مفارقات اعتقال الإمارات إعلاميا أهان السودانيين Posted: 28 Dec 2017 02:15 PM PST ذكر نشطاء إماراتيون على وسائل التواصل الاجتماعي أن البيان، الذي أصدرته نيابة أبو ظبي حول ضبط وإحضار أحد الإعلاميين لنشره تغريدة تضمنت ألفاظا وتعابير عنصرية، يتعلّق بالصحافي الرياضي محمد نجيب. الإعلامي المذكور كان قد هاجم الرئيس السوداني عمر البشير بسبب ارتكابه «جريمة موصوفة» هي لقاء الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، حيث وجّه الكلام في تغريدة له على موقع «تويتر» إلى «كل قياداتنا ومن يثق بالبشير» ذاكرا بعد ذلك بيتا شهيرا لأبي الطيب المتنبي في هجاء حاكم مصر كافور الإخشيدي والذي عيّره فيه بلونه الأسود وبكونه كان عبداً يساق بالعصا! الواضح أن الإعلامي توقع من انجراره نحو هذا التنميط غير الأخلاقي (وغير الإسلامي والذي تحرمه أيضا القوانين الدولية) والذي يهين عبره السودانيين والعرق الأسود بعامته، أن يحظى، إضافة إلى تصفيق وضحكات مشايعيه وزملائه من مناصرين هذا التفكير العنصري، برضى أولياء نعمته من المسؤولين الذين وجه لهم خطابه! كان غريبا بالنسبة للإعلامي إذن أن تقوم النيابة العامة لأبو ظبي، بضبطه واعتبار ما أقدم عليه «سلوكا مجرّما، إضافة إلى استخدامه التقنيات الحديثة في الجريمة، وهي وسائل التواصل الاجتماعي». سبب المفاجأة بسيط وواضح ففعلة نجيب المنكرة رغم عنصريتها الفاضحة لا تختلف، من حيث المبدأ، عن سيل من السلوكيات التي تخترق القوانين وتحرّض بصراحة على أفعال تسيء لدول وشعوب وتستخدم «التقنيات الحديثة» وتقوم بها نخبة من السياسيين الإماراتيين على رأسهم وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد الذي يخوض سجالا حادا مع إردوغان، بل إن أكثرهم شهرة و»تغريدا» يشغل منصب نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، وهو السيد ضاحي خلفان. آخر تغريدات خلفان كانت دعوة علنية ومباشرة لقصف قناة «الجزيرة» في الدوحة، وهي دعوة للقتل الصريح من مسؤول يفترض به أنه يعرف أحكام جرائم القذف والتشهير والتحريض على قتل المدنيين. خلفان كان قد سبق مواطنه الإعلامي بأشكال من الإساءة للشعوب، كما فعل حين حيّا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على قراره منع شعوب ست دول إسلامية على دخول الولايات المتحدة ولكنّه أضاف على زعم ترامب بأنه يحمي بلاده من «الخطر الإرهابي» إساءة للأمم المذكورة معتبراً إياها شعوبا متخلفة تستحق أن تمنع من دخول أمريكا، ويذكر الفلسطينيون الكثير من «تغريدات» خلفان التي تنافق أيضاً لإسرائيل وتستكثر عليهم أن يطالبوا بدولة وهناك 22 دولة مفتوحة لاستقبالهم. لم يفعل الإعلامي «المضبوط» إذن غير محاولة تقليد كبار المسؤولين في الدولة، الذين ينافقون ترامب وأمثاله، ويستهينون بالشعوب المسلمة، ويحرّضون على الإساءة إليها، ويطالبون بالقصف العشوائي للمدنيين على خلفية خصومات سياسية. ضبط الإعلامي المنكود إذن ليس من باب الدفاع عن القانون، فلو كان المسؤولون في الإمارات مهتمين حقاً بالقانون لما تباروا في مباراة التصريحات و»التغريدات» التي تسيء للشعوب وتنافق للحكام وتكسر كل المواثيق والأعراف والأخلاق البشرية. اعتقال الإعلامي يختزل حال الإمارات فهو من ناحية يريد القول إنها تحافظ على القوانين والأعراف الدولية، ومن ناحية أخرى أن انتهاك القوانين والإساءة للشعوب هو حق يحتكره فقط المسؤولون عن تنفيذ تلك القوانين! مفارقات اعتقال الإمارات إعلاميا أهان السودانيين رأي القدس |
في تخاذلي Posted: 28 Dec 2017 02:15 PM PST مشكلتي قديمة، لم أستطع ولا أدري إن كنت سأستطيع في يوم التغلب عليها، ومشكلتي معوقة، منعت عني تخطي الكثير من الحواجز والاستفادة من الكثير من الأفكار. مشكلتي تتلخص في أن أسلوب التحاور والتعامل عندي يجب كل ما عداه، أدب الحوار أهم، لياقة التعامل أرفع، كلاهما يتفوقان على القصة والقضية محل الحوار والتعامل. ليس هذا الحكم من الأسلوب بعادل أو مفيد، أعترف بذلك، فكثيرا ما أفقد أناسا أعزاء أو أحرم نفسي رسالة مهمة مفيدة بسبب أسلوب هؤلاء الأعزاء أو صياغة هذه الرسالة المهمة، يفوتني الكثير لربما وقد رفع الأسلوب سدا عاليا بيني وبين المتحدث، فلا أعود قادرة على الاستماع لمعنى حديثه أو تبين فوائده أو مغزاه. لربما هذا الزمن ليس زمني، فأنا، برغم إيماني التام بأن السخرية والنقد القاسي بل والوقاحة كلها تدخل في باب حرية الرأي التي لا يجب أن تقمع أبدا، إلا أنني لا أستطيع تخطي اهتمامي الشخصي بأسلوب إيصال الرسالة وبمدى تأثير هذا الأسلوب على المتلقي وعلى قيمة الرسالة وتأثيرها. أشتاق اليوم لنموذج البطل المهذب الذي اختفى تقريبا تماما من على وسائل التواصل التي أصبحت تقدم نماذج أبطال جدد نوعا ما، أبطال قسوتهم هي علاماتهم الفارقة، بذاءتهم هي أسلحتهم الكلامية، شتائمهم هي مؤشر شجاعتهم وتصريحاتهم الماسة بالشرف والكرامة هي أدوات وصولهم للمجد والشهرة. لا أدري هل اللوم عليهم لتغييرهم أذواق الناس أو اللوم على الناس لخلق هذا الذوق والذي استغله أبطال اليوم للوصول. هل خلق هؤلاء الأبطال سوقا جديدة أم هم مجرد مروجين لما يعجب الناس في زمن أصبحت فيه الطيبة عبطا والأدب ضعفا وحسن الحوار جبنا لا يورد أي نتائج؟ أعرف وأقر بأهمية وجود هؤلاء، فكما يحتاج المجتمع «الكبار» هو يحتاج كذلك «لمهرجي شكسبير» هؤلاء الذين يقولون ما لا يستطيع غيرهم قوله، الذين يصرحون ببذاءة ووقاحة عن واقع الحال، فيجعلون الساسة يقفون على أطراف أصابعهم (كما يشير ديفيد بروكس في مقال مهم له في النيويورك تايمز) ويشكلون مصدر معلومات نميمي للشعب بأكمله بل ويرفعون سقف الحريات ويمرنون العامة على التحرر من عوائق الرأي، هؤلاء الذين يستفيد منهم المجتمع ولكن لا يحترمهم ولا يتبعهم، فالاحترام والقيادة مكفولين «للكبار» للمفكرين والنقاد الجادين المهذبين (للمزيد يمكن العودة لمقال بروكس بتأريخ 8 يناير/كانون الثاني 2015). هؤلاء النمامين الوقحين مهمين وموجودين دوما، إلا أنه لم يسبق لهم أن أخذوا دور القيادة بهذا القدر والصورة، لم يسبق لهم أن تحولوا الى مشاهير يقبضون الأموال لقاء وقاحتهم، لم يسبق لهم أن أُخذوا مأخذ جد، فأصبح لهم أتباع ومريدون. اليوم هؤلاء أصبحوا في المقدمة، يأخذون الناس بصراحتهم الوقحة التي تبدو ظاهريا وكأنها شجاعة، محولين الذوق العام بمجمله من ذاك المتأدب حسن الحوار رفيق التعامل الى آخر بذيء قاس لا يستنكر كل وسيلة للوصول الى المقدمة. ولأن العامة تتأثر بالمشاهير، أصبح الأسلوب العام له هذا المذاق، حيث ساعدت الشاشات الإلكترونية الفاصلة بين البشر في رفع نسبة الجرأة والوقاحة، فالتعامل من خلال وسائل التواصل يأتي من خلف شاشات زجاجية تعفي الناس من المواجهة المباشرة التي عادة ما تفرض درجة من الاحترام والتأدب. وهكذا سادت القسوة وفرضت البذاءة نفسها وتحولت الشتائم الى طريقة حوار طبيعية، يستعملها ليس فقط الكثير من مشاهير وسائل التواصل الجدد ولكن كذلك الأشخاص العاديون المغمورون الراغبون في الوصول، والذين شهدوا كيف أن الوقاحة المتنكرة في زي الصراحة هي أسرع طرق الوصول. كم أشتاق لصورة البطل النبيل المهذب، الذي تتجلى قوته وجرأته وتأثيره في عمله على أرض الواقع لا في قسوة كلماته وهبوط أسلوبه، هذا الذي في مواجهته لما يعتقده باطلا لا يحتاج لأن يشتم الآخر أو يضرب في شرفه أو سمعته أو يهينه أويقسو تصويبا على مكامن مواجعه. كم أشتاق للصورة المهذبة النبيلة الخلوقة التي باتت باهتة، تكاد تختفي يوما بعد يوم وكأنها شريط فيلم أبيض وأسود قديم أكله الزمن ومسحت صورته الأيام. أعلم أنني أخسر الكثير بمقاومتي الحوار مع هؤلاء، برفضي الاستماع لفحوى ما يقولون، فربما هناك حق كثير وسط هذه البذاءة، إلا أنني لا استطيع، فسرعان ما يرتفع سور هائل بيني وبين أصواتهم، سرعان ما تنسد أذناي وتنغلق مداخل قلبي ومخارجها، فتجدني وقد تحولت الى قطعة بلاستيكية عنيدة لا أسمع ولا أرى ولا أتكلم. أعلم أنني أخسر الكثير، وأنني على خطأ كبير وأنني يجب أن أجد الحقيقة وسط كل هذا الركام، ولكن البحث بين كلماتهم يزكم الأنوف، يخنق المساحة ويكتم الهواء، أحاول فلا أجــــدني سوى وأنا أتــــرك لهم الحوار بحقه وباطله، أبتعد وأنا أعــلم أنني أترك حقا كثــــيرا ورسائل مهمة، كلها غمرتها مياه الوقاحة الآسنة والقسوة اللزجة. أعرف أن حساسيتي مرتفعة وأن الحق يستدعي صبرا أكثر وأن في القسوة والوقاحة وحتى الشتائم حق كثير يستحق العناء بل واكتشافات مهمة عن نفسي وعن عيوبي تستحق التــــوقف، لكنني لا أستطيع، يرتفع الحائط سريعا ليرتطم الحوار بطوابيقه السميكة، وأقف أنا خلف السور ناعية الكثير الذي كان يمكن أن أفهمه لو أنني سامحت وهبطت من علياء الأسلوب الذي لربما لا تسمح به كل الظروف، لكنني أبقـــى لا أستطيع. لا أستطيع. في تخاذلي د. ابتهال الخطيب |
«مسلمة لمدة أسبوع» يثير عاصفة… «بانكروفت» أصيب بلعنة مواقع التواصل… وتريزا ماي تريد امرأة في دور العميل 007 Posted: 28 Dec 2017 02:15 PM PST يُعَّدُ التلفزيون البريطاني المعروف بالقناة الرابعة من أكثر الشاشات جرأة على تقديم برامج وثائقيّة مختلفة تتحدى السائد والمألوف، وهي في ذلك كثيراً ما نجحت بكسر هيمنة قنوات الـ»بي بي سي» على أعداد المشاهدين خصوصاً أوقات الذروة. لكن إحدى تلك (البهلوانيات) البصريّة انفجرت كما الفقاعة بوجهها وتحولت إلى عاصفة من الانتقادات اللاذعة في الصحافة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ولم تفلح تبريرات الإدارة أو فريق العمل في تهدئة العواطف. طريق الجحيم مفروش بالنيّات الطيبة ذهبت القناة إلى استكشاف موضوعة تفشي رهاب الإسلام – الإسلاموفوبيا – في المجتمع البريطاني لا سيّما بعد الاعتداءات الإرهابيّة الدامية في لندن ومانشستر والتي تبين أن من قام بها مسلمون مقيمون، وقد كلّفت بذلك صانعة الأفلام الوثائقيّة البريطانيّة المسلمة فوزيّة خان التي قدمّت وثائقيّاً استقصائياً يقرأ معاناة المسلمات البريطانيات من خلال تجربة ممثلة إنكليزيّة (كاتي فريدمان) تقضي أسبوعاً مع عائلة باكستانيّة مسلمة تقيم في بريطانيا. وإلى هنا كان كل شيء يسير على ما يرام، فالنيّة طيبة دون شك، والهدف تنوير الجميع بخطورة الإسلاموفوبيا على ثقافة المجتمع البريطاني في القرن الحادي والعشرين. لكن خان وفي إطار سعيها لتحقيق غاية الوثائقي قررّت أن تلعب الممثلة الإنجليزيّة – التي لم تختلط مسبقاً بالمسلمين – دور مسلمة باكستانيّة لمدة أسبوع، وهي من أجل ذلك ألبستها حجاباً، وطلت بشرتها بلون بني غامق، وأضافت لها من خلال المكياج المحترف تكبيراً للأنف وعدسات بنيّة للعينين وأسناناً كبيرة! وبالفعل عُرض الوثائقي وقدّم خبرة – مختلفة دون شك – عن المصاعب التي تتعرض لها سيدات مسلمات في بريطانيا بسبب التمييز العنصري لا سيما بعد كل عمل إرهابي جديد. لكن وحتى قبل انتهاء البرنامج، تدفقت آلاف التعليقات الغاضبة من مشاهدين مسلمين، تلتها صحف الصباح التي نشرت مقالات تندد بهذا الأسلوب الاستشراقي البغيض والعنصري والساذج في طرح قضية حساسة مثل هذه. وتساءل العديدون عن وجاهة استدعاء ممثلة إنجليزيّة (مستأجرة لتكون مسلمة لمدة أسبوع) للتعرض إلى الإسلاموفوبيا في وقت كان يسهل استكشاف تجربة مسلمات حقيقيات. لكن الانتقادات الأشد كانت لاختيارات الماكياج الشديدة العنصريّة والتي تُقولب المسلمات البريطانيات في نموذج واحد محدد يناسب المزاج الاستشراقي للجمهور البريطاني. وعلّق أحد البريطانيين الظرفاء والذي كان تحوّل إلى الإسلام بمرارة: «نعم لقد أعطوني عدة المسلم الجديد: لحية، وصباغ غامق للبشرة، وأنف مستعار وأسنان كبيرة، وأنا الآن لا أخرج من دونها». بينما كتب آخر: «ربما ينبغي في وثائقي القناة الرابعة المقبل أن يتنكر رجل أبيض في ثياب امرأة منقبة كي ينقل لنا تجربة النساء البريطانيات المنقبات!». وكتب محام بريطاني مسلم معروف: «لأن معاناتنا لا يُعترف بها وهي غير موجودة إلا إذا خبرتها شخصية إنجليزيّة بيضاء البشرة». بالفعل فإن طريق الجحيم، كما وجدت القناة الرابعة، مفروشة بالنيّات الحسنة. «بانكروفت»: هل سيخضع المبدعون؟ حصل «في سلك الواجب» المسلسل الدرامي البريطاني الذي يطرح مسألة الفساد في إدارة الشرطة البريطانيّة على نجاح باهر لدى المشاهدين، وهو ما حدا بالـ «بي بي سي» إلى إنتاج عدة مواسم متتالية منه. قناة»آي تي في» المنافسة قررت دخول اللعبة وأنتجت مسلسلاً لا يقل إبداعاً عن (في سلك الواجب) من بطولة شرطية بريطانيّة فاسدة تدعى «بانكروفت». وبالفعل استقطبت الحلقات الثلاث الأول قطاعات واسعة من الجمهور في بداية موسم العطلات، لدرجة أن القائمين على القناة قاموا بتبادل الأنخاب احتفالا بإزاحتهم مسلسل «بي بي سي» عن صدارة هذا النوع من البرامج، لكن الاحتفال كان متسرعاً في ما يبدو، إذ وبعد عرض الحلقة الرابعة والأخيرة تعرض المسلسل إلى موجة انتقادات شديدة غير مسبوقة على مواقع التواصل الاجتماعي وتردد صداها في الصحف جلّها تركزت على نهاية المسلسل باعتبارها لم تقدّم حلاً للمشاهدين، فلم ينتصر الخير هذه المرة، بل كانت الجولة حاسمة لمصلحة الفساد والفاسدين. تساءل فريق العمل في مواجهة هذي الموجة العارمة عن معنى أن يقرر المشاهدون شكل نهاية العمل الإبداعي: «ماذا تركوا لنا؟» و«هل سنجري استفتاءً قبل تصوير كل حلقة؟». لا شك أن فضاء التواصل بين المبدع والمتلقي لم يعد بصيغته التقليديّة، وأن المتلقي يريد فرض نفسه اليوم كجزء من المُنتَج الذي يعتزم استهلاكه. إنها ديكتاتوريّة المتلقين، وهم أرادوا نهاية تعاقب «بانكروفت»، فهل سيخضع المبدعون؟ هل حان الوقت للعميلة السريّة جين بوند؟ تكاد لا توجد أمة يأخذ لبابها التلفزيون كما هم البريطانيّون. تولّعهم لا يقتصر على برامج الواقع بصيغها المختلفة من قيادة السيّارات إلى خبز الكعك، بل يعرف أن شخصيات أبطال الدرّاما الأسبوعية عندهم تكاد – في تصور قطاعات عريضة – تتحول إلى شخصيّات ما بعد حقيقيّة، يختارون أن تشاركهم حياتهم اليوميّة وينتظرونها كل أسبوع على أحر من الجمر. فشخصيّة ديردري رشيد من مسلسل «كورونيشن ستريت»، والتي لم تكتف صحف الفضائح البريطانيّة – الأكثر توزيعاً في البلاد مقارنة بالصحف الجادة – بتغطية القصّة وقتها، بل وشنت حملة لإطلاق سراحها كما لو كانت شخصيّة من الواقع، ووزعت ملصقات للسيارات وقمصاناً تحمل نداءات تحتج على اعتقالها. وقد كبرت المسألة عندما عبّر نواب منتخبون في البرلمان على تعاطفهم مع ديردري، وأعلن أحدهم أنّه بصدد الحديث مع وزير الدّاخليّة بشأنها لمنع قبول التنفيذ السيء للعدالة في البلاد. العميل السرّي جيمس بوند الشهير بـ 007 هو إحدى الشخصيات الدّراميّة الشديدة التّسطيح لكنّها رغم ذلك اكتسبت مع الأيّام مكانة أيقونيّة في الثقافة الشعبية البريطانية كرمز نوستالجي للأزمنة التي كانت فيها بريطانيا قوة عظمى، وهروباً من واقع متردٍ على غير ما صعيد إلى فضاء النشوة الوطنيّة والانتصار على الآخر – غير البريطاني – وذلك عبر سلسلة من أعمال دراميّة حققت نجاحات تجاريّة كبرى في سوق دراما الجواسيس المتلفزة. وعلى الرّغم من أن المغامرة المقبلة للعميل 007 قد منحت بالفعل للممثل دانيال كريغ، فإن نقاشات واسعة قد بدأت مبكراً في البلاد بشأن من يمكنه – مِن الممثلين البريطانيين حصراً – تولي ذلك الدور الأيقوني بعد تقاعد كريغ. هناك مرشحون كثر منهم أدريس إلبا وتوم هاردي وتوم هايدلستون، لكن رئيسة الوزراء البريطانيّة لها رأي آخر، إذ قالت للصحافيين الذين رافقوها في رحلتها الأخيرة إلى قبرص لتفقد القوات البريطانيّة المرابطة هناك بأن الوقت قد حان لأن تلعب الدّور سيّدة بريطانيّة (أي جين بوند بدلاً من جيمس بوند) وذلك كنموذج لنجاح النساء البريطانيات في تولي كل المناصب العليا والرمزيّة في البلاد. ولم تكد تهبط طائرة تريزا ماي حتى بدأت بورصة الترشيحات النسويّة للعب هذا الدور غير الموجود فعليّاً بعد. وأبدت ممثلات من الدّرجة الأولى عن رغبتهن في تقديمه بينما نشرت الصحف تقييماً فنياً لصلاحيّة قائمة طويلة من المرشحات الأخريات، وانتشرت التعليقات المرحبّة على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن بعضها شنّ هجوماً قاسياً على ماي معتبراً أنها تروج لصعود نساء الطبقة المهيمنة فحسب – غرار نموذج هيلاري كلينتون وإيفانكا ترامب على الجانب الآخر من الأطلسي – دون أي تمكين حقيقي للنساء البريطانيّات، وأن تقديم نموذج مسطح للمرأة البريطانية من خلال لعب دور عميلة سريّة ليس فيه من خدمة لقضيّة المرأة إطلاقاً. إذن فلتشرق جين بوند في فضاء الدراما البريطانية. هذي أوامر رئيسة الوزراء تريزا ماي. إعلامية لبنانية تقيم في لندن «مسلمة لمدة أسبوع» يثير عاصفة… «بانكروفت» أصيب بلعنة مواقع التواصل… وتريزا ماي تريد امرأة في دور العميل 007 ندى حطيط |
سوريا 2017: الطبل في سوتشي والعرس في حميميم! Posted: 28 Dec 2017 02:15 PM PST في استعراض العام السوري 2017، يقتضي إنصافُ الضحايا الابتداء من المجازر المختلفة، بوصفها أعلى الويلات التي حاقت بالمواطن السوري المدني؛ الذي لا ينتمي إلى أيّ طرف مسلّح، وتُزهق روحه في البيت أو الحقل أو السوق أو المشفى أو المدرسة، ومن هنا سمة جرائم الحرب التي تطبع تلك الأهوال. فإذا وضع المرء جانباً المجازر التي ارتكبتها وحدات النظام السوري، فإنّ القوات الروسية تتحمل مسؤولية لا تقل وحشية، حيث أنّ «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» وثّقت، بالأسماء والأمكنة والأزمنة ولغاية تشرين الثاني (نوفمبر) فقط، 325 مجزرة ارتكبها الطيران الحربي الروسي؛ أسفرت عن مقتل 5233 مدنياً، بينهم 1417 طفلاً، و868 سيدة؛ كما سجَّل التقرير ما لا يقلّ عن 707 عمليات استهداف لمراكز حيوية مدنية، منها 109 على مساجد، و143 على مراكز تربوية، و119 على منشآت طبية، أجبرت 2,3 مليون مواطن على النزوح من بيوتهم وقراهم وبلداتهم. «التحالف الدولي» لم يكن غائباً عن هذا السجلّ الدامي. ففي مساء 16 آذار (مارس) 2017 قصف سرب من المقاتلات الأمريكية مسجد عمر بن الخطاب في قرية الجينة، ريف حلب الغربي، أثناء أداء صلاة العشاء تحديداً، فسقط 46 قتيلاً وعشرات الجرحى من المدنيين. وقد استخدمت الطائرات صواريخ فراغية وقنابل عنقودية محرّمة دولياً، تفسّر هذا العدد من الضحايا، والدمار الهائل الذي لحق بالمسجد. وفي شهر تموز (يوليو) تفوّق «التحالف» على النظام السوري والقوات الروسية في ارتكاب المجازر، إذْ نفّذ 14 مجزرة، في محافظات الرقة ودير الزور والحسكة؛ مقابل 10 مجازر للنظام، و3 لروسيا. وبين أيلول (سبتمبر) 2014، بدء تدخله في سوريا، والشهر ذاته من العام 2017؛ أودت عمليات «التحالف» بحياة 2286 مدنياً، حسب «الشبكة السورية لحقوق الإنسان»، بينهم 674 طفلاً و504 امرأة. على الصعيد الإنساني أيضاً، كان العام السوري قد افتُتح بتقرير أصدرته منظمة «العفو الدولية»، تحت عنوان «المسلخ البشري: عمليات الشنق الجماعية والإبادة الممنهجة في سجن صيدنايا بسوريا»؛ جاء في مقدمته أنّ «سجن صيدنايا العسكري هو المكان الذي تقوم الدولة السورية فيه بذبح شعبها بهدوء. ويشكل المدنيون، الذين تجرأوا على مجرد التفكير بمعارضة الحكومة، الغالبية الساحقة من الضحايا. وجرى منذ العام 2011 إعدام آلاف الأشخاص خارج نطاق القضاء في عمليات شنق جماعية تُنفذ تحت جنح الظلام، وتُحاط بغلاف من السرية المطلقة». وأضافت المقدمة: «يُدفن قتلى صيدنايا في مقابر جماعية. ولا يمكن لأحد أن يزعم أن مثل هذه الممارسات المنهجية والواسعة النطاق تُرتكب بدون تفويض من الحكومة السورية على أعلى مستوياتها». لكنّ السنة كانت قد بدأت تشهد المزيد من انحسار اهتمام ما يُسمّى «المجتمع الدولي» بالملفّ السوري، أو بالأحرى تلك الجوانب الإنسانية الكارثية فيه على الأقلّ؛ ولهذا فإنّ تقرير «العفو الدولية»، مرّ مرور الكرام لدى الحكومات التي كانت تحتسب ذاتها في صفّ «أصدقاء الشعب السوري»، فلم تتردد أصداؤه إلا في الأوساط الحقوقية المعتادة، والمعنية بملفات كهذه. كانت عقيدة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما حول سوريا تستأنف معظم خطوطها العريضة عند الرئيس الجديد المنتخب دونالد ترامب، وذلك رغم القصف الصاروخي الأمريكي الذي استهدف مطار الشعيرات، الذي تردد أنّ طائرات النظام انطلقت منه لتنفيذ مجزرة خان شيخون الكيميائية. ولن يطول الوقت حتى يجتمع وزير خارجية السعودية، عادل الجبير، مع منسّق هيئة التفاوض في المعارضة السورية، رياض حجاب؛ لإبلاغه بأنّ الرياض، اهتداءً بتوجهات «المجتمع الدولي»، لم تعد تتبنى مطلب رحيل بشار الأسد في المرحلة الانتقالية. وبالفعل، ورغم صفة «الحيوان» التي أطلقها ترامب على الأسد، لم تعد واشنطن تشترط تنحيه مسبقاً عن السلطة؛ خاصة بعد أن توافق ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تسليم الملفّ السوري إلى الكرملين، بعد تفاهمات صارمة حول «احترام» موسكو لأمن إسرائيل في قلب هذا الملفّ، وحقّ المقاتلات الإسرائيلية في قصف أهداف للنظام داخل العمق السوري متى رأت ذلك ضرورياً، دون أية إعاقة من الرادارات الروسية. ومن خلال استدعاء الأسد إلى سوتشي، أواخر تشرين الثاني (نوفمبر)، قبيل ساعات من قمّة ثلاثية جمعت بوتين مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الإيراني حسن روحاني، ضمنت انخراط أنقرة وطهران في جزء من مشروع «التسوية السياسية» الروسي؛ ثمّ مجيء بوتين شخصياً إلى قاعدة حميميم العسكرية، مطالع كانون الأول، في مشهد انطوى عمداً على استعراض القوة الروسية وإذلال رأس النظام شخصياً أمام أنصاره وضباطه؛ استكمل سيد الكرملين الشطر السياسي من مهمة عسكرية اعتبر أنها أُنجزت، أو تكاد. في المقابل، كانت موسكو تترك للمبعوث الأممي ستافان ديمستورا أن يمارس ألعاب الدبلوماسية الكسيحة في جنيف، مقابل طبخ «مؤتمر الشعوب السورية» في سوتشي على نار هادئة لا تستهدف إفراغ جنيف من مضامينها الملموسة، حول المرحلة الانتقالية والدستور، فحسب؛ بل كذلك تفخخ ما تبقى من توافق «المعارضة السورية» الرسمية على ثوابت تلك المضامين، وتطلق «حروب المنصات» بين القاهرة والرياض وموسكو وإسطنبول وحميميم… على الأرض، في جبهات الاشتباك المتعددة، بدا للوهلة الأولى أنّ التفويض الأمريكي لروسيا يشمل العنصر العسكري أيضاً؛ سواء لجهة استهداف «داعش»، وهذا لم يكن أبرز أهداف التدخل العسكري الروسي في سوريا؛ أو إضعاف الفصائل المسلحة المعارضة للنظام السوري ـ وتستوي في هذا فصائل «الجيش السوري الحرّ» أو المجموعات الإسلامية مثل «هيئة تحرير الشام» و«أحرار الشام» ـ وانتشال النظام من السقوط التدريجي، وهذا كان جوهر المشروع الروسي في سوريا. غير أنّ تطورات معارك الرقة وريف دير الزور والحسكة عموماً، وانقلاب مراكز انتشار الوحدات الأمريكية والروسية إلى قواعد عسكرية مرشحة للبقاء إلى آجال غير مسماة؛ أدخل شهية العسكر على خطّ تفاهمات ترامب ـ بوتين، ولم يعد واضحاً أنّ تقاسم «هزيمة داعش» بين واشنطن وموسكو، سواء في الواقع أم في المجاز، يكفي لإدامة الوئام بين أحفاد جنرالات الحرب الباردة! وأمّا في قلب جبهة النظام الداخلية، أي حلقة السلطة المالية/ العائلية الأضيق، وكذلك رصيدها الشعبي داخل صفوف الطائفة العلوية؛ فالأرجح أنّ السيرورة اتخذت وجهة التطور الثلاثية هذه: 1) أسئلة القلق، التي تولدت خلال الشهور الأولى من الانتفاضة الشعبية، ربيع 2011؛ 2) تحوّلت في معظمها، إلى حسّ التشبث ببقاء مرتبط بمصير النظام، رغم ما تحمله شرائح واسعة من كراهية لرموز آل الأسد وآل مخلوف، الغارقة في الفساد والنهب والتسلط؛ و3) انقلبت الولاءات طبقاً لتغيّر رعاة حفظ البقاء، إذا جاز القول، بين إيران و«حزب الله» وموجات التشيّع التي مع ذلك كانت تأتي على الكثير من تماسك الطائفة العقائدي والشعائري؛ وبوتين وأمثولة حميميم التي حملت طرازاً من الأمن والاطمئنان، لم ينفصل، كذلك، عن صعود ميليشيات مثل «صقور الصحراء» تحذو حذو آل الأسد وآل مخلوف في العربدة والطغيان. وهكذا، ينطوي العام السوري على معادلات عسكرية متشابكة تتناهبها واشنطن وموسكو وطهران وأنقرة، بإشراك هذا الذراع المحلي أو ذاك؛ ولا تغيب عنها إسرائيل، بالطبع، حتى إذا كان حضور الكيان الصهيوني بالغ الدقة في انتقاء أهدافه دون تورّط. المعادلات السياسية، من جانبها، لا تنطوي على اشتباك مماثل في تعقيداته، بل لعلها باتت تُختصر في ذلك المثل الشعبي السوري، الذي يتحدث عن طبل في دوما (سوتشي)، وعرس في حرستا (حميميم)! ٭ كاتب وباحث سوري يقيم في باريس سوريا 2017: الطبل في سوتشي والعرس في حميميم! صبحي حديدي |
سوء إدارة خدمات النقل وإهدار مواردها وتعويض الخسائر بزيادة الأسعار والمواطن هو الضحية Posted: 28 Dec 2017 02:14 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: من يتأمل صحف المصرية الصادرة أمس الخميس 28 ديسمبر/كانون الأول ويتابع الفضائيات، يشم رائحة الحرب على الجبهة الجنوبية، حيث لم تكف حناجر الإعلاميين والكتاب عن التنديد بالرئيس السوداني لأنه تجرأ واستقبل نظيره التركي. وتخلى الكثير من الكتاب عن عقولهم مطالبين بحصار الخرطوم وغزو سواكن، الجزيرة التي تحولت لأشهر بقاع العالم، إثر قرار الحكومة السودانية وضعها تحت إمرة الأتراك لزمن غير محدد.. قليل هم الكتاب الذين تشبثوا برشدهم مطالبين بالتعامل مع الخرطوم على أنها عاصمة لدولة مستقلة ذات سيادة، من حقها أن تتخذ القرارات التي تعنيها. الإعلامي عمرو أديب الذي يشتهر بكثرة صراخه على مدار الساعة ودفاعه عن النظام في كل المواقف، بدا أمس أكثر رشدا من أي وقت مضى، حينما اعترف بحق السودان في اتخاذ أي قرار، قاذفا بالكرة في ملعب مؤسسة الرئاسة في شرق القاهرة، متسائلا: ماذا أنتم فاعلون.. وبقدر ما كان الهم السوداني حاضرا، كان الهم الإثيوبي لا يقل ثقلا عن العديد من الهموم الأخرى التي تواجهها مصر، وتمثل لشعبها أخطارا وجودية. وقد اشتدت المعارك الصحافية أمس، ومثّل النظام السوداني وبالطبع التركي هدفا رئيسيا لمعظم الكتاب وإلى التفاصيل: سواكن من حقنا الوضع يزداد تأزما بين القاهرة والخرطوم..عباس الطرابيلي في «المصري اليوم» شاهد عيان: «ها نحن نعيش عصرا نجد فيه من لا يملك يمنح لمن لا يستحق.. إذ ها هو المشير البشير حاكم الخرطوم يعلن منح تركيا حق الإدارة والعمل ـ بدون تحديد المدة ـ على جزيرة سواكن، وهي ليست بعيدة عن مثلث حلايب وشلاتين، التي يدعي المشير أنها أرض سودانية.. ولم يكتف بأنه سبب انفصال جنوب السودان عن شماله ـ هربا من بطشه ـ فهل في قــــرار المشـــير وترحيب أردوغان، ما نشتم فيه رائحة التشفي فينا ـ نحن كل المصريين ـ وهل حرام أن نسترد أرضا وافقنا ـ يوما ـ على أن تتولى حكومة السودان «المصري ـ الإنكليزى» إدارتها. فلما أساء التصرف في هذه الأرض المصرية وقررنا استعادتها خدمة لأهلنا من البشارية والعبابدة، يشن المشير علينا الحملات، بل ويشكونا للأمم المتحدة، ثم نجده «يمنح تركيا» جزيرة سواكن، ولمدة غير محددة، طمعا في دراهم أردوغان. والسؤال الآن: هل يحكم البشير ليتصرف فيها كما يشاء؟ أم لكي يطمع في أموال تركيا الاستعمارية؟ ورغم كل ذلك نقول للمشير البشير: سواكن ليست أرضا سودانية، بل هي أرض مصرية، وعودوا إلى عام 1899 بعد أن استرد الجيش المصري السودان، وتم الاتفاق على أن تكون حدود مصر الجنوبية عند خط عرض 22 شمالا.. ويتضمن هذا الاتفاق كيفية إدارة السودان «المشترك»، وأكد أن «سواكن» لا تدخل ضمن هذا الاتفاق.. لسبب واحد هو أن الجيش المصري الذي كان يؤمن أرض السودان لم ينسحب من سواكن خلال أيام الثورة المهدية.. وظل صامدا، وبذلك ـ كما نصت هذه الاتفاقيات ـ ظلت أرضا مصرية». غاوي دولارات الحرب على البشير لا تنتهي وها هوعماد الدين أديب في «الوطن» يدلي بدلوه: «الرئيس السوداني عمر البشير يلعب بالنار من أجل الدولارات. يعتقد أنه قادر على التعاون أمنيا مع الاستخبارات الأمريكية، في الوقت ذاته الذي يعرض فيه خلال زيارته لموسكو شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي على الرئيس بوتين إقامة قاعدة عسكرية في السودان على البحر الأحمر. وفي الوقت ذاته الذي يحج فيه سياسيا إلى الرياض من 4 إلى 6 مرات سنويا طلبا للدعم، بينما هو أكبر المتعاونين قلبا وقالبا مع قطر، ويغازل الإماراتيين في الوقت الذي ينسق فيه بكل قوة مع إيران. يفعل المشير عمر البشير ذلك مؤمنا بأنه الداهية الوحيد الذي يستطيع خداع الأمريكان والروس والسعوديين والإماراتيين والإيرانيين في آن. وفي الوقت الذي أرسل فيه البشير قوات سودانية إلى السعودية في حربها مع الحوثيين، يقدم فخامته ليل نهار فروض الطاعة لنظام حكم الأمير تميم في قطر. آخر تجليات الرئيس السوداني هو ذلك الاتفاق الذي وقعه منذ أيام مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارة الأخير للسودان. تم في هذه الزيارة توقيع 21 اتفاقا بقيمة 650 مليون دولار أمريكي، وأيضا تم الإعلان عن منح السودان لتركيا قاعدة بحرية عسكرية في منطقة سواكن، التي تقع شرق السودان، وهو موقع استراتيجي بالغ الأهمية يطل على البحر الأحمر. القاعدة هي قاعدة دفاع وتدريب وتخزين للسلاح، يتم إنشاؤها بواسطة شركات تركية وبتمويل كامل من دولة قطر. وعلاقة التنسيق العسكري بين الخرطوم وأنقرة بدأت بقوة عقب ظهور النظام الإخواني في مصر، وكانت أولى خطواتها زيارة البارجة التركية «بارباروسة» لميناء بورسودان في يونيو/حزيران 2014 يعمل على ظهرها 700 خبير ومدرب عسكري تركي». في حمى أردوغان العلاقة تشهد مزيدا من التوتر مع السودان، وهو الأمر الذي اهتم به عماد الدين حسين في «الشروق»: «لا يمكن فهم زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسودان ضمن جولته الإفريقية خلال هذا الأسبوع، إلا في إطار مناكفة مصر ومعاندتها ومحاولة إزعاجها بكل الطرق. سيقول السودانيون والأتراك إن من حقهم إقامة العلاقات الدبلوماسية مع كل البلدان والتنسيق معها، لصالح الطرفين، وهو أمر بطبيعة الحال صحيح، لكن السياسة لا تعرف الأبيض والأسود، بل الرمادي دائما. أنصار الأتراك في مصر والمنطقة، تعاملوا مع زيارة أردوغان للسودان، وكأنها «الفتح المبين» نكاية في حكومتهم! قرأت لكثيرين من أنصار جماعة الإخوان يهللون للزيارة، خصوصا إعلان أردوغان أن السودان وافق لبلاده على إدارة جزيرة سواكن لفترة غير محددة، لإعادة بنائها وتطويرها، وأن هناك ملحقا في الاتفاقية لن يتم الإعلان عنه! مرة أخرى لا يمكن لوم الأتراك والسودانيين على إقامة العلاقات أو تعزيزها، ولا يمكن لوم الرئيس السوداني عمر حسن البشير حينما يقول إنه يطمع في رفع التبادل التجاري بين البلدين إلى عشرة مليارات دولار، بعد أن تم التوقيع على 33 اتفاقية خلال الزيارة، وعلى رأسها إنشاء مجلس للتعاون الاستراتيجي. لكن اللوم الحقيقي ينبغي أن يذهب لسياسة الرئيس السوداني الذي لم يفعل شيئا خلال الشهور الماضية، إلا مناكفة مصر. ليس سرا أن العلاقات الرسمية بين الحكومتين في القاهرة والخرطوم تمر بواحدة من أسوأ مراحلها، رغم أن الحكومة المصرية تفضِّل حل الخلافات في غرف مغلقة. يعلم الرئيس البشير أن الرئيس التركي يتربص بمصر وحكومتها ورئيسها، ودائم الانتقاد للسياسة المصرية، منذ تم خلع جماعة الإخوان، وبالتالي هو يريد أن يبعث لمصربرسالة: لقد جئت لكم بعدوكم الأول قرب حدودكم». لم نقف معه لكن هل ربح البشير شيئا من استقبال أردوغان؟ محمود خليل في «الوطن» يرى العكس: «أردوغان حقق مكاسب عديدة من زيارته للسودان، ولم يدفع مقابلا لها سوى الكلام. السودان لم يكسب شيئا اللهم إلا مناكفة مصر والمصريين. ربما كان هذا الهدف لدى الرئيس عمر البشير أهم من إنجاز نتائج حقيقية على الأرض. فكل طرف وله حساباته، لكن يبقى سؤال حول أسلوب مصر في إدارة علاقتها بهذا القطر الذي يمثل عمقا تاريخيا وجغرافيا بالنسبة لنا؟ واقع الحال أن ثمة خللا في إدارة ملف العلاقات المصرية السودانية، أول مظاهره يتعلق بحالة التسامح التي أبدتها مصر في إدارة ملف ترسيم الحدود مع عدد من الدول المجاورة لها، رغم ما واجهه من تململ شعبي، وهو التسامح الذي خلق لدى السودانيين طمعا في مثلث حلايب وشلاتين التابع لمصر، المظهر الثاني يتعلق بالإهمال الحكومي في شأن هذا الجزء من التراب المصري، حيث يسجل العديد من التقارير الإعلامية وجود تقصير حكومي في تزويد أهالي حلايب وشلاتين بما يلزمهم من خدمات، وهو أمر يؤدي إلى الحيرة عند النظر إلى التمسك الرسمي المطلوب بالأرض، مقابل الإهمال الواضح في حقوق من يعيشون فوق ترابها! السودان كان جزءا من مصر، ولكن بعد خروج الاحتلال الإنكليزي من القطرين، حدث الانفصال. وعبر عقود عديدة لم يفرق صناع القرار في مصر بين مفهوم الاستقلال والانفصال، السودان استقل عن مصر، لكنه لم ينفصل عنها، لأن لمصر مصالح مزمنة مع هذا القطر. ماذا فعلنا للسودان.. ما الجهد الذي بذله نظام مبارك على سبيل المثال للحيلولة دون انفصال جنوب السودان عن شماله؟ لا شيء. وخلال السنوات الماضية كل ما فعلته السلطة في مصر أن منحت البشير وسام «نجمة سيناء» عام 2016». أردوغان مر من هنا يعترف محمد أبو الفضل في «الأهرام»: «أن السودان، أصبح الحلقة الضعيفة في الخاصرة المصرية، بدلا من أن يكون حلقة قوية، ورسائله لم تكن خافية على المتابعين لخطاب الرئيس عمر البشير، الذي درج على افتعال معارك، وتعمد فتح جراح قديمة، كلما تحسنت العلاقات مع مصر، ولم يخف طوال الوقت دعمه للحركات الإسلامية، وهي القاعدة الرئيسية التي تجمعه مع النظام التركي. الزيارة التي قام بها أردوغان للخرطوم الأحد الماضي، كشفت عن الوجه الحقيقي لكل من تركيا والسودان، وجرى توقيع مجموعة من الاتفاقيات تمكّن أنقرة من التمدد في ربوع السودان، أهمها تطوير جزيرة سواكن في البحر الأحمر، وما تحمله من ملامح عسكرية. الفشل الذي لقيته تركيا في غزة أجبرها على التطلع إلى سواكن، مستفيدة من الانتهازية التي يتمتع بها النظام السوداني، وجعلته ينقلب على مصر ويقف إلى جوار إثيوبيا في مشروع سد النهضة، الذي يجلب أضرارا للبلدين، ويبتعد عن السعودية والإمارات بعدما أسهمتا في رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية عن السودان. الخطورة التي ينطوي عليها التقارب بين أنقرة والخرطوم ومعهما الدوحة، تكمن في انطلاقه من دعم الحركات الإسلامية المتشددة، ومساندة الجماعات الإرهابية في المنطقة، وتوفير غطاء لاستقبال الفارين من سوريا والعراق، وفتح مجال لصراع بديل، بعد أن بدأت الأزمة في سوريا تقترب من طريق التسوية السياسية. الخطورة الثانية للتحالف الجديد، المتوقع أن تكون إيران قريبة منه، بحكم علاقتها الوطيدة بقطر وتركيا، أن فضاء التعاون ينطلق من الأراضي والموانئ السودانية، وهي منطقة رخوة ومفتوحة على أزمتين مهمتين، هما ليبيا واليمن». لهذا السبب السيسي غاضب «لكن السؤال الذي يفرض نفسه حول التراكمات التي تسببت في تردي العلاقة بين القاهرة والخرطوم عبد الناصر سلامة في «المصرى اليوم» يرى أن الأسباب الكامنة وراء هذه الخلافات الخطيرة تتصدرها أزمة مثلث حلايب وشلاتين، والتوجه السوداني إلى الأمم المتحدة من خلال خطاب يرفض اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية، المبرم في 8 إبريل/نيسان عام 2016، على اعتبار أن هذه الاتفاقية تقر بحق مصر في مثلث حلايب وشلاتين، وعلى الفور وبدلا من التوجه المصري إلى السودان مباشرة في محاولة لاحتواء الأزمة، كان تصريح المتحدث باسم الخارجية بأن مصر بصدد توجيه خطاب إلى الأمم المتحدة، لرفض الخطاب السوداني. واستكمل الكاتب الصحافي حديثه قائلا: «من ناحية أخرى أزمة سد النهضة الإثيوبي فكل المؤشرات تؤكد أن موقف السودان طوال الوقت لم يكن مناصرا للحق المصري في مياه النيل، أو هكذا كان الاعتقاد المصري، كما أن مصر أيضا كانت مرغمة على التعامل مع هذا الملف بمنأى عن التنسيق مع السودان معظم الوقت، نتيجة محاولات ربط السودان هذه القضية مع قضية حلايب وشلاتين». وتابع: الغريب في الأمر هو ذلك التطور على المستوى الشعبي الحاصل بين البلدين سلبا، وهو ما يؤكد أن هناك قصورا في ما يتعلق بالأداء الإعلامي في كلا البلدين، نتج بالتأكيد عن ذلك القصور السياسي، ذلك أن المتابع للرأي العام في السودان بشكل خاص سوف يكتشف أن هناك مرارة أو غصة شديدة جدا نحو مصر، لذلك نحن أمام أزمة ثقة في المقام الأول». القاهرة تنزوي الأسى لتراجع دور مصر يتزايد ومن الباكين حسن حنفي في «المصري اليوم»: «يشتد حزن العربي القومي عندما يرى أن الخليج قد حل محل مصر التقليدي بؤرة للعرب. وفي إحدى الصور المشهورة، يجلس الملك فاروق بطربوشه على كرسي، ويلتف حوله الأمراء العرب بجلابيبهم البيضاء كالمركز والدائرة. وهو ما يعبر عن الصلة بين المركز والأطراف بين مصر والعرب. كانت مصر دولة، والخليج مجرد عائلات وقبائل لم تتحول بعد إلى دول أو اتحاد. وكانت مركزا للعلم والثقافة والفن. يأتيها كل كاتب وفنان، ويبرز موهبته فيها. كانت مصر دولة يُقدر عمرها بآلاف السنين، ومدن الخليج مجرد تجمعات عمرانية حول النفط، الذي اكتشف حديثا. كانت مصر دولة مستقلة تعرف الحكم النيابي والتعددية الحزبية والثورات الوطنية مثل ثورة 1919، وثورة 1952. تأتي إليها البعثات التعليمية والعلمية من أطرافها قبل الذهاب إلى أوروبا. عرفت حركة التحرر الوطني منذ ثورة عرابي 1882 حتى ثورة الربيع العربي 2011. ثم امتدت إلى الأطراف في تونس والجزائر والمغرب واليمن والعراق. عرفت طرق التنمية، بناء القناطر والسدود، وإقامة المصانع، وتكوين الاقتصاد الوطني المستقل بفضل طلعت حرب. مواردها الاقتصادية ثابتة من الزراعة ومياه النيل والسياحة. في حين أن موارد الخليج وهو النفط وقتية. قد ينضب بعد عشرات السنين. كانت مصر دائما مركزا لحركات التحرر الإفريقية. وكان موقعها بين إفريقيا وآسيا، تربط بين شرق الوطن العربي ومغربه، وقريبة من البحر الأبيض المتوسط. فمن يحكم مصر يحكم العالم، كما قال ليبنتز في مشروعه لغزو مصر الذي قدمه إلى لويس ملك فرنسا. مصر القلب والخليج الجناح. وبدون القلب لا يستطيع الجناح أن يطير. وبدون الجناح يظل القلب نابضا في مكانه لا يتحرك. ومصر صاحبة مبادرات الحرب والسلام، التي انتهت بالهزيمة في 1948 وفي 1967، وبالنصر في 1973. ثم بدأت مصر مبادرات السلام بزيارة الرئيس السادات إلى القدس في 1977». الفرخة أغلى من المترو «أراد وزير النقل هشام عرفات تبرير الزيادة المقررة لأسعار تذاكر المترو، فقال أنه بسعر تذكرة المترو في مصر تشتري «بيضة ونص» وأنه في فرنسا تشتري 7 بيضات، ولكن الوزير لم يقل لنا، كما يشير أشرف البربري في «الشروق» أن الحد الأدنى للأجور في فرنسا بلغ خلال العام الحالي 1480 يورو شهريا وأن سعر البيضة في فرنسا نحو ثلث يورو، أي أن المواطن الفرنسي يمكنه شراء 4625 بيضة شهريا، في حين أن سعر البيضة في مصر يبلغ 120 قرشا تقريبا، وأن الحد الأدنى للأجور يبلغ 1200 جنيه أي أن المواطن المصري لا يمكنه إلا شراء ألف بيضة فقط شهريا بكل مرتبه، وبالتالي فالمقارنة لا تجوز يا معالي الوزير. وإذا كانت الحكومة تريد أن تحمّل المواطن كامل تكلفة أي خدمة يحصل عليها، خاصة في مجال النقل العام، فمن حقه معرفة التكلفة الحقيقية للخدمة وليس التكلفة الفعلية الناتجة عن سوء إدارة هذه المرافق والخدمات وإهدار مواردها، بتحويل مناصبها العليا إلى مكافأة نهاية خدمة لقيادات بعض الأجهزة والهيئات، فيتم تعيينهم في إدارة هذه المرافق بعد أن أنهوا سنوات خدمتهم في أجهزتهم الأصلية، بغض النظر عن قدرتهم على إدارة المرافق بالصورة الصحيحة، لتكون النتيجة تراكم الخسائر التي لا يمكنهم تعويضها إلا بالحديث عن زيادة الأسعار التي يتحملها المواطن المسكين. في صورة مكافآت آلاف الأشخاص المنتسبين أساسا إلى جهات أخرى». غادر قبل تكريمه «جدد رحيل أستاذنا الصحافي والكاتب والمؤرخ صلاح عيسى، مسألة تفرض نفسها مع رحيل كل كبير في الفكر أو العلم أو السياسة. وهي كما يشير أكرم القصاص في «اليوم السابع»، أن الصحافة والإعلام يحتشدان لذكر ميزات وإنجازات وعظمة الشخص بعد أن يرحل، ويثور السؤال: لماذا لا نذكر الشخص ونعترف بفضله وأستاذيته، ونحتفي بكتبه وأفكاره وهو على قيد الحياة؟ وقد عبّر الكاتب اللامع الصديق عمر طاهر عن هذا ببراعة عندما كتب على صفحته «كل أصدقائي الشاطرين في المهنة فعلا وأصحاب منصات ومقالات متغاظ منهم، ومن نبرة عمنا صلاح عيسى هو الأهم، ويستاهل أكتر وصنايعي المهنة وأحسن واحد كتب عن كذا.. النبرة اللي ظهرت بعد وفاته النهاردة.. كنتوا فين وأنا معاكم وهو موجود وليه مستكترينها على الكبار في حياتهم». عمر طاهر يعبر عن شعور يتلبسنا كلما رحل أحد كبارنا من المبدعين أو الكتاب، ومنهم أستاذنا الكاتب الكبير صلاح عيسى. ومعه عقد من المبدعين والكبار والصنايعية. وقد استبق عمر طاهر بكتابه الرائع «صنايعية مصر» الذي رصد فيه بقلم مبدع قصص كبار الصنايعية في كل مهنة وإبداع من الفن للثقافة للطب للسياسة الصناعة والحرف والفنون التي رسمت زمنا نحنّ إليه ونحلم باستعادته. والصنايعي أو المعلم كانت تعرفه المهن لا يكون فقط حرفيا مهنيا فنانا مبدعا، لكنه أيضا يعلم صبيانه و«يسقيهم» الصنعة، هكذا كان كتاب عمر طاهر اعترافا بأفضال من رحلوا». الشعب هو الأفضل «في نهايات كل عام تجري الاستفتاءات وغالبا، كما يرى سيد علي في «الأهرام» ما يكون الزعماء ونجوم الرياضة والسينما هم الأفضل والأحسن وكل أفعل التفضيل وربما يكون ذلك صحيحا في جانب منها، ولكن الصحيح أكثر أن النجوم والأفضل والأحسن هم الذين يقاتلون في صمت، ويتعففون عن المن على الآخرين، وهم الذين يتوضأون بعرق العمل، أصحاب الأيادي الطاهرة الذين يعملون ولا ينتظرون شكرا من أحد، هم كالماء والهواء لا نستطيع الاستغناء عنهما لحظة واحدة، ولا تستمر الحياة إلا بهما، ومع ذلك يظن الجاهل أنهما الأرخص لأنهما بلا ثمن، بينما الذهب والفضة والماس هي الأغلى، ومع ذلك لا قيمة لها في استمرار الحياة من عدمها وهؤلاء الأبطال الذين يقاتلون في معركة الحياة بشرف ونزاهة، لن تجدهم مع المدعوين في المناسبات، ولن تسمع لهم صوتا، ولن تجد لهم ظهرا ولا تتكلم عنهم برامج «التوك شو» إلا لاستغلال بعض قضاياهم للمتاجرة بأوجاعهم، في إعادة لشعارات رخيصة مثل، الشعب هو البطل وهو السيد بينما السجون والمعتقلات تزدحم بهم. البطل والنجم والأفضل هو الشعب والنَّاس، وهم كلمة السر، وهم الذين تحملوا بصبر ووعي فاتورة الإصلاح، وخسروا نصف دخلهم ومدخراتهم بقرار تعويم الجنيه، وتحملوا بصبر أسطوري ارتفاع تكاليف الحياة، بعد الانخفاض الكبير للجنيه وأثبتوا قدرة فريدة على تحمل الأهوال طوال ستة أعوام، بدءا من الانفلات الأمني وتهديدات الإخوان، وتحمل كل أخطاء الفترة الانتقالية وخطايا المتحولين سياسيا ونزق الناشطين والسوق السوداء، ولايزال هذا الشعب قادرا على الصبر للنصر في معركة الإصلاح، ولكن بشرط أن يتقاسم الحياة بحلوها ومرها الجميع الكبار قبل الصغار، بدون المن عليهم بالأمن والأمان والطعام واتهامهم بالكسل وكثرة الإنجاب». عام ثقيل الظل هكذا كان شعور فكرية أحمد في «الوفد» وهي تودع عام 2017: «كانت الأيام حبلى بالمآسي، ولم تلد لنا غالبا إلا إرهابا.. دماء.. مكائد ومؤامرات علينا من الداخل والخارج.. وهدامين للبناء ينتشرون في كل مكان لينشروا بيننا الإحباط حتى نلعن أيامنا ونكفر بكل ما تراه أعيننا من جهود حقيقية ومشروعات قومية عملاقة لاستكمال بناء مصر، ونجح هؤلاء في تلخيص همومنا في أسعار السلع التي التهبت وأحرقت جيوبنا ومدخراتنا صغيرها وكبيرها، ونسينا أو تجاهلنا كل ما عدا ذلك، نسينا الصبر لنحصد، فالزارع مؤكد حاصد، ولكن عليه أولا العمل بجد والصبر ليحصد، وعليه أن يصبر أكثر إذا ما كانت أرضه تم تخريبها وتجريفها من بشائر الخير، واعتقدنا أن من بيدهم الأمر يملكون مصباح علاء الدين، ولم نفقه أن زمن الأساطير انتهى، وأن علينا أن نخرج العفريت من داخلنا.. من مصابيحـــنا لتعمل وتتحرك وتنجز لأجلنا.. ولأجل من حولنا. إجمالا كانت سنة 2017 «دمها ثقيل» مرت علينا متباطئة مختالة بكل عطاياها السلبية غالبا، منتصرة علينا لأنها أخذت من أعمارنا، ولم تضف إلى مكاسبنا شيئا يذكر، باستثناء المتكسبين من الفهلوية اللاعبين بالبيضة والحجر من يعيشون فوق الأيام ولا يتوقفون أمام حكمة الأزمنة لأنهم نسوا الله فأنساهم أنفسهم، وها هو العام يرحل عنا كئيبا غير مأسوف عليه». عليها إثبات حسن نيتها ننتقل لأزمة سد النهضة التي يوليها محمد بركات في «الأخبار» اهتماما خاصا: «قول وزير الخارجية الإثيوبي وركنا جيبور بعد مباحثاته مع وزير الخارجية المصري سامح شكري مؤخرا في أديس أبابا، بأن بلاده ملتزمة بالاتفاق الإطاري لإعلان المبادئ بخصوص سد النهضة، الذي وقع عليه رؤساء الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا في عام 2015 في الخرطوم، هو قول طيب، لكنه يحتاج إلى دليل حي يثبته ويؤكد صحته على أرض الواقع. لقد سمعنا هذا الكلام مرات كثيرة من الجانب الإثيوبي طوال الشهور والأعوام الماضية، منذ أن فاجأتنا إثيوبيا بإعلان البدء في إنشاء السد، بدون إخطار مسبق، نعم سمعنا هذا الكلام كثيرا، ولكننا لم نر دليلا واحدا حقيقيا يقوم على أرض الواقع يثبت صدق ما تقول ويؤكد صحته، بل على العكس من ذلك رأينا إصرارا على الإسراع من الجانب الإثيوبي لوضع الأساس، ثم الشروع في بناء جسم السد وإقامة البحيرة أو الخزان المائي الخاص به، وتعديل قدرة السد التخزينية من 14 مليون متر مكعب إلى 75 مليون متر مكعب، بدون استشارة وبدون إخطار. كل هذا ومصر تبدي حُسن النية وتتمسك بثقتها في الجانب الإثيوبي، وتعلن رغبتها بالتعاون المشترك، بدون مردود حقيقي من الجانب الإثيوبي، بل على العكس رأينا الكثير من التلكؤ يهدف إلى كسب الوقت حتى إتمام بناء السد كي يصبح أمرا واقعا، وهو ما لا يمكن القبول به على الإطلاق. أما إذا أرادت إثيوبيا اثبات حسن نيتها وتأكيد مصداقيتها، فإننا نتوقع منها أن تعلن موافقتها على المقترح الخاص بوجود طرف محايد». القدس تبحث عن هويتها نتحول نحو المدينة المقدسة والدكتور عبد الآخر حماد في «المصريون»: «مقولة مفادها أن علينا حين نتكلم عن قضية القدس أن نبتعد عن وصف القدس بأنها مدينة إسلامية، بدعوى أن القدس فيها مسيحيون وفيها مقدسات مسيحية، ولذا فإن الصحيح في نظر أصحاب تلك الدعوى أن نكتفي بالتركيز على أن القدس عربية، كما يجنح أصحاب تلك الدعوى إلى وجوب التفرقة بين اليهودية كديانة والصهيونية كحركة سياسية عنصرية، وأن اليهود ليسوا جميعا صهاينة، فهناك من اليهود من لا يوافق على قيام دولة إسرائيل، ومنهم من ينتقد بعض تصرفات قادة إسرائيل ولا يرضى عنها، وقد اعتدنا أن نسمع هذا الكلام من قبلُ من بعض دعاة العلمانية الذين لديهم مشكلة أصلا مع الإسلام، وكل ما يمت إليه بصلة، لكن الجديد أننا صرنا نسمع هذا الكلام من بعض الدعاة الإسلاميين، ومن يسميهم البعض بالمفكرين الإسلاميين، الذين يحاولون تسويق ذلك الرأي على أنه يمثل الإسلام الوسطي المعتدل البعيد عن الغلو والتطرف. ولا شك في أن تلك النظرة تحمل في ما تحمل تغافلا شديدا عن الحقائق التاريخية والواقعية، التي ما كان ينبغي أن تغيب عن شخص ينتسب للدعوة الإسلامية، ذلك أن قيام دولة إسرائيل إنما هو في أصله مبني على ما يرونه هم حقائق دينية توراتية، حسبما صرح به آباؤها المؤسسون وقادتها حتى الآن. ويهتم الكاتب بالحديث عن العلاقة القوية بين حكام إسرائيل والمسيحيين الصهيونيين: قال نتنياهو عندما كان مندوبا لإسرائيل في الأمم المتحدة: «لقد كان هناك شوق قديم في تقاليدنا اليهودية للعودة إلى أرض إسرائيل، وهذا الحلم الذي ظل يراودنا منذ 2000 سنة تفجر من خلال المسيحيين الصهيونيين». واشنطن لا تحصي قتلاها «واهمٌ، على حد رأي مصطفى يوسف اللداوي في «الشعب»، من يظن أن الولايات المتحدة الأمريكية وسيطٌ نزيهٌ للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأنها ترعى المفاوضات الثنائية بموضوعيةٍ ومهنيةٍ، وبمصداقيةٍ وعدالةٍ وأمانةٍ، وأنها تقف على الحياد بين الطرفين في العملية السلمية، فلا تؤيد فريقا على حساب آخر، ولا تضغط على طرفٍ وترضي الآخر، وأنها جادةٌ في سعيها ومخلصةٌ في دورها، وحريصةٌ على نجاح مهمتها، لذا فهي تهيئ الأجواء بين الطرفين، وتذلل العقبات بينهما، وتسوي المشاكل وتساهم في خلق الحلول الممكنة، وتدفع من خزينتها ما يكفي لتسهيل قبول الطرفين بالحلول المقـــترحة، وتبني التسويات الممكنة، وتسمي ممثليها في المفاوضات من شخصياتها المعتدلة، ودبلوماسييها المشهود لهم بالوسطية والمهنية، ممن يؤمن بالسلام العادل بين الطرفين ويعملون له. الحقيقة أن الإدارة الأمريكية فرضت نفسها وصية على المفاوضات، وجعلت من نفسها طرفا لا وسيطا فيها، وخصما مريدا لا حكما عادلا، وفرضت وسطاء من جانبها هم أقرب في ولائهم وإيمانهم إلى الإسرائيليين من العرب عموما ومن الفلسطينيين خصوصا، واختارت من كبار موظفيها مبعوثين يهودا أو من اليمين المسيحي المتطرف، الذين هم أكثر صهيونية من الإسرائيليين أنفسهم، وأكثر حرصا على كيانهم وأمنهم، وسلامتهم ومستقبلهم، وبذا فهي أبعد ما تكون عن العدالة والوسطية والمهنية والموضوعية والنزاهة، وآخر من تصلح أن تلعب دور الوسيط أو الراعي، إنها طرفٌ أكثر تطرفا من الإسرائيليين أنفسهم، وأشد حقدا على العرب والفلسطينيين من الحركة الصهيونية نفسها». أسير نسيناه «المسجد الأقصى ثالث المساجد المعظمة في الإسلام، وكما يشير عباس شومان في «اليوم السابع» فقد تعاقبت عليه الأيدي، فهو في أيدي المسلمين تارة وبين أيدى غير المسلمين أخرى، حتى وضع الصهاينة عليه أيديهم الملوثة بالدماء الطاهرة الزكية التي هبت لنصرته وتخليصه من الأسر الذي طال أمده، لكننا موقنون بأن يوم خلاصه آتٍ لا محالة، فتحرير المسجد الأقصى وعودته للمسلمين خالصا وعدٌ في كتاب ربنا لن يتخلف، حيث يقول الله تعالى: «فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرا»، فعودة الأقصى للمسلمين قضية محسومة لا يخفى علينا إلا وقتها، ولعله قريب إن شاء الله. وحتى يأتي هذا الموعد الذي لن يتخلف لأنه وعد إلهي غير مكذوب، على المسلمين ألا ينسوا أو يحاول أحد أن ينسيهم أو يلفت أنظارهم بعيدا عن تلك القضية الأهم بالنسبة لجميع المسلمين حول العالم، فالمسجد الأقصى هو أولى القبلتين، وثالث الحرمين، ونهاية مسرى خاتم الأنبياء وبداية معراجه إلى السموات العلى، يقول الله تعالى: «سُبْحَانَ الذي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الذي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ». وعلى المسلمين حول العالم أن يدركوا واقعه الأليم، وأن يعوا جيدا ما يحاك لقبلتهم الأولى التي لا تقل شرفا وتعظيما عن بيت الله الحرام، فرغم أن المؤسسات الدولية والهيئات الأممية تعلم وتشهد وتقر مواثيقها ومعاهداتها بأن المسجد الأقصى مسجد إسلامي عربي تحت الاحتلال، فإنهم يغضون الطرف عن انتهاكات المحتل بحقه منذ عقود من الزمان، ولا يتحرك لهم ساكن وهم يتابعون ما يجري من حفريات لتخريب بنيانه، ومحاولات طمس هويته، وتغيير واقعه». سوء إدارة خدمات النقل وإهدار مواردها وتعويض الخسائر بزيادة الأسعار والمواطن هو الضحية حسام عبد البصير |
هل ارتعدت يد كسبيت حين كتب هذه السطور؟ Posted: 28 Dec 2017 02:14 PM PST واضح لابن كسبيت ما الذي ينبغي عمله لبنات عائلة التميمي اللواتي اثنتان منهن صرخن وركلن جنود الجيش الإسرائيلي الذين علقوا لهن أمام الوجه في مدخل بيتهن، في اليوم الذي أطلقوا النار على ابن عمهن. «في حالة الفتيات، فإن الثمن ينبغي جبايته في مناسبة أخرى، في الظلام، من دون شهود وكاميرات. على عائلة التميمي أن تتعلم بالطريقة الصعبة بأن مثل هذه الاستفزازات المنهاجية تُجاه مقاتلي الجيش الإسرائيلي ستكلفها غاليا. لدى الجيش الإسرائيلي ما يكفي من القدرات، الإبداع ووسائل انتاج خامات كهذه. من دون دفع ثمن جماهيري مبالغ فيه». كتب الصحافي الكبير الأسبوع الماضي، وهو مراسل سياسي سابق وكاتب رأي منمق، بعد أن نشر الشريط من النبي صالح. فهل ارتعدت يد كسبيت حين كتب هذه السطور؟ هل قرأ الجمل بعد أن أنهى نقرها على مفاتيح الحاسوب، وقبل أن يبعث بها إلى محرره او محررته في الصحيفة؟ وهل تردد المحرر أو المحررة حين قرآ هذه الجملة، ثقل كلمات «فتيات»، «في الظلام من دون شهود وكاميرات» و«الإبداع»؟ هل شعرا بارتياح تام مع هذا؟ كيف يحتمل أن أحدا ما لم يتوقف للحظة لهضم هذه الكلمات، ولم تتقلب بطن أحد؟ هاكم الحال، في اللغة النقية، الليبرالية، من دون قول أي شيء بشكل صريح، نجح كسبيت في أن يكتب جملة كلها تهديد بعنف تقشعر له الأبدان. هذا ليس فقط غير ديمقراطي («من دون شهود وكاميرات»)، متعال ومقيت الدعوة إلى تصفية الحسابات «في الظلام» مع فتاتين، بل أيضا موضوع تداع من العنف الجنسي غير الملجوم. وسواء قصد ذلك أم لا، فإن اقتراح كسبيت جبان وبائس الروح، ويرسم صورة للجيش الإسرائيلي كمنظمة جريمة تعنى بتصفية الحسابات. كل شيء شخصي، وعليه فإن أفعال عائلة التميمي «ستكلفها غاليا». في المعادلة التي رسمها، فإن الصراع هو بين سمكات صغيرة مثل بنات عائلة التميمي، ومنظمة فاخرة، ذات «قدرات، إبداع ووسائل»، تعرف كيف تصفي من يجلبون لها العار، «من دون دفع ثمن عام مبالغ فيه»، أي من دون أن يلومه كل أنواع الأوروبيين المدّعين. يمكن أن نواصل هكذا إلى ما لا نهاية، ونمتشق من اللاوعي، او للدقة، اللاصريح، من بين الكلمات النظيفة لكسبيت، مثل دودة طويلة على نحو خاص تمتشق من ثمرة ناضجة. المزيد فالمزيد، في النهاية أيضا سنصل إلى أن عهد التميمي، من شدة وقاحتها، تجرأت على أن تكون شقراء وتتجول بوجه مكشوف وبلباس «أمريكي» مثلما غرد في شأنها السفير السابق إلى الولايات المتحدة، النائب مايكل اورن، الذي يعرف كيف يشخص الملابس الأمريكية. كيف تجرأت على أن تشوش هكذا العدو، المعتاد على أنه في النبي صالح يسكن عرب يبدون كالعرب. «ثمة حالات يكون فيها ضبط النفس قوة. نحن في ذروة واحدة من مثل هذه الحالات». أنهى كسبيت مقاله، على ما يبدو بهدف الشد على أيدي الجنود الذين في هذه الأثناء، كما ينبغي الأمل، لم يفعلوا بعد أي شيء في الظلام، وحتى الصفعة لم ينزلوها لها، تلك الشقراء. على نفسه هو بالتأكيد لم يتحدث، إذ أن الأمر الأخير الذي يمكن أن نقوله عن نصه هو أنه ضابط النفس. شني ليتمان هآرتس/غاليري 28/12/2017 هل ارتعدت يد كسبيت حين كتب هذه السطور؟ نجح في أن يكتب جملة كلها تهديد بالعنف الذي تقشعر له الأبدان ضد فتيات عائلة التميمي صحف عبرية |
قلق مصري من تسليم السودان جزيرة «سواكن» لتركيا… والقاهرة ترد بإجراءات في حلايب Posted: 28 Dec 2017 02:14 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: أثار الاتفاق الذي وقعه الرئيسان السوداني عمر البشير والتركي رجب طيب أردوغان، على تسليم جزيرة «سواكن» الواقعة في البحر الأحمر، شرقي السودان لتركيا من أجل إعادة تأهيلها وإدارتها لفترة زمنية، قلقا مصريا، وجاء القرار أشبه بصب الزيت على النار المشتعلة بين البلدين بسبب ملفي مثلث حلايب وشلاتين المتنازع عليه، وسد النهضة الإثيوبي الذي تتهم فيه القاهرة الخرطوم بدعم أديس أبابا وتجاهل حقوقها التاريخية في مياه النيل. وتشهد العلاقات التركية ـ المصرية توترا منذ عام 2013، بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، حيث رفض أردوغان الاعتراف بالنظام المصري الجديد، وتعتبر القاهرة أن الخرطوم سمحت بوجود تركي يهدد أمنها القومي في البحر الأحمر. وتقع جزيرة «سواكن» قرب السواحل المصرية، حيث تبعد نحو 650 كيلومترا من حلايب وشلاتين المصرية، وتضم الجزيرة منطقة أثرية تاريخية وكانت سابقا ميناء السودان الرئيسي، وقد بنيت المدينة القديمة فوق جزيرة مرجانية وتحولت منازلها الآن إلى آثار وأطلال. قاعدة عسكرية هاني رسلان، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، بيّن أن «القرار السوداني يثير التساؤل ويدعو مصر إلى التحسب من هذا الوجود التركي المفاجئ على شاطئ البحر الأحمر». وأضاف أن «تصريح الرئيس التركي بأن هناك ملحقًا للاتفاق المُبرم بينه وبين نظيره السوداني يشير إلى احتمالية توقيع اتفاق عسكري أمني بين البلدين»، مشيراً إلى أن «انعقاد اجتماع ثلاثي الأسبوع الماضي بين رؤساء أركان قطر وتركيا والسودان دون الإعلان عن مجرياته يدل على أن هناك استخدامات أمنية عسكرية مُتوقعة لهذه الجزيرة». وتابع: «كلنا نعرف أن تركيا ليست من دول البحر الأحمر، ووجودها في سواكن بالقرب من الحدود المصرية، وفي مواجهة الحدود السعودية، يوضح أن السياسة التوسعية لتركيا دخلت حيز التنفيذ العملي، ويؤكد أن لها أطماعًا في الإقليم». وحسب المصدر «وجود تركيا في البحر الأحمر يمثل جزءا من التوجهات الرئيسية الاستراتيجية التي تحكم سياسة أردوغان». كذلك، بيّن سعد الزنط، مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، أن تبرير منح ميناء وجزيرة سواكن للإدارة التركية بغرض إعادة صيانة الآثار العثمانية ما هو إلا ادعاء، مؤكدا نية الجانبين في إقامة قاعدة عسكرية تركية على الأرض السودانية. وأضاف: نظرا للظروف الإقليمية الحالية وبحكم العلاقة السلبية بين مصر وتركيا، ومصر والسودان، فمن الواضح أن الاتفاق يأتي لتشكيل محور للضغط على مصر، فالعلاقات المصرية السودانية لم تعد على ما يرام، مشيرا إلى أن ذلك يعد تهديدًا للأمن القومي الوطني بكافة اتجاهاته. ودعا مصر إلى «التحرك نظرا لما يقع عليها من تهديد»، محذرًا من تحول السودان إلى غزة إن لم ننتبه لما يحدث فيها. اجتماع «مقلق» وصف اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي ومدير الشؤون المعنوية في القوات المسلحة سابقا، مساء الأربعاء، اجتماع رؤساء أركان أنقرة والسودان وقطر، بـ«المُقلق للغاية». وأعتبر، في تصريحات متلفزة، أن الاجتماع هدفه تنسيق المعلومات والعمل المستقبلي في منطقة البحر الأحمر، وأن هناك تغييرا جوهريا في البحر الأحمر يؤثر على الأمن القومي المصري، خاصة قناة السويس بعد منح الخرطوم جزيرة سواكن لتركيا». وبين أن «رؤساء أركان هذه الدول يمثلون قيادات الجيش في دولهم». وذكرت وسائل صحف تركية رسمية، أن رؤساء أركان القوات التركي والسوداني والقطري، عقدوا اجتماعا ثلاثيا في الخرطوم، على هامش الزيارة التي يجريها أردوغان إلى الخرطوم. ونقلت وكالة أنباء «الأناضول»، عن رئاسة أركان القوات التركيه، أن رئيس الأركان خلوصي أكار، اجتمع، الإثنين الماضي، مع نظيريه السوداني عماد الدين مصطفى عدوي والقطري غانم بن شاهين الغانم. هجوم على البشير مصطفى الفقي، رئيس مكتبة الإسكندرية، وصف الرئيس السوداني عمر البشير بـ«الأسوأ بين أقرانه الذين سبقوه فيما يخص العلاقة مع مصر». وقال: «لقد فعل البشير مع مصر ما لم يفعله أي رئيس سوداني»، متابعاً: «قام بتأميم جميع استراحات الري وفرع جامعة القاهرة في الخرطوم». وبيّن، خلال حواره في برنامج «يحدث في مصر»، على قناة «إم بي سي مصر»، مع الإعلامي شريف عامر، أن «من الضروري البحث عن سبل شراكة حقيقية بين مصر والسودان وإثيوبيا لتحسين العلاقات بينها، ووصف ما يجري الآن بأنه شديد الخطورة». وأكد أن» الخلاف بين مصر والسودان ليس في صالح البلدين نظرا للعلاقات المتشابكة بينهما». واتهم الفقي، أردوغان ، بأنه «زار السودان لتحقيق السيطرة العثمانية باعتبارها مدخل القارة الأفريقية». وأشار إلى أن ثورة 30 يونيو في 2013 أجهضت المخططات والآمال التركية، مؤكداً أن «أردوغان لديه رغبة في إعادة الهيمنة العثمانية على المنطقة». اهتمام مصري بحلايب وفي وقت يسيطر القلق على المشهد في القاهرة من التقارب السوداني التركي، اتخذت السلطات المصرية عدة قرارات لتثبيت وجودها في مثلث حلايب وشلاتين المتنازع عليه بين البلدين، حيث صدق الفريق أول صدقى صبحي، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري، على دفع لجنة تجنيدية لتسوية المواقف التجنيدية للشباب من أبناء مناطق حلايب وشلاتين وأبو رماد ووادي العلاقي الذين تخلفوا عن التجنيد حتى تجاوزوا سن «الثلاثين عاماً» وتسليمهم شهادات المعاملة التجنيدية الخاصة بهم. وسبق ذلك إعلان الهيئة الوطنية للإعلام (أعلى جهاز إعلامي حكومي)، في بيان، أنها ستنقل شعائر صلاة الجمعة المقبلة من حلايب وشلاتين «في إطار الرسالة التي يقوم بها الإعلام الوطني بالاهتمام للوصول إلى كل ربوع مصر» وكانت وزارة الأوقاف المصرية أعلنت أيضاً بناء 100 منزل متكامل لأهالي مدينة حلايب الحدودية في إطار تقديم الدعم للفئات الأكثر احتياجا. وفي بداية كل عام، درج السودان على تجديد شكواه سنويًا أمام مجلس الأمن بشأن مثلث حلايب وشلاتين. وفي أكتوبر/ تشرين أول الماضي، جدد وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، الدعوة إلى حل قضية المثلث «إما بالحوار أو التحكيم الدولي». ويتطلب التحكيم الدولي للبت في النزاع حول المنطقة أن تقبل الدولتان المتنازعتان باللجوء إليه، وهو ما ترفضه مصر. وأعلنت وزارة الخارجية المصرية قبل أسبوع أنها ستخاطب الأمم المتحدة، للتأكيد على مصرية منطقة «حلايب وشلاتين»، رافضة ما وصفته بـ«مزاعم» السودان بأحقيته في السيادة على تلك المنطقة. ورغم نزاع الجارتين على هذا المثلث الحدودي، منذ استقلال السودان، عام 1956، لكنه كان مفتوحا أمام حركة التجارة والأفراد من البلدين دون قيود حتى عام 1995، حين دخله الجيش المصري وأحكم سيطرته عليه. قلق مصري من تسليم السودان جزيرة «سواكن» لتركيا… والقاهرة ترد بإجراءات في حلايب خبراء تخوفوا من إقامة قاعدة عسكرية… واتهموا أنقرة باتباع سياسة توسعية تامر هنداوي |
رجال أعمال فاسدون ونواب وراء أكبر حملة لدعم السيسي لرئاسة ثانية Posted: 28 Dec 2017 02:14 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: رغم تعدد الحملات شبه الرسمية الداعية لترشح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية ثانية، والتضييق السياسي الواضح الذي يمارس على المنافسين المحتملين في الانتخابات الرئاسية، إلا أن حملة «عشان تبنيها» بدت الظهير السياسي الأكبر والأبرز للسيسي، عبر مقرات عديدة وتمويل ضخم يتمثل في طباعة استمارات وإعلانات مكلفة على مواقع التواصل الاجتماعي، وقوافل طبية للقرى المصرية، ما يطرح تساؤلا حول هوية ممولي تلك الحملة. الموقع الإلكتروني الرسمي لحملة «عشان تبنيها» يعرف مسؤوليها بمناصبهم ، أبرزهم رجل الأعمال محمد الجارحي، الأمين العام للجان المتخصصة في حزب مستقبل وطن، والشهير بـ«ملك الحديد» في مصر. «مستقبل وطن».. حزب ذو شهرة سيادية حزب مستقبل وطن، الذي تأسس قبل الانتخابات البرلمانية الأخيرة عام 2015، وذاع صيته كحزب سيادي أطلقه جهاز المخابرات الحربية ليكون الظهير المستقبلي للسيسي، وهو ما كشفه الناشط السياسي المعارض للنظام حازم عبد العظيم، مؤكدا سعي جهاز المخابرات الذي كان يرأسه السيسي قبل توليه منصب وزير الدفاع، للسيطرة على الحياة السياسية خصوصا مقاعد البرلمان، قبل أن يعلن تمرده على تلك المحاولات وانسحابه من القائمة الانتخابية المدعومة من الجهاز «من أجل مصر» التي تحولت تحت قبة البرلمان إلى «ائتلاف دعم مصر» وهو ائتلاف الأغلبية. 178 مقراً للحملة ويوضح المنسق العام لحملة «عشان تبنيها» أحمد الخطيب، على موقعها الإلكتروني الرسمي، أن مقرات الحملة في أنحاء مصر تجاوزت 178 مقرا، بينها مقرات حزب مستقبل الوطن التي خصصها لتلك الحملة طوال فترة ما قبل الانتخابات الرئاسية. أحد مسؤولي الحزب هو نفسه مسؤول المحافظات داخل الحملة ، وهو رجل الأعمال محمد الجارحي، الذي تشير سيرته الذاتية إلى الصعود في مجال صناعة الصلب من موظف في شركة السويس للصلب، إلى أحد كبار رجال الحديد في البلاد. ويتردد في الأوساط المصرية أن الجارحي كان أحد رجال الأعمال المشهورين بتهريب الأموال منذ التسعينيات، حتى لقب بـ«بطل العالم في تهريب الأموال»، وعاد أخيرا إلى مصر مطلع العام الجاري، سعيا إلى تسوية مديونياته لدى بنك مصر والمصرف المتحد المصري، التي تجاوزت المليار جنيه، حسب ما نشر على لسان مصادر في وزارة المالية لصحيفة «الدستور» الموالية للنظام، في فبراير/شباط الماضي. وكانت محكمة جنايات جنوب القاهرة قضت في عام 2014 برفض التظلم المقدم من الجارحي، العضو المنتدب في «الشركة الوطنية للحديد والصلب ـ عتاقة»، على أمر منعه من التصرف في أمواله هو وزوجته وأولاده، في القضية رقم «880 لسنة 2011 أموال عامة». وصدرت ضده عدة قرارات بالتحفظ على أمواله وممتلكاته، وشملت القرارات منع زوجته وأولاده البالغين والقصّر من التصرف في الأموال، بعد حصوله على قروض وتسهيلات ائتمانية بلغت قيمتها نحو700 مليون جنيه من عدة بنوك دون ضمانات كافية. أما ثاني المسؤولين عن الحملة، ويعد مؤسسها، الباحث في العلوم السياسية أحمد الخطيب، الذي يعمل مدرسا مساعدا للعلوم السياسية في المعهد العالي للاقتصاد والعلوم السياسية، كما عمل باحثا لدى مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية، وهو مركز إماراتي في الأصل. تمويل غامض رغم إعلان الخطيب في تصريحات متعددة أن عمل منسقي حملة «عشان تبنيها» تطوعي في المقام الأول، ولا يتقاضون أي أجر على تحركاتهم، إلا أن التساؤلات مطروحة حول الجهة الممولة للفعاليات المكلفة للحملة، مثل طباعة استمارات تأييد السيسي التي تردد أنها تجاوزت 15 مليون جنيه مصري على أقل تقدير، فضلا عن تجهيز المقرات وعقد المؤتمرات وإطلاق حملات إعلانية وقوافل طبية. وبالبحث عن منسقي الحملة، لم تتوافر معلومات عن المنسقين المعلنين على موقعها الإلكتروني، أمثال أستاذ إدارة الموارد البشرية في الجامعة البريطانية في القاهرة، حازم توفيق، والذي يتولى مسؤولية التخطيط والمتابعة في الحملة الرئاسية، وكذلك عضو مجلس النواب المصري عن دائرة السيدة زينب، محمد شبعان شمكو، الذي يتولى مسؤولية الاتصال السياسي والتواصل المجتمعي للحملة، والنائب أحمد بدوي، المنسق الصحافي والإعلامي للحملة، والنائب كريم سالم «المتحدث باسم الحملة». وأعلنت الحملة عن توقيع قرابة الـ3 ملايين و77 ألف مواطن على استمارة دعم السيسي، وهو ما فسره المؤسس والمنسق العام للحملة، أحمد الخطيب، أستاذ العلوم السياسية، بأن الحملة بدأت كفكرة ثم صفحة على «فيسبوك» للوصول لشيء ملموس، وهو مطالبة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالترشح للرئاسة لمواجهة التحديات واستكمال الإنجازات، وإعلان العديد من الحركات والقوى السياسية والمجتمعية تأييدها للحملة ومساهمتها الفاعلة في جمع أعداد كبيرة من التوقيعات، وفي مقدمتها، حزب مستقبل وطن، وائتلاف حب الوطن، وكذلك إعلان أكثر من 220 نائبا من نواب الشعب، تأييدهم للحملة وتوقيعهم على استمارة مطالبة الرئيس بالترشح لفترة أخرى، بالإضافة إلى قوى سياسية، وفنانين وإعلاميين ونجوم رياضة ومثقفين. لكنه لم يعلن عن أي أحزاب سياسية سواء عريقة أو مستحدثة تتمتع بجماهيرية عالية، عن دعم السيسي وحملته للترشح لفترة رئاسية ثانية. متسلقون ومجهّزون يتذيل قائمة منسقي حملة «عشان تبنيها» رئيس حزب «مستقبل وطن» المخابراتي، أشرف رشاد، المعروف بالتسلق على الجدران السياسية منذ عهد الحزب الوطني المنحل في فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك. رشاد معروف بالتسلق السياسي للوصول للمناصب واقتناص المصالح منذ أن كان أمينا لاتحاد طلاب جامعة أسيوط «جنوب مصر»، واشتهر بالانقلاب على رئيس الحزب محمد بدران «الفتى المدلل للسيسي» بعد تسفيره خارج مصر بمعرفة النظام لتلقي دورات تدريبية على العمل السياسي، كما تردد، واقتنص رشاد الفرصة للانقضاض على منصب أمين عام الحزب لرئاسته، ما دفع العديد من أعضائه للاستقالة حينها. وتردد تجهيز رشاد منذ دخوله المعترك السياسي عبر بوابة حزب مستقبل وطن، لتولي منصب حكومي كمكافأة على تأييده الجارف للنظام والحشد له. رجال أعمال فاسدون ونواب وراء أكبر حملة لدعم السيسي لرئاسة ثانية |
سفير السودان في القاهرة يهاجم الإعلام المصري… وصحافي مقرب من السيسي يحذره Posted: 28 Dec 2017 02:13 PM PST القاهرة ـ « القدس العربي»: هاجم السفير السوداني لدى القاهرة، عبد المحمود عبد الحميد، وسائل إعلام مصرية، بسبب الطريقة التي تناولت بها زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بلاده. ووصف في حوار لصحيفة «اليوم التالي» السودانية، وسائل إعلامية مصرية لم يُسمها بأنها «حمقى». وأضاف أن» الإعلام المصري وجد في زيارة أردوغان للسودان فرصة سانحة أخرى للنيل من السودان وخياراته، وتحقير قيادته وتاريخ أمته». وتابع: «مثل هؤلاء يسعون لتسميم الأجواء وإفسادها، مشيرا إلى أن بعض الإعلاميين المصريين يحسبون أي نشاط سيادي أو تحرك سوداني أمرا نشازا تدق له طبول الرفض والتجريم. وزاد السفير السوداني: «على هؤلاء إدراك أن السودان ليس بجمهورية موز، وأن علاقاته الإقليمية والدولية، ليست خصما من رصيد علاقاته مع الآخرين، مؤكدا أنهم لن ينجحوا في تغبيش وعي الشعب المصري». وتابع أيضًا: «الشعب المصري الشقيق يؤمن بأن ازدهار السودان وقوته هي قوة لمصر وللقارة الأفريقية والعالم العربي»، مضيفا أن «التقليل من شأن السودان وربطه بنظريات المؤامرة أضحى بضاعة كاسدة وعملة غير قابلة للتداول». في المقابل، وجه الإعلامي الأكثر قرباً للرئيس عبد الفتاح السيسي، أسامه كمال، تحذيراً مباشراً لعبد الحميد بعد اتهامه الإعلام المصري بعبارات «غير لائقة». وقال في برنامجه «مساء د أم سي» إن «مصر لن تقف موقف المتفرج ولن تسكت حال بناء قاعدة عسكرية تركية بالقرب من حدودها، على بعد 200 كم». وتابع أن «مصر دافعت كثيرا عن السودان، ووقفت بجواره في كل مشكلاته وعثراته، وقمنا بدعم القيادة السياسية السودانية». سفير السودان في القاهرة يهاجم الإعلام المصري… وصحافي مقرب من السيسي يحذره |
محللون: القرار الإماراتي يؤكد امتعاض أبوظبي من تجربة التوافق في تونس Posted: 28 Dec 2017 02:13 PM PST تونس – «القدس العربي»: بعد مرور أكثر من أسبوع على الأزمة الإمارتية المستمرة مع تونس، يبدو من الضروري تقويم كيفية رد الدبلوماسية التونسية على القرار الإمارتي المسيء للنساء التونسيات، خاصة في ظل الارتباك والتباين في موقف رئاستي الجمهورية والحكومة إزاء قرار يرى بعض الخبراء أنه يتجاوز منع التونسيات من الصعود لطائرات الناقلة الإمارتية ليكشف عن امتعاض أبوظبي من التوافق السياسي القائم في البلاد وشعورها بالخيبة والخذلان إزاء حزب «نداء تونس» ورئيسه السابق الذي أسهمت في دعمه للوصول إلى سدة الرئاسة. الأزمة التي بدأت بقرار منع التونسيات من السفر إلى الإمارات تحولت إلى قضية رأي عام في بلد لديه حساسية كبيرة تجاه محاولة المس بحقوق المرأة ومكتسباتها المتراكمة عبر عقود، وأمام تواصل الضغط الشعبي طالبت الحكومة التونسية السلطات الإماراتية باعتذار علني، لكنها أبقت الباب مواربا تجنبا لتصاعد الأزمة وتبعاتها على البلدين خاصة الجالية التونسية في الإمارات التي تتجاوز ثلاثين ألف شخص. ويرى المحلل السياسي الدبلوماسي السابق توفيق ونّاس أن الأزمة الأخيرة كشفت عن عدم وجود تنسيق كافٍ بين رأسي السلطة التنفيذية (رئيسي الجمهورية والحكومة) مشيرا إلى التباين بين تصريحات كل من الناطقة باسم الرئاسة سعيدة قرّاش ووزير الخارجية خميّس الجهيناوي وهما (الرئاسة ووزارة الخارجية) الجهتين المسؤولتين بالدرجة الأولى عن العلاقات الدبلوماسية والسياسية الخارخية. ويضيف في تصريح خاص لـ«القدس العربي»: «تباين موقف الحكومة والرئاسة يعكس الاختلافات الموجودة والواضحة بين رئاستي الجمهورية والحكومة، فالأولى في شق والثانية في شق آخر، وثمة اختلاف بينهم على كل المواضيع بصفة عامة وهذا ليس سرا، فهناك خلل واضح في التعامل داخل السلطة التنفيذية مع المواضيع السياسية والاقصادية والاجتماعية والأمنية وغيرها. ويعتبر وناس أن ثمة خلفية سياسية عميقة للأزمة بين تونس والإمارات «يرغب الطرفان بالتعتيم عليها، فدولة الإمارات ساعدت الباجي قائد السبسي وحزب نداء تونس ماديا ومعنويا (تمويل حملات انتخابية وتأمين سيارات خاصة لحماية السبسي) في الفوز في الانتخابات والوصول إلى سدة الرئاسة وكان يفترض أن يقوم السبسي بإزاحة النهضة من الحكم لاحقا، ولكن نتائج الانتخابات لم تمنح نداء تونس الأغلبية وهو ما دفع السبسي للاتفاق مع رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي على حكم تونس معا، وهو ما جعل الإماراتيين يشعرون بالخيبة والخذلان تجاه السبسي، وهو ما أدى لاحقا لتحميل موضوع منع سفر التونسيات أكثر مما يحتمل، أضف إلى ذلك أن هذا الموضوع يشكل حساسية كبيرة بالنسبة لحقوق المرأة في تونس». ويضيف «هناك أخطاء من الطرفين، فمن الناحية الإماراتية لم تكن إجراءات اتخاذ هذا القرار سليمة بالنسبة للقانون الدُّولي والعرف الدبلوماسي، ومن ناحية أخرى وقع التصعيد من قبل تونس، وكما قلت ثمة شعور بالخذلات مبالغ فيه من قبل الإماراتيين وثمة شعور بنوع من الكبرياء والتعالي المبالغ فيه أيضا من قبل التونسيين وكلا الموقفين خطأ، وهذا ما دفعنا للدخول في نوع من الدبلوماسية الصدامية أو القبلية القائمة على الأهواء برغم أن العلاقات الدبلوماسية بين الدول تقودها المصالح، وأتصور أن الجرح عميق قليلا في العلاقات بين البلدين ويتطلب بعض الوقت والبحث عن صيغة توافقية حتى لا يكون هناك غالب ومغلوب فمن الضروري أن تقع حلحلة هذا الموضوع بالتوافق والبحث عن المصالح وليس عن نقاط التأزم». ويرى المحلل السياسي والدبلوماسي السابق عبد الله العبيدي الأزمة القائمة بين تونس وأبوظبي إلى تعطّل لغة التواصل والحوار بين مختلف الدول العربية، مشيرا إلى أنه «لو كانت الجسور ممدودة بين هذه الدول بطريقة مرضية لما وصلنا لتردي الأوضاع لهذه الدرجة حتى نصبح بحاجة للبحث عن صيغة للرد، ويجب أن لا ننسى أن ثمة نحو 30 ألف تونسي يعيشون في الإمارات وجزء كبير منهم إطارات (مسؤولون) سامية، وعلى مدى التأريخ كانت لدينا مواقف متينة مع الإمارات وقد كلفنا عددا من دبلوماسيينا الساميين ليشتغلوا سفراء للإمارات في بلدان عدة من العالم». ويضيف لـ«القدس العربي»: «في أية سفارة في العالم هناك ملحق عسكري وآخر أمني دورهما تجميع كل المعلومات التي تهم أمن وسلامة ورفاه وتقدم البلد الذي يمثلانه وخصوصا في ما يتعلق بالعلاقة بين دولتهما والدولة المستضيفة، وحتى السفير لديه دور في ربط الصلة وجمع المعلومات في حدود القانون الخاص في بلد الإقامة، غير أن هذه القنوات جميعها شبه معطلة (في السفارة التونسية في الإمارات) وهذا غير طبيعي، لأن إهانة المرأة أو الرجل التونسي لا تُقبل مهما كانت الظروف، ولذلك أقول إن جزءا من هذه الإهانة تتحمل مسؤوليته الجهة التونسية لأنها أخلت بواجب ربط الصلة بالطرف الآخر». من جانب آخر، يرى العبيدي أن رد الفعل التونسي إزاء القرارالإماراتي كان «مزدوجا وليس واضحا وكان هناك ارتباك في الساحة السياسية التونسية التي تعيش نوعا من الاصطفاف بين هذا الطرف أو ذاك، لأن الحكومة التي توصف بحكومة الوحدة الوطنية هي حكومة تعدد المشارب وهذا ما يفسر ارتباك الجهات الرسمية وتشتت الرأي العام، حيث رأينا جهات رسمية كرئاستي الدولة والحكومة ووزارتي الخارجية والنقل كل منهم تصرف بطريقة مختلفة وعبر عن موقف متباين عن الآخر، في حين أنه في هذه الحالات على الدولة أن تتحدث بصوت واحد، ولذلك كان على الحكومة جمع كل هذه الأطراف السياسية والتقنية والأمنية وإصدار بيان موحد يمثل تونس ويحفظ ماء الوجه ويحافظ على الخيط الرقيق كي تستعيد تونس علاقاتها مع هذه الدولة التي أخطأت في حق تونس ونسائها خاصة». ويضيف «ارتباط الجهات القيادية أدى لغياب مصدر موثوق للمعلومات ومهد لظهور إشاعات عدة لدى الرأي العام حول هذا الموضوع، حتى أن بعضهم ذهب لربطه بطرد أمراء إماراتيين كانوا يصطادون طائر الحبارى النادر في الجنوب التونسي، عموما أعتقد أن الأمر لن يتطور إلى قطيعة نهائية بين تونس والإمارات، فالمسؤولون سيلجأون لحلول أخرى لترطيب الأجواء ورأب الصدع وخاصة أن ثمة أبعادا أخرى لهذا الملف تتعلق بالاستثمارات الإماراتية المعلّقة والعلاقات مع بعض الأطراف في تونس وغيرها». يُذكر أن بعض المسافرات التونسيات قررن مقاضاة شركة الخطوط الإماراتية ردا على منعهن من السفر، فيما أكد وزير النقل التونسي رضوان عيارة أن بلاده ستتخذ إجراءات جديدة (لم يحددها) في حال عدم التوصل إلى اتفاق مع الناقلة الإماراتية. محللون: القرار الإماراتي يؤكد امتعاض أبوظبي من تجربة التوافق في تونس حسن سلمان: |
الجزائر: بوتفليقة يحاول نزع فتيل الأزمة بإعلان ترسيم «يناير» عيدًا وطنيًا! Posted: 28 Dec 2017 02:13 PM PST الجزائر ـ «القدس العربي»: أعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ترسيم عيد «يناير» الواقع في الثاني عشر من كانون الثاني /يناير من كل سنة عيدًا وطنيًا، باعتباره يمثل رأس السنة الأمازيغية، وذلك في اجتماع لمجلس الوزراء، وهذا في إطار خطوة للتهدئة اتخذها الرئيس الجزائري لامتصاص الغضب الذي خلفه رفض البرلمان لمقترح تطوير تعليم اللغة الأمازيعية، الذي أثار جدلا، وكان السبب في حركات احتجاجية عاشتها جامعات ومدارس ثانوية في عدة مناطق من البلاد، خاصة منطقة القبائل. وكان مجلس الوزراء الذي عقد أمس الأول برئاسة عبد العزيز بوتفليقة قد قرر ترسيم «يناير» عيدًا وطنيًا مدفوع الأجر، يتم الاحتفال به كل سنة، الذي يوافق الـ 12 من كانون الثاني /يناير حسب التقويم الميلادي. وقال بيان مجلس الوزراء إن الرئيس بوتفليقة أمر الحكومة بعدم ادخار أي جهد لتعميم تعليم واستخدام اللغة الأمازيغية، كما أمر الحكومة بالإسراع في إعداد مشروع القانون العضوي المتعلق بإنشاء الأكاديمية الجزائرية للغة الأمازيغية، موضحًا أن هذه الإجراءات تهدف إلى تعزيز الوحدة والاستقرار الوطنيين، في الوقت الذي تستوقفنا فيه العديد من التحديات على الصعيدين الداخلي والإقليمي. ويأتي قرار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كرد على الغليان الذي تعيشه منطقة القبائل منذ أيام عقب رفض البرلمان لمقترح تطوير تعليم اللغة الأمازيغية، وهو ما تسبب في حالة غليان وغضب شهدتها عدة جامعات ومدارس ثانوية، مازالت الدراسة متوقفة في بعضها، إضافة إلى مظاهرات ووقفات احتجاجية تعرضت الكثير منها للمنع، وتحولت إلى مشادات ومواجهات مع قوات الأمن، تسببت في إصابات وتعرض العشرات للتوقيف، من دون أن تتحرك الحكومة أو يصدر عنها أي تصريح رسمي بخصوص هذه الأزمة، إلى غاية أن تدخل الرئيس بوتفليقة بإعلان ترسيم رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا، وكذا مطالبة الحكومة بالإسراع في تنصيب الأكاديمية الجزائرية للغة الأمازيغية، علما أن هذه الأكاديمية منصوص عليها في الدستور الذي تم إقراره سنة 2016، والذي نص على جعل الأمازيغية لغة رسمية إلى جانب العربية، وبرغم مرور قرابة عامين إلا أنه لم تكن هناك أي مؤشرات عن إسراع الحكومة في تنصيب هذه الهيئة إلى غاية اندلاع هذه الأزمة بسبب تصرف نواب الأغلبية الذين رفضوا المقترح الذي تقدمت به إحدى نواب حزب العمال بخصوص ترقية تعليم اللغة الأمازيغية. جدير بالذكر أن السلطات التي كانت ترفض في وقت أول الاعتراف بالأمازيغية كجزء من مكونات الهُوية الوطنية، اضطرت عدة مرات تحت الضغط التنازل عن مواقفها السابقة، فالرئيس بوتفليقة أعلن في بدايات حكمه أنه لن يعترف بالأمازيغية لغة وطنية ما دام رئيسا للبلاد، لكنه بعد نحو سنتين من تصريحه عدل الدستور ليجعل الأمازيغية لغة وطنية وذلك في سنة 2002، عقب ما عرف بأحداث الربيع الأسود التي اشتعلت بسببها منطقة القبائل قرابة سنتين كاملتين، وسقط العشرات من القتلى والمئات من الجرحى، وبرغم أن السلطة آنذاك رفضت مطلب ترسيم الأمازيغية، واعتبرت أن جعلها وطنية كاف، وأنه أقصى ما يمكنها فعله، عادت سنة 2016 وقامت بترسيمها أيضا. وتعود بداية التأريخ الأمازيغي في الجزائر إلى 950 عاما قبل ميلاد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، ويبدأ رأس السنة الأمازيغية في 13 كانون الثاني / يناير بدل الفاتح منه، بينما يتم الاحتفال ليلة رأس السنة أي في الثاني عشر منه. وهناك روايتان تأريخيتان تتضاربان حول أصول الاحتفال بهذه المناسبة، تقول الأولى إن «يناير» يرمز للاحتفال بالأرض والفلاحة عموما تفاؤلا بعام خير وغلّة وفيرة على الفلاحين وعلى الناس عموما. أما الرواية الثانية فتقول إنه اليوم الذي انتصر فيه الملك الأمازيغي «شاشناق» على الفرعون المصري «رمسيس الثاني» في مصر. والأمازيغية هي اللغة الرئيسية في التعاملات اليومية لسكان منطقة القبائل الكبرى في الجزائر، التي تضم محافظات عدة شرق العاصمة، وينقسمون، وفق باحثين، إلى مجموعات منفصلة جغرافيًا، وهم: القبائل في منطقة القبائل (شرق العاصمة)، والشاوية في منطقة الأوراس (جنوب شرق)، والمزاب (المجموعة الأمازيغية الوحيدة ذات المذهب الإباضي) في منطقة غرداية (500 كم جنوب العاصمة). إضافة إلى الطوارق (أقصى الجنوب الشرقي)، والشناوة في منطقة شرشال (90 كم غرب)، وهناك مجموعة بربرية أخرى قرب مدينة ندرومة على الحدود مع المغرب، وتتميز لغتها أو لهجتها بقربها الكبير من الشلحية وهم أمازيغية الشلوح (بربر) في المغرب. ولا توجد أرقام رسمية بشأن عدد الناطقين في الأمازيغية كلغة، لكنهم مجموعة من الشعوب المحلية، يسكنون المنطقة الممتدة من واحة سيوة (غرب مصر) شرقًا، إلى المحيط الأطلسي غربًا، ومن البحر المتوسط شمالًا إلى الصحراء الكبرى جنوبًا». الجزائر: بوتفليقة يحاول نزع فتيل الأزمة بإعلان ترسيم «يناير» عيدًا وطنيًا! لامتصاص الغضب الذي خلفه رفض البرلمان لمقترح تطوير اللغة الأمازيغية |
شبح يطارد وزراء الأردن: «تطفيش» العمال في السعودية وتعطيل ترامب للمساعدات المالية Posted: 28 Dec 2017 02:13 PM PST عمان- «القدس العربي»: لا يمكن إلا تفهم دوافع الحكومة الأردنية وهي تتبنى استراتيجية هادئة ناعمة في التعامل مع الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تحديدًا تجنبًا لردود الفعل الانتقامية المحتملة بسبب فلسفة الانفعال السياسي التي تحكم الأمور في البلدين الحليفين. فالأردن بهذا المعنى قال كلمته بوضوح في مسألة القدس ونقل السفارة ودخل في مستوى الترقب والحذر. ولم يلجأ للتصعيد بل أصدر خطابه الرسمي وحتى الأمني رسائل محددة للجهات الفعالة محليًا قوامها التذكير بأن التصعيد في وجه قرار الرئيس الأمريكي بعد الاختلاف سياسياً معه بخصوص ملف القدس شيء والسعي إلى مواجهة خاسرة بالتأكيد او حتى خصومة مع الإدارة الأمريكية والبيت الأبيض شيء آخر تماماً. وقوامها أيضا تذكير المعنيين بلعبة الشارع بأن بروز خلافات في وجهات النظر تُجاه أية قضية بما فيها القدس مع الشقيق والحليف السعودي لا يعني إطلاقاً أن عمان في طريقها لانسلاخ من العلاقات المتينة والقوية والاستراتيجية مع السعودية، ولا تخطط على أي نحو أصلاً لمغادرة المعسكر السعودي سياسياً حتى إذا ما زاد الخلاف مستقبلاً. هذه الرسائل أبلغت بوضوح لأعضاء البرلمان ووضعت بصورتها فعاليات الأحزاب والنقابات حتى لا ينطلق الشارع مجدداً في التعبير عن معارضته لقرار نقل السفارة إلى القدس او حتى للاتجاهات السياسية السعودية لمصلحة المساس في البلدين الحليفين وعلى أساس التعامل مع الواقع الموضوعي. عبارة التعامل مع «جوار الأردن وعلاقاته ومصالحه بواقعية» سمعها بعض قادة البرلمان في القصر الملكي مباشرة. والمناورات التي يقودها رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة تحت عنوان توسيع وتعدد التحالفات لا تزال جالسة في مساحة الاجتهاد الشخصي مع رسالة موازية في النص الرسمي تؤكد أن البقاء في حالة اتصال وتواصل مع السعودية وواشنطن واحترام تراث العلاقة معهما في الماضي مسائل مازالت ثابتة. يلتزم بهذا النص بوضوح الناطق الرسمي باسم الحكومة والمسيّس الوزير محمد المومني الذي برغم ضجيج الشارع في بعض المراحل ضد الولايات المتحدة والسعودية لم تخرج منه ولا كلمة واحدة يمكن الاعتماد عليها في التحدث عن تمحور تحالفي جديد للأردنيين خارج السياق المعروف او حتى تقارب يعتد به أو تلميح لانتقاد بعيد عن الجملة المغرقة في الانضباط. «.. الشارع مثل ابنك.. كلما قدمت له شيئاً يطلب المزيد».. بهذه العبارة تحدث مسؤول سياسي أردني مع «القدس العربي» عن آلية ومعادلة التعاطي مع الشارع الأردني الذي يقل عملياً صخبه في مسألة القدس بالتدريج حيث برزت بوضوح خلال الأسبوعين الماضيين تلك المحاولات البيروقراطية والسياسية لضبط هتافات الشارع ومنعها من التحول ضد الولايات المتحدة والمملكة السعودية بدلا من التركيز على القدس. يحصل ذلك لسبب وجيه، فالبوصلة الأردنية التي تصدرت التصعيد الدُّولي والدبلوماسي في ملف القدس محكومة او مخنوقة استنادا إلى مصادر مطلعة «للقدس العربي» باعتبارين الأول أمريكي والثاني سعودي. في المسألة السعودية ثمة ما يقارب أربعمئة ألف أردني في الأقل يعملون داخل السعودية ويعني ذلك أن الحكومة الأردنية وهي تتصرف في ذهنها 100 ألف فرصة عمل لأردنيين قائمة في الأقل عند الجار الشقيق. يقول المسؤولون الأردنيون خلف الستارة بأنهم لا يريدون تصعيد أي خلاف مع العهد السعودي الجديد بصورة يمكن أن تؤدي إلى إخراج هذه الكتلة الديموغرافية من المواطنين الأردنيين من الوظائف وفرص العمل السعودية وسط حالة اقتصادية صعبة ومعقدة أصلاً. وبرغم أن المئات من الأردنيين يعودون فعلاً من السعودية ولا تجدد إقاماتهم ويطردهم سوق العمل خصوصاً في القطاع العام السعودي، إلا أن الحكومة تتحدث عن عدم وجود أدلة وبراهين حتى الآن على سياسة «تطفيش» محتملة وبصورة مبرمجة وجماعية للعمال الأردنيين في السعودية، وهذا ما تشير له في الأقل حتى اللحظة التقارير التي تدرسها الخارجية الأردنية التي تردها من السفارة الأردنية في الرياض. يحاجج سياسيون معترضون على استمرار التبعية للبوصلة السعودية المضطربة إقليمياً بدورها عبر التركيز على أن العمال الأردنيين في المملكة الجارة والشقيقة لا ينتمون لفئة الضيوف ولا يمثلون لاجئين بل هم عمال منتجون وفعالون وأغلبهم في القطاع السعودي الخاص الذي يستطيع بدوره الاستغناء عن أي موظف لا يقدم الخدمة التي يحصل بموجبها على راتبه مهما كانت جنسيته. هذه الحقيقة رددها أمام «القدس العربي» وزير أردني سابق ناقشها أيضاً الطاقم الاقتصادي في الحكومة. وبرغم القناعة الأردنية الذاتية بأن الأردنيين في السعودية ليسوا ضيوفاً، بل يتقاضون أجورهم بدل خدماتهم ويخدمون التنمية في المملكة السعودية. إلا أن الخوف البيروقراطي متواصل ويحكم العلاقة مع الشقيقة الكبرى سياسياً خشية طرد الأردنيين بصورة جماعية، الأمر الذي يقدم دليلاً دامغاً على تقدير المؤسسة الأردنية لأن الانفعال السعودي يمكن أن يصل لأي مرحلة وهو أحد المعطيات التي تؤكد أن العلاقة وخلافاً للبيانات الرسمية لم تعد استراتيجية في الأقل في هذه المرحلة ويمكنها أن تدخل في إطار التجاذبات والاحتمالات. في كل الأحوال لا يمكن لوم الصف الرسمي الأردني على اهتمامه الشديد بالحرص على أرزاق الأردنيين في السعودية. ولا يمكن في المقابل توجيه اللوم لاستراتيجية الانحناء للإدارة الأمريكية خصوصاً بعدما حصل في الاجتماع الأخير للجمعية العمومية لأن حزمة المساعدات الأمريكية انتهت في سقفها الزمني منتصف هذا الشهر. ولأن مذكرة تجديد المساعدات الأمريكية للخمس سنوات المقبلة ينبغي أن يتم توقيعها خلال الأسبوعين المقبلين، الأمر الذي يتطلب التهدئة مع توقعات متعاكسة يحسمها الناشط الإسلامي مروان الفاعوري وهو يعلق قائلًا: إن «الأردن بالنسبة للعمق الأمريكي أهم من الرئيس ترامب نفسه». وجهة نظر الفاعوري سمعتها «القدس العربي» منه وقرأتها أيضا في تعليقات له، وبرغم عمق مثل هذا التقدير، إلا أن أصوات الوزراء في الحكومة تخفت وتبدو مخنوقة عندما يستفسر منهم أي فضولي عن توقعاتهم بخصوص المساعدات الأمريكية والعمال الأردنيين في السعودية. شبح يطارد وزراء الأردن: «تطفيش» العمال في السعودية وتعطيل ترامب للمساعدات المالية عمان بصوت «مخنوق» وباستراتيجية وقائية ونقاش حيوي في المحظور بسام البدارين |
استمرار الاحتجاجات في مدينة جرادة المغربية وتوقعات بتصاعدها Posted: 28 Dec 2017 02:12 PM PST الرباط -« القدس العربي»:استمرت الاحتجاجات في مدينة جرادة المغربية مع توقعات بالتصعيد، ليكون حراكا شعبيا جديدا على غرار حراك الريف في الشمال وحراك زاكورة في الجنوب اذا لم تسرع السلطات في تطويقها وتلبية مطالب الساكنة. وإذا كان الحراك الشعبي الذي اندلع في جرادة لمطالب تختلف عن مطالب حراك الريف او حراك زاكورة، فإن هذه الاحتجاجات مع احتجاجات في مناطق أخرى، تحمل مطالب اجتماعية واقتصادية. فحراك الريف كان احتجاجا على مقتل بائع السمك محسن فكري في آلة طحن في شاحنة لجمع النفايات وحراك زاكورة احتجاجا على شح الماء وحراك جرادة احتجاجا على مقتل عاملي مناجم الفحم، فإنها فتحت ملفات مطالب اجتماعية للمنطقة. وقال مصدر بالحراك إن قوات الأمن حاولوا منع المسيرات الفرعية الآتية من الأحياء عن طريق وضع صفوف من أفرادهم، لقطع الطريق على المحتجين في شكل «متاريس» إلا أن المتظاهرين استطاعوا تجاوزهم من دون اصطدام مع القوات والوصول إلى الساحة الرئيسية في المدينة. وقال موقع الأول إن «أعدادًا غفيرة من المتظاهرين من نساء ورجال وشباب ومن مختلف الفئات والأعمار يتوافدون على الساحة، في شكل احتجاجي دعا إليه نشطاء الحراك الشعبي، الذين قرروا الخروج بشكل يومي للتظاهر». وشكلت هيئات جماعية وحقوقية ونقابية «الإطارات الديمقراطية في جرادة» وأطلقت نداء تدعو فيه إلى «إضراب عام إقليمي اليوم الجمعة احتجاجا على «الأوضاع الكارثية في المنطقة، محملة «أباطرة الدم والفحم» مسؤولية تفجير الأوضاع والاحتقان في المدينة، وطالبوا بفتح تحقيق مع المتورطين من وزارة الطاقة والمعادن والغابات فيما آلت إليه الأوضاع في المناجم، كما طالبوا ببديل اقتصادي وطرح تنمية حقيقية وفك العزلة عن الإقليم وجبر الضرر الجماعي الذي سببه انتشار المناجم التي يشتغل فيها السكان بشكل عشوائي من دون معدات الأمان أو تأطير. وأكدت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في جرادة أن هذه الاحتجاجات سلمية الهدف منها هو فتح حوار جاد ومسؤول حول مطالب الساكنة الملحة ودعت السلطات إلى عدم تغليب الهاجس الأمني في التعاطي مع المظاهرات السلمية التي اندلعت منذ أسبوعين حول غلاء فواتير الكهرباء، والتي قوبلت باعتقال ثلاثة شبان تم إطلاق سراحهم بعد احتجاجات الساكنة التي زاد من تأجيجها وفاة ضحيتي الفحم. وقالت الجمعية إن ما تعيشه المدينة حاليا هو «نتاج تراكم المشاكل التي ظلت تكبر ككرة الثلج منذ إغلاق مفاحم جرادة رسميا سنة 1998، من دون إنجاز بدائل اقتصادية ناجعة كفيلة بامتصاص البطالة التي تعاني منها المدينة، وخلق تنمية حقيقية توفر مستوى معيشيا مناسبا للساكنة» وندد بالتلوث الذي تعرفه المدينة، وعدم تنوير الساكنة حوله، إضافة إلى عدم تحصين الموارد الطبيعية المتاحة كالرصيد الغابوي الذي تأثر بالتلوث والجفاف وقطع الأشجار بشكل مقرف. وسجلت إن «ساكن جرادة تتميز بضعف قدرتهم الشرائية، وبحساسيتهم لغلاء الأسعار، وبتزايد عدد أرامل الطبقة العاملة سابقا، والأيتام، إضافة إلى أعداد من المصابين بالداء المهني السيليكوز، وتدني معاشاتهم، علما أن جزءا منهم لم يحصل بعد على التقاعد»، ودعت إلى إيجاد حلول لغلاء فواتير الماء والكهرباء التي كانت الشرارة الأولى لاندلاع الاحتجاجات ورصدت «استفحال البطالة بالمدينة، الذي يستدعي بحث فرص الشغل المتاحة، وخلق فرص جديدة وإعطاء الأولوية لأبناء جرادة». وعبر الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان الذي يضم 22 جمعية حقوقية عن «تضامنه مع النضالات والحراكات الإحتجاجية وإدانته للقمع الذي تواجه به مطالب المواطنين والمواطنات، وأعلن تنظيم وقفة احتجاجية تضامنية مع كافة الإحتجاجات المطلبية في الريف وزاكورة وجرادة ومناطق أخرى اليوم الجمعة أمام مبنى البرلمان في الرباط. وقال بلاغ للائتلاف أرسل لـ «القدس العربي» إنه «يتابع باستنكار شديد الاعتداءات المتكررة الذي تتعرض لها ساكنة عدد من مناطق المغرب، بسبب ممارستها لحقها في التجمع والتظاهر السلمي لمطالبة المسؤولين بضرورة وفاء الدولة المغربية بالتزاماتها الوطنية والدُّولية في مجال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، والمدنية والسياسية». وطالب الدولة بفتح الحوار مع ممثلي الساكنة في كافة المناطق لإيجاد الحلول للمشاكل المطروحة، وتطليق المقاربة الأمنية التي لن تزيد الأوضاع إلا تأزما، مشيرة إلى أن «القوات العمومية تفرط في استعمال القوة لتفريق المتظاهرين، وما ينتج عن ذلك من المس بالسلامة البدنية والأمان الشخصي للمواطنات والمواطنين، ومن اعتقالات ومتابعات بملفات تعتمد في مجملها على أبحاث كلها خروقات مسطرية، وليتم تقديم الموقوفين أمام القضاء في محاكمات مشوبة بانتهاكات للقانون، ومساس بحقوق الدفاع». وأوضح أن مدينة جرادة «خرج ساكنتها في تظاهرات سلمية من جهة لتنبيه المسؤولين مجددا لفقدان شابين من عائلة واحدة في حادث جديد من حوادث الساندريات التي تستمر من دون أي إجراءات قانونية للحد من انتهاك الحق في الحياة بسبب ترك الأمور في حالة تسيب سواء بالنسبة للعمال، أو بالنسبة للتجار الذين يستغلون بؤس وفقر شباب سدت في وجههم أبواب الشغل فلجأوا للمخاطرة بحياتهم لضمان لقمة العيش، ومن جهة أخرى احتجاج الساكنة على غلاء فواتير الكهرباء وهو ما أسفر عن اعتقال ثلاثة من المحتجين، يطالب الساكن بالإفراج الفوري عنهم». وقال الائتلاف إن التظاهرات تجددت في مدينة إمزورن ومناطق أخرى من منطقة الريف للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين المتابعين سواء في الحسيمة أو الدار البيضاء، والاستجابة للمطالب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية العادلة والمشروعة للساكنة إلا أن السلطات تستمر في نهج المقاربة الأمنية التي تعتمد إرهاب الساكنة بقمع تظاهراتها السلمية، وشن حملات اعتقالات حيث شهد الأسبوعان الماضيان اعتقال أربعين شخصا في مدينة إمزورن بينهم عدد من الأطفال القاصرين، واستمرار القضاء في إصدار أحكام جائرة لا تستند إلى أي أساس من الحق والقانون، وهو ما يبقي حالة الاحتقان مستمرة، ويؤكد تنكر الدولة للمطالب العادلة والمشروعة للساكنة». وأضاف إن ساكنة زاكورة تعرضت لـ«القمع الذي طال الحق في التظاهر السلمي، واعتقال عدد من شبابها والحكم عليهم في محاكمة انتفت فيها شروط وضمانات الحق في المحاكمة العادلة، وتم الزج بهم في السجن لمجرد أنهم خرجوا إلى الشارع للتعبيروساكنة المدينة عن حقهم في التزود بالماء الصالح للشرب، وهو مطلب حيوي لا يمكن بأي حال التعاطي مع المطالبين به بالاعتقالات والمحاكمات، بل إن الحل يكمن في تحمل الدولة لكامل مسؤولياتها في تزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب». ودعا الائتلاف في بلاغه السلطات إلى «وقف الاعتقالات والمحاكمات وإطلاق سراح معتقلي الحراكات الشعبية وضمنهم الأطفال القاصرون والمعتقلون السياسيون في بلادنا»، معلنا تضامنه الكامل «مع نضالات الشعب المغربي في الريف وزاكورة وجرادة ومناطق أخرى، من أجل حقوق عادلة ومشروعة منصوص على ضرورة احترامها في العهد الدُّولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، وفي القوانين الوطنية ذات الصلة». وطالب «كل القوى المدافعة عن حقوق الانسان سياسية ونقابية وحقوقية ونسائية وشبابية وجماعية، بالتحرك العاجل وإبداع كافة الأشكال التضامنية مع مختلف الشرائح المجتمعية من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة بين النساء والرجال» كما جدد مطالبته الدولة بفتح الحوار مع ممثلي الساكن في كافة المناطق لإيجاد الحلول للمشاكل المطروحة، وتطليق المقاربة الأمنية التي لن تزيد الأوضاع إلا تأزما. استمرار الاحتجاجات في مدينة جرادة المغربية وتوقعات بتصاعدها محمود معروف |
الدولة المغربية تبدأ أولى خطواتها تُجاه إلغاء مجانية التعليم Posted: 28 Dec 2017 02:12 PM PST الرباط – «القدس العربي»: برغم الاستياء العارم الذي خلفه مشروع الرأي المتعلق بإلغاء مجانية التعليم في صفوف المغاربة. إلا أن الأمانة العامة للحكومة انتهت من صياغة مشروع القانون الإطار رقم 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتعليم والتكوين والبحث العلمي، و يعتبر ذلك أولى خطوات الدولة المغربية لإنهاء مجانية التعليم. ويأتي ذلك، عقب إعداد المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي للرؤية الاستراتجية لإصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي من أجل مدرسة الانصاف والجودة والارتقاء. ونص مشروع القانون الإطار، على أن الدولة تواصل مجهودها في تعبئة الموارد وتوفير الوسائل اللازمة لتمويل منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، وتنويع مصادره، ولا سيما تفعيل التضامن الوطني والقطاعي، من خلال مساهمة جميع الأطراف والشركاء المعنيين، وخصوصا منهم الأسر الميسورة، والجماعات الترابية، والمؤسسات والمقاولات العمومية والقطاع الخاص. ونصت المادة 45 من القانون عينه على «أن الدولة تعمل طبقا لمبادئ تكافؤ الفرص على إقرار مبدأ المساهمة في تمويل التعليم العالي بصفة تدريجية، من خلال إقرار رسوم للتسجيل في مؤسسات التعليم العالي في مرحلة أولى، وبمؤسسات التعليم الثانوي التأهيلي في مرحلة ثانية، وذلك وفق الشروط والكيفيات المحددة بنص تنظيمي، مع الأخذ بعين الاعتبار مستوى الدخل والقدرة على الأداء. ونص المشروع على إلزامية التعليم بالنسبة للأطفال البالغين سن الدراسة الذي يبدأ من أربع سنوات إلى تمام 15 سنة، كما نص على أن هذا الإلزام يقع على عاتق الدولة والأسرة أو أي شخص مسؤول عن رعاية الطفل قانونا، ملزما الدولة بتحقيق هذا الهدف ضمن أجل لا يتعدى ست سنوات. وكان لقرار الجمعية العامة للمجلس الأعلى للتربية والتكوين، المُصادق على مشروع الرأي الذي يقضي بإلغاء مجانية التعليم في المدرسة العمومية، وقع صادم لعدد من المغاربة الذين أبدوا رفضهم واستغرابهم للخطوة معتبرين الخطوة المسمار الأخير في نعش التعليم العمومي في المغرب. ووصف حسن لفكير، مواطن مغربي أب لثلاثة أبناء، هذا القرار بالمُجْحِف في حق الشعب المغربي، في وُلوج المؤسسات التعليمية المجانية. وقال لـ«القدس العربي» « نحن نرفض هذا القرار المستهتر بكرامة المواطن المغربي الفقير الذي يضل الضحية الأولى والوحيدة لهذه السياسة العبثية». وأشار لفكير، إلى أن الدولة، تحاول اليوم أن ترفع يدها عن كل ما هو عمومي لتغطي عن فشلها في تدبير هذا القطاع عن طريق خصخصته ومصادرته للوبيات الخصخصة. وتشير إحصاءات لمكتب الإحصاءات المغربي، إلى أن 59 من مئة من الأسر المغربية تقول إن دخلها يغطي مصاريفها، في حين أن 33.4 من مئة منها تستنزف من مدخراتها أو تلجأ إلى الاقتراض، ولا يتجاوز معدل الأسر التي تتمكن من ادخار جزء من دخلها 7.6٪. وقال عبد القادر الزاير، نائب الكاتب العام للكنفدرالية الديمقراطية للشغل، إن « في ذلك نسف لدعائم المدرسة العمومية في المغرب، والتي عرفت منذ البداية بكونها مجانية، معتبرا أن فرض رسوم على الدراسة يعني إقصاء أبناء الفقراء، ودفعهم إلى مغادرة مقاعد الدراسة، ما سينتج جيلا من المهمشين والمقصيين». وهو يرى أن إلغاء مجانية التعليم لا يعني سوى إفقار الفقير أكثر مما هو عليه الحال، وذلك لمسوغات مالية تتعلق بالميزانية العامة للدولة، منتقدا ما سمّاه تملص الحكومة من كلفة الخدمات العمومية المتعلقة في التعليم والصحة خصوصا، داعيا إلى صياغة مخطط شامل وناجع يعالج الأعـطاب. الدولة المغربية تبدأ أولى خطواتها تُجاه إلغاء مجانية التعليم فاطمة الزهراء كريم الله |
طموحات المالكي الانتخابية: العودة إلى رئاسة الحكومة أو مناصب تنفيذية «مغرية» Posted: 28 Dec 2017 02:12 PM PST بغداد ـ «القدس العربي»: يعتزم حزب الدعوة الإسلامية، بزعامة نوري المالكي، خوض الانتخابات المقررة أواسط أيار/ مايو 2018، بقائمتين انتخابيتين؛ الأولى، بزعامة المالكي، فيما يترأس رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، القائمة الثانية. ويسعى المالكي من ذلك، إلى تحقيق أغلبية سياسية تمهد له الطريق نحو منصب رئيس الوزراء المقبل، في حال جمعه أكبر عددٍ من الأصوات. مصادر من داخل الحزب، رجحت إمكانية تفاوض المالكي مقابل تخليه عن منصب رئاسة الحكومة، في حال كان المقابل لذلك مجموعة من المناصب التنفيذية «المغرية». وقال مصدر رفيع داخل حزب الدعوة الإسلامية لـ«القدس العربي»، إن «حزب الدعوة (جناح المالكي) ضمن ائتلاف دولة القانون سيدخلون بقائمة انتخابية تحمل اسم الائتلاف»، لكن «بعض قادة الحزب (جناح العبادي) سيدخلون الانتخابات في قائمة أخرى». ورأى المصدر أن ذلك الإجراء لا يعدّ «انشقاقاً» داخل الحزب، كما جرى عندما خرج ابراهيم الجعفري من حزب الدعوة الإسلامية وشكّل «تيار الاصلاح»، ولم يحضر اجتماعات الحزب بعد ذلك. ولا يزال العبادي ضمن الهيئة القيادية لحزب الدعوة، ويحضر الاجتماعات الدورية للحزب (تعقد اسبوعياً)، ويلتقي في هذه الاجتماعات بالمالكي، وفقاً للمصدر، الذي أضاف أن: «العبادي والمالكي يلتقيان في حزب الدعوة كل 20 يوماً، في أقل تقدير»، مبيناً أن «الخلاف داخل الحزب الآن ليس بين الرجيلن، بل بين من يقف مع خط المالكي، ومن يدعم العبادي». وحسب المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، فإن «الكوادر الوسطية والمكتب السياسي للحزب وصولا إلى القواعد؛ تتبع المالكي، أما مجلس شورى الحزب فهم أقرب للعبادي». واستبعد المصدر تفكير المالكي بمنصب رئيس الوزراء المقبل، مؤكداً إنه يسعى لأن يبقى أميناً عاماً لحزب الدعوة، وزعيماً لائتلاف دولة القانون، لكنه لم يستبعد ترشيح المالكي نفسه، في حال حصوله على أكثر عدد من المقاعد البرلمانية، ونجاحه في تحقيق الأغلبية السياسية. وفي حال تمكن المالكي من تشكيل الكتلة الأكبر، فإن من حقه ترشيح نفسه لمنصب رئيس الوزراء، لكن في حال قرر الانسحاب من ذلك الترشيح، فلا بد أن يكون مقابل تنازلات سيطلبها من الآخرين، على حدّ قول المصدر. ائتلاف للمالكي… وكتلة للعبادي في الأثناء، كشف النائب عن ائتلاف دولة القانون عبد السلام المالكي، عن عزم ائتلافه دخول الانتخابات بـ«ائتلاف منفصل» عن كتلة العبادي. وقال النائب المالكي إن «الأغلبية السياسية أصبحت الخيار الاول والوحيد لائتلاف دولة القانون، بعد التجارب السابقة التي بنيت على التوافقات والتي لم نجن منها الا داعش الإرهابي والعجلات الملغومة ومليارات الدولارات التي سرقت وتغليب المصالح الحزبية على مصلحة الشعب»، حسب ما نقل عنه موقع «السومرية نيوز». واعتبر أن التوافقات «هي لغة الضعفاء» الذين يعلمون جيدا انهم دونها؛ فالخسارة حليفهم لا محالة، ولن توجد لهم اي فرصة لاستمرار السرقة ونهب الثروات والحصول على المكاسب الخاصة». وأضاف: «الاغلبية السياسية لا تعني تفرد مكون كما يحاول طبول التوافقية الايهام به، بل هي أغلبية سياسية وليست مكوناتية، وستضم ممثلي جميع المكونات وفق رؤية وطنية واحدة تجمعهم وليس كما حصل سابقا من تحالفات وفق مبدأ تقسيم الكعكة». ولفت إلى أن «اجراء الانتخابات بموعدها سيكون الخيار الوحيد أمام الجميع ولن نسمح بأي تلاعب او محاولات لحرف البوصلة وايصال البلد لفراغ سياسي وحكومة طوارئ تحقق ما يتمناه من خسروا جماهيرهم بسياساتهم الفاشلة وانشغالهم بمصالحهم وسرقاتهم». وكشف النائب المالكي أن «ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي وضع الخطوط العريضة والواضحة للمرحلة المقبلة، وسيكون الائتلاف مبنيا على رؤى ثابتة اساسها العمق الوطني وليس المكوناتي والتمثيل الشامل وفق اغلبية سياسية بعيدة عن المحاصصة الحزبية»، موضحاً أن «هذا الائتلاف سيدخل الانتخابات المقبلة بقائمة منفصلة عن ائتلاف رئيس الوزراء حيدر العبادي». ثلاث نقاط تحدد مصير «الدعوة» لكن النائب عن ائتلاف دولة القانون عباس البياتي، أكد لـ«القدس العربي»، إن «حزب الدعوة يبحث الآن مسألة دخوله في الانتخابات المقبلة بقائمة واحدة أم بقائمتين»، موضّحاً أن «الحزب لديه قرار سابق بأن تكون له قائمة انتخابية واحدة، لكن هناك رأيا داخل الحزب يفيد بضرورة النزول بقائمتين». وحدد البياتي، ثلاث نقاط أساسية يتم بحثها داخل الحزب للخروج بقرار بشأن القوائم الانتخابية؛ الأولى، «تتعلق بقانون الانتخابات، ففي حال بقاء القانون الحالي من دون تغيير، فإن ذلك يحتم على الحزب الواحد النزول بقائمة انتخابية واحدة، بكون إن القانون لا يسمح بتعدد قوائم الحزب الواحد». أما النقطة الثانية، فتتعلق بـ»التوافق داخل الحزب»، لافتاً إلى أن «هناك مناقشات داخلية حول هذا الأمر»، فيما تتعلق النقطة الثالثة، بـ«بحث مدى الفائدة التي سيجنيها الحزب في حال دخل الانتخابات بقائمة واحدة أو قائمتين». وكشف عن سبب آخر وراء تأخر قرار حزب الدعوة، يتعلق بـ«الأصوات التي تدفع باتجاه تأجيل الانتخابات. هذا أمر يسهم أيضاً في الضغط على الكتل السياسية وتحالفاتها المستقبلية». وبين أن «الانتخابات المقبلة ستختلف عن مثيلاتها في الأعوام السابقة»، مرجحاً أن «لا تبقى التحالفات الحالية كما هي في المرحلة المقبلة. هناك تغييرات كثيرة ستطرأ». وعن مصير ائتلاف دولة القانون في المرحلة المقبلة، قال: «ائتلاف دولة القانون كان يضم أربع كتل سياسية، لكن الآن هناك كتلتين فقط باقية في الائتلاف هما كتلة حزب الدعوة، وكتلة حزب الدعوة/ تنظيم العراق، بعد انسحاب كتلة بدر وكتلة مستقلون». وشدد على أهمية «إعادة النظر في ائتلاف دولة القانون»، مشيراً إلى إمكانية أن «تنضم إلى الائتلاف كتل جديدة، لكن ذلك مرهون بحسم حزب الدعوة مسألة خوض الانتخابات بقائمة واحدة أم بقائمتين». وكشف المصدر عن تحركات سياسية تسعى إلى «تشكيل تحالف كبير يضم أطرافا من التحالف الوطني والساحات الأخرى»، مبيناً إن «الحديث عن هذا التحالف؛ خلف الكواليس، بدأ يأخذ نطاقاً أوسع من موضوع التحالفات المناطقية وذات اللون الواحد». يأتي ذلك في وقت حددت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، موعداً نهائياً لتسجيل التحالفات الانتخابية، داعية الأحزاب السياسية إلى مراجعة المفوضية لغرض تسجيل تحالفاتها. وقال رئيس الإدارة الانتخابية في المفوضية رياض البدران في بيان، أن «مفوضية الانتخابات قررت أن تكون مدة تسجيل التحالفات الانتخابية لغاية نهاية الدوام الرسمي ليوم 7 كانون الثاني/ ديسمبر 2018»، مبيناً أن «هذا الموعد تقرر وفقاً للجدول الزمني المعد من قبل المفوضية ولإتاحة الفرصة للأحزاب لغرض إجراء التحالفات الانتخابية وتسجيلها فيها». ودعا البدران، «الأحزاب السياسية إلى مراجعة المفوضية خلال هذه المدة لغرض تسجيل التحالفات الانتخابية»، وفقاً للبيان. طموحات المالكي الانتخابية: العودة إلى رئاسة الحكومة أو مناصب تنفيذية «مغرية» كتلتان سياسيتان فقط داخل «دولة القانون»… والائتلاف يشارك بمعزل عن كتلة العبادي مشرق ريسان |
مسؤولون عراقيون ينفون زياراتهم إلى تل أبيب Posted: 28 Dec 2017 02:12 PM PST بغداد ـ «القدس العربي»: نفى مسؤولون عراقيون، أمس الخميس، قيامهم بزيارات لإسرائيل، وذلك بعد إعلان أكاديمي إسرائيلي يدعى إيدي كوهين أن 20 مسؤولاً عراقيا زاروا إسرائيل سراً. وقال في برنامج «قصارى القول» على قناة «روسيا اليوم»: «هناك هرولة عربية للتطبيع مع إسرائيل، حتى العراقيون، عندك أكثر من 20 نائبا زاروا إسرائيل سرّا، هذا هو النفاق العراقي». وفي صفحته عبر «فيسبوك»، أكد أن من بين من زار اسرائيل، مثال الألوسي، أحمد الجلبي بالعام 2007، حنان الفتلاوي في العام 2010، مشعان الجبوري في العام 2009، أثيل النجيفي في العام 2008، وحسين الشهرستاني في العام 2011. وأرسل محافظ نينوى السابق، أثيل النجيفي، بياناً إلى «القدس العربي» أكد فيه أن هذا الخبر «لا أساس له من الصحة». وأضاف: «قد لا يشكل مثل هذا النشر أمرا ذَا قيمة لمن يستسيغ تطبيع العلاقات مع اسرائيل. ولكنني ابن العراق وابن الموصل الذين شربوا حب فلسطين والقدس وتربوا على شعارات دينية وقومية ووطنية لا يستطيعون نسيانها على الرغم من المصائب والازمات التي تعرضوا اليها ولازالوا ينظرون إلى اسرائيل على انها السبب الأول لأزمات المنطقة وان التقارب معها خيانة للوطن والدين والمجتمع ». وَتابع: «مما لاشك فيه انني أتمنى ان أزور مدن فلسطين وان أمتع عيني برؤية قدسنا وأصلي في مسجدها الأقصى ولكنني اجد العار في اي موقف يمكن ان يعطي دعما معنويا لأولئك الذين ينتهكون محارمنا ويشردون اهلنا في فلسطين «. وزير النفط نائب رئيس الوزراء السابق، حسين الشهرستاني، كذّب كذلك «الخبر جملة وتفصيلاً». وأضاف في بيان أن «هذه الشائعات تقف خلفها اجهزة استخباراتية تروج لتطبيع العلاقات بين الدول العربية والكيان الصهيوني لتلويث اسماء وطنية عرفت بمواقفها المناصرة للحق الفلسطيني»، مشيراً إلى أن «الشهرستاني كان رابطا على الحدود الفلسطينية مقاتلاً العدو الغاصب مع المقاومة الفلسطينية عام 1970، وبقي موقفه ثابتاً بالعمل على تحرير فلسطين في كل مراحل حياته». وايضاً، النائبة حنان الفتلاوي أعتبرت أن «هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة». واعتبر مكتب الفتلاوي في بيان أن «ذلك يأتي ضمن حلقة استهداف خارجية تضاف إلى مسلسل حلقات التسقيط التي تستهدف رئيس الحركة والتي هي ضريبة مواقفها في الساحتين العراقية والعربية»، مؤكدة انه «لم تكن للفتلاوي أي زيارة ولم يتم إيفادها لأسباب حكومية او برلمانية كما ادعى المفتري». واوضح أن «موقف الفتلاوي ثابت من قضية فلسطين العربية وعاصمتها القدس»، لافتا إلى أنه «لا توجد أي حالات تواصل معلن او سري مع الكيان المحتل للارض المقدسة كما ادعت صحيفة القدس العربية». إلى ذلك، أكد حزب المؤتمر الوطني العراقي، أن «الادعاء حول زيارة الراحل الجلبي إلى تل أبيب هو ادعاء مردود، كونه عاريا تماماً عن الصحة، وهو محض اختلاق ومجرد اصطناع من ناشره». بعد أن كشف عنها أكاديمي إسرائيلي مسؤولون عراقيون ينفون زياراتهم إلى تل أبيب |
اليمن: الحوثيون يطلقون صاروخا باليستيا على معسكر في مأرب يتواجد فيه نائب رئيس الجمهورية Posted: 28 Dec 2017 02:12 PM PST تعز ـ صنعاء ـ «القدس العربي»: أطلق الانقلابيون الحوثيون في اليمن صباح أمس الخميس صاروخا باليستيا على مقر معسكر للجيش اليمني التابع للحكومة الشرعية في محافظة مأرب، 170 كيلو مترا، شرق العاصمة صنعاء، كان يتواجد فيه نائب رئيس الجمهورية الفريق علي محسن الأحمر. وقال مصدر عسكري لـ(القدس العربي) ان «الصاورخ الباليستي الحوثي، وصل بالفعل إلى معسكر الرويك، أثناء تواجد نائب رئيس الجمهورية علي محسن الأحمر، غير أن الصاروخ لم ينفجر ولم يحدث أي أضرار مادية أو خسائر بشرية». وعن أسباب عدم اعتراضه من قبل قوات التحالف العربي بواسطة بطاريات الباتريوت أشار المصدر إلى أنه لم يكن هناك تقصير من قبل قوات التحالف في حماية المنشآت العسكرية في مأرب، ولكن لم يتم اعتراض هذا الصاروخ لأسباب فنية بحتة. وأوضح أن الصاروخ وقع في محيط المعسكر الذي كان يتواجد فيه نائب رئيس الجمهورية والعديد من القيادات العسكرية، دون أن ينفجر، وأن هذه ليست المرة الأولى التي يطلق فيها الانقلابيون الحوثيون صواريخ باليستية على معسكرات الجيش الوطني في مأرب. وكشف أن الانقلابيين الحوثيين يركزون كثيرا على هذا المعسكر، نظرا لأنه يقع فيه مكتب نائب رئيس الجمهورية، والذي يعد القائد العسكري الأول بعد الرئيس عبدربه منصور هادي، والذي قاد المعارك المسلحة ضد الحوثيين منذ حروبهم الستة في صعدة ضد الدولة، والتي اندلعت بين 2004 و2010. وكانت جماعة الحوثي أعلنت صباح أمس أن مسلحيها أطلقوا صاروخا باليستيا من نوع (قاهر تو إم)، على معسكر الرويك، في محافظة مأرب. وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ، النسخة الحوثية في صنعاء إن «القوة الصاروخية بالجيش واللجان الشعبية، أطلقت اليوم (أمس)، صاروخًا باليستيًا من نوع قاهر تو إم، على تجمعات الغزاة والمرتزقة بمعسكر الرويك»، في إشارة إلى القوات الحكومية. وأوضحت أن الصاروخ أصاب هدفه وأنه أوقع خسائر كبيرة في صفوف القوات الحكومية، غير أن مصدرا حكوميا نفى سقوط أي ضحايا أو خسائر بشرية أو مادية. وقالت الوكالة الحوثية ان «استهداف معسكر الرويك، جاء بعد عمليات رصد، بيّنت تواجد مجاميع كبيرة من المرتزقة والغزاة بداخله»، في إشارة إلى القوات الحكومية وعسكريين من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية. الى ذلك عمدت جماعة الحوثي إلى استخدام الصواريخ الباليستية بشكل مكثف ضد القوات الحكومية وأهداف داخل الأراضي السعودية للتعويض عن الخسائر العسكرية الكبيرة التي وقعت عليها خلال الفترة الماضية، وتهدف إلى الاستعاضة عنها بتحقيق خسائر على خصومها من القوات الحكومية، خاصة في ظل أنباء تؤكد سقوط العديد من القادة العسكريين الحوثيين المهمين في العديد من الجبهات. وفي السياق، قالت الأمم المتحدة إن الحوادث الأخيرة التي شهدها اليمن وذهب ضحيتها العشرات من المدنيين الأبرياء في محافظتي تعز والحديدة تظهر جلياً الاستهتار الكامل بالحياة البشرية من أطراف الصراع. وأعرب منسق الشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماكغولادريك عن القلق البالغ إزاء تصاعد الخسائر في صفوف المدنيين بسبب الهجمات المتصاعدة والعشوائية في جميع أنحاء اليمن. وحسب بيان صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن أشار ماكغولادريك إلى ما «تضمنته التقارير الأولية الصادرة عن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، والتي توضح أن الغارات الجوية على سوق شعبية مزدحمة في منطقة الحيمة في مديرية التعزية في محافظة تعز أسفرت في 26 كانون الأول / ديسمبر عن مقتل ما لا يقل عن 54 مدنياً من بينهم ثمانية أطفال، وأصيب 32 آخرون بمن فيهم ستة أطفال». وأشار إلى تعرض المناطق السكنية في قرى الحيمة خلال الأيام الماضية، بما في ذلك وحدة صحية يشغلها المشردون داخليا… «لحصار كامل من جانب سلطات الأمر الواقع والقصف العشوائي الذي أدى إلى وقوع إصابات بين السكان وتشريد العديد من الأسر أكثر أمانا». كما أشار البيان، الذي اطلعت عليه القدس العربي، إلى أنه في 26 كانون الأول / ديسمبر أيضاً، أسفرت غارة جوية على مزرعة في مديرية التحيتا في محافظة الحديدة عن مقتل 14 شخصاً من نفس الأسرة. وهؤلاء الضحايا الجدد هم إضافة إلى الخسائر والإصابات التي سجلت في صفوف المدنيين خلال الأيام العشرة الأخيرة، حيث قتل 41 شخصاً، وأصيب 43 شخصاً بجروح في غارات جوية في عدة محافظات في جميع أنحاء اليمن. ووفق البيان فان «هذه الحوادث تظهر جلياً الاستهتار الكامل بالحياة البشرية التي لا تزال جميع الأطراف، بما فيها التحالف الذي تقوده السعودية، تظهر في هذه الحرب السخيفة التي لم تؤد إلا إلى تدمير البلد والمعاناة غير القابلة للوصف و التي يعيشها الشعب اليمني الذي يتعرض للعقاب بسبب حملات عسكرية غير مجدية من الطرفين». ونبه جميع أطراف النزاع، بما في ذلك التحالف الذي تقوده السعودية، بالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي بتجنيب المدنيين والبنية التحتية المدنية والتمييز دائماً بين الأهداف المدنية والعسكرية. وأكد بأنه «لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع الذي تحمل فيه المدنيون العبء الأكبر». ويشهد اليمن حرباً منذ اذار/ مارس 2015م بين القوات الحكومية مسنودة بتحالف عربي تقوده السعودية من جهة ومسلحي جماعة «انصار الله» (الحوثيين) من جهة ثانية… تسببت بدمار كبير لمقدرات البنية التحتية وتدهور منظومة الخدمات وانتشار الأمراض والاوبئة وانهيار اقتصاد أفقر بلد في الشرق الأوسط. اليمن: الحوثيون يطلقون صاروخا باليستيا على معسكر في مأرب يتواجد فيه نائب رئيس الجمهورية الأمم المتحدة: الشعب اليمني يتعرض للعقاب بسبب حملات عسكرية غير مجدية من طرفي الصراع خالد الحمادي وأحمد الأغبري |
اليونيسف:2017 هو الأسوأ للأطفال في الصراعات المسلحة Posted: 28 Dec 2017 02:11 PM PST نيويورك «القدس العربي»: حذرت منظمة اليونيسف من أن الأطفال في مناطق الصراع في جميع أنحاء العالم يتعرضون للهجمات على نطاق صادم على مدار العام، مع تجاهل أطراف الصراع بشكل صارخ للقوانين الدولية الرامية إلى حماية أكثر الفئات ضعفا فحسب مدير برامج الطوارئ في اليونيسف مانويل فونتين، «يتعرض الأطفال للهجوم والعنف الوحشي في منازلهم ومدارسهم وملاعبهم»، محذرا من أن تصبح هذه الوحشية هي طبيعية الصراع الجديدة. وقالت اليونيسف في بيان صحافي، إن «الأطفال أضحوا أهدافا في الخطوط الأمامية في الصراعات حول العالم، ويستخدمون كدروع بشرية، حيث قتلوا وشوهوا وجندوا للقتال. وقد أصبح الاغتصاب والزواج القسري والاختطاف والاسترقاق أساليب دارجة في الصراعات من العراق وسوريا واليمن إلى نيجيريا وجنوب السودان وميانمار». وفي بعض السياقات، يتعرض الأطفال الذين تختطفهم الجماعات المتطرفة للإساءة مرة أخرى عند الإفراج عنهم عندما تحتجزهم قوات الأمن. ويدفع الملايين من الأطفال ثمنا غير مباشر لهذه الصراعات، فيعانون من سوء التغذية والمرض والصدمات بسبب حرمانهم من الخدمات الأساسية، بما في ذلك الحصول على الغذاء والمياه والصرف الصحي والصحة. ووفق بيانات اليونيسف، تعرض الأطفال على مدار عام 2017 في أفغانستان للقتل حيث لقي حوالي 700 طفل مصرعهم في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري. وفي اليمن، ترك القتال الذي دام نحو ألف يوم ما لا يقل عن خمسة آلاف طفل بين قتيل وجريح، وفقا لبيانات تم التحقق منها، ومن المرجح أن ترتفع الأرقام الفعلية إلى أعلى من ذلك بكثير. كما يحتاج أكثر من 11 مليون طفل إلى المساعدة الإنسانية. ومن بين 1.8 مليون طفل مصابين بسوء التغذية، يعاني 385 ألفا منهم من سوء التغذية الحاد ويتعرضون لخطر الموت إذا لم يتم علاجهم على وجه السرعة. وفي العراق وسوريا، أفيد باستخدام الأطفال كدروع بشرية، كما أنهم يتعرضون للحصار، ويستهدفون من قبل القناصة. وفي شمال شرق نيجيريا والكاميرون، أجبرت جماعة بوكو حرام 135 طفلا على الأقل على القيام بعمليات انتحارية، أي ما يقرب من خمسة أضعاف العدد في عام 2016. أما ميانمار، فقد عانى أطفال الروهينجا وشهدوا أعمال عنف مروعة وواسعة النطاق حيث هوجموا وأخرجوا من ديارهم في ولاية راخين. وفي منطقة كاساي في جمهورية الكونغو الديمقراطية، طرد العنف 850 ألف طفل من ديارهم. وفي حين تعرض أكثر من مئتي مركز صحي و400 مدرسة للاعتداء، وعانى ما يقدر بـ 350 ألف طفل من سوء التغذية الحاد الشديد. ـ في جنوب السودان، حيث أدى الصراع والانهيار الاقتصادي إلى إعلان المجاعة في أجزاء من البلاد، تم تجنيد أكثر من 19 ألف طفل في الصراعات، وقتل أو أصيب أكثر من 2300 طفل منذ اندلاع النزاع. وذكرت المنظمة أنه في الصومال، أبلغ عن 1740 حالة تجنيد للأطفال في الأشهر العشرة الأولى من عام 2017. ودعت اليونيسف في تقريرها جميع أطراف النزاع إلى التقيد بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وبأن تنهي فورا الانتهاكات المرتكبة ضد الأطفال، وأن تكف عن استهداف الهياكل الأساسية المدنية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات. كما دعت أيضا الدول ذات النفوذ على أطراف النزاع إلى استخدام هذا التأثير لحماية الأطفال. اليونيسف:2017 هو الأسوأ للأطفال في الصراعات المسلحة عبد الحميد صيام |
الجيش التركي يتواجد في 5 دول عربية Posted: 28 Dec 2017 02:11 PM PST إسماعيل جمال إسطنبول ـ «القدس العربي»: بشكل متسارع، توسع تركيا انتشارها العسكري في الشرق الأوسط، حتى بات الجيش التركي الذي لم يكن يمتلك قبل سنوات عديدة أي قاعدة عسكرية له خارج البلاد، يحظى بتواجد عسكري في 5 دول عربية بطرق مختلفة لكنها تشترك جميعها بأنها تتمتع بأهمية إستراتيجية كبيرة لتركيا. وبينما يعتبر تواجد الجيش التركي في العراق هو الأقدم وإن كان الجزء الأكبر منه غير معلن، نشر الجيش التركي قواته في مناطق مختلفة من شمالي سوريا خلال العامين الأخيرين، وتمكن من إقامة قاعدة عسكرية في قطر، وبعدها في الصومال، وأخيراً يجري الحديث عن إقامة قاعدة عسكرية وميناء عسكري في السودان. وفي حين يأتي التواجد العسكري في سوريا والعراق في إطار البعد الأمني بالدرجة الأولى، يأخذ التواجد العسكري في قطر والصومال والسودان بعداً استراتيجياً مختلفاً وجديداً على السياسة التركية، وهو ما بات يطلق عليه مؤخراً «مثلث الانتشار الاستراتيجي» حيث يكون للجيش التركي موطئ قدم على البحر الأحمر (السودان) وخليج عدن (الصومال) والخليج العربي (قطر) وجميعها محاور إستراتيجية في الشرق الأوسط. العراق قبل عدة سنوات أقام الجيش التركي قاعدة عسكرية في شمالي العراق ضمن تفاهمات مع الحكومة العراقية وإقليم شمالي العراق، وذلك بهدف تدريب قوات البيشمركة وقوات سنية عراقية لمواجهة تنظيم الدولة الذي كان يوسع انتشاره في العراق آنذاك. وضمن هذا الهدف المعلن، أقام الجيش التركي قاعدة عسكرية في منطقة بعشيقة التابعة للموصل في محافظة نينوى العراقية وأرسل إليها ما لا يقل عن ألف جندي وعشرات الدبابات والآليات العسكرية ورغم خلافات شديدة مع الحكومة العراقية إلا أن أنقرة أصرت على البقاء في القاعدة. وتتمتع القاعدة بموقع هام حيث تعتبر بعشيقة الفاصل الإستراتيجي الذي يفصل إقليم كردستان من جهة محافظة دهوك عن المناطق ذات الغالبية السنية في العراق، وبعشيقة من أقرب المناطق إلى الحدودية العراقية مع تركيا التي لا تبعد عنها سوى أقل من مئة كيلومتر ويمر بها طريق بري يُمكن القوات التركية الوصول إليها بسهولة من الحدود التركية في حال تعرضها لأي مخاطر. وبعشيقة تعبر عن التواجد العسكري الرسمي في العراق، لكن التواجد غير المعلن أو غير المثار كثيراً في الإعلام أكبر بكثير مما هو في بعشيقة، فالجيش التركي ومنذ سنوات طويلة يحتفظ بتواجد عسكري كبير في مناطق متفرقة من شمالي العراق في إطار الحرب المتواصلة على تنظيم بي كا كا الذي يتخذ من جبال شمالي العراق قواعد خلفية له. وبحسب مصادر تركية غير رسمية، فإن الجيش التركي ينتشر فعلياً منذ سنوات طويلة في 10 نقاط على الأقل على الجانب العراقي من الحدود وفي بعض الجبال هناك حيث يقيم قواعد جوية وعسكرية تقود الحرب على مسلحي تنظيم بي كا كا. سوريا عقب سنوات من محاولات تركيا التعامل مع الأزمة السورية عن بعد ومن خلال دعم مسلحي المعارضة السورية، وجد الجيش التركي نفسه مضطراً قبل قرابة العامين للدخول في عملية عسكرية برية ضد مسلحي تنظيم الدولة على الحدود السورية مع تركيا في عملية استهدفت بشكل غير مباشر أيضاً وحدات حماية الشعب الكردية. وتدريجياً وسع الجيش التركي انتشاره في شمالي سوريا حيث ما زال يتواجد في مناطق جرابلس ودابق والباب وقبل أسابيع بداً عملية انتشار واسعة في محافظة إدلب ضمن ما سمي باتفاق مناطق «عدم الاشتباك»، لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هدد مراراً بأنه جيشه يقترب من توسيع انتشاره ليشكل مناطق أخرى كثيرة في شمالي سوريا تسيطر عليها الوحدات الكردية أبرزها عفرين. ويقول محللون أتراك إن بلادهم سوف تسعى لإبقاء قواتها في سوريا حتى عودة الأوضاع هناك إلى الهدوء والاستقرار وتشترط بالدرجة الأولى عودة سلطة مركزية قوية في البلاد، حيث تعتبر أنقرة وجود قواتها في سوريا حاجزاً أمام تمدد الوحدات الكردية التي تسعى لوصل مناطق سيطرتها وإقامة كيان كردي منفصل، وهو ما ترى فيه خطراً استراتيجياً على أمنها القومي. قطر مع التقارب الكبير الذي حصل في العلاقات التركية القطرية في السنوات الأخيرة، جرى التوقيع على العديد من الاتفاقيات بين البلدين أبرزها كانت الاتفاقيات المتعلقة بالتعاون العسكري والدفاعي والتي قيل آنذاك إنها تشمل إقامة قاعدة عسكرية تركية سوف تكون بمثابة مركز لتدريب وتطوير قدرات القوات القطرية. وبالفعل جرى إنشاء هذه القاعدة وإرسال أعداد محدود من الجنود والعربات العسكرية إليها، لكن التطور الأبرز حصل بالتزامن مع الأزمة الخليجية مع قطر، حيث أرسل الجيش التركي عدداً أكبر من القوات الخاصة وأعداد من الدبابات والعربات المصفحة إلى القاعدة لا سيما مع الخشية من حصول تحرك عسكري خليجي ضد الدوحة، وقبل أيام أيضاً أرسل الجيش التركي مزيداً من الجنود والدبابات إلى القاعدة، حيث يتوقع أن يصل عدد القوات التركية في القاعدة إلى 3000 جندي. وتتمتع القاعدة العسكرية التركية في قطر بأهمية إستراتيجية كبيرة كونها تقع في قلب منطقة الخليج العربي، وتطل على الخليج العربي الذي يتمتع بأهمية سياسية وأمنية واقتصادية كبيرة، وعلى صعيد بناء تحالفات قوية مع دولة خليجية غنية ذات تأثير مهم بالمنطقة. الصومال بنت تركيا تحالفاً قوياً مع الصومال خلال السنوات الماضية، وبات الزائر للعاصمة مقديشو يرى في كل معالم العاصمة شيئاً يُظهر البصمة التركية، وذلك بعد أن قدمت أنقرة دعماً إنسانياً وبنت مستشفيات وشيدت شوارع العاصمة، وبنت مطار العاصمة الرئيسي وغيرها الكثير من المنشئات الحكومية والخدماتية. هذا التعاون تطور تدريجياً وصولاً للإعلان رسمياً عن إنشاء قاعدة عسكرية للجيش التركي في الصومال بداية العام الجاري، حيث جرى افتتاح القاعدة بحضور رئيس أركان الجيش التركي وذلك تحت ستار تولي تدريب وتأهيل قوات الأمن والجيش الصومالي الذي يواجه جماعات إرهابية في البلاد. وتتمتع القاعدة العسكرية في الصومال بأهمية كبيرة كونها تطل على خليج عدن وتعتبر الصومال بمثابة بوابة القرن الإفريقي، وهي محاولة من قبل أنقرة لوضع قدم في القارة السمراء الذي تصاعدت التدخلات الدولية فيها في السنوات الأخيرة، وسعت تركيا لتركيا الصومال محاولة عملية لصناعة نفوذ كبير في إفريقي على الصعيدين الاقتصادي والإستراتيجي وهو ما ظهر فعلياً قبل أيام في السودان. السودان قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أيام بزيارة وصفت بـ«التاريخية» إلى السودان، لاقى خلالها ترحيباً رسمياً وشعبياً ضخماً، وقبل أن تنتهي الزيارة أعلن أردوغان أن الرئيس السوداني عمر البشير وافق على «تخصيص» جزيرة سواكن التاريخية والتي تتمتع بأهمية جغرافية وسياسية إستراتيجية إلى تركيا. وعلى الرغم من أن الإعلان الرسمي ركز على أن الأمر يتعلق بنية تركية لتطوير الجزيرة التي كانت بمثابة مركز قيادة في الدولة العثمانية من الناحية الاقتصادية وتطويرها سياحياً، جرى الحديث بقوة في وسائل الإعلام التركية عن نية لإقامة قاعدة عسكرية وميناء عسكري تركي في السودان وأعلن وزير الخارجية التركي رسمياً أنه سيجري إقامة ميناء لـ«صيانة السفن العسكرية». وتتمتع الجزيرة والسواحل السودانية بشكل عام بأهمية إستراتيجية كبيرة من حيث إطلالتها على البحر الأحمر ومقابلتها للسواحل السعودية ومجاورتها لمصر. وفي الوقت الذي أثارت فيه هذه الأنباء مخاوف السعودية والإمارات ومصر بشكل غير مسبوق، حاول الرئيس التركي، الخميس، تهدئة مخاوف هذه الدول بنفي النية حالياً لإقامة ميناء عسكري، إلا أن ذلك لا يعني أن تركيا التي خصصت لها الجزيرة الإستراتيجية ستكون بمثابة موطئ قدم لها في السودان بغض النظر عما إذا أعلن عنها كقاعدة عسكرية أو قاعدة اقتصادية وسياحية. الجيش التركي يتواجد في 5 دول عربية تعرف على هذه الدول وأسباب التواجد وأهميته الجيوسياسية |
الحملة العالمية لمنع تسييس المشاعر في السعودية تطلق سلسلة «هل تعلم» لكشف انتهاكات الرياض Posted: 28 Dec 2017 02:11 PM PST جاكرتا ـ «القدس العربي»: أعلنت الحملة العالمية لمنع تسييس المشاعر في المملكة العربية السعودية أمس الخميس، عن إطلاقها سلسلة (هل تعلم) للتعريف بممارسات السلطات السعودية «التعسفية» ضد حجاج ومعتمري بيت الله الحرام. وحسب بيان صادر عن الحملة فإنها تسعى من خلال سلسلة (هل تعلم) إلى أن تكشف للرأي العام الدولي خاصة والأمتين العربية والإسلامية سلوك الرياض ضد الكثير من حجاج بيت الله الحرام لأسباب سياسية أو اختلاف بالرأي أو حتى لأسباب دينية طائفية. وتكشف سلسلة (هل تعلم) عن عدد من الحالات التي اعتقلت أثناء أداء شعائر الحج في العام 2017 وعدد من المعتمرين في شهر تشرين ثاني/نوفمبر الماضي بدعوى حديثهم بالسياسة داخل الحرم المكي ورفضهم سياسة المملكة. وكان معتمر من جنسية مصرية تم توقيفه بسبب حديثه عن حصار دولة قطر وجور السعودية والإمارات والبحرين في فرض حصار جائر على بلد إسلامي شقيق. وفور تلفظ المعتمر المصري بتلك الأفكار باغتته قوة أمنية سعودية بعد دقائق وتم إخراجه من الحرم لمكي ومنعه من استكمال شعيرة العمرة، بحيث تم اقتياده لمركز أمني وإخضاعه للتحقيق قبل الإفراج عنه. وفي بداية شهر كانون أول/ديسمبر الجاري تم اعتقال معتمر مغربي لعدة ساعات طويلة بسبب انتقاده «انهزامية» السعودية أمام الولايات المتحدة الأمريكية ودفع مئات المليارات لإدارة دونالد ترامب. وسيتم نشر معلومات بالصور والاحصائيات والأرقام بشكل دوري ضمن سلسلة (هل تعلم) يتم الحديث فيها عن ممارسات السعودية التي تستهدف زوار المشاعر المقدسة في الديار الحجازية الإسلامية. ومن ذلك كذلك تناول تعسف السعودية بحق مواطني دول لا تتفق معها سياسياً من خلال منعهم أو بتقييد ممارستهم الشعائر الدينية على أراضيها مثل جمهورية إيران الإسلامية أو دولة قطر ودول أخرى. كما تستهدف الحملة تسليط الضوء على ممارسات سعودية أخرى ضارة بأداء المسلمين شعائر الحج والعمرة مثل زيادة فرض الرسوم الإضافية على مكاتب الحج والعمرة، ومخاطر التشييد العمراني في مكة المكرمة. والحملة العالمية لمنع تسييس المشاعر في المملكة العربية السعودية هي حملة إسلامية تسعى لمنع المملكة من خلط سياستها بخدمتها للحرمين والأماكن الإسلامية المقدسة. كما أنها هي حراك عالمي يركز بشكل خاص على العالم الإسلامي والجاليات المسلمة في الغرب بما في ذلك أ ريكا واستراليا ونيوزيلاند، وتسعى لضمان حرية العبادة لكافة المسلمين على اختلاف توجهاتهم السياسية أو انتماءاتهم العرقية. وتعيد الحملة التأكيد على أن سياسات السعودية التي تحرم المسلمين من حرية العبادة تمثل مخالفة واضحة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة الذي وقعت عليه السعودية، وبشكل خاص المادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمادة 18 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. كما أنها تخالف إعلان الأمم المتحدة للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري. الحملة العالمية لمنع تسييس المشاعر في السعودية تطلق سلسلة «هل تعلم» لكشف انتهاكات الرياض |
السفير التركي في الدوحة: تدشين أول مصنع قطري للعتاد العسكري بدعم تركي قريباً Posted: 28 Dec 2017 02:11 PM PST الدوحة ـ «القدس العربي»: أعلنت مديرية التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع القطرية أن الأكاديمية العسكرية الملكية البريطانية «ساندهيرست» قامت بالتعاون مع كلية أحمد بن محمد العسكرية بتنفيذ تمرين وثبة المها (2017) لطلبة أكاديمية (ساندهيرست) خلال الفترة من 7 ـ 14 كانون الأول/ديسمبر الجاري، بميدان القلايل وذلك حسب مذكرة التفاهم للتعاون والشراكة بين كلية أحمد بن محمد العسكرية وأكاديمية (ساندهيرست). وأوضحت المديرية أنه «تم نقل القوة البريطانية جناح النقل في القوات الجوية الأميرية القطرية. وتم تنفيذ التمرين في دولة قطر». وحضر ختام التمرين من الجانب البريطاني كل من قائد مجموعة «ساندهيرست» اللواء الركن بول نانسن، والملحق العسكري في السفارة البريطانية في الدوحة العميد «جو» باتريك أودونيل، ومن الجانب القطري حضر قائد كلية أحمد بن محمد العسكرية العميد الركن عبد الله عبد الرحمن الكعبي ومساعد قائد الكلية العقيد الركن عبد العزيز صالح السليطي. وتأتي التمرينات المشتركة ضمن مناورات عسكرية مكثفة تقوم بها القوات المسلحة القطرية، والتي ازدادات كثافة منذ بدء الحصار المفروض على قطر، من قبيل المناورات العسكرية مع القوات المسلحة الأمريكية والفرنسية والبريطانية، والتركية، وصولا إلى ترتيب لمناورات عسكرية مرتقبة بين الجيشين القطري والسوداني، حسب ما أعلنه رئيس أركان الجيش القطري الجنرال غانم بن شاهين الغانم لصحيفة «التيار» السودانية (مستقلة)، مؤكدا استمرار التعاون العسكري بين البلدين لسنوات قادمة. وقال الغانم، للصحيفة إن «اللقاء الثلاثي الذي انعقد الاثنين الماضي، مع نظيريه التركي خلوصي أكار، والسوداني عماد عدوي، كان محض مصادفة، ودون ترتيب مسبق»، مضيفاً «لقد جمعنا القدر، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى». وإلى جانب المناورات العسكرية، أبرمت قطر صفقات عسكرية مهمة لشراء 24 طائرة رافال القتالية، إلى جانب صفقة لشراء 24 طائرة تايفون حديثة من المملكة المتحدة. وعلى الجانب الآخر، كشف سفير أنقرة لدى قطر في حوار لصحيفة «العرب» القطرية الخميس عن قرب الانتهاء من تشييد أول مصنع قطري لصناعة العتاد العسكري بدعم تركي، في الدوحة خلال شهرين أو ثلاث من الآن، مؤكداً في الوقت ذاته أن القاعدة العسكرية التركية بالدوحة تضمُ حالياً 3 وحدات للجنود الأتراك، ويطمح البلدان لاستيعاب 3 آلاف جندي تركي في القاعدة، بحسب ما تنص عليه اتفاقية التعاون العسكري المشترك بين البلدين. وقال السفير أوزر: «حالياً، تركيا تساهم بما تمتلكه من صناعة عسكرية لإنجاز مشاريع إنتاج مشتركة مع دول تربطها بها علاقات وتعاون مشترك، مثل دولة قطر.. وبين بلدينا تعاون وتنسيق مستمر في هذا الإطار، ونحن نتوقع خلال شهرين أو ثلاث من الآن أن يتم الإعلان عن تدشين أول مصنع قطري للعتاد العسكري في الدوحة، بدعم تركي، ما سيسمح بتوفير ما تحتاجه دولة قطر في مجال الدفاع الوطني، وتأمين احتياجاتها العسكرية». وأضاف: «تركيا لديها خبرات في مجال الصناعة الدفاعية، ونحن مستعدون لمساعدة قطر في هذا الإطار. هناك محادثات لتزويد قطر بقاذفات تركية، ومشروع مشترك حالياً في مدينة إزمير، يتمثل في مصنع لإنتاج الشاحنات الضخمة ومدرعات عسكرية». السفير التركي في الدوحة: تدشين أول مصنع قطري للعتاد العسكري بدعم تركي قريباً مناورات مشتركة بين كلية أحمد بن محمد العسكرية وأكاديمية «ساندهيرست» البريطانية إسماعيل طلاي |
نادي الأسير يوثّق اعتداء جنود الاحتلال على 3 أشقّاء ووالديهم وإزالة «شمعدان» نصبه المستوطنون على سطح الحرم الإبراهيمي Posted: 28 Dec 2017 02:10 PM PST رام الله – «القدس العربي»: اقتحم أكثر من مئة يهودي المسجد الأقصى في البلدة القديمة من القدس المحتلة عبر باب المغاربة، تحت حراسة شرطة الاحتلال وقواتها الخاصة. ونفذ المستوطنون جولات استفزازية في أرجاء المسجد، في حين تولى المصلون وحراس وسدنة المسجد مراقبتهم طوال الوقت لإحباط أي محاولة لإقامة طقوس وشعائر تلمودية داخل الأقصى. في غضون ذلك أصيب عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق، في المواجهات التي اندلعت في مخيم الفوار في الخليل جنوب الضفة الغربية. وفي الخليل كذلك نجحت الدائرة القانونية للجنة إعمار الخليل، وبعد المتابعات القانونية الحثيثة لدى المحاكم الإسرائيلية بإزالة الشمعدان الضخم الذي نصبه المستوطنون في الثالث عشر من ديسمبر/ كانون الأول الحالي على سطح الحرم الإبراهيمي الشريف. وكان المستوطنون بنصبهم لهذا الشمعدان يهدفون الى تهويد الحرم الإبراهيمي بالكامل وتحويله إلى كنيس للعبادة، ضاربين بعرض الحائط عروبته وإسلاميته وتاريخه العريق ومكانته الدينية السامية لدى المسلمين. واستغل المستوطنون المناسبات الدينية التلمودية التي يحتفلون بها للفت الأنظار نحو الحرم الإبراهيمي الشريف عبر نصب الشمعدان الذي يرمز إلى عيد الأنوار لديهم لكسب التعاطف وتحويل الحرم الإبراهيمي بالكامل إلى كنيس يهودي يحج إليه اليهود . يذكر أن الحرم الإبراهيمي الشريف كان قد تم انتزاع القسم الأكبر منه وتسليمه للمستوطنين على يد سلطات الاحتلال بناءً على قرارات وتوصيات لجنة «شمغار» التي تشكلت بعد المجزرة التي ارتكبها مستوطن عام 1994 .ومنذ ذلك التاريخ مارس المستوطنون وسلطات الاحتلال كل أشكال التعدي على الحرم الإبراهيمي وانتهاك قدسيته، حيث استبيحت قاعاته وساحاته لإقامة الاحتفالات الدينية والمناسبات الاجتماعية الخاصة بهم وكذلك رفع الأعلام الصهيونية على واجهاته وإعلان حكومة الاحتلال عن ضمه للائحة التراث اليهودي. كما تم تضييق الخناق على الزائرين والمصلين عبر إقامة بوابات إلكترونية تعرقل دخول المواطنين إليه . وفي شمال الضفة الغربية أصيب عدد من طلبة المدارس بالاختناق بالغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، إثر اندلاع مواجهات عقب مهاجمة مستوطنين لمدرسة بورين الثانوية المختلطة، جنوب نابلس. وهاجم 15 يهوديا من مستوطنة يتسهار، المدرسة بحراسة من جيش الاحتلال، أثناء تقديم الطلبة لامتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول، ما أدى لاندلاع مواجهات أدت لإصابة أحد الطلبة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في منطقة الخاصرة، فيما أصيب عدد من الطلبة بالاختناق. واضطرت إدارة المدرسة لإخلاء الطلبة وعدم إكمال تقديم الامتحانات، إثر إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع داخل حرم المدرسة، مشيرة إلى أن المستوطنين أقدموا على تكسير ثلاث مركبات للمعلمين في ساحة المدرسة، وان الاشتباكات تواصلت حتى وقت متأخر. كما اقتحمت قوات الاحتلال المنطقة الجنوبية لقرية مادما جنوب نابلس، وأطلقت قنابل الغاز باتجاه عدد من الشبان الذين كانوا في المكان، ما أدى لإصابة بعضهم بحالات اختناق. وفي السياق اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على دلال سلامة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح في بلدة حوارة أثناء مشاركتها في مسيرة سلمية. وهاتف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، سلامة للاطمئنان على صحتها بعد اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليها، وتمنى لها دوام الصحة والعافية. من جهة ثانية أعلن نادي الأسير الفلسطيني أن قوات الاحتلال اعتقلت 17 فلسطينيا من محافظات الضّفة الغربية، ما رفع عدد المعتقلين منذ اندلاع الاحتجاجات على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف في القدس عاصمة لإسرائيل في 6 ديسمبر الحالي، إلى 637 على الأقل، بينهم 174 قاصرا، و13 قاصرة، وثلاثة جرحى. كما وثق نادي الأسير الفلسطيني اعتداء جنود الاحتلال الإسرائيلي على ثلاثة أشقاء والتنكيل بهم، خلال عملية اعتقالهم من مخيم عايدة في محافظة بيت لحم، بالإضافة إلى الاعتداء على والديهم. جاء ذلك عقب زيارة محامية نادي الأسير جاكلين الفرارجة للمعتقلين الثلاثة في معتقل «عتصيون»، موضحة أن قوة مكونة من 50 جندياً مصحوبة بالكلاب البوليسية، اقتحمت منزل المعتقلين عبد الله (18 عاما)، وعلي (23 عاما)، ومحمود محمد حماد (19 عاما)، فجر أول من أمس، واعتدوا على والدتهم بدفعها لداخل المنزل، فيما قاموا بجر الأشقّاء الثلاثة ووالدهم من منزلهم في الطّابق الثاني وحتى الوصول بهم إلى الشارع. مضيفة أن جنود الاحتلال انهالوا على المعتقلين بالضرب المبرح بأعقاب البنادق، والدّوس عليهم بالأحذية العسكرية، وذلك قبل احتجازهم لساعتين، ونقلهم إلى مقر شرطة «بيتار عيليت» واحتجازهم فيها مكبلين لمدة 12 ساعة في البرد القارس، ثم نقلهم إلى معتقل «عتصيون». ولفتت المحامية إلى أن إدارة معتقل «عتصيون» حولت المعتقل محمود للعلاج، إلا أن الطبيب لم يقدّم له أي علاج يذكر. نادي الأسير يوثّق اعتداء جنود الاحتلال على 3 أشقّاء ووالديهم وإزالة «شمعدان» نصبه المستوطنون على سطح الحرم الإبراهيمي فادي أبو سعدي: |
المالكي: سنطلب من وزراء الخارجية العرب المقاطعة السياسية والاقتصادية لدول تنقل سفاراتها للقدس Posted: 28 Dec 2017 02:10 PM PST رام الله – «القدس العربي»: أكد رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني، أنه سيطلب رسميا من وزراء الخارجية العرب الخمسة الذين سيشاركون في اجتماع السادس من كانون الثاني/ يناير المقبل في الأردن، تنفيذ قرارات قمة عمان عام 1980 التي تضمنت المقاطعة السياسية والاقتصادية للدول التي تنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس. وأشار في حديث للإذاعة الفلسطينية الرسمية، إلى أن الاجتماع المرتقب سيبحث آلية التحرك في عدد من العواصم الدولية لحثها على الضغط على أمريكا للتراجع عن قرارها بشأن القدس، وإصدار بيانات واضحة وحازمة لمنع أي دولة من أن تحذو حذو واشنطن باتخاذ هكذا خطوة. وأضاف انه في حال أقدمت الدول العربية مجتمعة على مقاطعة غواتيمالا أولا، التي أعلنت أنها ستنقل سفارتها، فإن هذا القرار سينعكس على الأوضاع المالية فيها لكونها تصدر 90% من الهال للدول العربية سنويا. وقال المالكي إنه يجري العمل حاليا بتعليمات من الرئيس محمود عباس بالتواصل مع الدول التي تسعى إسرائيل لحثها على نقل سفارتها، للحيلولة دون ذلك، في إشارة للتواصل مع مجموعة دول عدم الانحياز والاتحاد الأفريقي، مؤكدا أن عددا منها وعد أنها لن تنقل سفارتها للقدس، فيما يتعرض عدد آخر منها لضغوط أمريكية وإسرائيلية هائلة. وعلى الصعيد الدولي أكد أن القيادة في انتظار اللحظة المناسبة بعد انتهاء أعياد الميلاد المجيدة للتقدم مجددا بطلب عضوية كاملة لفلسطين في الأمم المتحدة، لا سيما أنه سيكون هناك مجلس أمن جديد بداية العام المقبل بانضمام مجموعة 5+1 ما يعني ست دول جديدة. وأشار المالكي إلى ضرورة بدء التشاور مع هذه الدول لضمان الحصول على تسعة أصوات في مجلس الأمن لضمان مرور القرار، وأنه في حال كان هناك فيتو أمريكي فإنه سيتم بحث آليات أخرى. وفي السياق طالبت حركة فتح، دولة غواتيمالا بالتراجع عن قرارها بشأن نقل سفارتها من تل ابيب إلى مدينة القدس المحتلة، وبعدم الامتثال للضغوطات الإسرائيلية والأمريكية. وشددت في بيان نشرته مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية للمتحدث باسمها، عضو مجلسها الثوري أسامة القواسمي، على أن هذا الإجراء إن تم فإنه يمثل اعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني في عاصمتهم القدس وأرضهم وفقا للقرارات والقانون الدوليين. وحث دولة غواتيمالا على عدم مشاركة وتشجيع دولة الاحتلال الإسرائيلية وأمريكا في انتهاكهما للقانون الدولي، وممارسات دولة الاحتلال العنصرية ضد الشعب الفلسطيني، الذي يناضل من أجل الحرية والاستقلال، وزوال الاحتلال الاستعماري العنصري عن أراضي دولته المعترف بها وعاصمتها القدس. وخاطب الشعب والحكومة الغواتيمالية بقوله: هل تقبلون لدولة في العالم أن تعترف بعاصمتكم والتي هي جزء من أراضي دولتكم، لصالح دولة أخرى؟ وهل تقبلون بدولة ما أن تحتل أرضكم وعاصمتكم وتعتقل شبابكم وأطفالكم، وتقتل كل من يصرخ مطالبا بالحرية والاستقلال؟. وقال: إن الأجوبة الواضحة بـ«لا» تحتم عليكم التراجع عن القرار المتعلق بنقل السفارة إلى القدس، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع ضد الاحتلال الإسرائيلي الاستعماري العنصري، لأنها عاصمة دولة فلسطين وفقا للقانون والشرعية الدوليين. وطالبت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، هي الأخرى باتخاذ «قرار جماعي وملزم» للدول الأعضاء، يقضي بفرض «المقاطعة الاقتصادية» على كل دولة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، أو نقل سفارتها إليها. ودعت في بيان لها منظمة التعاون الإسلامي لـ «اللجوء إلى المقاطعة الاقتصادية» كإجراء مؤثر ضد أي دولة تعترف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل. وأشادت الجبهة بموقف الرئيس البوليفي إيفو موراليس، الذي انتقد قرار رئيس غواتيمالا نقل سفارة بلاده إلى القدس، بعد أن صوتت بعثته في الأمم المتحدة لصالح القرار الأمريكي اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل. وقدرت عالياً كلام إيفو موراليس الذي اعتبر قرار حكومة غواتيمالا نقل سفارتها إلى القدس بمثابة «بيع كرامتها مقابل التعاون مع الإمبريالية الولايات المتحدة». وضمت الجبهة صوتها إلى صوت دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية، الذي دعا الدول العربية والمسلمة لمقاطعة استيراد «الهال» من غواتيمالا، إلى أن تعود عن قرارها بنقل سفارتها إلى القدس. وأوضحت أن غواتيمالا تعتبر المصدر الرئيسي لحبوب الهال في العالم، وأن معظم صادراتها في هذا المجال تذهب إلى الدول العربية والمسلمة بأكثر من 400 مليون دولار. وذكرت الجبهة أن الرئيس السابق لغواتيمالا راميرو دي ليون كاربينو، كان قد اتخذ القرار نفسه بنقل سفارة بلاده إلى القدس، لكنه تراجع عنه عندما أعلنت الدول العربية والمسلمة إغلاق أبوابها أمام السوق الغواتيمالية؛ ونوهت إلى ما جاء في بيان لدائرة شؤون المغتربين، من «ردود فعل كبيرة» لفعاليات سياسية واقتصادية في غواتيمالا ضد موقف حكومة جيمي موارليس من قضية القدس، واعتبرته يلحق الضرر بمصالح البلاد، خاصة في علاقاتها مع الدول العربية والمسلمة. يشار إلى ان غواتيمالا كانت من ضمن الدول التسع التي صوتت ضد القرار الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويلغي قرار الرئيس الأمريكي تجاه مدينة القدس، وعقب ذلك أعلن رئيس غواتيمالا أنه أصدر أمراً بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، كاعتراف منه بالقدس عاصمة لإسرائيل، على غرار ما فعله ترامب. ولاقى القرار إشادة كبيرة من قادة تل أبيب، خاصة وأنه جاء بعد مرور ثلاثة أسابيع على توقيع الرئيس الأمريكي ترامب على قراره المماثل. وسبق أن دعت الفصائل الفلسطينية إلى تنظيم احتجاجات قوية أمام سفارات الدول التي تساند الإدارة الأمريكية في قراراتها ضد القدس، وإلى ضرورة مقاطعة الدول العربية أمريكا اقتصاديا، وطرد سفراء إسرائيل من الدول العربية والإسلامية. المالكي: سنطلب من وزراء الخارجية العرب المقاطعة السياسية والاقتصادية لدول تنقل سفاراتها للقدس فتح تدعو غواتيمالا إلى التراجع عن قرارها بشأن القدس |
حدود غزة .. هدوء حذر لـ «منع الانفجار» وطرفا المعادلة لا يرغبان بالتصعيد العسكري Posted: 28 Dec 2017 02:10 PM PST غزة ـ «القدس العربي»: تشهد حدود قطاع غزة القريبة من إسرائيل في هذه الأوقات هدوءا حذرا، توقفت بموجبه خلال الأيام الماضية ما تعرف بـ «عملية تنقيط الصواريخ» من جهة غزة على بلدات الغلاف، في مشهد عكس عدم رغبة أي من الطرفين المسيطرين على الوضع (حماس وإسرائيل)، في التصعيد حاليا. وبالرغم من استمرار المواجهات الشعبية على الكثير من نقاط التماس بين غزة وإسرائيل، منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، رفضا لقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة تجاه مدينة القدس، وما تسفر عنه من سقوط شهداء وجرحى في صفوف المتظاهرين، إلا أن أي عملية إطلاق صواريخ محلية الصنع من غزة على بلدات إسرائيل الحدودية، لم تسجل منذ أسبوع، على خلاف بداية المواجهات التي شهدت عملية «تنقيط للصواريخ»، أزعجت إسرائيل وسكان بلدات الحدود، ودفعت جيش الاحتلال الذي لوح باستخدام «قوة الردع»، والقصد بها شن حرب جديدة، إلى ضرب العديد من أهداف المقاومة المسلحة في القطاع. وخلت الأيام الماضية من هجمات جوية إسرائيلية على مواقع المقاومة، في حين لم تسجل أي هجمات صاروخية من جهة غزة على بلدات الغلاف. وتشير معلومات لم يخفها عدد من مسؤولي الفصائل الفلسطينية في غزة، أن هناك توافقا على إدارة المعركة الحالية مع إسرائيل عن طريق «المقاومة الشعبية»، من خلال «أيام الغضب والمواجهات» لإبراز الغضب الفلسطيني تجاه القرارات التي تنتقص من حقوق الفلسطينيين الكاملة في مدينة القدس، مع إبقاء الخيارات الأخرى جميعها متاحة «وقت الحاجة» إليها، بما فيها الخيار المسلح. وحسب ما قالته مصادر لـ «القدس العربي» فإن قيادة الفصائل في غزة ناقشت باستفاضة سبل «تأجيج» المواجهات مع الاحتلال، وإبراز «حجم التآمر» الأمريكي على القضية الفلسطينية، من خلال تنظيم وقفات احتجاجية أمام المقرات الدولية في غزة، مع التركيز في الوقت ذاته على فتح قنوات اتصال مع جهات عربية ودولية مؤثرة، لتنظيم احتجاجات مماثلة، للتصدي لقرارات ترامب. وعلى المستوى الداخلي، ضمن خطة التحرك الفلسطينية الشعبية التي لا تختلف عليها الفصائل الفلسطينية، فإن هناك إدراكا كبيرا لحجم المخططات الإسرائيلية، من خلال ابتداع مواقف جديدة، من أجل حرف الأنظار عن «معركة القدس العاصمة»، عبر الدخول في «مواجهة عسكرية» حتى لو كانت محدودة الأماكن والوقت. ويتردد في هذا السياق أن مصر بصفتها راعي اتفاق التهدئة الأخير الذي وقع بموافقة الفصائل الفلسطينية في القاهرة صيف عام 2014، تدخلت مؤخرا من أجل «تهدئة الميدان»، كما ذكرت المصادر لـ «القدس العربي»، ووقف عمليات إطلاق الصواريخ المتفرقة من القطاع، تجاه البلدات الإسرائيلية. وتخلل الاتصالات تشديد فلسطيني قوي حمل لغة «التحذير» لإسرائيل، من مغبة القيام بأي عمل يكسر «قواعد الاشتباك» المتعارف عليها، بعد الحرب الأخيرة على غزة التي أرست التهدئة الحالية، التي تنص على وقف الهجمات المتبادلة، وهو أمر أعلنته صراحة «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة حماس في بيان رسمي، حين توعد إسرائيل بـ «دفع الثمن» لكسر «قواعد الاشتباك مع المقاومة في غزة»، وقال منذرا «سيثبت قادم الأيام للعدو عظيم خطئه وسوء تقديره لإرادة وتصميم المقاومة»، وكان ذلك ردا على قصف إسرائيل موقعا عسكريا أدى لاستشهاد ناشطين من القسام في غزة، بعد أسبوع من المواجهات الشعبية التي تشهدها الحدود.غير أنه رغم تدخل الوسيط المصري، وعودة الهدوء النسبي إلى «جبهة غزة» لم يمنع ذلك فصائل المقاومة المسلحة في غزة من أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، في هذه الأوقات، حيث يتردد في هذا الشأن أن هذه الفصائل جعلت الكثير من وحداتها على أهبة الاستعداد، تحسبا لأي طارئ، وقد بدا ذلك جليا من خلال تدريبات ومناورات عسكرية، كان آخرها المعلن لكتائب أبو علي مصطفى، الجناح المسلح للجبهة الشعبية. وفي الجانب الآخر، كان المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، رونين منليس، قد أعلن أن الأوضاع في قطاع غزة «قابلة للانفجار»، لكنه شدد في الوقت ذاته على وجوب التعامل معها بحزم «دون تدهورها إلى حالة حرب». ونقل موقع «والا» العبري، عنه القول إن حماس اختارت عدم تدهور الأوضاع لـ «حالة تصعيد»، مضيفاً أن «إسرائيل لن تقبل المساس بسيادتها تحت الأرض وفوق الأرض». وحسب منليس، فإن السنوات الثلاث التي تلت الحرب على غزة عام 2014 «كانت الأكثر هدوءا في تاريخ إسرائيل»، مؤكداً على أن هناك «تحديا وتهديدا أمنيا دائما في قطاع غزة»، مؤكدا وجود «مصلحة إسرائيلية» في عدم تدهور الأوضاع في غزة لـ «حالة تصعيد عسكري». وكان بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية، قد قال أول من أمس حين عقب على الأوضاع على «جبهة غزة» بالقول «الهدوء في غزة يعتمد على غزة نفسها»، مضيفا «لن نسمح بتصعيد من حماس أو أي كيان إرهابي آخر، وسنستخدم كل وسائل الدفاع عن سيادتنا وأمننا». وناقش المجلس الوزاري الإسرائيلي الأمني المصغر قبل أيام إمكانية توفير حلول من شأنها تخفيف أزمة القطاع، لمنع التصعيد العسكري، وطلب نتنياهو من رئيس المجلس الأمن القومي الإسرائيلي صياغة مخطط خلال ثلاثة أسابيع بشأن ذلك، خاصة أن المجلس أوضح أن الأوضاع في غزة صعبة، وأن إسرائيل يمكن أن تتحمل الثمن «إذا ما خرجت الأوضاع عن السيطرة». ومن باب الخشية في إسرائيل من تدهور الوضع رغم عودة الهدوء خلال الأيام الماضية، يقوم جيش الاحتلال بين الحين والآخر بإجراء تدريبات عسكرية، لجعل قواته على أهبة الاستعداد لمواجهة أي طارئ. ويعاني سكان غزة المحاصرة كثيرا من انهيار البنى التحتية، مع استمرار أزمة الكهرباء التي تصل للسكان لمدة أربع ساعات وصل يوميا، علاوة عن تدهور الوضع الاقتصادي بفعل الحصار الإسرائيلي الممتد منذ 11 عاما، وما نجم عنه من ارتفاع كبير في نسب الفقر والبطالة. وفي إسرائيل وقبيل مناقشة المجلس الوزاري المصغر، الأوضاع على جبهة غزة، وخروجه بتوصيات لنزع فتيل الأزمة، كان سكان الحدود المحاذية لقطاع غزة عبروا عن خشيتهم من اندلاع حرب أخرى، لا سيما وأنهم يشعرون بالهدوء الذي تمتعوا به منذ انتهاء الحرب الأخيرة على قطاع غزة عام 2014، ونقلت عنهم تقارير عبرية القول خلال الأيام الماضية إن هذا الهدوء اقترب من الانتهاء. يشار إلى أن الحرب الأخيرة على غزة، أدت إلى إحداث تدمير كبير في القطاع، فأوقعت نحو 2200 شهيد، وإصابة أكثر من 11 ألف فلسطيني بجراح، علاوة على هدم قوات الاحتلال عشرات آلاف المنازل كليا وجزئيا، حيث لا تزال آثار هذه الحرب التي انتهت قبل أكثر من ثلاث سنوات قائمة حتى اللحظة. وفي إسرائيل أجبرت تلك الحرب سكان مناطق الغلاف على البقاء في الملاجئ أو الهروب إلى مناطق الوسط والشمال، بفعل هجمات المقاومة المسلحة، والتي تمكنت من ضرب وسط إسرائيل بالصواريخ. حدود غزة .. هدوء حذر لـ «منع الانفجار» وطرفا المعادلة لا يرغبان بالتصعيد العسكري اشرف الهور: |
«القدس العربي» تنفرد بنشر ملف المعارضة لـ «أستانة 8» حول مجزرة «آل عساف» التي ارتكبتها روسيا في ريف حمص Posted: 28 Dec 2017 02:09 PM PST دمشق – «القدس العربي»: في اجتماعات «أستانة 8» بقي ملف لم يكشف عن تفاصيلها حيث تخوف وفد موسكو المشارك من تسلم ملف مجزرة «آل عساف»، من اللجنة العسكرية في وفد المعارضة السورية. المجزرة راح ضحيتها 44 شخصاً من عائلة واحدة بينهم 29 طفلاً، و13 امرأة، وشابان، جميعهم من عائلة واحدة، قضوا بقصف روسي على بلدة الغنطو، في ريف حمص. «القدس العربي»، حصلت بشكل حصري على ملف المجزرة، المؤلف من 7 صفحات، ويتضمن موجزاً عن استهداف ملجأ للمدنيين مرفقاً بشهادات ميدانية، ودعوى من ولي الضحايا، عبد المعطي عباس عساف، ضد القيادة الميدانية الروسية. ويشتمل الملف على توثيقات كاملة عن المجزرة والملجأ الذي تم استهدافه، وأسماء ضحايا المجزرة وشهادات مدنية من الأهالي وعسكرية من ضباط منشقين عن النظام، تثبت أن المجزرة نفذت بغارة للقوات الجوية الروسية. ووفقاً للملف، فقد قامت قوات النظام والقوات الروسية في الخامس عشر من شهر تشرين الأول باستهداف ملجأ للمواطنين المدنيين في بلدة الغنطو، حيث نفذت قوات الجو الروسية غارتين، الأولى استهدفت منزلاً في قرية الغنطو اتخذته عائلة عساف مأوى لها، ما تسبب بمقتل أفراد العائلة وجميعهم من المدنيين، بينهم 29 طفلا و13 امرأة، والضحايا كافة هم أقرباء قائد «حركة تحرير الوطن» والذي كان حينها في جبهات القتال، ثم عاد لينتشل جثث ضحايا عائلته الـ 44. القوات الروسية استخدمت في استهدافها لقبو المنزل المذكور، حسب الملف، القنابل الفراغية. وحسب شهادة الناشط الإعلامي، أبو راتب الحمصي، وهو أحد الشهود العيان على ما حدث فإن «الطائرات الروسية لم تغادر سماء المنطقة ذلك اليوم منذ الصباح حوالي الساعة التاسعة». وأضاف: «استهدفت طائرة حربية بصواريخ مبنى سكنياً شمالي القرية، احتمى فيه عشرات الأشخاص من القصف المتواصل على الأحياء السكنية، والعائلة الموجودة في ذلك المبنى الذي تم استهدافه من آل عساف من سكان البلدة ومعظم المتواجدين فيه من الأطفال والنساء». طبقاً للمصدر «كان الصاروخ شديد الانفجار وتسبب بمقتل كل من في البناء إضافة إلى بعض الماشية بجوار المبنى، كذلك هدمت خمسة منازل مجاورة للمبنى». وتابع:»معظم الضحايا من أقاربي وبعض الجثث بقيت تحت الأنقاض، نظراً للقوة التدميرية الكبيرة للصواريخ المستهدفة للمبنى المذكور». أشلاء الضحايا شهادة معتصم صويص، (شاهد على المجزرة) تتقاطع مع ما سبق، إذ قال: «في صباح الخامس عشر من تشرين الأول 2015 أعلنت مكبرات الصوت في مسجد القرية منذ الصباح بضرورة إخلاء الشوارع من الناس بسبب دخول أربع طائرات حربية روسية أجواء الريف الشمالي لمدينة حمص». وأضاف: «عندما صعدت إلى أحد الأبنية وبدأت التصوير دخلت طائرة حربية روسية أجواء القرية (الغنطو) من الجهة الشمالية، كانت تحلق على ارتفاع عال جداً ثم انحرفت باتجاه الأرض وألقت صاروخين على الطريق الواصل بين قرية الغنطو ومدينة تلبيسة، وبعدها بدأت راجمات الصواريخ التابعة لقوات النظام ومتمركزة في سوق الغنم بالرمي باتجاه القرية وأحيائها السكنية». وتابع: «عندما توجهت إلى مكان رمي الطيران كان منظر الجثث مروعاً وأشلاء الأطفال والنساء في كل مكان، سقط أحد الصورايخ على ملجأ بسيط التجهيز احتمى فيه ما لا يقل 50 شخصاً من عائلة آل عساف وعلى مدار يومين استطعنا انتشار نحو عشرين جثة من تحت الأنقاض معظمها أشلاء، ولا يوجد في منطقتنا أي تواجد لتنظيم «الدولة» إن أرادت روسيا التذرع بذلك وتبرير قصفها». العقيد الركن فاتح حسون، رئيس اللجنة العسكرية في وفد المعارضة في أستانة قال لـ «القدس العربي» : «رغم تسلم الوفد الروسي ملف مجزرة الأتارب، وكذلك ملف مجزرة معرشورين، إلا أنه وبإصرار رفض أن يستلم ملف مجزرة آل عساف، وكأنه يخشى الملف تماماً». ووفق المصدر «شارك بالرفض عدد من أعضاء الوفد الروسي بذريعة أنها حدثت في 2015، وليست في فترة مؤتمرات أستانة، بالرغم ان الروس قد استلموا سابقاً في استانا 6 و7 ملفات جرائم ارتكبت في الـ 2015 تتعلق باستخدام الكيميائي بما فيها مجزرة خان شيخون، وجرائم التغيير الديموغرافي والتهجير القصري وجرائم ميليشيات الأسد والميليشيات الشيعية بما فيها 33 مجزرة موثقة وهو ملف من حوالي 90 صفحة». الوفد الروسي، طلب من اللجنة العسكرية للمعارضة، بأنهم في حال كانوا «مصرين على تسليم الملف لجهة، عليهم أن يسلموه في جنيف للأمم المتحدة»، تبعاً لحسون الذي أكد أن هذا الرد جاء رغم «إعلامنا إياهم أن الملف يتضمن شكوى من ولي الضحايا على القيادة الروسية في سورية للرئيس فلاديمر بوتين نفسه ، لكنهم أصروا على رفض استلامه». بعد الرفض الروسي لتسلم الملف، سلّم الوفد العسكري خلال جلسته مع فريق المعبوث الدولي ستيفان ديمستورا الملف لإجراء المقتضى القانوني. وجزم أن «هذا الملف كفيل بتجريم قائد القوى الجوية الروسية حينها وكذلك الطيار، وقائد القوات الروسية في سورية، خاصة أن من قام بالمجزرة هو الطيران الروسي وليس طيران النظام». إقالة قائد روسي وبين أن هناك «شكاً في أن قائد القوى الجوية الروسية تمت إقالته بسبب هذه المجزرة، حيث أصدر بوتين في الشهر التاسع من العام الحالي، قراراً بإقالة الفريق أول فيكتور بوندرايوف من منصبه، وتسريحه من الخدمة العسكرية». وحول تأخر الاقالة حتى عام 2017 بعد مضي نحو عامين على المجزرة، قال حسون «حتى أخذ الملف طريقه في لجنة التحقيق الدولية» مضيفاً أن «الملفات التي تسلم للروس وللأمم المتحدة في الأستانة على درجة خطيرة من حيث التوصيف القانوني، مما جعل الروس دوماً في حالة ارتباك شديد محاولين رفض استلام الملفات ووضع اللوم على النظام السوري فقط، وإنهاء مداخلاتهم حول هذه الملفات وتبرير ذلك «بأنهم لا يقبلون أي جريمة حرب من أي طرف كان، وبأنهم سيشكلون لجان تحقيق في ذلك». وأكد أن ذات الملفات تسلمها اللجنة العسكرية للمعارضة إلى لجنة التحقيق الدولية المستقلة الخاصة بسوريا المشكلة بموجب قرار من مجلس الأمن. «القدس العربي» تنفرد بنشر ملف المعارضة لـ «أستانة 8» حول مجزرة «آل عساف» التي ارتكبتها روسيا في ريف حمص وفد موسكو رفض تسلمه… وشكوك في إقالة قائد القوات الجوية الروسية بسببها هبة محمد |
تعثر مالي وظروف سياسية وراء احتجاب صحيفة «الاتحاد» بعد شهرين على عددها الاول Posted: 28 Dec 2017 02:09 PM PST بيروت- «القدس العربي» : لم يطل عمر صحيفة «الاتحاد اللبناني» أكثر من شهرين، فقد قرّرت الاحتجاب عن الصدور بشكل مفاجئ بعدما أبلغت الصحافيين والعاملين لديها بقرار التوقف الذي عزته إلى اسباب مادية وسياسية. وفي ظل حال البلبلة والامتعاض الذي تسبّب به قرار الاحتجاب لدى الصحافيين الذين تركوا أعمالهم للالتحاق بوظيفتهم الجديدة، نشرت الصحيفة على صفحتها الاولى في عددها الاخير أمس الخميس تحت عنوان «الاتحاد تحتجب» ما يلي «تعتَـذِرُ إدارةُ جريدة «الاتحاد اللبناني عن قرار التوقف عـن الصدور بسبب التعثر المالي وبعض الظروف السياسية الخاصة. ويُشَرِّفُ «الاتحاد» أنها بنت جمهوراً واسعَ الانتشار خلال فترة شهرين من الصدور. وتأسفُ لعدم استطاعتِها تطوير هذا المشروع الذي ننتمي نحن وكتابنا وقراؤنا إليه». واضافت «كنا نتمنى أن نستفيد من حرية غامرة لهذا الوطن لبنان، أكثر وأكثر. إلا أن الظروف القاهرة التي ذكرنا أعلاه كانت أكبر من قدرتنا على الاستمرار.نشكر كل من دعم وكتب وقرأ «الاتحاد»، مع فائق التقدير». وعلمت «القدس العربي» أن قرار الاحتجاب له علاقة باستقالة مدير التحرير حسين أيوب الذي أتى من صحيفة «السفير» مع مجموعة من الزملاء بينهم كلير شكر وملاك عقيل وايلي الفرزلي وعماد مرمل الذي عمل لفترة قصيرة في جريدة «الديار» قبل أن يطرده رئيس التحرير شارل أيوب بعدما علم بالتحضير لانتقاله إلى «الاتحاد». وقد أدّت انتكاسة صحية إلى تغيّب رئيس تحرير الصحيفة وناشرها مصطفى ناصر عن المكاتب لاسبوعين، في وقت أن الداعمين للصحيفة غير متحمسين للاستمرار بتمويل الصحيفة في ظل ما تعانيه من مشاكل ادارية. وكانت الصحيفة اتخذت مقراً لمكاتبها في شارع المصارف الشهير في وسط بيروت وهو المكان الاغلى ثمناً قرب المقار الرسمية والوزارات والمصارف. ونشرت « الاتحاد « في عددها الأول في 23 تشرين الأول الفائت مقابلة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري يقول فيها « أنا ونصرالله إنسان واحد في جسدين «. وكان مصطفى ناصر أكد في حديث صحافي قبل صدور «الاتحاد» «أن «المشاكل التي تعاني منها الصحف لم تدفعها إلى الإغلاق. وأنه رغم الظروف المالية للرئيس سعد الحريري لم توصد المستقبل أبوابها. النهار بقيت بصعوبة رغم وفاة عميدها غسان تويني ونجله جبران. لم يقل لنا أحد لماذا أغلقت صحيفة السفير؟». وسأل «من لا يعاني من صعوبات؟ وليس كل صعوبة تدفع مؤسسة للإغلاق. أنا اعتبر أن كل مرحلة تحتاج لمؤسسات توضح الصورة وتعبّر عنها». واتخذت الصحيفة خطاً سياسياً قريباً من خط «المقاومة» بحسب ناصر الذي قال «نحن صحيفة ستعبّر عن معطيات المرحلة، والتي يأتي على رأسها المعركة الدولية والعالمية التي تدور في المنطقة وفي أكبر ساحاتها سوريا، بين خطين: الخط الأمريكي وحلفائه في المنطقة، وخط المعارض للأمريكي (المقاوم) وحلفائه»، مضيفاً «نحن لسنا إلى جانب المقاومة، نحن مقاومة، وإن لم نكن مع المقاومة لا نكون». تعثر مالي وظروف سياسية وراء احتجاب صحيفة «الاتحاد» بعد شهرين على عددها الاول مصطفى ناصر تخلّى عن مشروعه…وبلبلة بين الصحافيين سعد الياس |
مسؤول أممي: النظام يستخدم إجلاء أطفال الغوطة المصابين كوسيلة للمساومة Posted: 28 Dec 2017 02:09 PM PST أنقرة – من عائشة أقطاش: قال يان إيغلاند، مستشار المبعوث الدولي للأمم المتحدة إلى سوريا، إنّ نظام الأسد يستخدم مسألة إجلاء الأطفال المصابين والمرضى من الغوطة الشرقية بريف دمشق، كوسيلة للمساومة. وأوضح في تصريح لشبكة «بي بي سي» البريطانية، أنّ نظام بشار الأسد، يعرض مطالبه على المعارضة المسلحة، مقابل السماح بإجلاء الأطفال المرضى والمصابين من الغوطة. وذكر إيغلاند أنّ المعارضة السورية وافقت في وقت سابق على إخلاء سبيل رهائن النظام، مقابل إجلاء الأطفال المرضى من الغوطة، معرباً في هذا السياق عن أمله في أن تتكلل هذه الاتفاقية بنتائج مرضية. وتابع المسؤول الأممي قائلاً: «ليس جيداً استخدام الأطفال كورقة مساومة في الحروب، فالأطفال يحق لهم الخروج من الغوطة للعلاج، وعلينا أن نعمل من أجل ذلك». وأضاف: «في الغوطة لا توجد إمكانات طبية تكفي لعلاجهم، وخلال الحرب الدائرة في سوريا، قُتل الكثير من الأطباء، ودمّرت المستشفيات». يشار إلى أنّه تمّ إجلاء 4 أطفال أمس الأول الثلاثاء، و12 يوم أمس الأربعاء، ومن المنتظر أن يتم إجلاء 13 آخرين اليوم الخميس. ويعيش نحو 400 ألف مدني بالغوطة الشرقية، في ظروف إنسانية مأساوية، جراء حصار قوات النظام السوري على المنطقة والقصف المتواصل عليها. ومنذ قرابة 8 أشهر، شدّد النظام السوري بالتعاون مع ميليشيات إرهابية أجنبية، الحصار على الغوطة الشرقية، وهو ما أسفر عن قطع وصول جميع الأدوية والمواد الغذائية إلى المنطقة. وحتى أبريل/ نيسان الماضي، كان سكان الغوطة يدخلون المواد الغذائية إلى المنطقة عبر أنفاق سرية وتجار وسطاء، غير أن النظام أحكم في وقت لاحق حصاره على المدينة. (الأناضول) مسؤول أممي: النظام يستخدم إجلاء أطفال الغوطة المصابين كوسيلة للمساومة |
اللاوعي والزمان والحكي Posted: 28 Dec 2017 02:08 PM PST وجّه لي أحد الباحثين سؤالاً معلِّقا على المقال السابق، وهو كالآتي: «أسألكم عن مصير اللاوعي في مواجهته الزمن والسرد؟». وفضَّلت بدلاً من الردّ المباشر أن أخصِّص مقالاً للإجابة عن المطلوب. وكان عليّ في الوقت نفسه أن أبيِّن المشكلات التي يثيرها السؤال: أوَّلاً، لا بدّ للإجابة أن تكُون في نطاق موضوع الهوية الذي أشتغل عليه. ثانيا، أفضل الحديث عن اللاوعي والحكي، لأن مقولة السرد ليست إجناسيّة. ثالثا، بسط المشكلات التي تُثار في صدد اللاوعي والزمان. لا نحتاج إلى تعريف اللاوعي؛ فهناك ما لا حصر من الأدبيات التي توضِّحه. وسنكتفي بالوقوف عند المشكلات التي يُثيرها غبَّ تأمّله، ولا يهمّ ـ هنا ـ دحض صلاحيته من قِبَل عديد من الفلاسفة، وعلماء النفس ذاتهم، بقدر ما يهمّ تفكُّر علاقته بالزمان والحكي؛ ثمّ ارتباط هذه العلاقة بالهوية. خلص أغلب من نظَّروا للاوعي إلى القول بعدم زمانيته، بخلاف الوعي الذي يكتسي مظهرا زمانيّا؛ فكلّ ما ندركه ـ سواء أكان خارجيّا (الأشياء والموضوعات الموجودة في العالم) أم كان داخليّا من قبيل ما نخرجه من عواطف ـ ومشاعر وأفكار) ـ يندرج في الوعي. وقد أكَّد فرويد لازمانية اللاوعي؛ حيث عدَّه شبيها بالحلم الذي تُخرق فيه قوانين الزمان ولا يخضع للتعاقب. وإذا كان لاكان قد حاول وفق مفهومه للزمان المنطقيّ الربط بين اللاوعي والحد الذي يؤدِّي إلى تحوّل البينة، لا الواقعة التي تشير إلى التحول داخل البنية فإنّ هناك امتدادا زمانيّا بين التحوّلِ (الذي يترتَّب عليه نشوء المكبوت) وانبثاقِه الرمزيّ عبر الدوال التي تكتسب مدلولات مُغايرة لمدلولاتها الحقيقيّة. ويمكن تفكُّر قياس هذا الامتداد زمانيّا؛ وهو قياس موجود في النظرية النفسية ذاتها، التي تحدِّد بداية حدوث التحوّل بجعله محدَّدُا في الزمان الطفوليّ الذي يتّصل بشرْخ محوِّل في البنية العائليّة (الأب ـ الأمّ ـ الأخت ـ الأخ). كما أنّ انبثاق اللاوعي مخالف لنشوئه الأوليّ، إذ يتعدَّد ظهوره، ويأخذ صورا كنائيّة مستحوِذة ومتكرِّرة. وقد جُعل أيضا في هيئة توسّط؛ حيث وُضع بين زمانية الذات (زمان التطلّعات، والأعمال، وعلاقة الرغبة بموضوع ما) وذاتية الزمان (الزمان الداخليّ ـ النفسيّ) والزمان الكوسمولوجيّ. بيد أنّ اللاوعي لا يأخذ ـ في هذا التحديد ـ هيئة وضع طوبولوجي من نظام التذكّر والنسيان فحسب (سيلفيا ليبّي)، بل هيئة وضع في الزمان أيضا؛ لأنّ القول بطوبولوجيته فقط يُسقطنا في سوء الفهم؛ فلا مكان بدون زمان والعكس وارد أيضا. يُضاف إلى هذا أنّ أيّ تحوّل من نمط الحدث لا ينفلت من الزمان (التزمّن)، كما أنّ تعبير اللاوعي عن نفسه يتمّ في الزمان، وبوسائل تتضمّن في بنيتها الزمان (خاصّة التعبير اللسانيّ). وإذا كان اللاوعي يسجِّل الأحداث الكابتة في هيئة أثر يقاوم لمدّة أطول (لويز بيبان) متحيِّنا فرصة ظهوره فليس معناه عدم زمانيته؛ فهو شبيه بالبذرة الخامدة التي تنتظر الشروط الملائمة التي تسمح لها بالانبثاق من باطن الأرض. فهناك وجود اللاوعي في حالة كمون، ووجوده المنبثق بوساطة الرمز في هيئة فعل. بيد أنّ لاكان يُشير إلى اتّصال اللاوعي الواقعيّ بالزمان؛ وهذا اللاوعي الثاني من طبيعة المتعة (الناجمة عن التعلّق بشيء ما) حيث يتّصل الأمر بعدم تحقيق المشاريع والرغبات، والوقوف عند التعبير عن الإخفاق، بدون إعادة الكرة والاكتفاء بالتعلّق بها؛ ويتحدّد زمان هذا اللاوعي في توقّف زمان الإنجاز. إذن هناك نمطان من اللاوعي: نمط متّصل بالرغبة التي تنبثق في هيئة استيهامات، ونمط واقعيّ متّصل بالمتعة باستحالة تحقيق الأفعال والمشاريع والتعلّق بها. كيف يقوم الحكي ـ إذن ـ بدوره في فهم اللاوعي وتأويله ويُعطيه غلافا زمانيّا. ولا بدّ هنا من التمييز بين خطابين: خطاب الفرد الذات غير المنظَّم والتي هي موضوع الاستبطان، وخطاب المحلِّل النفسيّ الساعي إلى فهم الخطاب الأوّل. ولا بدّ أيضا من مساءلة هذا التمييز في مجال الأدب. إنّ مهمّة المحلل شبيهة بمهمّة كاتب الحكايات، وربّما المؤرِّخ أيضا، مع اختلاف في الأهداف؛ فالكاتب يُواجه واقعا مشتَّتا، وكذلك المؤرِّخ يجد نفسه في مواجهة أرشيف غير منظَّم، وكلاهما يحاول إيجاد حبكة تجعل من المبعثَر مفهوما؛ ومهمّة المحلِّل النفسيّ ماثلة في الفهم أيضا من طريق صياغة حبكة تُفسِّر رموز اللاوعي المبعثَرة، وإعادة غرس اللاوعي غير الزمانيّ في الزمان بوساطة اللغة؛ ويحدث هذا بنقل زمان اللاوعي من مكانيته وعدم تعاقب لحظاته إلى التعاقب، ولا يتيسَّر هذا النقل إلّا بإعطاء رموز اللاوعي (دواله) حكاية تجعلها مفهومة. ويُمكِن تبيّن ـ هنا ـ ما استعاره بول ريكور من التحليل النفسيّ؛ حيث جعل من الحبكة نظاما يُدخل الاتّساق على ما قبل التجسيم المشتَّت في الواقع، ويضمن فهمه. لكنّ مشكلة أخرى تظهر هنا؛ وهي أنّ المحلِّل النفسيّ محكوم بمنطلقات نظريّة تنمِّط فعل بنائه حكاية اللاوعي المبعثَر؛ فمكوِّنات الحكاية ونظامها موجودان من قبْلُ في النظرية النفسيّة، لا يخرج فعل المحلِّل عن التقريب بين رموز اللاوعي والتفسيرات التي تمنحها النظرية إيّاه؛ وذلك وفق إجراءات سريريّة محددة ومنظَّمة من قَبْلُ؛ فهو يعيد ـ إذن ـ إنتاج رموز الحلم أو الهذيان عبر حكاية تحكي مذهبه النفسيّ؛ وذلك بإعادة إنتاج حكي المريض (ماكس كوهن) بغاية فهم لاوعيه المنبثق أو المحرَّر في لحظة الاستبطان النفسيّ. وتبرز ـ هنا ـ مشكلة أخرى مُقلقة وهي كالآتي: هل اللاوعي يشمل كلّ أفعال الفرد؟ إذا كان الأمر كذلك فخطاب المحلِّل النفسيّ لا ينفلت بدوره من اللاوعي، ومن ثمّة فهو في حاجة إلى إعادة التنظيم بوساطة حكي مفسِّر آخر. وحتّى هذا الحكي الثاني الذي يفسِّر خطاب المحلِّل يحتاج بدوره إلى حكي يُفسِّره، ودواليك؛ الشيء الذي تنشأ معه دائرة مدوِّخة. هل دور الكاتب مماثل لدور المحلِّل النفسيّ؟ أكيد أنّ الروائيّ يقدِّم بدوره حكاية للعناء الإنسانيّ؛ لكنّ استراتيجيته ليست سريّة، ولا هي إعادة التماسك لذات تُعاني من تعدّد يمزِّقها من طريق التفسير، بل هي تعبيريّة تتوخّى فهم نقص العالم والمعاناة منه. لكن يُمْكِن مع ذلك تصوّر علاقة الكاتب بالتحليل النفسيّ وفق مستويين: مستوى الرغبة؛ حيث يكُون الكاتب ذاته موضوعا لإرادة المحلِّل النفسيّ، ومستوى المتعة المتعلِّقة الذي يكون موضوعا مشتركا بين الكتابة والتحليل النفسيّ. وتُمْكِن معالجة اللاوعي ـ في المستوى الأوّل ـ انطلاقا من عدّ الكتابة مجالاً للتعويض وتحريف الرغبة في اتّجاهين: اتّجاه يكُون فيه فعل الكتابة مجالَ تحريف الرغبة من موضوعها الأصليّ إلى الكتابة (بيير زيما)، واتّجاه تصير فيه الكتابة مجالاً لانبثاق لاوعي الكاتب؛ أي تحريف الرغبة بوساطة رمزية تُكثِّفها عبر ثنايا التعبير اللسانيّ. أما في مستوى الرغبة المتعلِّقة فالكاتب يصير شبيها بدور المحلل النفسي؛ حيث يجسم الأفعال غير المنجزة، بما يعنيه هذا من مظهر استحواذي. ويبرز هنا المبدأ الذي نعتمده في فهم الحكي، ألا وهو التوتّر بين التطلّع والتحقّق. كيف تُمْكِن ـ إذن ـ صياغة مفهوم الهوية في إطار النفسيّ؛ هل وفق اللاوعي أم وفق اقتضاءات أخرى؟ هذا ما سنعالجه في مقال مُقبِل. أكاديمي وأديب مغربي اللاوعي والزمان والحكي عبد الرحيم جيران |
فيلم «الرسالة» للراحل مصطفى العقاد يبعث في مهرجان دبي الدولي السينمائي Posted: 28 Dec 2017 02:08 PM PST دبي – «القدس العربي»: عُرض فيلم «الرسالة» في نسخته الإنكليزية، خلال فعاليات المهرجان الدولي السينمائي لدبي بحضور المنتج مالك العقاد، وهو ابن مخرج العمل الراحل مصطفى العقاد. وحضر أيضا بعض من أبطال الفيلم، مثل الممثلين البريطانيين داميان توماس وجاريك هاجون، واللبناني منير معاصري، ويقدم الفيلم بداية ظهور الإسلام من نزول الرسالة على النبي في مكة المكرمة والدعوة للإسلام ومحاربة قريش لها وهجرة المسلمين إلى الحبشة، ثم المدينة المنورة، لتتوالى الأحداث حتى فتح مكة. قابلنا الفنان منير معاصري، أحد أبطال فيلم الرسالة، وأحد شهود عمل إبداعي راسخ في تاريخ السينما العربية أثناء عرض العمل في دبي، فكان الحدث نوستالجيا مهمة وكبيرة في قلبه ومشواره الفني»، كان دوري في الرسالة في النسخة العربية مع عدة فنانين من العالم العربي، دور جعفر الطيار مبعوث الرسول إلى ملك الحبشة. الملك الذي قال فيه النبي: اذهبوا إلى الحبشة فإن فيها ملكا لا يظلم عنده أحد». وقال معاصري إن تجربته الفنية «كانت غنية، فقد عشت حلم الراحل العقاد قبل عرض الفيلم، لقد أراد تصحيح صورة الإسـلام النمـطية لتبـيان وجهـه المشـرق. وكان يحضـر لفيلمـي صـلاح الديـن وخـالد بن الولـيد. مصطـفى إنسـان رائـع وإنسـانيته تغـمر الجـميع». في لبنان ولد معاصري وتخرج من الولايات المتحدة. اشتغل في المسرح والتلفزيون والسينما. وله أفلام في البرازيل حاليا. يرى المهرجانات مثل دبي السينمائي فرصة لتبادل المعارف والتجارب مع الآخرين. والجوائز ليست مهمة لأنه في الأخير يصعب مقارنة عمل إبداعي بآخر. كانت المناسبة إعلان رئيس أمريكا القدس عاصمة لإسرائيل، فقال عن مشروع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ليس له أساس، لأن التاريخ أكبر من ترهات المفسدين. «الرسالة» قصة فيلم اعترضت عليه دول فيلم «الرسالة» حقق نجاحاً ثقافياً وفنياً، وعرف العقاد كيف يخاطب المشاهدين، مسلمين وغير مسلمين، مستنداً إلى المعطيات التاريخية والدينية. بل أسهم الفيلم في نشر صورة جيدة عن الإسلام، حين تناول الصعوبات، التي واجهت النبي في بداية البعثة. رغم بعض الاعتراضات التي وجّهت للفيلم ومنع عرضه في بعض الدول الإسلامية، إلا أنه عُدّ من أهم الأفلام التي تحدثت عن الإسلام. وكان جامع الأزهر في القاهرة وافق على سيناريو الفيلم، واعتبر أن المحظور تجسيدهم في الأفلام هم العشرة المبشرون بالجنة وليس من بينهم حمزة، ثم تراجع عن ذلك. كانت الصعوبة في وضع شخصية محورية يتتبعها المشاهد، وخاصة الغربي المتعود على بطل في أفلامه، فكان الصحابي حمزة، ولكنه قتل مبكراً في معركة أحد. كما واجه العقاد المعارضة القوية للسعودية بهدف توقيف تصوير الفيلم، الذي كان بدأ تصويره في المغرب، فبضغوط سعودية، ألزم المغرب بالانسحاب من المشروع فاضطر فريـق عمل فيـلم الرسـالة بعد ذلك للذهاب إلـى ليبـيا لتكملة تصوير الفيلم. طاقم فيلم متكامل ومبدع كتب سيناريو فيلم «الرسالة» ستة كتّاب هم الأيرلندي هاري كرايغ. حيث أقام في القاهرة لسنة كاملة متعاوناً في الكتابة مع عبد الحميد جودة السحار وتوفيق الحكيم وأحمد شلبي وكاتبين آخرين من طرف الأزهر. رافقت الفيلم موسيقى تصويرية كانت للموسيقار الفرنسي موريس جار، موسيقى ما تزال مترددة إلى الآن في المناسبات الدينية. ومن أشهر ممثلي «الرسالة» عبد الله غيث في دور حمزة بن عبد المطلب. منى واصف في دور هند بنت عتبة. محمود سعيد في دور خالد بن الوليد. حسن الجندي في دور أبو جهل. حمدي غيث في دور أبو سفيان. أما النسخة الانكليزية فمن مثل فيها هم: ديميان توماس في دور عداس. أنطوني كوين في دور حمزة بن عبد المطلب. أيرين باباس في دور هند بنت عتبة. مايكل أنصارا في دور أبو سفيان. وعلى الرغم من انتشاره على أشرطة الفيديو والأقراص المدمجة في العالم كله، والأغرب من ذلك كله أن ملف فيلم الرسالة ما زال في الرقابة، التي لا تجد اعتراضاً رقابياً عليه. وقد أكد رئيس الرقابة المركزية على المصنفات الفنية السمعية والبصرية في مصر مدكور ثابت: إن إدارته طلبت من الأزهر التصريح بعرض فيلم الرسالة بنسختيه العربية والإنكليزية بعد 22 سنة من حظره في مصر، ومنعت في الوقت نفسه عرض الفيلم الأمريكي بروس القادر على كل شيء لإساءته للأديان السماوية. إضافة إلى منير معاصري، ممن تألقوا في بطولة الرسالة، الفنان المغربي الراحل محمد حسن الجندي، حيث رغب العقاد في إشراك ممثلين مغاربة في عمله السينمائي، فقدم الجندي اختبارا أمامه، فكان له دور «أبو جهل». يذكر الجندي واقعة طريفة حدثت معه في لبنان، فبينما هو جالس في زاوية في مقهى إذا بأصوات مألوفة لديه تصل إلى سمعه، وجد كلا من الممثل المصري الراحل عادل أدهم، والممثل السوري عبد الرحمن أل راشي، يتحدثان عن الشخصية، التي أداها في الفيلم، حيث أبديا استغرابهما بانتقال الدور إلى ممثل مغربي، بعدما تأكد بأن الحديث يدور حوله، تقدم الجندي نحوهما وقال لهما: «أعرفكم بنفسي أنا هو أبو جهل». الراحل الجندي لم يكن نكرة في عالم التمثيل بل هو أيقونة إبداعية مغربية وعربية، في التلفزيون والمسرح والسينما، ممثلا ومخرجا وكاتبا. وله أعمال عربية معروفة على امتداد الوطن العربي مثل «القادسية»، «صقر قريش»، «ملوك الطوائف» و»أخر الفرسان». مصطفى العقاد مخرج عربي ببصمة عالمية ولد مصطفى العقاد في مدينة حلب السورية عام 1930. بدأ شغفه بالأفلام يكبر منذ صغره حتى عامه التاسع عشر، حيث أراد السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليدخل عالم الإخراج السينمائي. درس الفنون المسرحية في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة جنوب كاليفورنيا، ثمّ بعد تخرجه من الجامعة عمل مساعداً للمخرج الكبير ألفرد هتشكوك. كان فيلم «الرسالة» عام 1976 أول أعمال مصطفى العقاد المميزة، التي لاقت نجاحاً عالمياً كبيراً، بعدها قدم له جون كاربنتر سيناريو فيلم «الهالوين» واتفق معه على أن يكون من إخراج جون كاربنتر، وإنتاج مصطفى العقاد، وحقق وقتها نجاحاً كبيراً. ثم عاد مصطفى العقاد للإخراج عام 1981 حيث قام بإخراج فيلم «أسد الصحراء» عن قصة المجاهد عمر المختار في ليبيا. وفي عام 2005 شهدت عمان تفجيرات إرهابية كان العقاد وابنته ريما من الضحايا، لتطوى سيرة مخرج أراد تقديم قصص منيرة من تاريخ الإسلام إلى العالم. فيلم «الرسالة» للراحل مصطفى العقاد يبعث في مهرجان دبي الدولي السينمائي زبيدة الخواتري |
هدية عيد الميلاد للفلسطينيين.. من نيوزيلاندا Posted: 28 Dec 2017 02:08 PM PST حظي الشعب الفلسطيني مساء يوم الاحد الماضي بهدية مميزة، تزامن وصولها مع حلول عيد الميلاد المجيد، الذي احتفل به المسيحيون في العالم، كما احتفل به الفلسطينيون جميعا، المسلمون والمسيحيون على حد سواء، (إذ، كيف لا؟، وهو احتفال بعيد ميلاد «الفدائي الفلسطيني الأول»، حسب ما كان يكرر الزعيم الفلسطيني الخالد، ياسر عرفات، عندما يتطرق في الحديث عن «يسوع المسيح»، بلغة المسيحيين، و«عيسى»، بلغة القرآن والمسلمين). وصلت الهدية من نيوزيلاندا، البلد الأبعد جغرافيا ربما عن فلسطين على الكرة الارضية. وكانت الهدية هي خبر قرار مغنية البوب، لوردي، ذات الشهرة العالمية الطاغية، الغاء حفلة مقررة لها في حزيران/يونيو المقبل في تل ابيب، تختتم بها جولة حفلات لها في عدد من قارات العالم. عزّز هذا الحدث قناعتين سياسيتين لدي، كثيرا ما تطرقت اليهما شفهيا وكتابيا: اولاهما، ضرورة وفائدة التعاون مع يهود في اسرائيل وفي العالم، يرفضون سياسات الحكومات الاسرائيلية بشكل عام، وسياسة الحكومة الاسرائيلية الحالية الموغلة في يمينيتها وعنصريتها، بشكل خاص؛ وثانيتهما، ضرورة وفائدة تكامل تحركات ونشاطات الفلسطينيين، كل حسب موقعه ومكان تواجده وظروفه، في مواجهة ومحاربة الاحتلال والاستعمار الاسرائيلي. لا بد هنا من توضيح الملابسات الكثيرة ذات الصلة بهذه الهدية المُميَّزة. ونبدأ بتحديد الجهات والافراد الذين لعبوا دورا في هذا الحدث: ـ السيدتان: الفلسطينية ناديا ابو شنب، المقيمة في نيوزيلاندا؛ واليهودية النيوزيلاندية جستين ساكس. ـ المغنية النيوزيلاندية الشابة (21 سنة)، إيلا ماريا لاني يِليتش أوكونور، المعروفة باسمها الفني، «لوردي». ـ وزيرة الثقافة الاسرائيلية، ميري ريغف. ـ سفير اسرائيل في نيوزيلاندا، يتسحاك غيربرغ. ـ نشطاء حركة مقاطعة اسرائيل اقتصاديا واكاديميا وثقافيا، حركة الـ «بي دي اس». بدأت القصة قبل يومين اثنين من انفجارها العلني ليلة عيد الميلاد، وذلك عندما اعلنت المغنية الشابة لوردي، انها تدرس وتعيد النظر في مسألة احياء حفلتها المقررة في تل ابيب. ثم ألحقت بذلك، مساء الاحد الماضي، اعلانها قرار الإلغاء. سبق ذلك توجيه عدد «لا يُعقل» من الرسائل، حسب تعبير لوردي، تطالبها بمقاطعة اسرائيل، وعدم احياء حفلتها فيها. وكانت السيدتان: ناديا ابو شنب وجستين ساكس، قد وجهتا رسالة مفتوحة، عبر موقع «ذا سبين اوف» النيوزيلاندي، إلى المغنية لوردي، جاء فيها: «العزيزة لوردي، ان واحدة منا يهودية، والثانية فلسطينية». ونقول لك «ان هناك ملايين من الناس اليوم يعارضون السياسة الاسرائيلية في المناطق المحتلة، التي تشمل تطهيرا عرقيا، وخرقا لحقوق الانسان، وابارتهايد. وكجزء من هذا الصراع، فاننا نؤمن ان المقاطعة الاقتصادية والثقافية والفنية، تشكل اداة فعّالة في الاحتجاج على هذه الجرائم. ولقد كان للمقاطعة من هذا النوع، تأثير بالغ جدا ضد الابارتهايد في جنوب افريقيا، ونأمل ان يكون فعّالا مرة اخرى. ان باستطاعتنا ان نلعب اليوم دورا هاما في تحدّي الظلم. اننا نناشدك التصرف بالروح التقدُّمية للنيوزيلانديين الذين جاؤوا قبلك، وان تستمري على طريقهم». استجابة المغنية العالمية لوردي، للمطالب المناصرة للحقوق الفلسطينية، اثارت اهتماما اعلاميا وسياسيا كبيرا في اسرائيل. واضافة إلى التغطية الاخبارية الواسعة لمقاطعة لوردي لاسرائيل، في كافة وسائل الاعلام، فقد خصصت حلقات وبرامج تلفزيونية لهذا الحدث، اضافة إلى مقالات لعدد كبير من الكتاب الاسرائيليين البارزين. وكذلك كانت ردود الفعل من داخل الحكومة الاسرائيلية، حيث ناشدت وزيرة الثقافة، ميري ريغف، المغنية النيوزيلاندية لوردي، بالتراجع عن قرارها بالمقاطعة، كما صرح الناطق بلسان الخارجية الاسرائيلية، ان السفير في نيوزيلاندا وجه الدعوة للوردي لـ«حديث ودّي» بهدف اقناعها العدول عن مقاطعة اسرائيل. يعرف الجميع ان الفتية والشباب بشكل خاص، وهم جيل المستقبل، يرون في نجوم الفن والرياضة، قدوة لهم، فيقلدونهم في كل شيء، من اللباس إلى طريقة تصفيف الشعر، واسلوب الحركة والحديث، وصولا إلى تبني آرائهم وقناعاتهم. هذه الحقيقة هي السبب الاهم في اعتقادي بضرورة التركيز على نشاطات حركة الـ «بي دي اس»، وخاصة في مجالات الجامعات وحقول الفن والرياضة. صحيح ان بعض الاسماء البارزة في هذه الحركة، يشطون ويبالغون احيانا. لكن هذا لا يبرر بأي حال من الأحوال، النظرة والتصرف السلبي من القيادة الفلسطينية السياسية الشرعية، تجاه هذه الحركة الوطنية النشيطة والفاعلة، والتي نرى ونلمس نتائج نشاطاتها الدؤوبة على الارض، في مجتمعات الدول الاكثر اهمية في العالم. كما نلمس ذلك في مدى الضيق الذي تظهره اسرائيل في تعاملها مع نشطاء حركة الـ «بي دي اس»، ومع نتائج وثمار نشاطاتهم. في تقرير اعدته وزارة الخارجية الاسرائيلية، واستند اليه تقرير «مراقب الدولة» في الصيف الماضي، تتكشف حقيقة العداء والرفض في العالم لاسرائيل وسياساتها. ففي التقرير عن نتائج استطلاعات رأي في هذه المجتمعات نجد الحقائق التالية: ـ في ألمانيا: 60٪ من المستطلعة آراؤهم اظهروا نظرة عدائية لاسرائيل، مقابل 30٪ نظرة مؤيدة. ـ في الصين: 66٪ لهم نظرة عدائية، مقابل 12٪ لهم نظرة مؤيدة. ـ في السويد: 68٪ لهم نظرة عدائية. ـ في تركيا: 86٪ نظرة عدائية. ـ في هولندا: 48٪ لهم نظرة عدائية، مقابل 12٪ نظرة مؤيدة. ـ في اسبانيا: 56٪ لهم نظرة معادية، مقابل 12٪ نظرة مؤيدة. ـ في ايطاليا: 50٪ لهم نظرة معادية، مقابل 12٪ نظرة مؤيدة. ـ في فرنسا: 57٪ لهم نظرة معادية، مقابل 13٪ نظرة مؤيدة. ـ اما في أمريكا: 32٪ لهم نظرة معادية، مقابل 59٪ نظرة مؤيدة. مجمل هذه الحقائق، يثبت ان الجو العام في الغالبية العظمى من الدول الديمقراطية في العالم، بدأ يرى في اسرائيل جلادا لا ضحية، كما كان عليه الحال منذ عقود، في حين بدأ يرى في شعبنا الفلسطيني «الضحية» لهذا الاحتلال والاستعمار الاسرائيلي. ولكن تحويل فعل «يرى»، إلى فعل «يتعامل»، هي المهمة الاولى التي يتوجب على القيادة الفلسطينية االتركيز عليها. اعتقد ان المرحلة الفلسطينية الحالية، والتي انتجت قربا ما بين القيادة الفلسطينية والشارع الفلسطيني، إلى حد بعيد، وخاصة مقارنة بما كان عليه الحال قبل جو المصالحة السائد، وقرار الرئيس الأمريكي المستفز، توفر امكانية كبيرة لتحويل الحراك الفلسطيني الحالي إلى انتفاضة شاملة، تعيد الأمل بتحقيق انجازات عملية على أرض الواقع. ٭ كاتب فلسطيني هدية عيد الميلاد للفلسطينيين.. من نيوزيلاندا عماد شقور |
مشعل في المغرب… أي دلالات لهذه الزيارة؟ Posted: 28 Dec 2017 02:08 PM PST ليست هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها خالد مشعل المغرب، فقد سبق أن زارها ضيفا على حزب العدالة والتنمية في مؤتمره السابع سنة 2012 الذي جدد الثقة في أمينه العام عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة ومنحه الولاية الثانية. لكن، بكل تأكيد، لا يتعلق الأمر بالجهة الداعية كما قد يتبادر إلى الذهن، ففي الحالتين معا، أي زيارة 2012 التي وجهت فيها الدعوة من قيادة حزب العدالة والتنمية، وهذه الزيارة، لا يمكن الإذن لخالد مشعل ولا أي مسؤول في حركة حماس بالدخول للتراب المغربي، فضلا عن حضور فعاليات سياسية أو مدنية أو القيام باتصالات رسمية، بدون قبول من أعلى سلطة في البلاد. وإنما يتعلق بسياق الزيارة، والفروق الظاهرة بين أهداف الزيارة الأولى وأهداف الزيارة الثانية. سياق الزيارة الأولى كان ملتبسا إلى حد ما، فعلى الرغم من أن مؤتمر حزب العدالة والتنمية كان في سنة 2012، أي بعيد تعيين عبد الإله بنكيران رئيسا للحكومة، وبعد أن بدأ يبرز الاستثناء المغربي في العالم العربي، وكيف قدم الملك محمد السادس الجواب الذكي في التعاطي مع الربيع العربي، وهو ما حرص خالد مشعل نفسه أن يؤكد عليه في خطابه الذي ألقاه في افتتاحية المؤتمر السابع لحزب العدالة والتنمية، رغم ذلك كله، فقد ظهرت مؤشرات عديدة قبيل المؤتمر لتردد السلطة السياسية في الإذن بهذه الزيارة، وتم الحديث عن الإحراج الذي يمكن أن يتسبب فيه قدوم وفد من حماس إلى المغرب، ثم وقع التردد بعد ذلك في قبول زيارة البعض دون البعض، إلى أن تم الحسم في الأخير. أما سياق الزيارة الثانية، فمختلف تماما. قد يبدو للبعض أن الأمر مرتبط بالمعركة التي أدراها المغرب ـ باعتبار رئاسة عاهله رئيسا للجنة القدس- لمواجهة قرار ترامب القاضي بتهويد القدس واعتبارها عاصمة أبدية لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس بدل تل أبيب، والتي انتهت في الأخير إلى نجاح المساعي العربية الإسلامية وعزل الإدارة الأمريكية عن العالم بتأييد 128 دولة قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القدس فيماعارضت 9 دول القراروامتنعت 35 دولة عن التصويت. لكن خبرة المغرب في التعاطي مع قضية القدس وتجربته في النضال الدبلوماسي على هذا المستوى، لم تبلغ درجة استعمال هذه الأوراق التي استعملها الملك حسين في الأردن، وحافظ الأسد في سوريا، وحتى نظام حسني مبارك في بعض المحطات بحكم ما يفرضه منطق الجغرافية السياسية، وهامش المناورة المتاح في بعض السياقات الحساسة، فالمغرب بمعايير الجغرافيا السياسية، ليس محتاجا إلى أن يلعب هذه الورقة لإدارة الصراع على مستوى القضية الفلسطينية أو قصية القدس، فلا تربطه حدود مع العدو الصهيوني، ولا تربطه حاجات حيوية مثل المياه أو الطاقة، ولا يدخل ضمن منظومة الأمن الصهيوني الضيقة، كما لا يدخل الكيان الصهيوني ضمن دائرة منظومة أمنه القومي. لكن، ثمة أكثر من جغرافيا في السياسة، جغرافية الحدود، وجغرافية الأمن القومي، وأيضا جغرافية المصالح العليا التي نقدر أن من مدخلها جاء الرد المغربي القاسي على الكيان الصهيوني من خلال الإذن لخالد مشعل مع وفد فلسطيني كبير لزيارة الرباط والالتقاء بالفاعلين السياسيين والمدنيين من كل الاتجاهات. في الشهر الجاري، جرت مياه كثيرة غير عذبة تحت جسور العلاقات المغربية الإفريقية، وعرقلت جزئيا بعض تطلعات المغرب في الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية «سيدياو» إذ اشتغلت الخارجية الإسرائيلية منذ حزيران/يونيو الماضي، تاريخ حضورها لقمة هذه المجموعة الاقتصادية على الضغط على الدول الإفريقية لمنع المغرب من الانضمام لهذه المجموعة على الرغم من الاختراق الكبير الذي حققه المغرب في إفريقيا ونجاحه في العودة للاتحاد الإفريقي، وعلى الرغم أيضا من انتفاء كل العوائق القانونية والسياسية أمام تحقيق المغرب لهذا التطلع، فقد وافق رؤساء هذه المجموعة مبدئيا على انضمام المغرب لهذه المجموعة، وخلصت دراسات للمجموعة بالجدوى الاقتصادية من وراء هذا الانضمام، وتم التقليل من تداعيات النزاع حول الصحراء واثره على عمل المجموعة. في هذا السياق، يمكن أن نفهم سبب عدم مشاركة الملك محمد السادس في قمة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا،في أبوجا النيجيرية، وسبب تأجيل زيارة الملك محمد السادس لغينيا التي كانت مقررة الثلاثاء الماضي، وهو السبب نفسه الذي دفع الملك محمد السادس لرفض المشاركة سابقا في قمة المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا لما تأكد خبر حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لهذه القمة. المغرب ـ حسب تصريحات سابقة لوزير خارجيته ناصر بوريطة- أكد أن المغرب، وبعد حوالي 25 زيارة ملكية لدول إفريقية، وبعد عقد عشرات الاتفاقيات، وبعد نجاحه في الانضمام إلى الاتحاد االإفريقي، حول بوصلته الاستراتيجية نحو التركيز على التكتلات الإقليمية والاقتصادية لترصيد المكتسبات الأولى وضمان الاستفادة منها والمرور إلى محطة جديدة من العلاقات مع إفريقيا تعتبر المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا إحدى حلقاتها. زيارة خالد مشعل إلى الرباط، والتي حرص أن يصرح خلالها بأنه دخل المغرب من بوابة الملك محمد السادس، وليس أي بوابة حزبية كما قد يظن، تؤكد بأن المغرب دخل في هذه المرحلة على خط الصراع مع إسرائيل، ليس على خلفية قضية القدس، ولا على خلفية الصراع العربي الإسرائيلي، وإنما على خلفية مصالحه الاستراتيجية في إفريقيا والتي يبدو أن الكيان الصهيوني يعمل جاهدا على عرقلتها أو على الأقل منعها من ارتياد آفاقها البعيدة. ولذلك، التقدير أن زيارة خالد مشعل للمغرب، والوفد الفلسطيني من بعض الفصائل الفلسطينية للرباط ما هو إلا رسالة أولى موجهة للكيان الصهيوني، يمكن أن تعقبها ـ إن لم يلتقط الكيان الصهيوني هذه الإشارةالدالة- رسائل أكثر قوة في حالة ما إذا استمر الكيان الصهيوني في معاكسة المصالح الحيوية للمغرب، فلطالما أكد المغرب على استقلال قراره السياسي، وأنه يجعل من قضاياه الحيوية بوصلته الوحيدة في رسم سياسته الخارجية، أما ما يمكن أن يحدث من قلق خليجي، فالزيارات المكوكية التي قام بها وزير الخارجية ناصر بوريطة إلى المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج كفيلة بإقناع هذه الأطراف بالموقف المغربي ودوافعه للجوء لهذه الخيارات الدبلوماسية والسياسية المقاومة. ٭ كاتب وباحث مغربي مشعل في المغرب… أي دلالات لهذه الزيارة؟ بلال التليدي |
مراجعة نهاية عام 2017- نهاية داعش – انقلاب السعودية – ترامب والقدس Posted: 28 Dec 2017 02:07 PM PST مراجعة سريعة للعام الذي يتهاوى الآن غير مأسوف عليه، تشير إلى الكثير من التطورات الكبرى وأهمها ثلاثة: هزيمة «داعش» في العراق وسوريا، والتطورات الغريبة في السعودية الأقرب إلى الانقلاب على تاريخ ومسلكية وتقاليد المملكة، وختمت هذه السنة العجفاء بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل. لكن العالم العربي من شرقه إلى غربه ما زال يثير كثيرا من المواجع، لما يعتريه من مصائب كبرى، خاصة في اليمن الذي يقف على أبواب كارثة إنسانية كبرى بسبب الجوع والأمراض والحروب الظالمة، التي يدفع الشعب اليمني من لحمه ودمه وأطفاله ثمنا لها، فأرضه التي كانت سعيدة تحولت إلى منطقة نزاعات إقليمية وتصفية حسابات، والنار تأكل بعضها «إن لم تجد ما تأكله» فقد احترب الحلفاء الأعداء في ما بينهم وقام الحوثيون بقتل من تآمر معهم لاحتلال صنعاء، الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. أما في ليبيا فسيناريو الانقلاب العسكري على الأبواب بعد أن أعلن حفتر أن «الاتفاق السياسي الليبي» انتهى. ومصر في أوضاع اقتصادية خطيرة، وسيناء تحتضن «داعش» بطبعتها المصرية، والنظام يكتم أنفاس المواطنين، في ظل انهيار للجنيه فيبيع جزيرتي تيران وصنافير للسعودية كمدخل للتطبيع السعودي مع إسرائيل. أما سوريا فيكاد النظام وحلفاؤه الروس والإيرانيون أن يحسموا المعركة لصالحهم على ما تبقى من خرائب، لكن عشرة ملايين سوري لا يعرفون من أين تأتي وجبتهم المقبلة. ولنعد إلى التطورات الثلاثة الكبرى: هزيمة «داعش» ثلاث سنوات من الجرائم والتطهير العرقي والإعدامات وتنظيم «داعش» الأكثر دموية في التاريخ الحديث يسيطر على أراض في العراق وسوريا أوسع من فرنسا. عاث خرابا ودمارا في مدن كبرى عظيمة كالموصل ودير الزور والرقة، وها هو ينحسر إلا من جيوب صغيرة ستستنفد قريبا ما لديها من مخزون الشر بانتظار أفولها الأكيد. كثيرون قد يتبنون هذا الانتصار، لكن الحقيقة أن الجيش العراقي لعب الدور الأساسي مدعوما بتنظيمات وأطراف عديدة. والمتتبع لإنجازات هذا التنظيم المشبوه لا يمكن إلا أن يتوصل إلى نتيجة مفادها أن كل ما قام به لا يخدم إلا الكيان الصهيوني، ولا يضر إلا الإسلام والمسلمين. فقد هدّم المدن ودمّر الآثار ونهب الثروات، وشتت الأقليات واغتصب النساء وأعدم الأبرياء، وجند الأطفال وزرع ثقافة الموت، وشوه كل مبادئ وقيم وأخلاق الإسلام. وعندما انتهى دوره وأنجز مهماته في نشر كل ما هو ضار للأمة أقفل الستار عليه، أو كاد كما حدث من قبل مع «القاعدة» والزرقاوي والنصرة والدور مقبل على تنظيمات الشباب وبوكو حرام وتفريعاتها. وإن انتهت هذه الجماعات كلها سيتم استنبات جماعات أخرى أكثر ضراوة وعداء للعرب والمسلمين تحت يافطة الإسلام والخلافة. شر «داعش» لم ينته بعد فما زالت عششه تفقس في أكثر من مكان، لكنه يقترب من النهاية المحتومة وسيحاول أن يأخذ معه العديد من أرواح الأبرياء، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. الانقلاب السعودي إن أغرب التطورات التي حدثت هذا العام هو ما جرى ويجري في السعودية، بعد أن تسلم زمام الأمور ولي العهد محمد بن سلمان مستغلا وهن أبيه ودعم إدارة ترامب. والحديث عن هذا الأمر طويل، لكن نقطة التحول كانت بإبعاد ولي العهد محمد بن نايف ووضعه قيد الإقامة الجبرية، من دون توافق داخل العائلة. وللتمترس في المنصب استعان الشاب بصديقه ترامب وزوجته وابنته فقدم لهم قلادة الذهب ورقصة بالسيف و460 مليار دولار فقط لا غير. وبعد أن ضمن تأييد إدارة ترامب فجّر أزمة غير مسبوقة مع قطر بدعم من الإمارات والبحرين، بحجة دعم قطر للإرهاب. وقد شملت المقاطعة قطع العلاقات وفرض الحصار وإغلاق الحدود، وإغلاق الأجواء وإغلاق مكاتب الطيران، وطرد المواطنين القطريين وسحب مواطني تلك الدول من قطر خلال أسبوعين، وسحب الاستثمارات والشركات وطرد الطلاب من المدارس وتشتيت العائلات، ثم انثنى الأمير على أقاربه وأولاد عمومته من الأمراء فحجزهم في فندق ريتز، واستولى على أموالهم وعقاراتهم وأخضعهم للتحقيق والتعذيب بتهم الفساد وتخلص نهائيا من بعضهم. إذن اعترف واحد من علية القوم في السعودية أن 300 أمير متورطون في الفساد. الأمير نفسه يتمتع بالشفافية والنقاء والتواضع، فقد اشترى لوحة «مخلص العالم» لدافنشي بـ450 مليون دولار فقط ويختا بـ500 مليون دولار، وعلى ذمة صحيفة «نيويورك تايمز» بـ550 مليون دولار وبيت لويس الرابع عشر بـ300 مليون دولار فقط. لكن الأمر الذي حيّر الدنيا كلها، الطريقة الرعناء التي اعتقل فيها رئيس وزراء لبنان وتجريده من هاتفه وحجزه والتحقيق معه وربما السطو على أمواله، وإجباره على أن يقرأ رسالة استقالته بطريقة لا تمت إلى الحضارة أو الإنسانية، ثم الضغط عليه لاستبداله بأخيه بهاء، ناسين أن نظام لبنان ليس نظاما عائليا. الأمير ظن أن الحريري يعمل عنده فأراد أن يعاقبه لأنه عين سفيرا للبنان في سوريا واستقبل علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني، ووافق على مشاركة الجيش في تحرير عرسال من أيدي «داعش». والأسوأ من ذلك حجز الرجل العجوز الملياردير صبيح المصري، الذي لم يسمع بالنصيحة بعدم الذهاب، معتقدا أن سنه ورزانته ووضعه الاجتماعي في الأردن وفلسطين سيشفعان له، لكنه كان مخطئا. السعودية تمر الآن في مرحلة مخاض، حيث يفرض التغيير من أعلى وبالعصا لا بالنقاش والإقناع. المرأة الآن تستطيع أن تسوق السيارة وتسفر عن وجهها، وغدا ستسافر بدون محرم وتلبس التنورة وتسرح شعرها وتمارس رياضة السباحة في البحر، بفضل توصيات لجنة الترفيه التي يبدو أنها حلت محل لجان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بعد طرد 1800 إماما اكتشف مؤخرا أنهم دعاة تطرف بعد 79 سنة فقط. لم نر شيئا بعد والعجائب والغرائب في طريقها إلينا من بلاد الحرمين الشريفين. القدس و»إعلان ترامب» في ذكرى مئوية بلفور تطوع دونالد ترامب، الرئيس الأغرب في تاريخ الولايات المتحدة، بالوفاء بوعوده لإيباك والصهاينة المسيحيين وشلدون أديلسون الصهيوني الممول الرئيسي لحملته الانتخابية بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل. صفعة وجهها أولا للسلطة الفلسطينية التي وضعت ثقتها في الوسيط الأمريكي الذي لم يعمل أكثر من الإبقاء على مرجل المفاوضات على نار هادئة لمدة 24 سنة، كي يعطي إسرائيل كل الوقت لتهود وتستوطن وتصادر وتقتل وتسجن وتحاصر وتميز وتحرض وتقصف وتغير وتعتقل وتهدم وتغتال. والصفعة أيضا موجهة لملوك الطوائف الذين تشاغلوا عن القضية المركزية وشنوا حروبهم في المكان الخطأ، وبدلوا أولوياتهم وتسللوا عبر الشقوق لمصافحة إسرائيل، وإرسال الوفود التطبيعية حتى بعد إعلانه هذا. أنظر إلى ردود الفعل الباردة من أنظمة الهوان. هل كان ترامب ليقدم على مثل هذه الخطوة لولا أن الضوء الأخضر جاءه من بعض زعماء الدول، الذين يحاولون أن يلعبوا دورا أكبر من أحجامهم، وعلى حساب التفريط بحق الشعب الفلسطيني؟ لم يقطع نظام واحد علاقته مع أمريكا، ولا خفض مستوى التمثيل، ولا أخذ موقفا حقيقيا جادا. حتى قمة عربية حول القدس منعت من الاجتماع. والأدهى والأمر أن بعض أنظمة الهوان في الخليج تحاول أن تقنع الشعب الفلسطيني بالقبول بـ»أبو ديس» عاصمة لفلسطين والتغاضي عن القدس وحق العودة وقبول الاستيطان ومصادرة أراضي الغور تحت ما سمي «صفقة أو صفعة العصر». لكن الرد الحقيقي على غطرسة ترامب جاء من أبناء الشعب الصامد أولا، ومن إخوتهم في الضفة الأخرى، ومن بعض الشعوب العربية المسموح لها بالتظاهر والعديد من شعوب العالم بما فيها بعض الدول الإسلامية. الرد على ترامب كان في الصفعة التي وجهتها عهد التميمي لوجه الجندي المدجج، الذي يمارس الإرهاب الحقيقي لا المجازي. الرد جاء من إبراهيم أبو ثريا الذي أثبت أن المقاومة موقف قبل أن تكون قوة وجسدا متكاملا. الرد جاء من ملايين المتضامنين مع قضية الشعب الفلسطيني العادلة. إننا أمام نقطة تحول كبرى فإما أن يستمر الزخم فلسطينيا وأردنيا أولا وعربيا ثانيا وإسلاميا وإنسانيا وعالميا ثالثا، وإلا فسيلحق بترامب ليس فقط غواتيمالا وهندوراس، بل وبعض دول الخنوع العربي. وكل عام وأمتنا العربية بخير محاضر في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة رتغرز بنيوجيرسي مراجعة نهاية عام 2017- نهاية داعش – انقلاب السعودية – ترامب والقدس د. عبد الحميد صيام |
سقوط ورقة الديمقراطية Posted: 28 Dec 2017 02:07 PM PST يبدو أن ما وقع قبل سبع سنوات في البلدان العربية، لاسيما في تونس ومصر سيتكرر في إقليم كردستان، وما قاله الكاتب والصحافي السياسي محمد حسنين هيكل عن انتهاء السياسة، واستنفاد كل المحاولات لإنعاش الشرايين المُتصلبة لمفهومها في البلدان العربية يسري على سلطة إقليم كردستان أيضاً. خصوصاً بعد إخفاق مشروع الاستقلال وما أعقبه من تعميق الأزمة بين الإقليم والحكومة الاتحادية من جانب، وإغلاق الدول المجاورة لمنافذها الحدودية بوجه حكومة أربيل من جانب آخر، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية، حيث ساء المستوى المعيشي للمواطن، ودخلت حركة السوق في حالة الركود تماماً، وتدنى دخل الموظفين المنتسبين للحكومة المحلية، خصوصا بعد فرض النظام الإدخاري القسري على رواتبهم، وما زاد الأمر أكثر تعقيداً هو عدم استجابة السلطات للمطالب الحياتية المُلحة للمواطنين، وغياب أي مباردة تهدف إلى تخفيف وطأة الظروف المزرية على كاهل شرائح اجتماعية لا يملك أفرادها مصدراً للمعيشة غير رواتبهم التي صارت ربُعَ ما كانوا يأخذونه قبل عام 2014. كما أن الخدمات في جميع القطاعات شبه معدومة، الأمر الذي يتركُ تداعيات خطيرة على كل مفاصل الحياة، والأنكي في هذا المشهد المأساوي هو تجاهل الحكومة لحجم مشاكل المواطن والهروب من المسؤولية، من خلال محاولاتها صرف نظر المُحتجين والمُتظاهرين نحو الأعداء الموهومين. ومن نافل القول إنَّ حكومة الإقليم قد فشلت على المستوى الدبلوماسي بشقيه الدولي والإقليمي، نتيجةَ المضي قُدماً وراء إجراء الاستفتاء على الانفصال من العراق، ما أسفر عن قطع شعرة معاوية مع بغداد. كما استهلك هذا القرار المتهور إرادة المواطن وفرّغ مشروع الاستقلال من كل الاعتبار والقيمة، أضف إلى ذلك أن السياسة الاستعلائية على المستوى الداخلي وهيمنة الحزب على القطاع الاقتصادي، وتكميم أفواه المعارضين لهذا النهج الانفرادي والاستهانة بالسلطة التشريعية، قد وضعت تجربة الإقليم على المَحَك، وبالتالي سقطت ورقة الديمقراطية التي غطت العقلية التوتاليتارية لعقود طويلة، وما يمرُ به إقليمُ كردستان حيثُ عمت المظاهرات في عدة مدن وبلدات، وبدا الإضراب العام في السلك التعليمي مؤشرا إلى فشل الصيغة السياسية الراهنة، وما يرجح هذا الرأي أكثر هو الإفراط في استخدام القوة ضد المُتظاهرين، إذ سقط خمسة قتلى في بلدة (رانيه) عدا عن جرح أزيد من ثمانين شخصاً، ومُصادرة حرية الإعلام والرأي، وتحولت بعض المدن إلى ثكنات عسكرية، وما يُنسفُ ثقة المواطن بالسلطة هو ما ورد في البيان الصادر من الحزبين المتنفذين، حيث وصف كل واحد منهما على حدة المُحتجين بالمشاغبين الذين يُنفذون أجندات خارجية، ومن الواضح أنَّ هذا الأسلوب هو ديدن المستبدين الذين يرفضون الاعتراف بالأخطاء ويُحملون غيرهم مسؤولية تراكم الأزمات، وما يتبعونه من سياسة معالجة الأزمة بصناعة أزمة أخرى، إلى أن يُصبح المواطن مسحوقاً في دوامة الأزمات الطاحنة، لكن هذا لا يجدي لأمد طويل، كما أنَّ سياسة الاستغفال والتعمية لا تنطلي على الجيل الواعد، الذي لم يعد يستسيغ تلك الشعارات التي لا تسمن ولا تغني من الجوع، وهي دون مستوى رؤيته وتفكيره وتطلعاته للمستقبل، لذا فإنَّ قميص السلطة وشركائها من الأحزاب السياسية لا يتسعُ لمُتطلبات المرحلة، ومن المتوقع أن السلطة التي تصلُ إلى هذا المستوى من الترهل السياسي أن تكون أيامها معدودة بعد أن تتهاوى كل المقومات التي تستمدُ منها الشرعية، وتخسر ثقة مواطنيها. كما أن المساعي الدؤوبة لرسكلة بعض الوجوه لن تكون بديلاً لضرورة التحول الجذري في هيكلية النظام السياسي وتركيبة الأنظمة الإدارية في الإقليم، ومن يتوهم وجود الحلول في إجراءات شكلية فهو كمن ينفخ في قربة مثقوبة، أو يريد إحياء جثة ميتة بضخ الدماء فيها، وما يزيد قناعة المراقبين بحتمية التغيير هو التماهي القائم بين الحزب والحكومة في الإقليم، وما يتبع ذلك من ظواهر مُناقضة مع الحوكمة والحكم الرشيد، وتعثر عملية الإصلاح الإداري، لأنَّ الحكومة لا تُمثل إرادة المواطن بقدر ما تُطبق أجندة حزبية، بل قد تسبق مصالح عائلية وهي أضيق من الحزب على مصلحة المواطن والمُتحزبين أيضاً، ما يعني سيادة السلطة الأوليغاريشية وهي أسوأ أنواع السلطات على مر التاريخ. كاتب كردي عراقي سقوط ورقة الديمقراطية كه يلان مُحمَد |
عهد التميمي: الصورة من زاوية أخرى Posted: 28 Dec 2017 02:07 PM PST عادت الطفلة الشقراء عهد التميمي لتشغل العالم من جديد، تغيرت كثيراً عن صورتها السابقة، التي أظهرتها في مواجهة جنود الاحتلال الإسرائيلي، وهي اليوم على حافة أنوثة قلقة ومرهقة، وأمام احتمالات شتى بأن تعتصر ربيع حياتها السجون الإسرائيلية، ومع ذلك، استطاعت ابتسامتها أن تفشل مؤامرة تلاعب خطرة حاولت إسرائيل أن تستدرج المراهقة الصغيرة للانزلاق تجاهها. وهبت الشمس والحياة الريفية عهد ملامح جرانيتية حادة، وتعمدت إسرائيل أن تحيطها بجنديتين تظهران بملامح هادئة، وكانت إحداهن ببشرتها السمراء تأتي وكأنها تطوق عهد بصورة إسرائيل المنفتحة والمتسامحة، وتحاصر الطفلة الفلسطينية في إطار عنصري غير متسامح، وبابتسامة صغيرة ومرهقة والتفاتة واثقة، استطاعت عهد أن تفشل الديكور الذي أعدته إسرائيل. أحد الأسرى السابقين أضاف تعليقاً على هذه الملاحظة موضحاً، أن اسرائيل تتعمد أن يكون جنودها المرافقون للأسرى من أصحاب الملامح الهادئة، الـ(Cute ) كما وصفهم تحديداً، بينما تزدحم الممرات الممنوع التصوير فيها بمن وصفهم بالوحوش المنتمين إلى قوات النحشون، التي تدير السجون الإسرائيلية وتعرف بميلها الاعتيادي للعنف المفرط في حق الأسرى. وفقاً لمختلف التعريفات ما زالت عهد التميمي على ذمة الطفولة، ولكنها ليست الطفلة الوحيدة في السجون الاسرائيلية، فالطفل أيضاً أحمد المناصرة يخضع لعقوبة السجن لقرابة العشر سنوات، ويتوقع أن يخرج من سجنه وهو في الرابعة والعشرين من عمره، ووراء الوجهين الطفوليين اللذين يشكلان صورة فلسطين أمام العالم، فإن آلافاً من الأطفال الآخرين يسقطون ضحايا الممارسات غير الإنسانية لقوات الاحتلال الإسرائيلية، وتعتقد إسرائيل أن مشكلتها اليوم لا تتوقف عند توازن القوى أو الرعب القائم بين جنودها المسلحين حتى أسنانهم، والفلسطينيين الذين لا يمكن التنبؤ بطرق تعبيرهم عن الثورة والغضب، خاصة بعد تطور أساليب استهداف لإسرائيليين بحوادث الدهس والطعن، ولكن ما يقلق إسرائيل فعلاً هو الجيل القادم، الذي يحقق تفوقاً سكانياً يجب وضعه في الاعتبار، خاصة أن اسرائيل لم تقدم للفلسطينيين أية مبادرات تجعلهم يعيشون حالة من الاسترخاء، التي يمكن أن تخفف من عدائهم المعلن والصريح والمشروع تجاه إسرائيل وعدوانيتها تجاههم. لنقترب من ذاكرة عهد التي ولدت في ذكرى يوم الأرض الخامسة والعشرين، أي في الثلاثين من مارس 2001، وبما يجعل من الذكريات المبكرة التي انطبعت في رأسها، الحرب على غزة، أو عملية الرصاص المصبوب وما حصدته من مئات الفلسطينيين، وتناقلت الفضائيات وقتها عمليات القصف الكثيفة، وكان مشهد الجثث المتراصة لعشرات من أفراد الأمن الفلسطيني في غزة إعلاناً عن حرب غير عادلة وغير متكافئة، بين قوة غاشمة تتحرك بنفس انتقامي واستعراضي، تواصلت لتهدد بعشوائية حياة مئات الآلاف من سكان القطاع. عملياً لا يمكن لعهد أن تتذكر تفاصيل سنوات حصار المقاطعة وأحداثها التي أخرجت الفلسطينيين إلى الشوارع من أجل حماية سلامة وكرامة الرئيس ياسر عرفات المحاصر في مقره في رام الله، ولكنها بالتأكيد سمعت قصصاً عن تلك المرحلة من أسرتها، كما أنها رضعت بعضاً من القلق من دون أن تدرك حدوده، وكأي طفل فلسطيني كانت تشعر بأن أولئك الجنود الذين يعتقدون بأنهم، وتحت ذريعة أمن إسرائيل، يمتلكون الحق في تنغيص حياة الفلسطينيين، يمثلون أشباحاً ستطاردها في حياتها، خاصة أن قريتها تعد إحدى مناطق التماس مع الاحتلال الإسرائيلي. ذاكرة معجونة بالمرارة والإحساس بالغبن والخيبة، ونفس محملة بالندوب المقاومة للضغوط، التي تستهدف المحو والافناء ، أو على الأقل، التدجين والتهميش، ذلك ما تمتلكه عهد، وهو تحديداً ما لا يمكن لأحد أن ينظّر بأنه يتفهمه تماماً، فالفلسطينون يختلفون عن أي نوع آخر من الضحايا الذين شهدتهم الإنسانية في مسيرتها المتعسرة، ذلك أن عدوهم يحاربهم ويصارعهم على دور الضحية، ويصر على تجريدهم حتى من المظلومية، ويحاول أن يحتكرها لنفسه، فالإسرائيلي يريد أن يعتدي وأن يمارس القهر والعنف، وأن يحتفظ بصورة الضحية في الوقت ذاته، ولا يتأتى ذلك مطلقاً إلا بإلصاق كل ما هو سلبي بالفلسطيني، وأن يعمم الصورة السلبية على كل ما يمثله الفلسطيني. تكاد تغفل إسرائيل حقيقة أن معاداة السامية تفقد كثيراً من صلاحيتها خارج القارة الأوروبية، وأن بقية أنحاء العالم غير محكومة بعقدة الذنب التي تشكلت تجاه اليهود، وأن الفلسطينيين لا يمكن حصرهم في خانة معادي السامية، وأن اختيارهم لعهد لتصعد كأيقونة للمواجهة كان خاطئاً جملة وتفصيلاً، ولا يعدو سوى ضربة استباقية لما يمكن أن يهددهم مستقبلاً من جيل لم يستطيعوا أن يغرسوا في ذاكرته أو وجدانه سوى مشاهد الموت والخراب، فعهد لا تلبي حتى الحد الأدنى من العداء الشائع لليهود على أساس ديني، فهي تنتمي إلى أسرة منفتحة، حتى أن كثيراً من المعلقين أخذوا ينتقدون عدم تقيدها بالحجاب، بينما وصلت حالة الشطط بالآخرين إلى ادعاء أن الاهتمام بعهد أتى نتيجة الذكورة الانتقائية، التي وجدت فيها ملامح جميلة (مثيرة)، ولكن ما وراء قضية عهد تأتي (صورة) عهد التي لا تختلف عن أي مراهقة محايدة، لا تقبل قصر هويتها وتغليفها في معطيات جاهزة مثل الدين أو العرق، فلا يمكن لصورة عهد لو وضعت بين مئات من الصور العشوائية لفتيات من مختلف أنحاء العالم أن تعطي أي مؤشر لدينها أو جنسيتها أو لغتها، هي مجرد صورة إنسانية محيرة ومقلقة، حتى أنها لا تختلف عن فتيات الأحياء العادية في أي مدينة أوروبية أو أمريكية، ويمكن أن تكون مقنعة لو أن أي شخص ادعى أن صورتها المجردة هي لفتاة من أبناء الأقلية البيضاء في كينيا أو زيمبابوي. سرقت إسرائيل طفولة عهد وتجاهلتها، ولكنها كشفت عن كائن إنساني مفرط في إنسانيته لدرجة أنه يتسامى في وجوده المجرد عن الكينونة الفلسطينية التقليدية، لتقدم وجهاً مختلفاً ومتفرداً في بساطته وحياديته، محيراً ومربكاً، ولذلك بدت باهتة وكاذبة كل الديكورات التي أعدتها اسرائيل من أجل شيطنة عهد، وفشلت رسالة إسرائيل التي سعت لأن تلصق بالكائن الفلسطيني، حتى في نسخته الطفولية، نواقص جوهرية وكأنها تعد مبررات جاهزة لتسحق جيلاً طالعاً يحمل تهديداً حقيقياً وجذرياً لوجودها. تستولي اسرائيل على مستقبل عهد وتصادره، كما فعلت قبل ذلك مع الطفل المناصرة، ومن قبلهم ومن بعدهم عشرات الآلاف من أطفال فلسطين، لتخبرهم بأن المستقبل يوصد أبوابه أمامهم، وأن بإمكانهم أن يخرجوا بربيع أيامهم من هذه المحرقة في حالة تركوا وراءهم الأرض التي لن تتسع سوى لضحية واحدة تجيد التمثيل والتضليل، ولكن عهد ردت بابتسامة تخبرهم بأن الأمر لا يعنيها وأنها لا تفكر في منافستهم على دور الضحية، فأدوار أخرى تنتظر جيلاً جديداً في فلسطين. كاتب أردني عهد التميمي: الصورة من زاوية أخرى سامح المحاريق |
التورية في الاستشراق: معطيات المصالح واجتراح النفعية Posted: 28 Dec 2017 02:07 PM PST الحاضر المقلق للعالم العربي والإسلامي يتجلّى فيه إلحاح التساؤل عن الطريقة للخلاص من شبح الهيمنة والإقصاء والتخريب، التي انقسمت بفعل تأثيراتها المباشرة الأمّة الإسلامية وتفرّقت إلى دول قُطرية، ورسم الغرب حدودها بعد أن استعمرها واستنزف ثرواتها، ثم تركها تعيش تبعية العلوم والتكنولوجيا والفنون والمعارف. وزادت أشكال الاحتواء الغربي للمنطقة مع نهاية القرن العشرين وبداية الألفية الثالثة بفعل العولمة والهيمنة بواسطة السوق، ثم تظهر موجة الإسلاموفوبيا واستعداء المسلمين، ومن ثمّة مقولة الإرهاب التي تهدف إلى تشويه الإسلام وحضارته، فالقنابل التي تفجّر هنا وهناك يفجّرها إرهابيون مأجورون سلفا يردّدون شعارات إسلامية، وذاك هو المطلوب لتشويه صورة الإسلام والدين الحنيف، في الوقت الذي تأتيهم الأموال من بنوك أمريكا وإنكلترا وسويسرا وفرنسا، ومن الدول التّابعة والذّليلة في المنطقة، وتقيم لهم مثل هذه الدول المؤتمرات، وتوفّر لهم الإقامة والحماية علنا، أو تحت بند اللّجوء السياسي، وكلّ شيء ممكن فعله وهو مستباح، إذا ما كان اغتيال الإسلام هو البرنامج الذي عملت عليه الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل. الأمر الذي يفسّر كيف أن الهامش المتاح للتعاطف مع الإسلام ضد حملات التشويه المتنامية في الأوساط الغربية، هو هامش ضيّق جدّا، والمجال يضيق بالحديث، أو حتّى مجرد التفكير في عرض أي شأن إسلامي عرضا متعاطفا. فالغرب الاستشراقي قدّم طروحات عن الاسلام ضمن إطار «أيديولوجي مصطنع» بتعبير ادوارد سعيد، ومازالت تداعياته تشحذ موجات الإسلاموفوبيا ضمن فضاءات مليئة بالانفعالات العاطفية، والتحيّز الدفاعي والاشمئزازي. وهناك تاريخ طويل من القلق السياسي والأخلاقي والديني، الذي تنطوي عليه كل المجتمعات الغربية والإسلامية في ما يختصّ بالآخر الغريب والأجنبي، ولكن ما بات واضحا في العالم الغربي المعاصر أن كلّ ما يمتّ إلى دراسة الاسلام بصلة مشبع بالتوظيف السياسي، ويتمّ تناول الاسلام في الأوساط الغربية الأكاديمية وغير الأكاديمية بشكل أبعد ما يكون عن الموضوعية عن طريق اعتماد كليشيهات مبالغة في التعميم تكشف حجم الكراهية الثقافية والتعمية الأيديولوجية. وقد يُفسّر الموقف الغربي الثابت من الاسلام والشرق بشكل عام أنّهم كثيرا ما تُثار داخلهم ذكريات الحروب الاسلامية ضدّ أوروبا، وتُعاد إلى ذاكرتهم مرّة بعد أخرى قوّة الامبراطورية الاسلامية المؤهّلة لإرباك الغرب وإخضاعه، ولذلك اُعتُبِر الاسلام وحضارته مصدر قلق دائم للغرب، خلافا للحضارة الهندية أو الصينية أو غيرهما. فالغرب عموما لم ينس تاريخ الصدام، وكيف أن الاسلام لم يخضع تاريخيّا ولا يمكن أن يخضع له خضوعا مطلقا، وبالتالي فالموقف القديم من العرب والمسلمين والشرق بشكل عام لم يغادر وعي الجمهور الثقافي الاستشراقي الغربي. الإسلام أحد أعظم ديانات العالم، وروح التّسامح فيه يُؤكّدها مستشرقون غربيون على قلّتهم، ومن أبرزهم برنارد لويس اليهودي الأشكنازي المنتصر عادة للايديولوجيا الأمريكية الصهيونية، والذي لم يجد بدّا من أن يعتبر الإسلام قد منح الراحة والطمأنينة لملايين لا تُحصى من الرجال والنساء، فقد أعطى كرامة ومعنى للحياة التي كانت رتيبة، تعيسة وبائسة. كما أنّه علّم شعوبا من عروق مختلفة أن يعيشوا حياة أخرى، وجعل شعوبا مختلفة المشارب تتعايش جنبا إلى جنب في تسامح وإخاء إنساني، كما أنّه ألهم حضارة عظيمة عاش فيها المسلمون وغيرهم حياة خلّاقة ومفيدة، وهذه الحضارة أغنت العالم بأسره، بما حقّقته من إنجازات. ولكن روح الكراهية موجودة لدى أشخاص وهي تنسحب على كلّ الأديان، والمهمّ في ذلك كلّه أن الأغلبية تتّفق على قيم التّسامح والتعايش الانساني، ولديها تطلّعات ثقافية وأخلاقية واجتماعية وسياسية، ترنو بها نحو الأفضل بعيدا عن التاريخ المعقّم، الذي تمّ بناؤه خدمة للأيديولوجيا والعنصرية الأمريكية الاسرائيلية ضد العرب والمسلمين، ومن هنا تجد الهندسة المظلّلة سندا يدعمها وتتجلّى نظاما عقائديا غير قابل للنقاش، وما لم يتمّ الخروج من زمن التّيه والتخبّط والضلال الذي أدخل البشر من كلّ الأجناس وفي كلّ مكان في حلبة العنف والعنف المضاد، فإنّ العنف سيبقى سيّد الأحكام في مجتمعات بشرية بُلّغت حقائق التوحيد ودُعيت إلى الأخلاق المثلى. كاتب تونسي التورية في الاستشراق: معطيات المصالح واجتراح النفعية لطفي العبيدي |
رسالة إلى دانة Posted: 28 Dec 2017 02:06 PM PST اعتدت في الماضي توديع السنة إمّا بمقالة أُجمل فيها أبرز ما تركته «أسنانها» على أجسادنا من جراح كانت تبقى نازفة مع قدوم عام جديد، أو برسالة مخصصة مفتوحة كنت أطيّرها على أجنحة الريح، آملًا أن تصل عنوانها المقصود ويكون لها وقع وتأثير مرجوّان وملموسان. أمّا في هذا العام فسأستميح القراء عذرًا لأنني سأشذ عن مألوفي وأبعث رسالة مفتوحة عن وإلى «دانة»، الصغيرة بين أولادي الثلاثة، وهي تتأهب، بثقة أرْزةٍ، لرحلتها نحو قمة الحلم، وذلك بعد اجتيازها، قبل أيام قليلة، امتحان نقابة المحامين وعزمها كمحامية واعدة على المضي في مسيرة الفَراش لمواجهة «المهمة المستحيلة» وهي مزنرة بسيف مزروع في غمد من بقايا رعد الأساطير التي كانت تنتصر فيها آلهة الخير والطيبة على الشر والخبث. قريبًا ستلبس العباءة السوداء وتدق أبواب العبث، وهي ترفع في يمينها قسمًا لنصرة المساكين والمحتاجين، وفي يسارها شعلة من نور العدل «العذري» الذي سيكون، هكذا تؤمن دانة، له الغلبة على الأشرار وقساة القلوب وحلفاء الشيطان. لم تسألني عندما اختارت وجهة طريقها، بل أذكر كيف جاءتني، بعد قبولها في جامعة حيفا كطالبة في كلية الحقوق، وسألتني، برقة مطبوعة في روحها، إن كنت معترضًا على ما قررته واختارته؟ من أين لي هذا الحق وكيف أعترض وقد كنت «إمامها» منذ يوم ميلادها؟ قرّبتها إلى صدري وضممتها كأنها لم تزل لعبتنا الأثيرة، وتمنيت لها السلامة والظفر وكثيرًا من الصبر والقناعة. حاولت ببعض فضلات من حكمة تجربتي أن أهيئها كيف ستكون أفراحها «الكبرى» ليس إلا انتصار الجرح على السكين، وأوضحتُ لها معنى أن تكون حرًا في وطنك المحتل حتى إن كنت السجين، وكيف يصير القهر في حلقك أو القيد في معصميك مفاتيح لفيض الروح والفرح، وعلامةً للهزيمة مطبوعة على جبين سجانك وقامعك. لقد اخترت يا نجمتنا الوادعة مهنة ستبقيك واقفة على ذرى العواصف، لا تنامين إلا في دفء المآقي وفي صلوات البسطاء القانعين، فاليوم أن تكوني محامية يعني أن تسيري على الأشواك في غابات تسودها قوانين الثعالب والمكر، وفي ميادين صارت فيها المسدسات مشرّعًة والجشع هياكل والدولار غاية الغايات، والخوف أضحى ملجأ المقهورين والضعفاء والعاجزين. أقلقتني ثقتها بسيادة الخير، وإيمانها بأن السماء قد تمطر على الناس غضبًا وتيهًا، لكنها ستبقى مأوى للملائكة والحق وحاضرة الأنبياء والقديسين، فخفت على قلبها الكبير وعلى ندى عينيها، وهي التي عاشت ردحًا في القدس وسمعت قصص افتراس الليل لتناهيد العذارى، وشاهدت حوافر الخيل تدوس على عزائم الشباب ومناديل بائعات العنب والخوخ والتفاح، في زمن ضاعت فيه الأرصفة والحصون وتعثرت البصيرة وساد القهر والقلة. حاولت أن أفهمها ما معنى أن يعيش اليمام في حضن أوكار الدواهي، لكنها أجابتني بعقلها الناضج وبمنطقها السليم، وكأنني نسيت أنها ولدت في «الجانب الصحيح» وكبرت مع من أذُلّوا على حواجز القمع، فكانت كلما تسمع زغرودة أم، وهي تمسح الغبار عن كفي ابنها العائد بسلامة من طريق النحل وهو كامل الأعضاء والإرادة، تنام كظبية عاشقة لأنها مثلها لا تحب الوحوش والكواسر، وتؤثر معانقة الزنابق والرقص بين يدي الشجر. سمعنا في الصباح أن نتائج الامتحان أعلنت فدخلت غرفتها، نظرت إليها وهي نائمة فتيقنت أن للملائكة أرواحا، وأحسست بالفجر، رغم إخلاصه للشجر، قد تسلل خلسة من شباكها ليغفو في حضن القمر. على وجهها، رغم عذوبته اللافتة، بدت علامات تعب وطيف دمعة حائرة وآثار لوجع. أحست بوجودي فحاولت أن تفيق بكسل. كنت واقفًا أمامها كعمود من دهشة. تذكرت كيف مضت السنين كغفوة فلاح تحت عناقيد الريح، وكيف صرنا اليوم نقف عند حدود الحسرة وفينا ذلك الحنين الهش إلى كل ما فات ولن يعود، والى مستقبل يعيش في حاضرنا بدون مستقبل. نظرت اليها فغمرتني السعادة وحاولت أن أتعزى بترف الفلسفة فقلت لنفسي، من لا مستقبل له فله الحياة في الحاضر الذي لا ينتهي. فتحت عينيها مثل البنفسج وبتأنيه. تبسمت كطفلة وأخبرتني بهدوء بأنها نجحت في الامتحان. تماسكت وخفت من سقوط حاجبي الحاجز . أمها، التي تحولت وهي تنتظر نتائج الامتحان، إلى لغم موقوت انفجرت بعد سماعها للخبر فملأت صرختها فضاء البيت حتى الفزع .وقفت وألقت برأسها على كتفي فشعرت أنها تغلق دائرة بدأتها أنا قبل أربعين عامًا. غمرتني راحة سحرية. تلوت عليها بعضًا من تراتيل الآباء. فأنا أعرف أنك، مثل أبناء جيلك، تنتمين إلى عصر مختلف عن عصري، وأعرف أنك قادرة على مواجهة هذا الزمن الرديء، لأنك قد نشأت بقناعة أن العلم سلاح لكن التثقف يحصنه ويمتنه فنهلت من هذا وعشقت ذاك، وأعرف أنك تطبعت على حب الناس، كل الناس، لكنك خبرت أن الحب لوحده قد يسقط الجسد ويضيعه فالتبصر فضيلة والامساك مأثرة والتعقل كنز لا يفنى. فكوني كما أنت قوية كابتسامة الحفيد الأولى وناصعة من غير أقنعة لأن الحياة مجرد غفوة والخسائر الحقيقية تتحقق في اللحظات الرمادية. حاربي من أجل ما تؤمنين به واتركي دائمًا فسحة للتصالح وفرصة للغد عساه يكون أضمن وأجمل. فتشي عن العدل وحاولي أن تجديه في حقول القمح وفي رائحة رغيف الخبز الساخن، ولا تيأسي أذا وجدتِه مغتصبًا في دهاليز وقاعات المحاكم. تذكري كيف قتل الفلاح «قابيل» أخاه «هابيل» راعي الغنم لأن السماء آثرت رائحة الدم على طعم الجنى، وتركتنا نغتسل في دماء الأساطير ونغرق في بحور التأويل ونختصم حول النوايا والأفعال وكيف يتحقق العدل ويتمم الحكم بالإنصاف.لا تجزعي إذا خسرت قضية، فالانتصارات ليست فقط بالخواتيم، بل تكون أحيانًا في نقطة الصدام بين من يمارس إنسانيته النقية، وظالم في ثياب قاض. يكفيك أن تعودي في المساء وتنامي في ليل من خمائل. كوني مع شعبك في حقه ولا تكرهي أحدًا فسيري حيث يقودك قلبك وليكن دائمًا عقلك مولاك وبوصلتك الثابتة. ستمارسين مهنة تتعاطى مع فقه القوانين فتذكري أن صناع هذه القوانين هم أناس لا يحبونك لأنك لست مثلهم ومنهم وتذكري أن المحاكم امتلأت بقضاة نشأوا في دفيئات مسممة، وما كان يعرف بسلطة القانون ذهب وولى، فالقمع ازداد والعنصرية رفعت رأسها وهوامش الدفاع عن حقوق المظلومين انكمشت بصورة مؤلمة. ستدافعين عن الضعفاء في مجتمعك، لكن تذكري كيف تشظى هذا المجتمع وصارت شوارعه مسارح للخناجر المعربدة ولبائعي السموم ولبعض تجار الدين وأصحاب العصي والمعاصي. وتذكري كيف تسفك دماء الرياحين باسم الرجولة وشرف هزيل وموهوم يمارس سطوته في الظلمة مثل كل متجبر مأزوم فابقي يا قرة العين وأنت تمارسين مهنتك الجديدة كما أنت، ضحكة الصباح الراوية وتنفس الساقية والرقة إذا تحركت والطيبة إذا تكلمت. فأنت الدانة الفلسطينية الغالية. كاتب فلسطيني رسالة إلى دانة جواد بولس |
العثمانيون والسياق التاريخي… نقاش محتدم Posted: 28 Dec 2017 02:06 PM PST احتدم حوار بيني وبين الكاتب وليد علاء الدين، حول مقاله «المتباكون على الخلافة العثمانية»، المنشور في جريدة «المصري اليوم»؛ رأيت فيه سجالاً بين اتجاهين ووجهتي نظر سائدتين اليوم على الساحة. فكان السؤال التالي الذي تضمنه المقال هو بداية هذا الحوار: هل كانت الحرب هي القاعدة في الدولة العثمانية ؟ وهل تطورت هذه الدولة بالحرب؟ أنا: ظلت الحرب هي القاعدة العالمية حتى منتصف القرن العشرين، ولكي تحكم على الدولة العثمانية لا يمكن أن تعزلها عن محيطها الإقليمي والعالمي، بل انظر للإمبراطوريات التوسعية الأخرى من حولها منذ القرن الخامس عشر وكيف كانت تعمل بشتى الطرق لمد سلطانها بالمذابح والمجازر والاضطهاد، ولو أن الدولة العثمانية لم تفعل في تاريخها سوى ما قدمته لهذه المنطقة من حماية من الهجمة الشرسة للإسبان والبرتغاليين بعد استعادتهم الأندلس، لكفاها؛ فمن يقرأ تفصيلات الأحداث التاريخية يدرك جيدًا أن إقليمًا مثل الجزائر هو الذي ناشد الدولة العثمانية الدخول في حمايتها حتى يستطيع صد الهجمة الإسبانية الشرسة، وهو ما قد كان بالفعل. بالطبع أنا لم أتحدث عن دفعهم للبرتغاليين من البحار الشرقية ومنعهم من غزو المنطقة العربية من الجنوب بعد اكتشافهم رأس الرجاء الصالح وغير ذلك الكثير مما فعله العثمانيون ولا يدركه للأسف سوى المتخصصين، لذا من يتحدث عن الدولة العثمانية لابد وأن يقرأ بإسهاب عن تاريخ الصراعات الدولية منذ أفول العصور الوسطى مرورًا بالعصر الحديث على وجه الإجمال ليرى أن هذه الدولة لم تكن تسعى للحرب بقدر ما كان يسعى أعداؤها وأعداء المسلمين بشكل عام. هو: جميلٌ أن نقرأ المواقف/ الأحداث في إطارها الزماني أو التاريخي لأننا بالفعل لا يجوز أن نسحب مفاهيم العصر وثقافته على الماضي ونخرج من ذلك بأحكام قيمة. ولكن قد نضطر لذلك عندما يُصر أصحاب المواقف على استعادتها متناسين (هم وليس نحن) أنها تنتمي إلى التاريخ ولا يمكن الحديث عنها (بفخر) إلا في إطار ذلك التاريخ فقط. وهو الأمر شديد الجوهرية والأهمية الذي أحاول رصده في هذه المقالة المتواضعة التي لا أدعي فيها دور المؤرخ أو العالم بأحداث التاريخ، وأدعي أنني أعي المنطق الذي تفضلتم بتذكيري به، ولم أتجاوزه – أو هكذا ظني- في مقالتي. أولًا الكتاب الذي أتحدث عنه (الدولة العثمانية المجهولة) لمؤرخ معاصر شديد التحيز لكل ما هو عثماني، وهو لا يؤرخ وإنما يقوم بتفسير الحاضر والتاريخ معًا في ضوء هذا التعصب. ثانيًا: هل يمكنك أن تُقرّ معي الآن بأن مفهوم الجهاد الذي تأسست عليه الخلافة العثمانية مفهوم تاريخي؟ أي أنه فهم للنصوص الإسلامية: قرآن وحديث، مرتبط بظروف تاريخه؟ أظنك حتى إن فعلت فهم لن يفعلوا! هل يمكنك أن تقول بثقة إن فكرة الخلافة الإسلامية، وأنه لا إسلام بلا خليفة وخلافة، فكرة بشرية مصدرها فهم تاريخي للنصوص وأنها سقطت بتطور العصر؟ هل ترى أن ادعاءات تركيا الآن ليست مخالفة لتصورك – الذي أتفق معه – عن ضرورة فهم الأحداث في سياقها التاريخي؟ في الكتاب – وفي خطاب تركيا الحالي – الأمر ليس مجرد تفسير للأحداث في ضوء التاريخ إنما هو استدعاء للإطار الفكري الذي ربما تأجل أو تعطل تحت وطأة سير التاريخ في عكس ما يشتهي أصحاب أفكار الجهاد، والخلافة، وتحذير الجار قبل الفتح وفرض الجزية على من لا يقبل بالإسلام… إلخ. أظن أن مقالتي ضد هذا الأمر وليست تقييمًا لأحداث تاريخية في ضوء مفاهيم معاصرة كما رأيتك تختصرها. أنا: أريد فقط أن أجيب على بعض التساؤلات التي تفضلت بطرحها هنا في بعض النقاط. أولاً سؤالك: هل يمكنك أن تُقرّ معي الآن بأن مفهوم الجهاد الذي تأسست عليه الخلافة العثمانية مفهوم تاريخي؟ أي أنه فهم للنصوص الإسلامية: قرآن وحديث، مرتبط بظروف تاريخه؟…إجابتي عليه هي أن مصطلح «الخلافة العثمانية» في الأساس لم يظهر إلا في زمن ضعف الدولة منذ توقيعها على معاهدة قينارجه مع روسيا عام 1774م. وحدث ذلك عندما خرج من سيطرة الدولة لأول مرة إقليم إسلامي هو شبه جزيرة القرم الذي سيطرت عليه روسيا فاضطرت الدولة حينئذ أن تصبغ على نفسها الصبغة الدينية في هذه المعاهدة حتى تتمكن من حماية المسلمين في هذا الإقليم وتتدخل لصالحهم إذا توجب الأمر، وهنا أطلق السلطان العثماني لأول مرة على نفسه لقب خليفة، وعندما ازداد ضعف الدولة أواخر القرن التاسع عشر وتكالبت عليها الدول تريد تمزيقها وتمزيق أراضي الأمة الإسلامية، بدأ السلطان عبد الحميد الثاني التركيز على موضوع الخلافة وأنشأ ما سُمي آنذاك بالجامعة الإسلامية لجمع شتات الأمة وتقويتها بهذه الوحدة أمام الهجمات المستعرة من الغرب، وبالفعل استطاع أن يفعل الكثير، وهنا علم الغرب مدى خطورة ما يفعله عبد الحميد فتوالت المساعي لفصم عرى هذه الوحدة من خلال إسقاط الخلافة. لاحظ إلى أين وصل هنا مفهوم الخلافة، فهو مفهوم وحدوي أكثر منه مفهوم ديني. ولو اطلعت على مراسلات «الشريف – مكماهون» إبان الحرب العالمية الأولى لوجدت أن الغرب استغل هذا العامل في تفتيت الأمة وتقسيمها، فلم يتورع عن إسداء الوعود للشريف حسين بأن الخلافة ستصير له إذا تعاون معهم في إسقاط العثمانيين الذين – على حد قوله – ليس لهم حق في حكم العرب الذين هم أحق بالخلافة. وماذا حدث بعد ما فعله الشريف حسين؟ أُلغيت الخلافة برمتها حتى لا تجتمع الأمة تحت راية واحدة فتسبب المتاعب للغرب. وهل ما نحن فيه الآن إلا من أصداء تفتيت هذه الأمة. أما استدعاء تركيا لأحداث التاريخ والتحدث عنه كأنه يجري في الوقت الحاضر، فهذا بالطبع لأن الأحداث التي أدت إلى ما نحن فيه الآن لا تنفصل بحال من الأحوال عما حدث منذ مئة عام، بل إن ما حدث حينها قد أدى بشكل مباشر لما نحن عليه الآن من كافة النواحي، فهل تُنْكِر أن صراع الغرب للهيمنة على المنطقة مستمر من حينها، وهل تنكر أن الصراع مع الصهاينة حول القدس وفلسطين مستمر من حينها، وهل تنكر أن التشرذم والفرقة بين العرب والمسلمين لم تحدث إلا من حينها، وهل يتحرك اليهود منذ نشأة دولتهم المزعومة إلا في إطارهم التاريخي الذي صدقوه ويحاولون إعادته للواقع. إن فهم التاريخ والتحرك في سياقه قد يتحتم علينا في أوقات كثيرة، خاصة في أوقات النكبات الكبرى كالتي نشهدها اليوم، فلو قرأنا تاريخنا جيدًا سنتدارك الأخطاء الهائلة التي أدت بنا لما نحن عليه اليوم. وصدق القائل «إن من لا يتعلم أحداث التاريخ، مكتوب عليه تكرارها». هو: بعيدًا عن تاريخ ظهور فكرة الخلافة وتبني مفهوم الجهاد فإنها سابقة سيئة – كما أراها- وليست سابقة حسنة، وقد كَرَّست لخطأ رهيب دفعت ثمنه الخلافة العثمانية نفسها آنذاك، وندفع ثمنه الآن من جراء تسمم أفكارنا بمفهوم الجهاد، وأن الوحدة بين المسلمين لا تكون إلا بخلافة، وبالتباس مفهوم العرب وتورطه في البعد الديني وعدم قدرتنا على التوحد تحت مظلة موضوعية تناسب العصر. هذه ملامح عدم نجاحنا في قراءة التاريخ والإفادة من أحداثه ودروسه. ما الذي يجعلني أقبل الجهاد والفتح والغزو تحت مظلة نصرة دين الله وهو الإسلام، ولا أقبله لنصرة دينه وهو المسيحية، ولا أقبله لنصرة دينه وهو الإنسانية والديمقراطية؟ كل اعتداء على أرض أو بشر جريمة مهما كان عنوان اللافتة التي ارتفعت فوقه، يمكن أن نتفهمه في إطاره التاريخي، ولكن أعلم أولادي أن تفهمه في إطاره التاريخي لا يعني قبوله كقيم. أنا: اسمح لي أن اختلف معك تمامًا في أن تبني الدولة العثمانية لفكرة الخلافة هي سابقة سيئة وأن الدولة العثمانية دفعت ثمنها…فالدولة العثمانية كانت ستسقط إن عاجلا أم آجلاً لأنها كانت أصلاً في سبيلها إلى السقوط قبل ذلك بخمسين عامًا على الأقل لولا الإجراءات الوحدوية التي اتخذها السلطان عبد الحميد، حتى أن المستشرقين أنفسهم قد اعترفوا بأن السلطان عبد الحميد بهذه الإجراءات قد أطال عمر الدولة حتى تم عزله عام 1909م بيد غربية وضعت مكانه «جماعة الاتحاد والترقي» التي أَعْلَت من النعرة القومية وهدمت ما قام به من وحدة، تحت زعم القومية، وهو ما مَهَّد للغرب من ناحيته للعب على هذا الوتر بين العرب والتفرقة بين القوميات داخل الدولة وبث روح النزاع بينها حتى تتبلور هذه الكيانات أورامًا خبيثة في جسد الدولة تودي بها إلى الهلاك. وهو ما قد كان بالفعل. لكن لا أعلم لماذا دائمًا الخلط بين هذا الأمر وبين مفهوم الجهاد وما شابه. أعتقد أنه لا تعارض أبدًا بين الوحدة الذي دعا إليها السلطان عبد الحميد تحت مسمى الخلافة وبين السلام والاستقرار والتعايش مع الآخر؛ بل إن الدولة العثمانية هي التي قبلت هذا الآخر يوم أن لفظه الغرب ونَكَّل به. كاتب وباحث مصري العثمانيون والسياق التاريخي… نقاش محتدم د.أحمد سالم سالم |
موريتانيا: البرلمان يجيز الميزانية وسط تفاؤل كبير بنجاح الإصلاحات Posted: 28 Dec 2017 02:06 PM PST نواكشوط – «القدس العربي»: أعلنت أمس مصادقة الجمعية الوطنية الموريتانية على ميزانية الدولة لعام 2018، وسط تفاؤل من وزير الاقتصاد والمالية، بوصول الإصلاحات الاقتصادية المتواصلة لأهدافها ومدياتها المحددة خلال العام المقبل. وبلغت الميزانية الجديدة 000 394 426 518 أوقية موريتانية (1 دولار=353 أوقية). وتتوزع موارد الميزانية على عدة أقسام هي إيرادات الميزانية ذات الطابع النهائي، وتبلغ 000 394 326 491 أوقية، وإيرادات الميزانية ذات الطابع المؤقت، وتبلغ 000 000 100 أوقية، والميزانيات الملحقة وحسابات التحويل الخاص، وتبلغ 000 000 000 27 أوقية. وأكد وزير مختار اجاي وزير الاقتصاد والمالية في شروح قدمها للبرلمان «أن البرنامج الاقتصادي للحكومة لسنة 2018 يرمي إلى تحقيق جملة من الأهداف الاقتصادية الكلية كتحقيق نسبة نمو حقيقي للمنتج الداخلي الخام بمعدل 3%، واحتواء نسبة التضخم دون مستوى 3%، واحتواء عجز الميزانية الإجمالي عند 3ر0% من المنتج المحلي الإجمالي غير الاستخراجي، والحفاظ على الاحتياطات الرسمية في مستوى مناسب (3ر5 أشهر من واردات السلع والخدمات). «ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، يضيف الوزير، فإن المبادئ التوجيهية لعمل الحكومة ستتركز على متابعة الإصلاحات الهيكلية قصد تحسين مناخ الأعمال والحكامة الاقتصادية من أجل تحسين القدرة التنافسية، وتشجيع تنويع القاعدة الإنتاجية، و تعزيز دور القطاع الخاص وترقية المنتج الوطني، وتعزيز مكتسبات الجهود المبذولة على مستوى الميزانية عبر عصرنة السياسة الضريبية، وتعزيز كفاءة إدارة الضرائب والجمارك مع إعطاء الأولوية للنفقات العمومية والتحكم في المديونية العمومية، وزيادة الإنفاق الاجتماعي خاصة على مستوى التهذيب والصحة وكذا الحماية الاجتماعية، ودعم الأنشطة الرامية لمحاربة الفقر». وأوضح الوزير «أن الميزانية الجديدة تأخذ بعين الاعتبار التكفل بالأحداث المهمة المرتقبة في موريتانيا سنة 2018 وهي على وجه الخصوص نفقات تنظيم مؤتمر القمة الأفريقية، وتنظيم الانتخابات التشريعية والبلدية وربما المجالس الجهوية، والانعكاسات المتوقعة من جراء نقص التساقطات المطرية لهذا العام على المواطنين والمواشي من خلال دعم البرامج الاجتماعية». وأوضح «أن التوقعات تشير لارتفاع نمو المنتج المحلي من 2ر3% سنة 2016 إلى 6ر3% سنة 2017، ليستقر عند 7ر3% عام 2018، ما سيسهم في الانتعاش المطرد للاستثمار، خصوصا في قطاع الصناعات التحويلية، وزيادة التبادلات التجارية والإنتاج الصناعي، إلى جانب تجديد ثقة رجال الأعمال والمستهلكين، في تسارع نمو النشاط الاقتصادي». وقال «إن صدمة التبادل الخارجي التي يعرفها الاقتصاد الوطني منذ سنة 2014، وأثرها في النشاط الاقتصادي الكلي، أسهمت في تباطؤ في النمو وتراجع في دخل الدولة وتعمق في عجز الميزانية والحساب الخارجي الجاري». «ولمواجهة هذه الظرفية المقلقة، يضيف الوزير، تبنت الحكومة بدعم من الشركاء الفنيين والماليين، سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية لضبط المالية ودعم مشاركة القطاع الخاص في الاقتصاد غير الاستخراجي بغية إنعاش النمو وتنويع الاقتصاد، عبر إجراءات تحسين فعالية وتسيير النفقات العمومية، ووضع إطار مؤسسي لصياغة واختيار وبرمجة الاستثمارات العمومية، وإدراج النفقات الاستثمارية الممولة خارجيا ضمن ميزانية الدولة، وتنفيذ المرحلة الأولى من إصلاح المؤسسات العمومية». وأكد الوزير «أن تراجع النمو الاقتصادي في موريتانيا يعود أساسا لانهيار أسعار قطاع الصناعات الاستخراجية التي شكلت 12.5% من المنتج الوطني الداخلي سنة 2016 و10.5% سنة 2017 بمعنى أن هذا المنتج نقص بـ 2.5% ما يفسر أن هذا التباطؤ كان طبيعيا جدا، وبالتالي فإن مقاربة اقتصاد موريتانيا بالبلدان التي لا تعتمد على هذا القطاع تعتبر غير موضوعية حيث أن هذه البلدان استفادت من هذا الانهيار، بينما شهدت الاقتصادات المشابهة تدهورا أكبر». وتأتي المصادقة على الميزانية الجديدة بينما تستعد موريتانيا ثاني أكبر مصدر للحديد في أفريقيا، والغنية بمناجم النحاس والذهب وباحتياطها الضخم من المنتوجات البحرية، لتسويق المواد النفطية عام 2021. كما تتزامن مع احتفال موريتانيا مؤخرا بتسجيلها عشر نقاط في سلم مؤشر مناخ الأعمال (داوونغ بيزنس) لعام 2018، حيث انتقلت من الرتبة 160 إلى الرتبة 150. إلا أن هذه المصادقة تتزامن مع ظرف تتحدث فيه المعارضة الموريتانية عن فساد كبير يطال عددا من مؤسسات الدولة. وتعاضد ذلك مع نشر منظمة «شربا» الفرنسية قبل أسابيع قليلة لتقرير انتقدت فيه ما سمته «انتشارا وبائيا للرشوة والفساد في موريتانيا، يعرقل ويعوق تنمية هذا البلد ذي الخيرات الوفيرة». ولاحظت في تقريرها أن انتشار الفساد والرشوة لايزال مستمرا في موريتانيا بوتيرة متصاعدة، ما جعل موريتانيا تمر بوضع شديد الصعوبة منذ انهيار أسعار مناجم الحديد. وأكدت «شربا» «أن هناك أكثر من سبب للجزم بأن التمويلات الضخمة التي قدمتها مؤسسات التمويل الدولية لموريتانيا إنما تغذي في مجموعها نظاما مغلقا للرشوة وتبديد الثروات، وهي بذلك تسهم في تبذير الموارد العمومية لهذه الدولة». وأضافت «برغم هذه الثروات الهائلة وبرغم أن سكانها قليلون، لا يتجاوزون أربعة ملايين نسمة، يضيف التقرير، توجد موريتانيا ضمن قائمة الدول الأقل تقدما، بل إن صندوق النقد الدُّولي يدرجها في موقع مخيب للأمل في مؤشراته الخاصة بانتشار الرشوة». وعرض تقرير رابطة «شربا» أمثلة للفضائح السياسية والاقتصادية ولسوء تسيير الموارد في موريتانيا معتبرا «أن كل هذه الممارسات ستشل اقتصاد هذا البلد في وقت قريب إذا لم يُتدارك الموقف». ونفت الحكومة الموريتانية عدة مرات، اتهامات الفساد التي تضمنتها تقارير الهيئات الدُّولية الناشطة في مجال مراقبة الشفافية وبخاصة رابطة «شاربا» ذات التقارير المحسوبة على رجل الأعمال المعارض محمد بوعماتو، كما نفت الاتهامات الواردة أيضا في بيانات المعارضة، مشددة على «التزام الرئيس محمد ولد عبد العزيز المبدئي بمحاربة الفساد منذ وصوله للسلطة حيث جعل من مكافحة هذا الوباء محورا أساسيا في برنامجه الانتخابي، الذي زكاه الموريتانيون خلال ولايته الأولى والثانية». موريتانيا: البرلمان يجيز الميزانية وسط تفاؤل كبير بنجاح الإصلاحات |
الرميد: التقدميون المغاربة لم يقدموا أي مقترحات بخصوص مسألة الحريات الفردية خلال إعداد خطة العمل الوطنية Posted: 28 Dec 2017 02:06 PM PST الرباط –« القدس العربي»: قال الوزير المغربي المكلف في حقوق الإنسان أثناء تقديم خطة العمل الوطنية للديمقراطية وحقوق الإنسان إن »التقدميين» لم يقدموا أية مقترحات بخصوص موضوع الحريات الفردية، بشكل رسمي أثناء إعداد الخطة، ودعاهم إلى وضع مقترحات قوانين بشأن ذلك، والدفاع عنها أمام المجتمع. وقال مصطفى الرميد في مجلس المستشارين/ الغفة التشريعية الثانية، إن المجتمع المدني لم يقدم أي ملاحظة، ولم يطلبوا أي إضافة لمشروع الخطة في العلاقة بموضوع الحريات العامة، كما لم يُطرح موضوع الإرث، وقال «لو طرح كنا سنتركه للنقاش». وردا على مستشار برلماني تحدث عن موضوع حقوق المثليين في المغرب تساءل الوزير المغربي «هل المثلية حق من الحقوق؟ إنها ليست حقا من الحقوق»، وقال «لم يأتنا من أي جهة أي مقترح لتعديل الخطة بشأن القضايا المرتبطة بالحريات الفردية، منها حقوق المثليين، والفطور العلني». وأثار الرميد قرارا للمحكمة الأوربية،الذي لا يعترف بزواج المثليين، وقالت رجاء كساب، المستشارة البرلمانية عن فريق الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، «هناك اختلاف بين الموضوعين مرحلة الزواج مرحلة ثانية في الموضوع» ورد الوزير ضاحكا: «أنا لا أفهم في هذا الموضوع، لكن ليس عندي أي مانع لنناقش كل شيء من دون أي تابوهات»، فعلقت عليه المستشارة البرلمانية: «في الغرب العلاقات الجنسية لا ترتبط بالضرورة بالزواج، أنا علمية، وليس عندي حرج في نقاش الموضوع»، وانتقلت إلى إثارة موضوع اعتقال المفطرين علانية. وقال موقع اليوم 24 ان الرميد دعا المستشارة البرلمانية إلى التقدم بمقترحات قوانين، «تحملي مسؤوليتك، ودافعي عن مقترحاتك بكل قوة، وغدا إنزلي عند المجتمع، وفي الانتخابات، وقولي لهم إن هؤلاء متخلفون رفضوا لنا مقترحا». وأضاف الوزير المكلف بحقوق الإنسان «لا يمكنني أن أطبق ما تؤمن به المعارضة»، و«المغاربة ضد الفطور العلني، لا يمكن للمعارضة أن تطلب من الحكومة تنزيل ما تؤمن به، اعتبرونا متخلفين ومخطئين، أيها التقدميون تفضلوا، واقترحوا ما تؤمنون به، ودافعوا عنه». وأوضح الرميد أنه إن أفطر أحد علانية، في الدين الأمر بينه وبين الله، ولكن القوانين تستمد ماهيتها من ضمير المجتمع، فالمفطر علانية حين يُقدم على ذلك يعتبره المجتمع مرتكبا لجريمة. وردت البرلمانية رجاء كساب «إن القانون الذي يجرم الفطور العلني جاء به الاستعمار الفرنسي ليفرق بين المسلمين وغير المسلمين» فعاد الوزير إلى الفترة، التي كان فيها وزيرا للعدل، «كان يناقش معي مسؤولو الاتحاد الأوروبي الموضوع، يطالبونني بالدفاع عن الحريات الفردية، فكنت أرد عليهم بأنني سأدافع عنها 100 من مئة، وسأقبل بلوائحكم، ومطالبكم، لكن بشروط»، وقال إن الغرب يكيل بمكيالين، يطالب بالواجبات، ويتغاضى عن الحقوق. وشدد على أن السياسة الجنائية كانت واضحة في التعامل مع موضوع الحريات العامة، «في يوم واحد تقرر الاتصال بالوكلاء العامين للملك من طرف وزير العدل، وأن يتصل وزير الداخلية بولاة الأمن ليبلغهم بأن هناك فريقا بين الفضاء الخاص والفضاء العام، فالأول لا علاقة لنا به مطلقا، أما الثاني فهو المشترك بين الجميع، سواء جاء ألمانيا أو أمريكيا، لا يمكن لأي أجنبي أن يستفز شعور المجتمع». الرميد: التقدميون المغاربة لم يقدموا أي مقترحات بخصوص مسألة الحريات الفردية خلال إعداد خطة العمل الوطنية |
مقتل وإصابة عشرات المدنيين بقصف جوي روسي – سوري مكثف لمنشآت مدنية ومدرسة في ريفي حماة وإدلب Posted: 28 Dec 2017 02:04 PM PST حلب – «القدس العربي»: سيطرت قوات النظام السوري مدعومة بميليشيات أجنبية على قرى وبلدات في ريف حماة الشرقي (وسط سوريا) بعد مواجهات مع فصائل المعارضة السورية المسلحة، في حين كثفت مقاتلات روسية وأخرى تابعة للنظام السوري قصفها على مناطق عدة في إدلب، مما أدى إلى وقوع عشرات القتلـى والجـرحى بينـهم أطفـال ونسـاء. ميدانياً، قتل وأصيب العشرات من المدنيين بقصف جوي مكثف من المقاتلات الحربية الروسية وأخرى تابعة للنظام السوري على قرى وبلدات ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي. وفي التفاصيل أسفر القصف الروسي والسوري بالقنابل العنقودية والبراميل المتفجرة عن مقتل ثلاثة أطفال وسيدة في قرية المشيرفة الشمالية، كما تسبب القصف على بلدة الصرمان بمقتل سيدتين وإصابة آخرين، أما في قرية سكيات فقد قتل ثلاثة أطفال وأصيب آخرون في قصف بالبراميل المتفجرة لطيران النظام الحربي. ولفتت المصادر إلى أن أسراباً من الطائرات المروحية والحربية تتناوب على قصف الريف الجنوبي لإدلب، حيث طال القصف من خلال عشرات الغارات والبراميل المتفجرة كلاً من بلدات وقرى دار السلام وخان السب وبابولين وصهيان وظغيرة والحمدانية وتل مرق، فيما لا يزال الطيران يواصل غاراته على المنطقة. وأفادت مصادر محلية لـ»القدس العربي»، بأن قوات النظام السوري مدعومة بميليشيات أجنبية سيطرت على قرى وبلدات المغارة، أم حارتين، وتلة أسود، وأبو الهدى، وقبيبات، والكتيبة المهجورة، بعد معارك عنيفة مع فصائل المعارضة، وذلك في مسعى منها للوصول إلى مطار أبو الضهور العسكري الاستراتيجي وتضيق الخناق على المعارضة في إدلب. ووفق المصادر فإن المعارك بين قوات النظام وفصائل المعارضة لا تزال مستمرة، في محاولة من الفصائل لاستعادة السيطرة على المناطق التي خسرتها لصالح النظام، حيث تمكنت قوات المغاوير التابعة لحركة أحرار الشام من قتل وجرح أكثر من 75 عنصراً من قوات النظام وأسر مجموعة أخرى، وتدمير دبابة وعربة «بي إم بي» على جبهة أم حارتين في ريف حماة الشمالي الشرقي. وفي الشأن ذاته أعلن الناطق العسكري باسم «حركة نور الدين الزنكي»، النقيب عبد السلام عبد الرزاق، أن الحركة بدأت باستطلاع ورصد الجبهات الساخنة في محيط إدلب، لتجهيز القوى والوسائط اللازمة بالتنسيق مع الفصائل التي تقود المعارك ضد النظام، وذلك في خطوة تؤشر إلى تجاوز القسم الأكبر من الخلافات السابقة ما بين «حركة نور الدين الزنكي» و»هيئة تحرير الشام». وأضاف أن مشاركة «الزنكي» في معارك ريف حماة الشمالي وحلب الجنوبي مسألة وقت تحددها حاجة الجبهات العسكرية للدعم. وشدد لـ «القدس العربي»، على جاهزية الحركة للمعارك المقبلة، مشيراً إلى أنها بدأت بتعزيز دفاعاتها على محاور ريف حلب الغربي والشمالي، وذلك بعد أن تم رصد تحركات لحشود قوات النظام في المنطقة. وأكد مدير المكتب الإعلامي في «حركة نور الدين الزنكي»، أحمد حماحر، أن الحركة أرسلت مجموعات استطلاعية إلى جبهات ريف حماة، تمهيداً لإرسال المؤازرات العسكرية إلى المنطقة. وأشار لـ «القدس العربي»، إلى الضغط العسكري الكبير الناجم عن طول الجبهات التي تغطيها «الزنكي» سواء مع النظام أو مع «الوحدات الكردية» المتواجدة في مدينة عفرين، وفي هذا السياق، لا يستبعد مراقبون أن تشهد جبهات «الوحدات الكردية» جنوبي عفرين تحركاً مفاجئاً من الأخيرة أي القيام بهجوم مباغت ضد معاقل المعارضة استغلالاً منها للمعارك التي يشـنها النظـام والتنظـيم على مـدينة إدلب. وفي مطلع الشهر الماضي، كان ريف حلب الغربي ساحة لاقتتال داخلي بين «تحرير الشام» و»الزنكي»، أدى علاوة على الخسائر المادية والبشرية في صفوف العسكريين والمدنيين إلى انعدام الثقة فيما بين الفصائل المتواجدة في مدينة إدلب، وقبل ذلك بشهور أربعة اندلع اقتتال مماثل بين «هيئة تحرير الشام» و»حركة أحرار الشام» في مناطق مختلفة بمحافظة إدلب. وسبقت «أحرار الشام» «الزنكي» في المشاركة في جبهات ريف حماة، وذلك بعد أن أفرجت «تحرير الشام» عن أسرى من «أحرار الشام» تم احتجازهم خلال الاقتتال التي اندلع الصيف الماضي. حيث يذكر أنه ومنذ بداية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي تشهد مناطق في ريف حماة الشمالي وريف حلب الجنوبي عمليات عسكرية تشنها قوات النظام على معاقل المعارضة للسيطرة على مطار «أبو الظهور العسكري». مقتل وإصابة عشرات المدنيين بقصف جوي روسي – سوري مكثف لمنشآت مدنية ومدرسة في ريفي حماة وإدلب عبد الرزاق النبهان |
الروائي المصري يوسف زيدان يشكر إسرائيل على إشادتها بتصريحاته حول القدس Posted: 28 Dec 2017 02:03 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي» ـ من مؤمن الكامل: نشر الروائي المصري يوسف زيدان، أمس الخميس، رسالة الشكر التي قدمتها له السفارة الإسرائيلية في القاهرة، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك». وكانت السفارة الإسرائيلية أعربت عن سعادتها بتصريحات زيدان عن إسرائيل التي من ضمنها أن المسجد الموجود في مدينة القدس ليس هو المسجد الأقصى، وفي تصريح آخر «أن القدس ليست مكانًا مقدسًا». وعلق زيدان قائلاً: «هذا بيان مرفوع للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي قال ناطقاً باسم مصر: «نحن نريد السلام فى المنطقة، ونريد البناء لا الهدم»..». وهاجم زيدان بعض الإعلاميين واتهمهم بتضليل الرأي العام في مصر والدول العربية، والتزييف الصريح من أجل لفت الأنظار إليهم، متابعا: «أرادت السفارة الإسرائيلية فب القاهرة أن تشير إلينا بأن رسالتي وصلت إليهم، فأصدرت البيان المرفق، وفيه إشارة وإبداء النية للسير في طريق السلام». في الموازاة، أعلن عضو مجلس النواب المصري وعضو اللجنة الدينية، محمد عمارة، عن تقدمه ببلاغ للنائب العام ضد زيدان، يتهمه فيه بـ«إثارة الفتنة في المجتمع وتشويه الرموز التاريخية»، بعد «ادعائه» أن المسجد الأقصى غير موجود في القدس. وأوضح عمارة في بيان أمس الخميس، أن «آخر ضلالات زيدان هو ادعاؤه عدم وجود المسجد الأقصى في القدس، وهو الأمر الذي أشادت به السفارة الإسرائيلية في القاهرة عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك»، مؤكداً أن «هناك حملة لتشويه القضية الفلسطينية وإفراغها من مضمونها، من خلال بعض المزيفين للتاريخ». وأشار إلى أن «ادعاء عدم وجود المسجد الأقصى في القدس محاولة لمجاملة إسرائيل على حساب الحق العربي والإسلامي والفلسطيني»، مطالبا بـ«ضرورة التصدي لهذه الدعاوى المضلة التي تحمل أهدافا خبيثة في طرحها على عقول المصريين في ذلك الوقت». وحسب عمارة «العديد من أعداء الوطن يستغلون هذه الأكاذيب الذي يروجها زيدان، للحديث أن مصر تخلت عن القضية الفلسطينية رغم أن مصر قدمت الآلاف من الشهداء من أجل القضية الفلسطينية، وقدمت العديد من المواقف من أجل هذه القضية وآخرها وقفتها القوية في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة». وأول أمس الأربعاء، نشرت صفحة سفارة إسرائيل في القاهرة على حسابها على «فيسبوك» رسالة شكر موجهة لزيدان. وقالت السفارة الإسرائيلية في رسالتها: «أسعدنا سماع أقوال الكاتب والمؤرخ يوسف زيدان، ووصفه للعلاقات الحميدة بين اليهود والمسلمين حتى قبل ظهور النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وحتى أيامنا هذه، مشيرا إلى أن جذور الحروب بين الطرفين تعود إلى المتطرفين». وقوبلت تصريحات زيدان بالرفض من قبل عدد من الكتاب المصريين عبر موقع «تويتر»، كما شن عدد من نواب البرلمان المصري هجومًا عليه بسبب تطاوله وتشكيكه في وجود المسجد الأقصى. وكان وصف صلاح الدين الأيوبي في لقاء تلفزيوني بأنه «أحقر شخصية في التاريخ»، واتهم في لقاء آخر لأحمد عرابي بأنه خرب مصر وجاء بالإنكليز إليها. الروائي المصري يوسف زيدان يشكر إسرائيل على إشادتها بتصريحاته حول القدس |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق