وعلى أبناء المكون المسيحي من الساكنين في الإقليم». ودعا بولص، حكومتي الإقليم والمركز، إلى ضرورة «تكثيف الحوارات وحل المشكلات بالطرق السلمية والحفاظ على السلم الأهلي لتجنيب المنطقة شر الحروب والدمار»، مطالباً بـ»إبعاد الأقليات بشكل عام وأبناء المكون المسيحي بشكل خاص من دائرة الصراع». كما دعا أيضاً رجال الدين المسيحيين في الكنائس المشرقية باتخاذ «موقف موحد لإبعاد أبناء الطائفة المسيحية من عملية الاستفتاء تحسباً لأي خطر بعد التلويح من دول الجوار بالتدخل عسكرياً في المنطقة»، حسب البيان. بارزاني حسم قراره بإجراء الاستفتاء اليوم… والعبادي يتعهد بخطوات تحفظ وحدة العراق الوفد الكردي غادر بغداد دون التوصل لاتفاق… وتصعيد من قادة «الحشد» مشرق ريسان |
ترامب طلب من عباس عدم اتخاذ خطوات أحادية الجانب وتهديد أمريكي كان وراء تاجيل التصويت للسياحة العالمية Posted: 24 Sep 2017 02:25 PM PDT القدس ـ» القدس العربي»: تعمل أذرع دولة الاحتلال المختلفة بأمر مباشر من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، على منع انضمام السلطة الفلسطينية الى منظمة الإنتربول. وستتضح نتيجة الجهود الإسرائيلية هذا الأسبوع، خلال المؤتمر العام للإنتربول، الذي سينعقد في العاصمة الصينية بكين. وقال مصدر إسرائيلي إن وزارة الخارجية تنظر بخطورة الى احتمال قبول الفلسطينيين في المنظمة الدولية، لأن هذا يعني أولا «تعزيز كبير لمحاولات الفلسطينيين ترقية مكانتهم الى دولة وترسيخ حقائق على الأرض، في خطوة من جانب واحد وثانيا، لأن المقصود منظمة هامة لا يتوقف عملها على التصريحات»، وفي إسرائيل يتخوفون من محاولة الفلسطينيين استغلال منصة المنظمة للمس بإسرائيل. وقالوا ايضا، ان أحد الأهداف هو محاولة الوصول الى إمكانية المطالبة بتسليم مطلوبين وسلسلة أخرى من القضايا القانونية، التي سيحاولون من خلالها مقارعة إسرائيل او ملاحقة الإسرائيليين على اعتبار أن المستوطنات تعتبر «جريمة» وهي نقطة رئيسية يرتكز عليها الفلسطينيون. وتحتاج السلطة الى تأييد الثلثين خلال التصويت من أجل الانضمام الى المنظمة. وتعمل إسرائيل على تشديد معايير القبول، بشكل يجعل من الصعب على الفلسطينيين الانضمام الى الإنتربول. كما تعمل إسرائيل في المقابل على تأجيل التصويت على الطلب الفلسطيني. وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية بشدة الحملة الإسرائيلية الشرسة التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، من أجل إحباط مسعى دولة فلسطين للانضمام الى المنظمة العالمية للشرطة (الإنتربول)، تخوفاً من رفع مكانة دولة فلسطين في العالم، وخشية من مذكرات الاعتقال الدولية التي قد تطال كبار المسؤولين الإسرائيليين العسكريين والسياسيين، لأدوارهم في ارتكاب الجرائم والانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني. وأكدت الوزارة أن استمرار سياسة إسرائيل في محاولة خنق وحصار دولة فلسطين، سواء على المستوى الميداني أو الدولي يمثل إصراراً إسرائيلياً على مواصلة حرب الاحتلال ضد قيام دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية، ويعكس في الوقت ذاته النوايا الحقيقية لائتلاف نتنياهو اليميني تجاه السلام وفرص استئناف المفاوضات بين الجانبين. واعتبرت أن هذا الموقف العدواني المتواصل يفرغ أية مفاوضات من مضمونها الحقيقي، ويضع الجهود الأمريكية المبذولة أمام تحدٍ جدي ما يفرض موقفاً صريحاً وواضحاً من الإدارة الأمريكية تجاه الانتهاكات والمواقف الإسرائيلية، بما يضمن تحصين تلك الجهود وضمان نجاحها. وأعلنت أن الدبلوماسية الفلسطينية ستواصل وبكل إصرار، بذل جهودها لبناء الشخصية القانونية الدولية لدولة فلسطين، بما في ذلك طلب العضوية الكاملة في الأمم المتحدة والانضمام الى المنظمات والوكالات الدولية المتخصصة على طريق إنهاء الاحتلال وتجسيد السيادة الفلسطينية على أرض الواقع. وقالت ان هذا الجهد الدبلوماسي يأتي في سياق توجه القيادة لإيصال الصوت الفلسطيني الى كافة المنابر الدولية، ويعكس تمسكاً واضحاً بالأساليب السياسية السلمية لحل الصراع. في غضون ذلك قالت صحيفة «هآرتس» العبرية ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس «عدم اتخاذ خطوات أحادية الجانب تصعب عليه بلورة خطة سلام». جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمعهما قبيل خطاب الرئيس عباس في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي هذا السياق علمت «القدس العربي» من مصادر مطلعة أن ما حدث في اجتماع منظمة السياحة الدولية قبل قرابة العشرة أيام من تأجيل لطب انضمام فلسطين إلى المنظمة، هو تهديد أمريكي مباشر للسلطة الفلسطينية. وكانت وزيرة السياحة الفلسطينية رولا معايعة قد عملت خلال الفترة الماضية على الاتصال المباشر والالتقاء بكافة وزراء السياحة في العالم والذين أيدوا انضمام فلسطين. لكن قبيل سفر الوزيرة والوفد المرافق إلى الاجتماع علموا من عدة دول صديقة بالتهديد الأمريكي، وألغت الوزيرة الفلسطينية سفرها والوفد المرافق بناء على هذه التطورات حيث تم التأجيل فعلاً. وكانت وزارة الخارجية الفلسطينية بعد يوم من التأجيل أصدرت توضيحًا بخصوصه قالت فيه إنه تبين لها وخلال اجتماعات الدورة الحالية للجمعية العمومية لمنظمة السياحة العالمية المنعقدة في جمهورية الصين الشعبية، وبعد القيام بتقديرات لمواقف الدول الأعضاء، والأخذ بمقترح الأمين العام للمنظمة الذي استند في مقترحه على المواقف التي سمعها من العديد من الدول الأعضاء، لتأجيل طلب دولة فلسطين للدورة المقبلة من أجل الحفاظ على زخم الدعم القائم والبناء عليه. ووافق وفد فلسطين بعد مراجعة القيادة على مقترح الأمين العام الذي قوبل بالارتياح من قبل الدول المناصرة لدولة فلسطين، على أساس الاحتفاظ بحق دولة فلسطين بإعادة تفعيل الطلب في الاجتماع المقبل للجمعية العمومية لمنظمة السياحة العالمية. وفيما يتعلق بتصريحات الخارجية الإسرائيلية بأن تأجيل التصويت على الطلب الفلسطيني جاء نتيجة للضغوط الإسرائيلية والأمريكية، أكدت وزارة الخارجية أن الخارجية الإسرائيلية ودولة إسرائيل لا تملكان من المصداقية والتأثير ما يذكر لكي تدعيا نجاحا لا تستحقانه، وإذا ما كان هناك من ضغط وتهديد فيعود لدولة أخرى كبيرة استعملت عضلاتها ونفوذها وتأثيرها لتعطيل قبول العضوية في هذه المرحلة، عبر الضغط على المنظمة ذاتها والعديد من الدول الأعضاء، وهنا تؤكد الوزارة أن «معركتنا لعضوية هذه المنظمة وغيرها مستمرة». ترامب طلب من عباس عدم اتخاذ خطوات أحادية الجانب وتهديد أمريكي كان وراء تاجيل التصويت للسياحة العالمية إسرائيل تحارب لمنع ضم الفلسطينيين إلى الإنتربول |
سياسيون مغاربة يدقون ناقوس الخطر بخصوص مصير المعتقلين من حراك الريف Posted: 24 Sep 2017 02:24 PM PDT الرباط – «القدس العربي» : عادت الاحتجاجات، على خلفية حراك الريف، إلى الشارع بعد أن غابت عدة أيام، انصب خلالها الاهتمام بالمعتقلين ومحاكمتهم أو ما يتعرضون له من «انتهاكات» في السجن، وأوضاعهم الصحية في ظل خوضهم معركة الأمعاء الفارغة. والاحتجاجات في الشارع لن تقتصر على مدن الريف، لتشمل عددا من المدن، وكانت حدة الاحتجاجات بمنطقة الريف قد تراجعت في الأيام الأخيرة، في حين اعتبر نشطاء الحراك أن احتجاجاتهم ستبقى مستمرة وستعود بقوة ابتداء من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل. وقام نشطاء حقوقيون وسياسيون داعمون لـ «حراك الريف» بالإعداد لمسيرة وطنية للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين المتابعين على ذمة الملف، وضرورة فتح حوار علني مع قادة الحراك المودعين بـ «سجن عكاشة» في الدار البيضاء، ودخولهم في إضراب عن الطعام برغم نفي «مندوبية السجون». وحذرت اللجنة الوطنية لدعم حراك الريف ومطالبه العادلة، التي تضم نشطاء سياسيين وحقوقيين في بلاغ لها أرسل لـ «القدس العربي» المسؤولين، من مخاطر ما تعرفه السجون ضد المعتقلين ودقت «ناقوس الخطر بخصوص مصير المعتقلين، لاسيما المضربين عن الطعام»، ودعت «الحكماء وذوي الضمائر الحية إلى التدخل العاجل لإنقاذ حياتهم»، لأن «هذه الإضرابات سببت تدهورا خطيرا لحالتهم وتنذر بالأخطر». واكدت اللجنة في البلاغ الذي حمل عنوان «الحراك الشعبي بشمال المغرب: لا للمقاربة الأمنية المنتهجة، لا لتعنت الحاكمين» على ضرورة الإفراج الفوري عن المعتقلين «من دون قيد أو شرط»، وفتح حوار علني مع قادة الحراك كحل أساسي، ودعت الهيئات النقابية الأكثر تمثيلية إلى إدراج الملف المطلبي الاجتماعي والحقوقي لحراك الريف «في مقدمة جدول أعمال الحوار الاجتماعي الثلاثي (نقابات، حكومة، أرباب العمل)»، المرتقب الاسبوع الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل. نضال سلمي وقالت إنها بصدد الإعداد لمسيرة وطنية «سيعلن عنها في حينها»، ودعت اللجان المحلية لدعم الحراك والمبادرات الحرة في مختلف المدن إلى «اليقظة والوحدة والاستمرار في التعبئة لاتخاذ القرارات والاجراءات تنفيذا لواجب التضامن النضالي السلمي مع الحراك الشعبي للريف ومعتقليه وعائلاتهم» وعبّرت عن التضامن المبدئي اللامشروط «مع عموم المعتقلين وعائلاتهم، لاسيما المعتقلين المضربين عن الطعام»، وحمّلت المسؤولية «للحكومة وللدولة المغربية من العواقب الوخيمة التي ستترتب عن ذلك من إزهاق أرواح مواطنين سلميين أبرياء». وأوضحت اللجنة الوطنية لدعم حراك الريف ومطالبه العادلة أن ملف الريف يعرف مستجدات خطيرة تبدو أبرز ملامحها في «استمرار الاستنطاق لمناضلات ومناضلين من العديد من المدن، واستمرار اعتقال المئات من قيادات ونشطاء الحراك»، إلى جانب «المحاكمات الكبرى بكل من الحسيمة والدار البيضاء بناء على محاضر واتهامات ثقيلة مفبركة، وتنقيل المعتقلين إلى سجون متفرقة بعيدا عن عائلاتهم»، مسجلة ما قالت إنها «مضايقات يتعرض لها المحامون المتطوعون لمؤازرة المعتقلين». وأطلقت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في مدينة الحسيمة حملة «أوقفوا الحملة القمعية الشرسة لاستئصال شبابنا، والمطالبة بالإفراج الفوري عن معتقلي حراك الريف جميعهم من دون قيد أو شرط»، وأعلنت الانخراط في «المعركة في إطار الوقفات الوطنية التي تقرر تنظيمها في فروع الجمعية جميعها لمساندة معتقلي حراك الريف الذين دخل بعض منهم في إضراب مفتوح عن الطعام». يعتزم سكان مدينة الحسيمة تنظيم وقفة احتجاجية للمطالبة بإطلاق سراح معتقلي حراك الريف أمام المقر الجهوي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمدينة الحسيمة. مطالبات بوقف الحملة الشرسة ضد شباب المغرب وقال موقع الأيام 24 إن النشطاء تحت شعار «أوقفو الحملة الشرسة ضد شباب المغرب»، يطالبون بالإفراج عن المعتقلين كلهم على خلفية تظاهرات في الحسيمة والمناطق المجاورة وإسقاط التهم الثقيلة عنهم، وفتح حوار جاد من أجل تنمية المنطقة. ونفذ النشطاء يوم السبت الإضراب عن الطعام لـ 24 ساعة تضامنا مع معتقلي حراك الريف فيما أعلن النشطاء مسيرة بمدينة إمزورن مساء يوم أمس الأحد تحت عنوان «مسيرة الوفاء للمعتقلين»، داعين النشطاء والساكنة بالريف جميعهم إلى المشاركة بكثافة في هذا الشكل الاحتجاجي. وقال نشطاء في حراك الريف إن المسيرة التي تحمل شعار: «الشهيد خلا وصية .. لا تنازل عن القضية»، تأتي في ظل الأحكام المتواصلة التي تصدرها المحكمة الابتدائية بالحسيمة في حق معتقلي الحراك، حيث وزعت المحكمة أحكاما وصلت إلى 10 سنوات سجنا نافذا موزعة على 5 نشطاء بالحراك، يوم الاثنين الماضي والأحكام التي صدرت في حق 26 معتقلا على خلفية أحداث 13 آب/ أغسطس 2017 بإمزورن، تتوزع بين سنة إلى ثلاث سنوات حبسا نافذا، مع مصادرة علم تيفيناغ واللثام الأسود الذي كان بحوزة ناشطين لفائدة الأملاك المخزنية. وعاشت مدينة إمزورن بداية الشهر الجاري، لحظات توتر واحتقان شديدين بين السلطات الأمنية ونشطاء الحراك، بعدما شنت الأجهزة الأمنية حملة اعتقالات في صفوف المتظاهرين الذين احتشدوا من مناطق مختلفة في الريف في مسيرة بالمدينة المذكورة، يوم 2 أيلول/ سبتمبر الجاري. وتظاهر العشرات من الحقوقيين والنشطاء، مساء الجمعة، وسط ساحة ماريشال بالدارالبيضاء، للمطالبة بالإفراج الفوري عن معتقلي حراك الريف ورددوا شعارات منددة باستمرار اعتقال نشطاء الحراك، وعبروا عن تضامن المغاربة مع ساكنة الريف «من كازا تحية.. للحسيمة الأبية». وأشاد المحتجون بدور عائلات المعتقلين في ظل هذه الأزمة، خاصة الأمهات اللواتي تمسكن بالدفاع عن أبنائهن المعتقلين، والمطالبة بالإفراج عن المعتقلين بالنظر إلى براءتهم من التهم المنسوبة إليهم. وقالت الناشطة الحقوقية سارة سوجار إن الهدف من الوقفة تمثل أساسا في «مطالبة الدولة بالإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين، خصوصا بعد دخولهم إضرابا عن الطعام دفاعا عن الحق في الحياة، والحق في الدفاع عن المطالب المشروعة للجميع» وأضافت إن هذه الخطوة الاحتجاجية تأتي «للتنديد بالممارسات كلها التي تقوم بها الدولة، خصوصا في قمع التظاهرات وحملة الاعتقالات في صفوف المتظاهرين، الذين خرجوا بسلمية من أجل مطالب عادلة ومشروعة»، ودعت «الديمقراطيين جميعهم إلى الانخراط في الدفاع عن قضايا الديمقراطية والكرامة كي لا نعود إلى زمن الاستشهادات والاعتقالات». ودعا نشطاء الحراك الشعبي بالعاصمة الرباط، إلى خطوة تصعيدية، ستعقب الإضراب المعلن عن الطعام، وهي الاعتصام أمام سجن عكاشة، حيث يقبع المعتقلون المضربون عن الطعام، وذلك عقب الإضراب الإنذاري عن الطعام الذي دعت له الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ضد الانتهاكات الجسيمة التي يشتكي منها جل المعتقلين على خلفية الحراك الشعبي. عودة سنوات الرصاص وقال بيان لتنسيقية الحراك الشعبي بالرباط إنها عقدت اجتماعا في سياق مطبوع بالاعتقالات والاختطافات والمحاكمات المطبوخة، المتوجة بأحكام سجنية تؤكد عدم استقلال القضاء واستمرار سنوات الرصاص في المغرب، كما تؤكد وصول مناورات النظام المخزني إلى الباب المسدود، ما جعله يكشف عن وجهه الحقيقي». وأضاف البيان «في ظل الظرفية الاستعجالية الراهنة الخطيرة، المتمثلة في الإضراب عن الطعام الذي يخوضه المعتقلون السياسيون بمختلف السجون المغربية، وعلى رأسهم معتقلو الريف الأبطال، الذي وصل إلى مرحلة حرجة وخطيرة جدا قد تودي بحياتهم في أية لحظة؛ فإن تنسيقية الحراك الشعبي بالرباط تحمل النظام المخزني العواقب الوخيمة الناجمة عن تجاهلها لمطالب المعتقلين السياسيين». وقالت التنسيقية إنها تعمل على الإعداد لمجموعة من المبادرات الهادفة إلى تنسيق نضالات المغاربة من أجل مغرب ديمقراطي يقطع مع عهد الفساد والاستبداد، التي من بينها الاعتصام أمام السجن المركزي «عكاشة» بالدار البيضاء، خلال الأسبوع المقبل؛ لفضح الاعتقالات والمحاكمات الجائرة وسوء المعاملة التي يتعرض لها للمعتقلون». حل أزمة سياسة العقاب الجماعي وطالب النقيبان عبد الرحمان بنعمرو، وعبد الرحيم الجامعي برسالة مفتوحة إلى الوكيل العام رئيس النيابة العامة في المغرب، بالتدخل في ملف معتقلي حراك الريف، و»حل أزمة سياسة العقاب الجماعي والسجن الجماعي والإضراب الجماعي وربما الموت الجماعي والانحطاط الذي لن يُبــقي ولن يَذر.. ستكونون أذكى ممن يهرول نحو تكريس الاختناق في هذا الزمن السياسي الذي فقد الذاكرة وأضحي عاجزا عن قراءة تاريخ مجتمعه القريب،…عليكم أن تدخلوا وتقتحموا الصعاب بشجاعة و تُقَـــدمُوا مَباشرة كنيابة عامة بطلبات رفع الاعتقال والإفراج عن كل المعتقلين من الحراك والمعتقلين الصحافيين، فإن كُنتُم تريدون أن يُذكركم التاريخ القضائي بنخوة وفخر، فما عليكم سوى أن تعلنوا المفاجأة». وقال النقيبان في الرسالة المفتوحة التي أرسلت لـ «القدس العربي» إنما جرى في الريف من اعتقالات وما تبعها من بحوث ومن تحقيقات وما سيتبعها من محاكمات، تدل على «أن فضائح السنوات القضائية العجاف تعود برغم أنف الجميع، من باب واسع عال أمام الملأ لتقول لنا بصوت عال بأن حُلم عدم تكرار ما مضى من انتهاكات جسام حُلم تبخر مع عدد من توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة، ولتقول لنا بأن قانون القوة والتعذيب وخرق قرينة البراءة وتوسيع مصطلح الاعتقال الاحتياط هو الأسلوب والمنهجية التي لا بديل لها ولو كَرِه الدستور والمشروعية والمواثيق الدولية ومنظمات حقوق الإنسان مغربية ودولية». وقالت الرسالة إن المعتقلين في سجون الحسيمة وفي سجن الدار البيضاء من شباب الريف ومن حراك الريف عُذبوا خلال الحراسة النظرية وصُوروا عُراة خلال الحراسة النظرية وأضرب العديد منهم عن الطعام عشرات الأيام إلى إن هوت صحتهم بالسجن» وعُوملوا خلال التحقيق معاملة كلها تمييز وانعدام لأبسط علامات التحقيق المحايد والمشَرف، حيث مَنعهم قاضي التحقيق من خلال عدم الالتفات لمذكرات دفاعهم منها المتعلقة باستدعاء شهودهم وعرض أشرطة فيديو تكذب أشرطة الاتهام، وإحالة المسطرة للمشورة للبث في بطلان البحث التمهيدي، واستدعاء الضابطة لبحث أسباب تعرية بعض المعتقلين وتصويرهم عراة أمام كاميرات وتسريب الصور خلافا للحق في الصورة وفي الحياة الخاصة وفي سرية البحث، ومقابل إهمال قاضي التحقيق لكل هاته الطلبات وغيرها فقد كان يستجيب لدعوات نيابتكم العامة وطلباتها برفض كل ما يتقدم به دفاع المعتقلين…اليوم كذلك، تعلمون بأن معتقلين من حراك الريف و كذا الصحافي حميد المهداوي، يخوضون إضرابا مفتوحا عن الطعام، وتعلمون بأنهم على حافة المرض والموت، وتعلمون أن منهم من يرفض شرب الماء والسكر أو الدواء، وتعلمون بأن حقهم في الحياة مقدس وأنتم قبل غيركم المسؤولون عنه، وتعلمون أن السلامة البدنية والنفسانية لكل واحد منهم حق عليكم كسلطة عامة قضائية حمايتها، وتعلمون أنهم يتعذبون نفسانيا ومعنويا وفكريا وهم محاصرون بالسجون، ولأن التعذيب جريمة لا تتقادم ويحاسب عليها مرتكبوها وكل من يعطيه القانون دورا للوقاية منها أو منعها أو انقاذ الإنسان من وقعها، وصلاحياتكم تفرض عليكم وقفها بسرعة». وأطلقت مجموعة من النشطاء، عريضة إلكترونية لجمع توقيعات للتعبير عن الاستياء من «الظروف الحاطة للكرامة التي يمر منها معتقلو حراك الريف، واللامبالاة التي تقابل بها مطالبهم من طرف إدارة السجن» وقالوا في العريضة إن الحق في الحياة، حق مقدس ويعتبر من الحقوق الأساسية المتضمنة في المواثيق الدولية لحقوق الإنسان وفي دستور المغرب، ومن هذا المنطلق». وناشد موقعو العريضة «الدولة المغربية بالتدخل الفوري، لإنقاذ حياة خيرة شباب الوطن، والاستجابة الفورية لمطالبهم المشروعة والكف عن أساليب التعنيف التي تمس كرامتهم» ودعوا القوى الديمقراطية في المغرب جميعها، إلى أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية تجاه قضية المعتقلين ومطالبهم العادلة و المشروعة، والضغط تجاه إطلاق سراح المعتقلين من دون قيد أو شرط». مطالبات بإطلاق سراح المهداوي وطالب مرصد حماية المدافعين عن حقوق الإنسان السلطات المغربية بإطلاق سراح كل من الصحافي حميد المهداوي رئيس تحرير موقع «بديل»، وربيع الأبلق مراسل الموقع في الحسيمة المعتقلين على خلفية الحراك والمضربين عن الطعام على غرار عدد كبير من معتقلي حراك الريف وعبر المرصد عن بالغ قلقه من الاعتقال التحكمي الذي تعرض له الأبلق والمهداوي، معتبرا أن ذلك يشكل إعاقة وكبحا لحرية التعبير والصحافة، مناشدا السلطات المغربية بضمان السلامة الجسدية للمعتقلين وتوفير شروط السلامة والمراقبة الطبية جمعها. سياسيون مغاربة يدقون ناقوس الخطر بخصوص مصير المعتقلين من حراك الريف محمود معروف |
إيران تغلق حدودها الجوية مع الإقليم وتركيا تجدد رفضها للاستفتاء Posted: 24 Sep 2017 02:24 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي» ـ وكالات: في وقت حسمت فيه قيادات كردستان العراق، قرارها بتنظيم استفتاء الاستقلال اليوم الإثنين، رغم المعارضة الدولية، لاسيما من دول الجوار، صعدت إيران و تركيا من إجراءاتها ضد الإقليم. فقد أعلنت طهران، إغلاق أجوائها مع كردستان تلبية لطلب مقدم من الحكومة العراقية في بغداد. وقال المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن الوطني الإيراني، كيوان خوسري، في تصريحات لوسائل إعلام إيرانية: «اجتمعنا صباح اليوم (أمس) بناء على طلب من الحكومة المركزية العراقية لإغلاق الحدود مع إقليم كردستان، ونظراً لعدم جدوى المحاولات السياسية التطوعية لبلادنا وإصرار مسؤولي إقليم كردستان على إجراء الاستفتاء في المنطقة، تقرر بناء على طلب من الحكومة المركزية العراقية تعليق الرحلات الجوية من أربيل والسليمانية إلى إيران». وأشار إلى «عدم السماح لجميع الرحلات الجوية التي تنطلق من إقليم كردستان، بالمرور بالأجواء الإيرانية». كذلك، انطلقت أمس مناورات عسكرية يجريها الحرس الثوري الإيراني قرب حدود كردستان. ووفقا لوكالة «فارس»، فقد انطلقت المرحلة الرئيسية لمناورة «محرم» الأمنية في المنطقة العامة شمال غرب إيران. وانطلقت المرحلة بإطلاق نيران مدفعية مكثفة. وفي المرحلة الرئيسية للمناورة، التي تجري بقيادة مقر «حمزة سيد الشهداء»، تشارك وحدات مشاة ودروع وحرب الكترونية ومروحيات وصواريخ. وذكرت «فارس» أن «غرض المناورات هو إجراء تمارين الجهوزية الدفاعية». وأيضاً، قصفت وحدات من المدفعية الإيرانية، مناطق الغابات الحدودية التابعة للإقليم. وحسب بيان نُشر على موقع حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، فإن «القصف الإيراني تركّز على عدة قرى تابعة لمنطقتي باليكايتي وحاجي عميران الحدوديتين». ولم يذكر البيان ما إذا كان القصف قد تسبب بخسائر في الأرواح والممتلكات أم لا. وغالباً ما تقصف المدفعية الإيرانية مناطق حدودية في الإقليم بدعوى استهداف مسلحي «البيشمركه» التابعة لـ«الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني» في المنطقة الحدودية. وترددت أنباء أمس أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، زار أمس منطقة سهل نينوى، شمال غرب الموصل، واجتمع بقادة الحشد الشعبي، الممثلة بكتائب بابليون، التي تنتشر هناك، لكن مصادر، في «الحشد الشعبي» نفت لـ«القدس العربي»، صحة هذه الأنباء. في الموازاة، دخلت مذكرة تفويض البرلمان التركي، للحكومة بإرسال قوات مسلحة خارج البلاد، للقيام بعمليات عسكرية في سوريا والعراق عند الضرورة، حيز التنفيذ مع نشرها، أمس الأحد، في الجريدة الرسمية. وجدد البرلمان التركي، مساء امس الأول السبت، تفويضه للحكومة، خلال جلسة استثنائية عقدها لمناقشة مذكرة أرسلتها الحكومة في وقت سابق لتمديد صلاحياتها بتفويض الجيش بشن عمليات عسكرية في كل من سوريا والعراق، لمدة عام تبدأ من 30 أكتوبر/ تشرين الأول 2017. وينص قرار البرلمان على تفويض الحكومة إرسال قوات خارج الحدود للتدخل وتنفيذ عمليات عسكرية، وفي الوقت ذاته السماح بوجود قوات مسلحة أجنبية للغايات نفسها على الأراضي التركية، واستخدام هذه القوات بموجب أسس تحددها الحكومة، وذلك عندما يقتضي الأمر. وأكد القرار على استمرار الأخطار والتهديدات على الأمن القومي التركي نتيجة التطورات الحاصلة والاقتتال المستمر في المناطق المجاورة للحدود البرية الجنوبية للبلاد. ولفت إلى الأهمية التي توليها تركيا لحماية تراب العراق ووحدته الوطنية واستقراره. وأكد رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، أن» بلاده لن ترحب أبداً بأي كيان جديد على حدودها الجنوبية». وأعتبر أن «الاستفتاء المزمع إجراؤه غداً في شمال العراق غير مشروع، وإدارة الإقليم مسؤولة عن عواقب إجرائه». وشدد على أن «الاستفتاء لن يكون حلا لأي مشكلة للإقليم الكردي، بل سيؤّدي إلى تفاقم الفوضى وعدم الاستقرار وغياب السلطة وهو أمر سيدفع ثمنه سكان المنطقة». وأعلنت أنقرة أيضاً أمس أن «طائراتها نفذت ضربات جوية ضد أهداف لحزب العمال الكردستاني المحظور في منطقة غارا شمال العراق أول أمس السبت بعد أن رصدت مسلحين يستعدون لهجوم على مواقع للجيش التركي على الحدود». وحسب بيان عسكري «طائرات تركية دمرت مستودعات أسلحة ومخابئ يستخدمها مسلحو حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، وتنفذ القوات الجوية التركية ضربات جوية متكررة على حزب العمال الكردستاني في شمال العراق حيث يتمركز قادته». في غضون ذلك، يواصل الجيش التركي مناوراته العسكرية في قضاء سبلوبي في ولاية شرناق الحدودية مع العراق، وذلك لليوم السابع على التوالي. وتلقّى الجنود تدريبات عسكرية على كشف الألغام، وخلق مسارات آمنة للمركبات العسكرية. إلى ذلك، حذرت السفارة الأمريكية في العراق، رعاياها الأمريكيين من اضطرابات محتملة أثناء عملية الاستفتاء. وذكرت في بيان، أنها تحذر المواطنين الأمريكيين في العراق من أنه قد تكون هناك اضطرابات، في حال قامت حكومة الإقليم بإجراء الاستفتاء. ودعت رعاياها إلى «تجنب السفر إلى الأقاليم المتنازع عليها بين حكومة الإقليم وحكومة العراق». وأضافت السفارة أنها «سوف تقلل بعثة الولايات المتحدة، العراقيين مؤقتا من تحركات الأفراد كإجراء وقائي». وكان وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، قد اكد امس الأول السبت في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، رفض الولايات المتحدة لاستفتاء الإقليم الكردي ودعمها للحكومة المركزية في بغداد، حسب بيان لمكتب العبادي. وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، الأربعاء الماضي، «معارضتها بشدة» للاستفتاء المقرر، وحثت الزعماء الأكراد العراقيين على الدخول في مفاوضات مع الحكومة العراقية بدلا من ذلك. مجلس الأمن الدولي أبدى كذلك، معارضته للاستفتاء، محذرا من أن هذه الخطوة الأحادية من شأنها أن تزعزع الاستقرار ومجددا تمسكه بـ«سيادة العراق ووحدته وسلامة أراضيه». إيران تغلق حدودها الجوية مع الإقليم وتركيا تجدد رفضها للاستفتاء مناورات لـ«الحرس الثوري»… وواشنطن تحذر رعاياها |
استقبال جماهيري لأمير قطر في كورنيش الدوحة بعد عودته من المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة Posted: 24 Sep 2017 02:23 PM PDT الدوحة «القدس العربي»: توافد الآلاف من المواطنين القطريين والمقيمين في الدوحة أمس الأحد؛ لاستقبال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عائدا من نيويورك؛ بعد أول جولة دولية له منذ بدء الحصار المفروض على قطر بتاريخ الخامس من حزيران/يونيو الماضي. وقد تزين كورنيش الدوحة بالأعلام باكرا، واستكملت التحضيرات لحفل الاستقبال الذي شهد تدفق الآلاف من المواطنين والمقيمين لاستقبال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على طول طريق كورنيش الدوحة. ودعت الجهات المنظمة إلى توافد الجماهير باكرا لأداء صلاة المغرب جماعة في كورنيش الدوحة. ولم تمنع حرارة الطقس والرطوبة العالية الجماهير من التوافد؛ حيث تجاوبوا مع الأهازيج والاحتفالات الشعبية «العرضة»؛ مرددين عبارات الولاء والبيعة لأمير قطر، رافعين الأعلام الوطنية. وشعارات تحمل عبارات الولاء للأمير والوطن. وقبيل الاستقبال الجماهيري؛ دشن المغردون القطريون والمقيمون من مختلف الجنسيات حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والصحف ووسائل الإعلام، وانتشرت العديد من القصائد الشعرية التي تداولها القطريون، لتأكيد الولاء والاعتزاز بأمير قطر؛ كرد للجميل؛ مباشرة بعد خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ حيث عبر الشيخ تميم عن اعتزازه بأبناء شعبه القطريين والمقيمين على أرض قطر من مختلف الجنسيات. وسرعان ما تجاوب القطريون والمقيمون مع كلمات الأمير، واشتعل موقع «تويتر» بتغريدات؛ تدعو لاستقبال تاريخي للشيخ تميم بن حمد، وإبداء الولاء والاعتزاز به والتقدير على اعتزازه بشعبه والمقيمين في بلده. كما حفلت الجرائد القطرية بصفحات دعائية لقبائل قطرية ومواطنين وشركات تثني على أمير قطر. وتسابق القطريون لتجديد الولاء لأميرهم. وتجاوبا مع النداءات الجماهيرية؛ تحولت فكرة الترحيب إلى برنامج رسمي، حيث أعلن عن تخصيص استقبال رسمي وشعبي لأمير قطر في كورنيش الدوحة مباشرة بعد صلاة المغرب أمس الأحد؛ موعد وصول طائرة أمير قطر العائد رفقة الوفد الرسمي من أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. واعتبر القطريون الاستقبال الشعبي لأميرهم، بمثابة تجديد بيعة وولاء؛ في مواجهة حملات التحريض والتشكيك من دول الحصار التي تستهدف الإساءة للقيادة القطرية. وقد أثار خطاب أمير قطر في الأمم المتحدة تجاوبا لافتا على المستوى الرسمي والشعبي، ووصفته الصحف والإعلام بدولة قطر بخطاب الصراحة والشفافية في مخاطبة العالم، وفضح الحصار اللإنساني المفروض على دولة قطر. وكان أمير قطر بدأ اول جولة خارجية له منذ بدء الحصار يوم 16 أيلول/ سبتمبر الحالي، بدءا من تركيا؛ مرورا بباريس وألمانيا؛ وصولا إلى نيويورك. وعقد الشيخ تميم سلسلة من اللقاءات مع رؤساء دول ومسؤولين ومنظمات غير حكومية دولية؛ في جولة وصفت بالمثمرة والقوية؛ سيما وأن الأمير غادر بلاده وهي تحت الحصار، مطمئنا لاستقرارها الداخلي؛ وولاء الشعب له. كما التقى شخصيات دولية وقادة عواصم القرار في العالم؛ حيث عقد لقاءات مع رؤساء تركيا وفرنسا وألمانيا؛ وصولا إلى الرئيس الأمريكي؛ الأمر الذي يدحض تهمة دعم الإرهاب عن دولة قطر. ويجزم القطريون أن خطاب الأمير وجولته تمثل مرحلة جديدة؛ تؤسس لما بعد الحصار. مرحلة مبنية على مزيد من الانفتاح والشراكات مع دول العالم؛ موازاة مع اتتقال قطر إلى مرحلة الهجوم ضد خصومها المتورطين في الحصار؛ حيث يرتقب أن تكثف دولة قطر من حملاتها عبر المنابر الدولية للمطالبة بفك الحصار؛ موازاة مع ملاحقة المتورطين فيه. استقبال جماهيري لأمير قطر في كورنيش الدوحة بعد عودته من المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد أول جولة خارجية منذ بدء الحصار إسماعيل طلاي |
مصر: أحكام مشددة على 14 من مشجعي الزمالك في «أحداث الدفاع الجوي» Posted: 24 Sep 2017 02:23 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: قضت محكمة جنايات شمال القاهرة، المنعقدة في معهد أمناء الشرطة في طرة، برئاسة المستشار صلاح محجوب، أمس الأحد، بمعاقبة 14 شاباً من مشجعي نادي الزمالك المصري لكرة القدم «ألتراس وايت نايتس»، بأحكام سجن مشددة في قضية أحداث «ستاد الدفاع الجوي». وعاقبت المحكمة في جلستها منسق رابطة مشجعي الزمالك سيد مشاغب و4 آخرين بالسجن المشدد 7 سنوات، كما عاقبت متهمين اثنين بالسجن المؤبد25 سنة، و3 آخرين بالسجن 10 سنوات، وسجن 3 آخرين لمدة 3 سنوات، إضافة إلى سجن متهم آخر لمدة سنتين، فيما قضت ببراءة متهمين اثنين، وذلك باتهامهم بالقضية المعروفة إعلامياً بـ«أحداث الدفاع الجوي». وقبل الحكم تصدر وسم باسم «البراءة حقهم» موقع التغريدات القصيرة «تويتر»، للمطالبة بحكم البراءة للمتهمين الـ16 في القضية. كانت النيابة العامة المصرية، أمرت بإحالة 16 متهماً في أحداث الدفاع الجوي التي وقعت قبل مباراة كرة القدم بين ناديي الزمالك وإنبي، في استاد الدفاع الجوي في القاهرة، وأسفرت عن مقتل نحو 20 مشجعًا للفريق الأبيض، للمحاكمة. واتهم عدد من مشجعي الزمالك، أجهزة الأمن بالتورط في مقتل 20 من زملائهم المشجعين، عبر استخدام أسلحة خرطوش وقنابل غاز مسيلة للدموع، أثناء دخول المشجعين من الطرقات الداخلية للاستاد المؤدية للمدرجات، فيما ألقت الأجهزة الأمنية بالمسؤولية على الجماهير الرياضية وأرجعت سبب سقوط قتلى إلى التدافع بينهم أثناء دخول الملعب. وحسب تحقيقات السلطات المصرية، فإن «جماعة الإخوان في سبيل سعيها لهدم دعائم الاستقرار استغلت علاقة بعض كوادرها بعناصر مشجعي الزمالك وايت نايتس في ارتكاب أحداث العنف والشغب. كما أسندت النيابة للمتهمين ارتكاب جرائم البلطجة المقترنة بجرائم القتل العمد، وتخريب المباني والمنشآت والممتلكات العامة والخاصة، وإحراز مواد مفرقعة». وأسندت النيابة العامة إلى المتهمين اتهامات «البلطجة المقترنة بجرائم القتل العمد، وتخريب المباني والمنشآت والممتلكات العامة والخاصة، والتلويح بالعنف وحيازة مواد مفرقعة تتمثل في الألعاب النارية، من دون ترخيص من الجهة المختصة بذلك». وكان محامي المتهم سيد مشاغب، دفع ببطلان إذن الضبط التمهيدي الصادر بتاريخ 14 فبراير/شباط 2016، وبطلان التحقيقات التي أجراها المستشار وجدي عبد المنعم، وبطلان اتصال للمحكمة بالدعوى بوجه عام، وبطلان اتصال المتهمين الـ15 والـ16 بالمحاكمة، وانعدام ما انتهى إليه قاضي التحقيق في قرار عدم إقامة الدعوى الجنائية ضد مسؤولي نادي الزمالك وقيادات وزارة الداخلية، لصدوره دون إجراء تحقيق قضائي في جناية مع من صدر في حقه القرار، علاوة على خلو أوراق الدعوى من محاضر تحريات يستدل منها على اشتراك المتهمين الـ15 والـ16 في الواقعة، وعدم ورود اسميهما بمحاضر التحريات السالفة، وانعدام التحريات بالنسبة للمتهمين، وعدم جواز اعتبار أقوال ضابط شرطة في تحقيقات النيابة على أنها تحريات لعدم تقديمها في محضر مكتوب، وعدم جدية التحريات بوجه عام لاعتمادها على معلومات واردة من المتهمين فقط. وقالت رابطة المشجعين «ألتراس وايت نايتس» في بيان مساء أول أمس السبت، عشية صدور الحكم، «بدلاً من أن يحاكم الفاعل الحقيقي، يقف وراء القضبان 16 مشجعا زملكاويا بريئا، في قضية غير منطقية، هي الأغرب والأكثر ظلما لجماهير كرة القدم علي مستوى العالم». وأضافت: «ها نحن أمام مسرحية مكتملة الأركان، يسدل الستار على فصلها الأخير، وكل الغرض منها إبعاد الشبهات عن القاتل الحقيقي الذي ينعم بالحرية، فيما تحاكم جماهير الزمالك ظلماً بدلاً منهم، فمن أطلق الغاز علي جماهير الزمالك في مكان موصد من 3 جهات أشبه بالمصيدة «معروف»، ومن حرض على مدار أشهر بقتل الجماهير بعبارات صريحة وواضحة «معروف»، ومن حجب التذاكر عن الجماهير بقصد الصدام مع الأمن وتجهيز كمين مُحكم «معروف». ومنذ إحالة القضية للمحكمة وحبس المتهمين على ذمتها، أطلقت العديد من الحملات المطالبة بالإفراج عن المحبوسين الـ16، وخصوصا «سيد مشاغب» الذي تنتشر رسومات جدارية باسمه في شوارع القاهرة للمطالبة بالإفراج عنه. مصر: أحكام مشددة على 14 من مشجعي الزمالك في «أحداث الدفاع الجوي» أطلقت حملات للمطالبة بالإفراج عنهم وتصدّر وسم «البراءة حقهم» موقع «تويتر» |
زكي لـ«القدس العربي»: لا نريد أن يستمر الناس بالتندر علينا لمصلحة تنظيمات أكل الدهر عليها وشرب Posted: 24 Sep 2017 02:22 PM PDT رام الله ـ «القدس العربي»: عقدت اللجنة المركزية لحركة فتح اجتماعًا لها برئاسة الرئيس محمود عباس، رئيس حركة فتح، في مقر الرئاسة في مدينة رام الله. واستمعت اللجنة لإحاطة من الرئيس حول رحلته إلى الأمم المتحدة وخطابه أمام الجمعية العامة والاجتماعات الهامة التي عقدها هناك، بما في ذلك الاجتماع مع الرئيس دونالد ترامب والنقاش الذي جرى حول تسوية الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وضرورة أخذ المبادرة في هذا المجال بشكل عاجل. وعبر الرئيس الفلسطيني عن ارتياحه لنتائج الرحلة، فيما عبرت اللجنة المركزية عن ترحيبها بخطابه الهام وضرورة متابعة المهام التي حددها ومتابعة نتائج الاجتماعات التي عقدت هناك. وناقشت اللجنة المركزية التطورات المتعلقة بالوضع في قطاع غزة، وقبول حماس المطالب العادلة الثلاثة، وهي حل اللجنة الإدارية وتمكين حكومة الوفاق الوطني من الاضطلاع بمهامها في القطاع، والموافقة على إجراء الانتخابات العامة، إضافة الى الجهود الكبيرة التي بذلها الأخوة في جمهورية مصر العربية لتحقيق كل ذلك. وعبرت عن تقديرها لموقف الأخوة في مصر وتقديرها لجهودهم من أجل استعادة الوحدة وإنهاء الانقسام. واعتبرت موقف حماس ايجابياً، وأكدت استعدادها للتعامل بجدية مع هذا التطور. وفي هذا المجال دعت اللجنة المركزية حكومة الوفاق الوطني للذهاب الى قطاع غزة في خطوة أولى لتقييم الوضع والبدء في عملية تمكين حقيقية وممارسة الصلاحيات في كل المجالات. وأبدت مركزية فتح استعدادها لمزيد من الحوارات بهدف التوصل لرؤية تفصيلية لتنفيذ اتفاق المصالحة واستعادة الوحدة. ودعت كافة الدول الشقيقية والصديقة إلى تعزيز مساعداتهم لقطاع غزة، وتوجيه هذه المساعدات الى حكومة الوفاق الوطني باعتبارها الجهة الشرعية الوحيدة. وبخصوص عدم اتخاذ الرئيس عباس أو اللجنة المركزية لقرار إلغاء الإجراءات التي اتخذها ضد حركة حماس بشكل خاص وقطاع غزة عمومًا بعد قرار حل اللجنة الإدارية من قبل حماس، أكد عباس زكي عضو مركزية فتح في حديث مع «القدس العربي» أن الأمر لم يكن بهذه الطريقة، فما ورد من القاهرة ثلاث نقاط رئيسية، أولها حل اللجنة الإدارية، وثانيها تولي السلطة الفلسطينية للنفوذ على قطاع غزة أي قيادة برأس واحد، والنقطة الثالثة هي استكمال الحوار بين حركتي فتح وحماس تمهيداً لإشراك بقية الفصائل الفلسطينية فيه. وأضاف «لا نريد الدخول في إشكاليات جديدة، فبعد حل اللجنة الإدارية انتقلنا للنقطة الثانية وهي ذهاب رئيس الحكومة والوزراء إلى غزة لفحص الأجواء ومقرات الوزارات وتفاصيل كثيرة بعد أن مررنا في انشقاق طويل الأمد. وأعلن أن القيادة الفلسطينية في حال انعقاد دائم لاتخاذ مزيد من القرارات الإيجابية لإنهاء الانقسام، لأننا لا نريد للكرة أن تبقى في ملعبنا، وللناس أن تستمر في التندر علينا لصالح تنظيمات أكل الدهر عليها وشرب، على حد وصف المسؤول الفتحاوي. وأكد صالح رأفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في حديث للإذاعة الفلسطينية الرسمية أن الحكومة ستتوجه الى غزة نهاية الأسبوع الجاري على ان تتم دعوة الأشقاء المصريين للحضور الى القطاع والإشراف على تسليم المهام لحكومة الوفاق. من جهته قال وزير الأشغال العامة والإسكان مفيد الحساينة في تصريح صحافي، ان الحكومة جاهزة ولديها كل الخطط للقيام بواجباتها في قطاع غزة، مضيفا أن الحكومة تتطلع لعقد اجتماعها المقبل في غزة. وأضاف ان «رئيس الوزراء رامي الحمد الله طلب من جميع الوزراء دراسات شاملة وسريعة لاحتياجات الوزارات في القطاع لبدء العمل بها بشكل فوري». وبين أن الانقسام كان له دور سلبي على عملية الإعمار في عمل الوزارة وفي التعامل مع الدول المانحة. وأوضح وزير الأشغال أن 11 الف منزل تم تدميرها في العدوان الأخير على القطاع على 2014، تمكنا من إصلاح 80 % منها بشكل كامل، وأن القطاع يحتاج فقط إلى 150 مليون دولار لاتمام عملية الإعمار وإعادة السكان الفلسطينيين إلى بيوتهم. أما فيما يتعلق بالمشاريع في الضفة فقال الحساينة إن موازنة الوزارة من الحكومة وهي 55 مليون شيقل تم توزيعها على المحافظات وعلى إصلاح وصيانة الشوارع. وأوضح أن الوزراة لديها عدة مشاريع منها بناء مراكز للأمن، وهي تحتاج لما يقارب 64 مليون دولار، بالإضافة إلى مشاريع مستمرة في العمل بقيمة 62 مليون شيقل. زكي لـ«القدس العربي»: لا نريد أن يستمر الناس بالتندر علينا لمصلحة تنظيمات أكل الدهر عليها وشرب فادي أبو سعدى: |
اندماج خمسة فصائل معارضة سورية في كيان جديد Posted: 24 Sep 2017 02:22 PM PDT حلب – «القدس العربي»: أعلنت خمسة فصائل عسكرية تابعة للمعارضة السورية المسلحة في المنطقة الشرقية (جنوب البلاد)، اندماجها ضمن غرفة عمليات واحدة وهيئة سياسية مشتركة ويأتي ذلك نتيجة التطورات الأخيرة التي تشهدها محافظة دير الزور. وجاء في بيان تسلمت «القدس العربي» نسخه منه، إن فصائل جيش مغاوير الثورة، وجيش أسود الشرقية، وتجمع أحرار الشرقية، وجيش الشرقية، ولواء تحرير دير الزور اتفقوا على تشكيل غرفة عمليات عسكرية مشتركة بقيادة العميد الركن «أحمد جديع» مهمتها الإشراف وإدارة الأعمال العسكرية. وأضاف أنه سيتم تشكيل هيئة سياسية برئاسة «طلاس سلامة» ونائبه «منير السيال»، لافتاً إلى أن غرفة العمليات السياسية والعسكرية ستبدأ مهامها بإعداد هيكلية تنظيمية ونظام داخلي بأسرع وقت ممكن، كما أن قراراتها ستكون سارية من تاريخ إصدار البيان . ويقول المتحدث الرسمي باسم تجمع المنطقة الشرقية مضر حماد الأسعد لـ «القدس العربي»: إن الاندماج جاء من خلال المبادرة الشعبية لأبناء المنطقة الشرقية (الحسكة وديرالزور)، إضافة إلى قيادات سياسية وعشائرية واعلامية وعسكرية عملوا منذ اشهر على تقريب وجهات النظر والرؤية السياسية والعسكرية والإعلامية بين الكتائب، فكانت النتيجة هي الخروج بغرفة عمليات واحدة. واعتبر الخطوة بمثابة النواة الأولى لتشكيل جيش وطني، خاصة ان هذه الكتائب تشكل اليوم العمود الفقري للجيش الحر ، وكذلك هذا الاندماج سيساهم في اعادة الامور إلى ما كانت عليه في منطقة الفرات قبل دخول تنظيم داعش التي ساهمت في تدمير المنطقة ووقوع المجازر مروعة بحق الاهالي والثوار الذين شاركوا في الثورة، وذلك لخدمة نظام الاسد. وتمنى الأسعد ان يتم الاسراع في تشكيل المكاتب السياسية والعسكرية والإعلامية وتكون من الاسماء الشريفة والنظيفة والتي لم تتلوث حتى يكون العمل القادم من اجل تحرير المنطقة الشرقية وطرد الاحتلال الروسي الايراني وبقايا نظام الاسد والميليشيات التابعة لهم. ويرى المحلل السياسي والعسكري المقدم هشام المصطفى: إن خطوة الاندماج لها ايجابياتها الكبيرة من حيث توحيد جهود فصائل أبناء دير الزور، حيث يعتبر انجازاً بحد ذاته في حال اكتماله وتخلي القادة عن احلامهم في القيادة وجعل هدفهم مصلحة دير الزور وابنائها. وهو يعتقد في حديثه لـ «القدس العربي»: أنه الاندماج جاء ربما من أجل السعي لاقناع التحالف الدولي لفتح معركة ضد داعش من جهة جنوب دير الزور والاتجاه إلى الميادين والبوكمال، والتي ستكون خط الدفاع الأخير لداعش في هذه المناطق. ورأى المصطفى أن أحد أهم أسباب الاندماج جاء بعد تسارع معركة دير الزور وعملية (الاستلام والتسليم) سواء من قبل ميليشيات النظام الطائفية أو ميليشيات قسد بزعامة ال ypg الكردية. في حين استغرب المصطفى خلو البيان من اي اشارة إلى النظام والميليشيات الطائفية التي تقاتل باسمه والجرائم التي ترتكبها بحق اهالي دير الزور من قتلهم وتدمير قراهم وسرقة محتويات بيوتهم وكذلك «قسد»، كما عدم الاشارة من قريب او بعيد لجرائم القصف الجوي للتحالف الذي لا يميز بين مدني او داعشي وفق تعبيره. وفي الشأن ذاته أعلن في شمالي حلب تشكيل جسم عسكري جديد من أبناء محافظات «دير الزور والحسكة والرقة»، وذلك بهدف السيطرة على مدينة دير الزور شرقي سوريا. وجاء في بيان اطلعت عليه «القدس العربي»: أنه بات واضحاً أن تحرير دير الزور هي المعركة الكبرى التي ينتظرها أبناؤها طيلةَ السنواتِ العجاف، فهي معركةٌ فاصلةٌ ومؤثرة استراتيجياً في مستقبل سوريا السياسي، وفي هوية أهلها وثقافتهم وانطلاقاً من الواجب الثوري والوطني، وسعياً منّا لنكون جزءاً من مشروع وطني جامع لأبناء المحافظة نعلن عن تشكيل «جيش الشرقية» . وأوضح البيان أن جيش الشرقية متواجد في الشمال السوري ضمن مناطق درع الفرات ومحافظة إدلب، ويضمّ في صفوفه مقاتلين من أبناء دير الزور والحسكة والرقة، لافتاً إلى أن «جيش الشرقية لا ينتمي تنظيمياً لأي جماعة أو فصيل في الساحة السورية. وحسب البيان فإن»جيش الشرقية» متمسك بثوابت الثورة السورية، ورافض للإرهاب بكافة أشكاله، ويؤكد على ضرورة طرد تنظيم الدولة، معرباً عن استعداده العمل مع الفصائل الأخرى لتحرير محافظة دير الزور. اندماج خمسة فصائل معارضة سورية في كيان جديد في ظل التطورات المتسارعة في محافظة دير الزور عبد الرزاق النبهان |
إسرائيل تعترف: منذ 2009 تمّ حرق أو تخريب 53 مسجدا وكنيسة Posted: 24 Sep 2017 02:22 PM PDT الناصرة ـ «القدس العربي»: اعترفت وزارة الأمن الداخلي في إسرائيل أمس، أنه منذ عودة اليمين بقيادة بنيامين للحكم عام 2009 تم حرق أو تخريب 53 مسجدا وكنيسة، آخرها كنيسة بيت جمال غربي القدس يوم الأربعاء الماضي. كما اعترفت ردا على سؤال صحيفة «هآرتس» أنه لم يتم حتى الآن تقديم لوائح اتهام إلا ضد تسعة أشخاص بالتورط في هذه الاعتداءات، أدين منهم سبعة فقط وهم يتبعون المنظمة اليهودية الإرهابية « تدفيع الثمن «، بينما تم إغلاق بقية الملفات البالغ عددها 45 ملفا. ونقلت الصحيفة عن رئيس كنيسة القديس اسطفانوس في دير بيت جمال، أن الأضرار بالغة وتشمل تحطيم النوافذ الزجاجية الملونة، وتحطيم تمثال السيدة مريم، والتسبب بأضرار كبيرة لأثاث الكنيسة والأواني التاريخية النادرة. موضحا أن المعتدي حرص على تخريب الوجوه المرسومة داخل الكنيسة، بما يوحي بأن الاعتداء تم على خلفية كراهية وأيديولوجية، مرجحا أن المعتدي دخل من بوابة الكنيسة المفتوحة. وقال رئيس الدير، الأب انطونيو، انه وجد في حانوت الأثريات خلال الاعتداء، وسمع عنه من الزوار، مشيرا أن زوارا يهودا كانوا طوال اليوم في الكنيسة خلال عطلة عيد رأس السنة العبرية، ولذلك تقرر إبقاء الكنيسة مفتوحة. وأضاف في حديث لصحيفة «هآرتس»: «عندما عدت وجدت كل شيء مقلوبا. استدعيت الشرطة وقدمنا شكوى، لكن لم يشاهد أحد المعتدي. لا أعرف من ارتكب هذا العمل بيد أنها تنم عن كراهية كبيرة». يشار الى ان الكنيسة تعرضت لاعتداء في عام 2013 أيضا، حيث تم إلقاء زجاجة حارقة على باب الدير وكتابة شعارات محرضة باللغة العبرية. وقبل عام ونصف، أيضا، تم تحطيم شواهد القبور في مقبرة الدير، ولم يتم في الحادثين اعتقال أي مشبوه او تقديم لائحة اتهام. وهاجم مستشار مجلس الأساقفة اللاتينيين في القدس، وديع ابو نصار، سلوك السلطات الإسرائيلية في مسألة الاعتداء على الدير، وقال لـ « القدس العربي « أمس «مللنا مواصلة الشجب. هناك شعور لدى المسيحيين بأن إسرائيل، بكل أذرعها، لا تعالج هذه الأحداث كما يجب لأسباب مريبة. يجب الوصول الى المحرضين والمجرمين وتقديمهم للقضاء». فلسطين أرض مقدسة ولكن ترتكب فيها عمليات تدنيس وفي هذا السياق قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في القدس المحتلة إن البلاد المقدسة تشهد أفعالا غير مقدسة. وكان وفد كبير من رهبان الجبل المقدس (اثوس) من اليونان يضم 80 راهبا أرثوذكسيا قد وصل القدس المحتلة وشارك في القداس الإلهي الذي أقيم في كنيسة الجثمانية، ومن ثم كان للوفد لقاء روحي مع المطران عطا الله حنا الذي رحب بالضيوف. وقال المطران حنا لرجال الدين اليونانيين «اتيتم من الجبل المقدس حاملين معكم بركة السيدة العذراء حامية هذا المكان ونحن بدورنا نعتبر زيارتكم زيارة محبة أخوية وتضامن وتعاطف مع هذه الارض المقدسة». وقال لهم إن ما يتمناه منهم عندما سيعودون الى أديرتهم والى صوامعهم وقلاياتهم ألا تنسوا فلسطين التي نتمنى ان تكون حاضرة معكم في كل صلاة وفي كل دعاء. وتابع وفق بيان صادر عن مكتبه « يجب ان يُسمع الصوت المسيحي المنادي بتحقيق العدالة في فلسطين ، فأرضنا أرض مقدسة مباركة ولكنها بقعة من العالم تمتهن فيها الكرامة الإنسانية وتمارس فيها سياسة الظلم والقهر والاضطهاد بحق شعبنا الفلسطيني بمسيحييه ومسلميه. وفي إشارة للاعتداءات المتكررة على الكنائس والمساجد من قبل متطرفين يهود تابع « تذكروا ان فلسطين هي أرض مقدسة ولكنه ويا للأسف ترتكب فيها أفعال غير مقدسة، تذكروا ان فلسطين الأرض المقدسة هي ليست فقط أماكن تاريخية وصروحا عريقة ومقدسات نفتخر بها بل هي أولا وقبل كل شيء الإنسان، فما قيمة المقدسات بدون الإنسان ونحن دائما نقول إن كنيستنا هي كنيسة البشر وليست كنيسة الحجر، وفلسطين هي ليست فقط أرض المقدسات والتاريخ والعراقة بل هي أيضا أرض الشعب المناضل والمقاوم والمجاهد من أجل تحقيق أمنياته وتطلعاته الوطنية. إسرائيل تعترف: منذ 2009 تمّ حرق أو تخريب 53 مسجدا وكنيسة |
إسقاط الجنسية عن ثلاث مصريين لحصولهم على أخرى إسرائيلية Posted: 24 Sep 2017 02:21 PM PDT القاهرة ـ « القدس العربي»: أصدر رئيس الوزراء المصري، شريف إسماعيل، أمس الأحد، قرارا بإسقاط الجنسية عن، ثلاثة مواطنين، لتجنسهم بالجنسية الإسرائيلية من دون ترخيص مسبق من الحكومة المصرية، حيث أصدر قرارا بإسقاط الجنسية عن يوسف أحمد يوسف أحمد الصحابى، من مواليد عام 1993، وشقيقته نورهان أحمد يوسف أحمد الصحابى، لتجنسهما بالجنسية الإسرائيلية من دون ترخيص مسبق. كما أصدر قرارا بإسقاط الجنسية عن السيد محمد السيد أحمد إبراهيم، من مواليد مدينة الإسكندرية لتجنسه بالجنسية الإسرائيلية. وتنص المادة العاشرة من قانون الجنسية المصري، أنه لا يجوز لمصري أن يتجنس بجنسية أجنبية إلا بعد الحصول على إذن بذلك يصدر بقرار من وزير الداخلية. ويجوز أن يتضمن الإذن بالتجنس إجازة احتفاظ المأذون له وزوجته وأولاده القصر بالجنسية المصرية، فإذا أعلن رغبته في إفادة من ذلك خلال مدة لا تزيد على سنة من تاريخ اكتسابه الجنسية الأجنبية ظلوا محتفظين بجنسيتهم المصرية رغم اكتسابهم الجنسية الأجنبية. وكانت الحكومة وافقت الأسبوع الماضى على مشروع قانون بتعديل بعض أحكام القانون رقم 26 لسنة 1975 بشأن الجنسية المصرية. ويتضمن التعديل إضافة حالة جديدة لسحب الجنسية المصرية تتعلق بكل من اكتسبها عن طريق الغش أو بناء على أقوال كاذبة، أو صدور حكم قضائي يثبت انضمامه إلى أي جماعة، أو جمعية، أو جهة، أو منظمة، أو عصابة، أو أي كيان، أياً كانت طبيعته أو شكله القانوني أو الفعلي، سواء كان مقرها داخل البلاد أو خارجها، وتهدف إلى المساس بالنظام العام للدولة، أو تقويض النظام الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي لها بالقوة، أو أي وسيلة من الوسائل غير المشروعة. كما ينص التعديل على زيادة المدة التي يجوز خلالها سحب الجنسية المصرية من الأجنبي الذي اكتسبها بالتجنس أو الزواج، لتكون عشر سنوات بدلاً من خمس سنوات، وزيادة المدة التي يكتسب بعدها الأجنبي الجنسية المصرية تبعاً لوالدته لتكون سنتين بدلاً من سنة، وحذف اكتساب الأولاد البالغين للجنسية تبعاً لذلك والاكتفاء بالأبناء القصر، كما يشمل التعديل إضافة حالة جديدة لحالات إسقاط الجنسية تتعلق بصدور حكم بالإدانة في جريمة مضرة بأمن الدولة من جهة في الخارج أو الداخل. إسقاط الجنسية عن ثلاث مصريين لحصولهم على أخرى إسرائيلية |
مصر: أحكام مشددة على 2 من الإخوان في «خلية المتفجرات» Posted: 24 Sep 2017 02:21 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: قضت الدائرة 11 إرهاب في محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمى، بالسجن المشدد على اثنين من أعضاء جماعة «الإخوان المسلمين» في القضية المعروفة إعلاميا بـ«خلية المتفجرات». وقضت المحكمة بالسجن 10 سنوات للمتهم محمد أنور توفيق، والسجن المشدد 5 سنوات للمتهم عمرو عيد «حدث»، في إعادة محاكمتهم في القضية المقيدة برقم 6235 لسنة 2015 جنوب القاهرة، والمعروفة إعلاميا بـ«خلية المتفجرات»، ووضع المتهمين تحت مراقبة الشرطة لمدة 5 سنوات عقب انتهاء العقوبة، كما قضت المحكمة ببراءة اثنين من الشهود من تهمة الشهادة الزور. وأحالت النيابة العامة المتهمين وآخرين تم الحكم عليهم، للمحاكمة الجنائية، بتهم «تولي قيادة مجموعة نوعية منبثقة عن تنظيم الإخوان في حلوان ولاتهامهم أيضاً بتكوين خلية إرهابية تصنع المواد المتفجرة والشروع في القتل وإنشاء وتولي جماعة أسست على خلاف أحكام القانون وحيازة السلاح والذخيرة، خلال الفترة من 14 أغسطس/ أب 2013 حتى 30 يونيو/حزيران2015 في دائرة قسم حلوان». وحسب التحقيقات فإن «المتهمين انضموا لجماعة تأسست على خلاف أحكام القانون الغرض منها الدعوى إلى تعطيل العمل بأحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحريات الشخصية والحقوق العامة للمواطنين والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي». مصر: أحكام مشددة على 2 من الإخوان في «خلية المتفجرات» تامر هنداوي |
اليمن: رئيس الوزراء يناقش مع محافظ تعز وقيادة الجيش الوضع العسكري والأمني فيها Posted: 24 Sep 2017 02:20 PM PDT تعز ـ «القدس العربي»: ذكرت مصادر رسمية ان رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر ناقش أمس في العاصمة المؤقتة عدن، مع محافظ تعز علي المعمري وقائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء فضل حسن الأوضاع الأمنية والعسكرية والخدمية واستكمال تحرير ما تبقى من مناطق محافظة تعز من قبل الانقلابيين الحوثييين وأتباع الرئيس السابق علي صالح. وأوضحت أن رئيس الوزراء اليمني استمع إلى شرح مفصل من محافظ محافظة تعز عن الحالة الأمنية والخدمية في المحافظة وجهود السلطة المحلية لاستتباب الأمن وخلق الاستقرار فيها، والجهود التي تبذلها السلطات المحلية والأجهزة الأمنية في تعز من أجل تطبيع الأوضاع واستئناف عمل مؤسسات الدولة فيها. وأطلع محافظ تعز رئيس الوزراء على المشاريع التي تم تنفيذها خلال الفترة القليلة الماضية والتي حظيت باهتمام خاص من قبل القيادة السياسية اليمنية والتي نتج عنها توفير الخدمات الأساسية، وكذا استكمال تحرير ما تبقى من محافظة تعز. وقال بن دغر»ان تعز تمثل بوابة النصر وقلعة الصمود والحرية، و بتحريرها ينهزم الانقلاب عسكرياً و معنوياً». وذكر «أن محافظة تعز ينتظرها مستقبل واعد بالعطاء والانجاز» وأوضح أن محافظة تعز ستشهد خلال الفترة المقبلة سلسلة من المشاريع الخدمية «التي من شأنها تخفيف معاناة المواطنين التي تسبب فيها الانقلابيون بشنهم الحرب الظالمة على المدينة، وتدمير البنية التحتية و استهداف الأطفال والنساء والمصالح العامة والخاصة». وأكد قائد المنطقة العسكرية الرابعة، أنه بناءً على توجيهات الرئيس هادي، بإعادة بناء وتأهيل ودمج الجيش، سيتم تدريب منتسبي القوات المسلحة من مختلف محافظات الجمهورية، وفي مقدمتها تعز، للقيام بمهامها الوطنية في الدفاع عن حياض الوطن من القوى الانقلابية. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الحكومية أن رئيس الوزراء ناقش مع محافظ تعز وقائد المنطقة العسكرية الرابعة عددا من القضايا الأمنية والعسكرية في محافظة تعز ووجه رئيس الوزراء محافظ تعز وقائد المنطقة العسكرية بعمل المقترحات اللازمة ورفعها لرئيس الجمهورية. في غضون ذلك ذكرت مصادر محلية في العاصمة صنعاء ان جماعة الحوثي الانقلابية أفرجت يوم أمس الأحد عن الكاتب الصحافي يحيى عبدالرقيب الجبيحي بعد عام من اعتقاله وإصدار حكم بالإعدام ضده بتهمة التخابر مع المملكة العربية السعودية. وذكرت المصادر ان الجبيحي خرج من المعتقل الحوثي وظروفه الصحية في غاية السوء وصورته بدت عليها آثار التعب والإعياء، لدرجة أن ملامح صورته تغيرت بشكل كبير. وجاءت عملية الافراج عن بعد إصدار رئيس المجلس السياسي الأعلى، وهو أعلى سلطة انقلابية في صنعاء، صالح الصماد عفواً عاما عن الجبيحي وأسقط بموجبه الحكم القضائي الصادر ضده من قبل المحكمة الجزائية الواقعة تحت سلطة الحوثيين. وذكر مصدر في عائلة الجبيحي ان جماعة الحوثي أفرجت فقط على الصحافي يحيى الجبيحي بينما لم تطلق سراح نجله حمزه الجبيحي، والذي اعتقل مع والده في اليوم نفسه، في 6 أيلول (سبتمبر) من العام الماضي. مشيرا إلى أن الحوثيين أفرجوا عن الجبيحي الأب لظروفه الصحية المتدهورة. وكانت محكمة امن الدولة بصنعاء التي تديرها جماعة الحوثي حاكمت الجبيحي محاكمة سرية استغرقت جلسة واحدة فقط، وأصدرت ضده حكماً بالإعدام بتهمة التخابر مع (العدوان) في إشارة للسعودية، التي تقود قوات التحالف العربي في اليمن. وعلى الصعيد الميداني، أعلنت قوات الجيش الوطني الموالية للحكومة الشرعية، أمس الأحد، مقتل وإصابة العشرات من مسلحي الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق، علي عبدالله صالح في معارك في محافظة حجة (123) كم شمال غرب صنعاء. وقال الجيش في بيان نشره المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن «قوات اللواء الثاني حرس المرابط في جبهة ميدي صدت هجوما عسكريا نفذته مجموعة من عناصر المليشيا الانقلابية (الحوثيون وقوات صالح ) على المواقع التابعة للواء جنوب شرق مدينة ميدي». واضاف البيان أن «المليشيا لم تحقق أي تقدم في مواقع الجيش الوطني»، مؤكدا «سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم خلال صد الهجوم بالإضافة إلى أسر عنصريين من عناصر المليشيا أحدهما من محافظة حجة.. والآخر من محافظة الحديدة». إلى ذلك، نفى مكتب نجل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ما تناقلته وسائل إعلام مختلفة بشأن قيام الإمارات برفع «الإقامة الجبرية» عن أحمد علي. وقال مسؤول في مكتب أحمد علي عبدالله صالح، في تصريح نقلته قناة «اليمن اليوم» التابعة لحزب صالح، إنه «لا صحة للأنباء التي تناقلتها عدد من وسائل الإعلام حول رفع السلطات الإماراتية الإقامة الجبرية التي تفرضها على السفير (أحمد) منذ نحو ثلاثة أعوام». وأشار المسؤول (لم تحدد القناة منصبه أو إسمه) إلى أن تلك الأنباء «عارية عن الصحة تماماً». ودعا وسائل الإعلام إلى تحري الدقة والمصداقية في تناول ونقل مثل هذه الأخبار. وكان حزب «صالح» قد قال أواخر تموز/ يوليو الماضي، إن أحمد علي، نجل صالح، «محتجز» في الإمارات بذريعة القرار الدولي. وأدرجت الأمم المتحدة في قرارها رقم 2216، الصادر في نيسان/ إبريل 2015، أحمد وزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، في قائمة المشمولين بالعقوبات، واتهمتهما بعرقلة التسوية السياسية في اليمن، وتقويض سلطة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وطالبت بتجميد أرصدتهما ومنعهما من السفر. وفي أواخر عام 2015، عين هادي، فهد سعيد المنهالي، سفيرًا فوق العادة ومفوضًا لدى دولة الإمارات، خلفاً لأحمد علي. وكانت وسائل إعلام محلية وعالمية قد ذكرت اليومين الماضيين أن السلطات الإماراتية رفعت الإقامة الجبرية عن نجل «صالح»، الذي توجه إلى مسقط لزيارة أسرته المقيمة هناك، حسب تلك الوسائل. ولم يصدر أي تعليق فوري من جانب السلطات الإماراتية يؤكد أو ينفي تلك التقارير. اليمن: رئيس الوزراء يناقش مع محافظ تعز وقيادة الجيش الوضع العسكري والأمني فيها مكتب نجل صالح ينفي رفع «الإقامة الجبرية» عنه خالد الحمادي |
عائلات المعتقلين تستنكر استفزازات إدارة سجن عكاشة في الدار البيضاء Posted: 24 Sep 2017 02:20 PM PDT الرباط –« القدس العربي»: استنكرت عائلات معتقلي حراك الريف بسجن عكاشة في الدار البيضاء، نهج إدارة السجن أساليب «الاستفزاز» تجاه المعتقلين وعائلاتهم أثناء آخر زيارة لهم الأربعاء الماضي، وقالت: إن «الإدارة عمدت إلى وضع حراس وراء المعتقلين وآخرين وراء العائلات لغاية غير مفهومة، إذ أن الحراسة كانت مشددة إلى درجة استفزازهم والتنصت على حديثهم». وقال بلاغ لعائلات معتقلي حراك الريف أرسل لـ «القدس العربي» إن «الاستفزازات لم تقف عند هذا الحد.. حيث عمدت إدارة السجن بعد خروجنا إلى استفزازنا ثانية، بتفتيش الأماكن الحساسة للنساء والرجال معًا، بطريقة استفزازية تنم عن تصفية حسابات معنا، وتنم كذلك عن خلفيات دخولها طرفا في تصفية الحسابات مع معتقلينا». وأضاف البلاغ: «مباشرة بعد عودتنا فوجئنا بتصعيد إدارة السجن مع معتقلينا؛ إذ لم يقف استفزازها عند تهديد معتقلينا السياسيين بحرمانهم من الاتصال مع عائلاتهم، بل تعدّىَ الأمر ذلك في خطوة تصعيدية دخلت فيها إدارة السجن طرفا في تفتيش زنازين معتقلينا والعبث بأغراضهم وحوائجهم جميعها». وقالت العائلات: إن «أساليب مندوبية السجون التي لم تعد تخفى على أحد، لم تقف عند حد استفزاز معتقلينا وعائلاتهم، بل وفي خطوة غريبة غرابة الغرابة عينها نفت في بلاغ لها دخول معتقلينا في إضراب مفتوح عن الطعام، وذلك في الوقت الذي قام الوكيل العام للملك لمحكمة الاستئناف بزيارة المعتقلين من أجل ثنيهم عن الاضراب المفتوح». وكذبت المندوبية العامة لإدارة السجون في وقت سابق الأخبار كلها التي تحدثت عن دخول معتقلي الحراك بسجن عكاشة في إضراب عن الطعام، وقالت في بلاغ لها، بأنهم يتناولون وجباتهم بانتظام، ويحصلون على المؤونة «القفة» من عند عائلاتهم. واعتبرت العائلات «ممارسات وسلوكات إدارة سجن عكاشة لم تمارس على المعتقلين حتى في سنوات الرصاص، وتؤكد هذه الممارسات أن الحقبة الأوفقيرية والبصرية لم تنته وأن هذه الحقبة ليست سوى استمرار لها». وطالبت عائلات المعتقلين بـ »فتح تحقيق حول السلوكات والممارسات اللاقانونية في حقنا وحق معتقلينا وعلى رأسها تلك المتعلقة بتصوير معتقلينا وهم عراة، وتفتيش زنازينهم وهم غير موجودين فيها»، محملة «المسؤولية كاملة لإدارة سجن عكاشة في حال تم تسريب الفيديوهات المصورة، وكذا محتوى المذكرات التي فقدها معتقلونا، ونطالب بإرجاعها لهم فورا». وأكدت «عزم معتقلينا الذهاب بعيدا بمعركة «الحرية أو الشهادة» وأن لا قوة باستطاعتها ثنيهم عنها»، وأن «إدارة سجن عكاشة والمؤسسات التي تعمل أوامرها واهمة إن كانت تعتقد أن سلوكاتها وممارساتها ستثني معتقلينا عن إضرابهم المفتوح عن الطعام وعن الماء والسكر، وعلى أننا في انتظار استقبال أبنائنا وهم شهداء لهذا الوطن الذي قدموا من أجله هذه الضريبة». وحملت «المسؤولية الكاملة للدولة فيما سيؤول إليه إضراب معتقلينا المفتوح عن الطعام، وتأكيدنا على أن استشهاد أي معتقل لن تقف معه العائلات موقف المتفرج، واكدت عزمها «مراسلة الهيئات والمؤسسات الحقوقية الوطنية والدولية لفضح هذه المهزلة الحقوقية التي عرى على وجهها اعتقال أبنائنا» و«اتخاذ خطوات تصعيدية وذلك بخوض أشكال احتجاجية غير مسبوقة تتجلى في إعلان وقفات واعتصامات أمام المؤسسات المسؤولة كلها على هذه المهزلة الحقوقية، وكذا مقاطعة أبنائنا كعائلات وأبناء المعتقلين الدراسة ودخولهم في سنة بيضاء احتجاجا على اعتقال آبائهم وإخوتهم، وخطوات أخرى سنعلن عنها لاحقا…». واتهمت بشرى الخونشافي زوجة الصحافي حميد المهداوي مدير موقع «بديل»، حراس السجن المحلي عكاشة في الدار البيضاء بالاعتداء على المهداوي أثناء زيارتها له بمعية ابنته الصغيرة وإحدى شقيقاته يوم الجمعة الماضي. وقالت في فيديو من أمام سجن عكاشة: «بعد مرور بضع دقائق على بداية الزيارة أمر موظف السجن الحراس بإنهائها والخروج، فحل مدير السجن وأوضح له المهداوي أن المدة الزمنية للزيارة لم تنته بعد وأن هناك اتفاقا بينهما بخصوص هذه الزيارة، «إلا أن الحراس قاموا بحمله «مرابعة» (من أطرافه الأربع)، بطريقة عنيفة جدا وسط حالة من السخط والهلع عمت الأسرة ككل» وأضافت: إن «حالة حميد المهداوي الصحية خطيرة جدا، وذلك بعد دخوله في اليوم الثالث عشر في الإضراب، وأحمل كامل المسؤولية لمدير سجن عكاشة في ما يمكن أن يقع له من مكروه» وأن «حالته الصحية لا تنبئ بالخير». عائلات المعتقلين تستنكر استفزازات إدارة سجن عكاشة في الدار البيضاء |
عائلتا الطالب دويكات ومفارجة تحملان الرئيس ورئيس الوزراء مسؤولية حياة نجليهما Posted: 24 Sep 2017 02:19 PM PDT رام الله – «القدس العربي»: أكدت عائلة الطالب في جامعة بيرزيت أسامة مفارجة، المعتقل لدى جهاز المخابرات الفلسطينية في رام الله منذ سبعة أيام، تعرض نجلها للتعذيب الشديد والشبح المتواصل وعدم السماح له بالنوم، رغم إضرابه عن الطعام منذ لحظة اعتقاله. وحمّلت عائلة مفارجة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورامي الحمد الله بصفته رئيس الوزراء ووزير الداخلية، وماجد فرج مدير جهاز المخابرات العامة في الضفة الغربية، كامل المسؤولية عن كل ما يجري لأسامة داخل زنازينهم، وعن كلّ ضرر قد يقع عليه جرّاء هذا الاعتقال. وطالبت كافة المعنيين من فصائل العمل الوطني والإسلامي ومؤسسات حقوق الإنسان، والشخصيات المستقلّة والاعتبارية وكل عقلاء الشعب الفلسطيني وأحراره بالتدخل العاجل لتأمين الإفراج الفوري عن أسامة وكافة المعتقلين السياسيين في الضفة. كما طالبت إدارة جامعة بيرزيت بضرورة التدخل لحماية نجلها الطالب في الجامعة، وضرورة ممارسة علاقاتها لتأمين الإفراج عنه. يذكر أن جهاز المخابرات العامة التابع للسلطة الفلسطينية اعتقل أسامة مفارجة منسق الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت أثناء مغادرته الجامعة مساء الإثنين 18/9/2017، حيث تمت مطاردته مع عمر كسواني رئيس مجلس الطلبة بالجامعة في مركبة الأخير، وجرت مصادرة كل ما في داخل السيارة، وذلك بعد عدة شهور متواصلة من مراقبته ومتابعته ومحاولة اعتقاله مراراً. كما حملت عائلة الطالب في جامعة النجاح موسى دويكات الرئيس عباس ورئيس الوزراء رامي الحمد الله المسؤولية الكاملة عن حياة نجلها، وذلك عقب التهديدات التي أطلقتها الأجهزة الأمنية بتصفيته وإطلاق النار عليه. وأكدت في بيان لها على استنكارها للتهديدات التي أطلقها جهاز المخابرات في نابلس باعتقال أفراد العائلة واقتحامه المتواصل للبيت في ساعات متأخرة من الليل لمحاولة اعتقال موسى، مشيرة أن ذلك يتم من دون مسوغ أو مبرر أو حتى إحضار مذكرة اعتقال. وأضافت العائلة في بيانها «نؤكد أننا لن نقوم بتسليم موسى للأجهزة الأمنية تحت أي حال من الأحوال، وندعوه لعدم تسليم نفسه مهما كانت الظروف، كونه لا يوجد عليه أي تهمة ليحاسب عليها، ونؤكد أن العمل النقابي والسهر والتعب من أجل خدمة طلبة الجامعة ليس مبرراً للاعتقال، وإنما هو عمل قانوني بحسب مواثيق الجامعة». وطالبت إدارة الجامعة وكافة الأطر الطلابية و لجنة الحريات ومؤسسات حقوق الإنسان، بالوقوف على مسؤولياتهم ضد ما يحدث من استهتار بحياة الطالب موسى دويكات، وتعكير الجو الجامعي والدراسي، وحرمانه من ممارسة حقه كطالب جامعي. عائلتا الطالب دويكات ومفارجة تحملان الرئيس ورئيس الوزراء مسؤولية حياة نجليهما |
مسؤول مغربي يكشف عن وجود 1664 مواطنا التحقوا بتنظيم «الدولة» في ليبيا والعراق وسوريا Posted: 24 Sep 2017 02:19 PM PDT لندن -« القدس العربي»: كشف مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية في المغرب عبد الحق الخيام، عن وجود 1664 مغربيًّا التحقوا رسميًّا بفرع تنظيم الدولة في ليبيا والعراق وسوريا. وقال الخيام في حوار مع موقع «الحرة» الأمريكي، أمس الأحد، إن بلاده مستهدفة أمنيًّا بسبب موقعها الاستراتيجي القريب من منطقة الساحل الأفريقي، التي تعرف نشاط مجموعة من التنظيمات الإرهابية، كما أنه قريب أيضًا من ليبيا التي تشهد تزايدًا لنشاط تنظيم «داعش». واستدل المسؤول المغربي بعدد الخلايا الإرهابية المفككة، حيث تم تفكيك 47 خلية إرهابية، من بينها 42 خلية لها علاقات مباشرة بتنظيم «داعش»، وما تبقى منها عبارة عن خلايا متطرفة أو لها أهدافٌ إرهابية، وأسفرت التحقيقات عن توقيف 701 شخص. وبينا لم يكشف الخيام، الذي لا حدود لبلاده مع ليبيا، عن طرق وصول عناصر «داعش» المغاربة، أحصى بعد المعلومات التي تم استقاؤها من الموقوفين، ومن خلال الشراكة التي تجمعهم بدول صديقة، وجود 1664 شخصًا التحقوا رسميًّا بالعراق وسورية، وبفرع التنظيم في ليبيا. لكن بعد العملية التي تقودها قوات التحالف في سورية، لا تتوفر حاليًّا معلومات جديدة بهذا الخصوص، وبالنسبة للعائدين من هناك، أحصى المكتب 85 شخصًا عادوا إلى المغرب من هذه الدول، وفق قوله. وبخصوص الأشخاص الذين حاولوا الالتحاق أو التحقوا بأية بؤرة توتر طبقًا لمقتضيات قانون سنَّه عام 2014، الذي يجرم الالتحاق بالمنظمات الإرهابية، يقول المسؤول المغربي إن القانون ينص على أن أي شخص ثبت أنه كان في بؤر التوتر، سيخضع إلى استجواب من طرف المكتب المركزي للأبحاث القضائية، وتقديمه إلى العدالة ويحاكم ويعاقب بالسجن من 10 إلى 20 سنة. وكان تقرير أعدته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية سلط الضوء على تنظيم «الدولة الإسلامية» في ليبيا، محذرًا من نجاحه في تشكيل خلايا سرية، بعد عام كامل من خسارة معقله الرئيس في مدينة سرت، في محاولة منه لإعادة تنظيم صفوفه على مقربة من أوروبا. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين في ليبيا وأوروبا أن التنظيم شكل خلايا صغيرة تتكون من بضع عشرات من المقاتلين، وأقام قواعد جديدة خارج المدن الليبية، مثل بني وليد وغات، خلال الأشهر القليلة الماضية، وبدأ في كسب الأموال عن طريق اعتراض طريق الشاحنات التجارية، واستغلال شبكات تهريب المهاجرين والوقود. مسؤول مغربي يكشف عن وجود 1664 مواطنا التحقوا بتنظيم «الدولة» في ليبيا والعراق وسوريا |
موريتانيا: قلق وانشغال بالتطورات المتوقعة للمشهد السياسي Posted: 24 Sep 2017 02:19 PM PDT نواكشوط -« القدس العربي»: تبدأ اليوم في موريتانيا مرحلة ما بعد العطلة الحكومية السنوية التي تلت معركة الاستفتاء؛ وينتظر أن يتفرغ الرئيس الذي قام مؤخرا بأسفار متصلة، لرسم معالم المشهد السياسي على أساس التعديلات الدستورية التي نفذت بالكامل، حيث ألغي مجلس الشيوخ وازدادت الصلاحيات الدستورية الممنوحة للرئيس. وينتظر أن يدفع القضاء نحو المحاكمة بملف رشاوى «بوعماتو وآخرين» وهو ملف مثير يشمل أعضاء مجلس الشيوخ المعارضين وقياديين نقابيين وصحافيين. ويتوقع متابعو هذا الشأن أن يحدث الرئيس تغييرات في الحكومة خلال الأسبوع الجاري حسب تسريبات عديدة؛ ومع أن رئيس الوزراء الحالي يحيى ولد حدامين يتمتع بحظوظ كبيرة في البقاء على رأس الحكومة، فقد أضعفه كثيرا تسريب يتعلق بتلقيه من قبل، أموالا من رجل الأعمال المعارض محمد ولد بوعماتو، وهو التلقي الذي بات القضاء الموريتاني يعتبره «رشوة وجريمة عابرة للحدود». وكانت نظرة السياسي الموريتاني المخضرم محمد ولد مولود رئيس حزب اتحاد قوى التقدم المعارض للمرحلة المقبلة تشاؤمية جدا، حيث أكد أمام دورة لقيادة الحزب أمس «أن موريتانيا مقبلة على فترة هي التي ستحدد مصيرها لسنوات عديدة وربما لعقود، لأنها الفترة التي سيحسم فيها الصراع مع نظام محمد ولد عبد العزيز، إما لمصلحة التغيير خدمة للشعب وإما لاستمرار النظام أو سقوط البلاد في مستنقع عدم الاستقرار، لا قدر الله». وقال: «إن هذه الدورة تنعقد في ظروف اجتماعية وسياسية خاصة، حيث بلغ الوضع الاجتماعي حدا لم يعد يطاق في ظل استمرار معاناة المواطنين من جراء غلاء المعيشة وانعدام الأمن وتفشي البطالة والتهميش والتمييز العنصري والقبلي والشرائحي، إضافة إلى بوادر الجفاف بسبب ضعف نسبة التساقطات المطرية هذه السنة وغياب أية استراتيجية لدى النظام، حتى الآن على الأقل، لمواجهة هذا الوضع «. وفي السياق التشاؤمي نفسه، أكدت أسبوعية «لوتانتيك» المستقلة في تحليل لها أمس «أن الساحة السياسية الموريتانية مقبلة على وضع خطير بعد أن وصل الصراع بين النظام والمعارضة لمستوى غير مسبوق». وأضافت «لن يكون الأمر كما كان في السابق بين النظام والمعارضة فالحرب بين الطرفين ستكون شرسة للغاية وقد تكون حربا طويلة الأمد أيضا». وتابعت «لوتانتيك» تقول: «بعد أن خوفهم الرئيس خلال عملية الاستفتاء الأخيرة لم يعد قادة المعارضة يتحملون الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي يعتبرونه أسوأ رئيس عرفه الموريتانيون وسيسعون خلال المرحلة المقبلة لإسماع صوتهم بهذا الخصوص، وهذا ما يفسر كثرة المؤتمرات الصحافية التي تنظمها المعارضة حاليا والتي وصلت لنقطتين صحافيتين كل أسبوع، كما أن الموضوعات التي يجري نقاشها هي الموضوعات ذاتها التي تتحدث عن تدهور حرية التعبير والتظاهر، وشيوع الحكم الفردي للرئيس ورفضه تنظيم حوار شامل وسوء تسيير الأموال العامة وتشبث الرئيس بالبقاء في الحكم». «وفيما السلطة، تقول «لوتانتيك»، فإنها أصبحت تركز اهتمامها على أمر واحد هو خنق المعارضة وتجفيف مصادر تمويلها؛ فالرئيس عزيز يعتقد أن السبب الكامن وراء صمود المعارضة هو توفرها على وسائل مالية مهمة، وهو يعتقد أن كل هذه الوسائل يوفرها صديقه السابق وعدوه الحالي محمد ولد بوعماتو المقيم في المغرب». «إن الذي سيعاني من هذه الأزمات المتراكمة بين النظام والمعارضة وداخل أروقة النظام نفسه، هم السكان الذين يمكن أن يبقوا أسارى فقرهم من دون أي آفاق». وفي تحليل سياسي آخر، أكد موقع «أخبار الوطن» الآني المستقل «أن موريتانيا تعيش حالة من الركود، والجمود السياسي على الساحتين المعارضة والموالية، وكأن الطرفين "تواطآ" على هذه الإجازة السياسية غير المعلنة، فالأغلبية لاذت بالصمت المطبق مباشرة بعد إعلان نتاج الاستفتاء، وغاب الحديث الجدي عن الخطوات الموالية، وخاصة انتخاب المجالس الجهوية المثيرة للجدل، والتي تشير المعطيات إلى أنها ستثير من الخلاف، والشقاق بين مكونات الأغلبية أكثر مما تبعث من التلاحم، والوحدة والانسجام». وأضاف الموقع «لعل هذا ما يؤخر خطوات انتخاب المجالس الجهوية، التي يكتنف الغموض طريقة انتخابها، وهل سيكون انتخابا مباشرا، أم غير مباشر، هل سيتم انتخابها بالكامل، أم ستكون مزيجا بين الانتخاب، والتعيين، وأي معايير سيتم اعتمادها في توزيع هذه المجالس على الولايات، هل هو المعيار الإداري- المناطقي، أم المعيار الديمغرافي، والسكاني، وهل سيحضر البعد القبلي، والمحاصصة في هذه المجالس العتيدة». وعلى الطرف الآخر، يقول موقع «أخبار الوطن»، تبدو المعارضة الموريتانية حائرة هي الأخرى، مشتتة الأركان، كل يتلمس طريقا توصله إلى تحقيق الممكن من مصالحه الشخصية الحزبية، في مشهد لم يعد فيه أحد يثق في أحد، فلا المعارضة تثق في الأغلبية، ولا الأغلبية يثق بعضها ببعض، ولا المعارضة على قلب رجل واحد، وكأن الجميع يبحرون في سفينة لا يدرون وجهتها النهائية، ولا يتحكمون في مسيرها، تتقاذفها أمواج الأحداث، والتطورات، والتدخلات، والرغبات، والحسابات، والمؤامرات». موريتانيا: قلق وانشغال بالتطورات المتوقعة للمشهد السياسي حزب قوى التقدم المعارض يتوقع حسم الصراع أو الانزلاق |
زعيم حزب مغربي يدعو إلى توحيد أحزاب اليسار في مواجهة «الهجمة الفكرية الرجعية» Posted: 24 Sep 2017 02:18 PM PDT الرباط –« القدس العربي»: دعا زعيم حزب يساري مغربي إلى ضرورة تسريع وتيرة توحيد أحزاب اليسار بالمغرب، من أجل المساهمة في مواجهة «الهجمة الرجعية الفكرية التي أضحت سائدة في البلد». واعتبر عبد السلام العزيز، الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، في لقاء نظم بالدار البيضاء حول «التغيير الديمقراطي المخرج الوحيد لواقع الانحباس الشامل»، إن تعزيز اليسار في المغرب وتوحيد أحزابه في تنظيم سياسي واحد سيساهم في مواجهة الرغبة في «عودة الاستبداد»، ومنع صور النهب الجماعي للأراضي كافة ومنع التحكم في الاقتصاد الوطني. وأضاف: إن «التوجه نحو الاستبداد أصبح واضحا في غياب المقاومة الداخلية»، معترفا بعدم قدرة اليسار على مواجهة هذه التحديات التي تواجه المشهد السياسي في المغرب. وقال العزيز: «ما يقع في المغرب هو تعدد لا ينبني على اختلافات أيديولوجية أو اختلافات في التوجهات»، و»أمام هذه الحقيقة يجب أن نعترف ألّا شيء يبرر وجود سبعة أو ثمانية أحزاب سياسية يسارية التوجه في المغرب، لذا يجب أن نركز خلال السنتين المقبلتين على توحيد هذه الأحزاب في تنظيم واحد». ويشكل المؤتمر الوطني الاتحادي منذ عدة سنوات، إلى جانب الحزب الاشتراكي الموحد وحزب الطليعة، تحالف فيدرالية اليسار الديمقراطي وخاض الانتخابات التشريعية في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2016 إلا أن الفيدرالية لم يتحقق لها الفوز إلا بمقعدين من أصل 395 مقعدا. وأكد الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، ضرورة أن تشتغل أحزاب فيدرالية اليسار خلال السنتين المقبلتين على قرار اندماج مكوناتها الحزبية، مع ضرورة أن تكون هذه الوحدة منفتحة على الجمعيات اليسارية والأشخاص اليساريين «لا بد من استغلال السنتين المقبلتين للانتهاء من التفاصيل جميعها الخاصة بتوحيد أحزاب اليسار، وتجاوز مسألة التوافق التي فرضت على المغاربة سنوات، والعمل على إعادة الاعتبار إلى الصراع الطبقي والأيديولوجي». ودعا العزيز إلى خلق جبهة منفتحة على المنظمات الديمقراطية لإعادة الاعتبار إلى النضال، والانفتاح على الحركة النقابية لتجاوز ما يعرفه المغرب من إفلاس على مستوى الحقل السياسي الرسمي. زعيم حزب مغربي يدعو إلى توحيد أحزاب اليسار في مواجهة «الهجمة الفكرية الرجعية» |
عون: أزمة النازحين السوريين يمكن أن تحلّ قبل حلول العام المقبل Posted: 24 Sep 2017 02:18 PM PDT بيروت – «القدس العربي «: أعلن رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون أن «ازمة النازحين السوريين يمكن أن تحلّ قبل العام 2018 وهو الموعد الذي حدده الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للمؤتمر الدولي حول ازمة النازحين». وأكّد عون خلال حديث لمجلة «فالور آكتيال» valeurs actuelles الفرنسية أن «لبنان سيبحث مع سوريا مسألة عودة النازحين، وهنالك مشاورات قيد البحث». ولفت عون إلى أن «مسيحيي الشرق ليسوا وحدهم ضحايا الحروب في المنطقة، ولكن حسب تعبيره، يمكن اعتبارهم «من بين الأكثر تهديداً». وعن شراء لبنان لأسلحة فرنسية بتمويل سعودي، قال عون «لقد حصل هنالك تبدّل لدى قادة المملكة العربية السعودية والملك (السعودي) تمنى العودة عن هذا الاتفاق». من جهة أخرى وخلال مقابلة اخرى مع مجلة «باري ماتش»، شدد عون على أن الرئيس سعد الحريري شخص معتدل وتربطه به علاقة ثقة، وقال رداً على سؤال: «على عكس ما يقوله البعض فإننا لم نشهد اي تدخل إيراني في الشؤون الداخلية اللبنانية، وهذا هو الواقع». وعن رؤيته للأزمة السورية، اعتبر رئيس الجمهورية أن «الحرب ستنتهي قريباً ويبقى أن نصل إلى حلّ سلمي للأزمة»، مشيراً إلى اعتقاده بأن «الرئيس السوري بشار الأسد سيبقى وأن مستقبل سوريا يجب ان يتمّ الاتفاق عليه بينه وبين شعبه.» وكان الرئيس عون قال إنّ لبنان ظل ينعم بالاستقرار طوال فترة الحرب التي اندلعت في سوريا، على الرغم من الخطابات الملتهبة أحياناً، التي كانت تصدر عن بعض السياسيين اللبنانيين من هذه الجهة أو تلك، ونجح في الحفاظ على وحدته الوطنية. وذكر في مقابلة مع صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية أنّه «يتم العمل على دعم الجيش اللبناني لحماية جميع اللبنانيين». وأشار رئيس الجمهورية اللبناني إلى أن «الاستراتيجية اللبنانية حيال الحرب في سوريا هي الحفاظ على حدودنا اللبنانية لحماية أنفسنا من الإرهاب والنأي بالنفس عن المسائل السياسية الداخلية لسوريا». وقال إنّ «حزب الله لا يستخدم أسلحته في السياسة الداخلية، وهذه الأسلحة ليست إلا لضمان مقاومتنا للكيان الإسرائيلي الذي لا يزال يحتل جزءاً من أرضنا وهي نحو 30 كلم مربع في مزارع شبعا، رافضاً تطبيق واحترام قرارات الشرعية الدولية». وحسب عون فإنه «لا يمكننا أن نمنع حزب الله من سلاحه طالما أن إسرائيل لا تحترم قرارات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن وقرارات الأمم المتحدة». ويأتي ذلك بينما تواجه الحكومة إرباكاً على خلفية إبطال المجلس الدستوري قانون الضرائب الذي أقرّه المجلس النيابي بما يسمح بتمويل سلسلة الرتب والرواتب لموظفي القطاع العام وللمعلمين والعسكريين. وعلى وقع التهديد بالاضراب الشامل اليوم من قبل الاتحاد العمالي العام وهيئة التنسيق النقابية في حال علّقت الحكومة دفع السلسلة إلى حين تعديل قانون الضرائب واقرار الموازنة العامة فإن تباينات في الآراء تُسجّل داخل الحكومة حيث يعتبر وزراء أنه لا يمكن للحكومة تعليق قانون الضرائب الا بقانون والا يؤدي ذلك إلى طعن امام المجلس الشورى من قبل الموظفين، فيما يرى وزراء آخرون انه يجوز تعليق اعتمادات السلسلة بقرار حسب المادة 118 من قانون المحاسبة العمومية. وكان ممثلون عن القوى السياسية اجتمعوا السبت في مقر وزارة المال قبيل جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية امس الاحد. وانتهى اجتماع وزارة المال إلى محاولة استدراك الوقت والايام لصياغة مشروع قانون معجل جديد للضرائب والبحث عن مخرج لمسألة كيفية تنفيذ السلسلة باعتبار انها قانون نافذ لا يمكن تعليقه او الغاؤه الاّ بقانون آخر يقره مجلس النواب. وطرح اقتراح بأن يعمد مجلس الوزراء إلى تأجيل دفع الرواتب على اساس السلسلة في اول الشهر المقبل ريثما يعالج قرار المجلس الدستوري وآثاره. عون: أزمة النازحين السوريين يمكن أن تحلّ قبل حلول العام المقبل |
قوات الاحتلال تعيد فتح معابر غزة بعد أربعة أيام من الإغلاق وتتوغل جنوب القطاع Posted: 24 Sep 2017 02:17 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: أعادت سلطات الاحتلال فتح معابر قطاع غزة، بما فيها المعبر التجاري، بعد أربعة أيام من الإغلاق جراء عطلة أحد الأعياد اليهودية، في وقت نفذت فيه عملية توغل برية على الحدود الشرقية لجنوب القطاع. وفتحت سلطات الاحتلال معبر كرم أبو سالم التجاري، الواقع على أقصى الحدود الجنوبية لقطاع غزة، بعد إغلاقه لأربعة أيام بحجة الأعياد اليهودية.وجاءت عملية الفتح بعد توقف عمل المعبر بالكامل، ومنع دخول السلع والمواد الغذائية للسكان المحاصرين، على مدار الأربعة أيام الماضية. وذكرت هيئة المعابر في قطاع غزة، أن سلطات الاحتلال سمحت في أول أيام فتح المعبر، بإدخال 570 شاحنة محمّلة بالبضائع للقطاعين التجاري والصناعي، ومساعدات، كذلك سمحت بتصدير شاحنات خضار. وشملت البضائع التي دخلت إلى قطاع غزة، 25 شاحنة مساعدات و43 شاحنة وقود و13 شاحنة فواكه و150 شاحنة بضائع و250 شاحنة حصمة و5 شاحنات حديد، بالإضافة إلى 45 شاحنة إسمنت، فيما سيتم تصدير 5 شاحنات من الخضار إلى الضفة الغربية والأردن. هذا ولن تكون هذه هي آخر عمليات الإغلاق هذا الشهر والشهر المقبل، بسبب عطلة الأعياد، حيث من المقرر أن تعيد سلطات الاحتلال إغلاق المعبر نهاية الشهر الجاري، والشهر المقبل لأيام متفاوتة. يشار إلى أن عمليات إغلاق المعبر التجاري تتسبب في نقص بعض المواد والسلع التي يحتاجها سكان القطاع، حيث يرجع ذلك إلى إدخال إسرائيل بموجب الحصار المفروض على غزة، كميات قليلة من المواد والسلع بشكل يومي، في ظل استمرارها في منع إدخال مئات الأصناف الأخرى من المواد الخام، وهو ما تسبب في توقف عمل الكثير من الورش والمصانع. وتفرض إسرائيل حصارها على قطاع غزة منذ 11 عاما، ولم تلبي مطالب المجتمع الدولي بضرورة إنهائه بشكل سريع. إلى ذلك فقد نفذت قوات الاحتلال عملية توغل برية على الجدود الشرقية لبلدة خزاعة جنوب قطاع غزة. وقالت مصادر محلية إن عددا من الجرافات الإسرائيلية والآليات المصفحة دخلت لمسافة محدودة شرق مدينة خانيونس، من خلال إحدى البوابات العسكرية في تلك المنطقة. وشرعت تلك القوة التي نفذت عملية التوغل بأعمال تجريف وتمشيط بمحاذاة الشريط الحدودي الفاصل. وتخالف هذه الهجمات التي تنفذها قوات الاحتلال، إضافة إلى الهجمات ضد الصيادين، اتفاق التهدئة القائم بين الفصائل وإسرائيل، برعاية مصرية والذي ينص على وقف الهجمات المتبادلة. قوات الاحتلال تعيد فتح معابر غزة بعد أربعة أيام من الإغلاق وتتوغل جنوب القطاع |
انتقادات شديدة لأحمد الفيشاوي بسبب ألفاظه الجارحة التي أفسدت افتتاح مهرجان الجونة Posted: 24 Sep 2017 02:16 PM PDT الجونة – «القدس العربي»: اعتاد الفنان المصري أحمد الفيشاوي على التصرفات المثيرة للجدل التي كان آخرها اللفظ الخارج الذي بدر منه في افتتاح مهرجان «الجونة السينمائي» في مصر قبل عرض فيلم الافتتاح «الشيخ جاكسون» الذي يشارك في بطولته مع أحمد مالك، من إخراج عمرو سلامة، وقد جاء هذا اللفظ اعتراضا من الفيشاوي على شاشة العرض التي ستعرض «الشيخ جاكسون». حضر الافتتاح عدد كبير من النجوم الأجانب، منهم الممثلان الأمريكيان ديلان مكديرموت، ومايكل مادسون، بالإضافة للنجمة الفرنسية إيمانيول بيغ، وحضور كثيف للنجوم المصريين والعرب. وشهد الحفل تكريم الفنان الزعيم عادل إمام، وتسلمه جائزة الإنجاز الإبداعي من قبل مؤسس مهرجان الجونة السينمائي المهندس نجيب ساويرس، والنجمة يسرا.كما سبق التكريم عرض فيديو خاص عرض بعض اللقطات من أهم أعمال الفنان الكبير، وظهر فيه العديد من النجوم المصريين الذين قدموا فيه التحية والتقدير للنجم الكبير واحتفوا به في هذه المناسبة ومنهم أحمد حلمي، ومنى زكي، وأحمد فهمي، ومنة شلبي، ورجاء الجداوي، وإسعاد يونس وغيرهم. كما كرم المهرجان أيضا الناقد السينمائي اللبناني إبراهيم العريس، تقديرا لإسهاماته الهامة في مجالي السينما والثقافة في الشرق الأوسط نتيجة لتأثيره الكبير على المستويين الإقليمي والدولي.حيث قامت الفنانة التونسية المصرية، وعضو اللجنة الإستشارية للمهرجان هند صبري بتقديم الجائزة. وخلال الحفل ألقى سميح ساويرس، المؤسس المشارك في مهرجان الجونة السينمائي، كلمة قال فيها: «نحن سعيدون للغاية بتواجدكم معنا اليوم لتدشين الدورة الأولى لمهرجان الجونة السينمائي.نأمل أن يرسل المهرجان رسالة للفنانين على المستويين الإقليمي والدولي تؤكد أن مهرجان الجونة السينمائي سيحتفي بالسينما والمواهب الحقيقية على مستوى العالم». وقال الممثل الأمريكي مايكل مادسون في كلمته: «لقد أخبرني العديد من الناس أن المجيء إلى هنا ليس آمنا، ولكنني وجدت تلك الإنطباعات خاطئة بمجرد وصولي إلى الجونة.إن الأفلام تعد طريقة مميزة لتحقيق الخلود، وتمثل رسالة دعوة لتحقيق التفاهم المشترك بين الشعوب، وهو ما يعكسه شعار المهرجان، السينما من أجل الإنسانية». وخلال حفل الإفتتاح قدم الفريق الغنائي المصري «فابريكا» وصلة غنائية مميزة أعادة إحياء عدد من أهم الأفلام الغنائية المصرية والعالمية. كما قدم الحفل كل من المذيعة ناردين فرج، وشاركها الفنان المصري الكوميدي أحمد فهمي. ثم كانت آخر الكلمات للفنان أحمد الفيشاوي الذي أغضب الكثيرين بسبب كلماته غير اللائقة، التي عرضته لكثير من الانتقادات، حيث كتب الإعلامي عمرو أديب على صفحته في موفع «تويتر»: «أحمد الفيشاوي لم يعد مسؤولا عن أفعاله…أحمد الفيشاوي قليل الأدب». لم تتوقف مهاجمة أحمد الفيشاوي على لفظه غير اللائق عند هذا الحد، فقد قام أيضاً الفنان محمود العسيلي بمهاجمته دون ذكر اسمه ليقول له: «في ناس تعبانة وشقيانة ليل نهار عشان تطلع مهرجان الجونة السينمائي بالشكل العالمي دا، يقوم ييجي الأستاذ غائب عن الوعي ينكد علينا…حاجة تقرف»! ونشرت غادة عبد الرازق صورة لأحمد الفيشاوي وأحمد مالك من على السجادة الحمراء من مهرجان الجونة السينمائي، وعلقت قائلة: «برافو…اختيار لشخصيات سليمة وجهة مشرفة مصر هيه دي الديمقراطية الحرية الشخصية…برافو مهرجان الجونة…يا خسارة طلعتونا بأوسخ شكل شكراً». الإعلامي المصري أسامة منير هاجم بدوره أحمد الفيشاوي، وذلك عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك» حيث كتب قائلا «أنا آسف جدا أنا عمري ما اتكلمت على أي شخص، ولكن أحمد الفيشاوي عيب عليك وعلى أخلاقك..حقيقي قليل الأدب وغير محترم وتافه». كما تقدم الدكتور سمير صبري المحامي ببلاغ للنائب العام المستشار نبيل صادق ضد الفنان أحمد الفيشاوي، وقال: في الوقت الذي تعمل فيه أجهزة الدولة جميعها على تنشيط السياحة في الأراضي المصرية وإعادة مصر لدورها الحضاري العالمي وتنظيمها للمهرجانات العالمية لتشجيع الاستثمارات وتنمية الاقتصاد وإعادة السياحة إلى أكثر مما كانت عليه قام المبلغ ضده أحمد الفيشاوي بعمل غريب خلال إفتتاح الدورة الأولى لمهرجان «الجونة السينمائي»، حيث صعد على خشبة المسرح ويبدو أنه كان مخمورا، وقال ألفاظا بذيئة وأمام ذلك لا يسعني إلا التقدم ببلاغي هذا ملتمساً اتخاذ الإجراءات القانونية لمحاسبة المبلغ ضده المدعو أحمد الفيشاوي عن هذه الفضيحة التي تقيد جهود عودة السياحة مرة أخرى، نظراً لإساءته لمصر وتقديمة للمحاكمة الجنائية». ونتيجة لهذا التصرف ألغي المؤتمر الصحافي لفيلم «الشيخ جاكسون»، الذي كان مقررا في اليوم الثاني للمهرجا، وغادر الفيشاوي الجونة عائدا للقاهرة، وقدم الإعتذار للقائمين على المهرجان بنشر فيديو قصير عبر صفحته الرسمية على «انستغرام». وعلق عليه قائلا «في البداية وقبل أي شيء، أتقدم بالشكر لكل من ساهم في اخراج مهرجان الجونة السينمائي بهذا الشكل الرائع والمشرف من تنظيم وإعداد واهتمام دقيق بكل التفاصيل.. وشكر خاص لصاحب هذا الإنجاز المشرف المهندس نجيب ساويرس، الذي لم يبخل بالمجهود ولا الإمكانيات لانجاح مثل هذا الحدث الفريد في مكان عالمي على أرض مصر اسمه الجونة، وهذا ما نتوقعه دائما من هذه العائلة..عائلة ساويرس التي تقدر قيمة الفن والفنانين وأيضا تقدر قيمة مصر». وأضاف «ثانيا، اعتذار واجب عما بدر مني أمس، فريق العمل بأكمله عمل بجديه على هذا الإنتاج، وكل ما أردت هو أن يُشاهد الفيلم بالطريقة الصحيحة.لم يكن لدي أي نية لإزعاج أحد في هذا المهرجان المشرف». واصدر عمرو سلامة مخرج فيلم «الشيخ جاكسون» بيانا جاء فيه: «ثلاث سنوات هي عمر المجهود الذي بذله أكثر من مئة شخص لصنع فيلم الشيخ جاكسون، و35 سنة من عمري لأكون الإنسان الذي يستطيع أن يكتبه، هذا فيلم اعتبره وكأنه أول فيلم لي، فيلم جعلني أحب السينما كما لم أحبها من قبل. أما عن عرضه في مهرجان الجونة كفيلم افتتاح، فمهرجان الجونة ايضا نتاج مجهود أكثر من ألف انسان على مدار عامين، كمحاولة جادة لصنع مهرجان مصري في مستوى عالمي، منظمينه لم يذوقوا النوم الأسابيع الماضية ليضمنوا أن يخرج في مستوى مشرف. بعد الافتتاح، كان هناك اهتمام بكلمة قالها أحد ممثلي الفيلم المدعوين للمهرجان، وكان هناك اهتمام آخر ببعض الأمور الاخرى. متفهم أن الإعلام والصحافة قد تهتم بأكثر الأحداث غرابة مما يؤدي بلا قصد لتجاهل للمجهود او لتجاهل للنقد الفني الحقيقي حتى والقيمة الإبداعية والمجهود الذي قام به آلاف الأشخاص. لكني ادعو جميع الصحافيين والإعلاميين أن يبرأوا بأنفسهم من الخوض في أمور أولا ليست على قدر كبير من الأهمية، وثانيا عدم التشويش على صورة المهرجان والأفلام المشاركة به، وثالثا أن يقوموا بكل مجهود لدعم هذا المهرجان، والنقد البناء ليتدارك أخطاءه ويتعلم دروسا هامة لتطويره في الدورات المقبلة. هناك احساس ينتابنا جميعا بالإحباط وحتى القهر أن يتم هدم كل مجهودنا بسبب سلوك انسان واحد، او بسبب أخطاء إنسانية لا تقارن بحجم المجهود والطاقة والأمل لصنع حدث مصري سينمائي كبير يشرف صورة مصر. هذا ليس بيان اعتذار مني او من الفيلم، لأن الفيلم ليس مسؤولا عن سلوك أحد العاملين فيه، والاعتذار يجب أن ينتظر منه شخصيا وليس منا، وليس اعتذارا عن أخطاء المهرجان لأن المهرجان يجب أن يحيى على شرف التجربة ولأن إيجابياته إلى الآن أكثر من اي مشاكل بسيطة حدثت. وأتمنى من الجميع أن يأخذوا العمل الفني مهما كان بما يقدمه وليس بما يفعله البشر المشاركون فيه. هذا الفيلم كان وما زال من أحلام حياتي، وأتمنى أن يظل حلما جميلا تشاهدونه كما حلمت به وتستمعون به بدون التركيز عَلى أي شيء آخر ليس له دخل بالفيلم ومحتواه. انتقادات شديدة لأحمد الفيشاوي بسبب ألفاظه الجارحة التي أفسدت افتتاح مهرجان الجونة مخرج «الشيخ جاكسون» يطالب الإعلاميين بالتركيز على الفيلم فايزة هنداوي |
قراءة لدورتي الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان Posted: 24 Sep 2017 02:15 PM PDT يتهم الكثيرون الأمم المتحدة بعدم جدواها وافتقارها للمواقف والسياسات والادوار الفاعلة، والجميع يتصارع اما للسيطرة عليها او التأثير فيها. ينطبق هذا على الجمعية العمومية للمنظمة الدولية التي بدأت دورتها السنوية الاسبوع الماضي كما ينطبق على مجلس حقوق الانسان الذي بدأ دورته السادسة والثلاثين في الوقت نفسه. الانتقادات التي توجه للامم المتحدة تنطلق من السنة السياسيين الكبار واولهم الرئيس الأمريكي كما يتفوه بها ضحايا الظلم والاستبداد. وهكذا تبدو المنظمة التي مضى على تشكيلها قرابة السبعين عاما مرفوضة ومرغوبة في الوقت نفسه. الابتزازات للمنظمة تتخذ اشكالا شتى اهمها التهديد بالتوقف عن دفع الالتزامات المالية من قبل الدول الاعضاء. وقد اعتاد المنبر الدولي في نيويورك جمع الاضداد في دوراته السنوية في مثل هذا الشهر من كل عام. فيعتلي ذلك المنبر الرئيس ترامب ويعقبه الرئيس الايراني، الشيخ حسن روحاني. وكلاهما يوجه سهامه للآخر ويعتبر ذلك انجازا. ولم يخف البريطانيون انزعاجهم من خلو القاعة من الحاضرين عندما القت رئيسة وزرائهم كلمتها التي استغرقت 15 دقيقة التي انتقدت فيها الانسحاب الأمريكي من اتفاقية المناخ. كما لم يخف الأمريكيون امتعاضهم عندما جنح بعض الزعماء للنوم خلال كلمة ترامب ومنهم روبرت موغابي، رئيس زيمبابوي. وبغض النظر عما يقوله المنتقدون فان اجتماع هؤلاء القادة المتناقضين في سياساتهم وايديولوجياتهم انما يؤكد ضرورة وجود هذا المنبر. لكن هذه الضرورة لا تلغي ضرورة اخرى لا تقل اهمية باصلاحها وتوسيع صلاحياتها، وكذلك اعادة النظر في عضوية مجلس الامن التي يقتصر اعضاؤه الدائمون على خمس دول فحسب. `الأمر الذي يتفق عليه الجميع ان الأمم المتحدة والمنظمات المتفرعة عنها تحتاج لاصلاح شامل لكي يكون اداؤها فاعلا. المشكلة ان هذا الاصلاح منوط بارادة الدول الاعضاء، وبالتالي ستستمر المماحكات في ما بينها بالاضافة للحسابات السياسية لكل منها، وبذلك فان اي اصلاح مرتقب لن يكون الا محدودا وشكليا. فالجمعية العمومية تحولت إلى برلمان يخطب فيه الزعماء ولا يتسع لغيرهم، وقراراتها غير ملزمة. اما مجلس الامن فعضويته محددة بالدول الخمس الدائمة العضوية والدول العشر المؤقتة، وبرغم النداءات الكثيرة لتوسيع عضويته لتكون اكثر تمثيلا لموازين القوى الا ان هناك رفضا مستمرا لذلك. وواضح عجز المنظمة عن اداء دور فاعل على الصعيد الدولي، خصوصا مع وجود حالة الاستقطاب السياسي في العالم التي تمنع صدور اي قرار لا يقبل به جميع الاعضاء، فحق النقض «الفيتو» يحول دون ذلك. وتشعر الشعوب بخيبة امل كبرى عندما ترى فراغا قياديا خصوصا امام النزاعات والصراعات الاقليمية او الدولية. فحتى الآن لم يستطع هذا العالم التوافق على موقف موحد لحماية مسلمي ميانمار بالضغط على حكومة ذلك البلد او فرض عقوبات اقتصادية عليها او ارسال قوات دولية لمنع الجرائم التي ترتكب يوميا بحق مسلمي الروهينجا. وكانت المنظمة قد فشلت في منع مجازر التطهير العرقي في رواندا ويوغسلافيا السابقة. بل حتى مع تواجد القوات الدولية التابعة للامم المتحدة فقد عجزت عن حماية مسلمي البوسنة فحدثت مجزرة سريبرينسا التي راح ضحيتها ثمانية آلاف من المسلمين. وتمثل الحالة الفلسطينية الفشل الاكبر للامم المتحدة. فقد بدأت المشكلة مع تأسيس المنظمة واستمرت معها حتى اليوم. ولم تستطع حماية الشعب الفلسطيني او وقف الاحتلال الاسرائيلي لاراضيه. وما تزال مدينة القدس محتلة برغم اعتراض الأمم المتحدة. وقبل اسبوعين مرت الذكرى والثلاثون لمجزرة صبرا وشاتيلا التي راح ضحيتها 3000 من الفلسطينيين. لقد جاء انشاء المنظمة بعد الحرب العالمية الثانية على امل ان تستطيع منع الصراعات المستقبلية، ولكن حروبا كثيرة حدثت بدون قرار دولي، ومنها الحرب على العراق التي خاضها التحالف الانكلو – أمريكي في 2003، وادت لاسقاط نظام صدام حسين. ويزداد الخطر هذه الايام بوجود حاكم كالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي يتصرف خارج اطر الدبلوماسية والعمل المشترك. وبرغم شعور الكثيرين بعدم فاعلية المنظمة الا ان الاهتمام بدوراتها السنوية لم يتراجع، بل اصبحت الدول تتنافس لتوسيع مشاركتها ووفودها. ويحرص الرؤساء على مخاطبة العالم من على منبر الأمم المتحدة. وتحاول أمريكا احيانا عرقلة زيارات الوفود بالامتناع عن اصدار تأشيرات لاعضائها، ولكن بشكل عام لا يمثل ذلك في الوقت الحاضر مشكلة كبيرة. فقد شهدت جلساتها حوادث تاريخية كثيرة. ففي الدورة الـ 15 العام 1960 حدثت بعض الاشكالات مع المترجمين خصوصا خطاب الرئيس السوفياتي آنذاك، خروتشوف، قبيل ازمة خليج الخنازير. كما سجل التاريخ اطول خطاب للرئيس الكوبي فيدل كاسترو الذي استغرق اربع ساعات ونصفا. وفي 1987 اطلق الرئيس الأمريكي رونالد ريغان في خطابه بالامم المتحدة مصطلح «امبراطورية الشر» على الاتحاد السوفياتي. وفي الاسبوع الماضي شن الرئيس الأمريكي هجوما على كل من كوريا الشمالية وايران. وجذب الامير القطري انتباه الحاضرين عندما القى كلمته في 19 أيلول/سبتمبر ووصف الشيخ تميم مقاطعة الدول الاربع بالحصار والغدر والارهاب وقال انه يعتز بصمود الشعب القطري والمقيمين في الدولة، وأضاف أمير قطر انه يقف بالامم المتحدة وشعبه يتعرض لحصار جائر مستمر فرضته دول مجاورة، وقال تميم ان الشعب القطري يعتبر الحصار نوعا من الغدر لأنه فرض فجأة وبدون سابق إنذار. هذه امثلة للاهتمام الذي تحظى به الدورات السنوية للجمعية العمومية للامم المتحدة. اما مجلس حقوق الانسان فهو الآخر مثير للجدل والنقد من قبل نشطاء حقوق الانسان. فعضويته تشمل دولا لها سجلات سوداء في حقوق الانسان، وقد تراجعت المنظومة الحقوقية منذ تشكيله قبل 12 عاما. لقد توسعت دائرة الانتهاكات من قبل الانظمة القمعية بعد ان اتضح ان المجلس اصبح تحت سيطرة الدول الاعضاء الـ 47 التي تتضامن في ما بينها لمنع صدور قرارات قوية ضد اي منها. وفي العامين الاخيرين وجهت انتقادات كثيرة للمجلس بعد ان اصبح واضحا ان السعودية المتهمة بانتهاكات واسعة لحقوق مواطنيها اصبحت تمارس نفوذا واسعا على دول المجلس وتحول دون ممارسة دور فاعل للدول التي تنتهك حقوق مواطنيها. وهنا يتكرر المشهد السابق حول الدورة السنوية للجمعية العمومية للامم المتحدة. فبرغم انتقاد بعض الدول للمجلس الا انها اصبحت تهتم كثيرا به وتسعى لمنعه من استهداف ملفها الحقوقي. واستسخف النظام البحريني مجلس حقوق الانسان على لسان وزير خارجيته الذي هاجم في 13 يونيو 2016 المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين، على خلفية تصريحاته عن البحرين في كلمته خلال افتتاح الدورة الـ 32 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قائلا: «لن نضيع وقتنا بالاستماع لكلمات مفوض سامٍ لا حول له و لا قوة». لكنه يمارس ما يناقض ذلك الكلام. ففي الدورة الحالية ارسلت حكومة البحرين وفودا عديدة لحضور دورة المجلس بالعاصمة السويسرية، جنيف. وفي الوقت نفسه منع نشطاء حقوق الانسان الحقيقيين من السفر إلى جنيف. هذه الحقائق تكشف امورا عديدة: اولا ضرورة وجود عمل دولي مشترك يهدف لحماية الشعوب وليس الانظمة فحسب. ثانيا: ان هناك حاجة ملحة لاصلاح ما هو موجود من عمل مشترك يتمثل بالامم المتحدة ومؤسساتها خصوصا مجلس حقوق الانسان، ثالثا: حماية هذه المؤسسات من التأثيرات السياسية وعمد السماح بابتزازها ماليا كما تفعل أمريكا وبعض دول الخليج. رابعا: ان من الضرورة بمكان تدشين عملية اصلاحية تعيد للعالم توازنه الاخلاقي والسياسي وتمنع القفز على الثوابت سواء بالتهديد او الابتزاز او استخدام اساليب القوة العسكرية او المالية. واخيرا مطلوب اعادة قدر من المبادئ والقيم والاخلاق للعمل الدولي المشترك لكي يمكن حماية المضطهدين على خلفيات عرقية او دينية او سياسية. ٭ كاتب بحريني قراءة لدورتي الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان د. سعيد الشهابي |
القبيلة وواقع السودان الراهن Posted: 24 Sep 2017 02:15 PM PDT تأثير القبيلة في المشهد السياسي والاجتماعي في السودان، كان دائما موجودا، ولكنه اليوم، صار أكثر حدة وخطورة، بسبب السياسات والممارسات الكارثية للمجموعة الحاكمة منذ 1989، وما أفرزته من إنهاك للأحزاب والمجتمع المدني، حتى فقد المواطن الثقة فيها، فتراجع إلى رحاب القبيلة والعشيرة بحثا عن الأمن والأمان. بل هنالك ما هو أخطر من ذلك، حيث أفرزت هذه السياسات والممارسات استلابا، ليس تجاه مؤسسات الدولة فحسب، وانما تجاه الكيان السوداني ذاته، مما يجعل تصدعه وانهياره وتفتته، ممكنا. لذلك، نحن لن نمل تكرار دعوتنا بضرورة التعامل الواقعي مع المعطى القبلي في السودان، وهي دعوة لا علاقة لها بأي فهم ساذج يرى فيها إعلاء لشأن النعرة القبلية، ولكنها تستند على جملة من الحقائق، التي ربما أصبحت في عداد المسلمات والبديهيات، ومنها: القبيلة سبقت نشوء الدولة الحديثة، وساعدت في تأسيسها وبقائها. وهي تتشارك مع الدولة في رباعية الأرض والأمن والشعب والقيم، وتمثل ملاذا آمنا عندما تعصف الأزمات بالمجتمعات المعاصرة وتجعل الناس يفقدون الثقة في مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني، كما هو حالنا اليوم في السودان. الدراسات الانثروبولوجية ترجع انتماء القبيلة إلى جد مشترك يميزها عن المجموعات الأخرى، ويشكل التعارض والتنافس جوهر العلاقة بين هذه المجموعات. لكن، ذات الدراسات تقول ان معظم القبائل تصنع لنفسها جدا وهميا ترسّخ به بناية الذاكرة الجماعية والرواية الشفهية. وهذا يندرج، سيكولوجيا وثقافيا، في إطار الرغبة لإثبات الذات وتحقيق المكانة الاجتماعية، حتى أن بعض دعاوى الانتساب إلى جد محدد تناقض حقائق التاريخ! وكأي ظاهرة اجتماعية أخرى، ظلت بنية القبيلة، وعلى مر التاريخ، تخضع لمبضع القانون الطبيعي للتطور، والذي دفع بعدد من المتغيرات والتصدعات في اتجاه ميلاد المعاصرة والحداثة. وبذات المبضع، ظل الوعي، أو الشعور، القبلي يتلقى الصدمات المتتالية والمتواترة. ولأسباب وعوامل معروفة، ليس من مهام هذا المقال التطرق إليها، أفرزت تلك المتغيرات والتصدعات، تراجع البنية القبلية في الدول المتطورة، كما في أوروبا ودول الغرب الصناعي، في حين ستظل القبيلة هي العنصر الرئيسي في مجتمعات ما قبل الدولة الحديثة، كمعظم المجتمعات العربية والافريقية. وستظل إشكالية مفهوم الدولة المعاصرة ومدى تناقضها مع الثقافة الاجتماعية التقليدية في المجتمعات الريفية والبدوية، قائمة حتى تتطور هذه المجتمعات وتتواءم مع نتائج التحولات التي ستفرضها متطلبات عملية الانتقال، الحتمية، إلى الدولة الحديثة المعاصرة، وتأسيس الهوية الوطنية والانتماء الوطني بدلا عن الانتماء القبلي الأسري. صحيح أن مفهوم القبلية يتناقض ويصطدم مع مفهوم دولة الحداثة والمعاصرة، ومع مفهوم الهوية الوطنية. لكن، ليس حتميا أن تؤدي هذه التناقضات والاصطدامات إلى حروب ونزاعات دموية، وإن كان تجاهلها سيفضي حتما، وبالضرورة إلى ذلك، بل يمكن حلها في إطار المشروع القومي لإعادة بناء دولة الوطن الحداثية، التي تقف على مسافة واحدة من كل القبائل والأعراق والمجموعات القومية والأديان والتيارات الفكرية. العمل السياسي، كما أشار ابن خلدون، ينبثق من داخل القبيلة، من الصراع على الهيمنة والتنافس على الموارد ومصادر العيش. وتداخل السياسة مع القبيلة، يدفع بتأسيس تحالفات سياسية أساسها القرابة والصلة العشائرية، وبموجبها يتم اقتسام السلطة والثروة والنفوذ. التراث القبلي العريق للمجتمعات العربية والافريقية، ميّزها بإضفاء معان ودلالات على مفهوم القبيلة، الذي لم يغب يوما عن أرض وتاريخ هذه المجتمعات. فظلت القبيلة، غض النظر عن صغر حجمها أو كبره، مصاحبة لكل تحولات المنطقة العربية والإفريقية في السياسة و الاقتصاد والثقافة. ارتباط القبيلة بالسياسة في السودان هو نتاج الواقع الموضوعي والقسمات الخاصة بالتطور الاقتصادي والاجتماعي في بلادنا. فالنظرة السريعة إلى الأحزاب السودانية تكشف عن ارتباط معظمها بالمكون القبلي، أو الطائفي، أو بالاثنين معا. والقبيلة حاضرة، وبقوة، وسط حركات الهامش الثائرة، وفي الحروب والنزاعات المستوطنة في البلاد تحت شعارات المشاركة العادلة في السلطة والاقتسام العادل للموارد والثروة. كما أنها حاضرة في نزاعات حيازات الأراضي وتغولات السلطة على المشاريع الزراعية وعلى أراضي السكان والقبائل في مناطق بناء السدود وحفر آبار النفط، وكذلك النزاعات المتعلقة بالاحتجاجات المطلبية، وبفشل السلطة في تقديم الخدمات، أو استخدامها لهذه الخدمات كسلاح. والقبلية حاضرة، في سياسات وتكتيكات السلطة من أجل التمكين والبقاء، ومن أجل ضرب قوى المجتمع المدني. وتعتمد أحزاب عديدة، وبعضها بشكل كامل، على القبيلة من أجل الحشد وبسط النفوذ السياسي. وحتى جهاز الدولة نفسه، لا يزال يضع سؤال القبيلة في أوراق البيانات الرسمية. وتأسيس الجيش السوداني، ثم تغذيته بالجنود، اعتمد على تجنيد أبناء القبائل المختلفة عبر ترشيحات زعماء هذه القبائل، متوخيا مراعاة التناسب والتوازن ووضعية الجيش كمؤسسة قومية، رغم أن ذلك لم يمنع إستحواز أبناء قبائل محددة، بسبب التفاوت في فرص التعليم، على أغلبية مناصب سلك الضباط. هذه الحقائق، قطعا لا تعني إعطاء القبلية مشروعية القبول والسيطرة. فالمفهوم يتناقض مع بناء الدولة الحديثة التي تقوم على رفض الانحياز إلا لما هو إنساني. ولكنها تعزز دعوتنا لبذل جهود، لم تبذل حتى الآن، لدراسة إمكانية إدخال المجتمع الأهلي فى السياق العام لعملية بناء الدولة الحديثة، جنبا إلى جنب مع المجتمع المدني، منطلقين من ضرورة الإقرار التام بكونه مؤثر قوى على الافراد، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأخلاق والقيم، أو بحالة التعايش في مجتمعات نامية مازال الإنسان فيها يحتاج إلى الحماية والأمان، مثلما يحتاج إلى تفعيل آليات الديمقراطية المباشرة. وفي هذا الإقرار، تكمن بداية هزيمة العصبية القبلية، من خلال عملية النفي المتحققة يوميا مع تسارع وتائر عجلة الحداثة، لكل ما هو أسطوري أو خرافي، أو يعتمد على التجهيل والغش ومناورات الصراع السياسي المختلفة، من تلاعب بعوطف الجماهير واستخدام المغالطات المدروسة وغيرها. ٭ كاتب سوداني القبيلة وواقع السودان الراهن د. الشفيع خضر سعيد |
لا سلام مع إسرائيل Posted: 24 Sep 2017 02:15 PM PDT بالعقل البارد وحده، وبغير تشاؤم مضاف ولا تفاؤل مفتعل، فلا فرصة حقيقية لسلام أو تسوية على الجبهة الفلسطينية مع كيان الاغتصاب الإسرائيلي، حتى مع تسارع التطورات المريبة، وتدافع دول عربية، وخليجية بالذات، إلى إقامة جسور تطبيع مع إسرائيل، والانتقال من العلاقات السرية إلى الواجهات العلنية. والسبب ظاهر في ما نعتقد، فالحديث عن فرصة سلام قد لا تتكرر، لا يبعث عليه سوى حسن الظن بنوايا الرئيس الأمريكي المهووس دونالد ترامب، وميله إلى بيع كلام فارغ، من نوع «صفقة القرن» التي كف عن ذكرها، أو وعوده بالسعى لتسوية كبرى، وتوالي لقاءاته بنتنياهو وعباس، ودفع آخرين إلى قمم عار مع نتنياهو، لا يقصد بها سوى نشر إيحاءات في غير محل، وتشجيع أطراف عربية بعينها على التعاون مع إسرائيل، وربما التحالف معها ضد إيران، مع تقزيم الحق الفلسطيني إلى حزمة إجراءات تلطيف عابر، من نوع التسهيلات على المعابر والمعونات الاقتصادية، ووقف الحديث تماما عن تسوية الحد الأدنى المفترضة من قبل أطراف عربية، وطمس عنوانها الكلاسيكي عن إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية المحتلة. وقد تحتاج إلى أن تخلع عقلك، لكي تصدق أن إسرائيل، بنتنياهو أو بدونه، يمكن أن تقبل بفكرة إقامة دويلة فلسطينية في غزة والضفة والقدس، وبالذات في المدى المنظور، فقد أغلقت إسرائيل ملف القدس تماما، واعتبرت ما تسميه القدس الموحدة عاصمة أبدية لإسرائيل، وكادت تكمل تهويدها، بالتوحش في الاستيطان، وإعادة هندسة المدينة، ورمي الكتل السكانية العربية إلى خارج حدود القدس. وربط المدينة جغرافيا بمستوطنات التهويد الكبرى في الضفة الغربية، التي صارت تحتل في مجموعها نحو نصف مساحة الضفة كلها، وبكتل من المستوطنين تفوق الستمئة ألف نسمة، مع حشر الفلسطينيين في معازل مقطعة الأوصال، وتحويل حياتهم اليومية إلى جحيم إذلال متصل، وترك تكاليف معايشهم لسلطة فلسطينية وهمية، تتكفل بها عبر تسول المعونات، وانتظار تعطف إسرائيل بدفع مستحقات الجمارك على المعابر، واستنزاف موارد المياه الفلسطينية في الأغوار، وفرض وجود الاحتلال الفعلي بلا تكلفة تقريبا، فلا شيء يتحرك من مكانه بدون إذن إسرائيلي مسبق، وحتى الرئيس الفلسطيني نفسه، لا يستطيع التحرك ولا السفر إلا بتصريح إسرائيلي، برره الرئيس عباس بأنه نوع من التنسيق المدني، ولا يدخل في سياق «التنسيق الأمني»، الذي تلتزم به السلطة الفلسطينية، رغم الإعلان عن تجميده، وتتعهد فيه بمطاردة واعتقال كل من يفكر أو يشرع في عمل فدائي، وإذا تخلفت أو تقاعست وعجزت، تعطي إسرائيل لنفسها الحق الفوري في المطاردة عبر المنطقة (أ)، التي يفترض أنها ممنوحة في اتفاق أوسلو للوجود الأمني الفلسطيني، بينما في المنطقة (ب) وجود مختلط فلسطيني إسرائيلي، وفي المنطقة (ج)، التي تشمل ستين في المئة من مساحة الضفة الغربية، وغير المأهولة بالسكان إلا قليلا، فلا وجود لسلطة غير سلطة الاحتلال المباشر، وهو ما يتسق مع الفكرة الجوهرية في «أوسلو»، وهي منح الفلسطينيين حكما ذاتيا للسكان بدون الأرض، وخفض تكاليف الاحتلال إلى أدنى حد. والذين يحدثونك عن مفاوضات جديدة، أو عن حل نهائي في المدى المنظور، يجهلون أو يتجاهلون ما جرى، فقد جرى عقد اتفاق أوسلو في سبتمبر 1993، وكان التصور المعلن أنها ترتيبات موقوتة، وأن التفاوض على الحل النهائى يستغرق خمس سنوات بعدها، وعلى موضوعات محددة بينها الاستيطان والمياه والحدود والقدس واللاجئين، وبهدف إقامة دولة فلسطينية عام 1999 بحد أقصى. وقد مرت إلى الآن أربع وعشرون سنة لا خمسا، استغرقت المفاوضات منها نحو عشرين سنة، ثم قررت إسرائيل وقف التفاوض بالاستيلاء الكامل على القدس والتوحش في الاستيطان، ولم تقم الدولة الفلسطينية ولا شبه الدولة، اللهم إلا في وثائق الأمم المتحدة، وفي اعترافات دولية متناثرة بوجودها الافتراضي، لكنها لم تقم في الواقع أبدا، ولم يحدث من تغير، إلا بقوة الناس والمقاومة المسلحة في الانتفاضة الثانية، التي أجبرت إسرائيل على الجلاء عن غزة من طرف واحد، وتفكيك مستوطناتها السبع فيها، فلم تتحرر قطعة أرض بغير سلاح المقاومة في الأربعين سنة الأخيرة، وعلى نحو ما جرى في جنوب لبنان، ثم في غزة، وحيث جرى في الحالين خلق توازن ردع جديد، لم تنجح إسرائيل أبدا في حروبه، وهو نسق أداء مختلف، هو وحده الذي يخلق فرصة للتحرير وللمفاوضات المنتجة، فما يجري على طاولات التفاوض، ليس شطارة تجارية ولا مناشدات عاطفية، بل موازين القوى على الأرض هي التي تحكم وتؤثر، ولا أحد يكسب بالتفاوض شيئا أبعد من مدى مدافعه، مع الإدراك العميق بالطبع لاتساع معنى المقاومة، وشمولها لصور من المقاومة الشعبية الجماهيرية، على نحو ما أبدع الفلسطينيون فيه بمعارك المسجد الأقصى الأخيرة، وقد نجحوا في كسر أنف إسرائيل رمزيا، وبوسعهم أن يكملوا الطريق نفسه، خاصة بعد الاتجاه لمصالحات عباس وحماس برعاية مصرية، وهو ما قد يضيف إلى إمكانية توحيد الكفاح الفلسطيني، وليس الاكتفاء بتقاسم ترتيبات سلطة وهمية، ولا بحرمان الفلسطينيين من الدعم العربي الرسمي بما يسمى «مبادرة السلام العربية»، التي يريد البعض اختصارها في التطبيع المفضوح مع بقاء الاحتلال. ولا يجوز القياس في الشأن الفلسطيني على المعاهدة المصرية ـ الإسرائيلية، المعروفة إعلاميا باسم «كامب ديفيد»، ولا على معاهدة «وادى عربة» الأردنية الإسرائيلية، التي لم تتضمن إعادة شبر أرض للأردن، بل نصت على تأجير أرض أردنية إلى إسرائيل لمدة قرن كامل، بينما جرت إعادة سيناء صوريا لمصر، ومقابل ثمن محدد، هو إخراج مصر بثقلها الحاسم من دائرة الصراع مع إسرائيل، ولم تكن النتائج «رائعة» ولا يحزنون، فقد فرضت المعاهدة نزع سلاح شبه كامل في سيناء، وبعمق يصل إلى مئة وخمسين كيلومترا من خط الحدود المصرية ـ الفلسطينية التاريخية، وحظر إقامة مطارات وموانئ حربية بحرية مصرية في سيناء كلها، وهو ما جعل من عودة سيناء عملا صوريا، ظلت آثاره الوبيلة تتفاقم، إلى أن جرت تطورات السنوات الأخيرة، وعاد الجيش المصري بكامل هيئته إلى سيناء كلها، وبما أنهى عار نزع السلاح المترتب على المعاهدة المشؤومة، أي أن الصورة في أصلها لم تكن «رائعة»، ولم تتغير إيجابا بغير الخروج عن شروط المعاهدة وقيود ملاحقها الأمنية، وبسياسة وطنية براغماتية لا تخلو من ذكاء لافت، استثمرت التواصل الأمني مع إسرائيل في تحرير حركة السلاح المصري، وتحرير سيناء فعليا لا صوريا، وبتضحيات هائلة اليوم لجنود الجيش المصري وضباطه، تصل ما انقطع مع نتائج ملاحم عبور الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973، وبدون أن تنجح معاهدة السلام (إياه) في اختراق جدار الرفض الشعبي المصري لإسرائيل، ولا في تكريس اعتراف بمشروعية التطبيع مع إسرائيل، التي أغلقت سفارتها بالقاهرة على مدى تسعة شهور أخيرة، بعد أن جرى إحراق شعبي لمقر السفارة الأصلي في 2011، وانزوت السفارة إلى مقر مهجور معزول لإقامة السفير الإسرائيلي، وهي حالة حصار شعبي لن تتغير مهما جرى، ومهما توالت مظاهر دفء رسمي مصطنع، فقد اتخذ الشعب المصري قراره الذي لا راد له، وظلت عقيدة الجيش المصري راسخة كشعبه، فالخطر الأكبر على مصر يأتي دائما من الشرق، ووجود كيان الاغتصاب الإسرائيلى في ذاته، بالحرب أو بدون الحرب، يظل خطرا داهما على الوجود المصري في ذاته، وهو ما لا يستطيع صانع القرار الرسمي تخطيه، حتى إن تجاهله أحيانا، وبدليل سعي القاهرة الرسمية المتصل لتكثيف وجودها على الجبهة الفلسطينية، ففلسطين هى خط الدفاع الأول عن الوجود المصري، وقضية فلسطين قضية وطنية مصرية. وعلى عكس الترويج لما يسمى سلام محتمل، أو صفقة كبرى ممكنة على جبهة التسوية الفلسطينية، فإن المنطقة أقرب إلى حرب جديدة منها إلى سلام، فلا يشغل إسرائيل الآن أكثر من إيران النووية الصاروخية، وتغير خرائط المشرق العربي بعد حروب سوريا، وتنامى قوة حزب الله بالذات، وتداخل جبهة الجنوب اللبناني مع جبهة الجنوب السوري في الجولان المحتل، وإسرائيل تدرك أنها لا تستطيع وحدها مواجهة التطورات الجديدة، ولا الفوز في حرب تشنها وحدها ضد إيران، وتسعى لدفع أمريكا إلى حرب مباشرة تدفع عنها الخطر الإيراني، وترامب المحاصر سياسيا في واشنطن، يسعى لكسب دعم إسرائيل واللوبي اليهودي، ويزيد من نبرته العدائية الفجة لإيران، ويريد ضم أطراف عربية للتعبئة العامة ضد إيران، وإقامة تحالف خليجي مع إسرائيل، وهذا هو المعنى المضمر في الحديث المموه عن صفقة سلام إقليمي، هي في حقيقتها توريط للعرب في استنزاف لوجيستي ومالي جديد، لا يخدم في النهاية سوى تكريس الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين. كاتب مصري لا سلام مع إسرائيل عبد الحليم قنديل |
في صراعات غرب آسيا : الولايات المتحدة اللاعب الخاسر الاكبر Posted: 24 Sep 2017 02:14 PM PDT بات غـرب آسيا أكبر ملاعب الصراع بين كبار لاعبي العالم وصغاره، وبين آخرين ارتقوا بسرعة لافتة إلى مراتب إقليمية عالية. ملاعب الصراع منفصلة ومتصلة في آن. تمتّد من الشواطئ الشرقية للبحر الابيض المتوسط إلى الشواطئ الغربية لبحر قزوين، ومن الشواطئ الجنوبية للبحر الاسود إلى الشواطئ الشمالية لبحر العرب. ملاعب الصراع في غرب آسيا مكتظة بلاعبين كثر اقليميين: عرب، وصهاينة، وترك، وكرد، وفرس. إلى هؤلاء، ثمة لاعبان كبيران دوليان: الولايات المتحدة وروسيا الإتحادية، يشاركهما أحياناً لاعب بريطاني وآخر فرنسي، ويراقب «المباريات» من بعيد لاعب دولي مقتدر: الصين. لكلٍّ من هؤلاء اللاعبين «لعبته»، بمعنى قضيته الخاصة، لكنه يشارك الآخرين في ألعابهم وألاعيبهم. اولى القضايا هي قضية العرب المزمنة، بما هي صراع من اجل الإستقلال والحرية والوحدة والنهضة. غير انه، بتدخلاتِ كبار لاعبي اوروبا وامريكا، استطاع الصهاينة مشاركة سائر اللاعبين المباريات المحتدمة منذ النصف الاول للقرن العشرين. في هذه «اللعبة» تحديداً، ازداد مع احتدام الصراع عدد اللاعبين الاقليميين من ترك وفرس. كما حاول لاعبون كرد التسلل إلى الملعبين العراقي والسوري لانتزاع ادوار لهم بغية تنظيم لعبتهم الخاصة. اقوى اللاعبين واخطرهم واكثرهم خرقاً لقواعد الصراع هو اللاعب الامريكي، ذلك انه تمكّن بعد الحرب العالمية الثانية من ازاحة اللاعبين البريطاني والفرنسي وانتزاع الكثير من ادوارهما. اللافت انه كان دائماً داعماً ومناصراً لللاعب الصهيوني في كل المباريات التي جرت على ملاعب الصراع. كما انه استفاد من خروج اللاعب الروسي بضعَ سنوات، بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، لكن، بعودة اللاعب الروسي بكامل لياقته البدنية إلى ملاعب الصراع، انحسر دور اللاعب الامريكي بشكل ملحوظ وتبدّى ذلك في نتائج المباريات التي جرت، وما زالت تجري، من عام 2011 فصاعداً. إذا ما ترجمنا هذه اللوحة الرمزية إلى وقائع سياسية وميدانية لخرجنا بصورة واقعية للوضع القائم في غرب آسيا على النحو الآتي: أولى قضايا الصراع حاليّاً تلك المحتدمة بين الولايات المتحدة وإيران، ذلك أن واشنطن تستشعر، بقلق، تنامي قوة ايران، عسكرياً وسياسياً ، ما حملها تحت ضغط «اسرائيل» من جهة، والكونغرس من جهة اخرى، على التهويل بإلغاء الاتفاق النووي المعقود بين ايران ودول كبرى ست ومصادَق عليه في مجلس الامن، ظنّاً منها أن ذلك قد يُقنع ايران بالموافقة على تعديله. غير أن طهران رفضت التعديل وهددت بردٍّ حازم على واشنطن اذا ما قامت بإلغاء الاتفاق. الواقع أن جميع الدول الموقعة على الاتفاق ومعظم أطراف المجتمع الدولي تؤيده ما قد يؤدي إلى احد احتمالين: إبقاؤه على ما هو عليه، أو قيام الكونغرس الامريكي بتشديد العقوبات على ايران إرضاءً لـِ»اسرائيل». كلٌّ من هذين الاحتمالين يُضعف الولايات المتحدة ويصنّفها الخاسر الاكبر في الصراع. ثانيةُ قضايا الصراع الحرب في سوريا وعليها، ذلك أن الولايات المتحدة، بالتواطؤ مع «اسرائيل»وبعض دول الخليج، قامت بدعم تنظيمات إرهابية ناشطة في العراق وسوريا بالمال والسلاح والرجال ما مكّنها من السيطرة، في بعض المراحل، على ثلثي مساحة العراق وأكثر من نصف مساحة سوريا. غير أن بقاء الجيش السوري متماسكاً واندفاع حزب الله إلى مساندته كما روسيا في مرحلة لاحقة، كسر هجمة الإرهابيين واخرج فصائلهم من معظم المناطق التي وقعت تحت سيطرتهم. في العراق، أعيد تنظيم الجيش وجرى دعمه بفصائل «الحشد الشعبي» ما أدى إلى تحرير الموصل ومناطق اخرى واسعة كانت وقعت تحت سيطرة تنظيمات الإرهاب. هذه الهزيمة المدوّية للإرهاب تشكّل هزيمة للمشروع الامريكي- الصهيوني الهادف إلى تفكيك الدول العربية المحيطة بالكيان الصهيوني إلى جمهوريات موز قائمة على اساس قبلي او مذهبي او إثني. كما هي هزيمة لتركيا التي حاولت، في ظل اردوغان، إحياء هيمنة عثمانية ذاوية على المشرق العربي تحت راية الاخوان المسلمين الذين يوالون اقليمياً حزب العدالة والتنمية الاردوغاني. ثالثةُ قضايا الصراع محاولة بعض قيادات الكرد استغلال انشغال دول الاقليم بحربها على الإرهاب، بغية إحياء مطلب الكرد التاريخي بإقامة دولة مستقلة تجمع شعوبهم في تركيا والعراق وسوريا وايران. اللافت أن الولايات المتحدة، بالتواطؤ مع «اسرائيل»، دعمت مباشرةً ومداورةً الكرد الانفصاليين في اطار مشروعها الرامي إلى تفكيك محيطها العربي إلى جمهوريات موزٍ هزيلة ومتناحرة. غير أن نهوض حكومتي سوريا والعراق، بالتعاون مع قوى المقاومة العربية المدعومة من ايران، إلى مواجهة الإرهاب التكفيري عطّل جهود الكرد الانفصاليين أو كاد وحمل تركيا على وقف دعمها لـِ»داعش» والتنسيق بجديّة اكثر مع كلٍ من روسيا وايران حليفتيّ سوريا في مواجهة الارهاب. مع ذلك فإن قضية الكرد الانفصاليين لم تنتهِ بعد لأن الولايات المتحدة و»اسرائيل» تثابران على دعم الكرد الانفصاليين في سوريا والعراق (وحتى في تركيا وايران) بغية تحويل غرب آسيا، على المدى الطويل، إلى موزاييك حيّ من الكيانات القبلية والمذهبية والإثنية المتمايزة والمتناحرة. رابعةُ القضايا هي قضية فلسطين التاريخية التي فقدت مركزيتها في حياة العرب والمسلمين، جرّاء صراعات الاطراف الفلسطينية، من جهة ودعم الولايات المتحدة اللامتناهي لـِ»اسرائيل» وللقوى المحلية العربية المتعاونة معها من جهة اخرى. في هذا السياق، تحاول ادارة ترامب تدوير زوايا التباين بين «اسرائيل ومنظمة التحرير ( برئاسة محمود عباس) على نحوٍ يؤدي إلى «منح « الفلسطينيين «دولة» أشبه ما تكون بكانتون بلدي بحكم ذاتي منزوع السلاح ومرتبط بالاقتصاد الإسرائيلي، على أن يتمّ ذلك كله في إطار ترتيبٍ أوسع يقضي بمصالحة الدول العربية المحافظة مع «اسرائيل» وتطبيع العلاقات بينها وبين سائر الدول العربية الرافضة توقيع معاهدة سلام معها. لا أفق لمبادرة ادارة ترامب هذه، خصوصاً بعدما تمكّنت سوريا والعراق من تجاوز خطر الإرهاب الداعشي، وبالتالي مباشرة إرهاصٍ بنهوض عروبي جديد مقاوم للكيان الصهيوني وحلفائه. خامسةُ القضايا هي قضية التخلف العربي الذي أنجب، من بين مواليد قميئة كثيرة، الإسلام السلفي المتطرف، الذي أنجب بدوره الإرهاب التكفيري المتوحش. غني عن البيان أن التخلف قضية مزمنة متعددة الجوانب ولا جدوى من مواجهتها إلا بحركة عروبية نهضوية، ثقافية واجتماعية وسياسية، تقودها طلائع مقاومة مدنية وميدانية بنَفَس طويل على مستوى القارة العربية برمتها. هذا على المدى الطويل. أما على المدى القصير والمتوسط فلا بدّ من اضطلاع قوى المقاومة العربية الحيّة في كلٍّ من سوريا والعراق بمهمة إطلاق حركة سياسية نهضوية لبناء دولة «سوراقيا» المدنية الديمقراطية الاتحادية بغية النهوض بمهمتين تاريخيتين: مواجهة الكيان الصهيوني العنصري النووي، ومقاومة الإرهاب التكفيري المتحالف مع امريكا و»اسرائيل». المقاومة هي المبتدأ والخبر. كاتب لبناني في صراعات غرب آسيا : الولايات المتحدة اللاعب الخاسر الاكبر د. عصام نعمان |
لماذا اختفت طموحات الجزائريين؟ Posted: 24 Sep 2017 02:14 PM PDT استمعت مثل بعض الجزائريين الى رئيس الحكومة الجديد/ القديم، أحمد أويحيى وهو يقدم برنامج حكومته، الأسبوع الماضي، أمام البرلمان الجزائري. تقديم لم ينل اهتمام الكثير من النواب، كما بدا من خلال غيابهم عن الجلسة وكثرة الكلام الجانبي بينهم. لكن ما أثارني أكثر هو محتوى خطاب الرجل الذي اعتبر فيه أن حكومته قد حققت إنجازا كبيرا، بعد ان توصلت بفضل سياستها المالية الرشيدة إلى ضمان أجور الموظفين للشهور المقبلة. طالبا من الجزائريين ان يحمدوا الله، على نعمه الكثيرة بفضل الرئيس بوتفليقة، فقد أصبح في مقدور أبنائهم، الاستفادة من المطاعم المدرسية التي كانوا، حسب رأيه، لا يعرفونها قبل هذا الرئيس المعجزة. خطاب أقنعني، بأن طموحات الجزائريين في تقلص واضح مع مرور الوقت، ليس كأفراد، بل كمجتمع ونظام سياسي في المقام الأول، فقد ولىّ ذلك الزمن الذي كانت الجزائر، تقارن فيه طموحاتها بإسبانيا أو كوريا الجنوبية. وترفض فيه التنازل لكي تقارن نفسها، مع تونس أو المغرب أو حتى مصر. طموحات عبّر عنها الخطاب السياسي وحاولت تجسيدها الدولة الوطنية في مشاريع تنمية واستثمارات، آمن بها المواطن وتجند لتجسيدها كمشروع جماعي، لمدة عقدين على الأقل. إذا اكتفينا بمرحلة ما بعد الاستقلال وليس قبلها، حين تمكن الجزائريون من تجسيد طموح جماعي كبير، تمثل في استعادة استقلال بلدهم وضمان حريتهم. لم تفشل فقط هذه المشاريع، بل تقلصت طموحات الجزائريين مع الوقت، فلم تعد المقارنة مع كوريا أو إسبانيا واردة ولا التجنيد حاضرا، بعد ان غابت المشاريع وفكك ما أنجز منها. مقابل هذا، اقترح على الجزائريين التوجه نحو «حياة أفضل» تعتمد على الإفراط في الاستهلاك. مباشرة بعد التخلص من الإرث البومديني المزعج، الذي لم يتحمل الجزائريون ونظامهم السياسي ونخبهم خاصة، عبء طموحاته الكبيرة إلا لوقت قصير. المفارقة ان هذا التوجه الجديد، تم الترويج له في وقت اقتربت فيه الدولة من حافة الإفلاس، بداية من النصف الثاني للثمانينيات. فكيف حصل هذا التحول وغابت فجأة طموحات الجزائريين، التي عوضت بأكل الموز وشرب «القازوز». عدة مستويات فكرية /سياسية وأخرى ديموغرافية، يمكن ان تفسر هذا التقهقر في طموحات الجزائريين، في تجسيد مشروع بناء جماعي، يتصف بالديمومة، يفتخرون به ويورثونه لأبنائهم. ما هو ديموغرافي واضح جدا، فقد شاخت الطبقة السياسية الحاكمة، مع الوقت، فلم تعد تملك طموحات الشباب التي كانت لديها في بداية الاستقلال، هي التي استمرت على رأس المواقع السياسية. عقائديا كذلك تكلست الوطنية الجزائرية التي اعتمد عليها هذا الطموح كفكرة، فلم تعد تجند وانفض من حولها المجتمع، المكون من أغلبية من الشباب. عكس ما كان عليه الوضع في بداية ظهورها في عشرينيات القرن الماضي، عندما انفتحت على الفكر الإنساني ونهلت منه. وطنية أصبحت أكثر محافظة، بل رجعية مع الوقت، بعد ان تآكلت قيمها واستغلت كغطاء لتبرير ما لا يبرر من أساليب التسيير الذي أنجزته الدولة الوطنية، لمدة نصف قرن. فقد استهلكت الفكرة ولم تعد قادرة على التجديد والتجنيد. أساليب التنشئة التي تبنتها المؤسسة التربوية والعائلة، ساهمت بدورها في التقليص من هذه الطموحات، لدرجة القضاء عليها في بعض الأحيان. فالتنشئة الاجتماعية لا تعترف إلا بالنجاح الفردي. وليس الجماعي الذي لا ترى نفسها مسؤوله عنه. وحتى هذا النجاح الفردي إن كان موجودا يحارب. فمجتمعاتنا، تخصصت تقريبا، في محاربة النجاح الفردي والتميز. فكل ما هو مطلوب، نوع من التساوي والتسطيح العام والغبي، قريب كقيمة من الثقافة المساواتية التي سادت جزائريا، في مجتمع، يصر على أننا كلنا، أبناء تسعة أشهر. تنشئة اجتماعية، تحث على النجاح الفردي والعائلي الضيق، لكنها لا تهتم بالشأن الوطني العام، ولًدت نزعة نجاح فردي قوية لا يقف امامها أي عائق أخلاقي أو ديني. فالمهم تحقيق النجاح المادي. فقد بين آخر سبر للآراء (يونيو 2017) في الجزائر أن 1% فقط، من الشباب الذين تقل أعمارهم عن 35 سنة، منخرطون في أحزاب سياسية. في مجتمع، يواجه تحديات سياسية كبرى، مازالت تنتظر الحل. الفريق الوطني لكرة القدم، قد يكون أحسن مثال للتعبير عن مخرجات هذه التنشئة الاجتماعية، التي أنجزها المجتمع بمؤسساته كالمدرسة والأسرة. فالفريق مكون من فرديات دولية ممتازة، نجحت في الخارج غالبا، لكنها لا تكوُن فريقا وطنيا كبيرا. فالجزائري يمكن ان يكون ناجحا كفرد، خاصة إذا كان خارج الجزائر، لكنه لا يعرف كيف يكون ناجحا كجماعة في بلده، بعد أن ضاع منه حس بناء طموحات جماعية كبيرة، ليتحول إلى مستهلك لذكريات قديمة، يعود كل مرة للحديث عنها والتفاخر بها (ربحنا ألمانيا في 1982). الاتجاه الى المبادرة الخاصة في الميدان الاقتصادي، بعد التخلص من الإرث الجماعي الاشتراكي بكل عيوبه، لم ينتج حالات نجاح وطموحات كبيرة في الميدان الاقتصادي، الذي بقي بعقلية الورشة، فلم تنتج التجربة المقاول صاحب المشروع الناجح والكبير، الذي ينتج ويصدر ويشغل الناس، إلا كاستثناء، بل أنتجت أكثر الغني والميسور، الذي يرفض مغادرة منطق المشروع العائلي، فكل طموح رجل الأعمال الجزائري لا يتعدى افراد عائلته وأصهاره وبعض أبناء قريته من الفقراء والمساكين، الذين يتصدق عليهم بالعمل عنده، أو بمناسبة الأعياد الدينية والوطنية. فليس المطلوب، خلق أنداد أقوياء ضمن مشروع جماعي كبير، بل فقراء للتصدق عليهم. وضع يمكن تعميمه على المشاريع الثقافية، كالصحافة المستقلة التي انطلقت جرائدها، منذ ثلاثين سنة خلت، بأربع وعشرين صفحة، وقد تختفي كعناوين، بعدد الصفحات نفسه. فلا ملاحق ولا اسبوعيات ولا نشر متخصص. مع فشل في اللقاء الإيجابي، مع اللحظة الرقمية، ما قد يزيد من سرعة اختفائها. فقد تبين مع الوقت أنها كانت «مغامرة فكرية «، من دون طموح جماعي فعلي يسندها، اللًهم إلا تحسين الوضع المالي للمبادرين بالمشروع، كأشخاص. لنكون مرة أخرى أمام قاعدة النجاح الفردي، على حساب قيم العمل الجماعي الذي لم يعد يؤمن به الجزائري كثيرا. في وقت مازالت الجزائر في حاجة الى مشروع جماعي طموح ، يحافظ عليها كدولة وأمة، من دونه، تبقى مهددة وفي مهب الريح، كما هي وضعيتها الآن، بعد ان تأكد أن إعادة مشاهدة مقابلة الجزائر ضد المانيا التي ربحتها ذات مرة أو إعادة بث فيلم «معركة الجزائر»، لم يعودا كافيين، لتحفيز الجزائريين، لبناء مشروع وطني طموح. كاتب جزائري لماذا اختفت طموحات الجزائريين؟ ناصر جابي |
رحيل مهدي عاكف: جريمة جديدة للانقلاب Posted: 24 Sep 2017 02:13 PM PDT خرج أحمد بن حنبل من المِحنة إماما لأهل السنة، يقترن ذكره بنصرة الدين، وأما خصمه ابن أبي دؤاد، فصُودرت أمواله، وأصيب بالشلل، وأصبح مسجونا في جلده، ولحقه العار أبد الدهر. عاشت أفكار ابن تيمية تبرُق في كل عصر، بينما خصمه علي البكري الذي كفّره واستحلّ دماءه واستجلب له الأذى من السلطان، لُوحق وطُورد وَهَامَ على وجهه، ولم يجد مكانا للاختباء أكثر أمْنًا من دار ابن تيمية، فأتاه صاغرا، ولم تُفارقه المذلَّة في الحياة وبعد الممات. وبلغت كتب سيد قطب الآفاق، فلا تخلو مكتبة إسلامية من الظلال حتى لدى مُنتقديه، أمّا جلّادُوه وسجَّانُوه فذهبت أسماؤهم إلى مزابل التاريخ، لا يُذكرون إلا وتُذكر فضائحهم الأخلاقية. إن دماء الأحرار المصلحين لا يفنَى شَذاها، تنقضي حياتهم فتتألّق أسماؤهم، أما أعداؤهم فيُفضحون على رؤوس الأشهاد. التاريخ يعيد نفسه، يموت المناضل محمد مهدي عاكف في سجون العسكر، فيكون موته حديث الساعة، ويبلغ ذِكْره الآفاق، ويرْثِيه القاصي والداني، ويتعرفُ عليه من كان يجهله، ويرفع الله له ذِكره، ليناله من الثناء والمديح ما لم يكن له في حياته. وفي الوقت نفسه تزداد فضائح النظام الانقلابي التي أزكْمت رائحتها الأُنوف، واكتسبت صفحاته مزيدا من السواد، بعد هذه الجريمة، وأسميها جريمة قتل مع سبق الإصرار وليست وفاة، فمثل هذا الرجل المسن الذي تفصِله بضعة أشهر عن بلوغ عامه التسعين، ومع ما أُصيب به من أمراض كفيلة بحصوله على عفو صحي بموجب القانون، ومع الإهمال الصحي البالغ للشيخ الهرم، كل ذلك يجعلها جريمة قتل لا وفاة عادية. فالرجل الذي وجهت له تهم عديدة منها إهانة القضاء وبرأته المحكمة، لكنه بقي في السجن بتهم أخرى تتعلق بمزاعم قتل المتظاهرين، كان يعاني من سرطان البنكرياس والصفراء وسرطان القنوات المرارية، وضعف في عضلة القلب، وتضخُّم البروستاتا، وكسر في المفصل الأيسر، وغيرها من الأمراض التي تحول بينه وبين تناول طعامه وعلاجه، أو تغيير ملابسه بنفسه، ومع ذلك قد واجَهَ تعنُّتا شديدا لإخلاء سبيله بضمانات احترازية بعد التدهور الشديد لحالته الصحية، ورُفض نقله لمستشفى خاص لتلقي العلاج. ولعل القارئ يتذكر رجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى المُتهم في جريمة مقتل المطربة سوزان تميم في عام 2008، حينها صدر الحكم ضده بالإعدام، ولكن تم تخفيف الحكم، ليصل إلى السجن 15 عاما. لم يُكمل الرجل مُدّته، فقد شمله رئيس النظام بعفوه لظروفه الصحية، فخرج كأن شيئا لم يكن، يزاول أعماله ويتفقد مشروعاته منتصب القامة في كامل أناقته ولياقته، لتقوم بعدها وسائل الإعلام الرسمية والموالية للنظام بتلميعه والإشادة برؤيته الاقتصادية القوية، وخبرته في المشروعات الكبرى مع توقعات بأن يحدث طفرة في التنمية والمشروعات العمرانية. أما رجل مناضل وقامة سياسية وفكرية مثل عاكف، فلم يكن له نصيب من هذا العطف وتلك الرأفة رغم أحواله الصحية المتدهورة. هي جريمة مُتمّمة لما سبق من جرائمِ نظامٍ، امتلأت سجونه بمعتقلي الرأي والمعارضين السلميين ومن لا ذنب لهم سوى المطالبة بالإصلاح، بصورة جعلت الملف الحقوقي لذلك النظام مدعاة للسخرية في كل بقاع الأرض. ونحن في هذا المقام لا نتحدث عن عاكف باعتباره مرشدا سابقا لجماعة الإخوان، خاصة أنه مات وليست له أي علاقة رسمية بالجماعة، الأمر أكبر من الحزبية وأعظم من أي تنظيم، فإنما نتحدث عن مناضل سياسي، نذر نفسه وهو في مقتبل العمر للدفاع عن دينه وأمته ووطنه. لقد كان عاكف الذي ولد عام 1928 في طليعة من زحفوا إلى فلسطين أيام حرب 1948، تحت مظلة الإخوان، وعلى أعين الجامعة العربية، كما شارك بقوة في العمليات الفدائية ضد المحتل البريطاني وترأس معسكرات جامعة إبراهيم (عين شمس حاليا) حتى قيام ثورة 1952. وكشأن كل عناصر الإخوان في الحقبة الناصرية، تم اعتقال ذلك الشاب المناضل عام 1954، وكان قد سلم نفسه أولا لمقر البوليس الحربي فقضى في السجن 25 يوما، خرج بعدها ليواجه حكما بالإعدام بتهمة مساعدة وتهريب اللواء عبد المنعم عبد الرؤوف، الذي كان قائدا في جيش فلسطين، ثم خفف الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبدة. خرج عاكف من سجنه عام 1974 في عهد السادات، وزاول عمله مديرا عاما للشباب في وزارة التعمير، واشترك في تنظيم المخيمات للشباب الإسلامي على الساحة العالمية، في السعودية والأردن وماليزيا وبنغلاديش وتركيا واستراليا ومالي وكينيا وقبرص وألمانيا وأمريكا وبريطانيا، وعمل مديرا للمركز الإسلامي في ميونخ. تم اعتقاله مجددا عام 1996 بتهمة رئاسته للتنظيم الدولي للإخوان، وقضى في السجن ثلاثة أعوام. تم اختيار هذا الرجل للمرتبة الـ 12 ضمن 50 شخصية مسلمة مؤثرة عام 2009 وفقا لكتاب أصدره المركز الملكي للدراسات الاستراتيجية الإسلامية في الأردن. عارٌ على النظام أن يكون هذا صنيعُه مع قامة سياسية وفكرية من أبناء الأمة مثل مهدي عاكف، لا لشيء إلا لأنه ينتمي فكريا لجماعة كانت تشغل المقاعد في البرلمان، ولها مؤسساتها الخدمية التي كان يفزع إليها الشعب. إن لم يشفع لديهم نضاله من أجل الوطن ومن أجل القضية الفلسطينية، فلماذا لم يشفع له سِنُّه ومرضه؟ علما بأن الرجل لم تثبت عليه فعليا أي تهم موجهة إليه. كان بإمكان النظام الانقلابي إبداء لمسة إنسانية بالإفراج عن ذلك الشيخ المُسن، تُلطّف الأجواء بعض الشيء، وتُحسّن من صورة الملف الحقوقي تجاه المعارضين، وتكون على الأقل شيئا يجده أنصار النظام للتحدث والترنم به، لكنه الإصرار على الحماقة. ونعم إنها جريمة مُتمّمة لما سبق من جرائم العسكر، بكل تفاصيل المشهد، فلم يكتفوا بهذا التعنُّت الذي أوْدى بحياة الرجل، وإنما بالغوا في التشديد والتعسف في إجراءات الجنازة والدفن، عندما رفض الأمن أن يحضر سوى فرد واحد من أسرته أثناء الغسل، وقام بالصلاة عليه في المستشفى الحكومي التي مات فيها، خمسة رجال وأربع سيدات، ولم يُسمح بالتواجد أثناء الدفن سوى لأربعة أشخاص، بحسب وكالة الأناضول، وهو ما يتشابه مع مراسم جنازة مؤسس الجماعة حسن البنا. فليهنأ ذلك المناضل بلقاء ربه والله حسيبه، وليبوء أهل الجور والظلم بمزيد من الفضائح المُدوّية، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. كاتبة أردنية رحيل مهدي عاكف: جريمة جديدة للانقلاب إحسان الفقيه |
المسكوت عنه في مشروع الاستفتاء Posted: 24 Sep 2017 02:13 PM PDT مع نشر هذا المقال لن يكون هناك إلا قليل من الوقت يفصلنا عن موعد إجراء الاستفتاء في إقليم كردستان العراق لتقرير مصير شعبِ مُحاصر بإكراهات الجغرافيا، إذ توزع أبناؤه بين دول تبنت سياسة الحديد والنار لفرض التجانس القسري وانصهار هوية الأقليات في بوتقة الشعارات التي ما أثمرت إلا المزيد من الهزائم على المستوى الخارجي، وتفاقم القمع على المستوى الداخلي. من الواضح لمن تابع التطورات المتلاحقة خلال السنوات الثلاث السابقة في الساحة العراقية، أنَّ ظهور تنظيم «داعش» كان تحدياً كبيراً للدولة العراقية، بحيثُ توقع المراقبون أنَّ انهيار الجيش العراقي وسيطرة «داعش» على مساحات واسعة من الأراضي وسط العراق يُحتمُ إعادة النظر في هيكلية الحكم والتحري عن العوامل وراء هشاشة الأنظمة الدفاعية، في بلد يتسمُ بالتنوع والتعددية العرقية والمذهبية، إن أريد للعراق البقاء والاستمرارية، لكن لا يبدو أن تلك الهزيمة الساحقة فتحت باب المراجعة بوجه سياسات نظام المُحاصصة الطائفية والعقلية المذهبية، التي أدت إلى تشرذم إرادة العراقيين، وأفشلت مشروع بناء عراق جديد يستوعب أطيافا وتيارات مختلفة، الأمر الذي عزز الخطاب الانفصالي لدى المكون الكردي، وبدأت القيادات الكردية الترويج لمشروع بناء دولة مُستقلة عن العراق، هنا لا يمكن تغافل دور الكرد في عراق ما بعد 2003، إذ شاركوا في كتابة الدستور، وارتأت القيادة الكردية ضرورة البقاء داخل الكيان العراقي في إطار نظام اتحادي، وشهدت مدن إقليم كردستان ازدهارا ونمواً اقتصادياً مع ما تمتعت به الحكومة من الاستقلالية في قراراتها عن المركز، إضافة إلى وجود الكرد في مناصب سيادية في بغداد، وفقاً لاستحقاقهم المستند إلى مبدأ المحاصصة، إذ شغلت شخصيات كردية على مدى عقد ونيف وحتى الآن، منصب رئيس الجمهورية، وزير الخارجية، رئيس هيئة أركان الحرب، فوق ذلك أن النواب الكرد في مجلس النواب العراقي لم يغِيبوا عن الدورات البرلمانية منذ بدء المؤسسة التشريعية أعمالها في مرحلة ما بعد سقوط النظام البائد، بينما تصرُ القيادة الكردية على المضي لإجراء الاستفتاء وإعلانها التوصل إلى قناعة بأنَّه لم يعد بالإمكان الحفاظ على شعرة معاوية مع بغداد. يحقُ للمراقب أن يتساءل ماذا عَمِلت القيادة الكردية في بغداد منذ 2003؟ هل يُعقل أنه بعد ثلاث عشرة سنة اكتشف هؤلاء أصحاب المعالي والفخامة بأن مناصبهم كانت كارتونية؟ ونحن نقول ذلك لا يغيبُ عنا ما قاله رئيس إقليم كردستان عن شعورهم بالندم للمشاركة في كل الحكومات التي تعاقبت على إدارة دفة السلطة منذ 2003، لكن لا يساورنا الشكُ بأنَّ هذا الكلام لا يكونُ مُقنعا بالنسبة للمتابع الذي شاهد تسابق الأطراف الكردية على تسنم الوزارات والتوظيف في القنصليات العراقية، هذا إلى جانب أنَّ التذرع بإخفاق مبدأ الشراكة، وعدم التزام بغداد بالاتفاقيات والبنود الدستورية لإعلان الانفصال عن العراق، يضع علامة استفهام على كفاءة من مثلَّ الكرد في بغداد، من جانب آخر هل هم كانوا ضيوف شرف على وليمة الحكم فقط؟ هنا يقتضي التحليل الموضوعي إلقاء اللوم على الجانبين، بغداد والقيادة الكردية في آن، لفشلهما في إيجاد الحلول للملفات الخلافية، وعدم التوصل لصيغة توافقية، وما يزيدُ من سخونة الأوضاع ويعقد المشهد السياسي في العراق، أن مشروع الاستفتاء يأتي في ظل مرحلة حساسة تمر بها المنطقة، إذ أن الحرب ضد الإرهاب لم تضع أوزارها بعدْ، كما أن دول الجوار تُعارض عملية تجزئة وشرذمة العراق، ليس ذلك فحسب، بل إن الدول التي تعتبرها القيادة الكردية حليفة لها تؤكد على التبعات الخطيرة لمشروع الاستفتاء، بحيثُ صرح مبعوث الرئيس الأمريكي إلى التحالف ضد «داعش» بريت ماكغورك بأن (الاستفتاء ينطوي على قدر هائل من المخاطر لا يمكن للولايات المتحدة السيطرة على تداعياته). زدْ على ذلك إن الدول المجاورة ترفضُ مشروع الاستفتاء، وهناك مشاورات مستمرة بين إيران وتركيا حول الخيارات التي يجبُ اللجوء إليها لثني القيادة الكردية عن هذا القرار، ومن المعلوم أن اقتصاد الإقليم يعتمدُ فقط على عائدات النفط، ولا وجود لمصادر اقتصادية أخرى، واذا قطعت تركيا الطريق على تصدير النفط إلى الأسواق العالمية فلا وجود لما يعوض المنفذ التركي، كما أن المناطق المتنازع عليها تُعدُ قنبلة موقوتة لا تنفع الشعارات الرنانة في معالجتها والتغطية على خصوصيتها، إذ ما فتئت الأقليات الموجودة في تلك المناطق تؤكد على اعتراضها لإجراء الاستفتاء ضمن حدود مدينة كركوك ومحيطها، وذلك يوضح وجود تسارع في قرار الاستفتاء، من دون انخراط سلسلة من المفاوضات مع بغداد ودول الجوار وإقناع جميع الأطراف الإقليمية والدولية بما يستوجب قرار الانفصال عن العراق، لأن القيادة الكردية حتى لو نجحت في الانفصال عن العراق وإقامة دولة مستقلة، ستكون محكومة بمنطق جغرافي يجمعها ببلدان أخرى، وأي كيان سياسي إذا لم يفلح في التواصل مع حزامه الجغرافي لن يستمر طويلاً، ويخطئ من يقارن التجربة الكردية بمشروع الكيان الإسرائيلي الدخيل، الذي حاربته كل الدول العربية، لإنَّ إسرائيل حظيت بدعم أمريكا، ويعرف الجميعُ مشروع الجسر الجوي الذي من خلاله أمدت أمريكا القوات الإسرائيلية بالمعدات العسكرية أثناء حرب 1973 مع مصر، وإن كانت ثمة ثوابت في سياسية أمريكا فهي تتمثل في دعم ومساندة إسرائيل وضمان تفوقها العسكري، فضلاً عن كل ما سلف ذكره فإن العقدة الإساسية في المعادلة هي غياب التوافق الكامل بين الأطراف الكردية، ما يشرع الباب على سيناريوهات خطيرة ويدرك المُتبصر وجود تباين في مواقف المدن الكردية حول مشروع الاستفتاء، وإن غالبية المواطنين يطالبون بإيجاد الحلول للأزمات الاقتصادية، مؤكدين أن مشروع الاستفتاء ليس إلا قفزاً في المجهول. وهنا لا بدَّ أن نشير إلى أن وجود الكرد في بغداد، حفظ التوازن في توزيع المناصب بين الحزبين الرئيسيين في الإقليم، فماذا سيكون الأمر إذا توقفت كفة بغداد في الميزان؟ وكيف يمكن معالجة مسألة العائدين؟ قصارى القول في هذا السياق هو أن القيادة الكردية أمام خيارين صعبين، في حالة نجاح مشروع الاستفتاء فإن الرؤية حوله غير واضحة، وإذا تراجعت عن المشروع ستعتبر أول من أحرقت ورقة القضية الكردية. كاتب عراقي المسكوت عنه في مشروع الاستفتاء كه يلان مُحمد |
ابحثوا عن الطفل الذي في داخلكم! Posted: 24 Sep 2017 02:13 PM PDT في داخلِ كلِّ واحدٍ فينا طفلٌ صغير، لم يكبُرْ بعد، تماماً كما غنّت فيروز قديماً (هنّي كبروا ونحن بقينا صغار!) وهذا الطفل الذي يرفض أن يكبر ويرفض أن يصطبغ بالزمن وتغيّراته وتقلّباته، هو القلبُ النابضُ في داخلنا الذي يمدّنا بالطاقة اللازمة للاستمتاع بالحياة، والاندهاش بكل ما فيها، والاندفاع نحو معاركتها والمضي إلى مداها دون خوف أو كثرة حسابات وتعقيدات روتينية. إنه السن الضاحك في داخلنا، ذلك الذي يرخي ظلال المرح وخفة الدم ويكسر روتين الحياة الرتيبة والمملة، ثقيلة الدم، ويدفعنا للانفجار في الضحك في أحلك اللحظات ساخرين على سوء حظنا! هو المُكتشف، الذي يشجعنا كي نكسر القيود التي تعيق حركتنا، ونسبر أغوار كل ما هو جديد وغامض وشيّق ومثير، هو الذي يرسل رسائله الداخلية ويخاطبنا كل يوم ليطالبنا بخوض مغامرة جديدة «قد تكون غير محسوبة» ولكنها بالتأكيد ممتعة ومفيدة. بالاطلاع على علم النفس والسلوك، والتحديثات التي أدخلها على نظرية فرويد «التحليل النفسي»، نجد أن الانسان تتحكم فيه ثلاث دوائر تتقاطع فيما بينها لتُشكّل في النهاية شخصية الفرد، التي يمتاز فيها عن الآخرين، وهذه الدوائر هي «الطفل» في داخلنا، العصيّ على القوانين والتعليمات والاملاءات، و»العاقل» وهي شخصيتنا التي نضجت عبر الزمن نتيجة تراكم المعرفة والخبرة في الحياة، وتتكون من العقل والمنطق، يضاف اليه الذكاء العاطفي الذي يتحكم في تصرفاتنا وانفعالاتنا، أما الدائرة الثالثة فهي «الضمير» الذي يمثّل السلطة ويتأثر بالمحددات الخارجية من قوانين، وتقاليد عائلية وأعراف اجتماعية ومذهبيـة. وهكذا نرى أن التوازن بين هذه الدوائر الثلاث يخلق شخصية متناغمة سليمة نفسياً قادرة على التأثير الإيجابي في المجتمع والتعلم والاستفادة من كل ما هو مفيد ونبذ كل ما هو قبيح. ولكن إذا طغى جانب على آخر اعتلّت الصحة النفسية للفرد وتأثرت سلباً وظهر ذلك جليّاً في تصرفات الفرد وتعاطيه مع من حوله. إننا ودون ان نشعر ننحاز بشكل تلقائي نحو شخصيتنا العاقلة، والتي تتأثر بدورها بسلطة الضمير، ما يدفعنا لأن نكبت الطفولة الكامنة في داخلنا، نقيّدها بقيود المجتمع والعيب والخوف من القيل والقال، نصرخ في وجهها كي تكفّ عن الطلب، بل ونعاقبها إذا شعرنا انها تجاوزت حدودها، ورويداً رويداً تضعف وتهزل ويخفت صوتها، ولا يبقى سوى صوت شخصيتنا «العاقلة» التي كَبُرت واستوعبت دروس الحياة وتأقلمت مع المجتمع والبيئة المحيطة، ونظن حينها أننا أحسنّا صنعاً، وهذه هي خدعة الحياة الكبرى! إن الطفل وحده قادر على طرح الأسئلة المحرجة علينا، إنه قادر على طرح ذلك النوع من الأسئلة التي تثير حولها زوبعة من التفكير، هو الذي لا يعترف بالقواعد فيدفعنا للتفكير خارج الصندوق ويساعدنا على الخروج من المشكلات، هو الذي يمتلك قدرة كبيرة على التحليل، لأنه يرى الصورة على حقيقتها دون رتوش ويفكر دون استخدام «الفلاتر» كما نفعل نحن، هو الذي يدفعنا نحو التأمل والإبداع والخيال والحلم، وبدونه نحن مجرد دُمى تؤدي أدواراً ثقيلة الدم على خشبة المسرح، وتصبح مدعاةً للشفقة! يقول الفيلسوف الوجودي، الفرنسي جان بول سارتر «إن الحياة ثلاث مراحل، اعتقادك أنك سوف تُغيّر الدنيا، إيمانك بأنك لن تُغيّر الدنيا، ثم تأكدك من أن الدنيا قد غيّرتك!» وهذا القول يعكس تطوّر شخصياتنا عبر الزمن والصراع الدائر بين دوائرها، فعندما نفكر بعقلنا الطفولي الطامح الحالم المُكتشف والمُبدع، نؤمن حينها بقُدرتنا على التغيير، والثورة على المفاهيم المغلوطة والبائدة، ولكن رويداً رويداً تفتر أحلامنا وننغمس في الدنيا دون أن نشعر، فنستسلم لقيودها ومُحدّداتها وروتينها، ثم ينخفضُ سقف أحلامنا وتضيق دائرة اهتماماتنا، إلى أن نصل إلى مرحلة مواجهة الحقيقة، في أننا فشلنا وكنّا مجرد رقم زائد أو خانة على هامش هذه الحياة. أتعلمون لماذا نتحسّر على أيام زمان، وندعوها «الزمن الجميل» رغم أن الزمن قد تقدّم وأصبح أكثر رقيّاً، وأننا أنفسنا بتنا في وضع أفضل بكثير مما سبق؟! لأننا نتحسّر على شخصيتنا الجميلة حينها لا على ذلك الزمن، ونتحسّر على طبيعة علاقتنا البريئة مع من حولنا، وطيبة الأصدقاء والمعارف قبل أن يلوّثهم ويلوّثنا الزمن! إن رحلة حياتنا تشبه بل تكاد تتطابق، مع رحلة شاب نبيل وشهم ينضم إلى جيش بلاده تحقيقاً لكل الشعارات النبيلة التي يؤمن بها، وعند مواجهته لحقيقة الحرب القذرة في أولى معاركه، يتعرّض لهزّة فكرية ونفسية، ويرفض المشاركة في الجرائم التي يراها، يعترض، يحاول أن يرفض وأن يُقنع الآخرين، دون جدوى، إلى أن يضطر لأن يقتل لأول مرة في حياته دفاعاً عن النفس، وبعد عدة معارك يعتاد الأمر، ثم يبدأ بتنفيذ كل ما هو مطلوبٌ منه، يقتل لمجرد القتل، إلى أن يصبح الموضوع تسلية مثيرة، ومنافسة بين قرنائه، ويستمر الموضوع إلى أن يجد نفسه قد أصبح وحشاً، مُناقضاً لكل ما كان يأمل من نفسه أن يكون حين شارك في الحرب. وبعد عودته إلى وطنه، يفشل في العودة إلى شخصيته التي كانها، لأنها هربت ودخلت مرحلة البيات الشتوي القسري، ثم يفشل أيضاً في الاستمرار كما هو! إننا في أشد الحاجة إلى أن نطلق العنان لأنفسنا للتأمل في هذه الحياة بعيداً عن كل ما ألفناه وتعوّدنا عليه وأقنعنا أنفسنا أنه الصواب، كما أننا بحاجة إلى الخروج من قوقعة حياتنا اليومية الروتينية، والانطلاق نحو فضاء أوسع وأرحب، لاستعادة طفولتنا وسذاجتنا وبراءتنا التي لا أقول فقدناها، ولكني أقول إننا شاركنا في قتلها. وأقتبس في النهاية من الرواية الفلسفيّة «عالم صوفي» ما يلي: «مع أن الأسئلة الفلسفية تخص كل البشر إلا أنهم لا يصبحون كلهم فلاسفة لأن أكثر الناس ولأسباب مختلفة مشغولون بحياتهم الخاصة إلى حد لا يترك لهم وقتا ليندهشوا أمام الحياة!!» ابحثوا عن الطفل المنكمش في داخلكم، أعطوه الفرصة للحياة، دعوه يتكلم ويعترض ويشاغب ويقودنا نحو الجنون، فالجنون في عصرنا هو عين العقل! كاتب ومُدوّن من الأردن ابحثوا عن الطفل الذي في داخلكم! أيمن يوسف أبولبن |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق