Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الجمعة، 23 فبراير 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


تواطؤ عربي مع مجازر الأسد في سوريا؟

Posted: 22 Feb 2018 02:31 PM PST

شهد العالم العربي منذ إعلان استلام الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولاية العهد في المملكة السعودية في حزيران/يونيو 2017 مجموعة من التطوّرات اللافتة في السياسة الخارجية السعودية أخذت بها نحو اتجاه قريب جداً من سياسات الإمارات العربية المتحدة، وتحوّل هذا الاتجاه إلى تحالف ضمّ أيضاً مملكة البحرين ومصر، وكانت أول «إنجازاته» (في بداية شهر حزيران/يونيو 2017 نفسه) محاصرة قطر برا وبحرا وجوّاً، وتوازى ذلك مع ضغط أمريكي على الفلسطينيين (والأردنيين) للقبول بما سمّي «صفقة القرن»، وعلى لبنان عبر احتجاز رئيس وزرائه سعد الحريري.
إحدى ثمار هذا الحلف تمثّلت بتغيّر الموقف السعودي من نظام بشار الأسد وتجلّى ذلك بأشكال عديدة منها الإطاحة بهيئة التفاوض المعارضة السابقة وضمّ ما يسمّى منصّتي القاهرة وموسكو إلى صفوفها، كما تجلّت، خصوصاً على المستوى الإماراتي، بدعم أحمد الجربا زعيم «تيار الغد» الذي ينسّق مع «وحدات الحماية الكردية» تحت مسمّى «قوات سوريا الديمقراطية»، وشارك تياره بحماس في مؤتمر «سوتشي» الروسي، كما شارك أحد مسؤولي التيار، المدعو عبد الجليل السعيد، في زيارة لإعلاميين عرب إلى إسرائيل والتقى الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، وبذلك تتضح حبّات عقد «السياسة الخارجية» لحلف الحصار: تغيير الموقف من نظام الأسد، والتحالف مع حزب العمال الكردستاني ضد تركيا، والتقارب مع إسرائيل.
ولا تفعل المجازر الوحشية التي يرتكبها النظام حاليّاً ضد بلدات ومدن الغوطة الشرقية لدمشق غير أن تؤكد هذا الاتجاه المخزي، فقد تصدّى «تيّار الغد» المذكور للحديث عن مفاوضات تجريها روسيا، وهي أحد الأطراف الرئيسية المسؤولة عن قصف الغوطة، برعاية مصرية، لإخراج قوّات المعارضة من المنطقة الشاسعة التي تضم قرابة 400 ألف شخص، في الوقت الذي تنسحب قوّات «وحدات الحماية الكردية» من أحياء حلب وتسلّمها للنظام، وتدخل ميليشيات شيعية إلى عفرين لمواجهة الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية وهي تحمل صور الأسد.
غير أن الأمر لا يقتصر على استغلال «حلف الحصار» للمجازر لإخراج قوات المعارضة من الغوطة، بل إن جزءاً من اللعبة يجري من داخل الغوطة نفسها، عبر الفصائل المحسوبة على السعودية، وعلى رأسها طبعا «جيش الإسلام»، فالأخبار القادمة من الغوطة تشير إلى أن تلك الفصائل لا تشارك عمليّا في معارك صد تقدّم قوّات النظام، وهو ما يجعل مقاومي الهجوم الأسدي ـ الروسي من الفصائل الأخرى مكشوفي الظهر، مع امتناع إخوانهم في المعارضة عن القتال معهم، وهو ما سيجعل «جيش الإسلام»، إذا تمكن النظام من ضرب «فيلق الرحمن» وحلفائه في المعارضة، الفريسة المقبلة للهجوم الروسي ـ السوري الجديد، ومن المؤكد أن السعودية، المشغولة بتمكين وليّ العهد، ومحاربة الحوثيين، وإرضاء أمريكا وروسيا، لن تكون قادرة على مكافأتهم على خذلانهم لأخوانهم.
والواضح أن هذا التواطؤ العربيّ، والسكوت على أشكال الإبادة الجماعية التي تحصل ضد المدنيين السوريين، ساهم في التواطؤ العالميّ، الذي لم يكتف بالامتناع عن إنجاد الغوطة بالغذاء والدواء، في الوقت الذي جنّد كل قوّاته وإمكانياته لنجدة مسلحي حزب العمال الكردستاني في عين العرب (كوباني)، بل إنّه انخرط، كما فعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في خطة النظام وروسيا، مطالباً بهدنة لإخراج المدنيين، في تشريع عالميّ لترانسفير طائفي يتبعه بالتأكيد تغيير في النسيج الاجتماعي لغوطة دمشق.

تواطؤ عربي مع مجازر الأسد في سوريا؟

رأي القدس

ماكينة

Posted: 22 Feb 2018 02:30 PM PST

بمناسبة عيد الحب الماضي، ظهر على وسائل التواصل عدد من التقارير، أهمها من منظمة هيومان رايتس ووتش، حول أخلاقية شراء هذه الأحجار اللامعة الثمينة، حيث تناولت التقارير عذابات عمال المناجم ومشكلة عمالة الطفولة وكوارث حروب العصابات التي تتواصل بها حروب الشركات الرأسمالية الى أن تصل هذه الأحجار للأيادي والصدور والآذان المخملية. الموضوع في الواقع ليس حديثا، وخصوصا فيما يخص حجر الألماس الذي عادة ما يكون قد غرق في بحور من الدماء قبل أن يستقر على الأجساد الآمنة الثرية.
وحجر الألماس تحديدا معضلته معضلتين، فمن جهة فإن التنقيب عنه عملية اضطهادية عنيفة جشعة بشعة من أولها الى آخرها، حيث يصل معظم هذا الألماس ملوثا بعذابات الناس وقد زاد فقرهم فقرا ومعاناتهم معاناة. من جهة أخرى ظهرت مؤخرا تقارير تتحدث عن حقيقة توافر حجر الألماس، حيث تشير هذه التقارير الى أن قيمة هذا الحجر الناتجة عن ندرته ما هي إلا كذبة صنعتها شركات رأسمالية عظمى قررت بينها اتفاقا على خلق هالة حول هذا الحجر مؤطرة بشعارات مثل Diamonds are Forever أو «الألماس الى الأبد» ربطا لهذا الحجر بالحب الأبدي وخلقا لظاهرة إجتماعية مخملية تجعل حجر الألماس ممثِلا لطلب الزواج، فكلما زاد قيراط الألماس أشار ذلك لزيادة محبة طالب الزواج ولارتفاع قيمة عروسه المرتقبة.
وعليه كنت أنا قد قاطعت الألماس منذ سنوات، لا أشتريه ولا ألبسه، وكان الغلاء الفاحش لهذا الحجر مشجعا على هذا القرار ومسهلا له، خصوصا بعد أن تجلت الحقائق مرعبة إثر مشاهدتي لفيلم Blood Diamond الذي ختم على قراري وفعَله مباشرة ودون تردد. وبعد قراءة تقارير هيومان رايتس ووتش الحالية، أفكر بمقاطعة الذهب، الذي لا أملك أصلا الا أقل قليله، إلا أنه قرار يبدو صعبا، فهنا خاتم صغير أهداه لي والدي يوم عيد الأم كاتبا لي في ورقته المصاحبة «أحبك أكثر وأكثر لأنك أم أباك» وهناك سلسال صغير ينتهي بفراشة رقيقة أهداها لي زوجي يوم عيد ميلادي مصحوبة بنظرة من عينيه لا يمكن أن أنساها، وذاك حلق خلعته والدتي عن أذنها وألبستني إياه في قرار لحظي، لحظات وكلمات ارتبطت بهذا المعدن الذي لولا مصاحبته لتلك اللحظات والكلمات ما حمل في ذاته أي ثمن، فهل أستطيع التخلي؟
كتبت في تويتر إشارة للتقارير وتعليقا على الموضوع واستشارة للمغردين، هل نقاطع؟ فأتت الردود متنوعة، الكثير منها ساخر والبعض منها غاضب لأسباب لا أعلمها، ثم الكثير الآخر منها مؤيد ومعدد لجهات وشركات وسلع أخرى تستوجب المقاطعة نظرا لأنها تتأتى بعذابات الآخرين. وهنا برز السؤال، أين يبدأ الموقف الأخلاقي وأين ينتهي؟ بكل تأكيد لن نستطيع مقاطعة كل السلع ولا معظمها ولا حتى قليلها، نستطيع مقاطعة شركات معينة كبرى أو سلع محددة ذات رمزية جشعية عالية، لكن أبعد من ذلك سيصعب الحياة كثيرا، فما هو التوجه النبيل؟
هنا لا بد من الأخذ بعين الاعتبار أن مقاطعة بعض السلع قد تؤثر سلبا في حياة العاملين على إنتاجها وترفع من درجة معاناتهم، حارمة إياهم من مصدر دخل وحيد ومحدود رغم خطورته، وهكذا ندخل في صراع مغلق بين الحق الإنساني والحاجة الواقعية. هناك كذلك حقيقة أن الذهب هو المقياس الرسمي للعملات وهو المادة المتعامل بها في البنوك، فكيف التغلب على هذه المؤسسة الضخمة الجشعة التي تتحكم في الذهب وتستعمله؟ هذا وقد أشارت إحدى المغردات الى أن الذهب هو «زينة وخزينة خصوصا للطبقة المتوسطة التي قد تحتاج مبالغ طارئة تجدها في بيع قطعة الذهب» مضيفة انه لا توجد طريقة مضمونة للتحقق الكامل من طريقة استخراج القطعة، فكيف التغلب على كل زوايا الموضوع هذه؟
وآخر ما بقي هو التأكيد على أن تناول الموضوع لا يشير الى أي تعال أخلاقي، في الواقع، ما أنا سوى جزء من الماكينة الرأسمالية الجشعة، وما أحاول سوى تخفيف ضرر ضخم أنا وغـيري مــن الأجزاء المنمنة من هذه الماكينة نتسبب به كل يوم. لربما دافعي أناني بحت، أود أن أستمتع بالحياة وترفها مع تقليل الشعور الحارق بتأنيب الضمير، أود أن أحيا دون تكلفة على حياة الآخرين تجعلني عرضة لغضبات القدر، أود أن أعيش بدرجة معقولة من التوافق مع المبادئ والمثل التي أستصرخها كل يوم حتى لا تتسع الهوة بيني وبين مبادئي فيتسع الشرخ في نفسي وقلبي وضميري. أعلم أن هذا الهدف تقريبا مستحيل، لكن يبقى أن أحاول ونحاول جميعا، ولربما مجتمعين نستطيع أن نحدث فرقا. ما رأيكم؟

 

ماكينة

د. ابتهال الخطيب

عهد التميمي أكوانٌ من عِزّة بين سرديتين… ووزيرة الثقافة الإسرائيلية تحجب عنّا «فوكسنوت»

Posted: 22 Feb 2018 02:30 PM PST

فرضت شجاعة الأيقونة الفلسطينيّة عهد التميمي في مواجهة جنود الاحتلال الإسرائيلي نفسها على الإعلام العالمي بأشكاله المكتوبة والمرئيّة، وأصبح مشهد محاججتها الواثقة جهة جنديين إسرائيليين كانا يتهجمان على بيتها وأسرتها، وكذلك الصفعة التي وجهتها لأحدهما من أكثر مقاطع الفيديو انتشاراً، سواء في نشرات الأخبار التلفزيونيّة أو على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتفاوتت التعليقات في الإعلام والميديا العالميّة حول هذه البطلة المدهشة والتي بدت بين معسكرين، كل منهما يقرأ سرديّة عهد التميمي على نحو مختلف تماماً عن الجانب الآخر. الإسرائيليّون ووسائل الإعلام والشاشات الغربيّة التي سارت في ركابهم اعتبروا أن التميمي أهانت هيبة رمز يمثّل الدّولة العبريّة وأن الجندي (البطل) تجنّب معاقبتها فوريّاً وتصرّف بحرفيّة عندما تمسّك بضبط النّفس رغم كونها مراهقة منفلتة ومستفِزّة تمثل عنف الفلسطينيين وإرهابهم، وأنّها نفسها ضحيّة عائلة تدفع بها لمواجهة جنود الاحتلال أمام الكاميرات كنوع من البروباغاندا ضد الدّولة العبريّة.
وللأسف فإن حوائط التواصل الاجتماعي كشفت عن جيوب في العالم العربي انتصرت للسرديّة الإسرائيليّة تلك وتضامنت معها في انتقاد سلوك الصبيّة الباسلة من جهة شعرها الأشقر المتدفق ولبسها (الغربي) الطبع وعلى اعتبار أن قيم المجتمع المحافظ لا تقبل البنات في خطّ مواجهة مباشرة مع جنود الاحتلال. وأمعن بعضهم في الكيد ضدّها متهمين الإعلام الغربي بالنفاق بتبني عهد تحديداً بزرقة عينيها وطريقة لبسها التي تحاكي مظهر الغربيّات بينما يهمل ذات الإعلام صور بطلات فلسطينيّات أخريات يرتدين الحجاب، أو لا يتمتعن بالوجه الأوروبي الملامح كما تبدو التميمي في صورها الأيقونيّة.
في المقابل فإن السرديّة الشعبيّة الفلسطينيّة وقوّة الصورة الهائلة ذاتها وصلت أيضاً إلى عدد – ولو أقل – من الشاشات العالميّة، وغزت عوالم التواصل الاجتماعي بكثافة مشهودة صوّرت التميمي كما وجهٍ نبي جديدٍ ساحرٍ للمقاومة يرمز لمواجهة فلسطينيّة دائمة وشّجاعة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في النضال من أجل الحريّة وحماية الأرض، وأن هنالك خطرٌ داهم على الدّولة العبريّة من تحوّل التميمي إلى ما يشبه (جان دارك) فلسطينيّة تشعل أجواء عداء ورفض لنتاجات المشروع الصّهيوني على نطاق عالمي واسع.

سرديّات متفاوتة وتأويلات للصورة

التلفزيونات الغربيّة تحديداً عكست في تغطيتها تفاوتاً و تردداً بين السّرديتين. فلا شك أن ثقافة العالم الغربي حريصة في غالبها على المشاعر الإسرائيليّة وتجتهد كي لا تثير حنق سلطات الدّولة العبريّة التي لا تتدخر وسعاً في ضمان استمرار هيمنتها على شكل ومحتوى السردّية التي تعرضها وسائل الإعلام العالميّة بشأن الصرّاع الفلسطيني – الإسرائيلي المستمر منذ عدة عقود ولذا انحازت معظم القنوات الأمريكيّة والألمانيّة إلى الرواية العبريّة بينما التبس موقف مؤسسات إخباريّة ضخمة أخرى مثل ال بي بي سي البريطانيّة التي قُبِضَ عليها تحاول الظّهور بمنظر المراقب المحايد – مع ميلٍ إلى الرّواية العبريّة – مشيرة إلى أن قضيّة التميمي تعبّر عن صراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين على امتلاك السرديّة من خلال تأويل الصورة وترويجها للرأي العام العالمي، وهو ادعاء غير مقبول على الأقل لناحية مساواة الجهد الإعلامي بين (إسرائيل) والفلسطينيين.
جلال مشهد يد الكرامة وأصابع الشرف وهو يصفع وجه المحتلّ وإن فرض وجوده كخبرٍ على الجميع، فإن تحليلاته في إعلام الغرب اتسمت بالخبث ملقية اللوم على الفلسطينيين الذين يغسلون عقول أطفالهم بغرض توظيفهم في أعمال عدائيّة. فقد عرض تلفزيون ألماني مشاهد فيديو للتميمي وهي تدعو كل فلسطيني لأن يقوم بشيء ما لتحرير الأرض، إما عن طريق الطعن بالسكين أو العمليات الانتحارية أو رمي الحجارة جاهدين إلى بروَزَةِ صوّره الخبر الألماني عن العنف الفلسطيني ضد الإسرائيليين – المسالمين -. واستقبلت قنوات تلفزيونيّة أمريكيّة أعضاء في الكنيست الإسرائيلي اعتبر أحدهم – مايكل أورين وهو سفير إسرائيلي سابق لدى الولايات المتحدة – أن عائلة التميمي عائلة وهميّة، وأنّها ليست إلا خدعة تسويق فلسطينيّة للإساءة لإسرائيل، بينما علقت إعلاميّة ألمانيّة بقولها «ليس غريبا أن لا يعرف الأطفال الفلسطينيون كالتميمي إلا وجها واحدا للحقيقة، فمن ناحية ليس هناك مجال للشك بأن أطفال الضفة الغربية يكبرون في ظروف خاصة، إذ عليهم اجتياز المعابر العسكرية والدخول في احتكاكات يومية مباشرة مع الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، ولكن من ناحية أخرى فإنهم يُوظفون كأداة في يد الدّعاية الفلسطينية لتأجيج الصور العدائية لإسرائيل»، كل ذلك مع إغفال تام مقصود لحقيقة أن جنود جيش الدّفاع الإسرائيلي كانوا أطلقوا نيرانهم صبيحة ذلك اليوم فأصابوا ابن عم الفتاة البالغ من العمر 14 عاماً في الرأس، وأن القرية – النبي صالح – كانت كلّها على وشك الانفجار قهراً واشتبكت مع الجنود الإسرائيليين.
غائبون ومتغيبون كثر أبرزهم الحركات النسويّة الغربيّة وفي المقابل تردد عبر أثير الفضاء الإعلامي العالمي – خارج أجواء العمى الأمريكي / الأوروبي – بضع أصوات خافتة كتلفزيون روسيا اليوم والتلفزيون الفنزويلي وعدد محدود من الشاشات العربيّة نددّت بالاحتلال وبسياسات الحكومة الإسرائيلية عموما بشأن عدم احترام القانون الدولي واستهداف الأحداث دون السن القانونيّة بالقتل والتنكيل والاعتقال والمحاكمات العسكريّة، وهي أمور تتنافى مع كل منطق مهما بلغ الانحياز، وإن لم تؤيد جميع تلك الشاشات صراحة نضال الفلسطينيين المشروع بكل أشكاله لاستعادة أرضه وحقوقه المسلوبة . وأيضاً كان مخزياً وغير مبرر وغير مفهوم غياب الجمعيات النسوية الغربيّة تحديداً والتي تصدّع الرؤوس بالدعوة للحريات والدفاع عن نماذج نسوية تمثل القيم الغربيّة في قلب المجتمعات المسلمة والترويج لها بوصفها نجوماً تُحاكى، بينما اختفين جميعهن في جحورهن عندما لمع نجم بطلتنا الصغيرة حجماً الكبيرة شرفاً وكأنها أكوان من عزّة.

صورة عهد وصورة غاندي

كيف يمكن تفسير هذا السلوك المنافق من قبل أدعياء الليبرالية والحريّة وحقوق الإنسان؟ إنها دون شك حرب إدارة السرديّات. فصورة فتاة عزلاء تواجه جندياً مدججاً بالسلاح لا شك خطر داهم على صورة الكيان في المخيال الجمعي والرأي العام العالمي، وهي تركيبة لا يمكنها إلا إثارة العواطف، لا سيما وأن تلك الرسولة الشقراء بعينيها الآتية من موج البحر وشعرها المنفلت كما ثورة مشتعلة لا تتطابق والصورة التي لدينا عن الفلسطينيين، وبالتالي فإن إمكانية أن يتأثر بها الغربيون كبيرة جداً على حد تعبير أحد الناشطين في جمعية يساريّة فرنسية متضامنة مع الفلسطينيين نقلته عنه قناة «فرانس 24 « الفرنسية.
بل وتحدث خبير إعلام مرئي لتلفزيون دانماركي عن الإمكانات الهائلة التي تحملها صورة عهد كأيقونة نضال فلسطيني مرشحة لتصل إلى قيمة صورة غاندي في نضال استقلال الهند.
وقد أخرجت هذه الإمكانيّة المدججة بالاشتعال كما البركان الفنان الإيرلندي العجوز جيم فيتزباتريك صاحب الرسم الأيقوني الأشهر لتشي جيفارا – قبل أكثر من خمسين عاماَ – من عزلته ليرسمها وهي ترفع علم فلسطين ويكتب «هناك امرأة خارقة حقاً» – إشارة إلى جندية جيش الدّفاع الإسرائيلي وملكة جمال إسرائيل غال غادوت التي أسندت إليها هوليوود دور امرأة بطلة خارقة.

عند الإسرائيلي: إدارة السرديّة نصف المعركة

الإسرائيليون بالطبع أكثر فطنة من أن يسمحوا لأسطورة التميمي بأن تكبر وتمشي على ساقين، وهم المعروفون كخبراء السرديّات الملفقة عبر التاريخ. ولم يكن مفاجئاً في هذا السّياق أن تمارس الدّولة العبريّة ضغوطاً سريّة شديدة على الحكومات ومؤسسات الإعلام – المرئي بشكل خاص – لمنع تسرّب أيّة مواد قد تتناقض محتوياتها مع السّرديّة العبريّة بأي شكل، ولذا رأينا السلطات البريطانيّة تمنع حملة إعلانات عامة في محطات القطار حاولت القيام بها جهات متعاطفة مع التميمي، وأقدمت سنغافورة في خطوة نادرة على منع عرض فيلم وثائقي لصانع أفلام أمريكي أنتجه عن التميمي وزميلة لها في مهرجان للسينما هناك بحجة أن الفيلم لا يقدّم صورة متوازنة عن الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
وهذا ليس حديث مؤامرات وكواليس كما قد يحلو للبعض وصفه كلّما تحدثنا عن العناية المطلقة التي تبديها الدّولة العبريّة لإدارة السرديّات في مجال الإعلام المرئي تحديداً. فبالأمس القريب أعلنت وزيرة الثقافة الإسرائيليّة عن مقاطعة الدّولة العبريّة لمهرجان أفلام فرنسي ضخم بعد إخفاق جهودها السريّة فيما يبدو في ثني القائمين على العروض بسحب عمل تلفزيوني درامي جديد اسمه «فوكسنوت» يصوّر جنود جيش الاحتلال بأنهم يقتلون المراهقين الفلسطينيين بلا رحمة ثم يحاولون التغطية على جرائمهم – وهو الأمر الذي يكاد يحدث يوميّاً في الأراضي المحتلّة -. وبحسب الوزيرة، فإن هذا العمل الدّرامي يسيء إلى الصورة الحضارية لجيش الدّفاع الإسرائيلي وأنها ستسعى لمقاطعة المهرجان على أوسع نطاق.
ألأيقونة بشعرِها البارق كما الرصاص، وجسدها الغاضب وكأن لحمه جسر العودة، وكتفيها الصغيرتين اللتين تشيلان حمولة وطن – عهد التميمي – ما زالت هناك كما شجرة نخيل، كما جبل شامخ في وجه السجن العبراني والسجان العاهر، لكنها كما أي أيقونة أخرى إن لم تحملها قلوب المؤمنين بها صارت لوحة مهجورة في كنيسة يكاد لا يزورها أحد. لا تُسقطوا هذي الأيقونة من يدنا، لا تُسقطوا هذي الأيقونة من يدنا.

إعلامية لبنانية تقيم في لندن

عهد التميمي أكوانٌ من عِزّة بين سرديتين… ووزيرة الثقافة الإسرائيلية تحجب عنّا «فوكسنوت»

ندى حطيط

أمريكا ترامب: الحروب الثقافية وضلال الذات

Posted: 22 Feb 2018 02:29 PM PST

هنري جيرو مفكر وناقد ثقافي أمريكي ـ كندي، يشتغل في حقول التربية والتعليم العالي والدراسات الثقافية والسياسة في مستوياتها المحلية والكونية الأعمق، وله أكثر من 50 مؤلفاً في هذه الشؤون؛ لعلّ أبرزها، في تفضيلي الشخصي، أعمال مثل «أمريكا في حرب مع ذاتها»، «إدمان أمريكا على الإرهاب»، «ضدّ إرهاب الليبرالية الجديدة: السياسة ما بعد عصر الجشع»، «ضدّ التسلطية الجديدة: السياسة ما بعد أبو غريب»، «إرهاب الليبرالية الجديدة: التسلطية ومحاق الديمقراطية»، «الجيل المهجور: الديمقراطية ما بعد ثقافة الخوف»، و«الفأر الذي زأر: دزني ونهاية البراءة».
كتابه الأخير صدر قبل أيام، بعنوان «الخطر المحدق بالعموم: ترامب وتهديد النزعة التسلطية الأمريكية»؛ وينهض على افتراض مركزي مفاده أنّ الولايات المتحدة تقف على حافة سلسلة من الهجمات تستهدف الديمقراطية، والخيارات التي يواجهها العموم في أمريكا تشير إلى انقسام بين الملتزمين بالديمقراطية، والمنصرفين عنها. وبعد استبعاد الجدل حول ما إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فاشياً، أو كانت منافسته السابقة هيلاري كلنتون أداة في يد «وول ستريت»، واعتباره سجالاً يحرف الانتباه عن الخطر الحقيقي المحدق؛ يطرح جيرو أسئلة ابتدائية من هذا الطراز: ما الإجراءات التي كان من الممكن اتخاذها للحيلولة دون انزلاق الولايات المتحدة إلى شكل محدد من التسلطية؟ وما الذي كان في الوسع القيام به على سبيل تخيّل أنساق من الشجاعة المدنية والأمل الكفاحي، تقتضيها الحاجة لتمكين وعد بالديمقراطية كمبدأ في الحكم؟
ويقرّ جيرو بأنّ انتخاب ترامب أسفر عن تعميم مشاعر اليأس والخوف والقلق لدى الشرائح الأضعف في الأوساط الشعبية، خاصة بعد تسجيل الآلاف من جرائم الكراهية التي نجمت عن مناخات التعصب بعد وصول هذا النموذج إلى البيت الأبيض، وامتلاكه سلطات تنفيذية هائلة. هذا مع التذكير بأنه كان، أصلاً، يرث مجموعة من القوانين التسلطية والرقابية التي أعقبت هزّات 9/11؛ وكانت هذه ذاتها تستأنف، على نحو أو آخر، تراث المكارثية، والسياسات الأمنية التعسفية التي تراكمت طيلة عقود واتخذت صفة القوانين المستقرة، وكانت في صلب جاذبية ترامب لدى قطاعات أمريكية شعبوية، قومية المزاج أو عنصرية التوجه أو انعزالية منغلقة في الحدّ الأدنى. ذلك كله عبّد أكثر من درب نحو الحروب الثقافية المختلفة في عمق المجتمع الأمريكي، بعضها كان بالغ الشراسة في الواقع، وشهدتها شوارع الولايات المتحدة، وكانت «فلسفة» ترامب في معالجتها بمثابة وسيلة لتأجيجها.
فصول كتاب جيرو تتناول طائفة واسعة من أعراض اعتلال أمريكا، والأخطار المحدقة بمفهوم «العموم» استطراداً؛ بينها إعادة التفكير في معنى السياسة، في ضوء تيارات التفوّق الأبيض والتطهير العرقي، وتجليات النزعة التسلطية في غمار ما يسميه جيرو «الأمية المصنّعة»؛ وأزمة الأجيال الشابة، إزاء نوعَين من الاستقطاب: الإحباط من السياسة، والفزع من الإرهاب الداخلي؛ ثمّ التعليم الليبرالي الجديد، وكيف يتوجب الدفاع عن الركائز الديمقراطية في قلب المدارس والجامعات، وتنمية حسّ بالشجاعة والمقاومة والمخيّلة الراديكالية، ضدّ العزلة والانعزال والترهيب. وفي خلاصاته لا يتردد جيرو: أمريكا تعيش في زمن يشهد تدميراً عنفياً منتظماً تمارسه رأسمالية الليبرالية الجديدة، في حرب لا هوادة فيها، ولا رادع… هكذا، ليس أقلّ!
وفي دفاع مشبوب عن دور المثقف، واستنهاض وظيفته المركزية التي تستوجب الانشقاق عن مألوف الطغيان والاستبداد والتسلط؛ يعود جيرو إلى إدوارد سعيد وندائه إلى كلّ مشتغل بالثقافة، كي يأخذ على محمل الجدّ «الحاجة إلى كشف وتوضيح حلبة الصراع، وتحدّي وهزيمة الصمت المفروض والهدوء المطبَّع اللذين تفرضهما القوى المتخفية، كلما وأينما توجّب ذلك». كذلك يستعيد تيودور أدورنو، الذي حذّر من أنّ خطر الفاشية الحقيقي «يكمن في رواسب الذهنية الفاشية داخل النظام السياسي الديمقراطي»، ليستذكر أنّ «فلسفة» ترامب تقوم على بغض المسلمين والمكسيكيين والنساء والصحافيين والمنشقين، وسواهم ممّن يعتبر ترامب أنهم دخلاء على «جوهر» أمريكا الحقة!
والحال أنّ واحدة من كبريات نقائض الليبرالية الجديدة أنها تقيم علاقة تعسفية بين مفهومَيْ الرأسمالية والديمقراطية: إذا نُظر إلى الرأسمالية كعقيدة لاقتصاد تنافسي ينتج قوى السوق، فإن الديمقراطية الليبرالية هي بالضرورة عقيدة السياسة التنافسية التي تخلق التعددية السياسية. الميزان الحسابي النهائي هو التالي، ببساطة: إنتاج رأسمالية أكثر، وديمقراطية أقلّ. وهكذا فإنّ الحملات من أجل اقتصاد السوق لا تجد مفرّاً من إعلان الربح وفائض القيمة، فتكون المعادلة هكذا: لكي نعطيكم الديمقراطية ينبغي أن تقبلوا الرأسمالية كما نشترطها ونفلسفها؛ وهذا يسري أيضاً على ولع الليبرالية الجديدة بالشعارات الصاخبة حول حقوق الإنسان، والحريات العامة، وسيادة القانون…
ورغم أنّ جيرو، بدليل عشرات الأعمال التي كرّسها لفضح الإدارات المتعاقبة على البيت الأبيض، يقرّ بأنّ ترامب لا يأتي من فراغ؛ إلا أنّ كتابه، الهامّ والمعمق، يترك الانطباع بأنّ نزعة التسلط تأخذ عند الرئيس الأمريكي الراهن بُعداً دراماتيكياً مختلفاً عن أسلافه. والمرء لا يحتاج إلى العودة بعيداً في تاريخ الرئاسات الأمريكية، إذْ تكفي استعادة بسيطة لسياسات الرئيس السابق باراك أوباما حتى تتضح نقاط التشابه المذهلة، في سياسات داخلية وخارجية شتى؛ حتى إذا لم تكن النزعة التسلطية سمة فارقة في ولايتَي أوباما، ولم تأخذ الحروب الثقافية مستويات شرسة من حيث الشدّة والنطاق.
وفي كلّ حال، حين ورث أوباما تركة سلفه جورج بوش الابن، كانت الأرقام تقول إن أمريكا تنفق على السلاح والجيوش والقضايا الأخرى الدائرة حول فكرة «الأمن القومي» ما يزيد على مجموع ما ينفقه العالم بأسره؛ وكان أكثر من نصف مليون عسكري أمريكي ينتشرون في قرابة 400 قاعدة عسكرية خارجية كبيرة، ومئات القواعد الثانوية الأصغر، في 35 بلداً أجنبياً. ومنذ الحرب العالمية الثانية وحتى عشية اندلاع حرب الخليج الثانية، أنفقت الولايات المتحدة أكثر من 200 مليار دولار لتدريب وإعداد وتسليح جيوش أجنبية في أكثر من 80 بلداً، أسفرت عن أكثر من 75 انقلاباً عسكرياً، وعشرات الحروب الأهلية التي تسببت في مئات الآلاف من الضحايا.
وفي غمرة ذلك كله كانت تجري عمليات «تصنيع» العدو وتأثيمه إلى المدى الأقصى الذي يبرّر التدخل العسكري، والغزو، والانقلاب، وإشعال الحروب الأهلية. كانت هذه هي الحال مع بناما، مصر، البيرو، البرتغال، نيكاراغوا، التشيلي، جامايكا، اليونان، الدومينيكان، كوبا، فييتنام، كوريا الشمالية، لبنان، العراق وليبيا…
واجب، كذلك، أن يتذكر المرء ما سبق أن قالته جميع المنظمات الحقوقية الدولية عن سجلّ حقوق الإنسان في الولايات المتحدة، وطبيعة الانتهاكات الصارخة التي تُمارس هناك على نحو مؤسساتي رسمي؛ قبل عقود طويلة من انتخاب ترامب. وعلى سبيل المثال، فإنّ التقرير السنوي لمفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة لا يوفّر الولايات المتحدة عاماً بعد عام، بل ويفرد لها خلاصات مفزعة، مثل هذه: «المواطن الأمريكي ليس متساوياً أبداً أمام القضاء، والأحكام الصادرة بحقّ الأمريكيين السود والآسيويين أقسى بثلاثة، وأحياناً بأربعة، أضعاف مقارنة بالأحكام الصادرة بحقّ البيض في قضايا مماثلة».
ترامب ابن هذه الثقافة، في أوّل المطاف ونهايته، إذن؛ حتى إذا كان أهل هذه الثقافة قد ذهبوا أبعد من أي حقبة سابقة في استخراج قبائحها. وكثير من العموم، الذين يخشى عليهم جيرو وأمثاله من باب حسن النيّة، انساقوا كالقطيع خلف ترامب، دون ضلال؛ إلا ذاك النابع من… أعماق الذات.

٭ كاتب وباحث سوري يقيم في باريس

أمريكا ترامب: الحروب الثقافية وضلال الذات

صبحي حديدي

إنهم يكتبونني

Posted: 22 Feb 2018 02:29 PM PST

ـ «مشروع خطبة: ومن أجل أن يظل الوطن حرا سعيدا، عشتم أيها المواطنون الشرفاء مئات السنين بلا خبز، عشتم بلا حرية، عشتم بلا كرامة، نسيتم الابتسامة، كرهتم الورد والقمر وأغاني الحب، فحمى الله اليوم وطننا الغالي من أخطار الخونة المتآمرين مع العدو».
زكريا تامر من مجموعته القصصية «الرعد»
ـ «لا نفع وراء توبيخ المفعمين بالحماسة، فهم يشبهون محركات آلية صغيرة، إنهم يتغذون على أي طاقة يحملها الهواء، واليوم ثمة قدر كبير منها»
جور فيدال من رواية «هوليوود» ترجمة مجدي عبد المجيد خاطر
ـ «وأتعس المجالس وأثقلها على نفس الأديب تلك التي تتألف من الأوساط أدعياء الثقافة، فيها يدور الحديث على الآداب والفنون، ولكنه حديث منقول عن الصحف والمجلات يلوكون فيه ما تكتبه لهم، ويفسدونه إفسادا لا سبيل إلى الصبر عليه، وعذرهم واضح وعذرك أوضح فالموضوع الذي يردونه منك إليك لا يعنيهم كما يعنيك، ولا يستمدون الباعث على طرقه من أعمق أعماق نفوسهم مثلك، وقد لا يدرون عنه إلا بعض ما التقطوه منك، وتشعر بالتقزز، إذ ترى القوم يمزقون بأنيابهم خواطرهم ومعانيك، ويلقونها إليك خِرَقا قذرة وتصدك الآداب العامة عن تنغيصهم، ويقضي ذلك على صدق السريرة ويذهب بالإخلاص ويغيض من جراء ذلك معين اللذاذة المستفادة من الاجتماع، ومن هذا الضرب أفراد يحفظون من الكتب أسماءها وأسماء مؤلفيها وبعض ما يقال عنها، ويدورون بهذا على المجالس يعرضونه عليها كالإعلانات حتى لكأنهم فهارس حية أو قوائم متنقلة».
إبراهيم عبد القادر المازني من «قبض الريح»
ـ «إفهم من مفارقة حياتي ما تشاء، لقد بذلت جهدا مخلصا لأجعلها ذات مغزى»
تنيسي ويليامز
ـ «إن حياة الإنسان أمام الموت سخف لا معنى له، وهي بدونه مأساة مريعة لا يطاق التفكير فيها.. لعل من الأوفق ألا نكون بشرا، لأجل ألا نتعذب أو نقلق أو نلتزم، ولكن هل من حقه ـ الإنسان ـ أن يفكر هكذا؟، لقد صدر الحكم في غيابنا، ولم تترك لنا سوى الحياة، ويبدو أن البحث عن العدالة خارج عن هذا الموضوع».
فؤاد التكرلي من روايته «الوجه الآخر»
ـ «من بين مزايا الجهل أنه يحمينا من المعارف المزيفة».
جوزيه ساراماجو من رواية «مسيرة الفيل» ترجمة أحمد عبد اللطيف
ـ «لو أن أمريكيا وصف حضارات اللبنانيين والعراقيين والخليجيين والمغاربة بأنها حضارات المجدّرة والمسقوف والكبسة والكسكسي، لأقام مثقفو هذه الشعوب الدنيا ولم يقعدوها، ولكانوا محقّين في احتجاجهم، لأن تنميطا اختزاليا كهذا مرفوض، تفوح منه رائحة العنصرية، أما حين يقال عن الأمريكيين أنهم أصحاب حضارة الهمبورغر، فهذا يبقى وصفا مقبولا، لا بل يمكن أن يكون «تقدميا»، ففيما بات الإجماع واسعا، لاسيما بين نخب المثقفين في العالم، على إدانة التنميط العنصري ضد السود أو اليهود، لا يزال التنميط الوحيد المقبول، إن لم نقل «التقدمي» هو ذاك الموجه ضد الأمريكيين… وهذا إذا ما عكس جزئيا مكروهية السياسة الأمريكية، فإنه ينم من وجه آخر، عن أزمات الشعوب الكارهة وإخفاقات نخبها، وعن ميل يقوى أو يضعف إلى تحميل النجاح الأمريكي مسؤولية الإخفاقات».
حازم صاغية من كتابه «نانسي ليست كارل ماركس»
ـ «كل ما تخطئ فيه حساباتنا نسميه الصدفة».
ألبرت أينشتاين
ـ «في صالات الانتظار في المطارات، يمر الوقت ببطء، الحيل متعددة، وأقدم الحيل وسيلة لكسر الوقت كانت الصحف، الآن تنافسها الشاشات المعلقة التي تعرض مباريات كرة القدم، وتُغري بإعلانات عن مختلف الأشياء. والبعض يحاول اللحاق بإيقاع لحظة عصرية من خلال شبكة الإنترنت. يبقى الأصل في أن أعظم تسلية للإنسان هو الإنسان ذاته. التحديق عيانا بيانا، أو خلسة واختلاسا. الإنسان: أقدم مخلوق محارب لا يكف حتى في قمة حالته الإنسانية عن التحسس، ولا يتوقف عن التلصص، وعن اختلاس النظرة بطرف العين، وفضول قتال لهفة، لمعرفة ما تحتوي حقيبة اليد النسائية تلك التي فُتحت، والعلكة التي تتحرك في ذلك الفم، وذلك الحديث بين أب وأم وأطفال، أو أخت وأختها، صديقة وصديقتها، يظل هو الإنسان: يحاول أبدا الاقتراب من الإنسان، ويحاول التحدث معه، يحاول معرفة شيء ثم أشياء ثم كل شيء، ويستمر الرصد المتأمل الصامت».
عبد الماجد عليش من كتابه «سوداني في القاهرة»
ـ «أعتقد أحيانا أن ثمن الحرية ليس اليقظة الدائمة، بل الوحل الدائم».
جورج أورويل
ـ «تحاشي التناقضات، مواجهة التناقضات بدون تخطيها، تخطي التناقضات بدون إلغائها، تلك هي المواقف الرئيسية الثلاثة التي يتخذها كل مثقفي زماننا، في ما يتمايزون. أخذ عطلة من العالم. إدراك العالم. امتلاك العالم. ما من مرحلة تستبعد الاثنتين الأخريين. العبور متاح. ضروري، لكن في اتجاه واحد، ذهاب دون رجوع.. كم من الكتاب الذين يفضلون الرحيل على التسميم الروحي وعلى عفونة الروح للروح».
جورج حنين من مقال له نشر في أكتوبر/تشرين الأول 1935
ـ «ما يجعل العمل جيدا مسألة ذاتية إلى أبعد الحدود، إنها متعلقة فعليا بأمور كالمتعة، على سبيل المثال، المعركة مستمرة بيني وبين من يتحدث عن الموضوعية، خاصة في الصحافة، لأن كل شيء مبني بالتأكيد على ترجمة ذاتية نسبيا، إننا نتحدث فعليا عن تمييز تقوم به أنت بنفسك، إلى حد ما، النوعية مسألة ذاتية بشدة، لا يمكن فرضها بقوانين فوقية، لا يمكن لأحد أن يقول لك إنه كتاب عظيم وعليك تصديق ذلك، يجب التوصل إلى ذلك عبر عملية بحث وتحليل. أعتقد أن أقرب ما يمكن التوصل إليه في قوننة عمل عظيم مقابل عمل ليس عظيما جدا من الناحية الجمالية، هو أن العمل العظيم يمكن المرء قراءته المرة تلو الأخرى بدون أن يفقد نوعا من الإحساس بالمتعة واللذة، إما من خلال توسيع الوعي أو تعزيز الذوق والإحساس أو أي شيء آخر، بينما العمل الأقل عظمة لا ينطبق عليه ذلك، كلنا خضنا تلك التجربة، تقرأ رواية لدانيال ستيل ولا تشعر بالضرورة بأنك تود قراءتها مجددا، لكنك إذا قرأت رواية لديكنز تجد أنك تريد العودة إليها».
إدوارد سعيد من كتاب «السلطة والسياسة والثقافة» ترجمة نائلة قلقيلي
ـ «ماالذي يخلق البطولة؟، السير في الوقت نفسه أمام أقصى الألم وأقصى الأمل».
نيتشه

٭ كاتب مصري

إنهم يكتبونني

بلال فضل

ديناميكية جديدة في السعودية بضغط أمريكي: احتواء «مغامرات» ولاية العهد واستعادة «هيبة» الأمراء

Posted: 22 Feb 2018 02:29 PM PST

عمان ـ «القدس العربي»: تبدو الفرصة مهيأة فجأة وعلى أكثر من صعيد لإعادة انتاج بعض المسائل ذات الصلة ببرامج وملفات وتصرفات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وسط مؤشرات حيوية على توافق أمريكي ودولي مع أطراف نافذة في الداخل السعودي بهدف الحد من الأضرار واحتواء التجاذبات الحادة داخل مؤسسة العائلة المالكة.
و يقرأ دبلوماسيون مختصون الصور التي التقطها مؤخرا الملك سلمان بن عبد العزيز مع أبزر ضحيتين من ضحايا اعتقالات فندق الريتز وهما الأميران متعب بن عبد العزيز والوليد بن طلال ضمن سياق الاحتواء المشار إليه والذي يعتقد أنه سيقود في المحصلة لديناميكية جديدة بدأت تفرض نفسها في الإدارة السعودية.
ومن دون إعلان، وضمن حالة التوافق، المعلومات المؤكدة التي حصلت عليها «القدس العربي» في هذا السياق تحاول تفسير أسباب خفوت نجم الأمير محمد بن سلمان وابتعاده العلني عن الأضواء طوال الأسابيع الثلاثة الماضية.
وهو أمر يثير الجدل على نطاق ضيق بسبب احتجاب غير مفهوم ومؤقت حصل للأمير النافذ الذي يسيطر على كل المشهد.
صورة الملك سلمان والأميرين متعب والوليد أنتجت بدورها تكهنات سياسية الطابع بعدما ثبت أنها صورة لإنصاف الرجلين وإظهار أن ما حصل معهما من اعتقال وتوقيف وتحقيق كان مرحلة وانتهت وأنهما خلافا لما يشيعه رموز «الذباب الإلكتروني» الناشطون لمصلحة الأمير محمد بن سلمان غير منبوذين او مطرودين من النظام.
اعتقال الأميرين كان أصلا وضع الملك سلمان نفسه في زاوية محرجة عندما تعلق الأمر بدور مثل هذا الاعتقال في كسر هيبة الأمراء عموما وهو أمر ألح عليه أمراء كبار ومتعددون يحاولون المحافظة على تقاليد العائلة وهؤلاء وغيرهم أوصلوا شكواهم عشرات المرات للملك العجوز كما أرسلوا عشرات الرسائل الاعتراضية والمحذرة.
الأمير متعب بن عبد العزيز الذي يوصف بأنه صاحب ملاءة مالية منخفضة ولا تنافس أصلا الأثرياء من الأمراء حرص على إعادة بناء صورته الاجتماعية عبر التقارب إيجابيا من الملك سلمان حتى لا يتم التعامل معه بعد انتهاء مرحلة الاعتقال والتحقيق باعتباره خائنا للنظام والعائلة.
الأمير الوليد بن طلال من جانبه شرح للملك وفي لقاء خاص ومغلق كما علمت «القدس العربي» وجهة نظره في مسألة مناكفة ولي العهد بصلابة خلال فترة اعتقاله. شروحات الوليد تضمنت الإشارة إلى أن ثروته وأمواله كلها ستبدد وفي العالم لو وافق على مبدأ التحقيق معه بناء على تهمة مثل غسيل الأموال وشرح الأمير للملك بأنه كان مستعدا للموت فعليا بدلا من قبول التحقيق معه على أساس هذه التهمة، لأن قبولها سيلحق ضررا كبيرا بسمعة المملكة، ولن يمكنه شخصيا من السيطرة على دولار واحد مما يملكه في العالم.
فسر الأمير الوليد الأمر على أساس أنه رفض التجاوب مع المحققين بتهمة غسيل الأموال أصلا للسبب المشار إليه وأصر على إرساله للمحكمة لأن مثل هذه التهمة لا أساس لها من الوجود من حيث المبدأ.
وأبلغ الوليد بأنه قبل الخضوع للتحقيق وتقديم إفادة فقط عندما تغيرت لائحة الاتهام ووافق على إجراء تسوية مصرا على أنه كان يرفض مبدئيا التجاوب مع أي تحقيق له علاقة بتهمة مرتبطة بغسيل المال وأنه في خدمة التحقيقات والتعاون المعلوماتى عند أي تهمة أخرى، الأمر الذي انتهى بالتسوية المالية والقضائية معها.
تبرز مع مثل هذا الحراك السعودي الداخلي المؤثر تلك النظرية التي بدأت تتبناها وسائل إعلام أمريكية مهمة وعميقة مثل واشنطن بوست تحذر من أن الخطر الأكبر على أهم حليف للولايات المتحدة وهو المملكة العربية السعودية يتمثل في تجنب التدخل لاحتواء الخلافات داخل العائلة المالكة والاسترسال في السماح بتجاذبات الوضع الحالي الذي أدى لانقسامات أفقية وعمودية بسبب ما جرى خلف أسوار معتقل الريتز الشهير. إنجاز ذلك كان يتطلب الحد من الظهور العلني الشرس للأمير محمد بن سلمان من دون المساس بالوقت نفسه بهيبة مؤسسة ولاية العهد ووقف النزف الناتج عن خلافات بين الأمراء كبارهم وصغارهم وإعادة اللحمة داخل العائلة.
وهي مهمة اقترحت حلقات أمريكية مهتمة ونافذة ووسيطة على الملك سلمان شخصيا أن يتبناها عبر إعادة استقطاب واحتواء الأمراء الغاضبين وأولئك المحتقنين وقد تفسر الصور الملتقطة مع ضحايا حملة محمد بن سلمان لمكافحة الفساد الأبرز خطة الاحتواء التي يبدو أن الملك سلمان اقتنع بها أخيرا ودخل على خطوطها شريطة عدم المساس بنجله ولي العهد.
الاشتباك الأمريكي الخفي مع هذه المسألة أبعد الأمير الشاب محمد بن سلمان ولو مؤقتا عن الأضواء والواجهة ولأسباب تكتيكية وأسهم في تأجيل البحث في استحقاق نقل السلطة رسميا وبصورة شاملة إلى ولي العهد نظرا لما يمكن ان تثيره مثل هذه الخطوة من تصدعات من الصعب السيطرة عليها لو تسارعت او نفذت في سقف الأجندة الزمنية التي يتبناها الأمير الشاب.
وعلى هامش هذا الاشتباك الموصوف بأنه إيجابي وللمصلحة العامة جرت المصالحات مع الأميرين الوليد ومتعب وغيرهما.
وهي مصالحات تحاول التخفيف من الضجيج الإقليمي والسياسي الذي أثارته تحركات ولي العهد الشاب مؤخرا حيث ستجري انتخابات في لبنان في شهر أيار/مايو المقبل قد تنتهي بانحسار النفوذ السعودي بعد حادثة اعتقال الرئيس سعد الحريري.
وحيث يتطلب النزول عن شجرة الحرب في اليمن عودة الهدوء للعناصر الأساسية في العائلة المالكة وهو نفسه الأمر الذي يتطلبه حوار بدأ الأمريكيون يرغبون به وبقوة وعلى أساس المصالح والاحتواء بين السعودية وإيران.
وأيضا على أساس أن الإدارة الأمريكية لم تعد معنية بانفلات المواجهة بين إيران والسعودية في المرحلة التي يترتب فيها ما له علاقة بصفقة القرن المسماه كذلك على صعيد الملف الفلسطيني.
والأهم في مرحلة الأولوية الأمريكية الأكبر التي تسيطر على نظام الأولويات الإقليمية اليوم وهي القضية السورية ومستجداتها العنيفة اليومية.
الأمريكيون لديهم اليوم أجندة أولويات ومتطلبات أهم من البقاء خلف مشروع تصعيد الأمير محمد بن سلمان والسكوت عن الأزمة الأفقية الصامتة والعنيفة داخل العائلة السعودية المالكة.
وهو ما يبرر الدخول بقوة على خطوط الاحتواء على المستوى الأميري وبين العناصر الأهم في مرحلة التمهيد لطي تداعيات ملف اعتقالات فندق الريتز.
الملك سلمان من جهته يريد اليوم العودة لمربع علاقات أقل تجاذبا بعد تسبب نجله الشاب بأزمات مع حلفاء تاريخيين للمملكة من بينهم الأردن والكويت ونصف لبنان على الأقل إضافة لسلطنة عمان وتركيا وبعض المؤسسات المصرية.
في الأثناء تبدلت أولويات أبو ظبي التي تبدو اليوم مهتمة بوقف التصعيد مع إيران وبإحياء وتنشيط العلاقات الأردنية السعودية وبوقف حالة الاستثمار الإيراني والتركي في الخلافات داخل المحور السعودي الإماراتي خصوصا وأن قطر المحاصرة من نفس المحور بدأت تحقق مكاسب سياسية وواقعية بالجملة.
مجمل هذه القرائن والوقائع قد تفسر برنامج احتواء النفور الذي يتبناه الملك سلمان شخصيا كما تفسر بالتوازي تلك الخلفيات التي تطلبت تخفيف تشنج ثم ظهور ومناورات ومبادلات ومغامرات الأمير الشاب القوي محمد بن سلمان.

 

الأميران الوليد ومتعب في حضن الملك سلمان… «ديناميكية» جديدة في السعودية بضغط «أمريكي»: احتواء «مغامرات» ولاية العهد واستعادة «هيبة» الأمراء وصفحة جديدة لما بعد «اعتقالات الريتز»

بسام البدارين

جنود الاحتلال يقتلون معتقلا فلسطينيا خلال التحقيق ويواصلون حملات الاعتقال لإخماد الانتفاضة

Posted: 22 Feb 2018 02:28 PM PST

رام الله ـ غزة ـ «القدس العربي»: أظهرت حادثة استشهاد شاب فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، فجر أمس، مجددا، وحشية جيش الاحتلال الإسرائيلي في التعامل مع الشبان الفلسطينيين لحظة اعتقالهم، التي حذر منها خلال الأيام الماضية العديد من الجهات الرسمية والحقوقية.
في الوقت ذاته واصلت إسرائيل الليلة قبل الماضية، حملات الاعتقال التي طاولت عددا من الفلسطينيين، في مسعى لوقف تصاعد الانتفاضة، التي تجتاح المناطق الفلسطينية رفضا للقرارات الأمريكية الأخيرة ضد مدينة القدس. وفي حادثة ستنعكس سلبا على المخططات الإسرائيلية لكبح جماح الفلسطينيين، ووقف نشاطات المقاومة الشعبية التي تشهدها كافة المناطق الفلسطينية، أعلن عن استشهاد الشاب ياسين عمر السراديح (33 عاما) من مدينة أريحا شرق الضفة، تحت التعذيب بعد ساعات قليلة فقط من اعتقاله من منزله.
وقال نادي الأسير الفلسطيني إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أبلغت عائلة الأسير السراديح، نبأ استشهاده بعد اعتقاله فجر أمس، مشيرا إلى أن العائلة أكدت أن نجلها تعرض للضرب خلال عملية الاعتقال على أيدي جنود الاحتلال، وأنه لم يكن يعاني من أية أمراض.
وحسب شهود عيان، فإن أكثر من عشرين جنديا إسرائيليا، انهالوا بالضرب على الشهيد السراديح، وركلوه في كافة أنحاء جسده، وتحديدا في منطقة الصدر والبطن بشكل وحشي، قبل اعتقاله.
وحمل عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن استشهاد السراديح، وقال إن ما حدث يعد «جريمة وإعداما وقتلا متعمدا» ارتكبته قوات الاحتلال.
وأكد أن ما حدث «يعبر عن وحشية وإرهاب هؤلاء الجنود، الذين يتلقون أوامرهم مباشرة من حكومة الاحتلال المتطرفة»، لافتا إلى أن الحادثة «تضاف الى الجرائم المستمرة بحق الشعب الفلسطيني والأسرى على وجه الخصوص».
ورفع عملية استشهاد الأسير السراديح عدد الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا بعد أسرهم إلى 213 شهيدا. وجاءت الجريمة الجديدة في سياق تصعيد قوات الاحتلال لحملات الاعتقال الليلية التي تصل لأكثر من 20 معتقلا يوميا من مدن الضفة الغربية المختلفة، بينهم أطفال ونساء ومسنون، على أمل إخماد نار الانتفاضة المتصاعدة.
واشتكى معتقلون بعد تمكن محاميهم من زيارتهم، من تعرضهم لـ«ضرب مبرح» من قبل جنود الاحتلال عند اعتقالهم، علاوة على الضرب الذي يتعرضون له أيضا عند نقلهم لمراكز التوقيف، وخلال عمليات التحقيق القاسية.
وأعلنت هيئة شؤون الأسرى نقلا عن معتقلين جدد، تعرضهم للاعتداء والتنكيل أثناء اعتقالهم والتحقيق معهم، وأكدوا في إفاداتهم أن قوات الاحتلال تقوم خلال الاعتقال بتفتيش منازلهم بشكل وحشي وتكسير جميع الأثاث، وتتعمد ضربهم أمام ذويهم واستخدام الكلاب المتوحشة في عملية الاعتقال وترويع الأطفال والنساء.
وبالعودة إلى الاعتقالات الإسرائيلية التي تنفذ بوتيرة متصاعدة، اعتقلت قوات الاحتلال ، فجر أمس، ثلاثة شبان من مدينة القدس المحتلة، بينهم شقيقان، وذلك بعد أن اعتلقت ليل الأربعاء خمسة أطفال تتراوح أعمارهم بين 13-15 عاما خلال انسحابها من مخيم شعفاط.
كذلك اعتقلت قوات الاحتلال أربعة فلسطينيين من مخيم نور شمس وبلدة عنبتا، شرق مدينة طولكرم، ومثلهم من مخيم جنين شمال الضفة الغربية، كما اعتقلت شابين من بيت لحم، واعتدت على آخر بالضرب، كذلك جرى اعتقال أربعة مواطنين من إحدى البلدات القريبة من مدينة سلفيت شمال غرب الضفة، وفرضت سلطات الاحتلال «الحبس المنزلي» على أحد سكان بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، وغرامة مالية، ومنعته من رؤية أصدقائه لمدة 30 يوما.
وفي السياق اعتدى مستوطنون متطرفون على سيارات لفلسطينيين قرب بلدة سيلة الظهر جنوب مدينة جنين في شمال الضفة.
وشهدت حالة الاعتداء الجديدة قيام المستوطنين بترديد شعارات عنصرية معادية للعرب، بعد أن انتشر مستوطنو «حومش» المخلاة قرب البلدة، في المنطقة واعتدوا على السيارات الفلسطينية ورشقوها بالحجارة.
وفي قطاع غزة، استهدفت قوات الاحتلال بنيران أسلحتها الرشاشة الثقيلة أراضي المزارعين الواقعة إلى الشرق من مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة.
واستهدفت زوارق حربية إسرائيلية قوارب صيد فلسطينية خلال عملها قبالة سواحل قطاع غزة، في منطقة الصيد المسموح بها.
ولم توقع الاعتداءات أي إصابات، غير أنها خلفت أضرارا مادية، وحالت دون اتمام المزارعين والصيادين رحلة عملهم اليومية المعتادة.
وفي إحصائية لموقع «الانتفاضة» رصدت الاعتداءات الإسرائيلية في الأسبوع الثالث من شهر فبراير/ شباط الحالي، أظهرت أن 93 فلسطينيا أصيبوا بالرصاص الحي والمطاطي، إضافة إلى إصابة العشرات بالاختناق بالغاز والاعتداء بالضرب، خلال المواجهات التي اندلعت في 116 نقطة مواجهة، إضافة إلى ارتقاء 3 شهداء من قطاع غزة.
وذكرت الإحصائية أن الأسبوع ذاته شهد ست عمليات فدائية أدت إلى إصابة 11 إسرائيليا بجراح مختلفة، في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية والقدس المحتلة وقطاع غزة.
ومن المقرر أن تشهد مناطق التماس مع الاحتلال في الضفة الغربية، وكذلك المناطق الحدودية الشرقية لقطاع غزة، اليوم الجمعة، تظاهرات غاضبة، ضمن دعوات «جمعة الغضب» الـ 12 الرافضة للقرارات الأمريكية.

جنود الاحتلال يقتلون معتقلا فلسطينيا خلال التحقيق ويواصلون حملات الاعتقال لإخماد الانتفاضة

أشرف الهور:

حبس متهمي «مزرعة أبو الفتوح» 15 يوما… وأسرته تردّ على بيان الداخلية

Posted: 22 Feb 2018 02:28 PM PST

القاهرة ـ « القدس العربي»: ردت أسرة رئيس حزب مصر القوية والمرشح الرئاسي السابق، عبد المنعم أبو الفتوح، على بيان وزارة الداخلية المصرية التي أعلنت فيه القبض على 6 من أعضاء جماعة «الإخوان المسلمين» في مزرعة خاصة بأبوالفتوح في منطقة وادي النطرون في محافظة البحيرة شمال مصر، في وقت أمرت نيابة أمن الدولة العليا، بحبس الأشخاص الستة 15 يوماً على ذمة التحقيقات، في اتهامهم بـ«الانضمام إلى جماعة إرهابية».
واعتبرت أسرة أبو الفتوح في بيان أمس، أن «الاتهامات التي تضمنها بيان الداخلية تمثل افتراءات غير حقيقية».
وتابعت: «لا يمتلك عبد المنعم أبو الفتوح أية مزرعة، لا في منطقة وادي النطرون ولا في غيرها، وفي ذات الوقت، تمتلك زوجته قطعة أرض زراعية في منطقة امتداد البستان – المغتربين التابعة لمحافظة البحيرة، و قامت بتأجير هذه الأرض منذ عام 2013 بعقد إيجار مدته 9 سنوات، ومنذ ذلك الحين انتقلت مسؤوليتها تماماَ للمستأجر».
وأضافت: «قبل إعلان وزارة الداخلية بيانها بساعتين، علمت بوجود قوات الشرطة داخل الأرض المشار إليها، وبعدها أعلنت الداخلية بيانها وما ورد فيه من اتهامات وتلفيقات لا أساس لها من الصحة».
وأكدت أن زوجة أبو الفتوح «أجّرت الأرض المشار إليها عام 2013 وأنها لم تعد لها أية علاقة بما يحدث فيها».
وأشارت أنها «لا تؤكد أو تنفي ما ورد في بيان الداخلية، لكنها تنفي وتنكر كل ما جاء فيها من اتهامات لعبد المنعم أبو الفتوح، ولا نجدها سوى إحدى محاولات تلفيق اتهامات باطلة لرئيس حزب مصر القوية».
وبينت أنها «تمتلك كافة المستندات الخاصة بهذه الأرض الزراعية التي ستقدمها لجهات التحقيق حال طلبها، وأنها في الوقت نفسه على استعداد للتعاون في أية إجراءات يتطلبها التحقيق في الأمر انطلاقا من واجبنا الوطني».
وكانت وزارة الداخلية أعلنت في بيان عن «ضبط 6 عناصر من المطلوبين في عدة قضايا، كانوا داخل مزرعة تابعة للقيادي عبد المنعم أبو الفتوح في منطقة وادي النطرون في محافظة البحيرة».
وأوضحت أن «الأمن الوطني رصد وجود كل من «أحمد محمد عبد الحميد عقاب، وعبد الحميد محمد مصطفى سيد، وعمر صلاح عبد الحكيم بطيحة، ومحمود عبد العزيز عبد العاطي عبد الحميد، وأحمد ياسر علي عبد الحفيظ، وعطية عاشور عطية مبروك، داخل مزرعة يملكها أبو الفتوح، وتم استهدافهم والقبض عليهم».
كما عثر بحوزتهم على «بندقية آلية، وبندقية خرطوش، وسيارة نصف نقل يمتلكها الإخواني محروس سعد محمد أحمد»، وفق بيان الداخلية.
وأمرت نيابة أمن الدولة العليا، بحبس الأشخاص الستة الذين ألقي القبض عليهم في البحيرة، 15 يوما على ذمة التحقيقات.
وأسندت النيابة العامة للمتهمين تهم «الانضمام لجماعة إرهابية، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحرية الشخصيةِ للمواطنين، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، وتغيير نظام الحكم بالقوة، والإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر».
كذلك واصلت نيابة أمن الدولة العليا، أمس، التحقيق مع أبو الفتوح، في اتهامات تتعلق بـ«الانضمام وقيادة جماعة أسست على خلاف القانون، ونشر أخبار كاذبة من خلال إجراء لقاءات إعلامية مع قنوات معادية للدولة، والتخطيط لزعزعة الاستقرار ونشر الفوضى».

حبس متهمي «مزرعة أبو الفتوح» 15 يوما… وأسرته تردّ على بيان الداخلية
نيابة أمن الدولة تواصل التحقيق مع المرشح الرئاسي السابق
تامر هنداوي

الإفراج مؤقتا عن متهمين بتعذيب أطفال التوحد في تونس ودعوات لإقالة وزير الشؤون الاجتماعية

Posted: 22 Feb 2018 02:27 PM PST

تونس – «القدس العربي»: أثار قرار القضاء التونسي الإفراج مؤقتا عن معظم المتهمين في قضية تعذيب أطفال التوحد، موجة استنكار لدى ذوي الضحايا الذين هدد بعضهم باللجوء للقضاء الدولي، فيما دعا آخرون لإقالة وزير الشؤون الاجتماعية أحمد عمار الينباعي، وطالبوا الحكومة بعدم الاستمرار في تهميش المصابين بالتوحد وتمكينهم من حقوقهم المهدورة، فيما تم نشر مشاهد جديدة تؤكد تورط مديرة مركز التوحد بتعذيب عدد من الأطفال.
وكان القضاء التونسي قرر سجن إحدى المربيات المتهمات في قضية تعذيب أطفال في أحد مراكز التوحد قرب العاصمة التونسية، فيما قرر مواصلة التحقيق مع بقية المتهمين (صاحبة المركز ومربية وعامل) في القضية وهو في حالة سراح.
وتسبب القرار بموجة استنكار أهالي الضحايا، حيث شكك بعضهم بـ«كفاءة» القضاء التونسي وأبدوا رغبتهم في اللجوء إلى القضاء الدولي.
وتزامن القرار مع نشر موقع الصدى (الذي سرب الفيديو الأول) لمشاهد قاسية جديدة تؤكد قيام مديرة المركز هالة الشنوفي في تعذيب عدد من الأطفال، وهو ما يؤكد أن متورطة بشكل مباشر بالقضية.
وكتب مدير الموقع راشد الخياري على صفحته في موقع «فيسبوك»: «فقط كي تعرفوا حجم النفوذ والفساد والعلاقات التي تحكم البلاد التي نخرها الظلم والقهر: القضاء التونسي يقرر مواصلة محاكمة جميع المتهمين في قضية تعذيب أطفال التوحد وهم في حالة سراح، وسجن حذامي الجبالي (المربية) فقط. لا أمل لكم في العدل في هذه البلاد طالما أن هذه العصابات تحكمكم».
وكانت المشاهد، التي تم تصويرها من قبل إحدى العاملات في المركز ونشرها موقع «الصدى»، أثار موجة غضب كبيرة في تونس، حيث طالب العشرات بإغلاق المركز المذكور ومحاكمة جميع العاملين فيه.
وكتب الباحث سامي البراهمي «في دول تحترم كرامة مواطنيها عندما يحدث ما حدث في تونس لأطفال التوحّد من انتهاكات خطيرة، يستقيل الوزير المسؤول (وزير الشؤون الاجتماعية) والمقصّر في الرّقابة، في بلد ثورة الكرامة يطلق سراح مديرة المركز الذي ارتكبت فيه جرائم التعذيب ضدّ الأطفال بمساندة وتواطؤ من برلمانيين وسياسيين بل من الأولياء أنفسهم!».
وأضاف في تدوينة أخرى بعنوان «حتّى لا تكون الدّولة مصابة بالتوحّد»: «كشفت جريمة تعذيب أطفال مصابين بالتوحّد حقيقة أخطر تتمثّل في غياب أيّ اعتراف للدّولة بهذه الفئة من المواطنين وتركهم هم وعائلاتهم فريسة للنّهب والاستغلال والانتهاكات. على الدّولة الاعتراف بحقّ هؤلاء الأطفال في التغطية الاجتماعيّة والصحيّة والعلاج والتنقّل المجاني، وتخصيص اقسام للمتوحّدين في المدارس العموميّة على امتداد الولايات حتّى لا يحرموا من الحقّ في التعليم العمومي، ومراقبة المراكز الخاصّة وتعهّدها مثلما تفعل مع الرّوضات والمدارس الخاصّة، وعليها ألا تسمح بإنشاء مراكز خاصّة لرعاية هؤلاء الأطفال إلا ضمن معايير وشروط مضبوطة وأن تجعل الاهتمام بهذه الفئة من الأطفال من أنظار مصلحة موحّدة حتّى لا تكون موزّعة بين عدد من الوزارات والمصالح والهيئات»
وتابع البراهمي «على الدّولة أن لا تتساهل في محاسبة كلّ المخالفين والمنتصبين بشكل عشوائيّ فوضويّ بغاية الاتّجار والإثراء على حساب معاناة العائلات، وأن تدعم التّكوين العلمي الأكاديمي و العلاجي والبحثي والتدريبي في هذا المجال بمختلف اختصاصاته حتّى لا يسطو عليه المتطفّلون والجاهلون والمشوّهون نفسيّا. حرمان هؤلاء الأطفال من حقوقهم في الكرامة والعلاج والرّعاية والتّربية والتّعليم (هو) انتهاك لحقوق الإنسان الأساسيّة ولحقوق المواطنة وانتهاك لحقوق أوليائهم من العاملين ودافعي الضّرائب. الدّولة التي لا ترى حاجات فئات من مواطنيها، دولة منغلقة على ذاتها ومصابة بالتوحّد».
وكان عدد من النواب وأولياء بعض الأطفال في المركز طالبوا بعدم إغلاق هذا المركز، فيما اعتبرت إحدى البرلمانيات أن مديرة المركز تتعرض لـ»مؤامرة» من قبل بعض المراكز المنافسة.

الإفراج مؤقتا عن متهمين بتعذيب أطفال التوحد في تونس ودعوات لإقالة وزير الشؤون الاجتماعية

حسن سلمان:

1.8 مليون مبنى مخالف لشروط البناء في مصر وسقف الحريات ينخفض ويتآكل والسيسي لا يثق بأي مدني

Posted: 22 Feb 2018 02:27 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: لا حديث في الصحف المصرية الصادرة أمس الخميس 22 فبراير/شباط سوى عن «الجول» الذي أحرزه الرئيس السيسي في مرمى العديد من البلدان الحاقدة عليه، بحسب الإعلام الحكومي.
علق أنور الهواري رئيس التحرير الأسبق لـ«المصري اليوم» قائلا: «لما مصر تجيب جول جامد جدا حسب رواية السيسي، يكون ذلك يوم عيد سعيد جدا في إسرائيل، حسب رواية نتنياهو». بينما قال جمال الجمل: «نمت متغاظ عشان كنت فاكر أن استيراد الغاز من «إسرائيل» مصيبة كبيرة صحيت أضحك واضرب كف بكف، وقلت لنفسي غاز إيه؟ دا احنا بنستورد «إسرائيل» ذات نفسها دي المصيبة الكبيرة اللي بجد». بينما علق محمد نجم، الباحث الاقتصادي، على «الجول»، الذي ذكره الرئيس السيسي قائلا: «الجول اللي جبته مصر هو جول في تركيا، لأن القاهرة استطاعت هزيمة أنقرة في موضوع الغاز». بينما قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر، «إن دعاة الأزهر خدم للشريعة الإسلامية، ويسعون دائما لحماية الوطن»، موضحا أن المشاركة في الانتخابات الرئاسية من المصالح خاصة واستقرار للمجتمع والدولة». وطالب كريمة، بتطبيق عقوبات مالية على المقاطعين للانتخابات بشكل كلي من خلال الكشوف الانتخابية والمشاركين فيها، لافتا إلى أن: «المقاطعة مفسدة تستوجب معاقبة من يشارك فيها. وأكد أن المشاركة في الانتخابات واجب اجتماعي، ويحقق مصالح للدولة، واستقرارا للأمن والأمان، والعلماء أكدوا حيثما توجد المصلحة فثم شرع الله».
وتناولت صحف الخميس باهتمام واسع الاستعداد للانتخابات التي ستجري في غضون الأسابيع المقبلة، وجولات المرشح المنافس للسيسي موسى مصطفى موسى، الذي يتعرض لهجوم واسع من قبل المعارضين الذين يتهمونه بأنه كومبارس الرئيس. كما اهتمت الصحف بقرار محاكمة الإعلامية ريهام سعيد. وما يثار عن ارتفاع جديد في أسعار تذاكر القطارات ومترو الأنفاق والكهرباء وإلى التفاصيل:

غاز وعار

«قال الرئيس السيسي بشأن صفقة الغاز مع إسرائيل إننا «جبنا جول يا مصريين» والمفارقة التي فطن إليها جمال سلطان في «المصريون» أنه التعبير نفسه الذي استخدمه الإعلامي عمرو أديب، ثم علق بأن الحكومة ليست طرفا رئيسيا في صفقة الغاز، وأننا ليس لدينا ما نخفيه، لكن الحقيقة أن الدولة أخفت عن الناس الموضوع برمته، ولم نعرفه إلا بعد أن أعلنت عنه إسرائيل، لقد عرفناه من بنيامين نتنياهو وليس من أي مسؤول مصر مع الأسف، وهذا جزء من استفزاز الناس، ولم يتكلم المسؤولون في مصر إلا بعد الضجة التي أثارها الإعلان الإسرائيلي. المهم أن الحكومة طرف في الاتفاقية، وكون الدولة ـ حسب تعبيره ـ «جابت جون» يعني أنها لاعب أساسي في الاتفاقية، ولا يعقل ابتداء أن صفقة بقيمة خمسة عشر مليار دولار تتركها الدولة لرجل أعمال وشركته الخاصة، في حين أن الدولة تزاحم رجال الأعمال في استثمارات أصغر من ذلك بكثير، كما أن كون الاتفاقية مع «إسرائيل» بكل متعلقاتها الدولية والإقليمية وارتباطها بالأمن القومي المصري في صميمه يجعل من الصعب استيعاب أن الحكومة ليست طرفا. إن المواطن لا يمكنه أن يستورد «بسكلته» من إسرائيل بدون مراجعات على أكثر من مستوى أمني وغير أمني، فهل صفقة ضخمة بهذا الحجم وتستخدم البنية الأساسية للدولة، تتم بدون تدخل من الحكومة المصرية؟ لا أفهم ما هو الجول الذي أحرزناه، كنت أتمنى أن يشرح لنا الرئيس؟».

غيبوبة الحكومة

نبقى في «المصريون» والقضية نفسها حيث يتساءل فراج إسماعيل: «هل فوجئت الحكومة مثل الرأي العام بصفقة تصدير الغاز الإسرائيلي الذي احتفل به رئيس الحكومة هناك بنيامين نتنياهو، في ظهور علني واعتبره يوم عيد سيجلب الرفاهية للمواطنين؟! من العيب القول إنها فوجئت بالاتفاقية رغم أن التصريحات الأولى الصادرة من محسوبين عليها أكدت أنها لا تعرف شيئا، وما زالت تنتظر الاطلاع عليها. كأن القطاع الخاص دولة مستقلة ذات سيادة، أو بمثابة «مصر الأخرى» التي لا تديرها الحكومة. الحق أنها فشلت في إقناع الرأي العام بأي حجج اضطرت إليها لتخفيف تأثير الصدمة. وربما كانت ستظل نائمة في العسل لولا أسئلة التوك شو الليلي في الفضائيات المصرية، وأبرزها جاءت من الإعلامي عمرو أديب. إجابات المهندس طارق الملا وزير البترول على أسئلته لم تشرح شيئا. كان واضحا أنه مثلنا تماما. كل إجابة لابد أن تسأل بعدها «حد فاهم حاجة»؟ 15 مليار دولار مبلغ هائل يستحق الاحتفال الإسرائيلي واعتباره يوم عيد لهم. فهل نشد الأحزمة على بطوننا لتذهب إلى خزينة الدولة عندهم لتصرفها لاحقا على الخدمات التعليمية والصحية والرفاهية لمصلحة المواطنين الإسرائيليين وفق كلام نتنياهو؟».

هنيئا لتل أبيب

«ليلة توقيع عقد استيراد الغاز الإسرائيلى بقيمة 15 مليار دولار ستستخدمها إسرائيل في توفير الحياة الكريمة لأبناء شعبها، يجب أن تكون، كما رصد أشرف البربري في «الشروق»، الليلة الختامية في «مولد المؤامرة الصهيوأمريكية» التي يزعم المطبلاتية وكتائب الموالاة الإعلامية والسياسية أنها كانت وراء نكسة 25 يناير/كانون الثاني، وأنها مولت شباب ميدان التحرير الذين اعتصموا فيه 18 يوما للمطالبة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية. فلا يعقل أن تكون حكومتنا الرشيدة قد وافقت على مساعدة إسرائيل في استغلال مواردها الغازية باستيراد الغاز منها لشركات القطاع الخاص المصري، سواء لاستهلاكه في السوق المحلية أو لإعادة تصديره، وهي تعلم أن تل أبيب تواصل التآمر على تجربتنا التنموية الاستثنائية التي يتابعها العالم بانبهار. وبعيدا عن معارضتي المبدئية لأي تقارب مع إسرائيل، في ظل استمرار احتلالها للأراضي العربية في فلسطين وسوريا، باعتبار هذا الاحتلال خطرا مباشرا على الأمن القومي المصري، فإن هذا العقد الذي اعتبر رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو يوم توقيعه «يوم عيد» لبلاده لأنه سيوفر لخزانتها مليارات الدولارات التي ستنفقها على «التعليم والصحة والرفاهية» لشعب إسرائيل على حد قوله، هي شهادة براءة لكل شباب ثورة 25 يناير وقادتها من تهمة التآمر والعمالة لإسرائيل، لأنه من غير المعقول أن تقدم حكومتنا الرشيدة هذه المكافأة السخية لدولة تآمرت على وجود الدولة المصرية، وكانت العقل المفكر والذراع المحركة لـ «نكسة يناير». وإذا كانت هناك من فائدة لهذا الاتفاق، فهي إسقاط نظرية «المؤامرة الصهيو أمريكية» التي نبرر بها فشل حكومتنا في أي ملف من الملفات المصيرية، بدءا من ملف سد النهضة الإثيوبي الذي يهدد مصر بالعطش والجوع، وانتهاء بملف الإصلاح السياسي».

باطلة بعلم الحكومة

أكد السفير إبراهيم يسري ـ الدبلوماسي السابق ـ أن اتفاقية تصدير الغاز مع الكيان الصهيوني غير قانونية، وهناك قضية في مجلس الدولة ببطلان هذه الاتفاقيات. وأوضح يسري وفقا لـ«الشعب»: أن حقل تمار لبناني وحقل لوثيان مصري، لافتا إلى أن الترسيمات هي أن تكون إسرائيل مصدرة الغاز على حساب العرب». وأشار إلى أن الحكومة المصرية لن توافق على الاتفاقية، مؤكدا على أن الاتفاقية باطلة، لأن إسرائيل ليست موقعة على اتفاقية قانون البحار. كما أن اتفاقية الترسيم مع قبرص باطلة حسب قانون البحار. وأضاف أن حقل لوثيان على بعد 190 كم من الأراضي المصرية، وهناك حقل آخر نهبته إسرائيل ويسمى شمشون، كما أن هناك حقلا ثالثا نهبته قبرص. وعن إشادة بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بالاتفاقية قال: «يقول ما يقول، دا أدخل بلاده في أزمات كثيرة بعقلية متخلفة».

ألم الفراق

نتوجه نحو المنفى حيث جمال الجمل يبحث عبر «البديل» عن وطن بديل بعد أن اصبح الوطن قاسيا على اهله: «أتذكر غوبلز عندما قال: كلما سمعت كلمة «ثقافة» تحسست مسدسي. لأنني كلما سمعت كلمة «مصر» اتخذت قرارا بالعودة ثم أفيق على وقائع المهالك من قطاع الطريق، أصبحت عالقا بين أرض تقطع من روحي لتطعم جسدي، وبين أرضٍ يقهرون روحها ويقتطعون من جسدها، فلا تنتبه لضياع أبنائها مصر ليست أكثر منا حزنا وتمزقا ومهانة، المصريون هم الأكثر عذابا. يا بلد نحن من يحتوي بلدا فلا يحتوينا، نحبه فيعادينا، نتحمله رغم أنه لا يتحملنا، نضحي بحريتنا من أجل حريته، وننفق أعمارنا لنشتري له غدا جميلا، ومع ذلك سيكتب التاريخ أننا خونة الأوطان، ويخبر اللاحقين في المدارس وعلى الشاشات والحيطان أن ذلك الجبان ومن معه من خصيان هم الأبطال والشجعان، فتاريخنا يكتبه بكري وأغَوَات السلطان. وقال الجمل: عالمنا دا اللي احقا عشقناه.. وهم أنا وانت طلعنا عيانييين وهما ما بيعيوش بحب الوطن وهما ما بيعيوش بحب البلاد».

مصر الجديدة

«جاءت الضربات التي تذكرنا بها كريمة كمال في «المصري اليوم» متتالية، من القبض على الفريق سامي عنان إلى القبض على المستشار هشام جنينة انتهاء بالقبض على عبدالمنعم أبوالفتوح، وبعد انتهاء لحظة الدهشة بدأت محاولة الفهم التي تبلورت في عدد من كتابات كتاب الرأي في عدد من الصحف إلى جانب كثير من المناقشات داخل الأحزاب السياسية حول المقبل من الأيام. رأى البعض في ما جرى ترسيخا لقواعد جديدة لطريقة إدارة النظام السياسي للبلاد، مما يتبلور في معادلة التضحية بالحقوق والحريات في مقابل الاستقرار والبناء، ما يعني إغلاق المجال السياسي تماما، وتقليص مساحة المعارضة، ليس فقط، عما كانت عليه في عهد مبارك، بل عما كانت عليه من أشهر قليلة ماضية.. وقد كان واضحا أن النظام السياسي لا يمهد لذلك، بل هو يكاد يعلنه واضحا صريحا كصيغة للحكم في السنوات المقبلة.. ربط البعض بين ذلك والانتخابات الرئاسية المقبلة، كما ربط البعض الآخر بين ذلك وإجراءات صعبة مقبلة يستعد لها النظام منذ الآن بالترسيخ لقواعد جديدة تساعد في تنفيذ هذه الإجراءات، بينما رأى البعض الآخر أن الأمر ليس وقتيا، سواء مرتبطا بالانتخابات الرئاسية أو إجراءات صعبة مقبلة، بل إن الأمر يمهد الأرض لطريقة الحكم في السنوات المقبلة، كما رأى البعض أن النظام السياسي في هذا يعتمد على ضعف الأحزاب والمعارضة بشكل عام، فيسعى إلى إسكاتها تماما، حيث يرى أن المقبل من تحديات لا يحتمل وجودها بالأساس. ربما جاءت الإجراءات الأخيرة صادمة بعض الشيء، لكن قناعة النظام السياسي بمعادلة الأمن مقابل الحريات، كانت واضحة تماما، كما عبر عنها الرئيس السيسي في العديد من خطبه وتصريحاته».

العالم هيترعب من مصر

قال اللواء سمير فرج، مدير الشؤون المعنوية الأسبق في القوات المسلحة: «إن تقريرا أمريكيا سريا للغاية نص على أن مصر ستصبح قوة عظمى في عام 2025 بعد استخراج غاز المتوسط، وفي ظل القوى البشرية الكبرى التي تنعم بها، الأمر الذي يفسر سر الهجوم على البلاد من كافة المحاور ودعم وتمويل الإرهاب في سيناء، وتابع وفقا لـ«لأهرام» بعض وسائل الإعلام العالمية قالت إن مصر تستخدم قنابل عنقودية في سيناء، رغم أن مصر لم تجلب مثل هذا النوع من القنابل مطلقا. وأضاف فرج أن مصر ستتعرض لحملة أكثر شراسة على يد أعداء الوطن خلال الفترة المقبلة، بسبب احتياطات الغاز المصري في البحر المتوسط وإعداد المخططات الرامية إلى إفشال الانتخابات الرئاسية المقبلة، وإظهار مصر أنها غير قادرة على السيطرة على الأمور الداخلية. وأوضح المفكر الاستراتيجي، أن الخوف يعم أعداء الوطن خلال الفترة الراهنة خشية من أن تستمر مصر في معدل التقدم الذي سارت عليه خلال السنوات الماضية وفي ظل استغلال الغاز المستخرج من البحر المتوسط، وتابع: ولابد من أن نكون حذرين خلال الفترة المقبلة لأن السكاكين ستكثر علينا».

لا كلام إلا بأمره

ها هو محمد أمين يعترف في «المصري اليوم» بأن الرئيس محور كل شيء: «لا نكتب قبل أن نعرف خط سير الرئيس.. السبب أن الرئيس هو محور كل شيء.. لا نجلس في مقهى أو حتى عزاء إلا ونتكلم عن الرئيس وحده.. السبب أن الرئيس ما زال محور السياسة وكل شيء. عميدة كلية تقول إنها خائفة، سألتُها عن السبب؟ قالت: لأن سقف الحريات ينخفض والسيارة ترجع إلى الخلف.. كُتّاب وإعلاميون «يهمسون» أن هامش الحريات يتآكل جدا!. فهناك حالة خوف حقيقية.. والخوف لا يبني ولا يوفر المناخ الآمن للبناء والاستثمار. فوجئت بأن كثيرين يتحدثون بقلق واضح.. مفترض أننا على أبواب انتخابات رئاسية جديدة، مفترض أن نعيش حالة ابتهاج وفرح.. والمفترض أنه موسم لتسويق صورة مصر خارجيا. المثير أن الرأي العام يشعر بالقلق، السبب أنه لا توجد انتخابات حقيقية، ولا توجد منافسة ولو حتى شكلية! اكتشفت أنه ليس عندي «دفاع جيد» في مواجهة الخائفين، وليس عندي معلومات لأدافع بها عن قرارات خوض انتخابات أشبه بالاستفتاء، وليس عندي دفاع عن موضوع شراء الغاز من إسرائيل، بعضهم قال لي: شفت الصور أثناء توقيع العقد. وسألني: من الذي يشتري؟ ومن الذي يرعى الشراء؟ ما الفرق بينه وبين عقد حسين سالم؟ كانت أسئلة لا محاولات تشكيك أبدا. شخصيا ما زلت أراهن على الرئيس، ربما قناعاتي الآن غير قناعاتي زمان. أكثر الخائفين حولى كانوا من المعسكر نفسه وبالعربي كانوا «سيساوية» ماذا حدث؟ لماذا انفض الأنصار؟ لا أجد إجابة، أو عندي إجابات لا أحب أن أكشفها، لأن رهاني ما زال قائما. بعضهم قال: صراحة الرئيس لا يثق في أي مدني، يركز السلطات كلها في يده، ويمنح بعضها لدائرة ضيقة جدا».

خطفها الإخوان

«يناير/كانون الثاني ثورة نبيلة خطفها الإخوان، هذا عنوان من عناوين صحيفة حكومية في ذكرى ثورة يناير السابعة، ما تحت العنوان يصفه حلمي قاعود في «الشعب»، بأنه مليء بالأكاذيب والافتراءات وتبرير الانقلاب العسكري الدموي الفاشي. كتّاب البيادة على تعدّد منابعهم ومشاربهم شاركوا في إحياء الذكرى من وجهة نظرهم المهزوزة والزائفة. بعضهم لقي جزاء سنمّار من الانقلاب، أو لم يحصل على شيء، اللهم إلا كشف مواقفه الكاذبة ونضاله الكلامي، وكراهيته للإسلام والمسلمين! أكذوبة خطف الثورة، أو الزحف إلى السلطة والتنكر للديمقراطية، يكررها خدام العسكر بكل بجاحة وصفاقة، وكأن ما يقولونه هو التنزيل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وللأسف امتدت الأكذوبة إلى خارج مصر، لتتداعي ذكريات العشرية السوداء، التي قام بها عسكر الجزائر الذين يسمونهم هناك حزب فرنسا، من تقتيل للشعب الجزائري المسلم وترويع الآمنين وإلصاق كل ذلك بمن سموهم بالإرهابيين المسلمين. لدرجة أن كاتبا جزائريا فرانكفونيا اسمه «واسيني الأعرج»، يقول: إن الإسلاميين عندما وصلوا إلى الحكم في الجزائر ركلوا الديمقراطية! ولم يخجل المذكور، من الكذب الفاجر الذي يدركه من لديه أبسط عقل. فالإسلاميون لم يحكموا الجزائر ولو لدقيقة واحدة، وبالتالي فلم يركلوا الديمقراطية. لقد فازوا في المرحلة الأولى من الانتخابات النيابية التي أجراها الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، وعندئذ قام العسكر أو حزب فرنسا، بإقالة الرئيس وإلغاء المرحلة الثانية، ثم أعملوا القتل والذبح وبقر بطون النساء، وفتحوا السجون التي اكتظت بكل من يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله».

خطر داهم

نتوجه نحو الغاضب دائما جلال عارف في «الأخبار»: «ما يحدث الآن هو كارثة تضاف إلى كوارث أخرى تلتهم الأرض الزراعية لتقيم المباني المخالفة، ربما كانت أشرس هذه الكوارث ما حدث حين غاب الأمن خلال ظروف الثورة، فاستبيحت أخصب أراضينا الزراعية لتقام عليها كتل الأسمنت والطوب الأحمر، كما استبيحت مدن كانت بديعة الحسن مثل الإسكندرية، لتهدم الفيلات الصغيرة الجميلة وتقام بدلا منها أبراج.. معظمها الآن مهدد بالانهيار! الآن ينظر مجلس النواب مشروعا بقانون للتصالح على مخالفات البناء. ومنذ أن أصبح معروفا أن هناك ضوءا أخضر لتمرير مشروع القانون، بدأ سباق جديد على البناء المخالف، وعلى التهام الأرض الزراعية، وعلى زرع الأبراج الإسمنتية بدون انتظار لتراخيص رسمية أو تحقق من سلامة البناء. رئيس لجنة الإسكان في مجلس النواب قال أخيرا، إن لدينا 1.8 مليون مبني مخالف! إذا كان هذا صحيحا، فإنها مصيبة تستحق أن نحاكم عليها كل المسؤولين عن المحليات لعقود مضت، وكل من وجهوا جهود الإسكان لبناء المنتجعات الفاخرة بدلا من تدبير المساكن اللائقة للطبقات الفقيرة والمتوسطة.. لتكون النتيجة فسادا يستغل حاجة الناس إلى المأوى، ويحتمي بفساد أكبر «يبرطع»‬ في أراضي الدولة أو يخالف كل القوانين محتميا بثروته، ومنتظرا قوانين التصالح التي تتخذ من «‬مخالفات» الفقراء لايجاد مأوى، سبيلا لتمرير ‬جرائم الكبار الذين أخذوا أراضي الدولة بالمجان تقريبا. ليحولوها إلى مزارع منتجة، فحولوها إلى منتجعات فاخرة، وإلى ثروات حرام ترفض حتى الآن أن تمثل للقانون، وأن تعيد للدولة حقوقها! القانون المقترح للتصالح في مخالفات البناء يعطي ثلاثة شهور مهلة لمن خالفوا ليقوموا بتصحيح أوضاعهم بشرط استيفاء شروط السلامة للعقار».

الخميني وثورات الياسمين

حول تأثير الثورة الإيرانية في المنطقة، أكد جمال عبد الجواد في «الأهرام»: «أنها جعلت من الثورة الشعبية احتمالا قابلا للتحقق، فألهمت أجيالا من العناصر الغاضبة في بلاد الشرق الأوسط المختلفة، وأسهمت في إدخال المنطقة في موجة جديدة من عدم الاستقرار. لقد حرم الاضطراب ـ الذي أطلقته الثورة الإيرانية في الشرق الأوسط ـ المنطقة من فرصة كانت سانحة لنمو تيارات الإصلاح، بعد مرحلة سادت فيها ثورات الضباط القوميين والاشتراكيين، فضاعت على الشرق الأوسط فرصة الفوز بإصلاح اجتماعي وسياسي تدريجي ممتد، بدلا من الاضطرابات الثورية التي مازالت المنطقة تدفع ثمنا فادحا لها. حتى قيام الثورة الإيرانية كانت حكومات الشرق الأوسط والمثقفون المعارضون فيه كل على طريقته يجاهدون من أجل تكييف أوضاع المنطقة، للاندماج في عالم الحداثة ذي المنشأ الغربي. فمنذ مطلع القرن التاسع عشر، ومع موجة الإصلاحات العميقة التي شهدتها بلاد الشرق الأوسط، خاصة مصر وتركيا، راحت المنطقة تنفض عن نفسها غبار القرون الوسطى ذا الطابع الإمبراطوري والديني، وراحت تتلمس طريقها نحو القومية والدولة الوطنية والديمقراطية والعلمانية وتحرير المرأة. فطوال قرنين من الزمان حاولت دول وشعوب الشرق الأوسط كنس مخلفات العصور الوسطى، حتى جاءت الثورة الإيرانية، وكنست بعيدا كل ما تسرب للمنطقة من منجزات الحداثة، وأعادت إلى البيت الشرق أوسطى كل مخلفات القرون الوسطى. لقد ألقت الثورة الإيرانية بشكوك وظلال كثيفة على واقع المنطقة ومستقبلها. فالثورة الإيرانية هي أول ثورة شعبية حقيقية تشهدها المنطقة ضد حكام من المواطنين وليس ضد الاستعمار الأجنبي. لقد وقعت بعد مئتي عام من الثورة الفرنسية، أولى ثورات العصر الحديث، وهكذا تكون الثورة الإيرانية قد أدخلت المنطقة ضمن التاريخ الثوري للعالم».

هل روسيا صديقة لمصر؟

يطرح عماد الدين أديب في «الوطن» سؤالا جديرا بالبحث عن إجابة: «هل فلاديمير بوتين يرى في مصر دولة حليفة تستحق الوقوف معها ومساندتها؟ منذ أن طرد السادات الخبراء الروس في يوليو/تموز 1972 «الخبراء العسكريون السوفييت». لم تدخل «المصالح» السوفييتية، وبعدها الروسية مصر إلا في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي فتح الأبواب بقوة عند زيارته التاريخية إلى موسكو بعدما أصبح وزيرا للدفاع. إن شراء السلاح الروسي هو مصلحة روسية تجارية قبل أن يكون موقفا سياسيا لموسكو. إن مصر من أكبر مشتري السلاح الروسي، وإن هذه المشتريات فيها نوع من الدعاية الكبرى والتسويق التجاري لمبيعات هذا السلاح. إن مصر تدفع بانتظام دفعات أقساط هذا السلاح بدون تباطؤ. اختيار مصر لشراء التكنولوجيا الروسية عندما بدأت مشروع المفاعل النووي في منطقة الضبعة، هو ما كانت روسيا تحلم به لما فيه من دعم لسمعة التكنولوجيا الروسية في هذا المجال، بالإضافة إلى أن قيمة الصفقة تبلغ 25 مليار دولار على الأقل. إن حجم التجارة بين البلدين يبلغ 6.7 مليار دولار أمريكي، 85٪ منه يميل لصالح الجانب الروسي، والذي لا تعرفه روسيا أو يتجاهله القيصر بوتين هو أن مصر لديها فرص لشراء قمح غير القمح الروسي، ومفاعل نووي من 25 دولة أخرى على الأقل، وطائرات من بريطانيا إلى فرنسا، ومن الصين إلى البرازيل، ومن أمريكا إلى الأرجنتين. كل ذلك يدفعنا للسؤال، إذا كان الصديق الروسي صديقا عن حق، فلماذا يلعب معنا لعبة غير أخلاقية تعتمد على الابتزاز السياسي في موضوع السماح للسياح الروس بزيارة مصر؟ لقد نفد صبر القاهرة، وبدأ الشك يدب في نفوسنا حتى أصبحنا نسأل: هل روسيا دولة صديقة؟».

الجيش يعشق الموت

نتوجه نحو الثناء على الجيش من قبل دندراوي الهواري في «اليوم السابع»: «أبطال الجيش المصري يعملون في صمت، ويستشهدون في صمت، دفاعا عن الأرض والعرض والشرف، مقدمين أرواحهم فداء لوطنهم، في ملحمة عشق للوطن، ومرتبة عليا من التضحية، بدون الانتظار لجمع مغانم، لا مال ولا شهرة ولا تصدر للمشهد. أبطال الجيش ارتدوا ثياب الرجال، والرجال تقف كالأسود على خطوط النار، وتحت الشمس الحارقة صيفا، وعواصف الثلج شتاء، ويواجهون الموت بجسارة، لا يتضجرون، ولا يتأففون من زيادة الأسعار، أو غياب بسكوت «لوكر» ونسكافيه «جولد»، أو يمتعضون من طعم عيش «الجراية» الصعب، وطعام «الميس»، ورغم ذلك يعشقون وطنهم ويدافعون عنه. بينما، يجلس الناشط الثوري، والرجل النخبوي خلف الكيبورد في منزله وتحت المكيف، وبجواره القهوة «بن غامق» أو «البيرة المثلجة»، أو في إحدى الكافيهات الشهيرة، ويتناول المشروبات نفسها، وبجواره عدد من الناشطين والناشطات، ثم يهاجم الجيش، وكم هو متداخل في صناعات الكعك ولبن الأطفال، ويشتكي من نار الأسعار، ويلعن ويسب ويشتم النظام والحكومة بأقذر أنواع الشتيمة، ويكيل لهم كل الاتهامات التي يعاقب عليها القانون، ثم يقول «نظام قمعي وكابت للحريات وديكتاتوري»، ويسارع بكتابة بيان باللغة الإنكليزية على صفحته، يخاطب فيها الأمريكان والأوروبيين، للتدخل في الشأن المصري. نعم، نعيش طوال السنوات التي تلت 25 يناير/كانون الثاني 2011 زمنا مقلوبا، فيه القيم والفضائل الأخلاقية والضمير والشرف والوطنية وصمة يلصقون بها أصحابها، واتهامهم بالمطبلاتية وعبيد البيادة، بينما العربدة و«الهمبكة»، وقلة الأدب والسفالة والانحطاط والخيانة، صارت فضيلة وعملا ثوريا، وفروسية وشجاعة، والجميع يحترمهم ويقدرهم».

دمرت نفسها

«يبدو أن مسيرة المذيعة ريهام سعيد المهنية توشك على الانتهاء، كما يتنبأ محمد عصمت في «الوفد»، إذا ما أدينت بتهمة التحريض على خطف الأطفال، حيث أن عقوبة هذه التهمة تصل إلى السجن المؤبد. ريهام التي كانت تطمح لتحقيق سبق تلفزيوني حول قيام عصابة بخطف طفلتين من الشارع من أمام بابي منزليهما، كانت تستهدف كما قالت إلقاء الضوء على ظاهرة خطف الأطفال لسرقة أعضائهم أو استغلالهم في التسول، أو حتى إرجاعهم لأسرهم مقابل مبالغ مالية كبيرة، وهي الظاهرة التي انتشرت مؤخرا بشكل كبير في مصر، في حين قال أحد أفراد العصابة إن عملية الخطف تمت بالاتفاق مع ريهام، وإن القصة كلها مفبركة! قد تكون ريهام صورت هذه الحلقة بحسن نية، لكن مسيرتها المهنية كانت محل انتقادات واسعة، خاصة في حلقاتها عن الجن والعفاريت، التي طالتها أيضا اتهامات بالفبركة، ومع ذلك فهى ليست وحدها المسؤولة عن تدهور أدائنا الإعلامي، ولا عن تسطيح القضايا التي يجب أن تتناولها فضائياتنا بشيء من الالتزام والجدية، بعيدا عن السباق المحموم للفوز بنصيب أكبر من كعكة الإعلانات التي تقلص سوقها إلى حد كبير مع الأزمة الاقتصادية التي نعانى منها».

بين طابا وإثيوبيا

«لم تكن مشكلة سد النهضة هي الأولى التي تواجهها مصر بالمفاوضات، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، لقد سبق أن سطر التاريخ، كما يتذكر ناصر جويدة في «الأهرام» براعة المصريين في ملحمة استرداد طابا لتأكيد صلابة الإرادة المصرية والعبقرية المصرية في الحصول على الحق المصري، وبالفعل تم الإعلان في عام 1988 من هيئة التحكيم في جنيف في سويسرا في النزاع مع الجانب الإسرائيلي وجاء الحكم في مصلحة مصر، مؤكدا أن طابا مصرية. وفي المفاوضات تسطر الجهود الحالية التي يرعاها الرئيس عبد الفتاح السيسي ويعلن أكثر من مرة أن مصر لن تفرط في جزء من حصتها من مياه النيل من خلال الاتفاقيات الموثقة دوليا. واستطاعت مصر تدعيم جسور الاتصال مع دول حوض النيل ووأد محاولات الفتنة والوقيعة، وتوجت الجهود بإعلان السيسي خلال المؤتمر الإفريقي بأنه لا ضرر على أي طرف، وأن هناك لجنة على أعلى مستوى لتذليل العقبات أمام المفاوضات، التي نرى أن الجانب المصري لديه من الخبرة والعلم ما يمكنه من القدرة على التفاوض وحل مشكلة سد النهضة. وبالمناسبة لا يمكن أن ننسى طاولة الرئيس المعزول التي جمع حولها حالة من الفراغ الفكري عندما اقترح البعض لعب مباريات كرة مع إثيوبيا، بينما رأى آخرون إعطاء الجانب الإثيوبي قرشين حتى يوافق على إلغاء المشروع، وجاءت الفضيحة الكبرى عندما تبين أن الاجتماع كان على الهواء مباشرة.. من أجل ذلك يسعى الجانب المصري الآن إلى تصحيح الصورة والمسار للحصول على حقنا الكامل من حصتنا في مياه نهر النيل.

دولة المجرمين

ومن قضايا صحف امس ذلك الصراع الأبدي حيث ترى جيهان فوزي في «الوطن»: «إن إسرائيل لم تدخر جهدا في استغلال كل أدواتها الاستخباراتية في حربها القذرة مع العرب والفلسطينيين، وإحدى أهم هذه الأدوات «وحدة المستعربين» أو فرق الموت، وعادت لتنشط بعد استخدام قوات الاحتلال عناصر المستعربين بشكل واضح في مواجهة المظاهرات الفلسطينية الحالية، يرتدون اللباس الفلسطيني ويتسللون ملثمين إلى تجمعات الشبان الفلسطينيين أثناء مواجهتهم قوات الاحتلال، فيقومون باستدراجهم والمساهمة في اعتقالهم وقتلهم في أحيان كثيرة. تقوم عناصر هذه الوحدة بالتجول في المناطق الفلسطينية ويتخفون بلباس المواطنين الفلسطينيين ويتم اختيارهم تبعا للمهمة واحتياجاتها، فاغتالت عددا من القيادات والناشطين الفلسطينيين، إضافة إلى عمليات التتبع وتقصي المعلومات حول المشاركين في المظاهرات ضد الاحتلال الإسرائيلي وكانت في أوج نشاطها خلال الانتفاضة الأولى عام 1987 عندما كان إيهود باراك، وزير الأمن الإسرائيلي، ومهمتها مباغتة الهدف داخل التجمعات الفلسطينية، حيث يتخفون بالكوفية الفلسطينية ويستقلون سيارات تحمل لوحات فلسطينية ولا يوجد وقت محدد لتنفيذ عملياتهم، بل يتحركون في اللحظة التي تتوافر فيها المعلومات الاستخباراتية عن الهدف، ويقومون برصده ومراقبته، وخلال تحركهم يكونون على اتصال مباشر مع وحدات عسكرية قريبة للتدخل عند الضرورة».

1.8 مليون مبنى مخالف لشروط البناء في مصر وسقف الحريات ينخفض ويتآكل والسيسي لا يثق بأي مدني

حسام عبد البصير

قيادي في «تحرير الشام» لـ «القدس العربي»: سنقاتل «الزنكي» لأنه يريد القضاء علينا بأمر خارجي

Posted: 22 Feb 2018 02:26 PM PST

إدلب – إسطنبول – «القدس العربي»: قالت مصادر امنية مطلعة على سير المعارك بين هيئة «تحرير الشام» من جهة، وفصائل «الزنكي» وحركة «أحرار الشام» من جهة، ان مجموعات من «الزنكي» تركت ساحات المعارك، ولجأت إلى الوحدات الكردية في عفرين، بعد حدوث خلافات في صفوف «الزنكي»، تعود بحسب المصادر، إلى ان الجهاز الامني في فصيل الزنكي اعطى العسكريين معلومات مغلوطة عن ضعف وتراجع قوة تحرير الشام، لحثهم على القتال، وهو ما ادى لتورط العناصر في معارك دموية مع تحرير الشام. وتشير الانباء، إلى ان آخر مجموعة انسحبت لعفرين بلغ عددها عشرين مقاتلاً، بالتنسيق مع مقاتلين سابقين في ما يعرب بـ»جيش الثوار»، المدعوم أمريكياً.
وبينما تتواصل المعارك بين تحرير الشام وفصيل الزنكي، الذي شكل مع أحرار الشام «جبهة تحرير سوريا، فان كل الجهود المبذولة لوقف القتال قد فشلت، وخصوصاً تلك الوساطات من المشايخ الشرعيين عبد الرزاق المهدي والمحيسني وابو محمد الصادق.
وصرح القيادي في تحرير الشام أبو حذيفة الحموي، لـ»القدس العربي» بأن «الهيئة قاتلت الزنكي لأنهم بغاة، بدليل انهم متحالفون مع جيش الثوار وجيش الثوار متحالف مع الامريكان، وله علاقات مع الروس والنظام، كما أنهم أدخلوا سبعين مقاتلاً من جيش الثوار وأمنوهم بمقراتهم لفترة حتى يتسنى لهم فرصة الهجوم على الهيئة».
وأضاف الحموي، القيادي في تحرير الشام لـ»القدس العربي»: لم يعرض أحد على الهيئة الصلح ابداً، منذ شهر قدمت الهيئة مشروعاً كاملاً للتصالح مع الفصائل، والأحرار والزنكي هم من رفض جلسات التصالح، ومما قيل في الجلسات انذاك، ان الهيئة وعدت الأحرار بأن تعطيهم مليون دولار تعويضاً على ما فقدوه في حربهم معنا سابقاً ووافق الأحرار، والهيئة ادعت انها سلمت للزنكي مليوناً ونصف مليون دولار أثناء اندماجها مع الهيئة ولم تلتزم بالاندماج فيجب أن ترجع المبلغ فاعترفوا بذلك ، فقال لهم الجولاني اعطونا حقنا كي أعطي الأحرار حقهم، ويبقى لي نصف مليون، فوافقوا، ثم بعد يومين لم يحضروا الاجتماع، وأرسلوا انهم غير موافقين».
واتهم القيادي الزنكي بأنه مرتبط بدور خارجي، ويقول «مناطق ريف حلب الشمالي أصبحت تحت سيطرة تركيا ومن ورائها أمريكا، والشرق والجنوب من سوريا استلمته روسيا والنظام. والرقة والدير والحسكة لـ»قسد « ومن ورائهم أمريكا، فبقيت إدلب، لذلك يجب أن تتسلمها تركيا علناً بتقديم الأحرار والزنكي للواجهة وهذا شي طبيعي» من جهته يرى القيادي الجهادي المقرب من تحرير الشام، الأسيف عبد الرحمن، بأن هذا الاقتتال سيكون حاسماً في مناطق الشمال السوري، وسيحدد خريطة الوضع بالنسبة للفصائل .
«الاحرار» و»الزنكي» تريدان استغلال الخلافات بصفوف «الهيئة» وتراجع قوتها وقال الاسيف عبد الرحمن، في حديثه لـ»القدس العربي»: «هناك قرار من قبل الأحرار والزنكي بقتال تحرير الشام والقضاء عليها، مستغلين اموراً عدة، منها الخلافات الموجودة في صفوف الهيئة ودخول تلك الفصائل في عملية «غصن الزيتون»، وهذا يعطيها قوة عند الأتراك، الذين يضغط عليهم من اجل التخلص من تحرير الشام وبالتالي لهذا الصراع اسباب داخلية وخارجية «.
اما القيادي في احرار الشام، أبو فراس الحلبي، فيرى بأن تحرير الشام «كعادتها تريد التخلص من الجميع»، وخاصة الذين شعرت بقوتهم تتنامى بعد تشكيل «جبهة تحرير سوريا «الذي تعتبره الهيئة خطراً عليها، ويضيف القيادي في حديثه للقدس العربي «تحرير الشام دائما تخترع المبررات من أجل القضاء على كل فصيل تحاربه، وهي الآن رفضت الصلح ورفضت النزول لمحكمة شرعية، وهذا ما شهد عليه المشايخ الذين سعوا في الصلح، علما أن الزنكي نزل لكل ما طلبه المشايخ منه، لكن الهيئة رفضته واصرت على بغيها، والحل هو ان نقاتلها اذا اصرت على قتالنا».

قيادي في «تحرير الشام» لـ «القدس العربي»: سنقاتل «الزنكي» لأنه يريد القضاء علينا بأمر خارجي
لجوء عناصر «زنكية» إلى الوحدات الكردية في عفرين هرباً من الهيئة
وائل عصام وسلطان الكنج

لاعب تونسي سابق يثير جدلا بعد تشبيهه ترشيح سيمون سلامة للانتخابات البلدية بـ«اغتصاب القدس»

Posted: 22 Feb 2018 02:26 PM PST

تونس – «القدس العربي»: أثار لاعب تونسي سابق جدلا بعد تشبيهه ترشيح حركة «النهضة» لشخصية يهودية في الانتخابات البلدية بـ«اغتصاب القدس» من قبل إسرائيل، حيث اتهم البعض بالعنصرية وإثارة الفتنة عبر التشكيك بوطنية اليهود التونسيين، وطالبه آخرون بالاعتراف بوجود نماذج يهودية مضيئة في تونس ترفض جرائم الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين.
وكتب اللاعب السابق عماد الدبّابي على صفحته في موقع «فيسبوك»: «من يشجع على الثقافة اليهودية في بلد مسلم فهو يشجع على الاغتصاب لبيت المقدس. تونس بلد مسلم ومساند للقضية الفلسطينية بالنسبة لي وهذا رأيي، ترشيح النهضة ليهودي هذا تطبيع مع الكيان الصهيوني، لذلك هو مرفوض على كل تونسي شريف، والجنسية لا تعنى شيئا، فلسطين أكبر من النهضة».
وأضاف في تعليق على أحد التدوينات «نحن في بلد مسلم، لا يجوز ليهودي أن يدير الشأن العام لبلد مسلم. أنا أراه (ترشيح النهضة لسيمون سلامة) تطبيعا مع الكيان الصهيوني».
وعلّق رجل الأعمال إيلي الطرابلسي على ما كتبه الدبابي بقوله «عماد الدبابي منشّط رياضي (يقول): أي نشاط سياسي لنا (لليهود) في تونس هو تطبيع مع الكيان الصهيوني. مازال هناك إبداع للمواهب في العنصرية والكراهية!».
فيما قللت سحر بوجلبان القيادية في حركة «مشروع تونس» من أهمية ما كتبه الدبابي، مضيفة «أولا نحن لسنا بلدا مسلما، نحن بلد دينه الإسلام كما هو واضح في الدستور (اعتبارا للأقليات الموجودة). صحيح أن الأغلبية مسلمة لكن بالاسم فقط، والدين لم يكن في يوم من الأيام من مقومات الهوية والانتماء، ولم يتم حُكم تونس بأي فترة باسم الدين كما يحدث في بلد كالسعودية، بل كانت دائما بلدا علمانية يفصل بين الدين والسياسة».
وكانت حركة «النهضة» الإسلامية أعلنت قبل أيام ترشيح المواطن اليهودي سيمون سلامة ضمن إحدى قوائمها في ولاية المنستير (شرق)، حيث قال الناطق باسمها عماد الخميري «سيمون سلامة مواطن تونسي يهودي الديانة، ووجوده في قائمة النهضة أحد مكاسب الحركة و(طريقة) للسماح للمستقلين بالمشاركة في إدارة البلديات»، مشيرا إلى أن الحركة منفتحة على جميع مكونات المجتمع التونسي بما يعزز أسس المواطن والتعايش بين الجميع.
وكتب أحد مستخدمي «فيسبوك» يُدعى زياد الغانمي معلقا على تدوينة الدبابي «هذا الكلام عنصري ويجب إدانته (…) عماد الدبابي لم يطرح شيئا بل تهجم على توانسيين لا يفوتهم مواطنة بالنظر لدينهم وهذه جريمة أصلا ونشر للفتنة، وللأمانة هو أيضا جهل كبير بمحاولة ربط القضية الفلسطينية بتوانسيين يهود فيهم من أعطى دمه لهذا البلد. تونس لجميع أبنائها. لا يمكن أن نقبل المواقف العنصرية تحت أي مسمى».
وأضاف مستخدم آخر يُدعى عصام الدين الراجحي «نحن في وطن لا يعترف بجورج عدة وجلبير النقاش (يهوديين تونسيين) كزعماء وطنيين، وفي نفس هذا الوطن تُكشف شبهات جوسسة ارتشاء وضيع لمن نراهم ساسة وطنيين وأبناء البلد من حملة ديانته المسلمة، وهم أصلا صهاينة، ويدور فيه نقاش عقيم حول ترشيح يهودي ضمن قائمات حزب حاكم لتمثيل مواطنين من ديانة مختلفة عن الاجماع (يهود تونسيون) للانتخابات البلدية. قد لا يكون اليهودي سيمون سماحة بنضالية عدة والنقاش، ولكن أولا والأهم (أنه) مواطن تونسي».
وكان ترشيح «النهضة» لسلامة أثار انقساما بين التونسيين، حيث رحب فيه البعض داعين إلى إدماج اليهود التونسيين في الحياة السياسية والحزبية، فيما اتهم آخرون الحركة بالخروج عن الإسلام ومحاولة إثارة الفتنة في المجتمع التونسي.

لاعب تونسي سابق يثير جدلا بعد تشبيهه ترشيح سيمون سلامة للانتخابات البلدية بـ«اغتصاب القدس»

قلق إسباني من اقتناء المغرب راجمات صواريخ صينية في إطار سباق التسلح مع الجزائر

Posted: 22 Feb 2018 02:26 PM PST

مدريد- «القدس العربي»: توصل المغرب بشحنات عسكرية من راجمات صواريخ صينية الصنع وهو سلاح نوعي نسبيا يسمح له باستهداف أهداف بعيدة بقرابة مائتي كلم، وهو السلاح الذي يزعج إسبانيا رغم أنه يدخل في إطار سباق التسلح مع الجزائر من أجل الريادة في المغرب العربي كقوة إقليمية.
وتناولت الصحافة المغربية والإسبانية هذه الأيام تزور المغرب بدفعة كبيرة من راجمات صواريخ من الصين من نوع WS-2وهي صواريخ من عائلة «وايشي» المتطورة التي تصنعها الشركة الصينية لعلوم الفضاء والتكنولوجيا، وهي موجهة بنظام جي بي إس وذات قوة نارية هائلة علاوة على المسافات التي يمكن ضربها بين عشرات الكم إلى قرابة 300 الكيلومترات. ولم يتم الكشف عن نوعية راجمات الصواريخ هذه لأنها تنقسم إلى ثلاثة أقسام دي وسي وبي وفق المسافة التي تضربها ووفق القوة التدميرية. لكن الأرجح أن المغرب اقتنى تلك النوعية ذات المسافة التي تفوق 200، حيث نشرت جريدة مقربة من الدولة المغربية أن المغرب اقتنى نوع دي الشديدة المفعول.
وكان المغرب قد بدأ مفاوضات مع الصين سنة 2010 وتوجت بالتوقيع على هذه الصفقة، واتجه المغرب إلى بكين بحكم أن الغرب لا يبيعه راجمات وصواريخ بل يكتفي بتزويده بالطائرات المقاتلة مثل شرائه الميراج في الماضي من فرنسا وإف 16 الأمريكية منذ سنوات علاوة على الدبابات والسفن الحربية. ولم يكن المغرب زبونا للسلاح الصيني، لكن خلال العشر سنوات الأخيرة انفتح على الصين واقتنى منها أكثر من نصف مليار دولار من السلاح. ويرفض العالم الغربي بيع صواريخ وراجمات إلى الدول العربية لأسباب منها وقوع بعض الدول العربية في الحدود الجنوبية للاتحاد الأوروبي، أي يفصل بينهما فقط البحر المتوسط، والسبب الثاني حتى لا تشكل خطرا على إسرائيل. وتلجأ الدول العربية إلى روسيا والصين للحصول على الصواريخ ومضادات الطيران. وكانت السعودية قد اقتنت راجمات الصواريخ هذه، كما تسعى مصر إلى امتلاكها بينما فضل الجزائر منتوجات روسية.
ويأتي اقتناء المغرب لهذا السلاح في إطار سباق التسلح الذي تشهده منطقة المغرب العربي حيث اقتنى المغرب والجزائر ما مجموعه 16 مليار دولار من الأسلحة ما بين 2007-2015، 11 منها للجزائر وقرابة خمسة مليارات للمغرب.
ورغم العلاقات الطيبة بين مدريد والرباط واستبعاد نشوب حرب بين الطرفين رغم التوترات التاريخية حول مناطق مثل سبتة ومليلية المحتلتين والصراع الشهير صيف 2002 على جزيرة ثورة في مضيق جبل طارق، تبدي الأوساط المهتمة بالدفاع الإسباني قلقا حقيقيا من هذا السلاح. ويعود هذا القلق إلى عاملين: الأول ويتجلى في أنه المرة الأولى التي يحصل فيها المغرب على سلاح يبلغ مداه كل الجنوب الإسباني وسهل الاستعمال وتغيير المكان مما يصعب رصده وتدميره.
والسبب الثاني أن سباق التسلح لم يعد يقتصر فقط على المغرب والجزائر بل يمتد نسبيا إلى إسبانيا التي تجد على حدودها الجنوبية بلدين سائرين نحو تسلح مقلق للغاية، وفي عالم يحمل مفاجآت بسبب عودة توتر شبيه بالحرب الباردة وعودة المعسكرات. ومن ضمن ما أقدمت عليه إسبانيا هو التفكير في اقتناء طائرات إف 35 الأمريكية المتطورة لتحافظ على تفوقها العسكري، لكنها لم تتوصل إلى اتفاقية حتى الآن مع البنتاغون بسبب ارتفاع سعر هذه الطائرة الذي وصل إلى 200 مليون دولار.

قلق إسباني من اقتناء المغرب راجمات صواريخ صينية في إطار سباق التسلح مع الجزائر

حسين مجدوبي

مشروع أمريكي لسحب الجنسية من مواطنين ومهاجرين «لا يتحلون بالأخلاق»

Posted: 22 Feb 2018 02:25 PM PST

واشنطن ـ «القدس العربي»: اقترح أحد اعضاء الكونغرس في ولاية نيويورك مشروع قانون يسمح للحكومة الاتحادية بسحب جنسية المواطنيين خلال عشرة أعوام إذا كانوا متورطين في نشاط عصابات أو لا يتحلون بالأخلاق.
ويهدف المشروع القانون إلى حماية المجتمع الأمريكي من عنف العصابات عبر تجريد المواطنة من أشخاص لديهم ارتباطات مع عصابات إجرامية قبل عشر سنوات من حصولهم على الجنسية. ومن شأن هذا الاقتراح أن يحظر حصول الجنسية على المهاجرين الذين «لا يتحلون بالأخلاق» بسبب عضوية العصابات أو الارتباط أو الانتماء أو تقديم الدعم المادي لهم.
ووفقا للاقتراح، يستند «الطابع الأخلاقي الجيد» على معلومات أو أدلة ذات صلة، بما في ذلك المعلومات المصنفة أو الحساسة لإنفاذ القانون أو الأمن القومي، وتكون ملزمة لأي محكمة بغض النظر عن معيار المراجعة المطبق في الوقت الحاضر.
وقال المشرّع لي زيلدين في رسالة بعثها إلى «القدس العربي» عبر البريد الإلكتروني لتوضيح مشروعه، إن المجتمع الأمريكي شهد حوادث وحشية عشوائية من عنف العصابات، وإن الحكومة على جميع المستويات تحاول مكافحة نشاط منظمات إجرامية مثل إم إس 13، كما أنه يجب القضاء على نظام الهجرة المكسور في البلاد والأنظمة الأخرى التي سمحت لهذه العصابات بالبقاء في المجتمع.
واتضح من خلال مشروع القانون أن هناك أربع طرق لإلغاء الجنسية الأمريكية وهي «إذا كان الشخص قد اشترى التجنس بشكل غير قانوني أو قام باخفاء حقائق مادية في طلب التجنس أو المقابلة او إذا أصبح الشخص عضوا في الحزب الشيوعي أو الحزب الشمولي الحر أو منظمة إرهابية أو إذا تجنس الشخص عبر التحاقه بالجيش ثم تم فصله من الخدمة في ظل ظروف غير مشرفة، قبل أن يخدم لمدة خمس سنوات على الأقل».
ويأتى مشروع زيلدين وسط إجراءات صارمة فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الهجرة من بلدان أمريكا اللاتينية إضافة إلى إجراءات تستهدف عصابة إم إس 13، التى نشأت في لوس أنجلوس ولها أنصار وأعضاء بشكل كبير في السلفادور.
وزعمت إدارة ترامب أن هذه العصابات تشكل تهديدا على أمريكا، ولكن الخبراء قالوا إنها تستهدف الناس الخطأ حيث يتم احتجاز أعداد كبيرة من الأشخاص الذين لا علاقة لهم بهذه النشاطات، عبر استخدام معايير غير معروفة لتحديد الانتماء العصابي، كما تقوم سلطات الهجرة باعتقال المزيد من المهاجرين تحت ذريعة الانتماء للعصابات من دون أدلة وإبعادهم قبل أن تتوفر لهم فرصة لإثبات براءاتهم.

مشروع أمريكي لسحب الجنسية من مواطنين ومهاجرين «لا يتحلون بالأخلاق»

رائد صالحة

جنبلاط: النظام جعل من مدن سوريا أشبه بفرصوفيا بعد الحرب العالمية

Posted: 22 Feb 2018 02:25 PM PST

بيروت- «القدس العربي»: في وقت تتعرّض الغوطة في ريف دمشق لوابل من قصف النظام السوري، وفي وقت لا يبدي المجتمع الدولي أكثر من القلق والتاثر من دون تبني موقف جدي بوضع حد للقصف المدمّر فإن الموقف الرسمي اللبناني غائب عما يجري من مستجدات على حدود لبنان الشرقية بسبب سياسة الناي بالنفس إلى درجة دفعت بوزير التربية مروان حماده إلى السؤال «الى متى يستمر الصمت المريب الرسمي والاعلامي والشعبي حيال المجزرة المتمادية التي يقترفها النظام السوري وحلفاؤه في الغوطة وريف دمشق الشرقي؟».
وقال حماده «بئس النأي بالنفس اذا كان يفرض على شعب بأسره وعلى مسؤوليه قمع ضمائرهم والتنكّر لأبسط مشاعرهم الإنسانية والتخلي عن مسؤوليتهم الوطنية، خصوصاً ما يجري الآن من قتل وتشريد سينعكس حتماً على لبنان بمزيد من النازحين وبأعباء اضافية قبل انعقاد مؤتمر بروكسل 2 «. واضاف «في الوقت الذي يتطلع المجتمع الدولي إلى مناطق آمنة فعلاً في سوريا ، نرى هذا المجتمع لا مبالياً إزاء مجزرة رهيبة تقضي على كل الآمال في حل سياسي لمحنة السوريين».
ويأتي موقف الوزير حماده متناغماً مع موقف الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط الذي سأل بدوره «الى متى سيدفع الشعب السوري ثمن وحشية النظام ومن خلفه تضارب المصالح المختلفة الاقليمية والدولية؟».وقال في تغريدة « نشهد اليوم عملية ابادة جماعية في الغوطة الشرقية للبشر وسط تقاسم نفوذ دولي واقليمي مفضوح لسوريا، مضيفاً أن « تمسك بعض الدول بالنظام جعل من احياء ومدن في سوريا أشبه بفرصوفيا في الحرب العالمية الثانية».
من جهته، توجّه عضو كتلة «المستقبل» نائب طرابلس سمير الجسر في تصريح على مواقع التواصل الاجتماعي إلى العرب بالقول: «أبشروا يا عرب! الأمم المتحدة التي تقتصر بضاعتها على الكلمات تعلن بأنه لم يعد لدى مسؤوليها كلمات للتعبير عن حجم الغضب إزاء القتل والمعاناة التي يتكبدها الأطفال في الغوطة الشرقية». واضاف: «نعم هذا فقط ما يمكن أن نجنيه من المجتمع الدولي للحفاظ على شعوبنا وحقوقنا وكراماتنا، وعسى أن يكون هذا الموقف دافعاً للتفكر والتبصر والتدبّر بشؤون الأمة وحافزا لنا على الأخذ بأسباب القوة التي بها فقط يرهب أعداء الحياة والإنسانية».
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي رصدت «القدس العربي» بعض التعليقات حول مجزرة الغوطة ومنها ما كتبه خضر غضبان الذي قال «الأقسى والأفظع والأبشع.. عندما تصبح جرائم القتل والإبادة حدثاً عادياً في يومياتنا.. فالعالم يفقد إنسانيته أمام ما يجري في الغوطة الشرقية وما جرى ويجري في سوريا». ورأى ربيع غريزي « انها حرب ابادة حقيقية للشعب السوري بغطاء وتواطؤ عالمي ومما يثير الريبة اكثر هذا الصمت المطبق للمنظمات الإنسانية التي كانت لو قتل طفل غربي او صهيوني تقيم الدنيا ولا تقعدها وكأنه مطلوب قتل هذا الشعب الذي خرج يطالب بحريته والانعتاق من يد جلاده فخذله العالم وتركه تحت رحمة مجرم قاتل».

جنبلاط: النظام جعل من مدن سوريا أشبه بفرصوفيا بعد الحرب العالمية

سعد الياس

منظمة الشفافية الدولية: المغرب يحتل المرتبة 81 في مؤشر الفساد لسنة 2017

Posted: 22 Feb 2018 02:25 PM PST

الرباط – «القدس العربي»: كشفت منظمة «الشفافية الدولية»، (ترانسبارنسي) في تقرير لها عن احتلال المغرب المرتبة 81 في مؤشر الفساد لسنة 2017، بعد احتلاله الرتبة 90 في عام 2016، من بين 180 دولة.
وأكدت الجمعية المغربية لمحاربة الرشوة، إن بلادها ما زالت تحتل مرتبة متدنية في محاربة الفساد بإرادة سياسية حقيقية من أجل محاربة الرشوة والفساد في البلاد. وقال عز الدين أقصبي، عضو الجمعية في ندوة عقدتها جمعيته الأربعاء لعرض «مؤشر إدراك الفساد 2017» الذي يصدر سنويًا عن منظمة الشفافية الدولية، أنه «رغم وجود تقدم بطيء في مؤشرات محاربة الرشوة، إلا أن المغرب لا زال يعتبر من بين الدول التي تعاني من الرشوة المزمنة» وقال إن معدل الرشوة والفساد دائما يتماشى مع تراجع الحريات والديمقراطية.
وشدد فؤاد عبد المومني، الأمين العام للمنظمة على ضرورة اعتماد إجراءات فعلية للحد من الرشوة والفساد، يتم بموجبها بعث رسالة إلى المسؤولين والموظفين بأنهم عرضة للمحاسبة والمحاكمة.
وصادقت الحكومة المغربية في 2015، على «استراتيجية وطنية لمكافحة الفساد»، شاركت في إعدادها جمعيات المجتمع المدني وتسعى إلى تحقيق هدفين أساسيين، وهما: جعل الفساد في منحى تنازلي، وتحسين مجال المعاملات. إلا أن باحثين مغاربة يؤكدون على انتشار ظاهرة الفساد والرشوة في البلاد نظرا إلى تأثيرها السلبي على الاقتصاد ومستقبل البلاد.
ويبقى المعدل السنوي لقضايا الرشوة في محاكم البلاد يبلغ 7000 قضية، خلال 2017، فيما بلغ عدد قضايا الفساد، خلال 2016، نحو 112 قضية.
واعتبر رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني أن تقرير منظمة تراسبرانسي كشف عن تحسن رتبة المغرب في مؤشر ملامسة الرشوة، إذ انتقل الترتيب من 90 إلى 81، نتيجة إيجابية، لكنها غير كافية، داعيا إلى جعل مكافحة الفساد والرشوة مشروعا مجتمعيا ومسؤولية جماعية، مشددا على أن الحكومة نتحمل المسؤولية الكبرى، ولا تتملص منها، وأنها بدأت في معالجة هذا الملف بكل جرأة وأقر أن مرتبة المغرب في مجال محاربة الرشوة ما زالت متدنية، ولم يتحقق فيها التقدم الكافي. وقال إن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد تستطيع أن تؤثر في نسبة النمو وفي أهداف التنمية.
وشدد العثماني أمس الخميس في اجتماع للحكومة عن مضي في تنفيذ ورش مكافحة الفساد، وأعلن عن عقد اللجنة الوطنية لمكافحة الفساد اجتماعها في غضون شهر، وذلك بعد أن أنهت كافة اللجان الفرعية إعداد تقاريرها، وأكد عزمه إعطاء هذه الورش الأهمية البالغة، لأن «عدم ربط المسؤولية بالمحاسبة وعدم المعاقبة عند تجاوز المساطر أو في حالات فساد» وتبقى «من الأمور التي تشجع على بقائه مستشريا داخل المجتمع».
وعبّر رئيس الحكومة المغربية عن الأهمية التي يوليها لهذا الموضوع ، الذي يعد مسؤولية الجميع حكومة وسلطات عمومية، ومجتمع المدني وقطاع خاص، ويهم الباحثين، داعيا الإعلام بأن يكون شريكا ويسلط الضوء على ملفات الفساد، «فإذا كانت بلادنا قد حققت تقدما في مجال محاربة الفساد» فان «ما تحقق غير كاف ونحن غير راضون ونطمح إلى مزيد من التقدم ونحقق الأفضل لبلادنا حالا ومستقبلا».
وكشف العثماني أن عددا من المسؤولين يخضعون حاليا للتحقيق، ومنهم من يوجد في طور المحاكمة، ومنهم متابعون بتهمة الفساد، لكن «ليس من حقنا الإعلان عن شخص بمجرد اعتقاله، لأن كل متهم بريء حتى تثبت إدانته عن طريق القضاء الذي يقول كلمته في النهاية، لذلك لا يمكننا تشويه أي شخص أو الحديث عنه قبل إدانته من قبل القضاء». الأخيرة.
وأوضح أنه استنادا إلى تدخلات السلطات القضائية والسلطات المعنية بمكافحة الفساد، هناك عشرات القضايا معروضة أمام القضاء إما انطلاقا من شكايات المواطنين المباشرة أو عن طريق الرقم الأخضر لوزارة العدل، وإما انطلاقا من تقارير المفتشيات العامة أو باقي المفتشيات، أو استنادا إلى تقارير المجلس الأعلى للحسابات، فهذه الملفات، يضيف رئيس الحكومة، «كلها تعرض على السلطات المعنية لتقوم باللازم، وفي حال توفرها على المعايير، تحيلها على القضاء الذي يتابعها ويقول كلمته النهائية فيها».
وقال محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لمحاربة الرشوة وحماية المال العام، لـ «القدس العربي» إن الطريقة المثلى لمحاربة الفساد والرشوة هي تكريس مبادئ الديمقراطية الحقة، وتطبيق الحكامة الجيدة، ومحاكمة ناهبي المال العام، دون ذلك سيبقى المغرب من ضمن الدول المتدنية في محاربة الفساد.

منظمة الشفافية الدولية: المغرب يحتل المرتبة 81 في مؤشر الفساد لسنة 2017

فاطمة الزهراء كريم الله

بعد وصول «النمر» إلى جبهات الغوطة… النظام يصعّد و«فيلق الرحمن» يتوعد

Posted: 22 Feb 2018 02:24 PM PST

حلب – «القدس العربي» : توعد الناطق باسم «فيلق الرحمن» وائل علوان، قوات النظام بالمزيد من المفاجآت وبسلسلة من الكمائن الجديدة على أسوار الغوطة الشرقية، قائلاً لـ «القدس العربي»: كما تلقت تلك القوات والميليشيات الضربات القاتلة والمفاجئة في السابق، فإن الفيلق يعدهم بالمزيد منها.
حديث علوان يأتي رداً على استقدام قوات النظام لتعزيزات عسكرية وصفت بـ»الضخمة» خلال الأيام الأخيرة إلى أطراف الغوطة الشرقية المحاصرة تمهيدًا لاقتحامها، وبعد التصعيد الأخير الذي بدأه النظام مساء الأحد. وفي السياق أكدت وسائل إعلامية موالية وصول العميد سهيل الحسن المعروف بـ «النمر» إلى جبهات الغوطة، ما اعتبره مراقبون إشارة على بدء مرحلة عسكرية صعبة في الغوطة. واعتبر علوان أن النظام يحاول رفع معنويات قواته المنهارة من خلال وعيده باقتحام الغوطة، مضيفاً أن النظام لم يأت بشيء جديد من خلال وعيده الحالي.
وقال علوان إنه منذ ثلاث سنوات والنظام يستقدم التعزيزات العسكرية إلى الغوطة من النخبة ومن الحرس الجمهوري ولم يحرز تقدماً، واستطاع الثوار أن يحطموا سمعة هذه القوات على أسوار الغوطة.
وأضاف أن النظام من خلال الترويج لوصول سهيل الحسن إنما يحاول التغطية على حجم الخسائر الكبيرة التي تكبدتها قواته، وكذلك على الفشل الذريع الذي مني به، والأهم التغطية على الجرائم التي اتركبها بحق المدنيين في الغوطة، من قتل للنساء والأطفال واستخدام للغازات السامة.
وأشار علوان إلى أن مقومات صمود الغوطة الشرقية في وجه هجمات النظام والمليشيات ما زالت موجودة، مشددًا على ثبات الفيلق وغيره من الفصائل الموجودة في الغوطة على التمسك بالمنطقة والدفاع عنها. وحذر قوات النظام بقوله «لم تستطيعوا من قبل التقدم وجبهات الغوطة استنزفت دماء الكثير من رفاقكم، والآن ستواجهون المقاومة ذاتها».
وفي وقت سابق، هددت قاعدة حميميم الروسية في الساحل السوري بدعم المعارك الذي تخطط لها قوات النظام في الغوطة، في حال لم تفلح الوسائل السلمية في القضاء على «تنظيم جبهة النصرة» داخل الغوطة، حسبما ذكرت قناة القاعدة على «تلغرام». من جانبه، أكد الناشط الإعلامي يمان السيد من الغوطة أن قوات النظام بدأت مساء الأحد عمليات قصف عنيف ومكثف بالصواريخ على غوطة دمشق الشرقية، مبيناً على «فيسبوك» أن مدن الغوطة (دوما، مسرابا، كفر بطنا، جسرين، سقبا، عين ترما) قُصفت بأكثر من 500 صاروخ وقذيفة بأقل من عشر دقائق.

بعد وصول «النمر» إلى جبهات الغوطة… النظام يصعّد و«فيلق الرحمن» يتوعد

عبد الرزاق النبهان

نشطاء عرب يتظاهرون ضد وزير الخارجية السعودي في بروكسل

Posted: 22 Feb 2018 02:24 PM PST

بروكسل ـ «القدس العربي»: تظاهر نشطاء عرب في العاصمة البلجيكية بروكسل أمس الخميس لدى وصول وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى مقر البرلمان الأوروبي. واعتصم النشطاء قبالة مقر البرلمان رفضا لزيارة الجبير.
وردد المعتصمون هتافات مناهضة للمملكة العربية السعودية وقيادتها حرب التحالف ضد اليمن، واتهموها بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين العزل. وطاولت الهتافات الجبير الذي تم وصفه بالمجرم المدافع عن جرائم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وقال المعتصمون إن الجبير «غير مرحب به في أوروبا كونه يأتي للدفاع عن قتل المدنيين»، ونادوا بالحرية لليمن وبضرورة إنهاء الحرب وتجنيب المدنيين ويلات الصراع.
وحمل هؤلاء صورا لضحايا حرب التحالف بقيادة السعودية على اليمن وأخرى تصف محمد بن سلمان بالقاتل والجبير بالمدافع عن القتلة.
وبسبب الاعتصام، اضطر الجبير إلى الدخول إلى مقر البرلمان الأوروبي للقاء لجنة الشؤون الخارجية من الباب الخلفي وسط ضغط شديد عليه أمام المسؤولين الأوروبيين. وطالب المعتصمون المسؤولين الأوروبيين بعدم الترحيب بالجبير بوصفه مجرم حرب وضرورة الضغط على السعودية لوقف حربها في اليمن.
وفي كلمته أمام البرلمان الأوروبي شن الجبير هجوما على إيران واتهمها بالتدخل في شؤون الدول الأخرى. وادعى الجبير الذي بدا متأثرا باعتصام النشطاء العرب ضده، أن المملكة لم تسعَ إلى الحرب في اليمن، بل فرضت عليها.
ورغم خروجه من الباب الخلفي لمقر البرلمان الأوروبي، فإن النشطاء حاولوا اعتراض الجبير ولاحقوه وهم يهتفون ضده وسياسة بلاده وحربها على اليمن.
ولجأ مرافقون للجبير إلى الحيلولة بينه وبين المعتصمين ضده وتمكينه من مغادرة المكان فورا وسط هتافات مناهضة له ولبلاده.

نشطاء عرب يتظاهرون ضد وزير الخارجية السعودي في بروكسل

سيناء: أزمة الغذاء تتفاقم… والجيش المصري يعلن المزيد من الخسائر

Posted: 22 Feb 2018 02:23 PM PST

سيناء ـ «القدس العربي»: شكا أهالي العريش، مركز محافظة شمال سيناء، أمس الخميس، من أزمة في الغذاء وتوفير الاحتياجات الأساسية، جراء ما وصفوه بـ«الحصار» وغلق الأسواق.
وكشفت مصادر في سيناء، عن حجز بضائع التجار من الخضراوات والأغذية غرب العريش، وانتظار الأهالي لحل الأزمة والإفراج عن البضائع.
المصادر قالت إن «أهالي ما بقي من رفح وقراها يتعرضون لمأساة إنسانية بسبب نقص الغذاء والأدوية وإغلاق الطرق، مناشدين أعضاء مجلس النواب والمسؤولين التدخل فورا لإنقاذ أطفالهم من الجوع». عسكرياً، أعلن الجيش المصري، أمس مقتل 7 من عناصره وإصابة 6 آخرين أثناء مداهمة البؤر الإرهابية ضمن عملية المواجهة الشاملة «سيناء 2018».
وأكد المتحدث العسكري المصري، العقيد أركان حرب تامر الرفاعي، خلال مؤتمر صحافي نظمته إدارة الشؤون المعنوية في المركز الإعلامي للقوات المسلحة، استمرار العملية الشاملة (سيناء 2018)، حتى يتم تحقيق أهدافها بتطهير مناطق شمال ووسط سيناء من الإرهاب.
وأشار إلى أن «القوات المسلحة والشرطة المدنية مستمرة في دك معاقل الإرهاب بكافة ربوع مصر ومواصلة أعمال القتال والتمشيط وتنفيذ المداهمات للبؤر الإرهابية وملاحقة العناصر التكفيرية والإجرامية بشمال ووسط سيناء، بالتوازي مع استمرار قوات حرس الحدود بالتعاون مع القوات الجوية في مكافحة عمليات التسلل وتهريب الأسلحة والذخائر والبضائع على الاتجاهات الاستراتيجية الأخرى لمنع تسرب العناصر الإرهابية من وإلى البلاد».
ولفت إلى «استمرار قوات مكافحة الإرهاب من القوات المسلحة والشرطة المدنية وقوات حرس الحدود في أعمال التمشيط للطرق والمدقات في الظهير الصحراوي للدلتا وغرب وادي النيل لملاحقة أى عناصر إرهابية أو إجرامية».
وحسب المتحدث «تقوم عناصر حرس الحدود بالتعاون مع عناصر تأمين المجرى الملاحي، بتنفيذ مهامها حفاظاً على سلامة الملاحة في قناة السويس وتشديد الإجراءات الأمنية على المعابر والمعديات المؤدية إلى شبه جزيرة سيناء، مع استمرار باقي الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية بإستكمال مهامها المخططة وتنفيذ الكمائن وتأمين الأهداف الحيوية بالتعاون مع الشرطة المدنية داخل المحافظات المصرية وتنظيم حوالي 500 كمين ودورية أمنية غير مدبرة يومياً على الطرق الرئيسية ومناطق الظهير الصحراوي».
وأوضح أن «القوات المسلحة تحاول تخفيف العبء عن كاهل مواطني سيناء في مناطق العمليات وتوفير حصص تموينية للمواطنين».

تدريبات ومناورات

وأشار المتحدث إلى «إجراء التدريبات والمناورات العسكرية للأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية حيث تقوم وحدات من القوات البحرية المصرية والفرنسية بتنفيذ التدريب البحري المشترك، كليوباترا 2018، في المدة من 20 ـ 23 فبراير/ شباط الجاري بنطاق الأسطول الجنوبي في البحر الأحمر بمشاركة تشكيل من الوحدات البحرية التابعة للأسطول الجنوبي من بينها حاملة المروحيات المصرية من طراز ميسترال، وعدد من الفرقاطات ولنشات الصواريخ وعناصر من الوحدات الخاصة البحرية وعناصر من القوات البرية للمنطقة الجنوبية العسكرية وعدد من طلبة الكلية البحرية، وبالتعاون مع وحدات من البحرية الفرنسية ممثلة في حاملة المروحيات من طراز ميسترال، إضافة إلى عدد من الفرقاطات وزوارق الصواريخ وعناصر من القوات الخاصة الفرنسية».
وأكد أن «التدريب يتضمن تخطيط وتنفيذ عدد من الأنشطة التدريبية البارزة بغرض حماية خطوط المواصلات البحرية وإدارة أعمال قتال هجومية ودفاعية، وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها، وتخطيط وتنفيذ عملية إبرار بحري على جزيرة حاكمة بغرض لاستعادتها والتدريب على الاقتحام المشترك، إضافة إلى فرض سيناريوهات لتدريب أطقم الوحدات البحرية المشاركة على مواجهة التهديدات البحرية المحتملة وتنفيذ رمايات مشتركة، وذلك لصقل مهارة العناصر المشتركة وتنمية قدرتها على تنفيذ مختلف المهام للوصول إلى أعلى معدلات للكفاءة القتالية وتبادل الخبرات التدريبية وفقاً لأحدث النظم القتالية».
ووفق المتحدث «يجري تنفيذ القوات البحرية تدريبا مشتركا مع الجانب الفرنسي بإحدى الوحدات البحرية في البحر المتوسط للتدريب على تأمين الأهداف الحيوية والاستراتيجية في أعالي البحار والتدريب على سيناريوهات مجابهة العدائيات فوق وتحت السطح واستخدام الوسائل غير النمطية للحفاظ على حرية الملاحة الدولية وتعزيز الأمن البحري بالمنطقة، بالتزامن مع قيام القوات البحرية بتنفيذ مهامها المخططة ضمن العملية الشاملة (سيناء 2018) لتعزيز إجراءات تأمين المسرح البحري وحماية الثروات المعدنية والنفطية داخل المياه الإقليمية والاقتصادية في البحرين المتوسط والأحمر، ومنع أعمال التسلل والتهريب عبر السواحل المصرية».
ولفت إلى «قيام أجهزة وزارة الداخلية بتقديم الخدمات والتيسيرات المقدمة لأبناء محافظة شمال سيناء باستخراج البطاقات المميكنة «الميلاد والوفاة والزواج والطلاق والقيد العائلي والفردي بصورة مجانية لمدة شهر، وذلك فب إطار الإجراءات المتخذة لتقديم كافة أوجه الرعاية لأبناء سيناء الشرفاء، مع فرض قوات الشرطة المدنية السيطرة الأمنية وإعادة الحياة إلى طبيعتها في بعض المناطق التي تمت مداهمتها بواسطة القوات».

النتائج الشاملة

واستعرض المتحدث العسكري نتائج العملية الشاملة في سيناء حتى أمس، حيث أكد «تدمير 158 هدف بواسطة القوات الجوية و413 هدف بواسطة المدفعية، والقضاء على 71 فردا تكفيريا والقبض على 5 آخرين، علاوة على القبض على 1852 فردا ما بين عناصر إجرامية ومطلوبة جنائياً أو مشتبه في دعم العناصر التكفيرية وتم الإفراج عن عدد كبير منهم بعد اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم وثبوت عدم تورطهم في أي قضايا، مع تسليمهم كافة متعلقاتهم الشخصية».
وأشار كذلك، إلى «تدمير 1282 وكرا ومخزنا للعناصر الإرهابية تستخدمها للاختباء وتخزين الاحتياجات الإدارية والطبية والأسلحة والذخائر والألغام والمواد التي تستخدم في تصنيع العبوات الناسفة، وإكتشاف وتدمير مركزين إعلاميين وآخرين للإرسال تستخدمها العناصر التكفيرية، علاوة على تدمير 393 عبوة ناسفة».
وأعلن أيضاً «اكتشاف وتدمير 12 عربة و269 دراجة نارية خاصة العناصر التكفيرية، وتدمير 14 عربة دفع رباعي محملة بالأسلحة والذخائر على الحدود الغربية بالإضافة إلى ضبط 99 بندقية خرطوش»، وكذلك «تدمير3 فتحات نفق بواسطة قوات حرس الحدود والمهندسين العسكريين، بالتوازي مع ملاحقة العناصر العاملة في مجال زراعة وتهريب المواد المخدرة، وقد تم تدمير 53 مزرعة لنبات البانغو وضبط حوالى 39.3 طن من المواد المخدرة ومليوني و100 ألف قرص مخدر».

سيناء: أزمة الغذاء تتفاقم… والجيش المصري يعلن المزيد من الخسائر
الأهالي ناشدوا أعضاء مجلس النواب والمسؤولين التدخل لإنقاذ أطفالهم من الجوع

آمال الحالات الإنسانية في غزة تصطدم مرة أخرى بالعملية العسكرية المصرية في سيناء وإغلاق رفح

Posted: 22 Feb 2018 02:23 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»: يعيش أصحاب الحالات الإنسانية في قطاع غزة والراغبون بالسفر بصورة ماسة، صدمة كبيرة للمرة الثانية على التوالي خلال الشهر الحالي، بعد قرار السلطات المصرية المفاجىء إغلاق معبر رفح في اليوم الأول لعملية الفتح الاستثنائي، التي كان من المقرر أن تستمر من الأربعاء حتى السبت، وقضى عدد قليل منهم ليلتهم في الصالة المصرية من المعبر.
وذهبت آمال أصحاب الحالات الإنسانية في غزة من مرضى وطلاب وأصحاب إقامات في الخارج، أدراج الريح. وشكل الإجراء المصري المفاجئ الذي كشف عنه ليل أول من أمس الأربعاء صدمة للمسافرين الذين من بينهم من هو مسجل في الكشوفات الخاصة منذ أكثر من ستة أشهر، بينهم مرضى بحاجة إلى عمليات عاجلة، وطلبة يخشون ضياع الفصل الدراسي الحالي.
وأعلنت السلطات المصرية بعد دخول عدة حافلات تقل أكثر من 600 مسافر يوم أول من أمس، عن إغلاق المعبر، وأبقت من لديها من مسافرين ولم تسمح لهم بالعودة إلى قطاع غزة.
وكان من بين من باتوا ليل الأربعاء مرضى نقلوا في وقت سابق إلى الجانب المصري عبر سيارات إسعاف، لخطورة وضعهم الصحي.
ويتردد أن السبب الذي دفع السلطات المصرية للإغلاق المفاجىء للمعبر العملية العسكرية المستمرة للجيش المصري ضد المتطرفين في سيناء، وتخللها قطع عمليات الاتصال التي تشمل أيضا وقف شبكات الإنترنت في منطقة سيناء بما فيها منطقة رفح، وإلى وجود نشاط عسكري في المنطقة التي يسلكها المسافرون للقاهرة.
وفي هذا السياق، كان سكان المناطق الجنوبية لقطاع غزة القريبة من الحدود مع مصر، قد اشتكوا ليل الأربعاء من وجود تشويش على شبكات الاتصالات الخليوية الفلسطينية.
وكانت السفارة الفلسطينية في القاهرة، التي أعلنت بعد إبلاغها بقرار الإغلاق المصري، عن تشكيل «خلية أزمة» برئاسة السفير دياب اللوح، لمتابعة سلامة المواطنين الفلسطينيين في الطريق الدولي، الممتد بين مدن الإسماعيلية والعريش، وخصصت السفارة أرقام هواتف للطوارئ على مدار الـ 24 ساعة للمواطنين العالقين. وأكدت سعيها لبذل كل الجهود والاتصالات للحفاظ على سلامة المواطنين الفلسطينيين.
وكانت هناك آمال في أن تعيد مصر فتح المعبر بشكل كامل، بعد انتقال إدارته من حركة حماس إلى الحكومة الفلسطينية مطلع شهر فبراير/ شباط الحالي.
وبحسب إحصائية سابقة أعدتها وزارة الداخلية في قطاع غزة، فإن عدد أيام فتح المعبر منذ بداية العام الحالي لم تتجاوز الثلاثة أيام.
وقبل صدور قرار الإغلاق المفاجئ، عبرت حماس عن شكرها لمصر لفتح المعبر، إضافة إلى إدخال شاحنات وقود وبضائع خلال الأيام الماضية.
وقال القيادي في الحركة طاهر النونو «إن هذه الخطوات تؤكد حرص مصر على التخفيف عن معاناة أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة». وأكد أنها تعد «انعكاسا حقيقيا للأجواء الإيجابية» التي استمع إليها وفد قيادة الحركة من القيادة المصرية.
وكانت حماس التي لا يزال وفدها القيادي الرفيع برئاسة إسماعيل هنية موجودا في القاهرة منذ نحو أسبوعين، قد قالت إن وزير المخابرات اللواء عباس كامل، وعد بالعمل على فتح المعبر بشكل طبيعي خلال المرحلة المقبلة.

آمال الحالات الإنسانية في غزة تصطدم مرة أخرى بالعملية العسكرية المصرية في سيناء وإغلاق رفح
عقب إغلاق المعبر مجددا خلال الشهر الحالي وبشكل مفاجئ

الأفكار الإسرائيلية بضم الضفة منبعها مزايدات داخلية والعرب غيرّوا مواقفهم من الصراع وإسرائيل لم تغيّر

Posted: 22 Feb 2018 02:22 PM PST

الناصرة – «القدس العربي»: قال آفي غباي رئيس «المعسكر الصهيوني» حزب المعارضة الأكبر في إسرائيل «بالنسبة له شعب إسرائيل أهم من أرض إسرائيل الكاملة» ولذا يستنتج ضرورة الانفصال عن الفلسطينيين الذي يعني أيضا «انفصالا عن بعض أجزاء الوطن».
وفي حديث صحافي تنشره صحيفة «يديعوت أحرونوت» في ملحقها الأسبوعي الصادر اليوم الجمعة يقول غباي إن إسرائيل مجبرة على إجراء انتخابات عامة مبكرة  بعدما «انتهت أيام نتنياهو».
غباي وهو من أصول مغربية  كان قد استقال من حزب «كلنا» بقيادة وزير المالية موشيه كحلون وانضم لـ « المعسكر الصهيوني» وفاز قبل شهور برئاسته متفوقا على النائب يتسحاق هرتسوغ. وقبل شهرين أثار غباي جدلا وغضبا داخل معسكره بقوله إن «اليسار الصهيوني» نسي ماذا يعني أن تكون يهوديا، وإنه لن يخلي مستوطنات ومع ذلك ما زال يزعم أنه يساري. عن ذلك سئل من قبل «يديعوت أحرونوت» فقال إن أقواله لم تفهم كما ينبغي. وتابع «مواقفي السياسية والاجتماعية يسارية وأؤمن بتسوية الدولتين وبالعدالة الاجتماعية، لكن بنيامين نتنياهو لوّث مصطلحات «يمين» و»يسار». ولذا قررت ألا ألعب بملعب نتنياهو ولا أرقص على أنغامه».

الملك يهاجم المملكة

وردا على سؤال يؤكد غباي أنه على خلفية فضائح الفساد المتتالية على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تقديم استقالته فورا بعدما بات غير صالح لممارسة مهامه. وتابع «من غير المعقول أن يحول رئيس حكومة الجميع لغير شرعيين ويتهم كل العالم بملاحقته. عندما يتهم رئيس وزراء دولته ويهاجم سلطات القانون فيها فهذا خطير». ويقول إن نتنياهو كالداء الذي يهاجم الجسم. وهل يعقل أن يهاجم الملك مملكته ويشيطن مؤسساتها للدفاع عن نفسه؟»

ديك بل رأس

وردا على سؤال حول عدم تعرض شعبية نتنياهو للضرر باستطلاعات الرأي رغم الكشف عن فضائحه الكثيرة،  قال غباي إن أبناء الفئة العمرية 25-30 سنة لا يعرفون أحدا آخر. وتابع «قال لي ابني دانئيل إنه في حال أخذت ديكا بلا رأس ونصبته رئيس للحكومة فإن الناس سيقولون بعد عامين «هكذا ينبغي أن يبدو رئيس وزراء. الرتابة أو العادة لها قوة هائلة، ولكن رئيس وزراء لا ينبغي أن يبدو كذلك».
واتهم نتنياهو وأنصاره باعتماد أساليب لاغية لبلوغ الحكم والبقاء به من خلال خلق عدو مشترك ومهاجمته والحديث بلغة التهويش «نحن وهم» ،لافتا إلى أن «هم» يعني الفنانين والمحاكم والشرطة والصحافة الخ.

نتنياهو جريح ويتعرض للابتزاز

ويعتبر غباي الذي يتطلع لرئاسة الحكومة أن نتنياهو أضعف رئيس وزراء في تاريخ إسرائيل، وقال إنه قابل جدا للابتزاز ومعلق بحلفائه بالائتلاف الحاكم ممن يحتفظون به على قيد الحياة سياسيا.
وعلى المستوى الاستيطاني أوضح أن نتنياهو لم  ينبس بكلمة واحدة عن ضم الضفة الغربية خلال سنوات حكمه التسع الأخيرة، لافتا أنه يقوم اليوم وهو جريح ومشتبه بعدة فضائح رشاوى، بتقديم رشى للمتطرفين في حكومته ضمن صفقة «الضفة مقابل فساد وبقاء بالحكم». ويعتبر أن أفكار ضم الضفة الغربية تنبع من خوف سياسي من الاتهام بأن القادة في إسرائيل هم «أقل يمينية» من المعسكر اليميني المتطرف ومن المستوطنين. كما قال إن نتنياهو مستعد للدخول في شجار مع رؤساء العالم بمن فيهم نائب الرئيس دونالد ترامب، بدلا من مواجهة نائب في معسكر اليمين. ويضيف «الولايات المتحدة بقيت الملاذ الأخير لإسرائيل، فنتنياهو يلف العالم ويلتقي رؤساءه ويلتقط الصور معهم، لكن مواقف هؤلاء على الأرض مختلفة، فرئيس حكومة الهند استقبل نتنياهو في بلاده استقبالا حافلا ولكنه زار في الشهر التالي رام الله ووصف ياسر عرفات بأنه «أحد قادة العالم الكبار».

أؤيد دولتين لشعبين

ويؤكد غباي أن نتنياهو لا يستطيع اتخاذ قرارات أمنية وسياسية مهمة بسبب وضعه الشخصي والشبهات حوله، وهو عاجز عن إدارة سليمة للدولة. كما يرى أن نتنياهو يفضل إدارة معركته القضائية من خلال بقائه في سدة الحكم، ولذا هو مستعد لتسديد أثمان سياسية مقابل ذلك، بل هو مستعد لتحطيم مؤسسات رسمية كالمحكمة العليا والشرطة ورئاسة الدولة والصحافة وكل رموز الدولة. ويضيف «سيأتي يوم ليس بعيدا، يضطر فيه قضاة العليا لاستئجار حراس في ظل العنف الكلامي المستشري الذي يفضي بالضرورة لعنف جسدي وواجب رئيس الحكومة تخفيف اللهجة». وحول تصريحاته السابقة عن يهودية اليسار وعدم إخلاء المستوطنات، قال غباي أمس إنه ندم على قولها بطريقة فهمت خطأ، وإنه مؤيد لـ «تسوية الدولتين لشعبين». وما لبث أن قال إنه يؤمن أيضا بسياسات الأمن الشجاعة والقوية مقابل «الإرهاب» على شاكلة اسحق رابين.
وعلى طريقته عاد غباي وتبنى مقولات اليمين بالقول إنه مؤيد لفصل الدين عن الدولة «لكنني مؤمن أيضا بأن ما يجعل إسرائيل دولة مميزة هو الحقيقة أنها دولة اليهود».

مستقبل المستوطنات

ونفى القول إنه أدلى بتصريحات يمينية بهدف تحقيق مكاسب شعبوية وانتخابية. ونفى أيضا اتهامه بالتذبذب بين مواقف متناقضة. وفي هذا السياق سألته «يديعوت أحرونوت» ولماذا إذن غيرت موقفك وموقف «المعسكر الصهيوني» الذي انضممت له وقلت إنه ليس بالضرورة إخلاء المستوطنات ضمن اتفاق سلام؟. عن ذلك قال غباي إن صناعة السلام تقتضي إنتاج أفكار خلاقة تتيح عدم إخلاء يهود. وفي محاولة للتدليل على صحة مزاعمه تساءل كيف يمكن تخيل قيام إسرائيل بإخلاء أكثر من 100 ألف يهودي من بيوتهم؟ وتابع «أذكر إعادة فك الارتباط من غزة وإخلاء 8600 مستوطن تسبب بدراما عملاقة. وقتها شهدنا إجماعا إسرائيليا، أما هنا في مستوطنات الضفة فالوضع مختلف».
ورفض الإجابة على السؤال ما إذا كان يقترح إبقاء المستوطنات تحت السيادة الإسرائيلية، وقال إنه موضوع يخضع للمفاوضات، داعيا لوقف تسمين المستوطنات خارج الكتل الاستيطانية. وتابع حديثه عن الاحتلال بلطف وبغسيل مصطلحات واستنادا لحسابات نفعية لا اعتبارات أخلاقية «الحالة المستمرة منذ 50 عاما وفيها ندير شؤون شعب آخر لا تخدمنا. أريد أقل ما يمكن من التماس مع الفلسطينيين وأقل ما يمكن من إدارة حياتهم. أؤمن بحل يستند على دولة يهودية قوية الى جانبها دولة فلسطينية منزوعة السلاح تتولى إسرائيل المسؤولية الأمنية في هذه التسوية، أما المستوطنات فلدي أفكار احتفظ بها لنفسي».

السعودية والإمارات
  
وردا على سؤال حول ضبابية أقواله، برر غباي ذلك بالقول إنه «كسياسي يرى نفسه في الغد مفاوضا مع الجانب الفلسطيني». وأضاف «لو أرسلنا رئيسة «ميرتس» زهافا غالؤون مع كل مقولاتها الواضحة جدا فلن تعود من رام الله باتفاق غدا.
في المقابل زعم أن هناك فرصة تاريخية في ظل إبداء دول عربية استعدادا للتوصل لاتفاق سلام، مؤكدا أن العرب غيروا موقفهم أما إسرائيل فلم تغير بعد. وتابع «حينما  توجد فرصة صفقة علينا الذهاب للمفاوضات ولدينا فرصة لنكون قيادة الشرق الأوسط ضد العدو الإيراني». كما كشف غباي أنه التقى أشخاصا من السعودية والإمارات في أيلول/ سبتمبر الماضي، وأنهم يعرفون ماذا وكيف يفكّر بدقة. وخلص الى لقول إن الإسرائيليين اليوم يدركون أن إسرائيل مجبرة على تغيير حكومتها.

الأفكار الإسرائيلية بضم الضفة منبعها مزايدات داخلية والعرب غيرّوا مواقفهم من الصراع وإسرائيل لم تغيّر

وديع عواودة:

ألماني في السبعين من عمره يطعن ثلاثة لاجئين لأنه ضد الهجرة

Posted: 22 Feb 2018 02:22 PM PST

برلين ـ «القدس العربي»: أقدم رجل في السبعين من العمر على طعن ثلاثة من طالبي اللجوء في جنوب ألمانيا احتجاجا على سياسة الهجرة في هذا البلد قبل توقيفه وسجنه، على ما أعلنت النيابة أمس الخميس.
وأوقفت الشرطة الأربعاء الرجل، وهو ألماني روسي لم ترصده السلطات سابقا، بتهمة محاولة قتل ثلاثة أشخاص، في فعل «سياسي الدافع» وعنصري، حسب متحدث باسم نيابة هايلبرون حيث جرت الوقائع مساء السبت. واستخدم الرجل الذي بدا ثملا سكينا لمهاجمة ثلاثة من طالبي اللجوء أمام كنيسة وسط المدينة، وهم أفغاني (17 عاما) وسوري (19عاما) وعراقي (25 عاما)، حسب بيان للشرطة والنيابة.
وأصيب الأفغاني بجروح خطيرة، فيما أتت أصابات الآخرين أقل تهديدا. بعد توقيفه، أفاد الرجل الذي سارع مارة إلى السيطرة عليه، أنه أراد «توجيه إشارة ضد سياسة الهجرة» التي تبنتها المانيا واستقبلت بموجبها منذ 2015 أكثر من مليون طالب لجوء، أتى أغلبهم من سوريا والعراق وأفغانستان، حسب النيابة والشرطة.
وأوقف الرجل لفترة وجيزة بعد الوقائع، ثم أفرج عنه بعدما اكتفى المحققون بتحميله مسؤولية ضربات وجروح. لكن بعد أيام من التحقيقات باتوا يشتبهون في قيامه بـ«محاولات قتل وضرب وجرح في ثلاث حالات» حسب بيان للشرطة والنيابة، ما أدى إلى توقيفه وإيداعه السجن الاحتياطي.
ولم يعثر المحققون حتى الآن على إثبات يربطه بتيار اليمين المتطرف.
وتزايدت الهجمات على اللاجئين ومراكز إيواء طالبي اللجوء في ألمانيا بعد توافد مئات الآلاف منهم. وشهدت البلاد في 2016 حوالى 3500 هجوم على لاجئين او طالبي لجوء، بمعدل عشرة أعمال مماثلة في اليوم. وأصيب في الهجمات 560 شخصا بينهم 43 طفلا حسب وزارة الداخلية.
وكانت مدينة كوتبوس في شرق ألمانيا، قد شهدت أحدث هذه الاشتباكات ومناوشات بالعصي والسكاكين بين السكان واللاجئين، حيث تنتشر هناك موجة كراهية الأجانب. وشهدت المدينة عدة مظاهرات انقسمت بين الترحيب باللاجئين وطردهم، وهو ما حدا بالرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى طلب التقائه بممثلين عن المدينة من أجل مناقشة الأمر معهم. وبقيت طبيعة المحادثات في القصر الرئاسي في برلين سرية ولم تخرج إلى العلن، إلا أن المكتب الرئاسي أعلن أن شتاينماير يعتزم قريبا عقد عدة زيارات للمدينة من أجل متابعة الأوضاع عن قرب.

ألماني في السبعين من عمره يطعن ثلاثة لاجئين لأنه ضد الهجرة

مجازر النظام في الغوطة متواصلة لليوم الخامس… قصف الأحياء الشعبية والمشافي والضحايا بالمئات

Posted: 22 Feb 2018 02:21 PM PST

دمشق – «القدس العربي»: لليوم الخامس على التوالي يواصل النظام السوري وحليفه الروسي قتل الأهالي المحاصرين في ضواحي مدينة دمشق الشرقية، حيث حصدت المقاتلات الحربية الروسية والسورية أرواح ما يقارب 300 مدني خلال أيام، نصفهم من النساء والأطفال وخلفت الكثير من المفقودين والجرحى ومبتوري الأطراف.
ووثقت مصادر حقوقية في ريف دمشق مقتل 13 مدنياً، وإصابة العشرات بجروح، صباح امس الخميس، بقصف صاروخي ومدفعي إضافة إلى البراميل المتفجرة التي ألقتها مروحيات النظام السوري على احد الأسواق الشعبية في مدينة دوما، فيما انتهت إحصائية قتلى يوم الأربعاء بقائمة قتلى تزيد عن 58 مديناً بقصف عشوائي على مدن وبلدات ريف دمشق الشرقي، بينهم 6 مدنيين قتلوا بغارات جوية شنها الطيران الحربي السوري والروسي إضافة إلى خمسة براميل متفجرة ألقاها الطيران المروحي على بلدة حمورية، و35 مدنياً آخرين لقوا حتفهم في مجزرة في بلدة كفربطنا، ووفقاً للدفاع المدني السوري فإن العدد مرجح للزيادة بسبب كثرة الحالات الخطرة.
مديرية الصحة في دمشق وريفها، ذكرت ان 291 مدنياً قتلوا خلال 72 ساعة فقط، جراء القصف المكثف على الغوطة الشرقية للعاصمة السورية دمشق، وأضاف المصدر في بيان له امس ان حصيلة ضحايا الغوطة الشرقية في الفترة الممتدة من التاسع عشر من الشهر الحالي وحتى العشرين منه بلغت 211 قتيلاً بينهم 43 امرأة و35 طفلًا، بالإضافة إلى 697 جريحاً، منهم 199 خضعوا لعمليات جراحية، فيها ثلاث حالات بتر أطراف علوية.

استهداف الكوادر الطبية

وذكرت المديرية أنه في الواحد والعشرين من الشهر الحالي زادت حصيلة القتلى عن أكثر من 80 مديناً (رجال ونساء وأطفال)، فيما ارتفع عدد الجرحى إلى 300 في يوم واحد، مشيرة إلى ان من بين القتلى ثلاثة من الكوادر الطبية، ومتطوعاً من الدفاع المدني، إضافة لاستهداف سيارتي إسعاف بالقصف، كما أكدت خروج منشآت طبية من مراكز رعاية أولية وإسعاف ومشاف عن الخدمة، وذلك إما بشكل جزئي أو كلي.
وكالة الأنباء الفرنسية ذكرت أن عدد الضحايا منذ يوم الأحد الماضي ارتفع إلى أكثر من 330 قتيلاً بينهم نحو 70 طفلاً، في حين تجاوز عدد الإصابات 1500 وقال المفوض السامي في الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، زيد بن رعد الحسين، إن «الحالة في سوريا تستدعي بشكل صارخ إحالتها إلى المحكمة الجنائية الدولية»، في ظل ما وصفه بـ «سبع سنوات من العجز في مجلس الأمن».
وطالب المفوض السامي في بيان نقله الحساب الرسمي للأمم المتحدة في «تويتر» الخميس، الدول بذل مزيد من الجهود لتحقيق السلام في سوريا، مضيفاً: «لقد كان القيام بهذه الحرب وإدارتها أمراً مخزياً منذ البداية، وإن الفشل في إنهائها يدل على فشل ذريع للدبلوماسية الدولية، وكم من البربريّة يحتاج المجتمع الدوليّ بعد قبل أن يصرخ بصوت واحد ويقول كفى قتلاً للأطفال، كفى تفكيكًا للأسر، كفى عنفًا، وكي يتحرّك بحزم ويضع حدًّا للإبادة الوحشيّة هذه؟».
وأضاف «منذ أن صعدت الحكومة السوريّة وحلفاؤها، في4 شباط/ فبراير، الهجوم على الغوطة الشرقيّة التي تسيطر عليها المعارضة، سُجِّل وقوع أكثر من 1,200 إصابة بين صفوف المدنيّين، بما في ذلك 346 قتيلاً على الأقل و878 جريحًا.
المجلس المحلي في بلدة جسرين أعلن أمس الخميس، البلدة «منكوبة» في ظل استمرار القصف المكثف على مدار الـ72 ساعة الماضية على الأحياء السكنية فيها، وسط التصعيد على مدن وبلدات الغوطة الشرقية للعاصمة السورية دمشق، وذكر «محلي جسرين» في بيان نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن الحملة في الأيام الثلاثة الماضية أدت لخروج المركز الطبي الوحيد في البلدة عن الخدمة نتيجة استهدافه بغارتين جويتين، إضافة لتوقف خدمات مكاتب المجلس كافة عن الخدمة، منها إيصال المياه للمنازل، مضيفاً ان روسيا وإيران وقوات النظام تستخدم «سياسة الأرض المحروقة» في ظل تعمد استهدافها البنى التحتية والمراكز الحيوية والمستودعات الاحتياطية والأسواق الشعبية في جسرين، وسط توقف الحركة بشكل تام في البلدة بسبب القصف العشوائي والمكثف.
وأشار المجلس إلى معاناة 3000 عائلة بجسرين في ظل الخوف والجوع والبرد القارس، إضافة إلى تفشي الأمراض بسبب فقدان المياه الصالحة للاستعمال وعدم وجود ملاجئ صحية معدة للسكن»، موجهاً في الوقت ذاته نداء إلى المنظمات الحقوقية والإنسانية لوقف ما وصفها بالمذبحة في الغوطة الشرقية.

استهداف تجمع المدنيين

مصادر أهلية لـ «القدس العربي» اكدت تقصي المقاتلات الحربية الروسية والسورية أماكن تجمع المدنيين والمراكز الخدمية والصحية حيث تستهدف الصواريخ والقذائف المشافي والمراكز الطبية والأفران في مدن وبلدات الغوطة الشرقية، إضافة إلى قصف مراكز الدفاع المدني، الأمر الذي اسفر عن خروج معظم مراكز الاستشفاء عن الخدمة ومنها «مركز بيت سوى الصحي»، و»مركز الرحمة الطبي» في بلدة حزة، ومستشفى جوبر ومستشفى عربين، إضافة إلى الأفران الآلية في المناطق المستهدفة ومنها الفرن الآلي في بلدة «حزة».
مديرية صحة دمشق وريفها ذكرت في بيان لها أمس، إن هناك تعمداً واضحاً في استهداف البنية الطبية وسيارات الإسعاف من قبل قوات النظام وحلفائه في الغوطة الشرقية بمختلف أنواع القصف الجوي والصاروخي، مشيرة إلى ان مشافي عدة في الغوطة الشرقية تعرضت للاستهداف وبعضها خرج عن الخدمة واستشهد أحد الكوادر الطبية فيها، حيث وثقت حتى الآن أكثر من مئة من الوفيات مع مئات المصابين والجرحى في المشافي في ظل نقص حاد في المواد الطبية والمستهلكات، بسبب الحصار المفروض على الغوطة بشكل تام منذ أكثر من سنة.
بدورها حملت موسكو مسؤولية الجرائم المرتكبة في الغوطة الشرقية إلى «جبهة النصرة» مبررة قتل المدنيين في المنطقة المحاصرة ومقتل عشرات المدنيين والأطفال والنساء بوجود من وصفتهم بالارهابين، وذكرت القناة المركزية لقناة حميميم الروسية «ان الوضع في الغوطة الشرقية هؤلاء الذين يدعمون الإرهابيين، الذين لا زالوا متواجدين هناك، وكما تعلمون لا روسيا ولا سوريا ولا إيران من هذه الدول، إذ إنهم بالذات يخوضون حرباً ضارية ضد الإرهاب على أراضي سوريا».

مجازر النظام في الغوطة متواصلة لليوم الخامس… قصف الأحياء الشعبية والمشافي والضحايا بالمئات
مفوض الأمم المتحدة: الحالة في سوريا تستدعي بشكل صارخ إحالتها إلى «الجنائية الدولية»
هبة محمد

بلاغ يطالب بالتحقيق مع خالد علي في «واقعة التحرش»

Posted: 22 Feb 2018 02:21 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: تقدم المحامي سمير صبري، المعروف بكثافة بلاغاته ضد المعارضين في مصر، ببلاغ، أمس الخميس، للنائب العام المستشار نبيل صادق، ضد المحامي الحقوقي خالد علي، المرشح السابق لانتخابات الرئاسة في مصر، للتحقيق معه في واقعة تحرش.
وقال صبري في بلاغه: «تناولت العديد من المواقع التواصل الاجتماعي، واقعة التحرش الجنسي المنسوبة لخالد علي، وهذا الاتهام وُجِّهَ إليه من إلهام عيداروس، مسؤولة ملف المرأة في حزب العيش والحرية، ثم تناولت الصحف هذه الجريمة، ووصل الأمر إلى الحديث عنها في وسائل الإعلام العالمية، وتم التشهير في كل الأوساط السياسية بهذه الواقعة، وما أدت إليه من إهدار حقوق المرأة وكرامتها وكبريائها التي كفلها الدستور».
وتابع «أكد صحة هذه الواقعة، البيان الذي أصدره خالد علي، مُعلنا فيه انسحابه واستقالته من حزب العيش والحرية الذي كان يرأسه، واعتذاره للمرأة عن هذه الواقعة؛ فأصبحت الواقعة بمجملها وصمة عار على جبين السياسيين المصريين، وأساء إساءة بالغة للحياة السياسية في مصر، زاد الأمر تعقيدًا؛ البيان الناري الذي صدر من جبهة شباب الصحافيين برئاسة هيثم طوالة، لدعم ومساندة إلهام عيداروس في واقعة تحرش خالد علي المرشح الرئاسي السابق».
واختتم صبري بلاغه قائلا «وإظهارا للحقيقة أمام الرأي العام المحلي والعالمي تقدمت بهذا البلاغ، ملتمسا التحقيق فيه، وفي الاتهامات التي نسبها البيان سالف الذكر للمُبَلَّغ ضده خالد علي، وفي حالة ثبوته وصحته، تقديمه للمحاكمة الجنائية العاجلة».
وكان خالد علي أعلن استقالته من رئاسة حزب «العيش والحرية»، تحت التأسيس، وكذلك استقالته من «المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية»، على خلفية الاتهامات الموجهة لعدد من أفراد حزبه بالتحرش بإحدى الفتيات.

بلاغ يطالب بالتحقيق مع خالد علي في «واقعة التحرش»

منظمة العفو الدولية: تعامل السلطات المغربية مع حراك الريف «مسيء جداً»‏

Posted: 22 Feb 2018 02:21 PM PST

الرباط – «القدس العربي» : لم يغفر المغرب التقدم الذي عرفه في ميدان حقوق الإنسان والحريات العامة، الانتهاكات التي ترتكب هنا وهناك في هذا الوقت او ذاك، وتكون محور تقارير المنظمات الحقوقية الدولية.
ولا ينفي المسؤولون المغاربة أن هناك ارتكابات، لكنهم يؤكدون أنها حالات فردية ويتم تطويقها ومحاسبة مرتكبيها، ويذكرون بما تم إنجازه خلال العقدين الماضيين، إن كان في ميدان التشريع او الممارسة والشفافية.
ويعبر المسؤولون المغاربة عن «تحامل» المنظمات الحقوقية الدولية على المغرب، وشكلت الحكومة لجنة وزارية لمتابعة الانتقادات والرد عليها.
ورسمت منظمة العفو الدولية (أمنستي)، في تقريرها لسنة 2017، صورة قاتمة عن الحقوق والحريات في المغرب وانتقدت بشدة سياسة الحكومة المغربية في تعاملها مع الاحتجاجات بعدة مناطق ودعتها إلى «التوقف عن إسكات أصوات المعارضة، وأن تعالج الأسباب التي تدفع الناس إلى الاحتجاج» وقالت إن «الهجمات على حرية التعبير وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، ولا يمكن للمجتمع أن يزدهر إلا إذا كان يشجع على مراقبة ومساءلة من هم في السلطة».
وقالت المنظمة عن المغرب، في تقريرها الجديد الذي قدمته أمس الخميس، حول وضعية حقوق الإنسان في العالم، خلال عامي 2017 و2018، أنه ما بين شهر أيار/ مايو وآب/ أغسطس من العام 2017، «اعتقلت قوات الأمن واحتجزت 8 صحافيين ومدونين قدموا مقالات أو تعليقات بشأن الاحتجاجات في الريف. واتهمتهم النيابة العامة بالاعتداء على أمن الدولة في ما يتعلق بحركة الاحتجاج» وتم الحكم على الصحافي حميد المهداوي، بالسجن، بتهمة «تحريض المواطنين على المشاركة في مظاهرة غير مرخص لها، وأدين على خلفية هذه القضية بالسجن لمدة ثلاثة أشهر وبغرامة قدرها 000 20 درهم (2200 دولار) في مرحلة الابتدائي، وبالسجن لمدة سنة في الاستئناف».
ولفت التقرير إلى «محاكمة سبعة أشخاص، بمن فيهم صحافياين ونشطاء وأكاديمي (المعطي منجب ورفاقه)، اتهموا، ضمن جرائم أخرى، بـ «المس بأمن الدولة»، على خلفية تنظيمهم لورشة حول تطبيق خاص بالصحافة والمواطنين الراغبين في حماية معطياتهم الشخصية ومكافحة التجسس على أجهزتهم وهواتفهم المحمولة» وقالت المنظمة إن حملة التضييق مستمرة ضد الصحافي علي أنوزلا، الذي تمت محاكمته بتهمة «تمجيد الإرهاب»، على خلفية مقال نشر على الموقع الإلكتروني لكم في عام 2013.
وتحدثت المنظمة عن «فرض السلطات قيوداً على بعض المنظمات في المغرب والأقاليم الجنوبية بسبب توجيه انتقادات لها. كما أنها واصلت على وجه الخصوص إعاقة تسجيل الجمعيات، وحظرت أنشطة بعض المنظمات وطردت الأجانب الذين دعتهم لزيارة المغرب».
وقالت إن الحكومة المغربية تحاول «إسكات المعارضين بمن في ذلك المتظاهرون السلميون بدل الاستجابة لمطالبهم، مع تزايد الهجمات على الصحافة والمنظمات غير الحكومية، واعتقال النشطاء» وطالبتها «بالاستماع إلى الشارع بدلا من الإجهاز عليه»
وأكدت «أمنستي» أنه «لا يمكن أن نسمح بغطرسة السلطة، فمن المهم جدا أن نحمي الحق في التعبير والاحتجاج ومن المهم جدا أن نطالب بالعدالة الاجتماعية» وشددت أن تقريرها «هو دعوة تنبيه للحكومة المغربية المدعوة إلى التوقف عن إسكات أصوات المعارضة، وأن تعالج الأسباب التي تدفع الناس إلى الاحتجاج»، محذرة من أنه في حالة لم تسع للاستجابة لمطالب المواطنين «فإنها تكون بذلك تشعل شرارة الغضب والاحتجاجات الشعبية» ودعت الحكومة إلى ضرورة إعطاء حقوق الإنسان الأولوية في سياستها الداخلية والخارجية.
واعتبر تقرير منظمة العفو الدولية، أنه «على الرغم من توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة، وآلية العدالة الانتقالية، لم تتخذ السلطات أي خطوات لمعالجة الإفلات من العقاب الذي يتمتع به مرتكبو الانتهاكات الخطيرة (التعذيب المنهجي، الاختفاء القسري والإعدام ولا سيما خارج نطاق القضاء) التي ارتكبت في المغرب والصحراء بين عامي 1956 و1999».
وأوضحت المنظمة أن السلطات المغربية استخدمت مواد في القانون الجنائي تتعلق بالسب، والقذف، والتحريض على التظاهر، أو على العصيان لمتابعة صحافيين، ومدونين واعتبرت أن المحاكم المغربية أدانت بتهم تتعلق بأمن الدولة، والإرهاب عددا من الصحافيين، والنشطاء، معتبرة أن الأحكام الصادرة بمثابة عقاب على انتقاد هؤلاء الأشخاص للسلطات، موردة في هذا الصدد أسماء كل من الصحافي حميد المهداوي، والمعطي منجب، وصحافيين، ومدونين آخرين.
وسجلت أن، العام الماضي، شهد محاكمة السلطات للمئات من النشطاء، الذين شاركوا في احتجاجات مطالبة بقضايا العدالة الاجتماعية، أو البيئية، وذلك بتهم تتعلق بالتجمع، مشيرة إلى أن بنودا مبهمة الصياغة في القوانين المتعلقة بالأمن سيقت لمقاضاتهم.
وقالت إن «اللجنة الفرعية لمنع التعذيب»، التابعة للأمم المتحدة زارت المغرب خلال العام الماضي، إلا أن «الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب» لم تر النور، وواصلت المحاكم الاستناد إلى أقوال أدلى بها المتهمون، أثناء الاحتجاز في غياب محام، دون إجراء تحقيقات وافية في الادعاءات القائلة إن هذه الأقوال قد انتـزعت بالإكراه من خلال التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة.
ووجهت المنظمة الدولية انتقادات لعدم اعتماد المغرب لقانون خاص باللجوء، واعتماده على وثائق المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، كما انتقدت ترك المغرب لمجموعة من 25 لاجئا سوريا عالقة على الحدود مع الجزائر لمدة أشهر، قبل منحهم الحماية.
واعتبرت المنظمة أن مشاركة المغرب في عمليات إبعاد المهاجرين، وطالبي اللجوء من جيبي سبتة، ومليلية اللذين تحتلهما إسبانيا، تستعمل فيها القوة بشكل مفرط، وانتقدت محاكمات المهاجرين دون تمتيعهم بحق الدفاع، مسجلة حالتي وفاة، لمواطنين من بوركينا فاسو، بسبب استخدام الأمن المغربي للغاز المسيل للدموع ضد مهاجرين كانوا يحاولون دخول مليلية.
وسجلت المنظمة أن التحدث في المغرب والتعبير عن الاحتجاج أصبح «جريمة»، مطالبة الحكومة بالتراجع عن هذا الاتجاه «إذا أردنا أن نسير على طريق الاستقرار ونحمي حقنا في حرية التعبير» وبدل أن تقوم الحكومة بتقويض «الحريات الأساسية ومحاصرة المدافعين عن حقوق الإنسان ومدح الذات وتمجيدها» عليها «أن توحد الجميع حول برنامج لقضايا حقوقية مثل الصحة والسكن والعمل والديمقراطية. ويجب أن تعرف أن عدم إعطاء الناس حقوقهم الإنسانية الأساسية يولد اليأس والإحباط وهذا يولد السخط الشعبي والإضرابات الاجتماعية»، وقالت إن «الحكومة ليس لها أي عذر لعدم القيام بهذه البرامج».

منظمة العفو الدولية: تعامل السلطات المغربية مع حراك الريف «مسيء جداً»‏

محمود معروف

عباس عراقجي: لا يمكن لإيران البقاء في الاتفاق النووي لأنها لم تنتفع منه

Posted: 22 Feb 2018 02:20 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: أكد نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون الدولية والقانونية عباس عراقجي، أن إيران لا يمكنها البقاء في الاتفاق النووي لأنها لم تجنِ أي فائدة منه.
وخلال حديثه الخاص لقناة البي بي سي البريطانية، أشار كبير المفاوضين الإيرانيين إلى أن التواجد الإيراني في سوريا بهدف محاربة الإرهاب وليس فتح جبهة جديدة ضد إسرائيل.
ومن ناحية أخرى، وخلال كلمته التي ألقاها في مؤسسة «تشاتام هاوس» الملكية البريطانية، قال عراقجي إن الاتفاق النووي غير مرتبط بأي قضية أخرى، وإن إيران لا يمكنها الاستمرار بالتزامها بالاتفاق النووي لأنها لم تنتفع منه لغاية الآن في ضوء إجراءات الولايات المتحدة الأمريكية المنتهكة له.
وأضاف «من الخطأ الكبير ربط الاتفاق النووي بسائر القضايا مثل سوريا واليمن والملف الصاروخي الإيراني والقضايا الأخرى، وفي ما لو تم الربط بينها لم يكن بالإمكان حل القضية النووية فضلاً عن أنه كان سيزيد سائر القضايا تعقيداً»، مضيفاً أن إيران لا تصنع الأسلحة النووية وأنها ملتزمة بهذا الأمر.
وأكد بان تعهدات إيران تجاه الاتفاق النووي محددة ولكن هنالك قيود زمنية، مضيفاً «لقد قبلنا القيود في الاتفاق النووي من أجل بناء الثقة، وحينما تنتهي القيود ستصبح إيران عضوا عاديا في معاهدة أن بي تي».
ولفت مساعد الخارجية الإيراني النظر إلى أن بلاده ملتزمة بتعهداتها في إطار معاهدة «أن بي تي»، مردفاً القول «كانت هنالك تساؤلات وشكوك حول القضية النووية الإيرانية لذا دخلنا المفاوضات وعملنا على إزالتها، إلا أن قضية بناء الثقة لها قيود زمنية وبعد ذلك ستصبح إيران عضواً عادياً في تلك المعاهدة الدولية وستنتفع بحقوقها وفقاً للمعاهدة».
واعتبر الاتفاق النووي بأنه اتفاق ناجح لمجموعة «5+1» لأن إيران ملتزمة به تماماً ولم تتجاوزه وأن كل شيء لديها (في الشأن النووي) هو تحت المراقبة والتفتيش، إلا أن الاتفاق لم يكن ناجحاً بالنسبة لإيران، لأنها لم تنتفع منه وأنه لم يتم إلغاء الحظر، مضيفاً أن أمريكا تقوم كل يوم بانتهاك تعهداتها في إطار الاتفاق وحتى أن نص وكلمات الاتفاق قد جرى نقضها.
وأوضح بأن واشنطن قد خلقت أجواء عدم الثقة في الاتفاق النووي وهي أجواء مسمومة ضد إيران وغير بناءة، في حين أن الاتفاق بحاجة إلى أجواء بناءة ليحقق النجاح، وأضاف أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ناقضة للاتفاق النووي بوضوح وأنها تصريحات تخلق أجواء هدامة بدل البناءة مما يجعل الشركات والمصارف تمتنع عن التعامل مع بلاده.
وأكد بأن إيران تسعى من أجل السلام والاستقرار في المنطقة وقدمت الكثير من الدعم في هذا السياق، وزعم أن الجميع يعلم كيف حاربت إيران الإرهاب في المنطقة بصلابة ويعود إليها الفضل في القضاء على داعش.
وصرح بأن طهران ترى بأنه لا حلول عسكرية للأزمات ليس فقط في المنطقة بل في أي مكان من العالم أيضاً وحينما دخلت إيران المفاوضات (النووية) أثبتت بأنها على استعداد للحل السياسي لأي مشكلة في المنطقة.
وقال إن طهران تسعى للحوار في منطقة الخليج، وأضاف أنه ينبغي اتخاذ إجراءات لبناء الثقة في منطقة الخليج ولا بد من احترام وحدة أراضي الدول فيها.
ومن ناحية أخرى، أظهر تقرير فصلي سري للوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الخميس أن إيران لا تزال ملتزمة بالقيود الرئيسية المفروضة على أنشطتها النووية بموجب الاتفاق النووي الذي توصلت إليه مع القوى الكبرى عام 2015، فيما حدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهلة تنتهي في أيار/مايو المقبل لسد «الثغرات» في النص.
وأفاد التقرير بأن الجمهورية الإسلامية لم تتجاوز القيود على مخزوناتها من اليورانيوم المنخفض التخصيب والماء الثقيل ولم تخصب اليورانيوم لمستوى نقاء يتجاوز 3.67 في المئة مثلما ينص الاتفاق، الذي رفع أيضا العقوبات الدولية ضد طهران.
والاتفاق الذي أبرم في تموز/يوليو 2015 في ظل إدارة باراك أوباما بين إيران والقوى الكبرى (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا)، يحد من الأنشطة النووية الإيرانية بشكل يضمن طبيعتها السلمية.
ويستهدف الاتفاق تمديد الوقت الذي تحتاجه إيران لصنع قنبلة نووية، إذا قررت ذلك، من بضعة أشهر إلى عام تقريبا. وواجه الاتفاق انتقادات عنيفة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي دعا حلفاء بلاده الأوروبيين والكونغرس إلى المساعدة في إصلاح ما وصفها بأنها عيوب خطيرة تشوبه.
لكن إيران التي أكدت على الدوام أن برنامجها النووي لا ينطوي على أي بعد عسكري، رفضت التفاوض مجددا حول الاتفاق وأيدتها موسكو في ذلك.
وشنت طهران هجوما مضادا في مطلع شباط/فبراير متهمة واشنطن «بانتهاك معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية» بعد إعلان الولايات المتحدة أنها تريد امتلاك أسلحة نووية جديدة ضعيفة القوة.
وقالت الوكالة أيضا في التقرير إن إيران أبلغتها في رسالة باتخاذ قرار «لبناء وحدات دفع نووية بحرية في المستقبل».
وطلبت الوكالة من إيران «المزيد من الإيضاحات والتفاصيل» وأضافت أن اتخاذ قرار ببناء منشآت جديدة من أجل الدفع النووي البحري يتطلب تزويدها بمعلومات عن التصميم الأولي.
وأشار التقرير إلى أن إيران لم ترد بعد على طلب الوكالة.

عباس عراقجي: لا يمكن لإيران البقاء في الاتفاق النووي لأنها لم تنتفع منه
تقرير سري للوكالة الدولية للطاقة الذرية يؤكد التزام طهران بالاتفاق
محمد المذحجي

«النهضة» تشيد بنزاهة القضاء بعد إلغاء أحكام صادرة ضد قياداتها خلال حكم بورقيبة

Posted: 22 Feb 2018 02:20 PM PST

تونس – «القدس العربي»: رحبت حركة النهضة بـ«الموقف التاريخي للقضاء التونسي» بعد صدور قرار يلغي جميع الأحكام القضائية المشددة الصادرة ضد عدد من قياداتها خلال حكمي الرئيسيسن السابقين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي.
وكانت المحكمة في العاصمة أصدرت حكما يقضي بإلغاء جميع القرارات الصادرة عن محكمة أمن الدولة المتعلقة بمحاكمة عدد من قيادات «النهضة» ما بين عامي 1987 و2010، والتي تتضمن أحكاما تتراوح بين الإعدام والسجن المؤبد والأعمال الشاقة.
وأصدرت الحركة بيانا أشادت فيه بـ«الموقف التاريخي للقضاء التونسي (..) وتحيي بالمناسبة الأستاذ فتحي عبيد وكل المحامين الشرفاء الذين دافعوا عن الحركة و سجناء الرأي زمن الاستبداد».
وتتعلق الأحكام المشار إليها بعدد من القيادات التاريخية للنهضة كالشيخ راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو وحمادي الجبالي وعلي العريض وغيرهم ممن تم اتهامهم من قبل النظام السابق بارتكاب أعمال عنف في فترة الثمانينيات وهو ما فندته حركة «النهضة» في مناسبات عدة.

«النهضة» تشيد بنزاهة القضاء بعد إلغاء أحكام صادرة ضد قياداتها خلال حكم بورقيبة

«دولة القانون» و«النصر» ينفيان التحالف بعد الانتخابات النيابية… وقلق أممي من «حكومة المحاصصة»

Posted: 22 Feb 2018 02:19 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: نفى ائتلاف «دولة القانون»، أمس الخميس، الأنباء التي تحدثت على اتفاق زعيم ائتلاف «النصر»، ورئيس الحكومة الحالي، حيدر العبادي، مع نائب الرئيس العراقي نوري المالكي، على التحالف معاً، بعد الانتخابات التشريعية المقررة في 12 أيار/ مايو المقبل، وتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر لاختيار الحكومة المقبلة.
ولا يزال ائتلاف «دولة القانون»، يصرّ على تحقيق مشروع «الغالبية السياسية» في المرحلة المقبلة، وفقاً لعضو الائتلاف سعد المطلبي، الذي قال لـ«القدس العربي»، إن «من يريد الانخراط معنا في مشروع الأغلبية السياسية فمرحباً به وبكتلته، لكن ليس كرئيس وزراء، بل ككتلة سياسية تريد الدخول معنا والتفاوض على تشكيل الحكومة المقبلة».
وأضاف: «الحديث عن ائتلاف العبادي والمالكي بعد الانتخابات سُرب من قبل نائبين عن حزب الدعوة، وينتميان لتحالف النصر، هما علي العلاق وجاسم محمد جعفر، لكن ائتلافي النصر ودولة القانون، نفيا رسمياً هذه الأنباء».
ورأى المطلبي، وهو نائب رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد، أن في حال تم الائتلاف بين المالكي والعبادي بعد الانتخابات، فإن ائتلاف دولة القانون «لا يمانع تجديد الولاية للعبادي، في حال إيمان الأخير بالأغلبية السياسية، وحصوله على المقاعد البرلمانية التي تؤهله لذلك».
وجدد القيادي، في حزب الدعوة الإسلامية، تأكيده بأن «ائتلاف دولة القانون يعمل جاهداً من أجل تشكيل حكومة أغلبية سياسية»، مبيناً أن «الأبواب مفتوحة أمام الجميع من دون استثناء، بمن فيهم العبادي، وليس لدينا اعتراض على أي شخص».
وسبق لزعيم «ائتلاف» متحدون للإصلاح ـ نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي ـ أن أعلن دعمه لمشروع الأغلبية السياسية، معتبراً إنه الحل الوحيد لأزمة البلد، غير أن المطلبي أكد «صعوبة» الائتلاف مع النجيفي، على الرغم من تصريحاته الأخيرة.
وبين أن «التحالف مع أسامة النجيفي أمر صعب جداً وغير وارد»، فيما أشار في الوقت عيّنه إلى «عدم وجود أي تفاهمات مع زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني»، الذي وصفه بـ«الرجل الانفصالي».
وتابع: «لا يوجد أي تواصل بين دولة القانون والحزب الديمقراطي الكردستاني، على الرغم من إرسال الأخير رسائل إيجابية عدّة لإعادة العلاقات الطيبة بين الطرفين، بكون إن علاقتنا مقطوعة 100٪، وهذه الرسائل تأتي من باب المحاولات لإعادة هذه العلاقات».
ولم يكشف القيادي في «دولة القانون» عن أسماء الشخصيات السياسية التي تتبنى مهمة نقل تلك الرسائل بين دولة القانون والديمقراطي الكردستاني، لكنه أكد إنها «شخصيات سياسية عربية وليست كردية».
وتابع: «نحن ننتظر نتائج الانتخابات، حتى ندرس هذه الرسائل والنوايا التي تقف خلفها»، موضحاً في الوقت ذاته أن «كبير المفاوضين في حزب الدعوة وائتلاف دولة القانون، بشكل غير رسمي، هو النائب السابق حسن السنيد، كونه غير مرشح ولديه إمكانية في التحرك والتفاوض وقيادة المفاوضات مع الآخرين».

التقارب مع الصدريين وارد

وعن موقف دولة القانون من التيار الصدري أكد أن من «الممكن جداً أن نشهد تقارباً بين الجانبين».
وزاد، في هذا الشأن، «في حال تمكن ائتلاف سائرون (ينتمي إليه حزب الاستقامة المدعوم من التيار الصدري) من الحصول على أصوات ونتائج جيدة في الانتخابات، والتزموا بمشروع محاربة الفساد والمحاصصة، فهذا يعني إن مشروعهم يصب في الاتجاه نفسه لمشروعنا، ولذلك فإن التقارب أمر ليس ببعيد».
واعتبر أن «جميع الكتل السياسية تنادي بمشروع الأغلبية السياسية وتؤمن بأنه الحل الأنسب للعملية السياسية في المرحلة المقبلة، غير أن نوري المالكي يعدّ الراعي الرسمي لهذا المشروع، والدليل على ذلك الاتصالات الكثيرة من كتل وشخصيات سياسية تطلب الانضمام إلى دولة القانون على أساس هذا المشروع».
ويأتي تصريح المطلبي بالتزامن مع تأكيد المتحدث الرسمي باسم ائتلاف دولة القانون، عباس الموسوي، الذي أعتبر فيه أن الحديث عن تحالفات بعد الانتخابات النيابية بين كتلة الائتلاف وأي كتلٍ أخرى يُعد سابقا لأوانه، موضحا أن أي حديث في هذا الإطار أمر مرتجل وغير دقيق.

الغالبية السياسية

وقال المطلبي في بيان صحافي إن «مشروع دولة القانون هو الأغلبية السياسية الدستورية، وهي تفتح أطر التعاون والتحالف مع الكتل السياسية التي تتفق معها في برنامجها السياسي وطبيعة تشكيل الحكومة الوطنية، لاسيما وأن لكل تحالف سياسي ظروفه وحيثياته»، مبيناً أن «دولة القانون تجدد تأكيدها على ضرورة إنهاء المحاصصة التي دمرّت البلاد عبر تبنيها مشروع الأغلبية السياسية الدستورية لتنفيذه في المرحلة المقبلة».
ودعا جمهور دولة القانون إلى «ضرورة الالتزام بقواعد السلوك الانتخابي وعدم نشر الدعاية الانتخابية وأرقام المرشحين للائتلاف إلى حين بدء الحملة الانتخابية من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات»، محذراً في الوقت ذاته من «حملات تُحاك من أجل بث روح اليأس لعدم المشاركه بالانتخابات».
وحثّ الشعب العراقي على «المشاركة الواسعة في الانتخابات لإفشال مساعي تدمير العملية السياسية من قبل بعض الأجندات والأطراف من دون أن يسميها، مع ضرورة منع التدخلات الخارجية في شؤون البلاد».
كذلك، نفت عضو ائتلاف دولة القانون، أسماء الموسوي، وجود اتفاق بين ائتلافي «دولة القانون» و«النصر»، لتشكيل تحالف بعد الانتخابات النيابية.
وقالت في بيان، إن «ما تم الترويج له من اتفاقات مسبقة بعد الانتخابات بين المالكي والعبادي لا أساس له من الصحة».
وأضافت «إننا في ائتلاف دولة القانون نؤمن أن لا مكان لحكومات المحاصصة الضعيفة في مشروعنا المقبل ونتبنى في دولة القانون مشروع الأغلبية السياسية الوطنية».
وفي الطرف المقابل، نفى مصدر في قائمة «النصر»، بزعامة العبادي، وجود أي اتفاق على تشكيل الكتلة الأكبر، مؤكداً أن المواطن «هو من يختار القائمة التي تمثله ولا يجوز لأي جهة مصادرة هذا الحق».
وأكد، عدم صحة، ما «يتناقل في الإعلام عن وجود أي اتفاق من الآن على تشكيل الكتلة الأكبر مع أي قائمة أخرى»، مبينا أن «هذه الأخبار لا صحة لها جملة وتفصيلا».
وأضاف: «الدستور ينص على أن الكتلة الأكبر تتشكل في أول جلسة نيابية وحسب النتائج الانتخابية»، لافتاً إلى أن «ائتلاف النصر يحافظ على علاقات إيجابية مع الكتل السياسية الأخرى، ولا ينجر إلى صراعات ثانوية، بل يركز على أهمية وحدة القوى لتحقيق المصلحة الوطنية والمضي في توطيد دعائم النصر الذي تحقق وتعزيز وحدة البلاد والبدأ بحملة إعمار وطنية شاملة».
وأعربت الأمم المتحدة عن «قلقها» من أن تسفر الانتخابات البرلمانية عن حكومة محاصصة، فيما دعت هيئة النزاهة إلى عدم السماح للمشمولين بقانون العفو العام وقضايا الفساد بالترشح إلى الانتخابات.
وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، يان كوبيش، في إفادة قدمها أمام مجلس الأمن الدولي، إن العراق مقبل في الـ 12 من شهر أيار/ مايو المقبل، على انتخابات برلمانية مهمة للغاية.
ودعا إلى تشكيل حكومة عراقية جديدة لأنها الضامن الوحيد لمستقبل البلاد لان الحكومة الجديدة ستكون أيضاً الضامن لتنمية الشعب العراقي والمنطقة واستقرارها».
وأضاف أن «القوى العراقية شكلت تحالفات قالت إنها عابرة للطوائف وستكون الانتخابات المقبلة تأكيداً على قدرة العراقيين على تجاوز الانقسامات المذهبية ولكنه لم يخف قلقه من أن يؤدي نظام المحاصصة المخلوط بالفساد إلى تشكيل حكومة مقبلة غير بعيدة عن هذا النهج، آملاً بـإيجاد حكومة تضمن سيادة العراق واستقلاله وتوفر عوامل استقرار للداخل والمنطقة ككل».
وأوضح المسؤول الأممي أن «هناك تعهدات حكومية بإعادة الجزء الأكبر من النازحين لضمان مشاركتهم بالانتخابات في مدنهم وأن المعطيات تشير إلى احتمال بقاء أكثر من مليون منهم في مخيمات النازحين عند إجرائها».
ورأى أن «خطر تنظيم الدولة لا زال قائماً»، لافتاً إلى أن «القوات العراقية تسعى إلى القضاء على بقاياه في البلاد وتوفير بيئة آمنة تمكن العراقيين من اختيار ممثليهم بحرية في انتخابات أيار/مايو المقبل».

«دولة القانون» و«النصر» ينفيان التحالف بعد الانتخابات النيابية… وقلق أممي من «حكومة المحاصصة»
مقرب من المالكي يكشف عن رسائل إيجابية من بارزاني
مشرق ريسان

تقارير حكومية ألمانية: برلين صدرت أسلحة لدول التحالف العربي بقيمة 1.3 مليار يورو

Posted: 22 Feb 2018 02:18 PM PST

برلين ـ «القدس العربي»: كشف تقرير لوزارة الاقتصاد الألمانية، عن قيمة صادرات السلاح الألمانية لدول التحالف العربي في اليمن، التي بلغت 1.3 مليار يورو (1.58 مليار دولار) في 2017. وأوضحت الوزارة في معرض ردها على استجواب من النائب في البرلمان، عن حزب الخضر (يسار) أوميد نوريبور أمس الخميس، أن الحكومة الألمانية صدرت أسلحة لدول التحالف العربي بزيادة 9 في المائة عن 2016.
ووفق التقرير، ذهبت معظم هذه الأسلحة لمصر التي اشترت بقيمة 708 ملايين يورو (863 مليون دولار) في 2017، ثم السعودية بـ 254 مليون يورو (309.8 ملايين دولار)، والإمارات 214 مليون يورو (261 مليون دولار)، حسب ما نقلته مجلة دير شبيغل الألمانية الخاصة.
ولم تذكر المجلة، الدول الأخرى بالتحالف العربي، التي حصلت على أسلحة ألمانية في 2017، مكتفية بذكر أكثر ثلاث دول شراءً. كذلك، لم تذكر المجلة طبيعة الأسلحة التي حصلت عليها دول التحالف العربي من ألمانيا في 2017.
وأوقفت برلين مطلع هذا العام تصدير أية أسلحة للدول المشاركة في حرب اليمن. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت وقتها، إن مجلس الأمن الاتحادي لا يمنح حاليا تراخيص تصدير أسلحة لا تتوافق مع نتائج المباحثات التي جرت بين التحالف المسيحي، المنتمية إليه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، والحزب الاشتراكي الديمقراطي لتشكيل ائتلاف حاكم.
وكان الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي اتفقا في كانون الثاني/ يناير الماضي، خلال مفاوضاتهما لتشكيل حكومة جديدة للبلاد، على وقف تصدير الأسلحة للدول المشاركة في حرب اليمن. وتعد السعودية والإمارات من بين أهم عشرة دولة أصدرت الحكومة الألمانية تصاريح بتصدير أسلحة إليها عام 2016.
وترى أحزاب المعارضة مثل الخضر واليسار، فضلا عن المنظمات الحقوقية، أن الحرب في اليمن، أدّت إلى كارثة إنسانية في البلد الذي يقطنه أكثر من 20 مليون شخص.
وتقود السعودية تحالفًا من دول عربية وإسلامية يخوض حربًا لدعم الرئيس عبد ربه منصور هادي في اليمن، ضد الحوثيين، منذ نحو 3 أعوام.
ودفع هذا الاتفاق طرفي الائتلاف الحكومي المرتقب، النائب عن حزب الخضر عوميد نوري بور، إلى التعليق قائلا: «هذه الحكومة هي التي كانت تحكم في السنوات الأربع الماضية، وكان بإمكانها وقف تصاريح تصدير السلاح»، مضيفا للوكالة الألمانية أن «سياسية تصدير السلاح (الألمانية) تنمّ عن رياء».
يشار إلى أن مجلة دير شبيغل قد أكدت نهاية العام الحالي وجود أزمة كبيرة في العلاقات السعودية الألمانية، حيث نشرت تلقي الحكومة الألمانية انتقادات شديدة اللهجة من السعودية، وقالت المجلة الألمانية أن السعودية ألغت زيارة على مستوى رفيع كان مخططا لها سابقا بين مسؤولين من ألمانيا والسعودية.

تقارير حكومية ألمانية: برلين صدرت أسلحة لدول التحالف العربي بقيمة 1.3 مليار يورو

علاء جمعة

برلماني مغربي: بنوك المغرب تسأل المتعاملين عن انتمائهم السياسي

Posted: 22 Feb 2018 02:18 PM PST

الرباط – «القدس العربي»: كشف برلماني مغربي عن «فضيحة» تتعلق ببعض البنوك، طرحت على المتعاملين معها سؤالا يتعلق بانتمائهم السياسي.وأوضح عمر بلافريج، النائب البرلماني عن فيدرالية اليسار الديمقراطي أنه توصل بشكايات من أطر، تفاجأت بسؤال يتعلق بانتمائهم السياسي، ضمن الأسئلة الروتينية، التي تطرحها البنوك على زبنائها من حين لآخر، مشددا أن من شأن هذه الأسئلة، أن تزيد من حدة عزوف الأطر من السياسة.
ونقل موقع اليوم 24 عن بلافريج أن السؤال حول الانتماء السياسي لأي شخص، غير عادي وغير طبيعي، وينتظر موقف وزير الاقتصاد، للتأكد من كون الأمر عرضي، ولا يتعلق بمذكرة، سيما وأن الأمر يتعلق بأكثر من بنك.
ووجه بلافريج، سؤالاً كتابياً إلى محمد بوسعيد، وزير الاقتصاد والمالية بخصوص علاقة البنوك بالانتماء السياسي، وذلك بعد توصله بعدد من الشكايات من مواطنين، يستفسرون عن خلفيات هذا السؤال.
وطلب بلافريج، في سؤاله، من بوسعيد شرح العلاقة بين البنك، والانتماء السياسي، موضحا أن بعض البنوك اتصلت بمجموعة من المواطنين، أخيرا، لاستفسارهم عن انتماءاتهم السياسية.

برلماني مغربي: بنوك المغرب تسأل المتعاملين عن انتمائهم السياسي

تقرير إسباني: المغاربة يشكلون 57% من المعتقلين بتهمة الإرهاب

Posted: 22 Feb 2018 02:17 PM PST

الرباط –« القدس العربي»: كشف تقرير إسباني، أن التهديد الرئيسي لأمن إسبانيا يكمن في تزايد أعداد المتعاطفين مع التنظيمات العدائية، وقال إن 57 في المائة من الأشخاص الذين جرى إيقافهم خلال سنة 2017 بتهم متعلقة بالإرهاب يحملون الجنسية المغربية.
وأورد تقرير أعده المرصد الدولي الإسباني للدراسات حول الإرهاب، أن المغاربة يتصدرون قائمة المهاجرين الأجانب الموقوفين على خلفية تمجيد أعمال منظمات متطرفة، متبوعين بالجزائريين بنسبة 4 في المائة، تم المصريين بحصة 3 في المائة، فيما لم تشر معطيات الدراسة عن وجود متورطين آخرين من بلدان أخرى.
ورصد التقرير زيادة مستوى الأنشطة الدعائية للجماعات الراديكالية، وقال إن إسبانيا أصبحت مسرحا لهجمات دامية استهدفت مدينة برشلونة وبلدة كامبرلس، وأن الأجهزة الأمنية أوقفت، قبل وبعد هاذين الاعتداءين، 84 عنصرا متطرفا.
وأوضح أن أغلبية المشتبه فيهم جرى اعتقالهم بإقليم كتالونيا الذي ظل لسنوات عديدة «بؤرة إرهابية» داخل إسبانيا، خاصة مدينة برشلونة، إضافة إلى مدن أخرى مثل مدريد وجيرونا ومايوركا، تم ثغري سبتة ومليلية، وأن 80 في المائة من الموقوفين ذكور بالغون وأن متوسط أعمار المعتقلين، ومن بينهم ست نساء، يتأرجح بين 15 و52 سنة، وأشار إلى أنه تم اعتقال 102 شخص بتهم تتعلق بالإرهاب سنة 2015.

تقرير إسباني: المغاربة يشكلون 57% من المعتقلين بتهمة الإرهاب

وزير خارجية الكويت يترأس إجتماعا لمجلس الأمن حول ميثاق الأمم المتحدة وقدرته على صيانة السلم والأمن في العالم

Posted: 22 Feb 2018 02:16 PM PST

نيويورك (الأمم المتحدة) «القدس العربي»: تحت رئاسة الشيخ صباح الخالد الصباح، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة خاصة بمبادرة من الكويت التي ترأس مجلس الأمن لهذا الشهرحول مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة في صيانة الأمن والسلم الدوليين.
وقال إن الكويت تحتفل في 26 فبراير/شباط من كل عام بعيد تحريرها من الإحتلال العراقي الذي وقع عام 1990، وتابع: «لقد جاء هذا التحرير نتيجة إلتزام المجتمع الدولي بمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة». وأضاف أن تحرير الكويت يعتبر نموذجا لتضافر الجهود الدولية تحت مظلة الأمم المتحدة مدعومة بقرارات دولية صادرة عن مجلس الأمن تعطي شرعية لتلك الجهود وتنتصر للقانون الدولي وسيادة القانون والحق والعدالة ومحاربة الطغيان ورفع الظلم.
وتحدث الوزير الكويتي عن الأدوات المتاحة لمجلس الأمن لنشر السلم والأمن الدوليين ومن بينها الوساطة والمفاوضات والتحكيم واللجوء إلى الفصل السابع في حالة التعامل مع عدوان غاشم كما حدث مع الكويت.
وقال إن وحدة مجلس الأمن أمر ضروري لحل النزاعات بالطرق المتاحة. إلا أن استخدام الفيتو وخلافات الدول دائمة العضوية، قد أدى إلى عجز المجلس عن حل نزاعات أخرى على رأسها القضية الفلسطينية التي تدخل عامها السبعين من دون حل، وحصدت أرواح أكثر من 400000 من أبناء المنطقة. وقال «إن وحدة مجلس الأمن وخاصة أعضاءه الخمسة الدائمين أمر هام لكي يصبح المجلس فعالا ويصبح قادرا على أداء مهامه في التصرف وإتخاذ القرارات بشكل فعال وحاسم».
من جهته أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في اجتماع مجلس الأمن الذي عقد على مستوى وزاري، على عدد من الإصلاحات، تشمل السلم والأمن والتنمية والإدارة، بما يجعل الأمم المتحدة أكثر فعالية في الوفاء برؤية الميثاق.
وقال: «مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، المتمثلة في عدم استخدام القوة وتسوية النزاعات بالوسائل السلمية وعدم التدخل والتعاون وتقرير المصير والمساواة في السيادة بين الدول الأعضاء، تبقى أساسا للعلاقات الدولية. ويأتي في صميم الميثاق، احترام حقوق الإنسان وضمان التقدم الاجتماعي كرائز حقيقية للسلام».
ويأتي الاجتماع في الذكرى السنوية السابعة والعشرين لتحرير الكويت من قوات الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، حيث أظهر المجتمع الدولي تعهدا بدعم الميثاق الأممي، الذي «صمد أمام اختبار الزمان ويعد جزءا من الحصن العالمي ضد الجرائم الدولية اليوم»، حسب قول غوتيريش.
ولكن الأمين العام أشار إلى تطور التحديات التي تواجه العالم الآن وتهدد استقراره: «عالم أفضل للجميع. وعلى الرغم من أن مبادئ الميثاق تظل وثيقة الصلة بهذه القضايا، يجب أن نواصل تحديث أدواته، واستخدام تلك الأدوات بقدر أكبر من التصميم، والعودة إلى جذور الميثاق بحثا عن الإلهام، فيما نسعى جاهدين إلى تحقيق ما جاء به». ونوّه الأمين العام في كلمته إلى أن العمل يبدأ بالوقاية من نشوب الصرعات، وذكر أن المجتمع الدولي يقضي وقتا أطول بكثير وموارد أكثر في الاستجابة للأزمات بدلا من منعها، قائلا «علينا أن نعيد موازنة نهجنا إزاء السلم والأمن الدوليين».
وأشار في هذا الصدد إلى ضرورة الاعتراف بقوة مشاركة المرأة في هذه الجهود، حيث يجعل ذلك اتفاقات السلام أكثر ثباتا، والمجتمعات أكثر مرونة، والاقتصادات أكثر نشاطا.
وتطرق الأمين العام إلى عدد من فصول الميثاق، ومنها مسؤولية مجلس الأمن في المقام الأول.
ومن بين تلك الأدوات، التفاوض والوساطة والتسوية القضائية وغيرها من التدابير والوسائل السلمية، كما يمنح الميثاق سلطات ومسؤوليات لمجلس الأمن في مجال منع نشوب الصراعات، حسب ما قال الأمين العام.
وقد أعرب الأمين العام عن حزنه العميق إزاء معاناة المدنيين الرهيبة في الغوطة الشرقية، مشددا على أن الوضع هناك لا يحتمل الانتظار. وناشد غوتيريش جميع الأطراف تعليق كافة أنشطة الحرب في الغوطة الشرقية بشكل فوري والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى جميع المحتاجين.
وحذر الأمين العام من التحديات الكبيرة أمام عمليات حفظ السلام، التي ينتشر أفرادها، في كثير من الأحيان إلى أجل غير مسمى في بيئات خطرة لا يوجد فيها سوى قدر ضئيل من السلام، وغالبا ما ينتهي المطاف بالأمم المتحدة لتحمل المسؤوليات في ظل أزمات متواصلة، وهو أمر ببساطة غير مستدام.

وزير خارجية الكويت يترأس إجتماعا لمجلس الأمن حول ميثاق الأمم المتحدة وقدرته على صيانة السلم والأمن في العالم

عبد الحميد صيام

منظمة العفو الدولية تنتقد تضييق السلطات الجزائرية على المهاجرين غير الشرعيين وعلى الحريات الفردية والجماعية

Posted: 22 Feb 2018 02:15 PM PST

الجزائر ــ «القدس العربي»: وجه التقرير الأخير الصادر عن منظمة العفو الدولية بخصوص وضعية حقوق الإنسان في العالم ملاحظات بخصوص الطريقة التي تعامل بها الجزائر المهاجرين غير الشرعيين، متهمة إياها بالتضييق على المهاجرين وطردهم من الأراضي الجزائرية بطريقة تعسفية، كما انتقد التقرير وضعية حقوق الإنسان في الجزائر، مؤكدة على أن هناك تضييقا على الحريات الفردية والجماعية، سواء تعلق الأمر بالأحزاب السياسية أو النشطاء.
وذكر التقرير أن السلطات الجزائرية تمارس التضييق على المهاجرين، وذكرت مثالا عن المهاجرين السوريين الذين بقوا عالقين لأسابيع بين الحدود الجزائرية ـ المغربية، ، دون أن يسمح لهم بالدخول إلى أي من البلدين، كما تحدث عن توقيف وترحيل أكثر من 6500 مهاجر شرعي قدموا من بلدان جنوب الصحراء بالقارة الأفريقية مثل النيجر ومالي، مؤكدا أن « هؤلاء تم توقيفهم بطريقة تعسفية، وتم ترحيلهم قسرا إلى دولهم الأصلية التي فروا منها، على أساس تمييز عنصري »، وهي الاتهامات التي سبق للسلطات الجزائرية أن رفضتها، مؤكدة أنها عاملت المهاجرين غير الشرعيين بطريقة محترمة، وأن ترحيلهم تم في ظروف تضمن كرامتهم نحو دولهم الأصلية بطلب من هذه الأخيرة.
وسلط تقرير منظمة « أمنيستي » الضوء على وضعية الحريات، مشيرا إلى أن السلطات الجزائرية مازالت تواصل الضغط على النشطاء السلميين، والذين تقوم بمطاردتهم وتوقيفهم ومحاكمتهم، والأمر ينسحب أيضا على المدونين والنشطاء الذين تعرضوا في كثير من الأحيان إلى متاعب بسبب تغطية الاحتجاجات التي تعرفها البلاد ونشر الصور والفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ ذكر التقرير ما جرى للمدون مرزوق تواتي الذي تم توقيفه والتحقيق معه بسبب نشره مقابلة أجراها مع مسؤول بالخارجية الإسرائيلية، علما أن الجزائر لا تربطها أية علاقات مع إسرائيل، وترفض أي شكل من أشكال الاتصال معها.
وقدم التقرير الصادر عن المنظمة غير الحكومية تفاصيل عن قضية المدون، موضحا أنه تعرض إلى التوقيف خلال مظاهرات بمنطقة القبائل، وبعد التحقيق معه وجهت له تهمة التخابر مع جهة خارجية، بسبب المقابلة التي أجراها ونشرها مع مسؤول في الخارجية الإسرائيلية.
وتحدث التقرير أيضا عن قضية المترجم سعيد شيتور الذي سبق له أن راسل عددا من وسائل الإعلام الدولية، والقابع في السجن منذ شهر يونيو/ حزيران الماضي، دون أن تتم محاكمته، والذي وجهت له أيضا تهمة التخابر مع جهة أجنبية، ومنح وثائق سرية مقابل مبالغ مالية، وهي القضية التي مازال لم تكشف تفاصيلها بعد، عدا ما قاله محامي شيتور، الذي أكد أن التهم لا أساس لها من الصحة.
وانتقدت أمنيستي المتابعات القضائية التي طالت حقوقيين ومحامين، مثل ما تعرض له المحامين صالح دبوز ونور الدين أحمين، واللذين تمت متابعتهما أمام القضاء، كما أقدمت السلطات الجزائرية على مقاضاة جزائريين يقيمان بإسبانيا بسبب منشوراتهما على مواقع التواصل الاجتماعي، يضيف تقرير المنظمة.
وقالت المنظمة أن العمل الجمعوي مازال يعاني من تضييق، فالسلطات الجزائرية مازالت ترفض اعتماد والترخيص لجمعيات أجنبية أو محلية بالعمل، بما في ذلك منظمة العفو الدولية، التي ترفض السلطات الجزائرية الترخيص لها بفتح مكتب span لها، واستمرار غياب نصوص قانونية تحمي الحق في العمل الجمعوي، المنصوص عليه في الدستور الجديد الذي رأى النور سنة 2016.
وانتقدت منظمة العفو الدولية أيضا التضييق على الحريات الدينية، مشيرة إلى أن 280 شخصا تعرضوا إلى توقيف بسبب انتمائهم إلى الطائفة الأحمدية، التي ترفضها السلطات الجزائرية وتطارد أتباعها، رغم أن الدستور يقر حرية المعتقد.
على جانب آخر كان ممثل المنظمة الدولية للهجرة، باسكال رينتجنس قد أكد أن الجزائر تحولت من منطقة عبور للمهاجرين الأفارقة إلى مركز استقرار، خصوصا في ظل الظروف الأمنية والمعيشية الصعبة التي تشهدها منطقة الساحل والصحر اء وليبيا، موضحا أن أكثر من 200 ألف مهاجر توافدوا على الجزائر خلال السنوات القليلة الماضية.
وأضاف باسكال رينتجنس في لقاء إعلامي بالعاصمة الجزائرية أمس الأول أن ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي شهدتها الجزائر ليست جديدة، ولكنها تزايدت بشكل لافت ومقلق خلال السنوات القليلة الماضية، والتي شجعت عليها الظروف الأمنية والمعيشية الصعبة التي تعيشها المنطقة، وبعد أن كانت الجزائر منطقة عبور إلى الضفة الأخرى من البحر المتوسط، أصبحت مركز استقرار ، بالنظر إلى الأوضاع التي تعيشها وتعتبر أحسن بكثير من الدول «المصدرة» للمهاجرين، ومخاطر قطع المتوسط في زوارق، وكذا تشديد الرقابة بالدول الأوروبية على الهجرة غير الشرعية، وترحيل الذين ينجحون في الوصول إلى الأراضي الأوروبية نحو دولهم الأصلية بعد القبض عليهم.

منظمة العفو الدولية تنتقد تضييق السلطات الجزائرية على المهاجرين غير الشرعيين وعلى الحريات الفردية والجماعية
ذكرت مثالا على ذلك المهاجرين السوريين الذين بقوا عالقين لأسابيع بين الحدود الجزائرية ـ المغربية

المسودة من الورقي إلى الرقمي

Posted: 22 Feb 2018 02:14 PM PST

تحضر ثنائية الذاكرة والنسيان عند الوعي بالكتابة باعتبارها فعلا تاريخيا، يتحقق ضمن سياق عام وخاص. كل كتابة لها ذاكرة. ومن الذاكرة نقرأ النسيان. تصبح الذاكرة مرجعا للنسيان، ويتحول النسيان إلى مؤشر على علاقة الكتابة بالذاكرة. نستحضر هنا قول الكاتب المغربي عبد الفتاح كليطو في كتابه «الكتابة والتناسخ مفهوم المؤلف في الثقافة العربية»: «الشاعر هو، قبل كل شيء، مُنقب في الآثار التي طواها النسيان أو كاد. وعليه أن يصارع النسيان، ضد هذه الطلول التي تكسو الديار. ومن حسن الحظ أن السيول جلت الأرض وأظهرت ما كان مستورا».
إن الصراع بين الذاكرة والنسيان يبدأ أولا في الطبيعة، «الآثار التي طواها النسيان» ، ثم يتحول إلى المؤلف الذي عليه أن يُنقب في آثار الآخرين، و« يرسم رسما فوق آخر، ويكتب كتابة فوق أخرى. الكتابة الجديدة تخط فوق الأخرى التي تكاد تمحي». كل كتابة تُصبح طبقات تتشكل من مرئي يبدو جليا أمام القارئ، ولا مرئي، تتحرك القراءة باتجاهه من أجل إدراك ثنائية الذاكرة والنسيان في الكتابة. كما طورت نظريات النص النقاش المعرفي حول هذه الثنائية، خاصة مع مفهوم التناص والحوارية، وتداخل المعارف وغير ذلك من التصورات التي تجعل للنص والكتابة ذاكرة قبلية (نص، نصوص، كتاب، فضاء، أزمنة، أسطورة).
إذا كانت علاقة الذاكرة ـ النسيان قيمة معرفية تُرافق فعل التأليف، فإن شكلا آخر من هذه العلاقة يحضر باعتباره ذاكرة الكتابة. يتعلق الأمر بالمسودة، أو الكتابة ما قبل الكتابة النهائية، أو بتعبير آخر، حالة تشكل ونمو وتطور الكتابة. لكل كتابة مسودة، تشهد على أن الكتابة مرت من حالات ومحطات ومسارات قبل أن تصل إلى الصياغة النهائية. والمسودة خطابٌ يفشي سر الكتابة وهي تتكون، إنها ذاكرة الكتابة والكاتب، وحدها القادرة على جعل الكاتب يقف أمام حالته في الكتابة، أو الزمن الذي احتضن حالته، والقادرة على فضح ارتعاش الكتابة. إنها علامة واضحة على مخاض الفكرة وهي تولدُ، وارتباك الجملة وهي تُصارع من أجل التقاط الفكرة أو الحالة.
لا تستقر كتابة إلا بعد أن تعبُر من المسودة، وكل ترتيبٍ لكتابةٍ، يختبئ وراءه تاريخ التصويب والتصحيح والتعديل والترتيب. لا تهتم المسودة بتنظيف صفحاتها، أو العمل على إخفاء آثار الصراع مع اللغة والفكرة والتعبير، بل إن مظاهر التشطيب تُعبر عن كون الجملة أو الفقرة في الكتابِ، هي لاحقة لجملة أو فقرة سابقة، وأنها لم تكن لتكون كذلك، لولا زمن ما قبل النظام الأخير للكتابة، وكل حذفٍ ما تزال آثاره باقية على المسودة، يكشف سر صراع الأفكار واللغة زمن الكتابة. تتحول الخربشات إلى شاهدٍ على حالة الكتابة، وهي تحيا مولدها ونموها وتطورها. وتختلف علاقة الكتّاب بمسودات كتاباتهم. هناك من يحتفظ بها، كأنه يحتفظ بذاكرة زمنٍ ينفلت منه، عند صياغة الكتابة، أو يجعل من الاحتفاظ بها، إخلاصا لزمن المخاض والحالة. وهناك من يتخلص من المسودة، وكأنه يتحرر من حالةٍ عاشها بتعبٍ مع الفكرة أو اللغة، ولهذا يُفضل التحرر من ذاكرة الكتابة، أي من زمنها. وقد تكون الغالبية من الكتاب لا تنتبه إلى المسودة، عندما تكون منجذبة بالوضعية النهائية للكتابة، وقد صارت كتابا، وأصبح لها قراء، غير أن الغالبية ـ أيضا ـ عندما تلتقي بالمسودة صدفة، وهي تبحث عن ورقةٍ ضائعةٍ، أو بحثٍ أو كتابٍ، فإن المسودة تُعيد الكاتب إلى ذاكرة كتابه، وتفشي سر الحالة التي كان عليها، عندئذ، يغمره إحساس النوستالجية للحالة والمخاض، أو تمتلكه الرغبة في أن يتذكر زمن الكتابة، كما قد تدفعه المسودة إلى الوعي بعلاقته بالكتابة. وعليه، فإن المسودة ليست زمنا عابرا، إنما، هي مكون جوهري للكتابةِ، وعنصرٌ فاعلٌ لإدراك ثنائية الذاكرة ـ النسيان. المسودة عبارة عن ذاكرة الكتاب، توثق لمخاض البداية، وتاريخ تحقق الفكرة، ومسار ترتيب الفقرات، وتشهد علامات التشطيب والحذف والمحو تاريخ زمن الكتابة. قبل أن يصل الكتاب إلى وضعه المطبعي، فقد مر من مراحل عديدة شكلت مظاهر الحالة التي يكون عليها المؤلف زمن الكتابة. قد تتلاشى الحالة، وقد تذوب في نظام الكتابة، فيفقد الكتاب ذاكرة كتابته، لكن العودة إلى المسودة تفشي سر الحالة، حالة المؤلف التي تتحول إلى حالة الكتابة.
لكن، هل يمكن الحديث عن تلاشي مكتسبات المسودة مع زمن الكتابة الإلكترونية والرقمية؟ هل تراجع المسودة مع الكتابة الإلكترونية يجعل الكتابة تفقد زمن مخاضها؟ وهل ستتلاشى ذاكرة الكتابة؟ هل الخدمات التي تقدمها التكنولوجيا للكاتب، من تصحيح وتصويب الفقرة، وإخراج الصفحة، تعمل على إنهاء ذاكرة الكتابة؟ أم يمكن الحديث عن مسودة من نوع آخر مع الكتابة الإلكترونية والرقمية؟
وقفتُ عند أهمية مسودة الكتاب، وأنا أزور «مركز ذاكرة المغرب المعاصر» الذي تم تأسيسه في المغرب سنة 2015، والذي يوجد في المكتبة الوطنية في الرباط، وهو عبارة عن تحقيق لفكرةٍ توثق لبيئة الكتابة. فكرة توثق للكُتّاب المغاربة، سواء الذين رحلوا، أو الذين ما يزالون على قيد الحياة، إلى جانب كتاب أجانب عاشوا/يعيشون في المغرب، وكتبوا/يكتبون عن المغرب، وتبدو الفكرة جديدة، لأن الأمر لا يتعلق بمكتبة الكاتب، أو بأرشفة كتاباته، إنما المركز يحقق فكرة وسطى بين الأرشفة والمكتبة. وتكاد تختزل ذاكرة بيئة الكتابة عند الكاتب، كيف كان يكتب، وما هي قراءاته ويومياته ورسائله ومظاهر حياته، وغير ذلك من العناصر التي باستطاعتها أن تجعل زائر هذه الذاكرة قلب فضاء كتابة الكاتب. وقد تمكن المركز من استضافة عدد كبير من بيئات الكتاب/الكاتبات المغاربة، إلى جانب كتاب أجانب. من بين هؤلاء عالم المستقبليات المفكر المهدي المنجرة، والمبدع إدمون عمران المالح، والمفكر سالم يفوت، والفنان عميد الموسيقى الأندلسية مولاي أحمد الوكيلي، والمناضلة النسائية زهور العلوي وغيرها من الأسماء التي تحضر بقوة في هذا المركز. ما لفت نظري في هذه الذاكرة، هو حضور كتب بمسوداتها. الكتابُ مطبوعٌ وبجانبه مسودته. نقرأ الكتاب وزمن مخاضه، ونتعرف على الكتابة وهي فكرة تتطور مع التصحيح والتشطيب والحذف والتعديل في الترتيب، إن مُرافقة المسودة للكتاب في مثل هذا المركز، تُعبر عن اهتمام الكاتب بزمن الكتابة، واحتفاظه بالمسودة يُقدم صورة عنه، ووجود المسودة بجانب الكتاب يُشكل مادة بحث علمي وثقافي حول تحولات الكتابة من المسودة إلى الكتاب المطبوع.
نلتقي أيضا في «مركز ذاكرة المغرب المعاصر» بأجندة اليوميات، التي رافقت حياة عميد الموسيقى الأندلسية مولاي أحمد الوكيلي، التي تحضر بأجزاء عديدة، تُقدم يوميات الوكيلي من خروجه صباحا من بيته، إلى عودته، وما يتخلل اليوم من أخبار يُوثقها بالمكان والساعة. ما يُثير الانتباه في هذا النموذج من الذاكرة، هو حرص صاحبها على الاحتفاظ بها، وتحصينها من التلف. ويُعبر وجودها عن أهميتها في حياة الفنان الوكيلي. تتحول هذه اليوميات إلى جسرٍ يعبر بزوار مركز الذاكرة إلى زمن نظام حياة مبدع وموسيقي. لكن، هل هذا الزمن سيتلاشى مع الأجندة التكنولوجية؟ هل التلف الذي يُصيب الوسائل والتطبيقات التكنولوجية قد يُؤثر في مثل هذا الزمن؟ أم يمكن الحديث عن شكلٍ مُغايرٍ لزمن اليوميات مع التكنولوجيا؟.
تلك مجموعة من الملاحظات التي ولّدت تساؤلات حول علاقة الكتابة بالذاكرة والنسيان، من خلال نموذجي المسودة وأجندة اليوميات، ومدى تأثر زمن هذه العلاقة بالتكنولوجيا.

٭ روائية وناقدة مغربية

المسودة من الورقي إلى الرقمي

زهور كرام

هل حان موعد طرح استراتيجية فلسطينية جديدة؟

Posted: 22 Feb 2018 02:13 PM PST

اعتادت الدول العظمى وشبه العظمى، عسكريا، على استخدام تعبير «كل الخيارات مطروحة على الطاولة»، كنوع من التهديد المبطن باستخدام القوة العسكرية ضد الطرف المعني. لكن ألا يحق لشعب يمتلك حقا شرعيا عظيما، مثل الشعب الفلسطيني، يناضل لتحقيقه، ويفتقر إلى مقومات ملائمة تجعل منه قوة عسكرية جدية، أن يعلن أن «كل الخيارات» مطروحة على طاولته الصغيرة؟
جوابي على هذا التساؤل إيجابي. فعُلُو «طاولة الحق الفلسطيني المشروع» يقدم تعويضا كافيا عن صغر مساحتها. وقد حان الآن، بعد عقود من مفاوضات عقيمة مع سبع حكومات إسرائيلية متعاقبة، أكثرها تعنتا ويمينية وعنصرية هي الحكومة الحالية، أن يعلن الفلسطينيون قلب طاولة المفاوضات الحالية، ووضع «كل الخيارات» على طاولتهم الخاصة.
هذا الأمر يعني تدارس البدائل المتوفرة لاعتماد استراتيجية فلسطينية جديدة، تستفيد من تجارب الشعب الفلسطيني المتراكمة: الإيجابية منها لتعزيزها، والسلبية منها لاستبعادها. ولعل أول ما يجدر بنا اعتماده لبناء هذه الاستراتيجية الجديدة، هو اعتماد مبدأ «كل الخيارات على الطاولة»، وما يتفرع عن ذلك، وهو كثير.
أدّت صدمة النكبة سنة 1984 إلى دخول الشعب الفلسطيني في مرحلة ضياع وفقدان البوصلة التي تحدد له الطريق والاتجاه، لكن هذه المرحلة لم تعمِّر طويلا، وتخللتها تحركات فردية غير منظمة، وتململ مثمر في جميع مناطق تواجد الفلسطينيين: في مناطق الـ48 والضفة الغربية وقطاع غزة وفي جميع مخيمات اللاجئين، وخاصة في دول الطوق، في الأردن وسوريا ولبنان ومصر.
أنتج هذا التحرك والتململ تيارات فلسطينية عديدة، أهمها تياران: تبنّى التيار الأول مبدأ الاعتماد على النظام العربي بشكل عام، ورفده بتنظيم صفوف الفلسطينيين، وتشكيل مراكز وهيئات ومؤسسات فلسطينية، أهمها «جيش التحرير الفلسطيني» الملحق، بشكل أو بآخر، بالجيوش العربية في مصر والأردن وسوريا والعراق، وكل ذلك تحت إطار «منظمة التحرير الفلسطينية» التي أنشأتها جامعة الدول العربية. في حين تبنّى التيار الثاني مبدأ الاعتماد على الذات والمبادرة بتنظيم وإعداد شباب فلسطيني لبدء عمل فدائي وكفاح مسلح ضد إسرائيل، والسعي الجدي لتأمين دعم وحماية ومشاركة عربية ودولية أيضا، وكانت حركة فتح هي الأبرز والأهم والأكثر جدية وتنظيما بين مكونات هذا التيار.
يسجل للرئيس الأول لمنظمة التحرير، أحمد الشقيري، أنه عندما أصيب النظام العربي بالنكسة المشينة في حزيران/يونيو1967، لم يحلّ م.ت.ف.، بل اكتفى بالابتعاد وتسليم الراية ليحيى حمودة في مرحلة انتقالية قصيرة، ليسلم هو بدوره الراية إلى قائد حركة فتح، الزعيم الفلسطيني الخالد، ياسر عرفات.
أصبحت منظمة التحرير هي «الاسم الحركي» للثورة الفلسطينية، التي ارتكبت خطأ فادحا برفع وتبني شعار «الكفاح المسلح طريق وحيد لتحرير فلسطين». إذ، من قال إن اعتماد طرق وأساليب عديدة تكمل بعضها البعض، بل ومسارب ومسالك عديدة في الدرب الواحدة لا يمكن لها أن تحرر فلسطين؟ لقد قاد هذا التفكير العاجز إلى صراعات عديدة داخل الساحة الفلسطينية كان يمكن تفاديها.
ثم جاءت اتفاقيات اوسلو وما حملته من منافع وفوائد عظيمة، إلى جانب ما تخللها من نقاط ضعف، كان بالإمكان تجاوزها. لحق بتلك الاتفاقيات تطورات سياسية وميدانية مسيئة للواقع الفلسطيني، ومهددة للحلم الفلسطيني بالتحرر والانعتاق من الاحتلال والاستعمار الإسرائيلي. واستغلت إسرائيل خطأً تكتيكياً صغيراً، لتعلن قرارا استراتيجيا مدمرا، هو قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية اسحق رابين، من خلال تصريحه المعلن: «ليس هناك تواريخ مقدسة»، أي التنصل الإسرائيلي من الالتزام بتطبيق بنود الاتفاقية في مواعيدها. والأهم بين تلك المواعيد هو الانتهاء من المفاوضات حول القضايا الأساسية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي في موعد أقصاه العام 1999.
تخلى العمل الوطني الفلسطيني رسميا في أجواء اتفاقيات اوسلو عن خطأ «الكفاح المسلح طريق وحيد»، ووقع العمل الوطني الفلسطيني ما بعد اوسلو في خطأ «المفاوضات طريق وحيد». ليس شعار «الكفاح المسلح وحيد» كفيلا بالإنجاز، وليست «المفاوضات وحيدة» كفيلة بإنجاز. عندما تنتهي المفاوضات إلى إنجاز وتحقيق المطلوب منها وطنيا، تلغى الضرورة للكفاح المسلح.
من هنا نصل إلى قناعة أن التنسيق والتكامل بين كل أشكال وأساليب النضال المشروعة دوليا، في مثل حالة تحرك الشعوب لدحر الاحتلال والاستعمار ونيل الحرية والاستقلال، هي الطريق لإنجاز المطالب الوطنية المشروعة.
سلّم الشقيري منظمة التحرير الفلسطينية لـ»الثورة الفلسطينية» الحقيقية. لكن منظمة التحرير، بقيادتها الثورية، قيادة حركة فتح، بدأت بتسليم أجزاء من جسمها الحي،(هم عشرات الألوف من المناضلين) وتسليم أجزاء من مهماتها الأساسية إلى «السلطة الوطنية الفلسطينية» التي لا تملك القدرة على السيطرة في ظل القوة العسكرية للاحتلال والاستعمار الإسرائيلي، المهيمنة والحامية أيضا للمستوطنين/المستعمرين لمساحات من أراضي الدولة الفلسطينية، ولمحاصرة ملايين الفلسطينيين في غزة والضفة (والقدس العربية منها).
هذا وضع لا يجدر بالفلسطينيين أن يسمحوا له بالاستمرار. ومع انعدام توفر روافع عربية فاعلة، في هذه المرحلة من التشتت والانقسام والاحتراب العربي – العربي، تدعم العمل الفلسطيني بشكل حقيقي مؤثر وفعّال، يجيء دور الاعتماد على الذات، ليكون الفلسطينيون رأس الحربة في التحرك لإنجاز المطالب الوطنية المشروعة والمقرة دوليا، دون إهمال الدور البالغ الأهمية للتحرك على الصعيد الدولي الرسمي والجماهيري.
لا أبالغ إذا قلت إن البند الأول في الاستراتيجية الفلسطينية الجديدة التي أرى فائدة وضرورة اعتمادها، هي إعادة الاعتبار والاحترام لتعبير «الثورة الفلسطينية»، بكل ما يحمله هذا التعبير من معانٍ.
وإذا كانت منظمة التحرير الفلسطينية، بقيادتها الحالية، في هذه المرحلة، عاجزة عن التقدم على طريق إنجاز أهدافها، فإنه ليس من الوطنية في شيء، لا إلغاء وجودها، ولا تسليم كل ما لها من صلاحيات لسلطة فلسطينية لا تملك القدرة على السيطرة. وآن للجميع أن يستوعبوا درس الرئيس الأول لمنظمة التحرير الراحل أحمد الشقيري.
لا يضير الفلسطينيين، وهم يناضلون لنيل حقوقهم الطبيعية والسياسية المشروعة، لدحر الاحتلال والاستعمار الإسرائيلي أن يصرحوا بأن «كل الخيارات مطروحة على الطاولة» وأن يكون هذا التوجه المعلن جدِّياً.
يستدعي الوضع الفلسطيني، بما آل إليه، عصفا فكريا جديا وعميقا لبلورة استراتيجية فلسطينية جديدة.

٭ كاتب فلسطيني

هل حان موعد طرح استراتيجية فلسطينية جديدة؟

عماد شقور

لعبة «الأغلبية الحكومية» في المغرب

Posted: 22 Feb 2018 02:12 PM PST

في السياسة في المغرب ثمة ورقة مهمة في صناعة التوازنات كما في تعديلها، في بناء التوافقات كما في استعادة السلطوية للمبادرة، ورقة اسمها الأغلبية الحكومية.
ملخصها: تقطيع انتخابي تحتل فيه المدينة – منبت السياسة ومصدرها – موقعا هامشيا بالمقارنة مع البادية (الأرياف)، ونظام انتخابي، لا يضمن لأي حزب – خرج من رحم الشعب بعيدا عن الإدارة والسلطة – أن ينال الأغلبية، وحكومة لا تتشكل، مهما كان الحزب المتصدر للانتخابات – وطنيا أو ديمقراطيا أو إسلاميا – دون الأحزاب التي تمثل تجلي الدولة في الحكومة.
تبدأ قصة السياسة في المغرب بالبحث عن الأغلبية، فلا يفتأ الحزب المتصدر للانتخابات ينتشي بانتصاره، حتى يدخل في دينامية تفاوضية تلزمه تكتيكات النخب المطلوبة للتحالف لتشكيل الحكومة بترك نتائج الانتخابات جانبا، والتنازل عن القطاعات الماسكة بمراكز الثروة والسلطة والإيديولوجيا، وصناعة توافق على قاعدة أن العائد الانتخابي – بسبب لعبة الأغلبية – يسمح لك فقط بالتطبيع السياسي مع الدولة، وخوض معركة نيل الثقة، والإمساك ببعض القطاعات تحت وابل من الضغط والطرق الإعلامي الكثيف، حتى إذا تشكلت الأغلبية، ونالت الحكومة الثقة، تبدأ مكونات الأغلبية في معركة إنهاك المتصدر للانتخابات، وممارسة المعارضة من الداخل للتمهيد لتعديل حكومي أو إخراج حزب وإدخال آخر، يتم من خلاله تعديل موازين القوى لغير فائدة متصدر الانتخابات.
حدث هذا مع حكومة عبد الرحمان اليوسفي، التي لعب فيها بعض الحلفاء دورا في إجهاض تجربة التناوب من الداخل، فحصل تعديل حكومي سنة 2000 وصف بأنه تقني، لكنه في الجوهر أخرج بعض الرموز الوطنية، وأطلق صافرة الإجهاز على حكومة التناوب التي انتهت عمليا سنة 2002.
وحصل الشيء نفسه مع حكومة عباس الفاسي، في سنة 2009، بدخول حزب الحركة الشعبية إلى حكومته، بعد أن كان التجمع الوطني للأحرار حليفا لأحزاب الكتلة في حكومته الأولى، وصارت حكومته بعد ذلك تضم حزبين من أحزاب الإدارة.
صحيح أن حكومة بنكيران، لم تتعب كثيرا في جمع أغلبيتها، وتكونت من أقل تركيبة حزبية عرفها التاريخ السياسي المغربي منذ البدء في المسلسل الديمقراطي، وخرجت، بسبب ضغط الاستقرار السياسي والاجتماعي، عن قاعدة الصناعة، بدخول حزب وحيد محسوب على الإدارة إلى جانب مكونين من مكونات الكتلة الديمقراطية، لكن ذلك لم يطل، إذ سرعان ما تحركت ورقة الأغلبية الحكومية، وقام حزب الاستقلال بقيادة حميد شباط بدور – لفت فيما بعد إلى بعض خلفياته- في مساعدة السلطوية على استعادة المبادرة، من خلال التمهيد لتعديل حكومي قاس، استمرت فيه المفاوضات لأزيد من ثمانية أشهر، نتج عنها إزاحة الحزب المتصدر للانتخابات من بعض المواقع، وإدخال حزب إداري جديد للتوليفة الحكومية مقابل إخراج حزب وطني تواطأت قيادته وقتها مع تكتيكات السلطوية لإحداث تعديل في موازين القوى.
حكومة بنكيران الثالثة (2016)، التي لم تر النور، وانتهت إلى إعفائه، لعبت ورقة الأغلبية الدور الحاسم في ترتيب هذه النتيجة. في البدء تمت مماطلة رئيس الحكومة في الاستجابة لبدء المشاورات، بحجة الاستحقاقات التنظيمية لحزب الأحرار، وتفاجأ المشهد السياسي برهن الحركة الشعبية والاتحاد الدستوري، والاتحاد الاشتراكي مصيرها بمصير حزب الأحرار المقرب من الدولة، حتى إذا انتهت هذه الاستحقاقات، وتصدر عزيز أخنوش رئاسة الأحرار، مارس هذا الرباعي ضغطا على بنكيران، بدأ بتكتيك إخراج حزب الاستقلال، وأعقبه بتكتيك توسيع مكونات الأغلبية بحجة الحاجة لأغلبية عددية مريحة، والحاجة لمساهمات أحزاب لها دورها في الدفاع عن القضية الوطنية، لينتهي الأمر بعد رفض بنكيران الاستجابة لهذا التكتيك بالإعفاء من مهمته كرئيس للحكومة.
مع الدكتور سعد الدين العثماني، وبعد أن قبل في حكومته هذه الفسيفساء الواسعة التي تجعله يسبح في بحر الرباعي، تحركت مرة أخرى لعبة الأغلبية، فصار عزيز أخنوش، الذي أسندت إليه وزارة الفلاحة، يتحدث عن امتلاكه لمشروع لأزمة التعليم والصحة في المغرب، ويتطاول على موقع رئيس الحكومة، وعلى صلاحيات وزراء آخرين، ويتحدث في زمن غير انتخابي عن فوز حزبه المرتقب في انتخابات 2021، ويتكلف مقربون جدا من الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي (يونس مجاهد) بكتابة مقالات تحمل تهما ثقيلة لحزب رئيس الحكومة وبعض حلفائه من القوى الديمقراطية.
لعبة فهم من تكتيكاتها أن زمن حكومة العثماني ربما لن يمتد إلى 2021، وأن هناك استباقا للزمن من أجل إجراء الاستحقاق الانتخابي قبل أن تحدث متغيرات تدخل الدفء على جسد حزب العدالة والتنمية الذي أنهكه تشكيل الحكومة وتداعياتها على الداخل الحزبي.
بنكيران، ربما كان أسرع إلى فهم هذه التكتيكات، ولذلك، بادر لإعادة الروح لحزبه، بتصريحات توجه فيها بشكل مباشر إلى زعامة الأحرار، محاولا بعث رسالة سياسية، مضمونها أن المعركة الانتخابية لإسقاط عزيز أخنوش، ستكون أيسر بكثير من معركة إسقاط قيادة الأصالة والمعاصرة، ذلك أن عطب قيادة الأحرار هو الجمع بين المال والسلطة، وهو العنوان السياسي، الذي يمكن أن ينسف كل السيناريو الذي يتم الاشتغال عليه بوتيرة سريعة لإنهاء تجربة العدالة والتنمية.
مرة أخرى، يتم استعمال ورقة الأغلبية الحكومية لاحتواء هذه التصريحات، من خلال التوقيع على ميثاقها الذي تحنط لمدة عشرة أشهر، ولم يكن هناك أدنى مؤشر يرجح قرب إخراجه، بل كل شيء كان يسير في اتجاه معاكس، حتى أن رئيس الحكومة، المعروف بهدوئه واعتداله ومرونته الشديدة، خرج على غير عادته، في خطاب قوي نسبيا، في مؤتمر شبيبة حزبه، للجواب عن حليفه في الأغلبية الحكومية، والتأكيد على غراره بأن حزبه سيفوز في الانتخابات سنة 2021. بعد أيام من تصريحات بنكيران ينسى الجميع تصريحات أخنوش وجولاته الانتخابية، كما ولو أنه لم يتطاول يوما على موقع رئاسة الحكومة، ولا على صلاحيات وزراء خارج قواعد اللياقة الحكومية. ينسى الجميع ذلك، ويتداعون لالتقاط صورة جماعية، تظهر تماسك الأغلبية الحكومية في مشهد يكشف أشكالا أخرى للعب بورقة الأغلبية الحكومية.

٭ كاتب وباحث مغربي

لعبة «الأغلبية الحكومية» في المغرب

بلال التليدي

هل المؤتمر الدولي هو الطريق الصحيح لحل القضية الفلسطينية؟

Posted: 22 Feb 2018 02:12 PM PST

طرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام مجلس الأمن خطة إنقاذ للعملية السلمية بين فلسطين وإسرائيل مكونة من أربع نقاط، تبدأ بمؤتمر دولي وتنتهي بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. تجري المفاوضات بينهما ضمن جداول زمنية محددة يقوم خلال هذه الفترة الطرفان الأساسيان بالامتناع عن اتخاذ أي خطوة أحادية، بينما تعلن الولايات المتحدة تراجعها عن قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتلغي قرارها بنقل السفارة الإسرائيلية للقدس. وتتضمن الخطة الموافقة على مبادرة السلام العربية بالترتيب، بحيث لا يسبق التطبيع الانسحاب الإسرائيلي وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
الخطاب تعرض لمسألة الحماية، لكن لم يطلبها رسميا وتعرض لمسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكنه وعد بالعودة إلى مجلس الأمن قريبا لهذا الغرض. إذن باختصار لم يأت الخطاب بجديد، إلا بفكرة عقد مؤتمر دولي، تنتج عنه آليات تطبيقية ضمن جداول زمنية محددة. فهل هذا هو المخرج السليم من الأزمة الوجودية التي وجد الشعب الفلسطيني نفسه أمامها، منذ اتفاقيات أوسلو التي ما كان يمكن إلا أن تقود لمثل هذه النتيجة؟ وهل هناك إمكانية تحقيق قيام دولة فلسطينية مستقلة عن طريق هذا العرض؟ وهل نتوقع أن ترى هذه المبادرة النور؟ ومن الذي سيدعو للمؤتمر ومن الذي سيحدد الآليات والمواعيد المحددة؟

مؤتمرات دولية تنتهي إلى لا شيء

ليست هذه هي المرة الأولى التي تطرح فيها فكرة عقد مؤتمر دولي لحل قضية الصراع العربي الإسرائيلي، خاصة قضية فلسطين من جميع جوانبها، وتنتهي «على فاشوش». وسأستعرض بسرعة أهم هذه المؤتمرات، أو التجمعات الدولية التي حاولت أن تحل أو وضعت رؤية للحل ولكن انتهت بدون نتائج، بينما كانت إسرائيل تخلق الحقائق على الأرض.
- مؤتمر جنيف – 21 ديسمبر 1973- دعت الأمم المتحدة بعد حرب أكتوبر 1973 وبناء على ما ورد في القرار 338 عقد مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط في جنيف، تحت رعاية الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك كورت فالدهايم. وقد ترأس المؤتمر كل من هنري كيسنجر وفيدور تيتوف وزيري خارجية الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي سابقا. حضر وزراء خارجية مصر والأردن وإسرائيل، بينما ظل المقعد السوري خاليا. لقد ربطت سوريا موقفها بموقف منظمة التحرير، وأصرت على إما أن تحضر المنظمة أو ستقاطع معها. كانت القيادة الفلسطينية تتمنى أن تدعى للمؤتمر كما فهموا من أنور السادات، الذي اتصل بفاروق القدومي، الذي كان يشغل موقع وزير الخارجية الفلسطيني، وقال له حرفيا «أنا حجيب لكم دولة يا فاروق»، لكن خاب أمل القيادة لأن إسرائيل ادعت أن ميثاق المنظمة يدعو إلى تدمير إسرائيل فكيف تدعى لمؤتمر سلام. ووعدت إسرائيل والولايات المتحدة بأنهما ستقاطعان المؤتمر في حالة حضور المنظمة. وقد انتهى المؤتمر بعد جلسة الافتتاح، بدون أي نتائج، لكن كيسنجر استطاع أن يفكك اللاءات الثلاث التي ثبتها عبد الناصر في قمة الخرطوم، وكانت تلك البداية التي أفضت إلى اتفاقيات فض الاشتباك على الجبهتين المصرية والسورية وانتهت باتفاقية كامب ديفيد.
- مؤتمر البندقية – 13 يونيو 1980- اجتمعت تسع دول أوروبية وأقرت بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وقيام دولته المستقلة، وحق منظمة التحرير الفلسطينية بتمثيل الشعب الفلسطيني. وقد اعتمدوا في البيان على قراري مجلس الأمن 242 (1967) و338 (1973). فرح القوم بهذا البيان المهم، وظن العرب أن الاتحاد الأوروبي أخيرا وضع ثقله وراء الحل العادل والشامل والدائم، كما نص البيان، إلا أنه انتهى عند ذلك الحد بدون أي تحرك فعلي لتنفيذ الإعلان.
- مؤتمر مدريد – 30 أكتوبر 1991 – دعا وزير الخارجية الأمريكي جيمس بيكر أطراف النزاع جميعها إلى مدريد، لكسر الجمود في الشرق الأوسط. حضرت المؤتمر إسرائيل والدول العربية المعنية بما فيها سوريا. لكن تحت إصرار إسرائيل حضر وفد فلسطيني من الأراضي الفلسطينية المحتلة فقط وضمن وفد الأردن، لكن كلمة فلسطين ألقاها الدكتور حيدر عبد الشافي. وقد جاء المؤتمر بعد التحولات الكبرى التي حدثت عام 1988 واعتراف المنظمة بقرار 242 وحق جميع الدول بالعيش بسلام ضمن حدود آمنة، والتخلي عن العنف والإرهاب. وكان يعتقد أصحاب المدرسة الواقعية هذه أنهم سيعودون من مدريد إلى دولة فلسطينية سترى النور قريبا فقد أعلنوا بدء «سلام الشجعان» ـ لكن تمخض الجبل وولد «اتفاقية أوسلو الكارثية» التي ضيعت الحقوق الفلسطينية جميعها مقابل وعود غامضة.
- مؤتمر أنابوليس27 نوفمبر 2007 – وقد دعا له الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش – إذ يبدو أنه أراد أن ينهي فترتي حكمه الكارثيتين بجائزة نوبل للسلام بدل زجه في السجن هو وصديقه توني بلير بصفتيهما مجرمي حرب ارتكبا من الفظائع ما لا يوصف. وقد حضر المؤتمر الدولي أكثر من 40 دولة. استبشر الفلسطينيون خيرا وظنوا واهمين أن الرئيس الذي دمر دولة العراق، سيعمل على إنشاء دولة فلسطين. وقد صدر عن المؤتمر بيان جاء فيه: «تعزيزا لهدف الحل القائم على دولتين، اسرائيل وفلسطين، تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن: اتفقت الاطراف على البدء فورا فى مفاوضات ثنائية بحسن نية، من أجل إبرام معاهدة سلام وحل جميع القضايا العالقة، بما فيها كافة القضايا الجوهرية بدون استثناء، على النحو المحدد في الاتفاقات السابقة وستجتمع لجنة توجيهية في 12 ديسمبر 2007، تليها مفاوضات كل أسبوعين بين الرئيس عباس ورئيس الوزراء أولمرت». وانتهى المؤتمر كالمؤتمرات السابقة بدون نتائج.
مؤتمر باريس 15 يناير 2017- بدعوة من الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند حضر ممثلون عن سبعين دولة لإيجاد آليات لتفعيل القرارات الدولية في موضوع الحل القائم على دولتين إسرائيل وفلسطين، التي حددها البيان الختامي بأنها تقام على حدود عام 1967. ولم يشارك الطرفان الأساسيان في المؤتمر ليعطى المشاركون فرصة للتوصل إلى حل، بعيدا عن أي تأثير. نـُسي المؤتمر ومقرراته وكأنه كان تمرينا في العلاقات الدولية للدولة الفرنسية.

دور المجتمع الدولي في تدمير القضية

إن أكبر خدعة انطلت على القيادات الفلسطينية المتعاقبة منذ أوسلو وحتى اليوم هي أن الحل سيأتي مما يسمى زورا وبهتانا المجتمع الدولي. ولقد تمثلت هذه الخدعة في تشكيل اللجنة الرباعية عام 2002، المكونة من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروربي والأمم المتحدة، عشية غزو العراق. وكي يعطي بوش غطاء للعرب الداخلين معه في عملية تدمير العراق، تبنت الولايات المتحدة فكرة حل الدولتين، وتبنت بنفسها مشروع القرار 1397 (2002) الذي تحدث عن رؤية الحل القائم على دولتين، ثم عادت نفسها وتبنت مشروع قرار الحل القائم على دولتين 1515 (2003). وقد شكلت اللجنة الرباعية لتنفيذ خريطة الطريق التي تفضي إلى حل الدولتين وأسندت المهمة لتوني بلير الذي عمل كل ما يمكن عمله لمنع قيام الدولية الفلسطينية.
كل هذه الجهود أبعدت الفلسطينيين عن ساحة النضال، وحول الثنائي- بلير- فياض الشعب الفلسطيني إلى موظفين، والسلطة الفلسطينية إلى كائن هلامي يعيش على المنح الخارجية، وتدخل في مفاوضات عبثية لا تنتهي إلى نقطة حتى تبدأ من جديد، ثم تصل إلى طريق مسدود فيأتي من ينعش تلك الجهود لبدء جولة جديدة من المفاوضات العبثية، بينما تستمر إسرائيل في تنفيذ برامجها على الأرض في عملية قضم متواصل ومتسارع للأرض بطريقة تجعل إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة مترابطة قابلة للحياة معدومة أو شبه معدومة.
الحل ليس في الهروب إلى مجلس الأمن والمجتمع الدولي. مفتاح الحل كما جاء في جملة مهمة قالها الرئيس عباس في مجلس الأمن تعبر عن الحالة التي وصلت إليه القضية بقيادة الأوسلويين: «نحن سلطة بلا سلطة. نحن سلطة نعمل لدى الاحتلال ولن نقبل بهذا الأمر».
الحل إذن يا سيادة الرئيس يبدأ من هنا – عد إلى الشعب الفلسطيني. إرم مفتاح السلطة كما هددت مرارا ودع الاحتلال يدفع الثمن ودع المواجهة الشعبية السلمية الشاملة والمتواصلة تخلق حقائق جديدة على الأرض بدل التذلل أمام هذه الدول، التي ساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر بزراعة هذا الكيان ورعايته وتمكينه وحمايته ورعايته. لن يأتي الحل من مجلس الأمن ولا من المؤتمرات الدولية ولكن من النضال الفلسطيني المدعوم من أمته العربية والإسلامية وشعوب الأرض جميعا الذين ينتصرون للعدالة والحق ويقفون ضد الظلم والعدوان.
محاضر في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة رتغرز بولاية نيوجرسي

هل المؤتمر الدولي هو الطريق الصحيح لحل القضية الفلسطينية؟

د. عبد الحميد صيام

أسرى حماس وأمنية العدل المستحيلة

Posted: 22 Feb 2018 02:12 PM PST

منذ عام تحرم مصلحة السجون في إسرائيل حوالي المئة والعشرين أسيرًا فلسطينيًا من سكان قطاع غزة من زيارة أهاليهم؛ تنفيذًا لقرار اتخذته الحكومة الإسرائيلية في مطلع العام المنصرم وقضى، علاوة على معاقبة هؤلاء الأسرى لكونهم محسوبين على حركة «حماس» فحسب، عدم إرجاع جثامين لفلسطينيين محتجزة لدى إسرائيل، وعدم السماح لأهل غزة بالدخول إلى مناطق إسرائيل مهما كان هدف الزيارة، إلا في حالات إنسانية/ مرضية خطيرة واستثنائية مستعصية العلاج في القطاع.
وقد أعلنت حكومة إسرائيل أن هدفَها من هذه الخطوات تفعيل ضغوط على قيادة حركة حماس، من أجل إجبارها، من خلال عملية التفاوض الجارية، على التسريع بتسليم جثامين جنود إسرائيليين محتجزة لدى الحركة، بعد أن قتلوا في الهجمة العسكرية الإسرائيلية على غزة، المسمّاة بعملية «الجرف الصامد».
بعد توجّه عدد من الأسرى المعاقبين إلى «نادي الأسير الفلسطيني»، قمت، قبل ثلاثة شهور، بتقديم التماس إلى «محكمة العدل العليا» وطالبتها باسمهم بالتدخل والسماح لأهاليهم بزيارتهم، وبإلغاء أوامر المنع، لأنها غير قانونية وتتعارض مع مبادئ القانون الدولي وأنظمة مصلحة السجون نفسها؛ فحرمانهم بهذه الطريقة وعلى هذه الخلفية، هو عقوبة جماعية محرّمة، ويُعدّ خطوة ابتزازية في حق من ليسوا طرفًا مباشرًا في المشكلة القائمة. وأكّدتَ كذلك على أن انصياع قيادة مصلحة السجون لأوامر السياسيين يعتبر خطوة غير شرعية، ويشكل سابقة تنذر بتغيير متطرف لقواعد «الوضع القائم» الناظمة لحياة الحركة الأسيرة الفلسطينية، وتحوّل، في نهاية المطاف، أفراد الحركة الأسيرة إلى رهائن يعيشون وهم في متناول يد الوزراء ورغباتهم السياسية الجامحة.
في ردها على الالتماس اعترفت نيابة الدولة بدون تردد أو خجل بأن إدارة مصلحة السجون انصاعت فعلاً للقرار السياسي، واعتبرت القرار حقًا شرعيًا للدولة، وطريقة تنفيذه قانونية لا تشوبها شائبة. وطالبت ممثلة النيابة المحكمة بردّ الالتماس، معتبرة زيارات الأسرى لذويهم بمثابة «المنّة» المعطاة لا حقًا مكفولًا في القوانين والمواثيق، ولأنها مجرد «حسنات» فباستطاعة معطيها حجبها إذا ما استدعت «الضرورات» ذلك، كما في حالتنا الراهنة.

رب إشارة أبلغ من عبارة

مع تقديمي للالتماس قامت سكرتارية المحكمة بتعيينه لمطلع شهر فبراير الجاري، فتقدمت، في حينه، بطلب لتقريب الموعد، لكنّ القاضي رفضه في إشارة مبكرة تشي بموقف المحكمة تجاه أهمية موضوع الدعوى وإلحاحه.
قبل يومين من تاريخ انعقاد الجلسة قامت السكرتارية بإعلامي عن «دفشها» بيوم واحد، فبدل الأربعاء ستنعقد الجلسة أمام ثلاثة قضاة يوم الخميس 15/2/2018
لم أعرف سبب تلك «الدفشة» إلا ساعة وقوع «المعركة» حين سقطت جميع الأقنعة، وترنحت الحقيقة عارية، والعدل رقص رقصة الديك من ذاك «الطرب».
كانت مقاعد القاعة ملآى بالناس وفضاؤها يعج بفوضى تشهد على وجود قضية «مهمة» استحوذت على عبوس هذه الوجوه و»عجقة» الكاميرات. لم أتوقع أنها قضيتي، فالإعلام في إسرائيل لا يهتم بحقوق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ويعتبرهم مخلوقات ناقصة جاءت من «أرض اليباب».
جلستُ بجانب محامين آخرين وكنت «مثل السيف فردا». لاحظتُ امرأة شقراء وبجانبها رجل يتوسطان المقعد خلفنا، ويجلسان بهدوء لافت وبوجهين حزينين وأمامهما يقف عدد كبير من الصحافيين ويتسابقون على التقاط صورهما من كل زواية ممكنة. ملت على محام بجانبي وسألته من هؤلاء وماذا يجري في القاعة؟
كان هو من سيدافع عنهم، وكانوا أفراد عائلة الجندي «جولدن» الذي قُتل في تلك العملية وما زال جثمانه محتجزا في غزة، حسب الادعاء.
فهمت من شرح المحامي أنهم حضروا كملتمسين في قضية قدموها ضد الحكومة الإسرائيلية ويتساءلون فيها، لماذا لا تمتنع ولا تتوقف الحكومة عن إعادة جثامين لأعضاء في حركة حماس أو من يتماثل معها؟ ولماذا لا تتوجه الحكومة إلى الجهات المختصة في مصلحة السجون وتأمرها باتخاذ مزيد من الخطوات العقابية، التي من شأنها التضييق على ظروف معيشة أسرى حماس في السجون الإسرائيلية، بما في ذلك تقليص إمكانيات شراء حاجياتهم من «كانتينة» السجون، وتقليص فرص زيارات أهاليهم بشكل أكبر؟ سمعته ولم أعلق.
بعد لحظات دخل ثلاثة رجال، من بعيد يشبهون كل القضاة، بعباءاتهم السوداء المدلاة المهملة، ويدلفون، كالبطارق الحذرة، من دون أن ينظروا إلى صحن القاعة.
جلسوا على مقاعدهم فعلت وجوههم علامات رضا خفية، لأنهم وجدوا الصالة «كومبليت» والحضور الإعلامي الكثيف يكفل لهم عرضًا شيقًا على أحد أهم مسارح العبث الحديثة. توقعت أن يسمعوني أولًا، فقضيتي بعيدة عن مؤثرات السياسة وسباقات التزلف أمام دموع أم يهودية تطالب باستعادة جثمان ابنها. معظم ادعاءاتي ترتكز على مفاهيم قانونية تتعلق بمكانة الأسير وضرورة تعريف حقوقه، ومتى وكيف تسلب منه هذه الحقوق؟ تمنّيت، لكنني كمن يألف برودة المكان وخلوّه من عدل «سليمانهم»، لم أفاجأ من اختيارهم، فمساعِدة القاضي أعلنت رقم قضية عائلة «جولدن» بإشارة إلى أن القضاة قرروا مناقشة ملفهم أولًا، لينقضوا بعدها على حقوق أسرى حماس، الذين جاؤوا إلى قلعة العدو العليا مطالبين «بالأبلق العقوق».
بحساسية مفرطة ومبالغ فيها أنصت القضاة لشكاوى الملتمسين ضد حكومتهم، وتفهموا اتهامها بالتقصير؛ فبعد أن اتخذ الوزراء قرارًا واضحًا لم يقوموا بتنفيذه بصرامة، فكيف ولماذا يدخل بعض المرضى المحتاجين من غزة إلى إسرائيل؟ وهل يمكن ألا يحصلوا على علاجهم في مصر أو الأردن مثلًا ؟ ولماذا يُسمح لأسرى حماس بشراء حاجاتهم الأساسية؟ إلا يمكن منعهم من ذلك؟ ولماذا لا تُطلعهم الحكومة على خطواتها وإنجازاتها في المفاوضات وما تنوي اتخاذه من خطوات عقابية أخرى؟
كان القضاة يتفاعلون مع كل تنهيدة واحتجاج، ويوجّهون التساؤلات إلى ممثلة النيابة مستفسرين حينًا، وناصحين بضرورة الإنصات لشكاوى العائلة كيلا تضطر هذه بالتوجه مجددًا إليهم، وذلك بإيحاء يشجع العائلة على تقديم فصول جديدة من مسرحية العبث الغريبة. كانوا صبورين كأمّ، فلم يوقفوا محامي الدفاع، بل استجابوا له وسمحوا بلفتة «وطنية» استثنائية لوالد الجندي بأن يقول لهم بعض الكلام، فسمعوه بخشوع رهبان؛ وكالرجال داروا دمعهم على حافة الجفون. رُفعت الجلسة، وانتقلوا مباشرة لمناقشة ملفي، فوقفت أمامهم منتصبًا كالحق.

كأنني أنادي أو أكلم صخرة

في البداية لم أنظر باتجاههم متعمدًا إبقاء عينيّ سابحتين في بياض القاعة. كنت كمن يُعتق من تخدير بعد عملية جراحية، وكانوا يسهّمون عيونهم نحوي بضيق باد وينتظرون ما سأقوله. فم رئيس الهيئة كان مفتوحًا وكأنه غارق في استحضار كلمة أعيَته وهو يحل لغز كلمات متقطعة، بينما بقي وجه زميله متخثرًا على الدهشة نفسها، ومتمسّكًا بوجه لاعب بوكر مبتدئ يقلد اللاعبين الكبار. أما ثالثهم، فكان يغط رأسه في ورقة كانت أمامه ويرفعه كأنه حمامة حائرة أو جائعة «تُنقوِد» حبات قمح.
بهدوء خاطبتهم قائلًا « لم أتمن طيلة سنين عملي وخلال حياتي كلّها أن أكون غبيًا كما تمنّيت اليوم». شعرت بأنني فاجأتهم وصار الصمت في القاعة خانقًا. على وجوه ممثلي نيابة الدولة لاحظت علامات صدمة خفيفة وابتسامات. لم أنتظر ردة الفعل ومضيت مفسرًا أسباب أمنيتي الغريبة «فلقد جلست أمامكم ساعتين وأنا أسمع، خلالها، نصائحكم لعائلة الجندي جولدن وملاحظاتكم لممثل الدولة، وكيف عليهم أن يؤمّنوا ما طالبت به العائلة، وبضمن ذلك مضاعفة عقوباتها على أسرى حماس في السجون الإسرائيلية، كوسيلة ضغط على حكومة غزة. ساعتان وأكثر وانتم تتسابقون أمام قاعة مليئة بجمهور «بيتاري» لتثبتوا أنكم مع السرب وجيناتكم كجيناتهم والغرائز واحدة؛ أأحسستم بوجودي؟ ألم تكن كلماتكم في الواقع مسوغات قراركم في رفض قضيتي؟ ألم تشعروا بعبثية المشهد؟».
قاطعني رئيس الهيئة محاولا إقناعي بأن القضيتين منفصلتان وبأنّ ملفي لن يتأثر من مواقفهم المعلنة في قضية عائلة جولدن. حاول أن يهدئني لكنني قاطعته قائلًا «لا أوافقك إطلاقًا، فلقد أسمعتموني قراركم بطريقة هزيلة وغير سوية، ولو كان كلامك صحيحًا فلماذا لم تبدأوا بسماع قضيتي أولًا، وتنتقلوا بعدها لقضية جولدن؟ كان خياركم مقصودًا، لكنني أعلمكم بأنّ كل ما يجري هنا مجرد مسرحية وكل من يشارك فيها يضحك عمليًا على عائلة جولدن، التي أتمنى أن تسترجع جثمان ابنها، كما أتمنى ذلك لكل العائلات، لكنّ ذلك لن يحصل من خلال قمع حقوق الأسرى في سجون إسرائيل».
أوقفني معترضاً ومؤكدًا أنني لست طرفًا في قضية جولدن، ولا أملك حقًا بالتدخل فيها؛ فأجبته، «لم أقصد ولا أنوي مجاراة حب جميعكم لعائلة جولدن. ما قلته أمامكم ينبع من مبادئي وقيمي وإيماني بأن إرجاع جثامين البشر هو مبدأ لا يتجزأ وباسمه تمنيت هنا ما تمنيت؛ أما الآن، فأنا أتوجه إليكم بطلب تأجيل الجلسة. أجّلوها لأنقل تفاصيل ما جرى لموكلي، وسنعلمكم خلال شهر بموقفنا وكيف ستكون نهاية الطريق». أغظتهم ربما، أرحتهم ربما، لكنني لست غبيًا ولم أكن يومًا، فلو أكملت أمامهم لكنت كمن نادى تلك الصخرة «من الصم لو تمشي بها العصم زلت».
تم تأجيل القضية، وقناعتي مازالت قناعتي، فلا فرصة للفلسطيني المحتل أن يحصّل حقه ويُنصَف من محكمة تفرّق بين جثمان وجثمان ودموع الأمهات.
كاتب فلسطيني

أسرى حماس وأمنية العدل المستحيلة

جواد بولس

تقاعد الإرهاب وفورة الجريمة.. قراءة في مستقبل الفقر والإقصاء

Posted: 22 Feb 2018 02:11 PM PST

انتشرت فرق الجيش البرازيلي في كبرى مدن البلاج ريو دي جانيرو لاستعادة الأمن، بعد تصاعد وتيرة العنف الذي تمارسه العصابات واسعة الانتشار والنفوذ في المدينة، ويحضر التراجع الاقتصادي سبباً رئيسياً لشيوع العنف باستثارته ملايين المهمشين الذين تقدم الجريمة أمامهم طيفاً من الحلول، في ظل تغيب فرص العمل والدمج الاجتماعي، وما توفره الجريمة من حلاوة مريرة مع المخدرات والبغاء، فالجريمة في بعض من صورها ثقافة انتحارية، تتشابه مع الإرهاب إلى حد بعيد، إلا أنها تتحرر من التبريرات العقائدية، وتقدم بابها مفتوحاً للجحيم الذي يراه المجرم غير بعيد عن حياته الراهنة.
كانت مصر على حافة تشكل بؤر إجرامية مسيطرة أثناء ثورة يناير 2011، وأجهض الوعي الشعبي، ونزول المصريين إلى الشوارع، في ما عرف باللجان الشعبية، تفاقم الوضع والحيلولة دون السقوط في براثن الجريمة المنظمة، ويبقى ضرورياً أن توضع مؤشرات لتحليل تصاعد الجريمة نوعياً وكمياً، في الآونة الأخيرة بدون اتباع استراتيجية دفن الروؤس في الرمال، فالخزان الذي كان يزود الإرهاب سابقاً بوقوده من الشباب، سيقدم ما لديه للجريمة، طالما أن الأسباب الاجتماعية ما زالت متجذرة.
لجأت مدينة الرديف في تونس قبل أيام للإضراب لتطالب بعودة قوات الأمن للمدينة الفقيرة والمهمشة، فالفراغ الأمني مرعب في ظروف الاحتقان الاجتماعي، ويختلف الأمر في دول أخرى، فمثلاً يكاد مظهر الشرطة أن يكون نادراً في الكثير من الدول الأوروبية، حيث للعدالة الاجتماعية حضورها المشهود، بما يجعل المجرم عدواً للجميع، ولا مجال ليتحول إلى روبن هود، لأنه لن يجد من يتعاطف معه، والمدينة التونسية التي أحرق أهلها مقر الشرطة، تدرك أن نار الشرطي أرحم من جنة المجرم والإرهابي على السواء، على اختلاف توقيتها في الحالتين.
توقفت أجهزة الأمن الأردنية في الأسابيع الأخيرة أمام حالة ما وصفته بالتعاطف مع شاب أقدم على عملية سطو على أحد البنوك، وألقي القبض عليه في فترة قياسية، ولكن أجهزة الأمن أغفلت أن التعاطف يتواصل في الحالات الأخرى، التي حدثت لاحقاً، كما أن المتابعين ردوا باستياء ملحوظ على عملية سطو على محطة وقود، تحت مبرر التعاطف هذه المرة مع العامل البسيط، الذي يعمل في الظروف الجوية الصعبة، وعلى ذلك، فموضوع التعاطف، كان لص البنك (الساذج) والعامل (البسيط)، ومع أن أساتذة علم الاجتماع في الأردن يقدمون مختلف الفتاوى في مواضيع الضغط العصبي على طلبة الثانوية العامة (التوجيهي) ومشاكل الطلاق وخلافه، إلا أنهم تغيبوا عن تحليل المشهد الأمني الأخير، بكل ما يحمله من إغراءات للوقوف على تحولات اجتماعية وقيمية مهمة ومقلقة.
يعتقد البعض أن الشأن الأمني مجال مغلق على المختصين والخبراء، والحقيقة أن هذه الفئة تعمل في الإجراءات والتفاصيل الأمنية، ولا يمكن مطالبتها بما هو أبعد من ذلك، والأمن في مفهومه الواسع هو موضوع يتشابك مع المعطيات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والحالة الأمنية هي محصلة لتفاعلات معقدة ومرهفة لهذه المعطيات، لدرجة تجعل التعامل معها مسألة على جانب من الصعوبة، فلا يمكن إلا التنبؤ جزئياً بنتائج السياسات والقرارات والظروف الاقتصادية على الوضع الأمني، ويمكن لظاهرة اجتماعية معينة أن تصبح محركاً لسلسلة من الأفعال وردود الأفعال وصولاً إلى حالة الانفلات الأمني.
يطغى الاقصاء الاجتماعي بنفسه على النموذج البرازيلي، فالجريمة تتواجد في البؤر الفقيرة التي يسكنها الملونون (من غير ذوي الأصول الأوروبية)، ولذلك فالمجتمع البرازيلي منقسم على ذاته، ويختلف جذرياً عن مجتمعات أخرى تبقى متماسكة حتى لو وصلت الأمور إلى الفراغ الأمني، وكان لافتاً للملاحظة في مجتمعات أخرى لم تكن تشهد اقصاء اجتماعياً واسعاً مثل مصر بداية السبعينيات، أن الجريمة تتراجع في ظروف الحرب، حتى أن القاهرة لم تسجل ولا جريمة نشل واحدة في السابع من أكتوبر 1973، مع عدم إهمال وجود شخصية وطنية مصرية أعمق مما يسود في بلدان أخرى، ولكن هذه الفضيلة التي تخضع للسطوة النفسية للعلم المرفرف والنشيد الوطني في الإذاعات تتساقط بعد الهزيمة، وحتى النصر الذي يأتي محملاً بمرارة التنكر للتضحيات، وغالباً تجد الجريمة بيئة خصبة بعد الثورات الفاشلة والمجهضة.
استيقظ العرب ليجدوا أن الفتوة انحدر إلى مستوى البلطجي، والزغرت إلى منزلة الشبيح، بما يعني أن نظام المناعة في المجتمع تضرر بعنف من تفاعلات العقود الأخيرة، كما أن العلاقة السيئة أصلاً بين رجل الأمن والمواطن أخذت تتدهور مع الوقت، لتصل إلى حدود العداء المبطن، فرجل الأمن العربي أتى وريثاً للأمن الذي كانت تديره منظومة استعمارية، والأجيال المؤسسة لهذه الأجهزة كانت نتاجاً لتأهيل وتدريب القوى الاستعمارية، وبالتالي شعرت دائماً بهوة كبيرة تفصلها عن الناس، فرجل الأمن هو (الباشا) الجديد، والمواطن متمرد و(نمرود) بطبيعته، وكل الثقافة التلفزيونية الموجهة لم تستطع أن تقنع الناس بضرورة وجود علاقة عضوية متوازنة مع الأمن.
يبقى الأمن موضوعاً أكثر حساسية وأهمية من أن يترك لرجال الأمن وحدهم، فهم لا يمتلكون العصا السحرية لتعيد الأمور إلى نصابها في كل مرة، كما أنهم يقعون دائماً ضمن فخاخ التأطير القائم في المجتمع، الذي يحمل تحيزاً ضمنياً أو صريحاً ضدهم، فالأمن ليس حلاً لأي مشكلة غير ذات طبيعة أمنية، ولبيان ذلك الفرق فإن تهريب المخدرات يعتبر شأناً أمنياً، بينما لا يمكن أن يكون الإدمان إلا موضوعاً متصلاً بسياسات التعليم والتنشئة والتشغيل، وهي خارج صلاحيات وقدرات الأمن ورجاله.
هل من المستبعد أن تنشأ ريو دي جانيرو عربية؟
للأسف لا، وكل ما في الأمر أن الأحياء الفقيرة في الجزائر، كانت الأرض الموعودة للمتطرفين لتجنيد أنصارهم في العشرية الدموية، والشباب الفقير والمتعطل نفسه الذي لن يجد إطاراً تنظيمياً عقائدياً ليستوعبه، سيلجأ إلى اختلاق طريقته الخاصة في التعبير عن نقمته وغضبه لو تكررت الظروف الموضوعية لذلك.
كاتب أردني

تقاعد الإرهاب وفورة الجريمة.. قراءة في مستقبل الفقر والإقصاء

سامح المحاريق

الفلسفة الذرائعية الأمريكية والمنعطفات الكبرى

Posted: 22 Feb 2018 02:11 PM PST

انتهت الرأسمالية وجُل المناهج الاقتصادية الغربية إلى تكريس الفقر والأزمات، ودعمت المؤسسات السياسية الغربية الاستبداد والطغيان، وأثارت النزاعات والحروب في الأماكن الاستراتيجية، وفق معطيات المصالح واجتراح النفعية، ودوافع الضغائن الحاقدة والعقلية السوقية الربحية، التي خلفت تاريخا طويلا من القلق السياسي والأخلاقي والديني، انطوى على التحريض أكثر من التبصر والبصيرة.
وإلى الآن تعيش أمريكا ومن ورائها الدول الغربية التابعة والمتذيلة، أزمة البحث عن عدو لتمرير أجنداتها ومشاريعها الاستراتيجية، وبيع أسلحتها خدمة لاقتصاداتها، غير عابئة بهموم الشعوب وبالدمار الذي تُخلفه مغامراتها المجنونة وحروبها الهمجية.
ومن أجل النفط لا تعبأ الامبريالية الغربية بكيان مستقل ولا بطموحات الشعوب وحقها في العيش بسلام، بل يُقسم العالم إلى معسكرات وفق ايديولوجية نفعية مموهة: معسكر الخير في مقابل معسكر الشر. وفي سبيل هيمنة الولايات المتحدة على العالم، لم يكن يهمها الثمن الذي يترتبُ على ذلك، ولا يهم التضحية بآلاف الأمريكيين في أحداث 11 سبتمبر بالنظر إلى مشروع الهيمنة الذي حدث بتعلة رد الفعل بعد ذلك، وإن كانت التضحية تتم على حساب الخزينة العامة، فإن الأمر يسهل التعامل معه لإسكات الداخل الأمريكي، ويكفي حضور ايفانكا ترامب ليسهل أخذ المليارات من المملكة العربية السعودية التي أضاعت البوصلة منذ أمد بعيد، أما الضرر الذي سيلحق بالدول الأخرى فهو شأن لا يعني الإدارة الأمريكية على الإطلاق.
 ويكشف تاريخ الولايات المتحدة التي أسقطت الكثير من الحكومات الشرعية بدءا بغواتيمالا سنة 1954 وصولا إلى تدمير العراق وليبيا وفعلها التخريبي المباشر في سوريا، عقيدة دولة تتجاهل القانون الدولي وجميع المؤسسات الدولية، فهي غير ذات قيمة أمام الامبراطورية التصحيحية، كما يسميها جون ايكنبري خبير الشؤون الدولية، ومثل هذه العقيدة في التعامل جعلت العالم أشد خطرا من أي وقت مضى، وأكثر انقساما وأقسى عنفا. يدعم ذلك ما استنتجه المؤرخ البريطاني إيريك هوبزباوم، أن جنون العظمة الذي أصيبت به سياسة الولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر، الذي أظهر قوة مركزها ما بعد الاتحاد السوفييتي، هو الذي كان له الأثر الأكبر في تدمير الأسس السياسية والأيديولوجية لتأثيرها السابق، الذي كان مبنيا على الهيمنة، وأوصد أمامها أبواب تقوية تراث حقبة الحرب الباردة، ولم يُخلف لها سوى قوة عسكرية مخيفة لا تُنكر، وإن لم يكن لها أساس منطقي. فالولايات المتحدة التي تعيش شبه عزلة دولية، باتت ربما للمرة الأولى في تاريخها موضع بُغض معظم الحكومات والشعوب على السواء.
فهل يكفي أن ترتبط أمريكا تاريخيا ووثائقيا بنسب مفارق لها لا تمتلك فيه بنية قومية، ما يجعلها تستميت في سعيها إلى تقويض كل البنى القومية ذات الحضور في التاريخ عبر انتقامها من الجميع؟ فهي تضمر الكراهية لكل القوميات، بما فيها أوروبا التي زرعت الكيان الأمريكي ضمن مزيج إسباني برتغالي وإفريقي بعد اكتشاف الأرض التي كان يقطنها المايا والأزتك والهنود الحمر عموما، مثلما أدى طرد اليهود من أورشليم على يد الرومان سنة 130م إلى إقامتهم في حالة شتات، وفي وضع أقلية دائمة حتى عام 1948 عند افتكاك فلسطين وتسليم بريطانيا أرضا عربية ليهود الشتات، في شكل مظلمة تاريخية مازالت مستمرة. ولكن التوازنات الدولية تغيرت بدون أدنى شك، ولا يمكن لأمريكا أن تفرض سيطرتها على العالم، كما كان الأمر في السابق. ووفق هذا المعنى تُحيل كل المعطيات على الساحة الدولية في السنوات الأخيرة، إلى أنه لم يعد هناك مجال لهيمنة امبراطورية تفعل ما تشاء وفق عنجهية متغطرسة، ولغة حرب مجنونة لا تُعير شأنا لاستقلال الدول وسلامة ترابها وكرامة شعوبها. مثل هذا المجد الذاتي المغرور، وإن تجاهل النظام الدولي الأعرج والمهترئ بطبعه، فإنه سرعان ما اصطدم بمعطيات جديدة، وهي تعافي روسيا الاتحادية، وبروز الصين كقوى كبرى غيرت بانوراما المشهد على الساحة الدولية. ولم تعد أمريكا ذات يد عُليا تمدها لإسرائيل متى شاءت، بعثا لأسباب البقاء وشرعنة الاحتلال، وانتهى فعليا مشروع سيطرة دولة واحدة على العالم.
كاتب تونسي

الفلسفة الذرائعية الأمريكية والمنعطفات الكبرى

لطفي العبيدي

تركيا بين لغة الخطاب والواقع

Posted: 22 Feb 2018 02:10 PM PST

يسهب الكثير من المختصين في الشؤون السياسية بربط التاريخ بالحاضر من خلال تثبيت العداء التاريخي والصداقة التاريخية لتكون قاعدة في رسم السياسة الدولية، إلا أن القاعدة الأولى والأهم الواجب علينا تثبيتها في تحليل أي تطور دولي هو أنه في السياسة لا يوجد عدو دائم أو صديق دائم وإنما توجد مصالح مشتركة أو متعارضة.
وتشكل الإدارة التركية الحالية خير مثال بخصوص إعادة النظر في علاقاتها الدولية والإقليمية تبعاً للحظة، فخلال الأعوام الثلاثة الأخيرة شكلت سياسة أنقرة الخارجية أحجية تاه في بحرها المراقبون السياسيون بحيث توقع بعضهم سقوطاً اقتصاديا مدويا، كما رأى بعضهم علامات كافية لبدء صدام عسكري، وبعضهم أكد على أن الحرب الأهلية التركية مسألة وقت لا أكثر، وأسهب بعضهم في تبجيل السلطان التركي على أنه الفاتح الجديد، إلا أن واقع الحال يثبت بأن الإدارة التركية على درجة عالية من الحنكة السياسية غير أن مشروعهم وطني لا أكثر.
كباحثة سياسية يونانية لطالما كانت تركيا محل تركيز شخصي بإداراتها المتلاحقة وتوازنات الجيش والأحزاب حتى للغة الخطاب السياسي الداخلي والخارجي، فالتاريخ المشترك بين بلدينا على درجة عالية من الأهمية، إلا أن لإدارة إردوغـان صفة هامة في شكل الخطاب السياسي وهـو علـى نوعـين يجـب التفـريق بينـهما:
الأول هو خطاب للداخل يكون أكثر صرامة وشعبوية يضع فيه المسؤولون الأتراك الكثير من الخطوط الحمراء والخضراء، يتغنون فيه بتاريخهم ويتوعدون بحروب وفتوحات، هذا النوع من الخطابات بشكل عام يكون للداخل التركي.
الثاني يكون دبلوماسيا براغماتيا إيجابيا يحترم الاتفاقيات والتوازنات الدولية والإقليمية وموجها للخارج. وهنا يقع الخلط فالكثير من المحللين السياسيين يبنون استنتاجاتهم فيما يخص الصراعات المرتبطة بتركيا طبقاً للخطاب الأول وهو ما ينتج عنه خطأ في التقدير.
في العلاقة التركية – الأوروبية، كمثال على تعدد الخطابات، وقفت أنقرة صلبة بعد نجاح إردوغان في اختبار التعديلات الدستورية والتي جعلت منه صاحب القرار الأول والأخير في سياسة أنقرة الدولية والداخلية. لقد أكد في خطاباته على أن تركيا لن تصر على الانضمام للاتحاد الأوروبي من جديد، إلا أن اتصالاته المتكررة مع الرئيس الفرنسي ماكرون والتي تكاد تكون أسبوعية وتواصل مسؤوليه مع المقربين من المستشارة الألمانية خلال الفترة الأخيرة لدعمها في تشـكيل ائتـلاف حكـومي يخـرج ألـمانيا من الفـراغ السـياسي يعـزز فكـرة بقاء تـركيا علـى لائحـة الاتـحاد ضـرورة.
في الأزمة السورية، والتي تشكل فيها تركيا رقماً هاماً في تطور مراحلها، ثمة تناقض في التصريحات التركية بتطبيقها على الأرض، فمعركة حلب وما قبلها وما بعدها يلاحظ بأن الخط الأحمر التركي لم يؤثر على سيطرة الأسد ومن خلفه روسيا وإيران على المدينة الاستراتيجية. ومع قراءة تفاصيل هذه المعركة نرى بأن أنقرة هي من سهلت بشكل أو بآخر سيطرة الطرف الآخر عليها.
ومع عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون التركيتين يصبح من الواضح بأن الخط الأحمر الوحيد لأنقرة ضمن الخريطة السورية هو النفوذ الكردي لا شيء آخر، وقد تلاقت في هذه النقطة مع موسكو في عملية درع الفرات في 2016، فيما تعارضت مع موسكو في النقطة نفسها في عملية غصن الزيتون الحالية. ففي ظروف درع الفرات الدولية والإقليمية وتوتر العلاقات التركية الغربية وجدت موسكو بأن اللحظة مناسبة لبناء أرضية موحدة مع أنقرة فدعمتها، أما في ظروف غصن الزيتون فموسكو أصبحت أكثر قدرة على الأرض، والميليشيات الكردية في عفرين أظهرت تقاربا قد يكون بوابة لسحب أكراد سوريا من اليد الأمريكية وعلى هذا عملت موسكو على تعطيل هذه المعركة ولاتزال.
ويمكن تطبيق الحالة التركية الروسية كمثال مميز في التعادي والتصالح بين الدول طبقاً للحظة، فالعلاقات التركية الروسية التي وصلت لحد كتابة الباحثين الروس المقربين من أصحاب القرار في موسكو خيارات الحرب العسكرية وإمكانية استخدام موسكو للسلاح النووي ضد أنقرة على خلفية إسقاط الطيران التركي الحربي طائرة عسكرية روسية، هم نفسهم عادوا ليكتبوا مقالات مطولة عن أهمية صفقة بيع موسكو منظومة اس 400 لأنقرة وتأثيرها على حلف الناتو، كما اسهبوا في مستوى هذه العلاقات لدرجة توقعهم أن تكون أنقرة حليف موسكو في الحرب العالمية المقبلة مع الغرب، إلا أن الواقع هو أن أنقرة وموسكو تربطهم مصـالح مشـتركة جيـوسـياسية واقتصـادية آنية.
تشكل الأزمة السورية واقعياً عقدة ربط للصراعات والتحالفات الدولية سيبنى على نتائجها مستقبل المنطقة والعالم عموماً، قد يبدو لبعضهم أنها في ساعاتها الأخيرة إلا أن الواقع يؤكد بأننا نقف على بعد ساعات من منعطف دولي مقبل لا محالة قد يؤدي لمخرج جديد أو لتشابك أكبر.
نعم أنقرة تقف كآخر الداعمين الفعليين للثوار السوريين فالإخوة العرب تناغموا مع أحجامهم في صراع الفيلة الكبار، وبعضهم ذهب للكهف لينام ويتهرب من عاصفة في طريقها لصحرائه لعل الثلاثمئة والتسع سنوات المقبلة تنجيهم، إلا أن انقرة في ظل حصر تحركها في الأزمة السورية لما يخص الخطر الكردي لن يؤدي لإسقاط الديكتاتور في قصر المهاجرين، كما أن دور أنقرة الحالي من خلال تثبيت وقف الاشتباك في الشمال ما بين المعارضة السورية المسلحة وميليشيات الأسد قد يعني بشكل أو بآخر تحول أنقرة لحصان طروادة تستخدمه موسكو للدخول لآخر قلاع الثورة السورية واحدة تلو الأخرى، فعلى من يتوقع أن تكون سكة الحجاز كافية لحمايته عليه أن يعيد التفكير فتركيا تضع مصالحها قبلك.

كاتبة يونانية

تركيا بين لغة الخطاب والواقع

إيفا كولوريوتس

«خِلف خلاف»

Posted: 21 Feb 2018 02:29 PM PST

هذا كتاب فريد، لا يسعى كاتبه الحافظ الثعالبي لإقناعك بشيء مما يرد فيه، بل يهدف فقط لإمتاعك بذكر أمثلة على قدرة الكتاب والشعراء والمتكلمين وبراعتهم وسحر صناعتهم في (تحسين القبيح وتقبيح الحسن)، ولعلك إن استمتعت بذلك، أدركت أيضاً أنه لن تخلو فضيلة في الكون من كارهين لها ولائمين على أصحابها، ولن تعدم رذيلة في الكون وجود مبررين لها، وملتمسين العذر لمن اقترفها.
تعال نبدأ برذيلة الكذب، الذي يروي الثعالبي في ذكر محاسنه، أنه مهمٌ في مواطنه كالصدق في مواضعه، لكن الدور والباقي على من يعرف مداخله ومخارجه، ولا يجهل تزاويقه ومضايقه، ولا ينساه بل يحفظه، فهو مهم في الحرب وإصلاح ذات البين والشعر، «والكتابة لا تحسنُ إلا بشيء منه»، ويروي في ذلك عن الشاعر العتبي قوله: إني لأكذب في كبار ما ينفعني، لأصدق في صغار ما يضُرّني. وينسب إلى أبي حنيفة قوله في تحسين الأيمان الكاذبة في حالة مواجهة السلطة: «إذا ابتليتم بالسلطان فخرّقوا أيمانكم بالكذب، ورقّعوها بالاستغفار».
يقول الثعالبي في تحسين الوقاحة أنها كالقدّاحة، «لولاها لما استعرَ لهبُ، ولا اشتعل حطب». أما الحقد فقد قال ابن الرومي في تحسينه: «وما الحقدُ إلا توأم الشكر للفتى.. وبعض السجايا ينتسبن إلى بعضِ.. فحيثُ ترى حقداً على ذي إساءةٍ.. فثمَّ ترى شكراً على حسنِ القرض». وفي تحسين البخل يروي عن علي بن الجهم قوله: «من وهب المال في عمله فهو أحمقُ، ومن وهبه في عزله ـ أي في بطالته ـ فهو مجنون، ومن وهبه من كسبه فهو جاهل، ومن وهبه مما استفاده بحيلته فهو المطبوع على قلبه، المأخوذ ببصره وسمعه»، وفي المعنى نفسه قال محمد بن الجهم: أتركوا الجودَ للملوك فهو لا يليق إلا بهم ولا يصلح إلا لهم، ومن عارضهم في ذلك، ثم افتقر وافتضح فلا يلومن إلا نفسه.
وفي حين يطيل الناس في ذم الفراق، يروي الثعالبي في تحسينه قول بعضهم: «في الفراق مصافحة التسليم، ورجاء الأوبة ـ أي العودة ـ والسلامة من الملل، وعمارة القلب بالشوق، والأنس بالمكاتبة». وكتب أبو عبد الله الزنجي: «جزى الله الفراقَ عنّا خيراً، فإنما هو زفرة وعبرة، ثم اعتصام وتوكل، ثم تأميل وتوقّع، وقبّح الله التلاقي، فإنما هو مسرّة لحظة ومساءة أيام، وابتهاج ساعة واكتئاب زمان». وفي تحسين الجُبن يروي الثعالبي قول أحد الجبناء: «فرَّ أخزاه الله، خيرُ من قُتِل رحمه الله»، رأى بعضهم شيخاً كبيراً من الجُند في بعض الحروب وقد تأخر عن الصف واستعد للهروب، فقالوا له: أتأخذ رزق السلطان بهذا الجبن؟ فقال: لو لم أكن جباناً لما بلغت هذه السن العالية.
في الجزء الثاني من كتابه، يقوم الثعالبي بتقبيح ما دأب الناس على تحسينه، كالعقل الذي يقول إنه والهم لا يفترقان، فهو كالمرآة المجلوّة، يرى صاحبها مساوئ الدنيا، فلا يزال في صحوه مهموماً متعذر السرور، حتى يشرب النبيذ، فإذا ابتدأ بشربه صدئ عقله بمقدار ما يشرب، وإن أكثر منه غشيه الصدأ كله، حتى لا تظهر له صور تلك المساوئ فيفرح ويمرح، أما الجهل فهو كالمرآة الصدئة فلا يرى صاحبها إلا مسروراً، قبل الشرب وبعده. وبعد أن يروي بيت المتنبي الشهير «ذو العقل يشقى في النعيم بعقله.. وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم»، يورد قول ابن جنّي: هذا مثل قولهم: ما سُرّ عاقلٌ قط، وقول آخر: ثمرة الدنيا السرور ولا سرور للعقلاء.
وفي تقبيح الكُتّاب يقول الجاحظ في إحدى رسائله عنهم: «أخلاقٌ حلوة، وشمائلٌ وثيابٌ نظيفة، وتظرّف أهل الفهم، ووقار أهل العلم، فإذا صُلوا بنار الامتحان ـ وفي رواية أخرى وإن ألقيت عليهم الإخلاص ـ كانوا كالزّبد يذهب جفاءً، وكنبات الربيع في الصيف يعروه هيف الرياح، ولا يستندون إلى وثيقة، ولا يدينون بحقيقة، أخفر الخلق لأماناتهم، وأشراهم بالثمن البخس لعهودهم، فويلٌ لهم مما كتبت أيديهم، وويلٌ لهم مما يكسبون». وفي تقبيح السلطة وخدمة السلاطين، يقول الثعالبي: من أراد العز بالسلطان لم ينله حتى يُذلّ. وقال ابن المعتز: «أشقى الناس بالسلطان صاحبه، كما أن أقرب الأشياء إلى النار أسرعها احتراقاً، ومن شارك السلطان في عز الدنيا، شاركه في ذلّ الآخرة، ولا يدرك الغنى بالسلطان إلا نفسٌ خائفة وجسم تَعِب ودين منثلم».
وفي حين يكثر الناس من استحسان الحِلم، يروي الثعالبي في تقبيحه: «من عُرف بالحلم كثرت الجرأة عليه وقلت الهيبة له»، وحين أنشد النابغة الجعدي الرسول قصيدة يقول فيها: «ولا خير في حلمٍ إذا لم يكن له.. بوادرُ تحمي صفوهَ أن يُعكّرا»، قال له صلى الله عليه وسلم: أحسنت لا فضّ الله فاك، فعمّر أكثر من ثمانين سنة، ولم ينقص له سن. لا تسلم فضيلة الحياء أيضاً من ذكر الثعالبي لتقبيح البعض لها، كمن قال إن الحياء يمنع الرزق، وقد قُرنت الهيبة بالخيبة والحياء بالحرمان، وقول آخر: استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان وأموركم بالوقاحة والإبرام ودعوا الحياء لربّات الحجال. أما القناعة فقد قال البعض في تقبيحها: من اتخذ القناعة حرفة وصناعةً، تلحّف بالخمول وفاتته معالي الأمور، وقال غيره: القناعة من صِغَر النفس وقصر الهمة وضعف العزيمة، فلا ترض لنفسك إلا كل غاية. وفي تقبيح الأصدقاء يفتتح الثعالبي حديثه بهذا القول لعمرو بن العاص: «من كثر إخوانه كثر غرماؤه»، ثم يروي قول الكندي لابنه: يا بنيّ الأصدقاء هم الأعداء لأنك إذا احتجت إليهم منعوك وإذا احتاجوا إليك سلبوك.
وبعد أن يورد الثعالبي أقوالاً في تقبيح المطر والورد والنرجس والأولاد والضياع والكافور وماء الورد والبخور، يروي في تقبيح القمر قولاً لبعض الظرفاء ممن كان يسكن بيتاً بالإيجار، حين سخر ممن يستحسنون النظر إلى القمر، فقال لهم إنه يبغض النظر إليه، لأن فيه عيوباً لو كانت في حمار، لما اشتراه أحد من عيوبه، فلما سألوه عن تلك العيوب قال: «إنه يهدم العمر ويقرّب الأجل، ويُحِلّ الدين، ويوجب كراء المنزل، ويقرض الكتان، ويشحب الألوان، ويسخّن الماء، ويفسد اللحم، ويعين السارق، ويفضح العاشق والطارق».
يختتم الثعالبي كتابه بتقبيح الشكر إلا لله عز وجل، لأن عطية الرجل لصاحبه لا تخلو من أن تكون لله أو لغيره، فإن كانت لله فثوابها على الله، ولا معنى للشكر، وإن كانت لغير الله، كطلب المجازاة فهذه تجارة، والتاجر لا يُشكر على تجارته وجر المنفعة إلى نفسه، وإما أن تكون تخوّفاً من يد أحد أو لسانه، أو رجاء نصرته فلا معنى للشكر هنا، وإما أن تكون للرقة والرحمة لما يجد الإنسان في قلبه من الألم، وعندها يجب عدم شكره لأنه داوى نفسه من دائها وخفف عنها أثقالها، فأي معنى لشكر من يعطيك لاجتلاب لذته واجتذاب راحته ومسرته، ولعلي لم أقرأ في حياتي ما هو أرزل وأظرف من هذه المرافعة ضد الشكر، التي لن يكون من الحكمة بعدها أن أتوقع منك أدنى شكر على لفت انتباهك إلى هذا الكتاب أو غيره.

ـ «تحسين القبيح وتقبيح الحسن» لأبي منصور الثعالبي ـ تحقيق شاكر العاشور ـ وزارة الأوقاف العراقية

٭ كاتب مصري

 

«خِلف خلاف»

بلال فضل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق