Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الثلاثاء، 9 يناير 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


آخر ضحايا «الديمقراطية» الإسرائيلية: اليهودي ومنقذه

Posted: 08 Jan 2018 02:28 PM PST

خطت سلطات الاحتلال الإسرائيلية خطوة إضافية تفضح المزيد من أكاذيب ما يسمى بـ«الديمقراطية» في إسرائيل، وذلك حين كشفت أخيراً عن لائحة تضم 20 منظمة دولية غير حكومية حُظر على ممثليها الدخول إلى الكيان الصهيوني، وكذلك إلى أراضي الضفة الغربية المحتلة. وفي آذار/مارس من العام الماضي صوّت الكنيست على قرار يفوّض وزارة الداخلية بمنع دخول «الرعايا الأجانب الذين يدعون إلى مقاطعة اقتصادية أو ثقافية أو أكاديمية ضد إسرائيل أو المستوطنات على حد سواء»، أي كلّ من يؤيد حركة المقاطعة الدولية المعروفة باسم BDS.
وكانت هذه الحركة قد تأسست في صيف 2005 بمبادرة من 170 منظمة فلسطينية غير حكومية، وهدفت إلى حضّ الرأي العام العالمي على ممارسة ضغط سياسي واقتصادي وأكاديمي وثقافي ضد سياسات الاحتلال والاستيطان والتمييز التي تعتمدها إسرائيل، سواء في أراضي 1948 أو في الضفة الغربية وقطاع غزة. وتنطلق الحركة من حقيقة أن إسرائيل تحتل أراضي فلسطينية، وتستعمرها، وتمارس التمييز ضد مواطني إسرائيل الفلسطينيين أنفسهم، وتحجب حق العودة عن اللاجئين الفلسطينيين، وتستثمر الأراضي والمنشآت الفلسطينية في مستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولي. وسرعان ما أخذت الحركة تحظى بتأييد عشرات المنظمات غير الحكومية، فضلاً عن الهيئات الحقوقية والثقافية والأكاديمية والدينية.
لائحة حظر الدخول الإسرائيلية تضم منظمات من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيرلندا والنرويج والسويد وأمريكا وتشيلي وجنوب أفريقيا. ورغم أنها ظلت طي الكتمان حتى أعلنتها مؤخراً وزارة الشؤون الاستراتيجية، فقد اتضح أن أجهزة وزارة الداخلية كانت تطبق الحظر بالفعل، وحدث أن مُنع ممثلو هذه المنظمات من الدخول بعد وصولهم إلى المنافذ التي تسيطر عليها السلطات الإسرائيلية.
لافت أن في عداد المحظورين، ضحايا هذه «الديمقراطية» الإسرائيلية، ثمة منظمة أمريكية تدعى «الصوت اليهودي من أجل السلام»، تترأسها السيدة ربيكا فلكوميرسون، التي وفدت إلى إسرائيل للمرة الأولى في عمر أربعة شهور، ولها أقارب في حيفا، ومتزوجة من إسرائيلي، وابنتاها تحملان الجنسية الإسرائيلية. ضحية أخرى هي المنظمة العريقة «لجنة دائرة الأصدقاء الأمريكيين»، التي تأسست سنة 1938، وكان فرعها المختص باللاجئين قد أنقذ آلاف اليهود من المعتقلات النازية، فاستحقت المنظمة جائزة نوبل للسلام في سنة 1947.
وهذا الإجراء التعسفي ضد 20 منظمة عالمية مرموقة ليس دليلاً إضافياً على مقدار الزيف الذي اكتنف خرافة «الواحة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط» فقط، بل هو تطور طبيعي لكيان استعماري استيطاني عسكري الركائز، زعم أنه موطن إيواء اليهود من الاضطهاد والعسف والمحرقة، فارتكب الفظائع بحقّ الشعب الفلسطيني وأرضه وزرعه ومدنه وقراه، وانقلب من ضحية إلى جلاد. وليس غريباً أن يقترن إجراء الحظر هذا بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الداعية إلى إزالة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين من الوجود، لأنها «تديم رواية» حق العودة، الذي «يهدف إلى تدمير دولة إسرائيل».
وإذ يبلغ الكيان الصهيوني سن السبعين، فإن قوانين تستهدف اليهودي، وتنكل بمنظمات أنقذته من أهوال الهولوكوست، ليست أبشع ممارسات الانحطاط والتخبط والانتحار، فالقادم أعظم.

آخر ضحايا «الديمقراطية» الإسرائيلية: اليهودي ومنقذه

رأي القدس

القضية واللصوص

Posted: 08 Jan 2018 02:28 PM PST

لم أستسغ يوما تعبير «فلسطين المغتصبة» الشائع في الكتابة العربية، لما يحمله من ذكورية فجّة، ومن استعارة جنسية تجعل من فلسطين قضية مرتبطة بمفهوم معيّن للشرف الذي يتمحور حول جسد المرأة المُنتهَك. ولقد استفزني تعبير جديد حاول الإسلاميون فرضه في الآونة الأخيرة عبر تسمية المستعمرات الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية «المغتصبات»، وهو تعبير قميء وفج، يسعى إلى تشويه اللغة الحديثة عبر تفذلك لغوي ينسى أو يجهل أن معاني الكلمات تتغير مع الزمن.
كما أن تعبير «الأرض السليبة»، ليس دقيقا هو الآخر، فالحركة الصهيونية لم تسرق الأرض بل احتلتها بالقوة العارية، وهي لا تتصرف كلص يتسلل في الظلام، انها آلة عسكرية متوحشة تستند إلى منطقين: منطق كولونيالي ومنطق ديني اسطوري، وهي تستعمر اليوم كل فلسطين وتضطهد شعبها وتمارس ضده تمييزا عنصريا مكشوفا لا لبس فيه.
وإذا كان هناك من سرقة موصوفة، فهي سرقة القضية عبر تحويلها إلى قناع للأنظمة تحجب بها قمعها الوحشي للشعوب، جاعلة من القضية شعارا ومبررا للقمع.
هنا يكمن السلب الحقيقي، وتصير القضية سليبة ومرتهنة.
والحق يقال فإن الثورة الفلسطينية خاضت الكثير من المعارك المُكلفة والدامية من أجل الحفاظ على استقلاليتها. وقد فات الكثير من القوميين دلالات شعار الاستقلالية هذا، فنعتوه بالانعزال، وخاضوا معارك كلامية ضد القرار الوطني الفلسطيني المستقل، الذي لم يكن سوى الوسيلة الوحيدة لحماية القضية من لصوص الأنظمة الذين كانت ألسنتهم مع فلسطين وسيوفهم عليها. وللأسف فإن مرحلة انحطاط الحركة الوطنية الفلسطينية بعد هزيمة الانتفاضة الثانية وتحول السلطة إلى اداة للتنسيق الأمني مع الاحتلال، سمح لأنظمة القمع وملحقاتها بالتطاول على فلسطين ومحاولة سرقة قضيتها من جديد، كما سمح لأنظمة المحور السعودي بمحاولة بيع القضية وكأن فلسطين صارت ساحة لهؤلاء واولئك.
لصوص القضية من جانب واللص الامريكي من جانب آخر.
لصوص القضية يدّعون دفاعا عن فلسطين، وهم يُغرقون المنطقة بالدم والوحشية والتفتت الطائفي، واللص الأمريكي يدّعي الدفاع عن الديمقراطية بينما يقوم بحملة منظمة ضد الإعلام في بلاده، ويقود صليبية صهيونية جديدة من أجل شرعنة الاحتلال الاستعماري لفلسطين.
مجمع اللصوص رغم تناقضاته وصراعاته مُجمع على مسألة واحدة، هي منع الشعوب العربية من الانعتاق من الاستبداد والفقر من جهة، ووأد فلسطين من جهة ثانية.
وهذا ما شهدناه خلال الانتفاضات العربية، وتقدّم ثورة الشعب السوري نموذجا واضحا لتحالف موضوعي نشأ بين الأعداء الإقليميين والدوليين في صراعاتهم على سوريا، حيث كانت نقطة اللقاء العميقة بينهم هي تحطيم حلم الحرية في عيون السوريات والسوريين. فمن التدخل الايراني بأذرعه المختلفة وعلى رأسها حزب الله إلى الطائرات الروسية، ومن التدخل الخليجي الذي أعطى السيطرة للأصوليين الى التدخل التركي، شهدت سوريا مجزرتين كبريين: مجزرة ضد الشعب المطالب بحريته وكرامته، ومجزرة اساءت وشوهت فكرة مقاومة إسرائيل، قبل أن تحول فكرة الحرية والديموقراطية إلى ممسحة.
أما فلسطين فحكايتها هي مرآة العجز والاستبداد والخيانات. كل الأنظمة تاجرت بفلسطين بطرائق مختلفة لكنها كانت مُجمعة على أمرين: اضطهاد الشعب الفلسطيني ومنع فلسطين من الوجود.
حكاية فلسطين مع الأنظمة تستحق أن تروى، ولعل حكاية الفلسطينيين في لبنان مع النظام الاستبدادي في سوريا تقدم نموذجا واضحا للانفصام بل التناقض بين الأقوال والأفعال، من مجزرة تل الزعتر إلى الاعتقالات والتصفيات الجسدية إلى حرب المخيمات وحصارها، وقد تم كل ذلك باسم فلسطين وتحت شعارات وطنية مخادعة .
النموذج السوري ليس فريدا، بل هو النسخة الأكثر فجاجة لمحاولات التطويع وفرض التبعية بهدف اخراج فلسطين من المعادلة. من ليبيا القذافي الى عراق صدام حسين الى الهاشميين الى النظام المصري الى آخره…
ولعل اختفاء فلسطين بعد حرب النكبة وضم الضفة الى الأردن والحاق غزة بمصر، كان المؤشر الأكبر على أن النظام العربي قام بانجاز المهمة التي عجزت إسرائيل عن الوصول إليها وهي الغاء الوجود الفلسطيني.
الاستثناء الوحيد على هذه الظاهرة العامة كانت الصحوة الناصرية التي قادت إلى تأسيس منظمة التحرير عام 1964، وكانت تعبيرا عن حاجة ناصر الى الصوت الفلسطيني في صراعاته الإقليمية، غير أن المنظمة لم تتحول إلى حقيقة سياسية إلا عام 1968، حين تسلم الفدائيون قيادتها.
حكاية فلسطين مع العجز والتواطوء والاستبداد في العالم العربي يمكن تلخيصها بكلمة واحدة هي الصراع على الوجود.
هكذا يجب أن نفهم المسألة، واذا كانت القيادة الوطنية الفلسطينية مشلولة اليوم، بسبب انهيار رهاناتها الخرقاء على التسوية، فهذا لا يغير شيئا في حقيقة المسألة. ففلسطين ليست بالنسبة للمستبدين العرب والإقليميين سوى حجة واداة من أجل تأبيد الاستبداد واعطائه شرعية وطنية لا يستحقها.
فلسطين قضية حرية، والحرية لا تتجزأ.
لا تخطئوا فنضال الحرية واحد من سوريا إلى فلسطين، صرخة واحدة ضد العسف والظلم والقمع. واذا كان القمع ضد الشعب الفلسطيني يتخذ شكلا مقنّعا بالقوانين فهو لا يختلف في الجوهر عن القمع ضد السوريين والمصريين والعراقيين. قمع المافيا والعسكريتاريا يتخذ شكلا همجيا في الشكل والمضمون، أما قمع الدولة الصهيونية فهو قمع بربري يتخذ شكلا قانونيا عنصريا يبرر التمييز العنصري ويؤسس للابادة الثقافية والسياسية.
السوريون في مأساتهم والفلسطينيون في مقاومتهم والايرانيون في مواجهتهم للقمع والمصريون والسعوديون والليبيون والعراقيون… يخوضون معارك قاسية، لكن معركتهم هي واحدة وعدوهم واحد.
ان نجاح الأنطمة في حجب هذه الحقيقة، أدخل الثقافة العربية في مصيدة من المتاهات وجعلها غريبة عن نفسها، بعض المثقفين والصحافيين سقطوا في شراك أنظمة الممانعة، وصارت انتفاضات الشعوب عدوهم الأول، بحجة مقاومة أمريكا وإسرائيل وبذا صاروا أبواقا للاستبداد، وبعضهم الآخر جعلته كراهيته لأنظمة الملالي ينسى أن الاستبداد هو في احد وجوهه جزء من منظومة الهيمنة الإسرائيلية. أما جنون بعض الأنظمة وهلعها فقد قاداها إلى الارتماء في الحضن الإسرائيلي الترامبي، مدخلة المشرق العربي في أتون حرب طائفية طاحنة لن يكون العرب سوى الخاسر الأكبر فيها.
أمام أبصارنا المُثقلة بالموت والدمار تتم سرقة قضايانا، ونشهد كيف يحاول المستبدون تفتيت المنطقة، ونغرق في أصداء معارك وهمية بدلا من أن نعيد الربط بين الحرية والتحرر ونرى في مآسينا نقطة توحدنا ضد الاستبداد والاحتلالات التي تعبث ببلادنا.

القضية واللصوص

الياس خوري

سهرة عنصرية في «أل بي سي» اللبنانية… مكالمات مصرية اعتيادية مسربة… من وراء تحطيم تمثال المرأة العارية في الجزائر؟

Posted: 08 Jan 2018 02:28 PM PST

حفلة تنكيت موقعة باسم قناة «أل بي سي» اللبنانية، وعلى لسان الممثلة أنطوانيت عقيقي ومضيفها في برنامج «لهون وبس» هشام حداد، تناولت صورة الشغالة في المنازل اللبنانية، وعكست، من خلال تجاوب الحضور بالضحك والتصفيق، إلى أي مدى لا يكترث كثيرون للإساءة العنصرية ولا تكاد تلفتهم. تحدثت عقيقي عن «خادماتها»، فهذه «جهلانة» وتلك لا تعرف كيف تتصرف مع البوتوغاز، وتضع صورة ابنها على الحائط بالمقلوب، وصولاً إلى إفسادها لـ «حيلة» بابا نويل حين عهدوا إليها بلعب الدور في عيد الميلاد،.. ما دفع بها إلى الاستغناء عن فكرة الشغّالة. وكي ترضي زوجها الحريص على وجود الشغّالة، اشترت له سيارة، وهنا تعقد أنطوانيت عقيقي تلك المقارنة الجنسية السمجة، بين الشغالة والسيارة. وسط ضحك وتصفيق وضجيج موسيقيين.
لبنانيون كثر احتجوا على عنصرية النكتة ولم يقبلوا بها على شاشاتهم فما كان من عقيقي إلا أن أرسلت زوجها ليغرد ويهدد المنتقدين. الغريب أن كل هذا الغضب لا يجد من يكترث له، فلا المذيع ولا عقيقي ولا القناة خطر ببالهم الاعتذار أو التوضيح.

مكالمات مسرّبة

إن صحّت التسجيلات المسرّبة لضابط مخابرات مصري مع نجوم وإعلاميين مصريين شملت عزمي مجاهد، ومفيد فوزي، وسعيد حساسين، بالإضافة إلى الفنانة المصرية يسرا، والتي يطلب منهم فيها ترويج موقف النظام المصري من مسألة القدس، سيكون من الصعب بعد الآن تصديق معظم من هم في موقع النجومية، لن نصدق خصوصاً تلك البرامج التلفزيونية المصرية التي بات فيها المذيعون أقرب إلى قادة الرأي، لن نصدق أن صوت المذيع من رأسه هو، لا من رأس ضابط استخبارات على الهاتف.
ورغم أنه من المتوقع أن الأمور غالباً ما كانت تسير بهذه الطريقة، إلا أنه لا يمكن الإنكار أن الأمر صادم أكثر حين يصبح حقيقياً ومدعماً بوثيقة صوتية.
ينظر المرء إلى الطرف الآخر على الهاتف، النجم أو الإعلامي، فيرى كم أن الأمر معتاد لديهم، ما يعني أنها ليس مهمة أولى، ويرى كيف أن النجم (عدا الفنانة يسرا التي حاولت أن تتذرع بأن الصوت غير مسموع كفاية) يحاول أن يسبق الضابط ويسبق نفسه في تأدية المهمة.. «نعم سأكتب ولن أنتظر برنامجي التلفزيوني..»، يقول فوزي فيما يستظهر الآخرون كل على حده الدرس الذي جرى تلقينهم إياه قبل أن تنفضّ المكالمة.
لقد كان الأمر دائماً على هذا النحو في أنظمة مثل هذه، وقد تصلح تلك المكالمات المسربة مقياساً لاختبار وتحليل نجومية المئات من قادة الرأي ونجوم الشاشات والمنابر.

من حطّم تمثال الجزائر؟

فيديو تحطيم تمثال عين الفوارة في مدينة سطيف الجزائرية مرعب حقاً. راقبت مراراً وضعية الرجل المتطرف حاملاً مطرقته، مثابراً بكل عزيمة وإصرار على «إعادة نحت» تلك المرأة العارية، وكم أذهلني ذلك الإيمان الذي تسلّح به الرجل، الذي وصف تالياً بالمختلّ. من أين له تلك القوة التي تجعله يواجه تمثالاً صمد لعقود طويلة في وجه مدينة لا تريده، مرة باعتباره بديلاً للاستعمار، ومرة باعتباره رمزاً للكفر، ومن جهة أخرى يواجه الرجل حشداً من الناس حوله، بعضهم كان يرميه بحجارة أصابته فعلاً، بل كان جاهزاً بمطرقته لمواجهة رجل الشرطة وهو يحاول إبعاده عن تمثال المرأة العارية!
أين تربّى ذلك الإيمان الذي تسلح به الرجل وهو يواجه المرأة العارية وكل ذلك الحشد من حوله. فكرت إن كان للفنان الذي نحت التمثال في الأساس نفس الإيمان، وتساءلت لو أن كل هذا الإيمان لدى المتطرف موجه لصناعة الجمال لا لتدميره.
قوة التطرف بدت عارية أكثر بعد نشر الفيديو، عندما كشف الحدث عن غيظ المدينة التاريخي من ذلك التمثال، وعن الفتاوى التي تحرم الوضوء في ذلك المكان، أو تلمّح إلى ضرورة تدميره.
لنعترف، لم يكن الرجل وحده من قام بتحطيم تلك المرأة العارية الجميلة.

تداول القمع

في فيديو منسوب للجزائر يظهر شبان أفارقة يبدو أنهم عالقون بين أيدي عناصر من الجيش، يقومون بضربهم وإهانتهم، كما يدفعون كلاً منهم لضرب الآخر تحت التهديد بالضرب إن لم يفعل. هي لعبة الأنظمة الديكتاتورية ذاتها، تورط بها مجتمعاً بأسره، يمارَس عليه القمع، فيتولى هو نفسه، مجبراً أو راضياً، تداول عمليات القمع.
لو أن المدينة التي اغتاظت لعقود من تمثال المرأة العارية نصف هذا الغضب تواجه به فيديو الإهانة للكرامة الإنسانية التي يرتكبها الجيش بحق الأفارقة، وقبل ذلك بحق الجزائريين!

فخّ الأسماء

ياسمينة خضرا هو اسم مستعار اختاره الكاتب الجزائري محمد مولسهول لتفادي الرقابة أيام خدمته في الجيش الجزائري، وهو ظهر أخيراً في برنامج «ضيف ومسيرة» على قناة «فرانس24» مع الإعلامية عزيزة نايت سي بها.
سألته الزميلة إن كانت تستطيع أن تناديه في البرنامج باسمه الحقيقي لزوال أسباب ودواعي الاختباء وراء الاسم الأنثوي، رفض الرجل، وأصر على أن تناديه باسمه المستعار.
هكذا صارت الزميلة في وضع لا تحسد عليه، حيث لم يكن من السهل أن تنادي محمد مولسهول باسم ياسمينة خضرا. ولعلها لذلك لم تعد طوال الحلقة كلها لمناداته بأي من الاسمين.
محمد مولسهول، قليلاً من الرأفة بمحاوريك.

كاتب فلسطيني سوري

 

سهرة عنصرية في «أل بي سي» اللبنانية… مكالمات مصرية اعتيادية مسربة… من وراء تحطيم تمثال المرأة العارية في الجزائر؟

راشد عيسى

من أوراق السياسة المصرية ـ النصف الأول من عام 2013

Posted: 08 Jan 2018 02:28 PM PST

خلال الفترة الممتدة بين تبنّي دستور 2012 في الأيام الأخيرة من كانون الأول/ديسمبر 2012 (انتهى الاستفتاء الشعبي على الدستور بتصويت 63.8 بالمئة لصالح إقراره و36.2 بالمئة ضده) وبين 3 تموز/يوليو 2013، رفضت جبهة الإنقاذ (عدا نفر محدود من السياسيين الليبراليين واليساريين المحسوبين عليها كنت من بينهم) الدعوات التي وجهها إليها الدكتور محمد مرسي وجماعة الإخوان للشروع في حوار وطني ومشاورات بشأن الدستور وبحث في إمكانية مشاركة العلمانيين في السلطة التنفيذية. بالقطع، بدا عرض «المشاورات الدستورية» بعد تمرير الدستور دون بناء توافق مع الأحزاب العلمانية مجرد نكتة سمجة من قبل الإخوان، ولم تتسم بالجدية عروضهم المتعلقة بتمثيل الأحزاب الليبرالية واليسارية في الحكومة.
في ربيع 2013، باتت مصر تقترب حثيثاً من نقطة اللا استقرار الخارج عن السيطرة. فمشاهد العنف في الشوارع بين أنصار الإخوان والأحزاب السلفية المتحالفة معهم وبين مؤيدي بعض الأحزاب الليبرالية واليسارية المنضوية داخل جبهة الإنقاذ كانت تتوالى فصولا، فيما بدأت بعض المؤسسات الرئيسية للدولة بممارسة تكتيكات العرقلة ضد حكومة الدكتور مرسي. حينها، شرعت المؤسسة العسكرية في إصدار البيانات السياسية والتلميح إلى استعداد «الجيش» للتدخل لحماية الدولة المصرية. وفي أعقاب مظاهرات شعبية حاشدة في 30 حزيران/يونيو 2013، عزلت المؤسسة العسكرية الدكتور مرسي وعينت رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيساً مؤقتا.
في صيف 2013، اصطّفت جبهة الإنقاذ (عدا نفر محدود للغاية من الليبراليين المحسوبين عليها كنت من بينهم) إلى جانب المؤسسة العسكرية وبررت في 3 تموز/يوليو 2013 الإطاحة غير الديمقراطية برئيس منتخب بوصفها خطوة ضرورية لإنهاء «خطر الحكم الإسلامي» والحفاظ على «هوية البلاد» و»إنقاذ الدولة» من الانهيار. مكن تأييد الأحزاب العلمانية ومعه الحراك الشعبي الواسع في 30 حزيران/يونيو، المؤسسة العسكرية من صناعة انطباع عام مؤداه أنها تتحرك سياسيا في سياق دعم جماهيري. كذلك أضفت جبهة الإنقاذ، والتي وقف منسقها العام الدكتور محمد البرادعي خلف وزير الدفاع السابق ورئيس الجمهورية الحالي عبد الفتاح السيسي فيما كان هذا الأخير يعلن الإطاحة غير الديمقراطية بالرئيس المنتخب ويلغي دستور 2012 المقر شعبيا، شيئا من الشرعية الدولية الخادعة على تدخل المؤسسة العسكرية في السياسة وإنهاء تجربة التحول الديمقراطي التي بدأت في 2011.
في صيف 2013، لم تتأخّر المؤسسة العسكرية عن توكيد سيطرتها على العمل السياسي. فعلى رغم أنها قَبِلت بتواجد تمثيل قوي للأحزاب العلمانية في الحكومة التي شُكِّلَت في تموز/يوليو 2013، وعيّنت شخصيات عامة علمانية في الجمعية التأسيسية التي أنيط بها صياغة دستور جديد للبلاد، إلا أن المؤسسة العسكرية شرعت في ممارسة دور «الجهة صاحبة القرار والأمر والنهي» في قضايا الحكم والسياسة. ودعا وزير الدفاع السابق ورئيس الجمهورية الحالي، الذي أطلّ عليه العديد من المواطنين على أنه المُنقذ العسكري الجديد من «حالة اللااستقرار وغياب الأمن» التي عاشتها البلاد، المصريين إلى منحه تفويضاً شعبياً لمحاربة الجماعات الإرهابية (في 26 تموز/يوليو 2013، تمّ تنظيم مسيرات وتظاهرات شعبية في طول البلاد وعرضها دعماً لوزير الدفاع). وتولت وسائل الإعلام المدارة أمنيا بشكل متواصل ومنتظم الخلط بين أجندات الجماعات الإرهابية وأجندة جماعة الإخوان، كما شهرت بتلك القلة من الأصوات العلمانية التي رفضت تدخل المؤسسة العسكرية في السياسة وعارضت انقلاب 3 تموز/يوليو 2013. وتميّزت بالترويج للحملات ضد الإسلاميين وتشهير بتلك القلة من الأصوات العلمانية التي رفضت الانقلاب.
عدا استقالة الدكتور البرادعي من منصبه كنائب لرئيس الجمهورية المؤقت عقب الفض الدموي لاعتصام رابعة العدوية في 14 آب/أغسطس 2013، عمدت الأحزاب العلمانية إلى دعم المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية وتجاهل الانتهاكات المفزعة لحقوق الإنسان. وانخرط العديد من السياسيين والمثقفين العلمانيين في الترويج لصورة وزير الدفاع السابق كمنقذ وطني، وقارنوه مراراً بالرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، فيما تعاون آخرون مع وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الأجهزة الأمنية لشن حملات تشهير عنيفة استهدفت الإسلاميين والنفر المعارض بين الليبراليين. وهكذا، ساعدت هذه التوجهات والخطوات العملية على تسهيل استلام المؤسسة العسكرية لمقاليد الحكم والسياسة في مصر، وأسقطت بالكامل أوراق الاعتماد الديمقراطية للأحزاب العلمانية ومعها ادعاءات قياداتها ورموزها بأنهم السَدَنة الحقيقيون لحقوق الإنسان والحريات في مصر.
لكن، وبالنظر إلى أحوال مصر في 2018، انتهى المقام بالأحزاب العلمانية لأن تتخذ أحد ثلاثة مواقف من ترتيبات الحكم القائمة؛ (1) الدعم المطلق للسلطوية الجديدة التي تدير يومياتها رئاسة الجمهورية والمؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية وتسيطر على كافة المؤسسات العامة الأخرى والإفادة من هذا الدعم للحصول على مقاعد وفيرة في البرلمان الحالي، (2) التأييد العام للسلطوية الجديدة مترافقاً مع محاولات للحفاظ على قدر محدود من الاستقلال السياسي يترجم إلى حيز صغير لانتقاد سياسات حكومية بعينها خاصة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، (3) الانتقال من مواقع التأييد إلى خانات معارضة السلطوية الجديدة واحتكارها لشؤون الحكم والسياسة ومن ثم مواجهة الكثير من الإجراءات القمعية والإبعاد الممنهج عن الفضاء العام والحياة السياسية. بيد أن أياً من هذه المواقف لم يمنع انهيار الدور السياسي للأحزاب العلمانية بين 2013 و2018، على الرغم من تزايد أعداد الأحزاب المُرخَّص لها إلى 83 حزباً لا تعرف أغلبية المواطنين أسماء أكثريتها.

٭ كاتب من مصر

من أوراق السياسة المصرية ـ النصف الأول من عام 2013

عمرو حمزاوي

هوس الزعيم الحيوي!

Posted: 08 Jan 2018 02:28 PM PST

كان الشعب منبهراً بحيوية الزعيم الدائمة، وبقدرته على العمل لساعات طويلة بدون أن يشعر بالإعياء، «كان متفانياً في كل عمل يقبل عليه بدون توقف، وكأن شيطاناً قد استحوذ عليه بالكامل، ولأنه يغفل بشكل دائم عمّا يحيط به، فلم يكن يتعب ولا ينام أبداً ويكاد لا يأكل شيئاً… وكانت النشوة تستغرقه في النشاط فيسهو عما حوله»، لكن حيوية الزعيم لم تكن علامة على الصحة الجيدة، بل كانت دليلاً على أزمات عصبية وعقلية منذرة بالخطر ساهمت في تدمير بلاده، لكن ذلك لم يُكتشف للأسف إلا بعد فوات الأوان.
هذا ما يشرحه ناصر قائمي في أحد فصول كتابه الشهير «جنون من الطراز الرفيع: الكشف عن الترابط بين الزعامة والأمراض العقلية»، الذي يدرس ضمنه الحالة العقلية والنفسية للقائد الألماني أدولف هتلر، مستنداً إلى شهادات عديدة من بينها مذكرات أوغست كيوبزك أقرب أصدقاء هتلر منذ سن البلوغ، التي تؤكد إصابة هتلر باضطراب ثنائي القطب صريح، وبهوس اكتئابي كان من أعراضه الثرثرة والإحساس الدائم بالعظمة، والشعور بالانبساط وقلة الحاجة إلى النوم وفرط النشاط، ما كان يجعله يستطيع المشي لساعات بدون أن يشعر بالإعياء.
حين كان هتلر يحكي لصديق فتوته وشبابه، عن رغبته العارمة في تحديث المدينة العتيقة التي يعيشان فيها، تصور صديقه أنه سيكون فناناً أو معمارياً، ثم فوجئ به يتحدث كثيراً «عن تفويض رسمي ربما يمنحه إياه الشعب ذات يوم، أو ربما توكَل إليه مهمة خاصة ذات يوم»، وبعد أن تم فصل هتلر من أكاديمية فيينا للفنون «كان يصف بشكل هستيري معاناة شعبه والمصير المشؤوم الذي يتهدده، والأخطار التي تنتظره في المستقبل، وتوشك عيناه أن تدمعا، وسرعان ما يعود إلى التفاؤل بعد هذه العبارات المريرة. كان يوجه اتهاماته في كل الاتجاهات ضد نفسه، ضد الزمن، ضد العالم بأسره… كان يصب جام غضبه على كل شيء، وضد البشرية بوجه عام لأنه يعتقد أن لا أحد يفهمه، ولا أحد يقدر مواقفه». وحين التقاه صديقه بعد سنوات طويلة من الفراق، وكان قد أصبح حينها الزعيم المفدّى للبلاد، فوجئ بأن رفيق شبابه لم يتغير كثيراً من حيث الشكل والحيوية، بدون أن يعرف أن هتلر كان قد بدأ في استخدام العقاقير بشكل مفرط، لتجعله شديد الحيوية، وهو ما أحدث المزيد من الاضطراب في تفكيره، وأثر سلباً على قدرته على القيادة، وهو ما كشفته دراسة متعمقة للطبيب النفسي ليونارد هيستون وزوجته رينات، اللذين اطلعا على السجلات الطبية لهتلر، وأجريا لقاءات مع الأطباء المعاصرين له ومساعديه المقربين منه.
تكشف تلك الدراسات أن هتلر بدأ في نهاية الثلاثينيات، بتلقي العلاج على يد الطبيب ثيودور موريل، الذي ظل طبيبه الشخصي حتى أيامه الأخيرة، وكان يعالجه بحُقن «سحرية» طالما تهافت عليها أثرياء برلين ممن يشكون من الاضطرابات العصبية، ليعترف موريل بعد اعتقاله، أن الحقن كانت مزيجا من الفيتامينات وهرمونات الذكورة مدعومة بمستخلصات من خصيات وحويصلات منوية وبروستات العجول لمكافحة الإعياء والاكتئاب ومقاومة ضعف العضلات، ولأن هتلر كان يعاني من مشاكل رهيبة في الجهاز الهضمي، فقد وصف له موريل مخدرات الأفيون الاصطناعية ومضادات الكولين، وحين تحسنت حالته أصبح موريل من الدائرة المقربة للفوهرر. أما مشاكل الأرق والتوتر والاكتئاب فقد عالجها موريل باستخدام نوع جديد من مضادات الاكتئاب هو الميتا ـ أمفيتامين، وكان هتلر بعد حقنه بها مباشرة «تظهر عليه علامات الابتهاج ويكثر كلامه ويستعيد جسده حيويته، ويميل إلى البقاء مستيقظاً لساعات طويلة في الليل».
كان هتلر يعاني من أعراض الذُّهان منذ فترة مبكرة، في عام 1918 حين كان في أحد المستشفيات العسكرية، قال إنه سمع صوتاً يخبره أنه سيكون منقذ الأمة الألمانية، وفي مرحلة تالية للحرب العالمية الأولى أصيب بعمى هستيري، وقبل أن يلقى إدموند فورستر طبيبه النفساني ـ الذي عالجه آنذاك بالتنويم المغناطيسي ـ حتفه في عام 1933 منتحراً أو مقتولاً، اعترف أنه ربما تسبب عرضاً في إصابة هتلر بجنون العظمة، لكن كل تلك المشاكل تفاقم تأثيرها بعد ما أفرط هتلر في أخذه من حُقن ومقويات، فأصبح خلال الحرب العالمية الثانية يدعي أنه يستمع إلى أوامر من الله.
لكن حياة هتلر لم تكن كلها أوهاماً تخصه وحده، فقد كان الملايين يشاركونه اعتقاده بأنه الوحيد القادر على إنقاذ ألمانيا، كان محقاً في ارتيابه الدائم لأنه كان يمتلك أعداء كثيرين، كان يخاف من جيشه، لأن هناك جنرالات حاولوا بالفعل إزاحته من السلطة، كان مهووساً بالمحرقة لأنه كان معادياً شرساً للسامية، ولأنه كان ممتلئاً بذاته، فقد كان مستعدا لفعل أي شيء لتحقيق أوهامه، فعلى عكس قادة كثيرين مثل تشرشل وكنيدي تناولوا المنشطات والعقاقير بحساب وحذر، كان هتلر يأخذ حقناً وريدية من الأمفيتامين يومياً خلال الأربع السنوات الأخيرة من حياته، بالإضافة إلى الأمفيتامين الفموي والكافيين وجرعات متفرقة من الستيرويد والأفيون، ولذلك لم يعد هتلر قادراً بعد فترة على التحكم في أعصابه، وبدأ يصرخ كثيراً في وجه جنرالاته، لدرجة أنه ظل مرة يصرخ لمدة 3 ساعات بدون توقف، ولم يكن غضبه مقتصراً على الشأن العسكري، فقد سخط مثلاً على تقصير الصحف في تغطية خبر وفاة مطرب أوبرا كان يحبه، فظل غاضباً لعدة ساعات، حتى فقد القدرة بشكل كامل على أداء عمله بقية اليوم.
في ديسمبر/كانون الأول 1943، وحين لوحظ أن هتلر يصدر أوامر عسكرية متهورة، متحدثاً عن جيوش غير موجودة، تيقن مساعده هملر من أن قائده يعاني من مرض عقلي، كانت تلك الفترة التي أقدم فيها على إعدام جميع أسرى الحرب، وقام بإعدام قائده البارز روميل، الذي كان مقتنعاً بجنون قائده الذي رفض الاستماع لنصائحه، ثم حاسبه على النتائج الكارثية. كان عدة جنرالات قد حاولوا في فترة سابقة إقناع كبار الأطباء النفسانيين بفرض الحجر على هتلر، لكن الخوف منعهم من ذلك. مع «اشتغال» الحالة وتفاقمها، أصبحت عبارة (لا تراجع) شعار هتلر الدائم مهما كانت خصوصية الظروف العسكرية، أصبح موسوساً بالتفاصيل، «وكلما اتجهت الأحداث نحو الكارثة ازداد تعنتاً، وازداد اقتناعه بأن القرارات التي اتخذها صائبة»، في الوقت نفسه يشهد خادمه الخاص أنه كان يعيش فترات اكتئاب تستمر من أيام إلى أسابيع، يبكي فيها ويتمنى الموت، بل يمكن القول أنه لم يعش في عاميه الأخيرين يوماً واحداً في مزاج عادي.
يرى ناصر قائمي أن الاضطراب ثنائي القطب ساعد هتلر على تطوير أدائه السياسي الشعبوي، في حين فاقمت التأثيرات السيئة الناتجة عن حقن الأمفيتامين الوريدية اليومية، نوبات الاكتئاب والهوس التي عانى منها، وأفسدت قدرته على القيادة بشكل كارثي، لكن تأثير ذلك كله بالتأكيد لم يتفاقم إلا بفضل دعم الملايين من مؤيديه الذين رأوا في الهوس حيوية، وفي القمع المجنون حسماً وصرامة، وفي الضلالات والأوهام عبقرية فذة.
نجانا الله وإياكم من مهاويس بلادنا ومن داعميهم.
….
«جنون من الطراز الرفيع» ـ ناصر قائمي ـ ترجمة يوسف الصمعان ـ دار جداول ومؤسسة ريم وعمر الثقافية.

٭ كاتب مصري

 

هوس الزعيم الحيوي!

بلال فضل

النظام المصري مشغول بتحصين وجوده للبقاء إلى ما لا نهاية والمواطن مضطر للقبول بالفتات

Posted: 08 Jan 2018 02:27 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي» : كان الموضوع الرئيسي في الصحف المصرية الصادرة أمس الاثنين 8 يناير/كانون الثاني، وحتى القنوات التلفزيونية، هو الاحتفالات الهائلة التي شملت جميع المحافظات بدون استثناء بعيد الميلاد المجيد، بدءا من زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لكنيسة ميلاد المسيح عليه السلام في العاصمة الإدارية الجديدة، رغم عدم اكتمال بنائها، والقائه كما اعتاد كلمة أكد فيها على وحدة المصريين، وعدم قدرة أي أحد على التفرقة بينهم، وانتشرت في الشوارع وأمام الكنائس قوات الجيش والشرطة، مزودة بتعليمات صارمة بإطلاق النار فورا على أي مشتبه فيه يحاول ارتكاب أي عمل إرهابي. وقام جميع المحافظين كل في محافظته بزيارة الكنائس والتهنئة بالعيد، وذلك لإزالة أي أثر لمخاوف لدى أشقائنا بعد الحادث الإرهابي أمام كنيسة مار مينا في حلوان.
وأخبرنا الرسام عمرو سليم في «المصري اليوم» أنه شاهد شابا يقول لحبيبته بحبك بعدد الناس اللي اتلموا ع الإرهابي وضربوه في حلوان، بعدد العمال اللي بنوا الكاتدرائية في العاصمة الادارية بعدد المسلمين اللي عيدوا على المسيحيين امبارح وقالوا لهم عيد ميلاد مجيد.
وبالنسبة لانتخابات الرئاسة، وكما توقعت «القدس العربي» أكثر من مرة فإن الفريق أحمد شفيق ليس جادا في ترشحه للرئاسة، وأنه سوف يؤيد الرئيس السيسي.
ففي الوقت الذي أعلن فيه وهو في الإمارات، قبل مجيئه إلى مصر، أنه سيرشح نفسه ثم تكراره الكلام نفسه أكثر من مرة، بدأ تراجعه التدريجي بالقول إنه يعيد حساباته ومعرفة الواقع الجديد، ونفيه ما تردد عن اعتقاله، رغم أن عددا من سيارات المرسيدس السوداء كانت في انتظاره بعد خروجه من قاعة كبار الزوار، كان من بينها واحدة مصفحة ركب فيها ،وقال شفيق في بياناته «رأيت أنني لن أكون الشخص الأمثل لقيادة الدولة خلال الفترة المقبلة، ولذلك قررت عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة 2018. وكنت قد قررت لدى عودتي إلى أرض الوطن أن أعيد تقدير الموقف العام بشأن ما سبق أن أعلنته خلال وجودي في دولة الإمارات. وقدّرت أن غيابي لفترة زادت عن خمس سنوات، ربما أبعدتني عن المتابعة الدقيقة لما يجري على أرض وطننا من تطورات وإنجازات، رغم صعوبة الظروف التي أوجدتها أعمال العنف والإرهاب ولذلك اتخذت قراري بعدم الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة».
والموضوع الثالث الذي شد انتباه الأغلبية هو مباراة فريقي الأهلي والزمالك يوم الاثنين وهما أكبر فريقين في مصر، وسوف يتسمر المصريون جميعا في بيوتهم أو في المقاهي لمتابعتهما. ومن الأخبار الأخرى التي نشرتها صحف الاثنين المعارك التي احتدمت بسبب سفر الدكتور سعد الدين إبراهيم إلى إسرائيل، فقد هاجمه البعض بعنف كاشفين عن استمرار المصريين في كراهية إسرائيل، ورفض التطبيع معها. أيضا زاد الاهتمام بقرب بدء وصول السياح الروس إلى مصر، واستعدادات الفنادق وشركات الطيران. والاهتمام بالاحتفالات التي ستتم في الخامس عشر من الشهر الحالي بمناسبة مرور مئة عام على ميلاد عبد الناصر. وإلى ما عندنا من أخبار متنوعة..

ثلاثة فرسان

ابتداء من اليوم ينطلق ماراثون الانتخابات الرئاسية في مصر.. فمن المقرر أن تعلن الهيئة الوطنية للانتخابات الجدول الزمني، ونعرف توقيتات الترشح واستلام الأوراق وغلق الباب وانطلاق الجولة الأولى والثانية، والمسموح والممنوع وكل شيء.. من أول المصروفات الانتخابية، إلى إعلان اسم الرئيس.. إذن نحن كما يرى محمد أمين في «المصري اليوم» أمام شهور ساخنة في مصر. في الوقت نفسه تحيط بالبلاد «أحداث ساخنة» جدا شرقا وغربا. وفي المشهد ثلاثة فرسان حتى الآن.. الأول الرئيس السيسي، والثانى الفريق شفيق، والثالث الفريق سامي عنان. الأول استعد بكشف حسابه وإنجازاته خلال دورة رئاسية. الثاني يعتمد على تاريخه كمرشح رئاسي سابق، ورئيس وزراء، وقائد عسكري، وظهر مؤخرا في عزاء في الكنيسة البطرسية. الثالث يعتمد على تاريخه العسكري بلا تجربة مدنية، وظهر مؤخرا في عزاء إبراهيم نافع في مسجد عمر مكرم! وبالطبع قد يترشح شفيق أو لا يترشح.. وقد يترشح عنان أو لا يترشح.. لكن من المؤكد أن السيسي هو المرشح رقم واحد حتى هذه اللحظة.. ولكن قد تكشف الأيام المقبلة عن مفاجآت لم تكن في الحسبان.. فربما تترشح أسماء لم تكن في الصورة.. لكنها تدرس الموقف بشكل متكامل. من هذه الأسماء شخصيات بخلفية قضائية مثل هشام جنينة أو يحيى دكروري.. وهي احتمالات ضعيفة لكنها قائمة في الوقت نفسه. وعلى أي حال، في الربيع المقبل سيكون عندنا رئيس جديد في قصر الرئاسة.. سواء كان السيسي كرئيس لفترة ثانية وأخيرة، أو أي من الأسماء المطروحة بخلفية عسكرية أو خلفية قضائية.. وكل هذا سيحدده أكثر من شيء.. الأول هو المواطن صاحب الصوت. الثاني الأحداث الداخلية بكل ما تحمله من ضغوط. الثالث الأحداث الخارجية بما تحتاجه من شخصية لها علاقة بالسياسة الخارجية والأمن القومي المصري. وهناك مسألة تتعلق بتكلفة الدعاية، وقد حددت الهيئة الوطنية 20 مليون جنيه سقفا للجولة الأولى وخمسة ملايين للجولة الثانية، وهذه التكلفة قد تستبعد تلقائيا عناصر جادة لكنها لا تملك المال، إلا إذا كانت ستعتمد على التمويل بأحد أمرين.. الأول تبرعات الناخبين من المؤيدين والمؤمنين بالمرشح الرئاسي. الباب الثاني عن طريق التمويل الخارجي، وأحذر هنا من خطورة تأثير المال السياسي على منصب الرئيس. بصورة أو بأخرى، ما فات خلال الأشهر الماضية كوم، وما هو آت كوم تاني.. فقد لا نستطيع التقاط الأنفاس خلال الأشهر الأربعة المقبلة.. وقد تموج البلاد بتيارات مختلفة.. لكن ينبغي ألا نتجاهل الأحزاب السياسية، وتأثير الكنيسة والأزهر، وتأثير جماعة الإخوان المسلمين.. خاصة هذه الجماعة الأخيرة.. فمن الذي سوف تقف خلفه في انتخابات الرئاسة؟ وهل يمكن أن يخوض معركة للنهاية أم الهدف هو الانتقام؟ أتوقع أن تشهد مصر فترة رواج سياسي كبير.. وأتوقع أيضا أن يكشف عن نفسه بعض الذين عاشوا فترة بيات وكمون شتوي.. وساعتها سنعرف الكتل التصويتية أين تتجه؟ من هم المنافسون في ماراثون الانتخابات؟.. من يترشح للمكايدة أو تفتيت الأصوات؟ ومن يقوم بالتمثيل المشرف؟ ومن يترشح كومبارس؟».

العنف الديني

اعتاد عمرو الشوبكي في «المصري اليوم» أن يتلقى رسائل عديدة تناقش أسباب العنف وظاهرة التطرف، حتى أصبح واضحا أن هناك مدرستين في التعامل مع هذه الظاهرة: الأولى تركز على الإصلاح الديني والفكري، والثانية تركز على الأبعاد السياسية والاجتماعية والتنموية، بدون أن تلغي كلتا المدرستين أهمية المدرسة الأخرى. يقول عمرو تلقيت من الدكتور محمود أمين الجمل، أستاذ الاقتصاد في جامعة رايس في الولايات المتحدة الأمريكية، رسالة حول هذا الموضوع (أقرب لتوجهي في هذا الشأن) جاء فيها: تعليقا على سلسلة مقالاتكم الأخيرة المتعلقة بالعنف الجديد، وكنموذج له قاتل مانهاتن في نيويورك، فرأيي أن الإسلام السياسي (بمعنى التفسيرات السائدة عن الإسلام وليس النصوص المقدسة) الذي بدأه جمال الدين الأفغاني كان بمعنى إسلام سياسى وطني، عند بداية القرن الماضي، ثم أصبح اشتراكيا في منتصف القرن (والشاهد على ذلك كتابات محمد الغزالي ومصطفى السباعي وسيد قطب.. إلخ) ثم أصبح رأسماليا بتمويل من دول الخليج، ثم تحول أخيرا إلى إسلام سياسي يمارس الإرهاب تحت عباءة الإسلام، لمعاقبة المجتمع الدولي ونظام الرأسمالية العالمية (والدليل على ذلك يشمل استهداف مركز التجارة العالمي في مانهاتن). وبالتالي لا أظن أن المسألة مسألة تطرف ديني وحسب، فمن يقومون بالأعمال الإرهابية في الأغلب ضعيفو أو حديثو التدين، وما هم في النهاية إلا بيادق الشطرنج. ولا يعني هذا أن إصلاح الفكر والخطاب الدينيين ليس مطلوبا أو مهما، على العكس تماما، أنا أظن أن المجتمعات المسلمة بحاجة ماسة لهذا الإصلاح، مثلا لدفع الظلم والأذى في موضوع الطلاق الشفهي، الذي أثير في مصر، أو موضوع المساواة بين الأبناء والبنات في الميراث، كما أثير في تونس. ولكنني موقن بأن هذا الإصلاح إذا تم فلن يحل مشكلة الإرهاب. فالإصلاح إذا تم سيساعد المسلمين في حل بعض المشكلات الاجتماعية في التضاد بين الحداثة والدين الموروث. أما مشكلة الإرهاب، فلن نجد لها حلا كاملا في الإصلاح الديني، لأنها أصلا ليست مسألة دينية. ومن الخطأ أن نتوقع خطوات إصلاحية من المؤسسات الدينية مثل الأزهر بمعزل عن المجتمع، فانتخاب بابا الفاتيكان الحالي فرانسيس مثلا هو انعكاس لتطور المجتمعات الكاثوليكية من المحافظة الشديدة إلى الليبرالية التقدمية وليس العكس. لذلك أصلحت الكنيسة نفسها عدة مرات حتى لا تخسر الكثير من أتباعها. على العكس تماما في مصر، حيث نجد أن كثيرا ممن يبتعدون عن تعليمات الأزهر يبحثون عن حلول دينية ترفض الحداثة، وتتساوى في ذلك الحركات الصوفية والسلفية، فالأولى تحث أتباعها على اتباع «طريقة» من العصور الوسطى، تماما كما تحث الحركة السلفية أتباعها على اتباع فقه العصور الوسطى الذي يصفونه بهتانا «بالشريعة». إن مشكلة الإسلام السياسى بكل أنواعه ليست فقط مسألة فقه يبرر العنف باسم الدين (وإن كانت كذلك، فكتابات ابن تيمية التي اشتهرت بادئ ذي بدء لتحفيزه المسلمين لقتال المغول لن تختفي، والنصوص الشرعية التي يستند إليها مبررو العنف لن تختفي كذلك). إذن، فحل مشكلة الإسلام السياسي الذي حوله البعض للإرهاب تتطلب حل مشكلات الفشل السياسي والاقتصادي المزمن في المراحل المختلفة، وليس فقط «إصلاح الخطاب الديني» كما يذاع».

كنيسة عبد الناصر وكنيسة السيسي

وإلى حضور الرئيس السيسي احتفال الأقباط الأرثوذكس، وهم الأغلبية الساحقة من المسيحيين المصريين بميلاد السيد المسيح عليه السلام، في كنيسة الميلاد التي أمر السيسي ببنائها في العاصمة الإدارية الجديدة، رغم عدم اكتمال بنائها النهائي، لتكون الكنيسة الأكبر في مصر والمنطقة، ما اعاد إلى الأذهان قصة بناء عبد الناصر الكنيسة المرقسية في منطقة العباسية في القاهرة على نفقة الدولة، لتكون الأكبر في المنطقة، ونشرت عنها مجلة «روز اليوسف» تحقيقا لوفاء وصفي جاء فيه: «في 24 يوليو/تموز سنه 1965 خلال احتفالات العيد الثالث عشر للثورة، أقيم احتفال في سرادق كبير في أرض الأنبا رويس، بوضع حجر الأساس لبناء أكبر كاتدرائية في الشرق، باسم القديس مرقس الرسول كاروز الديار المصرية، وحضر الحفل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وتحدث في هذا الاحتفال العظيم موضحا أن سياسة الدولة نحو جميع المواطنين واحدة، وأن بناء الدولة قائم على المحبة التي تربط بين عنصريّ الأمة. وفي هذا الاحتفال أعلن الرئيس الراحل تبرع الحكومة بمبلغ مئة ألف جنيه، مساهمة من الدولة في بناء الكاتدرائية الجديدة، وكان الاحتفال بوضع حجر الأساس صورة واقعية للوحدة الوطنية وإظهارا لروابط المحبة بين المصريين، وفي خطاب البابا كيرلس السادس أثناء الاحتفال، أعلن رسميا احتفال الكنيسة بافتتاح الكاتدرائية سنة 1968، الذي سيكون احتفالا عالميا بمرور 19 قرنا على استشهاد القديس مرقس. بمناسبة عيد استشهاد مارمرقس، أقام قداسة البابا كيرلس السادس صلاة تبريك في مكان البناء، إيذانا ببدء العمل في الكاتدرائية، وكانت معجزة حقا أن تم العمل في نحو عشرة أشهر، بعد أن تم تشغيل نحو ألف عامل، واستخدام الكثير من الآلات. وأسهمت الدولة في بناء الكاتدرائية بدفعة أخرى مقدارها خمسون ألف جنيه. كما أسهم الشعب والكنائس بتقديم تبرعاتهم لهذا المشروع الكبير، كذلك بذلت الحكومة المصرية ووزارة الإسكان جهودا جبارة لإنجاز الهيكل الخرساني للكاتدرائية في ميعاد الاحتفال، الذي أعلنه البابا كيرلس السادس بمرور 19 قرنا على استشهاد مارمرقس. وفي يوم الثلاثاء 25 يونيو/حزيران 1968 احتفل رسميا بافتتاح كاتدرائية مارمرقس الجديدة في دير الأنبا رويس، بحضور الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والإمبراطور الراحل هيلاسيلاسي الأول إمبراطور إثيوبيا، ووفود من ممثلي كنائس العالم. وأذاع التلفزيون المصري الحفل على الهواء، وأُلْقِيَت كلمات قوية من البابا كيرلس السادس ومار أغناطيوس يعقوب الثالث، ومن الكاردينال ديفال مندوب بابا روما، وغبطة الأنبا ثاؤفيلس نائب بطريرك جاثليق إثيوبيا، ومن مندوب بطريركية موسكو، الذي أعلن أن كنيسة موسكو قدمت للكاتدرائية الجديدة مذبحا مُذهبا. وكان الاحتفال بافتتاح الكاتدرائية احتفالا ضخما مكونا من مجموعة احتفالات فقد صاحبه الاحتفال بحضور رفات مار مرقس من الفاتيكان».

طابع مختلف

وفي مجلة «الاذاعة والتلفزيون» قال سيد المليجي: «7 يناير/كانون الثاني يحمل هذا العام طابعا مختلفا في تفاصيل كثيرة، أبسطها محاولة إرهاب المصريين من الاحتفال به، محاولة لحجب الفرحة عن هذا الوطن، وجميعها محاولات لن يكتب لها النجاح، لأننا شعب يحب الحياة ويجاهد من أجل الفرحة، لكن الأهم هو المحاولة الإيجابية لأن يكون احتفالنا هذا العام هو بداية للحظة انطلاق حقيقية لمستقبل مشرق، فقداس الاحتفال كان مقدرا له منذ فترة طويلة أن ينطلق هذه المرة من كنيسة الميلاد في العاصمة الإدارية الجديدة، وهو حدث يستحق احتفالا إضافيا لأسباب عديدة، أبسطها أننا نضع أقدامنا على بداية مشروع كفيل بتغيير صورة هذا الوطن، وأهما الرسالة التي يتضمنها هذا الحدث باعتباره تأكيدا على أننا مجتمع يقدر مؤسساته الوطنية وفي القلب منها الكنيسة المصرية».

تماثيل أم أصنام؟

وإلى المعارك والردود حيث لم يترك ماجد حبتة في «الدستور» قضية تدريس التلاميذ أن التماثيل أصنام! وقال في مقاله الذي جاء تحت عنوان «أصنام وزارة التربية والتعليم»: «بمطرقة هجم معتوه على تمثال «عين الفوارة» رمز مدينة سطيف الجزائرية، وقام بتشويه التمثال أمام أعين المارة، الذين حاول بعضهم منعه، قبل أن تتمكن قوات الشرطة من إلقاء القبض عليه. ولا أعتقد أن محاكمة ذلك المعتوه ستكون عادلة، إذا لم يكن إلى جواره في قفص الاتهام الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم المصري، والدكتور محمود فؤاد محمد مدير عام تنمية مادة التربية الدينية في الوزارة، وثلاثة قاموا بتأليف كتاب التربية الدينية للصف الثالث الإعدادي، وخمسة من المفترض أن يكونوا قد راجعوا الكتاب. لم يقرأ الدكتور محمود فؤاد محمد كتب التربية الدينية التي يتم تدريسها لطلاب المدارس، ومع ذلك ستجد أغلفة تلك الكتب تزعم قيامه بـ«الإشراف التربوي» وفوق ذلك أرسل خبرا للصحف في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي قال فيه، إنه عقد اجتماعا مع موجهي عموم مادة التربية الدينية للاتفاق على طرق تقييم الطلاب، ومعايير وضع درجات الأنشطة الخاصة في مادة التربية الدينية، وأشار إلى أنه «تمت مناقشة أهمية التعاون مع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي للقرآن الكريم والسنة النبوية». على طرف لسانك أرى ذلك السؤال: كيف عرفت أنه لم يقرأ الكتب التسعة؟ وربما قادك شيطانك إلى طرح سؤال بديهي عن وجه «الأهمية» في تعاون وزارة التربية والتعليم المصرية، مع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية «السعودية»، المصيبة السوداء هي أنك ستجد السؤال الخامس في «التدريبات» يسأل التلميذ عن رأيه في «مثّال يصنع تمثالا لطلبة قسم النحت في كلية الفنون؟». وطبعا يمكنك استنتاج إجابة «التلميذ الشاطر» بعد أن قرأ الدرس وتعفّن عقله بما فيه، ولو سألتني السؤال نفسه سأجيب بأن أمثال ذلك المستشار مدير عام تنمية التربية «غير» الدينية هم «الأصنام» التي ينبغي تحريمها وتجريم اقتنائها في وزارة التربية والتعليم أو في غيرها من الوزارات».

رجس من عمل الشيطان

أما الكاتب وجيه وهبة فقد حذرنا في مقاله الأسبوعي في «المصري اليوم» من احتمال قيام المتطرفين بمهاجمة المتحف المصري وتحطيم ما فيه من أصنام وضياع الدخل الذي يأتي من السائحين الذين يحضرون لمشاهدتها وقال: «التماثيل حرام ويحرم اقتناؤها لأنها رجس من عمل الشيطان» هكذا ينص كتاب «التربية الدينية» للمرحلة الإعدادية هنا في مصر القرن الواحد والعشرين بالتأكيد هناك الكثيرون مثل مؤلف كتاب الوزارة يعيشون بيننا ـ أو نحن نعيش بينهم ـ يتربصون باللحظة المناسبة التي تتيح لهم إزالة هذا «الرجس» من كل مصر بطولها وعرضها، ولتكن البداية من المتحف المصري حتى إن كان هناك الملايين ممن يتعيَّشون من المليارات التي يدفعها القادمون من مختلف أنحاء العالم لمشاهدة هذا «الرجس». السيد مستشار مادة التربية الدينية في وزارة التربية والتعليم علق على هذا النص في تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم» «مؤلف هذا الكتاب حين وضع هذا النص رجع إلى بعض الفتاوى الصادرة من دار الإفتاء، التي حرّمت اقتناء التماثيل بإجماع الآراء». مشيرا إلى أن «اللجنة المُشكَّلة من قِبَل الوزير الحالي رأت أن هذا الرأي يسبب صدمة مع الرأي العام، نظرا للتطور الحضاري للمجتمعات». وأكد مستشار مادة التربية الدينية أن «الوزارة لن تحجر على رأي المشايخ مادام الموضوع قيد البحث بين مختلف التيارات، وفي ظل وجود خلاف بين الإفتاء والأزهر من جانب، والتيارات السلفية أو المتشددة من جانب آخر، وبالتالي سيتم بحث الأمر على أعلى مستوى لتجنب الموضوعات الخلافية بالمناهج التعليمية»، مشيرا إلى أن «الوزارة لم تتدخل في هذه الخلافات الفقهية، ولكن هناك تعليمات لموجهي العموم بعدم مناقشة هذه النصوص في المدارس، أو أن تتضمنها أسئلة الامتحانات لحين حل هذا الخلاف الفقهي» لقد أصبح من الممنوع الاقتراب من كتاب الدين للمرحلة الإعدادية فهل أصبح هو أيضا كتابا من كتب التراث؟».

المطلوب نظام سياسي لا شركة مقاولات

«اعتاد المصري على رأي هاني هنداوي في «البديل» استدعاء ماضيه كلما أحس بالحاجة إلى ملء وجدانه بمشاعر الفخر، فما عاد شيء في حاضره يدفعه إلى الزهو بذاته ووطنه، وكل الصور من حوله قاتمة بالقدر الذي يُضاعف مخاوفه وارتيابه من المستقبل، فيضطر دوما إلى القبول منكسرا بالزهيد والفتات في اليد عوضاَ عن خير كثير مقبل، لكنه يظل مُبهما وفي علم الغيب. اعتلى النظام الحاكم قمة السلطة في لحظة انتشاء نادرة للجميع، فالوعود والأمنيات العظيمة التي سبقته كانت كفيلة بأن يظن أغلبنا أننا سنلامس بأيدينا عظمة الأمجاد من جديد، ولن نحتاج حينها إلى استحضار الماضي من قبره، لكن سرعان ما صُدم بعضنا في نظام بدا مغرما بنفسه أكثر مما يجب، مشغولا بتحصين وجوده للبقاء إلى ما لا نهاية، مبديا ميلا واضحا نحو سماع أي إطراء كاذب، وضيقا شديدا يصل إلى حد الانتقام عند سماع ما لا يروقه. تلاعب النظام السياسي الحالي بعواطف المصريين على طريقة العشيق الذي احترف الإيقاع بالجميلات طمعا في الاستيلاء على مجوهراتهن، فاستطاع بحلو كلامه ووعوده الوردية تنويم الملايين وهم في كامل يقظتهم بغية الوصول للمنصب الذي سبق أن أعلن بيقين راسخ أنه زاهدا فيه وغير طامح إليه. قاربت 4 سنوات كاملة هي عمر أول فترة رئاسية على الانتهاء، بدون أن نلمس أي مجد يُذكر، بل زاد حنين الغالبية منا إلي عهود قريبة ولّت كنا نظنها أزهى عصور الفساد.. فما زال المصريون يدورون في الدائرة المفرغة ذاتها، يتلقون الوعد تلو الآخر، فيصبرون على الشقاء ولا يحصدون في النهاية إلا خطابا جديدا أشبه بسابقه، مضافة إليه أطنان من الإنجازات التي نسمعها فقط بدون أن نطأها بأقدامنا أو تشعر بها جيوبنا الخاوية.
كنا نحيا في ظل نظام مبارك بلا أدنى ثقة في الخطاب الرسمي، فاستمر الحال وزاد سوءا.. كنا نشكو التمييز في العدالة وغياب المساواة، فاستمر الحال وزاد سوءا.. كنا نُعامل بدونية من منطلق السادة والعبيد، فاستمر الحال وصار لفئات بعينها الأفضلية دون غيرها.. كنا جميعا مفعولا بهم فالوطن يقوده رجل واحد لا يُقهر له أمر، فاستمر الحال وأصبح الكل رعايا بين يدي الرجل الأكثر وطنية والأوفر ذكاء والأشد عزما، وما دونه مجرد كائنات ناقصة. من باب الحقيقة لا يمكن إنكار حجم «الإنشاءات» التي يتباهي بها النظام حاليا، لكن يتحتم أولا أن يتم وضعها في حجمها الطبيعي، بدون الحاجة إلى تعظيمها بوصفها إنجازا غير قابل للتكرار، فالفضل في تلك الطرق والبنايات السكنية يلائم فقط وزارة أو إدارة أو جهة ما، ولا يليق أبدا تعميمه باعتباره إنجاز ثورة ودولة، فقد ذهب معظمنا إلى صناديق الاقتراع لانتخاب نظام سياسي وليس شركة مقاولات. الإنجاز الحقيقي الملائم لثورة شعب هو التغيير لأبعد مدى.. التغيير في العقول والأفكار وليس الأشخاص، التغيير في الإنسان وليس في الأحجار، التغيير في الرؤى وليس استنساخ الطرق البالية نفسها، لكن من شروط هذا التغيير أن نحتكم إلى المراجعة والنقد والحساب واستبعاد محدودي الكفاءة، وهذا بالقطع غير وارد، فمن يملك وسط هذا الهدير الجارف من التصفيق جسارة أن يشير إلى وجود تقصير أو فشل، فالبشر جميعهم خطاؤون باستثناء هذا النظام صاحب العصمة من الأخطاء».

أوقفوا الرهان على ترامب

يتمنى عماد الدين حسين في «الشروق» صادقا أن يسارع جميع القادة وكبار المسؤولين العرب لقراءة كتاب «النار والغضب في بيت ترامب الأبيض» للكاتب الأمريكي مايكل وولف. الكتاب صدر يوم الجمعة الماضي، ونفدت طبعته الأولى في اليوم نفسه، لكنه متاح لدى كثيرين في نسخته الإنكليزية عبر صيغة «البي دي إف».
لو قرأ القادة والمسؤولون العرب هذا الكتاب، فالمنطقي، أنهم سيغيرون إلى حد كبير من طريقة تعاملهم مع ترامب أولا، وربما إلى توخي الحذر، وهم يراهنون عليه لحل مشاكلنا. المؤلف اعتمد على مقابلات مع نحو 200 شخص مقربين من ترامب أو خبراء ومطلعين على السياسة الأمريكية، والنتيجة الرئيسية التي خرج بها هي أن ترامب غير مؤهل للاستمرار كرئيس للولايات المتحدة.
الوقائع التي ينقلها الكتاب على لسان المصادر، تقطع باليقين أن ترامب شخص غير سوي أو طبيعي، وأقرب لتركيبة الطفل الذي يسعى الجميع داخل البيت الأبيض إلى إرضاء نزواته وانفعالاته المتقلبة. تشكيك ترامب في صدقية الكتاب صعبة للغاية، خصوصا أن المصدر الرئيسي للمعلومات هو صديقه المقرب وداعمه الرئيسي في الانتخابات ستيف بانون، الذي تولى مدير التخطيط الاستراتيجي في البيت الأبيض عقب فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني قبل الماضي. لو قرأ المسؤولون العرب هذا الكتاب بما يستحقه من اهتمام فسيكتشفون بسهولة أن هذا الرئيس لا يمكن الوثوق فيه أو في وعوده لمدة خمس ثوانٍ وليس خمس دقائق.
أدرك أن الأمر صعب تماما على كثير من الحكام، خاصة في منطقة الخليج، فقد تعودا على «ماما أمريكا» بصورة مزمنة، يصعب الفكاك منها بسهولة. لكن إذا تفهمنا هذا الأمر في الماضي، في ظل وجود صيغة السيطرة على المنطقة الغنية بالنفط واحتكار توريد الأسلحة والمعدات مقابل حماية العروش، فلم تعد هذه الصيغة صالحة هذه الأيام، بل إن هناك تهديدات وتلميحات غربية ــ لم تعد سرية ــ بتفكيك منطقة الخليج، وإعادتها قبائل ومشيخات مرة أخرى. ما كان يقوله المسؤولون الأمريكيون سرا صاروا يجهرون به علنا بدون أي خجل.
قرأنا في الكتاب أن ترامب صار يتباهى بأنه هندس انقلابا في السعودية، وأجلس محمد بن سلمان في سدة الحكم.
وقرأنا أيضا أن اثنين من كبار مساعدي ترامب قالا: سنعطي الضفة للأردن وغزة لمصر، يديرانها كما يشاءان أو يغرقان فيهما. وإذا استرجعنا النبرة واللهجة التي تحدثت بها نيكي هايلي مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة، بمعاقبة أي دولة تصوت ضد قرار ترامب بنقل السفارة للقدس المحتلة، فسوف نفهم الصورة التي تنظر بها هذه الإدارة ليس للحكام العرب، ولكن لكل المنطقة شعوبا وحضارة ومقدسات».

أحضان مسمومة

ويواصل عماد الدين حسين قوله: «لا نريد من حكامنا العرب أن يعلنوا الحرب على أمريكا، أو حتى يقطعوا العلاقات معها، لأن الموازين شديدة الخلل، لكن على الأقل ألا يلقوا بكل أوراقهم في هذه «السلة الترامبية المخرومة أو المثقوبة».
لو أن حكام منطقة الخليج فكروا بهدوء فسوف يكتشفون أن إدارة ترامب لا تختلف كثيرا في أنها قدمت منطقة الخليج هدية لإيران بحسن أو سوء نية، كما ساعدت في تدمير العراق وسوريا لمصلحة إسرائيل عبر فزاعة «داعش». ترامب شخص فضائحي، ويتصرف بطريقة «الشيخ حسني» في رائعة إبراهيم أصلان «مالك الحزين»، التي تحولت لاحقا إلى فيلم «الكيت كات». كما لا يوجد لديه عزيز، وإذا كان يتباهى بمغازلة زوجات أصدقائه، ويحقر من شأن أقرب مساعديه الذين أوصلوه للحكم مثل بانون وزوج ابنته كوشنر، فهل نتوقع منه أن يتحدث عن حكامنا بصورة طيبة؟ سيقول البعض إن هناك مؤامرة لإزاحة ترامب عن الحكم وإذا صدقنا ذلك، ألا يفترض بنا ألا نراهن عليه بصورة مطلقة، خصوصا أنه صار «بطة عرجاء»، منذ شهره الأول في الحكم وليس شهره الأخير. ترامب خطر على نفسه وأسرته وحزبه وبلاده، وهو خطر حقيقي على العالم بأسره، خصوصا بعد أن تباهى بـ«زره الأكبر والأضخم» نوويا وهو يجادل رئيس كوريا الشمالية، وقوله عن نفسه إنه ليس فقط ذكيا، بل هو عبقري. وبعد كل ذلك ألا يفترض أن نتريث تجاه الأحضان الترامبية المسمومة؟»

أوطان بديلة

الحملات ضد الدكتور سعد الدين إبراهيم رئيس مجلس إدارة مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية تتصاعد بسبب زيارته لإسرائيل وإلقاء محاضرة في جامعة تل أبيب وهو ما أثار غيظ سحر الجعارة فقالت عنه في «الوطن»: «أنا لا أملك أدلة قاطعة على إدانة إبراهيم، لكنه قال بنفسه للإعلامي طوني خليفة: «إن لكل عربي وطنين وطنه الأصلي والوطن البديل هو مصر وذلك بشهادة التاريخ».
أما هو فله أوطان بديلة وهي: أمريكا وقطر ودول أخرى، لقد تحدى إبراهيم الموقف الشعبي من التطبيع وهو المقاطعة، التي اتفق عليها الشعب المصري منذ معاهدة «كامب ديفيد» بين مصر وإسرائيل عام 1979 وقال للتلفزيون الإسرائيلي إنه يزور تل أبيب منذ 20 سنة وزيارته الأخيرة هي المرة الثالثة. هناك «قرائن» كثيرة تدين المفكر الأمريكي الذي يخترق المجتمع المصري بمركز أبحاثه المشبوه «ابن خلدون» وهو نفسه علامة استفهام كبيرة في علاقاته المتشعبة والمتعددة واختراقه لمختلف الجماعات الأصولية والأحزاب والمنظمات الحقوقية، وقبل أن يدخل زنزانة «مبارك» خصص له التلفزيون المصري برنامجا تلفزيونيا وبعدها تم اتهامه بـ«الإساءة لصورة مصر» و«الحصول على أموال من جهات أجنبية بدون إذن حكومي» ثم دعت منظمة العفو الدولية ـ آمنستي إنترناشونال ـ الحكومة المصرية إلى إطلاق سراحه. وفي عام 2000 وجهت النيابة المصرية له تهمة «التجسس لحساب الولايات المتحدة الأمريكية» ثم برّأته محكمة النقض المصرية. أنت لا تستطيع محاكمة إبراهيم بالقانون، لكن محكمة «الرأي العام» أشد قسوة وأحكامها لا تقبل النقض لقد لعب د. سعد كثيرا بورقة «اضطهاد الأقليات» وتربّح من ملف «الأقباط والنوبة» ونصّب من نفسه حامي حمى الأقليات، رغم أن وليّ نعمته «البيت الأبيض» سعى جاهدا لتفتيت المنطقة إلى دويلات عرقية ودينية».

النظام المصري مشغول بتحصين وجوده للبقاء إلى ما لا نهاية والمواطن مضطر للقبول بالفتات

حسنين كروم

سبحة الوليد بن طلال التي نسيها في موريتانيا وأبرق من الجو يطلبها

Posted: 08 Jan 2018 02:27 PM PST

نواكشوط-«القدس العربي»: تابع الآلاف ما كتبته المدونة الموريتانية الدهماء ريم ذات التدوينات المقروءة عن سبحة الأمير الوليد بن طلال التي نسيها في نواكشوط خلال زيارته لموريتانيا في أيلول/ سبتمبر 2011 وأبرق من الجو يطلبها.
وتحت عنوان «سجين الريتز كارلتون»، قارنت الكاتبة في مهارة عالية بين الهستيريا التي أصابت طاقم السفارة السعودية في نواكشوط عندما أبرق الأمير من الجو يطلب سبحته التي نسيها في سيارة الضيافة، وبين حالتهم اليوم وهم يتهربون من اسمه بعد أن أصبح على رأس سجناء الأمير محمد بن سلمان.
تقول دهماء ريم «زار الأمير الوليد بن طلال موريتانيا ليوم واحد، وككُل شخصية وازنة اجتهدت الدولة لتوفِّر له أسباب الرَّاحة، ولزيارته أسباب النجاح، ومعلوم أن الاستثمارات الخليجية تَطْبَعها المزاجية وهي أقرب لِلُعبة الرِّهان، تُصيب وتَخيب، وفي حالتنا هذه طبعًا خابَتْ».
«يُحكى عن الأمير، تضيف المدونة، مَيْله لامتلاك زوج من أيِّ شيء يَقْتنيه؛ فجاءَ إلى نواكشوط في طائرتين، إحداهما تُقِلُّ ستة عشر شخصا، والثانية احتياط، فالأمير الوليد، مُخالف للصّورة النَّمطية لأهل رَبْعه، نحيف، بسيط في اجتماعيةٍ مرحة تَمُتُّ بخؤولتِه».
وتابعت المدونة قصصها عن «سجين الريتز كارلتون» تقول «بعد مائدة فخمة، ويوم حافل بالتّجول في المدينة، والمقابلات والأماني بالنَّظر في الاستثمارات التي ستكون، إن شاء الله، هباء وكلاما في الهواء، أقْلَع سِرب الأمير الجوِّي، وما هي إلا لحظات وتسقطُ برقية من الطائرة تُخبر أن الأمير ضَيَّع سَبْحة في سيارة الضّيّافة». وتابعت «وفي طرفة عين تجد الموظفة المعنية أمامها مسؤولا من السفارة السعودية، وقد تملّكه القلق، يفرك يديه في ارتباك وعصبية، يريد سبحة الأمير، وسبحة الأمير فقط، كانت الموظفة عكسه مطمئنة للحالة، اتصلتْ على سائق سيارة الضِّيافة: هل رأيت سبحة…الخ؟ فرد باللهجة الحسانية: اشْوَيْ عايِدْ كيفْ لخْريزَات.. أي «حاجة بسيطة فيها شيء من الخرز»، نعم هو ذاك!، فردّ في برودٍ: أرانِ ازْركَتُ افْكوفْرْ، أي «لقد رميته في محفظة السيارة».
«كان الأمر، تضيف المدونة، خَرَزَات قليلة في شكل جواهر شفافة، منظومة في سلك من الفضّة أو الذهب الأبيض، ف»لِخْرَيزات» لا تعني الكثير لسائقٍ أمين، سِجلّه نظيف، على أبواب التقاعد، قادَ نفس السيارة بعشرات من نُظَراء الوليد.»
وأضافت «ثم كان أن انتقل مسؤول السفارة السعودية من حال الذُّعر الى حال الفرح، مع كثير من الدّعاء، والرّغبة في إكْرام السائق، فترد عليه الموظّفة: متيقِّنة بنبل دافعك، لكننا لا نقبض عادة ثمن أمانتنا.»
وتابعت «أثناء كلمة الوليد لصحافتنا، تَجَلَّت قدرة الخالق فيه؛ فقد بدَت أمواله عاجزة عن رَدْعِ جِماح عضلة في وجهه، متمرَّدة على سلطانه، تَنْقَبض قُرْب فمه فَيَغْمِز بشكل لاَ إرادي، ثم تجلَّت قُدرته فيه اليوم، وهو مُقيّد في جَنَّة الريتز، وقد وَلاَّهُ الأهل والأصحاب والمال الذي كان يعتصِمُ به الظَّهر».
ثم تساءلت «ماذا يعني للأمير الملياردير ذاك الأكسسوار-السبحة الآن مقابل شعاع من شمس، وهو الذي تعوَّد أن يَخْلُق الظروف التي يتحرَّك فيها؟؛ هل مِنْ أحدٍ من السلك الدبلوماسي لبلدهِ يتجرأ ويُبدي قلقه عليه، فبالأحرى على أشيائه التافهة؟، إهانة الكبار لا تَتَّخذ طريقها الى الظُّهُور إلاَّ عبْر جبروت السلطة، ليس بالضرورة لإصلاح مِعْوجّ، ولا لعلاج علّة، بل لكي تتَمتَّع بالانفراد بالقوة.»
ثم ختمت الدهماء ريم تدوينتها عن سجين الريتز كارلتون قائلة «تتساقط العبرات، والأمراء يتظاهرون لسدادٍ من عوزٍ لفواتير الماء والكهرباء!!».
لاقت تدوينة الدهماء ريم مئات عن «سجين الريتز كارلتون» مئات الإعجابات، وحصدت عشرات التعليقات، حيث كتب الإعلامي الموريتاني البارز الشيخ بكاي «هي الدنيا غريبة، لا تبقى على حال».
وكتب المدون البارز أحمدو الأمين الغزالي «لله الأمر من قبل ومن بعد سبحان الله ما أجمل الإبداع حين تكتب « الدهماء « عن الأطوار التي تطبع حياة الأمراء».
وعلق علي سيدي موسى قائلا «ِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها».
وكتب عبد الله عبد الفتاح «سبحان مغير الأحوال، تحياتي لذلك السائق الأمين ولتلك الموظفة».
وكتب شاعر موريتانيا الكبير ناجي محمد الإمام «خرزات…كمُدِّ جواهر الأميرة أروى؛ طلاوة مَرِحة وتتابع مريح».

سبحة الوليد بن طلال التي نسيها في موريتانيا وأبرق من الجو يطلبها

محاولات روسية لاستقطاب قادة العشائر السورية إلى «سوتشي»… وتوجيه دعوات لبعضهم

Posted: 08 Jan 2018 02:27 PM PST

حلب – «القدس العربي»: أكدت مصادر في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، أن روسيا بدأت في توجيه دعوات فردية إلى شخصيات عشائرية في المحافظة لحضور مؤتمر سوتشي المزمع عقده في نهاية كانون الثاني/يناير المقبل، بينما أجرى مركز المصالحة الروسية في قاعدة حميميم العسكرية، لقاء عمل مع شيوخ عشائر ذوي نفوذ لدى فصائل المعارضة المسلحة حسب وسائل إعلام روسية التي نقلت على لسان المتحدث باسم المركز الجنرال يوري يفتوشينكو، قوله إن اللقاء تناول أهم شروط المصالحة المطروحة من قبل الطرفين المتنازعين.

كسب العشائر

وأكد مدير موقع NSO ضرار الخطاب لـ«القدس العربي»، توجيه روسيا دعوة رسمية إلى الشيخ حميدي الجربا شيخ قبيلة شمر لحضور مؤتمر سوتشي إضافة إلى الرئيس المشترك لـ «مقاطعة الجزيرة» في «الإدارة الذاتية»، وذلك عبر ضابط روسي من قاعدة حميميم ليس بصفته الإدارية، بل كونه وجهاً اجتماعياً في الحسكة.
واعتبر أن توجيه دعوة منفردة للجربا وغيره من وجهاء المحافظة، محاولة من روسيا للالتفاف على الاعتراض التركي على مشاركة «الإدارة الذاتية» عبر توجيه دعوات منفصلة، إضافة إلى محاولة سحب الشخصيات التابعة للإدارة المدعومة أمريكياً، عبر توجيه هذه الدعوات لهم مقابل ضمان موافقتهم على نـقاط محـددة خـلال المناقشـات.
ورأى المنسق العام للمجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية مضر حماد الأسعد: أن روسيا تسعى إلى كسب العشائر والقبائل السورية إلى جانبها، من أجل الحصول على شرعية الشعب السوري أمام المجتمع الدولي. وأوضح لـ «القدس العربي»، أن العشائر والقبائل السورية تمثل أكثر من نصف المجتمع السوري، وبالتالي فإن روسيا تحاول من خلال محاولات الترغيب والترهيب إلى استحداث زعماء جدد للعشائر عبر الدعم المالي والسياسي لسوقهم إلى سوتشي كـ»شهود» زور على إعادة تدوير نظام الأسد.

اللمسات الأخيرة

وقال ضرار الخطاب إن الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة الحسكة، تضع اللمسات الأخيرة على تشكيلة وفد الشخصيات الداعمة لنظام الأسد من الحسكة والذي تم تشكيله بتوصيات وتزكية أمنية. وكشف عن مجريات اجتماع ضم 47 من الشخصيات المدعوة من قبل النظام مع رئيس فرع أمن الدولة في القامشلي، العميد محمود مهنا، الذي كان مسؤولاً عن توجيه الدعوات لـ30 شخصاً منهم، إضافة للعميد علي ذياب، رئيس فرع الأمن العسكري في القامشلي ورئيس اللجنة الأمنية والعسكرية لمحافظة الحسكة والذي تكفل بدعوة بقية الأشخاص، حيث قام العميدان بتزويد المشاركين بمجموعة من التعليمات التي يجب أن يلتزموا بها خلال المؤتمر، إذا طلب منهم الحديث.
وحسب الخطاب فإن عدد المدعوين إلى مؤتمر سوتشي من كامل محافظة الحسكة بلغ نحو 100 شخصية منهم 47 شخصية حددها نظام الأسد وحده، بينما يفترض أن يمثل بقية المدعوين مختلف الجهات الأخرى في المحافظة، بما فيها من عشائر وأحزاب وتشكيلات، إضافة لـ»الإدارة الذاتية»، واختار النظام شخصيات موالية له في محافظة الحسكة لتكون ضمن وفد المحافظة إلى «سوتشي»، حيث حرص على اختيارها من مختلف مكونات المنطقة.
وأردف أنه بعد توجيه الدعوات لأعضاء الوفد، طلب منهم تقديم جوازات سفرهم إضافة لصور شخصية لهم، وتبع ذلك اجتماع لكافة المدعوين مع كل من رئيس فرع أمن الدولة ورئيس اللجنة الأمنية والعسكرية، في مبنى قيادة ميليشيا «الدفاع الوطني» في المربع الأمني بمدينة القامشلي.
ووفق المعلومات التي حصل عليها الخطاب من داخل الاجتماع فقد قام العميد علي ذياب، رئيس فرع الأمن العسكري في القامشلي ورئيس اللجنة الأمنية والعسكرية لمحافظة الحسكة، بتعيين لجنة من المدعوين لقيادة الوفد تتألف من خمسة أشخاص، يترأسهم شيخ قبيلة «طي» محمد الفارس المؤسس والقائد الفعلي لميليشيا «الدفاع الوطني» في مدينة القامشلي، كما تم خلال الاجتماع تعيين ناطقين رسميين باسم الوفد وهم (محمد الفارس، فاضل حماد، عبد الحميد الكندح، وأبو زويا).
وأضاف أن المسؤولين الأمنيين لدى النظام قاموا بتزويد أعضاء الوفد خلال الاجتماع بالتعليمات التي يجب أن يلتزموا بها في مؤتمر «سوتشي»، إضافة للمعلومات التي يفترض ألا يخرجوا عنها، إذا طلب منهم الحديث هناك، إضافة إلى التركيز على نقاط عدة أهمها، وحدة سوريا وأنها دولة موحدة ولا لتقسيم أي شبر منها، وأن تكون صناديق الانتخابات هي من تحدد الرئيس، وكذلك العَلَم لسوريا هو علم الجمهورية العربية السورية، بينما يمكن تشكيل لجنة لمناقشة دستور 2012 وتعديل بعض مواد.
وكشف الخطاب على قائمة أبرز الشخصيات المدعوة من قبل نظام «الأسد» للمشاركة في مؤتمر سوتشي وهي: محمد الفارس (شيخ قبيلة طي-مؤسس وقائد ميليشيا الدفاع الوطني)، حميد الأسعد (شيخ عشيرة البني سبعة)، غوار الحسو (شيخ عشيرة الراشد)، محمد شاكر (عشيرة المحلمية) ، محمد عبد الرزاق الطائي (أمير قبيلة طي)، فيصل العازل (عضو مجلس قبيلة طي)، نواف صالح بشار (قبيلة الشرابيين) ، ميزر المسلط (عشيرة الجبور)، فايز العاكوب (عشيرة حرب).
وفي اتصال هاتفي مع «القدس العربي» رأى المستشار الرسمي لوفد الهيئة العليا للمفاوضات الدكتور يحيى العريضي ان مؤتمر «سوتشي» المزمع عقده نهاية الشهر الجاري، والذي تحاول روسيا فرضه على الشعب السوري بأساليب متعددة الهدف منه هو تكريس احتلالها للأراضي السورية وشرعنة وجودها، عبر اتفاف مدروس على مخرجات جنيف والقرارات الشرعية الدولية، دون ان ننسى التصريحات الكاذبة التي ادلت بها شخصيات روسية رفيعة حول مباركة الأمم المتحدة لخطط موسكو في إيجاد مسار دموي يتلخص في «سوتشي» ويتخطى القرارت الدولية، من هذه التصريحات أن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا سيحضر سوتشي، فيما رد احد معاوني دي مستورا بأن الأخير لم يعبّر عن استعداده للحضور.
المحامي والخبير في القانون الدولي بسام طبلية قال ان الروس وغيرهم يحاولون من خلال سوتشي تخدير الفصائل العسكرية والاستفراد بالقيادة السياسية للحصول على شرعية قانونية زائفة من المعارضة، واقرار اتفاقات اذعان قانونية مع الأسد قد تكون ملزمة لسوريا المُستقبل باعتبار ان الدول تدعي كذباً انه الرئيس الشرعي – بعكس القرائن القانونية والقواعد القانونية الدستورية السورية كافة (الخيانة العظمى).
ورأى ان السوريين بسوادهم الأعظم يرفضون مؤتمر سوتشي، الذي يتبنى خريطة طريق فيها الكثير من الألغام، لان موسكو هي راعية المؤتمر وهي قاتلة الشعب السوري والقاتل لا يمكن ان يكون طرف نزيه وحيادي، وخاصة ان روسيا هي المدافع الأول عن بشار الأسد والإرهاب، ولان الطريق إلى السلام والاستقرار معروف وقصير ولكن روسيا لا تريد اتباع طريق واضح مما يزيد الريبة لدى الشعب السوري.
اما المجتمع الدولي فقد تجاهل عمداً جميع خروقات بشار الأسد وحليفه الروسي للمعاهدات الدولية والمواثيق التي اقترفها الطرفان (الاخلال بالسلم والأمن الدولي وجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية) بمواجهة الشعب السوري الذي عبر عن رأيه برفضه للمنظومة الأمنية والقمع الذي مورس ضد الشعب المدني من خلال استخدام (السلاح الكيميائي، براميل متفجرة ضـد المدنيـين بشكل عشـوائي…).

تواطؤ دولي

فكل كل هذه الأدلة برأي الخبير القانوني «غير كافية بنظر المجتمع الدولي لتكون سبباً لعدم شرعية بشار الأسد الأمر الذي يؤكد تواطؤ هذه الدول مع الأسد لأن البديل هو اناس مسلمون يحملون توجهاً اسلامياً قد يكون خطراً على أمن إسرائيل لاحقاً وخاصة أن الشعب السوري أثبت انه شعب منتج، شاب، قادر على العطاء والنجاح فكان لا بد من تدمير سوريا وشعبها وقدراتها والسيطرة على المصادر والثروات الباطنية، وما سيطرة أمريكا على المنطقة الشرقية التي توجد فيها ثروات باطنية غير مستخرجة بعد، وسيطرة روسيا على ميناء طرطوس وإخضاع سوريا لاحتلال روسي بثوب جديد وسيطرة إيران وغيرها الكثير كل هذه الأمور تثبت ان الاسد ليس إلا أداة لإعطاء الشرعية الزائفة من اجل الحصول على الشرعية الدولية منعاً من ابطال المكتسبات الممنوحة للمستعمرين لاحقاً متجاهلين الارادة الحقيقية الشعبية الرافضة لهذا الإذعان».
وقال: رغم ايماننا بأهمية المفاوضات السياسية إلى جانب العمل العسكري الثوري الداعم كل منهما للآخر إلا انه ومع وجود قيادتين (عسكرية وسياسية) منفصلتين مستقلتين متناحرتين احياناً، فإن هذا لا يمكن اعتباره تفاوضاً وإنما شرذمةً وتفرقاً.

محاولات روسية لاستقطاب قادة العشائر السورية إلى «سوتشي»… وتوجيه دعوات لبعضهم
مستشار وفد «الهيئة العليا» المعارض: المؤتمر يهدف لشرعنة الاحتلال
عبد الرزاق النبهان وهبة محمد

الانتخابات الرئاسية المصرية: تسريبات تؤكد إجبار شفيق على الانسحاب

Posted: 08 Jan 2018 02:26 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: لم تمر ساعات على إعلان الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي السابق، نيته عدم خوض الانتخابات الرئاسية، حتى كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن ضغوط مورست على شفيق لمنعه من الترشح، في وقت نفى رئيس الوزراء السابق، خلال مداخلة هاتفية في برنامج «العاشرة مساء»، مع الإعلامي وائل الإبراشي، على قناة «دريم»، تعرضه لأي ضغوط من أجل عدم الترشح، قائلاً: «شخصيتي لا تقبل مثل هذه الأمور».
ونقلت الصحيفة الأمريكية، عن أحد محامي شفيق، رفض نشر اسمه، قوله إن «ضغوطاً وتهديدات مورست على شفيق من قبل السلطات المصرية». وأضاف أن «السلطات المصرية هددت موكله بفتح ملفات قضايا فساد سابقة مرفوعة ضده حال لم يتراجع عن موقفه بشأن خوض الانتخابات الرئاسية».
ودعمت الصحيفة الأمريكية تصريح محامي شفيق لها بتسريب صوتي حصلت عليه لأحد الضباط المصريين، يوجه فيه التعليمات لأحد مقدمي البرامج التلفزيونية، ويحذره من التعرض بسوء لأحمد شفيق في زمن المكالمة، لأنه، حسب الضابط أشرف الخولي، الحكومة المصرية «تجري محادثات معه».
وقال الضابط في ذلك التسريب: «إذا قرر (أحمد شفيق) أن يكون معنا، فسنعامله على أنه أحد القادة السابقين للجيش المصري، هل فهمت؟». وأضاف: «أما إذا قرر غير ذلك، فإننا سنلعن أسلاف أبيه»!

هجوم إعلامي

وكان شفيق واجه منذ إعلان عزمه الترشح للرئاسة في فيديو بثه من الإمارات الشهر الماضي، هجوماً من إعلاميين وصحف محسوبة على نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي.
واضطر حزب «الحركة الوطنية المصرية» الذي يرأسه شفيق، لإصدار أكثر من بيان رداً على إعلاميين هاجموا الفريق. كان آخرها بيان جاء على لسان المتحدث باسم الحزب، خالد العوامي، تحت عنوان «بلادي وإن جارت علي عزيزة.. وأهلي إن ضنوا علي كرام»، قال فيه: «جوقة من تنابلة السلطان، ساسة وإعلاميين، اتخذوا من الفريق أحمد شفيق رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية هدفاً طوال الأيام الماضية عبر هجوم قذر، استباحوا فيه سمعته وتاريخه وشرفه العسكري، بهدف شيطنته واغتياله سياسياً ومعنوياً، وكأنه بات بين عشية وضحاها ليس شفيق المقاتل الذي كانوا يتمنون منه شذرة من نظره رضا».
وبعد وصول شفيق مصر عائدا من الإمارات التي قضى فيها ما يقرب من الخمس سنوات، ساد جدل كبير حول احتجازه في أحد الفنادق الكبرى، قبل أن يظهر بعد وصوله بيومين، في مداخلة هاتفية مع أحد الإعلاميين معلناً إعادة تفكيره في أمر ترشحه، وتنصله من أي علاقة بقناة «الجزيرة» أو جماعة «الإخوان المسلمين».

بلاغ للنائب العام

ولم تمر سوى أيام، حتى أحال النائب العام، المستشار نبيل صادق، البلاغ المقدم من المحامي محمد حامد سالم ضد شفيق، والذي يتهمه فيه بـ«إثارة الرأي العام من الخارج وبث بيانات تحريضية على قنوات معادية والوقيعة بين الشعب المصري والإماراتي»، إلى نيابة أمن الدولة العليا.
وذكر في بلاغه: «في 29 نوفمبر/ تشرين الماضي ألقى شفيق بيانًا يُعلن فيه ترشحه لرئاسة الجمهورية، وهذا حقه الدستوري والقانوني من وجهة نظره، إلا أن المبلغ فوجىء ببث البيان على قناة الجزيرة المعادية، وهو رجل عسكري سابق يعلم خطورة بث بيانه على قنوات معادية، وتخلى عمدًا عن حرصه العسكري والسياسي».
وطالب بـ«اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة والتحقيق في هذا البلاغ واستدعاء المبلغ ضده وسماع أقواله وسماع أقوال من يثبت اشتراكهم معه في ارتكاب الجرائم موضوع هذا البلاغ وإحالتهم للمحكمة المختصة». لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث ألقت أجهزة الأمن القبض على 3 من مؤيدي شفيق، واتهمتهم بـ«نشر أخبار كاذبة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي»، ما دعا رئيس وزراء مصر الأسبق إلى إصدار بيان، نشره على صفحته الرسمية على «فيسبوك»، قال فيه: «أعتذر بشدة لكل شاب تم التحفظ عليه، لمجرد علاقته الشخصية بي، أو لأنه من مؤيديّ أو أنه كان مشاركا وداعما لي في الحملة الانتخابية الرئاسية 2012»، دون تحديد أعداد أو أسماء.
وأضاف: «أعتذر لهم ولأسرهم إذا كان التحفظ عليهم لهذه الأسباب، وأرجو من السلطات المختصة سرعة إيضاح الأمر»، واصفاً التوقيفات بـ«الموقف الخطير»‎.
وكان شفيق أعلن تراجعه رسميا عن قرار الترشح للرئاسة المصرية، وقال في بيان مقتضب أمس: «شعب مصر العظيم، كنت قد قررت لدى عودتي إلى أرض الوطن أن أعيد تقدير الموقف العام بشأن ما سبق أن أعلنته أثناء وجودي في دولة الإمارات، مقدرا أن غيابي لفترة زادت عن الخمس سنوات ربما أبعدتني عن المتابعة الدقيقة لما يجري على أرض وطننا من تطورات وإنجازات، رغم صعوبة الظروف التي أوجدتها أعمال العنف والإرهاب». وأضاف: «بالمتابعة للواقع، فقد رأيت أنني لن أكون الشخص الأمثل لقيادة أمور الدولة خلال الفترة القادمة، ولذلك فقد قررت عدم الترشح في انتخابات الرئاسة هذا العام».
وكشفت وسائل إعلام مصرية عن مغادرة شفيق الخميس الماضي، الفندق الذي أقام به منذ عودته من دولة الإمارات، حيث استقر في منزله في منطقة التجمع الخامس، منذ أربعة أيام، ليباشر لقاءاته المتواصلة بأعضاء حزبه وكوادره.

الانتخابات الرئاسية المصرية: تسريبات تؤكد إجبار شفيق على الانسحاب
تعرض لهجوم إعلامي وبلاغ للنائب العام واعتُقِل عدد من مؤيديه
تامر هنداوي

هل كان على إسرائيل أن تدعم روحاني؟

Posted: 08 Jan 2018 02:25 PM PST

كان يكفي بتغريدة واحدة من الرئيس الأمريكي لدعم المتظاهرين ضد نظام روحاني لتخبو المظاهرات. كان يكفي تصريحا واحد من رئيس حكومة إسرائيل كفارس من فرسان حرية التعبير دعما للمتظاهرين في إيران لتصاب حركة الاحتجاج بنوبة قلبية. لماذا؟ المثل العربي يقول، والإيرانيون استوعبوا ذلك: «احتفظ بقردك كي لا يأتيك قرد اسوأ منه».
على السطح دونالد ترامب ونتنياهو يعارضان الزعيم الاعلى علي خامنئي، لكن الحقيقة هي أن الثلاثة يعملون في جبهة واحدة ضد شعوبهم. بعد قليل سيرد عليهم الزعيم الاعلى بعدد من الشتائم ضد الشيطان الاكبر والشيطان الاصغر، والكوابيس المعتادة ستعود. التوتر سيحل محل النضال ضد الفساد هنا، وبدل الاحتجاج ضد التعصب هناك ستزداد الكراهية بين الشعوب.
هذه هي القصة منذ زمن طويل، ونستغرب إذا كانت إسرائيل مسرورة بهذا الدور ـ أن تكون عنوان لغضب الشعوب العربية، بدل أن يوجه هذا الغضب المحق إلى زعمائهم الفاسدين. وها هو الرئيس الفرنسي عمانوئيل مكرون يقول إن التصريحات الهائجة في الاضلاع الثلاثة للمثلث الخطر ـ السعودية والولايات المتحدة وإسرائيل ـ من شأنها أن تقود إلى حرب، ومكرون كما يبدو أنه يعرف شيئا لا نعرفه.
في إيران يدور صراع شديد داخل النخبة الحاكمة، صراع أدى إلى صعود الاصلاحي الكبير حسن روحاني إلى كرسي الرئاسة. في الوقت الحالي القوى المحافظة للنخبة والذين يحتفظون بجزء من الدولة يبذلون كل ما في استطاعتهم لافشاله. في الحقيقة فان طرق التاريخ متلونة. حسب اقوال المحللين، الاحداث الاخيرة بدأت بالمظاهرات ضد الرئيس روحاني بهدف الاساءة إلى سمعته والقول للشعب في إيران إن السياسة الليبرالية على الصعيد الدولي والمحلي هي سبب الوضع الاقتصادي الصعب، ليس صدفة أن الدعوات في البداية كانت «الموت لروحاني». د. محمود الزغلول كتب في صحيفة «الشرق الاوسط» أن النظام في إيران القى بمهمة قمع المظاهرات على حكومة روحاني وليس على حرس الثورة والباسيج من اجل اعطاء اشارات بأن الازمة هي وليدة فشل حكومة روحاني، وكل ذلك إلى جانب القاء التهمة على «العدو الخارجي» بالطبع.
في المقابل، في المظاهرات في إيران خرج الجمهور للاحتجاج ضد تطلعات الهيمنة لزعمائه المتعصبين. الجمهور لا يريد إيران كبيرة وفي نفس الوقت جائعة. هو يريد إيران بدون سيطرة على سوريا واليمن والعراق ولبنان. هو يريد إيران حرة، قوية اقتصاديا، ديمقراطية واخلاقية. وبذلك فان عقب أخيل القيادة المتعصبة ليس نتنياهو أو ترامب، بل الشعب الإيراني الذي يرى في قيادته المحافظة، العقبة أمام رخائه.
ما هو دور حكومة إسرائيل في هذه الاثناء؟ لقد قال الشيوعيون، مئير فلنر وتوفيق طوبي في حينه: «مع الشعوب العربية ضد الامبريالية، وليس مع الامبريالية ضد الشعوب العربية». ولكن في إسرائيل اختاروا الجزء الاخير، بل وتفاخروا بذلك. منذ تأميم قناة السويس كانت إسرائيل جزء من العدوان الثلاثي على مصر، الآن المثلث تغير، لكن الهدف بقي على حاله: ضد الشعوب العربية.
ما الذي يجب عمله إذا من اجل احداث التغيير المأمول في إيران؟ دعم روحاني. ولكن كيف ندعمه؟ يجب رفع كل العقوبات، وبهذا سيشعر المواطن العادي بأن سياسة روحاني تجلب الدواء للمجتمع. ولكن طالما أن المثلث العدواني الجديد هو الحاكم ـ نتنياهو وترامب وابن سلمان ـ فان الوضع فقط سيزداد سوء والحرب، كما تنبأ مكرون، أمر يصعب منعه.
يبدو أن هذا هو الهدف: انجرار الشعب الإيراني بسبب الضائقة الاقتصادية والضائقة الاجتماعية الناتجة عنها إلى الحرب الاهلية. هل ربما هناك من يدفع إلى خلق سوريا اخرى هنا؟.

عودة بشارات
هآرتس 8/1/2018

هل كان على إسرائيل أن تدعم روحاني؟
يريد المحافظون اظهار أن سياسته الليبرالية فاشلة وهي سبب الوضع الاقتصادي الصعب
صحف عبرية

هجوم صاروخي على طوزخرماتو… وأربيل تحذر من «محاولات التعريب» في كركوك

Posted: 08 Jan 2018 02:24 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: صوّت مجلس النواب العراقي، أمس الاثنين، على قرار نيابي بتشكيل لجنة تحقيقية بشأن أحداث طوز خورماتو، وضمان عودة النازحين إلى القضاء، بشكل عاجل، ورصد الانتهاكات ومحاسبة المسيئين.
وتعرض قضاء طوزخورماتو التابع لمحافظة صلاح الدين، والمتاخم للحدود الجنوبية لمحافظة كركوك، إلى قصف صاروخي «عشوائي» استمر عدّة ساعات، وخلف قتلى وعشرات الجرحى في حصيلة غير رسمية.
ووفقاً لمصادر متطابقة، فإن القذائف سقطت جميعها في وسط المدينة، فيما قررت السلطات المحلية تعطيل الدوام الرسمي على خلفية الهجوم الصاروخي.
وقال المتحدث الرسمي باسم «الحشد الشعبي» في محور الشمال، علي الحسيني إن «قضاء طوزخورماتو تعرض لهجوم جديد بقذائف الهاون، والتي سقطت جميعها وسط المدينة، وألحقت أضرارا مادية وإصابات بين المواطنين». وأضاف: «مصدر الهاونات مقبل من المنطقة الجبلية المتاخمة لقضاء طوزخورماتو، والتي تسيطر عليها مجاميع الانفصاليين»، في إشارة إلى الأكراد، موضحاً أن «الهجوم الصاروخي بدأ صباح اليوم (أمس) واستمر عدّة ساعات».

تهديدات تركمانية بالتدويل

نواب المكون التركماني في مجلس النواب العراقي، تحدثوا من جانبهم عن «مؤامرة» يتعرض لها المكون في طوزخرماتو نتجت بعد أحداث عمليات فرض القانون، وهددوا بتدويل الموضوع في حال عدم إيجاد حلول جذرية وسريعة.
وقال النائب نيازي معماري أوغلو، في مؤتمر صحافي مشترك مع النائب، جاسم محمد جعفر، عقده في مبنى البرلمان: «بعد تمتع محافظة كركوك والمناطق المسماة بالمتنازع عليها بعمليات فرض القانون والنظام يوم الـ16 من تشرين الاول/ أكتوبر الماضي، فقد كانت هناك مؤامرة حيكت ضد أبناء المكون التركماني في طوزخرماتو من خلال إخلاء دورهم، ومن ثم منعوا تلك العائلات من العودة إلى منازلها وتزامنت مع تلك الحالة عمليات قصف منازل الأبرياء بالهاونات والمدفعية، ما أدى إلى استشهاد وجرح العشرات من المدنيين الأبرياء».
وبين أن «القصف مستمر على مركز طوزخرماتو بشكل عشوائي من قبل ثلة ضالة وإرهابية من حثالة البشر من بقايا داعش»، لافتاً إلى أن «ذلك القصف هو رد فعل وانتقام من قبل جهات على ما حصل في الـ16 من تشرين الأول/اكتوبر الماضي في فرض النظام والقانون وذلك بعد أن فشلت الأحزاب الكردية في إدارة تلك المناطق وباعتراف أغلب الأحزاب الكردية».
وتابع: «لدينا ملفات هائلة تدين الأطراف التي تدعي بانتهاكات لحقوق الإنسان عليها»، لافتاً إلى «أننا لن نقف مكتوفي الأيدي، وقد نعمل على تدويل القضية في المحفل الدولي عند عدم إيجاد حلول جذرية وسريعة لها».
النائب التركماني جاسم محمد جعفر، قال أيضاً إن «مدنيين اثنين قتلا وأصيب العشرات بسقوط قذائف هاون على منازل المدنيين في قضاء طوزخورماتو»، مطالبا رئيس الوزراء حيدر العبادي بـ»إرسال قوات فورية لتلك المناطق للحد من هذه الانتهاكات».
وأضاف أن «تلك القذائف أطلقتها عصابات كردية»، مشيراً إلى أن «البعض يدعون التباكي على حقوق الإنسان ويتهمون الآخرين بتفجير منازلهم وتهجير أبناء مكونهم ونراهم صامتين تجاه هذه الأفعال».

لجنة برلمانية للتحقيق

في الأثناء، صوت مجلس النواب، أمس الاثنين، على قرار نيابي بتشكيل لجنة تحقيقية تضم لجان الأمن والدفاع والقانونية وحقوق الانسان والمهجرين والثقافة والإعلام بشأن أحداث طوز خورماتو.
وعد رئيس وزراء إقليم كردستان، نيجيرفان البارزاني، هذه الخطوة «مهمة».
وأضاف: «هذا (القرار) أمر جيد وقرار مشجع، لكن نأمل أن تقوم لجنة التحقيق بمهامها على أكمل وجه».
وحذر خلال مؤتمر صحافي عقده في أربيل من محاولات التعريب الجارية في مدينة كركوك، حيث قال: « قلقون من خطوات تعريب كركوك».
وأضاف: «نأمل أن تضع بغداد حداً لمسألة التعريب والمشاكل في كركوك». وأبدى، الاستعداد لتقديم كافة التسهيلات إذا كانت لدى بغداد الجدية بما يخص دفع رواتب الموظفين. مؤكداً على: «إذا كانت بغداد تود معرفة أرقام تصدير نفط كوردستان فنحن مستعدون لذلك».
كما كشف بأن بغداد مدينة لفلاحي إقليم كردستان بمبلغ قدره 700 مليار دينار». وأن «واردات إقليم كردستان لا تكفي لدفع رواتب الموظفين».

هجوم صاروخي على طوزخرماتو… وأربيل تحذر من «محاولات التعريب» في كركوك
التركمان يتهمون تنظيم «الدولة» و»الانفصاليين» الأكراد

«القسام» لأم جندي إسرائيلي أسير: اذا أردت رؤية ابنك فاتصلي بحكومة نتنياهو

Posted: 08 Jan 2018 02:24 PM PST

لندن – «القدس العربي»: وجهت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أمس رسالة لوالدة الجندي الأسير في قطاع غزة «هدار غولدن». وقالت الكتائب في تغريدة عبر «تويتر»: «ليا غولدين سكان غزة الأمهات، والآباء، والأطفال، اختطاف الجثث أمر غير مقبول وغير إنساني وكل أم ترغب في زيارة قبر ابنها».
وأضافت الكتائب: «ليا غولدين إذا كنتي تريدين أن تري ابنك توجهي إلى حكومتكم لأنها تخفي الحقيقة وتعرف الحل جيداً». وختمت كتائب لقسام الرسالة بوسم بالعبرية، «حكومتكم تكذب».
وعرضت القسام مطلع نيسان/ أبريل الماضي لأول مرة صورة لـ4 عسكريين من قوات الاحتلال، وأكدت في حينه أنه لا مفاوضات حولهم، وتبعه نشرها لمقطع فيديو يتضمن أغنية باللغة العبرية احتوت كلماتها على رسائل من الجنديين، هدار غولدن وأرون شاؤول.

«القسام» لأم جندي إسرائيلي أسير: اذا أردت رؤية ابنك فاتصلي بحكومة نتنياهو

تحركات داخل «الأونروا» بمساندة فلسطينية رسمية ترتكز على «ثلاثة محاور» للتصدي لقرار تقليص المساعدات الأمريكية

Posted: 08 Jan 2018 02:24 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»: رغم عدم تلقي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أي قرار رسمي من قبل الإدارة الأمريكية بخصوص وقف دفع أولى المساعدات المالية المقدرة بـ 125 مليون دولار للعام الحالي، إلا أن دوائر القرار في هذه المنظمة الدولية، بدأت رسميا بالاستعداد لـ»الأسوأ»، بما في ذلك توقف عمل الكثير من البرامج المهمة، ووضعت خطة تحرك لتوفير البدائل، تؤيدها بقوة القيادة الفلسطينية، خشية من انعكاس الأمر سلبا على حياة خمسة ملايين لاجي.
وداخل دوائر «الأونروا» يعكف مسؤولون كبار في هذه الأوقات، على البحث عن بدائل للدعم المالي الأمريكي الكبير، الذي يمثل نحو 40 % من الموازنة العامة، رغم علمهم بأن سد هذه الثغرة لن يكون بالأمر الهين، خاصة وأن عجزا كبيرا ظهر في موازنة العام الماضي، فاق الـ 60 مليون دولار، رغم التزام أمريكا وقتها بما عليها من تعهدات.
وتتمثل خطة التحرك الحالية لمسؤولي المنظمة، وعلى رأسهم المفوض العام حسب ما علمت «القدس العربي»، وهي خطة تلاقي مساعدة من قبل القيادة الفلسطينية التي لا تريد أن ينتهي دور «الأونروا» كما تخطط إسرائيل والإدارة الأمريكية، لتبقى «شاهدا» على مأساة اللاجئين، بالتوجه إلى ثلاثة محاور رئيسة، أولها للقارة الأوروبية للطلب من دولها زيادة حصصها في الدعم، وكذلك التوجه إلى الدول العربية الغنية للأمر ذاته ، إضافة إلى الطلب من الأمين العام للأمم المتحدة، تخصيص جزء من موازنة المنظمة الدولية لـ «الأونروا» كحل مبدئي.
ولا تنعزل هذه الخطة عن مقترحات فلسطينية سابقة تقضي بتبعية «الأونروا» ماليا إلى الأمم المتحدة، بحيث يتم تمويل موازنتها من الموازنة العامة للمنظمة الدولية، كحال العديد من المنظمات الدولية الأخرى، وذلك بهدف إبعادها عن أي عملية «ابتزاز مستقبلية».
وعلى المستوى الفلسطيني الرسمي، من المقرر أن يثير الرئيس محمود عباس هذا الأمر خلال لقائه وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، يوم 22 يناير/ كانون الثاني الحالي، في العاصمة البلجيكية بروكسل، إضافة إلى ملفات سياسية أخرى تتعلق بقرارات أمريكا تجاه القدس.

شعث يطالب

وبما يؤكد ذلك طالب الدكتور نبيل شعث، مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدولية، البحث عن مصادر جديدة لتمويل «الأونروا»، ودعا الدول العربية لتقديم الدعم المالي لها، «تعويضا عن الحجب الأمريكي».
ويوم أمس التقى وزير العمل الفلسطيني مأمون أبو شهلا، مع مدير عمليات «الأونروا» في غزة ماتياس شمالي، وبحثا التهديدات الأمريكية بخفض وتجميد المخصصات المالية، ومدى تأثيرها على عملها في مناطق عملياتها الخمس.
لكن هذه التحركات على الأرض، من قبل «الأونروا» والمستوى السياسي الفلسطيني، لا تخفي وجود تخوفات من «ضغط أمريكي» على هذه المحاور الثلاثة، لعدم ملء الفراغ الكبير الذي سيخلقه وقف دعم واشنطن، مما ينذر بوقوع أزمة، تحذر الأطراف المعنية من وصولها لمرحلة «الانهيار».
يشار إلى أن الولايات المتحدة جمدت تقديم 125 مليون دولار، من مساهمتها في ميزانية «الأونروا» كان من المقرر دفعها في الأول من الشهر الجاري، ورهنت تقديم المساعدات بموافقة السلطة الفلسطينية على استئناف المفاوضات مع إسرائيل.
وفي هذا السياق دعت الحكومة الفلسطينية الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى «عدم التهاون» في قضية «الاونروا»، وطالبت دول العالم باستمرار وزيادة تقديم الدعم اللازم للوكالة لتواصل مهمتها التي أنشئت من أجلها، وذلك حتى عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، التي هجروا منها حسب قرارات الشرعية الدولية.
وقد رفض المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود، التصريحات الإسرائيلية، ومنها تصريحات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ضد «الأونروا» التحريضية ضدها. وشدد على ان ما تقوم به واشنطن في هذا الإطار «يأتي ضمن سياسة الابتزاز والضغط  على القيادة الفلسطينية من أجل المساومة على الثوابت، وهي سياسة مستنكرة ومدانة ولن تقبل فلسطينيا بأي حال من الأحوال»، محذرا من أن ذلك «»يدفع باتجاه إنعاش التطرف في المنطقة».
وبالعودة إلى آثار الخطة الأمريكية الرامية للتضييق على الفلسطينيين، بما تشمله من وقف تمويل «الأونروا»، فإن التوقعات من داخل المنظمة الدولية تشير إلى أن أمر الوقوع بـ «الأزمة» بات قريبا جدا، بسبب العجز المالي الذي لاحقها منذ العام الماضي، حيث كان هناك تعويل كبير على سد جزء كبير من العجز من الدعم الأمريكي.

مسؤولو الأونروا يتوقعون عجزا

ويتوقع مسؤولون كبار في «الأونروا» أن تكون هذه المنظمة غير قادرة على السير في «برنامج الطوارئ» ، وهو برنامج إغاثي يقدم مساعدات غذائية «كوبونات» لمليون لاجئ في قطاع غزة، إضافة إلى تأثر برامج أخرى بشكل مباشر كبرنامج الصحة، الذي شهد سابقا تقليصات طالت جودة الخدمات المقدمة لجموع اللاجئين في مناطق العمليات الخمس وهي قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان.
يذكر أن «الأونروا» تقدم خدمات تعليمية وصحية واجتماعية لخمسة ملايين لاجئ فلسطيني في مناطق عملياتها الخمس، وهي غزة والضفة الغربية والاردن وسوريا ولبنان.
وبلغة الأرقام قدمت الولايات المتحدة العام الماضي مساهمات مالية لـ»الأونروا» بلغت 364,265,585 دولارا، بينما ساهم الاتحاد الأوروبي بمبلغ 143,137,340 دولارا، وساهمت ألمانيا بمبلغ 76,177,343 دولارا، والسويد بنحو 61,827,964 دولارا، كما ساهمت بريطانيا بمبلغ 60,302,892 دولارا، والسعودية بمبلغ قدره 51,275,000 دولار، واليابان بنحو 43,062,169 دولارا، وسويسرا 6,938,805 دولارات، والنرويج بنحو 26,313,359 دولارا، وهولندا بمبلغ  20,877,507 دولارات، ليكون مجموع الموازنة للعام المنصرم 874,177,965 مليون دولار.
وعلمت «القدس العربي» أن هاجس عدم القدرة على دفع رواتب موظفي هذه المنظمة الدولية، يعد من أكبر التحديات التي تواجه المسؤولين الكبار في «الأونروا»، خاصة وأن عجز العام الماضي الذي لا يتعدى ربع العجز المتوقع هذا العام، بسبب حجب واشنطن مساعداتها، كاد أن يشل قدرة «الأونروا» على دفع رواتب الموظفين نهايات 2017.
ولا يمكن إغفال التصريحات السابقة التي أدلى بها مدير عمليات «الأونروا» في غزة ماتياس شمالي، قبل نحو الشهر، وأكد خلالها أن منظمته لن تتمكن من دفع رواتب موظفيها عن شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ان لم يسدد العجز المالي.

موظفو الأونروا لن يتركوا عملهم

وبالرغم من ذلك، فإن عددأ من الموظفين المحليين العاملين في «الأونروا» وبينهم من يعمل في حقل التعليم، وجميعهم يترقبون الأزمة وقلة الأموال، أكدوا أنهم تحت أي ظرف لن يتركوا أماكن عملهم. وقال أحدهم لـ «القدس العربي»، وطلب عدم ذكر اسمه، بسبب دواعي العمل التي تمنعه من ذلك، إن هناك إدراكا بأن المخطط الأمريكي هدفه «سياسي بامتياز»، وإن هناك حالة وعي لدى الموظفين تجاه المخطط.
يشار إلى أنه عقب الكشف عن القرار الأمريكي بوقف المساعدات، طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإغلاق «الأونروا»،  وقال «أتفق تماما مع انتقادات الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب القوية للأونروا»، زاعما أن هذه المنظمة «تديم مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وتديم أيضا رواية ما يسمى بحق العودة الذي يهدف الى تدمير دولة اسرائيل، ولذا يجب ان تزول الأونروا من الوجود». وأضاف محرضا على إغلاقها «بينما يحصل ملايين من اللاجئين حول العالم على مساعدات من مكتب المفوضية العليا للاجئين، فإن الفلسطينيين وحدهم لديهم منظمة مخصصة لهم تتعامل مع «أبناء أحفاد اللاجئين، وهم ليسوا لاجئين».
لكن «الأونروا» ردت على لسان الناطق باسمها سامي مشعشع، بالتأكيد على أن مهام ولايتها تحددها الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي يقدم أعضاؤها دعما قويا وواسعا لمهمة الوكالة في مجالات التنمية البشرية والمجالات الإنسانية، في الشرق الأوسط. وأكدت أن ما يعمل على إدامة أزمة اللاجئين هو «فشل الأطراف في التعامل مع القضية»، وشددت على أنها مكلفة من الجمعية العامة بمواصلة خدماتها حتى يتم التوصل إلى «حل عادل ودائم لقضية لاجئي فلسطين».

تحركات داخل «الأونروا» بمساندة فلسطينية رسمية ترتكز على «ثلاثة محاور» للتصدي لقرار تقليص المساعدات الأمريكية

أشرف الهور:

 أهالي الموصل يعيدون بناء وترميم منازلهم ومحالهم التجارية بجهودهم الذاتية

Posted: 08 Jan 2018 02:24 PM PST

الموصل ـ «القدس العربي»: رغم الخراب والدمار، اللذين عما أجزاءاً كبيرة من مدينة الموصل، خصوصاً الجانب الغربي منها، لجأ كثير من المواطنين إلى إعادة بناء وترميم ما دمرته الحرب لمنازلهم ومحالهم التجارية، وسط عجز الحكومة العراقية بتعويضهم في الوقت الحالي.
الحرب دمّرت منزل أبو مهند ومحله، الذي يعتبر مصدر دخله ورزقه الوحيد، ورغم من عدم قدرته من إعادة بناء منزله ومحله لكنه بدأ من الصفر كما قال لـ«القدس العربي».
وأضاف: «بدأت باعادة بناء بيتي على شكل مراحل، كلما توفر بيدي المال، حتى وإن استمر الحال لزمن طويل».
وبين أن «الحكومة لا يمكنها تعويضنا وكثيرا من المنظمات قد وعدتنا بالتعويض ولكن لم تف بوعودها حتى الآن، لافتاً إلى أن «الدمار الذي حل بالمدينة يحتاج إلى جهد ودعم دولي كون الأضرار التي نجمت عن الحرب هائلة وتحتاج أموالا طائلة».
أما حسام محمود، من سكان الموصل، فقد أنطلق ومجموعة من الأهالي الذين دمرت منازلهم بعملية إعادة البناء من جديد ورفع الأنقاض بعد مرور أشهر من انتهاء العمليات العسكرية.
وأوضح لـ«القدس العربي» أنه «لا توجد علامات تفيد بتعويض ما خسرناه بسبب الحرب».
وتابع: «حجم الدمار كان هائلاً، وقد خسرنا كل ما نملك من منازل ومحال وأملاك، وخرجنا بأرواحنا، وهناك من دفنوا تحت أنقاض منازلهم ولم ينجوا بأرواحهم».
وحول عمليات إعادة البناء الذاتية، قال علي أبو محمد: «مشكلتنا الأساسية هي التخلص من الأنقاض التي أصبحت عبارة عن جبال داخل المدينة، وعملية إخراجها تشكل لنا مشكلة كبيرة». وزاد: «الأنقاض المنتشرة أدت إلى إغلاق الطرق والممرات، ما يصعب علينا حركة الدخول إلى مناطقنا لإعادة ترميم وبناء منازلنا».
وواصل: «بدأت بإعادة بناء محلي الذي يعتبر مصدر رزقي الوحيد، رغم أن منطقته مهجورة، ولكن هناك أملا أن تدب الحياة إليها من جديد وتعود الحركة التجارية».
عبدالله، هو أيضاً من سكان الموصل، قال: «كان لي منزل استغرقت في بنائه سنوات طوال، وأنفقت عليه كل ما أملك، وقد دمر بالكامل جراء الحرب».
وأضاف: «سأعود من جديد وأبني منزلي حتى وإن استغرق سنوات أخرى».
إلى ذلك، كشف برلماني عراقي، أمس الاثنين، عن حدوث هجرة عكسية من مدينة الموصل وباقي مدن محافظة نينوى بسبب انهيار الواقع الخدمي في المدينة.
وقال النائب زاهد الخاتوني، لوكالة الأناضول، إن «نحو 500 عائلة غادرت مناطقها في المحافظة إلى مخيمات النزوح والمناطق الأخرى خلال الأسابيع الماضية بسبب عدم وجود الماء والكهرباء والطرق والمراكز الصحية والتعليمية وغيرها من الخدمات اللازمة لديمومة الحياة».
وأضاف، أن «استمرار الهجرة من مدينة الموصل وباقي مناطق محافظة نينوى ينذر بوقوع خطر على الحياة في أهم المدن العراقية وقد يهدد بعدم عودة الحياة اليها بسهولة».
ولفت إلى أن «الفساد المستشري في المنظومة الحكومية وراء عدم اصلاح المشاريع الضرورية والتي تسهم في تشجيع السكان على الاستقرار»، مشيرا إلى أن «الفساد تسبب بازدياد معاناة النازحين في الخيام التي تفتقد لأبسط مقومات الحياة الكريمة، مما جعلهم يقاسون ويتحملون شتى أنواع الظلم».
وتابع، أن «الهجرة سوف تزداد في قادم الأيام مالم تتحرك الجهات المعنية صوب إعادة المشاريع الحيوية من جسور وطرقات ومشاريع ماء وكهرباء وتعليم وصحة إلى الخدمة».
وتعرضت مدينة الموصل لاسيما جانبها الغربي، لدمار كبير، وانتشار العبوات، فضلاً عن المنازل المفخخة.
وحسب خبراء، مهمة رفع المخلفات الحربية تتطلب جهداً محلياً ودولياً واستخدام معدات وأجهزة حديثة لكشف المتفجرات التي باتت منتشرة في المدينة بشكل كبير.
ويأمل سكان المدينة أن يتم تأمين االموصل بشكل كامل وإعادتهم إلى منازلهم وإنهاء معاناتهم في مخيمات النزوح.
وحسب الاحصائيات الصادرة من الحكومة المحلية في نينوى لنسبة الدمار في الموصل، فقد تم تدمير 63 دار عبادة بين مسجد وكنيسة غالبيتها تاريخية، إضافة إلى تدمير 212 معملاً وورشة و29 فندقاً وتدمير معامل الكبريت والغزل والنسيج ومعامل أخرى.
وتبعاً للاحصائية، نسبة التدمير في المؤسسات الحيوية بلغت 80 ٪، حيث شملت تدمير 9 مستشفيات من أصل 10، و 76 مركزا صحيا من أصل 98، وتدمير 6 جسور من أصل 6، إضافة إلى 308 مدرسة و12 معهداً وكلية وآلاف المنازل. كما تم تدمير 4 محطات كهرباء و6 محطات للمياه ومعمل أدوية.

 أهالي الموصل يعيدون بناء وترميم منازلهم ومحالهم التجارية بجهودهم الذاتية
برلماني عراقي: هجرة عكسية من محافظة نينوى بسبب انهيار الخدمات
عمر الجبوري

المري: نطالب الحكومة القطرية بعدم الدخول في أي حوار قبل إنصاف الضحايا

Posted: 08 Jan 2018 02:23 PM PST

الدوحة ـ «القدس العربي»: رحّب الدكتور علي بن صميخ المري، رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في دولة قطر بالتقرير الصادر عن المفوضية السامية لحقوق الإنسان بعد 7 أشهر من الحصار المفروض على قطر، لافتاً إلى أنه «أول تقرير رسمي صادر عن الأمم المتحدة يدين الإجراءات التعسفية والانتهاكات التي قامت بها دول الحصار، ويصف تلك التدابير بأنها غير متكافئة وتتسم بالعنصرية»، داعيا في الوقت ذاته إلى ضرورة إدراج انتهاكات دول الحصار ضمن تقرير المفوض السامي الذي سيقدمه أمام الدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة في آذار/ فبراير المقبل. وطالب المري الحكومة القطرية «بعدم الدخول في أي حوار أو مفاوضات لحل الأزمة قبل رفع التدابيبر التعسفية وتعويض الضحايا وانصاف الضحايا»، مشدّداً على ضرورة «طرح تداعيات الحصار أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن، واللجوء إلى محكمة العدل الدولية ولجان التحكيم والمحاكم الوطنية والدولية المتخصصة».
جاء ذلك، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر اللجنة في الدوحة، كشف خلاله النقاب عن التقرير الذي أعدته المفوضية السامية عقب الزيارة التي قامن البعتة الفنية التابعة للمفوضية إلى الدوحة خلال الفترة من 18 ـ 23 كانون الأول/ نوفمبر الماضي، والتقت خلالها متضررين من الحصار المفروض على قطر منذ الخامس من يونيو/ حزيران الماضي.
وأشار المري إلى أن فريق البعتة الفنية الدولية التقى ممثلي 20 جهة حكومية وغير حكومية. كما التقى الفريق 40 شخصاً ممن قدموا شكاوى للجنة الوطنية لحقوق الإنسان.
وعن أبرز القرارات التي تضمنها تقرير المفوضية السامية، قال: «وصف التقرير رسميا التدابير التي اتخذتها دول الحصار على أنها إجراءات تعسفية أحادية الجانب وفقا لتعريف ومعايير الأمم المتحدة، مؤكداً أن تلك التدابير غير متكافئة، وتتم بالعنصرية. كما انتقد التقرير أن التدابير التي اتخذتها دول الحصار لا يتم إبلاغها رسميا وليس لها دوافع قانونية، مما يأكد أن ليس لدول الحصار حجة مقبولة».
وأضاف: «أكد التقرير أن الإجراءات المتخذة من طرف دول الحصار لا تفرق بين الحكومة والمدنيين، وبالأخص حاملي الجنسية القطرية، وأن هذا الأمر خطير. كما أن الأثر الاقتصادي الذي خلفه الحصار يرقى إلى الحروب الاقتصادية».
وتابع قائلاً: «أكد التقرير على التأثير السلبي والخطير للتدابير التعسفية أحادية الجانب على الأفراد، وما أحدثته من أثر نفسي كبير على مجموع السكان وقد تفاقم ذلك بسبب حملات التحريض والتشهير الإعلامي وحملات الكره ضد قطر وقيادتها وشعبها. وبالمقابل، أكد التقرير بشكل إيجابي أن حكومة قطر لم تتخذ أي إجراءات انتقامية ضد مواطني دول الحصار العاملين في قطر، ولم تتعامل أو ترد بالمثل بشأن الانتهاكات».

توصيات إلى الحكومة

وقدم المري ثماني توصيات إلى الحكومة القطرية تضمنت «دعوة الحكومة القطرية بعدم قبول اية حل للأزمة أو اية مفاوضات قبل رفع الانتهاكات والغبن عن المتضررين وإنصاف الضحايا، وضرورة الاعتماد على تقرير البعثة الفنية في دعم الشكاوى المطروحة أمام منظمة التجارة العالمية والمنظمة الدولية للطيران المدني ومنظمة اليونسكو».
كما طالب الحكومة القطرية «بسرعة التحرك في المحافل الدولية والإقليمية لرفع الغبن على الضحايا، وسرعة التحرك على مستوى مجلس حقوق الإنسان لطرح مشروع قرار حول تداعيات الحصار على مواطني ومقيمي دولة قطر، وضرورة طرح تداعيات الحصار أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن».
وشدّد المري على ضرورة «اللجوء إلى محكمة العدل الدولية ولجان التحكيم والمحاكم الوطنية والدولية المتخصصة، وضرورة تقديم بعض المتسببين في الحملات التحريضية وخطاب الكراهية ودعوات العنف من دول الحصار إلى العدالة وبخاصة مسؤولي تلك الدول كالمستشار الإعلامي في الديوان الملكي السعودي على ما ارتكبه من جرائم عدائية وتحريضية تنافي القانون الدولي والقوانين المحلية، علما بأن اللجنة الوطنية قامت برصد وتوثيق كافة الحملات التحريضية من طرف ذلك المسؤول ومسؤولي دول الحصار للقيام بتحركات قانوني».
ودعا «لجنة التعويضات إلى ضرورة الإسراع في إجراءات التقاضي والتحكيم الدولي واعتماد مكتب المحاماة الدولي المعين من طرفها على حيثيات تقرير البعثة».

6 توصيات إلى المفوضية السامية

وفي المقابل، وجه رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان ست توصيات إلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان، تضمنت «دعوة المفوضية السامية لمزيد من التحرك على كافة مستويات الآليات الدولية لحقوق الإنسان ومجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وطرح قضية تداعيات الحصار في تقرير المفوض السامي لحقوق الإنسان في الدورة القادمة لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة».
كما دعا المفوضية «للتواصل مع الوكالات الدولية المتخصصة مثل منظمة العمل الدولية ومنظمة اليونسكو ومنظمة التجارة العالمية والمنظمة الدولية للطيران المدنية وذلك بغرض تشارك المعلومات ودعم الشكاوى المقدمة أمامها ضد دول الحصار، وضرورة دعوة المقررين الخواص في الأمم المتحدة إلى سرعة التحرك لمعالجة قضايا ضحايا إنتهاكات الحصار وزيارة دول الحصار إلى جانب تضمين تداعيات الحصار في تقاريرهم التي ترفع إلى مجلس حقوق الإنسان».
ودعا المري «البعثة الفنية إلى زيارة دول الحصار والوقوف على أثار الحصار على مواطنيهم ومواطني دولة قطر، وتضمين تداعيات الحصار في التقرير العام للأمين العام للأمم المتحدة «.

توصيات إلى دول الحصار

ووجه 6 توصيات إلى دول الحصار تضمنت ضرورة «التعامل الإيجابي والفوري مع نتائج تقرير البعثة الفنية للمفوضية السامية لحقوق الإنسان وإلغاء كافة التدابير التعسفية الأحادية الجانب، واحترام تعهداتها وفقا للقانون الدولي لحقوق الإنسان والرفع الفوري للانتهاكات وإنصاف الضحايا، والسماح بدخول البعثة الفنية للمفوضية السامية لحقوق الإنسان والوقوف عن كثب على أثار الإجراءات المتخذة على مواطني تلك الدول ومواطني ومقيمي دولة قطر».
كما طالب بضرورة «السماح بزيارات ميدانية للمقررين الخواص والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان، ولسماح للضحايا من اللجوء إلى العدالة الوطنية و اجراءات التقاضي لاسترجاع حقوقهم، والكف الفوري عن الحمالات التشهرية وخطاب الكراهية والدعوات التحريضية ومحاسبة المتسببين في ذلك».
وعن الخطوات المتوقع اتخاذها من طرف المفوضية السامية لحقوق الإنسان، قال: «أنهي إلى علم اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بأن المفوضية سوف تقوم ببعض الخطوات تتمثل في عقد اجتماع مع إدارة الإجراءات الخاصة بالمفوضية لتسليم الحالات إلى المقررين الخواص في الأمم المتحدة كل حسب اختصاصه».
وأضاف: «سوف تقدم المعلومات إلى بعض الوكالات الدولية المتخصصة المعنية مثل منظمة العمل الدولية. وسوف تعقد المفوضية اجتماع مع البعثات الدبلوماسية لدول الحصار في الأمم المتحدة في جنيف لاطلاعهم على التقرير والحالات ومحاولة إيجاد حلول لها».

فتوى بهدر دم أمير قطر وتهديدات بقتل الصحافيين

وحسب التقرير الذي حصلت «القدس العربي» على نسخة منه، فقد وثقت البعثة الفنية للمفوضية السامية أكثر من 1120 مقالة وما يقارب 600 كاريكاتير ضد قطر، بين شهري يونيو وأكتوبر/تشرين الأول 2017، إلى جانب تغريدة سعودية تابعها 5 ملايين شخص كان مؤداها الإفتاء بقتل أمير قطر، وتغريدة سعودية حذرت من إمكانية إرسال 1 مليون مفخخ يمني إلى قطر.
ويشير التقرير إلى أن مدير تحرير صحيفة «العرب» القطرية جابر المري تلقى 10 تهديدات بالقتل، في حين أن 50 ـ 60 ٪ من الصحافيين المصريين في صحيفة «الراية» القطرية غادروا قطر بطلب من حكومتهم، و40٪ من صحافيي «الراية» عادوا إلى العمل بعد موافقات أمنية من السلطات المصرية، كما أن 3 صحافيين سعوديين في قناة الجزيرة غادروا عملهم من أصل 26 صحافي سعودي.

المري: نطالب الحكومة القطرية بعدم الدخول في أي حوار قبل إنصاف الضحايا
المفوضية السامية لحقوق الإنسان تصف تدابير دول الحصار بالتعسفية والعنصرية
إسماعيل طلاي

العالول: القيادة السياسية مع ترتيب البيت الداخلي للخروج بقرارات تلبي تطلعات الشعب الفلسطيني

Posted: 08 Jan 2018 02:23 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: عقد المجلس الثوري لحركة فتح، في مقره في مدينة رام الله، اجتماعا تشاوريا لأعضائه، حضره 45 عضوا، لمناقشة التحضيرات لاجتماعات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمقرر يومي الرابع عشر والخامس عشر من الشهر الجاري. وحضر الاجتماع نائب رئيس حركة فتح، محمود العالول، والحاج إسماعيل جبر، وروحي فتوح عن مركزية فتح . 
وأكد ماجد الفتياني أمين سر المجلس الثوري، ضرورة الجاهزية التنظيمية لحركة فتح لكافة الخيارات المفتوحة في ظل سياسة الاحتلال الإسرائيلي . فيما تطرق العالول لاجتماع المجلس المركزي وأهميته في مرحلة مفصلية ومحورية، كما وصفها . 
وقال إن «القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، تؤكد على ضرورة ترتيب البيت الداخلي والجبهة الداخلية، والتسلح بإرادة شعبية تنعكس بقرارات وخطوات تتفق مع تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها القدس» . 
وجرى نقاش ومداخلات بهدف الوصول لتوصيات فتحاوية ترفع للمجلس المركزي للمنظمة.
وتركز على إعادة تقييم العملية السياسية ومرجعياتها بجرد حساب لربع قرن من المراوحة في ساحة المفاوضات التي لم ترتقِ لطموحات الشعب الفلسطيني، بل استثمرت من الاحتلال لتعزيز أطماعه، ما يتطلب وقفة جدية وجذرية .
كما تم نقاش مضمون ومفهوم السلطة الفلسطينية، وضرورة تعزيز هذا المفهوم وتغيير وتطوير وظيفة ودور السلطة الفلسطينية، بما يعطي منظمة التحرير الدور الطليعي والأوسع في التمثيل السياسي، وإعادة النظر باعتراف المنظمة بإسرائيل، وربط ذلك باعتراف إسرائيلي كامل بدولة فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني بدولته كاملة السيادة على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967 والقدس الشريف عاصمة أبدية لفلسطين وحق العودة للاجئين . 
وأكد الاجتماع ضرورة الاهتمام بالشتات الفلسطيني كحاضنة للنضال الوطني في الساحات العالمية .كما تم نقاش ضرورة تبني برنامج مقاوم بأدوات كفاحية تعبر عن رفض الشعب الفلسطيني للاحتلال، واعتبار المقاومة الشعبية شكلا متفقا عليه كأداة تعبيرية للشارع الفلسطيني . 
وتحدث أعضاء الثوري عن الشارع العربي بجماهيره ومؤسساته وأحزابه المناصرة لفلسطين، وضرورة استثمار ذلك ومد الجسور المتينة والضامنة لديمومة الإسناد والدعم للقضية والشعب الفلسطيني. كما تم التأكيد على التواصل مع الشارع العالمي في آسيا وأوروبا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية لحشد المناصرة . 
وأكد المجتمعون على ضرورة استمرار المعركة في المحافل الدولية والأممية، عبر استمرار انتزاع قرارات أممية ذات علاقة بالاعتراف الكامل بدولة فلسطين، وإدانة دولة الاحتلال الإسرائيلي كدولة احتلال عنصري وجب مقاومته ومحاكمته على جرائمه .وأشاد الاجتماع بمواقف الرئيس محمود عباس، على صعيد إدارة الحالة والتطورات بمواقف تمثل التعبير الحقيقي للإرادة الشعبية. 
وحيّا الموقف النضالي المحترم للجماهير الفلسطينية عامة والجماهير التلحمية (اهالي محافظة بيت لحم) خاصة، على الوقفة المشرفة في وجه تسريب الأراضي للاحتلال من خلال البطريرك ثيوفيلوس الذي خان الأمانة ولم يعد مؤهلا لقداسة المكانة التي يشغلها، ما يستوجب عزله والبدء بتعريب الكنيسة وإعطاء أبناء الشعب العربي الحق في تقلد المناصب والارتقاء في بطريركية الروم الأرثوذكس.

العالول: القيادة السياسية مع ترتيب البيت الداخلي للخروج بقرارات تلبي تطلعات الشعب الفلسطيني

فادي أبو سعدي:

وقفة تضامنية في غزة مع كريم يونس أقدم أسير في معتقلات الاحتلال

Posted: 08 Jan 2018 02:23 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»: في رسالة تضامنية مع الأسير كريم يونس، أقدم الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، الذي دخل عامه الـ 36 على التوالي، نظم أهالي الأسرى والنشطاء وقفة أمام مقر  اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة غزة، فيما خرجت دفعة جديدة من الأهالي لزيارة أبنائهم في أحد السجون الإسرائيلية.
ونفذت الوقفة التضامنية مع الأسير يونس، أمام مقر الصليب الأحمر غرب مدينة غزة، ضمن الاعتصام الأسبوعي الذي ينظمه أهالي الأسرى، بدعوة من مؤسسة مهجة القدس للأسرى.
ورفعت في المكان صورة كبيرة للأسير يونس، وهو من أسرى حركة فتح، حيث صادف قبل يومين دخوله العام 36 على التوالي في سجون الاحتلال.
وقال أحمد المدلل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خلال الوقفة «لن يستطيع الاحتلال النيل من إرادة المعتقلين، مهما طال أمد اعتقالهم»، مشيرا إلى نضالات الأسير كريم يونس، وقال إنه يعد «مفخرة للشعب الفلسطيني، من خلال صموده الأسطوري أمام الاحتلال». وأكد أن هذا الأسير ما زال يصارع الاحتلال في سجونه، بـ «ثباته على منهجه وطريقه المقاوم».
ويعد الأسير يونس حاليا الذي يطلق عليه لقب «عميد الأسرى الفلسطينيين والعرب» في سجون الاحتلال، أقدم أسير في العالم. وذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن الأسير كريم يونس، اعتقل في يناير/ كانون الثاني من عام 1983 وحكم عليه بالسجن المؤبد، بتهمة قتل جندي إسرائيلي.
ورفضت السلطات الإسرائيلية الإفراج عنه عام 2014 بموجب الصفقة التي تضمنت الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلوا قبل التوقيع على «اتفاق أوسلو» ، وكان من المقرر أن يكون هذا الأسير وعدد آخر من زملائه ضمن الدفعة الرابعة.
وشملت الوقفة التنديد بالقانون الإسرائيلي الجديد الذي أقر بالقراءة الأولى في الكنسيت، الذي يعرف بقانون «إعدام الأسرى».
وخلال الوقفة دعت آمال حمد، مسؤولة الاتحاد العام للمرأة في قطاع غزة، المجتمع الدولي للتدخل والضغط على الإدارة الأمريكية والإسرائيلية، لوقف مناقشة قانون «إعدام الأسرى»، وتنفيذ قرارات الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
وقالت في كلمة لها «إن سلسلة الإجراءات والقوانين التي تتخذها دولة الاحتلال، التي تستهدف فرض الوقائع على الأرض في مدينة القدس غير قانونية»، لافتة إلى أن مصادقة الكنيست على القوانين الأخيرة ضد القدس والأسرى «تمثل عدواناً غاشماً على الشعب الفلسطيني، وخرقاً فاضحاً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن».
وفي السياق سمحت سلطات الاحتلال أمس لدفعة جديدة من أهالي أسرى غزة، بزيارة أبنائهم في سجن «نفحة» بتنسيق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر. ووصلت هذه الدفعة وعددها 22 شخصا، بينهم طفلان- دون سن الـ 16 عاما، بعد الحصول على تصاريح خاصة مكنتهم من اجتياز معبر بيت حانون «إيرز».
وهذه هي الزيارة الثانية لأهالي أسرى غزة، بعد الهجوم الذي تعرضت له إحدى الحافلات التي كانت تقلهم، من قبل عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف أرون حزان، من حزب الليكود، حين صعد بالقوة إلى حافلتهم قبل دخولها أحد السجون، ووجه سيلا من الشتائم للأسرى وذويهم، وهو ما قوبل وقتها برد قوي من قبل والدة أحد الأسرى.
ولا تزال إدارة السجون الإسرائيلية تبقي على قرار منع ذوي أسرى حركة حماس في غزة من زيارة أبنائهم في السجون، في سياق الضغط على الحركة لإطلاق سراح الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها.
وكانت سلطات الاحتلال قد قامت بتنفيذ هذه الخطوة قبل أكثر من أربعة أشهر، لكن من المستبعد أن تأتي بأي نتيجة، وهو أمر أكده الجناح المسلح لحركة حماس.
يشار إلى أن سلطات الاحتلال تعتقل نحو سبعة آلاف فلسطيني، بينهم نحو 500 أسير من قطاع غزة، وجميعهم يعاملون معاملة سيئة، ويشتكون من سوء الطعام وكمياته المقدمة، وكذلك من تعرضهم المستمر للتعذيب، كما يشتكون من سياسة العزل الانفرادي والاعتقال الإداري.

وقفة تضامنية في غزة مع كريم يونس أقدم أسير في معتقلات الاحتلال
الاحتلال سمح لدفعة جديدة من ذوي الأسرى بالزيارة

تظاهرات ليلية تطالب بإسقاط قانون المالية تثير تراشقا بين الحزب الحاكم والمعارضة التونسية

Posted: 08 Jan 2018 02:23 PM PST

تونس – «القدس العربي» : أثارت تظاهرات ليلية تطالب بإسقاط قانون المالية الجديد نظمها حراك اجتماعي جديد في عدد من المدن التونسية تراشقا بين الحزب الحاكم والمعارضة، فبينما نند الناطق باسم «نداء تونس» بمن أسماهم بـ»خفافيش الظلام» الساعين لتأجيل الانتخابات البلدية، اتهمت أحزاب المعارضة السلطات بانتهاك حرية التعبير.
وكان عشرات النشطاء من حملة «فاش نستناو» (ماذا ننتظر) جابوا شوارع العاصمة التونسية وبعض المدن الأخرى ليل الأحد حيث طالبوا بإسقاط قانون المالية لعام 2018 منددين بالزيادة الكبيرة في اسعار المواد الأساسية مؤخرا، حيث قامت قوات الأمن بايقاف بعضهم بشكل مؤقت قبل أن تفرج عنهم في وقت لاحق.
وانتقد منجي الحرباوي الناطق باسم حزب «نداء تونس» منظمي التظاهرات الذين أسماهم «خافيش الظلام» مستغربا عدم تنظيمها للتظاهرات في النهار، واعتبر أن «هناك فرضيتين وراء هذه المظاهرات أولهما أن هناك أطراف تسعى لتأجيل الانتخابات، وثانيهما أن هناك صفحات مأجورة تسعى كذلك للدفاع عن الفساد في محاولة لاحباط الحرب عليه».
وكتب الباحث والمحلل السياسي عادل اللطيفي «من حق معارضي قانون المالية التعبير عن رفضهم للزيادات في الأسعار. على شرط أن يتم ذلك في إطار مسيرات مرخص لها (وليس من حق السلطات رفضها) وتتم في وضح النهار وفي إطار ممارسات يسمح بها القانون. ولتكن التعبئة الكبيرة في الشارع محرارا للضغط على الحكومة..أما المظاهرات الليلية فمشبوهة وعلى كل الطبقة السياسية إدانتها وإلا فهي غير جديرة بالديمقراطية. كما أن الكتابة على الجدران ممنوعة قانونا في كل بلدان العالم الديمقراطي. أتحدى أي شخص يعارض هذا أن يكتب الشعارات التي يريدها على واجهة منزله. المظاهرات الليلية والكتابة على الجدران ذهبت مع بن علي. أذكر الثوريين جدّا بأن تونس شهدت ثورة وأنهم أصبحوا أحرار».
وعلّق الناشط أنيس الحرّاثي (عصو حملة فاش نستناو) على ذلك بقوله «هذا النوع من التصريحات مضحك فالمظاهرات لا تخضع للتوقيت الإداري، ونحن نخرج في الوقت الذي نريده (ليلا أم نهارا) للتعبير عن رأينا طالما أن حراكنا سلمي، وعموما نحن نؤطر هذا الحراك ونمنع الناس من التخريب كي يبقى الحراك في إطار سلمي، كما أسلفت».
وأضاف في تصريح خاص لـ«القدس العربي»: «منذ أن بدأت الحملة ونحن نتعرض للمضايقات والإيقافات من قبل البوليس، وقد تصاعدت حدة هذا الأمر مؤخرا حيث كان هناك حملة إيقافات جديدة في العاصمة وعدة مدن أخرى مثل بن عروس وسوسة وبنزرت، وأعتقد أن ثمة توصيات من قبل رئاستي الجمهورية والحكومة من أجل القضاء على هذا الحراك الشبابي كي يخاف الناس ويحجمون عن الخروج إلى الشارع، ولا بد من التذكر أنه في عام 2016 تم تشويه احتجاجات العاطلين عن العمل من قبل ميليشيات الأحزاب الحاكمة التي كانت تخرج في الليل وتقوم بأعمال التخريب ويتم صباحا نسبها إلى المحتجين، وهذه يمثل عودة لممارسات نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي».
في المقابل، نددت أحزاب المعارضة بمحاولة السلطات «قمع حرية التعبير»، حيث استنكر حزب «التيار الديمقراطي» بما أسماه «محاولة الانقلاب على المسار الديمقراطي»، مشيرا إلى أن السلطات «تعمدت اعتقال شباب تونس الثائر على تردّي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والارتفاع المشط للأسعار في ضرب لحرية التعبير والتظاهر». ودعا «كل القوى السياسية والمدنية الديمقراطية إلى الوقوف صفّا واحدا ضدّ عودة نظام الاستبداد ومحاولات الانقلاب على الديمقراطية وضرب الحقوق والحريات التي تقودها حكومة النهضة والنداء».
وكتب القيادي في الحزب هشام عجبوني «كلّ تعاطي أمني-بوليسي مع الإحتجاجات الشعبية الشبابيّة السلميّة (وأؤكّد على السلميّة) ومع مطالبهم لن يزيد إلاّ في تأجيج الأوضاع وفي صبّ الزيت على النَّار! على «العقليّة البوليسيّة» أن تفهم أنّ الشباب لن تخيفه الإيقافات ولا استعمال العنف البوليسي، بل سيعطي ذلك أثرا عكسيا وسيساهم في التعاطف مع الحملة وفي انتشارها و في التسويق لمطالبها. هذا الجيل كسر حاجز الخوف و لن ترعبه ممارسات العقليّة البوليسيّة».
وأصدرت الجبهة الشعبية (أكبر تكتل معارض) بيانا نددت فيه بـ«حملة الايقافات الواسعة النطاق التي تستهدف نشطاء الحراك الإجتماعي في وقت يحيي فيه الشعب التونسي ذكرى ثورة الحرية والكرامة الوطنية»، محملة السلطات التونسية «المسؤولية كاملة في ما قد يحصل من مكروه للرفاق الموقوفين وتحذرها من مغبة اللجوء للمعالجات الأمنية التي لن تزيد الا في منسوب الاحتقان والغليان الآخذ في التوسع».
كما دعت «كل القوى الديمقراطية ومكونات المجتمع المدني والسياسي وعموم المواطنين إلى تصعيد النضال الجماهيري السلمي والمدني للدفاع عن قوت الشعب المتدهورة يوما بعد يوم بفعل الزيادات الملتهبة للأسعار، والعمل على تعليق العمل بقانون المالية لسنة 2018 السىء الذكر».
ويثير حراك «فاش نستناو» جدلا كبيرا منذ انطلاقه قبل أيام، حيث يطالب الشباب القائمون عليه الحكومة التونسية بـ»التخفيض في أسعار المواد الأساسية والتراجع عن خوصصة المؤسسات العمومية وتوفير التغطية الاجتماعية والصحية للمعطلين من العمل وتوفير المساكن الاجتماعية للعائلات ذات الدخل المحدود والترفيع في منحة العائلات المعوزة وتشغيل فرد من كل عائلة ومراجعة السياسة الجبائية بما يراعي الدخل الفردي وإطلاق خطة وطنية استراتيجية وشاملة لمحاربة الفساد»، ويستخدمون وسائل عدة لإيصال خطابهم أبرزها الحملات الافتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي والكتابة على جدران المباني وتوزيع المنشورات.

تظاهرات ليلية تطالب بإسقاط قانون المالية تثير تراشقا بين الحزب الحاكم والمعارضة التونسية

حسن سلمان:

الضفة الغربية… «أعطوها للأردن» منحة صدفة أم مؤامرة؟… نقاش في المحظور بعد نص»الضفتين» في كتاب «نار وغضب»

Posted: 08 Jan 2018 02:21 PM PST

عمان- «القدس العربي»: لأسباب يمكن الاستدلال عليها بساطة لا يريد المثقفون ونخب السياسة والإعلام التابعون للسلطة والمقربون من الحكومة في الأردن التحدث عن المساحة المخصصة لبلادهم فيما سمي بصفقة القرن والتي اعتبرها وزير البلاط الاسبق الدكتور مروان المعشر في ندوة علنية أقرب إلى «صفعة القرن».
تفهم الطريقة التي تتجاهل فيها نخبة عمان الحديث العلني على الأقل عن الكتاب الأمريكي «نار وغضب» فتح المجال واسعاً امام تبرير الكثير من المعطيات. ووفقاً لما فهمته «القدس العربي» من الباحث والمؤرخ الأردني الفلسطيني البارز الدكتور ربحي حلوم فان الأخطر في هذا الكتاب لا يقتصر على المعلومات والأسرار التي يكشفها بل يسرد وهو تحت الطباعة منذ أكثر من أربعة أشهر بعض التداعيات والأحداث التي حصلت فعلاً في المنطقة مما يمنح ما ورد في الكتاب قدراً من المصداقية.
تلك حصرياً هي المشكلة برأي الدكتور ربحي حلوم ورأي غيره من القلائل الذين تمكنوا وفي وقت مبكر من الاطلاع على النسخة الانكليزية الأصلية المبثوثة على الشبكة الالكترونية للكتاب المثير للجدل. ولافت جداً في السياق وفي حال «أردنة» النقاش هنا أن أكثر من اسبوعين عبرا في جدل الكتاب دون ان تعقد عنه ولو ندوة واحدة في عمان او حتى دون ان تكتب فيه مداخلة او ورقة او تعليق بالمستوى الرسمي.
لافت أكثر وبوضوح تلك الحملة الالكترونية البريدية التي تزامنت مع طرح الكتاب في الاسواق وتضمنت إرسال عشرات الملايين من النسخ المصورة في وسط الجمهور الأمريكي لأحداث الحلقة العدائية جداً تجاه الأردن تحديداً مما ورد في الندوة مثيرة للجدل عقدها حزب الليكود الإسرائيلي في القدس تحت عنوان «الأردن والوطن البديل».
شريط الفيديو علمت «القدس العربي « ان جهة يهودية امريكية وبالتعاون مع حزب الليكود الإسرائيلي وزعته على أكثر من 60 % من المواطنين الأمريكيين تحديداً وعلى بريدهم الالكتروني الشخصي… هذا الشريط لا يتطرق إلا للأردن حصرياً وفي النسخة التي اطلعت عليها «القدس العربي» خطاب لنتنياهو ومشاهد لأردنيين من مجموعة تطلق على نفسها المعارضة الأردنية في الخارج يشاركون في الفعاليات وشروحات لأوراق عمل تتحدث عن حاجة الفلسطينيين في الضفة الغربية والـشرقية لتعبـير سـياسي إنسـاني عبر دولـة تمـثلهم.
بوضوح شديد هنا ومنذ أكثر من أربعة أشهر تجاهلت السلطات الأردنية مؤتمر الليكود المشار إليه. لا بل الغريب أن السلطات رفضت تنظيم فعاليات في الأردن للرد على مؤتمر الليكود في الوقت الذي يمكن فيه التقاط ما هو جوهري في المسألة عبر التزامن المريب بين انعقاد مؤتمر الليكود فعلا برعاية نتنياهو مباشرة بعد جريمة السفارة الإسرائيلية الشهيرة في عمان وبين البدايات التي فهمها مجتمع النشر الآن عندما كان كتاب نار وغضب ينقح وفي طريقه للتدقيق قبل الطباعة.

هل تلك صدفة فقط؟

سؤال مطروح على الدولة الأردنية قبل غيرها. لكن الاجابة استنتجتها «القدس العربي» أيضاً وبعيداً عن تفاصيل النشاطين من الحقائق التي طالما تحدث عنها المفكر السياسي الأردني عدنان ابو عودة حيث حقيقتان كما قال أمام «القدس العربي» من الصعب انكارهما، وهما عدم وجود من يستطيع قراءة التفكير الصهيوني بعمق في النخبة الأردنية الحاكمة اليوم سواء في الأردن أو فلسطين، وعدم وجود صدفة اطلاقا عندما يتعلق الأمر بإسرائيل.
مبكراً وقبل الكتاب المشار اليه وحتى قبل مؤتمر الليكود المعني تحدث ابو عودة عن فهمه السياسي لتركيز الادبيات الأمريكية على عبارة «الحل الإقليمي». وجهة نظر الرجل دوما كانت تقول إن الحل الإقليمي يعني التعامل مع سكان وبعد إنساني وليس مع ارض او دولة.
لاحقاً وعندما اشتدت خشونة العهد الجديد في السعودية تحديداً ضد الأردن اشار ابو عودة لعدم وجود ما يمنع من تفكير العمق الإسرائيلي بان يتولى الأردن ادارة ما يسمى ضمن الحل الإقليمي بـ «التجمعات السكانية «وبدون دولـة فلسطيـنية في الضـفة الـغربية.
وأغضب ابو عودة نفسه كثيرين عندما قال في ندوة علنية بنقابة الصحافيين الأردنيين إن القيادة الفلسطينية الحالية وقبلها قيادة ياسر عرفات لم تبذلا جهداً في فهم الجزء الصهيوني في تفكير إسرائيل ولا يوجد عندهما خبرة في هذا المجال.
ليس مفاجئاً في النتيجة لكنه مريب جداً ذلك الترابط الزمني بين ثلاثية مؤتمر الليكود في القدس حيث العنوان الاعرض»وطن بديل» وبين ما ورد بخصوص الأردن في فقرات كتاب «نار وغضب» حيث تقفز نسخة محدثة ومشوهة ومستجدة من «الخيار الأردني» عندما تبرز عبارة: «الضفة الغربية… أعطوها للأردن وغزة لمصر». تبرز المفارقة في ظل الصمت والارتباك الأردني الرسمي حيث الغموض واحتجاب ردات الفعل والانشغال بعنوان واحد وأساسي ساهم بدوره في زيادة شعبية الأردن في الضفتين بعد الموقف الرسمي من أزمة ملف القدس.
لذلك تبدو حصة الأردن التي تذكر ضمن سياق صفقة القرن في كتاب نار وغضب حمالة أوجه حيث توحي الفقرات المعنية والتي وردت في نحو 21 صفحة مجرد إيحاء لم يصل بعد لمستوى اليقين السياسي أن الحكومة الأردنية على علم بما يجري وما سيجري لاحقاً حتى وهي لا تصارح الرأي العام.

الضفة الغربية… «أعطوها للأردن» منحة صدفة أم مؤامرة؟… نقاش في المحظور بعد نص»الضفتين» في كتاب «نار وغضب»
قراءة متأخرة وصمت رسمي وتنشيط مفاجئ لفيديو مؤتمر الليكود حول «الوطن البديل»
بسام البدارين

انتخابات إسرائيلية في الجولان المحتل وأهاليه يعتبرونها محاولة لقنص هويتهم السورية

Posted: 08 Jan 2018 02:21 PM PST

الناصرة – «القدس العربي»: تواصل إسرائيل استغلال الأوضاع الإقليمية والدولية لشرعنة احتلالها للأراضي العربية، وهذه المرة في الجولان السوري المحتل حيث قررت إجراء انتخابات محلية في بلداتها الخمس في نهاية العام الحالي، بخلاف إرادة الجولانيين. ويرفض أهالي هضبة الجولان السوري المحتل الحصول على بطاقات هوية ومواطنة إسرائيلية وإقامة انتخابات سلطات محلية تجعلها تابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية منذ احتلالها عام 1967.
لكن وزير الداخلية في حكومة الاحتلال أرييه درعي، أمر بإجراء هذه الانتخابات في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل. وتهدف هذه الخطوة إلى فرض المواطنة الإسرائيلية على سكان قرى الجولان السوري المحتل (مجدل شمس، مسعدة، بقعاتا وعين قنيا) لتطبيع هذه العلاقة، ومواصلة مساعي إسرائيل لفرض أمر واقع جديد لضم مرتفعات الجولان السورية إلى «السيادة الإسرائيلية»، واعتبارها منطقة غير محتلة، بل جزءا من الدولة وهذه ليست المحاولة الأولى إذ سبقتها عدة محاولات.
يشار الى أن الاحتلال الإسرائيلي بادر في الماضي الى تعيين مجالس محلية مؤقتة من أجل إدارة شؤون السكان الذين تقاطع أغلبيتهم الساحقة هذه المجالس المعينة ويرأسها متعاونون مع الاحتلال من البلدات وخارجها. واعتبر الوزير درعي قراره خطوة تاريخية، حان الوقت «ليتمكن المواطنون في الجولان من اختيار ممثليهم في السلطات المحلية بحرية وديمقراطية».
وحاولت إسرائيل مرارًا فرض انتخابات سلطات محلية على سكان قرى الجولان، لكن الأهالي اعترضوا بقوة وأفشلوا هذه القرارات مرة بعد أخرى. وفي شهر تموز/ يوليو الماضي، بعث درعي، برسالة إلى رؤساء المجالس المحلية المعينة في القرى السورية المحتلة، أبلغهم فيها أن وزارته تقوم حاليًا ببحث الخطوات اللازمة لإدارة المجالس المحلية في المرحلة الانتقالية، حتى موعد الانتخابات المقبلة.
وأثار قرار سلطات الاحتلال ردود فعل غاضبة في أوساط الأهالي، معتبرين أن حكومة إسرائيل تسعى من وراء هذه الخطوة للحصول على اعتراف من الأهالي بـ «شرعية الاحتلال»، على خلاف موقفهم، مؤكدين على أنه ‘لا يحق لدولة الاحتلال فرض قوانينها على سكان الجولان العرب السوريين، وإلزامهم  بالتنازل عن هويتهم الوطنية السورية. وشدد الأهالي في بيان أصدروه على أهمية «التمسك بالوحدة الوطنية لكافة أبناء الجولان على اختلاف آرائهم السياسية، وذلك من أجل مواجهة مخططات الاحتلال التي كثُرت في الآونة الأخيرة والرامية إلى قنص هويتنا السورية، مستغلة الأوضاع المأساوية والمؤسفة التي يمر بها وطننا الغالي». وأضاف البيان»في هذا السياق نؤكد أن وحدتنا الوطنية هي الضامن الوحيد للحفاظ على منجزات هذا المجتمع وهويته السورية». وأكد الأهالي في بيانهم على أن كل من يقبل من الأهالي التعاطي مع هذا القرار «سيكون خارجا على إجماعنا الوطني ويمس بالثوابت الوطنية الموروثة، ويشكل طعنا لكرامة هذا المجتمع في الصميم، ويقع تحت طائلة الحرم الديني والاجتماعي.

من الدفاع للهجوم

وفي سياق متصل وضعت وزارة الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية، التي يتولاها وزير الأمن الداخلي، غلعاد إردان (الليكود)، «قائمة سوداء» بأسماء المنظمات والمؤسسات الداعمة لحركة مقاطعة إسرائيل الدولية لمنع ناشطيها من دخول البلاد وذلك بخلاف المواثيق الدولية.
وتأتي هذه القائمة ضمن انتقال من الدفاع للهجوم وتصعيد الحرب على حملات المقاطعة التي وجهت لإسرائيل عدة ضربات موجعة حول العالم، وأحرجتها على صعيد سياسي ودبلوماسي وسببت لها خسائر مادية كبيرة من خلال عدة حملات. وانضمت عشرات الشركات التجارية إلى الحملة وأعلنت مقاطعة إسرائيل، كما قامت دول أوروبية باستثناء الشركات العاملة في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة والجولان السوري المحتل من الاتفاقات التجارية مع إسرائيل، وكذلك ألغى عدد من الفنانين عروضهم في إسرائيل.
وزعمت الوزارة أن هذه المنظمات «تعمل بشكل متواصل على الدعوة لمقاطعة إسرائيل، من خلال الضغط على أجسام ومؤسسات وحكومات حول العالم لمقاطعة إسرائيل، من خلال حملات كاذبة ومضللة هدفها خلخلة الوجود الطبيعي لإسرائيل في العالم.
وقال الوزير إردان إن إسرائيل انتقلت بذلك من الدفاع إلى الهجوم، ولتعلم منظمات المقاطعة أن إسرائيل تعمل ضدهم ولن تسمح لهم للدخول إلى أراضيها والمس بالمواطنين الإسرائيليين. وتابع «صياغة القائمة هذه هي خطوة أخرى في معركتنا ضد التحريض والكذب الذي تنشره منظمات المقاطعة، لن تسمح أي دولة في العالم لأناس يريدون المس بالدولة بالدخول إلى أراضيها، وبالتأكيد ليس عندما يكون الهدف إلغاء إسرائيل كدولة يهودية».
وقال درعي «بصفتي وزيرًا للداخلية ومسؤولاً عن قانون الدخول إلى إسرائيل، سيستغل كامل صلاحياته لمنع دخول أعضاء وناشطي حركات المقاطعة إلى البلاد لتحقيق هدفهم بالمس بإسرائيل وأمنها». وتابع «هؤلاء الأشخاص يحاولون استغلال القانون للعمل ضد إسرائيل ونشر إشاعات حولها وسأمنع ذلك بكل طريقة ممكنة. وستنقل وزارة الشؤون الإستراتيجية القائمة السوداء التي أعدتها إلى وزارة الداخلية وسلطة الهجرة والسكان من أجل منع دخولهم إلى إسرائيل».

انتخابات إسرائيلية في الجولان المحتل وأهاليه يعتبرونها محاولة لقنص هويتهم السورية

وديع عواودة:

في لبنان: «اشتدي أزمة تنفجري»! تراشق بيانات بين عون وبري حول مرسوم الضباط

Posted: 08 Jan 2018 02:20 PM PST

بيروت- «القدس العربي» : في لبنان لا ينطبق القول المأثور «إشتدي أزمة تنفرجي» على الخلاف القائم بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري حول مرسوم اقدمية ضباط دورة 1994 خصوصاً أن اياً من الرئيسين لا يريد قبل الانتخابات الظهور بمظهر المتراجع .وعليه بات الوضع بين الرئاستين الأولى والثانية «إشتدي أزمة تنفجري» وهذا ما تُرجم امس ببيانات بين بعبدا وعين التينة.
فقد صدر عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي: «بعدما كثرت التصاريح والشروحات والتعليقات حول المرسوم الذي قضى بمنح اقدمية للترقية لضباط دورة 1994، ما اثار جدلاً حول الموضوع، وبصرف النظر عن الاسلوب الذي يتم فيه تناول هذه المسألة في وسائل الإعلام وغيرها والذي يتجاوز احياناً الاصول والقواعد والاعراف المعتمدة، يهم مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية، وضعاً للامور في نصابها الصحيح وعدم المضي في استثمار هذا الملف، ان يؤكد على الآتي:
منذ ان نشأ الجدل حول المرسوم المشار اليه، قدم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اقتراحاً دعا فيه المعترضين على صدور المرسوم، إلى مراجعة الجهات القضائية المختصة التي تتولى النظر في الخلافات التي تنشأ نتيجة صدور مراسيم عن السلطة التنفيذية، وعبّر الرئيس عون عن قبوله سلفاً بنتيجة القرار القضائي حتى ولو كان مبطلاً للمرسوم ولاغياً له ولمفاعيله، وذلك انطلاقاً من اقتناعه بأن كل تباين في الرأي حول تدبير ما للسلطة التنفيذية ثمة جهات قضائية معنية ببت اي نزاع ينشأ حوله. الا انه، وعلى رغم موقف رئيس الجمهورية الواضح والحاسم في هذا المجال، استمر الجدل حـول المرسـوم واخذ في احـيان كثيـرة منحى مغـايراً للاصـول ولما يخـدم المصلـحة الوطـنية.
حيال ذلك، يهم رئيس الجمهورية ان يؤكد مرة اخيرة، التزامه الموافقة على الرأي الذي تصدره الجهات القضائية المختصة في شأن المرسوم المشار اليه، والذي يفترض ان يلقى موافقة والتزاماً من الجميع، لاسيما وان القضاء هو المرجع الصالح للبت في الخلافات الناشئة حول قانونية المراسيم والإجراءات الصادرة عن الجهات الرسمية المختصة سواء كانت الخلافات داخل المؤسسات او في ما بينها. وان رئيس الجمهورية يرغب في ان يضع هذا التوضيح حداً للجدل القائم حول مرسوم منح اقدمية للترقية لضباط دورة 1994، ويترك للجهات القضائية ان تقول كلمتها الفصل».
ولم تمض ساعة حتى صدر عن المكتب الإعلامي لرئاسة المجلس النيابي رد جاء فيه «مع مشاركتنا الرغبة والشديدة ايضاً في وضع حد للجدل القائم حول دستورية المرسوم المتعلق بدورة 1994، غير ان الذي حصل ليس مجرد إشكالية قانونية في مرسوم يطعن به امام مجلس الشورى. وانما مخالفة صارخة لقاعدة دستورية تسمى «مداورة الأصول» بالالتفاف على اختصاص سلطة دستورية ومواد في منتهى الصراحة والوضوح في الدستور ليس أقلها المادتان 54 و 56.واذا كان الأمر يتعلق بتفسير ما فانما الاختصاص فيه يعود فيه للمجلس النيابي من دون سواه والذي تمت المداورة في الاصول اصلاً على اختصاصه وبعد وضع يده على الموضوع وقول كلمته فيه. واخيراً احدى الفضائل كما تعلم رئاسة الجمهورية المكرمة هي تصحيح الخطأ اذا لم يـكن في الإمكـان العودة عنـه».
في غضون ذلك، يستمر رئيس الحكومة سعد الحريري ببذل الجهود لرأب الصدع بين الرئيسين عون وبري وايجاد مخرج للمرسوم. واعتبر عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري «ان أزمة مرسوم دورة الضباط لا تقتصر على خلاف دستوري أو قانوني»، مشيراً إلى ان «رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قال إنه خلاف سياسي، وأكد هذا الكلام رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة سعد الحريري يبذل جهداً في محاولة لرأب الصدع والخروج من هذه الأزمة التي أتت خارج السياق العام لتعكر صفو هذا الجو. والأمل في أن يتمكن الرئيس الحريري من معالجة هذا الملف وتعود الأمور إلى مجاريها».
ولفت إلى «ان الرئيس الحريري يستعين بالكتمان في معالجة هذا الملف، وهذا أمر طيب لأن معالجة الملف في الإعلام فيه الكثير من التعقيدات ويزيد الأمور تأججاً».
وأوضح «أن جميع الفرقاء يؤكدون أن الخلاف يجب أن يبقى بعيداً عن المؤسسة العسكرية التي هي موضع إجماع اللبنانيين وتحظى بدعم الجميع»، وقال: «لا أخشى أي مساس بالمؤسسة العسكرية ولا بحقوق أفرادها أو ضباطها ويجب أن يكون الحل قريباً».

في لبنان: «اشتدي أزمة تنفجري»! تراشق بيانات بين عون وبري حول مرسوم الضباط
الحريري يبذل الجهد لرأب صدع رئاسي قد يطول حتى الانتخابات النيابية
سعد الياس

نتنياهو استقبل الوزيرة النرويجية بالتزامن مع منع دخول مواطنتها

Posted: 08 Jan 2018 02:20 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: نشرت إسرائيل لائحة تضم عشرين منظمة أجنبية غير حكومية، قررت منع دخول ممثليها الى أراضيها. وقالت إن سبب المنع والنشر يعود لدعمهم حركة تدعو الى مقاطعة إسرائيل بسبب احتلالها للأراضي الفلسطينية المستمر منذ خمسين عاما. وتضمنت اللائحة 11 منظمة أوروبية وأخرى أمريكية وكذلك منظمات من تشيلي وجنوب أفريقيا.
وقال مكتب وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، جلعاد اردان حسب ما نشرت وكالة الصحافة الفرنسية «تحركنا من الدفاع الى الهجوم. يجب ان تعلم المنظمات التي تدعو الى المقاطعة أن دولة إسرائيل ستتصرف ضدها ولن تسمح لها بدخول أراضيها من أجل الإضرار بمواطنيها».
وتأتي لائحة المنع بعد مشروع قانون أقره البرلمان الإسرائيلي «الكنيست» يمنع بموجبه دخول كل الأجانب الذين يدعمون مقاطعة إسرائيل او مستوطناتها التي تعد غير شرعية بموجب القانون الدولي. وانتقدت منظمات حقوقية القانون ووصفته أنه «سيطرة على العقول»، مشيرة الى ان اسرائيل تسيطر بشكل كامل على من يدخل الأراضي الفلسطينية المحتلة باستثناء معبر رفح بين مصر وقطاع غزة.
وكانت إسرائيل منعت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي موظفا أمريكيا من أصول فلسطينية يعمل في منظمة العفو الدولية من الدخول الى أراضيها، وتم منع رائد جرار، مدير كسب التأييد لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في فرع الولايات المتحدة للمنظمة بسبب روابط لم يتم تحديدها مع حركة المقاطعة.
وحسب القائمة السوداء التي نشرتها إسرائيل فإن المنظمات التي ستمنع هي جمعية التضامن الفلسطيني في فرنسا، ومنظمة «بي دي اس»في فرنسا وكذلك ايطاليا، والمنسقية الأوروبية للجان والرابطات الفلسطينية، وأصدقاء الأقصى، وحملة تضامن فلسطين في أيرلندا واللجنة الفلسطينية للنرويج وجمعية تضامن فلسطين، وحملة تضامن فلسطين والحرب على الرغبة.
أما من الولايات المتحدة فشملت القائمة لجنة خدمة الأصدقاء الأمريكية، والمسلمين الأمريكيين من أجل فلسطين، والرمز الوردي وصوت اليهود من أجل السلام، و»طلاب عالميون من أجل العدالة في فلسطين» والحملة الأمريكية لحقوق الفلسطينيين. وكذلك في تشيلي وفي جنوب أفريقيا، واللجنة الدولية لحملة «بي دي اس».
وفي السياق منعت سلطة الاستيعاب والهجرة في إسرائيل، دخول ناشطة كبيرة في فرع محلي لمنظمة مساعدات نرويجية تعمل في القدس الشرقية والسلطة الفلسطينية. وجاء قرار منع دخول الناشطة بعد اتهامها بالسعي للحصول على تأشيرات وهمية لمتطوعين شاركوا لاحقا في أنشطة أخرى في إسرائيل – بعضها سياسي. وتم اتخاذ القرار في خضم أول زيارة تقوم بها وزيرة خارجية النرويج، اينا اريكسون سورييدا الى إسرائيل.
وكانت الناشطة في إسرائيل طوال عدة سنوات، وعادت الى البلاد من عطلة قصيرة امضتها في الخارج فمنعت من الدخول.
وقالت المتحدثة بلسان سلطة الإسكان والهجرة في وزارة الداخلية، سابين حداد، إن الناشطة «كانت هنا وفقا لتصريح عمل ومكوث، لكنه تم رفض السماح بعودتها لأنها استغلت منصبها لإصدار تأشيرات وهمية لمن لا يسمح بدخوله وخلافا للنظم». ورفضت السفارة النرويجية في اسرائيل التعقيب علانية على الأمر.
وكانت وزيرة خارجية النرويج سورييدا، قد اجتمعت برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وهو أيضا وزير الخارجية، ونائبته تسيبي حوطوبيلي، في الوقت الذي منعت فيه الناشطة النرويجية من دخول البلاد. وقالت حوطوبيلي إن اللقاء تناول القضايا السياسية، خاصة توطيد الوجود الإيراني في سوريا، والأهمية التي توليها اسرائيل لتغيير الاتفاق النووي. وحسب البيان فقد نوقشت أيضا القضية الفلسطينية في ضوء إعلان ترامب بشأن القدس.
في غضون ذلك أدان مصطفى البرغوثي، الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمنع 20 منظمة ومجموعة من دخول فلسطين بسبب نشاطها وعلاقتها في حركة المقاطعة وفرض العقوبات على إسرائيل. وقال إن هذا القرار الاسرائيلي يؤكد الطابع الفاشي للحكومة الإسرائيلية وتنكرها المخزي للقوانين الدولية. وأضاف «ان هذا لن يفيد اسرائيل بل على العكس سيصعد من نشاط «بي دي اس»  في العالم ويزيد في نشاطها لعزل نظام الفصل والتمييز العنصري» الابرتهايد « الذي تفرضه إسرائيل على الشعب الفلسطيني». وشدد على ان إسرائيل لن ترتدع إلا بتصعيد المقاومة الشعبية وتوسيع حركة المقاطعة وفرض العقوبات عليها لكونها تمثل أسوأ نظام فصل وتمييز عنصري في التاريخ الحديث.

نتنياهو استقبل الوزيرة النرويجية بالتزامن مع منع دخول مواطنتها
قائمة سوداء من عشرين مؤسسة

منظمة «لا للإباحية» تقدم شكوى مما سمته «شبكات الإلحاد» في موريتانيا

Posted: 08 Jan 2018 02:19 PM PST

نواكشوط-«القدس العربي»: أعلنت منظمة آدم لحماية الطفل والمجتمع «مشروع لا للإباحية»، أمس أنها تقدمت في شكوى قضائية إلى النيابة العامة ضد شبكات الإلحاد الناشطة في موريتانيا.
وأكدت منظمة «لا للإباحية» «أن شبكات الإلحاد ودعاة السفور أقدمت ضمن حلقة جديدة من مسلسل استهداف مشاعر شعبنا الكريم، واستكمالا لمسيرة الخروج غير المظفر على قيم ديننا الحنيف وتعاليمه، على إخراج ثاني «فيديو غنائي» يظهر فتاة موريتانية شبه عارية». وأضافت «سنواجه هذه الخطوة بالعزم نفسيهما والحزم الذي واجهنا به سابقتها بكل الطرق المتاحة لنا، حتى نضمن محاصرة الفيديو وعودة منتجيه إلى جحورهم».
ولفتت المنظمة في بيانها «انتباه الرأي العام بأن هذه مجرد خطوة على طريق الألف ميل، الرامية إلى إنزال مجتمعنا من قمة المحافظة إلى دركات الانحلال والسقوط في مستنقع الرذيلة، وهو سبيل المجرمين من شبكات الإلحاد والتغريب». وحثت المنظمة «العلماء والمثقفين ورجال الإعلام على تحمل دورهم في حماية أخلاق الشعب وقيمه النبيلة المستهدفة بشكل ممنهج من الذين باعوا دينهم بعرض من الدنيا، ويبتغون مسايرة المجتمع لهم وغض الطرف عن أفعالهم الشنيعة». وأكدت المنظمة «أنها ستظل شوكة في حلق كل خارج مارق على قيم مجتمعنا المسلم وتعاليم دينه». ويأتي تقديم هذه الشكوى ضمن تفاعلات الصورة المثيرة التي نشرتها الكاتبة الموريتانية الفرانكفونية بنت الدرويش قبل أيام وظهرت فيها حاسرة عن شعر رأسها كاشفة ساقيها.
وأثارت هذه الصورة ضجة كبرى داخل المساجد وفي صفحات التدوين الاجتماعي الموريتاني، حيث ظهرت فيها على غلاف لألبوم جديد للمغني حمزة ابرين، وهي حاسرة عن شعر رأسها كاشفة عن ساقيها. وصب المتزمتون المتمسكون بتقاليد المجتمع الموريتاني جام غضبهم على الكاتبة المتحررة وأكدوا أنها خرجت عن تقاليد الزي النسائي الموريتاني، وهذا الزي هو إزار تلتحف به المرأة ويغطي كامل جسدها.
وأظهرت الصورة الكاتبة بنت الدرويش وهي تعدو على الشاطئ كاشفة ملحفتها عن رأسها وساقيها وهو ما أعطي انطباعا بالتحرر من الزي المكبل المعبر عن مجتمع منغلق لا تملك فيه المرأة حرية جسدها.
وواجهت بنت الدرويش جموع المنتقدين بقدر كبير من التحدي قائلة في تعليق لها على الألبوم وعلى صورتها التي تتلألأ على غلافه» أشعر بكثير من السعادة والاعتزاز بغلاف هذا الألبوم الذي يشكل جانبا من مغامرة موسيقية خلاقة لهذا الفنان المشبع بروح الإبداع». وأضافت «كل الأسئلة في العالم وكل تفكير يرتهنه شيء واحد هو شعر المرأة».

منظمة «لا للإباحية» تقدم شكوى مما سمته «شبكات الإلحاد» في موريتانيا

هل «استعار» ترامب عنوانا من صحيفة إسرائيلية ونشره تغريدة في تويتر

Posted: 08 Jan 2018 02:19 PM PST

الناصرة – «القدس العربي»: تساءلت صحيفة إسرائيلية عما إذا كان الرئيس دونالد ترامب قد استعار «لطش» عنوانا لرسم كاريكاتيري نشرته حول  كتاب «نار وغضب» لصحافي أمريكي. وعلى خلفية الفضائح المحرجة التي نشرها الكتاب المذكور نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» يوم الأحد الماضي رسما يظهر فيه ترامب ومن خلفه كومة من الكتاب المذكور الذي أفقده صوابه وهو يلقي بها كتابا كتابا نحو نار كبيرة أمامه ومن فوقه وهو يقول «فيك بوك «( كتاب مزيف).
وبعد ساعات لاحظت الصحيفة أن ترامب استخدم النحت اللغوي ذاته في تغريدة على صفحته في تويتر. وتساءلت الصحيفة هل هي الصدفة أم أن الرئيس الأمريكي استعار النحت اللغوي المذكور دون أن ينسبه لصاحبه الرسام  غاي موراد.
وواصل الإعلام في إسرائيل الانشغال بالكتاب بشكل واسع جدا ويميل للتندر والسخرية. وبعضها اعتبر مجددا أن سياسات ترامب غير متوقعة، محذرا من تبعاتها ومضارها بالنسبة لإسرائيل.
وكانت القناة العاشرة قد كشفت في هذا السياق أن حكومة بنيامين نتنياهو أيضا فوجئت قبل أيام حينما سمعت عن قرار ترامب بوقف مساعدات واشنطن لوكالة غوث اللاجئين (الأونروا). وقال القنصل الأمريكي السابق في واشنطن ألون بينكاس ضمن مقال نشرته «يديعوت أحرونوت» إن الكتاب ورغم ما يعتريه من ضعف مهني وتورط مؤلفه في مبالغات صحافية في الماضي لكنه سيشكل دفعة قوية لانهيار نظام حكم الرئيس ترامب.
وكشف أمس أن جهات إسرائيلية تستثمر ملايين الدولارات في شركة تابعة لمستشار الرئيس وصهره  جاريد كوشنر. وأوضحت الإذاعة العامة أن شركة التأمينات الإسرائيلية «مفطاحيم» قد استثمرت في شركة كوشنر للعقارات ثلاثين مليون دولار قبل زيارته لإسرائيل قبل شهور. وردا على النبأ قال بيان صادر عن ديوانه إن الشركة غير ممنوعة من العمل مع شركات أجنبية فقط لأن كوشنر بات جزءا من الحكومة الأمريكية .

هل «استعار» ترامب عنوانا من صحيفة إسرائيلية ونشره تغريدة في تويتر

دعوات في مصر لمقاضاة «نيويورك تايمز»

Posted: 08 Jan 2018 02:19 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: تواصلت، أمس الإثنين، أصداء التسريبات التي نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، التي تناولت توجيهات من ضابط مخابرات مصري لعدد من الإعلاميين، لتبني إقناع الرأي العام بقبول القدس عاصمة لإسرائيل.
وقال رئيس مجلس النواب، علي عبد العال، خلال جلسة عامة، إن «الهجمة الإعلامية ضد مصر تشتد شراسة كلما اقتربت الانتخابات الرئاسية»، مضيفا: «معروف من يمول جريدة «نيويورك تايمز» الأمريكية، ومن بينهم رئيس دولة».
عضو مجلس النواب، سعيد حساسين، دعا إلى التقدم بشكوى ضد الصحيفة، بعد نشرها التسريبات التي شملت اسمه من بين الإعلاميين.
وقال: «استيقظنا على نشر «نيويورك تايمز» تسريبات كاذبة 100٪، وكان اسمي واردًا فيها ضمن الأربعة الذين ادعت التسريبات أنه تمت مكالمتهم من جانب ضابط، وأنا أشهد الله أمام كل النواب والشعب المصري، وأمام كل من يسمعونني، إنني على مدار عامين كنت أقدم برنامج (انفراد) على قناة (العاصمة) لم أتلق اتصالا واحدًا من أي جهة». وأضاف: «تذكرت في هذا الموقف كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي تحدث عن فوبيا إسقاط الدولة، وأنا أنصح النواب أن أي اتصال يأتي لا بد أن نكون متأكدين من الذي يتحدث ولماذا يتحدث».
وأعتبر أن جريدة مثل «نيويورك تايمز» دأبت «على الإساة لمصر وللقيادة السياسية، وكل تسريباتها خاطئة، وسبق لها أن قالت إن حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق الذي كان هاربا من تنفيذ حكم قضائي، يقيم في السعودية، ووجدنا أن الرجل موجود في مصر». وطالب بـ«التقدم بشكوى ضد كل من يحاولون إسقاط الدولة»، مؤكداً أن «مصر لن تسقط».
كذلك، بين النائب مصطفى الجندي أن الموضوع ليس «نيويورك تايمز أو الغارديان، ولكن منذ أيام 30 يونيو(حزيران) 2013 وهم يريدون إسقاط هذه الدولة وما يحدث هو حرب بمعنى الكلمة، وأقول لهم: لا تقتربوا من حياة المصريين».
إلى ذلك، أصدرت الفنانة الشهيرة يسرا، التي جاء اسمها ضمن التسريبات، بيانا شديد اللهجة نفت فيه تفاصيل ما جاء فيها، مؤكدة أنها «لا تتحدّث مطلقاً في الشؤون السياسية الداخلية في مصر، وبالتالي لا تتحدث مطلقاً في السياسة، كما أنها لم تتلقَ أيّ اتصال من أيّ شخص في الصحيفة الأمريكية، وتوعّدت بمقاضاة الصحيفة». في السياق، نفى نقيب الممثلين المصريين، أشرف زكي، قيام النقابة بإيقاف يسرا عن العمل، مؤكداً في تصريحات صحافية أن لديه «يقيناً تاماً بأنّ الصحيفة كاذبة واختلقت الموقف من أجل إحداث الضرر بيسرا»، وشدد على أن «النقابة ستتضامن بكل قوتها معها ضد الصحيفة».

دعوات في مصر لمقاضاة «نيويورك تايمز»

مؤمن الكامل

نواكشوط: مخططو اغتيالات لزعماء عرب يحاكمون الإثنين المقبل

Posted: 08 Jan 2018 02:19 PM PST

نواكشوط-«القدس العربي»: حددت محكمة جنايات نواكشوط الإثنين المقبل موعدا لمحاكمة أعضاء خلية إرهابية متهمين في التخطيط لاغتيال زعماء عرب خلال مشاركتهم في القمة العربية التي عقدت في نواكشوط أواخر تموز / يوليو 2016.
وأوضحت مصادر قضائية «أن التحقيقات التي استمرت سنة وخمسة أشهر قد استكملت بكافة أبعادها وهو ما مكن من محاكمة المتهمين الإثنين المقبل. واعتقل أفراد هذه الخلية يومين قبل انعقاد القمة المذكورة وأعلن أنهم ينتمون لتنظيم الدولة «داعش».
وكانت السلطات الموريتانية قد أعلنت قبل القمة المذكورة عن تفكيك خلية مكونة من 11 شخصا مرتبطين بتنظيم ما يسمى بالدولة الاسلامية «داعش» كانوا ينوون القيام بأعمال إرهابية أثناء القمة العربية التي عقدت في يوليو الماضي بنواكشوط.
وأحيل المتهمون الأحد عشر للسجن أواخر تموز / يوليو 2016 بتهمة الارتباط بتنظيم ما يسمى بالدولة الاسلامية « داعش» والتخطيط للقيام بأعمال ارهابية تستهدف قادة عربا مشاركين في القمة العربية التي احتضنتها نواكشوط نهاية يوليو 2016.
وأشارت الى أن المجموعة متهمة بالانتماء لتنظيم إرهابي والتحضير للقيام بأعمال إرهابية في البلاد « بهدف بث الرعب» في نفوس الوفود العربية المشاركة في قمة نواكشوط في 27 تموز / يوليو الماضي.
وأحيل أفراد الخلية إلى قاضي التحقيق المكلف في الإرهاب للتحقيق معهم في تصريحات أدلى بها بعض أفرادها اثناء استجوابهم من قبل الشرطة.
وتعتبر هذه الخلية الثانية التي يتم الكشف عنها حيث فككت السلطات الأمنية في موريتانيا شهر أكتوبر من عام 2014، خلية من ثلاثة أفراد تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في مدينة الزويرات في أقصى شمال موريتانيا.
وتمت محاكمة هذه الخلية في نواكشوط في حزيران / يونيو من عام 2015 في جلسات مثيرة هي الأولى من نوعها تم خلالها عرض فيلم مبايعة أفراد الخلية لزعيم التنظيم.

نواكوشط: مخططو اغتيالات لزعماء عرب يحاكمون الإثنين المقبل

شكري: استدعاء السودان لسفيره في مصر سببه النزاع حول حلايب

Posted: 08 Jan 2018 02:16 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي» ـ وكالات: لم تتلق مصر حتى الآن رداً من إثيوبيا والسودان بشأن اقتراحها إشراك البنك الدولي في مفاوضات سد النهضة، وفق ما أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أمس الإثنين.
وقال، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده أمس مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية والتجارة الإيرلندي سيمون كوفني، الذي يزور القاهرة حاليا، إن «مصر لم تتلق بعد أي رد فعل من إثيوبيا أو السودان فيما يتعلق بالمبادرة التي تقدمت بها لإدخال البنك الدولي كطرف فاصل فيما يطرح بخصوص المسار الفني للمفاوضات والآراء التي تتخذها الأطراف الثلاثة إزاء المسار الفني والمقررات التي تقدم من الشركة الدولية الموكل إليها الانتهاء من الدراسات الخاصة حول التأثيرات المترتبة على مشروع سد النهضة».

تأثير سد النهضة

وحول تأثير سد النهضة على العلاقات المصرية ـ السودانية، بين أن «سد النهضة هو مسار فني، ويجب التعامل معه من هذا المنطلق، ولكن أيضاً لا بد أن يكون هناك قدر من المراعاة المشتركة لمصالح الأطراف الثلاثة، ولا نستطيع إن نقول إننا قد حققنا من خلال التطبيق الكامل للاتفاق الاطاري والمسار الفني في اللجنة الفتية المشتركة ما يؤشر إلى التنفيذ الكامل لما تم التوافق عليه ومراعاة مصالح الدول الثلاث والاعتبارات التي تم على أساسها صياغة الاتفاق من اعتراف متبادل للمصالح المشتركة للدول الثلاث».
وحسب شكري «ليس هناك رغبة من قبل مصر لخلق أي مجالات للتوتر، ولكن نجد دائماً أن هناك أرضية للتوافق إذا كانت هناك إرادة سياسية لذلك، وهذا هو ما نقدره و نقيمه، فمصر لديها هذه الإرادة، ولكن تتعامل مع أي قدر من التصعيد بالشكل الذي يتناسب مع القدرات ويتناسب أيضاً مع الاهتمام بمصالح الشعبين».
وبخصوص الزيارة المقبلة لرئيس وزراء إثيوبيا لمصر، لفت إلى أن «الترتيب جار لها».
وعن تزايد التصريحات السلبية من جانب المسؤولين السودانيين وقرار سحب السفير السوداني للتشاور وموقف مصر من هذه التحركات، قال شكري «إننا نرصد التطورات في الفترة السابقة في العلاقات المصرية السودانية، وهي علاقات لها خصوصيتها وأهميتها، ويتم تقييم كل ما يرتبط بها بشكل دقيق وبشكل يراعي مصلحة الشعبين في المقام الأول».
وأشار أن «القرار الأخير الذي اتخذته الحكومة السودانية بسحب سفيرها للتشاور، يتم تقييمه ويتم التعامل مع كل التأثيرات التي تترتب عليه لاتخاذ الإجراءات المناسبة حيال هذا التطور».
وأضاف أن «مصر دائما تسعى أن تكون هذه العلاقة معبرة عن رغبة الشعبين في توثيق العلاقة، ولكن أيضاً وفي المرحلة الحالية، وبعد ما تم تداوله من تصريحات تثير القلق، فإن المنحى لهذه العلاقات يحتاج إلى تصويب حتى يظل محافظ على مجالات التعاون، والرغبة أن لا تكون هناك أي تأثيرات سلبية فيما يتعلق بمصلحة الشعبين». وكان شكري قد كشف، مساء الأحد، عن أن استدعاء السودان لسفيره في القاهرة سببه النزاع حول مثلث حلايب الحدودي.
وقال في تصريحات متلفزة مع الإعلامي المصري عمرو أديب: «عندما أخطرنا باستدعاء السفير (السوداني) كانت الإشارة لموضوع حلايب، وكانت دائما هناك إعلانات سودانية في الأمم المتحدة، حول هذا الأمر وكانت هناك إعلانات مصرية مقابلة تؤكد على الموقف المصري».
وأوضح شكري، أن «هذا الموضوع (حلايب وشلاتين) متوقف بين البلدين حيث يتم التعامل حوله بحكمة فهو موضوع حساس».
ووصف شكري السودان بأنها «من أهم الدول لمصر»، مؤكدا أن الشعبين السوداني والمصري واحد.

قرار ترامب حول القدس «خاطىء»

وأكد مسؤول الدبلوماسية المصرية، أن المباحثات مع الجانب الايرلندي تطرقت إلى القضايا الإقليمية والدولية حول القضية الفلسطينية وعلاقات مصر والاتحاد الأوروبي وأهمية استمرار العمل المشترك للقضاء على الإرهاب وقضية الهجرة وتأثيرها على أوروبا. كوفني أكد أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس خاطىء في الوقت الحالي، وجعل المحادثات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي أكثر صعوبة».
وتابع: «نؤمن أن الولايات المتحدة تقوم بدور لإيجاد مقترحات فيما يخص قضية الشرق الأوسط، ونتطلع للاستماع للتفاصيل، ومناقشة هذا الأمر مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس».
وردا على سؤال حول إمكانية أن يكون الاتحاد الأوروبي هو الطرف الأساسي في مفاوضات السلام بدلا من الولايات المتحدة، قال وزير خارجية ايرلندا :»اعتقد أنه لا يمكن أن يكون هناك حل دائم دون تدخل أمريكا، وهناك التزام من جانب الاتحاد الأوروبى وأمريكا بالعمل معا لإيجاد اُسلوب للسير قدما للأمام من اجل إيجاد حل يقوم على حل الدولتين، ونحتاج للعمل مع الطرفين».
وأضاف أن «الاتحاد الأوروبي هو الممول الأساس للمساعدات للسلطة الفلسطينية ونحتاج للتقدم للأمام لتحقيق طموحات الشعبين».

شكري: استدعاء السودان لسفيره في مصر سببه النزاع حول حلايب
أكد أن بلاده لم تتلق ردا بشأن إشراك البنك الدولي في مفاوضات سد النهضة

اليمن: نجاة وكيلي محافظة تعز من محاولة اغتيال عبر تفجير عبوة ناسفة بجوار سيارتهما

Posted: 08 Jan 2018 02:16 PM PST

تعز ـ «القدس العربي»: نجا وكيلا محافظة تعز، من محاولة اغتيال تعرضا لها صباح أمس في مدينة تعز، وسط اليمن، بانفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة في إحدى السيارات الأمنية في موكبهم الرسمي.
وقال مصدر أمني لـ«القدس العربي» إن وكيل أول محافظة تعز عبدالقوي المخلافي والوكيل الثاني رشاد الأكحلي تعرضا أمس الاثنين، إلى محاولة اغتيال عبر تفجير عبوة ناسفة تم زراعتها من قبل مجهولين في إحدى سيارات موكبهما الحكومي، في مدينة تعز، وسط اليمن.
وأوضح أن الوكيلين نجيا من محاولة الاغتيال، بينما تدمر الجزء الأمامي بالكامل للسيارة المرافقة للموكب، التي كان يقودها المرافق الأمني للوكيلين موسى الشدادي، ولم يصب أي من الوكيلين بأذى، نظرا لأن الانفجار وقع في وقت كانا بعيدان عن موقع موكب السيارات.
وأشار إلى أن الوكيلين كانا في موكب حكومي واحد للقيام بجولة ميدانية في مدينة تعز التي تعاني الحصار والحرب منذ مطلع 2015. وتوقف الموكب في وسط المدينة ظهر أمس قبل خروج الوكيلين منه لتناول طعام الغداء، وبعد توقفه بدقائق معدودة انفجرت العبوة الناسفة في سيارة المرافق الأمني المجاورة لسيارة الوكلين.
ولم تعلن فيه أي جهة مسؤوليتها عن محاولة الاغتيال لوكلاء تعز حتى مساء أمس، غير أن مدينة تعز شهدت في الآونة الأخيرة محاولات اغتيال عديدة طالت العديد من العسكريين والمدنيين، أرجعتها مصادر عديدة إلى محاولة الميليشيا الانقلابية الحوثية في خلق حالة من الفلتان الأمني عبر خلاياها النائمة، بعد أن عجزت عن اجتياح مدينة تعز منذ مطلع 2015. وجاءت هذه الحادثة بعد 5 أيام من نجاة رئيس هيئة الأركان العامة للجيش اليمني اللواء طاهر العقيلي في انفجار لغم أرضي زرعه الحوثيون في الطريق الذي عبر فيه موكبه العسكري في محافظة الجوف، حين كان في زيارة رسمية لجبهات القتال الأمامية بين القوات الحكومية والميليشيا الانقلابية في محافظة الجوف.
وذكر مصدر عسكري في رئاسة هيئة الأركان أن العقيلي نجا من محاولة الاغتيال ولكنه تعرض لكسر في رجله اليمنى وبعض الرضوض الطفيفة في أماكن متفرقة من جسده، والذي نقل على إثرها عبر طائرة سعودية خاصة إلى العاصمة السعودية الرياض لتلقي العلاج هناك.
وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ونائبه الفريق علي محسن الأحمر قاما بزيارة لرئيس هيئة الأركان العامة في المستسفى السعودي بالرياض واطمأنا على سلامته وظهرا في تصوير تلفزيوني مع العقيلي، لإثبات أنه على قيد الحياة بعد أن أشاعت الوسائل الإعلامية الحوثية بأن العقيلي لقي حتفه في انفجار اللغم في محافظة الجوف.

اليمن: نجاة وكيلي محافظة تعز من محاولة اغتيال عبر تفجير عبوة ناسفة بجوار سيارتهما

خالد الحمادي

المخابرات العامة تحبط مخططا كبيرا لتسريب أراضٍ للاحتلال

Posted: 08 Jan 2018 02:16 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: أعلن جهاز المخابرات العامة الفلسطينية في محافظة قلقيلية، أنه تمكن وبناء على معلومات استخبارية ومتابعة استمرت فترة طويلة، من اعتقال مجموعة من المشتبه فيهم بمحاولة تسريب أراض لمصلحة الاحتلال. وكشف الجهاز على موقعه الإلكتروني أنه تمكن من اعتقال أربعة أشخاص أحدهم محام، مشتبه بتورطهم في التخطيط لبيع أراض لجهات إسرائيلية، وأن الأراضي المستهدفة تقع في مناطق القدس وقلقيلية ونابلس وطولكرم، وداخل أراضي فلسطين المحتلة عام 1948. 
وحسب ما نشر فإن أحد العملاء الهاربين إلى إسرائيل، إضافة الى أحد السماسرة من أراضي 1948، قاما بالتنسيق لتمرير هذه الصفقة التي تقدر قيمتها لو تمت بحوالى 8 ملايين دينار أردني. وبعد اكتمال إجراءات المتابعة الاستخبارية من قبل جهاز المخابرات العامة، تم اعتقال المشتبه فيهم، ووقف جميع الإجراءات والوكالات التي كانوا بصدد إعدادها لتنفيذ الصفقة، الأمر الذي أفشل مخططا لتسريب آلاف الدونمات لمصلحة الاحتلال، وتمت إحالة الموقوفين وملف القضية الى النيابة العامة لإكمال الإجراءات القانونية . 
وأهاب جهاز المخابرات العامة بالفلسطينيين توخي الحيطة والحذر في أي عملية بيع أراض، والتأكد من كل الإجراءات بأنها وفق القانون، وخصوصا في القدس المحتلة، والمناطق الحدودية والمناطق المحاذية للمستوطنات، وإبلاغ الجهات المختصة عن أية حالة يشك فيها بشبهة عملية تسريب أراض لصالح الاحتلال، لما يشكل هذا الأمر من تهديد خطير للأمن القومي.
 

المخابرات العامة تحبط مخططا كبيرا لتسريب أراضٍ للاحتلال

البرلمان المغربي يناقش اليوم مقترح قانون منع تعدد الأجور وتعويضات المسؤولين السياسيين

Posted: 08 Jan 2018 02:15 PM PST

الرباط – «القدس العربي» : تناقش اليوم الثلاثاء لجنة المالية داخل مجلس النواب المغربي، في حضور وزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد، مقترح قانون يقضي بمنع تعدد الأجور والتعويضات في الهيئات الترابية والمهنية المنتخبة والمؤسسات الدستورية والإدارية، وذلك بعد المطالب التي رفعها المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي إلى فريقه في مجلس النواب الذي يدعو إلى تجريم التعويضات المتأتية من تعدد المسؤوليات.
وينص مقترح القانون، على منع كل من اكتسب صفة تمثيلية الجمع بين أجرتين أو أكثر، أو تعويضين أو أكثر، عند مزاولة انتداب أو وظيفة انتخابية في الهيئات المحددة بالفصل 135 من الدستور، رافضا أن تؤدى من ميزانية الدولة أو الجماعات الترابية أو المؤسسات العامة على انفراد أو بصفة مشتركة، وبصفة مباشرة أو مباشرة، أغلبية الأسهم في الرأسمال أو سلطة مرجحة في اتخاذ القرار. وفي حال تمت الموافقة عليه من طرف الحكومة، سيشمل القانون موظفي الإدارات العمومية الذين يكتسبون صفة تمثيلية، وموظفي ومستخدمي المؤسسات والمقاولات العمومية، والمتعاقدين مع الإدارات أو الجماعات الترابية أو الغرف المهنية أو المؤسسات أو المقاولات العمومية بأي صفة كانت. كما تتوقف استفادة المنتدب الذي يجمع بين صفتين، من التعويض الذي يختاره في إحدى الصفات التي يستفيد على أساسها، مع إلزامية إشعار الهيئات الأخرى بذلك.
وأوضح الفريق الاشتراكي الذي تقدم بهذا المقترح، أن هذه الخطوة تأتي « وعيا منه بالآثار السلبية المترتبة عن تعدد الأجور والتعويضات» وأن هذا المقترح، يهدف إلى المساهمة في محاربة كل المظاهر السلبية المسيئة للحياة السياسية والحزبية في المغرب، داعيا إلى القضاء على ظاهرة تعدد الأجور أو التعويضات، تحت أي اسم كانت، مع حق المعنيين من الاستفادة فقط من التعويض الذي يتم اختياره بناء على إحدى الصفات التي يستفيد على أساسها.كما سيهدف إلى الحد من تراكم وتعدد التعويضات التي يتلقاها المسؤولون في هيأت منتخبة عدة، موردا أن مقترحه ينص على أن يختاروا تعويضا وحيدا يعتبرونه مناسبا.
وأثار هذا الموضوع ضجة كبيرة داخل الرأي العام المغربي، وعبر الكثير من المغاربة عن غضبهم على مواقع التواصل الإجتماعي حول حصول عشرات البرلمانيين على تعويضات أربعة ملايين (40 الف درهما ما يعادل 4200 دولار) عن منصبهم النيابي فضلاً عن تعويضات عن شغلهم لمهام رؤساء الجماعات و البلديات و عمداء المدن ونواب رؤساء الجهات.
واعتبر الباحث الجامعي عمر الشرقاوي، أنه لا يُمكن إلا اعتبار تعدد التعويضات والمناصب «فتنة». مضيفا أن هناك من المسؤولين من يتوصل شهرياً بثلاث الى أربع تعويضات مالية يفوق اجماليها الستة ملايين سنتيم. وتساءل من خروج بعض هؤلاء المسؤولين في تصريحات حول «التحكم» وقال «هناك من المسؤولين من يتوصل بثلاثة الى أربعة تعويضات مالية شهرياً، لكنه يملك كامل الجرأة لمواجهة الشعب بترديد جملة محاربة التحكم، ألا يعلم هؤلاء أن المغاربة يتمنون هذا النوع من التحكم، ان كان سيمنحهم تعويضات بمثل تعويضات هؤلاء المسؤولين».
وباعتبار أن هذا المقترح يستمد فلسفته من ترشيد نفقات الدولة ومحاربة الريع، سبق للحكومة السابقة، أن رفضت مبدأ تعدد المسؤوليات بين المحلي والوطني، رغم التعديلات التي قدمت لها خلال مناقشة مشاريع القوانين المتعلقة في الجماعات الترابية.

البرلمان المغربي يناقش اليوم مقترح قانون منع تعدد الأجور وتعويضات المسؤولين السياسيين

فاطمة الزهراء كريم الله

الخارجية الأمريكية : تطور لافت في القدرات العسكرية المغربية خلال السنوات العشر الأخيرة

Posted: 08 Jan 2018 02:15 PM PST

الرباط – «القدس العربي»: كشف تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية حول الميزانيات العسكرية في دول العالم، والقدرات التي تتوفر عليها جيوش هذه البلدان، عن تطور لافت في القدرات العسكرية المغربية خلال السنوات العشر الأخيرة الممتدة ما بين 2005 و2015.
وأوضحت عمليات تحليل البيانات المتضمنة في تقرير إدارة البيت الأبيض، بواشنطن العاصمة، أن هذا التفوق يأتي بالرغم من ارتفاع حجم الإنفاق العسكري للجزائر مقارنة مع الميزانية التي يرصدها المغرب لقواته المسلحة الملكية.
وقال التقرير انه في الوقت الذي بلغ فيه حجم الإنفاق العسكري المغربي خلال الفترة الممتدة ما بين 2005 و2015 ما يناهز 48 مليار دولار، فان الجزائر رصدت ميزانية تفوق الميزانية المغربية بنسبة 22 في المائة.
وأورد التقرير الذي نشره موقع هسبرس المغربي أن حجم الإنفاق العسكري الجزائري بلغ على مدى 11 سنة الممتدة ما بين 2005 و2015 ما يقارب 58,65 مليار دولار، باحتساب سعر الدولار ليوم صدور التقرير. وقال تقرير وزارة الخارجية الأمريكية اذي يصدر امس الاثنين ان المغرب استطاع خلال السنوات العشر الماضية تطوير منظومته العسكرية الجوية والبحرية، وأقدم خلال هذه المدة على تعزيز قوات هذه الوحدات الاستراتيجية خاصة بالنسبة إلى القوات البحرية التي انتقل تعدادها من 8 آلاف عنصر إلى 9 آلاف عسكري مدرب ومجهزين بآليات عسكرية بحرية متطورة.
وبرز التقدم الواضح للقوات المغربية البحرية العسكرية على نظيرتها الجزائرية من خلال المعطيات الواردة في هذا التقرير الرسمي الأمريكي، وجاء في التقرير أن عدد القوات البرية العسكرية الجزائرية يبلغ 130 ألف عنصر و100 ألف احتياطي، فيما يصل تعداد القوات البحرية 6 آلاف عنصر، أما القوات الجوية فيبلغ عدد عناصر لدى الجزائر 12 ألفا و800 عنصر كمعدل.
وسجل التقرير تقدما واضحا لتعداد ومكونات الجيش المغربي مقارنة مع دول منطقة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «سيداو»، وأوضح أن المغرب يتفوق على مستوى التعداد والميزانية المرصودة للجيش على أقوى دولة في هذه المنظمة الإقليمية، وهي نيجيريا التي تمتلك جيشا يتكون من 80 ألف عنصر مقابل 220 ألفا للمغرب؛ وهو ما يشكل من التحاق المغرب لهذا التجمع قيمة مضافة كبيرة، خاصة أنها مقبلة على تعزيز تعاونها العسكري الإقليمي لمحاربة ظاهرة الإرهاب المتفشية في منطقة الساحل.

الخارجية الأمريكية : تطور لافت في القدرات العسكرية المغربية خلال السنوات العشر الأخيرة

اقتحام عشرات المهاجرين الأفارقة لسياج مليلية الحدودي يثير قلق السلطات المغربية والاسبانية

Posted: 08 Jan 2018 02:15 PM PST

الرباط – «القدس العربي»: اثار اقتحام عشرات من المهاجرين الافارقة للسياج الفاصل بين مدينة مليلية التي تحتلها اسبانيا وبقية الاراضي المغربية، قلقا في الاوساط الامنية المغربية والاسبانية، لما يشكله ذلك من اعلان للمهاجرين الأفارقة في شمال المغرب عن 2018 كسنة لوصولهم لـ»اوروبا» عبر مدينتي سبتة ومليلية.
ففي الوقت الذي كثفت فيه السلطات الأمنية المغربية والإسبانية حضورها في الشريط الحدودي خلال احتفالات أعياد الميلاد، خوفا من وقوع اقتحامات، أجل المهاجرون مخططهم إلى يوم السبت الماضي، حيث خفّ الحضور الأمني، ليقوم 300 مهاجر من اقتحام السياج الحدودي لمليلية، 210 مهاجر فقط منهم دخلوا الثغر المحتل.
وقالت صحيفة اخبار اليوم المغربية نقلا عن مصادر من محيط مدينة مليلية، أن 210 مهاجر سري تقريبا، دخلوا مدينة مليلية المحتلة حوالي الساعة الواحد والنصف ظهرا، وأن الاقتحام الذي فاجأ الأمن شارك فيه نحو 300 مهاجر. وأضافت أن «العملية هي الأولى المسجلة منذ 6 أشهر، ما يوحي بارتفاع الاقتحامات في الأيام المقبلة»، واشارت إلى إصابة بعض عناصر الأمن الإسبان و10 مهاجرين. وقالت أن هذه العملية تأتي بعد تحذيرات إسبانية مؤخرا من وجود 1000 مهاجر سري في غابات الناظور وضواحيها يستعدون لاقتحام السياجات الحدودية.
ودعا عبد المالك البركاني، مندوب الحكومة الإسبانية في مليلية، إلى التدخل لإيجاد حل لمشكل الهجرة، خوفا من تفاقمها سنة 2018 بعد لجوء المهاجرين إلى العنف، وقال «هذا النوع من المهاجرين غير النظاميين الذين يعتمدون على القوة والعنف لدخول المدينة بطريقة غير قانوينة، غير مقبول، ويؤكد الحاجة إلى وضع سياسة مشتركة للهجرة السرية من قبل الاتحاد الأوروبي».
وقال محمد بنعيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، أن «العملية تعتبر أول استثناء منذ سنوات، حيث تعودنا على اقتحام السياجات عند كل سنة ميلادية، لكن هذا العام استثناء، حيث يأتي بعد تخفيف الإجراءات الأمنية التي رفعتها السلطات الأمنية المغربية والاسبانية». وأضاف أن المهاجرين أصبحوا يعتمدون على الذكاء والقوة، «أصبح المهاجرون يختارون أوقات الاقتحام بدقة عالية. وأن هناك خبرة كبيرة لديهم في هذا المجال. وهو ما ينذر أن تكون سنة 2018 سنة الهجرة غير النظامية بين شمال المغرب وأوروبا في ظل استمرار الأوضاع على ما هي عليه في القارة العجوز، من غياب للتنمية وحروب أهلية واستمرار الحرب الطاحنة في ليبيا. كما أنه من المتوقع أن تزداد محاولات المغاربة في الهجرة إلى الفردوس الأوروبي».
وحذر تقرير جديد للمنظمة الدولية للهجرة، من ارتفاع ضغط الهجرة في الطريق الغربية للمتوسط انطلاقا من المغرب والجزائر صوب إسبانيا، مبرزا أنه في الوقت الذي انخفضت فيه نسبة الواصلين إلى اليونان، انطلاقا من مصر وتركيا بـ83 في المائة مقارنة مع 2016، وإلى إيطاليا، انطلاقا من ليبيا، بنسبة 34 في المائة تضاعف عدد الواصلين انطلاقا من المغرب وإسبانيا ثلاث مرات تقريبا.
وقال جويل ميلمان، المتحدث باسم منظمة الهجرة الدولية «هناك طلب كبير من قبل مهاجري بعض الدول الإفريقية على المغرب من أجل العبور إلى إسبانيا».

اقتحام عشرات المهاجرين الأفارقة لسياج مليلية الحدودي يثير قلق السلطات المغربية والاسبانية

مسيرة احتجاجية في مدينة جرادة المغربية تطالب بإقرار بديل اقتصادي

Posted: 08 Jan 2018 02:15 PM PST

الرباط –« القدس العربي»: لم ينه الوفد الذي ترأسه عزيز الرباح وزير الطاقة والمعادن المغربي، الاحتجاجات في شوارع جرادة، وخرجت الأحد، مسيرة احتجاجية تطالب في إقرار بديل اقتصادي اختلفت عن سابقاتها إذ حرص المحتجون على قرع الأواني .
وقال محمد منيف، عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ان النشطاء الذي التقوا بالوفد الوزاري لم يجروا الحوار مع الحكومة بل أشعروا فقط ممثلي الحكومة بمطالب المحتجين.
وأوضح أن «الوعود التي قدمتها الحكومة للمحتجين تبقى حبرا على ورق ووعود شفوية لا أقل ولا أكثر مادامت الساكنة لا تحس بها في واقعها المعيشي» وأن مطالب السكان جد واضحة ولا تقبل التجزئة، ومرتبطة أساس بخلق بديل اقتصادي متكامل وبالإعفاء من فواتير الماء والكهرباء التي لم يقوم السكان بأدائها احتجاجا على غلائها. وأضاف منيف أن مطالب النشطاء لم تكن فقط فرص الشغل في المنطقة بل ضرورة الحفاظ على البيئة واغلاق كل المصانع والمحطة الحرارية التي تساهم في ارتفاع التلوث.
وخرج عشرات النشطاء الحقوقيين في الدار البيضاء للتظاهر تأييدا للحراك الشعبي في كل من جرادة والريف وزاكورة رافعين صور معتقلي حراك الريف، و«شهيدي الفحم» في جرادة، ورددوا شعارات تنتقد تصرف السلطات ونهجها سياسة الاعتقال في حق النشطاء، الذين يخرجون للتظاهر من أجل مطالب اجتماعية صرفة، على رأسها الشغل والصحة والتعليم من بينها «اقمع اقمع وزيد اقمع.. ما بقيتيش كاتخلع»، «جايا، جايا، جايا.. موجة كبيرة عالية، والجماهير جايا، جاياكم يا الحكارة».
وعبر المشاركون، في الوقفة الاحتجاجية، التي دعت لها مبادرة الحراك الشعبي في الدار البيضاء عن تضامنهم مع الحراك الشعبي في الريف، زاكورة، جرادة، بوعرفة، عين بني مطهر وأزمور، مطالبين بإطلاق سراح كافة المعتقلين.

مسيرة احتجاجية في مدينة جرادة المغربية تطالب بإقرار بديل اقتصادي

مُسْتَرسَلُ العَلامات

Posted: 08 Jan 2018 02:14 PM PST

تحدّث كثير من العلماء القدامى عن العلامة الوُجُوديّة و العلامَة العَدَمِيّة؛ فأمّا الأولى فهي العلامَة التي يكون لها وُجود صَريحٌ يمكن إدراكه وتعقُّله بوسائطه الظاهرة؛ وأمّا العلامة العدميّة فلا يمكن إدراكها أو تعقّلها بهذه الوسائط، بل بوسائط لا وجود لها.
ولقد ضَرب بعضُ النّحاة على هذا مثالا تقريبيّا لقَمِيصيْن أبْيَضَيْن يُريد صاحبهما أن يميّز بينهما: سيعمَد إلى أحدهما فيصبغه بلون آخر ويترك الثاني على بياضه. القميص المصبوغ يحمل علامة وجوديّة والقميص غير المصبوغ أي الأبيض تكون علامته عدميّة لأنّه لم يحتج أنْ يصبغه كي ينمازَ.
تنتمي العلامة الوُجُوديّة والعَلامة العَدميّة كلتاهما إلى فكرة نظام تقابليّ ثنائيّ، فللنّهار علامة عدميّة هي النّور المنبعثُ من الشّمس وللّيل علامة عدميّة هي غياب ذلك النّور، فمن المعلوم أنّ السّواد عدمُ الضّوء. واشتغل النّحاة العرب بهذا التّقابل العَلاميّ الثنّائيّ؛ ففي مقولة التّعيين (التعريف والتنكير) ذكروا للمعرفة علامة وجوديّة (الألف واللام) وذكروا للتنكير علامة عدميّة (غياب ألف التعريف).
العلامة الوجوديّة والعلامة العدمية تنخرطان في سياق نظام أعمّ من التّفكير في الأشياء تحصرانها مقوليّا في ثنائيّات. التّفكير الثنائيّ التّقابلي هذا هو سِمَة التفكير الكلاسيكيّ عموما؛ ونحن نجده في مواضع كثيرة من تنظيم الإنسان لعناصر الكون: ليل ونهار، حقّ وباطل.. وحكمت الرؤية الثنائيّة على الإنسان بالاعتقاد أنّ الحالة النّقيضة للظّلم هي العدل؛ والحقُّ أنّ بين العدل والظّلم مساحة ممتدّة من درجات الظلم ومراتب العدل تقوى وتضعف. وبعبارة أخرى توجد منطقة وسطى بين المتقابليْن يمكن أن تمثّل عناصر من الكون الذي لا تعترف به العلامات التّقابليّة.
لهذا السّبب مال بعض الدّارسين العرفانيّين منذ بعض العقود إلى فكرة تعوّض في المَقَولة فكرة الثنائيّات بفكرة المُسْتَرْسَل. المسترسل مفهوم مختصره أنّ الأشياء والمفاهيم ليست ثنائيّة الأطراف، بل هي وإن كانت تقع بين طرفين، فإنّ بيْن ذيْنك الطرفين اتّساعا وامتدادا يتمّ في الانتقال بالتّدريج من الشّيء الموسوم إيجابا إلى الشّيء الموسوم سَلبا. بهذا المعنى لا يوجد مرور فُجائيّ من اللّيل إلى النّهار؛ بل هناك استرسال لا ننتقل وفقه من وضوح النّهار وبهره مباشرة إلى حلكة الليل وعتمته. وقياسا عليه فإنّ الخير والشرّ مسترسل من القيم رأساه القيمتان، لكن نجد خيرا أقرب إلى الشرّ وشرّا أقرب إلى الخير؛ ومثاله ما يعرف بـ»الموت الرّحيم» إذ هو شرّ أقرب إلى الخير؛ وفي هذا نفهم اعتبار الشّريعة الإسلاميّة الطّلاق «أبغض الحلال».
إنّ الأوصاف أو النّعوت هي أبرز الألفاظ التي يمكن أن تصنع التّدريج في مفاهيم تبدو لنا على طرفي نقيض. إنّها أكثر العلامات التي تُعيدك إلى الامتلاء الدّلالي الأوّل وتقول لك أعِدْ توزيعه على مسترسل القيم. سنأخذ مثلا دقيقا من القرآن اشتغلت فيه الصّفات علاماتٍ داخل مسترسل برأسين متقابلين. ففي سورة البقرة (بين 67 ـ 71) نقل لحديث بين موسى عليه السّلام وبني إسرائيل حول صفات البقرة التي أمرهم الله أن يذبحوها. كان سؤال بني إسرائيل نبيّ الله سؤالا عَلاميّا تلعب فيه العلامة دورا تمييزيّا، قبل أن تكون لها وظيفة رمزيّة. إنّ أقصى درجات التّمييز أن تكون العلامة مفرِّقة بين متماثلات يصعب التفريق بينها. وهو ما يدّعيه بنو إسرائيل بقولهم: «إنّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَليْنَا» (البقرة ـ 70). تشابُهُ النّوع تختلف درجاته من نوع إلى آخر؛ فمثلا تشابُه النّوع البشريّ يمكن أن تقلّ درجة اللّبس فيه إذا كان الأفراد مختلفين باللون أو بالعمر أو بالحجم.. والإشكال في تشابه بَقَر بني إسرائيل أنّ الفُوْيرقات النّوعيّة على ما يدّعونه قليلة إلى درجة أنّ العلامات الدقيقة أضحت مهمّة، لذلك تحتاج عينا تهدي إليها لا تكون ككلّ العيون. يرى بنو إسرائيل المتشابه في البقر ولكنّ العين الربّانية على المختلف؛ وفي ذلك مفارقة هي كامنة في جوهر البشريّ والإلهيّ . فما يجعل البشريّ بشريّا هو الانغماس في المثيل الكثير وما يجعل الإلهي إلهيّا هو التعالي والتفرّد ورؤية الخلافيّ. وللتّدقيق في السّؤال عن البقرة المعنيّة بصفة أو صفات معيّنة غرضان في هذا المقطع من السّورة: غرض تعييني وآخر اختباريّ يلتبسان معا: الغرض التّعيينيّ يهدف إلى تحديد بقرة بعينها اعتمادا على صفات بذاتها؛ والغرض الاختباريّ يهدف إلى أنْ يختبر بنو إسرائيل نبوّة نبيّهم من ناحية، ويختبر الله بني إسرائيل بأن يوجب عليهم حقّ العقاب عملا بقوله تعالى «وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مُترفيها ففسقوا فيها فحقّ عليها القول فدمّرناها تدميرا» (الإسراء ـ 16) .
اشتغلت العلامات عندئذ بين نقيضين داخل مسترسلات ثلاثة: مسترسل العمر واللّون والدّور. ففي مسترسل العمر تحدّدت البقرة بأنّها «لا فَارِضٌ ولا بِكْرٌ عَوانٌ بين ذلك» (البقرة، 68). هذا مُسترسل طرفاه حدّان ثنائيّان هما: البكْر والفارض؛ هو مسترسل زمانيّ إذ البقرة تكون في بدايتها غير منجبة ثمّ تنجب وتتكاثر. وممّا يؤيّد فكرة هذا الامتداد على الخطّ الزّماني عبارة «عوان» التي تعني المتوسّطة في العمر بين الصّغر والكبر؛ ومعلوم أنّ التوسّط هذا يمتدّ ويتّسع بين طرفين أوّله مُلامِس للصّغر والثاني ملامس للكبر، بل إنّ الصغر والكبر نفسيهما متّسعان وليسا حدّين مضبوطين. وهكذا تكون البقرة في مرحلة وسطى في عمر البقر: صغيره علامته عدم الإنجاب، ولكنّ كبيره غير محدّد بهذه الصّفة، لكن هل من اليسير أن تتبيّن هذه العلامة «العوان» في البقرة بيسر؟
المسترسل الثاني هو مسترسل اللون فالبقرة «صفراء فاقع لونها». من المعلوم أنّ الألوان تتوزّع على مسترسل هو طيف الألوان ولكلّ لون مقطع هو مسترسل صغير فيه؛ فالأصفر الفاقع أي الصّافي النّاصع ويمكن اعتباره متوسّطا في مقطع الأصفر اللّوني، لكن رغم ذلك لا يمكن تحديده بيسر؛ وتزيده «يسرّ النّاظرين» إمعانا في النّسبيّة.
والمسترسل الثالث يرتبط بدور من أدوار البقر هو الترويض على العمل، لذلك كان طرفاه (ذلول) وما قابلها. فالبقرة يمكن أن تدرّب على الحرث والسّقي، ولكنّ ذلك يكون بعد مدّة قد يعصي فيها بعض البقر هذا الدّور (في تونس «العاصي» من أسماء الثور القويّ). لكنّ البقرة المبحوث عنها هي في طور بين الطورين يعسر ضبطه، فلسنا نعرف متى ستتدرّب البقرة كي نضع للبقر السابق على هذه الفترة سمة أو علامة فهي علامة أعسر من الأولى لا يمكن أن تضبط بها البقرة. هذا العسر في الضبط نجد مفتاحه بعد ذلك: فالحديث في علامات البقرة ينتهي في الآخر إلى أنّ البقرة «لا شية فيها» أي لا علامة فيها بمعنى أنّه لا علامة وجوديّة لها: علاماتها عدميّة لكنْ لا بالتقابل الثنائيّ بل بالمسترسل: الوسط بين طرفي علامتين تقابليّتين علامة ليست كالليل بما هو نقيض النهار، بل هي شيء لا ليل ولا نهار إنّما عوان بين ذلك.

٭ أستاذ اللّسانيّات في الجامعة التّونسيّة

مُسْتَرسَلُ العَلامات

توفيق قريرة

هاشتاغ أنقذوا إسراء… اللبوة الفلسطينية الجريحة

Posted: 08 Jan 2018 02:13 PM PST

في لحظة تاريخية معينة، قد يتحول ما يبدو في بداياته فعلا فرديا إلى حراك عام. في تونس، أدت تضحية البائع المتجول محمد بو عزيزي، بنفسه، إلى زحزحة صخرة، طالما جثمت على صدور التونسيين على مدى عقود. في سوريا، أدى اعتقال عدد من الأطفال إلى اشعال الشوارع بنيران الغضب المكبوت ضد نظام توارث القمع. في فلسطين، أراد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اخراج نفسه، من زريبة حماقاته المتتالية، عن طريق اعلان القدس، عاصمة للكيان الصهيوني، فهبت عليه رياح الغضب الفلسطيني- العربي- الدولي، التي تكاد تطمره وهو حي.
لتطابق اللحظة التاريخية المواتية مع الفعل الفردي، علاقة كبيرة بصناعة الايقونة ـ الرمز أو دفنها. أو هذا على الأقل، ما جعل غيفارا، يتحدى الموت، كمناضل أولا ورمزا حيا للأجيال المقبلة ثانيا، متجاوزا بشبابه الدائم وقوة تحريضه على الثورة، مفهوم الأيقونة كنُصبٍ جامد. وإذا كان غيفارا، وكاسترو بدرجة اقل (ربما لأنه بقي على قيد الحياة) قد نجحا باحتلال مركز متميز في قائمة ايقونات الشعوب لسنوات طويلة، بسبب محدودية الانتشار الإعلامي التقليدي، فان سرعة انتشار الاخبار ونقل الاحداث عبر مواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك، تويتر، يوتيوب… الخ) جعل من خلق وتصنيع وتفكيك الايقونات (كما هي الاخبار) مسألة آنية، وليدة اللحظة، إلى حد كبير، وحاملة لإيجابيات وسلبيات الولادة السريعة واختلاطها بالعواطف الجياشة والاجندات السياسية والاعلامية.
تقدم لنا تغطية مقاومة القرار الأمريكي بجعل القدس عاصمة للكيان الصهيوني، فلسطينيا وعربيا ودوليا، جوانب إيجابية لكيفية توظيف نقل الاخبار والاحداث ساعة بساعة، وبالتالي البناء التراكمي للحراك الشعبي بين الفلسطينيين، أنفسهم، من جهة، والتواصل مع بقية الشعوب، من جهة أخرى. حيث تم نشر صور الاعتقالات والاغتيالات التي طالت المواطنين، المرة تلو المرة، لتصل اقصى انحاء الكرة الأرضية، فلم يعد هناك متسع لادعاء عدم المعرفة بطبيعة المُستعمر الاستيطاني. فما تجاهلته الصحافة خشية الحظر الصهيوني ـ الأمريكي وحتى الرسمي العربي المتواطئ معه، بثته مواقع التواصل بكل تفاصيله. فصارت للمظاهرات الفلسطينية ومواجهتها للمستوطن الصهيوني، وجوهها وصورها المعروفة حول العالم. تدريجيا، تحولت وجوه المقاومين او لحظات المواجهة بين القوة العسكرية الغاشمة، والجسد الفلسطيني المُسلح بإيمانه وحجارته، إلى ايقونات، تؤرخ اللحظة وترمز إلى ما هو أبعد من اللحظة.
لحظة اعتقال فوزي الجنيدي (16 عاما) ابن مدينة الخليل. اقتياده، معصوب العينين، محاطا بجدار من 23 جنديا، مدججين بالسلاح، بعد ضربه. أصبحت اللحظة، صورة لا تُنسى لذعر المُستعمِر وهمجيته. انها صورة المُستعمِر، وليس الفلسطيني، محاصرا. في ذات الوقت، الذي انتشرت فيه صور الصبية عهد التميمي وأمها ونور ابنة عمها. تذكرني صورة عهد، في طفولتها، وهي تشترك مع عائلتها وأهل قريتها، في المظاهرات ضد المحتل، بقصة للأسيرة المحررة ايمان غزاوي، تقول فيها «يا إلهي! كم ينضج الاطفال في بلادي سريعا».
بات حضور عهد، على صفحات التواصل الاجتماعي، خاصة، يوميا. بمرور الأيام تحولت الصبية بشعرها الكث، المنكوش، المُحتضن لملامح طفولية جميلة، إلى أيقونة للشباب المقاوم. تبناها العالم وقبل بها. صارت صورة ولوحة وملصقا جداريا وراية يرفعها المتظاهرون. تدريجيا، أيضا، أصبحت وسما عابرا للفرد، «هاشتاغ»، تسكنه أسيرات فلسطينيات، جريحات، مغيّبات في سجون الاحتلال، لم يحظين بمساحة القبول التي حظيت بها عهد. لأن « السياسيين وبعض المؤسسات الحقوقية، والمنظمات الدولية، وغالبية من وسائل الإعلام والنشطاء والمغردين يتجنبون الحديث عن الأسرى الجرحى من منفذي العمليات خوفا من اتهامهم «بالتحريض» أو «دعم الإرهاب». كتبت الصحافية الفلسطينية ميرفت صادق، المشاركة في حملة داعية إلى التنبيه إلى وضع الأسيرات الجريحات. يلخص تقرير مشترك لنادي الأسير الفلسطيني ومؤسسة الضمير لرعاية الأسرى، حال الأسيرات: لما البكري (17 عاما) اعتقلت مصابة بثلاث رصاصات في قدميها، عبلة العدم (46 عاما وأم لتسعة أبناء) اعتقلت، مصابة في الرأس والوجه والكتف، وفقدت النظر في عينها اليمنى، شروق دويات (20 عاما) اعتقلت بعد إصابتها برصاص في الكتف، أدى إلى انقطاع شريان رئيسي، جيهان حشيمة (38 عاما) اعتقلت بعد إصابتها بعدّة رصاصات في قدمها اليسرى، أمل طقاطقة (24 عاما) اعتقلت بعد إصابتها بالرصاص في الفخذ والصدر والخصر، وأقدمت مجندة اسرائيلية على ضربها في صدرها بكعب البندقية وهي تنزف، مما تسبب بكسور في قفصها الصدري. مرح باكير (18 عاما) اعتقلت بعد إصابتها بـ 13 رصاصة في يدها اليسرى، نورهان عواد (18 عاما) اعتقلت بعد أصابتها بأربع رصاصات في الفخذ الأيسر والبطن، وحلوة حمامرة (26 عاماً وأم لطفلة) اعتقلت مصابة بجروح خطيرة أدت إلى استئصال جزء من الكبد ومن البنكرياس والطحال والأمعاء.
تسللت الأسيرة المقدسية إسراءـ جعابيص (32 عاما أم لطفل) إلى الضمائر الحية، بوجهها المشوه حرقا، ويديها بأصابعها المبتورة، وخطواتها مقيدة اليدين والساقين، سائرة مرفوعة الرأس، محاطة بجنود الاحتلال، باعتداد من يتغلب على الألم في كل خطوة. اعتقلت إسراء بعد إطلاق النار على سيارتها، عام 2005، أثناء مرورها عبر حاجز «الزعيم» الاحتلالي المؤدي إلى القدس المحتلة مما أدى إلى انفجارها، واصابتها بحروق شديدة، شوهت وجهها، ورأسها، وصدرها. حكم عليها الاحتلال بالسجن لمدة 11 عاما. إسراء بحاجة ماسة للعلاج الذي يمتنع الاحتلال عن توفيره لها داخل المعتقل. تقول عائلتها إنها: «بحاجة لثماني عمليات عاجلة في عينيها ووجهها ولفصل أذنيها الملتصقتين برأسها، ولعلاج إصابات بالغة في يديها، بينما يرفض الاحتلال تحويلها للعلاج».
تعاني اسراء، بالإضافة إلى آلامها الجسدية المستمرة، من آلام نفسية جراء حرمانها من رؤية ابنها الوحيد معتصم، فقد منعه الاحتلال، في آخر زيارة، من رؤيتها برفقه خالته بحجة أنه لا يحمل الهوية المقدسية، التي سحبها منه بعد اعتقال والدته. معتصم لم يكمل عامه العاشر بعد، لكنه يعيش يوميات الاحتلال بأبشع صورها، صورة الحرمان من الأم وهي لا تزال حية. ما الذي سيحمله المستقبل لمعتصم، بطفولته الفلسطينية، في وضع كهذا؟
من إسراء إلى عهد، على مدى عقود من مقاومة الاحتلال، تبقى وجوه الاسيرات الفلسطينيات، مهما حاول المحتل تشويهها، أيقونات ذلك الجمال النادر، جمال المقاومة والصمود والاعتزاز بالكرامة الإنسانية.

٭ كاتبة من العراق

هاشتاغ أنقذوا إسراء… اللبوة الفلسطينية الجريحة

هيفاء زنكنة

الجزائر: المجتمع سبّاق في إيذاء ذاته

Posted: 08 Jan 2018 02:13 PM PST

اضطرت الحكومة الجزائرية إلى تكليف مدير أمن ولاية العاصمة بأن «يشرح»، عبر التلفزيون الحكومي، ماذا حدث نهاية الأسبوع الماضي وأدى إلى إصابة عدد من الأطباء بجروح، بعضها خطير، في مشاداة مع الشرطة أثناء محاولتهم الخروج في مظاهرات احتجاج في شوارع المدينة.
ليس من عادة السلطة الجزائرية أن توفد مسؤولا أمنيا ليبرر، بلغة هادئة وودية، تصرف الشرطة تجاه شريحة اجتماعية أو مهنية أراد منتسبوها الاحتجاج في الشارع. قبل الأسبوع الماضي، كثيرا ما نالت هراوات الشرطة وخراطيم مياهها الساخنة من المعلمين والأطباء والصحافيين وغيرهم، دون أي شعور بالحاجة إلى تبرير من الجهات الرسمية، لأن الدولة «دائما على حق».
ما يهم في «تبرير» مدير أمن العاصمة شكله أكثر من مضمونه، لأن المضمون معروف ومنتظر، وليس مستبعداً أن يكون قد تمَّ الاتفاق عليه في مواقع أعلى من مبنى أمن العاصمة. على سرعته ومحدوديته، يحمل «التبرير» رسائل عدة تفوق مدير أمن العاصمة كشخص ومنصب.
الخطوة «الجديدة» يفسرها إدراك السلطات بأن ما تعرض له الأطباء عنيف وخطير ومضر بمكانتهم، وهو أيضا مسيء لسمعة الحكومة التي أمرت بالتصرف معهم بتلك الطريقة. لكن ما تعرض له الأطباء كان، من وجهة نظر السلطة، ضروريا ولو أنها ترفض الإقرار بأنه خطأ، حتى لا يفتح الباب أمام آخرين يشبهونهم في المطالب ويقلدونهم في الاحتجاج.
المظاهرات في شوارع العاصمة محظورة منذ صيف 2001، لكن ذلك المنع، غير المُبرر، لا يبرر تلك القوة ولا يبرر منع الأطباء من إسماع صوتهم في الفضاء العام، إلا إذا كانت الحكومة مصابة بفوبيا أن تتحول أي مظاهرة في الشارع إلى غضب عارم عليها. وهي فعلا مصابة بتلك الفوبيا، و»من في بطنه تبنٌ حقَّ له أن يخشى النار».
كما أن التصرف بعنف مع أطباء، يُفترض أنهم جديرون بالاحترام والتقدير، وكأنهم لصوص أو صعاليك، يعود في الأصل إلى «التشرد» الذي أصاب المهن والوظائف التي كانت ذات يوم عماد المجتمع وحلم أبناء وعائلات فئات واسعة منه، كالطب والتعليم والصحافة والقضاء والمحاماة وغيرها. هذه الصورة أفقدت تلك المهن المحترمة نُبلها ووقارها وحتى احترامها في المجتمع. لم يعد غريبا أو مستهجنا أن تسمع أميّين وعاطلين، بكل معاني الكلمة، يتحدثون بسوء عن منتسبي هذه المهن ويتباهون بتقليل احترامهم لهم أمام الملأ، فتسللت هذه الصورة القبيحة إلى أذهان الناس وعششت داخلها.
هذا التحول المحزن يعود بدوره إلى غرق المجتمع في الماديات وجنوحه إلى تقديس أصحاب النفوذ المادي والمعنوي، وعبادة المتفوقين في الثراء السريع، واحتقار العمل كقيمة جميلة. كل هذا بتشجيع من السلطة الحاكمة، عن قصد لإلهاء الناس بطمعهم وطموحهم. أو عن جهل من خلال سياسات وقرارات بائسة في غير محلها. المحصِّلة واحدة.
كما يندرج تدخل مدير أمن العاصمة، وهو مسؤول منضبط لا ينطق بكلمة علنية واحدة من دون إذنٍ رسمي أعلى، ضمن ما بات يسمى في لغة الإعلام الجزائري، الشرطة الجوارية، وهي سياسة تقوم على جعل الشرطة، والأسلاك الأمنية الأخرى، قريبة من الناس. ولهذا لا يمر يوم دون أن يرى الجزائريون في نشرات الأخبار بالتلفزيون الحكومي، مدير عام الشرطة، اللواء عبد الغني هامل، وهو يقوم بنشاط ما. بعض هذه الأنشطة، ومنها تدشين تجهيزات طبية أقل من عادية، تعطي الانطباع أنها اختُرعت فقط لتبرير ظهور الرجل في التلفزيون. وهكذا نال مدير عام الشرطة مكانا في الترتيب الإخباري الرسمي المعمول به في التلفزيون الحكومي: رئيس الدولة، رئيس مجلس الأمة، رئيس البرلمان، رئيس الحكومة، فالوزراء حسب الأهمية، فمدير عام الشرطة. كما أصبحت أخبار الشرطة ـ والجيش ـ لازمة يومية في نشرات الأخبار.
اللافت في الأمر أن «الانفتاح» الواضح على الأجهزة الأمنية والعمل الدؤوب على تقريبها من المواطن، يرافقه بالتوازي «غلق» كبير على المجتمع ومكوناته وفئاته الكثيرة والمتنوعة، وعمل مستمر على إبقاء هذا الغلق محكما. اليوم لا تسمح السلطات الجزائرية بأي تحرك أو حراك خارج ما تريده وتخطط له وترعاه من خلال أذرعها الإدارية والنقابية والإعلامية المُتحكم فيها عن قُرب وعن طريق أجهزة التحكم عن بُعد. التظاهر في العاصمة ممنوع بقرار من رئيس الحكومة في 2001، علي بن فليس. وفي المدن الكبرى الأخرى ممنوع «عُرفا». والنقابات المهنية والطلابية لا صوت يعلو فيها على الأصوات المرضي عنها من «فوق»، فتُستعمل عند الحاجة وفي المواعيد الانتخابية الهامة، كالانتخابات الرئاسية، لكي تدافع عن الرئيس «الضرورة» كما يُطلب منها فتفعل بإفراط.
ما لحق بالأطباء قبل أيام فيه امتهان لكرامتهم، لكن فيه أيضا أذى لمجتمع كسَرَ سلم القيم فلم يعد يكترث أو حتى يتألم، فلا غرابة أن تمتهن الشرطة كرامة آخرين، بلا استثناء، كلما تطلب الأمر في المستقبل. إنها مسألة وقت ومواعيد لا أكثر.

٭ كاتب صحافي جزائري

الجزائر: المجتمع سبّاق في إيذاء ذاته

توفيق رباحي

فائض القوة وفائض الغضب في معادلة الحراك الإيراني

Posted: 08 Jan 2018 02:13 PM PST

أعلن حرس الثورة الإيرانية يوم الأربعاء 3 يناير انتهاء حركة الاحتجاج التي شهدتها البلاد، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 21 شخصا، على الرغم من أنها ما زالت مستمرة. فهل حقا أُخمدت النيران؟ وهل من حق أحد أن يعلن نهاية حراك شعبي مبرر؟
لفهم ما حدث مؤخرا، لا بد من الولوج من بوابة فائض القوة، الذي يقول عنه جورج فريدمان كبير الباحثين في مركز ستراتفور، بأنه السبب الذي استطاعت به طهران (التفوق في المنطقة من دون التحالف مع الولايات المتحدة، وبوسعها الاشتباك معها أيضا). ولتعزيز هذا الفائض جاءت الميزانية العسكرية للعام الحالي لتحفل بالمزيد من الإنفاق العسكري. فعلى الرغم من الأزمة المالية الحادة فقد ارتفعت مخصصات الحرس الثوري في الموازنة بنسبة تزيد على 40 في المئة. وبينما كانت مخصصاته في الموازنة السابقة ستة مليارات ونصف المليار، أصبحت حاليا ثمانية مليارات ونصف المليار، مضافا إليها مصادر تمويل ذاتي، حيث يسيطر على جزء من النشاط الاقتصادي للدولة، ولديه شركات تجارية خاصة داخل إيران، وعلاقات تجارية خارجية. في حين لم تشمل الزيادة الجيش الإيراني وبقيت موازنته على حالها. والسبب في هذا التباين معروف، فالحرس الثوري مرتبط بأيديولوجية النظام القائمة على أساس تصدير الثورة. كما أنه الحارس الأمين للحدود الشرقية مع باكستان وأفغانستان، وهو يؤدي دورا بارزا في العراق وسوريا ولبنان واليمن بشكل علني، وأدوارا سرية في دول أخرى. وعليه فإن المسارح التي سيُصرف فيها فائض القوة المعزز بالموازنة الجديدة هي كما يقول قائد الحرس محمد علي جعفري، تعزيز وجود الحرس في الخارج بصفة مستشارين، وتطوير الوجود الفعلي للميليشيات المرتبطة به في الدول المجاورة، مثل الزينبيين والفاطميين في سورية، والحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن. وكذلك الاستمرار في برنامج الصواريخ البالستية التي يشرف عليها والمفارز البحرية.
هنا لابد من الإشارة إلى أن الحرس الثوري هو الأداة الرئيسية لتنفيذ الاستراتيجية العظمى الايرانية المسماة (نظرية أم القرى)، التي صدرت عام 1980 وتقوم على مراحل هي: أولا، السيطرة على المجال الحيوي لإيران وهو آسيا العربية. ثانيا، أن تتشاطأ إيران في البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط. ثالثا، السيطرة على بقية العالم العربي والعالم الاسلامي، على أساس أن الراية الإيرانية هي راية الإسلام التي يجب أن تُرفع في كل العواصم الاسلامية. لابد من التذكير أيضا بأن الإنفاق العسكري الايراني بلغ في عام 2017 حوالي 9.2 في المئة من إجمالي الناتج. وإذا لاحظنا أن الناتج المحلي كان 412 مليار دولار. هذا يعني أن الإنفاق العسكري كان 11 مليار ونصف المليار دولار، آخذين بنظر الاعتبار أن التجهيزات العسكرية والمعدات الخفيفة والمتوسطة والثقيلة كلها إنتاج محلي.
أما فائض الغضب الذي فجّر الحراك الشعبي الأخير فهو أكثر ما يخشاه النظام. لأن أولى مسلمات إيران الجيوسياسية هو الاستقرار الداخلي والحفاظ على النظام والثورة، لهذا السبب بقيت كل المعارضة الداخلية ضمن حديث الثورة، وتوجيهات المرشد، على الرغم من الصراعات السياسية القائمة بين أجنحة النظام. والحادث الأخير هو المثال الأحدث لهذا الصراع، الذي سبقه في عام 2009 هو كذلك.
لقد أحال الرئيس روحاني الميزانية الجديدة إلى البرلمان للمصادقة عليها، وكان أبرز ما فيها هو زيادة أسعار المشتقات النفطية مثل رفع سعر لتر البنزين من 1000 تومان إلى 1500، زيادة أسعار الخدمات الأساسية المقدمة للمواطنين كالكهرباء وأجور النقل والماء، ورفع الدعم عن الحاجات الأساسية، وحجب الدعم المقدم إلى ذوي الدخل المحدود، الذي يستفيد منه ما بين 20 – 30 مليون مواطن. فوجد المحافظون ضالتهم الكبرى فيها لتوجيه ضربة كبرى لروحاني، من خلال تحريك الشارع ضده. وأول هؤلاء كان إمام جُمعة مشهد آية الله أحمد علم الهدى الذي خاض صهره رجل الدين إبراهيم رئيسي، رئيس سدنة الإمام الرضا في مشهد، الانتخابات منافسا لروحاني وفشل، حيث صرح قائلا «التجمع في مشهد على الغلاء كان مُحقّا، ومطالب الشعب بمواجهة الغلاء وتأمين متطلباتهم أمر مُحق من دون التساؤل عن الأسباب».
لكن نزول المواطنين بكثافة إلى الشوارع وانتشار التظاهرات في غالبية مدن إيران، ورفع شعارات تمس شخصية المرشد وحرق صوره، والتنديد بالتدخل في شؤون الدول وتبديد الأموال على الميليشيات، أنذرت علم الهدى بأن السيطرة قد فُقدت فسارع بتصريح مناقض لما قاله، داعيا إلى اتخاذ إجراء صارم ضد المحتجين «إذا تركت وكالات الأمن وإنفاذ القانون مثيري الشغب وشأنهم فإن الاعداء سينشرون صورا في إعلامهم ويقولون إن نظام الجمهورية الإسلامية فقد قاعدته الثورية». ويبدو أن روحاني فهم رسالة أحمد علم الهدى فأوعز إلى نائبه بتصريح قال فيه «بعض الحوادث التي وقعت في البلاد حصلت بذريعة مشاكل اقتصادية، ولكن يبدو أن ثمة أمرا آخر خلفها، وأنا واثق بأن ذلك سيرتد عليهم». هذا هو الجانب السياسي في مشهد الحراك، الذي لم يكن يخلو من فائض الغضب بسبب أوضاع اقتصادية كريهة، فالكثير من الإيرانيين كانت لديهم توقعات بأن نهاية العقوبات الاقتصادية ستجلب لهم مستقبلا أكثر ازدهارأ، وهو أمل دفعهم كي يخرجوا فرحين بالاتفاق النووي، لكن الصورة لم تتغير. بعد الاتفاق ازداد النمو وانخفض التضخم، وبدأت صادرات النفط تتدفق والاستثمارات الأجنبية تعود، من شركات مثل توتال الفرنسية ومؤسسة النفط الوطنية الصينية. لكن المواطن لا يجني من ذلك شيئا، فلا فرص عمل كافية خاصة للشباب الذين يمثلون نسبة 48 في المئة من السكان، وقد وصلت البطالة بينهم نسبة 25 في المئة، وتراجع التومان أمام الدولار بأكثر من 6 في المئة، واستمرت علميات بيع وشراء كل شيء ممنوع في شوارع طهران، من المخدرات مرورا بالأعضاء البشرية وصولا إلى الاطفال.
كما اتسعت الفجوة بين الفقير والغني، وانحدرت الطبقة الوسطى إلى مستوى الفقر. ثم أتت الميزانية الجديدة محملة بأثقال الصرفيات على التدخلات الخارجية، وملايين الدولارات للمعاهد والمقامات الدينية، يقابلها تقليل للإنفاق على البنى التحتية وإيقاف الدعم الحكومي، في ظل فساد مالي وإداري واسع، وحياة فارهة لكل أركان السلطة ومقربيهم. حينها بدت شعارات روحاني الانتخابية بتحسين الاقتصاد ورفع المستوى المعيشي مجرد كذبة كبرى، فهتفت الجموع (الموت لخامنئي) و (الموت لروحاني)، في إشارة إلى اليأس من كل النظام، محافظين وإصلاحيين. كما برزت ولأول مرة مقارنات بين حال الناس في النظام الحالي والنظام ما قبل الثورة الايرانية.
لقد تداخل العامل الاقتصادي مع العامل السياسي، إلى درجة يصعب فصل أحدهما عن الآخر في الحالة الإيرانية الاخيرة. لكن هل هذا مؤشر كاف للقول إننا ذاهبون نحو تكرار مشهد سقوط النظام الشاهنشاهي السابق قد يتجرعه النظام الحالي؟ سنحاول إلقاء الضوء على ذلك في مقال مقبل.
باحث سياسي عراقي

فائض القوة وفائض الغضب في معادلة الحراك الإيراني

د. مثنى عبدالله

مصر: تفاصيل قديمة في عام جديد

Posted: 08 Jan 2018 02:12 PM PST

في الانتخابات الرئاسية التي عقدت في عام 2005 وأسفرت، كما كان معروف سلفا، عن فوز الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، أكد المرشح أحمد الصباحي رئيس حزب الأمة في هذا الوقت، عن نيته التنازل عن المنصب لمبارك، إن حدث وفاز في الانتخابات. وقال الصباحي في أول ظهور إعلامي له «لو لا سمح الله نجحت في الانتخابات، فسوف أتنازل عنها للرئيس حسني مبارك» لأنه الأقدر والأكفا على قيادة مصر، مؤكدا أن نجاح مبارك هو نجاح شخصي له. وأضاف «دخلت الانتخابات الرئاسية لأساعد الرئيس مبارك، ممكن جدا أن أحصل على أصوات، وأن أنجح لكنني لا أدخل منافسا، بل مشاركا لمبارك.. دخلنا تأصيلا للديمقراطية وتدعيما للتجربة».
كانت تعليقات الصباحي في تلك الفترة، بالإضافة إلى كثير من الأشياء المحيطة بتقديمه إعلاميا، أو التعامل معه ومع جزء كبير من المرشحين القادمين من أحزاب، كانت في الأغلب غير شعبية، جزءا من حالة خاصة أحاطت الانتخابات وحققت المراد منها، وهو تقديم انتخابات تعددية لا تغير من النتيجة. هذه التعددية نفسها التي صاحبت أجواء انتخابات 2012 وغابت عن انتخابات 2014 تبدو بعيدة، على الأقل في اللحظة، عن أجواء انتخابات 2018.
وإن كان عام 2017 شهد في نهايته دراما عودة الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق، والمرشح الأسبق للرئاسة إلى مصر، وسط حالة الشد والجذب، التي صاحبت العودة حول مشاركته في الانتخابات من عدمها، وما يمكن أن يحققه ترشحه من تحويل الانتخابات إلى صورة أكثر تعددية وتنافسية من عدمه، فإن عام 2018 بدأ مع إعلان مؤكد من شفيق بعدم الترشح. ولم يتوقف شفيق عند هذا، بقدر ما أعاد إلى الصورة حديث الصباحي عن التنازل لمبارك في حال فوزه والترشح/ الانسحاب من أجل صالح الرئيس القائم، في تجاوز واضح لمعنى الانتخابات، وكونها عملية تنافسية، يهدف من يشارك فيها إلى الوصول إلى السلطة، وليس التنازل لمن يفترض أن يكون خصما.
جاء تراجع شفيق على طريقة الصباحي وهو يؤكد عدم القدرة على التنافس، وتوفر من لا يمكن منافسته في موقع الرئاسة، وأن التراجع من أجل مصر وإعلاء الإنجازات القائمة، ومع مطالبته الجميع بالتوحد غاب عنه استخدام كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي نفسه، وهو يؤكد على أهمية الكتلة الصلبة أو المطالب بدعم السيسي بالاسم.
وبهذا لم يكتفِ شفيق بالانسحاب، ولكنه حمل الانسحاب رسالة دعم للسيسي بوصفه القادر وصاحب الإنجازات، قائلا إنه «أدرك أن هناك رجلا آخر أكثر منه صلاحية لإكمال المسيرة»، وأنه لن يكون «الشخص الأمثل لقيادة أمور الدولة خلال الفترة المقبلة». كما شكك في معرفته بما يحدث في مصر، وإدراكه للأحداث بالإشارة إلى فترة تواجده في الخارج، وهي مسألة تضعف كثيرا من صورته وتقديمه لنفسه بوصفه رئيس حزب ورجل سياسة كان مستعدا قبل فترة قصيرة للترشح وتولي الرئاسة.
لم يأت العام في بدايته حاملا الكثير على صعيد هذا الملف، وما اعتبره البعض ذكاء من شفيق، أدى إلى إنهاء حالة الغياب وعودته إلى مصر بوصفها فرصة للتواجد والمشاركة السياسية، يتجاوز عن حقيقة أن تلك الانتخابات توفر للرئيس المنتخب الوجود في السلطة حتى عام 2022، بما يعني تراجع فرص شفيق (76 عاما) في التنافس في انتخابات تالية، وإن كان حديث التراجع بسبب الضغوط التي تمت ممارستها على شفيق حقيقية، فإن تواجد الوجوه نفسها في السلطة لفترة أخرى، بكل ما يحيط بالمرحلة من حديث عن تعديل الدستور ومد فترة الرئاسة ومدد تولي السلطة، يعني المزيد من التشدد مع الاسماء المنافسة وليس العكس.
في السياق نفسه، بدا واضحا ظهور أصوات تقدم بوصفها أكاديمية وبحثية، من تلك التي نظّرت لمرحلة مبارك وما بعده وهي تؤكد باسم العلم والمعرفة أن تولي السلطة لفترتين، يعد وقتا غير كاف لتحقيق الإنجازات، ومواجهة التحديات، وتتجاوز تلك الأصوات عن قول لماذا لم يحقق مبارك تلك الإنجازات ويبعد خطر التهديدات؟ وهو سؤال يوجه لكثير من الحكام في المنطقة وخارجها، ممن كان أو ما زال وجودهم في السلطة محسوبا بالعقود وأرقام زوجية، في وقت تغيب فيه التنمية وتزيد معدلات الفساد والفقر واستغلال السلطة وغيرها من السلبيات المرتبطة بالبقاء في السلطة لفترات طويلة بدون محاسبة.
لا يقول أحد لماذا تعرف الديمقراطيات مدد رئاسية محددة، ولا تسمح بمد فترات السلطة أكثر من المدد المحددة في الدستور، ولماذا لا يقول أحد إن تلك الدول ستسقط، أو الإنجازات ستتوقف، مهما كانت إنجازات من يتولى السلطة في اللحظة المعنية، حتى إن كانت هناك مخاطر من تولي شخصيات أقل كفاءة في لحظة ما، تظل العملية كلها جزءا من ثمن الديمقراطية التي ما زالت أفضل نظم الحكم المعروفة، ما دامت توفرت فيها معايير الديمقراطية الحقيقية، وليست تلك التي يعاد تفصيلها حسب من يجلس على كرسي السلطة، وحسب توجهات الرياح.
أصوات نظّرت للماضي وحاولت أن تتعايش مع ثورة 25 يناير، وتنتقد ما دافعت ونظّرت له قبل أن تعود وتنظر للانقلاب على يناير وأهدافها وتعيد تعليب أسس الحكم السابقة، التي ثبت فشلها، في أغلفة وزجاجات شبه جديدة باسم الوطن والأمن والإنجازات التي تحتاج للبقاء في السلطة لعقود، وربما عقود أخرى إن استطاع الأبناء استكمال إنجازات الآباء في البقاء على كراسي السلطة مهما كان الثمن المدفوع من حياة البشر. أصوات نظّرت لفساد الماضي، وإفساد الحاضر، وتمارس دورها في إفساد المستقبل، ما دامت تحافظ على وجودها في دوائر السلطة، وتؤكد في وجودها أننا لا نشبه أحدا، وأننا لسنا أمريكا أو الغرب، فلا أحد يحاسب ولا أحد يخرج فعليا من لعبة الكراسي الموسيقية الدائرة، التي تجدد حضور الوجوه نفسها كلما ظهرت لهم حاجة.
نواجه العام بحديث آخر متهافت يبدو صوت صاحبه مرتفعا، وهو ينتقد الضحية ويستخدم اسم العدالة للدفاع عمن ينتهك العدالة بدون حساب في أحيان كثيرة، وعندما تنتهك العدالة حقا تأتي تعليقاتهم على استحياء مطالبة بانتظار أحكام القانون. حالة أخرى كاشفة لا نحتاج فقط إلى التوقف عند نهاية القصة فيها، ولكن عند التفاصيل المحيطه بها وتطوراتها.
وفاة جديدة تحدث في قسم شرطة بعد ساعات من إلقاء القبض على الضحية، الشاب محمد عبد الحكيم المعروف باسم عفروتو في تلك الحالة. ويسارع من يتحدث باسم حقوق الإنسان إلى انتقاد والد الضحية لأنه تحدث، مؤكدا أن حديث والد الضحية يتعارض مع متطلبات العدالة ودور القانون، وهو تجاوز آخر لأحداث متنوعة ومتشابهة، تحدث بشكل يتجاوز حديث الحالات الفردية، ويحتاج إلى أكثر من تعامل وزارة الداخلية مع الموضوع، وكأنه شأن داخلي يخص أسرة وليس شأنا قوميا يخص حقوق الإنسان والعدالة والقانون.
تجاوز من ينتقد طرح الأسئلة أو التعبير عن الغضب والحزن، الإجابة عما حدث للطالب الإيطالي روجيني، أو لمن تم قتلهم بوصفهم أعضاء عصابة اختطاف الأجانب من المصريين، أو قصص أخرى مشابهة، وتقف فقط حول حديث والد الضحية، تماما كما انتقد من قبله عضو في لجنة حقوق الإنسان نشر صور مجدي مكين بعد التعذيب، بوصفها إساءة لصورة مصر، بدون أن يلتفت للإساءة لقيمة الإنسان والحياة، والعلاقة بين مكانة الإنسان ومكانة الدولة.
مكانة الدولة نفسها تتحول في جزء منها إلى حالة من التسريبات التي تكشف عن نفسها مع بداية العام، وتثير الكثير من الجدل بين مصدق وغير مصدق لما جاء فيها، حول الموقف المصري من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وإن كان الموقف الرسمي متطابق مع الموقف الفعلي أو مخالف له. وبعيدا عن حقيقة التسريبات من عدمها فإنها تضاف إلى تسريبات أخرى لم يستطع النظام إنكارها، أو إنكار حدوث الاجتماعات السرية التي أعلن عنها عبر التسريبات، مثل لقاء البحر الميت، إلى جانب تأكيد أمريكا معرفة بعض الدول العربية بقرار ترامب قبل إعلانه ومن بينها مصر، أو الحديث الإسرائيلي عن تقدير الدور الرسمي العربي في ضبط الغضب الشعبى.. كلها أمور تضيف لتساؤلات كثيرة حول المواقف العربية الحقيقية في ظل عالم يعاد تشكيله خلف الأبواب المغلقة وفي اللقاءات السرية، وتسريبات تأتي أحيانا من أجل إحراج الأطراف المشاركة، وأحيانا أخرى من أجل جس النبض وتمرير حالة الغضب الممكنة عندما يتحول التسريب إلى واقع.
لا تحمل التفاصيل التي شهدها العام منذ بدايته إلا ملامح قديمة تضاف لها علامات دهشة حديثة أو مستحدثة، حقيقية أو مصطنعة، ولكن يظل في الخلفية موت حقيقي ومعاناة حقيقية وخسارة متراكمة من رصيد السلطة، ومن يدافع عنها بلا حساب، في ملفات أساسية تتعلق بالحقوق والحريات والثقة. وإن كانت بداية العام تفاصيل قديمة، فالمعاناة دوما جديدة مهما تكررت، والفقد حقيقي مهما كانت الأرقام التي يعبر عنها، وعالم أحمد الصباحي والسخرية من الطربوش الذي كان يدافع عنه، ليس هو نفسه عالم ما بعد 25 يناير، بكل ما يستحضره لدى من يؤيدها ومن يعاديها. ومصر التي تبدو على مستوى السلطة خليط من مصر ما قبل يناير، تحمل في العمق تغيرات متراكمة ربما تكون قادرة على إيقاف مد الخصوصية السلبية التي تدافع عن السلطوية وتستنكر حق الإنسان في الحرية والديمقراطية.
كاتبة مصرية

مصر: تفاصيل قديمة في عام جديد

عبير ياسين

الأنظمة العربية وحرية الإعلام

Posted: 08 Jan 2018 02:12 PM PST

الأنظمة العربية في قوانينها ودساتيرها تضمن نظريا حرية الإعلام والرأي والتعبير، ولا يخلو قانون إعلامي من عبارة مطابقة أو قريبة من: «ضمان حرية الصحافة بما لا يتنافى ومصالح الدولة والشعب»، ولكن في الواقع المعيش الأمر يختلف جذريا عن كل القوانين التي تصاغ، والتي توهم بأن وسائل الإعلام في هذه الدولة أو تلك تنعم بالحرية والاستقلالية والموضوعية والمصداقية.
ولا تلتف السلطة، أو تعير اهتماما لكل المؤشرات التي تشير إلى عدم استقلالية أي وسيلة إعلامية، وأنها تفتقد للموضوعية والاستقلالية، خاصة المصداقية، والمؤشر الأصدق في ذلك هو نسب المشاهدة، أو الاستماع، وحجم مبيعات الصحف (من دون حساب النسخ الموزعة مجانا على المراكز الحكومية)، فهذه وحدها تؤكد على أن الإعلام الرسمي لا يرقى إلى تطلعات المستقبلين، الذين سئموا من سياسة التضليل والبروباغندا والتعتيم، بل فبركة أخبار لا تمت إلى الواقع بصلة، بقصد التشويه والتبرير لسياسات قمعية ضد هذه القوة أو تلك.
وبما أن وسائل الإعلام ولفترة طويلة، امتدت من بداية سنوات الاستقلال ولغاية بداية الثمانينيات، فإن الأنظمة المهيمنة على الإعلام حاولت في لعبة التفافية أن تظهر انفتاحا إعلاميا بالسماح لبعض الصحف الخاصة أو القنوات التلفزيونية والإذاعية بالظهور. وأعطت رخصها لبعض رجال الأعمال المقربين من الأنظمة ولا تخشاهم، وعرفت كيف تسيطر على الوضع الجديد بمنع بعض القنوات من بث الأخبار، واقتصرت على برامج ترفيهية من النوع الرخيص أو رياضية، أو دينية «موالية».
وبمفهوم آخر فإن المشهد الإعلامي لم يتغير، بل ازداد سوءا بازدياد عدد الوسائل التي لا تقدم للمستهلك ما يرنو إليه، وهذا ما يفسر العدد الهائل من القنوات التلفزيونية والإذاعية والصحف والمجلات التي نشأت خلال العقدين الأخيرين (هناك أكثر من ستمائة فضائية عربية، ومئات الإذاعات والصحف) وجميعها عبارة عن وسائل تنشأ لتختفي سريعا، حسب الظروف والأجواء لرجل الأعمال هذا، أو للرجل الواجهة لهذا النظام أو ذلك، ثم تظهر من جديد في حلل مختلفة، ولا نتفاجأ أن تختفي قناة تلفزيونية في اليوم الأول من البث، بسبب برنامج سياسي تحدث فيه معارض للنظام، أو إقفال قناة بأمر من السلطة لأنها تخطت الحدود المسموح بها، أو قطع المساعدات، أو الإعلانات التي ترفد القنوات بجزء كبير من ميزانياتها، أو الاستغناء عن المسؤول الأول في القناة أو الصحيفة لأنه زاد في معيار «الحرية» أكثر من اللازم، أو أنه لم يلتزم أو رفض تعليمات فوقية بالتعرض لنظام معاد ووسائله الإعلامية بحملة إعلامية شرسة بسبب خلافات سياسية بينهما، أو بإدراج أخبار، أو إلغاء أخبار وعدم تداولها في الوقت الذي تكون فيه قنوات أخرى، خاصة الأجنبية، قد أوردته وعلقت عليه وبات معروفا للقاص والداني، أو اللجوء إلى عمليات الاغتيال لكل صحافي تشعر السلطة بأنه بات خطرا عليها (تم اغتيال مئات الصحافيين في سورية، والعراق، ولبنان، واليمن وليبيا، واعتقال عشرات الصحافيين في مصر، ومنعت العديد من الصحف من الصدور في السودان) حتى صار الكثير من الناس يرفضون كل ما تقدمه وسائلهم الإعلامية ويتوجهون إلى الإعلام الأجنبي، أو يتناولون وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت الوسائل الأكثر تداولا ومناوئة لإعلام السلطة.
ويتساءل البعض ما هي حرية الإعلام؟ ومتى يمكننا القول بأن هناك حرية صحافة بكل ما تعنيه هذه الكلمة؟
من يقرأ تقارير الأمم المتحدة حول حرية الإعلام في الدول الأعضاء، يتفاجأ بأن معظم هذه الدول لا تتمتع بالحرية أو لديها حرية نسبية، ولكن ما يفجع المطلع على هذه التقارير أن البلاد العربية مصنفة من أسوأ الدول وهي في قعر القائمة.
ومن حيث النظرة المثالية للإعلام، وللحرية المنشودة، يمكن القول بأن الديمقراطيات الليبرالية في دول أوروبا الغربية بشكل عام خطت نحو إعلام حر يمثل سلطة رابعة لا يستهان بها، وتلعب دور الرقيب على السلطات الثلاث. ومثال ذلك كشف فضيحة تمويل القذافي لحملة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الانتخابية، وتقديمه للمحاكمة بسببها. وكشف فضيحة فساد رئيس الوزراء السابق والمرشح الرئاسي فرانسوا فيون خير دليل على ذلك، والأمثلة المشابهة في دول أخرى كبريطانيا وإيطاليا وألمانيا عديدة أيضا. أما في الولايات المتحدة فوسائل الإعلام تلعب دورا «ضد السلطة» بمعنى أن السلطة تعتبر دائما مسؤولة أمامها، وقضية فضيحة ووترغيت وسقوط الرئيس نيكسون، وفضيحة الرئيس كلينتون الجنسية مع مونيكا لوينسكي، واحدة من مجمل قضايا لعبت فيها وسائل الإعلام دورا كبيرا في مواجهة السلطة، كما يحدث اليوم بينها وبين الرئيس دونالد ترامب. فالقوانين الإعلامية في هذه الدول تضمن مجموعة من الحقوق الأساسية التي بدونها لا يمكن بناء إعلام حر يمكن وصفه بسلطة رابعة، أو ضد السلطة، وأهم هذه الحقوق هو حرية الرأي والتعبير، والحق في الوصول إلى المعلومة ومساءلة المسؤولين، وفسح المجال للنقاش الحر المفتوح في قضايا مثل، الحكم والمجتمع وكيان وسيادة الدولة، التي هي حكر على الدولة وتبقى معظمها طي الكتمان، كما يحصل اليوم في كل الدول العربية. (حتى اليوم لم يفتح مرة واحدة ملف احتلال الجولان للنقاش علنا في أي وسيلة إعلامية سورية، على أهميته وخطورته وانعكاساته الخطيرة على الدولة والشعب، كما لم تتم مناقشة كيف يمكن تعديل الدستور بدقائق معدودات، كي يتمكن بشار الاسد من خلافة أبيه، في نظام رئاسي ودستور ينص على أن عمر الرئيس يجب أن لا يقل عن اربعين سنة، وهذا على سبيل المثال لا الحصر، فالامثلة لا تعد ولا تحصى في الدول العربية). اليوم وفي ظل الثورات العربية نشأت وسائل إعلام مناهضة للسلطة، ولكن هل هي بداية الخطو نحو الديمقراطية وحرية الإعلام؟ سؤال مطروح للنقاش.
كاتب سوري

الأنظمة العربية وحرية الإعلام

رياض معسعس

القدس التي يتواطأ ضدَّها العرب

Posted: 08 Jan 2018 02:12 PM PST

تسريبات قناة «مكملين» المصرية التي تتقاطع مع معلومات نشرتها جريدة «نيويورك تايمز»، تؤكد حقيقة أن الأنظمة العربية متواطئة مع الولايات المتحدة وإسرائيل في موضوع القدس، وأنها لا ترفض اعتبار مدينة رام الله بديلاً عن المدينة المقدسة، التي ظلت أمانة في أعناق العرب والمسلمين لمئات السنوات الماضية.
ليس مهماً تفاصيل التسريبات، ولا تهمنا الأسماء الواردة فيها، ولا من قال لمن، ولا ماذا قال، وإنما أهم ما في هذه التسريبات هو أنها تثبت صحة المعلومات، التي كانت الصحافة العبرية أول من نشرها، عندما قالت بأن عواصم عربية وافقت على اعتبار القدس عاصمة للدولة الإسرائيلية، ووافقت على التنازل عن المدينة المقدسة بشكل كامل، بل وافقت أيضاً على أن تضغط على الفلسطينيين ليوافقوا على ذلك ويتجاهلوا مدينة القدس.
مرة أخرى نعيد التذكير بأن القدس ليست للفلسطينيين وحدهم، وإنما هي وقف عربي وإسلامي، ولا يملك الفلسطينيون أصلاً التنازل عنها، لو افترضنا أنهم يوافقون على ذلك، ولهذا فإن الشهيد ياسر عرفات عاد من «كامب ديفيد» في أواخر يوليو 2000 لتكون تلك آخر زيارة تطأ فيها قدماه أراضي الولايات المتحدة، وفضَّل عرفات أن يموت على أرض فلسطين، على أن يتنازل عن مدينة القدس، رغم أنه – أي عرفات- وقّع مع الإسرائيليين 13 اتفاقاً منذ دخوله مسار التسوية، ذلك أنه كان يُدرك أنه لا فلسطين بدون القدس، وأن العبث بالقدس أو التنازل عن أي سنتيمتر منها يمثل انتحاراً سياسياً.. فضَّل عرفات أن يموت وهو في أحضان شعبه، على أن يموت وهو في أحضان الأمريكيين والاسرائيليين، وقد كان له ذلك.
تواطؤ الأنظمة العربية مع قرار الرئيس ترامب بخصوص القدس يعني أن هذه الأنظمة تعلن غير ما تفعل، وتتظاهر بدعم القدس وهي عدوتها، كما أن هذا التواطؤ يؤكد أن ترامب، على تهوره وتسرعه، لم يكن ليتخذ هذا القرار لولا أنه وجد الحاضنة المناسبة له في عواصم عربية مهمة وذات معنى، وهذا ما يُفسر أيضاً كيف استطاع ترامب التوقيع على القرار الذي صدر عن الكونغرس قبل 22 عاماً، ولم يتمكن أي رئيس أمريكي من تنفيذه.. هذا معناه أن الأنظمة العربية السابقة على بؤسها لم تكن قد وصلت الى درجة من التآمر الى المستوى الحالي!
أما النتيجة الأخرى التي يمكن الخلاص إليها من انكشاف هذا التواطؤ العربي، فهو أن العرب ليسوا عاجزين، وأن الأمة ليست هامشية ومتخلفة كما يحلو لبعض الانهزاميين أن يقنعوا بعضهم بعضاً به؛ وإلا فلماذا احتاج ترامب أن يحصل على موافقة بعض العواصم العربية ودعمها ومباركتها ولو سراً؟
العرب ليسوا عاجزين ولا هامشيين، بل لديهم الكثير من عوامل القوة وأوراق الضغط، ولطالما سبقت الإشارة الى أن العرب يتمتعون بوزن اقتصادي مهم في العالم، إذ أن دول الخليج وحدها من أهم حاملي السندات الأمريكية، ومن أهم المستثمرين في أمريكا وأوروبا، فضلاً عن أنها دول نفطية مهمة، ولدى هذه الدول عقود بالمليارات مع شركات علاقات عامة في واشنطن ولندن وبروكسل، كما أنها من أكبر وأهم مشتري السلاح في العالم… وثمة الكثير من عوامل القوة وأوراق الضغط الأخرى لكن المشكلة أنها معطلة وغير مستخدمة.
مشكلة العرب باختصار تتمركز في أنظمتهم السياسية، ومشكلة القدس أيضاً هي «الأنظمة العربية»، ومشكلة الفلسطينيين أنهم أصبحوا بلا ظهر عربي ولا مساند دولي، اللهم إلا بعض الأصدقاء؛ فدول في أمريكا اللاتينية أصبحت أكثر دعماً للفلسطينيين من العرب، ودولة مثل تركيا – غير العربية- باتت تُقدم للقدس والفلسطينيين ما لم تقدمه الأنظمة العربية، أما الشعوب العربية فمغلوبة على أمرها ولم تعد قادرة على تحصيل حقوقها فضلاً عن المطالبة بدعم حقوق الشعب الفلسطيني.
كاتب فلسطيني

القدس التي يتواطأ ضدَّها العرب

محمد عايش

آليات عزل المرشد الأعلى الإيرانى في نظام ولاية الفقيه

Posted: 08 Jan 2018 02:12 PM PST

بعد نجاح الثورة الإيرانية 1979 م تم وضع الدستور الإيراني عام 1980 م أصبح
منصب القائد ( المرشد الأعلى ) أعلى منصب في اتخاذ القرارات العظيمة بشان السياسة الخارجية الإيرانية ويتميز النظام السياسي الإيراني عن سائر النظم السياسية العالمية بميزة دستورية فريدة، وهي وجود مؤسسة اسمها «الولي الفقيه» أو «المرشد الأعلى» تتربع على قمة هرم السلطة ويخولها الدستور الإيراني صلاحيات واسعة. و»الولي الفقيه» أو»المرشد الأعلى» لفظان مترادفان مرتبطان بالنظرية السياسية الدينية التي قال بها الإمام الخُميني وهي «ولاية الفقيه».
وقد نشأت نظرية «ولاية الفقيه» على يد الشيخ أحمد النراقي مؤلف كتاب «عوائد الأيام» في أصول الفقه والمتوفى عام 1829م وطبقها الإمام الخُميني لأول مرة عام 1979. وبلا شك فإن حدود سلطة الولي الفقيه ونطاقها بالنسبة للسياسة الخارجية الإيرانية تنطوي على أهمية كبيرة لأن مفهوم السلطة بالنسبة لولاية الفقيه بوصفها القاعدة الفلسفية التي قامت عليها الحكومة الإسلامية أوسع بكثير مما ذكره النص الدستوري حولها.
وقد ذكر الإمام الخميني في كتابه «ولاية الفقيه» رؤيته الموضحة لحدود ولاية الفقيه وسلطاتها بقوله «إذا نجح شخص جدير ومتصف بصفتي العلم والقانون وبالعدالة في إقامة الحكومة وأصبح له ما كان لرسول الله(صلي الله عليه وسلم ) من الولاية بشأن إدارة المجتمع وجب طاعته على جميع الناس»، وبالتالي فان ما ذكره الخميني على أن حدود سلطة الولي الفقيه أوسع مما حدده الدستور له ومن ثم فان تناولنا لها يتم بما أوردناه من نظرية الخميني التي طرحها في حياته حول ولاية الفقيه والتي اعتبر من خلالها ولاية الفقيه ولاية مطلقة تسري على جميع أمور المسلمين. وهذا يعني أن الولي الفقيه إذا رأى يوماً أنه لا حاجة للدستور أو رأى أن المصلحة تقتضي حذف أي مبدأ من مبادئه فما ذلك عليه بعسير ومن ثم يمكن أن يسقط الدستور أو يحذف هذا المبدأ بمجرد أن يعلن الفقيه ببساطة وهذه هي مقتضيات الولاية والتزاماتها».
هنا تجدر الإشارة إلى مكانة الخميني الخاصة وإقراراته ووصاياه بشأن السياسة الخارجية. ونتساءل: هل لهذه الوصايا والإقرارات أهمية بشأن اتخاذ القرار السياسي لجمهورية إيران الإسلامية خاصة فيما يتعلق بسياستها الخارجية؟ حدد المبدأ العاشر بعد المئة من الدستور الصلاحيات والمهام الخاصة بالقائد بوصفه أعلى منصب سيادي في البلاد.
ومع أن هذه الصلاحيات جاءت متعددة إلا أن ثلاثاً منها اختصت بالسياسة الخارجية لإيران وهي: تحديد السياسات العامة لنظام جمهورية إيران الإسلامية بعد التشاور مع مُجمع تشخيص مصلحة النظام. والإشراف على حُسن سير السياسات العامة للنظام. و إصدار القرار بإجراء استفتاء عام. ويستطيع القائد أن يؤثر على مجريات السياسة الخارجية بما له من سلطات ومع مراعاته لإمكانيات وصلاحيات مُجمع تشخيص مصلحة النظام وآرائه، ويعد رأي هذا المجمع بالنسبة للقائد «استشارياً» وخصوصاً أن جميع أعضائه سواء الدائم منهم أو المؤقت معينون من القائد شخصياً.
يتم انتخاب المرشد الأعلى من طرف مجلس الخبراء (المنتخب من قبل الشعب)، وكان الإمام الخميني أول من أنيطت به ولاية الفقيه إلى أن توفي عام 1989 فتولى المرشد السيد على خامنئي هذا المنصب. وكان من المفترض أن يكون آية الله العظمى حسين علي منتظري خليفة الخميني، إلا أن انتقاداته للإعدامات التي قامت بها الحكومة الإيرانية 1988 و1989 جعلت الخميني يدفعه إلى الاستقالة في مارس/ آذار 1989. وينسق «مكتب المرشد الأعلى» نشاط الولي الفقيه وظهوره أمام الناس، وهو مكون من أربعة أعضاء يشترط أن يكون كل منهم «حجة الإسلام» أو «آية الله».
وللمرشد الأعلى أكثر من 2000 ممثل أغلبهم برتبة حجة الإسلام منتشرين في كل الوزارات وفي مؤسسات الدولة وفي المراكز الثقافية داخل إيران وخارجها وفي محافظات إيران الثماني والعشرين. وقد أسس خامنئي عام 1990 المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية وكذلك المجمع العالمي لأهل البيت.
لكن هل ممكن لمجلس الخبراء – نظرياً – أن يعزل المرشد ؟ في حالتين هما: الأولى إذا عجز المرشد عن أداء واجباته الدستورية. الثانية فقدانه صفة من صفات الأهلية التي نصت عليها المادتان (5) و(109) من الدستور، أو إذا تبين أنه لا يملك تلك الصفة من الأساس.
ويُعد مجلس الخبراء من المؤسسات الأخرى التي تستطيع أن تؤثر بصورة غير مباشرة على قرار القائد بشأن السياسة الخارجية ومع أن لمجلس الخبراء وظيفة خطيرة تتمثل في تعيين القائد إلا أنه لا يباشر عملا تشريعيا أو تخطيطياً أو ابتكارياً آخر؛ سوى أنه يؤثر على التخطيط الخارجي بطريقة غير مباشرة سواء على توجهاتها أو قراراتها من خلال تعيينه للقائد.
وكثيراً ما اتخذت القيادة قرارات بشأن السياسة الخارجية الإيرانية في حدود سلطاتها وإمكانياتها وفي إطار الصلاحيات والحدود القانونية مثلما اتخذ «الخميني» في حياته قرارات أو أمر باتخاذها، كقبوله القرار 598 وإصداره حكماً بردة «سلمان رشدي» وقتله وقطع العلاقات مع الولايات المتحدة واحتلال السفارة الأمريكية في طهران وما نجم عنه من عواقب، وكذلك قطعه لعلاقات بلاده مع مصر.
ونظراً لأن قطع العلاقات مع هذه الدول كان بأمر الخميني ومن ثم فإن تعديل رأي الولي الفقيه يحتاج إلى رأي جديد من جانب القائد الجديد.
ويتضح أن مسألة تعديل الدستور أمر سهل بالنسبة للقائد وطبقاً للدستور الإيرانى أما مسألة عزل القائد ( المرشد الأعلى ) أمر صعب في الواقع العملي الإيراني حتى لو لم يقم بواجباته الدستورية.

باحث وكاتب في التاريخ الحديث والعلاقات الدولية

آليات عزل المرشد الأعلى الإيرانى في نظام ولاية الفقيه

د. صالح محروس محمد

الحركة القومية تحسم دعمها لأردوغان في الانتخابات «المصيرية»

Posted: 08 Jan 2018 02:04 PM PST

إسطنبول ـ «القدس العربي»: بشكل مبكر ومفاجئ أعلن دولت بهتشيلي، زعيم حزب الحركة القومية المعارض أن حزبه لن يُقدم مرشحاً للانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2019، مشيراً بشكل شبه حاسم ـ إلى أنه سوف يدعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، زعيم حزب العدالة والتنمية الحاكم في الانتخابات التي توصف بـ«المصيرية».
ومن المقرر أن تجري في آذار/ مارس 2019 انتخابات بلدية «محلية»، تتلوها في نهاية العام انتخابات برلمانية ورئاسية تجري لأول مرة بشكل متزامن بموجب التعديلات الدستورية التي أقرت في الاستفتاء الذي جرى نيسان/أبريل الماضي، وسيتم بموجبها التطبيق الرسمي للنظام الرئاسي الذي يوليه الرئيس رجب طيب أردوغان أهمية خاصة ويرى فيها انتخابات تاريخية ومصيرية بالنسبة للبلاد والحزب الحاكم ومستقبله السياسي شخصياً.
وعلى الرغم من أنه بهتشلي، الذي بات مقرباً جداً من أردوغان خلال السنوات الأخيرة أكد أنه لم تجر بعد أي جلسة مباحثات بين الحركة القومية وحزب العدالة والتنمية الحاكم حول إمكانية عقد تحالف انتخابي واسع بينهما، إلا أنه حسم نية حزبه عدم المنافسة بالانتخابات الرئاسية بمرشح مستقل ودعم أردوغان ـ في كل الأحوال ـ سواء باتفاق وتحالف موسع أو بدون ذلك.
وقال: «لن يكون هناك مرشح لحزب الحركة القومية للانتخابات الرئاسية، الحركة القومية سواء باتفاق (مع العدالة والتنمية) أو بدون سيخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، ونتخذ قرار بدعم الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية، قرارنا واضح ونهائي إلى هذا الحد».
ولأول مرة منذ وصوله وتفرده بالحكم في تركيا قبيل 15 عاماً، يجد حزب العدالة والتنمية الحاكم بقيادة أردوغان نفسه مضطراً للبحث بقوة وجدية غير مسبوقة في إمكانية عقد تحالف انتخابي رسمي مبكر مع حزب الحركة القومية لتجنب الخسارة وضمان الفوز في الانتخابات المصيرية المقبلة.
ومنذ تمكنه من التفرد في حكم البلاد عام 2002، يرفض حزب العدالة والتنمية الائتلافات الحكومية أو التحالف مع أحزاب أخرى معتبراً أن ذلك يضعف عمل الحكومة ويعيد تركيا إلى سنوات الحكومات الائتلافية الضعيفة التي تسببت في تراجع اقتصاد البلاد واستقرارها السياسي.
ولكن ومع اقتراب الاستحقاق الانتخابي المقبل الذي يوصف بـ«المصيري» و«الأصعب» يبدو أن أردوغان يفضل اللجوء إلى التحالف مع حزب الحركة القومية بقيادة دولت بهتشيلي على «المغامرة» في الانتخابات المقبلة ومواجهة سيناريوهات الفوز الضعيف بأقل من 50٪ من أصوات الناخبين أو خسارة الانتخابات لصالح المعارضة التي تحاول استعادة عافيتها والتحضير بشكل أقوى للانتخابات المقبلة.
هذا التوجه جاء في الدرجة الأولى عقب الاستفتاء الذي جرى بداية العام الجاري والذي تمكن خلاله العدالة والتنمية من حسم التأييد بنعم للتعديلات الدستورية بأغلبية طفيفة لم تتجاوز الـ2٪ مع خسارة أغلبية الحزب في المحافظات الكبرى لا سيما إسطنبول والعاصمة أنقرة وهو فتح الباب واسعاً أمام مراجعات كبيرة داخل الحزب.
أبرز هذه المراجعات تمثلت في لجوء أردوغان إلى عقد مؤتمرات عامة للحزب في جميع المدن والمحافظات التركية الـ81 مع إجراء تغييرات كبيرة في جميع الأطر القيادية وصولاً للجنة المركزية أعلى سلطة فيه، كما شملت التغييرات عددا من رؤساء البلديات الكبرى ومنها إسطنبول وأنقرة وبورصة وغيرها، وسلسلة طويلة من الإجراءات تهدف إلى استعادة ثقة الشارع التركي في الحزب.
ويتوقع مراقبون نجاح مساعي عقد تحالف انتخابي بسبب ما يرون أنه حاجة مشتركة تتمثل في حاجة العدالة والتنمية لأي دعم جديد في الانتخابات المقبلة لضمان أصوات الـ50٪ من الناخبين، فيما تبرز مخاوف الحركة القومية من عدم إمكانية قدرة الحزب على تجاوز الحاجز الانتخابي ـ يجب على أي حزب أن يتجاوز حاجز الـ10٪ من أصوات الناخبين لكي يتمكن من الدخول للبرلمان ـ.
ومنذ محاولة الانقلاب التي جرت منتصف العام الماضي، قدم القوميون الأتراك دعماً كبيراً لأردوغان والحكومة التركية في الحرب على حركة الخدمة وزعيمها فتح الله غولن المتهم بقيادة محاولة الانقلاب، وأيد الحزب حرب الحكومة على الجماعة التي وصفها بهتشيلي بالخائنة والمنظمة الإرهابية.
وتقليدياً، يعتبر حزب الحركة القومية أقرب إلى الحكومة وحزب العدالة والتنمية حيث يدعم توجهاتها في الحرب على المنظمات الإرهابية والحملة ضد المتمردين الأكراد وفتح الله غولن. وسعى أردوغان خلال السنوات الأخيرة إلى اجتذاب أصوات القوميين الأتراك من خلال تشديد الحرب على المتمردين الأكراد واستخدام الخطاب القومي، خاصة عقب محاولة الانقلاب.
وبدلاً من خطابه الديني المعتاد بات أردوغان يركز على استخدام الشعارات القومية، ويؤكد على وحدة الأرض التركية، حيث أدى تشدد الحكومة التركية في الحرب على حزب العمال الكردستاني خلال السنة الأخيرة إلى تعزيز دعم القوميين للحكومة حيث أعلنوا مراراً وقوفهم بشكل تام إلى جانب الحكومة وأردوغان في الحرب على المتمردين الأكراد.
لكن التطور الأبرز كان موافقة القوميين ودعمهم لمساعي أردوغان لتغيير الدستور وتحويل نظام الحكم في البلاد إلى رئاسي، حيث تم صياغة التعديلات بشكل مشترك والتصويت عليها في البرلمان وفي الاستفتاء، وحالياً يسعى أردوغان لاستمرار دعم حزب للتعديلات الدستورية التي ستتواصل حتى الانتخابات المقبلة في البرلمان من أجل تهيئة الدستور التركي لعملية الانتقال من النظام البرلماني إلى الرئاسي.
وطوال السنوات الماضية تراوحت شعبية العدالة والتنمية في الشارع التركي ما بين 40 إلى 50٪ من أصوات الناخبين، بينما تراجعت شعبية الحركة القومية من قرابة 17٪ إلى قرابة الـ10٪، ويعتقد العدالة والتنمية أن حصوله على 40٪ في أسوأ الأحوال مع قرابة 10٪ من الحركة القومية، ربما يضمن له تجاوز حاجز الـ50٪ والفوز المريح بالانتخابات.
لكن يبدو أن متاعب أردوغان لم تتوقف عند هذا الحد، لا سيما مع تزايد الأحاديث خلال الأيام الماضية عن وجود توجه قوي لدى الرئيس التركي السابق عبد الله غُل لمنافسة أردوغان في الانتخابات المقبلة، وما رافق ذلك مع خلافات علنية لأول مرة بين الرفيقين السابقين في تأسيس الحزب.
وبعد أن ضلت الخلافات المتفاقمة بين أردوغان وغُل طي الكتمان طوال السنوات الماضية، انفجرت مؤخراً ولأول مرة بشكل علني بعدما وجه عبد الله غُل انتقادات مباشرة لقانون جديد أعلنت عنه الحكومة يتعلق بمنح الحصانة لمدنيين شاركوا في إفشال محاولة الانقلاب وأثار جدلاً واسعاً في البلاد، وهو ما قابله أردوغان بانتقادات لاذعة وغير مسبوقة للأخير.
وغُول الذي يلتزم الصمت منذ أشهر طويلة، لا يشارك في أي فعاليات سياسية بصفته أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية ولا بصفته الرئيس السابق للجمهورية كما أنه لا يبدي آراءه في الأحداث السياسية الداخلية والخارجية المتلاحقة، لكنه كسر هذا الصمت مؤخراً بالحديث بشكل مباشر عن القانون الجديد.
وعلى الرغم من أن عبد الله غُل يعتبر من أبرز المؤسسين الأوائل لحزب العدالة والتنمية إلى جانب أردوغان، إلا أنه أبدى العديد من المواقف في السابق تعبر عن رفضه لبعض السياسات التي يتبعها أردوغان خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع المعارضين لسياساته سواء من خارج أو داخل الحزب.
ويقول كتاب أتراك كبار مقربون من الحكومة إن أردوغان غاضب جداً من غُل لإيمانه بأنه صوت ضد التعديلات الدستورية التي جرى استفتاء عليها العام الماضي، لكن الغضب الأكبر تصاعد مع وجود مؤشرات قوية لدى أردوغان وأركان حزبه عن إمكانية ترشح غُل للانتخابات الرئاسية المقبلة سواء بشكل مستقل أو حتى إمكانية التحالف مع المعارضة التركية لا سيما عقب اتخاذه قرار بالعودة تدريجياً إلى الحياة السياسية والبدء في توجيه انتقادات متصاعدة ضد أردوغان.
والاثنين، كتب «عبد القادر سيلفي» في صحيفة «حرييت» مجدداً عن هذا الجدل، لافتاً إلى أن هناك اعتقاد لدى أردوغان ودائرته المقربة داخل الحزب إلى أن «البعض وربما من قيادات «العدالة والتنمية» يفكرون في تغيير أردوغان، ولأجل ذلك لا بد من رجل قوي، وكل الأنظار تتجه إلى عبد الله غُل الذي لم يعرف لحتى الآن ما إن كان داخل هذه التحركات أم لا، لكنه لم يؤكد ولم ينفي ذلك أيضاً للآن، لافتاً إلى أن «غُل لم يتوافق مع أردوغان في أي قضية هامة مرت بها البلاد سوى محاولة الانقلاب».

الحركة القومية تحسم دعمها لأردوغان في الانتخابات «المصيرية»
الأنباء عن نية غُل منافسته في الانتخابات المقبلة تعزز مخاوف الرئيس
إسماعيل جمال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق