حصاد 2017: خرائب ترامب.. مكاسب بوتين Posted: 30 Dec 2017 02:10 PM PST تميز العام 2017 بسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سواء في داخل أمريكا بصدد قوانين الهجرة وتشجيع التيارات القومية والعنصرية، أو خارج المحيط لجهة التنصل من اتفاقيات دولية أو نقل السفارة الامريكية إلى القدس المحتلة. في المقابل حققت سياسات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخارجية حضوراً أوسع في الشرق الأوسط، بلغ مستوى إقامة قواعد عسكرية دائمة في سوريا. وبين خرائب ترامب ومكاسب بوتين، ظلت شعوب المنطقة تعاني من ويلات الحروب الداخلية، وتبعية معظم الأنظمة، والإرهاب، والاحتلالات الخارجية. حصاد 2017: خرائب ترامب.. مكاسب بوتين |
الصداقة يأسًا: جِنّ سقراط Posted: 30 Dec 2017 02:09 PM PST على أصابعي أعدّ الأيّام/ وعليها أعدّ أيضا أصدقائي وحبيباتي/ وسيأتي يوم لن أعدّ فيه على أصابعي/ سوى أصابعي بول فانسانسيني ما أكثر ما كتب في الصداقة والصديق عند العرب وما أمتعه، على أنّ تخصيصهم بهذه الظاهرة دون غيرهم؛ سوء تدبّر وإجحاف، والصداقة تجربة إنسانيّة كونيّة مفتوحة لم يكن السّبق فيها للعرب ولن يكونوا فيها حلقة الاختتام، وهم على هذه الحال من الجفاء. وإنّما يتبوّأ العرب فيها منزلة لا يفضلون بها منازل غيرهم، ولا هم في ذلك أدنى منهم. على أنّ ذلك لا يبخسهم حقّ التفرّد ببعض الميزات التي تجعل رؤيتهم للصداقة مخصوصة بخصائص حضارتهم، ومطبوعة بطبائع بيئتهم. وفي أدبنا ما يغري بعقد دراسة تنهض برصد التّحوّلات التي تطرأ على الصداقة في انتقالها من مستوى المعيش الحيّ، إلى مستوى الكتابة الفنّيّة وهي تتمثّل هذا المعيش العاطفيّ شعرا أو نثرا، فإلى مستوى التّأصيل النّظريّ سواء لتجربة الصداقة نفسها مباشرة أو لكيفيّة استحضارها في فنّ من الفنون. بل إنّ هذا لَيغري بمحاولة رصد المنجز الإنشائيّ لهذه التجربة في أنشطة معرفيّة مختلفة سواء أكانت من جهة التّعبير الفنّيّ أم من جهة القول النّظريّ؛ إذ ليست الصداقة مجرّد موضوع من موضوعات المعرفة أو غرضا من أغراض الأدب والفنّ؛ وإنّما هي طريقة من طرائق الكتابة الإبداعيّة أو النّظريّة تشهد بذلك نصوص ومدوّنات كثيرة تنتسب إلى تاريخ الأدب وإلى تاريخ الفلسفة: ابن المقفّع (ت 759م) في «الأدب الكبير» وباب «في معاملة الصديق» وأبو سليمان الخطّابي (ت 998م) وأبو حيان التوحيدي (ت 1023م) في «الصداقة والصديق» وابن مسكويه (ت 1030م) وأبو حامد الغزالي (ت1111م) وابن حزم الأندلسي (ت 1064م) في «رسالة في مداوة النفوس» وغيرهم كثير… كيف نحدّ الصداقة؟ أهي حاجتنا إلى العيش معا؟ أهي مجرّد ميل أو تعاطف متبادل بين شخصين يتقاسمان قيما أخلاقيّة مشتركة، ولا ينتميان إلى العائلة نفسها؟ هل تنعقد الصداقة خارج روابط الدم ووشائج القربى؟ ألا يمكن أن تنعقد بين الإخوة والأخوات؟ والأصدقاء في فيسبوك؟ أهم كلّهم أصدقاء حقّا؟ ونحن نعرف أنّ مصطلح «صديق» المستخدم في شبكات التواصل الاجتماعيّة، لا يشير إلى الصداقة بالمعنى المطّرد للكلمة. بل هل تنعقد بين رجل وامرأة؟ وهو السؤال الذي يستأثر بنا في هذا المقال. أمّا عند أرسطو فإنّ الصداقة الحقيقية الوحيدة هي الصداقة الفاضلة. وهي التي ينشدها كلّ إنسان، حتى وإن لم يظفر بها. وهي تنعقد بين شخصين على أساس من قدم المساواة في «الفضيلة». والصداقة عنده تتميّز عن الحبّ من حيث هو تبعيّة أو تعلّق وخضوع حيث يعيش شخص تِبْعا لشخص آخر. والصديق الحقّ هو الذي يجعل صديقه يتحسّن في سلوكه وفي عيشه، إذ هو المرآة التي يتملى فيها نفسه. وهي من ثمّة شرط أساسيّ لبلوغ السعادة. أمّا عند شعراء التروبادور في القرون الوسطى، ولعلّهم أوّل من أرسى مفهوم «صداقة الحبّ» فتلوح المرأة وهي تصبو إلى أن تكون علاقتها بالرجل قائمة على الصداقة والثقة المتبادلة؛ لأنّها تخشى أن لا تكون بالنسبة إليه سوى موضوع رغبة جنسيّة. والحبّ من حيث هو رفق الرجل بالمرأة أو عطفه، لم يُدرك في الغرب إلاّ عندما تعلّم المحبّون، خارج مؤسّسة الزواج، أن يفصلوا بين وحدة الشعور والعلاقة الحميمة، وأن يحرّروا علاقتهم بعشيقاتهم، من العوامل الحسيّة، ويؤسّسوها على ما يسمّى «الروحنة»، وعلى منوال لعلّه ليس أكثر من منوال «الصداقة الذكوريّة». إنّ تعريف الصداقة التي يمكن أن تنعقد بين الرجل والمرأة على هذا النحو، محفوف بمحاذير منها الخشية من استعمال مفردات مثقلة بمفاهيم جديدة ليس لها مدلول تاريخيّ محدّد، ومن إسقاط تعريفات «الكورتيزيا» الغربيّة أي شعر الغزل «التروبادوري»، وما يتميّز به من رقّة ولطف وأدب على الصداقة بين الرجل والمرأة؛ باعتبارها صنوا له. والنسيب العربي مثلا ظهر قبل»الكورتيزيا» بخمسة قرون، ولا ندري ما إذا كان الأمر يتعلّق بتواصل أو بتقليد أو بتطوّر مستقلّ. والأقرب أنّه يتعلّق بالتأثير العربي وشيوع الحبّ العذري في جنوب فرنسا. وقد سُمّي «كورتوا»، ثمّ ترحّل إلى الشمال، وظهر في قصّة «تريستان وإيزوت». وهذا موضوع كان عبد الواحد لؤلؤة قد فصّل فيه القول، وبيّن استئناسا بمصادر غربيّة أنّ الحبّ «الصحيح» لا علاقة له بالزواج، وأنّ هناك ديانة يمكن أن نسمّيها «ديانة الحبّ» ظهرت من حيث هي منافس للديانة الحقّ، بتأثير من عرب الأندلس. ويقدّر دارسون أوروبيّون أنّها هي التي أرست هذا المفهوم المستجدّ في الغرب، أي مفهوم الصداقة بين الرجل والمرأة. على أنّ الصداقة بين الرجل والمرأة صارت ممكنة سواء في مجال العمل أو في الفضاء الخاصّ، منذ أن أُقرّت المساواة بينهما في الدساتير والقوانين. ولكن أيّة صداقة؟ يقول الأب الكاثوليكي فرنسوا دو صال (1567/ 1622) إنّ الصداقة هي أكثر أنواع الحبّ خطورة وأشدّها، ذلك أنّ الأنواع الأخرى يمكن أن تنشأ من غير اتّصال أو مشاركة؛ ولكنّ الصداقة وهي القائمة كلّها على هذه، لا تنعقد من غير أن نشارك الشخص الذي نطلب صداقته خصاله ونحذو حذوه. وكلّ حبّ ليس صداقة، إذ يمكن أن نُحِبّ دون أن نُحَبّ. فهناك إذاً حبّ من طرف واحد ولكن لا صداقة البتّة. والصداقة إنّما تكون على قدر ما تكون حبّا متبادلا، وإذا لم يكن تبادلٌ فلا صداقة. بل لا يكفي أن يكون متبادلا، إذ لابدّ من أن تدرك الأطراف المتحابّة، هذه المحبّة المتبادلة. أمّا إذا كانت تجهلها أو هي لا تقدّرها حقّ قدرها، فإنّ ما يجمع هؤلاء في هذه الحال، إنّما هو الحبّ وليس الصداقة. الصداقة من حيث هي قُرْب أو جوار أو «أمسية خريفيّة هادئة» كما كتب الألماني هارتمان، تسبق كلّ تصوّر أو تمثّل، وقد يتعذّر أن نستصفي منها مفهوما. بل لعلّها تصوّريّة معنويّة أي كلّيّة مجرّدة، والكلّيات لا مقابل لها في الخارج من حيث هي كذلك؛ وإنّما هي تركيبات من صنع العقل. ونحن إنّما نرى الأصدقاء ولا نرى الصداقة، وأن نتميّز شخصا ما على أنّه صديق أو صديقة، فهذا يعني أنّنا لا يمكن نتعرّف إليه باعتباره «شيئا ما»؛ ونحن لا نقول «هذا صديق» كما نقول « هذا أبيض» أو «هذا أسود»، أو «هذا عربيّ»… ذلك أنّ الصداقة، على ما يقرّره أهل الذكر، ليست مزيّة ذات أو خاصّةً من خواصّها. لكن لا يقعنّ في الظنّ أنّ الحبّ بين الرجل والمرأة لا يمكن إلاّ على جهة التملّك أو الزواج، فيكون من ثمّة مطلبا مشروعا لبعض البشر دون الآخرين، أو أنّ الأمر لا يعدو الانتقال من سجلّ ماديّ إلى سجلّ مثاليّ أو حتّى العكس، على نحو ما قد يتوهّم ضرب من الإدراك السّاذج. أمّا إذا كان الحبّ الذي تتمثّله الصداقة نقصا؛ فقد يعني هذا من ضمن ما يعني أنّنا نحبّ ما نفتقد؛ حتّى لكأنّ العبارة المأثورة في كلّ لغات العالم «أحبّك»، تعني «افتقدك» أي «أريدك». و»أريد» في بعض اللغات «مرادف» لـ»أحبّ» كما هو الشأن في الإسبانيّة. ولعلّها استرفدته من العربيّة. وحجّتنا لهذا لسان العرب، فقد جاء فيه: أراد إرادة الشيءَ: أحبّه وعُني به، ورغب فيه. وإذن «أحبّك»: أريد أن تكوني لي. وهذا إنّما يناسب في الظاهر رغبة في التّوحّد أو التّملّك أو الامتلاك. على أنّ الأمر وقْفٌ على نوع الحبّ الذي نختبر، والذي يشبّهه هارتمان بـ»عاصفة ربيعيّة هوجاء». فلعلّ الصديق العاشق لا يحبّ إلاّ نفسه! وهذا ما يسوّغ رغبته في ما ليس لديه، أي ما ينقصه، فيريد أن يحوزه. بِمَ أختتمُ هذا البوح؟ أبترتيلة الصداقة لجيل رومان: «نحن لا نعرف ما الصداقة/ لم نقل عنها سوى حماقات. عندما أخلو إلى نفسي، فإنّي لا أعلم علم اليقين أين أنا الآن. وكلّ جسارتي على العالم، لا تفضي إلاّ إلى عجز./ على أنّي هادئ في هذه اللحظة./ أقول ونحن الاثنيْن، حيث أنّا هنا معا، صحبةَ هذه الشمس، صحبة هذه الروح، هذا هو ما يسوّغ كل شيء، ما يسلّيني عن كلّ شيء». أم بأبيات أبي تمّام: مَن لي بإنسانٍ إذا أغضبته/ وجهلتُ كان الحِلمُ ردّ جوابهِ وإذا طربتُ إلى المُدام شربتُ من/ أخلاقه وسكرتُ من آدابهِ وتراهُ يصغي للحديث بقلبه/ وبسمعهِ ولعلّه أدرى بهِ. بيْد أنّ جنّ سقراط الصوت الباطني الذي كان الفيلسوف يزعم أنّه يسمعه في نفسه وينهاه عمّا يعتزم من أفعال طائشة، قد يخون صداقتي لك أيّتها المرأة؛ وهل أنا إلاّ عربيّ تونسيّ من غُزيّة؟ كاتب تونسي الصداقة يأسًا: جِنّ سقراط منصف الوهايبي |
لبنان: استقالة الحريري لم تبدّد الالتباسات مع السعودية ومعركة الجرود خطفت الأنظار Posted: 30 Dec 2017 02:09 PM PST بيروت ـ «القدس العربي»: إذا كانت بداية عام 2017 حملت رغبة في تبديد الالتباسات بين لبنان والسعودية من خلال زيارة استثنائية للرئيس اللبناني العماد ميشال عون إلى المملكة فإن نهاية السنة أعادت تلك الالتباسات إلى العلاقة الثنائية بعد الغموض الذي رافق تقديم الرئيس سعد الحريري استقالته من الرياض. وكان الرئيس عون غادر إلى السعودية في 9 كانون الثاني/يناير من أجل تبديد الالتباسات حاملاً الرغبة في الابتعاد عن كل ما يزيد الشرخ بين الدول العربية. لكن العلاقة ما لبثت أن شهدت برودة بعد تصريحات عون حول سلاح حزب الله. وبعد السعودية حطّ الرئيس اللبناني في قطر للقاء أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حيث أجرى محادثات تناولت تفعيل العلاقات الثنائية والمساعدة في كشف مصير العسكريين اللبنانيين التسعة المخطوفين لدى تنظيم الدولة الإسلامية منذ العام 2014 وإطلاق سراحهم. سنة 2017 حملت قانوناً انتخابياً جديداً على أساس النسبية والصوت التفضيلي والذي حلّ مكان القانون الأكثري المعمول به منذ العام 1960. ولم تكن مسيرة اقرار القانون الانتخابي الجديد سهلة بل تخللتها اعتراضات وتحفظات أبرزها من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط القلق على الخصوصية الدرزية مثل قلقه من تأثيرات أي قانون على حجم كتلته النيابية وخسارة مقاعد مسيحية لمصلحة الثنائية المسيحية بعد تفاهم معراب. وتفاعلت الأمور في ظل رغبة الثنائي المسيحي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية على تصحيح التمثيل المسيحي وعدم تجاوب أفرقاء آخرين وبدء التفكير بتمديد جديد لولاية المجلس النيابي حيث حدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة للتمديد في 13 نيسان/ابريل لتمديد ولاية البرلمان سنة كاملة لغاية 20 حزيران/يونيو 2018 ما هدّد بأزمة طائفية وبإنفجار في الشارع بعد دعوة القوات والتيار إلى الاضراب العام وإلى اقفال الطرقات المؤدية إلى مجلس النواب قبل أن يستخدم رئيس الجمهورية لأول مرة في تاريخ لبنان صلاحيته المنصوص عنها في الدستور في المادة 59 على تأجيل انعقاد جلسة مجلس النواب لمدة شهر واحد ما دفع بالرئيس بري إلى تأجيل الجلسة إلى 15 أيار/مايو. وقبل أن تسدل سنة 2017 الستارة فجّر الرئيس الحريري قنبلة سياسية في 4 تشرين الثاني/نوفمبر عندما أعلن استقالته من الرياض محدثاً صدمة في بيروت وتاركاً علامات استفهام حول ما إذا كانت استقالته نابعة من قناعة ذاتية أم نتيجة ضغط سعودي. وحمّل الحريري في بيان الاستقالة إيران مسؤولية الفتن والدمار والرغبة الجامحة في السيطرة على الأمة العربية، وإتهم حزب الله بفرض أمر واقع في لبنان بقوة سلاحه الذي يزعم أنه سلاح مقاومة. أما الرئيس عون فتريّث في قبول استقالة الحريري إلى حين عودته إلى بيروت، في وقت قام وزير الخارجية جبران باسيل بجولة على عدد من الدول للتدخل لدى السعودية للافراج عن الحريري الذي قال عنه عون إنه كان محتجزاً. وانتهت أزمة الاستقالة بعد وساطة فرنسية مصرية أسفرت عن عودة الحريري إلى بيروت في عيد الاستقلال حيث أعلن تريثه في تقديم الاستقالة ثم تراجعه عنها بعد صدور بيان عن مجلس الوزراء حول نأي لبنان بنفسه عن أي صراعات أو حروب. أمنياً، حافظ لبنان على استقرار أمني نسبة إلى ما شهده من اهتزازات وتفجيرات انتحارية ضربت الضاحية الجنوبية لبيروت وعدداً من المناطق في السنوات السابقة. وفي 22 كانون الثاني/يناير كاد سيناريو مقهى «رينا» في اسطنبول يتكرّر في مقهى «الكوستا» في شارع الحمرا في بيروت لولا إحباط مخابرات الجيش اللبناني وفرع المعلومات عملية انتحارية قبل وقوعها بلحظات. وبعد حوالي الشهر وتحديداً في 28 شباط/فبراير بدأ الامن يهتزّ في مخيم عين الحلوة ويهدّد بالانفجار ما استدعى اجتماعاً في السفارة الفلسطينية لاحتواء التوتر بين حركة فتح والإسلاميين المتشددين جرى فيه الاتفاق على وقف إطلاق النار وإعادة تشكيل قوة أمنية عليا. وعلى الصعيد العسكري نفّذ حزب الله في 21 تموز/يوليو عملية عسكرية في جرود عرسال والقلمون ضد مسلحي جبهة النصرة وفتح الشام بعدما مهّد لها بقصف مدفعي كثيف لمواقع المسلحين عقب غارات للطيران السوري استهدف التحصينات. وفجر 19 آب/اغسطس أطلق قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون معركة فجر الجرود في القاع ورأس بعلبك على الحدود اللبنانية السورية ضد تنظيم «داعش». وواكب رئيس الجمهورية المعركة من غرفة العمليات في قيادة الجيش، وأجرى اتصالاً هاتفياً بقادة الوحدات المقاتلة، متمنياً التوفيق للعسكريين ومتطلعاً لتحقيق الانتصار. لبنان: استقالة الحريري لم تبدّد الالتباسات مع السعودية ومعركة الجرود خطفت الأنظار سعد الياس |
الأردن: جريمة الرابية والانتخابات اللامركزية بمشاركة الإخوان المسلمين ورفع أسعار الخبز Posted: 30 Dec 2017 02:09 PM PST عمان ـ «القدس العربي»: يمكن القول إن عام 2017 كان صاخبًا للغاية بالنسبة للأردن والأردنيين، فقد شهد سلسلة من الأحداث المثيرة ذات البعد السياسي والاجتماعي، انتهت بنقاط تحوّل لا يمكن إغفالها، يفترض أن تؤثر مستقبلًا في الكثير من المعطيات والوقائع. الحادث الأبرز الذي أثار اهتمامًا عالميًا بعدما وقع في عمّان خلاف انتهى بمقتل أردنيين برصاص دبلوماسي إسرائيلي أطلقه صبرا على نجار أردني شاب ومالك البناية التي يستأجر فيها الإسرائيليون مقر سفارتهم في العاصمة عمّان. هذه الجريمة دفعت العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لقطع رحلة خارجية والعودة إلى بلاده، وتقديم واجب العزاء في الشهيدين الأردنيين، ثم التعهد علنّا بحصول تحقيق عادل وتحصيل حقوق عائلات القتيلين. «جريمة الرابية» في عمّان كما وصفتها الصحافة آنذاك، تسببت في مظاهرات عنيفة ضد إسرائيل، انتهت بانسحاب الطاقم الدبلوماسي في السفارة الإسرائيلية حتى نهاية العام الجاري، وبأزمة غير مسبوقة في العلاقات الأردنية الإسرائيلية، حيث رفض العاهل الأردني عودة الطاقم الدبلوماسي بمن فيهم سفيرة إسرائيل قبل إجراء تحقيق بعد تسليم الدبلوماسي القاتل، واستفز بنيامين نتنياهو الحكومة الأردنية عندما استقبل القاتل أمام عدسات الإعلام متسببا بتصدع كبير في الاتصالات بين عمان وتل أبيب. الحدث السياسي الثاني محليًا كان عقد الانتخابات البلدية وانتخاب مجالس المحافظات اللامركزية، لأول مرة في تاريخ الأردن في السادس من شهر آب/أغسطس الماضي، حيث تشكلت هذه المراكز في إطار عملية فصل في الموازنات المالية التنموية للمحافظات. مشاركة الإخوان المسلمين الذين يشكلون المعارضة الأبرز في نسختي الانتخابات البلدية واللامركزية، كانت محطة فارقة جدًا في التجربة الجديدة، والمفاجأة الأبرز على الإطلاق تمثلّت في فوز القيادي في الإخوان المسلمين الشيخ علي أبو السكر برئاسة بلدية مدينة الزرقاء المكتظة بالسكان، التي تعتبر ثالث أكبر المدن الأردنية، وثاني مدن الكثافة السكانية، حيث استطاع أبو السكر في مفاجأة سياسية من الوزن الثقيل تجاوز مرشحين كبيرين، الأول؛ يمثل الثقل العشائري في المدينة ألا وهو سلامة الغويري، والثاني؛ يمثل التيار المدني وحلفائه في السلطة ممثلا برئيس البلدية الأسبق المهندس عماد المومني. الإخوان المسلمون في هذه الانتخابات حصلوا على مراكز متقدمة في خمس بلديات مهمة في المملكة، كما حصلوا على نحو خمسة عشر مقعدا في مجالس اللامركزية، مسجلين بذلك اختراقا ملاحظًا، بعد إنهائهم برنامج مقاطعة الانتخابات في عام 2016 حيث شاركوا في انتخابات البرلمان. على صعيد التصريحات بدا واضحًا أن حادثة السفارة الإسرائيلية نتج عنها ما يمكن وصفه بأكثر من تصريح أثار اهتمام وسائل الإعلام والجمهور وعلى المستوى العالمي أيضا حيث تحدى رئيس لجنة فلسطين في مجلس النواب الأردني يحيى السعود أحد قادة الليكود في الكنيست وهو أرون حران قائلًا في الأول من شهر آب/أغسطس «أدعوه لمباطحتي على الجسر». وأثار تصريح السعود جدلًا واسع النطاق على المستوى الإعلامي العالمي وعرفت المسألة بلقب شهير هو «مباطحة الجسر» حيث وافق الإسرائيلي على المباطحة واستعد الطرفان في منطقة التماس بالأغوار الأردنية وسط مؤيدين لهما وحضرت الكاميرات بكثافة لتصوير المباطحة وتوجه السعود فعلًا وسط أنصاره للجسر الفاصل بين الحد الأردني والإسرائيلي قبل إعلان خصمه الليكودي الانسحاب بأمر مباشر من بنيامين نتنياهو في الوقت الذي كان فيه السعود في المكان ينتظر المصارعة. وقبيل انتهاء 2017، أشعل قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بمدينة القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، غضب الشارع الأردني، وضجت محافظات المملكة بمسيرات شعبية غاضبة منددة بالقرار الأمريكي. وأثارت قضية دعم الخبز التي تغنت بها الحكومة بأنها ستحسن من معيشة المواطن، وستضع لمسة إيجابية على مديونية الدولة، العديد من المواطنين، وسط حالة من الجدل في الشارع الأردني ومجلس الأمة، خاصة بعد تصريح وزير المالية الشهير أن قيمة دعم الخبز ستكون 32 دينارا للفرد سنويا. وشغلت آلية دعم الخبز المعلنة من شهر أيلول/سبتمبر الرأي العام الأردني حتى نهاية العام وعلى هامش نقاشات البرلمان للموازنة المالية خصوصًا أن الحكومة الأردنية وتحت الضغط المالي والاقتصادي أعلنت لأول مرة في تاريخ المملكة أنها ستضطر لرفع وتعويم أسعار مادة الخبز، مقابل آلية جديدة لتعويض الفقراء بفارق السعر المدعوم. ويعتبر الإفراج عن الجندي الشهير أحمد الدقامسة من الأحداث البارزة في شهر آذار/مارس الماضي، وكذلك تنفيذ حكم الإعدام بحق القاتل السلفي للكاتب والمفكر ناهض حتر. وألغي في الشهر نفسه النص القانوني في قانون العقوبات الذي يمنح مرتكب جريمة الاغتصاب امتياز الزواج من ضحيته في واحدة من أبرز القضايا الإشكالية. على الصعيد الفني كان ظهور المطربة القديمة سميرة توفيق في حفل الاستقلال من أبرز الأحداث في الأردن وكذلك إقامة لقاء نظمته الملكة رانيا العبد الله لنخبة من ألمع وأبرز نجوم الشاشات العربية. مصممة الأزياء الأردنية هامة حناوي تستمر في حصد نجاحات عالمية من خلال تصميماتها حيث شاركت في عام 2017 بأسبوع ميلان للموضة في إيطاليا وتعتبر الأردنية الأولى التي تشارك في أسبوع ميلان. واستطاعت الإعلامية الأردنية علا فارس والنجمة ميس حمدان أن تتصدرا قائمة «فوربس» العالمية للشخصيات الفنية الأكثر تأثيرًا في الوطن العربي، حيث احتلتا مواقع متقدمة ضمن أول 100 شخصية مؤثرة. ولا يتسنى تسجيل إنجازات رياضية كبيرة في عام 2017 بالحالة الأردنية باستثناء فوز نجم التايكواندو أحمد أبو غوش لأول مرة بلقب بطولة العالم في الرياضة القتالية وحصوله على المركز الأول على مستوى العالم والميدالية الذهبية. الأردن: جريمة الرابية والانتخابات اللامركزية بمشاركة الإخوان المسلمين ورفع أسعار الخبز طارق الفايد |
قطر: سبعة أشهر من الحصار لم توقف طموحات الدوحة Posted: 30 Dec 2017 02:09 PM PST الدوحة ـ «القدس العربي»: غطىّ الحصار المفروض على قطر منذ نحو 7 أشهر كاملة على أحداث العام 2017 حتى كاد ينسي القطريين الأشهر التي سبقت أعنف أزمة سياسية وإنسانية تعيشها دول مجلس التعاون الخليجي. لكن الأزمة التي هزّت الاقتصاد القطري في الساعات الأولى، سرعان ما أيقظت همة القطريين الذين أوجدوا بدائل فورية، مكنتهم من تجاوز الخناق، وحققت قطر خلال أشهر عديد الإنجازات التي جعلت أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يبشّر شعبه بعهد جديد، قوامه الاعتماد على النفس والانفتاح على أسواق عالمية جديدة لتحقيق الاكتفاء الذاتي. ولم تخل السنة من الانجازات والتتويجات، ليس أقلها اتفاقات عسكرية بمليارات الدولارات مع القوى العظمى، وجوائز حصدتها شركات وأفراد قطريون في محافل دولية، موازاة مع تحقيق وتيرة متسارعة في إنجاز مشاريع مونديال 2022 الذي اتضّح للعالم، مع مرور الأزمة الخليجية، أنه أبرز أسباب «الغيرة» التي فجرت «الأحقاد» على قطر، باعتراف مسؤولين في دول الحصار، صراحة. وسيظل الخامس من حزيران/يونيو الماضي، محطة عالقة في أذهان القطريين الذين أفاقوا ذات يوم رمضاني على قرار مفاجئ لدول شقيقة مسلمة، أن تقطع عنهم موارد العيش وتفرض عقوبات جماعية على مواطنين ومقيمين في قطر والدول الخليجية الثلاث متجاهلة حرمة الشهر الكريم، ومعاناة المرضى والأسر التي تقطعت بها السبل، وأمهات حرمن عنوة من احتضان أطفالهن القطريين، وأزواج أجبروا على الشتات، في انتهاك صارخ لأبسط حقوق الإنسان والقيم الإسلامية. انتهاكات أثارت ذهول العالم، واستفزت وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، فخرّج موبخاً دول الحصار: «احترموا حرمة رمضان على الأقل!». ميناء حمد و«خط شريان» مع إيران وتركيا اقتصاديا، لم تتوقف عجلة التنمية لقطر التي تمتلك أعلى دخل فردي في العالم. وبرغم الهزّة التي تلت الساعات الأولى لقرار الحصار، بدا واضحا استعداد الحكومة لأزمة مماثلة، فجاءت البدائل سريعة بافتتاح ميناء الدوحة، وتدشين خطوط ملاحية مع سلطنة عمان والهند، وإيران، وخطوط جوية مع تركيا ودول أخرى؛ سرعان ما فكّت محاولة فرض الخناق على الاقتصاد القطري، قبل أن تتوّج الجهود القطرية باتفاق ثلاثي مع تركيا وإيران لفتح خطوط نقل بحرية، بمثابة «شريان حياة» للاقتصاد القطري، وتعوضها عن الحدود البرية الوحيدة المقفلة مع الجارة السعودية! كما واصلت قطر اتمام أضخم مشاريعها لتطوير البنى التحتية من الطرق والمنشآت حيث أنهت هيئة الأشغال مشاريع تعادل ما أنجزته خلال أربعة أعوام كاملة. ورصدت الحكومة 21 مليارا و800 مليون ريال قطري لتنفيذ مشاريع العام 2018. صفقات عسكرية وعلى الصعيد العسكري والأمني يكاد يكون العام الأفضل على الإطلاق في حصيلة الاتفاقيات العسكرية التي حققتها قطر، ضمن خطة لتطوير قدراتها العسكرية. ورغم الحصار المفروض عليها؛ واتهامات لها بدعم الإرهاب، وقعت الدوحة اتفاقية لمكافحة الإرهاب مع واشنطن، وتلتها صفقات نوعية مع فرنسا لشراء 12 مقاتلة رافال، واتفاقا مماثلا مع المملكة المتحدة لاقتناء طائرات تايفون، بجانب مناورات عسكرية للقوات المسلحة القطرية مع نظيراتها من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، وصولاً إلى قرب تدشين مصانع قطرية للسلاح، بدعم تركي. وأثارت القاعدة العسكرية التركية في الدوحة جدلا واسعا لدى دول الحصار، ورغم أنها تتويج لاتفاقية عسكرية ثنائية بين قطر وتركيا العام 2014 ساهمت أزمة الحصار في تفعيلها. واستقبلت الدوحة دفعات متتالية لوحدات من الجنود الأتراك، على أمل الوصول إلى 3 آلاف جندي في القاعدة العسكرية، حسب الاتفاق بين البلدين. مونديال 2022 ومع مرور أيام الأزمة الخليجية، يتضح للعالم أن الحملة الإعلامية والسياسية التي أعقبت نيل قطر احتضان أول مونديال لكرة القدم في المنطقة العربية والشرق الأوسط، ما تزال متواصلة ضد قطر، وما يزال المونديال يثير حفيظة العديد من الدول، آخرها دول الحصار التي أعلنت على لسان أحد مسؤوليها؛ ضاحي خلفان القائد العام السابق لشرطة دبي، أن المونديال «مربط الفرس» في الأزمة الخليجية، قائلاً بصريح العبارة: لو تنازلت قطر عن المونديال ستنتهي الأزمة! تصريح أثار الكثير من الاستهجان في الأوساط القطرية والعالمية، ولم يوقف عجلة تقدم المشاريع، فأعلنت قطر عن انتهاء تطوير ملعب خليفة الدولي، أول ملاعب المونديال، وتلاها رفع الستار عن باقي استادات المونديال التي تؤكد أن قطر ستكون في الموعد، لتنظيم الحدث الرياضي الأبرز عالمياً. أيادي خير ولم يخل العام من انجازات للدبلوماسية القطرية، لعلّ أبرزها توقيع اتفاق سلام دارفور في الدوحة، مرورا بدعم سخي للشعب الصومالي بقيمة 200 مليون دولار، وإنشاء محطة كهرباء في اليمن بقيمة 60 مليون دولار، واستمرار الدعم الإنساني لسوريا الذي فاق مليار دولار، وصولا إلى دعم متواصل للشعب الفلسطيني، توّج بمشاركة أمير قطر في قمة اسطنبول لرفض قرار ترامب بشأن القدس. وتبقى عودة المختطفين القطريين الـ 26 من العراق، إحدى أهم المحطات السّارة التي يحتفظ بها القطريون بعد أشهر طويلة من المعاناة والترقب والانتظار. المرأة القطرية تدخل «الشورى» وتماشياً مع الانفتاح الاقتصادي والرياضي؛ أعلن أمير قطر عن قرار شكّل علامة فارقة في تاريخ النظام القطري، بتعيين 4 وجوه نسائية في مجلس الشورى القطري؛ في خطوة تمهّد لانتخابات هي الأولى من نوعها، مرتقبة العام المقبل. قطر: سبعة أشهر من الحصار لم توقف طموحات الدوحة إسماعيل طلاي |
السعودية: محاربة الفساد والإصلاحات خطاب للخارج والتعسف داخليا Posted: 30 Dec 2017 02:08 PM PST الرياض ـ «القدس العربي»: ليس في وسع السعوديين أبدا، أن ينسوا سنة 2017 أو أن ما رافق تفاصيل أيامها من أحداث، ستزول وتتلاشى من أذهانهم بيسر، ومن المؤكد أن ذكراها ستظل راسخة في وجدان المواطنين، من مختلف الأجيال، والأعمار، وسيروي الجميع للسنوات المقبلة الزلزال الذي شهده البلد بهزاته الارتدادية، وتفاعلاته التي تؤرخ لولادة دولة جديدة، مختلفة الملامح عن شكل المملكة التي أسسها الجد سنة 1932. مرت الأشهر الأولى من السنة هادئة ورتيبة وكأن صناع القرار انشغلوا بالتمهيد للأحداث العاصفة التي ستتوالى عليهم من دون قدرة على متابعة تسارعها وتواليها. كانت البداية 22 نيسان/أبريل 2017 بإصدار الملك سلمان أوامر ملكية تضمنت إعفاء عدد من الوزراء ومسؤولين آخرين، هدفت لإعادة ترتيب المشهد، وتعزيز سلطان نجله والتمهيد له سرا لاعتلاء العرش من دون صخب. غطى صناع القرار عن الأوامر التي أضمروا فيها نواياهم، بتفصيل صغير اعتبر طعما للشعب، تحدث عن إعادة المكافآت لموظفي الدولة من المدنيين والعسكريين. الأمر الملكي أعفى عددا من المسؤولين من مناصبهم واستبدلهم بشخصيات مقربة من الأمير سلمان وتكن له بالولاء، وكانت جس نبض لقرارات لاقحة تم إصدارها بشكل متتابع. لاحقا أصدر سلمان قرارا جديدا، نص على إنشاء مركز الأمن الوطني وربطه بالديوان الملكي، وهو لم يكن الأخير لأنه بعد فترات سيتم تضخيم المراكز والمؤسسات التي ستوضع تحت تصرف نجله الذي شُرع تدريجيا في تعظيم صلاحياته ونفوذه واستحواذه على أغلب السلطات. زيارة ترامب التاريخية و«حلب» المملكة العنوان الأبرز الذي وصفت به زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة في الـ 20 من أيار/مايو كأول محطة في زيارته الخارجية الأولى، تلخصت في 500 مليار دولار التي استحوذ عليها من خزائن آل سعود، تضمنت صفقات ومبيعات أسلحة، حققها على هامش انعقاد القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض. وليطير منها إلى تل أبيب مباشرة عارضا على حكامها نوايا للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي. لم تمض سوى أيام على زيارة الرئيس الأمريكي إلى عاصمة السعودية، حتى اتخذت الرياض بالتحالف مع أبو ظبي والمنامة والقاهرة قرارا بقطع علاقاتها مع شقيقهم الدوحة، مع استنتاج جلي بمنح ترامب السعوديين الضوء الأخضر لانتهاج سياسة تصعيد ضد الدوحة. بن سلمان والاستحواذ على السلطة السعوديون لم يتوقعوا أن يخطو الملك سلمان بهذه السرعة نحو تهيئة نجله للعرش، وكانت التوقعات أن يتم ذلك في غضون سنوات، لوجود منافسين أقوياء، يتمتعون بالحضور ولهم نفوذ واسع لدى الأسرة الحاكمة. الملك سلمان أصدر فجر الـ 21 حزيران/يونيو أمرا ملكيا عين فيه نجله وليا للعهد، مقصيا نجل شقيقه الأمير محمد بن نايف. ولم ينتظر الأمير المتوج بولاية العهد طويلا، ليشرع في التوسع والتمدد والاستئثار بكافة المناصب والمسؤوليات وضم المؤسسات المؤثرة لصفه ليكون الآمر الناهي في البلد من دون منازع. حاول الحاكم الفعلي في المملكة أن يصور نفسه للغرب أنه رجل إصلاح يمضي في مسار لتغيير الصورة السلبية المرسومة عن بلده وفي الوقت نفسه ليطلق يده داخليا ولا ينتقد على تجاوزاته وتضييقه على الحريات. تحجيم دور المؤسسة الدينية كان من بين القرارات التي اتخذها بن سلمان، متجاوزا تاريخا من التحالف بين أسرته آل سعود، والمؤسسة الدينية ممثلة في آل شيخ، والتي تعود لنشأة الدولة السعودية الأولى عام 1744 التي تأسست بتحالف شخصيتين هما: محمد بن سعود، مؤسس العائلة الحاكمة، والشيخ محمد بن عبد الوهاب، أحد أكثر العلماء تأثيراً في التاريخ الإسلامي الحديث، وقد شكلت العلاقة بين الرجلين أغلب مسار مستقبل التاريخ السعودي. هذه القرارات والرسائل التي بعثتها السلطة لرجال الدين وتحديدا هيئة الأمر بالمعروف، أريد أن يفهم منها أن المملكة تسير في اتجاه مخالف لأهوائهم. ثم لاحقا قامت السلطات وبإيعاز من ولي العهد باعتقال مجموعة من العلماء والدعاة لتهديد أي صوت قد يفكر في انتقاد القيادة أو الاعتراض على قراراتها أو توجهاتها. أصدر الملك سلمان في الـ 26 أيلول/سبتمبر قرارا يجيز منح تراخيص قيادة السيارات للرجال والنساء من دون تمييز. ويدخل هذا القرار حيز التنفيذ في حزيران/يونيو من العام 2018. 24 تشرين الأول/أكتوبر: الإعلان عن مشروع نيوم شمال غرب السعودية، ويشتمل على أراضٍ داخل الحدود المصرية والأردنية، وتحدثت وسائل إعلام نقلا عن مصادر رسمية حصول محمد بن سلمان على موافقة إسرائيلية قبل إطلاق المشروع. وجاء ذلك في وقت تزايدت فيه التصريحات من الجانب الإسرائيلي عن فتحها قنوات اتصال مباشرة مع القيادة السعودية، ومسارعة عدد من المحسوبين على قيادتها لمباركة التطبيع مع سلطات الاحتلال. تزامنا مع إطلاق الحوثيين صاروخا باليستيا في اتجاه الرياض وما أثاره من مخاوف من امكانية استهدافهم مجددا المملكة، أعلن في الرابع تشرين الثاني/نوفمبر، رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري استقالته أثناء زيارته للسعودية. واتهمت المملكة وتحديدا ولي عهدها وحاكمها محمد بن سلمان باختطاف واعتقال الحريري وممارسة ضغط عليه لإعلان الاستقالة التي رفضها الرئيس اللبناني ميشال عون وحشد دعما دوليا لإطلاق سراحه، توجت بتحرك فرنسي ساهم في تحريك الموضوع. بن سلمان قاد أيضا حملة اعتقالات واسعة لم يسبق للسعودية أن شهدت مثيلا لها، سواء من حيث الذين شملتهم الحملة، أو المغزى من وراء توقيتها، لترتيب الأجواء وتهيئة الساحة لنقل العرش إلى ولي العهد. جرى في وقت واحد وعلى نحو سريع اعتقال 11 أميرا، و38 وزيرا ونائب وزير، وعدد كبير من المسؤولين، ومن بين المعتقلين، وزير الحرس الوطني، الأمير متعب، النجل الأكبر للملك السابق عبدالله بن عبد العزيز، ورجل الأعمال الملياردير الوليد بن طلال، وأمير منطقة الرياض السابق تركي بن عبدالله، ووليد الإبراهيم، صاحب مؤسسة «إم بي سي» التلفزيونية، ومن الوزراء وزير المالية السابق، إبراهيم العساف، ووزير الاقتصاد عادل فقيه، هذا بالإضافة إلى رجال أعمال مثل صاحب قنوات «أيه آر تي» الشيخ صالح كامل، وولديه، وبكر بن لادن وعمر الدباغ. وفسر الجميع أن الحملة المفاجئة، أساسها إبعاد كل المؤثرين والفاعلين في الساحة والذين لا يكنون المودة للحاكم الفعلي بن سلمان، وفي الوقت نفسه تصفية أي تأثير لمراكز القوى، وجعله المؤثر الأوحد في الساحة. ولم يعد يشغل بال السعوديين في أواخر أيام 2017 سؤال من سيخلف سلمان، بل متى يتوج نجله محمد ملكا على بلادهم التي تنام وتصحو فجرا على أوامر ملكية يصــدرها الـوالد، لكنها تحمل بصمات الابن. تصريحات: ● «لن نضيع 30 سنة أخرى من حياتنا في التعامل مع أفكار متطرفة، سوف ندمرهم اليوم وفورا. السعودية لم تكن كذلك قبل عام 1979 السعودية والمنطقة كلها انتشر فيها مشروع الصحوة بعد عام 79 لأسباب كثيرة، نحن فقط نعود إلى ما كنا عليه، الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم، وعلى جميع الأديان، وعلى جميع التقاليد والشعوب». ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان راحلون: ● 14 ايار/مايو: توفى الصحافي والكاتب السعودي المشهور تركي السديري، والذي سبق وأن ترأس تحرير صحيفة «الرياض» لأكثر من 40 عاما، وأطلق عليه لقب «ملك الصحافة». ● 6 حزيران/يونيو: توفى عدنان خاشقجي الملياردير، وتاجر السلاح المشهور بصفقاته ونشاطاته الغامضة، كما تداول اسمه في فضيحة إيران – كونترا وعلاقته بالبنك المفلس حالياً بنك الاعتماد والتجارة الدولي، إلى جانب العديد من القضايا الشائكة الأخرى، كما أنه مشهور بعلاقاته في أوساط الطبقة العليا سواء في العالم الغربي أو العربي. السعودية: محاربة الفساد والإصلاحات خطاب للخارج والتعسف داخليا |
سلطنة عمان: تحقيق نهضة البلد وتعزيز دورها وسيطا نزيها بين الفرقاء Posted: 30 Dec 2017 02:08 PM PST «القدس العربي»: تميزت سلطنة عمان خلال سنة 2017 بمحافظتها على نهجها الدائم الذي أرساه سلطانها قابوس بن سعيد منذ اعتلائه العرش في بلاده، وهو ترسيخ دورها وسيطا نزيها وطرفا محايدا، مع العمل على لمّ شمل العمانيين ودعوتهم لنسيان الماضي والخلافات التي كانت تمزقهم، من أجل الحاضر. نهج السلطنة حولها، لدولة محورية بين الأمم كداعم للحوار والسلام والاستقرار ونبذ العنف والحروب، من خلال انتهاج سياسة النأي بالنفس عن الخلافات التي تعصف بالمنطقة وعدم التدخل في شؤون الآخرين. استراتيجية عمان التوفيقية بين تحقيق الأمن ومنع أي اصطفاف يعبر عنه باستمرار السلطان قابوس في كلماته بالمناسبات الوطنية بتأكيده على الاهتمام بالإنسان وبناء مؤسسات الدولة، والمشاركة في العمل والعمران وعدم الاتكال على الغير لتتحول بمرور الوقت لعقيدة راسخة. وكسبت عُمّان مؤخرا رهان نهجها في الحياد والابتعاد عن المشاركة في أي اصطفاف إقليمي، واكتشف الجميع بمرور الوقت سلامة الموقف بعد رفضها الانجرار خلف القيادة السعودية في حرب اليمن، وخالفت الإجماع الخليجي برفضها الدخول في التحالف الدولي الذي قادته الرياض. عمان لم تسقط في فخ السعودية والإمارات ولم تنضم لحلف الحصار المفروض على قطر وسعت من البداية لأن تلعب إلى جانب الكويت دور الوسيط في الأزمة والعمل على حلحلتها وتفادي انجرار المحاصِرين نحو درك من العنف يعصف باستقرار البيت الخليجي. وتجسد دورها التوفيقي أيضا في مشاركتها في القمة الخليجية التي احتضنتها الكويت بتمثيل طبيعي لما تعودت عليه في مثل هذه المناسبات وحضور المسؤول عن مجلس الوزراء ممثلا للسلطان قابوس عكس دول الحصار التي أوفدت مسؤولين من الدرجة الثالثة. واستقبلت سلطنة عمان خلال السنة العديد من الوفود والمسؤولين الدوليين في إطار جهود تبذل لحلحلة قضايا واشكالات عدة تعصف بالاستقرار في المنطقة. وعبر مؤخرا وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون عن سلامة الموقف في ختام زيارته بالإشارة: «العمانيون لديهم مثلنا قلق عميق جدا ويزداد عمقا، بشأن ما يحدث في اليمن، وهم يشاطروننا قناعتنا أن هذه الأزمة ليس لها حل عسكري بل لابد من حل سياسي لها». والنهج الذي اعتمدته عمان تحول مؤخرا لعائق ولم يعد يحتمل الأعاصير الهوجاء التي تأتيها من محيطها خصوصا مع تنامي أطماع جارتها الإمارات التي لا تلتزم بأي حد. وسعت أبو ظبي لجر مسقط لمستنقع مشاكلها من بوابة اليمن بتعزيز نفوذها في محافظة المهرة على الحدود مع السلطنة، وهو ما يثير قلق الأخيرة من استخدام هذه المحافظة ورقة في مواجهتها بعد هيمنة أبو ظبي على الجنوب اليمني. مخاوف عمان من توسع النفوذ الإماراتي بالمهرة تستند إلى إرث بدأ منذ نهاية ستينيات القرن الماضي، عندما واجهت دعوات الاستقلال عنها لما عرف لاحقا «بجبهة تحرير ظفار» (اليسارية) حيث شكلت المهرة محطة انطلاق لعملياتها العسكرية، إذ كانت تتلقى الدعم عسكريا وسياسيا وإعلاميا من النظام السياسي في اليمن الجنوبي. ويأتي هذا على خلفية أن العلاقات بين مسقط وأبو ظبي عرفت توترا وأزمة صامتة عام 2011 على خلفية اكتشاف السلطنة خلية تجسس إماراتية، تحاول الوصول إلى معلومات حساسة تمس السلطان قابوس شخصيا. ولم تُحل هذه الأزمة إلا بوساطة خليجية كويتية أدت إلى شروط مالية وسياسية على أبو ظبي لصالح مسقط. تعمل سلطنة عمان انطلاقا من جهود قيادتها لتحقيق التوازن في علاقاتها الدولية والابتعاد عن المشاكل لتحقيق الاستقرار داخليا بما يضمن نهضة البلد وتنميته. واستبشر العمانيون بقرار لمجلس الوزراء جاء بتوجيهات من السلطان قابوس يقضي بتوفير 25 ألف وظيفة بالقطاعين العام والخاص مع نهاية سنة 2017. وتعمل السلطنة لتمكين الشباب في أربعة مجالات وهي العلمية والاقتصادية وتعزيز المشاركات المجتمعية عبر المبادرات التطوعية بالإضافة إلى مشاركتهم في اتخاذ القرار. ويهدف مشروع توطين الوظائف والمهن أو «التعمين» في السلطنة إلى خفض مستوى البطالة في المجتمع، وتحسين مستوى المعيشة للمواطن، من خلال تطوير خطط لإحلال القوى العاملة العُمانية. وبالرغم من تراجع أسعار النفط إلا أن السلطنة حققت نسب نمو معتدلة وعملت على خفض العجز في الموازنة وجاءت في المرتبة الـ34 عالميا بين الدول الأقل ديونا نسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي وذلك ضمن مؤشر التنافسية العالمية 2017- 2018 بنسبة ديون بلغت 34.3% للناتج المحلي. وتوجهت الدولة خلال 2017 نحو استقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية لتحريك عجلة التنمية. وأنشأت شركة النفط العُمانية أكبر مصفاة لتكرير النفط بالبلاد في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدُّقم، بطاقة إنتاجية تفوق مئتي ألف برميل يوميا، وهي تخطط لإقامة أكبر مركز لتخزين النفط في منطقة الشرق الأوسط عام 2019، وقد خصصت مساحة تقدر بنحو 16 كيلومترا مربعا لهذا الغرض. وخلال 2017 وضعت سلطنة عمان وقطر حجر الأساس لإقامة مصنع لإنتاج الحافلات في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم في السلطنة باسم شركة «كروة موتورز». ويتوقع أن يبدأ الإنتاج في المصنع في 2022. ويتوقع العمانيون أن تساهم هذه السياسات في تحسين حياتهم وتوفير المزيد من فرص العمل لرفع المستوى المعيشي للمواطنين وتحقيق نهضة البلد الذي راهن على الحياد واختار نهج السلم خيارا استراتيجيا. سلطنة عمان: تحقيق نهضة البلد وتعزيز دورها وسيطا نزيها بين الفرقاء سليمان حاج إبراهيم |
الكويت: بين تحديات صراع الأشقاء والوحدة الداخلية Posted: 30 Dec 2017 02:08 PM PST عبء الكويت كان كبيراً هذا العام، وسيرافقها العام المقبل، ما دامت مصممة على مواصلة المساعي لرأب الصدع في»البيت الخليجي» الذي يمر في ظروف صعبة بعد الأزمة مع قطر. فالكويت هي صاحبة فكرة «مجلس التعاون الخليجي» الذي أنشئ عام 1980، تلك الفكرة التي أرادتها أن تشكل حصناً موحداً ضد التحديات والأطماع الآتية من الجارين العراقي والإيراني. ومن هنا يظهر هذا التصميم على عدم التسليم بالفشل في إعادة وصل ما انقطع بين السعودية والإمارات والبحرين وبين قطر، بعد إعلان الدول الثلاث مقاطعة الدوحة في شهر حزيران/يونيو الماضي. طبيعة الكويت ولاسيما أميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح، صاحب الباع الطويل في «الدبلوماسية الخلّاقة» التي تُبقي على سياسة الأبواب المفتوحة والموقع الوسطي، يخولها عند كل أزمة أن تلعب دور «الراعي والوسيط» ضمن «البيت الواحد». صحيح أن الأزمة الخليجية مع قطر إمتحان صعب لقدرة مجلس التعاون على الصمود، إلا أن نجاح الكويت في استضافة أعمال «القمة 38» في 5 كانون الأول/ديسمبر، يشكل عبوراً بالسفينة من ضفة الانهيار المحتوم إلى ضفة الأمان المحفوف بالمخاطر. فمجرد انعقادها، وإنْ على مستويات تمثيل مختلفة، هو تجاوز لقطوع التفتّت وإدراك ضمني على أهمية الحفاظ على «البيت الخليجي» رغم التباينات والخلافات. إدراك تعزّز مع استضافة الكويت بدلاً من قطر، كأس الخليج الـ 23 لكرة القدم -»خليجي 23» الذي افتتح في 22 كانون الأول/ديسمبر بمشاركة منتخبات الدول الأعضاء كافة، ما يجعل عـــام 2017 يقفل على «تقدم متواضع» في هذا الملف، إنما مفتوح على احتمالات أفضل. ولا تقف تحديات هذا البلد عند خلافات أشقاء «البيت الخليجي»، بل تصل إلى أبناء «البيت الكويتي»، حيث تعمل القيادة على احتواء كل المحاولات لضرب النسيج الكويتي الداخلي من بوابة الصراع المذهبي الدائر في المنطقة. لا شك أن ما يسمى بقضية «خلية العبدلي» تترك آثارها على الداخل، غير أن تعاطي الكويت كدولة مع هذه الخلية منذ اكتشافها في العام 2015 وإلى صدور حكم التمييز في حزيران/يونيو الماضي بحق 26 كويتياً متهمين بالتحضير لأعمال إرهابية بدعم من إيران و«حزب الله»، ساهم في منع الإنزلاق إلى أتون الصراعات المذهبية الحادة في المجتمع. ولأن التحديات الداخلية تتأثر بما يجري في المحيط، وهي أحياناً تشكل صدى لمجريات الأحداث فيه، من دون التقليل من العوامل المحلية، فإن الرسالة الأخيرة التي وجهها الشيخ صباح الأحمد الصباح إلى مجلس الأمة في تشرين الأول/نوفمبر الماضي جاءت كـ»جرس إنذار» جليّ. فالرسالة تأتي على وقْع تصاعد حمى المواجهات في الإقليم من جهة، والصراعات الخليجية – الخليجية من جهة ثانية، وعودة الاشتباك بين الحكومة ومجلس الأمة، والذي كانت سياسة الاستجوابات وطرح الثقة تحولت خلال سنوات سابقة إلى سلاح تعطيلي بدل أن يكون تعبيراً حقيقياً للممارسة الرقابية الناجمة عن المناخ الديمقراطي، من جهة ثالثة. مستويات ثلاثة دفعت بأمير البلاد إلى رسم الخطوط المطلوب عدم تجاوزها على مستوى الكويت والكويتيين. بدت الرسالة ملحة في توقيتها الآتي بعد أيام من استقالة الحكومة وقبيل العمل على تشكيل حكومة جديدة، وفي مضمونها المشدّد على منطلقات خطابه أمام المجلس ذاته في افتتاح الدور الثاني من الفصل التشريعي، حيث ذهب صباح الأحمد الصباح في معرض تأكيده على «أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية وتماسك الجبهة الداخلية» إلى «الرفض القاطع لأي اصطفافات طائفية أو قبلية أو فئوية وعدم السماح بأي خطاب سياسي يثير الكراهية والبغضاء المذهبية أو العرقية». وهذه مسألة يعتبرها محللون كويتيون أساسية وحساسة، نظراً إلى التداعيات التي تتركها على التماسك الداخلي، ولا يمكن تالياً التهاون مع محاولات الإفادة من الأجواء الديمقراطية في البلاد من أجل تأجيج الانقسامات والنعرات على أنواعها، إذ أمام مخاطر ضياع الوطن، لا بد من اتخاذ خطوات حاسمة، إولاً، لوأد الفتن في مهدها، ومن ثم العمل على بناء مناخات من الثقة المتبادلة والوئام والوحدة بين أطياف المجتمع. أما النقطة الثانية التي تناولها الصباح، فتضمنت دعوة الكويتيين إلى عدم الانجرار العاطفي والانفعالي حيال الأزمة بين «الأشقاء في الخليج» و«أهمية وقف كل محاولات التراشق السياسي والإعلامي التي قد ينجرف إليها البعض سواء في هذه الأزمة أو الأزمات الأخرى» واصّفاً موقف الكويت على أنه «وسيط حقيقي من الداخل الخليجي نفسه، معني بحل الأزمة بين الأشقاء، لا طرفا ثالثا بين فريقين». وتنطلق دعوته الكويتيين إلى التعقل من إدراكه لحجم الشرخ الذي يصيب المجتمع الخليجي جراء الأزمات التي تعصف به. غير أن المسألة التي تكتسب بعداً مهماً، نظراً إلى تأثيرها على مسيرة الدولة والحكم والمواطنين، تتعلق بدعوة أعضاء مجلس الأمة، رغم تأكيده على «دورهم الدستوري والمحوري» إلى «التحلي بأخلاق رجال الدولة والاتسام بنضج السياسيين القادرين على تحمل المسؤولية». فالمطلوب، في قراءة للحال الكويتية، الوصول إلى علاقة سوية بين السلطتين التشريعية والتنفيذية من أجل انتظام عمل مؤسسات الدولة والدفع في مسارات التنمية والإصلاحات المطلوبة، وهذا يحتاج إلى تكاتف سياسي بعيداً عن المزايدات الشعبية، وإلى تصويب المسارات الخاطئة دون الجنوح إلى التصعيد، وإلى تقديم مصلحة الشعب والأمة. الأكيد أن رسالة أمير الكويت، على أبواب نهاية العام، جاءت لتؤشر إلى حجم المخاطر التي تعتري البلاد ولترسم «خريطة طريق» للكويتيين جمعياً، لكنها رسالة تضمّنت في طياتها «تحذيراً قوياً» من أنه «لن يتوانى بحكم مسؤولياته الدستورية عن اتخاذ أي قرار في حال اضطر إليه يضمن للبلد أمنه واستقراره ويحفظ مستقبل أبنائه». تحذير، اعتبره مراقبون، يحمل تلويحاً بإمكانية العودة إلى حلّ مجلس الأمة أو تعليقه إذا استدعت التطورات الداخلية والإقليمية ذلك. الكويت: بين تحديات صراع الأشقاء والوحدة الداخلية رلى موفق |
السودان: زيارة البشير لروسيا وأردوغان للخرطوم تربك علاقات البلاد الخارجية Posted: 30 Dec 2017 02:08 PM PST الخرطوم ـ «القدس العربي»: زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان للسودان في نهاية كانون الأول/ديسمبر الجاري، أحدثت ردود أفعال كبيرة جدا وشغلت وسائل الإعلام. الزيارة أسفرت عن توقيع العديد من الاتفاقيات التجارية، لكن سبب ردود الأفعال هو تخصيص جزيرة سواكن لتركيا، والإجراء هو تمهيد لبناء قاعدة عسكرية تركية على البحر الأحمر ولكن الرئيس أردوغان نفى ذلك. وفتحت الزيارة باب الهجوم على السودان من قبل الإعلام المصري والخليجي وأشعلت وسائل التواصل الاجتماعي وأحدثت ربكة في علاقات السودان وتحالفاته الخارجية. وكان «قمع الصحافة» العنوان المشترك لنهاية العام الماضي والحالي في السودان، ففي نهاية كانون الأول/ديسمبر الماضي، وقف الصحافيون السودانيون احتجاجا على الإجراءات التعسفية المتواصلة التي تتخذها السلطات الأمنية ضد الصحف المحلية. ووصلت احتجاجات الصحافيين خلال العام ذروتها في مناهضتهم لمسودة تهدف تعديل قانون الصحافة في البلاد، ويتيح القانون الجديد فرصا واسعة للسلطات لقمع حرية الرأي والتضييق على الصحافيين، وشهد العام الحكم بالسجن على صحافي وصحافية في تهم متعلقة بالنشر. وشهد العام جدلا متصلا حول حول مشاركة الجيش السوداني في حرب اليمن بدأ بالاعتداء على سفارة الخرطوم في صنعاء في آب/اغسطس وتجدد عقب الإعلان عن مقتل جنود سودانيين فاق عددهم 400 من بينهم ضباط. وقبل أن يطوي الشهر أيامه، أثار حذف مقررات دراسية من منهج مرحلة الأساس والثانوية في السودان جدلاً بين طائفتي الصوفية وأنصار السنة، تحول إلى معارك كلامية صاخبة، وأفتت هيئة علماء السودان، ببطلان دعوة وزير الاستثمار، نائب رئيس مجلس الوزراء، مبارك الفاضل، للتطبيع مع إسرائيل. وقبل أن يطوي العام أيامه انشغلت الأوساط السودانية بخبر مفاده مطالبة إسرائيل 7500 طالب لجوء سوداني، شهرا لمغادرة أراضيها أو السجن لأجل غير مسمى. وفي الواحد والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر الماضي طالبت منظمة العفو الدولية، الحكومة السودانية بوقف الاعتداءات ذات الدوافع السياسية التي وقعت خلال ثلاث سنوات على طلاب إقليم دارفور الذين يدرسون في مختلف الجامعات، وفي تموز/يوليو غادر أكثر من ألف طالب من ولايات دارفور، جامعة «بخت الرضا» ومدينة الدويم في ولاية النيل الأبيض، احتجاجا على ما اعتبروه «استهدافا لهم من قبل إدارة الجامعة» وقدم الطلاب استقالات جماعية. وفي مطلع تموز/يوليو الماضي، أصدر الرئيس عمر البشير، مرسوما دستوريا بتمديد قرار وقف إطلاق النار في كافة مناطق السودان، حتى نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر ليصدر قرار آخر بتمديد وقف إطلاق النار الساري بالبلاد، حتى 31 كانون الأول/ديسمبر 2017 لتهيئة المناخ للمفاوضات. ورفضت قوى معارضة جمع السلاح قبل الوصول إلى تسوية سياسية، واستمرت الحكومة في سياستها لتعتقل موسى هلال وهو زعيم قبلي وأحد حلفائها في السابق. في الثلث الأول من شهر تموز/يوليو أصدر مجلس تحرير جبال النوبة قراراً بإقالة رئيس الحركة الشعبية، مالك عقار، وتنصيب نائبه عبد العزيز الحلو رئيسا للحركة وقائدا عاما للجيش الشعبي، وتم بذلك الإعلان عن انقسام الحركة الشعبية ثم دار قتال عنيف بين الفصائل المنقسمة. وفي أيار/مايو الماضي، استبدلت الحكومة السودانية وزير العدل قبل أن يؤدي مراسم القسم وذلك لشكوك حول شهاداته الأكاديمية، وفي الثاني عشر من حزيران/يوليو أقال البشير مدير مكتبه طه عثمان لأسباب غامضة ليتم تعيينه فورا مستشارا لوزير الخارجية السعودي للشؤون الأفريقية. وشهد شهر نيسان/ابريل الماضي جدلا كثيفا عندما أجاز البرلمان تعديلات زادت صلاحيات جهاز الأمن وأخرى بخصوص حرية الدين وزواج المرأة واعتبر حزب المؤتمر الشعبي التعديلات نسفا لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني في الجانب الذي يخص الحريات وأحالتها هباء منثوراً. وفي شباط/فبراير الماضي، انطلقت حملة واسعة النطاق في السودان، لإغاثة مواطني دولة الجنوب، بعد الإعلان عن وجود مجاعة فيها، وفي مطلع شهر آذار/مارس الماضي، أدّى بكري حسن صالح، القسم رئيسا لمجلس وزراء الحكومة التي أعقبت مؤتمر الحوار الوطني، سبق ذلك تأكيد تحالف قوى الإجماع الوطني في السودان على اسقاط نظام البشير. وشهد كانون الثاني/يناير الماضي عودة الصادق المهدي رئيس حزب الأمة المعارض بعد غياب عامين وجاءت عودته وسط تضييق من السلطات. وفي منتصف الشهر الأول من هذا العام أصدرت الإدارة الأمريكية قرارا يقضي برفع جزئي للعقوبات المفروضة على الخرطوم منذ عام 1997 وفي تشرين الأول/اكتوبر تم رفع الحظر بشكل كامل. السودان: زيارة البشير لروسيا وأردوغان للخرطوم تربك علاقات البلاد الخارجية صلاح الدين مصطفى |
ليبيا: ظلال الدولة تتقلص وتنظيم «الدولة» يتربص Posted: 30 Dec 2017 02:08 PM PST أهم إنجاز حققته حكومة الوفاق الوطني الليبية في 2017 هو إخراج تنظيم «الدولة» من مدينة سرت، بعد معارك ضارية سقط فيها ما يقارب 700 قتيل من قوات «البنيان المرصوص» الحكومية و2500 من عناصر التنظيم. كانت الطلقة الأخيرة في معركة تحرير سرت يوم 6 كانون الأول/ديسمبر. ومع أن خسارة التنظيم معقله الرئيسي في ليبيا اندرج في سياق تقهقر استراتيجي في كل من سوريا والعراق، اتسم الوضع الليبي بخصوصيات جغرافية جعلت منه الملجأ الوحيد، نظريا، للمنسحبين من «عاصمتي» التنظيم في الرقة والموصل. لكن لوحظ أن عناصر التنظيم تخلت (مؤقتا) عن فكرة الاستيلاء على إحدى المدن الليبية وإخضاعها لقاعدة التمكين، فانتشرت في مجموعات صغيرة على مدن عدة من درنة شرقا إلى صبراتة غربا، وهو ما أكدته الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت عناصر التنظيم في تلك المدن. غير أن مكاسب معركة سرت ظلت محدودة في الواقع، لأن حكومة الوفاق اعتمدت على توليفة من المجموعات المسلحة لخوض المعركة وسط تفكك الجيش الليبي. ولم تستطع الاستفادة من معركة سرت لبناء قوة عسكرية تضبط الأمن في العاصمة طرابلس على الأقل، وتحمي أعضاء الحكومة ومؤسساتها، على الرغم من تشكيل الحرس الرئاسي، الذي قيل إنه نواة لجيش جديد، إلا أن الحكومة ظلت مُعتمدة في حمايتها على عناصر الميليشيات التي تتقاضى منها رواتبها. وفي النتيجة ظل عناصر التنظيم يتحركون في المناطق المُنفلتة أمنيا، أو تلك التي يسودها التوتر بسبب الصراع بين القبائل، وتم رصد مجموعات في محيط بعض المدن في الوسط والجنوب. واستطاع التنظيم أن يضرب في مصراتة ومدن أخرى لإثبات أنه لم ينهر، وهو يستثمر الصراع المُستعر بين حكومة الوفاق والمشير حفتر ليُوسع اختراقه للمجتمع ويكسب عناصر جديدة، مع السعي للسيطرة على خطوط التهريب على الحدود الجنوبية والغربية، بما في ذلك تهريب النفط، أسوة بما كان يتعاطاه في سوريا من صفقات بيع النفط المُهرب. في المقابل عزز القائد العسكري المُعين من البرلمان المشير خليفة حفتر مواقعه في الشرق، مع رفض الخضوع لأي سلطة مدنية، واستطاع تأخير تنفيذ الاستحقاقات التي تضمنها اتفاق الصخيرات، الذي توصل له الفرقاء الليبيون في 17 كانون الأول/ديسمبر 2015 في المغرب، ثم سارع مؤخرا إلى إعلان نهاية الاتفاق بعد انقضاء فسحة السنتين. غير أن المزاج الدولي كان وما زال رافضا لعودة الاقتتال بين الليبيين، لكون الصراع الأهلي بؤرة لاستقطاب عناصر التنظيمات الأصولية المسلحة من بلدان أخرى. وتُعتبر مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بجمع رئيس حكومة الوفاق وقائد الجيش المعين من البرلمان في باريس محاولة يتيمة وعقيمة، لأنها كانت مصالحة تلفزيونية، ولم تكن لها أي استتباعات لحلحلة الخلاف بين الرجلين، وبات اللاعبون الخارجيون، من فرنسيين وأمريكيين وطليان وروس وأتراك، يلعبون بأوراق مكشوفة، بالاعتماد على «شركاء» ليبيين، وهو خليط ساهم في تأخير الحل. على هذه الخلفية القلقة وفي هذا السياق المُلبَد بالأجندات المتضاربة حلَ الموفد الجديد للأمم المتحدة اللبناني غسان سلامة حاملا يافطة زرقاء اللون كتب عليها «بحثا عن قواسم مشتركة بين الليبيين». واستطاع في غضون أسابيع جمع الإخوة الأعداء على مائدة حوار بعدما أقسموا ألا يُقابل بعضهم وجوه البعض الآخر. ودارت بين الأيدي مشاريع ومُسودات وأوراق أنعشت الآمال بوضع خريطة طريق متفق عليها من الغالبية، إن لم يكن من الجميع، تبدأ باستفتاء على الدستور يُمهد بدوره لانتخابات رئاسية وبرلمانية، من أجل معاودة بناء مؤسسات الدولة. لكن لم يستطع الجالسون على موائد الحوار في تونس البت في هذه القضايا، لأنهم غير مخولين اتخاذ قرارات، حسب ما قيل. غير أن القوى الخفية التي تعمل على تأبيد الأزمة هي التي تُعرقل الوصول إلى حل، وفي هذا الإطار ركزت الرؤية الأوروبية في 2017 على ما يهمها في الدرجة الأولى، وهو ملف الهجرة غير الشرعية، التي بلغت موجاتها العالية ذُرى لم تصل إليها في السنوات الماضية. ومن أجل احتواء الظاهرة لم يتورع الطليان عن التعاطي مع شبكات التهريب، معتمدين على رؤساء تلك الشبكات لإحباط العمليات التي كان هؤلاء المهربون يُنظمونها بأنفسهم انطلاقا من السواحل الليبية، على مرأى ومسمع من الجميع. واللافت أن دور إيطاليا في ليبيا اتخذ في 2017 حجما أكبر مما يبدو على السطح، فبالإضافة لكون روما هي الداعم الأوروبي الرئيسي للجماعات الأصولية في مصراتة، ذات التأثير الحاسم على الأوضاع في طرابلس، بما في ذلك خلال معركة سرت، سارعت إلى إرسال سفنها الحربية إلى حافة المياه الإقليمية الليبية، بعنوان احتواء قوارب المهاجرين غير النظاميين المُتجهين إلى سواحلها الجنوبية. وفي سياق المنافسة مع فرنسا، على خلفية السباق بين مجموعتي «توتال» و«إيني» النفطيتين، حصلت روما على نوع من الوكالة من الإدارة الأمريكية، التي تسعى لتعديل مُجمل سياستها في المنطقة، على أنقاض سياسة أوباما- كلينتون. وتجلى التغيير الذي طرأ على السياسة الأمريكية تجاه ليبيا في الكلمات التي توجه بها الرئيس دونالد ترامب إلى رئيس الوزراء الإيطالي باولو جانتيلوني لدى استقباله في البيت الأبيض في أبريل/نيسان الماضي، عندما أكد أنه لا يرى دورا للولايات المتحدة في ليبيا عدا هزيمة تنظيم «داعش»، مُعتبرا أن لدى بلده «ما يكفيه من الأدوار». وعلى هذا الأساس أشاد ترامب بدور إيطاليا في الحرب على الارهاب وبـ»جهودها لتحقيق الاستقرار في ليبيا». هذا عن إيطاليا وأمريكا، أما الاتحاد الأوروبي الذي نطقت باسمه مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد فيديريكا موغيريني (وهي وزيرة خارجية إيطاليا سابقا) فبنى سياسته في ليبيا على محورين هما الدفع في اتجاه حل سياسي دائم للأزمة واحتواء موجات المهاجرين غير النظاميين. ليبيا: ظلال الدولة تتقلص وتنظيم «الدولة» يتربص رشيد خشانة |
موريتانيا: سنة مثقلة بالتوتر السياسي والتجاذب بين أطراف المشهد المحلي Posted: 30 Dec 2017 02:07 PM PST نواكشوط ـ «القدس العربي»: لم تكن سنة 2017 عادية بالنسبة لموريتانيا، فقد شهدت توترا سياسيا وتجاذبا غير مسبوق بين نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز ومعارضيه، وفيها البلاد أيضا هزات مربكة. وتعود السخونة السياسية التي شهدتها السنة، لإصرار الرئيس محمد ولد عبد العزيز على تنفيذ أجندة الحوار السياسي الذي نظمته حكومته في تشرين الأول/أكتوبر 2016 بين أغلبيته وأطراف من معارضة الوسط، وقاطعت المعارضة المتشددة تلك الأجندة واعتبرت الحوار ينظمه الرئيس على مقاسه لتهيئة بقائه في السلطة بعد انتهاء ولايتيه منتصف عام 2019 طبقا للدستور. وبينما كان الرئيس يعتقد أن الطريق سيكون سالكا أمام تعديلاته، فوجئ بتصـــويت مـــــوالاته في غــرفــة الشيوخ ضد التعديلات في جلسة 17 اذار/مارس الماضي، وهنا انجرفت الأمور نحو تطورات أخرى. فقد هاجم الرئيس مناوئيه من أعضاء مجلس الشيوخ وأعلن تفعيله للمادة (38) من الدستور لتنظيم استفتاء شعبي حول تعديلات دستورية. ورفضت المعارضة تفعيل الرئيس للمادة وأكدت أن الدستور لا يمكن مراجعته خارج أحكام الباب الحادي عشر بمواده 99 و100 و101. فيما اعتبرت المعارضة أن قضية التعديل سقطت دستوريا بعد أن رفضها مجلس الشيوخ فدعا الرئيس لاستفتاء شعبي نظم في الخامس اب/أغسطس الماضي وقاطعته المعارضة. واستمر التجاذب على أشده، بين النظام والمعارضة حول نتائج الاستفتاء؛ فبينما اعتبر النظام أن نتائج الاستفتاء كانت لصالحه بعد فوز «نعم» بـ 85،70 في المئة و«لا» بـ 9،95 في المئة، أكدت المعارضة أنها مزورة وأن الشعب قاطع الاستفتاء. ورغم احتجاجات المعارضة، تابع الرئيس تنفيذ تعديلاته الدستورية؛ فأصدرت الحكومة قوانين تلغي مجلس الشيوخ وتحول البرلمان إلى غرفة واحدة، وتغير العلم والنشيد الوطنيين وأوراق وقيم العملة الوطنية «الأوقية» ابتداء من كانون الثاني/يناير 2018 وتؤسس مجالس جهوية، لينقسم المشهد السياسي اليوم إلى مجموعتين، مجموعة الرئيس مع أغلبيته وأنصاره الذين يعتبرون أنهم أجروا إصلاحات سياسية تاريخية، والمعارضة ومعها الشيوخ المتمردون الذين يؤكدون عدم دستورية جميع ما قام به الرئيس وحكومته والبرلمان. لم تنته الأمور عند هذا الحد، بل أخذت مجرى تصعيديا آخر، حيث أعلنت النيابة العامة أواخر اب/أغسطس الماضي عن عملية ارتكاب جرائم فساد عابرة للحدود، تورط فيها ثلاثة وعشرون شخصية موريتانية معارضة. واعتقلت الشرطة في هذا الإطار السناتور محمد ولد غده ووضعت ثلاثة عشر شيخا ومجموعة من الصحافيين والنقابيين تحت الرقابة القضائية وأصدرت مذكرات توقيف دولية ضد رجل الأعمال المعارض محمد ولد بوعماتو ومدير أعماله محمد ولد الدباغ المتهمين بتقديم رشا لأعضاء مجلس الشيوخ الذين صوتوا ضد تعديل الدستور. وانشغل الرأي العام خلال السنة بتحقيقات نشرتها صحف محلية وعرضتها منظمة «شاربا» الفرنسية غير الحكومية، حول الفساد المالي في موريتانيا وخاصة على مستوى شركة الاستيراد والتصدير وصيانة الطرق والإذاعة الوطنية التي عزل مديرها عبد الله حرمة الله بتهمة الفساد. غير أن ما شغل الناس أكثر خلال السنة، هو قضية المدون محمد الشيخ امخيطير المتهم بالإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم، فقد استمرت تظاهرات مناصري الرسول المطالبين بإعدامه عدة أسابيع احتجاجا على الحكم عليه، بالإدانة ودرء الحد وعقوبته بالحبس سنتين وتغريمه بمبلغ 60 ألف أوقية (170 دولارا). فقد اعتبر جموع أنصار الرسول أن الحكومة خضعت لإملاءات المنظمات الحقوقية الغربية المتضامنة مع الشاب الملحد الذي لم يطلق سراحه لحد الآن خوفا من غضب الشارع. وشهدت السنة احتجاجات قيادة حزب القوى التقدمية للتغيير الذي يناضل من أجل حقوق الأقلية الزنجية في موريتانيا على استمرار وزارة الداخلية رفض الاعتراف بالحزب، الذي تعتبره الوزارة طائفيا لا يسمح القانون بتأسيسه. واستمر الحقوقي بيرام ولد الداه زعيم مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية الناشطة في مجال محاربة الرق جولاته الدولية لعرض مطالبه بإلغاء ممارسة العبودية في موريتانيا التي تؤكد السلطات أنها لم تعد موجودة وإنما الموجود آثارها. وواجهت الحكومة إحراجات تقرير أعده إخوان منديز مفوض الأمم المتحدة المكلف قضايا التعذيب وضمنه ملاحظات حول ممارسة التعذيب في موريتانيا. على المستوى الدبلوماسي، استمرت حالة التوتر بين موريتانيا والمغرب حيث لم يقدم السفير المغربي المعين أوراق اعتماده رغم الموافقة الموريتانية المتأخرة، كما أدى مؤتمر صحافي عقدته في داكار منظمات حقوقية معارضة ومناوئة للنظام الموريتاني، لازدياد التوتر بين موريتانيا والسنغال. وكان الحدث الدبلوماسي الهام هو قطع موريتانيا علاقاتها مع دولة قطر مستهل حزيران/يونيو الماضي في خطوة اصطفاف مع السعودية والإمارات في خلافهما مع الدوحة. ودلت زيارة محمد جواد ظريف وزير الشؤون الخارجية الإيراني لنواكشوط في حزيران/يونيو الماضي على بقاء العلاقات الموريتانية الإيرانية على حالها. بهذا الاحتقان والتوتر انصبغت أحداث موريتانيا خلال العام وسترث السنة المقبلة ما حملت به سابقتها من أجنة التوتر ليشكل ذلك، إن لم تجد الأزمات حلولا سريعة، تراكما خطيرا سيجعل من عام 2019 الذي هو عام الانتخابات الرئاسية المثيرة، عام الانفجار الأكبر. تصريحات: ● «لماذا يكثر اللغط حول قضية الرق في موريتانيا أكثر من غيرها؟ الذين يطرحون القضية اليوم، إنما فعلوا ذلك لكونهم لا يحكمون البلد». الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز راحلون: ● شهد العام الرحيل المفاجئ لأبي الديمقراطية الموريتانية الرئيس الأسبق علي ولد محمد فال الذي توفي في أقصى الصحراء إثر وعكة صحية قصيرة. وخلف موت العقيد فال فراغا كبيرا في الساحة، وفقدت موريتانيا بغيابه جهدا سياسيا خاصا كان الكثيرون يعولون عليه، في إعادة قطار التجربة الديمقراطية إلى سكته. موريتانيا: سنة مثقلة بالتوتر السياسي والتجاذب بين أطراف المشهد المحلي عبد الله مولود |
تونس: نجاحات أمنية ورياضية في انتظار تحسن الوضع الاقتصادي Posted: 30 Dec 2017 02:07 PM PST تونس ـ «القدس العربي»: منذ انتخابات 2014 تحقق تونس استقرارا أمنيا ساهم هذا العام في زيادة الثقة في قدرة المؤسستين الأمنية والعسكرية في محاربة الإرهاب. وأكد هذا الاستقرار الذي يعتبره البعض المنجز الوحيد لحكومتي الصيد والشاهد على الاختيارات الصائبة من قبل الحكومة للمسؤولين الأمنيين، بعد سنوات عجاف عاشها التونسيون قبل هذه الانتخابات ومباشرة إثر الإطاحة بنظام بن علي. لكن في المقابل ظل الوضع السياسي والاقتصادي على مدار سنة 2017 يتخبط في مسار انتقالي ديمقراطي صعب يحتاج إلى الصبر والبحث باستمرار عن التوافقات للخروج بأخف الأضرار من هذا الوضع الاستثنائي. ونجح التوافق بين حركتي نداء تونس والنهضة في الصمود على مدار العام بوجه الهزات رغم أزمة نهاية العام المتعلقة بالانتخابات التشريعية الجزئية التي جرت في ألمانيا والتي اتهمت فيها قواعد النهضة بالتصويت لمرشح المرزوقي رغم إعلان الحركة رسميا مساندة مرشح نداء تونس. تونس جنة ضريبية ولعل أسوأ ما حصل في نهاية العام هو وضع وزراء مالية الاتحاد الأوروبي تونس ضمن القائمة السوداء للدول المصنفة كملاذات ضريبية. وهو تصنيف فاجأ التونسيين الذين اعتادوا من شريكهم الاقتصادي الأول على عبارات الثناء على مسارهم الانتقالي الديمقراطي الناجح باعتبار أن الخضراء باتت في نظر البعض الديمقراطية العربية الوحيدة غير الطائفية وغير المحروسة بجيش أو مؤسسة ملكية. ويرجح أن تكون وراء هذا التصنيف، الذي لا يمت لواقع القوانين الجبائية التونسية الصارمة بصلة، لوبيات تابعة لبلدان منافسة في التنمية عربيا وافريقيا أو بلدان من أوروبا الشرقية تطمح في استثمارات دول غرب القارة العجوز المرصودة لتونس. كما يحمل التونسيون المسؤولية عن هذا التصنيف لدبلوماسيتهم الاقتصادية التي لم تبذل جهدا للتعريف بالواقع الجبائي التونسي. استدعاء السفير الأمريكي واعتبر البعض أن استدعاء الرئيس الباجي قائد السبسي للسفير الأمريكي بتونس لإبلاغه الموقف الرسمي الرافض لقرار ترامب بشأن القدس، حدثا بالغ الأهمية. فالخضراء ورغم صغر حجمها مساحة وسكانا وثروات، وحاجتها للدعم الأمريكي سياسيا واقتصاديا، كانت من الدول العربية القليلة التي أقدمت على هذه الخطوة. وذكر هذا السلوك للقائد السبسي بسلوك مماثل للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة الذي استدعى أيضا السفير الأمريكي إثر قصف الكيان الصهيوني لمنطقة حمام الشط التونسية التي كانت تضم مقر منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1985 وهدد يومها بورقيبة واشنطن بقطع العلاقات إن هي استعملت حق الفيتو في قرار يدين إسرائيل في مجلس الأمن. المساواة في الميراث ويبدو أن الرئيس التونسي الحالي بصدد التماهي مع بورقيبة في جرأته في التطرق إلى ما يمنع الخوض فيه، وفي شخصيته المثيرة للجدل التي جمعت كل المتناقضات. فعلى خطى بورقيبة الذي منع تعدد الزوجات في تونس سنة 1956 مثيرا الانتقادات داخليا وخارجيا، دعا الباجي قائد السبسي التونسيين يوم 13 آب/أغسطس الماضي إلى التفكير جديا في مسألة المساواة في الميراث وشكل لجنة للغرض. ووجدت دعوة السبسي بالإضافة إلى الانتقادات الواسعة في العالم العربي، معارضة من علماء من أبناء الزيتونة، ورغم هذه الانتقادات يبدو أن قائد السبسي ذاهب قدما نحو إقرار المساواة في الميراث بالاستناد إلى فتاوى رجال دين بصدد البحث عن مخارج فقهية وبدفع من بعض مستشاري القصر ذوي التوجه اليساري. زيارة حفتر وشهدت السنة وفي أيلول/سبتمبر زيارة للاعب رئيسي في المشهد الليبي هو خليفة حفتر الذي التقى رئيس الجمهورية في قصر قرطاج. وجاءت هذه الزيارة بعد تصريحات مضادة لتونس من اللواء خليفة حفتر وأنصاره بسبب مواقفها من الأزمة الليبية، لكنها لم ترق لأن تكون بادرة لتدشين تعاون مستقبلي حقيقي أو تحالف استراتيجي بين الطرفين. وفي المقابل جعلت تونس أرضا لاستئناف الحوار الليبي برعاية أممية بعد أن كان فريق حفتر رافضا لفكرة التفاوض في تونس. الحرب على الفساد ولعل العنوان الرئيسي لسنة 2017 في تونس هو الحرب على الفساد التي يقودها رئيس الحكومة يوسف الشاهد وأعلن أنه سيمضي فيها قدما ودون هوادة. وفي هذا الإطار، تمت الإطاحة برجل الأعمال شفيق الجراية الذي كان واحدا من «أباطرة البلاد» من ذوي النفوذ الواسع في الإعلام والقضاء وعالم المال والأعمال والسياسة وغيرها. لكن باستثناء شفيق جراية لم تطل هذه الحرب شخصيات من الصف الأول من القطط السمان ومن ذوي الأوزان الثقيلة. فأغلب من يتم تتبعهم من الصف والثالث وحتى العاشر ويبدو أنهم أكباش فداء لمشغليهم يرمون بهم في المحارق ويرفعون عنهم غطاء الدعم. فالمقربون من الحزبين الكبيرين لا يتم المساس بهم ولا يستهدفون. الاضطرابات الاجتماعية ما زالت الاضطرابات الاجتماعية حاضرة في المشهد التونسي وإن خفت وتيرتها وهي تكاد تكون فصلية مرتبطة بالأساس بفصل الشتاء. فقد احتج مع بداية 2017 شباب من مدينتي سيدي بوزيد وبن قردان مطالبين بالتنمية وتحركت لاحقا القيروان حاضرة الإسلام الأولى في البلاد المغاربية وعاصمة المغرب الإسلامي على مدى قرون من أجل التنمية. ومع نهاية العام انتفض سجنان شمال البلاد ومناطق أخرى احتجاجا على تأخر التنمية ويؤكد جل الخبراء والمحللين أن شهر كانون الثاني/يناير المقبل قد يشهد بدوره احتجاجات اجتماعية في مناطق ما زالت النخب السياسية المتداولة على حكم البلاد لم تحقق لها مطالبها. الذئاب المنفردة ومع عجزهم عن استهداف مناطق حيوية وأهداف هامة بعد استعادة المؤسسة الأمنية التونسية عافيتها، وبعد تضييق الخناق عليهم، جنح التكفيريون ومن خلال ذئابهم المنفردة إلى استهداف المدنيين والعزل وحتى شرطة المرور. فقد ذبحوا قبل سنتين راعي مواشي في منطقة حدودية نائية اسمها جبل مغيلة ومثلوا بجثته واختطفوا في حزيران/يونيو الماضي شقيقه وقطعوا رأسه ومثلوا بجثته. وفي شهر تشرين الأول/نوفمبر قام «ذئب منفرد» تكفيري، بطعن شرطي مرور تونسي في منطقة باردو فأرداه قتيلا مخلفا أطفالا يتامى وأرملة. وقد طالب تونسيون إثر هذه الحادثة رئيس الجمهورية بتفعيل تنفيذ عقوبة الإعدام المعلقة منذ 1994 رغم صدور أحكام بالإعدام في حق كثير من المجرمين. وما خفف قليلا على التونسيين هو بعض النجاحات الرياضية التي تحققت في السنة وأهمها ترشح منتخب كرة القدم للمرة الخامسة إلى نهائيات كأس العالم روسيا 2018. كما تربع منتخبا كرة السلة والكرة الطائرة على العرش الافريقي بالفوز بكأس أمم افريقيا في انتظار منتخب كرة اليد في الدورة الافريقية وهو صاحب الرقم القياسي في الفوز بالكؤوس الافريقية. تونس: نجاحات أمنية ورياضية في انتظار تحسن الوضع الاقتصادي روعة قاسم |
المغرب: ملفات ثقيلة ومواجهات دامية بين نشطاء حراك الريف ورجال الأمن Posted: 30 Dec 2017 02:07 PM PST الرباط ـ «القدس العربي»: أتت سنة 2017 على المغرب، ومنذ يومها الأول، بملفات ثقيلة مليئة بأوراق القلق التي لعبت بها أيام 2106. ملفات أوراقها كانت ملتهبة أو قلقة أو مهددة لمسار أخذته البلاد منذ ربيع 2011. وها هي السنة تنتهي والأوراق ما زالت ملتهبة وان خفت حرارتها، وقلقة بدرجة أقل والمهددة باتت أقل تهديدا، لكن طياتها ما زالت تحمل ما حملته السنة التي سبقتها. لقد ورث العام حراك الحسيمة الذي هدأ دون ان ينتهي، ومحاكمات قادة الحراك مستمرة في انتظار الأحكام وردود الفعل مع تسريع لسلطات لمشاريع تنموية، ومع حراك الريف عرفت عدد من المدن احتجاجات أبرزها احتجاج زاكورة حول الماء. وعرفت بلوكاج تشكيل الحكومة الذي رفع بعد استبعاد عبد الاله بن كيران من رئاستها دون ان يختفي من طريق الحكومة التي شكلها رفيقه الدكتور سعد الدين العثماني، وكان من تداعيات حراك الريف والبلوكاج وتشكيل الحكومة أزمات حزبية. وعلى الصعيد الخارجي حملت سنة 2017 ملف العودة لافريقيا المؤسسات، ومكاسبها ومخاطرها. وأعاد المغرب خلال السنة دوره الدبلوماسي على الصعيد العربي من خلال سياسة الهجوم على الإدارة الأمريكية قبل اتخاذ الرئيس الأمريكي قرار الاعتراف بالقدس عاصمة للدولة العبرية ومن خلال سياسة متوازنة تجاه الاندفاع السياسي السعودي التي أدت وما زالت لحرب مدمرة على اليمن وأزمة العلاقات مع قطر. حراك الريف استقبلت سنة 2017 رياح حراك الريف الذي اندلع في تشرين الاول/اكتوبر 2016 احتجاجا على مقتل بائع السمك محسن فكري في ماكنة طحن الأزبال في شاحنة تابعة للبلدية. وأدى الحادث إلى إحياء ذكريات غير طيبة في علاقات سكان منطقة الريف مع السلطات المركزية، وأمام تجاهل سلطات الرباط لتداعيات الحادث والاحتجاجات التي كانت تتواصل يوميا في شوارع مدن الريف مثل الحسيمة واموزارن، دون ان تعرف المنطقة مواجهات دموية، وتركت السلطات الحل للزمن لعل المحتجون يتعبون وسكان المنطقة يحتجون ضد المحتجين، لكن الحراك استمر وتوسعت مساحته لتشمل عددا من المدن المغربية والأوروبية، حيث يشكل المهاجرون من مدن الريف أغلبية بينهم، فاطلقت حملة إعلامية غير رسمية ضد الحراك وناشطيه وقبل قادة أحزاب الأغلبية وكرروا اتهامات لقادة الحراك بالانفصال والارتباط بجهات خارجية، لم تعرف فيما بعد كيف تتراجع عنها. في خضم الاحتجاجات بدأت مواجهات دامية بين المحتجين ورجال الأمن وحملة اعتقالات بعد ان تصدى ناصر الزفزافي زعيم الحراك لاتهامات إمام مسجد لقادة الحراك ووصف الحراك بالفتنة، والاعتقالات، التي شملت حوالي 400 ناشط، تترافق بانتهاكات لحقوق الإنسان شكلت مادة أساسية لهيئة الدفاع عن المعتقلين. وإذا كانت أحكاما قاسية صدرت من محاكم في مدينة الحسيمة ضد ناشطين فان محكمة الاستئناف في الدار البيضاء ما زالت تنظر بملفات قادة الحراك. على الصعيد السياسي أمر العاهل المغربي محمد السادس بالتحقيق في أسباب التأخر في تنفيذ المشاريع التنموية الواردة في مخطط «الحسيمة جوهرة المتوسط» وأمر بعد انتهاء التحقيق بعزل 3 وزراء ولوم مسؤولين سابقين وعدم تعيينهم في أي منصب رسمي. البلوكاج الحكومي انتهى عام 2016 وعبد الاله بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عاجز عن تشكيل الحكومة التي كلفه العاهل المغربي الملك محمد السادس بها بعد فوز حزبه بالمرتبة الأولى بتشريعيات 6 تشرين الاول/اكتوبر 2016 رغم غضه النظر عن اشراك حزب الاستقلال بالحكومة بعد سقطة زعيمه حميد شباط في تصريحات حول موريتانيا، وقبوله بتشكيل الحكومة بأغلبيتها السابقة. لكن تأكد ان الموضوع لم يكن الخلاف حول إشراك حزب الاستقلال بقدر ما كان قرارا مسبقا بمنعه من تشكيل الحكومة. وبرز فجأة عزيز اخنوش، المقرب من العاهل المغربي، زعيما سياسيا، من خلال إعادته إلى صفوف التجمع الوطني للأحرار، ويكون بديلا عن الياس العماري وحزب الأصالة والمعاصرة في قيادة حملة البلوكاج ضد بن كيران، واشترط إدخال حزبي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والاتحاد الدستوري في الأغلبية، وهو ما رفضه بن كيران واستعد ليقدم استقالته للملك وحين أبلغ عن موعد في القصر الملكي جهز رسالة الاستقالة ليسلمها للملك، لكنه صدم ان من يستقبله مستشاران ملكيان ويبلغاه بإعفائه من مهمته. بعد تبليغ بن كيران بساعات استدعي الدكتور سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، للقصر الملكي وكلفه الملك بتشكيل الحكومة. ورغم موافقة الحزب على هذا التكليف، فان قلقا دب في صفوفه، بعد ان قبل العثماني ما رفضه بن كيران، وشكل حكومة من 6 أحزاب، وحقائبها الأساسية بيد معارضي بن كيران ومن تسبب في أزمة دامت 6 أشهر. كان استبعاد عبد الاله بن كيران من رئاسة الحكومة وتكليف العثماني رسالة واضحة بضرورة تغييب بن كيران عن المشهد الذي شغله طوال 5 سنوات، بشعبية ساحقة، رغم قرارات «لا شعبية» اتخذتها حكومته، وبدأ مسؤولون في الحزب يستعدون لمرحلة ما بعد بن كيران من خلال الحيلولة دون عودته أمينا عاما وهو ما خلق نقاشا ساخنا في صفوف الحزب لسع المشهد السياسي بحرارته، وهذا ما تحقق لهم في شهر كانون الأول/ديسمبر الأخير لتنتهي سنة 2017 وهي تضع بن كيران خارج المهام الحزبية والرسمية، دون ان يستطيع مناهضوه وضعه خارج السياسة، اذ ما زال الجميع يبحث عما يفعله بن كيران ليعود وهو الرجل الذي لا يستطيع ان يبقى ساكنا. افريقيا … افريقيا منذ منتصف 2016 بدأ المغرب رسميا العودة للعمل الرسمي المؤسساتي الافريقي، بعد غياب دام 32 سنة، ونجح الحضور الشخصي للعاهل المغربي، في احتلال مقعد في الاتحاد الافريقي، لكن العودة للعمل المؤسساتي الجماعي الافريقي، له ارتباط بقضية الصحراء الغربية. إذ كان انسحاب المغرب سنة 1984 من منظمة الوحدة الافريقية (الاتحاد الافريقي لاحقا) احتجاجا على إلحاق المنظمة في عضويتها 1982 الجمهورية الصحراوية التي تشكلها جبهة البوليساريو الساعية لفصل الصحراء عن المغرب وإقامة دولة مستقلة عليها. ورغم المخاوف والانعكاسات التي أثيرت حول جلوس المغرب والجمهورية في القاعة وفي المستوى نفسه، فان مؤيدي العودة يتحدثون عن ان سياسة الكرسي الفارغ أكثر ضررا للمغرب وإلى جانب العودة للعمل الجماعي الافريقي المؤسساتي، كثف المغرب جهوده الدبلوماسية الثنائية مع عدد من الدول الافريقية بما فيها المؤيدة لجبهة البوليساريو مرفقا ذلك بتوسيع استثماراته في هذه الدولة أو تلك ومن أبرزها مشروع أنبوب النفط من نيجيريا لأوروبا عبر المغرب. واستطاع المغرب خلال العام ان يرفع درجة تقديره لدى الرأي العام العربي من خلال موقفه الصارم تجاه قرار الرئيس الأمريكي ترامب الاعتراف بمدينة القدس الشريف عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الأمريكية إليها. وبعث العاهل المغربي الملك محمد السادس بصفته رئيسا للجنة القدس، رسالة تحذير للرئيس ترامب قبل توقيعه وإعلانه قراره كما خرجت في شوارع المغرب أضخم المظاهرات العربية. كما حظي الموقف المغربي من قرار السعودية والإمارات حصار قطر، باحترام وتقدير لموقفه العقلاني. إذ رغم العلاقات المتينة بين الرباط وكل من الرياض وأبو ظبي والمنامة، إلا ان المغرب أبدى اعتراضه على القرار، ورفض المشاركة في الحصار وحاول القيام بوساطة لتخفيف وطأة الأزمة ان كان من خلال دعم الجهود الكويتية أو جهوده الذاتية. المغرب: ملفات ثقيلة ومواجهات دامية بين نشطاء حراك الريف ورجال الأمن محمود معروف |
الجزائر: سنة الألغاز السياسية وتفاقم الأزمات الاقتصادية! Posted: 30 Dec 2017 02:07 PM PST الجزائر ـ «القدس العربي»: سنة 2017 كانت سنة الألغاز السياسية في الجزائر وسنة انفتاح الأبواب على المجهول، كما أنها جاءت لتؤكد صدق مقولة: «السنة التي تمضي أفضل من التي تأتي»، فالأوضاع السياسية ما زالت تراوح مكانها، والاقتصادية والاجتماعية تزداد صعوبة، والأسوأ هو عدم وجود أفق ولا مؤشرت تدفع على التفاؤل. وجرت في السنة الانتخابات البرلمانية والمحلية الأولى في أيار/مايو والثانية في تشرين الثاني/نوفمبر، ورغم أن الموعدين هما أول انتخابات تجري في الدستور الجديد، الذي جاء ليقدم ضمانات في مجال نزاهة الانتخابات، خاصة ما تعلق باستحداث هيئة عليا مستقلة لمراقبة الانتخابات، لكن في الحقيقة أن الانتخابات التي جرت في 2017 جاءت مشابهة لما سبقتها، لأنها كرست سيطرة أحزاب السلطة، وأثبتت أن التغيير عن طريق الانتخابات مؤجل حتى وقت لاحق. 2017 كانت سنة انفراط عقد المعارضة التي كانت شكلت تحالفا قويا بعد الانتخابات الرئاسية 2014 لكنها دخلت في صراع صامت بخصوص الانتخابات البرلمانية، ورغم أنها تركت الحرية لكل طرف أن يحدد موقفه من الانتخابات، إلا أن الصراع لم يلبث أن انفجر وأخذ شكل ملاسنات واتهامات بالخيانة بعد قرار بعض الأحزاب المشاركة في الانتخابات، فيما اعتبر من قرروا المقاطعة أن المشاركة هي تناقض صارخ مع مواقفها السابقة التي كانت ترفض من خلالها الاعتراف بشرعية النظام، فكيف تشارك في انتخابات ينظمها هو، ونتائجها معروفة سلفا؟ موضوع صحة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة طرح خلال العام ومعه طرحت أسئلة أخرى تتعلق بمستقبل البلاد وقضــايا الــخـلافة، ففي شـباط/فبراير الماضي ألغيت زيارة للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في آخر لحظة بسبب وعكة صحية للرئيس، ولم يستقبل بعدها أي ضيف أجنبي لمدة تجاوزت سبعة أشهر، حتى أن زيارة الرئيس الإيراني ألغيت وزيارة الرئيس الفرنسي أجلت إلى شهر كانون الأول/ديسمبر. لكن في الوقت الذي كان في الجدل مثارا حول قدرة الرئيس على ممارسة مهامه، بدأ التحضير لترشيحه إلى ولاية خامسة في الانتخابات التي ستجرى في 2019. فجبهة التحرير الوطني (حزب السلطة الأول) ما انفك يصرح ويلمح إلى ترشح بوتفليقة إلى الخامسة، فقد أعلن تأييده لهذه الفكرة أولا، ثم، وتفاديا للحرج أصبح يتناول الموضوع بطريقة غير مباشرة، مثلما فعل في حملة الانتخابات المحلية الأخيرة، لما أعلن أمينه العام جمال ولد عباس أن الرئيس المقبل سيكون من جبهة التحرير الوطني، ثم قال أيضا إنه موجود في رأسه، ثم عاد ليقول إن بوتفليقة لن يقبل أن يكون مرشح الجيش في الانتخابات المقبلة، وهي كلها تلميحات تصب في خانة ترشح بوتفليقة لولاية خامسة. واندلع قبيل أيام من موعد الانتخابات المحلية جدل بسبب تصريحات فاروق قسنطيني المحاني والرئيس السابق للهيئة الاستشارية لحماة وترقية حقوق الإنسان، الذي أعلن أنه التقى بوتفليقة لساعات في بيته، وأن الرئيس أبلغه نيته الاستمرار في الحكم لولاية جديدة، وأنه يريد أن يكمل حياته فوق الكرسي، ولم يكد يمر ســوى يوم واحد حـتـى جاء بيان الرئاسة مكذبا قسنــطيني جملة وتفصيلا، نافيا اللقاء من أساسه، والأغرب من كل هذا أن المدعي أصر على كلامه ولقائه بالرئيس، وتساءل عن الجهة التي أصدرت البيان، ورغم أن كثيرين توقعوا أن تكون لهذه القصة تبعات، إلا أن النسيان لفها بسرعة، دون أن يفهم أحد ما جرى بالضبط، وهل فعلا شطح قسنطيني شطحة تعيده إلى الواجهة، حتى لو كان الثمن الكذب على الرئيس، أم أن الأمر كان مجرد بالون اختبار؟ وتبقى قضية رئيس الوزراء السابق عبد المجيد تبون هي الأكبر خلال سنة 2017، فهو أحد رجال الثقة بالنسبة إلى الرئيس، وكان يشرف على وزارة السكان لسنوات طويلة، وبعد أن تقرر الاستغناء عن عبد المالك سلال، تم تعيينه رئيسا للوزراء في أعقاب الانتخابات البرلمانية، لكن الذي حدث هو أن تبون قرر فجأة القيام بـ«غزوة» ضد رجال الأعمال ورفع شعار فصل المال عن السياسة، ولم يكن أحد يتوقع أنه سيصطدم برجل الأعمال علي حداد المقرب من الرئاسة، واندلع صراع صامت ما فتئ أن أصبح صاخبا. وكان المنظر سرياليا: اثنان من رجال الرئيس يتصارعان وكل منهما يتحدث باسم الرئيس ويؤكد أنه يحوز ثقته، والأغرب هو دخول شقيق الرئيس مباشرة على الخط في جنازة رئيس الحكومة الأسبق رضا مالك، إذ ظهر باسما هامسا في أذن علي حداد، في حين وقف تبون بعيدا مراقبا المشهد بحنق ظاهر، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، لأن شقيق الرئيس أصر على أن يركب حداد معه السيارة وأن يغادرا المقبرة أمام عدسات الكاميرات وأنظار الحضور، وفهم كثيرون أن أيام تبون أضحت معدودات. وبعد أيام تعرض فيها رئيس الوزراء إلى حملة تشهير واسعة، خاصة خلال فترة العطلة التي قضاها في فرنسا، عاد إلى مكتبه ليجد قرار إقالته جاهزا، وتم استخلافه بأحمد أويحيى الذي يتولى رئاسة الحكومة للمرة الخامسة في مساره السياسي محطما كل الأرقام القياسية في هذا المجال، وأسدل الستار على هذه القضية دون أن يفهم أو يعرف الرأي العام ماذا حدث بالضبط. عودة أويحيى إلى رئاسة الحكومة استقبلت بتحفظ، لأن توليه المسؤولية يكون عادة في فترة الأزمات، والبلاد تعرف أزمة اقتصادية ومالية خانقة، بدليل أنه بعد أسابيع قليلة من تعيينه على رأس الحكومة قال أويحيى إن خزينة الدولة مفلسة، وأن الدولة عاجزة عن دفع رواتب ومعاشات شهر تشرين الثاني/نوفمبر، مقترحا حلا واحدا وهو اللجوء إلى طبع مزيد من العملة، بعد تعديل قانون القرض والنقد، ورغم معارضة المعارضين وانتقاد الخبراء الاقتصاديين لهذا القرار، والتحذير من مخاطره على قيمة العملة وعلى رفع نسبة التضخم، إلا أن أويحيى أصـــر على تـمــريره، والتــأكيد على أنه الحل السحري لأزمة البلاد، والذي يجنبها خيار الاستدانة الخارجية. الجزائر: سنة الألغاز السياسية وتفاقم الأزمات الاقتصادية! كمال زايت |
إيران: الزلازل ورفسنجاني و«فتنة» أحمدي نجاد Posted: 30 Dec 2017 02:06 PM PST صحيح أن وفاة الرئيس الأسبق ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام أكبر هاشمي رفسنجاني كان الحدث الأبرز الذي افتتحت به إيران عام 2017، غير أن ما أصبح يُعرف بـ «فتنة أحمدي نجاد» الرئيس السابق والذي دخل مع مساعديه المقربين حميد بقائي وإسفنديار رحيم مشائي، في صراع مكشوف مع الاخوة «لاريجاني» هو الحدث الأكثر تأثيراً على معادلات الأجنحة الإيرانية في النظام القائم على ولاية الفقيه، ليس فقط بسبب حجم الاتهامات المتبادلة بين المتصارعين الجُدد، بل لأن كل طرف يُتهم من قبل الآخر بالانحراف عن منهج «ولاية الفقيه». لقد كانت وفاة رفسنجاني مفاجأة كبيرة وصدمة قوية هزت أركان التيارين المعتدل الذي يمثله الرئيس الحالي حسن روحاني، والإصلاحي الذي ما يزال يطالب بالإفراج عن زعمائه مير حسين موسوي وزوجته زهراء رهنورد، ومهدي كروبي الذين فُرضت عليهم الإقامة الجبرية منذ شباط /فبراير 2011 بسبب دورهم فيما سمي آنذاك بـ«فتنة 2009» والاحتجاجات على نتائج الانتخابات الرئاسية التي جاءت مجدداً بأحمدي نجاد. وساد لغط حول طريقة الوفاة وسرعة الدفن وصل إلى أن تصرح ابنته في كانون أول/ديسمبر الجاري أن كمية الأشعة فوق البنفسجية التي وجدت في جسد أبيها تفوق الحد المسموح به بعشرة أضعاف، وهي إشارة غير محمودة عن وجود أيادٍ خفية لم تكن ترتاح لوجود رفسنجاني داعماً قوياً لروحاني، وإضعافه في الانتخابات الرئاسية التي جرت بعد وفاة رفسنجاني في أيار/مايو وكادت بالفعل تطيح بآمال المعتدلين والإصلاحيين في التجديد لروحاني في ضوء ما شهدته الحملة الانتخابية من تجاذبات خصوصاً ظهور روحاني «ضعيفاً» في المناظرات التلفزيونية مع خصومه الذين خاضوا معه سباق الانتخابات. ومع أن رفسنجاني توفي عن عمر تجاوز 82 عاما، إلا أن ابنته فاطمة كانت أعلنت أن أسباب وفاة والدها «غامضة» مضيفة في مقابلة مع وكالة «إيسنا» الإيرانية يوم 26 شباط/فبراير، إن تصريحات وزير الصحة وعدد من الأطباء الذين فحصوا والدها «لم تكن دقيقة ومتناقضة»، على حد تعبيرها. وكانت السلطات أعلنت أن رفسنجاني توفي إثر نوبة قلبية مفاجئة. وتحدث بعض الإصلاحيين عن احتمال اغتيال رفسنجاني «بيولوجياً» لإضعاف روحاني وإلحاق هزيمة به في الانتخابات التي كانت هي أيضاً من الوقائع الإيرانية العامة خلال العام 2017 بما شهدت من سجالات والهزيمة المرة التي لحقت بالأصوليين المتشددين، وإقصاء الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد من الترشح لها. أحمدي نجاد رغم نصيحته من قبل المرشد علي خامنئي فقد دخل أحمدي نجاد المعترك الانتخابي واستطاع بتحديه المرشد قبل إقصائه من قبل مجلس صيانة الدستور، سرقة الأضواء من جميع المرشحين الأصليين الآخرين، الأكثر تنافساً في الانتخابات الرئاسية التي حسمت لصالح روحاني. ورغم أنه أقصِي من سباق الانتخابات إلا أن نجاد أثبت أنه قادر على أن يحدث صداعاً للنظام بخروجه من الظل الذي كان موجوداً فيه خلال السنوات الماضية، وأكد أنه ما زال موجوداً هو وتياره الذي صار يُطلق عليه في الساحة السياسية الإيرانية «التيار المنحرف». وفِي هذا السياق ارتفعت حدة مواجهة الرئيس السابق ومساعديه، مع الإخوة لاريجاني وهم رئيس البرلمان على لاريجاني ورئيس لجنة حقوق الإنسان التابعة للقضاء جواد لاريجاني ورئيس القضاء آية الله صادق لاريجاني الذي قال أمام قيادات طلابية إن «أحمدي نجاد كذاب أشر وخائن. وكان أحمدي نجاد ظهر من خلال شريط فيديو خاطب فيه الشعب الإيراني وكان يقول بسخرية عن أسرة لاريجاني: «والله أنا لا يوجد عندي أولاد يتجسسون للغرب ولیس لدي إخوة ينشطون في تهريب البضائع ولم أسرق الأراضي كي أربي فيها الماشية». ورد صادق لاريجاني قائلاً: «زعماء الفتنة (يقصد الإصلاحيين) كانوا يقولون إنهم لا يقبلون نتائج الانتخابات ولا تأييد مجلس صيانة الدستور لها، وهؤلاء (يقصد أحمدي نجاد ومساعديه) يقولون إنهم لا يقبلون السلطة القضائية. أولئك دعوا الناس إلى الاحتجاجات وهؤلاء يحاولون بنفس الاتجاه من خلال الاعتصامات والاحتجاجات، تقويض أركان النظام». وجاء الرد صاعقاً من أحمدي نجاد ونشر مقطع فيديو حذر فيه رئيس السلطة القضائية بأنه إذا لم يكف عن تصرفاته الحالية، فسينشر ما لديه عنه، وأنه سيفضحه أمام الشعب الإيراني. لكنْ وبعيداً عن التحديات الخارجية ومنها التحدي السعودي والصراع معها في لبنان وسوريا والعراق وفِي اليمن فان ما يشغل الإيرانيين هذه الأيام هو بالإضافة إلى تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب في تشرين ثاني/نوفمبر كرمنشاه، هذا السؤال: هل ستعتقل السلطة القضائية أحمدي نجاد بعد كل هذه الاتهامات؟ في السنة المنصرمة نجح عالم بيولوجي إيراني وابنتاه الطبيبتان في إنتاج مولد المضاد الذي يثير الاستجابة المناعية لمرض التصلب المتعدد أو ما يُعرف بالتهاب الدماغ والنخاع المنتثر وذلك لأول مرة في العالم ليسلك بذلك هذا المرض العضال مسار العلاج من الآن فصاعداً. ولفت إلى أن هذا المشروع استغرق 7 سنوات من الدراسات و 4 سنوات من العمل المخبري أدّت في نهاية الأمر إلى اكتشاف طريقة تشخيص مرض التصلب المتعدد وتسجيلها في بريطانيا حيث من المقرر أن ينتشر التسجيل في المجلات العالمية خلال العام المقبل. راحلون: ● وفِي منتصف تموز/يوليو فجع الإيرانيون بوفاة مريم ميرزا خاني أشهر عالمات الرياضيات في العالم في إحدى مستشفيات أمريكا بعد صراع مع مرض السرطان. ● وميرزا خاني هي أول امرأة في العالم حصلت على جائزة «فيلدز» عام 2014 في الرياضيات التي تعد بمثابة جائزة نوبل، وظلت الجائزة حكراً على الرجال لمدة 78 عاما. إيران: الزلازل ورفسنجاني و«فتنة» أحمدي نجاد نجاح محمد علي |
تركيا: احتقان سياسي داخلي وتحسن أمني وتذبذب اقتصادي وتقارب مع روسيا وأزمات مع أمريكا وأوروبا Posted: 30 Dec 2017 02:06 PM PST إسطنبول ـ «القدس العربي»: في الساعات الأولى من عام 2017 وخلال احتفالات رأس السنة نفذ عبد القادر شارابوف الذي ينتمي إلى تنظيم «الدولة» هجوماً مسلحاً في «ملهى رينا» الواقع على ضفاف مضيق البوسفور في مدينة إسطنبول، حيث قتل 39 شخصاً وأصاب العشرات بينهم عدد كبير من الأجانب في واحدةً من أكثر الهجمات دموية أدت إلى توجيه ضربة كبيرة حملت أبعاداً سياسية واقتصادية وأثرت على قطاع السياحة بشكل غير مسبوق. ولكن على الرغم من أن هذا الهجوم الصعب افتتح العام في البلاد إلا أنه دفع السلطات إلى مراجعة سياساتها وإجراءاتها الأمنية ما انعكس فعلياً على أرض الواقع، حيث تمكنت قوى الأمن التركية من إحباط عدد كبير من الهجمات الإرهابية التي قالت إن تنظيمي «الدولة» و«بي كا كا» كانا ينويان تنفيذها في العديد من المدن والمحافظات التركية، وبشكل عام لم يشهد العام الجاري، باستثناء هجوم رينا، أي هجمات إرهابية ضخمة في قلب المدن كما حصل في عامي 2015 و2016. وعلى الصعيد الداخلي، ومنذ بداية العام بدأ حزب العدالة والتنمية الحاكم العمل على تقديم مقترحات التعديل الدستوري إلى البرلمان وسط عاصفة من الجدل السياسي الداخلي مع أحزاب المعارضة التي رفضت التعديلات الدستورية التي تضمنت تحويل نظام الحكم في البلاد من برلماني إلى رئاسي ووصل الأمر حد العراك بالأيادي والكراسي داخل أروقة البرلمان، وفي النهاية تمكن أردوغان بالتحالف مع حزب الحركة القومية المعارض من تمرير حزمة التعديلات الدستورية الأكبر في البلاد بما يضمن توسيع صلاحيات الرئيس بشكل كبير. وعقب تصويت البرلمان، أحيلت التعديلات الدستورية إلى الاستفتاء الشعبي العام في نيسان/أبريل، وعقب حملة تحشيد هائلة بين الحكومة التي دعت للتصويت بـ«نعم» والمعارضة التي دعت للتصويت بـ«لا» تفوق المصوتون بنعم بفارق لم يتجاوز الـ2 في المئة، ما اعتبر تفوقاً طفيفاً لكنه ضمن لأردوغان البدء بالتحضير لتحويل نظام الحكم في البلاد إلى رئاسي تدريجياً وصولاً للتطبيق الكامل عقب الانتخابات الحاسمة المقرر إجراؤها عام 2019 والتي بدأت الحملات الاستعدادية لها بين الحكومة والمعارضة بشكل مبكر و«شرس» وبموجب التعديلات عاد أردوغان مجدداً ليترأس حزب العدالة والتنمية الحاكم. الاستفتاء ورغم كونه متعلقا بشأن داخلي تركي، فتح الباب أمام أزمة جديدة وغير مسبوقة في العلاقات بين أنقرة والاتحاد الأوروبي على خلفية اتهام أردوغان لدول الاتحاد بالتضييق على الناخبين الأتراك ومحاولة التأثير على النتيجة ووجه الرئيس التركي اتهامات لدول أوروبية بـ«النازية والفاشية والعنصرية» وأطلقت تهديدات متبادلة غير مسبوقة بوقف مسيرة انضمام تركيا للاتحاد. وعلى مدار العام واصل أردوغان الحرب على ما يسميه «تنظيم غولن الإرهابي» الذي اتهمه بالمسؤولية عن محاولة الانقلاب الفاشلة، ووصل عدد المعتقلين بهذه التهمة أكثر من 50 ألف مدني وعسكري، بينما تم إنهاء عمل أكثر من 100 ألف شخص من دوائر الحكومة التركية المدنية والعسكرية، وتواصلت المحاكمات بحق المتهمين بالمشاركة المباشرة في محاولة الانقلاب وأطلقت أحكام بعشرات المؤبدات بحق المتهمين، بينما تتواصل محاكمة آخرين، وبالتوازي مع ذلك تواصل تمديد حالة الطوارئ المعلنة في البلاد منذ محاولة الانقلاب وحتى اليوم. كما شهد العام سقوط سقطت طائرة شحن تركية في قرغيستان قتل فيها 30 شخصاً، سقطت مروحية كانت تقل رجال أعمال في إسطنبول قتل على متنها 7 أشخاص، وفي تونجالي شرقي البلاد قتل 12 شرطياً في سقوط مروحية، فيما قتل 13 عسكريا في سقوط مروحية حربية، يعتقد أنها أسقطت بنيران تنظيم العمال الكردستاني، في حين قتل 25 شخصاً في حادث طرق مأساوي في مايو قرب مدينة إزمير غربي البلاد. وجرى خلال العام توقيع صفقة شراء تركيا المنظومة الدفاعية إس 400 مع روسيا الأمر الذي فتح الباب واسعاً أمام خلافات جديدة بين تركيا والولايات المتحدة وحلف «الناتو» الذي دخل في أزمة جديدة أيضاً مع أنقرة عقب وضع صور أردوغان وأتاتورك كأعداء في مناورات كان يجريها الحلف في النرويج. وبينما واصل الجيش التركي تواجده في مناطق جرابلس والباب ودابق ومناطق أخرى جرى الانتشار فيها ضمن عملية درع الفرات، وسع انتشاره في مدينة إدلب ضمن اتفاق مناطق عدم الاشتباك الموقع مع روسيا وإيران، فيما يسعى ويهدد بتوسيع انتشاره في محافظة عفرين التي تسيطر عليها الوحدات الكردية شمالي سوريا، وطوال العام واصلت تركيا تنسيقها مع روسيا وإيران وصولاً لمؤتمر «سوتشي» في مسعى لحل الأزمة السورية، وفي تشرين الثاني/نوفمبر جدد البرلمان تفويضه للجيش التركي بالقيام بعمليات عسكرية خارج الحدود في سوريا والعراق. وبينما اعتبرت تركيا استفتاء انفصال إقليم كردستان العراق خطراً قومياً عليها، أقامت تعاوناً غير مسبوق مع الحكومة العراقية المركزية وإيران وتم فرض عقوبات مشتركة على إدارة الإقليم ونجحت الدول الثلاث في إفراغ الاستفتاء من مضمونه وإفقاده أي أثر فعلي على الأرض، وبالتوازي مع ذلك صعد الجيش التركي حربه ضد تنظيم العمال الكردستاني وأعلن مقتل وإصابة المئات من عــناصـــر التنظيم داخل البلاد وشمالي العراق. وقبيل نهاية العام، ضغط أردوغان للقيام بحملة تغييرات واسعةً داخل حزب العدالة والتنمية وحكومته استعداداً للانتخابات المقبلة، وأجبر رؤساء البلديات الكبرى في إسطنبول وأنقرة وبورصة وبالكسير وغيرها على الاستقالة وجرى انتخاب رؤساء جدد من داخل الحزب. وفي الشهر الأخير، وقفت تركيا بقوة في وجه قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وأطلق الرئيس التركي تصريحات حادة ضد واشنطن وتل أبيب، فيما دعا أردوغان إلى قمة إسلامية طارئة في إسطنبول طالبت بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية ودعم صمود أهالي القدس. وتزامن ذلك مع تصاعد قضية رجل الأعمال التركي المعتقل في أمريكا رضا زراب الذي وصفت أنقرة محاكمته بأنها مؤامرة سياسية واقتصادية تستهدف الدولة التركية بشكل مباشر. وعلى الصعيد الاقتصادي ورغم ارتفاع نسبة التضخم في البلاد ورفع نسبة الضرائب بشكل لافت، تحدثت الحكومة عن تحسن لافت في أداء الاقتصاد التركي الذي سجل صادرات تاريخية بلغت قرابة 180 مليار دولار، مع وصول 32 مليون سائح إلى البلاد، واستمرار افتتاح ووضع أحجار الأساس لعدد من المشاريع الضخمة في البلاد ومنها مطارات ومستشفيات ضخمة وجسور. تركيا: احتقان سياسي داخلي وتحسن أمني وتذبذب اقتصادي وتقارب مع روسيا وأزمات مع أمريكا وأوروبا إسماعيل جمال |
بريطانيا: عام العمليات الإرهابية وتداعيات بريكست Posted: 30 Dec 2017 02:06 PM PST مع الاطلاع على جرد الحساب النهائي لعام 2017 يمكننا القول انه لم كان عاما حزينا بحق لبريطانيا، فقد تعرضت المملكة إلى عدد من الهجمات الإرهابية التي لم تشهدها منذ سنوات، كما ان تداعيات الانسحاب من الاتحاد الأوروبي «بريكست» قد ألقى بظلاله على الاقتصاد البريطاني وأصابه بتراجع واضح، كما ان أزمة اللاجئين وتدفقهم من مناطق النزاع في الشرق الأوسط وافريقيا ما تزال تشكل تهديدا لصناع القرار الذين يحاولون تجنيب المملكة المتحدة مزيدا من الأعباء. وقد ذكرت الملكة اليزابيث الثانية في خطاب عيد الميلاد ليلة 25 كانون الأول/ديسمبر، وهو خطاب يقدم عادة جرد حساب للموقف البريطاني تجاه العديد من القضايا، حيث وجهت الملكة هذا العام تحية إلى ضحايا الاعتداءات التي وقعت في لندن ومانشستر، وقالت «في هذا العيد أفكر بلندن ومانشستر اللتين تفوقتا بهويتيهما الرائعتين خلال الأشهر الــ 12 الماضية في مواجهة الاعتداءات الشنيعة». وحمل هذا العام رقما قياسيا في بريطانيا من حيث التعرض للهجمات الإرهابية، فقد شهدت لندن أول هذه الهجمات في شهر اذار/مارس حيث استخدم مهاجم سيارة لصدم مارة على جسر ويستمنستر قبل ان يطعن شرطيًا أمام البرلمان موقعاً خمسة قتلى، وبعد شهرين، قام شاب بريطاني من أصل ليبي بتفجير نفسه مستخدماً عبوة قوية عند الخروج من حفل موسيقي للمغنية الأمريكية اريانا غراندي في قاعة حفلات كبرى في مانشستر، حيث قتل 22 شخصا واصيب 116، بينهم أطفال ومراهقون. ثم في شهر حزيران/يونيو قام ثلاثة رجال على متن شاحنة بصدم مارة على جسر لندن قبل ان يطعنوا عدة أشخاص في حي بورو ماركت، ما أوقع ثمانية قتلى. وعلى صعيد متصل بالمخاطر الإرهابية التي تعرضت لها المملكة المتحدة تم الكشف عن احباط محاولة اغتيال رئيسة الوزراء تريزا ماي في شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري، حيث أبلغ رئيس جهاز الاستخبارات «MI5» أندرو باركر مجلس الوزراء بالمخطط كاشفا أن أجهزة الأمن أحبطت تسع هجمات على الأراضي البريطانية خلال العام. وذكرت صحيفة «الإندبندنت» الصادرة يوم 6 كانون الأول/ديسمبر أن الأجهزة الأمنية اعتقلت رجلين يُشتبه في ضلوعهما في مؤامرة اغتيال رئيسة الوزراء باستخدام قنبلة مخبأة في حقيبة لنسف بوابات 10 داونينغ ستريت، ليتم بعد ذلك استثمار الفوضى التي سيحدثها الانفجار والهجوم على تريزا ماي وطعنها بالسكاكين. وتابعت الشرطة والاستخبارات المخطط على مدى أسابيع، وانتهت بالقبض على رجلين هما نعيم الرحمن زكريا (20 عاما) من سكان شمال لندن، ومحمد عاقب عمران (21 عاما) من برمنغهام بتهمة التخطيط لأعمال إرهابية. وفي جانب حزين آخر حمله هذا العام نذكر أخبار أكبر حريق شهدته لندن منذ سنوات، حيث تعرض برج غرينفل في لندن إلى حريق رهيب أدى إلى مقتل حوالي 80 شخصا فى 14 حزيران/يونيو وقد وُصِف الحريق أنه أحد أبشع الحوادث التي وقعت في بريطانيا منذ عقود. أما فيما يخص «بريكست» وتداعياته على مجمل الأوضاع البريطانية فيمكن تلخيص الأمر من بدايته هذا العام، ففي اذار/مارس سلم السير تيم بارو سفير بريطانيا في بروكسيل إخطارا رسميا إلى رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك تطلب فيه الحكومة البريطانية تفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة والتي بمقتضاها تبدأ بريطانيا رسميا إجراءات الخروج من الاتحاد الأوروبي. ومن المتوقع استكمال المفاوضات بين الطرفين في تشرين الأول/أكتوبر المقبل، وعلى مجلس العموم البريطاني والمجلس والبرلمان الأوروبيين التصويت على الاتفاق الذي سيتم التوصل إليه قبل اذار/مارس 2019. ففي هذا التاريخ يجب على بريطانيا ان تنسحب رسميا من الاتحاد الأوروبي، وتجدر الإشارة إلى امكانية تمديد المفاوضات الخاصة بالمادة 50، ولكن هذا الأمر يتطلب موافقة الدول الـ 27 الأخرى في الاتحاد الأوروبي. كما يرى المحللون الاقتصاديون ان الاقتصاد البريطاني سيعاني العديد من الصعوبات وهو يتجه للخروج من الاتحاد الأوروبي، وسط تباطؤ النمو الاقتصادي وتعثر مفاوضات الخروج من الاتحاد «بريكست» وتدني معدل الإنتاجية. ووفقاً لما ذكره وزير الخزانة البريطاني فيليب هاموند «تظهر الإحصاءات الرسمية تباطؤاً حاداً في النمو الاقتصادي في بريطانيا بسبب إجراءات الخروج من الاتحاد الأوروبي، وتراجع قيمة الجنيه الإسترليني، وانخفاض الإنفاق الاستهلاكي، وسط تزايد في الأسعار». ووفقاً لأرقام نشرتها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية «OECD» في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، فقد بلغ معدل نمو إجمالي الناتج المحلي السنوي في بريطانيا 1.5 في المئة، وهو المعدل الأبطأ بين الدول الصناعية السبع الغنية، وهي كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة. مما يشير إلى ان الاقتصاد البريطاني يسير باتجاه الانحدار. وقد ترحل الكثير من المشاكل إلى العام المقبل وهذا ما يرجحه بعض المراقبين . بريطانيا: عام العمليات الإرهابية وتداعيات بريكست صادق الطائي |
روسيا: حراك في مياه الساحة السياسية وإعلان بوتين وسوبتشاك المشاركة في السباق الانتخابي Posted: 30 Dec 2017 02:06 PM PST تصدر إعلان الرئيس فلاديمير بوتين نيته لترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية لدورة رابعة، الأحداث السياسية في الساحة الروسية لعام 2017 نظرا لان هذا السؤال شغل بال الدوائر الروسية والرأي العام، واختار «مصنع غوركي» العريق لإنتاج السيارات في مدينة نوفغرد التاريخية، مكانا للرد على السؤال الذي وجه إليه مرات عديدة وفي مختلف المحافل. وحسب مصادر مطلعة سيركز الرئيس بوتين في برنامجه الانتخابي على شؤون الشباب، الذي يرى فيهم مستقبل روسيا، فضلا عن البرامج التطويرية في مختلف المجالات وتعزيز الضمانات والخدمات الاجتماعية، وتقوية أركان الدولة والقوات المسلحة ورفع مستويات المعيشة وتحسين نوعية الحياة. ان مشروعه الأساسي يقوم على بناء دولة عصرية قوية في كافة المجالات، توفر الحياة الكريمة لمواطنيها. وسيرشح بوتين ذاتيا وليس عن حزب أو حركة، بيد انه يتطلع إلى دعم القوى السياسية التي تشاركه الرؤية بتطوير البلد وتدعم برنامجه كما يراهن على دعم المواطنين الواسع. وتمثلت المفاجأة الأخرى في إعلان مقدمة البرامج التلفزيونية كسينيا سوبتشاك) 36 عاما) نيتها المشاركة في الانتخابات الرئاسية، والمفارقة هي ان سوبتشاك، وهي نجلة السياسي الليبرالي الراحل اناتولي سوبتشاك الذي لعب دورا كبيرا في التسعينيات وأصبح حاكما لبطرسبورغ، عمل بوتين في إدارته لعدة سنوات قبل ان ينتقل إلى موسكو موظفا في إدارة الرئيس بوريس يلتسين. وبدأت سوبتشاك حملتها التي ستكون تحت شعار «ضد الجميع» بتوجيه انتقادات لاذعة لنظام الحكم وآليات الإدارة، والأكثر صخبا تصريحها ان ضم القرم لروسيا تم بطريقة غير مشروعة. وحركت بدخولها السباق الرئاسي المياه الساكنة في الساحة السياسية الروسية في الأشهر الأخيرة من العام. وباغت رئيس صندوق محاربة الفساد المعارض الكسي نَفالني الساحة الروسية ليس فقط بتنظيم احتجاجات صاخبة في بعض المدن الروسية، وانما فضح كبار المسؤولين في النسق الأعلى للسلطة الروسية قال انهم متورطون بالفساد، في مقدمتهم رئيس الحكومة دمتري مدفيديف، وعرضه فيلما وثائقيا «هو ليس بشيطان لكم» عن ممتلكات ومؤسسات زعم انها تعود لرئيس الحكومة ولكنها مسجلة باسم أصدقاء وشركاء له. نَفالني أيضا باشر حملته الانتخابيه لمنصب الرئيس رغم ان حظوظ انخراطه فيها ضعيفة، بسبب الحكم بقضية جنائية يقول انها مفبركة تمنعه أيضا من المشاركة في الانتخابات لمؤسسات الدولة. وأثار عرض الفيلم الوثائقي 26 اذار/مارس الماضي في 82 مدينة روسية، مسيرات واجتماعات احتجاجية غير مسبوقة منذ احتجاجات 2011ـ 2013. وفي غضون العام عزل بوتين 16 حاكما من حكام الأقاليم الروسية الـ 82 مستجيبا إلى رغبة السكان بتجديد وجوه السلطة وطالت التسريحات الحكام الذين لم يحققوا النجاحات ولم يحظوا بدعم المركز الفيدرالي ولم يتيسر لهم تسوية النزاعات في صفوف النخبة في إقليمهم. وراقب الرأي العام الروسي على مدى العام قضية وزير التنمية الاقتصادية الكسي اولوكايف وهو أول وزير في روسيا يعتقل بتهمة تقاضي الرشوة. وجرى احتجاز اولوكايف في 14 تشرين الثاني/نوفمبر للاشتباه بممارسته الابتزاز للحصول على رشوة من رئيس شركة روس نفط. وأكدت التحقيقات على انه طلب من رئيس الشركة ايغور سيتشين رشوة مالية لقاء موافقته على حصول شركة «روس نفط» حزمة أسهم الدولة في شركة «باش نيفط». وعثرت أجهزة الأمن التي كانت ترصد العملية عند احتجاز الوزير على حقيبة كبيرة فيها مليوني دولار، وقضت المحكمة عليه بالحبس بالأشغال الشاقة لثمان سنوات. ومن مفارقات عام 2017 ان انتخابات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انعكست بقوة على الساحة السياسية الروسية، على خلفية اتهام موسكو التدخل في الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية وزيادة حظوظ ترامب بالفوز. وسعت القيادة الروسية في مختلف المحافل ذات الصلة للتأكيد على انه لا أساس للتهم الأمريكية بتورط الكرملين وتدخله من أجل التأثير على الانتخابات. وشددت أمريكا في ضوء ذلك العقوبات المفروضة على روسيا. وكان إعلان الرئيسي بوتين انسحاب القوات الروسية من سوريا وبقاء جزء قليل هناك بعد الانتصار على «داعش» واحدا من أهم الأحداث على الصعيد العسكري، فيما تصدر الأحداث في مجال الأمن العمل الإرهابي الذي وقع في 3 نيسان/ابريل في مدينة بطرسبورغ ثاني أكبر المدن الروسية وحصد أرواح 16 شخصا وإصابة 50 آخرين. كما أبلغ الكرملين في 16 كانون الأول/ديسمبر، ان جهاز المخابرات المركزية الأمريكي ساعد جهاز الأمن الفدرالي «في أس بي» في احباط عملية إرهابية كانت تعد لها مجموعة من الشباب لتنفيذها في كاتدرائية كازان الأثرية في بطرسبورغ. تصريحات: ● «ان الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الذي أدرجت روسيا في لائحة العقوبات، تدعونا إلى العمل المشترك معها بشأن الملف النووي لكوريا الشمالية». (الرئيس فلاديمير بوتين) ● «ان عضو المجلس الفيدرالي فرانتس كلينتسيفتش يروج في الأوساط السياسية في عموم روسيا ان رئيس مجلس الدوما فياتشسلاف فولودين سيكون خلفا لبوتين». (رئيس المحاربين القدماء في افغانستان اندريه تشوبيرنوي) راحلون: ● في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر بكت روسيا رحيل مغني الاوبرا الشهير دمتري خفوروستوفسكي بعد مرض عضال، وجرى تشييع باهر له بمشاركة كبار المسؤولين وعامة الناس. ● كما رحل فنان الشعب الممثل المحبوب في روسيا ليونيد برونيفوي. ورغم انه لم يؤدِ في أي من أفلامه التي تعد بالعشرات دور البطل أو الشخصية الرئيسية، ظلت أدواره ساطعة في ذاكرة المشاهدين. روسيا: حراك في مياه الساحة السياسية وإعلان بوتين وسوبتشاك المشاركة في السباق الانتخابي فالح الحمراني |
الولايات المتحدة: تهميش للاعتدال واحتجاجات غاضبة لا تتوقف وحركة معارضة في الوسط الرياضي Posted: 30 Dec 2017 02:05 PM PST واشنطن ـ «القدس العربي»: ما هي أهم الأحداث التي أثارت الاهتمام في عام 2017 في الولايات المتحدة؟ الإجابة قد تبدو بسيطة، هرطقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتغريداته المثيرة للجدل وسجل العام الأول من توليه المنصب. الإجابة خاطئة، الجمهور الأمريكي كان مهتما بطرق تخفيف الوزن واتجاهات النظام الغذائي وقصص الأيائل الميتة والكسوف الفعلي ومشهد قبلات المحبة بين أصدقاء من مختلف الأديان والأجناس والأعراق في مبارة لكرة القدم الأمريكية في اورلاندوو، وفي الواقع، أشارت استطلاعات الرأي وأرقام نسب المشاهدة والقراءة، ان الجمهور الأمريكي اصيب بالدهشة والفزع بعد معرفة ان زيت جوز الهند ليس جيدا لصحة القلب أكثر من ردهم على المعلومات المرعبة عن قرب الصدام بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية. في اب/اغسطس الماضي، وقف الملايين من الأمريكيين خارج بيوتهم وأماكن عملهم وهم يرتدون نظارات سوداء غريبة الشكل من أجل مشاهدة لحظات الكسوف الشمسي في منظر لا يتكرر إلا كل 100 سنة على الأقل، وفي ولاية ميسوري، أثارت قصة مراهقة أمريكية اهتمام الشعب لعدة أسابيع رغم تصاعد وتيرة الأحداث الساخنة في العالم، إذ أطلقت الفتاة النار عن طريق الخطأ على حيوان من فصيلة الأيائل بعد ان اعتقدت انه من الغزلان، وواجهت الفتاة بلطجة وتهديدات على الانترنت. الجمهور الأمريكي اهتم أيضا بتناقض الأفعال والأعمال لدى ترامب وعائلته، إذ ترددت قصة الخسائر الجسيمة التي تعرضت لها ميزانية وكالة الخدمة السرية المكلفة حماية الرئيس الأمريكي بسبب الإسراف غير المبرر لرحلاته، ووصلت الأمور إلى حد عدم القدرة على تسديد أجور المئات من موظفي الوكالة مع معلومات عن استخدام غير لائق للسلطة عبر استخدم وكلاء الحماية لرحلة ابن ترامب إلى دبي لافتتاح ملعب للغولف ورحلة أخرى قامت بها ايفانكا ترامب للتزلج في أسبن. هذه الاهتمامات السطحية رغم شعبيتها لا تعكس بالضرورة أهم الأحداث لعام 2017 في الولايات المتحدة، فالسنة بدأت بمظاهرات في معظم المدن الأمريكية حيث شارك أكثر من 5 ملايين أمريكي في احتجاجات على تنصيب الرئيس دونالد ترامب بتنظيم من منظمات نسائية وحقوقية ومدنية ودينية، والسنة انتهت بالمشهد نفسه. سنة 2017 في الولايات المتحدة تميزت بتهميش الاعتدال حيث انجذب العديد من المواطنين إلى التطرف بجميع أنواعه: السياسي والأخلاقي والكوميدي، وهذا يظهربوضوح أثناء متابعة المعارك المستمرة حول قوانين الهجرة والرعاية الصحية وتغير المناخ وإيران. ووفقا لأقوال العديد من المراقبين، لقد أصبح التنوع سببا أقل للاحتفال وسببا أكثر للعداء، وانقلب «قوس قزح» رأسا على عقب، ولكن الأمر الذي يدعو للانزعاج بشدة هو ان الجمهور أصبح يرحب بالفوضى كانها مجرد أثر جانبي مؤسف لهدف «تجفيف المستنقع» ولم يعد هناك أي مكان بمأمن من المشاكل سوى الأسواق المالية. وتمكن الرياضي الأمريكي كولين كابيرنيك في عام 2016 من تغيير مسار النشاط السياسي في الرياضة الأمريكية عندما رفض الوقوف خلال النشيد الوطني في الدوري الوطني لكرة القدم في سان فرانسيسكو من أجل الاحتجاج على وحشية الشرطة والعنصرية النظامية. وقد ألهم هذا الموقف حركة واسعة انتشرت في الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية، والمجتمع الرياضي ككل بما في ذلك الدوري الأمريكي للمحترفين والكرة الطائرة النسائية، وقوبل هذا العمل بغضب شديد من اليمينيين وفرح من قبل اليساريين في الطيف السياسي الأمريكي. وكانت هناك توقعات بتوقف حركة «كابيرنيك» ولكن عام 2017 أكد بوضوح انه ليست هناك نهاية في الأفق لهذه الحركة المعارضة، وقد أدى إصرار كابيرنيك على رفض الوقوف أمام النشيد الوطني إلى أصداء كبيرة عند الشعب بغض النظر عن الجنس أو العرق. وتمكن كابيرنيك من ان يكون اللاعب الأكثر تأثيرا طوال العام على الرغم من انه لم يلعب مباراة واحدة، كما واصل الوفاء بالكثير من وعوده الطيبة حيث تبرع بمبلغ مليون دولار لصالح المجتمعات المضطهدة واستمر في دعم مخيمات لتعليم الأطفال حقوقهم القانونية وساعد في جمع الأموال لدعم رحلة طائرة تابعة للخطوط التركية إلى الصومال المنكوبة بالجفاف لتقديم الغذاء والمياه، وتبرع بمبلغ نصف مليون دولار لدعم المجتمعات الأمريكية الأصلية أو ما يسمى «الهنود الحمر» بعد أيام من إعلان ترامب تخفيض التمويل للبرنامج. ورفض كابيرنيك إجراء مقابلة لمجلة «غو» التي منحته لقب رجل العام، ولكنه سمح بتصويره وهو يرتدي قمصانا تضم أسماء الأمريكيين الذين قتلتهم الشرطة. وقال ليبرون جيمس، نجم الدوري الأمريكي للمحترفين ان زميله قد ضحى بكل شيء من أجل الصالح العام، ومن الواضح ان لديه رؤية مثل مارتن لوثر كينغ. والأمر المبهج حقا بشكل خاص في 2017 هو انها كانت سنة تعبر عن غضب النساء، وتحويل هذا الغضب إلى مصدر قوة، بدءا من المظاهرات النسوية ضد انتخاب ترامب الذي تفاخر بقدرته على إهانة المرأة، إلى سقوط العشرات من الفنانين والسياسيين والشخصيات العامة المتهمة بقضايا تحرش جنسي. الولايات المتحدة: تهميش للاعتدال واحتجاجات غاضبة لا تتوقف وحركة معارضة في الوسط الرياضي رائد صالحة |
فرنسا: بين صدى الإرهاب وصعود الرئيس الشاب Posted: 30 Dec 2017 02:05 PM PST جرت العادة في نهاية كل عام، أن تعمد المراكز الإخبارية الفرنسية على صياغة استطلاع يهدف إلى معرفة رأي الفرنسيين في أهم الأحداث التي تمس حياتهم ومستقبل بلدهم. لم يكن 2017 مشابها للأعوام التي سبقته بالنسبة للفرنسيين، من حيث طبيعة الوضع الأمني الداخلي، الذي طغت عليه عمليات الإرهاب، التي ضربت المدن الفرنسية، ومن حيث التطورات والأحداث التي قلبت معادلة المشهد السياسي الفرنسي رأساً على عقب، لُتغير بالتالي طبيعة التشكيلة السياسية للمؤسسة الرسمية الحاكمة، ولتُعلن نهاية هيمنة الأحزاب اليمنية واليسارية الرئيسية على الواجهة الرسمية التي تداولت وتقاسمت السلطة منذ بداية ولادة الجمهورية الخامسة التي يعود تأسيسها إلى الجنرال شارل ديغول في 1958. وفي استطلاع للرأي أجرته مؤسسة تلفزيون «بي إف إم» عن أهم الأحداث التي وقعت في العام، اختارت الأغلبية، ظاهرة الإرهاب الذي ضرب وما زال يضرب المدن الفرنسية. كما تم اختيار موضوع الانتخابات الرئاسية وتربع الرئيس إيمانويل ماكرون على عرش الرئاسة في المركز الثاني، تليه مناسبة وفاة أيقونة الغناء الفرنسي جوني هاليداي في المركز الثالث والأخير. عام الخوف لا شك ان ظاهرة الإرهاب التي ضربت فرنسا منذ عام 2015 كالهجمات التي وقعت على صحيفة «تشارلي ايبدو» ومسرح «الباتيكلان» ومن ثم جريمة دعس المحتفلين بالعيد الوطني الفرنسي في مدينة نيس والتداعيات الخطيرة التي خلقتها هذه الأعمال، جعلت من ظاهرة الإرهاب، المصدر الأول لقلق الفرنسيين في عام 2017. فللمرة الأولى ومنذ أكثر من 10 سنوات، لم تعد مشكلة البطالة المزمنة، الشاغل الرئيسي للفرنسيين في استطلاعات الرأي، وفقا لدراسة نشرها أخيرا المرصد الوطني للمعلومات الاجتماعية. وعلى الرغم من استمرار الأعمال الإرهابية في 2017 إلا انها كانت بحصيلة أقل من الضحايا من تلك التي تعرضت لها المدن الفرنسية في عامي 2015 و2016. وقد عزز هذا التغير في درجة التهديد، إلغاء نظام الطوارئ بعد أن تم تمديده 6 مرات منذ لحظة إعلانه في عام 2015. كما ان هذه الأعمال الخطيرة التي أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته وضلوعه في تنفيذها، أذكت في فرنسا نقاشا حول سبل تعاطي المؤسسات الأمنية والقضائية مع الضالعين في الإرهاب من الفرنسيين والعزم على نزع الجنسية الفرنسية من المتورطين من الأصول العربية. ومن ثم التحرك بشكل دؤوب على الصعيد الدولي لتكثيف الحرب على التنظيم المتطرف في العراق وسوريا. وهنا لابد من الإشارة إلى ان صدى الهجمات الإرهابية أدى إلى انتشار ظاهرة مناهضة للإسلام والمسلمين. حيث أصدر مرصد مناهضة «الإسلاموفوبيا» في فرنسا تقريرا أكد ان العداء تجاه المسلمين زاد بوتيرة ملحوظة، في ظل وجود خلط بين الدين الإسلامي والإيديولوجيات الإرهابية، وتنامي الدور العدائي لبعض قنوات الإعلام الفرنسي المرتبطة بالأحزاب المتطرفة، الهادفة إلى نشر الخوف من التواجد الإسلامي، على الرغم من ردود الفعل الرسمية والشعبية المعاكسة، التي تحذر وتطالب بضرورة عدم ربط الإرهاب بمسلمي فرنسا والدين الإسلامي الحنيف بصورة عامة. الرئيس الشاب 2017 كان عاما سعيدا لمرشح الرئاسة الفرنسي إيمانويل ماكرون، ولم تقف حدود تأثيره على انهيار المرشح الأول للفوز في الرئاسة فرانسوا فيون بل استمر ليشمل ويجرف الحزب الاشتراكي اليساري وحزب الجمهوريين اليميني وهما القوتان المسيطرتان على المشهد السياسي في فرنسا منذ 1958. ونتيجة لإعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وفوز ماكرون بعد عام واحد من تاريخ تأسيس تياره السياسي المسمى «لنتحرك» تم إنزال الستار على حقبة زمنية طويلة امتدت لأكثر من خمسين عاما، في تقاسم الأحزاب اليمينية واليسارية المهمة للسلطة في فرنسا. وفي أيار/مايو الماضي تم انتخاب إيمانويل ماكرون رئيسا للجمهورية بعد مواجهة مارين لوبين زعيمة الجبهة الوطنية، ليكون الشخصية الفرنسية الفائزة في واحدة من أكثر الحملات الانتخابية جدلاً في الجمهورية الخامسة. وبالرغم من ان فوز ماكرون في الانتخابات لم يكن في حسبان الشارع الفرنسي ولا حتى الأحزاب السياسية، بيد ان حيوية واندفاع هذا الرئيس الشاب، ألقت بظلالها سريعاً على المشهد السياسي الفرنسي بل وتعدته إلى المشهد الدولي المرتبط بسياسة فرنسا الأوروبية والشرق أوسطية. انتهازية أم استراتيجية بُعد نظر؟ على الصعيد الدولي، تكمن الاستراتيجية الذكية لإيمانويل ماكرون على مبدأ اغتنام الفرص، لإعادة فرنسا إلى قلب الساحة الدولية، نتيجة للصعوبات التي واجهت الحلفاء الثلاثة لإنعدام مصداقيتهم في الشرق الأوسط وعلى الساحة الدولية. فبعد تقلص قدرة الولايات المتحدة التدخل في شؤون القارة العجوز والعالم، والمشاكل الداخلية التي تواجه ألمانيا التي يعتبرها الفرنسيون المنافس الأوروبي الأول بعد عجز المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التوفيق في صياغة تحالف سياسي للحكم، والتعقيدات التي صدمت بريطانيا جراء خروجها من الاتحاد الأوروبي. على الصعيد الشرق الأوسط، يطمح الرئيس الفرنسي لاستعادة الدور المحوري لفرنسا في المنطقة، من خلال إثبات قدرته على معالجة أزماتها، نتيجة للتداعيات الخطيرة التي خلفها قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، عبر التلويح بقابلية اعتراف فرنسا بدولة فلسطينية من خلال لقائه نظيره الفلسطيني محمود عباس في باريس، وتعهده الوساطة بين العراقيين العرب والكرد ببراغماتية وواقعية، والوساطة بين واشنطن وطهران في الملف النووي. راحلون: ●غيب الموت سيمون فاي، إحدى أبرز الشخصيات السياسية والاجتماعية الفرنسية بعد أن تمكنت من دخول قلوب الفرنسيين بفضل دفاعها بشجاعة عن حقوق المرأة في العام 1975 أمام نواب البرلمان الفرنسي. كما غيب الموت الكاتب والفيلسوف الفرنسي، جان دورميسون عميد «الأكاديمية الفرنسية» الذي يعتبر أحد أبرز الكتّاب الفرنسيين المعاصرين، وأغزرهم إنتاجا. وبكت فرنسا نجم «الروك أند رول» جوني هاليداي وهو الفنان الفرانكفوني الأكثر شعبية بين أبناء جيله، وأول من تقلد وسام «فيلق الشرف» في فرنسا، على يد الرئيس الفرنسي آنذاك جاك شيراك، وهي المرة الأولى التي يمنح فيها فنان مثل ذلك التقدير الرفيع في فرنسا. فرنسا: بين صدى الإرهاب وصعود الرئيس الشاب أمير المفرجي |
ألمانيا: عام الانتخابات البرلمانية بامتياز Posted: 30 Dec 2017 02:05 PM PST برلين ـ «القدس العربي»: مع بدء العد التنازلي لعام 2017، تطوي ألمانيا فترة قلما شهدتها في تاريخها المعاصر، إذ أنه لم يسبق لها أن استمر الجدل طوال هذه الفترة من أجل تشكيل حكومة ائتلافية، وان كان هناك اسم يمكن إطلاقه على عام 2017 في ألمانيا فأنه عام الانتخابات البرلمانية بامتياز. إذ أن ألمانيا دخلت عدة مآزق انتخابية هذا العام. لعل أبرزها كان ضعف شعبية المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وتقدم اليمين الشعبوي ممثلا بحزب البديل من أجل ألمانيا ودخوله البرلمان للمرة الأولى منذ وقت طويل. كما أن فشل المفاوضات الحزبية من أجل تشكيل حكومة ائتلافية، أدى إلى دخول البلاد في حالة من الجمود السياسي لا سيما بعد الرفض الذي أبداه الحزب الاشتراكي الديمقراطي من أجل تشكيل حكومة مع الحزب المسيحي الديمقراطي، وانسحاب الحزب الليبرالي بشكل مفاجئ من المشاورات التمهيدية، بعد محاولة ميركل إطلاق حكومة ائتلاف تجمع بين حزبها والحزب الليبرالي وحزب الخضر والذي أطلق عليه الإعلام «ائتلاف جامايكا» نسبة لتشابه ألوان الأحزاب المشاركة في علم هذه الدولة الافريقية. واتفق قادة الاتحاد المسيحي، الذي تتزعمه المستشارة ميركل وقادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في كانون الأول/ديسمبر على بدء مفاوضات تشكيل الحكومة بداية 2018 وأعلنوا عزمهم على الانتهاء من محادثات جس النبض، بشأن تشكيل حكومة جديدة بحلول يوم 12 كانون الثاني/ يناير المقبل، أي بعد ستة أيام فقط من بدء المشاورات. كما شهد العام العديد من المحطات الهامة، ومن أبرزها أيضا انطلاق قمة العشرين في هامبورغ وذلك في شهر تموز/يوليو، حيث وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى ألمانيا لحضور اجتماعات القمة. وأجرى محادثات مباشرة في هامبورغ مع المستشارة ميركل، في اجتماعهما الثالث المباشر منذ توليه منصبه رئيسا للولايات المتحدة. ويأتي لقاء ميركل وترامب، غداة اجتماع زعماء العالم لعقد قمة مجموعة العشرين في المدينة الساحلية، الواقعة شمالي ألمانيا. وكانت ميركل أكدت اعتزامها عدم التستر على المواضيع الخلافية في قمة العشرين، ومنها على سبيل المثال الخلافات مع ترامب فيما يتعلق بتحرير التجارة وحماية المناخ. وقالت إنها تمثل في القمة، المصالح الألمانية والأوروبية وذكرت أنها ستفعل كل ما في وسعها «للتوصل إلى حلول وسط، من أجل إيجاد إجابات على الأسئلة المهمة بالنسبة لتشكيل العولمة». وكان من أبرز المواضيع في شهر رمضان والذي صادف حزيران/يونيو من العام الجاري وأثار اهتمام الإعلام الألماني قيام لاجئ سوري بطعن لاجئ سوري آخر في أحد شوارع مدينة أولدنبورغ (ولاية ساكسونيا السفلى) في شمال ألمانيا. ووفقا لبيان الشرطة الألمانية فإن تلاسنا بين ثلاثة سوريين قد حصل أمام أحد محلات الآيس كريم في المدينة، ما حدا بالمتهم البالغ من العمر 22 عاما أن يستل سكينا ويطعن القتيل (33 عاما) وذلك بعد أن وجده يدخن السجائر ويأكل الآيس كريم في شهر رمضان، ما دفع الشرطة إلى تصنيف الحادث كخلاف الديني. وهذه الجريمة نادرة الحدوث قياسا لأعداد السوريين الكبيرة في ألمانيا، كما أثبتت تقارير أمنية عديدة قلة مشاركة اللاجئين السوريين بالجريمة المنظمة في ألمانيا. ومن أهم الأحداث كان مؤتمر كوب 23 حيث استضافت مدينة بون العاصمة الألمانية السابقة مؤتمر المناخ العالمي الأضخم وذلك في تشرين الثاني/نوفمبر. وهدف المؤتمر الدولي لحماية المناخ (كوب 23) إلى المضي قدما في تطبيق اتفاقية باريس الدولية لحماية المناخ. وخيم على المحادثات في المؤتمر الخروج المعلن للولايات المتحدة من الاتفاقية. وتولت رئاسة المؤتمر جمهورية جزر فيجي، في إطار مبدأ الرئاسة الدورية والذي ينطبق حاليا على دولة من قارة آسيا. وبسبب صعوبة تنظيم مؤتمر بهذا الحجم في الدولة/الجزيرة الصغيرة الواقعة في المحيط الهادي، تولت ألمانيا تنظيم المؤتمر بصفتها «المضيف التقني». ومن أهم الأحداث التي شهدتها ألمانيا هذا العام قيام الحكومة بأحياء الذكرى الأولى لهجوم الدهس الذي وقع العام الماضي في سوق لأعياد الميلاد غربي برلين وأسفر عن مقتل 12 شخصا. حيث أزاح أقارب الضحايا الستار عن نصب تذكاري للضحايا في ميدان بريتشيد بلاتز الذي شهد الحادثة. يذكر أن 12 شخصا قُتلوا كما أصيب نحو 100 آخرون في هجوم الدهس الإرهابي بشاحنة ضخمة، والذي نفذه التونسي أنيس العمري في 19 كانون الأول/ديسمبر عام 2016 في ساحة برايتشيد في برلين، حيث كان يقام سوق لعيد الميلاد. راحلون: ●في حزيران/يونيو رحل المستشار الألماني الأسبق هيلموت كول عن عمر ناهز الـ 87 عاما في منزله في مدينة لودفيغسهافن، جنوب غرب البلاد. ويعد كول مستشار الوحدة الألمانية سنة 1990. وهو صاحب رقم قياسي في المستشارية في ألمانيا ما بعد الحرب حيث تولى المنصب أربع مرات متتالية من سنة 1982 ولغاية سنة 1998. ألمانيا: عام الانتخابات البرلمانية بامتياز علاء جمعة |
ترامب يشعل الحروب المناهضة للعرب والمسلمين في الشرق الأوسط Posted: 30 Dec 2017 02:05 PM PST واشنطن ـ «القدس العربي»: توصل محللون إلى استنتاج خطير بعد قراءة مسار سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وخاصة قراره باعتراف الولايات المتحدة بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الإسرائيلي، والاستنتاج هو ان ترامب يريد بالفعل إشعال الحروب في منطقة الشرق الأوسط لشرعنة سياسته الداخلية والخارجية المناهضة للعرب والمسلمين. واتفق محللون على ان ترامب يريد بالفعل تفجير العنف في الشرق الأوسط لأنه يفكر في حرب ثقافية تؤكد رؤيته العالمية وتبرهن على ان العرب يتصفون باللاعقلانية والعنف مثلما حاول الترويج لفكرة ان أبناء المكسيك هم من المغتصبين وتجار المخدرات. وعلى حد تعبير أحد الخبراء، ترامب هو عبارة عن «إمبراطور طفل يلعب بأعواد الثقاب». ولم تعثر وزارة الخارجية الأمريكية المسؤولة عن الترويج لقرارات الرئيس الأمريكي وتنفيذها على أي تفسير مقنع لإعلان ترامب بشأن القدس إلا بالقول ان الإدارة تعمل على الحفاظ على المصالح الأمريكية في الخارج والتزام الولايات المتحدة تجاه العلاقة مع إسرائيل وانها ستواصل العمل بشكل وثيق مع الشركاء في المنطقة من أجل تحقيق الأهداف المشتركة بما في ذلك تحقيق سلام دائم. وينسجم إعلان ترامب بشأن القدس تماما مع سجله في السياسة الخارجية، بما في ذلك الشرق أوسطية، حيث ينظر عموما في جميع أنحاء العالم إليها على انها غير منتظمة ومختلة ومصاغة بخطابات غير مدروسة. ويرى محللون ان سياسة ترامب في الشرق الأوسط عبارة عن هدايا إلى رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو واللوبي اليهودي في الولايات المتحدة وطائفة المسيحيين الانجيليين الموالين لإسرائيل. وأوضح عمران البدوي، أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة هيوستن، ان التاريخ الحديث يدل على ان إثارة الصراع العالمي هو جزء أساسي من السياسة الخارجية لإدارة ترامب، إذا كانت لها ثمة سياسة على الإطلاق. إنهاء عصر الهيمنة الأمريكية وقوض ترامب بشكل فعال أي وسيلة للحوار السياسي بين الإسرائيليين والفلسطينيين وتجنيب العالم تداعيات حربية واسعة النطاق، وبهذا سيتم التفاوض ان تم، بدون واشنطن وإنهاء عصر الهيمنة الأمريكية على القضايا العالمية. استراتيجية ترامب خلال عام 2017 كانت عبارة عن كارثة بلا حدود، فالرئيس الأمريكي استخدم كل وسيلة للإساءة إلى الحساسيات الإسلامية في جميع أنحاء العالم سواء من خلال حظر السفر إلى الولايات المتحدة على مواطني بعض الدول الإسلامية عبر قرارات وخطابات عنصرية خرقاء إلى الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني، ناهيك عن مبادراته الغريبة في تشجيع ولي العهد السعودي للعمل مع إسرائيل ضد إيران ومحاربتهم طهران في اليمن والتخلي عن كل الدعم الاقتصادي والسياسي للفلسطينيين. الإنجازات الوحيدة التي حققها ترامب من زيارته الخارجية الأولى للسعودية هي مبيعات الأسلحة التي بلغت قيمتها 100 مليار دولار، ولكن وفقا لما قاله العديد من المحللين الأمريكيين فان الشكوك تحوم حول هذا الإنجاز لأن من المألوف رؤية ترامب وهو يقول أكثر مما يفعل حقا، حيث لا توجد صفقة مبيعات بقيمة 100 مليار دولار، بل خطابات اهتمام ونوايا. وفي الواقع، لم يتم التوقيع على عقد جديد للأسلحة، ولم يقم مجلس الشيوخ بمراجعة أو الموافقة على أي عقود أسلحة استراتيجية جديدة مع المملكة العربية السعودية. وفي طبيعة الحال، هناك شكوك في ان تتحمل السعودية حتى إنفاق هذه المبالغ من الأموال، في حين نجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تخطي حماقة من هذا النوع من التفكير، حيث ركز على تكوين صداقات والتوقيع على صفقات حقيقية ووضع روسيا كشريك حقيقي في الشرق الأوسط دون أي تحيز ايديولوجي. وتبدو السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط مشوشة بسبب التركيز على شعار ترامب الساذج «أمريكا أولا» وهو في الواقع، شعار يهدف إلى إرضاء قاعدة من العنصريين وحفنة من المانحين الأثرياء، وقد لا يعلم تماما ذلك ولكن السياسة الأمريكية الخارجية كانت دائما «أمريكا أولا». وكان الغرض من الإسقاط الأمريكي لقوتها العسكرية والاقتصادية والثقافية والدبلوماسية هو تشكيل بيئة عالمية للمصالح الأمريكية ولكن نسخة ترامب لهذا الشعار وكيفية ترجمتها في الشرق الأوسط عاكست الغرض منه، حيث تحالف مع حكومات غير ديمقراطية، لا تحظى بشعبية في بلدانها، وواصل إهانته البالغة للعرب والمسلمين وأثار مواجهة جديدة مع إيران ووقف خلف حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة تحاول ضم غالبية الضفة الغربية وإجبار الفلسطينيين على العيش في مجموعة من التجمعات المشتتة غير المتمتعة بالحكم الذاتي. سياسة كارثية الولايات المتحدة لن تستفيد قطعيا على المدى الطويل من سياسة ترامب في الشرق الأوسط، وعلى النقيض من ذلك، كما يقول المحلل ايان مسريدي، هناك مجموعة واسعة من الآثار والانعكاسات السلبية، كما كل الجهود الرامية إلى عرض المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط كانت كارثة استفادت روسيا منها وتستمر في استغلالها. واتفق العديد من المحللين الأمريكيين على قدرة ترامب على إثارة الجدل وإهانة معارضيه بما فيهم اولئك الذين يعارضون تحركاته في الشرق الأوسط، ولكنهم اتفقوا، أيضا، على ان ترامب لا يملك أي استراتيجية واضحة في المنطقة قادرة على ترجمة المصالح الأمريكية، ولكي نكون أكثر دقة، فالرئيس الأمريكي يملك رؤية غريبة للشرق الأوسط وتحديد السياسة الأمريكية فيه، ولكن ليست هناك أي طرق للتنفيذ وليست هناك أصلا استراتيجية طويلة الأمد. موقف ترامب بشأن الصراع في الشرق الاوسط هو مزيج من التهديدات العدوانية وشيطنة المعارضين أو اتخاذ قرارات متهورة تزيد من حدة الأزمات أو على أقل تقدير، تفاقم مشاكل المنطقة، وللسخرية، انتقد ترامب مرارا الرئيس السابق باراك أوباما بسبب دفاعه الضعيف عن المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط ولكن الاستراتيجية الأمريكية بقيت على حالها في العراق وسوريا وازدادت سوءا في بقية المنطقة. لدى ترامب رغبة قوية في تنفيذ سياسة أمريكية جديدة تجاه إيران تقوم على «تقييم واضح للديكتاتورية الإيرانية ورعايتها للإرهاب واستمرار عدوانها في الشرق الأوسط وفي جميع أنحاء العالم» وقد بدأ بالفعل سياسته برفض التصديق على الاتفاق النووي الذي توصلت إليه مجموعة (5+1) مع إيران في يوليو/تموز 2015 في ما يبدو ان هذا النوع من التصادم بين الولايات المتحدة وإيران قد أصبح قريبا أو محتملا، وهي معركة من المحتمل ان يقوم بها الوكلاء، وذلك لان نهج ترامب إزاء العالم الخارجي هو مزيج من القومية الأمريكية والعزلة، فالأولى تنتج تهديدات محاربة والثانية ترغب في تجنب التورط في حرب جديدة في الشرق الأوسط. ووفقا لرأي الخبراء، فان الولايات المتحدة لا يمكنها دخول هذ الصدام بدون استخدام قوة عسكرية هائلة لأنها ستفشل حتما أمام إيران إذا اعتمدت على سياسة القليل من الجهود العسكرية والقليل من الجهود السياسية. وقلل المحللون من شأن انتهاء الحرب ضد المنظمات المتطرفة في العراق وسوريا وقالوا ان الانتصارات المعلنة هشة للغاية وان شعوب المنطقة تعلم جيدا ان نزاعات أخرى ستنشب قريبا، وقد تكون أكثر دموية، لان المشاكل الحقيقية للمنطقة لم تحل. محطات • أدى دونالد ترامب اليمين ليصبح الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية في 20 كانون الثاني/يناير. وفي الوقت نفسه، نُظمت احتجاجات عنيفة ضد تنصيبه في العاصمة حيث واجهت شرطة مكافحة الشغب متظاهرين ملثمين في الشوارع في مناطق عدة. وبعد أسبوع وفي 27 كانون الثاني/يناير أصدر ترامب قرارا تنفيذيا قال إنه يفرض إجراءات فحص أشد لمنع «الإرهابيين الإسلاميين المتطرفين» من دخول الولايات المتحدة. وأثار قراره تقييد دخول مواطني سبع دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة الارتباك والغضب بعد أن فوت على مهاجرين ولاجئين رحلاتهم وتركهم عالقين في المطارات. • ركز ترامب، إبان حملته الانتخابية، على قتال تنظيم «الدولة» وأشار في الوقت ذاته إلى رغبته في التوقف عن دعم المعارضة السورية. وهو ما قوبل بترحاب من الرئيس السوري بشار الأسد فور إعلان فوز ترامب بالانتخابات، وقال «لو أن ترامب سيحارب الإرهابيين، بالطبع سوف نكون حلفاء». ويبدو أن شعار الرئيس «أمريكا أولا» انسحبت آثاره على سوريا، فأمريكا صارت تكتفي بدور المراقب في مختلف المفاوضات الدولية الجارية بشأن سوريا، كما يبدو أن دعمها العسكري المحدود للأكراد ربما يتوقف إن عاجلا أو آجلا، وذلك دون أن يتضح بعد كيف سيقوم الأكراد برد جميل الولايات المتحدة لهم، بعد أن خرجوا منتصرين من الحرب في سوريا، وزاد نفوذهم وأصبحوا يسيطرون على مناطق كبيرة غنية بالنفط في شمال شرق البلاد. وتعاظمت قوتهم العسكرية بفضل دعم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة. كما اتسعت رقعة منطقة «الإدارة الذاتية» التابعة لهم في شمال البلاد واستقر نظام إدارتها مع استمرار إجراء انتخابات محلية في مختلف البلدات في إطار عملية من المخطط لها أن تفضي إلى تشكيل برلمان محلي بحلول مطلع العام المقبل. • حل ترامب ضيفا على الرياض في أيار/مايو الماضي ووقع اتفاقيات عسكرية بمئات المليارات، كما شارك في قمة عربية إسلامية أمريكية وركز خطابه فيها على اتهام النظام الإيراني بالمسؤولية عن حالة عدم الاستقرار في المنطقة. ولم يكد الضيف يغادر الرياض حتى بدأ الصراع بين السعودية وإيران بإطلاق قذائف كلامية، فقد وصف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المرشد الإيراني علي خامنئي بأنه «هتلر جديد في منطقة الشرق الأوسط، ولا نريد أن يكرر هتلر إيران ما حدث في أوروبا هنا في الشرق الأوسط». أما الرئيس الإيراني حسن روحاني فقال للسعوديين: «من هم أعظم شأنا منكم لم يتمكنوا من المساس بالشعب الإيراني. الإدارة الأمريكية الأخيرة تملك مهارة خاصة في نهب جيب المنطقة لا سيما السعودية». وكان لبنان ساحة لمواجهة باردة بين السعودية وإيران. فقد أعلن رئيس الوزراء اللبناني استقالته بصورة مفاجئة في خطاب متلفز من الرياض في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. ورغم أنه سرد أسبابا عدة من بينها الإحباط والتشرذم في بلاده والخوف على حياته من الاستهداف وتدخل حزب الله في سوريا، إلا أنه تراجع بعد أسابيع عن الاستقالة بعدما جدد شركاء الحكومة ومن بينهم حزب الله المدعوم إيرانيا الالتزام بسياسة «النأي بالنفس عن أي نزاعات أو صراعات أو حروب» دون أي إشارة إلى سبب شعوره فجأة بعدم الأمن على حياته. أما يمنيا، فمضت الأمور بوتيرة لم تتغير معظم شهور العام، ولكن فجأة تسارعت الأحداث بحدوث اشتباكات في قلب صنعاء بين القوات الموالية للرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، والحوثيين الموالين لإيران، ما جعل التحالف العربي الذي تقوده السعودية يعول في مرحلة ما على أن يكون الاقتتال أملا في تصفية الصراع من الداخل. إلا أن شعور الحوثيين بوجود تهديد حقيقي جعلهم يسارعون إلى اغتيال حليفهم اللدود والعمل على تصفية قيادات حزبه حزب المؤتمر. وبينما تقول إيران إن «اليمن سينتصر قريبا» تقول قوات التحالف إن قوات الحكومة الشرعية أصبحت الآن تسيطر على 85 في المئة من الأراضي اليمنية. • أكد الرئيس الأمريكي على أن إيران هي الخطر الأكبر ضد الولايات المتحدة وردد اسمها في إحدى خطبه ثلاث مرات «إيران، إيران، إيران». وعبر بوضوح عن معارضته للاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 في عهد سلفه الديمقراطي باراك أوباما ووصفه بأنه «عار» و»أسوأ اتفاق تم التفاوض عليه على الإطلاق». ودعت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي الشهر الماضي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتفتيش عدد أكبر من المواقع في إيران بما في ذلك المواقع العسكرية للتحقق من أنها لا تنتهك الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية. ورفضت طهران بغضب تلك التصريحات. في حين اتهم رئيس البرنامج النووي الإيراني علي أكبر صالحي الولايات المتحدة بالسعي إلى نسف الاتفاق الدولي حول هذا الملف، ودعا الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مقاومة «المطالب غير المقبولة» لواشنطن. • الأربعاء 6 كانون الأول/ديسمبر 2017 اعترف الرئيس الأمريكي، بالقدس عاصمة لإسرائيل، ما أثار غضبا عارما بين الفلسطينيين وفي أنحاء العالم العربي والإسلامي وقلقا أيضا بين حلفاء واشنطن الغربيين. وتفجرت احتجاجات في جميع المدن الفلسطينية. وتتواصل المصادمات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية منذ ذلك الحين. واستضافت اسطنبول قمة إسلامية في هذا الإطار. وكان وزراء الخارجية العرب طالبوا الولايات المتحدة في اجتماعهم الطارئ بإلغاء القرار المتعلق بالقدس، وقالوا إن القرار «يقوض جهود تحقيق السلام». وفي تحد للولايات المتحدة تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يدعو الولايات المتحدة إلى سحب اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل. وصوتت 128 دولة بينها كل الدول العربية في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح القرار. وهدد ترامب بقطع المساعدات المالية عن الدول التي صوتت لصالح القرار. ترامب يشعل الحروب المناهضة للعرب والمسلمين في الشرق الأوسط تحركاته عبارة عن هدايا لإسرائيل وأفكاره الخاطئة تخدم التطرف رائد صالحة |
القدس العتيقة تتعرض لحملات تهويد من قبل الاحتلال الإسرائيلي Posted: 30 Dec 2017 02:05 PM PST رام الله ـ «القدس العربي»: البلدة القديمة من القدس تعتبر إحدى المعالم التاريخية المقدسية، تبلغ مساحتها ضمن الأسوار قرابة الكيلومتر مربع، ومن أهم معالمها المساجد والمآذن والمدارس والكنائس. وتقسم البلدة القديمة من القدس إلى حارات أو خطط. وتضم داخل أسوارها عددا كبيرا من الحارات، هي حارة السعدية وباب حطة والواد والقرمي وحارة الأرمن والشرف والنصارى والمغاربة والعلم، وحارة الحيادرة وحارة الصلتين وحارة الريشة، وبني الحارث، وحارة الضوية، وذلك في إطار أربع أحياء هي الحي الإسلامي والحي الأرمني، والحي اليهودي والحي المسيحي. علماً أن خارج الأسوار تحتوي المدينة على حارات أخرى منها حارة الشيخ جراح، وواد الجوز، وحارة المصرارة. لكن أكثر ما يؤرق المقدسيين خاصة والفلسطينيين عامة هي الحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال أسفل المسجد الأقصى وتحديداً عند الحائط الغربي، عبر سلسلة أنفاق وكنس يهودية تم افتتاح آخرها قبل أيام. كونها تؤسس بالنسبة لليهود وجود حق غير شرعي لهم، تدعمها خرافة الهيكل اليهودي أسفل المسجد الأقصى. وحسب حنا عيسى أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، فإن المسجد الأقصى يقع في الناحية الشرقية من المدينة وأسوارها وفيه العديد من المساجد والمصليات هي مسجد قبة الصخرة والمسجد القبلي والمصلى المرواني ومصلى الأقصى القديم ومسجد البراق ومسجد المغاربة وجامع النساء. علماً أن القدس القديمة تضم بين أسوارها عددا كبيرا من المساجد. وللأقصى أربع مآذن فقط، هي باب المغاربة الفخرية عام 1278 وباب السلسلة، ومإذنة باب الأسباط عام 1367 وباب الغوانمة عام 1329. كما أن القدس القديمة تضم العديد من المآذن هي مأذنة مسجد القلعة الذي بُني عام 1310 والمسجد القيمري عام 1276 ومأذنة جامع الخانقاه الصلاحية، ومسجد النبي داود، ومأذنة جامع المولولة المُشيّد سنة 1587 ومأذنة المسجد القيمري. أما القباب داخل المسجد الأقصى فهي قبة الصخرة المشرفة والقبة النحوية وقبة الأرواح والسلسلة وقبة سليمان والخضر وقبة المعراج والميزان وقبة يوسف آغا وقبة موسى وقبة النبي وقبة يوسف وقبة عشاق النبي، وقبة الشيخ الخليلي. وأبواب المسجد الأقصى، هي خمسة عشر بابا، منها عشر مفتوحة والبقية مغلقة. الأبواب الفتوحة تتمثل في باب الأسباط، وحطة، والعتم، والغوانمة، والناظر، والحديد، والقطانين، والمطهرة، والسلسلة، وباب المغاربة. أما الأبواب المغلقة منها في الجهة الجنوبية، هي باب المنفرد، والثلاثي، وباب المزدوج. ومنها في الجهة الشرقية هي الباب الذهبي (باب الرحمة) وباب الجنائز. وتحوي القدس العتيقة في طياتها بإلإضافة إلى المعالم الإسلامية، العديد من المعالم المسيحية أبرزها الكنائس، حيث نجد في المدينة كنيسة الجثمانية، ودير مار مرقس، وراهبات مار يوسف، وكنيسة سانت ان، ومريم المجدلية، وكنيسة القيامة، وكنيسة الجلجلة، وقبة نصف الدنيا، وادم، والقديس يعقوب، والمخلص «الفادي»، وبطريركية الأرمن الكاثوليك، ودير السلطان، ودير العذراء، ودير مار انطونيوس، ودير القديسة مريم، ودير القديسة كاترين، ودير الأرمن الكاثوليك، ودير مار افتيموس، ودير السيدة، ودير البنات، وخان الأقباط. وداخل طيات أسوار القدس القديمة عدد كبير من الأسواق، هي سوق العطارين، واللحامين، وباب القطانين، والحضر، والبازار، وباب السلسلة، واليهود، والجديدة، وباب الجديدة، والتجار، والسوق الكبيرة، والباشورة، والنحاسين، علون، وباب حطة، وباب خان الزيت، وباب العامود، وافتيموس، وحارة النصارى، وسوق الخواجات. أما سور القدس التاريخي الذي يلف البلدة القديمة فهو سور ضخم بناه بشكله الحالي السلطان العثماني سليمان القانوني، الذي حكم المدينة ما بين 1520-1566م على أنقاض السور الروماني القديم، حيث يصل طوله من الجهة الشمالية إلى 1197.8 متر، أما من الجنوب فيصل طوله إلى 989 مترا، ومن الشرق 839.4 متر، ويعتبر السور من الجهة الغربية الأقصر حيث يبلغ طوله 635.8 متر، أما ارتفاعه فيتراوح ما بين 11.6 إلى 12.2 متر، وبهذا يبلغ الطول الإجمالي للسور 3662 مترا. ويقوم على سور القدس 34 برجا، ويوجد تحت السور وإلى الشرق من باب العمود مغارة كبيرة، نسج حولها الكثير من الخرافات والأساطير تسمى مغارة «الكتان»، حيث تذكر بعض الأساطير أنها تمتد تحت الأرض حتى تتصل بالمغارة الموجودة تحت قبة الصخرة المشرفة، وقد كانت في القرن التاسع عشر عبارة عن محجر يقتطع منها سكان القدس ما يحتاجونه من حجارة لبناء منازلهم. ومن مقابر القدس التاريخية التي تعاني التهويد وحتى الاندثار هي مقبرة مأمن الله «الشهداء» وكذلك مقبرة الإخشيديين أو تربة الأمراء الإخشيديين، وقبر النبي موسى عليه السلام، ومدفن النبي داود عليه السلام، وقبر زكريا وقبر يحيى عليهما السلام، وقبر مريم عليها السلام، ومقبرة الساهرة، ومقبرة باب الرحمة. القدس العتيقة تتعرض لحملات تهويد من قبل الاحتلال الإسرائيلي فادي سعدى |
بصـرى الـشـام: معـالـم تـاريـخيـة دُمـرت وجـدران ما زالت صـامـدة Posted: 30 Dec 2017 02:04 PM PST عاصرت سوريا عبر مرّ التاريخ العشرات من الإمبراطوريات القوية، فازدهرت البلاد بعدما قصدتها القوافل التجارية العابرة نحو الشرق الأوسط، وتوالت عليها العديد من الثقافات نتيجة لتموضعها الجغرافي الاستراتيجي في ملتقى القارات الثلاث، ما جعل الجغرافيا السورية تكتنز العشرات من المدن الأثرية العائدة لحضارات قديمة، ولكل منها تاريخها الخاص وآثار تروي حكايات من رحلوا. مدينة بصرى الشام، التابعة لمحافظة درعا جنوبي سوريا، إحدى المدن التاريخية العريقة في بلاد الشام، عايشت العديد من العصور، وتوالت عليها حضارات منذ آلاف السنين، إلا إن هذه المدينة الأثرية لم تكن بمنأى عن الحرب الطاحنة في سوريا، لتتعرض نسبة كبيرة من آثارها للدمار على يد قوات النظام بعد انسحابه منها، وآثار تاريخية سرقها جنود النظام قبيل انسحابهم، وأخرى اختلسها تجار الحروب وعصابات الآثار. بصرى الشام الواقعة على بُعد 140 كيلو مترا من دمشق (أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ) كانت عاصمة دينية ومنارة تاريخية لآلاف السنين، كما قصدتها القوافل التجارية لتصبح ممراً بارزاً على طريق الحرير في الشرق الأوسط، وتنتقل من خلالها القوافل التجارية حتى الصين. معالم في المدينة معالم أثرية كبيرة، ومنها: مسرح بصرى: وهو أحد أبرز المدرجات الرومانية على مستوى العالم، كما حافظ صلاح الدين الأيوبي على المسرح وأمر ببناء الأبراج حوله. أما قلعة بصرى الشام، وهي ذاتها مسرح بصرى، فقد قام الأمويون بإضافات عليه، من خلال سد أبوابه الخارجية، وترك منافذ صغيرة، لتصبح قلعة محصنة، ولتعرف القلعة في عصر العباسيين بـ «ملعب الروم»، أما في العصر الفاطمي فتم بناء ثلاثة أبراج ملاصقة للجدار الخارجي للقلعة، لتكتمل معالم قلعة بصرى الشام في عهد الملك العادل الأيوبي وأولاده في القرن الثالث عشر ميلادي، من خلال قيامهم ببناء تسعة أبراج ومستودعات ضخمة ومخازن مياه، خلال حروبهم مع الصليبيين، كما أحاطوا القلعة بخندق، ومدخل متحرك واحد فقط. سرير بنت الملك: تم بناؤه في القرن الميلادي الأول، ويعتبر السرير من أبرز المعالم الأثرية في المدينة، لما عليه من نقوش وزخارف حجرية متناهية الدقة. باب الهوى: ويمثل البوابة الغربية للمدينة التاريخية، وتم تشييده في القرن الميلادي الثاني، ويبلغ عرض مدخله خمسة أمتار، ويقدر عرض واجهته بعشرة أمتار، بالإضافة إلى العشرات من الصروح الأثرية التاريخية. ضريبة الحرب مدير دائرة آثار بصرى الشام في المعارضة السورية أحمد العدوي، أكد أن المدينة الأثرية مرت خلال الحرب السورية بظروف صعبة للغاية، إذ أن قوات النظام السوري قامت باستهداف غالبية المواقع الأثرية في بصرى الشام، وألقت طائرات الأسد العديد من البراميل المتفجرة، ونفذت غارات جوية متكررة طيلة سنوات الثورة السورية، كما تم استــهدافها بالمدفـعــية الثقيلة وغيرها من الأســلــحة، دون وضـــع أي اعـتـــبارات للــقيمة التاريخية الكبــيرة للصروح والحضارات التي تحملها هذا المدينة. وقال لـ «القدس العربي»: «اشترك النظام السوري وحزب الله اللبناني في تدمير غالبية المواقع الأثرية في بصرى الشام، ما جعل الآثار تتعرض لنسب دمار متفاوت. كما إن قلعة بصرى الشام استهدفتها الطائرات العامودية بالبراميل المتفجرة والغارات الحربية، ما تسبب بأضرار كبيرة في الباحة السماوية الغربية، وإحداث دمار فيها بنسبة 30 في المئة، بالإضافة إلى تصدعات في الجدار الجنوبي للقلعة. أما سرير بنت الملك، فطالته مدفعية النظام عدة مرات، ما أدى إلى انهياره، وتدميره بنسبة 90 في المئة، فيما تعرضت الكتدرائية في المدينة لعدة قذائف مدفعية، وتعرضت لأضرار بالغة في جدارها الجنوبي». واستهدفت طائرات النظام المروحية قصر «تراجانا» ببرميل متفجر، مما أدى إلى إحداث دمار فيه بنسبة 10 في المئة، وأشار العدوي إلى إن نسبة الأضرار في المواقع الأثرية في بصرى الشام في درعا السورية، وصلت إلى 90 في المئة من المواقع الرئيسية في المدينة. نهب الآثار وأكد المسؤول دائرة آثار بصرى الشام، قيام قوات النظام السوري وعناصر حزب الله اللبناني بسرقة وتهريب العديد من الآثار إبان سيطرتهم على المدينة، وخاصة المقتنيات ذات القيمة المالية الكبيرة كتلك الموجودة في «المتحف الكلاسيكي» في القلعة. وعندما انسحبت قوات النظام من المدينة، استولت على كافة الوثائق والاحصائيات التي تخص المتحف، مما جعل عملية احصاء الآثار المسروقة أمرا في بالغ الصعوبة، بسبب فقدان الوثائق. تخضع مدينة بصرى الشام في الفترة الحالية لسيطرة قوات «شباب السنة» التابعة للجيش السوري الحر، وعملت المعارضة المسلحة منذ تحرير المدينة من قبضة النظام على حماية المواقع الأثرية، كما قامت مجموعة من الناشطين بتأسيس دائرة «آثار المدينة» لتوثق بدورها بشكل شامل المواقع والقطع الأثرية والأضرار. وقال العدوي: «لم نوثق انتهاكات من قبل الجيش الحر بحق المدينة الأثرية، وهذا لا يمنع من وجود بعض الحفريات المخالفة» مشيراً إلى أنهم يسعون لوضع حد لأعمال حفر والتنقيب عن الآثار. كما أشار إلى مساعي المعارضة السورية في دراسة كافة مشاريع ترميم المواقع التي دمرها النظام، منوهاً إلى عدم وجود أي دعم دولي أو من منظمات معنية حول هذا الخصوص. بصـرى الـشـام: معـالـم تـاريـخيـة دُمـرت وجـدران ما زالت صـامـدة حسام محمد |
آثار مأرب كشف حسابِ الحرب Posted: 30 Dec 2017 02:04 PM PST صنعاء ـ «القدس العربي»: نحن في حضرة لغز بلقيس أو بلقمة مليكة هذه البلاد. نطوّف في أرجاء مأرب 173كيلو متراً شمال شرقي صنعاء، هنا نتحسس بعض الآلام جراء الحرب التي شهدتها وما زالت مستعرة في بعضها. هنا صرواح، الفُص الذي يتوسط تاج مأرب التاريخي، والتي ما زالت ساحةً لجبهة حرب ملتهبة في محافظة صار معظمها مستقراً؛ لكن كشف حساب الخسائر ثقافياً، كان باهضاً. هنا مركز محافظة مأرب (تبلغ مساحة المحافظة 17405كم2 تتوزع في 14 مديرية) التي باتت اليوم واحدة من أشهر الوجهات اليمنية ومركزاً من مراكز صناعة القرار في هذا البلد المكلوم، وفي ذات الوقت ما زالت تحتضن بؤرة من بؤر النزاع المسلح، حيث يوجد أكبر معسكرات التحالف العربي بقيادة السعودية على بعد من مديرية صرواح التي ما زالت تحت سلطة المسلحين الحوثيين. في مديرية صرواح ما زالت طبول المعارك مسموعة بين طرفي الصراع، ونزيف دم اليمن يتدفق فوق الرمال التي تربض في بطنها وتنتصب على سطحها مآثر الأجداد من صُنّاع حضارة سبأ. على الرغم من الاستقرار النسبي الذي تعيشه المحافظة إلا أنها قد شهدت وتشهد بعض الغارات الجوية والمعارك على الأرض؛ وإن انحسرت معظم تلك المعارك في صرواح؛ إلا أن الغارات والمعارك في الفترة الماضية والراهنة وشراء الإماراتيين والسعوديين للآثار قد تسبب بخسائرٍ كبيرةٍ في التراث الثقافي المادي لليمن والإنسانية هناك. يقول رئيس الهيئة اليمنية للآثار والمتاحف مهند السياني لـ «القدس العربي» إن الوضع في هذه المحافظة مستقر حالياً، بينما معظم تلك الخسائر كانت في الفترة الأولى من الحرب جراء غارات مقاتلات التحالف التي استهدفت ثلاث مُدن أثرية هي: صرواح، براقش، ومأرب القديمة، ومعبدي أوعال (ألمقه) ونكراح، وقلعة حريب بيحان مأرب، بالإضافة إلى أكبر تلك الخسائر؛ وهي المصرف الشمالي لسد مأرب القديم والذي دمرت الغارات الجوية للتحالف معظمه. وكانت محافظة مأرب من أوائل أهداف غارات مقاتلات التحالف قبل تحريرها؛ فعقب شهر من إطلاق التحالف «عاصفة الحزم» استهدفت مقاتلات التحالف مدينة صرواح الأثرية في 24 نيسان/أبريل 2015. وحسب التقديرات الرسمية لهيئة الآثار فإن الغارات دمرت 30 في المئة من المدينة الأثرية الهامة التي يعود تاريخها لمنتصف القرن السابع قبل الميلاد؛ وتعد من عواصم مملكة سبأ، وتحتضن معبد أوعال «ألمقه» والقصر، وقد بناها الملك السبأي «يدع ال ذريح». بالتزامن مع استهداف مدينة صرواح بدأت مقاتلات التحالف باستهداف مدينة براقش الأثرية. وحسب التقديرات الرسمية فقد دمرت الغارات 40 في المئة من معالم المدينة الأثرية التي عُرفت في النقوش باسم «يثل» وكان يحيط بها سور وداخلها معالم أثرية أهمها «معبد نكراح». عقب خمسة أيام من استهداف مدينتي صرواح وبراقش الأثريتين، وكانت الغارات الجوية للتحالف في 31 أيار/مايو 2015 على موعدٍ مع استهداف أهم معالم مأرب؛ إنه سد مأرب القديم؛ الذي يُعدّ أحد أهم المعالم الحضارية اليمنية على مستوى المنطقة والعالم. لقد استهدفت الغارات مصرفه الشمالي، ودمرت 70 في المئة منه متسببة بخسارة ثقافية كارثية. ويعتبر سد مأرب الأثري من أقدم السدود في الجزيرة العربية التي تعود إلى الألفية الرابعة ق.م وقد ظل صامداً حتى سنة 575ميلادية. وحسب رئيس الهيئة اليمنية للآثار؛ فإن خبراء اليونسكو في أحد المؤتمرات استنكروا بشدة استهداف التحالف لهذه المعالم؛ حيث قالوا إن جغرافية وتضاريس موقع السد القديم لا تسمح باستخدامه لإخفاء أسلحة أو لإيواء أي ميليشيات بأي شكل من الأشكال. بعد أسبوعين من استهداف السد وبتاريخ 13 حزيران/يونيو 2015 استهدفت مقاتلات التحالف مدينة مأرب القديمة؛ ودمرت الغارات ما نسبته 10 في المئة من معالمها. ومأرب القديمة مدينة أثرية كانت عاصمة الدولة السبأية الممتدة من 1200 ق.م وحتى 275م، وبها أشهر معلم أثري يعرف باسم مسجد النبي سليمان. كانت مدينتا صرواح وبراقش على موعد ثان من الغارات، حيث استهدفت مقاتلات التحالف في 16 كانون الثاني/يناير 2016 معبد أوعال صرواح في مدينة صرواح الأثرية، والذي يعود تاريخه للألف الأول قبل الميلاد ودمرت الغارات ما نسبته 50 في المئة من هذا المعبد الأثري القديم، وفيه «نقش النصر» الذي يعود تاريخه إلى القرن السابع ق.م، وتعرض النقش لبعض الأضرار؛ ويعد هذا النقش من أهم نقوش تاريخ اليمن القديم. كما استهدفت مقاتلات التحالف بتاريخ 6أذار/مارس 2016 «معبد نكراح» في مدينة براقش الأثرية الذي يعود تاريخه للقرن الرابع قبل الميلاد ودمرت الغارات ما نسبته 70 في المئة من معالمه. في اليوم التالي استهدفت مقاتلات التحالف قلعة حريب في بيحان مأرب، ودمرت 70 في المئة من تلك القلعة الأثرية. كان ذلك ما يتعلق بغارات مقاتلات التحالف؛ فيما تسببت المواجهات والمعارك والتي التهبت وما زالت ملتهبة بين طرفي الصراع على الأرض بكثير من الأضرار، وخاصة في مديرية صرواح، إذ استخدمت بعض المواقع الأثرية كمتارس عسكرية، ودارت بعض المعارك في محيط عديد منها. ويؤكد الأخصائي في الآثار في الهيئة العامة للآثار خالد الحاج لـ «القدس العربي» أن المعارك التي دارت في محيط صرواح أثرت كثيراً على معالم المدينة، كما أن الإماراتيين والسعوديين يعملوا على تشجيع المواطنين على نبش الآثار وبيعها في مأرب؛ كونهم مَن يشتريها ويبيعونها في مزادات عالمية عبر شبكة الانترنت، ونحتفظ بروابط مواقع تلك المزادات. آثار مأرب كشف حسابِ الحرب أحمد الأغبري |
ذاكرة Posted: 30 Dec 2017 02:04 PM PST جين أوستن (1775 ـ 1817): أحيت بريطانيا، ومعظم العالم الناطق بالإنكليزية، الذكرى الـ200 لرحيل الروائية البريطانية التي اقترن اسمها بالآداب الإنكليزية خلال القرن الثامن عشر، وكذلك بطبقة ملاك الأراضي وأجواء القصور والمجتمع الفكتوري، وامتدّ تأثيرها طيلة العقود اللاحقة، وذلك رغم أنّ السمات الفنية لأعمالها لم تعد تحمل جاذبيتها الأولى. روايتها الأولى كانت «عقل وعاطفة» وصدرت سنة 1881، لكنّ روايتها الثانية «كبرياء وهوى» باتت الأشهر بين أعمالها، التي ضمت أيضاً «تحامل»، و»منتزه مانسفيلد» و»دير نورثانغر» و»إقناع». وقد ألهمت اعمالها الكثير من الأفلام السينمائية والدراما التلفزيونية، كما أثارت الكثير من السجالات حول الطابع الطبقي والنخبوي للشخصيات الاجتماعية التي حرصت على انتقائها في رواياتها. ولعل أبرز مظاهر الاحتفاء بالذكرى الـ200 كان المعرض الذي احتضنته «المكتبة البريطانية» في لندن، واستعاد عشرات الوثائق، والمخطوطات، والمقتنيات الشخصية. كما قررت الحكومة، على صعيد الحياة العملية، إصدار ورقة نقدية بقيمة 10 باوند، وقطعة نقدية بقيمة جنيهَيْن، تحملان صورتها. كذلك شهدت دور السينما والمسارح والمكتبات، فضلاً عن أروقة الجامعات والمعاهد ومراكز البحث والأقنية الفضائية، عشرات الأنشطة التكريمية. وكانت فيونا ماكدونالد قد أجرت تحقيقاً استقصائياً عن الأعمال التي ألفتها أوستن في مرحلة المراهقة، فتوصلت على نتيجة مفاجئة هي أنّ بعض كتاباتها الأولى أكثر احتواء على مشاهد جنسية مما يظنّ الناس المعتادون على رواياتها «المحتشمة» عموماً. وفي الولايات المتحدة هنالك مجموعة من عشاق أوستن يطلقون على أنفسهم لقب «جين آيتس»، يرتدون قلنسوات وثياباً على الطراز الذي كان سائداً في مطلع القرن التاسع عشر، في حفلاتٍ كتلك التي كانت تُقام عام 1817، الذي تدور فيه أحداث رواية «كبرياء وهوى». وفي كتابه «الثقافة والإمبريالية»، 1993، ضمن قسم بعنوان «جين أوستن والإمبراطورية»؛ استكشف إدوارد سعيد الروابط ـ غير المباشرة للوهلة الأولى، والمباشرة أيضاً في نماذج كثيرة ـ بين أدب أوستن والمشروع الاستعماري والإمبراطوري البريطاني، وتحديداً في رواية «منتزه مانسفيلد»، 1814. ورأى أنّ ذلك يتجلى في نظرة الراوية فاني برايس (أوستن نفسها، في الواقع) تجاه مزارع قصب السكر التي يمتلكها السير توماس بيرترام ما وراء البحار، وكذلك مبدأ العبودية وتشغيل العبيد. ومن خلال اتكاء على كتاب رايموند وليامز «الريف والمدينة»، وأفكار جون ستوارت مل حول «الواجبات المقدسة التي تقع على عاتق الأمم المتحضرة» تجاه الشعوب المستعمَرة أو المستعبَدة؛ استخلص سعيد أنّ الإيديولوجيا الاستعمارية، التي أتاحت للقيم الإنسانية البريطانية أن تترعرع جنباً إلى جنب مع تبخيس الثقافات المستعمَرة، واضحة أو حتى مركزية في الروايات ما قبل الإمبريالية، والتي لا تُصنّف عموماً في خانة الأعمال ذات الموضوعات الاستعمارية الصريحة. فدوى طوقان (1917 ـ 2003) الذكرى المئوية لولادة الشاعرة الفلسطينية الرائدة، التي ـ رغم أنها ترعرعت في بيت أدب وشعر، وكان شقيقها إبراهيم طوقان أحد أبرز شعراء فلسطين في تلك الحقبة ـ حُرمت من الجهر بشعرها، أو المشاركة في الشأن العام، فكتبت تحت اسم مستعار. درست طوقان في نابلس، ثم سافرت على لندن في بداية الستينيات من القرن الماضي، حيث أتاحت لها إقامة سنتين هناك أن تحتك بالأوساط الأدبية والثقافية، وأن تطور معرفتها بفنون الشعر. وعند عودتها كان بروز حركة «شعراء الأرض المحتلة»، أمثال توفيق زياد وسالم جبران ومحمود درويش وسميح القاسم، أتاح لها هامش انفتاح أوسع، فأخذت تشارك في الأمسيات والندوات، وتتبادل القصائد مع أبناء بلدها، وتنشر شعرها على نطاق فلسطيني وعربي. وهكذا، ابتداء من العام 1952، صدرت لها المجموعات الشعرية التالية: «وحدي مع الأيام»، «وجدتها»، «الليل والفرسان»، «اللحن الأخير»، «على قمة الدنيا وحيداً»، و»تموز والشيء الآخر» وصدرت في عام 1989. أعمالها النثرية: «أخي إبراهيم»، «رحلة جبلية رحلة صعبة»، و»الرحلة الأصعب». كانت طوقان امرأة كتبت الشعر من قلب بيئة محافظة، ومن وراء أستار وأسوار بيت عريق تسيّجه تقاليد صارمة؛ ولكنها أيضاً كانت فلسطينية عاشت، قرابة ثلاثة عقود، تحت الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية. مكانتها المتميزة في حركة تطوّر الشعر العربي الحديث تتضح، خصوصاً، حين تُوضع نصب الأعين حقيقة أن تجربتها تبدّلت وتحوّلت وتقدّمت تارة، وسكنت وجمدت وارتدّت طوراً، وذلك على امتداد خمسة عقود تقريباً. وعنها تقول الشاعرة والناقدة الفلسطينية سلمى الخضراء الجيوسي: «في الخمسينيات والستينيات، استطاع كثير من الفلسطينيين (حيثما وجدوا أنفسهم) القيام بدور ناشط في خلق شعر طليعي ونقد شعري. ولكن، في نهاية الأربعينيات كانت طاقتهم الإبداعية متجمّدة. ولم يبق في الضفة الغربية من الأردن سوى صوت شعري مهم واحد، هو صوت فدوى طوقان، أخت ابراهيم الصغرى. وفدوى فتاة رقيقة ذات موهبة وخلق قوي، استطاعت خلال السنوات اللاحقة أن تواصل كتابة شعر يتميز بجزالة غير متوقعة وصدق عاطفي في معقل المحافظة في نابلس، حيث ولدت ونشأت. لكن وجهة نظرها لم تكن في ذلك الوقت من الشمولية، ولا دراستها من التمكن، بحيث يعينها على القيام بدور رائد في التغيرات العامة في الرؤيا والأسلوب التي كانت على وشك الحدوث، في الشعر العربي». عبد الرحمن بدوي (1917 – 2002) في إحياء الذكرى المئوية لولادة هذا الفيلسوف والمؤلف الفلسفي المصر الرائد تُستعاد حقيقتان بارزتان: أنه كان الاغزر نتاجاً، في ميادين التأليف والترجمة، إذْ أصدر أكثر من 150 كتاباً، باللغات العربية والألمانية والفرنسية؛ وأنه، ثانياً، كان أوّل فيلسوف وجودي عربي، نقل تأثيرات الفيلسوف الألماني مارتن هيدغر، قبل أن تصبح وجودية جان ـ بول سارتر وألبير كامو رائجة في العالم العربي خلال ستينيات القرن الماضي. درس بدوي في القاهرة، وتخرج من كلية الآداب ـ قسم الفلسفة سنة 1934، ثم سافر في بعثات دراسية إلى ألمانيا وإيطاليا بناء على توصية من عميد الأدب العربي طه حسين، ثم عاد إلى القاهرة وناقش أطروحة دكتوراه بعنوان «الزمان الوجودي». درّس بعد تخرجه في جامعة فؤاد، ثم أنشأ قسم الفلسفة في جامعة عين شمس، وغادر للتدريس في جامعات سويسرا وفرنسا ولبنان وإيران والكويت وليبيا، واستقر به المقام في باريس. ويرى كريم الصياد أن مشروع بدوي الفكري يمكن تقسيمه إلى خمسة أغراض: ـ تأسيس التراث الفلسفي المدرسي، وهو خيار شمل التخصصات الفلسفية المعروفة، مثل تاريخ الفلسفة، ومناهج البحث، والموسوعات، والاستشراق، وصولاً إلى الإسلاميات وإشكالات السياسة والقانون والأخلاق والمصطلح والمذهب. ـ التعريف بالوجودية عربياً، واشتمل هذا الغرض على مؤلفات مثل «مشكلة الموت في الوجودية» وكان أطروحة الماجستير، و»دراسات في الفلسفة الوجودية». ـ أصيل الوجودية عربياً، حيث سعى بدوي إلى البرهنة على أنّ ليست نزعة جديدة تماماً، وأن لها سوابق في التراث الإسلامي، وخاصة التراث الصوفي. وفي هذا تندرج مؤلفات مثل «شهيدة العشق الإلهي» و»الإنسانية والوجودية في الفكر العربي». ـ «حصار اليسار»، على حد تعبير بدوي نفسه في «سيرة حياتي»، سيرته الذاتية، إذْ قدّم الفلسفة المثالية الألمانية، كانط وفخته وشلنغ وشوبنهور وهيغل، في مجابهة المادية التاريخية والماركسية. ـ الإبداع، الذي يشتمل على «الزمان الوجودي»، و»هل يمكن قيام أخلاق وجودية؟». وفي عام 2000 أصدرت المؤسسة العربية للدراسات والنشر مذكرات بدوي في مجلدين، بعنوان «سيرة حياتي». وقد أثارت السيرة سجالات ساخنة في الأوساط الثقافية العربية والمصرية خصوصاً، لأنّ بدوي هاجم العديد من المثقفين المصريين والعرب، كما صفى حساباته مع نظام جمال عبد الناصر، واتهم سعد زغلول بالعمالة للبريطانيين، وطه حسين بالعمالة للأجهزة الأمنية المصرية، وجزم بأن لجوء عبد الناصر إلى تأميم قناة السويس كان هدفه الشهرة وليس مصلحة مصر! أوغست رودان (1840 ـ 1917) تخليداً للذكرى المئوية لرحيل نحاتها الكبير رودان، افتتحت فرنسا سلسلة من الأنشطة الاحتفائية الرسمية والعامة، كان أبرزها المعرض الذي احتضنته أروقة «القصر الكبير» في العاصمة باريس، وضمّ عدداً كبيراً من الأعمال، للنحات نفسه أو لفنانين تأثروا بأعماله. صالات السينما، من جانبها، شهدت عروض فيلم الفرنسي جاك دوايون، «رودان»، الذي يستعيد فصولاً منتقاة من سيرة حافلة بتقلّب الإخفاقات والنجاحات، لعلّ أبرز محطاتها تلك العلاقة العاطفية العاصفة مع النحاتة كامي كلوديل، شقيقة الشاعر الشهير بول كلوديل. في سنة 1876 سافر رودان إلى إيطاليا، مارّاً بعدد من المدن الفرنسية التي تضم كاتدرائيات عريقة، طوّرت عنده ميلاً نحو العمارة القروسطية لن يفارقه أبداً. هذا، إلى جانب تأثره بأعمال ميكيلانجيلو، أسفر عن منحوتات مبكرة متميزة مثل «عصر البرونز»، «القديس يوحنا المعمدان»، والنماذج الأولى لـ»آدم»، أو «خلق الإنسان»، العمل الذي ستقتنيه وزارة الفنون الجميلة الفرنسية وتعرضه في حديقة لوكسمبورغ ليكون أوّل اعتراف رسمي بفنّ رودان. كذلك سوف تكلفه الحكومة بنحت واجهة لمتحف الفنون التزيينية، الذي سيصبح متحف أورساي، فاختار موضوعاً من دانتي و»الكوميديا الإلهية»، أسماه «بوابة الجحيم»، لكنه لن يُصبّ بالبرونز خلال حياة الفنان، نظراً لصعوبات فنية تتعلق بضخامته أولاً، والتشكيل المتصل لعناصره البشرية بصفة خاصة. بعد الآثار الفاجعة للحرب الفرنسية ـ البروسية، وعلى سبيل رفع المعنويات وتخليد أبطال فرنسا، أوصت بلدية كاليه بإقامة نصب تذكاري كُلّف رودان بتنفيذه، فولد تمثال «مواطنو كاليه»، الذي يُعرف أيضاً باسم «برجوازيو كاليه». وسرعان ما تعاقبت الطلبات على النحات، الذي بات يحظى بمساندة واسعة من كبار نقاد الفنون في فرنسا، فأنجز تماثيل جول باستيان ـ لوباج (1886)، وكلود لوران (1889)، وفكتور هوغو وأونوريه دو بلزاك (1891). الأعمال الأخرى الأشهر، مثل «المفكر» و»الظل» و»الرجل الماضي» و»يد الله» و»الربيع الدائم»، سوف تتعاقب وتكرّس شخصية رودان كواحد من أعظم نحاتي عصره. وترى كلير فنسنت، من متحف المتروبوليتان، أن ازدياد النزعة الإيروتيكية في أعمال رودان، خاصة بعد ثمانينيات القرن التاسع عشر، يعود إلى انشغاله باثنين من المراجع الأدبية ذات التأثير العميق على جماليات النحت عنده: «الجحيم» للإيطالي دانتي، و»أزهار الشرّ» للشاعر الفرنسي شارل بودلير. جوائز «الكتاب الفلسطيني»: ـ الأكاديمية: مناصفة بين ليلى بارسونز، عن «القائد: فوزي القاوقجي والكفاح من أجل الاستقلال العربي، 1914ـ1948»؛ وبيورن برينر، عن «غزّة تحت حكم حماس: من الديمقراطية الإسلامية إلى الحكم الإسلاموي». ـ الذاكرة: إيللا شوحات، عن «حول اليهودي ـ العربي، فلسطين، واقتلاعات أخرى». ـ الإبداع: سامية حلبي، عن «رسم مجزرة كفر قاسم». ـ الإنجاز: المؤرخ إيلان بابيه. الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي: ـ فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الفرنسية المركز الأول: فيليب فيجرو، عن ترجمة «مقامات الهمذاني». المركز الثاني: فريدريك لاغرانج، عن ترجمة «ترمي بشرر» لعبده خال. المركز الثاني مكرر، مي عبد الكريم محمود، عن ترجمة «بابا سارتر» لعلي بدر. ـ فئة الترجمة من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية المركز الأول: محمود طرشونة، عن ترجمة كتابي «اليمن السعيد» و»اليمن الإسلامي» لراضي دغفوس. المركز الأول مكرر: جان ماجد جبور، عن ترجمة «زمن المذلولين» لبرتران بديع. المركز الثاني، جمال شحيد، عن ترجمة «المسرات والأيام» لمارسيل بروست المركز الثالث: محمد حاتمي ومحمد جادور، عن ترجمة كتاب «الأصول الاجتماعية والثقافية للوطنية المغربية» لعبد الله العروي. المركز الثالث مكرر: أحمد الصادقي، عن ترجمة كتاب «ابن عربي: سيرته» وفكره لكلود عداس. ـ فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنكليزية المركز الأول: بول ستاركي، عن ترجمة رواية «القوقعة» لمصطفى خليفة. المركز الأول مكرر: كاثرين هولز وآدم طالب، عن ترجمة رواية «طوق الحمام» لرجاء عالم. المركز الثاني: جبرائيل فؤاد حداد، عن ترجمة «أنوار التنزيل في أسرار التأويل» للبيضاوي. ـ فئة الترجمة من اللغة الإنكليزية إلى اللغة العربية المركز الأول: مجاب الإمام ومعين الإمام، عن ترجمة كتابي «أصول النظام السياسي»، و»النظام السياسي والانحطاط السياسي» لفرانسيس فوكوياما. المركز الثاني: يوسف بن عثمان، عن ترجمة كتاب «دراسات نيوتنية» لألكسندر كويريه. المركز الثالث: حمزة بن قبلان المزيني، عن ترجمة كتاب «أي نوع من المخلوقات نحن؟» لنعوم تشومسكي. ـ جائزة الإنجاز دار سندباد. ـ دراسات الترجمة والمعاجم عيسى مميشي، محمد الديداوي، حسن سعيد غزالة. ـ الإنجاز في اللغات الشرقية (الأردية والصينية والفارسية والمالاوية واليابانية): عبد الجبار الرفاعي، شوي تشينغ قوه (بسام)، محمد السعيد جمال الدين، عبد العزيز حمدي عبد العزيز، ذاكر حافظ إكرام الحق، جلال السعيد الحفناوي، مؤسسة دائرة المعارف الإسلامية. رحيل أحمد دحبور (1946 ـ 2017) ولد الشاعر الفلسطيني أحمد دحبور في مخيم فلسطيني في مدينة حمص السورية، ونشأ وترعرع هناك قبل أن يلتحق بصفوف المقاومة الفلسطينية، ويتولى مسؤوليات صحفية وثقافية متعددة، بينها تحرير مجلة «لوتس» والدائرة الثقافية في منظمة التحرير الفلسطينية واتحاد الكتاب الفلسطينيين. ومنذ قصائده الأولى، التي أخذ ينشرها في صحف ومجلات عربية متعددة، خاصة شهرية «الآداب» اللبنانية، لفت دحبور الأنظار إلى الغنائية العالية في شعره، وإلى استلهامه رموز التراث الكنعاني الفلسطيني، وكذلك العربي الإسلامي. في سنة 1964 أصدر مجموعته الأولى «الضواري وعيون الأطفال»، التي كانت بمثابة تجربة أولى شابة، سرعان ما ستختمر عناصرها بعد سبع سنوات فتنضج في المجموعة اللافتة «حكاية الولد الفلسطيني». أعماله اللاحقة تتضمن: «طائر الوحدات»، «بغير هذا جئت»، «اختلاط الليل والنهار»، «واحد وعشرون بحراً»، «شهادة بالأصابع الخمس»، «الكسور العشرية»، «هكذا»، «هنا، هناك»، «جبل الذبيحة»، و»كشيء لا لزوم له»؛ بالإضافة إلى الديوان، الذي احتوى على مجموعاته حتى 1983. وفي سنة 1977 كان دحبور قد ساهم في تأسيس «فرقة العاشقين»، بمبادرة من دائرة الثقافة والفنون في منظّمة التحرير الفلسطينيّة، والموسيقار الفلسطيني حسين نازك. وقد كتب دحبوؤ معظم كلمات أغاني الفرقة، التي انتشرت في العالم العربي؛ مثل «والله لازرعك بالدار يا عود اللوز الأخضر»، و»اشهد يا عالم علينا وعلى بيروت»، و»بالنار خرجت من رماد الحقب». وعن تجربة دحبور كتب الناقد الفلسطيني عادل الأسطة: «كانت قصائد أبي يسار ذات سمة غنائية بارزة تضاهي النزعة الغنائية في أشعار محمود درويش، وبقيت أطرب لقصائدهما الغنائية، ولم يحل بيني وبين بعض قصائد أخي أحمد إلا النزعة العقلية والمنطقية التي بدأت تبرز في قصائده منذ أخذ يكتب المقال النقدي الأسبوعي، حيث تراجعت السمة الغنائية، وبقدر ما أفادنا أبو يسار وأطلعنا على كتابات جديدة لم نكن نعرفها أو نعرف أصحابها، وذلك من خلال زاويته (عيد الأربعاء) أو (دمعة الأربعاء)، فاننا بدأنا نخسر قصيدته الغنائية. وحين عاد إلى (الجزء المتاح لنا من الوطن) على حد تعبيره، انفعل بالعودة وتفاعل معها». خوان غويتيسولو (1931 ـ 2017) اتفقت غالبية من نقاد الأدب الأوروبي ومؤرخيه على اعتبار الأديب الإسباني خوان غويتيسولو أعظم كتّاب إسبانيا الأحياء، ليس لأنّ أعماله تظل الأكثر ترجمة إلى اللغات الحية بعد ثيربانتيس، صاحب «دون كيخوته»، فحسب؛ بل كذلك لأنّ تلك الأعمال مدّت الكثير من جسور التواصل مع الثقافات واللغات الأخرى، ولا سيما الثقافة العربية والإسلامية، وأرست ركائز راسخة للاغتناء المشترك والاحترام المتبادل. وكتابات غويتيسولو، الإبداعية والفكرية والصحفية، حول استقلال الجزائر والقضية الفلسطينية والبوسنة والشيشان وغزو العراق ونقد أنظمة الاستبداد العربية؛ شكّلت، من جانبها، أدب انحياز صريح إلى الحقيقة، وامتداح نبيل للحقّ في المقاومة، وهجاء مرير للتاريخ الاستعماري الغربي. وكان غويتيسولو قد أخضع الثقافة الإسبانية إلى نقد معمّق، ولاذع تماماً، وشدّد على العواقب الوخيمة التي نجمت عن الموقف السلبي من المنجز الأندلسي، والانغلاق على الذات، وإطلاق أطوار شمولية ورجعية خيّمت ظلماتها على روح إسبانيا طيلة قرون. وفي ثلاثيته الشهيرة، «علامات الهوية» و»الكونت جوليان» وخوان بلا أرض»، التي صدرت خلال سنوات 1970 ـ 1975؛ هزّ غويتيسولو الضمير الإسباني باحتفائه بسبعة قرون من الثقافة التعددية التي أدخلها العرب إلى البلاد، وبفضائل اللغة والآداب العربية، لا سيما الشعر؛ مقابل الردّة التي تمثلت في محاكم التفتيش، وطرد العرب، والركود الفكري، وتعطيل الحداثة. وعلى امتداد قرابة 50 مؤلفاً، في الرواية والسيرة والمقالات الصحفية وأدب الرحلات، عكس غويتيسولو ذلك البغض المبكّر لأنساق القهر كافة، والتي كان وعيه قد تفتّح عليها حين سقطت أمّه ضحية إحدى الغارات التي شنتها قوّات الجنرال فرانكو على مدينة برشلونة، خلال الحرب الأهلية لسنوات 1936 ـ 1939. ولقد صودرت كتبه، ومُنعت، فصار شهيراً لدى أقسام الشرطة أكثر من شهرته في المكتبات كما عبّر ذات مرّة؛ فغادر إسبانيا إلى فرنسا، حيث عقد صداقات أدبية وفكرية مع صفوة مثقفي باريس والمهاجرين إليها، من أمثال صمويل بيكيت وإرنست همنغواي وغي دوبور وجان جينيه، وكان الأخير صديقه الأقرب إلى نفسه. أبو بكر سالم (1939 ـ 2017) فقد فنّ الغناء العربي واحداً من كبار رموزه، ممّن جمع الأصالة إلى الطرب، والموروث الشعبي إلى الحداثة الموسيقية، ونقل الأغنية الخليجية إلى موقع التذوق الواسع في أرجاء العالم العربي كافة. وكانت ثقافته العالية، في الشعر الشعبي والفصيح اسوة بالموسيقى العربية والشرقية، واحتكاكه بالناس في موطنه اليمني ثمّ في بلدان الخليج العربي، عناصر تكوينية أساسية أتاحت له أداء ألوان غنائية متعددة، بعضها كان بالغ الصعوبة. وكانت أغنيات «صنعانية» الطابع، مثل «أحبة ربى صنعاء» و»مسكين يا ناس» و»بات ساجي الطرف»، تترابط مباشرة مع مغامراته الناجحة في غناء شعر أبي القاسم الشابي («الصباح الجديد» التي يقول مطلعها: اسكني يا جراح/ واسكتي يا شجون/ مات عهد النواح/ وزمان الجنون»)، وقصائد أخرى بالفصحى. مال الراحل إلى تضمين أغانيه معاني التأمل الفلسفي والحكمة والدفق الوجداني في آن معاً، كما عبّر عن تجربة الغربة بالنظر إلى اغترابه أصلاً عن موطنه الحضرمي. كذلك تميز بجمع الغناء الشجي إلى اللحن المشبع بالأصالة، فلم يلحن أغانيه فقط بل أهدى الكثير من الألحان الشجية إلى أمثال وردة الجزائرية ونازك ونجاح سلام وطلال مداح. وعن أسلوبه الفني قالت موسوعة «المعرفة» إنه «رائد من روُاد الطرب الأصيل والمغنى الرائد على مر العقود» و»ومن أعظم الاصوات في العالم حيث أنه تشرب الفن والأدب من أنقى ينابيعه الأصيلة وغدا علماً من أعلام الفن الحضرمي خاصة والعربي عامة وأسس لنفسه مدرسة خاصة سميت باسمه وتتلمذ على يده جيل بأكمله». يشار إلى أنّ سالم كتب الشعر أيضاً، وله ديوان مطبوع بعنوان «شاعر قبل الطرب»، يعكس البعد الصوفي في تجربته الروحية والجمالية، التي تجلت أيضاً في أغنيات مثل «إلهي في الفلاة دعاك عبد» و»يا رب يا عالم الحال» و»الرشفات». ذاكرة |
تغريدات ترامب ورقص في الرياض ابتهاجا فمن يريد الشعر بعد كل هذا؟ Posted: 30 Dec 2017 02:04 PM PST كان عام 2016 هو عام الهزات، الذي وضع تاجر عقارات ومقدم برامج تلفزيون الواقع في البيت الأبيض، ولكن عام 2017 كان هو العام الذي غمرنا فيه دونالد ترامب، فلم يغب الرئيس الأمريكي عن نشرات الأخبار والتغريد على تويتر. ولم يكن هذا في صالح الأمة الأمريكية أو العالم. فإذا كان أسبوع في السياسة هو زمن طويل كما قال رئيس الوزراء البريطاني هارولد ويلسون، فعام مع الرئيس دونالد ترامب يشبه قرنا من الزمان أو يزيد. ولك أن تختار من معاركه التي اجترحها في عام 2017 ضد الحقيقة وضد المسلمين وضد الافروأمريكيين وضد كوريا الشمالية وضد إيران وهو العام الذي صادق فيه السعودية وهاجم قطر ورقص العرضة وفي مشهد سوريالي وضع يده مع قادة في المنطقة على كرة مضيئة في افتتاح مركز لمكافحة الإرهاب أنشأه ولي العهد السعودي. كان عاما كما وصفه المعلق في صحيفة «واشنطن بوست» يوجين روبنسون غير جيد وسيئ ودنيء ورديء وحقود ولك أن تختار من الكلمات المناسبة لوصف هذا العام الغريب الذي ضرب فيه ترامب سوريا وهو يتناول قطعة «رائعة» من الشوكولاته. وكما كشف تحقيق في صحيفة «نيويورك تايمز» فترامب يقضي ما بين 4-8 ساعات يتنقل فيها بين شبكات التلفزة الأمريكية، خاصة المفضلة له بحثا عن «غذاء» لمعاركه على تويتر. وكما وصفه معلق في مجلة «رولينغ ستون» فترامب هو بمثابة خط تجميع المواد في مصنع ينتج مشاجرات جديدة وأزمات وعناوين إعلامية. فإن لم تكن أخبارا سرية فستكون تصريحات مشينة حول تشارلوتسفيل، كوريا الشمالية أو ركوع فريق كرة السلة الوطني، التجارة مع الصين، الإرهاب أو التغريدات العنصرية، الجدار أو المعارك على تويتر مثل طفل صغير مفرط الحساسية. ولكن ترامب لم يكن سوى ملمح من هذا العام الغريب فهو العام الذي شهد مئوية وعد بلفور وإعلان القدس عاصمة لإسرائيل وهو العام الذي احتفلت فيه روسيا بخفر بالمئوية الأولى للثورة البلشفية لأن فلاديمير بوتين لا يحب الثورات ولا تغيير الأنظمة. عام الفضيحة وكأن فضيحة ترامب ليست كافية، فقد كان 2017 هو عام الفضائح الجنسية والكشف عن تعفن عالم السينما والترفيه من خلال فضيحة المنتج السينمائي هارفي وينستاين الذي أنشأ وشقيقه بوب شركة «ميراماكس» التي أنتجت سلسلة ناجحة من الأفلام حصدت أوسكارات عدة. ولكن هارفي كان يحمل معه أسرارا سوداء من التحرش والاعتداء على الممثلات، حيث كشفت عن حالات عديدة اغتصب فيها نسوة أو لمسهن ومنهن أشلي جاد ولورين سيفان وليزا كامبل ولوبيتا نيونغو التي قالت إن وينستاين عرض عليها المساعدة في مسيرتها الفنية مقابل الجنس، وسلمى حايك والقائمة طويلة. وقد أدى هذا لظهور حركة «هاشتاغ وأنا أيضا» أو «كاسرات الصمت» التي منحت لقب شخصية العام الذي تمنحه مجلة «تايم» الأمريكية في كل عام. ولا بد من ذكر أن المرأة عبرت عن قوتها في مسيرات زحفت نحو واشنطن بعد يوم واحد من تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة. وشهدت أمريكا 420 مسيرة و169 مسيرة حول العالم بشكل جعلت اليوم من أكبر التجمعات النسوية في التاريخ الحديث. ونظرا لأهمية السياسي في تشكيل الجانب الثقافي فعام 2017 سيتم تذكره بالعام الذي دمرت فيه مدن مثل الرقة والموصل ودمر فيه تنظيم «الدولة» الإسلامية الذي واصل حملاته «الجهادية العالمية» في عدد من المدن الأوروبية كان للندن النصيب الأكبر منها وبرشلونة الإسبانية بعدما استهدف باريس وبرلين وبروكسل. وفي جنوب شرق آسيا تركت سيطرة متعاطفين مع التنظيم على ماراوي الفلبيينة المدينة مدمرة بشكل كامل. وانعكس هذا على الدراسات التي صدرت عن التنظيم الذي ظهر سريعا وانهار سريعا، فالكتب التي صدرت عنه ليست بزخم الأعوام الماضية، فيما شهد هذا العام عددا من الكتب والأفلام عن القضية السورية والحرب الدائرة فيها منذ سبع سنوات تقريبا. جوائز وروايات وإذا بدأنا بالجوائز الثقافية والفنية، فقد منحت جائزة نوبل هذا العام للروائي البريطاني الياباني الأصل كازو إيشيغورو. ووصفت الأكاديمية السويدية الفائز بأنه: «في روايات ذات قوة عاطفية، كشف عن الهاوية التي تقع داخل حسنا الواهم بالارتباط بالعالم». وإيشيغورو المولود عام 1952 هو مؤلف عدد من الروايات المهمة في الأدب الإنكليزي المعاصر مثل «بقايا اليوم» و «لا تدعني أذهب» و «منظر باهت للتلال» و «فنان العالم العائم» و «حينما كنا أيتاما» وحولت عدد منها إلى أفلام ناجحة مثل «بقايا اليوم» من بطولة أنتوني هوبكنز و»لا تدعني أذهب» مثلت فيه كييرا نايتلي. ويتميز أدب إيشيغورو بالتعبير المتحفظ والذي يحاول خلق عوالم باردة أحيانا ومخيفة وفي أخرى فانتازية رائعة. وفي مجال الرواية البريطانية فاز الأمريكي جورج سوندرز بجائزة «بوكر» عن روايته «لينكولن في باردو» والتي تصور ليلة واحدة في حياة أبراهام لينكولن عندما تم دفن ابنه البالغ 11عاما من العمر. وقد كان عاما حافلا للرواية كما في كل الأعوام، فقد عادت أرونداتي ري، الروائية الهندية للكتابة بعد عشرين عاما على صدور روايتها الأولى «إله الأشياء الصغيرة» وفي الرواية الجديدة «وزارة السعادة العظمى» والتي تدور أحداثها في دلهي تنشغل بالأحداث الكبرى التي مرت على الهند خلال هذه الفترة، من قانون إصلاح الأراضي الذي حرم الفقراء من مصدر معيشتهم، إلى حريق القطار عام 2002 وما يجري في كشمير. وفي السياق نفسه أصدرت الروائية كاميلا شمسي «بيت النار». فيما قدمت يا غياسي «العودة» والتي تلاحق فيها حكاية عائلة غانية من بداية تجارة العبيد حتى اليوم. وأصدر محسن حميد صاحب «الإرهابي الجيد» رواية جديدة «الخروج غربا» ويثير فيها أسئلة عن الهجرة وضحايا الحرب والحداثة ومكان الفرد في العالم. وعاد سلمان رشدي للواقعية السحرية في روايته الأخيرة «البيت الذهبي» وتوبيان كولام إلى الأسطورة اليونانية في روايته «بيت الأسماء» وردوي دويل في «ابتسامة» عن رجل في منتصف العمر يعود إلى أيام المدرسة. وعنون نديم أسلم روايته الخامسة بـ «الأسطورة الذهبية». ونحن نعد العرض عن أحداث العام الثقافية طلعت صحيفة «الغارديان» بافتتاحية لافتة للانتباه عن حالة الرواية الأدبية في بريطانيا وكيف أثر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي على مبيعات الروايات ومشكلة دور النشر مع الكتاب الذين لا تستطيع تقديم دعم لهم على المدى الطويل ولا منحهم دفعات مقدما عن الأعمال التي يعملون عليها. وجاء في الافتتاحية أن الرواية الأدبية تبدو في عافية، فالمهرجانات الأدبية تزدهر من ادنبرة إلى ويغتاون وهي أون وين وتشيلنهام وباث. وبالتأكيد فلا نقص في الأشخاص الذين يريدون أن يصبحوا مؤلفين، فيما تنتشر الدورات الأدبية في مجال الكتابة الإبداعية، فالبريطانيون يعشقون الرواية أكثر من أي فن آخر. فبريطانيا بعد كل هذا هي بلد أوستن والأخوات برونتي وإليوت وإيان ماكيوان وزادي سميث وهيلاري مانتل. وبالنظر للحقائق فالمشهد مثير للقلق. صحيح أن الدعم للفنون والآداب في بريطانيا عانت منذ الأزمة المالية العالمية وتم تخفيض المخصصات للمنظمات الأدبية واصيب سوق الفن بضربة ولم يعد الكثير القدرة للإنفاق على المسرح والحفلات الموسيقية. وبعد عقد من الزمان على الأزمة المالية هناك إشارات تعافي لكنها ليست واضحة وهشة. وهذا الوضع لا ينسحب على سوق الرواية الذي لم يتعافى من الركود. وحسب دراسة جديدة بناء على طلب من مجلس الآداب في إنكلترا، فإن المشكلة أصابت الرواية الأدبية بشكل محدد. مع أن الرواية الشعبية في وضع أحسن وتسيطر على المبيعات الالكترونية. وكانت الهواتف الذكية التي تقدم أخبارا مقتضبة وألعابا كبديل عن الصحف الورقية التي كان يقرأها الشخص عندما ينتظر قدوم الحافلة أو في القطار خارج المشكلة. وفي الوقت نفسه ظل سعر الرواية كما هو بدرجة أدت إلى تراجع السوق، وهذا مهم للكاتب والقارئ على حد سواء. وأصبحت الحياة بالنسبة للغالبية العظمى من الكتاب صعبة. فقد انخفضت الأجور المدفوعة مقدما للكتاب. أما الناشرون حيث تسيطر بنغوين راندوم هاوس وبيرتلسمن على سوق النشر فلم تعد تستطيع دعم كتابا واعدين لكنهم غير ناجحين تجاريا ولمدة طويلة. فهيلاري مانتل لم تبع الكثير من كتبها طوال حياتها الأدبية قبل كتابها المهم «قاعة الذئب». ويشير بحث مجلس الآداب أن هناك حوالي 1.000 كاتب يستطيعون الاعتماد على مبيعات رواياتهم، أما البقية فيحاولون دعم مداخيلهم بوسائل أخرى مثل تعليم الطامحين بالكتابة. فكلفة مساق الماجستير في الكتابة الإبداعية 8.000 جنيه هي أكثر مما يستطيع الكاتب تحصيله من نشر رواية. وبهذه الطريقة فهذا الوضع لا يختلف عن أدباء وفنانين يعملون في مجالات أخرى، ففي الوقت الذي تحظى فيه مجموعة من الفنانين والمخرجين والموسيقيين باهتمام الإعلام، فغالبية العاملين في هذه المجالات يكافحون للبقاء عائمين وبالنسبة للقارئ فهذا الوضع مهم. فالرواية التي كانت فن القرنين التاسع عشر والعشرين تظل مهمة لأنها تطلق العنان للحقيقة العالمية من خلال الاهتمام بالمحدد والدقيق وتستطيع التعامل مع الأفكار الصعبة وتموضع القارئ في أماكن أخرى وفي شخوص أخرى. وتحذر الصحيفة من تناقص عدد الروائيين باستثناء من يستطيعون الاعتماد على أنفسهم. فيجب على القراء تجربة القصص من كل مناحي المجتمع وليس من المحظوظين. وقد يسوء الوضع في مرحلة ما بعد بريكسيت. فحقوق التوزيع الأوروبية الآن بيد دور النشر البريطانية ولكن الوضع قد يتغير وتدخل دور النشر الأمريكية على خط المنافسة في مرحلة ما بعد بريكسيت. اهتمامات ثقافية أصدرت دار نشر جامعة شيكاغو كتابا عن الشعر تحت عن عنوان «من يقرأ الشعر» وهو عبارة عن مقالات ينشر معظمها منذ عام 2005 في عمود في مجلة «الشعر» يكتبه شخص من خارج عالم الشعر. وقدم الكتاب 50 صوتا يعمل كل واحد في مجال مختلف. وتغير الشهادات النظرة العامة عن الشعر الذي ينظر إليه عادة وكأنه «دكان مغلق» على الشعراء يكتبون ويتحدثون لبعضهم البعض. وبعيدا عن الشعر صدرت وبعد ثلاثة أعوام على وفاته مذكرات المنظر الجمايكي – البريطاني ستيوارت هول الذي أصبح واحدا من أهم الأصوات الناقدة للإمبريالية والمنظر المهم في حقل الدراسات الثقافية وحملت مذكراته عنوان «الغريب المعروف». من «داعش» إلى «بوكو حرام» صحيح ان الاهتمام بتنظيم «الدولة» لم يكن كما في السنوات الماضية، حيث اهتمت دور النشر الغربية بمحاولة فهم هذا التنظيم وأيديولوجيته القائمة على التمدد والبقاء. ومن الكتب الذي صدرت في هذا السياق كتاب أحمد هاشم «الخلافة في حرب: الإبداع الأيديولوجي والعسكري والتنظيمي للدولة الإسلامية». وفي الإطار نفسه اهتمت دور النشر كما الإعلام والتلفزة الغربية بشهادات الإيزيديات اللاتي تعرضن للاسترقاق على يد التنظيم. وأهتمت دار فيراجو بشهادة نادية مراد «الفتاة الأخيرة: قصتي في الأسر وكفاحي لتنظيم الدولة الإسلامية»، وأصبحت مراد البالغة من العمر 23 عاما سفيرة نوايا حسنة في الأمم المتحدة. فيما اهتمت هيلون هاليبا بالتحقيق عما جرى للمخطوفات النيجيريات، 276 طالبة مدرسة لدى جماعة بوكو حرام «بنات شيبوك» ويركز الكتاب على الصدمة والألم الذي عانى منه مجتمع بأكمله وتكتب قصة من لا قصة لهم. وفي الجو نفسه عن أثر الجهاديين على المجتمعات التي احتلوها ودمروا فيها الحياة العامة والثقافية. يعتبر كتاب تشارلي إنكليش «مهربو كتب تمبكتو» وهو من الكتب الجميلة زاوج فيها الكاتب بين ماضي المدينة السحرية، مدينة المساجد والمخطوطات والجامعات والتي ظلت مصدر إلهام وشوق للمغامرين الغربيين، وحاضرها عندما اجتاحتها جماعات من المقاتلين المنتمين للقاعدة عام 2012 وهددت مكتباتها ومزاراتها بالهدم والحرق، وعندها بدأت عملية محمومة لحماية المخطوطات وإخراجها من تمبكتو إلى مكان آمن في العاصمة باماكو. ويرسم إنكليش ملامح العملية من خلال شهادات جمعها من المشاركين في محاولات حماية وإنقاذ تراث المدينة وأضاف عليه محاولات الغرب اكتشافها كجزء من التكالب على افريقيا. وهو كتاب غني ومثير وحافل بالدراما. وفيه تساؤلات عن الخداع والانتهازية لدى البعض والتدمير على رموز المدينة التي انبثقت من الصحراء. إسلام ومسلمون من بين الكتب الكثيرة التي صدرت عن الإسلام لفت انتباهي كتاب كريستين بيترسين «تفسير الإسلام في الصين: الحج والنص واللغة في هان كتاب» حيث ترجمت الكاتبة عددا من النصوص التي كتبها المسلمون الصينيون وأكملت في القرن الثامن عشر والمعروفة بـ «هان كتاب». وهو عمل مهم في فهم علاقة الإسلام بالصين الكونفوشية. والكتاب صادر عن دار نشر أوكسفورد وكذا كتاب «زي تقي» لإليزابيث بوكر التي تدرس الزي الإسلامي في ثلاث دول غالبيتها مسلمة وتناقش أن الحجاب هو أكثر من كونه تعبيرا عن المحافظة الدينية والتحكم الاجتماعي. وترى أن الزي التقي كما تسميه، يعتمد بالضرورة على الجماليات المحلية والقيم الأخلاقية وليس بالضرورة مرتبطا بالعقيدة الدينية. ولفت انتباهي كتاب جيمس فيرغسون «البريطانيا – بلدي» وهو رحلة في الإسلام البريطاني التي يقول إنها ليست عن الدين فقط بل عن الاندماج والفصل والتعليم والعمل. وهو وإن احتفى بالعديد من ملامح الإسلام مثل فعل الخير والابتعاد عن المادية، إلا أن كتابه يركز على المسلمين ومحاولتهم التكيف مع البلد المضيف وما تحمله من تناقضات. وما دمنا في الإسلام البريطاني، عرضت دور السينما في الخريف فيلم «عبدول وفيكتوريا» وهو عن علاقة الملكة فيكتوريا مع مدرسها وخادمها الهندي المسلم منشي عبد الكريم الذي علمها الهندوستاني وقدمها للطعام الهندي والثقافة وهي التي حملت لقب امبراطورة بريطانيا والهند. وقام الفيلم على دراسة أعدتها شرباني باسو، حيث كشفت من الأرشيف الملكي عن سر العلاقة بين الملكة التي وجدت في الشاب القادم من الهند عزاء لها في وحدتها وتعب الملك. ولكن العلاقة أثارت حسد وحنق المحيطين بها. وهو ما أدى إلى قيام ابنها إدوارد بعد وفاتها بالسيطرة على الرسائل المتبادلة بين عبد الكريم والملكة فيما قامت ابنتها بياتريس بحذف أي ذكر له في مذكرات ويوميات والدتها. ولعبت دور الملكة فيكتوريا، جودي دينتش وعلي فضل دور عبد الكريم وإيدي إيزارد دور إلبرت، أمير ويلز. بلفور كان هذا العام هو المئوية الأولى لوعد بلفور الذي عبد من خلاله لورد أرثر بلفور الطريق أمام قيام دولة إسرائيل ونكبة الفلسطينيين عام 1948. وشهدت لندن سلسلة من المناسبات التي أحيت الذكرى منها مؤتمر في المكتبة البريطانية نظمه مركز «مراقبة الشرق الأوسط» ونظمت مظاهرات وندوات وعرضت أفلام. وصدر للصحافي في «الغارديان» إيان بلاك كتاب «أعداء وجيران: العرب واليهود في فلسطين وإسرائيل 1917- 2017» وقدم فيه صورة عن القرن المثير للجدل. ولكن الموقف البريطاني لم يتغير، فردا على عريضة تطالب الحكومة الاعتذار عن ماضي الامبراطورية وما تسببت به من مآسي للشعب الفلسطيني ردت رئيسة الوزراء تيريزا ماي أن الحكومة البريطانية «فخورة» للدور الذي لعبته بقيام دولة إسرائيل. وأضاف ترامب الملح على جرح الفلسطينيين أن اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل في 6 كانون الأول (ديسمبر) وهو ما جعل النكبة الفلسطينية نكبتين. ومن الكتب المهمة التي صدرت هذا العام «سيرة» لمدينة بيت لحم ومؤلفها نيكولاس بلينكو «بيت لحم: سيرة بلدة» وهي محاولة للتعريف بالمدينة التي يربطها المسيحيون بميلاد السيد المسيح وكنيسة المهد وترنيمات الميلاد. وأبعد من هذا لا يعرف المسيحيون أن المدينة تتعرض لتهديد دائم من إسرائيل ولهذا يرى بلينكو أن بيت لحم أصبحت «سجنا مفتوحا». والكاتب هنا ليس مؤرخا ولكنه كاتب نصوص ومتزوج من المخرجة الفلسطينية ليلى صنصور التي أخرجت فيلم «جيرمي هاردي ضد الجيش الإسرائيلي» عام 2003. ولهذا يجمع بلينكو بين السيرة الذاتية للمدينة وسيرته ومراقباته لها. ويسرد من خلال هذا قصتها في العهود القديمة مرورا بالفترة الرومانية والبيزنطية والإسلامية والانتداب البريطاني. وظلت القدس القريبة منها تعتمد عليها في المياه. وكان زيتونها ينقل عبر الصحراء إلى مصر الفرعونية. وفي العصور الوسطى كان صابونها يباع لتجار البندقية. وفي استعراضه لمآسي المدينة يقول، إن الدمار الذي تركه البريطانيون شمل الأرض والإنسان. فقد كان البريطانيون هم الذين أغلقوا السوق القديم في ساحة المهد ونقلوه إلى وادي المعالي. السعودية لا تزال التغيرات التي أعلن عنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان محلا للجدل، فرفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة وتقييد صلاحيات الشرطة الدينية (المطاوعة) وفتح دور السينما والسماح بالترفيه والحفلات الغنائية ودخول المرأة لملاعب الرياضة هي تحولات اجتماعية يهدف من خلالها الأمير الحصول على الشرعية من القاعدة الشبابية. ولا يعرف إن كانت إصلاحاته هي محاولة لتعزيز القوة بعدما أزاح كل المنافسين له على العرش أم أنها خيارات حقيقية خاصة شعاراته العودة إلى الإسلام المعتدل وهي تظل رهن التطورات. ولكن معاملته للمعارضة السياسية ورفضه الانفتاح والتعددية تجعله هدفا للنقد ووصفه بالنفاق، كما في افتتاحية صحيفة «واشنطن بوست» كما أن ما كشف عن مظاهر بذخه -يخت ولوحة دافنشي وأغلى بيت في العالم – تجعل من دعوته للتقشف ومكافحة الفساد أمام استحقاق كبير. وهناك أسئلة حول المدى الذي سيذهب فيه الترفيه ودور السينما وما هي حدود الرقابة على الأفلام. كل هذا لا يمكن التكهن به في الوقت الحالي. وارتباطا بالسعودية، فقد كان الفائز بجائزة البوكر العربية هو محمد حسن علوان عن راوية «موت صغير» وهي رحلة في حياة وأسفار الصوفي الأندلسي الذي طاف البلاد شرقا وغربا ومات في دمشق. أعمال عن سوريا لا تزال الثورة السورية محلا للاهتمام في مجال الكتب والسينما التي تتحدث عن جذور الثورة السورية وتحدياتها. ومن الكتب «تدمير أمة: الحرب الأهلية السورية» من تأليف نيكولاس فاندام. المبعوث الهولندي السابق لسوريا الذي يزورها منذ عام 1964. ويرسم فيه حس الخيانة الذي تعرضت له الثورة السورية والتوقعات الكبرى التي بدأت منذ أن شارك سفيرا الولايات المتحدة وفرنسا في تظاهرة احتجاجية في حماة، تموز (يوليو) 2011 حيث خلقا حسا من الآمال الكاذبة لدى المعارضة وصورا ان الدعم الغربي قادم «وفي النهاية لم يأت». ويعتقد فان دام أن السياسة الغربية قامت على التعلل بالأماني، بمعنى أن «سياسة الغضب والسخط « ستهزم نظام بشار الأسد الذي سيمسحه التاريخ إن تنازل لمطالب الشارع. ويعود التفكير الغربي هذا عندما تولى الأسد السلطة عام 2000 ولم يكن تجاوز الرابعة والثلاثين من العمر. وهنأ الساسة البريطانيون أنفسهم أن الأسد الذي درس طب العيون لعام ونصف في لندن يمكن أن يزرع بذور الديمقراطية في بلده. وهو الخطأ نفسه الذي وقع فيه الغرب مع سيف الإسلام القذافي الذي درس في مدرسة لندن للاقتصاد. إلا أن الأسد فتح اقتصاد بلاده وأثرى النخبة المقربة منه ولاحق المعارضة بعد غزل معها استمر لمدة عام. ويقول فان دام إن الغرب أراح ضميره من خلال التعبير عن دعم المعارضة في وقت أسهم في إطالة الحرب ومنح الفرصة للأسد كي يتقدم نحو النصر. فيما يقدم كتاب «عندما عبرنا الجسر اهتز» شهادات جمعتها ويندي بيرلمان من سوريين، يحملون الحس نفسه بخيانة العالم لهم «قالوا لنا انتفضوا.. نحن معكم.. ثوروا وظننا أن العالم معنا». وفي رواية «ظلام على المعبر» لاليوت أكرمان يحكي فيها قصة حارس عبادي، أمريكي ـ سوري يذهب إلى تركيا في محاولة لعبور الحدود والمشاركة في القتال ضد نظام بشار الأسد لكنه يتعرض لسرقة. أما كتاب ياسين الحاج صالح «الثورة المستحيلة» المترجم عن العربية فهو توثيق للكيفية التي تم فيها تم تدمير الثورة السورية وقلة فهم الغرب لمسارات ما يجري في بلاده. وقدم للكتاب الروائي والكاتب روبن ياسين – قصاب. ولم تغب سوريا عن مجال الرؤية البصرية، فقد تم ترشيح فيلم «الخوذ البيضاء» من إخراج ارولاندو فون اينسندل ونال جائزة الفيلم الوثائقي في اوسكار 89. وهو يحكي قصة منظمة الدفاع المدني التي يقوم أفرادها بإنقاذ الجرحى وإخراج الجثث من بين الأنقاض. وكشف تقرير في صحيفة «الغارديان» أن هذه المنظمة الإغاثية التي رشحت أيضا لجائزة نوبل، تعرضت لحملة تضليل روسية وتشويه شارك فيها دعاة اليمين ومن يؤمنون بنظرية المؤامرة. والسبب أنها تكشف عن الغارات التي ينفذها الطيران الروسي والسوري وتوثق الفظائع الناجمة عن القصف الجوي ضد المدنيين. كما شارك فيلم «وطني» من إخراج مارسل ماتينسفين عن عائلة سورية تحاول بداية الحياة من جديد في المانيا ورشح في صنف الأفلام الوثائقية لأوسكار عام 2017. ومن الأفلام المثيرة ما عرض على القناة الفرنسية الثانية «الصرخة المكبوتة» ويحكي قصة نساء وفتيات، طالبات ومتزوجات سوريات اغتصبن في سجون النظام السوري، وكيف استخدم النظام الاغتصاب كسلاح في الحرب تماما كاستخدامه التجويع والبراميل المتفجرة والسلاح الكيميائي لتركيع المقاومة. وهو فيلم تقشعر له الأبدان. تغريدات ترامب ورقص في الرياض ابتهاجا فمن يريد الشعر بعد كل هذا؟ مختارات من إصدارات 2017: مئوية بلفور وصرخات مكتومة من سوريا ولا أحد يحب الثورة في موسكو إبراهيم درويش |
العام يتذكر… احتكار ريال مدريد وذهب رونالدو وجنون انتقال نيمار وغياب ايطاليا المونديال Posted: 30 Dec 2017 02:03 PM PST لندن ـ «القدس العربي»: في عام حافل بالأحداث الرياضية المثيرة والمهمة، لم يكن غريبا أن يشاهد العالم العديد من الأحداث الغريبة واللا معقولة في مختلف الملاعب الرياضية. وعلى مدار الشهور الماضية، فوجئ العالم بالعودة القوية للثنائي رافاييل نادال وروجيه فيدرر للظهور القوي على منصات التتويج، فيما شهد النهاية الحزينة لمسيرة العداء الجمايكي يوسين بولت والخروج المؤسف للمنتخب الإيطالي في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018. وفي ما يأتي أبرز عشرة مشاهد غريبة ومثيرة على مدار 2017 : «ريمونتادا» السوبربول والتشامبيونزليغ شهدت مباراة نهائي كرة القدم الأمريكية المشهورة بلقب «سوبربول» واحدة من أشهر الانتفاضات وتحولا تاريخيا في النتيجة لم تشهده هذه المواجهة على مدار خمسة عقود. وقلب فريق نيو إنغلاند باتريوتس تأخره 3/28 إلى تعادل ثمين 28/28 في المباراة ثم إلى فوز رائع 34/28 في الوقت الإضافي، بفضل تألق نجمه الشهير توم برادي. ولم ينجح أي فريق في تقديم هذه «الريمونتادا» في النتيجة على مدار تاريخ مواجهات السوبربول. وشهد 2017 أيضا «ريمونتادا» أخرى مثيرة في عالم كرة القدم بعدما نجح برشلونة في تحويل خسارته صفر/4 أمام باريس سان جيرمان في ذهاب دور الستة عشر لدوري الأبطال إلى فوز ثمين وتأهل مستحق لدور الثمانية بعدما فاز 6/1 على ملعبه إيابا، حيث سجل سيرجي روبرتو الهدف السادس لبرشلونة في الوقت القاتل والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة. تألق الريال ورونالدو منذ بدء إقامة دوري أبطال أوروبا بشكلها الحالي في التسعينات، فشلت جميع الفرق الفائزة باللقب على مدار أكثر من ربع قرن في الفوز باللقب لنسختين متتاليتين حتى كسر ريال مدريد الإسباني هذه القاعدة ودافع عن لقبه الأوروبي بنجاح في 2017 من خلال الفوز على يوفنتوس الإيطالي 4/1 .وسجل البرتغالي كريستيانو رونالدو هدفين في هذه المباراة وثلاثة أهداف في المربع الذهبي وخمسة أهداف في دور الثمانية للبطولة نفسها. ومن خلال مستواه في هذه البطولة وخاصة في أدوارها الفاصلة والدور الذي لعبه ليستعيد الريال لقب الدوري الإسباني الموسم الماضي، ونال رونالدو مكافأة هائلة مؤخرا بعدما توج بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في عام 2017 لتكون الخامسة له معادلا بهذا رصيد منافسه التقليدي العنيد ليونيل ميسي الذي توج بنفس الجائزة خمس مرات سابقة. نيمار أغلى لاعب في العالم على مدار المواسم القليلة الماضية، تضخمت أسعار لاعبي كرة القدم في العالم بشكل كبير، لكنها حققت رقما قياسيا خرافيا في عام 2017 بعدما انتقل البرازيلي نيمار إلى باريس سان جيرمان مقابل سداد الشرط الجزائي في عقده مع برشلونة والبالغ 222 مليون يورو. وخلال فترة الانتقالات ذاتها صيف هذا العام، تعاقد برشلونة مع الفرنسي عثمان ديمبيلي مقابل 105 ملايين يورو بخلاف 40 مليونا أخرى ترتبط بأداء اللاعب مع الفريق. 16 انتصارا وهزيمة واحدة في السلة الأمريكي قاد ستيفن كاري وكيفن دورانت فريقهما غولدن ستيت واريورز إلى اكتساح جميع منافسيه في الدور الفاصل بدوري السلة الأمريكي للمحترفين. وحقق 16 انتصارا وخسر مباراة واحدة فقط في مواجهاته بمختلف المراحل في هذا الدور الفاصل، ليصبح أول فريق يحقق الفوز في مختلف هذه المراحل بهامش 15 انتصارا. وتغلب واريورز على بورتلاند تريل بليزرز ويوتا جاز وسان أنطونيو سبيرز بنتيجة واحدة هي 4/صفر قبل أن يهزم كليفلاند كافالييرز 4/1 في نهائي الدور الفاصل. نادال وفيدرر «معجزتا» التنس بعدما قضى الاثنان عامي 2015 و2016 في ظلال الصربي نوفاك ديوكوفيتش والبريطاني آندي مري، عاد لاعبا التنس الإسباني رافاييل نادال والسويسري روجيه فيدرر للظهور على السطح مجددا على عكس معظم التوقعات. ولم يكن أحد يتوقع هذه الانتفاضة من نادال وفيدرر في 2017، لكن اللاعبين حققا المفاجأة واقتسما ألقاب بطولات «غراند سلام» الأربع الكبرى في العام. وفاز نادال (31 عاما) بلقبي فرنسا المفتوحة (رولان غاروس) وأمريكا المفتوحة (فلاشينغ ميدوز) وأنهى العام في صدارة التصنيف العالمي. وأنهى فيدرر (36 عاما) العام الحالي في المركز الثاني بعدما توج بلقبي أستراليا المفتوحة وويمبلدون .وشهد عام 2017 موسما خارج نطاق التوقعات، كما شهد حدثا مثيرا في أيلول/سبتمبر الماضي عندما لعب نادال إلى جانب فيدرر في مباراة للزوجي للمرة الأولى. مايويذر × ماكغريغور… ملاكم يواجه مصارع رغم وجود العديد من المنتقدين لها، أقيمت في 26 آب/أغسطس الماضي مباراة الملاكمة المثيرة بين فلويد مايويذر وكونور ماكغريغور في لاس فيغاس والتي اشتهرت بلقب «نزال القرن» أو نزال المليار دولار حيث حصل مايويذر على مليار دولار نظير انتصاره في هذه المباراة، لتصبح الثانية في التاريخ بقائمة أكثر المباريات ربحية خلف المواجهة بين مايويذر وباكياو. وحقق مايويذر الفوز بالضربة القاضية في الجولة العاشرة من المباراة. بولت… مصاب ومهزوم بعد مسيرة حافلة بالإنجازات والأرقام القياسية، أسدل العداء الجمايكي يوسين بولت الستار على مسيرته الرياضية من خلال بطولة العالم لألعاب القوى التي استضافتها العاصمة البريطانية لندن. لكن بولت «ملك السرعة» لم يكن بأفضل حالاته في هذه البطولة. ورغم هذا، كان العداء الجمايكي المرشح الأقوى في نهائي سباق 100 متر. ورغم هذا، احتل بولت المركز الثالث في السباق الذي كان الأخير له في السباقات الفردية، حيث قطع مسافة السباق في 9.95 ثانية، علما أن أفضل أرقامه السابقة كان 9,58 ثانية وهو الرقم القياسي العالمي للسباق. وكان هذا هو الإخفاق الأول له في سباق 100 متر في غضون عشر سنوات صنع فيها أسطورة حقيقية في عالم سباقات العدو. وبعدها بأيام، عاندت الإصابة بولت في سباق 4×100 متر تتابع لتكون النهاية الحزينة لمسيرته الرياضية الرائعة. فورمولا-1 بدون إكليستون بعد أربعة عقود من الهيمنة على عالم فورمولا-1، اضطر البريطاني بيرني إكليستون للتنحي عن موقع القيادة في هذا العالم بعدما اشترت شركة «ليبرتي ميديا» الإعلامية الحقوق التجارية لبطولة العالم (الجائزة الكبرى) لسباقات فورمولا-1. وأجريت بعض التغييرات على البطولة لمزيد من الإثارة ولكن «الاستعراض» الأكبر كان من البريطاني لويس هاميلتون الذي توج مجددا بلقب البطولة ليكون الرابع له في تاريخ فورمولا-1. المنتخب الإيطالي خارج المونديال في 13 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، شهد العالم أحد أبرز الأحداث في عام 2017 عندما سقط المنتخب الإيطالي (الآزوري) في فخ التعادل السلبي مع نظيره السويدي على استاد «سان سيرو» بمدينة ميلانو الإيطالية لتكون الكارثة. كان هذا التعادل كفيلا بغياب الآزوري، الفائز بكأس العالم أربع مرات، عن النسخة المقبلة من المونديال والتي تستضيفها روسيا منتصف 2018 حيث سبق للآزوري أن خسر مباراة الذهاب على ملعب السويد صفر/1 في الملحق الأوروبي الفاصل بالتصفيات. وهذه هي المرة الأولى التي يغيب فيها الآزوري عن المونديال منذ نسخة 1958 بالسويد. فروم… ثنائية وعينة إيجابية أدهش الدراج البريطاني كريس فروم العالم بعدما توج بثنائية سباقي فرنسا الدولي (تور دو فرانس) وإسبانيا الدولي (فويلتا) ليكون أول دراج يحقق هذه الثنائية سويا منذ 1978 .لكن الاتحاد الدولي لسباقات الدراجات أعلن بعدها بشهور قليلة، وبالتحديد في منتصف كانون الأول/ديسمبر الحالي، عن سقوط اللاعب في اختبار المنشطات حيث جاءت نتيجة العينة التي أخذت منه في سباق فويلتا إيجابية. ولم تحسم القضية حتى الآن حيث ينكر فروم تعاطيه أي منشطات ويلقي باللوم في هذه المادة المنشطة التي وجدت بالعينة على أدوية تعاطاها بسبب إصابته بالربو فيما يؤكد الخبراء استحالة حدوث هذا. العام يتذكر… احتكار ريال مدريد وذهب رونالدو وجنون انتقال نيمار وغياب ايطاليا المونديال حصاد الرياضة 2017 |
2017… السنة التي تفوقت فيها السياسة على الرياضة! Posted: 30 Dec 2017 02:03 PM PST لم تعد الرياضة مجرد هواية في عالمنا الحديث، بل لم تعد مهمشة ولا متابعتها مضيعة للوقت ولا العمل على تغطيتها مهنة من لا مهنة له، بل على مدى العقدين الماضيين تعاظمت أهميتها وسرقت البساط من تحت حقول السياسة والاقتصاد والفن، وبات نجومها الاكثر تداولا على مواقع تواصل الاجتماعي، لتلهب عقول وأحاسيس الشباب والفتيات بل والكبار أيضاً. لكن خلال العام 2017، تنحى رونالدو وميسي ورفاقهما جانبا للأحداث السياسية الملتهبة، غير المسبوقة، في عالمنا العربي، ففي حين كان المقاتلون والمتناحرون في سوريا يوقفون صراعاتهم وهجماتهم وشراستهم لمتابعة أحداث الكلاسيكو الاسباني بين برشلونة وريال مدريد في السنوات الاخيرة، على صوت البندقية وغارات الطيران على صوت الجماهير داخل الملاعب خلال الشهور الـ12 الماضية. فلم تعد مشاكلنا في سوريا وليبيا واليمن والعراق تكفي لكي أجسادنا بنار الحرقة خلال السنوات الست الماضية، ورغم محاولة التداوي بغض الطرف والهروب الى ساحات المعارك الاوروبية، التي تختلف فيها انواع الأسلحة ولا يوجد فيها ضحايا بلون أحمر، بل أقصاها دموع حسرة على خسارة مباراة او ضياع هدف، فان 2017 جاءت بخيبات وأزمات وصراعات زادت علينا بلة على طيننا، فاختلف الاخوة الخليجيون وتخاصموا، وجاء ترامب رئيسا لأكبر شركة اقتصادية وتجارية في العالم، اسمها الولايات المتحدة، ولا يفهم الا لغة المقايضة وعقد الصفقات، فاشترى منه الكيان الصهيوني عاصمة فلسطين الأبدية، القدس، رغم رفض عالمي لخطوة نقل سفارة ترامب الى قدس يهودية. لكن هذين الحديثين في النصف الثاني من 2017، كانا كفيلين لنقل أمزجة الشبان الالكترونيين على «تويتر» و»فيسبوك» وغيرهما من مواقع التواصل، من صراعات «الليغا» و»البريميرليغ» و»البوندسليغا» و»السيريا آه»، الى صراعات «المقاطعة» و»الحصار»، ومن قدس فلسطينية عربية اسلامية، الى هواجس ذباب الكتروني بأنها يهودية، في أوصاف وهمية لا تمت الا الى مخطط مبرمج يسير الى هدف معين مرسوم له مسبقا، بعقول مطبعين سريين يريدون ان يصبحوا علنيين. لكن كانت أيضاً هناك فرحة رياضية اجتاحت عالمنا العربي، بتأهل 4 منتخبات للمرة الاولى الى نهائيات كأس عالم، ولا يهم من هي، ولا دور بلدانها في صراعاتنا، ومدى مساهمتها في تفكك أمة، أعشق أن أحلم بتوحدها وتجمعها في يوم من الأيام، فأنا سأشجع صلاح وزياش والمولد والعكايشي في كأس العالم في روسيا الصيف المقبل، ولا يهمني من يرأس مصر والمغرب والسعودية وتونس. ورغم الاحداث السياسية الملتهبة في 2017، الا ان صيف هذا العام كان الاكثر حرارة في سوق انتقالات اللاعبين، بعدما حطم باريس سان جيرمان الرقم القياسي العالمي في قيمة بدل الانتقال، عندما ضم البرازيلي نيمار من برشلونة في مقابل 222 مليون يورو، ليكون حدثا ناقشه السياسيون والاقتصاديون، في محاولة منهم لفهم كيف يمكن ان تكون صفقة ضم لاعب واحد بهذه القيمة الخرافية، ناجعة للنادي الباريسي. وتدخل الساسة أيضاً في العالم الرياضي، عندما برز وجه العنصرية القبيح مجددا في ايطاليا واسبانيا، ونال اللاعبون سمر البشرة الكثير من الهتافات البذيئة والعبارات الكريهة من قلة عنصرية، مثلما وقف العالم مشدوها يضرب أخماسا بأسداس، عندما قرر اقليم كتالونيا ممارسة حقه بالانفصال عن اسبانيا، عبر استفتاء شعبي، لكنه لم يرق للحكومة المركزية في مدريد، لكن الخشية كانت على مصير نادي برشلونة… أين سيلعب؟ هل يبقى ميسي معه؟ هل يختفى من ساحة البطولات الاوروبيىة؟ لكن في النهاية سنجد أن الاقتصاد هو الجامع الأول لكل الاحداث السياسية والرياضية، وفقط الخبير الاقتصادي هو الذي سيعطينا اجابات وافية عن سبب عدم ولاء نيمار لبرشلونة، وأيضاً سبب اعلان ترامب المشؤوم. كل عام وأنتم بخير وبحال أفضل من 2017 twitter: @khaldounElcheik 2017… السنة التي تفوقت فيها السياسة على الرياضة! خلدون الشيخ |
«الملكي» سيد الكرة العالمية في 2017 Posted: 30 Dec 2017 02:03 PM PST مدريد ـ «القدس العربي»: بعد فوزه ببطولات الدوري الإسباني ودوري الأبطال والسوبرين الأوروبي والإسباني وأخيرا مونديال العالم للأندية، ختم ريال مدريد عام 2017 في أبوظبي بالطريقة الأمثل، حيث لم يسقط من جعبته في هذا العام سوى لقب كأس ملك إسبانيا، رغم انه انهى العام بخسارته الكلاسيكو المهم امام عدوه برشلونة 0/3. واقترب ريال مدريد في العام 2017 من إنجاز برشلونة بقيادة بيب غواردويلا في 2009 عندما أصبح الفريق الوحيد الذي يفوز بستة ألقاب في عام واحد. وكان بايرن ميونيخ فاز بخمسة ألقاب أيضا في 2013، حيث لم يفلت منه سوى الكأس السوبر ألمانيا. وفي ما يأتي البطولات التي خاضها الريال هذا العام: الدوري الاسباني الليغا التي شهدت نجاح سياسة التناوب لزيدان، وتوج الريال بلقبه الأول هذا العام في 21 أيار/مايو في ملقة، بعدما فاز على الأخير بهدفين نظيفين في الجولة الأخيرة ليحصد لقبه الثالث والثلاثين فيها، والأول منذ خمس سنوات. ويعود الجانب الأكبر من الفضل في هذا الإنجاز إلى سياسة التناوب بين اللاعبين التي طبقها زيدان. ورغم أنه كان يحتفظ في رأسه بشكل واضح للتشكيلة الأساسية، نجح المدرب الفرنسي في الوصول إلى المرحلة الحاسمة من عمر الموسم مع وجود 20 لاعبا في حالة بدنية وفنية مثالية. وكان للبدلاء الفارو موراتا ولوكاس فازكيز وماركو أسينسيو واسكو وخاميس رودريغز وماتيو كوفاسيتش فضلا كبيرا في تحقيق النادي الملكي إنجاز الحصول على بطولة الدوري. دوري الأبطال بعد أسبوعين من الفوز بالدوري الإسباني، أصبح ريال مدريد أول فريق يحتفظ بلقب دوري أبطال أوروبا للسنة الثانية على التوالي، بالفوز 4/1 على يوفنتوس الإيطالي في المباراة النهائية بعدما أطاح بفرق من العيار الثقيل مثل بايرن ميونيخ وأتلتيكو مدريد. وفي تلك البطولة لم يكن هناك دور لسياسة التناوب الخاصة بزيدان، ولكن كان هناك كريستيانو رونالدو الذي اضطلع بدور البطولة حتى النهاية، فقد سجل اللاعب البرتغالي ثنائية في النهائي وثلاثية (هاتريك) في الدور قبل النهائي وخمسة أهداف في دور الثمانية. كأس الملك يعتبر كأس الملك البطولة الوحيدة التي أفلتت من النادي المدريدي هذا العام، بعدما ودعها في دور الثمانية على يد سيلتا فيغو، الذي حقق فوزا صادما (2/1) على ملعب «سانتياغو بيرنابيو»، معقل ريال مدريد، قبل أن يحافظ على تقدمه في مباراة العودة على ملعبه بالتعادل 2/2. وتوج برشلونة، الغريم التاريخي لريال مدريد بلقب البطولة لهذا العام. السوبران الأوروبي والإسباني توج ريال مدريد أولا بالكأس السوبر الأوروبي بالفوز على مانشستر يونايتد 2/1 ثم فاز بالسوبر الإسباني بعدما سحق برشلونة. وفاز الريال 3/1 في مباراة الذهاب على ملعب «كامب نو»، معقل النادي الكتالوني، ثم حسم اللقب بالفوز على ملعبه بثنائية نظيفة. مونديال الأندية رغم البداية الباهتة للفريق هذا الموسم وتأخره بثماني نقاط في الليغا عن برشلونة المتصدر، وحلوله في المركز الثاني في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا ليضع نفسه في مهمة انتحارية أمام باريس سان جيرمان في دور الستة عشر، نجح الريال في التتويج بلقب مونديال الأندية. وبعدما عاني كثيرا أمام الجزيرة الإماراتي في الدور قبل النهائي وفاز عليه بصعوبة بالغة 2/1، تغلب الريال في المباراة النهائية 1/صفر على غريميو البرازيلي بهدف سجله رونالدو من ركلة حرة مباشرة. الجوائز الفردية وعلى صعيد الجوائز الفردية تسيد ريال مدريد أيضا هذا المضمار، وحصد لاعبه كريستيانو رونالدو جائزة «الأفضل» للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» مرتين هذا العام في كانون الثاني/يناير وتشرين الأول/أكتوبر. كما اختير زيدان كأفضل مدرب في العالم، وضمت قائمة اللاعبين الـ11 الأفضل عالميا خمسة لاعبين من ريال مدريد: كريستيانو رونالدو وسيرخيو راموس ومارسيلو ولوكا مودريتش وتوني كروس. بالإضافة إلى حصول رونالدو هذا العام أيضا على جائزة الكرة الذهبية التي تقدمها مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية. رونالدو… ملك النهائيات حقق البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب ريال مدريد إنجازا جديدا بعدما قاد الملكي للتتويج بلقب كأس العالم للأندية بتسجيله هدف الفوز في مرمى غريميو البرازيلي. وأصبح أول لاعب يسجل في نهائيين متتاليين لمونديال الأندية بعدما سجل هدفا في نهائي النسخة الماضية. كما بات الهداف التاريخي للمونديال بعدما وصل رصيده إلى سبعة أهداف ليعادل رقم الأسطورة البرازيلية بيليه. وسجل اللاعب البرازيلي بيليه سبعة أهداف مع سانتوس البرازيلي في بطولة كأس إنتركونتينينتال (المسمى القديم لكأس العالم للأندية) التي بدأت عام 1960 وانتهت عام 2004. كما أصبح البرتغالي أول لاعب يسجل هدفا من ركلة حرة ثابتة في نهائي البطولة منذ عام 1992 في النهائي الذي جمع بين ساوباولو البرازيلي وبرشلونة، حيث سجل راي هدفا لساو باولو في اللقاء الذي انته بفوز الفريق البرازيلي 2/1. ووصل رونالدو للهدف رقم 53 مع النادي ومنتخب بلاده في 2017، ليعادل رقم الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة والبولندي روبرت ليفاندوسكي مهاجم بايرن ميونيخ. واستحق رونالدو لقب ملك نهائيات البطولات التي خاضها الملكي في 2017، حيث سجل هدفين في نهائي دوري أبطال أوروبا في مرمى يوفنتوس والتي انتهت بفوز الملكي 4/1. كما سجل هدفا في الكأس السوبر الإسباني أمام الغريم التقليدي برشلونة، وأخيرا سجل هدفا في نهائي النسخة الحالية لمونديال الاندية. ومنذ انضمامه لريال مدريد عـــام 2009 خــاض رونــــالدو 415 مباراة في مختلف البطولات التي خاضها الملكي مسجلا 422 هدفا. ويعد 2017 عاما سعيدا للنجم البرتغالي حيث حقق من خلاله العديد من البطولات سواء مع ناديه أو ألقابا شخصية. وحقق رونالدو مع الملكي خلال العام الحالي لقب الدوري الإسباني، ودوري أبطال أوروبا والكأس السوبر الأوروبي والكأس السوبر الإسباني وكأس العالم للأندية. وعلى المستوى الشخصي، فاز رونالدو بجائزة أفضل لاعب في العالم من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعـــب في العــالم التي تمنحها مجلة «فرانس فوتبول»، إضافة إلى جائزة أفضل لاعب في أوروبا. «الملكي» سيد الكرة العالمية في 2017 |
سنة رياضية استثنائية للعرب: بزوغ نجم صلاح… و4 منتخبات في مونديال 2018 Posted: 30 Dec 2017 02:03 PM PST لندن ـ «القدس العربي»: شهدت الرياضية العربية طفرة غير مسبوقة في مختلف الألعاب الفردية والجماعية على مدار الأشهر الـ12 لعام السعد 2017، بإنجازات لم يعتدها العرب من قبل، خصوصا في اللعبة الشعبية الأولى على مستوى العالم كرة القدم، سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات الآسيوية والأفريقية، بجانب التألق الاستثنائي لمحترفينا في الدوريات الكبرى. يناير بصوت العندليب بالاستعانة بمطلع رائعة عبدالحليم حافظ وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب التي كتبها محمد حمزة «نبتدي منين الحكاية؟»، سنبدأ حكاية عام العرب الاستثنائي بالفصل الأول الذي دّونه المنتخب المصري بعودته للظهور في بطولته المُفضلة أمم أفريقيا 2017، التي نظمتها الغابون في بداية العام، للمرة الأولى بعد غياب ثلاث مشاركات على التوالي، رغم احتفاظ الفراعنة باللقب ثلاث مرات متتالية أعوام 2006 و2008 و2010 تحت قيادة حسن شحاته وجيل الأسطورة محمد أبو تريكة. ولم يكن أكثر المتفائلين في الشارع المصري ينتظر ما حققه الأرجنتيني هيكتور كوبر في الغابون، بتأكيد تفوقه على غانا مرة أخرى بعد أشهر من ثنائية صلاح والسعيد في تصفيات المونديال، واستمرت المغامرة بفك النحس المصري مع المنتخب المغربي، بهدف محمود كهربا، الذي أنهى عقدة استمرت ثلاثة عقود لم تشهد أي انتصار مصري على المنتخب المغربي، منذ آخر انتصار في بطولة 1986 بهدف مارادونا النيل طاهر أبو زيد، ليُطيح أصدقاء صلاح بخيول بوركينا فاسو في نصف النهائي بمساعدة ركلات الترجيح، وفي الأخير لم تبتسم لهم الساحرة المستديرة في النهائي باستقبال هدفين في غمضة عين أمام أسود الكاميرون في النهائي، لكن اُعتبر وصول المنتخب المصري للنهائي في ظل الظروف الصعبة التي كان يمر بها في سنوات ما بعد ثورة 25 يناير، أشبه بالإنجاز الذي أعاد إلى الأذهان ما فعله محمود الجوهري ورجاله عام 1998، الفارق الوحيد أن الجنرال عاد بالكأس من بوركينا فاسو، بعدما كان الجميع في مصر ينتظر وصوله في أول طائرة، تماما كما كان الشعور تجاه فريق كوبر. في يناير أيضا، ظهرت مؤشرات تُنذر بوقوع كارثة للكرة الجزائرية، متمثلة في منتخب غير متجانس رغم امتلاكه العديد من الأسماء الرنانة كرياض محرز وفوزي غلام وياسين براهيمي وآخرون، وجاءت البداية بالخروج المُبكر من أمم أفريقيا، عكس جاره المنتخب المغربي الذي أبلى بلاءا حسنا، ولولا اصطدامه بمصر، لربما ذهب بعيدا، والأمر ذاته للمنتخب التونسي، الذي تطور كثيرا مع مدربه الوطني نبيل معلول. بداية الحصاد حصدت الأندية العربية ثمار نتائجها الجيدة في دوري مجموعات أبطال أفريقيا، بترشح ستة فرق من أصل ستة إلى الدور ربع النهائي: النجم الساحلي واتحاد العاصمة الجزائري وأهلي طرابلس والترجي والوداد والأهلي، مقابل اثنين من داخل أدغال أفريقيا حامل اللقب صن داونز و فيروفياريو دا بيرا، وحدث ذلك الإنجاز في الشهر ذاته الذي شهد عودة البطولة العربية، التي نظمتها القاهرة والإسكندرية في يوليو الماضي، بمشاركة أندية كبيرة في مقدمتها الأهلي والزمالك والترجي والفيصلي بجانب عملاقي الدوري السعودي النصر بفريقه الأول والهلال بالفريق الأولمبي، وهي البطولة التي ظفر الترجي بلقبها وربح حوالي مليوني ونصف دولار بفضل فوزه على زعيم الأردن في المباراة النهائية. صقيع روسيا يَصل الخليج بدأت انتفاضة العرب الحقيقية في بداية شهر سبتمبر/ايلول عندما فعلها المنتخب السعودي بإنهاء عقدته مع نظيره الياباني في المباراة الفاصلة على تأشيرة السفر إلى موسكو، التي حسمها فهد المولد بتصويبة من زمن آخر كادت تُمزق شباك الحارس الياباني، ليعود الأخضر إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ 12 عاما، فيما أذهل المنتخب السوري العالم بعروض لا تُصدق في مشواره في التصفيات، ولولا سوء طالعه لرافق إيران مباشرة إلى بلاد الثلج، لكن يُحسب لرفاق العمرين السومة وخربين وصولهم لملحق التصفيات في الصراع على نصف البطاقة بين قارتي آسيا وأمريكا الشمالية، التي ذهبت في النهاية للمنتخب الأسترالي الذي أزاح نسور قاسيون بفارق هدف في مباراتي الذهاب والإياب، بخلاف تصدر مهاجم الإمارات أحمد خليل قائمة هدافي التصفيات بـ18 هدفا وخلفه المهاجم السعودي محمد السهلاوي بـ16 هدفا. أكتوبر مصر وفلسطين بعد غياب 28 عاما عن الظهور في المونديال، نجح الفرعون الأشهر في العالم في الوقت الحالي محمد صلاح في إعادة بلاده للحدث الكروي الأهم، باحتلال صدارة المجموعة الخامسة التي كانت تضم غانا وأوغندا والكونغو، بعد الفوز الهيتشكوكي الذي تحقق على حساب الكونغو (متذيل المجموعة) بشق الأنفس في مباراة الجولة قبل الأخيرة التي احتضنها ملعب «برج العرب» في العاصمة الثانية، فبعد الاحتفالات الصاخبة بهدف صلاح الأول في الشوط الثاني، اعتقد الجميع أن المهمة انتهت، قبل أن تأتي الفاجعة بهدف على عكس كل التوقعات سجله بوكا موتو قبل النهاية بأربع دقائق، لكن القدر كان رحيما بشعب الـ100 مليون نسمة بركلات الجزاء التي احتسبها الحكم بكاري غاسما في اللحظات الأخيرة من الوقت المحتسب بدل من الضائع، ليتكفل بها صاحب القلب الفولاذي الذي سدد على طريقة النجم الإنكليزي الشهير ديفيد بيكهام، موجهًا صاروخ لا يُصد ولا يُرد أعاد أسياد أفريقيا لكأس العالم للمرة الثالثة في تاريخهم. وفي الوقت الذي كانت تعم فيه السعادة كل شوارع مصر احتفالاً بإنجاز الترشح للمونديال، جاءت الأنباء السعيدة من فلسطين، بتأهل منتخب الفدائي لكأس آسيا بالإمارات، للمرة الثانية في تاريخه، وقبل انتهاء التصفيات بجولتين، بحصوله على العلامة الكاملة في أول أربع مباريات بانتصارات عريضة وصلت لحد افتراس بوتان بنتيجة 10-0 في مباراة تأمين الترشح، وبعدها بشهر انضم منتخب جزر المالديف لضحايا الفدائي بهزيمة نكراء 8-1، ليحتل المنتخب الفلسطيني مركزا أفضل من منتخب قوات الاحتلال في التصنيف الشهري للفيفا، علما أن يوم تأهل المنتخب الفلسطيني بشكل رسمي، فاز المنتخب اللبناني على نظيره الكوري الشمالي 5-0، وضمن الترشح بشكل شبه رسمي قبل انتصاره على هونغ كونغ خارج القواعد، الذي حسم التأهل رسميا في الجولة قبل الأخيرة للتصفيات. وشهد شهر اكتوبر مشاركة أول لاعب عربي في التاريخ مع ريال مدريد، وهو الظهير الأيمن الشاب المغربي أشرف حكيمي في ليلة الفوز على إشبيلية 5-0. فصل جديد من الإنجازات قبضت الأندية العربية على المربع الذهبي لدوري أبطال أفريقيا بيد من حديد، وتجلى ذلك في وصول الرباعي الأهلي والوداد والنجم الساحلي واتحاد العاصمة الجزائري للدور نصف النهائي، وفي نهاية المطاف خطف الوداد الأميرة الأفريقية يوم 4 نوفمبر بفوزه على نادي القرن بهدف وليد الكرتي في نهائي الإياب الذي استضافه مركب الخامس، وبعد أيام قليلة وتحديدا يوم 11 من الشهر ذاته أكمل المنتخب المغربي انتفاضة العرب بافتكاك ثالث البطاقات المونديالية بعد السعودية ومصر، واكتفى المنتخب التونسي بتعادل سلبي مع شقيقه الليبي، بموجبه ضمن العرب أربعة مقاعد في كأس العالم للمرة الأولى في التاريخ. فقط شاركوا من قبل بثلاثة منتخبات كحد أقصى عامي 1986 بمشاركة العراق والجزائر والمغرب و1998 بتونس والمغرب والسعودية. ما أفسد نشوة العرب في نوفمبر، هو تعثر الهلال السعودي أمام خصمه الياباني أوراوا في نهائي دوري أبطال آسيا، لتبقى البطولة مُستعصية على الزعيم في نظامها الجديد، بالإضافة لحملة الجزائر المُخيبة للآمال في تصفيات كأس العالم، التي انتهت باحتلال المركز الأخير في المجموعة الثانية التي تأهل منها المنتخب النيجيري للمونديال وحل خلفه المنتخب الزامبي في المركز الثاني ثم الكاميرون في المرتبة الثالثة قبل محاربو الصحراء. ديسمبر… تألق صلاح قبل استقبال الشهر الأخير، أعلن الاتحاد الآسيوي فوز الهداف السوري عمر خربين بجائزة أفضل لاعب في قارة آسيا كأول لاعب يَحمل الجنسية السورية يفوز بهذه الجائزة، رغم الأزمة التي تعيشها البلاد في السنوات الست الأخيرة، وتبعه محمد صلاح بالحصول على جائزة أفضل لاعب أفريقي من قبل هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي)، ليُصبح ثالث مصري يفوز بها بعد بركات وأبو تريكة، غير أنه يُعتبر أقوى المرشحين للفوز بجائزة الكاف يوم 4 يناير كأفضل لاعب أفريقي، التي لم يفز بها أي فرعون سوى محمود الخطيب في منتصف حقبة الثمانينات، كمكافأة على ما قدمه طوال العام سواء لمنتخب بلاده أو لفريقه السابق روما والحالي ليفربول، والواقع يقول أنه يعيش فترة استثنائية في مسيرته كلاعب بفوزه بجائزة لاعب الشهر في بلاد الضباب الشهر الماضي، ومنافسته على قائمه هدافي البريميرليغ بـ15 هدفا. ووصلت الكرة العربية ذروة توهجها في مباراة العمر التي قدمها الجزيرة الإماراتي أمام بطل أوروبا ريال مدريد في مباراة نصف نهائي كأس العالم للأندية التي نظمتها أبوظبي منتصف ديسمبر، وفي تلك المباراة تقدم الفريق المنظم بثنائية نظيفة في بداية الشوط الثاني، لكن من سوء الطالع ألغى الحكم الهدف الثاني بناء على تقنية الفيديو، ليعود رونالدو ورفاقه بهدفين قبل فوات الأوان، ليضرب الجزيرة موعدًا مع شقيقه الوداد المغربي في مباراة تحديد المركز الثالث الشرفي، ويفوز صاحب الأرض بثلاثة أهداف مقابل اثنين في مباراة مُمتعة. وأُسدل الستار على 2017 بشكل مثالي، بعد موافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم على عودة النشاط للكرة الكويتية التي ظلت مُجمدة حوالي عامين، وهو القرار الذي أخرج «خليجي 23: من غرفة الإنعاش، بعدما كانت مُهددة بالإلغاء بسبب المواقف السياسية التي يعرفها الصغير قبل الكبير. إنجازات الرياضات الأخرى ● فاز فريق كرة الطائرة للنادي الأهلي المصري ببطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري بتغلبه على النجم الساحلي 3-1 في مجموع الأشواط ● السباحة المصرية فريدة عثمان تظفر ببرونزية بطولة العالم في سباق 50 متر فراشة في المجر ● فازت البحرينية روز تشيليمو (كينية الأصل) بذهبية ماراثون بطولة العالم لألعاب القوى التي نظمتها لندن، ومواطنتها سلوى عيد ناصر خطفت فضية سباق 400 متر ● القطري معتز عيسى برشم يعود للتألق بحصد ذهبية الوثب العالي، كثاني قطري يحصد الذهب في بطولة العالم بعد سيف شاهين الذي فعلها عامي 2003 و2005، وأيضا حصل القطري الشاب الآخر عبدالإله هارون برونزية سباق 400 متر. ● وبعد غياب نحو 10 سنوات، حصد المغرب المركز الثاني في سباق 3000 متر بفضل الشاب سفيان البقالي. ● ورغم المشاكل التي تُعاني منها سوريا، إلا أن مجد الدين غزال حصل على فضية الوثب العالي، كأول ميدالية لوطنه منذ أواخر التسعينات عندما فازت غادة شعاع في منافسات السباعي عامي 1995 و1999. ● الزمالك يفوز بدوري أبطال أفريقيا لكرة اليد للمرة العاشرة في تاريخه بعد فوزه على الترجي في النهائي. ● مصر تفوز ببطولة العالم للإسكواش لفرق الرجال بتغلبها على إنكلترا في النهائي 2-0 في مدينة مارسيليا الفرنسية. ● مصر تفوز بأربع ميداليات ذهب في بطولة العالم لرفع الأثقال، منها 3 ميداليات للبطل الأولمبي محمد إيهاب وواحدة لسارة سمير. ● فريق السيدات لكرة الطائرة بالنادي الأهلي يختتم العام بالفوز بالبطولة العربية للأندية بتغلبه على المجمع البترولي الجزائري. سنة رياضية استثنائية للعرب: بزوغ نجم صلاح… و4 منتخبات في مونديال 2018 حصاد 2017 عادل منصور |
دوليا: الصين ترسم ملامح النظام العالمي الجديد وأمريكا تخرج من أكبر اتفاقيتين دوليتين Posted: 30 Dec 2017 02:02 PM PST لندن ـ «القدس العربي»: بعد أن اعتلى دونالد ترامب العرش في البيت الأبيض تحولت الصين إلى زعيمة لوبي العولمة فعلياً بسبب سياسات الرئيس الأمريكي في الانسحاب من الاتفاقيات الدولية واحدة تلوى الأخرى لتنفيذ وعوده الانتخابية المتعلقة بشعار «أمريكا أولاً» وبهدف إلغاء تعهدات والتزامات واشنطن وتفرغها لتدشين تحالفات واستراتيجيات مختلفة عما كان عليه الحال خلال العقود الماضية. وخرجت الولايات المتحدة من أكبر اتفاقيتين اقتصاديتين دوليتين وهما «التعاون الاقتصادي عبر المحيط الهادئ» و»اتفاقية باريس للمناخ» وتعتبر الأخيرة من أهم الاتفاقيات الدولية خلال العقدين الأخيرين والتي (حسب اعتقاد العديد من الخبراء الاقتصاديين) تعطي الغاز أهمية كبيرة بصفته «الطاقة النظيفة» وتمهد الظروف والترتيبات للانتقال من الحقبة الاقتصادية التي تعرف بـ»حقبة بترو- دولار» إلى حقبة جديدة لم تتضح معالمها بعد، ولا يعرف من هو الخاسر ومن هو الرابح خلالها إقليمياً ودولياً. ما تمخض من قرارات لوضع الاستراتيجية الاقتصادية الصينية للعقود الـ3 المقبلة، خلال المؤتمر العام الـ19 للجمعية العامة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني الحاكم في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، كان رسم جزء من ملامح النظام الدولي المقبل. وقرر المؤتمرون أنه يجب على الحكومة الصينية خلال السنوات الـ4 المقبلة أن تضع الترتيبات اللازمة لتدشين مشروعها العملاق المسمى «حزام واحد – طريق واحد» (BRI) والمعروف بـ»طريق الحرير الجديد» والذي أطلقه الرئيس الصيني، شي جين بينغ، عام 2013، لتطوير وإنشاء طرق تجارية وممرات اقتصادية تربط أكثر من 60 بلداً. وتم تخصيص ميزانية ضخمة له تفوق 1000 مليار دولار، ويتعلق نجاح الصين في تنفيذ هذا المشروع بنجاحها في التوصل إلى شراكات استراتيجية مع دول مناطق آسيا الوسطى والقوقاز والبلقان وأوروبا الشرقية، ومنطقة أوراسيا بشكل عام. واختارت بكين «طريق الحرير الجديد» رمزاً للذكرى المئة لتأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 2049 الذي من المقرر أن يتم استكمال وتدشين آخر جزء من مشروع BRI خلاله. وجمعت بكين مسؤولي أكثر من 50 دولة في تبليسي العاصمة الجورجية في «مؤتمر BRI» لاستكمال أحد الممرات الاقتصادية الـ6 المتعلقة بمشروع «حزام واحد – طريق واحد» قبل أقل من شهر. وسيحول هذا الممر منطقة القوقاز إلى حلقة وصل مهمة بين الصين والاتحاد الأوروبي فضلاً على أنه سيعزز التبادل التجاري والاقتصادي مع عدة أقاليم أخرى. ووقعت تبليسي اتفاقية التجارة الحرة مع الصين والاتحاد الأوروبي وسيبدأ مفعول هذه الاتفاقية خلال عام 2018، والنقطة المهمة المتعلقة بهذه الاتفاقية هي أن روسيا أعلنت دعمها لأن تكون جورجيا منطقة تجارية حرة بين الصين وأوروبا، خاصةً أن العلاقات بين البلدين شهدت توتراً حاداً حول ملف «أبخازيا» والحرب التي دارت بين روسيا وجورجيا في «أوسيتيا» عام 2008. وفي تطور لافت آخر، استضافت بودابست العاصمة المجرية «مؤتمر 16+1» بين 16 دولة من دول شرق ووسط أوروبا وبين الصين لبدء وضع الترتيبات اللازمة لممر اقتصادي آخر المخطط له في BRI، وتم التوافق على استثمارات صينية بقيمة 8 مليارات دولار كخطوة أولية. واعتبر الخبراء «مؤتمر 16+1» اختبارا ناجحا للدبلوماسية التجارية الصينية مع دول حلف الشمال الأطلسي (الناتو). ولا يقتصر النشاط الاقتصادي الصيني على أوروبا الشرقية، واحتجت المفوضية الأوروبية على استثمارات صينية في قطاعي الطاقة وسكك الحديد في صربيا بقيمة ملياري و400 مليون يورو، بدعوى أن هذه الاستثمارات تتناقض مع قوانين الاتحاد الأوروبي. لكن القوانين المالية للاتحاد الأوروبي لا تشمل دول منطقة البلقان خاصةً صربيا ومونتنيغرو وبوسنة والهرسك، فضلاً عن أنها خارج نظام «شنغن». ولا يمكن للصين أن تغض الطرف عن أهمية صربيا الجيواستراتيجية. وقال الباحث الأكاديمي الصيني، تشن غنغ، لموقع «راشيا إنسايدر» إن استراتيجية بكين تعتمد على رؤية ماو تسي تونغ، مؤسس الصين الحديثة، لإنشاء شراكات استراتيجية مع دول العالم الثالث بهدف تشكيل تحالف دولي كبير، وأضاف أن من حق النخب الأوروبية والأمريكية أن تكون قلقة بشأن تآكل تأثير بلدانها وخسارة حوزات نفوذها ومصالحها، مؤكداً أن «ما ترونه هو ليس إلا بداية لعبة BRI الصينية». ولم يتوقف تمدد الأخطبوط الصيني عند جغرافيا معينة أو دول العالم الثالث فقط، بل انفتحت بكين على أحد أهم حلفاء الولايات المتحدة في منطقة جنوب شرق آسيا ألا وهي كوريا الجنوبية، والتي تأزمت علاقاتهما الثنائية بفعل نشر سيول منظومة «ثاد» للدفاع الصاروخي الأمريكية على أراضيها. وزار رئيس كوريا الجنوبية، مون جاي إن، بكين لأول مرة والتقى بنظيره الصيني، شي جين بينغ، بهدف تخفيف التوتر وإعادة العلاقات الثنائية إلى حالتها الطبيعية ما وصفه الخبراء الاقتصاديون بـ»إبعاد شبح منظومة ثاد عن الاقتصاد». وسمحت بكين بقيام مجموعات من السياح الصينيين برحلات إلى كوريا الجنوبية ما أُعتبر مؤشراً على تحسين العلاقات الاقتصادية، فضلاً على أن مجموعة من المسؤولين التنفيذيين في مجموعات «سامسون» و»أل جي» و»هيونداي» رافقوا الرئيس الكوري الجنوبي خلال زيارته لبكين. وسبق الانفتاح الصيني على كوريا الجنوبية بفاصلة أقل من شهر، توقيع صفقات اقتصادية ضخمة ومجموعة من الاتفاقيات التجارية بين بكين وواشنطن خلال زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى الصين بقيمة إجمالية قدرها 253 مليار و400 مليون دولار. وتشمل الاتفاقات قطاعات عدة ومنها الطاقة والسيارات والطائرات والصناعات الغذائية والإلكترونيات، ومن بين الشركات التي وقعت اتفاقات، هي «جنرال إلكتريك» و»كاتربيلار» و»هانيويل» و»كوالكوم». وأعلنت «جنرال إلكتريك» أنها وقعت عدة اتفاقات مع شركات صينية بقيمة تزيد عن 3 مليارات و500 مليون دولار. ومن أكبر الاتفاقات التي تم الكشف عنها، اتفاق بقيمة 43 مليار دولار لاستخراج الغاز الطبيعي من ألاسكا الأمريكية. ووقعت المجموعة النفطية الصينية العملاقة «سينوبيك» و»الصندوق الاستثماري الصيني» و»بنك أوف تشاينا» اتفاقاً مع ألاسكا وشركة طاقة محلية هي «ألاسكا غاز لاين ديفيلوبمنت كوربوريشن» لاستغلال حقول الغاز، حسب ما جاء في إعلان صادر عن مكتب حاكم ولاية ألاسكا الأمريكي أن الاتفاق سيستحدث ما لا يقل عن 12000 وظيفة جديدة في الولايات المتحدة. وتشمل الصفقات المبرمة اتفاقاً تشتري بموجبه الصين 300 طائرة بوينغ بقيمة 37 مليار دولار. وكان الجانب الصيني أعلن عن توقيع شركات البلدين 19 اتفاقاً تجارياً بقيمة 9 مليارات دولار. وأكد الرئيس الصيني رغبة بلده في التعاون مع الولايات المتحدة في مجالات البنى التحتية والطرقات مؤكدا أن «التعاون الاقتصادي سيعود بالنفع على البلدين». وكان الحدث الأبرز في أسواق الطاقة، هو أن دولا منتجة للنفط أعضاء منظمة «أوبك» وأخرى خارجها، أجلت موعد انقضاء اتفاق خفض الإنتاج من نهاية شهر آذار/مارس المقبل إلى نهاية عام 2018. وأدى هذا الاتفاق التي تم مطلع الشهر الحالي، إلى قفز أسعار النفط إلى قناة الـ60 دولارا لكل برميل. وأكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي، خالد الفالح، أن معطيات الأسواق العالمية أثبتت نجاح قرار تمديد خفض الإنتاج، موضحاً «بلغ 280 مليون برميل فوق المتوسط المتحرك مدة 5 سنوات، لكنه انخفض منذ ذلك الحين بنسبة 50 في المئة تقريباً إلى 140 مليون برميل خلال تشرين الأول/أكتوبر الماضي. كما تراجع الخام في المخازن العائمة بمقدار 50 مليون برميل منذ حزيران/يونيو الماضي». وأشار إلى وجود مزيد من المؤشرات إلى الطلب القوي، قائلاً «خلال الأشهر الأخيرة نُقّحت أرقام الطلب صعوداً على أساس منتظم، إذ بلغ معدل النمو الآن 1.5 مليون برميل يومياً لكل من العام الحالي وعام 2018». لكن روسيا لم تخف تخوفها من أن هذا الاتفاق وارتفاع الأسعار إلى ما يزيد عن 60 دولاراً لكل برميل قد يؤديان إلى زيادة إنتاج النفط الأمريكي. وفیما یتعلق بالأسواق المالية، قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض ميزانيته العامة تدريجياً بالتزامن مع رفع الفائدة سيؤدي إلى زيادة العائدات وسيعزز سعر صرف الدولار الأمريكي في الأسواق. وبدأ الفدرالي بتخفيض سنداته شهرياً 10 مليارات دولار ابتداء من تشرين الأول/أكتوبر حتى نهاية عام 2017، وسيواصل بخفض سنداته 50 مليار دولار شهرياً خلال عام 2018 أي 600 مليار دولار طوال العام المقبل. وصرح رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي، جيروم باول، في اجتماع لجنة البنوك في مجلس الشيوخ أن الفدرالي سيواصل خفض ميزانيته من 4.5 تريليون دولار إلى أن تصل إلى بين 2.5 تريليون إلى 3 تريليون دولار، وأن ذلك سيتم خلال 3 إلى 4 سنوات مقبلة. ويتوقع المحللون أن أسعار الفائدة تبقى في مستويات 1.4 في المئة نهاية العام الحالي، وأنها سترتفع إلى 2.1 في المئة و2.7 في المئة و2.9 في المئة بنهاية 2018 و2019 و2020 على التوالي. وتظهر التوقعات أن التضخم سيصل إلى 1.6 في المئة نهاية 2017، و1.9 في المئة نهاية 2018، وأن نسبة التضخم ستسقر على مستوى 2 في المئة خلال عامي 2019 و2020. فيما أكد الفدرالي أنه سيراقب عملية تخفيض ميزانيته عن كثب، وأنه مستعد لإعادة شراء السندات في حال أن حصلت تداعيات سلبية على معدلات النمو الاقتصادي. وفي تشرين الثاني/أكتوبر الماضي رفع بنك إنكلترا المركزي معدل الفائدة الأساسي من 0.25 في المئة إلى 0.50 في المئة، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة العالمية المالية في عام 2007 والذي بلغت المعدلات أعلى مستوياتها أي 5.75 في المئة حينها. وتبع قرار البنك المركزي، هبوط أسعار صرف الجنيه الإسترليني مقابل العملات الرئيسة، وهبطت إلى 1.31 دولار أمريكي، نزولاً من 1.325 دولار قبيل إعلان القرار. عربيا: صفقات سلاح والانتقال إلى «حقبة الغاز» احتلت محاولات المملكة العربية السعودية لنقل استثماراتها على وجه السرعة من قطاع النفط إلى قطاع الغاز، جزءاً كبيراً من الأحداث الاقتصادية البارزة في العالم العربي خلال سنة 2017، فضلاً عن صفقات السلاح التاريخية التي اعتاد العالم عليها. الفهم الصحيح للعمق وما هو خلف الستار للضغوط التي تمارسها الرياض وحليفاتها على الدوحة من خلال ملفات أخرى ومنها ملف «جماعات الإسلام السياسي»، هو أن السعودية تحاول الحصول على موطئ قدم للتأثير على ثاني أكبر مخزون غازي عالمياً في الخليج العربي بعد المخزون الغازي الروسي. علماً بأن قطر لها أكثر 75 في المئة من مخزون حقل «الشمال» الغازي المشترك مع إيران وهو أكبر حقل غازي على مستوى العالم أجمع ويشكل ما يقارب 20 في المئة من احتياطي الغازي العالمي. ما أكدته وكالة «بلومبرغ» للأنباء الأمريكية، وكتبت «الغاز المسال هو السبب الرئيسي وراء التوتر بين الرياض والدوحة». وقبل ثلاثة أيام فقط من اندلاع الأزمة الخليجية، قال وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، إن شركة أرامكو تهدف إلى الاستثمار «على مستوى العالم» في إنتاج الغاز والغاز الطبيعي المسال. وفي اليوم نفسه، أعلنت أرامكو أنها وقعت اتفاق مشروع مشتركا مع الشركة السعودية للنقل البحري و»هيونداي» الكورية الجنوبية للصناعات الثقيلة و»لامبريل» (وهي شركة هندسية مقرها الإمارات العربية المتحدة ومدرجة في بورصة لندن) لإنشاء مجمع بحري لبناء السفن على الساحل الشرقي للمملكة (في الخليج العربي وبالقرب من قطر) في إطار خطة حكومية لتنويع الاقتصاد وتقليص اعتماده على النفط. وفي تصريحات أخرى على هامش منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، أعلن وزير النفط السعودي أن بلاده تدرس إمكانية المشاركة في مشاريع للغاز الطبيعي المسال في منطقة القطب الشمالي في روسيا، مؤكداً أن الرياض لديها مخططات طويلة الأمد في قطاع الغاز خاصةً الغاز المسال تستمر لعقود طويلة. وكشف الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو، أمين الناصر، عن مخطط الشركة لإنفاق أكثر من 300 مليار دولار على مدى عشر سنوات في مشاريع نفط وغاز بقطاع المنبع والأنشطة البحرية والبرية ومشروعات مشتركة في السعودية وخارجها (ويشمل قطاع صناعات المنبع، البحث عن حقول النفط والغاز تحت الأرض، أو تحت البحر، وحفر الآبار الاستطلاعية، ومن ثم حفر وتشغيل الآبار واستخراج النفط أو الغاز الطبيعي إلى السطح). وخلال مشاركته في اجتماعات المنتدى العالمي للاقتصاد في «دافوس» في سويسرا قال أمين الناصر إن أرامكو تخطط لزيادة إنتاج الغاز بنسبة ضعفين خلال السنوات الـ10 المقبلة ليصل إلى 23 مليار قدم مكعب يومياً. وفي مجال صفقات السلاح التقليدية بين الدول الخليجية والقوى العظمى، وقعت الرياض والسعودية خلال زيارة الرئيس الأمريكي إلى السعودية على صفقة سلاح تاريخية وصلت قيمتها إلى 110 مليارات دولار، وسيبلغ إجمالي قيمة الاتفاقيات 360 مليار دولار على مدار 10 سنوات، كما وقع الجانبان السعودي والأمريكي مجموعة اتفاقيات في القطاع الخاص. وتعد هذه الاتفاقيات الأضخم في تاريخ العلاقات بين البلدين. كما تبادلتا اتفاقية شراكة لتصنيع طائرات «بلاك هوك» العمودية في المملكة، وقد أبرمت بين الشركة السعودية للتنمية والاستثمار التقني وشركة «لوكهيد مارتن» الأمريكية للصناعات الدفاعية. كما تم تأسيس شركة «ريثيون العربية» بشراكة بين الشركة السعودية للصناعات العسكرية و»ريثيون الأمريكية» لتطوير أنظمة الدفاع الجوي والأسلحة الذكية في السعودية. وفي تشرين الأول/اكتوبر الماضي، وقعت السعودية مع البنتاغون صفقة تشمل توريد 44 منصة إطلاق لمنظومة «ثاد» وجرارات خاصة بها، و360 صاروخا، و16 مركز قيادة، و7 رادارات. وخلال زيارة الملك سلمان إلى روسيا، وقعت وزارة الدفاع السعودية مع روسيا عقودا لتوريد نظام الدفاع الجوي المتقدم S-400 وأنظمة Kornet-EM وراجمة الصواريخ TOS-1A وراجمة القنابل AGS-30 وسلاح كلاشنكوف AK-103 وذخائره. وفي إطار مشاريع «رؤية 2030» السعودية، كشف ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، عن مشــروع مديـنــة المــستقبل «نيوم» في تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وسيتم صرف ميزانية ضخمة لإنشاء هذه المدينة تصل قيمتها إلى 500 مليار دولار. وستقام على مساحة 26 ألفا و500 كيلومتر مربع وتمتد إلى أراضي الأردن ومصر. وأعلن ولي العهد السعودي أن «نيوم» ستدرج في الأسواق المالية بجانب شركة أرامكو العملاقة. دوليا: الصين ترسم ملامح النظام العالمي الجديد وأمريكا تخرج من أكبر اتفاقيتين دوليتين ابرز محطات 2017 الاقتصادية محمد المذحجي |
صحافيو العالم ودعوا العام بـ65 قتيلاً ومصر تحولت إلى سجن للإعلاميين Posted: 30 Dec 2017 02:02 PM PST لندن ـ «القدس العربي»: يودع الصحافيون والعاملون في مجال الإعلام العام 2017 بعد أن فقدوا 65 صحافياً من أبناء المهنة في مختلف أنحاء العالم، ليدفعوا بذلك ثمن صراعات لا علاقة لهم بها سوى أنهم ينقلون تفاصيلها وأخبارها للعالم. أما على المستوى العربي فقد تربعت مصر على قائمة الدولة الأسوأ عربياً من حيث اعتقالات الصحافيين، بينما تظل سوريا واليمن هما الأخطر على حياة الصحافيين ليس على مستوى العالم العربي وحده وإنما على مستوى الكون بأكمله. وقال تقرير لمنظمة «مراسلون بلا حدود» اطلعت عليه «القدس العربي» إن 65 صحافياً قتلوا خلال العام 2017 في العالم بينهم خمسون محترفاً وسبعة «صحافيين مواطنين» (مدونين) وثمانية «متعاونين مع وسائل الإعلام». وأشارت المنظمة غير الحكومية التي تتخذ من باريس مقراً لها إلى أن هذه الحصيلة تجعل من 2017 السنة الأقل دموية للصحافيين المحترفين منذ 14 عاماً، موضحة أن مرد ذلك هو تأمين حماية أفضل للصحافيين، فضلاً عن أن الدول الخطيرة أصبحت «فارغة من صحافييها». ومن أصل حصيلة الصحافيين الـ65 الذين قتلوا من محترفين وغير محترفين، تم اغتيال 39 منهم أو استهدافهم بشكل متعمد، فيما قضى 26 أثناء ممارسة مهامهم. وكما في العام 2016 فإن سوريا تبقى الدولة الأكثر خطورة في العالم على الصحافيين، مع مقتل 12 منهم فيها، متقدمة على المكسيك (11) وأفغانستان (9) والعراق (8) والفيليبين (4). ولفت التقرير إلى أن عدد الصحافيين الذين قتلوا في العالم خلال 2017 تراجع بنسبة 18 في المئة مقارنة بالعام 2016 حين قتل 79 صحافياً، لكن المنظمة فسرت ذلك أنه راجع إلى «إدراك متزايد لضرورة حماية الصحافيين بصورة أفضل وتزايد الحملات التي قامت بها المنظمات الدولية ووسائل الإعلام نفسها بهذا الهدف» وكذلك نظراً لأن «الدول التي أصبحت في غاية الخطورة تفرغ من صحافييها». وتابعت: «هذه هي الحال في سورية والعراق واليمن وليبيا حيث نشهد استنزافاً في هذه المهنة». وإن كانت النزاعات المسلحة تهدد حياة الصحافيين الذين يقومون بتغطيتها، ففي دول مثل المكسيك «تقوم كارتيلات وسياسيون محليون بنشر الرعب» ما يرغم كذلك العديد من الصحافيين على «مغادرة بلادهم أو ترك مهنتهم». وذكرت المنظمة أن «المكسيك هي الأخطر على الصحافيين بين دول العالم التي لا تشهد نزاعات». مصر: ارتفاع أعداد المعتقلين وتحولت مصر في العام 2017 إلى سجن كبير للصحافيين بسبب ارتفاع أعداد الإعلاميين المعتقلين في سجونها، حيث قالت لجنة حماية الصحافيين الدولية التي تتخذ من نيويورك مقرا لها في تقرير لها إن مصر أصبحت في المركز الثالث عالمياً والأول عربياً من حيث اعتقالات الصحافيين. وقالت اللجنة إنه على مستوى العالم فقد بلغ عدد الصحافيين القابعين خلف القضبان في كل أنحاء العالم رقما قياسيا للعام الثاني على التوالي. وعزت اللجنة في تقريرها السنوي ذلك إلى تراجع اهتمام الدول الغربية بأوضاع الحريات الصحافية في الدول التي تسجن أكبر عدد من الصحافيين مثل الصين وتركيا ومصر. وقالت مديرة التحرير في اللجنة ايلينا بيسر إن سجن هذا العدد الكبير من الصحافيين دليل على فشل المجتمع الدولي في التصدي للواقع المتردي لأوضاع حرية الإعلام حول العالم. وبدلا من عزل الأنظمة القمعية بسبب سلوكها التسلطي تهادن الولايات المتحدة الحكام المستبدين، كما أن الخطاب القومي الذي يعتمده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتركيزه على التطرف الإسلامي ووصف وسائل الإعلام التي تنتقده بأنها «كاذبة» كل ذلك شجع الحكام المستبدين حول العالم على سجن الصحافيين، حسب تقرير اللجنة الدولية. وحسب التقرير يوجد حاليا 262 صحافيا خلف القضبان بسبب عملهم وهذا العدد قياسي، إذ كان عددهم 259 في عام 2016 وكان هذا العدد أيضا قياسيا منذ بدء اللجنة في إصدار تقاريرها السنوية في بداية تسعينيات القرن الماضي. وتحتل مصر المرتبة الأولى عربياً والثالثة عالمياً من حيث عدد الصحافيين السجناء فيها، حيث أكدت اللجنة أن الصحافيين المعتقلين يعيشون أوضاعا صحية سيئة. ومن بين هؤلاء المصور محمود أبو زيد المعروف باسم شوكان الذي ألقي القبض عليه قبل أربع سنوات أثناء تغطيته لفض قوات الأمن تظاهرة بالقوة. ويعاني شوكان من فقر الدم وهو بحاجة إلى نقل دم لكنه محروم من الرعاية الصحية حسب قول أسرته. وقالت «هيومن رايتس ووتش» في أحدث تقاريرها إنه منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى منصبه عام 2014 أصبحت مصر إحدى أسوأ الدول التي تسجن الصحافيين، حيث جاءت بين أعلى 3 مراتب عالميا من حيث عدد الصحافيين المسجونين عام 2017. وعرض تقرير «هيومان رايتس ووتش» قضية الصحافي في قناة «الجزيرة» محمود حسين، الذي تحتجزه السلطات المصرية منذ عام. وقال إن 22 كانون الأول/ديسمبر صادف مرور سنة على احتجاز حسين في الحبس الاحتياطي، دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة بحقه. وقالت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في «هيومن رايتس ووتش»: «يزداد سجل مصر في سجن الصحافيين واستخدام الحبس الاحتياطي سوءا كل عام. بغض النظر عما إذا كانت السلطات تعتزم المضي قدما في التهم ضد حسين، عليها إنهاء الحبس الاحتياطي بحقه». وأضافت «يثبت مكوث محمود حسين لأكثر من سنة في الحبس الاحتياطي وقوف مصر ضد حرية التعبير، فضلا عن استخدامها غير القانوني للحبس الاحتياطي كعقوبة. لكل إنسان الحق في الإجراءات القانونية الواجبة، ولا يجوز سجن أحد لأنه صحافي». وأشار التقرير إلى أن السلطات المصرية اعتقلت سابقا صحافيين آخرين في «الجزيرة» بينهم رئيس مكتب الجزيرة الإنكليزية السابق محمد فهمي وبيتر جريست وباهر محمد؛ وجميعهم واجهوا أحكاما بالسجن لسنوات من دون أي أدلة موثوقة على ارتكاب مخالفات جنائية، وقد أطلق سراحهم. 2017 ثاني أسوأ عام لصحافيي مصر وذكر «المرصد العربي لحرية الإعلام» (اكشف) في تقرير له أن العام 2017 يعتبر ثاني أسوأ عام تشهده الصحافة في مصر، وذلك من حيث الاعتقالات والحملات التي شنتها السلطات للتضييق على وسائل الإعلام. وحسب تقرير صادر عن المرصد فقد تعرض العديد من المعتقلين للإخفاء القسري مُدداً متفاوتة، تجاوزت في بعض الأحيان 27 يوما، فيما تم إخفاء الغالبية منهم لمدة تزيد عن ثلاثة أيام، كما حدثت كثير من الاعتقالات للصحافيين من منازلهم، حيث تم تحطيم أثاث المنازل والأجهزة الكهربائية، والاستيلاء على أموال، كما تعرض آخرون للتعذيب، ما دفع بالمعتقل أحمد السخاوي، للإقدام على الانتحار. وعرض المرصد قائمة بأسماء الصحافيين المعتقلين في 2017 وأكد من خلالها أن «ما يجري في مصر هو الأكبر على مدى التاريخ المصري، وأن ما لا يعلمه الناس عن الصحافيين أكثر مما تستطيع المنظمات توثيقه». وقال إن العام الوحيد الأسوأ من 2017 هو العام 2013 الذي تدخل فيه الجيش من أجل الإطاحة بالرئيس المدني المنتخب محمد مرسي، وفي ذلك العام تعرض 45 صحافياً للاعتقال، أما في العام 2017 فقد تعرض 35 صحافياً للاعتقال بينهم خمسة على الأقل خلال أيام معدودة في أواخر العام 2017. وطالب «المرصد العربي لحرية الإعلام» الحكومة المصرية، باحترام حرية الرأي والتعبير، كما طالب الجهات الدولية بالضغط من أجل تحسين ظروف العمل الصحافي والإعلامي، وضمان حرية الصوت الآخر. صحافيو العالم ودعوا العام بـ65 قتيلاً ومصر تحولت إلى سجن للإعلاميين |
بن سلمان يستولي على «العربية» و»أم بي سي» Posted: 30 Dec 2017 02:02 PM PST لندن ـ «القدس العربي»: شكلت العاصفة التي ضربت مجموعة «أم بي سي» السعودية التحول الأهم على خريطة الإعلام العربي، حيث تم اعتقال رئيس مجلس إدارة المجموعة باتهامات فساد في السعودية، وهي اتهامات يبدو أنها انتهت باستيلاء الحكومة السعودية أو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على المجموعة بالكامل، وهو ما يأتي أيضا في أعقاب معلومات عن استيلاء بن سلمان على قناة «العربية» التي كانت سابقاً تابعة للمجموعة. وتعتبر مجموعة «أم بي سي» واحدة من أكبر إمبراطوريات الإعلام في العالم العربي، إن لم تكن هي الأكبر على الإطلاق، كما أنها واحدة من أكثر المنصات الإعلامية تأثيراً في العالم العربي والرأي العام العربي وخاصة داخل السعودية. وورد اسم رئيس مجلس إدارة مجموعة «أم بي سي» ومالكها الشيخ وليد الإبراهيم ضمن قوائم المعتقلين في ليلة الرابع من تشرين الأول/نوفمبر الماضي عندما شنت أجهزة الأمن السعودية حملة اعتقالات طالت عدداً كبيراً من الأمراء ورجال الأعمال بينهم الرجل الأغنى في العالم العربي الأمير الوليد بن طلال. وحسب المعلومات التي حصلت عليها «القدس العربي» فإن إدارة مجموعة «أم بي سي» السعودية أرسلت لكافة العاملين معها، وعددهم يُقدر بنحو ألفي شخص، رسالة طمأنة عبر البريد الالكتروني حاولت من خلالها تهدئة مخاوفهم، والتقليل من أهمية القرار السعودي الصادر بحق مالك المجموعة الشيخ وليد الإبراهيم. وحسب معلومات حصلت عليها «القدس العربي» من داخل مجموعة «أم بي سي» فإن الشيخ وليد الإبراهيم أجبر على التنازل عن مجموعة القنوات التي يملكها وباتت مملوكة رسمياً لمحمد بن سلمان الذي أصبح الآمر الناهي فيها وبشكل مباشر، أما قناة «العربية» فكان قد اشتراها من وليد الإبراهيم قبل سنوات وعين على رأسها الصحافي السعودي تركي الدخيل بدلاً من عبد الرحمن الراشد الذي استقال منها وترك إدارتها. وتقول مصادر «القدس العربي» إن مجموعة «أم بي سي» وقناة «العربية» أصبحتا بالكامل تداران من قبل الدخيل ومساعده الذي يعتبر أحد رجال الأمير وهو الصحافي السعودي ناصر بن حزام، فيما تسود القناة عاصفة من المخاوف أن تتم الاطاحة بالصحافيين والمسؤولين الوافدين والأجانب وأن تتم «سعودة» القناة بشكل كامل. وحسب المصدر الذي تحدث لـ»القدس العربي» فإن الإبراهيم كان من بين الذين وافقوا على التسوية ووقع للأمير محمد بن سلمان على التنازل بشكل كامل عن مجموعة «أم بي سي» كما أنه تنازل عن الكثير من ممتلكاته الأخرى، فيما يكشف المصدر أن «أم بي سي» لم تكن مملوكة بالكامل للوليد الإبراهيم وإنما كانت نسبة 60 في المئة من المجموعة مملوكة للأمير عبد العزيز بن فهد شقيق زوجة وليد الإبراهيم، وهو أيضاً ضمن مجموعة الأمراء المعتقلين في فندق «الريتز». ويقول المصدر إن الأمير محمد بن سلمان أصبح منذ شهور المدير الحقيقي لمجموعة قنوات «أم بي سي» و»العربية» وبات يقوم بتوجيه الأخبار ويتدخل في بعض التغطيات والأعمال اليومية من خلال كل من الدخيل وبن حزام. قلق في «العربية» وسادت حالة من القلق في قناة «العربية» التي لم يعد العاملون فيها يعرفون من هو المالك الحقيقي لها، وتزايدت وتيرة الاعتقاد أنها أصبحت مملوكة للأمير محمد بن سلمان، وأن مديرها الصحافي السعودي تركي الدخيل يتلقى الأوامر من الأمير مباشرة، وذلك بسبب اصطفاف القناة إلى جانب ولي العهد ضد رئيس مجلس إدارتها الذي أصبح مطلوباً للاعتقال وأصبحت أمواله ملاحقة، وأصبح مصير قنواته مجهولاً. واشتعلت الشائعات في القناة وانتشر القلق أكثر عندما استقال رئيس تحرير قناة «العربية» ومدير الأخبار فيها الدكتور نبيل الخطيب بعد يومين فقط على قرار السلطات السعودية اعتقال وليد الإبراهيم والبدء بملاحقته. لكن المعلومات التي وصلت لـ»القدس العربي» تفيد أن إدارة القناة سارعت إلى إبلاغ الموظفين أن استقالة الخطيب لا علاقة لها بهذه التطورات، وإنما ترجع إلى أن عائلته هاجرت إلى كندا وأنه يرغب في الالتحاق بها، كما أن القناة أبلغت الموظفين أيضاً أن الخطيب سيظل يعمل ضمن أسرة «العربية» ولكن في منصب «مستشار» وليس كمدير للأخبار ورئيس للتحرير. ويسود الاعتقاد في أوساط الصحافيين في قناة «العربية» أن المنصب الشكلي الذي تم منحه للخطيب إنما هو محاولة للتغطية على استقالته، ولضمان عدم الكشف عن الأسباب الحقيقية لهذه الاستقالة، إذ أن سفره إلى كندا يعني أنه لن يغادر قناة «العربية» فقط وإنما سيغادر دولة الإمارات برمتها دون عودة. تسريحات قناة «العربية» وفي آب/أغسطس الماضي بدأت قناة «العربية» حملة للاستغناء عن عدد من الموظفين العاملين لديها، بمن فيهم عدد من الصحافيين، وذلك بعد عام كامل من حملة مشابهة طالت أربعين شخصاً من بينهم صحافيون كبار. وحسب معلومات «القدس العربي» من داخل قناة «العربية» فان الإدارة بدأت منذ أواخر شهر تموز/يوليو الماضي حملة استغناءات طالت عدداً من الموظفين، لكن أغلبهم من الإداريين وعدد قليل منهم من الصحافيين. مقاضاة «العربية» في لندن وفي أيار/مايو 2017 لجأ ملياردير سعودي يقيم في بريطانيا إلى المحكمة العليا في لندن ورفع قضية ضد مالك ومؤسس قناة «العربية» الشيخ وليد آل إبراهيم مطالباً إياه بسداد 30 مليون دولار كان قد دفعها له كقرض في العام 2002 عند إطلاق القناة، لكن الشيخ وليد لم يسددها له ولم يعطِ الملياردير أي حصة في القناة. وحسب المعلومات التي نشرتها جريدة «فايننشال تايمز» البريطانية في ذلك الحين فان الملياردير السعودي الذي يقيم في بريطانيا الشيخ محمد بن عيسى الجابر والذي يُعتبر أحد أثرى أثرياء المملكة المتحدة رفع دعوى قضائية ضد الشيخ وليد وشقيقه ماجد مطالباً إياهم بسداد الأموال التي اقترضوها منه لإطلاق قناة «العربية». وتقول الصحيفة إن الشيخ وليد وشقيقه ماجد اعترفا وأقرا بحصولهما على مبلغ الثلاثين مليون دولار من الجابر إلا أنهما يقولان أن هذا المبلغ لم يكن قرضاً وإنما كان أجراً لهما لأنهما أجريا اتصالاتهما واستخدما علاقاتهما داخل السعودية من أجل تمرير صفقة عقارية لصالح شركة «جداول» التي يملها الشيخ محمد بن عيسى الجابر. بن سلمان يستولي على «العربية» و»أم بي سي» |
«جيوش الكترونية» وحجب مواقع وصحف لإسكات «صوت قطر» Posted: 30 Dec 2017 02:02 PM PST الدوحة ـ «القدس العربي»: هزّت «جريمة قرصنة» موقع وكالة الأنباء القطرية ضمير العالم، مساء الثالث والعشرين أيار/مايو الماضي، عندما أفاق العالم على قرصنة موقع «قنا» وبث تصريحات كاذبة على لسان أمير قطر، كانت الشرارة التي أشعلت فتيل أزمة «مفتعلة». وتبيّن لاحقا أن قراصنة من دولة الإمارات العربية المتحدة كانوا وراء الجريمة. ولم تنته فصولها هنا؛ بل إن دول الحصار، لم تتوان عن حجب مواقع صحف وقنوات تلفزيونية تابعة لدولة قطر، من قبيل «الجزيرة» و»عربي 21»، و»العربي الجديد»، وغيرها، ومنع صحافييها من تغطية أي حدث داخل دول الحصار، أو تكون إحدى دوله حاضرة فيه، من قبيل كأس الخليج الحالية لكرة القدم. واستمرت الحرب الإعلامية، بتأسيس جيوش الكترونية لشن هجمات على قطر، بأسماء مستعارة، واختراق حسابات قنوات تلفزيونية مثل «الجزيرة» على «تويتر»، وصولا إلى موقع مدير المكتب الإعلامي بوزارة الخارجية «أحمد الرميحي»، والقائمة طويلة. وفي مواجهة حملات «القرصنة»، اضطرت وسائل الإعلام القطرية إلى تأمين حساباتها الالكترونية، وكذلك الأمر بالنسبة لكافة الوزارات والهيئات السيادية، موازاة مع معركة قضائية أعلنتها قطر لمحاكمة المتورطين في «جريمة القرصنة»، كما وصفها النائب العام القطري علي بن فطيس المري. «جيوش الكترونية» وحجب مواقع وصحف لإسكات «صوت قطر» إسماعيل طلاي |
صحافة لبنان تئن لكنها صامدة وعينها على دعم الدولة Posted: 30 Dec 2017 02:01 PM PST لبنان ـ «القدس العربي»: أطل مطلع العام 2017 لبنانياً بغياب جريدة «السفير» التي أصدرت أخر أعدادها مع نهاية العام 2106. كانت «السفير» التي دخلت منظومة الصحف اللبنانية عام 1974 تُجسّد تطلعات القوميين العرب، وتُشكّل صوتاً مؤيداً للقضية الفلسطينية ولـ»منظمة التحرير الفلسطينية» التي اتخذت من بيروت مقراً لها. كما أنها شكّلت جزءاً من ذاكرة الحرب اللبنانية. يوم إقفالها، عزا مؤسسها طلال سلمان السبب إلى التعثر المالي. مشكلة تمويل الصحافة الورقية تُشكّل اليوم هاجساً عاماً لدى مختلف الناشرين في الدول قاطبة، فكيف إذا كان الأمر مرهوناً بالصحافة اللبنانية التي اعتمدت منذ منتصف القرن الماضي على «المال السياسي» الآتي من الداخل والخارج، بوصفها تُعبّر عن الاتجاهات السياسية للجهات المُمَولة. الصحف اللبنانية تفتش اليوم عن الطرق المتوفرة للصمود. جريدة «النهار» ذهبت إلى الخيارات المرة في صرف أعداد كبيرة من كوادرها بغية تأمين سبل استمرارها، متكئة في استراتيجيتها على تعزيز الجريدة إلكترونياً، واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي والمقابلات المصورة والمباشرة عاى موقعها، من أجل توسيع انتشار الجريدة وإطالة أمدها وبدء التحضيرات لمرحلة جديدة، بعدما أضحت الصحافة الإلكترونية والتقنيات الحديثة تشكل التهديد الحقيقي للصحافة الورقية، فكان أن شكلت إلكترونياً علامة فارقة عن زميلاتها من صحف اخرى اكتفت بمواقع للجريدة، من دون خطوات متقدمة في هذا المجال. ولا شك أن الإعلام الإلكتروني أصبح التحدي الفعلي راهناً أمام كل ما هو «ورقي»، غير أن الصحافة المطبوعة لا تزال تجد لنفسها حيزاً وقراءً، وإن تراجع الواقع كثيراً عما كانت عليه الحال قبل عقود. غير أن ما كان لافتاً هذا العام الإعلان عن صدور صحيفة جديدة هي صحيفة «الاتحاد» في 23 تشرين الأول. كل المراقبين اعتبروا أن في الأمر مجازمة كبيرة. صدرت «الاتحاد» التي اتخذت لنفسها موقعاً قريباً من «الثنائية الشيعية»، لكن الانطباع العام أنها لم تنجح في أن تُقدّم جديداً ينافس ما هو آت من «البيت الصحافي» المحسوب على تلك البيئة. ولعل هذا هو السبب الذي أدى إلى توقفها بعد شهرين على صدورها، إذ أوحى ناشرها مطصفى ناصر أن الأسباب ليست مادية بل هي «سياسية خاصة» من دون إيضاح ما يعنيه بذلك. وفي انتظار أن يحمل العام الجديد آمالاً أفضل لمستقبل الإعلام عموماً والصحافة الورقة خصوصاً، تتجه أنظار الصحافة اللبنانية والعاملين فيها إلى الدولة علّها تنجح في توفير سبل صمود واستمرار هذا القطاع، وإن كانت الرهانات عاى نجاح المحاولات التي يقوم بها وزير الإعلام في هذا السياق هي رهانات خجولة، ذلك أن لبنان لم يعش تجربة وجود صحافة رسمية ولا أن تكون الدولة هي الجهة المموله لصحافته. وربما الايجابية الوحيدة التي يمكن تسجيلها مع انقضاء عام وإطلالة عام جديد، تكمن في أنه رغم الضائقة الاقتصادية والتعثر المالي، لا يزال لدى كثير من الصحف الإصرار والعزيمة على الاستمرار في الصمود، كي لا نقول المغامرة. أما المطبوعات الأسبوعية، فهي إلى اندثار. وليست حال أخواتها الدورية من شهرية وفصلية بأفضل حال. صحافة لبنان تئن لكنها صامدة وعينها على دعم الدولة |
أبرز ابتكارات 2017: طائرات خارقة جديدة و«الروبوت» يغزو العالم Posted: 30 Dec 2017 02:01 PM PST لندن ـ «القدس العربي»: واصلت تكنولوجيا النقل الجوي طفرتها خلال العام 2017، كما تواصل أيضاً التطور الثوري في عالم إنتاج «الإنسان الآلي» واستخداماته، حيث أصبح «الروبوت» يغزو العالم ودخل في العديد من مناحي الحياة مهدداً ملايين الوظائف البشرية التي يتوقع أن يقوم بها بدلاً من البشر الطبيعيين. كما تواصل الانشغال في عالم الاتصالات بالبحث عن حل لأزمة «البطارية» التي تشكل أكبر عيب يواجه الهواتف الذكية التي باتت في أيدي كل الناس في العالم. وتمكن العلماء من تحقيق اختراقات معتبرة في مجالات النقل الجوي وصناعة الطيران خلال العام 2017 مع إجراء عدد من التجارب المهمة والناجحة، كما تمكنوا من توسيع عمل «الروبوت» وأدخلوه في كثير من المجالات التي وصلت في آخرها إلى تشغيله في مجال الحراسة الليلية، أما أزمة بطاريات الهواتف المحمولة فرغم أنها لا تزال مستمرة إلا أن الباحثين توصلوا إلى اختراقات مهمة من أجل التوصل إلى حلول لها. صناعة الطيران خلال العام كشفت شركة «رايت اليكتريك» الأمريكية عن نيتها إطلاق رحلات تجارية لطائرات تعمل على الكهرباء من لندن إلى باريس خلال السنوات العشر المقبلة، وذلك في مبادرة تهدف لخفض التلوث في الجو، فضلاً عن أن هذه التكنولوجيا الجديدة والطائرات النظيفة قد تتطور لاحقاً وتستحوذ على جزء أكبر من رحلات الطيران في العالم. وكشفت الشركة التي ابتكرت هذه التكنولوجيا أن الطائرة التي يجري تطويرها سيمكنها نقل 150 شخصاً في رحلات لا تتجاوز 480 كم، دون استخدام الوقود، ما يقلل من تكلفة السفر بشكل كبير. وتخطط الشركة لتسيير رحلاتها القصيرة اعتمادا على طاقة البطارية في المستقبل، حيث قالت «إن عدم وجود الانبعاثات سيساعد على خفض تلوث الهواء». وتقول «رايت إلكتريك» إن الرحلات الكهربائية ستكون أكثر هدوءا من الطائرات التقليدية فضلا عن كونها صديقة للبيئة ورخيصة. وتم تصميم الطائرة مع تزويدها ببطاريات يمكن إزالتها وتبديلها بشكل منفصل، وهذا يعني أن «الرحلات الجوية لن تضطر إلى الانتظار على المدرجات للتزود بالوقود». إلى ذلك، وفي شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي اختبرت شركة أمريكية تتخذ من ولاية فلوريدا مقراً لها طائرة ركاب بدون طيار تشبه الحُلم، وكانت حتى الأمس القريب مجرد جزء من أفلام الخيال العلمي، حيث انتهى الاختبار بنجاح باهر وبثت الشركة صوراً تكاد لا تُصدق للطائرة وقد استقلها أحد الركاب ونجح في الاقلاع والهبوط بسهولة ويُسر كما تمكن من الانتقال بواسطتها من مكان لآخر. وسوف يؤدي نجاح الطائرة الجديدة إلى «ثورة في قطاع المواصلات اليومية» حيث من الممكن أن تشهد هذه الطائرة الحديثة انتشاراً واسعاً على مستوى العالم في القريب العاجل. وحسب المعلومات التي كشفت عنها الشركة المنتجة، فان أول تجربة خضعت لها الطائرة الجديدة المبتكرة كانت في شهر أيار/مايو الماضي إلا أن الخبراء الذين ابتكروا هذا الاختراع أمضوا الشهور اللاحقة لتلك التجربة في عمليات التطوير والتحسين والتأكد من صلاحيتها لحمل الأشخاص والطيران بهم والانتقال من مكان إلى آخر بفعالية كبيرة، ونجحت الطائرة ذاتها في حمل راكب لأول مرة في شهر آب/أغسطس الماضي. والطائرة الجديدة مزودة بـ16 محركا كهربائيا، أما سرعتها القصوى فتبلغ 45 ميلاً في الساعة (70 كم/ الساعة) كما أنها تستطيع التحليق لمدة لا تزيد عن 25 دقيقة فقط، ما يعني أنها مخصصة للرحلات القصيرة فقط. وتحتوي على مقعدين، إلا ان حمولتها القصوى التي تبلغ 120 كيلو غراماً تعني أنها يمكن أن تستقل في أحسن أحوالها أما وطفلها أو أبا وطفله الصغير، أو أنها يمكن أن تحمل شخصاً واحداً بحوزته بضعة كيلوات من المشتريات أو حقيبة أو ما شابه ذلك. ورغم أن الطائرة التي تم الكشف عنها في ولاية كاليفورنيا تشكل تطوراً مهماً في عالم الطيران والنقل الجوي إلا أن الفكرة ليست جديدة والتجربة ليست الأولى، حيث سبق أن نجحت شركة صينية في ابتكار الطائرة الأولى من نوعها في العالم بدون طيار (درون) ذات حجم كبير نسبياً تستطيع أن تنقل الركاب في الرحلات القصيرة. والطائرة الصينية أنتجتها شركة «EHang» وتستطيع أن تحمل راكباً واحداً ويتم التحكم بها عن بعد، وقالت الشركة إنها عبارة عن «تاكسي طائر» يتيح للركاب تجاوز الازدحامات والتحليق في الهواء من أجل الوصول سريعاً إلى المكان المطلوب، على أن الطائرة مروحية يقل حجمها عن حجم السيارة الصغيرة، وبالتالي يمكن أن تهبط على أسطح البنايات أو في الساحات المحيطة بالمباني. طائرات بدون طيار وسجلت صناعة طائرات الـ»درونز» طفرة في العالم خلال الآونة الأخيرة، خاصة مع انتقال الصناعة إلى المجالات السلمية ونجاح الشركات الصينية في تصنيع الكثير من الطائرات لأغراض مختلفة وبأسعار رخيصة جداً نسبياً. وكشفت العديد من التقارير مؤخرا أن هذه الطائرات يمكن أن يستخدمها الهاكرز في أعمال القرصنة واختراق شبكات الكمبيوتر من خلال التحليق في مكان قريب من شبكة «واي فاي» معينة، وهو ما يهدد السلامة الالكترونية للكثير من المصالح والجهات الحكومية، فضلا عن أن الطائرات التي تتضمن كاميرات تصوير تلقى رواجاً هي الأخرى حيث تتميز بأسعارها المنخفضة وإمكانية التحكم فيها عن بعد عبر الهاتف المحمول. وكانت اليابان ابتكرت مؤخراً طائرات بدون طيار تعمل على حماية السماء من الطائرات الخبيثة، وأنشأت شرطة العاصمة فريقاً هو الأول من نوعه يتضمن أسطولا من طائرات الــ»درونز» التي تعمل على اعتراض أي طائرة مشبوهة تحلق في سماء طوكيو. وفي الهند كشفت تقارير صحافية أن علماء هنودا يعملون حالياً على تطوير طائرات بدون طيار فائقة القدرة وتحلق على ارتفاعات منخفضة لا تتعدى خمسة آلاف قدم ولفترة تحليق متصلة تصل إلى 10 ساعات. الإنسان الآلي وشهدت صناعة «الإنسان الآلي» تطوراً كبيراً خلال العام، حيث نجح علماء التكنولوجيا في ابتكار «روبوت» يمكنه مساعدة المسؤولين السياسيين على اتخاذ القرارات المناسبة بما في ذلك التصويت في أي انتخابات أو قرارات كالقوانين التي تصدر عن البرلمانات. وهذا الروبوت هو الأول من نوعه في العالم، ويتمتع بذكاء أعلى من أي «روبوت» آخر لكونه لا يقدم مساعدة مادية آلية، وإنما يساعد الشخص على التفكير واتخاذ القرارات المناسبة، لكن هذا النوع من الإنسان الآلي يشكل جرس انذار لخطر كبير يواجه البشرية، وهو أن «الروبوت» قد يحكم العالم يوماً وربما يتفوق في قدراته على البشر العاديين. كما تمكن علماء بريطانيون من تطوير روبوتات قادرة على زراعة المحاصيل والعناية بها وحصادها دون أي تدخل بشري. وفي اختبار لهذه الآلات، قام العلماء في جامعة هاربر آدمز البريطانية بإطلاق مشروع «Hands-Free Hectare» حيث تمكنوا من الاعتماد عليها بشكل كامل في زراعة هكتار كامل من الأرض في مقاطعة شروبشاير بمحصول الشعير، واستطاعت الآلات القيام بجميع مهمات الزراعة والمراقبة والعناية بالمحصول دون أي تدخل بشري. وفي نيسان/أبريل الماضي، غزا الإنسان الآلي واحداً من القطاعات الأكثر تشغيلاً للعمال في العالم، حيث ابتكر العلماء والمخترعون رجلاً آلياً يستطيع أن يشغل وظيفة «عامل بناء» ولديه القدرة على إنجاز أعمال البناء والتشييد والانشاءات بسرعة أكبر بست مرات من عامل البناء البشري. ويمكن للروبوت شبه الآلي «ماسون» الملقب بـ»سام» بناء 3 آلاف قطعة من الطوب يوميا، في حين أن عامل البناء يبني في المتوسط 500 فقط. وبينما ابتكرت شركة أمريكية «روبوتاً» يقوم بأعمال البناء فان فريقاً من الباحثين الأمريكيين تمكنوا من ابتكار تقنية لإكساب الأطباء مهارة قراءة وجه المريض وتقدير الألم الذي يعاني منه. ويستخدم كثير من الأطباء في هذه الآونة روبوتات على شكل مرضى من أجل صقل مهاراتهم في التشخيص والجراحة واكتساب مهارات المهنة المختلفة، حيث أن هذه الروبوتات «يمكنها أن تتنفس وتنزف وتبدي استجابة لطرق العلاج المختلفة». في هذه الأثناء، يعمل العلماء على تطوير جيل جديد من «الإنسان الآلي» لن يكون في حاجة للبرمجة أو التوجيه، حيث ستتوفر لديه القدرة على التعلم من البشر وتقليدهم، ويعتمد تطوير «الروبوت» الجديد على مبدأ «شاهد وتعلم» حيث سيتعلم «الإنسان الآلي» من المواقف التي تواجهه خلال عمله. وحسب تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية فإن الإنسان الآلي الجديد سوف تكون لديه القدرة على التعلم بواسطة الأنظمة الصناعية المعتادة أو الأنظمة الطبيعية على حد سواء، أي يمكن أن تتم برمجته سلفاً أو تركه يتعلم من البشر حوله. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي تمكنت روسيا من ابتكار إنسان آلي جديد يعمل في المجال العسكري ويمكن التحكم به عن بعد، وهو عبارة عن جندي عسكري جديد ينضم إلى صفوف الجيش الذكي الذي تعمل روسيا على تأسيسه. ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن رئيس إدارة الاختراعات في وزارة الدفاع الروسية العقيد أوليغ بومازويف قوله إن الروبوت القتالي مزود برشاش «كورد» الثقيل عيار 12.7 ملم، ورشاش الدبابة «كلاشينكوف» عيار 7.62، فضلا عن قاذف القنابل الأوتوماتيكي «آ غي – 30 إم». ويتم الاتصال بالروبوت بواسطة لوحة كمبيوتر للتحكم عن بعد لمسافة تصل إلى 20 كيلومترا، علما أن مركز قيادة الروبوت يمكن أن ينصب في داخل عربة جيب. أزمة البطارية وأمضى العلماء والباحثون العام 2017 في البحث عن حل لأزمة البطارية في الهواتف الذكية، حيث ابتكروا في كانون الثاني/يناير، أي في مطلع العام بطارية خارقة تعمل على تحويل البكتيريا الموجودة في مياه الصرف الصحي القذرة إلى طاقة، ما يجعلها مصدرا للطاقة الرخيصة، ويمكن تصنيعها بسهولة لتوفير الطاقة للعديد من الأجهزة الموجودة في الأماكن النائية. واللافت في البطارية أنها ورقية قابلة للطي، وهي أحدث مثال على ما يعرف باسم «البطاريات الحيوية» والتي تقوم بتخزين الطاقة المولدة من المركبات العضوية، ويتم إنشاء طاقة هذه البطارية الجديدة من خلال البكتيريا المتواجدة في مياه الصرف الصحي. ولاحقاً، تمكن مخترع شاب من ابتكار مولد كهربائي يستمد الطاقة من جسم الإنسان، في مسعى إلى مساعدة مستخدمي الهواتف المحمولة، على البقاء متصلين بأجهزتهم قدر الإمكان. والطريقة الفريدة تقوم على أساس أن يُمسك المستخدم بمولد كهربائي صغير ذي شكل كروي في يده ثم يقوم بتحريكه لأجل توليد الطاقة، ويتم وصل الجهاز الصغير بالهاتف عبر كابل عادي لأجل تزويده بالطاقة التي يتم توليدها من حركات اليد. وتمكن باحثون من جامعة لندن مؤخراً، وبالتعاون مع شركة «نوكيا» العالمية، من تطوير تكنولوجيا تتيح شحن بطارية المحمول بواسطة الموجات الصوتية. وحسب هذه الفكرة فانه سيصبح بمقدور مستخدمي الهواتف المحمولة إعادة شحن هواتفهم من خلال الصراخ عليها، وكذلك الاستفادة من الضجيج حولهم، حيث يكون المحمول بحوزة الشخص في السوق أو الشارع فيستفيد من الضجيج في شحن هاتفه. أبرز ابتكارات 2017: طائرات خارقة جديدة و«الروبوت» يغزو العالم |
أسوأ وأسهل كلمات المرور المستخدمة على الانترنت في 2017 Posted: 30 Dec 2017 02:01 PM PST لندن ـ «القدس العربي»: كشفت شركة «سبلاش داتا» المتخصصة في بحوث الانترنت وتكنولوجيا المعلومات عن أسوأ وأشهر كلمات المرور التي تم استخدامها في العالم خلال العام، وهي الأسوأ من الناحية الأمنية. وتقول الشركة إن كلمات المرور الرائجة والسهلة تشكل واحدة من بين أهم الأسباب التي ساعدت قراصنة الكمبيوتر والهاكرز على القيام بكوارث الكترونية خلال الفترة الماضية. وتمكن باحثو الشركة من تحديد أسوأ كلمات المرور المستخدمة في العالم وأكثرها رواجا وانتشارا وأسهلها بعد دراسة أكثر من خمسة ملايين حساب تم تسريبها خلال العام. وحسب القائمة التي اطلعت عليها «القدس العربي» فانه لا يزال يتصدرها منذ سنوات ورغم كل التحذيرات كلمتا مرور الأسهل والأكثر انتشارا في العالم وهما: (123456) و(password). إذ تبين إن الملايين في العالم يستعلمون هاتين الكلمتين، وهما الأسوأ والأسهل على الإطلاق. وتأتي في القائمة أيضاً كلمات المرور التالية: (qwerty) و(admin) و(login) كما ظهرت على قائمة العشرة الأسوأ في العالم أيضا كلمة المرور التالية: (123456789). وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة «سبلاش داتا» مورغان سلين إن «قراصنة الانترنت يستخدمون الكلمات والأسماء الشائعة في الثقافات المختلفة وفي الرياضة من أجل اختراق الحسابات لأنهم يعرفون أن الكثير من الناس يستخدمونها لتجنب نسيان كلمات المرور». وأشار إلى أنه يوجد الكثير من الصيغ والقوالب لكلمات المرور السيئة والدارجة والسهلة والتي تجعل من السهل لدى المخترقين توقعها، ومن بينها استخدام الاسم الأول للشخص، أو اسم شخصية مشهورة، أو هواية أو اسم سيارة أو ما شابه ذلك. ولفت إلى أن من بين أسوأ 50 كلمة مرور مستخدمة في العالم يوجد العديد من أسماء السيارات أو أنواعها، حيث يلجأ كثير من المستخدمين إلى وضع نوع سيارته ككلمة مرور، مثل «نيسان» أو «تويوتا» أو ما شابه. وحصلت العديد من الكوارث التكنولوجية مؤخراً، كان أبرزها عملية اختراق البريد الالكتروني التابع لشركة «ياهو» وهو واحد من أكبر عمليات الاختراق التي يتم تسجيلها في عالم الانترنت، حيث اعترفت الشركة قبل شهور باختراق حوالي 3 مليارات حساب من حسابات مستخدميها عام 2013 والذي يعتبر ثاني أكبر اختراق في التاريخ. وكانت الشركة أعلنت في 2016 عن اختراق مليار حساب تابع لها، إلا أنها عادت وأعلنت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي أن الحجم الحقيقي للهجوم الإلكتروني اتضح بفضل تحقيقات أجراها خبراء مستقلون بعد استحواذ «فيرايزون» على ياهو التي أصبح اسمها «أوث» حيث تم اختراق ثلاث مليارات حساب وليس مليار واحد فقط. أسوأ وأسهل كلمات المرور المستخدمة على الانترنت في 2017 |
انجازات 2017 علميا Posted: 30 Dec 2017 02:01 PM PST ابتكار خلايا اصطناعية لعلاج الأمراض المستعصية: تمكن فريق من العلماء في معهد سكريبس للأبحاث في كاليفورنيا من تطوير زوج «صناعي» من القواعد الأمينية، والتي يُمكن أن تعمل بسلاسة إلى جانب الخلايا الطبيعية للحمض الأميني، ومن المؤمل أن يكون هذا الابتكار الطبي بداية علاج مرضى السرطان إلى جانب أمراض أخرى مثل أمراض المناعة الذاتية. علاج جيني جديد للمكفوفين تم اكتشاف علاج جديد لشكل من أشكال العمى الوراثي ويعتبر أول علاج جيني يسمى Luxturna وهو جرعة فيروسية يتم حقنها لمرة واحدة في شبكية العين للمريض. الجين المصحح في الفيروس يتخلص من الجينات المحفزة للعمى في العين، وينتج بروتينا رئيسيا لا يمكن للذين يعانون من المرض تكوينه. اكتشاف نظام نجمي جديد عثر العلماء على نظام نجمي يشبه نظامنا الشمسي ويتكون من ثمانية كواكب، تدور حول نجم يسمى كيبلر-90. وأشار العلماء إلى أن ثلاثة كواكب منها توجد في مدار يمكن أن يحتفظ بسيولة المياه ما يجعلها مؤهلة لإنشاء حياة تشبه تلك الموجودة على كوكب الأرض. ويعد هذا أكبر عدد من العوالم يتم اكتشافها على الإطلاق في نظام كوكبي خارج نظامنا المعروف. الحفريات البشرية الأقدم في المغرب اكتشف علماء حفريات خمسة أشخاص من البشر الأوائل العاقلين، في جبل إيغود في المغرب، مؤكدين أنها الحفريات البشرية الأقدم. وما يميز هذا الاكتشاف أن تاريخه يعود إلى 300 ألف و350 ألف عام، أي أقدم بأكثر من 1000 عام عن الحفريات البشرية التي تم العثور عليها سابقا في إثيوبيا، بقارة افريقيا أيضا، ما يعني أن البشر تطوروا وعاشوا في مناطق مختلفة في القارة وليس في مكان واحد كما كان يعتقد في السابق. انفصال جبل الجليد العملاق رصد العلماء صدع وانفصال الجبل الجليدي الأكبر في العالم (حوالي 5800 كيلومتر مربع) عن الجرف الجليدي لارسن. ويعتقد أن هذا الأمر حدث بعد كشف قمر ناسا الاصطناعي، للصدع الجليدي المتشكل. وتزايد عمق الصدع المذكور بشكل سريع منذ عام 2014، مما جعل انفصال الجبل الجليدي أكثر ترجيحا. انجازات 2017 علميا |
2017 في صور Posted: 30 Dec 2017 02:01 PM PST |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق