Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016

Alquds Editorial

Alquds Editorial


تدخل عسكري روسي مقبل في ليبيا؟

Posted: 28 Nov 2016 02:27 PM PST

تزامن خبر وصول الجنرال الليبي خليفة حفتر إلى موسكو يوم الأحد الماضي مع أنباء أخرى تتوقع أن يقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بخطوة دراماتيكية جديدة في المنطقة العربية تتمثل في تدخل عسكري في ليبيا، بالتنسيق مع حفتر والدول الإقليمية التي تدعمه، وعلى رأسها مصر والإمارات.
زيارة حفتر لسيّد الكرملين هي الثانية خلال ستّة أشهر وتكتسب هذه الزيارة أهمّية كونها تأتي بعد تطوّرات ليبية كبيرة، تمثّلت في استيلاء قوات حفتر على المراكز والموانئ النفطية في ليبيا، وهي نقلة عزّزت رصيد حفتر بقوّة داخليّاً، بحيث لم يعد ممكناً، بالتالي، تجاهل وجوده في أي تسوية سياسية ليبية قادمة، كما عزّزت أوراقه أمام المنظومة الدوليّة وفتحت آمال محوره الإقليمي بإعادة تشكيل ليبيا بحسب موازين القوى الداخلية والإقليمية المستجدّة.
يضاف إلى هذه الأحداث تطوّران كبيران مهمّان:
الأول هو ظهور موجة عالميّة جديدة يعتبر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب خير ممثّل لها، وتجد تمظهراتها أيضاً في ما يحصل في أوروبا، مع تولّي حكومة بريطانية جديدة لإدارة شؤون انفصال بلادها عن الاتحاد الأوروبي، والإمكانية الكبيرة لفوز مرشح اليمين الفرنسي فرانسوا فيون، وهي موجة قد تكتسح بدورها إيطاليا وبلدانا أوروبية أخرى.
والثاني هو تبلور محور إقليميّ عربيّ قريب من روسيا وإيران، يتمثّل في سوريا والعراق والجزائر ومصر، وإحراز هذا المحور ما يعتبرها انتصارات في العراق وسوريا، فيما «التحالف الدولي» الذي تترأسه أمريكا يتكفّل بتصفية ما يسمى «الدولة الإسلامية» في الموصل والرقة، مدينتي تواجد التنظيم الرئيسيتين، وهو ما ترك المعارضة السورية للنظام السوري وحاضنتها الاجتماعية من دون سند أو ظهير بحيث بدأت تتراجع بقوّة أمام هجوم أعدائها الكثر.
يتشارك المحور الإقليمي المساند لبوتين في المنطقة العربية مع الاتجاهات السياسية المتصاعدة في أمريكا وأوروبا فكرة الحفاظ على الأنظمة القائمة والتحالف مع الاتجاهات الأمنية والعسكرية المعارضة للإسلاميين (كما هي حالة خليفة حفتر) والتركيز على إنهاء كل أشكال المعارضة ذات الطابع السنّي، وهذا ما يعطي الأساس المنطقيّ لإمكانيّة تمدّد روسيا نحو ليبيا، كما يفسّر دعوات التمدّد الأخرى على ألسنة قادة الميليشيات الموالية لإيران في العراق، وقواعد حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل وسنجار العراقية أيضاً، نحو سوريا لمساعدة النظام في إنهاء أشكال المعارضة والانتفاض ضده، ولمواجهة حكومة «العدالة والتنمية» التركية، بل والتوجّه أيضاً إلى اليمن لمناصرة الحوثيين ضد قوّات «التحالف العربي» الذي تقوده السعودية.
من الناحية الغربية، فإن روسيا ستتكفّل، بطريقتها الدموية المعتادة وعلى مسؤوليتها السياسية، بتنفيذ «الأعمال القذرة» التي تأنف أوروبا عن القيام بها، وتقوم بإنهاء الأزمة الليبية المشتعلة منذ سنوات، وبذلك تريح الغرب من التبعات العسكرية والسياسية (والأخلاقية) المكلفة، وتوقف موجات اللاجئين، وتُنهي التهديد الإرهابي الذي أقضّ مضاجع الغرب والعالم.
هذه، على الأغلب، الأحلام «الوردية» بدفن «ربيع عربي» لم ترغب أوروبا في رؤيته أساساً، واستكمال ثورة مضادّة أنتجت كوابيس أمنيّة لا تنتهي، تغسل أيدي العالم من العالم العربيّ وتقوم بتحويله إلى مقبرة «يسود فيها الأمان والسلام»، يتزعّمها أمثال السيسي والأسد وبوتفليقة وحفتر.
عدد الضحايا الهائل لهذا السيناريو قد لا يكون المشكلة الكبرى في أذهان بوتين ورفاقه، لكن العامل الوحيد الذي لم يحسب حسابه هو الارتدادات التاريخية الكبرى لمحاولة دفن عالم بأسره.

تدخل عسكري روسي مقبل في ليبيا؟

رأي القدس

كاسترو: موت حكاية

Posted: 28 Nov 2016 02:27 PM PST

كان ذلك عام 1967، بعد الهزيمة الحزيرانية، وكان العالم يغلي. تشي غيفارا يدعو إلى خلق أكثر من فيتنام واحدة في العالم، والفلسطينيون يستعيدون هويتهم بالشعر والبندقية، وطلاب العالم يستعدون لاحتلال الشوارع، وبيروت تغلي. صادق العظم ينشر كتابه عن النقد الذاتي بعد الهزيمة، ومعركة الكرامة تحوّل المقاومة الفلسطينية إلى حلم عربي. يسار جديد يولد، ويسار قديم يتجدد، كل شيء يوحي بأننا على العتبة، وبأن موعد الثورة بدأ يقترب.
وحين قضى تشي غيفارا، وتحول موته إلى أغنية كتبها أحمد فؤاد نجم وغناها الشيخ إمام، بدا وكأن الثورة قد عثرت على نبيها االمقتول.
كنا نقرأ صحيفة «الغرانما»، ومجلة «القارات الثلاث»، يسحرنا اعتقال ريجيس دوبريه في غابات بوليفيا حين كان المثقف يبحث عن «الثورة في الثورة»، تعصف بنا الأفكار التروتسكية والماوية، نقرأ جورج لوكاش، ونحلم بأننا جيل القدر.
يومها كانت كوبا فيديل وتشي، مخرجا لنا من ثقل الفكر السوفياتي المحنّط، ومن ماوية بدت غامضة في ثورتها الثقافية وستالينيتها، ومن ارث البكداشية الذي شلّ الفكر والروح.
صارت كوبا بثورتها الفتية وشجاعة مناضليها الذين صدّوا الغزو الأمريكي، لاهوتنا الثوري الجديد، وكانت الأفكار الغامضة التي حملها ثوريون تمركسوا بعد انتصارهم، مدى رحبا، يكسر التقاليد الشيوعية الصارمة، ويفتح صفحة جديدة انتجت لاهوت التحرير الذي صنعه رهبان كاثوليك ثوريون، كانوا ماركسيين على طريقتهم.
كانت كوبا جزيرة الحلم، أسقطنا عليها أحلامنا الغامضة، وذهبنا إلى تجربة العمل مع المقاومة الفلسطينية في لبنان، لنكتشف بعد سنوات وبعد موت الكثير من الرفاق والأصدقاء، أن الثورة ليست حلماً، بل هي أشبه بالكابوس الذي لا بد منه أحيانا، وتلك حكاية أخرى.
الأيام فرضت على ثوار كوبا التحوّل إلى سلطة، وبدأت خيباتنا الصغيرة تتوالى، وخصوصا بعد الموقف الكوبي المؤيد، ولو على مضض، للغزو السوفياتي لتشيكوسلوفاكيا، وسحق ربيعها المبكر، وإشارات القمع الذي بدأت ترشح معالمه. لكن لسبب غامض، بقيت كوبا وبقي فيديل كاسترو، فوق أي محاسبة، كأن سحراً ما كان يحوط بهذه الثورة، ويجعلها خارج كل معادلة المحاسبة الديموقراطية.
لا أستطيع أن أحدد ملامح هذا السر الذي جعل خوليو كورتثار وغابرييل غارثيا ماركيز وآخرين أصدقاء لفيديل وثورته حتى النهاية.
ربما لعب موقع كوبا وحصارها الطويل من قبل اليانكي الأمريكي دورا كبيرا في هذا الرباط العاطفي الذي جعل فيديل خارج سرب المستبدين الشيوعيين من ماو إلى كيم ايل سونغ إلى آخره… فيتنام بثورتها ومقاومتها ، فقدت بريقها لحظة انتصارها. اما فيديل فلم يفقد بريقه، حتى في كهولته، وبعدما تنازل عن السلطة، بقي الرجل رمزا. الصورة تهالكت مع الزمن، لكن روحه بقيت عالية، وكأنها نجحت في تحدي رمزية موت تشي غيفارا برمزية الحياة.
فيديل لم ينهزم مثل غيفارا، لكنه أيضا لم ينتصر مثل ماو. صمد في كوبا، لكن مشروعه الثوري الأمريكي اللاتيني مني بهزائم متواصلة، من انهيار حلم تعميم الثورة في أمريكا اللاتينية، إلى مقتل الليندي في التشيلي بعد الانقلاب الدموي الذي رعته وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وصولا إلى التخلي الروسي بعد البريسترويكا الذي أوصل كوبا إلى حافة الإفلاس الاقتصادي.
لكن «الرجل» أو «الحصان»، مثلما يسميه الكوبيون، عرف كيف يحافظ على السلطة وسط أعاصير التاريخ. «سينصفني التاريخ»، قال كاسترو في محاكمته بعد فشل محاولته الثورية الأولى، لكن التاريخ يشبه الدهر في تقلباته. التاريخ لا يؤتمن، أنصف كاسترو بعد انتصار ثورة الحالمين الملتحين، ثم خانه، وتركه يصارع حتى الرمق الأخير من أجل البقاء في السلطة.
«الحصان» الذي بقي معلقا بين النصر والهزيمة حافظ على غوايته الثورية، رغم أنه خيّب آمال المثقفين اليساريين في العالم الذين أبهرهم نقاء بدأ يتداعى مع الموقف من ربيع براغ عام 1968، ووصل إلى إحدى ذراه، حين نظّم اتحاد الكتاب الكوبيين محاكمة للشاعر هبرتو باديّا عام 1971، انتهت بقيام الشاعر الكوبي بنقد ذاتي مشين ومهين على الطريقة الستالينية. عندها بدأت ترتسم الحدود بين حلم الثورة وواقع السلطة، واكتشفنا كيف أن اللقاء بين الحلم والواقع لم يكن أكثر من أمنية، وكيف لا يستطيع الثوري أو الشاعر أو الفنان، أن يدخل في دهاليز سياسة السلطة وسلطة السياسية، إلا إذا نحى الحلم جانبا.
هذا كان درس ماياكوفسكي منتحرا بعد انتصار البلاشفة، وهذا هو درس الحلم الغيفاري الذي هرب من السلطة إلى غابات بوليفيا كي يواجه مصيره المأسوي.
غير أن نقد الثورة الكوبية التي واجهت حصارا لا مثيل له في التاريخ المعاصر، من موقع نيوليبرالي يجد اليوم في المستبد السوري حليفا، أو من موقع لا تاريخي يقدّس الرأسمال المتوحش ويتناسى أن الجزيرة الصغيرة، واجهت أعتى قوة امبريالية في التاريخ وصمدت، هو نقد لا أخلاقي.
روى نقولا الشاوي، الأمين العام الأسبق للحزب الشيوعي اللبناني، أن فيديل كاسترو سأله في عشاء جمعهما في هافانا، «من أسعد رجل في العالم»؟ وعندما لم يجد الشاوي جوابا، أخذ كاسترو نفساً من سيجاره وقال إنه البابا. ولما سأله عن السبب، أجاب «الرجل»، لأنه يرى كل يوم أمامه تمثال سيده مصلوباً، فيشعر أن لا سيد له.
هل كان فيديل يتحدث عن نفسه أم عن الشعب الكوبي؟
هل كان فيديل يحلم بأن يهرب من السلطة ويصير كاتباً حراً مثل صديقه الروائي غبريال غارثيا ماركيز؟ أم كان يعلم أنه في نهاية الحكاية لن ينتصر سوى الموت، الذي هو أجمل رواة الحكايات وأكثرهم قسوة.

كاسترو: موت حكاية

الياس خوري

مصر ترتدي البدلة العسكرية فقط في مواجهة «الجزيرة»… قرصنة في دمشق… سجن وجلد في طهران بسبب فيلم

Posted: 28 Nov 2016 02:26 PM PST

بأبسط ما يمكن، قالت «الجزيرة»، في فيلم تسجيلي بثّته أخيراً بعنوان «العساكر»، حقيقة وجوهر النظام المصري. إنها الحقيقة التي يعرفها كل بيت مصري، كل بيت أدى أحد أبنائه الخدمة العسكرية الإلزامية: استعباد العساكر المصريين واستخدامهم بشكل شخصي كحجّاب من قبل الضباط، حيث يكلّفون بتأمين مستلزمات بيوت رؤسائهم، وصولاً إلى تلميع أحذيتهم، الإهانة والشتم والإذلال، وتسخيرهم للعمل في أشغال مدنية شاقة من دون مقابل، كالعمل في تربية المواشي والدواجن وأعمال البناء، ربما بحجة أن الجيش للحدود وللإعمار!
تعتمد «الجزيرة» في فيلمها على مشاهد تمثيلية، إلى جانب شهادات مسجلة لمصريين أخفت وجوههم وموّهت أصواتهم، بالإضافة إلى مشاهد من أرشيف القوات المسلحة، وأخرى مسربة من هنا وهناك لأعمال مذلة يقوم بها العساكر، أو لأشكال العقوبات التي يتعرضون لها، أو ليوميات عيشهم وأكلهم داخل وحداتهم.
كذلك تستضيف القناة ضابطاً أمريكياً متقاعداً سبق أن جرت استضافته كمدير برامج عسكرية في مكتب التعاون العسكري في مصر، حسب ما يقول الفيلم، يتحدث عن فكرة استخدام المجندين كمساعدين شخصيين للضباط فيعتبرها مفجعة، كما يتحدث عن تركيز الجيش في تدريب عساكره على الاستعراض والنظام، فيقول إن الجيش المصري يفعل ذلك أفضل مم يفعل الجيش الأمريكي، في إشارة إلى أن ذلك ما هو إلا تأكيد على الشكليات على حساب الجوهري الذي ينبغي التركيز فيه على القدرة القتالية للعساكر.
إنه فيلم حزين حقاً. لم تسرّب «الجزيرة» فيه أسراراً نووية، ولا فضحت سياسات النظام المصرية واستراتيجياته. لم ترو سوى تلك الوقائع الثابتة التي يراها كل مصري، كما يرى تلك الغيمة الملوثة المرئية بالعين المجردة الجاثمة فوق سماء العاصمة المقهورة.
ليس فيلماً مثيراً، بالمعنى البوليسي، بل هو حزين فقط: تلك البدلات المترهلة، العيون الخفيضة والأجساد المسحولة فوق الإسفلت، على إيقاع موسيقا اعتمدت إيقاع المارش العسكري، والذي يفترض أن يكون حماسياً، لكنه هذه المرة يأتي مع نبرة حزينة، موجعة،
كأنما لتروي، بالموسيقى وحدها، كل خيبة مصر وانكساراتها.

القرموطي لبس البدلة

حرب إعلام السيسي بدأت على «الجزيرة» حتى قبل بثّ الفيلم التسجيلي «العساكر»، كان بثّ الإعلان الترويجي الخاص بالفيلم وحده كافياً لشنّ حرب لم تنته حتى الساعة، قال إعلاميو السيسي «الجواب باين من عنوانه» وراحوا يخبطون يميناً وشمالاً.
وعلى الرغم من مكابرتهم وترديدهم بصوت واحد أن «الفيلم مفضوح وركيك ويستهدف زعزعة ثقة المواطن بالجيش المصري»، فقد استنفروا كل طاقاتهم للرد والهجوم إلى حدّ أن أحد أبرز مذيعيهم ارتدى في إحدى حلقات برنامجه المسمى «مانشيت» اللباس العسكري الكامل وراح يخبط برجليه لوحة رسم عليها شعار «الجزيرة».
لقد جنّ إعلام السيسي حقاً، وكان علينا أن نتوقع ذلك، كما علينا أن نتوقع ممن اعتبر السيسي رمزاً للجمهورية عند «زلّة» لسان من أمين «منظمة التعاون الإسلامي» بحقه، أن يهتز حين يصيب النقد المؤسسة التي تعتبر محل إجماع المصريين، لكن ما العمل والمؤسسة قائمة على استعباد المصريين وإذلالهم.
جنون إعلام السيسي ليس أمراً مفتعلاً ومبالغاً به، كما صور الكاتب والصحافي وائل قنديل في أحد برامج «الجزيرة»، حين قال إن الحملة المصرية مبالغ فيها، وهي نوع من التغطية على خبر مشاركة القوات المصرية قوات النظام السوري في قصف السوريين، فالنظام المصري يعي جيداً أن فيلم «العساكر» يصيب ضمير كل المصريين، أولئك الذين اقتربوا بهذه الدرجة أو تلك من قصص الخدمة العسكرية.
إنها ساعة الحقيقة التي لا يمكن لأحد أن يخفيها، وإذا كان تعذيب وحشي لمواطن مصري في معتقلات النظام قد أشعل ثورة، فماذا يمكن أن يفعل فضح تعذيب وإهانة ملايين المصريين!

الحرية لجدران طهران

اعتقلت السلطات الإيرانية منذ أيام المخرج الإيراني كيوان كريمي (30 عاماً) لينفّذ حكماً بالسجن عاماً واحداً وبـ 223 جلدة، على خلفية ما اعتُبر «إهانة القيم المقدسة» و«الدعاية ضد النظام» في فيلمه الوثائقي «الكتابة على المدينة»، الذي يدور حول رسوم الغرافيتي على جدران طهران.
مرّ الخبر خجولاً هنا وهناك. لم يلتفت إليه الممانعون الذين يملأون عادةً الدنيا صخباً في أمكنة أخرى. لا يطلب المرء تفسيراً لذلك البتة. ليس على القاتل حرج. إنما نتمنى للمخرج الشاب فرجاً قريباً، ولجدران طهران الحرية.

قرصنة في دمشق

موقع وزارة إعلام النظام السوري بثّ خبراً أول أمس يتحدث عن «محاولة تسميم سيادة الرئيس وأنباء عن إصابته بمرض معدٍ خطير». الخبر بقي ليلة كاملة على الموقع قبل أن تعلن وكالة أنباء النظام عن تعرّض موقع الوزارة «لعملية قرصنة الكترونية، حيث قام القراصنة بنشر أخبار كاذبة عن الموقع تمس الدولة السورية وقيادتها»، مع تأكيد على «استعادة السيطرة على الموقع بالكامل».
اللافت أنها كانت واحدة من مرات قليلة لم يصدّق فيها ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي الخبر، وعرفوا على الفور أنها عملية قرصنة، الدليل، حسب رأيهم، هو الأخطاء اللغوية التي مرت في متن الخبر ذي السطور السبعة. كثر قالوا إنه ليس معتاداً أن تجد كل تلك الأخطاء في خبر رسمي؟
إنه أمر محيّر فعلاً، كيف يمكن لبلد أن يكون فيه كل تلك الأخطاء، بل الجرائم ربما غير المسبوقة في التاريخ، وتبقى فيه اللغة مضبوطة إلى هذا الحدّ!؟
أي حرص على سلامة اللغة العربية في الطريق إلى الجحيم. يتذكر المرء وزيراً سورياً سابقاً كان لا يكفّ عن القول، في خضم المجزرة، اللغة العربية في خطر! وكأن كل شيء آخر على ما يرام.
لكن ليس علينا أن نستغرب، لقد كانت هذه هي أصول اللعبة على الدوام، الأفكار الكبيرة، بخصوص القومية العربية والمقاومة وقواسم العيش المشترك، كانت هي الطريق إلى الجريمة، كانت غطاءها.
نعم، كانت «الوطنية» دائماً ملاذهم الآمن. حسب قول شهير.

كاتب من أسرة «القدس العربي»

مصر ترتدي البدلة العسكرية فقط في مواجهة «الجزيرة»… قرصنة في دمشق… سجن وجلد في طهران بسبب فيلم

راشد عيسى

الحرية للجدعان… مقاومة السلطوية مصريا

Posted: 28 Nov 2016 02:26 PM PST

إزاء إلغاء الفضاء العام والحصار الممنهج المفروض على المجتمع المدني ومحدودية فاعلية الأحزاب السياسية إن المهادنة أو المعارضة والتراجع البين في القدرات التنظيمية والجماهيرية لليمين الديني، بدت أوضاع مصر بين 2013 و2016 وكأن السلطوية الجديدة قد صارت في إخضاعها للمواطن والمجتمع وسيطرتها على مؤسسات الدولة دون منازع وكأن فرص مقاومتها والضغط السلمي من أجل انتزاع شيء من حقوق وحريات الناس قد أضحت إلى الخيال أقرب. ووظفت السلطوية أدواتها الإعلامية للترويج لقراءة الأوضاع المصرية على هذا النحو وأضافت أيضا تفسيرها التآمري لثورة يناير 2011 ومرادفتها التحول الديمقراطي بهدم الدولة ونشر الفوضى وإلحاق البلاد بمصائر سوريا والعراق وليبيا.
حدث ذلك في سياقات إقليمية وعالمية أرادت بها القوى الفاعلة إغلاق ملف «الربيع العربي»، ونعته بالفشل، وإعادة ترتيب أولويات بلاد العرب والشرق الأوسط لتصبح مواجهة الإرهاب متبوعة بمواجهة (أو التورط في) الحروب الأهلية والصراعات المسلحة متبوعة بسقوط الدول الوطنية متبوعة بأخطار الهجرة غير الشرعية وأزمة اللاجئين متبوعة بدعم بقاء أو صعود حكام أقوياء يعدون بالأمن والاستقرار ولا تعنيهم حقوق الإنسان والحريات من قريب أو بعيد.
وتماهت ترتيبات حكم ما بعد 3 تموز / يوليو 2013 مع تلك السياقات الإقليمية والعالمية وأفادت منها، وتحول «الحاكم الجنرال» إلى شريك في الحرب على الإرهاب في الشرق الأوسط، وصنفت حقائق الانتهاكات والقمع والتعقب في مصر إما كقضايا مؤجلة (كما يراها الغرب) أو كشؤون داخلية لا تعني القوى الإقليمية والدولية (كما تراها حكومات الخليج وروسيا والصين). تدريجيا وبفعل استمرار الانتهاكات والقمع والتعقب دون توقف، تملك الشعور بالإحباط وفقدان الأمل من بعض المطالبين بالديمقراطية ومن بعض المدافعين عن الحقوق والحريات واتجهت مقاربتهم للأوضاع المصرية أيضا إلى الدفع بغياب فرص مقاومة السلطوية الجديدة ـ ولا أستثني نفسي هنا، فقد انزلقت أحيانا إلى ذات خانات الإحباط وهو ما دفع على سبيل المثال الكاتب أكرم إسماعيل إلى تنبيهي إلى خطأ التقليل من شأن أعمال مقاومة السلطوية التي تضطلع بها مجموعات حقوقية وفاعلين مجتمعيين كثر (نشر الكاتب مقاله المعنون «بين 2013 و2016.. هل حقا تتمكن السلطوية بلا مقاومة؟» على موقع مدى مصر).
فالترويج لتمكن السلطوية الجديدة دون مقاومة يتجاهل دون شك واقع الحراك المجتمعي بين 2013 و2016 والاحتجاجات الشعبية المتصاعدة ضد الممارسات القمعية وضد السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي تحمل مسؤولية الأوضاع المعيشية المتدهورة لعموم الناس. وبالفعل ظهرت في واجهة الحراك مجموعات من الفاعلين يتشابه بعضها مع فاعلي ما قبل 2011 ومع الفاعلين المؤثرين في الفترة من 2011 إلى 2013 ويتمايز بعضها الآخر عنهم.
من جهة أولى، تطورت مبادرات احتجاجية ارتبطت بانتهاكات الحقوق والحريات المتراكمة، وضمت بين صفوفها طلاب وشباب ونشطاء وحقوقيين، وغابت عنها الأطر التنظيمية المحددة، والتزمت كل منها بقضية واحدة مثل جريمة الاختفاء القسري أو سلب حرية مواطنين بسبب القوانين القمعية كقانون التظاهر أو جرائم التعذيب داخل السجون وأماكن الاحتجاز. مبادرات احتجاجية كمبادرة «الحرية للجدعان» التي تولت الدفاع عن حقوق المسلوبة حريتهم من الطلاب والشباب والإعلاميين تشابهت مع احتجاجات القضية الواحدة إن قبل 2011 مثل صفحة «كلنا خالد سعيد» (التي وظفت حادثة تعذيب وقتل عناصر أمنية للشاب الاسكندري خالد سعيد لفتح ملف انتهاكات حقوق الإنسان والتعذيب في مصر ودعت المصريات والمصريين للاحتجاج العلني في يناير 2011) أو بعد 2011 مثل «اتحاد شباب ماسبيرو» (الذي تشكل في أعقاب مذبحة ماسبيرو التي قتلت بها قوات من الجيش والشرطة عشرات المتظاهرين الأقباط في 9 تشرين الأول / أكتوبر 2011 ويطالب بالمساءلة القانونية للمتورطين في المذبحة وبإقرار حقوق المواطنة المتساوية للمصريين الأقباط).
من جهة ثانية، نشطت بين 2013 و2016 نقابات مهنية اشتبكت مع السلطوية الجديدة بشأن قضايا تتعلق بالدفاع عن استقلال النقابات وغل يد الأجهزة الأمنية والاستخباراتية عن العبث بداخلها والانتصار لحقوق وحريات الأعضاء ومن بينها حرية اختيار ممثليهم والحماية من التعرض لاعتداءات الأمن وللممارسات القمعية والتعبير العلني عن الرأي فيما خص قضايا نقابية أو قضايا عامة. وبرزت هنا نقابة الأطباء ونقابة الصحافيين اللتان اضطلعتا في 2015 و2016 بأدوار حاسمة في مقاومة السلطوية.
من جهة ثالثة، أخفقت السلطوية الجديدة أيضا في القضاء على الحراك العمالي ولم يفلح المزج بين القمع والتعقب وبين إجراءات الترهيب المتراوحة بين الفصل التعسفي من مكان العمل وبين إحالة بعض العمال المحتجين إلى القضاء العسكري في إنهاء الاحتجاجات العمالية. بين 2013 و2016، تواصلت الاحتجاجات العمالية باستخدام أدوات التظاهر والاعتصام والإضراب وللمطالبة بحقوق اقتصادية واجتماعية معرفة جيدا، وامتدت خريطة الاحتجاجات العمالية لتشمل القطاعين العام والخاص ولتجمع بين العمال وبين الموظفين (سلك الخدمة المدنية).
من جهة رابعة، لم تتمكن السلطوية الجديدة من الضبط الأمني للجامعات الحكومية والخاصة ومن القضاء التام على الحراك الطلابي. استخدمت السلطوية كل ما في جعبتها من أدوات للقمع والتعقب ومن أدوات للحصار باسم القوانين واللوائح والإجراءات، بل واستعانت بشركات أمن خاصة للتواجد داخل حرم الجامعات ودفعت الإدارات الجامعية لإنزال عقوبات قاسية بالطلاب غير الممتثلين وسلبت حرية بعضهم وأحالتهم إلى المحاكم. على الرغم من ذلك، استمرت الجامعة بين 2013 و2016 كمساحة رئيسية لمقاومة السلطوية تارة بالتظاهر وتارة بالاعتصام وتارة بالمشاركة الكثيفة في انتخابات الاتحادات الطلابية لإنجاح مرشحين غير مرشحي الأجهزة الأمنية والاستخباراتية.
من جهة خامسة، تكرر خروج بعض المواطنات والمواطنين إلى المساحات العامة للاحتجاج على قرارات وإجراءات وممارسات حكومية بعينها كتورط عناصر أمنية في تعذيب وقتل مصريين داخل أماكن الاحتجاز الشرطي (كما حدث في 2015 و2016 في مدينتي الأقصر والقاهرة) أو للاعتراض العلني على سياسات حكومية (مثل توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية الذي تلاه لعدة أيام تظاهرات شعبية واستنفار أمني واسع). ولأن السلطوية الجديدة أحكمت سيطرتها على المساحات الإعلامية التقليدية (إن ذات الملكية العامة أو الخاصة)، اضطلعت شبكات التواصل الاجتماعي بأدوار رئيسية في إخبار الناس إن بوقائع التعذيب والقتل أو بتفاصيل السياسات الحكومية وحفزت بعضهم على الاحتجاج العفوي وبسلمية. ولم تتوقف مثل هذه الاحتجاجات العفوية على الرغم من القمع البالغ الذي وجهت به والكلفة الباهظة التي تحملها بعض المحتجين عنفا أمنيا وسلبا لحريتهم.
بالقطع، حاولت السلطوية الجديدة أن تدير أمنيا مبادرات القضية الواحدة والحراك النقابي والطلابي والعمالي كما الاحتجاجات العفوية واستخدمت أدوات القمع المباشر وأدواتها القانونية الموظفة لتهجير المواطن ولإغلاق الفضاء العام للسيطرة على الفاعلين المشاركين.
بين 2013 و2016، استعادت السلطوية ماضي الحصار الأمني للنقابات المهنية وللحركات الطلابية والعمالية وأضافت لقوائم المسلوبة حريتهم نشطاء يدافعون عن حقوق وحريات القابعين وراء أسوار السجون وأماكن الاحتجاز ومواطنات ومواطنين خرجوا عفويا وسلميا إلى الشارع لمعارضة وقرارات وممارسات حكومية. تكررت مشاهد ما قبل 2011 مثل التفخيخ الأمني للنقابات المهنية التي تعارض مجالس إدارتها المنتخبة السياسات الرسمية، والصراعات المصطنعة بين المجالس المنتخبة وبين أعضاء في النقابات عرف عنهم التبعية للأجهزة الأمنية والاستخباراتية، والأطواق الشرطية المحيطة بمقرات النقابات وبالمصانع التي تحدث بها تظاهرات أو اعتصامات أو إضرابات، والإحالة السريعة لنشطاء ومتظاهرين عفويين إلى عمليات تقاضي (إن أمام القاضي المدني-الطبيعي أو أمام القاضي العسكري) تنتهي بسلب الحرية. غير أن السلطوية الجديدة وجدت بين 2013 و2016 صعوبات حقيقية في كبح جماح أنماط الحراك هذه وواجهت تحديات قوية رتبت تنازلات جزئية من قبل مؤسسات وأجهزة حكومية مختلفة. وبدت السلطوية هنا في مأزق مجتمعي وسياسي عميق يتناقض مع سيطرتها شبه المطلقة على المساحات الإعلامية التقليدية وإغلاقها للفضاء العام وحصارها للمجتمع المدني وتسفيهها للمساحات الرسمية لممارسة السياسة وللأحزاب السياسية.
ومن بين النماذج الملهمة لمقاومة السلطوية الجديدة وانتهاكاتها تأتي حملة «الحرية للجدعان» التي أطلقتها مجموعة من الحقوقيين والنشطاء من الطلاب والشباب والإعلاميين في بدايات 2014 للدفاع عن المسلوبة حريتهم لأسباب سياسية ولتحسين أوضاعهم داخل السجون وأماكن الاحتجاز. أطلقت الحملة في أعقاب إلقاء الأجهزة الأمنية للقبض على ما يزيد عن 1000 من المواطنات والمواطنين في أحداث الذكرى الثالثة لثورة يناير، واتجهت إلى كسر حاجز الصمت بشأن انتهاكات الحقوق والحريات المتراكمة منذ الانقلاب دون تمييز بين الضحايا المنتمين لليمين الديني والضحايا المنتمين إلى عموم الطلاب والشباب والعمال. في المؤتمر الصحافي الذي أعلن به عن المبادرة، أكد بعض أعضاء الحملة عزمهم القيام «بوقفات ومسيرات للمطالبة بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين» ومن ضمنهم المنتمون لجماعة الإخوان الذين لم يثبت عليهم ارتكاب أعمال عنف أو أعمال إرهابية. بين 2013 و2016، استندت الحملة إلى توظيف شبكات التواصل الاجتماعي لنشر الحقائق والمعلومات عن المسلوبة حريتهم، وتنظيم فعاليات تضامنية مع الضحايا ابتعدت تدريجيا عن المساحات العامة بسبب الكلفة الباهظة للخروج إلى «الشارع» في ظل قانون التظاهر القمعي وارتكزت إلى الفضاء الافتراضي على مواقع الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، وإعداد فرق المحامين للدفاع القانوني عن المسلوبة حريتهم والتعريف بعمليات التقاضي التي يواجهونها ومتابعة أوضاعهم وراء الأسوار ورصد الانتهاكات من حالات الاختفاء القسري والتعذيب إلى منع الدواء والعلاج الطبي عن المسلوبة حريتهم. ومن بين أهم القضايا التي تبنتها حملة «الحرية للجدعان» جاءت جرائم الاختفاء القسري في موقع متقدم، حيث وثقت الحملة في تقاريرها لعدد من حالات الاختفاء والاحتجاز الشرطي دون تحقيقات قضائية معتمدة في ذلك على مصادرها الخاصة بالإضافة إلى معلومات منظمات ومبادرات حقوقية أخرى والبلاغات المباشرة لذوي ومعارف المختفين قسريا عبر مواقع التواصل الاجتماعي. أثارت الحملة أيضا مسألة تعريض المسجونين لأسباب سياسية للحبس الانفرادي، وعملت على توعية الرأي العام بالتداعيات النفسية والبدنية السلبية للحبس الانفرادي من خلال تشجيع المدافعين عن الحقوق والحريات وعموم الناس على التدوين الإلكتروني تحت عنوان لا للحبس الانفرادي.

٭ كاتب من مصر

الحرية للجدعان… مقاومة السلطوية مصريا

عمرو حمزاوي

مطالبة الدول العربية بعدم تصدير مشاكلها لأفريقيا بسبب البوليساريو… واستنكار مطلب أهل النوبة بالعودة لأراضيهم

Posted: 28 Nov 2016 02:26 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي» ـ: من يطالع الصحف المصرية أمس الإثنين لن يجد قضية عامة تهتم بها الأغلبية فلا الصحافيون اهتموا بقضية حكم محكمة جنح «قصر النيل» بسجن نقيب الصحافيين والسكرتير العام والوكيل، وكانت هناك ثقة في إلغاء الحكم في الاستئناف.
بينما اهتمت الصحف بالكلمة التي ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي في افتتاح الدورة العشرين من معرض ومؤتمر القاهرة الدولي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ودعوته لإقامة منطقة تكنولوجية جديدة في العاصمة الإدارية الجديدة، بالاضافة إلى المناطق الأخرى في برج العرب وأسيوط. ونشرت شركات الإتصالات إعلانات كثيرة في الصحف استحوذت على معظم مساحاتها ولم يهتم أحد بالمقالات التي تهاجم قطر وقناة «الجزيرة» بسبب برنامج عن التجنيد في الجيش المصري، رغم إثارة الموضوع في عدد من القنوات الفضائية، كما لم يثر نفي المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير أحمد أبو زيد ما نشر عن مشاركة طائرات وطيارين مصريين مع الجيش السوري في مهاجمة المعارضة، وكأن روسيا أصبحت في حاجة إلى بضع طائرات أو طيارين مصريين لمساعدتها!
وتوزعت الاهتمامات، حسب كل طائفة أو فئة أو سكان إحدى المحافظات، فأشقاؤنا الأقباط ركزوا اهتماماتهم على الاعتداءات التي تعرضوا لها من متطرفين والبحيرة وكفر الشيخ وحتى القاهرة اهتموا بالتحذيرات التي أطلقتها هيئة الأرصاد الجوية بتقلبات في حالة الطقس وسقوط أمطار وموجة برد ستبدأ اليوم الثلاثاء وتستمر ثلاثة أيام. والمهتمون بقضية الجمعيات الأهلية ومنظمات حقوق الإنسان تابعوا الخلافات بين مجلس النواب وبين الحكومة ذاتها التي رفضت مشروع القانون الذي أعده المجلس وأرسله إلى مجلس الدولة لدراسته وبيان مدى تطابقه مع الدستور، وسكان بور سعيد اهتموا بالإعلان عن افتتاح الرئيس السيسي الشهر المقبل كوبري الرسوة والمرحلة الأولى من مشروع الاستزراع السمكي، الذي تنفذه هيئة قناة السويس شرق سيناء، والذي وصلت تكلفته إلى حوالي أربعمئة واثني عشر مليون جنية وسيوفر آلافا من فرص العمل وينتج كميات كبيرة من الأسماك ستؤدي إلى خفض أسعارها، كما وعد رئيس الهيئة مهاب مميش. أما مرضى السكر والقلب والفشل الكلوي فقد تابعوا باهتمام بالغ إعلان الحكومة أنها وفرت كل الاحتياجات لهم في المستشفيات التابعة لجامعة القاهرة.
ولم يهتم أحد بما ينشر عن وساطات للمصالحة بين النظام والإخوان المسلمين، بل لم يهتموا حتى بما حدث في محكمة جنايات المنيا، التي أعادت إجراءات محاكمة المرشد العام الدكتور محمد بديع وستمئة واثنين وثمانين أخرين في قضية اتهامهم بأعمال عنف وتخريب في الرابع من أغسطس/آب عام 2013 بعد فض اعتصام رابعة وقتل رقيب شرطة وحرق الوحدة البيطرية، رغم أن عددا من المتهمين أخذوا يرددون وهم داخل القفص هتافات تحيا مصر، تحيا مصر، وأن عبد الناصر قالها زمان الإخوان مالهومش أمان. وكذلك المتهم محمد العدوي، الذي قال للمحكمة أنا ماليش دعوة بالإخوان وعاوز أروح لأمي، رغم تلك المشاهد لا أحد اهتم بها.
وواصلت الصحف نشر مقالات عن الزعيم الكوبي الراحل فيديل كاسترو وعن صديقنا والفقيه الدستوري الدكتور يحيى الجمل وعن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي انتهى وبدء مؤتمر الشعر العربي. و إلى ما لدينا اليوم:

«الشروق»: هل نقول وداعا للصحافة المصرية؟

بينما حذر زميلنا وصديقنا ورئيس تحرير «الشروق» عماد الدين حسين أمس من كارثة أخرى تهدد باغلاق الصحف بقوله: أتحدث اليوم عن الصناعة وليس فقط عن الحريات، فالأخيرة حالها متغير ومتقلب، ولم نكن نعيش في أجواء مثالية وكأننا في الدنمارك أو السويد. حتى نتحسر على ما يحدث الآن. أتمنى أن أكون مخطئا إذا وصلت إلى استنتاج بأنه في حال استمرار الأحوال الحالية كما هي فإن احتمال اختفاء صحف وفضائيات من الوجود ليس أمرا مستبعدا. هناك أزمة طاحنة تتمثل في انخفاض عائدات الإعلان بصورة تكاد تزيد على نصف ما كان يتم تحصيله قبل عامين. الأزمة الإقتصادية الشاملة في مصر والمنطقة أثرت على ميزانيات الإعلانات في الشركات الكبيرة جدا ومتعددة الجنسيات، كما في الشركات المتوسطة والصغيرة أزمة أخرى تتمثل في تراجع توزيع الصحف اليومية المطبوعة مجتمعة لحوالي نصف مليون نسخة مقابل أكثر من 4.5 مليون نسخة عام 1974 على عهدة الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل. مظاهر الأزمة تتبدى كل يوم بأكثر من طريقة، قبل شهور لجأت صحف كثيرة إلى عمليات تقشف كثيرة، بعضها خفض المرتبات، وبعضها قلل العمالة، والبعض الثالث اتخذ الإجراءين معا، لكن كل ذلك لم يتمكن من وقف نزيف الخسائر، والبعض الآخر قد لا يجد مفرا من الاكتفاء بعدد أسبوعي والتركيز على الموقع الإلكتروني.الجميع دفع ثمنا، من ملاك الصحف إلى أصغر العاملين فيها، لكن الثمن كان مضاعفا خصوصا على صغار الصحافيين، الذين يعيشون في ما يشبه المفرمة. بعضهم اضطر إلى تأجيل الزواج، والبعض عاد لقريته أو مدينته بعد أن صارت فاتورة الاستمرار في القاهرة مكلفة جدا. والبعض يضطر إلى العمل في أكثر من مكان أملا في أن يجمع الحد الأدنى من تكاليف المعيشة».

اغتيال وصفي التل وإلغاء الوحدة بين تونس وليبيا

وذكرنا زميلنا في «اليوم السابع» سعيد الشحات في بابه اليومي «ذات يوم» وكذلك زميلنا في بابه اليومي في «المصري اليوم» (زي النهارده) بأنه في يوم 28 نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1971 تم اغتيال رئيس الوزراء الأردني وصفي التل في بهو فندق شيراتون القاهرة قبل توجهه لحضور اجتماع للجامعة العربية وكنت على موعد مع صديقنا محمد المصمودي وزير الخارجية التونسي، ووصلت الفندق بعد الواقعة بدقائق وسط ذهول الجميع وطلب مني المصمودي أن أنتظره حتى يعود من الاجتماع ولما سألته عما حدث قال إنه سمع إطلاق نار وصياح وضجة دون أن يعرف ماذا حدث انبطح على الأرض مثل غيره واضطررت لانتظاره حتى عاد من الاجتماع وصمم أن أبقى معه في جناحه حتى وقت متأخر، والمصمودي كان وراء الإعلان المفاجئ من الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة عن التوقيع على اتفاق للوحدة مع الرئيس الليبي معمر القذافي في جزيرة جربة التونسية، وهو ما أثار ضجة شديدة. وأعلن رئيس وزراء تونس وقتها الهادي نويرة أن الاتفاق تم دون أخذ رأيه بعد أن أقنع المصمودي الرئيس بورقيبة به، وحدثت ضجة هائلة في تونس انتهت بالغاء اتفاق الوحدة بين البلدين. ورحم الله الجميع.

«الأهرام»: الإنسحاب من القمة الافريقية أساء للعرب

والى الأزمة التي أراد البعض افتعالها بين مصر والمغرب أثناء حضور الرئيس السيسي مؤتمر القمة الأفريقي في غينيا الإستوائية وحضره وفد من جبهة البوليساريو وغادر بعدها على أساس أنه كان لا يجب أن يحضر هذه الجلسة وهو ما عارضه يوم الأحد في «الأهرام» زميلنا وصديقنا ونقيب الصحافيين مكرم محمد أحمد بقوله: «لا أعرف إن كان انسحاب 8 دول عربية على رأسها المغرب والسعودية ودول الخليج من اجتماعات القمة العربية الأفريقية، التي انعقدت في ملايو عاصمة غينيا الإستوائية احتجاجا على مشاركة جبهة البوليساريو في أعمال المؤتمر هو الحل الصحيح لأزمة طارئة يمكن أن تؤثر على العلاقات العربية – الأفريقية، خاصة أن معظم الأفارقة ينظرون إلى انسحاب الدول العربية باعتباره نوعا من الضغوط التي تستهدف إملاء إرادة الدول العربية على الدول الأفريقية مع أن وجود البوليساريو في قمة ملايو كان مجرد لافته دون حضور وفد حقيقي، فضلا عن أن الدول الأفريقية استجابت لإلحاح دولة عربية هي الجزائر لاشراك البوليساريو في أعمال القمة، وأظن أن من أول واجبات العرب في علاقاتهم مع جيرانهم الأفارقة الامتناع عن تصدير مشاكلهم للآخرين، وحسنا قررت مصر والسودان وموريتانيا الاستمرار في أعمال القمة حفاظا على خيوط الاتصال بين العرب والأفارقة ومساندة للجهود التي يبذلها الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط لإيجاد تسوية للأزمة تحافظ على وحدة الصف العربي الأفريقي في ظل تطلعات متزايدة ومشتركة بامكان توسيع نطاق التعاون العربي – الافريقي تعزيز الاستثمار المشترك في مشروعات التنمية الزراعية ودعم انتاج الغذاء للجانبين الأفريقي والعربي، اللذين يعتمدان بنسب عالية في غذائهم على الإستيراد من الخارج رغم وفرة الأرض والمياه».

تاريخ الصراع بين الجزائر والمغرب وموقف مصر منه

وفي الحقيقة فإنه ما من عربي قومي مؤمن بعروبته ووحدة أمنه من الممكن أن يتخذ موقفا ضد ما يعتبره المغرب وحدة أراضيها، ومشكلة المنطقة التي كانت تحتلها اسبانيا وانسحبت منها وأقامت في جزء منها دولة موريتانيا، ورفض المغرب الاعتراف بها، أدى ذلك إلى إعلان الزعيم خالد الذكي جمال عبد الناصر عدم اعترافه بها وتبعته الدول العربية، وبالتالي رفض طلبها عضوية جامعة الدول العربية، ولكن عندما اعترفت المغرب بها عام 1970 اعترفت بها الدول العربية، وقبلت عضويتها في الجامعة، رغم ميل مصر إلى الجزائر في الصراع بينها وبين المغرب على منطقة تندوف على الحدود، ووصلت إلى حد الاشتباك المسلح، انتهى الأمر باعتراف المغرب بتبعية المنطقة للجزائر، والملفت أن دول المغرب العربي حتى وهي خاضعة للاحتلال الفرنسي وتقاتل ضده كان الإيمان بوحدتها شديدا والدعوة إلى تشكيل اتحاد مغاربي يضم ليبيا وتونس والجزائر والمغرب موجودة وقوية وهو ما تم فعلا فيما بعد بانشاء اتحاد الدول المغاربية الذي ضم هذه الدول، بالاضافة إلى موريتانيا لتشكيل وحدة اقتصادية وسياسية على غرار اتحاد دول الخليج العربي، ووقعت اتفاقيات فعلا ووصل الأمر عام 1970 عندما قام الرئيس الليبي معمر القذافي بانقلابه والاطاحة بالملك إدريس السنوسي واتجه إلى مصر أن نشبت أزمة بين عبد الناصر والرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، الذي اعتبر أن اتجاه ليبيا نحو مصر تهديد لمشروع وحدة المغرب العربي، رغم قوة ومتانة العلاقات بين مصر والجزائر، والتي وصلت إلى حد اتهام المغرب مصر بالمشاركة العسكرية مع الجزائر أثناء النزاع على منطقة تندوف قبل تسويتها، ولكن الأمور سارت بعد ذلك في اتجاه آخر بسبب دعم الجزائر لحركة البوليساريو، ونتيجة نفوذها الطاغي في أفريقيا نجحت في إدخالها عضوا في منظمة الوحدة الأفريقية مع العلم بأن هناك جهود وساطة من الأمم المتحدة بين المغرب والبوليساريو، والخلاف الذي لم يتم حله هو من له حق الإدلاء بصوته في الإستفتاء على مصير المنطقة لمن ظلوا داخلها وهو ما يرفضه المغرب أو من تركوها وأقاموا في منطقة الحدود مع الجزائر وهو ما تقبل به، ونحن نتمنى أن تنتهي المشكلة بالقبول بأنها جزء من المغرب فلسنا في حاجة إلى مزيد من تفتيت العالم العربي، ويكفينا ما يحدث في ليبيا وسوريا والعراق. وللعلم فإن البوليساريو اختصار لإسم حركة الساقية الحمراء ووادي الذهب.

ما هو مستقبل علاقات
الدول الافريقية مع الكتلة العربية؟

المهم أن زميلتنا الجميلة في «الأهرام» والمتخصصة في الشؤون الأفريقية أسماء الحسيني قالت أمس عما حدث في المؤتمر من انسحاب بعض الدول العربية: «المشهد العربي – الأفريقي يعاني من توابع ما حدث في قمة مالابو، بل ومرش لمواجهة تحديات عصيبة ليس فقط على صعيد العمل العربي – الأفريقي المشترك فحسب، ولكن على صعيد كل جانب منهما على حدة، فكيف ستتعامل الدول العربية التي انسحبت وتلك التي لم تنسحب مع بعضهما البعض وكل طرف منهما الآن يلقي باللوم والعتب على الطرف الآخر وما هو مستقبل علاقات الدول الأفريقية مع الكتلة العربية بشكل عام خاصة أن عددا كبيرا من الدول الأفريقية التي تشاورت في ما بينها خلال الأزمة أكدت أن هذا الموقف لن يمر مرور الكرام وكيف سيتعامل الإتحاد الأفريقي في ضوء ما جرى في مالابو مع طلب المغرب لإستعادة عضويته بعد مرور 30 عاما على تجميد عضويته في المنظومة الأفريقية للسبب ذاته (ملف الصحراء أو جبهة البوليساريو) بكل صراحة لقد كشفت أزمة الإنسحابات في قمة مالابو عن عدة جوانب من الخلل والاخفاق على الصعيدين العربي والأفريقي، فعلى الصعيد العربي يبدو أن الرؤى الأحادية ما زالت تسيطر على كثير من جوانب الدبلوماسية العربية، وكذلك فإن التنسيق العربي – العربي ليس في أفضل حالاته بل يمكن أن نذهب إلى القول إن هناك تشققات وشروخا في المنظومة العربية واستقطابات وتجاذبات، الأمر الذي نستطيع التأكيد على أنه أمر لن يعود بالنفع على أي من أعضاء هذه المنظومة الرابح فيها خاسر والخاسر فيها سيزداد خسرانا والمحصلة الكلية أن الخطاب والتحرك العربي ينقصهما الكثير من عوامل العمق والاتساق مع مجريات السياسة والدبلوماسية الدولية الراهنة التي أقل ما يمكن أن توصف بأنها شديدة التعقيد وإذا نظرنا إلى المشهد في ضوء الانسحابات العربية يرى المراقبون أنها لم تكن الوسيلة الدبلوماسية المثالية في التعامل مع الموقف، بل إنها أعادت إلى أذهان الافارقة تلك الصورة القميئة العالقة باللاوعي الأفريقي عن الاستعلاء العربي والنظرة الدونية للأفارقة، وبكل صراحة كان يمكن لممثلي الدول العربية المنسحبة الاستعانة بوسائل دبلوماسية شتى للتعبير عن وجهة نظرهم، وكان يمكن أن تجد وجهة نظرهم تلك آذانا صاغية لو استخدموا خياراته الدبلوماسية وهي كثيرة إلا خيار الانسحاب الذي يترك فراغا يملؤه آخرون وهناك أسئلة على الجانب الأفريقي أيضا الإجابة عليها كيف لم تحسم الأزمة موضوع الخلاف ولماذ لم تسع المنظومة الأفريقية إلى استيعاب وجهة نظر الدول المنسحبة وايجاد حل كريم للجميع».

«الأهرام»: الاقتصاد على السكة الصحيحة الآن

ورغم الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار وعودة العملة الصعبة للارتفاع فإنه منذ مدة ولا أحد يهتم بهذه المشكلة، وأخيرا تذكرتها «الأهرام» فخصصت كلمتها أمس لها بقولها: «تستعد مصر لمواصلة برنامجها للإصلاح الاقتصادي بكل عزيمة، وذلك نظرا لأهمية علاج التشوهات وحل المشكلات التي تعرقل النمو الاقتصادي، وقد أشادت المؤسسات الدولية وآخرها البنك الدولي ببرنامج الحكومة المصرية والتزامها بمسيرة الإصلاح، ومن المقرر أن يتحرك البنك الدولي سريعا لاستكمال حزمة التمويلات التي تم تخصيصها لمصر والبالغة 8 مليارات دولار، وقد جدد وفد من البنك الدولي هذه التعهدات خلال زيارته القاهرة أخيرا ،وتعمل الحكومة المصرية على تشجيع مشاركة القطاع الخاص في مشروعات أبرزها: برنامج الإسكان الإجتماعي ومشروعات الصرف الصحي وتوصيل الغاز للمنازل وتستهدف الحكومة زيادة حجم الاستثمارات الخاصة في المشروعات وعدم مزاحمة القطاع الخاص في المشروعات التنموية وتأتي الخطوات متلاحقة من جانب الحكومة لاستعادة الاستقرار الاقتصادي واستمرار التنمية المستدامة والشاملة، بالإضافة إلى تيسير الإجراءات أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة، فضلا عن تشجيع القطاع غير الرسمي على التحول إلى «القطاع الرسمي» والاستفادة من مصادر التمويل والمميزات الأخرى التي يحصل عليها أصحاب المشروعات الملتزمة بالقوانين وفي الوقت نفسه تعمل وزارة الصناعة والتجارة على خطة عاجلة من أجل زيادة الصادرات المصرية خلال الفترة المقبلة، والتي تتمثل في الارتفاع بحجم الصادرات بـ 12 مليار دولار حتى تصل إلى 30 مليار دولار بحلول عام 2020 وذلك من خلال زيادة جودة المنتجات المصرية وفتح أسواق جديدة وتطوير الكيانات المكلفة والمعنية بقطاع التصدير».
وأراد زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم مشاركة «الأهرام» في عودة الاهتمام بالأسعار والأزمة الاقتصادية فأخبرنا أنه أثناء سيره في الشارع شاهد رجل أعمال يحمل كيسا من الدولارات ويحتكر الثروة ومواطن بائس لم يجد من يحن عليه وثالث مؤيد للنظام ومحتكر وطنية.

هروب أطفال أقباط خوفا من القبض عليهم
وسجنهم في قضية إزدراء الدين الإسلامي

وإلى مشاكل المسلمين والأقباط، حيث أثار زميلنا وصديقنا حمدي رزق يوم الأحد في عموده اليومي في «المصري اليوم» (فصل الخطاب) قضية هروب أطفال أقباط خارج مصر خوفا من القبض عليهم وسجنهم في قضية ازدراء الدين الإسلامي، مطالبا الرئيس عبد الفتاح السيسي التدخل للعفو عنهم وعودتهم إلى مصر وقال: «أضم صوتي إلى صوت «إيهاب رمزي» المحامي في طلب العفو الرئاسي عن أطفال المنيا المتهمين بازدراء الأديان تقديري أن الأطفال الأربعة (مولر عاطف داود باسم أمجد حنا كلينتون مجدي يوسف ألبير أشرف) يستحقون العفو ومن عفا عن إسلام بحيري بالتهمة نفسها تقريباً ازدراء الأديان يستحب أن يعفو عن هؤلاء الأطفال بعد إدانتهم بالسجن لخمس سنوات مصر ليست سجناً للأطفال وإذا أخطأ طفل فيحق عليه التهذيب الأبوي، ولكن أن يضطر الأطفال الأربعة للهروب إلى سويسرا، مروراً بتركيا خشية حكم بالسجن لسخريتهم من «داعش» الذي يصلي قبل الذبح وبعده فهذا يستغل خارجياً أسوأ استغلال ضد مصر. إخوتنا المسيحيون داخل وخارج مصر أيضاً في حاجة إلى مثل هذه الإشارات الرئاسية الإيجابية وأن يشمل أطفالهم العفو الرئاسي ينوبهم من العفو جانب وإذا كان الشباب البراء من العنف وحمل السلاح يستحقون العفو فإن هؤلاء الأطفال وإن أخطأوا فالقصد غير متوفر والفيديو واضح لكل ذي عينين لا تعليق على أحكام القضاء، ولكن الأطفال الأربعة معلق في رقبتهم حكم بالسجن خمسة أعوام وفق مادة الازدراء الرهيبة وهذا فوق احتمال هذه الأكتاف الضعيفة في النهاية هم أطفال كانوا يلهون ويعبثون في رحلة مدرسية فلتتوفر لجنة الغزالي حرب على هذا الملف الشائك ويقيناً لن تتأخر عن إجابة عائلات الأطفال في ظل التفاهمات التي جرت على خلفية الفيديو الشهير بين حكماء المسلمين والمسيحيين في المنيا ووأد الفتنة في مهدها. ويستحب أن يتم هذا سريعا ليلحق هؤلاء بالقائمة الثانية التي ستقدم لاحقاً إلى رئاسة الجمهورية للتحقق والتدقيق والمراجعة وإصدار قرارات العفو المنتظرة، وأعلم أن التكليف الرئاسي للدكتور حرب وزملائه يتسع لكثير والرئيس مشكورا في اللقاء الأخير مع اللجنة أفرد مساحات إضافية لطلب العفو وجبر الضرر وأوصاهم بالعفو عمن يستحق دون تمييز على أساس من الهوية السياسية على شرط معلوم عدم تورط في العنف أو حمل السلاح أو إراقة الدماء وهنا يستوجب على اللجنة الوقوف أمام ظاهرتين أعتقد لن تغيبا عن أذهانهم أطفال السجون وعجائز السجون وأطفال المنيا نموذج ومثال أما العجائز فالأمثلة لا تعد ولا تحصى والعفو عن الكبار من شيم الكبار سناً ومقاماً».

«الاخبار»: عقوبة الشاعرة فاطمة ناعوت تكفي

وفي الحقيقة فأنا لا أجد أي مبرر للابقاء على هذه العقوبة ضد هؤلاء الصبية خاصة وأن محكمة حنج مستأنف حكمت بحبس الشاعرة فاطمة ناعوت ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ وهو ما قالته عنه زميلتنا الجميلة في «الاخبار» عبلة الرويني أمس في عمودها «نهار»: «تخفيف العقوبة على الكاتبة والشاعرة فاطمة ناعوت إلى الحبس 6 أشهر (مع إيقاف التنفيذ) بدلا من 3 سنوات على خلفية اتهامها بازدراء الدين الإسلامي (كتابتها على صفحة «الفيسبوك» عن طقس الأضحية) تخفيف العقوبة لا هو براءة كاملة ولا هو إدانة كاملة، حكم يريح صاحبته ربما بمنع حبسها ومصادرة حريتها وعدم الإلقاء بها داخل زنزانة باردة في عز الشتاء، لكنه أيضا يظل محتفظا بإدانتها.
قالت فاطمة ناعوت عقب صدور الحكم قبل يومين (الحكم يرضيني لأنه لا يتضمن عقوبة سالبة للحريات) مبروك لفاطمة ناعوت مجرد أن تعود إلى بيتها وتنام وسط أبنائها انتصارا ورضى وهو أضعف الإيمان حيث الحرية معلقة دائما (على مشانق الصباح) مدانة قلقة لا تملك تماما الحق في البراءة وستبقى دائما على هذا النحو من التراوح والترنح والإهتزاز طالما ظل قانون (ازدراء الإديان) قائما يهدد ويتوعد كل صاحب رأي ويلاحق كل خيال بتفسيرات وتأويلات تذهب به إلى ما وراء الشمس».

«وفد»: من أين يأتون بكل هذا الكره والجهل؟

وإلى «وفد» أمس والقيادي في حزب الوفد المهندس حسين منصور، الذي قال عما حدث ضد الأقباط في نغاميش: «تخرج الجموع الهادرة بعد صلاة الجمعة في قرية النغاميش التي تبعد قليلاً عن قرية الكشح الشهيرة بأحداثها الطائفية البغيضة خرجوا ثائرين ناقمين ليقذفوا دار الضيافة بالحجارة والنار ويحرقوها مع سيارات يمتلكها أقباط وعندما بادرت جهات الأمن بإرسال سيارات الإطفاء منعها بعض الأهالي من الدخول لفترة حتى تمكنت القوات النظامية من إدخالها لإطفاء الحرائق، يشعلون الحرائق لمنع مواطنين مثلهم من الصلاة ويمنعون إخماد الحرائق!؟ من صنع كل هذه الكراهية، وهل فعلوا هذا في مواجهة من أخفوا السكر أو من أشاعوا اضطراباً وبلطجة في القرية، ذلك حصاد الاستبداد والجهل وليس بخاف أن قرية النغاميش مجاورة لقرية الكشح ومن غير المستبعد مشاركة متطرفين منها في واقعة الحرب العظمى التي قامت بالكشح في عام 2000 كم هو مهلك لقلب الوطن ولحمته تلك الوقائع المخزية التي هي تقيحات الجهل والفساد والاستبداد وبعد 17 سنة على واقعة الكشح وأشهر على وقائع المنيا لم نستطع نظاماً وحكومة وقوى سياسية ومجتمعية إقرار خطة تعليمية وإعلامية وخطاب واضح يبني ولا يهدم يجمع ولا يفرق».

«بعد حملة «بلاها لحمة»‬
بدأت حملة «‬بلاها حلاوة»

ومن مشاكل أشقائنا الأقباط إلى قضية حلاوة المولد النبوي الشريف وارتفاع أسعارها بسبب ارتفاع سعر السكر وظهور دعوة لعدم شرائها، قال عنها يوم الأحد زميلنا في «الأخبار» خفيف الظل عبد القادر محمد علي في بروازه اليومي «صباح النعناع»: «بعد «بلاها لحمة»‬ بدأت حملة «‬بلاها حلاوة» احتجاجا على الارتفاع الجنوني لأسعار حلاوة المولد، وقد أثبتت التجربة أن هذه الـ «‬بلاهات» مجرد شعارات جوفاء لا تودي ولا تجيب فمهما اشتدت الحملة تنتهي إلى لا شيء حتى يصبح السعر الجديد أمراً واقعاً لا مفر منه وأبرز دليل على ذلك أن حملة «‬بلاها لحمة» بدأت عند وصول سعرها إلى 90 جنيها وبعد شهر من الحملة ارتفع السعر إلى 110تعالوا نجرب «‬بلاها عيشة».

«الأخبار»: مكننا الاستغناء عن حلاوة المولد

أما زميله علاء عبد الهادي فقال في الصفحة نفسها في عموده «فضفضة»: «أسأل هل لو صدر قرار إداري من الدولة بحظر حلاوة المولد هذا العام ستحل علينا لعنة السماء؟ هل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لن تكون إلا بهدر آلاف الأطنان من السكر «‬اللي أصلا مش موجود وتحويله» إلى حصان حلاوة يهديه العريس لعروسه ويعف عليه الذباب والنمل بعد ذلك؟
النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يأمرنا حتى والسكر متوافر بأن نحيي ذكرى ميلاده الشريف باهدار نعم الله، فما بالنا ونحن أصلا نعاني من أزمة في السكر، أيهما أولى توفير السكر للمستلزمات الضرورية اليومية أم اكتنازه وتسييحه حلاوة؟ لماذا لا يكون لدى هذا المجتمع الوعي الكافي؟ ولكن للأسف هذا لا يحدث أبدا وستجد الذين يصطفون من أجل شراء علبة حلاوة مولد بعدة مئات من الآلاف وبعد ذلك يشتكون ارتفاع الأسعار».

«اليوم السابع»: أصنام حلاوة المولد!

لكن كله كوم وما صدر عن بعض السلفيين كوم آخر، وقال عنهم أمس الاثنين زميلنا في «اليوم السابع» أحمد إبراهيم الشريف: «لو قال لك أحدهم بأنه لن يشتريي حلاوة المولد بسبب ارتفاع الأسعار فهذا أمر طبيعي ولو أخبرك أحدهم بأنها أصبحت موضة قديمة فحتما سوف تتفهم وجهة نظره، لكن عندما تسمع البعض يحرمون «حلاوة المولد» لأنها بمثابة أصنام وألهة قديمة كان الناس يعبدونها قبل مجيء الإسلام فإن ذلك يعكس مدى الضحالة وقلة العقل التي يعيشونها ويريدون أن يدخلوا المصريين فيها. داعية سلفي يسمى ناصر رضوان عضو الدعوة السلفية شن هجومًا على حلاوة المولد التي يشتريها المصريون وقال «رضوان» في كلمة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «جنب بيتي مصنع أصنام بدعة المولد النبوي هُبل واللات والعزى حصان ونائلة عروسة. وأضاف: « لقد حطم النبي ـ الأصنام ليأتي من يصنعها بزعم أنه يحتفل بمولده».

«الأسبوع»: مشكلة أهل النوبة المفتوحة

و إلى مشكلة أبناء النوبة وتظاهرهم للمطالبة بتنفيذ ما ورد في الدستور بشأن عودتهم وتوجه وزير الدفاع السابق ورئيس المجلس العسكري أثناء ثورة يناير المشير محمد حسين طنطاوي وهو أستاذ الرئيس السيسي إلى المعتصمين والتحاور معهم بصفته من أبناء النوبة، كما توجه إليهم على رأس وفد من مجلس النواب زميلنا وصديقنا مصطفى بكري رئيس تحرير «الأسبوع» وهو قريب جدا منهم للتحاور لحل المشكلة وعاد ليكتب امس قائلا عن الجذور التاريخية لها: «خلال هذا الأسبوع سوف يجري اللقاء برئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء مع وفد من أبناء النوبة واللجـــــنة التنسيقية الهدف هو المكاشفة والمصارحة والإجابة عن التساؤلات المطروحة عن المستقبل. نعم إن المادة 236 لا تتحدث عن مشكلة النوبة وحدها فالمشكلات متعددة، ولكن خصوصية هذه المشكلة تأتي من قدمها منذ أكثر من 118 عامًا والنوبيون يواجهون الهجرة ولهيبها أربع هجرات قد تمت منذ عام 1902 وحتى عام 1964 ـ منذ مشروع خزان أسوان وتعليته المرة تلو المرة وحتى مشروع السد العالي، الذي تسبب في الهجرة الكبرى من القري النوبية الأربع والأربعين والتي كانت تقطن على مساحة لا تقل عن 350 كيلو مترًا. حلم العودة بالنسبة للنوبي هو الحياة هو التاريخ هنا دف الأجداد وهنا أرض الذهب والكــــنوز، وهنا عاشت أقدم الحضارات الإنسانية حضارة النوبة القديمة. مطالب النوبيـــين واحــــدة قد تختلف الوسائل قد تتعدد الأسماء، ولكن يبقى حلم «النـــوبي» في العودة إلى الجنوب قاسمًا مشتركا بين الجميع إنه الحلم الذي لا يزال يطل من «العيون» فهل نشهد بدايات جديدة لتحقيق هذا الحلم في عهد الرئيس السيسي؟ أتمنى ذلك».

«المقال» تطالب بمحاسبة الرئيس على تجاهل الدستور

لكن «المقال» نشرت أمس أيضا تحقيقا لزميلتنا الجميلة رنا ممدوح طالبت فيه بمحاسبة الرئيس على تجاهل الدستور، وقالت عن تاريخ المشكلة: «إذا كان ما سبق ما هو إلا ملخص لأزمة النوبيين مع الرئيس وحكومته التي ما كانت ستحدث إذا ما صدق النوبيون أن الدستور هو العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكومين وطالبوا بتنفيذ مواده ليبقى المفيد أن نعرف أن عقوبة مخالفة الرئيس وحكومته للدستور وعقوبة اعداد القوانين المكملة للدستور وركنها في الدرج من سيخبرنا عن أسباب الاحتفاظ بالقانون في الأدراج؟ رئيس الوزراء أم أي من وزرائه من سيعاقب رئيس الوزراء، سواء إبراهيم محلب أو شريف إسماعيل عن أفغال إقرار الحكومة في ظل ترؤس كل منهما لها لقانون الهيئة العامة للتنمية وتعمير مناطق بلاد النوبة القديمة وإذا كانت الحكومة وفقا لوصف القضاة أغفلت إعداد قانون ألزم الدستور بوجوده فلماذا لم يقم البرلمان الذي بدأ عمله بزيارة المناطق المحرومة التي حددها الدستور ومنها النوبة في 26 فبراير/ شباط الماضي بإعداد قانون يضمن عودة النوبيين إلى أراضيهم، مستغلا سلطته التشريعية التي لم يستخدمها حتى الآن سوى لمصادرة العمل الأهلي بقانون أو حتى باستعارة أحد النواب للقانون الذي أعدته لجنة الهنيدي وجمع توقيعات النواب عليه للعرض على البرلمان، كما حدث مع قانون الجمعيات الأهلية ونقابة الإعلاميين مؤخرا».

«الأهرام»: أهل النوبة يريدون لي ذراع الدولة

لكن النوبيين وما قاموا به لم يعجب زميلنا في «الأهرام» محمد إبراهيم الدسوقي فقال: «يعكس أن أهل النوبة فاض بهم الكيل من كثرة شكاواهم للجهات المختصة فقرورا الالتجاء إلى «لي ذراع الدولة» حتى يتم الاستماع إليهم بالاحتشاد على طريق حيوي لحركتي السياحة والتجارة وأثمر مسعاهم بالتجاوب المؤقت مع طلباتهم وترتيب لقاء لهم مع رئيس الوزراء ورئيس البرلمان لتقديم مطالبهم ومع تحفظي الشديد على أسلوب الاستجابة الرسمي ورفضي التام لما قام به النوبيون فإنني أفسر تصرفهم باحساسهم بالغربة في وطنهم حتى إنهم رفعوا شعار حق العودة. العودة إلى أين بالضبط؟ فالكلمة جائز أن يستخدمها من طردوا من أوطانهم كالسوريين والفلسطينيين والعراقيين وغيرهم أما النوبيون فإنهم انتقلوا من قطعة على تراب الوطن لأخرى في الوطن نفسه وتهجيرهم كان لمصلحة قومية عليا وجرى تعويضهم في الستينيات عن اخراجهم من ديارهم وابتعادهم عن ضفاف النيل الخالد».

مطالبة الدول العربية بعدم تصدير مشاكلها لأفريقيا بسبب البوليساريو… واستنكار مطلب أهل النوبة بالعودة لأراضيهم

حسنين كروم

الجزائر: تمجيد الاستعمار في قلب الحملة الانتخابية الرئاسية في فرنسا! 

Posted: 28 Nov 2016 02:25 PM PST

الجزائر- «القدس العربي»: أعاد المرشحون لانتخابات الرئاسة الفرنسية التي من المقرر إجراؤها في الربيع المقبل إشعال الجدل مجددا بخصوص موضوع تمجيد الاستعمار الفرنسي، سواء تعلق الأمر باليمين أو باليسار، الأمر الذي يوحي بأن الحملة الانتخابية المقبلة في فرنسا ستلعب على وتر الذاكرة، بما يعيد التوتر بين البلدين، خاصة وأن اليمين على مشارف العودة إلى قصر الاليزيه.
وبانتهاء التنافس داخل اليمين والوسط الفرنسي بفوز فرانسوا فيون على منافسه آلان جوبي، الذي كان الجزائريون يفضلونه، يكون الرئيس المقبل لفرنسا قد عرف إلى حد كبير، خاصة في ظل الحصيلة السلبية للرئاسة اليسارية ممثلة في فرانسوا أولاند الذي تشارف ولايته الرئاسية على الانتهاء، فضلا عن التشتت والتشرذم الذي يعانيه اليسار.
ويعتبر فرانسوا فيون أحد المتشددين في موضوع الذاكرة وملف الماضي الاستعماري لفرنسا، وأحد المروجين لفكرة الآثار الإيجابية للاستعمار الفرنسي، إذ سبق له أن صرح أنه لا يجب أن نلوم فرنسا لأنها أرادت أن تقاسم دولا في أفريقيا وآسيا ثقافتها، وعاد ليقول مؤخرا إنه يجب على الأساتذة والمعلمين أن يتوقفوا عن الشعور بالحرج والعار لما يسألهم تلامذتهم عن الماضي الفرنسي، وأنه لا يجب أن يكون الماضي محل تساؤلات بالنسبة للفرنسيين.
كما أن فيون سبق وأن اعترض على الاحتفال بذكرى الـ19 من مارس/ آذار التي تصادف ذكرى وقف إطلاق النار في الجزائر، مؤكدا على أن هذه ذكرى «أليمة» بالنسبة للفرنسيين، لأن آلاف الحركى ( الجزائريين المتعاونين مع فرنسا) والأقدام السوداء، أي الأوروبيين الذين كانوا مقيمين في الجزائر، تعرضوا إلى عمليات قتل جماعي على أيدي المجاهدين الجزائريين عند الإعلان عن وقف إطلاق النار.
وفي اليسار أيضا الأمور ليست أفضل فالوزير السابق للاقتصاد امانويل ماكرون الذي أبدى نيته الترشح لانتخابات الرئاسة، تحدث أيضا مؤخرا عن فضائل الاستعمار الفرنسي في الجزائر، ورغم أن ماكرون يبلغ من العمر 38 عاما، إلا أنه متشبع بالفكر نفسه الذي يرفض نسيان «الجزائر الفرنسية»، والذي يسيطر على عموم الطبقة الفرنسية، التي تسعى أيضا إلى مغازلة اليمين المتطرف والوعاء الانتخابي المشكل من الحركى والأقدام السوداء وعائلاتهم، والمتمركزين أساسا في جنوب فرنسا.
وإذا سارت الأمور على ما هي عليه فإن اليمين أقرب إلى قصر الاليزيه، خاصة بعد 5 سنوات من حكم يساري مخيب لآمال الفرنسيين، الذي رفضوا سنة 2007 أن يجددوا ولاية نيكولا ساركوزي، وإذا حدث ووصل فرانسوا فيون إلى الرئاسة، فإن العلاقات الجزائرية – الفرنسية غالبا ستعود إلى التوتر الذي عاشته خلال فترة حكم الرئيس نيكولا ساركوزي، والذي كان فرانسوا فيون رئيسا لحكومته، وبالتالي ستعود الأمور إلى نقطة الصفر. ومن الصعب تصور أن فرنسا في عهد فيون ستتخذ خطوات على طريق الاعتراف والاعتذار عن الجرائم الاستعمارية، بل العكس قد يبدو أقرب، ففترة حكم ساركوزي كانت الأسوأ، ووصل الأمر حد رفض السلطات الجزائرية استقبال وزير خارجية فرنسا برنارد كوشنير، الذي استفز الجزائريين عندما قال إن العلاقات بين البلدين ستكون أفضل عندما يرحل جيل الثورة عن الحكم في الجزائر.

الجزائر: تمجيد الاستعمار في قلب الحملة الانتخابية الرئاسية في فرنسا! 
تلعب على وتر الذاكرة بما يعيد التوتر بين البلدين خاصة في حال فوز «فيون»

الأردن يتذكر كما لم يفعل من قبل: رسائل ملغزة تبثها ندوة ذكرى اغتيال وصفي التل… وحنين لطبقة «رجال الدولة»

Posted: 28 Nov 2016 02:25 PM PST

عمان ـ «القدس العربي»: القصد السياسي واضح من حضور أربعة أقطاب كبار في الفكر السياسي الأردني الوحدوي للندوة المهمة التي نظمتها عائلة التل الأردنية العريقة بمناسبة الذكرى الـ 45 لرحيل رئيس الوزراء الأسبق وصفي التل. رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري والمفكر السياسي عدنان أبو عودة بمعية المؤرخ الدكتور علي محافظة ورجل الأعمال الفلسطيني الملياردير منيب المصري على منصة واحدة للتحدث عن الراحل وصفي التل.
الرسائل السياسية سيطرت تماما على كل إيقاع اللقاء والندوة التي أقيمت بحضور نحو 500 شخص في ديوان آل التل شمالي المملكة.
قبل ذلك كان العديد من النشطاء يحاولون كما قال أبو عودة العام الماضي «اختطاف» سيرة الرئيس الراحل الذي يعتبر من أبرز رجالات الأردن في التاريخ السياسي المعاصر. طوال الوقت يتوالد الجدل في محاولة لإظهار وصفي التل في صورة النقيض للفلسطينيين في الأردن بسبب مواجهته في الإحداث الأهلية للمجموعات الفدائية الفلسطينية عام 1970 .
هي صورة أكد أبو عودة، وهو من جيل وصفي التل ويعرفه جيدا وعمل معه، لـ»القدس العربي» مباشرة ومرات عدة بأنها مغايرة للواقع والحقيقة لإنه كان ضد الاعتداء على الدولة باسم الفلسطينيين وليس ضد الفلسطينيين أنفسهم. في الندوة الأخيرة قرأ أبو عودة «رسالة في غاية الأهمية» وصفها في تعليق لـ»القدس العربي» بأنها «قطعة أدبية ووجدانية وسياسية عميقة جدا» وهي رسالة وجهها التل لصديقه المقدسي برهان الدجاني في مطلع الخمسينيات عندما كان يعمل في القدس ويعاتبه فيها على مغادرته القدس إلى مكان آخر ويدعوه لعمان.
وفقا لأبو عودة فإن كل من يقرأ نص رسالة التل للدجاني ثم يدعي بأن وصفي ضد الفلسطينيين «يضحك على نفسه « فمضمون الرسالة الوحدوي الوطني القومي يعكس معدن الرجل الحقيقي.
الرسالة في رأيه تكشف بأن وصفي التل هو الفلسطيني أكثر من الكثير من الفلسطينيين.
هذه الفكرة التقطها أيضا المخضرم طاهر المصري ليتحدث في الندوة نفسها عن زاوية العلاقة بين الراحل وأحداث عام 1970، مشيرا إلى أن التل أراد العمل الفدائي مستقلا لكن الأمور سارت على غير ذلك وسادت الفوضى.
المصري، وحسبما نشره الناشط السياسي البارز والوزير والنائب السابق محمد داوودية، أعاد تسمية وتصنيف أحداث 1970 على أساس أنها «لم تكن حربا أهلية أبدا» بل كانت اشتباكات بين جيش يريد حماية السلطة وحركات فدائية مسلحة تداخلت فيها المسارات بصورة شتى وأصبحت خطراً على الدولة وعلى النظام العام فيها قبل أن يطالب أبو عوده، وفقا لداوودية، بتكذيب كل من يدعي بأن وصفي التل قتل لأنه أردني والبصق على وجوههم.
منيب المصري قرأ بدوره نصوصا من كتاب قديم له يستعرض بعض الحوارات مع الراحل والدكتور محافظة تحدث بإسهاب عن الجانب التاريخي في مسيرة الراحل الذي ينظر له الأردنيون كرمز كبيرة لدولتهم في السبعينيات من القرن الماضي.
الندوة عمليا جزء من جملة نشاطات غير مسبوقة برزت خلال اليومين الماضيين بذكرى اغتيال وصفي التل وتعكس في مضمونها السياسي حالة الحنين والشوق لطبقة رجال الدولة الموثوقين لدى الشارع.
برأي الكثير من المراقبين المبالغة في إحتفالات ذكرى اغتيال الرئيس وصفي التل لهذا الموسم رسالة من طبقات محددة في المجتمع لها علاقة بالخوف على أزمة الهوية الوطنية وبالإنزعاج من طبيعية النخبة السياسية الحالية وغياب طبقة رجال الدولة خصوصا في مرحلة التسويات والتصفيات ذات البعد الإقليمي وسط المزاج المفتوح على كل الاحتمالات في الإقليم.
وكانت قد أقيمت ندوات عدة وفي جامعات عدة بمناسبة الذكرى الـ45 لاغتيال وصفي التل كما نظمت زيارات شعبية لمنزله الذي أقام فيه في عمان العاصمة ولقبره.

الأردن يتذكر كما لم يفعل من قبل: اغتيال رسائل ملغزة تبثها ندوة ذكرى اغتيال وصفي التل… وحنين لطبقة «رجال الدولة»

بسام البدارين

محللون لـ «القدس العربي»: أنقرة لا تمتلك خيارات لتغيير الواقع في المدينة

Posted: 28 Nov 2016 02:24 PM PST

إسطنبول ـ «القدس العربي»: منذ انطلاق الثورة السورية قبل قرابة 6 سنوات، دعمت أنقرة محافظة حلب السورية سياسياً وعسكرياً وإنسانياً باعتبارها أبرز محافظات الثورة وأهمها استراتيجياً لها على أمل تحقيق نفوذ إقليمي والحفاظ على مصالحها في سوريا، إلا أن هذه الطموحات بدأت تتحطم بشكل غير مسبوق مع التقدم السريع لقوات نظام الأسد والميليشيات الشيعية في الأحياء الشرقية للمدينة.
وأمس الاثنين، أكدت مصادر متطابقة أن فصائل المعارضة السورية خسرت كامل القطاع الشمالي من الأحياء الشرقية في مدينة حلب، إثر تقدم سريع أحرزته قوات النظام وحلفاؤها فيما فر آلاف السكان من منطقة المعارك، في خسارة هي الأكبر للفصائل المقاتلة المدعومة من تركيا منذ سيطرتها على الأحياء الشرقية في 2012. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن: «خسرت الفصائل المعارضة كامل القسم الشمالي من الأحياء الشرقية بعد سيطرة قوات النظام على أحياء الحيدرية والصاخور والشيخ خضر، وسيطرة المقاتلين الأكراد على حي الشيخ فارس»، وبذلك يكون النظام قد سيطر على ثلث الأحياء الشرقية.
محللون سياسيون أكدوا في تصريحات خاصة لـ»القدس العربي» أن سقوط المدينة التي تشكل أهمية إستراتيجية لتركيا يعتبر خسارة كبيرة لها سياسياً وعسكرياً، لافتين إلى أن أنقرة لا تمتلك الخيارات الكافية من أجل منع سقوط ما تبقى من المحافظة بيد النظام السوري.
الكاتب المتخصص في الشأن التركي سعيد الحاج أكد أن حلب مدينة إستراتيجية بالنسبة لتركيا وكانت تعتبرها خط الدفاع الأول عن حدودها، لكن ومنذ انطلاق عملية «درع الفرات» في شمال سوريا اختلفت حسابات أنقرة كثيراً.
وقال لـ «القدس العربي»: «لا شك أن هناك تفاهمات تركية روسية حول شمال سوريا، وتركيا غير معنية بأي مواجهة أو تدهور جديد في العلاقات مع روسيا، والأولية الآن لعملية درع الفرات ومحاولة السيطرة على مدينة الباب ومن ثم طرد الوحدات الكردية من مدينة منبج وربما المشاركة في طرد داعش من مدينة الرقة».
وقبل أكثر من ثلاثة أشهر أطلق الجيش التركي عملية عسكرية واسعة «درع الفرات» في شمال سوريا، تمكنت خلالها فصائل من الجيش السوري الحر من طرد مسلحي تنظيم «الدولة» (داعش) من الشريط الحدودي والعديد من المناطق شمالي سوريا، وإعاقة مخطط الممر الكردي، حيث يسعى الجيش التركي الذي يخوض معارك شرسة منذ أيام للسيطرة على مدينة الباب، ومن ثم مدينة منبج التي تسيطر عليها الوحدات الكردية.
من جهته، اعتبر المحلل السياسي التركي باكير اتاجان أن سيطرة قوات الأسد على مدينة حلب لن تكون بالتأكيد لصالح تركيا، لافتاً إلى أنه على الرغم من معارضة تركيا لسيطرة قوات الأسد على مدينة حلب إلا أن التفاهمات الأخيرة مع روسيا تحد من قدرتها على المناورة لا سيما أنها تنص على معارضة تركيا لتواجد مسلحي تنظيمي «داعش» والنصرة في المحافظة.
وأوضح في تصريحات لـ «القدس العربي» أن تركيا باتت الآن لا تمتلك أوراق قوة ومناورة حقيقية في سوريا، وتولي أهمية كبيرة لعملية درع الفرات والحرب على تنظيم «داعش» والوحدات الكردية على حساب ما يحصل حالياً في حلب. وفي ضربة أخرى للنفوذ التركي في سوريا، استغلت الوحدات الكردية هجوم النظام وشنت هجمات واسعة تمكنت من خلالها من السيطرة على أحياء بستان الباشا والهلك التحتاني، الأحد، والشيخ فارس الاثنين، التي كانت أيضا تحت سيطرة الفصائل المدعومة من تركيا.
وعن خيارات تركيا في سوريا، شدد الكاتب والمحلل السياسي محمود عثمان على أن خيارات تركيا محدودة جداً في سوريا لا سيما عقب إسقاط الطائرة الروسية والتقارب الأخير مع موسكو، مؤكداً أن أولوية أنقرة الآن تنحصر في عملية درع الفرات للحفاظ على أمنها والحيلولة دون قيام كيان كردي ترى فيه تهديداً خطيراً لأمنها القومي.
وقال: «تركيا باتت على قناعة أن مخطط الممر الكردي مدعوم من أطراف غربية بهدف خنقها وإضعافها ومنع أي دور إقليمي لها»، مضيفاً: «وفي غياب الحل الكلي في سوريا، لجأت أنقرة إلى اتفاقيات مؤقتة ومرحلية مع روسيا أسفرت عن تسليم تركيا بأن حلب هي منطقة نشاط روسي كامل مع السماح للجيش التركي بحرية العمل ضد داعش وميليشيات ب ي د في مناطق درع الفرات».
وأكد عثمان على أن «سقوط حلب كارثة بالنسبة للسياسة الخارجية التركية حيث تمثل المدينة أهمية إستراتيجية قصوى لتركيا لكن المعطيات والتفاهمات تؤكد أن تركيا لا تستطيع أن تتصدى للإرادة الروسية وبالتالي ليس أمامها خيارات لمنع سقوط المدينة بيد النظام».
وعاشت أحياء حلب أكبر موجة نزوح منذ عام 2012، حيث يتوقع أن تتواصل موجات النزوح خلال الأيام المقبلة الأمر الذي يمكن أن يتحول إلى موجة هجرة جديدة من عشرات آلاف المدنيين إلى الأراضي التركية وزيادة العبء على تركيا، حيث يعيش في الأحياء الشرقية التي تتعرض للهجوم قرابة 250 ألف مدني.
والسبت، تشاور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للمرة الثانية في يومين، هاتفيا مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان حول الوضع في سوريا، وبينما ركز الاتصال الأول لبحث «العلاقات بين موسكو وأنقرة ولحل النزاع السوري والحوار الهادف إلى تنسيق الجهود التي تبذل في مكافحة الإرهاب»، واصل الزعيمان في الاتصال الثاني «تبادل وجهات النظر في ما يتعلق بالوضع في سوريا».
وتطرقت مباحثات أردوغان وبوتين لحادثة مقتل أربع جنود أتراك وإصابة آخرين في غارة جوية قرب مدينة الباب السورية، قالت مصادر تركية إنها نفذت –على الأغلب- من قبل طائرات النظام السوري.

محللون لـ «القدس العربي»: أنقرة لا تمتلك خيارات لتغيير الواقع في المدينة
ماذا تعني سيطرة النظام على حلب لتركيا وهل تمتلك خيارات لمنع سقوط المدينة؟
إسماعيل جمال

قادة «الحشد الشعبي» يتوعدون معارضي قانونه وتحذيرات من تداعياته على العراق

Posted: 28 Nov 2016 02:24 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: بعد يوم واحد من إقرار قانون الحشد الشعبي في البرلمان العراقي، وجه العديد من قادة الحشد الشعبي ونواب التحالف الشيعي، تهديدات إلى الجهات التي تعارض قانون الحشد، في وقت تواصلت فيه المخاوف من تداعيات القانون على اوضاع العراق.
فقد حذر رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض السياسيين المعارضين لقانون الحشد الشعبي، من مغبة الاستمرار على نهجهم في توجيه الانتقادات إلى الحشد الشعبي، لأنه اصبح ضمن المؤسسة العسكرية الرسمية.
وقال في مؤتمر صحافي تابعته «القدس العربي» : اننا لن نقبل بعد الآن ان نعود إلى المربع الأول وان تعود الأمور كما كانت في 2014، وبالعقلية السياسية نفسها عقلية الخصومات والصراعات داخل البرلمان.
واشار الفياض إلى، انه «بعد التضحيات الكبيرة التي قدمها الحشد والخسائر التي لحقت بالمحافظات الغربية، لن نقبل بالعودة إلى الخطابات التي ترتبط بالخارج او تتعلق بأجندة سياسية متطرفة تثير الخلافات لبعض السياسيين والكتل». داعياً الجميع إلى اخذ العبرة والدرس مما حصل بعد ظهور الدولة الإسلامية، وليس الالتفاف والعودة إلى المناهج السابقة. وذكر ان «وجود الحشد الشعبي استشعار من الشعب بأن الدولة فشلت في الدفاع عنه، لذا توافد للدفاع الشعبي، والحشد يمثل الشارع الشيعي والسني».
وتوعد نائب قائد الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس بقطع يد كل من يمد يده إلى العراق. وقال المهندس في تصريح صحافي متلفز عقب صدور قانون الحشد الشعبي بأن هناك امكانيات كبيرة سيحصل عليها الحشد لتعزيز قدراته، قائلاً: « كل من يمد يده إلى العراق سنقطعها». وهدد النائب عن التحالف الوطني موفق الربيعي، أي شخص أو وسيلة إعلام تصف هيئة الحشد بـ «الميليشيات»، إذ انها ستكون تحت طائلة القانون العراقي.
وذكر الربيعي، وهو مستشار الأمن الوطني السابق، في بيان له، ان «أي شخص أو وسيلة أعلام عراقية أو عربية أو أجنبية يصف هيئة الحشد الشعبي، بأي صفة مسيئة ومنها ما يسمى (الميليشيات)، سيكون تحت طائلة القانون العراقي الذي يحاسب المسيئين للقوات الأمنية». واشار البيان إلى أن «الحشد الشعبي والقوات الأمنية بجميع صنوفها تمثل العراق ومن يسيء لهم فهو قد أساء للعراقيين والقانون يستطيع حماية العراقيين من المسيئين محلياً أو إقليمياً»، داعياً «المعترضين للعودة إلى رشدهم وان يناصروا من حرر مناطقهم، وأبواب العراق ما زالت مفتوحة للوطنيين من أجل العودة إلى الصف الوطني».
كما حذر قائد في الحشد العشائري، معارضي قانون الحشد الشعبي. وذكر العقيد محمود الجميلي وهو قائد الفوج الثالث لواء 30 حشد عشائري لوكالة كل العراق [أين] «نشكر كل من أقر قانون الحشد ونحن مع القرار وسنقف بوجه كل من يعارض القرار»، منوهاً إلى أننا «قدمنا 143 شهيداً واقرار القانون سيفي لدمائهم».
وضمن ردود الافعال على اقرار البرلمان لقانون الحشد الشعبي، قال النائب عن اتحاد القوى الوطنية سالم العيساوي، ان قانون الحشد الشعبي نسف مشروع التسوية الذي طرحه التحالف الوطني الشيعي.
واكد في تصريح متلفز، ان قانون الحشد جذر انعدام الثقة بين الشركاء السياسيين، ويجب ان يكون هناك توافقات لإدارة البلد واصلاح المؤسسة العسكرية، حسبما يشير الدستور، ولا يجوز إلغاء الآخر في القضايا الوطنية تحت مسمى الأكثرية البرلمانية.
واعلن رئيس كتلة الاتحاد الإسلامي الكردستاني مثنى امين، ان حزبه لم يصوت على قانون الحشد اضافة إلى العديد من الاحزاب الكردية.
وعبر عن مخاوفه من ان يؤدي القانون إلى تقسيم العراق. بينما اكد عضو مجلس النواب العراقي عرفات كرم، أن العراق انتهى كدولة مدنية، بعدما صوت مجلس النواب على مشروع قانون الحشد الشعبي.
وقال في تصريح للموقع الرسمي للحزب الديمقراطي الكردستاني ان نواب الكتل الشيعة تمكنوا من تمرير مشروع القرار، بالرغم من مقاطعة النواب السنة لجلسة التصويت. وكان رئيس ائتلاف العربية صالح المطلك، اعتبر تمرير قانون الحشد الشعبي بـ»مثابة إنهاء للدولة المدنية التي يحلم بها العراقيون». واضاف المطلك في تصريح صحافي أن «تمرير قانون الحشد الشعبي في البرلمان بمثابة التأسيس لجيش موازٍ للقوات المسلحة العراقية.
وقال رئيس كتلة اتحاد القوى النيابية أحمد المساري، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر البرلمان، «إلا أننا نؤكد بأن إنشاء مؤسسات عسكرية جديدة موازية لأجهزة الدولة، إجهاض لمشروع الدولة»، مشدداً في الوقت ذاته على «ضرورة دخول المتطوعين في عمليات الموصل، ضمن الأجهزة الأمنية الحالية».
وذكر أن «تشريع القانون يعد طعناً لمبدأ الشراكة، وتنصلاً من الاتفاقيات السياسية، وتجسيداً لدكتاتورية الأغلبية، ونسفاً للعملية السياسية».
واضاف «سبق أن طالبنا شركاءنا في التحالف الوطني بضرورة التريث في قانون الحشد الشعبي، لحين حصول توافق وطني، إلا أن التحالف الوطني تجاهل رسائل التطمين التي نحتاجها، ومضوا بالتصويت على القانون بواقع الأغلبية العددية».
وضمن السياق، حمل ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق يان كوبيش إلى رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم رد اتحاد القوى السنية برفض مشروع التسوية السياسية بعد لقائه بهم.
وذكر مصدر مطلع ان الحكيم ابلغ كوبيش خلال استقباله له يوم الاحد، في بغداد ان» ان التسوية الوطنية لها آثارها في توحيد الخطاب الوطني وتحقيق السلم الأهلي والتغلب على إفرازات مرحلة ما بعد تنظيم الدولة».
ومعروف ان اتحاد القوى الوطنية رفض مشروع «التسوية السياسية» التي طرحها عمار الحكيم، مشترطاً اعادة النظر في قانون الحشد الشعبي. وصوت مجلس النواب السبت الماضي على قانون هيئة الحشد الشعبي بأغلبية النواب الشيعة وبدعم بعض القوى الكردية، وبمقاطعة من غالبية النواب السنة وعدد من القوى الكردية، ليفجر خلافات جديدة بين القوى السياسية العراقية.

قادة «الحشد الشعبي» يتوعدون معارضي قانونه وتحذيرات من تداعياته على العراق

مصر‪:‬ازدياد الغضب الإعلامي والسياسي تجاه حكومة «إسماعيل» بسبب سوء إدارة الأزمات الحالية

Posted: 28 Nov 2016 02:24 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: أثارت الازمات المتلاحقة التي تتعرض لها مصر، غضب الكثير من السياسيين والإعلامين في الآونة الأخيرة على حكومة رئيس مجلس الوزراء، شريف إسماعيل، منتقدين فشلها في حل تلك الأزمات، ومنها أزمة السكر ونقص الادوية وارتفاع اسعار السلع الغذائية والمواد البترولية وانخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار؛ وهو ما دفع البنك المركزي إلى تعويم الجنيه.
فتراوحت ردود الفعل الغاضبة بين باحث إسلامي وصف الحكومة بالأسوأ منذ حكم الرئيس السابق حسني مبارك وتأكيد إعلامي خلال برنامج تلفزيوني «أن الحكومة الحالية لا تستحق البقاء». بالإضافة إلى موجة ساخطة سياسياً وإعلامياً على الحكومة وسياساتها وقراراتها الأخيرة.
وقال الدكتور سعيد صادق، استاذ علم الاجتماع السياسي، لـ«القدس العربي»، «بالنسبة للسياسة الخارجية في ظل حكومة «شريف اسماعيل» نجد ان هناك تحسناً في علاقات مصر الخارجية ولكن ايضاً هناك بعض الأزمات، فعلاقة مصر مع سوريا جيدة، ولكن مساندة مصر لها ادى إلى حدوث ازمة بين مصر وبعض دول الخليج ولكن تلك الازمة لا دخل للحكومة بها ولا يعد خطأ من الحكومة، وعلاقة مصر جيدة مع أمريكا وروسيا وإسرائيل».
وقال سامح عيد، الباحث في الشؤون الإسلامية، لـ«القدس العربي»، «حكومة شريف اسماعيل هي الحكومة الأسوأ منذ ايام حسني مبارك، لان المشكلة ليست في الأزمات ولكن في عدم الاستعداد لتلك الأزمات، فعندما قررت الحكومة تعويم الجنيه ألم يكن لديها علم بغلاء الأسعار والأدوية والسكر، فالإدارة سيئة جداً».
واضاف «منذ فترة كان هناك حديث عن تغيير حكومة « شريف اسماعيل» كليا، ولكن تم تأجيل القرار لانهم ربما ينتظرون اتمام الإجراءات الصعبة في ظل هذه الحكومة، وان تتحمل جميع الأزمات القادمة مثل التوتر الاجتماعي، حتى يأتي بعد ذلك التغيير وتكون الأزمات قد تم حلها».
وأضاف «أما السياسة الداخلية فالنظام اقنع الشعب بانه لا توجد ثورات مقبلة في مصر، وفي شمال سيناء ما زال الفشل يسيطر على الموقف ولم تحسم المعركة ضد الإرهاب حتى الآن، فالحكومة فشلت في هذا الملف، اما من الناحية الاقتصادية فالأمور ساءت جداً بل تعد كارثية مقارنة بعاد 2010 مثلاً، بالإضافة إلى المعاناة التي يعانيها قطاع السياحة في مصر، بالإضافة إلى المشاكل والازمات التي تمس المواطن البسيط وانخفاض مستوى المعيشة، وأصبح حلم المواطنين هو عودة الأسعار لما قبل ثورة 25 يناير».
واستنكر الإعلامي عمرو أديب، خلال برنامجه «القاهرة اليوم»، عدم تواصل رئيس مجلس الوزراء مع المواطنين، مطالبًا إياه بالخروج إلى الشارع للحديث معهم، وسماع مشاكلهم والعمل على حلها. ووجه رسالة شديدة اللهجة إلى «إسماعيل» قائلًا له: «ما تتكلم يا أخي مع الناس شوية وتحس بيهم، ولا أنت مش مستنضفنا، يا أخي استنضفنا شوية بالله عليك.. دا كان عندنا رئيس وزراء قبل كده، كان بيطبطب على الست اللي كانت عاوزه تاكسي، ولا أنت مش عارفه».
واتهم «أديب» الحكومة، بالعجز والفشل، مشيرًا إلى أنها فاشلة في الحفاظ على الأسعار، ولم تستطع اتخاذ قرار اقتصادي لمواجهة الأزمة، قائلًا «لا منك بتاخد قرار، ولا منك بتحافظ على الأسعار».
واستنكر تصريحات أحمد زكي بدر، وزير التنمية المحلية، عن مشكلة الأمطار في محافظة الإسكندرية، والتي قال فيها إن شوارع المدينة «ناشفة تمامًا وتم حل المشكلة». وقال «أديب» لوزير التنمية المحلية «يعني أنت بتخبي على مين؟.. وهي الصورة هتكذب يا معالي الوزير ولا الناس عميت».
ووصف الإعلامي أحمد موسى، المعروف بموالاته للنظام الحالي، خلال برنامجه «على مسؤوليتي»، قرار وزير التموين، اللواء محمد الشيخ، برفع سعر سكر التموين إلى سبعة جنيهات بـ»الفتونة»، مشيرًا إلى أنه قرار غير مدروس نهائيًا، حسب قوله. وأكد أن الشارع المصري ليس له حديث سوى عن الدولار والسكر، وأن معظم المواطنين أصبحوا يتاجرون في الدولار.
وأوضح أن الحكومة لم تراعِ ظروف المواطن المعيشية، مؤكدًا أن هذا هو سكر المواطنين محدودي الدخل، وأن أسعار السلع ترتفع كل يوم موجهاً رسالة للحكومة، أنه لا يوجد سكر في السوق.
وفي السياق، اعتبر الإعلامي جابر القرموطي، خلال برنامجه «مانشيت»، أن تصريحات رئيس مجلس الوزراء، مجرد كلام، ووعود لن تنفذ، و«هري على الفاضي»، حسب قوله مطالبًا الدولة المصرية بالخروج خارج الصندوق، والتعامل مع المواطن بالشكل الذي يليق به. وطالب الحكومة بأن تحنو على المواطن وأن تعمل معه يدًا بيد للخروج من الأزمات التي تواجهها الدولة، قائلًا «اتخنقنا من كتر الأحزمة اللي بنشدها». واتهم الحكومة بالفشل في تسويق نفسها وفي تسويق إنجازها وفشلها أيضًا في تحقيق أملها مع المواطن؛ لذلك ينفر المواطن من أي تصرف من قبل الحكومة، على حد قوله.
فيما عبر الإعلامي تامر أمين، خلال برنامجه «الحياة اليوم»، عن استيائه الشديد من موجة الغلاء التي ضربت الأسواق في الفترة الأخيرة، موجهًا رسالة للحكومة، قائلا «طيب الناس ممكن تعمل دماغ إزاي بعد ما السجاير غليت والسكر غلي؟». وقال «هو طبعًا في دماغ تانية اللي هي المخدرات ودي متوفرة كويس، بس مش هو ده اللي الناس محتاجة، الناس محتاجة الشاي مع السيجارة كده وبس».
وأكد الإعلامي وائل الإبراشي، خلال برنامجه «العاشرة مساءً»، «أن الحكومة الحالية لا تستحق البقاء، معبرًا عن غضبه من ترديد المسؤولين جملة «مش أحسن ما نبقى زي سوريا والعراق»، مشددًا على أنه يجب على المخطئ أن يتحمل نتيجة خطئه ولا يحمله للآخرين». وأوضح أن عدم قدرة الحكومة على التعامل مع أزمة السيول الأخيرة يعد فشلًا جديدًا لها، قائلًا «الحكومة سقطت في الوحل»، موضحًا أن السياح الموجودين في الغردقة تعاملوا مع أزمة السيول بسخرية، مؤكدًا أن ذلك بمثابة تشويه للدولة. ووجه رسالة شديدة اللهجة لوزير التموين اللواء محمد علي، بسبب اتهامه لوسائل الإعلام بزرع اليأس في نفوس المواطنين، قائلا: «ما تعلقوش فشلكم على شمعتنا»، مشيرًا إلى أن الحكومة عندما لا تستطيع مواجهة الأزمات تعلق أخطاءها على شماعة الإعلام.

مصر‪:‬ازدياد الغضب الإعلامي والسياسي تجاه حكومة «إسماعيل» بسبب سوء إدارة الأزمات الحالية

منار عبد الفتاح

تعاون بين الجهاديين العائدين وأجهزة الأمن الألمانية ودعوات برلمانية لمنع التسلح

Posted: 28 Nov 2016 02:23 PM PST

برلين ـ «القدس العربي»: كشفت صحيفة «دي فيلت» الألمانية أن نحو 25٪ من الإسلاميين العائدين من مناطق جهاد إلى ألمانيا يتعاونون حاليا مع سلطات الأمن الألمانية. وذكرت الصحيفة الصادرة أمس الاثنين استنادا إلى دراسة مصنفة على أنها سرية عن خلفيات التطرف أن أكثر من 850 إسلاميا غادروا ألمانيا خلال الأعوام الماضية متوجهين إلى سوريا وشمال العراق.
وأظهرت الدراسة أن 274 شخصا منهم عادوا مجددا إلى ألمانيا، وأن 48٪ منهم لا يزال ولاءهم لجماعاتهم المتطرفة. وتبين أن نحو ثلث الإسلاميين الذين غادروا ألمانيا أقاموا في مناطق حروب، وعاد ثلثهم حاليا، وتم القبض على 12٪ منهم، كما أن باقي الأشخاص إما في الخارج أو أن وضع إقامتهم مجهول
وفحصت الدراسة التي أجراها مركز المعلومات والاختصاص لمكافحة التطرف في ولاية هيسن ومكتب مكافحة الجريمة الاتحادي وهيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) السيرة الحياتية لـ784 شخصا تتراوح أعمارهم بين 13 و 62 عاما انضموا إلى الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق.
وترجح السلطات الأمنية أن 8٪ من الجهاديين عادوا إلى ألمانيا بغرض استعادة القوة أو تدبير عتاد جديد أو أموال، بينما عاد حوالي 10٪ بسبب الإحباط أو التحرر من الأوهام.
إلى ذلك أيدت المحكمة الاتحادية الألمانية، أعلى محكمة في ألمانيا، حكما بإدانة العضو السابق في وحدات النخبة النازية «فافن إس إس»، أوسكار جرونينج، بتهمة المساعدة في القتل الجماعي في أحد معسكرات الاعتقالات النازية.
وقال محامي المتهم،هانز هولترمان، أمس الاثنين في تصريحات أمام وسائل الإعلام الألمانية إن حكم الإدانة صار قطعيا. وكانت محكمة لونبورج الألمانية قضت في تموز/يوليو عام 2015 بسجن جرونينج لمدة أربعة أعوام في واحدة من القضايا الكبيرة والأخيرة المتعلقة بجرائم النازية التي ارتكبت في معسكر الاعتقالات «أوشفيتس».
وكان المتهم 95/ عاما/ المعروف باسم «محاسب أوشفيتس» اعترف في تلك المحاكمة بأنه كان يعمل في تجميع أموال اليهود المعتقلين في المعسكر، وشارك في الإشراف على نقلها إلى زعماء النازية في برلين. واعتبرت المحكمة ذلك إساهما في تشغيل آلة القتل النازية.
وعقب سبعة عقود على محرقة النازية (الهولوكوست) تم إدانة جرونينج بتهمة المساعدة في قتل 300 ألف حالة بدون المشاركة بشكل مباشر في عمليات القتل.
إلى ذلك دعا نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الخضر الألماني المعارض، كونستانتين فون نوتس، إلى تشديد قواعد شراء الأسلحة. وقال فون نوتس في تصريحات لشبكة «إيه آر دي» الألمانية الإعلامية أمس الاثنين: «تسلح المجتمع المدني يقود إلى مخاطر أكبر على هذا المجتمع والسلطات الأمنية أيضا. لذلك فإننا بحاجة إلى تشديد الرقابة ووضع قواعد واضحة».
وطالب فون نوتس أيضا بتشديد قواعد شراء الأسلحة الهوائية والمواد الكيميائية. وكان وزير العدل الألماني هايكو ماس حذر أمس الأحد من تزايد الاستعداد للعنف لدى ما يطلق عليهم اسم «مواطني الرايخ» في ألمانيا. ودعا الوزير في تصريحات لـ»إيه آر دي» إلى تشديد قانون السلاح. ومن المقرر أن يناقش وزراء الداخلية على مستوى الاتحادي والولايات خلال مؤتمرهم الخريفي يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين في ولاية زاربروكن العديد من القضايا الأمنية التي تشغل البلاد.

تعاون بين الجهاديين العائدين وأجهزة الأمن الألمانية ودعوات برلمانية لمنع التسلح

علاء جمعة

رئيس هيئة الاستخبارات الإسرائيلية: السلطة الفلسطينية ستفقد استقرارها العام المقبل

Posted: 28 Nov 2016 02:23 PM PST

الناصرة ـ «القدس العربي»: قال رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، هرتسي هليفي، إن «الوضع الأمني سيتصاعد في الضفة الغربية خلال العام 2017 المقبل، وذلك على خلفية زعزعة مكانة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس».
وجاءت أقواله أمام النادي التجاري – الأكاديمي في جامعة تل أبيب، أمس الأول، وكانت محاضرته مغلقة أمام الجمهور ووسائل الإعلام.
لكن صحيفة «هآرتس»، نقلت، أمس، عن مصادر شاركت في الجلسة، واستمعت إلى محاضرة هليفي، قولها إن اللقاء «تمحور حول مخاطر تقوض الوضع الأمني في الضفة الغربية خلال العام المقبل، على خلفية الصراعات الداخلية في السلطة الفلسطينية حول مسألة اليوم الذي يلي رحيل عباس». وأعتبر أن «2017 سيكون عاماً غير مستقر في السلطة الفلسطينية»، مرجحاً أن «تحتج جهات كثيرة على قيادة عباس، وسترغب حماس بتحقيق إنجازات ضده، والنتيجة ستؤدي إلى واقع يضع تحديات أمام إسرائيل أيضاً». وبين أن «تراجع عدد العمليات في الأشهر الأخيرة، نابع من الثمن الباهظ لها بالنسبة للفلسطينيين المتمثل بارتقاء عدد كبير من الشهداء، وأيضاً من محاربة إسرائيل لمنفذي العمليات فقط من خلال الامتناع عن فرض عقاب جماعي على الفلسطينيين».
وأضاف أن «بعض الحرائق التي شهدتها إسرائيل ناجم عن إضرام حرائق متعمد نفذه فلسطينيون من طرفي الخط الأخضر»، ونبه من «وفرة وسائل المقاومة الفلسطينية إذ سنجد طريقة للتعامل مع الحرائق، لكن بعد ذلك ستظهر اختراعات أخرى. وسيأتي ذلك على موجات وينبغي أن نكون مستعدين».
توقع كذلك، تحسن العلاقات بين إسرائيل ودول عربية، مثل السعودية والإمارات، رغم تكريسها الاحتلال وعدم تسوية الصراع. معللاً توقعاته بالإشارة لوجود مصالح مشتركة بين إسرائيل وبين الدول السنية.
وتساءل في هذا السياق: «ماذا سنفعل مع هذا الأمر هو سؤال آخر، لكن هذه هي الفرصة الأكبر لإسرائيل في السنوات القريبة». وبخصوص انتخابات الرئاسة، التي ستجري في إيران في أيار/ مايو المقبل، توقع هليفي أن «يفوز فيها الرئيس الحالي حسن روحاني، وأن يواصل تغيير سياسة البلاد»، موضحاً أن «روحاني مصغ لما يريده شعبه».
وتابع : «ربما نرى إيران مختلفة بعد خمس أو ست سنوات، والإيرانيون أقوياء بكليات الهندسة ويفوزون في أولمبيادات الرياضيات، لكنهم يبقون للإقامة في إيران. ربما سيكون النظام بعد الانتخابات، هو الذي سيجعلهم يبقون في بلادهم».
وبين أن «دونالد ترامب فاز برئاسة أمريكا لأنه ضد المؤسسة»، متسائلاً «كيف سيصمد في امتحان الأيديولوجيا المعادية التي طرحها أثناء الحملة الانتخابية وكيف سيعمل ضد المؤسسة (السياسية الأمريكية) من داخل البيت الأبيض؟». ورجح هليفي أن تسير «تركيا باتجاه التطرف الديني»، مشيراً إلى أن «العلاقات بينها وبين إسرائيل ستتقدم ببطء، وقد تتوصل أوروبا إلى اتفاق في الموضوع السوري، لكن احتمالات تطبيقه ضئيلة إلا إذا تعاونت بين الولايات المتحدة وروسيا فهذا من شأنه أن يحل ذلك».
وبيّن أن «تنظيم الدولة يضعف، والمساحات التي يسيطر عليها تتقلص»، مرجحاً في هذا السياق أن «يتفوق حزب الله في سورية بحال ضعف تنظيم الدولة وهذا ليس جيدا بالنسبة لإسرائيل». لكن هليفي أشار كذلك إلى أن «حزب الله يعاني من ضائقة بسبب أعداد القتلى في صفوفه في سورية، وبسبب ضائقة مالية تضع صعوبات أمام قدرته على دفع تعويضات لعائلات القتلى، وأيضاً لأنه يبني قوة ضد إسرائيل ويبذل جهدا من أجل الحفاظ على جهوزيته قبالتها».
إلى ذلك، توقع رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو أن «يلتزم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بقوله السابق من قبل ست سنوات بأن الطريق للسلام لا تمر عبر قرارات أحادية الجانب في مجلس الأمن بل من خلال مفاوضات مباشرة».
ويحاول نتنياهو قطع الطريق على أوباما ومنعه من القيام بخطوات حقيقية ضد استمرار الاحتلال ورفض الحماية الدبلوماسية لإسرائيل في الأمم المتحدة .

رئيس هيئة الاستخبارات الإسرائيلية: السلطة الفلسطينية ستفقد استقرارها العام المقبل

إطلاق نار جديد على مقرات حزب البارزاني في السليمانية

Posted: 28 Nov 2016 02:22 PM PST

السليمانية ـ «القدس العربي»: تعرض فرع الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني، في السليمانية، إلى اطلاق نار جديد من مسلحين مجهولين، وذلك بعد ايام من اغتيال قيادي في الاتحاد الإسلامي الكردستاني في اربيل، في تصعيد امني في إقليم كردستان.
واعلن القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني اسماعيل هناريي، ان مقر الفرع التاسع عشر للحزب في قضاء جمجمال في محافظة السليمانية تعرض لإطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين.
وأكد قيام عدد من المسلحين المجهولين بإطلاق النار ليلاً على مقر الفرع 19 للحزب في جمجمال، وان المسلحين اطلقوا النار من بعد نحو 600 متر من الفرع، لافتاً إلى ان الاطلاقات النارية لم تلحق خسائر في الارواح، بل أصابت الجدران الامامية للمقر.
وكان القيادي في الاتحاد الإسلامي الكردستاني الدكتور وشيار اسماعيل قد اغتيل على يد مسلحين في اربيل قبل أيام.
وسبق ان أعلن مسؤول فرع الحزب الديمقراطي الكردستاني في السليمانية، أدهم البارزاني، أن «مقر الحزب في السليمانية تعرض إلى هجمات سابقة، وصل عددها إلى 30 هجوماً، وإلى اليوم لم تلقِ الجهات الأمنية القبض على المتسببين، ولم تكشف عن ملابسات تلك الحوادث».
وحمل على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بزعامة جلال الطالباني، مسؤولية الهجوم على مقر حزب البارزاني، لأنه المسيطر في تلك المنطقة، وحذر من أن «الاتحاد الوطني إن لم يكن قادراً على توفير الحماية لنا فنحن باستطاعتنا ذلك».
ومن الجانب الآخر، ذكر مسؤول إعلام الاتحاد الوطني الكردستاني كاروان يارويس لـ«القدس العربي» ان اعتداءات عدة وقعت على مقرات الاتحاد الوطني بعضها في مدينة اربيل وآخرها في قضاء سوران التابع لإربيل، كما وقعت بعض الاعتداءات على مقرات الحزب الديمقراطي في السليمانية.
وكان الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يقوده جلال الطالباني، أعلن في شباط/ فبراير الماضي، تعرض مقره في أربيل، إلى هجومين بإطلاق النار من قبل مسلحين لاذوا بالفرار بعد الاعتداء.
يذكر ان أزمة سياسية حادة اندلعت بين الاحزاب الكردية وخلافات انعكست على الوضع الأمني والسياسي والاقتصادي في الإقليم، حيث تعرضت مقرات الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود البارزاني، مراراً إلى تظاهرات مناوئة اتهمت الحزب بالمسؤولية عن قطع رواتب الموظفين، كما اطلقت جماعات مسلحة مجهولة النار على تلك المقرات، وبالمقابل تعرضت مقرات الاتحاد الوطني في اربيل إلى اطلاق نار من مجهولين.

إطلاق نار جديد على مقرات حزب البارزاني في السليمانية

بيع أراض كنسية في قيسارية الفلسطينية لشركة أجنبية وسط اعتراض أرثوذوكسي

Posted: 28 Nov 2016 02:22 PM PST

الناصرة – «القدس العربي»: كُشف، أمس الاثنين، عن صفقة بيع أراض جديدة، في مدينة قيسارية التاريخية داخل أراضي 48 بين بطريركية الروم الأرثوذوكس في القدس المحتلة (مالكة الأرض رسمياً) وبين شركة أجنبية بواسطة محامية إسرائيلية، قوامها ألف دونم تقريباً، بيعت بثمن زهيد للغاية (مليون دولار)، ما أثار ردود فعل غاضبة، لدى أوساط فلسطينية.
وتبلغ مساحة الأرض نحو 900 دونم (834935 مترا مربعاً)، وتقع في منطقة قيسارية التاريخية القائمة قريبا من الأماكن الأثرية والمطاعم والمقاهي الإسرائيلية.
وكانت هذه المنطقة التابعة للكنيسة الأرثوذوكسية مؤجرة من تاريخ 22/ 11/ 1974 لما يعرف بـ «دائرة أراضي إسرائيل» لمدة 135 سنة بعقد مقابل مبلغ زهيد أيضاً بلغ 1.750 مليون دولار فقط.
وقام البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بتوقيع الاتفاقية التي تتضمن أرقام القسائم والمبلغ المستحق رسمياً بقيمة 800 ألف دولار سًلّمت للبائعين فور التوقيع على الاتفاقية و200 ألف دولار سلمت لاحقاً، وكان الشرط بأن تسلّم قبل 30/ 12/ 2016. وهذه الأرض في قيسارية داخل فلسطين التاريخية تشمل منطقة آثار تاريخية، أبرزها مدرج روماني وكنيسة قديمة ومواقع أثرية مهمة. وفيها أيضاً آثار نادرة من الفترات الرومانية والبيزنطية والإسلامية، بينها جامع من عصر عبد الملك بن مروان بيعت لشركة تدعى «سانت فينسنت»مسجلة في دولة صغيرة نائية تدعى» الغرينادين» الواقعة في منطقة البحر الكاريبي ويبلغ تعداد أنفسها نحو 150 ألف نسمة.
وبيعت الأرض بمبلغ مليون دولار فقط أي بسعر دونم أرض واحد في الناصرة أو في أي بلدة عربية أخرى، علما أن قيسارية تعتبر واحدة من المناطق التي تباع أراضيها اليوم بأغلى الأسعار على الإطلاق ، خصوصاً وأنها تشمل آثاراً عتيقة من عدة حضارات. واللافت أن الدولة التي تقع فيها الشركة التي اشترت الأملاك، هي جزيرة الغرينادين، البالغة مساحتها فقط 389 دونم، أي أصغر حتى من الأرض التي باعتها الكنيسة، وهذا يثير تساؤلات حول هوية الشركة، وسبب شرائها أملاكا في قيسارية، عن طريق محامية إسرائيلية.
وتزداد الشبهات حول هذه الصفقة بعد التنبه أنها موقعة من قبل المحامية الإسرائيلية كيلانيت سلطون، التي مثلت شركة إسرائيلية (شركة قيسارية) . ويستدل من مراجعة صفقات مشابهة، أن هذه الشركة نفسها هي التي اشترت الأملاك في يافا بجانب برج الساعة عام 2013، ضمن صفقة بين بطريركية الروم الأرثوذوكس وبين الشركة المذكورة قبل ثلاث سنوات تم بيع ستة دونمات في يافا عليها عمارات بمساحة ثمانية آلاف متر مربع بمليون ونصف مليون دولار. كما في الماضي تثير الصفقة الجديدة حالة امتعاض وغضب لدى أبناء الرعية في فلسطين التي تطالب بتعريب الكنيسة وأملاكها بدلاً من أن تبقى تحت تصرف رهبان يونانيين يتصرفون بها كما يحلو لهم، وأحياناً ضمن صفقات مريبة مع جهات إسرائيلية. وفي هذا السياق، يقول عضو المجلس الأرثوذوكسي في الأراضي المقدسة (فلسطين والأردن) والرئيس الأسبق للجنة التنفيذية الأرثوذوكسية في أراضي 48، عدي بجالي لـ «القدس العربي»، إن «البطريرك مؤتمن على الوقف، وهو ليس مالكا له. البيع ممنوع والتأجير لأمد طويل ايضاً ممنوع حين تنتقص من حقوق ملكية المالك للأرض»، لافتاً إلى كون ذلك «أمرا بديهيا في كافة الكنائس خاصة الارثوذوكسية».
ويضيف: «لا يوجد أي عاقل يقبل بهذه الصفقات التي تعقد مجاناً. إنها تصفية عامة على أوقاف وأملاك الأرثوذوكس من بطريرك أجنبي، ولا يوجد تفسير روحي أو كنسي أو اقتصادي لهذا التفرّد بمُقدرات الكنيسة».
ويعتبر بجالي أن «صمت أبناء الطائفة ومؤسساتهم التي تتشدق بالتمثيل، هو الذي أوصل الحال إلى هذا الحضيض، وإلى هذا التسيب الحاصل من البطريرك في قضايا الأملاك»، موضحاً أن «هذا ينساق على موقف السلطات الرسمية في كل من الأردن وفلسطين».
ويتساءل عضو المجلس الأرثوذوكسي في الأراضي المقدسة، «إذا كان مستشار قضائي لهيئة فلسطينية تم تعيينها بمرسوم هو محام يعمل عند البطريرك ثيوفيلوس ويوفده للتبرير صفقة يافا المشينة فماذا تتوقع من الشعب، وإذا كان مسؤول كبير مباشر عن الكنائس في المملكة الأردنية يصف أبناء جلدته الارثوذوكس بـ(رعايا) فعلى من نعوّل؟».ويكشف بجالي عن «تحرك جماهيري يجري الإعداد له»، مرجحا أن «الأسابيع القريبة جدا ستشهد تحركا كبيرا».
ويناشد «السلطات في كل من فلسطين والأردن الكف عن قمع أو إخراس أبناء الطائفة ووقف تدخلاتهم غير المجدية والتي تصب في مصلحة شخص ثيوفيلوس وتشكل محفزا للفساد المالي».
كما يطالب المؤسسات الارثوذوكسية، خاصة في الداخل بـ»التعالي عن الصغائر والأنا والتحرك الجاد»، قائلاً :»نحن نواجه أعتى هجوم على تراثنا ووجودنا ومستقبل أولادنا ليس كطائفة فحسب، فالأملاك الارثوذوكسية هي شاهد وطني على حضورنا كشعب نفتخر به، وعلى كافة الأحزاب والفعاليات الاجتماعية والمدنية أخذ دورها الفاعل والجدي لأنه بالشعارات لا تنقذ أوطان. نحن جميعا مطالبون بالتصرف كشعب وليس كطوائف».
ويبدي بجالي أسفه لـ«وجود راهبين عربيين عضوين في المجمع المقدس (إدارة البطريركية) وهما متساوقان مع كافة قرارات ثيوفيلوس، أما باقي الرهبان العرب فمعروف لدى الجميع القمع الذي مارسه ثيوفيلوس عليهم واتخاذه قرارات حرمان بحقهم سابقا مثل الارشمندريت خريستفوروس والارشمندرينت ميلاتيوس والمطران عطا الله حنا والذي راتبه الشهري ما زال مقطوعا منذ أكثر من ثلاث سنوات ولا يتبوأ أي وظيفة رعوية أو مسؤولية داخل هرمية البطريركية بسبب مواقفه الوطنية».
في المقابل، قال الناطق بلسان بطريركية الروم الأرثوذوكس، الأب عيسى مصلح، بعد أن اتصلت به «القدس العربي» للحصول على تعقيب على ما ذكر، «انتظر ولا أعرف متى نرد، ولا تنسى أن الأمور ليست بيدي».

بيع أراض كنسية في قيسارية الفلسطينية لشركة أجنبية وسط اعتراض أرثوذوكسي

داعش يعربد

Posted: 28 Nov 2016 02:21 PM PST

هل يدور الحديث هنا حقا عن صدفة نادرة؟ هل فقط بالصدفة أعد كمين لوحدة مختارة من غولاني بالذات في نقطة معينة على طول المئة كيلو متر من خط الحدود في هضبة الجولان، وبالصدفة فقط حامت في نفس الوقت في سماء الجبهة طائرات سلاح الجو، وحقا بالصدفة علقت في المكان خلية لداعش أطلقت النار نحو ذاك الكمين – فصفيت.
الجيش يصر على ان هذا حدث موضعي، يعبر عن الحراسة الدقيقة التي تقوم بها إسرائيل لحماية سيادتها على الحدود السورية. ولكن لا يمكن لنا أن نتجاهل حقيقة انه في الاشهر الاربعة الاخيرة ترتفع درجات الحرارة في مثلث الحدود إسرائيل ـ سوريا ـ الاردن. ثمة تخوف متصاعد من نوايا تنظيم «شهداء اليرموك» ـ وهو فرع من داعش في الهضبة ـ لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل: بداية ضد منفذي الاشغال على الحدود وانتهاء باهداف مدنية في الجولان. وتفترض المخاوف وسلوك داعش وباقي التنظيمات في الفترة الاخيرة من الجيش ان يستعد نحو «هجمة إرهابية متنامية» عبر الحدود بإخطار قصير، هذا إذا كان توفر مثل هذا الإخطار. أو ما يسمى باللغة العسكرية «المعركة ما بين المعارك». وفي هيئة الاركان يوجد إحساس بأن مستوى المعلومات الاستخبارية التي تتلقاها إسرائيل في الجبهات المختلفة، بما في ذلك في الجولان هو جيد جدا. الأمر الذي يسمح بالتصدي الناجح للتهديدات على الحدود الشمالية ـ مثلما حصل صباح أمس.
فهل هذه الصدف ستتفاقم بينما الجبهة حيال داعش في الجولان ستسخن؟ الاحتمال في أن يحاول داعش تحقيق انجازات في احدى الجبهات حيال إسرائيل قائم. فمنذ بداية السنة تبين جهد من التنظيم لنصب صواريخ لاطلاقها على بلدات في الهضبة.
في نفس الوقت انضمت إلى «شهداء اليرموك» عصبة من الاكراد والسنة المتطرفين تسمى «كتائب المثنى». وقد جعلت التهديد سواء للاردن ام لإسرائيل اكثر ملموسا بكثير ـ بل ومجنون.
فحسب تقارير في سوريا أحضرت هذه العصبة صواريخ مضادة للطائرات ايضا. وكي نفهم أكثر مدى الجنون: قبل نحو سنة، حسب منشورات أجنبية، سيطر رجال شهداء اليرموك على مخزون من قذائف الهاون التي تحمل رؤوسا كيميائية كانت تعود إلى لواء سوري في الجبهة ـ الامر الذي خلق تخوفا من ان يحاولوا اطلاقها نحو إسرائيل. وفي تلك الفترة تفجرت سيارت مفخخة في لقاء قادة «شهداء اليرموك». مؤسس وقائد التنظيم، الشيخ الخال ومجموعة قادة كبار قتلوا. وأخذ تنظيم إسلامي معارض في الجولان المسؤولية عن ذلك.
هناك انطباع بأن في هذه الجبهة من مثلث الحدود توجد مظاهر ما كانت لتخجل الحرب الباردة: فالاردنيون أنهوا مؤخرا جدارا في مواجهة داعش في الجولان يشبه الجدار الإسرائيلي.
وفي تموز/يوليو الماضي هاجمة مروحيات اردنية أهدافا لداعش في وادي اليرموك في جنوب الجولان. الولايات المتحدة والاردن لهما قيادة مشتركة تدرب الثوار في جنوب سوريا للقتال ضد داعش. وتعمل قوات خاصة واستخبارات اردنية في المناطق التي يتواجد فيها داعش لمنع انتقال رجاله إلى مخيمات اللاجئين في شمال الاردن.
ويهاجم الروس بين الحين والاخر مدينة درعا بهدف مساعدة اللواء السوري في المنطقة لاعادة السيطرة على مناطق في جنوب الجولان وقطع محاور التوريد لداعش من دمشق. ويمكن لنا أن نفترض بأن إسرائيل ايضا ليست غير مبالية لما يجري هناك.
معظم نشطاء داعش في الهضبة هم سكان محليون، واساس طاقتهم بذلت حتى الان في القتال ضد منظمات معارضة اخرى، بما في ذلك منظمات إسلامية سلفية كجبهة النصرة والتي ترى فيهم عدوا خطيرا على سيطرتهم في الجولان. اما الصراع ضد إسرائيل فيعتبر هناك حتى وقت اخير مضى هدفا ثانويا فقط.
هناك علاقة واضحة بين استيقاظ داعش في جبهة الجولان ضد إسرائيل وتزايد نشاطه في سيناء ضد مصر وضد إسرائيل، وبين ما يجري في جبهاته الشرقية في مدينة الرقة والموصل: فكلما ضغط داعش اكثر نحو الحائط في العراق وفي سوريا تكون التعليمات لفروعه في العالم، وتلك على طول الحدود الإسرائيلية هي زيادة الجهد لخلق نجاحات لتوازن الضربات القاسية التي يتلقاها التنظيم.
وبالفعل فإن داعش سيناء الذي كان يعيش حالة دفاع في مواجهة هجوم الجيش المصري ضده، استيقظ في الاسابيع الاخيرة، كشف عن قدرات كان يخيل انها نزعت منه ـ ونفذ سلسلة من الهجمات الفتاكة في سيناء. في مواقع الانترنت لداعش في سيناء يتهم التنظيم إسرائيل باعطاء مساعدة جوية للجيش المصري الذي يهاجم نشطائه في شبه الجزيرة ويهدد بمهاجمتها. هذه الصورة لاستيقاظ داعش في سيناء تكرر نفسها في هضبة الجولان ايضا.

اليكس فيشمان
يديعوت 28/11/2016

داعش يعربد

صحف عبرية

الحكومة الكويتية قدمت استقالتها إلى أمير البلاد

Posted: 28 Nov 2016 02:21 PM PST

الكويت ـ «القدس العربي» ووكالات: أعلن وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير العدل وشؤون مجلس الأمة بالوكالة الشيخ محمد العبدالله، أن الحكومة قدمت استقالتها في اجتماع مجلس الوزراء الكويتي أمس الاثنين
وقال إن الحكومة تستقيل وفقا لما نص عليه الدستور، بعد أن أعلنت نتائج الانتخابات.
وأكدت مصادر مطلعة ل « القدس العربي « أن مجلس الأمة سيعقد جلسته الافتتاحية في 11 كانون الأول/ ديسمبر المقبل، وذلك بعد تشكيل الحكومة التي ستقدم استقالتها أمس، من جانب أخر أعلن التحالف الوطني الديمقراطي أمس إنه لن يشارك في التشكيل الوزاري المقبل.
وقدمت الحكومة الكويتية الاثنين استقالتها إلى امير الكويت بعد نتائج انتخابات مجلس الأمة التي شهدت حصول المعارضة على زهاء نصف مقاعد المجلس، حسب ما اعلن بيان رسمي.
وبموجب الدستور، يجب ان تتقدم الحكومة استقالتها بعد الانتخابات.
وبعدما قبل أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح استقالة الحكومة، سيعمد إلى ان يكلف مجددا رئيس الوزراء جابر المبارك الحمد الصباح تشكيل الحكومة الجديدة أو شخصا آخر من أفراد الأسرة الحاكمة.
وخاضت المعارضة، بمكوناتها الإسلامية والوطنية والليبرالية، هذه الدورة الانتخابية بعد مقاطعتها الدورتين الاخيرتين في 2012 و2013 احتجاجا على تعديل الحكومة النظام الانتخابي من طرف واحد. وشاركت المعارضة وحلفاؤها بثلاثين مرشحا في الانتخابات. ويشكل الإسلاميون والسلفيون زهاء نصف عدد المعارضين الفائزين.
وفشل اكثر من نصف عدد اعضاء مجلس الأمة المنحل في الفوز في الانتخابات، كما خسر الانتخابات وزيران من اصل ثلاثة كانوا مرشحين. كما فازت إمرأة واحدة فقط بعضوية المجلس، وانخفض عدد النواب الشيعة من تسعة إلى ستة.
وكان أمير البلاد حل المجلس اثر خلافات بين الاخير والحكومة على خلفية اتخاذها قرارات برفع اسعار الوقود وخطوات تقشف أخرى لمواجهة انخفاض اسعار النفط وتراجع الايرادات العامة جراء ذلك.
وتتمتع دولة الكويت بحياة سياسية نشطة إلى حد ما تختلف مع الدول الخليجية النفطية الأخرى، وهي كانت أولى دول الخليج التي تقر في العام 1962، دستورا نص على انتخاب برلمان. وفي 1963، بات لها أول برلمان منتخب.
وتتمتع الكويت التي تنتج زهاء ثلاثة ملايين برميل من النفط يوميا، بواحد من أعلى مستويات الدخل الفردي عالميا (28,500 دولار، حسب صندوق النقد الدولي لعام 2015).
إلا ان الإمارة، كغيرها من الدول المنتجة، تعاني من تراجع ايراداتها النفطية التي تشكل الغالبية العظمى من مجمل مدخولها.
وسجلت الكويت عجزا ماليا بلغ 15 مليار دولار في السنة المالية 2016/2015، هو الاول منذ 16 عاما، ما دفع الحكومة إلى اتخاذ اجراءات شملت رفع اسعار الوقود ورفع اسعار الكهرباء والمياه للمقيمين الاجانب للمرة الاولى منذ 50 عاما.
وعرفت الكويت، العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك)، بتقديم امتيازات كبيرة لمواطنيها البالغ عددهم 1.3 مليون نسمة من اصل 4.4 ملايين هو مجمل عدد السكان.

الحكومة الكويتية قدمت استقالتها إلى أمير البلاد

منى الشمري

ناشطون أكراد في الحسكة السورية يتهمون الجيش التركي بالاستيلاء على الجسر الروماني الأثري وتغيير مجرى نهر دجلة

Posted: 28 Nov 2016 02:21 PM PST

الحسكة ـ «القدس العربي»: اتهم ناشطون وسكان في قرية عين ديوار التابعة لمدينة المالكية في ريف محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، الجيش التركي بالتوغل داخل الأراضي السورية والاستيلاء على الجسر الروماني الأثري بالتزامن مع عمليات حفر للأراضي الزراعية بغية تغيير مجرى نهر دجلة وسط مخاوف الفلاحين من غمر أراضيهم بالمياه.
وقال الناشط الميداني أبو جيلان الكردي في حديثه مع «القدس العربي»: إن الجيش التركي توغل خلال الأيام الماضية داخل الأراضي السورية في منطقة عين ديوار والكردمية وحجي مطري والسويدة الغربية في ريف مدينة ديرك (المالكية) في ريف الحسكة الشمالي الشرقي واستولى على منطقة الجسر الروماني الأثري.
وأضاف إن الاستيلاء على الجسر الروماني جاء بغية تحويل مجرى نهر دجلة وجعله يمر من تحت الجسر وكذلك تم الاستيلاء على الأراضي الواقعة بين الجسر الروماني ونهر الدجلة، بالتزامن مع بدء الجنود الأتراك بحفر الأراضي الزراعية عبر استخدام جرافات، فيما عملت آليات أخرى بالحفر في الجانب الآخر من الحدود وسط إطلاق نار عشوائي في المنطقة لمنع اقتراب أي شخص من سكان المنطقة، حيث يواصل الجيش التركي حالياً فتح قنوات نهر دجلة نحو الأراضي السورية، كما قال.
وحسب الكردي فإن الإجراءات التي اتخذها الجيش التركي من أجل الاستيلاء على الجسر الروماني الأثري والمساحات الشاسعة من الأراضي الزراعية العائدة للأهالي يشكل بادرة خطيرة يستوجب التعامل معها بحزم من قبل الإدارة الذاتية الكردية وإبداء موقف واضح وصريح تجاهها، لأن هذا الإجراء يعتبر عدواناً واضحاً على الأراضي السورية، على حد تعبيره.
ويقول الفلاح برزان دلو وهو أحد سكان قرية عين ديوار في حديثه مع «القدس العربي» إن من شأن هذا العمل أن يفقد الفلاحين أكثر من 150 هكتاراً من الأراضي الزراعية الخصبة المروية من نهر دجلة، بسبب توجيه مياه النهر باتجاه الجسر الروماني الذي سيشكل ضررا كبيرا على أصحاب الأراضي بسبب غمر أراضيهم بالمياه بالإضافة إلى غمر ضفة النهر التي تعتبر مصدراً أساسياً لاستجرار مادة الرمل.
كما أبدى دلو تخوفه من مواصلة الجيش التركي مصادرة أراضي المزارعين، الأمر الذي سيمس بشكل مباشر بحياة أصحابها الذين يعتمدون في دخلهم على ما تنتجه حقولهم من خضروات والتي تنتشر بمحاذاة نهر دجلة.
يذكر أن الجيش التركي قد أتم بناء الجدار العازل على الحدود السورية التركية في منطقة عين ديوار في ريف محافظة الحسكة قبل نحو ثلاثة أشهر، بعد أن تم البدء في بناء السياج في (12 شباط/ فبراير الماضي) بهدف إيقاف عمليات التسلل إلى داخل الأراضي التركية.

ناشطون أكراد في الحسكة السورية يتهمون الجيش التركي بالاستيلاء على الجسر الروماني الأثري وتغيير مجرى نهر دجلة

عبد الرزاق النبهان

مستشفيات أربيل تزدحم بجرحى معارك الموصل وتحذيرات من كارثة إنسانية

Posted: 28 Nov 2016 02:20 PM PST

أربيل ـ «القدس العربي»: أكدت مصادر مطلعة، وصول اعداد كبيرة من المدنيين الجرحى في الموصل إلى مستشفيات اربيل بما يفوق قدرتها على استيعاب المصابين، وحصول حالات إنسانية صعبة للغاية تتطلب التحرك من حكومة بغداد والمنظمات الإنسانية.
وذكر مصدر طبي من أحد مستشفيات اربيل في اتصال مع «القدس العربي» أن مستشفيات اربيل مزدحمة بالمصابين المدنيين من معارك الموصل، وأن اعداد المصابين الذين يتم نقلهم من الموصل يومياً في تزايد مستمر.
واشارت الدكتورة هدى الجنابي، إلى ان الزخم من الجرحى والمصابين الذين يتم جلبهم سواء من مقاتلي البيشمركه أو الجيش العراقي أو المدنيين، هو اكبر من قدرة المستشفيات في اربيل، مع وجود نقص حاد في الكوادر الطبية والادوية التي تعاني منه مستشفيات الإقليم بسبب الازمة المالية وتوقف الدعم من بغداد.
وذكرت أن كثرة الجرحى اوجد نقصاً كبيراً في الأدوية والدم، داعية المواطنين إلى التبرع بالدم لإسعاف الجرحى من العسكريين والمدنيين بسبب نقص الدم، مؤكدة إجراء العديد من العمليات والعلاجات بدون تخدير لنقص مادة التخدير.
واكدت ان عائلات موصلية بأكملها تعرضت إلى القصف بالهاونات من تنظيم «الدولة» وأصيب معظم افرادها، وتم وضع اكثر من مريض على السرير الواحد والباقي تم فرش بطانيات على الارض واستلقوا عليها لتلقي العلاج، مشيرة إلى الاضطرار إلى إخراج المرضى قبل شفائهم ونقلهم إلى مخيمات النازحين بسبب كثرة الجرحى الجدد القادمين باستمرار إلى المستشفيات. ودعت الجنابي، وزيرة الصحة العراقية إلى زيارة مستشفيات اربيل والاطلاع على اوضاعها المزرية وتوفير احتياجاتها الضرورية، كما دعت مديرية صحة نينوى إلى ارسال اطباءها والادوية للمساهمة في اسعاف اهلهم.
واشادت الدكتورة بالأطباء الكرد الذين كانوا مضربين عن الدوام بسبب مشاكل الرواتب، ولكنهم قطعوا الاضراب وعادوا إلى العمل لمساعدة الجرحى من الموصل، كما أكدت ان الكثير من المتطوعين من اهالي الموصل المقيمين في اربيل، يقومون بجمع المساعدات والتبرعات من اهالي اربيل والنازحين من الموصل، من اجل شراء الملابس والادوية للمرضى الراقدين في المستشفيات.
وفي شأن ذي صلة، اعلن إياد رافد، عضو جمعية الهلال الأحمر العراقية (مؤسسة غير حكومية)، في تصريح صحافي، إن «3 آلاف و200 مدني نزحوا خلال الساعات الـ 48 الماضية، من أحياء الموصل المحررة، إضافة إلى الأحياء التي تشهد قتالاً». وأشار إلى أن «النازحين أغلبهم نقلوا إلى مخيمي الجدعة؛ جنوب الموصل، وحسن شام؛ شرق الموصل».
يذكر ان معركة الموصل التي بدأت في 17 تشرين الأول/اكتوبر لتحرير الموصل من تنظيم «الدولة» الإرهابي، اسفرت عن حركة نزوح واسعة اضافة إلى سقوط اعداد كبيرة من الضحايا بين العسكريين والمدنيين وخاصة في مناطق شرق وشمال الموصل، الذين يتم نقلهم إلى مستشفيات إقليم كردستان لقرب المسافة عن مناطق القتال، بالتزامن مع معاناة مستشفيات الأقليم من نقص الكادر الطبي والأدوية الكافية لعلاج الجرحى، مما يتطلب جهداً وطنياً ودولياً لمواجهة الكارثة الإنسانية المتزايدة.

مستشفيات أربيل تزدحم بجرحى معارك الموصل وتحذيرات من كارثة إنسانية

مصطفى العبيدي

وزارة الداخلية في غزة تعلن اعتقال قاتل شاب اتهم بـ«التشيّع»

Posted: 28 Nov 2016 02:20 PM PST

غزة ـ «القدس العربي» : أعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة، عن تمكنها من اعتقال المتهم بقتل الشاب مثقال السالمي قبل ثلاثة أسابيع، والمتهم بـ«التشيع»، والذي قتل في حادثة إطلاق نار غامضة.
وأكد المتحدث باسم الوزارة، إياد البزم أن «الأجهزة الأمنية ألقت القبض على المتهم في قتل السالمي»، وقال في تصريح صحافي : «جار استكمال التحقيق واتخاذ المقتضى القانوني بحق المتهم».
وقتل السالمي (35 عاماً)، في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، قرب المسجد الغربي في مخيم الشاطئ غرب غزة، حيث أقدم شخص مجهول على إطلاق النار عليه مباشرة، فأرداه قتيلاً، وفتحت الشرطة آنذاك تحقيقاً عاجلاً لمعرفة القتلة، وأسباب ودوافع القتل.
وأثارت الحادثة جدلاً في الشارع، خاصة وأن العملية جاءت بعد نشر السالمي منشورات على موقع «فيسبوك»، اتهم على أثرها بـ«التشيع»، رغم نفيه ذلك. إذ كتب منشور جاء فيه «أنا مسلم لا شيعي ولا سني، أنا ربي الله عز وجل، ونبيي محمد (..) وأئمتي الإمام علي وأبناؤه الأحد عشر إماما، من الإمام الحسين إلى الإمام المهدي عليه السلام».
ونفى في منشوره الاتهامات بأنه يشتم زوجه النبي عائشة. وكتب في منشوره أيضا يقول إن «السنة والشيعة هم من أهل الإسلام، وليس لي عداء مع أحد، وإن حصل هو نتاج جهل الجهلاء». الحادثة فتحت باب النقاش واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب أحد الشبان «قتل السالمي على خلفية مذهبية في الشاطئ تدخل غزة نفقا مظلما جديدا اسمه المذهبية».
ولم تتبن أي جهة في قطاع غزة عملية القتل، لكن «مركز ابن تيمية للإعلام» المعروف بمواقفه المتشددة، كتب عدة تغريدات على موقع «تويتر»، جاء فيها «مركز ابن تيمية للإعلام يزف لأهل السنة في كل مكان نبأ اغتيال الرافضي الخبيث مثقال السالمي في مخيم الشاطئ».
وفي تغريده أخرى كتب «إلى أذناب الروافض في غزة، لَم تتعظوا بتطاير رؤوس إخوانكم في الشرك والزندقة على ثرى بلدان المسلمين، فهل أنتم متعظون من تفجر رأس أخيكم مثقال؟».
وأدانت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، وقتها، بأشد العبارات جريمة قتل السالمي، على أيدي من وصفتهم بـ «حفنة مارقة ومأجورة ومشبوهة».
وطالبت الأجهزة الأمنية بسرعة الكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة لـ «ينالوا عقابهم الرادع، والقيام بكل الإجراءات الهادفة لحماية المعتقدات، وحرية الرأي، ومواجهة كل الأفكار الظلامية».
يشار إلى أن سكان قطاع غزة هم من المسلمين السنة، ولم يسجل من قبل أن نفذت عمليات قتل على خلفية مذهبية، رغم اتهامات سابقة وجهت لأشخاص في القطاع، بنشر «المذهب الشيعي» بين السكان.

وزارة الداخلية في غزة تعلن اعتقال قاتل شاب اتهم بـ«التشيّع»

النائب العام يوافق على التصالح مع رشيد محمد رشيد

Posted: 28 Nov 2016 02:19 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي» قررت لجنة استرداد الأموال، في اجتماعها امس الاثنين، برئاسة النائب العام المستشار نبيل صادق، الموافقة على التصالح مع رشيد محمد رشيد وزير الصناعة والتجارة الأسبق، وذلك بعد اتفاق لإنهاء القضايا التي أقيمت ضده.
وقالت مصادر قضائية، في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن «اللجنة قررت الموافقة على التصالح بعد اطلاعها على التقارير الرسمية التي أكدت براءة رشيد من التهم المنسوبة إليه، وأن كافة أموال واستثمارات عائلة رشيد موجودة قبل توليه وزارة التجارة والصناعة في عام 2004».
وحوكم رشيد بتهم فساد مالي وأدين في قضايا عدة، من بينها صدور حكم غيابي ضده في آب/أغسطس 2014 بالسجن 15 عامًا على ذمة قضية تتعلق بالكسب غير المشروع وتضخم ثروته. وغادر رشيد مصر في أعقاب ثورة يناير 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.
وسبق أن تقدم رشيد بطلب رسمي عبر محاميه إلى جهاز الكسب غير المشروع، لرد ما يعادل 500 مليون جنيه مقابل إسقاط التهم الموجهة ضده. وكان الجهاز أعلن – في مطلع آب/أغسطس الماضي- عن التصالح مع رجل الأعمال حسين سالم الذي كان من المقربين من مبارك، بعد تنازله وأفراد أسرته عن 75٪ من ثروتهم مقابل إسقاط تهم الكسب غير المشروع عنهم.

النائب العام يوافق على التصالح مع رشيد محمد رشيد

انطلاق أعمال المؤتمر السابع لـ«فتح» اليوم : تنافس على عضوية اللجنة المركزية والمجلس الثوري

Posted: 28 Nov 2016 02:19 PM PST

يبدأ، اليوم الثلاثاء، المؤتمر السابع لحركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» في مقر الرئاسة في مدينة رام الله، تحت عنوان: «مؤتمر تجسيد الدولة والاستقلال الوطني»، ويستمر ثلاثة أيام.
وأعلن الناطق الإعلامي، باسم المؤتمر السابع، محمود أبو الهيجا أن «غالبية أعضاء المؤتمر موجودون في رام الله، وأن النصاب القانوني للمؤتمر مبدئيا مكتمل، وأن قائمة العضوية أغلقت وبلغ عدد الأعضاء 1400 مع التنويه إلى أن أية إضافات جديدة بحاجة إلى موافقة رئيس الحركة الرئيس محمود عباس واللجنة التحضيرية للمؤتمر».وأكد مفوض العلاقات الدولية لحركة «فتح» نبيل شعث، أن «المؤتمر السابع يحظى بحضور غير مسبوق للوفود الدولية وممثلي الأحزاب الأوروبية والعربية نظراً لأهميته وجديته من جهة وكذلك للعلاقات التي نسجتها المفوضية مع مختلف التجمعات والأحزاب المختلفة في العالم من جهة أخرى».
وتواصلت عملية توافد المشاركين في المؤتمر على مدينة رام الله حتى يوم أمس، وسط توقعات بأن يغادر وفد يضم عشرات القيادات الفتحاوية من قطاع غزة وليوم الثلاثاء، وهو اليوم الأول لعقد المؤتمر، بسبب تأخر الجانب الإسرائيلي في إصدار التصاريح اللازمة لخروجهم كبقية الأعضاء الآخرين الذين وصل آخرهم أمس الاثنين إلى رام الله وعلمت «القدس العربي» أن نحو 70 شخصاً من أعضاء المؤتمر من غزة لم يحصلوا بعد على التصاريح الإسرائيلية، بينهم 16 من الأسرى المحررين، وعدد آخر من قيادات فتح يشغلون مواقع تنظيمية عدة.
وأكد الناطق باسم حركة فتح في قطاع غزة، فايز أبو عيطة، أن «إسرائيل تماطل حتى الآن في التصاريح اللازمة لعدد من أعضاء المؤتمر من قطاع غزة». ودعا لـ«تكثيف الجهود لتأمين وصول كافة أعضاء المؤتمر إلى رام الله». وأشار إلى أنه «من المبكر الحديث عن عدم تمكن الأعضاء المتبقين من الوصول إلى رام الله»، معرباً عن أمله بأن تنجح جهود رئيس هيئة الشؤون المدنية حسين الشيخ في تأمين وصولهم.وازدحمت فنادق مدينة رام الله بالمشاركين الذين حطوا رحالهم بعد الوصول من كافة مناطق الضفة الغربية والخارج وغزة، حيت تواصلت اجتماعات الأعضاء بشكل غير رسمي، بهدف التعارف أو التشبيك فيما بينهم استعدادا لخوض الانتخابات للتنافس على عضوية اللجنة المركزية والمجلس الثوري.وجاء ذلك في وقت كشف فيه مدير المخابرات العامة الفلسطينية، اللواء ماجد فرج، خلال مأدبة غداء أقيمت لأعضاء وفد فتح من غزة والخارج في أحد فنادق رام الله، عن عدم ترشحه لخوض الانتخابات.
وظهر في تسجيل مصور، وهو يتحدث أمام الحضور، حيث أكد على ضرورة دعم الرئيس عباس، والدفاع عن حركة فتح. وشدد على ضرورة حماية الحركة وقال إن «فتح تستحق أن نحميها بدمائنا».وقال، في ختام كلمته: «فتح لا بيع ولا شراء ولا قسمة، فتح يجب أن يتم حمايتها بالدماء وهي أمانة الشهداء والأسرى، نريد أن نحافظ على التاريخ ونبني المستقبل».
من جهته، أعلن النائب عن حركة فتح في المجلس التشريعي، جمال الطيراوي، عدم مشاركته في المؤتمر، وقال إن مقاطعته سببها «منع الآلاف من الكوادر والقيادات النضالية والوطنية والتاريخية من المشاركة بصنع بلقرار الفتحاوي، وتغيبها واستثناؤها وفصلها».
وقال إن المصالح الشخصية «تغلبت لدى البعض على مصلحة وحدة الحركة».
وحمل اللجنة التحضيرية وقيادة الحركة المسؤولية الكاملة عن كل التداعيات السلبية لعقد هذا المؤتمر، مشيراً إلى وجود «عملية إقصاء» لقيادات فتحاوية وازنة.
أما عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، محمود العالول، فأكد أن المؤتمر السابع سيكون «سيد نفسه».وأوضح في كلمة بثت على الموقع الرسمي لحركة فتح، أن أعضاء كوادر حركة فتح «عليهم أن يمارسوا رؤيتهم في انتخاب قيادية جديدة».
وشدد على أن «القضايا الجوهرية الفلسطينية لن يطرأ عليها أي تغيير، خاصة تلك القضايا التي لها علاقة بالثوابت الأساسية، وأهداف الحركة»، لافتاً إلى أن «هناك قضايا تحتاج الى تسليط الضوء عليها من جديد في المؤتمر، بينها القضايا التي لها علاقة باستقلالية القرار الوطني الفلسطيني المستقل».وأكد العالول أن الأشهر الماضية تحديدا «أوحت أن هناك ضرورة لتسليط الضوء على هذه القيمة، خاصة وأن استقلالية القرار الوطني، دفع الشعب الفلسطيني من أجل تحقيقه الثمن من دمائه».
وبين أن المؤتمر سيبحث ملف «المقاومة الشعبية»، وذلك من خلال «تصعيدها وابتكار أشكال جديدة لهذه المقاومة».ومن المقرر أن يناقش المؤتمر إقرار البرنامج السياسي الجديد للحركة، والذي وزع في وقت سابق على كافة الهيئات القيادية لوضع الملاحظات عليه، استعدادا لإخضاعه لنقاش مستفيض.
وعن مصير المفصولين من فتح، قال العالول: «حتى لو كان هذا من الممكن أن يحصل، فإنه تعطل وتعثر نتيجة التدخل الخارجي»، لافتاً إلى أن بعض الدول العربية تدخل في هذا الموضوع.
وكانت حركة فتح رفضت وساطة من اللجنة الرباعية العربية لإعادة المفصولين من حركة فتح، وأبرزهم النائب محمد دحلان، وآخرون، هم أعضاء في المجلس التشريعي والمجلس الثوري للحركة، واستبعدت اللجنة التحضيرية للمؤتمر أسماء المحسوبين على دحلان من المشاركة.
وعن الخطوة القادمة بعد المؤتمر، قال العالول: «بعد الانتهاء من مؤتمر فتح بشهر، سيصار إلى عقد جلسة للمجلس الوطني».
وأوضح «هذه المدة ربما لن تكون كافية. عقد المجلس الوطني ربما يأخذ فترة أكثر قليلا»، لكن هناك إصرار على ذلك».

خطة للحفاظ على أمن المؤتمر

إلى ذلك، شدد المفوض السياسي العام والناطق الرسمي باسم المؤسسة الأمنية اللواء عدنان ضميري، على أن «القيادة الفلسطينية ماضية نحو إنهاء الاحتلال وتحقيق الاستقلال وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، وأنها حققت تراكما في الإنجازات الوطنية للوصول إلى الدولة التي أصبحت تحظى بقبول واعتراف دوليين».وأضاف أن «الرئيس محمود عباس يمثل الضمانة الكبيرة لوحدة شعبنا وأهدافه وإنجاز مشروعنا الوطني ويحظى بإجماع شعبي».
وجاء كلام ضميري، خلال لقائه بالمفوضين السياسيين حيث تناول الوضع السياسي والأمني والخطة الأمنية التي أعدتها المؤسسة الأمنية لحماية المؤتمر العام السابع لحركة فتح وأعضائه وضيوفه. وبين أن «الاستراتيجية الوطنية في مواجهة الاحتلال تعتمد على العمل السياسي والدبلوماسي والقانوني والمقاومة على الأرض والتي وضعت حكومة الاحتلال في عزلة سياسية دولية وأمام مقاطعة لبضائع المستوطنات ومؤسسات التعليم العالي فيها».
ولفت إلى أن «القيادة جادة في تحميل الحكومة البريطانية المسؤولية عما خلفه وعد بلفور، وأن حملة شعبية انطلقت في بريطانيا لتصحيح ذلك الخطأ التاريخي بحق الشعب الفلسطيني بمشاركة عشرات المؤسسات الصديقة بهدف الضغط على الحكومة البريطانية لتتحمل مسؤولياتها الأخلاقية عما لحق بالشعب الفلسطيني من أذى ووقف الاحتفال بالذكرى المئوية لوعد بلفور المقرر إجراؤه في بريطانيا والاعتراف بدولة فلسطين والاعتذار للفلسطينيين ومساندة كل جهد دولي من أجل إنهاء الاحتلال».
وحول المؤتمر السابع لحركة فتح، أكد ضميري أن «المؤتمر استحقاق تنظيمي ووطني لمواجهة سياسة الاحتلال الهادفة الى إفشال كل جهد ينهي الاحتلال ويحقق سلاما قائما على العدل وقرارات الشرعية الدولية، والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية». وأشار إلى ان»المؤسسة الأمنية انجزت منذ أسابيع خطتها الأمنية للحفاظ على أمن المؤتمر وأعضائه وزواره، وأنها تعمل على مدار الساعة لإنجاحه ومنع أية محاولات للتشويش عليه، فقد تم تأمين الفنادق التي يقيم فيها أعضاء المؤتمر وتقسيم مدينتي رام الله والبيرة والمنطقة المحيطة الى مربعات أمنية لتفادي حدوث أي خلل، وتسهيل حركة المركبات في الشوارع المحيطة بقاعة المؤتمر». وأضاف أن «المؤسسة الأمنية مفخرة لكل الفلسطينيين فهي أكثر تأهيلا وتدريبا وخبرة في ضبط الأمن وحفظ النظام والسيطرة على الحوادث الداخلية بسهولة، وأن مدننا أكثر أمنا من العديد من عواصم المنطقة والعالم.»
كما تناول ضميري خلال اللقاء برامج عمل هيئة التوجيه السياسي والوطني في المرحلة المقبلة سواء تلك التي تستهدف منتسبي قوى الأمن أو طلبة المدارس. إلى ذلك، أعلن أسرى حركة فتح في السجون الإسرائيلية دعمهم للمؤتمر السابع، وأكدوا التزامهم بقراراته.
وشدد الأسرى في بيان على «التفافهم حول القائد العام للحركة الرئيس محمود عباس، وعلى ضرورة إنهاء الانقسام ورص الصفوف».
ووصفوا قرار عقد المؤتمر بـ «الجريء والشجاع»، معتبرين أن نجاحه يعد «انطلاقة جديدة لحركة فتح حامية المشروع الوطني».
وكان الرئيس عباس، استقبل مساء الأحد، في مقر الرئاسة في مدينة رام الله، أعضاء الوفد المصري المشارك في افتتاح المؤتمر السابع لحركة فتح.
وضم الوفد: وزير الخارجية الأسبق، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري محمد عرابي، ونائب رئيس حزب التجمع المصري عاطف مغاورة، ومنسق الجبهة الوطنية المصرية حسام عيسى، والصحافي والكاتب مكرم محمد أحمد، ونائب رئيس تحرير صحيفة «الأخبار» أسامة عجاج، ونائب رئيس تحرير صحيفة «الوطن» أسامة خالد، والصحافي نشأت الديهي، بحضور سفير مصر لدى دولة فلسطين سامي مراد. ورحب عباس بالوفد المصري، مؤكداً عمق العلاقات الأخوية بين دولة فلسطين وجمهورية مصر العربية.

انطلاق أعمال المؤتمر السابع لـ«فتح» اليوم : تنافس على عضوية اللجنة المركزية والمجلس الثوري

فادي أبو سعدى وأشرف الهور

الحكم على الأسيرة الفلسطينية الجريحة عبلة العدم بالسجن الفعلي لمدة ثلاثة أعوام

Posted: 28 Nov 2016 02:19 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: أكد محامي نادي الأسير الفلسطيني، أكرم سمارة، أن المحكمة العسكرية للاحتلال في عوفر، أصدرت حكماً بالسجن الفعلي على الأسيرة عبلة العدم (45 عاماً) من محافظة الخليل لمدة ثلاثة أعوام بذريعة محاولتها تنفيذ عملية طعن. وأوضح أن «العدم» وهي أم لتسعة أبناء، تعرضت لإصابة بليغة في رأسها على يد قوات الاحتلال قبل أن يتم اعتقالها في 20 ديسمبر/كانون الأول 2015، ونُقلت إلى مستشفى هداسا عين كارم حيث أُخضعت لعدة عمليات جراحية، قبل أن يتم نقلها إلى سجن هشارون.
وفي السياق ذاته، أكد محامي النادي، أن «الأسير عمار إبراهيم حمور 28 عاماً من محافظة جنين يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام ضد اعتقاله الإداري في سجن النقب الصحراوي منذ تاريخ 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري».وبين سمارة، خلال زيارة أجراها له، أن «الأسير حمور يعاني من ضغط الدم والربو وقد توقف عن أخذ الأدوية بعد إعلانه للإضراب».ونقل المحامي عن الأسير الحمور المعتقل منذ 16 شباط / فبراير 2016 ، قوله إن «إدارة سجن النقب ستقوم بنقله اليوم إلى العزل كرد على شروعه بمعركة الأمعاء الخاوية ضد اعتقاله التعسفي، علماً أن الأمر الإداري الحالي الصادر بحقه ينتهي في شباط 2017».ومن الجدير ذكره أن ثلاثة أسرى آخرين يواصلون إضرابهم عن الطعام وهم: الأسيران، أنس شديد وأحمد ابو فارة المضربان ضد اعتقالهما الإداري، إضافة إلى الأسير نور اعمر المضرب عن الطعام منذ أكثر من 20 يوماً ضد عزله.
في غضون ذلك، أعلن نادي الأسير ، أن إدارة سجون الاحتلال شرعت بعمليات نقل لأكثر من 100 أسير في قسمي 3 و4 في سجن نفحة.
وحسب المعلومات المتوفرة، فإن عملية النقل جرت إلى سجون ريمون وعوفر والنقب. وجاء هذا الإجراء «عقب عملية اقتحام نفذتها قوات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال ما تسمى بالمتسادة»، وفق ما ذكر نادي الأسير في بيان.
يذكر أن عملية القمع هذه تعتبر الثانية التي تنفذ بحق أسرى سجن نفحة خلال أيام.وفي ملف الأسرى كذلك، نقل محامي نادي الأسير، عن الفتى الأسير عمار توفيق أبو هلال 15 عاماً، من بلدة دورا في محافظة الخليل، تعرضه لعملية تنكيل على يد قوات الاحتلال أثناء عملية اعتقاله.
وأفاد بأن «قوة من جيش الاحتلال وأثناء عملية اعتقاله في تاريخ العاشر من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، اعتدت عليه بالضرب المبرح وقاموا بمسكه من رقبته في محاولة لخنقه وبعد أن أبلغهم أنه مريض ويأخذ إبرا في يديه، قام أحدهم بشد المربط على يديه متعمداً. ثم جرى نقله إلى برج تابع لقوات الاحتلال واستمروا بضربه وأرغموه على الاعتراف على قيامه برمي الحجارة ثم تركوه تحت أشعة الشمس لنحو ساعتين وأبقوه دون طعام أو شراب لمدة 12 ساعة متواصلة». ويعاني الفتى من عدة أمراض منها تليف رئوي وتصلب في القصبات الهوائية وتجلط ويخضع لعلاج بالوريد مرتين في اليوم.إلى ذلك، تعرض جهاد عليان 16 عاماً من مخيم الجلزون، لاعتداء على يد قوات الاحتلال أثناء عملية اعتقاله في تاريخ 31 تشرين الأول / أكتوبر الماضي.ونقل محامي نادي الأسير عن عليان قوله إنه ورغم إصابته بكسر في أصابع قدمه إلا أن قوات الاحتلال تعمدت ضربه على قدمه الأمر الذي تسبب له بكسر في كاحل قدمه ونقل لاحقاً إلى سجن عوفر ثم جرى نقله إلى مستشفى هداسا لتلقي العلاج.كذلك، وثّق نادي الأسير مماطلة سلطات الاحتلال، في علاج الأسير أحمد الخصيب المصاب بمرض الثلاسيميا.
وأوضح عقب زيارة محاميه للأسير الخصيب في سجن عوفر أن الأخير يحتاج لإمداده بوحدة دم بشكل دوري كل 21 يوماً، وأنّه أبلغ إدارة السّجن بذلك إلّا أن عملية إمداده بالدّم تأخرت لأسبوع.جدير بالذكر أن الأسير الخصيب( 21 عاماً ) من محافظة رام الله والبيرة، وهو معتقل منذ السابع من الشهر الجاري ولا يزال موقوفاً.

الحكم على الأسيرة الفلسطينية الجريحة عبلة العدم بالسجن الفعلي لمدة ثلاثة أعوام

استمرار تجاوزات «الشبيحة» في حماه يسيطر على المشهد في المدينة

Posted: 28 Nov 2016 02:18 PM PST

غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: كان مشهد مليونية حماه هو آخر ماعلق بذاكرتنا من مدينة حماه، وما زال صوت القاشوش يقرع آذاننا مع كل هتاف، إلا أن هذه المشاهد ومعها مشاهد المعارك والمظاهرات بدأت تتلاشى شيئاً فشيئاً عن ساحة الثورة السورية حتى بتنا بالكاد نسمع توارد الأخبار من مدينة حماه.
ومع تلاشي هذه المظاهر باتت تسيطر على الواجهة مشاكل أخرى من قبيل ازدياد نفوذ اللجان الشعبية ومعهم «الشبيحة» بشكل كبير في المدينة، وارتفاع نسبة الانتهاكات فيها وبروز ظواهر لم تكن موجودة من قبل، حتى باتت هذه الاعتداءات بشكل علني وغير مسبوق، وآخرها كان اعتداء طالب في إحدى المدارس على أستاذه دون أن يتفوه الأستاذ بكلمة، فقد كان الطالب أخاً لأحد الشبيحة في قوات النظام وما إن عاقبه مدرب التربية الرياضية حتى طلب الطالب الدعم مستقدماً مجموعة من رفاقه الشبيحة واعتدوا جميعاً على الأستاذ بالضرب المبرح.
وتقول هدير وهي ناشطة في المدينة: «الأمر لم يعد يقتصر على هذا بل امتد إلى تجاوزات غير مقبولة إطلاقاً باتت تصل إلى الاغتصاب وإجبار الفتيات على الخروج مع الشبيحة دون أن يتمكن الأهل من التفوه بحرف خشية أن تتم تصفيتهم، إلا أن هذه القصص لم تنتشر بشكل واسع لأن الخوف الاجتماعي لازال يسيطر على عقلية الكثيرين، لكن إلى متى؟ أليس من المتوجب علينا فضح كل هذه الانتهاكات».
وتابعت هدير لـ «القدس العربي»، «المدينة تحوي عدداً كبيراً من النازحين، ولم يقتصر التشبيح على طائفة معينة أو مدينة معينة، بل بات الكثير من النازحين يأخذون التشبيح كمهنة لهم مستفيدين من مزاياها، حيث باتت نساؤهم ينزلن الأسواق ويشترين ما يردن من ثياب ومجوهرات، وقد يأخذن ما يبغين مجاناً ولا يتمكن أحد من أن يتفوه بحرف، بينما بالكاد تتمكن نساء وأطفال حماه من تأمين قوت يومهم، ولعل هذا الصمت الذي هم فيه نتيجة الرعب والخوف مما لحق بهم في الثمانينيات ولا زال الخوف من تكرار حماه ثانية هاجساً يؤرقهم».
وتروي هدير قصة سيدة مقيمة في منطقة الدباغة جاءت إلى أحد المحلات التجارية مشتكية من إزعاج متكرر عبر الهاتف إلى منزلهم وتحرش بابنتها الوحيدة، إلا أن صاحب المحل أجابها أنهم لن يتمكنوا من فعل أي شيء حيث أن أحد شبيحة الحي يأتي كل يوم إليه ويتصل بعدد من الفتيات ولا يتمكنون من محاسبته إطلاقاً.
ولم يقتصر الأمر على تهديد الشبيحة للأهالي بل بات كل من يستفيد من نفوذ الشبيحة يتخذهم أداة للتهديد، حيث تروي هدير قصة حصلت في منطقة الشريعة والتي تعتبر أرقى أحياء حماه عن فتاة أحبت أحد الشبيحة ورفض أهلها تزويجها إياه فهددتهم مستعينة بنفوذه إلى أن رضخوا للأمر الواقع.
ولأبو محمد قصة أخرى. ويتحدث الرجل المقيم في حي الملعب عن قصته قائلاً: « يسكن في عمارتنا أحد الشبيحة مع زوجته وأولاده الأربعة إلا أن ابنه الأكبر البالغ من العمر 16 عاماً يقوم بسرقة مضخات المياه وفك أقفال الخزانات لسرقة المازوت من الأبنية المجاورة، إضافة إلى الاعتداءات المتكررة على أطفال الحي، وعندما اشتكى الأهالي لوالده غضب وأنكر كل ذلك مهدداً الأهالي بعدم الاقتراب منه».
وتردف هدير «مثل هذه القصص هناك العشرات، حيث بات الشبيحة يصولون ويجولون في ساحات حماه وكأن لهم قانونهم الخاص يدخلون المحال التجارية يسرقون ما يشاءون منها ثم يغادرون وكأنهم لم يفعلوا شيئاً».
وعن سبب غياب حماه عن الساحة وارتفاع نسبة هذه الانتهاكات فيها يقول الصحافي عبد القادر الحموي لـ «القدس العربي»: «حماة لم تغب بل غُيّبت بعد أن أصبحت ثكنة عسكرية كبيرة وأُحيطت بمجموعة كبيرة من الحواجز الضخمة التي تخنق المدينة من الخارج وأخرى تُقطّع أوصالها من الداخل، ناهيك عن الخلايا الغريبة التي تم زرعها داخل مدينة حماة وهي أشبه بورم سرطاني، وفوق هذا وذاك بروز طبقة من التجار المنتفعين الذي يرتبطون بعلاقات وطيدة مع النظام ليساهموا بتشديد الخناق على الشعب من خلال التحكّم بالمواد الغذاية التي تضاعف سعرها مرات عديدة هذا ما ساهم بخنق أهل حماة أمنيًا وتجويعهم باستخدام سلاح التجار المنتفعين».
وأضاف «ولكن لا يخلو من وجود بعض ضعاف النفوس من أهل حماة نفسها وخاصة أولئك الذين يتعاملون مع النظام ويضعون أنفسهم في خدمته من أجل بعض الدولارات وآخرين دفعهم جشعهم لاستغلال عوز بعض النازحين إلى حماة المدينة وخاصة من أهالي ريف حماة الشمالي، فرفعوا أجور البيوت وطلبوا أجرة ستة شهور مقدما، ناهيك عن الغلاء الجنوني الذي أصاب بعض السلع ما جعل تأمين قوت اليوم والمأوى الشغل الشاغل لشريحة واسعة من سكان حماة أنفسهم أو النازحين إليها، فبرأيي لا تقتصر الانتهاكات في حماة على ما يقوم به النظام، لو نظرنا إلى الأمور من ناحية منطقية لوجدنا أن الانتهاكات التي يمارسها أهل حماة على أنفسهم وعلى النازحين، أشد وأقسى من انتهاكات النظام نفسه الذي يعتبر عدوا لشريحة كبيرة من أبناء الشعب السوري».

استمرار تجاوزات «الشبيحة» في حماه يسيطر على المشهد في المدينة

أحمد الدمشقي

جماعة «العدل والإحسان» تدعو إلى فتح حوار وطني في المغرب تجنبا للكارثة

Posted: 28 Nov 2016 02:18 PM PST

الرباط – «القدس العربي»: دعت أقوى الجماعات الإسلامية في المغرب إلى فتح حوار وطني حول مستقبل المغرب، وذلك «تجنبا للكارثة التي يقود إليها التدبير المخزني».
وحظرت) جماعة العدل والإحسان، (شبه محظورة، في بيان بعد عقد الدورة 20 لمجلسها القطري يومي السبت والأحد 26 و27 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري «من يُهمهم الأمر» من العبث بالسلم والتماسك المجتمعي والتمادي في استفزاز مشاعر الشعب والاستهتار بكرامة المواطنين وحقوقهم.
واستنكرت الجماعة «خطابات التحريض والتلويح بفزاعة «الفتنة» لثني الحراك الشعبي عن التبلور والانحياز إلى القضايا المجتمعية العادلة» وطالبت بكشف الحقيقة في ملفات «شهداء الحراك الشعبي» وتفعيل آليات المساءلة دون التفاف أو تماطل وهنأت الشعب المغربي على تمسكه بالمطالبة بحقوقه بأسلوب حضاري «ينم عن منسوب وعي راق».
وأعادت الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان انتخاب عبد الواحد المتوكل على رأسها. وقال حسن بن ناجح، الناطق الرسمي للدائرة السياسية للجماعة إن منصب رئيس الدائرة السياسية عرف تنافسا بين محمد الحمداوي، عضو مجلس الإرشاد في الجماعة، وعبد الواحد المتوكل رئيس الدائرة السياسية، الذي أعيد انتخابه إلا أنه رفض إعطاء أي تفاصيل أخرى عن أجواء انتخاب المتوكل وعدد الأصوات التي حصل عليها، «لأن المغرب لا يعيش أجواء طبيعية تسمح بالإعلان عن كل التفاصيل».
ونشر موقع الجماعة آليتها الداخلية لاختيار قادتها الجدد في الأمانة العامة، بالصوت والصورة عن إجراء الانتخابات داخلية وقال إن الجماعة دأبت منذ سنوات على اختيار أجهزتها عبر الانتخابات، «الآلية تم تفعيلها في الآونة الأخيرة لاختيار الهيئات التابعة للجماعة، بما فيها الهيئة العامة للتربية والدعوة، وهيئة العمل النسائي».
وأضاف أن الجماعة عرفت طيلة الشهور الأخيرة حركة واسعة لتجديد هياكلها، مشيرا إلى أن آلية الانتخابات الداخلية انطلقت على المستوى المحلي والجهوي فالوطني، «لا بد من الإشارة إلى أن التركيبة الجديدة للأمانة العامة للجماعة تضم أكثر من 80 في المئة من الوجوه الشابة، كما تم تجديد الثقة في عدد من القيادات السابقة».
وقال الموقع الإلكتروني لجماعة العدل والإحسان إن الدورة عرفت محطة محورية تمثلت في انتخاب الأمانة العامة ورئيس الدائرة السياسية، ثم عرض التقرير التنظيمي الذي رصد منجزات أجهزة الدائرة السياسية للجماعة وأن أعضاء المجلس تفاعلوا مع مضامين التقرير استفسارا واقتراحا لتطوير الأداء وتجويده، قبل أن يصادقوا عليه. وشمل التقرير السياسي للجماعة انتقادا لـ»إصرار النظام على استكمال مخطط الإجهاز على مكتسبات الحراك الاجتماعي، وتكريس الهيمنة على مفاصل الحياة السياسية تحكما في القرار والمبادرة» و»محاولات صناعة خريطة سياسية على المقاس، عرقلت إخراجها المقاطعة الشعبية الواسعة للانتخابات»، مشيرة إلى «إصرار النظام على التنكر لشعارات «الإصلاح»، مقابل «استمرار الحراك الشعبي الذي أربك في حالات كثيرة سلوك السلطات المهدد للاستقرار والتماسك المجتمعي».

جماعة «العدل والإحسان» تدعو إلى فتح حوار وطني في المغرب تجنبا للكارثة

الرئيس الموريتاني يدافع عن إنجازات نظامه ويهاجم خصومه

Posted: 28 Nov 2016 02:18 PM PST

نواكشوط – «القدس العربي»: كرس الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز خطابه بمناسبة الذكرى السادسة والخمسين لاستقلال موريتانيا عن فرنسا التي صادفت أمس الإثنين، للدفاع عن نظامه ومهاجمة خصومه الذين همهم الوحيد حسب قوله، هو «تشويه سمعة البلاد في الخارج».
وتستعد المعارضة الموريتانية في مؤتمر صحافي مقرر اليوم لعرض رؤيتها لذكرى الاستقلال ولإعلان مواقفها إزاء الوضع السياسي وبخاصة قضية الاستفتاء المثير للجدل والمقرر بداية العام المقبل.
وتحدث الرئيس الموريتاني عن أهمية دور المعارضة في المشهد السياسي الوطني لكونها «أداة رقابة وتوازن»، لكنه انتقد المعارضين «الذين يشوهون سمعة موريتانيا التي هي في نهاية المطاف سمعة جميع الموريتانيين أغلبية ومعارضة»، حسب قوله.
وحذر مما أسماه «عواقب الأكاذيب والتلفيقات التي لا تفيد ولا تغير من واقع موريتانيا المستقلة سياسيا واقتصاديا وأمنيا»، حسب تعبيره.
وقال «إن موريتانيا عانت طيلة 55 سنة من الاستعمار، لكن المستعمر لم يتمكن من التأثير على الموريتانيين الذين واجهوه بمقاومة مستميتة حافظت على ثوابت البلاد وتصدت بكل تضحية للإرادة الاستعمارية».
وركز الرئيس الموريتاني خطاب ذكرى الاستقلال التي نقلت احتفالاتها هذا العام لمدينة أطار عاصمة ولاية آدرار (شمال موريتانيا)، على الإشادة بإنجازات حكومته في المجال الأمني، حيث أكد إدراكه المبكر «لتلازم التنمية والأمن ومبادرته منذ الوهلة الأولى لوضع مقاربة أمنية محكمة شملت إعادة بناء القوات المسلحة وقوات الأمن، تكوينا وتجهيزا وتحسينا لظروفها، فأصبحت قادرة على المبادرة والتحرك، واستطاعت، حسب قوله، في وقت قياسي ضبط الحدود والنأي بموريتانيا عن تجاذبات وارتدادات بؤر الصراع المحتدمة حولها، فأضحى المواطنون والمقيمون ينعمون بالأمن والأمان».
وقال «إن مقاربة موريتانيا الأمنية أصبحت نموذجا يحتذى، كما أشادت منظمة الأمم المتحدة بالمهنية العالية لأفراد فرق قواتها المشاركة في عمليات حفظ السلام في إفريقيا».
وأعاد الرئيس ولد عبد العزيز إلى الأذهان ما سماه «الوضع المزري الذي كانت فيه القوات المسلحة الموريتانية» قبل وصوله هو للسلطة، مؤكدا أنها «عانت في السابق من نقص التجهيزات مما انعكس على أدائها في حفظ الأمن والاستقرار وعرض موريتانيا لهجمات إرهابية متعددة».
وبخصوص الوضع السياسي، تحدث الرئيس الموريتاني مطولا عن الحوار الذي نظمته حكومته مؤخرا فقال «إن موريتانيا شهدت حوارا سياسيا شاملا، ستساهم مخرجاته في تعزيز الديمقراطية وإرساء دولة القانون والحكم الرشيد».
وقال «لقد عملنا جاهدين خلال السنوات الأخيرة على ترسيخ القيم الديموقراطية في موريتانيا وترقية الحريات الجماعية والفردية واعتماد آلية الحوار نهجا للتعامل مع الطيف السياسي الوطني، وقد شكلت النتائج الإيجابية للحوار الوطني الأخير دفعا جديدا لمسيرة موريتانيا نحو عصرنة مؤسسات الدولة».
وامتدح «النهضة الكبيرة» التي قال إن موريتانيا شهدتها في مجالات عدة تتقدمها البنى التحتية كتشييد الطرق والسدود والموانئ والمطارات»، مبرزا «أن هذه النهضة تنضاف للتطور الذي عرفته الزراعة والتنمية الحيوانية، وللمشاريع المنجزة في ميادين المياه والطاقة».
وأوضح «أن مؤشرات الهيئات المالية الدولية ذات المصداقية أكدت نجاعة المقاربة الاقتصادية والتنموية التي تنهجها الحكومة الموريتانية».
وقال «ما كان لهذه الإنجازات وغيرها أن تتحقق لولا الحرب التي أعلناها على الفساد والمفسدين، والتي أعادت للمال العام هيبته ومكنت من الاستغلال الأمثل لموارد البلد وتوجيهها إلى خدمة المواطن، والعناية بالفئات الأكثر هشاشة في المجتمع».
ودافع الرئيس الموريتاني عن سياسات حكومته في مجال التعليم، مؤكدا «تحقيقها لإنجازات مهمة على مستوى المنظومة التربوية عبر إنشاء الجامعات المتخصصة ومدارس الامتياز ومعاهد التكوين وتشجيع التخصصات العلمية مما انعكس إيجابا على مستوى الخريجين، وشكل إضافة نوعية ساهمت في نفاذهم إلى سوق العمل وتذليل الصعاب أمام مشاركتهم النشطة في الحياة».
ولوحظ خلال احتفالات ذكرى الاستقلال في مدينة أطار حضور ملفت للدعوة لتغيير الدستور للسماح للرئيس محمد ولد عبد العزيز بالبقاء في السلطة بعد دورة ولايته الحالية المنتهية منتصف عام 2019.
ورفعت أمس خلال زيارة الرئيس لمدينة أطار حيث الاحتفالات الرسمية بعيد الاستقلال متواصلة، لافتات طالبت بدورات ولاية رئاسية أخرى للرئيس، كما طالب متدخلون خلال اجتماعات الرئيس بالسكان المحليين، ببقاء محمد ولد عبد العزيز رئيسا للأبد. وأعلن أحد العمد الموريتانيين في تصريحات إذاعية أمس أنه سينتحر إذا لم يبق الرئيس محمد ولد عبد العزيز رئيسا لموريتانيا إلى الأبد.

الرئيس الموريتاني يدافع عن إنجازات نظامه ويهاجم خصومه
في ذكرى الاستقلال الوطني ووسط تجاذب سياسي مستمر
عبدالله مولود

هل سيتراجع ترامب عن قرارات أوباما بشأن إعادة العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا؟

Posted: 28 Nov 2016 02:17 PM PST

واشنطن ـ «القدس العربي»: وصف الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب رحيل الزعيم الكوبي فيديل كاسترو بأنه نهاية ميراث من فرق الموت والسرقة والمعاناة والفقر والحرمان من حقوق الانسان الاساسية وعقود من القمع والنظام الاستبداي بينما قدم الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعازيه للشعب الكوبي وقال في بيان انه حاول بجهد وضع الماضي في الخلف والسعى إلى مستقبل يعيد ترتيب العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا.
يوفر هذا الفارق الشاسع في رد الفعل على رحيل كاسترو، مؤشرات على امكانية تراجع ترامب عن السياسة الأمريكية التى انتهجها ادارة أوباما تجاه الجزيرة عبر تخفيف الحظر التجاري المفروض على هذا البلد الشيوعي والتفاوض مع راؤول كاسترو حول العلاقات بين البلدين.
وقد هاجم ترامب مرارا السياسة المنفتحة لادارة أوباما تجاه كوبا حيث قال في ميامي اثناء حملته الانتخابية أن أوباما عقد صفقة سيئة مع النظام الكوبي ولكنه لم يكن واضحا ما إذا كان ذلك يعنى ان ترامب يسعى إلى اعادة فرض القيود مثل وقف الرحلات الجوية بين كوبا والولايات المتحدة، وواضح ان جميع « التنازلات « التى قدمها أوباما بشأن كوبا كانت عبر قرارات رئاسية تنفيذية مما يعنى ان الرئيس القادم لديه القدرة على التراجع عن هذه القرارات، وقال ترامب بأنه سيفعل ذلك إذا لم يستجب نظام كاسترو للمطالب الأمريكية بما في ذلك السماح بالحرية الدينية والسياسية للشعب الكوبي واطلاق سراح السجناء السياسيين
والعبارة الأخيرة من خطاب ترامب جاءت بشكل عفوي ولم تظهر في النسخ المعدة سلفا للخطاب والتى تم توزيعها مسبقا على وسائل الإعلام، ولاحظ المراقبون، ايضا، ان ترامب قد عين واحدا من أهم نقاد جهود ادارة أوباما لاعادة وتوسيع العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا في منصب مهم بوزارة المالية حيث كتب موريسيو كليفر، المدير التنفيذى لجمعية المدافعين عن كوبا الديمقراطية مقالا في صحيفة «ميامي هيرالد» قال فيه ان مسار أوباما زاد الأمر سوءا في كوبا، وان السياسة التى انتهجها أوباما تجاه كوبا لم تكن عقلانية او لهدف نبيل بل كانت من أجل تحقيق سبق تاريخي قليل التبصر.
الطريف في مواقف ترامب ان الرجل سارع بعد تهجمه على سياسة أوباما إلى اكتشاف الفرص المتاحة في كوبا لانشاء فندق وكازينو في هافانا في حين سعت الحملة الانتخابية للمرشحة الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون إلى كسب القوى الدافعة بين أوساط المجتمع الكوبي المعادى لكاستروفي جنوب ولاية فلوريدا عن طريق بث الكثير من الاعلانات التلفزيونية التى تتحدث عن خطط ترامب الحقيقية في كوبا.
وطالب المرشح الرئاسي السابق السناتور ماركو روبيوالكونغرس بعد وفاة كاستروببذل المزيد من الجهد لدعم القضية المؤيدة للديمقراطية في كوبا وقال ان مستقبل كوبا في يد الشعب الكوبي بنهاية المطاف ولكن يجب ان تقف الادارة الجديدة اضافة إلى الكونغرس مع الشعب الكوبي ضد حاكمهم.
وقالت زعيمة الاقلية في مجلس النواب نانسي بلوسي ان ادارة أوباما اتخذت خطوات تاريخية نحو علاقة جديدة بين الولايات المتحدة وكوبا و«نحن نأمل ان يستمر هذا التقدم في ظل الإدارة الجديدة» ولكنها اكدت، ايضا، على الضغط على النظام الكوبي لتبنى الاحلام السياسية والاجتماعية والاقتصادية للشعب الكوبي.
واشارت إلى معاناة أجيال من السجناء السياسيين ونشطاء الديمقراطية تحت حكم فيديل كاسترو.
وتحدث السناتور بوب كوركر من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ بلهجة متفائلة قائلا بان وفاة كاسترو تعنى طي صفحة نحو حياة افضل للكثيرين الذين يحلمون بمستقبل اكثر اشراقا، وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل بانه يأمل ان ينتهز النظام الكوبي الفرصة لفتح صفحة جديدة من اجل خير الشعب الكوبي.

هل سيتراجع ترامب عن قرارات أوباما بشأن إعادة العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا؟

رائد صالحة

لبنان: بري يتحدّى الحريري تأليف الحكومة من دونه والرئيس المكلف يردّ بالعبارة نفسها «أنا معه ظالماً كان أم مظلوماً»

Posted: 28 Nov 2016 02:17 PM PST

بيروت ـ «القدس العربي» : لا ينفك رئيس مجلس النواب نبيه بري المفوّض من حزب الله والمفاوض عن فريق 8 آذار عن تصعيد مواقفه حيال تأليف الحكومة وتوزيع الحقائب الوزارية، وآخر مواقفه في هذا المجال هو تحدّيه الرئيس المكلف سعد الحريري بأن يمضي في التأليف وقـوله أمـام زواره «إذا استطاعوا تأليفها مـن دونـنا فليـقدموا على هـذا الأمر، ونتجه عندها إلى المعـارضة التـي يراودنـي مناخـها».
واتهم بري الحريري بنقل كلام غير صحيح قائلاً «أرفض من لا يتعامل معي بصدق»، نافياً معلومات يقدمها الحريري مفادها أن وزارة الأشغال من حصة «القوات»، وأنه جرى الاتفاق على هذا الأمر مع بري الذي قبل بالصحة بعد تنازل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عن الحقيبة السيادية.
وأضاف « قلت للحريري إن الحركة تطالب بحقيبتي المال والأشغال، ولا أمانع في القبول بالحقيبة الثالثة، أي وزير دولة من باب التسهيل. وحقيقة، ندمت على موقفي الأخير. وأكرر أن لا خلاف ولا مشكلة بيني وبين سـمير جعـجع أو أي فـريق، ولتحـصل القـوات على الحقـيبة من الجهـة التي قـدمت لها هذا الوعـد».
وبعد ساعات على الكلام الصادر عن الرئاسة الثناية، زار الرئيس الحريري قصر بعبدا حيث التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وخرج من دون أي إعلان عن ولادة، لكنه أكد التفاهم مع رئيس الجمهورية على الأمور كافة، لافتاً إلى «وجود بعض العقبات في مسار تشكيل الحكومة وسنحاول حلحلتها».
وقال الحريري «جئنا للتشاور مع فخامة الرئيس في شأن الحكومة. ونحن متفاهمون على الأمور كافة، وثمة بعض العقبات، وإن شاء الله سنحاول حلحلتها. ونـرى أن مصـلحة البـلد ومصلـحة المواطـن هي الأهـم. والرئيس عون حريص على اقتصاد البلد وخصوصاً ان هناك مؤشرات إيجابية كثيرة ظهرت بعد انتخاب فخامة الرئيس ونحن سنستكمل الخطوات بالتشاور معه».
وعما إذا كانت العقدة ماتزال قائمة حول في حقيبة الأشغال ورأيه في تصعيد الرئيس بري.
أجاب «نحن مع الرئيس بري ظالماً كان أم مظلوماً» وهذه هي العبارة نفسها التي سبق لبري أن استخدمها قبل تكليف الحريري عنه.
تزامناً، نقل رئيس الرابطة المارونية أنطوان قليموس عن الرئيس عون «أنه لن يألو جهداً حتى يصل تأليف الحكومة إلى الخواتيم والعقبات طبيعية، وأن التأليف لا يمكن أن يتم إلا تحت سقف مبادئ أبرزها محاربة الفساد وإعادة التوازن إلى الشراكة الوطنية».
وبموازاة ذلك، زار الوزير وائل أبو فاعور عين التينة موفداً من النائب وليد جنبلاط حيث التقى الرئيس بري وتناول البحث الملف الحكومي حيث ظهر حرص جنبلاطي على تسهيل تشكيل الحكومة ولو اقتضى الأمر إسناد وزارة العدل إلى الحزب التقدمي الاشتراكي بدلاً من وزارة الصحة.

لبنان: بري يتحدّى الحريري تأليف الحكومة من دونه والرئيس المكلف يردّ بالعبارة نفسها «أنا معه ظالماً كان أم مظلوماً»

سعد الياس

اليونيسيف: نصف مليون طفل في سوريا يعيشون تحت الحصار

Posted: 28 Nov 2016 02:16 PM PST

نيويورك (الأمم المتحدة) «القدس العربي»: قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في بيان لها إن عدد الأطفال الذين يعيشون تحت الحصار في سوريا قد تضاعف في أقل من عام مع تصاعد وتيرة العنف ليصل إلى 500 ألف طفل تقريباً يعيشون حالياً في 16 منطقة محاصرة في أرجاء البلد وإن والمساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية شبه منقطعة عنهم.
وذكر المدير التنفيذي لليونيسف، أنطوني ليك، أن حياة ملايين البشر في سوريا تحولت إلى كابوس لا نهاية له، لا سيما بالنسبة لمئات آلاف الأطفال الذين يعيشون تحت الحصار ويُقتلون ويُصابون وهم شديدو الخوف أن يلتحقوا بالمدرسة أو حتى أن يخرجوا من أماكنهم للعب.
وقال ليك إن هؤلاء الأطفال السوريين يبقون على قيد الحياة بتناولهم القليل من الطعام وبالكاد يحصلون على أي دواء. وتقدر اليونسيف أن عدد الأطفال المحاصرين شرقي حلب فقط يزيد عن 100 ألف طفل.
وفي غياب الأماكن الآمنة، ينتقل الأطفال إلى الملاعب والمدراس والمستشفيات المقامة تحت الأرض، كي يواصلوا الحياة والتعلم والسعي إلى الحصول على الرعاية الطبية عند الضرورة.
وذكرت منظمة اليونيسف أن مجموعة من المتطوعين في منطقة محاصرة قامت ببناء ملعب ومنتزه، من خلال الربط بين مجموعة من الدور السفلية.
ويأتي الأطفال بمعدل 200 طفل إلى هذا الملعب كل يوم، وفي منطقة محاصرة أخرى، توفر مدرسة في دور سفلي الفرصة لـ 50 فتاة كي يواصلن تعليمهن.
وجددت اليونيسف دعوتها إلى الأطراف كافة لرفع الحصار المفروض في مختلف أرجاء سوريا، وتيسير إمكانية الوصول الفوري وغير المشروط للمساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق في أرجاء البلد.

اليونيسيف: نصف مليون طفل في سوريا يعيشون تحت الحصار

عبد الحميد صيام

الفوز الساحق لفرانسوا فيون يعبد له الطريق للإليزيه

Posted: 28 Nov 2016 02:16 PM PST

باريس ـ «القدس العربي»: فوز رئيس الوزراء السابق فرانسوا فيون بفارق كبير في الانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي، سيتأهل للترشح للانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، بعد أن خلق مفاجأة كبرى في الدورة الأولى، وحل أولا وأقصى نيكولا ساركوزي. ونال فرانسوا فيون، صاحب البرنامج الاقتصادي الليبرالي نسبة 66 ٪ من الأصوات في الجولة الثانية، مقابل 33٪ لمنافسه رئيس الوزراء الأسبق ألان جوبيه.
وعقب إعلان النتائج مباشرة أمس الأول تعهد فرانسوا فيون بتوحيد معسكره خلف مشروع يطبق إصلاحات عميقة «أمد يدي إلى كل الذين يريدون خدمة بلادنا من أجل إعادة بنائها من جديد وعلى قواعد صحيحة»، وأضاف «برنامجي مبني على القيم الفرنسية التي سأدافع عنها». واستطرد فيون قائلا «سأعمل على هزيمة اليسار لأنه يعني الفشل الذريع، وكذلك اليمين المتطرف لأنه يعني الإفلاس». واعترف ألان جوبيه بهزيمته قائلا «رغم دعمكم وحماستكم فإن النتائج لم تكن لصالحنا. نحن عائلة واحدة، والفائز هو فيون الذي أقدم كل التهاني لانتصاره الكبير. وأتمنى له كل النجاح، والفوز في االانتخابات الرئاسية المقبلة». وتوجه جوبيه إلى الشباب قائلا «كونوا أقوياء من أجل بلدكم. واصلوا المشوار لأنكم عماد الأمة. دافعوا عن فرنسا متصالحة، يسود فيها الاحترام المتبادل والكرم والعدل». ويعتبر فرانسوا فيون ليبراليا مؤيدا للحلول الصادمة والجذرية من أجل تقليص دور الدولة في الاقتصاد، ويتبنى برنامجا اجتماعيا محافظا مبني على معتقدات الحزب اليميني الكاثوليكي المحافظ، كما أنه يؤمن بما سماه «القيم الفرنسية» رافضا فكرة «التعدد الثقافي». أما جوبيه الأكثر اعتدالا فكان يدعو في برنامجه إلى «إصلاحات في العمق من دون حلول ليبيرالية صادمة». كما أن البرنامج الاقتصادي لفيون لا يزال يثير الكثير من المخاوف، وأطلق عليه بالمرشح المتبني للفكر «الثاتشري»، بسبب الاصلاحات الاقتصادية العميقة التي ينوي تطبيقها حال فوزه بالانتخابات الرئاسية من أجل القطع مع «30 سنة من الجمود» كما عبر عن ذلك في خطاب فوزه يوم أمس.
وتعهد بإلغاء نصف مليون وظيفة عمل في القطاع العام خلال ولايته من أجل تخفيف عبء الدولة وخفض المديونية، وبالتالي توفير نحو 100 مليار يورو للدولة. كما عبر عن نيته رفع سن التقاعد إلى 65 سنة، إضافة إلى إنهاء العمل بقانون ساعات العمل الأسبوعي الحالي المتمثل في 35 ساعة، ورفعه إلى 39 ساعة في الوظيفة العمومية و48 ساعة في القطاع الخاص كأقصى تقدير كما تفرضه القوانين الأوروبية. كما ينوي المساس بقانون العمل الفرنسي الذي يوفر حماية للعمال، عبر تسهيل عمليات تسريح العمال بشكل فردي أو جماعي، في القطاع الخاص وتشجيع الاستثمار عبر إعادة هيكلة السياسة الضريبية لتشجيع رجال الأعمال والشركات على التوظيف.
في الجانب الاجتماعي يوصف فيون بـ«التقليدي المحافظ»، بعدما أبدى تحفظه على الإجهاض انطلاقا من معتقداته الدينية الكاثوليكية، وعبر عن رفضه لفكرة قانون «التبني» بالنسبة للمثليين، في صيغته الحالية، وتعهد بالعمل على تعديله. وفي السياسة الخارجية لفرنسا، فإن فرانسوا فيون يؤمن بالدور الدبلوماسي لفرنسا على الساحة الدولية. وفي آخر مناظرة له قال فيون إنه يؤمن «بسيادة فرنسا وبقوتها وتأثيرها التاريخي على الساحة الدولية». وعبر عن ذلك أيضا، عقب فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية، داعيا إلى عودة فرنسا للعب «دور قيادي بعيدا عن العباءة الأمريكية». كما عبر عن موقفه من الأزمة السورية، ودعا للتحالف مع روسيا وإيران لدحر تنظيم داعش. كما أبدى استعداده لإعادة فتح قنوات التواصل الديبلوماسية مع النظام السوري، وعبر عن رفضه لفكرة الإطاحة بالأسد واصفا إياه بـ «صمام أمان لحماية الأقليات خصوصا مسيحيي الشرق». يشار إلى أن فرانسوا فيون تربطه علاقة صداقة قوية بفلاديمير بوتين، ويكيل المديح لروسيا معتبرا إياها «القوة الدولية الوحيدة التي تنتهج سياسة براغماتية في سوريا». في المقابل هاجم بشدة السياسة الفرنسية الحالية في ملفات الشرق الأوسط خصوصا في الملف السوري، ووصف سياسة فرنسا والاتحاد الأوربي بأنها «فاشلة» ودعا إلى التركيز على «محاربة الفكر الاسلامي المتطرف والجماعات الارهابية».
كما أن فيون انطلاقا من ايديولوجيته، يرفض إدانة الاستعمار الفرنسي، بل يعتبر بأن «فرنسا قامت بعمل حضاري عبر نشر ثقافتها وقيمها مع الدول الإفريقية». وعبر عن «فخره بتاريخ فرنسا الذي يمتد على مدى 15 قرنا». كما عبر صراحة عن رفضه لفكرة «التعدد الثقافي في فرنسا» في آخر مناظرة له الخميس الماضي، الأمر الذي صدم العديد من الفرنسيين واتهم فيون بتبني أفكار اليمين المتطرف، وانتهاج «ايديولوجية خطيرة» تنفي وجود التنوع الثقافي والعرقي والديني في البلاد.
فوز فرانسوا فيون بالانتخابات التمهيدية سيعبد له الطريق ليصبح رئيس فرنسا المقبل بسبب غياب منافس قوي من تيار اليسار المنقسم على بعضه، والذي يجري هو الآخر انتخابات تمهيدية لاختيار مرشحه أواخر يناير/كانون الثاني المقبل. كما أن استطلاعات الرأي أفادت بأن فرانسوا فيون سيفوز بسهولة على مارين لوبان في حال تنافسا في الدوري الثاني من الانتخابات الرئاسية. وأشار استطلاع الرأي الذي أجري يوم الأحد مساء عقب صدور النتائج، بأن فيون سيفوز على لوبان بنسبة 67٪، مقابل 33٪ للوبان.

الفوز الساحق لفرانسوا فيون يعبد له الطريق للإليزيه

هشام حصحاص

مصر: المحكمة تنظر طعن توفيق عكاشةعلى قرار إسقاط عضويته للبرلمان ودعوى القنوات الفضائية

Posted: 28 Nov 2016 02:16 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: حددت الدائرة الأولى فحص طعون بالمحكمة الإدارية العليا في مجلس الدولة، برئاسة المستشار أحمد الشاذلي، نائب رئيس المجلس، يوم 19 كانون الأول/ديسمبر المقبل، لنظر أولى جلسات الطعن المقدم من هالة عثمان، المحامية بصفتها وكيلة عن النائب البرلماني السابق توفيق يحيى إبراهيم عكاشة، الشهير بـ «توفيق عكاشة»، ويطالب خلاله ببطلان والغاء قرار رئيس مجلس النواب باسقاط عضويته من البرلمان، وعدم الاعتداد بها القرار وكافة ما يترتب على ذلك من آثار.
واختصم الطعن رئيس مجلس النواب ورئيس اللجنة العليا للانتخابات بصفتهم، موضحاً أن الطاعن اُنتخب باعلى نسبة تصويت انتخابي على مستوى الجمهورية عضواً بمجلس النواب المنتخب لعام 2015 عن دائرة نبروه ـ دقهلية، فضلاً عما يتمتع به من صفة إعلامية باعتباره أحد المحللين السياسين والإعلاميين الذين يقدمون برامج سياسية نقدية وهذه البرامج التي قدمها مثلت وبحق النافذة لوعي العديد من المصريين الذين آمنوا بافكاره وقدروه احتراماً لارائه لما حظي به وناله من قبول ومصداقية لدى جموع الشعب المصري.
وأضاف الطاعن، «أنه قام بصفته إعلامياً بارزاً بلقاء أحد الدبلوماسين الأجانب، وذلك بصفته الشخصية والإعلامية»، مؤكداً أن هذا اللقاء لم يكن لقاءاً رسمياً، بل كان لقاء تم على المستوى الفردي والشخصي حيث أن صفته النيابية لم يكن لها وجود في هذا اللقاء ولم يقم بدعوة ذلك المسؤول الاجنبي بتلك الصفة النيابية، وكانت الدعوة لمجرد التبادل لبعض الاراء السياسية ولم يكن هذا اللقاء سري أو خفي، بل إن الطاعن أفصح عن هذه الرغبة سابقاً والادلة اليقينية والقاطعة على صحة ذلك اشرطة الحلقات السابقة على مقابلة السفير، وكذا الاشرطة اللاحقة لهذا اللقاء.
وأشار الطعن إلى أنه جاء على لسان الطاعن أن «ده عبارة عن مجهود فردي فقط باعتباري باحثاً وإعلامياً مصرياً وسوف اقوم بتقديم ثمرة هذا البحث واللقاء امام الدولة، إذا تبين صحة ما انتهيت اليه او عدم صحته»، مؤكدا أن تلك الكلمات قاطعة الدلالة عن حسن النوايا ومقاصد الطاعن وانه لم يتحدث بصفته النيابية والدليل الابرز على ذلك ان الاستضافة كانت في بيته وفي محيط اهله وعائلته ولا شأن للدولة من بعيد او قريب بهذا اللقاء. وعلى جانب آخر، قررت الدائرة الثانية بمحكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، برئاسة المستشار سامي عبد الحميد، نائب رئيس مجلس الدولة، الأحد، تأجيل الدعوى التى أقامها النائب البرلماني السابق توفيق عكاشة، والتي تطالب بإغلاق 62 قناة فضائية لجلسة 26 شباط/فبراير المقبل.
فكان خالد سليمان، المستشار القانوني لشبكة فضائية «الفراعين»، قد أقام دعوى قضائية، حملت رقم 39928 لسنة 69 قضائية، طالبت بغلق القنوات الفضائية المخالفة والتي تضر بالاقتصاد المصري، وتشمل إغلاق 62 قناة فضائية غير مرخصة، منها 52 قناة للأفلام تضر التراث السينمائي المصري وآخرى 10 قنوات تابعة للإخوان تبث سمومها تجاه مصر وتحرض على إسقاط البلاد، كما جاء بالدعوى.

مصر: المحكمة تنظر طعن توفيق عكاشةعلى قرار إسقاط عضويته للبرلمان ودعوى القنوات الفضائية

السلطات السودانية تغلق قناة فضائية وتصادر صحيفتين بسبب تغطية العصيان المدني

Posted: 28 Nov 2016 02:15 PM PST

الخرطوم ـ «القدس العربي»: صادر جهاز الأمن السوداني طبعتين من عدد الأمس لصحيفتي الأيام والجريدة المستقلتين وأوقفت الهيئة العامة السودانية للبث الإذاعي والتلفزيوني مساء أمس الأول بث قناة أمدرمان الفضائية المملوكة للإعلامي حسين خوجلي.
وشهدت الخرطوم أمس اليوم الثاني لعصيان مدني دعا له ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي واستبقت العديد من صحف الخرطوم هذا الحدث بعناوين بارزة لمسؤولين حكوميين يستخفون بالعصيان ويسخرون منه ويؤكدون فشله، لكن صحيفة الأيام (المعارضة) تناول عنوانها الرئيسي هذا الموضوع من زاوية مختلفة و نفّذت القنوات الفضائية الحكومية صباح أمس الأول برمجة حاولت من خلالها التأكيد على فشل العصيان المدني.
وقال حسين خوجلي في بيان صدر فور إيقاف القناة: «وصلني في تمام الساعة الثامنة من مساء الأحد قرار من مدير الهيئة العامة السودانية للبث الإذاعي والتلفزيوني، المهندس خليل ابراهيم، بإيقاف بث قناة أمدرمان لعدم الحصول على ترخيص حسب زعمه، وهذا غير صحيح فقد حصلنا على موافقة بذلك من وزير الإعلام الأسبق الزهاوي إبراهيم مالك وخطاب آخر للسيد مسجل عام الأعمال والشركات والأسماء التجارية. وأضاف خوجلي بأن القناة ظلت تبث لمدة ست سنوات ليصدر قرار ووصف القرار بالفرمان الكارثي والباطل فنياً وأخلاقياً، مضيفاً بأنهم سيسعون لإعادة القناة بالوسائل القانونية والشرعية.
وأدانت شبكة الصحافيين السودانيين هذه الإجراءات وقالت في بيان لها: «في خطوة مستهجنة ومتوقعة صادر جهاز الأمن والمخابرات، صحيفتي (الأيام) و(الجريدة) فور الإنتهاء من طباعتهما دون إبداء أسباب كما جرت العادة، وفي تطور لافت أصدرت السلطات مساء أمس قراراً بوقف بث قناة أم درمان الفضائية».
وتوقعت الشبكة هذه الإجراءات في بيان لها أمس الأول عقب نجاح اليوم الأول للعصيان المدني ودعت الشبكة الصحافيين والصحافيات لمواصلة عملهم ونشر الأخبار في مواقع التواصل الاجتماعي وكل الوسائل المتاحة.
وأضافت بأنها تشد على أيدي الزملاء والزميلات الذين تدافعوا لتغطية الحدث الإستثنائي، مع عميق تقديرها لظرف الذين حالت ضغوط السلطة على منابرهم من نقل مجريات الحدث بما يستحق.
في سياق غير بعيد، نبه وزير الإعلام السوداني، أحمد بلال، في منبر نظمته وزارته أمس لخطورة صناعة الأخبار، وقال ان البلاد عانت كثيراً من الأخبار المصنوعة والمفبركة التي تنشرها وسائل إعلام خارجية وكان أخيرها مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية في دارفور.
واتجه المنتدى لانتقاد مصادر الأخبار الجديدة لكن مدير مكتب قناة الجزيرة في الخرطوم، المسلمي الكباشي أشار إلى أن العالم أصبح في قبضة الإنترنت، وقال إن 50٪ يعتبرون مواقع التواصل الاجتماعي مصدراً موثوقاً للاخبار، وطالب بالبحث عن سبل الانتقال للعالم الجديد، مؤكداً ان المعركة انتقلت للفضاء ويجب أن ينتقل التفكير إلى الفضاء.
وتبادل السودانيون على نطاق واسع دعوات لعصيان مدني شامل بدأ من يوم الأحد وتم من خلاله التعبير عن رفض زيادة أسعار الدواء وتحرير سعر الوقود وموجة الغلاء التي ضربت البلاد بعد تحرير سعر صرف العملة الأجنبية مقابل الجنيه السوداني، و شهدت العاصمة السودانية ومدنا أخرى تظاهرات سلمية ضد القرارات الاقتصادية الأخيرة و خرج طلاب المدارس الثانوية في مدينة بحري منددين بالقرارت وخرجت تظاهرات أخرى في منطقة أمبدة في أم درمان ومدني وكسلا وعطبرة وبورتسودان.

السلطات السودانية تغلق قناة فضائية وتصادر صحيفتين بسبب تغطية العصيان المدني

صلاح الدين مصطفى

التفكير الثقافي خارج أفق الانتظار

Posted: 28 Nov 2016 02:15 PM PST

منذ أن أُعلن عن تأسيس الهيئة العامة للثقافة في السعودية، بمرسوم ملكي في السابع من مايو/أيار لهذا العام، ضمن مشروع رؤية 2030 بدأ المثقفون يفكرون في شكلها وإدارتها وصلاحياتها ومفاعيلها.
ليس كل المثقفين بطبيعة الحال، بل تلك الفئة التي تعودت الانتظار، الفئة التي لا تفرق ما بين مهمة المثقف المتمثلة في إنتاج الخطابات وتحريك القضايا وتوليد المعاني، وبين واجب المؤسسة في تجهيز المباني وإعداد الهياكل والتشريعات، وهكذا أضيفت حالة انتظار أخرى في قائمة الانتظارات الطويلة والمزمنة التي يصطف المثقفون فيها ترقباً لما ستجود به المؤسسة، فهم ما زالوا ينتظرون انتهاء حالة التمديد لمجالس الأندية الأدبية وتفعيل ملف الانتخابات، أو تحويل كل الهياكل الأدبية والفنية إلى مراكز ثقافية.
وما زالوا يحلمون بمجلس أعلى للثقافة بموجب الوعود الإعلامية المتكررة، كما يترقبون اللحظة التي يُسمح فيها بتشكيل رابطة أو اتحاد للكُتّاب لإدارة الشأن الثقافي وتمثّل الحضور في اتحاد الكُتّاب العرب.
هذا هو مختصر العلاقة بين المثقف والمؤسسة الثقافية في السعودية، فهو تاريخ طويل من الانتظارات، وهذا هو ما يفسر تبرمهم الدائم من كون الثقافة مجرد حالة هامشية مستلحقة بوزارة الإعلام، حيث اعتاد المثقفون أن تخطط المؤسسة، لدرجة أن بعضهم تماهى مع الطريقة التي تفكر بها المؤسسة، فصار يهاجم النخب بلا هوادة ويطالب بفتح المجال للشباب، وهو ما يعني طرد أصحاب الخبرة والمعرفة من موقع صنع القرار الثقافي، وتسليم مقاليد الثقافة إلى فصيل من الهواة الذين يجيدون التعامل مع شكل الثقافة، ولا يتقنون التماس مع جوهرها. كما يأتي ذلك الاستبدال الثقافي على إيقاع هجوم مبرمج وكاسح ضد الليبرالية، باعتبارها أحد الشرور التي تحذر منها المؤسسة التعليمية وتحاربها المنابر الدينية، وستكمل المؤسسة الثقافية الإجهاز عليها من خلال مثقفين لا تفصلهم أي مسافة فكرية أو جمالية عن المؤسسة.
تفترض رؤية 2030 تأسيس عشرات المنظمات غير الربحية، بما في ذلك التجمعات المعنية بالشأن الثقافي، ولكن حتى هذه اللحظة لا توجد أي خطوة في هذا الاتجاه، وتلك نتيجة طبيعية متأتية من قناعة المثقفين بأن التشريعات والقوانين المتعلقة بإنشاء الروابط والاتحادات لن تقر في المنظور القريب، وأن لجنة الشؤون الثقافية في مجلس الشورى ليست في وارد التسريع بسد هذه الثغرة التشريعية، وبمقتضى ذلك الجمود التشريعي يفضل معظم المثقفين انتظار اللحظة التي ستعلن فيها المؤسسة عن تصورها الجديد للثقافة، خصوصاً أن الوعود هذه المرة تأتي ضمن خطة بعيدة المدى، ولا يمكن لها أن تتحقق على المستوى الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، بدون أن يكون لها مهادها على المستوى الثقافي، الكفيل بالتعامل مع فكرة إعادة تأهيل الإنسان.
فترة الانتظار السلبي هذه التي تعيشها النخب، بالإضافة إلى انصراف المؤسسة الثقافية عن استشارتهم، دفعتهم إلى مغادرة مواقعهم التنظيرية المتمثلة في إنتاج الخطاب، باتجاه مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تُلاحظ تلك الهجرة الجماعية من مختبرات الثقافة ومراكز إنتاج المعرفة إلى محرقة المناوشات اليومية في مواقع التواصل الاجتماعي، المحروثة بقضايا هامشية مدّبرة، المزدحمة بمخلوقات لا تتحدث بعبارات وأفكار ثقافية بقدر ما تحضر مدفوعة بحسّها التبسيطي للوجود، ونعراتها العنصرية والطائفية، حيث صار المثقف ضحية خياراته الجماهيرية السهلة، وبالتالي فقد لياقة التفكير خارج مبتغيات القارئ النسقي المقيم داخل غرائزه.
يتحدث المتفائلون عن خطة ذكية لتطوير أداء الوزارة من حيث تحويل التراخيص والطلبات إلى نظام الخدمات والتطبيقات الإلكترونية، حيث ستشكل تلك الإجراءات نقلة نوعية في أداء المؤسسة، كما ستسمح الخطة باستخراج تراخيص المطبوعات والنشر بسرعة قياسية دون الاضطرار إلى مراجعة المكاتب، كاستجابة لمتطلبات الحكومة الإلكترونية، وهذه إجراءات مبشّرة وواعدة، ولكن لا أحد يتحدث عن الثقافة ذاتها، أي طبيعة الفكر الذي يُراد له أن يحضر ضمن هذه الرؤية التي تشكل الثقافة ركيزتها الأساسية، خصوصاً أنها – أي هيئة الثقافة – تنطرح كتوأمة لهيئة الترفيه، في ما يشبه التلازم البنيوي بين الهيئتين، وهو طرح يعد بحالة استبدال ثقافي أشبه ما تكون بالانقلاب بعد عقود من الجمود والمحرمات والتحفظات.
هناك حالة من التململ والارتباك وعدم الحماس والتردد إزاء ما يمكن أن تكون عليه هيئة الثقافة، إذ يمكن أن تكون من نصيب مجموعة من البيروقراطيين والمنتفعين، أو قد تسلّم إلى مجموعة من نجوم الميديا الذين تراهن المؤسسة على جماهيريتهم، وربما يُعاد إنتاج بعض الوجوه التقليدية التي لا تبتعد عن مرئيات المؤسسة بأي مسافة، وبالتالي يتم استبعاد الخبراء المجددين في الشأن الثقافي، وهو خوف له ما يبرره، حيث لم تتطابق وعود المؤسسة مع ما يتوق إليه المثقف في أي مرحلة من المراحل، وكل حالات الانتظار السابقة أكدت للمثقفين بأنهم خارج ما تفكر فيه المؤسسة وما تريده، مع قناعة أكيدة عند الجميع بأن خطاب الظل على درجة من الضعف والبهوت مقارنة بما تؤديه المؤسسة.
هكذا صار الانتظار حالة مرضية مزمنة، إذ لم تتجرأ حتى الآن، بل لم تفكر أي جهة بتقديم طروحاتها حول ما ينبغي، أو ما يمكن أن تكون عليه هيئة الثقافة، لا الأندية الأدبية جادلت الفكرة ولا جمعيات الثقافة والفنون ولا الجامعات ولا الصالونات والملتقيات الأهلية، لأن لا أحد من كل تلك المنابر يمتلك التصور الممكن لتشكّلها ووظائفها، أو ربما بسبب رسوخ الرأي بأنه لن يُسمح لأي جهة بالتفكير في هذا الموضوع الحيوي، وكل ما يمتلكه كل هؤلاء هو الانتظار، انتظار الإعلان عن شكل ومضمون وهيكليات ومقاصد الهيئة، لأن المؤسسة الثقافية لم ترسل أي إشارة باتجاه تحفيز المثقفين على التفكير معها في هذا الشأن، لأنها لا تريد أن تُشركهم فيه، فهم خارج وعيها.
هناك مسافة شاسعة ما بين لحظة الإعلان عن تشكيل الأندية الأدبية قبل أربعة عقود، وهذه اللحظة المزدحمة بالمتغيرات الثقافية والحضارية والاجتماعية والتاريخية، وهي مساحة وعي ينبغي أن تؤخذ في الحسبان، ليس من قبل المؤسسة التي تحتكر التخطيط الثقافي وحسب، بل من قبل المثقف أيضاً، الذي ينبغي عليه أن يتخلى عن سلبيته ويطرح ما يؤكد قدرته على التفكير والتخطيط والاستعداد لمرحلة لا يكون فيها الانتظار هو قدره ومنتهاه الثقافي، أي أن يعود كل مثقف إلى قواعده الفكرية ولا ينساق إلى ما تطالبه به قواعده الجماهيرية، وهو أمر ممكن بالنظر إلى ظهور جيل متخفف من الوصايا، وعلى درجة من التواصل مع العالم الجديد، وهو جيل قادر على تفسير ما يعنيه رئيس مجلس إدارة الهيئة الوزير عادل الطريفي بقوله «إن إنشاء الهيئة العامة للثقافة سيمنح العمل الثقافي والأدبي والفني مزيدا من الحضور الوطني والعربي والدولي» أي تقديم الآليات والهياكل والمقاصد والاستراتيجيات الكفيلة بإنعاش الثقافة وذلك خارج أفق الانتظار.
كاتب سعودي

التفكير الثقافي خارج أفق الانتظار

محمد العباس

في الشعريةُ العربية المُمانِعَة

Posted: 28 Nov 2016 02:14 PM PST

ثمة في تاريخ الشعر العربي، شعريات معتبرة، وُضعت، عمدا، في المهبّ؛ فقط لأنها اختارت طريق المُمانَعَةِ. لقد كانت الكتابة الشعرية المُمانِعة (المضادة)، دائما وما تزال، كتابة جاحدة، أو على الأصح، كتابةَ مُنعطفٍ. المنعطفُ هذا، ليس من شك، أنه يسعى، أبدا، لوضع الشعر، في مواجهة التُّخوم.
ولما كانت الذائقة العربية، ذائقةَ معيارٍ وتطابق وانغلاق، فإنها لم تستسغ، في يوم من الأيام، أيّ ممارسة شعرية تشُذّ عن الطريق. طريق الإجماع أقصد. والحاصل أن مصير هذا الجُحود الشعري، كان دائما، هو الكبت والطّي والنسيان.
والمقال هذا، يتناول المُنعرج المُغاير والمُختلف، الذي ذهبت إليه الكتابة الشعرية العربية، بعيدا عن أيِّ مساومة مع الماضي، وعن الانحباس الذي حاولت الجمالية المُحافظة، بُعيد ظهور قصيدة التفعيلة، أن تجُرّ مصير الشعر إليه.
من المؤكد أنّ منعرجا كهذا سيجعل الكتابة المُمانعة لبلاغة الأخلاق عصيّةً على التصنيف. فهي تجربة حداثية، من جهة موقف الشعراء تجاه المعطى؛ وهو بالمناسبة، موقف لا يستقرّ على وضع أو هيئة، ولا يُهادن تماما، بل يسعى جاهدا إلى المغايرة والاختلاف حتى مع ذاته؛ وفي الوقت نفسه هي، ممارسة ما بعد حداثية، على اعتبار أنها أنصفت كلّ ما هو هامشي أو عابر؛ ذاك الذي كان يُعتقد في السابق، أنه لا يصلح للشعر. ولقد آثرنا تسمية هذه التجربة، السائرة في طريق الاكتمال اللّايكتمل، بالكتابة التُّخومية المُمانعة، تلك المُتخفّية في المضايق، بلغة أبي نواس.
وعلى كلّ حال، فإنه وبالنّظر إلى قيمة ما تحقّق ويتحقّقُ الآن، مع بعض الشعراء، ارتأيتُ أن أسجّل في هذا النقاش، نُقطة نظام، بغاية اجتراح بعض أهم هذه الأسئلة المُغايرة، التي جعلت من مفهوم الشعر، أكبر مما كان يُعتقد. فماذا عن هيئة ومآل الشعريات التخومية الممانعة، التي تحققت، في شعرنا العربي المعاصر، وظلت منسية لسبب أو آخر؟
حسب نور ثروب فراي فإن «أولى وظائف الأدب، وتحديدا الشعر، هي أن يواصل إنتاج المرحلة اللغوية الأولى الاستعارية حين تسود المراحل اللاحقة، وأن يواصل تقديمها كصيغة لغوية لا يجوز لنا أن نقلل من أهميتها أو أن نتركها تغيب عن نظرنا».
بهذا المعنى تغدو المرحلة اللغوية الأولى عند «نور ثروب فراي»، إحدى علامات الهروب بالشعر نحو تخومه، أي نحو ما بعد القصيدة؛ للتدقيق نقول، نحو بويطيقا التماس، في مقابل بويطيقا المعيار والعُرف. هذه تحديدا، الخلفية التي استحكمت في الممارسة الشعرية العربية الجديدة ـ الجدة هنا بما هي خروج عن العادة، وتَرْكٌ للمألوف- وهي خلفية تروم إخراج هوية القصيدة المنكمشة، إلى اللاهوية، بعيدا عن كل ميتافيزيقا شعرية؛ وكذا نقلها من الخصوصية الضيقة، إلى الرحابة المصابة بالكثرة، والموصولة بتأزيم وتقويض كل ما هو معياري، لاختلاق حوارٍ يقظ ودؤوب، بين الشعري والنثري، في انسلاخ تام عن المواضعات الفنية المتكلسة، دون الوقوع في الرطانة والميوعة أو العدمية. إنها أقصى علامات الفرار إلى القصي.. إلى الحدودي وما بعده، أو إلى «الشعريات التماسية» بتعبير المغربي محمد علوط.
وعلى الرُّغم من كل ما قيل، حول الحداثة العربية، سلبا أو إيجابا، فلابد من الإقرار بأنها شكلت انعطافة حقيقية، نحو ما سمي بحداثة الكتابة، أو ما قد نسميه بما بعد الحداثة. إن ما تحقق لأدونيس، أو لقاسم حداد، في كتابه «أخبار المجنون»، أو لغيرهما من الشعراء، استثناء، ما كان ليتحقق لولا اندفاع القصيدة إلى أقصى ممكناتها، في تلك المرحلة، من خلال تجربة الشعر الحر، أو كما سماها الناقد المغربي صلاح بوسريف بـ»حداثة القصيدة». وبذلك ألا يمكن اعتبار هذه المحاولات الجريئة نحو التحرر والانعتاق – مهما كانت نسبة مساومتها مع الماضي أو مع مآلات القصيدة – البداية الحقيقية لانهيار عمارة القصيدة؟
لقد مرت الحداثة الشعرية العربية، بمراحل حاسمة، في سعيها لتسويد شعريات مزدانة بنسغ الانفلات المستمر، الذي سرعان ما يفتح للشاعر السندبادي، أراضي مجهولة، تتوارى بشكل مطرد ومتسارع وتَحْتَمي بالتخوم، التي ليست سوى تخوم مؤقتة.
إن أولى مظاهر الحداثة الشعرية العربية ـ حسب خليل أبو جهجه – تجلت أولا، في فك الترابط بين الوزن والقافية، داخل النص الشعري، ومن ثمة الخروج على وحديتهما. ثاني مظاهر هذه الحداثة، تمثل في الخروج عن الأنساق العروضية القديمة، جزئيا وكليا ، لصالح التفعيلة الخليلية الواحدة أولا، ثم التخلي عن كل ما يتصل بالعروض العربية ثانيا، من خلال ما سمي بـ»قصيدة النثر». لنا أن نتذكر، المحاولات الأولى والخجولة، لهذا الخروج، مع أمين الريحاني. أيضا وعطفا على ذلك، تستوقفنا تجربة مائزة بجرأتها، ورائدة بفتحها لأراض شعرية مجهولة، ألا وهي تجربة مجلة «شعر» اللبنانية، من خلال مقترحات بعض الشعراء الفرسان، الذين دافعوا باستماتة عن «قصيدة النثر»، نذكر على رأسهم أدونيس، أنسي الحاج، يوسف الخال، محمد الماغوط، شوقي أبي شقرا… لقد شكلت الحداثة عند هؤلاء المغامرين، تجاوزا حاسما، للمواضعات الجاهزة وانطلاقة دونما انقطاع أو تراجع.
وليس من شك، أنّ هذه الاندفاعة الشعرية المعتبرة، والواثقة بوعيها ووعدها، شكلت لحظة مفصلية في تاريخ الشعر العربي الحديث. إنها لحظةٌ شعرية تلِجُ أختها.. وحاضرٌ شعري يلج مستقبلَه.. والشاعرُ من على شرفة «برج بابل» واقفٌ يتشوف إلى صبيب النهر، والمجرى الذي لا تأخذه شفقة بالنمط والمعتاد والأنالوجي، ولا يبالي حتى بمآلات نفسه.
ولأن الشاعر في هذا الوضع، هو شاعر تخومي، إذا صحت العبارة، وفارس مغامر يستكشف حدود الشعري، ويجرب إمكاناته ومقترحاته اللاّتنقطع، فإنه وضع (ويضعُ) أمامنا طقوسا جديدة في الشعر، وممارسات مغايرة ومختلفة في الكتابة، ما زلنا لحد الآن، كقراء، مشدوهين أمام هذه الاندفاعة.. اندفاعة النهر.
تلكم بعض مآلات الشعرية الممانعة وعاداتها وممارساتها وسلوكاتها، إذ أن فَهْمَها وهضمها، ليس بالسهولة التي قد يظنها البعض، لأنها بكل بساطة شعرية فوق العادة.. شعرية تفي بوعدها نكاية بالمتربصين.

٭ شاعر من المغرب

في الشعريةُ العربية المُمانِعَة

محمد الديهاجي

النقاد يرحبون بأداء الفنانة الأمريكية العراقية علياء شوكت في بطولتها لمسلسل «البحث الجماعي»

Posted: 28 Nov 2016 02:14 PM PST

واشنطن – «القدس العربي» : ماذا يحدث إذا عثرت طائرة بدون طيار تحلق بدون مهمة واضحة على هدف طارئ في عالم تهيمن عليه ماكينات ذاتية الحركة؟ هذا باختصار محور المسلسل الكوميدي الأمريكي الجديد «البحث الجماعي»، الذي تقوم ببطولته الفنانة الأمريكية من أصول عربية علياء شوكت، التي اكتسبت شهرة واسعة من خلال نجاحها في مسلسل «اريستيد ديفلمبونت»، الذي ما زال يعرض منذ 10 سنوات.
تلعب علياء شوكت دور امرأة تدعى دوري تكتشف بأن أحد معارفها قد اختفى فجأة بدون سبب، وعلى الفور تقرر بأنها ستحقق في الحادثة في محاولة لاكتشاف الذات في بيئة سطحية للغاية، فالجميع هنا يتحدث بسرعة غريبة، كما أن لديهم مسميات وظيفية بدون وظيفة حقيقية، ولكنهم يتمتعون بهوية قوية للغاية.
أصدقاء وصديقات دوري يثقون في أنفسهم بطريقة متغطرسة، ولكنهم في الوقت ذاته يعانون من انكسارات نفسية عميقة، والشخصيات معقدة ولكنها مؤهلة للقيام بكوميديا مؤلمة مع عيوب قليلة، وبروكلين هي الجغرافيا التي تجمع هذه الشخصيات النرجسية الشابة بدون أعباء تقليدية، حيث لا توجد ضغوطات عمل أو أسرة.
أحداث المسلسل تدور حول الشخصية المضطربة «دوري»، التي لا تشعر بفخر في مكانها الراهن في العالم وعلاقاتها مع المحيط، ولكنها تشعر بمتعة لا مثيل لها وهي تحاول حل السر الغامض لاختفاء صديقتها وما يعنيه ذلك من اكتشاف للذات وامتصاص السخط، وهي شخصية غير سعيدة لا تشعر بالرضى من مكانها في الحياة، ولكن البحث عن الفتاة المفقودة يمنحها الفرصة لالقاء نظرة على نفسها.
والسؤال المهم الذي تطرحه بطلة هذه «الكوميديا السوداء» هو ماذا لو اختفيت أنت من الحياة؟ والمعنى هنا هو القارئ والمستمع والمشاهد، هل سيلاحظ أي أحد غيابك؟ هل سيبحثون عنك؟ ما هي قيمة الأشياء إذا اختفيت فجأة؟ الأداء الرائع لعلياء شوكت سيساعدنا بالتأكيد للعثور على إجابات صحيحة، على الأقل، لأسئلة تناسب حالة شخصية مثل دوري.
يتناول المسلسل الذي تعرضه قناة «تي بي سي» قيمة الأشياء بشكل حقيقي، فلا فائدة من منح الأشياء الرخيصة قيمة نفيسة بسبب قناعات كاذبة أو مضللة، والمسلسل أيضا محاولة للرد على المأساة الشخصية والتعامل مع الأحداث المفاجئة في حياتنا.
وقد اتفق النقاد بشكل نادر على الأداء الرائع لشوكت في دور «دوري»، وكان هناك اجماع على أن «البحث الجماعي» من أفضل الاستعراضات التلفزيونية لعام 2016 وأن هناك حاجة ملحة لصناعة موسم آخر من السلسلة الناجحة، ووفقا لتعليقات صادرة عن عدد غير قليل من النقاد فقد نجحت شوكت في تصوير استثنائي ومدهش لشخصية صعبة ضمن قصة تبتعد قليلا عن سطحية المسلسلات التلفزيونية الكلاسيكسية الأخرى عبر التفكير بشكل هجائي وسط بيئة حالكة السواد تختلف تماما عن تسول الشخصيات في الاستعراضات التجارية الأخرى.
وقد ولدت علياء شوكت في ولاية كاليفورنيا، والدها الممثل توني شوكت وهو من أصول عراقية أما والدتها فهي من أصول إيرلندية وإيطالية ونرويجية، وبدأت مشوارها الفني في سن مبكرة عبر المشاركة في مسلسل «ستيت أوف غريس»، ولفتت نجوميتها أنظار الجميع بعد مشاركتها في مسلسل «ميابي فونك»، الذى حاز على جائزة الإيمي كما ظهرت مع النجم جورج كلوني في فيلم «الملوك الثلاثة»، وتتحدث لغات عدة وهي عازفة بيانو ولديها طموح في دراسة العلاقات الدولية في جامعة ييل.

النقاد يرحبون بأداء الفنانة الأمريكية العراقية علياء شوكت في بطولتها لمسلسل «البحث الجماعي»

رائد صالحة

يوم مناهضة العنف ضد المرأة: المعتقلات السياسيات العربيات يكتبن الحياة

Posted: 28 Nov 2016 02:13 PM PST

غالبا ما تسلط الاضواء على تعنيف المرأة أسريا ومجتمعيا. هكذا تطمس قضية المرأة المعرضة لعنف الحكومة والاحتلال او كليهما معا. حيث لا يخلو بلد عربي من المعتقلات السياسيات. من الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الصهيوني إلى ضحايا الاحتلال الأمريكي والتمييز الطائفي في العراق إلى معتقلات الرأي ـ ضحايا عنف الأنظمة القمعية في تونس ما قبل الثورة ومصر وسوريا. والقائمة تطول.
أصواتهن، غالبا، مغيبة. قلما يتحدثن أو يكتبن عن تجربتهن. أما خجلا لقسوة ما تعرضن اليه، خاصة إذا ما كن قد تعرضن للاعتداء الجنسي، كما حدث للمعتقلات العراقيات في سجون الاحتلال الأمريكي حين يتم القاء القبض عليهن كرهائن لاجبار اقاربهن من الذكور على تسليم انفسهم، أو لأنهن لا يرغبن بجذب الانظار اليهن فالمحيط العائلي لايسمح بذلك، أو لأنهن يعتقدن بان ما تعرضن له في المعتقل تجربة مريرة يرغبن بتجاوزها ولن يتمكن من ذلك إلا عن طريق النسيان.
هذه الاسباب، تدفع المعتقلات إلى عالم الصمت وان يبقى الجرح غير مندمل في داخلهن. ينكسر حاجز الصمت، احيانا، حين يقوم آخرون بالكتابة عن تجاربهن، اما كشهادات تقدم للملأ في ندوات او يتم حفظها في ملفات رسمية للمطالبة في دعاوى قضائية، أو كما قال الشاعر محمود درويش في ذاكرة للنسيان «ولا تحضر إلا بوصفك موضوعا يقوم الآخرون بالتعبير عنه كما يريدون».
هناك ندرة في كتابة المرأة المحررة عن تجربتها الاعتقالية. ففي تونس ما بعد الثورة، مثلا، نشر العديد من المعتقلين سابقا كتبا، اما بشكل مذكرات او روايات تستند إلى تجربة الاعتقال، توثيقا وكشفا للحقيقة و«لئلا نحترق مرتين» كما كتب المعتقل بشير الخلفي في كتابه «الدراكة».
في ظل هذا العدد من الكتابات، بقي صوت المرأة المحررة حبيس الصمت، على الرغم من انفتاح الافق بعد الثورة وعلى الرغم من وجود عدد لا يستهان به ممن مررن بمحنة الاعتقال، حيث تمكنت جمعية «نساء تونسيات»، مثلا، من «الاتصال بنحو 250 سجينة من بين 400 اسم حصلت عليها، قمن بسرد وقائع حصلت لهن أثناء تعذيبهن وسجنهن من قبل نظام بن علي».
وقد تنوعت اساليب التعذيب « فمنهن من تم تطليقها من زوجها غصبًا، وأخريات تم تهجيرهن إلى الخارج، وبعضهن تم تعذيبهن جسديًا إلى حد الإجهاض»، كما ذكرت ابتهال عبد اللطيف، رئيسة المنظمة. ان جهود المنظمات الحقوقية العاملة مع النساء المحررات، في غاية الاهمية، خاصة، في مجال تسجيل شهاداتهن ومساعدتهن على نيل حقوقهن المهضومة جراء الاعتقال واصدار الاحكام التعسفية. وان بقي هذا الجانب، ومعه نمط كتابة تجربة الاعتقال بأقلام آخرين، على اهميته، انتقائيا، لأنه يمر عبر وسيط له صوته ومفرداته وزاوية نظره، مما يتركنا بمواجهة اسئلة حول مبادرة الأسيرة / المعتقلة بكتابة تجربتها بنفسها او التعبير عنها باشكال مختلفة وليس حبسها ضمن جانبي التوثيق والاستحقاق القضائي فقط. اسئلة ترتفع بالتجربة إلى مستوى يوازي الواقع بقوته.
اسئلة على غرار: ماذا عن الجوانب الابداعية التي تمنح التجربة الإنسانية، مهما كانت قاسية، ديمومة التواصل الانساني والرغبة بمعرفة المزيد؟ ماذا عن محاولة فهم المعتقل نفسه لما جرى، وبالتالي تفادي ان يمر به آخرون مستقبلا، لئلا يكون ضحية اليوم جلاد الغد؟ ماذا عن سيرورة الكتابة، ذاتها، وما تحمله من ديناميكية، كتجربة تتجاوز الواقع وآلامه لتبني احلام المستقبل؟
قرأت ثلاثة كتب لتونسيات تطرقن فيها إلى تجربة الاعتقال لا لأنهن انفسهن مررن بها ولكن لأنهن مررن بها عبر اعتقال الزوج أو الأخ. وهي زاوية نظر مختلفة تستحق الدراسة. من بين الكتب «من أيام سجينة خارج الأسوار» لبختة الزعلوني الذي تعالج فيه يوميات زوجة معتقل سياسي «مثقلة بمسؤولية جسيمة وهي ان تساعد زوجها بشتى الطرق المتاحة لينجو من موت محقق ان ظل على تلك الحال وفي ذاك المعتقل».
بالمقارنة مع بقية البلدان العربية، صار لصوت الأسيرة الفلسطينية المحررة موقعه المتميز. تمكنت عائشة عودة بقدرتها السردية عن الاعتقال في سجون الاحتلال الصهيوني العنصري من تجاوز التجربة الفردية لتتواصل مع العام والذي هو جوهر قضيتها لتحتل مكانتها في الأدبين الفلسطيني والعالمي.
من بين الأخبار المفرحة حول ذات التجربة اتفاق مجموعة من الأسيرات الفلسطينيات المحررات وأخريات ممن يواكبن النضال على اللقاء بشكل دوري في ملتقى للكتابة الابداعية، يقمن اثناءه بقراءة ومناقشة ما يكتبنه وتحريره وإعادة الصياغة لعدة مرات ان تطلب الامر، في سيرورة تطوير للمنتج الابداعي يستفدن خلاله من خبرة وحرفية عدد منهن في مجالات الاسلوب والصياغة بينما يغذين المحتوى بعمق التجربة النضالية وصدقها، هادفات بالنتيجة إلى التعبير عن تجربتهن بأنفسهن، بلا وسيط، وبشكل ابداعي يجمع ما بين موضوع المعتقل وهو الحدث الكبير في حياتهن وارتباطه بالنضال العام لتحرير فلسطين، باسلوب فني لا ينفر القارئ لكثرة ما قرأه من مآس ويحيطه من نكبات.
ان حث وتشجيع الأسيرة المحررة من سجون الاعتقال الصهيوني والمعتقلة المحررة من سجون الأنظمة القمعية إلى كتابة تجربتها بنفسها، مستلهمة ومستعيدة، من الذاكرة، احداثا ودقائق ربما تحاول طمسها لفرط قسوتها أو لأنها تراها «عادية»، ضرورية باعتبارها تشكل جزءا لا يتجزأ من سيرورة نضالها. ويمثل تشجيعها على كتابة نص ابداعي يستند إلى تجربة الاعتقال، بشكل أدبي أو فني تختاره (قصة، يوميات، قصيدة، أغنية، أحلام، مسرحية… الخ) خطوة أبعد لئلا تكون تجربتها نسخة من تجارب أخريات تبدأ بالاسم وتاريخ الاعتقال وتنتهي بلحظة اطلاق السراح.

٭ كاتبة من العراق

يوم مناهضة العنف ضد المرأة: المعتقلات السياسيات العربيات يكتبن الحياة

هيفاء زنكنة

فرانسوا فيون… الوصفة الفرنسية الأخيرة

Posted: 28 Nov 2016 02:12 PM PST

الانتخابات التمهيدية التي جرت أمس الأول في أوساط اليمين ويمين الوسط في فرنسا، لاختيار مرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، لا يمكن النظر إليها خارج سياق التقلبات التي تصيب العالم.
آخر هذه التقلبات انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وأولها بذور العولمة التي أينعت فأنجبت اليمين المتطرف في أوروبا، والذي كانت فرنسا إحدى الأرضيات الخصبة لنموه وازدهاره. وبين المحطتين، محطات كثيرة أخرى غيّرت لون العالم ووجهته.
الانتخابات الرئاسية التي ستجري في فرنسا الربيع المقبل ستكون منافَسة بين يمينين، واحد سيئ وآخر أكثر سوءا. يمين تقليدي خسر مساحاته مثلما خسرت الأيديولوجيات التقليدية في فرنسا وغيرها. ويمين آخر شعبوي تقوده مارين لوبان، لا برامج له غير نسج العداوات وتكريس الأحقاد إزاء كل مختلف عن القوالب التي يريدها.
اليسار «الاشتراكي» سيمر بمرحلة فراغ تشبه ما اصاب حزب العمال البريطاني في 2008 وما بعد.
وبين المعسكر السيئ والأقل سوءا لا فرق شاسعا. تكمن الفروق في أن اليمين الذي يوصف بالمتطرف أكثر صراحة ووضوحا وتناغما مع جمهوره. بينما ما كان إلى عهد قريب يوصف باليمين المعتدل «المقبول»، في حالة ارتباك يغازل أطيافا انتخابية متعددة لا يستطيع ان يزعم أنه يحظى بثقة أحدها المطلقة.
هذا هو الخلل الذي سيحاول مرشح اليمين للرئاسة، فرانسوا فيون تصحيحه.
مشكلة فرنسا أنها، مثل أغلب الديمقراطيات المعاصرة، خسرت اليمين التقليدي بعراقته وقيمه لصالح يمين أقل ما يمكن أن يوصف به أنه بذيء. وخسرت يساراً فقدَ شجاعة الدفاع عن قيمه ومبادئه فانحرف نحو يمين هو ذاته فقدَ البوصلة. والحصيلة أن في فرنسا، إذا أريد أخذها كنموذج، معسكران أيديولوجيان بلا هوية محددة ومقنعة.
يتشابه المعسكران ولا يختلف أحدهما عن الثاني إلا في بعض التفاصيل السطحية. نيكولا ساركوزي يشبه مارين لوبان، وفرانسوا فيون يشبه نيكولا ساركوزي، وآلان جوبيه يشبه فرانسوا فيون، وفرانسوا أولاند يشبه آلان جوبيه، ومانويل فالز يشبه فرانسوا أولاند… وهكذا.
لهذا لم يعد سهلا تعريف خارطة التقسيمات السياسية في فرنسا اليوم أو منحها وصفا قريبا إلى الدقة، لأنها هجين بلا أطياف إلا من يمين يتوزع بين متطرف وأقل تطرفا، ويساراً ليس له من اليسار إلا الاسم.
وتزداد الصورة سوءا عندما تتأكد ملامح انقسام اليسار الفرنسي ليزيد معاناة على معاناته المتراكمة في السنوات الأخيرة بفعل إخفاق الرئيس فرانسوا أولاند داخليا وخارجيا.
إذا نفذ رئيس الحكومة «الاشتراكي» مانويل فالز وعده بالترشح ضد رئيسه أولاند في الانتخابات التمهيدية لليسار التي ستجري في النصف الثاني من شهر كانون الثاني (يناير) المقبل، إذا نفذ وعده، فسيكون قد أوقع الحزب الاشتراكي واليسار بالضربة القاضية وجعل من السباق الرئاسي المقبل معركة بين لوبان وفيون.
إخفاقات أولاند وحكوماته أمر واقع لا يمكن إنكاره، لكنها تضخمت أكثر بحكم قوة خصومه وارتفاع نبرة صوتهم، ما أغرق المكاسب القليلة أصلا على صعيد السياسة الاجتماعية الداخلية، والتي كان من شأنها أن تشفع لأولاند واليسار ككل لو كانت فرنسا والعالم في سياق آخر غير سياق الجنون والانحراف الذي يعيشه.
وإخفاق أولاند، بموضوعية أكثر، ليس إخفاقا شخصيا أو نكسة حزب أو جماعة، بل هزيمة قالب سياسي مؤسساتي آيل إلى السقوط. ولو كان حزب آخر غير الاشتراكي ورئيس آخر غير أولاند، لكانت النتيجة ذاتها وإن اختلفت بعض التفاصيل.
قد يجد الفرنسيون المتمسكون بالمؤسسة التقليدية في الممارسة السياسية بعض العزاء في كون بلادهم ليست حالة منعزلة أو استثنائية. إنها حلقة أخرى في مسلسل غربي متواصل ولن ينتهي قريبا.
ألمانيا تعيش إعادة ترتيب للبيت في اتجاه لا يختلف كثيرا. والأحزاب والتيارات السياسية التقليدية في بريطانيا هي الأخرى تعاني من حالة تيه وضياع: لا المحافظون نجحوا في البقاء محافظين مثلما شحذتهم قرون من الممارسة السياسية، ولا العمال أفلحوا في البقاء يساريين. تشابَهَ الاثنان إلى حد التطابق في بداية الألفية الجديدة، وعندما حاول الزعيم اليساري جيريمي كوربن العودة بحزب العمال إلى حضن اليسار النقابي الاشتراكي، واجه ويواجه مشاكل داخلية كثيرة قد تطيح به، ويواجه رفض واحتجاج المؤسسة التقليدية بأذرعها الإعلامية والمؤسساتية التي تناصبه كل أنواع العداء.
أما حزب المحافظين (في موضوع الهجرة) فلا يختلف عن حزب الاستقلال البريطاني إلا في خطاب يريده أن يكون أقل فجاجة وبذاءة. بينما في العمق لا توجد فروق جوهرية.
والسبب، كما في فرنسا، انتخابي. فالمحافظون غازلوا ـ ولا يزالون ـ أقصى اليمين في مسعى للنهل من خزانه الانتخابي لتعويض خسائرهم المترتبة عن السنوات الست الأخيرة في الحكم والتي لم تكن برداً وسلاما على عامة الناس.
فيون هو الوصفة الأخيرة أمام اليمين المتشدد. وفوزه بالانتخابات التمهيدية في فرنسا لأنه: بمواقفه المحافظة حصد أصوات المحافظين. وبتشدده إزاء المهاجرين حصد أصوات اليمينيين المتطرفين. وبوعوده بقطيعة سياسية واقتصادية مع الحاضر، حصد أصوات الناقمين والخائفين على مستقبل أولادهم. إنه عرف «كيف يلعبها صح»، وانتصر ـ مؤقتا على الأقل.

٭ كاتب صحافي جزائري

فرانسوا فيون… الوصفة الفرنسية الأخيرة

توفيق رباحي

بدء إلغاء ما يسمى «مجانية» التعليم في المغرب خط أحمر يستوجب استفتاء شعبيا

Posted: 28 Nov 2016 02:12 PM PST

يجري الحديث في المغرب عن احتمال بدء إلغاء مجانية التعليم، ويوجد نقاش ضبابي بحكم غياب المعلومات الكافية أو الشجاعة من طرف الدولة للكشف عن المعطيات. وقرار بمثل هذه الخطورة في تاريخ البلاد يحتاج إلى استفتاء شعبي بحكم أن الأمر يتعلق بأهم قطاع، فهو المحدد الرئيسي لنهضة أمة أو انحدارها نحو الأسفل.
وموضوع إلغاء مجانية التعليم يحضر بقوة هذه الأيام في النقاشات السياسية والاجتماعية وخاصة في شبكات التواصل الاجتماعي ليغطي على النقاش الزائف حول ظروف تشكيل الحكومة. نقاش زائف لأن بعض السياسيين ووسائل الإعلام تتحدث عن نوعية الأحزاب المشاركة ونوعية الوزراء وتصريح فلان أو فلان وليس عن البرامج وما ستقدمه الحكومة أو الدولة من حلول لقطاعات متأزمة بشكل مخيف. وهكذا نجد:
في قطاع التعليم: يسجل هذا القطاع انهيارا تلو الآخر حتى أن الموسم الدراسي الحالي 2016-2017 تحول إلى أسوأ موسم في تاريخ التعليم المغربي منذ الاستقلال حتى الآن. والمثير أن من يرأس هذا القطاع هو رشيد بلمختار جرى تقديمه كمنقذ، وإذا به يقوم بالعكس.
في قطاع الاقتصاد: تدهورت القدرة الشرائية للمواطنين وارتفعت الأسعار خاصة في قطاعات مثل الماء والكهرباء بشكل جنوني، يضاف إلى هذا تجميد الاستثمار العمومي وتجميد خلق مناصب شغل في القطاعات العمومية بشكل لم يشهده المغرب بين 1956-2010. ويحصل هذا في وقت ارتفعت فيه المديونية إلى ما يفوق 80% من الناتج الإجمالي الخام للبلاد. كما سجلت البلاد أسوأ نسب نمو اقتصادي وكأنها تمر من أزمة وجود أو تعيش حربا. والمثير أن هذا يحدث في وقت يتلقى فيه المغرب أكثر من مليار ونصف مليار دولار مساعدات سنويا. أي قرابة 2% من الناتج الخام للبلاد وقرابة 7% من ميزانية الدولة سنويا.
قطاع محاربة الفساد: تبرز مختلف التقارير الدولية تراجع الشفافية في المغرب لصالح ارتفاع ممارسات الفساد. ويكلف الفساد المغرب سنويا قرابة نقطة من النمو الاقتصادي. ورغم الشعارات التي جرى رفعها طيلة السنوات الأربع، يستمر الرأي العام بالشكوى من ترسخ الفساد في دواليب الإدارة برمتها.
التفاوت الطبقي: سجل المغرب خلال السنوات الأخيرة مزيدا من الفوارق الطبقية التي أصبحت مهولة وأصبحت خطرا يحدق بالاستقرار نتيجة هيمنة لوبيات على اقتصاد البلاد في الصفقات المختلفة والزراعة والصيد البحري والاكتفاء بشعارات مثل «أين الثروة؟» دون تفعيل إجراءات تهدف إلى التقليل من هذه الفوارق ومنها محاربة الاحتكار. إذ لم تعد رتوش الماكياج تخفي الحقيقة أمام الواقع المر ومضمون التقارير الدولية القاسية.
ونبقى عند قطاع التعليم، فهو رافعة الأمم نحو الرقي أو سقوطها المروع. ولم يتطور الغرب سوى بالتعليم منذ النهضة الأوروبية، ولهذا يضم جامعات عريقة ومناهج تدريس متطورة، كما تطورت دول لاحقة مثل الصين وروسيا بتطوير مناهجها التعليمية، وهو ما فعلته أمم مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة والأرجنتين. وتحول قطاع التعليم في المغرب إلى مختبر للتجارب بين استعمال اللغات من عربية وفرنسية ومناداة بالأمازيغية والانكليزية، ولا أحد يهتم بمدى ملاءمة المعرفة التي تدّرس مع خصوصية المغرب ومتطلباته وقدراته. فقد استورد بعض الخبراء في المغرب نماذج تعليمية جرت بلورتها لمجتمعات أخرى وكأنهم يستوردون الكوكاكولا.
وهذه الأيام، بدأت الدولة المغربية بكل مكوناتها سواء المجلس الأعلى للتعليم المعين من طرف الملك أو الحكومة المكلفة بتصريف الأعمال بمناورات إعلامية وسياسية لجس نبض الشعب. فمرة يخرج مسؤول ويقول بضرورة التفكير في إلغاء مجانية التعليم، ويحاول آخر التخفيف بالقول بالتفكير فقط في فرض رسوم التسجيل، وآخر يقول باستثناء الفقراء. هذه تقنية الدولة المغربية عندما تريد التخلص من الأعباء الاجتماعية المنصوص عليها دستوريا. فقد فعلت الأمر نفسه عند خوصصة (خصخصة) الماء والكهرباء حتى أصبحت الفاتورة من الأغلى عالميا مقارنة مع الدخل، وفعلت الأمر نفسه مع صندوق المقاصة، أي إلغاء جانب كبير من دعم المواد الغذائية، والآن تحاول تكرار التجربة مع التعليم. ورغم كل هذه الإجراءات تغرق الدولة في المديونية.
في البدء، لا توجد في المغرب مجانية تعليم، بل ميزانيته تأتي من الضرائب التي يؤديها الشعب، فلا الملكية ولا الحكومة ولا الأحزاب تتصّدق ماليا على الشعب. والتعليم لا يحتاج إلى ميزانيات إضافية بقدر ما يحتاج إلى رؤية استراتيجية تلائم ما يحتاجه المغرب، كما يحتاج إلى فتح تحقيق في صفقات الفساد التي أدت إلى انهياره، وهذا الفساد أخطر من الإرهاب لأنه يحكم على مستقبل أمة بالفشل.
ثانيا، يحتاج التعليم إلى إعادة النظر في الأولويات، فهل البلاد تحتاج إلى الرفع من التعليم وتخصيص ميزانيات أكثر له ليقود البلاد نحو التقدم، أم تحتاج إلى قطار سريع فاقم من مديونية البلاد وتحتاج إلى مئات المهرجانات أغلبها يصب في الميوعة ويتم تبريرها بالحداثة والانفتاح؟ الولايات المتحدة لا تتوفر على القطار السريع الذي سوف يتوفر عليه المغرب ابتداء من السنة المقبلة، فهل هذا يعني أن المغرب أكثر تطورا من الولايات المتحدة؟ هل المغرب يصنع البوينغ، وهل المغرب يصنع الكاديلاك، وهل المغرب يصنع الويندوز، وهل المغرب يتوفر على جامعات في مستوى هارفارد وبرينستون وييل واستانفورد وبراون؟
ثالثا، قرار إضافة الرسوم على التعليم في المغرب هو قرار خطير ويعتبر بمثابة تجاوز خط أحمر لأن من يهيئون للقرار لهم رؤية قصيرة المدى جدا ويفتقدون للحس الاستراتيجي. ويبقى قطاع التعليم هو الذي يعمل على تصويب الاختلالات في البلاد ويسمح للأشخاص بالتقدم اجتماعيا واقتصاديا خاصة في دولة اقتصادها محتكر من فئات معينة ومحدودة للغاية ولا يمكن لآخرين الحصول على فرصة لاسيما إذا كانت أفكارهم لا تلائم أفكار الحاكمين. وخطورة قرار فرض رسوم على التعليم يتطلب ويستوجب استفتاء شعبيا كما تفعل الدول الواعية. ورأينا كيف تقدم حكومات ديمقراطية على اللجوء إلى الاستفتاء رغم أنها تتوفر على المصداقية والشرعية الانتخابية مثل البريكسيت في بريطانيا وليس مثل حكومة مغربية بالكاد لديها 12% من أصوات المغاربة الذين يحق لهم التصويت.
عموما، يبقى التعليم القاطرة نحو التقدم أو نحو التخلف، وفي المغرب أصبح قاطرة نحو التخلف ومن لا يصدق، ليشرح للرأي العام لماذا يحتل المغرب المركز 126 في التنمية البشرية ويموت شبابه في البحر؟ لأن البعض في المغرب اختصر التقدم في القطار السريع والإقامات السياحية الفارهة والمهرجانات والاستثمار في قطاعات الربح السريع وليس في بناء ودعم البنى التحتية الحقيقية من تعليم وصحة.
التعليم خط أحمر، والتعليم حق دستوري وفرض رسوم عليه سيجعل البلاد تصبح «شركة مساهمة» لبعض الأشخاص.

بدء إلغاء ما يسمى «مجانية» التعليم في المغرب خط أحمر يستوجب استفتاء شعبيا
 
د.حسين مجدوبي

على هامش الأساطير المصرية: هل قتلوه كما لو كان مصريا؟

Posted: 28 Nov 2016 02:12 PM PST

هناك الكثير من الأساطير التي تحيط بنا، بعضها لا يتجاوز حكايات الأطفال وقصص المغامرات في عالم الكرتون وحكايات ما قبل النوم، وبعضها يتردد من قبيل القياس والحكمة، وبعضها يتحول لحقيقة ويسيطر على الواقع بشكل مأساوي أحيانا بما يرتبه من سلوكيات ومواقف سلبية. من الأساطير الحاكمة في مصر، فكرة أن الحاكم يتنازل ويقبل بحكمها، وان المسؤول ترك عالم الرفاهية وتعطف بقبول المنصب دون مصلحة، وان النظام يملك ضبط النفس كما يملك الحق في الحبس بلا محاسبة والقتل بلا ثمن، والانفاق بلا رقابة، والاقتراض بلا مناقشة، وبيع أصول الوطن وكأنها أقل في المكانة من أملاك شخصية له ولمن يحيط به. يرتبط بهذا ويكمله أسطورة المواطن العالة الذي لم تكتشف له النظم أي ضرورة وجودية إلا في مظهر الحشود المؤيدة، والهتافات المفوضة، وتفاصيل عالم الضحايا الذي يكمل غرور القوة ويغذيها. أما الأسطورة الكبرى فهي ان الدولة المصرية وجدت ومرت بكل ما مرت به، لكي يكون لها حاكم، وأن ما فيها من أرض وشعب مجرد تفاصيل تكمل صورة العرش والقوة.
وما يغلف تلك الأساطير ويكسبها الغلاف الوطني الذي يوظف لصالح السلطة، فهو أسطورة أن قوة الدولة تتوقف على تجاوز السلبيات والدعم بلا توقف أمام الأخطاء. تتحول ممارسات النظام القمعية التي يجب إدانتها إلى واقع لا يناقش، لأن الحديث عنها يؤثر سلبا على مكانة الدولة. أما أخطاء الحكم والإدارة التي تزيد من معاناة الشعب، وتحالف السلطة والمال، فتتحول إلى جزء من أسطورة القوي الذي يتعاطف ويقبل بحكم الضعفاء، في حين تتحول الإشارة إلى أخطاء وعيوب وما يحدث إلى جزء من تهمة تشويه سمعة مصر.
تقسم كل الأشياء إلى أبيض وأسود وفقا لتعريف السلطة لمفاهيم مثل قيمة الدولة ومكانتها وسمعتها. وبدلا من أن تجرم السياسات والأفعال التي تمس كرامة المواطن والوطن، وتزيد المعاناة والخسائر، وتتخلى عن أراضي الوطن ومؤسساته ومصانعه بوصفها سياسات من شأنها أن تضعف من قيمة ومكانة الدولة في الحاضر والمستقبل، تتحول الكتابة عن تلك السلبيات والمطالبة بسياسات عادلة لأمور مجرمة في واقع يفضل أن يضع ستارا على الحقيقة من أجل تجميل الصورة على طريقة السجادة الحمراء، فكلها محاولات تجميل قائمة على إخفاء الواقع ولكنها تكشف عمق الفجوة بين الواقع والخطاب، والمتحدث والمواطن.
يصبح من الصعب أن تجمع المرات التي يتكرر فيها الحديث عن تهمة الإساءة لسمعة مصر يوميا، في التعليق على تصريح أو مقال أو عمل فني ناقد لسلبيات الواقع. تتحول لواحدة من الاتهامات الجاهزة التي تهدف إلى غلق مجال الحديث وتصنيف أطرافه إلى وطني وخائن تماما مثلما حدث مع تأميم شعار «تحيا مصر» واتهامات مثل الانتماء لجماعة إرهابية أو تكدير السلم العام. كلمات فضفاضة واتهامات جاهزة، غير واضحة الدلالة وتترك للسلطة ومن يمثلها أو يدافع عنها الفرصة لشن هجمات على غيرهم باعتبار أنهم أعداء الدولة وليس معارضة للنظام. وفي حين تسمح تلك الاتهامات بالمحاكمة والتعرض للسجن، فإن أفعالا حقيقية مثل التعذيب والقتل والفساد والإفساد يمكن الإفلات منها بسهولة.
بدورها ساهمت بعض الأحداث في طرح الفكرة ما بين تفاصيل تعذيب ومقتل بائع السمك مجدي مكين ونشر صوره على وسائل التواصل الاجتماعي، ومشهد احتفاء السيسي بفتاة تبيع على عربة في الاسكندرية بعد أن انتشرت صورها على وسائل التواصل الاجتماعي أيضا وما بينهما أسطورة الإنسان والشعبية والحالات الفردية. استغل السيسي التعاطف مع الفتاة وقابلها وقدم لها بعض المساعدات، مثل السيارة التي حرص على تأكيد أنها من ماله الخاص، فرصة لشعبية سهلة، في حين أن تواجد الفتاة بتلك الظروف ليس حالة فردية، وظروفها نتاج لسياسات من ناحية التعليم أو فرص العمل، وهي ومعاناتها شهادة على النظام، أما المقابلة فهي الحالة الفردية.
إلا أن الموقف يتعمق بصورة تظهر المفارقة وتكشفه في ظل التقارب الزمني ين اللقاء وتعذيب ووفاة مكين. وبدلا من الانتصار للكرامة وإدانة التعذيب بكلمة قاطعة يطالبنا البعض بالانتظار حتى لا نشوه صورة الوطن، وتروج بعض الجهات روايات عن أن القتيل كانت معه أقراص مخدرة في العربة، ويتم نشر ما قيل أنه صورة صحيفة حالة جنائية للقتيل تشير لما يفترض أنه سبق اتهامه بجرائم وفي التفاصيل أنه مسلم مخالفة لحقيقة أنه مسيحي بما جعل المنشور مختلقا ومحاولة تجميل القبح بالإنكار والتشويه. ولكن هذا التشويه تعبير عن الخلل في تعريف أصل القضية، فالقضية لا تتعلق بحقيقة اتهام مكين من عدمه، ولكن حقيقة أنه عذب واهين من عدمه. محور القضية ليس الاتهام ولكن الإنسان. ولكن للأسف أسطورة «الإنسان» وكرامته لا تجد تأصيلا لها في الواقع، لدرجة تأكيد البعض أن مجرد نشر صوره هو إساءة لمصر، بدلا من التأكيد على أن التعذيب هو أكبر تشويه ممكن أن يحدث في الدولة وللدولة. حتى أن نائبا برلمانيا من أعضاء وفد حقوق الإنسان الذي زار قسم الأميرية، اعتبر ان الموضوع «أخذ أكبر من حجمه، وأصبح فرصة يستغلها البعض لضرب مصر داخليا وخارجيا» وكأن تعذيب إنسان مجرد قضية هامشية.
تجاوز البعض هذا للحديث عن صورتنا لدى الآخر، وطرح سؤال عن رد فعل ايطاليا وعائلة جوليو ريجيني في ظل مقولة والدة ريجيني «قتلوه كما لو كان مصريا». والمشكلة الحقيقية في ترديد تلك العبارة انها تؤسس بشكل غير مباشر لفكرة أن السلوك طبيعي ما دام يمارس ضد مصري، أو يمارس في مساحات خفية لا تنشر على الرأي العام العالمي. وان يسارع البعض بالسؤال عن الصورة لدى الآخر تأكيد غير مباشر أن قيمتنا مشتقة من رؤية الآخر لنا ولما يحدث لدينا بأكثر من ان تكون قيمتنا الإنسانية هي الحاكمة وهي صورة تحتقر الإنسان حتى وهي تحاول الدفاع عنه.
وفي السياق نفسه من المهم الإشارة لما أكدت عليه أسرة مكين من أنها تدعم السيسي وهي تناشده بإعادة حق القتيل، الأمر الذي تكرر من قبل في حالة قتيل الدرب الأحمر، بما يؤكد على ترسخ فكرة التقسيم بين من يدعم ومن يعارض أو يختلف، وأن الضحية وأهله يرغبون في التأكيد على حقهم في العدالة بحكم دعمهم للنظام. وهذا مؤشر خطير على سير الأحداث ويرسخ فكرة أن العدالة ليست حقا للجميع، ومن يسعى لتأكيد فرصته في الحصول عليها من أهل السلطة يحاول أن يتملق من هو أعلى أو يؤكد ان لديه الحق على صاحب السلطة بحكم دعمه له. أما من يعارض فهو خارج مساحة العدالة الانتقائية التي ترتبط بالحاكم وتتجاوز أصل القانون وفكرة المساواة المفترضة أمامه.
يظل من المهم إسقاط خطاب الحالات الفردية الذي يقفز للواجهة في كل قضية تتعلق بالداخلية لأنه لا يحول دون تكرار التعذيب وسقوط الضحايا واستمرار التجاوزات. كما يجب إسقاط فكرة أن حل مشكلات الوطن يتم عبر اللقاءات المعلبة لأن المعاناة تتجاوز آلاف الذين لا يقابلهم الرئيس أو غيره. 
وإن كان من رسالة يجب التأكيد عليها فهي أن كرامة الإنسان هي المعيار لقيمة الوطن وليس العكس، وأن العدالة ورفض التعذيب وإعلاء الكرامة خطوط حمراء لا تمس ان أردنا وطنا حقيقيا وليس وطنا معلبا كل ما يهمنا منه الصورة التي تصنع وتروج وتنشر مخالفة للحقيقة لان الحقيقة كما قال غوتاما بوذا مثل الشمس والقمر لا يمكن اخفاءها لفترة طويلة.

على هامش الأساطير المصرية: هل قتلوه كما لو كان مصريا؟

عبير ياسين

العلاقات التركية الإيرانية : تنافس وتوافق

Posted: 28 Nov 2016 02:11 PM PST

في السياسة، يعني تزايد القدرات الاقتصادية والسياسية لدولتين جارتين، تزايد حالة المنافسة إلى الحد الذي يعطي انطباعا انهما قد وصلتا إلى حافة التوتر، خاصة عندما تكون خلفيتهما أمبراطورية. كما أن علم السياسة يقول أيضا، ان المسلمات الجيوسياسية للدول تبقى هي هي حية لا تموت بموت الأشخاص الذين يتربعون على عرش السلطة، أو حتى بالتغيرات الأيديولوجية التي تحدث في النظام السياسي الحاكم. بمثال حي ونظرة سريعة نجد أن المسلمات الجيوسياسية لإيران في العهد الشاهنشاهي هي نفسها في عهد الخميني إلى هذا اليوم. كذلك تركيا الأتاتركية مسلماتها الجيوسياسية هي نفسها في عصر تركيا الأردوغانية، على الرغم من اختلاف التوجهات والرؤى لكل منهما. ولان تركيا وإيران يحكمهما الهوس الأمبراطوري والحنين إلى الماضي القديم، فان العلاقة بينهما ستبقى محكومة بمنطق الفعل ورد الفعل المحسوب. فكلما نجحت تركيا في مجال ما أو كسبت نقاط قوة في موضع ما، كلما شعرت إيران بالضعف. وكلما تقدمت إيران في حقل ما ومدت أذرعها في اتجاه معين، كلما شعرت تركيا بالضعف. كما أن الاحتكاك السياسي والأمني سيبقى حالة مزمنة بينهما، لان مناطق نفوذهما متداخلة بشكل كبير، ما يجعل مصالحهما وأهدافهما المرحلية والمستقبلية تسير في خطين متوازيين. وهذا سوف يعطي المراقب مؤشرا على وجود حالة تعاون بينهما لكنها ليست مفتوحة الأفق، بل هي قصيرة العمر، مؤقتة وتكتيكية، خدمة لأهداف استراتيجية بعيدة المدى. كما سيعطي مؤشرا على وجود حالة عداء، لكنها ليست مغلقة إلى الحد الذي يقود إلى حالة الحرب.
في الاقتصاد تتقدم إيران وتسعى إلى الكثير، لكنها تبقى في منزلة أدنى من تركيا التي حققت قفزات بارعة في هذا المجال. فالأخيرة تسعى لتكون عقدة أنابيب النفط والغاز في المنطقة، ونشاطها التجاري يكاد يسود منطقة الشرق الأوسط وافريقيا وبلدان آسيوية كثيرة. أما في السياسة فان الدولتين تسابقان الزمن وبكل الطرق والوسائل، لكسب أوراق رابحة في المحيط وما بعد المحيط ضد بعضهما الآخر، خاصة عندما تغيرت المعادلات في الشرق الأوسط بشكل كبير. سابقا انتصر الأتراك على الإيرانيين في معركة شلدران في شمال العراق عام 1514، عندما هزم السلطان التركي سليم الأول غريمه الإيراني اسماعيل شاه، فدانت أرمينيا وأذربيجان والعراق إلى السيطرة التركية، وتغيرت معادلة الصراع والانتشار لصالح تركيا لمدة 500 عام، لكنها اليوم لم تعد كما كانت. فقد ساهمت عوامل وعناصر كثيرة في خدمة المصالح الإيرانية على حساب المصالح التركية، خاصة في العقدين الأخيرين. فاحتلال إسرائيل للبنان فسح المجال لدخول إيران إليه والسيطرة عليه بذراعها حزب الله. واحتلت أمريكا العراق فبات هذا البلد في رحلها أيضا، وقبله احتلت أمريكا أفغانستان فدخلت إيران في نسيجها الاجتماعي، كما باتت أذربيجان تدور في الفلك الإيراني أيضا. لكن هذه الفتوحات لم تأت اعتباطا للإيرانيين، بل أن هذا الانفتاح الجيوسياسي أمام إيران لم يكن ممكنا لو لم يكن مشروعها جاهزا، ووسائله العسكرية والمالية والأمنية والاستخباراتية والطائفية حاضرة، بينما تركيا تأخرت في هذا المجال لان مشروعها لم يكن جاهزا. صحيح أن اندثار الاتحاد السوفييتي منح تركيا فرصة عودة نفوذها إلى دول البلقان والقوقاز وقبرص، كما تحاول مد أذرع نفوذها إلى افريقيا العربية وغير العربية ودول آسيوية أخرى، لكن سقوط الدولة العربية بعد أحداث الربيع العربي بدل البيئة الجيوسياسية في المحيط التركي، ومنح إيران وروسيا فرصة الهيمنة ولعب دور في سوريا والمنطقة بصورة أكبر من قبل. هنا تبرز القدرات الإيرانية السيادية أمامنا بشكل أعلى بكثير من القدرات السيادية التركية. فبالرغم من تفوق تركيا الواضح في المجال الاقتصادي، مضافا إليه العناصر المادية والمعنوية التي منحتها لها عضويتها في حلف الناتو، إلا أن ذلك لا يمنحها قدرات سيادية أعلى من إيران. هذا الوضع تدركه السياسة التركية تماما، فجعلها دائمة السعي إلى خلق عناصر فاعلة لتغير هذه المعادلة لصالحها، لكن الطرف الآخر يقينا ليس متوقفا في حدود قدراته السيادية الحالية.
إحدى الصفات المشتركة بين تركيا وإيران، أن الشرق الأوسط والمجال الإسلامي هما ملعبهما الكبير بحكم الجغرافيا والروابط الدينية والتاريخية، وهما تسعيان للفوز به بكل الوسائل والطرق وعلى استعداد لدفع كل الأثمان، لكن لا تركيا ولا إيران قادرتان على قيادة هذين المجالين الحيويين، لانهما دولتان تحكمهما النظرة القومية. لكن مسلماتهما الجيوسياسية تدفعهما للعمل بكل الوسائل لتحقيق هذا الحلم، كي تبقيا لاعبتين أساسيتين في المنطقة. لذلك نجد أن الصدام والتصارع بينهما أكثر وضوحا في شرق تركيا القريب من العراق، وفي الوقت الحالي بات هذا الصراع أكثر وضوحا في سوريا ولبنان وفي العراق أيضا، وهذه كلها مناطق رخوة يسهل الصعود فيها إلى لعب دور إقليمي، وهي مسارح جاهزة لاستعراض العضلات السياسية والعسكرية والأمنية. لكن النفوذ الإيراني في سوريا يحد من حركة السياسة التركية فيها، حيث هنالك اتفاقية دفاع مشترك بين طهران ودمشق، ولا تريد تركيا الاصطدام مع طهران بهذا الشكل العاري. كما أن النظرة الطائفية هي الأخرى صفة مشتركة بينهما، فالإيرانيون يحاولون التأثير على الشيعة في تركيا الذين يشكلون نسبة 20 في المئة من السكان، كما يحاول الأتراك التأثير على السنة في إيران الذين يشكلون نسبة 12 في المئة. يبقى العامل الاقتصادي اللاعب الأساسي في العلاقات التركية الإيرانية، ويتفوق كثيرا على المجال السياسي الذي يربطهما، حيث توجد الكثير من المشاريع الاقتصادية بين الدولتين، خاصة مشاريع الطاقة وتركيا في أمس الحاجة إليها. حتى في وقت الحصار الاقتصادي الأمريكي الأوروبي على طهران كانت أنقرة متنفسا تجاريا كبيرا لها. لكن القلق الأكبر لتركيا هو المشروع النووي الإيراني، الذي بات يجبرها على التفكير جديا في بناء مشروع نووي، والذي يكلفها أعباء مالية كبرى ويتطلب البحث عن تكنولوجيا، بعد أن اقتنعت بأن هذا هو الطريق الوحيد الذي يجعل كفتي الميزان بينهما متعادلة.
باحث سياسي عراقي

العلاقات التركية الإيرانية : تنافس وتوافق

د. مثنى عبدالله

مؤتمر فتح السابع… نخشى مزيداً من الخلافات

Posted: 28 Nov 2016 02:11 PM PST

نحو 1500 شخصية فتحاوية فقط تلقت الدعوة لحضور المؤتمر السابع لحركة فتح، وهذا يعني أن نحو نصف الحاضرين في المؤتمر السادس لم يتلقوا الدعوات لحضور المؤتمر، وبالتالي لن يشاركوا فيه، هذا فضلاً عن أن المؤتمر ينعقد في وقت بالغ الحساسية كونه جاء بعد موجة من قرارات الفصل بحق «متمردين» في الحركة، إضافة إلى أنه يأتي في الوقت الذي تشهد فيه القضية الفلسطينية برمتها- بما فيها حركة فتح- حالة غير مسبوقة من الجمود السياسي، ويغيب الاهتمام العربي عن هذه القضية المركزية للأمة.
المؤتمر التنظيمي السابع لحركة فتح قد يكون الأهم على الإطلاق في تاريخ الحركة بسبب جملة المعطيات التي يمر بها الفلسطينيون، ابتداء من كون هذا المؤتمر يأتي في وقت الـ»لا تفاوض ولا مقاومة» مع الاحتلال، وهذه حالة غير مسبوقة طوال سنوات الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وليس انتهاء بكون هذا المؤتمر يأتي في الوقت الذي تشهد فيه صفوف الحركة انقساماً ملموساً يعرفه رجل الشارع قبل غيره، وهو انقسام يبدو واضحاً أن دولاً عربية وإقليمية أيضاً ضالعة فيه.
أن يكون الحاضرون في مؤتمر فتح السابع نحو نصف الحضور في المؤتمر السادس فهذا يعني بالضرورة أن غياب عدد من قيادة الحركة وانها لن تشارك في تقرير مصيرها ولا في اتخاذ قراراتها المهمة، وهو ما يعني أن المؤتمر الذي يُفترض فيه أن ينعقد لتصفية الخلافات الداخلية واتخاذ القرارات التي تحسم القضايا الجدلية لن يتمكن من تحقيق الهدف الأساس له، فضلاً عن أن الغائبين قد ينظمون مؤتمراً موازياً يشكل خطراً على تماسك الحركة ووحدة صفوفها، وقد حدث بالفعل أن تم تنظيم لقاءات عديدة ومتفرقة بين فتحاويين هنا وهناك بعيداً عن قيادة الحركة وأنظارها.
نتمنى أن لا تكون حركة فتح قد شاخت، فهي الحركة التي قامت على أساسها الثورة الفلسطينية ضد الاحتلال، وهي أم الفصائل الفلسطينية جميعاً، لكنَّ انعقاد المؤتمر السابع في ظل هذه الظروف وضمن هذه المعطيات قد يعني أن الخلافات في صفوفها وصلت إلى درجة غير مسبوقة أو أنها وصلت نقطة اللاعودة، وهذه الخلافات هي الهدف الذي عمل ويعمل الإسرائيليون لتحقيقه، وهو الهدف الذي من أجله اغتالوا الشهيد ياسر عرفات لتغييب أي رمز للإجماع والتوافق.
ما يجب أن يفهمه الفلسطينيون هو أنَّ استراتيجية إسرائيل في الاغتيالات كانت تقوم على تفتيت وتدمير الفصائل الفلسطينية عبر استهداف وتغييب شخصيات الاجماع الوطني والفصائلي، بما ينتهي إلى إشعال نار الخلافات، سواء بين الفصائل (فتح وحماس)، أو داخل صفوف الفصائل نفسها، ولذلك اغتال الإسرائيليون ياسر عرفات والشيخ أحمد ياسين وعددا آخر من الشخصيات التي كانت تحول دون الانزلاق نحو الانقسام، وكانت تمثل ضمانة تحول دون أي خلافات عميقة تهدد وحدة الصف.
وبالعودة إلى المؤتمر السابع لحركة فتح، فالأصل أن يعمل على رأب الصدع داخل الحركة والتقليل من الخلافات وحسم القضايا الجدلية وتحديد مسار الحركة خلال الفترة المقبلة، بما في ذلك كيفية التعاطي مع إسرائيل وكيفية التعامل مع ملف الانقسام الفلسطيني، وما يمكن تقديمه للفلسطينيين في قطاع غزة، وما عدا ذلك فنحن أمام مؤتمر قد يُعمق من الانقسام ويزيد الخلافات ويجعل الفلسطينيين أمام انقسام بين فتح وحماس، وآخر بين الضفة والقطاع، وثالث بين شطري فتح، وربما رابع بين حماس الداخل والخارج، وهذه التباينات كلها لا يمكن أن تصب في صالح المشروع الوطني الفلسطيني الذي يجب أن يهدف دوماً إلى مواجهة الاحتلال وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني.
خلاصة القول إذن أن مؤتمر حركة فتح السابع، كغيره من المناسبات، إما أن يصب في اتجاه توحيد الفلسطينيين وتوحيد كلمتهم، أو الأفضل له أن لا ينعقد، لأن الشعب الفلسطيني اليوم ليست له مصلحة في التنافس على الـ»لا شيء»، ومصلحته العليا تتمثل فقط في توحيد الصفوف والكلمة وإعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة، والخلاص من حالة الجمود المستمرة منذ سنوات طويلة والتي حولت السلطة الفلسطينية إلى «إدارة مدنية» في مدن وقرى الضفة بدلاً من أن تكون خطوة مرحلية باتجاه بناء الدولة الفلسطينية.

مؤتمر فتح السابع… نخشى مزيداً من الخلافات

محمد عايش

«التجنين» الإجباري

Posted: 28 Nov 2016 02:10 PM PST

جاء في البروتوكول الثاني من بروتوكولات حكماء صهيون: (وسنختار من بين العامة رؤساء إداريين ممن لهم طباع العبيد ولن يكونوا قادرين على الحكم ولذلك سيكون من السهل أن يكونوا قطع شطرنج ضمن لعبتنا في أيدي مستشارينا الحكماء الذين يحكمون العالم).
قد يظن القارئ للوهلة الأولى أن هناك خطأ مطبعيا، ويعتقد أنني أقصد التجنيد الإجباري لكن نحن في فلسطين لا نعيش في دولة مستقلة أبدا ولا نملك السيادة ولا نملك الاقتصاد ولا نملك أي شي حتى نكون أصحاب قرار في تجنيد الشباب لجيش يحترم نفسه وقادر على حماية شعبه والدفاع عن أرضه.
إنني أقصد التجنين بمعنى تعمد إصابة الشعوب العربية بالجنون خصوصا الشعب الفلسطيني القابض على وطنيته منذ 1948 وإلى اليوم كالقابض على الجمر تماما، فالوطن عندنا له قدسية تشبه قدسية الدين رغم كفر البعض بالوطن والقيادات لأسباب مختلفة عبر العقود الماضية ولكل مواطن تجاربه الخاصة ومبرراته.
كم كنت أتمنى أن أكتب عن التجنيد وأن أدعو للتجنيد وأنا واثق أنه سيكون تطوعيا وليس إجباريا وبنفس مفتوحة وبكل شجاعة لأن الهدف سيكون هو تحرير الأرض المحتلة من الاحتلال الصهيوني بقيادة شريفة مخلصة لله وللوطن. لكنني وبلا وعي أكتب عن التجنين الإجباري اليومي الذي نعيشه يوميا بسبب الأزمات المفتعلة والمتعمدة الهادفة إلى شل قدرتنا على التفكير وحتى شل قدرتنا على التأقلم مع أقسى الظروف، فمن يخضع للاحتلال يعيش أجواء حرب واقتصاد حرب وأجواء حصار، ويجب أن يبرمج نفسه على التأقلم مع أبسط الإمكانيات ومع أقسى الظروف حتى يصمد في مواجهة المحتل. ولكن هناك فرقا شاسعا ما بين التأقلم على الذل وما بين التأقلم على الظروف الصعبة عنادا وتحديا للاحتلال، وإن القائمين على تلك الأزمات المفتعلة يريدون أن يحرمونا من شرف الصمود والتحدي، ويريدون توصيل الناس إلى مرحلة الكفر بكل شيء واليأس والقنوط والإحباط فلن تجدي كل كلمات النصح لإنسان احترقت أعصابه مئات المرات، ولن تنفع كل نصائح التحلي بالصبر لأم احترق دمها وأعصابها بشكل يومي بسبب الأزمات المتلاحقة التي يعيشها الإنسان العربي والإنسان الفلسطيني. وهنا وفي هذه الحالة تتقاطع أهداف اليهود الذين يتحكمون في العالم مع أهداف القيادات التي صنعوها وأصبحوا أدوات لهم يحكموننا ويتحكموا في مستقبلنا، ووصل الشباب بالذات إلى مرحلة اللاعودة من اليأس والقنوط والإحباط والكفر بالمجتمع كله خصوصا الخريجين، وأصبحوا مستعدين للانضمام لأي تنظيم إرهابي يذبح الناس ويفجر نفسه ليس انتصارا للدين الإسلامي البريء منهم وإنما لأنهم حاقدون على كل شيء بسبب الظروف، وهذه هي المعادلة الخطيرة التي يريد منا أولئك المخططون لحكم العالم أن نصل إليها وبعد كل ذلك يأتي من يتشدق بالحريات ويصف الإسلام بالإرهاب
لو ضربنا المثل في التيار الكهربائي في قطاع غزة فقط فلا يوجد برنامج منتظم ودقيق للقطع والوصل، ولا يمكن لأي شخص أن يتنبأ بحالة الكهرباء المقبلة تماما كحالة الطقس علمها عند الله فقط مع فارق أن الكهرباء علمها فقط عند المسؤولين عن القطع والوصل بلا مبرر وبلا سبب وبشكل متعمد ومفتعل، ونحن جميعا يمكن أن نتعود على برنامج 6 ب 12 أو 6 ب 6 أو 8 ب 8 لأننا نتأقلم ونبرمج أنفسنا على التكيف مع أسوأ الظروف، وهذه البرمجة الوطنية نابعة من ثقافة التحدي والعناد التي توارثناها عبر العقود الماضية على أساس إننا نكذب على أنفسنا ونقول إن الاحتلال هو المسؤول عن أزمة الكهرباء والاحتلال هو المسؤول عن حصارنا ( والاحتلال الصهيوني الله يخرب بيته ) هو الشماعة التي نلقي عليها كل مصائبنا حتى نعطي أنفسنا دافعا للتحدي والصبر والعناد والصمود. ولكن المصيبة أن يكون المسؤول عن أزماتك الحياتية تاجرا أو سمسارا أو قرصانا من أبناء الشعب الفلسطيني ويعتبر الشعب الفلسطيني كله رهينة بيديه ويتاجر بدماء الشعب الفلسطيني، ويتاجر في كل شيء يستهلكه الشعب الفلسطيني، تماما كالعصابات التي تتاجر في كل شيء ثم يبرز على السطح السياسي أشخاص لم يكن لهم قيمة ولا وزن تاريخي ويصبحون من رموز الشرف والنضال والمقاومة وينساق خلفهم الكثير من الأغبياء الذين يصفقون لمن يدفع أكثر ويناصرونهم فقط لأنهم يملكون المال الذي امتصوه من عذابات وجراحات الناس المغلوبين على أمرهم.
ودائما : لا يجب أن تراهن على المرتزقة الذين يريدون المال فقط .
إننا كشعب فلسطيني نبرمج أنفسنا وطنيا للصمود منذ طفولتنا ولكن هؤلاء المسؤولين عن افتعال أزماتنا يريدون أيضا قتل هذه الروح الوطنية ونزع البرمجة الوطنية من عقلياتنا ومنعنا من مجرد التفكير في الصمود والتأقلم للتحدي، فأنت يمكنك أن تبرمج نفسك على أقل الإمكانيات إذا كان هناك انتظام لكنهم يريدون أن نعيش في قلق دائم وتوتر دائم وعدم قدرة على التنبؤ إطلاقا فالجماعة من فرط محبتهم لنا لا يريدون أن نستقر أو نعيش في (روتين ممل ) ولا يريدون أن نتعود على برنامج منقوص للكهرباء، ولا أن نرتب أولوياتنا بناء على ذلك البرنامج الثابت وإنما (وبكل صفاء نية وأنا لا أشكك فيهم ) يريدون إخراجنا من روتين الحياة اليومي الممل.
ولا تقتصر الأزمة على الكهرباء فقط فهي جانب واحد من جوانب حياتنا في ظل سياسة التجنين الإجباري. وهناك جوانب أخرى كثيرة مثل الماء المرتبط بالكهرباء ومثل الغاز وبعض المواد التموينية واحتكار بعض التجار للإسمنت تحت إشراف بعض المسؤولين وأزمات المرور والمخالفات العبثية وجباية الضرائب بلا إنسانية وأزمة بطالة الخريجين وبطالة العمال وأزمات الزواج والعنوسة والشقق وأزمات التعذيب في المباحث والسجون وأزمات زوجات وأبناء الموقوفين والأزمات الأخلاقية والمخدرات والأزمات الصحية وأزمة السفر وأزمة قلة المطر …وأزمات لا أذكرها حتى لا أطيل أكثر.
إن سياسية التجنين الإجباري التي نعيش في ظلالها تؤدي لانتزاع آدمية الإنسان شيئا فشيئا تحت ضغط الحاجة وتحت ضغط الطلبات المتلاحقة وفي ظل الإلحاح عندما تكون الأسرة كبيرة العدد والطفل لا يرحم أباه ولا يفهم أن كلمة (أريد) تجنن والده وتفقده صوابه، ولا يستوعب الابن أو الزوجة أن التأفف والتذمر والشكوى أمام الوالد يذبحه من داخله ويمزق روحه ويجعله يشعر بالاختناق وتتراكم الهموم الحياتية والضغوط اليومية التي تؤدي إلى جلطات وسكتات دماغية مفاجئة. وفجأة ينتحر الأب أو يحرق نفسه بالبنزين أو يموت الأب بدون مقدمات بجلطة أو سكته ونستغرب كلنا عندما يموت أحد معارفنا صغيرا نقول: مسكين مات صغيرا يا حرام الله يرحمه. ونتساءل عن سبب موته المفاجئ وكأننا نستهبل ونضحك على أنفسنا وكل واحد منا يدرك أن المسكين مات نتيجة تراكم القهر والكبت واختار الموت كبرياء قبل أن يتحول إلى مجنون حقيقي يجري في الشوارع
وعلى سبيل المساواة لو تكلمنا عن الأم التي تعمل داخل وخارج البيت ولا تتوقف عن العطاء وتعاني من الضغط نفسه تماما كما يعاني الأب وتتعرض للضغوط نفسها، ولكنها كالجندي المجهول لا ندرك قيمتها إلا بعد فقدانها. وللأسف هي أول متهم بالتقصير في حالة حدوث خلل ويهاجمها الجميع ويتناسون أنها إنسانة تعيش معهم الواقع نفسه والظروف نفسها. وفي أحيان كثيرة تتطور الأمور إلى الطلاق لأنه ليس هناك متسع للتحمل ولا نعرف على من نلقي باللوم ومن الذي يتحمل مسؤولية دمار أسرة كاملة إلا أن السبب الحقيقي هو الضغط النفسي والتجنين الإجباري الذي جعل الأمور تخرج عن السيطرة وأدى إلى تفكك الأسرة بكاملها فتراكم وتتالي هموم ومصائب الحياة يفقد الأم صوابها ويجعلها في حالة غير طبيعية على الإطلاق.
ختاما : همومنا مبكية وأحيانا مضحكة والضحك أنواع : منها الضحك من القهر أو الضحك قبل الانهيار حفاظا على الكرامة والكبرياء.
قبل يومين كانت ابنتي الصغيرة وعمرها سنوات تشاهد التلفزيون وفجأة انقطع التيار الكهربائي ففقدت أعصابها وبلا وعي قالت:
الله أكبر عليكوا … الله يقطعكوا … الله يلعنكوا ..
وهي طفلة بريئة لا تعرف هي تدعو على مين؟ لكن الله تعالى يعرف وحتما سيستجيب لكل دعوات المظلومين المتعثرين في الظلمات.
والذين يحمل ذنوب الأطفال كل المسؤولين عن الرعية في كل مكان وزمان، فالمسؤولية ليست وجاهة ولا كرامة وإنما هي يوم القيامة حسرة وندامة.

فلسطين المحتلة

«التجنين» الإجباري

أحمد لطفي شاهين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق