Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الأحد، 27 نوفمبر 2016

Alquds Editorial

Alquds Editorial


كويت آل الصباح: جمود قبيل انفجار؟

Posted: 26 Nov 2016 02:15 PM PST

منذ استقلال الكويت، في سنة 1961، انتخب الكويتيون مجلس الأمة (برلمان البلاد) 15 مرّة؛ لكنّ أربعة مجالس، فقط، أتمّت دورتها لأربع سنوات؛ مقابل تسعة حلّها الأمير لأسباب مختلفة، آخرها في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. هذه حقيقة أولى سياسية، أو دستورية صرفة، إذا شاء المرء تخفيف وطأتها.
الحقيقة الثانية، الاجتماعية ـ السياسية هذه المرّة، هي أنّ عدد الناخبين يقلّ عن نصف مليون، والصوت القبائلي، وفق معطيات صحيفة «القبس» الكويتية، يشكّل نسبة 53،1٪ من مجموع الناخبين؛ تتوزع بين العوازم والمطير، وتسير على خطوط ولاء صارمة، معاييرها الأولى تبدأ من مصالح القبيلة، التي قد لا تتطابق دائماً مع المصلحة الوطنية العامة.
ويكمل هذا المشهد معطى مذهبي، لكنه سياسي أيضاً، وبامتياز في الواقع؛ يفيد بأنّ السنّة يشكلون 86٪ من الناخبين، مقابل 14٪ للشيعة. وثمة، إلى هذا، معطى سوسيولوجي، جندري لمَن يشاء، يشير إلى تدنّي نسبة المشاركة النسائية في الترشيح، وربما في الانتخاب؛ لأنّ هذه الدورة هي الأدنى من حيث أعداد المرشحات (15 امرأة، فقط)، منذ حيازة المرأة حقّ الانتخاب والترشيح، في سنة 2005.
والحال أنّ جوهر الأزمة ـ إذا اكتفى المرء بتوصيفها هكذا، فقط ـ لا يبدأ من خصام على غرار استجواب رئيس الوزراء، أو استمرار وجود ذلك الطراز من النوّاب دورة بعد أخرى، أو ترجمة المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والقبائلية إلى محض مناوشات برلمانية… وإنما يكمن، كذلك، في مفاعيل حال الازدواج التالية: أنّ الكويت تزعم اعتماد نظام ملكي دستوري، ديمقراطي في بعض الاعتبارات؛ لكنّ سلطات البلاد الفعلية تظلّ في قبضة آل الصباح، الذين يعتبرون إخضاع أحد الكبار بينهم إلى استجواب في البرلمان هو انتقاص من مكانتهم السامية.
ورغم قدرة الحكومة على تأمين أغلبية مريحة تكفي لإبطال أيّ مشروع قرار مناهض، فإنّ أمير البلاد يفضّل حلّ البرلمان على استجواب الحكومة أو قبول استقالتها؛ خاصة بعد قرار الأمير السابق، جابر الأحمد الصباح، بالفصل بين صفة ولي العهد ووظيفة رئيس الوزراء، وبالتالي لم تعد مهاجمة الأخير بمثابة مسّ مباشر بسلالة آل الصباح وإنما بالوظيفة البيروقراطية ذاتها. وهذا يعطي مصداقية للرأي القائل بأنّ الخلافات داخل العائلة الحاكمة، حول تقاسم النفوذ عموماً واستغلال موقع رئيس الحكومة خصوصاً، ليست بعيدة عن تغذية الصراعات داخل البرلمان وتحريك بعض النوّاب من خلف الكواليس.
ولعلّه من غير الصحيح، أيضاً، الجزم بأنّ مآزق البرلمان الكويتي ناجمة في معظمها عن رغبة «الإسلاميين» في مضايقة الحكومة؛ مقابل حرص النوّاب الشيعة على نقل معارك «الصفّ الشيعي الإقليمي»، إذا جاز القول، من ميادينها الخارجية، في العراق وسوريا ولبنان واليمن، لكي تُدار تحت قبّة المجلس. ذلك لأنه بات جلياً أنّ معظم التيارات غير المقرّبة من آل الصباح ليست سعيدة باحتكار أمير البلاد، وبطانته للقسط الأعظم من آليات اتخاذ القرارات الكبرى، خاصة في طرائق استخدام عوائد النفط.
ويُشار عادة، في التقديرات الغربية بخاصة، إلى أنّ نظام الكويت السياسي هو أحد أنجح نماذج التطبيقات الديمقراطية في المنطقة؛ بالنظر إلى توفّر برلمان منتخَب، أياً كانت الاعتراضات على طبيعة الولاءات الطائفية أو المذهبية أو القبائلية خلف صندوق الاقتراع؛ وصحافة حرّة نسبياً، ومثلها حقوق التعبير، مع قيود وتحديدات تخصّ المسّ بالأسرة الحاكمة؛ ودستور مكتوب، يُعتبر متقدماً بالقياس إلى دساتير عربية أخرى. بيد أنّ الحياة السياسية ذاتها، ضمن منظورات عمل الأحزاب والنقابات وحقوق المواطنة وسواها، تُعدّ فقيرة، فضلاً عن بقائها خاضعة لقبضة آل الصباح في كثير من الاعتبارات، على نحو صريح أو مبطن.
ذلك، كله، لا يجعل «النموذج الكويتي» سائراً إلى مزيد من التأزّم، فحسب؛ بل إلى مزيج من الجمود التدريجي، المرشح لانهيار أو انفجار.

كويت آل الصباح: جمود قبيل انفجار؟

صبحي حديدي

الفوضى غير الخلاقة

Posted: 26 Nov 2016 02:15 PM PST

لا يمكن لمن يتابع ما يجري في العالم إلا أن يفاجأ بانهيار التوقعات وآفاق الانتظار ليس فقط في السياسة والاقتصاد، ولكن في الفن والأدب أيضا. ولعل أهم العوامل، إلى جانب أخريات، التي تساهم في ذلك تفشي الوسائط الاجتماعية الرقمية التي ينخرط فيها كل الأفراد بغض النظرعن قومياتهم ولغاتهم وانتماءاتهم. وانتشار هذه الوسائط الجديدة لعب دورا كبيرا في تحييد الوسائط التقليدية التي كانت وحدها هي التي تصنع الرأي العام بالتركيز على أحداث بعينها دون غيرها. وحتى القراءات التأويلية للأحداث التي كانت تتمتع بمصداقية من لدن بعض المحللين أو صناع استطلاعات الرأي الموجهة، باتت بدروها عاجزة عن الإقناع أو التأثير في الواقع بالطريقة التي كانت مهيمنة قبيل انتشار هذه الوسائط الرقمية. إن صورة واحدة (بائع السمك في الحسيمة مثلا)، وجملة لها رنين خاص في الوجدان الجماعي، يمكنها أن تفعل مفاعيلها في المجتمع إذا ما تمت التعبئة لها، والعمل على رواجها على نطاق واسع.
إن التغيرات التي طرأت على المستوى العالمي بعد أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) كان لها أثر كبير في خلق اصطفافات جديدة ومتغيرة نحو قضايا تتصل بالإرهاب، والإسلام، والتطرف. هذه الاصطفافات الجديدة التي كانت وراء خلق عدو مشترك يهدد السلام العالمي لم تكن معنية بإعادة النظر في العلاقات بين الشرق والغرب، من جهة، والشمال والجنوب، من جهة ثانية، عن طريق التفكير في حل القضايا العالقة أو المفتعلة التي ظلت تلقي بظلالها على تلك العلاقات ردحا طويلا من الزمن. فلم يكن خوض الحرب على الإرهاب يتم بالبحث عن دواعيه وأسبابه الاجتماعية والاقتصادية، فتم بذلك تحريف مسار هذه الحرب التي صارت مبررا لخلق إرهاب آخر تمارسه جهات أخرى باسم محاربة الإرهاب، وكانت مقولة الفوضى الخلاقة مبررة لهذه الحروب.
بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر كانت أمريكا تتصدر الحرب على الإرهاب، وانخرطت إلى جانبها الدول العربية والغربية. لكن هذه الحرب التي شخصت في القاعدة، لم تؤد إلا إلى تأجيج الإرهاب، ودفعه إلى الانتقال من ممارسة أفعاله الإجرامية على بقع متعددة، إلى البحث له عن موطئ قدم على الأرض هيأتها له الحرب الأمريكية على العراق، ليجعلها قاعدة للتحرك على نطاق واسع. فكانت «داعش»، صورة تطورية للقاعدة. وحين يتأكد أمامنا تاريخ تخلق التطرف الديني منذ الحرب في أفغانستان، يتبين لنا أن تكوين القاعدة ما كان ليكون لولا الحرب على «الشيوعية». وأن تكوين «داعش» ما كان ليكون لولا تدمير العراق وتعريضه للتفتيت والتشرذم باسم نشر الديموقراطية على الطريقة الأمريكية فاستغلت التنظيمات الإرهابية المختلفة هذه الفوضى الخلاقة للمشاكل لتحتل الأرض، وتمارسها تسلطها.
جاءت أحداث الربيع العربي لتضع حدا لعقود من القهر الاجتماعي والاقتصادي والحريات العامة والثقافية. وبدل التوجه إلى حل آثار هذا الربيع، عن طريق تشكيل حكومات وطنية تتصدى لمختلف المشاكل التي تراكمت خلال عقود، رأينا المتخيل السياسي السائد يتوجه نحو «الإرهاب» ويعمل على محاربته. وهنا سيظهر لنا بجلاء انهيار توقعات ما ستسفر عنه آثار هذه الأحداث. ففي الأقطار العربية التي جرت فيها انتخابات على إثرها، لم تسفر نتائجها سوى عن وصول الإسلاميين إلى سدة الحكم. وكان أن ربط هذا أيضا بالإرهاب والتطرف. وإذا كان المغرب وتونس قد حل كل منهما صيرورته بطريقة لم تكن تخلو من مشاكل، رأينا ما جرى في سوريا يتخذ منحى مختلفا، فتولد إرهاب الدولة، وهو يدعي محاربة الإرهاب. فاختلطت «داعش» بالمعارضة، وتدخل العالم كله يحارب من جهته «الإرهاب»، وهو يشخصه بطريقة مختلفة.
وبما أن أمريكا الجمهورية هي التي أقامت الدنيا ولم تقعدها في خلق الإرهاب ومحاربته، خلقت لها بذلك صورة مشوهة في العالم، وخاصة في العربي والإسلامي، جاءت أمريكا أوباما للتكفير عن تاريخ تدخلها في القضايا الشائكة في العالم، منذ انهيار جدار برلين، عن طريق «المصالحة» مع إيران وكوبا، وإغلاق غوانتانامو… هذا الوضع استغلته روسيا لتدعم النظام السوري في حربه ضد شعبه ومعارضته، باسم محاربة الإرهاب.
إننا هنا أمام اصطفافات متجددة تعود فيها العلاقات بين أمريكا وروسيا لتتخذ صورة جديدة: مع وضد في الوقت نفسه، وإن كان من نتائجها محاولة روسيا احتلال موقع هام في الصراع الدائر في الشرق الأوسط تسترجع به تاريخ «أمجادها السوفييتية». وفي هذا السياق تم تغييب أوروبا التي ظلت ظلا لأمريكا في سياستها على الإرهاب. ولم تتخذ فرنسا الاشتراكية لها موقعا متطورا في الحرب على «داعش» إلا بعد الأحداث الدامية التي عرفتها. ولكنها مع ذلك تظل تسير في فلك أمريكا. وها فرانسوا فييون يستنسخ خطابات دونالد ترامب، كما كان توني بلير يفعل مع بوش وهو يتصدر الحرب على الإرهاب، ويروم حصاد نتائج الانتخابات لفائدة اليمين الذي لا يني يعبر عن كراهيته للإسلام والأجنبي… فهل يتكرر سيناريو أمريكا في فرنسا، وتتأكد فكرة انهيار التوقعات وسقوط آفاق الانتظار؟
إن مجمل هذه التحولات والتغيرات وليدة صيرورة جديدة ساهم فيها تردي الفكر السياسي المؤسس على قاعدة ثقافية وخلفية معرفية لا تعمل على تجاوز إكراهات المال والاقتصاد، والإيمان بالاختلاف والانطلاق من الديموقراطية الحقيقة، بحثا عن السلام والتضامن العالميين. ويبدو لنا ذلك بجلاء في كون النخبة السياسية الجديدة لا تختلف عن بعضها البعض، سواء في أوروبا أو أمريكا أو العالم أجمع. إنها نخبة عاجزة عن خلق خطاب سياسي وفكري ملائم لتحولات العصر. إن تفكيرها وممارستها قائمة على رد الفعل، وليس على الفعل الذي يمكن أن يحد من المشاكل الخاصة للاضطلاع بالتفكير في القضايا التي تهم البشرية جمعاء. فلم يعد التمييز ممكنا بين اليسار واليمين والوسط. وصارت الممارسة تنبني على الارتجال والنفاق، وصارت الشعبوية هي المهيمنة، واصطناع الخطابات التي تدغدغ الناخب، أو تمارس الإرهاب عليه، بتخويفه من الإرهاب.
من تابع الانتخابات الأمريكية وفق الصورة النمطية التي كانت تجري بها، ما كان له إلا أن يرى هيلاري مرشحة للرئاسة. لكن الذين صوتوا لترامب كانوا قد رأوا في الديموقراطيين عموما ما أفسح المجال لغيرهم على المستوى العالمي. وكانت تحذوهم في ذلك رغبة استعادة مكانة أمريكا القوية في العالم. وما تصريحات دونالد ترامب سوى دليل على ذلك، ولا سيما ما اتصل منها بالملف النووي الإيراني، وقضايا الهجرة والإسلام، وحل المشاكل الاقتصادية، والموقف الثابت من إسرائيل… وما دامت روسيا تضطلع بما كانت تقوم به أمريكا يمكن لترامب مؤقتا أن يبارك ما يقوم به بوتين، ما دام يقف عند حدود إضعاف سوريا وإنهاكها لفائدة إسرائيل والغرب في المنطقة.
وحين تتحول فرنسا نحو اليمين فتلك محاولة اصطفاف جديد مع أمريكا في صورتها الجديدة. وبذلك فالحرب على الإرهاب ستظل ذريعة للحرب على أي تحول مفترض في الوطن العربي. إن الغرب وأمريكا لا يمكنهما أبدا التضحية بمصالحهما في الشرق الأوسط. قد ينجح ترامب في قتل البغدادي كما فعل أوباما مع بن لادن. لكن هل يعني هذا نهاية الإرهاب؟ إنها الفوضى الخلاقة للمشاكل، في الشرق. ومصائب قوم عند قوم فوائد. والذين صوتوا لترامب يعرفون جيدا مصلحتهم بعيدا عن القيم والأفكار التنويرية والديمقراطية.

كاتب مغربي

الفوضى غير الخلاقة

سعيد يقطين

لكي يضعه وجهاً لوجه مع عمليات «درع الفرات»: تنظيم «الدولة» يُدخل النظام إلى جبهة مدينة الباب

Posted: 26 Nov 2016 02:15 PM PST

«القدس العربي»: في خطوة غير متوقعة، انسحب تنظيم «الدولة الإسلامية» صباح يوم الجمعة الماضي من مواقع كان يسيطر عليها، مفسحاً المجال أمام تقدم قوات النظام السوري للدخول على خط الصراع من أجل السيطرة على مدينة الباب، شرقي مدينة حلب. وأحكمت بذلك قوات النظام سيطرتها على أربع قرى واقعة غرب المدينة، هي حليصة وشيخ كيف وجوبة والنيربية، علماً أن الأخيرة تشكل نقطة تلاق لجميع الأطراف المتصارعة، مثل قوات سوريا الديمقراطية، وتنظيم «الدولة» وفصائل درع الفرات المدعومة من تركيا، وأخيراً قوات النظام السوري.
وأشار عضو تنسيقية مدينة الباب، الناشط باري عبد اللطيف، إلى أن تنظيم «الدولة» انسحب من مناطق جبهته المشتركة مع قوات النظام السوري، ليتقدم النظام إليها من دون مقاومة تذكر.
ويُخرج هذا التقدم الميداني قوات سوريا الديمقراطية من معادلة الصراع واحتمال الوصول إلى الباب بنسبة 90 في المئة، لأنها بذلك وُضعت وجها لوجه امام النظام من الجهة الجنوبية، وأصبحت على تماس مع فصائل درع الفرات من الجهة الشمالية، في الوقت الذي احتفظ تنظيم الدولة لنفسه بقريتي زوبان والدوير الصغيرتين ليشكلا خط فصل بين قوات النظام من الجنوب ودرع الفرات من الشمال والشرق، وقوات سوريا الديمقراطية، في جبهة تقل عن كلم واحد فقط.
ويشير هذا الانسحاب المفاجئ إلى نية القيادة العسكرية لتنظيم «الدولة» تعقيد جبهات الاشتباك ومناطق النفوذ في منطقة الباب. وهو الأسلوب ذاته الذي اتبعه التنظيم عندما انسحب من جرابلس من دون مقاومة أمام فصائل درع الفرات ليجرها إلى حرب مع قوات سوريا الديمقراطية، فيما عكف إلى تعزيز مواقعه في اخترين ودابق.
ونظراً إلى أن الحيلة الأولى لم تمنع تقدم درع الفرات نحو مدينة الباب حيث فضل التقدم على الدخول في مواجهة مع قوات سوريا الديمقراطية، لجأ التنظيم إلى افساح المجال أمام النظام السوري ليدخل على خط الصراع ويؤخر أي تقدم نحو المدينة.
ومن الواضح أن التنظيم بات يفضل تسليم مدينة الباب إلى جيش النظام من أن تسيطر عليها فصائل درع الفرات، المدعومة بريا وجويا من الجيش التركي. فتقدم النظام إليها سيضعه عائقا أمام أي عملية تركية تذهب باتجاه الرقة والمنطقة الشرقية، وبهذا سيبعد التنظيم درع الفرات وتركيا عنه بشكل شبه نهائي، ليكون النظام وقوات سوريا الديمقراطية بمثابة جدار فصل يبعد شبح تركيا عن تنظيم الدولة.
وفي السياق قال قائد اللواء 51، العقيد هيثم عفيسي، لـ«القدس العربي» إن «المنطقة (قديران وبراتا) تعرضت لغارتين، الأولى استهدفت  تجمعا للجيش التركي والثانية تجمعا لقوات درع الفرات»، مؤكداً مقتل اثنين من مقاتليه بالقصف الجوي لطيران النظام، فيما سقط في الغارة الأولى ثلاثة جنود أتراك وجرح عشرة آخرون.
وبدأت تركيا بتحمل عبء معركة طرد تنظيم «الدولة» من الباب لوحدها، بعد قرار وزارة الدفاع الأمريكية ـ البنتاغون تعليق عملياتها ضمن عملية درع الفرات إلى جانب الجيش الحر والجيش التركي، في المعارك التي تعرف أمريكياً باسم «أنوبل لانس». وعليه، سحبت كامل مقاتلي القوات الخاصة الذين كانوا ينسقون مع الطيران الأمريكي، ويحددون أهداف ومواقع تمركز مقاتلي تنظيم «الدولة».
ويأتي الانسحاب الأمريكي من المعارك في توقيت حرج للغاية لأنه يضع فصائل درع الفرات على مقربة من مناطق سيطرة قوات النظام، وهو ما يعتبره الأمريكيون أنفسهم تطورا خطيرا، وقد يشتت جهود الحرب على الإرهاب. ويضاف إلى ذلك أن التقدم السريع لدرع الفرات سيحرج الولايات المتحدة أمام حليف أساسي هو وحدات حماية الشعب الكردية، فسيطرة درع الفرات على الباب ستنهي آمال سوريا الديمقراطية في ربط عفرين بمنبج ومنطقة شرق نهر الفرات.
من جانبها، فقد حاولت تركيا عدم الغوص في مستنقع الحرب ضد قوات سوريا الديمقراطية في الوقت الحالي، وتجنبت أي احتكاك بها في جنوب مارع، ومنعت فصائل درع الفرات من الاصطدام معها، مؤكدة على أن الأولوية هي لتحرير الباب وليس للدخول في معارك جانبية في تل رفعت ومنغ وغيرها غربي بلدة مارع.
وتدرك تركيا أن السيطرة على الباب هي ما سيحفظ أمنها القومي ويجعلها لاعبا قويا وشريكا لأمريكا في حربها على الإرهاب، خصوصا في معركة تحرير الرقة، التي من المتوقع أن تسرّع من وتيرة العمليات في منطقة الباب، لتسابق النظام السوري عليها.
في موازاة ذلك، تلقت تركيا بكثير من الحذر رسالة النظام السوري التي وصلتها عبر قصف جوي لتجمع لقواتها في قديران (شمالي الباب)، والذي تزامن مع يوم إسقاط الطائرة الروسية. فهي تدرك تماما أن روسيا هي من يقف وراءه، وتعلم أن واشنطن على علم بتحرك الطيران في تلك المنطقة.
ومن المرجح أن حادثة القصف ستدفع تركيا إلى إعادة حساباتها، ومراجعة تفاهماتها مع موسكو، لأنه بات واضحاً أنها تبلغت الرسالة الروسية بأن أي تقدم باتجاه الباب ممنوع، وأن المدينة هي الهدف المقبل لروسيا والنظام السوري، على أن تكتفي تركيا بمنطقتها الآمنة شمالي الباب.
لكن أي تقدم مقابل للنظام غرب الباب من شأنه أن يوتر العلاقات الروسية ـ التركية مجدداً، وهو بالتأكيد سيوتر العلاقة التركية ـ الأمريكية في حال أرادت تركيا التقدم شرقا لصد قوات سوريا الديمقراطية.
وبات واضحاً الآن أن التفاهم الروسي ـ التركي، الذي يقضي بسيطرة تركيا على الباب مقابل تخليها عن حلب، قد انقلب على أسوار مدينة الباب، منذراً بإرباكات كبيرة مقبلة في تفاهمات الحرب على الإرهاب، في كل من سوريا والعراق.

لكي يضعه وجهاً لوجه مع عمليات «درع الفرات»: تنظيم «الدولة» يُدخل النظام إلى جبهة مدينة الباب

منهل باريش

اليمن: هادي يعود بكامل طاقم حكومته إلى العاصمة المؤقتة عدن لممارسة مهامه الرئاسية منها

Posted: 26 Nov 2016 02:14 PM PST

تعز ـ «القدس العربي»: أعلنت مصادر حكومية رسمية ان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عاد أمس السبت إلى العاصمة المؤقتة عدن برفقة كبار المسؤولين الحكوميين، في محاولة منه للاستقرار في عدن وممارسة مهامه الرئاسية منها.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الحكومية «وصل فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ظهر اليوم – السبت – إلى العاصمة المؤقتة عدن للوقوف على أوضاع المدينة واحتياجات ابنائها على مختلف المستويات الخدمية والمعيشية والأمنية».
وأوضحت أن الرئيس هادي سيلتقي بالفعاليات الاجتماعية والوطنية والسلطات المحلية والعسكرية والأمنية في عدن والمحافظات المجاورة لها، لمناقشة الأوضاع فيها والعمل على تذليل وإيجاد الحلول للكثير من القضايا العاجلة و الملحّة في المحافظات الجنوبية وفي بقية المحافظات اليمنية.
وذكرت أنه كان في استقبال هادي والوفد المرافق له في مطار عدن الدولي كلاً من نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اللواء حسين محمد عرب ومحافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي ومحافظ البنك المركزي منصر القعيطي وقائد المنطقه العسكرية الرابعة اللواء فضل حسن محمد وعدد من الوزراء والنواب والقيادات التنفيذية والمحلية بعدن والقيادات العسكرية والأمنية والشخصيات الاجتماعية.
واشارت إلى أنه عاد مع الرئيس هادي إلى عدن، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي ومستشارو رئيس الجمهورية اللواء صالح عبيد احمد وياسين مكاوي وعبدالعزيز المفلحي ومحمد موسى العامري ووزير الشباب والرياضة نائف البكري ومدير مكتب رئاسة الجمهورية الدكتور عبدالله العليمي.
وعلمت «القدس العربي» من مصادر مقربة من الرئاسة اليمنية ان هادي قد يستقر في العاصمة المؤقتة في حال كانت الظروف الأمنية مستقرة فيها ومواتية للقيام بممارسة مهامه الرئاسية منها.
وأشارت إلى أن من أوليات عودته إلى عدن قيامه بالإشراف المباشر على العمليات العسكرية لتحرير محافظة تعز، وسط اليمن، من بقايا الميليشيا الانقلابية الحوثية وقوات الرئيس السابق علي صالح، وكذا العمليات العسكرية الأخرى في محافظات مأرب والجوف ومحيط العاصمة صنعاء، شمالي اليمن، ومناطق ميدي وحرض في محافظة حجة، غربي اليمن.
وأكدت أن هذه الخطوة الرئاسية «جاءت بعد وصول كافة جهود إحلال السلام في اليمن عبر التحركات الدبلوماسية إلى طريق مسدود، وبالذات إثر تراجع العرض الأممي في استعادة السلطة الشرعية إلى العاصمة صنعاء»، في إشارة إلى خطة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وكذا خريطة الطريق التي تبنتها الأمم المتحدة والتي وصفتها الحكومة اليمنية بـ(الهزيلة) وغير المنطقية والتي تحمل في طياتها العديد من نقاط الضعف والنقاط (المفخخة) التي تزرع الألغام في طريق المستقبل اليمني ولا تسهم في إحلال السلام».
وذكرت أن «هادي قرر حسم الأمر عبر العودة إلى عدن وإدارة الأزمة والحرب من الداخل اليمني، حتى لا يترك مجالا للمشككين في عدم قدرته على وضع حد للأزمة عبر الحسم العسكري».
وكانت العديد من التكهنات السياسية تشير إلى عجز الرئيس هادي من العودة إلى الداخل اليمني، بينما جاءت عودته هذه المفاجأة لتضع حدا للتكهنات وتقطع الشك باليقين، وتعزز التوجهات الحكومية والإجراءات المتسارعة لاستعادة مقومات الدولة من الانقلابيين الحوثيين وقوات صالح، وفي مقدمتها المقومات العسكرية والاقتصادية والإدارية وتحرير المناطق التي يسيطر عليها الانقلابيون بالإضافة إلى المسك بزمام المبادرة لإنهاء الأزمة اليمنية عبر الحسم العسكري.

اليمن: هادي يعود بكامل طاقم حكومته إلى العاصمة المؤقتة عدن لممارسة مهامه الرئاسية منها

خالد الحمادي

ملوخية وبطاطا وتحالفات ونقاشات بدون رقابة وتشريع: برلمانيات الأردن منزعجات من الإعلام «الذكوري» وكتلة الاصلاح الإخوانية «تائهة» سياسيا

Posted: 26 Nov 2016 02:14 PM PST

عمان ـ «القدس العربي»: لا تبدو مداخلة عضو البرلمان الإسلامية الأردنية الدكتورة ديما طهبوب دفاعا عن زميلة لها في حادثة الملوخية الشهيرة داخل السياق السياسي وان كانت محاولة ذات صلة مباشرة بالعلاقات العامة ورغبة طهبوب في الدفاع عن التمثيل النسائي في البرلمان.
طهبوب وهي تعلق على مسألة الملوخية تحت قبة البرلمان استغربت ما سمته بالفصام، حيث ان عضوات البرلمان في الدول الديمقراطية يحضرن معهن أطفالهن الرضع تحت القبة وأثناء المداولات.
وفي مشهد آخر بدت طهبوب متحمسة وهي توجه اللوم لمن ينتقدون الكوتا النسائية برفقة عدد من زميلاتها عندما تحدثت عن المرأة النائب المتعبة والمرهقة والتي تصل إلى القبة وتبدأ عملها قبل الرجال وتتجاهل بيتها وأسرتها وتنشغل بإرهاق عن المهام الطبيعية.
هذا الحوار النسائي في مجمله جاء تفاعلا مع الرسالة التي وجهتها عضو البرلمان فضية أبو قدورة التي انتقدت الصحافة والصحافيين ووصفتهم بالبذاءة والتركيز على القضايا الهامشية متحدية بانها ستتحدث عن البطاطا بعد الملوخية.
وجهة نظر أبو قدورة ان الصحافة لا تحترم مجلس النواب ولا المرأة في البرلمان لكنها أوضحت ملابسات حادثة الملوخية التي أثارت عاصفة من الجدل السياسي والشعبي في البلاد حين وجهت زميلة لها هي علية أبو هلال ورقة مكتوبة بخط اليد تستفسر فيها عن من يبيعها ملوخية ناشفة.
وسأل أحد النواب أمام الكاميرا أبو قدورة عن علاقتها بمسألة الملوخية فردت: أنا من منطقة دير علا ونحن أهل الملوخية.
القصة في طبيعة الحال أثارت الجدل عندما رصدت إحدى كاميرات الصحافة ورقة الملوخية الموجهة لأبو قدورة من زميلتها.
لاحقا بدأت ممثلات الكوتا النسائية في البرلمان يشعرن بالاستهداف الذكوري وبتسليط الأضواء على دورهن السلبي، فيما ترى طهبوب ان تلك نظرة اجتماعية بائسة للمرأة.
وعموما تسقط العضوات البرلمانيات من حسابهن عند الهجوم على الصحافة التي تترصد لكل صغيرة وكبيرة العوامل الاجتماعية، فالمشكلة ليست بوجود امرأة مرضع تحت قبة البرلمان أو أخرى تهتم خلال المداولات بتدبير كمية من الملوخية الناشفة، بل قد تكمن القصة في ان تلك النائب المرضع لا تحتج عندما تلتقط لها الصحافة صورة مع رضيعها ولا تتهم الصحافة بالبذاءة كما فعلت أبو قدورة عندما تلتقط صورا لما يحصل تحت القبة.
الدور الطبيعي للصحافة قد يكون رصد المفارقات، لكن الحساسية مفرطة من جهة عضوات البرلمان الأردني اللواتي لا يمكن الحكم بطبيعة الحال على أدائهن وخطابهن من الآن أو بصورة مبكرة، لان المناخ العام في البلاد مربك والبرلمانيون الجدد من النساء والرجال يتلمسون طريقهم.
أغلب التقدير ان الإشارة التي التقطها النائب المسيس خالد رمضان تتميز ببعض العمق عندما تحدثت عن مجلس نواب جديد بلا خبرة وهو الأمر الذي يربطه مراقبون بالاعتراضات التي صدرت ضد الصحافة وكاميراتها حيث لا يعرف النواب الجدد ان كلماتهم وتعبيراتهم وتصرفاتهم وحتى أنفاسهم مرصودة وبقوة تحت قبة البرلمان.
وإلى ان تدرك مثل هذه الخبرة والمعرفة سيواصل الأردنيون التفاعل بسخرية مع كل المواقف البرلمانية التي تنتج هنا وهناك خصوصا في جلسات مهمة مثل طرح الثقة بالحكومة في الوقت الذي باتت الحاجة ملحة لأن تتكون داخل مؤسسة النواب جبهة عميقة قادرة على تحمل مسؤوليات التشريع والرقابة ولعب الدور الدستوري المطلوب.
وإلى ان يحصل ذلك ستنهش الصحافة النواب الجدد وستنشغل وسائل التواصل الاجتماعي بكل ما يصدر عنهم خصوصا وان المواقف الغريبة أو الطريفة وغير المتوقعة كانت وما زالت تشكل مادة دسمة يتسلى بها الأردنيون وهم يخصصون ساعات طويلة للتواصل الاجتماعي ووسائطه.
وبسبب ذلك لا يمكن الحكم على هيبة مجلس النواب الجديد بصورة متسرعة الآن، خصوصا وان حجم الاصطفاف فيه ومستوى التكتل خارج السياق السياسي، كما ان خبرات الكثير من النواب الذين افرزتهم الانتخابات الأخيرة نادرة جدا خصوصا في التشريع والرقابة، الأمر الذي يعرفه الجميع وبات يقلق منه أصلا.
حتى الآن جلسات الثقة بحكومة الرئيس هاني الملقي لم تحسم الجدل حول هوية وملامح التجاذب السياسي في البرلمان الجديد.
وإلى ان تنضج التجربة ببعدها السياسي ينبغي الانتقال بعد الشكليات الدستورية إلى مستوى الاشتباك التشريعي والممارسة الدستورية لفعاليات الرقابة وعمل اللجان وإلى ان يتسنى للمراقبين رصد المستجدات في سياق هذه الصورة لا بد من الإشارة إلى ان قوة الخطاب السياسي نادرة تماما حتى هذه اللحظة.
كما لا بد من الإشارة إلى ان كتلة الاصلاح البرلماني المدعومة من الإخوان المسلمين لم تجد بعد ظرفا يناسبها للتعبير عن مهاراتها وتباينها عن غالبية النواب.
وفي المقابل تبدو كتلة الاصلاح تائهة حتى الآن في استعراض حضورها السياسي الكبير والذي كانت تخشاه السلطات فيما وفرت مناقشات الثقة البيئة المناسبة لاستعراض قوة التحالف العريض بين الحكومة والائتلاف الثلاثي الذي قاد رئيس مجلس النواب الحالي عاطف الطراونة لسدة رئاسة السلطة التشريعية وهو تحالف لم يعرف بعد ولا يبدو انه سيعرف قريبا ما إذا كان سينضج ويعبر عن نفسه سياسيا في المرحلة اللاحقة.

ملوخية وبطاطا وتحالفات ونقاشات بدون رقابة وتشريع: برلمانيات الأردن منزعجات من الإعلام «الذكوري» وكتلة الاصلاح الإخوانية «تائهة» سياسيا

تونس: أحقاد الماضي تلقي بظلالها على توافقات الحاضر

Posted: 26 Nov 2016 02:14 PM PST

تونس ـ «القدس العربي»:عاد الاحتقان ليطغى مجددا على الساحة السياسية التونسية بعد سنوات معدودة من التوافق بين التيارين السياسيين الكبيرين، من حيث الوزن الانتخابي، التيار الإسلامي وجماعة نداء تونس ومن حولهم والمشكلين في الأساس، من الدستوريين، وتيارات وشخصيات أخرى قريبة منهم ايديولوجيا و«منفعيا». والسبب في ذلك هو حدثان حقوقيان: صدور الحكم الابتدائي في جريمة اغتيال المسؤول الجهوي لحركة نداء تونس في ولاية تطاوين في أقصى جنوب البلاد، وانطلاق جلسات الاستماع العلنية التي تبثها قنوات تلفزيونية وعربية، لضحايا العهد السابق من قبل هيئة الحقيقة والكرامة المكلفة في تونس بملف العدالة الانتقالية. وقضت محكمة سوسة الابتدائية ببراءة المتهمين في جريمة اغتيال لطفي نقض مسؤول النداء في تطاوين وهو ما فتح الباب على مصراعيه للاختلاف بين المدافعين عن الحكم والمشيدين باستقلالية القضاء وبين المشككين فيه الذين اتهموا الطرف الآخر بالتلاعب بالملف. كما انقسم التونسيون بين مؤيد لما تم الاستماع إليه في الجلسات العلنية للعدالة الانتقالية، وبين رافض لها ولكل أسبابه ومبرراته.

اتهامات بالتسييس

وينتمي المتهمون بجريمة اغتيال المنسق الجهوي لنداء تونس إلى ما يسمى بـ«رابطات حماية الثورة» التي تضم عناصر من حركة النهضة وأخرى على علاقة بحزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي كان يرأسه المنصف المرزوقي. لذلك يتهم موالون لحركة نداء تونس القضاء بمحاباة حركة النهضة في هذا الحكم الذي يعتبرونه سياسيا بامتياز، ويصرون على أن زمن التوافق الذي تعيشه تونس لا يجب أن ينعكس على حكم قضائي لجريمة حصلت في زمن الصدام خاصة وأن للقتيل عائلة وأبناء يتامى لهم حقوق لا يمكن التنازل عنها من أجل التوافقات السياسية.
ويتمسك المشككون في الحكم القضائي ومن بينهم قيادات في حركتي نداء ومشروع تونس الذي أسسه المنشق عن النداء محسن مرزوق، بأن أحد تقارير الطب الشرعي تؤكد على أن الوفاة ناجمة عن تعرض القتيل للضرب والسحل. في حين أن تقريرا آخر يعاين آثار عنف على جسد القتيل لكنه يعتبر أن الوفاة لم تتم جراء هذا الضرب والسحل الذي قامت به عناصر من رابطة حماية بتعلة تطهير البلاد من رموز نظام بن علي والثورة المضادة.
ويتمسك الطرف المقابل ببراءة المتهمين من جريمة القتل ويصر على أن كل ما حصل هو تبادل للعنف بين الطرفين استعمل فيه المرحوم الزجاجات الحارقة وتوفي لاحقا في المستشفى بنوبة قلبية، وذلك رغم تحول عناصر رابطة حماية الثورة إلى مقر عمل لطفي نقض وليس العكس ومن رفعهم لشعارات عنيفة ومناوئة فيها الكثير من الحقد والكراهية.
والحقيقة أن هذا الملف سيبقى مثارا للجدل خاصة وأن ما صدر عن القضاء هو حكم ابتدائي قابل للاستئناف ولاحقا للتعقيب (النقض) ومن المرجح أن يحصل احتقان في البلد مع كل نطق بحكم أو بقرار جديد في أي طور من أطوار التقاضي. والحكم الذي سيرضي هذا الطرف من المؤكد أنه سيغضب الطرف الآخر وسيبقى التشكيك في نزاهة القضاء هو الطاغي خاصة والبلاد حديثة عهد بالممارسة الديمقراطية وقضاؤها ما زال لم يواكب هذه التطورات التي تشهدها الخضراء.
وفيما يتعلق بملف العدالة الانتقالية، فهناك تحفظات من أطراف عدة على رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة سهام بن سدرين التي تفتقد في رأيهم إلى الحياد المفترض في كل المشرفين على هذه الهيئة. كما أن بن سدرين هي معارضة لبن علي ونظامه ولا يمكن للخصم أن يكون قاضيا حسب هؤلاء. وهذا دون الحديث عن تكوينها واختصاصها العلمي الذي لا يؤهلها حسب المنتقدين لترؤس هذه الهيئة.
وتوجه انتقادات أيضا لسير عمل جلسات الاستماع التي اقتصرت على الطرف المتضرر دون أن تحصل المواجهة بين الضحية والجلاد المفترضين لاستجلاء الحقيقة كاملة. وهو ما جعل أطرافا عديدة تصرح بما مفاده أن هناك قرارا سياسيا يقضي بإبراز نصف الحقيقة وإخفاء نصفها الآخر عمدا على التونسيين حتى يكتب التاريخ على مقاس البعض.
لكن في المقابل فإن جلسات الاستماع إلى الضحايا تشهد تعاطفا من أطياف واسعة عبرت عن سعادتها بما وصلت إليه تونس من قدرة على فتح جراح الماضي دون عقد وبحضور رموز من أبناء التيار الدستوري الذي حكم زمني بورقيبة وبن علي مثل رئيس حزب المبادرة الوطنية الدستورية كمال مرجان. ومكنت أيضا هذه الجلسات كثيرا من المقهورين من سرد ما تعرضوا له من فظاعات وهو ما يساهم في التخفيف من الشعور بالظلم والاحتقان.
وفي كل الأحوال فإن هناك قناعة باتت راسخة لدى الخبراء والمحللين والمهتمين بالشأن التونسي بأن التوافق الذي ميز تونس في السنوات الأخيرة هو توافق هش وغير متين. فأحقاد الماضي ما زالت راسخة وهي بحاجة لسنوات أو ربما لعقود حتى يتم التخلص من مخلفاتها.

تونس: أحقاد الماضي تلقي بظلالها على توافقات الحاضر

روعة قاسم

«القدس العربي» في جزيرة قبرص الشمالية ووزير الخارجية يقول: مشكلة «الغاز» انه «إسرائيلي» والعرب «خذلونا»

Posted: 26 Nov 2016 02:13 PM PST

بسام البدارين
نيقوسيا ـ «القدس العربي»: يقف وزير خارجية جمهورية قبرص الشمالية أمام منطقة غير مألوفة إلا في الديمقراطيات في العادة وهو يبلغ «القدس العربي» أمام نخبة من الضيوف الأجانب بأنه «مختلف مع رئيس الجمهورية» بشأن جدوى المفاوضات مع اليونان حول مصير الجزيرة المختلف عليها.
هل يمكن لأي وزير خارجية في العالم العربي ان يختلف علنا مع رئيس الجمهورية؟..كان ذلك السؤال الدائر بين الضيوف خصوصا من الإعلاميين العرب حتى أن أحدهم وفي نقاش جانبي اقترح على الوزير نفسه تحسين اورتوغرول الاستعداد لاستقالة اجبارية من منصبه بعدما اختلف علنا مع الرئيس فعاجله بعبارة تشير إلى أن ذلك صعب الحدوث مع إضافة قال فيها «قد يحدث هذا عندكم».
سرعان ما سألت «القدس العربي» المرافق الذي خصصته وزارة الخارجية في قبرص التركية واسمه سيهان فكان الجواب أن الوزير أصلا ممثل للأغلبية البرلمانية في الحكم ونظام الحكم على الطريقة الغربية تماما فهو برلماني رئاسي وليس العكس.
عليه كانت تلك المفاجأة السياسية الأولى في جزيرة المفاجآت التي أقامت مطارا صغيرا ولديها جهاز شرطة وحدود وأختام جوازات سفر رغم انها تحظى باعتراف دولتين فقط في العالم إحداهما تركيا تعترف بجدية والثانية بريطانيا فتعترف بدولة قبرص الشمالية التركية بصورة غير جدية ودون ممارسة هذا الاعتراف وفي إطار الخبث البريطاني السياسي المعهود.
الوزير القبرصي قال ان المفاوضات بعدما انتظرنا 15 عاما عبثية تماما ولا معنى لها ولن تقود إلى شيء وهذا موقفي التقييمي الشخصي ثم شرح: هنا نعم أختلف مع موقف وتقييم رئيس الجمهورية الذي يرى امكانية الرهان على المفاوضات مع اليونان والمجتمع الدولي أما انا فأرى اننا انتظرنا طويلا وأكثر مما ينبغي ولابد من الإستعداد بالخطة «ب» قريبا بعد إعلان فشل المفاوضات التي عقدت جولتها في العشرين من تشرين الثاني/نوفمبر.

اختلاف مع الرئيس

لا يظهر وزير خارجية قبرص الشمالية أي درجة تفاؤل بالمفاوضات ويتحدث عن سلسلة من «البدائل».
ويقول: لا أريد أي اتفاق غير حقيقي وأي اتفاق لمصلحة اليونان بالنسبة لي ليس اتفاقا لأن العقلية اليونانية مصرة على ان الجزيرة لهم ولهم فقط وهم لا يحترمون القبارصة الأتراك رغم ان الجزيرة كبيرة وتتتسع للجميع وفي الوقت الذي نقول فيه ان الجزيرة «ليست تركية» بل لنا ولهم يصر الطرف الآخر على انها له فقط.
لا توجد ـ يضيف الوزير- أدلة على ان اليونان ستوافق على أي اتفاق منصف ولذلك لا أرى سببا لتفاؤل رئيسنا.
«القدس العربي» سألته عن تلك البدائل فعدد خمسة منها على الأقل في هذه المـــرحــلــة مشيرا إلى أنها ستقفز للواجهة بعد «دفن» جولة المفاوضات الأخيرة.
يقول الوزير: لم يعد من المقبول ان لا أستطيع وأنا وزير خارجية استخدام خط طيران مباشر لأي مكان في العالم. ثم يشرح: بين البدائل الآن أن نحمل حقائبنا ونتجول بين عواصم العالم ونبحث عن صيغة ثنائية للاعتراف بدولتنا وبدون مفاوضات ومجتمع دولي وعلى أساس تبادل المصالح.
بين البدائل أيضا الذهاب إلى نموذج «تايوان» الذي يتقبله العالم أو نموذج «كوسوفو» بصيغة الاعتراف المحدود بدولتنا والعمل مع من يحترمنا.
ثمة نموذج رابع له علاقة بالحكم الذاتي ومصاعبه اقتصادية ولا يوجد له نموذج خاص وهو خيار ممكن عبر الانضمام قانونيا لتركيا وإقامة علاقة معها.
سألت «القدس العربي» مجددا: هل هذه فقط الخيارات؟..ابتسم الوزير القبرصي وألمح إلى انه يعرف عن ماذا نبحث فتحدث عن الخيار الخامس والأهم وهو الاتحاد التام مع تركيا والعمل بصيغة اننا جزء من الدولة التركية وهذا ما اقترحه أنا شخصيا على الشعب القبرصي الشمالي ويعكس الواقع السياسي والاجتماعي اليوم.
وهنا أوضح الرجل انه لا يتحدث عن قرارات رسمية لحكومته بل تقديرا شخصيا تماما.
يشرح الوزير التركي: لا توجد خبرة سابقة لدينا في نجاح أي من هذه الخيارات فهي أمور ينبغي التقليد فيها.
لاحقا استفسرت «القدس العربي» عن موقف الدول العربية والإسلامية وقال الوزير القبرصي الشمالي ان بلاده الناشئة الصغيرة تشارك في عضوية العديد من المنظمات الإسلامية وتسعى لمشاركة المسلمين همومهم كذلك الأخوة العرب واشار إلى إن الدول العربية للأسف الشديد لديها أصدقاء نافذون في المجتمع الدولي سياستهم ضدنا مثل أمريكا والمانيا وفرنسا.

مشكلة الغاز انه إسرائيلي

وأوضح الوزير ان مشكلة بلاده ليست «اقتصادية» بل سياسية وتتعلق بالحصار الذي تفرضه اليونان وعندما استفسر أحد الصحافيين عن الأسباب التي تمنع قبرص الشمالية من الموافقة على عبور أنابيب الغاز لأوروبا قال ان المشكلة ليست في الغاز ولا نقله على أراضينا، المشكلة في ان الغاز الذي يتحدثون عن نقله إسرائيلي ويريدون رغم ما يعنيه ذلك من كلفة ان يمر عبر أراضينا وبدون «صفقة».
في قياسات وزارة الخارجية التركية يتجه المجتمع الدولي لتصعيب المفاوضات حتى يفرض على الجمهورية الصغيرة «الفدرلة» والوزير يعتبر الفدرلة هي مؤشر الأمم المتحدة لكن عندما انضمت اليونان وقبرص اليونانية للاتحاد الأوروبي لا توجد طرق للفدرلة وبالنسبة له: كونفدرالية يمكن البحث فيها أما فدرالية فمستحيل.
وعندما حاول أحد الصحافيين الإسرائيليين تبرير موقف اليونان وسلبية قبرص الشمالية خاطبه الوزير القبرصي قائلا: عمري 63 عاما لا تحاضر بي ولا تقل لي أني لا أعرف اليونانيين جيدا .
ثم أضاف: أنا وزير خارجية ولا أجد رحلة جوية بخط مباشر ..فريقي لكرة القدم لا يلعب في أي مكان في العالم وشباب بلادي في كرة السلة لا يشاركون في أي مباريات دولية. لا تسألني عن سلبيتي وأقولها بصراحة: لا نثق في الاتحاد الأوروبي. نحن لا نثق في أحد باستثناء تركيا وتركيا تعرف ان أوروبا ضدها وضدنا.

نهاية الطريق

محاججات الوزير القبرصي تبدو مثيرة في التعاطي مع بعض المسائل الإشكالية فعندما تقول اليونان ان الشعب الشمالي «أقلية» وتعداده أقل بقليل من 300 ألف مواطن قبرصي مقابل عشرة ملايين يوناني يكون ذلك مخالف للواقع لأن القبارصة الأتراك جزء من أمة تركية تعدادها أكثر من 80 مليون تركي وبالتالي هذه لعبة الأقلية والأغلبية لا مبرر لها.
وعندما تتحدث اليونان عن الوجود العسكري التركي في الجزيرة الذي جاء بناء على طلب القبارصة الأتراك ولحمايتهم بعد مذابح تعرضوا لها يريد بعض الأوروبيين تجاهل الحديث عن الوجود الأمريكي العسكري في ألمانيا مثلا وتصرفات اليونان هي سبب احضار الجيش التركي ويتحدثون عن «احتلال تركي» للجزيرة والبعض في العالم يصدق بينما جاء أخوتنا الأتراك بهدف حمايتهم من الاستهداف العرقي.
يقول اليونانيون انهم أعضاء في الاتحاد الأوروبي ويريدون «ضمانات» حسنا نحن لسنا أعضاء والضمانة الوحيدة لشعبنا هي تركيا واللافت جدا في الرأي العام العالمي ان كثيرين لا يفهمون المشكلة القبرصية بل يتعاملون مع الرواية اليونانية للأحداث فقط وما تريد اليونان ان يصدقه الآخرون.
وقبرص- يزيد الوزير التركي- ليست جزيرتهم فقط فهي جزيرتنا أيضا وهم يرفضون الوحدة ولا يريدون حل المشكلة والوجود العسكري التركي سببه حصول الانفصال اليوناني والحديث عن «أطماع « تركيا يبدو مضحكا فتركيا بلد كبير بما يكفي.
في المحصلة يصف الوزير جولة المفاوضات الحالية انها الأخيرة فقد سرقت حقوق القبارصة الأتراك ولا يوجد ما نعطيه أكثر للعالم وبالتالي مع نهاية العام الحالي سيتغير شكل الحوار وتتوقف المفاوضات وتصبح من دولة لأخرى وليس بين دولة ومجتمع وسكان وحتى رئيسنا يعرف ان الجولة الحالية ستكون «نهاية الطريق».

«القدس العربي» في جزيرة قبرص الشمالية ووزير الخارجية يقول: مشكلة «الغاز» انه «إسرائيلي» والعرب «خذلونا»
وبين البدائل «العودة لحضن الأم تركيا»

وجوه عادت ووجوه غابت

Posted: 26 Nov 2016 02:13 PM PST

الكويت ـ «القدس العربي»: في انتخابات 2016 ثمة وجوه آثرت الاستمرار في المقاطعة ووجوه عادت للمشاركة بعد المقاطعة ووجوه غابت رغما عنها بعد أن أعلنت وزارة الداخلية أن عدد المرشحين الذين يحق لهم خوض انتخابات مجلس الأمة بلغ 287 مع إغلاق باب الانسحاب من الترشح لهذه الانتخابات نهائيا. وقالت انه مع إغلاق إدارة شؤون الانتخابات التابعة للإدارة العامة للشؤون القانونية في الوزارة باب الانسحاب، فقد بلغ عدد المتقدمين للترشح في الدوائر الانتخابية الخمس 455 مرشحا وإجمالي المتنازلين 128 والمشطوبين 40 وبذلك يكون صافي المرشحين 287.
شكل القرار القضائي صدمة قوية لم تكن في حسبان المرشحين، بعد أن قررت محكمة التمييز مؤخرا وقف تنفيذ الأحكام الصادرة لمصلحة المرشحين، وبالتالي أصبحوا خارج منافسة السباق الانتخابي.
كما قررت محكمة التمييز التي أصدرت قرارها بعد جلسات ماراثونية، رفض الطعون المقدمة من مرشحين مشطوبين وتأييد قرار شطبهم، وبذلك تكون الحكومة قد حصلت على جميع أحكام الطعون لمصلحتها، والتي بلغت 21 طعنا نظرتها محكمة التمييز.
ويتبقى أمام المرشحين الدعوى في الموضوع بهذه الطعون، لكنها لن تعيد الأمل للمرشحين المشطوبين لأنها من المتوقع أن تنظر بعد وقت طويل، أي بعد انتهاء الانتخابات مما يعني حرمانهم من خوض الانتخابات.

المشطوبون من التمييز

والمرشحون الذين أصبحوا مشطوبين وتأيد قرار الحكومة بحقهم، هم: صفاء الهاشم، وبدر الداهوم، ومانع العجمي، وفواز العازمي، وعاطف مطير، والشيخ مالك حمود الصباح، ومحمد الجويهل، ومحمد عبدالأمير الحداد، وهاني حسن، وحسن البحراني، واياد الحساوي، وعمار اسيري، وفرح حسين، ومحمود شاكر، وجابر احمد، وعبدالله العازمي، وعلي درويش، وخالد الخضر، وعبدالرحمن حسن، وخالد المنيف المطيري وعيسى حاجي.
واعتبرت النائبة السابقة صفاء الهاشم أن شطبها جاء متعمدا بقولها «منعي جاء نتيجة تحرك الحكومة لمنع وصولي للبرلمان». مؤكدة أن شطبها سببه تغريدة دفعت غرامتها 150 دينارا. وقالت لناخبيها: «أنا راضية بما كتب الله لي» واصفة شطبها بأنه «خيرة من رب العباد فأنا اليوم الأولى في كل الدوائر، والحكومة تحركت لإبطال صوت الحق».
وأضافت: «ما يجري من ممارسة للحكومة أمر في غاية الخطورة ويجعل المواطن يقف على ساق واحدة».
إلا أن صفاء الهاشم نفدت من الشطب قبل يومين من الاقتراع بحكم قضائي.
وقال المشطوب بدر الداهوم ان «عزائي بمنعي من الترشح وجود الخيرين من المرشحين الذين يسعون إلى تحقيق الإصلاح في الوطن بعد ما تفاقم الفساد والمفسدون».
ودعا إلى اختيار المرشحين المخلصين الذين يحملون الصلاح للوطن في قلوبهم كالدكتور وليد الطبطبائي بخلاف من يدعون السلفية ويقدمون مصالحهم ويجاملون من لا يستحق المجاملة على حساب الوطن دون تمسك أو حتى مراعاة لمبادئ السلفية، مشددا على ضرورة كشف الأقنعة التي يتستر بها البعض دون مجاملة لهم أو محاباة.
بعض الأسماء المعارضة فضلت التمسك بموقفها من مرسوم الصوت الواحد وتضامنا مع المعارض السجين النائب السابق مسلم البراك ومع المسحوبة جنسياتهم. حيث أعلن النائب السابق د. فيصل المسلم رفضه الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة داعياً المتمسكين بالمقاطعة والمشاركين إلى عدم تخوين بعضهم البعض.
وبإعلانه عدم خوض الانتخابات يصبح عدد النواب السابقين المتمسكين بالمقاطعة ثمانية هم عراب المعارضة أحمد السعدون، والسجين السياسي مسلم البراك، والنواب السابقون خالد السلطان، وعبداللطيف العميري، ومحمد الكندري، وعبيد الوسمي، وفيصل اليحيى.
من المقاطعين الذين عادوا للمشاركة في الانتخابات بعد مقاطعة انتخابات الصوت الواحد في 3013 هم النواب السابقون على الدقباسي، ومبارك الوعلان ، ووليد الطبطبائي ، وجمعان الحربش ، وشعيب المويزري ، وحمد مطر ، ومحمد الدلال، وعبد الرحمن العنجري، ومحمد هايف المطيري ( بدر الداهوم مشطوب ) والصيفي مبارك الصيفي.
وعلق الوزير السابق والمرشح يعقوب الصانع على عودة المقاطعين بالقول: «أن هناك صفقة سياسية جمعت العائدين من المقاطعة بالحكومة ولدي معلومات بهذا الخصوص»، مدللاً على ذلك بأن الخطاب الانتخابي والاعلامي للمقاطعين «يخلو من أي هجوم أو نقد للحكومة، في حين يشهرون وينتقدون النواب السابقين».
ومن أبرز العائدين مرشح الدائرة الثالثة وليد الطبطبائي الذي قال أنه ليس ضد الشيعة فهم مواطنون لهم كامل الحقوق وعليهم كامل الواجبات لكنه ضد إيران ومن يقف معها سواء كان سنيا أو شيعيا، مشيرا إلى ان من الطرفين هناك الشرفاء والخونة لذلك يجب على الكل ان يصطف ضد العدو ويقف مع المملكة العربية السعودية ضد إيران. وأضاف ان ما كشفه من أفعال وتحركات مشبوهة من قبل أعوان إيران هو غيض من فيض وسيسمع الشعب أضعاف ذلك تحت قبة عبدالله السالم، مستدركا بمقولة الحجاج «اني أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها».
واعتبر ان مثل هذه الممارسات التي تمت في كثير من مؤسسات الدولة تشعر المواطنين بغصة وهو يرى خير وطنه صعبا عليه وسهلا لغيره.
وعدد الطبطبائي في رده على من يتهمهم بأنهم لم ينجزوا شيئا ولا يملكون إلا النقد وتوجيه الاتهامات عددا من القوانين التي شرعوها مثل انشاء المدينة الجامعية في الشدادية واقرار مكافأة 200 دينار لطلاب الجامعة والتطبيقي واقرار كادر المعلمين وانشاء مستشفى جابر وأيضا اقتراح انشاء المدينة الطبية التي لم تر النور بسب حل المجلس فضلا عن انشاء شركة الاتصالات الثالثة وزيادة رواتب المتقاعدين.
وأكد أن عزمهم المشاركة في الانتخابات لم يأت للانتقام كما يتصور البعض انما هو لطلب الإصلاح وتحقيق طموح وتطلعات المواطنين التي فشل المجلس السابق والحكومة في تحقيقها على الرغم من الضرر الكبير الذي أصابهم بسجن بعضهم ومنع آخرين من الترشح وسحب جناسي البعض الآخر.
وأضاف «نحن امام استحقاق جديد لذلك نطالب بحكومة جديدة بنهج جديد ورئيس وزراء جديد، فالرئيس الحالي لا يصلح، وكما وقفنا ضد رئيس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد أيضا لا نقبل بالشيخ جابر المبارك، فإمكاناته وقدراته اقل من طموح الشعب الكويتي»، مضيفا: لذلك ندعو سمو الأمير إلى اختيار الأكفأ لإدارة الحكومة.

تفاقم الفساد

وشدد مرشح الدائرة الأولى عادل الدمخي العائد للمشاركة على ضرورة حماية البلد والحفاظ عليه من الأخطار الداخلية والخارجية المتمثلة في الخلايا الإرهابية التي تعيش بيننا وتهدد الأمن وأرواح المواطنين إلى جانب الخطر الإيراني الذي بات يهدد الأمن بالعلن وبشكل مباشر.
وأكد مرشح الدائرة الرابعة اسامة المناور أن المجلس السابق أضاع حقوق المواطنين بالكثير من القرارات والتشريعات التي تمثلت برفع الدعوم وزيادة الرسوم وغيرها دون ان يكون هناك أي اعتراض من قبل أعضاء المجلس على ما قامت به الحكومة.
وقال: في فترة من الفترات أرادوا ان يمسخوا هوية الوطن بممارسات اغلقت بها الطرقات ونصبت بها الخيام داخل المناطق وعندما تحدثنا عن تلك الممارسات اتهمنا بالطائفية والرغبة بزرع الفتنة، مؤكدا أنهم لن يسمحوا بمحاولات فرض واقع جديد وتحويل الكويت إلى نسخة مما يحدث ويجري في العراق.
وأضاف: لولا ان فضحهم الله في خلية العبدلي لتغير وجه الكويت، ولم تكن وزارة الداخلية لتتحرك وتمنع تلك الممارسات من نصب الخيام في المناطق وتنظيم السير من قبل أشخاص يرتدون ملابس ليست مدنية ولا حتى رياضية وارجاعهم إلى مساجدهم.

6 مليارات ونصف

مرشح الدائرة الثانية جمعان الحربش يعود للمشاركة مستعرضا أسباب عودته، انه في ظل العجز المالي تم سحب ما يقارب ستة مليارات ونصف مليار دينار من المال العام لتعزيز ميزانية وزارة الدفاع، مستغربا عدم تقدم أي نائب في المجلس السابق بتقديم سؤال عن تلك المبالغ المسحوبة.
وأضاف ان ما يحدث هو صراع على أموال الكويت ومن أجل الاستحواذ عليه وعلى النفوذ استرخصوا كل شيء، مشيرا إلى مذبحة إدارية تمت في وزارتي الأوقاف والعدل فقط لإنجاح الوزير في الانتخابات.
وأكد أن الوضع السياسي والمالي في الكويت متدهور والفساد مستشرٍ، وأنه خلال العام الماضي تم سحب 6.5 مليار لتعزيز ميزانية وزارة الدفاع.
وقال الحربش الذي عرض في ندوته نفقات حملته الانتخابية أمام الحضور، مطالباً كل المرشحين بالكشف عن مصاريف الحملة الانتخابية: لا يوجد استقرار سياسي في الكويت، فلم يكمل أي برلمان مدته، فاليوم لدينا سجناء رأي ونواب سابقون في السجون، وسجناء بسبب تغريدات في «تويتر» بل لدينا كويتيون لاجئون في الخارج.
وأضاف: الوضع السياسي في الكويت سيئ، فعقد «الداو» الذي وقعه رئيس الوزراء السابق دفعت الكويت مليارين و150 مليون دولار غرامة، لافتاً إلى أن الأخطر من ذلك أن الكويت فقدت 15 مليار دولار وهي الأرباح التي حققتها تلك الشركة.
وقال إن «العلاج السياحي الذي تم توجيهه لإنجاح نوابهم بلغت كلفته 750 مليون دينار في عام 2016م، وخلال عام 2016م وقع 14 ألف قرار علاج بالخارج ونحن نتحدث في وقت توجههم لخفض الدعوم».
وعن عجز الميزانية، أوضح أن الكويت خلال عام 2015 بدأت مرحلة العجز حتى وصل في ميزانيتها 3 مليارات دولار، مشيراً إلى أنه في عام 2016 سيصل العجز إلى 6 مليارات دولار، حسب تقرير «الشال» إضافة إلى تقارير غربية تتحدث عن سحوبات تمت من احتياطي الأجيال القادمة (117 مليار دولار)، حسب وثائق «فيتش» للتصنيف الائتماني.
وأكد الحربش أن الكويت تراجعت في أمور كثيرة، ففي جودة الاقتصاد صار ترتيبها 59 وكل الدول الخليجية أفضل منها، وفي بيئة العمل جاء ترتيبها 94، وفي التعليم بعد أن كانت الأولى أصبح ترتيبها 95 في آخر الدول الخليجية، وفي الصحة والحريات تراجعت الكويت وأصبحت آخر دولة خليجية، مشيراً إلى أن البلد الديمقراطي في الخليج حلّ آخر دولة خليجية لأن البرلمان لا يقل فساداً عن الحكومة.
وأكد أن الحالة السياسية متردية بسبب التحالف بين التاجر والشيخ، فالرياضة دفعت الثمن في صراع التاجر والشيخ، لدرجة أن الرماة الدوليين يشاركون تحت العلم الأوليمبي، مشيراً إلى أن علة الكويت تتجاوز الانتخابات بل نحتاج إلى إرادة سياسية ينقل سمو الأمير الكويت من الهوة التي وصلت إليها إلى وضع آخر جديد، وإذا ما حدث هذا الحوار الوطني فواجبنا أن نحارب النواب الذين يمثلون التاجر والشيخ ونبعد البرلمان عن هذا الصراع.
وبين أن البعض يقول: إننا جئنا من أجل الصراع ولن يحدث استقرار سياسي، مؤكداً أن الصراع يختلف عن المحاسبة لكن في النهاية الكويتيون تعبوا من كثرة الحلول الدستورية وتغيير النظام الانتخابي، فهم يحتاجون إلى معارضة متماسكة تدير الصراع مع الطرف الآخر وتواجه تجاوزاته، موضحاً ان رسالة المرحلة المقبلة إسقاط من كان جزءاً من المؤامرة على الكويت.

وجوه عادت ووجوه غابت

عبدالعزيز العدواني

ماذا يريد الكويتيون من هذا المجلس؟

Posted: 26 Nov 2016 02:13 PM PST

الكويت ـ «القدس العربي»: أجمع بعض الناخبين الكويتيين على أنهم يفضلون في الانتخابات البرلمانية الحالية اختيار المرشح النزيه الشريف القادر على حماية مكتسبات وحقوق الشعب دون فساد أو متاجرة تحت قبة عبدالله السالم.
وقالوا في تصريحات لـ «القدس العربي» انهم يبحثون عن المرشح القوي الأمين الذي ينتصر بالديمقراطية لحقوقهم بحرصه على حمل الأمانة وتقديم مصلحة الوطن والمواطن على مصلحته الخاصة نحو مستقبل مشرق.
وأكد هؤلاء الناخبون ان حرية التعبير التي تنعم بها الكويت تسهم في كشف نقاط القوة والضعف لدى المرشحين وهو ما يمكن الناخبين من اتخاذ قراراتهم الواعية حول من هو الشخص الأكثر تأهيلا للوصول إلى البرلمان.
وكشف بعضهم انه يفضل النائب الذي يشعر بمعاناته وأعباءه المادية ومن باب تحقيق العدالة يحاسب الحكومة على تقصيرها في حق فئات محتاجة كأبناء الكويتيات والبدون وغيرهم فيما تمنح الملايين لدول في الخارج.
وفي هذا السياق قالت دلال العرادة انه في ضوء رفع الدعوم وارتفاع أسعار البنزين وتدني الخدمات الصحية والتعليمية في البلاد أصبح المرشح الذي ينتقد الأداء الحكومي يجذب اهتمام الكثير من الناخبين نتيجة طرحه العديد من القضايا الحساسة التي تثير اهتمامهم. وأضافت ان هذا النوع من الطرح الذي ينتهجه المرشح دائما ما يكون له صدى كبيرا وتفاعلا من الجمهور في وسائل التواصل الاجتماعي لكن تظل العبرة في الأفعال لا في الأقوال والشعارات الرنانة والوعود الوهمية.
وذكرت العرادة انه كلما اقترب موعد اجراء انتخابات مجلس الأمة زادت حدة انتقاد المرشحين للحكومة في محاولة لكسب أكبر عدد ممكن من أصوات الناخبين.
وأعربت أمل جابر عن الأمل في ان يحسن الناخبون اختيار المرشح في الانتخابات وفق معايير الكفاءة، محذرة اياهم من الجري وراء الشعارات الفارغة والمطالبات العالية وهي ليست بالضرورة تعني نزاهة ومصداقية في الطرح والأداء.
وأضافت، انها قررت في هذه الانتخابات اختيار وجوه جديدة لم تسبق لها تجربة العمل البرلماني ولاسيما خلال السنوات العشر الأخيرة بهدف اعطائهم الفرصة لخدمة البلاد وتحقيق الاصلاح المنشود.
وأبدت استيائها من أداء بعض النواب السابقين بعدما منحهم الشعب الثقة الكاملة للتعبير عن طموحاتهم وتطلعاتهم في البرلمان فانقلبوا ضده وتحالفوا مع الحكومة من أجل مصالحهم الخاصة.
وقال علي بوعباس أن أكثر ما يجذبه في المرشح على وجه التحديد تبنيه القضايا التي تهم الرأي العام ولاسيما مكافحة الفساد وطرح برامج واقعية قابلة للتنفيذ من أجل معالجتها.
وأضاف ان الناخب في النهاية يريد اختيار مرشح قادر على حفظ حقوقه والدفاع عن قضاياه في البرلمان بعيدا عن مصلحة أو تكسب شخصي أو فئوي.
وأكد ان التصويت لأي مرشح أمر يحدده الناخب في النهاية موضحا ان هناك ناخبين يندفعون وراء مرشحين يلجأون لانتقاد الأداء الحكومي بشدة بهدف كسب الشهرة شعبيا وإعلاميا في حين يبحث آخرون عن المرشح الذي يقول كلمة الحق وينتقد أداء الحكومة نقدا إيجابيا ومثبتا بالأدلة والبراهين.
وقال مهدي اسماعيل أن انتقاد المرشح للأداء الحكومي بات وسيلة سهلة وفعالة تضمن له كسب أصوات الناخبين حتى لو لم يكن هناك أي قصور في الأداء.
وأضاف ان «هناك مرشحين يتعمدون اثارة عواطف الناخبين لكسب تأييدهم من خلال طرح قضايا تلامس اهتماماتهم بشكل مباشر واعدا اياهم بحلها».
وذكر انه «يفضل المرشح الذي يتميز بقوة الطرح بدون التلفيق وتوجيه الاتهامات الباطلة».
وقال انه كناخب يرغب في اختيار المرشح لشجاعته وصراحته بالطرح ونقل كلمة الحق ولا يخشى في الحق لومة لائم فالسياسة للشجعان.
ودعا المرشحين في حال نجاحهم في الانتخابات إلى التعبير عن تطلعات الشعب ومشاركة المواطنين وأخذ أفكارهم وملاحظاتهم.
أم غانم سيدة متقاعدة أعربت عن استيائها من عدم الاهتمام بقضايا المرأة فما زالت مكانك راوح وخصوصا المتزوجة من غير كويتي، فهي لا تستطيع منح زوجها وأولادها الجنسية رغم انهم من مواليد الكويت، لكن الرجل الكويتي يمنح زوجته الأجنبية الجنسية وهذا تمييز لم ينص عليه الدستور، وفي كل انتخابات يدغدغ المرشحون أحلام المرأة بالوعود الوردية لكن فور وصولهم لمقاعد المجلس ينسون وعودهم الكاذبة ولهذا سأمنح صوتي لإمرأة تقدر معاناتنا وتقف إلى جانب قضايانا.
أسرار الخالدي أعربت عن استيائها من تراجع الحريات في بلد ديمقراطي مثل الكويت وقالت ان علينا حجب أي صوت لمن وقف مع التوجه الحكومي في قانون الإعلام الالكتروني والحد من حرية التعبير والرأي التي انحسرت حتى على مستوى «التغريدة» التي تدفع بشبابنا إلى السجن، والمفارقة الغربية أن هؤلاء النواب الآن يهاجمون الحكومة في برامجهم الانتخابية، هل يظنون أن الشعب مغفل إلى هذه الدرجة أم أننا بلا ذاكرة فننسى مواقفهم المخزية؟ نحن بلا حريات لن تكون لنا أي مطالبات في اصلاح البلاد والقضاء على الفساد والمفسدين ودفع عجلة الاصلاح الاقتصادي، وتكميم الأفواه ليس في صالح الكويت وسأمنح صوتي لمن يدافع عن الحريات وليس من يتباكى عليها في العلن ويقمعها في كواليس الحكومة.
ابو أحمد الكندري قال: الكويتيون مطالبهم واحدة هي إصلاح حقيقي وتنمية البلاد، فالخدمات في تراجع والرسوم تزداد، ورئيس مجلس الأمة السابق قال لن تمس جيوب المواطن فحرق هو ومجلسه قلوب الشعب بزيادة البنزين ورفع الدعم والآتي أظلم حيث فرض الضرائب. ولهذا أتمنى أن لا يصل أي من أعضاء المجلس المنحل للبرلمان حتى لا يكملوا مسرحيتهم الهزلية في الضحك على ذقن الشعب. نريد تنمية حقيقية، لماذا نحسد دبي على تطورها ونحن كنا من رواد المنطقة تطورا وحضارة؟ لماذا تعود الكويت للخلف بينما العالم يتقدم للأمام لانها أمانة لم يصنها القائمون على إدارة مؤسسات البلد من وزراء ونواب عبارة عن أراجوزات.
سلمى منصور أعربت عن استغرابها اتباع كثير من الناخبين لاستطلاعات الرأي عند رغبتهم الانتماء لرأي جماعي من خلال فئة أو طائفة أو قبيلة، وهذا ما يستغله المرشحون خير استغلال ولهذا تفضل التصويت للمرشح المستقل وخصوصا الشباب، فهم يملكون الاستقلالية ولديهم بعد مستقبلي ومعرفي لما يدور في العالم من تقدم وتطور بينما نحن في آخر الركب وتخلفنا كثيرا في قضايا التعليم والصحة وإدارة الطرق فمشكلة الزحام المروري عاجزة الحكومة عن حلها حتى انها تتخبط في حلولها فما بالك بالقضايا الكبيرة؟
أسعد صادق طالب أعضاء المجلس الجديد تبني قضايا المواطن وهمومه دون تكليفه أعباء مادية لا يطيقها وخصوصا أصحاب الدخول المحدودة وهي الفئة التي تتضرر بشدة لانهم من ليسوا أصحاب الشهادات العلمية أو العائلات الكبيرة التي تعاني من القروض والاقساط، والحكومة الكويتية ترفض اسقاط القروض عنهم بينما الملايين تقدم لدول الخارج وهي دول فقيرة وليس لها ثقل سياسي لتخدم الكويت في شيء، إليس أهل الكويت أولى بخيراتها؟ نحن تفرض علينا الرسوم الباهضة ورفعوا علينا أسعار البنزين والكهرباء والماء، كل شيء يأتي على كتف المواطن، نريد من يحاسب الحكومة على هذه الملايين التي تذهب للخارج بينما هناك فئات بحاجة للدعم والمساعدة وترفض حتى اللجان الخيرية استقبالها، مثل بيت الزكاة وغيره، لماذا وهو مؤسسة حكومية مهمتها تقديم العون للفقراء والمحتاجين والمقترضين من الكويتيين وأبناء البدون وغيرهم تغلق في وجوههم الأبواب؟

ماذا يريد الكويتيون من هذا المجلس؟

تكتيكات وشعارات الوصول إلى قبة البرلمان

Posted: 26 Nov 2016 02:12 PM PST

الكويت-«القدس العربي»: شهدت الديوانيات والتجمعات الانتخابية في الدوائر الانتخابية جدلا واسعاً حول نقل أصوات الناخبين من دائرة إلى أخرى بشكل كبير وبأرقام مهولة دون علم أصحاب البيوت التي تم تحويل الأسماء عليها.
وذكرت مصادر في الهيئة العامة للمعلومات المدنية لـ «القدس العربي» أن الهيئة شهدت اقبالا كبيرا على تغيير العناوين من خلال عقود ايجار، ويقف خلف هذا نواب سابقون ومرشحون ممن يتلاعبون في العناوين من أجل نقل أصوات المقربين منهم إلى الدوائر الانتخابية التي سوف يترشحون فيها، مؤكدة ان الناخبين الذين تم نقلهم وضعوا على عناوين لا يعرفون عنها شيئاً وبعد التدقيق والتمحيص اتضح أن هذه العناوين إما وهمية من نسج خيال المرشح أو على بيوت ليس بينهم وبين أصحابها أي علاقة.
وأوضحت المصادر انه تم تحويل اكثر من 1700 اسم من أسماء الناخبين على أحد البيوت، أما غيره فقد تراوح عدد الأسماء المنقولة بين 50 و 100 اسم للبيت الواحد، مشيرة إلى أن هذا الأمر قد يلقي بظلاله على عملية الاقتراع ويفتح المجال للطعن في النتائج. إلا ان المدير العام للهيئة العامة للمعلومات المدنية مساعد العسعوسي أكد من جانبه سلامة إجراءات تسجيل العناوين في الهيئة والتزامها التام بلائحة العناوين الصادرة من مجلس الوزراء، نافياً صحة ما تداولته مواقع التواصل عن تسجيل أسماء على عناوين منازل المواطنين دون علمهم.
وأوضح ان الهيئة تفاعلت مع تلك الأخبار وأخذتها على محمل الجد رغم عدم تلقيها أي شكاوى بهذا الخصوص.
واستنكر ادعاءات البعض دون بينة أو دليل، مبيناً أن الهيئة ليست طرفاً في العملية السياسية ولا تتدخل فيها، لكنها تقوم بدورها بكل نزاهة وحيادية بصفتها بنكا معلوماتيا وقاعدة بيانات أساسية للدولة.

اغراق الدوائر بالمرشحين

ومن التكتيكات التي يستخدمها المرشحون أصحاب النفوذ، اغراق الدوائر بالمرشحين الجدد ودعم نزولهم للترشح من أجل تشتيت الأصوات في الدائرة ولا يزال العدد الاجمالي للمرشحين البالغ 363 يعتبر مرتفعاً، لا سيما في الدائرتين الرابعة والخامسة.
وترى مصادر مطلعة أن تضخم العدد لم يأتِ اعتباطاً، بل ان هناك خطة وتكتيكا من أطراف مختلفة لإغراق الدوائر بأكبر عدد يربك العملية الانتخابية، كما أنه يهدف إلى تشتيت أصوات الناخبين والتأثير في بعض المرشحين الأقوياء، خاصة أن عدداً من هؤلاء خرج من دائرة التنافس قبلياً.
وتتوقع المصادر أن عملية اغراق الدوائر بالمرشحين سيكون لها نتائج مفاجئة في بعض الأحيان، تؤدي إلى افراز تركيبة غير متجانسة لأعضاء مجلس الأمة المقبل، ما سينعكس على الأداء البرلماني، ويؤدي لاختلالات كبيرة تلقي بظلالها على علاقة السلطتين التشريعية والتنفيذية مستقبلاً.
وحذر مراقبون من استخدام ورقة تشتيت التصويت في العملية الانتخابية، لأنها قد تؤدي إلى نتائج عكسية لا تخدم المصلحة العامة، وتكون لها تداعيات سياسية لا تصب في تعزيز الاستقرار السياسي.

اقتراض وأعباء مادية

ولجأ بعض المرشحين إلى الاقتراض من البنوك أو الرجوع إلى قبيلتهم ومؤيديهم لتغطية تكاليف حملاتهم الانتخابية، الأمر الذي قد يضعهم أمام ضائقة مالية أو مشكلات اجتماعية تستمر سنوات.
حيث أصبح الترشح لانتخابات مجلس الأمة في الوقت الحالي عبئا ماديا كبيرا على كل من لديه الرغبة في خوض السباق الانتخابي، لما يتطلب ذلك من توفير كوادر إعلامية ومفاتيح انتخابية ومشرفين على اللجان والمقار.
وعلى كل مواطن يرغب في الترشح رصد ميزانية ضخمة لتغطية تكاليف حملته التي تتضمن كذلك الإعلان في الصحف المحلية والقنوات التلفزيونية ومختلف مواقع التواصل الاجتماعي، بدلا من اللوحات واليافطات التي كانت تملأ الشوارع سابقا.
وتبقى فرصة المرشح للحصول على مقعد في البرلمان ضئيلة ما لم يواكب التطور الحاصل في الحملات الانتخابية، من أجل ايصال برنامجه الانتخابي ومواقفه تجاه قضايا الرأي العام إلى مختلف فئات الشعب.
وقد يلجأ بعض المرشحين إلى الاقتراض من البنوك أو الرجوع إلى قبيلتهم ومؤيديهم لتغطية تكاليف حملاتهم الانتخابية، الأمر الذي قد يضعهم أمام ضائقة مالية أو مشكلات اجتماعية تستمر سنوات.
وأجمع عدد من الناخبين، على ان تكاليف الحملات الانتخابية باتت مشكلة تؤرق ميزانية المرشحين، على الرغم من تحديد بلدية الكويت لكل مرشح مقرين فقط.
وقال محمد الشليمي: إن المرشحين اليوم مطالبون بسداد قيمة المقار الانتخابية والتجهيزات الغذائية والصحف والقنوات الفضائية والمعدات اللازمة للحملات، مضيفا ان ارتفاع أسعار الحملات الانتخابية بشكل مبالغ فيه تسبب في عدم تحقيق مبدأ العدالة بين المرشحين للوصول إلى الناخبين. وذكر ان شركات الدعاية الانتخابية للمرشحين على مواقع التواصل الاجتماعي توفر كذلك خدمة بأسعار مبالغ فيها، ولا تتناسب مع طبيعة الخدمة، معربا عن الأسف لاستغلال هذا الحدث الوطني وتحويله لوسيلة تجارية بحتة، داعيا المرشحين إلى ترشيد الانفاق من خلال تبني برامج واقعية تجذب إليها الناخبين.
وشدد على ان المشاركة الفاعلة للشعب في الانتخابات تصب دون أدنى شك في مصلحة الوطن، وتعد شكلا من أشكال الوفاء له، من خلال الادلاء بأصواتهم واختيار من يجدون فيه الكفاءة والقدرة على نقل طموحاتهم إلى قبة عبدالله السالم.
من جهته، قال صلاح الجسار إن الكثير من المرشحين أصبحوا اليوم يعانون من دفع فواتير حملاتهم وإعلاناتهم الانتخابية، بعدما وصلت إلى اسعار خيالية تجعل المواطن يغض الطرف عن فكرة الترشح.
وشدد الجسار على ضرورة ان تكون هناك اجراءات لضبط الأسعار الجنونية، لاسيما بعد منع وسائل الإعلان الرخيصة المتمثلة في اللوحات واليافطات.
وذكر ان القرار الذي اتخذته بلدية الكويت بتحديد مقرين فقط لكل مرشح يعد «خطوة بناءة» لتنظيم العملية الانتخابية، إلا ان العديد من وسائل الإعلام التي تتصدر الحراك الإعلامي استغلت هذا الامر للتكسب المادي.
ودعا إلى وضع مصلحة الكويت فوق كل اعتبار من خلال ابراز البرامج الانتخابية الواقعية للمرشحين بأسعار معقولة، لضمان اختيار النائب القادر على تمثيل الأمة والمساهمة في عملية التطوير والاصلاح في المجتمع.
في دوره، شدد نجيب المطيري على ضرورة ضبط عملية الترويج للمرشحين، من خلال تحديد سقف مالي، للحفاظ على تكافؤ الفرص بينهم، معربا عن الأسف لرفع أسعار الدعاية والإعلان للمرشحين بشكل كبير، ومغالاة بعض القنوات ومواقع التواصل في أسعار دعاية دقائق البث الإعلانية. وقال إن على المرشح أن يصل إلى الناس دون أن يقتصر على نشر صوره في كل مكان، مؤكدا ان الاحتكاك المباشر بين المرشح والناخبين هو الوسيلة المثلى لمعرفة قضاياهم والتفاعل معها.
وأضاف ان من ايجابيات الحملات الانتخابية تحريكها قطاعات اقتصادية وتجارية كانت تعاني ركودا نسبيا خلال الفترة الماضية، لكن لا ينبغي استغلال ذلك لرفع الأسعار إلى مستويات تؤرق ميزانية المرشحين.

إعلام استغلالي

وتؤكد مصادر إعلامية لـ «القدس العربي» أن هناك بعض الإعلاميين والمواقع الإعلامية رفعت أجورها بشكل مبالغ فيه حتى وصل إن أحد الإعلاميين يتقاضى أجرا يتراوح بين 17 ـ 45 ألف دينار كويتي من أجل مقابلة تلفزيونية بالاتفاق مع قناة محلية يحجز منها كل ليلة ساعتين أما المذيعون والمدونون فتتراوح حلقة برنامجهم على قناة اليوتيوب الخاصة بهم من 5 إلى 7 آلاف دينار كويتي، ناهيك عن اعلانات الانستغرام والتغريدات المدفوعة الثمن في حسابات تويتر لدعم المرشح وأغلبها يمتلكها شباب من فئة البدون.

تكتيكات وشعارات الوصول إلى قبة البرلمان

احمد الشراح

المرأة في انتخابات 2016 وكيلة نيابة حاضرة ومرشحة ضعيفة

Posted: 26 Nov 2016 02:12 PM PST

الكويت ـ «القدس العربي»: تقدمت للترشح في انتخابات 2016 مجموعة من النساء لا يتعدى عددهن 15 مرشحة تبدو حظوظهن قليلة للفوز والحصول على مقعد أخضر في البرلمان، لقلة خبرتهن كونهن أسماء جديدة في العمل السياسي والاجتماعي، باستثناء النائبة السابقة صفاء الهاشم الأكثر شعبية بين النساء في دائرتها، ثم تأتي بعدها المرشحات في الدوائر الخمس وهن في الأولى غدير اسيري، وهدى العوضي ، وايمان علي وجوهر حيات، وفي الثانية عالية الخالد، وعبير الجمعة ، وعالية مقدس، وفي الثالثة صفاء الهاشم، وسناء العصفور، واماني الصالح، وفي الخامسة انوار القحطاني، وهديل جاسم المحمد، ووداد بدر القناعي.
من بين هذه الأسماء يجزم مراقبون سياسون أن صفاء الهاشم قد حجزت مقعدها في المجلس، فهي نائبة سابقة وإمرأة صعبة المراس تتمتع بشخصية قوية وصوت عال وطرح شجاع، وتم شطبها أكثر من مرة وحتى قبل موعد الاقتراع بيومين بحكم قضائي إلا أنها لم تغلق مقرها الانتخابي وظلت مستمرة في تنظيم ندواتها بثقة العائدة للمجلس، حتى تم إلغاء حكم الشطب.
بينما يزعم مراقبون برلمانيون أن لعبة الشطب وعودتها من جديد هو تكنيك حكومي يساعدها في الفوز الأكيد.
وفي السياق ذاته فيما يخص المرأة فبعد الذي حققته المرأة الكويتية على أكثر من صعيد تنجح اليوم في إثبات نفسها في سلك القضاء بدليل مشاركتها لأول مرة في رئاسة لجان انتخابات مجلس الأمة (2016) والإشراف عليها.
وجاء قرار المجلس الأعلى للقضاء بتعيين 22 وكيلة نيابة في النيابة العامة عام 2015 ليوفر الأرضية المناسبة لمشاركة المرأة وإعطائها مساحة كافية للانطلاق والعمل والتغيير.
وتشارك المرأة في الاشراف على العملية الانتخابية المرتقب إجراؤها في 26 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري بعد احتكار طويل للرجل لتبرز طاقاتها وامكاناتها في مختلف دوائر صنع القرار.
وفي هذا الصدد قال أستاذ القانون الدستوري في كلية الحقوق في جامعة الكويت الدكتور محمد الفيلي: ان مشاركة عدد من أعضاء النيابة العامة من الاناث في إدارة العملية الانتخابية هي فكرة أساسها القانون وليس الجنس.
وأوضح انه «وفق المادة 27 من قانون الانتخاب تناط إدارة الانتخابات في كل دائرة بعدد من اللجان وتشكل كل لجنة من أحد رجال القضاء أو النيابة العامة يعينه وزير العدل وتكون له الرئاسة ومن عضو يعينه وزير الداخلية حسب الأحوال ومندوب عن كل مرشح».
وقال انه «حكم يقرره القانون في الاشراف على الانتخاب وهذا الحكم الفكرة منه ان يكون هناك طرف محايد بحكم وظيفته وهذا الطرف هو الذي يشرف على إدارة الانتخاب».
وأضاف انه «في قواعد التفسير، كلمة رجل تأتي لكل من يشغل المنصب وليس لموضوع الذكورة وهذا تعبير موجود في عدد من التشريعات القديمة لأنه عند اعداد هذه التشريعات لم يكن شائعا ان تتولى النساء هذه الوظيفة القضائية».
ورأى « ان رئاسة أعضاء النيابة العامة من الاناث للجان التي تصوت فيها الناخبات ستكون أكثر ملائمة وهذا من باب الملائمة وليس الوجوب، لأنهن يقمن بهذه العملية ليس لجنسهن ولكن بحكم الوظيفة التي يتولينها».
وقال الفيلي ان اشراف المرأة على العملية الانتخابية في العام الحالي جاء تتويجا لمراحل سابقة من المطالبات بتمكين المرأة في شتى المجالات ولاسيما ان «قانون تنظيم القضاء لا يمنع النساء من ولاية القضاء أو العمل في النيابة العامة».
واعتبر وجود المرأة في سلك التحقيق أو الادعاء العام أو النيابة العامة نوعا من أنواع تمكينها واثباتا لقدرتها على تولي مهام وظيفية مهمة وحساسة.

المرأة لم تكسب ثقة الرجل

المحامية بشرى الهندال تحدثت لـ «القدس العربي» عن قلة حظوظ المرأة المتوقعة في هذه الانتخابات باستعراض مشاركتها السياسية، فقالت: «المرأة الكويتية حصلت على حقوقها السياسية في العام 2005 الا أنها في السنة التي تلتها لم تفز أي مرشحة حيث لم تكن ثقافة المجتمع مهيأة لدخولها للبرلمان، لكن في العام 2009 فازت أربع سيدات كان لهن دور بارز وناجح في العمل السياسي، ولكن في الانتخابات التي تليها لم تفز إي مرشحة في 2013».
وعزت أسباب عدم نجاح المرأة لعدة أمور أهمها نظام الصوت الواحد الذي حصر الانتخاب بصوت واحد تمنحه المرأة للمؤكد نجاحه وليس من باب أعطاء فرصة لنجاح المرأة، كما أن المرشحة لا تجد داعما حقيقيا لها من الرجال، فهي لا تدخل في تكتيكات ولا تكتلات سياسية ولا تجد دعما من الطوائف والقبائل والعائلات بينما في نظام (أربع أصوات) كانت لديها فرصة أكبر للفوز، ويتضح جليا عدم ثقة المجتمع بها ليمنحها صوته الواحد وهذا ما يبرر أن عدد المتقدمات للترشح قليل في 2016 ولا يتعدى 15 مرشحة لانها تنزل للساحة مستقلة بلا دعم من أحزاب أو طوائف وهذا يقلل من حظوظها للفوز وخصوصا هذا العام، فهن وجوه غير معروفة على المستوى السياسي باستثناء صفاء الهاشم، ويواجهن معاناة في اقتناع المجتمع بطرحهن، فهن لا يدخلن الدواوين إلا في فترة الانتخابات ويواجهن الشكوك في استحقاقهن دخول المجلس بينما في دول العالم وصلت المرأة لمقعد الرئاسة، في المقابل أمام المرشحة دور ومطلوب منها أن تثقف نفسها وتكون على اطلاع ومعرفة بمواد الدستور قبل خطوة الترشح بسنوات لتكون مهيئة أمام المجتمع لتطرح أفكارا وحلولا لمشاكل المواطن وقضايا البلد وعليها أن تلم بكل قطاعات البلد وتتعايش مع قضايا المجتمع السياسية والاقتصادية والتوجهات الخارجية ولا يكفي المرأة ان تكون ناجحة في مجالها أو تخصصها أن تنجح في دخول المجلس.

خطابات المرشحين للنساء

دعا مرشح الدائرة الثالثة شايع الشايع النساء إلى ضرورة ممارسة حقوقهن التي كفلها لهن الدستور بالاختيار الصحيح، مؤكدا أن نسبتهن في المجتمع الكويتي كافية ليكون الاختيار من جانبهن هو الأقوى.
وأوضح المرشح شعيب المويزري ان المرأة تمثل ٪65 من المجتمع الكويتي وبيديها السيطرة الكاملة على نتائج الانتخابات، لذا على كل ناخبة ان تختار من يمثلها ويدافع عن حقوقها وحقوق الشعب الكويتي.
وقال المويزري للناخبات: إن المرأة هي الأخت والابنة والزوجة، وهذا كلام مكرر، لكن في وقتنا الحاضر المرأة هي كل شيء، فالقرآن الكريم كرم المرأة في مواضيع كثيرة توضح حاجة الرجل والمرأة إلى خدمة كل طرف للآخر.
وتابع: في كثير من الأمور، السلطة التنفيذية لا تراعي ظروف المرأة، واعتقد انها لا تريد ذلك، فالمرأة الآن ليست كالماضي، فهي عليها عبء الأسرة وليست هناك قوانين وقرارات واضحة أصدرتها السلطة التنفيذية أو من في سدة القرار تحاول حل مشاكل المرأة، وأعني بذلك القرارات والقوانين التي لا تخالف الشريعة وتتواكب مع العصر.
وأكد أننا في حاجة ملحة إلى الوقوف بجانب المرأة بالفعل وليس فقط في أيام الانتخابات، والتصدي لكل من لا يريد اعطاءها حقوقها، وأول حق من حقوق المرأة هو المحافظة على أسرتها، ويجب على الدولة تولي هذه المهمة، وتوفير سبل العيش الكريم، وهذا ما نص عليه الدستور. مشيراً إلى انه رغم ذلك فان عشرات الآلاف من أبنائنا لم يحصلوا على وظيفة، ولم يحترم بعض المسؤولين الدستور والسلطة في تحقيق الأمان والرفاه لهم. وأضاف: في مختلف إدارات الدولة تواجه المرأة الكثير من المشاكل وتبحث عن الواسطة حتى تأخذ حقها، وهذا شيء منفر لان المرأة التي لا علاقة لها مع أحد المسؤولين في الدولة لم تأخذ حقوقها، ورغم ان السلطة قادرة على حل كل المشاكل، والمسؤول في أي وزارة قادر أيضا على ذلك في ثوان وساعات معدودة، إذا كان مؤمنا أن هذا حق المواطن.
مرشح الدائرة الثانية المحامي خالد عايد العنزي قال إن الحياة السياسية في الكويت تقف على مفترق طرق مهم وخطير، مؤكدا أن المرأة الكويتية تشكل أهم عوامل تحديد المسار الجديد واتجاهاته وتوجهاته، بسبب العدد الكبير للناخبات الذي يمكن أن يغير كل الموازين، بشرط اتخاذ النساء الكويتيات القرار الأهم في اختيار من يرين فيه القادر والمتعلم والمثقف والمتحمس لمساعدتهن في الحصول على كثير من الحقوق التي طال انتظارها وحان وقت تحقيقها بالدستور والقانون.
وأشار إلى أن ترك المرأة لدورها في الانتخاب أو السماح لأي شخص آخر أن يؤثر في قراراتها وقناعاتها يعني الدوران في حلقة مفرغة ملها الكويتيون والكويتيات على حد سواء. مؤكدا أن زمن التلاعب بالحقوق والانفراد بالقرارات والاستهتار بمشاكل الناس يجب أن يذهب بلا رجعة، مشددا على أن هذا التغيير لا يمكن أن يتحقق إلا بمشاركة واسعة وواعية للمرأة الكويتية التي تستحق أن تعيش في أفضل الظروف بحقوق كاملة غير منقوصة بأي شكل من الأشكال.
وأضاف العنزي أن المرأة تلعب دورا محوريا في بناء الأسرة والمجتمع، ومن الضروري العمل على تهيئة الظروف والآليات التشريعية والمؤسسية لحصولها على كل حقوقها وأداء دورها التنموي في المجتمع كشريك على قدم المساواة مع الرجل، مبينا أن هذا القرار بيد المرأة الآن أكثر من أي فئة أخرى.
مرشح الدائرة الرابعة د. غالب البصيص المطيري تعهد بأن يكون نصيرا للمرأة الكويتية في حال وصوله لقبة البرلمان، حيث سيتبنى جميع القضايا التي تهمها سواء في التعليم أو الصحة أو التوظيف أو حق التقاعد وتجنيس ابنائها والإسكان.
وأكد لناخبات الدائرة الرابعة، انه سيحافظ على مكتسبات المرأة، ويدعم المطالبة بحقوقها كاملة، وسيكون الصوت العالي والمشرف لها في مجلس الأمة.
وأضاف ان قضايا المرأة عامة، ويجب طرحها على المستوى العام للدولة وليس من خلال لجان خاصة، لذا ليس من الانصاف ان ينظر إليها باعتبارها قضايا هامشية، ويجب مناقشتها تحت قبة البرلمان حالها كحال القضايا الرئيسية الأخرى، مثل المال العام والتمييز والسياسة الخارجية والسياسة الأمنية وغيرها.
وأكد حرصه على تقديم المساعدة والخدمة للمرأة في شتى المجالات لرقي المرأة الكويتية ونهضتها، مشيدا بدورها البارز في شتى المجالات والقطاعات، «إذ إننا نجدها تعمل بجد وتفان في جميع قطاعات الدولة، فهي تتواجد بقوة في قطاع التعليم العام والخاص، للجنسين».
ولفت إلى دورها البارز في المعترك السياسي ومساهمتها في تغيير شكل المجالس النيابية منذ مشاركتها لأول مرة في تركيبة مجلس الأمة عام 2005، موضحا ان تاريخ الكويت حافل ومشرف بعطاء المرأة، فهي كانت في الصفوف الأمامية حتى في مواقع الرجال والتاريخ وذكرى الغزو يشهد على ذلك، فالمرأة الكويتية تسطر أسمى معاني التضحية والعطاء والدعم لابنها وأخيها وزوجها، فضلا عن أنها ترسم شكل المجلس وتحدد نتائج صناديق الانتخابات.
مرشح الدائرة الرابعة مرزوق الخليفة أكد، أن الحكومة التي لا تنصف المرأة متخلفة ولا تستحق الاحترام، مشيرا إلى ان حكومة الكويت تجاهلت حقوق النساء، وعلى رأسها حق الرعاية السكنية.
وقال إن الدستور لا يفرق بين الرجال والنساء، مؤكدا ان الحكومة طوال 60 عاما وضعت المرأة وراء ظهرها واهملتها رغم انها نصف المجتمع.
وتابع: «المرأة الكويتية تعاني الجحود والظلم في كل شيء، في القوانين والتشريعات والخدمات والأولويات الحكومية، وهذا يخالف الدستور والشرع الذي حفظ كرامتها وصان حقوقها».
وأضاف الخليفة: «لابد من طرح مشروع شامل بحزمة قوانين خاصة بالمرأة، تضمن لها الحقوق الاجتماعية»، معتبرا ان القوانين قاصرة ولا تعالج مشكلاتها المعيشية، متسائلا: «لماذا لا يحصل أبناء الكويتية المتزوجة من غير كويتي على حق المواطنة؟ أين العدالة والمساواة الدستورية؟».

المرأة في انتخابات 2016 وكيلة نيابة حاضرة ومرشحة ضعيفة

منى الشمري

بين ثقل القبائل والشيعة والإسلاميين: أقوى المرشحين في الدائرة الأولى والأكثر حظا

Posted: 26 Nov 2016 02:12 PM PST

الكويت ـ «القدس العربي»: تسود حال من القلق والترقب لدى مرشحي الدائرة الأولى في انتخابات مجلس الأمة 2016 البالغ عددهم 52 مرشحا، والتي تنقسم المنافسة فيها بين الشيعة وقبيلة العوازم، فيما تزايدت حمية التكهنات بشأن المرشحين المحتمل فوزهم بالمقعد الأخضر تحت قبة البرلمان في الدائرة.

ثقل العوازم

وفي قراءة للمراقبين السياسيين لأحوال الدائرة قبل أيام من الاقتراع أكدوا:
أن مرشحي قبيلة العوازم مبارك الحريص ومحمد الهدية يعتبران منافسين قويين إذا التزم أبناء القبيلة بمنحهم أصواتهم ولم يؤثر نزول النائب السابق حسين الحريتي ود. عبدالله الرميضي على حظوظهما، خصوصاً أن عددهم البالغ 9 آلاف ناخب وناخبة يؤهلهما للفوز.
وتشير المصادر إلى أن الإقبال على المرشحين العوازم المستقلين هو الفيصل في تحديد من سيصل إلى البرلمان.
مقاعد الشيعة

ويرى المراقبون امكانية دخول ٪50 من مرشحي الشيعة لقائمة العشرة الفائزين في الدائرة الأولى، ولكن من دون تأكيد على سلامة الرقم، لا سيما أن الأرقام قابلة للتغير حتى الدقيقة الأخيرة من اغلاق باب الاقتراع.
ويشير آخرون إلى أن وضع المرشحين صالح عاشور وعدنان عبدالصمد في خانة الأمان الانتخابي، كونهما ينطلقان من قواعد انتخابية متينة، كما أن عاشور سيستفيد من ثقل عائلته (التراكمة) وثقل كــتــلة الـــعــدالة والسلام في الدائرة، بينما يحظى عبدالصمد بدعم الجمعية الثقافية.
أما بقية المرشحين، فإن المنافسة ستكون شديدة بينهم، مثل فيصل الدويسان الذي لا يزال يمتلك قاعدة انتخابية جيدة، اضافة إلى يوسف الزلزلة الذي له رصيد مقبول من أصوات الناخبين.
منافسة الأخوين حسين وفاخر القلاف في الدائرة الأولى يربك حسابات العائلة من الداخل والناخبين من خارجها، وخوضهما التنافس ضد بعض يشكل حديث الساعة في الدائرة، لما تركته من ارتباك للحسابات، خصوصاً في أوساط مؤيدي الشقيقين في الدائرة،
لكن المراقبين أكدوا ان أغلبية مؤيدي أسرة القلاف في «الأولى» سينتخبون حسين القلاف الذي له خبرة وباع في التجربة البرلمانية ولحاجتهم الماسة لوصوله وهو الذي يمتلك بين الشيعة وخصوصا السيدات «كاريزما» يتمتع بها وتؤهله للفوز، وفق تقديرهم، والوصول إلى نيل مقعد من المقاعد الخمسة للنواب الشيعة في الدائرة، فيما لفتوا إلى ان المقعد الأخير قد يكون من نصيب المرشح خالد الشطي المدعوم من مؤيدي المرشح المشطوب عبدالحميد دشتي.
أما بالنسبة لوضع الكنادرة، والتي حصلت في الانتخابات السابقة على مقعد لمرشحها عيسى الكندري، فإنها تواجه وضعا مختلفا بدخول مرشحين شباب على الخط، مثل المرشح حمد روح الدين الذي يحظى بدعم من شباب الدائرة الموجودين باستمرار في مقره الانتخابي لرغبتهم المندفعة بوعي نحو التغيير.

أصوات الحضر

أبناء العوائل الحضرية في الدائرة يتنافسون على المقاعد العشرة، ولكن الحسبة الانتخابية فيها معقدة نوعا ما، حيث يدخل المنافس الاقوى عبدالله الرومي ود. عبدالله الطريجي وأحمد القضيبي وكامل العوضي ونواف الفزيع في الدائرة، التي ستتوزع أصوات الحضر فيها عليهم جميعا، وتصعب التكهنات بخسارة أحدهم أو اعلان فوزه مبكرا، حيث تبين المصادر أن المنافسة بينهم قوية جدا، وأن أصوات العائلة الواحدة ستنقسم بين أكثر من مرشح.

الأحزاب الإسلامية

يخوض ممثلو الأحزاب الإسلامية (المتراجعة عن مقاطعتها لانتخابات الصوت الواحد) المنافسة في الدائرة الأولى، ويمثل تيار الحركة الدستورية الإسلامية «حدس» المرشح اسامة الشاهين، وممثل التيار السلفي د. عادل الدمخي، وتضع التوقعات مسألة إمكانية فوزهما أو أحدهما غير مؤكدة نظرا لاعتمادها على عوامل أخرى مرتبطة بوضع مرشحين آخرين.
أما التحدى الكبير الذي يواجههما هو خوضهما التجربة الأولى وفق نظام «الصوت الواحد» وابتعادهما عن أجواء الانتخابات لمدة 4 سنوات، الا أن قواعد التيارين في الدائرة ستكون لها كلمة في يوم الاقتراع.

غدير.. المرأة الوحيدة

المرشحة غدير أسيري وهي من الشيعة الليبرالية تلقت دعم شخصيات عديدة، منذ انطلاق حملتها الانتخابية، التي تعتبر من الحملات النسائية البارزة على مستوى انتخابات مجلس 2016. إلا ان المراقبين يجدون صعوبة وصول اسيري إلى مقاعد مجلس الأمة، وانها ستحصل على رقم جيد يؤهلها لأن تكون منافسا قويا مستقبلا وليس الآن وهو الأمر الذي يدركه المقربون منها.

بين ثقل القبائل والشيعة والإسلاميين: أقوى المرشحين في الدائرة الأولى والأكثر حظا

أغلبها أثار سخطا شعبيا الحكومة ساهمت في 70 ٪ من قوانين مجلس 2013

Posted: 26 Nov 2016 02:11 PM PST

الكويت ـ «القدس العربي»: من واقع الأرقام والاحصائيات حسب مؤشر مركز اتجاهات للدراسات والبحوث، يعتبر فصول مجلس الأمة 2013 أكثر الفصول التشريعية في تاريخ الحياة النيابية انجازا للقوانين، حيث أقر 112 قانونا، فضلاً عن 3 مراسيم بقانون، ويليه المجلس التأسيسي بـ 94 قانوناً، فالفصل التشريعي السابع (مجلس 1992) الذي أقر 92 قانونا، ثم الفصل التشريعي الأول (مجلس 1963) الذي أقر 74 قانوناً.
إلا أن أغلب هذه القوانين التي قدمتها الحكومة ووافق عليها المجلس أثارت سخا شعبيا وحال من الرفض والسخرية في مواقع التواصل الاجتماعي ومقالات أهم كتاب الرأي في الكويت وأهم القوانين البصمة الوراثية وزيادة أسعار البنزين ورفع الدعوم وجرائم الإعلام الالكتروني والاتفاقية الأمنية وغيرها.
ويؤكد «اتجاهات» أن هذا الكم ما كان ليتحقق دون تعاون ومساهمة الحكومة في النسبة الأكبر من تلك القوانين، وهو ما تكشف عنه الإحصائيات التي أكدها وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة د.على العمير في أكثر من تصريح والتي تؤكد على الآتي:

بين الحكومة والنواب

ساهمت الحكومة في (81) قانوناً بنسبة (70.4٪) من إجمالي القوانين الصادرة وعددها (115) قانون، منهم 3 مراسيم بقانون، مع ملاحظة أن الحكومة ساهمت في (59) قانونا بشكل منفرد و(22) قانونا بالاشتراك مع نواب، الذين قدموا اقتراحات بقوانين مماثلة لكن في معظمها صدر القانون بشكل أساسي على مشروع القانون المقدم من الحكومة، ولم تتوقف مساهمة الحكومة في التشريع على ذلك فحسب، وإنما نجحت في استعجال مجلس الأمة لإقرار (57) اتفاقية تساهم في تعزيز الروابط والعلاقات الثنائية مع دول العالم فضلا عن عشرات القوانين بشأن الحسابات الختامية والميزانيات.
من جهتهم ساهم النواب في (34) قانوناً بشكل منفرد بنسبة (29.6٪) من إجمالي القوانين الصادرة في الفصل التشريعي الرابع عشر.

دور الحكومة

ويوضح «اتجاهات» أن تلك الأرقام تشير إلى أن الدور الحكومي  هو الركيزة الأساسية للمنجزات التشريعية لمجلس الأمة وفقا لما تقدمه من مشروعات قوانين، فضلا عن تعاونها في اجتماعات اللجان، وفي الجلسات لإقرار تلك القوانين، كما أن تلك الأرقام ترد بشكل قاطع على الحملات التي تنسب انجازات المجلس التشريعية للنواب، مع إغفال دور الحكومة الرئيسي الذي يعتبر هو العمود الفقري لتلك الإنجازات. ومن أبرز القوانين الصادرة التي ساهمت فيها الحكومة بشكل منفرد قوانين الأحداث والحضانة العائلية والحضانة الخاصة والتخطيط التنموي وتعديل قانون جامعة الشدادية والتعليم الإلزامي وهيئة النقل العام ونظام الشراكة (B.O.T) والكاميرات الأمنية والجرائم الالكترونية والإعلام الالكتروني والإعلانات القضائية الالكترونية، ومحكمة الأسرة وتنظيم حملات الحج والعمرة والشركات والبصمة الوراثية وهيئة الشباب وهيئة الرياضة.
أضافة إلى قوانين خطة التنمية السنوية والخطة الإنمائية للدولة للسنوات الخمس من 2015 إلى 2020، فلأول مرة تعد خطط التنمية السنوية قبل مواعيد استحقاقها وتحال إلى مجلس الأمة قبل استحقاقها الدستوري بتسعة أشهر كاملة، حيث أقر المجلس الخطة السنوية 2016/2017 في 16 يونيو 2015 قبل 9 أشهر كاملة من استحقاقها وتكرر ذلك مع خطة 2017/2018 التي تمت إحالتها من أيام إلى مجلس الأمة على الرغم من أن موعد استحقاقها في اذار/مارس 2017 وهذا لم يحدث من قبل.
الجدير بالذكر أن أهم المؤشرات التي تؤكد الدور الأكبر للحكومة في الانجازات التشريعية، في مجلس 2013 وليس لمجلس الأمة أنها لم تجد تصادما مع المجلس وإحداث الأزمات مع المجلس وتقديم الاستجوابات ولهذا اتم المجلس فترة طويلة حقق فيها للحكومة استقرارا سياسيا.

أغلبها أثار سخطا شعبيا الحكومة ساهمت في 70 ٪ من قوانين مجلس 2013

النائب العراقي فائق الشيخ علي في حديث لـ «القدس العربي»: المشهد السياسي إلى تعقيد بعد تحرير الموصل والمواجهة المقبلة بين الإسلاميين والليبراليين

Posted: 26 Nov 2016 02:11 PM PST

قبل فترة ليست ببعيدة، وقف النائب العراقي عن بغداد المحامي فائق الشيخ علي، ابن النجف، محاطاً بزميليه من «التحالف المدني الديمقراطي» المكوّن من قوى ليبرالية ويسارية ومستقلة وقومية، مهاجماً «أحزاب الإسلام السياسي الكاذب» على خلفية إقرار قانون حظر استيراد وبيع الكحول في العراق. موقف حمل الكثير من الشجاعة والجرأة لما تضمنه من اتهامات مباشرة للأحزاب الدينية الشيعية بأنها تحمي «الملاهي الليلية والبارات وصالات القمار وتتقاضى أتاوات على تلك الأعمال بالملايين». وعزا مواجهته لقانون الحظر الذي سيَطعن به إلى أنه يُشكّل «ضرباً للحريات الشخصية، وإذا سمحنا اليوم بحظر الكحول، فغداً سيُوجبون إطلاق اللحى للرجل والحجاب للمرأة وإلى آخره من تقييد للحريات، والتصرّف بالإنسان كما يحلو لهم». ما يقلقه أن هذا الحظر سيخلق سوقاً سوداء يسيطرون عليها، وسيدفع بشكل كبير إلى انتشار آفة المخدرات التي تضرب شباب العراق.
وحين تسأله عما إذا كان تعرّض لرسائل تهديد مباشرة، وهل يخشى على حياته نتيجة صوته المرتفع، يعاجلك قائلاً: «لا أخاف الموت. فما كتبه الله من حياة لن يزيد ثانية ولا ينقص ثانية. نعم وصلتني نصائح من أصدقاء. ولكن من أقصدهم في كلامي لم ولن يتجرأوا على الرد، لأنهم يعرفون حقيقة ما قلت وحقيقة الوثائق التي تدينهم. فأنا لم أفترِ على أحد، وكل ما فعلته أنني نطقت بالحقيقة التي لا يستطيع أشجع الشجعان أن يتفوّه بها في العراق وفي البرلمان».
وإذ يرفض أن تعتريه حال الإحباط من إمكان إنقاذ العراق من براثن الحكّام الحاليين الذين «لديهم نية صادقة في نهب العراق وليس بنائه»، يرى أن التحدّي المقبل هو في كيفية كشف خطة الأحزاب الدينية التي أنشأت أحزاباً مدنية من أجل خوض الانتخابات النيابية المقبلة للحصول على الأكثرية وعودة السيطرة على رئاسة الحكومة، في خطوة استباقية بعد إدراكها أن المواطن «كفر» بها، وأن المواجهة ستكون بين الإسلاميين والمدنيين الليبراليين.
وتوقع تعقيدا في المشهد العراقي بعد معركة الموصل، وفي المستقبل، نتيجة الحرب العبثية التي تخوضها القوى الحاكمة والمتسلطة من أجل الصراع على السلطة والزعامة لإبراز الشخص القوي والمنقذ، فيما على هؤلاء أن يعترفوا بأن عهد «الزعيم الأوحد» قد انتهى، وأن عليهم أن يتعايشوا ويتقـبّـلوا الأمر الواقع بوجود زعامات عدة لا زعامة أحادية، مبدياً عدم تخوفه من تقسيم العراق، ولا سيما في ظل رفض إيراني ـ تركي لذلك، جازماً أن الموصل ستبقى في النهاية عربية. وهنا نص الحوار:
○ هل في رأيك أن عملية تحرير الموصل من يد «تنظيم الدولة الإسلامية» ستستغرق وقتاً طويلاً، وماذا بعدها؟
• الموصل ستتحرر ضمن إطارها الزمني. المشكلة تكمن في أنه يجب معرفة لماذا وصلنا إلى هذا الواقع؟ تم احتلال نصف مساحة العراق، الأنبار والموصل وديالى وصلاح الدين. كان المفروض ألا نصل إلى هذه المرحلة خاصة بعد سقوط النظام السابق، وبدء عهد جديد ترافق مع تشكيل جيش حديث. والجواب هو أن فساد الحكومات والمؤسسات العسكرية والأمنية أوصلنا إلى التخادل الذي أدى بدوره إلى احتلال أجزاء واسعة من العراق.
○ الفساد فقط هو المسؤول عن هذا الانهيار، أم أن هناك مسؤولية تقع على رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي هو جزء من مشروع أكبر، بمعنى أنه لو لم تسقط تلك المناطق بيد «تنظيم الدولة» لما كنا نرى اليوم ما نراه من تمدّد لهذا النفوذ الإيراني؟
• عندما أتكلم عن الفساد، فأنا أعني الفساد الإداري والمالي والحكومي والسياسي. لا أستطيع الادعاء أن شخصاً أو حكومة معينة كانت تنوي إسقاط العراق، وإنما أنا اتهمها بالتقصير، كان المفروض أن يكون من مهماتها بناء جيش حقيقي للدفاع عن أرضنا. السياسيون والقادة العسكريون قصّروا من خلال التفريط بأرض وشعب العراق.
تستطيعين الافتراض بأنهم كانوا مرتبطين بإيران أو تركيا أو المملكة العربية السعودية، هذه الدول لديها مصالحها الخاصة وتريد حماية بلدانها، وتمرير سياساتها في المنطقة، كان يُفترض بالعراقيين أن يكونوا وطنيين لحماية مصالح بلدهم. هذه الحكومات السابقة قصّرت وربما ساهمت أيضاً في إثارة النعرات الطائفية، وهذا خطأ ندفع ثمنه الآن من الدماء العراقية.
○ أنت تصفها بالأخطاء، ولكن هناك من يراها مخططات جرى العمل عليها، وليس صدفة كل ما جرى ويجري، فمعركة الموصل اليوم خير دليل، في ظل الكلام عن الحشد الشعبي الذي يريد تحرير تلعفر، هذه المنطقة الاستراتيجية التي هي خط وصل بين العراق وسوريا؟
• هناك نقطتان: عندما نقول أن الحكومة أخطأت فهذا يعني أن الخطأ هو بحجم الكارثة، لأنه ليس خطأ فردياً. أما النقطة الثانية فهي تتعلق بموضوع الحشد الشعبي. أنا سياسي غير طائفي وإنما مدني علماني ديمقراطي وليبرالي التفكير، لكني اعتبر أن الحشد الشعبي يقدّم دماءً دفاعاً عن العراق.
○ أليس في كلامك استفزاز عندما تقول أن الحشد الشعبي يقدّم دماءً من أجل العراق، وهو الذي يقتل ويُنكّل بفئة من الشعب، ويُنفذ مشروع هيمنة شيعية على البلاد وأطياف المجتمع؟
• لا… الحشد الشعبي ليس فقط مكوناً شيعياً، هناك فرقة كاملة من المسيحيين، ومن السنّة من غير الحشد العشائري، أنا أقدّم معلومات موثقة وليست للاستعراض الإعلامي.
○ وجود فرقة من المسيحيين أو فرقة من السنّة في صفوف الحشد، لا يلغي أنه مشروع مذهبي مقيت بقيادته وتوجهاته. وفتوى السيّد السيستاني بوجوب الدفاع عن المقدسات في كربلاء انحرفت عن هدفها لنصبح في مكان آخر؟
• ما مصلحة الحشد الشعبي عندما يقاتل في الموصل وصلاح الدين والأنبار؟ كان بإمكانهم القتال فقط لحماية بغداد والمدن الشيعية وتنتهي القصة. هم يريدون استرجاع هذه المناطق لأهلها، رغم أني لا أنكر أن بعض المدن تعرّضت لتغيير من نوع معين. يجب ألا ننسى أنه لولا وقفة الحشد وتطويعه الآلاف لوَصَل «داعش» إلى بغداد ومدن أخرى. غير أن ذلك يجب ألاّ يحرفنا عن اعتبار أن الأولوية هي لقواتنا العسكرية بكامل أجهزتها وأن الحشد عامل مساند.
○ أليست هناك تحفظات لأبناء المناطق السنية على مشاركة الحشد الشعبي؟
• التحفظات موجودة لدى الطائفيين من المكونين الشيعي والسنّي، ناهيك عن أن الذين يقاتلون من الحشد ليسوا من الطائفيين، والحكومة لا تسمح له بالمقاتلة في الخطوط الأمامية، وتم تكليف القوات الأمنية والعسكرية وقوات مكافحة الإرهاب بالدخول إلى المدن، وهي قوات محترفة. أين هي الانتهاكات خلال مشاركته في تحرير الأنبار والفلوجة تحديداً؟ مئات الآلاف بدأوا بالعودة إلى مدنهم وقراهم.
○ لم يعودوا إلى صلاح الدين وديالى؟
• صحيح، هناك بعض المدن في صلاح الدين لم يعد إليها النازحون حتى الآن، وأنا لديّ ملاحظات على ذلك.
○ ألا تعتقد أن المطلوب وجود ميليشيا موازية للجيش، وهو النموذج الذي نراه يُعمّم في العراق واليمن وسوريا ولبنان؟
• حذرت خلال المداخلات تحت قـبّة البرلمان وفي وسائل الإعلام من أن علينا تجنّب تكرار تجربة الحرس القومي في العام 1963 وارتكاباته، وتجنّب تجربة الجيش الشعبي الذي أوجده صدام حسين في الثمانينات، وأن من الخطأ أن يُصار إلى إنشاء جيوش وأجهزة عسكرية وأمنية رديفة للجيش العراقي وتُضفى عليها صفة رسمية، لكن المشكلة أن الجيش العراقي لم تكن لديه الجهوزية المطلوبة أيامها، فلجأنا إلى تطويع الحشد الشعبي. والعامل الآخر هو فتوى المرجعية، التي تجعل هذا الحشد يتحرّك بوازع ديني.
○ لنعد إلى الموصل، ما توقعاتك للجغرافيا السياسية التي يمكن أن تنشأ عن تلك المعركة؟
• هناك دولتان تتصارعان على الموصل: تركيا وإيران. لكن بعد التحرير، ستعود الموصل إلى أهلها الشرعيين غير المرتبطين بأي من هاتين الدولتين، على أساس أنه لا يوجد خيار آخر. فإذا أرادت تركيا التدخل ستتدخل إيران، وإذا أرادت إيران التدخل فتركيا لا يمكن أن تتخلى عن الموصل. هذا صراع إيراني ـ تركي قديم، لكن الموصل عربية عراقية.
○ إذا سلّمنا أن أهل الموصل سيحكمونها… كيف ستكون موازين القوى بينهم وبين كردستان العراق والبيشمركه؟
• هذا صراع من نوع آخر، إنه صراع عراقي داخلي. الموصل قد تشهد ثلاثة صراعات، الأول تركي ـ إيراني. الثاني قد يكون كردياً ـ عربياً. ولكن الأكراد لا يستطيعون أخذ الموصل، هي عربية وليست كردية. الأكراد يتحدثون عن كركوك فقط ويعتبرونها «قدس الأكراد». أما الصراع الثالث، فمن الممكن أن يكون شيعياً ـ سنياً وخاصة حول تلعفر، فالشيعة يقولون أن أغلبية التركمان الذين يقطنونها هم مِن الشيعة، والسنّة يقولون أنهم يتقاسمونها مناصفة مع الشيعة. لبّ الصراع يتمحور حول مَن يُثبت أنّ له الأغلبية في هذه المدينة.
○ ألا يُؤخذ موقعها الجغرافي بالاعتبار كونها همزة الوصل بين سوريا والعراق؟
• نعم، هذا سبب إضافي غير الوجود الشيعي. لم يعد خافياً على أحد أن هذا الطريق يمتد عبر تلعفر إلى سوريا، ومن سوريا إلى لبنان.
○ وضع العراق اليوم غير مستقر، هناك معارك تُخاض ضد «تنظيم الدولة»، ناهيك عن الخلافات السياسية التي أنتجت عملية سياسية غير مستقيمة… كيف تنظر إلى المشهد بعد تحرير الموصل؟
• سنشهد تعقيداً للوضع السياسي. في السابق كنا نشهد صراعاً بين الأحزاب الإسلامية الشيعية. بعد تحرير الموصل سنشهد صراعاً بين المدنيين والإسلاميين. وقد بدأت بوادره تطفو على السطح. بدأت الأحزاب الإسلامية بتأسيس فروع مدنية لها، ووصل عدد الأحزاب المسجلة في مفوضية الانتخابات، منذ سريان قانون الأحزاب الذي صدر منذ أقل من سنة، إلى 100 حزب وتنظيم سياسي، وأغلبها أحزاب مدنية تابعة للأحزاب الإسلامية التي تُهيمن على المشهد السياسي.
○ يعني كما يقول المثل: «خرجوا من الباب وسيدخلون من الشباك». كيف يمكن اختراق هذه الحالة، وهل إذا جرت انتخابات نيابية مقبلة سيبقى هذا التحالف، الذي ركيزته دينية، مسيطراً على الوضع؟
• الطريقة اختلفت، لقد أسسوا أحزاباً مدنية منذ الآن، لأنهم يعرفون أن الصراع المقبل هو بين المدنيين والإسلاميين، سوف يطرحون هذه الأحزاب كرديفٍ لهم، فيدخلون معاً إلى البرلمان ويُشكلون الكتلة الأكبر ويؤسسون للحكومة… هذه هي الخطة.
○ هذا معناه أنهم يتغلغلون داخل المجتمع العراقي عبر أحزاب مدنية علمانية؟
• نعم، لأن الأحزاب الإسلامية تراجعت كثيراً. المواطن «كفر» بها، إنهم يتذاكون، ولكن نحن كمدنيين وليبراليين مهمتنا كشف الحقيقة للشارع العراقي، هذا الأمر يتوقف على الإعلام وعلى مدى تكاتفنا. التشتت عندنا كمدنيين أكبر من التشتت الموجود عند الإسلاميين. نحن كلنا «رؤوس»، هذه مشكلتنا الكبيرة، الإسلاميون عندهم «كم رأس» أما الباقون فهم أتباع. الانتخابات البرلمانية ستجري في نيسان/ابريل 2018 أي بعد حوالي سنة ونصف السنة، ومن الممكن أن تُختلق أزمات قبلها بشهرين أو ثلاثة، حتى «يَسوقون» الناس إلى انتخابات طائفية الطابع.
○ حكومة حيدر العبادي جاءت بموجب الاتفاق على أجندة سياسية واضحة المعالم، ولكنها لم تنفّذ عملياً؟
• تحقق جزء منها، قانون الحرس الوطني واجتثاث البعث تمّ تشريعهما، لكن قانون «المساءلة والعدالة» لم يُشرّع حتى هذه اللحظة، هذا هو الخلل بالعملية السياسية. الآن نحن مقبلون على تشريع قانون اسمه «الحشد الشعبي»، ويبقى قانون «المساءلة والعدالة» على الرفّ، وهذا خطأ. يجب أن يتم تشريعها جميعاً.
○ أليس اجتزاء التشريع هو لخدمة مصلحة سياسية معينة، خاصة مع ما نراه مِن توافق في المصالح الأمريكية ـ الإيرانية في العراق؟
• فعلاً يبدو وكأن هناك اتفاقاً أمريكياً ـ إيرانياً على حُكم العراق، لكن لا أنكر في الوقت نفسه أن هناك دوراً لدول أخرى مثل تركيا والسعودية، بغض النظر عن حجمه، لكن الإيرانيين يهيمنون على المشهد الأكبر، ولديهم علاقات مع جميع المكوّنات والطوائف العراقية. أما الأمريكيون، فهم سبب هذا الخراب، وأحمّلهم مسؤولية كل ما يجري، حتى أنني أتهمهم بالوقوف وراء «داعش».
○ توقعت أن يتعقّد المشهد السياسي الداخلي بعد تحرير الموصل… على ماذا تبني رؤيتك؟
• ما يدفعني إلى هذا الاستنتاج هو استمرارية الصراع على السلطة، لأن القوى الحاكمة في العراق والمتسلطة عليه لا تزال تخوض الصراع في ما بينها من أجل أن يبرز الشخص القوي والمُنقذ للعراق. وهذا ما لا يمكن أن يتحقق حتى لو استمرينا في قتال داخلي لمئة عام. قد يكون القتال داخل الطائفة الواحدة أو القومية الواحدة. الآن هناك صراع شيعي ـ شيعي، وكردي ـ كردي، وسني ـ سني، وكله صراع على الزعامة ومن أجل أن ينفرد طرف بتمثيل مكوّن معين أو قومية معينة. على هؤلاء أن يعترفوا بأن العراق لا تقوده زعامة واحدة، لقد انتهى عهد صدام حسين «الزعيم الأوحد» للبلد. الآن هناك تعدد زعامات، وعليهم أن يتعايشوا ويقبلوا بالأمر الواقع. أمضوا 13 عاماً من التناحر السياسي والصراع على المواقع ولم يصلوا إلى نتيجة. الشعب العراقي كشف أحجامهم الحقيقية. لا أحد لديه الغلبة في الشارع. نحن نخوض حرباً عبثية من أجل الصراع على السلطة والزعامة، هذا لن يوصلنا إلى نتيجة، سوى أنها تستنزفنا دماً وأموالاً وجهوداً وأعماراً وكذلك إعماراً، إذ لا زراعة ولا صناعة ولا كهرباء، ولا أموال. فالميزانية تعاني من العجز المتراكم. والأسوأ أن الرهان على تحوّل ما مع هؤلاء الحكّام غير ممكن. هؤلاء لديهم نوايا صادقة ليس لبناء العراق بل لنهبه.
○ شاهدنا منذ فترة تظاهرات مليونية احتجاجاً على الأوضاع المعيشية واستشراء الفساد، ولكنها خفتت، فهل هذا ناجم عن «تحييد» جماعة السيّد مقتدى الصدر؟
• التظاهرات بدأها المدنيون منذ العام 2011 (كلمة مدنيين هي مرادفة في مضمونها السياسي لكلمة العلمانيين، ولكن لدى الكثيرين حساسية من هذه الكلمة). ما دفعني إلى الانخراط بقوّة في المعترك السياسي والنزول إلى الشارع مجدداً هو استخدام رئيس الوزراء السابق (المالكي) العنف ضد المتظاهرين المدنيين، وهم رَبْعي وإخواني وجماعتي وأهلي وأحزابي. نحن ناضلنا لإقامة ديمقراطية وليس لقمع الأصوات واعتقال الناس. التيار الصدري أعطى التظاهرات والاحتجاجات زخماً. نحن لا نزال متفاهمين مع التيار على استمرارية التظاهرات ورفض الواقع العراقي وتقبّل أفكار متبادلة، رغم أنهم إسلاميون ونحن مدنيون وهناك فارق في الطروحات بيننا.
○ هل تتوقع أن نشهد تصاعداً في التظاهرات والحركات المطلبية بعد انتهاء معركة الموصل، رغم أنها تماهت في وقت من الأوقات مع خطة العبادي الإصلاحية التي يبدو أنها خفتت هي الأخرى؟
• انتهاء معركة الموصل لا يعني انتهاء المعركة مع الإرهاب وستكون هناك نتوءات. ولكن أتوقع أن ترتفع وتيرة المطالب والتظاهرات من جديد. ما حصل أن حدة التظاهرات واتساعها وتبلور الشعارات المطلبية وحتى السياسية ضد الواقع المأسوي دفعت العبادي إلى استعجال الحرب على «داعش» لصرف النظرعن الشعارات والالتفاف على المطالب من قبل الطبقة السياسية الحاكمة. ليست ذريعة أن ننشغل بالحرب من دون بناء وإصلاح حقيقي وتلبية المطالب الاجتماعية والمعيشية لمنع حال التردي العامة. وكي أكون صريحاً، نحن لا نقصّر في كشف الحقائق أمام الشارع العراقي ولكننا كتيار أضعف. نحن كليبراليين أكثر مَن يحاربنا هي الولايات المتحدة الأمريكية. لا نعاني من حرب دول الجوار ضدنا كليبراليين إنما نعاني من تهميش ومحاربة الولايات المتحدة الأمريكية لنا، لذا مشورانا طويل وصعب.
○ مشكلة عودة النازحين يتداخل فيها نقص المال والعقبات السياسية، ألا يشكلون قنبلة موقوتة في وجه السلطة الحاكمة أم أن لديها قدرة التعامل معها؟
• المشكلة مزدوجة. هؤلاء يحتاجون إلى إعادة تأهيل وإلى إعادة بناء بيوتهم ومدنهم وبُنيتهم الخدَميّة المُدمّرة، إنما المخصصات لهم غير كافية لإعادة الإعمار. هم يعيشون اليوم عيشة الكفاف دون المستوى المطلوب في مخيمات النزوح. وإذا ما عادوا إلى مدنهم ـ وهم سيعودون ـ سيعانون من نواقص كثيرة. المشكلة أيضاً أن بعض السياسيين ليسوا جادّين في إيجاد حلول حقيقية، فبعضهم يتلاعب بالأموال المخصصة للنازحين ويحاول سرقتها وعقد صفقات تجارية دون المواصفات طمعاً بالسمسرات.
○ هل تتخوف مِن تقسيم العراق، أو مِن أن نشهد مناطق حكم ذاتي ـ كما يجيزها الدستور ـ على غرار إقليم كردستان رغم حديث البعض عن احتمال انفصاله كلياً؟
• لا أتوقع هذا في المدى المنظور. لقد جرى حديث عن التقسيم في فترة ما، لكنه تراجع في الآونة الأخيرة، وما يدعم ذلك أن هناك توافقاً تركياً ـ إيرانياً على رفضه. كما أستبعد قيام أقاليم أخرى كإقليم كردستان والذي أستبعد انفصاله أيضاً، لأن المخاطر التي تحيط بالعراق جعلت الحسّ الوطني يرتفع إلى أعلى مستوياته. أنا أخشى من تآمر دول الإقليم الطائفية التي لديها مصالح تتعارض مع تطلعات شعبنا.
○ تنامي الحسّ الوطني بوجه مَن سيكون؟
• سيكون بوجه الذين يريدون سوءاً بالعراق، مِن السياسيين الطائفيين داخل البلد، والكتل والأحزاب الإسلامية المتحكّمة، وبوجه دول الإقليم التي تتحكّم بالعراق، وهذا ما يجعل الأخطار تتزايد.

النائب العراقي فائق الشيخ علي في حديث لـ «القدس العربي»: المشهد السياسي إلى تعقيد بعد تحرير الموصل والمواجهة المقبلة بين الإسلاميين والليبراليين

حاورته: رلى موفق

الأمين العام للأمم المتحدة: العالم لا يستطيع أن يدفع ثمن العنف ضد المرأة

Posted: 26 Nov 2016 02:10 PM PST

نيويورك (الأمم المتحدة) ـ «القدس العربي»: في رسالة بمناسبة «اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة»، قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إن «العنف ضد النساء والفتيات هو انتهاك لحقوق الإنسان ووباء يمس الصحة العامة وعقبة خطيرة أمام التنمية المستدامة. 
وكانت الأمم المتحدة أقرت الاحتفال بهذا اليوم في الخامس والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام.
وبينما أعلن الأمين العام أن اعتراف العالم بذلك آخذ في التزايد، شدد على أنه لا يزال هناك الكثير مما ينبغي فعله من أجل تحويل هذا الوعي إلى إجراءات مجدية تفيد في اتقاء هذا العنف والتصدي له. ونوّه إلى أن «العنف ضد النساء والفتيات يفرض تكاليف ضخمة على الأسر والمجتمعات المحلية والاقتصادات». وأشار إلى أنه عندما تعجز المرأة عن العمل نتيجة لتعرضها للعنف، فإن ذلك قد يهدد فرص عملها وبالتالي الدخل الذي تشتد حاجتها إليه، واستقلاليتها، وقدرتها على التخلي عن العلاقات التي تتعرض فيها للأذى.
وحذر كي مون من أن العنف العائلي وعنف الشريك ما زالا مستشريين ويتفاقمان بفعل انتشار الإفلات من العقاب على تلك الجرائم، ليؤدي ذلك إلى قدر هائل من المعاناة واستبعاد للمرأة من النهوض بالأدوار الصحيحة والكاملة المنوطة بها في المجتمع.
وأضاف «ليس في إمكان العالم أن يدفع هذا الثمن، ولا في مقدور النساء والفتيات تحمل هذه التكلفة، بل ولا ينبغي أن يضطررن إلى تحملها». داعيا الحكومات إلى إبداء التزامها من خلال زيادة الإنفاق الوطني بشكل كبير في جميع المجالات ذات الصلة، بما في ذلك دعم الحركات النسائية ومنظمات المجتمع المدني. كما دعا زعماء العالم للمساهمة في هيئة الأمم المتحدة للمرأة وصندوق الأمم المتحدة الاستئماني لإنهاء العنف ضد المرأة. وقال «ونحن نتطلع كذلك إلى القطاع الخاص، والمؤسسات الخيرية والمواطنين المعنيين للقيام بدورهم».
وقال أمين عام الأمم المتحدة إن العنف ضد المرأة هو حقا «مسألة حياة أو موت»، مشيرا إلى أن ما يصل إلى 70 في المئة من النساء في بعض البلدان تعرضن للعنف الجسدي أو الجنسي من جانب شريك حميم (زوج أو صاحب). وفي بعض البلدان، تسببت أعمال العنف من قبل الشريك الحميم في مقتل 40 إلى 70 في المئة من الضحايا الإناث.
وكان الأمين العام قد شارك في فعالية نسائية في مقر الأمم المتحدة لبدء سلسة نشاطات تستمر 16 يوما لإحياء اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد النساء والفتيات، والذي تحييه الأمم المتحدة تحت شعار «لنجعل العالم برتقاليا: لنحشد المال للقضاء على العنف ضد المرأة».

الأمين العام للأمم المتحدة: العالم لا يستطيع أن يدفع ثمن العنف ضد المرأة

عبد الحميد صيام

في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة: هل يتطلب تحرر المرأة العربية تغييرا جذريا في العقلية والفكر السائدين؟

Posted: 26 Nov 2016 02:10 PM PST

العام الحالي لم يكن الأفضل بالنسبة للمرأة العربية، فهي تعيش في مجتمع يحلل للرجال كل الأخطاء ويحرم عليها التعليم والعمل والكرامة. نساء هربن من الحروب والصراعات ليجدن أنفسهن في مهب الريح في غابة لا ترحم، حيث الاستغلال بكافة أشكاله. بنات في عمر الزهور يتم تزويجهن للخلاص من همهن، ونساء حرمتهن الحروب من أزواجهن ليصبحن عرضة لمافيات الجنس والمخدرات وللخطف على أيدي جماعات إرهابية كسبايا.
تعبر الانتهاكات الحدود العربية لتصل إلى قلب مخيمات اللجوء في أوروبا، حيث تضيع الحقوق وتصبح المرأة الحلقة الأضعف في عالم يضج بالفوضى ويصير الحامي المبتغى مسببا للأذى. العنف مسلط عليها داخل البيت وخارجه وسكوتها سبب علتها، فهي تعودت على ان تكون مضطهدة ومتقبلة لما يفرضه عليها المجتمع من عادات لم تنصف المرأة بقدر ما أحبطت من عزيمتها.
ما زالت قضايا جرائم الشرف منتشرة في بلادنا والقاتل يبقى طليقا حرا لا يعاقبه القانون، أما عادة الختان الجريمة الأخلاقية الكبيرة فما زالت تمارس في الخفاء حتى مع تجريمها في القانون، فمتى تتغير هذه النظرة الدونية تجاه المرأة، ومتى تنال حقوقها وهل الحل في وضع قوانين تحمي حقوقها، أم ان الأمر يتطلب تغييرا جذريا في العقلية والفكر السائدين اللذين يحللان كل شيء للرجل ويحرمان كل شيء على المرأة؟
«القدس العربي» حاورت أكاديميات وناشطات وحقوقيات عبرّن عن مدى قلقهن من الوضع الراهن للمرأة العربية رغم نضالها المستمر لنيل المزيد من حقوقها.

موروثات بالية

الشاعرة والكاتبة أسماء قلاوون من لبنان رئيسة «الملتقى النسائي الثقافي الخيري» قالت لـ«القدس العربي»:
«العنف الواقع على المرأة اسميه الوأد الذي كان يحصل في الجاهلية قبل الإسلام، ويعاد الآن لكن بطريقة مغايرة. يعز علي ان أرى امرأة تجر في ساحات المسجد الأقصى وهي ترابط دفاعا عنه بينما الصمت يحيط بها في أرجاء العالم، هي تجر وتعتقل وتهان لأنها تدافع عن كرامة الأمة. تتعرض المرأة العربية للعنف النفسي والجسدي وتعاني الأمرين من ظلم كبير ماثل للعين في بلادنا وتحرم من أبسط الحقوق».
وتضيف: «لا بد ان نذكر موضوع الطلاق المتهور، فلو تكلمت المرأة كلمة لا تعجب زوجها أول شيء يفعله أن يقول أنت طالق، دون إعطائها حق الرد. المرأة حتى الآن لا تعطى حقوقها كاملة بعد طلاقها، تلك الحقوق دعا لها الإسلام الحنيف ولكنها محرومة منها».

استغلال وتهميش

وتقول عن أوضاع المرأة اللاجئة: «من خلال عملي كنت مسؤولة ومتابعة لأوضاع اللاجئات الهاربات من سوريا إلى لبنان، وأعرف تفاصيل الحياة المريرة والمواجع التي واجهنها من استغلال واضطهاد وغيره. أذكر قصة طفلة زوجت لرجل مسن لأجل ان تهرب من حياة البؤس وتعيش، إذ أهلها لا يستطيعون توفير الطعام لها. وهناك نساء قتلن داخل المخيم بتهمة الشرف لمجرد شائعات، الاستغلال الجنسي والنفسي للمرأة جريمة فهي لا تشعر بالأمان وتحتاج للحماية القانونية بتوفير ما أمر به الشرع».

الاحتلال يستهدف المرأة الفلسطينية

المخرجة الفلسطينية امتياز المغربي من رام الله تطرقت من خلال أفلامها إلى واقع المرأة في الأراضي المحتلة ومن خلال تجربتها قالت لـ«القدس العربي»:
«تطرقت من خلال أفلامي كمخرجة لوضع المرأة الفلسطينية والعنف الممارس ضدها إن كان من قبل المحتل أو المجتمع. صحيح ان المرأة الفلسطينية استطاعت أن تنجز الكثير وتنجح في الوصول إلى مناصب عالية وقيادية مهمة وهذه سابقة تسجل لها، هذا هو الجانب المضيء، لكن الجانب المظلم هو وجود الاحتلال الإسرائيلي، فللأسف الكثير من الأمور السلبية تقع على عاتق المرأة.
والأمثلة كثيرة من مرور المرأة على الحاجز الإسرائيلي وتعرضها للتفتيش وللإهانة أو الإعتداء عليها إلى عمليات اقتحام المنازل والاجتياحات حيث تتوقع المرأة التي قد تكون الزوجة أو الأخت أو الأم ان يعتقل أو يقتل ولدها وهو ذاهب للمدرسة. أنا واحدة من النساء اللواتي تعرضن لمعاناة عندما كان أخي معتقلا. كنت أستيقظ الساعة الرابعة صباحا وأجد صعوبة في التنقل للوصول إلى السجن. ذهبت أكثر من مرة إلى سجن النقب ورأيت حال النساء المسنّات اللواتي يعانين من أمراض مزمنة. وتتعمد القوات الإسرائيلية التفتيش أكثر من مرة والإجراءات تعسفية بحق أهالي الأسرى وأصعبها التفتيش الجسدي للنساء الذي يجري بطريقة بشعة إلى درجة الطلب بنزع ملابسهن بالكامل. وحين ترفض الفلسطينية ذلك فهي إما تمنع من زيارة ابنها أو زوجها أو تعتقل».
وتتابع: «أشد انتهاك بحق الأسيرات رأيته من خلال قصة الأسيرة المحررة الحاجة عايشة عبيد، وقمت بتصوير فيلم عنها. هي سيدة مسنّة مبتورة القدم تجلس على كرسي متحرك عمرها اليوم 77 سنة ليست لديها أسرة ولم تتزوج، سخّرت كل حياتها للنضال الفلسطيني وفتحت معمل خياطة وحياكة وعلمت النساء».
وتضيف ان المجتمع ذكوري بإمتياز، حيث ما زالت هناك نساء يقتلن على خلفية ما يسمى شرف العائلة، غالبيتهن متزوجات ولديهن أطفال والسبب هو الثقافة الفكرية العمياء التي نتوارثها من جيل إلى آخر وندّعي ان الديانات هي من أمرت بذلك وهذا إدعاء باطل. لكن للأسف عندنا موروث من التخلف تنقله بعض النساء لأبنائهن ولبناتهن، فتمنع البنت من الخروج والتعلم واستعمال الهاتف ومواقع التواصل، بينما الرجل تنمي فيه الأم الشعور بكونه مسؤولا عن العائلة ويحمي شرفها. للأسف المرأة تساهم في تربية الرجل على ظلمها وتعنيفها وضربها».
وتضيف: «هناك تقييد لحرية المرأة وثقافة تجهيل يتم نشرها بين الشباب. الاحتلال يستهدفنا بالمخدرات التي تنهش الأسرة الفلسطينية، وتدخل إسرائيل إلى الضفة الغربية «مخدرات قانونية» تحتوي على مركبات كيميائية أخطر من الهيروين وتؤدي إلى مشاكل صحية في المخ والقلب وهذا أسلوب تتبعه سلطات الاحتلال اعتقادا منها بانها ستضعف المقاومة ضدها».
وترى المغربي ان بعض الأسر الفلسطينية تخاف على بناتها من الاعتقال أو القتل لذلك تمنعهن من الدراسة أو العمل خوفا من أن يعتدي عليهن جندي أو يتم التحرش بهن. من جانب آخر تؤكد على أن سوق العمل لا تجند المرأة المتزوجة بسبب مسؤولياتها والفرصة متاحة لمن تتوافر فيها مواصفات الجمال على حساب المضمون، والخلافات بين «فتح» و«حماس» زادت الطينة بلة، فللحصول على وظيفة لا بد من معرفة الانتماء السياسي والمحصل. فالنساء مستهدفات من كل النواحي وإسرائيل تستهدفنا ليس فقط بالاجتياح أو الاعتقال أو بالرصاص بل فكريا ومعنويا وبمحاولة تفكيك للأسرة.

المرأة مسؤولة بسكوتها

أما لانة الصميدعي رئيسة جمعية «المرأة المسلمة للمستقبل» سابقا وعضو «الرابطة الإسلامية في بريطانيا» وأستاذة القرآن والتجويد من لندن فتقول لـ«القدس العربي»: «ان الظلم سببه الرجل والمرأة لأنهما مكملان لبعض. والرسول الكريم (عليه الصلاة والسلام) حتى في آخر لحظة في حياته أوصى بالمرأة عندما قال: «أوصيكم بالنساء خيرا» وفي ظل كل التوصيات والعناية التي أتى بها الإسلام السمح لرفع شأن المرأة، إلا ان الحقيقة ولأكون صادقة، في العنف ضد المرأة أعتب على المرأة نفسها التي تهين كرامتها بزعم ان السيادة من المفترض ان تكون للرجل ولا تتصرف التصرف الصحيح، إذ مع سيادة الرجل يجب ان تمنح الكرامة والإنسانية والحرية بالشكل المطلوب واللائق».
وترى الصميدعي أن الرجل الشرقي فهم الإسلام فهما خاطئا، وهنا بدأت المشكلة في الترجمة الخاطئة للآيات والأحاديث.
وعن وضع المرأة المهاجرة تقول: «للأسف بعض تصرفات النساء تشجع الذكور على التصرف بعنف، ففي الغرب تستغل المهاجرة الغطاء الأمني والقانوني للمرأة وهناك نساء بالغن في موضوع العنف حتى يحصلن على تعويض، في حين ان المشكلة بسيطة ولا تستوجب ابلاغ الشرطة والجهات المسؤولة».
وتعتقد الصميدعي ان معاناة المرأة المسلمة كبيرة في الغرب ومن يدافعون عن حقوق المرأة هم من يعنفونها وينتهكون حريتها الفكرية والدينية والعقائدية «نحن مع الدعم النفسي للنساء المعنفات لكن نسمع ان فهم هذا الدعم أسيء. نعم هناك اضطهاد للمرأة المسلمة وعنصرية ضدها في العمل والشارع تشعر بها المرأة المحجبة، وحادثة «البوركيني» في فرنسا مثال، فنجد هناك تناقضاً ونحن نعيش في عالم المتناقضات، فالكلام شيء والتطبيق شيء آخر، بعض الدول الأوروبية منع النقاب وبعضها منع الحجاب في الوظائف والجامعات وكل هذا ظلم بحق المرأة حتى تخضع وتطيع. بعض النساء نزعن الحجاب لأنهن بحاجة إلى عمل ومصدر رزق وهناك من النساء من تخلع الحجاب في العمل وتلبسه خارجه».
وعلقت الصميدعي على وضع اللاجئات العراقيات بالقول: «المتضرر الرئيسي في الموضوع هو المرأة، فهي تعاني من ظلمات الجهل ولا تستطيع إكمال تعليمها وتركض بين حماية أطفالها وتوفير الرزق ويتم استغلالها بطريقة بشعة بسبب الفاقة والحاجة. وهناك من المهجرات من باعت أولادها في الموصل لأنها تقول أنها لا تستطيع إطعامهم ولا تعرف أين ذهبوا ولا لمن بيعوا».
وتنصح الصميدعي الرجال بحضور ورش العمل التربوية من أجل التوعية التي من شأنها أن تغيّر حال الكثير من الشباب الذي يحمل موروث الآباء والأجداد الذي يعتبر المرأة مجرد خادمة مطيعة ومخلوقا ضعيفا أُعد فقط للخدمة وإنجاب الأطفال ليس إلا.

ثغرات قانونية

الإعلامية والناشطة الحقوقية الجزائرية عائشة زيتوني تقول عن مشكلة العنف ضد المرأة لـ«القدس العربي»:
«في إطار اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، رأيت أن الغالبية تفكر في العنف على أنه مجرد عنف جسدي ولكن هناك أنواعا كثيرة من العنف، قد تكون أكثر قسوة من الضرب. فالعنف الجسدي تتعرض فيه المرأة للضرب مسببا ندوبا وخدوشا على مستوى الجسم بينما العنف الجنسي فتجبر فيه المرأة على ممارسة الفعل الجنسي بالإكراه، ليس بالضرورة أن تكون علاقة كاملة بل يكفي أن تجبر على أي نوع من الانتهاكات الجسدية.
كذلك العنف النفسي يعد من أشد أنواع العنف ضد المرأة، لأنه يترك أثرا كبيرا في نفسيتها ويعود عليها بمشاكل قد تؤدي للإنتحار. ولابد أن لا ننسى العنف الاجتماعي، ومن أسبابه العادات والتقاليد العربية عامة والمحلية بشكل خاص، مثل الختان، والرجم، ووأد البنات، والنفي، وغيرها من التصرفات التي تكون بسبب معتقد مجتمعي أو قبلي.
بالإضافة إلى العنف اللفظي الذي هو من أكثر أنواع العنف انتشارا سواء كان يدرك مستخدموه بأنه عنف أم لا، كالتلفظ بألفاظ بذيئة في الشوارع وأماكن العمل.
أما العنف السياسي فهو تعرض المرأة للعنف من قبل السلطة الحاكمة أو الاحتلال، سواء كان ذلك في وقت السلم أو الحرب، مثل التعذيب في السجون، وحرمانها من حقها في حرية السفر والتنقل.
وتشير زيتوني إلى أن العنف ضد المرأة في تزايد وهذا ما تقوله الإحصائيات التي سجلت في الجزائر العام الماضي: «سجلت حوالي 10 آلاف حالة عنف ضدّ النساء منها حوالي 7 آلاف حالة خلال الشهور التسعة الأولى من السّنة التي غلب عليها العنف الجسدي بـ 5163 حالة متبوعة بسوء المعاملة بـ 1508 حالات ثم بعدها العنف الجنسي بـ 205 حالات كما سجّلت أيضا 27 حالة قتل عمدي.
ومن أصل 6985 امرأة ضحية عنف حوالي 1903 لا يتجاوز مستواهن التعليمي الطور المتوسّط وحوالي 1267 امرأة بدون تعليم وحوالي 603 من المستوى الابتدائي والبقية كلّهن متعلّمات وصاحبات مناصب مسؤولة.
أما المتورّطون فجلهم غير متعلمين أو أوقفوا تعليمهم في الأطوار الأولى من الدراسة فمثلا حوالي 1303 منهم لهم مستوى التعليم المتوسّط».
وتنهي زيتوني حديثها بالقول: «من هذه الإحصائيات نجد ان العنف لا يعترف بسن معين ولا يميز بين المرأة البالغة والقاصر أو ثقافة معيّنة أو بلد أو مجتمع بعينه وإنما يشمل كافة الثقافات والدول المتقدمة ودول
العالم الثالث. وبالنسبة للجزائر فلا تزال تفتقر إلى قانون خاص لمحاربة العنف ضد المرأة مع أنه مطلب قديم للجمعيات الجزائرية المدافعة عن حقوق الإنسان بصفة عامة وحقوق المرأة بصفة خاصة، لذلك فهذه المقاربة تنعكس في عدم حماية النساء والفتيات ضحايا العنف الجنسي بشكل كاف، مع وجود ثغرات قانونية تمكن الجاني من الإفلات من العقاب. المرأة نصف المجتمع وإذا بقي النصف الآخر محبوسا داخل آلات العنف بكل أشكاله فان النّصف المشلول لا يمكنه التقدم بالمجتمع وكما قال وليام شكسبير (الرحمة جوهر القانون ولا يستخدم القانون بقسوة إلا الطغاة)».

في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة: هل يتطلب تحرر المرأة العربية تغييرا جذريا في العقلية والفكر السائدين؟

وجدان الربيعي

«الفلايكية» مهنة القوارب في وادي أبو رقراق من عبور الضفتين إلى تبني مقاربة الرحلات السياحية

Posted: 26 Nov 2016 02:10 PM PST

الرباط ـ «القدس العربي»: على بعد ثلاث دقائق أو أقل من وسط الرباط، عاصمة المغرب، وعلى ربوة تؤدي إلى قلعة «الوداية» التاريخية، يطل نهر أبو رقراق، الذي يمنح عاصمة المغرب، رئتها ومتنفسها النهري الجميل، وأهم ما يشد إلى هذا المكان، إضافة إلى المآثر السياحية التي تحيط به، من صومعة حسان، والقلعة التاريخية التي استقر فيها جزء من الموريسكيين المطرودين من جنة الأندلس، تلك القوارب التقليدية المصنوعة من الخشب والمصبوغة بلون البحر الأزرق، والتي تتناثر على سطح نهر أبو رقراق، أو كما يسميه ساكنة الرباط «بوركراك». قوارب للعبور إلى الضفة الأخرى، حيث مدينة سلا التي تلوح من قريب. الرحلة قصيرة لا تستغرق أكثر من خمس دقائق ذهابا وإيابا، ألفها ساكنو سلا ممن كانوا يقطنون على الجانب الآخر من النهر، خاصة قاطني «قشلة العكسر» وألفوا استخدامها للذهاب والإياب إلى محلاتهم التجارية أو للتسوق أو لقضاء أغراضهم في العاصمة الرباط، وحتى حين لم يعد لهذا الحي من أثر بفعل أشغال تهيئة ضفتي نهر أبو رقراق، بقي العديد من الساكنة مخلصا للعبور، وأخذ المكان شهرته الجميلة من هذه الحركة اليومية، ليحل محله شيئا فشيئا عبور من أجل الترفيه، لمجرد التواجد تحت سماء زرقاء فاتحة، يشتهر بها المغرب، وحيث الماء المائل إلى خضرة محببة، وصياح النوارس على الضفة المقابلة…وحيث دماثة أخلاق البحارة أو «الفلايكية»، كما يطلق عليهم بالدارجة المغربية، يغري الراغبين، خاصة من الأجانب والشباب، بالقبول بدعوتهم للقيام بجولة نهرية قصيرة أو لجولة سياحية، تمتد من صومعة حسان حتى الجانب الآخر من «لوداية».

ذاكرة الماء

ولأن للماء ذاكرة فإنه رغم انحسار مجد الفلايكية، وانصراف الساكنة السلاوية إلى وسائل النقل الحديثة، وخاصة مع بناء أكبر قنطرة في افريقيا والتي تربط بين المدينتين، الرباط وسلا، فإن المكان ما زال يحتضن 72 «فلوكة»، أي قارب خشبي، يعيش أفرادها على مهنة نقل الزبائن من وإلى الضفتين، ويعرضون خدماتهم السياحية على الزوار، رغم قلتهم، خاصة خلال فصل الشتاء، لكن رغم قلة المداخيل، فإن الفلايكية مصرون على الاستمرار في الاشتغال في عين المكان، لأن الرزق هو كما يقولون «على الله» ولأن أغلبهم لا يجيد حرفة ثانية غير ركوب هدوء النهر الرقراق. العاملون على الزوارق الخشبية، منحوا عمرهم بالكامل للعمل في هذا النهر، ست وثلاثون سنة من الإبحار بين الضفتين هي عمر بالنسبة لمحمد الذي يناديه أصدقاؤه «حمادة»، وهو عمر أيضا بالنسبة لذلك الشاب الذي أطلق اسم ابنته على زورقه الخشبي، والذي اشتغل بهذه الحرفة لمدة عشرين سنة، وحين انتبه وجد أن النهر ومهنة الزوارق الخشبية قد سرقت وحولت مجرى حياته، لذلك فإن المشتغلين في هذه المهنة لا يمكنهم الحياة بعيدا عن النهر، فقوت يومهم مرتبط به إلى حد التطابق، مما يعني أن أي خلل في مسار الأمور يمكن أن يشرد عشرات من العائلات.
يقول غيلان وهو صاحب قارب أطلق عليه اسم ابنته سلمى 2: «أمارس المهنة منذ أكثر من عشرين سنة، واخترتها لأنني ابن المنطقة، ولأنني لم أرغب في ممارسة أي حرفة غيرها، في البداية كنت أشغل كصياد في البحر بعدها بدأت في الاشتغال على مراكب العبور، قبل أن أمتلك قاربي الخاص بعد إحصاء العاملين في النهر في إطار مشروع تهيئة ضفتي أبو رقراق…حيث أصبحت الأمور منظمة أكثر وأصبح لكل منا زورقه ورقمه الخاص به وأوراقا تثبت ذلك، لكن من حيث وتيرة العمل، فما تزال الحال كما كانت عليه سابقا، نشتغل على وجه الخصوص في فصل الصيف والعطل ونهايات الأسبوع لكن في فصل الشتاء تقل الحركة ويقل اشتغالنا، وحين تتساقط الأمطار فذلك يعني أنه يوم من دون مدخول».

القطع مع الماضي

وحيث يوجد الفلايكية اليوم، يتذكر كل من التقيناهم كيف تطورت الأمور وأخذت منحى جديدا خلال السنوات الأخيرة، قاطعة مع هدوء الماضي وصمت المكان، تغير ارتبط خاصة بمشروع تهيئة ضفتي نهر أبو رقراق، الذي أضفى الكثير من الفخامة على المكان الذي شهد قفزة نوعية من حيث بنياته التحتية، مشاريع سكنية، وقناطر، وترامواي، ومسرح، ومركبات سياحية، ومقاه على طول المارينا، أو الكورنيش، الواجهة البحرية. تغيرات جعلت من المكان قبلة للعشاق ولمحبي الهدوء والسكينة، وتأمل رحلات العبور بالقوارب الزرقاء الخشبية، التي تخلق أجواء رومانسية وعاطفية وتشد الزائر إلى المكان أمام تهادي المراكب على سطح النهر التاريخي. أجواء تجلب الكثير من الزوار، خاصة الشباب، إلى المكان، وإن كانت الأقلية فقط من ترغب بنزهة في القارب، مكتفية بتأمل المراكب الخشبية ورحلات العبور التي يقوم بها الآخرون.
يقول محمد، وهو صاحب مركب خشبي للعبور ويمارس هذه المهنة منذ أكثر من 36 سنة، «كل شيء تغير بعد تنمية المشروع، قبل ذلك كان هناك ما يسمى بقشلة العكسر، وكان هناك اقبال كبير على العبور بين الضفتين خاصة الحرفيين، لكن الأمور تغيرت الآن مع التطور الذي عرفته الضفة الأخرى، ومع التجديد الحاصل وبناء القناطر، لم تعد الحال كما كانت وتم إنشاء مجمعات سكنية جديدة ولم يعد لدينا الزبناء القدامى نفسهم، فأغلبية زبائننا اليوم هم من السائحين الذين يأتون خاصة في فصل الصيف وفي أيام العطل أو الأعياد».
لا تكلف الرحلة القصيرة نحو الضفة الأخرى أكثر من درهمين ونصف، ثمن أدهشنا ونحن نقوم باستكشاف المكان، ولا يعوض «الفلايكية» عن عرق جبينهم سوى تلك الرحلات القصيرة أو الطويلة التي تبدأ من خمسين درهما وقد تصل إلى 200 درهم أو أقل بقليل، وقد ترتفع إن كان الزبون يرغب في رحلة أطول باتجاه مصبات النهر الطويلة. رحلة يتذكر الأقدم سنا أنها كانت بريالين لا غير، ثم بستة ريالات، ثم بدرهم قبل أن يستقر الثمن على درهمين ونصف، أي أقل من نصف دولار.
تتوزع القوارب على مكانين، أو «طابلتين» كما يسميها البحارة بالدارجة المغربية. مكانان مختلفان من حيث أهميتهما الاقتصادية رغم المسافة القريبة بينهما، حيث تدر المحطة الأولى المتواجدة بالقرب من قلعة «لوداية» مداخيل أكبر من المحطة الثانية، أي محطة حسان، وإن كان لا يفصل ينهما غير ثلاث دقائق مشيا على الأقدام، لقربها، عند الوصول إلى الضفة الأخرى، من المكان الذي يقصده العابرون منها، وكذا لتواجدها قرب مجموعة من المقاهي الراقية. ويتبادل أصحاب القوارب الاثنين والسبعين الاشتغال بين المحطتين في كل يوم، لتحقيق بعض العدالة التي لم تسعف الظروف لخلقها لغياب إعلانات تليق بقيمة وجمالية المكان وعمق فكرة العبور بالمراكب الخشبية العتيقة والتي تكاد كفكرة أن تشكل جزءا من التراث الشعبي المغربي، ويمكنها أن تماثل بسهولة من حيث شهرتها مراكب المدينة العائمة فينيسا في إيطاليا، حيث تتوافر كل الظروف لخلق مكان سياحي بامتياز يمكنه أن يشكل عامل جذب للسياح الأجانب.

أسماء نساء

كل أسماء المراكب الخشبية العتيقة المخصصة للعبور تحمل أسماء نساء، خديجة 2، وشادية، وثورية وشيماء، حين سألت أحد البحارة أجابني بجدية كبيرة إن «الفلوكة» هي أنثى، أما مراكب الصيد، أي «الباطوات» فهي تحمل اسماء مذكر، لذلك تحمل القوارب الخشبية الخاصة بالعبور أسماء النساء، وتحمل المراكب الخاصة بالصيد والأكبر حجما والمزودة غالبا بمحرك، اسم الذكور… ابتسمت لهذه المقاربة «الجندرية» للمراكب والزوارق التقليدية، لكن صاحب القارب كان جادا وهو يخبرني بالأمر وكأنه حقيقة مسلم بها. ورغم الابتسامة التي لا تفارق محيا العاملين في هذه الزوارق، فإن معوقات كثيرة تحول دون اشتغالهم بشكل يعكس جودة الإمكانيات التي جادت بها الطبيعة على المكان. يقول أحد أصحاب المراكب «نحن في حاجة إلى التغطية الصحية، وفي حاجة إلى إنارة جوانب المحطتين معا، فغياب الإنارة مساء يخلق مشكلة بالنسبة للراغبين في ركوب الزوارق ويدفعهم للابتعاد، كما نشكو من غياب حمامات خاصة بالعاملين، ونشتكي من غياب الأمن، فنحن أحيانا نقوم بحماية المواطنين من بعض الاعتداءات، خاصة النساء، ينبغي أن يكون هناك مركز للشرطة في المكان ودوريات دائمة يراها الناس للإحساس بالأمان واستكشاف المكان الذي قد لا يبدو مرئيا للكثيرين بسبب الطبيعة الجغرافية المنحدرة للنهر، خاصة عندما يكون الماء في حالة جزر».
ويقول أمين الفلايكية توفيق، الذي كان حاضرا في المكان «هناك أشخاص يكترون القوارب ويخلقون لنا بعض المشاكل، لا يحترمون التسعيرة المتفق عليها من طرف الجميع، كما أن مراكبنا بحاجة لواقيات شمس، وبالفعل قامت إحدى الجمعيات بصناعتها، لكن أصحاب مشروع المارينا اشترطوا وضع شعارهم عليها غير أننا رفضنا خوفا من التمادي أكثر على مجالات اشتغالنا مستقبلا، ويبقى حضور مقر دائم للأمن أهم متطلباتنا في هذه المرحلة».

منتوج سياحي

ورغم كل المشاكل التي يتخبط فيها القطاع، فإن الزائر لنهر أبو رقراق ولمحطة الزوارق لا يمكنه سوى أن يتوقف طويلا أمام سحر المكان وزرقته، ويقف على طيبة هؤلاء الأشخاص الذين لا يمانعون في عبور الأشخاص مع دراجاتهم النارية نحو الضفة الأخرى، ولا يمانعون في نقل بعض النساء أو الرجال بدون مقابل، فالعابرون، باستثناء السياح، تحولوا مع مرور الوقت إلى زبائن معتادين، ولعلهم يدركون أن العبور نحو الضفة الأخرى لم يعد كافيا لسد حاجيات العاملين في المكان، وحدها السياحة والرحلات النهرية للترويح عن النفس يمكنها انقاذ هذا القطاع من الاندثار، علما أن الأمر يتعلق بتأهيل القطاع وإحاطته بعناية خاصة على رأسها الأمن والإنارة والإشتغال على الترويج لهذا المنتوج بكثير من الحرفية والمهنية من الجهات الوصية، كمنتوج سياحي محلي بامتياز.

«الفلايكية» مهنة القوارب في وادي أبو رقراق من عبور الضفتين إلى تبني مقاربة الرحلات السياحية

ليلى بارع

شكلت ملتقى لقوافل العلماء والتجار عبر الصحراء الكبرى: «قصر البركة» الموريتانية: تاريخ يقاوم عوادي الزمن

Posted: 26 Nov 2016 02:09 PM PST

نواكشوط ـ«القدس العربي»: قهر ملثمو موريتانيا الأشاوس عبر تاريخهم الطويل، جبال الصحراء الوعرة وأسسوا فيها العديد من المدن التي شكلت روابط وملتقيات حضارية وعلمية وتجارية للقوافل العابرة للصحراء الكبرى، وبقيت شاهدة على تاريخ عريق.
ولعبت المدن التاريخية الموريتانية دورا مهما في نشر الثقافة الإسلامية والثقافات الأخرى في عملية تبادل وأخذ وعطاء أدواتها المحطات والقوافل التجارية، وأفواج الحجيج.
ومن المدن التاريخية الهامة التي تأسست عبر تاريخ موريتانيا، مدينة قصر البركة النائمة بين أحضان جبال تغانت مطلة على وديان تامورت انعاج الخصبة، جامعة بين وعورة الجبل ونعومة الوديان الخصبة.

تاريخ وموقع

وتقع المدينة في شمال وادي تامورت أنعاج عند التقاء مصبي الواد الأبيض وواد لمريفق على بعد ما يقارب الـ 60 كلم من قرية أنبيكه أكبر الحواضر في هذا الوادي الخصب الفسيح ذي الروافد الكبيرة.
ويقول الباحث محمد الأمين ولد يحي عن المدينة «أن مدينة انبيكة أسست على أنقاض مدينة قصر البركة؛ وتقع أنبيكه على مرتفع صخري بنى عليه المستعمر الــفــرنـسـي مستهل القرن الماضي، ثكنته العسكرية الشــهيرة التي ما تزال معالمها موجودة وسط المدينة، والتي شكلت لسنوات نقطة مراقبة مهمة في وسط موريتانيا، لموقعها المتميز على مشارف هضبة سلسلة جبال الموريتانيد، مطلة على منطقة زراعية ورعوية مهمة، تشمل أكبر رقعة إنتاجية وأكبر عدد من السكان.

ملاحم وإخلاء

ويقول الباحث الموريتاني عبد الله ولد سيدى محمد «إن منطقة قصر البركة سجلت في يومياتها ملاحم بطولية مشهورة لأجداد قبيلة «كنته» عموما سواء على مستوى المقاومة المسلحة للاستعمار الفرنسي أو على مستوى الحروب القبلية السابقة التي كانت قبيلة كنته طرفا فيها».
ويضيف «كان للحروب القبلية والخلافات البينية دور في هجرة السكان عن مدينة قصر البركة التاريخية، غير أن عوامل أخرى لاحقة كالجفاف وتنامي وانتشار الواحات في مناطق مختلفة من الوادي ربما كان لها الدور الأكبر في فشل محاولة إعادة إعمارها على يد أحد أعيان المنطقة بالتعاون مع المستعمر الفرنسي الذي اختارها في البداية مركزا لتواجده قبل ان يعدل عن ذلك لأسباب استراتيجية. ثم إن بروز مراكز استقطاب منافسة في التامورت مثل أنبيكه في الوسط ( 1970م تحديدا) ودار السلام وانتاكش وغيرهما، كان له كذلك دور كبير في إفراغ قصر البركة من ساكنتها وتركها تحت رحمة الخراب تواجه عوامل التعرية التي لم تترك سوى بقايا جدران ومئذنة تصدح بنداء الاستغاثة وتشهد على أن هذا المكان قد آوى في سالف العصر والأوان مدينة عامرة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان».

عزلة واستقطاب

تتبع مدينة قصر البركة من الناحية الإدارية لمقاطعة المجرية التي تبعد 170 كلم عن مدينة تجكجه عاصمة ولاية تكانت التي يتبع لها الجميع إداريا. وقد شهدت المنطقة بكاملها في العقود الماضية جفافا وتصحرا وعزلة كبيرة لكن الطريق الجديد رد إليها الأمل والتفاؤل حيث نشطت في استقطاب السياح ورجوع الساكنة إليها بعد الهجرات المتتالية التي كادت أن تفرغها من سكانها الأصليين.
يصف الباحث الوصول إلى قصر البركة فيضيف «يمر القادم من نواكشوط عبر طريق الأمل بالمقطع الرملي بين مدينتي صنكرافه والمجرية، وعند الوصول إلى المجرية ذات الموقع الجميل بين الكثبان الرملية والسلسلة الجبلية يتعين عليك للوصول إلى قصر البركة الصعود عبر ممر «أشتف» الوعر والساحر في آن، فلا بد أن يأخذك جمال منظره وأنت تنظر من علياء إلى مدينة المجرية في السفح وهي أسفل منك وكأنها قطعة شطرنج على أديم ذهبي من رمال تراها مد البصر وقد طرزتها الشجيرات بما تخاله من بعيد، وشما على التلال الساحرة».

تماسيح وآثار

ويقول «قد تكون للباحث عن الآثار في المكان وقفة، فثمة على القرب من المجرية مواقع أثرية هامة مثل خزان «كانكارا» للحبوب الذي يرجع تاريخه إلى أكثر من ألفي سنة، بعد الصعود عبر ممر «أشتف» على الطريق الاسفلتي الوحيد وعلى بعد 18 كلم شرقا هناك حين تنبسط الأرض وتتنوع التضاريس من هضاب فسهول فكثبان ستجد نفسك في الحضن الدافئ لأشجار وادي «التامورت» وإلى الجنوب الشرقي من الوادي يقع حوض «مطماطه» الذي توجد فيه أنواع من الحيوانات من بينها عدد كبير من التماسيح البحرية، وحين تتجه إلى الشمال من قرية أنبيكة واسطة العقد في تامورت أنعاج عبر مجرى الماء في الوادي فأنت على موعد مع حوض آخر يعتبر الخزان العام الذي تتجمع فيه كل المياه التي تمر عبر مصب وادي تامورت أنعاج، إنه حوض «كبو» بكاف معقودة، وهو أكبر حوض للمياه في المنطقة كلها. وغير بعيد من هناك يتعين عليك تتبع المسالك الوعرة في طريق غير معبدة إلى الشرق من «كبو» على بعد كيلومترات معدودة لتحظى بشرف زيارة مدينة قصر البركة التاريخية.

مراحل التأسيس

يعود تاريخ بناء مدينة قصر البركة إلى نهاية القرن الـ17م على يد مؤسسها العالم الرباني الطالب سيد امحمد بن باجد رحمه الله، وقد اختفت هذه المدينة التاريخية بشكل شبه كامل غير أن بعضا من آثارها ما زالت شاهدة على عراقتها مثل المسجد وجدران بعض المنازل.
وينتهي نسب مؤسس قصر البركة إلى الشيخ سيد أحمد البكاي الولاتي ولد الشيخ سيد امحمد الكنتي الكبير ذي النسب المتصل بعقبة بن نافع الفهري.
ووصل مؤسس قصر البركة الطالب سيد امحمد ولد باجد، حسب المصادر التاريخية، إلى موقع المدينة، قادما من حاضرة وادان المدينة التاريخية.
وكانت المدينة تسمى «لكصر» وهي عبارة افريقية تعني الحاضرة، ثم سماها المؤسس حين قدومه باسم قصر البركة تيمما منه بطلب العلا والفأل الحسن، وحرصا على ترسيخ أواصر الحضارة الإسلامية والثقافة العربية.
وقام الطالب حين قدومه إلى القصر ببناء المسجد طبق الأصل لتصميم هندسة مسجد مدينة وادان التاريخية، لكن معظم آثار هذا الجامع تهدمت واندثرت تحت ضربات عوامل التعرية، بيد أن آثاره لا تزال قائمة يمكن مشاهدتها حين زيارة المسجد والآثار القديمة المحيطة به، التي كان الطالب قد بناها حول المسجد وهي حوالي 1047 منزلا، ساعده في عملية هندستها ومعمارها وافدون تولوا بناء الجانب الشرقي من المدينة آنذاك.. وعندما توفي الطالب تولى خلافته أحمد سنة 1837م فقام ببعض الرتوش على المسجد والترميم حول المدينة، حيث قام بتوسيع دائرة المسجد الذي كان عبارة عن(21) ذراعا مربعا إلى (100) ذراع واكتفى ببناء المنازل وزاد عددها بجانب المسجد.

قلعة حضارية

وتطورت مدينة قصر البركة بسرعة نتيجة لوجودها ممرا للنقل والتجارة، وبفعل توسطها لبعض الجيوب الجغرافية الغنية حيث يوجد فيها الواد الأبيض الذي يمتلئ بمياه الأمطار في فصل الخريف وكذلك خزان كبو الزراعي، إضافة إلى موقعها السياحي الجميل.
ولا تزال مدينة قصر البركة ماثلة حية وإن كانت مهملة، تتحدى الواقع بألوان قصصها ونسج خيال معالمها، شاهدة على عصرها الفريد بجماله، ومظهرة بحجرها ومدرها الثمين عراقتها وأصالة بناتها.

شموخ وصمود

بقي قصر البركة بآثاره محفورا في صميم التاريخ، وقلعة حضارية لا تزال شامخة المعالم بارزة الوجنات، ورمزا للممانعة والتحدي، والثبات بين الجبال الحصينة والعصية، حيث كان قلعة المقاومة الأبية في الشمال الشرقي الموريتاني الرافض لولوج المستعمر غداة دخوله، محاولا دك حصون تكانت واجتياح جبالها آنذاك.
يشاهد القادم إلى مدينة قصر البركة عند مدخلها الجبل الذي لا يزال منتصبا بوقار شرقا كشيخ هرم يحكي قصة عبر ملايين الحقب، ويعرف هذا الجبل باسم «أنكش» مما يزيد بهاء ورونق منظرها، كأنه تمثال حصين أو حارس أمين لفتاة مؤتمنة له تكتنز آلاف الكنوز الذهبية. ويرى القادم أبنية المدينة التي لا تزال تتحدث باسهاب عن نفسها بآلاف القصص كشاهد عيان عن ذلك الخراب أو كأديب توفي قبل سرد روايته.
وفي داخل المدينة يشاهد الزائر الباحة الداخلية تتخللها مداخل وأزقة تحيط بالمسجد الذي أسست فيه المدرسة الإسلامية، ليصل بعد ذلك للمكتبة الحاضنة لمراجع الأدب والتاريخ، ليبهره الطابع المعماري للبناء، حيث زينت الجدران بالفسيفساء المصممة من أشكال الحجارة الصماء (المستقاة من المعمار الولاتي الموريتاني الأصيل) والذي يوحي بالخبرة الفائقة في مجال المعمار والتطلع إلى أشكال الفنون والهندسة والمزج بين التراث الشنقيطي العتيق باختلاف أجناسه، أما الأروقة والحجرات فهي مفروشة من الداخل بالصفائح المنقوشة بالزخارف، وتلتف حولها الأبواب التي تمثل المداخل والمتاريس المطلة على النوافذ والزقاق التي كانت تستعمل في عمليات الحراسة والمداومة على منافذ الأبواب والبوابات، وأشهر هذه الأبواب المدخل الذي كان يفتح لقوافل التجارة عند قدومها، والمدخل الأمامي المطل على مقبرة العلماء، وقد افتتحت هذه البوابة تكريما خاصا لهم لتقرب مزارهم للزائر وهم نخبة الزنوج الذين اعتنقوا الإسلام على يد الطالب سيد امحمد مؤسس المدينة ودرسوا عليه علوم القرآن والفقه حتى حفظوا القرآن وبعض العلوم الأخرى.

أضرحة خارقة

وتتميز هذه المقبرة بالأضرحة التي صفت بأحجار سمراء داكنة، وباختلاف هذا اللون تختلف أيضا أطياف الروايات الشفهية التي تنسج حول هؤلاء الأموات أو تنسب إليهم، مثل الحكاية التي تروى بوجود قبر لأحد الصحابة الأجلاء ويمتاز عن الأجداث الأخرى بطوله وسمكه وإسمه المنقوش على نعشه الذي هو مطاع بن الطعطاع.
والمثير للدهشة أن هذا الموروث الحضاري تنسج حوله ملايين القصص التي رويت لنا متواترا عليها، ومن الغريب قصة من تسميه الروايات «إمام المقبرة أحمد عبد بن بوبالي» الذي يزعمون أن أذانه يسمع وقت صلاة المغرب بين الأضرحة.
أما من الناحية الترفيهية فتوجد وسط مدينة قصر البركة صخرة بيضاء كروية الشكل يقال إنها خاصة برياضة الأبدان وتنمية العضلات بحمل الأثقال.
وأمام هذه المدينة معالم تتجلى للعيان من بعيد، وهي عبارة عن بعض الأعمدة الحجرية أو القلاع المتماسكة في وجه عاديات الزمن، حيث يلتحم الأدب والتاريخ والأسطورة في آن واحد ليجسدها التاريخ متحفا من الآثار النفيسة النائمة منذ حقب طويلة، وتحيط بهذه المعالم سلسلة طويلة من الجبال مشكلة درعا لحماية القرية، وحصنا منيعا واقيا من الأعداء في حالة الحروب.

إعمار المدينة

يعول سكان المنطقة والمنحدرون منها على أن تتمكن وزارة الثقافة الموريتانية من الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بإعادة إعمار المدينة وإيقاف مسلسل الإهمال.
وتعهدت الوزارة بتصنيف قصر البركة ضمن التراث الثقافي لموريتانيا، كما ستتولى الدولة صيانة المدينة والحفاظ عليها.
وستقوم الوزارة بترميم المسجد وبعض الدور ذات الرمزية التاريخية الخاصة في «القصر»، وبناء شبكة مياه في البلدة التي تشكو العطش، إضافة إلى تسييج المدينة.
واستمرت المدينة حية من نهاية القرن السابع عشر حتى القرن التاسع عشر حيث هجرها السكان لأسباب منها الحروب ما بين القبائل وبينها والمستعمر الفرنسي.
وإذا كانت قصر البركة تبدو للوهلة الأولى مدينة أشباح سلمها ساكنوها لعوامل التعرية، فإنها ظلت لعراقتها قاطنة في أحضان الحضارة والتراث؛ فهي رغم عوادي الزمن ورغم الإهمال، ما تزال صامدة في أباء متمسكة بعهود بناتها الذين قهروا جبال وسباسب الصحراء وحولوها إلى مدن حية باقية لن تموت.

شكلت ملتقى لقوافل العلماء والتجار عبر الصحراء الكبرى: «قصر البركة» الموريتانية: تاريخ يقاوم عوادي الزمن

عبد الله مولود

فؤاد أفرام البستاني رائدٌ منسيٌ من روّاد الأدب العربي المقارن

Posted: 26 Nov 2016 02:09 PM PST

الدكتور فؤاد أفرام البستاني (1906-1994) لبناني، ولد في قرية «دير القمر» في منطقة الشّوف الجبليّة جنوب شرقي لبنان في 15/8/1906 وتوفي في شباط/فبراير عام 1994 بالنّوبة القلبيّة.
درس في مدرسة الأخوة المريميين (الفرير) في بلدته، ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة القدّيس يوسف (اليسوعيّة) ببيروت وتخرّج فيها، ثم عمل فيها مدرّسا للأدب العربي إلى أن انتقل عام 1933 إلى معهد الآداب الشرقيّة لتدريس اللّغة والحضارة الشرقيّة. وعمل منذ 1945 في عدد من المعاهد والكليّات اللبنانيّة والفرنسيّة إلى أنْ عيّن عام 1953 رئيسًا للجامعة اللبنانيّة لسبع سنوات، واستأنف في هذه المدّة إصدار «دائرة المعارف»، التي كان يصدرها عمّه بطرس البستاني (1819 ـ 1883) وتوقّفت بعد الجزء السّادس، وأوصلها هو إلى الجزء الخامس عشر.
كان ذا إسهام فاعل في مجلة «المشرق» التي كتب فيها نحو ثمانين بحثًا ومقالاً، ناهيك من الإسهامات الأخرى وبما كتب عن أعماله فيها.
كان أوّل عربي ينتخب في أوائل سبعينات القرن العشرين عضوًا في جمعية المستشرقين الألمان. منح درجات دكتوراه فخريّة من جامعة «ليون» (فرنسا 1957)، وجامعة سان إدوار أوستين (تكساس 1958)، وجامعة جورج تاون (واشنطن 1958)؛ ومنح عدّة أوسمة لبنانيّة في عهود رئاسات مختلفة.
كان متعدّد التخصّصات، إذ جمع بين الأدب والتّاريخ واللّغة والنّقد والشّعر والقصّة والصّحافة. وقد خلّف فيها جميعًا ما يربو على المئة كتاب عدا البحوث والمقالات بالعربيّة والفرنسيّة، لعلّ أشهرها سلسلة «الرّوائع» التي انكبّ على تأليفها منذ 1927 حتّى 1982. ومن آثاره الأخرى: تاريخ التعليم في لبنان قبل مئة سنة، والأدب العربي في آثار أعلامه، والمتنبي والشّعر الصّافي، وأبو العلاء المعريّ: رسالة الغفران، ومع جبران خليل جبران، و «لماذا؟» (رواية لبنانيّة تاريخيّة).

٭ ٭ ٭

لفؤاد أفرام البستاني مقالٌ عنوانه «بين المعريّ والخيّام: فكرة الموت ومصير الأجساد» نُشر في مجلة «المشرق» عام 1928 (السنة 26. ص441-450)، وهو أستاذ الآداب العربيّة في كليّة القدّيس يوسف التي كان «آباؤها» يديرون المجلّة.
المقال يدخل في عمق الأدب المقارن، لأنّه عندي، والعبارة لحسام الخطيب «نصّ عربي مفهومي في موضوع الأدب المقارن»، ولأنّ صاحبه، الذي يعرف الفرنسيّة، كان يعي مفهوم المقارنة وإنْ لم يستعمل الاصطلاح بل استعمل «المقابلة». يظهر هذا في قوله: «أن يتفق المعريّ والخيّام في تصوير أهوال الموت وسلطانه القاهر ووحشة القبور، فهذا ما لا غرابة فيه ولا حاجة إلى نسبته إلى النّقل… أمّا ما يستحق درسًا خاصًا، فمقابلة بين الشّخصين، فهو ما نسمّيه مصير الأجساد وما تتفق فيه آراء الشّاعرين من ذكر مآل الرّفات بعد الموت وتحوّله إلى تراب وخزف وآنية تتفرع عنها.
ونحن نرى أنّ الخيّام استفاد من المعريّ في هذا الموضوع، وهو كان يتقن العربيّة وله فيها تآليف وعاش بُعيد موت المعري في عصر شاعت فيه شهرته، وتنوقلت أخباره، وسارت آراؤه. كلّ ذلك يظهر في المقابلة التي سنأتي بها بين أقوال الشّاعرين فنعرضها بطريقة وضعيّة ونترك للمطالع حقّ الحكم فيها، لمشاركتنا الرأي أو معاكستنا». (ص 442).
فالواضح من النّص أن «المقابلة» تعني «المقارنة» بالمفهوم الاصطلاحي لا اللّغوي. يؤكد هذا استعمال البستاني نفسه، بعد سنتين، الفعل «قارن» إلى جانب «المقابلة» و«الموازنة» ـ بالمفهوم المقارني ـ في «المشرق» نسفها (السنة 28 / 1930. ص936)، وهو يلخص بحثًا طويلاً نشر في هذه السّنة للأديب العراقي المحامي أحمد حامد الصّراف عنوانه «مقارنة بين المعريّ والخيّام»، لأنّه رآه متمّمًا وسندًا لبحثه هو، وقد يكون الرّجل ـ إلى الآن ـ أوّل من استعمل «المقارنة» بالمعنى العلمي الاصطلاحي. يقول فؤاد أفرام البستاني «نشرنا سابقًا في المشرق… مقابلة بين المعريّ والخيّام قارنّا فيها بين آراء الشّاعرين في فكرة الموت وما وراءه من مصير الأرواح… وأنّنا… بلقاء… الأستاذ أحمد حامد الصّراف فأكبرنا جهوده…، وأخذه في الأبحاث بناحية من المقابلة والموازنة تكلّل الدّروس الأدبيّة الحقّة».…
وواضح منه، كذلك، أنّ البستاني بنى «استفادة» الخيّام ـ وهي أداة مقارنيّة مهمّة ـ من المعريّ على معرفة الأول «العربيّة» وأنّه عاش، زمنيًّا، بعد المعريّ الذي كان معروفًا بآرائه وآثاره. وهذان الأمران: اختلاف اللّغة، والصّلة التاريخيّة أو التّأثر والتّأثير هما الأساس المنيع الذي تستند إليه المدرسة الفرنسيّة في الأدب المقارن ويتكئ عليه أتباعها.
وإذا ما أخذنا بالمبدأ المقارني الذي لا يكتفي بالكشف عن وجوه الاتّفاق والافتراق أو حدود الشّبه والتّمايز، ولا بتفسير النّص بوساطة نصّ آخر أو إنتاج نص بوساطة مصادره ومنابعه حسب، إنّما يسعى إلى الكشف عن الطّاقات الجديدة وأبعاد توجهاتها، كما يرى مناف منصور (مدخل إلى الأدب المقارن. ص120-121. مركز التوثيق والبحوث ـ بيروت 1980) نجد أنّ البستاني، والصّراف كذلك، لم يقف عند حدود العادي والمألوف من وجوه الاتّفاق بين الشّاعرين في قضية «الموت» وبعض قضيّة «المصير»، إنّما يتجاوزها في «المصير» إلى الكشف عمّا للخيّام فيها من طاقات وأبعاد جديدة. يقول: «إلى هنا ينتهي الشّبه، على ما نرى، بين المعريّ والخيّام. فيقف الشّاعر العربي لدى هذه الاعتبارات المحزنة، العميقة، الملآى بالهيبة والرّوع ويتجاوز زميله الفارسي تلك المحطّة من مصير الأجساد إلى ما وراءها، فيصور النّاس يصبحون غذاء للنّباتات: «وأصولاً يغدون للأشجار» (شطر من رباعيّة للخيّام في: رباعيّات عمر الخيّام. ص84. ترجمة وديع البستاني. المكتبة الحديثة ـ بيروت. د.ت) ثم لا تلبث تلك الأغذية النباتيّة أن تصير بدورها إلى نبات منوّر، فتصبح ثغور الأموات ثغورًا جميلة من الأزهار وتتحول دماء الملك المقتول إلى وردة ناضرة، والخال الجميل في الخدّ إلى زهرة من البنفسج، وذلك قوله (المصدر نفسه. ص 54):
حيث تلقى الورد النّضير الجميلا
فمليك هناك خرّ قتيلا
ولكم خِلْتَ ما اقتطفت بنفسجْ
وترفقتَ أنّه بين عوسج
وهو خالٌ نامٍ بخدّ فتاةٍ
بَدْرِ حُسْنٍ في ظلمة القبر غابًا»

الشعر وشروطه

في ظلام الليل الهادئ، تحت النجوم المترجرجة، الوهاجة، لدى الغيوم المتقطعة هنات شفافة أو المتكاثفة أطواداً شامخات، أما وقفتم متأملين؟
على شاطئ البيداء المتماوجة، تجاه ما تغمره الأمواج من درر وصدف وأبرياء ومجرمين، بين القوارب الدقيقة تنساب آمنة جذلة والبواخر الضخمة تغالبها العناصر القهارة، أما فكرتم باهتين؟
أمام جمال الطبيعة المتنوع، وجمال الخلق البشري الكامل بتقاطيعه وتناسبه، وجمال العواطف السامية برقتها ولطفها، أما طربتم معحبين؟
في زاوية الشارع الصاخب، تحت حنيّة القصر الفخم، بين ضجة المتعاركين في الحياة وسخط اليائسين، حين استقر نظركم على تلك المتسولة الشاحبة اللون، المنقبضة الجلد، الواهية العظم، تمد اليمين للاستعطاء، وتجرّ خيال ولد بالشمال، ترد الدمع فينفر، وتخنق الزفرة فتتقطع، أما أسفتم متألمين؟
وفي هيكل الخالق الجبار، وسط الحفلات الدينية، تصعد النور صلاة والبخور دعاء، لبارئ النسم، إذ تجلى لكم ينبوع التوبة والغفران، ومثال المحبة والسلام، أما خشعتم ساجدين؟
بلى! وفي كل حالاتكم هذه لم تكونوا إلا شاعرين!
سكون الليل، عظمة البحر، هيبة الجمال، ألم الشقاء، خشوع الصلوة!
كلها ينابيع للشعر! إذ كلها يروع الفؤاد، وما راع الفؤاد فهو رائع، وكل رائع يحرّك مواطن الشعور. وما الشعر إلا من الشعور، بل هو الشعور ذاته تفيض به النفس، فيتحد بنغم يوقعه الشاعر على أوتار قلبه، ويحمله على أجنحة مخيلته، فيولد ما يدعونه بالقصيدة.
فؤاد أفرام البستاني ـ مقدمة «الشعر الجاهلي: نشلأته ـ فنون ـ صفاته»، 1937

فؤاد أفرام البستاني رائدٌ منسيٌ من روّاد الأدب العربي المقارن

د. يوسف بكّار

أعمال الفنانة الكويتية مها المنصور: تتنقّل بين المدارس الفنية برشاقة لا تحفل بالتصنيفات

Posted: 26 Nov 2016 02:09 PM PST

الدهشة تملؤك وأنت تتجوّل ضمن أعمال مها المنصور- الفنانة الكويتية، خريجة كلية التربية الفنية في الكويت- حتى تجزم وتتيّقن بأنها تحمل في داخلها عدداً من الفنانين، لكلٍ منهم أسلوبه الخاص وشخصيته المميّزة. فالأعمال أحياناً تكون على طرفين متباعدين لا يربط بينهما إلا روح المنصور التي تظهر في جميع أعمالها، ابتداءً من  الأعمال الموغلة في التفاصيل الشرقية إذا جاز هذا التعبير، فنجد أن المساحات البيضاء قد طمست بزخارف نباتية منوّعة تكون في الأغلب بأحجام كبيرة، منفّذة بأسلوب بعيد عن الدقة المبالغ بها والتي تتبع عادةً في الزخارف، فنجد أن المنصور ترسمها بشكلٍ عشوائي وتلوّنها كذلك. وفي أعمال أخرى نجد أن حضور الزخارف يكون خجولاً، مجرد زخرفة صغيرة وغالباً ما تكون متلاشية، عنصر صغير يحمل على ظهره الهوية التي تريد المنصور إبرازها من خلاله. بالإضافة إلى رسم البيئة المكانية التراثية من خلال استحضار الأبواب القديمة بأقواسها المتينة دون أي تفاصيل أخرى للبيت، وكأن هذا الباب هو مدخل لعالمٍ غرائبي في خيال مها المنصور، هنا البساط ليس أحمر بل هو ملوّن ومزخرف؛ وليس أمام الباب فقط، بل إنه ممتد على طول اللوحة وعرضها، هل من ترحابٍ أكثر من هذا؟
 وليس بعيداً جداً عن التراث والزخارف نجد الحرف العربي وقد ملأ أعمال المنصور بأشكال منفردة تشكل مع بعضها تكوينات جمالية خالية من المعاني، وأحياناً تجتمع مع بعضها بشكلٍ هادف وتصنع كلمات اختارتها مها المنصور بعناية لتعطي من خلال هذه الإشارات النصيّة معاني محددة: «الحرية»، «الحياة» و«المرأة»… ونجدها أحياناً تنشغل بالمعنى فتستدعي مفردات إنكليزية love مثلاً، حيث نجد هذه الكلمة تتصدر إحدى اللوحات محاطة بكلمات ونصوص عربية. أجل اللوحات تحمل نصوصاً طويلةً أحياناً مكتوبة مباشرةً على اللوحة أو مقصوصة من صحيفة أو مجلة، وباللغتين أيضاً (العربية والانكليزية)، لم تستخدم المنصور هذه النصوص غالباً بصورة تستطيع معها قراءتها، فالخط صغير أو غير واضح أو أن النص بالمقلوب؛ فالنصوص هنا عناصر من عناصر اللوحة شأنها شأن المفردات الشكلية التي تحرص المنصور على وجودها في معظم الأعمال، وكلّ من هذا المفردات يحمل في جعبته معاني واضحة تصل للمتلقي فور مشاهدة التكوين أو بعد سرحانٍ قصير في العمل. على سبيل المثال «المقص» الذي يستطيع بحركاتٍ عبثيّة أن ينهي حالة معينة ويصنع حالة جديدة، هو أداة للتغيير وربما للتشويه، «الساعة» رمزٌ للزمن فهي الحاضر والمستقبل وربما هي ما مرّ، هي الثبات على الحال ظاهرياً بينما الحياة تمضي بعد أن وضعنا ثقتنا بساعةٍ معطّلة، «المليكان» و«صورة مارلين مونرو» رمزان لمقاييس الأنوثة والجمال التي حُبست المرأةُ داخلهما… وغيرها الكثير من العناصر التي تختصر الكثير من الكلام وتمنح أعمال المنصور رمزيّة مكثّفة.
على كلّ حال تقنية الكولاج التي استخدمتها الفنانة لم تقتصر على النصوص اللغوية، بل كانت في معظمها صوراً لنساء مختلفات (فرحات، منكسرات، بأجنحة أو ضمن صناديق….) لا يجمعهن سوى إرادة المنصور التي تكوّن منهن لوحة، وهنّ أمام خيارين الآن، فإما أن يكنّ خلفية للوحة من لوحاتها، أو أنهن العناصر الأساسية للوحةٍ أخرى. إن استخدام الكولاج للصور أو الجرائد مع الطبعات التي تتوزّع في أنحاء العمل، منح بعض الأعمال حس ملصقٍ إعلاني، طبعاً أقصد ملصقات إعلانية فنية كتلك التي كان يصنعها هنري لوتريك. التكرار موجود لدى مها ليس في الشكال الملصقة فقط بل حتى في الأعمال المرسومة بشكل كامل، حيث تعمد إلى تكرار بعض العناصر في لوحة أو في عدة لوحات.
ترى المنصور أن المرأة وجمالها وتحولاتها ومزاجيتها تعدّ الهاجس الأول في لوحاتها، فهي الموضوع الذي غالباً ما يستفزها فنياً ومعنوياً، ومن هنا نفهم عدد الأعمال التي تحتوي على المرأة فقط بوضعيات وتعابير متباينة: استرخاء وتمدد، قلق وترقب، اختفاء وحضور، وتكميم للفم بلصاقٍ أحمر.
الأشكال المستطيلة ثيمة موجودة في أغلب أعمال المنصور وتأتي بصيغ مختلفة، فإما مستطيلات ملوّنة متراكبة فوق بعضها البعض وكأنها تفاصيل من لعبة الأحجية، وبين هذه المستطيلات أو فوقها تندس العناصر الباقية، ساعة، بوصلة، برج إيفل، زخرفة، جواز سفر، فراشة… أو أنها تكون بشكل إطار ملوّن يحبس داخله عددا من العناصر التي تجمعها الصُّدفة، فيصنع لوحة ضمن لوحة، أو أن الإطار يحوي داخله مساحة بيضاء ويتموضع في اللوحة الأصلية، فيكوّن حاجزاً بصرياً يمنعك من مشاهدة العمل بانسيابية، وتحسّ أن عليك رفعه وتأمل التفصيل الخفي الغائب، وهو إشارة لكثير من الأمور التي نجهلها أو يخفونها عنّا وكيف أنها تحجب اكتمال الجمال والرؤية.
وأخيراً نجد المستطيلات البيضاء الضخمة تشكّل أوراق لعبة الورق «الشدّة»، وفق مفهوم الفنانة، فمثلاً المرأة في ورقة الديناري السوداء كما رغبت لها المنصور أن تحمل في وسطها عالماً كاملاً للمرأة، وليست المرأة وحيدة هنا كما العادة فهي محاطة بالأزهار والفراشات، ساعة ولافتة ترمز لمنع الموبايل، وبجانبها صور كثيرة لنساء أخريات… في أعمال أخرى نفتقد هذه المستطيلات، بل نكاد لا نرى خطاً مستقيماً واحداً، فتكون اللوحة مزيجاً من الدوائر والخطوط المنحنية.
التوازن مترنّح في بعض لوحات المنصور، حيث تعمد إلى تكديس عناصرها في إحدى زوايا العمل وتترك البياض والفراغ يستولي على المساحة اللونية؛ بينما يكون موجوداً بثقة في أعمال أخرى حيث تملأ جانباً من العمل بألوانٍ حارة وثقيلة، والطرف الآخر بتكوينات منوّعة فنجد اللوحة مستقرة ككفتي الميزان.
الألوان لدى المنصور منوّعة أيضاً وفق ثلاث مجموعات، الأولى منها ترابية هادئة تحوي الألوان البرتقالية والبيج والبني؛ والثانية ألوان «أنثوية»، وأقصد بهذا التوصيف أنها تخلق عالماً شبيهاً بعالم الدمى؛ والأخيرة ألوان فاقعة قويّة، مثل الأصفر والأحمر. عن ذلك تقول المنصور: «أستخدم اللون الأحمر عموما لأنه يرمز الى القوة والجرأة كما أنه رمز أنثوي وخاصة أن لوحاتي إجمالا تتبنى قضية المرأة عموماً للتعبير عن حالاتها المختلفة، كما أنني أستخدم اللون الأسود لأنه يعطي قيمة للوحة ويعبر عن الحزن الموجود في داخل نفوسنا».
وللفنانة المنصور تجارب بعيدة عن اللوحات تندرج تحت صيغة الفن المفاهيمي، كاللافتة الطرقية التي تترجم بشكلٍ عادي «بطريق للمشاة» لولا ما أضافته المنصور للافتة وهو ميزان العدالة الذهبي، لكنه مائل هنا! فهل هذا يعني أن الطريق سيكون خالياً من العدالة مثلاً، أم أن المشاة قد داسوا الميزان وأخلوا توازنه، أم أن هذا الطريق الوحيد لتقويم العدالة العرجاء!
أعمال المنصور تتنقل بين المدارس الفنية برشاقة بالغة لا تحفل بالتصنيفات، وتريد أن تقول كلمتها بالصيغة التي تراها مناسبة دون أن تلتفت إلى الوراء لترى النتائج.

أعمال الفنانة الكويتية مها المنصور: تتنقّل بين المدارس الفنية برشاقة لا تحفل بالتصنيفات

بسمة شيخو

في جنّة عبقر

Posted: 26 Nov 2016 02:08 PM PST

لله هؤلاء الشعراء، شياطين عبقر! إنهم يألمون مرة ثم يحيون الألم مرة أخرى، فكأنهم يألمون مرتين… إلا أن الألم هو الينبوع الزاخر الذي يتدفق منه الشعر. ولا أشك في أنكم متفقون معي على أن الآثار الفنية التي خلّفها ألم الشعراء أروع كثيراً من غيرها. وأمامكم الرثاء وأوصاف النفس المتألمة من الحب فإنكم ستجدون فيها كنزاً من العواطف والأحاسيس والشواعر الأليمة. اقرأوا قول متمم بن نويرة الجاهلي يرثي أخاه مالكاً:
لقد لامني عند القبور على البكا/ صديقي لتذراف الدموع السوافك
يقول أتبكي كل قبر رأيته/ لقبر ثوى بين اللوى والدكادك
فقلت له إن الشجى يبعث الشجى/ فدعنا فهذا كله قبر مالك
كان الشعر العربي القديم صورة لأحاسيس الشاعر الجاهلي وشواعره وديواناً للعرب كما يقولون، ولهذا كان لا بد من أن يكون الشعر العربي القديم منسجماً في موسيقاه وأخيلته مع طبيعة الحياة في ذلك العصر. الصحراء ملهبة الحرارة.. مضطرمة الرمال.. والأفق ممتد وراء كثبان الرمل إلى ما يشاء الله.. والسماء صافية بنجومها البارقة وبدرها المشرق. عالم غامض مبهم فيه سحر وفيه روعة يؤثران في نفس العربي الساذجة، فيحيلان إحساس الشاعر إلى شعر متين القافية رصين الأسلوب فخم الألفاظ أو جزلها.. على الأغلب. أعني أن الشاعر الجاهلي كان متساوقاً مع طبيعة الحياة الجاهلية ومع طبيعة البيئة العربية في ذلك الزمن المتقدم، وأعني أيضاً أن «قفا نبك» كانت درّة في تاج الشعر الجاهلي لأنها كانت تعبيراً صادقاً عن أثر الحياة في نفس الأمير الكندي المتلاف. ولكن هذا كله لا يعني أن الشعر العربي المعاصر يجب أن يبتلى بمهازل «قفا نبك» هذه، وأن يسلك مسالك الشعر القديم من حيث موسيقاه وأخيلته ومعانيه.
إن الموسيقى في أي عصر من العصور تكون متسقة مع طبيعة الحياة في ذلك العصر، ولقد كانت موسيقى الشعر العربي مستمدة في أصلها من إيقاع حداة الإبل في الصحراء، ثم إن الخليل الفراهيدي لم يفعل أكثر من أنه جمع هذه النغمات الموسيقية في الشعر العربي وبوّبها وجزأها، ولم يبتدع من ذلك شيئاً لأن الرأي السائد في عصره هو أن الشعر يجب أن يكون صورة مشابهة لشعر الجاهليين. ولهذا ثار النقاد في ذلك العصر على أبي نواس لأنه هجر مسالك الشعر الجاهلي وعاب على الشاعر الحضري أن يتغنى بالبادية وخيامها وبعرانها وهو يعيش في بغداد.. حاضرة الخلافة المشرقة وجنة الدنيا في ذلك الزمان.
ولعلي قد ألممت في كل هذا الحديث إلى ما أريد قوله، وهو أن موسيقى الشعر العربي المعاصر يجب أن تكون متسقة منسجمة مع الذوق العربي المعاصر، ومنبثقة من صميم حياتنا الراهنة. لا أدعو في هذا الحديث إلى هدم العروض العربي القديم، ولكني أشير إلى إمكان الاستفادة من هذه الأعاريض القديمة وتحويرها إلى ما ينسجم مع هذه الحياة المعاصرة. لقد كان الأندلسيون أبعد منّا نظراً في هذا الأمر فلم يقصروا شعرهم على الأعاريض العربية القديمة وأوجدوا (الموشح) وهو على الأرجح محاولة إلى الانسجام مع الحياة الأندلسية الجديدة في ربوع إسبانيا الجميلة.
ولعلكم تتفقون معي على أن شعراء المهجر أفلحوا في هذا المضمار حين ساروا على نهج الأندلسيين، ولعلكم تدركون أيضاً أن نجاح المهجريين كان أكبر من نجاح الأندلسيين، لأن تجديد الأندلسيين كان منحصراً في قوافي الشعر على الأكثر وفي أوزانه على الأقل، ولكنهم لم يحاولوا التجديد في جوهر الشعر في معانيه وأخيلته وأساليبه، بينما فطن المهجريون على كل هذا، فهجروا المسالك العروضية القديمة وحوروها وبدلوا فيها وجددوا في أساليب الشعر وأخيلته ومعانيه، وأوجدوا الشعر المهموس كما يسميه النقادة المصري الدكتور محمد مندور. ومن الواضح أن هذا التجديد في الشعر المهجري كان نتيجة لتأثر المجريين بالآداب الغربية الجديدة وبالنزعات التجديدية في تلك الآداب.
والحق أن الأديب العربي المعاصر يجب أن يتصل بالآداب الأجنبية، إذ مما لا شك فيه أنه لا يستطيع أن يحيا حياة أدبية مستقلة عن الحياة الأدبية في الغرب. ثم إن لنا من تاريخ العرب الأدبي دليلاً ساطعاً على أثر الثقافة الأجنبية في الأدب العربي؛ هذا شعر أبي تمام، والمتنبي، فيه دلائل واضحة على أثر الثقافات الأدبية الأجنبية في الأدب العربي، وتستطيع أن تجد الفروق واضحة بين كل من شوقي والرصافي مثلاً من حيث تأثير الثقافة الأجنبية في كل منهما، لأن شوقي كان مطلعاً عليها اطلاعاً أوسع بكثير من اطلاع الرصافي. ولو هيئت للرصافي تلك الثقافة الواسعة لكان شعره أرفع مما هو بكثير لموهبته الشعرية ولتملكه ناصية البيان العربي.
لقد كان من تأثر شعرائنا الشباب بآثار الغربيين من جهة وآثار المهجريين من جهة ثانية أن حاولوا التجديد في الشعر، وأوشكت تلك المحاولات أن تصيب النجاح وعلى الرغم من أنها محاولات في بداية الطريق فإنها تبشر دون شك بكل خير.
هذا الشعر المنطلق الذي تقرأونه في كثير من المجلات والجرائد العربية أثر من تلك الآثار. ولم يكن هذا الضرب من الشعر ضرباً مبتكراً ولا مبتدعاً، ولكنه تجديد مبني على الأصول العربية القديمة في العروض، فيه يتحرر الشاعر من قيود القافية الواحدة، ولا يكتفي بذلك، بل يتحرر من قيود الوزن بعدد التفعيلات العروضية الموجودة في كل بيت. إن هذا الضرب من الشعر غريب بعيد عن عمود الشعر الذي تغنى به نقادنا القدماء، ولا يزال بعض الناس يتغنى به حتى هذه الساعة، والشاعر يجري فيه على نسق منطلق لا يتقيد بقافية واحدة ولا يلتزم عدداً معيناً من تفعيلات البحور. فقد يكون في البيت تفعيلة واحدة أو تفعيلتان. وقد يكون في البيت الآخر خمس تفعيلات، وفي آخر أكثر أو أقل.. إن بعض الناس يخطئ حين يعدّ هذا النوع من الشعر مرسلاً، لأن الشعر المرسل مطلق من جميع القيود، وهذا الضرب الجديد ليس مطلقاً من جميع القيود، ولكننا نلتزم فيه شيئاً وننطلق عن أشياء أخرى. ثم إننا نطلق نعت (المرسل) على النثر الذي لا يتقيد بأي قيد من قيود الصناعة اللفظية كالسجع أو الازدواج أو ما شابه ذلك. ولهذا يقول النقاد هذا نثر مسجوع، وهذا نثر مزدوج، وهذا نثر مرسل، وهو مثل الحديث الذي نبثه إذا حقّ لنا أن نعتبره نثراً فنياً. ولنأخذ مثالاً على هذا الشعر المنطلق من قصــيدة الشاعر العراقي الشاب بدر شاكر السياب، وعنوانها (في السوق القديم).
هذا الشاعر شاب من شباب الجنوب، عاش كما يعيش أكثر الشباب عيشة الكبت والحرمان، فانصرف إلى أحلامه يناجيها. ولقد كانت له نفس حساسة وروح شاعرة جعلته يهيم حباً بالسراب ويتحرق ظمأ إليه. ثم دفعت إليه الظروف فتاة تخيلها فتاة أحلامه، ومنى نفسه منها بالحب الخالد الذي لا لقاء فيه ولا وداع. ولكن الظروف فرقت بينهما أيضاً فبقي غريباً وحيداً في (الرمادي) مدرساً في إحدى مدارسها، بينما كانت هي في بغداد تعب الحياة والسعادة عباً كما يقولون. وفي سوق الرمادي القديم هاجت ذكريات الشاعر المسلول، فبعث هذه النفثة الحرى.

مجلة «الثقافة»، العدد 704، 23 حزيران (يونيو) 1952

الشاعر/ الجندي المجهول

الشاعر العراقي (1929ـ1974) يستحق صفة الجندي المجهول في معارك الريادة الشعرية العربية، على الساحة العراقية في أقلّ تقدير؛ إذْ كان صنو بدر شاكر السياب ونازك الملائكة عبد الوهاب البياتي وبلند الحيدري… ويكفي التذكير بأنّ مجموعته الأولى «المساء الأخير»، كانت قد صدرت سنة 1950؛ في عام صدور «أساطير»، مجموعة السياب الأولى. ولقد انهمك طاقة في السياسة المباشرة، في سياقات كان بعضها إشكالياً، فتقلد مناصب إعلامية وسياسية عديدة في عهود حزب البعث، آخرها وزارة الخارجية، حيث وافته المنية إثر نوبة قلبية أثناء مؤتمر وزراء الخارجية العرب في المغرب. ولعلّ هذا التفصيل هو الذي أبعده عن واجهة التناول النقدي، فبقي الحديث عن إسهامه في التجديد الشعري أقلّ شيوعاً من حقيقته الفعلية.
لكن طاقة كان مجدداً وطليعياً ومنفتحاً على تيارات التحديث والحداثة، فدافع بحماس عن الشعر الحر (نموذج التجديد الأبرز خلال خمسينيات القرن الماضي)، ومارس هذا الشكل في قصائده، وبشّر به في مقالاته. كما كان أحد كبار شعراء «القصيدة الملتزمة»، في معناها السياسي أوّلاً، وطبقاً لتنظيرات تلك الفترة، في تنويعاتها القومية أو الماركسية، ضدّ أنماط القصيدة «العدمية» و«الوجودية» و«التموزية».
وإلى جانب مجموعته الأولى المبكرة، أصدر طاقة «ثم مات الليل»، و«الأعور الدجال والغرباء»؛ فضلاً عن مجموعة مشتركة بعنوان «قصائد غير صالحة للنشر»، جمعته مع يوسف الصائغ وهاشم الطعان وعبد الحليم اللاوند.

في جنّة عبقر

شاذل طاقة

نعوم تشومسكي في كتابه: «من يحكم العالم»: اتفاقيات أوسلو خدعت عرفات ومهدت لتوسع الاستيطان

Posted: 26 Nov 2016 02:08 PM PST

نعوم تشومسكي، كاتب أمريكي من أبرز كتاب العالم في الشؤون السياسية، يعتبره كثيرون أحد المعلقين النزيهين النادري الوجود عموما وبالنسبة لقضايا الشرق الأوسط خصوصا وفي طليعتها القضية الفلسطينية، فيما يرى آخرون انه منحاز إلى الموقف الفلسطيني ومن ألد أعداء إسرائيل وهذا يعود إلى كونه يساري الميول.
الأمر الأكيد، هو ان هذا الأكاديمي المخضرم الذي يحتل منصباً رفيعاً في احدى أهم جامعات أمريكا، وهي (ام. آي. تي)، حيث يدرّس الفلسفة والعلوم اللغوية والسياسية، له تأثير كبير على الرأي العام الأمريكي والعالمي وخصوصا على الشباب والأجيال الطالعة وكتبه تباع بكثافة في أمريكا والعالم.
في كتابه بعنوان: «مَنْ يحكم العالم؟» الذي صدر مؤخراً، يتناول دور الولايات المتحدة حالياً في العالم، وإذا كانت وما زالت بالفعل المدافعة عن الحرية وحقوق الإنسان، كما تدعي، بعد غزوها العراق وأفغانستان واستمرار موقفها المنحاز لإسرائيل في الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وانعكاسات الاتفاقية التي وقعتها أمريكا وحلفاؤها الأوروبيون مع إيران، أو ان أمريكا فقدت هذا الدور وخسرت سلطتها شبه الأحادية في العالم وقد تُعرّض العالم للخطر بسبب سياساتها الخارجية الخاطئة؟
الكتاب يشمل مجموعة مقالات عن مواضيع مختلفة تتعلق بدور الكتاب والمثقفين والإرهاب وخيارات باراك أوباما وغير ذلك. ولكن الفصول التي هي ربما الأكثر أهمية بالنسبة للقارئ العربي هي التي تتطرق إلى اتفاقيات أوسلو وانعكاساتها السلبية وإلى الخيارات المتاحة بين إسرائيل وفلسطين، بالإضافة إلى محاولة الكاتب التطرق إلى ما يسمى «الخطر الإيراني»، وهل يشكل الخطر الأكبر للسلام في العالم؟ هذا بالرغم من ان جميع الفصول الأخرى مرتبطة بالموضوع الرئيسي للكتاب ألا وهو خطر السياسات الامريكية الأحادية التوجه والمنحازة على السلام في العالم.
يعتبر تشومسكي ان اتفاقيات أوسلو التي وقعتها الحكومة الإسرائيلية تحت قيادة اسحق رابين وشمعون بيريز مع «منظمة التحرير الفلسطينية» بقيادة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، هي التي مهدت للوضع الحالي الخطير للمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية وتوسع هذه المستوطنات الخطير والمستمر الذي أصبح يمنع نشوء الدولة الفلسطينية.
ويرى تشومسكي ان مشكلة الرئيس عرفات انه كان على عجلة من أمره لانشاء كيان فلسطيني في الأراضي الفلسطينية ولم يستمع بما فيه الكفاية لنصائح القيادات الفلسطينية في الداخل، أي القيادات التي أدركت وجود خدعة حول ما ظهر وكأنه انفتاح إسرائيلي لتحقيق تسوية مع الفلسطينيين.
وفي طليعة هذه القيادات البعيدة النظر، حسب تشومسكي، كان الراحل الدكتور حيدر عبد الشافي الذي نبّه منذ بداية التفاوض العربي الإسرائيلي في مدريد ان القبول بأي شكل كان بالاستيطان، وحتى بحجة احتياجات أمنية إسرائيلية، سيؤدي في النهاية إلى سيطرة إسرائيلية على المزيد من الأراضي الفلسطينية خارج المناطق المتفق عليها وسيوسع الاحتلال ليصبح شبيهاً بما هو عليه الآن بحيث يشكل خطراً على حل الدولتين والقدس.
ويؤكد تشومسكي في الكتاب ان اتفاق (أوسلو 2) زاد في غموض اتفاق (أوسلو 1) وخصوصا عندما نصّ على استقلالية بعض مناطق الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ووقوعها تحت سلطة إسرائيل وتشريعاتها.
كما ان هذا الاتفاق أزال عدم شرعية الاستيطان عموماً، حسب ما نصّت عليه الشرائع الدولية في هذا الشأن، مما ساهم في افراغ اتفاق (أوسلو 1) من الوضوح بشأن إزالة الاحتلال وتطبيق القرارات الدولية. وكل ذلك تم تحت أعين القيادة الأمريكية والوسطاء الآخرين الذين وافقوا ضمنياً على ما جرى.
ويؤكد تشومسكي ان اتفاقيات أوسلو قسمت وساهمت في فصل الضفة الغربية عن غزة وفي انشاء الجدار الفاصل وضاعفت الوجود الاستيطاني وشرعنته.
ويتساءل أيضا حول صواب المنطق المستخدم الآن وربما في المستقبل في عقد مفاوضات فلسطينية ـ إسرائيلية وسيطتها الولايات المتحدة طالما ظلت أمريكا حليفة منحازة لإسرائيل، كما كانت في العقود الماضية، مما عرقل الحلول الدبلوماسية للنزاع والتي يجب ان يكون في قلبها ولبها مبدأ إزالة الاحتلال.
ويقترح تشومسكي تطبيق حل الدولة الديمقراطية العلمانية الواحدة للشعبين لأن الحكومات الإسرائيلية السابقة وخصوصا بقيادة بنيامين نتنياهو لم ولن تقبل بمشروع الدولتين، كما ان حل الدولة الواحدة من دون المشاركة في شرائع علمانية ديمقراطية تُطبق على الشعبين اليهودي والعربي ـ الفلسطيني لا يشكل حلاً عملياً سهل التطبيق.
مشروع الدولة الديمقراطية العلمانية الواحدة، حسب تشومسكي، يجب ان يطبق على مراحل، ولكن المشكلة ليست في رأيه أن الفلسطينيين يضعون شروطاً مسبقة، بل ان إسرائيل وأمريكا هما اللذان يضعان مثل هذه الشروط. وطالما استمر فرض الشروط المسبقة، فلن يتحقق السلام، وإذا لم يتم العثور على حلول لسلام فلسطيني ـ إسرائيلي فمن غير الممكن تحقيق السلام الإقليمي في المنطقة.
ويربط مواقف أمريكا المنحازة لإسرائيل بإمكان افشال الاتفاقية الأمريكية الأوروبية مع إيران في قضية التسلح النووي. وينبه الكاتب إلى ان الرأي العام الأمريكي وخصوصاً لدى مؤيدي وقيادات الحــزب الجمهوري (الذي فاز في الانتــخـــابات الرئاسية مؤخراً) يعـــارض بـــشـــدة الاتفاق النووي مع إيران، مما قد يؤدي إلى عرقلته.
ويقول في الصفحة (219) ان الرأي العام الأمريكي قد تبدل مؤخرا من مؤيدٍ للاتفاق النووي مع إيران إلى الانقسام مناصفةً بين مؤيد ومعارض له، بحجة استمرار قدرة إيران على إنتاج السلاح النووي. وبعض أعضاء مجلس الشيوخ اقترح (حتى قبل انتخاب دونالد ترامب) توجيه ضربة عسكرية إلى إيران. كما يستشهد تشومسكي بما قاله عضو مجلس الشيوخ الجمهوري ليندسي غراهام بان هذا الاتفاق يشكل حكماً بالإعدام على دولة إسرائيل ومن الضروري ان يُلغى.
وهذا الموقف في رأي المؤلف أدى إلى دهشة حتى في أوساط الاستخبارات الإسرائيلية والمحللين الاستراتيجيين في إسرائيل.
ويعتبر تشومسكي ان قيادة الحزب الجمهوري الأمريكي، ومنذ أيام الرئيس السابق رونالد ريغان، أصبحت في جيب مجموعة من كبار أثرياء أمريكا وأصحاب الشركات الضخمة، علماً ان الكتاب صدر هذا العام ولكن قبل ان يدرك المؤلف ان الرئيس الجديد لأمريكا هو دونالد ترامب.
غير ان الآراء المتشددة في شأن إيران، حسب تشومسكي، تتجاوز الحزب الجمهوري الأمريكي، إذ يطرح مسؤولون ديمقراطيون في أمريكا على شاكلة المفاوض السابق دينيس روس طروحات مشابهة، حيث يوصي روس باستخدام العنف العسكري ضد إيران إذا ظهر بانها تتجه نحو إنتاج السلاح النووي متجاوزة الاتفاق ونصوصه.
ويعتبر تشومسكي ان الحل الأمثل لتفادي التسلح النووي في الشرق الأوسط هو بفرض منطقة تشمل جميع دوله يُحظّر فيها هذا التسلح، ولكن أمريكا في رأيه تستمر في تعطيل مثل هذا الحل خشية من اغضاب حليفتها إسرائيل، المتسلحة نوويا، في هذا المجال.
وهذه السياسة حسب المؤلف تتبعها قيادات الولايات المتحدة المتتالية برغم ان الرأي العام الدولي (حسب دراسات أجرتها مؤخراً مؤسسة غالبو الدولية المتخصصة في هذا المجال) يعتبر ان أمريكا نفسها هي الخطر الأكبر على السلام العالمي (النووي وغيره) تليها باكستان قبل إيران وإسرائيل والصين وكوريا الشمالية وأفغانستان وروسيا.
ويؤكد تشومسكي ان القيادات الأمريكية السابقة كانت تشجع الطلاب الإيرانيين، خلال عهد الشاه في ستينات وسبعينات القرن الماضي، على الانخراط في الجامعات الأمريكية المتخصصة بتكنولوجيات التسلح المتطورة التي كانت الولايات المتحدة تزود نظام الشاه بها، على عكس ما تفعل الآن.
كما يرى أن الخطر الأكبر في استخدام السلاح النووي يكمن في امكان وقوع هذا السلاح في أيدي إحدى المنظمات الإرهابية الدولية التي تتصاعد أدوارها في منطقة الشرق الأوسط.
ويختتم المؤلف الفصل المخصص لإيران بالقول ان الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش قدّمَ أكبر هدية لإيران عن طريق قضائه على نظامي الرئيس صدام حسين في العراق وطالبان في أفغانستان، عدوي إيران اللدودين.
وبالتالي، فحسب تشومسكي، الخطر الأكبر على السلام البشري وإمكان انتقال السلاح النووي إلى ايدي قيادات قد تستخدمه كارثياً يكمن في استمرار الأخطاء في السياسة الخارجية الأمريكية مما سيهدد السلام الفعلي في الشرق الأوسط والعالم.
وكما ذكرنا، فكتاب تشومسكي صدَرَ قبل انتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، ويبقى السؤال هل بالإمكان تطبيق الحلول التي يقترحها الكاتب في الشأنين الفلسطيني والإيراني في ظل قيادة ترامب وقرارات الصقور الذين يعينهم في المناصب الهامة في السياسات الأمريكية الخارجية والدفاعية؟
الجواب لأول وهلة هو سلبي وتشاؤمي، ولكن ربما من الأفضل اعتماد المواقف المبدأية والمثالية التي يطرحها تشومسكي والشبيهة بمواقف المفكر الفلسطيني الراحل ادوارد سعيد حول فلسطين حول الانخراط في مشاريع تفاوض فلسطيني ـ إسرائيلي قد تؤدي إلى نتائج سلبية كما حدث في اتفاقيات أوسلو.
ويبقى الأمر الأهم هو الرد على السؤال الذي طرحه تشومسكي كعنوان لكتابه ألا وهو: «مَنْ يحكم العالم؟» فاذا كان الجواب أن أمريكا وحدها ستستمر في حكم العالم من دون تغيير جذري في سياساتها، خصوصاً في الشرق الأوسط، فان الأمر يدعو إلى التشاؤم، ولكن حسب المعطيات الواقعية والتطورات السياسية والاقتصادية في العالم، يبدو ان محاوراً أخرى فاعلة تواجدت وأصبحت تنافس أمريكا في قدراتها وخياراتها. وهذا قد يدفع القيادة الأمريكية، حتى لو كانت بيد دونالد ترامب وأعوانه، إلى مراجعة سياساتها في العالم وتعديلها لتصبح أقل انحيازاً بدلاً من العكس. والعكس السلبي قد يحدث إذا تم الخضوع في الجانبين الفلسطيني والعربي للإملاءات والمشاريع «السلمية» الأمريكية ـ الإسرائيلية المنحازة بتسرّع كما حدث في أوسلو.

Noam Chomsky: Who Rules the World?
Metropolitan Books/Henry Holt & Co., NYC 2016
320 pages.

نعوم تشومسكي في كتابه: «من يحكم العالم»: اتفاقيات أوسلو خدعت عرفات ومهدت لتوسع الاستيطان

سمير ناصيف

محمد فاضل المشلب حول «الإنتلجنسيا العراقية في عالم علي بدر الروائي: تمثّلات المثقف في الرواية العراقية الجديدة

Posted: 26 Nov 2016 02:08 PM PST

شكلت الرواية العراقية ما بعد العام 2003 هوية جديدة لم تعرفها من قبل. فما قدمه هذا النوع الأدبي على مدى أكثر من 90 عاماً- بدءاً من روايات محمود أحمد السيد في مطع عشرينيات القرن الماضي- لتصل إلى روايات غائب طعمة فرمان، وفؤاد التكرلي وحتى آخر رواية صدرت قبل العام 2003. غير أن التحوّل الكبير الذي طرأ على الرواية العراقية بعد التغيير جعل منها عالماً جديداً عبَّر من خلاله الكاتب العراقي عن الحياة المتغيرة تبعاً للتحولات السياسية.
ربما من هذا المنطلق جاءت أعمال روائية مهمة على المستوى العراقي، من أهمها روايات علي بدر، على الرغم من إصداره عملين قبل عام التغيير، وهما: «بابا سارتر» و«شتاء العائلة»، غير أن أهميته أنه تمكّن من تحريك الرواية العراقية لتتجاوز نفسها، ومن ثمَّ يتم الالتفات إليها عربياً.
من هذا المنطلق اشتغل الباحث محمد فاضل المشلب في تناوله لأعمال علي بدر في كتابه «الإنتلجينسيا العراقيّة في عالم علي بدر الرّوائي.. دراسة في الرُؤى والتمثّلات»، على فهم دور علي بدر في الرواية الجديدة، ومن ثمَّ بحث صور المثقف وتمثلاته من وجهة نظره كروائي وكيفية تناوله في أغلب أعماله، إن لم يكن جميعها. وبهذا صرّح في مقدمة كتابه، أن منجز علي بدر لا يقف في طليعة المنجز السّردي العراقي فحسب، بل والمنجز السّردي العربي المعاصر دون مبالغة، إذ يشكّلُ ظاهرةً غير مألوفةٍ في السّرد العراقي من ناحية غزارة النتاج، وأهمية الموضوعات والمضامين التي يطرحها في رواياته. فروايات علي بدر تعدّ وثيقة أدبية ذات صلةٍ وشيجةٍ بالطبقة الوسطى من المجتمع العراقي من جانب، وتأخذ على عاتقها إعادة قراءة التاريخ المُعاصر للعراق لاسيما الثقافي منه من المنظور السّردي، ومناقشة الكثير من قضاياه واجتهاده في طرحِ تصوّرات ورؤى شديدة الأهمية عن التاريخ السياسي والاجتماعي والثقافي على لسان الإنتلجينسيا الروائية من جانب آخر. كلّ هذه الموضوعات تمّ تمثّلها روائياً عبر الإنتلجينسيا أو الطبقة المثقفة في العراق، وهذا ما شجّع الباحث على الخوض في هذا المشروع البحثي، عبر الوقوف على الإنتلجينسيا في روايات علي بدر الإحدى عشر التي صدرت حتى تأليف هذا الكتاب، وهي الموضوعة التي تتأسس عليها الروايات الإحدى عشر، وتناول هذه الروايات بالبحث والفحص النقدي الأكاديمي؛ من أجل الوقوف على أهم طروحات ورؤى مشروعه الروائي.
أما لماذا علي بدر؟ وما المختلف في رواياته ليقدمه المشلب نموذجاً في الدراسة، فيقول المؤلف في حديثه لصحيفتنا أنه يتراءى له أنّ ظهور عليّ بدر في بداية الألفية الجديدة دشّن لتيار جديد في مسار الرواية العراقية، تيار ينتمي للبحث في أفق جديد، بأسلوب مغاير، فالرواية عند عليّ بدر- وهنا يسجل وجهة نظره الخاصة- بحث أكاديمي لكن بقالب أدبي ممتع، ينتسب لرهافة الخيال، من غير أن ننسى دور الوثيقة التاريخية والمعلومة الثقافية، كهامش فاعل في رواياته. روايته الأولى «بابا سارتر 2001|، اكتنزت بصبغة الحداثة، والجرأة في زمن الاستبداد، ناقشت موضوعة المثقف العراقي في ستينيات القرن الماضي، والعقد هذا كما هو معروف، عقد إشكالي، لاسيما للإنتلجينسيا العراقية، التي جاذبتها القوى السياسية المهيمنة آنذاك، بين يسار وبعث. «بابا سارتر» كانت محاولة لتحطيم تلك الإيديولوجيات، وسائر المهيمنات على العقل الثقافي في العراق، عبر خطاب ساخر ممنهج مرة، وتفكيك المقولات الكبرى السياسية والفلسفية والاجتماعية مرة ثانية، وهذا ما سيعتمده مقصداً في متوالياته الروائية اللاحقة.
كلام المشلب هذا، يعيدنا إلى عنوان الكتاب، الذي يشير إلى المثقف وتشكلاته في الرواية العراقية عموماً، وفي أعمال علي بدر على وجه الخصوص، وهو ما بيّنه المشلب في كلامه الذي يوضح فيه أن عليّ بدر باعتماده على الرواية خطاباً أدبياً لقول شيء أو بالأحرى أشياء، فإنّه لن يقدّم للقراء نقلاً فوتوغرافياً للإنتلجينسيا العراقية، بل تشكيلاً رؤيوياً خاصاً به، يتجلّى ذلك عبر أنماط للمثقف العراقي، على سبيل المثال، يظهر المثقف مسيطراً في محيطهِ الثقافي، ذا أتباع ومريدين، وبهرجة تقتربُ من هالة التقديس تحيطُ بذلك المثقف المسيطر، وهذا النمط وجّه إليه علي بدر سهام السخرية، لتشريحه، وإزالة تلك الهالة الساحرة من سيمائه، وإظهار القشرة الإيديولوجية، والسيميولوجية التي كان يتغطّى بها، ويقصد المشلب هنا، المرجعيات السردية التي اعتمدها المثقف لتشكيل صورته، و«للتدليل على كلامي يمكن الاطلاع على الروايات (بابا سارتر، الطريق إلى تلّ المطران، أساتذة الوهم)، هذا من جانب، ومن جانب آخر، نمط من المثقفين ذهب ضحية للسلطة الاستبدادية، باختلاف أزمنتها، وآليات قمعها، وسأعتمد التسلسل الزمني لشخصيات الإنتلجينسيا مساراً للإجابة، اختار العصر العباسي في رواية (الجريمة، الفن، وقاموس بغداد 2010)، ليبدو ذلك المثقف منحازاً لشرط الحقيقة والمعرفة، وهذا له ضرائبه الباهظة، أمام سلطة مستبدة، ترى فعل المثقف ومشروعه، خطراً يحدق بها، يسارعُ لإزالة وجودها ومكانتها، كذلك في رواية «أساتذة الوهم 2011| ظهرت الإنتلجينيسيا العراقية في عقد الثمانينيات بشكل يحتفي سرّاً بقيم ترفضها السلطة السياسية (ظاهراً) والسلطة القيمية (المجتمع)، ظهر المثقف منزوياً في تشكيل اسمه (جماعة بهية) وهي جماعة ثقافية خارقة للتابوهات التي تصادر حريتهم، لا تلتزمُ سوى بقيمها المعرفية، والأخلاقية الخاصة التي آمنت بها، ولم تعش سوى يوتوبيها الفريدة، فاسم المؤنث المختار (بهية) يرجعُ بالأصلِ لمومس متقاعدة»، مؤكداً أنه لا يوجد تقديس لأيّ شيء خـارج تكوين المثقفين الثقافي، والســـلوكي الـخـــاص، وهذا نسق معارض ظهر في عز قوة وعنجهية السلطة البعثية في العراق آنذاك.
كما يطرح المشلب نمطاً ثالثاً من مثقفي علي بدر، وهو المثقف في عراق ما بعد العام 2003، وهذا يبدو عليه التنازع الداخلي المهول، بين الترحيب لإشراقة الشمس القادمة من الغرب، وبين الإحساس بانتهاء زمنه ووجوده.. ويوضح المشلب أن المثقف الأول ذهب في آماله من دون وضع حدّ لها، ليصطدم بماكنة الإرهاب، ورفقاء الليل الشاحب، ليغدو لاحقاً ذاتاً قلقة، مطاردة، قابعةً في بركة العزلة وعدم الإنصات له، فيما المثقف الثاني مهاجراً مقهوراً يبحثُ عمّن يشبهه، ويصطفي رفقته، يجابه الحاضر ليركن للماضي.
اتبع المشلب في كتابه منهجاً أكاديمياً صارماً في قراءته لصور المثقف في أعمال علي بدر الروائية، فهو يرى أن قضية المنهج النقدي حساسة، وسلاح ذو حدّين، هناك مَن يتخذ المنهج فأساً «لتقطيع» النصّ الأدبي المعروض للممارسة النقدية، بمعنى فرض منهج سياقي أو نصيّ لتحليل النصوص، وهناك من يتخذ من النصّ الأدبي منطلقاً لتحديد خطاطته النقدية التي ينبثق منها تحليله، الذي يفترض أن لا يبقى مدونة مستجلبة من الحصيلة الأدبية للناقد فحسب، إنما مشتملاً على حصيلة ثقافية عابرة للتخصص، ومنفتحة على آفاق المعرفة المنسدلة من ميادين شتّى، واتجاهات متنوعة، «شخصياً أميل للجانب الثاني هذا من المنهج والتحليل، وهذا ما حاولت ممارسته، تنظيراً وتطبيقاً في كتاب (الإنتلجينسيا العراقية)، عبر استقراء الروايات بشكل دقيق، ومن ثمّ استنتاج خطاطة أولية تصقل بتطوّر القراءات، ومن بعدها أتى دور تحليل النماذج، وإعطاء الجانب الثقافي للتحليل فسحة مهمة، لأن فرض منهج معيّن ولَيْ عنق النصّ جريمة بحق النقد، ويبقى للقارئ خصيصة التلقي، وفضيلة الحكم».
من خلال هذه القراءة، يمكننا طرح تساؤل يشق زخم النتاج الروائي العراقي، الذي يؤكد متابعوه أنها تجاوزت الـ600 رواية منذ العام 2003 وحتى الآن، وهو: هل تمكنت الرواية العراقية من تقديم نموذج خاص بها ضمن السرد العربي؟ وما التطور الذي قدمته من خلال نموذج علي بدر؟
وفي محاولته للأجابة عن هذا التساؤل، يؤكد المشلب، أن المنظور الخاص الذي ينطلق منه النقاد في الحديث عن مكانة الرواية العراقية في سياق الرواية العربية، يبدو له غير متحقق، بمعنى أنه يذهب إلى عدم عزل الرواية العراقية، بوصفها أنموذجاً خاصاً، الخصوصية الجغرافية في الأدب لا تشكّل في ذائقة المشلب النقدية معياراً ومساحة كبيرة، الأهم أن تُقرأ الرواية العراقية، أن يُسمع صوتها بموضوعية، ويختلطُ مداها مع مديات الرواية العربية، أن تنتسب إلى الأفق العالمي، «لا أخفيك أن الرواية العراقية ما زالت في طور التكوين، وبدء الانطلاق، ويحتاجُ روائيونا إلى جرع أكثر في التجريب والممارسة، وأن يصبحوا أكثر استعداداً وجدارة للتنقل بين جبهات الحياة، وزوايا السماء»، ويفصِّل المشلب رأيه هذا مبيناً أن هناك روائيين لديهم هذا الهاجس المشفوع بالتجريب والبحث في زوايا الحياة العراقية، عليّ بدر بحث، وجرّب، إلى أن عثر على زاوية في حياة مجتمعنا وهي المثقف العراقي، عبر أزمان مختلفة تمتدّ من بدايات ولادة الدولة الحديثة في العراق، إلى سيطرة الشمولية والتخلف، ونهاية التمدّن واستفحال الطائفية بعد العام 2003، ويجد المشلب أن عليّ بدر في مقدمة المساهمين في نقل الرواية العرقية إلى ضفاف جديدة، موضوعاتٍ وأشكالاً، جرأة في الصياغة الفنية واللغوية إلى حدّ ما. علي بدر، أعاد تشكيل الذاكرة المكانية لبغداد، أزقة، محلات، مقاه، ملتقيات ثقافية ما عادت ترى النور في ذاكرتنا المتعبة، فضلاً عن طرحه موضوعة الأنوثة والمرأة، وهامشيتها في المجتمع المتباهي بالشوارب، وكيف أن نساء روايات عليّ بدر، يظهرن متحررات في المظهر، ولكن مقهورات ومستلبات عقلاً وجسداً.

محمد فاضل المشلب: «الإنتلجينسيا العراقيّة في عالم علي بدر الرّوائي.. دراسة في الرُؤى والتمثّلات»
دار الرافدين، بيروت- دار وراقون، البصرة، 2016
304 صفحة.

محمد فاضل المشلب حول «الإنتلجنسيا العراقية في عالم علي بدر الروائي: تمثّلات المثقف في الرواية العراقية الجديدة

صفاء ذياب

مهرجان المسرح في قرطاج عرس ثقافي تونسي متجدد

Posted: 26 Nov 2016 02:07 PM PST

تونس ـ «القدس العربي»: بعد مهرجان قرطاج السينمائي الذي أسدل عنه الستار منذ أيام، انطلقت في تونس فعاليات مهرجان قرطاج للمسرح أو أيام قرطاج المسرحية كما تسمى رسميا. ومثل قرطاج السينمائي ركز المهرجان المسرحي التونسي على فناني ومبدعي دول الجنوب خصوصا العرب والأفارقة وكأنه ملتقى مسرحي لبلدان ما كان يسمى «مجموعة دول عدم الإنحياز». وتشرف على هذا المهرجان العريق والهام، الدولة التونسية ممثلة بوزارة الثقافة التونسية. وتصر الوزارة على عدم التفويت في التظاهرات الثقافية الكبرى إلى الخواص خشية من هبوط مستوى العروض المقدمة سينمائيا ومسرحيا، كما يحصل في بعض المهرجانات الإقليمية، التي تأسست حديثا والتي لا تحمل من البلد الذي تنظم فيه إلا الاسم، في حين يشرف عليها «مقاولون» أجانب يعتمدون على عنصر الإبهار في الصورة، مع التركيز على كل ما هو تجاري غير هادف ولا يهتم بمعالجة قضايا هامة تعيشها الإنسانية.

عراقة

وتعتبر أيام قرطاج المسرحية إلى جانب مهرجان دمشق للمسرح أهم التظاهرات المسرحية العربية بالنظر إلى العراقة وإلى جودة العروض والتقاليد المسرحية الضاربة في القدم في البلدين. وتتنافس كبرى الفرق المسرحية العربية والافريقية والعالمية على المشاركة في مسارح قرطاج وتقديم العروض إلى الجماهير التونسية التي تقبل عليها بنهم وكثافة، وكذلك الضيوف من العرب والأجانب الذين تراجع اقبالهم في السنوات الأخيرة نتيجة للظروف الاستثنائية التي تعيشها البلد.
ولعل المسرح البهي، الموجود في القصر الرئاسي في قرطاج والذي يعتبر تحفة فنية معمارية، هو دليل راسخ على أهمية المسرح وسائر الفنون في التقاليد التونسية المتوسطية الضاربة في القدم التي تعود جذورها إلى الفترة الامبراطورية الزاهية لجمهورية قرطاج قبل ميلاد المسيح. وكان الرئيس الزعيم الحبيب بورقيبة حريصا على استضافة الفرق المسرحية في القصر وعلى تشجيعها ودعمها وحثها على أن تقدم له العروض في مسرح القصر المشار إليه، فقد كان شغوفا بالأدب والعروض المسرحية، ولا يتردد في المشاركة في تقمص بعض الأدوار ومشاركة الممثلين في أدائها. وكان مهرجان قرطاج المسرحي ينظم في السابق مرة كل سنتين شأنه شأن المهرجان السينمائي (أي سنة للسينما وسنة للمسرح)، لكن تقرر منذ ثلاث سنوات أن ينتظم المهرجانان معا كل سنة وبصورة متتابعة. فتعيش تونس بذلك عرسين ثقافيين متتابعين أثبتت التجربة أنهما يساهمان معا في تطوير المشهد الثقافي وإضفاء مسحة من الحيوية في عاصمة الخضراء تحتاجها البلاد في هذا الظرف الاستثنائي الذي تمر المنطقة.

شكسبير في الموعد

واهتم المهرجان هذه السنة بالكاتب المسرحي الانكليزي وليام شكسبير بمناسبة الذكرى المئوية الرابعة لوفاته وانتظمت ندوات في هذا الغرض شارك فيها مسرحيون من جميع أنحاء العالم. وكرم المهرجان أسماء من مسرحيين عرب مثل التونسي المنصف السويسي والجزائري محمد آدار والمغربي الطيب الصديقي.
وتوزعت العروض على مدن تونسية أخرى ولم تقتصر على العاصمة مثلما جرت العادة خاصة وأن جهات عديدة داخل البلاد لها تقاليد مسرحية مثل مدينتي الكاف وقفصة اللتين تتوفر بهما مركزان للفنون المسرحية والدرامية تشرف عليهما الدولة وتوفر لهما الدعم. وهناك فرق جهوية مسرحية كبرى وشهيرة في القيروان وصفاقس ونابل وجهة الساحل أيضا وغيرها، لفتت الانتباه بأعمالها الجيدة والراقية وأنجبت ممثلين كبارا ذاع صيت بعضهم عربيا.
وتمت برمجة 62 عملا مسرحيا في هذا المهرجان توزعت على 25 دولة من مختلف أنحاء العالم وقدمت عروضا راقية أشاد ببعضها الجمهور العريض الوفي لمهرجانه. ولم تقتصر الفرق المسرحية على البلدان العربية والافريقية فهناك فرق كبرى بممثليها المحترفين جاءت من فرنسا وايطاليا وألمانيا وبلجيكا وتوزعت عروضها على مختلف المسارح والقاعات التي وقع عليها الاختيار لاحتضان العروض في غياب المسرح البلدي الذي أغلق مؤقتا للترميم والصيانة.
واعتبر كثير من المسرحيين أن اغلاق المسرح البلدي، ذلك الصرح التاريخي الرائع المنتصب في قلب العاصمة، أبوابه اضطراريا، أثر سلبا على المهرجان. إذ لا يتصور هؤلاء مهرجانا يعنى بالمسرح دون أن تكون أبواب المسرح البلدي بهندسته المعمارية التي تحيل إلى عصر النهضة في أوروبا، مشرعة بوجه المسرحيين والإعلاميين والسياسيين وجماهير المسرح.

عاصمة الثقافة العربية

وتزامنت هذه الدورة من أيام قرطاج المسرحية مع اختيار مدينة صفاقس كعاصمة للثقافة العربية، ولذلك فإن المهرجان العريق حل ضيفا في مدينة صفاقس من خلال تقديم الفرق المشاركة لعروض مسرحية في هذه المدينة الجنوبية الساحلية. وكانت صفاقس استفادت أيضا من مهرجان قرطاج السينمائي وضيوف هذا المهرجان على غرار الممثل المصري عادل إمام.
ومن الهنات التي تمت ملاحظتها في هذا المهرجان هو عدم الاهتمام الإعلامي بالمسرح مقارنة بالسينما. فشتان بين العدد الضخم لوسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية التي غطت المهرجان السينمائي في قرطاج منذ أسابيع معدودة، وبين النزر القليل الذي واكب أحد أهم وأعرق المهرجانات المسرحية العربية في البلد ذاته.

مهرجان المسرح في قرطاج عرس ثقافي تونسي متجدد

روعة قاسم

المحامية برلنتي عبد الحميد لـ«القدس العربي»: النقيب الشرعي للنقابة هو المطرب إيمان البحر درويش وليس هاني شاكر

Posted: 26 Nov 2016 02:07 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: أثار حجم الفساد داخل نقابة المهن الموسيقية، غضبا شديدا بين أعضاء النقابة وخاصة بعد الاتهامات المختلفة التي وجهت إليهم، الأمر الذي أدى إلى قيام المستشار القانوني ياسر قنطوش بالتضامن مع الدكتورة برلنتي عبد الحميد المحامية بالنقض وكالة عن كل من الموسيقار خالد مصطفى حسانين، والملحن خالد تهامي والموسيقار حسن أش أش والموسيقي سيد الأبيض والموسيقي محمد يسري، وجميعهم أعضاء في نقابة المهن الموسيقية، بتحريك دعوى مستعجلة بفرض حراسة قضائية على النقابة، وتم إعلان الفنان هاني شاكر بصفته نقيب الموسيقيين على يد محضر في المقر الرئيسي لنقابة المهن الموسيقية.
وقالت الدكتورة برلنتي عبد الحميد المحامية بالنقض والمحامية النقيب الشرعي لنقابة المهن الموسيقية الفنان إيمان البحر درويش، في تصريحات خاصة وحصرية لـ«القدس العربي»، «بموجب أحكام قضائية نهائية غير قابلة للطعن حصل عليها إيمان ان الفنان هاني شاكرغير شرعي وأعلن بالصيغة التنفيذية للحكم وواجب عليه ان يسلم كرسي النقيب للفنان إيمان النقيب الشرعي ولكن هذا لم يحدث، ولذلك قام الفنان إيمان بتوكيلي رسميا بمباشرة كافة الإجراءات القانونية لتنفيذ أحكام القضاء واجبه النفاذ، وجاري في اعلان جنح الامتناع عن تنفيذ الأحكام القضائية عملا بنص المادة 123 عقوبات ضد كلا من نقيب المهن الموسيقية الفنان هاني شاكر بشخصة وبصفته وضد وزير الثقافة بشخصه وبصفته كمتهمين، ومباشرة المحاكمات الجنائية قبلهم لتنفيذ الحكم».
وأضافت، «واحيط بالرأي القانوني ان وزير الثقافة لا يتمتع في القانون المصري بأي حصانة برلمانية عملا بنص المادة 159 من الدستور المصري، فالجميع يخضع للقانون وان الإدارة ممثلة في السلطة التنفيذية ملتزمة قانونا بتنفيذ أحكام القضاء ودستورا أيضا اعمالا لمبدأ الفصل بين السلطات، فإن امتنعت عن ذلك كان موقفها يعبر عن ازدراء أو عدم احترام للحجية المطلقة للحكم المقضي به، وتكون بذلك قد ارتكبت نوعا من أنواع التعدي مما يفتح الطريق أمام صاحب الشأن وهنا الفنان النقيب الشرعي إيمان البحر درويش بالطعن في تصرفاتها بالالغاء أو التعويض لامتناعها عن اتخاذ قرار كان يجب عليها ان تتخذه» .
وأوضحت، «ان الامتناع عن تنفيذ حكم قضائي واجب النفاذ يعد جنحة في نظر قانون العقوبات المصري بالنسبة للموظف المنوط به تنفيذه أو وضع العراقيل لعدم تنفيذه تطبيقا للمادة 123 من قانون العقوبات والماده 72 من الدستور المصري، كما ان الامتناع عن تنفيذ الأحكام القضائية مسؤولية رئيس الجمهورية دستوريا في المقام الأول لكون واجبه رعاية الحدود بين السلطات، كما ان احترام السلطة القضائية وتنفيذ أحكامها وصون استقلالها هي أولى مسؤوليات رئيس الجمهورية وادق التزاماته وهؤ تتواكب مع التزامه برعاية مصالح الشعب والحفاظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه وذلك هو المعيار الرئيسي الذي يجب ان يترسخ كأثر من مقتضيات الحكم الرشيد» .
وأضافت عبد الحميد، «ان مبدأ استقلال القضاء واحترام أحكامه وتنفيذها بات ركنا جوهريا في أي نظام ديمقراطي ويجب الا يتغافل النظام الحاكم عن تنفيذ الأحكام القضائية. ذلك ان أي تنظيم قضائي يفقد سبب وجوده إذا لم يكن فعالا وتنفذ أحكامه، فإذا كان القضاء يضع حدا للمنازعة عندما يصدر حكمآ يحوز حجية الأمر المحكوم فيه فانه يتعين تنفيذ هذا الحكم، وإلا لما قامت في البلاد حاجة إلى خدمات القضاء والعدل، وليس أشد خطرا على البلاد من اهدار أحكام القضاء والامتناع عن تنفيذها فهي امتهان للسلطة القضائية، ولا سبيل لسيادة القانون إلا يطبقها القضاء. فسيادة القانون أساس الحكم في الدولة واستقلال القضاء وحصانة القضاة ضمانتان أساسيتان لحماية الحقوق والحريات. وان عدم تنفيذ أحكام القضاء الإداري وهي واجبة النفاذ فورا ولاسيما وانه لم يصدر حكم من الإدارية العليا سواء بالغائها أو حكم وقتي بوقف تنفيذها وهو حالة الفنان النقيب إيمان البحر درويش. فعدم تنفيذها من جهات الإدارة انما يمثل انتهاكا صارخا للشرعية الدستورية، إذ تضرب الدولة بذلك اسوأ المثل للمتقاضين بالتهرب من تنفيذ الأحكام مما يشيع معه بين صفوف الناس منهج اللاشرعية ما دامت السلطة العليا في البلاد لا تقيم وزنا لها، فيستهان بذلك بالشرعية وتصبح نموذجا سيئا للتعامل في مصر وينتشر الاحساس بأنه لا قيمة للدستور أو القانون أو القضاء وتتحول مع ذلك سلطات الدولة والثوابت الدستورية ونصوص القانون إلى رماد».
وأكدت، «أن احترام أحكام القضاء واجب قانوني وشرعي واعيد وأكرر للفنان هاني شاكر انك رمز للفن والاحساس وعليك احترام القانون ومراعاة حق الزمالة الفنية لتكون قدوة لكل فنان مصري يا أمير الغناء العربي».
وذكرت برلنتي، «ان مباحث الأموال العامة تباشر حاليا بلاغاتي في تزوير كارنيهات منسوب صدورها لنقابة المهن الموسيقية باشخاص مشبوهين تحت مسمى الفن، وكذلك اهدار أموال نقابة المهن الموسيقية وفساد عائلة باكملها تدير النقابة حاليا، وان سكوت هاني شاكر وافصاحه عن عدم رغبته في الانضمام لبلاغاتي في الاهدارات هو تستر علني وخفي على الفساد بالمخالفه لتقارير الجهاز المركزي للمحاسبات والذي أكد هذا الفساد وان هناك أصحاب مصالح شخصية في النقابة العامة للمهن الموسيقية وفروعها بانحاء جمهورية مصر العربية، وان هاني شاكر مسؤول عن عدم عقد جمعية عمومية من عام 2008 م حتى الآن، اسوة بنقابة السينمائين والممثلين، وعدم صدور قرار من سيادته فوري بوقف الموظفين المتورطين في بلاغات التزوير والاهدارات وأعضاء مجالس الإدارة المتورطين وهو ما يدلل على تغطية الفساد بغطاء الشرعية والتستر عليه وهو ما يثير الدهشة والعجب من تصرفات هاني ولاسيما وانه قام حاليا بتكريم المتورطين في اجتماع علني وهذه المصيبة التي احزنت الموسيقيين الشرفاء».
وأضافت، «اناشد الآن جهاز الكسب غير المشروع كشكوى رسمية بالتحقيق في هذا الفساد ومنع المتورطين من السفر فورا حماية لأموال الأرامل واليتامى والمرضى لموسيقيي مصر لبناء المجتمع الموسيقي وتطويره مع الحفاظ على التراث الانشائي في اطار الهوية المصرية والعربية، وكذلك حماية مهنة الموسيقى ورفع المستوى والكفاءة الفنية والثقافية والاجتماعية حسبما يتماشى مع أهداف النقابة».
وكانت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة في عابدين، قد حددت جلسة 4 كانون الأول/ديسمبر المقبل لنظر دعوى فرض الحراسة القضائية على المقر الرئيسي لنقابة المهن الموسيقية بالقاهرة وجميع الفروع التابعة لها بكافة المحافظات .
وجاء في صحيفة الدعوى، «أنه تم تقديم عدد كبير من بلاغات اهدار أموال نقابة المهن الموسيقية، وتزوير كارنيهات وأوراق رسمية منسوب صدورها لنقابة المهن الموسيقية باستخدام أجهزة الكمبيوتر الخاص بالنقابة بواسطة بعض موظفي النقابة العامة للموسيقيين، وقدمت تلك البلاغات مرفقه بكافة مستندات الإدانة ضد المتورطين بارتكاب جرائم الفساد والمتسترين عليهم وهي قيد التحقيقات حالياً بنيابة الأموال العامة وأجهزة الدولة الرقابية المختلفة «.
وضمت صحيفة الدعوى، واقعة وقف المحامين الثلاثة للنقابة علاء الدين عامر وسمير موسى وسعد متولي وكذلك وقف طارق مرتضى، المتحدث الإعلامي للنقابة وأحمد رمضان، سكرتير النقابة، وزوجته المتهمة بتزوير كارنيهات، وصدور حكم جنائي بتغريم سعد متولي محامي النقابة الحالي عشرة آلاف جنية في الجنحة رقم 17017 لسنة 2014 بتهمة البلاغ الكاذب .
وأضافت صحيفة الدعوى عن الموقف السلبي للنقيب العام للموسيقيين بعدم اتخاذ أي إجراء من شأانه القضاء على الفساد والمفسدين أو ايقافهم عن العمل لحين انتهاء تحقيقات نيابة الأموال العامة وتستره على المفسدين داخل النقابة بل تعدى الأمر بمعاقبة المبلغين عن وقائع اهدار المال والفساد بإحالتهم إلى المجالس التأديبية وإصدار قرارات بفصلهم كنوع من أنواع الترهيب واستغلال النفوذ وترويع أعضاء النقابة من كشف ومحاربة الفساد داخل نقابتهم.

المحامية برلنتي عبد الحميد لـ«القدس العربي»: النقيب الشرعي للنقابة هو المطرب إيمان البحر درويش وليس هاني شاكر

منار عبد الفتاح

بعد مونديال 2022: استضافة الأولمبياد تداعب الدوحة!

Posted: 26 Nov 2016 02:06 PM PST

الدوحة ـ «القدس العربي»: قبل أسابيع قليلة، أكد البريطاني سيباستيان كو رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى أن موعد إقامة فعاليات الأولمبياد قد يتغير ليقام في فصل الشتاء إذا فازت قطر بحق استضافة دورة الألعاب الأولمبية في أي نسخة مقبلة.
وخلال فعاليات الاجتماع السنوي الحادي والعشرين للجمعية العمومية (كونغرس) لاتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (أنوك) والذي استضافته الدوحة خلال الأيام القليلة الماضية، كانت إمكانية استضافة قطر لدورة الألعاب الأولمبية هو محور الحديث بين العديد من المشاركين في هذا التجمع الهائل لصناع القرار في الحركة الأولمبية. وشارك في اجتماعات كونغرس الأنوك بالدوحة نحو 1200 من ممثلي اللجان الأولمبية الوطنية بكل أنحاء العالم، إضافة لمسؤولين عن الحركة الأولمبية وفي مقدمتهم الألماني توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية. وركزت الوفود المشاركة في المؤتمر على توجيه الشكر إلى قطر والاستضافة الناجحة لعمومية (كونغرس) الأنوك، لا سيما أن قرار منح الدوحة حق استضافة هذه النسخة من الكونغرس جاء قبل فترة وجيزة وبعد اعتذار ريو دي جانيرو عن عدم الاستضافة، لتشهد الدوحة رقمين قياسيين جديدين في تاريخ اجتماعات الأنوك من حيث عدد اللجان الوطنية المشاركة وعدد ممثليها المشاركين في الاجتماعات. كما وجهت الوفود المشاركة الشكر إلى المنظمين في قطر على حسن الضيافة وأجواء الاستقبال والإقامة والإمكانات التي جرى تسخيرها لخدمة الاجتماعات والوفود. وأوضح باخ: «أعتقد أن تنظيم كونغرس الأنوك هنا في الدوحة كان رائعا ومتميزا. شاهدنا الإمكانات مسخرة كلها لخدمة الاجتماعات حيث كان كل شيء معدا تحت سقف واحد في هذا الفندق، كما شاهدنا الحفاوة وكرم الضيافة المعروفين عن الجانب القطري وجرت الاجتماعات بشكل سلس للغاية، وأعتقد أن كل الوفود كانت سعيدة».
ولدى سؤاله عن إمكانية تنظيم الأولمبياد مستقبليا في قطر أو في المنطقة، أجاب باخ: «نحن على أبواب اختيار المدينة الفائزة بحق استضافة أولمبياد 2024 والتركيز كله ينصب على هذه النسخة التي تتنافس على تنظيمها ثلاث مدن وأي حديث عن النسخ التالية حاليا لن يكون إلا بعض الجدل». ورغم هذا، لم يستبعد باخ إمكانية استضافة قطر لإحدى الدورات الأولمبية، بل إنه أكد قبلها بأيام أنه يتخيل ويتوقع أن تتقدم قطر بطلب استضافة الأولمبياد في يوم ما. وعلى مدار الأيام التي شهدت اجتماعات كونغرس الأنوك في الدوحة، كانت فكرة استضافة الأولمبياد في قطر ليكون الأول في منطقة الشرق الأوسط، هو محور العديد من الأحاديث الجانبية لا سيما وأن قطر انتزعت حق استضافة فعاليات بطولة كأس العالم 2022، وهو ما يمنحها الأمل في تكرار تجربة البرازيل في استضافة الأولمبياد بعد المونديال حيث استضافت البرازيل مونديال 2014 ثم أولمبياد ريو 2016 .لكن قطر سيكون عليها الانتظار لفترة أطول بعد استضافة مونديال 2022 حيث تتنافس ثلاث مدن على استضافة أولمبياد 2024 وهي العاصمتان الفرنسية باريس والمجرية بودابست ومدينة لوس أنجليس الأمريكية، ما يعني أن الفرصة القطرية قد تكون في استضافة أولمبياد 2028 أو 2032 .
وكانت الدوحة خسرت محاولة سابقة لاستضافة الأولمبياد، حيث خرجت مبكرا من الصراع على حق استضافة نسخة 2016 رغم المساندة والتأييد من قبل مجلس التعاون الخليجي والمجلس الأولمبي الآسيوي. لكن الحال قد يختلف كثيرا في حال التقدم بطلب للاستضافة في النسخ المقبلة بداية من 2028 خاصة وان التأييد لم يعد قاصرا على الناحية الإقليمية أو القارية وإنما امتد للتأييد العالمي في ظل الإشادة التي نالها التنظيم القطري في كل من كونغرس الأنوك خلال الأيام الماضية والاجتماع السنوي الماضي للاتحاد الدولي للصحافة الرياضية الذي استضافته الدوحة أيضا في شباط/ فبراير الماضي. وما يضاعف فرص قطر أيضا هو توافر الإمكانات المالية والبنية الأساسية والمنشآت اللازمة لاستضافة الأولمبياد، وهو ما يتفق مع أجندة 2020 التي أقرتها اللجنة الأولمبية الدولية لإصلاح الحركة الأولمبية والتي تتضمن ضرورة تقليص النفقات في استضافة دورات الألعاب الأولمبية بعد إنفاق مبالغ فيه للغاية في استضافة أولمبياد 2014 الشتوي في منتجع سوتشي الروسي. وتملك قطر الآن من المنشآت والمواقع الجاهزة لاستضافة الأولمبياد ما يفوق كثيرا ما كانت تمتلكه لدى خسارتها قبل سنوات في سباق التنافس على استضافة أولمبياد 2016 كما تمتلك الخبرة اللازمة حاليا لاستضافة الأولمبياد بعد الكم الهائل من البطولات التي استضافتها في السنوات الماضية.
واستضافت قطر العديد من البطولات الإقليمية والدولية على مدار العقد الأخير ومنها دورة الألعاب الآسيوية (آسياد) 2006، ودورة الألعاب العربية 2011، وبطولة العالم لكرة اليد في 2015، وبطولات العالم لأندية كرة اليد (سوبر غلوب) أكثر من مرة، وبطولة قطر المفتوحة للتنس في فئتي الرجال والسيدات على مدار سنوات طويلة عبر العقدين الماضيين، وكذلك فعاليات إحدى جولات الدوري الماسي لألعاب القوى، بخلاف استضافتها المرتقبة لبطولة العالم لألعاب القوى في 2019 ومونديال 2022 لكرة القدم وغيرها من البطولات الدولية في الملاكمة والدراجات ورياضات أخرى عديدة. كل هذا، ترك لقطر مجموعة هائلة من المنشآت الرياضية الجاهزة لاستضافة معظم فعاليات الأولمبياد، خاصة مع وجود المجرى المائي على كورنيش الدوحة والذي يستضيف سنويا العديد من منافسات وبطولات الألعاب المائية، وهو ما يصب أيضا في مصلحة الملف القطري في حال التقدم بطلب استضافة الأولمبياد عام 2028 أو 2032، خاصة أن تكلفة الاستضافة لن تكون هائلة مثلما الحال في بلدان أخرى. وينتظر أن يكون سير أعمال الاستعدادات لاستضافة مونديال 2022 بوتيرة رائعة دعما إضافيا لفرص قطر لاستضافة الأولمبياد في حال قدرة المسؤولين عن اللجنة الأولمبية في قطر في تحويل الإعجاب الهائل من مسؤولي الحركة الأولمبية والعديد من وسائل الإعلام العالمية إلى دعم واقعي لفرص قطر في حال الترشح لاستضافة الأولمبياد.

بعد مونديال 2022: استضافة الأولمبياد تداعب الدوحة!

برشلونة عظيم بنجومه… لكن ليس باحتياطييه!

Posted: 26 Nov 2016 02:06 PM PST

عندما بدأ الموسم الجاري، كان التفاؤل يعم جميع من له علاقة ببرشلونة، من جماهير ولاعبين وادارة، والسبب بسيط، أنه أخيراً نجح بطل أسبانيا في علاج نقاط ضعفه التي عانى منها في النصف الثاني من الموسم الماضي، وكاد يفقد بطولة الدوري الاسباني بعدما كلفته دوري أبطال أوروبا، لكن هل حقاً عالج البارسا أزمة وجود العمق الكافي في الفريق وتوافر البدلاء الاكفاء القادرين على المساهمة في منع سقوط الفريق في خيبة مماثلة للموسم الماضي؟
قبل بداية الموسم الجاري، أنفق برشلونة أكثر من 130 مليون يورو على ستة لاعبين بارزين، سيشكلون الخط الثاني للفريق خلال رحلة الموسم والصراع على ثلاث جبهات، وبدت الصورة وردية والتفاؤل عم الجميع، وكأن البعض يتوقع ثلاثية أكيدة خلال الموسم الجاري، خصوصاً بضم شباب واعدين، لكن سرعان ما بدأت الحقائق تتكشف على أرض الواقع، وبرزت ثغور ونقاط ضعف لم تكن في الحسبان، فبعدما سمح النادي برحيل الحارس الاساسي (حارس الدوري) كلاوديو برافو الى مانشستر سيتي، بصورة غريبة، فانه ترك الالماني تير شتيغن اساسياً بدون منافسة أو ضغوط على مركزه لرفع مستواه، حتى بضم الهولندي سليسين الذي عانى من اصابة طويلة، ليكون هذا المركز أضعف مما كان عليه في المواسم الماضية. وأيضاً بعدما سمح لظيهري الجهة اليمني ألفيش ومونتويا بالرحيل، فان هذا المركز أصبح أزمة حقيقية باخفاق أليكس فيدال وسيرجي روبرتو، حتى ان النادي بدأ من الآن البحث عن ظهير أيمن جديد، فيما يظل أوميتيتي اضافة جيدة لقلب الدفاع، في حال غياب بيكيه أو ماسكيرانو، لولا اصاباته المتكررة، واخفاق ماتيو كل حين وآخر، وأثبت لوكاس ديني أنه نقطة ضعف كلما حل مكان خوردي ألبا على الجهة اليسرى.
طبعاً برشلونة، عندما يكون كامل العدد من دون أي اصابات لنجومه الاساسيين، بالتشكيلة الـ11 الاساسية، دائماً تكون خارقة ومبدعة وربما الأفضل، لكن المشاكل تظهر عندما يتعرض النجوم للاصابة او الايقاف، على غرار ما حدث مع انيستا وميسي في الاسبايع الاخيرة، اذ اخفق القادم الجديد أندري غوميز ودينس سواريز في تعويض غياب انيستا وراكيتيتش، رغم الموهبة الواعدة التي يتمتعان بها، لكن الخيبة الأكبر جاءت في الخط الهجومي، وباخفاق التركي اردا توران والاسباني الدولي باكو الكاسير في تعويض غياب أي من الثلاثي ميسي ونيمار وسواريز، علماً ان الكاسير لم يكن الخيار الاول للويس انريكي مدرب البارسا، فهو شعر ان سعر كيفن غامييرو عالياً ليخطفه أتلتيكو منه، في حين فضل فييتو اللعب اساسيا مع فريقه الحالي على ان يكون احتياطياً في البارسا، قبل ان يختار غابرييل جيسوس مانشستر سيتي معتبرا ان فرصة تطوره كلاعب افضل مع غوارديولا بدل انريكي والبارسا.
مشكلة العمق في البارسا تعود الى سنوات، بل في الواقع فان المرة الاخيرة التي حظي فيها البارسا بعمق كاف، كان تحت ادارة غوارديولا، فالخط الهجومي حينها تكون من ميسي وديفيد فيا واليكسيس سانشيز، وكان بدرو قادراً على تغطية أي غياب بكفاءة عالية، وكان تياغو دائما جاهزا للتداور واراحة تشافي او انيستا، في حين تداور بويول وبيكيه وماسكيرانو على مركزي قلب الدفاع، وعندما نقارن ذلك الفريق بالحالي فانه من المزعج لعشاق برشلونة ان يروا فريقهم يعاني بشدة بسبب اصابة نجم وايقاف آخر.
twitter: @khaldounElcheik

برشلونة عظيم بنجومه… لكن ليس باحتياطييه!

خلدون الشيخ

قطر تتعهد باستضافة مميزة لمونديال 2022

Posted: 26 Nov 2016 02:06 PM PST

الدوحة ـ «القدس العربي»: أكد حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث في قطر، أن بلاده ماضية في طريقها بكل قوة لضمان استضافة مميزة ومختلفة لبطولة كأس العام لكرة القدم عام 2022.
وقال الذوادي على هامش انعقاد اجتماعات اللجان الوطنية الاولمبية (أنوك): «قطر تسابق الزمن وتسعى لتحقيق الاستدامة وتعمل أيضا لضمان إرث عالمي بعد المونديال». وأوضح أن مسألة قرب ملاعب المونديال من بعضها بعضا تعتبر ميزة كبيرة لقطر، ولن تمثل عائقا على الإطلاق أمام الجماهير التي ستستمتع بحضور المباريات، بحيث يستطيع الجمهور أن يحضر أكثر من مباراة في يوم واحد نظرا لسهولة التنقل بين المدن المتقاربة في الدولة، حيث سيتم توفير أحدث وسائل النقل والمواصلات لهذا الغرض. وردا على سؤال حول حملات التشكيك التي تعرض لها الملف القطري كثيرا، أكد الذوادي: «هذه الحملات لن تثنينا عن هدفنا الذي نسعى لتحقيقه وهو تقديم كأس عالم تكون ضمن أفضل البطولات التي تم تنظيمها على مستوى العالم». وأكد الذوادي: «اللجنة العليا توصلت إلى أسماء الأشخاص الذين كانوا وراء إطلاق هذه الحملات المغرضة، وثبت لنا أن الذين قاموا بها كانوا يحملون نوايا سيئة للغاية تجاه قطر، وأستطيع أن أقول لهم إننا عالجنا أية سلبيات قد تكون ظهرت في مسألة العمال، وحرصنا على تحسين المناخ والظروف التي يعملون فيها، ونحن حريصون على حقوق الانسان الذي يعيش على أرض قطر». وردا على سؤال حول انطباع فاطمة سمورا الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عقب زيارتها الأخيرة للدوحة، قال الذوادي: «إنها أبدت إعجابها بالملاعب وبرنامج التواصل المجتمعي ومختلف البرامج التي تعمل عليها اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وخرجت بانطباع جيد في ختام زيارتها التي كانت ناجحة».
وأضاف الامين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث: «قطر تدرك أهمية الرياضة في التنمية، سواء تنمية المجتمع أو التنمية الاقتصادية وتسعى دائما لاستضافة الاحداث العالمية الكبرى». وتابع: «استضفنا العديد من الاحداث الرياضية المختلفة التي أشاد بها العالم أجمع، ونحن بجانب استضافتنا للمونديال سنستضيف عددا كبيرا أيضا من بطولات العالم في ألعاب القوى والسباحة والجمباز وغيرها من الرياضات، ونجحنا في خلال العام ونصف العام الأخير فقط في احتضان اكثر من 15 بطولة عالمية». وحول مذكرة التفاهم التي وقعتها اللجنة العليا مع الاتحاد الدولي لعمال البناء والأخشاب والتي تضمنت إجراء الطرفين جولات تفتيشية مشتركة للعمالة ومساكن العمال في مشاريع كأس العالم بداية من كانون الثاني/ يناير المقبل، أكد الذوادي: «تم التوقيع بعد مناقشات طويلة مع الجهات التي أبدت رغبة في التعاون معنا والتفاهم في مواقفنا في بعض الأمور، وكان هناك نوع من الاحترام والثقة المتبادلة وطرحنا أن يكون هناك مذكرة تفاهم لمساعدتنا في تطوير منظمينا ومدربينا والقيام ببعض أعمال التفتيش». وأكد الذوادي أن هذا أبلغ رد على أن قطر تتعامل بشفافية، حيث تبدو حريصة كل الحرص على المضي قدما وتذليل كافة العقبات التي قد تطرأ في الطريق.
وعن أهمية مؤتمر الأنوك بالنسبة للمشاريع والإرث، قال الذوادي: «المؤتمر الذي نظمته اللجنة الأولمبية القطرية بنجاح كبير ضم جميع اللجان الأولمبية الوطنية على مستوى العالم، فالعالم الرياضي جاء إلى قطر لكي يرى الإنجازات التي قامت بها الدولة وخاصة في المجال الرياضي من حيث البنية التحتية الرياضية الفريدة والتي تضم المنشآت الحديثة والملاعب والإمكانيات الهائلة التي تتمتع بها قطر بجانب أيضا التطور الإداري والتنظيمي الذي نتميز به، الأمر الذي يعد مصدر فخر لنا جميعا». وحول عزم اللجنة العليا للمشاريع والإرث الالتزام بالملاعب الخضراء والتقنيات الصديقة للبيئة، شدد الذوادي: «اللجنة تعمل مع مختلف شركائنا على الجانب التكنولوجي للتقليل من انبعاث الكربون باستخدام تقنيات صديقة للبيئة، كما أننا نعمل بالتعاون مع المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة (جيوساس) التي اعترفت بها الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) مؤخرا لأننا نهتم بالأجيال المقبلة، ونعمل جميعا من أجل تغيير السلوك البشري في تعامله مع البيئة في حياته اليومية من أجل حلول مستدامة».
وردا على سؤال حول درجة حرارة قطر في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، أوضح الذوادي: «الطقس في هذا الشهر يبدو مناسبا جدا لكافة الرياضات في قطر». وأردف الذوادي قائلا: «بالنسبة لبعض البلدان قد تبدو درجة الحرارة عالية لكنها ليست كذلك بدرجة كبيرة، فالجميع يستمتع حاليا في قطر بالذهاب إلى الشواطئ والطقس حاليا ممتاز، وهذا لا يمنع من كوننا نعمل جنبا إلى جنب مع المؤسسات المختصة على تطوير تكنولوجيا التبريد كما تعهدنا بذلك من قبل».
وعن تأثير أزمة تراجع أسعار النفط على التزام قطر بالمشاريع التي أعلنت عنها والتعاون مع روسيا التي ستستضيف مونديال 2018، أكد الذوادي: «الميزانية المخصصة للمونديال محددة من الحكومة، ومن جهتنا اتخذنا خطوات كي لا يكون هناك تأثير، والإنفاق الخاص بالمونديال لن يتأثر لأن الأمر يدخل ضمن رؤية قطر 2030، التي تتضمن عددا من المشاريع المرتبطة في جزء كبير منها بالمونديال، أما بالنسبة للتعاون مع روسيا فطبعا نحن نعمل سويا مع اللجنة المنظمة، وقد زرنا موسكو هذه السنة وكذا السنة الماضية، وسنزورها مجددا للوقوف على تحضيراتها للحدث وكذا خلال المونديال، فنجاح روسيا نجاح لنا كذلك». وردا على سؤال بخصوص الاهتمام بالجانب الأمني، قال الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث: «إنه منذ إنشاء اللجنة والجانب الأمني يشكل جزءا من اهتماماتنا، وقد وقعنا مؤخرا اتفاقية مع منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول) في انتظار التوقيع مع المركز الدولي للأمن الرياضي، كما نعمل على تعزيز خبراتنا في المجال الأمني من خلال أعضاء اللجنة الأمنية الذين يزورون مختلف البطولات والأحداث الرياضية للمساهمة في التنظيم من جهة وكذا الاستفادة من الخبرات والتجارب السابقة، حيث نعمل جنبا إلى جنب مع اللجنة الأمنية للفيفا».

قطر تتعهد باستضافة مميزة لمونديال 2022

لوف ومنتخب ألمانيا… مستقبل الماكينات في المواهب الشابة

Posted: 26 Nov 2016 02:05 PM PST

برلين ـ «القدس العربي»: ختم المنتخب الألماني لكرة القدم مبارياته الدولية عام 2016 بالتعادل مع مضيفه منتخب إيطاليا بدون أهداف وديا، في الوقت الذي يركز فيه يواخيم لوف مدرب المنتخب على بطولة كأس القارات العام المقبل ونهائيات كأس العالم بروسيا عام 2018.
واتسم أداء الفريق بالقوة خلال اللقاء بملعب «سان سيرو» بمدينة ميلانو الإيطالية، رغم اعتماد لوف على عدد من المواهب الشابة من أجل منحهم الفرصة لإثبات قدراتهم مع الفريق. وأثنت صحيفة «سود دويتشه تسايتونغ» الألمانية على الأداء الجيد للفريق في المباراة حيث قالت: «حتى في ظل الاعتماد على فريق كامل من الشباب اتسم أداء بطل العالم بالثقة». ولم يتهدد مرمى المنتخب الألماني إلا نادرا خلال المباراة، ليواصل الفريق حفاظه على نظافة شباكه للمباراة السادسة على التوالي.
ولكن في نفس الوقت، فإن هجوم الفريق عجز عن تشكيل أدنى خطورة على دفاع إيطاليا، وهي المشكلة التي ما زالت تؤرق المنتخب الألماني لأكثر من عام تقريبا، خاصة خلال مشاركته في كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) بفرنسا الصيف الماضي، الذي شهد خروج منتخب الماكينات من الدور قبل النهائي عقب الخسارة أمام أصحاب الأرض. ومع اعتزال قائد الفريق باستيان شفاينشتايغر والمهاجم لوكاس بودولسكي دوليا، فإن لوف يسعى حاليا لإعادة هيكلة الفريق قبل المهمة المقبلة التي تنتظره في روسيا خلال العامين المقبلين. وشهد العام الحالي انضمام تسعة لاعبين إلى صفوف منتخب ألمانيا للمرة الأولى، حيث كان آخرهم سيرجي غنابري مهاجم فيردر بريمن، وبنيامين هينريتشز مدافع باير ليفركوزن اللذين لعبا أمام سان مارينو في تصفيات كأس العالم، بالإضافة إلى يانيك جيرهارد لاعب وسط فولفسبورغ الذي شارك أمام إيطاليا. كما ضم لوف مجموعة أخرى من اللاعبين الشباب إلى رحلة الفريق إلى ميلانو، بينهم جوليان فيغل وليون غوريتزكا وجوشوا كيميتش، الذي بات أحد الركائز الأساسية في المنتخب الألماني منذ انضمامه للمرة الأولى إلى الفريق خلال «يورو 2016».
وتحدثت الصحيفة الألمانية عن «التعلم بالممارسة» للاعبين الشباب الذين حصلوا على فرصة اللعب أمام إيطاليا في ظل غياب العديد من النجوم الكبار مثل سامي خضيرة وتوني كروس وجيروم بواتينغ ومسعود أوزيل والحارس مانويل نوير. وقال لوف عقب المباراة: «بإمكاننا أن نأخذ الكثير من البصيرة من مباراة اليوم». وأضاف المدرب الألماني: «كنا جيدين في الهجوم خلال الشوط الأول على وجه الخصوص، برغم تراجع أدائنا نسبيا في الشوط الثاني. واكتسب اللاعبون الشباب خبرة بالغة الأهمية من خلال اللعب أمام مثل هذا الحشد الكبير من الجماهير». وأوضح لوف: «يمكننا أن نشعر بالسعادة من رحلتنا إلى إيطاليا. حافظنا على نظافة شباكنا للمباراة السادسة على التوالي. ونتائجنا خلال عام 2016 تبدو جيدة حقا». وتابع: «نريد تعزيز حظوظنا في التأهل للمونديال وتجنب تراجع الأداء، وهو ما فشلنا في القيام به خلال استعداداتنا للمشاركة في يورو 2016». واتفق توماس مولر (27 عاما) الذي ارتدى شارة قيادة الفريق في المباراة، في الرأي مع لوف، حيث قال: «أود أن أثني على أداء اللاعبين الشباب، يمكن لأي فرد أن يرى الآن امتلاكنا للكثير من المواهب الشابة في ألمانيا. إنني فخور بقيادة أولئك اللاعبين في اللقاء». وبدت وجهة نظر المدافع المخضرم ماتس هوميلز، الذي يتساوى في العمر مع مولر، متطابقة، حيث قال: «إن هذا الكم من المواهب الواعدة يبدو مثيرا للإعجاب بالفعل. أتمنى مواصلة التحسن في الأداء. لا أحد منهم يعتقد أنه يمثل بطل العالم حقا». ويعتبر ليون غوريتزكا لاعب وسط شالكه، أحد اللاعبين الذين أفرزهم النظام الألماني للاعبين الشباب الذي خضع لعملية إصلاح شاملة عقب المشاركة الكارثية لمنتخب ألمانيا في بطولة يورو 2000 التي لم يحقق خلالها الفريق أي فوز. وقال غوريتزكا: «لقد ذهب كثير منا إلى المنتخبات الوطنية للناشئين بفلسفتهم الموحدة. وإذا كان أيا منا انتقل بعد ذلك الحين للعب مع النجوم الكبار واستمع لكل ما يقولونه له فإنه سيظهر بمستوى جيد جدا». ويمضي المنتخب الألماني بشكل جيد نحو التأهل لكأس العالم، بعدما فاز في جميع مبارياته الأربع التي خاضها بالتصفيات حتى الآن، بعكس حملته المتعثرة في التصفيات المؤهلة ليورو 2016، ولكنه يتعين عليه مواصلة العمل الجاد لتقوية خط هجومه. ويعد ماريو غوميز المهاجم الصريح الوحيد في قائمة لوف حاليا، وبينما قدم غنابري أداء رائعا بعدما أحرز ثلاثة أهداف (هاتريك) في مباراته الدولية الأولى مع المنتخب الألماني أمام سان مارينو، فإن هذا يبدو غير كاف للقول بأن الهجوم الألماني على ما يرام حاليا. وربما يمنح ميروسلاف كلوزه، الهداف التاريخي لمنتخب ألمانيا بعض الإلهام للاعبي الهجوم الآن، عقب انضمامه للطاقم التدريبي للفريق، ولكن في جميع الأحوال، فإن هناك ارتياحا في المعسكر الألماني في نهاية العام الذي بدأ بالخسارة 2/3 أمام منتخب انكلترا، الذي سيكون المنافس الأول الذي سيواجه منتخب ألمانيا عام 2017 أيضا، حين يلتقي معه وديا بمدينة دورتموند الألمانية في 22 آذار/ مارس المقبل. وقال لوف: «هناك استنتاجات إيجابية برغم خروجنا من الدور قبل النهائي لليورو، وبشكل عام فإن ما قدمناه على مدار العام يبدو جيدا. أتيحت لنا فرصا ولكننا لم نغتنمها. سنواصل العمل على ذلك». وختم لوف حديثه قائلا: «قدمنا بعض اللاعبين الشباب للفريق. ولهذا السبب أرى أن المستقبل يبدو مشرقا».

لوف ومنتخب ألمانيا… مستقبل الماكينات في المواهب الشابة

خطة المدرب فينتورا تؤتي ثمارها مع ايطاليا

Posted: 26 Nov 2016 02:05 PM PST

روما ـ «القدس العربي»: أتت الاختبارات المستمرة لجانبييرو فينتورا مدرب منتخب إيطاليا لكرة القدم، بالاعتماد على اللاعبين الشباب، بثمارها خلال تعادل المنتخب الأزرق بدون أهداف مع ضيفه منتخب ألمانيا، الذي دفع مدربه يواخيم لوف بعدد من اللاعبين الصاعدين أيضا خلال مواجهتهما الودية.
وقال المدرب المخضرم قبل المباراة أنه كان يفضل مواجهة منافسا أقل قوة من أبطال العالم، ولكنه بدا مسرورا خلال اللقاء من أداء لاعبيه، الذي اتسم بالسرعة والنشاط خاصة في الشوط الثاني، الذي كاد أن يخطف الفريق خلاله فوزا متأخرا. وقال فينتورا (68 عاما) عقب المباراة: «ألمانيا ما زالت بطلة العالم، ورغم ذلك لم تنجح في تهديد مرمانا في أغلب الأوقات». وأوضح فينتورا: «كان هناك تصدي في الشوط الأول من جانلويجي بوفون (حارس مرمى إيطاليا)، لكن الشوط الثاني لم يشهد أي تهديد تجاهنا». وتابع: «في الوقت نفسه، كانت هناك تسديدة ارتدت من القائم (عن طريق أندريا بيلوتي في الدقيقة 83). وكان لدينا أيضا أربع أو خمس حالات في المباراة تفوقنا خلالها عدديا وكان ينبغي علينا التعامل معها على نحو أفضل». وأضاف مدرب المنتخب الإيطالي: «ربما كنا نستحق الفوز بالمباراة، ولكن يتعين علينا تقبل النتيجة». وسجل كل من بيلوتي (22 عاما) لاعب تورينو، وتشيرو إيموبيلي (26 عاما) لاعب لاتسيو، ثلاثة أهداف خلال آخر مباراتين لمنتخب إيطاليا خارج ملعبه في التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم بروسيا عام 2018، ليصبحا أبرز عناصر الفريق الهجومية حاليا بالنسبة لفينتورا، الذي سبق له تدريب تورينو الموسم الماضي. وبدا المهاجم الإيطالي إيدير، البرازيلي الأصل، أقل إقناعا لدى فينتورا الذي دفع بمهاجمين صريحين بالإضافة لاعتماده على أنتونيو كاندريفا وجاكومو بونافنتورا كجناحين هجوميين خلال فوز الفريق 3/1 على إسرائيل في أيلول/ سبتمبر الماضي و4/صفر على ليشتنشتاين السبت قبل الماضي بتصفيات المونديال. وكان منتخب إيطاليا تعادل 1/1 مع ضيفه منتخب أسبانيا في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، قبل أن يفوز 3/2 على مضيفه منتخب مقدونيا في الشهر ذاته، ليحتل المركز الثاني في ترتيب المجموعة السابعة، بفارق الأهداف خلف المنتخب الأسباني (المتصدر)، قبل ست جولات على انتهاء التصفيات. وتتأهل المنتخبات الحاصلة على المراكز الأولى في المجموعات التسع بالتصفيات الأوروبية مباشرة الى نهائيات كأس العالم، في حين تنتظر أفضل ثمانية منتخبات حاصلة على المركز الثاني خوض الملحق الأوروبي المؤهل للمونديال. ونال أداء المنتخب الإيطالي خلال المباراة إشادة جميع المحللين، الذين منحوا دانييلي دي روسي (33 عاما) درجات عالية عقب تألقه اللافت في مركز صانع الألعاب. وقال دي روسي، الذي توج مع منتخب إيطاليا بكأس العالم عام 2006 برفقة بوفون: «كانت نوعا مختلفا من المباريات (عن لقاء الفريق أمام ليشتنشتاين بتصفيات المونديال)، لكن كان من المهم لنا أن نجد التوازن الصحيح عقب بعض العروض المتواضعة». وكشف دي روسي: «كنا على قدم المساواة أمام فريق قوي. اتسم أداؤهم بالشراسة ولكننا لم نسمح لهم بتهديدنا، ظهرنا بشكل جيد وإيجابي للغاية». ودفع فينتورا بالحارس المحنك جانلويجي بوفون (38 عاما) في القائمة الأساسية للفريق خلال اللقاء، ليعادل الرقم القياسي كأكثر لاعبي القارة العجوز خوضا للمباريات الدولية، الذي يحمله نظيره الأسباني إيكر كاسياس، برصيد 167 لقاء دوليا. وبدا فينتورا حريصا أيضا على الاعتماد على اللاعبين الشباب من خلال الدفع بدانييلي روغاني (22 عاما) واليسيو رومانيولي (21 عاما) ودافيدي زاباكوستا (24 عاما) في خط الدفاع، بالإضافة إلى فيديريكو بيرنارديسكي (22 عاما) في الهجوم. ورغم ذلك، فإنه من المرجح أن يعود فينتورا للاعتماد مجددا على نجوم الفريق المخضرمين مثل أندريا بارزالي وجورجيو كيليني، اللذين يعانيان من الإصابة حاليا، وذلك عندما تستأنف التصفيات فعالياتها في آذار/ مارس المقبل، من دون الإخلال بمخططه لتجديد الفريق. ومن المقرر أن يقيم فينتورا معسكرا للاعبين الصاعدين المرشحين للانضمام للمنتخب الإيطالي مستقبلا، على أن يجري معسكرا مماثلا مطلع شباط/ فبراير المقبل. ودعا فينتورا لانطلاق الموسم الجديد من الدوري الإيطالي في وقت مبكر عن موعده المعتاد في أواخر شهر آب/ أغسطس، من أجل الاستعداد جيدا للمواجهة المرتقبة مع منتخب أسبانيا مطلع شهر أيلول/ سبتمبر المقبل.

خطة المدرب فينتورا تؤتي ثمارها مع ايطاليا

مصر: اشتعال أزمة نقص الأدوية في الأسواق بعد قرار الحكومة تحرير سعر صرف الجنيه

Posted: 26 Nov 2016 02:05 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: في الوقت الذي تتخذ فيه الحكومة المصرية مجموعة من الإجراءات الاقتصادية تلبية لشروط صندوق النقد الدولي، والتي أثرت على الفقراء ومحدودي الدخل وخاصة بعد قرار تعويم الجنيه، تشهد مصر أزمة حادة في الأدوية، الخاصة بمرض السرطان والفشل الكلوي والسكر.
فقد نفدت بعض الأدوية من الصيدليات في مختلف أنحاء مصر، منها أدوية علاج أمراض السرطان، بالإضافة إلى أخرى تعد أساسية، مثل: «الانسولين، والتيتانوس، وحبوب منع الحمل».
فيما أعلن الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة والسكان، في مؤتمر صحافي له بمقر مجلس الوزراء، إن رئيس مجلس الوزراء عقد اجتماعا مع عدد من ممثلي كل من وزارة الصحة وجهاز الرقابة الإدارية ووزارة الدفاع، حيث بحث الاجتماع موضوعات تحرير سعر الصرف وعلاقاتها بأسعار الدواء وتوافره. 
وأوضح وزير الصحة والسكان، «أن الدولة وكافة أجهزة الحكومة تساند المريض المصري لتوفير كافة السبل لراحته والعمل على استقرار سعر الدواء وتوافره في الصيدليات».
وأشار إلى أنه «تم التفاوض مع عدد من الشركات الطبية المتخصصة في مشتقات الدم، على تخفيض أسعارها، وبالفعل تم الموافقة على التعامل مع شركتين، كما وافق رئيس مجلس الوزراء خلال الاجتماع على فتح الاعتماد مباشرة للشركتين اللتين تم إرساء المناقصة عليهما بمبلغ بلغ 31 مليون دولار».
ولفت إلى أنه «تم التفاوض أيضًا مع الشركات الطبية المسؤولة عن أدوية الأورام، حيث سيتم فتح الاعتماد معهم»، موضحًا أن رئيس مجلس الوزراء وجه بتفعيل سرعة إجراءات تسجيل الأدوية الجديدة لتوفيرها في السوق المحلي .
وقال، «إن رئيس مجلس الوزراء وافق على دراسة فتح المجال أمام شركات جديدة ودول لدخول الأدوية من مصادر مختلفة ومتعددة في السوق المحلي المصري»، لافتًا إلى أن هناك وفدا من وزارة الصحة سيقوم بجولة خارجية لشراء الأدوية الناقصة أو التي ليس لها بدائل محلية لتوفيرها داخل السوق المصري.
كما أعلنت وزارة الصحة، «أن البنك المركزي وافق على توفير 2.6 مليار جنيه سنويًا، تمثل احتياجات شركات الأدوية المحلية لإحضار لوازم التصنيع المحلي والمستورد»، مؤكدة أنه تم وضع خطة عاجلة لتوفير نواقص الأدوية الحيوية في الأسواق، كما سيتم توجيه الدولارات المخصصة للشركات حسب الأولويات والأهمية الدوائية.
من جهتها، أعلنت الجمعية العمومية لغرفة صناعة الدواء في اتحاد الصناعات المصرية، عن قرارات تفويض مجلس الإدارة للاستمرار في الحوار مع الجهات المعنية للوصول لحل نقص الدواء في الأسواق.
وأوضحت الغرفة، «أنه تم عرض كافة المشكلات التي تواجه القطاع علي الجهات المعنية الحكومية للتوصل لحلول حتي لا يتأثر المستهلك المصري».
وذكرت «أن الفترة الراهنة تقتضي الوصول لتوافق يضمن استمرار الصناعة في أداء دورها الوطني وسعي كل أجهزة الدولة لتوفير الدواء بأسعار عادلة والمحافظة على اقتصاديات الشركات في الوقت نفسه».
واستغلت السوق السوداء نقص الأدوية الحيوية والتي وصلت إلى حد الاختفاء، وقامت برفع أسعارها عشرات الأضعاف متلاعبة بصحة المواطنين واحتلت أدوية الأورام المرتبة الأولى الأمر الذي جعل بعض الأهالي يقتسمون عبوة الدواء بينهم، بعدما عجزت وزارة الصحة عن توفير الدواء في الصيدليات.
وبناءً عليه، أصدر المركز المصري لحماية الحق في الدواء، عدة استغاثات وتحذيرات تشير إلى وقوع كوارث محققة في القريب العاجل، فهناك أكثر من 50 ألف طفل مهددين بالموت نتيجة النقص الشديد في الأدوية الخاصة بالأورام، والذي أدى إلى توقف البرنامج العلاجي المقرر للأطفال داخل معاهد علاج الأورام في القاهرة ومعهد المنصورة ومعهد طنطا ومعهد سوهاج، لفترة تزيد عن شهر حتى الآن.
وقال الدكتور محمد سعودي، وكيل نقابة الصيادلة، في تصريح خاص لـ«القدس العربي» أن «الأزمة الحالية تأتي نتيجة التفكير الخاطئ للحكومة المصرية الذي يؤدي إلى استمرار تفاعل الأزمة بحجة الدفاع عن المواطن، فكيف يتسنى للحكومة أن تصدر قرارات بعدم رفع سعر الأدوية في ظل الارتفاع الملحوظ لسعر الدولار؟ فالحكومة تبحث عن معادلة سحرية تحاول بها حل الأزمة دون رفع الأسعار وخاصة في قطاع الأدوية، بالرغم أنها تقوم برفع الأسعار في القطاعات الأخرى مثل البترول والمواد الغذائية وغيرها، فمن الطبيعي هو رفع الأسعار مع استمرار ارتفاع الدولار نظرا لاستيراد معظم المنتجات الدوائية من الخارج».
وتابع، «الحكومة تتهم الصيادلة بأنهم يخفون الأدوية ما يؤدي إلى تفاعل أزمة نقصها في الأسواق ولكن لم يكن ذلك صحيحا، بل يرجع السبب الحقيقي وراء الأزمة إلى الافلاس المهني والحكومي في الوقت نفسه».
وأكد، «الحلول المناسبة للخروج من الأزمة الواقعة تكمن في، أولا: لابد من ايقاف عملية استيراد أي منتج أجنبي له مثيل مصري، ثانيا: لابد من وضع سياسة تسعيرية للأدوية كما هو عالميا حتى يرتبط سعر الدواء بسعر الدولار بالاضافة إلى تفعيل احصائية لتقييم أسعار الأدوية سنويا على الأقل حسب نسبة ارتفاع أو انخفاض الدولار، كي نضمن بها سواء رفع أو خفض سعر الدواء».
وأشار إلى أن «الوضع الراهن لا يسمح لشركات الأدوية أو الصيدليات أن تدعم المواطن المصري، فهم ليسوا جهات خيرية ولكنها مؤسسات تعمل بهدف الرزق وليس التبرع».
وتابع، «وحتى يتسنى للحكومة الرأفة والدفاع عن المواطن المصري عليها انشاء وزارة للتأمين حتى تقدم الدعم للمواطنين على الأدوية وتوفره بسعر مخفض كما تشاء».
ومن جانبه، قال الدكتور عبدالحليم أبو حشيش، عضو شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، إن إجمالي تكلفة استهلاك المصريين في قطاع الدواء تصل إلى 40 مليار جنيه سنويًا سواء كان إنتاجا محليا أو مستورد.ا
وأضاف، «إن 92٪ من استهلاك الشعب للدواء إنتاج محلي»، موضحًا أن الدواء السلعة الوحيدة المسعرة جبريًا ولا يستطيع أحد التلاعب فيها وتحريك سعر الدولار في السوق المصرفي لا يؤثر على الجمهور بقدر تأثيره على شركات إنتاج الأدوية لأنها تستورد المواد الخام من الخارج بالعملة الصعبة».
وحمّل حزب مصر القوية، الحكومة المسؤولية الكاملة عن عدم توفير الأدوية والمستحضرات الطبية للمرضى بأسعار عادلة، وبشكل جيد يُمكِّن الجميع من الحصول عليها.
وأشار الحزب في بيان له، إلى «أنه تابع بقلق بالغ أزمة نقص الأدوية والمستحضرات الطبية، وارتفاع أسعارها دون معايير واضحة، وذلك عقب قرار البنك المركزي تحرير سعر الصرف».
وأوضح الحزب، «أن الحق في الدواء جزءً لا يتجزأ من الحق في الصحة الذي أقرته المواثيق العالمية وكفلته الدساتير المصرية، وهو أهم الحقوق التي يُقاس بها مدى التزام الحكومات تجاه صحة شعوبها».
وقال الدكتور أحمد العزبي، رئيس غرفة صناعة الدواء في اتحاد الصناعات، «لم يتم التوافق على آلية محددة لتوفير الدواء مع شركات الأدوية، إلا أنه خلال فترة وجيزة سيكون هناك حل مناسب لجميع الأطراف».
وأضاف «أن أزمة نقص الأدوية في السوق ظهرت قبل قرار تعويم الجنيه»، مشيرا إلى أن عدم استقرار سعر الدولار تسبب في الأزمة.
وأوضح رئيس غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات، «أنه سيتم إصدار تعليمات لمصانع الأدوية للتأكيد على الاستمرار في الإنتاج أيا كانت الخسائر المالية»، مشيرا إلى أن توفير الدواء للمريض له الأولوية.

مصر: اشتعال أزمة نقص الأدوية في الأسواق بعد قرار الحكومة تحرير سعر صرف الجنيه

محمد علي عفيفي

إطلاق الأسبوع العالمي للاحتجاج ضد شركة «هيوليت باكارد»: فرنسا تبدأ تطبيق قرار أوروبا بمقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيلية

Posted: 26 Nov 2016 02:04 PM PST

رام الله ـ «القدس العربي»: أطلقت مجموعات حقوق الإنسان في يوم «الجمعة السوداء» وهو أكبر يوم تسوق في الولايات المتحدة سنويًا حملة احتجاج دولية ضد شركة «HP» لتواطؤها في جرائم الاحتلال الإسرائيلي. ومن المتوقع أن يكون أسبوع التحرك هذا من أكبر الفعاليات العالمية التي تقيمها حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS).
وستستمر سلسلة الفعاليات حتى الثالث من كانون الأول/ديسمبر المقبل حيث ستقام أكثر من 60 فعالية منظمة عبر القارات الست. ويستهدف الأسبوع العالمي شركات هيوليت باكارد «HP» لدورها في تقديم الخدمات والمعدات التكنولوجية التي تساهم في دعم المنظومة العسكرية للاحتلال الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة وفي قمع الشعب الفلسطيني وحرمانه من حقوقه. وتأتي سلسلة الاحتجاجات هذه كامتداد لتلبية نداء أكبر ائتلاف للمجتمع المدني الفلسطيني في عام 2005 لمقاطعة إسرائيل.
ويكمن تواطؤ شركات «HP» في توفير تكنولوجيا متخصصة تستخدم في الحواجز العسكرية الإسرائيلية وتحديداً في نظام التعريف البيومتري العنصري لتمييز الفلسطينيين وتقييد حريتهم في الحركة عند مرورهم بأي حاجز عسكري ينصبه الاحتلال على أطراف المدن الفلسطينية وقرب المستعمرات لحمايتها. وكذلك تقدم الشركة الملقمات الحاسوبية لسجون الاحتلال حيث يقبع آلاف الأسرى الفلسطينيين بمن فيهم الأطفال، وكذلك لإدارة مراكز اتصالات وأمن المعلومات. كما وساهمت معدات وبرمجيات «HP» في الحصار البحري الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة كعقاب جماعي للفلسطينيين هناك. وتوظف الشركة أيضاً مستوطنين من بيتار عيليت التي تعد من أكبر المستعمرات في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وتقول كارولاين هنتر: «كما كانت شركة بولارويد هدفًا رئيسيًا للمقاطعة خلال فترة الأبارتهايد في جنوب أفريقيا بسبب تزويدها التقنية العنصرية سيئة الصيت «نظام تصوير لتصاريح الحركة» Pass System فعلى ذوي الضمائر الحية اليوم مقاطعة شركات «HP» لتوفيرها أنظمة تصوير وتكنولوجيا لنظام الفصل العنصري الصهيوني الذي يساعد ويسهم في تنمية سياساتهم العنصرية التي تخرق كافة المواثيق الدولية بحق الفلسطينيين».
وكانت كارولاين هنتر موظفة في شركة بولارويد وعندما اكتشفت دورها في نظام الأبارتهايد بجنوب أفريقيا ساعدت في إطلاق حملة مقاطعة نجحت في إنهاء تورط الشركة في نظام الأبارتهايد عام 1977. أما الآن تنشط هنتر في الحملة ضد «HP» مطالبة ولاية ماساتشوستس وبلدياتها بوقف التعاقد مع الشركة.
وتشمل الدول والمدن المشاركة في أسبوع الاحتجاج العالمي ضد «HP»: كوالالمبور ماليزيا وأديلايد أستراليا والقاهرة مصر وساو باولو البرازيل وبوجوتا كولومبيا ولندن وعشرات المدن في المملكة المتحدة وروما وتسع مدن أخرى في إيطاليا وبرلين وكولون، ألمانيا وديري ودبلن أيرلندا وأوسلو النرويج وأمستردام هولندا وكوستاريكا وسويسرا وكندا والعديد من المدن والولايات في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتم نشر العديد من الصور للفعاليات العالمية وتعميمها إعلاميا من إقامة نموذج لجدار الفصل العنصري الإسرائيلي وصولاً للتظاهر في معرض شركة «HP» في لندن تزامناً مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني بالإضافة إلى أن فعاليات ستركز على فشل شركات «HP» في الالتزام بمبادئها المعلنة. من جانبها صرحت آنا بالتزر مديرة التنسيق والدفاع في الحملة الأمريكية من أجل الحقوق الفلسطينية أن: «قرارات شركات فيوليا وصودا ستريم وأهافا وأورانج بالانسحاب من الاحتلال الإسرائيلي بعد حملات المقاطعة ضدها أوضحت أن التورط في الاضطهاد الإسرائيلي للفلسطينيين مضر للأعمال. هذه المرة يرسل النشطاء حول العالم الرسالة نفسها لشركات HP».
وكانت كل من الكنيسة المشيخية في الولايات المتحدة وكنيسة المسيح المتحدة وهيئة أصدقاء الكويكرز الائتمانية ولجنة المينونايت المركزية وجمعية الموحدين العالمية استثماراتها من شركات HP بسبب تورطها في الاحتلال خلال العامين الماضيين.
وفي 2015 انقسمت شركة «HP» إلى شركتين اتش بي المتحدة (HP Inc) وهيوليت باكارد إنتربريز (HPE). وهناك انقسامان جديدان سيحدثان في المستقبل. إلا أن كافة شركات إتش بي المتعددة تشترك في بنية تحتية لوجستية وفي الإدارة وسلسلة التوريد والتكنولوجيا فيما بينهما وبالتالي تسير على تاريخ علامة «HP» الطويل في الترابط الوثيق مع الاحتلال الإسرائيلي وجيشه ومستعمراته.
وكان وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة الاحتلال غلعاد اردان قد أعلن أن اسرائيل ستكشف قريبا عن وجود علاقات بين تنظيم المقاطعة لإسرائيل BDS وتنظيمات داعمة للارهاب كما وصفها. وقال: «كما يهدف الارهاب الى زرع الخوف وعدم الاستقرار هكذا ايضا تطمح حركة BDS الى نزع شرعية اسرائيل وفي نهاية الأمر تريد تدمير الدولة اليهودية».
وحسب اردان فان ما لا يفهمه الكثير من الناس هو ان «الجذور الايديولوجية «للإرهاب الفلسطيني» ولحركة BDS هي واحدة – رفض الاعتراف بحق اسرائيل بالوجود كدولة قومية للشعب اليهودي. الصراع لا ينبع من خلافات اقليمية وانما من خلافات ايديولوجية ودينية. فيما يتعلق بالإرهاب هذه الايديولوجية تدفع الشبان الفلسطينيين الى حمل السكاكين وطعن اليهود. فيما يتعلق بحركة BDS فانها تقود لنزع شرعية اسرائيل ككيان غير قانوني يجب مقاطعته».
ورغم المحاولات الإسرائيلية لوقف نجاحات حركة المقاطعة الدولية إلا أن فرنسا أعلنت نها طالبت الشركات والمستوردين الذين ينقلون البضائع الإسرائيلية ويتاجرون بها تحديد وتعريف منشأ المنتجات القادمة من المستوطنات المقامة على الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية بهدف تعريف الجمهور الفرنسي بها ومقاطعتها باعتبارها منتجات تمت في اراضي محتلة وفق القانون الدولي.
وأعلنت فرنسا عن وسم المنتجات القادمة من المستوطنات تطبيقا للتوجيهات الصادرة من مفوضية الاتحاد الأوروبي عام 2015 وذلك بهدف عدم خداع الرأي العام الأوروبي وتعريفه أن هذه المنتجات هي منتجات للمستوطنات الإسرائيلية سواء في الضفة الغربية أو هضبة الجولان. وتطالب التوجيهات الصادرة عن الاتحاد الأوروبي بتحديد دقيق لمنشأ أي منتجات إسرائيلية.
وبموجب اللوائح الجديدة فإن كافة المنتجات التي تباع في الأسواق الفرنسية على أيدي تجار التجزئة والمستوردين الفرنسيين يجب ان يتم توضيح تفاصيل التعبئة والتغليف عليها وليس مجرد اسم الموقع الجغرافي حيث نشأ المنتج. لوائح تجعل من الواضح أن المقصود بها عدم التغرير بالمستهلك واعتقادهم انهم يشترون البضائع الفلسطينية من الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وتشمل المبادئ الأوروبية والفرنسية وضع العلامات على الفواكه الطازجة والخضروات والنبيذ والعسل وزيت الزيتون والبيض والدواجن والمنتجات العضوية ومستحضرات التجميل. وكانت المفوضية الأوروبية قد قالت أن انفاذ اللوائح هي مسؤولية السلطات في كل من دول الاتحاد الأوروبي حيث ستقوم الدول الأعضاء بتحديد ماهية العقوبات لفرضها على أولئك الذين لا ينفذون التعليمات.

إطلاق الأسبوع العالمي للاحتجاج ضد شركة «هيوليت باكارد»: فرنسا تبدأ تطبيق قرار أوروبا بمقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيلية

فادي أبو سعدى

(#السيسي_يدعم_بشار).. وسم يشغل السعوديين والمصريين على الانترنت

Posted: 26 Nov 2016 02:04 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: أثارت تصريحات جديدة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عاصفة جديدة من الجدل على الانترنت، وسيطرت على وسائل الإعلام الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، وامتد الاهتمام بها إلى خارج مصر وخاصة في أوساط السعوديين الذين صبوا جام غضبهم على السيسي وتصريحاته واعتبر بعضهم أن أموال الدعم التي تلقاها من دول الخليج لم تكن قد ذهبت إلى مكانها الصحيح.
كما اعتبرها كثيرون اعترافاً مباشراً وصريحاً بدعم بشار الأسد وجيشه في سوريا، وهو ما يأتي ليؤكد الموقف المصري المفاجئ في مجلس الأمن قبل أسابيع والذي تسبب في أزمة في العلاقات بين الرياض والقاهرة.
وقال السيسي في مقابلة مع قناة «آر تي بي» البرتغالية إنَّ «الأولى لمصر أنها تدعم الجيش الوطني في ليبيا، لفرض السيطرة على الأراضي الليبية والتعامل مع العناصر المتطرفة وإحداث الاستقرار المطلوب، والكلام نفسه في سوريا.. ندعم الجيش السوري وأيضا العراق». وبعد ذلك سأله الصحافي: «هل تقصد بالجيش الوطني في سوريا الجيش السوري؟» فأجابه السيسي بشكل قاطع وواضح: «نعم».
وأطلق نشطاء على الانترنت وسماً على «تويتر» بعنوان (#السيسي_يدعم_بشار) سرعان ما تصدر قائمة الوسوم الأكثر تداولاً في كل من السعودية ومصر، فيما كانت شبكة «فيسبوك» ضجت هي الأخرى بالتعليق على تصريحات السيسي، فيما تناقل كثيرون هذه التصريحات بالصوت والصورة في تسجيل فيديو أصبح هو الآخر من بين الأكثر انتشاراً على الانترنت خلال الأيام الماضية.

يتحسرون على أموال الدعم

وأبدى العديد من المغردين والنشطاء السعوديين والخليجيين تحسرهم على أموال الدعم التي تلقاها السيسي، حيث قال السعودي محمد الفهيد: «دولتنا في أمس الحاجة للأموال التي صرفت من أجل استقرارك، لكن صرفت على شخص لئيم».
أما عبد الرحمن العنزي فقال: «الغريب أن هناك مستغربين من موقف السيسي من قتل وسجن أبناء شعبه لن يكون حريصا على حياة الشعوب الأخرى بل سوف يقف مع من يشابهه».
وسخر الكاتب السعودي خالد العلكمي قائلا: «السيسي يدعم جيش بشار بكل وضوح. المايك مع حبايبنا شبيحة السيسي».
وقال فهد الخضيري: «بهذا الدعم الوقح من الغبي إلى الأغبى، سقطت آخر ورقة تستر عورة السيسي أمام المسلمين خاصة والعرب عامة».
وكتب راكان المطيري ساخراً أيضاً: «ليش مصدومين؟! الرجال كان واضح من البداية، قال الشيء اللي ما يرضي ربنا حنا بندعمه».
أما المغرد أبو ياسر فكتب على «تويتر» يقول: «قتلته الغيرة من بشار كيف أصبح سفاحا دوليا وأصبحت له شهرة على مستوى العالم وهو يريد أن يشاطره هذه الشهرة عليه لعنة الله».
وقال يعقوب الجابري: «لا جديد في الخبر فكثير من الصواريخ التي دكت المدن السورية كانت (صنع في مصر) الجديد أنه الآن يعلن انحيازه الكامل للروس».
وكتب معالي الربراري: «يحق للسيسي قتل الآلاف في رابعة والنهضة، ويحق له دعم بشار واستقبال الحوثي، وحلال عليه رز الخليج».
وتساءل أحد المغردين: «الملكان عبدالله وسلمان دعما السيسي بأكثر من 50 مليار دولار = 187 مليار ريال.. كم منها ذهب لقتل السوريين والمصريين؟».
ورغم أن أغلب التغريدات انتقدت السيسي إلا أن آخرين تفهموا كلامه وأيدوه على اعتبار أن الجميع عليه أن يحارب تنظيم «الدولة» الذي يُعتبر رمزاً للعمليات الإرهابية، حيث قال مغرد كويتي اسمه «بوجاسم الشمري»: «مصر تدعم الجيش السوري ووحدة سوريا واللي يبي يفهم غير هالكلام يشرب من البحر، مصر لن تدعم الدواعش والنصره والمعارضة المسلحة».
وأضاف: «إذا السيسي دعم بشار فهذا ليس خطأ، فبشار رئيس دولة عربية شقيقة، أما الخطأ على الدول اللي تدعم الدواعش والتنظيمات الإرهابية في سوريا».

مصريون يتداولون كلام مرسي

وتداول عدد من النشطاء المصريين تصريحات سابقة للرئيس السابق محمد مرسي حول دعمه للثورة السورية، وقالت ريحانة محمد: «مرسي هو رئيسي ويمثلني بدعمه للثورة السورية، وليس بجديد أن السيسي يدعم بشار والسيسي لا يمثلني».
وكتب يحيى خالد: «اسمع لهذا الرئيس المنتخب من قبل الشعب المصري ودعمه للثورة السورية؛ دفع الخليج وعلى رأسهم المملكة أكثر من 50 مليار لإسقاطه».
ونشر الناشط محمد اليحيا تسجيل فيديو لكلمة مرسي التي قال فيها «إن من مبادئ السياسة المصرية الراسخة الآن رفض كل صور التدخل الأجنبي العسكري والسياسي في أي دولة ورفض إملاء إرادة خارجية على إرادة الشعوب والدول، ولذلك نرفض كل صور التدخل الأجنبي في الأزمة السورية بأي شكل من الأشكال، سواء كان تدخل دول أو ميليشيات، أو من أي طرف من الأطراف».
وأضاف مرسي: «على حزب الله أن يترك سوريا، وهذا كلام جاد، لا مجال ولا مكان لحزب الله في سوريا». وهذه الكلمة التي ألقاها مرسي في استاد القاهرة في شهر حزيران/يونيو من العام 2013 قبل الإطاحة به من منصبه بأسابيع قليلة.
وعلق اليحيا على الكلمة التي استعادها بالقول: «الله يرحم أيامك يا مرسي، كانت مواقفك شجاعة وواضحة جلية، لعل من ظلمك الآن يعرفُ حجم خطئه».

أسلحة مصرية مع نظام بشار

وكان نشطاء على الانترنت تداولوا في شهر أيار/مايو الماضي صوراً لصواريخ مصرية الصنع قالوا إنها استخدمت في قصف عنيف تعرضت له مدينة حلب، وهي الصور التي اعترفت لاحقاً بصحتها جريدة «التحرير» المصرية المقربة من النظام، مؤكدة أنها صواريخ مصرية بالفعل لكنها قديمة، واستخدمت في قصف سابق لمدينة حلب وليس في قصف حديث على المدينة.
وقالت صحيفة «التحرير» إن الصور التقطت في فترات زمنية مختلفة خلال أعوام الثورة السورية الخمسة، ونقلت عن مصدر وصفته بأنه «مطلع» قوله إن الصواريخ من عائلة «صقر» التي تنتجها الهيئة العربية للتصنيع، وتختلف في مداها، وما تحتويه من شحنة تفجيرية. وأوضح المصدر أن مصر صدرت لدول عربية عدة أسلحة في فترة التسعينيات، وفي ما يتعلق بسوريا، فقد صدرت مصر لها أسلحة في فترة التسعينيات، وحتى عام 2005، لكن لا صحة لما يثار حول تصدير أسلحة لها بعد اندلاع الثورة السورية في عام 2011.
وأشار المصدر إلى أن رئيس النظام السوري بشار الأسد يريد أن يكسر العزلة العربية من حوله، ويهمه أن يُظهر دولة كبيرة مثل مصر على أنها تدعمه، وقد سبق أن قال في لقاء تلفزيوني إن الجيشين المصري والسوري في خندق واحد، حسب صحيفة «التحرير».
وفي بداية تشرين الثاني/نوفمبر الحالي أعلنت المعارضة السورية أنها عثرت على صناديق ذخيرة مصرية في مخازن تابعة للنظام السوري في مدينة حلب، حيث نشر النقيب سعد أبو الحزم، قائد اللواء الأول في «فيلق الشام» والقيادي في فصائل المعارضة السورية التي تحارب النظام صورة تظهر صناديق مليئة بالذخيرة المصرية، وقال إن الثوار عثروا عليها في قرية منيان التي استعادوها في معركة فك الحصار عن أحياء حلب الشرقية.
وأضاف إن الذخيرة صُنعت في مصر و«اغتنمها الثوار في حلب»، متهما الرئيس السيسي بأنه «شريك في القتل» مع رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وتظهر الصور أن الذخيرة مصنوعة في «مصنع 27» التابع لشركة «شبرا» للصناعات الهندسية المصرية، وهي مملوكة بالكامل للحكومة المصرية.
وتقول تقارير على الانترنت إن الشركة ذاتها ورّدت أيضاً ذخائر إلى قوات اللواء الليبي خليفة حفتر، المحسوبة على برلمان طبرق، والمدعومة من الحكومة المصرية، وقد استولى فصيل «أنصار الشريعة» على ذخائر من ذات المصنع في حزيران/ يونيو 2015.
واستولت الفصائل الليبية على ذخائر مماثلة في 10 تشرين الأول/أكتوبر الماضي عقب معارك انسحبت خلالها قوات حفتر، وهو ما أظهرته صور بثها ناشطون ليبيون.

(#السيسي_يدعم_بشار).. وسم يشغل السعوديين والمصريين على الانترنت

إسرائيل تواصل ملاحقة الصحافيين الفلسطينيين وإسكات أصواتهم

Posted: 26 Nov 2016 02:04 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ملاحقة الصحافيين الفلسطينيين في الضفة الغربية، ومحاولة إسكات أصواتهم، وذلك على الرغم من الانتقادات التي توجهها منظمات حقوقية ودولية لها بسبب الانتهاكات التي ترتكبها داخل الأراضي الفلسطينية، وهي الانتهاكات التي لا تتوقف عند اعتقال الصحافيين والتضييق عليهم وانما تمتد إلى المؤسسات التي يعملون فيها أيضاً. وجددت سلطات الاحتلال الأسبوع الماضي الاعتقال الإداري بحق عضو الأمانة العامة لنقابة الصحافيين الفلسطينيين عمر نزال وذلك للمرة الثالثة على التوالي، رغم مرور 7 أشهر على اعتقاله.
وكانت سلطات الاحتلال جددت اعتقال نزال مرتين سابقاً إحداهما لمدة أربعة شهور، والأخرى لمدة 3 شهور، وذلك منذ اعتقاله في 22 نيسان/أبريل الماضي أثناء مروره من معبر الكرامة شرقي الضفة الغربية باتجاه الأردن، للمشاركة في مؤتمر دولي نظمه الاتحاد الدولي للصحافيين في البوسنة والهرسك. وأضرب نزال عن الطعام مدة 18 يوماً، في آب/أغسطس الماضي، احتجاجاً على اعتقاله الإداري ومساندة للأسير بلال كايد في إضرابه عن الطعام حينها، ولم يتناول سوى الماء بدون ملح فقط، وتدهورت حالته الصحية، وعاش ظروفاً صعبة، كما لم تسمح سلطات الاحتلال لمحاميه بزيارته ولم تتمكن عائلته من معرفة أي شيء عنه.
إلى ذلك، أجل القضاء الإسرائيلي للمرة الرابعة عشرة على التوالي محاكمة طاقم إذاعة «السنابل» المحلية الفلسطينية بتهمة ما يسميه الاحتلال «تحريض على العنف».
وأجّل قاضي المحكمة في معسكر عوفر غربي رام الله محاكمة ثلاثة من الطاقم وهم الصحافيون: أحمد الدراويش وحامد النمورة ومحمد عمران، فيما لم يُحضِر السجانون نضال عمرو ومنتصر نصار دون أي ذكر للأسباب.
وكانت سلطات الاحتلال اعتقلت طاقم إذاعة «السنابل» بعد مداهمة مقرها العام، ومنازل العاملين فيها في بلدة دورا جنوبي مدينة الخليل، في الحادي والثلاثين من شهر آب/أغسطس الماضي، بحجة التحريض الإعلامي، وأصدرت أمراً بإغلاقها لمدة ثلاثة شهور.
وإذاعة «السنابل» هي مشروع شبابي مستقل انطلق قبل 3 أعوام ونصف من مدينة دورا، ليغطي بث الإذاعة محافظة الخليل، وتهتم «السنابل» بالشأن المحلي الفلسطيني، ويصر القائمون عليها على تحييد الانتماء السياسي وقت العمل في الإذاعة.

إسرائيل تواصل ملاحقة الصحافيين الفلسطينيين وإسكات أصواتهم

أزمة بين البرلمان والصحافيين في الأردن بسبب صورة

Posted: 26 Nov 2016 02:03 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: تشهد أروقة البرلمان الأردني أزمة متصاعدة بين الصحافيين والمجلس بعد أن تسببت صورة تمكن أحد الصحافيين من التقاطها في فرض قيود ومضايقات على الصحافيين، وهي القيود التي رد عليها الصحافيون بتصعيد تمثل في الانسحاب من تحت قبة البرلمان وعدم تغطية مداولاته.
وحسب المعلومات التي جمعتها «القدس العربي» فان الأزمة بدأت عندما تمكن المصور الصحافي فارس خليفة من التقاط صورة من داخل مجلس النواب أثارت جدلاً واسعاً في الأردن، وهي صورة لرسالة وجهها أحد النواب إلى وزير الداخلية سلامة حماد يدعوه فيها إلى الضحك، في انتقاد غير مباشر للوزير بأنه لا يبتسم ولا يضحك ومتجهم الوجه على الدوام.
وتتضمن الرسالة أيضاً ما يشبه المزاح، وهو ما فهمه الكثيرون على أنه دليل على وجود علاقة ود طيبة سلفاً بين النائب والوزير، حيث كتب له النائب باللهجة العامية الأردنية: «كشرتك بتقطع الرزق، اضحك كي لا تكون سبباً في حجب الثقة».
وسرعان ما تحولت الصورة الصحافية إلى مادة دسمة للسخرية في وسائل الإعلام الأردنية وشبكات التواصل الاجتماعي، ولاقت رواجاً واسعاً، كما فتحت الباب أيضاً أمام انتقادات واسعة لمجلس النواب الذي يقيم أعضاؤه علاقات شخصية مع أعضاء في الحكومة، وهو المجلس الذي يتحمل مسؤولية مراقبة أعمال الوزراء منفردين ومجتمعين، وبالتالي فان العلاقات الشخصية يمكن أن تتسبب في افساد الرقابة التي من المفترض أن تكون موجودة.
وقال الصحافيون والمراسلون الذين يعملون على تغطية ما يدور تحت قبة البرلمان الأردني إنهم فوجئوا قبل أيام بتضييق عليهم من قبل إدارة المجلس، وفرض قيود تحد من حركتهم تحت القبة وعلى شرفاتها، وهو ما فهموه سريعاً على أنه محاولة لمحاصرة عدساتهم والحيلولة دون النجاح في التقاط صورة غير مرغوبة لنائب أو مسؤول. وحسب ما أفاد الصحافيون ونشروا في أكثر من صحيفة ووسيلة إعلام فقد انتشر أفراد الأمن على الشرفات لمنع أي مصور من الاقتراب من المجلس، كما تم التشديد أمنياً على الجناح المطل على المقاعد المخصصة للوزراء ورئيس الحكومة.
وانسحب المصورون الصحافيون لاحقاً بسبب هذه الإجراءات احتجاجاً عليها، واعتبروا أن مجلس النواب يقوم بالتضييق على الصحافيين والمصورين ويسلب حقهم في متابعة ما يجري تحت القبة.
وفتحت هذه الأزمة الباب أمام جدل واسع في الأردن حول الخصوصية التي يمكن أن يتمتع بها شخصية عامة بحجم وزير أو نائب، خلال تواجده في مكان سيادي بحجم البرلمان، وهو يقوم بعمل هام جداً وهو مناقشة قرارات وقوانين ستمس كل شخص موجود داخل الأردن.
وتقول إدارة مجلس النواب الأردني إنه ليس من حق المصورين الصحافيين انتهاك خصوصيات أعضاء البرلمان بتصوير المراسلات فيما بينهم، أو بينهم وبين الحكومة خلال الجلسات، وهو ما يرفضه الصحافيون الذين يعتبرون أن «لا خصوصية لأحد تحت قبة البرلمان وأن من حق الشعب في الأردن أن يعرف كل ما يجري في البرلمان، سواء كان صغيراً أو كبيراً».
ونشبت العديد من الأزمات بين البرلمان والجسم الصحافي في الأردن خلال السنوات الماضية، تسببت في توتر متفاوت بين الحين والآخر في العلاقات بين الصحافيين والنواب الممثلين للشعب الأردني.

أزمة بين البرلمان والصحافيين في الأردن بسبب صورة

تقرير منظمة «فريدوم هاوس» يضع المغرب ضمن البلدان المقيدة لحرية استعمال الانترنت

Posted: 26 Nov 2016 02:03 PM PST

الرباط ـ «القدس العربي»: كشف تقرير جديد لـ «فريدوم هاوس» وهي منظمة حقوقية أمريكية حول حرية الانترنت، عن تمتع مستعملي الانترنت في المغــرب بـ«حرية جزئية» وذلك بعدما حصــل المغــرب على معدل 44/100 في سلم التنقيط الذي تتصدره بأعلى المعدلات البلدان التي تتمتع بأقل قدر من الحرية.
وحل المغرب في التقرير الصادر عن المنظمة الأمريكية غير الحكومية التي تعنى بمراقبة مؤشرات الحرية والديمقراطية عبر العالم، في المركز 34 على الصعيد العالمي وثانيا على صعيد الشرق الأوسط وشمال افريقيا بمعدل 44 في حين تصدرت منطقة «mena» تونس بمعدل 38، بينما حلت لبنان ثالثا بمعدل 45 والأردن رابعا بمعدل 51. ولم تحتل أي من الدول العربية مرتبة تخولها دخول نادي البلدان التي تصنف على أنها تتمتع بحرية مطلقة، ذلك أن جميع البلدان العربية صنفت على أنها تتمتع بحرية جزئية أو لا تتمتع بالحرية نهائيا، في حين نجحت دولتان افريقيتان في أن تصنف ضمن التقرير كدولتين يتمتع مواطنوها بالحرية في استعمال الانترنت، ويتعلق الأمر بكل من جنوب افريقيا التي حصلت على معدل 25/100 وكينيا التي حصلت على معدل 29/100.
وكشف التقرير عن أن أربعة مواضيع رئيسية تخضع للرقابة أثناء تداولها على شبكة الانترنت في المغرب، ويتعلق الأمر بالمواضيع التي تتضمن انتقادا للسلطات، والرشوة، والمعارضة السياسية وكذلك التعبئة من أجل قضايا تهم الرأي العام الوطني.
وأضاف أن العديد من حالات الاعتقال يتم تبريرها بموجب القانون الجنائي الذي يعاقب على السب والقذف بينما في الغالب يكون الهدف من وراء ذلك هو حجب المعلومات، موردا كنموذج الشاب المغربي عبد الرحمان المكراوي الذي اعتقل في شباط/ فبراير الماضي بعدما نشر شريطا مصورا يكشف فيه الغش الذي طال عملية تعبيد إحدى الطرق في نواحي آسفي/ جنوب الدار البيضاء، وذلك بعدما ظهر في الشريط وهو يقوم بكل سهولة بانتزاع الأسفلت بيديه، ليتم اعتقاله بتهمة «السب والقذف» في حق رئيس الجماعة، قبل أن يتم إطلاق سراحه لاحقا.
ويوضح التقرير أن زيادة الرقابة على وسائل الإعلام الاجتماعي والتواصل عبر الانترنت يبرز أهمية الدور الذي تلعبه للرفع من مستوى الحرية السياسية والعدالة الاجتماعية. وتطرق تقرير منظمة «فريدوم هاوس» لقرار المغرب، منع خدمة المكالمات المجانية لعدة أشهر قبل أن يعيدها في الأيام القليلة الماضية وقالت هذا القرار يقيد حرية استعمال الانترنت في المملكة.
ووصفت «فريدوم هاوس» قرار منع المكالمات المجانية عبر الانترنت بأنه «عائق» أمام استعمال أكبر للانترنت، مؤكدة أنه «كان له تأثير على عدد من المقاولات التي تشتغل في المغرب، وتعتمد بشكل كبير على خدمات «voip» من أجل التعامل مع زبنائها الأجانب، بالإضافة إلى ملايين المغاربة المقيمين في الخارج الذين تم حرمانهم من خدمات الاتصالات المجانية مع أهلهم واجبارهم على تحمل تكاليف الاتصالات الباهظة».
واتهمت المنظمة السلطات المغربية باستعمال وسائل «مبهمة» من أجل التحكم في محتوى الانترنت، وانتهاك حقوق مستعمليه، مقدمة المثال بالوضع الذي تعيشه المواقع الاخبارية الالكترونية، التي «تبقى تحت رحمة قانون مكافحة الإرهاب وقانون الصحافة اللذين يفرضان غرامات كبيرة عليها».
وأكدت أن وسائل الإعلام الالكترونية تبقى تتمتع بمنسوب حرية أكبر من القنوات التلفزيونية، وحتى وسائل الإعلام المكتوبة، دون أن تغفل إقدام الحكومة السابقة على المصادقة على قانون الصحافة الجديد، «وهي خطوة إيجابية». وشددت «فريدوم هاوس» على أن قرار منع المكالمات المجانية الذي تراجعت عنه الحكومة المغربية كان مكلفا للعديد من المقاولات المغربية وحتى الأجنبية الموجودة في المغرب، وفي المقابل اعتبرت أنه باستثناء هذا القرار لم تقم السلطات المغربية بأي قرارات تمنع الولوج إلى الانترنت في السنوات القليلة الماضية.

تقرير منظمة «فريدوم هاوس» يضع المغرب ضمن البلدان المقيدة لحرية استعمال الانترنت

قريباً.. رجال آليون يؤلفون القصص والروايات ويكتبون المقالات

Posted: 26 Nov 2016 02:03 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: تتسارع وتيرة التطور في مجال الذكاء الصناعي الذي يبدو أنه سيجعل الإنسان الآلي بديلاً عن الإنسان الطبيعي في مجالات لا يتوقعها أحد، لتخرج أحدث وأغرب الادعاءات مؤخراً بأننا سنجد إنساناً آلياً في المستقبل يكتب القصص والروايات والمقالات الصحافية والمقطوعات الأدبية.
ورغم أنَّ القصص والروايات والأعمال الأدبية تتوقف على الإبداع وقدرة الإنسان على ابتكار أفكار جديدة ومن ثم صياغتها وكتابتها، وهي أعمال لا يمكن -حتى الآن على الأقل- لأي آلة أو جهاز القيام بها، وإنما يتوقف أمرها على الأشخاص الطبيعيين الفعليين، فيما كشف خبير تكنولوجي مؤخراً أنَّ مؤلفي المستقبل سيكونون من الروبوت أو «الإنسان الآلي».
ونقلت جريدة «دايلي ميل» عن المؤلف والخبير التكنولوجي روبن سلون قوله «إنها مسألة وقت فقط حتى يتمكن الذكاء الصناعي من ابتكار روبوت قادر على القيام بالمهام الكتابية، بما في ذلك كتابة رسائلنا الالكترونية، ووثائقنا وحتى كتابة الروايات والقصص في المستقبل».

روايات الخيال العلمي

وقال سلون، وهو مؤلف معروف، إن علم الذكاء الصناعي الذي يقوم خبراء الكمبيوتر والتكنولوجيا بتطويره في العالم بشكل متسارع يدرس كيف يمكن اختراع «روبوت» يقوم بكتابة روايات الخيال العلمي، في اشارة إلى أن «الروبوت» قد يكون حتى أكثر قدرة من عقل الإنسان على تخيل المستقبل، وتوقع ما الذي سيجري في العقود والسنوات المقبلة.
وكان سلون يتحدث خلال مؤتمر علمي متخصص انعقد في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، كما أنه أحد أبرز الكتاب المعروفين الذين نبغوا في مجال الخيال العلمي، حيث كتب الكثير في هذا المجال خلال عقدي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي في عدد من المجلات، فيما تمكن العلم الحديث حالياً من ابتكار بعض الأشياء التي كانت في ذلك الحين مجرد خيال علمي.
وحسب «دايلي ميل» فإن «الروبوت» يستطيع حالياً أن يقدم للناس اقتراحات بخصوص بناء الجمل أو كيفية كتابة أجزاء من الرسائل، ويقترح أيضاً أجزاء من الكلام وبعض الكلمات المتداولة، ويقوم بتصحيح الأخطاء، وهو الأمر الذي يمكن أن يكون دليلاً على أن الإنسان الآلي يمكن أن يحل بديلاً عن البشر في أعمال الكتابة في المستقبل.
وخلال المؤتمر المشار إليه في كاليفورنيا تمكن الخبير التكنولوجي سلون من تجربة رجل آلي يقوم بابتكار بدايات لقصص خيال علمي، ونجح في وضع بعض الجُمل والكلمات والأفكار.
ويقول علماء التكنولوجيا إن «الإنسان الآلي» الذي يقوم عملُه على أساس «الشبكات العصبية» والتي تشبه الخلايا الدماغية الموجودة في رأس الإنسان هو «روبوت» لديه قدرة فائفة على التعلم، فيما يؤكد سلون أن تكنولوجيا الذكاء الصناعي سوف تتمكن يوماً ما من الكتابة بأسلوبنا، مشيراً إلى أن «الروبوت يمكن ان يقوم باستخدام النصوص المكتوبة من قبل الإنسان من أجل أن يتمكن من الكتابة بالنمط البشري نفسه».
ويضيف: «بمقدورك طبعاً تدريب الشبكات العصبية على كتابة نصوص كبيرة الحجم». ويتابع: «بمقدورهم استخدام القواعد اللغوية ووضع الكلمات في مكانها وتجميع هذه الكلمات بطريقة مثيرة للاهتمام، وأعتقد أن من الممكن أن يستخدموا طرقاً جميلة وغير متوقعة في الكتابة والصياغة والتحرير».
وانتهى سلون إلى القول: «أنا متأكد تماماً وبنسبة مئة في المئة أننا بعد عدد من السنوات سوف سوف يكون لدينا إنسان آلي يقوم بالتحرير اللغوي وكتابة النصوص».

تهديد للوظائف

وتقول العديد من التقارير إن الإنسان الآلي يمكن أن يحل بديلاً عن البشر في العديد من الوظائف والمجالات خلال السنوات المقبلة، حيث حذرت الأمم المتحدة مؤخراً من تأثير هذا الأمر على الوظائف التي لا تتطلب مهارات عالية في البلدان النامية ومن انتفاء الحاجة إلى العمالة الرخيصة، وهو ما يمكن أن يكون كارثياً.
وحسب تقرير صادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD) فإن من الممكن الاستعاضة عن ثلثي مجموع فرص العمل في العالم النامي من خلال الاعتماد على النظم الاوتوماتيكية التي أصبحت أكثر انتشارا في مجال صنع السيارات والالكترونيات.
وجاء في التقرير: «إن زيادة استخدام الروبوتات في البلدان المتقدمة قد تحد من الاعتماد على العمالة المنخفضة التكلفة الموجودة في البلدان النامية، وإذا اعتُبرت الروبوتات شكلا من أشكال رأس المال وبديلا موثوقا للعمال ذوي المهارات المتدنية، فسيؤدي الأمر إلى تقليل حصة العمالة البشرية في اجمالي تكاليف الإنتاج».
وبالرغم من أن هذه الخطط افتراضية، فإن الصين الزاخرة بالأيدي العاملة الرخيصة ستنضم هي الأخرى إلى ثورة الروبوتات، حيث يقول التقرير: «تشتري الصين سنويا منذ عام 2013 المزيد من الروبوتات الصناعية أكثر من أي بلد آخر. وبحلول نهاية العام الحالي من المرجح أن تتفوق على اليابان كأكبر مشغل للروبوتات الصناعية في العالم».

روبوت يتعلم من البشر

وتأتي هذه المعلومات في الوقت الذي يعمل فيه العلماء على تطوير جيل جديد من «الإنسان الآلي» لن يكون في حاجة للبرمجة أو التوجيه، حيث ستتوفر لديه القدرة على التعلم من البشر وتقليدهم، ويعتمد تطوير «الروبوت» الجديد على مبدأ «شاهد وتعلم» حيث سيتعلم من المواقف التي تواجهه خلال عمله.
وحسب المعلومات المتوافرة عنه حتى الآن فإن الإنسان الآلي الجديد سوف تكون لديه القدرة على التعلم بواسطة الأنظمة الصناعية المعتادة أو الأنظمة الطبيعية على حد سواء، أي يُمكن أن تتم برمجته سلفاً أو تركه يتعلم من البشر حوله.
وبهذه التطورات التي تشهدها صناعة الـ«روبوت» في العالم بات من الممكن أن نجد رجالا آليين يوماً ما في إمكانهم التنبؤ بما سيحدث وتوقع السلوك البشري، إضافة إلى تقليد سلوكيات البشر والتعلم منهم وإتقان أعمالهم اليومية.
وقال الدكتور رودريك غروس من قسم التحكم الآلي والأنظمة الهندسية في جامعة «شيفيلد» البريطانية إنَّ البحث الذي يجري العمل عليه حالياً يستخدم اختبارات تسمى «تورينغ» تهدف للكشف عن كيفية عمل النظام الذي يتم اختباره، وهو ما سيمكن الباحثين من توجيه عمليات التعلم التي يقوم بها الإنسان الآلي.
ويؤكد الأستاذ الجامعي البريطاني أن اختبارات «تورينغ» يمكن أن تكون نموذجاً قوياً جداً لإيجاد ذكاء إصطناعي على مستوى الذكاء البشري.
وكان فريق من العلماء الألمان قد نجح سابقاً في تطوير «روبوت» يُحاكي طريقة سير الإنسان يحمل اسم «هيكتور» هو الأول من نوعه حيث يمتلك مفاصل مرنة وهيكلا خارجيا خفيفا للغاية، وهو ما يجعله فريدا في نوعه ومجهزا أيضاً بعدد كبير من أجهزة الاستشعار.

قريباً.. رجال آليون يؤلفون القصص والروايات ويكتبون المقالات

علماء يؤكدون: هروب البشر إلى المريخ لن ينهي مشاكلهم

Posted: 26 Nov 2016 02:02 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: أحبط علماء ومختصون الآمال التي كانت معقودة على الهروب من كوكب الأرض إلى المريخ، وقالوا إن هذا لن يؤدي إلى نهاية المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها البشر، والتي يرى العلماء أن سببها نزاعات المصالح بين الدول ومصالح المستعمرين والشركات الممولة.
ونقلت مجلة «نيتشر» عن ايلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة «سبيس اكس» تأكيده على وجود خطط طموحة لاستعمار المريخ، عن طريق إنشاء مجموعة من الصواريخ الثقيلة وأسطول من آلاف السفن الفضائية القابلة لإعادة الاستخدام والتي من شأنها أن تحمل حتى نهاية القرن ما يقارب المليون إنسان إلى المريخ. والهدف الرئيسي من هذه العملية، حسب ماسك، هو إنشاء مجتمع مستقل ومنفصل عن الأرض، وهو ما سماه مدينة «المليون» على سطح المريخ والتي سيكون فيها كل ما هو ضروري للحياة بهدف تشكيل مجتمع كامل متكامل.
ووفقا للمجلة فسوف يكون من الصعب استعمار المريخ، على الرغم من التطور السريع لتكنولوجيات بناء قواعد خارج الأرض ونظم دعم لها، بسبب استمرار تأثير العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تحدد مجريات حياتنا على الأرض هناك أيضاً.
فبطبيعة الحال، لا هذا ولا ذاك سيجعل استعمار المريخ مجانيا، وسوف يطلب مستعمرو المريخ المشاركة في استغلال الموارد الطبيعية للكوكب، مما سيؤدي إلى تجزيء الكوكب الأحمر إلى مناطق نفوذ ومناطق اقتصادية، وحرمان مستعمريه من الحكم الذاتي.
كما من غير المرجح أن تنجح فكرة إقامة «الحكومة الموحدة» على سطح المريخ أو القمر، لأن هذه الكواكب ستقسم إلى مناطق ستتم إدارتها بشكل مباشر من قبل الشركات الممولة، بطريقة تخدم فقط مصالحها الخاصة، الأمر الذي قد يؤدي إلى صراعات بين الشركات.
ولهذه الأسباب يعتبر محررو مجلة نيتشر أن فكرة بناء مستعمرات مستقلة على سطح القمر أو المريخ هي مجرد أوهام فردية وليست حقيقة.

علماء يؤكدون: هروب البشر إلى المريخ لن ينهي مشاكلهم

دبابة روسية ذكية بدون سائق ولا جنود لمواجهة «الناتو»

Posted: 26 Nov 2016 02:02 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: فاجأت روسيا حلف الناتو والعالم بأحدث صرعة من دباباتها التي تعمل بدون سائق ويتم التحكم فيها عن بُعد، وقامت بنشر هذا الطراز من الدبابات على حدودها مع حلف الناتو، أي على الحدود مع بولندا، فيما تقول التقارير إن هذا النوع من الدبابات الذكية يظهر لأول مرة، وطرحته روسيا للعمل بشكل مفاجئ.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية تسجيل فيديو على «يوتيوب» اطلعت عليه «القدس العربي» وظهرت فيه الدبابات التي تعمل بدون سائق والتي يتم التحكم فيها عن بُعد، حيث ظهر في التسجيل قوات برية تسير على الأرض وتستخدم هذه التكنولوجيا الجديدة، أو تقوم بتجريبها، في مقاطعة «كيليننغراد» وهي المنطقة نفسها التي كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أمر بنشر صواريخ من طراز «إسكندر» فيها.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن «الدبابة الذكية يمكن التحكم فيها عن بعد، وإن من الممكن توجيه الأسلحة المثبتة عليها، كما أنها يمكن أن تصاحب المشاة على الأرض لحمايتهم، أو تقوم بتنفيذ هجمات آلية أو شبه آلية، مستعينة بالرادار والكاميرات المجهزة بها».
ورغم أن روسيا أعلنت سابقاً أنها تمكنت من ابتكار دبابات بدون سائق قادرة على المشاركة في المعارك والقتال براً، إلا أن الدبابة الجديدة التي نشرتها على الحدود مع بولندا تحمل اسم (Platforma-M) وهذه هي المرة الأولى التي يتم الكشف عنها، فيما تقول تقارير غربية إن الهدف منها حماية قاذفات صواريخ روسية موجودة في تلك المنطقة، وهو ما يعني أن روسيا نصبت منظومة سلاح كاملة هناك، يتم التحكم فيها عن بُعد.
والدبابة الجديدة مزودة بأعين الكترونية تُمكنها من مشاهدة ما هو أمامها، إضافة إلى أجهزة استشعار تستطيع تحديد المواقع، كما تستطيع مشاهدة الأهداف وتحديدها خلال الليل.
ويمكن استخدام الدبابة من أجل الحماية أو النقل أو المقاومة، كما أن بمقدورها أن تنفث سحباً من الدخان في المكان من أجل التغطية والتمويه على الأعداء، وهي تشكل حماية لمنصات إطلاق صواريخ أرض جو من طراز (S 400) وهي المنصات التي نشرتها روسيا مؤخراً في مقاطعة «كيليننغراد».
وكانت روسيا كشفت في نيسان/أبريل الماضي عن الدبابة (Uran 9) وهي دبابة ذكية جديدة تمثل إضافة مهمة للجيش الروسي حيث تتميز بالعديد من المواصفات غير المسبوقة والتي لم تتمكن حتى التكنولوجيا الأمريكية المنافسة من ابتكارها حتى هذه اللحظة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية حينها إن الدبابة (Uran 9) مقاومة للحريق ولا تتأثر بلهيب النار، كما أنها تعمل بالتحكم عن بُعد بواسطة الريموت حيث لا تحتاج إلى أي سائق ولا مقاتلين بداخلها، إضافة إلى كونها صغيرة الحجم وقادرة تبعاً لذلك على الوصول إلى الأماكن التي لا تصل إليها الدبابات التقليدية.
وتتسلح الدبابة الصغيرة برشاشات آلية كاملة ومدفعية من طراز و30 مليمترا، وتستطيع أن تطلق ما بين 350 إلى 400 رصاصة في الدقيقة الواحدة.
وتقول روسيا إنها ابتكرت هذه الدبابة من أجل تزويد القدرات المتوفرة لسلاح المشاة التابع لها، ولقوات مكافحة الإرهاب، حيث أن الدبابة غير المزودة بالبشر تعطي للقوات الروسية قدرة أكبر على الاستطلاع ودعم القوات الماشية على الأرض خلال المعارك والأعمال القتالية.
وتتكون الدبابة من اثنين من الرجال الآليين كأركان فيها بدلا من المقاتلين العاديين، كما أنها تتضمن عقلاً الكترونياً يقوم بتنفيذ الأوامر التي يتلقاها عن بُعد.
أما الميزة الأخرى المهمة التي تتمتع بها فهي «نظام استكشاف» فريد من نوعه يستخدم أشعة الليزر في استكشاف المخاطر ومن ثم يُصدر التنبيهات والتحذيرات منها ليتم التعامل معها سريعاً.
ويشار إلى أن الكثير من التقارير تتحدث عن مساع أمريكية لتطوير مركبات عسكرية ودبابات بدون سائق لاستخدامها في الحروب والمعارك البرية، على غرار الطائرات بدون طيار التي أثبتت نجاحاً خلال السنوات الأخيرة، وجنبت الأمريكيين خسارة الكثير من الأرواح في عملياتهم القتالية خارج الولايات المتحدة.
وتقول العديد من التقارير إن الجيش الأمريكي يقوم حالياً بتطوير تقنيات القيادة الذاتية ويعمل على ابتكار نظام سير للسيارات ذاتية القيادة تحذوا فيها حذو شاحنة يقودها إنسان.
وحسب المعلومات فإن وزارة الدفاع الأمريكية أجرت اختبارات أولية على نظام يقوم باستخدام الكاميرات والرادارات وأجهزة الكمبيوتر المتواجدة بالسيارة لمسح الطريق وبذلك يتم تقييم المخاطر المحتملة وتحدد طريقة سيرها، ويرى الجيش أن هذه التقنية ستقلل حاجته للسائقين خلال أوقات الحرب وستضع الجنود في حال تأهب وتركيز كامل على مهام الحرب الأخرى.

دبابة روسية ذكية بدون سائق ولا جنود لمواجهة «الناتو»

باحثون إسرائيليون يطورون «فيروس» يحول الـ«آيفون» إلى جهاز تجسس

Posted: 26 Nov 2016 02:01 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: تمكن خبراء تكنولوجيا إسرائيليون من تطوير فيروس خطير يُمكن أن يحول أي هاتف في العالم إلى جهاز للتجسس على صاحبه، حيث بفضل هذا الفيروس الخطير يتم تحويل سماعات الصوت الخاصة في الهواتف إلى مايكروفون يسجل الأصوات من حوله. وتم تطوير البرمجية الخبيثة من قبل باحثين إسرائيليين في جامعة «بن غوريون» وتعكس طريقة عمل سماعات الصوت الملحقة بأجهزة «آيفون» ليتحول الهاتف إلى جهاز تنصت على صاحبه بالاعتماد على تلك السماعات.
ومن المعروف أن تركيبة المايكروفون تشبه إلى حد بعيد المكونات التي تتألف منها مكبرات الصوت، حيث يعكس الفيروس الذي يحمل اسم (Speake(a)r) طريقة عمل السماعات لتتحول إلى مايكروفون يلتقط الأصوات المحيطة بدلا من بثها.
ويعتمد هذا الفيروس على تغيير طريقة عمل شريحة في الهاتف تُسمى (RealTek) وهي المسؤولة عن الإخراج والإدخال الصوتي في هواتف «آيفون» ويقوم بعكس القناة الصوتية المخصصة لإدخال الموجات الصوتية وتلك المخصصة لإخراجها.
وتسمح عملية عكس القناتين الصوتيتين للسماعات بالتقاط الأصوات القريبة من الهاتف وتسجيلها.
وتمكن الباحثون من تسجيل الصوت عبر «آيفون» بواسطة سماعات ودون وجود مايكروفون من مسافة 20 قدما، حسبما ذكر موقع «وايرد» المختص بالأخبار التقنية.
وصُمم هذا الفيروس لأغراض بحثية لكنه يكشف إمكانية اعتماد هذه الطريقة بسهولة لأجل التنصت على أي كمبيوتر أو جهاز متصل بالإنترنت.
وكان باحثون من جامعة الدنمارك للتكنولوجيا تمكنوا من ابتكار نظام الكتروني جديد يمكنه تتبع الأشخاص من خلال إشارات شبكات الـ«واي فاي» التي تلتقطها هواتفهم المحمولة، وهي إشارات ومعلومات تطلب الدخول عليها أغلب التطبيقات التي يتم تثبيتها على الهواتف المحمولة، ويوافق على ذلك مستخدمو هذه التطبيقات، بما يؤكد أن الهاتف الذكي يمكن أن يتحول بفضل شبكات الـ«واي فاي» إلى محطة للتجسس على صاحبه.
ويُتيح النظام الجديد تتبع شخص والتجسس عليه ومعرفة مكانه وتنقلاته بالضبط من خلال إشارات شبكات الانترنت المتوفرة في المكان والتي يقوم الجهاز بالتقاطها، كما يتيح أيضاً معرفة الأشخاص الذين يرافقون الشخص المستهدف بالمراقبة وذلك من خلال الذبذبات ذاتها التي تلتقطها هواتفهم المحمولة.
وتقول جريدة «دايلي ميل» البريطانية التي أوردت تقريراً عن هذه التقنية الجديدة إنها تكشف حجم «تآكل الخصوصية» الذي تسببت فيه الهواتف المحمولة الذكية، وكذلك كيف تلعب التطبيقات المثبتة على هواتفنا دوراً في الوصول إلى المعلومات التي تخص المستخدمين وصولاً إلى تتبعهم ورصدهم ومعرفة أماكن تواجدهم.
ومؤخراً تمكنت دراسة تكنولوجية من رصد أكثر من 100 تطبيق هاتفي من التطبيقات واسعة الانتشار تبين أنها ليست سوى أدوات ووسائل للتجسس على مستخدمي الهواتف المحمولة، ومعظم هذه التطبيقات تتعلق بالبطاريات وتعمل من أجل خفض استهلاكها وإطالة أمد استخدامها على الهاتف، وهي في الحقيقة ليست سوى برامج تقوم بالدخول على كل المحتوى الموجود في الهاتف وتتمكن من التجسس على صاحبه.
وبموجب ما انتهت إليه دراسة حديثة فان تتبع شخص ما أو تحديد مكانه والتجسس عليه لا يحتاج إلى تشغيل الخدمات التقليدية التي يعتقد الناس أنها تحدد مكانه أو مكان الهاتف، مثل خدمات الـ«جي بي أس» أو الارتباط بشبكة «واي فاي» أو الاتصال بالانترنت اللاسلكي الذي يتيح لمزود الخدمة تحديد موقع المستخدم بسهولة.
وتقول الدراسة إنه بفضل بعض التطبيقات التجسسية يمكن معرفة مكان الشخص بالتحديد دون أن يكون متصلاً بشبكة الانترنت ودون أن تكون خاصية «جي بي أس» مفعلة على هاتفه المحمول، فضلاً عن أن التطبيقات المشار إليها تتيح للجهة التي تقوم بالتجسس الحصول على العديد من البيانات الموجودة على الهاتف.

باحثون إسرائيليون يطورون «فيروس» يحول الـ«آيفون» إلى جهاز تجسس

احتجاجات ضخمة تطالب باستقالة رئيسة كوريا الجنوبية

Posted: 26 Nov 2016 02:01 PM PST

قال منظمو تظاهرة ان أكثر من «مليون» شخص تحدوا السبت البرد والثلوج في سيول للمطالبة مجددا باستقالة الرئيسة بارك غوين-هي الضالعة في فضيحة فساد مدوية واستغلال نفوذ.
وردد المتظاهرون هتافات تدعو إلى رحيل بارك أو ايداعها السجن على وقع قرع الطبول اثناء توجههم نحو القصر الرئاسي حيث اغلق آلاف من عناصر الشرطة الطرقات المؤدية اليه.
وحسب المنظمين فان 1،3 مليون شخص شاركوا في التظاهرة وهي الاكبر منذ بدء هذه التجمعات التي تنظم في نهاية الاسبوع في العاصمة منذ شهر.
وعند الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي (11،00 ت غ) اطفأ المتظاهرون الشموع التي كانوا يحملونها ثم قاموا باضاءتها لاحقا في إشارة إلى ان حركتهم لن تتوقف طالما بقيت بارك في منصبها.

احتجاجات ضخمة تطالب باستقالة رئيسة كوريا الجنوبية

الاتجار بالأطفال في شوارع طهران

Posted: 26 Nov 2016 02:01 PM PST

يزداد عدد الأمهات اللواتي يضطررن لبيع أطفالهن في إيران بسبب الفقر واليأس. وبالنظر إلى عدم وجود ثقة لدى السلطات في المنظمات غير الحكومية ومساعداتها، فإن ذلك يؤدي إلى الوقوع في براثن تجار الجنس والمخدرات وعصابات التسول.
في شوارع طهران، عاصمة جمهورية إيران الإسلامية، يمكن شراء العديد من الأشياء: الكحوليات والمخدرات والجنس والكلى السليمة وحتى الأطفال الرُّضَع. «بيع الأطفال الرضع في شوارع طهران ليس بشيء جديد ويزداد كثرة. فالمواطنون اليائسون باتوا يبيعون أعضاء جسدهم، بل وأصبحوا يبيعون أطفالهم أيضاً»، كما تقول الناشطة شيفا أهاري (32 عاما). 
تعيش شيفا في طهران، وهي منخرطة منذ عشر سنوات في العمل من أجل تحسين حقوق المرأة وأطفال الشوارع. وقد وجدت أن هذه المسألة تشغل المجتمع الإيراني منذ عدة أشهر: «والجديد هو تأثير وسائل التواصل الاجتماعي وكتابات المواطنين. فقد أصبح بإمكان أي شخص الآن توثيق بيع الأطفال ونشر ذلك في شبكة الإنترنت».
في منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2016 أكد حبيب الله مسعودي فريد، نائب رئيس المنظمة الخيرية الحكومية، ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك صحف منذ شهور بوجود آباء وأمهات يتاجرون بأطفالهم. ويضيف فريد: «لقد ازداد هذا في جميع أنحاء البلاد». ويُعزى السبب فيذلك، كما يقول فريد، إلى الزيادة الحاصلة في تعاطي المخدرات في أوساط الأمهات.

سوق الأطفال الرُّضَع بجوار المستشفيات

لقد أصبحت النساء المدمنات على المخدرات اللاتي بلا مأوى أو العاملات في تجارة الجنس يبعن أطفالهن بعد الولادة بالقرب من المستشفيات، في مركز المدينة وجنوبها، كما قالت في سبتمبر/أيلول 2016 فاطمة دانيشوار، عضوة مجلس بلدية المدينة. وهي أيضا على علم بأسعار الأطفال التي تتراوح ما بين 25 و 50 يورو  للطفل الواحد.
وعصابات المتسولين وتجار المخدرات هم الذين يشترون هؤلاء الأطفال
والعديد من هؤلاء الأطفال مصابون بمرض الإيدز ويدمنون على المخدرات ولا يعيشون طويلاً. وتطالب السلطات المواطنين بعدم إعطاء نقود للمتسولات اللواتي بحوزتهن أطفال وأن يتصلوا بالسلطات للإبلاغ عنهن. لكن هناك مواطنين يتساءلون: «لماذا يجب علينا الاتصال بالسلطات؟ هل السلطات عمياء ولا تراهم؟ هناك كل يوم الكثير من المتسولات، بالعشرات في الشوارع». فهن انتقلن إلى طهران أملاً في حياة أفضل، وينتقلن عادة إلى العاصمة دون عائلات أو أزواج.
في بعض أجزاء طهران التي يعيش فيها أكثر من 14 مليون نسمة، تبلغ نسبة البطالة في أوساط النساء 70 في المئة. وعندما يصلن طهران ولا يجدن عملا فقد يضطررن إلى التسول وبيع أجسادهن أو يقعن في براثن تجار المخدرات. ورغم عقوبة الإعدام في حق المتاجرين بالمخدرات في إيران، فإن هذا القطاع في ازدهار مستمر. ويُقدر عدد المدمنين على المخدرات بثلاثة ملايين شخص (9٪ منهم نساء) من أصل 80 مليوناً نسمة بجمهورية إيران الإسلامية. وقد تضاعفت نسبة النساء المدمنات على المخدرات خلال العشر السنوات الماضية. وأكثر المخدرات رواجاً في إيران هو الأمفيتامين بعد الأفيون.

عدم ثقة السلطات في المنظمات غير الحكومية

«ليست كل أم أو أسرة تبيع أطفالا رضع تكون مدمنة على المخدرات»، كما يؤكد لطفي محمود من منظمة «من أجل حقوق الأطفال» غير الحكومية العاملة في طهران، ويضيف: «فالكثير من العائلات تعاني من الفقر المدقع. إن أفراد هذه الأُسر يائسون. فهم يبيعون أطفالهم على أمل أن يكون مستقبلهم أفضل. لكن الأطفال يجدون أنفسهم في كثير من الأحيان لدى عصابات المتسولين، أو يصبحون أطفال الشوارع في نهاية المطاف».
السلطات ليست قادرة على معالجة هذه المشكلات، كما تقول شيفا أهاري الناشطة في منظمة غير حكومية من أجل حقوق المرأة وأطفال الشوارع في إيران. ثم إن السلطات لا تتسامح مع الناشطين مثلها، فقد اعتُقِلَت شيفا عدة مرات بتهمة «نشر الدعاية ضد النظام»، وقد قضت أغلب شهور عام 2010 في السجن، وتقول: «نحن مضطرون للعمل بكل حذر وتجنب كل ما لا يناسب السلطات. فكل منظمة لا تعمل تحت مظلة الحكومة هي غير مرغوب فيها. لكن على الحكومة أن تثق بنا، لأننا نريد المساعدة فقط». DW

الاتجار بالأطفال في شوارع طهران

دجاج بالسمسم

Posted: 26 Nov 2016 02:00 PM PST

المقادير: رقايق الـ«بف باستري» الكبيرة أو إذا غير موجودة فالمربعات
خضار (كوسا وبطاطس وجزر وكزبرة وبازلاء وفاصوليا وفلفل رومي وبصل أخضر)
زيت الزيتون
بهارات مشكلة وفلفل أسود وكمون وفلفل أبيض وملح
سمسم وحبة سوداء
كيلو دجاج منزوع العطم مطبوخ بالبصل فقط

طريقة التحضير: نحضر الخضار بتقطيعها إلى مربعات ونخلطها مع بعضها جيدا.
نضع الخضار المقطعة مع الدجاج في صينية مربعة، ونضيف البهارات جميعها مع السمسم والحبة السوداء نخلط المحتويات جيدا.
نغطي الصينية بالبف باستري ونشكلها حسب الذوق وندهن الوجه بالحليب.
ندخل الصينية في الفرن لمدة 30 دقيقة حتى تنضج ويحمر الوجه.

دجاج بالسمسم

طبق الأسبوع

أمراض اللثة قد تصيب الرجال بالضعف الجنسي

Posted: 26 Nov 2016 02:00 PM PST

أفادت دراسة صينية حديثة، بأن أمراض اللثة مثل العدوى البكتيرية المزمنة للثة، أو التهاب دواعم الأسنان، يمكن أن تلعب دورًا في إصابة الرجال بالضعف الجنسي.
والدراسة أجراها باحثون في مستشفى «فيرست أفيليتد» في جامعة قوانجتشو الطبية في الصين، ونشروا نتائج دراستهم امس السبت في المجلة الدولية لأبحاث العجز الجنسي.
وأوضح الباحثون أن أمراض اللثة تعد أيضًا مصدرًا رئيسيًا لسقوط الأسنان.
وللوصول إلى نتائج الدراسة، راجع فريق البحث نتائج 5 أبحاث أجريت في هذا الشأن بين عامي 2009 و2014، وتمت على أكثر من 213 ألف رجل، تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 80 عامًا.
ووجد الباحثون، أن مشاكل الضعف الجنسي وضعف الانتصاب، كانت أكثر شيوعًا بين الرجال الذين يعالجون من أمراض اللثة المزمنة، خاصة من تقل أعمارهم عن 40، وكبار السن فوق 59 عامًا.
وقال الباحثون إنه «ربما يكون من المفيد إخطار المرضى المصابين بالتهاب مزمن في دواعم الأسنان، بارتباط هذا المرض بضعف الانتصاب».
وتعد أمراض اللثة من أكثر أمراض الفم انتشارًا، وتتمثل أعراضها في الاحتقان والانتفاخ ونزف الدم منها لأقل سبب، وفي مرحلة لاحقة تتشكل الجيوب اللثوية ما يسبب رائحة الفم الكريهة.
وكانت دراسات سابقة ربطت بين أمراض اللثة، وخطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، والسكري، وسرطان الثدي و زيادة التدهور المعرفي والإدراكي.
ولتجنب الإصابة بالأمراض المتعلقة باللثة، نصحت الأبحاث، الأشخاص بالاهتمام الكامل بنظافة الأسنان والاعتناء بوضع اللثة الصحي منذ الصغر، عبر تدليكها ومراجعة الطبيب بشكل دوري من أجل الكشف عن أية أمراض لا ترى بالعين المجردة، لكنها موجودة وتظهر فقط عند حدوث الالتهابات المتكررة. (الأناضول)

أمراض اللثة قد تصيب الرجال بالضعف الجنسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق