السعودية: مكافحة الفساد أم تجميعه في قبضة واحدة؟ Posted: 26 Jan 2018 02:26 PM PST لا يثير ظهور كمّ كبير من البرامج التلفزيونية والتقارير الصحافية والتحليلات والأخبار، تدور جميعها حول المملكة العربية السعودية ووليّ عهدها محمد بن سلمان، خلال الأيام القليلة الماضية، الدهشة بالنظر إلى الخضّات الكبيرة، والمستمرة، التي أنتجتها قرارات وليّ العهد في السعودية نفسها، وكذلك في الأقاليم المجاورة لها، كاليمن والخليج العربي، والأردن وفلسطين وسوريا، وإيران وتركيا. من ضمن هذا الكمّ الكبير فيلم تلفزيوني مثير لمؤسسة «بي بي سي» البريطانية الشهيرة بعنوان «آل سعود: عائلة في حرب» وتناول، بين قضايا كثيرة، المسائل المعروفة عن الفساد السياسي (والجنسي) في السعودية، وتناظر ذلك مع انعدام الحريات السياسية، والعقوبات الصارمة على أي نقد لحكام المملكة، والتي عززتها قوانين «الإرهاب» الجديدة التي أصدرها وليّ العهد، التي تعتبر أي مطالبة بالتغيير إرهابا، ويقدّم الفيلم مثالاً فظيعاً في حالة مجتبى السويكات الذي حكم بالإعدام بعد مشاركته في مظاهرة ومشاهدته صفحة على الانترنت. إحدى المسائل التي تطرّقت إليها وسائل إعلام عديدة بينها صحيفة «فايننشال تايمز» (التي نشرت مؤخرا تقريرا عن إجراءات ولي العهد السعودي للسيطرة على مجموعة قنوات «إم بي سي»)، هي ما يسمى بحملة «مكافحة الفساد»، وتبين التفاصيل المتوالية، بوضوح ما بعده وضوح، أن اعتقال وسجن أكثر من 150 أميراً ومسؤولا سابقا ورجل أعمال ضمن هذه الحملة الكبيرة وغير المسبوقة، أن إجراءات حجز الحريّة لهؤلاء جميعاً هدفها مصادرة أموالهم باستخدام القوّة القاهرة والابتزاز والترهيب. وإذا كانت ممارسات التعسف الغاشم في قضايا السياسة ضد المواطنين تستند شكليّاً إلى بنود القانون، فإن حملة «مكافحة الفساد» تقوم على تجاوز للقوانين وإجراءاتها، وحسب الأخبار المتسربة فالتسويات التي تقوم بها سلطات وليّ العهد تحظر على المعتقلين مقاضاة السلطات ومحاسبتها على مصادرتها لأموالهم من دون وجه حق. تناظر حملة «مكافحة الفساد» مع أنباء بذخ أوساط وليّ العهد غير المعقول على شراء عقارات وسفن ولوحات بمئات الملايين أظهر، من جهة، التناقض الكبير بين شعار مكافحة الفساد، والصفقات الكبيرة التي يقوم بها رجال وليّ العهد الموثوقون، كما أنه، من جهة ثانية، بيّن أن المطلوب ليس منع الفساد ولكن مركزته في قبضة واحدة هي قبضة وليّ العهد ورجاله. وإذا كان الرابط بين مركزة الفساد وإعلاء شأن الفردية والاستبداد واضحاً، فإن جلّ التحليلات التي تدرس أوضاع السعودية لم تلحظ بعد الرابط بين هذه السياسات الداخلية لمركزة السلطة والأموال، والسياسات الخارجية، وبالخصوص الموقف من قطر، والذي يجمع بين الرغبة في الاستحواذ على ثرواتها، والسيطرة على قرارها السيادي، ففي الحالتين، بحيث يتناظر حجز حريات أغنياء السعودية، وجعلهم رهائن، مع إجراءات الحصار ضد قطر، والمطلوب في الحالتين دفع فدية أو «خوّة» لفك الارتهان والحصار. تتنبأ أغلب التحليلات بنتائج سيئة على حكام السعودية ووليّ عهدها، فخطط التنمية الموعودة لا يمكن أن تتراكب مع هذه الحملة الكبرى لتجريد كبار رجال أعمال السعودية من ممتلكاتهم، بل تجعل من السعودية مكانا خطراً تهرب منه رؤوس الأموال، كما أن قرارات الانفتاح الاجتماعي كالسماح للنساء بقيادة السيارات ودخول الملاعب الرياضية والتركيز على قضايا الترفيه لا يمكن أن تعوّض السعوديين عن تراجع أسعار النفط وانعدام الحريات السياسية والحروب المفتوحة على كل الجبهات. السعودية: مكافحة الفساد أم تجميعه في قبضة واحدة؟ رأي القدس |
سعاد الصباح تُمطر من جديد: أهلا بالمحاربة القديمة مثلي! Posted: 26 Jan 2018 02:26 PM PST يا لها من هدية استثنائية وصلتني مع بداية هذا العام: كتابان جديدان من الشاعرة د. سعاد الصباح، هما «وللعاصفير أظافر تكتب الشعر» 140 صفحة ـ قصائد، والثاني: «قراءة في كف الوطن» 305 صفحات، وهو ومضات شعرية كالبرق الذي حين يشتعل لوهلة يلقي الضوء على ما حوله.. وعلى ذاته.. وعلى الأعماق.. ومعظمها رسائل حب للوطن. في البداية تلفت القارئ جمالية الغلافين. وحين بحثت عن الفنان الذي رسمهما فوجئت بأنه المؤلفة نفسها، ولم أكن أدري أن د. سعاد رسامة أيضا وكنت أظنها ترسم بالكلمات فقط.. مرضى الدكتاتورية الأدبية! لدى بعض الكاتبات والكتاب مرض اسمه «أنا فقط»، إنه مرض الديكتاتور الأدبي الذي يريد إيهام نفسه والآخرين أنه «المبدع الأوحد»، وعلى كثرة أخطائي لم أصب يوما بهذا المرض. وأفرح حين تُمطر من جديد رفيقة أبجدية ويحتفل بها قلبي وقلمي.. تماما كاحتفالي بأقلام الجيل الشاب وآخر ما وصلني منهن كتاب جميل من الجزائر من الشاعرة نصيرة محمدي، وكم أحببت في كتابها مودتها لرفيقاتها المبدعات، حيث أهدت قصيدة إلى رفيقة أبجدية هي بسمة شيخو. والأدب العربي ليس بُحيرة آسنة، بل هو النهر الذي يتجدد ويفتن بكل ما يصب فيه من إبداع تكتبه المرأة او الرجل لا فرق، فليس للإبداع أعضاء مؤنثة او مذكرة.. إنه لحظة ضوئية إنسانية، أسعدني أنني وجدت الكثير منها في الكتابين الجديدين للدكتورة سعاد الصباح. تكتب د. سعاد برهافة شعرية: ياقلبي، أيها المتمرد كالميت فوق العشب طرزت نخلك بيدي.. وبكتك عذوبة الرطب تقرأ تلك الرهافة الفنية وتتحسس قلبك وتتساءل أين مددت قلبك في إحدى ميتاته؟ شهريار لم يمت أيها الرجل الشرقي! تهمس سعاد جارحة كالعطش: إنني أحتاج كالأرض إلى ماء الحوار فلِمَ لا ترى في معصمي غلا السوار؟ ولِمَ فيك شيء من بقايا شهريار؟ ليس في ذلك النصر الشعري نُواحٌ شهرزادي بل فيه احتجاج على نسيان بعضهم إنسانية المرأة.. تضيف: وأنا متعبة من ذلك العصر الذي يعتبر المرأة تمثال رخام فتكلم حين تلقاني.. لِمَ الرجل الشرقي ينسى حين يلقى امرأة نصف الكلام؟ ولِمَ لا يرى فيها سوى قطعة حلوى/وزغاليل حمام! ولِمَ يقطف التفاح عن أشجارها/ثم ينام؟!. وتكتب عن «أبو جهل»: أيا قادما من كتاب الغبار بعينيك ألمح سوق الجواري.. تصرف كما كان جدودك/سيتملكون النساء/كأي عقار! وفي سؤال معلق تتساءل تلك المقاتلة: ماذا تريد المدن النائمة/ الكسولة الغافلة/مني/انا الجارحة الكاسرة.. المقاتلة. عشق الكويت ولبنان في الكتابين أبجدية جميلة في عشق الكويت وبيروت: تقول: «إنني بنت الكويت، غرفتي الشمس/ومن بعض أسماني الصباح/وجنودي اخترعوا الأمواج والبحار/وموسيقى الرياح/صادقوا الموت… وتقول في قصيدة بيروت: بيروت يا قصيدة القصائد يا عمري الجميل/مكتوبا على الرمال والأصداف والغمام/ويا مكاتيب الهوى/ ينقلها الحمام. وتضيف: بيروت يا شعري الطويل/منشورا على الروشة/والأرزة والأشرعة البيضاء/يا فرحي/ كطفلة ضائعة في شارع الحمراء. وتؤكد: بيروت يا شفافة العينين/يالؤلؤة بحرية/يا مهرة تصهل في ملاعب الحرية/يا وردة قد تركت أوراقها وعطرها/وأصبحت قضية. النضارة الأبجدية والشجاعة الشعرية ها هي د. سعاد تعود إلينا بحيويتها الأبجدية كلها.. وأنا محاربة قديمة تفرح بعطاء رفيقات الأبجدية وبالذات اللواتي يتنبهن إلى نبضات قلب الوطن.. وها هي سعاد غاضبة نازفة صامدة تكتب من الوطن العربي وإليه.. أين المبدعة ليلى بعلبكي؟ ذكرني الحضور المتجدد لسعاد الصباح بغياب كاتبات مبدعات بدأن كضياء نجم عطاء ثم اختفين ولا أجد مثالا على ذلك مثل الكاتبة اللبنانية ليلى بعلبكي، المحاربة القديمة التي توقفت عن الكتابة وأسف الكثيرون لذلك وأنا منهم. لقد أعلن الصديق الشاعر الناشر رياض نجيب الريس عن قرب إصداره لرواية جديدة من ليلى بعلبكي وكان ذلك منذ نحو عقدين ولم تصدر الرواية وكنت أترقبها.. فليلى زميلة أبجدية، وحين وصلت إلى بيروت للدراسة في الجامعة الأمريكية كانت ليلى تكتب عمودا في مجلة ناجحة يومئذ هي «الأسبوع العربي» وطلب مني رئيس التحرير يومها ياسر هواري كتابة عمود وهو ما فعلته إلى جانبها، وكنت أطالع (لزميلتي) ليلى بإعجاب ومحبة وكم أعجبت بقصتها القصيرة التي نشرتها المجلة يومئذ بعنوان «لم يعد صدرك مدينتي» وأصدرت ليلى كتبا ناجحة مثل: «أنا أحيا» و«سفينة حنان إلى القمر» وسواهما ثم توقفت عن الكتابة منذ عقود، وأسفت حقا لذلك؟ أين أنت أيتها المحاربة القديمة؟ كوليت خوري المحاربة القديمة: أين أنت؟ منذ اليوم الذي رحلت فيه كريمة كوليت خوري الشابة نارة قلت لنفسي: هل ستستطيع كوليت الوقوف على قدمي أبجديتها بعد تلك الضربة. وفعلت وذلك يدعو للاحترام ولكنها توقفت عن الكتابة قبل عشرة أعوام وكان آخر كتبها كما عرفت من «ويكيبيديا ـ الموسوعة الحرة» قد صدر عام 2008 وهو «عبق المواعيد».. عودي يا كوليت فرفيقاتك المحاربات القديمات مثلي يفتقدنك، كما القارئ الذي أحب أبجديتك في «أيام معه». سعاد الصباح تُمطر من جديد: أهلا بالمحاربة القديمة مثلي! غادة السمان |
انتهى… كما انتهى عبد الناصر في 67! Posted: 26 Jan 2018 02:25 PM PST وساقت الأقدار دليلاً جديداً على صحة «التسريبات» الأخيرة، يتمثل في الفزع من الانتخابات الرئاسية، كما يتمثل في الرعونة في إدارة الدولة المصرية! قل تسريبات «النيورك تايمز» ولا تقل تسريبات «مكملين»، صحيح أن القناة التي تبث من تركيا، هى من أذاعت هذه التسريبات، ونقلت عنها قناتا «الجزيرة» و»الجزيرة مباشر»، لكن الواقع أنها خاصة بالصحيفة الأمريكية العريقة، ونسبتها لـ «مكملين» كان المدخل الذي منه تم الدخول للطعن في صحتها، مع أن مكملين أذاعت ولأكثر من مرة تسريبات بالسابق لم يثبت عدم صحة أي تسريب منها، كان البطل فيها هو عباس كامل، سكرتير عبد الفتاح السيسي وولي أمره، وقد أخطأت عندما نظرت إليه على أنه مجرد سكرتير، لكن «ديفيد هيرست» ذكرنا بتسريب قديم، يكشف أن «عباس» هو من قدم السيسي للمشير محمد حسين طنطاوي، وقال له: هذا ابني! لا بأس، فالقوم في القاهرة، ولو استقرت البشرية على اختيار أهم وسيلة اعلامية في العالم أجمع، ثم أذاعت هذه التسريبات، فسوف ينطلقون مشككين، وقد يرمونها بالاتهام الأثير بأنها تابعة للاخوان، ولو كانت تبث من المجلس الملي العام بمحافظة القاهرة، وقد اتهموا قناة «بي بي سي» العريقة بأنها اخوانية، عندما أذاعت ما لا يروق لهم، كما اتهموا رئيس أركان الجيش المصري السابق الفريق سامي عنان، بأنه مرشح جماعة الإخوان المسلمين، مع أن الرئيس الاخواني هو من عزله من منصبه، ونصب عبد الفتاح السيسي وزيراً للدفاع، متخطياً الرقاب! ولم يكن المثير هو اتهام «بي بي سي» بأنها اخوان، فالأكثر إثارة هو أن أحمد موسى وقف ليعطي القوم دروساً في المهنية، عندئذ أيقنت أن الساعة قد اقتربت وانشق القمر! وإذا كان الشيء بالشيء يٌذكر، فإنني أود التذكير، بأن الفنانة الجليلة «يسرا» أعلنت في اليوم الأول لهذه التسريبات، أنه ستلجأ للقضاء ضد الصحيفة الأمريكية، وأعلن عميد سابق لكلية الحقوق، جامعة القاهرة، في برنامج تلفزيوني، أن يسرا إذا لجأت للقضاء فسوف تحصل على تعويض كبير، لكن تبين بالتقاعس عن اللجوء للقضاء، أن هذه التهديدات، كانت للاستهلاك المحلي؛ بهدف التشكيك، وستر العورات، التي تبدت للناظرين، بطرف الثياب! عقدة النكاح في التسريبات، بدا أهل الحكم في مصر يعملون حساباً للانتخابات الرئاسية، وهو ما مثل في البداية قرينة على عدم صحتها، فالأمور تبدو قبضة القوم، وعقدة النكاح لا تزال في يد عبد الفتاح السيسي، والدنيا تحت السيطرة تماماً، فماذا في الانتخابات الرئاسية يفزع أو يخيف، والسيسي يسيطر على المشهد، ويتمدد، ويتوغل، ويعين ويقصي، وتبدو مؤسسات القوة جميعها ملك يمينه؟! لم يكن القلق من هذه الانتخابات يعبر عنه طلب ضابط المخابرات الحربية أشرف الخولي من مقدمي البرامج، مناصرة السيسي في برامج تلفزيونية، ولكن في حرصه أن تمر هذه الانتخابات على خير، لدرجة أنه يعمل حساباً لشخص، اعترف على نفسه بأنه ليس اعلامياً هو «عزمي مجاهد» فعندما يبدو ضابط الأمن القومي منه ضجراً، فإن «الخولي» يطلب منه تسيير الأمور حتى تمر الانتخابات الرئاسية بلا مشاكل، ولم ندرك حجم هذه المشاكل إلا مؤخراً! لقد أعلن الفريق «سامي عنان ترشحه»، في وقت متأخر من الليل، ورغم أنه اعلان متوقع إلا أن «أهل الحكم» ارتبكوا، وفقدوا القدرة على الإخراج الجيد لتصرفاتهم، وتأخر إذاعة البيان، لأن حملة الرجل وثقت في وعد من إدارة قناة «أون» باذاعته، وكان «العجل في بطن أمه» يعلم أن هذا مستحيل، فقناة «أون» هي واحدة من القنوات المملوكة بشكل مباشر لشخص عبد الفتاح السيسي، دعك من الواجهات التي تتبدل. وقد فطنت الحملة وبناء على نصيحة فاعل خير إلى خطة بديلة، وهى وضع البيان المصور، على صفحة صنعت خصيصا لذلك، فتناقلتها الفضائيات الخارجية، وكانت ليلة ليلاء في قناة «الجزيرة مباشر»، إذ ظلت تناقش الأمر حتى الصباح، كل هذا والقنوات التلفزيونية المصرية، لم تذع خبر إعلان نية الترشح لرئيس أركان الجيش المصري السابق، في انتظار التعليمات، ومن الواضح أن العقل الموجه كان قد توقف ليلتها! هذا الإعلان الجريء لـ «عنان» كان كاشفاً، وليس منشئاً، لصراع الأجهزة في دولة السيسي، فلم يعد يحظى بالإجماع عليه داخلها، وكشفت التسريبات عن ذلك فيقول ضابط المخابرات الحربية أن هناك من هم في «العامة» يقفون مع ترشح الفريق أحمد شفيق، ثم ينعت جماعة «العامة» بكلمة نابية، وعندما يأتي ذكر «تامر عبد المنعم» لا ينسي الضابط «أشرف» أن يخبر محدثه «عزمي مجاهد» بأنه كان محسوباً على «العامة» قبل أن «يلحق نفسه». و»العامة» اختصار «المخابرات العامة»! ولم تكن تمر أيام على هذا التسريب حتى قرر السيسي عزل رئيس «العامة» اللواء خالد فوزي، ولم يجد في الجهاز من يثق فيه، فعين سكرتيره وولي أمر عباس كامل في منصب المدير لتسيير الأعمال، ربما حتى يتم الانتهاء من الانتخابات الرئاسية، التي تدور الآن في جو من المسخرة منقطعة النظير! في إمارة أبو ظبي لقد جرى التعاون مع إمارة أبو ظبي، على إجبار الفريق أحمد شفيق على عدم الترشح، وتم حمله إلى القاهرة مختطفاً، ليصبح قيد الإقامة الجبرية، بينما بناته رهينات في الإمارة المذكورة، إلى الآن، وفي الوقت الذي انشغل فيه السيسي وأجهزته كان «عنان» يخطط ليضرب ضربته، وحدث معه ما حدث مع الفريق أحمد شفيق في البداية! في الليالي الأولى، ظهر أن التعليمات لم تصدر لبرامج «التوك شو» للهجوم على «عنان»، وفي التسريبات قال الضابط «أشرف الخولي» لمحدثه «عزمي» أنهم في «مساومات» مع شفيق، فإن أصر على الترشح يقومون بتقطيعه، وإن تنازل فهو قائد من قيادات القوات المسلحة! التعامل مع الفريق «عنان» بدا في الليالي الأولى يدور حول استضافة المتحدث باسم حملته «حازم حسني»، وحصاره بالاتهامات، لكن الرجل أثبت براعة في التعامل، وكان لسان حال من يريدون وضعه في «خانة اليك» من مقدمي البرامج يسري عليهم القول القائل: «صياد رحت اصطاد صادوني». تقول له «لميس الحديدي» إن الإخوان سينتخبون الفريق سامي عنان، فيقول لها هو لا يميز بين أصوات لمصريين لهم حق الانتخاب. تسعي لأن تحصل منه على اتهام للاخوان بالارهاب، فيرفض أن يساريرها. ويقول واحد من مقدمي البرامج، شاهدته لأول مرة: «إن صفحات الاخوان تؤيد الفريق عنان»، فيكون رده: «وصفحات إسرائيلية تؤيد الرئيس السيسي»! وإزاء هذه الصلابة، لم يكن هناك من سبيل سوى اختطاف الفريق سامي عنان، واقتياده لجهة غير معلومة، وقد فشلت أسرته في الوصول إليه، ثم تصدر القيادة العامة للجيش بيان إعلان حرب ضده في سابقة لم يعرفها الجيش المصري طوال تاريخه! الدستور، وفي الباب الخاص بالجيش، نص على الهيئات الخاصة به، وتبدأ بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وقد عين السيسي أعضائه واحداً واحداً، بارادته المنفردة، ومع ذلك يبدو أنهم لم يؤوبوا معه في هذا الاتجاه، ولم يصدر البيان منه خلالهم والحديث أن «عنان» لا يجوز له ممارسة السياسة بدون موافقة، لأنه رهن الاستدعاء، في قانون لم ينشر في الجريدة الرسمية ولا يعلم عنه أحد شيئاً، لكن هذا المنع من الترشح تحدث عنه أحد قيادات الجيش السابقين في مداخلة مع «عمرو أديب»، وفي اليوم التالي كان الكلام بشكل رسمي، فمن الواضح أنه دفع به ليمهد لهذا القرار! استباحة عنان بانتقال سامي عنان إلى كونه متهماً فقد استبيح عبر الأذرع الإعلامية، وقيل فيه ما قاله مالك في الخمر، وتم الحديث عن فساده، ليتبين بأنه المعني بتهديد السيسي عندما قال إنه يعرف الفاسدين، ولن يسمح لهم بالاقتراب من هذا الكرسي، وقد أشار إلى الكرسي الذي يجلس عليه! وهكذا يتمسك الجيش المصري بأحد قياداته السابقين ولا ينهي استدعائه مع فساده، فمن حق الفاسد أن يعمل في أي مكان غير اقترابه من «كرسي السيسي» عندئذ تحل عليه اللعنات والصفعات. واستدعي عبد الحليم قنديل للاستوديوهات ليفتح نيران مدفعيته على «عنان» ويضحك الثكالى بقوله إن عبد الفتاح السيسي حقق الاستقلال الوطني! «عبد الحليم» كان قد تم تغييبه، فتوقف استدعاؤه للقنوات التلفزيونية، لكنه ظهر في مؤتمر السيسي الأخير، مع صدور حكم عليه بالسجن واجب النفاذ، ثم استدعاؤه ليهين «سامي عنان» في الحفل الساهر على القنوات السيساوية، وكان الاستدعاء كاشفا عن حجم الفزع من الانتخابات الرئاسية، وعبر عنه الضابط أشرف الخولي فأدهشنا لكن لم نعد الآن في دهشة! كان السيسي بحمل أحمد شفيق على عدم الترشح، واختطاف سامي عنان، يستهدف انتخابات على قواعد انتخاباته السابقة، حيث المنافسة مع حمدين صباحي أو من ينوب عنه، وباعلان خالد علي ترشحه فقد تحقق المراد، لكنه انسحب فأربك المشهد، وأظهر خيبة أهل الحكم الثقيلة! «في المساء والسهرة»، كانت مطالبة الأذرع الإعلامية لحزب «الوفد» بخوض الانتخابات، وبدا المشهد كالمناداة على طفل تائه في السوق: «طفل تائه يا ولاد الحلال» وفي الصباح يجتمع الوفد ليختار مرشحاً، وهو الذي أعلن بيعته للسيسي، وقال رئيس الحزب إن السيسي هو سعد باشا زغلول مؤسس «الوفد» وقائد ثورة 1919! ويعلن أهل الحكم هكذا في بجاحة أنهم يدرسون مع الحزب تقديم مرشح منافس للسيسي، وما الهدف إذن؟ يقولون حتى يعلم العالم أنها انتخابات تنافسية، وكأن العالم لا يتابع المهزلة لحظة بلحظة، ورغم أنه تبين أنها حملة البحث عن «محلل»، وانفجرت السيوشيال ميديا من السخرية، فإنهم بدوا كمن يخططون في حجرة مظلمة، وقد فقدوا اتصالهم بمن خارجها، ولا يدركون أنهم وقعوا ضحية لبرامج التسلية، حيث هناك جمهور المشاهدين الذين يرونهم ويضحكون على تصرفاتهم! الآن عرفنا لماذا كانوا في حالة قلق من هذه الانتخابات، فالسيسي لم يعد كما كان، لقد انتهى كما انتهى عبد الناصر في سنة 1967، وإن احتاج استخراج شهادة الوفاة لثلاث سنوات أخرى! كان صرحاً من خيال فهوى! صحافي من مصر انتهى… كما انتهى عبد الناصر في 67! سليم عزوز |
ليسوا طواغيت بل كلاب صيد Posted: 26 Jan 2018 02:25 PM PST قبل أن تبدأ بتحليل ظاهرة أو قضية أو شخصية ما، يجب أولاً أن تضعها في سياقها الحقيقي كي يكون التحليل مطابقاً للموضوع، وإلا كان الموضوع في واد والتحليل في واد آخر. نقول هذا الكلام لأننا أخطأنا كثيراً في تحليل ظواهر كثيرة بناء على فرضيات خاطئة من أصلها. فقد كنا نعتقد لعقود أن هناك استبداداً ومستبدين وديكتاتورية وديكتاتوريين في عالمنا العربي، وبناء على هذا الطرح رحنا ندعو إلى الثورة على الطغاة والمستبدين في بلادنا، ظناً منا أن الطغيان ظاهرة عربية وإسلامية حصراً، وأن العرب والمسلمين قرروا الخروج على أقانيم العصر، وراحوا يحكمون شعوبهم بطريقة ديكتاتورية على طريقة الطواغيت. كم كنا مغفلين وساذجين في طرحنا هذا! لقد اعتقدنا خطأً أن هناك استبداداً في بلادنا يجب استبداله بالديمقراطية وحقوق الإنسان، وأن العائق الوحيد أمامنا هو الدول البوليسية القمعية والوحشية التي بناها هذا الحاكم العربي أو ذاك منذ عقود وعقود. ولطالما أعطينا هذا الحاكم أو ذاك أكبر من حجمه بكثير. ولا شك أن الكثير من هؤلاء الحكام الذين تعرضوا على مدى سنوات للهجوم والانتقاد بسبب بطشهم وقمعهم، لا شك أنهم كانوا يضحكون في سرهم علينا لأننا ظنناهم مستبدين وطغاة، بينما لم يكونوا كذلك مطلقاً. الآن وبعد أن ذاب الثلج وبان المرج بعد الثورات العربية، وبعد أن انكشف المستور، تبين أن من كنا نعتقدهم طواغيت كانوا في الواقع مجرد طراطير وجلادين وأدوات قذرة ووكلاء صغار لقوى خارجية مقابل منافع معينة. كم أخطأنا في تشبيه الحكام العرب الذين بطشوا بشعوبهم على مدى العقود الماضية بستالين أو بهتلر أو غيرهما. لا شك أبداً أن هؤلاء الجلادين والجنرالات العرب الصغار الذين كنا نشبههم بسفاحين عالميين كبار كانوا سعداء جداً بانتقاداتنا وأوصافنا الخرافية التي كنا نغدقها عليهم زوراً وبهتاناً. لا ريب أبداً أن بعضهم كان ينتفخ فرحاً، وينفش ريشه عندما كان يسمع بعض المنتقدين وهم يشبهونه بهتلر أو جنكيز خان أو تيمور لنك، لأنهم في واقع الأمر لا يصلون إلى شسع نعل هؤلاء الطغاة الكبار، بل هم مجرد أجراء ونواطير صغار لا يملكون من أمرهم شيئاً. شتان بين ستالين وأي حاكم عربي تشبه به. لماذا؟ لأن ستالين كان فعلاً طاغوتاً دموياً مجرماً، لكنه في الوقت نفسه، كان صاحب مشروع ورؤية، وكان، اختلفنا أو اتفقنا معه، قائداً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى رغم جرائمه الكبرى ودمويته وطغيانه السافر. لم يكن ستالين أداة صغيرة لا في يد الغرب ولا الشرق، بل كان قائداً رغم تعامله البربري أحياناً مع شعبه وجرائمه النكراء بحقه التي سجلها التاريخ. لقد كان ستالين رجلاً بغض النظر عن أفعاله وطريقة حكمه الهمجية. لم يفعل ما فعله نيابة عن هذه الجهة أو تلك، ولم يصل إلى السلطة أصلاً بأوامر ومباركة خارجية، ولا أحد يستطيع أن يتهمه بأنه مجرد طرطور أو أدات قذرة في أيدي الآخرين لتنفيذ مشاريع ومخططات خارجية في وطنه. على العكس من ستالين وغيره من الطواغيت الحقيقيين، نرى أن غالبية الحكام العرب الذين تشبهوا به أو شبههم البعض به هم ليسوا طغاة ولا طواغيت بالمعنى الحقيقي للكلمة، بل كانوا مجرد كلاب صيد حرفياً. ومن المعروف أن كلب الصيد يفعل الأفاعيل بالطرائد ليس لحسابه الخاص، بل لحساب الصياد. وكذلك الحكام العرب الذين كنا نظنهم طغاة. لا يمكن أن يكون الحاكم الذي وصل إلى السلطة بإيماءة خارجية وبضوء أخضر غربي، لا يمكن أن يكون قائداً وطنياً، ولا حتى طاغية، فالطاغية الحقيقي ينفذ مشاريعه الخاصة حتى لو كانت إجرامية، بينما الحاكم العربي ينفذ منذ وصوله إلى السلطة مشاريع خارجية في بلده، وهو أشبه بالسجان الذي يقهر السجناء ويعذبهم ليس بناء على رغبته الشخصية، بل تنفيذاً للمهام الموكلة إليه من أسياده ومدرائه. لقد أظهرت الثورات العربية أن الكثير من حكامنا مجرد وكلاء، بدليل أنه عندما فشل الوكيل في القضاء على الثورات، تدخل الكفيل الخارجي فوراً. وبالتالي فإن معركة الكثير من الشعوب العربية ليست مع الوكيل الداخلي بل مع الكفيل الخارجي. وصدق الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي عندما قال مازلنا بعيدين عن الاستقلال الحقيقي ولا بد أن نناضل طويلاً كي نحقق الاستقلال الثاني؟ ٭ كاتب واعلامي سوري falkasim@gmail.com ليسوا طواغيت بل كلاب صيد د. فيصل القاسم |
استمرار الغموض حول مصير عنان يضع السلطة في مأزق والفساد في مصر يسد آفاق المستقبل ويخنق الحاضر Posted: 26 Jan 2018 02:25 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: قبل اختطافه بيوم واحد، كان الدكتور حازم حسني الناطق بلسان الفريق سامي عنان يجلس معه في مكتبه.. نظر إليه الأخير بابتسامة خبيثة وقال له، إنه يعلم ماذا يقلقني مما يدور في رأسي، ثم أردف قائلاً: سترى أمامك مقاتلاً لا يلين.. يبدو أنه كان يرى الآتي.. أكاد أرى هذا المقاتل الذي وعدني به حتى بعد أن اختفى قسرياً. في ما يتماهى مع الحالة المصريه قول عبد الله عكاش عن سوريا: أمشي على ورق الخريطة خائفا… فعلى الخريطة كلنا أغراب. أما الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق، فوصف الانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر بأنها أصبحت «مسخ» قائلا: «من الأكرم أن لا نتمسح في طقوس الديمقراطية ونحولها إلى مسخ، طالما لا نفهم معناها ولا نؤمن بها كنظام حكم». وتابع: «استئجار دوبلير لمحاولة إقناع الجمهور بأنهم يشاركون في مشهد ديمقراطي سيؤدي فقط إلى المزيد من السخرية من الأداء والإخراج، سواء داخل صالة العرض أو خارجها». وقال: «الصدق أفضل للجميع». بينما سألت مي عزام يا ريت كل إعلامي عنده بقية ضمير يفسر لنا لماذا كان هناك 23 مرشحا في 2012، تم قبول 13 منهم استوفوا شروط الترشح، وفي 2018 عندنا مرشح واحد؟ جمال سلطان قال «وهكذا تنتقل مصر من مرحلة الدولة الفاشلة… إلى مرحلة الدولة المنتهية الصلاحية». فيما صرخ محمد سعد عبد اللطيف الكاتب في «الشروق»: «الزملاء «الشماشرجية».. لو نزل ملاك من السماء، وقرر الترشح في الانتخابات الرئاسية لينافس الرئيس المفوض، لن تترددوا في «هبشه» واتهامه بأنه «خمورجي وإخوان وبتاع نسوان».. وتستخفوا دمكم الماسخ وتفتحوا عليه باكابورت القلش الرخيص حتى يقرر الانسحاب والصعود مرة أخرى إلى السماء، كلامكم وتعليقاتكم مفضوحة.. جاتكم القرف». وقد جاءت الصحف المصرية الصادرة أمس الجمعة 26 يناير/كانون الثاني لتكشف حالة القلق التي تعيشها الغالبية الصامتة والمشغولة بمعركة الخبز حتى إشعار آخر، فيما يؤكد لها الرئيس الذي يسعى للحصول على ولاية ثانية أن مزيدا من المعاناة من المقرر أن تخوضه تلك الغالبية خلال المرحلة المقبلة. واهتمت الصحف البعيدة عن قبضة السلطة في الاهتمام بقضية رئيس الأركان سامي عنان المختفي في جهة لاعلم لأسرته بها، وقد حمّل نجل المرشح الرئاسي الرئيس السيسي مسؤولية أي أذى يتعرض له والده، مطالباً بضرورة الإفراج عنه والسماح له بالمضي قدماً في الترشح لمنصب الرئاسة. فيما واصلت الصحف القومية حملات تشويهها للفريق عنان والإخوان وسائر قوى المعارضة وإلى التفاصيل: المجهول يبتلع الحلم «المعلوم في محاولة ترشح الفريقين أحمد شفيق ثم سامي عنان، كما يؤكد عبد العظيم حماد في «الشروق»، هو أن الدستور والقانون يسمحان، وأن القوى المدنية ليست راضية بإقصائها من المشاركة السياسية، والتأسيس لاحتكار سلطوى جديد، ولكن التيار الرشيد فيها يسلّم بحتمية دور مهم، وممتد لبعض الوقت للمؤسسة العسكرية في الحياة السياسية، على أساس صيغة متفق عليها من المشاركة الجادة والمنضبطة. كذلك كان من المعلوم أن هذا التيار يسلم بحقيقة تاريخية مفادها، أن الدولة المصرية لم يحكمها قط أحد من خارج جهازها العتيد، وإلا لفظته، كما حدث للتجربة البائسة لجماعة الإخوان المسلمين. انطبقت حسابات أو شروط «المعلوم» هذه على كل من شفيق وعنان، لكن المجهول كان أكثر وأقوى كما قلنا، ونستطيع أن نلخص هذا المجهول في عناوين عريضة هي: قوة التصميم لدى السلطة على إحباط أي مسعى للمنافسة، وقوة التفاف الدولة العميقة حول هذه السلطة، وقوة التأييد الإقليمي والدولي المؤثر للرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى جانب عدم اقتناع بقية القوى المدنية بحسابات أو رهانات ذلك التيار، الذي وصفناه بأنه رشيد، يستوي في ذلك مؤيدو السيسي، وبعض معارضيه من الحالمين والواقعيين، وكثير من أصحاب الأيديولوجيات سابقة التجهيز، وهؤلاء جميعا إما ضد رموز نظام حسني مبارك، وإما ضد التحالف مرة أخرى مع الدولة العميقة، وإما غير قادرين على استيعاب حتمية الإصلاح التدريجي. ثم أن ما بدا من ترحيب أنصار جماعة الإخوان المسلمين بمنافسة أي من شفيق أو عنان للسيسي جدد المخاوف لدى قطاعات واسعة من الرأي العام والقوى السياسية والدولة العميقة، من عودة الجماعة من الأبواب الخلفية، وهي مخاوف لم يكن حجمها الكبير ونطاقها الواسع في الحسبان، حتى مع الاعتراف بوجود مبالغات دعائية. من المفترض إذن، وما دام المجهول كان وسيظل أكثر من المعلوم في مثل هذه التجارب، أن يكون الرهان على عنان بعد شفيق هو آخر الرهانات على تغيير معادلة الحكم والسياسة من الأعلى». السيارة ترجع إلى الخلف «لا حديث يعلو على الانتخابات المرتقبة، وبدوره شبّه جمال سلطان في «المصريون» ما يجري بمثل قائد السيارة عندما يتعامل مع موقف مفاجئ أمامه في الطريق، بعصبية وتهور ممزوجين بالاستهتار وغرور السيطرة، فيلوي مقود السيارة بشدة ليهرب من الموقف، فيفاجأ بالسيارة تتجه إلى صدام أخطر على الجانب المقابل، فيعود ليلوي المقود بعصبية أشد للاتجاه الآخر فيجد أن السيارة توشك على صدام أسوأ، وهكذا ينتهي الفعل العصبي ورد الفعل عليه إلى أن تفلت السيارة من سيطرته. قريب من هذا ما نحن فيه الآن في أجواء الانتخابات الرئاسية، حيث تم التعامل بعصبية شديدة مع التحدي المفاجئ بإعلان شخصيات «ثقيلة» نية ترشحها، بما يمكن أن تضفي على العملية الانتخابية نوعا من الشرعية والقوة والثقة، فتم إبعاد تلك الشخصيات بشكل متوال، بصورة أو أخرى، حتى فوجئ أصحاب القرار بأنهم هربوا من حفرة فوقعوا في أسوأ منها، لأنه لم يعد هناك مرشح الآن أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو الوحيد الذي تقدم بأوراقه إلى الهيئة الوطنية للانتخابات، ولم يبق سوى ثلاثة أيام على غلق الباب، وإذا استمر هذا الوضع فلا توجد انتخابات سياسية، وستجد «الدولة» المصرية نفسها أمام ورطة حقيقية، وأمام سؤال أكثر خطورة عن الشرعية السياسية لها في تلك الظروف. الإجراءات الشكلية تسمح بمنح الفوز للمرشح الوحيد إذا حضر 5٪ من الناخبين، ولكن السياسة ليست مجرد إجراءات والشرعية ليست مجرد ديكورات». مددوها من فضلكم «هل يمكن للجنة الوطنية للانتخابات أن تمدد فترة تقديم أوراق الترشح أسبوعاً؟ الطلب يفصح عنه عماد الدين أديب في «الوطن»، مؤكداً على أن قواعد اللجنة هي مواد مقدسة، لأنها في النهاية تعمل من أجل إجراء انتخابات تنافسية حرة ونزيهة. وقد سبق أن قامت هذه اللجنة بتغيير بعض القواعد، آخرها تمديد مدة الاقتراع في انتخابات الرئاسة عام 2014 يوماً إضافياً. إذن، المبدأ موجود، والسوابق تشهد على ذلك، إذن تعالوا نسأل لماذا نطالب بالتمديد؟ بعد المخالفة القانونية التي جاءت في بيان القيادة العامة للقوات المسلحة حول ترشح الفريق مستدعى سامي عنان، وبعد إعلان المرشح المحتمل خالد علي انسحابه من معركة الرئاسة، تبدو المعركة الرئاسية أقرب إلى استفتاء منها انتخابات، خاصة أنه لم يتقدم بالأوراق سوى الرئيس. وشعبية الرئيس عبدالفتاح السيسي وإنجازاته كفيلة بأن تضمن له الفوز في أي انتخابات تجرى غداً، أمام أي مرشح تنطبق عليه شروط الترشح. لذلك، لا خوف على المرشح عبدالفتاح السيسي، ولكن الخوف على التجربة السياسية التي يقف أعداء لها في الداخل والخارج يسعون إلى نزع الشرعية عنها، ويشككون في مدى توافقها مع التجارب السياسية الديمقراطية في زمن ظهر فيه بقوة ضعف النخبة السياسية المصرية، في إفراز برامج ومرشحين لها. لم نكن نريد مسرحية انتخابات ـ لا سمح الله ـ ولا انتخابات شكلية، بل كنا نحلم بأن تكون انتخابات حقيقية تنافسية بين أفكار وبرامج ورؤى مختلفة كلها تصب في مصلحة الوطن والمواطن. إن مصر وشعبها ورئيسها الحالي يستحقون معركة انتخابية حقيقية وتنافسية، وإن التمديد قد يشجع قوى كانت مترددة في طرح نفسها، وقد يأتي بمرشح حقيقي في الساعات الأخيرة». السيسي وترامب لا يختلفان «لم يخرج أي تعليق رسمي من الإدارة الأمريكية حول الأحداث المتسارعة في القاهرة بخصوص الانتخابات الرئاسية سوى كلمات تقليدية غير مهمة، على حد رأي محمد المنشاوي في «الشروق»، جاءت على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر ناورت «نتابع الوضع في مصر عن كثب ونحن على اطلاع على القبض على سامي عنان ونتابع التقارير بشأن ذلك». ثم تابعت قائلة «نؤيد عملية انتخابية ذات مصداقية في وقتها في مصر، ونعتقد أن الانتخابات تتضمن منح الفرصة للمواطنين للمشاركة بحرية في الانتخابات». كلام تقليدي بيروقراطي خلاصته أنه شأن مصري خالص. ويمكن تفهم ذلك الموقف التقليدي من تصريحات خرجت قبل أيام أثناء زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس للقاهرة، التي جاء فيها «أن التعاون بين الولايات المتحدة ومصر لم يكن أبدا أفضل حالا على ما هو عليه اليوم». نعم قد تبدو الولايات المتحدة من بعيد بالنسبة للكثيرين كقوة فاعلة مهمة في التأثير على شكل ومستقبل الحكم في مصر، إلا أن الواقع اليوم، كما كان الواقع خلال آخر عمليتين انتخابيتين رئاسيتين، تلك التي أتت بمحمد مرسي والأخرى التي أتت بعبدالفتاح السيسي، تُظهر أن واشنطن لا تملك أي كروت حقيقية للتأثير في هذه الانتخابات، أو في هوية المرشحين فيها. وتجمع علاقات ممتازة بين الرئيس السيسي وإدارة دونالد ترامب. من هنا لم تكترث واشنطن كثيرا برد الفعل المصري المهادن لقرار نقل السفارة الأمريكية للقدس، بل استقبل السيسى ورحب بنائب ترامب الذي يعد من أكثر حلفاء إسرائيل في التاريخ الأمريكي نظرا لتطرفه الديني». وماذا بعد؟ بعد الخروج الدرامي لشفيق وعنان وخالد علي من السباق، نستطيع أن نقول للرئيس السيسي: مبروك عليك الرئاسة يا ريس! ولن تؤثر في النتيجة، تلك الثرثرة عن المادة 36 من الدستور، وضرورة أن يفوز بـ5٪ من الأصوات، حال ترشح السيسي «وحده» بدون منافسين.. فهي نسبة تعتبر «تسالي» و»أزأزة لب»، كما يرى محمود سلطان في «المصريون» إذا قُورنت بالأفلام الهوليوودية التي نراها الآن! الرئيس «خلاص» بات رئيسًا. أما الانتخابات فهي «حفل عائلي» لإشهار الزواج، الذي عُقد في الغرف السرية، وفوهات البنادق على رؤوس «عشاق» بهية الحقيقيين. أتذكر الآن الرئيس، وهو يقول في مؤتمر «حكاية وطن»: مصر غالية عليّ قوي.. وهو يعيدها ويكررها بطريقة مؤثرة وتثير الشجن! وقد أخذني العجب كل مأخذ: كيف يجتمع «الوطن الغالي».. مع «الإساءة» لذات الوطن أمام العالم، بتلك المسرحيات الهزلية، والمشاهد الكاريكاتيرية التي ترجع إلى عصور ما قبل القرون الوسطى، وأسطول السيارات ينقل توكيلات المؤيدين له بمئات من الصناديق، ما إن مفاتحها لتنوء بالعصبة أُولي القوة؟ أفلام «الأكشن» التي بدأت بشفيق، وانتهت برجل المؤسسة العسكرية القوي عنان، وغلق المجال العام بالضبة والمفتاح، وإطفاء كل الأنوار ما عدا عمود إنارة وحيدًا.. سيجعل من مقولة «مصر الغالية قوي على الرئيس» محل تساؤلات مشروعة. وإذا كانت مصر كما قال «غالية قوي عليه» فإن السيسي ـ والحال كذلك وكما نرى رأي العين ـ سيكون هو «الأغلى» على السيسي! وعندما لا نرى أبعد من موضع أقدامنا، فإن كثيرًا من الأسئلة القابضة على ناصية المستقبل القريب والبعيد، تكون قد تاهت في زحام نشوة «النصر السهل» في انتخابات صورية: هل تستطيع شرعية مخلقة داخل حضانات الأجهزة، الحفاظ في الداخل على وحدة بلد منقسم ومشطور فعليًا أفقيًا؟ وهل تستطيع التماسك أمام ابتزازات إقليمية ودولية متوقعة وتنتظر فقط إعلان النتائج رسميًا؟ هل تأمن مفاجآت الغضب الجماعي والموحد وتأثيره على عمر البقاء الدستوري في السلطة؟ أنا الآن لا تعنيني نتيجة الانتخابات فهي محسومة، وأيًا كانت العقبات الدستورية، فإن الترزية جاهزون وتحت الطلب.. ما يفزعني هي أن منطق الأشياء والسُنن الكونية والاجتماعية تشير إلى أن مصر على موعد مع حدث سياسي كبير، وأن وقته ربما لا يكون بعيدًا، أما هوية هذا الحدث ونوعه وخطورته، فإنه ليس بوسع أحد أن يقدم لنا صورة مقربة لمآلاته.. أما ما يفزع فهو أن فاتورته ستكون مفتوحة على حسابات ربما تكون قد نفد رصيدها». كل الاحتمالات واردة هشام قاسم المفكر والحقوقي البارز أكد أن الوضع يشهد أزمة بشأن الانتخابات، مشيراً إلى أن الحملة الدعائية للسيسي بدأت منذ عدة شهور، وبالمخالفة لقانون الانتخابات، بعضها بواسطة أهالي من نوعية علشان تبنيها، وصولا للمؤتمر الذي استمر ثلاثة أيام تحت اسم حكاية وطن، بدون الإفصاح عن من تحمل تكلفته، وغطته كافة وسائل الإعلام تقريبا، والتي تمتنع عن إذاعة أي نشاط أو بيانات لباقي المرشحين. وأكد العضو المنتدب في «المصري اليوم» أن فرصة إجراء انتخابات تلتزم أجهزة الدولة فيها بإجراءات الحياد تتضاءل كلما اقترب الموعد، وعلى دائرة صنع القرار التي ضاقت حتى أصبحت مقتصرة على عبدالفتاح السيسي وعباس كامل، أن تدرك أنه في الانتخابات الرئاسية الماضية التي جاءت بالسيسي رئيسا، اصطف خمسة وعشرون مليونا وخمسمئة وثمانية وسبعون ألفا ومئتان وثلاثة وعشرون مواطنا في طوابير الانتخابات، بحسب لجنة الانتخابات الرئاسية، لأنهم قرروا المشاركة في رسم مستقبل هذا الوطن، واتخذوا صندوق الانتخاب سبيلا، هؤلاء ليسوا إخوانا أو عملاء أمريكا أو أهل الشر، أو بتوع فذلكة سياسية، لكنهم مواطنون عادوا بعد الإدلاء بأصواتهم إلى أعمالهم وأسرهم ليمارسوا حياة عادية، وهم الوجه الأصيل والحقيقة الوحيدة عن ثورة 25 يناير/كانون الثاني، التي لم يذهب قبلها عشر هذا الرقم للصندوق، والعبث بالانتخابات، سوف يمثل طعنة غادرة لهم، وازدراء لإرادتهم في المشاركة، وسيدخل البلد في نفق مظلم، ومرة أخرى سندفع جميعا ثمن استبداد قلة من الفشلة واستهانتهم بمسار التاريخ». يناير المفترى عليها «من أي زاوية يمكن ـ الآن ـ تقييم ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، تتابع سحر جعارة في «المصري اليوم»، من زاوية يهيمن عليها رجال مبارك ويتصدرون المشهد؟ أم من زاوية أنها خطيئة سياسية يجب التكفير عنها بإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه؟ هل يعيد التاريخ نفسه ويعيد إنتاج قوى الفساد والاستبداد، وتكريس بقاء «النخبة الفاسدة» وشلل «الإعلام المضلل» وكتائب «النضال الإلكتروني» على تويتر وفيسبوك؟ أم أن الشعب قرر أن يصحح أخطاءه، في مناخ مختلف تماما يؤمن بأن من لا يملك قوت يومه لا يملك حريته، وأن الإرهاب قد صادر المزايدات السياسية، وجعل «الشعب» هو أقوى حزب سياسي يتحكم في الشارع وفي صندوق الانتخابات.. ويحول معركة الحرية إلى معركة تنمية؟ كنت وما زلت ضد مشروع «التوريث»، لم أتصور ـ آنذاك ـ أن الوريث الشرعي لمبارك كان يتربص بمصر من تحت الأرض، وخرجت جماعة الإخوان لترث الحكم.. لم نكن نعرف ساعتها من يقود الثورة، ولا حددت قيادات التحرير البدائل للنظام الذي أطاحت به.. لقد تحول التحرير إلى بئر ممتلئة بالتمويل من أوروبا وأمريكا وقطر.. ودنست الدولارات من كنا نراهم بعيون رومانسية: عنوان النقاء الثوري! معظم من شارك في 25 يناير لم يسأل: وماذا بعد مبارك؟ ولم يعرف حتى الآن من الذي قتل «الشهداء»؟ من زوّر الانتخابات الرئاسية لصالح المعزول مرسي.. ومَن الذي سلّم البلد للإخوان؟ كنا ولا نزال عاجزين عن حل ألغاز 25 يناير/كانون الثاني هل كانت ثورة أم مؤامرة انزلقنا إليها بدون حذر؟ أم كانت انقلاباً ناعماً ضد مشروع التوريث؟ هل كانت فعلا خطة اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق، هي تسليم «الإخوان» للشعب؟ أم أن الانفلات الأمني واقتحام السجون وتسلل التنظيمات الإرهابية لمصر أطاح بكل الخطط؟». الشرطة أولى بالاحتفال الرافضون لثورة يناير يشددون على أن الأجدر في ذلك اليوم الذي اندلعت فيه الأحداث قبل سبعة أعوام أن يكون للاحتفال بعيد الشرطة وهو ما يصر عليه درندراوي الهواري في «اليوم السابع»: «يوم 25 يناير/كانون الثاني هو عيد للشرطة، سجل فيها رجال الداخلية، ملحمة بطولية، ضد جيش الاحتلال، دفاعا عن الأرض والعرض والمقدسات، ولا يمكن أن نؤرخ لحراك 25 يناير، باعتباره ثورة، تزاحم الملحمة البطولية لرجال الشرطة. أعلم أننا نعيش زمن خلط أنساب المفاهيم، وانتهاك صارخ وخشن لشرف الحكمة، فأصبح يتساوى من سطروا وقادوا ملحمة بطولية للدفاع عن الوطن، بجماعات إرهابية وفوضوية وخونة وعبدة اليورو والدولار، الذين دمروا الوطن، واستباحوا عرضه وشرفه، وأعطوا الفرصة لكل أعداء البلاد للنهش في جسدها، وتدمير وتخريب مؤسساتها ومنشآتها العامة. من هنا، فإن يوم 25 يناير هو عيد منفرد للشرطة، وإذا أردتم تحت ضغوط الخوف، أن تجعلوا عيدا لثورة يناير، فليكن يوم الجمعة 28 يناير، وليس 25 يناير، على الأقل يتذكر الناس حجم الخراب والدمار وحالة الرعب الذي سكن قلوب ملايين المصريين، وحرق وقتل وسلب ونهب، منظم للممتلكات العامة، والخاصة، في ذاك اليوم، ولا يمكن أن نشوه يوم 25 يناير من كل عام، باعتباره «جاكيت دبل فيس» أو بالعربي بوجهين». تشويه متعمد لا يريد فاروق جويدة أن يدخل في سجال في «الأهرام» مع أحد حول ثورة 25 يناير/كانون الثاني، لأن ما لحق بها من محاولات التشويه والتهميش والإدانة يكفي لإسقاطها تماما من الذاكرة المصرية: «ليس لديّ استعداد أن أمحو من ذاكرتي تلك الأيام العظيمة التي أعادت الروح لهذا الشعب، بعد أن ظن الكثيرون أنه دخل في غيبوبة استسلام طال مداها.. ولن أنسى صور شهداء هذه الثورة وتلك الورود التي تفتحت ذات يوم في حدائق مصر.. لم يكن لنا رصيد كبير من الذكريات الطيبة طوال عصور سبقت، ولكنني أعتقد أن ذكريات يناير سوف تبقى من الصفحات المضيئة في ذاكرة المصريين.. اختلفوا حولها كثيرا، هناك من رأى أنها مؤامرة عالمية، وهناك من قال نحن أمام شباب بريء وقع فريسة خدعة كبرى، وهناك من جمع صورا لشهدائها ووضعها في ألبوم ذكرياته، حتى إن شوهتها أشباح النسيان والجحود. لم أستطع أن أتراجع لحظة عن كل ما كتبت حول ثورة يناير نثرا وشعرا، وأنا أحيي شبابها وهم يزرعون في ميدان التحرير أشجار زمان مقبل أكثر إنسانية وحرية وكرامة وعدالة. لا أدري لماذا اختلطت يومها في نظري صورة ميدان التحرير مع صورة شبابنا في جامعة القاهرة عام 1968 حين انتفض جيل عبد الناصر رافضا الهزيمة، ولحظة انكسار شوهت كل شيء أمام هذا الشباب الواعد لم يقل أحد يومها أن هؤلاء الشباب كانوا عملاء أو خونة، بل إن العشرات منهم تصدروا الصفوف بعد ذلك، وشهدت مصر يومها حوارا واسعا حول خطايا الهزيمة وانتصارات المستقبل. تمنيت يوما لو أننا تعاملنا مع ثورة يناير/كانون الثاني وشبابها كما تعاملنا مع مظاهرات 68 بالعدل والحكمة والإنصاف. هناك أشياء كثيرة غامضة حول ثورة 25 يناير، وأنا على يقين أن غروب الشمس لا يعنى أبدا رحيل الضوء». الفساد يحتاج عزيمة نتحول للحرب على الفساد حيث ترى مي عزام في «المصري اليوم»: «أن الفساد ليس حكرا على أفراد. هناك مجتمعات مشجعة على الفساد، بتسامحها مع الفاسدين، بل أحيانا تشارك في صناعتهم. أي مسؤول، لو استمر لفترة طويلة في مكانه سيشعر بالاستقرار والطمأنينة، ثم بثقة تتحول لغرور وتضخم الذات، تغذيها البطانة الفاسدة المنافقة التي تلتف حوله، وسينتهي الحال إلى أن يصدق أنه صاحب الفضل في نجاح المكان، وأن وجوده أساس الاستقرار والتنمية والتطور، وبدونه سينتهي الحال إلى الفوضى والخراب، وهنا يصبح ما يحصل عليه من امتيازات حقوقا مشروعة، وما يمنحه لغيره هبات لا حقوقا. يبدأ الشغف بالسلطة صغيرا خجولا وسرعان ما ينمو ويتوحش، ويصبح هو الذي يدير المسؤول وليس العكس، ويسقط المسؤول مهما كبر مقامه وموقعه في غواية الاستبداد والتسلط، التي تفتح الطرق أمام شتى أنواع الفساد. الفساد في مصر يسد آفاق المستقبل ويخنق الحاضر. ولقد تحدث السيسي عن ذلك وأعلن أكثر من مرة أن الدولة لن تتستر على فاسد، وفي هذه الفترة علينا كناخبين أن نستفيد من الحراك السياسي المصاحب للانتخابات الرئاسية، وأن نفاضل بين برامج المرشحين، خاصة في ما يطرحونه لمحاربة الفساد في مصر، وأن نتمسك بضرورة معرفة موقف المرشحين من حرية التعبير، التي هي من الأدوات الرئيسية لفضح الفساد ومحاربته والقضاء عليه». الهزيمة كانت متوقعة «لقد ضربت أمتنا موجات عاتية يصفها السعيد الخميسي في «الشعب»، بـ»تسونامي» الهزيمة النفسية والانكسار السياسي والاقتصادي وذلك لعوامل داخلية وخارجية على حد سواء. ولقد أيقنت دول الاستعمار أن فكرة حشد القوات والمعدات لغزو دولة واحتلال أرضها صار أمرا شاقا وعسيرا وفاشلا. فقرروا ودبروا ونفذوا فكرة الفوضى الخلاقة وتمزيق الممزق وتقسيم المقسم. وحتى ينفذوا خطتهم المحكمة فكان لزاما أن يزرعوا شوك الديكتاتورية في أرض العرب، فلا يرون شمس الحرية كي يعيشوا في كهف مظلم لا يفرقون بين ليل ونهار. فكان همهم الأول والأخير إسقاط أي نظام ديمقراطي في أمتنا العربية والإسلامية وتشجيع السوقة والعامة والرعاع والدهماء في تلك الشعوب لتشويه صورة أي وطن ينهض ويثور ضد ثقافة تلك الخطة الجهنمية، لعزل أمتنا عن نهضتها وتأديبها وسجنها في زنزانة انفرادية ليل نهار، فلا ترى شمسا ولا قمرا. يقول الشيخ الغزالي رحمه الله، متحدثا وواصفا تلك الحالة الهابطة «إن الاستعمار الثقافي حريص على إنشاء أجيال فارغة، لا تنطلق من مبدأ ولا تنتهي لغاية، يكفي أن تحركها الغرائز التي تحرك الحيوان، مع قليل أو كثير من المعارف النظرية التي لا تعلو بها همّة ولا يتنضّر بها جبين. وأغلب شعوب العالم الثالث من هذا الصنف الهابط». وبهذا الوصف الدقيق فقد حدد الفقيه العلامة الشيخ الغزالي مكمن الداء في أمتنا العربية والإسلامية»، ثم يلخص الإمام الغزالي ملامح وخصائص الاستعمار الداخلي في الانحراف عن فطرة الإنسان التي فطره الله عليها، والمتمثلة في الكرامة والحريات الثلاث: الفردية والاجتماعية والسياسية. وانحراف المصلحة لتكون في خدمة فئة خاصة دون بقيّة الناس، وإعادة تكوين الأجيال الجديدة وفق تربية تقبل بالأوضاع الذليلة». نحتاج لهذا «ما الذي تحتاجه مصر؟ سؤال شغل بال ياسر مشالي في «الوطن» وخرج بهذه النتيجة: «نحن نحتاج فعلاً إلى تغيير جذري ينقلنا من صراع الثنائيات البغيض إلى «واحة التعدّدية والإبداع وتقديس العمل والالتزام بالأخلاق النبيلة، وليس الاكتفاء بالطقوس الدينية أو العبادات وحدها». نحتاج إلى ثورة تخلصنا من أمراض «التعالي والغرور والأنوية».. وتعيدنا إلى قيم التواضع وروح العمل الجماعي.. نبرأ بعدها من ثقافة النميمة والقدح في الآخرين.. ونزرع ثقافة «اذكروا محاسن رفقائكم في الحياة.. في العمل.. في البيت.. في المدرسة.. في الجامعة، وحتى في الأوتوبيس والميكروباص والجامع والكنيسة». ما حدث لنا يتجاوز «ثورة مجهضة أو ثورتين».. ما حدث للمصريين «الشعب والدولة» كارثي بكل المقاييس الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، عُدنا إلى ما يشبه عصور الانحطاط التاريخية، لقد أصبح العنف هو اللغة السهلة التي يجيدها معظم المصريين، العنف والتسلط يزحف على عقولنا وقلوبنا من كل فج عميق، لقد وصل الأمر إلى حدوث مشاحنات شخصية حادة بين المصلين داخل بيوت الله! الثورة الثالثة التي تتطلب قيادة جماعية واعية تفجّرها وتترجم أهدافها إلى سياسات وتشريعات صالحة للتطبيق العملي، إذا ما تفجّرت في أوساط المجتمع المصري، فلن يحتاج إلى ثورات أخرى، لأنها ستكون أم الثورات وآخرها». بر الوالدين يغني عن القدس «ربما كان قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس بحسب رؤية محسن صالح في «الشعب» مؤشراً إلى بدء التطبيق العملي للصفقة عبر فرض الأمر الواقع، كما أن ردود الفعل العربية والإسلامية والدولية لم تخرج عن حدود المتوقع لدى الأمريكيين والإسرائيليين. وكان واضحاً أن الدول العربية الفاعلة والمعنية سعت لاتخاذ المواقف الرسمية المتوقعة، مع امتصاص ردود الفعل الشعبية، وتبريد الأجواء الإعلامية، وعدم التركيز على الحدث إلا في الحد الأدنى، مع عدم اتخاذ أي إجراءات عملية في وجه القرار الأمريكي. وكانت لافتةً للنظر ـ في هذا الصدد ـ التسريباتُ التي نُقلت على لسان ضابط في المخابرات المصرية، وتضمنت تعليمات لرموز إعلامية بارزة بالتهدئة وامتصاص الحدث، وقطع الطريق على قوى المقاومة في تثوير الشارع. كما كان لافتاً أن تكون خطبة الجمعة لإمام الحرم المكي عن برّ الوالدين، بدون أن تتحدث ـ من قريب أو بعيد ـ عن أحد أخطر القرارات التي تمس الأمة الإسلامية. ولم تقم أي من الدول التي تقيم علاقات مع «إسرائيل» بسحب سفيرها أو تخفيض مستوى التمثيل، أو أي إجراء عقابي للطرف الإسرائيلي. لا يظهر أن قادة المشروع الصهيوني والأمريكيين سيجدون وقتاً أفضل من الوقت الحالي لمحاولة فرض رؤيتهم للتسوية السلمية، فهناك ضعف وانقسام فلسطيني، وتشرذم وترهل عربي وإسلامي، وأنظمة فاسدة مستبدة. والبيئة الاستراتيجية المحيطة بفلسطين تنهكها الصراعات والنزاعات، وتجري فيها محاولات رفع جدران الدم الطائفية والعرقية، وتوجيه بوصلة الصراع بعيداً عن العدو الصهيوني. غير أن كاتب هذه السطور يرى أن هذه «الصفقة» لن تمر بإذن الله. فحتى هذه اللحظة؛ لا يوجد فلسطيني يقبل بصفقة كهذه؛ والحد الأعلى الإسرائيلي لا يصل إلى الحد الأدنى الذي يمكن أن يوافق عليه أي فلسطيني». كفران العشير «صفة ذميمة يلقي عليها الضوء عبد الرحمن سعد في «الأهرام»، تنتشر بين كثيرات من النساء، استوجبن بها عذاب النار، لأنها كبيرة من الكبائر، حرّمها الإسلام، وحذَّر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألا وهي: «كفران العشير والإحسان»، بمعنى: جحود إحسان الزوج، وإنكار جميله، وفضله. روى البخاري عَنْ عَبْد اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «َأُرِيتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ مَنْظَرًا كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ، وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ»، قَالُوا: بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: بِكُفْرِهِنَّ، قِيلَ: يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ، قَالَ: «يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ. لَوْ أَحْسَنْتَ إلى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ». و»العشير» هو الزوج؛ إذ يعاشرها وتعاشره. والمُراد بكفرانه: إنكار إحسانه، وجحد نعمته أو سترها بترك شكرها، رغم عظم حقه، وكون «شكر المُنعِم فريضة». ويُسمى جاحد النعمة كافرًا، وأصل الكفر: التغطية للشيء، والستر له. بوّب البخاري بابا في صحيحه بعنوان: «كفران العشير، وكفر دون كفر»، وأجمع العلماء على أن المعاصي تُسمى كفرًا، ولا يُراد بذلك: الخروج من الإسلام. وعود إلى الحديث، قال الإمام النووي: «فيه أن كفران العشير والإحسان، من الكبائر؛ فإن التوعد بالنار من علامة كون المعصية كبيرة». وقال ابن دقيق العيد: «تعليله، صلى الله عليه وسلم، بالشكاة، وكفران العشير: «دليل على تحريم كفران النعمة؛ لأنه جعله سببًا لدخول النار». استمرار الغموض حول مصير عنان يضع السلطة في مأزق والفساد في مصر يسد آفاق المستقبل ويخنق الحاضر حسام عبد البصير |
مناصحة ومصارحة في ملف المصالحة بين الإخوان والدولة الأردنية… العكايلة: أعرف ما الذي يعنيه «الصمت» مقابل مبادرتي Posted: 26 Jan 2018 02:24 PM PST عمان- «القدس العربي» : يلتقط برلماني إسلامي مُحنّك وخبير من وزن الدكتور عبد الله العكايلة تمامًا ما هو عميق وجوهري في مسألة المصالحة بين الدولة والنظام والحركة الإسلامية في الأردن، عندما يقول بوضوح إنه يعرف ما الذي يعنيه صمت السلطات ومركز القرار والشخصيات النافذة فيه إزاء الأفكار والمقترحات والبرامج التي تطرح مثل هذه المصالحة فعليا بعد الانتخابات ومشاركة الإخوان المسلمين فيها. لا يذيع الدكتور عبدالله العكايلة رئيس كتلة الاصلاح البرلمانية التي تضم الإخوان المسلمين سرًا عندما يكشف النقاب عن اتصالات وأفكار اقترحها على حلقات وشخصيات نافذة في مؤسسة الحكم تحت عنوان إنهاء الخلاف والاحتقان بين الدولة والتيار الإسلامي. تلك كانت مبادرة أساسية خطط لها العكايلة بصفته مستقلًا، من خارج التنظيم الإخواني الآن، بمجرد نجاحه في الانتخابات الأخيرة. تحدث الرجل سابقًا مطولًا مع «القدس العربي» عن رأيه في هذا الموضوع، انطلاقًا من تأسيس صفحة جديدة تخدم النظام والمجتمع معًا، حيث لا يجوز برأيه الشخصي ترك هذا الملف معلقًا. ما كشف عنه العكايلة في لقاء سمّته الناطقة باسم كتلة الاصلاح البرلمانية الدكتورة ديمة طهبوب بلقاء المناصحة والمصارحة «مع نخبة من ممثلي الإعلام تميز بقدر ملموس من الجرأة عندما تعلق الأمر بتعليق رئيس وعميد الكتلة العكايلة على مداخلة طرحتها «القدس العربي» في هذا اللقاء. قال العكايلة: إن مبادرته لإصلاح ذات البين، بين التيار الإسلامي الذي هو جزء من عمق المجتمع والدولة أيضًا، استمع لها أشخاص نافذون في دوائر القرار، لكن الرد كان الاكتفاء بالصمت، بمعنى عدم رفض المبادرة وعدم قبولها في آن واحد. وأضاف العكايلة: إنه موجود في واجهة العمل السياسي والوطني منذ أكثر من 30 عامًا ويعرف تمامًا ما الذي يعنيه الصمت، او عدم وجود جواب. يمتنع الرجل هنا عن تشخيص الحالة، لكنه لا يعارض الاستنتاج الذي وصلت اليه «القدس العربي» في تفسير ذلك الصمت الرسمي والمركزي إزاء المصالحة مع الحركة الإسلامية على أساس الرغبة في تعليق مثل هذه المصالحة على أن تنمو او تتقلص وفقا للمعطيات الإقليمية. في نقاش على هامش اجتماع المناصحة نفسه، وبعده، أوضح العكايلة عبثية المنطق المُخاصم للإسلاميين في عمق بعض مراكز القرار الذي ينتهي بموقف أكثر عبثًا، عندما يتعلق الأمر بالتذرع ببوصلة الإقليم والموقف الدُّولي من الإخوان المسلمين، فتلك مجرد ذريعة لمن يناكفون تجاه الاصلاح الحقيقي، وليس أكثر من حجة لمن يعتاشون على توتير وتأزيم العلاقة بين الدولة والإسلاميين. في استنتاج أبعد بين الأحرف والأسطر، لا يعاكس العكايلة ما سبق ان تضمنه نقاش مباشر بين القيادي البارز في جماعة الإخوان الشيخ زكي بني ارشيد و»القدس العربي» حول الانطباع القائل: إن العودة للداخل الأردني في أي وقت إحدى أبرز دلالاتها هو التحدث مع تيار اجتماعي عميق مسؤول مثل الحركة الإخوانية. ثمة من يرى في هذه الجزئية تحديدًا من الإسلاميين أن أية عودة للاهتمام بالملف الداخلي لا يمكنها أن تنجو وتولد من دون التيار الإسلامي او بعيدا عنه إذا ما كانت النوايا طيبة وإصلاحية. شفافية العكايلة وصراحته في هذا الموضوع تؤسس لنظرة تحليلية أعمق تجاه التكتيكات التي اتبعتها جماعة الإخوان المسلمين لبعث رسائل مودة ورغبة في التعاون مع مؤسسات الدولة، خصوصًا بعدما أظهر المطبخ الإخواني مرونة كبيرة ليس فقط إزاء ملفات من وزن القدس واتفاق الغاز مع إسرائيل. ولكن أيضا إزاء بعض الهوامش غير المعلنة من الانتخابات البلدية، حيث طلب من المطبخ الإخواني سحب ترشيح الشيخ علي أبو السكر من رئاسة انتخابات بلدية الزرقاء ثاني مدن المملكة، ووافق الإخوان المسلمون على الطلب إذا ما أعيدت لهم مقراتهم وأظهرت الحكومة بوادر انفراج في التصالح معهم بعد تسليم هذه المقرات إلى الجمعية المرخصة المنشقة عنهم. رفضت رسمياً هذه المقايضة فانتهى الأمر بفوز أبي السكر برئاسة ثاني أهم بلدية، وعودة تلك التحرشات التي وصفها علنًا النائب عن كتلة الاصلاح الشيخ سعود أبو محفوظ بأنها صغيرة، لا تؤثر قيد أنملة في جسد وصلابة الحركة الإسلامية، على أساس أن هذه الحركة تعايشت مع التضييق والمطاردة، وتلك التحرشات البائسة منذ أكثر من 70 عامًا. أبلغ العكايلة في سياق المصالحة إياها، أنه شاهد منذ سنوات طوال أن العلاقة مع هرم النظام في الأردن ومع المؤسسة الملِكِية لن تتعرض في الماضي وايام الملك الراحل الحسين بن طلال إلى اي محنة حقيقية او قطيعة باستثناء مرة واحدة في الثمانينيات، لفترة قصيرة، بسبب خلاف سياسي. وهو شخصيًا لم يرصد قطيعة بحجم التي تحكم العلاقة الآن مع المؤسسات، وهو وضع قال العكايلة: ينبغي عدم قبوله، مشيرًا لأنه شخصياً مهتم بهذا الملف، حرصاً على المصلحة الوطنية العليا، وسيواصل جهده في هذا الاتجاه برغم السلبية والصمت. يفهم العكايلة أن أزمة الثقة بين النظام والإسلاميين اقتنصها كثير من خصوم التيار الإسلامي وقوى الشد العكسي، عندما صدرت بعض التصريحات المتسرعة من أشخاص محسوبين على التيار في بدايات ما يسمى الربيع العربي. كانت تلك تصريحات فردية متسرعة، وقد تكون غير مسؤولة، لكن الاصرار الرسمي على التعامل مع حركة كبيرة وعميقة مثل الحركة الإسلامية برأي العكايلة بناء على مثل تلك التعليقات والأقاويل المتسرعة سلوك مغرق في السلبية وينبغي أن لا يعتمد كمنهج في تأطير العلاقة، لأن موقف الحركة الإسلامية الحقيقي والمؤسسي في موجة الربيع العربي كان يعرفه المحرضون عليها جميعهم داخل مؤسسات ونخـب القرار. مناصحة ومصارحة في ملف المصالحة بين الإخوان والدولة الأردنية… العكايلة: أعرف ما الذي يعنيه «الصمت» مقابل مبادرتي السلطات رفضت مقايضة ترشيح أبي سكر بإعادة مقرات بسام البدارين |
لماذا أحجم أكراد تركيا عن التظاهر ضد «غصن الزيتون»؟ Posted: 26 Jan 2018 02:24 PM PST حلب – «القدس العربي»: تظهر عدم استجابة أكراد تركيا للدعوات التي وجهت لهم للخروج بتظاهرات في المدن التركية، بغرض التنديد بالعملية العسكرية التي تشنها تركيا ضد وحدات كردية في عفرين، تراجعاً كبيراً في شعبية «حزب العمال الكردستاني» التركي (بي كا كا) الذي لطالما شكلت عفرين السورية خزاناً بشرياً داعماً له. ويبدو أن السياسة الانفتاحية التي اتبعها حزب «العدالة والتنمية» منذ توليه شؤون حكم تركيا في العام 2002، في تعاطيه مع المسألة الكردية واحتوائها، قد آتت أكلها، وأبعدت السواد الأعظم من أكراد تركيا الذين تشكل نسبتهم ما يقارب الـ20% من عدد السكان الذي يقدر بحوالي80 مليون نسمة، عن تأييد هذا الحزب وفروعه في سوريا والعراق. فلماذا أحجم أكراد تركيا عن الخروج بتظاهرات ضد ما يجري في عفرين، رغم تعمّد حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي وأنصاره تصوير العملية على أنها عملية موجهة ضد الأكراد، لا ضد حزب كردي بعينه؟ وفي تعليقه على ذلك، رأى الخبير بالشأن التركي، ناصر تركماني، أن الإنجازات السياسية والثقافية والاقتصادية المهمة التي حققها أكراد تركيا خلال العقدين الماضيين، من الصعب التخلي عنها بسهولة. وأضاف لـ»القدس العربي»، أن أكراد تركيا من خلال تصدرهم المشهد السياسي بوصول شخصيات من أصول كردية إلى مناصب عالية في الدولة تحولوا إلى شركاء في صنع القرار التركي، منوهاً إلى الأصول الكردية لرئيس الوزراء التركي الحالي بن علي يلدريم. وأردف، «لم يعد الكردي التركي ذلك المزارع الريفي الفقير، بل أصبح مالكاً لمصانع وشركات، بفضل المساواة والإصلاح الاقتصادي الذي طبقه حزب العدالة والتنمية». «نهج إرهابي» وأتى تركماني على اعتبار آخر المتمثل بالنهج الإرهابي الذي لا زال بي كا كا ينتهجه، وقال في هذا الصدد «لقد تسبب هذا النهج في دمار هائل للمدن التركية في الشرق والجنوبي الشرقي التركي». وتابع بأن أكراد تركيا لم يعودوا يشاهدون أنفسهم جزءاً من الدائرة المغلقة التي يتبعها بي كا كا، وخصوصا الفكر الشيوعي، واستدرك «على العكس تماماً من ذلك، فإن غالبية أكراد تركيا من المتدينين». ونظرًا لحساسية العملية العسكرية، ومنذ اليوم الأول لإطلاقها، حاولت أنقرة طمأنة الأكراد، مشيرة إلى أن الهدف من العملية حماية الأمن القومي التركي، ومشددة على أنها ليست موجهة ضد الأكراد في سوريا أو غيرها. وفي هذا السياق قال تركماني، إن أهداف تركيا واضحة من العملية، وأنقرة لم تشن هذه العملية لولا أن أمنها القومي بات على المحك. ولفت كذلك إلى الصدى الإيجابي الذي أحدثه انتقاء اسم العملية «غصن الزيتون»، مشيراً إلى الدلالة القوية التي يرمز لها غصن الزيتون في العرف العالمي والمحلي التركي والكردي. الخوف من التكرار من جهته لمح المحلل والمختص بالشأن التركي، عبو الحسو، إلى النتائج الكارثية التي تكبدها أكراد جنوب تركيا بعد تجربتهم المريرة مع «بي كا كا» في السابق، وقال لـ»القدس العربي»، إن أكراد تركيا يخشون عودة التجربة ويدركون تماماً أن تمكن فروع الحزب في سوريا، يعني احتمال عودة التجربة القديمة في تركيا. وبيّن أن « الحزب انتهز فرصة الهدنة في العام 2013، أي عندما بدأت السلطة بتطبيق السياسة الانفتاحية على الملف الكردي، حيث تم الاعتراف باللغة الكردية وتدريسها في بعض المدارس والجامعات، بزيادة التسليح، الأمر الذي أدى إلى صدام مباشر معهم في بعض المدن التركية من بينها «مصيبين» في العام 2015». ورأى الحسو أن كل ذلك قاد أكراد تركيا إلى قناعة تامة بأن الاصطفاف وراء هذا الحزب لا يأتي إلا بالدمار. يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قال تعليقاً على الدعوات التي وجهت لأكراد تركيا بالتظاهر من قبل «حزب الاتحاد الديمقراطي» ومن «حزب الشعوب الديمقراطي» بعد بدء «غصن الزيتون»، قال «نخوض حرباً وطنية، ومن يفكر بالعبث أو الوقوف في طريقنا سندوسه». وحزب العمال الكردستاني، هو حزب مسلح نشأ في سبعينيات القرن الماضي في منطقة ذات غالبية كردية في جنوب شرقي تركيا، نادى بالانفصال سعياً لإقامة دولة كردية، ودخل في صراعٍ مسلح مع الدولة التركية استمر حتى نهاية التسعينيات، حيث قبضت تركيا على زعيمه عبدالله أوجلان وسجنته، ليدخل الحزب الذي تصنفه تركيا حزباً إرهابياً في مراحل أخرى من الصراع. لماذا أحجم أكراد تركيا عن التظاهر ضد «غصن الزيتون»؟ رغم الدعوات التي وجهت لهم عبد الرزاق النبهان |
حادثة السفارة في عمان… التملص أولاً والدفع المضاعف لاحقا Posted: 26 Jan 2018 02:24 PM PST انثنت إسرائيل هذا الأسبوع أمام الأردن واضطرت أن تدفع تعويضات على حادثتين قتل فيها حراس إسرائيليون مواطنين أردنيين. لقد أصبح هذا الاستسلام نمطًا يكرر نفسه كل بضع سنوات: جهاز الأمن يفشل أمام المواطنين او الجنود من دول أخرى، تلك الدول تطلب الاعتذار والتعويض من إسرائيل، وهذه ترفض في البداية. ومثل شركات التأمين، فإن حكومة إسرائيل هي الأخرى تجر الأرجل، تحاول التسويف في الوقت وفي النهاية تتنازل وتدفع بفائدة مضاعفة. باختصار: يطلقون النار، يتجاهلون، ينفون وبعدها يدفعون الثمن. لقد سبق لهذا أن حصل خمس مرات، وفي ثلاث من الحالات كان رئيس الوزراء هو بنيامين نتنياهو. في 8 حزيران 1967، في اليوم الرابع لحرب الأيام الستة، أغارت طائرات سلاح بالخطأ على سفينة التجسس الأمريكية ليبرتي، أمام شواطئ العريش في سيناء. وقتل في الغارة 34 ملاحا ورجال طاقم، وأصيب 171. ادعت إسرائيل أنها اعتقدت أنها سفينة مصرية، ولكن الكثيرين في الولايات المتحدة رفضوا تصديق التفسير، وبالتأكيد ليس المصابون وأبناء عائلاتهم. وكلما تخندقت إسرائيل في موقفها هكذا تعاظمت نظريات المؤامرة، التي يتبناها غير قليلين حتى اليوم. وبرغم كل لجان التحقيق في إسرائيل والوثائق الرسمية الأمريكية التي اتضحت بأن هذه كانت عملية مبيتة، فإن محبي المؤامرات لا يدعون الحقائق تشوشهم. فعلى مدى السنين رفضت إسرائيل الاعتراف بمسؤوليتها، ولكن في مرحلة معينة انثنت ووافقت على دفع 12.7 مليون دولار لعائلات القتلى والجرحى. مرت سبع سنين وتورطت إسرائيل مرة أخرى. في تموز 1973 قتل مقاتلو وحدة العمليات «قيساريا»، أحمد بوشيكي في مدينة الاستجمام «ليهامر» في النرويج. فقد اعتقدوا بالخطأ أن هذا هو حسن علي سلامة، رجل العمليات الكبير في م.ت.ف، الذي كان مشاركا في التخطيط لقتل 11 رياضيا في ميونخ. كان هذا خطأ في التشخيص. ومن صفي كان نادلا مغربيا زوجته النرويجية كانت حاملا. حتى اليوم تعتبر هذه العملية أحد الاخفاقات اللاذعة للموساد. ستة من رجال الخلية اعتقلوا وأرسلوا إلى فترات سجن. إسرائيل لم تأخذ على عاتقها أية مسؤولية مع أنه كان واضحا للجميع انها هي التي تقف خلف الاغتيال. في 1996 استسلمت وأعربت حكومة إسرائيل عن أسفها (من دون الاعتراف بالذنب على قتل بوشيكي، ووافقت على دفع تعويضات بمبلغ 400 ألف دولار لابنه الذي يعيش في النرويج. بعد سنة، في 1997، كان امتناع إسرائيل آخر. مقاتلان من وحدة «كيدون»، وحدة عمليات رأس الحربة في الموساد، أمسك بهما في الأردن بعد محاولتهما تصفية زعيم حماس خالد مشعل برشه بالسم. وفر مقاتلان آخران إلى السفارة الإسرائيلية في عمان. رئيس الوزراء الذي أقر العملية على أرض الصديقة الاستراتيجية الأكبر لإسرائيل في العالم العربي، حتى بثمن المخاطرة بالعلاقات، كان نتنياهو. اما الملك حسين الذي شعر بالإهانة الشخصية من الخيانة الإسرائيلية ـ رئيس مخابراته قال لرئيس الموساد داني ياتوم: «طعنتمونا بسكين في الظهر» ـ هدد بإرسال وحدة عسكرية لاقتحام السفارة إذا لم يسلم رجلا الموساد. كما هدد بقطع العلاقات مع إسرائيل. فاستدعى نتنياهو على عجل لمساعدته رجل الموساد القديم افرايم هليفي (الذي في غضون وقت قصير سيحل محل ياتوم في رئاسة الجهاز)، والذي كان يعرف الملك منذ سنوات عديدة. وتوصل هليفي إلى اتفاق انهى الحدث الخطير: فقد «أحيت» إسرائيل مشعل، الذي كان على شفا الموت السريري، من خلال إكسير مضاد للسم، أعد في حالة تضرر أحد المقاتلين بالخطأ. كما أنها اعتذرت ووعدت بأنها لن تعمل أبدا مرة أخرى على الأرض الأردنية. كما حررت إسرائيل من حبسه مؤسس حماس وزعيمها الروحي الشيخ أحمد ياسين. بعد مرور 13 سنة مرة أخرى تورطت إسرائيل في حادثة نهايتها أن تنتهي بذات النمط. في 2010 حاولت قوة من الوحدة البحرية 13 السيطرة على السفينة التركية «مرمرة»، وعليها نشطاء من مؤيدي حماس أبحروا لكسر الحصار على غزة. القوة العسكرية، التي تعرضت للاعتداء من بعض النشطاء، فشلت في إنهاء مهمتها بلا إصابات. وقتل 9 نشطاء أتراك. طلب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان من إسرائيل الاعتذار ودفع التعويضات. إسرائيل رفضت ولكن في النهاية، على طريقة شرائح السلامي، استسلمت مرة أخرى. بداية اعتذر نتنياهو في مكالمة مع اردوغان، بعد ذلك، في ختام مفاوضات طويلة وافقت إسرائيل على دفع 21 مليون دولار لعائلات المصابين. تركيا من ناحيتها تعهدت بوقف الاجراءات القانونية ضد ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي وأوفت بتعهدها. ولكنها تنتهك تعهدا آخر لها: أن تطرد من أراضيها قيادة حماس ونشطاءها. والآن، نصل إلى القضية الأخيرة في السلسلة. في تموز/يوليو 2017 قتل حارس وزارة الخارجية أردنيين في نطاق السفارة الإسرائيلية في عمان. صاحب البيت وشاب جاء لتركيب أثاث في الشقة. ادّعى الحارس أنه تعرض لاعتداء بمفك. حاولت إسرائيل تهريب كل فريق السفارة، ولكنها لم تنجح في ذلك. رئيس المخابرات نداف ارغمان، سافر على عجل إلى الأردن، التقى نظيره الأردني، استجوب الحارس وحاول الوصول إلى تفاهمات وإنهاء الحادثة. وافق الأردن على أن يعود رجال السفارة إلى إسرائيل. ولكن عندما اجتازوا جسر اللنبي اتصل رئيس الوزراء مع الحارس والسفيرة عينات شلاين، وبعد ذلك سارع إلى نشر الحدث. ولاحقا دعاهما إلى مكتبه، التقطت له الصور معهما ونشرها. من يدفع ثمن الصورة وشريط المحادثة هي السفيرة الكفؤة شلاين، التي أعلن الأردن أنها شخصية غير مرغوب فيها. وفي هذه الأيام، نشرت وزارة الخارجية عطاء داخليا لمنصب السفير او السفيرة بديلا عنها. لقد أغضب سلوك نتنياهو عبدالله، الذي كان على اي حال في أزمة بسبب الأحداث العنيفة في الحرم. الملك الأردني وبعض رجال حكمه أعلنوا عن «الحرد» وقطعوا الاتصال مع إسرائيل (وإن كان على مستويات العمل بين جهازي المخابرات والأمن تواصلت الاتصالات الجارية). ومثلما في المرات السابقة، تمترست إسرائيل في مواقفها. ولكن في النهاية، بعد تدخل الإدارة الأمريكية وسياسة الجولات المكوكية لرئيس الموساد يوسي كوهن، وبالأساس لرئيس القسم العالمي ورجاله، المسؤولين عن توثيق العلاقات الاستخبارية بين الدولتين، تحققت تسوية مصالحة. إسرائيل اعتذرت، وافقت على دفع تعويضات بمبلغ 5 ملايين دولار لثلاث عائلات أردنية (لعائلتي القتيلين ولعائلة أخرى هي عائلة القاضي الذي قتل بالنار في 2014 في جسر اللنبي وتعهدت بالتحقيق حتى النهاية مع الحارس، وعند الحاجة أيضا استنفاد القانون معه. على خلفية الحدث الأخير، وازن الأردنيون بين السلوك الإسرائيلي وسلوك الملك حسين في 1997 حين قتل جندي أردني سبع فتيات إسرائيليات وأصاب 13 في منطقة الحدود في نهرايم. بعد الحادثة الإجرامية قطع الملك زيارة له إلى إسبانيا، طار إلى إسرائيل وزار منازل أهالي التلميذات وهي تجلس حداد السبعة أيام في بيت شيمش. وبحضور وسائل الإعلام ركع الملك على ركبتيه وأعرب عن الاعتذار باسم المملكة الأردنية. كما زار الجريحات في المستشفى وأمر بمنح تعويض مالي للعائلات المصابة. وقبيل الحادثة التالية ـ التي نأمل ألا تقع، ومع ذلك ـ مرغوب فيه أن تستخلص إسرائيل الدروس، وتغير طرائقها وتتبنى النهج النبيل للحسين. بدلا من التسلق على أشجار عالية وبعد ذلك البحث عن السلالم للنزول عنها، يمكن الاعتراف في مرحلة مبكرة بالأخطاء، الاعتذار وكذا دفع التعويضات من دون محاولة النفي والتهرب من المسؤولية. هذا ليس محترما في العلاقات بين بني البشر. هذا مثير للحفيظة حين تفع ذلك شركات تأمين او غيرها، وهذا غير مرغوب فيه للحكومات. يوسي ميلمان معاريف 26/1/2018 حادثة السفارة في عمان… التملص أولاً والدفع المضاعف لاحقا اتفاق التعويضات بين إسرائيل والأردن هو نمط يكرر نفسه والحكومة ترفض أخذ المسؤولية صحف عبرية |
تقارب العبادي مع قائمة «الحشد» بعد انتخابات 2018: أكراد السليمانية مقابل السنّة Posted: 26 Jan 2018 02:23 PM PST بغداد ـ «القدس العربي»: يسعى ائتلاف «الفتح» بزعامة هادي العامري إلى أن يكون «بيضة القبان» في رسم التحالفات السياسية بعد الانتخابات التشريعية المقررة في 12 أيار/ مايو المقبل. ويواصل قادته عقد اجتماعات يومية منذ إعلان تشكيله لترتيب الوضع الداخلي واعداد قوائم المرشحين في بغداد والمحافظات العراقية استعداداً لخوض السباق الانتخابي. مصدر مطلع من داخل ائتلاف «الفتح»، قال لـ«القدس العربي»، إن قادة الائتلاف يخططون لاستقطاب أكبر عددٍ من الجمهور لا سيما الشيعي، في الانتخابات المقبلة، والحصول على أكبر عددٍ من الأصوات، مقارنة بالتحالفات الشيعية الأخرى البارزة (النصر ـ بزعامة العبادي، ودولة القانون ـ بزعامة المالكي). ورأى أن هناك «ثلاثة تحالفات شيعية أساسية في الوقت الحالي (الفتح، النصر، دولة القانون)، كل منها يعمل على استقطاب الجمهور الأوسع، غير أن ائتلاف الفتح هو الذي سيتصدر التحالفات الثلاث، وعلى أساس ذلك سيقترب الآخرون منه بعد الانتخابات وليس العكس». وطبقاً للمصدر، فإن «قادة الفتح ينتظرون ما ستحققه الانتخابات من نتائج قبل أن يقرروا شكل تحالفاتهم المستقبلية، لكنه أكد عدم وجود أي خطوط حمر على أيٍ من التحالفات سواء كانت شيعية أم من بقية المكونات الأخرى». وكشف عن وجود حديث ورسائل إعلامية بين «الفتح» و«النصر» و«دولة القانون»، بشأن إمكانية تحديد الائتلاف الذي سيتحالف مع «الفتح» مستقبلاً، لكنه نفى وجود أي اجتماع بين قادة الائتلافات الثلاثة بشأن ذلك. وتابع: «نحن في الفتح سنجني العدد الأكبر من الأصوات، لذلك فإن بقية الائتلافات هي التي تفكر التحالف معنا وليس العكس»، مبيناً أن «تحالفنا بعد الانتخابات سيعتمد على الأصوات التي سيجنيها كل من النصر ودولة القانون. لا توجد لدينا أي مشكلة مع الطرفين». ونوه إلى أن ائتلاف الفتح يمكنه استقطاب القوائم الشيعية الأخرى، كالتيار الصدري ـ بزعامة مقتدى الصدر، وحركة إرادة ـ بزعامة حنان الفتلاوي. لكنه كشف أيضاً، عن عدم وجود أي تواصل بين قادة الفتح وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر حتى الآن، لافتاً إلى أن ائتلاف الفتح دعا الصدر إلى الانضمام إليه، لكنه رفض. ورغم تقارب قادة «الفتح» الذين يمثلون زعماء أبرز فصائل «الحشد الشعبي»، مع زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، غير أنهم يرون أن المصلحة تقضي بالتقرب من ائتلاف العبادي بكونه قادراً على جذب القوائم والكتل السنّية، على حدّ قول المصدر، الذي أكد «نحن مع ما تميل له البوصلة». وفي مقابل ذلك، يراهن ائتلاف «الفتح» على كسب «أكراد السليمانية» ـ التغيير والحزب الإسلامي الكردستاني والجماعة الإسلامية الكردستانية، الذين لديهم مشكلات مع العبادي والمالكي، غير أن علاقتهم جيدة مع قادة «الفتح» وزعيمه هادي العامري. الانتخابات «مصلحة أجنبية» واعتبر المرجع الشيعي محمد مهدي الخالصي، الانتخابات التشريعية المقبلة بأنها «لا تحقق مصلحة عراقية بل مصلحة الأجنبي وبعض العناصر الفاسدة المستفيدة». وقال، خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية في بغداد، إن «تجارب الاعوام السابقة والسياسات التي أدت إلى النتائج المأساوية القائمة كافية لإعادة النظر جدياً فيما يعاني منه العباد والبلاد»، مؤكدا «اننا لا نحمّل جميع الوجوه التي مرت على المسرح السياسي تبعة كل ذلك، ولا نتهم بالفساد المتعمد، ففيهم المخلص، ولكنه لا يستطيع الاصلاح، بل نقول ان الكيل قد طفح، والشعب لم يعد يطيق المزيد من تكرار نفس الوجوه ونفس السياسة». وأضاف أن «الشعب يتوق إلى تغيير جذري ينقذه مما هو فيه، والتغيير لا يمكن على نفس الوتيرة وبواسطة نفس الوجوه والتكتلات، ولأن العلة في العملية السياسية التي أفرزها الاحتلال لمصلحته، وهي التي افرزت المفاسد والمآسي القائمة، وبعبارة مختصرة نقول إن التجارب حتى الآن اثبتت ما قلناه». ورأى أن «الانتخابات في ظل العملية السياسية ليست مصلحة عراقية بل هي مصلحة أجنبية، وعلى من يريد التغيير عليه البدء بتغيير العملية السياسية من جذورها المحاصصية الطائفية المعرقلة لأية ممارسة وديمقراطية مفيدة، والا فلا يبقى أمام الشعب طريق للتغيير سوى المقاومة السلبية التي جربتها شعوب ونجحت في تركيع خصمها الأجنبي، وهي البدء بالامتناع المطلق من المشاركة في الانتخابات ترشيحاً وتصويتاً ما دامت لا تحقق مصلحة الشعب بل مصلحة الأجنبي وبعض العناصر الفاسدة المستفيدة». وتابع: «على العناصر المخلصة التي شاركت حتى الآن في الانتخابات السابقة ان تعترف بالإخفاق على ضوء النتائج المأساوية القائمة، وعليها ان تنحاز للأمة في المقاومة السلبية بمقاطعة الانتخابات، ولا خوف من الفراغ الدستور الذي يدعيه البعض، لأنه وباختصار شديد فإن الفراغ الدستوري المزعوم موجود منذ ان ركب الاحتلال العملية السياسية بمفاصلها المعرقلة لكل إصلاح والوضع المشهود دليل على ذلك»، مؤكداً «لا إصلاح الا بإصلاح المسار الدستوري، وإعادة النظر في العملية السياسية برمتها على ضور التجاب السياسية السابقة». دعوة لـ«المشاركة الفعّالة» موقف الخالصي جاء مغايراً لموقف المرجع الشيعي الآخر محمد تقي المدرسي، الذي دعا إلى المشاركة الفعّالة وحسن الإنتخاب ومراقبة المسؤولين قبل وبعد وأثناء عملية الإنتخاب. وقال في بيانه الاسبوعي، «نشيد بقرار مجلس النواب العراقي بتحديد الموعد الدستوري للإنتخابات»، لافتا إلى أن «صناديق الإقتراع أُم الديمقراطية، وإن أي تهاون فيها ينذر بعودة الديكتاتورية أو إشاعة الفوضى». وأكد على ضرورة «الإهتمام بالمناطق المتضررة من الحرب ضد الإرهاب، لكي لا يضيع حق أحد في الإدلاء بصوته، ونحن بحاجة إلى كل صوت، سيما أن الانتخابات تجعل كل فرد منّا أمام مسؤولياته عن بلده»، داعيا، الشعب العراقي إلى أن «يكون أكثر جديّة بشأن الإنتخابات سواء في المشاركة الفعّالة أو بحسن الإنتخاب أو بمراقبة المسؤولين قبل وبعد وأثناء عملية الإنتخاب». ووجه، الكتل السياسية بـ»ضرورة إلتزام الروح الدينية والوطنية بالتقيّد بالأخلاق الحسنة، سواء في الإعلام أو في كل كلمة تصدر منهم تجاه أنفسهم أو الآخرين لتكون المناسبة شريفة». تقارب العبادي مع قائمة «الحشد» بعد انتخابات 2018: أكراد السليمانية مقابل السنّة مرجع شيعي يدعو لعدم الترشح أو التصويت في الانتخابات ويحذر من «المقاومة السلبية» |
وزيرة ليبية سابقة تطالب بتشكيل حكومة طوارئ وإعادة رجال القذافي إلى السلطة Posted: 26 Jan 2018 02:23 PM PST تونس – «القدس العربي»: قدمت وزيرة ليبية سابقة «وصفة» جديدة لإعادة الأمن والسيادة للبلاد تتلخص بتشكيل حكومة طوارئ وإعادة رموز نظام الرئيس السابق معمر القذافي إلى السلطة. وتساءلت وزيرة الصحة السابقة د. فاطمة الحمروش على صفحتها في موقع «فيسبوك»: «كيف ترجع ليبيا آمنة ودولة ذات سيادة؟» ودونت مجيبة عن هذا السؤال «تشكيل حكومة طوارئ مصغّرة، يشترك فيها خليط من الوطنيين الذين لهم احترام من الجميع. وفرض الرقابة على الإعلام ومنع نشر الكراهية والفتنة، والأخبار الكاذبة، ومحاسبة من يخالف ذلك. وسحب السلاح من جميع المدنيين. وإعادة المساجين الذين هربوا من السجون عام 2011 إلى سجونهم لاستكمال مدتهم. والإفراج عن كل المساجين السياسيين منذ عام 2011 وعودة بوزيد دوردة لتولي جهاز الأمن الخارجي (تولى المنصب ذاته خلال حكم القذافي). وعودة عبدالله السنوسي لتولي جهاز الأمن الداخلي (أبرز المقربين من الرئيس السابق). وتطهير القضاء وديوان المحاسبة. وتطبيق قانون «من أين لك هذا؟» على الجميع». وتعاني ليبيا فوضى أمنية وسياسية متواصلة منذ سقوط نظام معمر القذافي قبل عدة سنوات، وكان عدد الفرقاء السياسيين (ممثلين عن مجلسي النواب والدولة) اجتمعوا مؤخرا في تونس لمناقشة تعديل اتفاق «الصخيرات» الذي أفضى لتشكيل حكومة الوفاق الوطني، والتحضير للانتخابات البرلمانية والرئاسية هذا العام، إلا أن الخلافات ما زالت مستمرة حول هذا الأمر. وزيرة ليبية سابقة تطالب بتشكيل حكومة طوارئ وإعادة رجال القذافي إلى السلطة |
هل يُسحب البساط الأممي من مسار جنيف إلى منتجع سوتشي؟ Posted: 26 Jan 2018 02:22 PM PST دمشق – «القدس العربي»: انتهت الجولة التاسعة من المفاوضات التي دعا إليها المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في العاصمة النمساوية فيينا في اطار مسار جنيف، لمناقشة قضايا الحكم والدستور، من دون تحقيق أي تقدم يذكر في العملية التفاوضية، في ظل تعنت وفد النظام السوري وتقصده عدم الدخول في مفاوضات جدية حول عملية الانتقال السياسي، وتأجيل الحديث عن العملية الدستورية إلى مؤتمر «سوتشي» وذلك قبيل أيام من عقد المؤتمر الذي اجّلت الهيئة العليا للمفاوضات البت في أمر حضورها إلى حين انتهاء محادثات السلام في فيينا. ويبقى السؤال ملحاً هل يُسحب البساط الأممي من مسار جنيف إلى منتجع سوتشي؟ الدكتور يحيى العريضي المتحدث الرسمي باسم وفد الهيئة العليا للتفاوض قال في اتصال مع «القدس العربي» ان «الاجتماعات في فيينا لم تثمر شيئاً». ووفقاً لمصدر مسؤول في وفد الهيئة العليا لـ»القدس العربي» «فإن وفد النظام السوري حضر اجتماع فيينا من أجل تمييع العملية التفاوضية، ودفعها من تحت المظلة الأممية باتجاه سوتشي» مؤكداً «ان جدول اعمال دي متيسورا نص على الاجتماعات الخاصة وكان خالياً من المفاوضات المباشرة». المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الذي حاول على مدار اليومين الفائتين احداث تقدم في دفع العملية التفاوضية ووضع آلية تنظم القضايا الدستورية والانتخابية، قد التقى بوفدي المعارضة السورية في اجتماعات منفردة، وسط جهود لتجنب انهاء المفاوضات بنسختها التاسعة ضمن مضمار المراوحة في المكان، كما حال الجلسات السابقة. كما قال المتحدث باسم وفد المعارضة في فيينا يحيى العريضي في تصريحات صحافية امس «كان مقررًا القدوم اليوم لجلسة بعد الظهر، وها نحن نأتي في الصباح» في إشارة إلى مرونة الوفد من اجل الوصول إلى حل للمأساة السورية، مضيفاً «ترون المرونة التي نتمتع بها من أجل إيجاد حل للمسألة السورية، وهذه المرونة تعكس تماماً التصميم لإيجاد حل، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بسوريا». بدر جاموس عضو وفد المعارضة إلى فيينا قال في اتصال مع «القدس العربي» ان جدول الاعمال ضم مناقشة رئيسية لسلة الانتخابات والدستور، والعروج إلى سلة الحكم والانتقال السياسي. اما بشأن المفاوضات المباشرة فقال «إن المناخ العام للمباحثات لم يدل على شيء من هذا القبيل»، مضيفاً «لم نجد فعالية جادة تدفع نحو مفاوضات مباشرة مع وفد النظام، فيما تمنينا ان يكون هناك جلسة مباشرة لنخفف عن اهلنا في سوريا، ومطالبنا بشأن المفاوضات المباشرة كانت واضحة». «طبخة بحص يجف ماؤها والقدر يغلي» بهذه العبارة وصف المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية «محمد العطار» اجتماعات «فيينا» وجلسات السلام الثمانية من قبلها، وأضاف في لقاء مع القدس العربي ان النظام لا ينوي ان يخرج على شعبه بقرارات جديدة تقلب موازين اللعبة في سوريا، وهو مصرّ على ان لا تتمخض العمليات التفاوضية واجتماعات وفده مع المعارضة الا عن البحص، لكي تبقى المأساة السورية ناراً تكوي ملايين اللاجئين والمشردين والمحاصرين. وكانت خمس دول وصفت نفسها بـ»المجموعة الصغيرة» وهي الولايات المتحدة وانكلترا وفرنسا والأردن والسعودية، قدمت إلى وفد الهيئة العليا والمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، خلال اجتماعات «فيينا» رؤية للحل السياسي في سوريا، وفق القرار الأممي، وحسب وكالة الاناضول «فإن الرؤية تناقش المنهجية التي ستكون عليها المفاوضات في جنيف، استنادا إلى قرار مجلس الأمن 2254، مع التركيز بشكل مباشر وفوري على مناقشة إصلاح الدستور، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة». وأوصت الورقة المبعوث الخاص للأمم المتحدة بأن يعمل على تركيز جهود الأطراف على مضمون الدستور المعدل، والوسائل العملية للانتخابات التي تشرف عليها الأمم المتحدة، وخلق بيئة آمنة ومحايدة في سوريا، يمكن أن تجرى فيها هذه الانتخابات. وفيما يتعلق بمناقشة الدستور في محادثات جنيف، فإن المبادئ في الصلاحيات الرئاسية بأن يكون الرئيس الذي تعدل صلاحياته وفق الدستور الحالي، محققًا لتوازن القوى كافة ، وضامناً لاستقلال المؤسسات الحكومية والمركزية، كما طالبت الرؤية بخروج الميليشيات الأجنبية من سوريا، والشروع في عملية نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج، ووقف القصف، وتوصيل المساعدات. وبينما كان وفد المعارضة ينظر إلى اجتماع فيينا على انه اختبار فعلي لنوايا جميع الأطراف الفاعلة وعلى رأسها روسيا، لتحديد مدى التزامها بتعهداتها وخاصة في مسألة الضغط على النظام السوري في خوض مفاوضات مباشرة مع وفد المعارضة والتعامل مع الملفات السياسية بشكل جدي، رأت أطراف موالية للنظام السوري ان مباحثات «فيينا» لا أجندة ولا هدف لها إلا «إعلامياً» وابتزاز مؤتمر سوتشي، وقطع الطريق أمامه. حيث نقلت صحيفة «الوطن» شبه الرسمية، والمملوكة لرامي مخلوف، عن مصادرها في فيينا، امتعاض دي ميستورا من مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي وجدوى هذا المؤتمر، وقال المصدر: إن دي ميستورا يريد أن يعرف «كيف يمكن لسوتشي أن يساهم في تقدم جنيف ودعمه؟»، مبدياً امتعاضاً كبيراً من مؤتمر الحوار الوطني، وهو الامتعاض الأمريكي ذاته، وامتعاض وفد «منصة الرياض» وفقاً لصحيفة الوطن. هل يُسحب البساط الأممي من مسار جنيف إلى منتجع سوتشي؟ خبير في العلاقات الدولية: محادثات فيينا طبخة بحص يجف ماؤها والقدر يغلي هبة محمد |
رئيس لجنة الحوار اللبناني ـ الفلسطيني حسن منيمنة لـ «القدس العربي»: تجميد واشنطن مساعداتها لـ «الأونروا» محاولة لإنهاء قضية فلسطين Posted: 26 Jan 2018 02:22 PM PST بيروت ــ «القدس العربي»:يضع رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، حسن منيمنة، قرار الإدارة الأمريكية بتجميد مساهمتها في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في سياق خطة واشنطن لإنهاء القضية الفلسطينية، واستكمالاً لقرارها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. ويرى أن تداعيات الموقف الأمريكي لا ترتبط فقط بالجانب المالي إنما أيضاً بالإبقاء على القضية الفلسطينة حية، وإثبات ارتباط الشعب الفلسطيني، المنتشر في العالم، بأرض اسمها فلسطين، معتبراً أن تجميد الولايات المتحدة مساهمتها في «الأونروا» يشكل انسحاباً تدريجيا لها وخطوة على طريق إلغائها للوكالة، والذي هو مطلب بنيامين نتناهو. ويبدي منيمنة قلقه من حجب واشنطن مساعدتها عن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وهو إذ يدرج قرارها في إطار الضغط على لبنان نتيجة اعتقادها بأنه يجنح أكثر نحو سياسات المحور الإيراني، يتخوف من أن يتحول هذا القرار إلى عنصر تفجير اجتماعي في مخيمات لبنان، ومن أن يُشرّع الأبواب لأنواع مختلفة من التطرّف، ويدفع الشباب الفلسطيني للانخراط في هذه الحركات نتيجة حالة العوز التي يعانون منها. هنا نص الحوار: ■ في أي إطار تضع قرار الإدارة الأمريكية تجميد مساعداتها لـوكالة «الأونروا»؟ ■ لا شك أن قرار إدارة دونالد ترامب بتجميد مساعدات «الأونروا» مرتبط بالسياق العام للتعاطي الأمريكي مع الموضوع الفلسطيني بدءاً بقرار إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، والذي تعتبره أمريكا الخطوة الأساسية لإنهاء القضية الفلسطينية. الإدارة الأمريكية تقول إنه بانتزاع القدس بالكامل من الفلسطينيين، بما تمثله فلسطينياً وعربياً، وتحويلها إلى الإسرائيليين يكون العنصر الأساسي قد تم حله، وبالتالي تعالوا ننظر في بقية العناصر الأخرى التي تساهم في إنهاء القضية الفلسطينية. ■ لكن هناك مَن يعتبر أن موقف ترامب لم يقرأ بدقة، فرغم إعلان اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل إلا أنه قال إن الطرفين يتفقان على موضوع الحدود، والجامعة العربية وحتى السلطة الفلسطينية تتكلم عن القدس الشرقية؟ ■ الكلام بأن موضوع الحدود لا يزال مطروحاً للبحث هو «ضحك على الذقون». هناك موقف أمريكي واضح بكل خطواته يلتقي مع الموقف الإسرائيلي، مهما حاول البعض أن يخفّف من وطأته أو أن يُضلل الآخرين بذلك. هناك خطوتان تأخذهما واشنطن، الأولى واضحة وهي التسليم بأن القدس هي عاصمة إسرائيل، وبالتالي إسقاط أهم عنصر جامع حول القضية الفلسطينية، وأحد العناصر الأساسية التي تمثل طبيعة هذا الصراع وتمثل انعكاساً لتمسّك الفلسطيني بأرضه وبحقه في دولته، وبأن تكون القدس عاصمة لهذه الدولة المنتظرة. الآن، تأتي الخطوة الثانية، أي تجميد المساعدات المخصصة لـ»لأونروا» لتؤكد السياسة الأمريكية التي تدفع بهذا الاتجاه. «الأونروا»، بما تمثله، هي عنوان لبقاء القضية الفلسطينية حيّة، هي عنوان لإثبات ارتباط هذا الشعب الفلسطيني، المنتشر الآن في الدول المضيفة أو مختلف أنحاء العالم، بأرض اسمها فلسطين. عندما تأتي الولايات المتحدة وتُنهي تدريجياً علاقتها بـ»الأونروا»، فهي تسعى عملياً إلى إلغاء «الأونروا»، وهذا مطلب بنيامين نتنياهو، وهو خطوة أساسية في إنهاء القضية الفلسطينية. ■ ما حجم المساهمة الأمريكية في «الأونروا»؟ ■ الثلث تقريباً. مساهمتها هي 364 مليون دولار من مجمل الموازنة العامة. ■ هل هناك مساع لتأمين مصادر أخرى بديلة للتمويل؟ ■ «الأونروا» تبذل جهدا منذ 6 سنوات، وهي، بمعزل عن الموقف الأمريكي الأخير، تعاني من عجز دائم تراوح في السنوات الثلاث الأخيرة بين 70 و120 مليون دولار، وكل سنة كان الحل يأتي عن طريق الضغط على بعض الدول، وخاصة العربية منها، لتغطية هذا العجز. لا أحد من الدول المساهمة يُبدي استعداداً لزيادة مساهمته، وخاصة المجموعة الأوروبية، التي هي المساهم الثاني، خاصة وأن المطلوب تعويض ثلث الموازنة، أي حوالي 360 مليون دولار. المشكلة ليست فقط في تأمين المبلغ إنما في موقف الولايات المتحدة. المطلوب أن تمارس الدول العربية وخاصة الدول المضيفة المعنية مباشرة بهذا القرار، نتيجة ارتداداته عليها، ضغوطاً على الإدارة الأمريكية حتى تُبقي على ارتباطها بـ»الأونروا»، بمعنى أن تبقى الولايات المتحدة معنية بإيجاد حل للقضية الفلسطينية، وليس التسليم بالمنطق الإسرائيلي، المُطالِب بالتخلي عنها. ■ الموقف الأوروبي هو نتيجة أوضاع اقتصادية أم أنه يتماهى مع الضغوط الأمريكية؟ ■ هناك جانب له علاقة بالضغوط الأمريكية لأن أمريكا تمارس ضغوطها على الدول الحليفة في أي موضوع له علاقة بسياساتها، فضلاً عن أنه يتلاءم مع سياسات بعض هذه الدول التي تسعى لإنهاء القضية الفلسطينية والتخلص من هذا «الهم»، كما أنها ليست على استعداد للدخول في خلاف مع الولايات المتحدة كرمى لعيون الفلسطينيين أو العرب. هو انعكاس لموقف وسياسة الولايات المتحدة. ■ كيف تفسّر الطلب الأمريكي بحصر ما سددته لـ«الاونروا» من حصتها بقطاع غزة والضفة الغربية والأردن، وحجبها عن فلسطينيي سوريا ولبنان؟ ■ ربما هذا الموقف يأتي في سياق محاولات الضغط على لبنان إذا كانت مواقفه في اجتماعات الجامعة العربية والقمّة الإسلامية لم تُرض واشنطن. حرمان لبنان من الاستفادة من المنحة التي تدفعها الولايات المتحدة لـ»لأونروا»، هدفه الضغط على لبنان سواء على الصعيد السياسي المتعلق بالموضوع الفلسطيني أو على الصعيد السياسي العام، والذي ربما هناك اعتقاد أمريكي بأن لبنان يجنح أكثر فأكثر في اتجاه سياسات قريبة من المحور الإيراني، وبالتالي هناك توجه أمريكي للضغط على لبنان، مثل الضغوطات الأخرى التي يتعرض لها من خلال معاقبة «حزب الله» عبر فرض حصار مالي وغير مالي عليه، والذي سيؤثر على البلد بشكل أو بآخر، وإلا كيف لنا أن نبرّر معاملة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بشكل مختلف عن لاجئي الأردن، بالرغم من معرفة أن الدولة اللبنانية عاجزة عن القيام بأدنى واجباتها، وعن تأمين ما سيخسره الفلسطينيون في لبنان من دعم أمريكي لـ»لأونروا»؟ ■ هل تتخوّف من انفجار اجتماعي في المخيمات نتيجة للقرار الأمريكي؟ ■ أعتقد أن «الأونروا» ستستمر في تقديم خدماتها حتى نفاد الأموال، ولكن هل يمكن أن نتصوّر وجود 30 ألف طالب فلسطيني خارج المدارس؟ وكيف سيكون وضع آلاف الأسر الفلسطينية المُعدمة التي هي تحت خط الفقر، والتي تنتظر الإعانة الشهرية من «الأونروا»؟ هذا سيؤدي، حكماً، إلى حالة اعتراض قوية داخل المخيمات وربما إلى انفجار اجتماعي قد يهدد الاستقرار الداخلي. لبنان يجهد لحماية نفسه من عواصف المنطقة العاتية، فلماذا نخلق له مشكلة داخلية؟ ناهيك عن أن هذا يُشرّع الأبواب أمامهم لأنواع مختلفة من التطرّف، ويدفعهم للانخراط في هذه الحركات نتيجة حالة العوز التي يعانون منها. الأولويات العربية تغيّرت ■ القرار الأمريكي الذي يأتي في سياق الضغط السياسي على الفلسطينيين بشكل أساسي للقبول بالحل الأمريكي المطروح هل جاء نتيجة انشغال الدول العربية بأزماتها وبمعركتها ضد إيران، بمعنى تغيّر الأولويات العربية؟ ■ من الواضح أن الأولويات العربية قد تغيّرت، فبعدما كانت إسرائيل هي العدو الأول، احتلت إيران هذه المرتبة، وبالتالي بات الهمّ الأساسي عند العرب هو مواجهة إيران، ولو كان ذلك عن طريق غض الطرف عما ترتكبه إسرائيل، والتغاضي عن سياسات الولايات المتحدة الداعمة لها. رد الفعل العربي على قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل كان باهتاً على الصعيد الرسمي وحتى الشعبي أيضاً، وكأن القدس انتزعت من لبّ القضية الفلسطينية. ■ هل أُسقط في يد العرب؟ ■ حقيقة لا يجوز أن يسقط موضوع القدس من يد أحد، لكن – مع الأسف – الأمور سائرة باتجاه آخر. نحن لا نريد أن نصدّق الروايات التي تشيّعها إسرائيل حول تسليم بعض العرب بهذا الموضوع، أو السكوت عنه، إنما من الواضح أن هناك أولويات عربية جديدة، وبالتالي لم تعد القضية الفلسطينية هي هدفهم الأول. ■ ألا ترى أن هناك مسؤولية مسيحية تجعل من تحرّك الغرب والكنيسة الكاثوليكية ضرورياً، على اعتبار أن القدس ليست مسؤولية عربية وإسلامية فقط؟ ■ هي قضية فلسطينية عربية بالدرجة الأولى، وبعد ذلك يمكن اعتبارها قضية إسلامية ومسيحية ودولية، لكن إذا لم يحمل العرب والفلسطينيون لواء القدس باعتبارهم جزءاً من هذه الأمة، فلا داعي لتوجيه اللوم للآخرين. ■ بعد التغلغل الإيراني والتباهي بالسيطرة على 4 عواصم عربية، ألا ترى أنه من الواجب التحوّل إلى مواجهة هذا المدّ الذي وصل إلى قلب الدار كما يقولون، بعد أن كانت القدس لسنوات طويلة هي القضية العربية الأم؟ ■ هذا الخطر لا يوازي الخطر الإسرائيلي. إسرائيل لديها مشروع استيطاني اقتلاعي، بشكل كامل، ومشروع هيمنة على المنطقة. الخطر الإسرائيلي بالسيادة على المنطقة، لا يهدد الفلسطينيين فقط بل المنطقة بأكملها. الخطر الإيراني قائم، لكنه لا يحمل صفة الديمومة، ومواجهته يجب ألا تحتل الأولوية، يجب أن تبقى القضية الفلسطينية في واجهة الصراع. إيران لديها مشروع نفوذ وهيمنة ■ إذا استطاع الإيراني أن يرسّخ نفسه سيصبح «إسرائيل ثانية»… أليس من الخطأ اعتبار خطره مؤقتاً؟ ■ الإيراني لا يملك مشروعاً استيطانياً اقتلاعياً داخل المنطقة، هو يملك مشروع نفوذ وهيمنة، والنفوذ كما نعرف يعيش مرحلة ومن ثم ينتهي. كل الدول الكبرى مارست هيمنتها لفترات، الأمبراطورية البريطانية التي كانت لا تغيب عنها الشمس، والأمبراطورية الفرنسية أين هما الآن؟ حتى الأمبراطورية الأمريكية تشهد تراجعاً ملحوظاً. إذن طبيعة المشروعين، الإسرائيلي والإيراني، مختلفة تماماً، وبالتالي يبقى الخطر الأساسي هو المشروع الإسرائيلي. ■ لنعد إلى موضوع التعداد الفلسطيني في لبنان وما رافقه من تشكيك بحقيقة أرقامه المتدنية… كيف ترد على هذا من خلال رئاستك للجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني؟ ■ أنا أؤكد أن الرقم حقيقي. رقم 147 ألف هو نتيجة تعداد فعليّ وليس دراسة عينية تقديرية، هو نتيجة تعبئة استمارات مطوّلة وزيارات منزلية، خوّلتنا التعرّف على تفاصيل عيش الفلسطينيين وأحوالهم. هذا التعداد نفذه جهازان رسميان مسؤولان، وليس إحدى الجمعيات أو إحدى الشركات، هناك جهاز إحصاء مركزي لبناني، وجهاز إحصاء مركزي فلسطيني، والاثنان عندهما خبرات كبيرة. الجهاز المركزي الفلسطيني أنهى الشهر الماضي التعداد الجديد للفلسطينيين في الداخل الفلسطيني، فهل هناك مصداقية أعلى من هذه؟ نضيف إلى ذلك أن الذي يعرف المخيمات ويذهب إليها بشكل دائم يتلمّس فعلياً الحجم الحقيقي للوجود الفلسطيني، لا نريد أن نستخف بحركة الهجرة، عدا عن الهجرات الكبيرة التي ارتبطت بأوضاع سياسية كمرحلة خروج أبو عمار (ياسر عرفات) ومنظمة التحرير من بيروت، وحرب المخيمات، وإفرازات حرب مخيمات الشمال. لا نريد أن نتكلم فقط عن هذه الموجات الكبرى للهجرة. الهجرة لم تتوقف إلى اليوم. خلال التعداد الأول الذي يشمل المباني، والتعداد الثاني الذي يشمل السكان، لاحظنا في بعض المخيمات غياب أسر بأكملها، وعندما تتبّعنا الموضوع اكتشفنا أن هناك مكاتب هجرة موجودة في بيروت تسهّل هجرة الفلسطينيين، فزرناها واطلعنا على الوقائع عن كثب. هناك آلاف الأسر غادرت لبنان بحثاً عن دول تتوفر فيها شروط عيش أفضل. أرقام «الأونروا» هي أرقام سجلات تحفظ حق الفلسطينيين بالتعويض أو بالعودة، لكنها ليست سجلات لمن تبقى من الفلسطينيين. ولو كانت «الأونروا» تملك تلك الأرقام لما موّلت مشروع دراسة عينية لتتعرف على العدد المتبقي. ■ هل يسقط حق الأسر المهاجرة بالعودة؟ ■ لا يسقط أبداً. ■ إذن من الممكن أن تعود هذه الأسر؟ ■ هذه الأسر هاجرت منذ سنين طويلة واستقرت واندمجت في مجتمعات جديدة، وسجلات «الأونروا» التي تحفظ وجودها هي فقط ما يربطها بلبنان. ■ لكن السرعة في إنجاز التعداد كانت لافتة لأنظار المراقبين ما أفسح المجال للمشككين به؟ ■ أولاً هذا التعداد احتاج لسنتين من التحضير، لوجستياً وإدارياً. وعملية اختيار وتدريب المندوبين والباحثين الميدانيين أخذت وقتاً طويلاً، بحيث تم اختيار حوالي 700 مندوب من بين 5000 متقدّم، كما أننا استخدمنا برامج «كومبيوتر» لاختزال الوقت. أما بالنسبة للتشكيك فهو ناجم عن جهل لواقع التعداد. أحدهم مثلاً قال إن منطقتي الناعمة وجدرا لم يشملهما التعداد، وهما تضمان أعداداً لا بأس بها من الفلسطينيين، لكن فعلياً لو اطلع على الكتيّب وعلى المناطق التي شملها التعداد لأعاد النظر بكلامه. هناك لائحة بـ156 قرية أو مدينة شملها التعداد ومن بينها الناعمة وجدرا. هذا ناتج عن عدم الإلمام بالعملية، أو لأسباب ذات طابع سياسي. البعض لديه مصلحة في بقاء العدد مرتفعاً لاستغلاله انتخابياً فهذا الموضوع «ربّيح». تخفيف «التحريض» ■ هل كان لجهودكم دور في تخفيف هذا السجال السياسي الذي يمكن وصفه بـ«التحريضي»؟ ■ هذا الحوار الذي دام سنتين عبر اجتماعات أسبوعية بين القوى السياسية اللبنانية، والذي انتهى بإصدار وثيقة بعنوان واضح هو «السعي لبلورة موقف لبناني موحّد تجاه قضايا اللجوء الفلسطيني»، لا شك أنه ساهم تدريجياً بتخفيف حدّة السجال والخلاف. هذا التباين لم ينتهِ ويحتاج لوقت طويل حتى تزول معالمه، لكن على الأقل هذه القوى السياسية المشاركة في هذا الحوار، متمسكة بنتائجه وبالرؤية الموحدة لمعالجة قضايا اللجوء الفلسطيني. ■ كيف للتعداد أن يُساعد؟ ■ التعداد سيساعد على التعاطي بواقعية أكثر مع ملفات الفلسطينيين. عندما يتبين أن حجم القوة العاملة الفلسطينية لا يتجاوز الـ52 ألفاً، مخالفاً للتوقعات التي كانت تشير إلى أنه بحدود الـ150 ألفاً، وأن سوق العمل اللبناني قادر على استيعاب هذا العدد الموزّع على عشرات المهن، من المفترض أن تسهّل هذه الحقائق الأمور. لقد آن الأوان للدولة اللبنانية، بغض النظر عن «الأونروا»، أن تتعاطى بجدّية ومسؤولية مع الملف الفلسطيني. ■ هل تعتقد أنها ستتعاطى مع هذا الملف وفق استراتيجية الحل المتكامل التي وضعتموها؟ ■ من المفترض أن تقوم القوى السياسية داخل مجلس الوزراء والبرلمان، وهما المؤسستان المعنيتان بإصدار التشريعات والقوانين والمراسيم، بالمساعدة على حلحلة موضوعات اللجوء الفلسطيني، خاصة وأن هذه القوى اطلعت على تفاصيل الوثيقة. ■ برأيك كيف يمكن مواجهة تداعيات الموقف الأمريكي؟ ■ أعتقد أنه يجب التحرّك على مستوى الرئاسات الثلاث، ووزارة الخارجية بشكل خاص، لأنها المعنية بالتواصل مع الدول الأخرى، وأن تُمارس الضغوط على الولايات المتحدة لثنيها عن هذه الخطوة، كما على الدول العربية المساعدة أيضاً. «الأونروا» هي نتيجة قرار دولي لتأمين حاجات اللاجئين الفلسطينيين ولا يحق لدولة منفردة التحكّم بها، خاصة مع انسداد أفق الحل السياسي. المجتمع الدولي مسؤول عن قضيتهم ويجب أن يبقى كذلك حتى يتم إيجاد الحل. ■ هل ستضعون خطة طوارئ بديلة؟ ■ هذا الموضوع من المفترض أن تتولاه الحكومة اللبنانية. عليها، من خلال موقعها ووزاراتها المعنية، أن تتحرّك بكل جدّية. الإصرار الأمريكي على عدم صرف هذه الأموال القليلة في الأساس، والمجتزأة من المساهمة الأمريكية هدفه واضح وهو الضغط على لبنان، لذلك يجب التحرّك الفعلي لأنه ليس للبنان القدرة على أن يكون بديلاً عن الأمم المتحدة التي تقع عليها مسؤولية اللاجئين الفلسطينيين. زج المخيمات في صراعات المنطقة ■ ماذا عن إمكانية زج المخيمات الفلسطينية في صراعات المنطقة خاصة بعد كلام أمين عام حزب حسن الله نصر الله عن لقاءاته مع الأحزاب والفصائل الفلسطينية للتنسيق ووضع خطة مواجهة، وكلامه عن استراتيجية وتحالف عريض يبدأ من طهران وينتهي في غزة، متجاهلاً دور السلطات اللبنانية؟ ■ اللبنانيون على مختلف تنوعاتهم السياسية وارتباطاتهم الخارجية، مدعوون ومعنيون بمواجهة هذه المشكلة. نحن نواجه تحدياً يجب عدم الاستخفاف به. ليس المطلوب أن يكون لبنان في موقع التحدّي أو الاستفزاز للآخرين، فهو يعاني من أزمة اقتصادية حادة، وبالتالي لا يستطيع تحمّل هذا العدد الكبير من اللاجئين السوريين والفلسطينيين، لذا على الجميع عدم دفع الأمور إلى مسارات أسوأ مما هي عليه الآن. ■ هل تتضمن خطتكم أن تكون هناك مرجعية واحدة لإدارة الشأن الفلسطيني؟ ■ مشروعنا أن يتم إيجاد حلول لمشاكل اللاجئين الفلسطينيين بما يحفظ أولاً حقوق لبنان، وبما يؤكد على رفض التوطين بشكل قاطع. هؤلاء يقيمون عندنا لأمد غير معروف، عكس النازح السوري، لذا يجب تأمين متطلبات الحد الأدنى من العيش الكريم لهم، وبعض الحقوق المدنية، وفي هذا خدمة لنا أيضاً، لأنه يساهم بتوفير عنصر استقرار اقتصادي واجتماعي يساهم بشكل أساسي بالاستقرار الأمني، ويوفر لنا كدولة الشروط والمواصفات المطلوبة لرعاية حقوق الإنسان. ■ اليوم توجد سلطة فلسطينية بإمكانها إصدار جوازات سفر، هل إذا حصل الفلسطيني على هذا الجواز يعامل كأي أجنبي يقيم على الأرض اللبنانية؟ ■لا إمكانية حالياً، هناك تصنيف للفلسطينيين خارج هذا الإطار. الفلسطينيون لا يعتبرون عرباً بالمعنى القانوني، وبالتالي لا يحق لهم التملك، ولا يعتبرون من الأجانب، هناك وضع خاص يحدد كيفية التعاطي معهم، لأن فلسطين لم تأخذ صفة الدولة الكاملة لغاية الآن. ■ هناك من يقول إنه حتى السلطة الفلسطينية لا تستطيع تحمّل عواقب القرار الأمريكي بشأن القدس، وبالتالي قد نكون على أبواب انتفاضة ثالثة… هل ترى هذا المشهد على الساحة الفلسطينية؟ ■ كل هذه الضغوط التي تُمارس على الفلسطينيين، سواء داخل فلسطين أو خارجها، يمكن أن تُثمر انتفاضة ثالثة، وربما تكون في مكانها الصحيح للردّ على كل هذه التحديات والتجاوزات. وهو يرى بوضوح أن الأولويات العربية قد تغيّرت، وأنه بعدما كانت إسرائيل هي العدو الأول، احتلت إيران هذه المرتبة، لكنه في المقابل لا يعتبر مطلقاً أن المشروعين الإيراني والإسرائيلي يحملان الخطر نفسه، إذ أن المشروع الإيراتي هو مشروع هيمنة ونفوذ، لا بد له من أن ينتهي يوماً، فيما المشروع الإسرائيلي هو مشروع استيطاني اقتلاعي داخل المنطقة. رئيس لجنة الحوار اللبناني ـ الفلسطيني حسن منيمنة لـ «القدس العربي»: تجميد واشنطن مساعداتها لـ «الأونروا» محاولة لإنهاء قضية فلسطين رلى موفّق: |
السيد البدوي مرشح «كومبارس» لمواجهة السيسي في انتخابات الرئاسة المصرية Posted: 26 Jan 2018 02:22 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: أثار إعلان حزب الوفد المصري عزمه ترشيح رئيسه، السيد البدوي، في الانتخابات الرئاسية المقررة في شهر مارس/آذار المقبل، قبل يومين من غلق باب الترشح طبقا للجدول المعلن من الهيئة الوطنية للانتخابات، موجة من السخرية في مصر، حيث اعتبرته قوى المعارضة مجرد «محلل» يلعب دور «كومبارس» في انتخابات محسومة نتائجها لصالح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بعد منع مرشحين محتملين وانسحاب آخرين من ماراثون الانتخابات. وجاء إعلان الوفد بعد إعلان آخر مرشح محتمل وهو المحامي الحقوقي خالد علي انسحابه من الانتخابات بسبب التضييقات الأمنية. وشن إعلاميون محسوبون على نظام السيسي حملة تدعو حزب الوفد لخوض السباق الرئاسي بحيث لا يترك السيسي يخوض الانتخابات منفردا ما يجعلها أشبه بالاستفتاء. وقبل ساعات من إغلاق المجالس الطبية المتخصصة أبوابها في آخر الأيام المخصصة لاستقبال طلبات المرشحين لإجراء الكشف الطبي، تقدم البدوي، رسمياً، أمس الجمعة، بطلب لإجراء الكشف الطبي تمهيدًا للترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال عماد كاظم، رئيس المجالس الطبية المتخصصة في وزارة الصحة في بيان، إن السيد البدوي رئيس حزب الوفد أرسل مندوباً عنه صباح الجمعة لحجز موعد الكشف الطبي للانتخابات الرئاسية. وأضاف أن مندوب البدوي دفع 6 آلاف جنيه، اللازمة لتشكيل اللجان الخاصة بإجراءات الكشف الطبي للرئاسة، وأحضر جميع الأوراق المطلوبة للكشف الطبي، وهي 6 صور شخصية، وصور بطاقته الشخصية، وأتم إجراءات تقديم الطلب. وتابع: «المجالس الطبية المتخصصة أصدرت خطاباً للبدوي بشأن الفحوصات الواجب إجراؤها، والتي ستجرى في مستشفى معهد ناصر، أو مستشفى الشيخ زايد التخصصي، أو المركز الطبي العالمي». يشار إلى أن المجالس الطبية المتخصصة خصصت 3 مستشفيات لإجراء الفحص الطبي والأشعة للمرشحين لانتخابات الرئاسة، وهى مستشفى معهد ناصر ومستشفى الشيخ زايد في مدينة السادس من أكتوبر، ومستشفى المركز الطبي العالمي، على أن يتم إجراء الكشف الطبي في أربع عيادات متخصصة في المركز الطبي في العباسية. ويمر المرشح المحتمل بـ4 عيادات وهي الرمد، والجراحة والباطنة والقلب، والنفسية والعصبية، والمخ والأعصاب، ويتم إجراء تحاليل طبية للكشف عن المخدرات والكحوليات وفيروس سي، ويتم أيضا عمل الأشعة على جميع الأجزاء للتأكد من سلامتها. ثلاثة أسماء وجاء إعلان الوفد ترشيح البدوي، بعد اجتماع استمر لمدة 7 ساعات في مقر شركة «سيغما» المملوكة للبدوي في منطقة السادس من أكتوبر، حيث عقد رئيس الحزب اجتماعا مع قيادات الوفد وعدد من أعضاء هيئته البرلمانية، للتشاور حول الدفع بمرشح للانتخابات. وشهد الاجتماع تداول الاختيار بين 3 أسماء هي هاني سري الدين الرئيس الأسبق لهيئة سوق المال، والسيد البدوي رئيس الحزب، والنائب محمد فؤاد. وقالت مصادر لـ «القدس العربي»، إن هاني سري الدين رفض حضور الاجتماع، وأبلغ البدوي رفضه الترشح في انتخابات الرئاسة، قبل أن يستقر المجتمعون على الدفع برئيس الحزب. ويشهد الوفد حالة من الجدل والانقسام بين مؤيد ورافض للمشاركة في الانتخابات، وبينما يستعد الحزب لعقد اجتماع لهيئته العليا اليوم السبت، لاتخاذ القرار النهائي وإعلان البدوي مرشحا عن الحزب في انتخابات الرئاسة، يرى المعترضون أن مثل هذا القرار يستدعي عقد جمعية عمومية للحزب. وأصدر النائب محمد عبده، نائب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بيانا حمل عنوان «لست محللا ولن أكون»، قال فيه إنه «على ضوء ما نشر في بعض المواقع بشأن عزم الوفد الاختيار بين عدد من الشخصيات منهم أنا في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فأني أؤكد أنني لن أقبل أن أكون محللاً». وأضاف: «أمضيت أكثر من نصف عمري عضوا في حزب الوفد ولن أرضى أبداً أن أكون محللاً لأي من كان أو أكون أداة للبعض للاشتراك في مسرحية هزلية للضحك على ذقون المصريين، وفي اعتقادى أنه ليس هناك شخصية محترمة في حزب الوفد عندها الاستعداد للقيام بدور المحلل، وعلى النظام أن يبحث عن شخص آخر خارج حزب الوفد العريق للخروج من المأزق الذي وضع نفسه فيه». وحسب بيان عبده، فإن «نواب الوفد في مجلس الشعب وقعوا جميعاً على وثيقة لتأييد السيسي داخل مجلس النواب». وتابع: «كنت اتمنى أن يفسح النظام لأكثر من مرشح لكي يخوض معركة الرئاسة أمام السيسي، فإن هذا من مصلحة النظام كي يظهر أمام أنفسنا والعالم أننا نخوض انتخابات حرة عادلة أمام الجميع وكنت أتمنى أن يكون ضمن المرشحين الفريق شفيق، وكذلك الفريق سامي عنان والاستاذ خالد علي وغيرهم لكي يكون هناك أكثر من مرشح يتنافسون فيما بينهم ويختار الشعب من يجد فيه من سيحقق أمانيه». مسرحية هزلية واستقبلت دوائر المعارضة والموالاة ترشح البدوي بحالة من السخرية، واتهموه بلعب دور «المحلل» في الانتخابات الرئاسية، خاصة أن ترشحه جاء بعد انسحاب ومنع كل المرشحين المحتملين. وسبق وعقد حزب الوفد اجتماعا للهيئة العليا والهيئة البرلمانية والمجلس التنفيذي للجان الإقليمية ورؤساء وسكرتاريا عموم لجان الشباب والمرأة في المحافظات في مقر حزب الوفد، لمناقشة اختيار وتأييد المرشح لرئاسة الجمهورية. وقال البدوي، في مؤتمر صحافي وقته، إن «موقف الحزب من مرشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة بين 3 توجهات داخل الحزب، إلا أن الحزب سيتخذ القرار الذي يصب في مصلحة مصر»، مشيرا إلى أنه «لن يلزم أي عضو من أعضائه برأي معين تجاه مرشح الحزب في الانتخابات الرئاسية المقبلة». وأضاف أن «هناك توجها داخل الحزب لدعم الرئيس عبد الفتاح السيسى في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهناك توجه آخر لأن يكون حزب الوفد في موقف المشاهد والمراقب للانتخابات الرئاسية، وهناك توجه ثالث داخل الحزب بمقاطعة الانتخابات». مواقف معارضة محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية الأسبق قال في تغريدة على موقع تويتر: «من الأكرم أن لا نتمسح بطقوس الديمقراطية ونحولها إلى مسخ طالما اننا لا نفهم معناها ولا نؤمن بها كنظام حكم، استئجار دوبلير لمحاولة إقناع الجمهور أنهم يشاركون في مشهد ديمقراطى سيؤدي فقط إلى المزيد من السخرية من الأداء والإخراج سواء داخل صالة العرض أو خارجها. الصدق أفضل للجميع». وقال هشام قاسم، الناشر المصري: «لو قبلت أوراق ترشيح المسجل خطر هارب، السيد البدوي، فستبطل كل المحاكم انتخابات الرئاسة، حتى لو حلف الفائز بالطلاق أن يحافظ مخلصاً على النظام الجمهوري». أما محمود رفعت المتحدث السابق باسم حملة الفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية السابق، فأكد أن: «ترشح أي شخص من حزب الوفد أو غيره للانتخابات الرئاسية في مصر ليلعب دور المحلل لن يفيد السيسي بشيء بعدما رأى المجتمع الدولي اعتقال الفريق سامي عنان وإخفاءه قسريا وانسحاب خالد علي». كذلك، أوضح أيمن نور المعارض المصري المقيم في تركيا: «أعرف السيد البدوي منذ أكثر من 30 عاما، كنت سكرتيرا عاما لحزب الوفد في القاهرة، وكان سكرتير لجنه الغربية، وأذكر يوما عام 1989 تلقى فيه فؤاد باشا سراج الدين شكوى حول قيام سكرتير لجنه الغربية بالتلاعب في الانتخابات الداخلية». السيد البدوي مرشح «كومبارس» لمواجهة السيسي في انتخابات الرئاسة المصرية انقسام في حزب الوفد… والبرادعي: النظام يستأجر «دوبلير» تامر هنداوي |
رئيس الوفد يواجه أحكاما بالسجن بلغت 29 عاما في قضايا مخلّة بالشرف Posted: 26 Jan 2018 02:21 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: 29 عاماً و9 أشهر، هي المدة التي من المفترض أن يقضيها السيد البدوي، رئيس حزب الوفد والمرشح المحتمل في انتخابات الرئاسة المقررة في شهر مارس/ آذار المقبل، في السجن بسبب صدور أحكام في 19 قضية، تنوعت بين تحرير شيك من دون رصيد وخيانة أمانة وتبديد، حيث صدرت 5 أحكام قضائية ضد البدوي بصفته رئيس مجلس إدارة شركة «سيغما»، بمجموع أحكام بلغت 6 سنوات، إضافة إلى 3 أحكام قضائية ضده بصفته مالك قناة «الحياة» في مدينة 6 أكتوبر في الجيزة، بمجموع أحكام بلغت 9 سنوات سجناً. وفي تحرير شيك بدون رصيد، حصل البدوي على 3 أحكام قضائية ضد بصفته مقيما في 12 شارع البرجاس في منطقة قصر النيل، بمجموع أحكام بلغت 7 سنوات سجناً، فضلاً عن حكم قضائي واحد ضده بصفته مقيما في 56 شارع محمد مظهر قصر النيل، وذلك في القضية رقم 1787 لسنة 2012 جنح قسم قصر النيل ـ حصر رقم 1074 لسنة 2013 شيك بدون رصيد، والتي صدر فيها ضده حكم بالحبس 3 أشهر في جلسة 10 أبريل/نيسان 2013. 5 أحكام قضائية أيضاً، صدرت ضد البدوي، بصفته مقيما في قرية الناعم طريق الواحات في مدينة 6 أكتوبر في الجيزة، بجموع أحكام بلغت سنتين و6 أشهر سجناً، في القضية رقم 7165 لسنة 2012 جنح قسم الدقي ـ حصر رقم 3227 لسنة 2012 خيانة الأمانة. كذلك حصل على حكمين قضائيين اثنين، بصفته رئيس مجلس الإدارة في قناة الحياة، بمجموع أحكام بلغت 6 سنوات سجنا، في القضية رقم 8789 لسنة 2012 جنح قسم قصر النيل ـ حصر رقم 4116 لسنة 2012 شيك بدون رصيد، والتي صدر فيها ضده حكم بالسجن 3 سنوات فيجلسة 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2012. وأيضاً القضية رقم 8790 لسنة 2012 جنح قسم قصر النيل -حصر رقم 4118 لسنة 2012 شيك بدون رصيد، والتي صدر فيها ضده حكم بالسجن 3 سنوات وذلك بجلسة 17 أكتوبر/تشرين الأول 2012. وكان يس تاج الدين عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، تقدم في وقت سابق بطعن ضد البدوي إلى اللجنة العليا لادارة العملية الانتخابية والإشراف عليها، طالباً استبعاده من الترشح وحذف اسمه من قوائم المرشحين لرئاسة الحزب. وقال في المذكرة: «تقدم السيد البدوي محمد شحاتة بطلب للترشح لرئاسة حزب الوفد لفترة جديدة، في الانتخابات المحدد إجراؤها في إبريل/ نيسان 2014 وقد تبين طبقا للمستندات المرفقة، أن المرشح المذكور يفتقد شرط كونه محمود السيرة حسن السمعة، ذلك أنه تم رصد عدد 44 حكما قضائيا صادرا ضده في جرائم مخلة بالشرف متمثلة في إصدار شيكات دون رصيد الملحقة بجريمة النصب في قانون العقوبات، أو خيانة الأمانة». والبدوي رجل أعمال يمتلك شركات تعمل في مجال صناعة الأدوية، ومالك مجموعة قنوات الحياة. وتولى رئاسة الحزب بعد فوزه في الانتخابات التي أُجريت عام 2014، ومنذ توليه المسؤولية، والانقسامات تضرب الحزب، حيث شكك كثيرون في نتائج الانتخابات، وتشكل ما يسمى تيار الإصلاح داخل الحزب معارضاً لاستمرار البدوي، حيث رد الأخير بفصل عدد من قيادات هذا التيار على رأسهم فؤاد بدراوي سكرتير عام الحزب السابق. رئيس الوفد يواجه أحكاما بالسجن بلغت 29 عاما في قضايا مخلّة بالشرف |
ليبيا.. دعوات لمحاكمة خليفة حفتر بعد ارتكاب أحد رجاله مجرزة جديدة في بنغازي Posted: 26 Jan 2018 02:20 PM PST تونس – «القدس العربي»: أثارت مجزرة جديدة قام بها محمود الورفلي الملقب بـ«رجل حفتر» ضد عدد من السجناء، موجة استنكار في ليبيا، حيث طالب بعضهم بمحاكمة الجنرال خليفة حفتر لتستره على جرائم الورفلي وعدم تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدُّولية التي تطالب به منذ عدة أشهر. وتناقل نشطاء شريط فيديو يُظهر الرائد محمود الورفلي (آمر المحاور بقوات الصاعقة التابعة لقوات الجنرال خليفة حفتر) وهو يقوم بإطلاق الرصاص من بندقية على رؤوس عشرة أشخاص معصوبي الأعين أمام مسجد «بيعة الرضوان» في منطقة السلماني في بنغازي، الذي تعرض الثلاثاء لهجومين بسيارتين مفخختين أسفرا عن مقتل وجرح نحو مئة شخص، حيث يشير الشريط إلى أن العملية تأتي كرد على الهجوم الإرهابي على المسجد، برغم أن الضحايا هم في الأصل سجناء ولا علاقة لهم بالهجوم. وأثار الفيديو موجة استنكار وغضب في البلاد، حيث حمل بعضهم الجنرال حفتر مسؤولية الجريمة الأخيرة بسبب «تستره» على منفذها وعدم تسليمه للمحكمة الجنائية الدُّولية، ملمحين إلى احتمال تلقي الورفلي أوامر غير مباشرة من حفتر لتنفيذ عمليات القتل الجماعي الأخيرة. وكتبت الوزيرة السابقة فاطمة الحمروش على صفحتها في موقع «فيسبوك»: «كيف تطمس الحقيقة، فصل جديد من فصول الربيع العربي في ليببا»، وأضافت «إن إعدام من قيل أنهم المتهمين بعملية التفجير ببنغازي الأمس، خلال أقل من 24 ساعة من الجريمة، يقفل الباب على مسار العدالة، ويوصده أمام تقصّي الحقائق بالخصوص. من المستفيد؟ ولِمَ؟ وهل هؤلاء فعلا لهم علاقة بالتفجيرات؟»، وتابعت في تدوينة أخرى «على الحكومات والمجالس التشريعية المتصارعة على السلطة في ليبيا، وكذلك قيادات الجيش في ليبيا، والهيئات القضائية والقانونيين، أن يعطوا رأيهم في هذه الممارسات البشعة، وهذا الحال المتوحّش الذي وصل له القاتل والمشاهد سواء، بتهليله لهذه الممارسات البشعة». وأصدر اللواء عون الفرجاني (مدير مكتب حفتر ورئيس هيئة القضاء والسيطرة) بلاغا جديدا دعا بموجبه كافة الأجهزة التابعة لقوات حفتر بإيقاف الورفلي الذي قال إنه لم يعد يتبع التعليمات العسكرية ويثير الفتنة في مدينة بنغازي، وإيداعه السجن. وعلّقت الحمروش على ذلك بقولها «بيان باهت من عون الفرجاني بخصوص محمود الورفلي لذرّ الرماد في الأعين، وذلك في محاولة يائسة وبائسة لإبعاد الشبهة عن حفتر وردا على البيانات الصادرة من الأمم المتحدة وما نشره موقع السفارة الأمريكية، وليس لتطبيق أي إجراء عملي». وأضافت «كذلك فإن عملية الإعدام التي نفذها الورفلي، سواء كان من أعدمهم متهمين بالتفجير الأخير ببنغازي أو مساجين لسبب آخر، تجعل من حفتر مسؤولاً مباشراً عن عملية الإعدام، حيث أن المساجين أو المقبوض عليهم بعد التفجير محتجزين لدى القوات التابعة لحفتر، ولكي يصل لهم الورفلي، لابد من موافقتها». وكانت السفارة الأمريكية في ليبيا أدانت الهجومين اللذين استهدفا مسجد «بيعة الرضوان»، فيما طالبت الأمم المتحددة السلطات الليبية بتسليم الورفلي فورا إلى محكمة الجنايات الدُّولية، مشيرة إلى أنها وثقت 5 عمليات إعدام جماعي على الأقل ارتكبها الورفلي خلال الفترة الماضية. وكتب السفير الليبي السابق إبراهيم قرادة تحت عنوان «سفاح ليبيا»: «بشجاعة وعبارة واضحة، انسانيا ووطنيا وبنغازيا (يجب) الايقاف الفوري والاعتقال العاجل للقاتل الجماعي، سفاح ليبيا، الرائد «المتمرد» محمود الورفلي امام قضاء ومحكمة علنية!»، وأضاف «عندما يكون القاتل غير مهتم ولا مكترث، واغلبنا ينتظر وصول المجرم، ما الحل مع مجرم خطير، مختل وطليق ومنفلت، يحمل السلاح ولا يبالي بالعقوبة؟ التعويل على توبة واكتفاء الجريمة، التي لن تتوقف إلا بإنفاذ القانون، حجزا وعقابا. حاكم المعروف خاف السائب!». وتناقل عدد من النشطاء صورا لثلاثة شبان قالوا إن عناصر من «مجلس شورى درنة» قاموا بتصفيتهم (رميا بالرصاص) بتهمة التواطؤ مع قوات حفتر، وهو ما اعتبره بعضهم ردا على المجزرة التي قام بها الورفلي. واستنكرت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا المجزرة الجديدة التي قام بها الورفلي، مشيرة إلى أنها تتشابه إلى حد كبير مع جرائم تنظيم «الدولة الإسلامية» المتطرف، وطالبت قوات حفتر بتسليم الورفلي المتهم بارتكاب جرائم حرب للمحكمة الجنائية الدُّولية وكذلك «الإلتزام بما تعهدت به (…) بشأن تأكيدها أن الرائد محمود الورفلي جرى توقيفه عن العمل و(التحقيق معه) من قبل مكتب المدعي العام للمحكمة العسكرية في بنغازي». كما أدانت المنظمة عملية الإعدام التي قام بها مجلس شورى درنة لـ«ثلاثة مدنيين على أساس الإنتماء السياسي (…) وإعلان مناصرتهم للجيش الليبي وذلك بعد اختطافهم واعتقالهم بشكل تعسفي منذة أسبوع وسط المدينة»، مشيرة إلى أن «الاعدامات الميدانية للسجناء والمعتقلين من دون أي إجراءات قانونية، يعد مؤشرا خطيرا على تفاقم الانتهاكات والخروقات الجسيمة والممنهجة لسيادة القانون والعدالة في ليبيا وانتهاك للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان». وعادة ما يثير الورفلي الجدل بسبب المجازر الجماعية التي يرتكبها، حيث نفذ وأشرف على عدد كبير من عمليات القتل الجماعية في مدينة بنغازي، والتي تتشابه إلى حد كبير مع العمليات التي ينفذها تنظيم «الدولة الإسلامية» المتطرف، وهو ما سبب إحراجا كبيرا للجنرال خليفة حفتر ودعا آلاف الليبيين إلى مطالبته بإيقاف الورفلي وتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية. ليبيا.. دعوات لمحاكمة خليفة حفتر بعد ارتكاب أحد رجاله مجرزة جديدة في بنغازي حسن سلمان: |
منشورات تبشير مسيحية تثير جدلا في تونس Posted: 26 Jan 2018 02:20 PM PST تونس – «القدس العربي»: أثار قيام عدد من النساء الأجانب بتوزيع منشورات تبشير مسيحية على بعض الأطفال التونسيين، جدلا في البلاد، حيث بدأت السلطات بالتحقيق حول هذا الأمر، فيما دعا نشطاء لمحاسبة القائمين على ذلك. وذكرت مصادر إعلامية أن بضع نساء آسيويات قُمن مؤخرا بتوزيع عدة نسخ من كتاب ذي طابع تبشيري بعنوان ”أحبك يا انجيل” على أطفال في حي عباس من ولاية تطاوين (جنوب شرق)، وحاولن حثهم على قراءتها مقابل قطع من الحلوى. وأشارت إلى أن السلطات فتحت تحقيقا حول هُوية الأجنبيات والمنشورات التي وزعنها، كما أكدت مندوبية حماية الطفل التابعة لوزارة المرأة والأسرة أنها بدأت أيضا التحقيق في هذا الأمر. وأثار الموضوع جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تساءل الناشط وسيم أحمد «ومالنا لا نحب الإنجيل، نحن نحب جميع الكتب ونعترف بجميع الأديان لكن نحن مسلمون ولا دين غير الإسلام . أنا المسلم الذي يحب الإنجيل والتوراة والزبور. أنا المسلم الذي يدافع عن موسى وعيسى وإبراهيم و إسحاق ويعقوب والأنبياء كلهم، ويعشق محمد صلوات ربي عليه وأفديه بروحي وأتّبع سنته». ورد الناشط بوبكر فرج بقوله «ليس عيبا ان تقرأ اﻹنجيل أو التواراة، بل العيب اننا لسنا متشبّعين بعلوم ديننا، كل ما نعرفه أننا نقرأ المصحف ولم نتدرب على تفسيره او استخلاص العبر منه وموازنته بباقي اﻷديان، يجب أن نقرأ بقية الكتب الدينية لنكتشف أننا اﻷفضل وأننا نسير في الطريق الصحيح». وكتبت مستخدمة تُدعى ام محمد موسى «نحن في بلادهم (في إشارة إلى النساء الأجنبيات) لا نوزع على الأطفال كتاب الله ولا نستغل عقولهم الصغيرة، بل نوزعه على الكبار الذين يستوعبونه ويوازنون بينه وبين بقية الكتب. أما أن تستغل طفلي مستعينة بقطعة حلوى فهذا أمر غير مقبول»، وأضافت سيرين الكحلاوي «لو كان هؤلاء مسلمات يوزعن كتبا لتعليم الصلاة لقبضوا عليهم فورا، ولتحدث جميع القنوات التلفزية عن نشر الإرهاب، ولكن ما داموا يوزعون كتبا مسيحية فسيفتحون تحقيقا لبضعة أيام، ويلملمون القصة». وهذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها مواضيع من هذا النوع الجدل في تونس، حيث تحدثت بعض وسائل الإعلام في وقت سابق عن وجود كتاب تبشير يهودي بعنوان «اكتشافي الأول للتوراة» موجها أيضا للأطفال في أحد معارض الكتب، وهو ما دعا بعضهم للتحذير من «غزو ثقافي وفكري» يهدد المجتمع من طرف جهات لا صلة لها بمعتقدات التونسيين وتقاليدهم وهُويتهم. منشورات تبشير مسيحية تثير جدلا في تونس |
الحبس ثلاث سنوات بحق محافظ نينوى السابق وحجز أمواله ومنعه من السفر Posted: 26 Jan 2018 02:20 PM PST بغداد ـ «القدس العربي»: أصدر القضاء العراقي، أمس الجمعة، حكماً غيابياً يقضي بالحبس لمدة ثلاث سنوات على محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي، إضافة إلى منعه من السفر وحجز أمواله. وجاء في وثيقة، لم يتسن التأكد من صحتها رسمياً، صادرة من محكمة جنح الرصافة المختصة بقضايا النزاهة وغسيل الأموال والجريمة الاقتصادية، إن المحكمة «أصدرت حكما على أثيل عبد العزيز محمد عبد العزيز النجيفي، بالحبس الشديد لمدة ثلاث سنوات استنادا لاحكام المادة 329 من قانون العقوبات». وتضمن القرار أيضاً «إصدار أمر قبض بحق أثيل النجيفي، وفق احكام المادة 329 من قانون العقوبات لتنفيذ العقوبة بحقه، اضافة إلى منعه من السفر وحجز امواله المنقولة وغير المنقولة». وأكدت المحكمة أن «القرار صدر استنادا لأحكام المادة 182/أ الأصولية حكما غيابيا قابلاً للاعتراض والتمييز». النجيفي، رد على القرار القضائي واصفا إياه بأنه «مجحف»، فيما أشار إلى أن ما سماها بـ«القوى المتنفذة والمتطرفة في بغداد» لم تفهم شيئا من «درس داعش» ولم تغير سياستها مع تغير الوجوه. وكتب على صفحته الشخصية في «فيسبوك» معلقاً على القرار، «لم أشأ أن أتحدث عن الضغط الطائفي الذي كان يسلط على الموصل والذي تجلت احدى صوره بهذه الدعوى القضائية (قرار حبسه)، بل حاولت مجابهة الاستفزاز الطائفي بهدوء وبعيدا عن الاعلام لعدة سنوات، محاولا تخفيفه من جهة ومنع استغلاله من قبل المتطرفين السنة من جهة أخرى». وأضاف: «في عام 2010 أرسل الوقف الشيعي كتباً إلى التسجيل العقاري في نينوى يطلب فيه تحويل ملكية اكثر من 20من جوامع السنة إلى الوقف الشيعي، وجميع تلك الجوامع في مدينة الموصل القديمة التي دمرت الآن، وسأتحاشى الربط بين الموضوعين». وتابع: «تلك الجوامع بنيت من قبل السنة وتقام الصلاة فيها على مذهب أهل السنة منذ مئات السنين، وتقع في مناطق شعبية تتميز بالتزامها الشديد بمذهبها، من أمثال جامع الامام الباهر والامام ابراهيم والامام محسن وغيرها من جوامع الأحياء الشعبية وبين الأزقة الضيقة المحتقنة أمنيا ومذهبيا كالمشاهدة ودكة بركة والشفاء وباب لكش وغيرها من المناطق التي كان القوات الأمنية عاجزة عن التجول فيها. فأي فتنة ستحدث لو حاول الوقف الشيعي فرض نفسه فيها». ووصف، الوقف السني بأنه «غارق في فساده وضعفه»، مبيناً إنه «تخلى عن الدفاع عن مساجده، ولَم تنفع محاولاتنا لاقناع الوقف الشيعي بالفتنة الطائفية المتوقعة من هذه الإجراءات، ولهذا عمدت إلى احالة الموضوع إلى مجلس المحافظة ليشاركني القرار في المخاطر المُحتملة». وواصل: «الذي تحمس لاصدار قرار من مجلس المحافظة عضوان فاضلان أحدهما شيعي والآخر يزيدي، لتقديرهم خطورة الموقف، بينما خيم الخوف على الأعضاء السنة، ولكن في النهاية صدر قرار من مجلس المحافظة يلزم بعدم نقل ملكية أي عقار قبل عرضه على المجلس لتقدير احتمالات الفتنة الطائفية المُحتملة عند تنفيذه». ورأى النجيفي أن «الإجراء الرسمي الذي كان ينبغي على الوقف الشيعي اتخاذه هو الطعن لدى المحكمة الاتحادية بقرار مجلس المحافظة، كوّن المحافظ ملزما بتطبيق قرار المجلس، كما ان المكلف بالتسجيل هو مدير التسجيل العقاري وليس المحافظ، الا انهم اختاروا المزيد من الاستفزاز بإقامة الدعوى الجزائية ضدي وقد قابلتها كذلك بعدم اعلان التفاصيل لكي لا يستغل المتطرفون والإرهابيون هذا الموضوع». واشار إلى أن «القوى المتنفذة والمتطرفة في بغداد لم تفهم شيئا من درس داعش ولم تتغير سياستها مع تغير الوجوه ولَم تكترث لآثار الاستفزاز الطائفي في بث التطرّف المقابل، بل استمرت في دعوتها إلى أقصى ما يمكنها من تجاوز على القانون». ولفت إلى أن «مثل هذه القضية التي تعتبر باقصى حالاتها مخالفة ادارية اخرجوها من الشمول بالعفو في رسالة واضحة للمجتمع السني مفادها، أن السرقة والفساد مباح امام المحافظين وكبار المسؤولين السنة الذين يقبلون الترويج للسياسة الطائفية وتجاوز القانون في العقوبة لمن يجابه تلك السياسة». وتابع «لقد حاولوا اتهامي بسقوط الموصل فعجزوا عن إيجاد دليل مقنع لجهة قضائية، وروجوا إعلاميا بأنني أدعم الإرهاب وهم على يقين بأنني اكثر من تضرر من الإرهاب واحد أعمدة محاربته، وحاولوا إيجاد ثغرة قانونية في تعاقدات المحافظة فوجدوها غاية في الالتزام القانوني مما هو غريب في العراق الجديد، ولهذا انصب اهتمامهم على هذه القضية الطائفية». وتعهد النجيفي، بالاستمرار في «اتباع السياقات القانونية في الطعن ورفض هذا الإجحاف، ولكنني افتخر بأن المتطرفين اضطروا لكشف وجوههم في مواجهتي». الحبس ثلاث سنوات بحق محافظ نينوى السابق وحجز أمواله ومنعه من السفر |
الدوما الروسي يرفض اقتراح كبير مستشاري خامنئي لتشكيل تحالف بين إيران وباكستان والعراق ضد أمريكا Posted: 26 Jan 2018 02:19 PM PST لندن ـ «القدس العربي»: رفض رئيس لجنة الشؤون الدولية في الدوما الروسي، ليونيد سلوتسكي، مقترح كبير مستشاري المرشد الأعلى الإيراني ومستشاره للشؤون العسكرية والقائد العام السابق للحرس الثوري، اللواء يحيى رحيم صفوي، لتشكيل تحالف ضد أمريكا بين إيران وباكستان والعراق، مشدداً على أن هناك خلافات بين موسكو وبين طهران حول بعض السياسات. فيما صرح رحيم صفوي الثلاثاء الماضي أن إيران ستحقق النجاح إذا استطاعت، وبخطوات ذكية تشكيل تحالف مع العراق وباكستان وباقي الدول ضد الولايات المتحدة في منطقة غرب آسيا، وأن هذا التحالف يجب عليه إحباط مخططات واشنطن لإثارة التوتر، دون أن يشير إلى النظام السوري. وحسب وكالة إيتار تاس الروسية للأنباء، أشار سلوتسكي إلى التعاون الروسي الإيراني لمحاربة الإرهاب في سورية، ورفض المحاولات الإيرانية في إنشاء تحالف جديد ضد واشنطن، وقال إنه لا توجد أي ضرورة أو حاجة لذلك. وأوضح أن موسكو يجب عليها أن تركز على سياساتها ومصالحها، وأن هناك بعض عدم التطابق في الرؤى والمصالح بين روسيا وبين إيران. وكان يحيى رحيم صفوي قد أكد للتلفزيون الرسمي الإيراني أن أمريكا بصدد ابقاء بؤر الصراع في غرب آسيا، بغية تأجيج الخلافات في المنطقة، مشيراً إلى القوات الأمريكية تتواجد على ما لا يقل عن 25 في المئة من الأراضي السورية التي تحتوي على حقول النفط والغاز. وأضاف أن إيران ستحقق النجاح إذا استطاعت، وبخطوات ذكية تشكيل تحالف مع العراق وباكستان وباقي الدول ضد الولايات المتحدة في منطقة غرب آسيا، وأن هذا التحالف يجب عليه إحباط مخططات واشنطن لإثارة التوتر. وقال إن منطقة غرب آسيا باتت مكاناً للصراع بين القوى الكبرى والإقليمية، فيما تحاول السعودية من خلال تدخلاتها في بعض الدول أن تظهر نفسها كقوة إقليمية. وأشار إلى أن السعودية تنتهج استراتيجية خاطئة جداً، وأنها قد فشلت في اليمن، وأنها لم تتمكن من تحقيق أهدافها، مضيفاً أن السعوديين يحاولون إنقاذ أنفسهم من الحرب التي تورطوا فيها والاحتفاظ بماء الوجه، وأن أحلام حكام السعودية الجدد تقودهم إلى أوضاع غير مستقرة. وسبق لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني، أن استثنى في بيانه للإعلان عما سماه الانتصار في معركة محاربة تنظيم «الدولة»، روسيا من هذا الانتصار/ مكتفياً بذكر اسم الميليشيات الموالية لإيران والحكومتين العراقية والسورية والمرجع علي السيستاني وأمين عام حزب الله اللبناني، حسن نصر الله. بينما كانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أن الانتصار على «داعش» تم بقيادة العميد الركن سهيل حسن، أحد أبرز قادة جيش النظام السوري في المعارك الدائرة في سوريا، وليس اللواء قاسم سليماني، مضيفةً أن «سهيل حسن» هو من قاد المعارك في حلب ودير الزور والبو كمال ومحافظتي حمص وحماة ومنطقة غربي نهر الفرات. وأشادت الوزارة بدور «سهيل حسن» الكبير، واعتبرت قيادته للمعارك الدائرة في سوريا بأنها حاسمة ومهمة للغاية. وکانت صحيفة «قانون» المقربة من الرئيس الإيراني، حسن روحاني، قد هاجمت رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بأشد العبارات واصفةً إيها بأنه بلا مبادئ، وأنه ناكر للجميل بسبب اتفاقه مع الروس حول تسليم ملف إعادة إعمار سوريا للروس بدل من الإيرانيين. وكتبت أن الأسد يريد تقليم أظافر إيران بسوريا بعد هزيمة «داعش» والدخول في مرحلة جديدة، مضيفةً «الجميع يدرك أن إيران هي التي تحملت تكلفة بقاء الأسد في رئاسة سوريا، ودفعنا ثمنا باهضا لذلك، والتكاليف اللوجستية التي دفعناها ثمناً لاستراتيجيتنا في المنطقة، ولكن اليوم يبدو أنه مع جهودنا وتضحياتنا، ستكون حصتنا لا شيء من بازار الشام». ونددت «قانون» تهميش دور إيران في مستقبل سوريا وقاشلةً «هذه المسألة لم تعد خافية عن أعين الإيرانيين، وكانت سبباً في بعض الاعتراضات داخل أوساط النظام الإيراني». وأشارت إلى أن الرئيس روحاني يشعر بفقدان حصة بلاده في سوريا، وأنه قد تناول مؤخراً مسألة إعادة إعمار سوريا، وحصة إيران من هذا الملف مع الأسد. وذكرت الصحيفة الإيرانية أنه يحق لإيران أن تستولي ولو بالقوة على ما تسميه حصتها من «الكعكة السورية»، وأضافت «إن الحق يؤخذ، ورغم محاولة إخفاء الحقائق حول فقداننا لحصتنا في سوريا من قبل البعض في إيران؛ فإن شعبنا يعلم ويعي ما يحدث لنا في سوريا». الدوما الروسي يرفض اقتراح كبير مستشاري خامنئي لتشكيل تحالف بين إيران وباكستان والعراق ضد أمريكا |
الغنوشي: لا أمثلّ الدولة التونسية وغياب السبسي عن «دافوس» ترك فراغا كبيرا Posted: 26 Jan 2018 02:19 PM PST تونس – «القدس العربي»: نفى رئيس حركة «النهضة» التونسية الشيخ راشد الغنوشي ما روجته بعض وسائل الإعلام حول دعوته لافتتاح قنصلية في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق خلال مشاركته في منتدى «دافوس» الاقتصادي العالمي، وأشار إلى أنه يشارك في المنتدى كمفكر ورئيس حزب وليس كممثل لتونس، منتقدا غياب الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي. وكان بعض وسائل الإعلام أشار إلى أن الغنوشي دعا خلال لقائه مع رئيس حكومة كردستان نيجيرفان بارزاني إلى افتتاح قنصلية تونسية في أربيل، مشددا على أهمية تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين إقليم كردستان وتونس. وعلق الغنوشي على ذلك بقوله «أنا هنا كرئيس حزب وليس كرئيس أو ممثل للدبلوماسية التونسي، التي يمثلها الآن وزير الخارجية خميّس الجهيناوي، وبالتالي لا يمكن أن أتحدث باسم تونس، فهذا الأمر موكل لوزير الخارجية، وليس هناك تنافس في الأدوار معه». كما انتقد غياب رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، مشيرا إلى أن تونس كان يفترض أن تكون ممثلة من طرف رئيس جمهوريتها «الذي ترك غيابه فراغا كبيرا في المنتدى». وأضاف «تلقيت للمرة الرابعة دعوة للمشاركة في منتدى دافوس كضيف شرف للمساهمة في النقاش، إذ تقوم مؤسسة دافوس بتوجيه دعوات إلى المفكرين والباحثين للمشاركة في النقاشات وإضفاء دعم وإضافة من خلال فكرهم، وهي التي تتكفل بدفع مبلغ مشاركتهم باعتبارهم ضيوف شرف». وتابع الغنوشي «شاركت في عدة ندوات فكرية في المؤتمر (كما) قابلت مختلف رؤساء الوزراء والمسؤولين ورؤساء بنوك وشركات كبرى، في إطار التعبئة من أجل خدمة الاستثمار في تونس ودعوة هذه البنوك والشركات للاستثمار فيها، وهو ما جمعني ورئيس وزراء العراق وممثلي كردستان، نظرا لأهمية الآفاق الاقتصادية التي تضمها منطقة العراق، لاسيّما أن حجم التبادل بين تونس والعراق قبل الثورة كان يقدّر بـ 3 مليارات دولار بينما اليوم لا يتجاوز بضعة ملايين، وهذا ما يدفعنا الى التفكير في ضرورة إرجاع هذه العلاقة الاقتصادية إلى سابق عهدها خاصة وقد تخلصت العراق اليوم من تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي». وكانت الرئاسة التونسية أكدت قبل أيام أن قائد السبسي سيشارك في منتدى «دافوس»، إلا أن الرئيس التونسي قرر لاحقا عدم المشاركة وهو ما دعا بعضهم للتساؤل حول علاقة هذا الأمر بمشاركة الغنوشي كممثل للدولة التونسية، قبل أن تنفي حركة «النهضة» ذلك، مؤكدة أن الغنوشي يشارك في «دافوس» بصفة شخصية بناء على دعوة خاصة وُجهت له من إدارة المنتدى. الغنوشي: لا أمثلّ الدولة التونسية وغياب السبسي عن «دافوس» ترك فراغا كبيرا |
اليمن: محافظ تعز يعلن رسميا تدشين «معركة الحسم» والقوات الحكومية تحقق تقدما عسكريا وانهيارات في صفوف ميليشيا الحوثي Posted: 26 Jan 2018 02:18 PM PST تعز ـ «القدس العربي»: أعلن محافظ محافظة تعز، وسط اليمن، عن تدشين معركة الحسم لتحرير تعز وكسر الحصار الحوثي المفروض عليها منذ نحو ثلاث سنوات، من قبل الميليشيا الحوثية، في حين حققت القوات الحكومية تقدما سريعا في العديد من الجبهات التي خاضت فيها مواجهات، أمام انهيارات ملموسة لميليشيا الانقلاب الحوثي. وقال محافظ تعز الدكتور أمين محمد محمود في أول ظهور إعلامي له عبر رسالة فيديو، «يا أبناء تعز الأبية الصامدة حانت اللحظة التاريخية والحاسمة التي انتظرتموها طويلا… لقد قرر جيشكم الوطني الشروع بعملية عسكرية واسعة مدعومة من قوات التحالف العربي لتحرير محافظتنا واجتثاث المليشيات الحوثية الكهنوتية السلالية التي جثمت على أنفاسكم لهذه السنوات الثلاث الثقيلة والمأساوية». ودعا سكان تعز إلى مساندة قوات الجيش في هذه المعركة فقال «أتوجه إليكم وأدعوكم للوقوف صفا واحدا إلى جانب اخوانكم وأبنائكم في القوات المسلحة الذين يسطرون الأن اروع لحظات التضحية والفداء». وفي الوقت ذاته وجّه المحافظ نداء لسكان بعض مناطق محافظة تعز الواقعة تحت سيطرة ميليشيا جماعة الحوثي «أتوجه بنداء أخير لإخواننا وأبنائنا في المناطق الواقعة تحت نفوذ ميلشيا الكهنوت الحوثية ان يهبّوا لنصرة اخوانهم في الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وان ينتفضوا ويثأروا لكرامتهم وحريتهم، فجيشكم الوطني الباسل قادم إليكم فكونوا الدعم والغيث والسند». وكانت القوات الحكومية بدأت الخميس عملية عسكرية واسعة لتحرير محافظة تعز، في أكثر من جبهة، وفي مقدمتها الجبهات الغربية، التي شهدت أعنف مواجهات عسكرية بين القوات الحكومية والميليشيا الحوثية، حققت فيها القوات الحكومية مكاسب عسكرية كبيرة وتقدما على أكثر من صعيد، في حين شهدت الميليشيا الحوثية تراجعا وانهيارات متلاحقة. وذكر مصدر عسكري لـ«القدس العربي» أن «القوات الحكومية تحقق تقدما عسكريا باضطراد منذ انطلاق هذه العمليات العسكرية، غير أن العائق الأكبر هو الكميات الهائلة من الألغام الحوثية المزروعة في كافة الطرق والمناطق المؤدية إلى أماكن تواجد الحوثيين أو المواقع التي يسيطرون عليها». وأوضح أن الميليشيا الحوثية لجأت منذ بداية المعركة في تعز إلى إعاقة التقدم العسكري للقوات الجيش الوطني وقوات المقاومة الشعبية بواسطة زراعة كميات كبيرة من الألغام الأرضية، التي سقط جراءها الكثير من العسكريين الحكوميين ورجال المقاومة الشعبية والمدنيين أيضا خلال الثلاث السنوات الماضية». وذكرت المصادر الرسمية ان هذه العمليات العسكرية تجرى وفقا لخطة عسكرية مشتركة بين القوات الحكومية اليمنية وقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وأن الجانبان هيئا كل الظروف الملائمة لانطلاق هذه المعركة التي تطمح الحكومة اليمنية إلى أن تحقق هدفها الرئيس في تحرير محافظة تعز من الميليشيا الحوثية، كخطوة نحو تعزيز السيطرة الحكومية على نطاق واسع من الأرض في المحافظات الشمالية التي تقع العديد منها تحت السيطرة الحوثية. وأجرى نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن الأحمر اتصالين هاتفيين بكل من محافظ تعز الدكتور أمين محمود وقائد محور تعز اللواء الركن خالد فاضل للاطلاع على سير العمليات العسكرية الحكومية الهادفة إلى استكمال تحرير محافظة تعز من الميليشيا الحوثية. وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الحكومية ان الأحمر «بارك الانتصارات التي تحققت منذ بدء العمليات العسكرية وما سطره أبطال الجيش الوطني من ملاحم خالدة في سبيل تحرير محافظة تعز وبسط سلطة الدولة فيها.. مثمناً موقف دول التحالف وقواتها المساندة لعملية التحرير والتي أسهمت بشكل كبير في تحقيق هذه الانتصارات». وأكد الفريق محسن عزم القيادة السياسية بقيادة رئيس الجمهورية ودعم الأشقاء في التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية على تحرير المحافظة بشكل كامل وطرد ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران والاتجاه لاستعادة الدولة وبسط نفوذها على كامل التراب اليمني. وذكرت المصادر الرسمية أن محافظ تعز وقائد المحور العسكري فيها أطلعا نائب الرئيس اليمني على سير العمليات العسكرية وما تحقق من مكاسب خلال اليومين الماضيين. وفي الوقت الذي تخوض فيه القوات الحكومية تقدمها الميداني على الأرض في أكثر من صعيد في الجبهات الغربية بمحافظة تعز، كثفت قوات التحالف العربي غاراتها الجوية أمس الجمعة على مواقع عديدة لمليشيا الحوثي، أسفرت عن سقوط العديد من المسلحين الحوثيين بين قتيل وجريح، وأيضا تفجير أحد حقول الألغام الكبيرة التي كانت تعيق تقدم القوات الحكومية نحو المواقع الحوثية، غربي تعز. اليمن: محافظ تعز يعلن رسميا تدشين «معركة الحسم» والقوات الحكومية تحقق تقدما عسكريا وانهيارات في صفوف ميليشيا الحوثي خالد الحمادي |
لا قرار رسميا على تولي الحكومة العراقية مهمة تصدير نفط كردستان Posted: 26 Jan 2018 02:18 PM PST بغداد ـ «القدس العربي»: عاد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أمس الجمعة، إلى بغداد، مختتماً مشاركته في المؤتمر الاقتصادي في «دافوس»، وإجراء عدّة لقاءات مع قادة ومسؤولي العالم. ومن بين اللقاءات التي أجراها العبادي على هامش المؤتمر، لقاء رئيس حكومة إقليم كردستان نيجرفان بارزاني ونائبه قوباد طالباني. وعقب اللقاء، أثار إعلان العبادي الاتفاق مع إقليم كردستان على تصدير نفطه عبر وزارة النفط العراقية وشركة تسويق النفط «سومو»، حفيظة بارزاني الذي أكد أن اللقاء لم يتضمن مثل هكذا اتفاق. ولم يصدر حتى الآن، أي موقف رسمي من قبل وزارة النفط العراقية أو شركة «سومو» بشأن الاتفاق الذي أعلنه العبادي في «دافوس» مع إقليم كردستان العراق على تسليم نفط الإقليم إلى وزارة النفط الاتحادية. وعلمت «القدس العربي» من مصدر رفيع في وزارة النفط الاتحادية، إن الوزارة ليس لديها علم بما أعلنه رئيس الوزراء مؤخراً، بكونه تصريحا صادرا منه شخصياً، إضافة إلى أن الوزارة لم تتسلم حتى الآن أي توجيه من الحكومة بشأن ملف نفط الإقليم. وطبقاً للمصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، فإن « العبادي عاد إلى بغداد فجر اليوم (أمس)، غير إن وزير النفط عبد الجبار اللعيبي لم يعد بعد، ولا تزال لديه بعض الأعمال والجولات»، مشيراً إلى إنه «بعد عودة الوزير سنطلع على ما دار في الاجتماعات، وما هي أبرز الاتفاقات التي حصلت». السياسي الكردي، والنائب السابق في البرلمان العراقي حسن جهاد، قال لـ«القدس العربي»، إن «رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني وصف اجتماعه مع رئيس الوزراء العراقي في دافوس بأنه إيجابي، لكنه نفى الاتفاق مع العبادي على تسليم نفط الإقليم إلى شركة سومو، كما نفى ما ورد في بيان الحكومة الاتحادية الصادر عقب اللقاء». وأشار إلى أن اجتماع بارزاني والوفد المرافق له والعبادي في 20 كانون الثاني/يناير الجاري، في بغداد، «لم يكن بشكل مفاوضات مطولة، بل إن بارزاني التقى العبادي وهو في طريقه إلى طهران». وأضاف: «البيان الذي صدر من قبل الحكومة الاتحادية عقب ذلك اللقاء كان أكثر وضوحا، بكونه نص على أن يكون ديوان الرقابة المالية مشرفا على رواتب موظفي الإقليم، وأن تتعهد الحكومة الاتحادية بدفعها، وان يكون تصدير النفط عبر سومو، فضلاً عن تسليم المطارات والمنافذ الحدودية للسلطة الاتحادية». وكشف السياسي الكردي عن «اجتماع عقد في دافوس بين وزير النفط الاتحادي عبد الجبار اللعيبي، و(نظيره) وزير الموارد الطبيعية آشتي هورامي في إقليم كردستان العراق، غير أن الجانبين لم يصدرا أي بيان رسمي يوضح نتائج الاجتماع». ورجح أن «تتفق الحكومة الاتحادية مع حكومة الإقليم على أن يكون تصدير نفط كركوك والمناطق المتنازع عليها تحت سلطة وزارة النفط الاتحادية وشركة تسويق النفط سومو»، مشدداً على أهمية «اتفاق الحكومتين على كمية محدد من النفط التي يصدرها الإقليم، وليس كما في السابق عندما تم الاتفاق من دون الالتزام به». وجاء في بيان مكتب العبادي عقب لقاء الأخير مع بارزاني في دافوس في 24 كانون الثاني/يناير الجاري، إنه «جرى التأكيد على ما تم التوصل اليه في اللقاء الأخير الذي جرى في بغداد من الحفاظ على وحدة وسيادة العراق وأن مواطني الإقليم جزء من الشعب العراقي، واهمية اعادة وتفعيل جميع السلطات الاتحادية في الإقليم بضمنها المنافذ الحدودية والمطارات، واستمرار عمل اللجان المختصة بفتح المطارات بعد استكمال كل الاجراءات بعودة كامل السلطات الاتحادية اليها، وان الحدود الدولية يجب أن تكون تحت السيطرة الاتحادية باعتبارها من الصلاحيات الحصرية للسلطة الاتحادية». كما تم التأكيد على «الالتزام بحدود الإقليم التي نص عليها الدستور، واهمية ان يُسلّم النفط المستخرج إلى السلطات الاتحادية ويكون تصدير النفط حصريا من قبل الحكومة الاتحادية من خلال شركة سومو، واستكمال عمل اللجان التي تراجع رواتب موظفي الإقليم، والاسراع في اطلاقها وضمان وصولها للموظفين المستحقين وان تخضع لرقابة ديوان الرقابة المالية الاتحادي». وفقا للبيان الذي أكد أيضاً «التزام» وفد الإقليم بما توصل اليه. كذلك، اجتمع نيجرفان بارزاني رئيس وزراء إقليم كردستان مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، على هامش مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. وحسب بيان لحكومة إقليم كردستان، فان تيلرسون اطلع على أحدث تطورات الحوار بين أربيل وبغداد، وعلى عمل اللجان المشتركة بين حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية، مؤكدا «دعم الولايات المتحدة للحوار بين الجانبين وانجاحه، والحقوق الدستورية لإقليم كردستان». من جانبه، أكد بارزاني «استعداد إقليم كردستان لحل المشكلات مع بغداد بموجب الدستور العراقي ومن خلال الحوار مع بغداد»، وقدم نبذة عن أحدث التطورات وعن اجتماعيه مع العبادي في كل من بغداد ودافوس. ونقل البيان عن بارزاني قوله: «الخطوات إيجابية وجيدة، لكنها يجب أن تثمر عن نتائج فعلية وتستمر لحين التوصل إلى الحل، وهذا الامر بحاجة إلى قرار سياسي». كما عبر عن شكر إقليم كردستان للدعم الأمريكي للحقوق الدستورية لكردستان، قائلا من الضروري أن تحثوا شريكنا على الحوار والحل السلمي. وفي محور آخر من الاجتماع، دار الحديث حول وضع إقليم كردستان وشدة الأزمات الاقتصادية والمالية لإقليم كردستان وتم تسليط الضوء على أحوال النازحين في إقليم كردستان، وعلى أهمية استمرار التعاون الفني الذي تقدمه أمريكا لعملية الإصلاح لحكومة إقليم كردستان وخاصة في المجالات الإدارية والإدارة المالية. وبحث الجانبان ايضا العمل من أجل إعادة الاستقرار والتوصل إلى حل يخدم مصالح الجميع، ويساعد في العملية الانتخابية. وكان بحث آلية مشتركة للمناطق المتنازع عليها، والحرب ضد تنظيم «الدولة»، ومرحلة ما بعد انتهاء الأخير، والأوضاع الداخلية لإقليم كردستان، أمور اخرى تم التطرق اليها خلال الاجتماع، حسب بيان الحكومة. لا قرار رسميا على تولي الحكومة العراقية مهمة تصدير نفط كردستان مشرق ريسان |
المغرب يحتل المرتبة الأولى عالميا في محاربة مدن الصفيح Posted: 26 Jan 2018 02:17 PM PST لم يتبق أمام الدولة المغربية سوى سنتين على تحقيق البرنامج التنموي الكامل «مدن من دون صفيح» والمساكن غير اللائقة، الذي أطلقته سنة 2004 الذي يرمي إلى تحسين ظروف عيش أكثر من مليون و800 ألف شخص في 85 مدينة تتوسطها أحياء صفيحية بدعم من الدولة، حيث تعتزم القضاء نهائيا على مدن الصفيح في المغرب في أفق سنة 2020. وقالت إحصاءات برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية لسنة 2015، إن المغرب احتل الرتبة الأولى عالميا في مجال محاربة مدن الصفيح، وأشاد المدير التنفيذي، خوان كلوس، بالتجربة المغربية واعتبرها تجربة رائدة تستجيب للأهداف الإنمائية للألفية، التي وضعتها الأمم المتحدة لمحاربة الفقر والهشاشة. واعتبر المسؤول الأممي، أن هناك عدة عوامل أسهمت في نجاح التجربة المغربية، من بينها إرادة الدولة والتزامها السياسي، ووضع سياسة متماسكة ومتكاملة مع غيرها من السياسات. وتقول وزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة المغربية إن البرنامج مكن إلى حدود 2012، من تحسين عيش أزيد من مليون نسمة، من خلال إعادة إيواء 28 ألفا و870 أسرة كانت تقطن بدور الصفيح، أي ما يزيد على 55 من مئة من الأسر المعنية، كما تم الإعلان عن 45 مدينة من دون صفيح، وهو الرقم المرتقب ارتفاعه، وأكدت الوزارة أن المغرب حقق ما يفوق 70 من مئة من مجمل أهداف برنامج «مدن من دون صفيح». ويشكل القضاء على نحو 50 ألف منزل غير لائق كل سنة، أحد أبرز الأهداف التي تسعى إليها وزارة الإسكان المغربية منذ انطلاق هذا المشروع، حيث تم هدم ما يقارب 25 ألف مسكن صفيحي، وتبقى العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، تضم وحدها قرابة 98 ألف أسرة، أي نحو 500 ألف شخص، بمعنى 12% من سكان الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية للمغرب، و36 من مئة من مجموع سكان مدن الصفيح في المغرب، كما تحتضن نحو450 مدينة صفيح تحيط بالمدينة، ما يستدعي وقتًا أكبر في محاولة القضاء الكامل عليها، وتوفير مساكن اسمنتية. فبرغم أن مشروع «مدن من دون صفيح» مشروعًا طموحًا، إلا أنه حسب مراقبين تعتريه بعض المشاكل والعيوب، تتمثل في عدم مسايرة نسبة القضاء على دور الصفيح مع نسبة المدن الجديدة التي يتم تشييدها، كما أن بعض السكان يتشبثون بالبقاء في بيوتهم الصفيحية، خاصة كبار السن، كما أن هناك من لا يقبل دفع تكاليف المنزل الجديد أو يطالب بالتخفيض منها، ما يعرقل أحيانًا السير الطبيعي لهذه العملية التي دشنها المغرب، بغية القضاء على مظاهر السكن غير اللائق بالمغرب. وأكد برلمانيون، أنه عوض أن يتم القضاء على المساكن العشوائية التي تضاعفت في السنوات الأخيرة، وذلك لأسباب انتخابية وتنموية بالأساس، فإن عدد دور الصفيح يزيد حاليا على 375 ألف «براكة». وقال المستشار البرلماني عن فريق العدالة والتنمية، عبد الكريم الهوايشري «صحيح أن الدولة قامت بجهود واسهامات ورصد أموال لمحاربة دور الصفيح والمساكن غير اللائقة، ولكن لا ننسى أن هذا البرنامج اعترته بعض الاختلالات التي تحتاج إلى وقفة لتقويم هذا البرنامج وللوقوف على طرق ومبادرات الإصلاح، فتضاعف الأحياء صفيحية في الوقت الذي نتكلم فيه عن محاربة هو راجع بالأساس إلى توسع هذه الدواوير الذي لا يقع إلى تحت أعين الكثير من المتدخلين. هذا من جهة، من جهة أخرى، هناك توسع عمودي لهذه الأحياء، وهنا يطرح السؤال هل كل ساكني هذه البيوت هم فعلا يحتاجون إلى استفادة من بقعة أرضية أو شقة؟. المغرب يحتل المرتبة الأولى عالميا في محاربة مدن الصفيح فاطمة الزهراء كريم الله |
إدارة ترامب أمام طريق وعر وخيارات صعبة في سوريا Posted: 26 Jan 2018 02:17 PM PST واشنطن – «القدس العربي» : تواجه الادارة الأمريكية خيارات صعبة في سوريا مع انتهاء الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» حيث ترى القاعدة الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ان البقاء هناك بدون تحديد سقف زمني للانسحاب هو مخالفة لوعده بإنهاء سياسة «بناء الدولة» في مناطق الحرب بينما حذر العديد من المشرعين من ان الكونغرس لم يأذن بهذه المهمة. وتعقدت الخيارات أمام واشنطن بعد ان بدأت تركيا، حليف الناتو، في قصف القوة الكردية التي دعمتها الولايات المتحدة من اجل المساعدة في هزيمة (تنظيم الدولة) مما دعا الكونغرس إلى مطالبة الادارة بتوضيح الاستراتيجية الأمريكية في الشأن السوري وخاصة فيما يتعلق بالمماطلة في موضوع سيطرة حزب الشعب الكردستاني على الاراضي العربية بشكل غير مقبول. وتعتبر انقرة وحدات حماية الشعب منظمة إرهابية مرتبطة بشبكات التمرد المحظورة في تركيا ولكن الولايات المتحدة تتعامل معها وكأنها أكثر القوى فعالية لمحاربة (تنظيم الدولة) على الأرض. ويواصل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة محاربة (تنظيم الدولة) في سوريا سعياً إلى إزاتها من الجيوب المتبقية في وادي نهر الفرات الأوسط، وقد تم التركيز على هذه الجهود في وزارة الدفاع الأمريكي كما أعلن التحالف عن غارات جوية اسفرت عم مقتل ما يصل إلى 150 مسلحاً، وعلى الرغم من هزيمة ما يسمى بدولة الخلافة بعد خسارة الجماعة 98 في المئة من الأراضي التي سيطرت عليها في سوريا والعراق الا ان القوات الأمريكية لم تنسحب في حين حولت الادارة اهتمامها إلى استقرار الاراضي المحررة وتقرير كيفية التعامل مع نظام بشار الاسد. وقال روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق لدى سوريا، ان الأمريكيين توصلوا إلى استنتاج غير سعيد هو ان روسيا وايران قد تغلبتا على النفوذ الأمريكي في سوريا وانه لا يوجد امام واشنطن خيارات كثيرة للتعامل مع هذه الحقيقة. وأوضح وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في كلمة ألقاها في الاسبوع الماضي رؤيته للمسار الأمريكي في المستقبل حيث سيبقى في سوريا أكثر نحو 2000 جندي امريكي لضمان عدم عودة (تنظيم الدولة) إلى الظهور وكذلك مواجهة النفوذ الإيراني والحفاظ على استقرار الاراضي حتى تؤدي العملية الدبلوماسية إلى ابعاد الاسد عن السلطة. وقال تيلرسون ان الانسحاب التام للقوات الأمريكية في هذا الوقت سيمنح الاسد فرصة لمواصلة معاملة شعبه بوحشية مشيراً إلى ان قاتل شعبه لا يمكن ان يولد الثقة اللازمة لاستقرار طويل الاجل ولكن اعضاء الكونغرس من طرفي الطيف الحزبي السياسي انتقدوا هذه السياسة وقالوا ان التفويض الذي يسمح باستخدام القوة العسكرية ضد (تنظيم الدولة) لا ينطبق على التعامل مع الاسد وايران، وقال السيناتور بوب كوركر اثناء جلسة استماع للجنة الشؤون الخارجية انه بالتأكيد، لا يوجد تصريح لهذا النوع من النشاط في حين اكد نظيره الديمقراطي السناتور بن كاردين بأنه ليس هناك أي تفويض للقوات الأمريكية لمواجهة إيران داخل سوريا. واشار السيناتور جيمس اينهوف، وهو عضو بارز في لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ، ان اللجنة تشعر بالقلق ازاء الاستراتيجية السورية للادارة، وقال بان ادارة ترامب لا تستطيع الجدال بنجاح عن مزايا الالتزام العسكري إلى اجل غير مسمى. وحذر محللون امريكيون من ازدياد الهجمات على القوات الأمريكية والدبلوماسيين اذا استمر التواجد العسكري الأمريكي في سوريا إلى اجل غير مسمى. إدارة ترامب أمام طريق وعر وخيارات صعبة في سوريا الكونغرس يحذر من القيام بأنشطة عسكرية غير مرخصة رائد صالحة |
مواطنون من الموصل يطالبون الحكومة العراقية بتعويض ما خسروه بسبب الحرب Posted: 26 Jan 2018 02:17 PM PST الموصل ـ «القدس العربي»: دعا مواطنون من مدينة الموصل، الحكومة العراقية إلى تعويضهم عما خسروا جراء العمليات العسكرية التي شهدتها المدينة، والوفاء بالوعود التي قطعتها لهم، وتشكيل لجان تقوم بتقييم الأضرار التي نتجت عن الحرب. واعتبروا أن من واجب الحكومة تعويض مواطنيها في حال تعرضت ممتلكاتهم للدمار نتيجة الحروب أو الكوارث الطبيعية وغيرها، مطالبين بضرورة الإسراع بالتعويض وإنهاء معاناتهم خصوصاً الذين فقدوا منازلهم وأصبحوا من دون مأوى، وهم يعيشون الآن في المخيمات. أبو أسامة، مواطن فقد منزله ويعيش الآن في المخيم، قال لـ«القدس العربي»: «فقدت منزلي خلال العمليات العسكرية ما اضطرني إلى النزوح للمخيم كوني لا أستطيع دفع إيجار منزل في المدينة». هو يعيش وعائلته حياة مأساوية في المخيم، حيث يريد الخروج منه بأسرع وقت في حال توفر له السكن الملائم أو في حال تم تعويضه من قبل الحكومة التي قطعت لسكان الموصل وعوداً بذلك، وفق ما أكد، لافتاً إلى أن هذه الوعود «لاتزال حبرا على ورق حتى الآن، وليس لدينا أمل بأن تتحقق». أما حسن محمود، من سكان الموصل، فقال لـ«القدس العربي»: «لقد مضى على تحرير المدينة أشهر، ولم يتم تشكيل لجان من قبل الحكومة لتقييم الأضرار والممتلكات التي خسرها المواطنون». وبين أن «عملية إصلاح جسر استغرق أشهر، فكيف للحكومة أن تعيد بناء مدينة كاملة في ظل الفساد والانشقاقات السياسية؟، مشيراً إلى أنهم «تلقوا وعوداً بتعويض ما خسروا، ولكنهم حتى الآن لم يتم تعويضهم وأصبحوا يعيشون تحت خط الفقر على العكس الطبقة السياسية التي تنعم بالعيش الرغيد في القصور». علاء، أعتبر، في حديث لـ» القدس العربي» أن «الحكومة العراقية لو كانت جادة بتعويض المتضررين لدعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى مساعدة أهالي المدينة من خلال القروض أو التعاقد مع شركات الاستثمار التي بإمكانها إعادة إعمار المدينة بوقت قياسي، ولكن لاتزال الحكومة تتحجج بعدم وجود التخصيصات المالية وارتفاع معدلات ديونها الخارجية بسبب الحرب». حتى الآن، حسب المصدر «لم يتم إقرار الموازنة العامة من قبل البرلمان، ونحن على وشك الدخول في الشهر الثاني من العام الجديد». ودعا إلى «تدخل دولي بدعم المدينة وإعادة إعمارها، خصوصاً الذين فقدوا منازلهم وممتلكاتهم، حيث يعتبر أغلب سكان تلك المناطق من الطبقات الفقيرة التي تحتاج الدعم». وتعرضت آلاف المباني والمنازل التي تعود للمواطنين للتدمير خلال المعارك التي شهدتها الموصل. وحسب مراقبين، الجانب الغربي يحتاج إلى تدخل دولي كونه تعرض لنسبة دمار كبيرة لاسيما المدينة القديمة، التي لاتزال معالم الدمار والخراب تعم معظم أجزائها بالرغم من مناشدات الأهالي برفع الأنقاض والإسراع بإعادة الإعمار وإعادة النازحين من أجل استقرار المدينة، التي كانت تعتبر من أخطر مدن العراق منذ الغزو الأمريكي للعراق، وسيطرة المجاميع المسلحة عليها. مواطنون من الموصل يطالبون الحكومة العراقية بتعويض ما خسروه بسبب الحرب عمر الجبوري |
دبلوماسي غربي لـ «القدس العربي»: تأييد أوروبي لخطوات الفلسطينيين في الأمم المتحدة دون لعب دور الوسيط بدل الأمريكيين Posted: 26 Jan 2018 02:16 PM PST غزة ـ «القدس العربي» : يرغب زعماء كبار في القارة الأوروبية في تقديم دعم حقيقي لإحداث تقدم في عملية السلام المتعثرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بسبب مواقف الإدارة الأمريكية الأخيرة، لكن الموقف العام في القارة لا يساعد على قيام الاتحاد الأوروبي بدور الوسيط الكامل بدلاً من الأمريكيين، وفق ما قال دبلوماسي غربي لـ «القدس العربي». وأكد الدبلوماسي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن «الاتحاد الأوروبي لم يطرح على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال لقائه الأخير بوزراء الخارجية في مقر الاتحاد في بروكسل، فكرة تقديم مبادرة سلام جديدة، برعاية الاتحاد، كذلك نفى أن يكون هناك «مخطط» فرنسي من هذا القبيل. وكشف أن «الفلسطينيين يدركون عدم قدرة الاتحاد الأوروبي وفرنسا، على طرح أنفسهم حاليا كرعاة لعملية سلام شاملة في الشرق الأوسط، لعدة أسباب رئيسة، في مقدمتها الرفض الإسرائيلي المحتمل لهذا الأمر، وهو أمر تمثل في بدايات عام 2017، حين رفضت إسرائيل حضور مؤتمر باريس للسلام، خلال حكم الإدارة الأمريكية السابقة». ومن بين العوامل التي تقيد طرح الموضوع، وفق المصدر «وجود دول أوروبية لها علاقات ومصالح كبيرة مع الإدارة الأمريكية، ما يمنعها من الدخول في مواجهة سياسية معها». ورفضت إسرائيل في كانون الثاني/ يناير من عام 2017 المشاركة في «مؤتمر باريس الدولي للسلام»، الذي جدد دعم المجتمع الدولي لحل الدولتين، وقالت وقتها إن المؤتمر «يبعد فرص السلام»، وجاء الرفض لاعتراض تل أبيب على دخول أي وسيط آخر غير الأمريكيين. البيان الختامي للمؤتمر، آنذاك، شدد على «ضرورة حل الدولتين لإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي»، وحذر من اتخاذ أي «خطوات أحادية الجانب تستبق نتيجة مفاوضات قضايا الوضع النهائي، ومنها قضايا القدس والحدود والأمن واللاجئين، وأدان النشاطات الاستيطانية. وحسب الدبلوماسي الغربي «مباحثات الرئيس عباس الأخيرة مع ساسة أوروبا، ركزت على دعم القارة للتحركات السياسية الفلسطينية المقبلة، في الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية لإدانة الاحتلال». بين هذا التحركات «الانتماء إلى منظمات جديدة، وإدانة إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية، حسب خطة فلسطينية أطلع الرئيس الفلسطيني الأوروبيين على بعض تفاصيلها، بسبب المواقف الأمريكية الأخيرة، التي قوبلت بقطع الفلسطينيين اتصالاتهم مع واشنطن». وحصل عباس على دعم قوي من قادة الاتحاد الأوروبي لتوجهاته السياسية المقبلة في الأمم المتحدة، وهو أمر سيستثمره في تحويل الملف الفلسطيني بالكامل إلى المنظمة الدولية ومجلس الأمن في مرحلة لاحقة، بسبب عدم وجود وسيط وراع حقيقي للمفاوضات، بعد إصرار الإدارة الأمريكية على إخراج ملف القدس من مفاوضات الحل النهائي، بالاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل. وخلال اجتماع عباس بوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، أكد أن الطريق الوحيد للوصول إلى السلام هو من خلال المفاوضات، بـ «مشاركة وإشراف دولي»، وطالب دول الاتحاد بالاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية. وكان الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، وجه رسالة للإدارة الأمريكية، بسبب سياستها الأخيرة، مشيراً إلى أنها ستبقى «خارج الطاولة» إذا ما أبقت قضية القدس خارج الطاولة، وكان يشير إلى مخطط السلام الأمريكي. إلى ذلك، رفضت حركة «حماس» دعوة بعض المسؤولين العرب، لعودة المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والاحتلال. وقال القيادي سامي أبو زهري في الحركة أن الدعوة هذه تمثل «محاولة لتمرير قرار ترامب والتنازل عن القدس». وأكد أن الوحدة الوطنية هي الطريق الوحيد لـ «مواجهة مخطط التصفية»، مشددا على ضرورة اتخاذ كل الاجراءات لتحقيق ذلك، وفِي مقدمتها وقف التنسيق الأمني، وتمكين المقاومة في الضفة ورفع العقوبات عن غزة. كذلك، جدد أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، والقيادي في حماس، موقف حركته الرافض لـ «صفقة العصر». وأوضح في خطبة صلاة الجمعة في أحد مساجد غزة، أن حماس لن تقبل كذلك بإقامة دولة في سيناء. وأضاف أن «غزة بمقاومتها لن تمرر صفقة القرن بالتنازل عن القدس والتنازل عن حق العودة»، مطالبا الدول العربية والإسلامية بـ «وقف الهرولة نحو التطبيع» مع الاحتلال، كجزء من «صفقة القرن». وأكد على «أهمية الامتداد والعمق الاسلامي والعربي للقضية الفلسطينية، وعلى خيار المقاومة الذي هو والطريق الوحيد والأقصر لتحرير الأرض واستعادة الحقوق»، ودعا الجميع للالتفاف حول هذا الخيار. دبلوماسي غربي لـ «القدس العربي»: تأييد أوروبي لخطوات الفلسطينيين في الأمم المتحدة دون لعب دور الوسيط بدل الأمريكيين أشرف الهور: |
الحكومة المغربية تنتقد تقرير «رايتس ووتش» السنوي حول حقوق الإنسان Posted: 26 Jan 2018 02:16 PM PST الرباط –« القدس العربي »: رفض المغرب مضامين تقارير لمنظمة حقوقية دُولية حول وضعية حقوق الإنسان فيه وقال إنه يرفض الادعاءات الخطأ والاتهامات الباطلة التي تضمنها التقرير السنوي حول أوضاع حقوق الإنسان في العالم برسم سنة 2017 لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» حول الوضع الحقوقي في منطقة الريف شمال المغرب ومنطقة الصحراء جنوب المغرب. وأوضح بلاغ للمندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان في المغرب أنه و»في إثر ما تضمنه التقرير السنوي حول أوضاع حقوق الإنسان في العالم برسم سنة 2017 لمنظمة هيومن رايتس ووتش، الصادر بتأريخ 18 كانون الثاني/ يناير 2018، الذي خصص جزء منه لوضع حقوق الإنسان في المغرب، فإن السلطات المغربية تعبر عن رفضها لبعض ما جاء فيه من ادعاءات خطأ واتهامات باطلة، لاسيما فيما له علاقة بأحداث الحسيمة ومحاكمة المتابعين في إثر أحداث اكديم إزيك، وكذا تدبير ومعالجة السلطات العمومية للاحتجاجات والتجمعات السلمية خاصة في االأقاليم الجنوبية». وأكد البلاغ أن «الادعاءات المتعلقة بانتهاك حقوق الموقوفين على خلفية أحداث الحسيمة باعتبار محاكمتهم محاكمة غير عادلة، تكذبها الضمانات الدستورية والقانونية والواقعية التي أصبحت السلطة القضائية توفرها بحكم استقلالها التام وممارستها لصلاحياتها في إطار كافة ضمانات المحاكمة العادلة». وأضاف إن ما يؤكد عدم صواب ادعاءات منظمة «هيومن رايتس وتش» هو كون ملف القضية لا يزال إلى حدود اليوم رائجا أمام القضاء ولم يتم البت فيه، متسائلا «عن أي ضمانات مفقودة تتحدث هذه المنظمة؟». وقالت المندوبية إنه بخصوص ملف أحداث اكديم إزيك، الذي يتعلق بالقتلة المحتملين لأحد عشر من عناصر القوات العمومية، فإن السلطات المغربية تؤكد أن هذه القضية سبق أن بتت فيها المحكمة العسكرية وقضت محكمة النقض بإلغاء حكمها وبإحالة القضية من جديد إلى غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالرباط. وعرفت منطقة اكديم ازيك احدى ضواحي مدينة العيون كبرى حواضر الصحراء الغربية مواجهات دموية في خريف 2010 اثر تفكيك السلطات لمخيم احتجاجي حرصت ان لا يتم التفكيك بالعنف الا ان محتجين واجهو بعنف القوات الأمنية ما أسفر عن مقتل 11 رجل أمن ومواطن. وأصدرت محكمة عسكرية مغربية عام 2013، أحكاما بالسجن تراوحت بين عشرين سنة والسجن المؤبد بعد إدانة المتهمين إلا أنه تم إلغاء محاكمة مدنيين أمام محكمة عسكرية، لتتم إعادة محاكمتهم أمام محكمة مدنية نهاية 2016 وقررت محكمة الاستئناف بمدينة سلا، في تموز/ يوليو الماضي، إدانة نشطاء صحراويين والسجن سنتين حبسا نافذا والمؤبد. وأوضحت مندوبية حقوق الإنسان أن المحكمة متعت المتهمين بجميع ضمانات المحاكمة العادلة كما أكد ذلك المجلس الوطني لحقوق الإنسان في ملحوظته للمحاكمة باعتباره مؤسسة وطنية مستقلة معتمدة في الدرجة (أ) من طرف التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان. فضلا عما أكده ملاحظون دوليون ووطنيون. «وبالتالي فإن ما ادعته المنظمة لا يعدو أن يكون ترديدا لادعاءات أعداء الوحدة الترابية المغربية». وقالت إن السلطات تؤكد بخصوص ادعاء «المنع الممنهج» للتجمعات في الأقاليم الجنوبية (الصحراء) أنه لا يرتكز على معطيات واقعية، إذ أن تدبير التجمعات غير السلمية أو غير المرخص لها يتم طبقا للقانون والتزامات المغرب الدولية في مجال حقوق الإنسان، إذ يتم تنظيم عدد من الاحتجاجات والتجمعات السلمية في جميع أقاليم المملكة والتي بلغت سنة 2016، على سبيل المثال، 11 ألفا و752 تجمعا من بينها 755 بالأقاليم الجنوبية، وهي التجمعات التي ترصدها اللجان الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان بهذه الأقاليم. وقالت المندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان، إن السلطات المغربية إذ ترفض رفضا باتا الادعاءات والمواقف التي تبنتها المنظمة، «التي تهدف إلى تبخيس الجهود الحقوقية الوطنية وضمانات المحاكمة العادلة التي تضمنها السلطة القضائية المستقلة، فإنها تؤكد أن مسار حقوق الإنسان بالمغرب لا يمكن لأية منظمة تنظر بعين الإنصاف إلا أن تشيد بالمكتسبات التي ما فتئ يراكمها والأشواط التي يقطعها». الحكومة المغربية تنتقد تقرير «رايتس ووتش» السنوي حول حقوق الإنسان |
السيسي في إثيوبيا اليوم… شكري يكشف عن اتفاقات بخصوص سدّ النهضة Posted: 26 Jan 2018 02:15 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: يتوجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، للمشاركة في اجتماعات القمة العادية الـ 30 للاتحاد الافريقي، والتي ستعقد على مدار يومي 28، و29 كانون الثاني/ يناير الجاري. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، إن «مشاركة السيسي في القمة الأفريقية تأتي في إطار حرص مصر على تدعيم وتطوير العلاقات مع جميع الدول الأفريقية، والمشاركة بفعالية في جهود تعزيز آليات العمل الأفريقي المشترك لصالح الشعوب الأفريقية». وذكر أن «نشاط السيسي خلال القمة الأفريقية يتضمن قيامه برئاسة اجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقي، وذلك في ضوء تولي مصر رئاسة المجلس لشهر يناير الجاري». ومن المقرر أن يعقد السيسي، حسب الرئاسة، عددا من اللقاءات الثنائية مع القادة الأفارقة من أجل التباحث حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية مع دولهم، وكذلك مناقشة آخر المستجدات على الساحة الأفريقية والإقليمية. وكانت إثيوبيا، رفضت دعوة مصرية لتحكيم البنك الدولي في النزاع بشأن سد النهضة الذي تبنيه على مجرى نهر النيل. وجاء الرفض على لسان رئيس الوزراء الإثيوبي، هايلي مريام ديسالين، الذي عاد من زيارة إلى العاصمة المصرية الجمعة. ووصلت المفاوضات بين البلدين إلى طريق مسدود منذ أشهر، إذ تخشى مصر من أن يؤثر السد على الحصة التي تصلها من مياه نهر النيل. وتقول إثيوبيا إن بناءها للسد لن يؤثر على الحصص المائية لجيرانها، وإنها تسعى إلى أن تصبح أكبر مصدر للطاقة الكهربائية في أفريقيا، عبر هذا السد، الذي استثمرت نحو أربعة مليارات دولار في بنائه. وكان السيسي، قال في تصريحات الشهر الماضي: «لا أحد يستطيع المساس بحصة مصر من المياه. إنها مسألة حياة أو موت بالنسبة للمصريين»، مشددا في الوقت ذاته على أن بلاده لا تعتزم الدخول في حرب مع السودان أو إثيوبيا، وسط الخلافات معهما بشأن حصص واستخدامات مياه نهر النيل». وبين ان «مصر لا تحارب أشقاءها…وأؤكد لكم يا مصريين وأقوله للأشقاء في السودان وإثيوبيا، مصر لا تتآمر ولا تتدخل في شؤون أحد». والتقى وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أمس الجمعة، مع نظيره السوداني، إبراهيم غندور، على هامش الاجتماعات التمهيدية للدورة العادية الـ 30 للقمة الأفريقية خلال الفترة من 22 وحتى 29 يناير الجاري. وقال شكري إن هناك علاقة صداقة قوية تربطه بنظيره السوداني، موضحا أنهما يعملان دومًا على تعزيز العلاقات المصرية السودانية. وأضاف خلال تصريحات عبر فضائية «أون لايف» أن الاجتماعات على هامش القمة الأفريقية تناولت سبل دعم العلاقات المصرية السودانية، موضحا أن هناك اتفاقات بخصوص سد النهضة وتكثيف التعاون خلال المرحلة المقبلة لخدمة شعبي نهر النيل. المتحدث باسم الخارجية، أحمد أبو زيد، لفت إلى أن الوزيرين حرصا على ترتيب هذا اللقاء للتأكيد على عمق العلاقات التاريخية بين مصر والسودان، والتلاحم بين الشعبين، وحرصهما على تحصين تلك العلاقة ضد الاهتزازات، واتخاذ إجراءات عملية لإعادتها إلى مسارها الطبيعي. وأضاف أن كلا من شكري وغندور، اتفقا على ضرورة الحفاظ على العلاقات الثنائية بين البلدين وعدم الانسياق خلف أي شائعات أو معلومات مغلوطة قد تسيء إلى تلك العلاقات. كما أكدا على المسؤولية الوطنية التي تقع على عاتق وسائل الإعلام في البلدين، وضرورة تجنبها لأية مظاهر للإساءة، مؤكدين على الاحترام الكامل للقيادة السياسية في البلدين. وتابع: الوزيران تناولا أيضا أهمية متابعة تنفيذ مقررات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين وكافة اللجان النوعية المنبثقة عنها. وكان وزير الموارد المائية والري، محمد عبد العاطي، قال أول أمس الخميس، إن مصر لديها سيناريوهات جاهزة لمواجهة العجز المائي، مشيرًا إلى قوة علاقات مصر بدول حوض النيل، وأن عمل الوزارة لا يقتصر على مصر فقط بل يمتد إلى كل أفريقيا. وفيما يخص ملف سد النهضة، أكد أن مثل هذه النوعية من المفاوضات تستغرق وقتًا وجهدًا وتحتاج إلى الصبر والحكمة في التعاطي مع المتغيرات التي تحدث، حيث تتميز بالديناميكية، وبالتالي فإنه وفقا لإعلان المبادئ إذا تعثر المسار الفني لا بد من العودة إلى المسار السياسي. ولفت إلى أن مصر ستتضرر من بناء السد باعتبارها دولة المصب الأخيرة على مجرى نهر النيل في حالة عدم الاتفاق على كيفية تشغيله وملئه، بناء على دراسات توضح آثاره المحتملة، لذلك كانت مصر هي الأكثر حرصا عبر السنوات السبع الماضية منذ إعلان إثيوبيا عن سد النهضة في عام 2011 على التعجيل بإتمام الدراسات الخاصة بسد النهضة في أقرب فرصة، رافضا الادعاءات التي تقول إن مصر تسعى إلى تعطيل العمل في الدراسات لأن هذا سيكون ضد مصلحتها بالكامل. السيسي في إثيوبيا اليوم… شكري يكشف عن اتفاقات بخصوص سدّ النهضة مؤمن الكامل |
تحذيرات على مسمع من أعضاء مجلس الأمن: الشعب الفلسطيني يهان والوقت حان لكسر النهج المدمر Posted: 26 Jan 2018 02:15 PM PST غزة ـ «القدس العربي»: طالب كل من السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، والمنسق الأممي الخاص لعملية السلام، نيكولا ميلادينوف، المجتمع الدولي، بالتحرك السريع لإنقاذ الشعب الفلسطيني، في ظل الظروف السياسية والحياتية السيئة التي تواجهه. تصريحات هذين المسؤولين جاءت خلال كلمات لهما أثناء انعقاد جلسة لمجلس الأمن الدولي. واعتبر منصور أن قرار الإدارة الأمريكية الأحادي بنقل السفارة إلى القدس «لا يحترم القوانين الدولية ومبادئ حقوق الإنسان». وأضاف، في تعقيبه على سلبيات القرار، أن العالم «يشهد حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه وحريته ومحاولة طمس تاريخه». وتطرق إلى الأوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال، بينها عمليات القتل التي طالت الأطفال، وعمليات اعتقال هؤلاء الأطفال في سجون إسرائيل ومحاكماتهم. وشدد على ضرورة وقوف المجتمع الدولي إلى جانب الشعب الفلسطيني لينال حريته وحقوقه. ودعا كل دول العالم للاعتراف بفلسطين، كدولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. وبين أن موقف فلسطين برفض استمرار الوساطة الأمريكية «متجذر في الاحترام الكامل للقانون ومبادئ العدل والإنصاف والميثاق بالنسبة لهذا المجلس، وللجمعية العامة للأمم المتحدة، وللتوافق الدولي الذي دام عقودا بشأن معايير الحل السلمي». كذلك، أشار منصور إلى أن خفض المساعدات الأمريكية عن «الأونروا» يدفع الفلسطينيين للتساؤل عن هدف القرار، مؤكدا أن الفلسطينيين متمسكون بتطبيق القانون الدولي بحذافيره حيال القدس، رغم مواجهتهم «أزمة وجود وحرمان من حق تقرير المصير». وتابع : «وهو ينتقد السياسات الأمريكية «العالم يشهد الآن إهانة للشعب الفلسطيني وطمس هويته، ونتساءل عن الهدف من قرار خفض المساعدات لوكالة الأونروا، وهنا نؤكد أن كرامة الشعب الفلسطيني لا يمكن إلغاؤها بالتهديد أو الترهيب أو العمل العقابي». ولفت إلى أن إسرائيل تحاول تشتيت المجتمع الدولي والتنصل من مسؤولية الانتهاكات التي تمارسها بحق الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن الاحتلال الإسرائيلي ينتهك جميع الحقوق الأساسية للإنسان الفلسطيني، وأن الفلسطينيين يتعرضون للخطر في ظل الحصار. أما ميلادينوف فحذر من مخاطر استمرار الأوضاع الإنسانية والأمنية المتدهورة في قطاع غزة، لافتا إلى أن ما يتوفر من تمويل لا يسمح للأمم المتحدة بتوفير الوقود للمستشفيات والبنية الأساسية الحيوية بعد انتهاء شباط/ فبراير المقبل. وأكد أن «حل الدولتين» يظل «الخيار الوحيد» القابل لإنهاء النزاع بشكل عادل ودائم بين الطرفين، لافتا إلى أن الأمم المتحدة تعمل على إنجاح مسار المفاوضات، وإيجاد أجواء من التعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مطالبا الطرفين بالعودة إلى طاولة المفاوضات. وأضاف: «بعد 25 عاما على اتفاقات أوسلو، نجد أن عملية السلام في الشرق الأوسط، وصلت إلى منعطف دقيق في ظل عدم اليقين وتشدد المواقف وزيادة حدة الخطاب من كل الأطراف». وشدد على ضرورة تطبيق «سياسات على الأرض» تعيد بناء الثقة، والانخراط في محادثات الوضع النهائي على أساس الإجماع الدولي، مضيفا «لا يمكن أن ننتظر أكثر من ذلك لوقف المسار السلبي الراهن لهذا الصراع»، مؤكدا أن كل مستوطنة غير قانونية، وكل شخص يقتل، وكل جهد يفشل في غزة «يـُصعب على الفلسطينيين والإسرائيليين التغلب على انقساماتهم وإعادة بناء الثقة والاستثمار في هدف حل الصراع». ودعا لـ «كسر هذا النهج المدمر والبدء مرة أخرى في وضع أسس السلام»، واتخاذ «خطوات حاسمة عاجلة لوقف هذا المسار الخطير أو نخاطر بنشوب صراع آخر وكارثة إنسانية».وحذر المنسق الدولي من مخاطر القرار الأمريكي القاضي بتخفيض المساعدات المالية لـ «الأونروا»، لافتا إلى أن القرار «سيُعقد الوضع الهش للفلسطينيين في قطاع غزة». وتحدث عن الأوضاع التي يعانيها الفلسطينيون جراء الاحتلال، والتي تمثلت الشهر الماضي باعتقال 400 شخص، وكذلك تطرق إلى اعتقال الاحتلال للطفلة عهد التميمي «16 عاما». تحذيرات على مسمع من أعضاء مجلس الأمن: الشعب الفلسطيني يهان والوقت حان لكسر النهج المدمر منصور وميلادينوف نددا بسياسات الاحتلال |
باسيل يستغرب الحديث عن ثنائية مارونية – سنّية ضد الشيعة وخليل يردّ: وافقنا على كثير من المواقع لأن فيها طمأنة للمسيحيين Posted: 26 Jan 2018 02:14 PM PST بيروت – «القدس العربي»: على وقع الخلاف بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري على مرسوم الاقدمية وتخصيص وزارات لطوائف ومن بينها وزارة المال، دعا رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل «إلى اعتماد مبدأ إلغاء المذهبية السياسية في التوظيف في الادارات العامة، تمهيداً لبلوغ الدولة المدنية»، مشدداً «على تمسك التيار بتفاهماته مع المستقبل والقوات وحزب الله»، ومشيراً إلى «أن أحداً لا يحاول عزل الطائفة الشيعية». وفي مؤتمر صحافي عقده في مركز الاجتماعات والمؤتمرات في سن الفيل، لفت باسيل إلى «أننا تيار عاش الظلم ومحاولة إبعادنا عن الحياة السياسية في لبنان بعد الـ 2005، وتصويرنا بمظهر العداء لهم. ونرى اليوم مجدداً أن هناك من يحاول أخذنا إلى مكان آخر ويضع اللبنانيين في حال عداء وانقسام في ما بينهم ونحن نرفض ذلك»، مشيراً إلى أن «طرحنا قائم دائماً على الجمع، لذلك، يجب وضع حد للمنزلق الذي يحاول البعض أخذ لبنان إليه. وقررنا بعد صمت طويل قول جزء من الموضوع اليوم، على أن نستكمله لاحقاً، إن لزم الأمر». وشدد على «أن لبنان لا يقوم إلا على التوازن، وهو سبب وجوده وعندما يقع الخلل، يخرب البلد»، مشيراً إلى إلى «أننا قادرون على التطوير في اتجاه الدولة المدنية، وهي طرحنا لأنه كلما زاد الأداء الطائفي، اقتنعنا بأنها هي الحل، لأن ما دامت هناك طوائف تشعر بالقوة، وبأنها تريد نيل مكتسبات، سنبقى في هذا المشهد». وأضاف باسيل «ما دام أي شيء لا يؤمن الاستقرار، فالحل في الدولة المدنية. لكن من الواضح أن أحداً ليس جاهزاً لها»، لافتاً إلى « أن التوازن ترافقه الشراكة التي تحققه، ولا لزوم للتذكير بما عانيناه في هذا المجال، واليوم وفي عهد رئيس جمهورية قوي يمارس صلاحياته الدستورية، هناك محاولة للعزل والإبعاد والمس بالشراكة التي كنا قد بدأنا استعادتها، علماً أن هذه المحاولات تأتي من الأطراف الذين غيّبوا الشراكة، وهناك كثير من النقاط في سجلهم في هذا الإطار». وتابع: «لدينا دستور يحكم حياتنا الوطنية ونحن متمسكون به لأن لا أحد لديه نية الانقلاب عليه، لا بالممارسة ولا بأي تصرف آخر. ودستورنا يقول إن أي تعديل له يتطلب الثلثين، أي في الواقع الراهن، توافقاً سياسياً. وإذا وجد، لا يجوز أن يكون هذا الأمر (أي التعديل) جامداً». وقال «أننا اليوم، في سنة قوة الدولة، لم نر مناسباً طرح هذا الموضوع. والاتهام بالانقلاب على الدستور يأتي ممن يخلقون أعرافاً جديدة، لا من الملتزمين بالأعراف القائمة»، لافتاً إلى « أن أول ما هو قائم في هذا الإطار هو عدم تخصيص أي وظيفة لأي طائفة، بدليل طرح مبدأ المداورة في 2014 الذي قلنا إنه أتى لإزاحتنا عن وزارة الطاقة، لكنهم قالوا إنه سيعتمد في كل الوزارات، لكنه تحوّل تثبيتاً هذا المبدأ، وهذا هو الانقلاب على القانون والدستور». وشدد على «أن لبنان لا يعيش في ظل الثنائيات، علماً أن ثنائية واحدة تحكمه هي الثنائية المسيحية الإسلامية أي الشراكة والعيش الواحد، ولا مكان لأي ثنائية إلا في مخيّلة البعض»، مذكّراً أنه «عندما أبرمنا التفاهم مع حزب الله لحماية لبنان، اتهمنا بإنشاء ثنائية مارونية- شيعية، وعانينا ظلماً وعداء على مدى 10 سنوات إلى أن وصلنا إلى مرحلة أظهرت فيها الظروف أننا سنّة أكثر من السنة عندما يمس بهم، وشيعة أكثر من الشيعة عند المسّ بهم، وعندما يمس بحقوق المسيحيين، نحن مسيحيون في الدفاع عنها، غير أن هذا لا ينفي ان لا طائفة تغلب أو تحاصر أو تعزل». «ثنائيات طائفية» واضاف «بعد 10 سنوات من الظلم بثنائية غير صحيحة، بل كانت موجودة في مخيّلة البعض فقط، بدأنا نتهم بثنائية مارونية سنية ضد الشيعة، بعد كل ما فعلنا لحماية البلد ومنع الفتنة فيه، وصل البعض- لحسابات سياسية صغيرة- أن يحاولوا جرّ البلد إلى هذه النقطة»، مذكّراً بأن « هذا الامر حصل عند الانتخابات الرئاسية، ووضع له حد، ويعود اليوم إلى الحياة لماذا؟ هل هي محاولة من الداخل لعزل الشيعة؟ الشيعة في لبنان أجمل ما فيهم هو خاصيتهم اللبنانية، بدليل أنهم دافعوا عن لبنان، وكذلك السنة الذين أظهروا أخيراً أن لبنانيتهم تطغى على كل شيء عند الحاجة» ، سائلاً: «لمصلحة من هذا العزل من الداخل، ولمصلحة من نقله إلى المنتشرين الذين نعمل بشكل عالمي من أجلهم لنظهر عالمية لبنان، وهل يجوز دعوتهم إلى مقاطعة هذه الحالة اللبنانية العالمية كما لو أنهم حالة خاصة بدلاً من جذبهم للبنان ليستعيدوا لبنانيتهم؟». وأكد باسيل أنه « لن تكون هناك ثنائيات ناجحة في لبنان، حيث لا تعيش الثلاثيات ولا الرباعيات. أغنى ما في الأمر لا أن نكون 18 طائقة بل في أن أي عدد لا يستطيع احتواء التنوع اللبناني ولا ثمن للمحافظة على هذه الصيغة»، مشدداً على « ان أحداً لن ينجح في خلق مشكلة لنا مع حزب الله والمستقبل أو المكوّن الشيعي أو السني أو الدرزي، بمن فيهم من يمذهبون الحياة السياسية في لبنان، وسيتصدى لهم التيار الوطني الحر». وختم « لأجل ذلك، نعود إلى طرح الدولة المدنية، وقد حاولنا في خلال مفاوضات قانون الانتخاب تقديم هذا الطرح. غير أنه يجب تطبيقها في كل الأوجه بينها الأحوال الشخصية ونحن جاهزون. لكن من الواضح أن هناك من ليس جاهزاً لذلك، وهو مطروح دائماً على الطاولة وأعتقد أن فيه خلاصاً للمسيحيين في لبنان والشرق، وكذلك حماية المسلمين من صراع اقليمي بدأ من الدول العظمى لأخذ المسلمين والعرب إلى الهلاك والتقاتل لتبقى إسرائيل هي الدولة المسيطرة». في المقابل، ردّ المعاون السياسي للرئيس بري وزير المال علي حسن خليل على باسيل في مؤتمر صحافي عقده عصراً فأعلن أنه «في الوقت الذي كثر من الناس كانوا يتكلمون عكس الوحدة الوطنية والبلد كان يواجه تهديداً حقيقياً حول وحدته، كان مشروعنا لبنان وطناً نهائياً لجميع ابنائه وهذا النص وضع في وثيقة الاتقاف الوطني»، مشدداً على أن «حركة أمل ورئيسها رفضوا اي منطق للعزل ونؤمن بالشراكة الحقيقة وليست الشراكة التي تؤمن مصالحنا الطائفية». «ورّطوا العهد» وأكد خليل أن «الشراكة لا تختصر بأن اكون في هذا الموقع او لا يكون موقع، والشراكة لا تكون بأن يكون مرشحي هو مرشحي الاوحد والشراكة لا تكون بأن يكون نسيبي في هذا الموقع او تعطل المؤسسات لسنوات»، مشيراً إلى أنه «عندما كانت الناس تقطع لبعضها تذاكر لا عودة كنا ننادي بالشراكة وتضافر الجهود ورئيس مجلس النواب نبيه بري كان من الناس الذين رفضوا ابعاد رئيس الجمهورية ميشال عون عن البلد في السابق». وشدد خليل على ان «الدستور ضمانتنا، لكن الدستور لا يتكيف وفق الاهواء السياسية، وهو ليس وجهة نظر، ولا يخضع لتفسير من غير صاحب الحق بالتفسير»، مضيفا: «سمعت أحد المسؤولين اليوم يتحدث عن تفسير المادة 95 من الدستور، وهو تفسير يعيدنا 27 سنة إلى الوراء»، لافتًا إلى انه «عن قناعة وعن التزام وطني وافقنا على التوزيع الطائفي لكثير من المواقع الإدارية لأن فيه طمأنة للمسيحيين، ليس من موقع قوة أو من موقع ضعف». وقال « لا نستطيع تفسير الدستور على طريقة المفتين الجدد الذين هم في موقع مسؤولية اليوم وقد ورّطوا العهد، ولا نستطيع الحديث عن دولة مدنية بينما نذهب إلى تجاوز الكفاءة ونلغي دور مجلس الخدمة المدنية، وأن نلغي فرصة الذين لا سند لهم ويعتمدون على كفاءتهم من خلال مجلس الخدمة». واعتبر انّ «البعض حاول إلغاء وتجويف دور إدارة المناقصات، لتمرير بعض الأشياء والمصالح، ولا يظنن أحد أن مقاربتنا لأي مسألة ينبع من التمسك بأي حق مذهبي أو طائفي».وفي ما يتعلق بمجلس الخدمة وبالمؤسسات الرقابية، توجه خليل بالسؤال لرئيس الحكومة: «هل يريد الحفاظ على هذه المؤسسات أم يريد المشاركة في ضربها»؟.واردف: «يتكلمون عن نظام متقدم ومتطور ويمارسون تعطيل أمور الناس من حراس الأحراج إلى المحاسبين إلى غيرهم، ونحن متمسكون بالدولة المدنية منذ خطاب الشيخ سمش الدين إلى ما طرحه الرئيس بري على طاولة الحوار».وختم «نحن لا نبحث بالمسيحيين في هذا البلد من منطلق الأعداد والأرقام ونحن لا نقبل أبداً أن نتعاطى وفق هذا المنطق وبري على طاولة الحوار كان أجرأ بكثير إلى جانب المسيحيين». باسيل يستغرب الحديث عن ثنائية مارونية – سنّية ضد الشيعة وخليل يردّ: وافقنا على كثير من المواقع لأن فيها طمأنة للمسيحيين سعد الياس |
نائب عن «حماس» يطالب السلطة بوقف الملاحقة الأمنية للأسرى Posted: 26 Jan 2018 02:14 PM PST رام الله ـ «القدس العربي»: طالب النائب في المجلس التشريعي عن حركة «حماس»، خالد طافش، رئاسة السلطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية، بضرورة «التوقف عن ملاحقتها الأمنية للمواطنين في الضفة، وللأخوات على وجه الخصوص، واصفاً ذلك بالسياسة العجيبة التي تسيء لشعبنا، داعياً «الأسيرات المحررات لعدم الاستجابة لمثل هذه الاستدعاءات». وأكد في تصريح صحافي له، أن «الملاحقة الأمنية من قبل السلطة للأسرى المحررين، خاصة الأخوات منهم، لا تخدم المشروع الوطني الفلسطيني، إنما تخدم المشروع الاحتلالي، ولفت إلى أن التنسيق الأمني لم يقدم للمشروع الوطني الفلسطيني أي شيء على مدى ما يقارب ربع قرن». وأضاف: «كيف لقيادة السلطة التي طالما ناشدت مؤسسات حقوق الإنسان العالمي بالإسراع عن الإفراج عن أخواتنا الأسيرات في سجون الاحتلال، أن تمارس هي نفسها انتهاك الحقوق باستدعائها للأسيرات المحررات بعد وقت قصير من الإفراج عنهن، كما حدث مع الأسيرة إحسان دبابسة». واعتبر ذلك «مخالفا لكل الأعراف والتقاليد والقوانين والعادات التي تربى عليها الشعب الفلسطيني». وأوضح أن»السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية تواصل ملاحقة الأسرى المحررين والمقاومين منذ أوسلو ضمن سياسة فاشلة تنتهجها»، محذرا من أن ذلك «لن يحقق قيام دولة فلسطينية، ولن يحقق الأمن للفلسطينيين». وبين أن «استمرار التنسيق الأمني والملاحقة، يعني مزيدا من مصادرة الأراضي ومزيدا من التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني». وشدد طافش على «ضرورة إنجاز ملف المصالحة الفلسطينية لأنها ضرورة شرعية ووطنية، وسدا منيعا سيقف لإفشال مخططات الاحتلال بتصفية القضية الفلسطينية». وكانت حركة «حماس»، قد قالت في بيان رسمي إن الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية، اعتقلت فلسطينيين اثنين، واستدعت أسيرة محررة، وذلك على خلفية سياسية، ودون أي سند قانوني. كما استدعى جهاز الأمن الوقائي في الخليل الأسيرة المحررة إحسان دبابسة للمقابلة في مقراته بعد شهرين من تحررها من سجون الاحتلال، وهي أسيرة محررة اعتقلت ثلاث مرات لدى الاحتلال كان آخرها السنة الماضية حين أمضت 9 شهور في الاعتقال الإداري، وأفرج عنها في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وفي جنين، اعتقلت الأجهزة الأمنية، جعفر زيود وهاني زيود عقب اقتحام منزليهما في بلدة السيلة الحارثية، وهما شقيقا المعتقل السياسي منذ 8 سنوات علاء زيود، أحد قادة سرايا القدس في جنين. يذكر أن علاء زيود 35 عاماً معتقل منذ أكثر من 8 سنوات في سجون السلطة بتهمة مقاومة الاحتلال، وقد طاردته قوات الاحتلال منذ عام 2002 وتعرض لعدة محاولات اغتيال، قبل أن يعتقله جهاز الأمن الوقائي بتاريخ 1/3/2010، برفقة المجاهد باجس عادل حمدية ـ37 عاماً. نائب عن «حماس» يطالب السلطة بوقف الملاحقة الأمنية للأسرى فادي أبوسعدي: |
المبعوث الدُّولي للصحراء يلتقي وفد البوليساريو في برلين Posted: 26 Jan 2018 02:13 PM PST الرباط –« القدس العربي»: فتحت صفحة جديدة في ملف تسوية النزاع الصحراوي، بين المغرب وجبهة البوليساريو، من دون ان يحمل عنوانها أفقًا لانجازها، وهو الملف الذي تضخمت أوراقه من دون ان تتبعثر، فالأمم المتحدة التي تتولى الاشراف على هذه التسوية، لم تخرج في تعاطيها مع تفاصيله عن التدبير التقليدي للنزاعات الدُّولية، ومن دون أن يكون هناك محفز للاسراع في الحسم، ما دام النزاع في حدود المنطقة، ونزاعا هادئا يعرف أحيانا توترا تسرع الى تطويقه وإعادته الى هدوئه وما دام كل طرف من أطراف النزاع ما زال يراهن على الزمن لكسب المعركة النهائية عبر تراكمات يعتقد أنها تقوي موقفه تُجاه الحل النهائي. الصفحة الجديدة تحمل اسم هورست كوهلر، الرئيس الألماني الأسبق الذي عُيّن مبعوثا شخصيا للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء وبدأ مهمته بلقاءات أوروبية وأفريقية، تمهيدا للقاء الأطراف المعنيين، حيث وجه دعوات للقاء لكل من المغرب وجبهة البوليساريو كطرفي نزاع والجزائر وموريتانيا كطرفين معنيين من دون الكشف عن أفكار جديدة او رؤية لدفع عملية التسوية الى الأمام، إشارة على أن الخطوة الأولى للمبعوث كوهلر هي الاستماع للأطراف قبل أن يبلور رؤيته لتكون محور القرار المقبل الذي يصدره نهاية نيسان/ أبريل المقبل. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة يوم الثلاثاء الماضي إنه تم «تحديد نهاية الشهر الجاري وبداية شباط/ فبراير المقبل موعدا لإطلاق جولة جديدة من المفاوضات، تحتضنها برلين الألمانية، بشأن مستقبل إقليم الصحراء المتنازع عليه بين الجانبين». وبدأ المبعوث الدُّولي لقاءاته بمكتبه في برلين، التي اتخذها مكانا للقاء الأطراف، بالاجتماع مع إبراهيم غالي، الأمين العام لجبهة البوليساريو، وقالت الجبهة إن المشاورات التي لا تزال مستمرة، تندرج في إطار تطبيق قرارات مجلس الأمن الدُّولي وجهود الأمم المتحدة بصفة عامة من أجل تسوية النواع عبر تمكين الصحراويين من ممارسة حقهم في تقرير المصير والاستقلال. وعبر المغرب عن «التفاعل إيجابًا» مع دعوة كوهلر، لعقد لقاء ثنائي، لم يحدد مكانه وزمانه بعد وقال الناطق باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي، إن «المغرب تلقى دعوة للقاء ثنائي مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كوهلر، في زمان ومكان لم يحددا بعد» وأن موقف المغرب من هذه الدعوة هو «التفاعل إيجابًا، في إطار التفاعل الدائم مع الأمم المتحدة، في ظل الثوابت التي تؤطر سياسة بلدنا في هذه القضية الوطنية» مؤكدا أن «الأمر لا يتعلق بمفاوضات بل بلقاء ثنائي». وحرص المغرب على إبراز أن لقاءات برلين لا تتعلق باستئناف المفاوضات المباشرة بين الطرفين، المتوقفة مد عدة سنوات، في إشارة لمفاوضات مباشرة على شاكلة اجتماعات مانهاست التي كانت تجرى في ضواحي مدينة نيويورك الأمريكية، كان يقودها كريستوفر روس المبعوث الدُّولي السابق، الذي فشل في حل نهائي ودائم يلقى قبول الطرفين، ويتمسك المغرب بمبادرة قدمها للامم المتحدة 2007 تقترح منح الصحراويين حكما ذاتيا تتمتع هيئاته المنتخبة بصلاحيات واسعة تحت السيادة المغربية فيما تتمسك جبهة البوليساريو بالاستقلال عبر استفتاء تجريه الامم المتحدة. من جهة أخرى يتواصل التحرك المغربي في القارة الأفريقية بعد عودته للاتحاد الأفريقي السنة الماضية، وانتخب امس الجمعة بأديس أبابا، بمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، وذلك خلال الدورة العادية الـ 32 للمجلس التنفيذي للاتحاد، التي تعقد بالعاصمة الإثيوبية تحضيرا لقمة رؤساء الدول والحكومات يومي الأحد والاثنين 28 – 29 كانون الثاني/ يناير الجاري ليصبح عضوا لولاية تمتد لعامين (2018-2020) قابلة للتجديد. وحصل المغرب، المرشح الوحيد عن منطقة شمال أفريقيا، على 39 صوتا، ما يمثل أكثر من ثلثي الدول الأعضاء في المجلس، التي يبلغ عددها 55 دولة، إلا أن 19 دولة امتنعت عن التصويت على دخول المغرب لهذا المجلس الأفريقي، غير أنه لم تنشر أسماؤها لأن التصويت كان سريا. وقال ناصر بوريطة وزير الخارجية المغربي بعد خروجه من قاعة الانتخاب «لقد فزنا برغم المحاولات التي استمرت إلى الدقائق الأخيرة قبل الانتخاب لعرقلتنا، ومنعنا من الحصول على الثلثين للفوز» واعتبر أن انتخاب المغرب اليوم (أمس الجمعة) «اعتراف بعمل الملك محمد السادس في القارة»، وبمساهمات المغرب في حفظ السلام الأفريقي. وقالت وسائل إعلام جبهة البوليساريو إن كل الدول التسعة المنتمية الى الأقاليم الأربعة الأخرى، حصلت على اجماع كبير بحيث فاقت الأصوات التي تحصلت عليها بين 48 و 53 صوتا بينما لم يحصل المغرب على نفس الأصوات و لو أنه المرشح الوحيد من منطقة اـــلشمال الأفريقي وأعادت ذلك لأن دولا أفريقية تعتبر ان المساهمة الوحيدة المنتظرة من المغرب هي إحلال السلام في القارة والتزام المبادئ المنصوص عليها في البروتوكول المؤسس لمجلس السلم و الامن الأفريقي الذي يقر بالزامية احترام الحدود المعترف بها دُوليا كما هو الشأن بالنسبة للقانون التأسيسي، ومن جهة اخرى كون الاتحاد الأفريقي له قرارات واضحة بشأن القضية الصحراوية و له مبعوث خاص به وهو الرئيس الموزمبيقي السابق السيد جواكيم شيصانو وقـــال محمد ســـالم مسؤول العلاقات الخارجية للـــجبهة إن انتخاب المغرب عضوا بمجلس السلم الأفريقي فرصة متاحة أمام الاتحاد الأفريقي ليلعب دورا في التــــسوية. المبعوث الدُّولي للصحراء يلتقي وفد البوليساريو في برلين محمود معروف |
منفيون في أوطانهم Posted: 26 Jan 2018 02:12 PM PST ما كتب عن ظاهرة الاغتراب التي يعيشها المثقف العربي منذ ستينيات القرن الماضي كان معظمه حذرا ومترددا في مقارباته، خشية من الاتهام بالتعالي والعزلة، ولعبت تيارات ثقافية وسياسية ذات توجه شعبوي متحمس وانفعالي دورا في جعل تلك المقاربات خجولة ومتواطئة إلى حد ما، رغم أن ما كتبه مثقفون عرب من المهاجرين إلى أوروبا والولايات المتحدة ومنهم هشام شرابي وحليم بركات، كان أعلى سقفا وأكثر انعتاقا من المحددات التي تفرضها المناخات السائدة في الواقع العربي، وغالبا ما كانت الأمية بنسبها المتفاوتة لكن المتفاقمة في معظم الأقطار العربية هي المحور الذي تدور حوله، وأحيانا تنطلق منه السجالات حول اختلاف المثقف أو ائتلافه في مجتمعات أوشكت أن تقيم في المسافة بين الماضي الذي لم يمض تماما، والحاضر الذي يراوغ كبندول الساعة بين الأمس والغد، خصوصا بعد أن فرضت النوستالجيا وأدبياتها الرومانسية على المثقف قيودا، بلغت أحيانا حد ارتهانه للماضي باعتباره العصر الذهبي حسب تقسيم هزيود المعدني والشهير للأزمنة، باعتبارها ذهبية وفضية ونحاسية وأخيرا قصديرية يغطيها الصدأ، وقد يكون أفضل مقترب لإعادة فتح هذا الملف هو ما نشر مرارا حول معدل ساعات القراءة بالنسبة للعربي، قياسا إلى متوسط هذه الساعات عالميا. فالعربي يقرأ في العام ست دقائق قد تكون مكرسة لفواتير الماء والكهرباء والهواتف، والمثقف يقرأ على الأقل ست ساعات في اليوم، فكيف يمكن لنا العثور على أي قاسم مشترك بين الاثنين، وهل هما يعيشان بالفعل زمنا واحدا؟ أم أن أحدهما يقيم في القرن الثامن عشر على أحسن تقدير والآخر يعيش في الألفية الثالثة؟ ومن أطرف ما نسمعه أحيانا ما يقال عن غموض بعض أنواع الكتابة، سواء كانت مقالات أو قصائد، وكأن المطلوب هو باختصار أن يفهم من يقرأ ست ساعات في العام من يقرأ ست ساعات في اليوم، ونحن هنا لا نردد حوارية طالما استشهد بها المثقفون، بين الشاعر أبي تمام ومن نعتوه بالغموض حين قالوا له لماذا تقول ما لا نفهم، فأجابهم لماذا لا تفهمون ما أقول، لأن سجالا كهذا قد لا تكون له نهاية. ولعل ما قاله الشاعر والناقد «إدمان» عن سوء حظ الكاتب قياسا إلى الرسام والموسيقي كان دقيقا، وهو أن قماشته اللغة، أي الكلام الذي يتفاهم به الناس، فالرسام لا يواجه أسئلة حول لوحته إلا إذا جاءت ممن توقفت ثقافتهم عند التصوير الفوتوغرافي، وكذلك الموسيقي. وحين سئل أحد العازفين ذات يوم عن معنى ودلالات معزوفته أجاب من سأله على الفور أن أفضل طريقة لشرحها هي إعادة الإصغاء إليها. ونذكر أن بواكير شعرنا الحديث شهدت مطارحات حول ما سمي ظاهرة الغموض في الشعر، وحسنا فعل من ترجم كتاب «سبعة أنماط» من الغموض لوليام أمبسون، لأنه يقدم الإجابة، خصوصا في تفريقه بين الغموض والإبهام، فالغموض عمق يتلألأ لشفافيته وقدرته على الإيحاء، بينما الإبهام أشبه بكتلة صماء من الفحم، ومنذ ذلك الوقت والكتابة على اختلاف مجالاتها بانتظار نقد يغربلها ليفرز قمح الغموض عن زؤان الإبهام وشحم الكلام عن ورمه، كما قال المتنبي، وقد لا نحتاج إلى كثير من الشجاعة للقول بأن ما قدمته الكتابة العربية من تنازلات جمالية وفكرية تحت ضغظ التيارات الشعبوية، ربما كان أحد أهم أسباب هذا التردي، سواء تعلق بالأساليب أو التراكيب اللغوية والنحوية، وأحيانا يراودنا الشك في إطروحات المستخفين بالكتابة وشروطها، حين يتذرعون بارتفاع نسبة الأمية، وهناك حادثة رواها الكاتب الراحل مصطفى أمين جديرة بالتأمل في هذا السياق، قال إنه كان يزور إحدى قرى مصر بصحبة السيدة أم كلثوم، وفي الطريق شاهدا فلاحا يجر جاموسة ويغني لها «سلوا قلبي» التي غنتها أم كلثوم، وقد فوجئت بما سمعت، وأعادت النظر بما قاله لها البعض عن صعوبة القصائد المغناة، وبالتالي المفاضلة بينها وبين الأغاني المكتوبة باللهجة العامية. ويضيف مصطفى أمين قائلا إن أم كلثوم تنهدت بعمق وقالت: ليت أحمد شوقي على قيد الحياة والشعر معا، لأروي له ما سمعت. لقد ساهمت الكتابة فقيرة الدم والمصابة بالأنيميا قدر تعلق الأمر بالجماليات والأفكار في التجهيل والإساءة إلى الذائقة العامة، وأخيرا إبقاء مستوى التلقي في مستوى بدائي قبل عقود وفي ذروة السجال الأيديولوجي حول المثقفين والشرائح الاجتماعية التي أفرزتهم كانت مقولات منتقاة ومخلوعة من سياقاتها لأنطون غرامشي هي ما يتم الارتكاز عليه لتفسير وتحليل ظاهرة الاغتراب لدى المثقفين، تماما كما استخدمت مقولات أخرى مُنتزعة من سياقاتها وبيئاتها الثقافية، والمثال الذي يحضرني الآن هو العديد من القصائد التي كتبها شعراء عرب في الخمسينيات والستينيات تشكو من المدينة ومن سحقها للفرد على غرار قصائد أليوت وأديث سيتويل وإزرا باوند وآخرين، على الرغم من أن المدن العربية في ذلك الوقت كانت أشبه بقرى عملاقة، وفي ضواحيها تتولى الأبقار والخيول الحراثة ولا تصل إليها الكهرباء! إنها معادلة بالغة الوضوح، فثمة من يقرأ ست دقائق في العام ويصف من يقرأ ست ساعات في اليوم بالغموض. كاتب أردني منفيون في أوطانهم خيري منصور |
رعشة الدّالية Posted: 26 Jan 2018 02:12 PM PST أجفلَنا فتورُ الدهشة من عودة حبيبٍ كانت خطاه يومًا موسيقى الحياة. وقف عند العتبة واثقَ الشموخ، ورُحنا بخشوع البغتة نتأمّلها أمام شجرة العنب. ظلّت تشدو لها بصوتها العذب، ممتزجًا غناؤها بانسكاب الماء وخشخشة أكياسٍ ورقيّة تكسو بها العناقيد لتحميَها من الحشرات. نعرف شغفها بتلك الدالية. نعرف كم كانت ملاذَها في غيابه الذي طال، هي التي ياما أذهلَت الجميع بجرأتها على البوح بحبّه. تغازله وتسمّي كل جمالٍ يشدّها ببعضٍ منه: تلك الشمس التي شقشقت بنورها السماءَ تشبه ضحكتَه، تمتح بين الشفتين سبيلًا فينسكب البهاء. وذاك القمر إذ اعترش جبلاً بعيدًا أطلّت منه هالتُه صافيةً، كان وجهَه حين يهلّ من مدخل الحيّ فتثب من قلبها اللهفة. وسربُ العصافير الذي رفرف في رقصة فوق حاكورتنا إنما حاكى تحليق معانيه إذ يسلب منها اللبّ في تجلّي فكره. كم مرة تأمّلت غيمةً في سيلانها فشهقت وحلفت أنّ حروف الكلام إذ تنهمر منه تبلل القلبَ وتخصب الحياة فتنبعث تتجدّد. وإذ آثر السفر في رحلته توسّلته: هذي الأيام عصيبةٌ وامتحانات الجامعة على شفا اعتصار قدرتي. كن معي ـ رجَته باكيةً.. لكنه استجاب للعناد.. وغاب.. وغابت معه ضحكتها.. وغابت من ملامحها الحياة. باتت شاردةَ حتى إذا جاء صوته انبعث فرحها نابضًا. تجمع تسجيلات حديثِه وتعيد سماعها باستمرار كأنّما ترشف النبرات رشفًا، تفتّش عن زفرةٍ جديدة أو شهقةٍ فاتتها منه. لكن اتصالاته باتت تتخافت، وسهاد تبهت وتشحب، حتى خبَت مثل شمعةٍ خانتها العتمة. ٭ ٭ ٭ مرّة مرضَت من الشّوق وحسبناها تجنّ أو تموت.. ظلّت أيامًا تهذي باسمه تحت كمّاداتٍ لا تُسعف أمّي في خفض وهج جسدها المحموم. وبغتةً، وثبت كالملسوعة. أطلقت ما ادّخرت من تسجيلات صوته ولم تنصت إليه: راحت تتحدّث عن ذاتها عن شوقها عن ولهها عن حمّى التّوق ولهفة الذراع إلى عناق، عن حبّ يشتعل ولا يجد ما يبرد لهيبه، وشغفٍ يلتهم الروح قضمًا وعلكًا، عن انكسار القلب من لوعة الغياب، ووحشة عبور الدرب وحيدةً إلا من يبابٍ يسكن الرّوح يشتهي رذاذَ حضورٍ يبلّله، وجعٍ تغزله خيوط الخيبة والخذلان. كانت تدور وتحكي تدور ويعلو صوت مناجاتها، تدور وتنسج صيحاتها، ونحن نحدّق مسلوبين.. همّت أمّي نحو الجهاز توقفه، ففاضت سهاد بكاء مُرًّا مُرّا: «إن كان عناقه مستحيلاً فليعانق صوتي صوتَه على الأقلّ». نشجَت وانتحبَت وانهارت ترتعد إلى السرير! بكى أبي كثيرًا يومها، وحلفَ برحمة جدّتي لَيوجعنّه إن عاد. ٭ ٭ ٭ أبي الحزين دومًا، لا يبكي إلا قليلا، ولا يضحك إلا نادرًا. كأنّ جدّتي خطفت ضحكته معها قبل أن تموت ـ يقول الجميع ـ وأمي التي تعانق حزنه بالغَمرالدافئ تردّد حكمتَها لهم: يُعرف الرجل من حبّه لأمّه. فإن رأيت أحدهم وأمّه تنسكب من ملامحه، أدركت أنه ملَكَ سرّ الروح وقطف ما يسكنها من أنوثةٍ تغتزل بالرجولة، فتغمَّس بالجمال مهما وشّحه الحزن. ظلّ أبي حزينًا.. أما البكاء فغلبه يوم انهارت سهاد. جلس عند حافّة السرير يمسّد قدميها بكفّين حانيتين، فتسحّ عليها دمعةٌ تنفلت منه، يمسحها بقبلةٍ للقدم تطيل مقام الشفتين هناك، لا يرفع فاه إلا متوعّدًا عليًّا، أو مبتهلاً لشفاء سهاد من حرقة الحبّ المخذول. يبوس القدمَين بشفتيه بأصابعه بجبينه بخدّيه بشعره بصدره بخوفه بحنانه، يشدّهما إلى القلب متوسّلًا فتنسكب المعاني ساكنة. وسهاد بعد انهيارها أيامًا، عادت تلملم روحها، حتى قامت إلى الحديقة، راحت تهذّب الأغصان المترامية من الدالية.. تمدّ الحبال وترفع عناقيد العنب المدلّاة. كمن تلملم فُتات الحبّ المهجور. صارت تقضي ساعاتِها هناك، تغرس ما شذّبت من العُقل والخصلات، وتسقي كأنما تمطرها دموع القلب. تتعلّم كيف تنبش التربة حدّ الرطوبة لتدفن بذور القثاء جماعاتٍ، تزرع التوابل وتغازل العبق همسًا كلما رشّته بالماء فانتثر فوّاحًا. تقصقص الجوريّ وتقول بلهجة الحكماء: لعلّ قسوةَ التشذيبَ تخبّئ سرّ الانطلاق الحرّ! أمّا الدالية فمدلّلتها الأحبّ، تناغيها كأمٍّ تراعي وليدها، كعاشقةٍ شغوف تدلل سيّد قلبها بولَهٍ، تعتني بالعناقيد حبّةً حبّةً. وتدندن لها ألحانها الشجيّة. ٭ ٭ ٭ همهمَت أمّي وقد أكلها الرّعب: شاخت البنية قبل أن تعرف الصبا. أقسمَت أمّي أن الحواكير ملاذ قلب عجائزها. تزرع النساء الحدائقَ إذ يموت في قلوبهنّ العشاق. كلّما خاب قلب إحداهنّ استبدلت معشوقَها بوردةٍ جديدة تشبهه. كلما كثرت الأحواض تناسلت الذكريات. كأنّ كلّ حوض قبرُ حبيبٍ وشاهدُ دفن شوقٍ غلبه الفتور. هي شي خو خة ال ق ل ب. نزّت العبارة من فم أمي مجزّأة نبرةً نبرةً، وتجمّعت تصبّ القلقَ في قلوبنا. بتنا نراقب كلَّ حركة تأتيها، كلّ لحنٍ تنغّمه، ونفتّش همساتها كي نطمئنّ على قلبها الذي شهدنا تكسُّره. ٭ ٭ ٭ فغرنا الأفواه مشدوهين إذ جاءت تحمل بيديها باقة وردٍ من الحديقة. هي التي تمنع أيًّا منا أن يدنوَ من زهرةٍ بيدٍ قاطفةً. «التربة وطن نباتاتها ـ تقول ـ وويحه من يجلب غربة الموت لزهرة». جفلتُ خجلًا إذ وشوشتني: هذه لحبيبتك. وطغَت حمرةٌ على زغب وجهي الخفيف. ـ ارعَ الحبّ يا حبيبي ليرعاك.. بدَت لي أنثى جديدة، تأمّلت رسوماتي على الجدران: «هذا الفتى الجميل سيكون رسّام الغد، وسيّد الحبّ أيضًا». وانسلّت نحو الدّالية. ٭ ٭ ٭ بدَت ملامح أبي رائقةً، ومن عين أمي انسابت دمعة حنينٍ دافئة، فيما سهاد تغنّي نغمًا يتسلّل إلى عمق الروح نديًّا، ببحّةٍ واثقةٍ خاليةٍ من الرّجفات. عانقَت ألحانها سقسقة مصّاص الرّحيق إذ دنا مبتهلًا قبلاتٍ لزهرةٍ بيضاء، امتزجَ صوتها بتلويحة جناح فراشة حامت قريبة. علَت أنغامُها وهي تحيك النظرات لداليتها التي اخضرّت وتشامخت حرّةً. رنّ هاتفها فلم تحفل به، تابعت شدوَها ورشرشة الماء. ثمّ رأينا عليًّا يقف بباب الحديقة، فيما سهاد كأنما لم ترَ غير العدم. وقف طويلاً حتى تغيّرت ملامحه، تبدّدت ضحكته وفتَر شموخه، ونحن التهمَتنا البغتة ولذّة الموسيقى.. فيما الدالية كانت ترتعش انتشاءً بالغناء.. ٭ كاتبة فلسطينية من الجليل رعشة الدّالية أنوار الأنوار |
هشام حداد يعد بحلقات أقوى وأقسى من «لهون وبس»… ويردّ على أحلام Posted: 26 Jan 2018 02:11 PM PST بيروت – «القدس العربي»: الإدعاء على الإعلامي اللبناني هشام حداد معدّ ومقدم برنامج «لهون وبس» واحالته إلى محكمة المطبوعات لا يزال يتفاعل على خلفية تطرّقه في حلقة من برنامجه لموقع ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان، حيث نصحه فيها بعدم تناول الوجبات السريعة في اشارة ساخرة منه لتوقعات ميشال حايك الأخيرة ناصحاً إيّاه بوقف الاعتقالات السريعة والسياسات السريعة والحملات السريعة والضربات العسكرية السريعة. وتصّدر خبر الادعاء على حداد عناوين النشرات الأخبارية التلفزيونية والاذاعية والمواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي لأنه وضع في خانة التضييق والخناق على الحريات العامة والإعلامية ومنع الضحكات عن اللبنانيين. وتصاعدت الحملات المندّدة بقرار الادعاء واحالة القضية إلى محكمة المطبوعات لما تضمنته الدعوى من حيثيات أخرى وهي التعرّض لموقع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الذي وصفه بـ DJ سعد الحريري بعد أن ظهر الأخير وهو يرقص مع الجمهور الذي قصد ساحة النجمة احتفاءً بليلة رأس السنة في العاصمة بيروت. وأطلقت حملة تضامنية عبر هاشتاغ #هشام_حداد عبّرت عن تململ اللبنانيين من سياسة الترهيب المتّبعة بحقّ الإعلاميين ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي حداد «لهون وبس» إذ أعرب فيها المغرّدون عن استيائهم مما سموّه سياسة الترهيب بحقّ الإعلاميين لكمّ الافواه قبيل مرحلة الانتخابات النيابية في حين انتقد البعض اقحام قضية ساخرة وترفيهية بالسياسة وهي بعيدة كلّ البعد عنها، وطرحوا جملة استفسارات أبرزها: هل أن الأمير محمد بن سلمان منزعج من انتقاد يطاله في برنامج تلفزيوني في بيروت؟ ومن الذي تبّرع بالدفاع عنه وتحصيل حقوقه؟ وحيال ما جرى، صعّدت المؤسسة اللبنانية للارسال انترناشونال موقفها واستضافت هشام حداد الذي أكدّ أنه ماضٍ بقوة في برنامجه واعداً جمهوره بان هذه الدعوى لن تثنيه وسيكون أقوى وأقسى، ولفت إلى أنّ قرب الانتخابات النيابية هو السبب الوحيد ولان الـ»أل بي سي» أخذت قراراً بدعم القوى البديلة عن السلطة الحالية. وقالت في مقّدمة نشرتها المسائية «لهون وبس»… لم يعد إسم البرنامج الأكثر شهرة في لبنان، بل أصبح عنواناً جديداً للحرية وصرخة جديدة في وجه الذين يحاولون قصقصة جناحي الحرية وخنق صوت الأحرار… القصة ليست أقل من ذلك على الإطلاق، لئلا تبدأ الإتهامات بالمبالغة، القصة كبيرة الحجم لأنها تستهدف برنامجاً تحوّل إلى متنفس للبنانيين ينسيهم أوجاعهم وهمومهم، ويعطيهم فسحة من الضحك من القلب، «ضحك ببلاش»: من دون كلفة إضافية ومن دون قيمة مضافة… هشام حداد، منذ أيلول 2015، يدخل إلى البيوت ليوزع الضحكات من القلب… يسخر ولا يؤذي، ينتقد ولا يجرح… لسان حال اللبنانيين، بعد كل حلقة، يختصر بكلمتين: «هشام مهضوم»… في وقت باتت «الهضامة» عملة نادرة في بلد يختنق فيه أبناؤه «بغلاظة السياسيين» بمقدار ما يختنقون بسموم النفايات… فهل أصبح الضحك ممنوعاً؟ هل نترحّم على وسيم طباره حين قدم مسرحية «اضحكو قبل ما يغلى الضحك»؟ على خلفية حلقة «لهون وبس» في الثاني من هذا الشهر، تم التوقف عند ثلاث اسكتشات في الحلقة تتناول ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس سعد الحريري والأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري… تحرّك مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود فإدعى على هشام حداد وأحاله إلى النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون التي أحالته بدورها إلى محكمة المطبوعات… وبعد، هل ما زال هناك من يتوهمون أن الحرية بخير في لبنان؟ ربما الجواب يتوقف عند معرفة من حرّك النائب العام التمييزي… ولكن بصرف النظر عن المحرك أو المحركين، لا بد من صرخة واحدة: «لهون وبس»… هناك آلاف من القضايا التي تستدعي تحرك النيابة العامة التمييزية وليس بينها بالتأكيد هشام حداد». ونفى رئيس الحكومة سعد الحريري والأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري وقوفهم وراء تحريك الدعوى، كذلك ألمحت مصادر في السفارة السعودية في بيروت. ونفى وزير العدل سليم جريصاتي أن يكون هو وراء تحريك النيابة العامة ضد الإعلامي مقدم برنامج «لهون وبس» هشم حداد، لافتاً إلى أن تحريك الدعوى العامة تم بقرار من النائب العام التمييزي، الأمر الذي يدخل في دائرة إختصاصه. وأوضح وزير العدل أنه عندما يبادر إلى الطلب من النيابة العامة التمييزية بإجراء التعقبات عملاً بالمادة 14 من قانون أصول المحاكمات الجزائية، «إنما يعلن ذلك بلا وجلٍ ولا خفر». في المقابل، أعلن المدّعي العام التمييزي سمير حمود» أن النيابة العامة التمييزية هي التي حرّكت الشكوى ضد هشام حداد لأن بعض الكلمات التي وردت فيها اساءة وتشهير وتعرّض علاقات لبنان بدولة أخرى والمحكمة هي التي تفصل بصحة هذا الادعاء». وبعد الادعاء عليه، من اتهم هشام حداد عبر بصراحة وبماذا وعد مشاهدي «لهون وبس»؟ بداية استبعد حداد ان يُعلن احد مسؤوليته عن الدعوى، وقال: «من الجيّد أن يتحرّك المدعي العام من تلقاء نفسه، لكن فليتحرّك ايضاً تجاه ملف النفايات والكهرباء وكل ملف فساد». وشجب رئيس مجلس ادارة الـ LBCI بيار الضاهر ما حصل وقال في مداخلة عبر محطة «الجديد» ان هناك من يريد ان يلهي المواطن بأمور سخيفة كي لا يتكلّم بأمور أهمّ خصوصاً اننا على ابواب انتخابات، لافتاً إلى أن هذه السلطة تدفعنا لسؤال نفسنا ما اذا كنا فعلاً نريد العيش في هذا البلد. ورأى الضاهر أن أيّ موضوع يُطرح في البلد يُحدث انشقاقا عامودياً، وتوجّه إلى هشام حداد بالقول: «ناطرينك بسقف اعلى الثلاثاء»، لافتا إلى أن حداد قدّم حلقات أقوى من تلك التي تم الادعاء عليه على اساسها. وفي السياق عينه، توّسعت حدّة التوترات الكلامية بين هشام حداد والفنانة الإماراتية احلام التي عقّبت على تغريدة الإعلامي جمال فياض بعدل الجدل الذي أثير حول استدعائه من قبل محكمة المطبوعات فغرّدت عبر حسابها الخاص على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» كاتبة: «شخصيه_مشهوره ارقوز_الإعلام مع احترامي لك بس ما راح اعلق عليه بس وش جاب لجاب وش جاب الثرى للثريا بس نصيحه يا ليت لما يجيب اول حرف من اسم صاحب السمو الملكي #محمد_بن_سلمان يحط إيده فوق راْسه ويوقف وهو بيتكلم عليه «. هذه التغريدة استدعت ردّا مباشراً لاذعاً من قبل حداد الذي غرّد قائلاً: «بفرد مرة احلام تجي تعمل وزيرة اعلام وتقرر مين عنا لازم يطلع عالتلفزيون ومين لا… وبعد بدك 3 تغريدات تبييض وجه وبرجعوكي على «ذا فويس» من بعد ما كبوكي من الطابق الرابع… حطي ايدك عكرشك هلق». هشام حداد يعد بحلقات أقوى وأقسى من «لهون وبس»… ويردّ على أحلام الحريري ووزير العدل والسفارة السعودية نفوا تحريك الإدعاء ناديا الياس |
في ذكرى ميلادها الخامس والثمانين… داليدا العنقود الروحي الهش Posted: 26 Jan 2018 02:11 PM PST لنا عبد الرحمن لعل السؤال المحير الذي يراودني دائما عند التفكير بالفنانة داليدا، إذا كانت رسائل المحبة تصل لأصحابها الراحلين مباشرة أم تظل عالقة وقتا بين السماء والأرض، ريثما يكون المتلقي جاهزا لاستقبالها. الصورة الأولى في ذاكرتي للفنانة داليدا حين كنت في السادسة من عمري، أجلس أمام تلفزيون لبنان، أشاهد استعراضا للرقص، أجلس منبهرة أمام الشاشة الصغيرة، بينما جدتي وجارتها تحتسيان القهوة، ويلفت انتباه الجارة أنني مأخوذة بحركات داليدا ورقصها، من دون أن أعرف من هي، فتكسر خيالاتي الطفولية بعبارة: «ههه …تعجبك إنها في عمر جدتك»، أحول نظري بين الشاشة وجدتي…كنت أحب جدتي، لكني لم أجد بينهما أي قاسم مشترك، تلك العبارة ظلت عالقة في ذهني كلما شاهدت هذا الاستعراض. في عام 2007، أعادت المغنية الكندية إميلي بيغن، تأدية الأغنية في كليب لم تجتهد لأن تضمنه أي نوع من الحساسية الموجودة في الاستعراض الأصلي، بل جاء كليبا مبتذلا، لا يجد فيه المتلقي إلا تكرارا للكلمات التي غنتها داليدا، مع فقدان أية تقاطعات أخرى. «حلوة يا بلدي» بعد سنوات قليلة من الصورة الأولى، كانت أغنية «حلوة يا بلدي»، ثم فيلم «اليوم السادس» مشاهدات أخرى غير مقصودة، لم تعن لي أغنية «حلوة يا بلدي» شيئا كثيرا، وجدت في كلماتها وآدائها مجاملة مفرطة، تشبه الفلكلور المصنوع خصيصا للترويج السياحي، أكثر مما هو أداء حب عميق ميز أغنيات أخرى لها. أما فيلم اليوم السادس، فيطول الحديث بشأنه، سواء في ما يتعلق بإداء داليدا، أو ارتباطه بالمرحلة الزمنية من عمرها، وما أحاط بها من أحداث عاطفية وفنية، فبدت في الفيلم امرأة حزينة تغلب شخصية داليدا الحقيقية وحزنها على الدور الذي تؤديه. «العنقود الروحي» في السادسة عشرة من عمري بدأت رحلة اكتشافي لداليدا بشكل فني هذه المرة، بعيدا عن الانجذاب العاطفي الطفولي، ثم تداخلا معا بشكل يصعب فصله، فتبدو تلك المرأة الجميلة الهشة وكأنها في حديث متصل قريب أكثر مما أظن، وبلا تفسير سوى الاستعانة بعبارة «العنقود الروحي» التي تجعل بعض الأشخاص قريبين أكثر من غيرهم بلا مبرر منطقي مقبول أو مفهوم، لكن في النتيجة الاستغراق في طرح التساؤل يبدو غير مجد، بقدر أن نترك الأشياء تُعبر عن ذاتها بتجرد، كما في أغنيتها « كلمات» التي أدتها مع آلان ديلون،في رهافة يصعب فصل معانيها عن الاحساس بخيبة الأمل، والخوف من الهجر والوحدة. «تأمل الجبل» لنقل أن الفقد بمعناه الشمولي والأوسع شكل حجر الأساس الأول في حياة داليدا، وشخصيتها.فقد العاطفة الأبوية السليمة، فقد الأمان، فقد الوطن، بالتوازي مع وجود بركان داخلي من الفن والاحتياج للحب يحتاج للتدفق ملقيا بحممه التي جاءت حارقة أحيانا. ثمة نوع من أنواع التأمل يسمى «تأمل الجبل»، تقوم فكرته أن كياننا الداخلي يشبه الجبل، مرة يعلوه الاخضرار، وأخرى الثلوج، ومرة يكون أجردا ، الجبل راسخ في وجوده لكنه يتغير من السطح فيما داخله ثابت، ثم يأتي إليه الزوار ويدلون بآرائهم بشأنه قائلين: «أوه إنه مذهل جدا..أو إنه ليس جميلا كما ظننا..أو الجبل السابق كان أجمل من هذا..الخ». لعل التشبيه الأقرب لداليدا هو القول إن الكيان الداخلي لجبلها لم يكن مستقرا بسبب الأذى الذي تعرض له من قبل مرتاديه، لقد ترك كل زائر بصمات ثقيلة على كيان الجبل سببت في تأذيه ونزوعه إلى التفتت رويدا رويدا ..هكذا هي داليدا، لذا في الرابعة والثلاثين من عمرها وقفت لتطرح سؤالها المؤلم قائلة: «في هذا العمر من دون أمل، من دون حب، من دون أطفال».ربما ما تؤكده حياة داليدا أن السعادة أو الرضا محض هبة داخلية ليس للعالم الخارجي علاقة بها.لم تفعل الشهرة شيئا، ولم يجلب المال ولا الحظ البراق الاطمئنان أوالأمل لصاحبته. بعض الأشخاص يبدو وجودهم الهش والضبابي حقيقيا، أكثر من وجودهم الواقعي، وهذا الأمر ليس اختياريا أبدا، أن يولد الإنسان ويعيش وفق كيان هش قابل للانكسار بسبب قسوة الحياة عموما وأنانية الآخرين، أمر لا علاقة له سوى بوجود حالة من النبل الداخلي عصية على الزوال، إنها تلك النظرة التي يمكن رؤيتها في عينين حالمتين، أو في تلك المحبة المتدفقة بسخاء يُحير المتلقي بشأن وجودها وحقيقتها، فيفضل الفرار على البقاء مع حب لا يستطيع فهمه. شكلت داليدا حسب ظني حالة غامضة، بالنسبة للرجال الذين عرفتهم، وانعكست رغبتها الداخلية في الفناء على علاقة ثلاثة منهم مع الحياة، لذا يبدو التأويل المقبول في حدوث ذاك التقارب بين داليدا وهؤلاء الرجال الذين عبروا حياتها واتخذوا قرار المغادرة قبلها هو وجود هالة ما في داخلها اجتذبتهم للارتباط بها..هالة تشعل فتيل غواية الرحيل في داخلهم. داليدا أيضا كانت منجذبة في كل ما فعلته نحو حالة من التلاشي أكثر ما تتجلى في غنائها للأغنية الأيقونية «أنا مريضة» مع سيرغي لاما، يبدو في هذه الأغنية مقدار ما تعانيه من ألم، حالة من الاحتراق الداخلي تفيض من كيانها لتصل إلى المتلقي حتى هذا الوقت، فما مقدار المعاناة التي مرت بها إذن؟ العلاقة مع الرئيس ميتران الفيلم الذي قدم حياة داليدا في عام (2017) من إخراج وتأليف ليزا أزويلوس، ومن بطولة عارضة الأزياء الايطالية سفيفا ألفيتي، وشاركها البطولة ريكاردو سكاماركاو، وجان بول روف، ونيكولا ديفاوشيلي..تناول المحاور الأساسية في حياتها، في أداء مميز جدا من بطلته، لكن ماذا عن الأحداث الأخرى التي وقعت وراء الستار؟ الأحداث الأكثر ألما، تلك التي لا يعرفها أحد إلا صاحبها، التي يمكن تخمينها ولا يمكن تأكيدها أبدا لأنها ستظل سرا من الأسرار الكثيرة المدفونة في طيات الحياة. ماذا عن علاقتها مع الرئيس ميتران؟ وتحذير طبيبها النفسي بأنها انسانة «هشة» بينما أولئك القوم من السياسيين أقوياء اعتادوا المواجهات والنزاعات، سواء الضمنية أو المعلنة.لكن داليدا لم تستمع لنصائح الطبيب، ومضت في علاقتها مع ميتران وأصدقائه..العلاقة مع ميتران بدأت قبل وصوله إلى كرسي الحكم، حيث كان يزورها في بيتها متخفيا، ويركن سيارته في شارع مجاور ويصعد اليها حاملا باقة من الورد، ليتناول العشاء برفقتها ويتحدثان عن الفن والسياسة والأحلام التي تلوح في الأفق. لكن ما حدث بعد ذلك هو السيرورة الطبيعية للأحداث بين سياسي طموح وفنانة حساسة…العلاقة مع المغنية بدأت تُحرج الرئيس الجديد، وراح الممثلون الهزليون يطلقون عليه لقب «ميمي العاشق» نسبة إلى أغنية لداليدا بعنوان «جيجي العاشق».كما راح بعض العابرين في تلّة مونمارتر، حيث تسكن داليدا، يلقون برسائل مليئة بالشتائم والتهديدات من فوق سور بيتها، فيما نظرت إليها الجارات التقليديات نظرة احتقار على اعتبار أنها محظية الرئيس، ومن المرجح أن داليدا تعرضت لتحرشات مزعجة من الرجال. تقطعت خيوط العلاقة بين داليدا والرئيس، الذي انشغل بمنصبه، وبعلاقات نسائية أخرى، وكان من أثر هذه القطيعة كآبة نفسية حادة لم تستطع داليدا هذه المرة الخروج من مائها الآسن ، لعله من العبث اعتبار العلاقة مع ميتران السبب في انتحارها، لكنها القطرة الأخيرة التي أفاضت الكأس. السؤال الذي قدمه الفيلم يتعلق بالأمومة في حياة داليدا، ملوحا أن خسارتها الفادحة لكيانها كأم أحد الأسباب المباشرة لانتحارها، وأن طموحاتها في الحياة العيش كأي ربة بيت عادية، لكن هذا الطرح ليس دقيقا تماما. الفن منجاة من الهاوية لأن كل ما قدمته داليدا من فن كان المنجى الوحيد من الهاوية المؤجلة.هي لم تكن بأمان أبدا، لأنها ليست امرأة عادية، حيث حالات الرضا النادرة، والتصالح القليل مع الذات والسكون المعتدل، الذي يأتي ليرحل، دفعها للبحث عن مأوى مريح. سافرت داليدا ذات يوم إلى الهند بحثا عن « الحكمة» في التعامل مع حياتها، وعن «النظام» في إدراة شؤونها العاطفية.لكن الاحتراق جزء من كيانها الداخلي مهما خبا وقتيا، سرعان ما يعاود اشتعاله رغبة في الفناء الأخير. مرور الزمن على داليدا وتقدمها في السن، ظنت أنه السبب في نقص توهجها، لكن توهجها لم يكن ينقص سوى لوقوعه ضحية قوتين شريرتين تناهشتاها: هما «الخوف»، و«العوز» العاطفي.هاتان القوتان ظلتا تتجاذبان داليدا طوال حياتها، من دون أن تقوم بمواجهة حاسمة معهما،لذا كانت المعركة الأخيرة لصالحهما، حين أنهت حياتها في سن الرابعة والخمسين، تاركة وراءها رسالة تعتذر فيها عن موتها، قائلة: «سامحوني إن الحياة ما عادت تحتمل». منحت داليدا مستمعيها البهجة والمسرة من خلال موسيقاها وكلمات أغنياتها، في حين أمضت هي حياة حافلة بالألم الداخلي وبالتعاسة، وهنا تكمن عمق المفارقة في حياة هذه الفنانة وفي اختيارها طريقة رحيلها أيضا. كاتبة من لبنان في ذكرى ميلادها الخامس والثمانين… داليدا العنقود الروحي الهش |
مئوية ميلاد عبد الناصر: قرن الحركة الصهيونية وتوسعها المستمر Posted: 26 Jan 2018 02:10 PM PST نتناول في هذه السطور التحول الثالث من تحولات القرن، الذي بدأ بمولد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في كانون الثاني/يناير 1918، وانتهى في هذا الشهر؛ يناير 2018.. وهو عن الحركة الصهيونية، وعلينا ونحن نتناولها ألا نخلط التاريخ بالأساطير وروايات الأحبار ورجال الدين؛ الذين يسقطون وقائع التاريخ وحركته من حسابهم. والبحث في جذور الحركة الصهيونية نجدها مغروسة بين أساطير وروايات شفاهية وكلام مرسل وسجلات قادة اليهود وأشياعهم، ومن يُخَدِّمون عليهم من إعلاميين وكتاب غربيين أو «مُتغرِّبين»؛ يعتمدون أساسا على العهد القديم «التوراة»؛ المكتوب منذ ما يقرب من ألف عام قبل الميلاد. تفاصيل كثيرة قد تُخرِجُنا عن الموضوع. فتعبير «صهيون» ورد لأول مرة في التوراة؛ متلازما مع الملك البابلي نبوخذنَصَّر الثاني، الذي حكم في سنة 600 ق.م تقريبا، وكان كلدانيا ذاعت شهرته فيما ورد عنه، وفيما حدث في عصره عن السبي البابلي. وحديثا ربط مفكرون صهاينة بين السبي وحاجة اليهود لوطن قومي، في محاولة لإثبات قدم فكرة الوطن القومي، وأنها ضاربة في عمق الزمن، ونبوخذنصر الثاني المقصود غير نبوخذنصر الأول، وحكم فيما بين 1126 – 1103 ق.م، وإذا ما دخلنا مباشرة إلى أحداث متعاقبة تباعا؛ في الفترة من عام 1890 إلى 1945، سنكتشف جوانب مجهولة كثيرة، وهي فترة شهدت ظهور ما عُرِف بـ«العداء للسامية» في روسيا؛ ويشير مؤرخون إلى الأعداد الكبيرة من اليهود، الذين سكنوا المناطق الغربية من الامبراطورية الروسية؛ كانوا يعاملون بخشونة من قِبَل المواطنين الروس، وذلك دفع بآلاف منهم إلى ترك تلك المناطق والاتجاه نحو أوروبا، ووصل عددهم لحوالي 2.5 مليون يهودي، وبتنامي معدل الهجرة زاد العداء لليهود، وشعر يهود أوروبا بالقلق، فدفعوا بالمهاجرين من روسيا إلى مواصلة طريقهم إلى الولايات المتحدة، التي اعتبرها المستوطنون الأوائل «إسرائيل الجديدة». وذلك في وقت تبنى فيه أثرياء يهود حلولا تخفف من وطأة تدفق الهجرة اليهودية والمشاكل المترتبة عليها. بادر البارون موريس دي هيرش وأنشأ مستوطنات يهودية في الأرجنتين، وقام البارون إدوند دي روتشيلد بنفس العمل في فلسطين. وحين وصل هتلر إلى حكم ألمانيا قبيل الحرب العالمية الثانية؛ بدأت معسكرات وورش الأعمال الشاقة في الظهور خصيصا لليهود، ووصلت حد الاضطهاد الجماعي إبّان الحرب. واستثمرت الحركة الصهيونية ذلك لتسريع إقامة الكيان المطلوب، وكان السواد الأعظم منهم قد اقتنع برأي النّاجين من المعسكرات النازية، وتركيزهم على أهمية وجود كيان لحمايتهم. واللافت للنظر أن الحروب العالمية بدت وكأنها اندلعت لتنفيذ المخططات الصهيونية، فأثناء الحرب العظمى وبعدها وُضِعت قرارات المؤتمرات الصهيونية موقع التنفيذ؛ فتح باب هجرة اليهود إلى فلسطين تحت سمع وبصر عصبة الأمم، وإقرار وجود الصندوق القومي اليهودي لتمويل الهجرة، وتقسيم الامبراطورية العثمانية بما يتوافق مع المطالب الصهيونية، والالتزام بتقسيمات اتفاق سايكس بيكو. ووضع الشام تحت الوصاية الفرنسية، وإخضاع فلسطين للانتداب البريطاني، وهما الدولتان الراعيتان للمشروع الصهيوني منذ ما قبل ولادته. والذي أشرف على الشأن الفلسطيني بعد الحرب العظمى المندوب السامي البريطاني؛ هربرت صمويل؛ المعادي للصهيونية، وتحول ليصبح أشد المتعصبين لها، وذلك أدهش حاييم وايزمان؛ الرئيس الرابع للمنظمة الصهيونية العالمية، وأول رئيس للدولة الصهيونية، فحين اقترح لويد جورج رئيس الوزراء البريطاني لقاء يجمع وايزمان بصمويل رفض وايزمان بشدة، إلى أن فوجئ بتأييد صمويل للمشروع الصهيوني، ونظر لمطالب وايزمان باعتبارها متواضعة للغاية، هذا بجانب ما نتج عن الحرب العظمى من ظهور المملكة العربية السعودية، واكتمالها عام 1932 بعد اكتساح عبد العزيز آل سعود للحجاز، وإبعاد الهاشميين إلى الشام والعراق. غيرت الحركة الصهيونية من مسارها بتأثير موازين القوى الجديدة، فكثفت جهودها لإقامة الدولة المنتظرة، وتحركها لجمع الأموال اللازمة للتنفيذ، والضغط على بريطانيا لمنع استقلال فلسطين أو تمتعها بحق تقرير المصير، مع ذلك تزايد عدد اليهود المعارضين لمشروع الدولة، وأدى صعود أدولف هتلر عام 1933، إلى تراجعهم وعودتهم لتأييده، وزادت تبعا لذلك وتيرة الهجرة إلى فلسطين، ولعبت الولايات المتحدة دورا غريبا حين أغلقت أبوابها أمام المهاجرين اليهود، وهي التي تعتبر نفسها «إسرائيل الجديدة». وعلى الجانب العربي زاد توافد اليهود إلى فلسطين من غضب العرب وسخطهم، وتفجرت أطول ثورة في التاريخ العربي واستمرت من 1936 حتى 1939، واضطرت سلطات الانتداب إلى إيقاف الدعوة لهجرة اليهود. وتشكلت الميليشيات اليهودية المسلحة للتصدي للثورة والمقاومة، ومن أهمها ميليشيات الهاغاناه وأرغون. وخلال الحرب العالمية الثانية أوقف الطرفان المتصارعان معاركهما لمواجهة النازية وأوقفا معاركهما ضد القوات البريطانية، وخلّفت الحرب آلاف اليهود المشردين، الذين عقدوا العزم على عدم العودة لبلادهم، وتحت تنامي الشعور القومي في المستعمرات، وبرز الدوران الأمريكي والسوفييتي؛ وورثت أمريكا دور بريطانيا، وتسلمت مسؤولية رعاية المشروع الصهيوني، وصب خروجها من العزلة في قناة المشروع الصهيوني. وكانت بريطانيا قد أعلنت رغبتها الانسحاب من فلسطين عام 1947، وفي 29 تشرين الثاني/نوفمبر من نفس العام أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين، الأولى عربية والثانية يهودية، ورفض العرب القرار واشتعل القتال بينهم وبين الصهاينة؛ فور إعلان قيام الدولة الصهيونية في 14 أيار/مايو 1948. وحققت الأمم المتحدة بذلك أهم أهداف الحركة الصهيونية بقيام الدولة، وترتب على ذلك دمج الميليشيات الصهيونية المسلحة في الجيش الصهيوني، الذي روع الفلسطينيين، وحولهم إلى لاجئين في الأقطار العربية المجاورة، أو فيما تبقى من فلسطين؛ سواء ما أصبح تحت الإدارة المصرية في غزة، أو وُضِع تحت الرعاية الهاشمية في الضفة الغربية، واتسعت حدود الدولة الصهيونية حتى خطوط وقف إطلاق النار عام 1967. ولم تتوقف الحروب الصهيونية؛ منذ الغارة الوحشية على قطاع غزة في 1955، وفي مشاركة بريطانيا وفرنسا في العدوان الثلاثي على مصر في 1956، واحتلال باقي فلسطين والجولان السورية وسيناء المصرية، وارتكاب جرائم حرب في لبنان وسوريا ومصر، وشنت الدولة الصهيونية حربها ضد لبنان عام 2006 وضد غزة في 2008 وحرب 2012 ضد المقاومة الفلسطينة، ولم تنته الصراعات الصهيونية الدامية بعد. وأثبتت الوقائع والأحداث بشكل دائم أن جوهر الحركة الصهيونية عقيدة عدوانية تقتات بدماء وبأرواح الأبرياء، وتعيش على أشلاء محيطها؛ بالقتل والاغتصاب والتدمير، وأضحت دعوات السلام دعوات للإذعان والتنازل عن الحقوق، وصارت كاشفة للعوار العنصري والإرهابي؛ حتى بقي الكيان الصهيوني كيانا عدوانيا عنصريا وحيدا على سطح الكرة الأرضية؛ عن طريقه دُمرت كل مقومات السلام العادل، وقُوِّضت كل سبل التعايش والتسامح، وانتشرت عدواه في بقاع العالم.. وصار ما يجري في «القارة العربية»، عنوانا يدل عليه؛ اقتتال بيني وحروب داخلية؛ طائفية ومذهبية وقبلية ودينية ومناطقية. وينبئ وصول ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة بخطر داهم على العالم، وليس «القارة العربية» فحسب؛ لاعتناقه العقيدة الصهيونية الدموية.. لا تمانع من تدمير العالم، ولن تتوانى عن مد إمبراطوريتها من المحيط إلى الخليج، ولن تتورع في استخدام السلاح النووي لفتح باب التوسع والإبادة والتطهير العرقي ضد «القارة العربية»، ويحيي ترامب تراث أجداده المستوطنين، الذين ابادوا الهنود الحمر، ويتخلص من العرب، ويصبحون أثرا بعد عين. مثلت الحركة الصهيونية أكبر تحد واجه عبد الناصر، وكان شديد الصلابة في التصدي لها ولأذنابها. وتعامل بمبدأ «ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة»، ولا يسترد بالإذعان والتفاوض غير المستند لأسلحة المقاومة والمقاطعة الشاملة!!. ٭ كاتب من مصر مئوية ميلاد عبد الناصر: قرن الحركة الصهيونية وتوسعها المستمر محمد عبد الحكم دياب |
عن إزمان المسألة الاجتماعية عندنا Posted: 26 Jan 2018 02:10 PM PST تؤكد الاحتجاجات الأخيرة أن تاريخ تونس المعاصر منذ بداية دولة الاستقلال قد ظل يسير على وقع تقلبات المسألة الاجتماعية: مسألة الصراع من أجل العدالة في توزيع الثروات والتكافؤ في فرص العيش الكريم. ولهذا ما كان أي عقد، منذ أواخر الستينيات، ليمضي دون أزمة أو انفجار أو انتفاضة بسبب تدهور الأحوال المعيشية وتفاقم التناقضات المجتمعية وتراكم خيبات آمال الشرائح الشعبية. وليست آمال الشرائح الشعبية وليدة أحلام أو أوهام، لا في تونس ولا المغرب ولا الجزائر ولا مصر ولا السودان، وإنما هي مبنية على أساس متين: إنه العقد الاجتماعي الذي استمدت منه دولة الاستقلال شرعيتها. وقد كان هذا العقد يتمثل في حفاظ جميع مكونات الشعب على الوحدة الوطنية (وهو ما كان يعني عمليا عدم معارضة نظام الحكم) مقابل تعهد الدولة بإنجاز وعود التنمية الاقتصادية. هذا هو السياق العام الذي انخرطت فيه جميع دول العالم الثالث، حيث أن معادلة التنمية الاقتصادية مقابل الولاء للنظام قد شكلت، في صيغ مختلفة، الأساس الذي أقامت عليه دولة الاستقلال شرعيتها في البلدان الإفريقية والآسيوية، التي كانت تسمى «البلدان السائرة في طريق النمو». ونظرا إلى أن هذا العقد الاجتماعي، ذا المضمون التنموي، هو العقد الأنسب والأصلح للمرحلة التاريخية التي أعقبت تصفية الاستعمار في بلادنا العربية، فإن التجارب التاريخية الأقرب لأوضاعنا والأكثر إفادة لنا، لو أننا بذلنا الجهد اللازم للفهم والاقتباس، ليست تجارب دول أوروبا الغربية التي ما تنفك بعض النخب العربية تتغنى بها، وإنما هي تجارب دول مثل الصين والاتحاد السوفييتي. فقد كان على هاتين الدولتين أن تجابها القضية المركزية التي يتوقف عليها الاستقرار السياسي والاستمرار الوطني في الدول المتخلفة اقتصاديا: قضية مدى إمكانية (أو استحالة) التزامن والتضافر بين التنمية الاقتصادية واللّبرلة السياسية. ولكنهما جابهتاها بطريقتين مختلفتين. فقد قرر غورباتشوف بعد تسلمه السلطة عام 1985 أنه لا يمكن تحقيق البيرسترويكا، أو إعادة البناء (الاقتصادي أساسا) إلا في إطار الغلاسنوست، أو الانفتاح. والسبب أنه كان يعتقد أن حرية التعبير والتداول هي الشرط (وليست النتيجة) لدحر قوى التعطيل البيروقراطي والايديولوجي ضد الإصلاح الاقتصادي. كان يعتقد أن الحرية هي الشرط وليست النتيجة. هذا رغم أن مرشده ورئيسه يوري أندروبوف، الذي كان مديرا لجهاز الاستخبارات قبل أن يخلف بريجنيف في الحكم، كان يرى العكس تماما. صحيح أنه هو الذي أقنع بريجنيف بالتوقيع على معاهدة هلسنكي عام 1975، ولكنه كان يقول بشأن حقوق الإنسان التي تنادي هذه المعاهدة بإحقاقها: «بعد 15 سنة أو 20 قد نصير قادرين على التمتع بما يتمتع به الغرب الآن من حرية رأي وإعلام ومن تنوع ثقافي وتعددية اجتماعية. ولكن لا سبيل إلى ذلك إلا بعد 15 أو 20 سنة، أي بعد أن نكون صرنا قادرين على تحسين مستوى معيشة المواطنين». ويتبين خطر هذه القضية (التي هيمنت على فترة حكم غورباتشوف) بمزيد من الوضوح عند النظر إلى الطريقة الصينية في معالجتها. فقد كان دينغ كسياوبنغ يشاطر أندروبوف الرأي، حيث كان يقول إن علينا أن نبدأ أولا ببناء اقتصاد ناجح يؤدي إلى إغناء الدولة والشعب معا، وعندئذ فقط يمكن أن نلتفت إلى مسألة التحويل أو التطوير السياسي. ولكن غورباتشوف كان يرى أن من المستحيل الأخذ بالنهج الصيني داخل الاتحاد السوفييتي. ذلك أن ما يسّر للحزب الشيوعي الصيني تحقيق استراتيجيته التنموية العظمى هذه، في تقدير غورباتشوف، هو أنه قد كان في وسعه التعويل على أخلاقيات الطاعة والانضباط المتأصلة في الحضارة الصينية. أما الاتحاد السوفييتي، فإن قيم الامتثال والانضباط قد أخذت تتلاشى فيه منذ رحيل ستالين. لهذا سوف تبقى المسألة الاجتماعية، التي أزمنت عندنا إلى حد التعفن، هي أم القضايا في معظم البلاد العربية. وإذا لم تنجح الدولة في معالجتها بما ينبغي من صدق العزم وكفاءة التخطيط والتنفيذ، فإن قضية التحول الديمقراطي واللّبرلة السياسية قد تصبح هي كبش الفداء، حيث بدأت تتعالى بعض الأصوات الشعبية: أن أبقوا عندكم أيها الديمقراطيون ديمقراطيتكم وزينتها من «الحريات الشكلية» وأعيدوا إلينا دولة الرعاية الاجتماعية والحقوق الاقتصادية. ٭ كاتب تونسي عن إزمان المسألة الاجتماعية عندنا مالك التريكي |
سقوط أوهام أوسلو… شكراً ترامب! Posted: 26 Jan 2018 02:09 PM PST عديدة تلك النداءات والمناشدات التي تتسع لها المجلدات، نداءات ودعوات يناشد فيها المسؤولون الفلسطينيون، سواء في السلطة أو المعارضة اليسارية والوطنية والإسلامية، «الاشقاء» العرب والمسلمين لتوفير شبكة الأمان السياسي والمالي للفلسطينيين، دعما لهم في مواجهتهم أعتى دولة احتلال، وقرارات أمريكية داعمة لها ظالمة أو مظلومة، وهي طبعا الظالمة دوما، آخرها قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقل سفارته إليها. وإمعانا في العنجهية والتحدي، أسقط ملف القدس من طاولة المفاوضات، كما قال متبجحا، وإلى جانبه نتنياهو في المنتدى الاقتصادي في دافوس يوم الخميس الماضي. ولرش الملح فوق الجراح جاء نائبه مايك بنس، بقناعاته اليمينية المسيوصهيونية، غير عابئ بأحد ولا مقدرا لشعور أحد، إلى القدس ليؤكد مجددا أنها عاصمة إسرائيل الأبدية، وليحدد موعد نقل السفارة إليها قبل نهاية عام 2019، وذلك في خطاب من على منبر الكنيست، وُصف اسرائيليا بأنه الخطاب الأكثر صهيونية، والأكثر تعاطفا مع إسرائيل، والأكثر تساوقا وتماهيا مع سياسات حكومتها الاحتلالية العنصرية الدموية. مناشدات ونداءات يصر المسؤولون الفلسطينيون من كل الاطياف على تكرارها صباحا ومساء، حتى أصبحت كالاسطوانات المشروخة، لعل وعسى تستجاب إحداها فتجد في غفلة من الزمن آذانا عربية واسلامية رسمية صاغية، نداءات يعرف أصحابها قبل غيرهم، مسبقا انها ستنزل على آذان صماء، نداءات يصدق فيها قول الشاعر «لقد اسمعت لو ناديت حيا، ولكن لا حياة لمن تنادي، ولو نار نفخت بها أضاءت، ولكن انت تنفخ في رماد». نداءات مبنية على افتراضات موجودة فقط في مخيلات أصحابها، من قبيل المطالبة بـ»تشكيل موقف عربي وإسلامي». يقول نداء من مئات النداءات، صادر عن مسؤول كبير في تنظيمه «لا يجوز أن تحصر الخطوات في الموقف الفلسطيني. ولا يجوز للدول العربية والإسلامية أن تتنصل من مسؤوليتها المقدسة في مواجهة مخطط أمريكا، كون قضية القدس ليست قضية الفلسطينيين وحدهم»، داعيا لتظافر الجهود العربية والإسلامية، ووضع «خطة إسناد»، لـ»ردع القرارات الأمريكية التي تتطلب موقفاً عربياً وإسلامياً، وخطة إسناد للشعب الفلسطيني لمواجهة هذه القرارات»، ووصف قرارات الرئيس الأمريكي الأخيرة بـ»كلها عدائية تجاه الشعب الفلسطيني». ويخرج علينا مسؤول فصائلي اخر يحثّ قادة وحكومات العالمين العربي والإسلامي إلى «الوقوف عند مسؤولياتهم اتجاه الـمسجد الأقصى الـمبارك، وما يتعرض له من هجمة شرسة من قبل الحكومة الصهيونية والمغتصبين الصهاينة»، ويؤكد على ضرورة أن يكون هؤلاء «سنداً لإخوانهم المقدسيين بالتحشيد والمؤازرة والدعم المادي والمعنوي والإعلامي والقانوني في المحاكم والمحافل الدولية». ويزيد بمطالبة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لـ»اتخاذ إجراءات فاعلة» لحماية المسجد الأقصى ومدينة القدس من التهويد المستمر، ودعم صمود سكانها»! فعلا شر البلية ما يضحك، ألم يستوعب مسؤولونا من كل الأطراف والأطياف أن نداءاتهم «كمن ينفخ في قربة مقطوعة»، ألم يدركوا حتى الآن أن ما قام ويقوم به ترامب وإدارته اليمينية المتشددة يأتي في سياق ما يسمى صفقة القرن؟ وإن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل هو في صلب صفقة القرن، وإن هذه الصفقة تتم بالتنسيق مع بعض الدول العربية التي يناشدونها بالوقوف في وجه ترامب دفاعا عن القدس ومقدساتها، يعني بصريح العبارة إن هذه الدول هي جزء من المؤامرة الكبرى، جزء من الشرق الاوسط الجديد، الذي تعمل إدارة ترامب وحكومة نتنياهو من خلاله، على تغيير وقلب الثوابت والمفاهيم والمعادلة القائمة في الشرق الأوسط منذ أكثر من70 عاما، مفادها أن اسرائيل وليس إيران، هي محراك الشر وسبب كل المشاكل التي عاشتها وتعيشها وستعيشها المنطقة لسنوات مقبلة. فمتى كانت آخر مرة تلبي فيها هذه الدول نداءاتكم؟ ألم تتعلموا أن الأيام التي كان يتداعى فيها المسلمون دفاعا عن بعضهم قد ولت بلا رجعة؟ ولن يسمع نداءاتكم واستغاثاتكم معتصم آخر. ولربما يشكل تكرار هذه النداءات تعويضا عن أفعال وواجبات يفترض أن تقوموا بها. آن الأوان لتعترفوا أمام انفسكم أولا بأن مناشداتكم الدول العربية والإسلامية أصبحت دليلا على قلة الحيلة والضعف والوهن، وضربا من ضروب الاستجداء. وآن الأوان لكي تركزوا على الأفعال وتكفوا عن الأقوال؟ وللذين اكتشفوا مؤخرا عداء امريكا، ويصرحون كل يوم بان «الإدارة الأمريكية وضعت نفسها في خندقٍ معادٍ للشعب الفلسطيني»، نقول كفى ترديدا لهذه اللازمة، خلاص يا ايها المسؤولون عنا والقائمون على حمايتنا، ويا من تقررون سياساتنا، ويا من تضعون استراتيجياتنا، خلاص إرحمونا كفى ترديدا لمثل هذه التصريحات، فهمنا أن الولايات المتحدة خصمنا بل عدونا: بعد 70 سنة على نكبة فلسطين، و50 سنة على نكسة يونيو 1967، وبعد الجسر الجوي لنقل السلاح إلى إسرائيل خلال حرب أكتوبر 1973، وبعد44 استخداما لـ»الفيتو»، ضد قرارات تتعلق بالقضية الفلسطينية في مجلس الامن الدولي. بعد نحو 25 عاما على اتفاق أوسلو، شهدت البلاد ازدهارا كبيرا في بناء المستوطنات وتضاعفا في أعداد المستوطنين، تحت بصر وسمع الإدارات المتعاقبة في البيت الابيض، وبعد 25 من مفاوضات تتوقف لتعود إلى المربع الأول ثم تُستأنف فتعود مجددا إلى المربع الاول وهكذا، وبعد نحو 25 عاما من العلاقات مع واشنطن لم يرفع خلالها اسم منظمة التحرير الفلسطينية عن قائمة الارهاب. كل هذه الأدلة لم تكن كافية لإقناعنا في الماضي بأن واشنطن لم تكن راعيا نزيها لرعاية عملية المفاوضات، ومنحازة فحسب، بل ضالعة في الاحتلال من خلال مليارات الدولارات التي تنفقها على دولة الاحتلال، والسلاح الذي تقدمه لجيش الاحتلال والقوة البشرية التي تزود بها الاستيطان، حتى جاءت اللطمة الكبرى باعتراف ترامب بالقدس عاصمة لاسرائيل، تلك اللطمة التي كانت الشعرة التي قصمت ظهر بعيرنا فلم يعد قادرا على التحمل. فهمنا أن الإدارة الأمريكية عدو لنا على طول الخط، فلا داعي للتكرار، الذي إن دل على شيء فإنما يدل على مدى العجز الذي نحن فيه، ونعوض الافعال بالاقوال. إذا كنا غير قادرين على توحيد صفوفنا، وعاجزين حتى عن الاتفاق حول مسيرة احتجاجية موحدة أو إضراب عام.. كيف تتوقعون أن يرفدكم الآخرون، فلتسكتوا عن الكلام وتركزوا التفكير في الخطوات العملية، التي يمكن الاتفاق حولها، ليس دفاعا عن القدس وحده، بل القضية الفلسطينية برمتها، مستفيدين من عدالة قضيتنا وثبات وصمود شعبنا واستعداده لبذل الغالي والرخيص من اجل قضيته.. لكنه لن يقدم على أي خطوات طالما بقيتم منقسمين مشرذمين متمسكين بمصالحكم الفصائلية التي هي بالتأكيد فردية وشخصية. فلترتقوا فوق هذه المصالح ولتضعوا مصلحة الوطن فوق كل المصالح. وأخيرا نحمد الله ونشكر دونالد ترامب على إعادة الصواب إلى عقولنا وتعريفنا بمن هو عدونا الحقيقي، وما فعله ترامب عمليا هو ما كان يفعله اسلافه من الرؤساء الامريكيين تحت غطاء جهود السلام، شكرا لترامب على فسح المجال لنا لإعادة النظر في سياساتنا الخطأ، والسماح لنا بدون إحساس بالخوف بالقول لا لامريكا، ولولا قراره لبقينا على عمانا وبساط فلسطين والقدس يسحب من تحت أرجلنا ونحن راضون. واختتم بالقول إن البحث عن إطار جديد لعملية السلام يعني أننا لا نزال نضيع الوقت. فإسرائيل لن تقبل ببديل لواشنطن راعيا للسلام، ونحن لن نقبل بواشنطن وسيطا بعدما كشرت عن أنيابها، وهذا يعني وصول عملية التسوية إلى نهايتها الحتمية بعد نحو ربع قرن. ولا بد أن نبحث عن بدائل ولسنا بحاجة للبحث طويلا أو بعيدا، علينا أن نبحث عنها في حديقتنا الخلفية، وسنجدها في إعداد شعبنا للمرحلة المقبلة، وسنجدها في تحديث مؤسساته السياسية والشعبية، وسنجدها في تنفيذ قراراتنا، وسنجدها بإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، وسنجدها بوحدتنا وبرنامجنا الواحد، وإن كان برنامج حد ادنى، وسنجدها في فتح المجال للمقاومة المحسوبة والمدروسة، بكل أشكالها، فلا يحك جلدك غير ظفرك. كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي» سقوط أوهام أوسلو… شكراً ترامب! علي الصالح |
مصر: عبية الانتخابات وهشاشة الدولة Posted: 26 Jan 2018 02:09 PM PST ليس كالفتنة الكبرى حدث، خاصةً تفاصيل الصراع بين عليٍ كرم الله وجهه وبنيه من ناحية ومعاوية، فهو بحق يعد الحدث الرئيسي والمؤسس لا للفرق الإسلامية ومن ثم المذاهب فحسب، بل لرؤىً وتصوراتٍ جد متباينة عن الإنسان، عن قيمته وحقوقه السياسية والاجتماعية، عن طبيعة السلطة في الإسلام وفق قراءة التيارات المختلفة واستنباطها وجدلها مع النصوص، وكما لم تنِ تلك النصوص تزداد وتتراكم حتى أضحت ثقلاً مبهظاً كالجبال على كاهل الأجيال اللاحقة، كذلك الحال مع تلك الرؤى والطروحات، التي لم تن تزداد تعقيداً وعمقاً وتركيباً لم يخفف من حدتها ما تسرب إليها من أساطير، وما التحفت به من أوهام تشبث بها أصحابها تعضيداً لمواقفهم، لاسيما حين تطلبت الخطوب تضحياتٍ جسيمة أفنت آلافاً. أيضاً ليست كزمن الفتنة الكبرى حقبةٌ تشحذ الذهن وتمتع بالقراءة، لذا فليس من عجبٍ أن المهتمين بها ما يزالون يعيدون القراءة عنها وفيها، متعمقين مقلبين أحداثها وحواراتها على شتى الأوجه، ولم تعدم من يكتب عنها أعمالاً ضخمة تتفاوت في الأهمية عبر الحقب. هي حدثٌ سياسيٌ بامتياز، بل الحدث بأل التعريف، ملأى بالمراوغات والمناورات السياسية، وبستر النوايا ومواراة الأغراض وراء ستارٍ من المبادئ السامية، بشراء الضمائر والرشى بالمناصب والجاه والمال. من جملة ما حفلت به الكتب حوارٌ مدهشٌ دار بين عمرو بن العاص ومعاوية، داهيتي العرب، واثنين من أبطال تلك الرواية وشخوصها المحوريين. دخل عمرو بن العاص على معاوية فوجده يقص على أهل الشام ويذكرهم بالشهيد؛ لعلهم تأثروا، لعلهم بكوا وشعروا بمدى ما لحق بعثمان، الشيخ القريب بالنسب والعاطفة من الرسول، من عسفٍ وربما ظلمٍ، لكن شيئاً من ذلك لم يمس عمراً أو يثنه عن مقصده، لم يغيم رؤيته الثاقبة لطبيعة الصراع وغرض كل طرفٍ منه، كما لم تشب تفكيره عاطفةٌ ولم تغير حساباته، بل قال لمعاوية وفق الروايات: «يا معاوية قد أحرقت كبدي بقصصك، أترى إن خالفنا عليا لفضلٍ منا عليه، لا والله، إن هي إلا الدنيا نتكالب عليها، أما والله لتقطعن لي من دنياك أو لأنابذنك، فأعطاه مصر». جدير بالذكر أنه قبيل ذلك كان حائراً فاستشار ولديه، وفي حين أن عبدالله أشار عليه باعتزال الفتنة فإن محمداً قال له: «أنت نابٌ من أنياب العرب، وما ينبغي أن تبرم الأمور وأنت متخلف» ثم أشار عليه باللحاق بمعاوية، وهكذا فعل. لم تكن لدى الرجل أية أوهام، على الإطلاق، كان يعرف ما يريد، كما يعرف ما يريده معاوية، والاثنان فهما بعضهما بعضا جيداً، فاتفقا. كان يدرك أن مصالح كبيرة وضغائن وأحقادا دفينة ومتوارثة وراء كل ذلك الكلام، وأن عثمان لم يبق منه سوى قميصه، ذاك الذي يتاجر به معاوية، ولن يلبث أن يلقيه جانباً بعد أن ينتهي الغرض منه، ولعل عمراً بذكائه الحاد أدرك ما كان يدشنه معاوية في التاريخ المتعارف عليه بالإسلامي: خلق الروايات والمرويات لأغراضٍ سياسية، لإخفائها. ربما ما تغير هو نوعية اللاعبين السياسيين، القماشة وفق المقولة الشعبية الدارجة، فمعاوية وبن العاص، أياً كان الرأي فيهما، لاعبان خطيران ثقيلان محنكان وسياسيان مدهشان، شخصان يستحقان أن يذكرهما التاريخ. أما طغاة العالم الثالث وتنابلته، خاصةً في مصر الآن، فلا مكان لهم في متن التاريخ، ولو جاء لهم ذكر فلن يكون أكثر من سطرٍ في ما يحفل به السجل من نماذج الرداءة. الاستثناء الوحيد أن يأتي أحدهم بكارثةٍ تخلده، وأرجو أن يحدث شيء يمنعهم من ذلك فهم منه قريبون. لقد أطل علينا الفريق سامي عنان هو الآخر باغياً العودة إلى الساحة السياسية، عفواً، الفريق مُستدعى، خرج من السرداب أو نزل من على الرف، وأطلق في الفضائيات ذلك الحديث الذي سمعه الكثيرون. لم يعتبر بما لحق برفيق سلاحه الفريق شفيق فعمد إلى دغدغة مشاعر الناس بتعظيمهم وذكر الأزمات العالقة والكوارث التي تورط فيها السيسي، فكان من بين ما ذكر الإرهاب والدور المتغول للجيش في الاقتصاد. غنى على موال الوطنية، وكان يحسب أن رتبته ستحميه. واهماً كان كما أثبت اعتقاله السريع، ولم يلبث طبالو النظام أن تفننوا في لعنه والتنقيب في ملفه لتعرية أوجه قصوره، وبالطبع رفعوا قميص الوطن والجيش الحامي المكافح للإرهاب، الذي يسعى بإعلان ترشحه تمزيقهما، وتباكوا على شبه الدولة التي يهددها. بيد أن اللطيف في الأمر هو تلك التخريجة البهلوانية القانونية التي تفتقت عنها أذهان قيادات المؤسسة العسكرية. للأمانة لن أنكر دهشتي من سرعة تدخل النظام ومن مقدار خشونته، إلا أن مضمون التدخل لا يدهش مطلقاً. فقد أكد السيسي مرةً أخرى، وبما لا يدع مجالاً للشك والأوهام أن قواعد اللعبة تغيرت، وأن اعتباراتٍ سابقة كانت تؤخذ بعين الاعتبار قد حطمت وديس عليها بالأحذية العسكرية الثقيلة، كالرتبة والأقدمية والتاريخ العسكري. أما عن طبيعة الصراع فلم يكن لديّ أوهام أنا الآخر، فوراء غلالة الوطنية الرقيقة المهترئ أغلبها ليس هناك سوى صراع مصالح وطمع، فالفريق عنان لم يكن يوماً ثورياً ولم يرحب بثورة يناير، وكلهم في العداء لمطالب الثوره سواء؛ غاية ما هنالك ربما هو اختلاف في الدرجة في ما يخص الفظاظة والقسوة والعنف، وإني لأرجح أن ثلةً من أصحاب المصالح زينوا له الأمر، مقنعين إياه بأنه «نابٌ» من أنياب المؤسسة العسكرية، ما لقي هوىً وربما تطلعاً من نفسه. لكن ما حدث في النهاية مفيد، فهو يسقط ما يمكن أن يكون باقياً لدى البعض أو نشأ لدى البعض الآخر من أوهام عن أي مساحةٍ لم تزل مفتوحة للحركة أو لاحتمالات التغيير السلمي من داخل النظام ومن على بسطات سلمه العسكري، أو التصور الساذج في رأيي بالتشبث بهذا الضابط أو ذاك، فهم لا نية لديهم للمشاركة السياسية، لذا فمن هذا المنطلق أدعم قرار الأستاذ خالد علي بالانسحاب. لم يكن لديّ (وربما لديه ولدى جل المنضمين لحملته) وهمٌ باحتمال فوزه، وإنما كنت أعتبرها فرصةً للحشد ومساحة ً لتعريف الناس بالبدائل المدنية والتواصل معها، من طرح أنفسنا على الناس، من المران على التعبئة والتواصل والحراك المنظم لهدفٍ وسط الناس. لكن بعد ما حدث مع الفريق عنان تبدى ما وصل إليه النظام من هوسٍ ومدى نجاح السيسي عن طريق إحلال رجاله الموثوقين في الأماكن القيادية في الجيش واسترضاء رجاله عن طريق رفع الرواتب والمصالح الاقتصادية التي خصهم بها وعرَّض بها الفريق عنان جلياً. لقد تأكد أنها ستكون الانتخابات الأكثر عبثيةً وهزليةً في التاريخ الحديث على ما عرفت مصر من عينتها. من ناحيةٍ أخرى، فقد حرمنا السيسي بسرعة انقضاضه من متعة مشاهدتهما وهما يفضحان بعضهما بعضا، ويكيل كلٌ منهما للآخر التهم، فاختلافهما كان سينزل برداً وسلاماً على آذان كل الناقمين، كما كان من المحتمل أن يكشف فضائح لم تصلنا رائحتها بعد، وهو أمرٌ جد مفيد. اختلفت مع السيسي حين وصف الدولة المصرية بشبه الدولة، فهي أكثر تهالكاً وتآكلاً من ذلك، لكن ذلك الهجوم الكاسح على عنان بغلظته وفجاجته يسقط عنها تلك المخايل التي كانت توحي للعالم بأنهم مازالوا يراعون ولو شكل الدولة الحديثة. كما أن تلك الضربة الاستباقية تطرح بعض الأسئلة: هل مازالت هنالك تلك العينة من الناس بنت الحلال التي تصدق أو تأمل بإمكانية إصلاح هذا النظام من الداخل؟ أنه قابلٌ للإصلاح من الأساس؟ سؤالٌ أخر أهم: متى يتحسس المشاهد رأسه؟ إذا كان هناك من لم يخف فمتى يبدأ في الشعور بالخوف؟ كاتب مصري مصر: عبية الانتخابات وهشاشة الدولة د. يحيى مصطفى كامل |
أخطاء السياسة الأمريكية مع تركيا وفي سوريا Posted: 26 Jan 2018 02:09 PM PST تناقض المواقف الأمريكية من عملية عفرين التي يقودها الجيش السوري الحر بمساعدة تركية، ليست هي التناقضات الأولى في السياسة الأمريكية مع تركيا، بل هي صورة مصغرة عن أخطاء السياسة الأمريكية نحو تركيا، وعلى وجه الخصوص في سوريا، منذ انطلاق الثورة فيها عام 2011. فآخر التصريحات الأمريكية في 25/1/2018 حول عملية عفرين بعد ستة أيام من انطلاقتها، هو تصريح (البنتاغون) الذي يقول فيه:» إن عمليات عفرين تعوق مهمة القضاء على تنظيم الدولة»، علما بأن حلفاء أمريكا من الأحزاب الكردية هم من أعلنوا القضاء على تنظيم «الدولة» في المناطق التي يسيطرون عليها، بما فيها عفرين ومنبج والرقة وغيرها، بل كانت امريكا نفسها ضامنة لانسحاب عناصر «داعش» من الرقة وغيرها إلى أماكن أخرى، فالبنتاغون نفسه متورط بمساعدة «داعش»، على لسان المخابرات الروسية وباتهامات مباشرة، فلماذا توقع أمريكا نفسها بهذا التناقض المفضوح أمام العالم. وقد نقل عن رويترز تصريح آخر بعد الأول عن البنتاغون يقول:» إنه سيواصل الحوار مع تركيا بشأن إقامة منطقة آمنة على الحدود»، وهذا تأكيد لتصريح أمريكي سابق رداً على مكالمة الرئيس ترامب مع الرئيس التركي أردوغان في ديسمبر الماضي، وقد علق عليه وزير الخارجية التركي جاويش اغلو قائلاً: «إنّ بناء الثقة بين الولايات المتحدة وتركيا شرط أساسي للتباحث بشأن منطقة آمنة في الشمال السوري»، هذا التصريح لوزير الخارجية التركي، جاء في مؤتمر صحافي مشترك عقده في إسطنبول مع نظيرته النمساوية كارين كنايسل، والنمسا كانت من أكثر الدول الأوروبية، التي اختلفت واخطأت في حق تركيا، على خلفية الاستفتاء على التعديلات الدستورية في تركيا، فبعد العداء البالغ من النمسا نحو تركيا، إذ بها تأتي إلى انقرة للمصالحة والاعتذار. هذا اللقاء التركي النمساوي قد يكون درساً مفيداً للسياسة الأمريكية، التي اكثرت من أخطائها نحو تركيا في السنوات القليلة الماضية، بداية من عدم اخذ الرؤية التركية بعين الاعتبار لحل ازمة الصراع في سوريا، وسعيها بإدارة من البنتاغون لإشعال سوريا أكثر واستمرار القتال فيها لأكثر من ست سنوات، ومن أجل ذلك سمحت لإيران بإدخال جنودها وميليشياتها لمساعدة الأسد ومنع انتصار الثورة بداية عام 2013، بعد ان أعاقت امريكا سقوط الأسد بحجة إسقاطه عبر مخرج دولي باسم مؤتمر جنيف يونيو 2012، بينما كانت الهدف الأمريكي استمرار القتال والصراع لحين تمكنها من ترتيب تقسيم سوريا حسب مخططاتها للشرق الأوسط الجديد، حتى لو اضطرت إلى توريط روسيا فيها، بعد فشل إيران وميليشياتها منذ منتصف عام 2015، وسعي أمريكا أيضا توريط تركيا في صراع مرير ومدمر مع روسيا، بعد اسقاط الطائرة الروسية سخوي في نوفمبر 2015، وهو الأمر الذي كشفته روسيا وأدركته استخباراتياً، فعكسته إلى تعاون اقتصادي وامني وعسكري مع تركيا في سوريا وخارجها، في ضربة مضادة لأمريكا. أما فكرة المنطقة الآمنة، فهي فكرة أمريكية ساذجة جاءت بها بعد عملية عفرين كمخرج من أخطائها، لعلمها أن الدولة التركية من أوائل الدول التي طرحت فكرة المنطقة الآمنة، منذ أربع سنوات تقريبا، فعدد اللاجئين السوريين في تركيا بلغ أكثر من ثلاثة ملايين، وكلّف الخزينة التركية أكثر من خمسين مليار دولار، بين مساعدات رسمية وأهلية، ومن جمعيات خيرية متعددة، فالحديث الأمريكي عن المنطقة الآمنة الآن ليس صادقاً، وإنما بهدف حصر عملية «غصن الزيتون» على منطقة عفرين فقط، بينما تركيا أسمعت امريكا أن هدفها ليس عفرين فقط، وإنما منبج وغرب الفرات، وليس ما يمنع وصولها إلى الرقة، حيث ان معظم سكانها من السوريين العرب السنة، وليس فيها إلا قلة كردية حتى يطالبوا ببقائها تحت سيطرة حزب العمال الكردستاني، أو تحت المسمى الأمريكي لعناصره باسم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أو غيرها، فتركيا تريد حلولاً لتواجد الإرهابيين على حدودها أولاً، وتريد حلولاً لمعاناة ثلاثة ملايين لاجئ سوري على أراضيها ثانياً، وتريد حلا لحالة عدم الاستقرار والاستنزاف وسفك الدماء في سوريا والمنطقة ثالثاً. لقد قدّمت أمريكا وعودها بسحب الميليشيات الإرهابية من عناصر قوات حماية الشعب الكردية من منبج، بعد إخراج «داعش» منها، عندما كانت تركيا ترفض دخولها غرب الفرات، ولكن أمريكا لم تلتزم بوعودها بالانسحاب وواصلت تقديم الدعم العسكري للمنظمات التي تصفها تركيا بالمنظمات (الإرهابية)، فكما حالفت تركيا امريكا بمحاربة «داعش» كان على أمريكا أن تحالف تركيا بمحاربة المنظمات الارهابية من وجهة نظر تركية، وليس دعمها عسكريا ضد تركيا، فكل الوعود الأمريكية لتركيا بوقف الدعم لحزب الاتحاد الديمقراطي وقواته حماية الشعب الكردية، لم تلتزم بها امريكا أيضاً، بل إن الوعد الأخير الذي قطعه الرئيس الأمريكي ترامب للرئيس التركي أردوغان عبر المكالمة الهاتفية بوقف الدعم عنها قبل ثلاثة أيام، ليس هناك من دليل على الوفاء به، لا الآن ولا في المستقبل، لأن للبنتاغون استراتيجية عسكرية أخرى غير سياسة البيت الأبيض السياسية، وهذا مرد بعض التناقضات في السياسة الأمريكية نحو تركيا والمنطقة. إن أكبر الأخطاء الأمريكية نحو تركيا هي مراهنتها على التحالف مع الأحزاب الكردية، وهي تعلم ان هذه الأحزاب هي امتداد حقيقي لحزب العمال الكردستاني الارهابي بحسب القوائم الدولية، وهذه قناعة توصل لها سياسي امريكي، بانه لا يمكن إقناع تركي واحد بوجود فرق بين حزب العمال الكردستاني (ب ك ك) في تركيا وحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا (ب ي د) أو ميليشيات قوات حماية الشعب (ب ي ج)، أو قسد أو غيرها، ولكن أمريكا وتحديداً البنتاغون يراهن على الأحزاب الكردية وليس على الشعب الكردي، كأداة لتقسيم سوريا، وهذا التقسيم ليس محبة بالأكراد، وإنما اتخاذهم جنوداً مرتزقة لتقسيم سوريا، وإقامة كيان كردي يستخدم كمستعمرة امريكية في سوريا، وتحديداً لإقامة قواعد عسكرية مرخص لها دوليا وقانونيا من هذا الكيان الكردي المنشود، وهذا خطأ كبير يرتكبه البنتاغون أيضاً، فلا يمكن ان ينجح بصناعة كيان سياسي جديد شمال سوريا بلا أرض ولا شعب، عن طريق التطهير العرقي للسوريين العرب شمال سوريا، فالترابط الجغرافي للتواجد الشعبي الكردي شمال سوريا غير موجود، وهذا لا يمكّن امريكا من تشكيل كيان سياسي لهم، فضلا عن انه لا يوجد دليل واحد على ان الأكراد السوريين يسعون إلى إقامة كيان سياسي لهم في سوريا، والأحزاب الكردية في سوريا لا تمثل الشعب الكردي أولاً، وهم مواطنون سوريون لا مصلحة لهم بالقتال والموت من أجل مشاريع امريكية لمستقبل سوريا، عن طريق تقسيمها وإقامة قواعد عسكرية موازاة بالقواعد العسكرية الروسية هناك. منبج تمثل نموذجا للاحتلال الكردي لها، إذ يشكل العرب 90% من سكانها، فكيف يمكن إبقاؤها تحت هيمنة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (ب ي د) وميليشياته المسلحة، وطرد اهلها إلى تركيا لتحميل الاقتصاد التركي مسؤوليتهم. تركيا تخبر أمريكا بأخطائها وتطالبها بسحب قواتها الأمريكية من منبج أولاً، وسحب القوات التابعة للأحزاب الكردية من منبج وغيرها ثانياً، والعمل والتعاون مع تركيا لإعادة سكان عفرين ومنبج والرقة وغيرها إليها، فتركيا أعادت سكان جرابلس والباب إليهما، بينما لم تسمح قوات حزب (ب ي د) إعادة سكان عين العرب إليها، رغم تحريرها من «داعش» قبل جرابلس بسنوات، فالسياسة التركية تقدم مشروعا يعالج معاناة الشعب السوري أولاً، ويخفف عن شعبها التركي الأعباء الداخلية ثانياً، ويحمي الشعب الكردي من الموت بلا فائدة ثالثاً، وهذا ينبغي أن يشمل شرق الفرات وغربها وليس في عفرين فقط، فإنهاء معاناة الشعب السوري المشرد في الأرض أولوية ينبغي ان تتسابق إليها الدول الإنسانية، وهي تراه يموت قتلاً من إيران وروسيا ومن الغرق ومن البرد والثلج، وهو يهرب من ظلم الأسد وأسلحته الكيميائية وبراميله المتفجرة. على السياسة الأمريكية أن تصحح أخطاءها مع تركيا أولاً، وفي سوريا ثانياً، فتركيا تنظر إلى تحسين علاقاتها مع امريكا كدولة حليفة استراتيجياً، وتريد حماية الشعب الكردي في سوريا من الأخطاء او الأوهام او الأحلام أو المغامرات لبعض جنرالات البنتاغون الأمريكي، فلا يمكن لأمريكا ان تتجاهل وجود شعوب ودول في المنطقة، وأن لهم خيارات أمنية وسياسية قد لا توافق الخيارات الأمنية والسياسية الأمريكية، فالأخوة الكرد لن ينجحوا في تحقيق الأحلام الأمريكية لتقسيم سوريا، لأن تركيا لن تسمح باقامة دولة كردية شمال سوريا إطلاقاً، وامريكا أمام خيار الاصطدام مع تركيا أو التعاون معها، ومواصلتها لأخطائها السابقة لا يعني إلا الاصطدام مع تركيا، وهو ما تتمناه روسيا والصين وإيران وغيرها من الدول، بينما مصالح تركيا وأمريكا ان تبحثا عن التعاون المشترك بما يضمن مصالحهما ومصالح الشعب السوري بكل قومياته العربية والكردية والتركمانية وغيرها، وإذا كانت امريكا جادة في منافسة روسيا فليس بالضرورة ان يكون ذلك في سوريا، ولا على حساب الأخوة الأكراد، لأن مصالح الشعب الكردي هي في التعاون مع أخوته العرب والأتراك والإيرانيين وشعوب المنطقة جميعها، وليس القتال ضدهم ولمصالح دولية استعمارية، فالأمريكيون ليسوا شركاء للأكراد وإنما يستغلونهم لتحقيق أهدافهم الأمريكية في سوريا والمنطقة فقط. كاتب تركي أخطاء السياسة الأمريكية مع تركيا وفي سوريا محمد زاهد غول |
الجزائر: حين يصمت الرئيس القضاء Posted: 26 Jan 2018 02:09 PM PST يوما بعد يوم تتفاقم أزمة الجزائر الداخلية، التي لا يراد لها أن تشخص إلا وفق أدوات القراءة والتفكيك الرسميين، بما يمكنه أو لا يمكنه دحض ما يرسم ويرتسم من حال الأمة التي صارت تقف على حافة الانهيار، في ظل شلل المؤسسات، وصمت القبور الذي تلتزمه ما تُنعت بنخب الداخل، والتشرذم الشللي الأيديولوجي لنخب الخارج، ما أسهم في التخفيف من ضغط خطاب النقد والانتقاد، الذي يوجه للنظام بحسبانه مصدر البلاء الكامل، والدمار الشامل الذي يتهدد مستقبل الجزائر في حال بقيت السلطات السيادية للشعب والشعب ذاته، في قبضة المتحكمين في الجهاز التنفيذي، في حالة الموات الحالية تنتظر أن يعود الرئيس للكلام، ويعود الكلام للرئيس، بعدما صارت كلمة الرئاسة هي المفردة الأطغى في لغة الإعلام الموجه لملء الفراغ الذي يعرفه هرم السلطة في البلاد. ففي تغريدة له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، انتقد المثقف الجزائري والأستاذ الجامعي فضيل بومالة، السلطة القضائية في الجزائر، لتبعيتها غير المبررة للجهاز التنفيذي، وعدم تحركها لبسط سيادة العدالة بما يمليه عليها ثقلها السيادي، بوصفها عمود من أعمدة الدولة الثلاثة، خصوصا في ظل تفجر أزمة الأطباء المقيمين، المتظاهرين يوميا في العاصمة قصد الحصول على أغراض مطلبية لا تقف عند الامتيازات الاجتماعية لأولئك الأطباء، بل تتصل أيضا بحال قطاع الصحة، الذي تتسارع وتيرة انحداره بشكل بات يتهدد صحة هذا القطاع ذاته ومعه صحة المواطن، وما يصاحب ذلك كله من حديث متصل بنوايا السلطة، لبيع المؤسسات الاستشفائية العمومية، في إطار حملة الخصخصة التي أعلنها الوزير الأول أحمد أو يحيى وتواجهه الرئاسة بشكل غامض يعكس حالة التخبط التي تتواجد عليها مؤسسات الدولة مذ صمت الرئيس بالمرض! تغريدة الأستاذ بومالة المنتقدة لسلطة القضاء، تحيلنا في ارتجاع سريع إلى هذه السلطة الحاسمة في بنية الدولة الحديثة، التي يرفع به صرح الأمة إلى العلا أو يخفض إلى الحضيض، لمعرفة طبيعة مواكبتها لتطور السير المؤسسي للدولة في الجزائر، فإذا سلمنا بأسبقية أزمة السياسة في الجزائر عن باقي كل الأزمات، بل لربما كانت هي سبب كل ما تلا ظهورها قبيل الاستقلال من أزمات أعاقت النمو الطبيعي والسليم للدولة الفتية، حين تطاحن الفرقاء من أجل السلطة، ملقين خلف ظهورهم كل المواثيق والمعاهدات التي أسست للإطار الوحدوي الثوري في الحركة الوطنية، فقد كان للقضاء حضوره واستحضاره في كل الخضمَّات الكبرى حينها، وطبعا شأنه شأن كل المؤسسات تم كتم أنفاسه بقوة الدبابة، وفصل في القضايا التاريخية للأمة بما أملته الوصايا الانقلابية، لا بما اقتضاه إذ ذاك القانون. وكل الذين كتبوا مذكراتهم من ساسة، انفصلوا عن عالمها المرتهن من قبل سلطة متعسكرة، قهروا وعذبوا باسم وحكم القانون، أشاروا إلى هزيمة سلطة القضاء المبكرة كما باقي هزائم سلط الدولة السيادية والرمزية، ما فوّت على الجزائر فرصة التأسيس لوطن العدل، الذي نشده الجزائريون وهم يعانون قهر اللاعدل الاستعماري لمدة قرن وثلاثة عقود من الزمن. وإذا كان ثمة مبرر موضوعي أو غير موضوعي لانتكاسة سلطة القضاء بضخامة قيمتها في التأسيس المؤسسي للدولة الحديثة، باعتبارها ثالث السلط المنفصلة في السيادة والمتصلة في البنية، لكون القمع الأحادي المتأتي عن السيطرة الشاملة التي بسطها الانقلابيون على مفاصل الدولة والمجتمع معا، بقوة الحديد والنار، طيلة عقود الحكم الأحادي الثلاث التي أعقبت الاستقلال، فكيف يمكن تبرير الارتكاس الذي سجله الكل على جهاز القضاء، في عهد ما يُنعت جزافا في الجزائر بالتعددية والحرية؟ وأين يتمظهر هذا الارتكاس؟ في الحقيقة لا يمكن الحكم على أداء القضاء في السنتين اللتين أعقبتا أحداث أكتوبر 1988 حين تم إقرار التعددية وفتح فضاء الحرية على أكثر من صعيد، إذ في أثناء تلك الفترة التي صار فيها المجتمع بكل أجزائه وجزئياته يتفاعل مع خصوصيات العهد الجديد، يكبو هنا ويقوم هناك بعد أزيد من ثلاث عقود من الارتهان للواحدية والانطواء في بوتقة الوصايا الشاملة والشمولية، كانت فلول الوصايا في دوائر القرار الفعلي المظلم تتجهز للإجهاز على التجربة الوليدة، والعصف بكل ما رجاه الجزائريون من انتفاضتهم التاريخية خريف 1988. وإذا كان اللوم يصعب على ساسة التعددية من أحزاب وشخصيات، لم تقرأ طبيعة العهد الجديد الذي كان يمضي في ظل بركان بيت النظام القديم، ما سهل على دوائر التنظير السياسي للسلطة الفعلية تفجير الجميع في المرحلة تلك، فإنه ليظل بالمثل التعامل مع القضاء وعدم توجيه الملامة له باعتباره متجددا مع تجدد المرحلة الوجيزة تلك. لكن ما يصح لومه على هذه السلطة القوية أو المفروض أن تكون كذلك، هو قبولها العودة إلى مربع الإقلاع الأول، فاستحال حالها في الأداء إلى ما يشبه المُسمِّع في الصلاة (المأموم)، أي تعيد أحكام وكلام قادة وأعوان النظام. وهنا نقف للحظة أمام موقف المثقف القانوني، وحالة العقم النقدي الكبير التي أظهرها في أدب الكتابة القانونية، فإذا كنا نقرأ لأصوات نقدية في السياسة والاقتصاد والتاريخ حتى، بكل ما يتصل ذلك مع كبرى القضايا التي تتفاعل في المجتمع، من أزمة هوية وأزمة سياسة وانهيار في قيم وأداء الاقتصاد الوطني، فأننا بالمقابل لا نكاد نعثر على إنتاج نقدي للأداء القضائي والقانوني لسلطة القضاء، وما يتصل بها من حركية قانونية، فحتى رابطات الدفاع عن حقوق الإنسان، تظل أبعد ما تكون على صعيد التأسيس لنقد قانوني، وفق نسق مرتبط ومرتكز على تجربة الكتابة وكتابة التجربة، من خلال الإنتاج التأليفي في هذا الإطار، فالعبث الذي لحق أعلى قوانين البلاد، مما قيل إنها تعديلات مست في الكثير منها بثوابت الأمة، لم تلق مطلقا تفاعلا جدليا في الإطار الفقهي القانوني من جانب مثقفي وفقهاء القانون وكتابه، وعوض ذلك فجرت السلطة داخل هاته المنظومة قضايا استشكالية، ما زال مثقفو وفقهاء القانون يستأنسون بها في صالونات الكلام الحقوقي، شرعية حكم الإعدام وعدم إنسانيته، قانون الأسرة وعدم مدنيته، المواريث وضرورة العدل فيها بين الرجل والمرأة و.. و.. في حين بات القضاء بمبعدة تامة عن آليات النقد القانوني في ما يتعلق بقضايا كبرى وحيوية، مثل عجز العدالة أمام غول الفساد الذي أركس الجزائر في حمأة التخلف، كما لم يركسها في كل العقود السابقة، وعدم ارتداع المسؤولين الفاسدين وتزايد قضاياهم وتوالي سطوع نجمهم في سماء الفساد تحت الأضواء، وعلى مرأى ومسمع من الجميع، إنما يكشف أزمة عميقة على مستوى هرمية السلطة القضائية وعدم فاعلية وتفاعل أجهزتها بالقدر الذي يقي المجتمع من تغول الفساد المقبل بشكل أخص من حراك ساسة خارج الأطر المنطقية والنزيهة للسياسة، بوصفها نشاطا مجتمعيا نبيلا على صعيد ممارسة المسؤولية. والمجتمع يخشى أكثر ما يخشاه على واقع حاله من انهيار قيمة العدل وتراجع سلطته القضائية كدرع ثالث في ثالوث دروع الدولة وبنائها الهرمي، فقد يفسد السياسي وينال منه المجتمع ويحتمي عبر القضاء، وكذلك الشأن ذاته مع رجال المال وناشطي الاقتصاد، بدورهم قد يتهاوون في مطب الفساد فلا ملاذ حينها للمجتمع سوى آلية القضاء لردعهم واستئصال الظاهرة بقوة القانون المتأتية عن إرادة الشعب وحزم ونزاهة رجال القضاء. وهذا ما غاب عن حال البلاد والعباد، فاستحال الوثوق بمؤسسات الدولة لحماية متلاعبين بمصير الأمة، وأضحى القضاء بلا قدسية ورهبة كالتي يراها الناس في حياة الغير، حيث الملك مؤسس فعلا على قاعدته الصُلبة. لقد وئدت الدولة في الجزائر من يوم ولدت أي في يوليو 1962 من قبل سلطة فعلية عنفية وعصبوية مارقة عن كل الأطر الطبيعية لانبثاق السُلط في مساقات السياسة وسياقات التاريخ، ومعها ولدت كل المؤسسات مشوهة تدور وتدق وفق دقات ناقوس هذه السلطة، ومنها السلطة القضائية التي باتت تحتاج إلى عهد جديد يخلصها من تراكم التجربة السوداء لتخلص بدورها مجتمعا فعل به ساسة مغامرون ما أرادوا بلا وازع أخلاقي، ولا رادع قانوني، ما أدى بأطره لمواجهة شُرطته كان آخرها أطباءه، وشبابه لمواجهة شططه عبر إلقاء أنفسهم إلى البحر للغرق أو العبور صوب سلطة العدل الحقيقية هناك في الضفة الأخرى الباردة من المتوسط. كاتب صحافي جزائري الجزائر: حين يصمت الرئيس القضاء بشير عمري |
التَشيُع في مصرَ بعد ثورة 2011 بينَ مرافق قديمة وهيئات حديثة Posted: 26 Jan 2018 02:08 PM PST مسألة التشيُع في مصر، موضوع لم يَنَل حَظّه الكافي من البحث، خاصة بعد الثورة المصرية عام2011 وما استتبع ذلك من تقارب مصري – إيراني ملحوظ، حيث تعالت أصواتٌ تُحذّر من الامتداد الشيعي داخل مصر، مع ظهور تغيّر في مواقف مؤيدي التقارب إثر اكتشافهم أنهُ غير ذيِ جدوى. ورغم تاريخ الدولة الفاطمية، فقد ظلت مصر متمسكة بمذهب أهل السنة، إلا أن الشيعة استفادوا خلال القرن المنصرم من مجموعة من العوامل ساعدتهم لنشر مذهبهم وأفكارهم، وجذب بعض المواطنين المصريين من الهيئات الرسمية والشعبية. وشهدت الفترة الأخيرة نشاطًا شيعيًا خطيرًا لارتباطه بأطماع سياسية توسعية مغلفة بمظهر ديني، وهو ما أثار جدلا واسعًا بين المصريين بسبب تجدد الحديث عن المسألة المذهبية والعمل على إثارتها بشكل قوي في أجهزة الإعلام. جاء الأزهر بدار التقريب بين المذاهب الإسلامية التي تأسست سنة 1947 في حي الزمالك في القاهرة، وقد ساهم في تأسيسها عدد من شيوخ الأزهر مثل محمود شلتوت وعبد المجيد سليم ومصطفى عبد الرازق وغيرهم، وعدد من علماء الشيعة مثل محمد تقي القمي، الذي كان أميناً عاماً للدار، وعبد الحسين شرف الدين ومحمد حسن بروجردي. وجاء دور المجالس والهيئات الشيعية، والتي منها المجلس الأعلى لرعاية آل البيت، وترأسه محمد الدريني، وأصدر صحيفة «صوت آل البيت». وجمعية آل البيت التي تأسست سنة 1973، كانت تعتبر مركز الشيعة في مصر، واستند عملها إلى فتوى الشيخ شلتوت، وكان للجمعية مقر في شارع الجلاء في القاهرة، وكانت تتبع الجمعية فروع في أنحاء كثيرة من قرى مصر تسمى حسينيات، كان هدفها نشر الفكر الشيعي، وتنـظيم التعـازي والمناسـبات الشـيعية. وكان آخر رئيس لها قبل أن تحلّ سنة 1979محمد عزت مهدي، وكان مرجعه في إيران محمد الشيرازي، والمرشد الروحي للجمعية سيد طالب الرفاعي الذي قام بالصلاة على شاه إيران محمد رضا بهلوي في مسجد الرفاعي في القاهرة. يعود تاريخ ظهور الشيعة المصريين في العصر الحديث لأكثر من قضية مع الحكومة المصرية، وكانت المرة الأولى بعد قيام الثورة الإيرانية سنة 1979، في حكم السادات الذي أخذ منها موقفًا عدائيًا، حيث تم حل جمعية أهل البيت ومصادرة ممتلكاتها، رغم علاقات النسب التي كانت تربط الأسرتين المالكتين في إيران ومصر، فشاه إيران محمد رضا بهلوي كان متزوجاً من إحدى أميرات مصر. كما أن السادات كان مرتبطاً بعلاقة سياسية وشخصية مع شاه إيران، واستقبله في مصر بعد فقدانه لعرش بلاده. وفي ظل هذه الأجواء نشأت بعض الجمعيات والهيئات الشيعية، ومارست نشاطها بدون مضايقات تذكر، مثل جمعية آل البيت التي تأسست سنة1973 أثناء عهد السادات. وأخذت محاولات المد الشيعي في مصر أسلوبًا جديدًا يهدف إلى جذب الشباب واستمالتهم بطريقة غير مباشرة، وتقدم عدد كبير منهم بطلبات لوزارة الأوقاف لإقامة المساجد الشيعية المعروفة باسم «الحسينيات». وفي عام 1987 رصدت السلطات المصرية ما سموه (تنظيما)، يضم العشرات من المتشيعين، ومحاولاتهم لجذب أسر وعائلات كاملة في وسط الدلتا، وبصفة خاصة محافظة الشرقية. وفي 1988، تم القبض على أربعة عراقيين من المقيمين في مصر واثنين من الكويتيين، وثلاثة طلاب من البحرين، ولبنانيين، وفلسطيني، وباكستاني، وتم إغلاق دار النشر المصرية الشيعية، ووجهت إليها تهمة تمويل من إيران، وكذلك دار النشر الشيعية اللبنانية البلاغة، وخلال هذه الفترة جاء توقف الحرب العراقية الإيرانية سنة 1988، حيث عارضت مصر إيران في تصديرها للثورة، ووقفت مع العراق في حربه مع إيران (1980-1988) وبعد انتهاء الحرب ثم وفاة الخميني، بدأت الأمور تسير نحو الانفراج، وبدأ الضغط الحكومي على المتشيعين يقل. معرض القاهرة للكتاب، شكلَّ منفذًا شيعيًا مهمًا، إذ تم ويتم من خلاله نشر الكثير من الكتب الشيعية، خاصة تلك التي تحضرها دور النشر اللبنانية. وإن كان لهذا جذور تعود لصدور عدد من الصحف باللغة الفارسية في القاهرة والإسكندرية في أواخر القرن التاسع عشر، بلغ عددها خمس صحف هي (حكمت، ثريا، برورش، جهره نما، كمال) ثم ما لبثت هذه الصحف أن توقفت بسبب مشاكلها الداخلية وقيامها على جهود فردية، وقلة عدد الإيرانيين المقيمين في مصر. كما كان هناك تعاون وثيق بين مؤسسة الأهرام ومركزها للدراسات السياسية والاستراتيجية، ومعهد الدراسات السياسية والدولية التابع لوزارة الخارجية الإيرانية، إذ أثمر هذا التعاون عن إصدار مركز الأهرام مجلة «مختارات إيرانية» وهي مجلة شهرية صدرت باللغة العربية بدءاً من آب/اغسطس 2000. وعقدت الندوة الأولى في طهران (عام 2000)، وعقدت الندوة الثانية في القاهرة(عام 2001). وجاءت الندوة الثالثة في طهران (عام 2002). عزمت بعض القيادات الشيعية في مصر في حكم مبارك، رفع دعوى قضائية جديدة ضد وزير الداخلية للمطالبة بإعادة فتح جمعية الشيعة التي أغلقت عقب حركة الضباط عام 1952، وكانت تعرف باسم «جمعية آل البيت»، ومطالبة الدولة بإعطاء تصاريح لبناء مساجد وحسينيات خاصة بالشيعة والسماح لهم بإلقاء محاضرات دينية. وظهر سعي لإنشاء حزب شيعي يطلقون عليه اسم «الغدير» وإعادة إصدار مجلة «رسالة الإسلام» المتخصصة بالمذهب الشيعي. جاء هذا التوسع في مساجد آل البيت على وجه التحديد في أعقاب رفض حمدي زقزوق وزير الأوقاف المطالب التي تقدم بها رموز الشيعة في مصر لإقامة مساجد وحسينيات خاصة بهم في مدينة السادس من أكتوبر، حيث يقيم آلاف من الشيعة العراقيين الذين فروا من بلدهم في أعقاب الغزو الأمريكي 2003. اسنادًا لفتوى شلتوت 1959 التي أجازت التعبد بالمذهب الجعفري، وأكد سيد طنطاوي شيخ الأزهر استمرار العمل بها في 1997. بدأ مشروع تكوين تكتل شيعي ودخلت خمس محافظات في مصر على خريطة التشيع في مركز متقدم منذ بدايات التشيع. وظهر نشاط شيعي في محافظات عدة، وبصرف النظر عن قلة أو ندرة التواجد الشيعي بمصر إلا أننا أمام واقع حول طرق نشر التشيع. وجاء تدشين القنوات الشيعية الصادرة عن استوديوهات داخل مصر كسبيل جديد لنشر المذهب. فيما كان للمشايخ الأزهرين والمفكرين نصيب أيضًا، حيث لجأوا إلى استقطابهم ومن ثم استقطاب أتباعهم، وجاء ذلك عبر نشر كتب وإصدارات لهم فى مصر، وتدشين دور نشر، وروى المتحولون أنفسهم، أن تحولهم جاء عبر قناعة ذهنية وليس إغراءات اقتصادية، وأن سبب التحول قد يكون ثالثًا ومختلفًا عن هذين السببين. تطورت الأحداث وجاء الربيع العربي، وتَمثَلَ في مصرَ في ثورةِ يناير/كانون الثاني2011، ونظر الجميع إلى وصول الإسلاميين في مصر على أنه بداية صحوة جديدة، تناسى الجميع فيها الصراعات الحزبية، ومن قبلها الصراعات الطائفية والمذهبية، وظهر وسط هذا وذاك من يَدفَع البلاد لفتنةِ مذهبيةِ (سنية شيعية). مستندًا لتاريخ المد الشيعي القديم في مصر، والذي مر عليه ثمانية قرون من الخلافة الفاطمية في مصر. وسط هذا الجدل أطلق شيعة مصر بعد ثورة يناير/كانون الثاني، حزبًا سياسيًا في شهر أغسطس/آب 2011باسم «الوحدة والحرية»، ووصف وكيل مؤسسي الحزب، راسم النفيس، الحزب بأنه (يمثل المستضعفين في مصر). وكُشف عن وجود أكثر من عشرين جمعية شيعية تم الترخيص لها بالعمل مستغلة عدم اشتراط الموافقة الأمنية لنيل التراخيص بعد ثورة يناير/كانون الثاني 2011. وظهر مشروع لإنشاء صندوق تكافلي لتحسين أحوال الفقراء والمحتاجين من الشيعة المصريين باسم «نجباء مصر»، من خلال جمع تبرعات وأموال الزكاة والخمس، من الشيعة المصريين أنفسهم، دون تلقى أية تمويلات خارجية، عن الجمعيات الشيعية الموجودة فى مصر. على الرغم من وجود أكثر من عشرين جمعية شيعية خيرية مثل «الثقلين، وفاطمة، والزهراء، والعترة المحمدية، وجمعية الإمام جعفر الصادق»، وغيرها، من الجمعيات التى تحمل أسماء شيعية، أو صوفية، فإنها لا تعمل لصالح الشيعة في مصر، ويقوم عليها كل من طاهر الهاشمي، وسالم الصباغ، وعماد قنديل. وهناك العديد من الدول التي تمول الجمعيات حسب مرجعيتها المذهبية، وهناك وكلاء للعديد من المراجع الشيعية فى مصر. ولا توجد حسابات واضحة لهم عبر البنوك. وظهر صندوق نجباء مصر، من مبادرة لمجموعة من شباب الشيعة في مصر لإنشاء صندوق تكافلي مصري لرعاية البسطاء من الشيعة المصريين، على أن تكون مصادر تمويله في تبرعات زكاة الخمس من الشيعة المصريين فقط. وجاء الهدف منه تحسين أحوال شيعة مصر، لأن هناك العديد من فقراء الشيعة لا يجدون من يسأل عنهم أو يدعمهم. أراد الشيعة أن يكون وجودهم شرعياً يخضع لمراقبة الدولة، وأجهزتها المعنية، وللجهاز المركزي للمحاسبات، وأن تُتابع حساباتهم في البنوك وأنشطتهم من قبل وزارة التضامن. فهل يتم ذلك في مصر. كاتب وباحث في تاريخ العلاقات الدولية والسياسة الخارجية التَشيُع في مصرَ بعد ثورة 2011 بينَ مرافق قديمة وهيئات حديثة د. محمد عبدالرحمن عريف |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق