السيسي وماكرون: لماذا لم تعد حقوق الانسان مهمة؟ Posted: 25 Oct 2017 02:28 PM PDT اكتشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال لقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الثلاثاء الماضي إنه ليس من شأنه «إلقاء محاضرات» على مصر بشأن الحريات المدنية. السيسي لم يكتف بردّ تحية الرئيس الفرنسي الشاب بأحسن منها بل فاجأ الجمهور الذي تابع مؤتمره الصحافي مع ماكرون بمحاضرة من الوزن الثقيل مؤكدا حرص بلاده «على الالتزام بمعايير حقوق الإنسان في إطار دولة ديمقراطية ومدنية وحديثة». ولأن هذا التأكيد لا يكفي لإقناع الجمهور بعد أن بات سجل انتهاكات أجهزة الأمن والجيش الفظيعة لحقوق الإنسان في مصر معروفاً فقد أخرج السيسي من معطفه فكرة جديدة لا تتعلق بالنظام نفسه بل بالشعب المصري الذي، حسب رأي رئيسه، «لن يقبل ممارسة سياسية عنيفة أو ديكتاتورية ضد حقوق الإنسان»، وهو رأي يتحدّى العقل حقّاً فما هو وزن قبول أو عدم قبول الشعب المصري للممارسات العنيفة والدكتاتورية ضد حقوق الإنسان إذا كان النظام دكتاتوريا وعنيفا، وإذا كان اعتراض أفراده أو جماعاته وأحزابه على تلك الممارسات ستؤدي بهم إلى السجون والمحاكم؟ ولأن نظامه لا يمارس التعذيب يطالب السيسي من الجميع «أن يتحسّب من المعلومات التى تنشر بواسطة منظمات حقوقية»، أما إذا لم يقتنع «الجميع» بأن نظام السيسي لا يمارس التعذيب وصدق المعلومات التي تنشرها منظمات حقوقية فعليهم على الأقل أن يضعوا ميزانا ذا كفتين يوازن بين «التركيز الدولي على الحقوق السياسية» و«حقوق الإنسان في التعليم والصحة»، لأن مصر «ليس بها تعليم جيد ولا علاج جيد»، وهذا المنطق الغريب يعتبر أن الحصول على تعليم وعلاج جيدين لا يستقيم من دون انتهاك الحقوق السياسية للمصريين. هذا المنطق، في الحقيقة، يتقصد تجاهل أن التراجع المهين في كل مجالات الحياة في مصر (وليس في التعليم والصحة فحسب) مرتبط باختلالات النظام السياسي وطبيعته العسكرية والأمنية. بعد إنكار التعذيب والإساءات لحقوق البشر، تحدث السيسي عن كون بلاده تمر في ظروف أمنية مضطربة «إثر انتشار أفكار متطرفة تدعم ظاهرة الإرهاب»، وهذا طبعاً بيت القصيد، وأحد أطراف المعادلة التي جعلت السيسي، لا ماكرون، هو الأستاذ المحاضر، فالسيسي كان موضوع إشادة ماكرون بجهود قواته في مجال «مكافحة الإرهاب»، وهي كلمة السرّ التي فتحت أبواب الإليزيه للسيسي، وجعلت ماكرون، الذي كان قد أعطى الدول الأفريقية، سابقا، نصائحه الثقافية عن دور التزايد السكاني فيها في نشر التخلف، يقرّر هذه المرّة مديح «الجهود الأمنية» للمشير، وبدل التركيز على الحقوق السياسية فقد ركز على إبرام الصفقات وتقريظ «الشراكة الاستراتيجية» مع القاهرة. تعليقات المصريين الساخرة حول لقاء الرئيسين وتصريحاتهما أصابت كبد المسألة فمن قائل إن ماكرون لا يستطيع إعطاء دروس في حقوق الإنسان لرئيس دولة دكتاتور، بلده أكبر مستورد للسلاح من فرنسا «بلد الحرية والعدالة والمساواة»، إلى متسائل عن سبب شراء السيسي لكل هذه الأسلحة، من غواصات وطائرات عسكرية، وهو يرأس بلدا غارقا في الديون، ولا يخجل في الوقت نفسه من الحديث عن تدهور الصحة والتعليم والمرافق. السيسي وماكرون: لماذا لم تعد حقوق الانسان مهمة؟ رأي القدس |
غاب ذياب بن غانم وجاب… Posted: 25 Oct 2017 02:28 PM PDT - أنت الوحيد في عائلتنا الذي سيشتغل هذه الشغلة، شو جابرك على هذا العمل! - يا با، أي شُغل أفضل من البطالة، ثم إنني أحب تجريب الأعمال كلها. - ولكن برّاك! تساءل والدي مندهشًا. والبرّاك هو العامل في معصرة الزيتون. في سن مبكرة صرت فرّاط العائلة إلى جانب والدي، والفرّاط هو من يتسلق العمدان ويضرب الأغصان بالشقشاقة لتسقط على الفَل، والفلّ هو قماش أو نايلون يفرش تحت الشجرة، والعمود هو شجرة الزيتون المعمّرة مئات السنين، وفي اللغة الخشبة التي يقام عليها البيت ومنها اشتقت رتبة العماد المقابلة للجنرال، أما الشقشاقة فهي عصا طويلة تبدأ ثخينة قاسية من مقبضها ثم تصبح أرفع فأرفع وأكثر مرونة حتى طرفها، الجيد منها من السنديان، وقد يصل طولها أربعة أمتار، وشقشاقة لأنها تشق طريقها بين الأغصان لتسقِط الحب، أما القصيرة منها فهي العُبعبية، لأنها تستعمل لأعباب الشجر، أما الشجرة الحديثة السن، فاسمها نَصْبَة لأنها واقفة مُنتصبة، فتقطف بالأمشاط أو بالأصابع فكأنك تحلب الأغصان حلبا. نقلتُ العدائل إلى المعصرة، والعديلتان في الأصل هما غرارتان متعادلتان في وزنهما توضعان على ظهر الدابة، وهي كيس من الخيش يتسع لنحو خمسين كيلو من الحَبّ، وتزمُّ فتحته بالخلال، والخلّ الواحد هو قضيب رقيق ينمو حول جذع الزيتونة، يُنظف بالسكين ويحدد رأسه حتى يصبح كمغزل رقيق لين يتخلل فتحة الكيس كأنها عملية خياطة لتغلقها تماما. أتممت أنا ووالدي عصر الغلّة من زيتونات أهلي في المعصرة، وخلال هذا دار حديث بيني وبين أحد البرّاكين فسألني إذا ما كنت أرغب بالعمل برّاكا في وردية الليل! تحمّست للفكرة وشعرت بسعادة خفية تدبّ في عروقي. عامل المعصرة يسمّونه برّاك، لأنه يطرح البركة في الموسم، يُفرغ الحب في حوض له منفذ يفضي إلى الجرن الكبير حيث يدور حجرا الرحى الضخمان لهرس الحب جيّدا، يسكب البراك الماء داخل الجرن، وعندما يصبح الهريس ناعما، يَفتح جارورا صغيرا في طرف الجرن، فينسكب الهريس منه إلى جرن كبير، يعبّئه البرّاكون في المخالي بأيديهم وبرفوش قصيرة. والمخلاة تشبه إطارا رقيقا من خيوط الكتان والأمراس الرفيعة في وسطها ثقب، يُفرد في جوفها الهريس، لها أذنان تمسك منهما وتوضع فوق بعضها بعضا ويمرر عمود مركز المكبس من ثقوبها حتى تصل المخالي سقفه وهو بارتفاع مترين ونصف المتر تقريبا، وتبدأ عملية العصر. كان للمعصرة محرك خاص لمدها بالكهرباء، وذلك قبل توصيل الكهرباء من الشركة الحكومية إلى القرية، يُسمع ضجيجه ويشاهد دخانه من مسافة بعيدة، حين يتوقف المحرّك لإراحته وإضافة الزيت والوقود له، تُسمع الأصوات الأخرى التي كان ضجيجه قد ابتلعها. تضطر لرفع صوتك على الموجة العالية حتى يسمعك الآخرون بسبب الصخب الصادر من حجري الرحى والمحرك نفسه، رائحة الزيتون والجفت والعكر الحادة تزكم الأنوف في المعصرة وخارجها لمسافة بعيدة، حتى تبدو القرية كلها كأنما بُللت بالزيت والعكر والحَبّ المهروس، ففي القرية معصرتان، والعكر يخرج منهما في أنابيب لبضع عشرات الأمتار ثم إلى قناة مفتوحة تصل إلى الوادي. الزيت والعكر يسيل من المكبس إلى الحوض الذي يبتلع هذا السائل ومنه إلى مصفاة تعمل بالطرد المركزي لفرز الزيت عن العكر، ليخرج الزيت إلى برميل مفتوح في قعره حنفية، تُملأ منها التنكات والأوعية، وما يفيض منها يسيل إلى نصف برميل آخر، ما أن يظهر الزيت المضيء بنوره حتى تمتد الأنامل لتذوقه. هناك سؤال لا بد منه في الموسم: كيف القطعية السنة إن شاء الله بركة! والقطعية هي نسبة الزيت المستخرجة من الزيتون، هذا يتعلق بالمنطقة ونضوج الحب وصنفه، القطعية الجيدة تعني الحصول على نسبة من الزيت تقترب من عشرين من مئة من الحَبّ، وليست المناطق كلها مثل بعضها، هناك أقل وربما أكثر، القطعية في بلدنا هذا الأسبوع، تراوحت من ستة عشر إلى ثمانية عشر لترا لكل ستين كيلو غراما من الحبّ. يقول بعضهم إن ترك الزيتون على الشجر حتى يتشتى أي حتى يهطل عليه المطر أفضل للقطعية، ولكن ترتفع حموضته، ويقول آخرون إنه لا فرق، أنا أعتقد أن القطعية أفضل بعد المطر، لأن الحبة تكون قد نضجت تماما مثل أي ثمرة أخرى. بعد عصر الزيتون نُخرج المخالي من المكبس ونفرغها من الجفت الحار في كومة كبيرة لملئها من جديد، ينقل الفلاحون الجفت إلى بيوتهم لاستعماله وقودا للوقادات والطوابين لإشعال الحطب للخبز أو للتدفئة وغيرها، فهو وقود ممتاز وسهل الاشتعال. كومة الجفت الكبيرة في المعصرة دافئة جدا، والاستلقاء عليها ممتع خصوصا في ليالي الشتاء، تمسي أنت وملابسك مشرّبا بالزيت. الفلاح الذي ينهي عصر غلته يُحضر حلاوة، ويسمونها الجُرعة، مصدرها الفعل جَرَع، معظمها من حلوى الهريسة، أو البرتقال والمندلينا، إلى جانب غلايات القهوة وأباريق الشاي والبسكويت التي لا تنقطع في الليل والنهار، يوزعونها ويباركون لبعضهم بالموسم. تقتطع أجرة المعصرة من الزيت الجديد بنسبة العُشر عادة، وتحسبُ أجرة البرّاكين من حصة صاحب المعصرة. أحضرت حصتي من الزيت فاستقبلتني والدتي مداعبة بزغرودة: أووييييها وغاب ذياب ابن غانم وجاب. وحسب جداتنا أن ذياب بطل كان يخرج صباحا من البيت ويعود في المساء حاملا على كتفه اليمين بقرة وعلى كتفه الشمال شجرة. تخيّلت عِجلا على كتف ذياب ولم أتخيل شجرة زيتون بجذعها وجذورها وفروعها على كتفه الآخر، وفهمت أن الكلام مجاز، وأنه كان يحضر بعض الفاكهة واللحم لأسرته في آخر النهار. زاد الزيت عن حاجتنا بعد احتساب المونة، فأشعلت والدتي موقدا أمام البيت، وأحضرت نصف برميل كبير سكبت فيه ماء حتى صار يغلي وقطرونة (صودا كاوية) وزيتا، وصنعت صابونا كفانا سنوات، أذكرها واقفة تحرك الخليط بخشبة كبيرة.- لحسن حظكم أنني لم أنتبه بالضبط كيف صنعته وإلا شرحته -. تغيرت وسائل قطف الزيتون فصارت كتاتات كهربائية صغيرة سريعة وأقل ضررا للأغصان، لا ضجيج في المعصرة الحديثة، واختفت مهنة البراك، حتى إذا سألت الجيل الشاب من هو البرّاك وما هي الجُرعة والمخلاة والخلال والعديلة والقطعية… إلخ، فكأنك تتحدث بلغة إرم ذات العماد. كذلك لم تعد مسألة قطعية الموسم هي المقلقة، بل نهبُ المستوطنين للموسم كله كما حدث لمئات الأشجار في الأسبوع الأخير في الضفة الغربية، أما في الجليل فتظهر قبيل الموسم علامات بطلاء أحمر على جذوع الكثير من الأشجار المعمرة، وهي إشارة إلى أنها أموال متروكة يُمنع الاقتراب منها، لأنها مؤجّرة لمقاولين يقطفونها ويتمتعون بها وبأثمانها بدلا من أحفاد أحفاد غارسيها المشتتين في أصقاع الأرض.. غاب ذياب بن غانم وجاب… سهيل كيوان |
يحيى الموت في فضائيات العبيد رقصة فالس مع بشير وديسكو مع «أبناء الحرام» Posted: 25 Oct 2017 02:28 PM PDT عزيزي المشاهد، التعري كظاهرة فضائية لم يعد مشكلة في هذا العصر، الذي يخلع هدومه، بدواع إنسانية، إما احتجاجا على تشليح الحيوانات لفرائها، يا للمفارقة، وإما لتغيير قوانين حكومية، وإما نصرة لضحايا الحروب أو انتصارا للحرية، التي من أجلها تسقط سماوات، وتُؤكل آلهة، وتُنتهك حُرُمات، وتُغتصب حقوق، وتضيع أمم وأجيال بأكملها، أما حين يتعلق الأمر بفلسطين، فإنه يدخل في باب وجهات النظر، وزاوية الرؤية، على طريقة ذلك القاضي الأمريكي، الذي علق على أحد الأفلام الخلاعية: «لا يوجد تعريف محدد للخلاعة، أنا أحددها حين أراها»… وعلى هذه الشاكلة تفقس الحرية زبائن معاصرين، ينتمون إلى جدهم «الفاشينيستا طرزان»، فهل الترويج لها ضمن هذا التصور هو جزء من صناعة الغباء؟ أم إنعاش لتجارة الأعضاء! من هم الأبطال في الإعلام؟ نقلت «الجزيرة مباشر»، و»فلسطين اليوم»، فرحة القدس وأهلها بحرية البطلة الفلسطينية «شيرين العيساوي»، بعد ثلاث سنوات ونصف السنة من الاعتقال، حيث كشفت شيرين عن خطة المخابرات الاسرائيلية في تلفيق تهمة جديدة لها بعد نيل حريتها، إذ رفضت التوقيع على تعهد بعدم الاحتفال أو إحياء مظاهر الفرح، ما أسفر عن إعادة اعتقالها ليوم كامل دون أن تتنازل أو تتراجع في قرارها، ولأن الاحتلال يخاف من الأسرى وهم معتقلون داخل السجون، ووراء الزنانين وباستيلات العتم، فلا غرابة أن يرتعد منهم رهبة وهم خارج أسوارها، فتراه يداهم منزل العيساوي لينغص عليهم فرحتهم، ويأمر بالحبس المنزلي لبعض أفراد عائلتهم، ويقوم بطلاء أو تمزيق صور شيرين وشعارات البهجة في شوارع القدس والعيساوية، وهو على يقين أن الفلسطيني ينتصر عليه مرتين: أسيرا وحرا، بما أن أسره عرس للبطولة والصبر وحريته عرس للصمود والنصر، بينما تغرق الفضائيات العربية بالاحتفال بمحاكمة قاتل القاتل، الذي أشعل الحرب الأهلية في لبنان، منذ حادثة «عين الرمانة»، مرورا بمجزرة الصفرا، وليس انتهاء بلقاءاته السرية مع شارون ومناحيم بيغن، بين نهاريا وبكفيا، وما خفي أعظم، ثم تعال تفرج على الزغاريد والدموع ورايات الفتنة الكتائبية، والحشود الطائفية، وحدث ولا حرج عن الأنخاب والأحضان والبوس والنقرشات الاجتماعية الفضفاضة، والغمز واللمز، والعنصرية الهمجية، كأن البطولة الإعلامية حكر على المجرمين والمنحلين والسفلة، ما دام قتلة الفلسطينيين في المخيمات لم يحاكموا حتى الآن، بل لا تجد من يطالب بمحاكمتهم، بقدر ما يكرمهم ويستضيفهم كأبطال تاريخيين، بشاراتهم العسكرية، ورتبهم الطوائفية ذاتها التي عقروا فيها لبنان فوق مذبح سماواته.. ويلاه! تدوير فوتوغرافي للنفايات الوطنية الفارق بين المشهد الإعلامي على قناة «فلسطين اليوم»، و»أم تي في»، أن الأولى تبحث عن أحرار لتحتفل بهم، ولتتخذ من بطولاتهم شرفا إعلاميا لها، أما «أم تي في»، فتتحكم بالبعد البؤري للعدسة عبر قواعد وهمية، تبهر البسطاء والساذجين بحبكاتها الفوتوغرافية، فتعيد تصنيع القاتل بتقنية تدوير النفايات، وحين تفشل بصناعة البطولة، تنجح بإنتاج المزيد من العبيد، الذين تخطف لبهم بالمنتجة، أكثر مما تفعل الصورة، وبهذا تضيع الحقيقة، وتكرس الأكذوبة كنموذج وطني… يا لعارك أيها الفضاء العاري! حسنا إذن، هنا تكمن الخلاعة الحقيقية، لأن التعري الأخلاقي أخطر بكثير من التعري الجسدي، فانهيار القيم، وترهل الروح، وهشاشة الوجدان الإنساني، تؤدي إلى التخلي عن المبادئ السامية، بسهولة منقطعة النظير، ودون أن يحس المرء بوخز داخلي في مكمن الضمير، فماذا بعد؟ شهداء أبرياء من الأطفال والنساء في مخيم «صبرا وشاتيلا»، لم يتسع الفضاء ولا القضاء لهم، بينما ترى صحوننا الطائرة تعج بوجبات فضائية سامة، تحتفي بأبطال سينمائيين ودراميين ونجوم ملاعب ومجرمي حرب وصالونات وتجميل وموضة ومصارعة، وتتجاهل عن سابق إصرار وتعمد أبطال فلسطين، يا لفداحة الظلم والتقزم.. لم يعد للحق مكان بيننا، كأن العالم يضيق بمن خلقه! وجدان الربيعي عين الحرية تطل الإعلامية وجدان الربيعي عبر برنامجها الأسبوعي على قناة المغاربية، «عين على فلسطين» من لندن، لتدير حلقات حوارية وتأملية تناقش فيها قضايا الأسرى، والشهداء الفلسطينيين، بجهد مثابر وشجاع لا يكل ولا يتوانى عن متابعة أدق التفاصيل وأشدها إيلاما: التخلي الشعبي عن مؤازرة الأسرى! أم الأسيرة الحرة شيرين العيساوي، كانت تتحدث بعزم ومرارة عن تراجع الدعم الشعبي واقتصاره على عوائل الأسرى فقط، وبعض الناشطين والمتعاطفين، وهي تذكر العالم بأن هؤلاء الأبطال يقضون سنوات عمرهم وراء القضبان ليدافعوا عن حرية فلسطين وشعبها وكرامة العروبة والإنسانية، فلماذا لا يبالي الإعلام بهذه الحرية؟ ما الذي يحتاجه الأسير الفلسطيني ليتحول إلى بطل إعلامي؟ لا تعثر في هذا الفضاء الأعور الدجال، سوى على أبطال تنويريين تعمى بهم الأبصار! وروشيتات دعائية يتلقفها المشاهد بفيه فاغر وحدقتين جاحظتين، وبصيرة مكممة، يخطفك من ربك، وحقك ونفسك، ليشغلك بالبخس والرخيص، الذي لا يغني ولا يسمن من جوع، إنما يخدر الإرادة ويحرف الطاقة، ويستهلك ذاكرتك ليستبدلها ببطاقات رقمية في كبسولات الكترونية، تختصر الشحنة العاطفية، وتغربل أحاسيسك من أي فائض وطني، يضر بالإبهار البصري، ويخل بميتافيزيقيات علم الأزل وهي إلى زوال، إلا إن كنت من قلة قليلة، تنحاز للغيب، لأن أجمل ما فيه أن كل ما تراه من معجزات يدلك عليه، رغم أنك لا تراه، تماما كقضية فلسطين المُغيبة! فالس مع بشير الشجاع وحده من يموت، أما الجبناء فإنهم يذهبون إلى الجحيم، بطلقة ثأر حاسمة أو طعنة مغمدة في الذاكرة، وأما الأبطال، فلا يحتاجون إلى من يؤلههم بعد رحيلهم، بل إلى من يقبلهم بأخطائهم ويحترم نزواتهم وبشريتهم، الأبطال، وحدهم فقط، من يختبرون صدقك معهم حين تكتشف كذبهم عليك، ليس لأنهم كانوا يخدعونك، بل لأنهم عرفوك أكثر مما عرفتهم، خافوا عليك من حقيقتك وقد آثرت الوهم، الذي استلذذته، وطورت أدواته، لتجردهم من حقيقتهم وتحشرهم في قمقم أسطوري منزه عن المقومات الإنسانية للبطولة، تحايلت عليهم، حين حاولوا التحرر من أحابيلك والتخلص من أعباء أوهامك، ليثبتوا لك أنهم بشر مثلنا، لكنك رفضت، حولتهم إلى تماثيل من رخام، أو آلهة من تمر، لم يخشوا أن تجوع فتلتهمهم، إنما أشفقوا عليك من عسر في الهضم، يصيبك بتخمة مفرطة… يا لك من فارغ وأجوف ومسكين عزيزي المشاهد حين تشاهد عرس العبيد، بتتويج القاتل الشهيد، رئيسا للمجزرة من جديد! وإنه فيلم الكارتون الإسرائيلي بإنتاج ألماني فرنسي مشترك، «فالس مع بشير» – 2008، الذي رشح للأوسكار وللسعفة الذهبية في «كان»، يستعرض مذكرات جندي إسرائيلي في اجتياح لبنان ومجزرة صبرا وشاتيلا، ورغم كل ما يدور في الفيلم من أحداث غير متوازنة ورسائل سياسية مبطنة، إلا أن نهايته كانت الأكثر إثارة حين أقر بجريمة كتائب بشير الجميل، مستوحيا مشاهد حقيقية من المجزرة، تصور الضحايا الملطخين بالدم والجثث الملقاة على الطرقات، والناجين وهم يصرخون طلبا للعون، والسماء التي حجبتها قنابل ضوئية اهتدى بنورها القتلة، وضل عنها حراس الغيب… يا إلهي! هي إذن رقصة فالس مع بشير، هكذا هي علاقة الخونة مع العدو، ناعمة، باذخة، حميمية، يلتصق بها الطرفان، حين تبلغ الرقصة ذروتها، ثم وبعد الانتشاء التام يتبادل الراقصون الدمى المتحركة، وهي، بطريقة أو بأخرى، تشبه رقصة الديسكو المعاصرة التي يرقصها العملاء مع الشاباك والموساد: والتي انكشفت مشاهدها السرية في حفلة الربيع العربي الذي خرج من الحلبة بخازوق وورثة من أولاد الحرام، ويا قلب لا تحزن! كاتبة فلسطينية تقيم في لندن يحيى الموت في فضائيات العبيد رقصة فالس مع بشير وديسكو مع «أبناء الحرام» لينا أبوبكر |
دفن الحقيقة أحد أدوات النظام في التعامل مع منتقديه… والسجون كاملة العدد Posted: 25 Oct 2017 02:27 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: بينما كان الرئيس السيسي منفعلاً وهو يدلي بتصريحات يؤكد خلالها، أثناء وجوده في فرنسا، عدم وجود معتقلين في السجون المصرية، كانت 6 منظمات حقوقية تصدر بياناً تطالب خلاله بالإفراج عن سجناء الرأي وغيرهم، ممن يقبعون في مقرات وسجون، وكذلك الكشف عن المختفين قسرياً على مدار الفترات الماضية. غير أن ما لفت انتباه عدد من الكتاب والمعارضين للسلطة القائمة في تصريحات الرئيس المتتالية في رحلاته الخارجية، أنها باتت تمثل هجوماً على المصريين وتقليلاً من قدرهم، وبدوره تساءل جمال سلطان رئيس تحرير «المصريون»: هل يليق أن يهين حاكم شعبه في كل زيارة خارجية ويصمه بالتخلف والفقر والمرض والجهل والتطرف، لكي يثبت للآخرين أنه لا يستحق الحقوق الإنسانية التي يحظى بها غيره من البشر؟ ووفقاً للصحف المصرية الصادرة أمس الأربعاء 25 أكتوبر/تشرين الأول أكد الرئيس السيسي: «أننا حريصون على إقامة دولة مدنية ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان». وقال: «نحن لسنا في أوروبا بتقدمها الفكري والحضاري والإنساني، نحن في منطقة أخرى». كما تناولت صحف أمس الأربعاء لقاء القمة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في الإليزيه، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات المتنوعة التي تتعلق بالشأن المحلي. وواجه الإخوان المزيد من الاتهامات حول دعم الإرهاب وما زالت الصحف تسعى لفك لغز العملية الإرهابية الأخيرة في الواحات وإلى التفاصيل: الاعتقال رفاهية مضى زمنها «حالة من الصدمة انتابت المعارضين للنظام، إثر تأكيد السيسي أثناء حواره مع التلفزيون الفرنسي عدم وجود معتقلين في سجون مصر، وبدوره استهجن الدكتور نور فرحات، أستاذ فلسفة القانون في جامعة الزقازيق، نفي الرئيس وجود قمع وتكميم للأفواه داخل مصر. وشدد فرحات على أن دفن الحقيقة بات من أدوات النظام في التعامل مع منتقديه ووفقاً لـ«البداية» نفى الرئيس السيسي، على هامش زيارته للعاصمة الفرنسية باريس، وجود معتقلين سياسيين في مصر، قائلا: «لا يوجد معتقل سياسي في مصر». وقال فرحات: قمع المعارضة السياسية اكتسب ظهيرا قانونيا شرعيا صارما في قوانين العقوبات والإرهاب والطوارئ وتعديلات قانون الإجراءات، ولأن الحبس الاحتياطي طويل الأمد والاحتجاز خارج نطاق القانون يغنيان عن الاعتقال الإداري، لا يوجد اعتقال ولكن يوجد قمع شديد القسوة لم تشهده مصر. الاعتقال رفاهية مضي زمانها وقد عبر العديد من الكتاب والاعلاميين دهشتهم من تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي في حديثه في فرنسا عن المعتقلين في مصر». معتقلون بالملابس الداخلية في الوقت الذي كان يؤكد السيسي في فرنسا عدم وجود معتقلين في سجونه نشرت «البداية» تقريرا يكشف جزءًا من الحقيقة، حيث طالبت 6 منظمات حقوقية بالإفراج الفوري عن إبراهيم متولي مؤسس «رابطة أسر المختفين قسريا»، والتوقف عن استخدام سجن «العقرب» للتنكيل بالمحتجزين. وكشف بيان للمنظمات يكشف عن أن المحامي إبراهيم عبد المنعم متولي، 53 عامًا، ، شارك في تأسيس «رابطة أسر المختفين قسريًّا»/ واعتقل أثناء بحثه عن نجله عمرو المختفي قسريًّا منذ 4 أعوام، الذي مثل أمام نيابة أمن الدولة، وقررت تجديد حبسه لمدة 15 يوما آخر. وقد ألقت عناصر أمن المطار القبض على إبراهيم متولي في يوم 10 سبتمبر/أيلول الماضي خلال إنهاء إجراءات سفره إلى جنيف، سويسرا، للمشاركة في الاجتماع السنوي لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، حيث كان قد أعد ملفًّا كاملًا عن قضية «الاختفاء القسري» في مصر، لعرضه على مجموعة عمل دولية تناقش القضية. وتدين المنظمات نمط استخدام سجن طرة شديد الحراسة «العقرب» كمكان للتنكيل بالأشخاص المحتجزين به، فهو مكان احتجاز معروف بأنه مكان للعقاب الجماعي يتم فيه إيداع العديد من المحبوسين احتياطيًّا على خلفية قضايا ذات طابع سياسي، رغم أنه مخصص للمسجونين الخطرين، وفقًا لقرار إنشائه. ويشهد السجن انتهاكات ممنهجة لحقوق السجناء وظروف غير إنسانية، ولهذا، اتهم متولي، في جلسة تجديد حبسه في يوم 9 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، إدارة سجن العقرب بمحاولة قتله ببطء. ووفقًا لفريق الدفاع، تم إيداع إبراهيم متولي في غرفة مليئة بالقاذورات، فيها حَمَّام غير صالح للاستخدام الآدمي، تم فصل التيار الكهربائي عنها وأغلق الشباك الموجود فيها، ما أدى إلى غلق منفذ الضوء الوحيد، وقد تم أيضًا غمر الغرفة بالمياه، بالإضافة إلى عدم سماح إدارة السجن بدخول أي أدوات نظافة شخصية أو ملابس داخلية». إعلام السيسي يقتله «القائمون على شؤون الإعلام عليهم، كما ينصحهم محمد علي إبراهيم في «المصري اليوم»، إدراك أن مصر دولة تعددية وسطية في الأساس وليست دولة للبعض فقط.. لسنا دولة للمتاجرين بالدين أو المتاجرين بالوطن، كما تريدون أن تقنعونا طوال الوقت. ثم إنكم نسيتم أن هذا الإعلام هو الذي منح الإخوان الحرية والشرعية، وقالوا إنهم فصيل وطني.. ومنهم من يكتب في الصحف الآن وينصحنا كيف نواجه الإرهاب.. طالما أن الدولة تحتضن من أخطأ في حق مصر واعتدى عليها في 2011 سنظل في كوارث مستمرة.. حرام والله. طالما الحق والعدل مخنوق ومكبوت في مصر، سيظل أولادنا الطاهرون يستشهدون.. وطالما هذا الإعلام يصفق ويطبل ويبرر ستزداد الأحوال سوءا. زغاريد أهالى الشهداء وهم يقدمون أبناءهم فداء للوطن يؤكد لى أننا أمة لن تفنى.. لأننا نقدم الغالي فداء لصون التراب المقدس.. أما التي قالت إن فوز الأهلي أنسى المصريون الحزن.. وزميلتها التي طعنت بطلا من أبطال أكتوبر في شرفه، والذي.. والتي.. وأولئك وهؤلاء.. إرحلوا فقد فقدتم كل مصداقية وأسأتم للدولة، لبستم كل الأقنعة ووضعتم كافة مساحيق التجميل، ولكن ازددتم قبحا في عيوننا. أما الذين يحركونكم من وراء ستار فعليهم أن يغيروا الكتالوج كله ويبدأوا من أول وجديد». جناه على نفسه ومن الهجوم على الإعلام إلى ما كتبه محمد الهواري في «الأخبار»: «اختفت الدقة والمصداقية عن الإعلام المصري، في تغطية حادث الواحات الإرهابي، وتبرع بعض الإعلاميين والصحافيين ووسائل التواصل الاجتماعي بنشر أرقام غير صحيحة عن شهداء الوطن والمصابين، ما أحدث بلبلة لدى الرأي العام، وأيضا ما تم تداوله من مقاطع صوتية غير صحيحة في مواقع التواصل الاجتماعي، كل هذا يضر بالوطن.. وللأسف لم ينتظر أحد المتبرعين بالنشر والإذاعة، البيان النهائي لوزارة الداخلية الذي رصد الحقيقة كاملة والأرقام الصحيحة التي تقل كثيرا عما تم تداوله. ويبدو أن فوضى الإعلام لم تنته رغم تشكيل مجلس أعلى للصحافة والإعلام، وهيئة وطنية للصحافة وهيئة وطنية للإعلام، ما يتطلب سرعة مناقشة وإصدار القانون الموحد للصحافة والإعلام، الذي يمنح سلطات للمجلس والهيئتين في ضبط الأداء الإعلامي والالتزام بالمهنية والدقة والمصداقية. إن القانون فور إصداره سوف يعيد تنظيم الإعلام بشكل جيد ويقضي على الفوضى الإعلامية الحالية، التي يتسرب منها المحرضون ورسائل التحريض الخارجية، مع ضرورة تقنين وسائل الاتصال الاجتماعي وإغلاق المواقع التي تسعي للتحريض والفتنة وإرسال رسائل للخلايا النائمة من الإرهابيين. إننا في حاجة ماسة لسرعة تنظيم الإعلام والصحافة من خلال القانون الجديد، الذي أصبح ضرورة عاجلة للحفاظ على المصالح العليا للبلاد، لذا نناشد مجلس النواب سرعة مناقشة القانون وإصداره لمساعدة المجلس الأعلى والهيئتين على ممارسة دورها في شكل أفضل». الرصاصة في جيبه «شد حيلك يا خال، شد حيلك يا سيادة اللواء مشهور، ابنك مات بطل، إسلام مات شهيداً، تلقي الرصاصة بصدره، لم يجبن ولم يخف أو يخشى على حياته، نذر حياته مستكملاً تضحية أبيه، يا بخت اللي ربى وكبّر، وزف إلى الجنة وكبّر، والشهيد حبيب الله. بهذه اللهجة الحماسية يدعم حمدي رزق في «الاخبار» والد الشهيد: ورد الشهيد نقيب إسلام مشهور بدمه وروحه على المجترئين على خير أجناد الأرض، قضي شهيداً على أرض المعركة في الواحات، الشهيد النقيب هو (ابن) اللواء محمد مشهور، ابن اللواء في مقدمة الصفوف، أولاد اللواءات على الجبهة كتفاً بكتف مع إخوانهم أولاد الريف، ويكتبون تاريخ الوطن بدمائهم، عقيدة الجندي المصري لا تفرق بين أبناء مصر في الفداء، وكلهم وكلنا جنود. سبحان الله، الرد على شياطين الأرض جاء من السماء التي اختارت النقيب مشهور (الابن) شهيداً، ويشيعه اللواء مشهور (الوالد) في صورة يعجز عن وصفها القلم، وتصفع كل من تسول له نفسه أن يتنطع على أكتاف الشهداء. شهادة مشهور آية هذا الوطن العظيم الذي يصر قادته على أن تكون فلذات أكبادهم على الجبهة في مقدمة جند الوطن، لا يدخرونهم لمقبل الأيام، ولا يعزونهم عن الشهادة، ولا يجنبونهم خطوط النار، بل يهبونهم للوطن فداء، يقول والد الشهيد: «أبناء الجيش والشرطة المصرية يتمتعون بقدر كبير من الشجاعة والإقدام والدفاع عن وطنهم». قف حيث أنت يا هذا، وتمثل كونك لواء، مدرساً لأجيال في الكلية الحربية، وابنك في طريقه إلى الجبهة، أكنت سترسله، أكنت ستحجم وتعمد إلى تجنيبه الشهادة، أكنت ستقف على الحياد وابنك يطلب الشهادة طوعاً، اسأل نفسك صريحاً، يقيناً ستعرف من أي أحجار كريمة تشكلت العقيدة القتالية لهؤلاء القادة يبتعثون أولادهم إلى النصر أو الشهادة». الخطر الداهم تلقى عمرو الشوبكي في «المصري اليوم» رسائل كثيرة على بريده الإلكتروني تعليقات عديدة على مقاله «إرهاب بلا حساب»، ناقشت غياب المحاسبة وعدم اعتراف دولتنا بأي أخطاء، وشطب الرأي العام من أي معادلة، وانتشار أحاديث المؤامرة ليس باعتبارها تحديا إنما كحجة لإخفاء الأخطاء والكوارث. شهداء الواحات ليسوا فقط ضحايا الإرهاب الدنيء، إنما أيضا ضحايا الفشل الداخلي وسوء الأداء والترتيب الخاطئ للأولويات، فخطر الإرهاب يواجه بجهاز جمع معلومات كفء ومهني لا يستهدف من تبقى من سياسيين وناشطين (حالة إسلام مرعى وهشام جعفر وغيرهما بالمئات نماذج فجة لهذا التجاوز) على حساب مواجهة العناصر المحرضة للعنف والممارسة له، وبدولة قانون عادلة وبإجراءات سياسية واقتصادية تستهدف البيئة المجتمعية الحاضنة للإرهاب، التي باتت كل يوم تقذف بعناصر تنتظر الفرصة لممارسة الإرهاب». لم ينج أحد من استبداده «قررت نقابة المهن التمثيلية، فصل ثلاثة فنانين وهم هشام عبد الحميد، ومحمد شومان وهشام عبد الله.. وقال نقيب المهن التمثيلية أشرف زكي، إن فصلهم بسبب مخالفة قانونية؛ لتأخرهم عن سداد الاشتراك السنوي لمدة عام. وقال، إن القانون ينص على أن من لا يدفع اشتراك النقابة لمدة تزيد على عام، يتم فصله! هذه المقدمة التي رصدها محمود سلطان في «المصريون» أراد من خلالها، الإيحاء بأن قرار الفصل ليس سياسيًا، يتعلق بموقف الفنانين الثلاثة من نظام حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي.. ولو سكت زكي عند حدود هذه المقدمة، لكان خيرًا له، ولربما صدّقه البعض، رغم أننا لا نعرف عدد الفنانين الذين تأخروا مثلهم عن السداد، وما إذا كانت النقابة اتخذت بشأنهم قرارًا مشابهًا؟ أم أن الثلاثة «المفصولين» استُهدفوا تحديدًا دون غيرهم من زملائهم المتأخرين عن السداد. النقيب لم يوضح لنا، ما إذا كان وزّع قرارات الفصل بالتساوي، واكتفى بتقديم سبب فصل الثلاثة: عبد الحميد، وشومان وعبد الله. غير أن أشرف زكي، لم يمهلنا كثيرًا لتجنب إحساسنا بسوء قصده ونيته، إذ استرسل في الكلام الذي كشف بعده السبب الحقيقي لوضع الفنانين الثلاثة هدفًا في ميدان رماية نقابة المهن التمثيلية. قال زكي: «نتمنى أن الناس دي تفوق، ويعرفوا أنهم بقوا فنانين مشهورين بسبب هذا البلد العظيم، وأنا شاهد على بداياتهم، اللي كانت من مصر، عايز أقولهم إن الشعب اللي خلاكم ممثلين معروفين، ميستحقش منكم دا»! انتهى. لم يعد خافيًا الآن، أن قرار الفصل غُلف بورق سوليفان «القانون المزعوم»، إلا أن بقية كلام زكي، أكد ـ على سبيل القطع لا الاحتمال ـ أن فصلهم كان عقابًا لهم على مواقفهم السياسية؛ لظهور بعضهم كإعلاميين في فضائيات محسوبة على المعارضة في الخارج». ما لا يعلمه الرئيس «مفهوم العدل يعتمد بالدرجة الأولى على أن يأخذ المصيب مكافأته، ويأخذ المخطئ جزاءه. يقوم العدل كما يعترف أحد أقرب الإعلاميين للسيسي عماد الدين أديب في «الوطن» على المساواة والإنصاف تحت سقف دولة القانون. ومَن يتابع بريد القراء، أو برامج الحوار الإذاعية والتلفزيونية حول هموم الناس، سوف يكتشف أن هناك فارقاً جوهرياً بين شعار العدل وتطبيقه بشكل فاعل وناجز. هموم الناس أكثر مما يعتقد البعض، وشكاواهم تزداد كل يوم بمعدل. هموم الناس منها مَن يبحث عن تسجيل اسمه في سجلات التموين أملاً في بطاقة، أو سائق مسحوبة رخصة قيادته، أو أرملة تجري وراء استكمال أوراق معاش زوجها، أو أسرة تريد إلحاق صغيرها في أقرب مدرسة للسكن، أو شاب وشابة يبحثان عن 60 متراً ليبدآ حياتهما. هموم الناس.. تريد ضمان صرف صحي، وتطهير حارات وأزقة من مقالب الزبالة، والذين يحلمون بالانتهاء من ابتزاز رجال المحليات لهم ليل نهار. ومن أفضل برامج هموم الناس برنامج الزميل محمد علي خير «المصري أفندي» الذي يفتح إرساله وعقله وقلبه لمعالجة شكاوى واهتمامات شعب مصر الصبور. أخطر ما في هموم الناس أنها تتراكم بلا حل، وتتصاعد بلا تدخلات حكومية ناجزة، وبلا تشريعات فعّالة من البرلمان. أخطر ما في هموم الناس أنها صرخات البسطاء والمهمّشين الذين لا صوت لهم ولا مُدافِع عنهم. أخطر ما في هموم الناس أنهم يلجأون للإعلام بعدما يئسوا من المحليات، ومن إدارات الدولة، ومن الوزير والمحافظ، وبعدما خذلهم نواب البرلمان وممثلو ما يسمى الأحزاب. هموم الناس قنبلة موقوتة.. فاحذروها». فاعلة خير «لم يشأ شهر الانتصارات أن يطوي صفحته ويرحل، حتى التقى محمد أمين في «المصري اليوم» بالسيدة جيهان السادات.. فهي حرم الرئيس البطل، صاحب قرار الحرب، وصانع السلام أيضاً.. وهي أشهر حرم شهيد حتى الآن.. فقد كانت السيدة الأولى وخزينة أسرار مصر، وشاهدة على العصر.. فلم نتكلم معها في الحرب ولا السلام، وتكلمنا حول الرئيس الإنسان، واستمعنا من بناتها لبنى ونهى وجيهان، عما كان يحدث في بيت الزعيم. وتذكرتُ الرئيس السادات في لحظة ما، حين كان والد الشهيد إسلام مشهور يكشف عن وجه ابنه الكفن، ويقلّب في جسده، فحين وجد الرصاصة قد استقرت في صدره اتصل بزوجته، وقال لها: ابنك بطل متعيطيش.. النهاردة فرحه.. وهنا تذكرت لحظة استشهاد السادات، فحين اغتالته رصاصات الغدر لم يهرب أو ينبطح أرضاً، إنما تلقى الرصاص في صدره.. فضرب المثل في الشجاعة والشموخ! وكنت محظوظاً حين رافقتُ السيدة جيهان في زيارتها لمؤسسة 57.. قبلها كانت قد استقبلت أطفال المستشفى في بيت الزعيم، وجلست معهم في غرفة مكتبه شخصياً، تحكي لهم عن بطولاته.. وتحكي عن الاستعداد للحرب، حتى كان النصر، ثم قالت للأطفال: أنتم أيضاً سوف تنتصرون وتهزمون السرطان. المهم أن تكون لديكم إرادة وعزيمة مثل أنور السادات، ووعدتهم بزيارة أخرى في المستشفى. وأكد الكاتب قائلا: ما زلت أؤمن بأننا لم نستفد من جيهان السادات، وقد كتبت، ذات مرة، أنه يمكن أن تكون وزيرة خارجية مصر بعد الثورة.. وطلبني السياسي الراحل منصور حسن.. فأثنى على الفكرة، لما للسيدة جيهان من علاقات خارجية واسعة، ولما تتمتع به من دبلوماسية نادرة، ليس لأنها حرم الرئيس السادات فقط، ولكن لأنها كائن دبلوماسي نادر.. وكنت أرى أنها أكثر حكمة من هيلاري كلينتون وأكثر قبولاً». «عيل برخصة» حول الانفجار السكاني الذي فشلت الحكومة في مواجهته كتب محمود خليل في «الوطن»: «يبدو أن عدم جدوى الحملات الإعلامية، وتحولها من وجهة نظر البعض إلى سبوبة، باستغلال رغبة الدولة في مواجهة هذه المعضلة، دفع البعض إلى التفكير في أساليب قمعية لإجبار المواطن اللي «مش عاوز ييجي بالذوق» أو بـ«الرضا» بطرق تقوم على «الغصب». قبل حدوتة «رخصة الإنجاب» ظهرت أفكار تدعو إلى حرمان من ينجب أكثر من طفلين من بطاقة التموين ومن الدعم، ودعا البعض إلى أن تترك الدولة الطفل الثالث للمواطن لكي «يشربه»، ويشرب إخوته الآتين من بعده. أذكر أن الهند أيام أنديرا غاندي طبقت أفكاراً من هذا النوع لإيقاف طوفان الإنجاب لدى الهنود، فسنّت تشريعاً يمنح الدولة حق حقن المواطن بحقنة تؤدى إلى العقم، وذلك بعد إنجاب طفلين. طبعاً هذا الأمر لم يُرض الهنود، ورأوا أن الأمر لا يعدو أن يكون جزءاً من سياستها في الحكم القائمة على إسكات الناس، وكانت النتيجة أن ذهبت أنديرا إلى ربها، وظل الشعب الهندي ينجب. الشعوب لا تُعانَد، بل يصح النظر إلى كثرة الإنجاب لدى المصريين، رغم المحاولات المستمرة لإقناعهم بالكف عن ذلك، كنوع من العناد. لماذا لا يكون جانب من استمرار المصريين على هذا النهج نوعاً من العناد للحكومة؟ وهو أمر لا بد أن نفكر في أسبابه، ونحن نتحدث عن مشكلة الانفجار السكاني. ثمة عاملان أساسيان يمكن أن يساعدا بقوة في حل هذه المشكلة، أولهما رفع المستوى الاقتصادي للمواطن، وثانيهما عزوف الحكومة عن معاندة وقهر المواطن، حتى لا يعاندها». شماتة لا تليق «المؤامرة، التي تتعرض لها مصر على درجة كبيرة من الخطورة، كما أن قوى كثيرة في الداخل والخارج وفق رأي كرم جبر في «اليوم السابع»، لا يسعدها أن تنهض هذه الدولة، وتقف على قدميها، وإن المخططات التآمرية تزداد عنفًا وتتنوع أساليبها كلما ترسخ الاستقرار، هذا كله معروف وليس جديدًا، أما ما يثير الاستغراب فهو تورط بعض القوى والتيارات السياسية في اللعبة القذرة، سواء بحسن نية «احتمال ضعيف»، أو مع سبق الإصرار والترصد. النموذج الصارخ هو حادث الواحات الإرهابي، الذي هللت له الدوائر الإخوانية، ومن يرقصون على دخانها، والسياسيون الذين غربت عنهم الشمس، بدون انتظار لبيانات وافية تطمئن حيرة الرأي العام، مع الاعتراف بأن التأخير في الإدلاء بالحقائق ساعد على سريان الشائعات، وهو درس مستفاد يجب ألا يتكرر في المستقبل، ولكن هذا ليس مبررًا بالمرة للفوضى الإعلامية المتعمدة، التي خاضتها مواقع التواصل الاجتماعي، وتركها على هذا النحو سوف يقود إلى كوارث وأزمات. الأمثلة كثيرة للتآمر والتحريض والترصد والوقوف في معسكر هدم الدولة، وتتوه في زحام النسيان، ولو أغمضنا عيوننا قليلا وتذكرنا، أين كان بلدنا وأين هو الآن، لأدركنا أننا نمضي إلى شواطئ الاستقرار، وأن البلاد أفلتت من أنياب الشيطان، تذكروا الميادين المحاصرة بالبلطجية والمخربين، والإضرابات والاعتصامات والمظاهرات، والجماعة الإرهابية التي تتآمر على مستقبل الوطن، ورابعة والنهضة والاتحادية وحرق المجمع العلمي، وشهداء كرداسة وسيناء، الذين قتلوا غدرًا لحظة إفطار رمضان.. تذكروا مصر التي كانت على شفا الضياع، وأنقذتها العناية الإلهية من المصير الأسود». السيسي في الأليزيه قضية الإرهاب كانت على رأس مباحثات اجتماع السيسي مع نظيره الفرنسي، وحسب يوسف أيوب في «اليوم السابع»: «فرنسا من أكثر الدول الأوروبية معاناة من الإرهاب، من خلال هجمات راح ضحيتها عشرات الفرنسيين، كما أن مصر تتولى منذ ثورة 30 يونيو/حزيران 2013 مهمة مواجهة التيارات والأفكار المتطرفة، التي تمول وتدار من أجهزة مخابرات إقليمية ودولية أيضاً، لذلك فإن التشابه واضح بين البلدان، وهو ما يستدعي إيجاد آلية للتنسيق المشترك، آخذاً في الاعتبار أن مصر وفرنسا تدركان جيداً أسباب الإرهاب ومن يموله، ولديهما دراية كافية بمن يقف خلف الهجمات الإرهابية التي شهدتها مصر وفرنسا، وأيضاً الأسباب، ولديهما فهم مشترك لكيفية المواجهة. يمكن القول إن هذه الزيارة ستكون لها انعكاسات مهمة على عدد كبير من الملفات الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ومنها الوضع في سوريا وليبيا، خاصة أن لفرنسا اهتماما بالوضع في البلدين، وكان لها نشاط ملحوظ، خاصة في الملف الليبي، بعدما استضافت قبل عدة أسابيع اجتماع ضم المشير خليفة حفتر، وفائز السراج، واتفقا على خريطة طريق تضع حلاً للنزاع الداخلي الليبي، الذي أعطى مساحة للإرهابيين لكي يتخذوا من الأراضي الليبية مرتعاً لتنفيذ عمليات إرهابية في مصر وفرنسا، وكانت مصر من أوائل الدول التي أعلنت تأييدها ودعمها للخطوة الفرنسية، التي جاءت استكمالا للجهود المصرية في هذا الملف، وهو ما يؤكد وجود تنسيق مشترك بين القاهرة وباريس، امتد إلى الملف السوري أيضاً، خاصة مع الاهتمام الفرنسي بهذا الملف، وهو الاهتمام الممتد منذ سنوات طويلة، ومرتبط بطبيعة خاصة تربط فرنسا ليس فقط بسوريا، وإنما ببعض الطوائف اللبنانية، التي تضررت بشكل مباشر من الأوضاع السورية». أحزاب تستحق الثناء «نقلت وسائل الإعلام تصريحا ورد على لسان الدكتور علي عبدالعال ــ رئيس المجلس ــ أن مصر يوجد فيها 104 أحزاب سياسية، وهذا هو المصدر الحقيقي لصناعة السياسيين. هذا التصريح، في رأي سامح فوزي في «الشروق» ــ يندرج تحت باب التمني أو «ما يجب أن يكون» وليس الكائن بالفعل. في الخبرة الديمقراطية الأحزاب السياسية هي بالفعل مؤسسات تنشئة، وتكوين سياسي، وتقديم نخبة لتولي مسؤولية المؤسسات العامة. باختصار هي مؤسسات صناعة سياسيين وفق التعبير المستخدم، ولكن في مجتمعنا لم تعد الأحزاب منذ أكثر من ستة عقود مؤسسات صناعة سياسيين، وظلت مؤسسات الدولة البيروقراطية ــ والتشكيلات التي قامت حولها ــ هي المصدر الرئيسي لنخب التكنوقراط التي تتولى مواقع سياسية في الجهازين التنفيذي والتشريعي. ولم يعد غريبا أن يأتى موسم الانتخابات ــ وهي الفترة الأكثر نشاطا في حياة أي حزب ــ حتى نجد الأحزاب السياسية تبحث عن مرشحين من خارجها وليس داخلها، ونجد تحركات وتنقلات بين شخصيات من حزب لآخر، أو من قائمة لأخرى، وهو ما يؤكد أن قوة المرشح هي الأهم، وأن الأحزاب ما هي إلا وكلاء في الحياة العامة يلجأ إليها المرشحون، تماما مثل شركات الإنتاج في المجال السينمائي، التي قد تصنع نجما، لكنها في أغلب الأحيان تعتمد على نجوم موجودين بالفعل في الساحة. التصريح بأن هناك 104 أحزاب سياسية يستحق الثناء لأنه يذكرنا بأن هناك هذا العدد الكبير من الأحزاب السياسية في الساحة المصرية، وهي أضعف من حال الأحزاب قبل 25 يناير/كانون الثاني 2011 التي كنا نتندر عليها». إسرائيل المستبدة نتحول نحو إسرائيل التي يهتم بتطورات الأوضاع فيها مكرم محمد أحمد في «الأهرام»: «رغم موافقة قادة تحالف الليكود في اجتماع أخير على تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في تمويل بعض الحكومات الأجنبية الجمعيات الأهلية في إسرائيل خاصة جماعات حقوق الإنسان، ورغم إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إصدار قانون للجمعيات الأهلية أكثر صرامة يعطي للدولة الحق في مساءلة الجمعيات عن مصادر تمويلها الخارجية وأوجه إنفاق المساعدات المالية التي تأتيها من حكومات أجنبية ونظام قبول هذه المساعدات وقيدها والإعلان عنها بدعوى أن هناك حاجة ماسة لدراسة مدى تدخل الحكومات الخارجية في سياسات إسرائيل الداخلية، وتنظيمها لأنشطة سياسية تستهدف منظمات حقوق الإنسان التي يعتمد معظمها على مساعدات تأتيها من حكومات أجنبية ـ فإنه لا يزال اللغط الشديد يحيط بهذه القضية. البعض يتهم رئيس الوزراء باختلاقها للتغطية على اتهامات الفساد التي تطوله وزوجته سارة في ثلاث قضايا خطيرة، رغم تأكيدات الشرطة على أن هناك لائحة اتهام جاهزة تحوي أدلة دامغة تدين رئيس الوزراء الإسرائيلي بالفساد، خاصة في قضية شراء سفن وغواصات من ألمانيا تقاضى عنها نتنياهو رشوة ضخمة! ورغم أن أيا من الصحف الموالية لرئيس الوزراء نتنياهو، أو الدوائر الوثيقة الصلة بالحكم لا تشير من قريب أو بعيد إلى هؤلاء الذين لهم مصلحة مباشرة في إقصاء نتنياهو عن الحكم الآن، فإنه لم يعد سرا أن الرئيس الأمريكي ترامب يعتقد أن رئيس تحالف الليكود سوف يكون العقبة الرئيسية أمام «صفقة القرن» مشروعه الضخم لإقامة سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين عكس محمود عباس الذي يتوافق مع الرئيس الأمريكى على خطوط الأساس العريضة لحل المشكلة الفلسطينية». انتفضوا هذه دعوة للتفاعل والاشتباك مع الذكرى المئوية لوعد بلفور، يوجهها محمد سيف الدولة في «الشعب» إلى كل الأحرار من المهمومين والفاعلين والناشطين في قضايا الصراع العربي الصهيوني. أما عن أهم دوافع وأسباب هذا الاشتباك، فترجع إلى أن الحركة الصهيونية العالمية داخل وخارج (إسرائيل) ستقوم هذا العام بتنظيم فاعليات كبرى للاحتفال بالذكرى المئوية لوعد بلفور وبالدور البريطاني في تحقيق ما يسمونه «بالحلم الصهيوني» و «المعجزة الإسرائيلية»، وستوظف هذه المناسبة لممارسة هوايتها في إطلاق الأكاذيب والأساطير الصهيونية الزائفة والاستمرار في تضليل الرأي العام الغربي والعالمي. كما أن المشروع الغربي الصهيوني الذي يستهدف مصر والأمة العربية بقدر ما يستهدف فلسطين، هو مشروع عدواني واحد متصل ومستمر، منذ أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين وحتى يومنا هذا، وما لم نتصدَ له ونوقف تمدده وتوسعه وانتصاراته ونجاحاته المستمرة، فإننا نعرض وجودنا جميعا لمخاطر جسيمة. وأنه إذا كان العدو الصهيوني منظمات وكيانات وعصابات وقادة، لم يتنازل أو يتراجع عن مشروعه الاستعماري الاستيطاني العنصري الإرهابي على امتداد مئة عام، فإنه لابد من التأكيد في مواجهته، خاصة في ظل حالة التراجع والاستسلام والتواطؤ العربي الرسمي، على أن من يمتلكون حق تمثيل الأمة العربية اليوم، هم فقط أولئك الذين يتمسكون بالثوابت الوطنية والعربية والعقائدية، الذين لم ينكسروا أو يخضعوا أو يستسلموا تحت وطأة الاختلال الرهيب في موازين القوى العسكرية والدولية، وأنهم يتمسكون بعروبة فلسطين من نهرها إلى بحرها، ويرفضون الاعتراف بأي شرعية لإسرائيل، ويرفضون الصلح والسلام والتسوية والتطبيع معها، وكذلك كل اتفاقيات السلام من كامب ديفيد إلى أوسلو ووادي عربة ومبادرة السلام العربية و«صفقة القرن» والتحالفات المصرية العربية الإسرائيلية الجارية اليوم على قدم وساق». دفن الحقيقة أحد أدوات النظام في التعامل مع منتقديه… والسجون كاملة العدد حسام عبد البصير |
السعودية تقر بالنفوذ الروسي في الشرق الأوسط Posted: 25 Oct 2017 02:27 PM PDT الزيارة التاريخية للملك سلمان إلى موسكو حملت أهمية كبيرة للدولتين. فللسعودية وروسيا سلسلة من المصالح المشتركة، على رأسها السعي إلى استقرار أسعار النفط، وكذا شراء وسائل قتالية وتكنولوجيا نووية واهتمام بالاستثمارات المشتركة. وفضلًا عن ذلك، تفهم موسكو أن ليس فقط من الصعب عليها أن تزيد نفوذها في الشرق الأوسط من دون تحسين علاقاتها مع الرياض، بل إن للرياض لا يزال نفوذ لا بأس به على قوات المعارضة للأسد، وبالتالي على فرص التسوية في سورية، بل ونفوذ على قوات إسلامية في روسيا نفسها. في بداية تشرين الأول زار روسيا ملك السعودية، سلمان بن عبد العزيز، ووصفت الزيارة في السعودية بالتاريخية، سواء لأن هذه كانت الزيارة الأولى للملك السعودي الحالي إلى موسكو (فقد زار سلمان روسيا في 2003، حين كان وليا للعهد) أم بسبب المواضيع التي بحثت فيها. روسيا هي الأخرى أولت الزيارة أهمية شديدة لاعتبارها السعودية دولة أساس في الشرق الأوسط، واعتبرت الزيارة بالفعل إنجازا من ناحيتها، اعترافا من السعودية بنفوذها في المنطقة. وفضلًا عن سلسلة الاتفاقات الاقتصادية التي وقعت في أثناء الزيارة، ليس واضحا بعد أي تفاهمات سياسية ملموسة، هذا إذا كانت على الاطلاق، قد توصل إليها الطرفان، ولكن غذا ما نجحا في الوصول إلى توافقات في الموضوع السوري، فقد تكون لهذا إسهامات حقيقية في تقصير الحرب الأهلية في الدولة. منذ إقامة العلاقات بين السعودية وروسيا في 1991، بعد سنوات من العداء الطويل، تتواصل العلاقة والتعاون الثابتين بين الدولتين. وقام الرئيس فلادمير بوتين نفسه بزيارة السعودية في 2007. ومع أن العلاقات بردت في 2011 على خلفية التأييد الروسي لنظام بشار الأسد، ولاحقا، في 2015، بسبب التدخل الروسي عمليًا إلى جانبه في الحرب الأهلية. ولكن في السنة الأخيرة يظهر تقارب متجدد بين الرياض وموسكو. وذلك على ما يبدو عقب فهم سعودي بأن يدها باتت الآن هي السفلى في كل ما يتعلق بما يجري وبصورة الوضع في سورية. يحتمل أيضا أن تكون العلاقات في ميل تحسن في أعقاب عدم اليقين في السعودية بالنسبة لسياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط. لقد وجد التحسن في العلاقات تعبيره في حجم التجارة بين الدولتين وفي التوقيع على سلسلة اتفاقات في مجال النفط والمشتريات الأمنية. كما أن حجم الزيارات المتبادلة ازداد بما يتناسب مع ذلك. ففي أيار 2017 زارت الرياض رئيسة البرلمان الروسي، فالنتينا متباينكو ـ وعندها تلقى الملك سلمان دعوة رسمية لزيارة موسكو. زيارة وزير الطاقة الروسي، الكسندر نوبيك، إلى السعودية، قبل ذلك، جاءت للبحث في الاتفاقات بشأن تقليص إنتاج النفط. وفي أيار زار موسكو أيضا ولي العهد الحالي، محمد بن سلمان، وبحث هناك في مواضيع الطاقة والمسائل الأمنية والإقليمية على جدول الأعمال. وفي أيلول الماضي زار السعودية وزير الخارجية الروسي، سرجي لافروف، في محاولة لوضع روسيا وسيطا في الأزمة بين قطر وبعض جيرانها في الخليج. المواضيع الأساس على جدول الأعمال المشترك بين السعودية وروسيا: أ ـ تصميم التسوية المستقبلية في سورية ـ للسعودية مصلحة واضحة في أداء دور مؤثر في الملعب الإقليمي، حيث تصبح روسيا هناك لاعبا مركزيا. وبشكل محدد، فإن السعودية معنية بضمانة روسية لمكانة السكان السنّة. كما تسعى المملكة إلى التأثير في موسكو لحصر النفوذ الإيراني في سورية. أما روسيا من جهتها، التي يوجد بينها وبين طهران خلافات في موضوع سورية وفي مواضيع إقليمية أخرى، معنية بألا تعتمد على إيران فقط كقوة محور إقليمي، وعليه فهي تحرص على التقدم في علاقاتها مع عموم الدول السنّية المهمة. وأملت السعودية في أن تساعد مقدراتها الاقتصادية في التأثير في سياسة روسيا في الشرق الأوسط بشكل عام وفي سورية بشكل خاص. وذلك في شكلين: من خلال محاولة رفع ثمن التدخل الروسي في سورية، ومن خلال محاولة عرض حوافز اقتصادية مختلفة على الروس مقابل هجران الأسد. وقد فشل هذان السبيلان. وفي الرياض يسود فهم بأن نظام الأسد والقوات الموالية له ستبقى وستحكم القسم المهم من سورية في المدى المنظور. ومن غير المستبعد أن تكون تتحقق الآن في الرياض تعديلات متجددة للسياسة تجاه الساحة السورية. ب ـ المستوى الاقتصادي ـ في مجال النفط، توصلت السعودية وروسيا لأول مرة إلى تفاهمات بشأن سياسة انتاج النفط المرغوب فيها، بل ووقعتا اتفاقا (سينفذ قريبا) لتقليص انتاج النفط، وذلك لضمان أسعار مستقرة في هذه السوق. ويرى السعوديون بالتفاهمات في مجال النفط رافعة إضافية للتأثير في روسيا في المواضيع السياسية. موضوع آخر هو الاهتمام الشديد من جانب السعودية بالمساعدة التكنولوجية ـ النووية. ففي أثناء زيارة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، قيل إنه وقعت اتفاقات لمشروعات تكنولوجية بمقدار 10 مليارات دولار. كما علم أن الأمير وقع معاهدة تعاون نووي ـ مدني. وفي خلفية الأمور، فإن حلفاء مركزيين للرياض، وعلى رأسهم اتحاد الإمارات العربية، يعززون هم أيضا، سواء العلاقات الاقتصادية أم الأمنية مع موسكو. وذلك، كوزن مضاد لإيران، ناهيك عن أنه واضح أنه في المدى المنظور لن تتمكن هذه الدول من تفكيك الشراكة بين طهران وموسكو، التي يحركها ضمن أمور أخرى، الخوف من الإسلام السنّي الراديكالي. ج ـ الوسائل القتالية ـ جرى في الماضي الحديث عن اهتمام سعودي بشراء وسائل قتالية من روسيا، وقبل نحو خمس سنوات عُلم أنه وقع بين الدولتين عقد مشتريات بمبلغ 20 مليار دولار. ولكن هذا الاتفاق لن يخرج إلى حيز التنفيذ، وذلك ضمن أمور أخرى، بسبب خلاف بين الرياض وموسكو حول سلوك إيران في الشرق الأوسط، خاصة في سورية. ويدور الحديث الآن عن صفقة كبيرة مدماك مركزي فيها هو توقيع مذكرة تفاهم في موضوع شراء المنظومة الروسية المتطورة المضادة للطائرات «اس.400». د ـ جوانب عالمية ـ روسيا، التي كما أسلفنا، تعتبر السعودية دولة مركزية في الشرق الأوسط، معنية بإبعاد الرياض عن واشنطن، ناهيك عن أن موسكو على وعي بأهمية الولايات المتحدة لأمن المملكة. أما من ناحية السعودية، فإن تحسين العلاقات مع روسيا يفترض أن يشكل تعويضا محتملا لحالة تكرار البنود في العلاقات مع الولايات المتحدة. لقد كانت السعودية حتى وقت أخير مضى الرمز اليميني في المحور السنّي في معارضته لروسيا، فيما كانت مصر والأردن لا تشاركانها هذا الموقف. وباستثناء الخلاف بين الدول في مسألة سورية، لا تزال توجد بينها رواسب من الماضي تجعل من الصعب تسخين العلاقات، وذلك ضمن أمور أخرى، بسبب الدعم السعودي للمجاهدين في أفغانستان والثوار في الشيشان. ومع ذلك، فإن للرياض وموسكو سلسلة مصالح مشتركة على رأسها السعي إلى استقرار أسعار النفط ـ في هذا الموضوع نشأ بينهما تعاون ناجح ـ وكذا شراء وسائل قتالية وتكنولوجيا نووية والاهتمام بالاستثمارات المشتركة. فضلا عن ذلك، تفهم موسكو بأن ليس فقط من الصعب عليها أن تزيد نفوذها في الشرق الأوسط من دون تحسين علاقاتها مع الرياض، بل إنه لا يزال للرياض تأثير لا بأس به في قوات المعارضة للأسد. وبالتالي احتمالات التسوية في سورية، بل وتأثير في قوات إسلامية في روسيا نفسها. وبالنسبة لإسرائيل، في روسيا يتابعون باهتمام الخطاب حول التقارب السعودي ـ الإسرائيلي كجزء من بلورة جبهة إقليمية مضادة لإيران. كما أن موضوع المسيرة السياسية الإسرائيلية الفلسطينية احتل مكانا، وإن كان كما يبدو هامشيا، في المحادثات التي دارت في زمن زيارة الملك السعودي إلى موسكو، وذلك كجزء من جهود روسيا لإحياء المسيرة بقيادتها أو على الأقل بمشاركتها. تسفي مغين ويوئيل جوجانسكي نظرة عليا 25/10/2017 السعودية تقر بالنفوذ الروسي في الشرق الأوسط موسكو تعترف بدور الرياض المنافس للنفوذ الإيراني في المنطقة وتسعى لشراكة نفطية وأمنية معها صحف عبرية |
أحزاب مصرية تردّ على رئيس البرلمان: فشلنا في جذب الشباب بسبب تقييد الحريات Posted: 25 Oct 2017 02:26 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: أثارت تصريحات رئيس مجلس النواب المصري، علي عبد العال، خلال مناقشة مشروع قانون تنظيم الهيئات الشبابية، غضب واستنكار الأحزاب السياسية. وقال: «يوجد في مصر 104 أحزاب سياسية، فشلت في خلق كوادر حزبية». وأضاف: «مؤتمرات الشباب التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي نجحت فيما فشلت فيه الأحزاب السياسية وأفرزت كوادر شبابية أكثر مما قامت بصنعه جميع الأحزاب المصرية». محمد أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية أبدى رفضه الشديد لتصريحات عبد العال، ووصفها بـ»المحبطة والصادمة للأحزاب ولكوادرها الشبابية». وقال، موجها كلامه لرئيس مجلس النواب: «إذا كنت لا تعلم فهناك من الملاحظات ما يجب أن يضاف إلى معلوماتك، أولى هذه الملاحظات أن أغلب مؤتمرات الشباب التي تقوم بها مؤسسة الرئاسة يحضرها كوادر شبابية فعالة من الأحزاب والمستقلين». وتابع : «الدستور المصري والنظام السياسي أوجبا احترام الأحزاب والتأكيد على أهميتها وتشجيع دورها وليس التقليل من شأنها وتهميش دورها حتى وإن كانت هذه الأحزاب غير موجودة وغير فعالة في الشارع المصري، ونحن نعترف بهذا وله أسبابه». وأضاف: «إذا كان لنا أن نمتدح قيام الرئيس بعقد لقاءات دورية مع الشباب ونثنى على حرصه على ذلك وأيضا على نتائج تلك اللقاءات والمؤتمرات فيجب آلا يكون ذلك على حساب الأحزاب التي تجتهد والكوادر الشبابية التي أعدت». وزاد «إذا كانت مؤتمرات الشباب نجحت فيما فشلت فيه الأحزاب فهناك أيضا من المجالس من نجحوا فيما فشل فيه مجلس النواب، فعلى سبيل المثال فقد تصدى المجلس القومي لحقوق الإنسان لقضايا الحقوق والحريات في تقاريره السنوية ولعب دورا يفوق بكثير ما قام به مجلس النواب، كما انتصر المجلس القومي للمرأة لقضايا ومطالب المرأة المصرية، في حين لم يقدم البرلمان نتاجا مرضيا في هذا الشأن، بل قد عالجت مجالس ومؤسسات مجتمعية قضايا معيشية كثيرة لم ينجح البرلمان في التصدي وإيجاد حلول مناسبة لها». وحسب السادات «كان على رئيس البرلمان طالما أنه يرى الأحزاب على هذا الحال أن يضطلع بدوره ويناقش تلك القضية كإحدى أهم القضايا التي تقع في صلب النظام السياسي بل في تشكيلة المجلس الذي يرأسه فيبدأ البرلمان في مناقشة كيفية تقوية الأحزاب وجذب المواطنين إلى العمل الحزبي من خلال تشريعات جديدة أو تعديلات على قانون الأحزاب وعمل جلسات استماع وتشكيل لجان لاستطلاع الرأي وبحث ما إذا كانت هناك فرصة لتقليل عدد 104 أحزاب من خلال الاندماجات ليكون لدينا عدد أقل كعشرة أحزاب تمثل اتجاهات سياسية مختلفة». وواصل: « للأسف لم يقم البرلمان بأي من ذلك بل اكتفى بانتقاد الظاهرة دون وضع آليات وأفكار وحلول». وطالب «نواب الأحزاب في البرلمان بالانتفاض رفضا لمثل هذه التصريحات». كما طالب، عبد العال بـ«الاعتذار للأحزاب المصرية لما تضمنه حديثه من إساءة بالغة وتقليل من شأنهم وأهمية دورهم في الحياة السياسية المصرية». كذلك قال أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، إن «هجوم عبد العال واتهامه للأحزاب بأنها فشلت في تكوين كوادر سياسية كلام صحيح، والسبب في ذلك هو غياب المناخ الذي يساعد الأحزاب على خلق كوادر سياسية، فالقيود المفروضة شلت حركة الأحزاب». وأكد، في بيان، أن «قانون الأحزاب رقم 40 لسنة 77 وضع موانع عديدة أمام الأحزاب حتى لا تكون فاعلة سياسيًّا وجاءت ثورة 25 يناير واعتقدنا أن الأمور ستتغير، لكن جاءت القوانين لتزيد القيد مثل قانون التظاهر وغياب الحوار المجتمعي، وهو ما أفسح المجال لأصحاب الأموال لتأسيس أحزاب ملاكي». وتابع: «البرلمان لعب دورًا رئيسيًّا فيما وصلت إليه حالة الأحزاب بما أقره من تشريعات مقيدة لحرية التعبير والحركة للأحزاب في الشارع المصري». أما أحمد مشعل، أمين الشباب في حزب «المصريين الأحرار»، فقد علّق على تصريح عبد العال بالقول : «حديث مُحبط للشباب عمومًا، والأحزاب بصفة خاصة؛ رغم دعم الرئيس الدائم لدور الشباب، وتدشين مؤتمر خاص للاستماع إلى رؤياهم «. وأشار، في بيان، إلى أن «رغم كثرة الأحزاب السياسية، عقب ثورة 2011، فإن غالبية الأحزاب، خاصة المصريين الأحرار، تدعم الدولة المصرية، بدءًا من الثورة، مرورًا بالاستفتاء على الدستور، وانتخاب الرئيس والبرلمان». وأضاف أنه «وسط زخم الأحداث في البلاد، استطاع الحزب إعداد كوادر شبابية على مستوى الجمهورية، وتكوين أمانات للشباب في المحافظات والمراكز، وهو ما يؤكده وجود شباب المصريين الأحرار الفاعل في كافة المؤتمرات الرئاسية للشباب، وطرح رؤى تساهم في بناء الدولة». أحزاب مصرية تردّ على رئيس البرلمان: فشلنا في جذب الشباب بسبب تقييد الحريات السادات طالبه بالاعتذار ودعا النواب للانتفاض ضد تصريحاته تامر هنداوي |
أيمن نور: رفضت عرضا بالعودة إلى مصر والترشح في انتخابات الرئاسة Posted: 25 Oct 2017 02:26 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: كشف أيمن نور، رئيس حزب «غد الثورة»، والقيادي المصري المعارض المقيم في تركيا، عن تلقيه اتصالا من شخص وصفه بـ«المصري رفيع القدر والشهرة»، ورفض ذكر اسمه، طالبه فيه بـ«العودة لمصر والترشح في انتخابات الرئاسة المقبلة». وأكد له أنه «حال قرر العودة أو الترشح في الانتخابات، سيحصل على جواز سفر، كما وصل الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسي السابق، ومحمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية السابق وآخرون». وقال نور إن المتصل الذي رفض الكشف عن هويته، واكتفى بالقول إنه أجرى الاتصال من فرنسا بالتزامن مع زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى باريس، سأله: «لماذا أنت خارج بلدك؟ ولماذا لا تعود وتمارس دورك من الداخل؟ خاصة وأن مصر تتأهب لاستحقاق انتخابي وأن تكون رقما صعبا فيه، بما لك من خبرة ورصيد، بوصفك أول من خاض انتخابات رئاسية مصرية ودفعت ثمنا باهظا يعلمه الجميع في الداخل والخارج؟». وتابع، جاءت إجابتي: «كان بإمكاني أن أكون مثلك ضيفا عزيزا على كل موائد العشاء وكل برامج التوك شو، وكل صفحات الصحف مستمتعا بحصة في كل تورتة سياسية أو برلمانية أو وزارية، لكن للأسف لم يكن في إمكاني أن أقبل أن أتحول إلى بعض من ديكور بلاستيك، أو كتلة من الغل، ومصر تحترق بفعل الغدر والعنف والظلم والدم والسجون والمعتقلات وغياب العقل والعدل». وأضاف أن المتصل أكد أن «عودتي لمصر قد تكون سبيلا لحل بعض ما ذكرته، وأن مصر تحتاج لوسيط محايد ونزيه تثق به كافة الأطراف». وأكد رفضه للوقوف على الحياد في وقت وطنه يحترق، مضيفا: «كيف لي أن أجالس نيرون وأطلب منه السيطرة على النيران التي أشعلها في كل اتجاه، هذا النظام لا يعرف ولا يريد أصدقاء، أو نصحاء، إنما يريد أتباعا، لا يريد نصحاء مخلصين، بل يريد منافقين مصفقين هاتفين مؤيدين! أي رجل طويل القامة في طابور الأقزام هو خارج على النظام، هناك أسماء شريفة وكبيرة تحاول أن تقول «لا»، لكن قاموس النظام وإعلامه وإدارته لا يعرف كلمة «لا»، لا يعرف غير كلمة «نعم»، وكل من قال «لا» شريفة من الداخل طالته سهام القدح وحاصرته إجراءات القمع والتنكيل والتشويه». وحول الاتهامات التي تلاحق نور بالهروب من مصر، قال:» لم يكن سهلا عليّ أن أُطعن في وطنيتي، أو ينال نفر قليل ممن تصفهم زورا بحلفائي من كرامتي، لكن من اختار أن يطهر جراح وطنه بالكحول، وإذا لزم الأمر يكوي بعض المناطق المصابة بالنار، يجب ألا يبتئس لو طاله بعض الشرر من لهيب نيران الكي، ويكفيني أني أشعر بالرضا عن نفسي وموقفي، فلست هاربا من شيء، ولا هاربا لشيء، بل إنني منفي خارج بلادي، التي تدعوني للعودة إليها، بينما النظام يرفض عودتي برفضه أن أحصل على حقي القانوني المدعوم بحكم قضائي واجب النفاذ بتسليمي جواز سفري، الذي بدونه يستحيل أن أعود لوطني، أو أذهب لأي وطن آخر غيره». وأشار إلى أن المتصل أكد له أنه حال قرر العودة أو الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة سيصله جواز السفر، مؤكدا انه رفض العودة، أو المقايضة على حقوقه أو كرامته أو حريته أو قناعاته أو اختياراته، إلى أن جاء رد المتصل :»لقد خيبت ظني في ذكائك، ويبدو أن قرارك أن تعيش وتموت خارج وطنك». وكانت وزارة الخارجية المصرية رفضت تجديد جواز سفر أيمن نور، ما دعا الأخير لإقامة دعوى قضائية لإلزام السلطات المصرية بتجديد جواز سفره، ورغم صدور حكم بذلك، ترفض الخارجية الامتثال للحكم. أيمن نور: رفضت عرضا بالعودة إلى مصر والترشح في انتخابات الرئاسة |
مقتل 170 من تنظيم «الدولة» وانحساره في ريف حماة.. وعشرات الغارات للمقاتلات الروسية Posted: 25 Oct 2017 02:26 PM PDT دمشق – «القدس العربي» : تتشابك خيوط المواجهات في ريف حماة الشرقي وسط سوريا، مع تعدد الأطراف المتصارعة هناك، وتتغير خارطة السيطرة بين الفينة والأخرى، من هجوم مباغت لتنظيم «الدولة» سيطر من خلاله على عشرات القرى والتلال الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام، إلى هجمات معاكسة للهيئة واستعادة غالبية المناطق، ليتدخل النظام السوري والميليشيات الموالية له بعد انهزام مجموعات تنظيم «الدولة» وانحسارها، ومن الأجواء تنفذ المقاتلات الروسية عشرات الغارات الجوية ضد تحرير الشام. هيئة تحرير الشام أصدرت بدورها «إنفوغراف» لمحصلة المواجهات مع تنظيم الدولة في ريف حماة الشرقي، وحسب الإنفوغراف، فإن الهيئة قتلت 170 من مقاتلي تنظيم الدولة، وجرحت 200، وأسرت عشرة من عناصر التنظيم، بالإضافة إلى تدمير عدد من الآليات والمدرعات والسيطرة على أعداد أخرى. وكالة «إباء» الناطقة باسم هيئة تحرير الشام، ذكرت أمس أن قوات النظام السوري تقدمت إلى أطراف قرية «جب أبيض» بريف حماة الشرقي بعد أن تجاوزت المناطق التي لا زالت تحت سيطرة تنظيم الدولة، لتدور مواجهات عنيفة بين النظام السوري وهيئة تحرير الشام في المنطقة، تزامناً مع اشتباكات أخرى بين الهيئة وتنظيم الدولة. وأشارت الوكالة إلى أن تقدم قوات النظام السوري في ريف حماة الشرقي، واكبه تصعيد عسكري روسي كبير من الأجواء، حيث نفذت الطائرات الروسية عشرات الغارات الجوية على قرى وبلدات ريف حماة الشرقي. مدير المكتب الإعلامي في تحرير الشام في ريف حماة الشرقي «أبو عمر العكيدي»، قال: هناك تسهيلات واضحة وعلاقة مترابطة بين تنظيم الدولة من جهة والنظام السوري وحـلفائه مـن جهة أخرى في ريف حماة الشرقي. وزاد في تصريحات خاصة لـ «القدس العربي»: في المرة الأولى قام النظام السوري بإدخال مجموعات تنظيم الدولة إلى مناطقنا وبآلياتهم الثقيلة مروراً من مناطق سيطرة قوات الأسد، وبعد مدة حدثت عملية عكسية من قبل الهيئة، فبعد تراجع التنظيم من معظم المناطق التي سيطر عليها، قدم التنظيم تسهيلات لقوات النظام السوري للتقدم والسيطرة على قرية جب الابيض في ريف حماة الشرقي. هل سلح الأسد تنظيم الدولة؟ كما أكد المسؤول الإعلامي في تحرير الشام أن النظام السوري أدخل 20 سيارة «مجهولة المحتوى» إلى المناطق المسيطر عليها من قبل تنظيم الدولة في ريف حماة الشرقية، وتوقع «العكيدي» أن السيارات إما أن تكون عبارة عن أسلحة وذخائر مقدمة من النظام السوري لتنظيم الدولة، أو امدادات غذائية لمقاتلي التنظيم. معارك متزامنة للنظام و«الدولة» وانحسرت رقعة سيطرة تنظيم الدولة في ريف حماة الشرقي ضمن المناطق التي تقدم إليها في وقت سابق، ليقتصر انتشاره الحالي على بعض المناطق الصحراوية، وأكد «العكيدي» أن تنظيم الدولة يشارك النظام السوري بمعاركه، خاصة بعد فشل التنظيم في التقدم ضمن مناطق الهيئة، ليأتي النظام السوري ويتقدم بمنطقة «جب الأبيض». غارات روسية مكثفة ومن الملاحظ ازدياد وتيرة القصف العنيف للنقاط العسكرية التابعة لهيئة تحرير الشام بالطيران الروسي بعد انحسار وتراجع تنظيم الدولة، علماً أنه في البداية لم يكن هناك قصف، فيما أعلنت الهيئة عن ايقاع عشرة من عناصر الدولة بكمين أدى لمقتلهم جميعاً. وفق ما قاله مدير المكتب الإعلامي للهيئة بريف حماة. ويتزامن القصف الجوي الروسي على ريف حماة الشرقي مع تحركات عسكرية لقوات النظام السوري في المنطقة، وسط توقعات وأحاديث عن نيتها التوغل في عمق المناطق الجنوبية لمحافظة إدلب. ريف حماة الشرقي وقال العميد أحمد بري، إن اتفاقاً تم التوصل إليه مؤخراً، يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح في ريف حماة الشرقي، تعتمد على إدارة أبناء المنطقة لها، لتكون حدود فاصلة بين نقاط تمركز القوات الروسية والتركية. وأضاف الذي يشغل منصب قائد الأركان في وزارة الدفاع أنه تم الاتفاق على انتشار الجيش التركي غرب خط معردس – سنجار، أي غرب سكة الحديد التي تمر بالمنطقة الواقعة في ريف حماة الشرقي، لتقابلها بالمنطقة الجنوبية والشرقية قوات النظام إضافة للشرطة الروسية التي ستكون موجودة بنقاطها على طريق إثريا – خناصر، وفق ما نقله موقع «بلدي نيوز» المعارض. أما المنطقة الواقعة بين الروس والأتراك تسمى المنطقة المنزوعة السلاح إلا الخفيف منه إذ يبقى عناصر الفصائل بالمنطقة بسلاحهم الفردي (بي كي سي بأقصى حد) دون تقدم الروس أو النظام إليها، وتتمتع بحكم محلي من أبناء المنطقة. مقتل 170 من تنظيم «الدولة» وانحساره في ريف حماة.. وعشرات الغارات للمقاتلات الروسية هبة محمد |
أعضاء في «الهيئة العليا للمفاوضات» لـ«القدس العربي»: نتخوف من تصفية الثورة السورية في مؤتمر «حميميم» Posted: 25 Oct 2017 02:25 PM PDT حلب – «القدس العربي» : قال أعضاء في «الهيئة العليا للمفاوضات لـ«القدس العربي» إن «مؤتمر حميميم» المتوقع عقده في أوائل الشهر المقبل في قاعدة حميميم الروسية في محافظة اللاذقية، تعد محاولة لإنهاء الثورة السورية وتقسيم البلاد. وأكد مستشار الهيئة العليا للمفاوضات يحيى العريضي في اتصال هاتفي مع «القدس العربي»، رفض الهيئة المشاركة في المؤتمر المقبل لأنه يعقد من قبل النظام السوري وبدعم من روسيا. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد ذكر قبل أيام أن عقد هذا المؤتمر هو الخطوة التالية بعد إنشاء مناطق خفض التوتر في سوريا، وسيشمل الهيكل الجديد ممثلين عن النظام السوري والفصائل المعارضة، وكذلك عن جميع الطوائف العرقية والدينية في البلاد. واعتبر العريضي مؤتمر حميميم الذي تحاول روسيا تسويقه، نسفاً جديداً لحق السوريين في انتقال سياسي حقيقية، حيث يتم هذا الشيء عبر مسعى روسي «خبيث» من أجل إضاعة حق السوريين وإعادة تعويم أو تكرار نظام الاستبداد. ووصف مؤتمر حميميم بأنه عبارة عن بعثرة للحق السوري مرة أخرى من قبل روسيا التي هي قوة احتلال تحاول إنهاء الثورة السورية، حيث ان روسيا لا ترى ثورة في سوريا، إنما مجموعة بشرية تحاول التعدي على شيء تسميه النظام الشرعي، لأن اللحظة التي يسقط فيها النظام غير الشرعي في سوريا، سيجعل وجودها عبارة عن احتلال وهو كذلك. وأكد على أن مؤتمر حميميم نسف لجنيف وما بني عليه من قرارات دولية تحافظ على حق السوريين بتغير سياسي خرجوا لأجله، وكذلك نسف لمحطة أستانة التي صممت من أجل حفظ الأمان للأهالي، إلا أن الروس حولوها إلى لعبة لإعادة سيطرة النظام. وأشار العريضي إلى «أن رؤية الهيئة العليا للمفاوضات اتجاه حميميم هي عبارة عن مصالحة كبيرة تشبه المصالحات الصغرة التي تمت في السابق في مناطق مختلفة من سوريا، حيث يقصفون لأيام وشهور ثم يضعون السوريين أمام خيار الركوع أو الجوع، وتخرج علينا بتسوية ومصالحة مع شخصيات معينة». وأوضح أن الهيئة العليا للمفاوضات تعلم أنها المستهدف الأساسي من الخطوة الروسي، حيث أن استهدافها هو إجهاض لمطالب أهل سوريا والحق السوري، وإعادة فرض هذه المنظمة التي هي أساس الدمار والتشريد والقتل. وقال عضو مجلس سوريا الديمقراطية، وعضو المكتب السياسي ومسؤول فرع سوريا في الحزب الآشوري الديمقراطي، إن مؤتمر حميميم كان مقرراً أن يعقد مبدئياً في 29 تشرين الأول /اكتوبر لكن اجل إلى ما بين 7 و 10 الشهر المقبل الشهر . وأضاف في حديثه لوكالة سبوتنيك الروسية إن المؤتمر سيحضره 1500 شخص من كل مكونات سوريا، من كل المحافظات السورية لمناقشة سوريا بعد الحرب، الروس وجهوا الدعوة الى القامشلي كمكون مسيحي والمطلوب 25 مسيحياً عن منطقة الجزيرة والقامشلي. وقال عضو اللجنة الاستشارية في الهيئة العليا للمفاوضات خالد شهاب الدين إن مؤتمر قاعدة حميميم الذي تحضر له روسيا والمزمع عقده في أوائل الشهر المقبل في محافظة اللاذقية، يأتي استكمالاً لمسار بدأته اجتماعات أستانا والقاهرة ، مؤكداً على أن من سيحضر المؤتمر خائن للقضية السورية وهو خنجر مسموم بخاصرة الثورة للقضاء عليها وتقسيم سوريا. ورأى شهاب الدين في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» أن مؤتمر حميميم الذي دعا إليه بوتين جاء بعد ما رأوا من موقف صلب للهيئة العليا للمفاوضات بعدم التنازل عن بيان رياض1 والقبول ببشار الأسد في المرحلة الانتقالية، لذلك بحثوا على البديل ووجدوا عقد مؤتمر في قاعدة حميميم العسكرية باسم «مؤتمر الشعوب السورية» تمهيداً لتفتيت سوريا لشعوب عدة. وأكد أن الهيئة العليا للمفاوضات لن تحضر أبداً بصفتها الاعتبارية اجتماعات حميميم، في حين قد يحضر بعض الأشخاص بصفتهم أو صفة مكونهم، لافتاً إلى أن انعقاد هذا المؤتمر سيكشف الكثير من القوى والشخصيات السياسية المحسوبة على المعارضة السورية. ويرى شهاب الدين إن روسيا تريد من هذا المؤتمر إخضاع الثورة وانهاءها من خلال إجراء مصالحات كبرى بين النظام والمعارضة المصنعة، إضافة لشخصيات كانت محسوبة على الثورة تقوم الآن بالترويج في مناطقها لاقناع البعض بحضور المؤتمر، وذلك من أجل البدء بمصالحات وبالتالي تسوية كبرى والقضاء على محور جنيف الذي كان بالأساس مجرد محادثات ولعب على الوقت برعاية أممية ودولية على حساب دماء السوريين. وأشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صرح قبل أيام انه يخشى أن تؤدي مناطق خفض التصعيد إلى التقسيم، متسائلاً «على من يضحكون، هم من صنع الاتفاقيات وكتب بنودها ووجه عملاءه لتسويقها والضغط وصرف الأموال من أجل التوقيع عليها، واليوم يريدون إكمال المسرحية بمصالحات في مؤتمر حميميم وبالتالي تقسيم سوريا ليس إلى مناطق مؤقتة بل إلى أحياء لإنهاء الثورة بالقوة والعنجهية، وأحيانا بدفع الرشاوى وشراء الذمم و الضمائر ، وبالتالي القضاء على الهيئة العليا للمفاوضات ومؤتمرالرياض. وشدد شهاب الدين على أن كل ما يفعله الروسي في سوريا بات واضحاً، من خلال فرضه بآلته الحربية الجوية، فمن الناحية القانونية الروس محتلون ويجب اخراجهم من سوريا ومعاقبتهم وتطبيق القوانين الدولية ذات الصلة كافة بالاحتلال والقتل العمد وارتكاب المجازر وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية سواء في حلب أو إدلب أو الغوطة أو درعا وسائر سوريا، وقد أثبتت ذلك تقارير منظمات أممية ودولية لها شأنها. أعضاء في «الهيئة العليا للمفاوضات» لـ«القدس العربي»: نتخوف من تصفية الثورة السورية في مؤتمر «حميميم» عبد الرزاق النبهان |
الميليشيات الشيعية العراقية واللبنانية تنشر التَشُّيع في ريف حلب الجنوبي وبعض أحياء المدينة Posted: 25 Oct 2017 02:25 PM PDT ريف حلب ـ «القدس العربي» : ما أن سيطرت قوات النظام والميليشيات الشيعية العراقية واللبنانية المدعومة من روسيا، على أجزاء واسعة من ريف حلب الجنوبي في نهاية عام 2015، حتى بدأت تنتشر بعض المظاهر الجديدة على سكان تلك المناطق، من قبيل تحويل المساجد إلى حسينيات وانتشار طقوس المذهب الشيعي. يقول الناشط السوري، في ريف حلب الجنوبي، محمود الخالد «بدأ تطبيق منهج التشيع في قرى بلاس وعبطين وبلدة الحاضر وغيرها، حيث اعتمدت تلك الميليشيات على موظفين موالين للنظام من ابناء هذه المناطق، لاقناع السكان بحضور الدروس التي يقيمها رجال دين شيعة، كما تم تحويل بعض المساجد إلى حسينيات، ففي بلدة عبطين مثلا حول مسجد عمر ابن الخطاب إلى حسينية بعد اهانة لافتة المسجد، وكذلك حولت تلك الميليشيات مسجد عائشة في بلدة الحاضر إلى حسينة ». وقال الخالد لـ«القدس العربي»: «إن الحسينيات اليوم، يدعى لها الناس، فتقام فيها موائد الطعام ،وبعدها يلقي شيخ شيعي محاضرة تتحدث عن ميزات المذهب، كما يتم توزيع بعض الهدايا التي تشمل كتباً للفقه الشيعي وسللا غذائية». وحسب بعض اهالي تلك القرى الذين تحدثت اليهم «القدس العربي»، فان الميليشيات الشيعية تدفع رواتب ومعونات غذائية لمن يحضر الدروس ويلتزم بالزي الشيعي، مثل وضع شعارات تمجد الخميني على الرأس وكذلك حمل رايات عليها اسم زينب أو الزهراء، كما أن هناك مشايخ مرافقين للميليشيات، يعملون على تدريس الأطفال مبادئ المذهب الجعفري وذلك من خلال تعيين معلمين من أهالي تلك القرى، مقابل رواتب مغرية . وهكذا، ارتفعت نسبة التشيع في قرى ريف حلب الجنوبي التي تسيطر عليها هذه الميليشيات الشيعية، خصوصاً بين بعض العشائر التي كانت موالية للنظام في مدينة سفيرة وقرى الذهبية وعين عسان وتركان، كعشيرتي العساسنة والبقارة، وانضم معظمهم الى «لواء الباقر» الذي لعب دوراً كبيراً في معارك النظام في ريفي حلب الجنوبي والشرقي وساند المعارض السوري نواف البشير بعد عودته لصفوف النظام، قبل ان يعلن مشايخ من عشيرة البقارة براءتهم من البشير ومن لواء الباقر. ويقول المعلم «محمد .س» الذي يتواجد في مدينة حلب، إن حركة النجباء الشيعية التي تتخذ من أكاديمية الأسد مقراً عسكرياً لها، تقوم من خلال مكتب ديني، بإرسال مندوبين توظفهم براتب 200 دولار، إلى المساجد، لكي يعطوا محاضرات ويوزعوا كتيبات، تتكلم عن المذهب الشيعي ومظلومية أهل البيت. ويضيف المعلم الذي رفض الإفصاح عن كنيته حفاظاً على أمنه لـ«القدس العربي»: «أن جامعة حلب تحولت إلى مكان لاقامة المحاضرات والندوات عن المذهب الجعفري وفي إيران ونهضتها، فخلال شهرين فقط، اقيمت 25 ندوة تتحدث عن التشيع وعن إيران، ويتم فيها بث أفلام سينمائية، تتحدث عن مقاومة إيران لصدام حسين في حرب الثماني سنوات، وعن مظلومية الشيعة من قبل الأمويين والعباسيين». يوسف الأحمد الذي كان موظفاً إدارياً في جامعة حلب وانشق عن عمله، يقول لـ«القدس العربي»: «في حي حلب الجديدة، توجد ثانوية شرعية يدرس فيها الطلاب المذهب الجعفري وتاريخ الدولة الحمدانية، كما يتم في هذه الثانوية التشكيك بصحة كتابي البخاري ومسلم»، مضيفاً أن «الميليشيات الشيعية أقامت في الحي الأول والرابع من ضاحية الحمدانية مراكز ثقافية، كما تم تحويل مسجد سكينة، كمركز للطلاب». انتشار مظاهر التشيع، ليس ظاهرة حديثة في سوريا، فقبل قدوم الميليشيات الشيعية ابان الثورة السورية، سمح نظام الاسد لحركة تشيع محدودة في البلاد، ظهرت اثارها في محافظتي الرقة ودير الزور ودرعا، حيث لعبت بعض المراكز كمرقد عمار بن ياسر في الرقة، دوراً في التثقيف المذهبي، وادت لتشييع اعداد محدودة من السوريين السنة، باغرائهم بمنح مالية ومقاعد جامعية، كما حصل في بعض بلدات الريفية بدير الزور، كقرية «حطلة» التي تشيع معظم سكانها. وبعد دخول الميليشيات الشيعية لسوريا، ارتفعت وتيرة النشاط المذهبي، وحصلت على المزيد من الدعم الحكومي العلني، واصدر بشار الأسد، مؤخراً، قراراً بإنشاء ثانوية شرعية تدرس المذهب الجعفري في مدينة جبلة . الميليشيات الشيعية العراقية واللبنانية تنشر التَشُّيع في ريف حلب الجنوبي وبعض أحياء المدينة وائل عصام وسلطان الكنج |
السلطات الجزائرية تختار عدم التراجع بخصوص تصريحات مساهل تجاه المغرب! Posted: 25 Oct 2017 02:24 PM PDT الجزائر ـــ «القدس العربي»: اختارت السلطات الجزائرية عدم التراجع إلى الوراء بخصوص تصريحات وزير خارجيتها عن تجارة الحشيش في المغرب، فبعد أسبوع من الصمت والانتظار، اختارت السلطات في الأخير دعم وزير الخارجية في وقت اعتقد كثيرون أن الحكومة ستتخلى عنه، وأنه سيضحى به لتهدئة ثورة الغضب في المغرب، لكن الحكومة قررت في الأخير عدم التراجع بل تأكيد أن ما قاله مساهل صحيح. الحكومة الجزائرية اختارت، حتى الآن، الرد بطريقتين الأولى عن طريق رئيس الوزراء أحمد أويحيى المعروف بأنه لا يخشى الجدل، ولا يتهيب الصدامات، الذي اختار أن يكون ضيفا على الإذاعة الحكومية، بصفته زعيما لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، وهو الذي يتحاشى عادة ارتداء قبعة السياسي كثيرا لم يكن في منصب المسؤولية، وحتى لما كان يرتديها كان يتفادى أن يتكلم من خلالها نيابة عن قبعته الرسمية كأول مسؤول عن الحكومة، لكنه هذه المرة لم يتحرج من ذلك، بل ارتدى القبعتين معا. ولما طرح السؤال على أحمد أويحيى بشأن تصريحات عبد القادر مساهل وزير الخارجية، أكد أن الوزير لم يقل كذبا، وأنه إذا كان كلامه قد أثار استياء السلطات المغربية فذلك أمر يخصها، وليس مهما كثيرا، وأنه أمر حسن بالنسبة للجزائر، مشددا على أن حزبه (الذي يقوده) يدعم الحكومة ( التي يرأسها) في كل القرارات والسياسات، وخاصة السياسة الخارجية. ويأتي كلام أويحيى ليكذب كل ما قيل خلال الأيام الماضية عن إمكانية التضحية بمساهل، على اعتبار أنه «ارتكب خطأ»، وهو أمر كان ممكن حدوثه، حسب مصادر حكومية، لولا ردة الفعل المغربية، خاصة في وسائل الإعلام التي وصلت إلى مستوى غير مسبوق في السب والشتم والإهانة، وهو الأمر الذي جعل الحكومة في الأخير تختار الاصطفاف وراء وزير الخارجية، برغم أن هناك شبه إجماع أنه أخطأ بقول ذلك الكلام، بصرف النظر عن صحته. المؤشر الثاني على أن الحكومة اختارت ألا تلعب ورقة التهدئة، هي الافتتاحية التي نشرتها صحيفة «المجاهد» الحكومية، والجميع يعلمون في الجزائر أن هذه الجريدة كثيرا ما تكون لسان حال الحكومة، والأكيد أنها لا تخوض في مواضيع حساسة مثل العلاقات مع المغرب قبل الحصول على الضوء الأخضر، وهو ما يكون قد حدث بعد أيام من الانتظار، إذ كتبت الصحيفة الحكومية في افتتاحيتها لنهار أمس الأربعاء، تأكيدا للكلام الذي ورد على لسان وزير الخارجية وبتفاصيل أكثر، إذ راحت تسرد تقارير أممية وأمريكية تتحدث عن زراعة وتجارة الحشيش والقنب الهندي في المغرب، متسائلة عن السبب الذي جعل الحكومة المغربية تسكت عن تلك التقارير، ولا ترد بالحدة التي ردت بها على وزير خارجية الجزائر. وربطت الصحيفة بين ردة الفعل الغاضبة في المغرب تجاه تصريحات مساهل وقضية الصحراء الغربية، التي عادت لتتصدر أولويات المنظمات اللإقليمية والدولية برغم محاولات متعددة لطيه من طرف دول مستفيدة من نهب الثروات الطبيعية للصحراء الغربية. ويأتي تحرك الإعلام الحكومي في أعقاب تحرك وسائل الإعلام الخاصة المقربة من السلطة، والتي «اختارت» أن تدعم تصريحات وزير الخارجية عبد القادر مساهل، وأن تذهب تُجاه تصريحاته التي أثارت جدلا واسعا. السلطات الجزائرية تختار عدم التراجع بخصوص تصريحات مساهل تجاه المغرب! |
الجزائر ترفض طلباً أمريكياً جديداً للتدخل عسكريًا في ليبيا Posted: 25 Oct 2017 02:24 PM PDT لندن -« القدس العربي»: رفضت الجزائر اقتراح واشنطن مرة ثانية على المسؤولين الجزائريين، قيادة قوة متعددة الجنسيات للتدخل عسكريًا في ليبيا. ونقلت نشرة «مغرب إنتلجنس» المقربة من الدوائر السياسية الفرنسية عن مصدر دبلوماسي أمريكي، أمس الأربعاء، قوله: إن وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين حاولتا دفع السلطات الجزائرية لإرسال وحدة عسكرية إلى ليبيا، ونشر قوات على طول الحدود مع تونس، لكن الجزائر رفضت الطلب مرة ثانية. وتابع المصدر: إن الجزائر تحافظ على توازن دقيق بين مختلف الفصائل الليبية المتنافسة، وتعرف أن التدخل المباشر لن يجلب سوى الدمار للمنطقة، إضافة إلى أن الدستور الجزائري والعقيدة العسكرية للبلاد لا تسمح بإرسال القوات المسلحة خارج حدودها. كما قدمت واشنطن طلبًا للاستفادة من خبرة الجزائر في تنفيذ عملية عسكرية موسعة في النيجر، في إثر مقتل أربعة من جنودها في الخامس من الشهر الحالي لكن قوبل الطلب بالرفض. وتعكس تصريحات مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية مكلف محاربة الإرهاب، تقبله التحفظ الجزائري، مشيدًا بقدرة جيشها على وضع حد لتهديدات الإرهاب. وقال مساعد منسق سياسة محاربة الإرهاب بالخارجية الأمريكية، رافي غريغوريان، خلال أعمال المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب حول غرب أفريقيا، الذي عقد في العاصمة الجزائرية، إن بلاده تتفهم رفض الجزائر التدخل عسكريًا في ليبيا، لكن بإمكانها تقديم النصائح لجيرانها الذين يواجهون خطر الإرهاب. وأضاف أن واشنطن تتفهم رفض الجزائر التدخل عسكريًا خارج حدودها بسبب موانع دستورية، لكن بإمكانها تقديم نصائح لجيرانها الذين يواجهون الإرهاب، مؤكدًا أن البحث عن حل سياسي للأزمة في ليبيا يعد مفتاحًا للقضاء على الإرهاب، حيث تفضّل الولايات المتحدة معالجة الأزمة الداخلية سياسًيا. وتزامنت زيارة المسؤول الأمريكي الرفيع إلى الجزائر مع جولة الفريق أحمد قايد صالح، رئيس أركان الجيش الجزائري منذ الاثنين الماضي، إلى مناطق ورقلة وعين مناس الحدودية مع ليبيا، لمعاينة الوحدات المنتشرة في المناطق الحدودية التي تربط البلاد بهذه المنطقة، التي تشهد اضطرابات أمنية كبيرة مع محاولات تنظيم «داعش» الإرهابي استجماع عناصره. وصرح قايد صالح بأنه تماشيًا مع الاستقراء الواقعي والموضوعي لمجرى الأحداث وتطورات الأوضاع على المستوى الإقليمي وحتى الدولي، واستشعارًا لطبيعة التحديات الواجب مواجهتها وحجم الرهانات الواجب كسبها. ومع تراجع خطر التهديد الإرهابي داخل الجزائر قابله تحول حماية الحدود إلى أولوية قصوى، ضمن استراتيجية استباقية جديدة تعتمد على مواجهة الخطر المقبل من وراء الشريط الحدودي الممتد على مسافة 7000 كلم، منها نحو 1000 كلم مع ليبيا، عبر رصد وتحديث وضعية تحركات الجماعات «الإرهابية» في الجزائر وفي الدول المجاورة. الجزائر ترفض طلباً أمريكياً جديداً للتدخل عسكريًا في ليبيا |
المغرب: مراقبون يتوقعون خروج «التقدم والاشتراكية» من الأغلبية الحكومية ودخول «الاستقلال» Posted: 25 Oct 2017 02:24 PM PDT الرباط – «القدس العربي» : اعتبر باحثون أن قرار العاهل المغربي محمد السادس إعفاء ثلاثة وزراء من مهامهم، ومنع خمسة وزراء سابقين من تقلد أي منصب سام في المستقبل، يؤشر على بداية مرحلة جديدة في ممارسة السلطة في المغرب، قائمة على ربط المسؤولية بالمحاسبة. وفي هذا الصدد، أوضح محمد الزهراوي (أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاضي عياض في مراكش) في اتصال مع «القدس العربي» أن إعلان مجموعة من الاعفاءات في الظرف الراهن يحمل في طياته مجموعة من الرسائل والدلالات التي يبقى أبرزها أن هذا الإجراء العقابي احترم الشكليات والقوانين والنصوص الدستورية جميعها. واستدرك قوله إن هذه الإعفاءات ليست مجرد حملة دعائية ظرفية غايتها امتصاص غضب ساكنة مدينة الحسيمة، بقدر ما هي تؤسس لمرحلة جديدة قوامها ربط المسؤولية بالمحاسبة. كما أنها تعتبر رسالة قوية لكافة المسؤولين، مفادها أن مرحلة التراخي واللامبالاة قد ولت، وحلت محلها مرحلة جديدة ترتكز بالأساس على مبدئي المحاسبة والمساءلة. وأكد عبد المنعم لزعر (الباحث في العلوم السياسية والقانون الدستوري) في تصريح لـ «القدس العربي»، أن الإعفاء الملِكي يأتي في سياق تفعيل العاهل المغربي لصلاحياته الدستورية المنصوص عليها في الدستور والتي تسمح له، بمبادرة منه وبعد استشارة رئيس الحكومة، بإعفاء عضو أو أكثر من أعضاء الحكومة. كما أن ذلك القرار ـ يضيف الباحث المذكور ـ يندرج في سياق تفعيل مبدأ دستوري ظل مغيبا على امتداد زمنية الفعل والتدبير الحكومي، وهو مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة ويأتي كذلك في إطار التجاوب الملِكي مع خلاصات نتائج التحقيق في تعثر مشروعات الحسيمة، ويعد بداية نشاط ما سمي بالزلزال السياسي كما تم إعلانه في خطاب افتتاح السنة التشريعية مطلع الشهر الجاري. وأشار إلى أن هناك سلطة عقاب موازية ذات بعد رمزي تمثلت في سحب الثقة الملِكية وإبداء الغضب الملِكي ما يحيل إلى فتح المجال أمام السلطة العقابية للحكومة والقطاعات والإدارات المعنية من أجل معاقبة كل متورط في الاختلالات موضوع التحقيق وهو ما يعني بأن ما سمي بالزلزال السياسي ستكون له آثار عمودية وستشمل امتداداته مجموع البناء المؤسساتي في المغرب. قرار إعفاء وزراء مس حزبين رئيسيين في الحكومة هما حزب الحركة الشعبية وحزب التقدم والاشتراكية. ومن ثم، كلف العاهل المغربي رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، بتقديم اقتراحات لتعيين مسؤولين جدد في المناصب الشاغرة، ومن المرتقب أن يكون هناك تعديل حكومي في الأيام القليلة المقبلة. واعتبر الباحث محمد الزهراوي، أن إعفاء وزير يحمل صفة أمين عام لحزب، مؤشر على خروج هذا الحزب من الأغلبية الحكومية إلى المعارضة ودخول حزب جديد من المرجح أن يكون حزب الاستقلال. وجاء قرار الإعفاءات نتيجة التحريات والتحقيقات التي قام بها المجلس الأعلى للحسابات حول مشروع «الحسيمة منارة المتوسط» التي كان قد أعطى العاهل المغربي الملك محمد السادس، انطلاقتها سنة 2015، حيث تأكد وجود مجموعة من الاختلالات تم تسجيلها في عهد الحكومة السابقة. ويتعلق الأمر، بإعفاء كل من محمد حصاد، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، بصفته وزير الداخلية في الحكومة السابقة، ومحمد نبيل بنعبد الله، وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، بصفته وزير السكنى وسياسة المدينة في الحكومة السابقة، والحسين الوردي، وزير الصحة، بصفته وزيرا للصحة في الحكومة السابقة، والعربي بن الشيخ، وزير الدولة لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي المكلف بالتكوين المهني، بصفته مديرا عاما لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل سابقا. ولم تقف هذه الإعفاءات عند هذا الحد، بل أبلغ العاهل المغربي محمد السادس خمسة وزراء سابقين في حكومة بن كيران عدم رضاه عنهم لإخلالهم بالثقة التي وضعها فيهم، ولعدم تحملهم مسؤولياتهم، مؤكدا أنه لن يتم إسناد أي مهمة رسمية لهم مستقبلا، ويتعلق الأمر بالوزراء: رشيد بلمختار، بصفته وزير التربية الوطنية والتكوين المهني سابقا، ولحسن حداد، بصفته وزير السياحة سابقا، ولحسن السكوري، بصفته وزير الشباب والرياضة سابقا، ومحمد أمين الصبيحي، بصفته وزير الثقافة سابقا، وحكيمة الحيطي، كاتبة الدولة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة المكلفة بالبيئة سابقا. وشمل الإعفاء أيضا علي الفاسي الفهري، من مهامه مديرا عاما للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب. وأبرز تقرير المجلس الأعلى للحسابات، أن عدة قطاعات وزارية ومؤسسات عمومية لم تف بالتزاماتها في إنجاز المشروعات، وأن الشروحات التي قدمتها، لا تبرر التأخر الذي عرفه تنفيذ هذا البرنامج التنموي. وقد أكد هذا التقرير كذلك عدم وجود حالات غش أو اختلاسات مالية. وأضاف أنه أمام عدم الوفاء بالالتزامات، والتأخر الملموس في إطلاق المشروعات، فقد لجأت بعض القطاعات المعنية، إلى تحويل رصيد من إسهاماتها المالية لوكالة تنمية أقاليم الشمال، وسيلة للتهرب من المسؤولية. ودعا تقرير جطو، إلى ضرورة إسناد رئاسة اللجنة المركزية للتتبع لوزير الداخلية، كما يجب أن تجتمع هذه اللجنة في أقرب الآجال من أجل البت في المشاكل التي لا زالت تعوق تنفيذ البرنامج والمرتبطة أساسا بتعبئة التمويل اللازم وتصفية العقار وإتمام الدراسات. وإلى تحديد وتيرة شهرية لاجتماعات اللجنة المحلية من أجل تتبع إنجاز المشروعات عن قرب وإرساء آليات للتنسيق ورفع التقارير باعتماد مؤشرات مناسبة. من جهة أخرى، أشاد العاهل المغربي بأداء حكومة سعد الدين العثماني، مبرزا أنه تم تسجيل دينامية جديدة على مستوى تعبئة مختلف المتدخلين، وتحقيق تقدم ملموس على صعيد إنجاز المشروعات. وأصدر الملك توجيهاته لأخذ العبرة من المشاكل التي عرفها البرنامج التنموي منارة المتوسط، لتفادي الاختلالات والعوائق التي قد تعرقل إنجاز المشروعات التنموية في مختلف جهات البلاد. المغرب: مراقبون يتوقعون خروج «التقدم والاشتراكية» من الأغلبية الحكومية ودخول «الاستقلال» فاطمة الزهراء كريم الله |
أحزاب مغربية وتونسية تطلق مبادرة لتوحيد حركات اليسار في المغرب العربي Posted: 25 Oct 2017 02:23 PM PDT الرباط – «القدس العربي»: أطلقت أحزاب يسارية مغربية وتونسية مبادرة لتوحيد أحزاب وحركات اليسار في منطقة المغرب العربي وأعلنت فيدرالية اليسار الديمقراطي (تضم 3 أحزاب مغربية) والتيار الشعبي وحزب الوطد (تونس) مبادرة لتجميع أحزاب اليسار في البلدان الخمسة (ليبيا تونس الجزائر المغرب ومريتانيا) المكونة للفضاء المغاربي. وجاء إعلان هذه المبادرة خلال لقاء جمع قياديين وقياديات من الأحزاب الثلاثة المكونة لفيدرالية اليسار) المؤتمر الوطني الاتحادي، الاشتراكي الموحد، الطليعة الديمقراطي الاشتراكي (والتيار الشعبية وحزب الوطد من تونس على هامش أشغال المؤتمر التاسع لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي في الدار البيضاء تحت شعار «يسار فعال تغيير شامل». وتهدف هذه المبادرة إلى العمل على التنسيق بين قوى يسارية من الفضاء المغاربي بغية تنظيم ندوة سياسية مغاربية خلال السنة المقبلة، سيعلن مضمونها والمشاركون فيها مستقبلا كما تهدف التنسيق بين الأحزاب التي ستنضم إلى هذه المبادرة في قضايا تهم الشعوب المغاربية على أساس أرضية مشتركة. وقررت الهيئات المشاركة في اللقاء خلق لجنة تحضيرية ستكلف بإعداد أرضية مشتركة وفتح قنوات التواصل مع أحزاب يسارية من المغرب، تونس، ليبيا، الجزائر وموريتانيا إضافة إلى الانفتاح على مثقفين وفعاليات من المجتمع المدني. الهدف: وضع خطة للعمل المشترك وتوحيد قوى اليسار التقدمي في الفضاء المغاربي. على أن تعقد اللجنة التحضيرية لقاء في تونس نهاية هذه السنة. أحزاب مغربية وتونسية تطلق مبادرة لتوحيد حركات اليسار في المغرب العربي |
وفد أوروبي يتفقد معبر رفح قبل أيام من تسليمه للسلطة Posted: 25 Oct 2017 02:23 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: في إطار مساعي الحكومة الفلسطينية لتسلم مهام إدارة معابر قطاع غزة، ضمن اتفاق المصالحة الأخير بين فتح وحماس، تفقد وفد أوروبي معبر رفح الفاصل قطاع غزة عن الأراضي المصرية، بما يشير إلى إمكانية إعادة القارة الأوروبية مراقبيها لهذا المعبر الحيوي، على غرار الوضع الذي كان قبل سيطرة حماس على القطاع، في الوقت الذي ألمح فيه مسؤول كبير في حركة فتح، لإمكانية وصول الرئيس محمود عباس إلى قطاع غزة مطلع العام المقبل، حال سارت تفاهمات المصالحة من دون «منغصات» لحضور اجتماعات المجلس الثوري. وتفقد الوفد الأوروبي المكون من 12 شخصا ويرأسه مسؤول البعثات الأمنية للاتحاد الأوروبي على مستوى العالم، معبر رفح، بعد أن دخل القطاع من معبر بيت حانون «إيرز» شمال قطاع غزة، والفاصل عن المناطق الإسرائيلية. وسبق وصول الوفد أن أعلنت بعثة المراقبة الأوروبية استعدادها لإعادة تشر مراقبيها في معبر رفح، وذلك عقب توقيع اتفاق المصالحة الأخير بين فتح وحماس في القاهرة يوم 12 من الشهر الجاري، والذي يشمل تسلم السلطة مسؤولية المعابر. وجاءت زيارة الوفد الأوروبي عبر عملية تنسيق مع السلطة الفلسطينية، التي تستعد لبسط كامل سلطاتها على القطاع، وفق تفاهمات المصالحة، وذلك من أجل ترتيب اوضاع معبر رفح، المخصص لسفر الأفراد، وشملت زيارة الوفد للمعبر تفقد المنشآت والمكاتب الخاصة بالبعثة الأوروبية التي كانت تعمل في داخله حتى سيطرة حماس على غزة. وكان معبر رفح قبل سيطرة حماس على قطاع غزة منتصف عام 2007، يدار من قبل السلطة الفلسطينية، حيث كان يوجد على المعبر فريق مراقبة أوروبي، وفق تفاهمات أبرمتها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل بوجود مصر، بعد انسحاب إسرائيل من القطاع عام 2005. ولم يكن المعبر يفتح أبوابه للعمل لتنقل السكان من وإلى القطاع من خلال هذا المعبر، إلا بعد قدوم أفراد البعثة الأوروبية، الذين كانوا يقيمون في منطقة إسرائيلية قريبة من القطاع، وكانوا يرتدون لباسا خاصا، وعملت البعثة الأوروبية، على مراقبة عمليات دخول وخروج الأفراد، ومنع وصول أسلحة إلى القطاع بعد انسحاب إسرائيل. ومعبر رفح الفاصل عن الأراضي المصرية مغلق منذ أن جرت عملية الإطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي، حيث تفتحه السلطات المصرية لأيام معدودة وعلى فترات متباعدة، لا تكفي حاجة سكان قطاع غزة المحاصرين. وتريد مصر التي بدأت قبل أكثر من ثلاثة أشهر بعملية توسعة للمعبر، أن تبسط السلطة الفلسطينية سيطرتها على غزة، من خلال نشر قوات من الحرس الرئاسي في المعبر، قبل أن تشرع بفتحه من جديد. ومن المقرر أن تستلم السلطة الفلسطينية مسؤولية إدارة معابر غزة، بعد ستة أيام، وتحديدا يوم الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، وفق اتفاق المصالحة الأخير الموقع في القاهرة. ومن المقرر أن تقوم هيئة المعابر والحدود التابعة للسلطة الفلسطينية، بإدارة هذا المعبر في المرحلة المقبلة، حيث وصف نظمي مهنا مدير هيئة المعابر في السلطة الفلسطينية الذي زار غزة قل أيام، وتفقد المعابر بما فيها معبر رفح، الزيارة واللقاءات التي عقدها مع الموظفين الذين عينتهم حركة حماس بعد الانقسام لإدارة المعابر بالإيجابية، ونفى في الوقت ذاته ما تردد في بعض وسائل الإعلام، عن تعيينات جديدة لمدراء المعابر في قطاع غزة. ولا يعرف حتى اللحظة إن كان الطرفان «الحكومة وحركة حماس» قد توصلا إلى آلية واضحة، تضمن إدارة الأولى للمعابر، والتي تشمل وقف جباية الضرائب من قبل الموظفين المعينين من الأخيرة، والمستخدمة في دفع رواتب موظفي غزة، رغم اقتراب موعد التسليم. وفي إطار عملية «تمكين الحكومة» وفق تفاهمات القاهرة الأخيرة، شرع عدد من الوزراء بزيارات لغزة، وعقدت الحكومة جلستها الأسبوعية أول أمس ما بين رام الله وغزة، عبر تقنية «الفيديو كونفرنس»، وأعلن عدد من الوزراء عن توحيد العمل بين إدارات وزاراتهم في الضفة وغزة. إلى ذلك فقد تواصلت تصريحات مسؤولي فتح وحماس الإيجابية، تجاه تطبيق بنود اتفاق المصالحة، رغم «البطء» الذي تشهده هذه العملية. لكن ذلك لم يمنع التلميح إلى أن الاختبارات الصعبة لعملية تطبيق بنود المصالحة، التي تنص على «تمكين الحكومة» لم تبدأ بعد، وأنها ربما تكون صعبة. وفي هذا السياق قال ماجد الفتياني، أمين سر المجلس الثوري لفتح، إن استلام المعابر وتوحيد واردات وزارة المالية «هما الامتحان والخطوة الأولى التي ستواجهها حكومة التوافق الوطني». وأكد الفتياني في تصريحات لتلفزيون فلسطين، أن المصالحة «يجب أن تكون على قاعدة أننا ذاهبون إلى شراكة حقيقية سياسية تحصن وتحمي المشروع الوطني وليس إلى محاصصة خدماتية». ورأى أن «الشراكة السياسية» تعني وجود «قانون واحد ونظام واحد وحكومة واحدة وقرار واحد وسلاح واحد». وقال «إذا أردنا أن نذهب إلى الحرب علينا أن نذهب بقرار واحد، وليس من حق أحد أن يفرض علينا مساراً لمزاجه أو مصالحه أو تحالفاته». وفي سياق تصريحاته أشار القيادي في حركة فتح، إلى وجود «أطراف منزعجة من المصالحة ولا يعتبرونها أنها المصلحة العليا للشعب الفلسطيني والهدف الاستراتيجي»، لافتا إلى أن هذه الأطراف التي لم يسمها تفضل «تحالفات دولية أخرى على المصالحة». وأكد كذلك عزم حركة فتح على تحقيق المصالحة، وقال إن الدورة المقبلة للمجلس الثوري لحركته، والتي ستكون مطلع العام المقبل ستعقد في قطاع غزة، حال كانت الظروف سانحة لذلك، وإن الرئيس عباس «يريد أن يضمن الإنجاز على الأرض». وأكد أن عقد هذا الاجتماع «مرتبط بسير الأمور على الأرض»، وقال إن الرئيس هو صاحب القرار بذهابه إلى غزة، «إذا ما قرر ذلك غد»، وإن أحدا لا يستطيع منعه، مضيفا «عندما يقرر الرئيس القدوم لن يتحكم بقراره أحد». والمعروف أن الرئيس عباس يحضر اجتماعات المجلس الثوري، بصفقته قائدا للحركة. وشدد القيادي الفتحاوي على ضرورة أن تتم عملية المصالحة «دون أي منغصات أو تدخلات من هنا أو هناك». ويزور الفتياني حاليا غزة على رأس وفد من المجلس الثوري، حيث عقد مساء الثلاثاء اجتماعا مع قيادة حركة فتح في القطاع، تناول الحديث عن آخر المستجدات السياسية والتنظيمية. وجاءت تصريحات القيادي الفتحاوي، عقب تصريحات لرئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، الذي أكد من جهته أن موضوع المصالحة يعد «محورا استراتيجيا» لدى الحركة، داعياً إلى «موجة شعبية ضاغطة» لتحقيقها. وأكد في كلمة له خلال لقائه مع النقابات المهنية في غزة أن حماس لن تسمح للانقسام أن يستمر، وستنهيه ولو من طر ف واحد. وأعلن قائد حماس في غزة عن إطلاق حوار وطني شعبي يشارك فيه كل مكونات الشعب الفلسطيني وفئاته، لضمان أوسع مشاركة جماهيرية في قضايا المصالحة الوطنية تحضيراً لحوار القاهرة المقبل. وأشار السنوار كذلك إلى أن قرار المصالحة هو «قرار جماعي» لحركة حماس في الداخل والخارج، مشدداً على أن حماس جادة في «طي صفحة الانقسام». وفد أوروبي يتفقد معبر رفح قبل أيام من تسليمه للسلطة أشرف الهور: |
موقع أمني يكشف عن أساليب جديدة للمخابرات الإسرائيلية تعتمد على انتحال أسماء قادة المقاومة لجمع معلومات خطيرة Posted: 25 Oct 2017 02:22 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: كشف تقرير أمني عن أسلوب جديد تنتهجه المخابرات الإسرائيلية، للحصول على معلومات بـ «طريقة مباشرة» من نشطاء المقاومة الفلسطينية، تقوم على أسلوب الخداع. وذكر تقرير جديد نشره موقع «المجد الأمني» القريب من الجناح المسلح لحركة حماس، أن المخابرات الإسرائيلية تسعى إلى تجديد أساليبها في الحصول على معلومات بشكل مستمر، وأنها تعمل على إيجاد وابتكار أساليب جديدة في محاولة منها لخداع الشباب الفلسطيني وجمع المعلومات منهم، أو محاولة إسقاطهم في وحل العمالة. وأوضح أن من أحدث الأساليب التي استخدمتها المخابرات في الآونة الأخيرة هو «أسلوب الخداع»، حيث تقوم العملية على انتحال ضباط المخابرات الإسرائيلية لأسماء «مفاصل العمل العسكري المقاوم». وأشار الموقع أن ضباط المخابرات الإسرائيلية تواصلوا من خلال الاتصال بالهواتف النقالة، مع عدد من عناصر المقاومة الفلسطينية، تحت مسميات دارجة لدى المقاومة كاستخدام اسم (مسؤول تخصص الإمداد، أو مسؤول السرية الثانية) وغيرهما من الأسماء. وخلال هذه الاتصالات طلب ضباط المخابرات الإسرائيلية من عناصر المقاومة المتصل بهم، بعض المعلومات الخاصة ببياناتهم أو بعهدهم وطبيعة عملهم وغيرها من البيانات، وذلك بهدف جمع معلومات جديدة أو التثبت من معلومات سابقة لديهم. ونقل الموقع تحذيرا من المقاومة الفلسطينية لعناصرها من الانخداع بتلك الاتصالات الواردة من طرف المخابرات الإسرائيلية، ونوهت إليهم إلى عدم التعاطي معها. وأشار إلى أن التحقيقات السابقة مع العملاء كشفت أن ضباط المخابرات طلبوا منهم جمع معلومات عن طبيعة عمل عناصر المقاومة وأرقام هواتفهم. ودعا الموقع الأمني عناصر المقاومة للتأكد من شخصية المتصل، وعدم إعطاء أي معلومات تخص المقاومة عبر الهواتف النقالة، حتى لو كان المتصل هو المسؤول المباشر، والعمل على إيجاد الحلول لتخطي تلك «الأساليب الخادعة» كاستخدام «رسائل مشفرة» وغيرها من الحلول. وكثيرا ما كشف النقاب عن قيام المخابرات الإسرائيلية باستخدام أساليب الخداع، من أجل الحصول على معلومات عن قطاع غزة، ونشطاء المقاومة الفلسطينية، وجرى التحذير مؤخرا من اتصالات من أرقام دولية على بعض السكان، تحت أسماء جمعيات خيرية للحصول على المعلومات. وحذر جهاز الأمن الداخلي في غزة قبل أيام، من محاولات الاحتلال لإرسال «حوالات مالية مشبوهة» تهدف إلى الاسقاط بـ «وحل العمالة». وقال في تصريح صحافي إن «العدو الصهيوني يحاول استغلال الحصار والحاجة المادية للمواطنين بإرسال حوالات مالية لبعضهم مقابل الحصول على معلومات عن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة». وأشار إلى أن الاحتلال يقوم بإرسال تلك الحوالات المالية بطرق مختلفة ومن دول عربية وأوروبية، مؤكدا أن جميعها تهدف إلى «الإسقاط في وحل العمالة». وأوضح للمواطنين الذين تم العرض عليهم أو تحويل «حوالات مالية مشبوهة» لهم بالتوجه للجهاز ليتم معالجتها بطريقة سرية تحفظ أمن وسلامة المواطنين. وأخيرا اعتقلت أجهزة الأمن في غزة بعض العملاء الذين تلقوا أموالاً بهذا الأسلوب، حيث أنهم أقروا خلال التحقيقات معهم تلقيهم حوالات مالية من قبل المخابرات الإسرائيلية، فيما تم اكتشاف آخرين خلال استلام الحوالات المالية. ولجأت إسرائيل لهذا الأسلوب وفق الجهاز الأمني في غزة، بعد قيامه بتضييق الخناق على العملاء ومشغليهم، من خلال ضبط الحدود والسيطرة عليها بشكل كامل، بالإضافة إلى كشف أساليب الاحتلال بالتواصل مع العملاء. موقع أمني يكشف عن أساليب جديدة للمخابرات الإسرائيلية تعتمد على انتحال أسماء قادة المقاومة لجمع معلومات خطيرة |
العبادي وأردوغان يضيِّقان الخناق على أربيل: خطوط جديدة للنفط وإدارة مشتركة للمعابر Posted: 25 Oct 2017 02:22 PM PDT بغداد ـ أنقرة ـ «القدس العربي» ـ وكالات: زار رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، أمس الأربعاء، تركيا، والتقى الرئيس رجب طيب أردوغان، إضافة إلى نظيره التركي، بن علي يلدريم، حيث جددت أنقرة دعمها لبغداد، خصوصاً فيما يتعلم بالموقف من استفتاء استقلال إقليم كردستان. وشدد أردوغان، في مؤتمر صحافي مع العبادي في المجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة، على «استعداد بلاده لكافة أشكال التعاون مع الحكومة العراقية، ضد التنظيمات الإرهابية التي تشكل خطراً على أمن وسلامة البلدين». وأوضح أنّ «الحكومة المركزية في بغداد أوشكت على تطهير العراق من تنظيم الدولة الإسلامية»، معربا عن ثقته بأنّ «الجزء القليل المتبقي من الأراضي العراقية تحت سيطرة التنظيم سيتحرر». وتابع: «نعلم أنّ منظمة «بي كا كا» (الكردية التابعة للعمال الكردستاني) تحاول استغلال فرصة تطهير الأراضي العراقية من تنظيم الدولة، لتجد لنفسها موطئ قدم هناك، ونحن مستعدون للتعاون مع بغداد في مكافحة هذه المنظمة سواء في جبال قنديل أوقضاء سنجار». وأضاف: «معلوم للجميع حساسية الوضع في منطقتنا، وناقشنا مع الوفد العراقي الزائر، العلاقات الثنائية بكامل تفاصيلها، وقيّمنا الخطوات المشتركة التي من الممكن أن نُقدم عليها خلال الفترة المقبلة». وأعرب أردوغان عن أسفه لإجراء إقليم كردستان، الاستفتاء أواخر الشهر الماضي، مبيناً أنّ موقف تركيا الرافض لهذه الخطوة لم يتغير. وجدد تأكيده على الموقف التركي المؤيد لوحدة الأراضي العراقية. واستطرد: «لا يمكننا قبول الاستفتاء، رغم تحذيراتنا، لذا قررنا اتخاذ بعض العقوبات ضد الاقليم بالتشارك مع العراق وإيران». وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، أوضح أردوغان أنّ حجم التبادل التجاري القائم بين البلدين يبلغ نحو 9 مليارات دولار، داعياً إلى وجوب رفع هذا الرقم إلى مستويات أعلى. وتعهد «بتقديم ما يلزم لدعم نهوض العراق مجدداً بعد كل المصائب التي حلت به»، لافتا أن تركيا «ستقوم بما يلزم لإحلال السلام والأمن في الشرق الأوسط». وأعرب عن استعداد بلاده «لتقديم الدعم اللازم لتشغيل خطوط نقل النفط بين البلدين». وأشار الرئيس التركي أن البلدين «يبحثان وضع المعابر الحدودية بينهما». العبادي، قال: «لقد جئنا لتعميق العلاقات وبحث القضايا التي تخص بلدنا وكذلك التي تخص منطقتنا، وقد حان الوقت لإنهاء النزاعات والحروب التي تسببت بضياع القدرات واستنزاف الموارد ونزوح الملايين، ولولا هذه النزاعات لكانت دولنا بوضع أفضل، وصوتنا مسموع في العالم». وأضاف أن: «ما عانيناه من إرهاب تنظيم الدولة خطير وبشع وبعيد عن الإسلام الذي يدعونه زورا وكذبا، وأرادوا تخريب التنوع الذي نعيشه ونفتخر به، ولكننا نجحنا في مواجهة داعش وانتصرنا عليه بتضحيات غالية وعزيزة علينا، وعلينا أن نعمل معا على غلق الأبواب أمام عودة داعش وكل الإرهابيين». وحذر رئيس الحكومة العراقية من «عودة تنظيم الدولة مرة أخرى»، قائلا «أحذر من أن هذا التنظيم خطير جدا و لو أنه أعطي فرصة سيعود مرة أخرى ليرتكب ما هو أبشع». وذكر «لقد كان هناك مشروع لتفكيك المنطقة وليس العراق فقط عندما أرادوا إقامة حدود دولة بالدم، ونحن رغم كل ذلك لم نقاتل شعبنا الكردي، وأوامرنا مشددة بعدم المواجهة، وظننا حسن بالبيشمركه ودعوناهم لعدم القتال والحمد لله أنهم استجابوا، لكن ما يؤسف له هو حملة الكذب والتزييف والادعاءات الباطلة بوجود قوات غير عراقية في كركوك وحولها «. وقال «إننا ماضون ببسط السلطة الاتحادية، ومن واجبي حفظ وحدة العراق وسيادته وحماية ثروته». وأكد أن «الحشد الشعبي يتكون من مقاتلين عراقيين، وقد تشكل في ظل ظرف هجمة تنظيم الدولة واحتلاله مدننا وبفتوى السيستاني، والحشد الشعبي اليوم جزء من المؤسسة الأمنية للدولة وفق قانون أقره البرلمان، ونحن نرفض وجود أية قوة مسلحة خارج إطار الدولة، ومن غير القوات العراقية، كما لن نسمح بوجود اية قوة على أرضنا تعمل ضد دول الجوار وهذا التزام دستوري نتمسك به». كذلك، التقى العبادي، نظيره التركي بن علي يلدريم، الذي أبدى في مؤتمر صحافي مشترك، استعداد بلاده لاتخاذ كافة التدابير للتعاون مع بغداد بشأن إقليم كردستان، كما أكد ان انقرة ستقدم الدعم لبغداد لإدارة منفذ «فيشخابور» اتحاديا. وأوضح «سنقف إلى جانب العراق ضد أية محاولة تستهدف وحدته، ونقدر جهود رئيس الوزراء حيدر العبادي التي بذلها قبل استفتاء انفصال اقليم كردستان العراق وبعده». وتابع أن «استعادة السيطرة الاتحادية على محافظة كركوك امر مهم يضمن الحفاظ على مكونات المدينة»، مشيراً إلى أن «تركيا اتخذت جملة من التدابير ضد الاستفتاء تلبية لدعوة العراق». العبادي، أكد في المؤتمر نفسه أن الدعم الواضح من دول الجوار وخاصة تركيا، أسهم في التصدي لـ «التقسيم الخطير» في كردستان. وقال إن «التعاون مع تركيا ودول الجوار ساهم في الوقوف بوجه التقسيم في إقليم كردستان»، مثنيا على مواقف تلك الدول ودعمها لوحدة العراق واستعادة السيطرة على أراضيه. وأضاف «جئنا إلى تركيا حرصا على العلاقات الثنائية بين البلدين، وهي بنيت منذ زمن طويل»، مشيرا إلى أن العراق يسعى لبناء علاقات على أساس المصالح المشتركة وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى. وأوضح أن «علينا مسؤولية كبيرة لتوثيق التنسيق وتعميق العلاقات». العبادي وأردوغان يضيِّقان الخناق على أربيل: خطوط جديدة للنفط وإدارة مشتركة للمعابر يلدريم: سنقف إلى جانب العراق ضد أي محاولة تستهدف وحدته |
مروحيات عسكرية للمشاركة في المعارك ضد البيشمركه… وأربيل تعرض تجميد نتائج الاستفتاء Posted: 25 Oct 2017 02:22 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: لم يتبق أمام القوات العراقية الاتحادية سوى محافظة نينوى، لإتمام عملية «فرض القانون» التي حققت نتائجها في صلاح الدين وكركوك وديالى. وعلى ما يبدو فإن المهمة في نينوى لن تكون سهلة كما هو الحال في بقية المناطق «المتنازع عليها»، بسبب انتهاج قوات البيشمركه أسلوباً جديداً تمثل بـ«مواجهة» القوات الاتحادية على أكثر من محور. وأغلقت قوات البيشمركه طريق أربيل ـ الموصل بـ«سواتر ترابية»، على خلفية هجوم شنته على القوات العراقية المرابطة عند حاجز قضاء مخمور (50 كم جنوب شرق محافظة نينوى)، مخلفين عدد من القتلى والجرحى، إضافة إلى اشتباكات أخرى شمال شرق الموصل. تفاصيل حادث مخمور وكشف الخبير السياسي والأمني سرمد كاظم البياتي لـ«القدس العربي» تفصيلات الحادث الذي وقع في قضاء مخمور. وأوضح أن « فصيلا من الفوج الثاني اللواء 75 التابع للفرقة 16 في الجيش العراقي، تحرك مطلع الأسبوع الجاري من ناحية القيارة التابعة لصلاح الدين، إلى قضاء مخمور لمسك الحاجز الرئيسي الذي يقع بين القضاء ومنطقة ديبكة، بالاشتراك مع البيشمركه». وأضاف أن «هذا القوة (الفصيل)، مجهزة للإسناد، أي إنها لا تمتلك معدات عسكرية عالية، ويرأسها ضابط برتبة ملازم»، مشيراً إلى أن «مقر الفوج واللواء، يبعد عن النقطة العسكرية نحو خمسة كلم، في منطقة تمتاز طبيعتها الجغرافية بكثرة الهضاب والتلال». وتابع: «يوم أمس الأول، جاء أمر بانسحاب اللواء إلى الجانب الأيسر من الموصل، في إجراء لتبديل القطعات (…) وذهب ضابط استخبارات اللواء (ضابط برتبة نقيب) إلى الفصيل ليبلغهم بأمر الانسحاب». في هذه الأثناء، وعندما كانت القوات تحزم أمتعتها داخل مبنى تابع للحاجز، تفاجأوا بتطويق البيشمركه للمبنى، وأخبروهم بأنهم «لن يسمحوا لهم بالانسحاب إلا عند تسليم أسلحتهم ونزع الرتب العسكرية، غير إن الضابط أخبرهم بأن ذلك أمر مستحيل ولن يحدث إلا على جثثنا»، وفقاً للمصدر. على إثر ذلك، «أطلقت قوات البيشمركه النار على القوات الموجودة داخل المبنى، قبل أن تحدث اشتباكات بين الطرفين»، وفق المصدر الذي أوضح أن «قوات البيشمركه أخبرتهم بالانصياع لأوامرهم وإلا سيفجرون المبنى وهم بداخله. وبالفعل تم ذلك». وتابع البياتي: «فور ورود تلك المعلومات إلى مقر اللواء، توجهت قوة ـ بحدود خمس عجلات، بإمرة آمر اللواء وآمر الفوج الثاني، إلى موقع الحادث لسحب الجنود، بعد أن اتصلوا بآمر قوات البيشمركه الذي أخبرهم بأن الوضع تمت تسويته ولا خطورة عليهم». لكن تلك القوة «تعرضت لقصف من التلال بثلاثة صواريخ (كورنيت)، مع إطلاق نار مباشر، من قبل البيشمركه». وأكد المصدر إن الحادث أسفر «استشهاد أربعة عناصر وجرح 17 آخرين» من القوات العراقية. وخلّف حادث مخمور سخط عددٍ من الكتل السياسية، حيث طالبت كتلة الفضيلة النيابية، قيادة إقليم كردستان، بتسليم عناصر البيشمركه «قتلة الجنود العراقيين» في قضاء مخمور، عادة ذلك شرطا لاثبات براءتها من هذه «الجريمة الدنيئة». وقال رئيس الكتلة عمار طعمة، في بيان، «نطالب الحكومة بملاحقة المجموعة الاجرامية من عناصر البيشمركه الذين ارتكبوا جريمة بشعة ودنيئة بالهجوم غدرا على سيطرة تابعة للجيش العراقي في مخمور وقتلهم عددا من الجنود مكرا وغيلة، وتقديم اولئك القتلة للقضاء لينالوا القصاص العادل»، مشددة على أن «يكونوا عبرة لكل ذوي النفوس المريضة وأصحاب الغايات الاجرامية التي تريد إيقاع الفتنة والصراع بين القوات الاتحادية والبيشمركه». وذكّر البيان، قيادة كردستان السياسية بأن «هذه الأفعال العدوانية الغادرة والمتمردة على الدستور والقوانين ستزيد من عزلتكم الداخلية والخارجية وتفضح منهجكم الاستبدادي وتعجّل بنهاية مخزية لكم»، مشيراً إلى ان «الدماء والتضحيات المشتركة التي قدمتها القوات الاتحادية والبيشمركة معا في مواجهة داعش الإرهابي ستحبط كل الفتن (…) التي تستهدف تمزيق وحدة العراقيين واستنزاف مقدراتهم بصراعات جانبية لارابح فيها الّا العدو المشترك». «التحالف» ينفي عزمه ضرب الأكراد في السياق، نفى التحالف الدولي، عزمه تنفيذ ضربات جوية ضد «أهداف كردية» في مخمور، داعياً جميع الأطراف للحوار لحل الخلافات وفق الدستور. وقال المتحدث باسم التحالف العقيد راين ديلون، في بيان «تداولت بعض المواقع غير الموثوق بها تصريحات على لساني مفادها بأن التحالف الدولي سينفذ ضربات على أهداف كردية في مخمور وهذه معلومات غير صحيحة وأنا لم أدل بتصريحات كهذه». وأضاف أن «التحالف حث بقوة جميع الأطراف على تجنب إتخاذ أي اجراءات تصعيدية إضافية». وتابع «نحن نعارض العنف من أي طرف وندعو إلى عدم زعزعة الاستقرار الذي يشتت الانتباه عن محاربة داعش ويزيد من تقويض استقرار العراق». وشدد على أن «الحوار هو الخيار الأفضل لنزع فتيل التوتر المستمر وحل القضايا العالقة التي طال أمدها وفقاً للدستور العراقي». ولفت إلى أن «التحالف لا يزال يركز جهوده على قتال داعش»، داعيا «الجهات الفاعلة بالمنطقة على تركيز الجهود لمحاربة هذا التهديد الذي يطال الجميع، وتجنب إثارة التوترات بين مكونات الشعب العراقي». 12 مروحية حربية إلى قاعدة زمار في الموازاة، كشفت مصدر في القوات الجوية العراقية، امس الأربعاء، عن وصول 12 مروحية حربية إلى «قاعدة زمار الجوية» شمال غرب الموصل، لمساندة القوات العراقية في فرض سلطة القانون على المناطق المتنازع عليها. وقال الرائد طيار، عبيدة صالح الشريف، إن «القيادة العليا للقوات المسلحة العراقية وبالتنسيق مع التحالف الدولي، أمرت بتوجّه 12 طائرة حربية إلى غرب الموصل، وتحديدا إلى قاعدة زمار الجوية التي جرى إنشاؤها مؤخرا». وذكر أن «جميع الطائرات وصلت فجر اليوم (أمس) القاعدة»، مشيراً أن «طواقم الطائرات على أهبة الاستعداد لتنفيذ الأوامر العسكرية المنوطة بهم». وأوضح أن «المهام الرئيسية لهذه الطائرات هو التصدي لأي عمل إرهابي يحاول استهداف القوات العراقية في الموصل وأطرافها». وحول احتمالية مشاركة هذه الطائرات ضد البيشمركه أكد أنه «في حال تعرضت القوات العراقية لنيران البيشمركه وطلبت الدعم ووافقت القيادة على إسنادها، فإن الطائرات الحربية سوف تلبي نداء الواجب وستعتبر البيشمركه هدفا عسكرياً معادياً». أربيل تعرض تجميد نتائج الاستفتاء في غضون ذلك، طرحت حكومة إقليم كردستان العراق، مبادرة من «ثلاثة نقاط» لحل الخلاف بين بغداد وأربيل. وقال بيان لحكومة الإقليم إن «الوضع والخطر الذي يتعرض له كردستان والعراق، يفرض على الجميع ان يكون بمستوى المسؤولية التأريخية، وعدم دفع الامور إلى حالة القتال بين القوات العراقية والبيشمركة«. وأضاف إن «الهجمات والصدامات بين القوات العراقية والبيشمركه منذ 16 تشرين الثاني/ أكتوبر الماضي، والى اليوم (وقت إعداد التقرير)، أدت إلى وقوع خسائر من الطرفين، وقد تؤدي إلى حرب استنزاف وبالتالي إلى تدمير النسيج الاجتماعي بين المكونات العراقية». وأشار البيان إلى إن «القتال بين الطرفين لا يفرض انتصار اي طرف، بل يقود البلد إلى دمار شامل وفي جميع جوانب الحياة». وعرضت حكومة الإقليم «وقف إطلاق النار فوراً، ووقف جميع العمليات العسكرية في إقليم كردستان، إضافة إلى تجميد نتائج عملية الاستفتاء التي أجريت في كردستان العراق، فضلاً عن البدء بحوار مفتوح بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية على أساس الدستور العراقي». لكن عضو مجلس النواب عن التحالف الوطني حيدر الفوادي، دعا الحكومة الاتحادية إلى غلق اي باب للحوار مع مسعود البارزاني إلا بعد إلغاء نتائج الاستفتاء وليس تجميدها. وشدد الفؤادي على «ضرورة بسط سلطة الحكومة الاتحادية على اقليم شمال العراق ومن ضمنها السيطرة على المطارات والمنافذ الحدودية وآبار النفط»، مضيفاً انه «من اجل أن نفرق بين الجماعات الانفصالية ومواطنينا في اقليم شمال العراق فان رئيس الوزراء مطالب بدفع رواتب الموظفين وقوات البيشمركة من بغداد مباشرة بعد احكام سيطرة الحكومة الاتحادية على كل الاراضي العراقية بما يتناسب والأطر الدستورية والقانونية». وتسعى القوات الاتحادية للسيطرة على جميع المناطق العراقية، وإعادة قوات البيشمركه إلى مواقعها الأصلية (حدود 2003)، فيما تخطط لفرض سيطرتها على منفذ فيش خابور، إضافة إلى منطقة شيخان النفطية. وقال عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية اسكندر وتوت لـ«القدس العربي»، إنه «لا تزال بعض المناطق النفطية في سهل نينوى بيد قوات البيشمركه»، مشيراً إلى إن «السيطرة على منفذ فيش خابور يأتي تمهيداً لإنشاء معبر جديد بين العراق وتركيا، يكون بديلا عن منفذ إبراهيم الخليل (الواقع في محافظة دهوك)». وأضاف قائلاً: «لا يوجد أي موظف تابع للحكومة الاتحادية في المنافذ الحدودية والمطارات في شمال العراق لا يوجد فيها أي موظف تابع للسلطة الاتحادية العراقية»، مبيناً إن الحكومة العراقية «لا تعلم شيئاً عن عمليات التبادل التجاري هناك». إيران ترحب ورحبت الحكومة الإيرانية بعرض حكومة إقليم كردستان. وقال علي أكبر ولايتي، مستشار السياسة الخارجية للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية فى إيران آية الله علي خامنئي، إن «الاستفتاء ونتائجه لم يكونا ليحققا أي شيء للأكراد أو العراقيين». وأشار إلى أن من مصلحة جميع العراقيين عدم تغيير الوضع الجغرافي والجيوسياسي الراهن للبلاد. ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية عنه القول إن «أي شيء في هذا الاتجاه سيكون مدعوما من إيران، دون سواه». مروحيات عسكرية للمشاركة في المعارك ضد البيشمركه… وأربيل تعرض تجميد نتائج الاستفتاء «القدس العربي» تكشف تفاصيل حادثة قضاء مخمور مشرق ريسان |
بتسيلم: بوصلة الاحتلال في القدس دفع السكان لمغادرة المدينة Posted: 25 Oct 2017 02:21 PM PDT رام الله ـ«القدس العربي»: كشفت منظمة بتسيلم في تقرير جديد لها بالاشتراك مع مركز الدفاع عن الفرد وبالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، أن سلطات الاحتلال تمارس التعذيب المتعمد والممنهج بحق الأطفال المقدسيين عند اعتقالهم. ويجري اقتياد الفتيان في القدس الشرقية من أسرّتهم في الليل، وتكبيلهم بالأصفاد دون أيّ مبرّر، وتركهم لفترات طويلة في انتظار التحقيق معهم. وحسب التقرير فإنه وبعد هذا كلّه، حين يكونون متعبين ومنكسرين، يجري التحقيق معهم مطوّلاً – دون السماح لهم بالاتصال قبل ذلك مع محامٍ أو مع الأهل، ودون إبلاغهم أنّه يحقّ لهم الصمت أثناء التحقيق. بعد ذلك، يجري اعتقالهم في ظروف قاسية طيلة أيّام بل وأسابيع، حتّى إذا كان التحقيق معهم قد انتهى. في بعض الحالات يتمّ كلّ ذلك مرفقًا بالتهديد والشتائم والعنف الجسديّ، سواء قبل التحقيق أو خلاله. ومنذ اللحظة التي يعتقل فيها هؤلاء الفتيان يتمّ إقصاء أهلهم عن مجريات الأمور. لا تنظر سلطات الاحتلال، في أيٍّ من المراحل، إلى الأهل كطرف في الموضوع، ولا كمن يحق لهم حماية أولادهم. المعلومات التي تبلغهم عمّا يجري مع ولدهم وعن حقوقه هي معلومات أولية وفي الحد الأدنى، وفقط في حالات قليلة جدًا يُسمح لهم بمقابلته، وهكذا يبقى الأهل عاجزين، يفتقدون إلى أية إمكانية لمساعدته. وفي غياب الحماية من جانب الأهل أو أيّ بالغ آخر يثقون به، في تجاهل تام من سلطات الاحتلال لسنهم الصغيرة، يضطرّ هؤلاء الفتية إلى عبور محنة الاعتقال والتحقيق وحيدين تمامًا، بعيدًا عن أسَرهم ومعزولين عن مجرى حياتهم اليوميّة وكل ما اعتادوه. يلقى بهم في أجواء مشبعة بالتهديد وتولّد البلبلة، إذ لا أحد من البالغين المحيطين بهم يكلّف نفسه عناء تزويدهم بأيّة تفاصيل عمّا يجري. كما أن سلطات الاحتلال لا تشرح للأطفال إلى أين يأخذونهم، وما هي الشبهات الموجّهة إليهم، ما هي حقوقهم، ممّن يُسمح لهم تلقّي الاستشارة، كم من الوقت سيستغرق الأمر ومتى سيعودون إلى عائلاتهم. والأسوأ من ذلك: يتبيّن من وصف الفتيان أنّ البالغين المحيطين بهم – عناصر الشرطة والمخابرات والسجّانون والقضاة – يتعاملون معهم وكأنهم مجردين من أي حق. كل استجابة لطلب يطلبونه «شرب أو أكل، منشفة، دخول المرحاض، التحدّث مع الأهل» ينظر إليها هؤلاء كحسَنة تقدم بشكل تعسفي وفقًا لأهواء المسؤولين. وتمكن هذه الممارسات حسب التقرير سلطات تطبيق القانون «الاحتلال» من ممارسة الضغط على هؤلاء الفتيَة لكي يعترفوا. وفعلاً، كثيرون منهم يوقّعون على اعترافات رغم إرادتهم «بعضها اعترافات مختلقة، وبعضها بلغة لا يفهمونها». هذه الاعترافات تصبح لاحقًا مستندًا لتجريمهم في لائحة الاتهام المقدمة ضدهم. ويتحدث التقرير عن 60 تصريحًا سجلتها منظّمتا «بتسيلم» و»مركز الدفاع عن الفرد» من فم فتيان سكّان القدس الشرقية، كان قد جرى اعتقالهم خلال سنة ونصف «منذ أيّار 2015 وحتى تشرين الأوّل 2016». بعض هؤلاء تمّ الإفراج عنه بعد انتهاء التحقيق، وبعضهم قُدمت في حقهم لوائح اتهام. وحسب المعلومات المستقاة من تصريحات الأطفال ومن معطيات كثيرة جمعها مركز الدفاع عن الفرد وبتسيلم ومنظمات أخرى، فإن الممارسات التي يصفها الفتيان الذين أدلوا بتصريحات لغاية إعداد هذا التقرير هي الطريقة المتّبعة لدى سلطات الاحتلال في التعامل مع المشتبهين في رشق الحجارة: أي لا يتم الحديث عن محقّق أو سجّان خالف التعليمات، وإنما عن سياسة واضحة وعلنية تتبعها سلطات الاحتلال، بدءًا بالشرطة التي تنفّذ الاعتقالات، مرورًا بمصلحة السجون التي تحتجز الفتيان في ظروف قاسية، وانتهاءً بالقضاة الذي يمددون اعتقالهم بجرة قلم وبشكل شبه روتيني – أيضًا حين لا يكون هنالك أي داعٍ للاعتقال أصلاً، وأيضًا بعد أن يكون قد انتهى التحقيق، وفي الحالات التي اشتكى فيها الفتيان في شأن عنفٍ تعرّضوا له. ويؤكد التقرير ان جميع السلطات الإسرائيلية في القدس الشرقية بوصلتها دفع السكّان الفلسطينيين إلى مغادرة المدينة: لذلك فُرضت قيود مشدّدة على بناء منازل جديدة، وحُكم على السكّان العيش في ظروف كثافة خانقة أو في خوف من هدم منازلهم التي بنوها دون ترخيص حين لم يتوفّر لديهم خيار آخر. ولذلك رُسمت سياسة لمّ شمل صارمة، تمنع سكّان القدس الشرقية من السكن هناك مع أزواجهم إذا كان هؤلاء من سكّان الأراضي المحتلّة؛ لذلك أيضًا يُنتهج تمييز دائم ومؤسس في توزيع ميزانيات البلدية والدولة، ما يفرض على سكّان القدس الشرقية العيش في معاناة جرّاء المستوى المتدني لمرافق البنى التحتية والنقص الدائم في المؤسسات العامة. من جهته علق قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني على التقرير الإسرائيلي بالقول إنه يشكل إدانة للمجتمع الدولي بشكل رئيسي كونه يستمر بمخاطبة إسرائيل عبر الطريقة التقليدية بدعوتها لمراجعة إجراءاتها تجاه الفلسطينيين على استحياء. وقال في تصريح لـ»القدس العربي» إن نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة وبسبب الاستحياء الدولي استطاع التعايش مع الخطابات والانتقادات التقليدية، وبالتالي فإن المجتمع الدولي مطالب ببلورة سياسة جديدة وخطاب جديد لمواجهة الاحتلال وسياساته. ورأى فارس أن التقرير ليس بالجديد لكنه يؤكد كل ما تنشره مؤسسات الأسرى في فلسطين التي تؤكد أن ما نسبته 95 في المئة من المعتقلين تعرضوا للتعذيب الممنهج بطريقة أو بأخرى، وبالتالي فهي سياسة في إسرائيل، ولا يبدو أن حكومة نتنياهو الفاشية تلتفت إلى مثل هذه التقارير لمراجعة سياساتها. بتسيلم: بوصلة الاحتلال في القدس دفع السكان لمغادرة المدينة فادي أبو سعدى: |
مجلس النواب الأمريكي سيفرض عقوبات على برنامج الصواريخ البالستية في إيران وحزب الله وكوريا الشمالية Posted: 25 Oct 2017 02:21 PM PDT واشنطن ـ «القدس العربي»: يستعد مجلس النواب الأمريكي للتصويت خلال الاسبوع المقبل على تشريع جديد ينص على فرض عقوبات اضافية على برنامج الصواريخ البالستية في إيران ولكنه لا يستهدف الاتفاق الدولي للحد من البرنامج النووي للبلاد. وسيأتى التصويت على هذا الإجراء بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق من هذا الشهر بأنه لن يشهد ان إيران تمتثل للاتفاق النووي مما يعنى إمكانية ان يقوم الكونغرس خلال 60 يوما باعادة فرض العقوبات التى رفعها في اطار الاتفاق ولكن المجلس لن يصوت في الوقت الحاضر الا على التشريعات الخاصة بالجزئيات غير النووية. وقال كيفن مكارثي، زعيم الأغلبية في مجلس النواب، واد رويس، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس ان مسؤولية الكونغرس هي العمل مع السلطة التنفيذية على استراتيجية واضحة المعالم لوقف سلوك إيران المتهور. وأشار في بيان مشترك، ان رسالة الولايات المتحدة في الأسابيع والاشهر المقبلة إلى إيران ستكون واضحة وضوح الشمس: ثمن باهظ سيدفعه اولئك الذين يهددون الأمن القومي الأمريكي ويهددون حلفاء الولايات المتحدة. وهدد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي إذا لم يتصرف الكونغرس، ومن المؤكد ان الديمقراطيين يعارضون أى مشروع يرقى إلى اعادة كتابة او الغاء الاتفاق النووي مع إيران ولكنهم سيدعمون مشروع القانون المصمم بشكل محدود لاستهداف برنامج الصواريخ البالستية في إيران اذ قال رويس ان البقاء في صفقة إيران في هذه المرحلة يعد بديلا افضل للولايات المتحدة من الانسحاب. وقال مساعدون من الحزب الجمهوري ان المشرعين سيتخذون اجراءات في الاسبوع المقبل لاستهداف كوريا الشمالية وسط الاستفزازات النووية، ومن المقرر ان ينظر مجلس النواب في تشريع بفرض عقوبات على حزب الله وحث الاتحاد الاوروبي على اعتبار الجماعة منظمة إرهابية مجلس النواب الأمريكي سيفرض عقوبات على برنامج الصواريخ البالستية في إيران وحزب الله وكوريا الشمالية رائد صالحة |
أمير قطر يلتقي وزير الدفاع الروسي في الدوحة… التوقيع على عدة اتفاقيات عسكرية Posted: 25 Oct 2017 02:21 PM PDT الدوحة ـ الأناضول: وصل وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أمس الأربعاء، إلى قطر في زيارة رسمية، تعتبر الأولى من نوعها، حسب وسائل إعلام روسية. ونقلت قناة روسيا أمس عن وزارة الدفاع الروسية إن شويغو سيجرى، خلال الزيارة، التي لم يعلن عن مدتها، محادثات مع وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، خالد بن محمد العطية؛ حيث سيبحث معه مسائل التعاون العسكري والعسكري التقني. وقال إيغور كوناشينكوف، المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، في مؤتمر صحافي، إنه من المخطط أن يجري شويغو أيضا لقاءً مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وأوضح أن الجانبين سيستعرضان خلال اللقاء القضايا المتعلقة بالأمن الدولي والإقليمي. وتابع أنه من المتوقع أن يتم في إطار الزيارة، التوقيع على اتفاقية حكومية في مجال التعاون العسكري التقني بين روسيا وقطر. وأشار المتحدث الروسي إلى أن هذه الزيارة هي الأولى في التاريخ التي يقوم بها وزير دفاع روسي إلى دولة قطر. وفي وقت لاحق أمس التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الوزير الروسيو وأجرى مباحثات معه في إطار زيارة العمل التي يقوم بها إلى العاصمة القطرية. وقد وقع الجانبان القطري والروسي اتفاقيات للتعاون العسكري. وتناولت مباحثات الوزير الروسي مع أمير قطر ووزير الدولة القطري لشؤون للدفاع خالد بن محمد العطية تعزيز التعاون العسكري والأمني بين البلدين، والأمن الإقليمي وخاصة الوضع في سوريا. وعقب المباحثات، جرى التوقيع على جملة من الاتفاقيات، ومنها اتفاقية التعاون العسكري التقني بين قطر وروسيا، ومذكرة تفاهم بين وزارة الدفاع القطرية وشركة روسو بورون أكسبورت الروسية في مجال التعاون العسكري. كما تم توقيع العقد القانوني بين وزارة الدفاع القطرية والشركة الروسية، الذي يحدد الشروط العامة للتوريدات العسكرية وكان الوزيران شويغو والعطية قد أجريا مباحثات في آب/ أغسطس الماضي بروسيا على هامش معرض عسكري، وناقشا العلاقات الثنائية في مجال الدفاع وتطوير القدرات في جميع المجالات، وعلى وجه الخصوص مجال الدفاع الجوي. وتشهد العلاقات الروسية القطرية تطورا كبيرا على كافة الصُعد الاقتصادية والاستثمارية والثقافية، إلى جانب التوجه للتعاون التقني العسكري. أمير قطر يلتقي وزير الدفاع الروسي في الدوحة… التوقيع على عدة اتفاقيات عسكرية ناقشا قضايا الأمن الدولي والأقليمي |
«لا جوتا» الاسبانية في بيروت Posted: 25 Oct 2017 02:20 PM PDT لا يسع من يقصد سينما صوفيل إلا أن يفكّر في أن جمهور السينما في لبنان هو الأوسع بين المقبلين على العروض الثقافية والفنية الأخرى. هنا، في أسابيع سينما العالم التي تنظّمها متروبوليس، تزدحم مساحة الاستقبال الخارجية، حتى الدرج العريض ورصيف الطريق أيضا، بالقادمين إلى مشاهدة العروض. إنهم الجيل الثقافي الجديد. ولا تخطئ العين، من نظرتها الأولى، إلى غلبة جدّتهم غلبة كاسحة، لا كبار مخضرمين بينهم. وإن لفتنا أحد من هؤلاء، نقول على الفور بأنه الوحيد الباقي من أبناء زمنه. كلهم شباب، بل يبدون كأنهم، جميعا، على صلة شخصية أو مهنية احترافية بالسينما. هم على الأرجح من خريجي الجامعات والمعاهد التي خصّصت أقساما منها، لا تفتأ تتزايد وتتسع، لدراسة الســــينما، هذا فــي الوقت الذي شهدت كليات الآداب والعلوم الإنسانية انخفاضا في أعداد المقبلين عليها، إلى حدّ ان أحد مديري الكليات قال، بما يشبه الإعلان عن فاصل بين زمن انقضى وزمن آخر بدأ، إن إقبال الطلاب على دراسة الأدب العربي كان صفرا هذه السنة. شباب السينما باتوا على معرفة بجديدها، ذاك الذي نادرا ما تُشاهد أعمال منه ضمن ما تعرضه صالات بيروت التجارية. في أسبوع السينما الإيبيروأمريكية الذي شاهدنا فيلميه الأخيرين مساء يوم الحاضرون عارفين كيف يميّزون بين الأفلام الأحد عشر التي انتجت في البرازيل والأرجنتين وكولومبيا وتشيلي وفنزويلا وكوبا والمكسيك وباراغواي وأوروغواي والبيرو، وكذلك إسبانيا. انطلاقا من معرفتهم تلك، كان إقبالهم ضئيلا، في ليلة الختام، على فيلم «الجائزة»، البيروفي الذي يروي حكاية أب يعيش في قرية منعزلة بعيدا عن ابنه المقيم في العاصمة ليما، ويحدث أن يلتقيا بعد فوز الأب بجائزة اللوتري، إلخ. أحد من أصرّوا على مشاهدة أفلام ذلك الأسبوع كلها، قال إنه من الأفلام التي يمكن أن تُشاهد على التلفزيون، متسائلا عن التعويض القليل للمسافة الطويلة التي قطعها الفيلم ليصل إلى بيروت. أما فيلم الختام الثاني فقد احتشدت له صالة الاستقبال مع ملاحقها المسمّاة أعلاه. كان الجمهور قد ضمّ إليه، هذه المرّة، هواة سابقون هم أساتذة جامعات وصحافيون ومثقفون آخرون على صلة بأعمال كارلوس ساورا. فيلم «لا جوتا» الذي يحمل عنوانا آخر هو «ما بعد الفلامنكو» كان فيلم ساورا الأخير (2016)، وهو وثائقي عن هذا النوع التاريخي من الرقص والغناء الفولكلوري الإسباني، الذي بدأ في القرن الثامن عشر وشهد اتساعا في أواخر التاسع عشر، فصارت لكل منطقة في إسبانيا بصمتها الخاصة منه. وفي تعريف ساورا لهذا الفن، الذي ظهر مكتوبا، تماما بعد الجينيريك، قرأنا كيف أن هناك، بين أصول أخرى، أصلا عربيا أو مشرقيا له. لم يذهب ساورا في فيلمه إلى أبعد من التعريف الذي قد نجده في إنسكلوبيديا يوكيبيديا. لكنه مثّل تفاصيل ذلك بالصورة والحركة. وهو، من أجل ذلك، استبعد الحوار، بل الكلام كلّه، في وثائقيّة، جاعلا الموسيقى والرقص ينطقان بتاريخ هذا الفن وحاضره، وكذلك بانتشاره على مدن إسبانيا ومناطقها. كان يكفي أن يشير باسم المنطقة عند أسفل الشاشة لينتقل من فور ذلك إلى تقديم الغناء والرقص، هادئين حينا صاخبين حينا آخر. وهذا الإيقاع الثاني لقي حماسة من المشاهدين إذ جعلوا يبدون كأنهم يُستفتون أيّ أداء هو الأفضل، فجعلوا يصفقون ويعلون أصوات الاستحسان للرقص الأقرب إلى لحظات الاندفاع القصوى في رقص الفلامنكو، هكذا كأنهم في حفل استعراضي حيّ، هم حاضرون فيه أمام الراقصين والموسيقيين. تسعون دقيقة امتلأت بالرقص والغناء المتنوع، رغم مرجعهما لفن «لا جوتا» الذي شاهدناه كيف، مع تقادم مراحله، يصير أكثر تعقيدا مما كان في بداياته. في مرحلته الأخيرة، الأكثر حداثة، بدا ما نشاهده مبتعدا إلى حد بعيد، بل منفصلا عن تاريخه، حيث لا إيقاعات عنيفة ولا اندفاعات في حركة الأجسام آتية من رقص إسبانيا الفلكلوري الذي نعرفه. المخرج ساورا عرض في فيلمه مشاهد من تصوير فيلميّ يعود إلى الثلاثينيات، ذكر فيه الاختلافات التي كانت قد طرأت، حتى في ذلك الزمن، على «لا جوتا». فجسدا الراقص والراقصة لم يظلا متلاصقين مثلما كانا في السابق، والأذرع كانت منخفضة إلى الأسفل في ما هي الآن (في الثلاثينيات) صارت مرتفعة إلى الأعلى، إلخ. ولم يشأ ساورا في فيلمه أن يذكر موسيقيي العالم الكبار الذين استلهموا «الجوتا»، والذين منهم فرانز ليست وجورج بيزيه في عمله الأوبرالي «كارمن» وميخائيل غلينكا الذي ابتكر أسلوبا في هذا الفن خاصا به (وذلك شأن ما استلهم موسيقيون قصة البجعات السبع في قصة حسن البصري إحدى فصول ألف ليلة وليلة). لقد ترك كل شيء للغناء والرقص المتفاوت الوتيرة، بدون أن تخفى حماسيته وإحساس من يؤدّونه بالقوّة والتحدي، حتى في ذلك الفاصل المرافق لصور الهاربين والموتى في حرب إسبانيا الأهلية. فيلم La Juta- J: Beyond Flamenco لكارلوس ســـــاورا كــــان آخــر عروض أسبوع السينما الإيبيروأمريكية في ســـينما متروبوليس. «لا جوتا» الاسبانية في بيروت حسن داوود |
ضرورات استراتيجية: الانقسام التركي حول المسألة الكردية Posted: 25 Oct 2017 02:19 PM PDT مع اندلاع أزمة الاستفتاء في كردستان العراق، نشر د. أحمد داوود أوغلو، رئيس الحكومة التركية السابق، مقترحاً من عدة نقاط لتفادي التصعيد والصدام في كركوك، عندما بدا أن الصراع على المدينة/ المحافظة قد يشعل الحرب بين بغداد والإقليم الكردي. ارتكز مقترح داوود أوغلو إلى تجربته في التعامل مسألة كركوك، منذ توليه وزارة الخارجية التركية في 2009 ـ 2014، مؤكداً على ضرورة اعتراف كافة الأطراف العراقية بوضع المدينة الخاص، وحقيقة أنها لا تتعلق بهوية محددة، بل بالتركمان والعرب والأكراد معاً. لم يكن مقترح داوود أوغلو غريباً؛ فالرئيس العراقي السابق، الكردي، جلال طالباني، كان تقدم باقتراح مشابه، يقضي بتقاسم ثلاثي متعادل لمجلس المحافظة بين المجموعات الإثنية الثلاث، مع منح عدد محدد من المقاعد للجماعات السكانية الأخرى. بيد أن المزاج السياسي في أنقرة لم يكن مواتياً للحديث عن السلم والتفاوض. كانت تركيا، كما إيران والعراق والولايات المتحدة، دعت أربيل إلى التخلي عن استفتاء تقرير المصير، قبل عقده بالفعل في 25 أيلول/سبتمبر؛ وربما حسبت أنقرة أن لها من الدالة على الإقليم الكردي، وعلى رئيسه، تؤهلها لتوقع استجابة لدعوتها. دعمت تركيا الإقليم الكردي في أكثر اللحظات صعوبة، منذ اكتسب وضعه الدستوري في 2005، بما في ذلك تسهيل تصدير النفط، تقديم القروض المالية، الانفتاح الكامل على السوق الإقليم وحاجاته، وحماية بارزاني نفسه من مؤامرات إطاحته. ولكن السيد بارزاني، كما هو معروف، تجاهل الدعوة التركية، كما تجاهل دعوات إلغاء الاستفتاء وتأجيله، التي صدرت من كافة الجهات الأخرى. وهذا ما ولد ردود فعل تركية بالغة الحدة، يصعب فصل الشخصي فيها عن السياسي والاستراتيجي. لم تنظر تركيا لمشروع استقلال الإقليم وتقسيم العراق باعتباره مصدر تهديد للأمن القومي والإقليمي، وحسب، بل وشعرت بأن بارزاني لا يستحق ما استثمرته في قيادته للإقليم، وأنه خان الثقة وتنكر لما قدمته تركيا له طوال سنوات. لم تتردد تركيا، ما إن أعلنت بغداد وقف الرحلات الدولية إلى مطار أربيل، في حظر الحركة الجوية كافة بين الإقليم والمدن التركية؛ كما أعلنت دعمها الكامل لبغداد وأية إجراءات تتخذها للحفاظ على وحدة العراق. تدرك تركيا، بالطبع، أن إيران هي الراعي الإقليمي الرئيسي لبغداد وحكومتها، وهي التي ضبطت إيقاع التصعيد العراقي ضد الأقليم، منذ عقد الاستفتاء. وكان واضحاً، في سلسلة من الاتصالات والزيارات المتبادلة، أن أنقرة تتفق بلا تحفظ مع طهران على إيقاع الهزيمة بحكومة الإقليم وفرض الاستسلام على قيادته. في ظل هكذا مناخ، لم يكن متوقعاً أن يستقبل مقترح داوود أوغلو في أنقرة بأية درجة من الحماس. الحقيقة، أن أنقرة نظرت بصورة إيجابية إلى تقدم القوات العراقية الاتحادية للسيطرة على كركوك والمناطق الأخرى المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، منذ صباح 16 تشرين الأول/اكتوبر، وخلال الأيام القليلة التالية. وبدا أن مقترح داوود أوغلو جرى تجاهله، لولا أن الرجل وجد نفسه هدفاً لهجوم بالغ الحدة، مباشرة بعد سيطرة القوات العراقية على كركوك. لم يأت الهجوم من الجهات الرسمية، بل من رئيس حزب الحركة القومية، السيد دولت بهتشلي، المعارض السابق، والحليف اللاحق لحكومة العدالة والتنمية. موجهاً الحديث إلى داوود أوغلو، قال السيد بهتشلي، بلغة لا تحتمل التأويل، «عندما يتفق كل من الرئيس ورئيس الحكومة والقوات المسلحة التركية، فمن التخيل والجهل أن يقوم رئيس حكومة سابق بإصدار تصريحات ضد سياسة الدولة، تستهين بحقوق التركمان. من أنت؟ بأي جرأة تتحدث؟ أنت تخدم اللوبي المؤيد لرئيس الإقليم (مسعود بارزاني)». يرى السيد بهتشلي نفسه الحارس لميراث القومية التركية والمسؤول عن الدفاع عن ميراث الأتراك في العالم. ولكن اندفاع بهتشلي للهجوم على واحد من أبرز دارسي تاريخ المشرق وخارطته السياسية، وزير الخارجية ورئيس الحكومة السابق، لم يصدر من حدته القومية، وحسب، بل وعن شعوره بالانسجام مع سياسات الحكومة التركية وموقفها من الأزمة الكردية العراقية. لم يعدم داوود أوغلو الرد على بهتشلي، وذكره في سلسلة تغريدات بهجومه السابق على حكومة العدالة والتنمية عندما كشفت عناصر من الجندرمة الموالية لتنظيم غولن عن شحنة سلاح، أرسلتها أنقرة لتركمان سوريا، وبتخاذله في الدفاع عن أتراك القرم، عندما قامت روسيا بضم الإقليم الأوكراني. مهما كان الأمر، لم يعد من السهل التغطية على انقسام الطبقة السياسية التركية حول الأزمة الكردية. فحتى عندما كان بهتشلي يطلق هجومه على داووأغلو، كانت الأزمة قد تجاوزت مسألة كركوك والسيادة عليها. ليس ثمة خلاف، لا داخل تركيا ولا خارجها، ولا حتى في أوساط العقلاء من الكرد، أن مسعود بارزاني تصرف بقدر كبير من الغباء وأن قرار الاستفتاء بني على حسابات خاطئة وهشة. ما قام به بارزاني أقرب إلى اختيار ابن طبقة وسطى، سئم من رفاه العيش، القيام بعملية انتحارية. وإلى جانب حسابات أربيل الخاطئة، لم يظهر السياسيون الكرد، لا في أربيل ولا السليمانية، أنهم مؤهلون لقيادة مشروع كبير بحجم تأسيس دولة قومية مستقلة. مؤسسو الدول لا يغرقون في الفساد وصراع النفوذ والثروة، لا يتصرفون كرؤساء عشائر، يحكمون بعصبية العائلات والأتباع المطيعين، ولا يتصرفون مع شركائهم في الوطن بشوفينية مرضية، تعمل على التطهير العرقي. بيد أن المسألة، يقول المعارضون لسياسة عقاب بارزاني والقطيعة معه في أنقرة، تجاوزت كركوك، وحتى استفتاء تقرير المصير. دولة كردية مستقلة لن تقوم في شمال العراق، لا بضم المناطق المتنازع عليها ولا ضمن حدود إقليم الحكم الذاتي المعترف بها. لم يمت الاستفتاء وحسب، بل وأقيمت جنازته، أيضاً. من جهة أخرى، سيطرت قوات بغداد وحشدها الشعبي، مدعومة من إيران، على كافة المناطق المتنازع عليها، على الشريط الحدودي مع تركيا، وباتت تهدد وجود الإقليم الكردي ذاته؛ بينما ترتفع الأصوات في طهران وبغداد لإصدار أوامر اعتقال لبارزاني وقادة البيشمركة، وتشجيع الموالين لأسرة طالباني في السليمانية على الانسقاق عن أربيل وتشكيل إقليمهم الخاص في حلبجة والسليمانية. إن استمرت واشنطن في تأييدها للعبادي، وتركيا في تواقفها مع إيران على إخضاع إربيل، فربما لن يكون أمام بارزاني سوى الانتقال إلى المعسكر الإيراني. قبض حلفاء إيران منذ ما بعد الغزو والاحتلال على مقاليد الحكم والدولة، ولكنهم لم يسيطروا على العراق كله مطلقاً. بصورة أو أخرى، حافظت تركيا على نفوذ ملموس في أربيل وبين السنة العرب والتركمان. إخضاع بارزاني لا يعني إخضاع الإقليم الكردي فقط، بل وشمال العراق برمته. وبذلك، تصبح إيران القوة المسيطرة بالفعل على العراق كله، كما على سوريا. ولا يجب أن يكون هناك شك في أن المراهنة العربية والتركية والأمريكية على وطنية العبادي واستقلاله ليست سوى وهم. العبادي لن يستطيع طرد إيران من العراق، بل إيران هي من يستطيع إطاحته، متى شاءت. وهذا ما يدفع معارضي سياسة القطيعة مع بارزاني في أنقرة إلى دق ناقوس الخطر. ٭ كاتب وباحث عربي في التاريخ الحديث ضرورات استراتيجية: الانقسام التركي حول المسألة الكردية د. بشير موسى نافع |
مفوضية الانتخابات وخرافة الاستقلالية Posted: 25 Oct 2017 02:19 PM PDT على الرغم من الدعاية السياسية المستمرة حول «التحول الديمقراطي» في العراق بعد 2003، تظل الوقائع على الارض طيلة السنوات الأربع عشرة الماضية تثبت، يوما بعد يوم، أننا لسنا سوى بإزاء ديمقراطية شكلية لا تحيل على أي محتوى حقيقي للديمقراطية، يسوق الكثيرون لهذا التحول، ويصدقه الكثيرون ايضا، ولكن تظل حقيقة، ان لا وجود لمفهوم الديمقراطية، ثابتة. لقد صوت مجلس النواب العراقي يوم الاثنين 23 تشرين الثاني/ اكتوبر 2017 على الأعضاء الجدد للمفوضية العليا «المستقلة» للانتخابات بأغلبية 152 صوتا من مجموع الحضور البالغ 172 نائبا (يبلغ عدد اعضاء المجلس 328 نائبا)! وكالعادة تم اختيار مرشحي الاحزاب الأكثر تمثيلا في مجلس النواب، لعضوية المفوضية، مع تغيير بسيط حدث في اللحظة الأخيرة وهو استبدال مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني (حزب البارزاني) بمرشح عن حركة التغيير الكردية، وذلك بسبب غياب نواب الحزب الأول عن مجلس النواب بعد ازمة الاستفتاء من جهة، ورغبة الباقين في معاقبة الحزب من جهة أخرى! هكذا تداخل عاملان في طبيعة اختيار المفوضية «المستقلة»؛ الأول التوزيع الهوياتي: 5 أعضاء شيعة، 2 لكل من السنة والكرد، ثم أضيف في اللحظة الأخيرة عضوان آخران تركماني ومسيحي من دون حق التصويت! وعامل ثان هو التوزيع الحزبي: 3 لدولة القانون، وواحد للتيار الصدري، وآخر ممثلا للمجلس الاعلى الإسلامي مع تيار الحكمة. وعضوان للسنة وحصل عليهما كما قلنا في مقال سابق الحزب الإسلامي، فيما ذهب الآخر لحركة الحل. ثم عضوان في حصة الكرد وكانا من الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة الحل! وعلينا انتظار ما ينتج عنه صراع اختيار العضوين الآخرين بين التركمان السنة الشيعة من جهة! وبين المسيحيين من جهة ثانية! وللتأكيد على «لا استقلالية» المفوضية تم تسريب اتفاق على ترشيح عضو لتمثيل «ورعاية مصالح «المجلس الاعلى وتيار الحكمة الانتخابية، من دون أن يثير هذا الاتفاق إزعاجا لاحد في ظل التواطؤ الجماعي على تحويل «المفوضية العليا المستقلة للانتخابات» إلى مفوضية لرعاية مصالح الاحزاب المهيمنة على مجلس النواب! كانت فكرة الهيئات المستقلة واحدة من أبرز ملامح مرحلة ما بعد نيسان 2003، فقد عمدت سلطة الائتلاف المؤقتة بإدارة بول بريمر، إلى استنساخ بعض صيغ العلاقات بين مؤسسات الدولة، وتحديدا العلاقة بين ما أطلق عليها الهيئات المستقلة والسلطتين التشريعية والتنفيذية. وقد أصدر بول بريمر جملة أوامر بتشكيل هيئات مستقلة، شملت كلا من البنك المركزي العراقي ومفوضية النزاهة والهيئة العراقية للاتصالات والإعلام، وديوان الرقابة العليا، والمفوضية الانتخابات العراقية المستقلة، والهيئة العليا لحل منازعات الملكية العقارية. وقد عد الدستور العراقـي هذه المؤسسات «هيئات مستقلة» إلا أن هذه الاستقلالية تم إنكارها مبكرا، ولم تستطع البنى الذهنية للنخب السياسية العراقية أن تتسق مع هذه الفكرة. ففكرة السلطة في ذهن هذه النخب تشتمل ضمنا فكرة الهيمنة، هكذا انتهينا إلى احتكار السلطة التنفيذية لهذه الهيئات تدريجيا. وانتهينا بالقول إن فكرة «الاستقلالية» ليست سوى خرافة في العراق الحديث قبل وبعد نيسان 2003. ثم حدث تطور من نوع آخر، فمحاولات الهيمنة انتهت إلى وأد استقلالية هذه الهيئات استنادا إلى قرار المحكمة الاتحادية رقم 88 لسنة 2011، على الرغم من استمرار صفة المستقلة التي أعطاها لها الدستور. فقرار المحكمة الاتحادية اعلاه جرد المفوضية من صفة الاستقلالية وجعل الهيئات المستقلة جزءا من احدى السلطات الثلاث القائمة: التشريعية والتنفيذية والقضائية، وبالتالي فقد اصبحت هذه الهيئات تتبع السلطة التنفيذية! نص أمر بريمر الخاص بمفوضية الانتخابات رقم 92 لسنة 2004 على أنها « إدارة حكومية مستقلة، تحكم ذاتها، غير حزبية، محايدة ومهنية… مستقلة عن فروع الحكومة التنفيذية والتشريعية والقضائية»، ولكن مجلس النواب العراقي وجد ان هذه التحديدات لا تتسق مع «الحالة العراقية»! فتم تشريع قانون المفوضية العليا المستقلة للانتخابات رقم 11 لسنة 2007 ليعيد تعريف المفوضية بانها «هيئة مهنية حكومية مستقلة ومحايدة» مع رفع عبارة «غير حزبية»! وإعادة توصيف طبيعتها، فلم تعد مستقلة عن السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية بل أصبحت «تخضع لرقابة مجلس النواب»! كما تكررت مفردة الاستقلالية مرتين في نص القانون حين الإشارة إلى ان يتمتع اعضاء المفوضية «بالاستقلالية» وانهم يجب ان يكونوا «مستقلين من الناحية السياسية». ولكن عمليا هذه العبارات تم تأويلها بان المقصود بالاستقلالية هو ان يكون عضو المفوضية غير منتم لحزب سياسي اثناء تسلمه منصبه وليس قبلها او بعدها! والطريف هنا ان الأمم المتحدة كانت دائما شريكا في هذا «التدليس»، بل قدمت الغطاء الشرعي لهذه المفوضية «غير المستقلة» عبر تقاريرها الأممية حول عملها. فعلى الرغم من دعوة بعثة الامم المتحدة في العراق «يونامي» الدائمة إلى تشكيل «مفوضية مستقلة»، وتأكيدها على ان لا انتخابات ديمقراطية من دون مفوضية «مستقلة»، تواطأت مع المفوضيات المتتالية «غير المستقلة» دون ان تشير إلى عدم استقلاليتها، أو إلى كونها نتاج محاصصة حزبية واضحة! من الصعب التفكير أن مفوضية انتخابات تعتمد على مرشحين حزبيين، او مرشحين لأحزاب، ان تدير انتخابات نزيهة وشفافة بأي حال من الأحوال. خاصة وأن هؤلاء الأعضاء الذين سيشكلون «مجلس المفوضين» و «الدائرة الانتخابية» اللذين لديهما سلطة شبه مطلقة فيما يتعلق بالانتخابات. بداية من تشكيل مكاتب الانتخابات الفرعية على مستوى المحافظات، وصولا إلى إعلان نتائج الانتخابات. وبالتالي فأن الأحزاب التي «يمثلها» أعضاء مجلس المفوضين ستحظى عمليا بقدرة كبيرة على التدخل في «إدارة» الانتخابات عبر السيطرة على هذه المكاتب من خلال «ممثليها»، بداية من الاستحواذ على منصب مدير المكتب وموظفيه، مرورا بالسيطرة على المراكز والمحطات الانتخابية عبر تعيين ممثلي هذه الأحزاب فيها، وانتهاء بالسيطرة على العمليات الخاصة بالعد والفرز! كما أن سيطرة الاحزاب على مفوضية الانتخابات سيجعلهم «يتحكمون»، واقعا، بالعملية الانتخابية كاملة. فالقرارات المتعلقة بافتتاح المراكز والمحطات الانتخابية، وعددها، وتوزيعها الجغرافي، في بنية اجتماعية تعددية معقدة مثل المجتمع العراقي، لها دور حاسم في التأثير على نتائج الانتخابات. كما أن القرارات المتعلقة بإغلاق هذه المراكز والمحطات يوم الانتخابات لأي سبب (كما حدث في انتخابات 2014 في بغداد مثلا) لها تأثير أكبر على نتائج هذه الانتخابات! أخيرا تشكل الشكاوى والطعون المتعلقة بالانتخابات، والتي يتولاها ممثلو الاحزاب/مجلس المفوضين، دورا حاسما في عملية الانتخابات، التي تصل أحيانا إلى تغيير نتائج الانتخابات نفسها! خاصة وأن التجارب أثبتت أن الهيئة التمييزية القضائية المسؤولة عن البت في الطعون المتعلقة بقرارات مجلس المفوضين، لا تقل تسييسا عن المفوضية نفسها، ومراجعة سريعة للقرارات التي أصدرتها هذه الهيئة القضائية المتعلقة بانتخابات 2014 تثبت بما لا يقبل الشك هذه الحقيقة! تقوم فكرة الانتخابات على مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع القوائم المتنافسة، وعندما تتحول مفوضية الانتخابات، في بلد ما، إلى اداة بيد الأحزاب المهيمنة، فهذا الامر ينقض هذا المبدأ بالمطلق، وبالتالي سنكون أمام انتخابات غير نزيهة بمعزل عن الشكل الذي ستسوق فيه هذه الانتخابات، وبمعزل عن «المراقبة» المفترضة على صناديق الاقتراعات! ٭ كاتب عراقي مفوضية الانتخابات وخرافة الاستقلالية يحيى الكبيسي |
القضية الكردية بعد هزيمة كركوك Posted: 25 Oct 2017 02:19 PM PDT إذا كانت الأعمال تقيّم بنتائجها، وينبغي لها ذلك، يمكن القول إن الطريقة التي تعاملت بها قيادة إقليم كردستان مع تداعيات الاستفتاء الذي جرى، قد أدت إلى نتائج معاكسة تماماً لما أرادت الوصول إليه بواسطته. فبدلاً من تقوية يد أربيل في مفاوضاتها المحتملة مع بغداد، أدى الأمر إلى إضعافها، إن لم نقل وضع نهاية للمفاوضات قبل حدوثها، نهايةً هي لمصلحة الأمر الواقع الجديد الذي فرضته قوات حكومة بغداد والميليشيات الشيعية التابعة لإيران، من خلال فرض سيطرتها، بلا قتال، على المناطق الموصوفة بالمتنازع عليها. أي أن أولى نتائج هزيمة كركوك هي تقليص مساحة الأراضي التي كانت قوات البيشمركة تسيطر عليها، وأهمها مدينة كركوك ومنشآتها النفطية التي بدون مواردها لا يمكن للكرد أن يحلموا بكيان مستقل. ومن المحتمل أن شهية بغداد (وإيران من وراءها) لن تقف عند حدود الثروة النفطية، بل هي تتطلع إلى السيطرة على معابر الإقليم الحدودية مع كل من تركيا وإيران، وما يعنيه ذلك من خنق الإقليم تماماً، وبغض نظر أمريكي ولامبالاة دولية. النتيجة الثانية لهزيمة كركوك هي خسارة الحليف التركي، بصرف النظر عن وهنه واضطراب أحواله الراهنة وتوتر علاقاته مع الأمريكيين والأوروبيين. فقد كانت تركيا، على الدوام، هي النافذة الوحيدة المأمولة للإقليم على العالم، في محيط معادٍ (العراق وإيران وسوريا) سواء بقي الإقليم فيدرالياً داخل حدود العراق أو استقل بكيانه عنه. ومن هذا المنظور، فقد كان الإقليم شبه المستقل في أحسن حال، إذا قارناه بما آلت إليه أوضاعه بعد معركة كركوك. هذا هو، على أي حال، الدرس الذي أراد خصوم استقلال كردستان تلقينه للكرد: (انظروا ما فعله بكم الاستفتاء الذي أصررتم على إجرائه!) كأننا أمام نسخة طبق الأصل عن المأساة السورية الفظيعة: (أهذه هي الحرية التي طالبتم بها؟) يقول لسان حال النظام الكيماوي، ومعه كل المجتمع الدولي، بعدما دمر النظام سوريا وهجر نصف سكانها وقتل نصف مليون منهم، مع مساهمة فعالة من المجتمع الدولي تراوحت بين غض النظر عن جرائمه، ومساعدته على استعادة سيطرته العسكرية وإعادة تأهيله سياسياً. يمكن القول إذن، باستخلاص نتائج درسي سوريا وكردستان، إن شريعة الأقوياء في هذا العالم لا تتهاون مع إرادة الشعوب، سواء تم التعبير عنها بثورة سلمية أرغمت على التحول إلى مقاومة مسلحة (سوريا) أو باستفتاء ديمقراطي كحال شعب إقليم كردستان. الستاتيكو، في اقليمنا «الشرق أوسطي» على الأقل، وجد ليبقى، «إلى الأبد» كما يقول الشعار الأسدي الشهير. فإذا وجب إجراء تعديلات عليه، من حين لآخر ولدواع مختلفة، فهذا من شأن صانعي الستاتيكو أنفسهم، أي أصحاب القوة، وليس من شأن شعوب المنطقة. قد يختلف أصحاب القوة فيما بينهم على حجم التعديلات التي يجب إدخالها على النظام الإقليمي أو وجهتها، وفي هذه الحالة يقامر هؤلاء بدماء أهل المنطقة لتعديل موازين القوى، وصولاً إلى لحظة التوافق على خريطة نفوذ جديدة. أما أن يتشاطر لاعبون اقليميون، متوسطو القوة، للاستفادة من لحظة إعادة ترتيب الوضع الإقليمي، فهذا بدوره غير مسموح إلا في الحدود التي يرسمها الأقوياء. النتيجة الثالثة لمعركة كركوك هي هذا الشقاق الكبير داخل الحركة السياسية في إقليم كردستان، وتداعياته المحتملة خارجه أيضاً، بين الحزب الديمقراطي الكردستاني ودائرة نفوذ العائلة الطالبانية داخل الاتحاد الوطني الكردستاني، على خلفية اتهام الأول للثاني بالخيانة لمصلحة إيران، بما قد يصل إلى استعادة الحرب بين القوتين كما جرت سابقاً في التسعينيات. حرب قد تشجع عليها إيران من جهة أولى، ورغبة مسعود بارزاني في التغطية على هشاشة وضعه السياسي بعد معركة كركوك من جهة ثانية. فإذا حدث المحظور فعلاً كان ذلك بمثابة رصاصة الرحمة، ليس فقط على حلم الدولة الكردية المستقلة، بل كذلك على الإقليم الفيدرالي شبه المستقل الذي كرسه الدستور العراقي. النتيجة الرابعة المحتملة لهزيمة كركوك هي تقوية التيار الأوجالاني في مواجهة التيار البارزاني، سواء في العراق أو في تركيا وسوريا. وهو تيار أقرب ما يكون إلى العدمي بالنظر إلى براغماتية التنظيم المسلح القابل لتغيير مبادئه وتحالفاته وتموضعه كل 24 ساعة، وصولاً لغياب أي قضية يدافع عنها باستثناء قضية تحرير زعيمه الأسير عبد الله أوجالان. ويزداد الأمر سوءاً إذا نظرنا إلى المستقبل المحتمل للتحالف الأوجالاني ـ الأمريكي في سوريا، بعد انتهاء القيمة الاستعمالية للأول في أعقاب نهاية مسلسل داعش القريب في سوريا بعد العراق. هذا المستقبل المحتمل الذي قد يكون خذلان الحليف الأمريكي لبارزاني في معركة كركوك، تجربة يقاس عليها في سوريا أيضاً. أي أن ازدياد قوة التيار الأوجالاني في مواجهة التيار البارزاني يتوقف على أرضية هشة يمكن أن تميد بسهولة تحت أقدام الأول إذا قرر الأمريكي أن دوره في محاربة داعش انتهى، ليتخلص من عبء التحالف معه. عبء يكلفه توتراً في العلاقات مع حليفتها الأطلسية تركيا التي تزداد، بسبب ذلك، بعداً عن واشنطن وانضواءً تحت الجناح الروسي وتقارباً مع إيران. حصيلة مأساوية لمعركة كركوك التي لم تحدث، وهي كذلك لأنها لم تحدث. هناك الكثير من الغموض حول ما جرى فعلاً وراء الأبواب المغلقة. وتبقى تساؤلات كثيرة معلقة في الفراغ، من نوع: هل كان قرار الاستفتاء خاطئاً من أساسه؟ أم كان شموله للمناطق المتنازع عليها هو مكمن الخطأ فيه؟ أم توقيت إجرائه الذي أصر عليه بارزاني؟ أم أن معركة كركوك التي تهرب الكرد من خوضها هي المسئولة عن كل التداعيات المأساوية اللاحقة؟ والسؤال الأكثر أهمية: ما العمل الآن لضبط الخسائر عند أدنى سقف ممكن؟ البداية غير مشجعة على التفاؤل: بيان قيادة الإقليم الذي أعلنت فيه «تجميدها» لنتائج الاستفتاء ودعت إلى إطلاق عملية تفاوض بلا شروط مع بغداد. إن الطريقة المثالية المجربة لتحويل هزيمة عسكرية في معركة لم تحدث، إلى هزيمة سياسية شاملة، هي تقديم تنازلات سياسية فيما لا يجب التنازل عنه. فالاستفتاء الذي جرى وأعلن شعب كردستان من خلاله توقه إلى الحرية والاستقلال، لم يعد ملكاً لقيادة الإقليم حتى تتلاعب به فتجمده على طريق إلغائه كما ستصر بغداد ومن ورائها طهران وأنقرة. لم تحقق هزيمة حزيران 1967 أهدافها، وفقاً للرطانة البعثية الممجوجة، لأن «النظام التقدمي» في سوريا لم يسقط! كردستان ليست بحاجة إلى تكرار هذا «النصر» المشؤوم ببقاء طاقمه الحاكم في الحكم. ٭ كاتب سوري القضية الكردية بعد هزيمة كركوك بكر صدقي |
فصل «الدين» عن «الجين» Posted: 25 Oct 2017 02:18 PM PDT قديماً كانت العلاقة بين «المقدس» و»غير المقدس» منعدمة وأحياناً ملتبسة، كان الملك إلهاً أو نصف إله، أو ابن الإله، وظل الأمر كذلك، ضمن سياق الثقافات القديمة التي ألغت الفارق بين «الإله» و»المَلِك»، لأجل إلغاء المسافة بين السلطة الدينية والسلطة السياسية، ودمج السلطتين في شخصية الملك. ثم جاءت المسيحية التي قالت إن الكلمة تجسدت في الإنسان، في عملية معقدة أريد بها الربط بين (الله والمسيح)، في علاقة فهمت لدى المتقدمين من المسيحيين على أساس أنها عضوية، على عكس المرادات المجازية التي تشير إليها الإشارات النصية في العهد الجديد. ثم لم تقف المسألة عند حد «تجسد الكلمة» في السيد المسيح عليه السلام، ولكن «روح المسيح» كانت وما زالت تحل (كما يرى بعض اللاهوتيين) في كثير من القديسين والرهبان الصالحين، وتلك كانت الفكرة المؤسسة- فيما بعد- لمقولة «الملك ظل الله على الأرض»، وهي الفكرة التي ساعدت على انسجام الكهنوت الكنسي الانتهازي مع الملوك (ظلال الله)، ضد الشعوب في أوروبا العصور الوسطى. ويحدثنا القرآن أن بعضاً من اليهود ذكروا أنهم «أبناء الله وأحباؤه»، في مسعى لـ»التميُّز» على باقي الأعراق البشرية، بعقد علاقة خاصة مع الله، تتحول مسوغاتها- مع الزمن- من الإيمان والعمل الصالح، كما هو الشأن في الأديان، إلى مسوغات عرقية تعتمد على نوعية الانتماء الجيني في تحديد نوعية العلاقة مع الذات الإلهية. ومن هذه النقطة بدأ التأسيس لقضية الاصطفاء الديني المرتبط بمفهوم التميُّز الجيني لدى اليهود، في مخالفة واضحة لجوهر الأديان القائم على أساس ربط التميز والأفضلية بالإيمان والأعمال الصالحة، وكما انتهت فكرة «تجسد الله في المسيح»-عند المسيحية – إلى»تجسد إرادة الله في الملك»، وكما دمج الكهنوت الكنسي بين الفكرتين، لجعل «المُقدَّس» في خدمة «المُسيَّس»، دمجت الأصولية اليهودية بين فكرتي «الاصطفاء الديني» و»التميُّز الجيني» لجعل الديني في خدمة القومي، ولتنتهي اليهودية عن كونها رسالة دينية لتأخذ شكل انتماء قومي تجسد في فكرة «شعب الله المختار»، الفكرة التي بلورت غاية ما وصل إليه التوظيف السياسي والعنصري للدين من مآلات. وقبل اليهودية كان هناك مزج عجيب بين المقدس وغير المقدس، بين الله والإنسان لدى الديانات والحضارات السالفة كما ذكر، حيث كان الفراعنة يمزجون في ثقافتهم بين الاثنين ليكون الملك إلهاً أو نصف إله أو متحدراً من سلالة الآلهة، لا لأنه قدم للشعب أعمالاً عظيمة وخدمات جليلة، ولكن لأنه سليل أسرة ملوك أرادوا أن يستمر الملك في سلالاتهم برفع أنفسهم إلى مصاف الآلهة لاكتساب شيء من القداسة التي تمكنهم من خداع الناس، والاستمرار في السلطة والاستحواذ على الثروات، وفق مبررات «جينية» عنصرية لا علاقة لها بالتعاليم الـ»دينية» العابرة للأعراق والسلالات. والحقيقة أن معظم الحضارات القديمة، كالهندية والفارسية والصينية وغيرها، كانت تقوم- بشكل أو بآخر- على أساس من فكرة «الملك/الإله»، وهي الفكرة العنصرية التي ناقضت تعاليم الدين- باسم الدين نفسه- الذي قام على الفكرة النقيضة وهي فكرة»الإله/الملك» التي أسست لمبدأ أن أحداً من البشر لا يمكنه أن يزعم بأنه «تميَّز» بالملك دون غيره، على أساس «جيني»، لأن الله هو الملك الحقيقي، وهو وارث الملك. والفرق كبير بين الفكرتين، ففي حين تؤسس فكرة: الإله/الملك لانتفاء الملك عن الإنسان، وهو ما يجعله يصل إلى الحكم برغبة الناس، فإن فكرة: الملك/الإله تؤسس لـ»حصر المُلك» في «سلالة الملك»، لأنه إله أو ابن إله، أو على أقل تقدير وريث الله، بالمعنى السياسي. وفِي هذا السياق، يمكن القول إن الحضارات والأديان القديمة دأبت على ما يمكن أن نطلق عليه «تجيين الدين» أي جعله مختصاً بسلالات وأعراق بشرية بعينها على أسس جينية، بدلاً من الهدف السامي للدين، الذي يمكن أن يختصر في ما نطلق عليه «تديين الجين»، المنفتح على دلالات هداية وتهذيب، الأعراق والسلالات بتعاليم روحية تقوم على العدالة والمساواة الإنسانية. إن الهدف الأساس وراء فكرة الفصل التام بين المقدس وغير المقدس، أو بين الله والإنسان، والهدف الأساس من فكرة «واحدية الإله» و»تعددية الإنسان» إنما جاء لكي يعزز المساواة الإنسانية، لأن المساواة لا تكون إلا بين المتعددين، فيما تنتفي فكرة المساواة حال القوة بالواحدية، لانتفاء التعدد الذي يتطلب المساواة، ولذا أكدت الأديان في جوهرها على فكرة «التوحيد الإلهي»، وعلى فكرة «الفصل بين الله والإنسان»، لتتاح الفرصة للمساواة بين المتعددين من الناس، وسلب صفات القداسة عنهم. ومع ذلك فقد حاول «المُتعدد/الملك» أن يزعم لنفسه صفات «المُتفرد/الإله» بزعم الالتحام بالمطلق الإلهي تمهيداً لخداع بقية المتعددين- من الناس- بتفرده وتميُّزه، ومن ثم التسليم له بالحق في الملك والمال، أو في السلطة والثروة. ومع التقدم في الزمن يأتي الإسلام ليحرص بشكل مثير على تكريس الفصل التام بين الله والإنسان، أو بين المتفرد والمتعدد من أجل أن يكون المتعددون سواسية حسب النصوص الإسلامية. وقد أشارت آية قرآنية إشارة لطيفة إلى التنوع العرقي الذي يهدف إلى التنوع المعرفي، كما في الآية «وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا»، غير أن ما أصاب بعض الأمم والشعوب في التاريخ القديم أصاب المسلمين أو بعضهم بعد انقضاء الجيل الأول من المسلمين، ومجيء عصور حاول بعض الانتهازيين المسلمين فيها «تجيين الدين» والاستفادة منه لدعم فكرة الأمة الأنقى، بالنسبة لعموم المسلمين، أو لدعم الفكرة الأقرب إلى العنصرية السلالية أو العرقية، كما هو الشأن لدى تيارات «الهاشمية السياسية» التي حاولت جعل الأفضلية والتميز في الإسلام قائمين على أساس الانتماء لأسرة النبي محمد عليه السلام، ولأسباب سلالية جينية، في مخالفة واضحة لواحدة من أعظم الآيات التي تعد أنصع نصوص المساواة الإنسانية، كما في الآية «إن أكرمكم عند الله أتقاكم». وتتجلى أوضح محاولات «تجيين الدين» في إيجاب الزيدية تحقق «شرط البطنين» في كل من يسعى لإمامة المسلمين، وهو ما يعني أن «الشرط الجيني» هو الأساس في اختيار الإمام، الذي يجب أن يكون من أحد البطنين: وهما سلالتا الحسن والحسين، سبطي النبي عليه السلام. وقد بالغ أنصار «الهاشمية السياسية» في تقديس البشر لإحداث نوع من الهوة الفاصلة بين عموم الناس والإمام الحاكم، بغية فرض سلطانه على الشعب وعدم مساءلته في التصرف. وجاءت الحركة الحوثية كإحدى تجليات «الهاشمية السياسية» في اليمن لتقول بأن مؤسس الحركة حسين الحوثي هو «قرين القرآن» وهو «القرآن الناطق»، ليرتفع الحوثي بذلك إلى مستوى «كلمة أو كلمات الله»، وهي المرتبة التي لم يزعمها النبي محمد عليه السلام لنفسه. والحقيقة أن محاولات جعل حسين الحوثي هو النسخة الناطقة من القرآن أشبهتها بشكل كبير محاولات جعل ولاية أخيه عبدالملك (زعيم الحوثيين الحالي) أمراً من عند الله، لا تجوز مخالفته، كما ينص على ذلك «شعار الولاية» الذي يقول: «اللهم إنا نتولاك، ونتولى رسولك، ونتولى الإمام علي، ونتولى من أمرتنا بتوليه سيدي ومولاي عبدالملك بدرالدين الحوثي . اللهم إنا نبرأ إليك من عدوك، وعدو رسولك وعدو الإمام علي، وعدو من أمرتنا بتوليه سيدي ومولاي عبدالملك بدرالدين الحوثي». وكما سوغ الملوك القدماء أحقيتهم في الملك على أساس أنهم أبناء آلهة، فإن الانتهازيين السياسيين اليوم يسوغون تلك الأحقية على أساس أنهم أبناء أنبياء. وهذا هو التفسير الجيني للدين القائم على أسس عنصرية واضحة تخالف جوهر الدين نفسه، وتختصر «الإسلام/الفكرة» في «الإسلام/الأسرة»، وتقدم «النسب الجيني» على «النسب الديني» لخدمة أغراض سياسية ليس لها علاقة بالدين الذي يُستغل لتغليفها. من هنا أصبح لزاماً على حركات الإصلاح السياسي والديني في العالم الإسلامي اليوم أن تسعى بشكل واضح لا لبس فيه إلى فصل «الدين» عن «الجين» للحفاظ عليه بعيداً عن العنصرية العرقية والسلالية المقيتة، ووصولاً إلى مجتمع خالٍ من «الأصنام الدينية» الجديدة. كاتب يمني من أسرة «القدس العربي» فصل «الدين» عن «الجين» د. محمد جميح |
فلسطين في الوجدان العربي.. الغانم نموذجاً Posted: 25 Oct 2017 02:18 PM PDT بمنتهى الصدق يمكن القول، إن المتتبع للأوضاع العربية خلال العقدين الأخيرين، يخرج بانطباع أن القضية الفلسطينية، أصبحت لا تحتل أولوية لديها! لأن المؤامرات التي خُططت للوطن العربي، أغرقته في الصراعات المذهبية والطائفية والإثنية، سواء في العلاقات البينية العربية، أو على مستوى البلد الواحد. بالتأكيد، هذا لم يكن صدفة، وإنما أريد لهذه المنطقة برمتها، الغرق في صراعات جانبية، لتنسى صراعها الأساسي التناقضي التناحري مع العدو الأساس، وهو العدو الصهيوني. بالتالي، لو طرحنا سؤالاً: هل ما تزال فلسطين قضية مركزية في العالم العربي؟ وهو سؤال يطرح في كل المراحل الحالية وله شقان، الأول: التناقض القائم بين ما كان يعلنه النظام العربي الرسمي من مركزية القضية الفلسطينية، وهذا كان سائدا في الخمسينيات والستينيات وأواسط السبعينيات، وبين الواقع الحالي، وهو إدارة الظهر لمتطلبات الالتزام ومقوماته. ما حدث أثناء طرح عضوية فلسطين كعضو مراقب في الأمم المتحدة وبعده، يلخص الموقف الرسمي. فقد انضم العديد من الدول العربية إلى حملة الضغط الأمريكية، لثني القيادة الفلسطينية عن طرح مشروع القرار على مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة. بالنسبة للثورات والانتفاضات العربية لم تطرح في شعاراتها وأهدافها وتوجهاتها حلاً للمسألة الفلسطينية، أو دعماً لنضال الشعب الفلسطيني يتجاوز عجز النظام العربي السابق. هذا المستجد في المواقف العربية على الصعيدين الرسمي والشعبي، أزال مخاوف دولة الاحتلال الصهيوني، التي كانت تخشى إعادة ربط الاتفاقات المبرمة معها بإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية، والالتزام بقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي (مبادرة قمة بيروت 2002). غير أن ما حدث هو العكس حين التزمت «دولة الإخوان المسلمين» في مصر باتفاقية كامب ديفيد وبالعلاقة التبعية مع الولايات المتحدة، خلافاً لمواقفها السابقة التي رفضت كامب ديفيد وحرّمته على المستويين الشرعي والوطني، ووعدت بإسقاط الاتفاق، ثم تراجعت عن الإسقاط، بإجراء استفتاء شعبي حوله، ولم يمض وقت طويل قبل أن تتراجع «دولة الإخوان» عن الاستفتاء وتجدد الالتزام بكامب ديفيد وبعلاقات التبعية. تطورت الأوضاع وأدّت عوامل كثيرة إلى انفكاك تام رسمي عربي من القضية الفلسطينية، حتى من دون قيام العدو الصهيوني بالحل المطروح عربيا. بالمقابل، لمست الجماهير العربية بوضوح الدور التخريبي الإسرائيلي في دولها، وهو ما حدا بها إلى إعادة استحضار مهمات إسرائيل في الوطن العربي، وأن هذا الكيان لا يشكل خطرا على الفلسطينيين فحسب، بل يسعى إلى تمزيق الدولة العربية الواحدة (جنوب السودان، استفتاء الأكراد والدور الإسرائيلي الواضح في دعم الانفصال، دور إسرائيل في سوريا، العراق، ليبيا، الجزائر واليمن). بالتالي شهدنا مراحل تراوحت بين الهبوط والصعود لشعار مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للجماهير العربية. على الصعيد الإسرائيلي، كان المهم هو تخلي النظام الرسمي العربي عن القضية الفلسطينية، للأسف هذا ما استطاعت إسرائيل تحقيقه خلال الثلاثة عقود الأخيرة بشكل عام، ولهذا انتقلت إسرائيل من شعار «حل القضية الفلسطينية أولا كمدخل إلى الحل مع الدولة العربية» إلى شعار «السلام مع الدول العربية هو المدخل إلى الحل مع الفلسطينيين»، بالطبع ضمن التصورات والمقترحات الإسرائيلية. هذا ما ثبتته مؤتمرات الكيان الاستراتيجية، وهذا ما استطاعت إسرائيل الاتفاق عليه مع الإدارة الأمريكية الحالية، ولذلك، إذا ما لاحظ القارئ، فإن إدارة ترامب لم تطرح الكليشيه الأمريكي المتعارف عليه لحل الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل، وإنما أحالت هذه المسألة إلى الطرفين، في ظل وضوح مرتكزات الحل الإسرائيلي، وهو ما يعني استجابة أمريكية للاستراتيجية الجديدة، التي اعتمدتها إسرائيل، ويعني أيضا نجاح التكتيك السياسي الإسرائيلي في التعامل مع النظام الرسمي العربي (مؤتمر قمم الرياض الثلاث مع ترامب ونتائجها، زيارة المسؤولين العرب، خاصة السعوديين لإسرائيل، والدفاع عنها! على رؤوس الأشهاد). هذا الأمر بعد تحقيقه، لم يصل بإسرائيل إلى قناعة تعزز استمرارية وجودها الأبدي. لذلك كان تصريح نتنياهو «بأن مهمتنا الأساسية أن نشهد مئة عام على إنشاء إسرائيل، وليس كالـ80 عاماً، التي سقطت بعدها مملكة سلالة الحشمونائيم». تصريح نتنياهو، عدا عن أنه يعكس خوفا داخليا مشروعا على مستقبل دولة إسرائيل، لأسباب كثيرة يشعرها كل من يعيش في الكيان من المهاجرين اليهود: افتقاد التجانس الإثني تبعا للقوميات المختلفة التي جاء منها المهاجرون متعددو الأصول، هاجس الانتماء للأرض، الذي لم يتحقق حتى اللحظة بين المهاجرين والأرض، التي حاولت الصهيونية بأضاليلها إقناعهم، بأنها حق إلهي لهم، فقدان الأمن، استمرار معارك إسرائيل مع جيرانها… لذلك نرى تزايد وتائر الهجرة العكسية من إسرائيل مقارنة بالقلائل، من المهاجرين إليها، في آخر إحصائية بينت أن 57% من الشباب يرغبون في الهجرة من الكيان. ما قلناه يعكس مخاوف الإسرائيليين الداخلية. نتنياهو لم يقصد هذه المخاوف فحسب، وإنما عنى أسبابا متعلقة بالعالم العربي أيضا، ففيما يتعلق بالنظام الرسمي العربي، فهو ليس مخلدا ولا دائما بالطبع، وإمكانية التغيير واردة في أجزائه، وفي عمومه، لكن ما لن يتغير، هو عدم قبول جماهيري عربي لوجود دولة إسرائيل في المنطقة أولاً. ثانياً رغم المحاولات الحثيثة إسرائيليا، صهيونيا، أمريكيا وغربيا في إلهاء الجماهير العربية بصراعات جانبية، لشطب مركزية القضية الفلسطينية من أذهانها، فإن ذلك ليس أكثر من مؤقت، لأن هذه المركزية مرتبطة بوجود إسرائيل كدولة في المنطقة، على الرغم من تغييبها أحياناً، فإنها ما تلبث أن تعود، لأنها تكوين أساسي في الذهنية العربية، ولذلك ستظل مركزية القضية الفلسطينية مزروعة في الوجدان العربي وفي الأمة العربية، وهذا قد لا يدركه الإسرائيليون. من هذا المنطلق، نقيّم ما حصل في الاجتماع البرلماني الدولي في سانت بطرسبورغ ، عندما قام رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، بطرد وفد الكنيست الإسرائيلي ورئيسه نحمان شاي من الاجتماع، بعد ان رفض، وكعادة الوفود الإسرائيلية في المحافل الدولية، تقريرا خاصا أعدته لجنة فرعية في الاتحاد، تعنى بحقوق الإنسان للبرلمانيين، تحدث عن أوضاع 13 نائبا في سجون الاحتلال، وطالب بإطلاق سراحهم. كلمة الغانم التي وصفت رئيس وفد الكنيست بـ»المحتل وقاتل الأطفال والمغتصب»، واعتبرت كلامه «يمثل أخطر أنواع الإرهاب، وهو إرهاب الدولة»، عكست حجم الغضب العربي جراء استمرار الاحتلال وممارسات سلطات الكيان الصهيوني وانتهاكاتها لحقوق الإنسان. مواقف الكويت والغانم ليست جديدة، فهذه هي الكويت التي احتضنت الثورة الفلسطينية منذ انطلاقها. فعلاً، لقد ضجت الجلسة بعاصفة من االتصفيق كثناء على كلمات الغانم الشجاعة، بدءا من ممثل فلسطين، وممثلة تونس سلاف القسنطيني وكذلك عضو مجلس النواب الأردني وانتهاء برؤساء وفود دول أخرى. ردة فعل الكويت والشارع العربي عموما، وترحيبه بموقف الغانم، لا شك ستجعل المخططين للتقارب والتطبيع مع الكيان الصهيوني، يعيدون حساباتهم، ويخططون من جديد لتجنب غضب الشارع العربي. وأخيرا، لم يخل الأمر من بعض الأصوات السعودية الشاذة، التي هاجمت الغانم واعتبرته ظاهرة صوتية، والرد على هذه الأصوات هو ما قاله الغانم لرئيس وفد الكنيست «إن لم تستح فاصنع ما شئت». هذا هو الوجدان العربي الأصيل الذي احتضن الثورات الفلسطينية تاريخياً، العالم العربي، الذي سقط له مئات الشهداء على أرض فلسطين الطاهرة! هذا العالم العربي، الكاره للوجود الصهيوني في منطقتنا العربية، لا يمكنه إلا اعتبار القضية الفلسطينية، قضيته المركزية. وفعلا خاب ظن الإسرائيليين، الذين اعتقدوا أنهم استطاعوا الفصل بين العرب وفلسطين. كاتب فلسطيني فلسطين في الوجدان العربي.. الغانم نموذجاً د. فايز رشيد |
الخروج من غرفة الإنعاش بعد الذي جرى في كركوك Posted: 25 Oct 2017 02:17 PM PDT في 16 أكتوبر 2017 دخلت ميليشيا الحشد الشعبي مع بقية صنوف الجيش العراقي مدينة كركوك العراقية لانتزاعها من سلطة الأقليم، حيث كانت المدينة تخضع لسلطة إقليم كوردستان العراق بشكل كامل، خاصة بعد أن انسحب منها الجيش العراقي، إثر سقوط الموصل وعدد من المدن العراقية في يونيو 2014 بيد «داعش»، ما دفع السلطة العراقية إلى الانشغال بالدفاع عن العاصمة بغداد وكذلك مدن وسط وجنوب العراق، بعد أن كانت عناصر «داعش» قد استولت على نصف مساحة العراق واصبحت على بعد كيلومترات معدودة من بغداد. التحرك العسكري الأخير باتجاه كركوك من قبل سلطة بغداد يعد خطوة تصعيدية، ستترك نتائج سيئة على مستقبل العلاقة المتينة التي ارتبطت بها الاحزاب الاسلامية الشيعية مع القوى السياسية الكردية، التي تعود إلى منتصف سبعينيات القرن الماضي، حيث كانت المناطق الكردية ملجأ لمعظم هذه الاحزاب، التي كانت في حالة مواجهة مسلحة ضد نظام البعث، وفي مقدمتها حزب الدعوة الإسلامية، والمجلس الأعلى الإسلامي اللذان يشكلان العمود الفقري للتحالف الوطني الشيعي الحاكم في بغداد، بعد عام 2003، إضافة إلى الحزب الشيوعي العراقي وحزب البعث (قيادة قطر العراق) المدعوم من نظام الاسد. يأتي هذا التطور العسكري بعد أن اجرى الأقليم في 25 سبتمبر 2017 استفتاء شعبيا شمل المحافظات الكردية الثلاث اربيل والسليمانية ودهوك، كذلك المناطق المتنازع عليها ما بين سلطة بغداد والاقليم، والتي تشمل إضافة إلى محافظة كركوك الغنية بالنفط منطقة سهل نينوى وأقضية مخمور وزمار وسنجار وبعشيقة، التي تتبع من الناحية الإدارية محافظة نينوى، كما شمل أيضا أقضية جلولاء وخانقين ومندلي التي تتبع محافظة ديالى. من الخطأ النظر إلى ما جرى على أنه رد فعل منطقي من قبل سلطة بغداد إزاء تجاهل الاقليم الكردي كل الدعوات التي طالبته بالعدول عن إجراء الاستفتاء، لأن الموقف العراقي لا يعبر عن ارادة وطنية تسعى للحفاظ على وحدة العراق، بقدر ما يعكس إرادة طهران التي تمسك بكافة أوراق اللعب في المشهد العراقي، خاصة بعد انسحاب الامريكان الرسمي في نهاية عام 2011، وتمكنت بذلك إيران من استثمارها لصالح ترصين امنها القومي على حساب استمرار هشاشة الوضع في العراق واستمرار الفوضى فيه. من هنا كان من المنطقي على طهران أن تجد قرار الاستفتاء يشكل خطرا عليها، قبل أن يكون عامل تهديد لوحدة العراق، لأن نجاح الاستفتاء سيرفع من سقف آمال الكرد في ايران الذين يلتقون مع اشقائهم في العراق وتركيا وسوريا في رغبتهم بتحقيق الاستقلال، وإعلان الدولة الكردية، التي طالما حلموا بها، إذ تصل نسبتهم 6% من مجموع السكان في ايران، وتعدادهم نحو 8 ملايين نسمة، وقد خضعت العلاقة بينهم وبين السلطة الايرانية، سواء في عهد الشاه، أو في عهد نظام الملالي إلى مد وجزر وكان الدافع وراء ذلك هو تطلعهم إلى تحقيق الاستقلال. وعلى الرغم من أن الاستفتاء لم يحظ بالحد الادنى من التأييد، سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي أو الدولي، بمن في ذلك حلفاء الكرد التقليديون وفي مقدمتهم الامريكان والاوربيون، باستثناء دولة اسرائيل، التي أيدت الاستفتاء، إلا أن سلطة الاقليم لم تعر أهمية لكل الدعوات التي ناشدتها بتأجيل الاستفتاء إلى وقت آخر. وقد جاءت نتيجته لصالح الانفصال عن الدولة العراقية وإعلان دولة كردستان بنسبة تجاوزت 70%، وكان الدافع الذي جعل الكرد يصرون على إجرائه، ربما إحساسهم بأن الحلم الذي طالما انتظروه في إعلان دولتهم، منذ أن سقطت الامبراطورية العثمانية، قد اصبح في متناول اليد وينبغي عدم التفريط بهذه الفرصة، بعد أن خذلهم المجتمع الدولي اكثر من مرة وتنصّل من وعوده لهم. إحساس الكرد أوقعهم في خطأ اختيار التوقيت الملائم للاستفتاء، ما سيجعلهم يدفعون الثمن باهظا من سلسلة المكاسب الكبيرة التي كانوا قد تمكنوا من تحقيقها خلال الأعوام التي أعقبت عام 2003 والتي جعلتهم في وضع أقرب إلى شكل الدولة من حيث المناصب الرسمية، التي كانوا قد نالوها خلال الأعوام الاربعة عشر الماضية، إضافة إلى حصولهم على نسبة 17% من الموازنة المالية العراقية السنوية وهي نسبة تتجاوز استحقاقهم التي هي 12%. رافق دخول الحشد الشعبي مدينة كركوك حدوث انتهاكات طالت املاك السكان الكرد، بعد أن ارغم دخوله عشرات العوائل الكردية على النزوح خشية الوقوع ضحية عمليات انتقام قد ترتكبها عناصر تابعة للحشد. وهناك عدد من التقارير الصحافية بضمنها تقارير لمنظمة العفو الدولية (أمنيستي) أشارت إلى أن «الحشد الشعبي ارتكب انتهاكات فظيعة في أعقاب استيلائه على كركوك وطوزخورماتو ومناطق أخرى». وقالت المنظمة الدولية في تقريرها إن «الحشد الشعبي المدعوم من إيران يمارس عمليات القتل بحق السكان في كركوك وما حولها». هذه الانتهاكات تثبت مرة أخرى أن الحشد عبارة عن ميليشيا يتصرف عناصرها خارج سياقات الانضباط المعهودة في المؤسسة العسكرية العراقية، رغم إصرار المسؤولين العراقيين على أنها جزء من المنظومة الامنية والعسكرية الرسمية، في معرض ردّ بغداد على الأصوات التي تطلق على الحشد تسمية ميليشيا. وما يلفت الانتباه أن بعض قادة فصائل الحشد يجاهر علنا بولائه التام لطهران، ولا يتردد في اعلان موقفه الصريح من انه سيقف إلى جانبها في ما لو نشبت حرب بين العراق وإيران. وفق هذه الصورة التي تشكل منها المشهد العراقي يمكن التوصل إلى نتيجة منطقية تشير إلى أن الدولة العراقية لن تعود اليها الحياة ويعود إليها حضورها اللائق أمام المجتمع الدولي طالما بقيت هذه التشكيلات الميليشياوية قائمة، خاصة أنها تجاهر بعدم ايلائها مشاعر التقدير لمفاهيم مثل الدولة والوطن والمواطنة، مقابل تقديسها لسلطة المذهب والولاء التام للمرجعية الدينية، بالتالي نستطيع القول بأن مجلس التنسيق السعودي -العراقي الذي أعلن رسميا عن انشائه وبرعاية امريكية في 22 اكتوبر 2017 لن يستطيع أن يلعب أي دور فاعل في الإطار السياسي من ناحية تحجيم الهيمنة الإيرانية على العراق، وعودته إلى المحيط العربي، وتعزيز سلطة الدولة، مقابل إضعاف سلطة ميليشيا الحشد، ولربما سيقتصر دوره على توسيع العلاقات الاقتصادية بين البلدين، خاصة أن السعودية بدأت ترجح العامل الاقتصادي على ما هو سياسي في بناء علاقاتها الخارجية، توافقا وانسجاما مع رؤية المملكة التنموية 2030 التي سبق أن أعلن عنها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في 25 أبريل 2016 ووافق عليها مجلس الوزراء، والتي تتضمن ثلاثة تقسيمات رئيسة: اقتصاد مزدهر، مجتمع حيوي، ووطن طموح. وبعيدا عن خفايا ما تم من اتفاقات وصفقات بين طراف محلية وإقليمية ودولية، أدت إلى ما شهدناه من أحداث متسارعة في كركوك خلال الايام الماضية، إلا أن هناك اشارات واضحة بدأت تظهر على سطح الأحداث، في مجملها تشير إلى أن الخاسر في هذه الصفقة على المدى البعيد هم اتباع ايران، لأن الشعب الكردي رقم صعب في سفر التحدي وإثبات الوجود بين شعوب الشرق، ويستمد هذه الصلابة من صخور الجبال التي تآخى معها عبر وجوده التاريخي، ومن الغباء أن يتجاهل البعض هذه الحقيقة التي تؤكدها الوقائع رغم معرفته بها، وما قد ينجح من أساليب القسوة والتدمير مع الآخرين بهدف إذلالهم وطمس وجودهم وهويتهم، كما حصل مع عرب الموصل لن ينجح مع الشعب الكردي، وغالبا ما يزيده ذلك ثباتا على موقفه. ومثلما تتساقط أوراق الشجر في فصل الخريف، ستسقط كل محاولات تزييف الحقائق التي طمرتها الماكنة الإعلامية الرسمية تحت أنقاض مدينة الموصل القديمة، التي تعرضت إلى أبشع عملية تدمير، تناوب عليها جميع المتقاتلين بدون استثناء، بعد أن تتوفر اللحظة المناسبة كما توفرت في كركوك، واللحظة المناسبة تعني أن يستيقظ اهل الموصل من غيبوبتهم ويخرجوا من غرفة الانعاش ليعلنوا عودتهم إلى الحياة بعد أن تلقوا طعنات التخوين والتسقيط الوطني والاخلاقي من جهات عراقية مختلفة طيلة الفترة الماضية التي اعقبت عام 2003، خاصة بعد سقوطها بالضربة القاضية في يونيو 2014 .ما يبعث على الأمل أن بعض الذين شاركوا في حفلة الطعن بحق الموصليين، أدرك هذه الايام خطأ ما ارتكبه بحق سكان مدينة الموصل بعد أن شاهدوا ولمسوا ما ارتكبه الحشد من تجاوزات وانتهاكات في مدينة كركوك. كاتب عراقي الخروج من غرفة الإنعاش بعد الذي جرى في كركوك مروان ياسين الدليمي |
تهميش دور مجلس التعاون الخليجي Posted: 25 Oct 2017 02:17 PM PDT ها أن ما كنا نخشى حدوثه، بسبب الخلافات والمشاحنات الخليجية عبر الشهرين الماضيين، قد حدث في ساحتين من ساحات عمل مجلس التعاون الخليجي. دعنا نكون صادقين مع النفس، ومع إملاءات الالتزامات القومية، من خلال مقارنة موضوعية بين ما حدث وما كان يجب أن يحدث، لنرى ما تقود إليه بعض الممارسات السياسية التي تؤدي إلى أن تصبح الأهداف الوطنية والقومية التحررية العليا ضحية لتغليب الأهداف الطارئة المؤقتة. الحدث الأول تمثل في إقحام الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، وهي الدولة التي لها مطامع وأجندات وحسابات انتهازية نفعية، في الشأن الخلافي الخليجي، وتنصيب وزير الخارجية الأمريكية نفسه كحكم ومقيّم في شأن خليجي بحت. وبالطبع فإن الحكم النهائي، مع هذه الجهة أو ضد تلك الجهة، مع تصويب هذه الدولة أو تخطئة تلك الدولة، سيعود في النهاية للرئيس الأمريكي، وهنا مربط الفرس. فهل حقاً أن شخصية هذا الرئيس يمكن الوثوق بقدرتها على التصرف بحنكة وموضوعية وتجرد في الشأن الخلافي الخليجي؟ دعنا نشير إلى شهادة شاهد من أهلها، كمثال واحد من آلاف الشهادات التي كتبت وقيلت عن شخصية الرئيس الأمريكي، لنرى إن كانت تجوز الاستعانة بالوساطة الأمريكية، وبالتالي بوساطة الرئيس. لقد صدر مؤخراً كتاب بعنوان «قضية دونالد ترامب الخطرة» بأقلام سبعة وعشرين أخصائيا نفسيا أمريكيا. وأشرف على تأليف وإصدار الكتاب الأستاذ الدكتور براندي لي، أستاذ القانون وعلم النفس في جامعة ييل الأمريكية المعروفة. لقد أظهر الكتاب، فصلاً بعد فصل، وجود نواقص بالغة الخطورة في تركيبة الرئيس النفسية والذهنية والاجتماعية. فهو، باختصار، شديد النرجسية، الأمر الذي يجعله يعتقد بأنه أفضل من الآخرين، وأن لديه قدرات خارقة تجعله ناجحاً في كل أمر يحمل مسؤوليته، وأن ينظر إلى الآخرين بازدراء وبالتالي لا يأخذ بعين الاعتبار مشاعرهم وحاجاتهم، بل ينتظر منهم قبول أفكاره ومقترحاته من دون أية مناقشة، وأن لديه قابلية انتهازية لاستغلال الآخرين وخداعهم، وبالتالي لا يمكن الوثوق في علاقاته مع الآخرين، وعلى الرغم من كل ذلك ففي داخله مشاعر ضعف وخوف من الفشل، ما يجعله قابلا للدخول في مغامرات عبثيه لإثبات أنه قوي ولتكذيب مشاعر الضعف في داخله. لا يقف الأمر بالنسبة للرئيس الأمريكي ترامب عند حدود النرجسية، إذ أن مؤلفي الكتاب يشخُصون شخصية الرئيس بأنها الشخصية « الهدونستية « التي تعيش الحاضر فقط، وبالتالي لا تحسب حساباً للمستقبل. إنها الشخصية التي تعكف على الملذات والسعادة المؤقتة. ولأنها معنية فقط بالحاضر، فإنها لا تحسب حساباً للنتائج المستقبلية التي تتولد عن أقوال أو أخطاء وخطايا الحاضر. ولذلك فإنها لا تتورع عن التلفظ بأشنع وأقذع الأقوال بحق الآخرين، من أجل تحقيق انتصارات شخصية في الحاضر. ما كنا لنهتم بصفات شخصية الرئيس الأمريكي ترامب لولا أنها قد تصبح في أية لحظة مصدر قرارات خاطئة تتخذ بشأن أوضاعنا العربية والخليجية. في مقابل ما حدث، من استعانة بمصدر لا يوثق فيه للمساعدة على حل الخلافات الخليجية، تراجع إلى حدود العدم ما كان يجب أن يحدث، وهو الاستمرار في المسعى الكويتي لرأب التصٌدع في بنية مجلس التعاون. كان ضرورياً الاستمرار في المسعى الكويتي وتطويره والإصرار على إنجاحه، لإثبات قدرات مجلس التعاون الذاتية في حل مشاكله، بل ومشاكل الأمة العربية. بهذا ضاعت فرصة تاريخية لإثبات أن العرب قادرون على حل مشاكلهم بأنفسهم، ومن دون وصاية من الخارج، وعلى الأخص الخارج الاستعماري الذي تقوده شخصية غير متوازنة. الحدث الثاني هو التصريح الرسمي الكويتي بأنها تفضل تأجيل اجتماع القمة الخليجي لمدة ستة شهور، إلى أن تتحسن الظروف المأزومة وتهدأ المشاعر الهائجة. ويسأل الإنسان نفسه: ما فائدة وجود مؤسسة القمة الخليجية، وهي أعلى سلطة في مجلس التعاون الخليجي، إذا كانت لا تواجه العواصف السياسية، ونيران الخلافات الخطرة حال هبوبها واشتعالها؟ فالمؤسسات الإقليمية والقومية خلقت في الأصل لمواجهة القضايا الكبيرة وليس للتسلي بالأمور الصغيرة. أكثر من ذلك، تأجيل اجتماع دوري لأعلى سلطة سيعني تأجيل كل الاجتماعات الأخرى، وتجميد أنشطة المجلس وانتظار الفرج من خارج المجلس. هذه كارثة في العمل السياسي الإقليمي العربي ستكون لها انعكاساتها السلبية على العمل المشترك في المستقبل. وفي هذه الحالة ألسنا نتعامل بخفة وقلُة مسؤولية مع موضوع بالغ الأهمية بالنسبة لكل مواطني دول مجلس التعاون؟ ألا يمثل هذا المجلس أحلاماً كبرى وتطلعات عروبية وحدوية لشعوب هذا الجزء من الوطن العربي؟ وبالتالي، أليس هذا المجلس هو أيضاً ملك للشعوب مثلما هو ملك لسلطات الدول؟ لقد كنا نأمل أن تؤدي الخلافات في ما بين دول المجلس الحالية إلى مراجعة عميقة لمرئيات المجلس وسياساته، وذلك لتجنب الأخطاء التي حدثت في الماضي ولجعل المجلس مصدر عون ودعم لمحاولات العرب الخروج من الجحيم الذي يعيشونه حالياً. فالوقت قد حان للقيام بتلك المراجعة الصادقة. عند ذاك سنشعر شعوبنا، في الخليج وعبر الوطن العربي كله، بأن أحلامها القومية الكبرى، في وحدة أمتها وتحررها ونهضتها، ستعامل بحكمة وجدية ومواجهة شجاعة للأعاصير. كاتب بحريني تهميش دور مجلس التعاون الخليجي د. علي محمد فخرو |
في «نموذج التنمية» المغربي Posted: 25 Oct 2017 02:17 PM PDT إن موضوع نموذج التنمية يطرح إشكالية تفترض نقاش وطني واسع لتحديد المفاهيم وبلورة المضمون. وهذا ما طرح في عدة مناسبات ويعتبر قضية كبرى تستحق النقاش وعقد مناظرات هادفة. و استعمال تعبير «نموذج التنمية» يفترض سلفا كما لو أن هناك عددا من النماذج متواجدة إزاء بعضها للاختيار من طرف من يقرر، لذلك نفضل تعبير التوجهات الاقتصادية – الاجتماعية التنموية. وهذه التوجهات هي التي سوف تخط مسارا ودينامية تؤدي على المدى المتوسط والطويل إلى بروز تشكيلة اقتصادية – اجتماعية يمكن مجازا إطلاق عليها تسمية نموذج تنموي للبلاد. المحيط العالمي و التوجهات الاقتصادية – الاجتماعية التنموية في هذا الإطار و من أجل الكلام عن «نموذج التنمية»، نسجل أولا أن المحيط العالمي وعولمة اقتصاديات البلدان والأمم، وانخراط هذه الأخيرة بهذا الشكل أو ذاك في المنظومة المعولمة، يعتبر أحد المحددات الأساسية للتوجهات العامة، الاقتصادية – الاجتماعية، للبلدان. إن المنظومة المعولمة تعيش اليوم أزمة تتعمق باضطراد، وهي إلى سنوات أو عقود خلت، كانت تحت ريادة الولايات المتحدة واقتصادها وماليتها وعملتها، وما دامت هي على قاعدة الرأسمالية ومجتمع الاستهلاك فإن كنه الأزمة يتجلى أساسا في معضلة تسويق ما ينتج و مشكل عدم استيعاب الفائض من الإنتاج… وأيضا في تضخم المضاربات المالية حتى أصبحت الفضاءات المالية أرحب وأضخم بكثير من الفضاءات الإنتاجية في رقم معاملاتها، فأصبح الاقتصاد افتراضيا أكثر منه واقعيا باعتبار الفقاعة المالية… و أضحى المتربعون على العالم يسابقون الزمن هروبا إلى الأمام … وما دامت مصالحهم متمفصلة بصورة وثيقة مع الصناعات الحربية والإلكترونية و مع المالية، فإن استراتيجية هذه المجمعات هي تشجيع الحروب و إذكاء بؤر التوتر، ضمانا لأسواق منتوجاتهم و منها الأسلحة… وبما يتضمن كل ذلك من مآس للشعوب والفقر والهشاشة وتفتيت الأوطان الخ… الاستثمارات الأجنبية و التصنيع في المغرب والمغرب قد اجتاز لحد الآن عددا من المحن والعواصف بأقل الأضرار كما يسجل الجميع …إذ أصبح المحللون يتحدثون عن الاستثناء المغربي الذي استبق الأحداث والمخاطر وقام بعدد من التغيرات النسبية، دستورية واجتماعية و اقتصادية وغيرها. واستطاع جلب عدد من الاستثمارات خاصة في الصناعة مثل قطاع السيارات والطائرات والإلكترونيك والسياحة والفلاحة واللوجستيك والنقل، فأصبح البعض يتحدث عن نموذج تنموي مغربي … وبموازاة ذلك، ارتفعت موجات الاحتجاجات الاجتماعية في الحواضر وحتى في القرى والبوادي مطالبة بالشغل والتعليم والصحة وأساسيات الحياة و حتى ماء الشرب… وإلى ذلك إذا رجعنا إلى دراسات الدولة والإحصائيات فإننا نجد أن الفقر والهشاشة تزداد في واقع اقتصادي – اجتماعي تزيد فيه الفوارق الاجتماعية، والمحللون يتوقعون عموما آفاقا أصعب وأخطر… لما سبق يلزم فعلا تغيير التوجهات العامة الاقتصادية – الاجتماعية التي تسير عليها البلاد، وأيضا تحسين الجو العام في مجالات التدبير والتعليم والثقافة والفن والقيم الإنسانية والأخلاقية وقيم التضامن. من هنا فإن الاستثمارات و الخارجية منها على الخصوص، تتطلب توجيها يراعي مصلحة البلاد من امتلاك حقيقي للتكنولوجيا وإنتاج قلب الآليات أو جزء منه في شراكة ندية أو شبه ذلك و تجنبا لنزيف العملة جراء إرجاع الأرباح عوض إعادة تدويرها بالبلاد … وبما أن الموضوع رهين بميزان القوى بين الدول، يجدر التسجيل أن المغرب آخذ نسبيا في تحسين موقعه التفاوضي، هذا من جهة، ومن جهة ثانية فإن التحالفات والشراكات الجديدة مع شركاء استراتيجيين جدد من شأنها أن تسمح بضمان مكاسب على هذا المستوى إذا ما تم التدبير السياسي والدبلوماسي بعقلانية وذكاء. في الإطار العام نفسه ، و من أجل اكتساب التكنولوجيا العالية والمهارات في مجالات الابتكار، مفروض أن يعرف مجال البحث العلمي قفزة نوعية لأنه جد هزيل في بلادنا، بل لأن مبادرات في هذا الميدان ليس فقط أنها لا تحظى بالدعم اللائق بل أحيانا يتم محاربتها من طرف بعض ذوي المصالح والاحتكاريين عوض احتضانها وتطويرها… فالمجال العلمي والبحوث والتطوير أمور تكتسي أهمية من درجة سيادية من أقصى الأهمية يلزم أن تحتل مركزا متميزا في التوجهات الاقتصادية – الاجتماعية الاستراتيجية لأنه يخدم التطوير الحقيقي للصناعة والفلاحة والخدمات الوطنية ويمده بالتجديد والابتكارات الطليعية… التعليم بوابة أساسية للتغيير المطلوب وفي المجال الاجتماعي نلاحظ مبادرات تبقى جد متواضعة غالبا يتم الالتفاف عليها بسبب سوء التدبير والفساد. يأتي على رأس الأولويات التعليم الذي يعرف تدهورا مستمرا رغم بعض المحاولات، فهو يستحق جهودا أكبر وتدبيرا استثنائيا نوعيا ومراجعة المضمون ومراجعة موقع الأستاذ وظروفه وشروط تكوينه المستمر والقيم التي تسري في فضاءاته، كل ذلك في طريق تخريج أفواج من الطلبة والأطر المختلفة، قادرة على أن تفكر فعلا وقادرة على التحليل وإعطاء الحلول والتواصل حولها وأيضا تغدية قطاعات البحث العلمي لمواكبة العلم والابتكار والتنمية الفعلية. وتعتبر أعطاب قطاع الصحة مشخصة ومعروفة والخصاص فيها خطير خاصة في البوادي، وتزيد من تعقيده معضلة الرشوة ومشاكل القطاع الخاص، وهذا موضوع يستحق تبادل ونقاش للمزيد من تدقيق سبيل الإصلاح الجدري، يضع الحرص على صحة الإنسان المغربي وعلاجه من الأولويات الاجتماعية الحيوية . رافعة القطاع الاجتماعي والتضامني ويجدر التطرق أيضا وأساسا للقطاع الاجتماعي والتضامني الذي يشكل في نظرنا دعامة مهمة للتوجهات الاقتصادية – الاجتماعية التي يمكن أن تحقق التغيير الفعلي و الطفرة النوعية لأي تغيير جدي. سبق أن أشرنا أن المحيط العالمي المؤسس على مجتمع الاستهلاك، عولم اقتصاديا العالم فأضحى تقريبا كل شيء في المجتمعات يخضع لمنطق البيع والشراء، خاصة تحت تأثير الإعلام وجبروت وسائله الضخمة. لذلك نجد في مجتمعاتنا أيضا تشييء تلك القيم الاجتماعية العريقة من أخلاق طبية وتآزر وتعاون كلها تتآكل بسرعة. و في نفس الوقت، نجد أن شرائح واسعة من المواطنين يعانون من الهشاشة التي تتوسع باضطراد، فتكثر فيالق «الفراشة» والعطالة والشحاتة، وأيضا جماعات الإجرام وما إلى ذلك، وكل ذلك لأن الوطن لم يوفر لهؤلاء التعليم و فرص الشغل والعيش الكريم الخ… ومن أجل التعاطي مع هذه الظواهر تظهر بعض المبادرات تتسم بطابع المساعدة أو نوع من الصدقة وإملاء أفكار «مشاريع مدرة للدخل» لا تلائم سياق حياتهم، إذ أن المبادرات التي تستهدفهم رغم بعض الإيجابيات المحدودة، فإنها خضعت في الغالب لمنطق الإملاء و الزبونية وسوء التدبير و إهمال إشكالية التسويق الأساسية. لذلك فإن هذه المقاربة تخلق الاتكالية ولا تطور روح المبادرة والاعتماد على النفس ناهيك عن إذكاء روح المقاولاتية المطلوبة. لذلك فإن التوجيه اللازم و الضروري هو النهوض بالقطاع الاجتماعي والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، بما هو تأسيس فعلي لهذا القطاع بمقاولاته الاجتماعية وتعاونيات وجمعيات من جيل و نوعية جديدين، كلها حسب منطق المنفعة العامة والتعاون والتعبئة واسترجاع الثقة الشبه مفقودة. ولا يمكن أن تتطور هذه السيرورة إلا بالانطلاق من البعد المجالي وتراب الجماعة والإقليم والجهة. ففي هذه الفضاءات يتوجب أن يتم الاجتهاد الجماعي المنظم للتداول التشاركي في الحاجيات والحاجيات الملحة والوسائل المتوفرة والكفاءات المتواجدة، وطرق التعبئة من أجل التنفيذ والإنتاج وتقليص الفوارق والتهيئة والجواب على الحاجيات تباعا حسب الوسائل والإمكانيات، ومن خلال أيضا سيرورة تفاوض مع المستويات الأخرى المجالية والجهوية والمركزية. من هذا المنظور يمكن أن نتحدث عن الجهوية الفعلية ذات القرار المنبعث من الحاجيات الملموسة للناس والاستفادة من تثمين الموارد و تشغيل أبناء المنطقة وإلا أضحت جهوية شكلية التي تحتفظ بالصلاحيات للمركز. علما أنه ليس هناك نموذج قبلي للنهوض بهذا القطاع الاجتماعي التضامني بل باب الاجتهاد مفتوح، وهي تجارب يمكن أن تنجح بهذه النسبة أو تلك في الجواب على معضلات التنمية وتوفير العيش الكريم وإسعاد الناس… وفي هذه الحالة يمكن تبادل التجارب بين مختلف الفضاءات الترابية وتعميم ما التجارب الأنجح إلى الجهات والجماعات الترابية الأخرى. من كل ما سبق في هذا الباب، فإن القطاع الاجتماعي والاقتصاد الاجتماعي والتضامني يعتبر رافعة حيوية وجوهرية من رافعات التوجهات الاقتصادية – الاجتماعية أو لنقل مجازا «نموذج التنمية» المطلوب، لأن الاقتصاد الاجتماعي والتضامني إذا تم النهوض الفعلي به، ووضعت قوانينه وقواعد تدبيره وأسس تمويله وميكانيزمات عمله وتفجير المبادرات والتجارب المتفتحة على الناس البسطاء وحاجياتهم وتطوراتهم، إن هذا القطاع هو القمين وحده بالتقدم في حل المعضلات الاجتماعية من بطالة وهشاشة وأمية وهو القمين أيضا بتغيير العقليات إلى التفكير المبدع والابتكار والإنتاج وبالتالي إعادة بناء منظومة القيم الاجتماعية، لأنها تنطلق أولا من تقديس قيمة العمل والتآزر لحل المشاكل، لأنها من طبيعتها اجتماعية جماعية، خلافا لقيم الأنانية المفرطة التي تجعل البشر في تنافس يصل حد التناحر، فالبشر لم يوجد ليخوض صراعا من أجل الوجود على حساب بعضه البعض، بل يجدر به التعاون للتغلب على الإكراهات والمشاكل… خاصة في زمن الأزمة التي هي أولا أزمة المنظومة العالمية و أزمة نموذج مجتمع الاستهلاك و الأوليغارشية المتحكمة في دوالبه. هكذا فإن الرافعة الأخرى التي هي الصناعة والصناعة الكبرى والفلاحة الثقيلة ستكون مهمة بدرجة ما يتحسن موقع المغرب في نطاق هذه المنظومة العالمية… إذ أن التدبير السيادي للأوطان واقتصادياتها رهين بمدى قدرة قادتها ودبلوماسيتها على تحسين القوة التفاوضية بهدف تحقيق تحويل حقيقي أو تدريجي للتكنولوجيا العالية. من هذا المنظور العام و التصور الإجمالي فإن المغرب سيبلور توجهاته الاقتصادية على أساس هذين الرافعتين المتكاملتين سيرا على رجلين كما يقول المثل، وعلى مدى متوسط فإن البلاد ستكون قد حققت تغييرا هاما ونوعيا في توجهاتها العامة الاستراتيجية وفي اتجاه التنمية المتوازنة التي ترقى بالبلاد إلى مصاف ليس فقط البلدان الوازنة بل المبدعة لنموذج تنموي ذي أبعاد إنسانية يقلص من البعد الاستهلاكي للمجتمعات ويقلل من الفوارق الاجتماعية ومن الهشاشة والفقر. كاتب من المغرب في «نموذج التنمية» المغربي عبد العالي بنشقرون |
سفير فلسطين لدى لبنان: ستفاجأون بعددنا المتبقي هنا حيث كثيرون منا ركبوا البحر وأكلهم السمك Posted: 25 Oct 2017 02:16 PM PDT بيروت ـ «القدس العربي» : بهدف تقديم صورة عن الواقع الذي يعانيه اللاجئون الفلسطينيون المصرّون على العودة، ومناصرة حقوقهم الانسانية»، أطلقت جمعية «مسار» بالشراكة مع السفارة السويسرية وبالتعاون مع سفارة دولة فلسطين في لبنان حملة إلكترونية بعنوان «انسان من فلسطين»، في حضور سفيرة سويسرا مونيكا شودز كيرغوز، سفير دولة فلسطين اشرف دبور، رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الوزير السابق حسن منيمنة وممثلين عن جمعيات مهتمة. وكان تشديد على تصحيح المغالطات والاخطاء الشائعة بدءاً من عدد اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان وواقع اوضاعهم المعيشية. واكدت السفيرة في كلمة لها «ان سويسرا شريكة لجمعية «مسار»، لافتة الى قرب إحياء ذكرى النكبة، معربة عن اسفها «لاننا في القرن ال 21 ولا يزال اللاجئون يهربون من الحروب». واشارت الى انه «قبل 70 عاماً اضطر الشعب الفلسطيني الى اللجوء بسبب نزاع مسلح»، منتقدة تجاهل حقوق اللاجئين. وأعلنت «ان حملة «انسان من فلسطين» تجعلنا ننظر الى أنفسنا في المرآة، وان نفكر في كيفية حل هذه الازمة.» وأعرب السفير دبور عن تقديره لكل من ساهم في حملة «انسان من فلسطين»، لافتاً الى ان هذا العمل «يهدف الى تقديم صورة عن الواقع الذي يعانيه اللاجئون الفلسطينيون المصرون على العودة، ويناصر حقوقهم الانسانية»، وقال: «اهمية العمل انه بمشاركة فلسطينية – لبنانية عملاً بمبدأ التنسيق القائم بيننا وبين اشقائنا اللبنانيين على المستويات كافة». واضاف: «جميعنا يعلم ان جذور المشكلة هي اللجوء القسري للفلسطينيين الى لبنان والناتج عن التهجير من المدن والقرى التي كانوا يعيشون فيها وتشريدهم في شتى بقاع الارض وإحلال شعب آخر مكانهم، والتنكر لحقوقهم المشروعة في تقرير مصيرهم للعيش بحرية واستقلال وكرامة في وطن سيد حر مستقل كباقي بني البشر. وترافق هذا اللجوء الفلسطيني، ومنذ البداية، مع صعوبات وتحديات كبيرة واجهت اللاجئين نتيجة حرمانهم من أبسط حقوقهم الانسانية والتي أقرتها المواثيق والمعاهدات الدولية». واشار الى «ان حوالى ثلثي اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يعيشون تحت خط الفقر»، وقال: «لا اريد الخوض في الحديث عن المادة 59 من قانون العمل، والتي تم تعديلها بحيث يسمح للفلسطيني بالعمل، لكنه لم يطبق». وأكد «اننا كفلسطينيين في لبنان نترقب العودة الى وطننا فلسطين ونناضل من اجلها بشتى السبل، سواء عدنا أحياء أم أسرى أم شهداء أم رفات، وكفانا تصريحات ومواقف، لقد سئمنا.» وقال: «أتعلمون كم هو العدد المتبقي من الفلسطينيين في لبنان اليوم، اسألوا لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني وانا متأكد من انكم ستفاجأون من العدد المتبقي، الفلسطينيون ركبوا البحر والكثير منهم أكلته الاسماك». وشدد السفير الفلسطيني «على الحفاظ على العلاقات الأخوية التي تجمعنا والتزامنا الثابت بالحفاظ على الامن والاستقرار في لبنان الذي استضافنا مشكوراً منذ هجرتنا القسرية عن وطننا، وهذا بإجماع وطني فلسطيني وعلى كل المستويات الشعبية والفصائلية والقيادية». وذكّر بما جاء في الإعلان العالمي لحقوق الانسان، «يولد جميع الناس احراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق، وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم ان يعاملوا بعضهم بعضاً بروح الإخاء. الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يمكن ان تستند إليه قيمة مطلقة وهي الكرامة.» ودعا «الى إعلاء الصوت عالياً في ذكرى وعد بلفور، هذا الاعلان الذي اعطى ممن لا يملك لمن لا يستحق وكان أحد الأسباب لتشريد ومأساة شعبنا الفلسطيني منذ نكبة 48 «، داعياً « الى التحرك ورفع الصوت عالياً في وجه من هم وراء هذا الاعلان «وبدلاً ان يحتفلوا به عليهم ان يعتذروا عنه». وقال منيمنة: «يوما بعد يوم، تضيق امكانية الحوار العقلاني في قضايا اللاجئين وكل مسائل حقوق الانسان في لبنان، فوسط الضجيج الشعبوي حول النازحين السوريين ومشاريع التوطين، تعود الهواجس نفسها التي غذّت الحروب اللبنانية وأحرقتنا جميعاً بنارها الى الواجهة، ويبدو لي لوهلة اننا لم نتعلم الكثير رغم الاثمان الباهظة التي دفعناها. كما يبدو لي ان الانقسام اللبناني حول اللاجئين الفلسطينيين بالامكان استعادته في لحظة الهروب من اختلافاتنا او التمايز فيها.» اضاف: «امام هذا الواقع، فإن لجنة الحوار منذ تأسيسها وعملها على امتداد السنوات، والى جانب الالتزام بدعم الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي وسياساته الاقتلاعية ودعم حقوقهم الوطنية المشروعة، كان هدفها الرئيسي ولا يزال العمل لبناء علاقات سليمة وصحية بين الدولة والمجتمع اللبنانيين وبين مجتمع اللاجئين الفلسطينيين بكافة تلاوينه بما يدعم قضيتهم وعودتهم الى بلادهم ويحترم متطلبات وجودهم اللائق على الاراضي اللبنانية وهو التزام راكمنا خلاله مكاسب لن نضحي بها.» واكد « ان مقاربة مشكلات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من زاوية حقوقهم الانسانية ضرورية، لكنها غير كافية ان لم تتلازم مع مسار سياسي قادر على التصالح مع الماضي وبناء وعي جديد مبني على المعرفة الموضوعية لاوضاعهم يسعى الى تبيان المخاطر الحقيقية وطمأنة الهواجس والمخاوف المبالغ بها او الناجمة عن الاحكام المسبقة او المعلومات المجتزأة وغير الدقيقة». وقال: «من هنا، كان هدف اللجنة التأسيس لمقاربة سياسية مشتركة بين اللبنانيين لكيفية التعامل مع قضية اللجوء الفلسطيني مع استيعاب وتجاوز الظروف والملابسات والخلافات وذاكرة التناقضات التي رافقت المراحل الطويلة التي عبرتها العلاقات المتبادلة. واثر جهود تواصلت قرابة العامين، نجحنا خلالها في ادارة حوار لبناني – لبناني هادىء بمشاركة الاحزاب والتيارات السياسية الرئيسية في لبنان، تم التوصل الى صياغة نص مفتاحي يعبّد الطريق نحو اجراءات تنفيذية وتفاهمات اشمل واوسع، يمكن البناء عليها في اقرار توصيات عامة في شأن الملف الفلسطيني تحفظ للبنان سيادته على ارضه وللاجئين الفلسطينيين حقهم في العودة وفي تحسين أوضاعهم لحين ذلك ولقد رفعنا نص الوثيقة الى مجلس الوزراء لاعتمادها كسياسة عامة للحكومة اللبنانية.» وطالب «بتصحيح المغالطات والأخطاء الشائعة بدءاً من عدد اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان وواقع اوضاعهم المعيشية الناجم عن وضعية اللجوء وعن القيود التشريعية على معظم حقوقهم المدنية» .ودعا» الى اجتياز الحاجز الاصعب والذي يتمثل في ايجاد مساحة تواصل وتأثير في البيئة الابعد عن التعاطف مع الفلسطيني وقضاياه في لبنان، عسى ان تكون محاولة لردم الهوة التي أوجدتها الحرب اللبنانية ونتائجها على المجتمعين اللبناني والفلسطيني». وألقى رئيس جمعية «مسار» كمال شيا كلمة قال فيها: «لسنا هنا لعرض الوقائع التاريخية للجرائم الصهيونية انما للتأكيد على ان مآسي الشعب الفلسطيني سببها الاحتلال الصهيوني لفلسطين». واضاف: «يتكلمون عن السلام. السلام ايها الاصدقاء ليس هدفاً بل نتيجة، فالاهداف للشعوب هي الحقوق، والعدالة والحرية وهذه الثلاثة هي مبادىء ايضاً. من يتكلم ويطرح السلام للسلام انما يبقي الوضع القائم كما هو، اي الاحتلال، والظلم والعنصرية. الاحتلال الصهيوني والحركات الارهابية التكفيرية هم الخطر على المنطقة واعداء هذه المنطقة والسلام في العالم اجمع». واكد «ان الفلسطيني هو مقيم في لبنان الى حين العودة، وهذه مؤكدة، ويجب ان يكون له حقوق في لبنان»، مشيراً الى «ان حقوق الفلسطينيين في لبنان تعود بالنفع على اللبنانيين والفلسطينيين على السواء وهذا ما تؤكده علوم الاقتصاد والاجتماع والسياسة». بعد ذلك، تم اطلاق الحملة الالكترونية «انسان من فلسطين» التي تهتم بحقوق الإنسان الفلسطيني في لبنان. سفير فلسطين لدى لبنان: ستفاجأون بعددنا المتبقي هنا حيث كثيرون منا ركبوا البحر وأكلهم السمك سعد الياس |
شبكة حقوقية: حصار غوطة دمشق الشرقية أحد أشكال العقوبات الجماعية Posted: 25 Oct 2017 02:16 PM PDT غازي عنتاب – «القدس العربي»: قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها، حمل عنوان «حصار غوطة دمشق الشرقية شكل من أشكال العقوبات الجماعية» إَّ ما لا يقل عن 350 ألف مدني لا يزالون محاصرين على الرغم من اتفاقية خفض التَّصعيد مع روسيا. وجاء في التقرير، الذي تلقت «القدس العربي» نسخة منه، أنَّ النظام السوري بدأ منذ تشرين الأول/اكتوبر 2012 حصاراً جزئياً على منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق، ما لبثَ في 19 تشرين الأول/أكتوبر 2013 أن توسَّع وأصبح حصاراً مطبقاً بشكل شبه كامل. وأشار إلى أنه مع نهاية آذار/مارس 2017 تم إغلاق معبر الوافدين، كما سيطر النظام السوري على الأنفاق بعد الحملة العسكرية التي شنَّها على أحياء القابون في شباط/ 2017، كل ذلك أدى وفق التقرير إلى تشديد الحصار على ما لا يقل عن 350 ألف مدني، وارتفاع أسعار المواد الغذائية وندرة المواد الطبيَّة. تطبيق سيناريو حلب على الغوطة كما أكدت الشبكة الحقوقية، ان قوات النظام السوري فرضت على نحو مُتعمَّد ومنهجي الحصار ضدَ طرفٍ آخر في النزاع المسلح غير الدولي بشكل يتجاوز أية ضرورة عسكرية وتناسباتها، وبدل تسهيل المساعدات قامت بمنعها كما قامت بقصف المناطق المحاصرة بشكل كثيف، ومنعت مغادرة المدنيين،وأجبرتهم على العيش في ظروف لاإنسانية، تحتَ خطر الموت إما جوعاً من نقص الغذاء والدواء، أو من خطر القصف، وهذا يُشكل جريمة حرب بموجب القانون الدولي الإنساني. ووفقَ التقرير فإنَّ النظام السوري يهدف من خلال الحصار الذي يفرضه على سكان الغوطة الشرقية إلى إيصالهم إلى مرحلة استنزاف كامل؛ ما يؤدي إلى قبولهم بأية تسويات ودفعهم إلى هجر المنطقة، كما حصل في أحياء حلب الشرقية ومدينة داريا في ريف دمشق، وحي الوعر في مدينة حمص وغيرها. الأسد وإيران يسعيان لتدمير «أستانة» وأشار التَّقرير الحقوقي، إلى أنَّ ما تمَّ توثيقه من انتهاكات يظهر بشكل واضح رغبة الحلف السوري الإيراني بإفشال أي اتفاق لخفض التَّصعيد، والعمل بشكل حثيث على تركيع المجتمع السوري بهدف الاستسلام ثم التَّسليم بشرعية النظام السوري وحليفه الإيراني. وبالتالي بسط نفوذه الكامل على سوريا، والسَّعي لتدمير اتفاقيات الأستانة فقد فشلَ الطرف الروسي الضَّامن لاتفاق خفض التَّصعيد في إجبار النظام السوري على الالتزام بإدخال المساعدات وإجلاء الجرحى، وهذا من أبسط المطالب. وكان مدير الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد رمضان، قال قبل يومين، إن الائتلاف المعارض طالب الأمم المتحدة بإلقاء المساعدات جواً إلى غوطة دمشق الشرقية، جراء اشتداد حصار النظام عليها. وأضاف ، أن غوطة دمشق الشرقية باتت منطقة "منكوبة" ينطبق عليها التعريف الدولي لـ «مناطق الكوارث»، وفق ما نقلته وكالة الأناضول. شبكة حقوقية: حصار غوطة دمشق الشرقية أحد أشكال العقوبات الجماعية |
تحدياً لظروف المخميات في لبنان شباب من عين الحلوة يتقنون الرقص المعاصر ويعبرون بالحركة عن وطنهم وأحلامهم Posted: 25 Oct 2017 02:15 PM PDT بيروت – «القدس العربي» : «خطوات، إيقاع ومخيم» عرض راقص وتعبيري قدمته مجموعة من شباب مخيم عين الحلوة في لبنان على مسرح «دار النمر للفن والثقافة»، كان لافتاً باتقانه. الشباب الذين شغلوا المسرح ليقولوا عبر جهودهم إنهم تخطوا الهواية لتأكيد الموهبة الحقيقية. الجمهور لم يكن معهوداً لهم من قبل. باحوا بما لديهم وقالوا مشاغلهم من خلال التعبير الجسدي. فهمنا أحلامهم، طموحاتهم وقضيتهم الوطنية. في التعريف عن الحفل قالت بطاقة الدعوة إنه من تقديم «محترف القنديل الصغير للمسرح والرقص ـ مركز أجيال». فمن شاهدناهم على المسرح يجسدون قصصهم عبر الرقص كانوا أطفالاً قبل سبع سنوات، وهم اليوم ناضجون يدركون تماماً ما يريدونه. هو رقص تعبيري في الغالب، لوحات تتوالى مع غناء راب أو ما يُنسج من روحه. خيال ظل وأجساد تقول بالجسد خطاباً يشغل الخاطر. في لوحة وكأنها الصحراء الخالية يغني الصوت الجميل «إلهي أعدني إلى الصحراء.. من فضلك وقف دوران العالم.. مش قادري اتحمل». هي حركة الجسد الباحثة عن المجهول. أياد تنشد السماء ومن ثم تنكفئ. محاولات للتوازن مع الذات، في ظل انكسار عام. وتكون الخلاصة «اتركوا ولادي وخدوا العروبة». ويتواصل العرض بفائض من التصميم ومحاولات الإمساك بالظل. ليكون الانتقال لاحقاً إلى لوحة وطنية عاطفية، حيث تعتمر الرؤوس الكوفية الفلسطينية. في تلك اللوحة يتداخل التعبيري مع الفلكلوري بحدود، وتترافق مع موسيقى نشيد موطني. المخرجة لما خميس التي أشرفت على العرض وتولت منذ سنوات تدريب الشباب في محترف القنديل الصغير تحدثت لـ»القدس العربي» عن البدايات: بدأت القنديل الصغير مع أطفال من عمر ثماني سنوات إلى الخامسة عشرة، وذلك في سنة 2010، كبروا بالتدريج، وتباعاً كان جدد ينضمون إليهم. في البدايات لم تكن تُعرف بالقنديل الصغير، بل كجزء من مؤسسة أجيال وتقوم بأنشطة مختلفة. العرض المسرحي الأول كان بعنوان «سحر الألوان» قبل أن يكون لنا مسمى محترف القنديل الصغير. هذا العرض حكى عن ألوان العلم الفلسطيني ورمزية كل لون. حينها لم يكن الهدف عن ماذا نعبر. بل كل واحد من الفريق كان يستكشف جديداً عن وطنه ويجسده عبر التمثيل والكتابة والرسم. المسرحية الأولى «سحر الألوان» كانت من بنات افكار هؤلاء الشباب اليافعين. كيف تطور العمل داخل محترف القنديل الصغير؟ - تمّ ذلك بعد إلتحاقي كمخرجة ومدربة بدورة مكثفة مع المؤسسة العربية للدمى والعرائس. ركزت الدورة على الدمى وخيال الظل. بعدها شارك هؤلاء الشباب في ورشات عمل أدت لأن يبني كل منهم شخصيته. وفي الوقت عينه كان تواصل مع أورليان الزوقي مدرب الرقص في مؤسسة «كولكتيف كهربا». وهكذا توازى التدريب بين الرقص المعاصر والدمى وخيال الظل. ولاحقاً تشكل العمل الثاني بعنوان «في أمل»، وصولاً إلى الثالث «خطوات.. إيقاع ومخيم» الذي ولج بدقة أكبر إلى وضع اللاجئين الفلسطينين، والوضع العربي بشكل عام. عبر المسرح والدراما جسد هؤلاء الشباب معاناتهم وما يشغلهم. متى صارت لكم صفة فريق العمل المسرحي؟ ـ منذ سنة 2014 وبات لنا تقديم الأفكار من خلال المسرح ومن خلال الدراما، خيال الظل والرقص المعاصر. ونحن نتلقى الدعم بناء على العرض الذي نكون بصدده. نقدم الفكرة أو المشروع للمؤسسات التي تدعم الثقافة منها صلات ـ قطان ومؤسسة التعاون. كم يشعر هؤلاء الشباب بالحاجة للتعبير عن ذاتهم خارج حدود المخيم؟ ـ هي مشاعر طبيعية، كما ويشكل الرقص والمسرح متنفساً لهم. ولأن المخيم مغلق ولا مساحات فيه فالرقص التعبيري والمعاصر يجعل هؤلاء الشباب يطلقون العنان لأنفسهم كحاجة خاصة بهم. هم يعرفون أنهم بنوا مشاهدهم إنطلاقاً من مشاعرهم وتجاربهم كلاجئين، وأن كل متفرج يقرأ المشهد كما يحلوا له. هذا العرض تمّ تقديمه في طرابلس، البرج الشمالي ومن ثم دار النمر. وفي كل مكان تختلف المشاهدة تبعاً للجمهور. وفي دار النمر بعض الحضور يعرف تماماً كيف بدأ هؤلاء الشباب وكيف حققوا تقدماً. أن تقدم مجموعة شباب من مخيم عين الحلوة رقصاً معاصراً فهذا بحد ذاته تحدياً. هذا العرض الرابع لهم، العرض الذي سبق كان في أيار/مايو الماضي وفي يوم الأسير الفلسطيني، وقد تلقى الشباب الكثير من الدعم المعنوي والترحيب والإفتخار. أن يكون العرض خارج المخيم وأن يطلق الشباب العنان لحرية التعبير الخاصة بهم، فهذا يترك أثراً إيجابياً كبيراً لديهم. تحدياً لظروف المخميات في لبنان شباب من عين الحلوة يتقنون الرقص المعاصر ويعبرون بالحركة عن وطنهم وأحلامهم زهرة مرعي |
خطط التقشف تهدد عيش الأردنيين مع ارتفاع الدَين وتباطؤ الاقتصاد Posted: 25 Oct 2017 02:13 PM PDT عمان – رويترز: أثار الدين العام المرتفع والمتزايد في الأردن قلق صندوق النقد الدولي ودفع وكالة «ستاندرد آند بورز» على خفض تصنيف البلاد الإئتماني، ولهذا تخطط الحكومة لاتخاذ تدابير تقشفية قوية بحلول نهاية العام. وزيادة الضرائب وخفض الدعم، وهي إجراءات من المرجح ألا تحظي بقبول شعبي، ضمن جدول الأعمال، بينما وصلت نسبة ديون البلاد إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى مستوى قياسي عند 95 في المئة ارتفاعا من 71 في المئة في 2011. وقال رئيس الوزراء هاني الملقي لمجموعة من البرلمانيين هذا الأسبوع ان تأجيل المشاكل قد يزيد شعبية الحكومة، لكنه سيكون جريمة بحق البلاد. وبعد اتفاق قرض مشروط مع «صندوق النقد الدولي» جلب قدرا من الاستقرار المالي، اتفق الأردن العام الماضي على برنامج أكثر طموحا مدته ثلاث سنوات لإصلاحات هيكلية تأخرت طويلا لخفض الدين العام إلى 77 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2021. ويرجع الدَين في جانب منه على الأقل إلى أسباب من بينها تبني الحكومات المتعاقبة إلى سياسة توسعية للمالية العامة تتسم بخلق فرص عمل في القطاع العام المتضخم وتوجيه دعم كبير للخبز وسلع أساسية أخرى. وزاد الأردن أيضا الإنفاق على الرعاية الاجتماعية ورواتب القطاع العام، في تحرك يسعى إلى ضمان الاستقرار في أعقاب انتفاضات «الربيع العربي» التي اندلعت في المنطقة في 2011. لكن الاقتصاد يتباطأ متضررا من الاضطرابات في الجارين العراق وسوريا. وأدت الضغوط الاقتصادية إلى تقليص الإيرادات المحلية والمساعدات الأجنبية، مما أجبر الأردن على تكثيف الاقتراض من الخارج وأيضا دفعه إلى اللجوء للمزيد من التمويل المحلي. وعلى الرغم من بعض التقدم هذا العام مع تحسن في تحويلات العاملين في الخارج والسياحة وقدر من التعافي في الصادرات، لم يشهد النمو ارتفاعا منذ 2015، في الوقت الذي يتوقع فيه المسؤولون نموا بنسبة اثنين في المئة هذا العام من الرقم المستهدف الذي حدده «صندوق النقد الدولي» والبالغ 2.3 في المئة. ونقل عن الملقي قوله في اجتماع آخر لحشد التأييد ان الحكومة تجد نفسها في مفترق طرق هذا العام وإن كل ما يحاول القيام به هو «وقف النزيف والبدء بالتنفس». والدَين المتزايد الذي فاقمه الصراعات الإقليمية الممتدة على حدود الأردن كان السبب الرئيسي في قيام «ستاندرد آند بورز» الأسبوع الماضي بخفض التصنيف السيادي للبلاد إلى «بي زائد». يقول خبراء اقتصاديون ان قدرة الأردن على الإبقاء على نظام باهظ التكلفة للدعم، وبيروقراطية حكومية واسعة لا يمكن الحفاظ عليها في غياب تدفقات رأسمالية أجنبية كبيرة، أو ضخ للمساعدات الخارجية التي تضاءلت مع استمرار الأزمة السورية. ويقول مسؤولون أردنيون إنهم يتوقعون انخفاض دعم المانحين العام المقبل عن أي وقت آخر منذ بدء الأزمة. ويشعر المسؤولون أيضا بالقلق من أن دولا خليجية، تضررت بفعل انخفاض أسعار النفط، لم تتعهد حتى الآن بأي تجديد لأموال الدعم التي قدمتها بعد «الربيع العربي». ويقول سياسيون وخبراء اقتصاديون إن خطة الحكومة لضبط أوضاع المالية العامة تضع في تصورها زيادة أسعار الخبر إلى المثلين، ورفع ضريبة المبيعات على السلع الغذائية الأساسية والوقود. وقد يخفض هذا حجم الأموال التي تخصصها الحكومة سنويا للدعم، الذي يشمل بين أشياء أخرى الخبز والكهرباء والماء، والذي يقدر بحوالي 850 مليون دينار (1.2 مليار دولار). لكن خبراء اقتصاديين يعتقدون أن تخفيضات الدعم ستؤدي إلى تفاقم محنة الأردنيين الأكثر فقرا، الذين يشكلون غالبية سكان البلاد. وفي السابق أدى إلغاء الدعم إلى إثارة اضطرابات شعبية. وإلى جانب الدين، يشير «صندوق النقد الدولي» أيضا إلى معدل البطالة، الذي ارتفع بوتيرة حادة في العامين الماضيين ليصل إلى 16 في المئة وإلى انخفاض الحصيلة الضريبية. ويقول صندوق النقد ان الأردن يحتل مركزا متقدما بين دول في المنطقة تنخفض فيها حصيلة الضرائب. وتمثل ضرائب الأفراد 0.4 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي مع عدم خضوع نحو 95 في المئة من السكان لضريبة الدخل. ويقول منتقدون ان أي زيادة للضرائب ستؤدي لخروج المزيد من شريحة الموظفين الذين يتقاضون رواتب ويدفعون ضرائب بالفعل، في حين ستترك أقطاب الأعمال من ذوي النفوذ خارج صافي الضرائب. وقال جهاد أزعور، مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في «صندوق النقد الدولي» ان العبء الضريبي في الأردن بالمقارنة مع دول في المنطقة، فيما عدا الدول المنتجة للنفط، منخفض. وأضاف قائلا «هناك سخاء كبير في الإعفاءات». ويخشى خبراء اقتصاديون أن التوصيات الضريبية الصادرة عن الصندوق، والتي أقرتها الحكومة وتتراوح من توسيع ضريبة الدخل على الشركات لتشمل التوزيعات النقدية إلى فرض عقوبات أكثر صرامة على المتهربين من الضرائب، ستضر بمعنويات الشركات في بلد جعله الاستقرار السياسي ملاذا آمنا. وقال أزعور ان من المهم تنشيط النمو لدعم الاستقرار، وضمان انخفاض الدَين بوتيرة أسرع، مضيفا أن التغلب على مشكلة ديون الأردن حيوي لإزدهار البلاد في المستقبل في منطقة تعج بالاضطرابات. خطط التقشف تهدد عيش الأردنيين مع ارتفاع الدَين وتباطؤ الاقتصاد |
وزير الأوقاف المغربي: التطرف هو سبب مشاكل العالم Posted: 25 Oct 2017 02:11 PM PDT الرباط – من هند الصدقي: قال أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي، إن تشخيص مشاكل العالم يقتضي معرفة أن الداء هو التطرف. جاء ذلك خلال استقباله في الرباط «قافلة السلام الأمريكية»، تمهيدا لحضور مؤتمر سينطلق اليوم برعاية وزارة الأوقاف، ويستمر حتى الـ 26 من الشهر الجاري، بحضور ممثلين عن الديانات السماوية، بهدف إشاعة قيم السلام في العالم ومحاربة الكراهية والتطرف. و«قافلة السلام الأمريكية»، هي تجمع غير حكومي يضم ممثلين عن الديانات السماوية، من بينهم أئمة مسلمون، وقساوسة وحاخامات من الولايات الأمريكية والعالم العربي. وأوضح التوفيق أن «حكماء العالم سيشخصون المشاكل التي تعانيها البشرية اليوم إذا عرفوا أن الداء هو التطرف بكل أنواعه». ووصف الوزير إعلان مراكش بأنه «بناء أخلاقي ورسالة موجهة بقدر وثيقة تاريخية». وإعلان مراكش لحماية الأقليات الدينية في المجتمعات المسلمة صادر في كانون ثاني / يناير 2016 بمدينة مراكش (وسط)، بحضور شخصيات تمثل الديانات السماوية. وأضاف التوفيق، أن بلاده لا تقبل الإجهاز على حقوق الأقليات الدينية باسم المسلمين. ودعا الوزير المغربي إلى «الفهم الصحيح للدين الإسلامي، وصيانة الحياة الدينية بشكل رحب، خصوصا فيما يتعلق بالحرية واحترام الآخر». وأبرز التوفيق أن «التفاهم بين الأطياف كلها هو من ثوابت» بلاده. وشدد «بوب روبرتس» كبير القساوسة في دالاس بالولايات المتحدة الأمريكية، على ضرورة عدم الاكتفاء بالخطب، وإنما العمل على إشراك أفراد الديانات كلهم في جهود بناء جسور التعايش. فيما دعا «بروس لاستيك»، أكبر حاخامات الطائفة اليهودية بواشنطن، إلى ضرورة الإنصات إلى صوت الآخر والعمل على نصرة السلام. ولفت إلى «عدم جعل الدين منبعا للكراهية بدل السلم». وحسب المنظمين، يبحث مؤتمر «قافلة السلام الأمريكية» سبل تعزيز التعاون بين الأديان من أجل نشر السلام في إطار تفعيل إعلان مراكش لحماية الأقليات الدينية في المجتمعات المسلمة. «الأناضول» وزير الأوقاف المغربي: التطرف هو سبب مشاكل العالم |
محكمة جنايات الدار البيضاء تنظر اليوم في طلبات إطلاق السراح المؤقت لجميع المعتقلين Posted: 25 Oct 2017 02:11 PM PDT الرباط – «القدس العربي»: تواصلت بمحكمة الاستئناف في الدار البيضاء، حتى ساعة متأخرة من ليلة الثلاثاء/ الأربعاء، محاكمات مجموعات الناشطين في حراك الريف المعتقلين في سجن عكاشة في الدار البيضاء، وإذا كان القاضي قد أجل هذه المحاكمات جميعها، فإن قرارات العاهل المغربي الملك محمد السادس بإقالة عدد من المسؤولين وتحميلهم مسؤولية التأخير في إنجاز المشروعات التنموية والاقتصادية في منطقة الريف، حمل بالنسبة لناشطي الحراك، إشارة إيجابية حول مشروعية حراكهم، وبالتالي عدم شرعية اعتقالهم ومحاكمتهم. وقررت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف في الدار البيضاء، في ختام جلسة تواصلت إلى ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء/ الأربعاء، تأخير النظر في ملفات المتهمين المتابعين على خلفية الحراك إلى 31 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري ، مع حجز طلبات السراح المؤقت جميعها للمداولة في جلسة تعقدها اليوم الخميس. وقال الوكيل العام للملك (النائب العام) لدى محكمة الاستئناف في الدار البيضاء «إن الجلسة التي تتبع أطوارها أقارب المتهمين وبعض المنابر الإعلامية مرت في ظروف عادية تخللتها مناقشات قانونية بين الأطراف» وإن المحاكمة شهدت حضور المتهمين المعتقلين مؤازرين بدفاعهم ،كما حضرها المتهمون المتابعون في حالة سراح، باستثناء متهم واحد لم يتوصل بالاستدعاء طبقا للقانون . دفاع المتهمين يلتمس تأجيل المحاكمات وأضاف أنه خلال هذه الجلسة التمس دفاع الطرف المدني تسجيل نيابته عن الضحايا، في حين التمس دفاع المتهمين تأخير القضية لإعداد الدفاع وتمتيع المتهمين بالسراح المؤقت وأن النيابة العامة التمست ضم ملفات المتهمين لملف واحد نظرا لوحدة الأطراف والموضوع والسبب، وذلك طبقا لقانون الإجراءات الجنائية مع رفض طالبات السراح المؤقت . ويتابع معتقلو الحراك بتهم المشاركة في المس بسلامة الدولة الداخلية عن طريق دفع السكان إلى إحداث التخريب في دوار أو منطقة، وجنح الإسهام في تنظيم مظاهرات بالطرق العمومية وفي عقد تجمعات عمومية من دون سابق تصريح، وإهانة هيئة منظمة ورجال القوة العامة أثناء قيامهم بوظائفهم، والتهديد بارتكاب فعل من أفعال الاعتداء على الأموال، والتحريض على العصيان والتحريض علنا ضد الوحدة الترابية للمملكة». وأيضا بتهم المشاركة في المس بالسلامة الداخلية للدولة عن طريق تسلم مبالغ مالية وفوائد لتمويل نشاط ودعاية من شأنها المساس بوحدة المملكة المغربية وسيادتها وزعزعة ولاء المواطنين لها ولمؤسسات الشعب المغربي، والإسهام في تنظيم مظاهرات بالطرق العمومية وعقد تجمعات عمومية من دون سابق تصريح والمشاركة في التحريض علنا ضد الوحدة الترابية للمملكة. محاكمة المهداوي تشهد مشادة كلامية وعرفت جلسة محاكمة الصحافي حميد المهداوي، مدير موقع بديل.أنفو، التي امتدت، إلى حدود منتصف ليلة الثلاثاء الأربعاء مشادة كلامية بينه وبين رئيس الجلسة. واحتج المهداوي داخل القاعة، دقائق فقط بعد انطلاق الجلسة، وبعد أن نادى عليه رئيس الجلسة، علي الأطرشي، للتحقق من هُويته، ولم يذكر عمله كصحافي وقال «أنا صحافي، عملي صحافي، وسوف نبقى صحافي حر، ولا شيء يغيرني». وبرمجت جلسة المهداوي كآخر جلسة بعد مجموعتي حراك الريف، مجموعة الزفزافي وجلول، ومجموعة أحمجيق وعرفت مرافعات من طرف هيئة الدفاع، التي قدمت ملتمساتها للنيابة العامة، من أجل تمتيع المهداوي بالسراح المؤقت وقال النقيب عبد الرحيم الجامعي، عضو هيئة الدفاع إن «القانون يكفل للمهداوي، وباقي المعتقلين الحق في السراح المؤقت ضمانات متعددة، للمحكمة الحق في تحديدها، والحراسة النظرية ليس لها معنى، إلا إذا كانت المحاكمة تتخد منحى آخر». وغادر المهداوي قاعة المحكمة، بعد أن رفعت الجلسة، وهو يردد شعار «صحافي وراسي مرفوع.. ما مشري ما مبيوع»، بينما بدأت زوجته بشرى الخونشافي في ترديد «أهذا هو الوطن؟ هذا ما ضحينا من أجله بالغالي والنفيس؟ هذا هو الوطن، الذي حافظنا على أمنه وأمانه؟ هكذا تجازون أبناء الوطن؟ هكذا يجازى الصحافي». وعبّرت هيئة الدفاع عن الصحافي حميد المهداوي، مدير موقع «بديل»، المتابع بتهمة عدم التبليغ بالمس بأمن الدولة عقب مكالمة هاتفية جمعته وأحد النشطاء الموجودين في أوروبا هدد خلالها بإدخال أسلحة إلى المغرب، عن تخوفها من قضية ضم ملفه إلى ملف معتقلي حراك الريف. محامو المهداوي ينتقدون ضم ملفه الى ملف معتقلي الحراك وانتقد أعضاء هيئة الدفاع خلال مرافعاتهم ضم ملف المهداوي إلى ملف معتقلي حراك الريف؛ وأكد المحامي عبد العزيز النويضي أن ملف الصحافي المهداوي «يجب أن يبقى منفصلا ولا يتم ضمه، ولا يجب وضع ملف المهداوي مع ملف معتقلين آخرين» وقال إن طلب ضم هذا الملف إلى الملف الأصلي لمعتقلي الريف يهدف إلى «إضفاء نوع من الخطورة على تصريحات الشخص المجهول الذي تحدث مع المهداوي عبر الهاتف»، معبرا عن رفضه لهذا الضم «لأنه لن يفيد المحكمة طالما أن الشخص الآخر لن يحضر لمواجهة المتهم المهداوي»، مشيرا إلى أن هذا الشخص «قد يكون من المخابرات، وبالتالي فإن هذا الضم غير بريء». وقال المحامي عبد الصادق البوشتاوي إن هذا الضم يراد به تضخيم الملف وتهويله؛ وذلك لإعطاء صورة عن معتقلي حراك الريف ونواياهم ضد استقرار البلاد وقال المحامي محمد المسعودي، إن المكالمة التي جمعت المهداوي والشخص المدعو إبراهيم البوعزاتي، الملقب بنور الدين، التي قال فيها هذا الأخير إنه سيدخل دبابات من روسيا إلى المغرب، جرى التقاطها بشكل خارق للقانون؛ إذ «لا يوجد قرار لالتقاط المكالمات التي يجريها المهداوي». وأوضح المسعودي « تم التقاط هذه المكالمات عبر هاتف الشخص الموجود خارج المغرب، فنحن نطالب باستدعاء الجهة التي خولت الاستماع لرقم الشخص المذكور الذي لا ينتمي إلى أي فاعل للاتصالات في المغرب». وردت النيابة العامة عبر ممثلها على هذا التخوف بتأكيد أنها لا ترى أي تضخيم أو تهويل للملف «التضخيم موجود في أذهان من يريد تضخيمه؛ إذ هو ملف بسيط يتعلق بجنحة». ونفى حكيم الوردي، نائب الوكيل العام، أن يكون إبراهيم البوعزاتي، الملقب بنور الدين، تابعا لجهاز المخابرات وتم توظيفه للإيقاع بالصحافي المهداوي، مشيرا إلى أن «هُوية الشخص المذكور مضمنة في المسطرة، وهو من أبناء مدينة الحسيمة». وأضاف أن «عملية التنقيط أسفرت عن أن هذا الشخص غادر المغرب سنة 2016، وتظهر خطورته الإجرامية؛ إذ لم يكن يتحدث عن الدبابات فقط»، وقال: «سنقوم بإحضاره»، نافيا في الوقت نفسه أن تكون هناك نزعة انتقامية من المهداوي أو غيره. أحمجيق يوقف إضرابه عن الطعام بعد إضراب عن الطعام بلغت مدته 43 يوما، أعلن نبيل أحمجيق، الذي يعتبر دينامو الحراك، مساء أمس الأول الثلاثاء، من محكمة الاستئناف في الدار البيضاء، إيقاف معركة الأمعاء الفارغة، التي يخوضها احتجاجا على اعتقاله وقال: «استجابة للخطوة الملِكية السديدة وإعفاء الملك للمفسدين، وتفاعلا مع دفاعي ورأفة بأسرتي، أوقف إضرابي عن الطعام» حيث اهتزت قاعة المحكمة بعد سماعها اعلان احمجيق بشعار: الموت ولا المذلة»، فيما كانت والدة أحمجيق تبكي وتردد: «عاش الملك.. عاش نبيلينو.. عاش نبيل ديالي.. الموت ولا المذلة». وكان النقيب عبد الرحيم الجامعي المكلف بالترافع نيابة عن باقي المحامين فيما يتعلق بالمطالبة بالسراح المؤقت، قد بدأ مرافعته وأنهاها بمناشدة أحمجيق الذي بدا منهكا ومنهارا بسبب طول أيام الجوع التي وصلت 43 يوما، تعليق الاضراب وخاطبه «أطلب منكم رأفة بالجميع إيقاف الإضراب حفاظا على الحياة التي هي أمانة». واعتبرت هيئة الدفاع أن قرار نبيل احمجيق تعليق الإضراب عن الطعام خطوة تفاعلية مع «زلزال» الملك محمد السادس بإعفاء مجموعة من الوزراء وقال «تجاوبا مع الخطوة الملِكية السديدة التي عزلت المفسدين من مناصبهم، ورأفة بأسرتي الصغيرة، واستجابة لهؤلاء الأحرار، وبعد استماعي لنداء النقيب الجامعي، أشعركم بوقف الإضراب». وقال المحامي إسحاق شاريه إن إعفاء الملك عددا من الوزراء والمسؤولين من مناصبهم يعتبر ردا على النيابة العامة» وقال النقيب محمد زيان إن «الحسيمة كتشطح (ترقص) فرحا بإعفاء الملك للوزراء المتورطين»، وقالت المحامية خديجة الروكاني «هذه إشارة إيجابية أن يتخذ الملك اليوم بالذات مثل هذا القرار، وهي إشارة يجب على المحكمة التقاطها» وصرخ ناصر الزفزافي قائد الحراك المعتقل تفاعلا مع قرار الملك «الوطن ينتصر بفضل الأشخاص وبفضل الأبطال وسينتصر على الوطنيين المزيفين.. الموت لكم وعاش الوطن.. وموتو بغيظكم». محكمة جنايات الدار البيضاء تنظر اليوم في طلبات إطلاق السراح المؤقت لجميع المعتقلين |
إلى الأديبة غادة السمان: لسوريا ولفلسطين ولك الحياة والصحة Posted: 25 Oct 2017 02:09 PM PDT لأنني أعرفك جيدا (من أيام عملي مع الحبيب غسان كنفاني في صحيفة «المحرر») فأنت بالتأكيد لست «شوفينية»، ونداؤك النبيل ومطلبك العادل في ـ وجوب حمل «جوائز فلسطين الثقافية» لأسماء مبدعات فلسطينيات، وتذكيرك لنا بإبداع سميرة عزام- يعد مطلبا «إبداعيا» خالصا وليس «نسويا»، وذاكرة الزمن الإنساني وأنا أول الفرحين به. وكنا قد عملنا، ونعمل دائبين عليه؛ من خلال تسليط الضوء على المكانة الفنية والأدبية للمبدعين الفلسطينيين والمبدعات الفلسطينيات، الذين تحمل الجوائز أسماءهم دوريا؛ وصولا للحفاظ والإبقاء على فلسطين حاضرة في الوجدان الإنساني، من خلال حث وتشجيع كل ما يساهم بنشر ثقافة الصمود والمقاومة والتحرير والعودة. فأنت إحدى أميرات الكتابة التي لطالما عُرف قلمها بالجرأة ومداواته لقضايا الإنسان كافة ومنها قضايا المرأة ونهضتها. الصديقة الغالية سميرة عزام ليست منسية، فمنذ عرفتها عن قرب حفرت صورتها في ذهني: أديبة ومناضلة وكاتبة وقاصة وإعلامية مخلصة لقضيتها الوطنية العادلة وهمها الفلسطيني، ولكم رافقتنا في حنيننا وبؤسنا وغضبنا وثورتنا وأملنا، واستحقت الدخول إلى ذاكرة الوطن – تلك التي لا تعرف النسيان. وكيف أنساها وهي صديقة أثيرة لي، وكان لنا (مع آخرين على رأسهم غسان كنفاني وشفيق الحوت) جلسات عديدة في بيروت اعتبارا من عام 1962، وقد زاد من قوة علاقتنا أن منشأها الفلسطيني في عكا وحيفا هو منشئي نفسه. وبالتالي كان بيننا – عدا الهم العربي والفلسطيني – الكثير من الأمور المشتركة والخاصة، وهي جديرة بكل ما سطره قلمك. ودورها كبير في رفد نهر الأدب العربي بإشراقاتها وإبداعاتها، وتنبؤاتها اللافتة، التي منها بالطبع: استشرافها لمستقبلك الباهر وبدايتك القوية حقا، في إحدى رسائلها إلى الأديبة ألفة الإدلبي، حين كنت لا تزالين في بداية مشوارك الأدبي، حين كتبت لها قائلة: (قرأت قصة بعنوان «رجل في الزقاق» لفتت نظري حقاً.. لفتاة سورية تُدعى غادة السمان، يهمني أن تطلّعي عليها، فإذا كانت هذه هي بداية الفتاة، فثقي بأنها بداية قوية حقاً). في «مؤسسة فلسطين الدولية»، ارتأت اللجنة الخاصة المسؤولة عن جائزة غسان كنفاني، وهي لجنة أعضاؤها جميعا من المشهود لهم في المشهد الثقافي العربي، أن يكون موضوع هذا العام القصة القصيرة، فيما كان موضوع جائزة غسان كنفاني العام الماضي في الرواية، لكن سنقدم إلى اللجنة المركزية المشرفة على جوائز فلسطين الثقافية في «المؤسسة» اقتراحا بالتناوب بين غسان كنفاني وسميرة عزام، سواء في القصة القصيرة أو غيرها من القضايا الملتزمة أسوة بما فعلناه في جائزة الشعر. أما بالنسبة للصديقة الحبيبة الشاعرة فدوى طوقان، فقد حملت جائزة الشعر الدورة الماضية (2016-2017) اسم «جائزة الشعر ـ دورة فدوى طوقان»، إضافة إلى كون اسم جائزة الشعر في الدورات الثلاث الأولى والثانية والثالثة «جائزة فدوى طوقان للشعر»، واليوم باتت الجائزة دوارة بين فدوى طوقان وسميح القاسم ومعين بسيسو، وفي هذا العام محمود درويش، وذلك لكثرة المبدعين الشعراء الفلسطينيين بحمد الله. كما تعاملنا مع جائزة الشعر، يمكن أن نتعامل مع الجوائز الأخرى كذلك. فالمبدعون الفلسطينيون كثر ويستحق كل منهم جائزة تحمل اسمه، بدون أي تمييز «نسوي» أو «جهوي» أو «فصائلي» ـ كما جاء في أحد التعليقات على مقالك في «القدس العربي» حول كون سميرة عزام ليست من «سدنة المعبد»، فإذا كان غسان كنفاني ينتمي للجبهة الشعبية، فإن فدوى طوقان ليست كذلك، وإنما كانت أقرب إلى «فتح»، وكان الشاعر معين بسيسو ينتمي للحزب الشيوعي ولم يكن الفنان جمال بدران ضمن هذه التقسيمات السياسية، وقس على ذلك مع ابني فلسطين والأمة العربية، بل والعالم بأسره: ناجي العلي، ووليد الخطيب. ودمت يا ابنة الشام وفية للإبداع. ٭ عضو مجلس الأمناء/ الرئيس التنفيذي لمؤسسة فلسطين الدولية إلى الأديبة غادة السمان: لسوريا ولفلسطين ولك الحياة والصحة أسعد عبد الرحمن |
تركيا: أول وزيرة داخلية تشكل حزباً جديداً لتحدي أردوغان في الانتخابات المقبلة… هل تنجح؟ Posted: 25 Oct 2017 02:08 PM PDT إسطنبول ـ «القدس العربي» من إسماعيل جمال: أطلقت المرأة القوية التي شغلت منصب أول وزير داخلية في تاريخ تركيا «ميرال أكشينار»، أمس الأربعاء، حزباً سياسياً جديداً سوف تسعى من خلاله لتحدى الزعيم الأقوى في البلاد الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المصيرية المقرر إجراؤها عام 2019. وأعلنت عن حزبها الجديد الذي أطلقت عليه اسم «حزب الخير» في مهرجان حضره المئات في العاصمة التركية أنقرة ضم 5 نواب حاليين في البرلمان التركي وعددا من الشخصيات السياسية المستقلة وآخرين مفصولين من الأحزاب السياسية الكبرى بالبلاد. وعلى عكس الكثير من التكهنات السابقة، لم تتمكن زعيمة الحزب الجديد من ضم أي من الشخصيات السياسية البارزة في البلاد، لا سيما من حزب العدالة والتنمية الحاكم في البلاد الذين جرى تداول أسماؤهم سابقاً ومنهم الرئيس التركي السابق عبد الله غُل ورئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو. وميرال أكشينار ولدت عام 1956 في مدينة إزميت التركية، أنهت دراسة التاريخ في جامعة اسطنبول والتحقت بالهيئة التدريسية في الجامعة وتدرجت في المناصب وصولاً لدخول البرلمان التركي في الانتخابات العام التي جرت عام 1995 ومن ثم تولت في العام التالي منصب وزارة الداخلية لتكون بذلك أول امرأة تتولى هذا المنصب في الدولة التي تعيش تحديات أمنية كبيرة على مدار العام في ظل الحرب المتواصلة بين الجيش والمتمردين الأكراد. ومنذ عام 2011 انضمت إلى حزب الحركة القومية التركي المعارض وأصبحت نائبة عن الحزب في عام 2007، وأصبحت نائبة أولى لرئيس البرلمان، تدريجياً تصاعدت الخلافات بين أكشينار وزعيم الحزب القومي دولت بهتشيلي عندما حاولت الإطاحة به من رئاسة الحزب وترؤسه، وبمساعدة من أردوغان تم عرقلة إجراء المؤتمر العام الاستثنائي للحزب فيما قام بهتشيلي العام الماضي بطردها وعدد من قادة «الحركة القومية» من الحزب. وتركزت الخلافات بين أكشينار وزعيم الحركة القومية بسبب دعم رئيس الحزب لأردوغان في الكثير من الملفات لا سيما في الاستفتاء الذي جرى لتوسيع صلاحيات الرئيس وتحويل نظام الحكم في البلاد إلى رئاسي، حيث تشهد العلاقات بين حزب العدالة والتنمية الحاكم و«الحركة القومية» تقارباً تاريخياً. وخلال الاستفتاء الأخير، قادت حملة واسعة للتصويت بـ»لا» على التعديل الدستوري حيث تتخذ مواقف أكثر صرامة ضد أردوغان خلافاً لقيادة حزبها السابق الذي أبدى تقارباً كبيراً مع الرئيس. ويسعى الحزب الجديد إلى محاولة كسر حالة الجمود السياسي الذي تشهده المعارضة التركية التي فشلت على مدى الـ15 عاماً الماضية من كسر احتكار حزب العدالة والتنمية للحكم في البلاد، على أمل أن يتمكن الحزب من منافسة أردوغان في انتخابات 2019. وخلال مؤتمر إطلاق الحزب، وصف مؤيدون زعيمة الحزب الجديد بـ«رئيسة الوزراء» لكنها ردت بالقول إنها ستكون الرئيسة في إشارة واضحة لنيتها الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة أمام أردوغان الذي ما زال الأوفر حظاً للفوز في الانتخابات التي سيطبق بموجبها لأول مرة رسمياً النظام الرئاسي الجديد. وعلى الرغم من الحديث المتزايد عن تصاعد المعارضة في الشارع التركي للرئيس أردوغان وحزبه، إلا أنهما ما يزالان يتمتعان بأوسع قاعدة شعبية في البلاد، في ظل تراجع أداء المعارضة القومية والكردية والعلمانية لأسباب مختلفة. فحزب الشعب الجمهوري العلماني الأتاتوركي يعاني من ضعف في الأداء العام وانتقادات لزعيمة كمال كليتشدار أوغلو الذي خسر 7 جولات انتخابية أمام حزب العدالة والتنمية الحاكم، فيما تراجعت شعبية حزب الحركة القومية لحساب الحزب الحاكم الذي بات ينتهج الخطاب القومي، وأخيراً تراجعت مكانة حزب الشعوب الديمقراطي الكردي في ظل حملة أمنية واسعة ضده واتهامات له بتقديم الدعم لتنظيم بي كا كا الإرهابي. وبينما يرى مراقبون إن الحزب الجديد ربما يساهم في تحريك المياه الراكدة وخلق تكتل جديد للمعارضة ضد الحزب الحاكم، يشدد آخرين على أنه سيؤدي إلى تشتيت المعارضة بشكل أكبر، مؤكدين على أنه لا يمكن منافسة أردوغان والحزب الحكام إلا بتحالفات قوية بين جميع الأحزاب المعارضة التي حصلت في مجملها على عدد أصوات أقل من الحزب الحاكم في الانتخابات السابقة. وفي ظل زيادة محاولات المعارضة لتحدي أردوغان في الانتخابات المقبلة، يواصل الحزب الحاكم حملة تغيير وتجديد في قياداته من أجل الاستعداد وتعزيز فرص فوزه بالانتخابات المقبلة. والأربعاء، كشف وسائل إعلام تركية عن نية الحزب الحاكم تغيير قادة الحزب في 22 ولاية تركية من أصل 81، وذلك بعد أن أجبر الرئيس التركي 5 من رؤساء كبرى البلديات التي يديرها في البلاد على الاستقالة وذلك للدفع بشخصيات جديدة تلقى ترحيباً شعبياً أكبر. تركيا: أول وزيرة داخلية تشكل حزباً جديداً لتحدي أردوغان في الانتخابات المقبلة… هل تنجح؟ «حزب الخير» يضم شخصيات مفصولة من حزب الحركة القومية |
الاعدام لإيراني أدين بالتجسس لحساب إسرائيل Posted: 25 Oct 2017 02:07 PM PDT لندن ـ «القدس العربي» من محمد المذحجي ووكالات: أعلنت إيران أمس الاربعاء انها حكمت بالاعدام على مواطن دين بالتجسس لحساب إسرائيل مقابل حصوله على اقامة في السويد، وذلك غداة تأكيد منظمة حقوقية صدور حكم بالاعدام على اكاديمي مولود في إيران. وكانت منظمة العفو الدولية أعلنت الاثنين ان المتخصص في طب الطوارئ احمد رضا جلالي، المعتقل في إيران منذ نيسان/ابريل 2016، دين بالتعامل مع الحكومة الإسرائيلية. ولم يعلن المدعي العام لطهران عباس جعفري دولت ابادي اسم جلالي لكنه قال ان المشتبه به حكم عليه بالاعدام لتمريره معلومات حول البرنامج النووي لإيران لعملاء في الاستخبارات الإسرائيلية الموساد مقابل حصوله على اقامة في السويد. ونقل موقع ميزان التابع للسلطة القضائية عن دولت ابادي قوله «مما قام به المدان كشف أمكنة 30 شخصا مميزين مشاركين في مشاريع ابحاث عسكرية ونووية، ومعلومات اخرى عنهم». وقال ان المعلومات أدت إلى اغتيال عالمين نوويين إيرانيين هما ماجد شهرياري ومسعود علي محمدي اللذان قتلا بانفجار عبوات ناسفة في 2010. وبموجب القانون الإيراني لا يمكن كشف اسماء المدانين قبل الانتهاء من اجراءات الاستئناف. وانتقدت منظمة العفو محاكمة جلالي الذي درس ومارس التعليم في السويد وايطاليا وبلجيكا، ووصفتها ب»غير العادلة بشكل فادح» ودعت السلطات إلى الافراج عنه واسقاط كل التهم ضده. وبين 2010 و2012، اغتيل خمسة علماء إيرانيين اربعة منهم كانوا مشاركين في البرنامج النووي الإيراني بانفجار عبوات ناسفة واطلاق نار في طهران. واتهمت الجمهورية الإسلامية الولايات المتحدة بقتل علمائها، وبينهم شهرياري، العضو البارز في المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، ومصطفى احمد روشان، نائب مدير منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم. وفي 2012 نفذت إيران حكم الإعدام بماجد جمالي فاشي، بعد ادانته بالتعامل مع الموساد واغتيال مسعود علي محمدي. إلى ذلك، أكد المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، أن الجمهورية الإسلامية لن تتفاوض حول قدراتها العسكرية والدفاعية. وأفادت وكالة فارس للأنباء التابعة للحرس الثوري، أن ذلك جاء في تصريح لخامنئي أمس الأربعاء، خلال مراسم تخرج دفعة جديدة من طلبة جامعة الجيش الإيراني العسكرية. وزعم أن القوى الاستكبارية مستاءة وغاضبة من اقتدار إيران الإقليمي، مضيفاً أن أعداء النظام الإسلامي الإيراني يعتبرون عناصر الاقتدار الوطني للبلاد أمراً مزاحماً لهم، وأنهم يتصدون له، لذا فإنهم يعارضون تعزيز اقتدار الجمهورية الإسلامية بين شعوب المنطقة وخارجها، لأن هذا الاقتدار يمثل العمق الاستراتيجي للنظام الإيراني. واعتبر معارضة القوى الاستكبارية لقدرات طهران الدفاعية بأنها تأتي في هذا الإطار، وأكد قائلاً إن السبيل لمواجهة هذه المعارضة هي أن يعتمدو الإيرانيون وأن يصروا على عناصر الاقتدار الوطني على العكس مما يريد الأعداء وقال «مثلما أعلنا مراراً من قبل ونعلن الآن كذلك بأن إمكانيات وقدرات البلاد الدفاعية غير قابلة للتفاوض والمساومة، وليس لنا أي مساومة ومعاملة مع العدو بشان معدات البلاد الدفاعية وكل ما يؤمّن ويدعم الاقتدار الوطني وسنواصل طريق الاقتدار بكل قوة». ووصف المرشد الأعلى الإيراني الأساس الاقتصادي للبلاد الآن بأنه غير آمن لاعتماده على العائدات النفطية، موضحاً أن التبعية للنفط مشكلة تاريخية وموروثة من عهد ما قبل انتصار الثورة، وأنه ما أدى إلى أن يشعروا بالهاجس في مختلف المراحل في مجال بيع النفط والعوائد الحاصلة منه. وأكد بأنه حينما يبتعد اقتصاد البلاد عن النفط سيتبلور أساس صحيح وآمن، وقال إن تبيان هذا الموضوع الاقتصادي في هذا المكان العسكري مؤشر إلى أهمية الأمن في جميع القطاعات. ونصح المواطنين جميعاً خاصة الشباب ليعرفوا قدر وقيمة الأمن السائد وعزة واستقرار ورفعة البلاد بفضل نظام الجمهورية الإسلامية، قائلاً «في يوم ما كانت إيران العزيزة بماضيها التاريخي واللامع ومواهبها اللامتناهية تطأُها أقدام المستشارين الأمريكيين والصهاينة والبريطانيين، وكانت تُهان من قبل حكام عملاء وضعفاء ومنحطين ألا أن الإسلام أنقذ البلاد، وجعلت الجمهورية الإسلامية، إيران ذات عزة واقتدار». خامنئي: لن تتفاوض حول قدراتنا الدفاعية الاعدام لإيراني أدين بالتجسس لحساب إسرائيل |
سامورا: استعدادات المونديال القطري تسير بشكل جيد ونتوقع بطولة رائعة Posted: 25 Oct 2017 02:00 PM PDT الدوحة – د ب أ: أعربت فاطمة سامورا أمين عام الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن اعتقادها بأن استعدادات قطر لاستضافة كأس العالم 2022 تسير طبقا للخطة الموضوعة. وأوضحت أنه لا يوجد سبب يدعو للتشكيك في أن مونديال 2022 سيكون بطولة متميزة. وتحدثت المسؤولة السنغالية السابقة في منظمة الأمم المتحدة، عن استعدادات قطر للمونديال وعن الوضع الجيوسياسي الإقليمي وأثنت على التطور الملحوظ في رعاية شؤون العمال. وأشارت إلى أن مونديال 2022 في قطر سيكون مصدر إلهام لكل من يتقدم لاستضافة بطولات عالمية في المستقبل عبر الاجتهاد في العمل والتخطيط لأن تترك البطولات إرثا مستداما. وعن سير العمل في مواقع المونديال القطري قبل خمس سنوات على البطولة، قالت: «أعتقد أن المشاريع تجرى كما هو مخطط لها من ناحية البنية التحتية. استاد خليفة الدولي أحد الاستادات الرئيسية التي تم تدشينها في أيار/ مايو الماضي. ومن خلال زياراتنا واجتماعاتنا مع اللجنة المحلية المنظمة، لا يوجد لدينا أي سبب يدفعنا للتشكيك في أن هذه البطولة ستكون رائعة بامتياز. نواصل العمل جنبا إلى جنب مع اللجنة المحلية المنظمة لمتابعة تطورات الوضع الجيوسياسي في المنطقة. خمس سنوات تفصلنا عن هذه البطولة، أثق بأنه عندما يحين وقت افتتاح البطولة، سيتم إيجاد حل لهذا الوضع. نشجع أيضا جهود الوساطة التي يبذلها بعض قادة العالم وإن كان لكرة القدم أي دور لتؤديه، فهو يتمثل في تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة. وإنه لمن دواعي سرورنا أيضا أن نساهم في ذلك». ومن المقرر أن يشهد العام المقبل الانتهاء من إنجاز استادين من المرشحة لاستضافة البطولة، فيما ستجهز جميع الاستادات في عام 2020 . وعن مدى أهمية إنجاز هذه المنشآت في الوقت المحدد للفيفا، قالت سامورا: «أعرف من خلال تجارب سابقة أنه حتى اليوم الذي يسبق موعد إقامة البطولة تظل هناك أشياء يجب تنفيذها. وأعتقد من واقع التجربة التي شهدناها في روسيا أن إنجازها في وقت مبكر يضفي كثيرا من القيمة لكأس العالم. هذا يمكن الدول المضيفة من إنهاء جميع الأعمال اللازمة». وعن الآثار التي قد تحملها البطولة للمنطقة بصفتها أول بطولة لكأس العالم في الشرق الأوسط، أوضحت سامورا: «كرة القدم أحد أكبر الأدوات التي توحد الشعوب. يمكنك من خلال كرة القدم بناء الجسور وجمع المجتمعات على أرض واحدة. دورنا في الفيفا يتمحور حول تطوير كرة القدم والتمكين للعبها في كل مكان في العالم. وروسيا والشرق الأوسط لا تستثنيان من ذلك. لدينا 211 اتحاد محلي عضو في الاتحاد الدولي وستة اتحادات قارية. يجب أن نكون عادلين تجاه كل اتحاد، وأن نحاول ألا نظهر الفيفا على أنها منظمة تركز على قارتين أو ثلاثة فقط. علينا أن نذهب إلى كل مكان يوجد فيه أشخاص يهتمون بكرة القدم». سامورا: استعدادات المونديال القطري تسير بشكل جيد ونتوقع بطولة رائعة |
نائبات في برلمانات أوروبا يكشفن عن تعرضهن للتحرش الجنسي Posted: 25 Oct 2017 01:32 PM PDT ستراسبورغ (فرنسا) ـ أ ف ب: انضم النواب الأوروبيون إلى النداءات الموجهة لكسر حاجز الصمت المحيط بحالات التحرش الجنسي فيما تحدثت عضوات في البرلمان الأوروبي عن تجاربهن في هذا المجال أمام البرلمان في سياق موجة الشهادات التي تسببت بها فضيحة واينستين. ويصوت البرلمان الأوروبي اليوم الخميس على قرار بهذا الشأن وقد ناقش السبل التي ينبغي تفعليها لمكافحة تصرفات كهذه خلال جلسة عامة في ستراسبورغ. ورفعت نائبتان أوروبيتان خلال مداخلتهما لوحا صغيرا كتب عليه #أنا أيضا، وهو وسم انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي للحديث بحرية عن التحرش الجنسي. وقالت النائبة الإيطالية اليونورا فورنتزا (اليسار الراديكالي) «كنت في التاسعة عشرة خلال دراستي الجامعية. وكان هو في السبعين تقريبا استاذ من الرفاق، رفيق مثقف» داعية الى «مكافحة الثقافة الذكورية». وأضافت زميلتها الألمانية تيري راينتكه المدافعة عن البيئة «أنا أيضا تعرضت للتحرش الجنسي» موضحة أن «الوقت حان لنقول إن العار يجب أن ينتقل إلى المعسكر الآخر». ودعت إلى «إجراءات تشريعية» وحثت الرجال أيضا على «الكلام عن الموضوع». وحيا النائب عن الحزب الاجتماعي-الديمقراطي اودو بولمان وهو أول رجل تولى الكلام خلال النقاش «شجاعة الأشخاص المعنيين» الذين قبلوا بالإدلاء بشهادتهم. وقالت النائبة الفرنسية اليزابيت موران- شارتيه (يمين) التي ترأس لجنة ضد التحرش الجنسي في البرلمان الأوروبي «علينا أن نخرج النساء من الإهانة والعار وينبغي أن نتوقف جميعا عن غض الطرف». وذكرت الصحف في الأيام الأخيرة حالات تحرش جنسي داخل البرلمان. إلا أن الحالات التي رفعت إلى اللجنة المكرسة للمساعدين البرلمانيين والنواب البالغة نحو عشر حالات، كانت متعلقة بمضايقات لا طابع جنسي لها على ما أوضحت مصادر دبلوماسية. وأكد الناطق باسم البرلمان الأوروبي في بيان أن اللجنة «لم تتلق حتى الآن أي شكوى» حول تصرفات ذات طابع جنسي. نائبات في برلمانات أوروبا يكشفن عن تعرضهن للتحرش الجنسي |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق