مفاجأة أمريكية للتحالف المضاد لقطر؟ Posted: 31 Jan 2018 02:30 PM PST أدى انكشاف العديد من أسرار الأزمة الخليجية التي اندلعت قبل قرابة تسعة أشهر إلى إعادة حسابات كثيرة ليس في قطر (التي كانت هدفاً للأذى والحصار من قبل أربع دول فاعلة في المنظومة العربية) بل كذلك في المدارات الإقليمية والعربية والعالمية. غير أن أخطر ما في تلك الحملة لم يكن الحصار بحد ذاته (وهو أمر استطاعت الدوحة تجاوزه من خلال توسيع وتمكين خطوطها البحرية والجوية مع الكويت وعمان وتركيا وإيران)، ولا الضربة القاسية للنسيج الاجتماعي والاقتصادي الذي يربط بين شعوب الخليج، والتي أدّت لتضرّر قرابة مليوني شخص، بل في تكشّف أن مخطّطي هذا الحصار الجائر فكّروا عمليّاً في التعرّض لقطر عسكريّاً. عند قراءة تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في بداية الأزمة، وبالنظر إلى زيارات صهره جاريد كوشنر إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وما تبع ذلك من تشديد القبضة الحديدية لبن سلمان على المملكة وقيامه بحملة اعتقالات ضد رجال الأعمال السعوديين، تنامى إحساس حقيقي داخل منطقة الخليج بالقلق أساسه أن من يجرؤ على تلك الخطوات «الطائشة» داخل بلاده لا يستبعد أن يتجرأ على مزيد من هذه الخطوات خارج المملكة، وهو ما حصل فعلاً مع الخضة اللبنانية التي أدى إليها احتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، والغضب الأردني ـ الفلسطيني مع اعتقال رئيس مجلس إدارة البنك العربي صبيح المصري، وأخيراً مع التعرّض بالشتائم والإهانة لوزير كويتيّ (ناهيك طبعاً عن الحرب الطاحنة في اليمن). كان مفهوماً طبعاً قيام الدوحة بالتحسّب باكراً لإمكانيات التصعيد المختلفة التي افتتحتها الأزمة، حيث قامت بتشديد العلاقات مع تركيا وتدعيم قاعدتها العسكرية فيها وتعزيزها بالجنود، كما قامت بمناورات عسكرية مع جيوش بلدان أوروبية. لم تغفل الدوحة طبعا عن الصدع الذي حاولت دول الحصار فتحه بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية وهو أمر عالجته النخبة السياسية والدبلوماسية القطرية بهدوء ورويّة مكّناها من تبيان الضرر الذي تمثّله إجراءات دول الحصار على التوازنات الاستراتيجية في الخليج والعالم، وكذلك على مصالح الأمريكيين أنفسهم، وكان طبيعياً أن تقوم المؤسسة الدبلوماسية والسياسية الأمريكية العريقة (الاستابلشمنت) بمحاولات حثيثة لتعديل بعض الأوضاع الخطيرة التي صنعها التدخّل الناتئ للرئيس الأمريكي وصهره في قضايا شائكة ومعقدة، في السعودية نفسها، وفي الخليج العربي، وفي القضية الفلسطينية (وفي أمريكا نفسها طبعا)، وقد تبدّى غضب المؤسسة الأمريكية وتبرّمها مما يحصل عبر الاستقالات التي قام بها سفراء، كما فعلت دانا شل سميث، سفيرة أمريكا السابقة في قطر، حين وجهت نقداً واضحاً لبعض إجراءات ترامب قبل رحيلها من منصبها، من دون أن تمتدح «البلد الجميل» الذي عاشت فيه 3 سنوات. ويكشف ما حصل أول أمس من قول الولايات المتحدة الأمريكية إنها مستعدة للعمل بصورة مشتركة مع قطر «لردع ومجابهة التهديدات الخارجية لوحدة الأراضي القطرية» عن استعادة واشنطن البوصلة المنطقية فيما يخص أزمة الخليج، وهو إعلان يغلق عمليّاً الخطط الطائشة التي راودت المخططين لهذه الأزمة الخليجية، ويفتح فصلاً جديداً باتجاه إنهائها. مفاجأة أمريكية للتحالف المضاد لقطر؟ رأي القدس |
«ذا فويس كيدز» يبيع المشتركين السوريين! وأطفالنا في ثكنات الفساد الأخلاقي Posted: 31 Jan 2018 02:29 PM PST ربما ليس المطلوب من برنامج متخصص بالصوت أن يجري عملية تناسب بين الهوية الوطنية والمقدرة الإبداعية، بحيث يوزعها على رقعة فضائية بنسب متساوية، لأن الموهبة تأتي أولا، من ثم البعد التنسيقي لصياغة العروض، بما يلبي عامل الإبهار والتنوع والثراء والجذب، طالما أنه لم يخل بالعدالة الوطنية، والشروط الإنسانية والأخلاقية التي يجب أن تستند إليها عملية التناسب تلك، لذلك من الطبيعي أن تأخذ لجنة التحكيم بالاعتبار، الجانب الاستعراضي للمشروع الفني ككل متكامل، وهو المبرر الذي استند إليه كاظم الساهر للتضحية بأصوات غاية في الإبداع والروعة، وذات طاقة عاطفية وأدائية عالية، وجماهيرية ملايينية، بذريعة الاختلاف الذي يؤدي إلى التكامل، بين الفرق الثلاث، وتبعته نانسي بالحجة ذاتها. ولكن النتيجة أتت ضمن خطة لم تنجح بتوفير الأساليب المقنعة للمتسابقين وللمشاهدين وللنقاد وللمتفاعلين، فاختيار ماريا قحطان كطفلة مميزة مثلا، استطاعت أن تفرض حضورا فريدا على المسرح، كان اختيارا يجنح للعدل، كي لا يُظم الأطفال من الفئة العمرية الصغيرة مع آخرين يكبرونهم أو يفوقونهم أداء، في حين استخدمت هذه العدالة، لظلم طفل آخر له السحر ذاته والحضور والعمر، في حلقة تنافسية ضمت أطفالا أكبر منه وأكثر تمكنا وخبرة، وهو السوري «أُبي الفارس «في فريق نانسي، أما الفروقات البسيطة التي لا يلاحظها سوى النقاد «حسب ذريعة جميل ضاهر، في استضافته على «العربية»، بعد حملة غضب جماهيري ونقدي صاخب ضد قرارات الحكام ومعايير انتقائهم العبثية، التي تتذرع بقوانين البرنامج في الوقت ذاته، الذي تنتهكها فيه، فهي فروقات استطاع المحكمون تجاوزها بذريعة التنوع مع أصوات أخرى – ليست سورية – لن نذكرها، لأننا لن نمارس العنصرية التي ننتقدها هنا، والحرب على الهوية ضد ملائكة لا ذنب لهم في عقل الشيطان، وقذارات التجار، والكواليس السياسية الوسخة، والمدنسة بلوثات الصراع الراهن في أمة القيامة! تهجير عنصري للسوريين! في حلقة خاصة، مع جميل ضاهر على «العربية»، بعد إبعاد كل المشاركين الذين بلغ عددهم ثلاثة عشر متسابقا ومتسابقة، تذرع ضاهر، بالصدفة، والحكمة، والمهنية، خاصة لما استشهد بكاظم الساهر، ليرد على الإشاعات – حسب تعبيره – التي أثيرت حول موقف قناة «أم بي سي» من سوريا، قائلا: معؤول فنان كبير متل «كازم» يبيع تاريخه الفني عشان هيك… مش معؤولة»؟! وهي ذريعة واهية، لأننا نعيش في زمن يبيع فيه العرب أبناءهم للبرنامج، ويبيعون تاريخهم، وتاريخ أحفادهم وأجدادهم، أوطانهم وشرفهم وذاكرتهم وأبطالهم، والقدس بشيكل ونص، وآخ ونص يا شام… آخ! «أم بي سي» تهجر قسريا ما يقارب ثلث عدد المشاركين، وكلهم من سوريا فقط، وهي النسبة، التي لا يعادلها سوى عدد المشتركين من مصر، والتي كفلت لهم انتخاب أصوات من بلادهم، تحقق التوازن الاختياري، الذي ورد في مستهل هذه المقالة، لتتوزع على: السعودية، اليمن، مصر، العراق، لبنان، والمغرب. مع التغييب التام للشام، رغم أن أصواتها تنتمي لفئة أفضل الأفضل، التي تذرع بها «ضاهر» ما غيره! ليس هذا فقط، ففي هذه الحلقة بالذات من «صباح العربية»، وفي ختام الفقرة، طلب ضاهر عرض التقرير الخاص بأطفال سوريا، ولكن المخرج عرض تقريرا لأطفال من بلاد عربية أخرى، وعندما جاءت اللقطات الخاصة بملائكة الشام، أشاحت الكاميرا وجهها عنهم، وأنهت المذيعة الفقرة بشكل مفاجئ ومرتبك وسريع… مع أن أصواتهم السماوية ظلت تصل إليك، رغما عن أنف البتر، والقطع المرتجف، الخائف، الهارب، الضعيف… وكلما حاولت هذه البرامج أن تحد من تأثير هذه الباقة الشامية المعتقة بياسمين دمشق وحاراتها العتيقة، كلما علا صوت الملائكة أكثر، وقفز برشاقة وبراءة وطلاقة وعفوية وصدق وشجاعة وعناد وسلاسة… ويا الله ما أعذب الشام! البعد التجاري والنفسي! عدد من الفنانين السوريين، كعابد فهد وشكران مرتجى وجورج وسوف وباسم ياخور وأصالة، عبروا عن استيائهم من إقحام الأطفال بالمواقف السياسية، وهناك من عاهد جمهوره بمقاطعة هذه البرامج، التي تستخدم الأطفال كبضاعة، وتستغل أحلامهم ونقاءهم في سبيل مصالحا الاسثمارية والتجارية، بدليل أن من ينضم إلى هذه البرامج، يأتي ويختفي كفقاعة، وهو ما حدا الملحن المصري حلمي بكر، لاعتبار هذه المرحلة في حياة المتسابقين، مرحلة إحباط وجداني وذهني، تكوّن لديهم – حين يتم استثناؤهم بسبب شروط البرنامج – أزمات نفسية، وتخلخل توازنهم الإبداعي ونشاطهم، ونظرتهم إلى أنفسهم، وطاقاتهم ومواهبهم، وتبقى معهم كتجربة مؤلمة في الذاكرة ترافقهم مدى الحياة! ما بالك إذن، إن رافق هذا كله، عنصر الانتماء أو الهوية، هل لك أن تتخيل بعدها، ماذا تفعل العنصرية بالملائكة ؟! هو صحيح أن هذا زمن الفلوس، التي ترخص النفوس، وزمن الإعلام الذي يدمر الأعلام، ويبيع ويشتري بالعظماء والأقزام، ويحط من شأن الأحرار والشهداء والأبطال، ليرفع من شأن العبيد والمنافقين والظُّلاّم، ويرخص العفة والصدق والشجاعة والأفكار البناءة، ليثمن الوقاحة والعهر والضحك على اللحى، وقلة الحياء، والمسخرة، والأفكار الهدامة، ولن تنتظر منه بعد هذا، أن يبحث عن القيمة، أو يتاجر التجارة الرابحة – التي تحدثت عنها الكتب السماوية – بالمعاني السامية، والقيم النبيلة، ولأن زمننا الإعلامي ينتمي للمشروع الصهيوني، الذي ينشر ثقافة «الأبارتهايد»، على كل الصعد، الجغرافية، والإعلامية، والدينية، والطائفية، والفنية والتفاعلية والاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية…لأنها ثقافة متحللة من الفضائل، والأهداف السليمة! ألعاب إباحية من «ذا فويس» وجُرّ! تنتشر على أجهزة التواصل، دعايات لمجموعة ألعاب الكترونية، للأطفال، تستدرجهم بعناصر تشويقية، للدخول للبرامج أو التوقيع الاستطلاعي، فما أن يتم هذا، حتى تبدأ بنشر صور إباحية، وممارسات جنسية شاذة وفظيعة، كفيلة بتدمير الفطرة البريئة والنقية لأجيال قادمة على هذا الكوكب، المتخم بالانحلال، والضـلال! «كلو بيلعب» عزيزي المشاهد، وكله يمهد لعصر بلا أخلاق، وجيل منفلت، ومتحرر من كل القيم والتقاليد الاجتماعية النزيهة والصارمة، وقد يصدمك أن تشاهد برامج كرتونية، تصمم مشاهد مخلة، تمررها في تفاصيل الحياة اليومية، بين أفراد الأسرة الواحدة، بحيث تتفشى هذه الوضعيات ويتم تخزينها بسلاسة مطلقة في ذاكرة الطفل الصورية، لتبدو له أمورا طبيعية واعتيادية، مع مرور الوقت، عداك عن إرضاخ النكتة أو الكوميديا لهذه الأهداف، ليتم تسويغها على سبيل الترفيه والإضحاك والسخرية، وهو أسلوب خطير إلى الحد الذي يجعلها في مزاج الطفل مجالا للمرح والمتعة! كل هذا يتم استيراده، وتتباهى قنواتنا العربية، بعرضه وشراء حقوقه، للمتاجرة بأحلام صغارنا، وتطلعات فلذات أكبادنا وطموحاتهم، ونشدانهم للشهرة والمجد والتميز والترفيه، من أجل إرضاخهم، وتمرينهم على اللهاث وراء الفرقعة، والأضواء، ونماذج كرتونية ساقطة ومخزية! خطر «أم بي سي»، وخاصة قنوات وبرامج الأطفال، أكبر مما يمكن لعقلك أن يستوعبه، لأنها تقوم بعمليات تجنيد منظمة لأطفالك، في ثكنات الفساد الأخلاقي، والمنظمات الإعلامية التي يديرها عبدة الشيطان، والأعضاء السريين للمحفل الأكبر… فأين أنت من كل هذا! يضحكون علينا، ونحن نصفق بحواجبنا اغتباطا، حين يتاجرون بأبنائك في برنامج مسابقات مستورد من أعدائك! هل هذا ما تريده حقا لمستقبلهم؟ الفن مش عيب ولا حرام، يا أمة العيوب المحرمات، ولكن العيب أن يكون الفن فخا، لبيع أمة بأكلمها ورهن عقلها ووعيها وإبداعها لأجيال لاحقة، العيب أن نشارك ببيع أطفالنا متذرعين بتلبية رغباتهم وتحقيق آمالهم، العيب أن نرهن عمرهم لبرنامج يتعامل معهم كبضاعة، العيب كل العيب.. أن نتحول من آباء إلى سماسرة! كاتبة فلسطينية تقيم في لندن «ذا فويس كيدز» يبيع المشتركين السوريين! وأطفالنا في ثكنات الفساد الأخلاقي لينا أبو بكر |
سيرة فوزي وثريّا! Posted: 31 Jan 2018 02:29 PM PST «لكن ما ذنب ثريا؟»، هكذا سأل المعتقل السياسي المهندس فوزي حبشي نفسه في أول حبسة له في عهد فاروق عام 1948، حيث لم يكن قد مضى عام على اقترانه بزوجته ثريا شاكر، وهو سؤال تكرر في الحبسات التي تعرض لها في عهود ناصر والسادات ومبارك، قبل أن يقود النضال. ثريا شريكته في الحياة إلى السجن لسنواتٍ، لعلها سألت نفسها فيها معه: «لكن ما ذنب الأولاد؟»، ليكبر الأولاد بدورهم، فيتعرض بعضهم لتجربة السجن والملاحقة، وتكتب هذه العائلة المصرية ملحمة نضال مشرفة، قدمت مثلها عائلات من تيارات سياسية مختلفة، لن تسمع للأسف عن تضحياتها المبهرة، في وطن تحكمه وتعكمه عائلات الضباط وقضاة الزور ولصوص الأعمال. عرف فوزي حبيبته ثريا في بيت جدتها في شارع طوسون في شبرا، أحب عينيها اللامعتين منذ رآها خلال زيارة لجدتها التي كانت تحب الكلام في السياسة، فكان كلما هم أحد أفراد أسرته بإنهاء الزيارة، يؤجج النقاش بسؤال الجدة أو معارضتها، ليطيل النظر إلى عيني ثريا، فيبدأ بينهما حبٌ لم تهزمه تصاريف السنين ولا وحشة المعتقلات، كتب عنه في الثمانين من عمره قائلاً: «كثيرا ما أفكر أن تلك المحبة لم تخمد، لكنها صارت الآن كاللهب الذي يشيع الدفء ولا يحرق». بعد أن تزوج فوزي ثريا اكتشف أن اهتمامها بالسياسة أخطر من اهتمام جدتها، فقد صارحته بعضويتها في تنظيم «حدتو» الشيوعي، وفي يوم الصباحية فوجئ العريس فوزي بباب الشقة يُطرق، ليدخل بعض رفاق عروسته لعقد اجتماع تنظيمي سري لن يثير بالتأكيد شكوك البوليس، وحين استفحلت الانشقاقات اليسارية في ما بعد، طلبت زعيمة تنظيم ثريا منها أن تهدد زوجها بقطع علاقتها به لو لم ينضم إلى تنظيمها، فرفضت وكتبت له في محبسه: «رغم اختلافنا في المواقع التنظيمية إلا أننا سنكافح قوات الظلم معاً». كان ضباط المعتقل يوقعون على هوامش رسائل الحب المتبادلة بين فوزي وثريا بكلمة «نُظِر»، وحين جاءه منها خطاب غرامي مصحوب بتعليق من ضابط المراقبة «عقبالنا زيك»، اكتشف فوزي أنه محسود في محبسه على ما يصله من حب، ففكر في طريقة للإفلات من الرقابة، واستخدم طريقة الضغط المائي ليكتب رسالته خلف رسم لقطعة موبيليا، وبعد أن أرسلها تذكر أنه لم ينبه ثريا إلى غمر الرسم في الماء لتقرأ رسالته، وحين أدرك عدم تنبهها للأمر، أرسل إليها رسائل قصيرة متكررة تتحدث عن حلمه بأنه يمسك فرشاة مغمورة بالماء، كلما دهن بها الموبيليا ظهرت عليها نقوش جميلة، مختتماً كل رسالة بعبارة «يا للعجب يا للعجب»، ففطنت ثريا للعبة، وعادت إلى خطاباته لتقرأ ما بها من أسرار وأشواق بعيداً عن عين الرقيب. في معتقل الطور أعجب فوزي بقصيدة لرفيقه في المعتقل أستاذنا وعمنا عبد العظيم أنيس، يقول مطلعها: «يا مهجتي هل تسمعين، صوتاً يروح مع السنين»، فقام بعملية سطو بالتراضي على قصيدة صديقه، مغيّراً مطلعها إلى «أثُريّتي»، وأرسلها إلى زوجته، فأثارت القصيدة خوف العائلة على قواه العقلية التي تأثرت لدرجة كتابة الشعر، وحين وصلت القصيدة إلى زوجة عبد العظيم أنيس، بحكم ما يربط زوجات المعتقلين من صداقات، استكبرت أن يقوم زوجها ببيع ما كان قد كتبه لها من قصائد، فكتبت إليه معاتبة وسألته عن ثمن بيع القصيدة، لتتحول الحكاية إلى مسخرة يطيب استدعاؤها في وحشة ليالي المعتقل. حين اصطدم عبد الناصر بالشيوعيين، وبعد مطاردات أمنية مخزية في دناءة أساليبها، وصلت إلى حد قيام ناظرة مدرسة ابن فوزي باستدراجه لمعرفة مكان أبيه، ألقي القبض على فوزي وثريا، ليتركا خلفهما ثلاثة أطفال: ممدوح في الثامنة، وحسام في السادسة، ونجوى الرضيعة في عامها الأول، التي رفض الضباط طلب أمها باصطحابها إلى المعتقل، فتركتها عند الجيران، ليتنقل الأطفال بين زيارة الأب والأم كل في سجنه، وحين أذاع الراديو تصريحاً لعبد الناصر ينفي وجود أي معتقل سياسي، قامت ثريا مع معتقلات سجن القناطر بالاعتصام في غرفة رئيس الحرس للمطالبة بالإفراج الفوري عنهن، فاستدعى المأمور أضعاف عددهن من السجينات في قضايا المخدرات والدعارة لينهلن عليهن بالضرب، وبدوره تعرض فوزي للتعذيب الوحشي في سجنه، لكنه نجا بمعجزة من القتل كرفيقيه فريد حداد وشهدي عطية الشافعي. تصادف أن يزور الأولاد فوزي في مستشفى سجن القناطر، في اليوم نفسه الذي كانت ثريا قادمة من سجن النساء القريب، لتعالج عينيها في غرفة لم يكن يفصلها عن غرفته سوى حوش صغير، فحاولت ثريا رؤية أولادها من ثقب باب الغرفة، لتفاجأ بالضابط سامي دويدار يقف أمامها بكل خسة، ليسد فتحة الباب بجسمه، ليمنعها من رؤية أبنائها، وبعد سنوات طويلة يتصادف أن يلتقي فوزي وثريا بذلك الضابط على كورنيش الإسكندرية، فيفاجآن به وقد أقبل على فوزي ليعانقه، وحين مد يده لثريا رفضت مصافحته، وذكّرته على مسمع من زوجته وأبنائه بدناءة موقفه، فلم يجد ما يرد به عليها، وإن كنت أظنه لن يعدم الرد المتبجح حين يسأله أبناؤه عن حقيقة ما حدث. خرجت ثريا من المعتقل في عام 63، وخرج فوزي بعدها بسنة، ووجدها في استقباله مع أبنائه الذين كبروا واختلفت ملامحهم، وحين وقعت هزيمة 67، كان قد تجاوز الخمسين، لكنه قرر الذهاب مع ثريا إلى نادي بنك مصر في أمبابة للتدرب على السلاح والانضمام للمقاومة الشعبية، بعدها بأربع سنوات وجدا نفسيهما وقد تحولا من نزلاء للسجن، إلى زوار لابنهما ممدوح، الذي تم اعتقاله بعد اقتحام الأمن لكلية الهندسة، وقد وقف خلف القضبان يطمئنهما بثبات. بعدها بأعوام قال فوزي لثريا مداعباً: لقد زرت سجون مصر كلها ما عدا أبو زعبل، فردت غاضبة: فال الله ولا فالك بناقص أبو زعبل يا سيدي، لكن السلطة كعادتها حققت لفوزي ما تمناه، فوجد نفسه في عام 75 معتقلاً في سجن أبو زعبل، بتهمة إحياء الحزب الشيوعي المصري، وفي إحدى زيارات ثريا للسجن، طلب منها أن تحاول تهريب جبس وأسمنت وبلاط قيشاني له عن طريق أحد الضباط، ليستغل مواهبه الهندسية في عمل نافورة داخل السجن. بعد هدنة قصيرة تكرر اعتقال فوزي في عام 79 بعد أن تم اعتبار مئتي مارك ألماني أرسلها ابنه ممدوح من ألمانيا الغربية كتبرع للشيخ إمام، بمثابة تمويل خارجي للحزب الشيوعي المصري، ليعتقل فوزي مجدداً في مارس/آذار 81، ثم يحكم عليه في مايو/أيار 86 بالسجن لعامين، وحين جلس في الثمانين من عمره، ليكتب وقائع رحلته المريرة مع الاعتقال السياسي، سأل نفسه عما كان يريده من هذه الحياة، فأجاب: «كن سعيدا لأنك ترى ثريا وترى أولادك وأحفادك، وتمنى لمصر الخير، كل الخير، لقد فعلت كل ما في وسعك من أجلها ، وما الذي يريده المرء أكثرمن ذلك». قبل أيام مرت ذكرى الأربعين على رحيل ثريا، التي لم تهزم المعتقلات قصة حبها لفوزي ولوطنها ولمبادئها، فكم قصة حب تحيا الآن رغم المعتقلات؟ وكم قصة حب ستميتها المعتقلات؟ …. ـ «معتقل كل العصور: حياتي في الوطن» ـ فوزي حبشي ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ 2011 ٭ كاتب مصري سيرة فوزي وثريّا! بلال فضل |
يجب أن نتوقف عن اللعب والكلام ونتفرج عليهم سُكاتا! Posted: 31 Jan 2018 02:29 PM PST تخلفنا الفكري والثقافي والحضاري وتراجع القيم والأخلاق في الأوساط الشبانية، يضاف اليه تلك التراكمات النفسية والاجتماعية التي يعيشها الكثير من شبابنا العاشق للكرة الأوروبية، كلها عوامل أدت بنا الى درجة الحاق الضرر ببعضنا البعض بسبب تعصبنا الشديد تجاه لاعبين أجانب ونواد أوروبية لا علاقة لنا بهم إلا المشاهدة، المتعة التي تمنحها الكرة الأوروبية لعشاقها في العالم العربي الحق بها بعض شبابنا ضررا ودرجة كبيرة من الحقد والكراهية تجاه بعضهم البعض، وصوب المحللين والمعلقين فيعتبرونهم فأل خير أو شر حسب النتيجة، ويتهمونهم بالتحيز لهذا النادي الأوربي أو ذاك، ويصل الأمر الى حد التهكم والإساءة اليهم عندما ينهزم فريقهم المفضل! التعليقات التي تصلنا نحن معشر المعلقين والمحللين وتتهمنا بالتحيز مثلا للريال تارة والبارسا تارة أخرى، تستفزنا وتثير في نفوسنا كثيرا من الاشمئزاز، وتجعلنا نتحسر ونشفق على شباب يدافع عن فرق أوروبية أكثر من دفاعه عن نفسه ومبادئه ووطنه وحتى على ناديه المحلي، فتجده يتهكم ويسب ويشتم لأن المعلق الفلاني تفاعل بتسجيل هدف ضد فريقه (الأوربي) المفضل أو لأن المحلل انتقد أداء نجمه بسبب تراجع عطائه أثناء اللقاء! بعض المناصرين والمشجعين العرب للنوادي الأوروبية وقعوا رهائن لممارستهم الحاقدة والكارهة للطرف الأخر، وأبانوا عن تعصب أكبر من تعصب الأوروبيين ذاتهم لنوادي مدينتهم وبلدهم. في أوروبا عاشق الكرة يعود لممارسة طقوسه وأعماله بصفة عادية في اليوم الموالي للمباراة بل بعد نهايتها، بينما يتحول عندنا مناصر الريال الى مدريدي أكثر من المدريديين ويصبح مناصر البارسا برشلوني أكثر من الكاتالان أنفسهم ولا ينام ولا يأكل لأيام، ولا يسلم من تذمره لا معلق المباراة ولا محللها ولا حتى الحكم وكأن الأمر يعنيه شخصيا بصفة مباشرة، أو كأن الفوز والخسارة هما مسألة حياة أو موت! صحيح أن الكرة الأوروبية تمنح متعة فريدة من نوعها لا توجد عندنا لكن التعلق بها والتعصب لها ومعاداة كل من يختلف معنا في عشقها بالشكل الذي يفعله شبابنا فيه من الغرابة ما يدعو الى دراسة الحالة والعمل على إيجاد حلول لظاهرة غريبة تؤثر على تنشئة الأجيال الصاعدة على الحب المتبادل والعشق النظيف لكل ما هو جميل وممتع لكن بدون مغالاة وبدون تعصب وحقد وكراهية تجاه الآخر، خاصة وأننا لسنا اسبان ولا طليان ولا إنكليز، بل هؤلاء وأولئك هم أوروبيون ومن حقهم التعصب لبعضهم، ومع ذلك لا يفعلون، بل يفرحون بهدوء ويغضبون بأدب واحترام تجاه بعضهم البعض وتجاه اللاعبين والمدربين والمسيرين وحتى المعلقين والإعلاميين. صحيح أيضا أن الكثير من عشاق الكرة في عالمنا العربي يعيشون الفراغ والحرمان والنقص في وسائل الترفيه، ولا يجدون القدوة التي يعتزون ويفتخرون بها في حياتهم، لكن حتى الكثير من الشبان الأوروبيين يعانون الأزمات النفسية والأخلاقية والاجتماعية، ولا يقودهم عشقهم لنواديهم الى الحقد على مناصر الفريق الأخر، ولا الحقد على المحللين والمعلقين والإعلاميين مثلما يحدث عندنا! ما يثار عندنا في وسائل التواصل الاجتماعي بين الشبان، وفي بعض البرامج التلفزيونية بين الإعلاميين والمحللين كشف كثيرا من الممارسات والاختلالات والعُقد والأمراض التي يعاني منها الكثير بسبب سوء استعمال هذه الوسائط، وتخلي بعض صناع البرامج عن دورهم في التوعية والترفيه وممارسة التحليل الكروي الفني والتقني البعيد عن التهريج والتهييج واثارة المشاعر والعواطف!! لقد بلغ الأمر درجة من الخطورة على النفوس ما يستدعي استفاقة الضمائر والعقول وإدراك الوعي الجماعي للأولياء والمسؤولين بأن الكرة عند الأوربيين مجرد لعبة للمتعة والترفيه وأحيانا لإثبات التفوق الرياضي، ويجب أن تكون الكرة الأوروبية والنادي الذي يشجعه أولادنا مجرد ميل لمتعة ظرفية لهذا النادي أو غيره وليس سببا للذوبان في كيانات لا يمكنها تقبل هكذا تعصب. أما اذا لم نقدر على فعل ذلك علينا أن نتوقف عن متابعة متعة كرة القدم الأوروبية وعدم تلطيخها بأفكارنا وممارساتنا، واذا لم نقدر على تطوير شروط ممارسة لعبة كرة القدم فعلينا أن نتوقف عن ممارستها أو نجعل منها مجرد هواية دون إعطائها الأهمية الاجتماعية التي تقودنا الى تضييع الجهد والمال دون أدنى فوائد… وعليه تستحق أن يكون تعصبنا مبصرا لا أعمى. اعلامي جزائري يجب أن نتوقف عن اللعب والكلام ونتفرج عليهم سُكاتا! حفيظ دراجي |
«وثيقة عميقة» غاصت في «المحاور»: إردوغان دخل «فخ الأكراد» بقرار وداوود أوغلو عائد… محور إيران «لا يُستهان به» Posted: 31 Jan 2018 02:28 PM PST عمان- «القدس العربي»: تبدو ملحوظة مقرر لجنة فلسطين في مجلس الأعيان الأردني صخر دودين هادفة وعميقة، عندما يتعلق الأمر بتفاعله الشخصي، خلال مؤتمر طهران البرلماني لأجل القدس، مع الخطاب القائل: إن فلسطين من البحر إلى النهر وإن إسرائيل في الاستراتيجية الإيرانية لا مكان لها إلّا في عمق البحر المتوسط او الرحيل. برأي دودين يستطيع المحور الإيراني برمته التحدث باسترخاء عن إلقاء إسرائيل في البحر، عن بعد 4000 كيلو متر، حيث جغرافية ممتدة فاصلة، ومناوشات عبر أحزاب وقوى عربية في لبنان او اليمن او في اي مكان آخر. دودين الذي تحدث مع «القدس العربي» حول مناقشاته مع برلمانيين إيرانيين ولبنانيين حاول تجاوز التفكير الرغائبي لمصلحة التفكير الواقعي، فعندما سأله الرئيس نبيه بري باستنكار «هل حزب الله أقوى من دولة مثل الأردن؟». كانت عفوية دودين هي التي تجيب: مغامرة حزب الله انتهت بتدمير لبنان سيدي الرئيس وامتداد منظومة الأمن الإسرائيلي الحدودية إلى نهر الليطاني بسلسلة حروب أعادت الشعب اللبناني إلى الوراء. في مثل هذا الحوار تحديدًا، يمكن اقتناص جوهر الحديث عن لعبة المحاور في المنطقة. وهي اللعبة التي أعاد انتاجها بشكل صارخ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عندما بدأ حملته الشهيرة باسم صفقة القرن، التي لم تظهر بعد، بحسم ملف القدس لمصلحة إسرائيل. «القدس العربي» اطلعت على وثيقة تقويم استخباراتي حاولت تقديم قراءة لمصلحة منظمة الأمن والتعاون الأوروبية لقمتي اسطنبول وطهران. تلاحظ الوثيقة ما خفي في بعض الأسطر على أساس التحليل، فقد علقت القضية الفلسطينية اليوم ومعها مدينة القدس في عمق الاستقطاب الحاد بين المحاور، على أساس أن كبير إيران وزعيمها في لقاء طهران البرلماني خطب بالمجتمعين متحدثاً عن تحرير فلسطين من البحر إلى النهر. أوراق إردوغان إردوغان من جانبه وباسم الدولة التركية، وبعد قمة اسطنبول الإسلامية وعلى هامشها ذهب باتجاهين بتقدير الوثيقة الأوروبية نفسها، فقد قرر التصعيد في شمال سورية، وبدأ حربًا عسكرية تجتث الاحتمالات الكردية من أصلها، مستثمرا في شراكته مع روسيا بجدول أعمال برنامج قمة سوشي ومع إيران في القمع السريع الخاطف الشهير لاستفتاء كردستان قبل أشهر عدة. إردوغان في المسار الثاني تنوع في خياراته الاستراتيجية العسكرية، فعدد قواته في قطر في عمق بحر العرب وصل إلى عشرات الآلاف، وجلس بعشرة آلاف عسكري في جزيرة مساكن وسط البحر الأحمر لمجاورة 3000 عسكري تركي موجودين أصلاً في الصومال، وأقام في الأثناء ثلاثة مصانع نسيج عملاقة في الجزائر، وبدأ يقايض أوروبا ويتواصل معها على أساس التعاون والمصالح مقابل دور تركيا في منع الإرهاب في العمق الأوروبي. بهذا المعنى وفي اللعبة الإقليمية التي أعقبت وعد ترامب، التركي استراتيجياً موجود الآن في ثلاثة اتجاهات في المنطقة تحاصر إسرائيل ولديه جهاز الاستخبارات الأقوى والأكثر خبرة في شمالي سوريا وفي الداخل التركي بعد عملية التطهير التي أجراها إثر محاولة الانقلاب. تشير الوثيقة نفسها إلى أن أوروبا الآن باتت تدرك أن اللعب مع تركيا إردوغان سلبًا يعني اللعب بالنار، فهو يسيطر على نسبة كبيرة من ملايين الأتراك في أوروبا ويستطيع إن أراد مراقبة واستخدام مجموعات الجهاد في عمق المدن الأوروبية او يستطيع بالمقابل التعاون مع هذه المدن للحيلولة دون وقوع عمليات إرهابية. داوود أوغلو وهي المقايضة التي تؤكد مصادر «القدس العربي» أنها تجري حالياً وقد ينتجها قريباً عودة لاعب مخضرم من وزن أحمد داوود أوغلو إلى رئاسة الحكومة التركية باعتباره وجهًا دبلوماسيًا مقبولًا لدى أوروبا وعلى أساس فكرة تنمو حالياً في عمق حزب إردوغان الحاكم. إردوغان ايضاً يستطيع من خلال وجوده العسكري في السودان والصومال تأديب الحوثيين إذا تجاوزوا حدودهم. المحور المستجد بقيادة تركيا وإيران ومعهما عملياً تحت المظلة الروسية دول أخرى مهمة من بينها سوريا ولبنان والعراق واليمن «لم يعد من الممكن الاستهانة به» هذا ما خلص إليه دبلوماسي بريطاني استمعت إليه «القدس العربي» وهو يحاول شرح الأسباب التي تدفع أوروبا لدعم دول مثل الأردن والسلطة الفلسطينية في مواجهة قرار ترامب بشأن القدس». وهو دعم يعيده الوزير السابق والمسيس في الأردن وجيه العزايزة إلى تلك المناكفات الاعتراضية الأوروبية لمغامرات ترامب نفسه. إسرائيل ضمن هذا الاحتكاك الإقليمي الحار تتحرش بقصف قواعد داخل سوريا، لأن مطبخها السياسي اليوم يعلم أن أزمتها الإقليمية لا تحل إلّا بحرب عسكرية، لكن من المهم الإشارة إلى أن الحرب التي تريدها إسرائيل سواء ضدَّ سوريا او لبنان او قطاع غزة، تسعى إليها بتوقيتها هي وليس بالضرورة بتوقيت يناسب الرئيس ترامب. لا يُخفي دبلوماسيون أوروبيون قناعتهم بأن أي حرب تقررها إسرائيل وحيدة اليوم ستؤدي إلى تأديبها، وقد صدر عن أحد العريقين في الدبلوماسية الأوروبية ما يشير إلى ان إسرائيل تحتاج إلى حرب قبل 6 أشهر وإذا لم تحارب معها الولايات المتحدة ستتحول إلى «دولة تعتمد بالحماية على الآخرين». لذلك ينصح الأوروبيون تل أبيب بالعمل على تسوية سياسية منصفة وسريعة للفلسطينيين، حتى لا تخسر أوراقها الاستراتيجية قريبًا. المحور الإيراني فإذا حسم المحور الإيراني التركي السوري مواجهاته الحالية سواء في شمالي سوريا او في اليمن، فإن كل المعطيات ستغير في القضية الفلسطينية، الأمر الذي دفع فيما يبدو موسكو خلف الستارة إلى التهديد بالانسحاب من اي ترتيبات متفق عليها مع واشنطن إذا أصر الأمريكيون على إقامة قاعدة عسكرية متقدمة بدلاً من التنف شمالي سوريا. ولأن واشنطن تتعامل مع هذا التهديد بجدية أعادت إنتاج الدراما الكردية في الشمال السوري وبدأت تطالب بموقع عسكري متقدم لها تحت ستارة مكافحة الإرهاب شمالي سوريا. تركيا بطبيعة الحال تعرف أن الهدف الأمريكي شمالي سوريا هو استنزافها وبرغم ذلك اختارت مطب المواجهة العسكرية بدلًا من مطب أعمق في حساباتها سيضعفها إذا صمتت. ولدى الأتراك تجربة سابقة في إفشال إسرائيل وأمريكا معا بقضية الاستفتاء الكردستاني التي كانت قد شكلت العام الماضي نقطة وصل استراتيجية بين أنقرة وطهران، وما أبلغه إردوغان للأوروبيين هو استعداد تركيا لحرب شاملة من اجل كسر شوكة الممر الكردي. روسيا بدورها مستعدة للعب دور السكرتاريا لمصلحة الولايات المتحدة وبدأت تتعامل مع واشنطن على أساس أنها حارس البوابة للملف السوري والطرف الذي ينبغي ان يتحدث إليه الأمريكيون اذا ما أرادوا اية مصلحة لهم في العمق السوري. يلتقط الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالمقابل تلك الرسالة الروسية التي تقول «حسنا .. عندما نتفرغ من سورية سنلتحق بملف القضية الفلسطينية وهي رسالة تدفع عباس فيما يبدو لقواعد لعب على أساس كسب المزيد من الوقت ما تيسر ذلك … هذا تحديدا ما تضمنته وثائق التقويم الأوروبية. «وثيقة عميقة» غاصت في «المحاور»: إردوغان دخل «فخ الأكراد» بقرار وداوود أوغلو عائد… محور إيران «لا يُستهان به» الأردن والسلطة لديهما «وعد روسي» ومُحرّض أوروبي… وإسرائيل إذا حاربت سيتم «تأديبها» بسام البدارين |
شخصيات وطنية تصدر بيانا لمقاطعة الانتخابات المقبلة ومسؤولية حشد الناخبين ليست مهمة دار الإفتاء Posted: 31 Jan 2018 02:28 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي» : لا إشارات ضوئية تحدد الطريق المتجهة إليها مصر في مقبل الأيام، فالطريقة التي تم بها البحث عن «محلل» يخوض الانتخابات الرئاسية أمام السيسي، والعدوانية التي مني بها كل من فكر في الترشح للمنصب السامي، أو أبدى تحفظاً على بقاء السيسي في المشهد السياسي مستقبلاً، كل ذلك يرشح مصر للسير في الطرق الوعرة ويجعلها في انتظار مزيد من المتاعب والأقدار غير المريحة. قبل يومين قال السيسي: «لا توجد أزمة، مصر والسودان وإثيوبيا دولة واحدة». وبدوره تساءل أنور الهواري رئيس التحرير الأسبق لـ«المصري اليوم»: «هل هذا كلام عقلاني، أو طبيعي، أو يعبر عن أي حاجة مفهومة؟». وبالنسبة للمشهد الانتخابي صرخ الهواري: «يا ريت حد عاقل يقول للسيسي الطبخة «باظت»، ثم «باظت»، ثم باظت». فيما قال الناطق بلسان الفريق سامي عنان حبيس السجن الحربي، حازم حسني: «الطريقة التي تم بها إدخال المرشح الرئاسي موسى مصطفى موسى السباق الانتخابى، وحراسة الشرطة والجيش المكثفة لشخصه الكريم، والمعاملة الإعلامية الودودة له، على عكس ما كان يجري لآخرين، فيها البرهان ـ بعد طول إنكار ـ على تحكم نظام السيسي في تفصيل المشهد الانتخابي لصالحه. وتناولت الصحف المصرية أمس الأربعاء 31 يناير/كانون الثاني، العديد من الموضوعات السياسية والاقتصادية والمتنوعة، التي يأتي على رأسها: السيسي: يوجه بسرعة إنجاز 3 مشروعات. اليوم.. إعلان القائمة المبدئية لمرشحي الرئاسة وتأييدات المواطنين والنواب. الرئيس يفتتح المرحلة الأولى من حقل ظهر خلال ساعات. وزير الدفاع: ماضون في تدعيم قواتنا بأحدث المعدات والنظم القتالية. المركزي: الاحتياطي الأجنبي يكفي واردات 8 أشهر. الرقابة الإدارية توجه 14 ضربة ضد المرتشين في المحافظات. «صحة النواب»: تستدعي 3 وزراء لوقف خسائر 8 شركات أدوية. استئناف رحلات الطيران بين موسكو والقاهرة في 6 فبراير/شباط. 8 أحزاب تطالب بمقاطعة الانتخابات.. و«دعم مصر»: الدعوة انقلابية. الحكومة ترفع توقعات عجز الموازنة خلال العام المالي الحالي إلى 9.4٪ وإلى مزيد من المعارك التي شهدتها صحف أمس: المساجد لله ومع المؤسسة الدينية وعلاقتها بالسياسية، حسب رأي حمدي رزق في «المصري اليوم»: صمت فضيلة الإمام الأكبر الدكتور الطيب أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر، عن الانتخابات صمتاً حميداً يحمد لفضيلته. كما أن حظر وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة حديث السياسة في المساجد جميعاً يحمد لفضيلته، وتحذيراته العلنية للأئمة ألا يتورطوا في الخطاب السياسي الانتخابي من قبيل إبعاد رجال الدين عن وحل السياسة، وكانوا قبلاً يتحزبون. هذا ما نرجوه، يستوجب ابتعاد المؤسسات الدينية عن الانتخابات الرئاسية والمؤسسات الدينية لطالما تورطت قبلاً في الحكي السياسي، ونالها ما نالها من تلويم بلغ حد الإشانة والتقبيح، وهي أطهر من هذا التردي في الوحل السياسي. وأستميح فضيلة المفتي الدكتور محمد شوقي علام قولاً، مسؤولية حشد الناخبين يا مولانا يقيناً تخرج عن مهمة دار الإفتاء، ولا يستحب أن يتطوع فضيلته والتابعون بالفتيا في الشؤون الانتخابية، ولم أستحب وكثيرون من فضيلته التطوع بتأثيم المقاطعين. هذا أمر ينظمه القانون ويعاقب على عدم الإدلاء بالأصوات بالغرامة، حتى هذا من قبيل الجبر القانوني الذي ربما يستنكفه البعض، باعتبار المقاطعة فعلاً سلبياً مقابل فعل إيجابي، وشخصياً أستنكفه سياسياً، سلوك في منتهى السلبية، مثل التولي عند الزحف، كيف نغير إذا فرّطنا في حقنا في التغيير؟ التأثيم (آثِـمٌ قَلْبُـهُ) الذي أعلنه فضيلة المفتي توصيفاً للمقاطعين، لا يستقيم مع مبدئية الفصل بين الدين والدولة، وليس من قبيل الحكمة أن يتورط فضيلة المفتي في الانتخابات تأثيماً حتى في هامش حفز المواطنين على الإدلاء بالأصوات، مال فضيلة المفتي بالتصويت والامتناع السلبي، لما يدخل المفتي نفسه في صراعات السياسة، ويستجلب لعمامته ما لا نرتضيه من تفلتات البعض فيسبوكياً؟ فضيلة المفتى إبق بعيداً في دارك، فالسياسة فن الكذب.. خلاصته: إقبال المواطنين على صناديق الانتخابات وليد قناعات شخصية، والمصلحة المباشرة هي التي تحرك المواطن إلى الصندوق، والمواطن حر في ما يراه صالحاً، وحزب الكنبة ما تحرك إلا بعدما استشعر خطراً يهدد الوطن، وما تحرك لفتاوى أو لرشاوى. دع الخلق للخالق يا مولانا. السياسة مستنقعات تلوث الثياب الطاهرة». العالم يضحك علينا «ظلت الدولة تتسول مرشحاً واحدا يمنع فضيحة دولية بخصوص الانتخابات، التي ما زالت، كما يؤكد فراج إسماعيل في «المصريون»، انتخابات المرشح الأوحد، فمنافس اللحظة الأخيرة لا يمكنه إقناع أحد بجديته وخوضه المنافسة على أمل الفوز بالمنصب الرفيع، لأنه على الأقل صاحب حملة «مؤيدون» التي كانت تزين حسابه على «فيسبوك» حتى بعد ترشحه بوقت قصير، وعليها صورة تأييده للرئيس السيسي لفترة ثانية. الفهلوة البلدي هي التي وضعتنا جميعا في هذا الحرج. فلم يكن الرئيس السيسي يحتاج إلى تزكية ذلك العدد الكبير من أعضاء البرلمان، بل لم يكن يحتاج لتزكية عضو واحد بسبب كمية التوكيلات الشعبية الهائل التي حصل عليها. كان يجب أن يوفر البرلمان تزكياته لوقت العسر والحاجة. لو كانت هناك تزكيات فائضة لما حصلت أي مشكلة في العثور على مرشحين آخرين مناسبين، من ذوي الثقل وبطريقة غير محرجة في الدوائر العالمية. البرلمان لم يستطع أن يلعب سياسة مع أنها لعبته الأولى. لم يقدم لنا أي نموذج لبرلمانات مصر السابقة التي يزيد عمر أول تجاربها عن قرن ونصف القرن. والمدهش أنه أول برلمان يملك صلاحيات تكاد تعادل نصف صلاحيات الرئيس، ويستطيع عزله على سبيل المثال. ومع ذلك فكر بعض أعضاء البرلمان خلال السنوات الماضية في تعديل الدستور للحد من صلاحياته لصالح الرئيس.. هل رأيتم ديمقراطية وتواضعا وتنازلا عن استحقاقات أكثر من ذلك؟ أزمة المرشحين أحد أسبابها الرئيسة البرلمان. اندفاعهم إلى التأييد المطلق لشخص واحد مع أن أحدا لم يطلب منهم ذلك ولم يكن الرئيس يحتاجه على أي حال». المرشح المكسوف «بدا المرشح الرئاسي موسى مصطفى موسى الذي هبط على الهيئة الوطنية للانتخابات الرئاسية قبل دقائق من إغلاق باب الترشح، كما يصفه محمود خليل في «الوطن» قلقاً ومضطرباً خلال المؤتمر الصحافي الذي نظمه بعد بضع ساعات من التقدم بأوراقه. الواضح أن الأمر تم على عجل، لذا جاءت إجاباته على الكثير من الأسئلة خالية من أي مضمون يمكن إمساكه باليد أو هضمه بالعقل. لفظة واحدة كان يرددها في كل الإجابات، هي لفظة «منظومة»، عندما يُسأل كيف سيواجه التردي في مستوى معيشة المواطن، يتحدث عن المنظومة الاقتصادية والمنظومة الصناعية، يُسأل عن سد النهضة يجيب بالمنظومة السياسية التي تحكم رؤية الدولة لقطرة المياه. كله عند المرشح «منظومة». يبدو أنه استغرق وقتاً طويلاً في حفظ الكلمة. دعك من هذا وتعالَ إلى ما ذكره موسى بلسانه من أن حملته جمعت أكثر من 47 ألف توكيل من المواطنين خلال الأيام الماضية، وهو الأمر الذي دفع إحدى الصحافيات إلى مناقشته في هذه المسألة العجيبة، التي يتمكن فيها مرشح من جمع عشرات الآلاف من التوكيلات، رغم أن اسمه لم يكن مدرجاً على قائمة طالبي التوكيلات، التي سبق أن أعلن عنها عدد من المسؤولين في الهيئة الوطنية! وعندما سأله صحافي آخر عن أبرز النواب الذين منحوه أوراق تزكية للترشح، أخذ يفر من السؤال، كأن الإجابة عليه حاجة عيب! جدير بالذكر أن حملة المنافس الرئيس عبدالفتاح السيسي تقدمت بـ173 ألف توكيل من مواطنين ضمن أوراق ترشحه، في حين تمكن موسى من جمع 47 ألف توكيل. أصيب المرشح أيضاً بحالة من الاضطراب الواضح عندما سُئل عن حملة «مؤيدون» لتأييد السيسي. لم يستطِع موسى أن يجيب بكفاءة ليته سكت أو لجأ إلى الحديث كما تعود عن «المنظومة». ماذا لو نجح؟ «طبعاً لا يمكن ولا يجوز أن يحدث ذلك، فنحن في بلد ديمقراطي.. دستوري، تحكمه مواد الدستور والأعراف المتوارثة، ولسنا جمهورية موز أو ديكتاتورية في وسط أدغال إفريقيا أو أحراش أمريكا اللاتينية، يا رجل قل خيرا أو اصمت. هكذا أجاب حسام فتحي في «المصريون» صديقه الإعلامي الشاب الذي خلط الجد بالهزل، واقترح وسط مجموعة من الإعلاميين أن «توفر» الحكومة المصرية تكلفة الانتخابات الرئاسية المباشرة، التي قدّرتها وزارة المالية بـ 1.2 مليار جنيه مصري تقريباً لتتجاوز بذلك تكلفة الانتخابات البرلمانية وانتخابات المحليات، ناهيك عن الكلفة غير المباشرة. ودافع الرجل عن وجهة نظره مُلخّصاً إياها في عدة نقاط: النتيجة «محسومة» مُسبقاً ومعروفة لكل ذي رأس وعينين، ولا يقلّل الأمر من شأن الرئيس الحالي، أو نظام الحكم، ولكنه توصيفٌ لأمر واقع. الحفاظ على شكل الإدارة الحالية، التي تشنُّ المعارضة هجوماً حاداً عليها، مُتهمة إياها بـ «إبعاد» كل المرشحين المحتملين الأقوياء! ثمّ مُتهمة إياهاً أيضاً بـ «تسوُّل» مرشحين يصمدون أمام الرئيس. توفير 1.2 مليار جنيه أهم وأجدى لشعب مصر من إرضاء رأي عام دولي (لن يرضى في كل الأحوال)، فلو أقمنا الانتخابات ونجح السيسي بأكثر من 90٪ من أصوات الناخبين فسيقولون «صورية»، ولو ألغينا الانتخابات وحولناه لاستفتاء من استفتاءات السادات ومبارك فسيقولون ديكتاتورية، فطالما نحن مذمومون في الحالين، لنوفر إذن المصروفات أفضل، وليضرب العالم رأسه في أصلب حائط يجده. وأخيرا ننقذ المستقبل السياسي للمرشح الرئاسي الفاضل المهندس موسى مصطفى موسى، خصوصا بعد أن بدأ بعض المتحمسين يدعمونه وأطلقوا هاشتاغ، صوتنا لموسى، وأصبح محبو الرجل في حالة رعب.. فماذا سيفعلون لو نجح المهندس موسى مصطفى موسى؟ شخصياً.. لم أقتنع بمبررات الإعلامي الشاب، وأجبته بالإجابة التي ذكرتها في أول المقال.. بل تلفتُّ حولي وقمتُ مسرعاً من الجلسة». من أجل عيونه لا يذهب عمرو حسني في «التحرير» بعيداً عما يطالب به خصوم السيسي، إذ كيف تتغاضى اللجنة العليا للانتخابات عن تطبيق الضمانات الدستورية، التي تكفل عدالة الانتخابات الرئاسية قبل بدايتها، وتغض البصر تماما عن التجاوزات التي تقوم بها أجهزة الدولة التنفيذية المختلفة لمحاباة رئيس الجمهورية؟: «أول علامات غياب الديمقراطية هي انهيار الحاجز الذي يفصل بين السلطات. هل نحتاج إلى لجنة رقابية تراقب عمل لجنة رقابية أخرى؟ لأن الأخيرة تتغاضى عن دورها الرقابي، وتحتاج إلى أن يراقبها مراقب يرصد التجاوزات التي يفترض أن تراقبها! هذه عبارة كوميدية تليق بواقعنا العبثي، فمع كامل احترامنا للسيد رئيس الجمهورية، كيف يمكن الثقة في نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستشرف عليها تلك اللجنة، وهي تتعامى عن الإعلانات العملاقة التي انتشرت في كل ميادين مصر منذ أسابيع من شمالها إلى جنوبها، والتي تحمل صورة موحدة بالغة الضخامة لسيادته، وضع تحت كلمة موحدة ألف خط، تحمل شعار حملته «علشان تبنيها»، وتمثل دعاية انتخابية مبكرة له، بما يعد انتهاكًا سافرًا للقانون، وذلك قبل أن تعلن تلك اللجنة العليا عن سماحها ببدء الحملات الدعائية الانتخابية لكل المرشحين الرئاسيين؟ ومع كامل احترامنا لتلك اللجنة، فكيف يمكن لنا أن نثق في نزاهة الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستشرف عليها، بينما يتم رصد عشرات المخالفات يوميا في كل المحافظات لجهات حكومية تعلق تعليمات ممهورة بخاتم النسر، تأمر فيها موظفيها بالتوجه لمكاتب الشهر العقاري لعمل توكيلات لترشيح السيسي للفوز بفترة رئاسية جديدة؟ كيف يحدث ذلك الأمر في كل الجهات الحكومية، بدون أن يطرف لتلك اللجنة جفن». الفضيحة لا يمكن دفنها يرى الكاتب عمرو صلاح في «البداية»: «أن أي محاولة للبحث عن مرشح خلاص فات وقتها. مش بسبب الوقت والإجراءات والتوكيلات، لكن لأن الفضيحة الثقيلة بـ«خطف الجنرالات» حصلت في العالم وخلاص بتعبير الجميع في الخارج. تابع تغطيات صحف العالم ووكالاته، شرقا وغربا خلال أسبوع، «النيوزويك» و«الفورين بوليسي» و«البوست» و«النيويورك تايمز» و«الغارديان» و«التيلغراف» و«الإندبندنت»، رويترز و«بي بي سي» و«فرانس 24 « و«مونت كارلو» و«دوتش فيله»، حتى الصحف المغمورة في بلدانها، وحتى صحف الحلفاء «جورزاليم بوست» و«هآرتس» و«تايمس أوف إسرائيل»، وحتى بعض الصحف العربية الجميع يقر ويعترف بأننا تحكمنا ديكتاتورية غشيمة، وأن الأمر تحول إلى استفتاء، وأن النظام يخشى الهزيمة في انتخابات وهو نفسه متشكك في شعبيته. الشيء الوحيد الذي سيغطي على تلك الفضيحة، ليس البحث عن مرشح وهمي، بل فضيحة أخرى مماثلة مثل تزوير الانتخابات وتعبئة الصناديق ورشوة الناخبين للخروج بنسب مشاركة مرتفعة. قضي الأمر». جايين نموتك روت وفاء قديح زوجة المستشار هشام جنينة، الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات، لـ«التحرير» التفاصيل الكاملة لواقعة الاعتداء على زوجها، وقالت إنها: «فوجئت باتصال من زوجها عقب خروجه من منزله بدقائق معدودة، يقول لها: «إلحقيني بيموتوني». فخرجت مسرعة وبرفقتها ابنتها «شروق»، وحارس العقار، وتوجهتا إلى موقع الحادث، على مقربة من منزلهم، لتجدا 3 من البلطجية يعتدون على جنينة بأسلحة حادة. وأجرى المستشار هشام جنينة، الفحوصات والكشف الطبي في مستشفى الدفاع الجوي في التجمع الخامس، بعد إصابته في أنحاء مختلفة من الجسد، وكذا الكشف على عينه اليسرى المصابة في الاعتداء. وأضافت: «حاولنا إنقاذه، غير أن هؤلاء البلطجية تعدوا علينا، وكان هشام يجلس داخل السيارة، مرتديًا حزام الأمان إلا أن البلطجية كانوا يحاولون طوال الوقت إخراجه من السيارة والاعتداء عليه بالأسلحة التي كانت بحوزتهم». إحنا جايين نموتك. شروق جنينة، ابنة المستشار هشام جنينة، التقطت أطراف الحديث من والدتها وقالت: «سمعت البلطجية أثناء الاعتداء على والدي يقولون: «إنت هشام جنينة.. إحنا جايين نموتك»، حتى إننا فوجئنا بسيارة أخرى تقف إلى جوارنا، فظننا أنها لأحد المارة، ربما تدخل لإنقاذنا، لكننا تبينا أنها تابعة لهؤلاء البلطجية، إذ حاولوا الاعتداء علينا». وأضافت ابنة جنينة: «أحد البلطجية حاول دفعي وإلقائي أمام سيارة تصادف مرورها وقت الحادث، وبدأ بعض المارة يقفون بسياراتهم لاستطلاع ما يجري، وفوجئنا بأحد البلطجية يمزق ملابسه ويسقط على الأرض، وهو يقول إن والدي صدمه بالسيارة، في مشهد تمثيلي أمام الجميع، ثم حضرت سيارة الشرطة إلى محل الواقعة، وكان والدي وقتها يعاني من نزيف في العين والقدم وأماكن متفرقة من الجسد، وأردفت نقلا عن والدها: «أحدهم قال لي إنت هشام جنينة.. احنا جايين نموتك». فشل يعقبه فشل ومن بين الذين انتقدوا السيسي أمس الروائي علاء الأسواني المحاصر من صحيفة لصحيفة، حيث بات غير مرغوب فيه، ما جعله يغرد خارج السرب في الفيافي: «هل يعلم المصريون أن السيسي فشل في إدارة أزمة سد النهضة مع إثيوبيا، ما قد يؤدي إلى فقدان مصر لجزء كبير من حصتها المائية؟ في الوقت نفسه يؤكد الإعلام المصري أن الأزمة مع إثيوبيا قد انتهت على ما يرام. هل يعلم المصريون أن مشروع قناة السويس الذي أنفق عليه السيسي 64 مليار جنيه لم يحقق أي زيادة في إيرادات القناة؟ بينما يؤكد الإعلام أن هذا المشروع أبهر الدنيا بعظمته ونجاحه. هل يعلم المصريون أن آلاف الشباب المحبوسين لم يرتكبوا جريمة إلا معارضتهم سلميا للسيسي؟ بينما يردد الإعلام بأنهم عملاء وخونة. هل يعلم المصريون أن المستشار هشام جنينه تعرض لمحاولة اغتيال همجية بواسطة مجموعة بلطجية عقابا له أولا، على تصديه للفساد عندما كان رئيسا للجهاز المركزي للمحاسبات، وثانيا بسبب اشتراكه في الحملة الرئاسية للفريق سامي عنان المحبوس حاليا؟ بينما يؤكد الإعلام أن ما حدث للمستشار جنينة مجرد حادث سيارة ومشاجرة عادية. إذا طرحنا المزيد من الأسئلة سنكتشف أن كل حقيقة تحدث في مصر تقابلها أكذوبة كبرى يروج لها النظام. لماذا يصدق مصريون كثيرون هذه الاكاذيب؟ الإجابة الجاهزة أن النظام يسيطر تماما على كل وسائل الإعلام، وبالتالي يستعملها من أجل توجيه الرأي العام وفقا لأهدافه. هذا المنطق صحيح لكنه ناقص لأنه يفترض أن المواطن الذي يصدق الإعلام فاقد الإرادة تماما، بحيث يتم غسيل دماغه بالأكاذيب رغما عنه. إن أبسط مواطن مصري يتحرى الحقيقة في أي نشاط يمارسه خلال حياته اليومية. إن المواطن الذي يشتري سيارة أو شقة يبذل مجهودا كبيرا في السؤال والتحري ليتأكد أن البائع لا يخدعه، فلماذا ينخدع المواطن نفسه بأكاذيب الإعلام على فجاجتها؟». إلا الحماقة من بين المنتقدين للفريق سامي عنان محمد ثابت في «الشعب»: «سامي عنان الذي ظن أنه سيترشح للرئاسة، فلا أدري كيف يفكر أو يفكر من ناصروه أن السيسي تاركه؟ إن عنان لو كان مكان السيسي لما ترك الأخير، وهو يعرف ذلك، وهو أيضًا (عنان) يفهم جيدًا أن مثله مثل الإخوان (ظاهريًا) بلا ثقل دولي أو رصيد محلي مع الفارق، فعلام كان التسرع وإعلان الترشح؟ لا يقصر السيسي في إعلان هويته، في ما يقصر مناوئه في فهم طبيعة علاقتهم المُلغزة معه، حتى أن أعداء الأمس (الإخوان وعنان) يظنون أنه تاركهم ليلتهموه. إن رهن قضايا مصر العاجلة ومنها «لم شمل المصريين» وتعليق الأمر على فوز مثل عنان كمن نفذت أسطوانة الغاز من منزله فيصر على الطبخ على ضوء الشمس، ولا يفكر في إبدال الموقد أو الإسطوانة، وهو درب من العبث المطلق. أما الذين رأوا أن القبض على عنان يساوي أن الانقلاب كان محتومًا بامتياز، فهؤلاء نتاج عصر الإخوان والعسكر بامتياز، فما كان عنان إلا أحد أبرز أسباب الانقلاب، لولا أن الأكثر خيانة وقدرة على أكل الكتف سرقوا جهده عليه. وأما عنان فعما قريب تُسوى أوضاعه كأحمد شفيق، وإن اختلفت الوسيلة، وأما قادة الإخوان المسؤولون، فذلك اللغز الحالي الذي يبدو عصيًا على الفهم، خاصة سبب انتظارهم للفترة الثانية من حكم السيسي ليقضي عليهم، إن كان فيهم بقية.. وصدق الشاعر: إلا الحماقة أعيت الطبيب المداويا!». من أنتم؟ البيان الذي أصدره قبل يومين عدد من الشخصيات الوطنيه لمقاطعة الانتخابات المقبلة، أسفر عن غضب كتاب السلطة وممن ردوا بعنف دندراوي الهواري في «اليوم السابع»: «بيان هزلي، لا يليق أن يُتلى على مسرح في حضانة، أصدره، خماسى فاقد لكل الأهلية السياسية، شعبيا وقانونيا، وهم عضو مكتب الإرشاد السابق عبدالمنعم أبوالفتوح، والإخوانى هشام جنينة، صاحب مسرحية محاولة اغتياله، وعصام حجي، الباحث عن دور سياسي، حتى ولو كومبارس، يؤدي مشهدا وحيدا في أي مسرحية سياسية هزلية منحطة، ثم ينسحب، والمدافع الأول عن التمويلات، وذو العلاقات المتشعبة مع كل المنظمات الحقوقية الدولية المعادية لمصر، محمد أنور السادات، والنكرة شعبيا، وحازم حسني، يطالبون بضرورة إلغاء الانتخابات الرئاسية، وحل الهيئة الوطنية للانتخابات، ومطالبة الشعب المصري بمقاطعة الانتخابات الرئاسية في حالة عدم إلغائها. هؤلاء الخمسة يخرجون بدون أي حيثية من أي نوع، جماهيريا، كان، أو قانونيا، وبمنتهى غلظ العين، ليطالبوا بإلغاء الانتخابات الرئاسية، لا، والأغرب أن هؤلاء، يدافعون عن أحمد شفيق، وسامي عنان، وقنصوة، وأحقيتهم في خوض الانتخابات، والتمسح في ذيولهم، والاعتقاد أن لهم شعبية، ويمكن عقد الصفقات السياسية القذرة معهم، لإعادة الإخوان للمشهد، وهنا يجب محاكمة هؤلاء شعبيا وفي ميادين عامة، بجريمة الضحك والتلاعب بمصير الشعب المصري، وتنصيب أنفسهم أوصياء عليه، ببجاحة سياسية، وتنطع ثوري، واستعباط فكري، لا نظير له حتى في أكثر الدول تخلُّفا. فهؤلاء الخمسة، خرجوا علينا، من قبل وفي أيام حالكة السواد، في حملة هجوم وتشويه وتسخيف من أحمد شفيق وسامي عنان، واعتبارهم شياطين، كونهم عسكريين، وطالبوا بطرد شفيق من رئاسة الحكومة، ثم هددوا بحرق مصر لو فاز في الانتخابات الرئاسية 2012 أمام محمد مرسي العياط، مرشح جماعة الإخوان الإرهابية، حينذاك». عنان هل تآمر على مبارك؟ الحرب على الفريق سامي عنان مشتعلة وممن شاركوا فيها مجدي علام في «الوطن»: «لم يكن ليترقى فيه إلى رتبة الفريق وأركان حرب القوات المسلحة لولا الأخطاء الساذجة للشرطة، التي شهدتها موجة إرهاب التسعينيات. وكان حسن الألفي وزيراً للداخلية حين تسللت مجموعة إرهابية للأقصر وارتكبت أكبر مجزرة ضد السياح الأجانب، وكان سامي عنان مشرفاً على وحدة الدفاع الجوي في الأقصر، وأمر بغلق كل منافذ الأقصر وحدودها لمنع هروب الإرهابيين. وأدار حسني مبارك تحقيقاً على الهواء مباشرة من كاميرات رئاسة الجمهورية والمخابرات، وليس من كاميرات التلفزيون، وقال قولته الشهيرة للواء رضا عبدالعزيز، مساعد وزير الداخلية (حيث أمر حسني مبارك بعدم وجود وزير الداخلية حسن الألفي) وقال لرضا عبدالعزيز، أمن… أمن إيه؟ هو ده الأمن اللي بتقولوا عليه؟ وصدر قراران في وقت واحد، قرار إقالة حسن الألفي وقرار ترقية سامي عنان حتى وصل فريقاً، ثم رئيساً لأركان حرب الجيش المصري، ورغم صحة ما فعله سامي عنان في رد فعل سريع، إلا أنها كشفت بعداً في هذه الشخصية، أنه عادة منفرد بقراره متعجل فيه، منفعل معه، ولم لا؟ فقد دارت الأيام لتنقل لنا الأخبار الحوار الذي دار بينه وبين القائد الأعلى للقوات المسلحة في أحداث يناير/كانون الثاني، حينما اجتمع الرئيس مبارك في غرفة العمليات مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهو الاجتماع الشهير الذي تلاه الاجتماع المنفرد للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بدون القائد الأعلى، ليعلن انحيازه للشعب في مطالبه، ونقلت الأخبار والمصادر المعروفة لنا عن عنان قوله لمبارك لازم تعمل حاجة سريعة، إحنا مش عايزين دم يسيل؟ فرد مبارك.. دم.. دم إيه؟ مين اللي بيسيل الدم، وكان هذا قولاً لا يليق من رئيس أركان إلى قائد أعلى». مسرحية هزلية يرى عبد الناصر سلامة في «المصري اليوم»: «أنه من المهم دراسة ذلك التطابق الروسي مع بعض أنظمة الحكم العربية، أو ما يتعلق بذلك المسار تحديداً، الخاص بالانتخابات الرئاسية، التي يتم التعامل معها، على اعتبار أنها لا تُجرى في جمهوريات محكومة بدساتير وقوانين، بقدر ما هي أبعديات أقرب إلى إمارات أو ملكيات غير دستورية، لا حقوق للمواطن فيها على أي مستوى، وهو الأمر الذي جعل مثل هذه الدول تعيش على حافة بركان طوال الوقت، ما بين احتجاجات وتظاهرات وبيانات، ناهيك عما تعانيه مع العالم الخارجي من مواقف سياسية، وتقارير حقوقية، وأحياناً عقوبات تنال من المواطن أولاً وأخيراً، وهو الأمر الذي يخصم طوال الوقت من رصيد اقتصاديات هذه الدول، ممثلاً في السياحة والاستثمار، ناهيك عن الأزمات مع المنظمات الدولية، أو العالم الخارجي عموماً. كما هو حال بعض دول العالم الثالث تماماً، المراقبون يتوقعون مستقبلاً قد يصل إلى الخريف في روسيا، سواء تعلق الأمر بمرحلة الانتخابات ومدى تجاوب الناس مع دعوات المقاطعة، أو بما بعد الانتخابات، في ظل دعوات أخرى إلى العصيان المدني، ذلك أن النار تسري تحت الرماد بصورة متسارعة، حتى إن كان البعض يراها كامنةً، نتيجة السيطرة على وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، واحتواء معظم القوى السياسية التي اعتادت العمل من الباطن في مقابل تحقيق مكاسب آنية، وهو ما قد يرسم صوراً مغلوطة، تبعث رسائل وهمية للنظام السياسي، على خلاف الحقيقة التي قد تكون في أسوأ أوضاعها. بوتين سوف يفوز بفترة رئاسية جديدة، تضعه على قمة السلطة من جديد، إلا أن العالم الخارجي، كما الداخل الروسي تماماً، يدرك أن العملية السياسية والانتخابية هناك لا ترقى إلى أدنى درجات الديمقراطية أو النزاهة، هي مسرحية هزلية». إثيوبيا لا تنسى ما زال ملف سد النهضة مقلقاً، لكن مكرم محمد أحمد في «الأهرام» يبدو مطمئناً: «خروج الرؤساء الثلاثة السيسي والبشير وديسالين، متشابكي الأيدى من اجتماعهم المشترك، إشارة إلى الانفراجة التي حدثت في أزمة سد النهضة، وحولت الخلافات بين الدول الثلاث إلى تعاون مثمر، بدلاً من تأجيج الصراع، قد أسعد كثيراً شعوب مصر والسودان وإثيوبيا، التي تتوق إلى أن يطمئن الجميع إلى أن حكوماتهم أصبحت صوتاً واحداً، وأن السد الأثيوبي لن يحدث ضرراً لأي من الشعوب الثلاثة، التي تشترك في مشاعرها القوية تجاه نهر النيل، وأن ثمة صندوقا مشتركا بأنصبة متساوية تم إنشاؤه للاستثمار المشترك، خاصة أن حجم الاستثمارات المصرية في إثيوبيا جاوز المئة مليار دولار، كما أن مصر سوف تكون بوابة الشمال التي يتم منها تصدير وتوزيع كهرباء سد النهضة إلى أوروبا. وربما يكون السؤال الوحيد الذي لم أعثر بعد على إجابته، لماذا ترفض إثيوبيا البنك الدولي حكماً في أي خلافات فنية حول سد النهضة؟ والأمر المؤكد أن مصر تتحرك على نحو صحيح تجاه علاقاتها بإفريقيا، خاصة دول حوض النيل، والسودان وإثيوبيا على وجه خاص، كما أن رئاسة مصر لمجلس السلم والأمن الإفريقى، وإسهامها في فض النزاعات الإفريقية سلماً، وحل المشكلات الإفريقية الإفريقية، من خلال التفاوض والتركيز على المصلحة المشتركة، كما تفعل مع إثيوبيا، وتكتيل جهود الدول الإفريقية في الحرب على الإرهاب مع وجود بؤرة إرهاب مقلقة تضرب مصالح دول شمال إفريقيا، عرباً وأفارقة، هي «بوكو حرام» التي تتطلب تعاون الجميع على اجتثاث جذورها، يؤكد أن مصر السيسي نجحت في استعادة ريادتها الإفريقية». أمريكا تبغي الفتنة «ماذا تريد أمريكا عندما ترسل بكل تبجح نائب الرئيس الأمريكي بنس لكي يناقش مشاكل الأقباط؟ وماذا يهدف الكونغرس بقانون حماية الأقباط؟ يمضي جمال أسعد في «اليوم السابع»، وما هدف تحويل منح واتفاقيات أمريكية لصالح الأقباط؟ هل هذه ممارسات تحل مشاكل الأقباط بالفعل؟ لا وألف لا.. هذه ممارسات ومقاصد تريد شق الوطن وتكريس الفتنة وتفتيت التوحد المصري؟ أمريكا لا تملك أن تضع عسكريا على كل قبطي لحمايته، حتى لو ملكت، هذا الأسلوب يفرق بين المصريين بما يزيد من الطائفية ويُستغل من السلفيين وأمثالهم لإثارة الشباب المتحمس وغير الواعي، الأقباط رفضوا على مدى التاريخ أي تدخل من أي من كان وما زالوا وسيظلون». كي لا نخسر السودان «ماذا علينا أن نصنع لكبح التيار المعادي لمصر من الشباب السوداني؟ في هذا الصدد يقدم خالد أبوبكر في «الشروق» جملة من المقترحات: تخصيص منح دراسية لأعداد من الطلاب السودانيين المتفوقين من مختلف أنحاء السودان في الجامعات المصرية الحكومية والخاصة. إقامة أسبوع لشباب الجامعات المصري ــ السوداني، بحيث يمتزج فيه شباب ممثلون لمختلف الجامعات المصرية والسودانية، لتكون مناسبة لتعارف حقيقي بينهم، على أن يعقد بالتناوب.. مرة في جامعة مصرية والتي تليها تستضيفه جامعة سودانية. بعيدا عن الحديث الرسمي عن ميثاق شرف إعلامي يلتزم به الإعلاميون في مصر والسودان عند تغطية شؤون البلدين، أقترح إفساح المجال لتبادل زيارات بين الصحافيين المصريين والسودانيين، لا تكتفي بالعواصم، بل تستهدف الأطراف.. نريد في مصر مثلا أن نقدم معرفة حقيقية عن السودان وثقافاته المتنوعة، الذي بات مجهولا لقطاعات كبيرة من الشعب المصري. اتفاق القنوات التلفزيونية في كلا البلدين على إنتاج برامج مشتركة تبث في توقيت واحد تعظم من فوائد التكامل بين الشعبين، مع التأكيد على أنه حتما ستكون هناك نقاط خلافية بين البلدين، وأنه ليس هناك تطابق تام في وجهات النظر بين أي حكومتين وشعبين مهما كان عمق العلاقات بينهما لكن الأهم هو صون واحترام حق الاختلاف». شخصيات وطنية تصدر بيانا لمقاطعة الانتخابات المقبلة ومسؤولية حشد الناخبين ليست مهمة دار الإفتاء حسام عبد البصير |
أحداث عدن… لماذا جاءت الطعنة في «الشرعية» من التحالف العربي؟ Posted: 31 Jan 2018 02:28 PM PST صنعاء ـ من زكريا الكمالي: في الوقت الذي تقاتل فيه الحكومة اليمنية الشرعية منذ قرابة 3 أعوام لاستعادة العاصمة صنعاء من الحوثيين، فانها تعرضت لما يمكن ان نطلق عليه «طعنة من الخلف»، وذلك حين فقدت السيطرة تقريبا على «عدن»، التي تتخذها عاصمة مؤقتة للبلاد من أواخر فبراير 2015. وخلال يومين فقط، استطاع «المجلس الانتقالي» الجنوبي، الذي شكله محافظ عدن السابق، عيدروس الزُبيدي، إحكام قبضته على «عدن»، وتقليص تواجد الشرعية في قصر «معاشيق» الرئاسي، الواقع في مدينة كريتر. وكانت المفاجاة أن المجلس الانتقالي، الذي ينادي بانفصال جنوب البلاد عن شماله، حظي بدعم غير معلن من التحالف العربي، وخصوصا من الإمارات، في أحداث عدن الأخيرة، وهو ما ساهم بترجيح كفته سريعا. ويسعى المجلس، الذي تشكل مطلع مايو/أيار من العام المنصرم، إلى تثبيت نفسه كلاعب رئيسي في الخارطة السياسية اليمنية، وفي أي تفاهمات قادمة يقودها المجتمع الدولي، لإحلال السلام في اليمن منذ أواخر العام 2014. وعلى الرغم من اهتزاز كيان الشرعية بشكل كبير في المعركة الأخيرة، إلا أن مراقبين يرون أن أحداث عدن ستكون مفتتحا لصراعات أعمق في اليمن المضطرب، مع نشوء فصائل مسلحة مختلفة، تعمل كل منها وفق أجندات مختلفة. ضربة البداية: مطالب خدمية منذ إقالته من منصبه كمحافظ لعدن في 27 إبريل/نيسان الماضي، لجأ اللواء عيدروس الزُبيدي إلى تشكيل مجلس انتقالي جنوبي، في ما يشبه حكومة ظل لإدارة المحافظات الجنوبية والشرقية المحررة من الحوثيين، ثم قام المجلس بتشكيل برلمان جنوبي. وخلال عدة أشهر، ظل المجلس المدعوم إماراتيا حسب تاكيدات نشطاء موالين للشرعية، يلوح بتشكيل مجلس عسكري لإدارة المحافظات الجنوبية، لكن لجأ أخيرا إلى استثمار تردي الخدمات في المحافظات الجنوبية، من أجل إسقاط الحكومة الشرعية. وعقب مهلة وجهها للرئيس عبدربه منصور هادي من أجل إقالة حكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، دعا المجلس الانتقالي أنصاره للزحف من كافة المحافظات، إلى العاصمة المؤقتة عدن للبدء بفعاليات إسقاط الحكومة، لكن الأوضاع اتجهت إلى العمل المسلح، بعد رفض وزارة الداخلية في الحكومة الشرعية السماح بالتجمهر ودخول أنصار الحراك إلى عدن. استطاعت ألوية الحماية الرئاسية تقطيع أوصال عدن، لكن إمدادات ضخمة للمجلس الانتقالي من عدة محافظات جنوبية، تدفقت إلى عدن، بدأت بمهاجمة القوات الحكومية على مدار يومين، حتى وصل المعارك إلى محيط القصر الرئاسي في مدينة «كريتر». ومع اقتراب المعارك من قصر «معاشيق» الرئاسي الذي تتخذ منه الحكومة الشرعية مقرا لها، تدخل التحالف العربي ودعا «جميع الأطراف إلى الوقف الفوري لإطلاق النار»، بعد يوم من دعوة سابقة اكتفى فيها بالدعوة لـ» ضبط النفس»، دون ان يدين صراحة تحرك الجنوبيين. ووقعت الحكومة مع المجلس الانتقالي، فجر الثلاثاء، على اتفاق لوقف إطلاق النار، وذلك برعاية قيادات قوات التحالف العربي بعدن، لكن الاتفاق الذي صمد على أسوار قصر معاشيق الذي تتواجد بداخله قوات سعودية وإماراتية، كان هشا في الجهة الشمالية من المدينة، حيث تعرض اللواء الرابع حماية رئاسية صباح الثلاثاء لهجوم من قوات المجلس الانتقالي. وتحدثت الحكومة الشرعية، في بيان، أن اللواء الرابع حماية رئاسية « تعرض للغدر والخيانة من مسلحي الانتقالي بعد توقيع إتفاق وقف إطلاق النار الذي التزمت به ألوية الحماية الرئاسية و وزارة الداخلية». ولم تتحدث الحكومة، عما تناقله نشطاء ووسائل إعلام محلية وعربية، حول مشاركة مقاتلات التحالف العربي، وتحديدا إماراتية، في قصف مقر القوات الحكومية من أجل إفساح المجال لقوات المجلس الانتقالي للسيطرة عليه، لكنها أشارت، على لسان متحدثها الرسمي، راجح بادي، إلى أن ما أسمتها بـ»مليشيات المجلس الانتقالي هاجمت مقر اللواء بأسلحة نوعية حديثة لا يُعرف مصدرها»، في تلميح ضمني إلى الدعم الإماراتي. تحالف الشرعية يتخلى عنها.. لماذا؟ خلال قرابة 3 أعوام، يعلن التحالف العربي أنه تمكن من مساندة الشرعية في استعادة 85 بالمائة من أراضي البلاد، لكن واقع الأمر يشي بأن التحالف الذي تتزعمه السعودية والإمارات، تخلى عن ذلك، يومي الأحد والإثنين الماضيين. كان الموالون للحكومة الشرعية يدركون حجم الدعم الكبير من الإمارات للمجلس الانتقالي الانفصالي، لكنهم في المقابل كانوا يراهنون على موقف سعودي يتصدى لأي مغامرة تخالف أهداف التحالف وتقود إلى تشرذم البلاد. في اليوم الأول، وصف الإعلام السعودي أحداث عدن بأنها «تمرد»، وتناقل بيانات الحكومة الشرعية الرافضة لتحركات المجلس الانتقالي، لكن الوضع تغير في اليوم التالي، حيث غابت أخبار اجتماع الرئاسة اليمنية الذي اعتبر أحداث عدن بأنها «انقلاب مرفوض» بشكل تام. ويبدو أن الرؤية السعودية قد توافقت مع الرؤية الإماراتية بشأن شرعية الرئيس هادي وحكومته، ووفقا لمصدر حكومي، فإن تحركات المجلس الانتقالي الأخيرة تم التخطيط لها من قبل الإمارات. وقال المصدر «الإمارات منذ قرابة 7 أشهر تطالب بنقل ألوية الحماية الرئاسية إلى خارج مدينة عدن، حتى تخلو الساحة لقوات المجلس الانتقالي المدعومة منها، وهو ما رفضه الرئيس هادي، ولذلك تمت مهاجمة هذه الألوية مؤخرا. وأثارت بيانات التحالف العربي التي لم تتطرق إلى «الشرعية» أو وقوفها مع «وحدة اليمن» ضد أي مشاريع انفصالية، شخط نشطاء يمنيين، الذين فضلوا ضرورة إقدام اليمنيين على مصالحة لوقف الحرب بعيدا عن التحالف،حتى لا تراق دماء أخرى من أجل أجندة خارجية. ويرى الكاتب والمحلل السياسي اليمني، جمال حسن، أن التحالف العربي لم يتخل عن الشرعية مؤخرا، بل لم يكن حاميا لها من الأساس. وقال حسن، «التحالف أدار اللعبة وفق تصوراته وأجندته الخاصة، وهي أجندة تتعارض مع ما تطمح إليه الشرعية في اليمن، حتى أنه لم يساعدها من أجل العودة إلى العاصمة المؤقتة في عدن، وجعلها مرهونة تحت قبضته في الرياض». وأضاف « هو يريد شرعية صورية فقط، رغم أنه المسيطر فعلياً في عدن، مع هذا يدعم تشكيلات عسكرية تدعو للتقسيم». ويفسر مصدر دبلوماسي عربي واسع الاطلاع التغير في الموقف السعودي قائلا: «يبدو أن السعودية صارت توافق الإمارات على مبدأ تقسيم اليمن إلى اقليمين فيدراليين، الأول في الشمال برئاسة نجل صالح، أحمد علي عبدالله صالح، وذلك من أجل حماية حدودها الجنوبية من الحوثيين، والإقليم الآخر برئاسة عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الجنوبي، على ان يبقى منصور هادي رئيسا صوريا لهذه الفدرالية، ولا يبدو الأمر انه انفصال واضح». ويستند المصدر في هذا التفسير لرؤية أفصح عنها اللواء السعودي المقرب من دوائر الحكم أنور عشقي، في تغريدة نشرها الثلاثاء، تعكس على ما يبدو قناعة سعودية بان هذا المخطط هو الحل الأمثل لمواجهة الحوثيين والقضاء عليهم بكيانين اثنين بدلا من كيان واحد. ولعل ما يؤكد هذه الرؤية تصريح الزبيدي قبل يومين ان الجنوبيين سيساندون بقوة أبناء الرئيس الراحل علي عبد الله صالح واقاربه حتى تحرير الشمال من الحوثيين، وهو الذي كان يرفض حتى وقت قريب دخول طارق صالح، ابن شقيق على عبد الله صالح، إلى عدن. صراع طويل الأمد غير انه على صعيد ذي صلة، يتهم مراقبون، التحالف العربي، بتسليح فصائل متعددة خارجة عن سيطرة الدولة، وتأتمر بأوامر دول التحالف العربي، كما هو حاصل مع قوات «الحزام الأمني» المدعومة إماراتيا في عدن، والتي تم تسخيرها لمصلحة المجلس الانتقالي الجنوبي، وكذلك قوات «النخبة الشبوانية» في شبوة، وقوات «النخبة الحضرمية» في حضرموت. ووفقا لمصدر عسكري حكومي للأناضول، لا تخضع جميع هذه القوات لسلطة الحكومة الشرعية وليس لديها أرقاما عسكرية وما تزال في حكم المليشيا، لافتا إلى أن كل مقاتل فيها يتقاضى راتب شهري عبارة عن 1000 ريال سعودي (ما يعادل 125 ألف ريال يمني)، أي 3 أضعاف راتب أفراد القوات الحكومية الرسمية. ويعتقد مراقبون، أن التسليح خارج نطاق الدولة، مؤشر لاضطرابات مستمرة داخل اليمن، وأن أحداث عدن الأخيرة لن تكون سوى واحدة من جولات صراع طويلة الأمد، لن تخدم في النهاية توجه الامارات لايجاد كيانين يحاربان الحوثيين. ويتوقع الكاتب اليمني، جمال حسن، أنه من خلال ما يجري في عدن، لا يبدو أن المعارك ستهدأ، وحتى في طريقة حسمها، أي من خلال التدخل المباشر لقوات التحالف المساندة للمجلس الانتقالي الجنوبي، ضد الشرعية، لافتا إلى أن ذلك «سيفتح أبواب الصراع على مصراعيها». وقال» يبدو أنهم يخططون لوضع اليمن على برميل متفجر من الصراعات والأزمات المتوالدة والمتفجرة، لأنهم يساندون أكثر الأشكال اختلالا (..) من تلك الفجوة سيفتح التحالف لمنافسيهم جسوراً للحصول على حلفاء وهذا ثمن التخلي على حليف يمثله كيان سياسي شرعي لصالح كيانات انتجتها الصراعات».(الأناضول) أحداث عدن… لماذا جاءت الطعنة في «الشرعية» من التحالف العربي؟ السعودية توافق الإمارات على مبدأ تقسيم اليمن إلى اقليمين فيدراليين |
السيسي يردّ على المعارضة: سأطلب تفويضا من المصريين لمواجهة أهل الشر Posted: 31 Jan 2018 02:27 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: حملت كلمات الرئيس المصري المنتهية ولايته، عبد الفتاح السيسي، والمرشح في انتخابات الرئاسة المقررة في شهر مارس/ آذار المقبل، أمس الأربعاء، في افتتاح عدد من المشروعات في محافظة بورسعيد، منها مشروع حقل «ظهر» للغاز المكتشف في البحر الأبيض المتوسط عام 2015، تهديدات للمعارضين. واتهم السيسي قوى المعارضة بمحاولة «تدمير الدولة»، مؤكدا أنه لن يسمح بتكرار ثورة 25 يناير، وأنه قد يلجأ لطلب تفويض مرة أخرى من الشعب المصري لمواجهة من وصفهم بالأشرار، مثلما طلب تفويضا عام 2013 لمواجهة الإرهاب. وقال إن «ما حدث قبل 7 سنوات لن يتكرر مرة أخرى»، في إشارة إلى ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011. وأضاف: «هل تعتقدون أن ما لم تنجحوا فيه وقتها، ستنجحون فيه الآن، يبدو أنكم لا تعرفونني بشكل صحيح، لا يفكر أحد أن يدخل في هذا الموضوع معنا، أنا لست سياسيا مهنتي الكلام، أنا عمري ما اتكلمت بهذه الطريقة». وتابع «مصر لن تُبنى إلا بالعمل الجاد والإنجاز الحقيقي، وليس بالأداء السياسي المستند للكلام فقط». وبين أن «مصر مرت بظروف بالغة الصعوبة، وكانت تحتاج 1.2 مليار دولار لتوفير المواد البترولية شهريا، حتى يجد المواطنون البنزين والغاز»، مشدداً على أنه لا يقصد إشعار المواطنين بالقلق، وأن على الجميع معرفة طبيعة الظروف التي تشهدها مصر. تفويض جديد وعلى غرار التفويض الذي طلبه السيسي من الشعب المصري عام 2013 لمواجهة الإرهاب، الذي أعقبه اتخاذ إجراءات تتعلق بفض اعتصامي جماعة الإخوان المسلمين في ميداني رابعة والنهضة بالقوة، قال الرئيس المصري، إنه قد يلجأ لطلب تفويض جديد من الشعب المصري لمواجهة من سمّاهم بالأشرار. وقال «حياتي وحياة الجيش أمام أمن مصر لن نسمح لأحد بالمساس بأمن مصر». وزاد: «أي أحد سيفكر في الاقتراب من مصر، مستعد أدفع حياتي ثمنا لأمنها واستقرارها». وواصل: «سأقول للمصريين انزلوا مرة أخرى وامنحوني تفويضا لمواجهة الأشرار». واتهم السيسي المعارضة بعدم معرفة معنى الدولة، قائلاً: «منذ 50 سنة اتعلم ماذا تعني دولة، وأعلم نفسي ماذا تعني دولة، هناك ناس ما بتفكش الخط وتريد التصدي والحديث عن الدولة»، مشيراً إلى أنه سيدشن أكاديمية لتعليم المواطنة ومعنى الدولة. وأشار إلى تكوين قوى سياسية حقيقية في مصر، مؤكدًا ضرورة تجهيزها وتعليمها بشكل صحيح حتى تكون مسؤولة عن الدولة فيما بعد. وزاد السيسي أن «سبب عدم رضا المواطنين عن أي دولة هو عدم وصف سبب تخلفهم وتراجعهم بشكل حقيقي». وأشار إلى إن كل ما ذكره عن ترسيم الحدود البحرية والاستقرار والأمن وأهميته لنا كمصريين، لا يقصد به تخويف المواطنين، ولكنه يريد أن ينبه كل مصري، وينبه الإعلام حينما يحاول أي فرد الحديث عن الدولة. وأضاف: «الإعلام عليه دور كبير، والإعلامي يجب أن يفهم ما تقوم به الدولة لإيصاله للمواطن البسيط بلغة يفهمها»، متابعا: «لو وصلت المعلومة غلط المواطن سيشعر بإحباط». مقتل ريجيني وفي ما يخص قضية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني الذي عثر على جثته وعليها آثار تعذيب في فبراير/ شباط، قال إن «مصر لن تنسى وقفة الشعب الإيطالي معها ودعمهم لمصر بعد الحادث الأليم الذي راح ضحيته ريجيني»، مؤكدا أن «مصر لن تتهاون في الإمساك بقاتل ريجيني ومعاقبته أمام العدالة المصرية». وقدم تعازيه للمرة الثانية للشعب الإيطالي حول مقتل ريجيني في حضور الرئيس التنفيذي لشركة «إيني» الإيطالية خلال افتتاحه لحقل»ظهر» للغاز الطبيعي. واعتبر أن ريجيني «قتله أهل الشر الذين كانوا يريدون أن تسوء العلاقات بين مصر وإيطاليا لكي لا نتعاون في مجال البترول». يذكر أن شركة «إيني» الإيطالية هي التي اكتشفت حقل «ظهر» للغاز الذي يعد أكبر الحقول المصرية، ومن المفترض أن يبدأ انتاجه العام الجاري. وتأتي كلمات السيسي في وقت تستعد فيه مصر لتنظيم انتخابات رئاسية تصفها المعارضة بأنها «مسرحية هزلية» بلا ضمانات أو مرشحين، وبعد يوم واحد من إعلان الحركة المدنية الديمقراطية التي تضم 7 أحزاب وأكثر من 150 سخصية عامة مقاطعتها للانتخابات، معتبرة أن «سياسات السيسي تهدد الدولة المصرية». ونشرت الجريدة الرسمية، أمس الأربعاء، قرار الهيئة الوطنية للانتخابات، برئاسة المستشار لاشين إبراهيم، رقم 33 لسنة 2018، بإعلان أسماء المرشحين لانتخابات الرئاسة، وضم القرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، وموسى مصطفى موسى رئيس حزب الغد. وجاء في المادة الأولى من القرار عدد تزكيات أعضاء البرلمان وتأييدات المواطنين لهما، حيث ثبت أن السيسي حصل على 161 ألفا و707 تأييدات من المواطنين و549 تزكية من أعضاء البرلمان، بينما حصل موسى مصطفى موسى على 20 تزكية من أعضاء البرلمان. وجاء في المادة الثانية، أنه لكل من طالبي الترشح أن يعترض على الآخر وذلك يومى الخميس والجمعة الموافقين 1 و 2 فبراير/ شباط الجاري بدءا من الساعة التاسعة صباحا وحتى الخامسة مساء. السيسي يردّ على المعارضة: سأطلب تفويضا من المصريين لمواجهة أهل الشر اتهمها بمحاولة «تدمير الدولة»… وتعهد باعتقال قاتل ريجيني تامر هنداوي |
التفريق بين القرآن والمُصحف يتحول إلى سجال اجتماعي في تونس Posted: 31 Jan 2018 02:27 PM PST تونس – «القدس العربي»: من حسن سلمان: تحول الجدل المستمر حول التصريحات الأخيرة للمفكر الإسلامي يوسف الصدّيق إلى سجال اجتماعي في تونس، خاصة في ما يتعلق بالتفريق بين القرآن والمصحف واعتبار الأخير «عمل بشري»، حيث شهدت الأيام الأخيرة تراشقا كبيرا بين إعلاميين ونشطاء دافعوا عن أفكار الصديق ورجال دين اتهموهم بالتشكيك بكلام الله وطالبوا بمحاكمتهم. وكان الصديق اعتبر أن القرآن تجاوزه الزمن وبات يتعارض مع دستور البلاد، مشيرا إلى أنه «كشجرة المشمش» وغيرها من الأشياء التي خلقها الله وأصبحت ملكا للإنسان ويستطيع التصرف بها كما يشاء، كما فرق بين القرآن والمصحف حيث اعتبر أن المصحف هو «عمل سياسي بشري»، وهو ما دعا بعض رجال الدين إلى اتهامه بالزندقة والتطاول على كلام الله. وانتقد الإعلامي مختار الخلفاوي تكفير الصديق والتعرض لحياته الشخصية واتهامه بالزندقة التي قال إنها تُهمة من القرن الثاني الميلادي واستخدمها ضده «الغوغاء الدينيون» والذين «يلمّهم الطبل وتفرقهم العصا، وهؤلاء هم جماعة الجهل المقدس حيث يعتبرون أن ما يمتلكونه هو حقائق مقدسة». وأضاف في برنامج يقدمه عبر إذاعة «شمس اف ام»: «المصحف عمل سياسي بشري اختاره الخليفة عثمان بن عفان، هذه الجملة لو أعطيناها للطبري او للذين كتبوا في علوم القرآن في القرون الأربعة الأولى لاعتبروها من سقط المتاع، يعني حاجة طبيعية وبديهية، والقرآن ليس المصحف، فهناك تنزيل ووحي وهناك مصحف عثماني جُمع زمن عثمان بن عفان ولذلك من الطبيعي أن يكون عملا بشريا، فالقرآن لم ينزل إلا منجّما آية وراء آية، تم جمع الآيات في سُور ورُتّبت الصور فيما بعد في مصحف، فأول ما نزل من القرآن الكريم «إقرأ»، لكن في المصحف نرى الفاتحة أم الكتاب في البداية. مباحث علوم القرآن في القديم تعرضت لهذه المسائل من دون أي قلق وهذا الأمر أثبتته الدراسات الإٍسلامية المعاصرة، لكن – للأسف – مجتمع فيه ردة فكرية يجعل يوسف الصديق يتعرض لما تعرض له المفكرون الأحرار في زمن الشطار». ورد الداعية بشير بن حسن على ماقاله الخلفاوي بشريط فيديو نشره على صفحته في موقع «فيس بوك» انتقد فيه الخلفاوي وغيره ممن قال إنهم يشككون في مصداقية القرآن الكريم ومرجعية الوحي، مشيرا إلى أن الله تعالى هو من أنزل القرآن وهو الذي تكفّل بحفظه (إنا نحن نزّلنا الذّكر وإنا له لحافظون)، مضيفا «معجزات الرسل انتهت وبقيت معجزة النبي محمد في القرآن (…) وهذا التركيب القرآني كله من عند الله، فالله هو الذي سمّى السور وكيفية تركيبها وأوحى بذلك للنبي، ولذلك فشل الذي حاول تبديل القرآن والطعن فيه». كما أشار إلى أن القرآن جُمع على ثلاث مراحل، في عهد النبي محمد ومن ثم خلال عهدي الخليفتين أبو بكر وعثمان بن عفّان. ونفى ابن حسن نيته تكفير من قال إنهم يشككون بالقرآن، لكنه اتهمهم بـ»الخفافيش» التي تخشى ضوء النهار، محذرا الصديق من مصير المفكر الراحل محمد الطالبي، الذي قال إنه تم استغلالهم من قبل وسائل الإعلام لإلهاء الرأي العام عن القضايا الأساسية في البلاد كالبطالة والتهريب وأسباب الإرهاب وشبكات التسفير وغيرها، معتبرا أن هذا الأمر يدخل في إطار الحملات الانتخابية مع اقتراب الانتخابات البلدية. وعلق الشيخ عادل العلمي (رئيس حزب «تونس الزيتونة») على الأمر بقوله «القرآن العظيم تولى حفظه العزيز المنّان. يبدأ بالفاتحة وينتهي بسورة الناس، لا زيادة فيه ولا نقصان. ومن شكك (به) يُقاضى بالعدل والميزان»، داعيا إلى مقاضاة من «شكك في ثوابت الإسلام أوطعن في مقدساته»، وأضاف «هذا الخلفاوي بوق بلا شرف وبلا أخلاق وبلا كرامة، عينة من الإعلام التعيس والمأجور». فيما اعتبر هشام عجبوني القيادي في حزب «التيار الديمقراطي» أن «من حقّ يوسف الصديق أن يعبّر عن أفكاره بكل حرية، ولا يحقّ لأحد مصادرتها»، معتبرا أن «التفكير لا يجب مواجهته بالتكفير، وإنّما بأفكار أخرى مضادّة». وكتب أحد النشطاء يسمي نفسه «حنبعل»: «الحالة الراهنة تستوجب جرأة وصدعا بحقيقة القرآن (الخطاب) الذي ليس بين أيدينا اليوم، والذي ذهب منذ توفي صاحبه اي النبي محمد، وما بين أيدينا هو مصحف الإمام عثمان بن عفان، والذي سقط منه الكثير. القرآن التأريخي هو قرآن بشري أسهمت ثقافات المحيط الاجتماعي آنذاك في تشكيله، والأدلة على ذلك ما نزل على ألسن عمر والصحابة، ما أقره النبي من كلام كاتب وحيه عبد الله بن سعد بن ابي سرح وجعله وحيا مما اضطر هذا الأخير على الارتداد..الخ». وأضاف آخر يُدعى عمار الورتاني «الغريب فى الأمر أن عثمان بن عفان استبعد عبد الله بن مسعود ولم يعينه ضمن لجنة جمع القرآن وتدوينه، في حين أن الرسول قال: خذوا القرآن من أربعة من بينهم عبد الله بن مسعود». وعادة ما تثير قضايا من هذا النوع الجدل في تونس، حيث اعتبر يوسف الصديق في وقت سابق أن صلاة الجمعة ليست فرضا على المسلمين، ودعا أيضا إلى إلغاء وزارة الشؤون الدينية على اعتبار أن «الدين لله وحده»، كما شكك مع محمد الطالبي في مسألة تحريم شرب الخمر، على اعتبار عدم وجود نص قرآني ينص على ذلك، وهو ما عرضهما لهجوم شديد من قبل بعض رجال الدين. التفريق بين القرآن والمُصحف يتحول إلى سجال اجتماعي في تونس رجال دين يدعون إلى محاكمة من يعتبرون أن المُصحف «عمل بشري» |
بري: نمتلك شجاعة الاعتذار عن كل أذى على الأرض ولم نناقش الاستقالة من الحكومة Posted: 31 Jan 2018 02:27 PM PST بيروت – «القدس العربي»: لا حلّ بعد للمواجهة القائمة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل صهر رئيس الجمهورية ميشال عون ، لا بل إن هذه المواجهة تتسع. وبعد التظاهرات والاحتجاجات التي نفّذها مناصرو «حركة أمل» في الشارع انتقلت هذه الاحتجاجات إلى اتحاد النقل الجوي في لبنان حيث نفّذ حوالي 100 شاب من مناصري «أمل» وقفة تضامنية مع الرئيس بري امام مبنى الجمارك قرب المطار، رافعين الصور والأعلام الحزبية ومعترضين على سفر وزير الخارجية جبران باسيل إلى مؤتمر الطاقة الاغترابية في أبيدجان، وذهب المعتصمون إلى حد التلويح بـ»العصيان في المطار اذا تطورت الأمور حتى رحيل الوزير الساعي للفتنة». واذا كان الرئيس بري ومعه «حركة امل» ينتظران اعتذاراً لا يزال بعيداً من باسيل، فإن رئيس المجلس نبيه بري أعلن امام نواب لقاء الاربعاء أنه «يمتلك من القوة والشجاعة والوعي والوطنية والأمانة والحرص على كل اللبنانيين ما يدفعه إلى ان يقدم اعتذاراً إلى كل اللبنانيين الذين لحق بهم اذى على الأرض، رغم ان الجميع يعرف ان لا الرئيس بري ولا حركة «امل» لها علاقة من قريب او بعيد بما حصل على الأرض». استقالة الحكومة؟ وقال النائب علي بزي نقلاً عن بري « إن دولته كان يعمل دائماً خلال الأيام القليلة الماضية من اجل منع التحركات والتظاهرات والسيارات وقد اتصل بالقيادات الأمنية عبر المسؤول الامني في حركة «امل» وبالجيش من اجل الحفاظ على مصالح البلاد والعباد وعدم التعرض للمواطنين في اي منطقة». وأضاف بزي «هناك كلام قيل كثيراً في الصالونات وفي الشاشات حول ما يحصل في الفترة الأخيرة. ويهم دولة الرئيس بري ان يقول انه دائماً لم يكن السبب لمثل هذه النتيجة وبطبيعة الحال هو لم يطلب إعتذاراً بل المطلوب تقديم إعتذار إلى اللبنانيين كل اللبنانيين للإهانات والإساءات التي حصلت». وعما يُحكى عن استقالة مرتقبة من الحكومة قال النائب بزي «دولة الرئيس بري يعتبر ان كل كلام يشاع حول استقالة الحكومة وغيرها لم يناقش ولم يطلب من احد اللجوء إلى هذا الخيار، ولكننا بالسياسة ما زلنا على مواقفنا، وفي الملفات ما زلنا عند موقفنا ولم ولن نتراجع قيد أنملة عن مقارباتنا الدستورية والنظامية والقانونية في كل هذه الملفات «. من جهته، لقي الرئئيس بري دعماً من « اللقاء الديمقراطي « عبّر عنه الوزير مروان حماده بقوله من عين التينة «حضرت اليوم ليس كوزير، بل احببت ان اكون مع زملائي النواب، نواب اللقاء الديمقراطي وزملائي النواب من كل الكتل لأؤكد على شيئين أساسيين: أولاً تضامني مع الرئيس بري وتضامن كتلتنا. وثانياً لأذكر كل من يتناسى هذا الامر وهو اننا وفق الطائف والدستور وحتى الميثاق الوطني من عام 1943 نحن في جمهورية ديمقراطية برلمانية ولسنا في نظام رئاسي. فليتذكر الجميع هذه العبرة الأساسية التي تؤمن التوازن في البلد واحترام الجميع للجميع، وعدم وقوع البلد بأي فخ من افخاخ الإنقسام». الى ذلك، وبعد بيان التسامح الذي دعا اليه الثلاثاء، أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنه «مصمّم على ممارسة الصلاحيات التي حددها الدستور لرئيس الجمهورية من دون زيادة ولا نقصان، وذلك انطلاقاً من القسم الذي ادّاه والخطاب الذي حدد فيه توجهاته خلال ولايته الرئاسية». وجدد « التزامه اتفاق الطائف»، داعياً «الى تطبيقه من دون انتقائية واحترام مبادئ وثيقة الوفاق الوطني التي تحمي الوحدة الوطنية وتصونها وتحقق التوازن بين مكونات المجتمع اللبناني كافة «. وشدد الرئيس عون على « أن الشارع لم يكن يوماً مكاناً لحل الخلافات السياسية، بل المكان الطبيعي هو المؤسسات الدستورية لأن اللجوء إلى الشارع يؤذي الاستقرار الذي ينعم به لبنان وسط جواره المتفجر»، لافتاً إلى «أن ما حصل في اليومين الماضيين يجب أن لا يتكرر». واضاف «سأبقى أعمل على تمتين الوحدة الوطنية مهما كانت العراقيل التي يضعها البعض أمامي، لأني ادرك ان هذه هي رغبة اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم وخياراتهم السياسية ولن نوفر جهداً إلا ونبذله في سبيل تلبية هذه الرغبة ولتحصين الموقف اللبناني في مواجهة التحديات على انواعها وآخرها ما قاله اليوم وزير الدفاع الإسرائيلي عن البلوك رقم 9 في المياه الاقليمية اللبنانية الذي لزّمه لبنان لأن مثل هذا الكلام يشكل تهديداً مباشراً للبنان ولحقّه في ممارسة سيادته الوطنية على مياهه الاقليمية، يُضاف إلى سلسلة التهديدات والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للقرار 1701 في الجنوب». تضامن مع عون ولقي رئيس الجمهورية تضامناً من قبل الرابطة المارونية التي قال رئيسها انطوان اقليموس «إن الرابطة فوجئت كما جميع اللبنانيين بالمنحى الذي اتخذه السجال السياسي على خلفية مرسوم ترقية الضباط، وما كشفه من ثغرات سببها عدم الوضوح في الدستور احياناً ووجود نوايا لدى البعض لتكريس اعراف بقوة الامر الواقع تناقض مبدأ الفصل بين السلطات وروحية الميثاق الوطني».واضاف « بمعزل عما ورد على لسان وزير الخارجية من كلام مؤسف بحق رئيس مجلس النواب الذي نحترمه بما يمثل ومن يمثل، تعتبر الرابطة المارونية أن الخطاب يقابله خطاب والخطأ لا يقابله خطأ أكبر. ولقد قيل الكثير سابقاً في حق البطريركية والطائفة المارونية وغيرها ولم تحصل ردّات فعل عنيفة في الشارع كالذي شهدناه. وبالمقابل، أن تجري استباحة الامن وترويع الناس وقطع الطرقات، فهذا أمر مرفوض يستوجب تحرك الأجهزة الأمنية والقضائية ويستدعي العودة فوراً إلى لغة الحوار وسحب فتيل الأزمة من الشارع. فالاعتراض على أي أمر هو مبدأ ديموقراطي يمارس في اطار دستوري وحضاري، أما ممارسته في الشارع في ظل شعور بفائض القوة، فهذا أمر مرفوض ولقد آن الاوان لوضع حد لاستخدام الشارع لتجييش العصبيات او تصدير الخلافات إلى بلاد الاغتراب». بري: نمتلك شجاعة الاعتذار عن كل أذى على الأرض ولم نناقش الاستقالة من الحكومة لا حلّ بعد بين «التيار» و«أمل»… ومناصرو بري يحاولون عرقلة سفر باسيل سعد الياس |
البرلمان المغربي يصادق بالغالبية على قانون محاربة العنف ضد النساء Posted: 31 Jan 2018 02:26 PM PST الرباط -« القدس العربي»: صادقت لجنة العدل والتشريع في مجلس المستشارين المغربي/ الغرفة التشريعية الثانية/ بالأغلبية علی مشروع القانون رقم 103.13، المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء. ويأتي ذلك في إطار الجهود التي يقوم بها المغرب لتطويق ظاهرة العنف ضد النساء، التي بدأت تعرف انتشارا واسعا داخل المجتمع المغربي وبتمظهرات مختلفة، والذي أعدته وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية بشراكة مع وزارة العدل، وتم الحرص على إغنائه بمختلف الآراء والتوصيات المقترحة من الفاعلين. وهو القانون الذي صادق عليه مجلس النواب سنة 2016، قبل أن يحيله على مجلس المستشارين، الذي بدأ بمناقشته مناقشة عامة في انتظار استكمال مسار المصادقة عليه. وتتجسد أهم مضامين مشروع هذا القانون في تحديد إطار مفاهيمي محدد ودقيق من شأنه مساعدة المتدخلين لتمييز وحصر الأفعال والسلوكات المدرجة في مجال العنف ضد النساء، من خلال تحديد مفهوم العنف ومختلف أشكاله وإحداث هيئات وآليات للتكفل في النساء والأطفال ضحايا العنف. إضافة إلى اعتماد منهجيات وأطر مؤسساتية للتنسيق بين مختلف المتدخلين في مجال مناهضة العنف ضد النساء وحمايتهن، مثل السلطة القضائية، والأمن الوطني، والدرك الملِكِي، والقطاعات الحكومية المعنية. كما ينص المشروع، على تجريم بعض الأفعال باعتبارها عنفا يلحق ضررا بالمرأة، كالامتناع عن إرجاع الزوجة المطرودة من بيت الزوجية، والإكراه على الزواج، والمساس بحرمة جسد المرأة، وتبديد أو تفويت أموال الأسرة بسوء نية. و تجريم بعض الأفعال باعتبارها صورا من صور التحرش الجنسي، مع تشديد العقوبات عليها في حالة ارتكاب الفعل في ظروف معينة ومن طرف أشخاص محددين، كأحد الأصول أو المحارم، أو زميل في العمل، أو شخص مكلف بحفظ النظام. وتضم مضامين المشروع أيضا، اعتماد تدابير حمائية جديدة، مثل إبعاد الزوج المعتدي، وإنذار المعتدي بعدم الاعتداء، في حال التهديد بارتكاب العنف مع تعهده بعدم الاعتداء، وإرجاع المحضون مع حاضنته إلى السكن، ومنع الاقتراب من الضحية أو من سكنها. و التنصيص على عنصر الفورية في اتخاذ التدابير الحمائية، مع تقرير عقوبات على خرقها. وقالت وزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، بسيمة الحقاوي، خلال تقديمها لهذا المشروع، إن الأخير يتضمن خلق آليات مؤسساتية ومندمجة للتكفل تعمل وفق قواعد محددة من شأنها ضمان المواكبة اللازمة والتوجيه الصحيح والسليم نحو مختلف الخدمات المتاحة والولوج إليها، مع الحرص على ضمان سرعة التدخلات ونجاعتها لمختلف الجهات المعنية بتطبيقه وإعماله. وأضافت، إن مضامين المشروع القانون تتمثل أساسا في تحديد إطار مفاهيمي محدد ودقيق من شأنه مساعدة المتدخلين لتمييز وحصر الأفعال والسلوكات المندرجة في نطاق العنف ضد النساء، من قبيل تحديد مفهوم العنف ضد المرأة مع التفصيل في تعريفه باستحضار كافة مظاهره وأشكاله، وكذا تجريم بعض الأفعال باعتبارها عنفا يلحق ضررا بالمرأة والتي لم تكن تعتبر إلى عهد قريب عنفا ممارسا ضدها كالامتناع عن إرجاع الزوجة المطرودة من بيت الزوجية والإكراه على الزواج والمساس بحرمة جسد المرأة وتبديد أو تفويت أموال الأسرة بسوء نية. و حول ظاهرة العنف ضد النساء في المغرب، كشف التقرير الذي أعده المرصد الوطني للعنف ضد النساء، عن أن العنف الجسدي يشكل أكثر أنواع العنف انتشارا، سواء في الوسط الحضري أو القروي، وأن الزوج يأتي في صدراة مرتكبي العنف بنسبة تتجاوز 50 %. و أن العنف الجسدي يمس بالدرجة الأولى الفئة العمرية بين 18 و30 سنة، بنسبة تتجاوز 40 % ، متبوعة بالفئة العمرية بين 31 و 45 سنة، أي أنه يمس بالدرجة الأولى فئة النساء في سن النشاط الاقتصادي. وسجل التقرير الذي استعان بمعطيات من بيانات وتقارير الحالات المسجلة لدى الخلايا المؤسساتية التابعة لكل من وزارتي العدل والصحة، والدرك الملِكِي والمديرية العامة للأمن الوطني، استمرار تسجيل حالات عنف خطيرة تجاه النساء، كحالات العنف المفضي إلى الموت، سواء عمدا أو من دون نية إحداثه، حيث سجلت 92 حالة قتل سنة 2015 و81 أخرى سنة 2016، مشيرا إلى أن النساء من دون عمل مأجور هن الأكثر تعرضا للعنف، خاصة العنف الجنسي. وحسب معطيات مسجلة لدى وزارة العدل، فإن 9,9 % من القضايا المسجلة سنة 2016، و10 % سنة 2015، هي حالات لاعتداءات جنسية ارتكبت بشكل رئيسي من قبل رجال راشدين بنسبة تصل إلى 96 % من الحالات. مركدا أن أكثر من نصف الاعتداءات الجنسية، أي نحو 65 % سنة 2015، و68 % سنة 2016، ارتكبت ضد نساء تقل أعمارهن عن 30 سنة، حسب بيانات المديرية العامة للأمن الوطني. البرلمان المغربي يصادق بالغالبية على قانون محاربة العنف ضد النساء فاطمة الزهراء كريم الله |
دعوى قضائية ضد المرشح «الكومبارس»: لم يحصل على شهادة عليا وعليه أحكام Posted: 31 Jan 2018 02:26 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: تقدم المحامي طارق العوضي بطعن أمام دائرة الانتخابات في المحكمة الإدارية العليا، طالب فيه بوقف تنفيذ وإلغاء قرار الهيئة الوطنية للانتخابات، بإعلان اسم موسى مصطفى موسى، رئيس حزب الغد، مرشحاً في انتخابات الرئاسة، واستبعاد اسمه من قائمة المرشحين. وقال في طعنه إن «القرار يمثل مخالفة صريحة لأحكام قانون الانتخابات الرئاسية رقم 22 لسنة 2014 في ما تضمنه من شروط يقتضي توافرها في من يترشح رئيساً للجمهورية، خاصة ضرورة أن يكون حاصلاً على مؤهل عالٍ، وألا يكون قد حكم عليه في جناية أو جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة ولو كان قد رد إليه اعتباره». وحسب الطعن الذي حمل رقم 28452 لسنة 64 قضائية عليا، فإن «موسى غير حاصل على مؤهل عالٍ، ويدعي أنه مهندس، في حين أن الثابت من سجلات نقابة المهندسين عدم وجود اسمه ضمن أي من شعبها». وكذب العوضي ما أدعاه موسى في أحد لقاءاته التلفزيونية السابقة من أنه حاصل على بكالوريوس الهندسة من فرنسا، مؤكداً، أن كل ما حصل عليه موسى في فرنسا هما مستويان دراسيان لا يؤهلانه للقيد بالنقابة، ولا التوقيع على رخص البناء كمهندس معماري. وأشار الطعن إلى أن المرشح الرئاسي المطعون عليه، حاول معادلة شهاداته الفرنسية في مصر، ولكنه لم يستوف الشروط التي حددها المجلس الأعلى للجامعات، ومن ثم فهو لا يعد مهندساً معمارياً وفقاً للنظام الدراسي في فرنسا ولا المصري؛ لأن شهادته لا تعادل بكالوريوس الهندسة في مصر. وتمثل ثاني الدفوع التي أوردها العوضي في طعنه لاستبعاد موسى، في افتقاد الأخير لشرط عدم صدور أحكام جنائية ضده في جرائم مخلة بالشرف، حيث أكد العوضي أن موسى سبق وأن صدر ضده حكمان جنائيان أحدهما بالحبس 3 سنوات والآخر بالحبس سنة مع الشغل وكفالة 500 جنيه. وشدد العوضي على أنه لا يمكن الرد على ذلك بأن المرشح تقدم بورقة حالة جنائية، خالية من أحكام مسجلة، ذلك لأن الحالة الجنائية تقوم برد الاعتبار تلقائياً في الجنح بعد 6 سنوات. ترشح موسى في الانتخابات رغم اتهامه في هذه القضايا، هو وفق العوضي «يخالف ما جرى عليه قضاء محاكم مجلس الدولة بشأن ضرورة توفر السمعة الحسنة والسيرة الحميدة والتي تتمثل في مجموعة الصفات والخصال التي يجب أن يتحلى بها الشخص ليكون موضع ثقة المجتمع». وأعتبر أنه «لا يكفي لإثبات توافر هذا الشرط أن تكون ورقة الحالة الجنائية الخاصة به خالية من الإشارة إلى صدور أحكام جنائية ضده، إنما تعد الورقة فقط دليلاً فقط على الغرض الذي أعدت من أجله وهو إثبات العقوبات الجنائية النهائية، وبالتالي لا تكون حجة لإثبات حسن السير والسلوك والسمعة». وكان رئيس «حزب الغد» تقدم بأوراق ترشحه في الانتخابات الرئاسية المصرية المقررة في شهر مارس/ آذار المقبل، قبل دقائق من إغلاق الهيئة الوطنية للانتخابات باب الترشح، في وقت تتهمه المعارضة بلعب دور «الكومبارس» في الانتخابات، خاصة أنه من مؤيدي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وسبق ودشن حملة بعنوان «مؤيدون» لدعم السيسي في انتخابات الرئاسة. دعوى قضائية ضد المرشح «الكومبارس»: لم يحصل على شهادة عليا وعليه أحكام |
الجيش التركي يستعد لحرب المدن وقوات «غصن الزيتون» تسيطر على قرى استراتيجية في عفرين Posted: 31 Jan 2018 02:26 PM PST دمشق ـ إسطنبول ـ «القدس العربي»: بينما يستعد الجيش التركي لدخول عملية «غصن الزيتون» مرحلة جديدة مع بدء المعارك في أول منطقة مدنية مأهولة بالسكان في عفرين، وذلك من خلال إعداد فرق من القوات الخاصة المُدربة على خوض حرب المدن وتجنب وقوع أقل قدر ممكن من الخسائر في صفوف الجيش والمدنيين، يعيش سكان ولايتي هاتاي وكليس التركيتين على الحدود السورية جحيم تواصل سقوط الصواريخ والقذائف العشوائية على منازلهم وشوارعهم رغم دخول عملية «غصن الزيتون» يومها الثالث عشر وفشلها حتى الآن في وقف تحقيق أبرز أهدافها المتمثلة في شل قدرة الوحدات الكردية على ضرب المدن الحدودية التركية بالصواريخ. ميدانياً سيطرت فصائل الجيش السوري الحر بدعم من الجيش التركي، أمس، على قمة جبل قورنة، وبلدة «باك أوباسيه» في ناحية بلبل شمالي عفرين في ريف حلب الشمالي، بعد مواجهات عنيفة مع قوات وحدات الحماية الكردية، ضمن عملية غصن الزيتون التي كانت قد أطلقتها أنقرة قبل 13 يوماً، وأجبرت خلالها الميليشيات الكردية على التراجع من 24 نقطة، من بينها 19 قرية و5 تلال استراتيجية في محيط منطقة عفرين. وقصفت المدفعية التركية مواقع تابعة لوحدات حماية الشعب الكردية في مناطق عدة بريف عفرين، وشمل القصف مناطق راجو وجندريس، مترافقاً مع عشرات الغارات التي شنتها المقاتلات التركية على جبل دار ميك المطل على منطقة راجو شمال غربي عفرين، حيث كثف الطيران التركي من قصفه على الجبل الاستراتيجي بسبب ارتفاعه واشرافه على مناطق في ريف عفرين، مستهدفاً التحصينات والمواقع التي تتمركز فيها حدات الحماية الكردية، واتى ذلك عقب فرض القوات المهاجمة سيطرتها على بلدة الحانة والخليل غربي مدينة عفرين، وبلدة «صاتي شاغي» المحاذية لتلة السيرياتيل، بعد معارك طويلة مع الوحدات الكردية. فيما تحاول القوات التركية انطلاقاً من جبل برصايا الاستراتيجي الواقع في محور مدينة أعزاز والذي يرصد مساحات واسعة من بلدات وقرى عفرين، من الانطلاق باتجاه قرى جديدة، عقب تمكن القوات المهاجمة من السيطرة عليه واستكمال عملياتها في تأمين الجبل ومطاردة قوات وحدات الحماية الكردية من المنطقة بهدف الدخول إلى عمق مدينة عفرين التي مازالت وحدات الحماية الكردية تسيطر عليه. وردت المدفعية التركية عبر نقاط انتشارها من الحدود السورية التركية بقصف مجموعة من القرى المحيطة بمدينة عفرين، عقب استهداف الميليشيات الكردية بلدة الريحانية جنوبي تركيا بأربع قذائف، اسفرت عن مقتل شابة /17 عاماً/، وجرح آخرين. الاستعداد لحرب المدن وشنت وحدات الحماية الكردية من جهتها هجوماً على محور دارة عزة محاولة التقدم باتجاه خطوط النار مع فصائل الجيش الحر، ونقاط المراقبة التابعة للجيش التركي. وأعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» ان صواريخ الكاتيوشا التي استهدفت حي الأشرفية داخل مدينة عفرين أسفرت عن سقوط جرحى، مشيرة إلى قيام فرق الهلال الأحمر بنقل الجرحى إلى مشفى آفرين حيث تم توثيق تسعة جرحى حسب المصدر. ومع نجاح الجيشين التركي و»السوري الحر» في السيطرة على جبل بورصايا الإستراتيجي وعدد من التلال الهامة، ومجموعة من القرى والبلدات في عفرين، بدأت المعارك تقترب تدريجياً من المناطق السكانية المأهولة بالسكان وهو ما دفع الجيش التركي لإعداد مجموعات من القوات الخاصة لخوض هذه المعارك. ويتوقع أن تكون أول هذه المناطق هي «بلدة راجو» التي تتمتع بكثافة بالمنازل والسكان، وحسب موقع «خبر 7» التركي فإن الجيش يُعد فرقاً من القوات الخاصة لبدء هذه المعارك منها «الوحدات الخاصة في قوات الدرك» (الجاندرما)، و»الوحدات الخاصة في قوات الشرطة»، التي قال إنها مدربة أكثر وتتمتع بقدرات أكبر على التعامل مع حرب الشوارع والمعارك داخل المناطق المسكونة. أنفاق سرية من جهة أخرى عثر الجيشان «التركي و»الحر» على شبكة أنفاق ومخابئ، تحت سطح الأرض بعمق أربعة أمتار، وذلك في قرية قسطل جندو المحررة، وذكرت وكالة الاناضول التركية ان «مسلحي»ب ي د/ بي كا كا» أنشأوا شبكة الأنفاق والمخابئ تحت الأرض، بهدف الاختباء من الغارات الجوية التي تنفذها المقاتلات التركية ضدّ مواقعهم، وتربط الممرات داخل الأنفاق بين العديد من مواقع الأسلحة ونقاط المراقبة». ووفقاً للمصدر فإن أحد المخابئ كان يستخدم كغرفة قيادة من قِبل وحدات الحماية الكردية، وعثرت القوات المشاركة في غصن الزيتون داخل الأنفاق، على مذكرات مكتوبة باللغتين التركية والكردية، إضافة إلى العديد من الوثائق السياسية وصور عبد الله أوجلان زعيم منظمة «بي كا كا». وزير الدفاع التركي، نور الدين جانيكلي اعلن أن عملية «غصن الزيتون» التي تشنها القوات التركية على منطقة عفرين، أسفرت عن مقتل 29 جندياً من القوات التركية، و649 من الميليشيات الكردية مؤكداً أن الأسلحة التي تستخدمها تركيا هي صناعة تركية. وقال جانيكلي، في كلمة أمام البرلمان التركي «أؤكد لكم أنه لا توجد خسائر بشرية بين المدنيين خلال عملية عفرين، والعملية متواصلة بشكل جيد، وحصدنا خلالها أرواح 649 إرهابياً، وقتل 29 من قواتنا خلالها» مشيراً إلى ان عملية غصن الزيتون «تنتهي عندما يتم تطهير المنطقة تماماً من الإرهاب، فبعض مقاتلي «داعش» توجهوا إلى عفرين للاشتباك مع قواتنا». صواريخ عشوائية وأكد أن أنقرة على تواصل دائم مع موسكو بشأن العملية. وقال «نستمر بالاتصال الوثيق مع روسيا. إننا نشرح باستمرار أعمالنا المتصلة بعملية غصن الزيتون». ووفقاً لمصادر إعلامية تركية فقد استهدفت الميليشيات الكردية ولايتي هاتاي وكليس جنوبي تركيا، بـ52 قذيفة صاروخية وقذيفة هاون، ما اسفر عن مقتل 5 مدنيين وإصابة 73 آخرين بينهم أطفال، منذ انطلاق عملية «غصن الزيتون». ومع إطلاق عملية غصن الزيتون أكد كبار المسؤولين الأتراك على أن العملية تهدف بالدرجة الأولى إلى إنهاء خطر الصواريخ التي تطلقها وحدات حماية الشعب الكردية من داخل عفرين على المدن التركية الحدودية، ولكن مع دخول العملية يومها الثالث عشر تصاعدت حدة تساقط هذه القذائف. وأمس الأربعاء، تعرضت ولاية هاتاي التركية لأربعة حوادث سقوط صواريخ على الأحياء المدنية المسكونة في المدينة، لا سيما قضاء الريحانية الذي لا يبعد سوى عدة كيلومترات عن الحدود مع مدينة عفرين، وأصابت القذاف عدة منازل مسكونة أدى أحدها إلى مقتل فتاة (17 عاماً) وإصابة آخرين. ومنذ انطلاق العملية العسكرية التركية في عفرين، سُجل سقوط 52 قذيفة هاون وقذيفة صاروخية على ولايتي هاتاي وكليس، أدت في مجملها إلى مقتل 6 مدنيين وإصابة 75 آخرين، كان أبرزها سقوط قذيفة على مسجد في كليس أثناء أداء صلاة المغرب ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المصلين. ويعيش سكان هذه البلدات حالة من الخوف والرعب على مدار الساعة، لا سيما وأن الصواريخ التي تُطلق على المدينة بدائية وغير محدد الهدف، وذلك بغاية إثارة الخوف والرعب وعلى الرغم من أن الأغلبية المطلقة من سكان هذه البلدات الحدودية مع سوريا يبدون دعماً مطلقاً للحكومة التركية في عملية عفرين إلا أنهم ومع دخول العملية يومها الثالث عشر واستمرار سقوط القذائف باتوا يُظهرون حالة من التململ. الجيش التركي يستعد لحرب المدن وقوات «غصن الزيتون» تسيطر على قرى استراتيجية في عفرين أهالي هاتاي وكليس التركيتين يعيشون جحيم صواريخ «الوحدات الكردية» العشوائية هبة محمد وإسماعيل جمال |
منسق أعمال الضحك والتسلية في المناطق العربية! Posted: 31 Jan 2018 02:25 PM PST برامج تلفزية سوفييتية اعتادت على تضخيم إسهام النظام في زيادة رفاهية المواطنين العمال. صور مثيرة لآلات الحصاد وهي تحصد حقول القمح، فلاحون مع عضلات يلوحون بالمناجل إلى أعلى، نساء قويات يحلبن الأبقار السمينة وأولاد ينشدون النشيد الأممي، كل ذلك ملأ الشاشات. الزعماء لوحوا بأيديهم من فوق شرفة رسمية، والمراسلون كتبوا التقارير عن إنتاج كبير جدًا بشكل خاص للمحاصيل. أفلام مشابهة تم بثها في تلفزيون مصر في عهد جمال عبد الناصر، الذي اعتاد مثل السادات ومبارك على التقاط صور له وهو يفتتح مصنعا جديدا ويتحدث «من دون صوت» مع الفلاحين ويتحدث عن محصول كبير من القطن. هؤلاء الزعماء انقضوا، لكن حل محلهم الآن بنجاح منسق النشاطات في المناطق، الجنرال بولي مردخاي. ماذا سيكون أطيب من التحية التي نشرها في صفحته في الفيس بوك في هذا الأسبوع، والتي جاء فيها «هذا الصباح غير مختلف، لكن كل يوم هو يوم أجمل. عطر الله صباحكم برضاه. نحن نستقبل أسبوعا جديدا ونأمل أن نعمل بشكل أفضل من أجل سكان يهودا والسامرة وقطاع غزة. ضباط وجنود وحدة تنسيق النشاطات في المناطق يلقون عليكم تحية الصباح الجميل، ويأملون أن يكون يومكم جميلا واسبوعكم أجمل». صباح الخير، يا فيتنام. في الصفحة الافتتاحية عرضت أفلام فيديو قصيرة بعناوين مثل «لِمَ الأكل العربي هو أكل صحي؟» أو التي أعدت لتحسين معنويات المشاهدين مثل الفيلم الذي يعرض مقاطع من مسرحية عادل إمام «مدرسة المشاغبين»، المقتبسة من كتاب المؤلف المسرحي المصري علي سالم، مع مقدمة تقول «اليوم سنستمع معا إلى مقطع تسلية من بيت المنسق… نقدم لكم مقطعا للتهدئة والضحك في صباح يوم جديد مليء بالعمل». وفي نهاية الصفحة هناك أغنية هاني شاكر «ليس فقط الحب». ويجب أن لا ننسى بالطبع الإعلان المهم الذي يبشر القراء بأن «الإدارة المدينية وزعت 400 ألف بذرة خيار صغير (بيبي) على المزارعين في منطقة جنين وطولكرم. هذه البذور تم تخصيصها لنحو 600 دونم. وفي عام 2018 ستتوسع المساحة إلى 2000 دونم». الإعلان مختصر بشعار «الاستقرار سيجلب الازدهار». كيف اختفى كل هذا الخير عن أنظار مواطني إسرائيل. عالم كامل من السعادة والضحك والبهجة تملأ قلوب الفلسطينيين. لدينا فقط تقارير عن الحواجز وهدم المنازل والاعتقالات العبثية وإطلاق النار والقتل. هل سمع أحد عندنا عن الخيار الصغير جدًا من انتاج فلسطيني الذي سيغرق الأسواق في الموسم المقبل؟ «حصوة في عين الحسود»، يا جمال عبد الناصر وليونيد بريجنيف وحافظ الأسد. يوجد لنا منسق يضحك شعبه المحتل في الصباح. الفلسطينيون ليسوا وحدهم الذين يستمتعون من محادثة مباشرة ومفيدة مع ضباط الجيش الإسرائيلي. في هذا الأسبوع بشرونا أن إيران تنوي بناء مصنع صواريخ جديد في لبنان، والمواطنون في إيران يتم تحذيرهم بأن لا يؤيدوا هذا المشروع الخطير. ليست شركات التلفزة الإسرائيلية هي التي كشفت عن السر، بل المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي في مقال نشره في مواقع عربية ولبنانية. من يُرِد فهم الاستراتيجية الإسرائيلية في المنطقة لا يحتاج إلى صحيفة «يديعوت أحرونوت» أو «هآرتس». فالتفاصيل الكاملة تم نشرها من قبل رئيس الأركان في موقع «إيلاف» السعودي. وهذه التفاصيل ليست جديدة تماما، لكن الكشف المثير عنها هو بالتحديد إجراء المقابلة الأولى لرئيس الأركان مع موقع سعودي، وقد كان هناك من اعتبروا ذلك إشارة إلى إنشاء علاقات دبلوماسية مع المملكة. كم هو جميل وجود علاقة حميمة بين المتحدثين الإسرائيليين والجمهور العربي بشكل عام والجمهور الفلسطيني بشكل خاص. ربما يمكن استغلال الفيس بوك أيضا من اجل التحدث مباشرة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وربما المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي يستطيع إبلاغنا بوسائل الإعلام العربية، إذا كان من المتوقع أن نواجه حربا قريبا بسبب مصنع الصواريخ في لبنان. أيضا لن يضر إذا قام منسق أعمال الحكومة في المناطق بنشر فيلم قصير بالعبرية عن الحياة الجيدة في إسرائيل، حتى لا نحسد، لا سمح الله، الفلسطينيين. تسفي برئيل هآرتس 31/1/2018 منسق أعمال الضحك والتسلية في المناطق العربية! يستغل الشبكات الاجتماعية للتواصل معهم ويصور أوضاعهم بالوردية صحف عبرية |
الديمقراطيون يتهمون ترامب بزرع الشك والكراهية بعد أول خطاب عن حالة الاتحاد Posted: 31 Jan 2018 02:25 PM PST واشنطن ـ «القدس العربي»: تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل موسع في أول خطاب له عن حالة الاتحاد عن سياسته الضريبية ووضع اقتراحا للهجرة من شأنه تحقيق أولويات الجماعات العنصرية التي تنادي بتفوق الجنس الأبيض، وفي الوقت نفسه، دفن ترامب اقتراحات من شأنها استعادة التوازن إلى موازيين القوى. ووصف البيت الأبيض كلمة «حالة الاتحاد» كخطاب توحيدي يجمع بين الحزبين ولكن ترامب أطلق الكثير من الانتقادات أثناء الخطاب ضد الديمقراطيين حول قانون الرعاية الصحية والهجرة وحقوق امتلاك السلاح واحترام العام الأمريكي وغيرها من القضايا التي ولدت احتكاكا بين الطرفين منذ استلامه السلطة مما دفع بزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر إلى القول «بعد سنة طويلة من الانقسام، العديد من الأمريكيين كانوا ينتظرون من الرئيس رؤية موحدة للبلاد، ولسوء الطالع، أثار خطابه حرائق الانقسام بدلا من تقريبنا معا». ودعا ترامب الكونغرس إلى تمكين البيت الأبيض من مكافأة الموظفين الجيدين في الحكومة وطرد الموظفين الذين يقوضون ثقة الجمهور، وعلى السطح، يبدو هذا الاقتراح جيدا، ولكنه، في الواقع، محاولة من ترامب للقضاء على القوانين التى تحمى الموظفين من عمليات انتقام ذات دوافع سياسية وتقويض لاهم أسس الديمقراطية الليبرالية، وعلى سبيل المثال، يمكن للرئيس الأمريكي توجيه المدعى العام لتوجيه تهم تافهة ضد منافسيه السياسيين. وتفاخر ترامب في خطاب الاتحاد بدعوته إلى المبادرة في محاربة المخدرات ولكنه ادارته، وفقا لاراء العديد من المعلقين، لم تفعل الكثير في مكافحة هذا الوباء وقالوا إن اعلان حالة الطوارئ قد تحول إلى مجرد شكليات بيروقراطية، وقال إن ادارته ملزمة بمكافحة هذا الوباء وانتهاج سياسة اكثر صرامة بعد أن وصلت الوفيات الناتجة عن تعاطي المخدرات إلى 174 حالة وفاة يوميا، وعلى الرغم من هذه الاقوال الجيدة الا ترامب لم يعلن حتى الان عن أى تمويل اضافي لمكافحة المواد الافيونية كما ان ادارته لم تستجب لمشورة لجنة مكافحة الإدمان.. وقال ترامب إنه سيحمي غالبية المواطنيين الأمريكيين من المهاجرين غير الشرعيين، مشيرا إلى الضيوف الذين تم قتل اطفالهم على يد بعض المهاجرين في محاولة صريحة من ترامب إلى الحصول على تعاطف سياسي وشعبي ضد المهاجرين والغاء مشروع من شأنه منح المواطنة إلى المهاجرين الذين جاءوا إلى البلاد كأطفال. ورحب الرئيس الأمريكي خلال الخطاب جي جيونج الذي تمكن من الفرار من كوريا الشمالية بعد أن تعرض للتعذيب الشديد، وقال إن قصته شهادة إلى كل إنسان يتوق إلى العيش بحرية، وفي الواقع، هذا الحماس يفتقد إلى الحقائق حيث اصدرت ترامب نفسه قيودا على سفر الاشخاص من امثال جي من كوريا الشمالية بموجب اعلانات رئاسية متتالية تتضمن حظر السفر من دول عربية وإسلامية واخرى منكوبة إلى الولايات المتحدة تحت حجة التحسينات الأمنية. ولم يتحدث ترامب عن قضية التدخلات الروسية في الانتخابات ولم يذكر أي شيء عن تطورات الأزمة بما في ذلك قضية الافراج عن مذكرات سرية ولكنه لم يوفر مزيدا من الضمانات في عملية البحث عن العدالة او التوصل إلى نتائج مدعومة بادلة. وقال الديمقراطيون إن ترامب لم يعمل على تغيير خطوط سياسة ادارته بغض النظر عن الكلمات النبيلة، التي تبدو في التصريحات المطولة، وقالت السناتور كامالا هاريس، وهي منافس رئاسي محتمل في عام 2020 إن دعوة الرئيس إلى حشد الوحدة بين الحزبين كانت جوفاء لأنه لا يمكنك قبول رفضه لتحسين الرعاية الصحية أو زرعه للكراهية والانقسام ومن ثم قبول فكرة التعاون معه. ورفض الديمقراطيون معظم مقترحات ترامب، بما في ذلك البنود غير المثيرة للجدل تقليدا مثل الانفاق على البنية التحتية، وأعرب العديد من السياسيين على تويتر عن مشاعر الاشمئزاز من انتقادات ترامب للحدود المفتوحة والهجرة الجماعية إلى درجة قول السناتور لويس دي ايل بانه كان يتمنى عدم العيش إلى لحظة يستمع فيها لرئيس أمريكي بمثل هذه الطريقة. وتعهد ترامب بتحديث واعادة بناء الترسانة النووية الأمريكية في جزء من خطابه الاول لحالة الاتحاد وقال بانها ضرورية للرد على أي عمل عدواني من جانب أي دولة اخرى، وقد جاءت هذه الدعوة بعد يوم واحد فقط من اصدار وزارة الدفاع الأمريكية تقريرا عن نتائج مراجعة الوضع النووي. وقد كشفت المسودة الأولى عن اقتراحات لتطوير ما يسمى بالاسلحة النووية ذات العائد المنخفض لردع روسيا والصين، والفكرة هي أن الاسلحة النووية الكبيرة الحالية قوية جدا ولكنه من غير المتوقع استخدامها وهي لا تعمل كرادع. ولكن العديد من المنتقدين قالوا لإن هذه الأسلحة ما زالت نووية بغض النظر عن الاسم وهي لا تجعل الولايات المتحدة اكثر أمنا وهي ستزيد التكاليف على الميزانية بدون سبب. الديمقراطيون يتهمون ترامب بزرع الشك والكراهية بعد أول خطاب عن حالة الاتحاد الانقسامات السياسية تزداد في واشنطن… والرئيس لم يتعلم من أخطائه رائد صالحة |
الجزائر: رئيس حكومة أسبق يؤكد أن النظام لا يمكنه الاستمرار إلى ما بعد 2019! Posted: 31 Jan 2018 02:25 PM PST الجزائر ـــ «القدس العربي»: قال أحمد بن بيتور رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق إن عوامل ذهاب النظام نحو ولاية خامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة غير متوافرة، حتى وإن كان كل من يعرفون بوتفليقة يدركون أنه لن يغادر الرئاسة إلا في حالة الوفاة، لكن عوامل أخرى، على حد قوله، تجعل النظام غير قادر على الاستمرار بهذا الشكل إلا ما بعد 2019. وأضاف ابن بيتور في مقابلة نشرها موقع «كل شيء عن الجزائر» إن الوضع الحالي الذي تعيشه البلاد صعب، موضحا أن الرئيس بوتفليقة رفض تولي السلطة سنة 1994، لأن خزينة الدولة كانت فارغة، واليوم أيضا خزينة الدولة فارغة تقريبا، وأن الذين يمسكون زمام السلطة يعتقدون أن أسعار البترول سترتفع إلى ما فوق الـ 70 دولار، لأنها ارتفعت خلال الأيام الماضية، ولكن هذا صعب التحقيق، لأن أسعار البترول لن تتجاوز الـ 60 دولارا للبرميل الواحد خلال العشر سنوات المقبلة، وسيصبح من الصعب على النظام مواصلة تسيير البلاد بالشكل الذي يقوم به اليوم. واعتبر أنه في حالة وقوع انفجار اجتماعي فإن الجيش وقوات الأمن ستلتزم الحياد، أو تميل إلى صف الشعب، ولن تغامر بالوقوف في صف النظام، إضافة إلى الدور الذي أضحت تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي، وقدرتها على التجند ضد بقاء نظام بوتفليقة، موضحا أن كل المؤشرات السابقة توحي أن النظام لن يستطيع الاستمرار إلى ما بعد 2019، وبالتالي من الصعب أن تكون هناك ولاية خامسة. واعتبر أنه لا وجود لعمل سياسي في الجزائر، لأن النظام لا يعترف بشيء اسمه المعارضة، مؤكدا أنه تلقى عدة دعوات لإلقاء محاضرات، ثم تم الاتصال معه ثانيا لإبلاغه أنه من غير الممكن أن يشارك لأن هناك من أصدر قرارا برفض الترخيص للندوة ما دام ابن بيتور سيلقي محاضرة فيها، وأن هذا دليل على أن ممارسة العمل السياسي غير ممكن وأن الحل السياسي للأزمة التي تعيشها البلاد غير وارد. وعاد ابن بيتور إلى تشريح الوضع الاقتصادي الذي تعيشه البلاد، مشيرا إلى أن دخل الجزائر خلال العشر سنوات المقبلة لن يتجاوز الـ 30 مليار دولار، في حين أن النفقات ستتجاوز الـ 60 مليار دولار سنويا، مشددا على احتياط النقد الأجنبي الموجود سيستخدم لتغطية العجز إلى غاية 2019، وبعدها سيكون من الصعب تغطية العجز، وستكون هناك ندرة في الكثير من المواد، وسيجد الشعب صعوبة في تقبل ذلك، وسيرفض استمرار من كانوا السبب في تلك الوضعية في مناصب المسؤولية. مؤكدا أن هناك أوليغارشيا تمكنت من القرار، وأن هذا هو التبرير الوحيد للسياسة المنتهجة في الفترة الأخيرة فيما يتعلق بالخصخصة، مؤكدا أنه لا يفهم معنى الكلام عن شراكة بين القطاعين العام والخاص، موضحا أن الشركات التابعة للقطاع العام المعنية بالعملية ليست لا مفلسة ولا تعاني من مشاكل مالية، فلِمَ تدخل في شراكة مع القطاع الخاص، خاصة أن هذا الأخير ليس لديه لا الخبرة ولا الإمكانات العلمية ولا التكنولوجيا لتقديم الإضافة إلى شركات القطاع العام، لذا يصبح الــحديث عن الشراكة بــين العام والـخاص لا معنى له. الجزائر: رئيس حكومة أسبق يؤكد أن النظام لا يمكنه الاستمرار إلى ما بعد 2019! |
العبادي ناقش الموازنة في البرلمان في جلسة سرية… والأكراد يقاطعون Posted: 31 Jan 2018 02:24 PM PST بغداد ـ «القدس العربي»: شهدت جلسة مجلس النواب، أمس الأربعاء، حضور رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، لمناقشة مشروع قانون موازنة 2018 المثير للجدل. مصدر في الدائرة الإعلام لمجلس النواب، قال لـ«القدس العربي»، إن المجلس استكمل عقد جلسته الثامنة من فصله التشريع الحالي، والمتضمنة استجواب وزير الكهرباء قاسم الفهداوي المقدم من رئيسة حركة «إرادة» النائبة، حنان الفتلاوي. وبعد انتهاء الاستجواب، أرجأت رئاسة مجلس النواب التصويت على القناعة من عدمها بأجوبة وزير الكهرباء، إلى وقتٍ لاحق. وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن الجلسة الثامنة رفعت بعد الانتهاء من الاستجواب، لتقرر هيئة الرئاسة عقد جلسة أخرى (التاسعة)، لمناقشة مشروع قانون الموازنة الاتحادية»، مشيراً إلى إن «رئيس الوزراء حضر إلى البرلمان، ودخل الجلسة التي تقرر أن تكون سرية». وطبقاً للمصدر فإن «العبادي اجتمع بهيئة الرئاسة ورؤساء الكتل السياسية واللجان البرلمانية في القاعة الدستورية، بعد رفع البرلمان جلسته (التاسعة) لبحث أبرز النقاط الخلافية بشأن الموازنة». النائب حسن خلاطي عن تيار الحكمة، بزعامة الحكيم، أكد لـ«القدس العربي»، أن «العبادي ناقش ثلاث نقاط أساسية بشأن الموازنة في جلسة اليوم (أمس)»، مشيراً إلى أن تلك النقاط تتعلق بـ»حقوق المحافظات المنتجة للنفط، إضافة إلى نسبة إقليم كردستان، ومخصصات المحافظات المحررة». وحسب خلاطي، وهو نائب عن محافظة البصرة، فإن «رئيس الوزراء أكد أهمية تمرير الموازنة، كون العراق مقبلا على مؤتمر المانحين في الكويت»، مضيفاً: «ثبتنا موقفنا كنواب عن المحافظات المنتجة للنفط، على أن تبقى الأموال (البترودولار) بذمة الحكومة كديون، على أن تصرف في حال ارتفاع أسعار النفط، عن السعر المثبت في الموازنة». أما النائب عبد الهادي السعداوي، عن ائتلاف دولة القانون، بزعامة المالكي، فقال لـ«القدس العربي»، إن «قرار البرلمان جعل الجلسة المخصصة لمناقشة الموازنة مع رئيس الوزراء مغلقة، يأتي لعدم تحولها إلى مزايدات سياسية أو استغلالها للدعاية الانتخابية». وأكد «أن الاتفاق مع العبادي هو أن يخصص ساعة لمناقشة مطالب المحافظات المنتجة للنفط، إضافة إلى ساعة أخرى للاجتماع مع الأكراد، وساعة ثالثة لنواب المحافظات المحررة، بغية إيجاد حل لمطالبهم». «مساواة في توزيع الموارد» وفي الأثناء، قال العبادي، خلال حضوره جلسة البرلمان، إن «الحكومة وضعت كل الايرادات في الموازنة، وإنْ أراد البرلمان المناقلة فبالإمكان مناقشة ذلك». وأضاف، وفقاً لبيان صحافي أورده مكتبه الإعلامي، ان «الحكومة رفعت نسبة شبكة الحماية الاجتماعية لأكثر من 60 ٪ رغم الضائقة المالية لأجل التخفيف من نسبة الفقر»، مشيراً إلى «اعتماد الحكومة مبدأ العدالة والنسب السكانية بشأن حصة اقليم كردستان في الموازنة، واننا نريد المساواة في توزيع الموارد». وفي ما يخص النازحين أوضح العبادي أن «الحكومة ماضية بإعادة النازحين طوعا وتوفير الخدمات لمناطقهم، وأن المفوضية وعدت بأنها ستوفر بطاقة الناخب لهم». وتابع: «لا يوجد مانع من إطلاق مبالغ البترودولار للمحافظات المنتجة للنفط العمارة والبصرة والناصرية وواسط وكركوك»، داعياً مجلس النواب إلى «مناقلة المبالغ اللازمة لذلك ولا اعتراض من قبلنا عليها». العبادي زاد: «لا يمكن الآن زيادة العجز في الموازنة، لأن علينا أن نتكلم بوضوح مع الناس حول الأموال ومستقبل البلد»، لافتاً إلى أن «من الافضل النقاش مع اللجان، ومستعدون للعمل للوصول إلى حلول لتمرير الموازنة الاتحادية بأسرع وقت ممكن». وبشأن مؤتمر دافوس، أكد «أننا لمسنا بالمؤتمر حرص معظم الدول على مستقبل العراق». وتابع : «سيكون هنالك مؤتمر عالمي في العراق لدعمه اقتصادياً ولإعادة بنائه واعماره». وأضاف: «كل الشركات في دافوس اعلنت أن الامن في العراق مستتب والمؤشرات تغيرت لدينا»، لافتا إلى «أنهم طالبونا بالتقليل من الروتين للدخول بعمليات البناء والاستثمار». «حقوق شعب كردستان» وعقد العبادي اجتماعاً مع نواب المحافظات المنتجة للنفط، إضافة إلى اجتماع آخر مع نواب المناطق المحررة، فيما لم يجتمع بالنواب الأكراد كونهم أعلنوا مقاطعتهم أي جلسة أو اجتماع قبل تعدل حصة الإقليم في الموازنة. وأعلنت الكتل الكردستانية، أمس الأربعاء، أنها ستقاطع جميع الجلسات التي تخصص لمناقشة الموازنة المالية للعام الحالي، مؤكدة أنها لا تلبي حقوق شعب كردستان. وقال النائب أحمد حاجي رشيد، في مؤتمر صحافي عقده في مبنى البرلمان بحضور أعضاء جميع الكتل الكردستانية، إن «المجلس قد أرتكب خرقا قانونيا صريحا بإدراج الموازنة على جدول أعماله في الجلسة السابقة»، مردفاً ذلك بالقول أن «هذه الموازنة لا تلبي طموح الشعب العراقي». وأضاف أن «الكتل الكردستانية ترفض الموازنة بشكل الحالي وتقاطع جميع الجلسات المخصصة لإقرارها»، فيما قال النائب مثنى أمين، خلال المؤتمر، أن «هذه الموازنة كارثة، ولن نتحمل المسؤولية التاريخية امام الشعب في إقرارها». وشدد على ضرورة «الحفاظ على حصة إقليم كردستان كما هي والبالغة 17٪ من الموازنة»، مؤكداً أن «الكتل الكردستانية لن تشترك من الآن وصاعدا بأي جلسة تخصص للموازنة بشكلها الحالي». ويأتي المؤتمر الصحافي للكتل الكردستانية، عقب إصدارهم بيانا وصفوا فيه مجيء العبادي إلى البرلمان لمناقشة الموازنة بأنه «سيعقد المشكلات». وقال تحالف القوى السياسية الكردستانية، وفقا للبيان: «سبق وان طالبنا مرارا وتكرارا بعقد جلسة بين رئيس الوزراء حيدر العبادي ورؤساء الكتل النيابية لبدء حوار جدي حول الموازنة»، معتبرا ان «مجيئه إلى قاعة البرلمان سيعقد المشكلة ولم يكون مجديا». وأضاف أن «الاجوبة التي تلقيناها سابقا من الحكومة ليست منطقية ولا دستورية بل هي اجوبة سياسية ولا تلبي مطالب الكتل النيابية»، مشيراً إلى «أننا لاحظنا إصرار رئيس البرلمان على ادراج الموازنة في جدول اعمال جلسة الاثنين الذي كان خاليا منها». وتابع أن «الموازنة ادرجت في جدول الاعمال ولم يكن هناك نصاب قانوني كامل»، لافتا إلى أن «ذلك يعد خرقا للمادة 37 من النظام الداخلي للبرلمان». ورأى النواب الأكراد أن «هذه الموازنة التي جاءت إلى البرلمان لا تلبي مطالب الشعب»، موضحين أن «الحكومة مصرة على عنادها وهذا يعد خرقا للدستور وللتوافقات السياسية». وبين التحالف انه «يرفض تمرير هذه الموازنة»، مضيفا انه «لن يشارك في أية جلسة يتم فيها ادراج الموازنة بصورتها الحالية ولن نصوت عليها مطلقا». وتبلغ القيمة الإجمالية للموازنة العامة للعراق لعام 2018 حوالي 85.33 تريليون دينار ( 71.65 مليار دولار) بعجز وصل إلى 22.78 تريليون دينار ( 19.13 مليار دولار). العبادي ناقش الموازنة في البرلمان في جلسة سرية… والأكراد يقاطعون بحث حقوق المحافظات المنتجة للنفط ونسبة إقليم كردستان مشرق ريسان |
تقرير بريطاني: النظام المغربي «هجين» ومرتبته 101 عالميا في مؤشر الديمقراطية Posted: 31 Jan 2018 02:23 PM PST لندن – «القدس العربي» : برغم التحسن الطفيف في العشر سنوات الأخيرة، لا يزال المغرب متخلفا على مستوى مؤشر الديمقراطية 2017، الذي نشرته أمس صحيفة «ذي إكونوميست» البريطانية. وحصل المغرب على 4 نقاط من أصل 10 في مؤشر الديمقراطية، حيث جاء في المرتبة 101 من أصل 167 دولة، كما حصل على 5 نقاط في مؤشر العمليات الانتخابية والتعددية، و4 نقاط على أداء الحكومة، و4.44 من حيث المشاركة السياسية، و5.63 لمؤشر الثقافة السياسية، وأخيرا 4.41 في الحريات المدينية. ويعتبر المغرب «نظاما هجينا» سياسيا، حسب المؤشرات الخمسة، أي بلدا يمكن أن تشهد فيه الانتخابات «مخالفات كبيرة تمنعها في كثير من الأحيان من أن تكون حرة ونزيهة»، وحسب التقرير البريطاني، فإن الضغط الحكومي على أحزاب المعارضة والمرشحين أمر شائع في المغرب، والفساد يميل إلى أن يكون واسع الانتشار وسيادة القانون ضعيفة. وأشار التقرير إلى أن الصحافيين غالبا ما يكونون ضحايا «التحرش والضغط»، وأن السلطة القضائية ليست مستقلة، وبذلك فإن المغرب هو واحد من 39 بلدا يعتبر نظامه هجينا سياسيا. وهكذا يتأخر المغرب حسب التقرير عن الأمم التي تعتبر «ديمقراطية تماما» مثل النرويج وأيسلندا والسويد ونيوزيلندا والدنمارك، التي جاءت من بين أعلى خمس دول في الترتيب، أو «الديمقراطية الجزئية» ككوريا الجنوبية، الولايات المتحدة، إيطاليا، اليابان، والرأس الأخضر. وعلى الصعيد الإقليمي، فإن المغرب يحتل المرتبة الثالثة بين 20 دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤشر الديمقراطية، حيث احتلت المرتبة الأولى إسرائيل بـ 7.79 نقطة، وتونس بـ 6.32 نقطة، والبلدان هما الوحيدان في المنطقة اللذان صنفا «ديمقراطيين جزئيا». وبعد المغرب، يأتي لبنان بـ 4.72 نقطة، وفلسطين بـ 4.46، والجزائر بـ 5 نقاط، بينما جاءت ليبيا والسودان واليمن والسعودية وسورية في آخر التصنيف الإقليمي، الذي أحصى 14 بلدا استبداديا في المنطقة. وحسب التقرير، فإنه بعد عام من الركود في عام 2016، كان هناك تراجع طفيف لحالة الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2017 ، حيث تتميز هذه المنطقة بالملِكِية المطلقة ووجود أنظمة استبدادية وانتشار النزاعات المسلحة. وحسب التقرير، يأتي المغرب في مراتب متأخرة في حرية التعبير، حيث يحتل المركز 109 دُوليا بحصوله على 5 نقاط من أصل 10 ، إذ صنف المغرب من بين 50 دولة تعتبر وسائل الإعلام فيها «غير حرة إلى حد كبير». وأضاف التقرير أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أسوأ مناطق العالم في حرية الصحافة، حيث إن الصحافيين ووسائل الإعلام في بلدان مثل الجزائر والبحرين وإيران والمغرب، والإمارات، هم ضحايا المضايقات والتهديدات والهجمات، خاصة فيما يتعلق بالتغطية الحرجة للمسؤولين والحكومات. وجعلت الصراعات في العراق وسورية واليمن هذه البلدان «أكثر الأماكن فتكا في العالم للصحافيين» حسب الإكونوميست، كما أدت الضغوط المالية إلى إغلاق صحف في بلدان مثل، لبنان وتونس. وحصلت المملكة العربية السعودية وسورية على 0 نقطة من أصل 10 نقاط في حرية التعبير، ووفقا لمؤشر حرية الصحافة في تقرير «الإكونوميست»، فإن 30 بلدا فقط من أصل 167 بلدا شملها الاستطلاع (11 من مئة من سكان العالم) تعتبر «حرة تماما». تقرير بريطاني: النظام المغربي «هجين» ومرتبته 101 عالميا في مؤشر الديمقراطية |
إسرائيل تتهرب من مسؤولية «انهيار» غزة وتخدع العالم بخطة «المليار» وحماس تعتبرها محاولة للهروب Posted: 31 Jan 2018 02:22 PM PST غزة ـ «القدس العربي»: في محاولة للهروب من المسؤولية المباشرة عن تردي الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة، ووصولها إلى مرحلة «الانهيار»، بسبب الحصار المفروض علىه منذ 11 عاما، كشف النقاب عن وضع إسرائيل خطة جديدة، تشمل إقامة مشاريع إعادة إعمار وبنى تحتية، من أجل «إنعاش» القطاع، في الوقت الذي حمل فيه المرصد الأورومتوسطي لحقوق الانسان إسرائيل، مسؤولية تردي الوضع في غزة، الذي يمثل شكلا من أنواع «العقاب الجماعي». حيثيات الخطة الإسرائيلية الجديدة كشفتها صحيفة «هآرتس» العبرية، وتأتي في سياق تخفيف الضغط الدولي على تل أبيب، بسبب حصارها المشدد على قطاع غزة، وعقب الإنذارات التي تلقتها الحكومة من المستوى العسكري والأمني، بإمكانية «انفجار» الوضع في أي وقت، مع زيادة نسب الفقر وتفشي البطالة. وحسب ما جرى كشفه، فإن الخطة ستقدمها إسرائيل لمؤتمر المانحين الذي بدأ أمس أعماله في العاصمة البلجيكية بروكسل، من أجل الحصول على تمويل دولي، وتشمل بناء محطات تحلية للمياه، وتوليد للكهرباء، وإنشاء خطوط للغاز، وتطوير المنطقة الصناعية «إيرز». وهي خطة يقوم أساسها على التهرب الإسرائيلي من مسؤوليتها عن تدمير اقتصاد غزة، وستطلب عبر ممثلها في الاجتماع من المجتمع الدولي أن يتجند لتمويل الخطة التي تقدمها، والبالغة تكلفتها نحو مليار دولار أمريكي. وسيقتصر دور إسرائيل على تقديم أوراق الخطة للمانحين من دون تمويل المشاريع، وتبدي اهتمامها بالمساهمة بالمعرفة والتكنولوجيا للمشاريع، من دون أن تدفع فلسا واحدا، وستبدي حسب المزاعم «ليونة» في إدخال مواد البناء. وقالت حركة حماس في ردها على الخطة، إن إسرائيل هي من تتحمل مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في غزة. وأكد المتحدث باسم الحركة حازم قاسم لـ «القدس العربي»، أن سلطات الاحتلال تحاول من خلال الخطة الظهور بمظهر «الحريص» على غزة، بهدف التهرب من «جريمة الحصار الكبرى»، وما ألحقته من أثار أدت إلى تردي الأوضاع الإنسانية بشكل كبير. وأشار قاسم إلى أن إسرائيل تواصل خرق القانون الدولي الإنساني، من خلال حصار غزة، مشددا على أن الوضع القائم في قطاع غزة «لم يعد يحتمل». ويحضر المؤتمر مسؤولون كبار من السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، وممثلين عن الحكومة الأمريكية. وهو أول اجتماع يضم هذه الأطراف، منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، والقرار الفلسطيني بوقف الاتصالات مع الإدارة الأمريكية. ويمثل السلطة الفلسطينية رئيس الحكومة الدكتور رامي الحمد الله، ويمثل الجانب الإسرائيلي وزير التعاون الإقليمي تساحي هنغبي، الذي سيتولى تقديم الخطة، ومنسق الحكومة في الأراضي الفلسطينية المحتلة الجنرال يوآف مردخاي، وعن الإدارة الأمريكية مبعوثها لمنطقة الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، إضافة إلى وزراء خارجية مصر والأردن والمغرب وممثلين كبار عن دول غربية. ويعقد هذا المؤتمر عقب التهديد الأمريكي بتقليص الدعم المالي المقدم للسلطة الفلسطينية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، وفي ظل تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة، بمبادرة من وزير خارجية النرويج، التي تترأس بلاده حاليا «منتدى المانحين»، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني. وكان هنغبي قد روج قبل بدء اجتماع المانحين قد روج لهذه الخطة، من خلال التملص من مسؤولية ما آلت إليه أوضاع غزة السيئة، وحمل السلطة الفلسطينية وحماس المسؤولية، من خلال العمل على تأليب الرأي العام الفلسطيني عليهما، وهو أمر أيضا كرره المبعوث الأمريكي للمنطقة، حين شن هجوما مماثلا على حركة حماس، في مشهد أظهر حجم التنسيق الكبير بين الطرفين.يشار إلى أن المبادرة الإسرائيلية تأتي عقب تحذيرات أطلقها مسؤولون أمنيون وعسكريون في تل أبيب، وصلت مؤخرا للمستوى السياسي، حذروا خلاها من حدوث انهيار في اقتصاد القطاع، مستدلين بذلك إلى ضعف عملية استيراد البضائع لغزة، التي انخفضت للنصف تقريبا. وبما يدلل على ذلك، حذر مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، من فشلٍ كامل لكل الأنظمة في قطاع غزة، مع انهيار كامل للاقتصاد والخدمات الاجتماعية بما يترتب على ذلك من «آثار سياسية وإنسانية وأمنية». وقال في مؤتمر عقد في تل أبيب أول من أمس إن قطاع غزة المحاصر بات على شفير «انهيار كامل». ورفضا للوضع الحالي تتواصل في هذه الأوقات الاحتجاجات الشعبية والفصائلية، خاصة وأن تجمع المؤسسات الإغاثية أعلن قبل أيام قطاع غزة «منطقة منكوبة إنسانيا»، وأطلق «نداءً أخيرا» لكل المؤسسات الدولية والعربية والإسلامية للتحرك العاجل، لإنقاذ حياة السكان، ورفع الحصار الإسرائيلي. وبسبب الآثار الكارثية للحصار الإسرائيلي ارتفعت نسبة البطالة لـ %46، فيما قفزت نسبة الفقر إلى %65، في حين ينعدم الأمن الغذائي عند %50 من أسر القطاع، ويعتمد 80 % من السكان على المساعدات الخارجية لتدبير أمور أسرهم، وفي حال استمرت الأزمة، فإن نسب الفقر والبطالة سترتفع بشكل أكبر بكثير من هذه الأرقام، وسيتضاعف الأمر أيضا حال أقدمت «الأونروا» على تقليص خدماتها المقدمة لـ 5.3 مليون لاجئ بسبب نقص التمويل الأمريكي المتعمد. وأمس أطلق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، حملة جديدة للفت أنظار العالم حول ما يحصل في غزة، بسبب الحصار المفروض، الذي تسبب بأزمات إنسانية متكررة. وأكد المرصد أن إسرائيل هي من تتحمل مسؤولية حماية شؤون السكان المدنيين، وحملها مسؤولية انتهاك القانون الدولي بسبب الحصار الذي يمثل أحد أشكال «العقاب الجماعي». وأكد في تصريح وصلت «القدس العربي» نسخة منه، على ضرورة رفع الحصار المشدد عن غزة، وأن يكون ضمن أولويات المجتمع الدولي، لإنهاء الوضع اللاإنساني الذي يعاني منه السكان، ليتمكنوا من السفر والتجارة بشكل حر، مطالبا بميناء بحري لوضع حد للمعاناة. وأوردت الحملة الجديدة أرقاما أظهرت حجم المأساة، وقالت إن 97 %من مياه القطاع غير صالحة للاستخدام، وأن 45 %من الأدوية نفدت من مخازن الصحة، في حين بلغت نسبة العجز في المستلزمات الطبية %28، وأن %50 من أطفال غزة يحتاجون دعما نفسيا. إسرائيل تتهرب من مسؤولية «انهيار» غزة وتخدع العالم بخطة «المليار» وحماس تعتبرها محاولة للهروب أشرف الهور: |
سياسيون ونشطاء يتهمون الرئيس التونسي بـ«الإساءة» إلى سكان أكبر حي شعبي في البلاد Posted: 31 Jan 2018 02:21 PM PST تونس – «القدس العربي»: اتهم سياسيون ونشطاء الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بـ»الإساءة» لسكان أكبر الأحياء الشعبية في البلاد، بعدما عبر عن دهشته من وجود مثقفين في تلك المنطقة، ودعوا السلطات إلى الاهتمام أكثر بتنمية الأحياء الفقيرة والمهمشة بدل مواصلة تهميشها والنظر إلى سكانها باستخفاف. وكان قائد السبسي أكد خلال تهنئته لفريق كرة اليد الذي فاز مؤخرا في بطولة أمم أفريقيا (في شريط فيديو بثته صفحة الرئاسة على موقع «فيس بوك») أنه «فوجئ» خلال زيارته مؤخرا إلى حي التضامن (أكبر حي شعبي في أفريقيا) لتدشين دار ثقافة للشباب، أن ثمة أشخاصا مثقفين في تلك المنطقة. تصريح قائد السبسي أثار موجة من التهكم والانتقاد، حيث كتب هشام عجبوني القيادي في حزب «التيار الديمقراطي» مخاطبا الرئيس التونسي «حتى نحن أيضا مندهشون لأن تونس «الثّورة» لديها رئيس جمهورية مثلك، أهم إنجازاته بعض الأصنام وتهيئة غرفة نوم الحبيب بورقيبة وقصر الحمامات للاستجمام و قانون مصالح (ة) لتبييض الفاسدين!». ودوّن الباحث سامي براهم على صفحته في موقع «فيس بوك»: «رئيس الدّولة مبهوت من وجود مثقّفين في حيّ التّضامن، ومثقّفو حيّ التّضامن مبهوتون لبهتته! ستصيبه البهتة أكثر عندما يعلم أنّ جامعيين وجامعيّات وأكاديميين وأكاديميّات كثير من مختلف الاختصاصات يغادرون كلّ صباح باكر حيّ التّضامن وبقيّة الأحياء الشعبيّة للالتحاق بجامعاتهم ومراكز أعمالهم يدفعون الضّرائب ويساهمون في تطوّر بلدهم، ترابط وراءهم عائلات كادحة أمّهات وآباء عظماء كافحوا وجاهدوا وشقوا من أجل أن يواصل أبناؤهم وبناتهم مسارهم الدّراسي». وأضاف «حيّ التّضامن المهمّش والمنسي من التنمية يرتسم في ذهن رأس السلطة ومخياله جزيرة معزولة من البدائيين أو كحيّ للسّوقة والرّعاع ومعقلا للمنحرفين والإرهابيين، لذلك يثير استغرابه وجود مثقفين من بين أبنائه وبناته. عندما تعمّم الدّولة الحقّ في الثّقافة والتنمية البشريّة والمرافق والبرامج الثّقافيّة ستكتشف الثّراء الثّقافي والمعرفي في الأحياء الشّعبيّة وأحزمة الفقر والجهات المهمّشة في مجال التنمية الاقتصاديّة والثّقافيّة والإنسانيّة، عندها لن يصاب رئيس البلد بالبهتة». وكتب ناشط يُدعى معتز متوجها لقائد السبسي «لو تشاهد كم نحن باهتون في انجازاتكم وحكوماتكم وكفاءتكم و تحالفاتكم! على فكرة عدد الأصوات للباجي في حي التضامن في انتخابات 2014 كان أكثر من تسعة آلاف»، وتابع آخر يدعى هشام «المرة المقبلة سيقول لكم إني مندهش لأنه ما زال هناك تونسيون يعيشون في البلاد!» فيما اتهم عدد من النشطاء قائد السبسي بالإساءة إلى سكان حي «التضامن» بعد وصفهم بالجهل، وكتب ناشط يدعى ظافر «بهذا التصريح نستطيع معرفة مدى استخفاف بسكان هذه المنطقة واستعلائه على جميع التونسيين، والمشكلة أنه يقول ذلك بشكل مباشر وكأنه يعتقد أنه بذلك «كرّم» ضيوفه!»، داعيا المسؤولين التونسيين إلى محاولة استيعاب أن الثورة التونسية قامت من أجل الكرامة بالدرجة الأولى. سياسيون ونشطاء يتهمون الرئيس التونسي بـ«الإساءة» إلى سكان أكبر حي شعبي في البلاد حسن سلمان: |
نصف النازحين لم يعودوا إلى مناطقهم المحررة… والحكومة تبحث «معرقلات» عملية الاستقرار Posted: 31 Jan 2018 02:21 PM PST بغداد ـ «القدس العربي»: قال السفير التركي لدى العراق، فاتح يلدز، أمس الأربعاء، إن بلاده ستشارك في مؤتمر المانحين الخاص بالعراق، المزمع عقده الشهر المقبل في الكويت، وفق بيان صادر عن وزارة التخطيط العراقية. جاء ذلك، خلال لقاء جمع يلدز مع وزير التخطيط العراقي سلمان الجميلي، في مكتب الأخير في بغداد. ونقل البيان عن يلدز قوله إن «بلاده ستشارك في مؤتمر الكويت للدول المانحة، وستعلن عن حجم الدعم الذي ستقدمه للعراق، سواء أكان منحة أو قرضا ميسرا أو مساهمات استثمارية». الجميلي، بدوره أكد على أهمية «الدور التركي في إنجاح مؤتمر المانحين، فضلا عن دورها في عمليات إعادة الإعمار». وأشار أن «العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين بدأت تتعافى، بعد أن تأثرت بالظروف التي مر بها العراق خلال سنوات الثلاث الماضية، ممثلة بوجود تنظيم داعش الإرهابي، ما انعكس سلبا على حجم التبادل التجاري بين البلدين». ودعا، الشركات التركية إلى الإسهام في عمليات إعادة الإعمار والحصول على فرص استثمارية كبيرة. كما أورد البيان، أن الجانبين ناقشا تعزيز العلاقات الثنائية، في مجالات المواصفات والمقاييس، والتعاون الجمركي، وتجارة الذهب، وتأهيل المنافذ الحدودية بين البلدين. ومن المقرر أن يغادر الوزير الجميلي بغداد متوجها، اليوم الخميس، إلى أنقرة، في زيارة رسمية تستمر يومين، للتباحث مع الجانب التركي في جملة من القضايا المشتركة. ويخطط العراق لطرح 157 مشروعاً استثمارياً في مؤتمر المانحين الذي من المقرر أن تشارك فيه نحو 70 دولة، وينعقد خلال الفترة بين 12 و14 شباط/فبراير المقبل. وأعلنت الحكومة العراقية في مايو/ أيار الماضي، عن حاجتها لنحو 100 مليار دولار لإعادة إعمار المناطق المحررة من سيطرة «داعش» شمالي وغربي البلاد. وفي المقابل، تعكف الحكومة العراقية على إعادة «النصف» المتبقي من أعداد النازحين إلى مناطقهم، ضمن المدة التي حددتها ـ قبل موعد إجراء الانتخابات. وترأس الأمين العام لمجلس الوزراء مهدي العلاق، الاجتماع الدوري الخاص بمهمة دعم الاستقرار في المناطق المحررة، بحضور السفير الألماني في العراق. بيان لمكتب العلاق أفاد بأن الاجتماع يعدّ الأول بعد انتهاء العمليات العسكرية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» و«إعلان النصر النهائي». وأشاد العلاق، وفقاً للبيان، بـ«الجهود الدولية لتعزيز عملية الاستقرار في المناطق المحررة، ونجاح الحكومة العراقية بإعادة 50٪ من النازحين إلى مناطقهم»، مبيناً إنه «مازالت أمام الحكومة مهمة إعادة 50٪ الأخرى». وأكد المسؤول الحكومي إن عودة النازحين «ستكون طوعية ومقترنة بقناعة الأسر للعودة إلى مناطقهم، وبتوفير الخدمات الأساسية من خلال تأمين ظروف أفضل للمناطق المحررة باستمرار دعم الاستقرار وتنفيذ المشاريع السريعة تخدم الاسر العائدة». حسب البيان. وتضمن الاجتماع، الذي حضره منسقة الشؤون الإنسانية ليز كراندي، والسفير الألماني سيريل نان، ومجموعة من سفراء الدول الداعمة، ومحافظي ديالى وصلاح الدين ونينوى والانبار، اهم التحديات التي تعرقل عملية الاستقرار الكفيلة بالعودة السريعة لما تبقى من النازحين. وطبقاً للبيان فإن المحافظين «عرضوا تقاريرهم الخاصة، التي تضمنت تفاصيل جهود المحافظات بإغاثة النازحين ومحاولة توفير اقصى ما يمكن من الخدمات بما هو متوفر من الموارد، بالإضافة إلى أبرز التحديات والمعوقات التي تواجههم، مطالبين الحكومة العراقية والأمم المتحدة، والدول الصديقة الداعمة بتوفير مزيد من الدعم اللازم». وشارك في الاجتماع أيضاً دارا حسن رشيد عن صندوق إعادة اعمار المناطق المتضررة، واللواء الركن محمد الشمري ممثل عن مركز العمليات الوطني، وابتسام عزيز مدير عام دائرة تمكين المرأة في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، التي سلطت الضوء على وضع المرأة في المناطق المتضررة خاصة والعراق عامة وما لحق بها من ضرر نتيجة فقدان او عوق رب الاسرة، بالإضافة إلى الممارسات «غير الإنسانية» التي تعرضت لها عدد من النساء ابان فترة سيطرة العصابات الإرهابية على بعض المناطق او نتيجة العمليات الإرهابية التي لحقت بمعظم المحافظات والمدن العراقية، داعيةً إلى تمكينها وتعويضها من جميع النواحي. وفقاً للبيان. نصف النازحين لم يعودوا إلى مناطقهم المحررة… والحكومة تبحث «معرقلات» عملية الاستقرار |
إسرائيليون يطالبون البرلمان الإيرلندي بدعم قانون لمقاطعة المستوطنات Posted: 31 Jan 2018 02:20 PM PST الناصرة – «القدس العربي»: طالبت شخصيات إسرائيلية شغلت وظائف رسمية ومرموقة في السابق منهم نواب وحقوقيون وسفراء وفنانون وأكاديميون البرلمان الإيرلندي بمقاطعة منتوجات المستوطنات، فيما حذر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما من تبعات المستوطنات على إسرائيل. وفي رسالة إلى المشرعين في البرلمان الإيرلندي طلب هؤلاء دعم مشروع قانون ينص على منع بيع واستيراد منتجات المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي الضفة الغربية المحتلة في إيرلندا. ويمنع اقتراح القانون، الذي يطرح اليوم للتصويت عليه، استيراد أو بيع منتجات وخدمات مصدرها المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967. وجاء في الرسالة المنشورة في صحيفة «آيريش تايمز» الإيرلندية: « نحن مواطنون إسرائيليون قلقون نحث إيرلندا على دعم أي تشريع يسهم في فرض التمييز بين إسرائيل نفسها وبين المستوطنات في الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وشرق القدس. وأكدوا في رسالتهم أن الاحتلال الإسرائيلي للمناطق خارج حدود 67 مستمر منذ أكثر من 50 عاما بدون أي نهاية في الأفق، وهو ليس غير عادل فحسب، وإنما يشكل خرقا لقرارات كثيرة للأمم المتحدة. وتابعت مذكرة الشخصيات الإسرائيلية «كأشخاص نهتم بشكل معمق بمستقبل إسرائيل، ونتوق للسلام مع جيراننا، فإننا نحثكم على دعم القانون». وعلم أنه من بين الموقعين على الرسالة الصحافي والنائب الأسبق أوري أفنيري، وبروفيسور إيلي بار نافي، والسفيران السابقان إيلان باروخ وألون لوئيل، والمستشار القضائي الأسبق للحكومة ميخائيل بن يائير، وأعضاء الكنيست سابقا رومان برونفمان وأفرهام بورغ ونعومي حزان وتسلي ريشيف وياعيل ديان، والفنانون داني كرون وأليكس ليبك ودافيد ترتكوبر وميكي كرتسمان. يشار إلى أن البرلمان الدنماركي كان قد تبنى، الأسبوع الماضي، قرارا مماثلا، يدعو إلى استثناء المستوطنات من أي اتفاق ثنائي مباشر مع إسرائيل. كما تقرر تعزيز التوجيهات الحكومية الدنماركية ضد استثمارات هيئات عامة وخاصة خارج الخط الأخضر. وفي هذا السياق نقلت صحيفة «هآرتس» عن السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل، دان شبيرو قوله إن القادة الإسرائيليين «سيندمون على إحراقهم للجسور مع الديمقراطيين في الولايات المتحدة». وقال في مقال نشرته مجلة «أطلانطيك» إن الأميركيين منقسمون في مسألة الصراع أكثر بكثير من مسألة إسرائيل. واعترف شبيرو الذي يعمل حاليا باحثا في معهد دراسات الأمن القومي في إسرائيل بان بعض الأمريكيين بدأوا في «النظر إلى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من خلال منظار حقوق الإنسان، خاصة الشباب والأفارقة الأمريكيين والإسبان»، وان دعمهم للفلسطينيين ازداد وفقا لذلك. واشارت القناة الاسرائيلية العاشرة أمس الى ان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، أشار قبل يومين إلى العلاقات مع إسرائيل للمرة الأولى منذ مغادرته البيت الأبيض، موضحا إن الصداقة الحقيقية تتطلب الصدق في قضية الاستيطان. وقال في كلمة ألقاها في كنيس الإصلاحيين في نيويورك، إنه كان يمازح طاقمه حول هذا الموضوع، ويقول لهم انه «يهودي ليبرالي، في الواقع». ودافع أوباما عن قرار الامتناع عن فرض الفيتو على قرار مجلس الأمن في كانون الثاني 2016، الذي اعتبر البناء في المستوطنات يفتقد إلى الشرعية القانونية. وقال إن «فرض الفيتو كان سيمس بمصداقيتنا في مسألة حقوق الإنسان». وأضاف انه «لكي تكون صديقا حقيقيا لإسرائيل من المهم أن نكون صادقين في الموضوع، وسياسة هذه الدولة لا تسمح بذلك أحيانا». وقال أوباما إن «الوضع في الضفة الغربية ليس مستديما لفترة طويلة، ويمكن أن يهدد وجود إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية. وحذر من أن استمرار توسيع المستوطنات، وفقا للوتيرة الحالية، من شأنه أن يجعل قيام الدولة الفلسطينية مستحيلا. وقال إن الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل، خلال فترة ولايته، كان أكبر بكثير من الدعم الذي قدمته الحكومات السابقة، مضيفا، في إشارة إلى اتفاقية المساعدات العسكرية الموقعة بين البلدين خلال السنة الأخيرة من ولايتها، «إن هذه المسألة ليست محل نقاش». وتساءلت القناة الإسرائيلية لماذا لم يبادر أوباما لفرض رؤيته على الأرض خلال ثماني سنوات من الحكم؟. إسرائيليون يطالبون البرلمان الإيرلندي بدعم قانون لمقاطعة المستوطنات |
جهود لاحتواء الأزمة الناجمة عن مقتل صياد سنغالي في المياه الموريتانية Posted: 31 Jan 2018 02:19 PM PST نواكشوط -« القدس العربي»: تواصلت أمس في العاصمتين الموريتانية والسنغالية جهود سياسية وديبلوماسية لاحتواء الصدمة التي تعرضت لها العلاقات بين نواكشوط وداكار بسبب مقتل صياد سنغالي في المياه الموريتانية السبت الماضي. وفي هذا الصدد التقى الرئيسان الموريتاني والسنغالي الأحد على هامش القمة الأخيرة في أديس أبابا وناقشا حادثة موت الصياد السنغالي واتفقا على إسكاتها، وتعهد الرئيس الموريتاني حسب مصادر رسمية سنغالية بإيفاء مبعوث خاص إلى داكار يحمل العزاء وحسن النية بإزاحة كافة مسببات الحوادث البحرية المؤلمة والمتكررة. وتتزامن هذه الجهود مع جدل ساخن في وسائل الإعلام وفي شبكات التواصل حول الجهة المخطئة في هذه الحادثة، حيث يجزم السنغاليون بأن الجانب الموريتاني هو المخطئ لإفراطه في استخدام القوة وعدم مراعاته للجوار، بينما يؤكد الموريتانيون أن الصيادين السنغاليين هم المخطئون لاصطيادهم غير المرخص في المياه الموريتانية وعدم استجابتهم للتحذيرات الكثيرات التي وجهت إليهم أكثر من مرة. وقدمت قيادة الأركان الموريتانية أمس روايتها للحادثة حيث أوضحت في بيان رسمي أن دورية من خفر السواحل اعترضت مساء السبت 27 يناير 2018، قرب انجاغو في الموقع (06°16 شمالا 35°16 غربا) زورقا سنغاليا في وضعية صيد غير مرخص، وذلك في أثناء مهمة لرقابة الصيد». «وبدل الانصياع لأوامر الطاقم المتكررة بالتوقف، يضيف البيان، عمد الزورق إلى محاولة الارتطام بالدورية للإضرار بهيكل الطواف، وأمام هذه الوضعية الخطيرة ولإجبار الزورق على التوقف، قامت الدورية بإطلاق النار على محرك المركب لتعطيله وعند توقفه تبين وجود جريح بين راكبيه التسعة فارق الحياة بعد ذلك بفترة»، مبرزة «أنه لولا تمادي طاقم الزورق واستفزازه لما وقع هذا الحادث المؤسف الذي تسبب في فقد إنسان». وأكد البيان «أن الاستفادة من الثروة البحرية تبقى خاضعة لقوانين ونظم تكلف وحدات البحرية وخفر السواحل بالسهر على تنفيذها مستخدمة في سبيل ذلك كل الوسائل المتوفرة لديها». «وللتذكير، تضيف قيادة الأركان، فخلال سنة 2017 نفذت وحدات البحرية الوطنية وخفر السواحل أكثر من 62 عملية اعتراض تمكنت خلالها من توقيف 108 زوارق و930 صيادا من غير أن تحدث أي أضرار أو تسجل أية حالة وفاة». ودخلت المعارضة الموريتانية على خط الأزمة، لتؤكد في بيان وزعته أمس «أنها في الوقت الذي تعترف فيه بحق موريتانيا في الدفاع عن حرمة مياهها الإقليمية، فإنها تدين بشدة الاستخدام المفرط للقوة الذي راح ضحيته أحد الصيادين السنغاليين، كما تدين بقوة عمليات النهب والتخريب التي تعرضت لها بعض المحال المملوكة من طرف موريتانيين، وكافة الأعمال والتصرفات التي من شأنها أن تكدر صفو العلاقات الموريتانية السنغالية، والعلاقات مع كل الجيران بصفة عامة». ودعت المعارضة السلطات الموريتانية السنغالية «إلى التحلي بالمسؤولية، واحتواء الأزمة، وتغليب مصلحة البلدين على كل الاعتبارات الذاتية والضيقة، والعمل على ألا تتكرر مثل هذه الأحداث المؤلمة»، محملة في بيانها «سلطات البلدين المسؤولية عن كل ما قد ينجم عن عدم تسيير مثل هذه الأزمات بالحكمة والمسؤولية اللازمتين»، داعية في الوقت ذاته «للإسراع بإبرام اتفاقية في مجال الصيد البحري تحمي السيادة والمصالح الموريتانية وتقوي علاقات حسن الجوار والتعاون والمصالح المشتركة التي تجمع البلدين الشقيقين». ودعت المعارضة الموريتانية «القوى السياسية والمجتمعية وكل أصحاب النيات الحسنة في البلدين الشقيقين للوقوف في وجه الدعايات المغرضة التي يحاول أصحابها تسميم العلاقات بين الشعبين الشقيقين». وأضافت «إن العلاقات الموريتانية السنغالية ظلت تعرف توترات خطيرة تسببها أحداث مؤلمة لا يمكن تبريرها، فمن جهة، ماذا يمكن أن يبرر إطلاق الرصاص الحي على صيادين سنغاليين عزل وقتل أحدهم، ومن جهة أخرى، ماذا يمكن أن يبرر الاعتداء على محال مواطنين موريتانيين مسالمين ونهبها وإحراقها؟». «إن العلاقات الموريتانية السنغالية، تضيف المعارضة، تتطلب من سلطاتهما التحلي بروح المسؤولية ومعاملة كل منهما لمواطني البلد الآخر بما يقتضيه حق الجوار وتنوع وعراقة العلاقات بين الشعبين وحجم المصالح المشتركة بين البلدين الشقيقين والجارين، فموريتانيا والسنغال بلدان يحكم عليهما التأريخ والجغرافيا بالتفاهم والتعاون، وككل البلدان المتجاورة لا يستطيع أي منهما أن يلغي الآخر، بل لا يستطيع أي منهما أن يعيش في سلام وطمأنينة إلا إذا استطاعا أن يبنيا علاقات قوامها الثقة ورعاية المصالح المتبادلة». ومنذ نهاية العمل باتفاق الصيد بين موريتانيا والسنغال عام 2015 وبسبب المماطلة في تجديده والعلاقات الموريتانية السنغالية تواجه صدمات متكررة بسبب إصرار الصيادين السنغاليين على الصيد في المياه الموريتانية التي شدد قانون الصيد الموريتاني الجديد من إجراءات الصيد فيها. وينص قانون الصيد الموريتاني على حصر ممارسة نشاط الصيد على حاملي الجنسية الموريتانية، كما أنه يلزم بواخر الصيد الأجنبية بتشغيل طواقم موريتانية وبتفريغ الأسماك المصادة على الشاطئ الموريتاني لمعرفة كميتها ونوعيتها. وكان اعتقاد الصيادين السنغاليين أن السلطات الموريتانية ستتساهل معهم في تنفيذ القانون الجديد، غير أن ذلك لم يحدث بسبب ما أكد مصدر بوزارة الصيد الموريتانية، استمرار النهب المنظم الذي تعرضت له الثروة البحرية الموريتانية في العقود الأخيرة. وبسبب هذه الإجراءات بدأ السنغاليون يبحثون عن التجنس في موريتانيا والإقامة فيها بحثا عن طرق للاستفادة من شواطئها ذات الوفرة السمكية المشهورة. ويؤثر قانون الصيد الموريتاني على نشاط الصيد في السنغال، حيث حجزت البحرية الموريتانية على مرات متعددة، أكثر من 4800 زورق صيد مخالف للقانون وألزمت ملاكها السنغاليين بدفع غرامات مالية ثقيلة لا يتوفرون عليها. وإذا لم تمنح موريتانيا معاملة تفضيلية للصيادين السنغاليين فسيبقى أكثر من 10 ــ 15 ألف زورق راسيا في السنغال مسببا بطالة فنية ومعرضا أسرًا كثيرة للضياع. وينتظر ملاك هذه الزوارق منذ عامين إيجاد حل لمشكلتهم، التي لم تتوفر بعد ظروف حلها لما تتعرض له العلاقات بين نواكشوط وداكار من مطبات بين الحين والآخر. وتأتي هذه الحادثة أياما بعد مكالمة أجراها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز مع نظيره السنغالي مكي صال، واعتبرها المراقبون مؤشرا واضحا على تحسن مرتقب في العلاقات بين نواكشوط وداكار التي تمر منذ فترة بمرحلة جمود وتوتر. ويجمع مراقبو هذا الشأن على أن العلاقات بين الرئيسين ولد العزيز ومكي صال ليست على ما يرام لأسباب غير مفهومة، مع أن الرسميين من كلا البلدين لم يفتؤوا يكذبون ذلك ويؤكدون بأنها علاقات أخوية وطبيعية. واشتد التوتر في العلاقات الموريتانية السنغالية بعد الأزمة الغامبية وصراع الوصاية على غامبيا، وزاد من توترها صداقات للرئيس السنغالي مع معارضين للرئيس الموريتاني يتقدمهم المصطفى الإمام الشافعي الذي سربت مؤخرا مكالمة بينه مع الرئيس السنغالي دعاه فيها الرئيس صال للمبيت معه في منزله الرئاسي. ومهما كانت مظاهر التوتر الملاحظة منذ فترة في العلاقات بين نواكشوط وداكار، فإن الجوار مضافا للمصالح المشتركة يفرض على الرئيسين التفاهم المستمر والابتعاد عن التوترات. جهود لاحتواء الأزمة الناجمة عن مقتل صياد سنغالي في المياه الموريتانية |
استشهاد ناشط من حماس خلال حفر «نفق مقاومة» Posted: 31 Jan 2018 02:19 PM PST غزة ـ «القدس العريي»:قضى عنصر من عناصر كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس من مدينة غزة، خلال عمله في أحد «أنفاق المقاومة». وقالت كتائب القسام إن محمود عبد الحي الصفدي، من حي الدرج في مدينة غزة، ارتقى خلال عمله في أحد «أنفاق المقاومة». وأشارت إلى أن شهادته جاءت «بعد مشوار جهادي عظيم ومشرف، وبعد عمل دؤوب وجهاد وتضحية». وجاء في بيان النعي «على طريق ذات الشوكة يمضي مجاهدو القسام الأبطال، لا يعرفون للراحة أو القعود سبيلاً، فصمتهم ما هو إلا جهاد وإعداد لطالما رأى العدو والصديق ثمرته في ساحات النزال، فمن التدريب إلى التصنيع إلى حفر أنفاق العزة والكرامة إلى المرابطة على ثغور الوطن». وكثيرا ما قضى ناشطون من فصائل المقاومة الفلسطينية، خلال مهام حفر «أنفاق المقاومة»، أو خلال مهام «إعداد وتدريب». استشهاد ناشط من حماس خلال حفر «نفق مقاومة» |
الحمد الله يدعو لإحياء عملية السلام على أساس احترام حق الشعب الفلسطيني في الاستقلال Posted: 31 Jan 2018 02:18 PM PST لندن ـ «القدس العربي»: قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله في كلمته أمام الاجتماع الاستثنائي للجنة المانحين الدولية، في العاصمة البلجيكية بروكسل أمس: «هناك حاجة ماسة إلى حشد الدعم الدولي لإحياء عملية السلام المتوقفة منذ فترة طويلة، وذلك على أساس احترام حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والاستقلال». وأضاف «وأعتقد جازما أن اجتماعنا اليوم يمكن أن يسهم في رسم مسار عملي للسلام وأن ينقل إشارات مفعمة بالأمل والتفاؤل». وأضاف: «يسرني جدا أن أكون هنا اليوم. وباسم فلسطين أود أن أعرب عن خالص امتناننا لحكومة مملكة النرويج رئيس اللجنة والاتحاد الأوروبي على عقد هذه الدورة الاستثنائية لمجموعة المانحين الدوليين لفلسطين، كما أشكر ممثلي الدول والمنظمات الدولية المشاركة في هذا الاجتماع على دعمهم المتواصل لجهودنا في بناء الدولة، وكذلك سعينا الجاد لتحقيق حل الدولتين، الذي يتمثل في استقلال الفلسطينيين وحريتهم، وهذا هو المسار الوحيد من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للصراع مع إسرائيل». وزاد: «أنتم تعرفون بالإعلان الأخير بخصوص القدس من قبل الرئيس الأمريكي، وقراره بتخفيض المساعدات المالية للأونروا، وهي الوكالة التي أنشأتها الأمم المتحدة في عام 1949 لخدمة اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى. وتحتاج هذه الإجراءات إلى بيان سياسي وموقف صريح من جانب لجنة المانحين الدولية تحث فيه الرئيس الأمريكي على إلغاء هذه الخطوات. أولا، لأن هذا الإعلان بخصوص القدس يغير قاعدة أساسية لعملية السلام، حيث ان لجنة المانحين الدولية هي جزءا لا يتجزأ منه، وثانيا، لأن حجب المساعدات عن اللاجئين الفلسطينيين سيؤدي إلى مصاعب سيتعين على بقية العالم التعامل معها، في وقت لا تزال أهداف عملية السلام بعيدة المنال بسبب التعنت الإسرائيلي». واستطرد الحمد الله: «بالنسبة لنا وللدول الـ 129 التي أيدت قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، ورفض القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل، فإن القرار الأمريكي بشأن القدس لا يغير شيئا. أما فيما يتعلق بقرار تخفيض المعونة المالية المقدمة إلى الأونروا، فإننا سنواصل العمل بلا كلل وبجدية تامة مع المجتمع الدولي لضمان استمرار الأونروا في مهامها وعملها، حيث توفر الوكالة لخمسة ملايين لاجئ في الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن، ولبنان، وسوريا خدمات صحية واجتماعية وتعليمية ومعيشة يومية». وقال: «إن من المؤكد أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام مع الاحتلال. ولذلك فإن نقطة النهاية المنطقية والعقلانية لعملية السلام الحقيقية هي إنهاء الاحتلال لأرضنا وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات سيادة على الأرض الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل منذ يونيو/ حزيران 1967، التي تشمل القدس الشرقية، عاصمة دولة فلسطين، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، ومبادرة السلام العربية في عام 2002». وأضاف: «لقد استعدت السلطة الوطنية الفلسطينية لهذه النتيجة وهي إقامة الدولة المستقلة، وهي في وضع ممتاز يمكنها من تحمل مسؤوليات وكذلك التزامات دولة مستقلة ذات سيادة في أي وقت في المستقبل القريب، وتم تأكيد هذا في اجتماعات اللجنة. إن الاحتلال العسكري الإسرائيلي لأرضنا هو العائق الوحيد أمام تحقيق هذا الهدف بالاستقلال. إن الوصول إلى هذا الهدف هو السبيل الوحيد لكي نكون أقل اعتمادا على المساعدات الدولية ـ او حتى عدم الاعتماد عليها – لأن قدرات شعبنا وإمكانيات وطننا ستظهر بشكل كبير». وأوضح: «ان العقبة الرئيسية أمام وجود اقتصاد فلسطيني تتمثل في التوسع الاستيطاني وسيطرة الاحتلال العسكري الإسرائيلي على أرضنا، وهو يسيطر على ما يسمى بالمناطق «ج» ويفرض القيود على التنمية الفلسطينية في تلك المناطق، وتمثل هذه المناطق حوالى 64٪ من مساحة الضفة الغربية، وتحتوي على الموارد الرئيسية والتي في حال تم الوصول إليها واستخدامها، فإنها ستزيد الناتج المحلي الإجمالي الفلسطيني بنسبة 35٪، وفقا لتقرير البنك الدولي في عام 2013». وقال رئيس الوزراء: «أدعو في هذا الاجتماع الى مطالبة إسرائيل بإزالة القيود على الفلسطينيين في مناطق (ج)، وليس فقط تخفيفها. كما أدعوكم الى دعم مشاريع مهمة سيادية من أجل دعم سيادتنا الوطنية، وان لا تتم إعاقتنا في تنفيذ مشاريع سيادية مثل إنشاء المطار والميناء وبناء مدن جديدة ومراقبة الحدود في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث ان هذه المشاريع هي تجسيد لحل الدولتين». الحمد الله يدعو لإحياء عملية السلام على أساس احترام حق الشعب الفلسطيني في الاستقلال دعا المانحين إلى حثّ ترامب على إلغاء قراراته بشأن القدس والأونروا |
بوزداغ: لن نتوقف عند عفرين Posted: 31 Jan 2018 02:18 PM PST إسطنبول – «القدس العربي»: قال نائب رئيس الوزراء التركي المتحدث باسم الحكومة بكر بوزداغ، إن حدود عملية «غصن الزيتون» تقتصر على منطقة «عفرين» شمال غربي سوريا، لكن تركيا لن تتوقف عند حدود تلك العملية، ووفقاً لوكالة الاناضول، قال بوزداغ إن «حدود العملية تقتصر على منطقة عفرين، لم نقل إن تركيا ستقف عندما تحقق العملية أهدافها، لكن العمليات التي ستجري في منبج وشرقي نهر الفرات ستكون بمعزل عن تلك العملية». وأشار إلى أن هدف عملية «غصن الزيتون» هو تحرير منطقة عفرين من التنظيمات الإرهابية، وفيما يتعلق بالتصريحات الأمريكية حول عدم الانسحاب من «منبج» في ريف محافظة حلب شمالي سوريا، أكد بوزداغ أن بلاده تركز حالياً على تطهير منطقة عفرين، وان تركيا لا يمكن أن تقبل أو تسمح بأي تهديد ضد حدودها ووحدة ترابها وسلامة أرواح مواطنيها وممتلكاتهم في المناطق الحدودية، أو تشكيل أو توجه يساعد منظمة «بي كا كا» على تأسيس دولة إرهابية على طول حدودها. بوزداغ: لن نتوقف عند عفرين |
جنينة يطالب بتأمين حراسة لحمايته وأسرته Posted: 31 Jan 2018 02:17 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: تقدم محامو المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزي المصري للمحاسبات سابقاً، بطلب إلى النيابة العامة، يفيد بإلزام وزارة الداخلية توفير حراسة لحماية المستشار وأسرته. وأشاروا إلى أن النيابة أمرت بعرض الحاضرين على الطب الشرعي لبيان ما بهم من إصابات وتحديد الأدوات المستخدمة في التعدي، وفقا للأحراز المضبوطة. وأكدوا عرض حارس عقار جنينة أيضاً على الطب الشرعي لوجود كدمات بالعين اليسرى وأنحاء متفرقة من جسده، كما طلبوا سماع أقوال الشهود الذين تطوعوا للإدلاء بشهادتهم، وحتى الآن لم تصدر أي تقارير خاصة بواقعة التعدي. وقال مصدر قضائي، إن جنينة مَثل أمام هيئة الطب الشرعي، أمس الأربعاء، لتوقيع الكشف الطبي عليه لبيان ما به من إصابات وموافاة النيابة العامة بنتائج الكشف رسميا. ورغم تعرض جنينة لاعتداء، وإصابته بكدمات، فإن نيابة القاهرة الجديدة نسبت إليه تهمة ضرب الشبان الثلاثة «المعتدين عليه»، في منطقة التجمع الخامس في العاصمة المصرية القاهرة السبت الماضي. ونفى التهمة المنسوبة إليه، وأقر أنه لم يكن متمها بل كان ضحية الشبان الثلاثة الذين «حاولوا اختطافه» والاعتداء عليه بالضرب بعد أن ألقى أحدهم نفسه أمام سيارته. حاتم عبدالعظيم، أحد ممثلي الدفاع عن جنينة، قال إن موكله صرح عقب خروجه من مصلحة الطب بأنه يثق في القضاء المصري الذي ينتمي إليه، مناشدًا الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزارة الداخلية بتعيين حراسة له ولأسرته حتى لو على نفقته الخاصة لحمايته. جنينة يطالب بتأمين حراسة لحمايته وأسرته |
إصابات واعتقالات في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية و«الخارجية»: الصمت على إعدام صبي عار على جبين الإنسانية Posted: 31 Jan 2018 02:17 PM PST رام الله – «القدس العربي»: أصيب ثلاثة فلسطينيين خلال مواجهات اندلعت فجر أمس الأربعاء، بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي، عند اقتحام مئات المستوطنين مقام يوسف وتل بلاطة الأثري شرق نابلس. ووصلت أكثر من 20 حافلة للمستوطنين الذين اقتحموا المنطقة الشرقية من مدينة نابلس، بحماية من جيش الاحتلال وأدوا طقوسًا تلمودية في المقام. وحسب مصادر طبية فلسطينية فقد أصيب قصي محمد المصري خلال المواجهات مع قوات الاحتلال في شارع عمّان، بعيار معدني مغلف بالمطاط في منطقة الوجه، ونقل إلى مستشفى رفيديا الحكومي. كما أصابت قوات الاحتلال فلسطينيين اثنين من مخيم جنين، واعتقلت آخرين من واد برقين، والمدينة. واندلعت مواجهات عقب اقتحام المخيم، ما أسفر عن إصابة الشابين محمد اسماعيل الرخ، وأحمد محمد العامر بالرصاص الحي في الساق. واعتقلت قوات الاحتلال محمد اسماعيل جرار شقيق الشهيد أحمد جرار، بعد دهم منزل عائلته في واد برقين، ومحاصرة عدد من منازل أقربائهم، والشاب أحمد حسام طوقان من سكان جنين، بعد اقتحام مكان عمله في الجامعة العربية الأمريكية. وواصلت قوات الاحتلال عملياتها داخل مدينة ومخيم جنين والمستمرة منذ قرابة الأسبوعين بحثًا عن أحمد نصر جرار الذي تتهمه بالوقوف وراء عملية المقاومة التي قتل فيها مستوطن يهودي قرب نابلس. وكثفت قوات الاحتلال وجودها في محيط قرى وبلدات المحافظة. وفي السياق اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، والدة شهيد وطفلتها، من بلدة قطنّة شمال غرب مدينة القدس المحتلة. وحسب مصادر نادي الأسير فقد اعتقلت قوات الاحتلال رسيلة والدة الشهيد محمد شماسنة، وطفلتها التي تبلغ من العمر 14 عاما، بعد دهم منزلها، واقتادتهما الى مركز توقيف وتحقيق تابع لها. ومن جهة الإرهاب اليهودي، اقتلع مستوطنون يهود من المتطرفين نحو مئة شجرة زيتون من أراضي قرية ياسوف جنوب نابلس. وهاجم مستوطنو «رحاليم» القريبة من المنطقة أراضي الفلسطينيين واقتلعوا نحو 100 شجرة زيتون من أراضي القرية، تعود لمحمد صالح جازي. يذكر أنه قد طرأ تصاعد ملحوظ في هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم. وشيع الفلسطينيون في رام الله، جثمان الشهيد ليث أبو نعيم الى مثواه الأخير في قرية المغير شمال المحافظة. وقالت ليلى غنام محافظ رام الله والبيرة «إن الاحتلال يمعن باستهداف أطفالنا دون أن يحرك العالم ومؤسسات حقوق الإنسان ساكنا، واستهداف أبنائنا بدم بارد ضرب متعمد لكافة المواثيق الدولية وعربدة احتلالية هدفها تركيع الشعب الصامد على أرضه». وأضافت «لن نستنكر أو نشجب، فالفعل الاحتلالي أكبر من كافة الكلمات، ونكبات شعبنا ونكساته المتتالية هي رد فعل لحالة الصمت العالمي المريب أمام استهداف شعبنا الأعزل إلا من الإرادة، وهذا الصمت أعطى ضوءا أخضر للمحتل لمواصلة تصعيده وتنكيله بشعبنا والاشتراك باستباحة الدم الفلسطيني، ونطالب بحماية دولية لأبناء شعبنا الأعزل الذي يتعرض لبطش الاحتلال ورصاصاته الغادرة دون رادع أو مانع». وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين جريمة الإعدام الميداني التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشهيد الفتى «ليث هيثم أبو نعيم» من قرية المغير شرق رام الله، بعد إقدام جندي احتلالي على إطلاق النار على رأس الشهيد من مسافة قريبة بهدف القتل المتعمد والمقصود. وأكدت الوزارة أن هذه الجريمة تعكس ثقافة القتل الهمجية التي تنتشر بقوة في أوساط جيش الاحتلال وجنوده المنتشرين على امتداد الأرض الفلسطينية، كما تعتبر ترجمة ميدانية لقرارات وتعليمات وتوجيهات المستوى السياسي والعسكري في دولة الاحتلال التي تبيح وتسمح بقتل الفلسطينيين بدم بارد. وحذرت من مغبة التعامل مع جرائم الإعدام الميداني بحق الفلسطينيين العُزل كأرقام على جداول الإحصائيات يتم المرور عنها مرور الكرام، وكأنها أمور باتت روتينية واعتيادية مألوفة، لا يتم التوقف عندها أو الالتفات الى حجم المأساة والمعاناة التي تتكبدها العائلات الفلسطينية جراء فقدانها لفلذات أكبادها. وحملت الوزارة حكومة الإحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجريمة وغيرها من الجرائم، واعتبرتها امتداداً لما ترتكبه سلطات الاحتلال من جرائم بحق الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته ومقدساته ومقومات وجوده الوطني والإنساني في فلسطين. ورأت أن الصمت الدولي على استشهاد الفتى «أبو نعيم» وغيره من الشهداء، يُشجع سلطات الاحتلال على التمادي في سرقة حياة الفلسطينيين دون حسيب أو رقيب. ودعت المنظمات الحقوقية والإنسانية الى سرعة توثيق هذه الجريمة تمهيداً لرفعها الى المحاكم الوطنية والدولية المختصة، وفي مقدمتها المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة مرتكبيها ومن يقف خلفهم من المسؤولين الإسرائيليين. إصابات واعتقالات في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية و«الخارجية»: الصمت على إعدام صبي عار على جبين الإنسانية فادي أبو سعدى: |
الإعدامات في مصر: إحالة أوراق 10 متهمين جدد للمفتي تمهيدا لشنقهم Posted: 31 Jan 2018 02:16 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: قضت محكمة جنايات الجيزة، المنعقدة في أكاديمية الشرطة، أمس الأربعاء، بإحالة 10 متهمين، لمفتي البلاد، لاستطلاع الرأي الشرعي في الحكم بإعدامهم، في القضية المعروفة إعلامياً بـ«خلية إمبابة». وعقدت الجلسة برئاسة المستشار محمد ناجي شحاتة، المعروف بـ«قاضي الإعدامات»، وعضوية المستشارين عبد الرحمن صفوت الحسيني، وأحمد عبد الحكم، وحددت المحكمة جلسة 10 مارس/آذار المقبل، للنطق بالحكم. والمحالة أوراقهم للمفتي هم «محمد حمدي زكي، وأنس مصطفى حسين، ومحمد أحمد عبد الحميد، وإسلام عبد القادر، ومحمود خليفة عبد المجيد، وحسام إبراهيم سيد، وإسلام صابر، ومحمد حسن محمود جاد، وحمدي درويش بيومي، ومحمد محمود عبد المنعم». وكانت النيابة العامة المصرية أسندت للمتهمين في قضية «خلية إمبابة» وعددهم 16، من بينهم ثلاثة هاربين، تهم تأسيس جماعة «تهدف إلى الاعتداء على مؤسسات الدولة، والاعتداء على الحرية، والإضرار بالوحدة الوطنية واستهداف المسيحيين واستحلال دمائهم، والإخلال بالنظام العام وتعريض المجتمع للخطر، والاعتداء على القوات المسلحة، فضلا عن حيازة الأسلحة النارية». وهاجمت منظمات حقوقية مصرية ودولية منذ أيام، أحكام الإعدام وتنفيذها في مصر. واستنكر «مركز الشهاب لحقوق الإنسان» إحالة أوراق المتهمين لمفتي الجمهورية في مصر في قضايا ذات طابع سياسي، مطالبا بإعادة المحاكمات أمام القاضي الطبيعي، بعيدا عن الدوائر الاستثنائية التي تفتقد لشروط تحقيق العدالة، حسب بيانه أمس. كذلك، أصدرت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، منظمة حقوقية غير حكومية، بالاشتراك مع مركز عدالة للحقوق والحريات، تقريراً أمس، لرصد أحكام الإعدام الصادرة في مصر خلال العام الماضي 2017، بعنوان «باسم الشعب». ورصد التقرير الأحكام الصادرة بعقوبة الإعدام في عام 2017 من واقع أوراق المحاكم، سواء أكانت صادرة عن محكمة الجنايات في أول درجات التقاضي أم صادرة عن محكمة النقض، وسواء أكانت صادرة عن محكمة مدنية أم عسكرية، وفقًا للتسلسل الزمني لصدور الحكم. وتضمن التقرير تفاصيل بعض القضايا، منها خمس قضايا قامت محكمة النقض بتأييد أحكام الإعدام الصادرة فيها، وثماني قضايا تم الحكم فيها بعقوبة الإعدام في محاكم الجنايات المدنية، إضافة إلى قضيتين قامت المحكمة العليا للطعون العسكرية بتأييد أحكام الإعدام الصادرة ضد مدنيين فيهما. كما رصد التقرير أنماط الانتهاكات التي تَعرَّض لها بعض المتهمين المحكوم عليهم بعقوبة الإعدام حضوريًّا أثناء سير القضايا، حيث تعرض 32 متهمًا على الأقل في 8 قضايا للاختفاء القسري، بينما باشرت النيابة التحقيق مع 50 متهمًا على الأقل بالرغم من غياب محاميهم أثناء فترات التحقيق، وتراجع 42 متهما حُكِم عليهم بالإعدام على الأقل عن اعترافاتهم السابقة لكونها نتيجة تعذيب، ووثقت المحكمة أثناء مناظرة 13 منهم على الأقل وجود آثار في أجسامهم، كما طلب 22 منهم على الأقل العرض على الطب الشرعي. وبسبب التقرير قامت وزارة الداخلية بتصوير ونشر مقاطع فيديو تُظهِر 11 متهمًا وهم يدلون باعترافات، أثناء فترات التحقيق معهم، وتم توثيق شكاوى 22 متهما ـ على الأقل ـ من سوء الأوضاع في السجون، وحُكم عليهم بالإعدام أمام هيئة المحكمة. وأوصى التقرير في نهايته بتعليق العمل فورا بعقوبة الإعدام، ولو بصورة مؤقتة إلى حين فتح النقاش المجتمعي حول إلغاء العقوبة بشكل كامل، وذلك وفقا لما اقترحته الحكومة المصرية أثناء التصويت على القرار المتعلق بالعقوبة في جلسة مجلس حقوق الإنسان الدولي السادسة والثلاثين، إضافة إلى ضرورة تصديق الحكومة على البروتوكول الاختياري الثاني للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والهادف إلى إلغاء عقوبة الإعدام. وأوصى كذلك البرلمان المصري بإعادة النظر في قوانين العقوبات والإرهاب والأحكام العسكرية والمخدرات لتقليل عدد الجرائم المعاقب عليها بالإعدام، بحيث لا توقع تلك العقوبة إلا في الجرائم الأشد خطرا وفي أضيق نطاق مع تعديل قانون الإجراءات الجنائية بحيث لا يحال المدنيون المتهمون بجرائم معاقب عليها بالإعدام إلى أية محكمة استثنائية أو إلى المحاكم العسكرية لأي سبب كان. وشملت التوصيات ضرورة توقف موظفي إنفاذ القانون عن ممارسة الإخفاء القسري للمتهمين وتعذيبهم لإجبارهم على الاعتراف بارتكابهم وقائع أو جرائم، والتأكد من وجود محام من اختيارهم أثناء التحقيقات. كذلك دعا وزارة الداخلية إلى التوقف عن نشر مقاطع فيديو للمتهمين أثناء فترات التحقيق، وعلى النيابة العامة فتح تحقيقات جادة في ادعاءات تعرض المتهمين المحكوم عليهم بالإعدام لانتهاكات حقوق الإنسان من اختفاء قسري وتعذيب، ومحاسبة المسؤولين عن ذلك. ودعا التقرير لإعادة نشر تقارير دار الإفتاء المصرية السنوية بخصوص الآراء التي يبديها مفتي الجمهورية في قضايا الإعدام. الإعدامات في مصر: إحالة أوراق 10 متهمين جدد للمفتي تمهيدا لشنقهم انتقادات حقوقية للانتهاكات بالإخفاء القسري والتعذيب للمتهمين |
ترقب لرفع أسعار النقل في مصر.. وانتقادات بسبب معاناة «الغلابة» Posted: 31 Jan 2018 02:16 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: كشفت مصادر لـ«القدس العربي» عن بدء تطبيق الحكومة المصرية زيادات جديدة في أسعار تذاكر قطارات السكة الحديد، وهو ما وصفه معارضون ونشطاء بـ«القرار الخطير»، في الوقت الذي أعلن فيه نائب برلماني عدم وصول قرار الزيادة لمجلس النواب لمناقشته. وقال وزير النقل المصري، هشام عرفات، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «هنا العاصمة» مع الإعلامية لميس الحديدي، إن «خسائر السكة الحديد خلال 15 شهرا نتيجة تحريك سعر السولار بلغت 660 مليون جنيه»، مشيرا إلى أن «تذاكر قطارات (في أي بي) ستزيد 25٪ لتقليل الدعم لها، أما باقي القطارات المكيفة الأخرى فستزيد في حدود 40 ٪». وأضاف رغم تطبيق الزيادة الأخيرة على تذاكر القطارات فستبقى أسعار التذاكر مدعومة من قبل الدولة، أما دعم القطارات المميزة والمطورة التي تخدم الضواحي فيصل الدعم فيها إلى أكثر من 300٪. كانت مصادر مسؤولة في وزارة النقل قالت إن من المتوقع بدء تطبيق الزيادات التي أقرها مجلس إدارة هيئة السكة الحديد بعد تصديق وزير النقل عليها، خلال الأسبوع الجاري، وأنه سيتم تطبيق الزيادات على القطارات بأنواعها المكيفة والعادية معا. ورفض رئيس جمعية «مواطنون ضد الغلاء» والمتحدث باسم الحزب العربي الناصري، محمود العسقلاني، الزيادات الجديدة، مشددا على أن توقيت هذا القرار خطير للغاية. وأعرب في تصريحات لـ«القدس العربي» عن دهشته من تطبيق زيادات بسيطة على قطارات الأغنياء مثل «VIP» نسبتها لا تزيد عن 25٪، في مقابل زيادات تصل لـ300٪ على القطارات العادية المعروفة بـ«قطارات الغلابة». وقال إن أفراد الطبقة الوسطى والغنية في مصر أصبحوا يعتمدون بنسبة كبيرة على المواصلات الخاصة من سيارات أجرة وملاكي في السفر بين المحافظات، فيما لا يزال الفقراء وغير القادرين يعتمدون على القطارات الرخيصة نظرا لدعمها من الدولة، مشيرا إلى أن زيادة أسعار قطارات الغلابة في هذا التوقيت غير مناسبة، نظرا لعدم توافر فرص عمل للشباب والفقراء، فضلا عن معاناتهم من الوضع الاقتصادي الحالي. ترقب لرفع أسعار النقل في مصر.. وانتقادات بسبب معاناة «الغلابة» مؤمن الكامل |
زغلول الدامور عملاق الزجل اللبناني وسندباده Posted: 31 Jan 2018 02:15 PM PST كانت منازلة تاريخية تلك التي جرت بين جوقة زغلول الدامور وجوقة موسى زغيب. آنذاك قيل إن 16 ألف شخص قدموا إلى بيت مري من أنحاء لبنان، ليكونوا شهودا على مجرياتها. ذاك الرقم كانت تنقصه الدقّة في حينه، إذ جرى احتسابه تقديريا من قبل الحاضرين أنفسهم، لكنه في أيّ حال يدلّ على احتشاد ضخم للناس في حفلة زجلية. وهذا ما حوّل تلك المنازلة إلى يوم مشهود في تاريخ هذا الفن، حيث ما زالت تستمر أعداد من حضروا فيها بالتصاعد مع مرور الزمن لتصل، كما تردّد في نشرات الأخبار التلفزيونية في هذين اليومين الأخيرين، إلى ثلاثين ألفا. وقد جرى التوافق بين من استقبلتهم الأقنية التلفزيونية، على أن تلك المنازلة كانت الأضخم في تاريخ الزجل اللبناني. صحيح أن هذا التاريخ يحفظ أسماء كبيرة سبق وجودها أولئك الثمانية الذين تنازلوا، أو تواجهوا في تلك الأمسية التي جرت في سنة 1971، إلا أن الاحتفال الزجلي لم يكن قد تأسّس بعد. قبل أن تتأسس الجوقات، في أربعينيات القرن الماضي ربما، كان الناس يجلسون قعودا على الأرض فيما هم يستمعون إلى الشاعر الزجلي، حسب ما وصف زغلول الدامور في مقابلة نادرة كانت أجريت معه. الاستماع قعودا، أو إقعاءً، يدل على ضآلة أعداد المستمعين آنذاك، كما يشير إلى اقتصار الحضور على أبناء قرية واحدة كان الشاعر (وجمعه، بلغة الزجل، «شُعّار» وليس «شعراء» كما في التداول الفصيح) قد حلّ بها في أثناء طوافه بين القرى. ومن أبواب ذاك التأسيس، أو المأسسة كما يقال في اللغة الأكثر ابتعادا عن القاموس الزجلي، أن صارت للزجل موضوعاته المتضادة، مثل الليل أو النهار، الكذب أو الصدق، الشقراء أو السمراء، إلخ، يتولّى كل من الزجالين المتنافسين المنافحة عن أحدها. كما من أبوابه أيضا ما كان ذكره زغلول الدامور في تلك المقابلة من أن الشعر الزجلي صار يقال بلهجة لبنانية خالصة حيث، في السابق :كانت تداخله كلمات مثل، ليت وهكذا وأين، إلخ. في سنة 1944 شكّل زغلول الدامور جوقته التي ارتفع معها شأن الزجل عامة لأسباب عدة بينه،ا برنامجها التلفزيوني الأسبوعي. كان شعّار الجوقة التلفزيونيين الأربعة قد أصبحوا وجوها معروفة، بل مشهورة لدى اللبنانيين جميعهم في بدايات عقد الستينيات من القرن الماضي. وهم ظلّوا كذلك حتى رحيل آخرهم، وهو رئيس جوقتهم زغلول الدامور، مساء يوم السبت الفائت. أي أن «الأبطال» الأربعة، وأشهرهم الثنائي زغلول الدامور وزين شعيب، ظلا نجمين، حتى بعد انقضاء ما يقرب من أربعين عاما على توقّفهما عن الظهور. هم أبطال، وهذه واحدة من صفاتهم التي تردّدت على ألسنة من استضافتهم التلفزيونات لتأبين «الزغلول». لم يكن الزجالون في حاجة إلى من يطلق عليهم الألقاب أو الصفات، فهم كانوا قد بادروا إلى ذلك بأنفسهم. في المنازلات كان الواحد منهم يقول عن نفسه أنه بطل، وأنه قوي وأنه فاتن وملهم الشعراء، وعملاق إزاء الأقزام الشعراء، إلخ. ولم يكن ذلك يبقى في نطاق الكلام الزجلي إذ يُظهره قائله كما لو أنه يعدّد صفاته كشخص. «آه يا أبو علي» كانت تردّ جوقة الحاضرين منتصرة لبطولة زين شعيب الرجل وليس فقط لشعره. وكذلك كانت تردّد المجموعات الساهرة أمام التلفزيونات في البيوت. وأغلب هؤلاء هم أهل القرى الذين كانوا قد نزلوا إلى بيروت مصرّين على الاحتفاظ بثقافة قراهم. كما كان هؤلاء يؤثرون ألا يشاهدوا حفلة الزجل منفردين، فيدعون بعضهم بعضا إلى الاجتماع أمام شاشة تلفزيونية واحدة. هي منازلة إذن، بالشعر. في منازلة عام 1971 المذكور عنها أعلاه، كان زغلول الدامور، رئيس جوقته، في مقابل موسى زغيب رئيس الفرقة المقابلة. كان أحدهما يحتاج إلى الآخر، قال أحد من استضافتهم قناة تلفزيونية، من أجل أن ينازله أو أن يتحدّاه على الأقل. هي مبارزة بالكلام، أو بتأليف الكلام، على نحو ما هي المبارزات الرياضية. أما في فرقته فكان الزغلول، واسمه الحقيقي جوزيف الهاشم، فكان شاعر الاعتدال والحكمة فيما منافسه، زين شعيب، شاعر المغالاة والمراجل. في مطلع سبعينيات القرن الماضي أوقف التلفزيون برنامجه الزجلي الأسبوعي. لكن الزجل لم يغب، أو الأحرى أنه سعى إلى إبقاء حضوره عن طريق المنازلات التي كان منها، مثلا، تلك التي أقيمت ضمن مهرجانات بيت الدين. أذكر أن الحرب ومسائلها كانت قد تسرّبت إلى ما قاله شعراؤها، وإن بطريقة لطّفها فنُّهم. بعد ذلك، مع شعراء آخرين، ازدادت الحرب حضورا داعية الشعّار إلى رفع ألوية طوائفهم. بعد ذلك لزم هؤلاء منازلهم. وإذ عادوا في السنوات الأخيرة إلى الظهور على شاشات تلفزيونية، فذلك من قبيل الاحتفاء بماضي القرى اللبنانية. لكن الزجل قائم في ذاكرة اللبنانيين أكثر مما هو حاضر في عيشهم. رحيل زغلول الدامور أظهر أن الحنين ما يزال قويا إلى ذاك الزمن، رغم سرعة توالي التغيّرات وتراكمها بعضها فوق بعض. ما زال صوت الزغلول الجميل، بل الأكثر جمالا بين رجال هذا الفن، يثير الشوق إلى ما راح يسمّيه متذكرو الزغلول «الزمن الجميل». وها هم، احتفالا به، يطلقون عليه صفاتٍ وألقابا جديدة جعلوا بعضها عناوين لمداخلات ومقالات نشرت في الصحف والتلفزيونات ووسائل التواصل الاجتماعي: كبير شعراء الزجل اللبناني، سندباد الزجل، أيقونة الزجل، الأسطورة، عميد الزجل اللبناني، ملك الزجل اللبناني… نهار السبت الفائت رحيل زغلول الدامور (جوزيف الهاشم) أحد أشهر شعراء الزجل في لبنان عن 93 عاما، بعد معاناة مع المرض. ٭ روائي لبناني زغلول الدامور عملاق الزجل اللبناني وسندباده حسن داوود |
المخرج المسرحي عصام السيد: «إضحك لما تموت» تؤكد على أن الشباب هم الأمل في مستقبل أفضل Posted: 31 Jan 2018 02:15 PM PST القاهرة – «القدس العربي» : عصام السيد أحد كبار مخرجي المسرح في مصر، حصل على جائزة الدولة التقديرية سنة 2013، ومثلت أعماله مصر في مهرجانات عربية وعالمية في مصر وسوريا وتونس والعراق والكويت وفرنسا. شغل منصب مدير عام المسرح الكوميدي التابع لوزارة الثقافة (1995 – 2002). أشرف على الإنتاج المسرحي في قطاع الانتاج في التلفزيون المصري (2003 – 2004). عمل مستشارا فنيا لرئيس قطاع الانتاج الثقافي. تولى منصب مدير عام إدارة المسرح في الثقافة الجماهيرية 2008، ثم رئيسا للادارة المركزية للشؤون الفنية في الهيئة العامة لقصور الثقافة. 2011 تولى رئاسة البيت الفني للفنون الشعبية حتى خروجه للمعاش في 2012. قدم أعمالا في مسرح الدولة والقطاع الخاص، والتلفزيون، والثقافة الجماهيرية، حقق خلالها معادلة صعبة بالجمع بين الإشادة النقدية والجماهيرية الكبيرة، حيث أخرج ما يزيد عن الخمسين عملًا مسرحيًا منذ عام 1981 وحتى الآن من بينها «يا طالع القلعة»، و«شغل عفاريت» و«في بيتنا شبح» و«أهلا يا بكوات»، و«وداعا يا بكوات»، و«زكي في الوزارة»، و«منمنمات تاريخية»، و»إعقل يا دكتور»، و«للي بنى مصر» و«كنت فين يا علي». وكان آخر هذه الأعمال هو «بحلم يا مصر» لعلي الحجار، التي أعيد بها افتتاح المسرح القومي المصري منذ ثلاثة أعوام، وعلى نفس خشبة هذا المسرح تجري حاليا بروفات مسرحيتة الجديدة «إضحك لما تموت» من تأليف لينين الرملي وبطولة نبيل الحلفاوي ومحمود الجندي، موسيقى تصويرية هشام جبر وملابس نعيمة عجمي. «القدس العربي» التقت المخرج عصام السيد وكان هذا الحوار حول العرض والمسرح في مصر. ■ من المعروف أن مسرحية «إضحك لما تموت» سيتم تقديمها عام 2014 لماذا تأخرت هذه السنوات؟ □ بسبب ظروف المسرح في مصر وظروف الإنتاج، كما أنها تأخرت فترة بسبب قرار عرض مسرحية «هولاكو» أولا» ثم عاد المسؤولون وقرروا عرض «إضحك لما تموت». ■ وما الذي جذبك لإخراج هذه المسرحية؟ □ عندما قرأت المسرحية، شعرت أنها جزء ثالث من المسرحيتين اللتين قدمتهما قبل ذلك مع لينين الرملي، وهما «أهلا يا بكوات» و»وداعا يا بكوات»، ففي المسرحية الأولى كان البطلان صديقين يسافران في الماضي، وفي المسرحية الثانية كان الصديقان يسافران في المستقبل، وفي مسرحية «إضحك لما تموت» تدور الأحداث حول صديقين كبيرين في السن أيضا يسافران في الحاضر. ■ إعتدنا في أعمالك، حرصك على تقديم رسالة في كل عمل فما هي الرسالة التي تقدمها في «إضحك لما تموت»؟ □ الرسالة التي تقدمها المسرحية أن جيل الشباب هو الذي يجب أن يتولى قيادة الأمور، وأن الجيل القديم يجب أن يستمع إليهم، لأنهم هم الأمل في مستقبل أفضل. ■ هناك خلافات فكرية كثيرة بينك وبين الكاتب لينين الرملي، أهمها أنك من محبي جمال عبد الناصر وهو معاد تماما للفترة الناصرية، كيف تعاملت مع هذه الخلافات؟ □ أتعامل مع هذه الخلافات الفكرية عملا بنصيحة الدكتور غالي شكري، حيث قال لي «تعامل مع ما يكتب وليس مع أرائه»، وطالما كان العمل متفقا مع ما أؤمن به لا أنظر للخلافات الأخرى. ■ لكن المسرحية فيها بعض الانتقادات لعبد الناصر؟ □ بالتاكيد كل حاكم له أخطاء، فأنا ضد تأليه أي حاكم، والمسرحية كما تضم انتقادات لعبد الناصر فهي تؤكد على أن الشخص الناصري ما زال يحمل داخله جزءا من الطهارة بعكس الشخص العدمي العبثي الآخر الذي ينتقد ناصر. ■ إعتذار فاروق الفيشاوي عن المسرحية هل سبب لك مشكلة؟ □ لم يسبب اعتذار الفيشاوي أي مشكلة، فأنا لا أرى فرقا كبيرا بين الفيشاوي ومحمود الجندي، الذي حل بدلا منه، حيث قدم الشخصية بشكل رائع، فالمهم بالنسبة لي هو قدرة الممثل على تجسيد الشخصية. ■ دائما ما يبحث المخرجون عن نجوم شباك لجذب الجمهور، وبطلاك رغم أنهما ممثلان قديران إلا أنهما ليسا نجمي شباك، ألم يقلقك هذا؟ □ لا أنشغل بفكرة نجوم الشباك، الأهم بالنسبة لي هو أن يكون كل ممثل قادرا على أداء دوره، واعتمد على الموضوع وطريقة التنفيذ، والأهم بالنبسة لي هو إيماني بما أقدمه. ■ هذه المسرحية هي أول عمل مسرحي في مصر يحمل لافتة «للكبار فقط» ، أليس هذا غريبا، وهل كان جهاز الرقابة هو صاحب التصنيف؟ □ هذا ليس غريبا، بل هو احترام للمتفرج، ولا علاقة للرقابة بالأمر، لأن التصنيف هنا ليست له علاقة بأمور أخلاقية، بل قررنا أنا والكاتب تصنيف العرض للكبار أكبر من 18 عاما، لأن به أمور فكرية وفلسفية تحتاج لعقل أكبر حتى يستطيع أن يستوعبها، وفي النهاية نحن لن نمنع أحدا لكنه تنبيه للأسر ولصغار السن حتى يعلموا أنهم لن يستمتعوا بهذا العرض. ■الديكور في العرض واحد لم يتغير، واستعنت بالوسائط الأخرى والاعتماد على شاشات خلفية، دائما تستخدمها في أعمالك مثلما حدث في «بحلم يا مصر»، فهل ترى أن استخدام الوسائط المساعدة أصبح ضروريا في المسرح؟ □ استخدام هذه الوسائط يكون ضروريا في بعض الأحيان، حسب طبيعة العرض، فمسرحية «إضحك لما تموت»، بها عدد كبير من «الفلاش باك»، وإذا قدمناه من خلال الصوت فقط سيكون مملا للمتفرج، لأن المسرح ليس وسيطا إذاعيا، بل يعتمد على الصوت والصورة، لذلك كان لا بد من استخدام الوسائط الملائمة، والتكنيك المستخدم هذه المرة مختلف عن عرض «بحلم يا مصر»، الذي استخدمت فيه السينما، لأن العرض كان مسرحا تسجيليا، أما في هذا العرض «إضحك لما تموت»، فقد استخدمت «الفيديو جلانر» وهي المرة الأولى التي يستخدم فيها داخل عرض مسرحي في مصر ويعتمد على العرض من خلال أكثر من شاشة وهو يحتاج إلى دقة شديدة. ■ هل كانت الظروف الانتاجية في المسرح القومي ملائمة لاحتياجاتكم؟ □ امكانيات المسرح القومي تتمثل في الخشبة وليس الإنتاج، و«الفيديو جلانر» يحتاج إلى أجهزة حديثة غير موجودة في المسرح القومي وتكليف تأجيرها أكبر من الميزانية، لذلك تنازلت عن بعض «الكواليتي» من أجل تقديم العمل. ■ المسرحية موقفها واضح من ثورة 25 يناير، حيث تؤكد أنها ثورة حقيقيقة، ويأتي عرض المسرحية في الوقت الذي تتعرض فيه هذه الثورة لكثير من الجدل ويعتقد الكثيرون أنها كانت مؤامرة … أفهل يعد ذلك جرأة منك ومن لينين الرملي؟ □ ليست جرأة، ولكنه إيمان بصدق من قاموا بالثورة، فحتى لو كانت مؤامرة فالمشاركون في الثورة كانوا صادقين يحلمون بتغيير حقيفي، وعدم حدوث هذا التغيير لا يعني أن العيب كان فيهم. ■ هل توافق على الرأي الذي يقول إن المسرح فقد جمهوره في السنوات الأخيرة. □ المسرح لا يمكن أن يفقد جمهوره، ولكن جمهور المسرح تتحكم فيه ثلاثة أمور، وهي الظرف الاقتصادي والاحتياج المجتمعي والظرف التارخي للحظة، وكلها في مصر غير ملائمة لوجود جمهور مسرحي. ■ هل أنت راض عن الدعاية التي يوفرها المسرح القومي لمسرحيتك الجديدة؟ □ لا لست راضيا بالطبع، لأن الدعاية متأخرة وكلها موجهة إلى جمهور «السوشيال ميديا»، وهو ليس الجمهور الوحيد المستهدف من العرض. ■ هل هناك اتفاق على تصوير المسرحية لعرضها تلفزيونيا؟ □ للأسف لا يوجد اتفاق حتى الآن، لأن أحد مشاكل وزارة الثقافة، إنها تخضع للقوانين، التي تخضع لها شركات المقاولات والمجمعات الاستهلاكية وغيرها، لذلك لا بد من وجود 3 شركات يتقوم بتقديم عروضهم ويخضعون لقوانين المزايدات والمناقضات، وهذه الأمور تسببت في عدم تصوير مسرحية «وبحلم لمصر» وكثير من المسرحيات مثل «ألف ليلة وليلة» ليحيى الفخراني»، وهي كارثة بكل المقايسس لأن، تاريخنا المسرحي كله لم يتم حفظه بسبب هذه القوانين باستثناء مسرحيات القطاع الخاص. ■ وما هو دور لجنة المسرح في المجلس الأعلى للثقافة؟ □ كل لجان المجلس أنشئت لتكون بمثابة بيوت خبرة تخطط وتتابع التنفيذ، ولكن ما يحدث هو أنها تخطط فقط ولا يتم تنفيذ مخططاتها، لذلك أصبح دورها ثانويا، والسبب في ذلك أن وقت انشاء هذه اللجان كان مخططا أن يتم الغاء وزارة الثقافة ويحل المجلس الأعلى للثقافة محلها، ولكن هذا لم يحدث. ■ ولماذا يوافق المسرحيون على المشاركة في لجان شكلية؟ □ يشاركون دائما على أمل أن يسمح لهذه اللجان بالقيام بأدوارها التي أنشأت من أجلها، وأنا أرى أن الدور الذي يجب أن تركز عليه لجنة المسرح هو الإرتقاء بالمهنة، ويمكن للدكتورة هدى وصفي بعلاقاتها الدولية الكبيرة توفير مجموعة من البعثات للخارج واستقدام المدربين للارتقاء بالعاملين في المسرح. ■ أخيرا، بماذا تفسر النجاح الكبير لعروض «مسرح مصر» رغم أنه لا يقدم مسرحا حقيقيا؟ □ «مسرح مصر» يمثل احتياجا مجتمعيا، ففي لحظات التحول الضخمة في حياة الشعوب تظهر حاجة مجتمعية للضحك فقط، مثلما حدث في الخمسينات في فترة التحول الثوري العظيمة، نجح برنامج «ساعة لقلبك نجاحا كبيرا»، وكذلك فرقة ثلاثي أضواء المسرح في بداياتها. المخرج المسرحي عصام السيد: «إضحك لما تموت» تؤكد على أن الشباب هم الأمل في مستقبل أفضل فايزة هنداوي |
الولايات المتحدة… تركيا… وعملية عفرين Posted: 31 Jan 2018 02:14 PM PST طبقاً لدوائر إعلامية تركية، مقربة من حزب العدالة والتنمية الحاكم، تلقى إبراهيم كالن، الناطق باسم الرئيس التركي، اتصالاً من سكرتير مجلس الأمن القومي الأمريكي، جنرال ماكماستر، مساء 26 كانون الثاني/يناير. خلال الاتصال، أكد ماكماستر على أن الولايات المتحدة ستوقف امدادات السلاح لحزب الاتحاد الديمقراطي، الكردي السوري، وقوات حماية الشعب، التابعة للحزب. هذه هي المرة الثانية التي قدمت فيها إدارة ترامب لتركيا مثل هذا الوعد. في 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، كان الرئيس نفسه، دونالد ترامب، من أخبر نظيره التركي، طيب إردوغان، أن إدارته لن تقدم المزيد من السلاح للمسلحين الأكراد السوريين، مثيراً حالة من الاحتفال في الإعلام التركي. بعد محادثة الرئيسين الهاتفية بأيام قليلة، رصدت قافلة إمدادات عسكرية أمريكية تقطع الحدود العراقية ـ السورية في طريقها للوحدات الكردية في منطقة الرقة. فهل يمكن لأنقرة أخذ وعود ماكماستر هذه المرة على محمل الجد؟ الحقيقة، أن تركيا لم تر في الموقف الأمريكي من المسألة السورية، منذ 2011، سوى الأكاذيب والخذلان. ولم يكن هذا هو المتوقع في أنقرة على الإطلاق؛ ليس فقط لأن تحالف الناتو يجمع الدولتين منذ مطلع الخمسينات، ولكن أيضاً لأن تركيا ترتبط بعلاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، اقتصادية ـ مالية، ثقافية، وعسكرية. في المرحلة الأولى من الأزمة السورية، قبل التدخل الروسي المباشر، عندما أصبحت سوريا مسرحاً هائلاً للصراع بين المعارضين المسلحين، من جهة، وقوات النظام والميليشيات الشيعية الموالية لإيران، من جهة أخرى، رفضت إدارة أوباما التدخل لصالح الشعب السوري. وحتى قبل ظهور النصرة وداعش، ترددت واشنطن في تقديم أي دعم جوهري للثورة، أو السماح لحلفائها في الإقليم توفير السلاح النوعي للثوار، على الأقل بما يسمح مواجهة وحشية طيران النظام. وما أن بدأ صعود داعش والنصرة على حساب جماعات المعارضة الأخرى، حتى تخلت إدارة أوباما كلية عن هدف التخلص من نظام الأسد، لتتبعها، خلال فترة قصيرة، السعودية وعدد من دول الدول العربية الأخرى. في نهاية أيلول/سبتمبر 2015، أصبحت روسيا طرفاً مباشراً في الصراع على سوريا، وتغيرت بالتالي معادلة القوة بصورة كبيرة. وبدلاً من أن تتقدم الولايات المتحدة لتعديل ميزان القوى، تركت تركيا منفردة في مواجهة الروس. أعلنت إدارة أوباما أن مهمتها في سوريا محصورة بمكافحة الإرهاب، وأسست مجموعة تنسيق عملياتي مع موسكو لتجنب صدام محتمل بين الطرفين على أرض وفي سماء سوريا. وعندما وقع الصدام التركي ـ الروسي، بإسقاط الطائرة الروسية في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، لم تتلق أنقرة سوى دعم لفظي من واشنطن ودعوات أمريكية لمنع التصعيد. سوغت إدارة أوباما موقف عدم الاكتراث بأن سوريا لم تكن أبداً منطقة اهتمام استراتيجي للسياسية الأمريكية في الشرق الأوسط. ولكن موقف عدم الاكتراث سرعان ما تحول إلى تباعد عدائي، عندما بدأت واشنطن في دعم الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب، التي تعتبرها تركيا امتداداً لحزب العمال الكردستاني. لم يكن الاتحاد الديمقراطي قوة رئيسية في المناطق الكردية السورية في بدايات الثورة. ولكن الحزب اتبع سياسة دموية لإقصاء القوى الكردية المتآلفة في المجلس الوطني الكردي، والممثلة في الإئتلاف السوري المعارض. ومع 2014 – 2015، عندما انطلقت معركة تحرير بلدة عين العرب (كوباني) الكردية من سيطرة داعش، أبدى الاتحاد الديمقراطي وميليشياته الاستعداد للتعاون مع الأمريكيين لدحر داعش. وبدأت بالتالي العلاقة التحالفية غير السوية بين واشنطن والاتحاد الديمقراطي. خلال 2014، وحتى صيف 2015، انخرطت الحكومة التركية والعمال الكردستاني في عملية سلمية؛ ولم يكن ثمة قلق كبير في أنقرة من الصعود المستمر لامتدادات الحزب السورية. وقد لعبت تركيا دوراً مسانداً لتحرير عين العرب من داعش، حتى وهي تعلم أن القوة الكردية المسلحة الرئيسية في العملية تتبع للاتحاد الديمقراطي. ولكن كسر العمال الكردستاني وقف إطلاق النار في آب/أغسطس 2015، ونهاية العملية السلمية في تركيا، ولد قلقاً متصاعداً من هيمنة امتدادات العمال الكردستاني على الساحة الكردية السورية. خلال الشهور التالية، توفرت أدلة متزايدة لدى الأتراك على تعاون وثيق بين العمال الكردستاني في تركيا ووحدات حماية الشعب والاتحاد الديمقراطي في سوريا، ليس فقط على صعيد التدريب والاتصال، ولكن أيضاً فيما يتعلق بإمدادات السلاح والمتفجرات. وحتى أشتون كارتر، وزير دفاع أوباما، خلال جلسة استماع بالكونغرس في نيسان/ابريل 2016، لم يستطع إنكار العلاقة العضوية بين حلفاء إدارته من الأكراد في سوريا والعمال الكردستاني في تركيا. ساعد الدعم العسكري الأمريكي، سلاحاً وتدريباً، الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب على تحقيق سيطرة كاملة على المناطق الكردية في شمال شرق سورية، وفي شمالها الغربي. راقبت تركيا، بقلق بالغ، تطور العلاقة بين الاتحاد الديمقراطي والأمريكيين في شمال سوريا الشرقي، وأعلنت بوضوح أنها لن تسمح بانتشار كردي مسلحة غربي الفرات. وسرعان ما ولد الدعم الأمريكي للأكراد السوريين مشكلة من نوع آخر. فبالرغم من أن هناك مناطق تواجد كردي ملموس في سوريا، لا يتمتع الأكراد بأغلبية قاطعة في هذه المناطق. ولذا، وكلما كان ذلك ضرورياً أو ممكناً، اتبعت القوات الكردية المسلحة في سوريا سياسة تطهير عرقي ضد العرب والتركمان، بهدف توسيع نطاق منطقة الحكم الذاتي، التي أعلنها الاتحاد الديمقراطي في الشمال السوري. ولكن، وطالما استمر الأكراد في تحمل عبء المواجهة مع داعش، وتجنب الأمريكيون دفع جنودهم إلى ساحة المعركة، غضت واشنطن النظر عن المخاوف التركية وعن سياسة التطهير العرقي التي اتبعها الأكراد. في المقابل، وفي محاولة خداع ساذجة، دفع جنرال رايموند توماس، قائد القوات الخاصة في سوريا، وبرت ماكغورك، مبعوث الرئيس أوباما للتحالف ضد داعش، الاتحاد الديمقراطي، في تشرين الأول/اكتوبر 2015، إلى تشكيل ما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية، التي تضم أكراداً وعرباً، كمظلة لقوات حماية الشعب وميليشيات الاتحاد الديمقراطي الأخرى. في نهاية تموز/يوليو 2016، طلب الرئيس أوباما من إردوغان، في اتصال هاتفي، السماح بمشاركة القوات الكردية في تحرير منبج، المدينة العربية، من داعش، على أن تعود الوحدات الكردية المسلحة إلى مواقعها شرقي الفرات مباشرة بعد تحرير المدينة. دحرت داعش من منبج في مطلع آب/أغسطس، ولكن وعود أوباما لم تتحقق. وبالرغم من الإلحاح التركي، لم تزل وحدات حماية الشعب الكردية تسيطر على المدينة. تماماً كما أن تحرير الرقة في تشرين الأول/اكتوبر الماضي وضع المدينة العربية تحت السيطرة الكردية. وفي هذا الإثناء، كان الاتحاد الديمقراطي نجح، على خلفية فوضى الفصائل في الشمال السوري، وبفعل وجود قوات حماية الشعب في منبج، في تأسيس خطوط إمداد منتظمة للوحدات الكردية في منطقة عفرين، شمال غربي سوريا، التي تحولت خلال العام الماضي إلى قلعة حصينة للحزب وميليشياته. بمعنى، أن إدارة ترامب، وبالرغم من الانتقادات التي توجهها لسياسة أوباما السورية، لم تغير شيئاً من هذه السياسة، حتى بعد وعد ترامب الشهير لإردوغان بوقف إمدادات السلاح لميليشيات الاتحاد الديمقراطي. أدى سحب الصواريخ الأمريكية من تركيا، بدون معرفة الحكومة التركية، خلال الأزمة الكوبية، في مطلع الستينات، ورسالة جونسون لأنقرة في منتصف الستينات بخصوص قبرص، إلى إجراء مراجعة شاملة للسياسة الخارجية التركية. نجم عن تلك المراجعة تحسن ملموس في العلاقات مع الاتحاد السوفييتي، الاعتراف بمنظمة التحرير، وعضوية تركيا في منظمة المؤتمر الإسلامي. إصرار أنقرة على تنفيذ عملية عفرين، والتقارب مع روسيا، بما في ذلك شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية إس 400، مؤشرات على أن التحالف التركي ـ الأمريكي لم يعد كما كان. ٭ كاتب وباحث عربي في التاريخ الحديث الولايات المتحدة… تركيا… وعملية عفرين د. بشير موسى نافع |
عن اللامركزية في سياقها السياسي Posted: 31 Jan 2018 02:14 PM PST لم تكن الدعوة إلى اللامركزية في العراق مرتبطة بتحولات العام 2003، وانما هي دعوة مرتبطة بالدستور المؤقت الذي أقره نظام البعث في العراق عام 1970؛ إذ نصت المادة 8/ ب من هذا الدستور، على ان تقسيم العراق إلى «وحدات إدارية تنظم على أساس الإدارة اللامركزية». مع ان هذا الدستور المؤقت نفسه قد عطل اللامركزية عندما قرر أن «تعيين موظفي الدولة المدنيين وترفيعهم وإنهاء خدماتهم»، و»إعداد الخطة العامة للدولة»، و«الإشراف على المرافق العامة للدولة او المؤسسات الرسمية وشبه الرسمية» ضمن صلاحيات مجلس الوزراء (المادة 62/ ج) وحضرت فكرة اللامركزية «ضمنيا» في مشروع دستور العراق عام 1990 وإن لم يشر النص الدستوري إلى اللامركزية بشكل واضح حين نص على أن العراق يتكون من «وحدات إدارية، تنظم شؤونها المحلية بقانون»، إلا ان الإشارة اللاحقة إلى أن الثروات الطبيعية تتولى استثمارها بشكل مباشر «السلطة المركزية حصرا» تشي بحضور اللامركزية في ذهن مشرع هذا الدستور وإن لم ينص عليها. لكن اللامركزية كانت حاضرة بقوة في دستور 2005، ليس لأنها كانت في سياق الرؤية الأمريكية لعراق ما بعد 2003 التي ظهرت جلية في قانون إدارة الدولة وحسب، حين أشار هذا القانون إلى أن نظام الحكم في العراق الاتحادي يقتضي «تقاسم السلطات فيه بين الحكومة الاتحادية والحكومات الإقليمية والمحافظات والبلديات والإدارات المحلية» (المادة الرابعة)! كما قرر أن تأسيس هذا النظام الاتحادي «بشكل يمنع تركيز السلطة في الحكومة الاتحادية» عادا ذلك التركيز عاملا مساعدا في استمرار الاستبداد! وأنه سيشجع أيضا على ممارسة السلطة المحلية من قبل المسؤولين المحليين في كل إقليم او محافظة، ويخلق عراقا موحدا متحررا من التسلط (المادة الثانية والخمسون)! وقد التزم دستور 2005 بهذه الرؤية عندما قرر ان النظام الاتحادي في العراق يتكون من «اقاليم ومحافظات لا مركزية وإدارات محلية» (المادة 116). وتحرك خطوة أبعد بإعطاء سلطات المحافظات صلاحيات إدارية ومالية واسعة «بما يمكنها من إدارة شؤونها على وفق مبدأ اللامركزية الإدارية»، وابقاء حكوماتها بعيدة عن «سيطرة وإشراف أية وزارة او جهة غير مرتبطة بوزارة»(المادة 120)، بل ومنح حكومات المحافظات سلطة التشريع الذي له اولوية على القوانين الاتحادية، فيما لم ينص عليه في الاختصاصات الحصرية للسلطات الاتحادية (المادة 115)! ولم تكن الرؤية الامريكية بعيدة عن رؤية المعارضة العراقية نفسها في مرحلة ما بعد التسعينيات؛ ففي مؤتمر صلاح الدين للمعارضة العراقية الذي عقد في أكتوبر/ تشرين الاول 1992 كانت ثمة دعوة صريحة لاعتماد النظام الفيدرالي/ الاتحادي في العراق، وقد ظل هذا المطلب يتكرر في مؤتمرات المعارضة، وصولا إلى مؤتمر لندن الذي عقد في منتصف كانون الاول/ ديسمبر 2002، ولكن هذه الدعوة ظلت مرتبطة بالقضية الكردية أكثر من ارتباطها بالنظام اللامركزي. باستثناء إعلان شيعة العراق الذي دعت اليه شخصيات شيعية معارضة في كانون الثاني/ يناير 2002، والذي نص على أن «اللامركزية» مطلب أساسي من اجل تحقيق العدل والمساواة في العراق! شرع مجلس النواب العراقي قانون «المحافظات غير المنتظمة في اقليم» رقم 21 لسنة 2008 والذي جاء في سياق سياسي مختلف تماما عن السياق الذي جاء فيه الدستور العراقي لعام 2005. وقد هيمنت الرؤية اللامركزية على هذا القانون إلى حد كبير، من خلال منح صلاحيات واسعة للمحافظات، لكن القانون خفض مستوى هذه اللامركزية عما كان عليه النص الدستوري! فقد نص القانون على أن مجلس المحافظة هو «اعلى سلطة تشريعية ورقابية ضمن الحدود الإدارية للمحافظة»! فكما هو واضح فان الحديث عن تشريعات لا تتعارض مع النص الدستور والقوانين الاتحادية ينتهك احكام النص الدستوري الذي أعطى للمحافظات صلاحية تشريع قوانين تتعارض مع القوانين الاتحادية، بل واعطى لهذه القوانين العلوية على القوانين الاتحادية فيما لم ينص عليه في الاختصاصات الحصرية للسلطات الاتحادية! كما ان القانون اعطى لمجلس النواب الاتحادي سلطة حل مجالس المحافظات «بناء على طلب من ثلث اعضائه» في حالات محددة (الاخلال الجسيم بالواجبات، مخالفة الدستور والقوانين، وفقدان ثلث الأعضاء شروط العضوية) (المادة 20/ ثانيا)، وسلطة إقالة المحافظين بناءً على اقتراح من رئيس مجلس الوزراء في حالات محددة (عدم النزاهة، هدر المال العام، فقدان أحد شروط المنصب، الاهمال او التقصير). كما ان القانون سحب من المحافظات إ سلطة فيما يتعلق بالقضاء عندما قرر أن المحافظين لديهم سلطة الإشراف على كامل المرافق العامة في المحافظة باستثناء المحاكم (المادة 31/ رابعا)، في حين ان الدستور تحدث عن اختصاص المحكمة الاتحادية العليا في الفصل في تنازع الاختصاص بين القضاء الاتحادي، والهيئات القضائية التابعة للمحافظات غير المنتظمة في إقليم (المادة 93/ ثامنا/ أ). بما يعني ضمنا لا مركزية القضاء في العراق الذي تم انتهاكه مبكرا من خلال تشكيل مجلس القضاء الاعلى الاتحادي شديد المركزية! ولكن القانون أبقى على صلاحيات واسعة للمحافظات، بداية من سلطة إصدار التشريعات المحلية والانظمة والتعليمات، مرورا برسم السياسة العامة للمحافظة بالتنسيق مع الوزارات، ووضع الموازنة الخاصة بالمحافظة ورفعها إلى وزارة المالية الاتحادية، ومرورا أيضا بترشيح ثلاثة أشخاص لشغل المناصب العليا في المحافظة على الوزير المختص تعيين أحدهم حصرا، وإعفاء أصحاب المناصب العليا في المحافظة، وصولا إلى منح المحافظين السلطة المباشرة على الأجهزة الامنية المحلية، وجميع الجهات المكلفة بواجب الحماية وحفظ الأمن والنظام، العاملة في المحافظة باستثناء قطعات الجيش. في شباط/ فبراير 2010 صدر التعديل الاول لهذا القانون، وبدا واضحا ان ثمة محاولة للتقليل من لامركزية المحافظات غير المنتظمة في إقليم، فقد تمت إضافة مادة تعطي لمجلس النواب الاعتراض على القرارات الصادرة من مجالس المحافظات «إذا كانت مخالفة للدستور او القوانين النافذة، وفي حال عدم إزالة المخالفة فلمجلس النواب الغاء القرار» (المادة رابعا)! وكما هو واضح فان هذه المادة تنتهك مرة أخرى المادة الدستورية التي اعطت لمجالس المحافظات صلاحية التشريع وأن لقوانينها العلوية على القوانين الاتحادية في غير الصلاحيات الحصرية للسلطات الاتحادية! كما ان مجلس النواب قد اعطى لنفسه صلاحية تنفيذية في مخالفة صريحة لاختصاصاته الدستورية من جهة، ومبدأ الفصل بين السلطات من جهة ثانية! في حزيران 2013 صدر التعديل الثاني لقانون المحافظات غير المنتظمة في إقليم الذي انتبه إلى الانتهاك الدستوري الذي وقع فيه القانون المعدل فأصبحنا أمام نص جديد يتحدث عن عدم تعارض القوانين التي تصدرها المحافظات «مع الدستور والقوانين الاتحادية التي تندرج ضمن الاختصاصات الحصرية للسلطات الاتحادية» (المادة ثانيا)! وعن إدارة الاختصاصات المشتركة بين السلطات الاتحادية والحكومات المحلية عبر التعاون وتكون «الأولوية فيها لقانون المحافظات» (المادة رابعا/ سادسا). ولكن مادة اخرى أوجدت لتقيد هذه اللامركزية تنص على خضوع الحكومات مجالس المحافظات «لرقابة مجلس النواب»! ثم جاء تعديل ثالث للقانون، شرع في منتصف كانون الثاني/ يناير 2018 قرر، هذه المرة، تقليص عدد مقاعد مجالس المحافظات إلى النصف تقريبا، والغاء مجالس النواحي والابقاء على مجالس الأقضية التي لم تجر انتخاباتها مطلقا! كما قرر ان للوزير المختص حق رفض مرشح مجلس المحافظة للمناصب العليا! وان للمحافظ «سلطة الأمر» على الأجهزة الأمنية المحلية والتشكيلات المكلفة بواجبات الحماية وحفظ الأمن العاملة في المحافظة، «ويستثنى من ذلك وحدات الجيش وتشكيلات الشرطة الاتحادية»! وان تلتزم المحافظات بالسياسة العامة التي يرسمها مجلس الوزراء والوزارات المختصة ولهما او لكل منهما الغاء أي تصرف يتعارض مع السياسات العامة المرسومة! وهي تعديلات تشكل انتكاسة حقيقية لمبدأ اللامركزية وتصب في مصلحة المركزية تماما! وكما يبدو واضحا فان مبدأ اللامركزية لم يكن نتاج رؤية أو استراتيجية حقيقية لدى المشرع او الطبقة السياسية في العراق، بل كان خاضعا تمام الخضوع للسياق السياسي الحاكم! الذي كان يحكم التشريعات من جهة، ويطيح دائما بهذه التشريعات في ظل تواطؤ جماعي لصالح هذا السياق السياسي! هكذا اطاحت قيادات العمليات على سبيل المثال بكل سلطات او صلاحيات المحافظين على القوات الامنية في المحافظة لصالح المركز! كما أطاح تدخل السلطات الاتحادية الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية بأي استقلالية حقيقية للمحافظات في إدارة شؤونها عبر حكوماتها المحلية المنتخبة! وهذا السياق السياسي لا يرتبط بطبيعة الصراع السياسي القائم على أسس في العراق فحسب، ولا برغبات الفاعل السياسي الأقوى وحسب، بل بعلاقاته وتحالفاته السياسية او تقاطعاته مع القائمين على هذه المحافظات! ٭ كاتب عراقي عن اللامركزية في سياقها السياسي يحيى الكبيسي |
سوتشي: من اللا ـ ورقة إلى اللا ـ مؤتمر Posted: 31 Jan 2018 02:13 PM PST ابتكر المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا تعبير «اللا ـ ورقة» لوصف ورقة تقدم بها، في إحدى جولات مفاوضات جنيف، كانت عبارة عن مقترحات للنقاش الداخلي بين الطرفين السوريين المفترضين في المفاوضات، ولطالما كانت هذه، في حقيقتها، «لا ـ مفاوضات» على منهج الترمينولوجي الخاص بديمستورا. فالوفدان لا يلتقيان وجهاً لوجه، ويقوم الوسيط الأممي العجوز بدور المكوك النشط بين غرفتي الوفدين، ناقلاً الأفكار والمقترحات والردود المتقابلة بينهما. وتظهر «اللا ـ نتائج» التي انتهت إليها الجولات المتتابعة لمسار جنيف كم كان كل ذلك عبثياً وبلا طائل. ذلك لأن الوفد الممثل للنظام لم يكن يحضر عن قناعة بالبحث عن حل سياسي، بقدر ما كان يكرر «ثوابته» التي يمكن اختصارها في الشعار الشهير «الأسد أو لا أحد»، في الوقت الذي تواصل قواته المعززة بالميليشيات الإيرانية والطيران الروسي «حرق البلد» على ما ذهب إليه الشعار الثاني الملازم للأول. برغم عبثية مسار جنيف، كان ما يميزه عن المسارات البديلة التي أخذ الروس يطرحونها منذ سقوط حلب، هو الدور المحوري للأمم المتحدة، والمظلة السياسية التي توفرها الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، وقرارات هذا المجلس التي تبقى، برغم كل ما يمكن أن يقال بحقها، مرجعية متعددة الضامنين، وتعكس موازين القوى الدولية القائمة. في حين أن مسارات آستانة وسوتشي تعبر، في أحسن الافتراضات، عن تحالف ثلاثي روسي ـ إيراني ـ تركي، وقائمة أساساً على الإرادة الروسية المنخرطة في الحرب لمصلحة النظام الكيماوي. أطلق بوتين فكرة مؤتمر سوتشي، بدايةً، بعد إعلان انتصار قواته من قاعدة حميميم على شاطئ المتوسط، بحضور تابعه السوري بشار الأسد. «مؤتمر الشعوب السورية»، كما أطلق عليه في البداية، كان فكرة طموحة أراد منها بوتين تظهير انتصاره العسكري سياسياً، في وقت كانت فيه الإدارة الأمريكية غارقة في مشكلاتها الداخلية المتعلقة بشرعية سيد البيت الأبيض المتهم بالاستفادة من خدمات روسية في حملته الانتخابية ضد المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون. ثم غير الروس اسم المؤتمر بسبب اعتراضات كل من النظام والمعارضة اللذين لا يستسيغان تعبير الشعوب السورية المتعارض مع العقيدة الراسخة بصدد «الوحدة الوطنية». فأصبح «مؤتمر الحوار الوطني السوري» في استعادة لاسم اجتماع مماثل جرى، في صيف 2011 في دمشق، برئاسة فاروق الشرع. في غضون ذلك أطلقت الإدارة الأمريكية رؤيتها الخاصة بشأن الصراع في سوريا، وعادت بزخم إلى الحضور في الميدان وفي أروقة الدبلوماسية. فأعلنت أن قواتها وقواعدها العسكرية القائمة شرقي نهر الفرات وشماله، باقية إلى أجل غير مسمى. وحددت أهدافها بمواصلة مكافحة الإرهاب حتى ضمان عدم عودة «الدولة الإسلامية»، ومواجهة النفوذ الإيراني في سوريا، وضمان الوصول إلى حل سياسي مستدام، وفقاً للقرارات الأممية ذات الشأن، يتضمن، في نهاية المطاف، طي صفحة حكم عائلة الأسد. وخطت واشنطن بعض خطوات في اتجاه تطبيق رؤيتها هذه، منها الإعلان عن تشكيل جيش من 30 ألف مقاتل في منطقة نفوذها، وعقد اجتماع خماسي في واشنطن لمجموعة اتصال دولية جديدة بشأن سوريا، بموازاة الثالوث الروسي ـ الإيراني ـ التركي وفي مواجهته، وإعادة فتح ملف جرائم السلاح الكيماوي التي ارتكبها النظام منذ 2013 إلى اليوم. هذه التطورات شجعت المعارضة السورية على اتخاذ قرارها، في اللحظات الأخيرة، بمقاطعة اجتماع سوتشي، مع مساندة فرنسية ـ أمريكية، إذ اقتصر حضور هاتين الدولتين على إيفاد مراقبين. وهكذا بدا أن اجتماع سوتشي تم إفشاله قبل انطلاقه، وبخاصة بعدما سبقه، بأيام، مؤتمر فيينا في إطار مسار جنيف، برعاية أممية ودولية. كان بوسع روسيا التغطية على هذا الفشل المبكر بتأجيل «سوتشي» مرة أخرى، بدعوى وجوب «الإعداد جيداً». لكنها لم تفعل، ربما بسبب اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية التي يريد بوتين دخولها بزخم تحقيق إنجاز سياسي يتوج «نصره» العسكري على سوريا، فلم يبق ما يكفي من الوقت لإنقاذ المؤتمر من الفشل، خاصةً بعد اتضاح نوايا واشنطن الجديدة. حتى اللحظات الأخيرة راهن الروس على كسر إرادة الهيئة العليا للمفاوضات، بالتهديد والوعيد، أو بإغراء وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية. وإذ أعلنت «الهيئة» المعارضة رفضها حضور اجتماع سوتشي، عادت حمم نيران النظام تصب على الغوطة المحاصرة. ومن جهة أخرى تمكن الروسي من إحضار بعض أعضاء الهيئة (منصة موسكو) المحسوبين عليها أصلاً. لكن العقبات أمام لا ـ مؤتمر سوتشي لم تقتصر على الهيئة العليا والأميركيين والفرنسيين، فقد برزت مشكلات كبيرة من داخل جماعة سوتشي نفسها: تركيا التي اعترضت على وجود الإرهابي معراج أورال المتهم بتفجيرات مدينة الريحانية، في ربيع 2013، التي راح ضحيتها 52 قتيلاً من المدنيين، فضلاً عن مجازر بانياس الطائفية. ووفد الفصائل السورية التابعة لأنقرة الذي رفض مغادرة المطار وقاطع اللا ـ مؤتمر في آخر لحظة، في حين فوّض أحمد طعمة الوفد التركي أن يتكلم باسمه، على ما نقل عنه. (كان الرد الروسي على تلكؤ أنقرة فورياً وقاسياً: اعترضت نيران الطيران الروسي ومدفعية ميليشيات النظام الكيماوي، قافلة عسكرية تركية كبيرة متجهة من شمال محافظة إدلب إلى جنوب مدينة حلب. الحصيلة: قتيل وجريحان من القافلة التركية. وصلت الرسالة، فشارك الوفد التركي في اللا ـ مؤتمر). كل هذه التفاصيل كانت كافية وتزيد ليعلن عن فشل موسكو المدوي فيما أرادته من هذا الاجتماع المصمم، أصلاً، للحصول على موافقة المجتمعين الـ1600 على مخرجات أعدت مسبقاً لتعويم «الحل» الروسي القائم على توثيق «النصر» العسكري. ولعل في تصريحات الناطق الروسي بشأن «تسليم السلطة لديمستورا» لإيجاد حل سياسي للصراع السوري في جنيف، ما يطابق إعلان الفشل بصورة مواربة. «لجنة تعديل الدستور» المنبثقة عن اللا – مؤتمر تتألف من 150 شخصاً «ستضم أيضاً معارضين قاطعوا سوتشي» على ما قال لافروف، سيرأسها ديمستورا في جنيف! إن لم يكن هذا محاولة لإنقاذ ماء وجه موسكو، فماذا يكون؟ ٭ كاتب سوري سوتشي: من اللا ـ ورقة إلى اللا ـ مؤتمر بكر صدقي |
سردية الثورة السورية والبعث Posted: 31 Jan 2018 02:13 PM PST فائض أخلاقي كبير تملكه الثورة السورية، يمنح المدافع عنها الكثير من الحجج لتقوية موقفه، لكنه في الوقت نفسه، يساعد على بناء سردية مغلقة، صلبة غير قابلة لفتح أي ثغرات تعطي مساحة لحساسيات أخرى، تمثل مصالح شرائح مجتمعية على قاعدة تتجاوز انقسام، مع النظام أو ضده. والأخير أنتج وعي الثورة لذاتها، انطلاقاً من نزعات شديدة التركيب يحضر فيها الاضطهاد الطائفي والتهميش الاقتصادي وإهمال الريف ومركزة السلطة وسواها. والوعي هذا يحضر حتماً في علاقة أي جماعة مع النظام السوري، بمعنى أن الجميع لديهم مشكلة مع طبقة الاستئثار الأسدية، لكن لكل من هذه المشاكل سياق مختلف عن الآخر. ومفهوم الجماعات هنا قد يتدرج من الهوياتي إلى المصلحي، أي من الطائفة إلى الطبقة، من السنة والدروز والمسيحيين إلى سكان الأطراف والعشوائيات المفقرة. وعليه، النظام واحد في بنيته وهيكليته، لكن معارضته المجتمعية كثيرة ومتنوعة، وهذا تحديداً ما أغفلته سردية الثورة، إذ ركزت على الجزء الأول من المعادلة وأهملت الثانية. والإهمال سريعاً ما تحوّل إلى لوم لكل من لا يعارض النظام وفق ترسيمة سياسية، تشهر بشكل ممل شعار إسقاط النظام لتحقيق الديمقراطية، ولا تقدم أي آليات لتطبيقه، على مجتمع لا تتشارك الجماعات فيه طبيعة الخصومة مع النظام الواجب إسقاطه. السردية تلك، جرى تصنيعها تدريجياً، فمع كل تحوّل، وجِد سياسيون وكتاب، يتحصنون وراء موقف صارم يتذرع بـ»رفض التنازلات» وقراءة الأحداث على ضوء هذا «المبدأ» الذي ضيّق دائرة مؤيدي الثورة وحصرها بمن يتوافق مع هذه السردية ويدعمها. ما أوصلنا إلى استعصائين، الأول، عدم الحماس للبحث عن جسور تواصل مع الجماعات التي تتعدى مشاكلها مخاصمة الأسد، نحو طبيعة موقعها في الكيان السوري. كما أن السردية الرديكالية الطاردة لكل ما لا ينحصر بمعارضة النظام، باتت معياراً صلباً أوقع السياسيين الذين يفاوضون لتحصيل حقوق جمهور الثورة بمأزق، حيث بات تخوينهم مع كل استحقاق تفاوضي، روتينا يوميا، وهو ما يمكن أن نسميه الاستعصاء الثاني. ولعل التعامل مع المسألة الكردية، لا يخرج عن إطار هذه السردية، ذاك أن مشكلة الأكراد ليست مع نظام الأسد فحسب، بل هي مع العرب أيضاً، وعلاقتهم مع الكيان السوري، وبدل التنبه إلى ذلك وتقديم تنازلات لمعالجته، استخدم منظرو السردية الثورية عدتهم التي تحوّلت إلى أيديولوجيا لإبعاد الأكراد أكثر وتحويلهم إلى «خونة». وإن صح هنا التذكير بسوء أداء الأحزاب الكردية واستعجالها الطرح الفيدرالي وربط أجندتها بجهات تتواجد خلف الحدود، فإن هذه الأخيرة باتت أقوى في شارعها، لأن الطرف المقابل لم يقدم أي طرح مقنع، وانتظر الآخرين أن يسلموا بروايته للخصومة مع النظام بدون التنبه لما يتعدى ذلك. والحال، فإن المسألة لا ترتبط بالأكراد وحدهم، بل بمختلف الجماعات والحساسيات السورية التي باتت خارج الثورة لأسباب تتعلق بالدرجة الأولى بخياراتها وبدرجات أخرى بسردية الثورة. والأخيرة انتهت فعلياً في 2012 ودخلنا طور الحرب الأهلية، حيث اتخذت خيارات الجماعات سلوكيات عنفية وجب فهمها في إطار هذه الحرب، وليس لتبرير سردية تتلطى بالاخلاق، فيما جذرها المعرفي بعثي يفسّر الوقائع والأحداث في اتجاه واحد، محدد وصلب، ولا يقبل رواية أخرى تخفي مظلمة غالباً ما تكون أسبابها متعددة. ٭ كاتب سوري سردية الثورة السورية والبعث إيلي عبدو |
قتال في عدن! Posted: 31 Jan 2018 02:12 PM PST لم تكن الأحداث التي شهدتها مدينة عدن خلال الأيام الماضية بعيدة عن تفاصيل المشهد اليومي المعيش في اليمن، إذ تبدو الانقسامات علامة فارقة في طبيعة ذلك المشهد سياسياً وعسكرياً. فكما حدث في معسكر الانقلاب في صنعاء، حيث دخل الحليفان الحوثي وصالح في معركة انتهت بمقتل الأخير، شهدت عدن قتال خصوم الحوثيين في عدن، الأمر الذي لم يحسم لصالح أي من الطرفين، بعد أن تدخلت الرياض لفرض هدنة، وألزمت القوات بانسحابات أدت إلى عودة الهدوء إلى المدينة. حالة التشظي التي يمر بها المشهد اليمني، هي نتيجة طبيعية لطول فترة الحرب، إذ أن طول الفترة، تحول الحرب إلى تجارة رابحة، الأمر الذي يجعل الشركاء والحلفاء يتحولون إلى خصوم يتشاكسون عند حساب الربح والخسارة. ومع تطاول مدة الحرب في البلاد تشهد اليمن على المستوين العسكري والسياسي إعادة تموضع بالنسبة للقوى المختلفة المشاركة فيها. وكما تعيد القوات تموضعاتها على الأرض، فإن المكونات السياسية تسعى إلى نوع من التحالفات المتحولة، بعد مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح على يد حلفائه الحوثيين، غير أن المتأمل في التحالفات والتحالفات المضادة يخرج بنتيجة تشير إلى أن تلك التحالفات في مجمل صيروراتها لا تعكس المصلحة الوطنية العليا لدى الحلفاء والخصوم، على حد سواء. وخلال الأيام الماضية اندلع في مدينة عدن جنوب اليمن صراع بين طرفين، أحدهما يتمثل في القوات الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، المعترف به دولياً، والآخر متمثل في القوات الموالية لعيدروس الزبيدي محافظ عدن السابق، الذي أقاله هادي من منصبه، الأمر الذي دفعه إلى تأسيس ما يسمى بـ»المجلس الانتقالي»، المناوئ لهادي، والذي يحظى برعاية دولة الإمارات العربية المتحدة الشريك الثاني في التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن. وهنا تبدو عبثية المشهد السياسي والعسكري في البلاد، فأبوظبي هي القوة الثانية بعد الرياض في التحالف العربي، الذي يهدف إلى «إعادة الشرعية» في اليمن، وهي – في الوقت نفسه – راعية مجلس عيدروس الزبيدي، الذي قاتل خلال الأيام الماضية قوات الشرعية اليمنية في عدن، في ضرب من التناقض الذي يكثف حالة التداخل والتضاد، والصيرورة الدراماتيكية في المشهدين العسكري والسياسي في اليمن. ليس من قبيل إذاعة الأسرار أن العلاقة بين الرئيس هادي والإماراتيين في أسوأ حالاتها، وأن العلاقة بين أبوظبي وحزب الإصلاح اليمني لم تتحسن، على الرغم من اللقاء الذي جمع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد برئيس حزب الإصلاح اليمني محمد اليدومي وأمينه العام عبدالوهاب الآنسي، في الرياض وبرعاية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. ويبدو في كثير من المنعطفات أن أبوظبي لا تزال عند حالة من التوجس إزاء حزب الإصلاح كامتداد لحركات الإسلام السياسي في العالم الإسلامي، التي ترى أبوظبي فيها خصماً خطيراً يجب مواجهته، وهذه الحال من الخصومة بين من يفترض أنهم حلفاء ضد «الانقلاب الحوثي» ألقت ظلالها بشكل كثيف على المسارات العسكرية في كثير من المناطق التي تتواجد فيها مقاومة محسوبة على الإصلاح، حيث لا ترغب أبو ظبي في التعامل معها، وهو ما يعد سبباً ضمن أسباب أخرى أدت إلى تأخر الحسم. وهنا تبدو الرياض في وضع تسعى من خلاله للحفاظ على الحليفين المتنافرين المتمثلين في مؤسسة الرئاسة وحزب الإصلاح من جهة، والحكومة الإماراتية من جهة أخرى. وقد ظهر موقف الرياض جلياً في الأحداث الأخيرة التي شهدتها عدن. ففي الوقت الذي تدعم أبوظبي قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي في عدن، آثرت الرياض الضغط على «الحلفاء المتشاكسين» لوقف إطلاق النار، محققة بذلك عدداً من النقاط المهمة، وفي مقدمتها الظهور بمظهر المؤيد القوي للشرعية اليمنية، والوسيط الموثوق لدى هؤلاء الحلفاء المتشاكسين، الذين تريد الرياض توجيههم نحو المعركة الحقيقية التي تهمها، وتهم الشرعية اليمنية، وهي معركة إسقاط الانقلاب الحوثي في صنعاء، والمدعوم من طهران، التي تعد العدو اللدود للرياض، ولعدد كبير من البلدان العربية المتوجسة من نزعة الهيمنة لدى حكام طهران. واليوم وقد هدأ غبار المعارك في عدن، وقد سجلت الرياض نجاحاً نسبياً بوقف إطلاق النار، ينبغي أن تنظر الرياض في الأسباب الجوهرية التي أدت إلى اندلاعه، والتي هي أسباب سياسية تدور حول مناطق النفوذ في عدن والجنوب اليمني، وإن تذرعت بذرائع انتشار الفساد في الحكومة اليمنية. هذا النفوذ الذي يبدو أن الصراع عليه يعد كذلك سبباً من أسباب تباطؤ الحركة باتجاه تحرير ما تبقى من مناطق تحت سيطرة الحوثيين، بما في ذلك العاصمة صنعاء. وهنا ستجد الرياض نفسها ملزمة بإيجاد حل للخصومة النكدة بين حلفائها المتشاكسين، وما لم تتم دراسة أسباب الخصومة بين الحلفاء بشكل شفاف، فإن جولة أخرى من المعارك لن تكون بعيدة. وهنا تبدو أهمية أن يعاد رسم حدود العلاقات والمسؤوليات بين الحكومة اليمنية من جهة، والتحالف العربي من جهة أخرى، بشكل يحدد الأدوار المطلوبة من جميع المنضوين تحت يافطة التحالف، ويعيد تعريف المعركة في اليمن، على أساس أنها معركة اليمنيين والعرب ضد انقلاب طائفي مدعوم من دولة لها أطماعها الواضحة في البلدان العربية، وتريد أن تصل إليها عن طريق بث الفوضى الطائفية وملشنة الدول والمجتمعات العربية، والتمكين لمليشياتها للتحكم في مسارات الأحداث سياسياً وعسكرياً في اليمن وغيره من البلدان العربية المثخنة بجراحات حروب الأصدقاء ومكايدات الأعداء على حد سواء. كاتب يمني من أسرة «القدس العربي» قتال في عدن! د. محمد جميح |
معركة عفرين: معوقات الحسم العسكري وآفاق المعركة Posted: 31 Jan 2018 02:12 PM PST لهدفٍ معلن لا يتضمن احتلال أجزاء من سوريا أو قتل مواطنين أكراد، أعلن الرئيس التركي بدء عملية «غصن الزيتون» عصر السبت 20 يناير 2018 لاستئصال أي وجود لمقاتلي تنظيم الدولة وحزب العمال الكردستاني في منطقة عفرين، ثم منطقة منبج في مرحلة لاحقة، وتطهير كامل الشريط الحدودي وصولا إلى حدود العراق، لإبعاد التهديدات عن الحدود والداخل التركي، كجزء من استراتيجية الحفاظ على الأمن القومي التركي. لا يحتاج المراقبون لكثير من الجهد لمعرفة الاستراتيجيات التركية في ما يتعلق بالمحافظة على أمنها القومي، على طول الشريط الحدودي مع سوريا؛ وتركز تركيا على الحد من تهديدين اثنين يتمثل التهديد الأول في تهديد تنظيم «الدولة» على أمنها الداخلي ومدنها الحدودية، قبل أن تنجح القوات التركية بمساندة الفصائل السورية الحليفة في إبعاد هذا التهديد المباشر عن حدودها، غداة سيطرتها على بلدات الراعي واعزاز وجرابلس في شتاء وصيف عام 2016. أما التهديد الثاني بعد تدني مستوى خطر التهديد الأول إلى حد ما، فيمثله وجود قوات سوريا الديمقراطية الحليفة للولايات المتحدة على الشريط الحدودي بين تركيا وسوريا، ونزوع هذه الوحدات لإقامة منطقة خاضعة لسيطرتها يمكن أن تقيم عليها كيان سياسي كردي مستقل أو شبه مستقل، أو أن تشكل منطلقا لشن هجمات على المدن الحدودية والداخل التركي. وتصنف تركيا وحدات الحماية الشعبية الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري، التي تقود قوات سوريا الديمقراطية كمنظمة إرهابية مرتبطة تنظيميا بحزب العمال الكردستاني المحظور، الذي يخوض حربا مع القوات التركية منذ عام 1984 وحتى اليوم؛ كما أن الولايات المتحدة وضعت حزب العمال الكردستاني على قائمة الإرهاب، إضافة إلى دول عربية عدة وإيران ودول الاتحاد الأوروبي وغيرها. وتؤكد الولايات المتحدة على أنها لن تقدم أي دعم للقوات الكردية الموجودة في عفرين في حال شنت المعارضة السورية المسلحة بمؤازرة تركية هجوما لاستعادة بلدة عفرين، الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية. كما أن مسؤولين أمريكيين أكدوا في الآونة الأخيرة على عدم حاجة الولايات المتحدة لوحدات الحماية الشعبية المتواجدة في عموم غرب نهر الفرات في عملية ملاحقة تنظيم «الدولة» على الأراضي السورية. ووفقا لتصريحات المتحدث باسم قوات التحالف الدولي، فإن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة سوف لن يشارك في المعركة المتوقعة في عفرين؛ وتقتصر مهمة قوات التحالف في العمل على هزيمة تنظيم «الدولة» بشكل كامل، والتأسيس لمتطلبات الاستقرار في مرحلة ما بعد التنظيم، بما يكفل عدم ظهوره مرة أخرى، وتتركز عمليات الدعم الذي تقدمه قوات التحالف بعد انتهاء معركة البوكمال على التغلب على ما تبقى من جيوب للتنظيم في شرق الفرات. في الحقيقة، بدا التحضير لمعركة عفرين منذ مارس 2017 في دلالة على أهمية إخلاء المنطقة من المقاتلين الأكراد، للأمن القومي التركي، وتزامنت تلك التحضيرات مع إعلان تركيا عن انتهاء المرحلة الأولى من عملية درع الفرات والمباشرة بالمرحلة الثانية التي اتخذت مسمى عملية سيف الفرات، التي بدأت الاستعدادات بنشر قوات تركية إضافية على الحدود في شمال غرب سوريا، لتأمين خطوط التماس بين فصائل المعارضة المسلحة ووحدات الحماية الشعبية، وبلغت ذروة الاستعدادات في أكتوبر 2017 بالتزامن مع نشر قوات إضافية للمعارضة المسلحة الحليفة لتركيا في شمال حلب، من أجل التحضير لعملية مستقبلية تهدف إلى إبعاد قوات سوريا الديمقراطية من المدينة الواقعة ضمن مناطق غرب نهر الفرات، وتتبنى تركيا استراتيجية مرحلية معلنة لا تسمح بموجبها بأي وجود لمقاتلين أكراد في هذه المناطق. ولا ترى روسيا ما يستوجب الوقوف ضد الإجراءات التركية للحفاظ على أمنها القومي، حيث أقدمت على إخلاء جنودها ومستشاريها من خطوط التماس في عفرين ومنبج إلى عمق مناطق سيطرة النظام، لتعزيز مواقعها بما يحقق مكاسب مضافة لقوات النظام الحليفة لها في الدفاع عن مناطق سيطرتها من هجمات قد تشنها المعارضة السورية المسلحة مستقبلا. وبعد عملية «غصن الزيتون» وجدت وحدات الحماية الشعبية نفسها أمام خيارات ضيقة في الرد على الهجوم البري، من قبل فصائل المعارضة السورية المسلحة وقوات خاصة تركية ظهيرة لها، مشفوعة بقصف تركي بري وجوي، ما يرجح احتمالات عقد تفاهمات روسية تركية لانسحاب مقاتليها من عفرين إلى شرق نهر الفرات. تهدف تركيا من عملية غصن الزيتون في منطقة عفرين شمال غرب مدينة حلب إلى توسيع المنطقة العازلة على الشريط الحدودي، الذي تسيطر وحدات الحماية الشعبية على نحو ثلثي المسافة منه بين الحدود التركية السورية العراقية المشتركة شمال شرقي محافظة الحسكة ومنطقة عفرين، أقصى شمال غرب محافظة حلب على الحدود السورية التركية. ويعد الشريط الحدودي من وجهة النظر التركية «ممرا للإرهاب» الذي ركز مسؤولون أتراك من بينهم الرئيس التركي الذي انتقد مطلع ديسمبر الماضي الخطة الأمريكية الموجهة ضد بلاده في «إقامة ممر إرهابي في شمال سوريا، واستمرار تسليح وحدات الحماية الشعبية في الوقت الذي لم يبق فيه تنظيم «الدولة» في المنطقة». في ما أشار وزير الخارجية التركي إلى أن الرئيس الأمريكي أكد لنظيره التركي أنه «أمر بوقف توريدات السلاح إلى وحدات الحماية الشعبية». ولا يُتوقع حسم عسكري قريب لمعركة عفرين، في حال لم يتم التوصل إلى تفاهمات بين الأطراف المعنية بالمعركة؛ وتزداد صعوبة الحسم العسكري عملياتيا نتيجة عوامل الكثافة السكانية للسكان الأصليين في المدينة التي زادت باطراد بعد موجات متتالية من النزوح إليها، وكذلك الطبيعة الجغرافية المعقدة للمنطقة الوعرة في بعض محاورها والطينية المعرقلة لحركة الآليات في محاور أخرى من محيط المدينة المحاصر كليا من جميع الجهات، مع حصار أقل إحكاما من المحور الجنوبي الشرقي الذي تسيطر عليه قوات النظام. ووفقا لتصريحات تركية فإن من بين الأهداف الأساسية للعملية هي محاصرة مقاتلي وحدات الحماية الشعبية، ومنعهم من مغادرة المدينة تمهيدا للقضاء عليهم؛ لكن هدفا كهذا لا يبدو من الأهداف السهلة نظرا للتحصينات الدفاعية والعمق السكاني لمقاتلين نسبة كبيرة منهم من أبناء المدينة، توزعوا في الأحياء وعلى مقتربات المدينة للدفاع عنها بتجهيزات قتالية أشارت معلومات إلى صواريخ مضادة للدبابات ومدافع متوسطة المدى وألغام وأسلحة أخرى من بينها صواريخ محمولة على الكتف، مضادة للطائرات تضاربت الأنباء حول حقيقة امتلاكهم إياها، كما ان وسائل الإعلام لم تتحدث عن استخدامها حتى هذه الساعات. في كل الأحوال سيكون لطول أمد الحرب حافزا اضطراريا للطرفين لتقديم تنازلات متبادلة مهما كانت مؤلمة، طالما انهما سيتوصلان حتما إلى قناعة مشتركة باستحالة الحسم العسكري، من حيث قدرة وحدات الحماية الشعبية على هزيمة فصائل المعارضة السورية المسلحة والجيش التركي، ومنع سقوط المدينة، واقتناع القيادة التركية باستحالة القضاء على نحو 20 الف مقاتل كردي في عفرين، وان استمرار الحرب طويلا سيكون له ثمن باهظ على الجيش التركي، وعلى المدنيين في عفرين الذين سيكونون هم الأكثر تضررا من استمرار المعارك، ورفض المجتمع الدولي لوقوع ضحايا مدنيين على نطاق واسع. كاتب عراقي معركة عفرين: معوقات الحسم العسكري وآفاق المعركة رائد الحامد |
غياب مؤسف للمشروع القومي العربي Posted: 31 Jan 2018 02:12 PM PST يعاني المشروع القومي العربي، كغيره من المشاريع الأيديولوجية التقليدية، من أزمة خاصة، ومع أنه واع لأزمته لكنه غير قادر نظرياً وعملياً على تجاوزها. وهذه الأزمة مرجعها بالأساس ليس التغيرات العالمية فحسب، وإنما أيضا وجود الدولة الصهيونية في قلب الجغرافيا العربية، والمخططات التي رسمت أمريكيا وغربيا وصهيونيا وعربيا، من قبل بعض الانظمة الرسمية العربية، بهدف إغراق العالم العربي في صراعات جديدة بينية، وعلى صعيد الدولة الواحد. كما أننا لا ننكر مطلقا عوامل مثل التبعية والتخلف الاجتماعي والتأخر التاريخي للأمة العربية، من محيطها حتى خليجها، إضافة إلى فقدان الرؤية الاستراتيجية الشاملة لتغيير الواقع وتجديده. لهذا بات المواطن العربي مقموعا، وإلى حدّ ما مسلوب الإرادة والفعل، ولذلك بدأ يعاني من تهميش مقصود في تقرير وصياغة مستقبله، عبر إغراقه بتلبية متطلبات عائلته الحياتية. نعم الإنسان العربي يعاني قمعا من نظامه العربي وأجهزته الأمنية المتعددة، التي صنعت لا لاكتشاف المؤامرات الخارجية، بل لتحديد مسار وحركة وتفكير المواطن، في ظل سيطرة الاستعمار الخارجي على مقدراته وثرواته الطبيعية، وفي ظل خطة منهجية لعرقلة نشاطات الأحزاب الوطنية والقومية العربية واليسارية، واللجوء إلى تشكيل أحزاب تابعة، تتغنى بحمد السلطات الرسمية وإغراقها لمواطنيها بالخيرات! في أجواء من قمع حقيقي لحرية المواطن، حيث بات سؤال الحرية والعزة والكرامة آخر اهتمامات المواطن العربي، وإن أراد تحقيق قدر قليل منها، فعليه المغادرة والهجرة إلى دول خارجية، معروف عنها أنها تحافظ على كرامة الإنسان، صحيح أنها ليست مطلقة بالطبع، لكنها ستكون في بلد الاغتراب أفضل منها لمواطننا العربي في العديد من الأقطار العربية. في حقيقة الأمر فإن الواقع العربي لا يعاني من انهيار الفكرة القومية فقط، بل يعاني أيضاً من انهيار وانطفاء السياسة، وانحسار دور الكثيرين من المثقفين العرب وانقطاعهم عن الالتزام بقضايا الواقع والأمة، وأصبحت الكلمة مصدرا للارتزاق . هذا الى جانب تراجع الأحزاب السياسية في العالم العربي ونكوص القوى الوطنية التقدمية والعلمانية، علاوة على غياب الحركة الشعبية العربية التي تمثل أحد شروط نهوض وتبلور أي مشروع وطني ونهضوي جديد. ومن الواضح، أن انبعاث الحركات الدينية الظلامية هو تعبير عن اندثار وانطفاء السياسة التقدمية المتنورة، الطامحة إلى التغيير والارتقاء بوعي المجتمع، وصولا إلى النهضة في المجتمعات العربية. انبعاث القوى الإرهابية المتطرفة هو أيضا دليل قاطع على أزمة مجتمعنا، وما صعود الفكر القومي، ابان الحقبة الناصرية، كما الفكر الماركسي العربي في سنوات مضت، الا ترجمة لنهوض الحركة الشعبية الجزئي. إن فشل الخطاب القومي، ربما هو أحد أسباب اندلاع الصراعات في أكثر من بلد عربي، وغياب أفق سياسي قومي، عدا عن التمزق الحاصل في العالم العربي وغياب التضامن، كما يمكن تعميم الفشل على جميع النكسات والهزائم التي مرت بها الأمة العربية خلال العقود الأربعة الماضية. لا شك في أن عدم الجرأة ووضوح الرؤية في الخطاب القومي، يشكلان المعضلات الأساسية في عدم تكوين المرجعية العربية المنشودة والمعنية بالتغيير، ولذلك لا بد من تغيير جذري في معالم هذا الخطاب من حيث المضمون، على أن يجسد تطلعات الشرائح الواسعة للجماهير العربية، وليس تمنيات النخب المثقفة التي أخفقت حتى الان في تحمل مسؤوليتها التاريخية، والتي سمحت لفئة من المرتزقة تدور في فلك السلاطين بامتلاك الساحة الوطنية والقومية. كذلك لا بد للخطاب القومي من أن يصيب ويلامس الوجدان الشعبي العربي ويعزز الثقة ويبعث الأمل في الذات العربية المحبطة واليائسة والمهزومة. وعليه أيضاً أن يحتوي على إشارات للتراث والانتقال إلى مواقع جديدة تلتقي مع العلم والمعرفة ليصبح الوعاء لإنتاج المعرفة الحديثة. كما على الخطاب القومي العربي أن يبحث عن مفاعيل جديدة لاستئناف العمل على طريق تعميم الفكر القومي النهضوي التنويري العربي، وأن يقدم طرحاً جديداً للعلاقة بين القطري والقومي، وهي علاقة مترابطة وجدلية، قادرة بتوجهاتها الوطنية الصادقة على الارتقاء بالفهمين من خلال خدمة بعضهما بعضا ليشكلا محورا للارتباط بالبعد الأممي الإنساني. أيضا هناك مهمة تاريخية مشتركة أمام القوى المجتمعية العربية، وقوى الإصلاح والتغيير، من قوميين وعلمانيين وليبراليين وإسلاميين تقدميين مؤمنين بعروبتهم، وهي القيام بمراجعة ثقافية جادة في مواجهة الواقع المحبط بكل معطياته الذاتية والموضوعية، والعمل على تجديد الفكر القومي العربي، وإعادة التأسيس الفكري البنّاء والحضاري في حياة الأمة العربية. وكذلك العمل في جبهة وطنية متحدة من أجل الهدف الاستراتيجي بعيد المدى في إنشاء المجتمع الوطني المدني التعددي الديمقراطي، عبر عملية تنموية ونهضوية شاملة متحركة ومتدرجة في خطواتها وشعاراتها القابلة للتحقيق. لطالما آمن جيلنا (جيل الخمسينيات والستينيات) بالفعل والنضال القومي العربي من المحيط إلى الخليج! إنها وحدة القضايا الوطنية والقومية العربية. نعم أصبحنا في زمن غير ذلك الزمن، نقولها بكل الألم: زاد الانغماس في القطرية العربية المقيتة.. أصبح كل بلد عربي يرفع شعار «بلدي أولا!» ودليلي على ما أقول، هو أن المتابع لردود الفعل العربية على ما يجري في فلسطين المحتلة، ينذهل لمدى اللاتوازن بين حجم الجرائم والاعتداءات الوحشية وردود الفعل القومية العربية، المقتصرة على بيانات استنكار رسمي وشعبي وأحزاب وطنية – تقدمية، إسلامية، وطنية ـ قومية ويسارية. بالفعل، إن استعراض تطور الحركة القومية العربية، من مرحلة الأفكار إلى الأيديولوجيا، بكل مراحلها التاريخية المعروفة، بدءا من مرحلة بدايات النهضة أيام محمد علي، وصولا إلى الحاضر، فإن محددات كثيرة تلعب دورا رئيسيا في الحكم على الفكر، إيجابا أو سلبا. المحدد الأول، هو مواصفات القائمين على الفكرة ذاتها! أسوق مثلا، انهيار الاتحاد السوفييتي، لا ولن يعبر عن فشل الفكر الماركسي، بل هو فشل للقائمين عليه. المحدد الثاني في الحكم على الفكر، هو مدى انسجام الفكر مع الواقع، فالفكر يجب أن يولد من صميم هذا الواقع ، لا أن يأتي بعيدا عن تقاليده، عاداته وسلوكه. المحدد الثالث للحكم على الفكر، أن يتم التعامل معه بالروح العلمية القادرة على التطور، في عملية مزاوجة حقيقية مع سمات الوطني، المحدد الرابع للفكر، هو مدى استجابته للأهداف الوطنية، كخطوة أولى على طريق استجابته للأهداف القومية التحررية، ومدى المضي قدما في تحويله وتفصيله من خلال خطوات محسوسة، تجري ترجمتها على أرض الواقع، ليشكل معتنق هذا الفكر، الأمثولة الحية الطليعية في المجتمع، من دون مراهقة. المحدد الخامس، الابتعاد عن اللاهوتية. المحدد السادس الجمع بين العروبة والإسلام. لقد مرّ الفكر القومي في تحولات إيجابية في معظم مراحله. صحيح أن ساطع الحصري وضع أبجديات الفكر القومي العربي، غير أنه من الصحيح أيضا، أن قسطنطين زريق، وضع له الأساس العملي والعلمي له، وتعامل معه على قاعدة «علم يتزاوج مع الإبداع». كما طوره الراحل الدكتور جورج حبش، وأضفى عليه ملامح التوجه إلى الإنسانية جمعاء، إضافة إلى باحثين كثيرين منهم عبدالله عبدالدايم، حيث تحقق بعض من الانسجام ما بين الفكر القومي العربي، والتوجه نحو الأيديولوجيات المعتنقة الأخرى.ن عم، ما أحوجنا الآن إلى مشروع قومي عربي فاعل وديناميكي. كاتب فلسطيني غياب مؤسف للمشروع القومي العربي د. فايز رشيد |
حملات تدنيس التاريخ العربي Posted: 31 Jan 2018 02:11 PM PST مثلما حدث لحقل الفقه الإسلامي الذي أقحم كل من هب ودب نفسه في التحدث باسمه، من خلال نشر ادعاءات دينية خاطئة، وبلادات تخالف العقل والمنطق والقيم، واستعمالات دنيوية انتهازية، لتحقيق مكاسب سياسية واجتماعية، فكذلك يحدث الآن الأمر نفسه بالنسبة لحقل التاريخ العربي. فجأة بدأنا نرى أعدادا متزايدة من المهرجين واليائسين من الحاضر والمستقبل يتنطعون للحكم على التاريخ العربي بتعابير من الشماتة والسب والشتم، أو بانتقاء متعمد لأحداث صغيرة محدودة واعتبارها ظواهر عامة تعيب هذه الأمة، أو بترديد ببغائي لما قاله هذا المستشرق، أو ذاك الملفق الصهيوني النزعة والأهداف. الهدف الأساسي من هذه الحملة واضح، وهو زرع الشكوك والخجل من تاريخ الأمة، في أذهان الشباب العرب من جهة، والعمل على تهميش وتشويه أحد أهم مكونات الهوية العروبية القومية المتمثل في التاريخ العربي المشترك. تزوير التاريخ وتشويه معاني أحداثه هو ظاهرة عالمية عرفتها الكثير من المجتمعات لأسباب كثيرة، لكن ما يحدث عندنا، في بلاد العرب، هو محاولة خبيثة لاستغلال موضوع التاريخ، ونقد بعض أحداثه لتجاوزها، واستغلاله كأداة سياسية وثقافية وطائفية للإمعان في تمزيق هذه الأمة، والقضاء على كل ثابت من ثوابت هويتها المشتركة، حتى يعيش كل جزء من هذه الأمة في عالمه الخاص ومشاكله الذاتية البحتة. عند ذلك سيسهل لقوى الاستعمار والصهيونية الاستفراد بكل جزء على حدة، لإخضاعه واستعباده ونهب ثرواته. ولذلك فإن الطريقة التي يتعامل بها البعض مع التاريخ العربي، عبر الكتابات والمقابلات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي، مليئة بالأخطاء والأهداف المشبوهة القابعة وراء أقنعة خادعة، وتحتاج هي الأخرى لفضح مراميها ومنهجيتها غير العلمية وغير الموضوعية. أولا: يركز الكثيرون من هؤلاء على التاريخ السياسي، ويتعمدون سلخه من التواريخ الأخرى العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعمرانية والفكرية والأدبية، بل حتى العلمية. إنهم بهذا يتجنبون دراسة التاريخ الحضاري العربي الملم بكل الجوانب الحياتية. إن التاريخ السياسي حقل مليء بالأخطاء والخطايا ويتميز بفترات استبداد حالكة السواد والقسوة. لكن الحكم على شخصية الأمة الطبيعية ومزاجها الحياتي وسلوكياتها وإمكانياتها الحضارية الإنسانية، من خلال تاريخها السياسي وحده، فيه ظلم كبير واختزال غير موضوعي. فالسياسة مهمة للغاية ولكن الحياة البشرية لا يمكن أن تختصر فيها. ثانيا: إن إصرار البعض على اعتبار كل مصادر التاريخ العربية القديمة صالحة للحكم على التاريخ العربي، وعلى الأخص السياسي منه، فيه اعتباطية. فالقاصي والداني يعرف أن بعض تلك المصادر أثرت في كتابتها المصالح والأهواء والتعصبات المذهبية والتفاخرات القبلية. كما أن منهجيات كتابتها تباينت في انضباطها العلمي، وفي موازين فحصها للأمور، خصوصا أن جزءا مهما كان عبارة عن تداولات شفوية تعتمد على أسانيد تعتريها الكثير من التساؤلات. من هنا فإن وصفا لحدث، أو قولا عزي لهذا الفاعل في الحياة العامة، أو ذاك قد يكون لغو مجالس أو دردشة عابرة أو تخيلا مريضا. فهل حقا يمكن الحكم على أمة من خلال أوصاف أو أقوال عابرة هنا وهناك؟ لكن هذا ما يفعله البعض، إذ يهيجون ويشككون ويسخرون ويستنتجون اعتمادا على تلك الشذرات من سرد الأخبار والأقوال. لقد تعبنا، نحن العرب، من ادعاءات وكتابات المستشرقين، التي قرأت تاريخنا لتنشر في ما بيننا وفي العالم بأننا أمة قابلة للتخلف والكسل، وقبول الاستبداد والعيش في فوضى دائمة وصراعات لا تهدأ. ولقد اختلطت كتاباتهم وتفاسيرهم بأغراض وإملاءات استعمارية، من أجل تأكيد مقولة مركزية التاريخ الحضاري في الغرب دون غيره. كما فنَد الكثيرون من المؤرخين والمفكرين العرب تلك المقولات. لكن ما يهمنا ليس استرجاع تاريخ ذلك الافتراء، وإنما الإشارة إلى أنه يعود بقوة في أيامنا الحالية على يد كل يائس أو غاضب أو أحمق من أبناء الأمة العربية نفسها. وهي ظاهرة تتلقفها الدوائر الاستخباراتية الاستعمارية والصهيونية، لتلعب بآثارها السلبية على وعي الجيل الجديد، لتحقيق مآربها التجزيئية ومحاربتها لكل فكر يسعى لتوحيد وإنهاض هذه الأمة. نحن هنا بالطبع لا نشير إلى محاولات المؤرخين الاختصاصيين، وكتابات الملتزمين الغيورين على مسار أمتهم النهضوي، للقيام بتحليل الماضي ونقده وإعادة تركيبه، من أجل منع هيمنته على الحاضر من جهة، ومن أجل الاستفادة من نقاط إنجازاته وتألقاته في شتى المجالات لبناء المستقبل من جهة أخرى. نلاحظ على الأخص محاولات البعض لهدم أو تشويه ما تعتبر الشخصيات الأمثولة التاريخية، التي نالت مراتب الاحترام والإعجاب والاعتزاز في الوجدان الشعبي العربي عبر القرون. ويتركز هذا الهدم أو التشويه على التفتيش عن نواقص أو انحرافات في تصرفات أو سلوكيات هذه الشخصية التاريخية أو تلك. وهي نظرة طفولية لا تقبل أقل من الصفات الكاملة الملائكية في من تحب من الأبطال والشخصيات الأمثولة. وينسى هؤلاء المهووسون بالتفتيش عن النواقص، مع تعمد لتناسي الجوانب المشرقة المشرفة في تلك الشخصيات التاريخية، أن البشر ليسوا ملائكة، ولا أنبياء معصومين. لنذكر هؤلاء المهووسون بأن جورج واشنطن الأمريكي وونستون تشرشل الانكليزي ونابليون الفرنسي هم أبطال في الذهن الجمعي عند تلك الأمم، وذلك على الرغم من نواقصهم الشخصية أو السلوكية المعروفة، لكن الأمم الواعية المعتزة بتاريخها تركز على البطولات والإنجازات والتألق الشخصي في أبطالها التاريخيين، بدلا من التركيز على نواقصهم البشرية. الهجمة المجنونة على تاريخنا ورموزنا العامة التاريخية ليست بريئة، إذ يختلط فيها الجهل والهلوسات عند البعض بالخطط الاستخباراتية الاستعمارية والصهيونية، لتصبح تدنيسا للتاريخ يحتاج لمواجهة. كاتب بحريني حملات تدنيس التاريخ العربي د. علي محمد فخرو |
تبدل الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط Posted: 31 Jan 2018 02:11 PM PST أصبح من المهم لنا كباحثين في الشؤون السياسية أن نعيد قراءة المشهد الأمريكي من جديد وخصوصاً استراتيجيته. فلطالما كانت هذه الاستراتيجية مبنية على أن يتم تحضيرها من قبل وزارتي الخارجية والدفاع والمخابرات لتصل لطاولة البيت الأبيض والذي بدوره يعطي الموافقة عليها على مبدأ الثقة التامة بخطط هذه الأقسام، إلا أن هذه المثالية قد تغيرت وبدأت الأمور تخرج عن منحى الانتظام نحو التفرد بالرأي للبيت الأبيض كما هو الحال ضمن إدارة باراك أوباما ولتنتقل نحو العبثية والعشوائية في الوضع الحالي بقيادة ترامب. إن الشرق الأوسط كان ولايزال مصدر أهمية عالية للإدارات الأمريكية المتتالية والتي بدورها خصصت مكاتب ومراكز بحث مهمتها قراءة تطورات هذه المنطقة، وتحدد الاستراتيجيات الأمثل للتعامل معها، فإن كنت تريد أن تحدد قوة الإدارات الأمريكية وعقلية كل واحدة منها، فعليك أن تضع الشرق الأوسط تحت المجهر لا غيـره. في عام 1982 سُئِلَ الرئيس اللبناني الأسبق كميل شمعون عن إمكانية تقسيم لبنان بعد الاجتياح الإسرائيلي فأجاب : « انظروا للعراق فإن كان المخطط تقسيم المنطقة فسيبدأ من هناك «. إنه من المعلوم أن مفهوم الشرق الأوسط الجديد الذي طرحته شخصيات قيادية أمريكية وعلى رأسهم كولن باول وكوندوليزا رايس كان بمثابة بوصلة للإدارة في سبيل إعادة ترتيب أوراق الشرق الأوسط عموماً مع تسعينيات القرن الماضي. وهذه الاستراتيجية بدأ العمل عليها حينما شكلت إدارة جورج بوش الأب منطقة حظر طيران فوق أراضي إقليم كردستان العراق خلال حربها مع نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، وتطورت مع الغزو الأمريكي للعراق وإسقاط نظام البعث هناك بداية القرن الحالي. فكردستان العراق تحول إلى مركز استخباراتي وتجاري هام في الشرق الأوسط. كما استطاع الإقليم بناء خطوط الثقة والتعاون مع قيادات الدول المحيطة بشكل إيجابي، هذا الإقليم يعد الحجر الأساس لخريطة الشرق الأوسط الجديد والتي تقوم على تقسيم شعوب المنطقة بشكل هادئ ومنمق، بحيث يكون حجر دومينو يؤدي لتقسيم كل من تركيا وإيران وسوريا بالإضافة للعراق. كما أن نجاح تجربته ستدفع العديد من شعوب وأقليات وقبائل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الاندفاع نحو نفس الخطوة، إلا أن إدارة الإقليم التي اندفعت نحو الانفصال نهاية العام الماضي لم تلاحظ أن الاستراتيجية الأمريكية للمنطقة قد تغيرت، وأن التغيير قد بدأ مع المرحلة الرئاسية الثانية لأوباما. في خضم حالة عدم الاستقرار التي تعيشها الحكومة المركزية العراقية في بغداد، واختفاء الدور الفعلي لنظام الأسد في سوريا الذي تحول لأداة تغطي التواجد الإيراني والروسي هناك، وتدهور العلاقات بين تركيا والغرب عموماً، اختار الإقليم المنظم إدارياً والمنتعش اقتصاديا والمدجج عسكرياً اللحظة الأمثل ليعلن نيته الانفصال، فمثالية الأوضاع الإقليمية المحيطة بكردستان العراق والتي قد لا تتكرر دفعت إدارة الإقليم للمجازفة إلا أنها انتهت بأسرع مما توقعه أكثر المتشائمين الكرد. هذا الفشل الذي لم يأت نتيجة النفوذ الإيراني العميق في العراق، كما لم يسببه التهديد والوعيد لإردوغان ومسؤولي حكومته، لكن السبب الحقيقي هو أن الإدارة الأمريكية التي هي من وضعت حجر الأساس لهذا التقسيم قد غيرت من استراتيجيتها في المنطقة عموماً، فأوباما خلال فترته الرئاسية الثانية قد استبدل استراتيجية الشرق الأوسط الجديد المبنية على تقسيم الدول لدويلات بما يعرف بالأصابع الخفية التي تسببت ولاتزال موتاً وتهجيراً ودماراً لشعوب المنطقة، هذه الاستراتيجية تقوم على مبدأ دعم جميع أطراف الصراعات على حد سوء وتحويل المنطقة لمستنقع من النيران، فأعطى الضوء الأخضر للتمدد الشيعي على حساب السنة في شمال الشرق الأوسط وجنوبه، كما فتح أبواب المنطقة للدب الروسي ليقدم نفسه كقوة عظمى عبر أشلاء ودماء الشعب السوري المكلوم، ويمكن القول أن ما يجري في عفرين الآن جزء مكمل لهذه الاستراتيجية، فلواء المعتصم التابع للمعارضة السورية المسلحة المدرب والمسلح من البنتاغون يقاتل على الصفوف الأولى لجبهات عفرين جنباً لجنب مع الجيش التركي، وبالمقابل وحدات حماية الشعب الكردي هي الأخرى سلحت ودربت من البنتاغون الأمريكي. مع تولي ترامب سدة الحكم في البيت الأبيض ووصول الجمهوريين وهم أسياد الحرب إلى الكونغرس فوجئوا بحجم كرة اللهب في منطقة الشرق الأوسط والناجمة عن رؤية الإدارة السابقة، إلا أن الأزمات الداخلية لهذه الإدارة بدءًا من الدور الروسي في نتائج الانتخابات الرئاسية وصولاً لحالة عدم الثقة ضمن أفرع الإدارة والتي لاتزال مستمرة للآن دفعتهم لتقبل الواقع والعمل بشكل منفرد عشوائي للخروج بأقل الأضرار. على سبيل المثال في الشأن السوري أعلنت إدارة ترامب في الحادي عشر من الشهر الماضي رؤيتها التي بنيت على نقطتين جوهريتين: الأولى تقبل بقاء موسكو في سوريا كأمر واقع ومحاولة الوصول معهم لحل وسط، والثانية إرضاء اللوبي الإسرائيلي في واشنطن من خلال إضعاف النفوذ الإيراني في الساحة السورية، إلا أنه على أرض الواقع ناقضت هذه الإدارة نفسها بنفسها، فقد أوقفت دعمها المباشر للمعارضة السورية المسلحة والتي كانت تشكل ورقة ضغط على موسكو والأداة الأمثل لإنهاء النفوذ الإيراني في سوريا، فيما اعتمدت بشكل أوحد على الميليشيات الكردية وهي على علم مسبق بارتباط هذه الميليشيات بحزب العمال الكردستاني المصنف إرهابياً من قبل نفس الإدارة، وها هي الآن تدفع ثمن هذا الدعم من خلال ما يجري في عفرين وما سيجري لاحقاً في منبج وما بعد منبج. ترامب دعم التحرك الرباعي ضد قطر في الخليج العربي، فيما الخارجية الأمريكية عملت على حل هذا الخلاف عبر تحركات تيلرسون المكوكية في المنطقة، بينما اعتبر البنتاغون أن هذه الأزمة باستمرارها وتطورها تهدد الأمن القومي الأمريكي، هذا هو واقع الحال الأمريكي وتصورهم واستراتيجيتهم للمنطقة، بالتالي إن أرادت حكومات الشرق الأوسط وشعوبها الخروج من عنق الزجاجة عليهم أن يعيدوا بناء تحركاتهم واستراتيجياتهم في الوقت الحالي بعيداً عن الإدارة الأمريكية التي هي نفسها لا تعلم إلى أين تتجه. كاتبة ومحللة من اليونان تبدل الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط إيفا كولوريوتي |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق