Alquds Editorial |
2017: مغامرات ترامب ومقامرات بن سلمان Posted: 31 Dec 2017 12:06 PM PST
إذا كان العام 2016 قد اتسم بمفاجأة كبرى هي انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، فإن 2017 تميز بمفاعيل سياسات سيد البيت الأبيض على أصعدة محلية وعالمية. وبقدر ما عبّر انتخابه عن انشقاق عميق في أخلاقيات المجتمع الأمريكي بين الاعتدال والتعصب، والمساواة والتمييز، والانفتاح والانغلاق، يبدو لافتاً أن شعبيته هي الأدنى لأيّ رئيس أمريكي حديث، في ختام العام الأول لولايته. داخلياً سارع ترامب إلى تنفيذ وعوده بصدد إجراءات الهجرة وتأشيرات الدخول، فاتخذ سلسلة قرارات تحظر دخول الولايات المتحدة على رعايا سبع دول شرق أوسطية وإسلامية، فأثارت القرارات مشكلات قانونية معقدة وجرى تعطيلها مراراً أمام المحاكم الفدرالية، كما صبت الزيت على نيران كانت منظمات أمريكية عنصرية قد شرعت في إشعالها أصلاً منذ ساعة انتخاب الرئيس الجديد. دولياً، اختار ترامب أن تكون المملكة العربية السعودية هي أول رحلة خارجية له، فعقد ثلاث قمم في الرياض، مع المملكة ومجلس التعاون الخليجي ودول عربية وإسلامية. وبدل أن يدشن عهده بخطوات بناءة في العلاقة مع المنطقة، أعطى الانطباع بأن جباية الأموال لقاء عقود الأسلحة هي أبرز أهدافه، كما أوحى بأنه يشجع تعميق الشقاق وتطوير الخلافات بين دول المنطقة. ولم تتأخر نتائج هذه السياسة فتجلت في الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطر، براً وبحراً وجواً، في غمرة تغريدات من ترامب عكست تضارباً في المواقف. والأرجح أن ذلك المناخ العربي البائس دفع الرئيس الأمريكي إلى الاستهتار المسبق بردود الأفعال العربية الرسمية، وسهّل عليه اتخاذ قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة. وفي نيسان (أبريل) شنّ النظام السوري هجوماً جوياً بالسلاح الكيميائي استهدف بلدة خان شيخون، أوقع أكثر من 100 شهيد، بينهم عدد كبير من الأطفال، وأصاب المئات. وكانت تلك المجزرة دليلاً إضافياً على زيف الاتفاق السابق الذي رعته روسيا وتضمن استعداد النظام للكشف عن ترسانته الكيميائية وتسليمها، إذْ لم تكن خان شيخون منعزلة عن ضربات أخرى كيميائية استخدم النظام فيها غاز السارين. وفي قرار قصف مطار الشعيرات كان الرئيس الأمريكي يكتفي بإجراء عقابي مسرحي، لا ينصف الضحايا ولا يردع المعتدي. 2017 كان أيضاً عام ترقية محمد بن سلمان إلى مصاف ولي العهد رسمياً، والملك الحاكم فعلياً، وتلفيق أجواء “إصلاحية” مثل السماح للمرأة بقيادة السيارة أو افتتاح دور سينما، وترسيخ تقليد عجيب عماده اعتقال الأمراء في سجون/ فنادق خمس نجوم، ومقايضة الإفراج عنهم بمليارات الدولارات. هذه المغامرات، الأقرب إلى المقامرات، لم تغب عنها انتكاسات إقليمية مثل انقلاب السحر على الساحر في مقتل علي عبد الله صالح، أو وصول الحصار على قطر إلى مآل مسدود. وفي 2017 وقف العالم متفرجاً أمام مأساة مئات الآلاف من أبناء أقلية الروهينجا المسلمة في ميانمار، الذين تعرضوا لأعمال تنكيل ومجازر وتهجير قسري على يد الجيش البورمي. ورغم أن الأمم المتحدة صنفت هذه الممارسات في باب “التطهير العرقي” الصريح، فإن المجتمع الدولي ظل عاجزاً عن اتخاذ أية مبادرة تدخل فعالة. عام تجاذبته، إذن، مغامرات ترامب دولياً، ومقامرات بن سلمان سعودياً، وانحسار “تنظيم الدولة” ولكن دون اندثاره عربياً…
|
Posted: 31 Dec 2017 12:05 PM PST امتنع التليفزيون الاردني الرسمي عن تفويت فرصة نقل مناقشات الموازنة مع البرلمان على الهواء مباشرة حتى تتكفل الشاشة كالعادة بتفريغ كل الهتافات البطولية وبصورة ترضي السادة الخطباء بدون إلزامهم في التصويت. الأهم في زاوية كاميرا الحكومة هو ما يلي: رئيس الوزراء يتقبل الجملة الدعائية التي قدمها للجميع حليف الرئيس بشار الأسد الأهم في برلمان الاردن طارق خوري. الهدية بالغة البساطة وهي قطعة معدنية عليها صورة الملك عبدالله الثاني مع اللقب الجديد الذي يقترحه نصير النظام السوري في عمان: “خادم اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين”، سارع بعض النواب ومعهم الوزراء ورئيسهم لتعليق القطعة المعدنية الدعائية على صدورهم. هل كان ذلك عفويا؟ شخصيا أشك في ذلك لأن بطل المشهد هو حليف السلطة الأردنية ونصير الحزب القومي الاجتماعي السوري ورئيس نادي مخيم الوحدات سابقا ونجم الإثارة وداعية الجهاد في سبيل الله والوجه المحبب لقناة الميادين النائب خوري. الجديد تماما بالنسبة لنا كأردنيين هو ان رئيس الحكومة شوهد تلفزيونيا وهو يعلق الملصق الجديد رغم ان اللقب لم يعتمد بصفة رسمية. هي جملة مناكفة بكل حال من صاحب الفكرة ورسالة سياسية من النواب والوزراء الذين علقوها على صدورهم. وهذه الجملة تنسجم مع تسريبات بدأت دمشق بضخها في الأفق الأردني بعنوان فكرة سعودية مقابلة بدأ يشتمها البعض عبر الجيش الإلكتروني السعودي قوامها اعتماد لقب “سعودي” جديد ردا على اللقب الذي استعمله أردوغان في وصف الملك الأردني: “حامي المقدسات”… الفكرة تتحدث عن لقب جديد سعودي بامتياز هذه المرة بعنوان “خادم القبلتين”. ترافولتا والسينما السعوديةجلست مذيعة التلفزيون السعودي القناة الأولى بوقارها وشالها الأخضر امام النجم العالمي جون ترافولتا في مسرح مؤسسة “الترفيه السعودية” المستحدثة وكانت مكيفات الهواء تداعب خصلات شعرها فيما تصرخ فتاة غير محجبة في وجه الكاميرا وهي تصفق لترافولتا قائلة: “هذا أول الغيث… السعوديون قادمون”. بصراحة لم أفهم مقاصد الفتاة التي توسطت بتسريحتها العصرية سرية من مرتدي “الشماغ الأحمر” لأن أذني تسمرت برفقة ترافولتا وهو يخبر التلفزيون السعودي بـ: “واو.. هذه بداية مثيرة… أنا في البلد الوحيد في العالم الذي لا يوجد فيه دار للسينما”. لا اعرف ما إذا كان المخرج الذي رتب الحفل برمته يعرف ما الذي تعنيه بالأمريكي الدارج مفردة “واو”. لكن نحن ايضا نصفق ونرددها: احلى “واوات” للسعودية في سمتها المستحدث بالعهد الجديد حيث احتفالات فنية واختلاط في كل مكان وشبان تواقون للتعددية وللترفيه وترافولتا ما غيره يحاضر بالجمهور ويكاد ينشد أغنية محمد عبده: “أرفض السجن والحارس″. خلافا لترامب وزوجته الفاتنة لم يقف الصقر على كتفي ترافولتا برفقة فنجان القهوة المرة… سيقف يوما ما على الأرجح. مرة اخرى ومن أجل عيون السفير السعودي في عمان حصريا أكررها: أصفق بقلبي لهذا الانفتاح وللفن لكن أملي كبير في ان ترافق الكاميرا التي غطت استقبال ترافولتا الشعبي والرسمي في المطار إلى “قاعة محكمة” لتنقل لنا في بث حي ومباشر وقائع محاكمة عادلة للأمير الوليد بن طلال وربعه المتهمين بالفساد… عندها فقط سأنقل نفسي فورا من مستوى “التصفيق” إلى وضعية “التصديق” وقد انضم لحلقة “التسحيج” ايضا لأني أُحب السعودية ونظامها واحترم قادتها. تامر حسني والفرحة لا تكتمليا فرحة ما تمت… كل الهليلة التي رافقت استقبال الجمهور الاردني او نفر منه للمطرب المصري تامر حسني انتهت بلا نتيجة فقد افسد المعجبون المفتونون بتامر امسيته الغنائية بسبب إصرارهم على التقاط الصور معه فحصلت مشاجرة وانفض السامر وتدخلت الشرطة. لا توجد وسيلة إعلام بما فيه فضائية رؤيا المحلية إلا تحدثت عن السخط الشعبي بسبب زحف الجماهير لاستقبال تامر نجم “إم بي سي” و”ذا فويس الصغار”. الفتى الموسيقي استقبلته امرأة أردنية بالأحضان وفتيات نصف لابسات في عز فصل الشتاء بالفندق واستقباله أثار غضب الكثيرين حتى أن عشرات المعلقين هنأوا الشعب الاردني على استقبال “محرر القدس والمسجد الاقصى تامر حسني”. تامر لم يقل انه سيحرر القدس ولم يطلب من أحد الخروج لاستقباله في المطار ومن خرج يبحث عن لحظة فرح عابرة وسط الغلاظة والشؤم السياسي الإقليمي لا اكثر ولا اقل. بالتالي لا مبرر لـ”المناحة” الوطنية التي نصبها البعض وهم تارة يحملون الشاب مسؤولية قرار ترامب وتارة أخرى يخلعون حقوق “المواطنة” من الأردنيين الذين استقبلوه بالمطار. بالمناسبة، أسهل شيء عند البعض هو التلويح بعدم أردنية من يخالفنا القناعة والتصرف والرأي والدعوة لسحب جنسيته وكأن الشعب الأردني مجرد “ملائكة” تمشي على الأرض. |
You are subscribed to email updates from القدس العربي Alquds Newspaper » اقرأ في عدد اليوم. To stop receiving these emails, you may unsubscribe now. | Email delivery powered by Google |
Google, 1600 Amphitheatre Parkway, Mountain View, CA 94043, United States |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق