العقوبات العراقية ضد الفلسطينيين والتسويات الإقليمية Posted: 27 Dec 2017 02:22 PM PST يبدو أن بعض الحكومات العربية وجدت، بعد القرار الأمريكي الخطير باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، أن هذا أنسب الأوقات للتنكيل والغدر بالفلسطينيين، على مثال ما جرى من زيارة وفد بحريني لإسرائيل، وتصريح وزير خارجيتها أن لا ضرورة للانشغال بقضايا «هامشية» تؤدي إلى خلق نزاع مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واعتقال الرياض لرئيس مجلس إدارة البنك العربي صبيح المصري وضغوطها على القيادتين الفلسطينية والأردنية، ودور الإمارات المعروف في تمويل القيادي السابق في حركة «فتح» محمد دحلان لشق الصف الفلسطيني. غير أن حكومة العراق خطت مؤخرا خطوة لا تقل شراسة ولؤما عن نظيراتها العربيات بإقرارها قبل أيام القانون رقم 76 لعام 2017 القاضي بحرمان وتجريد الفلسطينيين المقيمين في العراق من كافة الحقوق والامتيازات التي كانت ممنوحة لهم، بحيث تتم معاملتهم كأجانب. منظمات حقوقية ومدنية مثل المرصد الأورومتوسطي لحقوق الانسان اعتبرت ما حصل انتهاكاً خطيراً وغير مسبوق لأنه يستهدف اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في العراق منذ ما يزيد على 70 عاماً منذ اضطرارهم للجوء من فلسطين بعد الاحتلال الإسرائيلي لها عام 1948. القانون الجديد يلغي قانونا سابقا أصدره الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين ويساوي فيه الفلسطينيين المقيمين في بلاده بنظرائهم من المواطنين العراقيين بالحقوق والواجبات، وبذلك جرّد القانون الجديد الذي وقعه الرئيس الحالي فؤاد معصوم الفلسطينيين المقيمين في العراق من حقوقهم التي كانت مكفولة لهم في التعليم والصحة المجانية والاعفاءات من الضرائب والعمل في الوظائف الحكومية والسكن والتملك والحصول على وثائق السفر وحرمهم من العمل في مؤسسات الدولة فضلاً عن أنه سيؤدي لوجود عقبات كبيرة أمام عملهم حتى في المؤسسات والأعمال الخاصة، عبر وضعهم في خانة الأجانب وحرمانهم حتى من صفة اللاجئ، في الوقت الذي حصل نظراؤهم في أي بلد غربيّ أو يحترم القانون على جنسيات البلدان التي يقيمون فيها. يأتي هذا القانون ليستكمل ممارسات القمع والقتل المنهجي التي قامت بها ميليشيات طائفية عراقية بعد الاحتلال الأمريكي للعراق وأدى، بعد عام 2006، إلى مقتل الآلاف وتهجير قسري لقرابة ثلاثين ألف لاجئ فلسطيني فيما عاش الباقون (حوالى سبعة آلاف) حياة قاسية للغاية تنعدم فيها المقومات الأساسية للحياة. أحد الأكاديميين الإسرائيليين، إيدي كوهين، زعم قبل أيام أن أكثر من عشرين برلمانيا عراقيا بينهم امرأة زاروا إسرائيل سراً للتعبير عن تعاطفهم مع الدولة العبرية وكرههم للفلسطينيين وقضيتهم، وإذا كان الأكاديمي المذكور قد امتنع عن ذكر أسماء النواب فإن القانون الأخير يؤكد أن الأمر لا يتعلق بعدد قليل من النواب بل باتجاه سياسي عراقي كاسح يعبر عن حقد أصيل على الفلسطينيين. واذا كان الفلسطينيون يقيمون بإيجابية كل التصريحات والأفعال التي تصب في صالح قضيتهم والتي كان تصويت 128 دولة في الأمم المتحدة لصالحهم مثالا جليا عليها، فإنهم يدركون أن آمال الفلسطينيين وآلامهم لا تتجزأ. الموقف الوحشي والموتور ضد فلسطينيي العراق داخل الأوساط الحاكمة والميليشاوية هناك صار معلوما لكن التوقيت الحالي للقرار يجعلنا نتساءل عن مدى ارتباطه بالتسويات الإقليمية الجارية في المنطقة، ومن هو الطرف الذي يريد التضحية بفلسطينيي العراق لخطب ود أمريكا وإسرائيل، هل هي الفئة الفاسدة الحاكمة في بغداد وحدها أم أن القصة أكبر؟ العقوبات العراقية ضد الفلسطينيين والتسويات الإقليمية رأي القدس |
الوطن العربي السليب! Posted: 27 Dec 2017 02:22 PM PST قبل ثلاث سنوات، في مثل هذه الأيام، كتبت مقالا، بدا متشائما في حينه، كان عنوانه (صهينة العالم العربي!)، ولكن السنوات التي مرّت أثبتت أنها ليست قادرة على هزيمة خيالنا وحسب، بل قادرة على هزيمة حتى تشاؤمنا، حين تفوقه ظلمة! نحن الذين بتنا نتعامل مع الأمل، كلما تبرعم، بخوف شديد، بعد أن ثبت أن من يترصّدون الأمل، لقتله في مهده، وفي عنفوانه، باتوا أكثر من أن نستطيع إحصاءهم. كانت الدولة الصهيونية، ولم تزل، الدولة المتمتعة بتغذية متجددة من الفاشية والعنصرية، تتوسع وتلتهم كل ما حولها، من أرض وسماء وماء وهواء، وكان كثير من المستنيرين في عالمنا العرب يعلّقون الأجراس في رقبة هذه الأمة، كلما أتيح لهم ذلك، بين سجن وسجن، ومنفى ومنفى، واعتقال وتهميش، وهم يصرخون بأعلى أصواتهم، محذّرين من كيان عنصري يتمدّد تحت طاولات اللقاءات السرّية وفوقها، ويسعى لبسط نفوذه على العالم العربي، الذي بدا منذ مطالع هذه الألفية أكثر قابلية، على المستوى السياسي، لوضع كل أوراقه في سلّة هذه الدولة العنصرية. لكن أحدا لم يكن يسمع، ولذا واصل الكيان العنصري تحرّكه بليونة، غير مضطر لاستخدام طائراته ودبابته ليصل إلى عواصمنا في الظلام، ثم تحت الشمس، في ظل صمت رهيب لهذا الوعي المُغيّب. لم يدرك النظام العربي، أن فلسطين التي تم التآمر عليها عام النكبة، وعام النكسة، وخلال أعوام المذابح الكثيرة، التي أخذت خلالها كثير من الأنظمة حصّتها من الدم الفلسطيني، كما أخذ العدو الصهيوني حصته ويأخذ، لم يدرك هذا العالم العربي أن فلسطين كانت تحميه، وتحمي أولاده باستشهاد أولادها، وتحمي ما تبقى له من شمس بسجنائها، وتحمي أرضه فعليا، وليس مجازيا، بمقاومة أهلها؛ فقد استطاع شعبها أن يثبت لعدوّه أن احتلال أي أرض عربية أخرى، والإقامة فيها، أمر مستحيل، لأن هذا الشعب أثبت أن الجيوش بعد أن تهزم، لا تترك وراءها إلا مقاومة الشعب التي لا تنتهي. بهذا المعنى، كانت فلسطين حارسة لعمّان، ودمشق، والقاهرة، وبيروت، وبغداد، وكل عاصمة عربية حلمت بها الصهيونية أرضا لها، من النيل إلى الفرات. وكانت القدس حارسة لمكة، وكل بقعه مقدسة، وكل الأرض العربية مقدسة حين يكون العدو هو هذا الكيان الفاشي العنصري. لقد قامت فلسطين وشعب فلسطين بما عليهما، لكن فلسطين التي نجحت طوال مئة عام أن تتحرر من الخوف وتتحرر من القبول بالاحتلال والذل والذوبان، وتتحرر من اليأس، وهي تصعد من الحروب التي تشنّ عليها، حية تُرزق ثورة بعد ثورة وانتفاضة بعد انتفاضة، بدءا من الاستعمار الانكليزي، والهجرة الصهيونية، والحروب المتتالية، ومن المؤامرات التي بدأت على ثورتها الكبرى عام 1936 حتى اتفاقيات أوسلو، فلسطين هذه، التي استطاعت قضيتها أن ترفع منسوب الكرامة في دماء وأرواح أبنائها، استطاعت أن ترفعه في دماء وأرواح الشعوب العربية، وكثير من شعوب العالم. وبرغم ذلك كله، راح كثير من الأنظمة يسلم مفاتيح عواصمه لبنيامين نتنياهو ووزيره الفاشي ليبرمان، من دون أن تُطلَق رصاصة واحدة صوبها، حتى ولو كانت رصاصة مطاطية، لأن هذه الأنظمة باتت أسيرة عبودية بالوكالة، عبودية تفرضها واشنطن، لكن الوكالة الحصرية بيد الصهيونية. .. وأعود إلى عنوان هذا المقال، الذي تناسلت منه هذه الأحزان، لأقول إن من المحزن، أن نكون عربيا قد وصلنا إلى هذه الحالة، بحيث يمكن أن نُطلق على عالمنا العربي صفة السليب، في معظم بلدانه اليوم؛ فبعض البلدان سليبة لأنها باتت فعلا في قبضة الصهيونية، إن لم نقل حليفتها، وبعض البلدان سليبة بالدمار الذي اجتاحها بسبب الموهبة الاستثنائية لأنظمتها، التي تتقن كل شيء، إلا شيئا واحدًا هو منْح ولو قليل من الحرية، لرعاياها! لأن خراب الديار، بالنسبة لهذه الأنظمة، أقل خطرًا عليها من وجود بشر أحرار، وبعض هذه البلدان سليبة بالفقر، وبعضها سليبة بسبب الثراء، ومنها سليبة بالطائفية، ومنها سليبة بالتقسيم، ومنها سليبة بالحروب الدينية والأهلية، ومنها من سلَّمت نفسها لتضمن أنظمتها البقاء، مستعينة بالحكمة الوحيدة التي اخترعتها، وتشبّثت بها: خذوا ما تحتنا وما فوقنا، وما على جوانبنا، ولكن دعونا في مواقعنا، لا خدما لشعبنا، بل خدما لكم. .. وحتى فلسطين، التي لم يستسلم شعبها أبدًا، ابتُليت بقيادة لا تشبه روح هذا الشعب، وهي جزء أساسي من تدهور مكانة فلسطين في العالم، وفقدانها لقوتها، ففي وقت كانت فيه دول أوروبية وغير أوروبية، داعمة لمقاطعة الكيان الصهيوني، كانت القيادة الفلسطينية، ولم تزل، غير قادرة على أن تتخذ هذا الموقف. وقد كان يمكن أن يكون وضع فلسطين، السليبة ثلاث مرات: بالاحتلال الصهيوني، والقيادة الرخوة، والتخاذل الرّسمي العربي، أن يكون وضعها أفضل بكثير، وأن تكون طريقها إلى حريتها أقصر، لو كانت تملك قيادة يرى فيها الضمير الإنساني رمزا للكرامة الإنسانية كلها، كما كان الأمر في جنوب أفريقيا، وفيتنام وسواهما من الدول التي بلغت شواطئ تحررها. وبعد: صعــدنا.. إلى منبرِ الكلماتِ نـزلنــا.. إلى ساحةٍ من رصاصٍ هتفنـــا.. إلى أن تشقَّقتِ الـروحُ بُحَّ دَمٌ، بُحَّ حُلْمٌ.. وصوتْ ختمنا معاركَنا ورجعنا وإذ قاتلونا.. هنالكَ في البيتْ!! الوطن العربي السليب! إبراهيم نصر الله |
المتنبي ينتحر في «الاتجاه المعاكس» وهل بات التطبيع عادة بعض العرب السرية؟ Posted: 27 Dec 2017 02:21 PM PST آه من زمن تتفشى فيه «الدلوعات» على الشاشات، ومواقع التواصل و«اليوتيوب»، مستأثرات بالمشهد الإعلامي، الذي يسيح قلب المشاهد ويسيل لعابه لفرط ميوعتهن المفتعلة وثقافة «البياخة والإباحة والهشك بشك»، التي ينشرنها عن سابق قصد وتعمد، ولا أحد يقلك: قرفتونا! بينما يتفصحن البعض حين يتعلق الأمر بالمقاومات الفلسطينيات، اللواتي يواجهن ثالوثا نقديا محرما، يصنفهن في ثلاثة أقانيم: التطرف أو السفور، ثم الاستعراض أو الدلع، وأخيرا الموقف السياسي من الحرب السورية، والتي دفعت بعض النشطاء الفضائيين إلى الشماتة باعتقال البطلة الفلسطينية «عهد التميمي» والدعوة لنبذها، والثناء على الإجراءات التعسفية التي مارسها الاحتلال بحقها، لأنهم حسبوها على النظام! فهل يصبح التفكير العربي في هذا الزمن العربي الرخيص، جريمة غباء؟ أم جنحة أخلاقية؟ أم هو دخول في وضعية السكون التام أو ما تطلق عليه البوذية: «الساتوري»، استعدادا للصعود إلى «النيرفانا»، حيث النشوة القصوى: التجرد التام من الأحاسيس الطبيعية عند بني البشر، والتي تُسمى في عرفهم «المشاعر السلبية»! وبين الدفن ومواراة سوءة الميت شعرة، كفيلة بتحويل الغراب إلى إله يرى ابنه صقرا، والقاتل إلى ملاك موت، والقتيل إلى أمانة ثقيلة أو عبء فائض، أو تحفة تباع في المزاد العلني كـ «سروال أو جوارب هتلر»! لم يكن لتشرشل أن يعترف، كما فعل العرب، بأن الرقص مقاومة، سوى حين يتعلق الأمر بازدواجية المثقف العربي، الذي يتعامل مع الراقصة «حكمت فهمي» تلميذة الراقصة «بديعة مصابني» كرمز وطني، وهذا ليس عيبا، إنما العيب أن يتعالى المثقف على أمته الجاهلة، وهو نتاجها الأكثر فشلا وانهزاما وانحدارا، وأن يتخذ الفنان من الحق الوطني بالتعبير ذريعة لتحقير الحق الديني برفع الآذان … فهل بعد هذا ستحتار بين أيهما الأجدر بالوصف: «جَعْرَرَة»؟ إنها بلورة ترامب في القمة الإسلامية الأمريكية، التي تذكرك أن الشيطان المخلص ليس مجرد لوحة، وأن «ذا فويس كيدز» أنجح برنامج ماسوني في تاريخ البشرية، وأن ثقافة الكراهية لعبة رؤوس تتلقفها التيوس، كما رأى جورج أرويل في «مزرعة الحيوانات» حين قال: «السياسيون كقردة الغابة، إذا اختصموا وتشاجروا أتلفوا المحصول، وإن تصالحوا وتواشجوا أكلوه» وأن زمن الانحطاط يبيح ولا يحرر، ويشوه ولا يعبر، ويتأبط شره على طريقة الصعاليك الجدد، وأكثر من «القرد ما مسخ الله» في التحمئة الإعلامية لحروب الجنائز الوطنية، التي يكون الميت فيها كلبا… وكمان ويْحَكُمْ! «الاتجاه المعاكس» والرأي قبل شجاعة الشجعان لو أن المتنبي تابع «الاتجاه المعاكس»، لانتحر على الهواء مباشرة، ندما على مقولته: «الرأي قبل شجاعة الشجعان»، لأن ضيفي فيصل القاسم علي حجازي، الإعلامي اللبناني، والأكاديمي الكويتي عايد المناع، دقّا ببعضهما وعلْقَت بَيْنهما وتَحَلّفا لحلفائهما، فخاضا جولات المناطحة بالمباطحة، لتخرج القضية الفلسطينية من سلة الحوار، ويتحول الرأي إلى سُباب وقذع وتخوين، وتتخلص اسرائيل من شبهة «العظمة»، التي يختصم عليها الفرقاء! ما دفع القاسم لإيقاف البرنامج فورا وعلى الهواء مباشرة… فمن أين تأتي الخيانة؟ من الثقة! الألعن من هذا، هو انفضاح السريرة، في لحظة حاسمة، علت فيها نبرة الثارات الطائفية في اليمن، فهل تشكر الغضب، حين يُبدي لك حقيقتهم، وقد تساقطت وجوههم، لتريك رموزهم السياسية، التي يعبدونها، كأنهم نسخة شرقية من «آليستر كراولي»، ابن الشيطان البار، الذي احترف الشر من أجل الشر، وقد وضع الرأي تحت تصرف النوايا، ممارسا سحره الأسود، وفاء «لبافوميت»، قبل أن يتقمصه تماما، ثم يصبحه؟ حسنا إذن، لا عزاء للمتنبي، في أمة لم تتعلم بعد قيمة الرأي، وكيف يمكن له أن يكون عدو صاحبه، الذي يتنافخ به، ثم كيف يصبح غسل أو تبييض التاريخ لعنة إعلامية، لا تنفع معها كفارة الندم، عند شاعر لم يختبر الحرية في زمن الستالايت، وإلا كان رمى في وجه التاريخ نَعْلَه، وبصق على أمة الأطباق الفضائية الملوثة، ومزق أوراقه، كي لا يتحول إلى كائن طُحْلُبي، مثل يوسف زيدان، الذين انضم مؤخرا لدولة حشائش البحر الإعلامية المتلونة! على من يتخوثون؟ رغم هذا فإنك تحيي حجازي حين أشاد بموقف الشعب الكويتي وبرلمانه الشريف ضد التطبيع، في ذات الوقت الذي تحترم فيه صراحة المناع حين أقر ببطولة المقاومة في حرب تموز/يوليو 2006، دون أن تنسى شجاعة القاسم وتفوقه على ذاته، وقد رد له المناع سؤاله له بسؤاله إياه، محتفظا بحقه بالاعتراف لا الاقتراف، حول مشاعره حيال التطبيع، وهو يرفع صورة بن جاسم وليفني، متناسيا صورة تركي الفيصل معها! القاسم ذكره أن اجتماع رجل الاستخبارات السعودية الأول بأقذر جهاز جاسوسي «الموساد» في العالم، أخطر بكثير من لقاءات دبلوماسية فردية، فما كان من المناع إلا أن يجرد الفيصل من رتبته الرسمية، فهل هذا يعفي الدولة من حقها وواجبها ومسؤوليتها بمعاقبة أي مسؤول أو مواطن يتعامل مع العدو، فيخرق مهامه أو انتماءه دون إرادتها؟!! هناك محاولات تخويث عديدة، كأن يحرف المناع مسار المواجهة، ليتصيد الأخطاء اللغوية لحجازي، الذي أصر عليها بدل أن يعتذر عنها، كنوع من التحدي بالمماحكة، بكل ما أوتي من خطأ وصواب في آن، وهذا الأسلوب يضيف ضحية جديدة إلى الحلقة، وهي الضحية الأهم على الإطلاق: اللغة! القاسم أعاد الحوار إلى نصابه، حين اعتبر أن التطبيع السري، الذي لم يظهر بعد، أخطر بكثير مما نراه، ووصفه بأجمل وأوسخ وصف يليق به: «العادة السرية» عند بعض العرب، وهو ما يحيلك إلى ما هو أبعد منها، حيث عوارض «النيكروفيليا»، التي يستلذ بها المريض بممارسة المتعة الحرام، ولك بعد هذا أن تتخيل قرف اللذة! «النيكروفيليا» بين التطبيع الإعلامي والسياسي اتخذت «الجزيرة» من طابع الحوار النديّ مع المحتل نهجا إعلاميا، فرض نسقا جديدا للمواجهة، في ساحة فضائية، فتحت الأبواب على مصراعيها، ولكنها لم تحذ حذو «إيلاف»، التي استضافت رئيس أركان الجيش الاسرائيلي، غادي إيزنكوت، على اعتباره جنرالا وقائدا عسكريا لدولة حليفة، وبؤرة أمنية، في المواجهة مع إيران، متناسية ومتجاهلة الضحية، التي تعيش في دولة للجريمة، ولم تزل تدفع ثمن لذة محرمة، مارسها الأشقاء مع الأعداء طويلا في غرف الموتى، فهل بعد هذا سيتذكر إعلاميو التطبيع، أن (الراعي الذي يفتخر بالذئب، لا يحب خرافه)؟ الخوانون، الذين يبيعون في السر سماءك وأرضك، شهداءك وأنبياءك، أبناءك وآباءك، تاريخك وذاكرتك، أصبح لهم إعلاميون يروجون للقاتل على أنه حامي الحمى، وحليف المرحلة، وجنرال الحدود، والنصر الموعود، فماذا بعد؟ هل ستسأل عن مكمن الخطر؟ أم عن أساليبه؟ وأنت تتذكر أن القاسم استضاف قبل هذا اسرائيليين، ليخوضوا غمار المواجهة الفضائية مع ندٍّ أو خصم عربي يتصدى للتطبيع، ويحاربه، خصوصا وأنت ترى الوقاحة الإعلامية على أشدها في التهافت على ضيف اسرائيلي برتبة مجرم حرب لغسل صفحته، وليس لمحاججته، فهل بعد هذا تبحث عن ذنب وطني للقاسم، أم عن غفران إعلامي، يعيده كحاج عرفة! كاتبة فلسطينية تقيم في لندن المتنبي ينتحر في «الاتجاه المعاكس» وهل بات التطبيع عادة بعض العرب السرية؟ لينا أبو بكر |
السيسي يبحث عن دعم للمشروعات القومية من أموال الأوقاف والإعلام المصري يعيش أصعب فتراته Posted: 27 Dec 2017 02:21 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: أطلقت صحف القاهرة، خاصة الرسمية منها، أمس الأربعاء 27 ديسمبر/كانون الأول، مدفعيتها الثقيلة على الرئيسين السوداني والتركي، الاول وجد نفسه متهماً بالتفريط في أرضه والتآمر على مصر، فيما اتهم الثاني بالسعي لاستعادة الامبراطورية العثمانية على حساب الحلم المصري، الرامي من خلاله الرئيس السيسي لتخليص بلاده من فيروسات دولة المخلوع مبارك، الذي ترك الحكم مخلفاً وراءه شعباً يعاني ثلة من المشاكل والأزمات التي تهدد وجوده. واهتمت الصحف كذلك بنشاط الرئيس السيسي وعدد من قضايا الشأن المحلي. وفي إطار دور الأزهر المحوري في مواجهة الإرهاب ذكرت صحف «الأهرام والأخبار والجمهورية والوفد والمصري اليوم والشروق» أن الرئيس السيسى أكد أهمية مواصلة جهود نشر التعاليم الصحيحة للدين الإسلامي، واستمرار الأزهر الشريف في تقديم النموذج الحضاري الحقيقي للإسلام، في مواجهة دعوات العنف والتطرف. وتحت عنوان «التزام مصري ـ إثيوبي بالتعاون لتحقيق مصالح الشعبين»، ذكرت «الأهرام» أن وزير الخارجية سامح شكري ورئيس الوزراء الإثيوبي هيلا ماريام ديسالين، أكدا أمس الأربعاء حرصهما على الحفاظ على ما تم تحقيقه من تقدم على مسار بناء الثقة والتعاون، وتحقيق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين. واهتمت الصحف بالشأن الاقتصادي وترتيبات الانتخابات الرئاسية والحديث عن ارتفاع مقبل في أسعار الوقود والكهرباء وإلى التفاصيل: «سواكن» تثير المشاكل اهتمت الصحف المصرية وبالأخص القومية بالهجوم على الرئيسين السوداني والتركي، فأكدت «اليوم السابع»: «أن السودان، الذي يعيش في أزمة اقتصادية طاحنة بسبب سياسات عمر البشير غير المنضبطة، وتفشي الفساد في ربوع الجمهورية السودانية وازدياد نسبة الفقر والبطالة، وقع رئيسه مع اردوغان على 9 اتفاقيات، في ختام ملتقى الأعمال السوداني التركي. في مقدمتها اتفاقية إنشاء المطار الجديد ومجلس رجال الأعمال السوداني التركي، إضافة لاتفاقية تعاون في الصوامع وتوطين صناعتها. وقالت «اليوم السابع»، كشف الرئيس التركي صاحب السجل الحافل بالسياسات العنصرية ضد أبناء شعبه وسياساته الخارجية التخريبية تجاه جيرانه، خاصة مصر التي يكن لها عداء كبيرا عقب سقوط حليفه الرئيس الإخواني محمد مرسي، خلال كلمته في ختام الملتقى عن تعاون في مجال الصناعات الدفاعية، كما كشف عن موافقة البشير على طلبه بالسماح لتركيا بالاستفادة من جزيرة «سواكن» التاريخية لفترة غير محددة». ملء فراغ السيسي «زيارة أردوغان للسودان انتهت كما يؤكد جمال سلطان في «المصريون» إلى شراكة استراتيجية بالغة الأهمية، ومتشعبة، فهي شراكة في مجال الاستثمار الزراعي الضخم، حيث هناك مشروع يقضي بأن يتولى الأتراك زراعة مليون فدان محاصيل متنوعة، وشراكة صناعية في أكثر من مجال منها مجالات صيانة السفن الحربية، إضافة إلى تأسيس مصانع تركية في مجالات متنوعة، وشراكة سياحية، حيث تعهد بتطوير وتحديث جزيرة سواكن، وجعلها قبلة سياحية عالمية، كما كانت هناك شراكة عسكرية حيث اتفق الطرفان على تأسيس ميناء عسكري تركي سوداني على البحر الأحمر. هذا الذي فعله أردوغان كان من المفترض بداهة أن يفعله الرئيس المصري، فالسودان جزء من مصر، تاريخيا وجغرافيا وشعبيا ولغة وثقافة وميراثا مشتركا، شعب واحد في جوهره، كان المفترض أن تكون تلك الشراكة الاستراتيجية هي مشروع مصر، وليس مشروع تركيا، وكان يفترض أن تكون السودان هي بوابة مصر الاقتصادية على إفريقيا، وليس بوابة تركيا، ولكن مصر ـ في زمن التقزم وغياب الرؤية وعقم الفكر الاستراتيجي ـ انشغلت بسباب البشير وسباب السودان والتحرش بالجار الشقيق، والاستفزاز والعنجهية التي يحسنها إعلام فاشل وجاهل وفاسد ومفسد، والتراشق بالاتهامات والتهديدات على خلفية قضية حلايب وشلاتين، والاستعلاء البغيض في الموقف من المسألة الليبية، رغم أنها تخص السودان بقدر ما تخص مصر، عسكريا وأمنيا على الأقل، وإبداء الإدارة المصرية حفاوة واهتماما بجنوب السودان على حساب العلاقة التاريخية بالخرطوم أو نكاية فيها. وتجاهل الرئيس المصري زيارة الخرطوم أو دعوة الرئيس السوداني على برنامج عمل وشراكة شاملة، فلم يحدث سوى زيارة قصيرة وخاطفة لها طابع بروتوكولي، وكل ذلك مما صنع مرارات في النفوس وجعل الأبواب شبه مسدودة بين البلدين الجارين والشقيقين». قواعد اللعبة رفض الإعلامي عمرو أديب الهجوم على دولة السودان، بعد قرار الرئيس عمر البشير إخضاع جزيرة سواكن للإدارة التركية، وقال إن «السودان بلد حر وذو سيادة». وأضاف أديب، في برنامجه «كل يوم»، على قناة «أون إي»، مساء الثلاثاء، إن «السودان حر إذا أراد أن يبيع كامل أرضه، وهو حر يقبض ويأكل زي ما هو عايز». واعتبر أديب أن السؤال المهم، الذي يجب التركيز عليه: «ماذا نحن فاعلون؟»، مضيفًا: «إحنا دايمًا بنيجي في الحتت دي وننسى نفسنا». وأوضح: «إحنا بنلعب شطرنج، السودان حرك القطعة بتاعته، يبقى إحنا نحرك قطعتنا»، مؤكدًا على أن قواعد اللعبة تسمح بذلك. وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الاثنين، من الخرطوم، أن السودان سلم جزيرة سواكن الواقعة في البحر الأحمر إلى بلاده، كي تتولى إعادة تأهيلها وإدارتها لفترة زمنية لم يحددها. ويعتبر ميناء سواكن الأقدم في السودان، ويستخدم في الغالب لنقل المسافرين والبضائع إلى ميناء جدة السعودي، وهو الميناء الثاني للسودان بعد بور سودان». الفقر وسنينه ليس وحده الدكتور عمار على حسن الذي يتساءل عن مصدر أموال لافتتات «عشان تبنيها»، التي تطالب الرئيس السيسي باستمرار حكمه أو بالأحرى الترشح للمرة الثانية. في مقاله في جريدة «المصري اليوم». من بين المتسائلين أيضاً فراج إسماعيل في «المصريون»: «اللافتات تحتل مواقع مهمة في شوارع وميادين القاهرة تصل تكلفتها إلى الشيء الفلاني، ولم يعلن رجال أعمال أو أصحاب محلات عن تبرعهم بها، بما يشير إلى أن هناك جهة ما وراءها. يتحدث الرئيس السيسي في خطبه ومداخلاته دائما عن أحوال البلد التي تتطلب التكاتف من الجميع لرفع عثرتها الاقتصادية، التي ربما لم تواجه مثلها في التاريخ حتى في زمن الحروب والنكسات. كان أسوأ ما وصل إليه حال المواطن إبان هزيمة 67 انتقاله لتدخين سجائر «النكسة» التي كان العامة يطلقونها على سجائر تحمل اسم «ريال» وهي رفيعة جدا ورخيصة بدلا من سجائر البلمونت والكليوباترا. لم يصل التقشف والفقر أبدا إلى الحال الذي عليه الآن.. الباصات لا تخلو ممن يتوسل أي مساعدة، لأن الزوج أو الزوجة أو الأطفال يحتاجون إلى غسيل الكلى أو العلاج من أمراض الصدر أو السرطان. اختفت الطبقة المتوسطة، التي كانت تشير إلى الموظفين في الحكومة والقطاع العام والقطاع الخاص، وتوسعت مكانها الطبقات الفقيرة المعوزة، التي لا تملك طعامها لكامل اليوم. معظم الناس عاجزة عن دفع الفواتير الضخمة للكهرباء والماء. الدواء لأي مريض عادي لا تقل تكلفته عن 150 جنيها، بينما قد لا يتجاوز راتبه الألف جنيه مطلوب منه أن يدبر منها الفواتير ومصاريف المدارس وكشف الأطباء والمواصلات». انتخابات السيد الرئيس «لا يفضل محمود مسلم في «الوطن» أن تكون الانتخابات الرئاسية بمرشح واحد لأنها ستكون أقرب إلى الاستفتاء. ويواصل قائلا ولكن لا أقبل أيضاً أن تتحول إلى مسرحية هزلية، أو إلى ديكور، أو يستغلها البعض في الداخل والخارج للانتقام، وبالتالي يجب ألا يحيد الهدف، سواء عند المؤيدين للرئيس السيسي، وهو بالطبع محور الانتخابات الرئاسية المقبلة، أو عند المعارضين له، بحيث يسعى الجميع إلى إرساء تجربة ديمقراطية سليمة وقوية، ترسخ قيماً جديدة في التجربة المصرية، وبحيث نحافظ على حياد أجهزة الدولة تجاه أي مرشح، وأن يتم الفصل بين السيسي كرئيس والسيسي كمرشح للانتخابات، له الحقوق نفسها وعليه الواجبات نفسها لكل مرشح، حتى لو أشارت التوقعات أو الاستطلاعات إلى أنه لن يحصل على نسبة كبيرة، ولكن في الوقت ذاته يجب عدم التساهل في القانون مع مرشحي المعارضة، سواء رواد المولد من المحتملين الذين سيخلعون قبل الإجراءات، أو هؤلاء الذين يهربون قبل التصويت، أو أولئك الذين سيكملون المعركة الانتخابية لنهايتها. بمعنى إذا كان البعض يطالب الرئيس وحملته باحترام القانون فيجب بالدرجة نفسها أن نطالب المعارضين ونراقبهم، خاصة أن المرشح للمنصب الرئاسي يجب أن يكون قدوة في الالتزام بالدستور والقانون. ويؤكد مسلم على أن انتقاد السيسي حق للجميع، وفي أحيان أخرى واجب، لكن ترك مولد المرشحين المحتملين بدون ضوابط أو رقابة خطأ فادح، ليس في حق السيسي، بل ستدفع ثمنه الدولة والتجربة الديمقراطية». لا تتركهم يقتلون وجه الكاتب والروائي عز الدين شكري فشير في «الشروق» رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، بسبب الحكم الذي صدر بإعدام 15 متهماً في بعض القضايا الخاصة بالعنف قائلاً: «السيد رئيس الجمهورية بحكم مسؤوليتك، تتحمل أنت تبعة تنفيذ هذه الأحكام، لا أحد غيرك». وأضاف في تدوينة له على حسابه الخاص في موقع التدوينات المصغرة في «تويتر» قائلاً: «لا يمكنك القول إن هذه مسؤولية المحقق، أو المفتي، أو القاضي، أو المشرع الذي وضع القانون». جدير بالذكر أن الروائي عز الدين فشير كان قد كتب مقالاً يحمل ذلك المعنى وجهه إلى رئيس الجمهورية تحت عنوان «خطاب إلى الرئيس: نحن لا نقتل الأسرى»، يحمل به النداء إلى الرئيس بألا ينفذ حكم الإعدام في هؤلاء حيث قال له: «إليك خطابي هذا لأنني فقدت الأمل في وقف تنفيذ أحكام الإعدام المتواترة إلا من خلال استخدامك لسلطتك كرئيس للدولة». وأضاف في مقاله: «أرجو أن تقرأ خطابي هذا بعيدًا عن السياسة وخلافاتها، وألا ترى فيه مزايدة أو تزيد، وإنما محاولة مخلصة لوقف إزهاق أرواح لا يحق لنا إزهاقها، ولو باسم القانون.. فخلال أيام، ستقوم السلطات بإعدام مواطنين مصريين تمت إدانتهم ـ وسيلحقهم آخرون ـ ما لم تتدخل أنت وتوقف التنفيذ». حق يراد به باطل «اجتمع الرئيس السيسي أمس بشخصيتين مرموقتين في المنظومة الإسلامية الرسمية، هما فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر، وفضيلة الشيخ محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف ـ وجاء في متن الخبر البارز في صحافة أمس الأربعاء، كما اهتم به حازم حسني في «البداية» توجيهات للرئيس أراها تنطق بالحق بعد أن خلطه صاحب التوجيهات بباطل وجب بيانه، حتى لا يستفحل أمره، ويضيع معه الحق الذي اختلط به لتمرير شحنة من الأفكار الفاسدة التي يسعى الباطل لتمريرها. استعرض اجتماع الرئيس بفضيلة الشيخ الطيب «دور الأزهر الشريف في نشر صحيح الدين، وفي التصدي للتحديات داخلياً وخارجياً، خاصة الإرهاب والفكر المتطرف». هذه بالطبع كلمات حق عن دور مؤسسة الأزهر، ولا يمكن التنكر لقدر الحق فيها، لكن يبقى السؤال قائماً عن ملامح هذا الدور، كما يريده السيد الرئيس، هل يريد الرئيس للأزهر أن يكون تابعاً، أو ذراعاً أيديولوجياً ودعوياً، لسياسات الدولة الفاشلة في مواجهة الإرهاب ونشر ما يعتقد النظام أنه «صحيح الدين» وما هو بصحيح دينياً ولا منطقياً؟ مع الإقرار بأن مؤسسة الأزهر تعاني اليوم من تشوهات كثيرة ـ أعان الله عليها الشيخ الطيب ـ فهل المطلوب أن يتخلص الأزهر من تشوهاته تلك ليتبنى بدلاً منها تشوهات السلطة التنفيذية، التي ينضح بها الواقع، وتنضح بها كلمات الرئيس كلما وجه للمصريين خطابه السياسي/ الديني في كل ندوة تثقيفية، أو عند كل افتتاح لأحد مشاريعه «الكبرى»، أو عند إلقائه كلمة في احتفالية دينية لا شأن للسلطة التنفيذية بها». رائحة صفقة القرن نبقى مع حازم حسني في «البداية»: «السؤال الأهم هو هل لهذا الاجتماع مع فضيلة شيخ الأزهر علاقة بترتيبات سياسية يتم التحضير لها، مثل زيارة نائب الرئيس الأمريكي، الذي رفض فضيلة شيخ الأزهر مقابلته، أو بقرارات أخرى تتعلق بصفقة القرن، التي سمعنا عن تأييد السيد الرئيس لها منه شخصياً وهو في حضرة صاحب الصفقة في البيت الأبيض في واشنطن؟ ننتقل بعد ذلك إلى الاجتماع الثاني للسيد الرئيس مع فضيلة وزير الأوقاف، في حضور رئيس المخابرات العامة (!؟). يقول الخبر إن الرئيس طالب وزير الأوقاف ـ في حضور رئيس جهاز المخابرات، ورئيس هيئة الرقابة الإدارية، بدون رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات ـ «بتحقيق الاستفادة المثلى من أصول وممتلكات الأوقاف، لافتاً إلى حصر وتقييم تلك الممتلكات بشكل شامل، والحفاظ على (حق الدولة) بها وعدم التفريط فيها»؛ كما شدد السيسي على «ضرورة تنفيذ خطط استثمارية متطورة لأصول وممتلكات الأوقاف»، وتعظيم إسهاماتها في (المشروعات القومية) للمساعدة في نمو الاقتصاد». لا بد قبل التعليق على هذه «التوجيهات الرئاسية» أن نقر بأن الفساد المالي والإداري يرتع في منظومة الأوقاف الإسلامية، كما لا يرتع في أي مرفق آخر من المرافق، وأن مكافحة هذا الفساد قد تأخرت لعقود طويلة لأسباب مفهومة وغير معلنة! لكن يبقى التساؤل مشروعاً عن رؤية الرئيس لممتلكات الأوقاف، وعن علاقة هذه الممتلكات بالسلطة التنفيذية وبمشروعاتها المسماة بالقومية». النيل يموت كشف عبد الناصر سلامة معلومات مخيفة عن توقف بعض المراكب في النيل، مرجعًا ذلك إلى احتمالية بدء إثيوبيا في ملء سد النهضة. وقال سلامة في مقال نُشر له في «المصري اليوم» تحت عنوان «وماذا بعد الشحوط»: «السؤال هو: هل بدأ الشحوط مبكراً، هل بدأ العد التنازلي لتوقف رحلات المراكب السياحية بين الأقصر وأسوان، نتيجة انخفاض منسوب النيل، هل بدأ نهر النيل في التراجع، هل ستتغير خريطة السياحة في الأقصر وأسوان عموماً، هل ستصبح مئات الفنادق العائمة من الماضي؟ السؤال الأكثر أهمية هو: هل بدأت إثيوبيا في ملء خزان سد النهضة؟ أم أن ما يجري هو نتيجة طبيعية لمجرد بناء السد، وإذا كان الأمر كذلك، ماذا يمكن أن نتوقع في المستقبل بمجرد بدء حجز المياه، هل أعددنا العدة لاستقبال هذه الكارثة، ما هو مصير شركات السياحة هناك، ما مصير عشرات الآلاف من الأشخاص والأسر ممن يعملون في السياحة النيلية عموماً؟». كان يجب أن نضع في الاعتبار، منذ اللحظة الأولى، أن مصر هبة النيل بالفعل، ليست مجرد مقولة للشهرة أطلقها عالم التاريخ اليوناني هيرودوت، بما يعني أن مصر صحراء قاحلة بدون النيل، كان يجب أن نعي أنه لا نيل بدون مصر، ولا مصر بدون النيل، كان يجب أن نعلم أن تحلية كل مياه البحر لا يمكن أن تغني المصريين عن النيل، كان يجب أن ندرك أن النيل مسألة حياة أو موت، كان يجب أن نستفيد من سيرة الرؤساء السابقين عبدالناصر والسادات ومبارك في التعامل مع التهديدات بشأن النيل، أعتقد أنه قد آن الأوان لاتخاذ موقف حاسم بشأن الحفاظ على حقوق المصريين في النيل». مؤامرة «اختفت أنباء مشروع قانون تنظيم الصحافة والإعلام التي ظلت تصريحات المسؤولين في مجلس النواب تؤكد لأسابيع متصلة أنه مشروع قانون يتصدر الأجندة التشريعية لعمل المجلس الموقر في الدورة الحالية، قبل أن يدرك شهرزاد الصباح فتسكت عن الكلام المباح وتتوقف عن بث التصريحات التي تؤكد، كما أشار صلاح عيسى في مقاله الأخير في «المصري اليوم» قبل وفاته، أن مشروع القانون المذكور لا يزال يتصدر الأجندة التشريعية في هذه الدورة من عمل سيد قراره، لتحل محلها تسريبات صحافية تقول إن اللجان المختصة في مجلس النواب ـ وهما لجنتا الشؤون الدستورية والتشريعية والثقافة والإعلام والسياحة ـ وجدت في مشروع القانون عواراً دستورياً، اضطرها لأن تعيده إلى الحكومة مرة أخرى، لكي تتولى ـ بالتعاون مع المحكمة الدستورية العليا ـ التأكد من خلوه من أي خلل دستوري. وكان مشروع قانون الصحافة والإعلام ـ كما يتذكر كل من يعنيهم الأمر ـ مشروعاً لقانون موحد وأحالت الحكومة الأخيرة نص القانون إلى مجلس النواب ثم إلى مجلس الدولة، الذي رأى تقسيمه إلى قانونين، صدر الأول منهما، وهو قانون التنظيم المؤسسي للصحافة والإعلام، ليتضمن المواد الخاصة بتشكيل الكيانات الثلاثة التي أناط بها الدستور تنظيم وإدارة المؤسسات الصحافية والإعلامية، وقرر مجلس النواب تأجيل القسم الثاني من القانون الموحد ليصدر في قانون منفصل باسم قانون «تنظيم الصحافة والإعلام» حتى يتاح لأعضاء الكيانات الثلاثة إبداء الرأي فيه، كما ينص عليه الدستور. وألمح الكاتب إلى أجواء مؤامرة شعر بها الصحافيون والإعلاميون منذ البداية. أما الذي يدعو للعجب فهو أن هناك قانوناً ثالثاً من قوانين حرية الصحافة والإعلام قد ضاع في زحام ملاعيب الحكومة الديمقراطية، خاص بإلغاء العقوبات السالبة للحرية في جرائم النشر». بين الموالسة والمشاغبة «أن تكون صحافيا موالسا تابعا ناقلا لما يملي عليك، ناسخا لبيانات الجهات إياها بدون تدقيق أو تفحيص، ممررا تصريح المسؤول الرفيع بدون مراجعة حتى لو قال «ريان يا فجل»، تنال الرضا السامي وتفتح لك أبواب «السبابيب» و«تاكل ملبن»، كما يرى ذلك محمد سعد عبد الحفيظ في «البديل» وإذ ما قررت الالتزام بالحد الأدنى من قواعد المهنة ونقلت للقارئ ما يجري، ومتى جرى، و«أين، ومن، ولماذا»، فأبشر بالجوع وخراب الديار، أما إذا حدثتك نفسك بأن تكون من الصحافيين المشاغبين أصحاب الرؤى والفكر، وأردت أن تعبر عن مواقفك بكلمة أو هتاف أو لافتة، فلتتبوأ مكانك خلف الشمس. حتى سنوات قليلة توقف تدخل الدولة في المحتوى التي تقدمه المنصات الإعلامية، على الاتصال الذي يتلقاه رئيس التحرير أو من ينوب عنه من بعض الجهات، وتطور الأمر لفرض محظورات أو خطوط حمر تحدد به الأجهزة الأمنية السقف التحريري الذي من المفترض أن تعمل تحته المؤسسات الصحافية مرئية أو مطبوعة. لم تقتنع السلطة الحالية بهذه الطريقة فدائما ما كان تخرج بعض المؤسسات الخاصة عن النص، بأن تتناول قضية أريد لها أن تدفن أو تستضيف مصدرا ممنوعا من الصرف، وهو ما تسبب في غضب رئيس الدولة شخصيا، عبر عن هذا الغضب في أكثر من مناسبة عامة «يابخت عبد الناصر بإعلامه.. وآااااه منكم يا إعلاميين..الخ». ترجمت بعض الجهات ضيق رئيس الدولة من الإعلام الذي التزم معظمه بالخط التحريري الذي يفرضه «رئيس تحرير مصر» إلى خطة هدفها الرئيسي تأميم الإعلام، أي تحويله من إعلام موالس موال إلى إعلام مملوك للدولة بأجهزتها المختلفة. «لا مجال للاجتهاد أو التفلت.. لا نترك منصة تعمل وتنتج محتوى بدون أن تمر من تحت أيدينا.. يجب أن نتحكم في أرزاق الصحافيين والإعلاميين، وليعلموا أن فتح بيوتهم مرهون برضنا عما يقدمون»، كان ذلك هو ملخص «تكليف» صدر، شرعت بعض الجهات في تنفيذه قبل عامين. في البداية دفعت تلك الجهات بعدد من الواجهات لشراء أسهم في مؤسسات قائمة، ومن رفض البيع أو الشراكة ذهب وراء الشمس، إما بإدراج أصحابه على قائمة الكيانات الإرهابية، كما حدث مع شركة «بيزنس نيوز» للصحافة والنشر، التي تصدر عنها جريدتا «البورصة» و«ديلي نيوز» ووضعها تحت تصرف لجنة إدارة أموال الإخوان، أو بحجبها كما حدث مع العشرات من المواقع التي خرجت عن السيطرة، أو بالتضييق عليها إعلانيا كما يحدث مع «المصري اليوم» و«الشروق» و«مصراوي». حتما سيتجاوز الإعلام المصري تلك المرحلة، وسريعا، بعد أن تدرك الدولة حجم الكارثة التي ورطت فيها نفسها، فلا الوزيرة قادرة على إصلاح ما أفسده رجل الأعمال، ولا أبناء صاحبة الجلالة الذين عملوا في بلاط السلطة قادرين على النهوض بتلك «السبابيب». تناسل الأحزاب أما الكاتب الصحافي عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة «الشروق»، فهاجم الأحزاب، السياسية التي تكاثرت وتناسلت بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني ليتجاوز عددها المئة حزب. وقال عماد «ليس لدينا حياة سياسية حقيقية، والأحزاب ورقية وكرتونية». وقال حسين، خلال كلمته في ندوة نادي روتاري هيليوبوليس الشروق حول «دور الروتاري والصحافة والإعلام في المجتمع المدني في مصر»، إن مواقع التواصل الاجتماعي أخذت الشباب إلى واد آخر، مضيفا أن الخصوصية المحلية أصبحت تنسحق أمام العولمة. وأضاف رئيس تحرير جريدة «الشروق» المستقلة أن الإعلام المصري يعيش أصعب الفترات، رغم من دوره الكبير في المجتمع، مشيرًا إلى أن مستلزمات الطباعة زادت بعد تعويم الجنيه المصري، وهو القرار الذي عصف بحياة الأغلبية ودفع بمعظم الطبقات الشعبية تحت سلم الحياة ورفع نسبة الفقراء في المجتمع، واعتبر خبراء في الاقتصاد قرار التعويم اجرأ قرار يقدم عليه رئيس مصري في عالم الاقتصاد، ويجمع الكثير من الخبراء على جدواه على المستوى البعيد». ديمقراطية للضعفاء «بعد قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، عاد الزخم للقضية الفلسطينية أعلى بكثير مما كان قبل ذلك، وقد تجلى هذا الزخم كما يؤكد جمال اسعد في «اليوم السابع» وتلك العودة في نتائج التصويت في مجلس الأمن على مشروع القرار المصري برفض وعدم شرعية قرار ترامب للشرعية الدولية بنسبة 14 ـ 1 وهو الفيتو الأمريكي الذي اعتاد عليه العالم في التصويت لصالح إسرائيل أبدا ودائما، حتى لو كان هذا يتم في مواجهة الرأي العام العالمي بأجمعه.. ولم يقتصر الأمر على التصويت في مجلس الأمن فقط، ولكن، وهذا مهم جدا، كان ذلك الإجماع الذي حدث تجاه القرار ذاته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في مواجهة تسع دول وامتناع خمس وثلاثين دولة عن التصويت، وموافقة مئة وثمان وعشرين دولة في مواجهة وصد قرار ترامب، بل إن هذه النتائج التصويتية، أيا كانت نتائج تحقيقها على أرض الواقع، هي كشف لواقع عالمي جديد، وإسقاط لكثير من الأقنعة الأمريكية الزائفة، وفضح لشعارات ديمقراطية كاذبة، وتأكيد للادعاءات والشعارات التي تزعم التمسك بالشرعية والقانون الدولي. فأمريكا ومنذ عشرينيات القرن الماضي ادعت ولا تزال بأنها مع الحرية «تمثال الحرية»، وأنها مع حق تقرير المصير ومع الديمقراطية، وتم سحق العراق بزعم نشر هذه الديمقراطية الزائفة، وأنها مع حقوق الإنسان «تستغل هذه الورقة للتدخل في شؤون الدول بزعم حماية الأقليات الدينية». هنا تم كشف المكشوف وتعرية المعرى. أمريكا دائما منحازة لإسرائيل، نعم هناك أكثر من 185 قرارا لفلسطين و27 قرارا للقدس، إنها محتلة لا تضم لإسرائيل قبل حل المشكلة برمتها، نعم لا نرى تطبيقا على أرض الواقع لكل تلك القرارات، ولكن الجديد هو ذلك الموقف الدولي المتكامل، والأهم الرفض الشعبي والرأي العام العالمي، الآن سقطت أي مصداقية لأي دور أمريكي يتحدث عن محادثات للسلام». حكامنا يخدعوننا «الإدارة الأمريكية ترى أن الموقف الذي اتخذته العديد من دول العالم، وخصوصاً العالمين العربي والإسلامي، داخل الأمم المتحدة أساسه كما يظن محمود خليل في «الوطن» المناورة على الشعوب. فالحكومات تريد أن تمتص مشاعر الغضب الذي تأجّج لدى العرب والمسلمين، بعد القرار «الترامبي» بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ليس أكثر. والحكومات العربية ربما تكون متفقة على تفسير القرارات الأمريكية الغاضبة في إطار المناورة أيضاً، فعندما تحدثت الولايات المتحدة، على سبيل المثال، عن ضرورة أن تقوم المملكة السعودية برفع الحصار عن اليمن من أجل إدخال المعونات الغذائية والطبية، وهو ما طالبت به إدارة ترامب بعد ساعات من رفض الحكومة السعودية لقرار ترامب، فُهم في الرياض على أنه لا يعدو المناورة، والدليل على ذلك أن الحصار المضروب على اليمن لم يتحلحل حتى الآن. وقس على ذلك القرارات والمناكفات التي أظهرتها الإدارة الأمريكية إزاء عدد من الدول العربية الأخرى. المناورة تبدو مثل «كلمة السر» في تفسير أداء كل من الحكومات العربية والإدارة الأمريكية في التفاعل مع ردود الفعل الغاضبة، التي أبداها الشارع العربي على قرار ترامب. لكن في تقديري أن هذه المنهجية لا تنجح في كل الأحوال، ربما كانت فاعلة ومؤثرة في مواقف أو أحداث معينة، لكنها بالنسبة لمسألة «القدس» لن تكون لها القيمة المتوقعة. الاعتماد على أن الغضب سوف يذوب بمرور الوقت، وأن الشعوب سوف تنسى القرار الذي اتخذه ترامب لتعود المياه إلى مجاريها، ليس وارداً، لسبب بسيط، جوهره أن قرار الاعتراف بالقدس، لو نُسى، سوف تعقبه خطوات أخرى قد تكون أشد وطأة منه، ما يعني استمرار الوجع الشعبي. الشعوب تشعر بإحساسها أن تمرير القرار السيئ الذي اتخذه ترامب يعنى القبول بـ«الأسوأ»، لذلك لن تُجدي معها المناورات». أساطير ساهمنا فيها نبقى مع القضية الأهم حيث يبدو محمد سيف الدولة شديد الغضب في «الشعب»: «إذا كانت إسرائيل دولة مشروعة، وهي ليست كذلك، فإن القدس تصبح عاصمة إسرائيل، وهي بالطبع ليست كذلك. فالرواية الصهيونية المزعومة تنطلق من أن إله اليهود قد وهبهم فلسطين، التي تعيش تحت الاحتلال العربي الإسلامي منذ 1400 سنة. ونجحت الصهيونية كحركة تحرر وطني في تحرير جزء من أرضها المحتلة عام 1948، بعد انتصارها على جيوش الاستعمار العربي مجتمعة، وتحتفل (إسرائيل) بهذا التحرير في عيد تسميه عيد الاستقلال في الرابع عشر من شهر مايو/أيار كل عام. وأنها ستستكمل نضالها لتحرير باقي أرضها المحتلة في يهودا والسامرة ( الضفة الغربية) في بعض الروايات، أو الأرض المحتلة من النيل إلى الفرات في روايات صهيونية أخرى. التحرير والاستقلال عن من؟عن الاستعمار العربي الفلسطيني! وبالتالي حين تأتي أطراف عربية مثل مصر في كامب ديفيد 1978 والسلطة الفلسطينية في اتفاقية أوسلو 1993، والأردن في وادي عربة 1994، وتعترف بشرعية دولة إسرائيل، وبحقها أن تعيش آمنةً داخل حدود أرض فلسطين التاريخية، فإنها إنما تعترف بالرواية الصهيونية المزعومة وتتبناها، ومن ثم لا يتبقى لها أي منطق أو مبدأ يفيد بأن أرض 1967 هي أرض فلسطينية، أو أن القدس عربية أو إسلامية، لأن إله اليهود حين وهبهم هذه الأرض منذ آلاف السنين، لم يفرق بين أراضي 1948 وأراضي 1967، ولا بين القدس الغربية والقدس الشرقية، التي لم تكن موجودة حينذاك! ولذا فإنه لو ضاعت القدس ـ لا قدر الله ـ فإن أول من أضاعها في الحقيقة، هم أولئك الذين فرطوا وتنازلوا عن الأرض العربية للكيان الصهيوني واعترفوا بشرعية إسرائيل». السيسي يبحث عن دعم للمشروعات القومية من أموال الأوقاف والإعلام المصري يعيش أصعب فتراته حسام عبد البصير |
قدس الابتزاز Posted: 27 Dec 2017 02:21 PM PST كم من المليارات يساوي الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل. هذا سؤال في محله عندما يقرر دونالد ترامب أن الاعتراف ليس سياسة بل صفقة، بموجبها من لا يعترف بالقدس ستسحب منه مخصصات المساعدة الأمريكية. في الشرطة كان سيسمون صفقة كهذه ابتزازا تحت التهديد، وفي الوضع الأقل سوءّا فإن تهديد ترامب يمنح القدس مكانة العروس القبيحة، التي يفرض والدها على الجميع الزواج منها كي يستطيعوا مواصلة الحصول على مخصصاتهم الضرورية منه. ولكن هذه المخصصات لم تقنع الفلسطينيين، ولم ينفعل منها أيضا المصريون (الذين يحصلون على مساعدة تبلغ 1.3 مليار دولار) والأردن (زبون يحصل على مبلغ 1.2 مليار دولار) ودول عربية وأوروبية وآسيوية وجنوب أمريكية، التي اعتبرت عرض الرشوة والابتزاز الأمريكي في الأساس إهانة إسرائيل مسؤولة عنها. عندما شكلت الولايات المتحدة التحالف الدُّولي الغربي لمحاربة داعش، لم تهدد بهذا الشكل دولّا من أجل إجبارها على الانضمام للتحالف. وهذا الابتزاز الآن لا تستطيع كما هو معروف أن توجهه ضد الدول الغنية مثل السعودية ودولة اتحاد الإمارات أو قطر التي تستضيف القاعدة الأمريكية الأكبر في الشرق الأوسط. الفتوات كما هو معروف أقوياء على الضعفاء. إسرائيل بصفتها جندية مخلصة في جيش ترامب حصلت على المطلوب، لكن الرئيس الأمريكي رتب لها أيضا شبكة علاقات بالإكراه مع الدول التي تخشى من فتوة الحارة. الأخطر من ذلك هو أن الرئيس الذي يستخدم الابتزاز بالتهديد يمهد الطريق لرؤساء أمريكيين في المستقبل للامساك بالعصا الثقيلة نفسها، التي ستكون موجهة بالذات ضد إسرائيل. وماذا ستقول إسرائيل إذا قرر رئيس أمريكي بعد ست سنوات (أو سنتين إذا لم يتم انتخاب ترامب مرة أخرى) تبني فكرة ترامب ويطلب منها الاعتراف بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وإلا فإنه سيقلص المساعدة التي تتلقاها وسيتم تجميد التعاون الأمني معها؟ عندما شد الرئيس براك أوباما قليلا حدود علاقاته مع إسرائيل، سارع بنيامين نتنياهو ونفتالي بينيت إلى تهدئة الجمهور بقصص تقول إن إسرائيل تستطيع الوجود أيضا إذا فرضوا عليها المقاطعة، لأن الهاي تيك في إسرائيل يشغل التكنولوجيا المتطورة في كل دول العالم. إن قصصا كهذه لم تعد تقنع الجمهور في إسرائيل. ولكن لا يجب الذهاب بعيدا حتى النهاية من أجل معرفة أن إسرائيل تحولت إلى أداة في منافسة لي الأيدي بين عدد كبير من دول العالم والولايات المتحدة. لقد منح ترامب إسرائيل مكانة المستشارة في شؤون النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وهي مكانة مهمة جدا في المافيا، لكنها أيضا مكانة تجذب اليها النار عندما يريدون إرسال رسالة إلى الزعيم. لو أن ترامب استخدم مكبس الضغط الخاص به على إسرائيل لإقناعها بإجراء المفاوضات مع الفلسطينيين مقابل الاعتراف بالقدس، ولو أنه قام بعقد مؤتمر من أجل طرح خطة سياسية أمريكية، ولو أنه قام بتجنيد تحالف دُولي لبرنامج سياسي ولم يتوقف عند القدس، لكان يمكن أن يربح كثيرا. ولكنه فقط عرض قطعة حلوى على إسرائيل ولم يقدم أي شيء للفلسطينيين. صحيح أن رد محمود عباس بأنه لن يوافق بعد ذلك على أي اقتراحات أمريكية لأن واشنطن لم تعد وسيطا نزيها، يثير الشفقة. لم يكن لمحمود عباس أية مشكلة في الاعتراف بغرب القدس كعاصمة لإسرائيل حيث أنه أعلن قبل نحو أسبوعين بأنه «لا يوجد سلام ولا أمن من دون القدس الشرقية كعاصمة لفلسطين». الرئيس الفلسطيني كان يمكنه، وبضمير وطني نقي، الانضمام والقول إن غرب القدس هي عاصمة إسرائيل وشرق القدس هي عاصمة فلسطين، لكن ليس هذا هو الأساس. قرار ترامب والهزيمة القاسية في الأمم المتحدة أبقت إسرائيل مع «القدس في يد ولا شيء في الأفق». تسفي برئيل هآرتس 27/12/2017 قدس الابتزاز التهديد الذي استخدمه ترامب من أجل تأييد تصريحه يمكن استخدامه ضد إسرائيل صحف عبرية |
دلالات «تقاعد» ثلاثة أمراء من «الجيش الأردني»: مساحة أوسع لـ «ولاية العهد» وجرعة أكبر لدعم «إعادة الهيكلة» Posted: 27 Dec 2017 02:20 PM PST عمان – «القدس العربي» : لا بد من النظر إلى الغطاء الذي وفره العاهل الأردني الملك عبد الله لإحالة ثلاثة من أبرز الأمراء على التقاعد من الجيش باعتباره مؤشراً حيوياً ليس فقط على تلك التغييرات الهيكلية المثيرة التي ينتجها او ستنتج عن برنامج إعادة الهيكلة. ولكن أيضاً وهو الأهم على توفر القوة الدافعة والمسوغ الدُّولي والإقليمي لتغييرات أوسع وأشمل في المستقبل الوشيك قد تطال الهيكل الإداري وخريطة النخبة والأكثر إثارة أنها قد تطال ما يصفه وزير البلاط الأسبق الدكتور مروان المعشر في طبيعة وكيفية إدارة الأمور. قرار إحالة ثلاثة أمراء برتب عالية من القوات المسلحة أعقبه رسالة ملِكية تشكر المعنيين على جهدهم ودورهم وتربط المسألة إداريا بمشروع إعادة الهيكلة. لكنه في الوقت ذاته قرار قد يفسح المجال لاحقاً لمؤسسة ولي العهد تحديداً الأمير الحسين بن عبد الله بعدما تخرج من الكلية العسكرية البريطانية العريقة ساندهيرست وإن كان يمنح في الوقت نفسه رئيس الأركان الجنرال محمود فريحات مساحة أوسع وأكثر حرية في إدارة العمل بأهم المؤسسات السيادية إلى أن تنجز ملامح إعادة الهيكلة تماماً. امتثال الأمراء الثلاثة فيصل بن الحسين وعلي بن الحسين وطلال بن محمد للقرار أظهر تلك الجرعة المأمولة في وحدة الأردنيين في المرحلة الحساسة إقليمياً خصوصاً أن الأمراء الثلاثة حظوا برتبة شرف متقدمة بقرار ملكي بعد انتهاء واجب خدمتهم. إذاً الأردنيون موحدون خلف مؤسستهم الملِكية.. هذا تحديداً ما يوحي به قرار تقاعد الأمراء الثلاثة. وهو قرار لا يمكن قراءته بطبيعة الحال بعيداً عن مشروع إعادة الهيكلة ويضفي ملامح جدية وصارمة على هذا المشروع الذي تعتبره مصادر «القدس العربي» الخاصة متطلباً إصلاحياً ليس في إطار تخفيض النفقات فقط ولكن في إطار البقاء ضمن نمط التحالفات الاستراتيجية الأردنية مع دول محورية كبرى في المجتمع الدُّولي تدعم إعادة الهيكلة أصلاً. هنا تحديداً ثمة ما يؤشر إلى دعم بريطاني مبرمج لخطط إعادة الهيكلة التي ستطال لاحقاً الأجهزة الأمنية أيضاً لمصلحة التحديث والترشيق والعمل النوعي والكمي. يضرب القصر الملكي مثلاً بأبرز ثلاثة من الأمراء يخدمون في هيكل الجيش قبل الانتقال إلى الخطوات التالية في إعادة الهيكلة والرسالة هنا تقول بوضوح إن مركز ثقل القرار بدأ عندما تعلق الأمر بهيكلة مؤسسة الجيش بأبرز رموزه وهي حجة يمكن أن تقام لاحقاً على من ينتقد إعادة الهيكلة أو يسترسل في التخويف من دوافعها ونتائجها. لا علاقة خلافاً لبعض التحليلات السطحية قد لا توجد علاقة مباشرة بين تنفيذ التوصية الأولى بمشروع إعادة الهيكلة والتطورات السياسية الحادة في المنطقة وإن كانت مؤسسة ولاية العهد بدأت تفرض بصماتها وتحتاج لمساحتها الخاصة في مختلف الهياكل لطمأنه الأردنيين وبث الثقة فيهم على مستقبل مؤسساتهم. الجنرال فريحات طرح بدوره وفوراً رسالة موازية تنسجم مع تقدير المؤسسة المرجعية للإدارة المركزية التي تطمئن الأردنيين فقد نشرت له صورة وهو يجري تفتيشاً مفاجئاً في اليوم التالي لإحالة الأمراء الثلاثة على التقاعد بمرافق مستشفى عسكري يحمل اسم الأمير طلال. وبدت الخطوة إصلاحية هيكلية تماماً ودفعت الرأي العام للأمل بخطوات جديدة على صعيد إعادة إنتاج هيكلة مؤسسات الدولة برمتها. وإن كانت تداعيات إعادة الهيكلة وسط الجمهور لازالت تثير الغموض حيث يعتقد أن لها بعض التداعيات والتأثيرات السياسية التي ترقب بعضها مثلاً التيار الإسلامي تحديدا لأنها قد تحدث تغييرات أفقية في تحالفات الدولة والمجتمع يمكن أن تكون مفيدة في فتح صفحة جديدة وفقا لما فهمته «القدس العربي» مباشرة من الرجل الثاني في تنظيم الإخوان المسلمين الشيخ زكي بني ارشيد الذي وغيره من أقطاب المعارضة الإسلامية لديهم تصور تكتيكي لعلاقة إيجابية مع الدولة والنظام قد تصبح حاجة موضوعية للطرفين عندما تبدأ مرحلة احتواء تداعيات إعادة الهيكلة. توقيت ضخ جرعة دعم كبيرة لمشروع إعادة الهيكلة بإحالة ثلاثة من الأمراء الكبار على التقاعد عنصر آخر لا بد من التوقف عنده والتأمل في تفاصيله. ويمكن هنا ببساطة ملاحظة ولادة هذه الجرعة في الوقت الذي فرض فيه قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص القدس دعوات لتغيير هيكلي ونخبوي جذري وعميق في الخريطة الأردنية المحلية. هذه الدعوات تستند إلى الافتراض بأن الاستمرار مع طاقم الحكم والإدارة العليا الحالي يبدو مهمة شبه مستحيلة اليوم، الأمر الذي بدأ يقود فعلاً إلى مطالبات جماهيرية أحياناً وإعلامية أحياناً أخرى بمعالجة أزمة الأدوات والانتقال إلى مواجهة تحديات المرحلة خصوصاً مع إسرائيل والسعودية والطموح الإيراني في المنطقة برموز وطاقم أكثر خبرة ويبتعد عن البقاء في دائرة ومستوى الإعلاء من شأن التكنوقراط ومن يطلق عليهم المعشر اسم «الشخصيات التنفيذية». وفي الوقت الذي ينتبه فيه الجميع إلى أن إعادة الهيكلة في المؤسستين العسكرية والأمنية يسبق عملياً التطورات السياسية الإقليمية الأخيرة لا بد من التثبت بأن التسريع بإنجازه عبر رسالة قوية ومحكمة أحالت على التقاعد ثلاثة أمراء كبار يتهيأ في الوقت ذاته وبصورة مرجحة إلى وضع سياسي او جيوسياسي متوقع ووشيك. صعوبة في تأثيرات الجرعة نفسها لا بد من التماس صعوبة إكمال المواجهة في المشهد الإقليمي مع بقاء الحكومة الحالية برئاسة الدكتور هاني الملقي وهي بكل حال حكومة أنجزت المطلوب الأساسي منها وتستطيع الرحيل بعد إقرار مجلس النواب للموازنة المالية. مستقبل الحكومة القريب غامض اليوم وثمة ملفات مهمة ومن دون هيكلة علنية سحبت من شخصيات بارزة ونافذة في مكتب الملك والديوان الملِكي حيث تقلص دور بعض الأشخاص لمصلحة غيرهم وحيث يستعد رئيس الديوان الملِكي الدكتور فايز الطراونة للسفر إلى الخارج في رحلة علاجية بعد إجازة قد تطول. وحيث وهذا الأهم الحاجة ملحة لرؤية وجوه جديدة او قادرة على التفاوض وتمتلك مهارة تناسب الاصطفافات الإقليمية الجديدة في مراكز الإدارة العليا. دلالات «تقاعد» ثلاثة أمراء من «الجيش الأردني»: مساحة أوسع لـ «ولاية العهد» وجرعة أكبر لدعم «إعادة الهيكلة» تحريك ملفات في الديوان الملِكي وإرتفاع التكهن بـ «رموز» جديدة… ومصير حكومة الملقي «غامض» بسام البدارين |
سياسيون وبرلمانيون يطالبون بالكشف عن «الدور الإماراتي» في تونس Posted: 27 Dec 2017 02:20 PM PST تونس – «القدس العربي»: طالب سياسيون وبرلمانيون بالكشف عن «الدور الإماراتي» في تونس، متهمين أطرافا سياسية بخدمة مصالح أبوظبي في البلاد، وذلك على خلفية الأزمة المستمرة بين البلدين في إثر منع مسافرات تونسيات من الصعود على متن طائرة شركة الخطوط الإماراتية. واعتبر رياض الشعيبي رئيس حزب «البناء الوطني» أن الإمارات حاولت منذ البداية إجهاض «الربيع العربي» في كل من تونس وليبيا ومصر، مشيرا إلى أنها حاولت في البداية التأثير في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان السابق) عام 2011، «لكن هذه المحاولة باءت بالفشل برغم ما تسرب من إشاعات حول ضغط بعض الجهات الداخلية والخارجية لإلغاء النتائج وتسلم الجيش للسلطة، وربما يبقى هذا السيناريو هو المفضل لأقطاب الثورة المضادة». وأضاف عبر صفحته على موقع «فيسبوك»: «لم ينته المسعى الإماراتي عند هذا الفشل، بل جعل من اختراقه لحزب نداء تونس وضخه أموالا مشبوهة لهذا الحزب ولبعض اللوبيات المرتبطة به أداته المثلى لمحاولة القضاء على كل نَفَسٍ تحرري في البلاد. فزيارات بعض قادة النداء لأبوظبي مرات عديدة ترك اسئلة عدة معلّقة حول تفاصيل التدخل الإماراتي في تونس. كما أن مليوني دولار شهريا كانت تنتقل من أبوظبي الى حساب إحدى القنوات التلفزية التي تحولت بسرعة من حالة العجز والإفلاس الى واحدة من أقوى وسائل الإعلام تاثيرا في المشهد السياسي التونسي. طبعا هذا فضلا عن الهبات السخية التي كانت تصل منظمة وطنية مناضلة تحت مسمى اتفاقيات التعاون مع صندوق تمويل إماراتي يشرف عليه شخص فلسطيني ألماني. أما السيارات الفارهة والمصفحة التي تسلمها رئيس نداء تونس حينها وبعض رؤساء الأحزاب الآخرين فحدث ولا حرج». كما أشار إلى أن أبوظبي أنفقت أكثر من خمسة ملايين دولار في انتخابات 2014 للتأثير في الرأي العام التونسي وترجيح كفة أطراف مقربة منها، «وقد نجح هذا التدفق الكثيف (للأموال الإماراتية) في أن يصنع في تونس الثورة أكبر ظاهرة تحايل تعرفها البلاد في تأريخها. فأعداء الشعب الذين ثار عليهم لأنهم سرقوا فرصته في الحياة وحقه في العيش الكريم، تحولوا تحت إيقاع تزييف الوعي الى أصحاب سلطة شرعية ومن خلال العملية الديمقراطية ذاتها». وأضاف «لقد نجح المال الإماراتي الملوث بالخيانة والتآمر في أن يصنع انقلابا ناعما في تونس بعد الانقلاب الخشن في مصر. ومع مطلع 2015، بدأت الخلية الإماراتية تتأهب للخطوة التالية: تصفية الثورة التونسية نهائيا مقابل وعود سخية لانجاح منظومة الحكم العائدة لتوها من رحلة التيه». فيما انتقد عدد من السياسيين بعض الأحزاب التونسية «المحسوبة على أبو ظبي»، حيث تساءل هشام عجبوني القيادي في حزب «التيار الديمقراطي»:»لِمَ طلب سفير الإمارات من المدير التنفيذي لنداء تونس حافظ قايد السبسي التقارب مع مشروع محسن مرزوق (رئيس حركة مشروع تونس)؟ ولِمَ قام مرزوق بمقابلة محمد دحلان؟». وأضاف «كل تدوينة أو كل تصريح قام به محسن مرزوق بعد فضيحة منع التونسيات من السفر على الناقلات الجوية الإماراتيّة، زاد من فضحه و توريطه! هو كعادته استعمل تكتيك التّعويم الذي يتميّز فيه، وتفادى إدانة الحكومة الإماراتيّة وتبنّى موقف رئاسة الجمهورية الذي سوّقت له سعيدة ڤرّاش في جولة إعلاميّة مكّوكيّة والذي كان أقرب لتبرير القرار المهين من إدانته! الجانب الإيجابي لقرار الإمارات هو فضح الأحزاب والسياسيين وسقوط أقنعتهم نهائيا!». وقالت سامية عبّو النائبة عن الحزب ذاته إن أحد الأحزاب «الممولة» من الإمارات «يخجل» من إدانة قرار منع التونسيات من دخول الإمارات، داعية القضاء إلى فتح تحقيق حول «تخابر بعض الأطراف التونسية مع دولة الإمارات». وكان الداعية المعروف بشير بن حسن دعا إلى «قطع أذرعة الإمارات ومن يمثلها بالوكالة في تونس وليبيا واليمن ومصر واجب وطني وديني وإنساني حيث أن دمار تلك الدول اليوم بسببهم»، مشيرا إلى أن «طرد السفير الاماراتي بات مُلِحًّا حفاظا على السيادة الوطنية وهيبة دولتنا بل فرض تأشيرة على الإماراتيين لدخول تونس في غير خطوطهم». وكانت مصادر إعلامية تحدثت مؤخرا عن زيارة محمد دحلان القيادي السابق في حركة «فتح» الفلسطينية، ومستشار ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد والملقب بـ»عرّاب الثورات المضادة للربيع العربي» إلى تونس ولقائه رؤساء عدد من الأحزاب على غرار محسن مرزوق الأمين عام لحركة «مشروع تونس» وياسين إبراهيم رئيس حزب «آفاق تونس» وعبير موسى رئيسة «الحزب الدستوري الحر»، إلا أن هذه الشخصيات أصدرت لاحقا بيانات عدة تنفي هذا الأمر. سياسيون وبرلمانيون يطالبون بالكشف عن «الدور الإماراتي» في تونس حسن سلمان: |
أسرة الشاعر الموريتاني ولد بونا تطالب بتوضيح قضية اعتقاله Posted: 27 Dec 2017 02:20 PM PST نواكشوط-«القدس العربي»: لا تزال قضية اعتقال الشاعر الموريتاني عبد الله ولد بونا في أبو ظبي وتسليمه للسلطات الموريتانية محل حيرة وتساؤل كبيرين حيث لم تعط السلطات الإماراتية والموريتانية أي توضيح عن قضيته برغم مضي أسبوعين على ترحيله من أبو ظبي إلى نواكشوط. وأكدت مصادر صحافية موريتانية «أن السلطات الإماراتية خصصت يوم 21 كانون الأول/ ديسمبر الجاري رحلة من أبو ظبي إلى نواكشوط لنقل الشاعر ولد بونا وتسليمه للأمن الموريتاني». وأشار موقع «أنباء أنفو» الإخباري الموريتاني «أن الشرطة الموريتانية نقلت الشاعر المعتقل إلى مفوضية للشرطة في العاصمة نواكشوط بعد ان أمضى خمسة أيام محتجزا في مكان مجهول لم يسمح لأحد من أفراد عائلته بمقابلته». وأوضح الموقع «أن خطوات قد قطعت داخل الجمعية الوطنية الموريتانية لاستدعاء وزير الداخلية أحمدو ولد عبد الله أمام البرلمان لمساءلته عن مصير الشاعر الموريتاني عبد الله ولد بونا والأسباب التي دفعت جهاز الأمن الإماراتي للقيام بتوقيفه في ظروف غامضة ثم تسليمه إلى جهاز الأمن الموريتاني من دون ترتيبات قضائية». وكانت أسرة الشاعر الموريتاني المعارض عبد الله ولد بونا قد طالبت الاثنين السلطات الموريتانية بالكشف عن مكانه وتمكين ذويه وموكليه من الاتصال معه». وأكدت الأسرة في بيان وزعته حول هذه القضية «أن ابنها الشاعر عبد الله ولد بونا المقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ ما يقارب ثلاثين سنة، اختفى صباح يوم العاشر من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، وتم ترحيله إلى موريتانيا بناء على طلب من الحكومة الموريتانية التي استلمته يوم الخميس الماضي». وحملت أسرة ولد بونا «الجهات المعنية في موريتانيا كامل المسؤولية عن سلامته ووضعه في ظروف قانونية ملائمة»، مبرزة «أنها لم تتلق حتى الآن أية معلومة رسمية عن مكان وجوده والتهمة التي أدت لاعتقاله». وينشط الشاعر المعارض الموريتاني عبد الله ولد بونا بشكل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، وهو صاحب مجموعة "الباقيات الصالحات" المخصصة لتسجيلات صوتية واسعة الانتشار في موريتانيا عبر تطبيق "الواتساب". وجاء اعتقال الشاعر المعارض في إثر تداول واسع في موريتانيا لرسائل صوتية ضمن مجموعة "الباقيات الصالحات" على "الواتساب" بصوت الشاعر عبد الله ولد بونا هاجم فيها بشدة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز وطالب بإسقاطه. وكان الشاعر عبد الله ولد بونا من داعمي الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في انقلابه العسكري يوم السادس من آب/ أغسطس 2008، ولكنه غير ولاءه للنظام في الفترة الأخيرة، وبدأ ينتقد نظام الرئيس ولد عبد العزيز بقوة وحدّة من خلال تسجيلات متداولة بشكل واسع على "الواتساب". وسبق لدولة الإمارات العربية المتحدة أن سلمت للعدالة الموريتانية عدة مطلوبين موريتانيين ضمن التعاون الأمني بين البلدين. أسرة الشاعر الموريتاني ولد بونا تطالب بتوضيح قضية اعتقاله استغراب لتسليمه من شرطة أبو ظبي ومساءلة وزير الداخلية عنه |
يلدريم يلتقي ملك وولي عهد السعودية في ذروة الحرب الإعلامية بين البلدين Posted: 27 Dec 2017 02:19 PM PST إسطنبول ـ «القدس العربي»: أجرى رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أمس الأربعاء، مباحثات مع ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان، وذلك بالتزامن مع ذروة الحرب الإعلامية بين البلدين وتصعيد وسائل الإعلام السعودية هجومها، الأربعاء، على تركيا والرئيس رجب طيب أردوغان. وبعد أن كانت الزيارات الرسمية التركية إلى المملكة خلال العامين الأخيرين تتمتع بزحم كبير من الاهتمام وتضمن وفوداً على أعلى المستويات، لم يرافق يلدريم في هذه الزيارة إلى الرياض سوى نائبه هاكان جاويش أوغلو، ووزيرة العمل والضمان الاجتماعي، ووزير الصحة، في تمثيل هو الأقل غاب عنه وزير الخارجية ورئيس أركان الجيش الذين شاركوا في جميع الزيارات السابقة. وخلال الأيام الأخيرة تصاعد التوتر بين تركيا والسعودية وعلى الرغم من عدم وجود تصريحات رسمية من الطرفين إلى أن وسائل الإعلام من الطرفين دخلت في حرب مفتوحة لم يسبق لها مثيل تصاعدت في الإعلام السعودي خلال الساعات الأخيرة، رغم زيارة يلدريم. وعقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل دعا أردوغان لقمة إسلامية طارئة في إسطنبول في خطوة رأت فيها المملكة محاولة لتزعم العالم الإسلامي وهو ما دفع الرياض للاكتفاء بوزير الشؤون الإسلامية ممثلاً لها في القمة التي خصصت لمناقشة ملف القدس. وأعقب ذلك تصاعد الأزمة بين تركيا والإمارات أبرز حلفاء المملكة على خلفية إعادة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد نشر تغريدة اعتبرت مسيئة لتركيا وأردوغان والدولة العثمانية ودفعت الأزمة الإعلام والمغردين السعوديين إلى الوقوف إلى جانب الإمارات التي شنت هجوماً إعلامياً واسعاً على تركيا. وفي آخر محطات التوتر بين البلدين، رأت السعودية في زيارة أردوغان قبل يومين إلى السودان وتخصيص جزيرة «سواكن» لتركيا، والأنباء عن احتمال بناء قاعدة وميناء عسكري تركي في السودان على السواحل المقابلة للسعودية خطوة موجهة ضدها أثارت مخاوف وغضب المملكة. وحسب بيان رئاسة الوزراء التركية، فإن «يلدريم والعاهل السعودي أكّدا على أهمية وضع القدس، ووجوب تحرّك العالم الإسلامي معا لحماية حقوق الشعب الفلسطيني»، وأشارا «إلى اعتبار قبول الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار القدس على أنه رسالة قوية من المجتمع الدولي». كما تناول الجانبان العلاقات الثنائية، و«جرى التأكيد على الأهمية التي توليها أنقرة للعلاقات مع المملكة أهم دول الشرق الأوسط ومنطقة الخليج، التي تربطها علاقات بشرية ودينية وتاريخية متجذرة مع تركيا». ولفتت المصادر التركية إلى أن «العاهل السعودي أعرب عن ترحيبه بزيارة رئيس الوزراء التركي إلى بلاده، وأكّد بأنّ المملكة تولي اهتماما لاستمرار التشاور والتعاون مع تركيا». وعلى الرغم من العبارات الدبلوماسية التي صاغتها البيانات الرسمية، إلا أن الحال كان على النقيض تماماً في وسائل الإعلام السعودية ومنها صحيفة عكاظ المحسوبة على ولي العهد محمد بن سلمان والتي هاجمت، الأربعاء، تركيا وأردوغان بلغة حادة غير مسبوقة. ونشرت عكاظ، الأربعاء، مقالاً للكاتب السعودي هاني الظاهري، تحت عنوان «جدك حرامي يا فخامة الرئيس» قصد به أردوغان، ووصف القائد العثماني فخر الدين باشا الذي فجر الأزمة مع الإمارات بأنه «إرهابي» واستخدم مصطلح «المشروع التركي الاستعماري». كما نشرت الصحيفة مقالاً آخراً تحت عنوان «التاريخ الشعبي السعودي للاحتلال العثماني»، وصفت فيه الكاتبة «مي خالد» فخر الدين باشا بأنه «سارق وصاحب تاريخ دموي»، واعتبرت أن «روح فخر الدين باشا قد تلبست أردوغان»، على حد وصفها. الصحيفة ذاتها التي وصفت أردوغان، الأحد، بأنه «حفيد باشا تركي أحرقه السودانيون»، حذرت الأربعاء مما قالت إنها «أطماع تركية في القارة السمراء»، واعتبرت أنه «كشفت هذه الأطماع عن الوجه الحقيقي لأردوغان في التمدد والتوسع على طريقة نظام الملالي»، واعتبرت الاتفاقيات الأخيرة بين تركيا والسودان أنها تشكل خطراً على السعودية ومصر والأمن العربي، على حد وصفها. وبعد ما كان التصعيد محصوراً مع الإمارات، توسع لتتصدر السعودية المشهد في مشهد يوحي بمزيد من التصعيد خلال الفترة المقبلة، عقب فشل كل محاولات التقارب والتعاون بين البلدين على مدى السنوات الماضية بسبب الاختلاف الكبير في مواقف البلدين حول ملفات جوهرية في المنطقة. والثلاثاء، أرسل الجيش التركي تعزيزات عسكرية جديدة من الجنود والآليات العسكرية إلى القاعدة العسكرية التركية في قطر، وهي خطوة أخرى اعتبرها مغردون سعوديون موجهة ضد المملكة، فيما جدد السعوديون دعواتهم لمقاطعة تركيا ووقف السياحة على أراضيها. وكتب المغرد السعودي الشهير «مجتهد» على تويتر: «من مهمات اللجنة السعودية الإماراتية المشتركة التي أعلنت قبل أسبوعين حملة إعلامية سياسية استخباراتية ضد تركيا»، مضيفاً: «نشاط الذباب الالكتروني والإعلام السعودي الإماراتي هو بدايتها ترقبوا مغامرات أمنية غبية مثل محاولات اغتيال ضد قيادات تركية ومغامرات سياسية مثل قطع العلاقات أو منع السفر». يلدريم يلتقي ملك وولي عهد السعودية في ذروة الحرب الإعلامية بين البلدين عشرات المقالات تهاجم تركيا وأردوغان بشكل غير مسبوق إسماعيل جمال |
عشراوي لـ «القدس العربي»: واشنطن تستخدم وسطاء وتحاول عزل وتهديد وتغيير القيادة الفلسطينية ردا على نجاحها بتغيير قواعد اللعبة في الأمم المتحدة Posted: 27 Dec 2017 02:18 PM PST رام الله – «القدس العربي»: نفت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ما تناقلته الصحف العبرية عن محاولات أمريكية لاستعادة الحوار مع القيادة الفلسطينية، بعد انقطاع الاتصالات إثر قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إلى المدينة المقدسة. وكانت تقارير إسرائيلية قد قالت إن هناك مساعي من قبل الإدارة الأمريكية لاستعادة الحوار مع الفلسطينيين عبر اتصالات مباشرة وغير مباشرة من خلال روسيا والصين. وأوردت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية ان الادارة الامريكية تتفاوض مباشرة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإقناعه بالعودة إلى العملية السياسية. ونقلت الصحيفة عن مصدر فلسطيني قوله «إن محادثات تجري مع الولايات المتحدة من خلال دول كبرى، وإن القيادة الفلسطينية تلقت رسائل من واشنطن تطالب بالعودة الى المسار الديبلوماسي وان قضية القدس ستقرر في المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين». واعتبر المصدر ان الفلسطينيين يفهمون تماما نية الإدارة الأمريكية لفرض ترتيبات مؤقتة وجزئية لا تفي بالحقوق الوطنية الفلسطينية، وان الإسرائيليين يريدون الاستفادة من الوضع القائم في الأسابيع الأخيرة من أجل تثبيت المستوطنات في الضفة الغربية بما فيها القدس في أي تسوية مستقبلية لكن المصدر قال إنه على الرغم من معرفة الجانب الفلسطيني لحقيقة سعي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفريقه من أجل تعزيز الخلافات الفلسطينية الأمريكية، إلا أنه ليس من المتوقع عودة القيادة الفلسطينية للحوار مع إدارة ترامب، ولا توجد نية لدى الفلسطينيين للعودة للعملية السياسية التي ترعاها الولايات المتحدة. عشراوي: واشنطن تستخدم وسطاء للضغط وقالت حنان عشراوي إن الخطة الإسرائيلية واضحة منذ البداية، لكن الآن تم تسريعها وتكثيفها، وهي تتمة للمشروع الصهيوني والقائم على تصفية القضية الفلسطينية وفرض إسرائيل الكبرى على الأرض. وأضافت «إن أردنا أن نعيش فيما تسميه إسرائيل التجمعات السكانية الفلسطينية مثل رام الله ونابلس وجنين وبيت لحم وجزء من الخليل فإننا نستطيع العيش فيها لكن تحت السيادة الإسرائيلية وبدون أية سيادة، وهذا المخطط الذي تريده إسرائيل، ويتم بتشجيع من الولايات المتحدة بعد قرار ترامب الأخير الذي أطلق اليد لإسرائيل لتفعل ما تشاء دون أي وجل». أما على صعيد الولايات المتحدة، وتحديدًا إدارة الرئيس دونالد ترمب، فإنها لم تعتد أن يقول لها أحد «لا»، وتواصل الحديث عن خطة للسلام لكنها ليست جاهزة بعد، «وهي لم تعرضها على أحد بصراحة سوى بعض الخطوط الرئيسية لبعض الدول العربية وهي ليست رؤية للحل بالنسبة لنا طالما لا تحترم القانون الدولي، وليس فيها أي نوع من العدالة أو احترام الحقوق الفلسطينية». وكشفت في تصريح لـ «القدس العربي» أن «أمريكا ليست هي من تحاول الحديث إلى الفلسطينيين وإنما تستخدم وسطاء لذلك، لكن ليس للحديث معنا وإنما لممارسة الكثير من الضغط على القيادة الفلسطينية، لأن هذه الإدارة تعلم جيدًا أنه بدون فلسطين لن يكون هناك حل». وقالت إن أمريكا وإدارتها تريدان فلسطين ضعيفة وقيادة تركع له، ويريد ترامب استخدام كافة أدوات الضغط لتنفيذ خطته والحل الذي وعد به لصالح إسرائيل على حساب فلسطين. وأضافت «لكن ما حدث عندما ذهبنا إلى الأمم المتحدة نجحنا بتغيير قواعد هذه اللعبة، نجحنا نحن الذين نعيش تحت الاحتلال والشعب المحروم من كافة حقوقه نجحنا بعزل الدولة العظمى وهذه ليست مزحة بالنسبة للأمريكيين». وقالت إن الولايات المتحدة سترد على هذه الصفعة الفلسطينية بطرق متنوعة، بعض منها محاولة ضغط وابتزاز، ومنها محاولة عزل ومحاولة تهديد وتغيير، والتدخل في الوضع الداخلي الفلسطيني. ونحن ننتظر حدوث كل ذلك كردة فعل على خطوة الأمم المتحدة. وبالنسبة للوضع العربي أكدت أن الفلسطينيين بحاجة لوقفة عربية قوية مع الفلسطينيين وموقفهم مما جرى بعد القرار الأمريكي، وبحاجة لتنفيذ كافة القرارات العربية التي اتخذت دعماً للفلسطينيين، وأهمها توفير شبكة أمان مالية عربية حسب مقررات القمم العربية بدءًا من قمة بيروت، كي نستطيع مواصلة المواجهة. عشراوي لـ «القدس العربي»: واشنطن تستخدم وسطاء وتحاول عزل وتهديد وتغيير القيادة الفلسطينية ردا على نجاحها بتغيير قواعد اللعبة في الأمم المتحدة فادي أبو سعدى: |
المطران حنا لرؤساء كنائس العالم: بدفاعكم عن القدس تدافعون عن المسيحية في مهدها وعن قبرها المقدس Posted: 27 Dec 2017 02:18 PM PST الناصرة – «القدس العربي»: ناشد سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في حديث تلفزيوني لقناة رومانية أمس كنائس العالم بأن تعبر عن وقوفها وتضامنها وتعاطفها مع الشعب الفلسطيني ومع مدينة القدس بشكل خاص. وقال إن هذه المدينة تحتضن أهم مقدسات المسيحيين وتراثهم الإنساني والروحي والوطني. ووجه حنا التحية من رحاب القدس إلى كافة الدول العالمية التي وقفت الى جانب فلسطين وعبرت عن تضامنها مع القدس وانحيازها للهوية الحقيقية للمدينة المقدسة، وذلك أثناء التصويت الأخير في الأمم المتحدة. وأعرب عن امتعاضه وألمه من امتناع بعض الدول عن التصويت كرومانيا، مؤكدا انه موقف غير مبرر وغير مقبول. كما قال المطران في كلمته بأنه من واجب كافة الكنائس المسيحية العالمية ان تقول كلمتها حول ما يحدث في مدينة القدس المحتلة وبشكل واضح. وتابع «لا نريد لغة دبلوماسية التي في كثير من الأحيان تأتي للتغطية على الموقف الواضح والصريح الذي يجب ان يتخذ». وتساءل محذرا من انه إذا لم تقم القيادات الروحية المسيحية في العالم بدورها تجاه القدس، وإذا لم تدافع عنها وعن هويتها الحقيقية، وإذا ما كان خدام الكنيسة ورعاتها غير مبالين تجاه هذه القضية فمن الذي يجب ان يقوم بهذا الدور وأن يتحمل هذه المسؤولية؟ وأضاف «نحن في مدينة القدس نمر بمرحلة خطيرة جدا فأوقافنا المسيحية مستهدفة وكل شيء فلسطيني إسلامي ومسيحي في مدينتنا مستباح وإذا لم تقم الكنائس بدورها في حماية القدس والدفاع عنها فمن هو الذي سيقوم بهذا الواجب؟. ووجه المطران حنا نداءه الى كافة رؤساء الكنائس المسيحية «في عالمنا الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية بضرورة اتخاذ مواقف واضحة تجاه استهداف القدس وتجاه الموقف الرئاسي الأمريكي الأخير، الذي اعتبره تطاولا وتعديا على المدينة الفلسطينية المقدسة وهويتها وتاريخها وتراثها». مشيرا الى ان «القدس في المسيحية هي القبلة الأولى والوحيدة، وهي المركز الروحي المسيحي الأقدم والأعرق في عالمنا ولذلك فإنني أقول لمسيحيي العالم بأنكم عندما تدافعون عن القدس أنتم تدافعون عن إيمانكم وعن تراثكم وتاريخكم، أنتم تدافعون عن المسيحية في مهدها وتدافعون عن المدينة المقدسة التي يقع فيها القبر المقدس بكل ما يعنيه هذا بالنسبة إلينا في إيماننا وعقيدتنا وتراثنا». وأكد ان الإجراءات الاحتلالية في مدينة القدس إنما تستهدف كافة أبناء الشعب الفلسطيني، لافتا الى ان المقدسات والأوقاف الإسلامية مستهدفة، وان هذا هو حال الأوقاف المسيحية التي يتم الاستيلاء عليها بطرق غير قانونية وغير شرعية وعبر أدوات ومرتزقة أوجدهم الاحتلال خدمة لمشاريعه في المدينة المقدسة. ولفت الى ان الفلسطينيين المسيحيين والمسلمين يدافعون عن مدينتهم والشعب الفلسطيني يتصدى بكل بسالة وبطولة لما تتعرض له مدينته المقدسة. وأضاف «ونحن نتمنى من كافة أصدقائنا في سائر أرجاء العالم ان يقوموا أيضا بدورهم المأمول تجاه القضية الفلسطينية بشكل عام والقدس بشكل خاص». وخلص للقول إنه طالب القيادات الدينية الإسلامية بأن تقوم بدورها المطلوب تجاه القدس «وما نتمناه أيضا هو ان تقوم الكنائس المسيحية في عالمنا بدورها الإنساني والأخلاقي والروحي تجاه مدينة القدس ورفض الإعلان الأمريكي الأخير والتنديد بما تقوم به الجماعات المتصهينة الموجودة في أمريكا». المطران حنا لرؤساء كنائس العالم: بدفاعكم عن القدس تدافعون عن المسيحية في مهدها وعن قبرها المقدس |
أربعة مخططات استيطانية لفصل القدس وعزل الضفة والحكومة الفلسطينية تحذر من تهويد الأغوار Posted: 27 Dec 2017 02:18 PM PST رام الله – «القدس العربي»: قال وليد عساف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي كثفت من استيطانها في مختلف الأراضي الفلسطينية، من خلال تنفيذ أربعة مخططات استيطانية ضخمة. المخطط الأول يحاصر مدينة القدس بهدف فصلها عن الضفة من خلال مواصلة البناء في مستوطنة جفعات همتوس في المدينة وتكثيف الاستيطان في منطقة «ئي 1 «شرقها. أما المخطط الثاني فهو عزل الضفة الغربية عن الخارج من خلال الاستيطان في الاغوار، وهناك مخطط لإقامة أربعة عشر حيا استيطانيا فيها. والمخطط الثالث يهدف إلى تقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية من خلال فصل مدينة الخليل عن بيت لحم وفصل محافظات الشمالية عن رام الله. وأضاف في حديث مع الإذاعة الفلسطينية الرسمية أن المخطط الرابع هو إقامة أربع مستوطنات على أراضي قرى قلقيلية شمال الضفة الغربية، والعمل على ربطها مع مدن داخل الخط الأخضر من خلال إقامة مدينة استيطانية في الداخل. وحذرت الحكومة الفلسطينية خلال جلستها الأسبوعية التي عقدت في رام الله من إعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلي عن إقامة ثلاث مستوطنات جديدة في عدة مناطق في الأغوار الشمالية، وشددت على أن الأغوار جزء أساسي من الأرض الفلسطينية المحتلة التي تشكل 28.5% من مساحة الضفة الغربية، وهي الحدود الشرقية لدولة فلسطين المستقلة. كما أشارت إلى أن «صمود شعبنا في منطقة الأغوار، كما في كل بقعة من بقاع الوطن، يؤكد إصرار الشعب الفلسطيني على الثبات والبقاء وعلى ممارسة حقه على هذه الأرض». وأكدت أن إسرائيل تهدف إلى الاحتفاظ بغور الأردن، وإخضاعها للسيطرة الإسرائيلية الأمنية والإدارية الكاملة، وإقامة المستوطنات والبؤر الاستيطانية، التي تُمارس بصورة غير قانونية الصلاحية على معظم غور الأردن وتُقيّد استخدام الأراضي الفلسطينية وتطويرها، وتستنزف مصادر المياه الطبيعية وتحولها لصالح المستوطنات الإسرائيلية، وتستغل بشكل غير قانوني الموارد الطبيعية الفلسطينية في البحر الميت. واستنكرت الحكومة إطلاق خطة بناء استيطانية جديدة يتم الإعداد لتنفيذها، في القدس ستشمل بناء 300 ألف وحدة استيطانية أطلق عليها «القدس الكبرى». وحذّرت من مخاطر هذا المخطط العدواني الذي يهدف إلى فصل القدس، وتقطيع أوصال المدينة وتفتيت وحدتها الجغرافية والديمغرافية وإعدادها «كعاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي»، مؤكدة استمرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي بمشاريعها التوسعية الاستيطانية الاستعمارية على حساب أراضي المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية وفي مدينة القدس بشكل خاص، من خلال فصل أحياء فلسطينية عن المدينة المقدسة بهدف التقليل من عدد الفلسطينيين في مدينة القدس لتحقيق مخطط «الأغلبية اليهودية» وإضفاء الطابع اليهودي على المدينة المقدسة. ونددت بمناقشة الكنيست الإسرائيلي مشروع قانون «إعدام الفلسطينيين»، واعتبرت أن هذا القانون العنصري ما هو إلّا لإعطاء الصفة الشرعية والقانونية لعمليات الإعدام التي تقوم بها قوات الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني بحجج واهية وزائفة، وجددت مطالبتها للمجتمع الدولي بتوفير الحماية الفورية للشعب الفلسطيني من آلة البطش والقتل الإسرائيلية، ودعت المؤسسات الحقوقية والبرلمانية إلى إعلاء صوتها وتحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه هذه القوانين والممارسات العنصرية. كما أدانت قيام مجموعات من المتطرفين الإسرائيليين يقودهم عضو الكنيست المتطرف «أورن حزان»، باعتراض حافلة تقل عائلات الأسرى من قطاع غزة، كانوا متوجهين لزيارة أبنائهم في معتقلات الاحتلال. واعتبرت أن هذا السلوك العدواني إنما يدل على توجه عام متطرف من قبل أعضاء الحكومة والكنيست الإسرائيلي، وكشف فاضح لزيف الديمقراطية وحقوق الإنسان التي تحاول إسرائيل ترويجها في العالم، وخرق جديد لكافة قواعد القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف لحقوق الإنسان. ودعا المجلس اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى تحمّل مسؤولياتها وكشف وجه الاحتلال الحقيقي، وبذل الجهود لحماية عائلات الأسرى أثناء قيامهم بزيارة أبنائهم. أربعة مخططات استيطانية لفصل القدس وعزل الضفة والحكومة الفلسطينية تحذر من تهويد الأغوار |
بدء صفقة تبادل برعاية الهلال الأحمر لإخلاء 29 مريضاً من ريف دمشق وإطلاق سراح أسرى للنظام Posted: 27 Dec 2017 02:17 PM PST دمشق – «القدس العربي»: أجلت سيارات الهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر، امس الأربعاء، أربع حالات مرضية من الغوطة الشرقية المحاصرة، ووصلوا إلى مشافي مدينة دمشق حيث سمح لهم بتلقي العلاج على بعد بضعة كيلو مترات من أماكن سكنهم، وهم من أصل تسع وعشرين حالة تمت الموافقة عليها للإخلاء، فيما ينتظر 25 آخرون من المرضى الموضوعين على القائمة اليوم الخميس الخروج إلى دمشق. الصفقة المبرمة بين جيش الإسلام إحدى اكبر قوى المعارضة على تخوم العاصمة من جهة والنظام السوري من جهة ثانية، شملت إخلاء 29 مريضاً من ريف دمشق مقابل إطلاق سراح 29 اسيراً للنظام من الاسرى الموجودين لدى المعارضة، فيما لم يتدخل أي من الطرفين جيش الإسلام او النظام السوري في قائمة المرضى وتم وضعها على اساس ضرورة اخلاء الحالة واستفادتها المؤكدة من الإخلاء وفق أسس طبية قبل الصفقة بشهور. وأفاد الدكتور محمد كتوب من ريف دمشق في اتصال مع «القدس العربي» ان الحالات التسع والعشرين التي تمت الموافقة عليها هي من ضمن القائمة التي رفعتها الكوادر الطبية عبر مكاتب الأمم المتحدة منذ أكثر من شهرين، وارسلت في نهاية شهر تشرين الأول الماضي إلى الأمم المتحدة، حيث كانت القائمة مصنفة على انها «عاجلة جداً» وهم من ضمن 406 حالات كانت تحتاج لإخلاء طبي في ذلك التاريخ. وتحتوي القائمة على 18 طفلاً و 4 نساء يعانون من أمراض القلب والسرطانات والفشل الكلوي وأمراض الدم وحالات تحتاج عمليات جراحة عينية متقدمة وبعض الأمراض النادرة. فيما ازداد عدد الحالات التي تحتاج إلى الإخلاء حتى وصل اليوم إلى 641 حالة، توفي منها 17 حالة خلال الفترة القريبة الفائتة، فيما يمكن لجزء كبير من المتقبين تلقي العلاج داخل بلدات ريف دمشق المحاصرة، لولا الحصار المفروض من قبل قوات النظام السوري والميليشيات الحليفة له. ووفقاً للمصدر الطبي فإن الطفلة قطر الندى البالغة من العمر ستة شهور كان من المفترض اخلاؤها امس من الغوطة الشرقية ضمن قائمة الحالات ال29 العاجلة، وعندما تواصل الكوادر مع عائلتها وجدوا أنها توفيت قبل وصول الموافقة. وفي الطرف المقابل فإن غالبية المفرج عنهم من قبل جيش الإسلام، هم موظفون في شركة الكهرباء، حيث كانت «هيئة تحرير الشام» قد اعتقلتهم خلال معارك جوبر والقابون، والجزء الآخر هم من المتحجزين من سكان بلدة «عدرا العمالية» وهم موجودون لدى جيش الإسلام وتحت رعايته منذ سنوات. من يتجرأ على حمل الدواء؟ «من يحمل علبة دواء كأنه يحمل متفجرات» بهذه الكلمات وصف «سعيد غزال» لـ»القدس العربي» حال المحاصرين، مضيفاً ان النظام السوري يحارب عبر حواجزه العسكرية التي تتطوق ريف دمشق، أي جهود تسعى لادخال الادوية إلى المنطقة المحاصرة، حتى أن ضباط النظام يرفضون الأتاوات المالية مقابل إدخال الدواء، مما أدى إلى تدهور الوضع الطبي بشكل مخيف. وعلى صعيد الأطعمة المهربة، قال الناشط الإعلامي ان «مخابرات الأسد وحواجزه تأخذ ألفي ليرة على أي كيلو من المواد الغذائية، لذلك لا نجد أي مادة من المواد الغذائية في الغوطة دون الثلاثة آلاف ليرة سورية، وهذا يعني التدمير الممنهج والكلي للحياة». وتسعى منظمات عدة مختصة بالعمل الإنساني وجهات دولية وعلى رأسها الحكومة التركية لإجلاء المرضى والمصابين في ريف دمشق المحاصر والعمل على تأمين الرعاية الصحية اللازمة لهم، حيث أكد مصدر مسؤول من جيش الإسلام «وجود جهود مكثفة لإجلاء جميع المرضى»، فيما قالت مصادر مطلعة ان «ريف دمشق على موعد مع دور طبي إنساني تركي مقبل، خاصة بعد الجهود التركية في هذا الإطار». وأكد المتحدث ان «جهات إنسانية تنشط حالياً في الغوطة الشرقية وتحاول اخراج باقي المرضى لا سيما أصحاب الأمراض المزمنة، في ظل الحصار المطبق وتحول آخر معاقل المعارضة إلى سجن كبير، فمئات الحالات الطبية قد سجلت اسمائها للخروج والعلاج، لكن الموافقة لم تشمل الا قسماً بسيطاً منهم». تخوف الأهالب الناشط الحقوقي «سهيل عبود» من ريف دمشق كشف لـ»القدس العربي» عن تخوف الأهالي من احتفاظ النظام بالمرضى ومرافقيهم بعد الانتهاء مع العلاج وتماثلهم للشفاء، وقال «عبود «هناك أمر غير واضح حتى الساعة، هل هذه الحالات ستعود بعد الشفاء، أم سيحتفظ بها نظام الأسد، أو سيسمح لها بالبقاء في العاصمة، وخاصة انه سيخرج مع مريض مرافقان أو ثلاثة، وفي حال لم يتم السماح لهم بالعودة إلى الغوطة مثلاً، فما هو مصيرهم لا سيما وان الاتفاق لم يحدد آلية التعامل مع المرافقين». وتحدثت مصادر أهلية عن «عودة المرضى إلى مدنهم في ريف دمشق بعد اتمام العلاج»، بيد ان هذا الطرح يبقى مجرد أقاويل غير مثبتة بأي اتفاق رسمي، وبالتالي لا يمكن اعتباره مصادر رسمية. ويعاني حوال 600 مريض بـ «السرطان» في الغوطة الشرقية من انعدام العلاج اللازم لهم، بينهم 17 حالة فقدت الحياة خلال الأشهر الماضية لانعدام العقاقير المناسبة. كما يوجد آلاف الحالات من الأمراض المزمنة في الغوطة كـ مرضى «الضغط، السكر» وغيرهما، وتعتبر هذه الحالات مهددة بالموت بسبب فقدان الأدوية، واسفر ذلك عن وفاة عدد منهم، فيما يقول المشرفون عليهم انهم ليسوا بحاجة إلى اجلاء وانما هم بحاجة للسماح بوصول أدويتهم إلى مناطق الحصار. بدء صفقة تبادل برعاية الهلال الأحمر لإخلاء 29 مريضاً من ريف دمشق وإطلاق سراح أسرى للنظام الرضيعة «قطر الندى» توفيت قبل وصول الموافقة على علاجها هبة محمد |
لبنان: وزير المال وقّع ترقيات ضباط الجيش… لم يوقّع… والحريري و«حزب الله» محرَجان أمام رئيسي الجمهورية والبرلمان Posted: 27 Dec 2017 02:17 PM PST بيروت- «القدس العربي» : لم يتراجع التوتر على خط بعبدا عين التينة بعد سقوط هدنة العيد، واستشهد رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس بمداخلة الرئيس فؤاد السنيورة في 1 و 2 و3 نيسان العام 2014 اعتراضاً على اقتراح قانون ترقية ضباط 1994 الذي يصرّ عليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ودعا إلى العودة إلى محضر الجلسة عندما اعترض خمسون نائباً على الاقتراح وذلك حسب النواب الذي التقاهم في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث أعلنوا ان الرئيس بري، اكتفى بما قاله امس في ما خصّ مرسوم أقدميّة الضباط والخلاف مع رئيس الجمهورية بشأنه، وان هناك اموراً كثيرة تتعلق بالموضوع لا يرغب في الحديث عنها اليوم. وشدد على انه لا يمكن معالجة اي موضوع بقواعد خاطئة». ونقل النواب الذين التقوا بري أمس أن لا حل قريباً لأزمة المرسوم، وقال وزير المال علي حسن خليل بعد لقائه رئيس المجلس «لا نقاش بأنّ توقيع وزير المال اساسي على هذا النوع من المراسيـم بغض النظر عمّن هو وزير المال». وفسّر قول بري حـول أن الضعيف يذهـب للقضـاء بأنـه «يعني ان من لـديه حـجة دسـتورية ضعيفة هو من يذهب للقضاء»، مشــدداً على « ان الالـتزام بالاصـول هـو الحـل». وقال:«ان واجباتنا تقدير الاثر المالي لاي اجراء تقوم به الدولة على المالية العامة، لم يرسل اليّ مرسوم الاقدمية ولو أحيل لكان النقاش اتخذ منحى آخر فلماذا اقدميات قوى الامن عُرضت عليّ ووقّعتها في نفس اليوم الذي وُقّع فيه مرسوم ضباط دورة 1994؟ ان كلّ مراسيم الاقدميات التي صدرت في العهود السابقة من دون توقيع وزير المال باطلة وما بني على خطأ هو خطأ «. وقال النائب علي بزي «إن رئيس مجلس النواب ما يزال عند رأيه لجهة الجانب الدستوري والقانوني بالنسبة إلى مرسوم الضباط، ومن يحاول تصوير الأمر كأنه ضد المسيحيين فهو مخطئ في العنوان، لأن الرئيس بري لا يتعامل بهذه الطريقة، وربما لو أخذ برأيه لكان هناك أكثر من حل». وأضاف: «ما من اشتباك سياسي، ولكن ربما هناك من يقدم نصائح خلافاً للدستور والقانون، والرئيس بري يجزم ولا يُجرّ…وربما هذا الأمر عند غيرنا وليس عند الرئيس بري». وبدا أن مرسوم «دورة 1994»، أحرج اطرافاً حليفة للرئيس بري وللرئيس عون وفي مقدمها حزب الله وتيار المستقبل.فحزب الله المؤيد ضمناً لطرح الرئيس بري يبدو محرجاً امام حليفه رئيس الجمهورية الذي دعم أكثر من مرة الحزب ودافع عن سلاحه في عز الاستهداف لهذا السلاح. لذلك تجنّب حزب الله الدخول مباشرة على خط بعبدا عين التينة وترك للوسطاء بينهم المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم مهمة ترتيب الأمور علماً أن هذه المهمة تبدو صعبة جداً في ضوء تمسك كل من الرئاستين الأولى والثانية بموقفهما. وكما حزب الله كذلك هو حال رئيس الحكومة سعد الحريري الذي وجد مخرجاً وسطياً كي لا يُغضب عون ولا يزعّل بري. فهو وقّع مع رئيس الجمهورية مرسوم أقدمية ضباط 1994 لكنه عاد وطلب من الأمين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل التمهّل في نشر المرسوم، تاركاً الباب مفتوحاً امام المعالجة بما يرضي الرئاستين الأولى والثانية، من خلال إضافة توقيع وزير المال الذي تردّد أنه مهر توقيعه أمس على مراسيم ترقيات ضباط الجيش ولم يمتنع عن التوقيع حسب ما توقّع بعضهم في اطار الضغط لمعالجة ازمة مرسوم الاقدمية.غير أنه وبعد وقت قصير على اعلان التوقيع أفادت محطة NBN التابعة للرئيس بري أن وزير المال لم يوقّع مراسيم ترقيات الجيش من عقيد إلى عميد ومن مقدم إلى إلى عقيد لاكتشاف مخالفات بتضمينها أسماء ضباط وردت أسماؤهم بمرسوم الاقدمية الموقع من رئيسي الجمهورية والحكومة لدورة 1994 وطلب توضيحات من وزارة الدفاع. لبنان: وزير المال وقّع ترقيات ضباط الجيش… لم يوقّع… والحريري و«حزب الله» محرَجان أمام رئيسي الجمهورية والبرلمان سعد الياس |
أردوغان: الأسد إرهابي ولا نقبل حلاً للأزمة في سوريا بوجوده Posted: 27 Dec 2017 02:17 PM PST إسطنبول – دمشق – د ب أ: أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأربعاء رفض بلاده حلاً للأزمة في سوريا بوجود رئيس النظام بشار الأسد. وقال أردوغان، في مؤتمر صحافي مع نظيره التونسي الباجي قائد السبسي في تونس، إن «بشار الأسد إرهابي، مارس إرهاب الدولة، ولا يمكن أن نجعله جزءًا من الحل، لأننا نكون قد ظلمنا القتلى وذويهم إذا اعترفنا به حاكماً لـسوريا». ونقلت وكالة أنباء الأناضول الرسمية عن أردوغان قوله خلال المؤتمر مع السبسي إنه لا يمكن التخطيط للمستقبل مع رئيس « قتل ما يقرب من مليون مواطن»، وأضاف «لا يمكن أن تسير الأمور مطلقاً في سوريا مع استمرار الأسد». يذكر أن تركيا تقف منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا في 2011 في صف المعارضة، فيما تساند روسيا وإيران، نظام الأسد، وكانت الدول الثلاث قد اتفقت على عقد مؤتمر لما يعرف بمؤتمر شعوب سوريا في نهاية كانون الثاني/يناير المقبل، ومن المنتظر أن يجري ممثلو الجماعات السورية مفاوضات حول فترة ما بعد الحرب الأهلية. في المقابل، ترفض المعارضة السورية المدعومة من الغرب، مؤتمر سوريا الذي حملت روسيا مبادرة الدعوة إليه، حيث تتخوف هذه المعارضة من إملاء روسيا لشروطها في هذا المؤتمر. وحمّل مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين السورية، أمس، الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، المسؤولية عن قتل الشعب السوري. وقال المصدر، في تصريح لوكالة (سانا) الناطقة باسم النظام إنه «مرة جديدة يستمر رئيس النظام التركي أردوغان بتضليل الرأي العام التركي في فقاعاته المعتادة في محاولة يائسة لتبرئة نفسه من الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب العربي السوري عبر تقديمه الدعم اللامحدود بمختلف أشكاله للمجموعات الإرهابية في سوريا». وأضاف المصدر أن أردوغان الذي حول تركيا إلى سجن كبير وكمم أفواه أصحاب الرأي والصحافة وكل من يختلف معه ممن يعارضون سياساته التدميرية ليس فقط بحق سوريا، وإنما التي تحمل نتائج كارثية لتركيا أيضاً، لا يملك أي صدقية لإلقاء العظات التي اعتاد عليها والتي لم تعد تلقى أي اهتمام بل تشكل إدانة جديدة له. وتابع المصدر إن «جنون العظمة وأوهام الماضي التي تسكن داخل أردوغان جعلته ينسى أن امبراطوريته البالية قد اندثرت إلى غير رجعة، وأن الدول لم تعد ولايات تابعة له وأن الشعوب الحرة هي التي تملك خياراتها وقراراتها الوطنية وتدافع عن سيادتها ولن تسمح لأردوغان التدخل بأي شكل في شؤونها». أردوغان: الأسد إرهابي ولا نقبل حلاً للأزمة في سوريا بوجوده |
«حميميم» تؤكد حصار النظام السوري لقاعدة التنف الأمريكية وتهدد بالقضاء على «النصرة» في العام المقبل Posted: 27 Dec 2017 02:16 PM PST حلب ـ موسكو – «القدس العربي» : أعلن رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف أن قوات النظام السوري حاصرت القاعدة الأمريكية في «التنف» جنوبي سوريا بشكل كامل، في حين هددت قاعدة حميميم العسكرية بالقضاء على هيئة تحرير الشام في عام 2018. وقالت القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية عبر موقعها في فيسبوك، إن قوات النظام السوري تحاصر منطقة التنف بمساحة 55 كيلومتراً، التي تتواجد فيها القاعدة الأمريكية. وأشارت «حميميم» إلى مراقبة القوات الروسية عمليات إخراج للمسلحين من المنطقة منذ أشهر عدة، حيث اعتبرت أنه كان هناك خطر الاستيلاء على مدينة القريتين، إلا أنهم اتخذوا الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب، وتم سحق هذه القوات. وفي هذا السياق أكد مدير أخبار «عدالة حمورابي» مزاحم السلوم لـ«القدس العربي»، إن قوات النظام تحاصر من طرف سوريا القاعدة العسكرية الأمريكية في التنف، بالإضافة إلى المدنيين في مخيم الركبان. وأوضح السلوم ان الجنود الأمريكيين في القاعدة العسكرية في التنف لم يتأثروا بحصار قوات النظام بسبب وجود طريق مفتوح على العراق والأردن، حيث يقوم الجنود الأمريكيون بتقديم المساعدات للمدنيين النازحين في الركبان، إلا أنها لا تغطي الاحتياجات الضخمة في منطقة 55 في ظل وجود حوالي 215 الف مدني. وأضاف، أن قوات النظام تعاقب المدنيين في ظل حصارها للقاعدة العسكرية الأمريكية ، حيث يطالب النازحون بالعودة إلى منازلهم وفتح طريق إنساني لهم، أو إرسال مساعدات إنسانية من الأمم المتحدة، إلا أن النظام وروسيا يرفضان ذلك. واتهم رئيس هيئة الأركان الروسية العامة الولايات المتحدة بتدريب مقاتلين سابقين لتنظيم الدولة في سوريا لمحاولة زعزعة استقرار البلاد. وتركزت اتهامات الجنرال فاليري جيراسيموف في مقابلة صحافية على قاعدة عسكرية أمريكية في معبر التنف الحدودي السوري مع العراق جنوبي البلاد. وتقول روسيا إن القاعدة الأمريكية غير قانونية وإنها أصبحت هي والمنطقة المحيطة بها «ثقبا أسود» يعمل فيه المتشددون بلا أي عائق. وخسر تنظيم «الدولة» هذا العام معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق. وتقول الولايات المتحدة إن قاعدة التنف مؤقتة وتستخدم في تدريب القوات الشريكة في الحرب على التنظيم. وقد رفضت اتهامات روسية مماثلة في الماضي وقالت إن واشنطن لا تزال ملتزمة بقتل أعضاء التنظيم وحرمانهم من الملاذات الآمنة. غير أن جيراسيموف قال لصحيفة (كومسومولسكايا برافدا) أمس إن الولايات المتحدة تدرب مقاتلين كانوا في السابق من أفراد تنظيم الدولة لكنهم يسمون أنفسهم الآن الجيش السوري الجديد أو يستخدمون أسماء أخرى. وأضاف أن أقماراً صناعية روسية وطائرات بدون طيار روسية رصدت كتائب المتشددين في القاعدة الأمريكية. وقال «هم في واقع الأمر يتدربون هناك» مضيفاً أنه يوجد أيضاً عدد كبير من المتشددين ومقاتلي التنظيم السابقين في الشدادي وقال إنه توجد قاعدة أمريكية فيها أيضاً. وتابع «من الناحية الفعلية هم من «الدولة». لكن بعد التعامل معهم يتغيرون ويتخذون اسماً آخر. ومهمتهم هي زعزعة استقرار الوضع». وقد سحبت روسيا بعض قواتها من سوريا لكن جيراسيموف قال إن احتفاظ موسكو بقاعدة جوية وقاعدة بحرية هناك يتيح لها التعامل مع جيوب عدم الاستقرار عندما تظهر. وهددت «حميميم»، بالقضاء على «هيئة تحرير الشام» خلال عام 2018، حيث تعهدت القاعدة الروسية بالقضاء على تنظيم جبهة النصرة وأعوانها في سوريا خلال عام 2018 المقبل، بصورة مشابهة لما تلقاه تنظيم داعش «الإرهابي». وأضافت، هنالك جماعات مختلفة في مناطق خفض التوتر، وبعضها تؤيد الهدنة، ولكن تنظيم «جبهة النصرة» يرفضها بشكل قاطع، وبالتالي يجب القضاء عليه، وقد تم تسجيل أكبر تجمع لمجموعات النصرة في محافظة إدلب وفي الغوطة الشرقية. وأكدت على أن مهمتها الرئيسية ستكون الآن هي دحر «جبهة النصرة» أينما وجدت، حيث نلاحظ تغيرات إيجابية في سوريا. وقد تم توجيه ضربة حاسمة إلى «داعش»، وعلى الرغم من أن بعض المسلحين الذين فروا من ميدان القتال يحاولون إعادة التمركز في سوريا أو الهروب إلى الخارج، إلا أنه من الواضح أن القتال الأساسي قد انتهى على حد تعبيرها. وفي هذا الصدد رأى الخبير العسكري العميد أحمد رحال أن التهديدات الروسية ضد هيئة تحرير الشام هدف مبطن لفصائل الجيش السوري الحر وفصائل الثورة الموجودة في محيط إدلب وحلب من الجهة الغربية، وبالتالي «فإن مهامهم لم تنته بحربهم على تنظيم داعش، إنما ستستكمل على جبهة النصرة». وأوضح في تصريح لـ «القدس العربي»، إن هذه التصريحات بمثابة إعلان مهمة جديدة لروسيا في عام 2018 من أجل البقاء في سوريا، بالإضافة إلى محاولة إحراج الولايات المتحدة الأمريكية أمام الرأي العام، عبر إعلانها قتال النصرة، وبالتالي ما الهدف من الوجود الأمريكي في سوريا؟ «حميميم» تؤكد حصار النظام السوري لقاعدة التنف الأمريكية وتهدد بالقضاء على «النصرة» في العام المقبل موسكو تتهم واشنطن بتدريب مقاتلين سابقين لتنظيم «الدولة» عبد الرزاق النبهان ووكالات |
جبهة البوليساريو تجري مناورات عسكرية على الحدود المغربية الموريتانية Posted: 27 Dec 2017 02:16 PM PST الرباط – «القدس العربي» : تُقرع طبول الحرب من جديد بين المغرب وجبهة البوليساريو، برغم أن قعقعة سلاح الجبهة التي سمعت على الحدود الموريتانية المغربية، لم تقابل برد رسمي مغربي، وتم الاكتفاء بتسريبات عن استنفار للقوات المغربية. ووصفت الأوساط المغربية بـ»خطوة استفزازية للمغرب» المناورات العسكرية التي أجرتها قوات جبهة البوليساريو، يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، في منطقة "آغوينيت"، قرب الحدود الشمالية الغربية لموريتانيا، والقريبة من منطقة الكركرات، نقطة الحدود المغربية الموريتانية التي شهدت السنة الماضية توترا كاد أن يتحول الى مواجهات مسلحة لولا تدخل الأمم المتحدة. وقالت مصادر إعلامية مغربية إنه تم في المناورات الجديدة لجبهة البوليساريو، استخدام آليات ومعدات عسكرية من بينها مدافع ثقيلة ودبابات، إضافة إلى قذائف وأسلحة رشاشة تسلمتها الجبهة حديثا من الجيش الجزائري وجرت في حضور ضيوف من الجيش الجزائري. وقال الموقع الرسمي لجبهة البوليساريو على النت إن الأمر يتعلق بتنفيذ تمرين «مميز» للذخيرة الحية، واستعراض عسكري، الا أن الأوساط المغربية قالت إنها مناورات بمشاركة آليات ومعدات ثقيلة أشرف جنرالات جزائريون على تسليمها لـ« بوليساريو»، تنفيذا لـ «الدعم المطلق الذي تقدمه الجزائر». وأضافت المصادر إنه على مدى يومين كاملين، استعرضت قوات جبهة البوليساريو أمام ضيوفها قدراتها العسكرية وقدرات مسلّحيها خلال «الملتقى الثالث لأطر مسلحيها، واختبار قدراتهم أمام احتمال اندلاع حرب مع المغرب». ونقل عن قيادي في الجبهة أن «الملتقى كان فرصة لدراسة الأهداف والمشروعات التي من شأنها الرفع من الجاهزية القتالية للوحدات، كما كان مناسبة للوقوف على مدى الاستعداد لتطبيق التحضير القتالي لسنة 2018». واستعرض قائد عسكري بالجبهة، أمام رئيسه إبراهيم غالي ومسؤولين في الجبهة مخططا بيانيا حول المناورات "التمرين التكتيكي" الذي يحاكي خطتها لتجاوز الجدار الرملي الذي يرابط خلفه الجيش المغربي. وردا على المناورات العسكرية للجبهة استنفرت القوات المغربية، عناصرها على طول الجدار الأمني العازل، ورفعت من جاهزية عناصرها في المنطقة، للرد على أي استفزاز وأعطيت تعليمات للوحدات العسكرية بكل من شبه القطاع العسكري بئر كندوز وشبه القطاع تشلا وشبه القطاع أوسرد بالرد الحازم على أي استفزاز ينم عن التحرش بالقوات المغربية أو بالبنيات العسكرية على طول الحدود مع موريتانيا. وقال موقع الجيريا تايمز المعارض للسلطات الجزائرية إن التحريك الجديد للقوات المغربية في جوار حدود موريتانيا جاء على خلفية أنباء عن أن جبهة البوليساريو تستعد لنقل جزء كبير من مخيمات الصحراويين الموجودين فوق الأراضي الجزائرية (تيندوف)، إلى المنطقة العازلة في الصحراء (الكركرات) وأعلن وزير دفاعها عبدالله لحبيب البلال حالة التحضير القتالي. وقال عبد الله لحبيب البلال، إن تنظيم المناورة العسكرية في منطقة اغوينيت ميزه التنظيم الجيد والمميز من خلال الرفع من مستوى الاستعداد القتالي والجاهزية العالية والدقة في إصابة الهدف. وأكد «ضرورة التمسك بالمهام الدستورية للجيش الصحراوي المتمثلة في حماية الأراضي المحررة ومكافحة الجريمة المنظمة واستكمال سيادة الجبهة على كامل الصحراء التي استردها المغرب من إسبانيا 1976. وقال البلال إن الملتقى والمناورات كان فرصة لإطارات قوات الجبهة لدراسة الأهداف والمشروعات التي من شأنها الرفع من الجاهزية القتالية للوحدات، ومناسبة للوقوف على مدى تطبيق التحضير القتالي لسنة 2017 ، والاستعداد لتطبيق التحضير القتالي لسنة 2018 . وأكد أن هذه القوات ماضية في تطبيق مهامها الموكلة اليها ودعا كلا منها في مجال اختصاصه وحدود مسؤولياته الى العمل وتضافر الجهود نحو تطبيق مقررات هيئة أركانها وأضاف إن زيارة المعاينة والتفتيش التي قادته الى مختلف نواحي وجود هذه القوات مكنته من الوقوف على جاهزية الوحدات في مختلف الاختصاصات، مؤكدا أنه استمع جيدا لكافة الانشغالات وتعهد بحلها من اجل الارتقاء بالأداء القتالي لكافة الوحدات . وذكر موقع «زهرة شنقيط الموريتاني»، تقريرا مفصلا عن المناورات العسكرية الضخمة للبوليساريو في الذخيرة الحية في منطقة «اغوينيت» مبرزا أنها تحاكي عملية صد مفترضة لهجوم محتمل قد تنفذه القوات المغربية ضد قوة من البوليساريو متمركزة في منطقة الكركرات واستعملت فيها الدبابات والمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ والمدافع الرشاشة فى المناورة العسكرية التى حضرها زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالى وأغلب أركان الجيش. وأضاف الموقع إن التصعيد الخطير في الأمر أن زعيم البوليساريو استمع إلى الخطة التي تشمل الهجوم على قوة معادية في منطقة الكركرات للتمركز فى المنطقة، ووضع قوات البوليساريو فى حالة استنفار لمواجهة رد فعل محتمل من القوات المسلحة المغربية. جبهة البوليساريو تجري مناورات عسكرية على الحدود المغربية الموريتانية محمود معروف |
الجزائر تخصص 60 ألف شرطي لتأمين احتفالات رأس السنة الميلادية Posted: 27 Dec 2017 02:16 PM PST الجزائر- من عبد الرزاق بن عبد الله : خصصت السلطات الأمنية الجزائرية 60 ألف شرطي لتأمين احتفالات رأس السنة الميلادية، بما في ذلك أماكن إقامة الحفلات الثقافية والترفيهية، والمنشآت الحساسة في البلاد، حسب مسؤول أمني. جاء ذلك وفق ما كشف عنه مجيد سعدي، مدير الأمن الحضري في إدارة الشرطة الجزائرية، أمس الأربعاء، في مؤتمر صحافي في مدرسة الشرطة «شاطوناف» في العاصمة. وقال إن «المديرية العامة للأمن الوطني (إدارة الشرطة الجزائرية) قامت بـ»تسطير (وضع) مخطط أمني عملياتي عبر أرجاء البلاد بمناسبة حلول رأس السنة الميلادية الجديدة». وأضاف إن «مصالح الشرطة سخرت 60 ألف شرطي بمناسبة ليلة رأس السنة الجديدة، لتأمين مختلف المنشآت الحساسة وأماكن إقامة تظاهرات ثقافية وترفيهية». كما ستشمل الإجراءات الأمنية محطات المواصلات العامة والسكك الحديد بمختلف المحافظات ومترو الأنفاق في العاصمة الجزائر، حسب المصدر ذاته. وكشف «سي سالم يوسف»، نائب مدير شرطة الحدود البرية، عن تجنيد 12 ألف شرطي، لتأمين عطلة نهاية العام على مستوى المنافذ الحدودية للبلاد البرية منها والبحرية والجوية. وتخوض قوات الأمن والجيش الجزائرية، منذ تسعينيات القرن الماضي، مواجهات مع جماعات «إرهابية» يتقدمها حاليًا تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، لكن نشاطه تراجع خلال السنوات الأخيرة. ودفعت الجزائر خلال السنوات الأخيرة بعشرات الآلاف من الجنود إلى حدودها الجنوبية بالدرجة الأولى، للتصدي لما تصفه السلطات بـ»حزام النار» عقب تدهور الوضع الأمني في دول مجاورة مثل ليبيا ومالي . «الأناضول» الجزائر تخصص 60 ألف شرطي لتأمين احتفالات رأس السنة الميلادية |
تأجيل جلسة محاكمة المتهمين في أحداث حراك الريف إلى الثلاثاء المقبل Posted: 27 Dec 2017 02:15 PM PST الرباط – «القدس العربي»: أعلن قاضي جلسة محاكمة المعتقلين على خلفية احتجاجات "حراك الريف"، مساء الثلاثاء تأجيل الجلسة إلى يوم الثلاثاء المقبل، وذلك من أجل تعيين محامين جدد في إطار المساعدة القضائية للمتابعين، وذلك بعد مغادرة هيئة الدفاع الجلسة. واعتبر ممثل النيابة العامة أن مغادرة المحامين الجلسة، يعتبر تخليا من جانبهم عن واجب الدفاع عن المتابعين، وبالتالي فإن المحكمة من واجبها أن تعين محامين جددا في إطار المساعدة القضائية للمتهمين. وذكر الوكيل العام للملك (النائب العام) لدى محكمة الاستئناف في الدار البيضاء أن الجلسة أحضر لها المتهمون المعتقلون والمتهمون المتابعون في حالة سراح جميعهم مؤازرين بدفاعهم و»في بداية الجلسة العلنية أشار الدفاع إلى أن المتهمين دخلوا في إضراب عن الطعام احتجاجا على أسلوب التعامل معهم داخل السجن ملتمسا من المحكمة اتخاذ ما يلزم قانونا لمعالجة هذا الوضع». وأضاف إن ممثل النيابة العامة تدخل «ليؤكد بأن إضراب المتهمين عن الطعام جاء كرد فعل منهم على العقوبة التأديبية المتخذة في حق أحدهم من طرف المجلس التأديبي ل:إدارة المؤسسة لمخافته الضوابط والنظم الداخلية للسجون، ومن جراء ما يدعونه من عدم الاستجابة لبعض مطالبهم» . وذكر أنه بعد مواصلة النيابة العامة تدخلها في الرد على الطلبات الأولية والدفوع الشكلية، التمس الدفاع من المحكمة تمكينه من التعقيب على جواب النيابة العامة وبعد المداولة «قررت المحكمة رفض ملتمسات الدفاع وإعطاء الكلمة للنيابة العامة لمواصلة الرد على طلبات الدفاع الأولية والدفوعات الشكلية، ليتدخل حينها بعض من أعضاء هيئة الدفاع معلنا مغادرته الجلسة، ما اضطرت معه المحكمة إلى تطبيق مقتضيات قانون الاجراءات الجنائية، وذلك بتعيين محامين في إطار المساعدة القضائية عن المتهمين» وقال إنه «حرصا من النيابة العامة على سلامة أوضاع المتهمين داخل المؤسسة السجنية، وتمتيعهم بكافة الحقوق المكفولة ،قامت بإيفاد ممثلها للاستماع إليهم حول أسباب خوضهم إضرابا عن الطعام». وذكر النائب العام أن هؤلاء المتهمين يتابعون، من أجل جناية المشاركة في المس بسلامة الدولة الداخلية عن طريق دفع السكان إلى إحداث التخريب في دوار أو منطقة، وجنح المساهمة في تنظيم مظاهرات بالطرق العمومية وفي عقد تجمعات عمومية من دون سابق تصريح، وإهانة هيئة منظمة ورجال القوة العامة في أثناء قيامهم بوظائفهم، والتهديد بارتكاب فعل من أفعال الاعتداء على الأموال، والتحريض على العصيان والتحريض علنا ضد الوحدة الترابية للمملكة. كما يتابعون بجنح المشاركة في المس بالسلامة الداخلية للدولة عن طريق تسلم مبالغ مالية وفوائد لتمويل نشاط ودعاية من شأنها المساس بوحدة المغرب وسيادته وزعزعة ولاء المواطنين له ولمؤسسات الشعب المغربي، والمساهمة في تنظيم مظاهرات بالطرق العمومية وعقد تجمعات عمومية من دون سابق تصريح والمشاركة في التحريض علنا ضد الوحدة الترابية للمملكة. وقال محمد أغناج عضو هيئة دفاع الزفزافي ومن معه ، إن سبب خروج المحامين من جلسة الثلاثاء يعود لـ»بإهمال مطالب الدفاع» واوضح انه خرج فقط من الجلسة ولم يغادر كليا مشددا على أن القاضي لا يمكنه تعيين محامين في إطار المساعدة القضائية، ما دام ناصر الزفزافي ورفاقه متشبثين بدفاعهم. وعبر حكيم الوردي ممثل النيابة العامة عن استيائه وأسفه من هذا الخروج وقال إنه «أثيرت مسألة لا أعتبرها عارضة، وقد قدمنا أجوبة عن ذلك، ونحن نفاجأ بهذا الخروج» وأضاف «كانت هناك مساحة متاحة للدفاع، وكانت هناك طلبات عديدة، ولم يتم التضييق عليه، وما أسس عليه الخروج مخالف للقانون». وأصدرت هيئة دفاع معتقلي حراك الريف بلاغا حول آخر تطورات جلسة الثلاثاء، وقرار القاضي علي الطرشي بتعيين محامين في إطار المساعدة القضائية للمعتقلين. جاء فيه «أن المحاميات والمحامين، أعضاء هيئة دفاع معتقلي حراك الريف بالمركب السجني عكاشة، والمعروضين على غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء توضح أنه خلال جلسة يوم الثلاثاء عرض الدفاع على المحكمة مسألة عارضة تتعلق بالوضعية المأساوية للمعتقلين، والتضييقات التي يتعرضون لها والتي اشتدت خلال الأيام الأخيرة، من سجن انفرادي وحرمان من أبسط الحقوق، ومن معاملة قاسية ومهينة وحاطة من الكرامة، بلغت استعمال العنف في حق أحد المعتقلين ترتبت عنه آثار ظاهرة، وطالبت المحكمة والنيابة العامة بتحمل مسؤوليتها تجاه هؤلاء المعتقلين احتياطيا، باعتبار وضعيتهم السجنية مؤثرة في حقهم في محاكمة عادلة وفي سلامتهم البدنية والنفسانية. وأوضح البلاغ أنه "في أثناء جواب النيابة واعتراض الدفاع، رفع رئيس هيئة المحكمة الجلسة للمداولة في القضية العارضة، من دون استكمال الاستماع للأطراف، لتخرج المحكمة من المداولة بعد حيز من الزمن وتعلن قرارها بصرف النظر عن ما أثير". وأضاف إنه "برغم أن الدفاع التمس ممارسة حقه في التعقيب وتوضيح وقائع القضية، إلا أن المحكمة أصرت على الاستمرار في المناقشات ومنح الكلمة للنيابة العامة في إطار الاجابة عن الطلبات الأولية والدفوع الشكلية. وهو ما أجبر الدفاع على إعلان موقفه متمسكا بمؤازرته للمتهمين، الذين عبروا صراحة عن تشبثهم بدفاعهم، ومعتبرا أن شروط استمرار قيامه بواجبه لا يمكن أن تتوفر إلا إذا مكن من حقه وحق مؤازريه في الدفاع كاملا غير منقوص." وأبرز البلاغ "لذلك فإن الدفاع يعتبر أن قرار المحكمة بتعيين محامين للمتهمين في إطار المساعدة القضائية غير مستقيم قانونيا مادام الدفاع المكلف من طرف المتهمين ما زال منتصبا ومستعدا للقيام بمهامه في إطار القانون". معتبرا "أن ردود ممثل النيابة العامة بخصوص ما وقع، فيها نصيب من التجني والتغليط والعدوانية وتبخيس مهام الدفاع." وقال "إن هيئة الدفاع تعبر عن قلقها بخصوص مصير الملف وبخصوص تمتيع المتهمين بالحق في محاكمة عادلة أمام قضاء مستقل نزيه ومحايد، وقررت توجيه هذا البلاغ للرأي العام، كما قررت مراسلة نقيب هيئة المحامين بالدار البيضاء، وباقي المؤسسات المهنية، الوطنية والدولية بهذا الخصوص، كما تحتفظ بانتصابها في الملف وبحقها في ممارسة جميع الإجراءات التي يسمح بها القانون." تأجيل جلسة محاكمة المتهمين في أحداث حراك الريف إلى الثلاثاء المقبل |
ضغط سنّي لتأجيل الانتخابات النيابية في العراق… والشيّعة يصرّون على الموعد المقرر Posted: 27 Dec 2017 02:15 PM PST بغداد ـ «القدس العربي»: تدفع القوى السياسية السنّية في العراق، باتجاه تأجيل الانتخابات المقرر إجرائها أواسط أيار/مايو 2018، متخذة من أزمة النازحين مبرراً للتأجيل، فيما لم يتوصل مجلس النواب-حتى الآن، إلى اتفاق بشأن تمرير قانوني الانتخابات المحلية والتشريعية. وصوت مجلس الوزراء العراقي، في 5 كانون الأول/ سبتمبر الماضي، على تعديل قرار مجلس الوزراء رقم 347 لسنة 2017 بخصوص تحديد موعد الانتخابات من 15 أيار 2018 إلى 12 أيار 2018. وقررت الحكومة في 31 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إجراء الانتخابات وفقاً لأربعة شروط؛ هي توفير البيئة الآمنة، وإعادة النازحين إلى مناطقهم، وأن يكون التصويت الكترونيا، وألا تكون للأحزاب التي تخوض الانتخابات أجنحة مسلحة. اتحاد القوى الوطنية، الممثل السياسي للسنّة، يرى أن الظروف غير ملائمة لإجراء الانتخابات في ثلاث محافظات (نينوى، صلاح الدين، الأنبار) بكونها تشهد دماراً كبيراً بسبب العمليات العسكرية. مليون ونصف المليون نازح وقالت النائبة عن الاتحاد، نورا البجاري لـ«القدس العربي»، إن «هناك نحو مليون ونصف المليون نازح من تلك المحافظات يتواجدون في إقليم كردستان العراق فقط، ناهيك عن الأعداد الكبيرة التي تتواجد في المحافظات الأخرى وفي مخيمات النزوح». وتساءلت «كيف يمكن للناخب الذهاب إلى صندوق الاقتراع وهو لا يمتلك داراً يسكن فيها؟ (…) محافظاتنا مدمرة ولا توجد فيها أي خدمات». وأضافت: «مطالبتنا بتأجيل الانتخابات تأتي لعدم إعادة النازحين حتى الآن، إضافة إلى تأخر ملف إعادة الاستقرار في المناطق المحررة»، موضحّة أن «هناك إشكال في إعادة الاستقرار والأمن في محافظتي نينوى وصلاح الدين (…) لن نقبل بإجراء الانتخابات في محافظاتنا ما لم يتم إعادة النازحين إلى مناطقهم». ويأتي موقف اتحاد القوى الوطنية مشابهاً لموقف حزب الحوار الوطني، بزعامة صالح المطلك، الذي طالب الحكومة والبرلمان بتقييم «الحالة الصحية الانتخابية» في المناطق المحررة وحسم قرار التأجيل من عدمه. وقال المطلك، في بيان أصدره، أمس الأربعاء، على هامش لقائه بنخبة من ملاكات حزب الحوار الوطني، إن «الانتخابات ليست هدفا وغاية نسعى لتحقيقها ليقال أننا نعيش ظرفاً مستقراً من دون أن نلتفت إلى أجوائها وأثرها بالمستوى الإنساني والاجتماعي والسياسي على الفرد العراقي». تقويم حالة المحافظات المنكوبة وأضاف أن «جمهورنا اليوم مكبل بمشكلات النزوح، ويفتقر إلى مستلزمات العيش الكريم ويواجه مصاعب الحصول على تعويضات لترميم بيته ما يدفعه بعدم جعل الانتخابات من أولوياته ولا يهتم بها كممارسة تضمن حقه وتمثيله المتوازن، ما يعرض العملية بمجملها إلى التهجين والتشويه». ودعا إلى «الأخذ بالحسبان ظروف الجمهور هناك ومدى إمكانية المشاركة بفاعلية تبعاً للظرف النفسي والاقتصادي والاجتماعي، ناهيك عن الأوضاع الأمنية القلقة بشكل خاص». كما طالب أيضاً المجتمع الاممي ومؤسسات مراقبة الانتخابات الدولية إلى «تقويم حالة المحافظات المنكوبة وتقديم النصح اللازم بالملف الانتخابي العراقي». وعلى الرغم من ذلك، لكن السياسيين «السنّة» لم يتمكنوا من إقناع نظرائهم «الشيّعة» بالأسباب التي يرونها كفيلة بتأجيل الانتخابات. عباس البياتي، النائب عن ائتلاف دولة القانون- بزعامة نوري المالكي، قال لـ«القدس العربي»، إن «اتحاد القوى وعموم ممثلي المكون السني يرون أهمية تحقيق عدد من الشروط قبل المضي إلى الانتخابات، فيما ينشغل الأكراد بوضعهم الداخلي في إقليم كردستان العراق، ولا يعتبرون تأجيل الانتخابات من عدمها أمراً ذا أهمية بالنسبة لهم، بعكسنا نحن (التحالف الوطني) نسعى لإجراء انتخابات نزيهة بموعدها». ووصف البياتي المبررات التي قُدمت لتأجيل الانتخابات من قبل اتحاد القوى، «تنقصها القيمة القانونية والدستورية، وغير مقنعة، إضافة إلى إنها لا تتضمن سقفا محدداً». وتابع : «السنّة يطالبون بتحقيق شروطهم قبل الذهاب إلى الانتخابات، ففي حال لم يتم تحقيق هذه الشروط لسنوات، هل يعني ذلك تأجل الانتخابات طوال تلك الفترة؟». وأشار إلى أن «الشارع العراقي ائتمن السياسيين لمدة أربع سنوات فقط، وعلنيا احترام هذه الأمانة الدستورية». وأضاف أن «بعض الشخصيات والقوى (السنّية) تخشى خوض غمار الانتخابات في حال أجريت بموعدها، لأنها قد تخسر مقاعدها في البرلمان، وأصوات جمهورها، لذلك تحاول تنظيم صفوفها لظروف أفضل تحافظ فيها على مواقعها ومناصبها»،على حدّ قوله. ولم ينجح مجلس النواب العراقي في استكمال التصويت على جميع فقرات مشروع قانون انتخابات مجالس المحافظات، إضافة إلى عدم قراءة مشروع قانون الانتخابات التشريعية. وتعدّ الفقرات الخاصة بانتخابات كركوك، المعرقل الأبرز لإقرار قانون الانتخابات المحلية، لكن أنباءً كشف عن طلب التركمان تشريع قانون خاص بدورة برلمانية واحدة في كركوك. وقال رئيس الجبهة التركمانية النائب أرشد الصالحي لـ»القدس العربيط: «إذا لم يتم الاتفاق على النص الحكومي بشأن آلية إجراء الانتخابات في كركوك، فيجب على مجلس النواب تشريع قانون خاص لدورة انتخابية واحدة في كركوك، قضي بتقاسم أعضاء مجلس المحافظة بنسب متساوية بين المكونات الأساسية في المحافظة». وأضاف: «يكون تقسيم المقاعد الـ13، بإعطاء 4 مقاعد لكل مكون (التركمان، الأكراد، العرب)، ومقعد واحد للمكون المسيحي، لدورة واحدة، على أن يتم خلالها تحديث سجل الناخبين وإزالة التجاوزات وإنهاء التغيير الديموغرافي الذي حصل، ومن بعدها يمكن الذهاب إلى انتخابات حرة ونزيهة»، في الدورة التي تليها. في الأثناء، أعلن رئيس مجلس المفوضين معن الهيتاوي، مصادقة المجلس على منح اجازة تأسيس لـ58 حزبا جديدا. وقال الهيتاوي في بيان، أن «الأحزاب قد استكملت جميع الإجراءات والتعليمات الصادرة عن المفوضية وقواعد السلوك وفقا لفقرات قانون الاحزاب السياسية المشرع من قبل مجلس النواب والتي سيسمح لها بالمشاركة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة». وبذلك يكون عدد الأحزاب المصادق عليها من قبل مجلس المفوضين 204 أحزاب، وهي التي لها الحق في المشاركة في الانتخابات المقبلة. ضغط سنّي لتأجيل الانتخابات النيابية في العراق… والشيّعة يصرّون على الموعد المقرر التركمان يطالبون بقانون لدورة واحدة في كركوك… والأكراد منشغلون بوضعهم الداخلي مشرق ريسان |
اتهام للشرطة الاتحادية بترحيل الأكراد من قرية غرب كركوك وتوطين عرب Posted: 27 Dec 2017 02:15 PM PST بغداد ـ «القدس العربي»: اتهم عضو مجلس النواب عن محافظة كركوك، النائب عن الاتحاد الوطني الكردستاني، ريبوار طه، أمس الأربعاء، قوات الشرطة الاتحادية بالشروع بعمليات ترحيل قسري للأكراد من قرية غربي المحافظة. وقال: «فوجئنا اليوم (أمس) بإجراءات سلبية وغير مسؤولة ناتجة عن عدم وعي وادراك بما قد يحصل، حيث قامت قوات الشرطة الاتحادية البدء بترحيل الفلاحين الكرد من قرية بلكانة التابعة لقضاء الدبس في محافظة كركوك واجبارهم على الخروج». وأضاف، حسب بيان صحافي، إن «هذه الساعات تشهد عملية ترحيل قسري للسكان وتغييرا ديموغرافيا»، منوها إلى أن «هذه القرية سكانها جميعا من القومية الكردية، وبدأت تلك القوات بتوطين عرب فيها، في عملية تهدف إلى تفكيك الاخوة وعملية التعايش السلمي في كركوك». وتابع: «قد ينتج عن ذلك مخاطر كبيرة تتحملها الحكومة الاتحادية في بغداد بعد أن تم ابلاغها ولم تستجب لغاية الآن». ووفق المصدر «تم تبليغ العمليات المشتركة ومكتب القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي لكن دون جدوى، ونحملهم مسؤولية ما سيحصل». كذلك، قال محافظ كركوك وكالة، راكان الجبوري «نحن في إدارة كركوك نستقبل يوميا شكاوى عن وقوع انتهاكات تعرض لها مواطنو كركوك خلال السنوات الماضية إلى جانب مأساة سكان 104 قرى تعرضت للتهديم، مما جعل من المستحيل عودة سكانها اليها ونواجه صعوبة كبيرة في إعادتهم». وبين أن «هنالك إرادة سياسية كانت تسعى لازالة هذه القرى من الوجود رغم عدم وجود أي مبرر لإزالتها وتدمير الدور والبنى التحتية». جاء ذلك خلال لقاء الجبوري، مع أليس وولبول، نائب الممثل الخاص للشؤون السياسية والمساعدة الانتخابية في بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي). وأضاف الجبوري، حسب بيان لمكتبه، أن «التعقيد في كركوك كبير من الجانب السياسي وألامني، وأنها مغلفة بطابع قومي لكن ارادة مواطنيها اقوى من طروحات السياسيين وهذا يدفعنا للبحث عن مخرجات قانونية ودستورية لرسم ملاحم المستقبل العادل للجميع». انتقادات للأمم المتحدة وأشار إلى ان «إدارة كركوك ودوائرها الخدمية التي تمثل جميع المكونات نجحت في توفير الخدمات واعادة الاستقرار للمناطق المحررة، واعادة أكثر من خمسة آلاف نازح لبيوتهم وقراهم في أسرع عملية عودة للسكان الذين عانوا وقاسوا إرهاب داعش وفكره المنحرف». وأكد أن «إدارة كركوك تستقبل يوميا شكاوى وطلبات بشأن معرفة مصير اعداد كبيرة من المعتقلين والمغيبين او مختطفين من قبل الامن الكردي منذ العام 2003». ولفت إلى أن «مواطني كركوك لم يسمعوا او يشاهدوا دورا للأمم المتحدة بالكشف عن مصير هؤلاء المغيبين». وانتقد محافظ كركوك عمل مكتب اليونامي في كركوك خلال الفترة الماضية «التي لم تظهر تقارير عن واقعها وحجم المأساة التي تعرض لها مواطنوها ومكوناتها»، مؤكدا أهمية أن «يكون المكتب يعكس واقع كركوك وينظر لجميع المكونات بمسافة واحدة». حسب البيان. وأشار إلى أن «كركوك كانت قد طبقت عليها سياسات خاطئة وضغوط على مواطنيها ويجب أن تعمل الأمم المتحدة على مساعدة ممثلي مكونات كركوك بالوصول لحلول متفق عليها تحقق الشراكة وتدعم الأستقرار والعدالة». ودعا إلى أهمية أن تعمل بعثة اليونامي في العراق على دعم حوار بين مكونات كركوك لتطبيق الشراكة الحقيقة بين جميع مكوناتها. مقتل عنصرين بالاستخبارات في الموازاة، قال مصدر أمني، إن عنصرين في استخبارات شرطة محافظة كركوك، قتلا أمس، بهجوم مسلح نفذه مجهولون يعتقد أنهم ينتمون لتنظيم «الدولة الإسلامية» شمالي المحافظة. ويأتي الهجوم بعد أيام على مقتل جنديين عراقيين إثنين وإصابة ضابط بتفجير عبوة ناسفة على دورية للجيش شمالي المحافظة أيضاً. وقال النقيب في شرطة كركوك حامد العبيدي، إن «مسلحين مجهولين هاجموا بالأسلحة عنصرين في استخبارات شرطة محافظة كركوك، قرب منطقة شوار». وأوضح أن التحقيقات الأولية تشير أن خلايا من تنظيم «الدولة» هي المسؤولة عن شن الهجمات ضد عناصر الأمن. واستعادت القوات العراقية في 8 أكتوبر/تشرين أول الماضي، بشكل كامل مركز قضاء الحويجة (55 جنوب غربي كركوك) والذي كان آخر معقل لتنظيم «الدولة» في المحافظة. لكن التنظيم ما يزال لديه خلايا نائمة منتشرة في أرجاء البلاد، وبدأ يعود تدريجيا لأسلوبه القديم في شن هجمات خاطفة على طريقة حرب العصابات التي كان يتبعها قبل اجتياحه ثلث مساحة العراق صيف 2014. وخسر التنظيم جميع الأراضي التي سيطر عليها، بفعل حملات عسكرية متواصلة شنتها القوات العراقية على مدى ثلاث سنوات بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. وأفاد مصدر عراقي بأن نحو 200 عائلة عراقية هاربة من قضاء الحويجة عادت إلى مخيم تل السيباط شمالي ناحية العلم بسبب تزايد نشاط وهجمات عناصر تنظيم «الدولة». وقال المصدر، إن «معظم العوائل العائدة هي من نواحي الرياض والرشاد وبعض قرى ناحية العباسي»، مضيفاً أنه جرى إعادة تسجيلهم في المخيمات، وتجهيزهم بالمواد الغذائية والمدافئ والمستلزمات الحياتية». وبين أن «معظم العوائل العائدة هي من نواحي الرياض والرشاد وبعض قرى ناحية العباسي»، مضيفاً : «جرى اعادة تسجيلهم في المخيمات وتجهيزهم بالمواد الغذائية والمدافئ والمستلزمات الحياتية». ويشهد قضاء الحويجة هجمات يومية لعناصر «الدولة» على القرى وحصلت العشرات من عمليات القتل والخطف على أيدي عناصر «الدولة» المختبئين في المنازل وحوضي نهري دجلة والزاب وجبال حمرين، ما دفع مئات العوائل إلى العودة إلى مخيمات النزوح للحفاظ على حياة ابنائهم. اتهام للشرطة الاتحادية بترحيل الأكراد من قرية غرب كركوك وتوطين عرب مئات الشكاوى ترد يوميا للحكومة المحلية عن «الاخفاء القسري» والانتهاكات |
مصادر لـ «القدس العربي»: تحركات لإعادة الوفد الأمني المصري إلى غزة وتنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق المصالحة بالكامل Posted: 27 Dec 2017 02:14 PM PST غزة ـ «القدس العربي»: علمت «القدس العربي» من مصادر مطلعة، أن هناك تحركات جديدة لإعادة الوفد الأمني المصري إلى قطاع غزة، للإشراف على عملية «تسليم وتمكين» الحكومة من كامل مهامها وفق اتفاق المصالحة الأخير، وحل الخلافات بين حركتي فتح وحماس، حول تطبيق بنود الاتفاق، وأن «عقبات المصالحة» جرى بحثها بشكل مفصل بين مسؤولي جهاز المخابرات المصرية المشرفين على الملف الفلسطيني، ورئيس وفد فتح عزام الأحمد خلال اجتماع عقد يوم أمس في القاهرة. وتوقعت المصادر التي تحدثت لـ «القدس العربي»، أن يعود الوفد الأمني المصري، خلال إشرافه على مهمة تسلم الحكومة مهامها وفق اتفاق المصالحة المبرم بين فتح وحماس في 12 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لممارسة مهامه من جديد، وتنفيذ وإنجاز المرحلة الأولى من الاتفاق، للانتقال إلى المرحلة الثانية، التي تشمل تشكيل حكومة وحدة وإجراء الانتخابات، وبحث ملف منظمة التحرير الفلسطينية. وكان الوفد المصري قد غادر القطاع قبل أكثر من ثلاثة أسابيع، بدون أبداء السبب لذلك، وجاءت عملية المغادرة قبل موعد إعلان تسلم الحكومة كامل مهامها بثلاثة أيام فقط، ورغم وصول رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله، والأحمد إلى غزة بعد يوم من مغادرة الوفد، والاتفاق مع حماس على تذليل عقبات المصالحة، إلا أن الحكومة لم تعلن حتى اللحظة تسلمها إدارة القطاع كاملا، وفق الجدول الزمني الموضوع لذلك، والذي حدد يوم العاشر من الشهر الحالي لإتمام العملية. وأكدت المصادر أن هناك اهتماما من قبل الرئاسة الفلسطينية وحركة فتح، لدفع عجلة المصالحة، وإكمال باقي بنود تطبيق المرحلة الأولى من الاتفاق مع حماس، وأن ملف المصالحة ناقشه الرئيس محمود عباس أيضا مع أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، خلال زيارته الأخيرة للدوحة، وعدد من مسؤولي الدول العربية والإسلامية، خلال اتصالاته السياسية التي تلت قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه القدس. وأشارت إلى أنه يجري العمل حاليا مع المسؤولين المصريين، لتنفيذ كامل لبنود الاتفاق الأولى، من خلال «تمكين» الحكومة، بشكل كامل في قطاع غزة، وأن زيارة الأحمد للقاهرة تنصب في هذا السياق. ملف الموظفين هو الابرز وحسب ما علمت «القدس العربي» من مصادرها الخاصة فإن من أبرز الخلافات التي لا تزال قائمة بين الطرفين «فتح وحماس» ويجري العمل على التوصل إلى حلول لها، هو ملف «موظفي غزة»، ودفع رواتبهم حتى انتهاء عمل اللجنة القانونية والإدارية، بما يحتويه الملف من تحويل «جباية» غزة الداخلية إلى حساب وزارة المالية في رام الله. وتردد خلال اليومين الماضيين أن وزير المالية شكري بشارة، ينوي زيارة قطاع غزة، لبحث نقل أموال الجباية إلى حساب الوزارة، في خطوة تمهيدية لدفع جزء من رواتب موظفي غزة، الذين عينتهم حماس بعد سيطرتها على القطاع، غير أن الزيارة لم تتم حتى اللحظة، وأمس ذكرت تقارير محلية عن تأجيل الزيارة من جديد. ويبلغ عدد هؤلاء الموظفين نحو 40 ألف موظف، وجرى التوافق على حل مشكلتهم من خلال لجنة قانونية وإدارية، لم تعقد اجتماعا كاملا لأعضائها في غزة والضفة بعد، على أن تتولى حكومة التوافق دفع جزء من رواتبهم حتى ذلك التاريخ. الأحمد في القاهرة ومن ضمن المعلومات المتوفرة فإن اتصالات أجراها مسؤولون مصريون خلال الأيام الماضية، أي قبل زيارة الأحمد الحالية للقاهرة، مع مسؤولين من فتح وحماس، بهدف الدفع باتجاه تطبيق آخر التفاهمات التي جرى التوصل إليها بين الطرفين مطلع الشهر الحالي خلال لقاء ثنائي استضافته مصر، وقررت عقبه مصر تعزيز وفدها الأمني في غزة بإرسال رئيس الملف الفلسطيني في جهاز المخابرات العامة اللواء سامح كامل، للقطاع لمتابعة عملية تطبيق المصالحة. وشملت التفاهمات الأخيرة بين الطرفين، التي وصفت وقتها بـ»الإيجابية»، ولاقت ارتياحا وقتها من قبل حركة حماس، عقد اجتماع كامل للجنة الإدارية والقانونية التي شكلت لحل مشكلة موظفي غزة، بحضور أعضائها الثلاثة من القطاع، إضافة إلى تمكين الحكومة من كامل عملها بما في ذلك تحويل «أموال جباية غزة» إلى حساب وزارة المالية، ودفع جزء من رواتب موظفي القطاع الذين عينوا بعد الانقسام، وحل أزمات غزة، على أن يبدأ الأمر بزيادة كميات الكهرباء الموردة للقطاع. وفي هذا السياق قال الدكتور فايز أبو عيطة، نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح لـ «القدس العربي»، إن حركته على اتصال دائم مع المسؤولين المصريين المشرفين على المصالحة لـ «ضمان تنفيذ ما تم الاتفاق عليه يوم 12 أكتوبر، وتجاوز العقبات التي وضعت أمام الاتفاق». وأكد أبو عيطة، وهو عضو في وفد فتح للحوار مع حماس في ملف المصالحة، أن الاتصالات مع المسؤولين المصريين لم تنقطع بشأن المصالحة، مشددا على أن حركته «مصرة على إزالة كل العقبات، وتمكين الحكومة من ممارسة عملها بشكل كامل في قطاع غزة، والسير في ملف المصالحة بالشكل المطلوب». وشدد على أن الظروف الحالية تجعل المصالحة وتوحيد الموقف الفلسطيني «أكثر إلحاحا من أي وقت مضى». وأشار القيادي في فتح إلى أن هناك قرارا داخل الحركة، بإنهاء الانقسام واتمام عملية المصالحة، مضيفا «لن نسمح باستمرار الانقسام، ولدينا إصرار على إزالة كل العقبات التي تعترض الطريق». يذكر أن الأحمد قال في تصريحات سابقة، إن فتح ستمضي بالمصالحة «رغم العثرات» التي تظهر بين الحين والآخر، مشيرا إلى أن بعض العقبات ظهرت خلال الأسبوعين الماضيين، مؤكدا العمل على حلها.وكان رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، قد حذر من أن أي تباطؤ في إنجاز المصالحة، وقال إن ذلك «ستكون له نتائج وخيمة، ليس على حدود غزة فحسب بل القضية الفلسطينية كلها». وجدد هنية خلال لقاء مع وجهاء ومخاتير وأعيان غزة، تمسك حركة حماس بإنجاز المصالحة الفلسطينية وفق اتفاق 2011 برعاية مصرية، داعيا إلى دفعها للأمام كي لا تبقى في هذه المراوحة، مضيفا «ما هو قادم على القضية خطير جدا». وأكد على ضرورة «ترتيب البيت» من خلال قيادة واحدة وبرنامج وطني، بهدف التفرغ للملفات الكبرى «بدل أن نظل عالقين بالهموم الخاصة»، داعياً إلى عقد الإطار القيادي وإعادة بناء منظمة التحرير. وقال «المصالحة لا تزال تمر أمام بعض الاستعصاءات، وهي بحاجة إلى أن نتوقف أمامها». مصادر لـ «القدس العربي»: تحركات لإعادة الوفد الأمني المصري إلى غزة وتنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق المصالحة بالكامل أشرف الهور: |
يعلون يعترف: تثبّت من قتل خليل الوزير (أبو جهاد) برصاصة في الرأس Posted: 27 Dec 2017 02:14 PM PST الناصرة – «القدس العربي»: كشف تحقيق تلفزيوني في إسرائيل مجددا عن كذبة «طهارة السلاح» ومزاعم «الجيش الأكثر أخلاقية» وأظهر مرة أخرى أن ما قام به الجندي ليؤور أزاريا من إعدام للشاب الجريح عبد الفتاح شريف من الخليل ليس سوى المكشوف وأن المخفي أعظم وأن إعدام الفلسطينيين بعد إصابتهم ه, تقليد إسرائيلي متبع. وفي برنامج تحقيقات شهير (الحقيقة) اعترف وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق موشيه يعلون، بأنه أعدم القيادي الفلسطيني خليل الوزير (أبو جهاد)، خلال عملية نفذتها وحدة إسرائيلية خاصة في تونس عام 1988. وكانت قد كشفت في الماضي معلومات كثيرة عن مشاركة يعلون مع رئيس الحكومة الأسبق ايهود باراك باغتيال الوزير لكن يعلون هذه المرة ألمح أنه أطلق النار على رأس أبو جهاد في إطار عملية سرية لاغتياله، عندما كان قائدا لوحدة كوماندوس «سيريت ماتكال». كما ألمح يعلون خلال المقابلة أنه كان ضمن الفرقة التي نفذت عملية اغتيال جهاد الوزير في تونس، حيث تأكد بنفسه من مقتل أبو جهاد، حين صعد للطابق الثاني، حيث كان القائد الفلسطيني غارقا في دمائه، وللتأكد من أنه قد فارق الحياة، اقترب يعلون منه وأطلق رصاصة برأسه، بحسب أقواله في البرنامج، وهذا بالمناسبة ما أكدته ارملته انتصار الوزير ام جهاد في مقابلات إعلامية سابقة. وأشعلت تصريحات يعلون شبكات التواصل الاجتماعي في إسرائيل، بحيث أن تصريحاته تحولت لمثار جدل، وهناك من قارن ما قام به يعلون وما قام به الجندي القاتل، إليئور أزاريا، بعد إدانته بقتل الشهيد عبد الفتاح الشريف بالقتل غير المتعمد والسجن لمدة 18 شهرا. وتوجهت غالبية التغريدات ليعلون بالقول ما الفرق بين ما قمت به وبين ما قام به الجندي إزاريا؟ وقال يعلون في البرنامج المذكور «القصة بدأت في آذار/ مارس عام 1988 حينما كلف جهاز الموساد الاسرائيلي باغتيال أبو جهاد لكنه لم يتمكن لسنوات من تنفيذ المهمة، وعليه تم تحويل المهمة إلى الاستخبارات العسكرية، حيث تلقينا معلومات عن مكان وجوده». وواصل وصف سلسلة الأحداث، قائلا «للوصول للهدف كان علينا الإبحار لمدة اربعة أيام، حتى وصلنا لشواطئ تونس وانتظرنا ليكون أبو جهاد في منزله.» وبعد أن دخلت الفرقة المكلفة بالعملية وأطلقت النار على أبو جهاد، ألمح يعلون أنه دخل وصعد إلى هناك وأطلق الرصاص على رأسه للتأكد من مقتله. وسئل يعلون خلال اللقاء: كانت هناك شهادة وإفادة من أحد أفراد المنزل، بعد أن أطلقوا النار على أبو جهاد، بأن ضابطا إسرائيليا كبيرا صعد وأطلق النار على رأسه وتأكد من موته… «هل أنت الرجل؟. ورد يعلون: «لقد مات». وزير الأمن الأسبق إيهود باراك، الذي كان يشغل في ذلك الوقت نائبا لرئيس الأركان، وقاد العملية من غرفة قيادة أقيمت على إحدى البوارج العسكرية قال إنها «رحلة استغرقت أربعة أيام». وسبق أن سمحت الرقابة العسكرية لصحيفة «يديعوت أحرونوت» برفع السرية عن المعلومات التي أدلى بها قائد القوات الخاصة (كوماندوز) ناحوم ليف عام 2012 التي تعد بمثابة إقرار من إسرائيل بمسؤوليتها عن تلك العملية التي اغتيل فيها أيضا حراس لأبو جهاد. وجرت عملية الاغتيال في منزل القيادي الفلسطيني في ضاحية سيدي بوسعيد شمال العاصمة التونسية في إطار خطة إسرائيلية لإخماد الانتفاضة الأولى التي اندلعت في الأراضي المحتلة عام 1987 التي كان أبو جهاد موجهها الأعلى في الخارج. وذكر ليف الذي توفي في حادث سير قبل خمس سنوات أن أعضاء هذه القوة التي تتبع الوحدات الخاصة في قيادة الأركان الإسرائيلية كانوا 26 فردا، وانقسموا إلى قسمين بعد نزولهم من سفن وزوارق. وتوجه الفريق الأول الذي ضم ثمانية أفراد برئاسة ليف، إلى منزل أبو جهاد على متن سيارات، واقترب من المنزل مسافة 500 متر تقريبا. وللتمويه كان ليف مرفوقا بجندي متنكر في هيئة امرأة، وكان يخفي مسدسا مزودا بكاتم للصوت في علبة شوكولاته. كما كشف قائد القوات الخاصة الإسرائيلية أنه قتل بالرصاص بداية أحد حراس أبو جهاد أثناء نومه في سيارة خارج منزل الوزير، ثم اقتحمت مجموعة ثانية المنزل. وبعد دخوله قتلت هذه المجموعة حارسا ثانيا لدى استيقاظه ومحاولته إطلاق النار على المقتحمين، كما قتلت العامل المكلف بالحديقة الذي كان نائما في سرداب الفيلا. وفي روايته لعملية الاغتيال – التي شارك يعلون بها تحدث ليف عن ظهور زوجة أبو جهاد أثناء إطلاق النار عليه، وقال إن القيادي الراحل كان «على ما يبدو» يحمل مسدسا. يشار الى ان يعلون يتبنى مواقف سياسية متطرفة وما زال يدعو لما قاله في كتابه (طريق طويل طريق قصير) قبل سنوات ومفاده ضرورة كي وعي الفلسطينيين بالنار وبالقوة المفرطة بغية إخضاعهم وحسم الصراع معهم. يعلون يعترف بالتلميح: تثبّت من قتل خليل الوزير (أبو جهاد) برصاصة في الرأس |
اليمن: غارات جوية لقوات التحالف تقتل 16مدنيا والحوثيون يهجرون سكان التعزية Posted: 27 Dec 2017 02:13 PM PST تعز ـ «القدس العربي»: ذكرت مصادر محلية أمس ان قوات التحالف العربي بقيادة السعودية قتلت 16 مدنياً على الأقل واصابت 3 آخرين من عائلة واحدة، بغارات جوية، استهدفت بلدة التحيتا، التابعة لمحافظة الحديدة، غربي اليمن. وأوضحت أن 3 اسر مكونة من 16 شخصا، أبيدوا بالكامل في عدة غارات جوية لقوات التحالف العربي صباح أمس استهدفت بلدة التّحيتا في محافظة الحديدة، حيث قتل منهم 16 شخصا من مختلف الأعمار، بين طفل وامرأة ورجل، وجميعهم ينتمون إلى عائلة واحدة، هي عائلة رامي. وأشارت إلى أن غارات جوية لقوات التحالف استهدفت منازل في مزرعة تقع في بلدة التحيتا، أسفرت عن سقوط 16 شخصاً بين قتيل وجريح وأن عدد القتلى مرشح للزيادة مع الحالة الصحية الصعبة للثلاثة الجرحى، الناجين من الموت في هذه الغارات الجوية. وأرجع مصدر عسكري يمني لـ(القدس العربي) أسباب تكرار مثل هذا الغارات الجوية لقوات التحالف التي تستهدف مدنيين يمنيين، إلى قيام الميليشيا الحوثية باستخدام المدنيين دروعا بشرية وأن عناصر ميليشيا الحوثيين يلجؤون إلى الاختباء في أوساط مناطق مكتظة بالسكان، في محاولة من الميليشيا للافلات من الغارات الجوية لقوات التي تلاحقهم أينما حلّوا. وكانت الغارات الجوية لقوات التحالف شنت خلال اليومين الماضيين العشرات من الغارات الجوية على مواقع عسكرية حوثية ومناطق تواجد المسلحين الحوثيين في مناطق الخوخة والتحيتا في محافظة الحديدة وفي مناطق عديدة في محافظة تعز، بالإضافة إلى مناطق أخرى في محافظات البيضاء وصنعاء والضالع وغيرها، وسقط خلالها العشرات من المسلحين الحوثيين. في غضون ذلك ذكرت مصادر ميدانية ان ميليشيا الحوثي اقتحمت مساء أمس قرى الحيمة العليا في بلدة التعزية شمال شرقي محافظة تعز على خلفية قيام سكان المنطقة بانتفاضة مسلحة ضد المسلحين الحوثيين، الذين كانوا يسيطرون عليها، خلال الأسبوعين الماضيين. وأوضحت ان الميليشيا الحوثية اقتحمت مساء الأربعاء قرية دار الجلال وقرية الحدالي في بلدة الحيمة العليا، وفجرت منازل العديد من السكان ومسجد القرية وزرعت ألغاما أرضية وعبوات ناسفة حول عدد من المنازل بالإضافة إلى قيامها بحملة اعتقالات واسعة في أوساط السكان، في محاولة لخلق الرعب في نفوس السكان، والذين اضطر الكثير منهم إلى النزوح إلى مناطق آمنة، بعيدا عن مناطق المواجهات المسلحة مع الحوثيين. وعلمت (القدس العربي) ان المواجهات المسلحة بين الحوثيين وأهالي الحيمة العليا في تعز شهدت تصعيدا كبيرا خلال اليومين الماضيين على خلفية مقتل القيادي الحوثي عبدالفتاح غلاب، بكمين لسكان المنطقة والذي يعد القائد العسكري المحلي للحوثيين في بلدة التعزية، كما قتل نجله أيضا في مواجهات سابقة قبل نحو أسبوعين. وتزامنت هذه المواجهات بين الحوثيين وسكان بلدة الحيمة العليا بتعز مع غارات جوية لقوات التحالف العربي استهدفت العديد من المواقع والتجمعات للمسلحين الحوثيين، والتي يعتقد أنه سقط فيها العديد من المسلحين الحوثيين. واتهم الحوثيون قوات التحالف بقصف سوق شهرة الشعبي في بلدة الحيمة السفلى في محافظة تعز بعدة غارات جوية وأنها أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين. إلى ذلك، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، أنه تم تجنيد أكثر من ألفين و100 طفل يمني منذ بدء الصراع في البلاد، قبل نحو ثلاثة أعوام، فيما يرى مراقبون أن العدد أضعاف ما ذكرت اليونسكو. جاء ذلك في تغريدة نشرتها ميرتشل ريلانو، ممثلة «يونيسيف» في اليمن، أمس الأربعاء، عبر حسابها الرسمي على موقع «تويتر». وقالت ريلانو إنه «حتى الآن تم التحقق من تجنيد ألفين و122 طفلا في اليمن». ولم تذكر المسؤولة الأممية الجهات المتسببة بتجنيد هؤلاء الأطفال في اليمن. إلا أن تقارير سابقة لـ«يونيسيف» اتهمت مسلحي جماعة «الحوثي» بارتكاب معظم عمليات التجنيد للأطفال في اليمن. ومنذ نحو ثلاثة أعوام يشهد اليمن حربا عنيفة بين القوات الحكومية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، المسنودة بقوات التحالف العربي بقيادة السعودية، من جهة، ومسلحي جماعة الحوثي من جهة أخرى. اليمن: غارات جوية لقوات التحالف تقتل 16مدنيا والحوثيون يهجرون سكان التعزية يونيسيف: تجنيد أكثر من 2100 طفل خلال الصراع خالد الحمادي |
اعتقال 190من أنصار الرئيس الإيراني السابق خلال ثلاثة أيام Posted: 27 Dec 2017 02:13 PM PST لندن ـ «القدس العربي»: في تصريحات داعمة للشقيقين على وصادق لاريجاني، رئيسي السلطتين التشريعية والقضائية في إيران، قال المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، إنه لا يحق لأولئك الذين كانت جميع الصلاحيات التنفيذية والإدارية للبلاد في يدهم أمس أو يسيطرون عليها اليوم، أن يلعبون دور المعارضة، وإنه لا يحق لهم أن يتحدثوا ضد النظام الإيراني، (بالإشارة إلى الرئيسين الإيرانيين السابق والحالي، محمود أحمدي نجاد وحسن روحاني)، مضيفاً «هؤلاء يريدون أن يكملوا المشهد الداخلي لصالح العدو». فيما اعتقلت السلطة القضائية ما يقارب 190 من أنصار الرئيس الإيراني السابق في طهران خلال الأيام الثلاثة الماضية. ومنذ اليوم الذي وصف خامنئي تسريب محمود أحمدي نجاد لفيديو ضد الشقيق الآخر لرئيسي البرلمان والقضاء، الإيراني فاضل لاريجاني، بأنه تضييع لحقوق الشعب الأساسية وعمل ينافي الشرع المقدس والقانون والأخلاق، اتسعت الهوة وبدأت الخلافات بين أحمدي نجاد وجماعة المرشد الأعلى. وكشف الرئيس الإيراني السابق في 16 شباط/ فبراير 2016 أن فاضل لاريجاني تقاضى 300 مليار ريال إيراني كرشوة من أحد المسؤولين في حكومته، حتى يقنع شقيقه (رئيس القضاء) بإغلاق أحد ملفات الفساد. وحول أسرة لاريجاني أمس، وخلال كلمة المرشد الأعلى الإيراني أمام أعضاء المجالس التنسيقية لمنظمة الدعوة الإسلامية الإيرانيين في طهران، صرح «لا يمكن للشخص الذي كان مسيطراً على الصلاحيات التنفيذية والإدارية لفترة عقد من الزمن، يتحول إلى معارض النظام خلال العقد من بعده» (بالإشارة إلى أحمدي نجاد)، وحذر أنه لا يحق لهؤلاء أن يلعبوا دور المعارضة، وأن يتحدثوا ضد النظام، وأكد أن حديثه هذا موجه أيضاً لأولئك الذين يسيطرون اليوم على مفاصل التنفيذية والإدارية للبلاد، بالإشارة إلى حكومة حسن روحاني. ووصف خامنئي القضاء الإيراني بأنه «مؤمن»، مضيفاً أن البعض ينسب الأكاذيب التي اختلقها العدو، إلى النظام، وأن «هؤلاء يريدون أن يكملوا المشهد الداخلي لصالح العدو». وحذر من بعض المؤامرات والمحاولات التي ترمي إلى استهداف الشعب الإيراني من خلال بث الفرقة ونشر الأكاذيب الوقحة. ودعا خامنئي المسؤولين الإيرانيين إلى المحاولة لفهم ما يريد العدو فعله بالمستقبل، مبيناً أن محاولات الأعداء أصبحت كلها بوضوح الشمس في رابعة النهار، إذ تعمل أدوات الأعداء الإعلامية في بث الأكاذيب وتوجيه الضربات للشعب الإيراني والسعي وراء سلب الثقة بنفسه. وفي جانب آخر من حديثه قال إن عدو إيران الأساسيّ هو الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر من أفسد وأظلم حكومات العالم، لافتاً إلى أنهم دعموا الإرهابيين وأنهم لقد دعموا أيضاً شاه إيران السابق والعائلة السعودية الحاكمة والسلسلة الظالمة في المنطقة. وأشار المرشد الأعلى الإيراني إلى أن الخطط المكلفة والمعقدة للولايات المتحدة لخلق خلافات سياسية ودينية وعرقية في إيران، كانت عديمة الفائدة وغير ناجحة، وأضاف أنه بحول الله سيشهد الشعب الإيراني والنظام الإسلامي في جميع المجالات خيبة أمل أمريكا. ويرى المراقبون أن محاولات الحرس الثوري لإعادة ترتيب البيت الداخلي الإيراني هي السبب الرئيسي وراء اندلاع الأزمة الأخير بين الرئيس الإيراني السابق وأسرة لاريجاني، وانتقادات أحمدي نجاد المستمرة ضد حكومة حسن روحاني. ومن المعروف هو أن أسرة لاريجاني هي من أقرب أجنحة النظام الإيراني إلى بريطانيا، وأن حسن روحاني يدفع بقوة باتجاه تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة. لكن الحرس الثوري (ومن خلفه المرشد الأعلى الإيراني)، يرى أن المقترحات الصينية حول تدشين شراكة استراتيجية على جميع المستويات بين بكين وطهران هي الخيار الأفضل للنظام الإيراني. ما أكدته مجلة «فورين أفيرز» التابعة لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي في مقال كتبت فيه «الصين تواصل محاولتها لإعادة تأهيل طهران في النظام الدولي»، واعتبرت إيران بأنها «قلب مشروع الحزام الواحد ـ الطريق الواحد (المعروف بطريق الحرير الجديد)». وفي السياق، أكد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني والقائد العام الأسبق للحرس الثوري، محسن رضائي، أنَّ الاستخبارات الإيرانية تغلغلت في عمق تنظيم «الدولة». وسبق لكبير مستشاري الرئيس الإيراني السابق، حميد بقائي، أن كشف أن وزارة المخابرات الإيرانية وجهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري كانتا على علم مسبق بالهجمات الإرهابية التي نفذها تنظيم «الدولة» في مقبرة مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، روح الله خميني، ومبنى مجلس النواب الإيراني في طهران 7 حزيران/ يونيو الماضي. وحسب موقع «عصر إيران» الإخباري، في تصريحٍ أدلى به لمناسبة ذكرى تأسيس قوات الحفاظ على أمن الطيران، قال محسن رضائي إن الاستخبارات الإيرانية اليوم هي أقوى الاستخبارات في منطقة الشرق الأوسط، وبعد نشر أسرار ووثائق التنظيم الإرهابي مستقبلاً سيتبين «أننا كنا قد تغلغلنا في عمق داعش ولم نكن فقط نقاتل هذا التنظيم في الحدود أو في سوريا والعراق». اعتقال 190من أنصار الرئيس الإيراني السابق خلال ثلاثة أيام |
حملة خالد علي تطرح قانونا جديدا للانتخابات لضمان نزاهتها Posted: 27 Dec 2017 02:12 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: تبنت حملة المحامي الحقوقي خالد علي، المرشح المحتمل في الانتخابات الرئاسية المصرية المقررة في إبريل/ نيسان المقبل، قانونا جديدا للانتخابات الرئاسية يعالج ما تضمنه القانون الحالي من أخطاء ويضمن نزاهة الانتخابات. شروط الترشح وحول شروط الترشح قالت الحملة إن «مشروع قانونها للحفاظ على الضمانات والشروط التي حددها دستور 2014 في مادتيه رقمي (141، 142)، وحذف أي قيود أخرى تمثل إرهاقاً للحق في الترشح وتحول دون تمكين المصريين من ممارسة هذا الحق». وألغى مشروع القانون شرطي حصول المرشح على مؤهل عال، وألا يكون مصاباً بمرض بدني أو ذهني. الشرطان، حسب المشروع «لم ينص عليهما الدستور من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإن كل مرشح سيقدم نفسه لجمعية الناخبين، وقبل ذلك سيحصل على تزكيات 20 عضوا برلمانيا أو تأييد 25 ألف مواطن من 15 محافظة على الأقل، كشرط لاستكمال أوراق ترشحه، ولا يمكن أن يستكمل هذه الشروط إن لم يكن جديراً بها، فضلاً على أن البند (3) من نص المادة الأولى من المشروع تشترط أن يكون المرشح (كامل الأهلية، ومتمتعاً بمباشرة حقوقه السياسية والمدنية)، ومن ثم يضحى الشرطان، مقيدين للحق في الترشح مما يتعارض مع مبادىء تكافؤ الفرص والمساواة بين جميع المواطنين وحق المشاركة في الحياة العامة». إشراف قضائي وبخصوص اللجان المشرفة على الانتخابات، نص مشروع القانون، على «إجراء الانتخابات الرئاسية تحت إشراف وإدارة الهيئة الوطنية للانتخابات، على أن يرأس اللجان العامة والفرعية أحد أعضاء الجهات أو الهيئات القضائية، للتغلب على نص المادة المادة 19 من قانون الهيئة الوطنية للانتخابات رقم 198 لسنة 2017 التي مهدت لوقف الإشراف القضائي الكامل على الانتخابات الرئاسية وفتح الباب لإشراف الموظفين على لجان الاقتراع والفرز». وكذلك «إلزام الهيئة الوطنية للانتخابات بإعلان كافة قراراتها أو تعليماتها أو مدوناتها الصادرة منها والمتعلقة بانتخابات رئاسة الجمهورية على موقعها الإلكتروني، وبنشرها في الجريدة الرسمية، وإخطار ذوي الشأن بها، وعدم جواز استمرار إعلان حالة الطوارىء في البلاد أثناء إجراء انتخابات رئاسة الجمهورية، وانتهاء هذه الحالة بقوة القانون إذا كانت معلنة في البلاد فور إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات عن فتح باب الترشح لرئاسة الجمهورية، وفتح الباب لكل ذي مصلحة للطعن على قرارات الهيئة الوطنية للانتخابات أمام المحكمة الإدارية العليا خلال أربعة أيام من تاريخ نشرها بالجريدة الرسمية أو خلال 7 أيام من تاريخ تقديم الاعتراض أوالتظلم للهيئة في حالة عدم نشر رد الهيئة في الجريدة الرسمية أو إعلانه بموقعها الإلكتروني». واشتملت التعديلات، التي تخص إجراءات الترشح، على «إلزم الهيئة الوطنية للانتخابات ومجلس النواب بتمكين راغبي الترشح من الحضور لمجلس النواب، وعقد اللقاءات مع الأعضاء داخل مقر المجلس خلال مرحلة جمع التزكيات البرلمانية، لكون كافة التشريعات تتجاهل هذا الإلزام بالرغم أن الدستور يشترط على راغبي الترشح جمع تأييد شعبي أو 20 تزكية من أعضاء برلمان ليضحى هذا الأمر رهنا بعلاقات المرشح الشخصية مع أعضاء البرلمان، ويضحى الدخول لمقر البرلمان لمقابلة أعضائه رهناً بالموافقات الأمنية، فتم النص في هذا المشروع على إلإلزام بتمكين راغبي الترشح من الدخول لمقر البرلمان وعقد لقاءات مع أعضائه». وفتح المشروع الباب لـ«كل من استُبعد من الترشح أن يتظلم من هذا القرار خلال اليومين التاليين لتاريخ إخطاره، على أن تبت الهيئة الوطنية للانتخابات في هذا التظلم خلال اليومين التاليين لانتهاء المدة السابقة، وذلك بعد سماع أقوال المتظلم أو إخطاره للمثول أمامها وتخلفه عن الحضور، وللمتظلم في حالة رفض تظلمه الطعن على هذا القرار أمام المحكمة الإدارية العليا على النحو الموضح في المادة (7) من هذا القانون». كما أكد على «أحقية طالب الترشح سحب ترشحه بطلب كتابي يقدم إلى الهيئة الوطنية للانتخابات قبل إعلانها القائمة النهائية لأسماء المرشحين، وللمرشح أن يتنازل عن الترشح بإخطار الهيئة كتابة، قبل اليوم المحدد للاقتراع بخمسة عشر يوما على الأقل، وتعلن الهيئة هذا التنازل في موقعها الإلكتروني، وتنشره في الجريدة الرسمية، وفي صحيفتين يوميتين واسعتي الانتشار خلال يومين من تاريخ تقديمه». مدة العملية الانتخابية وقضى المشروع أيضاً، بـ«مد مدة العملية الانتخابية من خمسين يوماً على الأقل إلى 100 يوم على الأقل»، معتبراً أن «قانون الانتخابات الرئاسية رقم 22 لسنة 2014 ينص فى المادة (12) على أن يقدم طلب الترشح خلال المدة التي تحددها اللجنة على ألا تقل عن عشرة أيام ولا تجاوز ثلاثين يوماً من تاريخ فتح باب الترشح، إلا أن هذا المشروع جعل هذه المدة خمسين يوماً (المادة 10 مشروع) على ألا تقل المدة المتاحة منها لراغبي الترشح فى جمع نماذج التزكية البرلمانية أو نماذج التأييد الشعبي الورقي أو الإلكتروني عن خمسة وأربعين يوماً (مادة 9 مشروع)، كما أن قانون الانتخابات الرئاسية سالف الذكر نص فى الماد (16) على ألا تقل المدة بين إعلان الكشوف النهائية واليوم المحدد للانتخابات عن 20 يوماً، في حين جعلها هذا المشروع لا تقل عن خمسين يوماً (المادة 14 مشروع)». ودعت الحملة في مشروع القانون، إلى «زيادة فترة الدعاية الانتخابية، تبدأ الحملة الانتخابية منذ الإعلان عن فتح باب الترشح لرئاسة الجمهورية حتى قبل يومين من التاريخ المحدد للاقتراع، وفي حالة انتخابات الإعادة تبدأ من اليوم التالي لإعلان نتيجة الاقتراع وحتى الساعة الثانية عشرة ظهر اليوم السابق على التاريخ المحدد للاقتراع في انتخابات الإعادة، في وقت ينص القانون الحالي، على أن تبدأ الدعاية منذ تاريخ إعلان القائمة النهائية للمرشحين، ما يحرم المرشحين ومؤيديهم من إجراء أي دعاية منذ فتح باب الترشح مروراً بمرحلة جمع التوكيلات وتقديمها حتى إعلان القائمة النهائية للمرشحين، وهو أمر لا يمكن تصوره عقلاً ومنطقاً، فكيف نلزم المرشحين بجمع 25 ألف تأييد شعبي من 15 محافظة على الأقل، ثم نحرمهم من إجراء أي دعاية انتخابية خلال هذه المرحلة». وإلزام المشروع «كافة وسائل الإعلام المملوكة للدولة، أو التب تساهم الدولة أو أي من وزاراتها أو هيئاتها أو شركاتها المملوكة لها ملكية خاصة أو تساهم بنسبة فب رأسمالها، المرئية والمسموعة والمؤسسات الصحافية، بتحقيق المساواة بين المرشحين في استخدامها لأغراض الدعاية الانتخابية، مع منح الهيئة الوطنية للانتخابات الحق في تقرير ما تراه من تدابير عند مخالفة هذه القاعدة، ولها على الأخص إصدار قرار بالوقف الفوري لهذه المخالفة وذلك دون إخلال بأحكام المسؤولية التأديبية للمخالف». وحظر «إنفاق المال العام أو أموال شركات القطاع العام أو قطاع الأعمال العام أو الشركات والمؤسسات المملوكة للدولة ملكية خاصة أو أي من الأشخاص الاعتبارية التي تساهم الدولة بنسبة في رأسمالها، أو الجمعيات والمؤسسات الأهلية ذات النفع العام في أغراض الدعاية الانتخابية لدعم أو تأييد أي مرشح في انتخابات رئاسة الجمهورية». كما نص مشروع القانون على «إجراء الاقتراع في يومين فقط، وحذف الفقرة التى كانت تنص على (يوم واحد أو أكثر) والتي تفتح الباب لمد عملية الاقتراع لعدة أيام لم تكن في حسبان المرشح أو مؤيديه»، على أن «يتم الاقتراع لانتخاب رئيس الجمهورية حتى ولو تقدم للترشح مرشح وحيد، أو لم يبق سواه بسبب تنازل باقي المرشحين، وفي هذه الحالة يُعلن فوزه إن حصل على 15٪ من إجمالي عدد الناخبين المقيدة أسماؤهم بقاعدة بيانات الناخبين، وليس (5٪) كما هو منصوص عليه في القانون الحالي، فإن لم يحصل المرشح على نسبة الـ (15٪) تعلن الهيئة الوطنية للانتخابات عن فتح باب الترشح لانتخابات أخرى خلال خمسة عشر يوما على الأكثر من تاريخ إعلان النتيجة، ويجرى الانتخاب في هذه الحالة وفقا لأحكام هذا القانون». وشدد على «أحقية منظمات المجتمع المدني المصرية والعربية والمنظمات الدولية بمراقبة عمليات الاقتراع والفرز من داخل اللجان الفرعية، والسماح لوسائل الاعلام بمتابعة هذه العمليات». حملة خالد علي تطرح قانونا جديدا للانتخابات لضمان نزاهتها مضاعفة المدة إلى 100 يوم… وإلغاء شرط المؤهل العالي تامر هنداوي |
مصر تعتزم بث برنامج تلفزيوني من «حلايب» المتنازع عليها مع السودان Posted: 27 Dec 2017 02:12 PM PST القاهرة ـ الأناضول: أعلنت مصر اعتزامها بث برنامج تلفزيوني وإذاعي أسبوعي من منطقة حلايب وشلاتين الحدودية (جنوب)، المتنازع عليها مع السودان. وقالت الهيئة الوطنية للإعلام (أعلى جهاز إعلامي حكومي)، في بيان، إنها ستقوم بنقل شعائر صلاة الجمعة المقبلة من حلايب وشلاتين «فب إطار الرسالة التب يقوم بها الإعلام الوطني بالاهتمام للوصول إلى كل ربوع مصر». وأضاف البيان: «كما تقرر بث برنامج تلفزيوني وإذاعي أسبوعيًا من حلايب وشلاتين»، دون توضيح موعده وطبيعته وآلية بثه. وأكدت الهيئة أن «هذا التوجه لبث برامج من منطقة حلايب وشلاتين يأتي في إطار دورها لتعزيز روح الانتماء بالوطن، والدعم الإعلامي المتواصل لأهالينا في هذا الجزء العزيز من أرض مصر». وكانت وزارة الأوقاف المصرية قد أعلنت أيضاً بناء 100 منزل متكامل لأهالي مدينة حلايب الحدودية في إطار تقديم الدعم للفئات الأكثر احتياجًا. وتتنازع مصر والسودان على مثلث حلايب الحدودي، حيث تؤكد القاهرة «أحقيتها» في هذه المنطقة لعدة اعتبارات بينها «التزامها بالقانون الدولي في أن التنازل عن الإقليم لا يكون صحيحًا وملزمًا قانونًا إلا بموافقة الأطراف المعنية على ذلك صراحة». وفي بداية كل عام، درج السودان على تجديد شكواه سنويًا أمام مجلس الأمن بشأن مثلث حلايب وشلاتين. وفي أكتوبر/ تشرين أول الماضي، جدد وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، الدعوة إلى حل قضية المثلث «إما بالحوار أو التحكيم الدولي». ويتطلب التحكيم الدولي للبت في النزاع حول المنطقة أن تقبل الدولتان المتنازعتان باللجوء إليه، وهو ما ترفضه مصر. والخميس الماضي، أعلنت وزارة الخارجية أنها ستخاطب الأمم المتحدة، للتأكيد على مصرية منطقة «حلايب وشلاتين»، رافضة ما وصفته بـ«مزاعم» السودان بأحقيته في السيادة على تلك المنطقة. ورغم نزاع الجارتين على هذا المثلث الحدودي، منذ استقلال السودان، عام 1956، لكنه كان مفتوحا أمام حركة التجارة والأفراد من البلدين دون قيود حتى عام 1995، حين دخله الجيش المصري وأحكم سيطرته عليه. مصر تعتزم بث برنامج تلفزيوني من «حلايب» المتنازع عليها مع السودان |
السودان: مستعدون لدفع أي فاتورة للتقارب مع تركيا Posted: 27 Dec 2017 02:12 PM PST الخرطوم ـ الأناضول: أعرب السودان، أمس الأربعاء، عن استعداده لدفع «أي فاتورة للتقارب مع تركيا»، مشيرا إلى رفضه تقارير إعلامية مصرية انتقدت التقارب التركي السوداني الذي تُوج بزيارة الرئيس رجب طيب أردوغان الأخيرة للخرطوم. جاء ذلك في تصريحات لنائب رئيس الوزراء وزير الإعلام السوداني، أحمد بلال عثمان، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي الذي عقده في وزارة الإعلام، في العاصمة الخرطوم. واعتبر تلك الانتقادات الإعلامية المصرية محاولة لـ«اغتنام الفرص للنيل من السودان وشعبه ورئيسه عمر البشير». وأنهى الرئيس التركي، الثلاثاء، زيارة إلى السودان، بدأت الأحد، برفقة 200 من رجال الأعمال، في إطار جولة أفريقية، وشهدت الزيارة توقيع 21 اتفاقية في المجالات المختلفة. وتسود العلاقات بين مصر والسودان، حالة توتر ومشاحنات في وسائل الإعلام، إثر عدة قضايا خلافية، منها النزاع على مثلث حلايب الحدودي، وموقف الخرطوم الداعم لسد النهضة الإثيوبي الذي تعارضه القاهرة، مخافة تأثيره على حصتها من مياه نهر النيل. وقال وزير الإعلام السوداني خلال المؤتمر: «البعض يريد أن يلعب بالنار، ونحن دولة مستقلة سياسيًا واقتصاديًا، ومستعدون لدفع أي فاتورة للتقارب مع تركيا مهما كانت الظروف، ولن نقبل بتحقير الشعب السوداني». وأضاف: «الاتفاقيات التي وقعناها مع الجانب التركي، وعلى رأسها التعاون العسكري، ليست سيفًا مسلطًا على أي دولة من دول الجوار». ووصف عثمان زيارة أردوغان إلى السودان بأنها «تاريخية ولها ما بعدها، وفي إطار تبادل المنافع، والتعاون مع تركيا جاء في إطار ما تشهده المنطقة من قرارات جائرة خاصة المتعلقة بالقدس». وزاد: «رفضنا القرار بشأن القدس رغم الضغوطات والتهديدات (دون تفاصيل عن تلك التهديدات)». وفي 6 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف بلاده رسميا بالقدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة لإسرائيل، والبدء بنقل سفارة بلاده إلى المدينة المحتلة، مما أثار غضبا عربيا وإسلاميا، وقلقا وتحذيرات دولية. وأوضح الوزير السوداني أن «الحديث عن زيارة الرئيس التركي، وتحريفها بأنها تأتي في إطار بناء محور تركي قطري سوداني، خطأ وغير وارد في الحسابات». وأضاف: «الذين اغتنموا الفرص للنيل من السودان والشعب السوداني، والرئيس البشير عليهم أن يتوقفوا». وتابع: «كما شاهدنا واستمعنا للانفلاتات غير الأخلاقية من الإعلام المصري، والتي تكررت كثيرًا، وفيها الكثير من السوء». وزاد: «نقل التوتر إلى المستوى الشعبي خطير للغاية، خاصة وأن الخلافات بين الخرطوم والقاهرة أمر طبيعي، ولكن علاقاتنا مع الشعوب قائمة على الاحترام». وأردف الوزير السوداني: «شاهدنا أيضا في الفضائيات المصرية من بعض ذوي النظرة القاصرة، التهكم وتوجيه الاتهامات إلى السودان حكومة وشعبًا، ومثل هذه المحاولات غير اللائقة يجب أن تتوقف». وأشار إلى أن «هذه الافتراءات ستسبب جرحا غائرا، لن يضمد على الإطلاق». والثلاثاء، قال وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، في مؤتمر صحافي مشترك عقده في العاصمة الخرطوم، مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، إن السودان «لم يكن في يوم من الأيام طرفًا في حلف، ولا نؤمن بسياسة الأحلاف؛ فنحن منفتحون على أشقائنا في كل العالم؛ أفارقة وعربا ومسلمين». وفي معرض رده عن سؤال حول تقليل بعض وسائل الإعلام المصرية من شأن زيارة أردوغان للسودان، قال غندور: «تابعنا بكل أسف ردود أفعال البعض من الإعلام المصري ولا أقول كله، واستغربنا جدا مثل هذه الردود، لكننا لا نأخذ كل الشعب المصري بجريرة بعضه». السودان: مستعدون لدفع أي فاتورة للتقارب مع تركيا |
بابا الأقباط: لا نستقويّ بالخارج… وموقفنا والأزهر في قضية القدس عبّر عن وحدة المصريين Posted: 27 Dec 2017 02:11 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: توجه أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أمس الأربعاء، على رأس وفد أزهري رفيع المستوى، إلى مقر الكاتدرائية المرقسية في العباسية؛ لتهنئة تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، بأعياد الميلاد. وفي بداية الزيارة هنَّأَ الطيب، تواضروس بسلامة العودة إلى أرض الوطن بعد رحلة علاج ناجحة في ألمانيا، مشيراً إلى أن وجوده بين إخوته من المصريين، يكمل بهجة الاحتفال بهذه الأيام الطيبة. وقال تواضروس، في كلمة:»الأعياد دائماً تسمح بفرص التلاقي وتبادل المحبة وتزيدنا سعادة، ونحن الآن ننتظر بداية عام جديد، وكل جديد يسبب فرح للإنسان وأمل»، معرباً عن أمله في «تحقيق المزيد من الآمال والأحلام السعيدة خلال العام الجديد». وأضاف أن: «حضور الإمام أحمد الطيب، إلى مقر الكاتدرائية يعطي رسالة قوية للعالم بأكمله عن توافر الأمن لدى بلادنا، والروح الطيبة التي تجمعنا، وعمق العلاقة الموجودة والمستمرة بين المسلمين والمسيحيين عبر القرون والسنين»، موضحًا أن «الموقف الأخير للأزهر والكنيسة بخصوص موضوع القدس يعبر عن الوحدة الكاملة الموجودة لدى الشعب المصري، ويؤكد اتحادنا معًا». وردًا على ما يردده البعض حول أن المسيحيين في مصر يستقوون بالخارج، أجاب: «نحن لا نستقوي إلا باثنين الله فوق في السماء، وإخوتنا المسلمين على الأرض في الوطن، وأي محاولة للعبث بهذا الرباط القوي لا يمكن وأن تنجح». وأعرب عن سعادته بإنشاء أكبر مسجد وكنيسة في العاصمة الإدارية الجديدة، مشيرا إلى أن «هذا المشروع يعبر عن الوحدة والترابط القوي بين أبناء الشعب المصري». وأوضح الطيب، أن «مشاعر المحبة والرحمة التي تجمع أبناء الشعب المصري؛ مسلمين ومسيحيين، تشكل تجسيدا حقيقيًّا لقيم التسامح والحوار والتعايش والصَّفْح، التي حملها سيدُنا محمدٌ صلى الله عليه وسلم والسيدُ المسيح عليه السلام، مضيفًا أن مصر التقى فيها العديد من الحضارات وسار على أرضها الأنبياء، وأبْرَزُ ذلك الرحلة المقدسة لسيدنا عيسى والسيدة مريم عليهما السلام، وكأنَّ تراب هذا البلد تصوغه الأديان الإلهية». وأكد أن «قادة الأديان من المسلمين والمسيحيين عليهم مسؤولية كبيرة بتذكير الناس بعناصر الأُلفة والأُخوة بين أبناء المجتمع المصري، وهي مسؤولية متجددة وتزداد أهمية وخطورة في هذا الوقت؛ لأننا أمام تحدٍّ كبير يُمارَسُ فيه القتلُ باسم الأديان، سواءٌ من قِبَل متطرفين منسوبين إلى الإسلام أو إلى المسيحية المتصهينة، فهؤلاء يدمرون العالم على أساس تفسيرات دينية مغلوطة ومغشوشة»، مبَيِّنًا أن «حادث الروضة الإرهابي هو أكبر دليل على أن الإرهاب لا دين له، وأنه يقتل من المسلمين أكثر مما يقتل من غيرهم». بابا الأقباط: لا نستقويّ بالخارج… وموقفنا والأزهر في قضية القدس عبّر عن وحدة المصريين |
المخيّم يكتب حكايات ساكنيه Posted: 27 Dec 2017 02:11 PM PST الأحد عشر كاتبا وكاتبة جاؤوا إما من مخيّمات لاجئين هنا في لبنان، وإما من جوارها، بل ربما كانت «أرض الداعوق» مخيّما صغيرا لم يجر تعداده بين المخيّــــمات، بسبب صغر مساحتها «التي لا تتعدّى ثلاثـــــين مترا بأربعين» أو لأن ما جرى في تاريخ هذه الأرض الصغـــــيرة، بل هــــذا المخيم الصغير، لم يجــــعل اسمه شائعا. هو من ملحقات المخيّم إذن، بــــدأ معها، بل بدأ مثلمــا بدأت إذ تبرّعت به عائلة الداعوق: «لإقــــامة اللاجئين الفلسطينيين إلى حين عودتهم إلى ديارهم». أما مخيّم اليرموك فبعيد. هو هناك في سوريا، لكن ربا رحمة، التي هجرته بسبب ما أحلّت به الحرب، لن تكون غريبة في المخيم اللبناني الذي التجأت إليه. هنا ستجد أنها حلّت بين آخرين هي منهم، تجمعها بهم هوية ولغة وحكايات وأحلام ومعاناة واحدة. الكل، هم الأحد عشر الذين صنعت نصوصهم هذا الكتاب، الآتون من مخيمات برج البراجنة وصور وعين الحلوة إلخ… كأنهم جاؤوا من مخيّم واحد. ربما تسبب موضوع الكتاب بهذا الجمع (وهو، أساسا، العيش في المخيم)، وكذلك التاريخ المشترك الذي في كنفه تحتضن المصادفات الخاصة والتجارب الشخصية؛ أو ربما ما رغبتُ في أن أُطلق عليه عبارة «أخُوّة المخيّم»، وهي أخوّة جامعة لهم في وقت ما تعجز شعوب عاشوا بجوارها عن التوصل حتى إلى حدّ أدنى من القواسم الجامعة بينها. هذا القرب بين القادمين من مخيّماتهم لم تُفصح عنه النصوص وحدها. في اللقاءات التي كانوا يعقدونها، وقد أوتيتُ حظّ أن أكون حاضرا معهم، كانت المودّة بينهم غامرة. لم تكن تجري الأمور على نحو ما تجري بين مشاركين في ورشة عمل مثلا. إن تأخّرتْ حنين مثلا يجدّون كلهم في التساؤل عن سبب تأخّرها، متخوّفين من المسافة التي تقطعها حنين كل أسبوع، من صور إلى بيروت، في الإياب كما في الذهاب، ثم هناك الصداقة التي تقوم من اللقاء الأول، والاهتمام المشوب بحسّ الرعاية. هكذا تبدو القرابة، تلك التي تجمع عادة بين الأهل ومَن بمنزلتهم، متسعة هنا وحاضنة حتى لمن لم يسبق لهم أن التقوا من قبل. المخيمات المتباعدة بين أول لبنان وآخره تبدو مع كاتبيها الجدد كأنها مخيم واحد. أما ما يرويه كل من هؤلاء الأحد عشر فمتصل بهم جميعا، أو هو روايتهم جميعا. فمشهد المخيّم من الداخل، أقصد ذاك الذي لا يعرفه حتى أولئك الذين يقيمون في الشارع القريب إليه، يصفه سالم ياسين، رغم خصوصية تفاصيله وغنى دلالاتها، كأنه «المخيّم»، هكذا بأل التعريف، أو هو المخيم الآن، الذي رافقت ثباتَه حروبٌ ومنازعات وطموحات لا تلبث أن تُحبط في الغالب، وشعارات كبيرة يتمكن الأولاد الصغار من كشف ادعائها. وكذلك، في نصّ ميرا صيداوي، هو المكان الذي تجري فيه الحوادث العابرة والغريبة، بل والأكثر طرافة، مثل الاحتفال بالببغاء الذي جاء به أبو عماد إلى المخيم، وكان بمثابة هدية تلقّاها من صديق لبناني. فبعد وصول هذا الوافد الجديد: «لم ننم تلك الليلة وقد ضربت الجميع في حارة التراشحا في مخيّم البرج هستيريا جماعية (…) وفي الليل جلس الجميع أمام دار أبو عماد وتوافقوا على لقب للبغاء، سموه «نصر»، تيمّنا بالنصر». ذاك القرب بين التجربة الخاصة والحكاية العامة تبدو مشتركة في نصوص نازلي المخيّم، الذين هم هنا، في هذا الكتاب، الجيل الراهن الجديد من أجيال اللجوء الفلسطيني. الفصل الطويل الذي كتبه محمود زيدان أقرب إلى أن يكون أرشفةً لتجربة فردية، عائلية تاليا، وفلسطينية ثالثا، لاجتياح إسرائيل للبنان في 1982. هنا، في هذا النص، لا ذكر للمشاعر، ولا للعذابات. ما نقرأه هو التذكّر فقط. التذكّر الذي حرص على تعطيل المخيّلة قبل الشروع باستحضار تلك الأيام. في التقاء من أمكنهم الحضور إلى معرض بيروت للكتاب، للاحتفال بصدور مؤلّفهم الجامع، أخبرتني ربا رحمة بما هو تتمة لنصّها الذي انتهى عند انتظار أن يلتقي والدها ووالدتها. قالت لي إن ذلك قد حصل، لقد التقيا خلال هذه المدة القليلة الفاصلة بين ختام لقاءاتنا وصدور الكتاب. كنت متذكّرا ما روته عن ذلك، متأمّلا أن يلتقي والدها المقيم في الدنمارك ربما، وأمها المنتظرة هنا. ولم يكن هذا الانفصال هو الوحيد في نصّ ربا، إذ أن سيرة عائلتها هي سيرة تفرّق متشعّب ومستمر للشمل. وهذا ماثل في النصوص الأخرى أيضا. فالمخيّم، الذي يبدو لغير أهله دائم البقاء على حاله وصورته، نقرأه هنا مقسِّما لمن هم فيه ومباعدا بينهم. كما نراه صانعا لسير تنقّل و»تغريبات» هي واحدة من صوره التي تكاد تغلب صوره الأخرى. *كتاب «حكايات من اللجوء الفلسطيني» كان ثمرة لقاءات أدبية بين مشاركين مختلفي التجارب والأعمار، بعضهم سبق له أن نشر نصوصا ومنهم من كان قد أصدر كتابا، وآخرون كانت تلك اللقاءات صلتهم البادئة بالكتابة. أشرفت برلا عيسى على تنظيم اللقاءات وإصدار الكتاب عن «مؤسسة الدراسات الفلسطينية» وذلك برعاية من مؤسسة برنس كلاوس ومؤسسة عبد المحسن قطان. عدد الصفحات 302 ـ 2017 . ٭ روائي لبناني المخيّم يكتب حكايات ساكنيه حسن داوود |
مصطفى قشنني ينحاز إلى اللغةُ العسيرةُ في «تحت سماء أندلسية» Posted: 27 Dec 2017 02:11 PM PST تقولُ إحدى المأثوراتُ: إذا أردتَ معرفةَ عمقِ البحيرةِ، فعليك أن تأخُذَ مجرى النَّهرِ عَكْسيا حتى تُدرك العينَ التي من عمقها يَطْلعُ الماء. البحيرةُ، عند الشاعر المغربي مصطفى قشنني، في أضمومته الموسومة بـ»تحت سماء أندلسية ـ كالنهر في عزلته» ، هي اللُّغةُ وقد عدمتْ كلَّ الحواجز كي تُعانق الكونيَ، وما علينا، في هذا الاقتراب إلا أن نأخذ بدورنا مجرى النهر عكسيا. بتتبُّع أعمال مصطفى قشنني، بدءا بـ»أجراس الريح» 1996، و»أشجار المرايا» 2000، و»تحت سماء لا تشبهني» 2007، و»في ذمة الضوء» 2014، و»أبعد من سماء.. أحلق» 2015، وصولا إلى «تحت سماء أندلسية»، موضوع هذا الاقتراب، قلت بتتبع هذا الناتج الشعري الثَّري والمعتبر، بمكنة العين الفاحصة أن تلمس رغبة هذا الرجل، في إخراج الشعر من إكراهات القصيدة بالمعنى الطللي. ربما هي رغبة، فاضحة ومفضوحة، في تَخْفيفِ النص من وزنيته، والقفز به من زمن الشفاهي إلى زمن الكتابي.. زمنِ حداثةِ الكتابةِ أقصد. لهذا وذاك، يُمكنُ التشديدٌ بداءةً، على أن هذه التجربةَ الواعدةَ، تسعى جاهدةً لكي تجد موضعا لها، في المشهد الشعري المغربي، باعتبارها تشكل حالة شعرية مختلفة، بزمن شعري خاص. أغلب الظن أن مصطفى قشنني وهو يقترف فعل الكتابةِ، يضعُ اللغةَ في مهبِّ اليدِ التي لا تعبأُ بالعلو والانحدار. يدٌ حُرَّةٌ وشجاعةٌ لا تتردّدُ في جرِّ اللغةِ إلى منطقة الشهوةِ في الكلامِ بكل احتمالاته، لذلك فهو يبني النص، كما سنبين بعد قليل، مُتحلِّلا من سُمكِ التراكيبِ والجملِ المقبلةِ من الممارساتِ الطلليةِ وعاداتها، تلك التي تحولت، مع تقادُمِ العُرف، إلى كليشيهات خنقتِ الشعرَ وزجَّتْ به في أتونِ الانحسار؛ إذ بلُغتهِ الشّفيفةِ والقشيبةِ حدّ العُسرِ، جعل الجملةَ الشعريةَ تحتكمُ إلى سُلالتِها «كزجاجٍ شفافٍ» على حد قول صلاح بوسريف. يقول الشاعر: ترْشَحُ كما يرشحُ المجازُ من لغة عارية أنهكتها مطارقُ النحاة.. هي إذن البلاغةُ تنزفُ من فخِذِ امرأةٍ مُنزَّهةٍ عن التشبيه.. اللغةُ، في هذا الديوان، طيِّعةٌ في يدٍ تُشكِّلُ الكلام لحظةَ الكتابةِ بعيدا عن أيِّ عسفٍ. إنها تَصَيُّرٌ دائمٌ، تماما كالنهر الهيراقليطي الذي لا ينشغلُ سوى بتدفُّقِ مائهِ وتبدُّلِ مجراه. ثمة إذن عُسْرٌ يُحوِّلُ اللغةَ إلى معاناة تأبى أن تنقطعَ، لذلك فإن مساءلتها انطلاقا من حدِّها المعياري، يعني أنَّ التَّعَبَ أخذَنا بعيدا، حيثُ إن المعرفةُ محْضُ غباءٍ. إن الشاعر وهو يستدرجُ لغتهُ، باحتيالٍ وحذرٍ شديدين، يُطوِّحُ باليدِ المحمومةِ في تخومِ إيقاعاتها، واضعا وميضَهُ في مواجهةِ دوالهِ؛ مؤسِّسا بذلك، وضعا شعريا مختلفا، لنص بهيئة بلورية ومتعدِّدةِ الأضلاعِ، على الرُّغمِ من اقتصاده اللُّغويِّ، نصٍّ مُتخفِّفٍ منْ غلواءِ المألوف وسياقِ عاداته كما في هذه الومضة: النصفُ الفارغُ من الكأس وجهةُ نظرِ النصفِ المملوء ثمة إذن تكاثُرٌ دلالي يجعل النصَّ يتَلَبَّدُ أكثر فأكثر، ويُضاعف غموضه حينما يلتحم بالفكرة.. أو بالمفارقة المدهشةِ ويلِجُها مثلما هو الحال في الومضة السابقة. وهو ـ النص ـ بذلك، لا يَبْني موضوعه سوى بالمعرفةِ الأكثر إنصاتا لنداءات الشعر. إن مصطفى قشنني، وعلى طول وعرض ديوانه، يسمي الأشياء بلغته الخاصةِ المنذورةِ لكلِّ الاحتمالاتِ، مانحا الوجودَ فرصةَ أن يتحققَ مرةً أخرى، وبطريقةٍ أخرى. هذا التَّصَيُّرُ المستمرُّ، يجعلُ الكلامَ في الوميض،َ يستدعي الموجودَ ماهويا، على خلاف الدوكسا اللغوي، أعني التسمية الميتافيزيقية للأشياءِ، تلك التي حدَّدَتِ الدلالةَ سلفا وبصفة مطلقة. والبيّنُ أن صاحبَنا لا يستدعي الكينونة الأندلسيةَ المُلبَّدةَ في الذاكرة، على امتداد القسم الأول من الديوان، إلا باللغةِ التي تنادي «في الصمت أكثر مما تنادي في النطق»، مُنْصِتا بالشعر ومن خلاله، لنداءِ الوجودِ: الليلُ الأندلسيُّ لم يبحْ لي بشيء لكن اخترتُ الإنصات إليهِ مليّا.. الشعرُ وجودٌ وكينونةٌ بطريقة ما، وأسلوبٍ ما. إنها الكينونةُ المضاعفةُ التي بها ولها يحيى الشعراء. ليس من شك أنها الخلفية التي تُوجِّهُ الكلامَ عند شاعرنا. وهو نظرٌ، كما بدا لي، ينظرُ إلى الشعر باعتباره وعدا واثقا بالكشف.. كشف الوجود أقصد، أو أليثيا بتعبير هايدغر. انحياز الشاعر للغة العسيرة، بما هي خلق للمعنى المضاعف بتعبير بول ريكور، مدفوعٌ بحرارة الجسد الديونيزيسي المتوتر، كما لوّح نيتشه ذات فكرة. هذا الأمر يجعل البرنامج النصي لدى صاحبنا، يتهندم خارجَ ما درجتْ عليه عادةُ شعريةِ المعيار الأنالوجية. يقول الشاعر فيما يشبه الانقلاب على نظم القيم الأبُّلُوني : مُتلألئةٌ مثلَ أنجُمٍ أيْروسيةٍ تتعرَّى خجلاً في ثُمالة كأسه المُتْرَعةِ بالصّبَواتِ اِشرَبْ لتصحُوَ أيُّها الطّاعنُ في نومهِ الوَسْنان لقد أضحى الصحوُ لا يستقيمُ إلا بالشُّرْبِ، والتذكرُ لا يتحقق إلا بالنسيان، والدُّنُوُّ محالٌ في منأىً عن البعد. هذه الثنائية توضح بالملموس، ولو إلى حدٍّ.. عُمق الجرحِ الذي فتحته اليدُ الكاتبةُ في تبدِّياتِ النص، وذلك بالتفكير شعرا. أجل، لكل بداية نهايةٌ. والأكيد أن الموتَ يتربصُ بالبداياتِ. بدايةُ الأندلسِ كانت حلما.. ونهايتُها جرحٌ وألمٌ.. أيُّ ألمٍ هذا الذي يستتِبُّ بالشاعرِ؟ أهو ألمٌ ناجِمٌ عن انفصالٍ عن أصلٍ كان كما يقول هيغل؟ ربما بمفردِها الأَلْغُودِيسا (أي علمُ الألمِ) قادرةٌ على فكِّ شَفرةِ هذا الألمِ. ربما.. لكن: ماذا تبقى بعد الفلسفة واللاهوت والعلم؟ إن ما تبقى، كما ورد على لسانَيْ هولدرلن وهايدغر، إنما يؤسسُه الشعراءُ فوق هذه الأرضِ.. الآن وهنا.. باللغةِ ولها، أليستِ اللغةُ هي المسكنُ الأصيلُ للوجود؟ بل هي، أيضا وعطفا، «من أخطرِ النعم» والعهدةُ على هايدغر دائما. وفي ألمِ مصطفى قشنني، ماضٍ يلجٌ حاضرا مثلـــما يلجُ النهارُ الليلَ؛ وللألمِ في الديوانِ تبدِّياتٌ جلَّتْ عن الحصر. لنتأمل، إلى حينٍ، هذهِ الومضةَ التي أنهى بها الشاعرُ بكائيتَه الأندلسيةَ: باهتةٌ صورُهُم في الترابِ متكلِّسةٌ أنْفاسُهم في الأنساغِ متشظِّيةٌ أطيافُهم في المرايا معتَّقةٌ خمرتُهم في سلالِ الغيمِ ومُشِعَّةٌ جراحُهم في المدى كأسَ حُطامِ.. أما بعد.. وضعٌ جديدٌ للغةِ، واستباحةٌ قصوى لها. إنها اللغةُ وقد وُضِعتْ رهن اليدِ كعُكازةٍ في يدِ الضريرِ وهو يتحسَّسُ بها المجهولَ. يدٌ محمومةٌ تُرْفِدُ المكتوبَ بتوسيماتٍ مُتعجِّلةٍ ولاهثةٍ، في سبيلِ لغةٍ منذورةٍ للبياضِ، والمحو، محوِ ذاكرةٍ فُصاميةٍ إلى حدِّ الوعيِ باليدِ وخبرتها. ٭ شاعر وكاتب مغربي مصطفى قشنني ينحاز إلى اللغةُ العسيرةُ في «تحت سماء أندلسية» محمد الديهاجي |
المخرج العالمي ريدلي سكوت لـ «القدس العربي»: فيلم «كل المال في العالم» يحاكي هوس بعض الناس بجمع الثروة وإهمال الأسرة الثروة الحقيقية Posted: 27 Dec 2017 02:10 PM PST لوس أنجليس – «القدس العربي» : في عامِ تسعمئةٍ وثلاثةٍ وسبعين، يُختطفُ جون بول غيتي الثالث، حفيدُ أغنى رجلٍ في العالمِ آنذاك، جي بول غيتي، على يدِ عصابةٍ مسلحةٍ، بينما كان يتسكع في شوارع روما. تتصل العصابة بأمه، ابيغيل غيتي، طالبة سبعةَ عشرَ مليون دولار مقابل حياتِه. عندما يصل خبر الاختطاف إلى غيتي الجد، يرفض دفع الفدية، ويصرح للإعلام بأنه إذا وافق على دفع الفدية فإن كل أحفاده، وعددهم 14، سوف يتعرضون للاختطاف. ويرسلُ مديرَ أمنِه، عميلِ «سي أي آي» السابق، فليتشر تشيس، إلى ايطاليا للتحري. لأنه كان يشك أَن حفيده كان وراء عملية الاختطاف، بالتعاون مع المافيا لكي يحصل على بعض المال من جده البخيل. يردُ المختطفون بقطعِ اذنِ رهينتهم وارسالِها بمغلفْ، إلى صحيفةٍ إيطالية، مهددينَ بقطعِ أعضاءٍ أخرى من جسدِه إذا لم يحصلوا على الفدية. هذه الحادثةُ التاريخية يعالجُها المخرجُ العريق ريدلي سكوت، في فيلمِه الجديد «كل المال في العالم»، الذي ينطلق هذا الأسبوع في دورِ السينما. وفي حديث معه في لوس أنجليس كشف لي أن سيناريو الفيلم، وصل اليه بشكل مفاجىء من شخص يثق به ولَم يُطوّر في شركته «سكوت فري» كغير سيناريوهات أفلامه. سكوت معروف بأفلام الخيال العلمي على غرار «بليد رانر» و «كائن فضائي» و»بروميثيوس» والأفلام التاريخية على غرار «غلادياتور» و»مملكة الجنة» و «روبين هود»، ولكن عندما لا ينطلق إلى الفضاء الشاسع أو يعود إلى الماضي البعيد، يسبر في أفلامه جشع المال، الاٍرهاب والإجرام، مثل «رجل عصابة أمريكي» و «بلاك هوك داون» و «ذي كونسيلر»، وكل هذه العناصر موجودة في «كل المال في العالم»، فهل ذلك ما جذبه لصنع الفيلم؟ فتنة الصحافة «نعم. أنا دائما أبحث عن أشياء مختلفة، يقول سكوت: «إذا كنت راشدا أنت أصلا تكون تطور أشياء طوال الوقت. هذا النص وضع على مكتبي. قرأته وأحببت نغمته لأنني كنت طبعا أعرف عن غيتي، لأنه كان مشهورا في الستينيات والسبعينيات في لندن، والقصة ذات طابع صحافي. هي مكتوبة بهذا الأسلوب، وأنا أحب ذلك لأنني مررت بتجربة جيدة جدا في فيلم «رجل عصابة أمريكي»، الذي كان أيضا نوعا ما صحافيا، لأن الصحافة دائما تحوم حول الحقيقية، كما تعلم، الحقيقة دائما كيان عابر تحاول أن تحدد ماذا ربما حدث. وهذا ما جذبني للقصة. وشعرت أنه يكاد أن يكون إلى حد ما فيلما وثائقيا ملحميا ضخما بشكل ما، لكن فيه تشويق، وفيه مشهد وحشي وهو قطع أذن بول. وأنا أعتقد أنه أساسي. وكان يمكن أن تكون رجله وكان يمكن أن يموت لأنهم ليسوا مؤهلين لهذا النوع من الجراحة. لكن أيضا تناول رجلا أنا أعتقد أنه أهمل عائلته بسبب هوسه بنفسه وصنع ثرائه وإدارة أعماله. ويزدهر في ما يخص الثراء، ويتحدث غيتي عن فراغ الثراء. عندك عرض ضخم من الإهمال وهكذا تحصل على أناس وعائلات مصابة». ولد غيتي عام 1892 في ولاية أوكلاهوما الأمريكية لأب كان إبنَ تاجرِ نفطٍ. وانخرطَ مع والده في مجالِ النفطِ منذ السادسةَ عشرةَ من عمرِه. وسرعان ما صار مستقلا يقوم بصفقات تجارية بنفسه ويحصل على أول مليون دولار وهو في الثالثةِ والعشرين. لكن مصدرَ ثروتِه كان النفطُ، الذي استخرجَه من أرضٍ سعوديةٍ بجانب الحدود مع الكويت، اشتراها من الملك عبد العزيز عامَ ألفٍ وتسعِمئةٍ وتسعةٍ واربعين، بعشرةِ ملايينِ دولار وغرامة مليون دولار كل عام. ولكنه لم ير أي دخل إلا بعد 5 أعوام واستثمار 30 مليون دولار في البحث عن النفط. كما أنه اتقنَ اللغةَ العربيةَ لكي يعززَ نفوذَه في الشرقِ الأوسط. واستثمرَ أرباحَه في امتلاكِ مئتي شركةْ، فضلا عن تأسيسِ شركةِ غيتي للنفط. سكوت أيضا له روابط في العالم العربي، إذ أنه سبر تاريخ وحاضر الشرق الأوسط في عدد من أفلامه على غرار «مملكة الجنة»، الذي يتناول انتصار صلاح الدين على الصليبيين، و»جسم أكاذيب» عن عميل «سي آي أيه» يلاحق مجموعة إرهابية في الأردن، و»بلاك هوك داون»، عن فشل الغارة الأمريكية في الصومال عام 1991. كما أنه صور عددا من أفلامه في المغرب مثل «غلادييتر»، «مملكة الجنة»، «جسم أكاذيب» و»أوكسيدوس: آلهة وملوك» وفي والأردن مثل «بروميثيوس»، «جي أي جين» و»المريخي». كما بنى علاقات مع ملك المغرب وملك الأردن. «عندما ذهبت إلى الأردن لأصور «جي آي جين» قابلت وزير الثقافة، وبعد ذلك الملك وقال لي، لماذا تجعل العرب دائما أشرارا؟ وقال: أنا أمزح. عنده حس فكاهي عظيم». يضحك سكوت، الذي اعترف لي بأنه ليس عدائيا للعرب وإنما يطرح النظرة الاستشراقية السائدة في الغرب وهي التي ترعرع عليها. ومن أجل تقديم مصدر ثراء غيتي عاد سكوت إلى الأردن للتصوير في وادي الرام، الذي وقع في حبه: «كنت أقود سيارتي عبر السكة الحديدية هناك كل صباح والتلة كانت في الخلف حول الزاوية، حيث صوّرت المريخي قبل عامين لهذا كنت أعرف أين كان ذلك القطار. ذاك القطار كان من فيلم «لورنس العرب» والذي هاجمه لورنس. أنا أعتقد أنه كان قطارا عثمانيا، لهذا عرفت أن بإمكاني أن أحصل على القطار. وهي أفضل طريقة لتقديم جون بول غيتي يأتي على متن قطار إلى الأرض التي كان سيشتريها مع كل العرب النافذين هناك». سطوة الأنثى سكوت أيضا معروفٌ بطرحِ أدوارٍ انثويةٍ رئيسيةٍ في أفلامِه، على غرارِ «تلما ولويس» وريبلي في «اليانز» واليزابيث شو في «بروميثيوس». وفي «كل المال في العالم» يجعلُ من الأمِ، التي تلعبُ دورَها ميشيل وليامز، بطلتَه وبوصلتَه الأخلاقية. «قاعدة هذه القصة هو كيف تتعامل الأم مع هذه الحالة وهذه الأوضاع بدون أن تكون هستيرية وتكون شجاعة وقوية من اجل إعادة ابنها»، يوضح سكوت. وفي حديث مع وليامز لاحقا، عبرت عن دهشتها من تفهم سكوت للنساء واحترامه لهن: «هنا رجل في الثمانين من عمره ليس بحاجة للمغامرة باختياري أو اختيار إمرأة، أو فيلم حول امرأة، ولكنه يفعل ذلك لأنه يؤمن به». الأم كانت مطلقةً من زوجِها، ابن غيتي، مدمنِ المخدرات، منذ 1964 وكانت تعيش لوحدها. وتخلت عن نفقتِها مقابلَ موافقتِه بوصايتِها على أطفالها، لهذا لم تملكْ مالَ فديةِ ابنِها. وعندما تستغيثُ بجدِه الثري، يرفضُ مقابلتَها والسماعَ لها. ورغم محاولتها الابتعاد عن غيتي إلا أن المختطفين يصرون على أنها تملك المال لأنها ما زالت تحمل الاسم الأخير غيتي. فهي كانت بين المطرقة والسندان. «لهذا هي فعلا في حالة ارتباك وفي مأزق حقيقي»، تقول وليامز: «لأن إسمها الأخير هو غيتي، ولهذا الكل يعتقد أن بامكانها أن تدفع المال ولكنها لا تستطيع. يداها مكبلة تماما. وهذا مثل حالة هوية خاطئة. هم يعتقدون أنها الشخص المسؤول وبعد ذلك تجاه نهاية الفيلم هي تقرر أنه إذا هم يظنون ذلك. لماذا لا أتصرف مثل ذلك». المال أهم من الأحفاد محنةُ الأمِ تثيرُ تعاطفَ تشيس، الذي ينقلبُ لاحقا على سيدِه ويطالبه بدفع الفدية قبل أن يقتل المختطفون حفيده، ولكن غيتي يرفض مصرا على أنه لم يملك المال. ويقرر تشيس أن يقوم بإنقاذ الحفيد بنفسه، من خلال المفاوضات مع المختطفين لتخفيض الفدية لكي يتمكن من دفعها. حث غيتي على دفع الفدية لا يتوافق مع سياسة «سي آي إيه»، التي كان يعمل لحسابها تشيس، وهي الامتناع عن التفاوض مع الإرهابيين أو تلبية طلباتهم. ولكن مارك وولبرغ، الذي يجسد دوره، يصر على أن الوضع كان مختلفا. «أدراك أن هذا أمر عائلي والخطر الوشيك الذي يواجهه بول الصغير أو بول الثالث، أعتقد أن عليك أن تقوم ببعض التنازلات وكل حالة تختلف عن غيرها»، يوضح وولبرغ، الذي يرفض أن يعلق على رفض حكومة الولايات المتحدة التفاوض مع الإرهابيين، رغم تهديدهم بقطع رؤوس رهائنهم الأمريكيين وتنفيذ ذلك لاحقا: «هذه قضية جدية جدا ومعقدة جدا»، يضيف الممثل. وهذا أيضا كان رد فعل غيتي، الذي أصر على تجاهل المختطفين، وهذا أمر يتوافق مع سياسة حكومته: «أنا أعتقد مرة أخرى أن هناك أمور معينة تختلف عن غيرها»، يصر وولبرغ: «أعني ماذا ستفعل لحماية طفلك؟ ماذا ستفعل لحماية أحبائك؟ كما تعلم الشخص العادي ينظر إلى ذلك بصورة مختلفة ويقول: حسنا، هنا شخص أغنى رجل في العالم ولكنه غير مستعد أن يساعد بـ 17 مليون دولار لانقاذ حياة حفيده، بالرغم أنه مستعد أن يصرف ملايين من الدولارات على قطعة فنية ولكن مرة أخرى هو كان يحاسب ضيوفه على استخدام التلفون في بيته ولا يدفع لغسل ملابسه. هو شخص معقد ومثير». فعلا أن غيتي كان معروفا بالبخلِ على نفسِه وعلى عائلتِه. ووضعَ كلَّ أموالِه في حسابِ توفيرٍ، لكي يتفادى دفعَ الضرائب. ولم يصرفْ إلا على قطع الفنِ النادرة، التي جمعها من كل أنحاء العالم، وعرضِها مجانا في متاحفِه لعامةِ الشعب على غرارِ متحف غيتي وفيلا غيتي في لوس أنجلس، التي تحتوي على عشراتِ الآلافِ من تحفِ العصورِ القديمة. كما تبرع بمئات ملايين الدولارات لمؤسسات خيرية. هذا التناقضُ لم يغبْ عن كريستوفر بلامر، الذي جسدَ الشخصيةَ في الفيلم. «هو في النهاية لم يكن صعبا»، يقول بلامر: «وكانت هناك ألوان عدة وتشكيلة عظيمة لشخصيته. أنا شعرت بالتماهي والتعاطف معه وهذا ما أردت تحقيقه لأن ما قاله كان منطقيا. ريدلي وأنا تمعنا به عن قرب وحاولنا أن نجعله وديا أو على الأقل نمنحه بعض الإنسانية». الودية التي يتحدث عنها بلامر تختلف عن الفتور الذي طرحه كيفين سبيي، الذي جسد دور غيتي في نسخة الفيلم الأصلية ولكن بعد الكشف عن اعتداءاته الجنسية في بداية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الأخير، قرر سكوت أن يصوّر مشاهده من جديد واختار بلامر لتبديله. ورغم شكوك الاستوديو والمعلقين بقدرة سكوت على فعل ذلك إلا أنه نجح في تصوير المشاهد خلال 10 أيام ولكن بتكلفة 10 ملايين دولار. سكوت واجه محنة مشابهة عام 1998 عندما توفي الممثل أوليفر ريد، الذي كان يجسد دور تاجر العبيد بركسيمو في «غلادييتر» خلال التصوير. ولكن آنذك لجأ إلى تعديل صورته رقميا من خلال استخدام جسد ممثل آخر ووضع رأس أوليفر الرقمي فوقه. الغريب أنه رغم تقدم التقنيات الرقمية منذ ذلك الحين، إلا أن سكوت لم يلجأ اليها هذه المرة. «لم استطع فعل ذلك»، يؤكد المخرج العريق: «أوليفر كان ميتا ولم أستطع أن اختار بديلا لأوليفر، وكان علي أن آخذ مكونات رأسه بينما يقول شيئا ما ووضعه على متن جسد رجل آخر وأجعله يمشي عبر ذلك البهو لاكمال عمله في الفيلم، ولكن ما فعلته هناك كان أسهل بكثير لأني ببساطة اخترت بديلا للمثل. صحيح أنني أفعل أكثر الأشياء مثل تصوير 22 مشهدا، ولكن الصعوبات الرقمية في إعادة أوليفر ريد كانت أصعب من ذلك». ويعزو سكوت نجاحه في مغامرته لطاقمه من المحترفين، الذين آزروه في إعادة التصوير دون مقابل: «في حالة إتخاذ القرار، امتثلوا أمامي وتحولوا إلى فريق بحري عظيم»، يضحك المخرج. بلا شك أن ما فعله سكوت هو معجزةٌ سينمائىة، مثل معجزةِ الثروةِ، التي حققَها غيتي، من الاستثمارِ بصحراءٍ نائيةٍ في السعودية. كلا الشخصيتينِ تتميزانِ بثقةٍ نفسيةٍ فوقَ – بشرية، ولا يؤمنا بالمستحيل. ورغم شك الناس بقدرة كل منهما على تحقيق ما حققه لاحقا إلا أنه استمر في دربه بلا ريب حتى أثبت أنه كان على حق. وربما هذا ما دفعَ أحدهما لصنعِ فيلم عن الآخر. المخرج العالمي ريدلي سكوت لـ «القدس العربي»: فيلم «كل المال في العالم» يحاكي هوس بعض الناس بجمع الثروة وإهمال الأسرة الثروة الحقيقية حسام عاصي |
إدارة ترامب تتبنى استراتيجية افتراضية لا أكثر Posted: 27 Dec 2017 02:09 PM PST لم تكن أوراق الإدارات الأمريكية الاستراتيجية تعطى الاهتمام الذي أخذت في اكتسابه في العقد أو العقدين الأخيرين. في الأصل، لم تكن الادارة مطالبة بإعلان رؤيتها الاستراتيجية للأمن القومي حتى 1986، عندما مرر الكونغرس مشروع قانون بهذا الشأن، لأسباب تتعلق بعلاقة الرئيس مع المؤسسة التشريعية وحاجة الأخيرة لتوقع الأولويات وكيفية تخصيص الموارد. خلال سنوات الحرب الباردة، وحتى انهيار الكتلة الشرقية، لم يكن ثمة حاجة ملحة للبحث عن خيارات رئيس ما وتتبع مقاربته الاستراتيجية للشأن العالمي. كانت خارطة العالم الاستراتيجية محددة إلى حد كبير، كما كان دليل مقاربة قضاياه أكثر وضوحاً. وكان يكفي، مثلاً، أن يعلن الرئيس تصوره للعلاقات مع الاتحاد السوفياتي لإدراك الكيفية التي سيتعامل بها مع شؤون العالم المختلفة الأخرى. مع بداية القرن الحادي والعشرين، أصبحت صورة العالم أكثر تعقيداً، سواء لاستعادة روسيا بعضاً من الحيوية، لتسارع وتيرة النهوض الصيني الاقتصادي، أو للدور الذي باتت تلعبه القوى تحت مستوى الدولة في صناعة الأزمات، أو إضفاء مزيد من التعقيد في مناطق التأزم المزمنة. من جهة أخرى، أخذ التقدم الهائل في وسائل الاتصال في تغيير طبيعة التهديدات المحتملة، ليس فقط في مجال المعلومات والإدارة، ولكن أيضاً في دوائر المال والتجارة الدولية. بيد أن الرئيسين السابقين لترامب، بوش الابن وأوباما، اللذين تولى كل منهما مقاليد البيت الأبيض لدورتين متتاليتين، لم يتعجلا في إعلان رؤية إدارتيهما الاستراتيجية. كان أوباما قد أمضى أكثر من عامين في منصبه قبل أن يعلن ورقته الاستراتيجية الأولى. والسبب على الأرجح خلف هذا التباطؤ كان الإدراك المتزايد في واشنطن لتحول طبيعة الاهتمام بالرؤية الاستراتيجية، من كونها إطاراً لتحديد مسار العلاقة بين البيت الأبيض والكونغرس، إلى إطار لتقديم الإدارة وأولوياتها للعالم بأسره. ولأن كل قادم جديد إلى البيت الأبيض يحتاج بعض الوقت للتعرف على التحديات التي تواجهه، وأدوات القوة المتاحة له، لم تكن ثمة ضرورة للإسراع في الكشف عن النوايا. بإعلانه رؤية رئاسته الاستراتيجية قبل اختتام عامه الأول في البيت الأبيض، يعتبر ترامب الرئيس الأسرع في هذا المجال منذ عقدين على الأقل. ولأن من العبث البحث عن الأسباب المنطقية خلف الخطوات التي يتعهدها هذا الرئيس، ليس من المهم طرح سؤال لماذا عمل ترامب على إصدار ورقته الاستراتيجية بهذه السرعة. فما الذي تحمله رؤية إدارة ترامب الاستراتيجية، وإلى أي درجة يمكن اعتبارها دليلاً يمكن الاطمئنان له للتعرف على سياسة الرئيس الخارجية؟ واحدة من الإضافات التي تقدمها ورقة إدارة ترامب، تتعلق بالربط بين قضايا الأمن الأمريكي الاستراتيجي داخلياً، والأخرى ذات الصلة بالتحديات الخارجية لموقع أمريكا ودورها في العالم. داخلياً، تتبنى إدارة ترامب لغة يمكن وصفها بالقومية الأمريكية، التي تعكس شعار الرئيس المفضل: «أمريكا أولاً». ثمة تركيز غير معهود على ضرورة استعادة التفوق الاقتصادي الأمريكي بإلغاء أو إعادة النظر في الاتفاقيات الاقتصادية الدولية التي وقعتها الولايات المتحدة مع دول حوض الباسيفيك والأمريكيتين، وإشارة واضحة إلى ضرورة تحمل الحلفاء، في أوروبا وشرق آسيا والشرق الأوسط، تكاليف الدفاع عن منظومات أمنهم، التي يدعي ترامب أن الولايات المتحدة تتحمل الآن العبء الأكبر منها. كما أن الورقة تجعل مسألة الهجرة إلى الولايات المتحدة، سيما هجرة المسلمين، التي اتخذ ترامب بصددها فعلاً إجراءات صارمة وغير معهودة، واحدة من قضايا الأمن الاستراتيجي. ولكن الورقة لم تذكر شيئاً حول التأثير المحتمل للنزعة الرأسمالية القومية على علاقات أمريكا التحالفية ودورها العالمي. قد يجد ترامب في الشرق الأوسط من يدفع له المليارات مقابل أوهام الدور الأمريكي الدفاعي؛ ولكن ماذا لو أن أوروبا مضت قدماً في تشكيل جيش أوروبي، خارج نطاق الناتو، بدلاً من الخضوع لابتزاز إدارة ترامب؟ ماذا لو أن اليابان، أو ألمانيا، تخلت عن سياسات التسلح المحافظة التي تبنتها طوال نصف القرن الماضي، وقررت انتهاج سياسة دفاعية أكثر اندفاعاً (ومؤشرات هكذا تحول أصبحت بادية للعيان مؤخراً)؟ تحمل الولايات المتحدة، ومنذ نهاية الحرب الثانية، القسط الأكبر من أعباء الدفاع عن الحلفاء يتصل أصلاً بالموقع والدور والقيادة. والولايات المتحدة، حتى وهي تتحمل هذه الأعباء، تجني ثماراً اقتصادية هائلة، وبصورة غير مباشرة، من الموقع القيادي الذي تحتله. على صعيد تحديات الوضع الدولي، تشير الورقة إلى أن روسيا تتبنى سياسة تراجعية، تستهدف إستعادة دور روسيا العالمي؛ وتؤكد على أن هذا التطور في السياسة الروسية يشكل تهديداً للولايات المتحدة. كما تعتبر الصين منافساً رئيساً للقوة الاقتصادية الأمريكية. والمؤكد أن هذا الوضوح غير المسبوق في توصيف علاقة الولايات المتحدة بروسيا وبالصين، يشكل مركز ثقل ورقة استراتيجية الأمن القومي. أغلب المسائل الأخرى التي تشير إليها الورقة على الصعيد الدولي، مثل تحديات الإرهاب والدول الفاشلة؛ وتلك التي تتجاهلها (وكانت أصبحت تقليداً في أوراق إدراتي بوش الابن وأوباما، مثل مسألة الديمقراطية)، هامشية ولا يجب أن تستدعي اهتماماً كبيراً. محاولات الاستعادة الروسية بدأت منذ معركة جورجيا في 2008؛ وربما كان أصبح واضحاً في العام نفسه أن الصعود الاقتصادي الصيني تجاوز السقف، ولم يعد من الممكن محاصرته أو إيقافه بدون تقويض النظام الاقتصادي العالمي برمته. توصيف ورقة ترامب للتحديين الروسي والصيني صحيح، بالتأكيد، وربما حتى جاء متأخراً. ولكن السؤال كيف، كيف يمكن التعامل مع هذين التحديين؟ مشكلة الورقة أنها لا تقترح، ولا ترسم ولو إطاراً عاماً للكيفية التي ستعمل بها واشنطن ترامب لاحتواء السلوك العدائي الروسي والتنافسية الصينية. كما أنها تغفل كلية ذكر الوسائل والمقدرات المتاحة، أو التي يفترض أن تتاح، للتعامل مع روسيا والصين. في حديث للبي بي سي، قال الجنرال ماكماستر، الذي يفترض أن يكون من أشرف على وضع تصور إدارة ترامب الاستراتيجي، أن «الجيوبوليتكس تعود، وأنها تعود بنفس انتقامي»، يقصد بذلك أن الاعتبارات الجيوسياسية ستحتل موقعها في أساس رؤية الإدارة الأمريكية للشأن العالمي، وأن واشنطن ترامب لن تغض النظر (كما فعلت إدارات سابقة) عن التحديات التي تواجهها على الخارطة العالمية. ولكن مكماستر، أيضاً، لم يقدم مثالاً واحداً على ما ستقوم به إدارة ترامب لاستعادة ولو موقع واحد خسرته الولايات المتحدة لصالح روسيا أو الصين. ما لا تقوله ورقة الاستراتيجية الجديدة أن ثمة حدوداً لما تستطيع دولة كبرى القيام به، حتى عندما تكون الدولة هي الولايات المتحدة، سيما إن نظر رئيسها إلى العالم من زاوية قومية ضيقة. بيد أن هناك ما يغيب كثيراً عن الاهتمام العالمي المتزايد بورقة استراتيجية الأمن القومي الأمريكي، سيما في عالم ما بعد الحرب الباردة. عالم اليوم، بلا شك، أقل قابلية للتوقع مما كان عليه الشأن العالمي منذ نهاية الحروب النابليونية. وفي عالم يستعصي على التوقع، يصعب التنبؤ مسبقاً بأولويات دولة كبرى كالولايات المتحدة، يفترض أن يكون العالم بأسره مسرحاً لأمنها القومي. لم يتوقع أوباما زيادة عدد قواته في أفغانستان، ولا توقعت إدارته العودة العسكرية إلى العراق. كما أن دارة بوش الأولى، التي تسملت مقاليد الحكم وهي تخطط لانسحاب نسبي من الشأن الدولي، سرعان ما وجدت نفسها تخوض سلسلة من الحروب في الشرق الأوسط. بمعنى، أن أخذ ورقة ترامب الاستراتيجية في الاعتبار هو أمر ضروري، بالتأكيد، ولكن الاعتقاد بأن الأمور في العالم ستسير طبقاً لفرضيات واشنطن هو نوع من الشرك السياسي! ٭ كاتب وباحث عربي في التاريخ الحديث إدارة ترامب تتبنى استراتيجية افتراضية لا أكثر د. بشير موسى نافع |
حتى لا يكون تأجيل الانتخابات العراقية «عقد انتحار» آخر Posted: 27 Dec 2017 02:09 PM PST هناك عبارة معروفة في الفقه الدستوري تقول «أن الدستور ليس عقد انتحار «، وهي تعني أن القيود الدستورية يجب أن تكون متوازنة مع الحاجة إلى الحفاظ على الدولة والشعب، ولكنها ايضا تعني ضمنا، أنه يجب منع السياسيين من تعطيل الدستور وأحكامه، أو تأويله تأويلا مفرطا وفقا لإرادتهم، بما يفرغه من محتواه! لأن هذا المسار سيكرس عقد الانتحار الجماعي! كتبنا قبل اسبوعين مقالة عن الانتخابات البرلمانية العراقية وأوهام التأجيل، أوضحنا فيها أن الدستور العراقي قد حدد ولاية مجلس النواب بأربع سنوات تقويمية تبدأ من اول جلسة له، وأن الدستور لم يتطرق مطلقا إلى إمكانية تمديد هذه الولاية، وأن هذا الفراغ الدستوري سيعني بقاء مجلس الوزراء يمارس صلاحياته الكاملة، لا سيما ان الدستور العراقي أغفل الإشارة إلى توصيف الحكومة في هذه الحالة! وبالتالي لن تسمح القوى الشيعية بمثل هذا الامر فهي تخشى أن يستغل العبادي هذا التأجيل لمصلحته انتخابيا من خلال احتكاره للقرار السياسي بعيدا عن اي رقابة! اليوم تحاول بعض القوى السياسية المؤيدة لفكرة تأجيل الانتخابات، تسويق فكرة أن الدستور العراقي، في تحديده لولاية مجلس النواب، لم يشر، نصا، إلى عدم جواز تمديد هذه الولاية، وبالتالي ليس ثمة مانع من تمديد عمل مجلس النواب القائم! وهم يتعكزون، في هذا التأويل المفرط، على حالة التمديد لمجلس النواب اللبناني بشكل خاص، دون الانتباه إلى ان الدستور اللبناني لم يشر مطلقا إلى مدة ولاية المجلس النيابي! ولكن كان ثمة عرف على تحديد ولاية المجلس بأربع سنوات، وقد أيد المجلس الدستوري اللبناني هذا الامر عندما قرر أن المادة 44 من هذا الدستور «يستفاد منها صراحة ان ولاية المجلس النيابي أربع سنوات»، لهذا قرر إبطال قانون تم إقراره في عام 2000 جعل ولاية مجلس النواب أربع سنوات وثمانية أشهر، لأنه أخل بالقاعدة الدستورية، مما اضطر مجلس النواب لتشريع القانون رقم 171 لسنة 2000 الذي حدد ولاية مجلس النواب بأربع سنوات! ومع عدم وجود تحديد دستوري صريح ومباشر في الدستور اللبناني، فقد قرر المجلس الدستوري بالإجماع بعدم دستورية قانون تمديد ولاية مجلس النواب اللبناني! وقد استند المجلس الدستوري في قراره هذا إلى أن: دورية الانتخابات مبدأ دستوري لا يجوز المساس به، وأن هذا التمديد يخالف المادة الدستورية التي تحدد، ضمنا، ولاية مجلس النواب بأربع سنوات (القرار رقم 7/2014). إن مراجعة سريعة للدساتير، على الأقل في الديمقراطيات العريقة، يكشف بوضوح انه ليس ثمة ما يتيح تمديد ولاية المجالس النيابية، لان هكذا مادة ستتناقض مع مبدأ حق الشعب في اختيار ممثليه بشكل دوري! وهذا يعني، أيضا، ان مبدا التمديد في الفقه الدستوري غير دستوري أصلا! لكن مراجعة دساتير المنطقة، أو ما تسمى بالديمقراطيات الناشئة، تكشف عن وجود بعض النصوص الدستورية التي تتيح مثل هذا التمديد بشروط محددة! فالدستور الكويتي يتيح تمديد ولاية المجلس المحددة بأربع سنوات إلا في حالة الحرب ويكون المد بقانون (المادة 83). والأمر نفسه نجده في الدستور السوري الذي لا يجيز تمديد ولاية مجلس النواب إلا في حالة الحرب (المادة 51). اما الدستور التونسي فانه يقرر انه في حالة تعذر اجراء الانتخابات بسبب خطر داهم فيمكن تمديد ولاية المجلس المقررة بخمس سنوات بقانون (المادة 56). والامر ذاته تقريبا نجده في الدستور الجزائري الذي يقرر أنه لا يمكن تمديد السلطة التشريعية/ البرلمان المتكون من غرفتين؛ المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة إلا في ظروف خطيرة جدا لا تسمح بإجراء انتخابات عادية، ويثبت البرلمان المنعقد بغرفتيه معا هذه الحالة بقرار، بناء على اقتراح رئيس الجمهورية واستشارة المجلس الدستوري (المادة 102). اما الدستور اليمني فانه يقرر أنه في حالة تعذر إجراء الانتخابات لظروف قاهرة يظل المجلس قائما ويباشر صلاحياته الدستورية حتى تزول هذه الظروف (المادة 65). وثمة دساتير اخرى تتيح تمديد عمل المجالس النيابية لمدة محددة، كما في حالة الدستور الأردني الذي يعطي للملك صلاحية تمديد عمل مجلس النواب بإرادة ملكية إلى مدة لا تقل عن سنة واحدة ولا تزيد عن سنتين (المادة 68/ 1). وكما هو واضح فان تقرير إمكانية التمديد من عدمها، يجب ان يكون حاضرا في النص الدستوري نفسه، وبعكسه لا إمكانية دستورية للتأجيل. ولكن الأمر في العراق مختلف بطبيعة الحال! فالدستور العراقي مجرد نص يمكن للفاعل السياسي تأويله كما يشاء، وإن عجز عن ذلك فثمة محكمة اتحادية عليا، نجزم انها غير دستورية وغير شرعية، جاهزة لتقديم قرار حسب الطلب، مهما كان هذا القرار منتهكا للدستور ومخالفا له، ففي النهاية نحن في إطار تواطؤ جماعي ومنهجي يحكم الدولة العراقية على حساب الدستور والقانون ومنطق العقل! في العام 2005 دخل العراق وسط نزاع مسلح حقيقي، وخرجت كثير من المناطق عن إطار سيطرة القوات الأمريكية المحتلة، وكانت القوات العراقية في طور التشكيل! ومع ذلك تحققت وقتها ثلاثة استحقاقات: انتخابات الجمعية الوطنية في 30 كانون الثاني/ يناير، والاستفتاء على الدستور العراقي في 15 تشرين الأول/ اكتوبر، والانتخابات البرلمانية في 15 كانون الاول/ ديسمبر. ولم تزد نسبة المشاركة في هذه الاستحقاقات الثلاثة في بعض المناطق عن 10٪ في أفضل الاحوال، لكن الرغبة الدولية والمحلية آنذاك عملت على تمرير نتائج هذه الاستحقاقات الثلاثة بوصفها أعراسا ديمقراطية! بل كانت الأمم المتحدة عبر بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق(يونامي) صاحبة الدور الأكبر في هذا التسويق، وذلك عبر قبولها بالأرقام التي أعلنتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، مع يقينها بانها أرقام مزيفة! ومثال ذلك تقرير صدر عن البعثة الدولية لانتخابات مجلس النواب 2005 بشأن نسبة مشاركة محافظة الأنبار في انتخابات كانون الأول/ يناير 2005 والذي يزعم انها بلغت 86.4٪ (585429 مصوتا من مجموع 677821 ناخبا مسجلا)، فيما بلغت نسبة المشاركة في صلاح الدين 98.4٪ (555755 مصوتا من مجموع 564607 ناخبا مسجلا)، أما في نينوى فبلغت نسبة المشاركة 70.2٪ (942514 مصوتا من مجموع 1343381 ناخبا مسجلا)! ولكن البعثة نفسها عادت في الانتخابات اللاحقة في آذار/ مارس 2010 لتتحدث عن مشاركة سنية واسعة في الانتخابات على الرغم من ان أرقام المشاركة المعلنة كانت دون أرقام عام 2005!!! فقد اعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ان نسبة المشاركة في الانبار كانت 61٪، وفي صلاح الدين 73٪، وفي نينوى 66٪! يومها تحدث الجميع، بمن فيهم الأمم المتحدة نفسها، عن المشاركة السنية الواسعة على عكس «المقاطعة» التي جرت في انتخابات العام 2005! في النهاية فإن الامر لا يتعلق دائما بالدستور او بالقانون او بمشكلة التمثيل! بل بصفقات وحسابات يقوم بها السياسيون، يضعون الاعتبار فيها، أولا وآخرا، للربح وللخسارة الشخصية والحزبية! ٭ كاتب عراقي حتى لا يكون تأجيل الانتخابات العراقية «عقد انتحار» آخر يحيى الكبيسي |
2017: عام ترامب Posted: 27 Dec 2017 02:09 PM PST إنه لأمر مثير للأسى أن يعرف هذا العام، سياسياً، باسم الرئيس الأمريكي القادم من عالم الانترتينمنت إلى البيت الأبيض. وقد نجح الرجل في إكمال سنته الأولى في الحكم، على رغم الفضائح التي ساعدت على انتخابه، وتلك التي أثارها بتصريحاته الهوجاء وقراراته المخجلة، وعلى رغم التحقيقات القضائية المستمرة التي قد تطيح به من موقعه خلال العام القادم. وكأن تولي ترامب في الولايات المتحدة لم يكن كافياً للشهادة على تدهور القيم في عالم السياسة، بصورة حادة، جاء انتخاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الشبيه بترامب في وجوه عدة، ليكتمل المشهد السياسي العالمي الذي يبدو كما لو أنه فقد بوصلتيه السياسية والأخلاقية. وفي حين هدمت الصين سورها العظيم، في الاقتصاد، واخترقت الحدود القومية للدول، وباتت مرشحة لاحتلال موقع القوة الأولى اقتصادياً، ارتفعت في الغرب أسوار النزعة الانعزالية وكره الأجانب، فانتعش اليمين المتطرف في أكثر من بلد أوروبي وأحرز نجاحات انتخابية لافتة. بدأ ترامب رحلته الخارجية الأولى من الرياض، حيث اقتنص صفقة سلاح خيالية وأطلق حملته، اللفظية إلى الآن، لمحاصرة النفوذ الإيراني في منطقتنا. ولم تمض أيام قليلة على زيارته المذكورة، حتى اندلع الخلاف السعودي ـ القطري مجدداً، بعد فترة كمون، واتخذت أربع دول خليجية قرارات قاسية بحصار قطر. فأضيفت مشكلة جديدة إلى عقدة مشكلات المنطقة الملتهبة منذ سنوات. وبـ»ليلة القبض على الأمراء» انتقل من الظل إلى العلن، تغيير كبير في مؤسسة الحكم في السعودية، بالانتقال من نمط التوريث التقليدي بين الأخوة من أبناء عبد العزيز، إلى إنشاء سلالة حاكمة محصورة بأبناء الملك سلمان، تبدأ بولي العهد محمد الذي ظهرت بصماته في السياسة السعودية منذ حرب اليمن. وفي التوقيت نفسه أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته من الرياض، فظهر الحدثان وكأنهما واحد. غير أن ما نجح في السعودية، من إطاحة بمن يمكن أن يعكروا صفو التغيير في بيت الحكم السعودي، لم ينجح في لبنان، فعاد الحريري إلى موقعه في بيروت من غير أن يغير حزب الله شيئاً من هيمنته على الدولة اللبنانية التي يطالب رئيسها ميشيل عون، على خطى صهره جبران باسيل، بترحيل اللاجئين السوريين من لبنان، وما يعنيه ذلك من وجوب التنسيق مع نظام البراميل والكيماوي في دمشق الذي يجسد بشفافية تامة انحطاط السياسة العالمية في أقصى تجلياتها. ومن الأحداث المهمة في هذا العام، تلك الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى قاعدة حميميم الروسية على الشاطئ السوري، حيث التقى برأس النظام الكيماوي وحرص على إذلاله على الملأ أمام الكاميرات، وأعلن نهاية النسخة الروسية من الحرب على الإرهاب، وعن بداية سحب جزء من قواته العاملة على الأراضي السورية. وهي كذبة تكررت ثلاث مرات منذ بداية التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا، أيلول 2015. انتهت الحرب، وفقاً لبوتين، في حين يستمر قصف غوطة دمشق الشرقية المحاصرة التي يموت فيها الأطفال بسبب نقص الغذاء والدواء، وهي المنطقة المشمولة بخطة «وقف التصعيد» على الطريقة البوتينية. لكن الأسوأ من ذلك هو تسليم «المجتمع الدولي» للمحتل ـ المحارب الروسي بحل الصراع في سوريا، حلاً لا يختلف عما ابتكرته المخيلة الضيقة للعصابة الحاكمة من «حلول» تمثلت في شعارات «الأسد أو نحرق البلد» أو «الجوع حتى الركوع». فما تفتق عنه خيال رجل المخابرات السابق في العهد السوفييتي فلاديمير بوتين، لا يتجاوز جمع 1500 من حملة الجنسية السورية، ممن يتمسكون ببقاء الجزار أسد، في منتجع سوتشي على شاطئ البحر الأسود، ليشرعنوا اغتصاب سوريا بتزويج الضحية لمغتصبها تحت رعاية روسية ـ إيرانية ـ تركية. وتمهيداً لهذه الخاتمة المتخيلة، أرغمت المعارضة السورية على إعادة إنتاج نفسها، في اجتماع الرياض 2، بإدخال النظام إلى جسم «الهيئة العليا للتفاوض». حتى هذا التدبير الغريب لم يرض بشار الجعفري الذي اضطر المبعوث الأممي إلى تحميله مسؤولية فشل جنيف 8، فطالب بإلغاء بيان الرياض 2، على غرار مطالبة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بإلغاء نتيجة الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان! مسعود بارزاني الذي تعرض لأكبر هزيمة سياسية في حياته، من خلال عواقب تنظيم الاستفتاء، انسحب من حكم الإقليم من غير أن يقوم بنقد ذاتي يليق بتاريخه، وفضل إلقاء اللوم على الخصوم الذين توحدوا ضد الإقليم وأفشلوا حلم ملايين الكرد في الحرية والاستقلال، فضلاً عن خسارة كل المكاسب المتحققة للإقليم في الإطار الفيدرالي. وكانت نهاية هذا العام الكئيب «بضربة صولد» جديرة بدونالد ترامب وشخصيته: إعلان القدس عاصمة لدولة إسرائيل، واتخاذ القرار بنقل السفارة الأمريكية إليها. ربما استعاد العالم شيئاً من كرامته الممرغة في التراب، من خلال تصويت 14 عضواً في مجلس الأمن لصالح مشروع قرار يبطل مفاعيل القرار الأمريكي بشأن القدس، مقابل انفراد الولايات المتحدة في معارضة مشرع القرار الذي سقط بهذا الفيتو. وتمادى الرجل في وقاحته حين هدد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بقطع المساعدات المالية إذا صوتوا في الجمعية العمومية لمصلحة مشروع القرار الأممي الذي نجح برغم ذلك. التطور الأخير «منعش» معنوياً ومعاكس للتردي العام في السياسة العالمية، لكنه لن يؤثر على هذا الاتجاه. فها هي غواتيمالا تعلن، بدورها، قراراً بنقل سفارتها إلى القدس، وقد تتبعها دول أخرى. لا شيء يغري بالتفاؤل بالعام الجديد، إذا كنا قد عشنا مقدماته المذكور بعضها في الأسطر السابقة. ٭ كاتب سوري 2017: عام ترامب بكر صدقي |
إنها «الهاشمية السياسية» Posted: 27 Dec 2017 02:08 PM PST المشكلة في اليمن- في جوهرها- ليست في الحركة الحوثية، التي لا تعدو كونها تجلياً لمعضلة أعمق، المشكلة ليست في المذهبية أو الطائفية، ليست في الشافعية أو الزيدية، ولا التشيع أو التسنن. هذه معضلات عرضية، تمثل أعراض المرض الحقيقي الذي عانى منه اليمن وغيره من بلدان المسلمين لقرون طويلة، المرض هو ما تم التواضع على تسميته بـ«الهاشمية السياسية» التي لا تعدو الحوثية وبعض الحركات الدينية عرضاً لها. المسلمون- سنة وشيعة – ضحايا بعض المنتسبين اليوم إلى هذه الفكرة. وهي فكرة يعتنقها هاشميون وغير هاشميين، سنة وشيعة. وإن كان معظم القادة السياسيين لهذا التيار يتحدرون من السلالة التي ترى أن منها أئمة الصلاة، وأئمة الحكم، وأنها أهل لأخذ الأخماس والأعشار، وجباية الزكاة، وأنها أعلى رتبة من الناس، لمجرد الانتساب إلى النبي الذي جعلته جداً مجرداً من جوهر رسالته النبوية العظيمة. لا يعتقد أحد أن هذه الأفكار مجرد نكتة، المسألة ليست نكتة أو خبراً مما يعد في نوادر الحكايات، وليست القضية افتراء على أحد، الأمر موثق بآلاف النصوص المنتشرة في مئات المؤلفات التي لا تزال تطبع، رغم احتوائها على نصوص تعج بالعنصرية والاصطفاء والحق الإلهي. «الهاشمية السياسية» ترى أحقيتها في نيابة النبي الذي تركز في شخصيته على جانب النبي- الجد، لكي تثبت لنفسها الحق في وراثة جدها على أساس سلالي قبلي لا فكريا دينيا. إنها تتحدث باسمه، هو جدها، وهي أحق الناس به، وهو قد مكن لها في الأرض، وأعطاها الحق في السلطة والثروة، حسب المعتقدات الراسخة التي لديها في مؤلفات كبار رموزها في اليمن وغيره. وهؤلاء الذين يَرَوْن أنهم مميزون منتشرون بين السنة والشيعة، على السواء، إنهم لا يعتدّون بالمذهب قدر ما يقدسون النسب والسلالة، ولذا نرى أن «الهاشمية السياسية» تتشيع لكي تصل إلى السلطة والثروة، فإذا وصلت واطمأنت تسننت، لترضي غالبية المسلمين. هذه هي القاعدة الذهبية لدى هذه الحركة، التي تؤول نصوص الدين بما يخالف تماماً تعاليمه، والتي كانت أهم الأسباب وراء تقسيم المسلمين قديماً وحديثاً إلى سنة وشيعة، لأهداف لا علاقة لها بالدِّين ولكن بالسلطة والثروة. العلة ليست في السنة، العلة ليست في الشيعة العلة في حركة شوفينية اسمها «الهاشمية السياسية». وهذه الحركة لا تعني بحال الهاشميين، ولكنها في فريق منهم، يرى أن له حقاً إلهياً مقدساً في السلطة والثروة لأسباب واهية يؤول لأجلها النصوص الثابتة، بما يتماشى مع الأهداف المرسومة. وفي تاريخ المسلمين كان الأمويون يرون – دينياً- أنهم الأولى بالحكم، ويوردون نصوصاً يخضعونها لتأويلاتهم بما يخدم عرش «بني أمية»، ثم جاء العباسيون، وكانت ثورتهم على الأمويين باسم «أهل البيت»، من «آل علي»، ثم لما استوى لهم الأمر، أحدث الخليفة العباسي أبو العباس السفّاح في بني عمومته من الهاشميين مقتلة عظيمة، ثم بدأ التسويق لفكرة أن «العم /العباس» أولى بـ»ابن الأخ/النبي» من «ابن العم/علي»، وأورد العباسيون نصوصاً تعاملوا معها على طريقة الأمويين. غير أننا ونحن نتحدث عن الأمويين والعباسيين، فإننا نتحدث عن ماضٍ بعيد، حيث إن «الحق الإلهي الأموي» و»الحق الإلهي العباسي» غدوا من التاريخ، لكن «الحق الإلهي الهاشمي» الذي جاء كردة فعل على فكرتي الحقين الإلهيين الأموي والعباسي، لا يزال يغذي اليوم الصراعات الدينية والسياسية لدى المسلمين، حيث تمخضت عن هذا الحق فكرة «الهاشمية السياسية» التاريخية والمعاصرة. في اليمن تنبه الكثير من الكتاب لخطر الحركة الحوثية، واتخذ الكثير موقفاً واضحاً ضدها، لا ضد الزيدية ولا ضد الهاشميين أنفسهم، ولكن ضد الحوثية بما هي إحدى تجليات «الهاشمية السياسية» كفكرة كانت من أهم عوامل تقسيم المسلمين إلى سنة وشيعة، مستندة إلى الدين و»الحق المقدس» في محاولاتها المستمرة للسيطرة السياسية والاقتصادية. مرة عدت من لندن إلى صنعاء والتقيت- حينها ضمن وفد- بالرئيس الراحل علي عبدالله صالح، وكانت حروب الحوثيين حينها ضد الجيش والدولة على أشدها، وكنت قد اتخذت موقفاً واضحاً ضد «الحوثية» كحركة عنصرية طائفية، غير أني فوجئت حينها بقيادات كبيرة حول الرئيس لم تكن راضية عن الانتقادات المستمرة التي كنت أوجهها للحوثيين، على الرغم من أن هذه القيادات- في حينها-جزء من النظام الذي يحاربه الحوثيون، ويفترض فيها عداوة الحوثيين بحكم قربهم من رأس النظام السابق، ولم أفاجأ بعد سنوات حين قاتل هؤلاء اليوم مع الحوثيين، رغم قتلهم للرئيس الراحل في صنعاء. ما هو السبب؟ إنه تقديم الولاء للسلالة على الولاء لغيرها، سواء كان لشخص صالح أو لنظامه، أو حتى للوطن الذي عاشوا فيه. إنها «الهاشمية السياسية» التي عادت لليمن في ثوبها الحوثي، لاستعادة حكمها الذي كان قبل عام 1962 ولقرون طويلة تحت مسمى «دولة الأئمة الزيديين»، القائمة على أساس أن الحق في حكم اليمن لا يكون إلا لمن ينتسب إلى أيٍ من «البطنين»: الحسنيين أو الحسينيين. وكان في سفارتنا في لندن دبلوماسي كبير، وكان صديقاً لي، أو هكذا بدا، وقد كان من كبار مؤيدي الحوثيين في حروبهم، الستة أيام، نظام الرئيس السابق، على الرغم من أنه كان يمثل هذا النظام، وكان ولاؤه للحوثيين إخلاصاً منه لهذه الفكرة التي جنت على الهاشميين وعلى غيرهم، تماماً كما كان معتنقوها منهم ومن غيرهم على السواء. لم أتفاجأ بعد ذلك بخبر تعيين الحوثيين للصديق نائباً لوزير الخارجية، فقد أدى دوره بإتقان لصالحهم منذ سنوات طويلة تقديماً منه للولاء السلالي على الولاء الوطني. وفِي الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني لقيت حمود عباد، الذي شغل عدة مناصب وزارية وغيرها ضمن نظام صالح، ويوم أن كان وزيراً للأوقاف ألقى كلمة في إحدى المناسبات وصف فيها عبدالملك الحوثي بـ»المعتوه» وكفّر الحوثيين وقال عنهم «زرادشتية» ليسوا مسلمين، غير أنه بعد انقلاب الحوثيين في صنعاء غدا من كبار مسؤوليهم، إيماناً منه بفكرة «الهاشمية السياسية» التي تحصر الحكم في اليمن في مسمى «البطنين»، كما ذكرنا. وقد رأينا كيف أن قطاعات كبيرة في مناطق يمنية شافعية المذهب أيدت الحوثيين، وكيف قدّموا لهم التسهيلات في مأرب وشبوة والبيضاء وتعز والحديدة، وكيف أيدهم البعض في حضرموت، رغم الاختلاف في المذهب مع الحوثيين، كل ذلك التأييد كان على أسس سلالية عرقية، لا طائفية مذهبية، لأن المناطق المذكورة ليست للحوثيين فيها أية حاضنة شعبية مذهبية. ما الذي جعل صاحب شبوة السني الشافعي يقف مع الحوثي الزيدي الجارودي؟ ما الذي يدعو بعض متصوفة حضرموت من الشوافع السنة يلتقون مع الحوثيين؟ لماذا قاتل كثير من هاشميي تعز والحديدة ومأرب والجوف والبيضاء وشبوة مع الحوثيين؟ لماذا انضم الكثير من إب وذمار؟ ولماذا أصبح المؤتمري حمود عُباد أميناً للعاصمة صنعاء بعد مقتل صالح؟ لماذا تغاضى الحوثيون عن وصفه لزعيمهم بـ»المعتوه» على أيام الرئيس السابق؟ ألا يعني تعيينه أميناً للعاصمة اليوم أن ما كان يقوله ضدهم يوم أن كان وزيراً في حكومة صالح، إنما كان بتنسيق معهم، لذر الرماد في العيون؟ إن كلمة السر في كل ما سردت من أمثلة هي «الهاشمية السياسية» التي لا تؤمن بالمذاهب، ولا بالأحزاب السياسية، ولا بالعمل الحقوقي، ولكنها تغرس عناصرها في كل الاتجاهات والأحزاب السياسية ولدى كل ذي سلطان، وتتأسلم وتتعلمن وتتلبرل، وتضم وتسربل، وتضيف «حيا على خير العمل» تارة، ولا يضيرها أن تؤمِّن بعد الفاتحة تارات، وتتداعى للنصرة من مختلف المذاهب والاتجاهات السياسية ومن مختلف المناطق لتحقيق الأهداف السلالية ذاتها. لقد ذهب الكثير من اليمنيين ضحايا لهذه الهاشمية السياسية العنصرية التي عندما نتحدث عنها فنحن نميز بينها وبين الهاشميين كمجموعة بشرية، كما سبق وذكرت، والتي إذا عُدّ تاريخنا صفحات من الصراع فإن للهاشمية السياسية دوراً كبيراً في تأجيجه. ولذا وجب علينا اليوم تفكيك هذه الفكرة المتأصلة لدى كل المذاهب والأحزاب والطوائف والاتجاهات. إن تفكيكها ضرورة وطنية وواجب ديني وإنساني لمصلحة الهاشميين البسطاء قبل غيرهم، ولمنفعة الدين والمتدينين بشكل عام. إنه لا فرق بين سلالي سني يمد يده «المباركة» لمريديه ليقبلوها، كي يشموا فيها رائحة كف النبي، وآخر شيعي ينحني أتباعه على ركبته «المقدسة» ليقتبسوا منها سراً نبويا! ما الفرق بين سلالي سني يرفض تزويج ابنته لإيمانه بضرورة «تكافؤ النسب» وآخر شيعي يطالب بحق جده من الأخماس وغيرها، على أساس الانتساب الجيني؟ إن المسلمين اليوم مطالبون بالتخلص من أية أفكار مبنية على أساس من «الحق الإلهي»، و»التميز السلالي» و «الاصطفاء الديني» الذي تجاوزته الحضارة الإنسانية منذ قرون، ليتمسك بها فريق من المسلمين موجود لدى السنة والشيعة. هذا التجاوز مطلوب لكي نؤصل للأفكار السياسية القائمة على أساس أن الشعب هو صاحب الحق في السلطة، وهو الذي يختار لها من يشاء على أساس من الأهلية الشخصية لا الانتساب السلالي أو الانتماء الجيني، إيماناً بأن السلطة «حق شعبي» للناس لا «حق إلهي» للسلالة. كاتب يمني من أسرة «القدس العربي» إنها «الهاشمية السياسية» د. محمد جميح |
«خنجر بوتين»… القوة تقرر Posted: 27 Dec 2017 02:08 PM PST كان لافتا للنظر، أن الرئيس الروسي بوتين في مؤتمره الصحافي السنوي قبل أسبوعين، أجاب رداً على سؤال حول أهمية النفقات العسكرية في روسيا، بـ»حكاية» حول طفل استبدل خنجر والده بعدد من الساعات، راوياً حكاية روسية معروفة، عن نجل ضابط بحري متقاعد أقرّ لوالده بأنه أبدل خنجره بساعات جديدة، فردّ عليه أبوه: هذه الساعات جيدة في الواقع.. لكن إذا جاء إلينا اللصوص غداً، لقتلي وأمّك، واغتصاب اختك الكبرى، فإنك لن تستطيع إلاّ ان تقول لهم: مساء الخير، الساعة 12.30 بتوقيت موسكو. من التاريخ أيضا، أنه في زمن الدولة العباسية، استولى ملك الروم على مدينة «عمورية» إحدى مدن دولة الخلافة على الحدود مع الروم، أساء جنودهم، معاملة العرب في المدينة، وأسروا النساء، وكان من بينهن فتاة جميلة تم حملها كغيرها من النساء إلى سوق العبيد، واشتراها أحدهم، أساء معاملتها فصاحت وامعتصماه. قام الأخير بإرسال رسالة إلى الملك الرومي يقول فيها: «من أمير المؤمنين المعتصم بالله.. إلى كلب الروم.. لتخرجن من المدينة أو لأخرجنك منها صاغراً ذليلاً «. فقال الأخير للرسول أبلغ خليفتك «ليفعل ما يعتقد أنه قادر على فعله». جهز الخليفة جيشه وبعد معارك عنيفة انهزم الروم، وأسر عددا كبيرا من القادة والزعماء الروم .حرص المعتصم على الوصول إلى الفتاة، وجعل من سيدها عبداً لها! وسألها هل لبى المعتصم نداءك ؟ فأجابت.. نعم يا سيدي، أدامك الله لنا. حادثتان من التاريخ الحالي والقديم نسوقهما عن أهمية امتلاك القوة لردع ومنع إساءات الآخرين وتعدياتهم على بلدك، انطلاقاً من مفهوم بيت شعرٍ لأبي تمام يقول: السيف أصدق إنباءً من الكتب.. في حدّه الحدّ بين الجدّ واللعب. الحادثتان تلخصان رداءة الواقع العربي الحالي بلا رتوش، أو محاولات تجميل القباحة والمساومات والتنازلات التي تقترفها أنظِمة عربية، في محاولة بقائها على وجه الأرض، لتبقى متسلمة للحكم في بلدانها، رغم أنف شعوبها، فهي لا تمتلك ممارسة الجبروت والطغيان إلا عليه، لذا، فهي في أمس الحاجة إلى الحماية ولو من الأعداء! ولا مانع لديها من الدخول في تحالفات مشبوهة معهم، وإلاّ كيف يمكن لهذا الوضع البائس الذي أخرَجنا من الجغرافيا والتاريخ أن يسود، حيث باتت أوطاننا مقرا للنهب وامتصاص ثرواتها. وأضحت «أكياس رمل» يتدرب عليها الملاكمون، ومحطة لتجريب كافة الأساليب والمهمات القذرة فيها وعليها، التي يحرم تجريبها في بلدانها. نعم، لقد أصبحنا «ملطشة» للعدو بفضل أشاوستنا من الحكام، الذين لم يتورعوا في تجنيد «داعش» وغيره من أجل التآمر على أقطار عربية أخرى، وليس لضرب العدو الصهيوني. في آخر عهد ملوك الطوائف في الأندلس كانت ما تزال بعض القيم سارية المفعول آنذاك، لكن في عهد ملوك الطوائف الحالي، فإن كل شيء مباح، حتى بداية الصباح. الكل يسعى إلى استرضاء إسرائيل وحليفتها والتربيت على كتفها والغمز لها بالاستعداد للسير قُدُماً مع مشروعِها الصهيوني الاستعماري الإحلالي، مقابل «رضاها»، الذي يكاد معظم العرب لا يحصل عليه، رغم كل ما يبذلونه من تصريحات وما يدفعونه من تحت الطاولة من دولارات وشيكلات وأرصدة، لا يعلم بها إلاّ مسؤولو خزائن بيت المال وشايلوكيو بني صهيون، الذين باعوا المسيح بثلاثين من الفضة، وباتوا يتحكمون بالبيت الابيض والكابتول هيل، ووسائل الإعلام على الساحتين الامريكية والأوروبية، وعند بعض الرؤساء العرب. بالمقابل، يستطيع مَن يريد وصف الرئيس بوتين كما يريد، بأنه ديكتاتوري، متسلط، وأن يسجل عليه ما يريد من الأخطاء والخطايا، مِن منطلقات أيديولوجية ليست سليمة النوايا، وإنما هي تزلف للسيد الأمريكي الممتص للثروات العربية، وهو يجلس في البيت الأبيض. لم تكتف الولايات المتحدة والدول الغربية بتقويض الاتحاد السوفييتي ومنظومة الدول الاشتراكية وحلف وارسو فقط، بل ذهبا بعيداً في حصار روسيا الاتحادية والاقتراب من حدودها، ودعم كل المافيات والعصابات الصهيونية القوية فيها، لقد ساندوا تنظيمات الارهاب الانفصالية داخل حدودها، من أجل تحويلها الى دولة تابعة من دول العالم الثالث، كما حدث في روسيا إبان مرحلة السكّير المترنح على درج كل طائرة يستقلها «يلتسين»، لذا لم يتردد باراك أوباما في وصف روسيا في إحدى المرات، بأنها «مجرد دولة من دول العالم الثالث، لا تُصدِّر للعالم سوى السلاح والنفط؟». خدمات عظيمة قدمها بوتين لوطنه وشعبه، ورفض للمؤامرة التي حيكت في دوائر الغرب الاستعماري. ما قاله الرئيس بوتين يتضمن ردّاً روسيا حازما وحاسماً على الاستراتيجية الجديدة للأمن القومي الامريكي التي أعلنها قبل ايام دونالد ترامب، والتي وضعت روسيا والصين في مقدمة الأخطار الثلاثة التي تواجهها امريكا، والتي جاءت بالترتيب على النحو التالي، اعتبار روسيا والصين قوتين مُنافِستَين للولايات المتحدة، الثاني، اعتبار ايران وكوريا الشمالية دولتين مارقتين، الخطر الثالث هو التنظيمات الإرهابية الدولية، الساعية للقيام بأعمال قتالية نشيطة ضد الولايات المتحدة. بالطبع فإن الردين الروسي والصيني لم يتأخرا على ترّهات ترامب وإدارته المتصهينة. لقد عانى العالم عقدين من التسلط الأمريكي على الشؤون العالمية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ودول المنظومة الاشتراكية. واشنطن جعلت من نفسها سيفاً مسلطا على رقاب الدول المخالفة لسياساتها، ولحرية الشعوب وباسم كودي كاذب عنوانه الدائم «الحرص على حرية وديمقراطية الشعوب»! صحيح أن قرارات أممية كثيرة صدرت لتعزيز الحرية والأمن وعدم الاعتداء على الدول، ولكن رغم أهمية الجانب الأخلاقي والحقوقي والمعنوي في قرارات كهذه، لكنها لا تسمن ولا تغني من جوع أمام قرار يتخذه رئيس دولة قوية مهووس بغزو هذا البلد أو ذاك. لم يمنع ترامب من تدمير كوريا الشمالية، سوى قدرتها على الرد بالمثل! هذه الحقيقة الأهم في الصراع. لو أن ترامب خشي ردا عربيا موجعا للمصالح الأمريكية في المنطقة العربية، لما تجرأ على اتخاذ قراره حول القدس.. ولو لم يمتلك المعتصم جيشا قويا وإرادة فولاذية للقتال، لتظاهر بأنه لم يسمع استغاثة الفتاة، ولسجن كل من يتكلم حولها! كثيرون من أعرابنا (وليس عربنا) – وهم الأشد كفراً ونفاقاً – لا يريدون سماع استغاثات الأقصى وأكناف بيت المقدس، بل لتخاذلهم وجبنهم وطاعةً لحامي حماههم القابع في البيت الأبيض، أخذوا يرددون الأسطوانة التضليلية الصهيونية حول القدس والأقصى وفلسطين! وحتى لو اشتروا أسلحة وطائرات أمريكية حديثة، فهم ليسوا أحرارا في استعمالها، ولا يستعملها سوى الخبراء الأمريكيون المتواجدون في بلدانهم. على صعيد آخر، سيبحث الكنيست الصهيوني مشروع قرار بضم الضفة الغربية إلى دولة الكيان، وما من عوائق أمام نجاحه، كما التصويت على إعدام الفلسطينيين ممن يقومون بعمليات مقاومة (وكأنهم بحاجة إلى قانون، فهم يعدمون ويجرحون العشرات منا كل يوم) كذلك القرار بإنشاء مليون وحدة استيطانية جديدة… الخ. أما العنصري أورين حزان، وهو عضو الهيئة التشريعية للعصابة في ثوب دولة، فقد تصرف مثل قاطع طريق عندما اقتحم باصا يحمل أمهات المعتقلين وزوجاتهم، وهن في الطريق لزيارة أبنائهن وبناتهن الأسرى في سجون المابعد فاشية الصهيونية، وبدأ في التنمرد عليهن وتسمية مقاومينا بالحشرات والكلاب والقتلة، إنه في حقيقته رعديد جبان، وأفعى متنقلة تنفث سمها في وجه الإنسانية جمعاء. على الرغم من شعوره بالعظمة الفارغة نتيجه لحيازته منصبه الحالي،، ردّت عليه أم معتقل بالقول: ابني زلمة، وأسرانا رجال ومن يسميهم بالحشرات والكلاب، حتى لو كان نتنياهو، هو الحشرة والكلب! إنها الأم الفلسطينية،التي رسمها مكسيم غوركي في روايته تماما كما الشابة الفلسطينية عهد التميمي التي ضربت كفين على وجهي جنديين صهيونيين من دون حساب للعواقب. كاتب فلسطيني «خنجر بوتين»… القوة تقرر د. فايز رشيد |
لا لممارسات وانتهاكات الأنظمة العربية Posted: 27 Dec 2017 02:08 PM PST لو دققتم النظر وأصغيتم جيدا لرأيتم وسمعتم أن شريحة واسعة من أبناء أمتنا مصابة بأعراض مرض اسمه «لا للبسطار الإسرائيلي نعم للبسطار العروبي»، في هذه المقالة تستطيع أخي القارئ أن تعرف إذا كنت مصابا، وإليك أعراض هذا المرض. هل تشتم الاحتلال الإسرائيلي في الليل والنهار وتطالب بحرية الأسرى في فلسطين وتقف دقيقة حداد لذكرى شهدائها، وتنشد بخشوع موطني موطني في افتتاح أي مناسبة، وتدعو لوحدة إسلامية مسيحية ضد الاحتلال، وضد قرار ترامب بالنسبة للقدس، وتدعو لتظاهرات وتشترك فيها، وتطالب أردوغان بتنفيذ تهديده بقطع العلاقة مع إسرائيل؟ ولكن أنت نفسك لم ترفع ولا مرة شعارا مطالبا بحرية الأسرى في سجون سوريا، ولا تظاهرات ضد دوس حقوق الإنسان في الوطن العربي، ولا ضد أحكام الإعدام بالجملة في مصر، ولا اشتركت في مظاهرة ضد استمرار العلاقات بين إسرائيل والأردن ومصر وإسرائيل، وكأن الأمر لا علاقة له بكل ما يجري في المنطقة، مع أنك ذكي وتعرف، ولكنك تنوي أن تسافر إلى عمّان وتعبر الحدود بلا عقبات كي تلتقي هناك بقوميين عرب، ومن هناك لتحيوا صمود النظام السوري في وجه المؤامرة الكونية، وتريد أن تزور القاهرة أو أن تصيّف مع العائلة في شرم الشيخ من دون أن تستجوب أو أن تتبهدل في المعبر، أو لأنك ارتحت لاستضافتك على فضائية أسهل ما فيها شتم الاحتلال الإسرائيلي بإنشاء رائع، ثم تمتدح محور المقاومة من دون التطرق لما يعانيه الشعب السوري، مثلا، بسبب سياسة النظام، ثم تقول نحن مع سوريا شعبا ونظاما، ولا تلتفت إلى ما يعانيه شعب إيران حيث تُسجّل في هذا البلد المسلم واحدة من أعلى نسب تنفيذ الإعدام في العالم، ثم تصمت على ما يتعرض له الفلسطينيون في لبنان، الذين يعيشون في ظروف لا يمكن قبولها لأعتى الأعداء، وتقول للاجئين السوريين إنهم «مستاهلين اللي بيصير فيهم». إذا كنت واحدا من هؤلاء فهذه أعراض قوية للمرض المذكور أعلاه! تغيّر صورة بروفايلك في الفيسبوك إلى صورة الفتاة البطلة عهد التميمي، أو الشهيد إبراهيم أبو ثريا المقعد في كرسيه، وتطالب بإطلاق سراح الطفلة البريئة التي صفعت جندي الاحتلال، ولكنك تمتدح نظاما يحتجز مئات الفتيات والفتية، وتغض الطرف عن آلاف السجينات السوريات خصوصا، والعربيات عموما، أسألك بالله، ألا تعرف في نُص خاطرك ماذا كان سيكون مصير ابنتك أو زوجتك أو اختك إذا صفعت جنديا من جنود النظام في مواجهة ما، في حلب أو في أي مدينة عربية من المحيط إلى الخليج، حلّفتك بشرف ابنتك وأمك ألا تعرف ما هو مصير فتاة كهذه وأسرتها لو صفعت جنديا من جنود فيلق القدس الإيراني أو من ناشطي الحشد الشعبي. هل أنت ممن يتحدثون كثيرا عن سوء معاملة الأسرى في سجون الاحتلال، وعدم تقديم العلاج لهم، ولكنك لم تكلف خاطرك في البحث عن وضع السجينات والسجناء السياسيين في الوطن العربي، وعن أسباب سجنهم وما رأي المنظمات الدولية في ظروف سجنهم. إذا كنت من هؤلاء فهذه من أعراض المرض، أما إذا كنت فلسطينيا فهذا يعني أنك تطالب العرب بأن يشعروا بآلام شعبك ولكنك تدير ظهرك لآلامهم وهذه وقاحة من حضرتك. هل تشتم أمريكا وإسرائيل وتصفها بأنها قوى التكبر العالمي وتمتدح آيات الله وبرامجهم الصاروخية وتحيي بيونغ يانغ، ولا تتذكر أنه في كل عام يعدم المئات من البشر في إيران على رافعات وبنسبة هي الأعلى في العالم، ومعظمهم لأسباب سياسية، كذلك تنسى أن من يتثاءب أمام كيم جونغ لي قد يلقى حتفه من حيث لا يحتسب! إذا كنت من هؤلاء فأنت تقول نعم للبسطار الإيراني ولو من تصنيع كوري وبحب كبير. هل تطالب بحرية صحافي فلسطيني وتتناقل في الفيسبوك صورة اعتداء عليه أو استشهاده في الضفة الغربية أو قطاع غزة، ثم تكتب محيّيا صمود أنظمة تحتل منذ عقود ذيل قائمة العالم في حرية الصحافة، والأولى في الاعتداءات على الصحافيين واختفائهم القسري، ولا تكلف خاطرك ولو بنظرة واحدة لفحص وضع الصحافة هناك! إذا كنت من هؤلاء فحالتك خطيرة. هل أنت معجب بفضيلة شيخ أو سيادة مطران وتتغنى بموافقه الوطنية ضد ترامب، وهو نفسه تستضيفه فضائية ما فيمتدح نظام الأسد، ويصمت على نظام مصر الانقلابي، وبعد أيام تستضيفه فضائية إماراتية أو سعودية فيحيي المكرمات الملكية والأميرية ووقوفها إلى جانب القضية الفلسطينية أبا عن جد، إذا كنت من هؤلاء فوضعك مقلق جدا. هل أنت معجب بمن يقف في الكنيست الإسرائيلي من القائمة العربية المشتركة أو بمسؤول كبير في لجنة المتابعة لشؤون عرب 48 ويصرخ بأعلى صوته ضد النائب الليكودي العنصري حازان الذي اعترض حافلة لذوي الأسرى وتوجه إليهم بكلام بذيء عن أبنائهم، ويسرع ليكون الأول لالتقاط صورة مع أسير محرر، ولكن هذا المسؤول نفسه يبلع لسانه ويغدو كفيفا وأبكم أمام قتل الأبناء وسحلهم أمام ذويهم في نظام عربي سفاح وقاتل، ولا يفك عقدة لسانه إلا لمدح النظام المعادي للاستعمار والامبريالية. هل تعتمد في مواقفك على التقسيم الثنائي الذي يعود للألفية الرابعة قبل الميلاد، إما معنا أو مع «داعش»، إما مع إسرائيل أو مع إيران وحزب الله وكوريا الشمالية! إما مع السيسي أو مع الإرهاب، إما مع تحطيم وحرق التراث الإنساني وتخريبه أو مع الحشد الشعبي! إما مع الحوثي أو مع محمد بن سلمان! إما مع يزيد بن معاوية أو مع حسن نصر الله! إذا كنت تتنبى هذه المواقف فأنت يا عزيزي مصاب بهذا المرض الخبيث، وعليك أن تراجع ضميرك ومواقفك، لعن الله غسيل الأدمغة. وأخيرا وكي لا يستغل أحدٌ من أولئك الذين يشددون على إبراز قذارات الأنظمة العربية كي يقولوا في النهاية نار إسرائيل ولا جنة العرب، أقول لهم، هذا المقال ليس موجها لمن يقولون نعم لكل أنواع البساطير. كاتب فلسطيني لا لممارسات وانتهاكات الأنظمة العربية سهيل كيوان |
هذا قدر غير مقبول Posted: 27 Dec 2017 02:07 PM PST ما عاد بالإمكان تحليل أو الاعتراض على الكثير مما يجري في أرض العرب بالتعابير غير المباشرة ولا بلغة المجاملة تجاه هذه الجهة أو تلك، بينما هي ترتكب الحماقات والأخطاء التي تضرُ بأمة العرب وتهدم ثوابتها القومية والإسلامية الكبرى. فالذين يُنزلون مسؤولية مواجهة الخطر الوجودي الصهيوني من رأس قائمة الأولويات إلى ذيلها، ويقومون بخطوات متسارعة نحو التطبيع مع الكيان، من دون أخذ موافقة صريحة وشرعية من قبل الشعوب التي يحكمونها، يجب أن يعرفوا أن خيانة الأمانة سيكون لها ثمن باهظ إن عاجلاً او آجلاً، وأن اتخاذ القرارات المصيرية الكبرى من قبل مجموعة صغيرة في غرف مغلقة، بعيداَ عن مراقبة الإعلام، وسلطات التشريع المستقل، والمؤسسات الشعبية المدنية ينسف الأسس التي قامت عليها شرعية الحكم، أياً يكون نوعها. والذين يغمغمون ببضع تعابير مستهلكة خجولة مخادعة في وجه قرار مجنون حقير تتخذه الولايات المتحدة الأمريكية بشأن ثابت تاريخي – ديني – قومي – شعبي، كموضوع مدينة القدس، هم أناس لا يؤتمنون على المحافظة على استقلال وحرية وكرامة الأوطان. ولن يفيد هؤلاء الخطابات العابثة الاستزلامية المدفوعة الثمن من قبل هذا الإعلامي أو ذاك، أو من قبل هذا العالم الديني أو ذاك، أو من قبل وسائل التواصل الاجتماعي التي ترعاها هذه الجهة الاستخباراتية أو تلك. يستطيع هؤلاء وأولئك أن يلبسوا لباس التقدمية والعصرنة المظهري، من دون بالطبع المس بمصالح وغنائم وامتيازات الدولة العميقة المستترة، ولكن ذلك لن يساوي شيئاً أمام التفريط بالالتزامات القومية العربية والإسلامية، وبالاستهزاء بمشاعر الملايين من المواطنين العرب، وباحتقار قيم العدالة والإنصاف تجاه شعب عربي منهك ومستباح ومظلوم ومشرد كالشعب العربي الفلسطيني. ولن يستطيع الصراع البليد المفتعل الطائفي بين هذا المذهب الإسلامي أو ذاك، والادعاء بأن هذا الموضوع التاريخي العقيم الذي مات كل أصحابه وناشريه، أن يكون أهم من مواجهة الطمع والخطر الصهيوني الهائل في الحاضر، أو أهم من التدخلات والابتزازات الاستعمارية الأمريكية، التي لا تنقطع ولا تخجل شاملة الماضي والحاضر، ومهددة للمستقبل. هنا يجب أن نطرح السؤال الصريح المؤلم التالي: هل حقاً أن كل تلك الممارسات السياسية والأمنية والاستخباراتية، المليئة بالمخاطر والجنون، هي المدخل لحل الخلافات المعقدة الكثيرة بين بعض العرب وبعض الدول الإسلامية؟ هنا أيضاً، وكمثل فقط، دعنا نخاطب المسؤولين العرب والإيرانيين: هل حقاً أن دين الإسلام الجامع خال من أية توجيهات أو قيم أو إمكانيات لحل المشاكل في ما بين الأمم الإسلامية، سواء إيران أو تركيا أو غيرهما؟ ثم أين دور منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية ومؤتمرات القمة العربية ومؤسسات إقليمية سياسية ودينية كثيرة أخرى؟ فهل خلقت تلك لإلقاء خطابات المجاملة وزيادة الفرقة؟ بل دعنا نواجه الحقيقية المرة، وهي أننا لا نرى إلا لاعبين اثنين فاعلين ومستفيدين في حقل الصراع العربي الإيراني المذهبي والسياسي المجنون: أمريكا والكيان الصهيوني. ومع الأسف فإنهما قد نجحا في جعل ذلك الصراع الموضوع المهيمن والأثير في الحياة العربية السياسية، والمسمم للأجواء عند جهات إيرانية داخلية تلعب بالنار وتعطي الفرصة للأغراب الحاقدين ليدمروا العلاقة التاريخية والدينية، في ما بين العرب وإيران. لا نصدق أن التفاهم الندي غير ممكن، وان الحلول المتوازنة العاقلة المهتمة بمستقبل الإسلام والمسلمين أصبحت مستحيلة وعصية على حكومات العرب والمسلمين. فهل يراد لنا أن نصل إلى الاستنتاج المفجع التالي: وهو أن الطبيعة والثقافة السياسية العربية والإسلامية وصلت إلى حدود التقيح الأخلاقي والهوس النفسي الجنوني والانصياع المصدق لأكاذيب مجرمين كنتنياهو الصهيوني، ولانتهازية أمثال دونالد ترامب وكوشنر، ولتزمُت بعض مدارس الفقه الإسلامي المتخلفة؟ لقد طفح الكيل عند الشعوب العربية والإسلامية، إذ هم يرون أوطانهم لعبة مستباحة عند الأغراب الاستعماريين والصهاينة، وإذ هم يرون ثروات أوطانهم تبذر في شراء الأسلحة، وفي بناء امبراطوريات أمنية مهووسة بالشكوك والأحقاد والانتقام، وفي استعمال حركات جهادية إسلامية مشبوهة ضد هذه الدولة الشقيقة أو تلك، بينما تتناقص مشاريع التنمية الإنسانية الشاملة، وتبقى المجتمعات العربية والإسلامية تعيش في جحيم التخلف والفقر والفساد والاستبداد. هنا أيضاً يجب وضع المخرز في عين مؤسسات المجتمعات المدنية في طول وعرض وطن العرب وأوطان الإسلام. إن بقاءكم عاجزين ومتفرجين وأصحاب قلة حيلة وغير قادرين على تخطًي خلافاتكم الفكرية والأيديولوجية والدينية قد أصبح فضيحة يندى لها الجبين، ويستهزئ بها العالم كله. فأحزابكم السياسية وجمعياتكم المهنية والحقوقية والمدنية وأصواتكم الخافتة المتصارعة، تظهر أنكم غير قادرين على فهم وإدراك الأخطار الجسيمة التي تواجهها شعوبكم، ولا على الالتزام بواجبات المواطنة المسؤولة الحرة المتمسكة بكرامتها الإنسانية. لا يجوز لمحاولة شعوب الأمة العربية التاريخية منذ بضع سنوات الانتفاض من أجل حريتها وكرامتها الإنسانية وبناء حياتها على أسس من العدالة والإنصاف والديمقراطية.. لا يجوز لها أن تنتهي إلى وتقبل بالتراجع الهائل والتدهور المفجع الذي وصلت إليه الأحوال السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية العربية في لحظتنا الراهنة. هذا قدر غير مقبول، لا بمقاييس الأرض ولا بمقاييس السماء. كاتب بحريني هذا قدر غير مقبول د.علي محمد فخرو |
العرب وتحالفات أمريكا وإيران في المنطقة (عدو عدوي صديقي!) Posted: 27 Dec 2017 02:07 PM PST (عدو عدوي هو صديقي) مبدأ من مبادئ السياسة والتحالفات الدولية، عبر عقد تحالفات مع أطراف لها مصلحة في التصدّي لعدوٍ مشترك، على أن يتم التجاوز عن الخلافات بين هذه الأطراف لتوحيد صفوفها. وينسب البعض هذه المقولة لوصايا سيدنا علي بقوله (عدو عدوي صديقي، وصديق عدوي عدوي). وضمن نفس الإطار، يقول المثل الشعبي (أنا وأخوي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب!). لو تفكّرنا قليلاً، بعيداً عن المأثورات الشعبية، والأفكار المتوارثة، لوجدنا أن هذا المبدأ، هو بالغ السطحيّة، ولا يصلح أن يكون مرجعاً تُبنى عليه سياسات الدول والتحالفات الإقليميّة، لسبب بسيط يكمن في تجاهله عاملين أساسيين: أولاً، الأسباب الرئيسية وراء العداء بين العدو المُشترك، والصديق المُقترح، والتي قد تكون آنيّة أو مرحليّة أو مفترضة ولكنها غير موجودة أساساً، وثانياً، وجود قواسم مُشتركة بيني وبين الصديق المُقترح، قابلة للبناء عليها، وعقد تحالفات مثمرة من عدمه. بدون تحليل هذين العاملين والتوصّل لقناعة تامة بسلامة التحالف الجديد ونجاعته، وقابليته للاستمرار، يكون التعلّق بهذه النظرية، كالغريق الذي يتعلّق بقشّة! رأينا كيف تحالف علي عبد الله صالح مؤخراً مع الحوثيين، من أجل التصدّي لمشروع اليمن الجديد وحكومة عبد ربه منصور، ومع أول انتكاسة للعلاقات بينهما، لاحقت قوات الحوثي صالح واغتالته، بل أنها أعلنت يوم مقتله عيداً وطنياً! لقد تجاوز صالح عن المفارقات التاريخية في العلاقة بينه وبين الحوثيين، وتجاهلَ الحروب الطويلة التي خاضها ضدهم عندما كان في السلطة، والتي وصلت مداها عندما اغتال مؤسس الجماعة (الشقيق الأكبر لعبد الملك الحوثي)، وظنّ أن العداء المشترك لحكومة هادي يستطيع أن يجمع بين أعداء الأمس، فدفع حياته ثمناً لهذا التفكير السطحي. التحالفات على هذه الشاكلة كثيرة ومتنوعة، بشكل لا يصدّقه عقل، فأمريكا مثلاً بلد الديمقراطيات والحريّات، دعمت الحكّام الديكتاتوريين في مختلف دول العالم لمواجهة المد الشيوعي، بل إنها تعاونت مع تجّار المخدرات والميليشيات المسلحة في أمريكا الجنوبية والوسطى للقضاء على الشيوعية هناك، ثم عادت للقضاء على حلفائها بعد أن استتب لها الأمر، وكذلك فعلت مع القاعدة في أفغانستان. إيران من جهتها، تعاونت مع قنطرة الشر إسرائيل أثناء حربها ضد العراق، حين أحكم الغرب من حصاره العسكري عليها بغية الإطاحة بنظام الخميني المتشدد، وحينها لم تجد حرجاً من التعامل مع الصهاينة لتزويدها بالسلاح، فيما تدعم اليوم ما يسمى حلف المقاومة والممانـعة في وجـه إسـرائيل! صدق المتنبي حين قال: وما مِن يدٍ إِلا يدُ اللهِ فوقها … ولا ظالم إلا سيُبلى بأظلمِ الأكثر غرابة وسوريالية، هو تاريخ التحالفات الأمريكيّة الإيرانية في المنطقة، فبعد ثورة الخميني وأحداث السفارة الأمريكية في طهران، قامت أمريكا بدعم الحلف العربي الخليجي بقيادة العراق للقضاء على حكم الخميني، ثم عادت للتعاون مع إيران نفسها لإسقاط نظام صدّام والقضاء على ترسانته، وقدّمت العراق على طبق من ذهب للطغمة الطائفية التابعة لإيران، والآن يحاول ترامب بناء تحالف عربي خليجي لمواجهة شرور إيران في المنطقة! المفارقة، أن معظم أعضاء الإدارة الأمريكية التي خاضت حروباً ضد العراق (سواء في عهد بوش الأب أو الابن) كانوا هم أنفسهم قد ساهموا بدعم صدّام في مواجهته لإيران أثناء رئاسة ريغان! فهل بعد كل هذه الأحداث، ما زال البعض يروّج لنظرية التحالفات على مبدأ (عدو عدوي صديقي) ويطالبنا بالخضوع لهذا المنطق السفسطائي السطحي المنافي للمنطق ولكل القيم الأخلاقية والدينية! في هذه الأيام بالذات، وبعد الزوبعة التي أحدثها قرار ترامب حول القدس، والعُزلة السياسية التي تعاني منها أمريكا، خصوصاً بعد التصويت الأخير في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، تحاول أمريكا بشتى الطرق تشتيت الانتباه عن قضية الشرق الأوسط المركزية، وتوجيه الأنظار إلى الخطر الإيراني، باستخدام البروباغندا الإعلامية والاستشهاد بمعلومات مخابراتية عن دعم الحوثيين والميليشيات الطائفية في المنطقة، من أجل تخفيف الضغط عن إسرائيل، وتشكيل تحالف يضم العرب السُنّة، من باب «عدو عدوي صديقي»، ومن الطبيعي حينئذ أن تكون الأولوية هي حل مشكلة «التمدّد الإيراني»، بدلاً من قضية الشرق الأوسط وتعقيدات مسألة القدس وحل الدولتين. وفي الوقت نفسه ، بدأت أذرع ما يسمى حلف المقاومة والممانعة الترويج لبناء تحالف للدفاع عن القدس والأقصى في مواجهة السياسة الأمريكية المنحازة لإسرائيل، وخطر تهويد القدس. وقد بدأت بالفعل تحفيز الناشطين والمؤثرين في الإعلام وشبكات التواصل للترويج لنظرية (إن حزب الله والنظام السوري هما غصّة في حلق العدو، ومن باب أولى انضمام الفصائل الفلسطينية عموماً تحت لواء هذا الحلف). إن قضية فلسطين هي قضية مبدئية وليست قضية مصالح مرحلية أو تكتلات سياسية، وعندما نناضل من أجل القدس وتحرير فلسطين سواء بالكلمة او بالعمل السياسي او بالمقاومة على الأرض، فإننا نقوم بذلك لأننا أصحاب مبدأ ولسنا أصحاب مصلحة، لذا لن نقوم ببناء استراتيجيتنا على مصالح فئوية محدودة، أو بناء تفاهمات تحت الطاولة. إذا لم يكن عملنا الوطني مخلصاً وخالياً من حسبة المصالح المشتركة والتكتلات المبنية على الربح والخسارة، فإننا سنبقى أداة في يد القوى العظمى تستخدمنا حين الحاجة ثم تهملنا أو تنقلب علينا بعد انتهائها، تماماً كما حصل في أفغانستان والعراق وأمريكا الجنوبية…… الخ القائمة الطـويلة. فلسطين قضية جوهرية تخص العرب، مسلمين ومسيحيين، وتخص كل إنسان حر يؤمن بالقيم الإنسانية التي نزلت بها كل الرسالات السماوية، ولا يوجد متسع للمتطرفين والمتشددين، الذين يثرون النزعات الطائفية في المنطقة، ويتحالفون مع الطغاة والأنظمة الشمولية في سبيل تحقيق مصالحهم. إن معركة فلسطين أشرف من أن يخوضها تنظيم الدولة وأخواته، أو النظام الإيراني وأذرعته، ولا الأنظمة المتخاذلة المختبئة وراء شعارات المقاومة والصمود. ومن باب أولى، الإيمان أن أمريكا لا تمد لنا يدها للمساعدة من أجل سواد عيوننا، بل لاستخدامنا وسيلةً لتحقيق أهدافها، وسرعان ما ستكشف لنا الأيام ذلك، كما كشفته من قبل، فهل نستوعب الدرس ونقلع شوكنا بأنفسنا، ونتعامل مع مشكلاتنا الإقليمية بما يضمن صلاح أحوالنا، وليس بناء على سياسات التدمير والقضاء على الغير! صدقت الحكمة القائلة: (يستطيع الشيطان أن يكون ملاكاً، والقزم عملاقاً، والخفّاش نسراً، والظلمات نوراً. لكن أمام الحمقى والسذج فقط!) كاتب ومُدوّن من الأردن العرب وتحالفات أمريكا وإيران في المنطقة (عدو عدوي صديقي!) أيمن يوسف أبولبن |
مبابي: رونالدو أيقونتي منذ كنت طفلا… ونيمار لا يقل عنه روعة! Posted: 27 Dec 2017 02:00 PM PST مدريد – د ب أ: قال النحم الفرنسي الصاعد كيليان مبابي، مهاجم باريس سان جيرمان في مقابلة صحيفة أنه يعتبر مهاجم ريال مدريد، البرتغالي كريستيانو رونالدو أيقونته منذ كان طفلا، مؤكدا أن زميله البرازيلي نيمار له القدر ذاته من التقدير ولا يقل في إمكاناته عن قائد منتخب البرتغال. وقال مبابي متحدثا عن رونالدو: «إنه أيقونتي منذ أن كنت طفلا وكانت رؤيته شيئا رائعا عندما زرت بالديبيباس (المدينة الرياضية لريال مدريد)، ولكنني أعشق المنافسة وكل ما يرغب فيه الشخص الذي يهوى المنافسة هو الفوز ثم الفوز ثم الفوز ولذلك لا تهم هوية من يواجهنا، ما نرغب فيه هو الفوز». وأضاف: «لقد كنت معجبا به عندما كنت طفلا ولكن هذا انتهى، الآن أذهب إلى بيرنابيو (معقل ريال مدريد) من أجل اللعب والفوز، ما يجب عليك فعله مع شخص فاز بخمس كرات ذهبية هو التعلم منه». يذكر أن باريس سان جيرمان سيلتقي ريال مدريد في دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا في شباط/فبراير المقبل. وانتقل اللاعب الفرنسي الشاب إلى الحديث عن نيمار، حيث قال: «نيمار بالنسبة لي هو على مستوى كريستيانو، الناس من خارج الملعب ترى نيمار على غير صورته الحقيقية، إنهم يرونه يقوم بهذه المراوغات ويعتقدون أنه لا يفكر إلا في التسلية فقط وأنه شخص أناني لا يفكر إلا في نفسه، ولكن عندما تشاركه غرفة خلع الملابس تدرك أن كل هذا ليس حقيقيا». واستطرد مبابي قائلا: «إنه شخص ودود في الحقيقة يتودد للآخرين ويلعب لصالح الفريق في المقام الأول، الكرة التي يقدمها تعتمد على الاحتفاظ بالكرة هذا حقيقي، إنه ماهر في المراوغة ولا يمكنك أن تقول له لا تفعل هذا لأنه يقوم به على نحو جيد للغاية». وأكمل: «لا يوجد أحد يراوغ مثله، إنه لاعب يمكن أن يقودنا للفوز بالألقاب ويجب الاستفادة منه». وفي معرض سؤاله عن مواطنه زين الدين زيدان، نجم المنتخب الفرنسي السابق ومدرب ريال مدريد الحالي، أجاب مبابي قائلا: «زيدان كان أيقونة بالنسبة لي، ولكن فرنسا بأكملها كانت تحب زيدان، كل من يهوى كرة القدم يعرف أنه حالة استثنائية، إنه يقوم بأشياء مذهلة منذ أن تولى تدريب ريال مدريد لأننا نعرف أن الأمور في هذا النادي ليست سهلة». وأضاف: «لقد تحمل الضغط وربما كان ذلك لأنه يعرف النادي جيدا منذ أن كان لاعبا بين صفوفه، لقد حاز احترام الجميع، أنا سعيد من أجل زيدان ومن أجل كل ما حققه». مبابي: رونالدو أيقونتي منذ كنت طفلا… ونيمار لا يقل عنه روعة! |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق