Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الثلاثاء، 28 فبراير 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


رسائل جائزة أوسكار 2017 السياسية

Posted: 27 Feb 2017 02:30 PM PST

قدّمت حفلة جوائز «الأوسكار» الأمريكية لهذا العام مجموعة من الرسائل السياسية القويّة، وقد انعكس ذلك في الأفلام التي حصلت على الجوائز وفي المواضيع التي تطرّقت لها والممثلين الذين مثلوا فيها والهجوم الساخر الشديد الذي تعرّض للعنصرية والتطرّف وسياسات كره المهاجرين والأديان والعروق.
نال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حصّة الأسد من النكات والسخرية لسياساته، ومن ذلك إشارة مقدّم الحفل إلى متابعته من 225 بلداً «باتوا يكرهوننا»، فيما قال رئيس الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون الصور المتحركة إن الحفل «دليل على أن لا حدود تحد الفن».
إحدى الرسائل التي وجّهها الحفل أيضاً كانت فوز ماهيرشالا علي، أول مسلم أمريكي (إضافة إلى أنه أسود)، بجائزة أفضل ممثل مساعد عن فيلم «مونلايت» الذي فاز بجائزة أحسن فيلم. ماهيرشالا أشار إلى تعرّضه للتمييز لكونه مسلماً وأن أحد موظفي المطارات أخبره أنه موجود في قائمة الـ«إف بي آي» للأشخاص المراقبين وأن زوجته توقفت عن لبس الحجاب في نيويورك «لأنها لم تعد تشعر بالأمان».
من الإشارات السياسية العديدة المهمّة أيضاً كانت فوز فيلم «الخوذ البيضاء» الوثائقي الذي يتحدث عن عناصر الدفاع المدني في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، وقدّم الحفل كلمة مصورة لرئيس «الخوذ البيضاء» رائد صالح طالبَ فيها العالم بوقف إراقة الدماء في سوريا، كما فاز الفيلم الإيراني «البائع» بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي وقاطع مخرجه الحفل احتجاجا على قرارات ترامب.
الرسالة الكبرى التي قدّمها الحفل، والتي قدّمت بأكثر من صورة وطريقة، وعلى أكثر من لسان، هي رسالة مزدوجة ترفض سياسات ترامب لبناء الأسوار ومنع المهاجرين وتأجيج التطرّف والعنصرية وتتضامن مع المهاجرين واللاجئين والمسلمين والسود والأقليات والتنوّع البشري عموماً.
تبدو مواقف النخبة السينمائية الأمريكية التي أعلنت في حفل الأوسكار كجزء من تحرّك سياسيّ عامّ يشمل الإعلام والسياسة والقضاء والأكاديميا والشارع وهو يوضّح مفارقة كبرى تطال صورة أمريكا وجاذبيتها في العالم، فأمريكا المكروهة في البلدان التي تتحكّم بمقدّراتها الاقتصادية والسياسية أو التي خاضت حروبا ضدّ شعوبها هي البلد نفسه الذي تقصده نخب وأفراد هذه الشعوب التي تكرهها مدفوعة برغبات الحصول على الغنى والنفوذ والارتقاء، كما بالتعلّم من تاريخ ذلك البلد ومؤسساته وجامعاته أسباب قوّة هذا النظام السياسي الهائلة التي فتحت الأبواب للاختراعات والاكتشافات والعلوم ففاضت الثروات وانعكست تأثيراً هائلا على مصائر جميع أمم الأرض.
المقاومة الأمريكية الكبيرة التي تواجه غطرسة ترامب وإدارته وقراراته وتضامن مؤسسات الديمقراطية والقضاء والإعلام والجمهور مع المهاجرين الذين انبنى مجد أمريكا على مساهمتهم يفسّران ازدواجية الكره والانجذاب العالميين للنموذج الأمريكي الذي قدّم إنجازات سياسية وعلمية وفكرية وفنية هائلة ولكنّ إداراته السياسية وظّفت هذه الإنجازات، في أغلب الأحيان، لإخضاع الشعوب وتمرير أجنداتها الاقتصادية والسياسية. وكما شاهدنا أمريكا تنتخب رئيساً أسود أبوه مسلم كينيّ، وشاهدنا على مرّ العقود أفلاماً تدافع عن الإنسان وتهاجم العنصرية، وقرأنا روايات مؤثرة وشعرا عظيما ودهشنا بالابتكارات العلمية، فقد شاهدنا الجيوش الأمريكية في فيتنام وأفغانستان والعراق، وقاسينا من دعم أمريكا لإسرائيل وللطغاة العرب.
لعلّ الدرس المفيد الذي قدّمته حفلة الأوسكار هو أننا في قارب واحد مع قوى الديمقراطية والتنوع والإبداع في أمريكا وضد العنصرية والتطرّف والإرهاب في كل مكان ومن أينما جاء.

رسائل جائزة أوسكار 2017 السياسية

رأي القدس

«الباسبور» الأحمر

Posted: 27 Feb 2017 02:29 PM PST

عام 2013، وبعدما قام الجيش الاسرائيلي بتدمير قرية «باب الشمس»، وهي قرية بناها شبان وشابات فلسطينيات وفلسطينيون على أرض مصادرة في منطقة القدس، تلقيت اتصالاً من اعضاء في المجلس البلدي للقرية المدمرة والمهجرة، أبلغوني فيه بأنهم يستعدون لزيارة بيروت، من أجل تقديم جواز سفر فلسطيني لي صادر عن السلطة الفلسطينية.
كنت اتابع بعقلي ووجداني تجربة تحويل القرية المتخيّلة التي بناها يونس ونهيلة في مغارة قرب قرية دير الاسد الجليلية في روايتي «باب الشمس»، إلى حقيقة، وكان طلبي الوحيد من رفاقي ورفيقاتي في القرية التي بُنيت من الخيام والارادة وقَبَس الحرية، أن يقبلوني مواطناً في قريتهم.
بالنسبة لي كانت تلك القرية، التي لم تتوقف عن التوالد في قرى جديدة حملت احداها اسم قرية احفاد يونس، هي جائزتي الكبرى ككاتب. فليس هناك من طموح يعادل تحويل الخيال إلى حقيقة، وليس هناك من حلم يساوي تحرير الأرض من أجل بناء قرى تستقبل شمس العدل والحرية.
بالطبع كنت سعيداً بلقاء اخوتي واخواتي الذين بنوا لي قريتي المقدسية. أنا البيروتي أباً عن جد الذي كان يحسد أصدقاءه الآتين من الريف لأنهم يملكون قرى يعودون اليها ساعة يشاءون، وفجأة صرت أنتمي الى قرية أحلم بالعودة اليها، قرية نجحت في تحويل الكلمات إلى بيوت وشوارع دمرها الاحتلال، لكنها صارت تقيم في مكان يقع بين الذاكرة والخيال.
يومها صار يحق لي أن اناضل من أجل حقي في العودة، ليس كمطلب وطني وسياسي فقط، بل كمطلب شخصي أيضاً، وهو حق لا يسقط بالتقادم وسيرثه من بعدي ابنتي وابني وحفيدي، كما سيرثه جميع القراء الذين تماهوا مع «باب الشمس» وامتلكوها، مثلما فعل المناضلون الفلسطينيون الذين بنوا القرية المدمرة والمهجرة.
الزيارة لم تحصل وجواز السفر لم يصل. لا أعلم ظروف رفاقي وسبب عدم مجيئهم إلى بيروت، لكنني عذرتهم، وفكرت أنه كان علي أنا أن أذهب، وانه اذا كان هناك من تقصير فهو تقصيرنا نحن. فرغم كل تضحيات وبطولات وأخطاء زمن المقاومة في الجنوب اللبناني، فإننا لم نستطع الوصول اليهم، وتركنا مغارة «باب الشمس» مقفلة، بحسب وصية نهيلة، إلى أن جاء من حاول فتح بابها واعادة بنائها، في قرية صمدت بضعة ايام، لكنها قدمت نموذجاً لما يمكن لإرادة المقاومة ان تصنعه.
اما حكايتي مع التهمة التي شاعت بأنني فلسطيني ولست لبنانياً، (وهي تهمة أعتز بها، لأن هويتي الفلسطينية التي يُعيّرني بها البعض، لم تكن ولن تكون سوى هوية نضالية بنتها ارادة مقاومة الظلم والاحتلال والقمع)، فهي حكاية تستحق أن تروى، لأنها تحمل في ثناياها التباسات العلاقة بين الكلام والذاكرة، وكيف تستطيع الحكاية المُختلقة أن تسود في ظرف معين. لكنني سأكتفي بقصة مقال نُشر في صحيفة «الديار» اللبنانية عام 1998، حين شاركت في تنظيم انشطة الذكرى الخمسين للنكبة في مسرح بيروت، الذي كنت مديره الفني. كانت الأجواء اللبنانية مثقلة بهيمنة النظام السوري على لبنان. يومها بدأنا احتفالات الذكرى بمسيرة شموع إلى المقبرة الجماعية لشهداء مجزرة صبرا وشاتيلا.
وللتذكير فقد كان السيد ايلي حبيقة، وهو احد أبطال تلك المجزرة المروّعة، وزيراً في الحكومة اللبنانية. يومها قامت الدنيا علينا، لأن مجرد عودة الذاكرة الفلسطينية إلى مكانها اللبناني، كان يعتبر جريمة في عرف النظام السوري وحلفائه واتباعه. في تلك الافتتاحية كتب الصحافي الحصيف الذي ينتمي إلى التيار القومي الممانع، انهم (والضمير يعود هنا الى اللبنانيين) نادمون لأنهم جنسوني. وكان يقصد أنني فلسطيني حظي بالجنسية اللبنانية، كبعض الفلسطينيين الذين جُنسوا في عهد كميل شمعون لأسباب طائفية. يومها، ووسط سيل الشتائم والتهديدات التي حاصرتنا، اعتبرت ذلك المقال مجرد نكتة. ضحكت طويلاً على هذا المنطق الذي لا يستطيع ان يفهم أن الهوية الفلسطينية ليست تهمة بل هي شرف علينا أن نستحقه.
تذكرت هذه الحكاية في مطلع الأسبوع الماضي حين أتصل بي من رام الله الصديق الروائي يحيى يخلف ليطلب مني البقاء في بيروت وعدم السفر إلى القاهرة للاشتراك في اجتماعات مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات، لأن الجواز الفلسطيني الموعود منذ أربع سنوات سيصل إلى بيروت مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ومساء الخميس 23 شباط/فبراير الجاري، ذهبت إلى فندق حبتور في سن الفيل، وبعدما ضعنا في متاهات هذا المجمّع الفندقي الضخم الذي يذكّر بمجمّعات دبي، وصلنا إلى ردهة الفندق حيث كانت في استقبالنا المناضلة آمنة جبريل، ووجدنا طريقنا الى الطابق الثلاثين، وهناك تسنى لي اللقاء بمحسن ابراهيم أحد القادة التاريخيين للحركة الوطنية اللبنانية. وبعدما قام الرئيس الفلسطيني بمنحنا محسن ابراهيم وانا وسامين، وجدت نفسي وانا أحمل «الباسبور» الأحمر في يدي.
الآن ثبتت تهمتي، فأنا الآن فلسطيني أحمل وثيقة رسمية رقمها A0049639، وقد تجنست بطريقة عكسية، بدل أن أكون فلسطينياً يحمل جوازاً لبنانياً، فأنا لبناني يحمل جوازاً فلسطينياً. وهذه هي المرة الثالثة التي احمل فيها الهوية الفلسطينية، المرة الأولى، عندما انتميت الى النضال الفلسطيني في أواخر ستينيات القرن الماضي، والمرة الثانية، عندما بُنيت قرية «باب الشمس» المصنوعة من كلمات وإرادة وحب، وفي المرة الثالثة امتلكت جواز سفر.
أنا أعرف أن هذا الجواز لا يحمل سوى قيمة رمزية، لكنني، وبسبب حشريتي، أردت أن أعرف هل استطيع استخدامه فعلاً، فقيل لي انه جواز صالح استطيع أن أسافر به إلى جميع أنحاء العالم.
«يعني استطيع أن أزور به فلسطين»، قلت.
«لا»، أجابوني، «تستطيع ان تسافر الى حيث تريد ما عدا فلسطين».
«ولكنه جواز فلسطيني، غريب أن لا يستطيع الفلسطيني زيارة وطنه»! قلت.
شرحوا لي أن السلطات الاسرائيلية لا تعترف بجوازي، وأن فلسطين تحت الاحتلال، والجيش الإسرائيلي المحتل يسيطر على حدودها.
«هذا غير معقول»، قلت.
«الاحتلال هو غير المعقول»، أجابوني.
«لكن فلسطين وطن حقيقي وليست وطناً من ورق»، قلت.
قالوا وقلت … وبدأت الكلمات تتلاشى امام صور اصدقائي ورفاقي الشهداء: علي ابو طوق ومحمد شبارو وطوني النمس ومروان كيالي، والمئات من رفاق المسيرة الذين رسموا بدمائهم طريق الذهاب إلى فلسطين. وفهمت أن العودة لا تحتاج إلى جواز سفر، وأن علينا ان نجد طريق المقاومة من جديد كي نلتقي بأهلنا في «باب الشمس» المحررة.

«الباسبور» الأحمر

الياس خوري

رسائل «الخوذ البيضاء»… أما من بريجيت باردو للشعب المسكين؟ وهل من فيلم سينمائي ليعقوب شاهين؟

Posted: 27 Feb 2017 02:29 PM PST

رغم مأساوية ما يحدث في سوريا، ورغم ما يبدو أنه ضياع الأمل، يبقى أن الصورة السورية تقتحم وتحقق انتصارات. بالإمكان أن نعدّ صوراً كثيرة تحوّلت إلى أيقونات تجوّلت حول العالم، وستبقى في وجدانه إلى الأبد. علينا أن نعترف أن ذلك لم يكن ممكناً لولا أن هناك بقية ضمير. لذلك نهضت صورة عمران وحمزة الخطيب وباقي صور السوريين ورموزهم في غير مكان من المعمورة. صور «الخوذ البيضاء» اقتحمت الأوسكار أخيراً، هذا قبل كل شيء انتصار لسوريا الناس العاديين، الذين يقول الفيلم بوضوح إنهم مستهدفون من طائرات وبراميل النظام السوري والطائرات الروسية. فيلم يقول، ربما من دون أن يقصد أن يتحدث في السياسة، من هو القاتل، ومن القتيل.

صفعة للأدونيسية

على الرغم من أنه يمتلئ بإشارات دينية إسلامية، حاز فيلم «الخوذ البيضاء» جائزة أوسكار. صيحات «الله أكبر» تتردد في أرجاء الفيلم، وكذلك صفحات من القرآن بين يدي أحد معتمري الخوذ البيـضاء، والصلوات، ومع ذلك لم يقل أحد إن الخوذ البيضاء تخرج من الجامع، ولذلك ينبغي التوجس من أصحابها. وحده أدونيس قالها ذات مرة، وكررها رئيسه «المنتخب» حين سئل عن أصحاب «الخوذ البيضاء» فقال إنهم واجهة لتنظيم «القاعدة». مع ذلك حاز الفيلم جائزة في زمن دونالد ترامب، وفي عزّ الإسلاموفوبيا. الجائزة هي قبل كل شيء صفعة لهؤلاء، بإذن الله.

جائزة ترضية!

يظلم السوريون المعارضون أنفسهم وبلدهم حين يرون في الأوسكار لفيلم «الخوذ البيضاء» مجرد جائزة ترضية، أو جزءاً من مؤامرة كونية ترمي إلى قتل السوريين بيد، والتمويه على قتلهم عبر الجوائز والتعاطف المزيف. كذلك قيل مراراً إن البابا فرنسيس يغسل ويقبل قدم لاجئ من أجل التمويه على قتله في مكان آخر، أو أن أنجيلينا جولي تزور مخيمات اللاجئين السوريين فقط من أجل الشهرة وتعزيز النجومية.
لاحظوا أن الأوسكار جاءت للفيلم السوري في عزّ الزمن الترامبي، الذي يقول الأشياء من دون مواربة. ثم من قال إن كل تلك المؤسسات تعمل بشكل متضامن؟ البابا فرنسيس وأكاديمية الأوسكار وأنجيلينا جولي؟ يتشاطر ناشطون فيتسابقون على الإيحاء بذلك، وكأن تلك المؤسسات ترتبط بغرفة عمليات واحدة في مبنى للمخابرات المركزية الأمريكية. باختصار إنها إعادة إنتاج لنظرية المؤامرة الكونية، ويبدو أنه لا بدّ لنا من خلاص من النظريتين.

«الخوذ البيضاء» وغياب المخرج

من أبرز جماليات فيلم «الخوذ البيضاء» إلى جانب بطولة تصويره وملاحقة أحداثه التي تتطلب التواجد في عين الكارثة، في قلب نفق مليء بالنار والغبار والصرخات، تلك البساطة في تقديم الشخصيات، واللغة الأقرب إلى الأميّة أحياناً، لا تثاقُف، ولا مخرج يقول لك في كل لحظة «أنا المخرج»، ولا أحد يقول «ذاهب إلى الأوسكار»، فقط بشر في غاية البساطة، يضعون الأرواح على الأكف، يحيون الناس، كما يحيون الصور، الأفلام، وفي الآخِر، يحيون الأحلام.

بريجيت للشعب المسكين

اتهمت بريجيت باردو السلطات الفرنسية بالتقاعس عن وضع حد «للمعاناة الشنيعة» التي تقاسيها الحيوانات في المسالخ ومزارع التربية والسيرك، في رسالة نشرتها أخيراً الممثلة الفرنسية السابقة عبر التويتر.
ودعت باردو السياسيين وأصحاب النفوذ إلى «التحرك قليلاً»، آملة بـ «وضع حدّ لهذه الفظائع التي تتوالى يوماً بعد يوم». وهي ذكّرت بـ «الصور الشنيعة» لحيوانات تربى في المزارع.
تقول بقية الخبر إن جمعية «الـ 214» الفرنسية نشرت خلال الأشهر الأخيرة عدة أشرطة فيديو صادمة لممارسات مسيئة بحق الحيوانات في المسالخ أثارت استياء الرأي العام.
وعلى الإثر فتحت السلطات تحقيقاً برلمانياً حول معاناة الحيوانات في الملاحم ونفذت عمليات تدقيق وأغلقت مسالخ عدّة.
لم يخطر لي مرة أن أسخر من نضال النجمة الفرنسية الشهيرة في عقود سابقة، ولا أن أطالبها بالنضال من أجل جماعات تتعرض لذبح أقسى، فخيارها أن تناضل على تلك الجبهة، إنما تظل المفارقة الساخرة والمرّة حاضرة في وجداننا كيف أن أحداً في جهة أخرى من الأرض يطالب بالتنكيل بالبشر (دعك ممن يمارس التنكيل أصلاً)، أو يسمي الذبح عدلاً، والقصف بالبراميل بطولة، والتعذيب والقتل والشنق في المعتقلات تطهيراً للجسد الوطني من الإرهاب. أما من بريجيت باردو لهذا الشعب المسكين؟ «تحارب من أجل تحريم لحم السجناء» وسائر المواطنين!

الاستثمار بـ «آراب آيدول»

بعد الشاب الغزّي محمد عساف، فاز التلحمي (نسبة إلى مدينته بيت لحم) يعقوب شاهين بلقب «آراب أيدول». هكذا يكتمل جناحا الطائر الفلسطيني. فاز عساف فصنعوا له فيلماً سينمائياً، وربما نجد من يصنع فيلماً مماثلاً ليعقوب شاهين، فحواجز الاحتلال من بيت لحم إلى استديوهات البرنامج ليست أقل فظاعة من نظيرتها في غزة.
يبدو أن هناك من بين الفلسطينيين اليوم من يستثمر في الأغنية، بعد يأس مديد من الاستثمار في السياسة.
إذا كان الهدف تجارياً فذلك مفهوم وواضح، أما إذا كانت الزعم دعم القضية فحبذا قليلاً من الدعم لفنون أخرى تزدهر وتصل إلى محافل دولية بارزة، والسينما إحدى أبرز تلك الفنون.

أعداء الشعب

لعلها العبارة الأصدق تلك التي نطق بها دونالد ترامب حين وصف الإعلام الأمريكي بـ «أعداء الشعب». وصف يذكّر بعبارة تقول إن الصحافي الجيد هو ذلك الذي يكسب كل يوم عدواً جديداً.
«عدو الشعب» عنوان مسرحية للنرويجي هنريك أبسن، تناول فيها مأساة ذلك الطبيب الذي يقول لسكان بلدته إن البحيرة التي يعيشون عليها فاسدة ومؤذية صحياً فيما هم يكذّبون مزاعمه، ببساطة لأنهم يعيشون على «مفاسد» البحيرة، ولا يريدون تصديقه وبالتالي خسارة مشيمتهم الاقتصادية. هكذا سيصبح الطبيب عدوهم الأول، عدو مصالحهم واقتصادهم.
بهذا المعنى سيصبح فخراً كبيراً لهؤلاء الإعلاميين أن يكونوا نوعاً من «عدو الشعب».

كاتب من أسرة «القدس العربي»

رسائل «الخوذ البيضاء»… أما من بريجيت باردو للشعب المسكين؟ وهل من فيلم سينمائي ليعقوب شاهين؟

راشد عيسى

عن الإرهاب والاضطهاد في بر مصر

Posted: 27 Feb 2017 02:29 PM PST

جريمة قتل الأقباط في سيناء وما تبعها من مشاهد مخزية لتهجير بعض الأسر القبطية من مدينة العريش إلى مدينة الإسماعيلية أعادت إلى الواجهة المصرية حقائق كبرى تعمل السلطوية الحاكمة بانتظام إما على تغييبها أو تزييفها.
أولا، مثلما فجرت كنيسة البطرسية في العاصمة القاهرة واستهدفت من قبل مواطنين أقباط في مناطق متفرقة تواصل الجماعات الإرهابية ارتكاب جرائم العنف الطائفي في مصر بوحشية وعدمية وازدراء للإنسانية لا تختلف أبدا عن جرائم تنتظيم «الدولة» (داعش) في العراق وسوريا وليبيا. تعميم خرائط الدماء والأشلاء وتهجير المدنيين والدمار هو برنامجهم الثابت، والضحايا باستمرار هم «الأسهل» استباحة بالمعايير الأمنية من شيوخ ونساء وأطفال في العراق وسوريا مرورا بفقراء العمال الوافدين من مصر في ليبيا إلى الأسر المسيحية في سيناء وضباط وجنود القوات المسلحة والشرطة في الكمائن الثابتة.
ثانيا، بعد سنوات من «الحرب على الإرهاب» لم تتمكن الأجهزة العسكرية والأمنية في مصر من بسط سيطرتها على سيناء وإعادة الاستقرار إلى ربوعها. عوضا عن ممارسة النقد الذاتي بشأن سياسات الأجهزة العسكرية والأمنية ونتائجها، يفرض باسم وطنية زائفة صمت مطبق يجرم فيما خص سيناء كل حديث باستثناء الإشادة ببطولات الجيش والشرطة والترحم على الشهداء منهم والشهداء من المدنيين.
الإشادة بالبطولات واجبة، والترحم على شهداء يقفون بين الجماعات الإرهابية وبين إحداث المزيد من القتل والدمار ضرورة. غير أن تقييم سياسات «الحرب على الإرهاب» وقراءة مقومات النجاح والفشل المحيطة بها وفتح الفضاء العام لنقاش موضوعي حول البدائل الممكنة جميعها تمثل أولويات حقيقية للمواطن والمجتمع والدولة في مصر وتنهض حين تحققها دليلا على وطنية واعية. تتورط الأجهزة العسكرية والأمنية وهي تواجه الجماعات الإرهابية في انتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان، تارة بتهجير مجموعات سكانية كبيرة بعيدا عن مواطنها وأخرى بالاختفاء القسري وثالثة بالقتل خارج القانون ورابعة بالعنف المفرط. وترتب هذه الانتهاكات الكارثية لحقوق وحريات السيناويين، ومعها الإهمال التنموي لسيناء ولحقوق أهلها الاقتصادية والاجتماعية، حضور بيئة مجتمعية غير مستقرة وثائرة (على النحو الذي دللت عليه الدعوة إلى العصيان المدني التي انتشرت بين عوا ئل العريش بعد تورط الأمن في قتل خارج القانون لعدد من أبنائهم) وبكل تأكيد قابلة للعنف إن لم تكن حاضنة له.
اليوم، لم يعد صمت المواطن بشأن سيناء ولا امتناع المجتمع عن المطالبة العلنية بتقييم موضوعي لتفاصيل ونتائج سياسات الحرب على الإرهاب ولا استمرار الأجهزة العسكرية والأمنية على نهجها الراهن دون تغيير سوى دلائل بينة على عجزنا الجماعي عن تحمل مسؤولياتنا وعلى إننا ماضون للأسف إلى كارثة محققة في سيناء.
ثالثا، ليست استباحة الجماعات الإرهابية وقوى العنف والتطرف والطائفية للأقباط بجريمة حديثة العهد في مصر، ولا هي جريمة نادرة الوقوع، بل إن المشاهد المخزية لتهجير الأسر القبطية بعيدا عن سيناء تتكرر في سياقات أصغر في مناطق تمتد من الصعيد إلى ريف مدينة الإسكندرية. هنا تتورط مجموعات من المتطرفين والطائفيين في عنف ضد أسر قبطية تهجر بعيدا عن مواطنها، ويفرض عليها التخلي عن مصادر رزقهم.
كل هذا في سياقات جنون واضطهاد خالصين تخرج بهما علينا «مجالس وجلسات عرفية» تروم مصادرة حق الناس في الاختيار الحر في الحياة الشخصية، وتجرم باسم تدين زائف وادعاءات أخلاقية أكثر زيفا علاقات وروابط إنسانية ليس لأحد أن يجرمها. سياقات تشيننا كمواطنين منتمين بحسابات الهوية الدينية للأغلبية المسلمة، وتشين المجتمع بكامله الذي يرتضي الجنون والاضطهاد، وتشين الدولة التي جرت العادة البائسة على أن تقف الأجهزة العسكرية والأمنية وأجهزة إنفاذ القانون الأخرى مستسلمة لجنون واضطهاد للمجالس والجلسات العرفية، وعاجزة عن صون حقوق وحريات الأقباط وفي صدارتها الحق في الحياة الآمنة. فيقضى دون القضاء وضد القانون بنفي ذاك الشاب القبطي بعيدا وبتهجير أسرته وإجبارها على بيع مصادر رزقها، وتمر جرائم العنف الطائفي دون مساءلة ومحاسبة وعدالة ناجزة.
لذلك ليس في التجاء الأسر القبطية إلى الكنائس لتهجيرهم من سيناء إلى أماكن «آمان نسبي» غير إقرار مخز بعجز الدولة وأجهزتها عن حمايتهم. وليس في تحرك أجهزة الدولة المضطلعة بالخدمات المدنية (الإسكان والإعاشة والرعاية الصحية) للمساعدة في «عملية التهجير وتسهيلها» سوى اعتراف كارثي بعجز أجهزة إنفاذ القانون عن صون حقوق وحريات الأقباط وتمكينهم من الحياة الآمنة في مواطنهم. وليس في غياب الاحتجاجات الشعبية على قتل وتهجير الأقباط وفي صمت الحراك الشبابي والطلابي والنقابي على الجرائم المرتكبة ضد مواطنين مصريين في مقابل الاحتجاجات الواسعة تحت يافطات الوطنية وطبولها بشأن اتفاقية تيران وصنافير، ليس فيه غير دليل فاضح على عدم اكتراثنا كمواطنين بجرائم العنف والاضطهاد التي يتعرض لها بعضنا وبتجاهلنا لمصاب مواطنين تنتهك حقوقهم وحرياتهم وهم أحق بالاحتجاج والتحرك دفاعا عنهم وصونا لمواطنة تتحرر من التطرف والطائفية والتمييز.
مواطنون يحتجون تحت يافطات الوطنية وطبولها ويتخاذلون عن حمل لواء الدفاع عن حقوق وحريات ضحايا الإرهاب والعنف والاضطهاد والتطرف والتمييز بين ظهرانيهم، هم مواطنون لن يتمكنوا في أي وقت قريب من كبح جماح السلطوية الحاكمة وكف يدها عن الظلم.
استفيقوا.

٭ كاتب من مصر

عن الإرهاب والاضطهاد في بر مصر

عمرو حمزاوي

الحكومة ترفع سعر زيت وسكر التموين صباحا وتجلس بعد الظهر لتبحث حماية الفقراء من الغلاء

Posted: 27 Feb 2017 02:28 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: حفلت الصحف المصرية الصادرة أمس بالكثير من الأخبار والموضوعات المهمة، التي أثارت قطاعات عديدة، كل حسب مصلحته. إلا أن القضيتين اللتين استولتا على اهتمام الأغلبية، فكانت مباريات كرة القدم التي بدأت على بطولة كأس مصر، وكذلك التعزية التي قدمها النادي الأهلي في وفاة والد لاعب الكرة محمد أبو تريكة. وركز وائل الأبراشي في برنامجه «العاشرة مساء» يوم الأحد على حل مشكلة حضور أبو تريكة العزاء، وقال إنه غير ممنوع لأنه مطلوب من النيابة للتحقيق معه، وهو مرتبط بعقود للعمل في الخارج وطلب حل هذه المشكلة.
أما الموضوع الثاني الأكثر إثارة لاهتمام الأغلبية، فكان متابعة كارثة نزوح أقباط العريش منها، بعد تعرضهم للذبح وحرق منازلهم على أيدي الإرهابيين، حيث توسعت الصحف والقنوات الفضائية في عرض مأساتهم، بما في ذلك التلفزيون الحكومي، الذي أذاع مقابلات معهم، أكدوا فيها أنهم لن يعودوا للعريش مرة أخرى، كذلك قيام كل أجهزة الدولة بتقديم المساعدات الطبية والغذائية لهم، وإسكانهم أيضا في الإسماعيلية، حيث اختاروا الإقامة فيها، وإلحاق أبنائهم بالمدارس حتى لا يفوتهم العام الدراسي، وكذلك إلحاق العاملين بوظائف كالتي كانوا يشغلونها قبل التهجير.
وأبرزت الصحف خبر استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وإشادته بالدور الذي يلعبه لنشر الفكر الوسطي. واستقبال الرئيس قائد القيادة المركزية الأمريكية، حيث تم التأكيد على تقوية التعاون بين البلدين، وإمداد مصر بما تحتاجه من أسلحة، والاتفاق على ضرورة تقوية التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وهذه الزيارة تكتسب أهميتها لدى النظام لأنها تسبق زيارة الرئيس لأمريكا.
ومن الأخبار التي استرعت اهتمام قطاع واسع من المستثمرين ورجال الأعمال في مجال السياحة والعاملين فيها، وهم بالملايين، استجابة الحكومة لاعتراضاتهم على قرار وزير الخارجية بزيادة رسوم الدخول إلى مصر من خمسة وعشرين دولارا إلى ستين دولارا وتأجيلها تنفيذ القرار إلى شهر يوليو/تموز المقبل، ولكن الشركات وجهت نداء للرئيس لأن يتدخل ويوقف هذه الزيادة نهائيا، لأنه ستضرب السياحة في مقتل، خاصة مع الاستعدادات لعودة السائحين الروس وعددهم سنويا يصل إلى حوالي ثلاثة ملايين سائح، والملاحظ هنا غباء هذا القرار الكارثي، لأن من اتخذوه اعتقدوا أنه سيزيد حصيلة البلاد من الدولارات، ولم يفكروا في أنه سيمنع عنها المليارات مقابل آلاف أو بضعة ملايين ستحصلها.
كما اشتعلت المعارك بسبب تصريحات لمحافظ البنك المركزي طارق عامر قال فيها، إن سعر الدولار سينخفض ليصل إلى أربعة جنيهات، ما أدى إلى ارتفاع سعره في السوق الموازية، كما أفادت بعض الصحف. أما عن الأسعار فلا يزال صراخ الأغلبية من ارتفاعاتها شبه اليومية يعلو ويعلو، وسط تزايد اللعنات على الحكومة وألاعيبها، بينما تحاول الدولة عن طريق الجميعات التعاونية التخفيف قدر الإمكان منها، بطرح السلع بأسعار أقل، كذلك منافذ بيع السلع التابعة للجيش، التي تطرح اللحوم البلدية بسعر سبعين جنيها للكيلوغرام الواحد، بشرط إضافة قطعة دهن، وثمانين جنيها بدون دهن، والكيلوغرام عند الجزارين من هذه النوعية يصل إلى مئة وعشرين جنيها. كما واصلت الصحف التركيز على معركة انتخابات نقيب الصحافيين ونصف أعضاء المجلس، التي ستجري يوم الجمعة المقبل. وإلى ما لدينا من أخبار..

قتل وتهجير المسيحيين

وإلى ردود الأفعال المتوالية التي لا تنقطع عن كارثة قتل وتهجير أشقائنا المسيحيين من العريش، حيث حذر أحمد عبد التواب في «الأهرام» في عموده «كلمة عابرة»يوم الأحد من تدخل الكنيسة في توطين النازحين وقال: «الملاحظة الأولى عن جريمة مغادرة نحو 40 أسرة قبطية من العريش إلى الإسماعيلية، تحت تهديدات «داعش» تدور حول أن تحتل الكاتدرائية الصدارة في مدّ يد العون إلى هذه الأسر في محنتها، وأن تأويهم في الكنائس، وتوفر أماكن ملائمة للسيدات في بيوت الراهبات، لأن أجهزة الدولة التنفيذية هي المسؤولة عن القيام بهذا الدور، لأنها هؤ المنوط بها أن تتولى كل هذه المسؤوليات إزاء عدد من مواطنيها يتعرضون لإرهاب يتحدى الدولة في المقام الأول، ولا يتورع عن اقتراف أسوأ الجرائم ضد الإنسانية بدوافع طائفية قديمة، وبهدف ضرب اقتصاد البلاد، بإشاعة صورة الأمن المهدَّد. ومع كل الاحترام للكنيسة المصرية التي هي أقدم مؤسسة مصرية مستمرة منذ نحو ألفي عام، ولتاريخها الوطني المشهود له، ولترَفُّع قيادتها التاريخية عن الانزلاق في مهاترات تضرّ الوطن، فإنه من الأفضل أن يقتصر دورها على تقديم الدعم الروحي لرعاياها في هذه المحنة. أما أمر إيواء الأسر المنكوبة وحمايتها وكل ما يتفرع عن الأزمة فهو من مسؤوليات الأجهزة المدنية للدولة، التي يجب في هذه الظروف التي لا تخفى على أحد، ألا تُفرَّق وأن تُظهر عمداً وعلناً أنها لا تُفَرِّق بين مواطنيها بخصوص العقيدة الدينية، لذلك ما كان يجب أن يكون المأوى في الكنائس وإنما في أماكن عامة تحت حماية من أجهزة الأمن الرسمية».

كلنا في الهَمّ قبط

لكن حمدي رزق قدّم في اليوم ذاته التحية للكنيسة على موقفها، بأن قال في عموده اليومي في «المصري اليوم « (فصل الخطاب): «حفظ الله مصرنا الغالية التي ستظل دوماً وطناً نعيش فيه ويعيش فينا، بيان الكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية نموذج ومثال لعقيدة كنيسة الوطن، الكنيسة كالطود الشامخ لا تهزها عمليات إرهابية خسيسة تستهدف شعب مصر. تتحدث بمسؤولية وطنية خالصة من الطائفية، «يا جبل ما يهزك ريح». الكنيسة القبطية المصرية تنظر جيداً إلى هدف الإرهاب الخبيث، وتعلم أن الإرهاب يتعمد شق الصف المصري باستهداف المسيحيين العزل في شمال سيناء. كان الله في عون المسيحيين، الذين عانوا ويعانون من استهداف بلغ حد التصفية الجسدية لأطفال وعجائز، يمثلون بهم حرقاً، لبث الرعب، وكان الله في عون الكنيسة، التي لم تبخل على الوطن بالشهداء راضية مرضية، رغم قسوة النقد الذي تواجهه من داخل الشعب القبطي، وتقف متماسكة وهي تتلقى هذه الأخبار المحزنة، متمسكة بالعروة الوطنية الوثقى. بقي دور الشعب المصري، إخوتكم حزانى على مَن قُتل، وغاضبون من قسوة التهجير، فلتَبَرُّوهم، وتُقسطوا إليهم، وتحتفوا بهم، ولتضعوهم في حدقات العيون، هوِّنوا عليهم المحنة بدفء مشاعركم، عُودوهم في مساكنهم البديلة إلى حين، وابذلوا لهم من الطيبات، دون مَنّ ولا أذى، هؤلاء تحسبهم أغنياء من التعفُّف، الهَمّ واحد، وكلنا في الهَمّ قبط».

جسر عبور الداعشي

ومن حمدي إلى الكاتب خالد منتصر وقوله يوم الأحد أيضا في عموده اليومي في جريدة «الوطن» (خارج النص): «تكرّر في الإعلام سؤال استنكاري وهو هل يقتل المسيحي وحده في سيناء؟ الإجابة يقتل الجندى المسلم والجندى المسيحي هناك، لا تفرقة. نعم يُقتل من يرشد الشرطة عن الإرهابيين، سواء كان مسيحياً أم مسلماً. متفق معكم في كل ما قيل لكن القتل على الهوية صار من نصيب المسيحي فقط. القتل على الهوية صار قدراً سرمدياً، ينتظر المسيحي ساعة الصفر لتنفيذ قضائه، عنقه هناك تحت المقصلة وجسده ينتظر الشوى والحرق بأيدي الدواعش، أخس التنظيمات التي ظهرت على مر التاريخ، وأكثرها وضاعة. أعرف ومتأكد أن الدواعش لم يحقّقوا مكاسب عسكرية هناك في سيناء. أعرف أن هناك نجاحات للجيش المصري هناك على أرض الواقع، من تدمير أنفاق وقتل إرهابيين إلخ، لكن منذ متى كان مجرد اغتيال جنود مصريين هو غرض «داعش» الوحيد، أو غرض تنظيمات الإسلام السياسي المنفرد، نعم هو على رأس أولوياته القذرة الشريرة، لكن هناك ما هو أخطر بالنسبة إليهم وهو تصدير الصورة الذهنية إلى الخارج والداخل، إلى الغرب والمصريين، وهم إذا كانوا قد انهزموا عسكرياً فقد انتصروا ذهنياً، نجحوا في نقل الصورة الذهنية لتنظيم شرير يحرق ويسحل ويأكل الأكباد، ويهجر الأقباط قسرياً، بث الرعب غرضهم الأساسي وقد نجحوا فيه، هذا هو الخطير والمفزع في الأمر. التكتيك الداعشى كان متوقعاً، السلاح في أيديهم نقص ولم يعد سهل المنال، التجنيد والمدد من الخارج صار صعباً، الجيش يحصد منهم العشرات، إذن الحل الذي لا يحتاج إلا إلى سكين أو مجرد عود كبريت وجركن بنزين، هو حرق وقتل وذبح الأقباط، ثم نرى هذا المشهد المخزي المخجل المهين لأي بلد في العالم، الذي يصيب كبرياءها في مقتل، مشهد مسيحيي العريش الذين يبحثون عن مأوى في محافظة مجاورة كاللاجئين، الداعشي يريد ويحلم بتلك اللقطة، الداعشي يعشق فلاش الكاميرا، لا بد أن نتكلم بصراحة – ليست في الإرهابى الداعشي فقط، لكن في بعض من يظهر كمحايد في القبيلة أو في الشارع، الكثيرون هناك من ذوى المزاج السلفي الوهابي الذي يستحل دم وعرض ومال المسيحي، من الممكن أن يتواطأ مع الإرهابي أو يدله ويساعده أو يطنش عنه، ولا يبلغ السلطات عن مكان اختبائه يساعده في ذلك سكوت الدولة عمّن يؤجّج النار وينفخ في كير الفتنة بالفتاوى التي يظنها المسلمون من صميم الدين، دولة تسكت عن «برهامي» الذي يعلنها صراحة أن الأقباط كفرة، وأنه يجب عدم تهنئتهم، وحتى الزوج المسلم إذا تزوج مسيحية يجب ألا يودها قلبياً وعاطفياً. «لجنة شؤون الأحزاب» تعتبر حزب النور حزباً مدنياً ولا تقدم طلباً لحله. «داخلية» ما زالت تتبنّى جلسات الصلح العرفي حلاً لجرائم بربرية تحرق فيها كنائس ويقتل مصلون فيها. حكومة تمنح شهادات أسلمة بسرعة الصاروخ وكأن وظيفتها شحننا إلى الجنة، بلد ما زالت فيه جامعة لا تقبل إلا المسلمين ليس لدراسة الدين لكن لدراسة الطب والهندسة، كل هذه المظاهر هي الجسر الذي يعبر عليه الداعشي ويسانده حواريوه من المتواطئين يعبر عليه بكل أمان وثقة واقتناع، بل ونشوة».

تحية لوزير الشباب والرياضة

ونبقى في العدد نفسه من «الوطن» وعماد جاد وتوجيهه اللوم إلى الدولة لتقصيرها وغياب العقل السياسي بأن قال في عموده «درة الشرق»: «على مدار الأسبوع الماضي اقتحمت قواتنا جبل الحلال المعقل الرئيسي لتنظيم «داعش»، وقامت بتمشيط المنطقة، وتواصل ملاحقة عناصر التنظيم، وكان متوقعاً بعد هذا النجاح أن تقوم عناصر التنظيم بالتركيز على ما تعتبره نقاط ضعف للضغط على الدولة المصرية، وأن يكون المدنيون على رأس هذه الأهداف بصفة عامة، والأقباط منهم بصفة خاصة. وقد أصدر التنظيم بياناً قبل أيام بهذا المعنى ثم بدأ في عملية استهداف منظم للأقباط، فقتل على مدار الشهر الحالي سبعة منهم بطرق بشعة باتت أساليب معتادة للتنظيم في المنطقة مثل، النحر والحرق. وقد أحدث ذلك حالة من الذعر في صفوف المدنيين بصفة عامة والأسر القبطية بصفة خاصة، التي أخذت في الهرب باتجاه مدينة الإسماعيلية. ما يؤخذ على الحكومة والنظام هنا هو الغياب التام عن المشهد، على النحو الذي أضر كثيراً بالأسر المصرية وبصورة الدولة المصرية أمام العالم الخارجي، ففي الوقت الذي نتحدث فيه عن نجاحات لقواتنا المسلحة والشرطة المدنية في ملاحقة العناصر الإرهابية واقتحام معقلهم الرئيسي، فإن مشاهد فرار العائلات القبطية والفوضى وغياب التنظيم واختفاء الدولة المصرية من المشهد أضر بنا جميعاً، وأعطى الفرصة لكل كارهي مصر والمصريين للشماتة في ما جرى، فقد غاب المسؤولون عن المشهد في شمال سيناء فتركوا المواطنين يفرون بشكل فوضوي وعشوائي، وغابوا أيضاً في الإسماعيلية فاضطرت الأسر للجوء إلى الكنائس التي تولت مع مجموعة من الشباب ونواب في البرلمان عملية الاستقبال والتسكين وتوفير مستلزمات الإعاشة، والوحيد الذي ظهر في المشهد هو المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة، الذي استجاب على الفور لمطلب فتح بيوت الشباب لاستقبال بعض الأسر الفارة، وكان الرجل عند قدر المسؤولية فله كل التحية والتقدير. كنا نتمنى أن تبادر الدولة المصرية بالوجود المبكر وتشكيل خلية لإدارة الأزمة تتولى نقل المواطنين المصريين من مسلمين ومسيحيين من مناطق الخطر بطريقة منظمة وحضارية، وتسكينهم في مساكن تابعة للدولة، بهدف حمايتهم من ناحية وإتاحة الفرصة للقوات المسلحة والشرطة المدنية للتعامل الحر مع الإرهابيين، ثم إعادتهم إلى مناطقهم بعد القضاء على الإرهاب تماماً».

الإرهاب خنجر
في قلب مصر

ومن «الوطن» إلى «اليوم السابع» ويوسف أيوب وقوله: «خوف الأسر المسيحية في العريش أمر طبيعي، نظرا لظروف وأوضاع غير طبيعية، لكن ما ليس بطبيعي أن يستغل البعض ما حدث للقول بأن هناك فتنة طائفية، أو رفع شعارات من قبيل التهجير أو غيرها من الأمور التي لا تصب إلا في صالح معسكر كارهي الدولة المصرية، لذلك فإنني أؤكد أن ما فعلته الكنيسة بإصدار بيان أكدت فيه أن هذه الأحداث تهدف إلى «ضرب الوحدة الوطنية وتحاول تمزيق الاصطفاف. جبهة واحدة في مواجهة الإرهاب الغاشم الذي يتم تصديره لنا من خارج مصر»، هو أمر جيد لأن الكنيسة على دراية تامة بما يحدث، وتعلم أن الإرهاب هو خنجر موجه في قلب مصر كلها وليس فقط المسيحيين، وأن هدف الإرهابيين ليس فقط إسالة دماء الأبرياء، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين وإنما أيضًا إشعال نار الفتنة في مصر، خاصة بعدما فشلوا في فرض كلمتهم وسطوتهم على مصر كما كانوا يتوقعون. المؤكد أننا أمام أعمال دنيئة وخبيثة تستهدف النيل من وحدة أبناء الوطن الذين يقفون صفًا واحدًا في مواجهة الإرهاب الذي يعمل على تمزيق وحدة هذا الشعب».

إقرأ التاريخ أيها القاتل

وآخر ما تبقى لنا حول هذه القضية في صحف الأحد سيكون لمحمد عبد العليم داود وقوله في عموده «مجرد كلمة» حيث ذكرنا بالتاريخ العطر عن الوحدة الوطنية وقال: «القاتل والسفاح الذي تلوثت يداه بدم الأقباط في سيناء عار على جبين الإنسانية والوطنية وكل الأديان السماوية، هذا القاتل لم يفرق يوماً بين دماء المسلم والقبطي، هذا القاتل السفاح طعن كل المصريين بطعنته الآثمة وسفك دماء كل المصريين وشرد كل صاحب ضمير. أيها السفاح إقرأ التاريخ جيداً لتعرف أن رمال سيناء وتراب الوطن تشبع من دماء المصريين معا لتحرير البلاد، أثناء ثورة 1919 وفي 56 و67 و1973. إقرأ تاريخ الإسلام جيداً لتعرف فضل ملك الحبشة النجاشي على المسلمين، وكيف أكرمهم ووفر لهم الحماية من كفار قريش. إقرأ التاريخ واذهب إلى القرى والحارة المصرية لترى كيف عاش المسلم مع القبطي في أخوة الوطن ونيله وهوائه. إن القرآن وكتب الله السماوية بريئة من كل جرم ودم ارتكب في حق المصريين في سيناء. الأمر يحتاج وقوف أهل سيناء وقفة واحدة ضد المساس بأبناء مصر الأقباط فوراً، وقبل ذلك تفعيل القانون وتطبيقه على كل سفاح أهدر دم قبطي. إن التصدي للإرهاب في سيناء في حاجة إلى تحديد الهدف بدقة والاستماع إلى رأي أهالي سيناء ورؤيتهم، ومعالجة الأمور من كل الجوانب وليس من جانب واحد فقط، فالمسلم قبل شقيقه القبطي ينزف قلبه دماً حزناً على أخيه في الوطن وأبنائه ضحايا الإرهاب الخسيس».

حكومة ووزراء

وإلى الحكومة والوزراء حيث تطوع محمد الرفاعي لمجاملتهم بأن قال عنهم في جريدة «صوت الأمة» الأسبوعية المستقلة في بابه «يوميات مواطن مفروس»: «نحن نعيش في وطنين وطن يتحدث عنه الرئيس فقير قوي لو كح يموت ووطن تعيشه حكومة الخراب المستعجل وبرلمان أنا الأسد أهوه وأعفيني من الضريبة أطلعلك زي الزبيبة، وهو وطن يعشق المنظرة والفشخرة في مصر العشة ولا القصر يدفع أهالي العشة دائما فاتورة التنمية بينما أهالي القصر يدفعونها بقشيش».

أعلى نسبة غباء

وإلى خفيف ظل آخر في «الأخبار» هو عبد القادر محمد علي بأن قال في بروازه «صباح النعناع»: «في توقيت غبي جداً قررت وزارة الخارجية رفع رسوم تأشيرة دخول مصر من 25 دولارا إلى 60 دولارا. من يسمع عن هذا القرار يظن لأول وهلة أن الهدف منه الحد من تدفق عشرات الملايين من السياح جواً وبحراً وبراً، وأن السياحة إلى مصر مقطعة بعضها، وأن فنادق شرم والغردقة والأقصر وأسوان مش بتهش ولا بتنش وأن 4 ملايين مصري يعيشون على السياحة مش عاطلين على القهاوي. هذا القرار المجنون الذي صدر في ظل الكساد الرهيب في سوق السياحة المصري يدل على أننا نتمتع بأعلى نسبة غباء يملكها كائن حي».
لكن مجلس الوزراء أرسل في اليوم التالي إلى وزارة الخارجية يطلب تأجيل تنفيذ القرار يعني أنه كان صاحب الاقتراح.

شركات حلج وغزل ونسج القطن

وأمس الاثنين تلقى وزير الأعمال أشرف الشرقاوي تحية من رئيس التحرير التنفيذي لـ«الوفد» وجدي زين الدين، لأنه يعمل على تطوير شركات الغزل والنسيج المملوكة للدولة وقال: «إسناد ملف شركات حلج وغزل ونسج القطن إلى شركة أمريكية قرار صائب 100٪ ليس لأن الشركة التي ستتولى إعداد تقرير عن هذه الشركات أمريكية، وإنما لأن الدولة باتت تتنبه إلى هذه الشركات المصرية العملاقة التي بدأت تتهاوى، رغم أنها كانت في يوم من الأيام قلاعا صناعية عظيمة، تقوم بواجب وطني في تغذية السوق المحلي بالأقمشة والتصدير إلى الخارج، وجلب العملات الأجنبية ورفعت اسم مصر عالياً في الأسواق الخارجية».

«الحكومة بتشتغلنا»

وفي «الأخبار» أمس الاثنين شن رئيس تحريرها الأسبق سليمان قناوي هجوما كاسحا على الحكومة في مقاله الأسبوعي «أفكار متقاطعة» واختار له عنوانا هو «اشتغالات حكومية» قال فيه: «ترفع الحكومة سعر زيت وسكر التموين صباحا وتجلس بعد الظهر لتبحث حماية الفقراء من الغلاء، قرارات فعلية تغير من واقع دعم الفقراء في الصباح وتصريحات وردية تزين بها الصحف مانشيتاتها ظهرا، الحكومة إذن «بتشتغلنا»‬ يا مجلس وزرائنا الكريم لا نريد منكم كلام الليل المدهون بزبدة تطلع عليه قرارات زيادة الأسعار بالنهار يسيح دعونا وشأننا شبعنا تصريحات لا تسمن من جوع ولا تغني من خوف، بطلوا بقى اسطوانة التجار الجشعين والمستوردين مصاصي الدماء، فأنتم القدوة لهؤلاء فإذا كان رفع الأسعار من جانبكم يجري أسبوعيا فهل يخفضها تاجر أو مستورد؟ كلمة «‬العدالة الاجتماعية» بالنسبة له ليست سوى «‬بعبع» يفر منه فرار السليم من الأجرب، أنتم تضحون بنا يوميا بأكثر مما يحتاج صندوق النقد الدولي أو يطلب. لقد صبرنا وتحملنا نصيبنا من الغلاء والكوي فأين نصيب أثريائنا؟ أين الضريبة التصاعدية على الأغنياء؟ أين الضريبة على أرباح البورصة؟ لسنا الحيطة المايلة اتقوا الله».

الاستثمار المحلي

أما آخر هجوم ضد الحكومة فسيكون من «البوابة» على صفحة تحت القبة، حيث نشرت حديثا مع رجل الأعمال وعضو مجلس النواب ورئيس حزب المحافظين أكمل قرطام، أجراه معه ياسر التلاوي، حيث عبر عن شكوكه في رغبة النظام في ترك فرصة واسعة للقطاع الخاص، بل واتهمه بأنه يسعى للهيمنة على النشاط الاقتصادي ومما قاله: «في الحقيقة يجب أن تكون هناك حوافز فردية لرجال الأعمال المصريين كي يستثمروا، وبصراحة رجال الأعمال عازفون عن الاستثمار في مصر، وأظن أن هناك حالة من عدم الاطمئنان بسبب الأوضاع، كما أنهم يرون أن هناك لاعبين حكوميين ومن مؤسسات الدولة منافسين لهم، وأن المنافسة معهم ستكون صعبة، كما أنهم يرون أن هناك لاعبين أساسيين دخلوا سوق العمل ولديهم ميزات وتسهيلات أكبر من التي تقدم لهم، وغاب عن الدولة أن الاستثمار الأجنبي لن يأتي إلى مصر إلا إذا كان هناك استثمار محلي، بالإضافة إلى أن الاستثمار الأجنبي حتى لو جاء فهو غير مستمر، لأن الاستثمارات الأجنبية أصبحت عابرة للقارات. بصراحة الحكومة ليست حريفة في تعاملها مع رجال الأعمال، والنظام الحالي يفتقد الحريفة الذين كان يتمتع بهم نظام حسني مبارك، وكان من الواجب عليها أن تضع حوافز للاستثمار المحلي أولا وتشجع المواطنين والشباب على سحب القروض وعمل مشروعات صغيرة ومتوسطة، ويجب أن تكون لدينا خريطة للصناعات حتى نتمكن من التصدير ونحقق الاكتفاء الذاتي».

معارك وردود

وإلى المعارك والردود المتنوعة التي بدأها أمس الاثنين مصطفى بكري رئيس تحرير جريدة «الأسبوع» التي تصدر كل اثنين وعضو مجلس النواب، ضد المجلس بسبب عدم إعداد مشروع جديد لتعديل قانون الإجراءات الجنائية يبحث تحقيق العدالة الناجزة وقال: «قيل لنا إن مشروع القانون الجديد سيأتي ثمرة لمؤتمر الإرهاب الذي سيتم عقده بين مجموعة من المتخصصين، ولكن المؤتمر انتهى من أعماله منذ أكثر من شهر ولم يظهر مشروع القانون بصيغته النهائية حتى الآن، ويتم التعامل معه شأنه شأن أي من القوانين العادية، على الرغم من المطالبات البرلمانية العارمة بضرورة نظره والانتهاء منه بأقصى سرعة ممكنة. إن مجلس النواب مطالب بالإسراع في إصدار هذا القانون، وإذا لم تتقدم الحكومة سريعاً بالمشروع المنتظر فأعتقد أن هناك بعض الزملاء قد تقدموا بهذه التعديلات إلى اللجنة التشريعية ما يستوجب التعامل معها وإصدارها على الفور».

نكتة محافظ البنك المركزي

وثاني المعارك في تقرير اليوم ستكون من نصيب الدكتور محمود خليل أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة ومستشار جريدة «الوطن» وسخريته أمس في عموده اليومي «وطنطن» من محافظ البنك المركزي طارق عامر واعتبره ثقيل الظل رغم أنه أطلق نكتة أن الدولار سيصل إلى أربعة جنيهات وقال: «سأل الإعلامي أسامة كمال محافظ البنك المركزي طارق عامر عن حديثه السابق عن أن الدولار سيصل إلى 4 جنيهات، فأجاب الرجل «النكتجي» قائلاً: «حديثي عن الدولار بـ4 جنيهات كان نكتة والشعب المصري بيحب النكتة، لكن المرة دي بيحبوا ياخدوا اللي على كيفهم ويحولوه لـ «ما يصحش». وبعيداً عن حقيقة أن لوم المحافظ للمصريين في غير محله، لأن اللوم الحقيقي يقع عليه، فكلام المسؤول لا بد أن يكون مسؤولاً. هناك ثلاث ملاحظات لا بد من تسجيلها على هامش نكتة المحافظ، الملاحظة الأولى أن لوم المحافظ للمصريين على السخرية من «نكتة الدولار بـ4 جنيه» جاءت في سياق حديثه عن أن التوقعات التي يعلنها البعض عن سعر الصرف خلال الفترة المقبلة غير حقيقية ولا تعتمد على أي أساس علمي، الحكمة تقول أقرب أذن إلى هذا اللسان أذن هذا الإنسان، كان من الأولى به أن يتذكر قاعدة «بناء التوقعات على أساس علمي» وهو يسمع المصريين نكتته، وحقيقة الأمر فإن من يشاهد الحوار الذي أطلق فيه المحافظ هذه النكتة يشعر بأن الرجل لم يكن ينكت ولا يحزنون، بل كان يتكلم بجدية ويحاول التأثير بطريقة يمكن وصفها بـ«البلدي» على سعر الدولار أمام الجنيه داخل السوق المصرية. الملاحظة الثالثة ترتبط بالمأساة التي يعيشها قطاع كبير من المصريين نتيجة «نكت الحكومة» فحديث المحافظ يدل على أن الحكومة لا تكترث بمعاناة المواطن الذي تكويه الارتفاعات المتلاحقة في الأسعار بعد تعويم الجنيه، تلك الارتفاعات التي قتلت الفقراء وأفقرت أبناء الطبقة المتوسطة في زمن قياسي، المسؤولون يعزون ارتفاع الأسعار إلى جشع التجار، رغم أن التجار يعملون في كنف المحتكرين «أنتيم الحكومة»، ورغم أن الحكومة نفسها لا تقل جشعاً ولا طمعاً عن التجار ولا تتوانى عن رفع أسعار فواتير الخدمات التي تحصلها منه ولا تتلكع في فرض الضرائب على كل شيء حتى أوشك الهواء الذي يتنفسه المواطن على الدخول في قائمة التعاملات الضريبية، وليتها بعد ذلك ترثي للحال التي أوصلت الناس إليها بسبب سياساتها، بل تلجأ إلى إطلاق النكات، وحقيقة الأمر فإن أكبر نكتة في هذا البلد أن يظل هؤلاء المسؤولون في مواقعهم».

معارك الإسلاميين

وإلى الإسلاميين ومعاركهم وتحركاتهم حيث سيتم اليوم الثلاثاء في القاهرة عقد مؤتمر «الحرية والمواطنة» الذي ينظمه الأزهر والكنيسة الأرثوذكسية وممثلون للكنائس الأخرى في مصر والمشرق العربي، بمشاركة وفود من حوالي خمسين دولة، وقد لوحظ أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تعمد الاجتماع مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب حتى يدعم موقفه وينفي أن هناك أزمة بينه وبين الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية. أما فهمي هويدي فإنه أمس الاثنين في مقاله اليومي في الصفحة الأخيرة من «الشروق» استغل المناسبة ليقول: «الحوار بين الأزهر والفاتيكان الذي جرى في الأسبوع الماضي بادرة تستحق الترحيب، خصوصا في الوقت الراهن، إلا أنني أخشى أن يفوّت الطرفان الفرصة، بحيث يجهض الحوار ويصبح ضحية العناوين التقليدية التي مللنا سماعها عن إدانة الإرهاب والتطرف وإعلان البراءة منهما، إلى جانب الدعوة إلى التنافس على إشاعة المحبة والسلام إلى غير ذلك من العناوين المفروغ منها التي حفظناها بحيث ما عدنا بحاجة إلى أن نجترها في كل مناسبة، ذلك أننى أزعم أن الفاتيكان يتحمل مسؤولية خاصة هذه الأيام التي ترتفع فيها عاليا أصوات كراهية الإسلام والمسلمين، ويتبنى تلك الدعوة سياسيون كبار في الولايات المتحدة وأوروبا. وموقف الرئيس الأمريكي الجديد واضح في هذا الصدد، كما أن بعض السياسيين الأوروبيين صاروا يرددون أفكاره ويزايدون عليها. إن الأزهر إذا كان مطالبا بأن يوضح موقفه من التطرف والإرهاب فإن الفاتيكان من موقعه في قلب أوروبا مطالب بأن يعلن موقفه إزاء حملة الإسلاموفوبيا التي لا تكُف عن شيطنة المسلمين وتعبئة الرأي العام الغربي ضدهم. لقد دأب الغربيون على إعطائنا دروسا في التعددية وأهمية قبول الآخر وحان الوقت الآن لأن نذكرهم بضرورة دعوة شعوبهم لاحترام تلك القيم، وسيكون شيئا جيدا أن يسهم الفاتيكان بدوره في هذه المهمة الجليلة، ليس فقط لإنصاف المسلمين ولكن أيضا لتطهير الذاكرة التي تحدثت عن مساندة الفاتيكان للنازيين في ألمانيا، وتلك التي لم تنس رعاية البابوية لمحاكم التفتيش التي استهدفت مسلمي الأندلس في القرنين الخامس عشر والسادس عشر».

الحكومة ترفع سعر زيت وسكر التموين صباحا وتجلس بعد الظهر لتبحث حماية الفقراء من الغلاء

حسنين كروم

معتقل سابق في سجون «النصرة» يروي لـ «القدس العربي» تفاصيل اعتقال خلية لتنظيم «الدولة» في إدلب

Posted: 27 Feb 2017 02:28 PM PST

اسطنبول ـ «القدس العربي»: بعد نحو ثلاثة اعوام من فض الاشتباك الدموي بين تنظيم «الدولة» وشقيقه «جبهة النصرة»، وبالرغم من تباعد ساحات المواجهة جغرافياً، الا ان روح العداء بين «اخوة المنهج» الذين يهيمنون على معظم مناطق المعارضة في سوريا ظلت متأصلة بينهم أكثر حتى من باقي الفصائل المسلحة.
واستمرت محاولات كل فريق للنيل من الآخر على مختلف الاصعدة، اعلامياً وتنظيمياً وحتى امنياً، من خلال نشر خلايا للتجسس وتنفيذ عمليات اغتيال، لتعلن «النصرة» وحلفاؤها «المنضوون في تشكيلات متغيرة الاسماء باستمرار» عن اعتقال خلايا لتنظيم «الدولة» دون التوثق من مصادر محايدة عن دقة المعلومات الواردة في اعترافات تلك الخلايا.
«القدس العربي» التقت بأحد المعتقلين السابقين في سجن «جبهة النصرة» الشهير في ادلب «سجن العقاب» بجبل الزاوية، وروى تفاصيل اعتقال احدى الخلايا الأمنية لتنظيم «الدولة» والتي يرتبط بأحد عناصرها بصلة قربى ورافق بعضهم خلال فترة التحقيق في المعتقل.
تبدأ قصة الخلية منذ اشهر عندما قرر تنظيم «الدولة» تنفيذ عمليات أمنية في عمق معقل «جبهة النصرة» التي كانت تقود «جيش الفتح» حينئذ، لترسل خمسة عناصر من الرقة لمدينة ادلب، لتنفيذ عمليات اغتيال وخطف لعناصر من «جيش الفتح»، ويقول المعتقل السابق لـ»القدس العربي»: «اقام العناصر الخمسة في إدلب المدينة، وكانوا جميعا ينتمون لمحافظة ادلب، وهذا ما ساعدهم على العمل بسهولة لمعرفتهم بالمدينة واهلها.. لكن العنصر الاهم في تسهيل ادخال هذه الخلية من الرقة لادلب هو مجموعة من عناصر جند الاقصى بادلب كانت موالية لتنظيم الدولة»، ويوضح المعتقل السابق قائلاً «اعتمدت الخلية على التعاون مع هذه المجموعة من جند الاقصى المتمركزة في ادلب، ويبدو ان من ساعد على اكتشاف موقع الخلية لاحقا بعد مراقبة حسب ما عرفت من المعتقلين المرافقين لي بسجن العقاب هم مجموعة اخرى من جند الاقصى اقرب لجبهة النصرة وكانوا منتمين سابقاً لأحرار الشام»، وكان عدد من اعضاء هذه المجموعة التي تعاونت مع الخلية منتمين لتيار «لواء الأقصى» الذي انشق عن «جند الأقصى» وغادر لمناطق تنظيم الدولة قبل ايام قليلة، بعد اشتباكات دموية مع «النصرة» و«جيش النصر» الذي ينتمي كثير من عناصره للقرى نفسها التي ينتمي لها عناصر «لواء الأقصى» في ريف حماة وادلب، ومن ابرز قادة التيار الذي يمثل «لواء الأقصى» ابو عبد الله الغزاوي، ابو ذر الصوراني، ابو احمد حاس، وابو حسين هرموش وهو ابن عم قائد «الجيش الحر» السابق الذي انشق عن النظام ببدايات الثورة السورية وقتل في اشتباك مع «النصرة» في بلدة كفرزيتا بريف حماة بعد مناظرة دعي اليها بين شرعيي «لواء الأقصى» المقربين من تنظيم «الدولة» وشرعيي «النصرة».
ولكن الحدث الأمني الأبرز الذي ادى لاكتشاف وجود الخلية، هو القاء القبض على احد عناصرها وهو يحاول زرع عبوة ناسفة في احد مواقع «فيلق الشام»، الفصيل المقرب من الإخوان المسلمين، ليتم التحقيق معه ويعترف بباقي اعضاء الخلية تحت التعذيب الشديد، ويضيف المعتقل السابق «قام عناصر الخلية بتغيير البيت الذي يقطنونه في ادلب، بعد اعتقال زميلهم، وبعد فترة تم التعرف على الموقع الذي يسكنونه بتعاون على ما يبدو من مجموعة اخرى من جند الاقصى، وتم محاصرة الموقع بـ 150 مقاتلاً من جبهة النصرة، ودار اشتباك مع عناصر الخلية ، فجر اثنان منهم احزمتهم الناسفة، وقتل اثنان من القوة المهاجمة، وسلم اثنان من اعضاء الخلية انفسهم بعد ان حصلوا على الامان، واعتقل عنصر اخر كان بالصدفة في بيتهم، ونقل عناصر الخلية المعتقلون لسجن العقاب».
وفي سجن العقاب، دارت فصول المرحلة الأخيرة من عمر هذه الخلية، حيث خضع العنصران اللذان سلما نفسيهما لتحقيق مكثف على مدى اشهر طويلة، لكشف خلايا أخرى لتنظيم «الدولة»، وتعرضا لعمليات تعذيب في المعتقل ادت إلى فقدان أحدهما لبصره، ويقول المعتقل السابق الذي كان يرافقهما في سجن العقاب «الجميع يعرف مدى قسوة سجن العقاب، انا مثلا لم اكن متهماً ضمن الخلية، لكن بسبب اني أمتّ بصلة قرابة لأحد أعضاء الخلية، ولأنهم وجدوا في هاتفي رسالة عادية منه، اعتقلت لعدة اشهر، اصعب تلك الفترات كانت في الزنزانة المنفردة، والمنفردات في سجن العقاب صعبة للغاية، عبارة عن حفرة في الجبل ولها نافذة حديدية لا يدخلها الضوء ابداً، كأنها قبر تماماً، اما باقي عناصر الخلية فقد تعرضوا لعمليات تحقيق مع الضرب و«الشبح» لعدة ساعات، لدرجة ان احدهم فقد بصره».
ولعل أبرز أساليب التعذيب التي رواها المعتقل السابق وغيره ممن سجنوا في معتقل العقاب، هو ما يدعى «التابوت»، وهو صندوق حديدي يضغط فيه المعتقل وهو واقف على قدميه لساعات طويلة تصل لثلاثين ساعة، ويتم استخدام ضاغط يدوي لتشديد «كبس» لوحي الحديد على المعتقل.
وبعد أشهر من التحقيق المستمر، تم إعدام العنصرين المعتقلين من خلية تنطيم «الدولة»، ويقول المعتقل السابق انه احتج لدى القاضي الشرعي الذي كان يحقق معه ومع افراد الخلية والمشتبهين بالتعاون معها، احتج على قرار اعدام احد اعضاء الخلية، باعتبار انه أعطي الأمان من عناصر «النصرة» الذين هاجموا موقعهم حين الاعتقال، وانه كان يملك حزاماً ناسفاً وبندقية قنص وقام بتسليم نفسه لأنه أعطي الأمان بعد مقتل زملائه بالاشتباك نفسه، ولكن القاضي الشرعي في سجن العقاب كان يقول انه قتل عناصر من القوة المهاجمة لهم، مما دفع المعتقل السابق للتساؤل مستهجناً «ولمن يعطـى الامـان ؟! للمـدني مثـلاً ام للمـقاتل؟».
ويقول المعتقل السابق الذي يروي تفاصل اعتقال هذه الخلية لـ«القدس العربي»، ان ابو مارية القحطاني القيادي بـ«جبهة النصرة» والمنشق عن تنظيم «الدولة» كحال معظم قيادات «النصرة»، زار المعتقل في أحد الأيام، والتقى بالسجناء، ومنهم اعضاء الخلية المعتقلون، وكان يخاطب عناصر التنطيم بـ«غلمان داعش»، وبدأ يتحدث عن تجربته مع التنظيم وكيف انشق عنه، واصفاً اياه بـ«الكذبة التي انطلت على الناس»، مضيفًا انه في إحدى المرات تحدث عن ان «الشيعة ايضاً اتفقوا مع السنة على ان تنظيم الدولة خوارج وان هذا يعني ان المسلمين اجمعوا على ذلك»، وهو تعليق يبدو غريباً من سلفي جهادي لا يستشهد عادة بمواقف الشيعة الفقهية، المعروف ان ابو مارية القحطاني المنتمي لقبيلة الجبور، كان من قيادات تنظيم «الدولة» في سوريا، قبل ان ينشق عنه خلال التنازع في دير الزور والمنطقة الشرقية، وسبق ان شن هجمة شديدة ضد تنظيم «الدولة» متهما قياداته بـ«البعثية» و«الصدامية»، رغم ان القحطاني كان ضابط امن في فدائيي صدام قبل سقوط بغداد عام 2003، وظل اخوه غير الشقيق مسؤولاً في الدائرة الصحية لتنظيم «الدولة» بالموصل حتى العام السابق.

معتقل سابق في سجون «النصرة» يروي لـ «القدس العربي» تفاصيل اعتقال خلية لتنظيم «الدولة» في إدلب

وائل عصام

الشرطة القضائية المغربية تحقق مع زعيم حزب الاستقلال بسبب مقال رأي

Posted: 27 Feb 2017 02:27 PM PST

الرباط – «القدس العربي» : اكد زعيم أعرق الأحزاب المغربية ان المقال الذي نشر على موقع حزبه يتهم «الدولة العميقة» بـ«تصفيات» سياسية «ليس موقفاً رسمياً للحزب»إلا انه اتهم وزارة الداخلية بالتدخل في شؤون حزبه وقال ان الوزارة باتت حزباً سياسياً.
واصر حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال، أثناء مثوله صباح امس الاثنين أمام الشرطة القضائية، التي استدعته للاستماع عليه بخصوص المقال انه غير مسؤول عما نشر وانه تم سحب المقال بسرعة لأنه أو أي مسؤول بحزبه لم يطلع على المقال قبل نشره ولان المقال لا يعبر عن موقف الحزب الا انه اكد انه مهدد في سلامته الجسدية، وقال «نعم لقد ذكرت منابر إعلامية عدة على أنني مستهدف من قبل إحدى خلايا «داعش»، في المغرب، وهذا ما عبرت عنه سابقاً، وهذا ما قصدته أكثر من مرة».
وقالت منابر اعلامية مقربة من الحزب ان شباط قال أمام المحققين «إنها أول مرة يستدعى فيها أمين عام حزب سياسي للاستماع إليه بخصوص مقال غير مسؤول عليه»، وأن «وحدها أجهزة الحزب الرسمية هي المسؤولة عن إصدار القرارات والمواقف».
وأكد شباط أن «عناصر الفرقة الوطنية تعاملت معه بكل احترام وبما يليق بأمين عام لحزب الاستقلال، ووفق القانون» وأن «الأمر الآن بيد وكيل الملك (النائب العام) الذي إما سيغلق الملف أو سيقرر المتابعة في الموضوع» مؤكداً أن «الاستدعاء سياسي»، وأن الحزب لا علاقة له بكل هذه المواضيع المثارة في مقال وادي الشراط»، مضيفاً، «نقول كفى كفى، حزب الاستقلال واع باستهدافه، ولا يرهبنا أحد ولن نتراجع».
واتهم شباط في تصريح صحافي بعد مغادرته لمقر الفرقة الوطنية، وزارة الداخلية بأنها «أصبحت حزباً قائماً، ولم تعد حزبًا سياسياً سرياً»، وأنها كانت دائما وراء الدعاوى التي ترفع ضد حزب الاستقلال وقال إن «استدعائي سياسي، وإن وزارة الداخلية إلى جانب الولاة والعمال هي من تقف وراء محاكمات أعضاء وقيادات حزب الاستقلال» وأن «هناك ردة في مجال الحقوق والحريات ووزارة الداخلية تحولت إلى حزب سياسي».
وقال أن ما يحدث اليوم هو «تشويش على الديمقراطية تراجع في مجال الحقوق والحريات، وأن ما حدث بعد انتخابات 07 أكتوبر، يدل على أن هناك تراجعاً في مجال الديمقراطية»، وأن «المستهدف من استدعائه هو حزب (الاستقلال) وليس شباط كشخص»، موضحاً «هناك جهات تريد محو الأحزاب الوطنية».
وقال زعيم حزب الاستقلال إنه سيترشح إلى منصب الأمين العام في المؤتمر السابع عشر لحزبه الذي يعقد في آذار/ مارس القادم «شباط مرشح للولاية الثانية رغم الضربات والاستهدافات ورغم أننا ممنوعين من الإعلام العمومي»، مؤكدا استعداده لكل الاحتمالات، دون أن يوضح ما إذا كان سيتراجع عن الترشح للمؤتمر المقبل. وقال ان «حزب الاستقلال يتعرض لهجمة خطيرة ككيان» وأن «البعض يحاول الإيقاع بين المؤسسة الملكية وبين حزب الاستقلال».
وقبل الاستماع لشباط، استمعت الشرطة القضائية في مدينة الرباط، إلى شخصين من حزب الاستقلال المشرفين على موقع الحزب، بسبب المقال الذي نشره الموقع، قبل حذفه، يثير بعض الشكوك حول فاجعة موت كل من أحمد الزايدي، القيادي قيد حياته في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وعبد الله بها، نائب رئيس الحكومة اللذين لقيا حتفهما في خريف 2014 في وادي الشراط جنوب الرباط.
وقال عادل بنحمزة، الناطق الرسمي باسم الحزب، إن الشخصين أكدا للفرقة الوطنية أن حميد شباط لا تربطه أي علاقة بالموقع، وليس هو المدير المسؤول عنه، وأن علاقته الوحيدة به كانت في أنه أمر بحدف المقال من الموقع فور علمه بمضمونه وإنه كان يمكن للشرطة القضائية أن تكتفي بالاستماع للشخصين معا من حزب الاستقلال، إلا أنها قررت توجيه الاستدعاء مباشرة للأمين العام للحزب.
وأوضح أن المستجوبين معا أكدا أمام الفرقة الوطنية أن الموقع جارٍ الاشتغال عليه من أجل تحويله تحت مسؤولية شركة تديره، ورغم ذلك قررت الشرطة القضائية استدعاء شباط.
وقالت جريدة «العلم»، الناطقة باسم حزب «الاستقلال»، إن «امتثال شباط أمام الضابطة القضائية له خلفيات سياسية وراء استهدافه»، وان مقال «وادي الشراط» بـ «حصان طراودة».
وقالت افتتاحية الصحيفة امس الإثنين إن استدعاء الأمين العام لحزب «الاستقلال»، يعد استمرارا لـ«حملة التصعيد الممنهجة ضد حزب (الاستقلال) في شخص حميد شباط»، وأنه «تم الاستماع إلى التقني والصحافي المكلف بالموقع، حيث أكدا أن قيادة الحزب لا علاقة لها بما نشر».
وأضافت أن «هذا الإجراء يمثل مفاجأة كبرى تخفي ما تخفيه من معطيات تؤشر على خلفيات معينة، ذلك أن الضابطة القضائية بالرباط سبق لها أن استمعت إلى التقني المكلف بالموقع، الذي أكد لمستجوبيه من المحققين أنه لا علاقة له بنشر المقال المذكور، وأن دوره يقتصر على ما هو تقني».
وتساءل توفيق بوعشرين، مدير نشر يومية «أخبار اليوم»، في افتتاحية الصحيفة «ماذا يجري في وزارة العدل والحريات هذه الأيام؟ وماذا يقع وسط النيابة العامة للمملكة التي تتخبط في فوضى عارمة؟ وماذا حل بالسياسة الجنائية التي لم يعد قادرا على فهم توجيهاتها ولا استيعاب منطقها في تريك المتابعات وتكييف الملف»، ومنها ملف «استدعاء حميد شباط».
واعتبر أن وقائع متعددة منها استدعاء حميد شباط، هي التي استدعت هذه التساؤلات، مضيفا «أول مرة في تاريخ محاكمات الصحف يستدعى فيها رئيس حزب سياسي ليسأل عما نشر في جريدة أو موقع تابع للحزب، له مدير نشر وهيئة تحرير، فقانون الصحافة والنشر لا يسمح إطلاقا باستدعاء سوى مدير النشر والصحافي الذي وقع المقال الموضوع للمتابعة، وليس رئيس الحزب»، مشيراً إلى أنه لم «نر ولم نسمع عن استدعاء علال الفاسي ولا امحمد بوستة ولا عبد الرحيم بوعبيد ولا غيرهم عندما كان مديرو نشر جرائد العلم والمحرر والاتحاد، وغيرها من الجرائد يحاكمون.. هذا من حيث القانون».
وأكد بوعشرين أن استدعاء زعيم حزب الاستقلال معناه أن «هناك شبهة تدخل في مجريات المؤتمر وأن صورة أمين عام حزب سياسي تتعرض للخدش في عيون أتباعه أو أنصاره، وهذا ما لا يدخل في عمل النيابة العامة ولا وزارة العدل والحريات، التي يجب أن تبقى على مسافة محترمة من الشأن السياسي مهما كانت الخصومة التي تجمع السلطة بالأحزاب».
وهاجم الأمين العام لحزب الاستقلال، الاحد في تجمع حزبي في تطوان «الطارئين» على الحياة السياسية، في إشارة إلى عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار، الذي قاد حملة لعدم اشراك حزب الاستقلال بالحكومة المقبلة وقال «على الطارئين أن يعرفوا قدرهم جيدا»، موضحا «يريدون أمثال أخنوش في حزبنا، ويريدون إزالة القيادة الحالية والمجيء بأمثال أخنوش كما فعلوا مع مزوار عن طريق خونة الداخل».
وأكد شباط على أن «هناك من يريد إجهاض ما أتت به الانتخابات، وما تعامل معه الملك بحكمة عندما طبق روح الديمقراطية، وروح الفصل 47 من الدستور وعين بن كيران رئيساً للحكومة»، و»نتعرض لمؤامرات في الإعلام العمومي، ورغم ذلك نحن صامدون، لا يزيدنا ذلك إلا إصراراً وصموداً في الدفاع عن الشعب المغربي وحقوق الإنسان».
واضاف أن «هناك إرادة للتدخل في الشؤون الداخلية للحزب، يريدون منا أن نكون جزءاً من الأحزاب الإدارية»، وأنه «في الوقت الذي يرفع البعض شعار موت الأحزاب الوطنية، والذي نجح مع البعض لكن مع حزب الاستقلال لم يستطيعوا» و«بدون مقدمات بدأت البلاد تأكل من رصيد كبير لتضحيات رموز هذا الوطن، وبدأت في إهدار الزمن الديمقراطي والتنموي، وأنه فجأة أخذت البلاد تنحني لممارسات الماضي في السياسة والاقتصاد ومجال الحريات والردة كانت هي العنوان الأبرز»، هل يمكن لحزب في حجم الاستقلال أن يسكت عن ذلك؟ لا وألف لا، وسنظل أوفياء للدفاع عن الخيار الديمقراطي».
وعبر شباط عن رفضه القاطع لـ»التدخل الأجنبي في مسيرة و قرارات حزب الاستقلال ولا يمكن أن نكون حزب إداريا يؤتى بأمين عام من خارج القواعد الديمقراطية» وحذر من ترك البلاد تتجه نحو المجهول «لأننا لا زلنا نعيش تعددية شكلية، في بلاد تعرف نفوذ شخصيات في الدولة، لذلك فإن الأمر يتجاوز الاختلاف إلى محاولات الاجتثاث التي تعرض لها الحزب منذ الاستقلال إلى اليوم».

الشرطة القضائية المغربية تحقق مع زعيم حزب الاستقلال بسبب مقال رأي

محمود معروف

وزير الداخلية الجزائري يعلن فصل الشرطي الذي صفع طالباً جامعياً خلال مظاهرة 

Posted: 27 Feb 2017 02:27 PM PST

الجزائر – «القدس العربي»: أعلن وزير الداخلية الجزائري نور الدين بدوي أن الشرطي الذي صفع طالباً خلال مظاهرة نظمها طلبة الصيدلة الاربعاء الماضي قد تم فصله من العمل، مشيراً الى ان القرار اتخذ بعد فتح تحقيق في القضية، وأن ذلك دليل على أن الجزائر دولة قانون.
وأضاف خلال نزوله ضيفاً على التلفزيون الحكومي ليلة أمس الاول أن التحقيقات التي اجريت بخصوص حادثة اعتداء شرطي بصفع طالب خلال مظاهرة طلبة الصيدلة الاسبوع الماضي، أفضت الى فصل الشرطي بسبب تجاوزه القانون وصلاحياته واعتدائه على الطالب، وهي الصورة التي تم التقاطها من طرف احد الطلبة، وتم تناقلها بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واثارت ضجة وجدلاً كبيرين، وأدت الى انتشار «هاشتاغ» يطالب بمعاقبة الشرطي الذي صفع الطالب. ويأتي القرار الذي أعلنه وزير الداخلية ليضع حدا للجدل الذي صاحب هذه القضية، خاصة في ظل ظهور صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تدافع عن الشرطي وتقول إن الطالب هو الذي اعتدى بالسب وبالضرب على الشرطي، وأن الأخير كان يدافع عن نفسه، ولكن تبين ان الفيديو الذي اعتمد عليه أصحاب هذه النظريات مفبرك، لان الفيديو الحقيقي يظهر الشرطي هو من يصفع الطالب، في تصرف يبدو القصد منه الاهانة أكثر من أي شيء آخر. جدير بالذكر أن جهاز الشرطة، وخاصة منذ مجيء اللواء عبد الغني هامل أصبح حريصاً على صورته، فكثيراً ما تعرض رجال الشرطة الذين يعتدون على الصحافيين خلال المظاهرات الى العقاب، خاصة اذا ما كانت هناك ادلة تثبت ان هناك عملية اعتداء من بعض عناصر الشرطة الذين يتجاوزون حدودهم، فمثلاً خلال المظاهرات التي شهدتها العاصمة الجزائرية قبيل الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2014، ورغم مئات التوقيفات التي تمت في صفوف المتظاهرين، الا أن ذلك تم دون عنف ودون اهانة، بل إن جهاز الشرطة حرص على ان تكون هناك نساء شرطيات لتوقيف النساء من المتظاهرات.
وكان الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي قد أكدوا أنه مثل أقيمت الدنيا ولم تقعد بسبب صفع الشرطي لطالب جامعي، فإنه من الضروري أن يشكر الشرطي الذي أحبط محاولة اعتداء ارهابي أمس الاول في مدينة قسنطينة، فبفضل يقظة الشرطي الذي اطلق النار على الإرهابي تجنب سكان منطقة باب القنطرة كارثة حقيقية، لان مركز الأمن الذي استهدفه الإرهابي يقع أسفل عمارة يقيم فيها العشرات من السكان، ولو كان الإرهابي قد بلغ هدفه لتسبب في كارثة حقيقية.

وزير الداخلية الجزائري يعلن فصل الشرطي الذي صفع طالباً جامعياً خلال مظاهرة 

اعتقال قاصرات مغربيات على خلفية اتهامات بالإرهاب

Posted: 27 Feb 2017 02:27 PM PST

الرباط ـ «القدس العربي»: اعربت جمعية حقوقية مغربية مستقلة عن قلقها من خروقات شابت عملية اعتقال قاصرات مغربيات على خلفية اتهامات وجهت لهن بالارهاب فيما اعلن معتقلون مدانون بتهم الارهاب منذ 2008 عن اضراب عن الطعام يخوضونه منذ يوم السبت الماضي.
وعبرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في رسالة إلى وزير العدل والحريات، عن قلقها وانشغالها بموضوع قضية القاصرات اللواتي تم اعتقالهن، وما رافق هذه القضية من خروقات، مشيرة الى اعلان بلاغ وزارة الداخلية بأن القاصرات متورطات في قضية إرهابية، وجزمه بأنهن مرتبطات بتنظيم داعش، في حين أن البحث كان ما يزال جاريا؛ وبذلك تكون الوزارة قد كشفت عن معلومات مشمولة بالسرية بموجب الفقرة الأخيرة من المادة 460 من القانون الجنائي، وتطاولت على صلاحيات القضاء الذي يعود له وحده الحق في التصريح بالإدانة بعد إجراء محاكمة عادلة؛ كما أن بلاغها من شأنه التأثير على موقف القضاء.
واضافت الجمعية انه جرى استجواب القاصرات من طرف الضابطة القضائية في غياب أولياء أمورهن، الذين لم يتم استدعاؤهم إلا بعد انتهاء البحث، وطلب منهن التوقيع على محاضر يجهلن مضمونها وقيام الاعلام العمومي ببث صور ولقطات تتعلق بالقضية والتشهير بالقاصرات، رغم أن القانون يمنع صراحة نشر أي بيانات تتعلق بقضية للأحداث خلال المحاكمات، والاحرى بأطوار البحث التي تعد سرية أصلاً ولم يقع التعامل مع المعتقلات بصفتهن أحداثاً ناقصات المسؤولية وغير مكتملات التمييز.
وأكد المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان في بلاغ له انه راسل وزير العدل، لإثارة انتباهه إلى إن اعتقال ومتابعة المواطنات والمواطنين يجب أن يخضع لأحكام وقواعد القانون والى إن الخروقات الجوهرية التي القانون تكشف عن اخلال واضح بسيادة القانون وعدم التقيد بأحكامه، وهو أمر يتنافى مع المقومات الراسخة لدولة الحق والقانون.
وقال «إن هذه القضية تسائلنا كمكون حقوقي ومجتمعي، حول أبعاد ورهانات الورش الكبير الذي تدعي الدولة المغربية فتحه من أجل الإصلاح الشامل لمنظومة العدالة؛ فكيف لمغرب سنة 2016، أن يتنكر لالتزاماته الدولية ولما حمله دستور 2011 في الباب الثاني المتعلق بالحريات والحقوق الأساسية من ضمانات تحفظ حقوق المواطنين وحرياتهم».
وخاض المعتقلون في ملف بلعيرج وأسرهم إضراباً إنذارياً عن الطعام لإثارة الانتباه حول قضيتهم مطالبين بالإفراج عنهم أسوة بالمعتقلين السياسيين الستة الذين صدر في حقهم عفو ملكي في نيسان/ أبريل 2011.
وقال بلاغ لمنسق لجنة الحرية والكرامة، د محمد الأمين الركالة انه سبق لهؤلاء المعتقلين أن تقدموا خلال السنوات الأخيرة، بطلبات عفو متعددة أرسلوها إلى الديوان الملكي غير أنهم لم يتلقوا أي جواب على طلباتهم ولم يدرج اسم أي أحد منهم في لوائح المستفيدين من العفو الملكي طيلة هذه السنوات.
وقال منسق اللجنة ان أخطر ما في الأمر أن المعتقلين تعرضوا لمضايقات في السجون التي تواجدوا فيها، حيث تعرض بعضهم للضرب والتنكيل وهو الأمر الذي وثقه المجلس الوطني لحقوق الإنسان (رسمي)، كما تم التضييق عليهم وعلى أسرهم خلال الزيارة الأسبوعية، ليكتمل مسلسل الإجهاز على حقوقهم بنقلهم إلى سجون أخرى بعيدة عن أغلبية الأسر وحشر بعضهم مع معتقلي الحق العام في خطوة تستهدف التنكيل بهم». إننا في لجنة الحرية والكرامة، يضيف البلاغ، إذ نضم صوتنا لصوت هؤلاء المعتقلين السياسيين وأسرهم، نطالب بتفعيل طلبات العفو التي تقدم بها هؤلاء المعتقلون السياسيون والإفراج عنهم وإرجاعهم إلى ذويهم.

اعتقال قاصرات مغربيات على خلفية اتهامات بالإرهاب

طبيب سوري أسعف مئات المصابين ولم يستطع إنقاذ ابنته فاطمة آخر حالة تصله للمستشفى

Posted: 27 Feb 2017 02:26 PM PST

أنطاكيا ـ «القدس العربي»: على الرغم من أنه نجح في إنقاذ آلاف الجرحى والمصابين خلال سنوات المأساة السورية، وقام بإجراء المئات من العمليات الجراحية الناجحة في عدد من مشافي ريف حلب، إلا أنه هذه المرة فشل في إنقاذ المصابة الأخيرة، والتي كانت طفلة لم تتجاوز السنة العاشرة من العمر، فقد شاء القدر أن يفقد الطبيب مريضته هذه المرة.
الطبيب والشاعر محمد الحمادة الذي عمل في عدد من المشافي الميدانية في ريف حلب، وكان له دور بارز في معالجة مصابي القصف الذي تعرضت له بلدات الريف الحلبي على مدى ست سنوات، تلقى اتصالاً للالتحاق بأحد المشافي في ريف منبج، بعد قصف جوي نفذته طائرات النظام السوري، ليتفاجأ بأن الطفلة المصابة ابنته «فاطمة».
تقيم أسرة الطبيب الحمادة في بلدة أم كهف جنوب منبج، والتي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية»، وقد غادر الطبيب البلدة منذ شهور طويلة، ويبدو أن الأسرة قررت الخروج من البلدة والتوجه إلى المناطق الواقعة خارج سيطرة التنظيم عبر طرق التهريب التي يتبعها الأهالي الراغبون بالمغادرة، وحسب ما نقل أبناء المنطقة، فقد قامت طائرات النظام بتنفيذ قصف جوي بالقرب من بلدة «مقطع حجر» فيما تصادف مرور الأسرة بالقرب من موقع القصف، ما أدى لإصابة الطفلة، ومن ثم استشهادها، بعد فشل محاولات الإنقاذ.
استشهاد الطفلة فاطمة، أثار موجة من التعاطف مع الطبيب محمد الحمادة في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ غدت صورة الطفلة الشهيدة من أكثر الصور تداولاً في موقع «فيسبوك»، كما كتبت نصوص أدبية وشعرية في رثاء الطفلة وتعزية والدها، فأن يفقد والد طفلته في ظروف الحرب التي تعيشها البلاد أمر غدا متكرراً وشائعاً، لكن فقدان طبيب لابنته التي لم يرها منذ تسعة شهور، ليصدم باللقاء بها مصابة ومن ثم شهيدة بعد الفشل في إنقاذها فهو مشهد تراجيدي لا يحتمل هوله، كما وصف.
وقد وصف صلاح ابراهيم الحسن من مدينة منبج ما حدث: «يتصل بك المستشفى لإنقاذ طفلة مصابة، فتهرع كعادتك ملـبياً نداء الواجب والضمير، فتكتشف أن المصابة ابنتك، بقـصف البرابرة، ابنتك التي لم ترها منذ تسعة أشـهر، محـمد الحـمادة كان الله في عونك، تقبلها الله، إني جبان أمام هـول الموقـف».
وكتبت زميلته الطبيبة المخبرية سامية العبد الله عن الطبيب الحمادة: «إنسان بمعنى الكلمة أخ بمعنى الكلمة ولصعوبة الموقف كانت مهنته باختيار منه وتيسير الله لأمره، طبيب وليس كأي طبيب وكما يقول هو صاحب مهنة حرة، الحياة حاولت أن تكسره لكنه لم ينكسر، وفي كل مرة كان أقوى من ذي قبل، لكن الوجع يزيد، إذ فقد أحباء كثر وعاش الفقد ولازال يعيشيه وهذه المرة في طفلته فلذة كبده بسمة حياته وأحلامه التي كان سيحققها بها كانت هي، هو فجع برؤيتها وهي بين يديه يسعفها، لم أكن معه لم أرها ولم أره ولكن التفكير بالأمر يرهق القلب ويدمي العين ولكنه كما عرفناه صبور صبور صبور، سبقتك إلى الجنة فلا تحزن فهي من شدة حبها لك ذهبت روحها للسماء تنتظرك لتمسك بيديك وتدخلك الجنـان».
لم يغادر الطبيب محمد الحمادة ريف حلب إلى أي مكان آخر، رغم أنه كان في إمكانه النجاة بعائلته كما فعل آلاف الأطباء الذين توجهوا إلى الدول المجاورة، ورغم أنه تعرض للكثير من المصاعب والمواقف التي أعاقت عمله الطبي، إلا أنه استمر في معالجة المصابين، وتعرض الطبيب لاعتداءات عدة من قبل فصائل مسلحة، إذ كان الاعتداء الأخير من قبل مجموعة من عسكر الشعيطات الذين قدموا من دير الزور إلى مناطق ريف حلب بعد أن سيطر تنظيم «الدولة» على مناطقهم، ونظمت الكوادر الطبية في ريف حلب الشمالي حينها وقفة للتنديد بالاعتداء عليه واختطافه من قبل المجموعة المسلحة.

طبيب سوري أسعف مئات المصابين ولم يستطع إنقاذ ابنته فاطمة آخر حالة تصله للمستشفى

محمد إقبال بلو

المقررة الخاصة لحقوق الإنسان في ميانمار: مسلمو الروهينغا يتعرضون لجرائم بشعة

Posted: 27 Feb 2017 02:26 PM PST

نيويورك (الأمم المتحدة) «القدس العربي»: دعت يانغي لي، المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في ميانمار، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من قبل الحكومة لإنهاء معاناة سكان الروهينغا في البلاد.
وتحدثت لي في ختام زيارة للبلاد استغرقت أربعة أيام شملت كلا من دكا وكوكس بازار وقالت: «إن حجم العنف والمعاناة التي شهدتها هذه العائلات أكبر بكثير مما كنت قد تكهنت به أصلا».
وخلال الزيارة، التقت لي أعضاء من سكان الروهينغا الذين فروا إلى بنغلادش بعد 9 أكتوبر/تشرين الأول 2016 عندما هوجمت منشآت الشرطة حرس الحدود في ميانمار بدأت بعدها عمليات الانتقام. وتحدثت الخبيرة الأممية عن العديد من مزاعم لهجمات مروعة بما في ذلك حز الرقاب لبعض الناس، وإطلاق النار العشوائي، وإضرام النار في المنازل والرجال مقيدون فيها بينما تم قذف الأطفال الصغار جدا في النيران المشتعلة، وكذلك الاغتصاب الجماعي وغيرذلك من أشكال العنف الجنسي.
وبالإضافة إلى الانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان التي تحدث في سياق العمليات الأمنية التي أعقبت هجمات 9 أكتوبر، أبرزت لي أيضا كيفية إتخاذ حكومة ميانمار، واستمرارها في إتخاذ، إجراءات تنطوي على تمييز ضد الروهينغا و جعل حياتهم أكثر صعوبة.
وقالت لي: «إنني أحث حكومة ميانمار على التوقف فورا عن التمييز المتواصل والتحرك الفوري لمنع أي انتهاكات أخرى خطيرة لحقوق الإنسان والقيام بإجراء تحقيقات سريعة وشاملة ومستقلة وحيادية في تلك الجرائم المزعومة للتحقق من وقوعها».
وقالت في ختام كلمتها: «نحن جميعا مدينون لهؤلاء الذين التقيت بهم من أفراد المجتمع ولزملائهم على ما بذلوه وسنعمل كل ما في وسعنا لضمان أن يتم إعطاء الروهينغيا سببا للأمل مرة أخرى».
وستقدم المقررة الخاصة تقريرها الكامل إلى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة يوم 13 مارس/أذار 2017 المقبل.
وأكدت لي «تعرض اللاجئون الروهينغا الذين فروا من التجاوزات في بورما إلى بنغلادش، لعمليات اغتصاب وقتل «وحشي» على أيدي الجيش البورمي كما ذكرت مسؤولة في الامم المتحدة التقت افرادا من هذه الاقلية المسلمة.
وقالت في بيان «كل الروايات التي سمعتها وحشية بدون استثناء».
وروت لاجئة من الروهينغا ان منزلها احرق فيما كان ولدها لا يزال في الداخل. وقالت للمسؤولة الأممية «سمعته يصرخ باسمي ونجحت في انقاذه لكن جسده يحمل آثار حروق. وهي آثار شاهدتها بنفسي».
وتحدث اللاجئون ايضا عن إقدام الجنود على قتل ضحاياهم بذبحهم والقيام بعمليات اغتصاب جماعية ورمي أطفال في النار.
وخلال اكثر من أربعة أشهر وصل 73 الفا من الروهينغا إلى بنغلادش هربا من الحملة التي اطلقها الجيش البورمي ضدهم في تشرين الاول/اكتوبر في ولاية راخين (غرب) بعد غارات دامية لجماعات مسلحة على مراكز حدودية.
وتدين الأمم المتحدة باستمرار حملة القمع الواسعة «المعممة والمنهجية» التي يشنها الجيش ضد الروهينغا وأدت إلى «تطهير اتني» وجرائم ضد الإنسانية «على الأرجح».
والروهينغا الذين يعاملون كأجانب في بورما حيث اكثر من 90٪ من السكان من البوذيين، من البدون حتى لو كان بعضهم يعيش في البلاد منذ اجيال.

المقررة الخاصة لحقوق الإنسان في ميانمار: مسلمو الروهينغا يتعرضون لجرائم بشعة

عبد الحميد صيام

منظمة قبطية تهاجم الأزهر والبرلمان و120 عائلة محاصرة في العريش

Posted: 27 Feb 2017 02:25 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: انتقد نواب مصريون، الحكومة، لتقاعسها في قضية نزوح أقباط سيناء خوفاً من هجمات تنظيم «الدولة الإسلامية»، فيما هاجمت منظمة قبطية، البرلمان والأزهر، مشيرة إلى أن «فكر التطرف لا يوجد فقط داخل تنظيمات إرهابية مسلحة، وإنما أيضاً داخل الكثير من مؤسسات الدولة».
وقالت النائبة مارغريت عازر، إن 120 أسرة مسيحية لا يمكنها مغادرة مدينة العريش بسبب الإرهابيين. وطالبت الأجهزة الأمنية بتوفير الحماية لهم ومساعدتهم على مغادرة سيناء.
أما وكيل مطرانية الأقباط في ضاحية السلام في العريش، القس غبريال إبراهيم، فأكد أن الكل في شمال سيناء مستهدف، سواء المسلمين أو الأقباط».
وأضاف: «عقب كل عملية استهداف لقبطي تقوم العناصر بالاستيلاء على الهواتف المحمولة للضحايا، والاتصال بالأرقام الخاصة بهم على هذه الهواتف وتهديدهم بأن مصيرهم سيكون مثل باقي الضحايا».
وشهدت الجلسة التي عقدها البرلمان لمناقشة أزمة أقباط سيناء، مشادات بين عدد من النواب، ووزير شؤون مجلس النواب المصري المستشار عمر مروان. واتهم النائب عماد جاد، الحكومة بالفشل في التعامل مع أزمة الأقباط كعادتها في الفشل في كل الملفات.
وأضاف: «لم تجد الأسر المسيحية عند وصولها الإسماعيلية أي مسؤول حكومي في انتظارها»، فيما رد مروان بالقول: «الحكومة تعاملت مع الأزمة بنجاح، ولا تنتظر شكرا من أحد على واجبها المنوط بها أداؤه».
في المقابل، قالت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين في الخارج، إن نقل بعض المصريين المسيحيين من العريش إلى الإسماعيلية يمثل إجراء احترازيا لإحكام السيطرة على الإرهابيين مع ضمان سلامة المدنيين، مؤكدة انتفاض كل أجهزة الدولة وتحركها بصورة عاجلة للتعامل مع الأزم،.فيما أعلن محمد سعفان وزير القوى العاملة المصري، أمس، بدء تسليم 80 من الأقباط المنتقلين من شمال سيناء عملهم بمصانع وشركات القطاع الخاص في محافظة الإسماعيلية، وتوفير وسيلة مواصلات ذهابا وإيابا من مكان الإقامة إلى العمل تيسيرا وتسهيلا عليهم.
وقال في بيان، إن «فرص العمل التي وفرت جاءت وفق المؤهلات، التخصصات والحرف التي كانوا يعملون بها في العريش قبل وصولهم إلى الإسماعيلية»، مشيراً إلى أن «مدير مديرية القوى العاملة في الإسماعيلية زار كنيسة الأنبا أنطونيوس، لإجراء حصر للراغبين في العمل من 82 أسرة مكونة من 350 فردا جاءوا من سيناء».
كذلك أعلن وزير الصحة، الدكتور أحمد عماد الدين، افتتاح مستشفى «بئر العبد ونخل» لخدمة أهالي سيناء في مايو/أيار المقبل، مؤكدا أن سيناء محل اهتمام كبير من جهات الدولة، حيث تم تشكيل لجنة لتنمية سيناء برئاسة المهندس إبراهيم محلب مستشار رئيس الجمهورية.
وفي الوقت الذي نظمت فيه الأحزاب ومنظمات حقوق الإنسان، بينها الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، ومؤسسة «ماعت» لحقوق الإنسان، زيارات للكنيسة الإنجيلية في الإسماعيلية للتضامن مع الأسر المهجرة، افتتح رئيس الوزراء المصري، شريف اسماعيل، أمس، مؤتمر مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب تحت عنوان «الإرهاب والتنمية الاجتماعية -أسباب ومعالجات»، الذي يعقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مدينة شرم الشيخ على مدار يومين، بمشاركة عدة وفود عربية.
وقال في كلمته، في المؤتمر إن التشريعات المصرية جعلت مكافحة الإرهاب أكثر انضباطا.
وأضاف رئيس الوزراء أن تطوير الخطاب الديني، يمثل أحد أهم دعائم مواجهة الإرهاب، مشدداً على أن القضاء على الظاهرة يتطلب أعلى درجات التنسيق الإقليمي والدولي.
وتابع: «مصر عانتْ من الإرهاب منذُ عقودٍ من الزمن، وشهدت أحداثاً إرهابيةً عديدة»، مشيراً إلى أن «دائرة الاستهداف الإرهابي اتسعت عالمياً لتشملَ المدنيينَ الأبرياء، وإن الإرهابيين باتوا يستهدفون المرأةَ والطفلَ والشيوخَ».
أمنياً، قال العقيد أركان حرب تامر رفاعي، المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية في بيان، إن قوات إنفاذ القانون في شمال سيناء داهمت عدد من البؤر الإرهابية، وأسفرت أعمال المداهمات عن مقتل 6 تكفيريين والقبض على 18 مشتبه بهم، وتفجير مخزنين للمواد المتفجرة و8 عبوة ناسفة كانت معدة ومجهزة لاستهداف القوات الأمنية.
في السياق، هاجمت منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان «القبطية» عدة مؤسسات مصرية، على رأسها الأزهر والبرلمان، مؤكدة أن فكر التطرف لا يوجد فقط داخل تنظيمات إرهابية مسلحة وإنما أيضا داخل الكثير من مؤسسات الدولة».
وقال البيان الصادر عن مؤتمر «أنقذوا الأقباط من داعش الإرهابي»، الذي عقدته المنظمة أمس الأول، إن «الخطاب الديني الذي تعهد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بتنقيته ما زال غير مؤثر، وإن الأقباط لا يزالون يتلقون صدمات الخطب التي تبغض وجودهم وتنال من ديانتهم وتكفرهم من علماء أزهريين».
وشدد على أن «ما يتعرض له أقباط مصر من عمليات إجرامية وإرهابية على أيدي تنظيم داعش إنما الهدف منة محاولة النيل من وحدة الشعب المصري وصلابته، وأن ذلك نتاج فكر متطرف كاره للآخر ما زال منتشرا».
وأشار إلى أن «الأقباط لا يزالون يشعرون أن هناك تفرقة من القيادة السياسية حتى وإن كانت لا تألو جهدا في اعتبار التأكيد على أن الأقباط مصريون وشركاء هذا الوطن ولهم كافة الحقوق وعليهم كافة الواجبات».
وهاجم المؤتمر مجلس النواب، معتبرا أنه ما زال قاصر النظر في أداء دوره التشريعي. كما طالب القضاء المصري بالنظر إلى قضايا ازدراء الدين المسيحي النظرة ذاتها التي ينظرها لقضايا ازدراء الدين الإسلامي.

منظمة قبطية تهاجم الأزهر والبرلمان و120 عائلة محاصرة في العريش

تامر هنداوي ومؤمن الكامل

السوريون في تركيا لا يلقون بالاً لمباحثات جنيف ويهتمون بأخبار التجنيس وطرق الهجرة

Posted: 27 Feb 2017 02:25 PM PST

إسطنبول ـ «القدس العربي»: لا يولي أكثر من ثلاثة ملايين من اللاجئين السوريين في تركيا اهتماماً يذكر بالمباحثات المتواصلة منذ قرابة الأسبوع في مدينة جنيف السويسرية والتي تسعى إلى إنهاء الأزمة المتواصلة في بلادهم منذ 6 سنوات وتشكيل هيئة حكم انتقالية ضمن حل سياسي شامل.
في المقابل يبدي جزء من هؤلاء اللاجئين الذين سئموا الوعود السياسية اهتماماً بالغاً في مساعيهم للهجرة من تركيا إلى أوروبا عبر البحر أو البر في مسعى للحصول على حياة أفضل، بينما يركز آخرون على متابعة الأنباء المتزايدة في الآونة الأخيرة عن البدء الفعلي في إجراءات تجنيس اللاجئين السوريين في تركيا ويعملون كل ما في وسعهم من أجل الحصول على هذه الجنسية.
فإطالة أمد الحرب في سوريا والدمار الهائل الذي حل في المنازل والشوارع والمرافق أدى إلى تراجع أمل اللاجئين في إمكانية حصول أي حل سياسي يسمح لهم بالعودة وبناء حياتهم من جديد، فمعظمهم دُمرت منازلهم وأخرى سكنتها الميليشيات الشيعية ولم يتبق لهم أي أمل بالعودة لحياة ممكنة خلال السنوات القليلة المقبلة. ومن هذا المنطلق يصب اللاجئون السوريون في تركيا جل اهتمامهم وتركيزهم على إمكانية تحسين ظروف حياتهم داخل الأراضي التركية بالحصول على الجنسية وبعض المميزات الحكومية، أو محاولة الهجرة إلى أوروبا براً أو بحراً للالتحاق بعائلتهم أو أصدقائهم الذين استقروا هناك.
ولليوم السادس على التوالي تتواصل مباحثات بين ممثلين عن المعارضة السورية بكافة أطيافها والنظام برعاية أممية في مدينة جنيف السويسرية، وهي الجولة الرابعة بعد 3 جولات فاشلة في جنيف، وعشرات المحاولات التي جرت على مدى السنوات الماضية وفشلت في تحقيق وقف إطلاق حقيقي للنار ونزيف الدم المتواصل أو التوصل لحل سياسي شامل للأزمة، الأمر الذي أفقد اللاجئين أي أمل في إمكانية حصول تغيير في هذه الجولات الجديدة التي لا يتوقع المشرفون عليها «أي اختراق للأزمة».
ويقول لاجئون سوريون التقتهم «القدس العربي» في اسطنبول إنهم فقدوا الأمل بإمكانية التوصل إلى نتائج حقيقية تؤدي إلى وقف الحرب في بلادهم، معتبرين أن مباحثات جنيف ما هي إلا «حلقـة جـديدة في سلسلة إضاعة الوقت التي لم ولن تـؤدي إلـى تحقـيق أي نتاـئج فعلـية علـى الأرض».
وبينما تُجمع شريحة واسعة من هؤلاء اللاجئين على أن النظام السوري وداعميه الروس والإيرانيين وحزب الله لا يريدون التوصل لأي حل سياسي ويسعون لحل الأزمة عسكرياً على الأرض، صب آخرون جام غضبهم على المعارضة السورية بسبب ما قالوا إنه «فشل عسكري وسياسي تسببت فيه الفرقة والمصالح وعدم التوحد والارتهان للأجندات الخارجية».
ويرى هؤلاء اللاجئون إنه حتى ولو انتهت الحرب في بلادهم فوراً فإنها ستحتاج لسنوات طويلة من أجل الاستقرار وإعادة التأهيل لتصبح قابلة للحياة، ولذلك يسعون بقوة إلى تحسين شروط حياتهم في الخارج وعدم انتظار الآمال المتعلقة بالحلول السياسية. وبالتزامن مع انطلاق مباحثات جنيف قبل أيام، أعلنت تركيا بدء الإجراءات الرسمية لتجنيس اللاجئين السوريين، وهو ما أكده والي اسطنبول واصب شاهين ونائب رئيس الوزراء ويسني كايناك، وهي تصريحات تابعها اللاجئون السوريون بدقة وانشغلوا في جمع المعلومات عن الخطوات المقبلة وطرق التقديم للحصول على الجنـسية.
والي اسطنبول أكد أن الإجراءات في هذا الإطار بدأت بالفعل وأن ملفات 2000 لاجئ سوري تم تجهيزها بشكل نهائي وإرسالها إلى العاصمة أنقرة لمتابعة الإجراءات النهائية حولها، وسبق ذلك تـأكيد «كايـناك» أن هناك قرابة 20 ألف عائلة سورية بواقع 80 ألف شخص مناسبة لشروط المواطنة التي تم تخصيصها من قبل حكومة بلاده.
والاثنين، ضبطت فرق خفر السواحل التركية، خلال الساعات الماضية، 41 مهاجراً سورياً أثناء محاولتهم الوصول من ولاية أنطاليا التركية إلى اليونان، بطرق غير قانونية، كما جرى توقيف عشرات آخرين أغلبهم سوريون خلال محاولتهم الوصول إلى إحدى الجزر اليونانية من خلال البحري.
ويعيش في تركيا قرابة 3 ملايين سوري، 250 ألفاً منهم في المخيمات الحدودية ويتلقون مساعدات كاملة من الحكومة التركية. أما الباقون فيتوزعون بين المحافظات المختلفة ويتلقون مساعدات محدودة في مجالي التعليم والصحة بالإضافة إلى تسهيلات الإقـامة الإنسـانية والعـمل.

السوريون في تركيا لا يلقون بالاً لمباحثات جنيف ويهتمون بأخبار التجنيس وطرق الهجرة

إسماعيل جمال

الأردن «يقرأ» زيارة الجبير لبغداد ويهندس القمة مع السيسي: مبادرات بالجملة لاجتذاب حكام العراق والجنرال عون والتعاطي مع الاستعصاء في اليمن و«الواقع الجديد» في سوريا

Posted: 27 Feb 2017 02:25 PM PST

عمان ـ «القدس العربي»: يعرف المتعمقون فقط في المعادلة السياسية الأردنية بأن الرياض تخطف عندما تتحدث مباشرة مع حكومة بغداد عبر الوزير عادل الجبير إحدى «الأفضليات» السياسية الأردنية المعتادة. ليس لأن عمان تقيم صلات واتصالات جيدة نسبياً بنخبة حكومة بغداد الحالية، ولكن لأنها تصر على الاحتفاظ بسيناريو القدرة الدائمة على التواصل مع جميع العواصم وبالتالي تمثيل النظام الرسمي العربي في الكثير من المساحات.
طبعاً تتفهم عمان أي مبادرات اختراقية سعودية في الأفق العراقي أو غيره ولا تستطيع الاعتراض حتى وهي تفقد دبلوماسياً وسياسياً بعض الميزات وبكل الأحوال يبدو ان بوصلة الانفتاح السعودية الدبلوماسية بدأت تتحرك في محيط طهران.
فاقتراب الوزير عادل الجبير من محور طهران النافذ في بغداد هي رسالة سياسية سعودية بامتياز بتقدير الأردنيين. وقبل ذلك كان الوزير الجبير نفسه قد وجه رسالته الودية للأردنيين عبر أصدقاء ويؤشر فيها على ان «قواعد اللعبة بدأت تتغير»، والمؤسسة السعودية تدرك ذلك خصوصا في الملفات المعقدة المتعقلة بالعراق وسـوريا.
وجود الجبير وجهاً لوجه أمام حلفاء طهران في العراق محاولة للعزف على الأوتار المجاورة للإيرانيين وسعي للتخفيف من حدة اللهجة التي اثارها الجبير نفسه مؤخراً وهو يتهم إيران بأنها ابرز دولة ترعى الإرهاب في الشرق الأوسط.
تناغمات الجبير مع عمان توحي بأن الإستراتيجية الجديدة لبلاده إظهار مرونة تجاه تخفيف الحملة على إيران وإمكانية التحدث بصورة غير مباشرة وبلغة أقل عدائية وهي الرسالة التي يقدر الأردنيون أنها وجهت من المؤسسة السعودية للإيرانيين عبر بغداد هذه المرة لأن الاتصالات بين الرياض وحكومة بغداد كانت «خاملة جداً» أو غير فعالة حتى وقت قريب.
ما يقال في أروقة التواصل الأردنية مع الحليف السعودي إن القمة العربية التي ستعقد في عمان ينبغي أن تشهد حالة من «استقطاب» الحكومة العراقية وتثبيت دورها في مؤسسة القمة بدلاً من تركها في أحضان الجانب الإيراني وهو منطق يتفق معه رئيس وزراء الأردن وخبير القمم العربية الدكتور هاني الملقي.
وبطبيعة الحال لا توجد أدلة على أن الاستقطاب للعراقيين يمكنه أن يكون منتجاً فعلاً في ظل الاستحكام الإيراني. لكن مجاملات الجبير في بغداد بتقدير السعوديين قد تفيد بحياد حكومة بغداد على الأقل إذا ما حاولت قمة عمان العربية تبني قرارات مباشرة تدين وتستنكر التدخل الإيراني في البلدان العربية.
وقد تفيد إذا ما قررت القمة نفسها مبادرة جديدة بخصوص المشهد اليمني حيث المواجهة الأشرس بين طهران والرياض على الأرض اليمنية وحيث كواليس قمة عمان تتحدث مبكرًا عن «مبادرة جديدة» بخصوص المأزق اليمني تساندها السعودية عن بعد وقد تقدمها مصر ويتطلب عبورها ضمن توصيات القمة دوراً أساسياً لمصر والأردن وتنحية طرفين هما حكومة بغداد والجزائر.
وعليه يمكن القول بأن وقوف الجبير على محطة بغداد المستعصية وغير الودودة عملياً مع عمان هي خطوة لها صلة مباشرة بالحراك الدبلوماسي العربي، والسعودي النشط قبل الدخول في استحقاق مؤسسة القمة العربية.
طبعاً الأردن لا يمانع ذلك لأنه يسعى للاستثمار في اللقاء العربي الذي يحتضنه في منطقة البحر الميت قرب العاصمة حتى وإن كان التأثير سلبياً على دوره المألوف والخبير في التواصل مع جميع العواصم.
الملامح المبكرة التي رسمها مجدداً الجبير في سياسة بلاده الوشيكة، تتحدث عن نمو الاستعداد للتعاطي مع خارطة طريق سياسية وبدون حسم عسكري للمشهد اليمني المعقد وعن التعامل مع «الواقع الجديد» في سوريا والتخلي عن سياسة التعقيد والتصعيد في لبنان والبقاء على تواصل فعال مع النخب العسكرية في إدارة الرئيس دونالد ترامب والسعي بنشاط لجذب العراق للحضن العربي الرسمي ومنع الذرائع التي يمكن استخدامها لتبرير الاتجاه المعاكس.
هذه الملامح تمثل استراتيجية الحراك الدبلوماسي السعودي عشية قمة عمان العربية ومن المرجح ان وزير الخارجية الأردني أيمن صفدي بالصورة وان عمان بصورة الترتيبات على أمل ان تتحرك المياه الراكدة في الملفات المستعصية بهامش توفره مؤسسة القمة العربية وضمن استراتيجية سعودية ملموسة قوامها سحب الذرائع من تحت أقدام إيران ومنعها من الاستثمار في المكاسب على حساب السعودية والنظام الرسمي العربي.
لذلك على الأغلب استقبلت عمان بعد الرياض الرئيس اللبناني ميشال عون وزار الجبير بغداد مباشرة وفتح الأردنيون قناة كانت كسولة بتشجيع سعودي مع النظام السوري وتواصل الطرفان مع واشنطن وموسكو قبل الزيارة التي قام بها العاهل الملك عبدالله الثاني للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
لذا ليس سراً ان كل هذه الاتصالات تجري عشية هندسة القمة العربية عبر عمان والرياض والقاهرة. وليس سراً أيضاً الآن أن القمة العربية المطلوب منها مرحلياً تمهيد هذه التحولات وتوفير الغطاء لها.

الأردن «يقرأ» زيارة الجبير لبغداد ويهندس القمة مع السيسي: مبادرات بالجملة لاجتذاب حكام العراق والجنرال عون والتعاطي مع الاستعصاء في اليمن و«الواقع الجديد» في سوريا

بسام البدارين

«الأمور المستعجلة» تقضي بعدم الاختصاص في سحب النياشين من مرسي

Posted: 27 Feb 2017 02:24 PM PST

القاهرة ـ « القدس العربي»: قضت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، أمس، بعدم الاختصاص في الدعوى المطالبة بسحب النياشين والأوسمة الممنوحة للرئيس المصري الأسبق محمد مرسى.
وأحالت المحكمة الدعوى التي أقامها المحامي طارق محمود المحامي، وحملت رقم 66995 لسنة 70 قضائية، إلى القضاء الإداري.
وكان محمود طالب بـسحب كل الأوسمة، والنياشين، والميداليات والأوشحة، والأنواط، والقلادات، التي منحها الرئيس الأسبق محمد مرسى لنفسه إبان فترة حكمه.
وقال في دعواه، إنه في 4 ديسمبر/كانون الأول 2012 أصدرت رئاسة الجمهورية بيانًا أكدت فيه أن مرسي منح نفسه كل الأوسمة والنياشين والأنواط بصفته رئيس للجمهورية، وتمثلت تلك الأوسمة في قلادة النيل، وقلادة الجمهورية، ووسام النيل الأكبر، وميدالية الجمهورية، ووشاح النيل، ونوط الجمهورية من الدرجة الأولى، ونوط الرياضة من الدرجة الأولى، ونوط الاستحقاق من الدرجة الأولى، ونوط الامتياز من الدرجة الأولى، ونوط العمل من الدرجة الأولى، ونوط العلوم والفنون من الدرجة الأولى.
وأضاف محمود أن مرسي لم يقدم للوطن أي خدمة جليلة أو بطولات عسكرية أو خدمات علمية أو رياضية لكي يمنح نفسه الحق في الحصول على أعلى أوسمة وأنواط في الدولة، التي يترتب عليها حصوله على مزايا مادية تقدر بـ 177 ألف جنيه شهريا، مشيرا إلى أن مرسي استند في منحه لنفسه تلك الأوسمة والأنواط للقانون رقم 12 لسنة 1972، قائلاً: «لا يجوز أن يكون المانح هو الممنوح، وأنه في حالة صدور هذا القرار يكون مخالفًا للقانون مشوبًا بعيب الانحراف بالسلطة وإساءة استعمال الحق، خاصة أن منح تلك الأوسمة تترتب عليه حقوق مالية».
وأكد في دعواه أن تلك السابقة هي الأولى في تاريخ الرئاسة المصرية التي يمنح فيها رئيس نفسه هذا الكم من الأوسمة والأنواط والنياشين، وأنه ليس من اللائق أن يحمل مرسي كل هذه الأوسمة والأنواط، وهو مدان بالإضرار بالمصالح العليا لمصر وتهديد الأمن القومي المصري لاتهامه بالتخابر مع دول وجهات أجنبية وتسريب وثائق ومستندات تمس الأمن القومي المصري، كما أنه منتم إلى جماعة تم إدراجها ككيان إرهابي بموجب القرار الصادر من مجلس الوزراء، الذي يحمل رقم 579 لسنة 2014 بتاريخ 8 نيسان/ إبريل 2014.

«الأمور المستعجلة» تقضي بعدم الاختصاص في سحب النياشين من مرسي

«الأونروا» تذعن للضغط الإسرائيلي وتوقف مؤقتا رئيس اتحاد موظفيها عن العمل في غزة بزعم انتخابه في قيادة «حماس» الجديدة

Posted: 27 Feb 2017 02:24 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»: تحت ضغط إسرائيلي قوي، تراجعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» عن موقف سابق لها، وقررت إيقاف رئيس اتحاد موظفيها في قطاع غزة سهيل الهندي عن العمل مؤقتا، لحين انتهاء التحقيقات في مزاعم انتخابه ضمن قادة حركة حماس في قطاع غزة. وقال الناطق باسم «الأونروا» كريس غينيس في تصريح صحافي «رأينا المراسلات الأخيرة من جانب السلطات الإسرائيلية وقبل هذه المراسلات، وتحت ضوء تحقيقاتنا الداخلية المستقلة الجارية، فقد تم تزويدنا بمعلومات مهمة من عدة مصادر وبموجبها اتخذنا قرارنا بتوقيف سهيل الهندي، حتى استكمال التحقيقات والحصول على نتائجه».
وأكد أنه كما هو الحال في جميع مؤسسات الأمم المتحدة، فإن منظمته ستؤكد أن حقوق الموظف الإجرائية المستحقة سيتم اتباعها.
وسهيل الهندي إلى جانب عمله في إحدى دوائر «الأونروا» في قطاع غزة، فإنه يشغل أيضا منصب رئيس اتحاد الموظفين في هذه المنظمة في القطاع.
وتمنع قوانين المنظمة الدولية موظفيها من الانتماء لأي فصيل سياسي. وجاء موقف «الأونروا» الجديد، بعدما طالب منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق جنرال يؤاف مردخاي، الوكالة الدولية التي تهتم بتقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين لإقالة رئيس نقابة الموظفين، بعد زعمه أنه انتخب مؤخرا في عضوية قيادة حركة حماس. وقال مردخاي في بيان له إن الهندي «عضو في تنظيم إرهابي». وأضاف أن حركة حماس «تخفي أسماء الفائزين في انتخاباتها الداخلية خشية إقالتهم من الأونروا».
ومع عودة ملف الهندي من جديد الى السطح، جدد الرجل نفيه أن يكون قد انتخب عضوا في المكتب السياسي لحركة حركة حماس في قطاع غزة، خلال الانتخابات الداخلية التي جرت مؤخرا. وقال «استغرب من الأخبار التي تناقلها وسائل الإعلام خاصة الإسرائيلية بانتخابي عضوا في المكتب السياسي لحركة حماس». وأكد أن لا علاقة له بمثل ذلك ، كما أبدى استغرابه من موقف «الأونروا» الذي يتحدث عن إيقافه عن العمل مؤقتا. وعقب الانتخابات الأخيرة التي أجريت في قطاع غزة، وانبثق عنها انتخاب قيادة جديدة للحركة، نشرت وسائل إعلام أسماء الفائزين، وذكر بعضها أن الهندي كان أحدهم، غير أن الرجل نفى ذلك في وقتها. وسجل موقف «الأونروا» الجديد بإيقاف الهندي عن العمل، تراجعا عن موقفها السابق الذي أعلنته الجمعة الماضية، حين أعلنت أن تحقيقاتها الداخلية، أكدت عدم وجود أي دليل على شغل أحد موظفيها المعروفين منصب عضو في المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة.
وقال الناطق باسم «الأونروا» سامي مشعشع في بيان صحافي إنه في أعقاب ما تم تداوله من مزاعم في وسائل الإعلام التقليدية، وشبكات التواصل الاجتماعي، حول انتخاب أحد موظفيها في غزة لمنصب سياسي، قامت مؤسسته الدولية بتحقيقات أولية فورا بعد تلقيها هذه المزاعم، بما في ذلك مناقشتها مع الموظف صاحب الشأن. وأشار إلى أنه استنادا إلى التقصي اللازم الذي تقوم به «الأونروا» حتى الآن، فإنه ليس لديها دليل يتناقض مع إنكار الموظف صاحب الشأن لتوليه لأي منصب سياسي. وذكر الناطق باسم «الأونروا» أن الهندي «دحض الأخبار عن وجود أسمه بين أسماء قائمة المكتب السياسي لحركة حماس في غزة. وقال إنه ليس لي أي علاقة على الإطلاق بهذه القضية». وذكر مشعشع أن «الأونروا» تتعامل مع «الموضوع بحيادية بشكل مباشر وبطريقة منهجية». وأكد أن جميع موظفي «الأونروا» ملزمون بأعلى معايير «الحيادية والاستقلال والنزاهة» في أداء مهام الوكالة في تقديم الخدمات للاجئي فلسطين.
وأكد كذلك أن هذه الالتزامات والمعايير منصوص عليها في الأنظمة والقواعد الأساسية الخاصة بالموظفين المحليين والدوليين. وجدد التأكيد على أنه يحظر على الموظفين المشاركة في أي نشاط سياسي «يتعارض أو قد ينعكس سلبا على الاستقلال والحياد المطلوب منهم بصفتهم الوظيفية».
ونصحت «الأونروا» في البيان الصادر على لسان الناطق باسمها جميع موظفيها وبشكل منتظم بأن تحمل مسؤوليات لأحزاب سياسية أو العضوية في أي لجنة سياسية، أو قبول أو التماس أي مساهمات مالية لأغراض سياسية، أو الشروع في أو التوقيع على عرائض تنطوي على مرشحين سياسيين أو قضايا سياسية، كلها أمثلة على ما «يعتبر تصرفا غير سوي لموظفي الوكالة». وقالت «إذا ظهرت أي مزاعم جديدة، سنتطرق لها بشكل فوري ومسهب».

«الأونروا» تذعن للضغط الإسرائيلي وتوقف مؤقتا رئيس اتحاد موظفيها عن العمل في غزة بزعم انتخابه في قيادة «حماس» الجديدة
الإدارية المدنية الاحتلالية زعمت انتخاب سهيل الهندي أخيرا لكنه نفى

نجاح رغم مواضع الخلل

Posted: 27 Feb 2017 02:23 PM PST

شنت القيادة السياسية والقيادة العسكرية في نهاية الاسبوع حربا وقائية علنية ضد تقرير مراقب الدولة عن حملة الجرف الصامد، حرب غزة الثالثة، في صيف 2014. عمليا، بدأت الحرب الوقائية سريا قبل بضعة اشهر. ولكن، مثلما في تحقيقات الشرطة، لم تصبح علنية إلا في نهاية الاسبوع. معظم المشاركين في القيادتين، في الماضي وفي الحاضر، يستعرضون للصحافيين، يسربون ويشهرون بالخصوم، منهم من يفعل ذلك مباشرة ومنهم من يفعل ذلك بشكل غير مباشر.
يجد معظم المشاركين صعوبة في الاتفاق الواحد مع الاخر. فهم يحملون معهم أيضا شحنات ماض سياسية وشخصية، تشعل العداء الواحد للاخر. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع في الحرب موشيه بوغي يعلون يتناكفان مع الوزير نفتالي بينيت الذي يجري، عن حق أو عن غير حق غير قليل من جولات النصر بسبب التقرير، مثابة «قلت لكم». ويحاول رئيس يوجد مستقبل يائير لبيد السير بحذر، لانه كان عضوا في الكابنت في اثناء الحملة وبالتالي فهو شريك ويتحمل المسؤولية عما حصل. أما الان فهو يتعزز في الاستطلاعات ويرى نفسه مرشحا لخلافة نتنياهو، وبالتالي يميل لانتقاده.
وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، الذي طالب في الحرب باحتلال غزة واسقاط حكم حماس، وتناكف مع رئيس الوزراء، أصبح حليفا لنتنياهو. الوزير يوآف غالنت لم يكن في الحكومة في اثناء الحرب، ولكنه كان مرشحا لرئاسة الاركان وله حساب طويل مع من منعوا ذلك عنه ولا سيما يعلون ومع من عين في منصب رئيس الاركان، الفريق احتياط بني غانتس.
ولكن يوجد للصقور قاسم مشترك واحد وهو واسع: فهم يسعون للتلاعب بتقرير مراقب الدولة يوسف شبرا، الذي سينشر غدا (اليوم) في السعة 16:00 وكتبه رئيس دائرة الامن في مكتب المراقب، يوسي باينهورن. ويقع التقرير في 208 صفحة بما في ذلك الغلاف، الخلاصة بالعربية وملاحق مختلفة.
حين ينشر التقرير، سيكون الجمهور قد تعب وشبع من كثرة الهذر الذي سمع حتى الان في الحرب الوقائية. فما بالك أنه في عصر كثرة المعلومات، والان ايضا في عصر «الحقائق البديلة»، فإن انصات الجمهور للقصورات، للقضايا، لاعمال الفساد او للقرارات الغبية، آخذ في التضاؤل. وكلما تضاءل الانصات، هكذا ايضا طول عمل الرف لكل تقرير وقصة صحافية، مهما كانت هامة.
من التسريبات يمكن التقدير بأن التقرير يشير إلى عشرات مواضع الخلل: المداولات الخفيفة في الكابنت، تكتيم المعلومات عن الوزراء، الاستعداد العليل من الجيش الإسرائيلي لتهديد الانفاق، غياب المعلومات الكافية عنها، حروب الأنا بين «امان» و «الشاباك» وغيرها وغيرها.
يثير التقرير ملاحظات ذات مغزى على ستة منتقدين: نتنياهو، يعلون، غانتس ومسؤولين آخرين في عهد الحملة، رئيس شعبة الاستخبارات «امان» اللواء أفيف كوخافي، رئيس جهاز الامن العام «الشاباك» يورام كوهين وبقدر أقل رئيس جهاز الامن القومي، يوسي كوهين، اليوم رئيس الموساد. وثمة المزيد ممن يتضررون من التقرير، وان كان الانتقاد عليهم بحقن مخففة: رئيس دائرة البحوث، العميد ايتي بارون وقائد المنطقة الجنوبية في المعركة، سامي ترجمان.
يكاد يكون كل تقرير للمراقب أو لجان التحقيق وبالتأكيد عن الحروب التي يقع فيها قتلى وجرحى، يستقبل بالاعتراض ممن يوجه النقد اليهم. هكذا كان بعد حرب يوم الغفران، هكذا كان بعد حرب لبنان الاولى وكذا بعد حرب لبنان الثانية. هذا هو طريق العالم. دور المراقب هو الكشف عن مواضع الخلل، انتقاد التجاهل للانظمة، شجب السياقات العليلة لاتخاذ القرارات والاهمال وبالاساس التوقع في أن تستخلص الدروس والا تتكرر في المرة التالية.
أما من يوجه اليهم النقد فيتخندقون في مواقفهم ويدافعون عن قراراتهم وأفعالهم. ناهيك عن أنه لا توجد في إسرائيل ثقافة الاخذ بالمسؤولية. واذا كان كذلك، فثمة ثقافة تهرب من المسؤولية. ثمة القليل جدا من الشخصيات العامة في البلاد ممن يعترفون بالاخطاء ويتحملون المسؤولية ويستقيلون.
لقد تعرف المراقب على كامل المادة وعليه فإن نظرته واسعة، عميقة ومستنفذة. ولكن محظور ايضا النسيان بأن نظرته هي نظرة الحكمة بأثر رجعي. فهو يعنى بالسياقات وباللوائح وليس بجودة القرارات ونوعيتها. كما أنه ليس دوره البحث بالقيود التي يفرضها الطرفإن في الحرب ولا في نتائجها.
حماس وإسرائيل لم ترغبا في الحرب، بل انجرتا اليها. المعركة طالت، ليس فقط بسبب مواضع الخلل في إدارتها، بل وايضا لانه في الجيش الإسرائيلي يعرفون بأن المجتمع في إسرائيل يجد صعوبة في تحمل الخسائر. وعليه، فمن اجل تقليصها ينبغي التصرف بحذر، والحذر يطيل ايام المعارك.
الحقيقة هي أنه لم يكن لإسرائيل حقا خيار في حسم الحرب، مثلما طالب ليبرمان وبينيت. المراقب يعرف هذا جيدا. ادعاؤه هو، وهو محق، بأن من واجب رئيس الوزراء أن يقول للوزراء وعلانية الحقيقة قبل الخروج إلى المعركة. على نتنياهو ان يقول: «ليس لدينا رغبة في احتلال واسقاط حماس. إذ ماذا يعني «اسقاط حكم حماس»؟ واذا ما نجحنا، فماذا بعد ذلك ـ أنحتل غزة ونحكمها مرة اخرى؟
وفوق كل شيء، في اختبار النتيجة أدت الحرب حتى الان إلى فترة الهدوء الاطول لإسرائيل في جبهة غزة منذ 1968. مر حتى الان 30 شهرا من الهدوء. صحيح، حماس تتسلح وتستعد للجولة التالية، ولكن هكذا ايضا إسرائيل. ولكن الاهم من ذلك ـ حماس اليوم مردوعة وليس لها اي رغبة، نوايا وقدرة على الخروج الان إلى حرب جديدة. بتقديري المتواضع، فإن هذا الهدوء، الذي هو هش حقا، سيستمر في المستقبل ايضا ـ وقد تحقق هذا بفضل حملة الجرف الصامد، رغم مواضع الخلل. في هذا السياق يجدر بالذكر ايضا حرب لبنان الثانية «الفاشلة» وما قال عنها المحللون والخبراء. وها نحن نقترب من احياء 11 سنة من الهدوء في الشمال. اليوم يمكن القول انها كانت نجاحا مدويا.

يوسي ملمان
يديعوت 27/2/2017

نجاح رغم مواضع الخلل

صحف عبرية

«التصريح الأمني والكفيل» إجراءان يحدان من تنقل العراقيين السنّة

Posted: 27 Feb 2017 02:23 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: «التصريح الأمني والكفيل» إجراءان معقدان يخضع لهما العراقيون السنّة الراغبون في التنقل من محافظة إلى أخرى.
ولغرض الحصول على التصريح الأمني يتوجب عليك الوقوف ضمن طوابير لساعات طويلة. إذا احتاج شخص من محافظة سنية السفر إلى بغداد يجب عليه أن يدقق هويته في جميع دوائر الدولة الأمنية مثل الأمن الوطني أو جهاز الاستخبارات وغيرها. وعليه كذلك، الانتظار لأيام أو أسابيع حتى يحصل على هذا التصريح.
ولم تكتف الحكومة العراقية بهذا الإجراء فقط، بل على الشخص أن يأتي بكفيل من أهالي العاصمة، حتى يسمح له بالدخول إليها.
مواطنون عراقيون يواجهون مشاكل كبيرة مع هذه الإجراءات، التي تحد من حريتهم وتضعهم في دائرة الاتهام.
كما يتعرضون للإذلال والإهانة من قبل بعض الجهات الأمنية، والتهديد بالاعتقال في حال الاعتراض على هذه الإجراءات.
أبو يونس، من مدينة الموصل يبلغ من العمر 70 عاماً، قال لـ«القدس العربي»: «أعاني من أمراض مزمنة وبسبب سوء الأوضاع الأمنية في الموصل، حيث لا وجود للمستشفيات والمراكز الصحية، اضطررت أن أذهب إلى بغداد لغرض العلاج».
وأضاف: «قمت بتقديم استمارة للحصول على تصريح أمني وبيان فيما إذا كنت مطلوبا للجهات الأمنية من عدمه».
ويتابع: «بعد أسابيع حصلت على التصريح وتوجهت إلى بغداد، وفي كل نقاط التفتيش تم إنزالي وتدقيق إسمي على الرغم من إشهاري التصريح الأمني الذي يثبت عدم انتمائي للجماعات الإرهابية، وبعد وصولي سيطرة مدخل بغداد طلبوا مني شخصا يكفلني من أهالي بغداد، ويجب على الكفيل أن يملك منزلا في بغداد ليتم إرفاق عقد داره في أوراق الكفالة».
يواصل: «لذلك بقيت يومين في السيطرة لأنه ليس لدي من يكفلني، مما اضطرني للرجوع إلى الموصل، رغم أنني أعاني من أمراض ويستلزم عملية جراحية لأن حالتي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم».
أما عبد الرحمن، فيؤكد لـ«القدس العربي»، أنه اضطر للنوم في الشارع هو وعائلته في البرد الشديد عند مدخل العاصمة بغداد. ويوضح: «طلبوا منا تقديم كفيل لإدخالنا المدينة. لا يوجد لديه أقارب أو حتى أصدقاء من بغداد لكي يكفلونا».
ووصف الإجراءات التي اتبعها الحكومة العراقية بحقهم بـ«التعسفية»، واستغرب من استخدام هذه الإجراءات ضد فئة معينة من المجتمع دون غيرها، واستخدام حكومة اربيل الإجراءات ذاتها، في حين يحق لباقي فئات المجتمع العراقي التحرك بحرية تامة.
أم سراج، بدورها، كانت ضحية هذه الإجراءات، وتقول لـ«القدس العربي»: «لا أدري لماذا يطلبون من النساء تصريحا أمنيا ونحن لا حول لنا ولا قوة من كل ماحدث في العراق، فضلاً عن التعامل بشكل غير محترم من قبل الكثير من نقاط التفتيش إذا ذهبنا إلى بغداد، حيث يتوجب علينا الانتظار لساعات أثناء تدقيق الأسماء».
وطالبت، بإلغاء هذه الإجراءات، كونها «غير قانونية وتحد من حرية التنقل وتضع المواطنين تحت ضغط الجهات الأمنية».

«التصريح الأمني والكفيل» إجراءان يحدان من تنقل العراقيين السنّة

عمر الجبوري

المعارضة تطلق حملتها المضادة لتعديلات الدستور وتصفها بـ «العبثية»

Posted: 27 Feb 2017 02:23 PM PST

نواكشوط – «القدس العربي»: تنادت المعارضة الموريتانية أمس بجميع اتجاهاتها لإطلاق حملة تحسيس سياسية واسعة مضادة للتعديلات الدستورية التي تمخض عنها حوار تشرين الأول/أكتوبر 2016 والتي يستعد البرلمان لإجازتها في مؤتمر يجمع النواب والشيوخ.
وأطلق المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة وهو أكبر تجمع معارض يضم عدداً كبيراً من الأحزاب والنقابات والشخصيات المرجعية، أمس نشاطات حملة سياسية وصفها المنتدى في بيان وزعه أمس بأنها «مضادة للتعديلات الدستورية التي يصر النظام على تمريرها ضد إرادة الأغلبية الساحقة من الشعب الموريتاني ومن الطبقة السياسية الوطنية.»
وبدأت الحملة، التي تجري تحت شعار «لا للعبث بالدستور، لا لتشويه العلم الوطني»، بحملة تحسيسية على مستوى مقاطعات العاصمة، وستتوسع حسبما أكده المنتدى «لتشمل تظاهرات وتجمعات شعبية ووقفات عدة على أن تختتم بمسيرة شعبية حاشدة ستنظم يوم السبت 11 آذار/مارس 2017» أي في اليوم السابق للمؤتمر البرلماني الذي سيجيز التعديلات.
وضمن الحراك السياسي المعارض لتعديل الدستور، جدد حزب تكتل القوى الديمقراطية بزعامة أحمد ولد داداه، وحزب التناوب الديمقراطي في بيان مشترك وزعاه أمس وتوصلت «القدس العربي» بصورة منه، «رفضهما الحاسم للتلاعب بالدستور والعبث بالمقدسات والرموز الوطنية»، معتبرين أن «هذه الممارسات خيانة عظمى، يتحتّم أن يساءل عنها مقترفوها».
ودعا الحزبان المعارضان «الشعب الموريتاني وقواه الحية إلى رص الصفوف وإلى وثبة شجاعة، من أجل التصدي، بكل الطرق المتاحة، لما تساق إليه موريتانيا على يد هذه النظام من مغامرة ومخاطر غير محسوبة».
وعرض الحزبان المعارضان لوحة قاتمة للأوضاع العامة التي تمر بها موريتانيا حالياً، حيث أكدا «أن موريتانيا تحدق بها اليوم أكثر من أي وقت مضى مخاطر متعددة، تتهدد وجود الدولة، فرحى حرب تدور على حدودها الشرقية والجنوبية الشرقية في منطقة تعتبر امتداداً بشرياً لها، ويزداد التوتر شمالاً بين الأشقاء في فضاء تربطها به وشائج لا تحتاج للتذكير»، «وفي الداخل، يضيف الحزبان، تنهار الدولة إدارة وقضاء ومؤسسات وأخلاقاً، فتنتشر الجريمة المنظمة، وأصبحت موريتانيا أحد المعابر الأساسية للمخدرات، التي يجد أباطرة تهريبها لدى القائمين على الدولة حصناً منيعاً يحميهم من المتابعة، وتزداد سوء سمعة البلاد في الخارج إلى درجة أن وسائل إعلام دولية ذات مصداقية تصف رأس النظام بكل النعوت السيئة رابطة اسمه شخصياً بالمخدرات».
«وتشهد الحالة الاقتصادية، يضيف البيان، بحسب المؤشرات الدولية، تردِياً شديداً، فعلى سبيل المثال لا الحصر بلغت المديونية العامة أكثر من 93 بالمائة من الناتج الداخلي الخام، أي ما يقارب 5 مليارات دولار، وانتشرت البطالة بين صفوف الشباب خصوصاً حملة الشهادات، وارتفع سعر المواد الاستهلاكية الأساسية والمحروقات، ولا يشفع للمطالبين بتخفيضها ما عرفته من هبوط على المستوى الدولي، وانهار النظام الصحي، وأصبحت المدرسة أثراً بعد عين، وظلت الموارد والثروة الوطنية مجرد أملاك خصوصية يتصرف فيها رأس النظام حسب هواه».
وتابع الحزبان انتقادهما للأوضاع قائلين «وبدل خلق إجماع وطني عريض يمكّن من التصدي لهذه التحديات الكبرى، يتمادى النظام في إلهاء المواطنين عن معاناتهم ومشاكلهم اليومية، وعما يقوم به من نهب للثروة الوطنية، بما يسميه عبثاً «التعديلات الدستورية»، التي يزعم أنها ثمرة حوار وطني لم تشارك فيه القوى السياسية الوازنة ولا القوى الحية من منظمات نقابية ومجتمع مدني».
وأضاف البيان «وزيادة على ما ينتاب النصوص المقترحة من غموض في النص وتناقض في الفحوى وريبة في المقاصد، تتناول التعديلات أموراً أساسية بالغة الخطورة بالنسبة للدولة الموريتانية التي يتعين على القائمين عليها أن يكون همهم الأول هو ترسيخ الوحدة الوطنية وتقوية مفهوم الدولة وإشاعته بين الموريتانيين كافة؛ وبدلًا من ذلك يستهدف التعديل المقترح مسألتين اثنتين تزيد كل منهما من تقويض مفهوم الدولة ألا وهما تقسيم البلاد إلى مناطق وجهات بحجة المزيد من اللامركزية، دون اكتراث عمداً أو جهلاً بضرورة الإبقاء على سلطة مركزية تضمن وحدة البلاد وديمومة سلطان الدولة، دون جور أو ضعف، والثانية تغيير العلم الوطني الذي اختاره الموريتانيون عن تبصُّر منذ أكثر من خمسين سنة، والذي أصبح بالنسبة لهم أحد الرموز والثوابت الوطنية».
واستغرب الحزبان «عرض التعديلات المقترحة على البرلمان لسنها، بدل عرضها على الاستفتاء الشعبي لأسباب ظلت مجهولة، حسب تعبير الحزبين، رغم تعهد رأس النظام بذلك علناً، ورغم تكرار أبواقه لذلك في أكثر من مناسبة».
كما استغرب الحزبان في بيانهما «أن يعهد لمجلس الشيوخ الذي انتهت مأموريته منذ فترة، والذي أمر المجلس الدستوري استجابة لرغبة سابقة للنظام بتجديده قبل 31 كانون الأول/ديسمبر 2016، أن يعهد لهذا المجلس اليوم باعتماد تعديلات في الدستور».
«أما الغرفة الثانية للبرلمان فهي، يضيف الحزبان، منبثقة عن انتخابات خاليةِ من أيّ مصداقية وتفتقر إلى إجماع وطني، وخلاصة القول إن التعديل المزمع، لا يعالج الأولويات الوطنية، ولا يمكن من التصدي للأزمة الخانقة التي تهدد موريتانيا بالزوال، ولا يتماشى مع شكليات الشرعية القانونية».
وعكساً لما ذهبت إليه المعارضة المتشددة، أكد حزب التحالف الوطني الديمقراطي بزعامة الدكتور يعقوب ولد امين المصطف في معارضة الوسط، في بيان أصدره أمس، «أن مخرجات الحوار الأخير بشكل عام كانت ايجابية ومهمة للبلد».
وأكد الحزب «أنه يعتبر الاستفتاء الشعبي مظهراً ديمقراطياً وحضارياً مهماً يجب التنويه به ولذا فهو يدعم هذه الفكرة بشكل كامل على اعتبار أن هناك طرفين يحاول كل منهما أن يكسب معركة الاستفتاء، وبما أن الرافضين لمخرجات الحوار قرروا مقاطعة التصويت إن حصل وهو ما يعني تمرير التعديلات الدستورية، فقد أصبح من الأنسب والأقل كلفة الذهاب الى مؤتمر برلماني».
هذا وتتزامن إجراءات إجازة تعديلات الدستور عبر المؤتمر البرلماني مع أجواء سياسية متأزمة ومشحونة، تتميز على الخصوص برفض أوساط المعارضة المتشددة المساس بالدستور خارج الإجماع. وكانت الحكومة الموريتانية قد أعلنت مستهل نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي عن إجازتها لمشروع قانون دستوري يتضمن مراجعة دستور 20 تموز/ يوليو 1991 والنصوص المعدلة له في ثالث مراجعة له. وتشمل التعديلات 12 مادة تأتي في مقدمتها المواد المتعلقة بالعلم الوطني الذي ستدخل تحسينات على 30 في المئة من مساحته والاحتفاظ بـ 70 في المئة منه، إضافة لإلغاء غرفة مجلس الشيوخ، وتغيير كلمات النشيد الوطني.
وأكدت الحكومة «أن هذه المراجعة عادية جداً حيث أنها تدخل ضمن تقليد يتعلق بالمراجعة الدورية للدستور، لأن الدولة محكومة بدستور 20 تموز/ يوليو 1991 وقد تمت مراجعته مرتين في 2006 و2012».

المعارضة تطلق حملتها المضادة لتعديلات الدستور وتصفها بـ «العبثية»

عبد الله مولود

عصام الشابّي: التعديل الحكومي قرار متسرّع وقد يؤدي إلى أزمة اجتماعية في تونس

Posted: 27 Feb 2017 02:22 PM PST

تونس – «القدس العربي»: اعتبر الأمين العام للحزب «الجمهوري» التونسي عصام الشابّي أن التعديل الحكومي الجديد هو «قرار متسرّع» وقد يساهم اتحاد الشغل لسحب اعترافه بـ«وثيقة قرطاج» التي تم تشكيل حكومة يوسف الشاهد على أساسها، وهو ما سينعكس سلباً على الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد، منتقداً عدم استشارة رئيس الحكومة للأطراف الموقعة على «وثيقة قرطاج» قبل اتخاذ قراره الأخير.
ووصف «الدبلوماسية الشعبية» التي تقوم بها بعض الأطراف السياسية التونسية في ما يتعلق بالأزمة القائمة في ليبيا بأنها «فوضى دبلوماسية» محذراً من أثرها السلبي على الأمن القومي وتسببها بنقل الصراع الليبي إلى داخل تونس، كما دعا رئيس الحكومة التونسية إلى الكشف عن الأطراف التي تسببت في عجز البنوك العمومية قبل محاولة التفريط فيها لصالح القطاع الخاص.
وكان رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد أجرى مؤخرًا تعديلاً وزارياً محدودًا شمل أربع حقائب، لكنه أثار جدلاً كبيراً في البلاد، وخاصة لدى اتحاد الشغل الذي اتهم الشاهد بالانقلاب على «وثيقة قرطاج».
وقال عصام الشابي «التحوير الحكومي هو – بلا شك – من صلاحيات رئيس الحكومة، ولكن السؤال هو هل كان هذا التحوير صائباً وهل عزز روح الوحدة الوطنية حول الحكومة وهل تم وفق روح وصياغة تشاركية يُفترض أن تكون حول الحكومة، الإجابة بالنسبة لنا هي: لا، فهذا التحوير لم تسبقه أية مشاورات مع أي من الأطراف الموقعة على وثيقة قرطاج وهي الوعاء الذي انبثقت عنه هذه الحكومة، وبالتالي يمكن القول إنه كان قراراً متسرعاً. كما أن تعيين السيد خليل الغرياني مكان عبيد البريكي، بعث برسالة عكسية تماماً لما يفترض أن تسعى له الحكومة لتعزيز الوحدة الوطني وتماسك الأطراف المساندة لها، وقرأها الجميع (الرسالة) بأنها ردة فعل على الاتحاد أو محاولة لدفعه خارج التوافق الوطني ووثيقة قرطاج، ولذلك نخشى أن يكون له انعكاس على الاستقرار الاجتماعي في البلاد، لأن الاتحاد كان ولا زال وسيظل أحد أعمدة الاستقرار السياسي والاجتماعي».
وأضاف في حوار خاص مع «القدس العربي»: «كنا نعتقد ان رئيس الحكومة سيدعو – بعد ستة أشهر من ممارسته للسلطة – جميع الأطراف إلى جلسة لتقييم أداء الحكومة وتدارك النقائص (وهي كثيرة) في عمل الحكومة وفي علاقة بأولويات وثيقة قرطاج لكي يتم اتخاذ الخطوات والتغييرات لتدارك الأمر قبل فوات الأوان، في ظل عدم الرضى في الرأي العام التونسي إزاء عمل الحكومة، ونحن كحزب مشارك في الحكومة قررنا أن نبدأ في سلسلة مشاورات مع الأطراف الموقعة على وثيقة قرطاج لاستخلاص النتائج المترتبة على هذا التعديل ولتقييم سياسة حكومة الوحدة الوطنية لأن هدفها الأساسي هو إنقاذ البلاد وتقديم الحلول لأوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة، واليوم سيكون لنا لقاء مع حزب المسار وأيضا الأمين العام لاتحاد الشغل».
وأكد، في السياق، أن حزبه لا يرغب بالقيام بدور وساطة بين الحكومة وتحاد الشغل، وأوضح بقوله «نحن لا نقوم بوساطة، نحن أصحاب موقف ونعتقد أن الخطوة الأخيرة لرئيس الحكومة كانت في الاتجاه الخاطئ، وسنتقدم برؤية ومقترحات مشتركة (مع بقية الأطراف الموقعة على وثيقة قرطاج) لنُلزم الحكومة باتباعها لتدارك النقائص ولدفعها لتحقيق الأهداف التي بُعثت من أجلها، أو استنتاج ما يجب استنتاجه لأن هذه الحكومة قد تكون وصلت إلى مرحلة صعبة وعلينا بعد ذلك اتخاذ قرار يتعلق بموقعنا أو دعمنا أو مشاركتنا بها، هذا سابق لأوانه لكنه سيتم بعد التشاور مع الموقعين على وثيقة قرطاج. لأننا لا نريد لهذه الحكومة أن تتحول إلى حكومة تصريف أعمال أو مطافئ بل حكومة تنفيذ أولويات أي حكومة إحداث التنمية في الجهات الداخلية والإصلاحات الهيكلية ومكافحة الفساد وهو ما تأخرت كثيراً به».
وحول تشكيك رئيس الحكومة في حواره التلفزيوني الأخير في جدوى البنوك العمومية ومساهمتها في التنمية الاقتصادية في تونس، قال الشابي «الأوضاع صعبة والتساؤل مشروع حول دوره هذه البنوك ومستقبلها، ولكن قبل الحديث عن خوصصة هذه البنوك والتفريط فيها، على رئيس الحكومة أن يجيب بكل وضوح لماذا وصلت هذه البنوك العمومية إلى هذه الدرجة من العجز، هل لكونها عمومية ام لسوء إدارة وتصرف في الأموال العمومية، ونحن نعتقد أن السبب هو الفساد الإداري والمالي، ورئيس الحكومة قال إن دافعي الضرائب ضخوا هذا العام 750 مليون دينار لأحد هذه البنوك فقط بهدف منعها من الانهيار، ونحن نعتقد أن حجم القروض التي كانت تُسند للمقربين من النظام السابقين والمقربين من مديري هذه البنوك بدون وجود ضمانات لتسديدها هو السبب الرئيسي في العجز والوضعية الصعبة للمؤسسات العمومية، والمطلوب الآن من رئيس الحكومة أن ينشر قائمة بأسماء الشركات والخواص الذين تمتّعوا بقروض تقدر ببضعة مليارات من الدولارات ولم يسددوها وتقدر ببضعة مليارات دينار،، ومن أولويات هذه الحكومة قبل أن تفرط بحصص الدولة في هذه البنوك أن تكشف عن الأطراف المتسببة بوصولها إلى هذه الدرجة من العجز».
وأضاف «والسؤال أيضاً، إذا قمنا ببيع هذه البنوك أو جزء من رأسمالها، فماذا سنفعل بتلك الأموال هل سنصرفها على الأجور أو العجز في بعض الصناديق العمومية التي تشكو من عجز كبير، وهذا سيكون كارثة اقتصادية بكل معنى الكلمة، أم أن هذه الأموال ستودع في صناديق خاصة تُصرف فقط للتنمية في الجهات الداخلية ولا يمكن للحكومة أن تتصرف فيها إلا في هذه الوجهة؟
من جانب آخر، اعتبر الشابي أن الدبلوماسية الموازية أو الشعبية التي تقوم بها بعض الأطراف السياسية في تونس لحل الأزمة الليبية هي عبارة عن «فوضى دبلوماسية ولا بد للدولة أن تتدخل لوضع حد لها لأنها تضر بأمننا القومي وبالدبلوماسية الرسمية، ونحن نعتقد أن قيام حركتي النهضة ومشروع تونس بخطوات غير مدروسة ومنسّقة (سواء فيما بينها أو مع الدولة التونسية ووزارة الخارجية خاصة) تتعلق بالاتصال ببعض أطراف النزاع في ليبيا، هي خطوة تضر بالأمن القومي التونسي ونخشى أن تساهم بنقل الصراع الليبي إلى الداخل التونسي، وهذا أكبر خطر يتهدد تونس، ونحن طلبنا من الرئاسة والحكومة أن تضبط الأمور وتتدخل لمنع أي اتصال خارج القنوات الرسمية او المتفق عليها لأن استقرار تونس هو خط أحمر ولا يمكن السماح لأطراف معينة بأن تعبث به».
وفيما يتعلق بالخيارات السياسية للحزب «الجمهوري» بعد مؤتمره الأخير، قال الشابي « قُمنا خلال المؤتمر الوطني السادس بتجديد 70 في المئة من الهياكل القيادية والمركزية ورفدها بقيادات نسائية وشبابية مهمة، وانتهينا إلى اقرار توجهات ولوائح اقتصادية واجتماعية وسياسية تؤكد على تموقعنا كحزب ديمقراطي اجتماعي وطني وسنعمل على تعزيز هذا التواجد عبر المشاورات مع الأحزاب التي نلتقي معها في التوجهات ولن نشارك في أي تحالفات متسرعة او هدفها التجميع إما لإقصاء طرف او لخصومة مع طرف آخر».
وأضاف «نحن نعتقد أن الانتخابات البلدية المعقبلة هي اول انتخابات بهذا الحجم الكبير التي تشهدها البلاد منذ الاستقلال في كنف الحرية والتنافس النزيه، وهذه الانتخابات تتجاوز إمكانيات الحزب الجمهوري منفردًا وأيضاً تتجاوز امكانيات الأحزاب الديمقراطية الاجتماعية حتى لو تشكلت في جبهة انتخابية موحدة، ولذلك نحن ندعو إلى تكوين قائمات مواطنية تتجاوز الأحزاب ولا تقف عند حدود الجبهات الحزبية بل تنفتح على الكفاءات الوطنية والمحلية، حيث تشارك فيه الاحزاب كقوة دفع وتضم أيضاً عدداً من المثقفين والشخصيات المحلية التي لها ثقة وثقل انتخابي، وهذه المبادرة سنطرحها على أصدقائنا من القوى الديمقراطية والوسطية في تونس ونأمل أن نصل إلى اتفاق في هذا الشأن».

عصام الشابّي: التعديل الحكومي قرار متسرّع وقد يؤدي إلى أزمة اجتماعية في تونس

حسن سلمان

كركوك ترفض تصدير نفطها إلى إيران دون موافقتها

Posted: 27 Feb 2017 02:22 PM PST

كركوك ـ «القدس العربي»: أعلن مجلس محافظة كركوك شمال العراق، رفضه لمذكرة التفاهم التي وقعتها الحكومة العراقية مع إيران حول تصدير نفط كركوك اليها، معتبرا أنها لن تتحقق إذا لم تمرعبر بوابة إقليم كردستان.
وقال رئيس مجلس محافظة كركوك، ريبوار الطالباني، في تصريح صحافي: «على حكومة بغداد أن تنسق معنا، وإلا فإن القرارات الفردية لن تحقق أي نتيجة وستفشل حتماً كما حصل مع الاتفاقيات النفطية السابقة». وأكد على «ضرورة أن يكون لمجلس محافظة كركوك دور في توقيع مثل هذه الاتفاقيات».
وكانت وزارة النفط العراقية، أعلنت في فبراير/ شباط الحالي، عن توقيع مذكرة تفاهم مع نظيرتها الإيرانية لدراسة تصدير نفط كركوك عبر الأراضي الإيرانية.
وذكر بيان للوزارة، أن «وزير النفط جبار علي اللعيبي وقع مع نظيره الإيراني بيجين زنكنه على مذكرة تفاهم تضمنت، تشكيل لجنة لدراسة إمكانية مد أنبوب لنقل النفط الخام العراقي من حقول كركوك عبر الأراضي الإيرانية ولجنة لدراسة نقل النفط العراقي من البصرة إلى عبادان، إضافة إلى تشكيل اللجان المشتركة لحسم عدد من الملفات المهمة، منها ملف الحقول المشتركة بين البلدين وبما يحقق الاستثمار الأمثل لها». كما نصت المذكرة أيضاً على استمرار التعاون في مجال تزويد محطات الطاقة الكهربائية بالغاز الإيراني، ودعوة الشركات الإيرانية للاستثمار في قطاع النفط والغاز والمشاركة في تأهيل البنى التحتية للمنشآت النفطية والغازية ومصنع البتروكيميائيات في البصرة.
وتقوم حكومة كركوك حالياً بتصدير نفطها إلى إيران عبر شاحنات نقل كبيرة بموجب اتفاق سابق بينهما يقضي بتصدير الإقليم مادة النفط الأسود لإيران، مقابل استيراد الغاز منها للاستخدامات المحلية.
ويذكر أن إقليم كردستان يرتبط بعلاقات نفطية جيدة مع إيران، حيث زار وفد إيراني يرأسه وزير النفط السابق رستم قاسمي أربيل في نيسان/ إبريل 2016، وعقد لقاءات مع رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني ووزير الثروات الطبيعية اشتي هورامي، وتم التفاهم حول شأن شراء الإقليم غازاً من إيران مقابل بيعها نفطاً أسود من حقول الإقليم، حسب بيان لحكومة الإقليم.
كما شارك إقليم كردستان في نهاية الاسبوع الماضي، في فعاليات معرض طهران الدولي التاسع عشر للنفط والغاز الذي شاركت فيه بالاضافة إلى الشركات النفطية الإيرانية، شركات عالمية عاملة في مجال الطاقة.
وتعتبر قضية التعامل مع الملف النفطي، إحدى أبرز الأزمات القائمة بين حكومتي اربيل وبغداد منذ سنوات، حيث يتبادل الطرفان الاتهامات بعدم الالتزام بالاتفاقيات المعقودة حول تنظيم تصدير نفط شمال العراق عبر تركيا والتصرف بوارداته.
وضمن السياق، استقبل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في مكتبه الرسمي في انقرة الاحد مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان العراق.
كما بحث البارزاني مع رئيس الحكومة التركية بن علي يلدريم، يوم الإثنين، ملفات تفصيلية تخص تصدير النفط من الإقليم الكردي إلى العالم عبر تركيا، إضافة إلى بحث قضايا أخرى تهم الطرفين. وحسب خبراء اقتصاديين، فإن الجانب العراقي سيتمكن من خلال تنفيذ الاتفاق ومد أنبوب لتصدير النفط عبر إيران، من الحصول على طريق إضافي لتصدير نفط كركوك، إضافة إلى الخط الآخر عبر تركيا. لكن حكومة كركوك تبدي اعتراضها على الاتفاقية بسبب عدم إشراكها في التوقيع عليها ولاستغلالها في فرض شروط على حكومة بغداد. كما عبّر بعض المراقبين، عن خشيته من أن يؤدي مد أنبوب نفط إلى إيران، إلى زيادة نفوذ وتأثير الأخيرة في الشأن العراقي.

كركوك ترفض تصدير نفطها إلى إيران دون موافقتها

عودة لعبة استجوابات البرلمان لمسؤولين في حكومة العبادي

Posted: 27 Feb 2017 02:21 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي» : يترقب العراقيون عودة الاستجوابات والإقالات للوزراء والمسؤولين في حكومة حيدر العبادي أمام البرلمان، مع احتمال أن تشمل العبادي نفسه، ضمن صراع الكتل السياسية وما يسببه ذلك من عرقلة لأعمال الحكومة في ظل ظروف أمنية واقتصادية وسياسية صعبة.
وقال رئيس مجلس النواب، سليم الجبوري، إن «جميع الاستجوابات المقدمة من قبل النواب لاستجواب المسؤولين، سيتم إدراجها على جدول أعمال البرلمان وفق تسلسل زمني وسيتم استجواب كل الوزراء والمسؤولين المقدمة بحقهم طلبات دون استثناء»
وأضاف: «في حالة تخلف المسؤول عن الحضور للاستجواب فسيتم العمل وفق قانون البرلمان وذلك بإجراء الاستجواب غيابياً والتصويت بعد ذلك بالقناعة في بقائه أو إقالته من منصبه».
وجاء كلام الجبوري بعد تكرار تهرب بعض المسؤولين من الحضور إلى البرلمان للرد على الاستجواب، وآخرهم رئيس هيئة الاتصالات صفاء الدين ربيع، الذي تجنب الحضور أمام البرلمان بحجة المرض.
وتضم قائمة المسؤولين المشمولين بالاستجواب وزراء عدة، بينهم الصحة والتربية والتجارة والهجرة والخارجية، لوجود ملفات سوء إدارة وفساد في الوزارات والمؤسسات الحكومية التي يديرها هؤلاء.
وعقدت الهيئة السياسية للتحالف الوطني الشيعي، الأحد، اجتماعاً برئاسة رئيس التحالف عمار الحكيم لمناقشة استجوابات المسؤولين في البرلمان وقضايا أخرى.
وذكر مكتب الحكيم، في بيان، إن «اجتماعاً عقد للهيئة السياسية للتحالف الوطني برئاسة رئيس التحالف عمار الحكيم»، مضيفاً أن «قانون الانتخابات والمفوضية واستجوابات مجلس النواب ملفات على طاولة الاجتماع».
وكان البرلمان العراقي، أرجأ، السبت الماضي، استجواب رئيس هيئة الاتصالات والإعلام إلى موعد آخر، لعدم حضوره بحجة المرض. وقالت النائبة حنان الفتلاوي، خلال مؤتمر صحافي «تم تقديم طلب استجواب رئيس هيئة الإعلام والاتصالات، صفاء الدين ربيع في تموز/يوليو الماضي وحدد موعد جلسة الاستجواب. لكن فوجئنا بطلب التأجيل، بزعم أن ربيع مريض»، وأعتبرت أن «الطلب غير قانوني». كما أعلن البرلمان أن الفتلاوي ستوجه سؤالاً شفهياً إلى رئيس هيئة النزاهة حول قضايا تخص عمل دائرته.
واعتذر وزير النفط جبار اللعيبي عن المثول أمام البرلمان بسبب جلسة للحكومة وطلب التأجيل. وكان مقرراً توجيه سؤال شفهي إليه من النائب عبد القهار السامرائي.
من جهة أخرى، أعلن رئيس لجنة الخدمات البرلمانية النائب ناظم الساعدي أن اللجنة قررت استجواب وزير النقل وتم جمع أكثر من 120 توقيعاً لذلك، مبيناً أن «الاستجواب سيكون على خلفية خروق للقوانين وملفات فساد».
وأشار مصدر في البرلمان لـ «القدس العربي»، إلى أن بعض المسؤولين وخوفا من الإقالة، يسعون إلى التهرب من الاستجواب من خلال تأجيل الحضور أمام البرلمان بمختلف الأعذار لكسب الوقت، ولحين قيامه هو أو كتلته باتصالات مع النائب الذي يطلب الاستجواب أو كتلته، لعقد صفقات بينهم.
وأوضح أن التأجيل لا يعني عدم الإجراء بل تغيير الموعد فقط.
وأضاف المصدر «نظرا لكثرة الأسماء المرشحة للاستجواب وتأخير بعض الأسماء، لذا طلب بعض النواب بضرورة قيام رئاسة البرلمان بتثبيت مواعيد الاستجوابات قبل فترة كافية ومتابعة غياب الوزراء عن الحضور، وهو الأمر الذي وعد رئيس البرلمان بإعداد جدول زمني بالوزراء المشمولين بالاستجواب».
وذكر المصدر أن «قانون البرلمان يتيح للنواب استجواب المسؤولين حول أداء دوائرهم والسلبيات فيها، وبعدها يصوت البرلمان بالاقتناع بالإجابات أو عدمه، وفي حالة عدم الاقتناع تتم إقالته، وهذه الفقرة أصبحت في الآونة الأخيرة سلاحا بيد بعض الكتل النيابية لتصفية الحسابات بينها، وللضغط على حكومة العبادي أو لإظهار فشلها تمهيدا لإسقاطها، حيث يلاحظ أن أكثر النواب المستجوبين هم من كتلة القانون التي يرأسها نوري المالكي، الساعي لولاية ثالثة في رئاسة الحكومة.
وكان البرلمان أقال بعد الاستجواب وزراء مثل وزير الدفاع السابق خالد العبيدي ووزير المالية السابق هوشيار زيباري.
ولم يسلم العبادي من التهديدات المتكررة من نواب في كتلة القانون برئاسة نوري المالكي، باستجوابه لمختلف الأسباب.
وفي هذا السياق، قال النائب عن كتلة القانون البرلمانية محمد سعدون الصيهود عن تحركات نيابية لاستضافة العبادي في البرلمان بشأن مشاركة قوات أمريكية في معركة تحرير الموصل.
إلى ذلك، اتهم النائب عن التحالف الوطني عباس الخزاعي، الأحد، جهات سياسية متنفذة بمحاولة تسويف ملفي استجواب ديوان الوقفين السني والشيعي.
وقال إن «ضغوطا تمارس من جهات سياسية متنفذة لتسويف وعرقلة تمرير ملفي استجواب ديواني الوقفين السني والشيعي في البرلمان، وهذا يرجع إلى المحاصصة السياسية التي جعلت رئيسي الوقفين تابعين لكتل سياسية معينة».
وحسب مراقبين، فإن كثرة لجوء بعض الكتل إلى الاستجوابات في البرلمان، تهدف إلى تصفية الحسابات بين الكتل السياسية أو الضغط على حكومة العبادي وإظهار فشلها وفساد وزرائها تمهيدا لإقالتها، أكثر من اهتمامها بكشف السلبيات في عمل الحكومة بدليل عدم تغيير الواقع.
وطبقاً لهؤلاء فإن عملية الاستجوابات في البرلمان تتحكم بها كتلة التحالف الشيعي بسبب الأغلبية العددية التي تتمتع بها، لذا لم تتم حتى الآن إقالة أي وزير شيعي برغم وجود ملفات فساد واضحة ضد العديد منهم.

عودة لعبة استجوابات البرلمان لمسؤولين في حكومة العبادي

مصطفى العبيدي

ولي عهد السعودية يزور العراق قريباً

Posted: 27 Feb 2017 02:21 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: يعتزم ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن نايف، زيارة بغداد، قريباً، عقب زيارة رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، المرتقبة إلى الرياض.
وأفادت وكالة مهر للأنباء، التابعة لمنظمة الدعوة الإسلامية الإيرانية نقلاً عن صحيفة «القبس» الكويتية، بأن الأمير محمد بن نايف سيزور العراق قريباً عقب زيارة حيدر العبادي المرتقبة إلى المملكة العربية السعودية.
وأضاف التقرير أن زيارة وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، جاءت على خلفية دعوة كان وجهها الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى العبادي لزيارة الرياض، بينما رئيس الوزراء العراقي أكد للعاهل السعودي قائلاً خلال اتصال هاتفي بينهما «لقد قام عدد غير قليل من كبار المسؤولين العراقيين بزيارات إلى الرياض من دون أن تبادر المملكة بزيارة مماثلة إلى بغداد».
وخلال زيارة الجبير للعراق، تعهدت السعودية بفتح وشيك لمعبر «جميمة» الحدودي في إطار التعاون التجاري وتسهيل إجراءات الفيزا للعراقيين الراغبين في زيارة المملكة وتفعيل الطيران المدني من خلال جسر جوي مباشر، في خطوة أخرى على صعيد تنمية العلاقة الثنائية بين البلدين.

ولي عهد السعودية يزور العراق قريباً

محمد المذحجي

الناطق باسم حماس لـ «القدس العربي»: إرسال قوات دولية لغزة مرفوض وهدفه تصفية القضية بينما المطلوب إنهاء الاحتلال والحصار

Posted: 27 Feb 2017 02:21 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»: استبقت حركة حماس التي تحكم قطاع غزة فعليا، أي تحركات لإرسال قوات دولية إلى قطاع غزة، وأعلنت عن رفضها المطلق لهذه الفكرة، ودعت المجتمع الدولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والحصار المفروض على القطاع، بدلا من هذه الأفكار، في الوقت الذي نفى فيه مقربون من بنيامين نتنياهو طرحه هذا الملف، خشية من حدوث خلاف قوي داخل ائتلافه الحكومي.
وقال عبد اللطيف القانوع المتحدث باسم حركة حماس لـ «القدس العربي»، في أعقاب ما جرى تداوله في وسائل الإعلام حول فكرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إرسال مثل هذه القوات للقطاع، إن هذه الأفكار مرفوضة تماما. وأكد أن الهدف من هذه الأفكار هو «تصفية القضية الفلسطينية»، مشيرا إلى أن قطاع غزة محرر من الاحتلال. وأضاف «إرسال قوات دولية يعد تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية».
وسألت «القدس العربي» المتحدث باسم حركة حماس، إن كانت فكرة إرسال دولية هدفها منع أي هجوم إسرائيلي على القطاع، فأجاب بأن القطاع «محصن» ، وأن قوات الاحتلال المدججة بالسلاح «لن تستطيع كسر شوكته، أو إعادة احتلاله». وشدد على أن قطاع غزة بحاجة إلى إنهاء الحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك إنهاء الاحتلال بشكل كامل، وليس بحاجة إلى إرسال قوات دولية.
ورأى القانوع أن أي قوات دولية سترسل إلى قطاع غزة، ستكون بمثابة «قوات احتلال موالية للاحتلال الإسرائيلي». وأشار إلى أن مثل هذه القوات «تقدم خدمة مجانية للاحتلال الإسرائيلي»، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يقبل بمثل هذه الأفكار التي تخدم إسرائيل.
يذكر أن فكرة إرسال قوات دولية إلى قطاع غزة، جرى طرحها من جديد خلال زيارة نتنياهو الأخيرة إلى أستراليا.
وجاء موقف حركة حماس، في وقت أعلن فيه مصدر كبير في حاشية نتنياهو التي رافقته إلى أستراليا، أنه خلافا لما نشر فإن نتنياهو لم يطرح أي فكرة لإدخال قوات دولية إلى قطاع غزة. وأكد أن نتنياهو رفض اقتراحا بهذا الصدد قدمته وزيرة الخارجية الاسترالية جولي بيشوب، حيث أبلغها بأن تجربة إسرائيل مع هذه القوات «لم تكن ناجحة». وأشار إلى أن نتنياهو أكد لوزير الخارجية الأسترالية أن السيطرة الأمنية في الدولة الفلسطينية المستقبلية ستكون بيد إسرائيل.
وحسب المصدر الإسرائيلي الذي تحدث للإذاعة الإسرائيلية فإن نتنياهو أفلح في حشد دعم استراليا، ضد القرارات المناوئة لإسرائيل في الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الأخرى. كذلك أشار مسؤول إسرائيلي إلى أن نتنياهو أوضح خلال لقائه وزير الخارجية الأسترالية أنه لا يمكن السماح للفلسطينيين بالسيادة الكاملة في غزة، لأنه لا يوجد ما يضمن بأن هذه السيادة «لن تستغل لمحاولة إبادة إسرائيل». وقال «أثبتت التجربة بأنه لا يمكن السماح للفلسطينيين بالسيادة الكاملة في القطاع، وكذلك حقيقة أن القوات الدولية التي تم نشرها على كل الجبهات لم تنجح بمنع محاولات المس بإسرائيل».
وأكد المسؤول الإسرائيلي أن بلاده وحدها هي التي يمكنها ضمان الهدوء من جهة القطاع.
وجاء الإعلان عن نفي نتنياهو لهذه الفكرة، بعدما ذكرت تقارير لوسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو طرح خلال جولته لأستراليا، حين جرى الحديث مع وزير الخارجية الأسترالية عن ملف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فكرة سيطرة الجيش الإسرائيلي على كامل مناطق الضفة الغربية، وأن تكون السيادة الفلسطينية محدودة، بينما قال في حديثه عن غزة أنه ينبغي البحث في بدائل أمنية بواسطة إدخال قوات دولية لها.وذكرت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، أن نتنياهو اعتبر أنه بالإمكان إعادة تجربة نشر قوات دولية في غزة بعد نشرها سابقا في جنوب لبنان، بحيث تسيطر قوات أجنبية بشكل فعلي على القطاع.
وربطت تحليلات إسرائيلية نفي أحد المقربين من نتنياهو لهذا الطرح، بخوف رئيس الوزراء من حدوث مشاكل وخلافات داخل ائتلافه الحكومي، لا سيما مع أعضاء حزب «البيت اليهودي» الذي يتزعمه نفتالي بينيت، باعتبار أن هذا الاقتراح مرفوض على الأخير الذي يؤمن بعدم وجود الدولة الفلسطينية، وأن على إسرائيل ضم المناطق الفلسطينية لسيادتها. يشار إلى أن نتنياهو الذي زار الولايات المتحدة قبل زيارته إلى أستراليا، بحث هناك مع الرئيس دونالد ترامب ملف الصراع في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية، وعملية السلام المتعثرة.
وقال نتنياهو وهو يعرض أفكاره لإنهاء الصراع خلال زيارة واشنطن، أن احتفاظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية غربي نهر الأردن (الضفة الغربية) «يعتبر شرطا ضروريا لتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين»، وأنه يتعين على الفلسطينيين الاعتراف بــ «دولة إسرائيل كدولة الشعب اليهودي» بغض النظر عن مسألة الحدود، وأن قضية الاستيطان لا تشكل لب الصراع مع الفلسطينيين.
وقال إنه اتفق مع الرئيس دونالد ترامب، على تشكيل طواقم عمل مشتركة لمتابعة موضوع البناء في المستوطنات. وجاءت وقتها التصريحات متزامنة مع تصريحات لترامب، لم يظهر وجود خلاف في المواقف، حيث فهم من تصريحات الرئيس الأمريكي أنه يستبعد الوصول قريبا لحل سياسي يقوم على أساس «حل الدولتين»، حين قال إنه يدرس حل الدولتين وحل الدولة الواحدة، وسيقبل بالحل الذي يرضى به الطرفان.

الناطق باسم حماس لـ «القدس العربي»: إرسال قوات دولية لغزة مرفوض وهدفه تصفية القضية بينما المطلوب إنهاء الاحتلال والحصار

أشرف الهور

الجيش المصري يعزز مواقعه على حدود إسرائيل

Posted: 27 Feb 2017 02:20 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: علمت «القدس العربي» أن الجيش المصري عزز مواقعه لتأمين الحدود مع إسرائيل في سيناء بعد نشاط تنظيم «الدولة الإسلامية» المتنامي.
وقال ضابط في الجيش المصري، يدعى س. م لـ«القدس العربي» إن «هناك تحركات للجيش لحماية الحدود مع إسرائيل». وأضاف أن «القوات المصرية تتصدى للتنظيم وتؤمن خروج الأقباط من سيناء».
وأنشأ الجيش، وفق تقارير إعلامية، تحصينات عسكرية بمحاذاة الحدود مع إسرائيل في صحراء مزودة بأبراج مراقبة وأجهزة رصد وتعقب.
وأقيمت التحصينات على بعد أمتار من الشريط الأمني على شكل حزام أمني للحيلولة دون شن تنظيم «الدولة» هجمات برية على القوات الإسرائيلية.
ونقلت تقارير إعلامية عن مصادر عسكرية إسرائيلية أن هذه التحصينات أقيمت بتنسيق كامل بين الطرفين، بما يتناسب مع الملحق العسكري لاتفاقية السلام الموقعة بينهما.
وكان الجنرال الإسرائيلي في صفوف الاحتياط تسفيكا فوغل، القائد السابق للمنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، أشار إلى «مخاوف جدية في إسرائيل من إمكانية وجود أنفاق تحت الأرض في المنطقة الحدودية بين مصر وإسرائيل»، محذراً من أي «تهديد متوقع من الحدود المصرية».
وقسّم الجنرال فوغل التهديدات التي تحيط بإسرائيل من جهة الحدود المصرية إلى ثلاثة أنواع: أهمها إطلاق القذائف الصاروخية، وهناك صعوبة أمام الجيش الإسرائيلي في التصدي لها، ونيران القناصة التي تصل إلى عدة كيلومترات، وفي هذه الحال قد يكون الهدف الإسرائيلي مدنياً أو عسكرياً، وهناك تهديد ثالث يتمثل في وضع كمائن عسكرية مسلحة داخل إسرائيل، من خلال وضع عبوة ناسفة أو فتح النيران والانسحاب من أرض العملية مع احتجاز رهائن إسرائيليين إلى الجانب الثاني من الحدود المصرية. كذلك بين المحلل السياسي الإسرائيلي عاموس هرئيل لصحيفة «هآرتس»: أن «مصر تعد حاليا الشريك الأمني الأهم لإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط».
وقال: «يبدو أن تنظيم ولاية سيناء يسعى لوضع أساس لمعادلة ردع جديدة، يقوم في إطارها بجباية ثمن من إسرائيل على ما يعتبرها مساعدة فعالة لحرب قوات الأمن المصرية ضده، الأمر الذي يقتضي، بحسبه، تعزيز التنسيق الأمني مع قوات الأمن المصرية، باعتبار أن مصر هي الشريك الأمني الأهم لإسرائيل في المنطقة».

الجيش المصري يعزز مواقعه على حدود إسرائيل

مي عبد العزيز

استعدادات لحسم الوضع في عين الحلوة بتوجيهات من أبو مازن

Posted: 27 Feb 2017 02:20 PM PST

بيروت – « القدس العربي»: لا يكاد مخيم عين الحلوة في لبنان يهدأ حتى يعاود الاشتعال مجدداً. فتزامناً مع زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى لبنان التي انتهت يوم السبت الماضي، اندلعت اشتباكات في المخيم، وصودف ذلك مع زيارة زوجة عضو اللجنة المركزية المفصول من حركة فتح محمد دحلان جليلة دحلان الى حي البركسات في المخيم.
أما آخر الاشتباكات فدارت بعد مغادرة الرئيس عباس إثر خلاف بين سيدتين إحداهما زوجة ناشط في فتح والأخرى زوجة ناشط إسلامي متطرف، وتطوّر الخلاف الى إطلاق نار في حي الصفصاف والشارع الفوقاني، واستخدمت في هذه الاشتباكات قذائف اينرغا وسقطت إصابات.
وعلى الأثر لوّح اللواء منير المقدح الذي كان قدّم استقالته من قيادة القوة الأمنية المشتركة بحسم الوضع، وقال «في حال لم ينجح تشكيل القوة الأمنية في مخيم عين الحلوة بمشاركة جميع الفصائل، خلال الساعات الـ48 المقبلة في تهدئة الأوضاع الأمنية، فإنّه سيتمّ حسم الوضع من قبل حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية ومن يريد أن يشاركها».
وعلمت «القدس العربي» أن تلويح المقدح بالحسم تمّ بناء على إشارة من الرئيس الفلسطيني ولاسيما أن الجيش اللبناني مصرّ على ضبط الأمر داخل المخيم وإلا فإنه سيتدخل كما فعل في عملية خاطفة أدت لاعتقال أحد أمراء تنظيم الدولة. ونقلت وكالة الأنباء المركزية عن مصادر فلسطينية في صيدا «ان الرئيس عباس تسلّم خلال زيارته الى لبنان لائحة بأسماء المطلوبين في المخيم من لبنانيين وفلسطينيين وسوريين، تضمنت 71 اسماً، وطلب الى قيادات «فتح» في حال رفض المطلوبون تسليم أنفسهم، اتخاذ قرار الحسم والقضاء عليهم بالتنسيق مع الجيش اللبناني الذي بات يستطيع دخول المخيم إن باشرت فتح الحسم». وأشارت الى «أن فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية يعدون العدة بعدما تلقوا الأوامر من عباس الذي كلّف المشرف في فتح عزام الأحمد التنسيق مع الجيش في هذا الأمر، وأن بإمكانه الدخول الى أي مخيم لفرض الأمن وبسط سلطة الدولة عليه وحتى تجميع السلاح الفلسطيني تحت إمرة الدولة بعدما أضحى عبئاً على الفلسطينيين في المخيم وجواره وفقد شرعيته». وأضافت المصادر الفلسطينية «ان اتفاقاً لبنانياً – فلسطينياً يجري إخراجه ويقضي بالسماح للجيش بالدخول الى أي مخيم لاعتقال المطلوبين او لملاحقة تجار ومتعاطي المخدرات او الذين شاركوا في المعارك ضد الجيش او هاجموا اليونيفيل ومنهم من يتوارون في مخيم عين الحلوة».
وفي ترجمة لتكليف الرئيس الفلسطيني، ترأس الأحمد اجتماعاً في مقر السفارة الفلسطينية لضبط الوضع والتنسيق مع الجانب اللبناني. وشارك في الاجتماع السفير الفلسطيني أشرف دبور والقوى الفلسطينية وفصائل منظمة التحرير في غياب ممثل حركتي حماس والجهاد الإسلامي. وعُزي غياب ممثل حماس الى تبليغه المتأخر وأفيد أنه سيشارك في اجتماع اليوم.
وعلمت «القدس العربي» «أن القوى الأمنية باتت قلقة من المعلومات التي تصلها عن تحركات لمتشددين إسلاميين داخل مخيم عين الحلوة امتداداً لصيدا. وزاد منسوب هذا القلق بعد توقيف الانتحاري عمر العاصي الذي حاول تفجير نفسه بحزام ناسف في مقهى « الكوستا « في شارع الحمراء.
وفي المعلومات التي حصلت عليها «القدس العربي» أن التحقيقات مع العاصي قادت الى توقيف عدد من المشتبه بهم آخرهم شاب سوري يعمل في بلدة عشقوت في كسروان ذات الأغلبية المسيحية يدعى متعب وعمره 22 سنة. وقد أفاد في التحقيق أنه بدأ يتردد الى مدينة صيدا في الفترة الأخيرة ثم الى مخيمي صبرا وشاتيلا.
ويشدّد الجيش اللبناني على إعادة تشكيل قوة أمنية فلسطينية تتولى مسؤولية فرض الأمن داخل عين الحلوة وتكون حازمة مع المشتبه بهم والمطلوبين للعدالة وعدم السماح ببقاء المخيم بيئة حاضنة للمجموعات الإرهابية التي باتت متعددة والتي تهدّد بتحويل المخيم والساحة اللبنانية الى صندوق بريد لتصفية الحسابات.
وعلى الخط الفلسطيني، أكد أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير في لبنان فتحي أبو العردات «أن على القوى الأمنية في مخيم عين الحلوة أن تكون فاعلة وان تستطيع الحفاظ على المخيم واعتقال المخالفين وتسليمهم الى الدولة اللبنانية «.وأضاف «عهد علينا ان نتحمّل المسؤولية الكاملة وهناك ثغرات يجب ان تعالَج».
من جهته، رأى عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية صلاح اليوسف «أن هناك قوى متشددة في عين الحلوة تحاول زج الفلسطينيين في الصراع الدائر في سوريا، ولكن الاخ أبو مازن منذ اليوم الأول للصراع في سوريا نأى بالنفس عن التدخل في شؤون أي دولة عربية وتحديداً سوريا ولبنان». ولفت الى «أن مخيم عين الحلوة بما يمثّل من رمزية سياسية كونه أكبر مخيم وعنواناً لحق العودة فإن البعض يحاول أن يضرب الانسجام الفلسطيني الفلسطيني والتنسيق مع أجهزة الدولة اللبنانية».

استعدادات لحسم الوضع في عين الحلوة بتوجيهات من أبو مازن

سعد الياس

خلافات داخل أكبر حزب ليبرالي في مصر تصل إلى القضاء

Posted: 27 Feb 2017 02:19 PM PST

القاهرة ـ « القدس العربي»: وصل الخلاف داخل حزب المصريين الأحرار، الذي يعد أكبر الأحزاب الليبرالية في مصر إلى أروقة مجلس النواب، حيث قدم رجل الأعمال نجيب ساويرس، مؤسس الحزب، طلباً للبرلمان لرفع الحصانة عن رئيس الهيئة البرلمانية للحزب علاء عابد.
وقال راجي سليمان، وكيل مجلس الأمناء في حزب المصريين الأحرار، إن طلب رفع الحصانة يأتي ضمن إجراءات التحقيق مع النائب علاء عابد في قضية السب والقذف التي رفعها ساويرس ضده.
من جهته، قال النائب علاء عابد في تصريحات صحافية، إن حق التقاضي مكفول للجميع، مؤكدًا أنه سيقاضي ساويرس في كل الاتهامات التي وجهها إليه.
يذكر أن ساويرس تقدم ببلاغ ضد النائب علاء عابد، على خلفية إصدار الأخير بيانًا اتهمه فيه بالتآمر ضد الدولة، ومخالفات قال إنه سيكشفها قريبا.
وكان الحزب اتخذ قرارا بفصل ساويرس، بعدما رفض الأخير المثول أمام لجنة التحقيق في الحزب في اتهامات تتعلق بالإساءة للحزب خلال مؤتمر عقده.
وبدأت الأزمة بين ساويرس والمصريين الأحرار، بعد قرارات المؤتمر العام الذي عقد بنهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، لتعديل اللائحة الداخلية التي تنص على تغييرات في هيكل الحزب أبرزها إلغاء مجلس الأمناء الذي يعد ساويرس أبرز أعضائه.
وانقسم الحزب الذي يصل عدد نوابه في البرلمان لـ65 عضوا، بين جبهتين إحداهما برئاسة عصام خليل رئيس الحزب، وبعض أعضاء الهيئة العليا وبعض النواب، والأخرى يتزعمها ساويرس وممثلون عن الهيئة العليا ومجلس الأمناء، حيث يعتبر الفريق الأول أن قرارات المؤتمر العام تستهدف في المقام الأول تغيير اللائحة، في حين يعتبر الفريق الثاني أنها محاولة لاختطاف الحزب من مؤسسيه ومفكريه الذين وضعوا برنامجه وفلسفته الليبرالية.

خلافات داخل أكبر حزب ليبرالي في مصر تصل إلى القضاء

ترحيب دولي بقرار المغرب سحب قواته بشكل أحادي من منطقة الكركرات

Posted: 27 Feb 2017 02:19 PM PST

الرباط – «القدس العربي»: رحب عدد من العواصم العالمية بقرار المغرب سحب قواته احادي الجانب من منطقة الكركرات على حدوده مع موريتانيا لتجنب اية مواجهة مسلحة مع جبهة البوليساريو التي لم تعلن عن انسحاب قواتها من المنطقة.
وأشادت الولايات المتحدة الأمريكية، بإعلان المغرب انسحاباً أحادي الجانب من منطقة الكركرات بالصحراء المغربية، دعماً لطلب الأمين العام للأمم المتحدة وقال بلاغ للسفارة الأمريكية بالرباط، بأخذ العلم بالتصريح الذي صدر يوم السبت عن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بشأن الوضعية في منطقة الكركرات.
وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية، رومان نادال، بأن فرنسا تدعو الأطراف كافة إلى التصرف بمسؤولية ، وأن تسحب بدون شروط العناصر المسلحة المتواجدة بالمنطقة، طبقاً لاتفاقيات إطلاق النار.
وأشار المسؤول الفرنسي إلى أن بلاده تجدد دعمها للبحث عن حل عادل ودائم ومقبول من الأطراف لقضية الصحراء، تحت إشراف الأمم المتحدة، طبقاً لقرارات مجلس الأمن، وتعتبر أن مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب سنة 2007 ، تشكل «قاعدة جدية وذات مصداقية» لتسوية هذا النزاع.
ورحبت الحكومة الاسبانية بقرار المغرب، وأوضحت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الاسبانية أن مدريد دعت الأطراف الأخرى للقيام، وبـ«طريقة فورية»، إلى حسب العناصر كافة من المنطقة المعنية استجابة لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة. وقام المغرب، ابتداء من الأحد، بانسحاب أحادي الجانب من المنطقة المذكورة «بهدف احترام وتطبيق طلب الأمين العام بشكل فوري» وقال انه سيقوم بـ»انسحاب أحادي الجانب من المنطقة» بعد التصريح الصادر، يوم السبت 25 شباط/ فبراير الجاري، عن المتحدث باسم الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بشأن الوضعية الخطيرة في منطقة الكركارات.
وسجل المغرب توصيات وتقييمات الأمين العام، المنسجمة مع الشرعية الدولية، التي أتت على إثر الاتصال الهاتفي الذي أجراه الملك محمد السادس، مع أنطونيو غيتيريس، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي وانه يأمل أن يمكن تدخل الأمين العام من العودة إلى الوضعية السابقة للمنطقة المعنية، والحفاظ على وضعها، وضمان مرونة حركة النقل الطرقي الاعتيادية، والحفاظ على وقف إطلاق النار وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
وردت جبهة البوليساريو على القرار المغربي بالتصعيد وقالت وسائل إعلام موريتانية إن قوات الدرك التابعة لجبهة البوليساريو أكملت صباح اول امس الاحد بناء مراكز للمراقبة بالكركرات.
وأظهر شريط فيديو نشرته مواقع تابعة للجبهة تقدم عناصر تابعة للدرك الوطني لجبهة البوليساريو، الى منطقة الشريط المعبد بعد انسحاب المغرب وعبر مسلحو البوليساريو في الشريط عن سعادتهم وفرحهم بعد الوصول الى المنطقة. وحمل الأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي، المغرب مسؤولية ما يقع في المنطقة، معتبرًا أن «إعلان المغرب سحب جنوده بضعة أمتار من منطقة الكركرات، تشكل بحد ذاتها انتهاكاً لوضع الإقليم ولاتفاق وقف إطلاق النار، إنما هو محاولة مكشوفة للمرواغة والمغالطة».
واعتبر ممثل جبهة البوليساريو في فرنسا أبي بشرايا أن بيان الخارجية المغربية حول الانسحاب من منطقة الكركرات يعتبر «لا حدث» بالنسبة للبوليساريو، بل هو ذر للرماد في الأعين ومغالطة مركبة لأنه لا يشير إلى من تسبب في حالة الاحتقان في الكركارت، وهو الطرف المغربي من خلال خرقه لوقف إطلاق النار يوم 11 آب/ اغسطس 2016 بعد خروج قواته من الشريط العازل خلافا لمقتضى الاتفاق رقم 1 لوقف إطلاق النار مما حذا بالجبهة إلى الاحتجاج على الأمم المتحدة دون رد فعلي، الشيء الذي أجبرها على اتخاذ قرار نشر قواتها لإيقاف الطريق بعد 16 يومًا من انتظار رد فعل أممي حازم».
واضاف أن «استغلال الكركرات كالشجرة التي تغطي الغابة، أي تعطيل استفتاء تقرير المصير وتجميد مسار التفاوض، إضافة إلى رفض المبعوث الشخصي كريستوف روس وتزايد انتهاكات حقوق الإنسان، ناهيك عن طرد المراقبين الدوليين من الإقليم والاستغلال غير الشرعي لثرواته».
وأوضح الباحث والمحلل المغربي عبد الرحيم العلام، في تدوينة له عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنّ البوليساريو ستقوم بأي شيء يستفز المغرب، وسيقوم الأخير بأي شيء لكي لا يخضع للاستفزاز، مشيراً أنّ «البوليساريو تعرف جيداً أن المغرب ليس في صالحه أن يخوض أي حرب، ومتأكدة أنه لن يستطيع مناقشة الموضوع داخل الاتحاد الإفريقي».

ترحيب دولي بقرار المغرب سحب قواته بشكل أحادي من منطقة الكركرات

فتح تدين مؤتمر إسطنبول «الانشقاقي»وتعتبره ضربا لمكانة منظمة التحرير

Posted: 27 Feb 2017 02:19 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: واصلت حركة فتح هجومها على مؤتمر اسطنبول لفلسطينيي الشتات. وأدانت بشدة ما أطلق عليه «مؤتمر فلسطينيي الخارج» الذي عقد مؤخراً في مدينة إسطنبول التركية، وكل ما صدر عنه من مواقف وبيانات وقرارات. وأكدت أن «عقد هذا المؤتمر في هذا التوقيت وهذه الكيفية هو خدمة لحكومة اليمين المتطرف الإسرائيلي بزعامة بنيامين نتنياهو، وكل أولئك الساعين الى تصفية القضية الفلسطينية في هذه المرحلة التاريخية العصيبة التي تمر بها الأمة العربية.»
واعتبرت فتح في بيان صدر عنها «أن عقد هذا المؤتمر الانشقاقي ما هو الا استمرارا لنهج الانقسام الذي تقوده حركة حماس وتكرسه وتريد تعميمه اليوم على الساحة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في مختلف أماكن وجوده، وهو محاولة للالتفاف وضرب مكانة منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني وضامن لهويته وإنجازاته الوطنية، مذكرة أن حماس والأطراف المتورطة معها في عقد هذا المؤتمر إنما هي بالأساس قد طرحت نفسها منذ البداية لتكون بديلا عن المنظمة، وذلك في تساوق مشبوه مع المخططات الإسرائيلية المتواصلة لتصفية الكيانية الوطنية الفلسطينية المتمثلة بمنظمة التحرير».
وقارنت بين عقد هذا المؤتمر والمؤتمرات الشبيهة التي ترعاها قوى إقليمية لتفتيت الأمة العربية وشعوبها وتمزيقها، ولا تفسير لعقد مؤتمر «إسطنبول» إلا هذا التفسير. وأضافت:» أن من يتباكى اليوم على الهوية الوطنية في مؤتمر اسطنبول هو ذاته لا يؤمن بها ولا يؤمن بالقرار الوطني الفلسطيني المستقل الذي دفعنا من أجله كل التضحيات، لأن هذه الجهات هي جزء من الحركة العالمية لجماعة الإخوان المسلمين التي لا تؤمن بالوطن أو بالوطنية، مذكرة بأن «من أعاد هذه الهوية وأعاد صياغتها على أسس وطنية كفاحية هي منظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها وفي مقدمتهم حركة فتح صاحبة الرصاصة الأولى ومطلقة الثورة الفلسطينية الحديثة.»
وقالت «إن من يتسترون اليوم وراء الحرص على حق العودة المقدس إنما هم في تحركهم الانشقاقي الإنفصالي يسهمون بتصفية هذا الحق وكافة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، ويسهمون في تصفية القضية الفلسطينية برمتها.»
وأكدت أن للشعب الفلسطيني عنواناً واحداً وممثلا وحيدا هي منظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها الوطنية الشرعية ممثلة بالرئيس محمود عباس (أبو مازن) وأن الطريق لإصلاح المنظمة وإنهاء الانقسام لن يتم إلا عبر الحوار الوطني الداخلي برعاية عربية، ولن يتم من خلال عقد مؤتمرات انشقاقية من شأنها تعميم حالة الانقسام على الكل الفلسطيني.
وأعلنت أنها ومن موقع المسؤولية الوطنية التاريخية، ومن موقع الحرص على مصالح الشعب الفلسطيني العليا ووحدته الوطنية المقدسة، ستواجه بحزم وبقوة كل محاولات المس بمكانة منظمة التحرير باعتبارها ممثلا شرعياً ووحيدا للشعب الفلسطيني، وكل محاولات شق الصف الوطني تحت أي عنوان أو مبرر جاء. وبالمقابل فإن يد فتح ممدودة دائماً ومن منطلق الحرص على الوحدة الوطنية مع الفصائل والقوى الفلسطينية بهدف إنهاء الانقسام الى الأبد.
أما على الصعيد الفلسطيني الدولي فقالت الخارجية الفلسطينية إن سلطات الاحتلال بدأت تطبيق ما يسمى بـ (قانون التسوية) ليس فقط على آلاف الوحدات الاستيطانية التي اقيمت على أراضٍ فلسطينية خاصة، بل تجاوزت ذلك لتبدأ بتطبيقه عمليا على الأراضي الفلسطينية الخاصة التي استولى عليها المستوطنون بالقوة وقاموا بزراعتها، علما بأن هذا القانون الاستعماري التوسعي يتيح لسلطات الاحتلال مصادرة ما يقارب 8,000 دونم بشكل فوري، وذلك حسب معطيات نشرتها حركة السلام الآن الإسرائيلية.
واعتبرت أن طلب النيابة العامة الاسرائيلية من المحكمة العليا، إمهالها فترة من الوقت لدراسة آثار قانون التسوية على الأراضي الفلسطينية التي يزرعها المستوطنون قرب مستوطنة شيلو هو خطوة استعمارية تصعيدية تتجاوز نصوص قانون التسوية نفسه.
وأدانت الإجراء الاسرائيلي «غير القانوني وغير الشرعي»، وأكدت أن تطبيقه بهذا الأسلوب، يشكل بداية فعلية لفرض القانون الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية المحتلة، كما يشجع الجمعيات الاستيطانية المتطرفة والمستوطنين على التمادي في السيطرة على مزيد من الأرض الفلسطينية تحت غطاء هذا القانون الاستعماري التوسعي. ورأت أن مرور هذا القانون في ظل غياب موقف دولي حاسم ورادع، هو ما يطلق يد سلطات الاحتلال لابتلاع المزيد من الأرض الفلسطينية، سواء أكانت عامة أو خاصة، الأمر الذي يستدعي وأكثر من أي وقت مضى تحركاً دولياً عاجلاً في مجلس الأمن الدولي لاعتماد آليات ملزمة لتطبيق القرار الأممي 2334.

فتح تدين مؤتمر إسطنبول «الانشقاقي»وتعتبره ضربا لمكانة منظمة التحرير

فادي أبو سعدى

السودان: فشل مستمرفي معالجة أزمة الكهرباء

Posted: 27 Feb 2017 02:18 PM PST

الخرطوم ـ «القدس العربي»: انقطع التيارالكهربائي في السودان، أمس، لأكثر من عشر ساعات، ما أحدث ارتباكات كبيرة للمواطنين الذين تعطلت مصالحهم تماماً طوال اليوم.
وأعلن المركز القومي للتحكم في الشبكة القومية للكهرباء، عن «إطفاء كامل في الشبكة القومية».
وقال في تعميم إن السبب هو «فقدان أجهزة تحكم بعض الوحدات للتيار المباشر وخروجها بنظام الحماية الآلي». وأشار إلى «تشغيل محطات التوليد المائي والحراري الأمر الذي يعني عودة الخدمة في العاصمة دون الولايات».
ويعاني المواطنون في السودان من انقطاع في التيار الكهربائي يصل لأكثر من ثماني ساعات في اليوم، وظلت الشركة السودانية لنقل الكهرباء تعلن برمجة يومية للانقطاعات بسبب الصيانة الدورية.
ويقول الطاهر بكري، عضو الجنة القومية لشؤون المستهلكين، ورئيس لجنة التوعية والإعلام، إن انقطاع التيار الكهربائي أصبح يشكل هاجسا للمواطنين، خاصة في فصل الصيف.
ورأى أن الأمر يحتاج لضغط شعبي وإعلامي لمعرفة الحقيقة وإخراج الشعب من دوامة العذاب التي يعيش فيها يوميا.
وتندر السودانيون في وسائل التواصل الاجتماعي من هذه الانقطاعات، وصبوا غضبهم على الحكومة واعتبروا أنها لا تحترم المواطن ولا تنشر الحقيقة حول قضية الكهرباء.
وزادت ولاية الخرطوم تعريفة المياه في شباط/ فبراير 2016 بنسبة 100٪ وتؤثر هذه الزيادة على شراء الكهرباء، لأن شركة الكهرباء تشترط دفع رسوم (هيئة) المياه مسبقا للحصول على التيار الكهربائي.
وافتتح الرئيس السوداني، عمر البشير، قبل شهرين، مشروع بداية إنتاج الكهرباء في سدي أعالي عطبرة وستيت في الشرق. وأعلن وزير الموارد المائية والري والكهرباء، معتز موسى، أن الوحدة الأولى بالمشروع تعمل بكفاءة عالية في إنتاج الكهرباء ضمن الشبكة القومية وذلك بإنتاج 80 ميغاواط.
وكان البشير افتتح العام الماضي محطة أم دباكر للتوليد الحراري في مدينة كوستي، وتبلغ سعتها 500 ميغاواط، وتعدُّ أكبر محطة توليد كهربائي من الطاقة الحرارية، وتبلغ تكلفة المحطة 457 مليون دولار، لكن افتتاح المحطة لم يغيّر واقع الحال.
كذلك افتتح في عام 2009، سدا مرويا بكلفة تجاوزت ملياري دولار، وأكد أنه سينتج كهرباء تكفي كل السودان، غير أن وزير الكهرباء أقر أمام البرلمان في كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، بعجز يصل إلى650 ميغاواط ينبىء بنقص كبير في الصيف.

السودان: فشل مستمرفي معالجة أزمة الكهرباء

صلاح الدين مصطفى

الرئيس عباس: فلسطين هي الاختبار الأكبر.. والحلول المؤقتة لقضيتنا أو محاولة دمجها في إطار إقليمي لا تخدم السلام

Posted: 27 Feb 2017 02:18 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن فلسطين سـتبقى الاختبار الأكبر أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحـدة، وإن نجاحه فيها سيحدد مدى ديمومة منظومة حقوق الإنسان في العالم أجمع. وأكد في كلمة أمام المجلس حقوق في دورته الرابعة والثلاثين المنعقدة في جنيف، أن فلسطين حقيقة واقعة وذات جذور أصيلة في النظام الدولي ومن غير المجدي لمصلحة السلام والعدالة أن يتحدث البعض عن حلول مؤقتة وعن دولة واحدة، أو محاولات دمجها في إطار إقليمي كما تسعى لذلك الحكومة الإسرائيلية الحالية، أو التراجع عن الإنجازات التي تحققت.
ودعا الدول التي اعترفت بإسرائيل وتؤمن بحل الدولتين أن تدافع عن هذا الحل وتدعمه، بالاعتراف بدولة فلسطين، حماية له أمام مخاطر التراجع عنه والتهرب منه. وعبر عن استعداده للعمل بإيجابية مع جميع دول العالم بمن فيهم الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب، لتحقيق السلام على أساس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وبما يضمن تحقيق حلّ الدولتين تعيشان جنباً إلى جنب في حسن جوار وطبقاً لحدود عام 1967، الأمر الذي سيعزز السلام والاستقرار في العالم.
وحذر من مغبة قيام أي طرف بخطوات تساهم في ترسيخ الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين بما فيها تشجيع الاستيطان أو السكوت عن انتهاك المقدسات، أو نقل سفارة أي دولة كانت إلى القدس؛ فالقدس الشرقية أرضٌ محتلةٌ وهي عاصمة دولة فلسطين، مؤكدا رفض استخدام الدين في الحلول السياسية.
ودعا المفوض السامي لحقوق الإنسان لاستكمال الإعداد لقاعدة بيانات بالشركات التي تنتهك القانون الدولي كما تم اعتماده سابقاً وأهمية تعزيز آليات رقابة المجلس لوضع حقوق الإنسان في فلسطين، وتقويتها من خلال المشاركة في أعمال البند السابع كبند ثابت على أجندة المجلس، الأمر الذي يتسق مع المسؤولية التاريخية للأمم المتحدة تجاه القضية الفلسطينية إلى أن تحل بجميع جوانبها.
وثمن دور مجلس حقوق الإنسان في الدفاع عن حقوق الإنسان والحفاظ على رفعة المبادئ التي أنشئ من أجلها هذا المجلس. كما وضع المجلس في صورة واقع حقوق الإنسان في دولة فلسطين المحتلة وقال: إن إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال تنتهك أحكام الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وتضع نفسها فوق القانون الدولي، وتضرب عرض الحائط بميثاق الأمم المتحدة واتفاقية جنيف الرابعة.
ودعا الرئيس عباس الأمم المتحدة وهيئاتها وأعضاءها خاصة مجلس الأمن، إلى تحمل مسؤولياتها كافة، في ظل الواقع بالغ الخطورة الذي يشهد تصعيداً خطيراً في انتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني بشكل ممنهج وواسع النطاق، من قبل إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال.
وجدد المطالبة بإيجاد نظام حماية دولية للشعب الفلسطيني يضع حداً لانتهاك حقوقه الأساسية إلى جانب وضع آلية ملزمة وجدول زمني واضح ومحدد، لإنهاء الاحتلال وإزالة آثاره كافة بما فيها الجدار والمستوطنات وبما يفضي لتحقيق الاستقلال لدولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 لتعيش بأمن وسلام واستقرار جنباً إلى جنب مع إسرائيل.
وشدد على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن 2334 بأسرع وقت ممكن لتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته وقطع الطريق على تكريس واقع الدولة الواحدة بنظامين، وهذا يعني نظام الأبرتهايد الذي يعتبر المصدر الأول للتحريض والعنف.
وتطرق الرئيس عباس إلى الوضع الداخلي حيث أكد مواصلة العمل على تعزيز بناء المؤسسات الوطنية على أساس سيادة القانون، والنهوض بالاقتصاد الفلسطيني والدفع باتجاه تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المجالات كافة؛ إلى جانب العمل على مساعدة أهلنا من اللاجئين في سوريا ولبنان من أجل الصمود والبقاء والابتعاد عن الصراعات في أماكن وجودهم.
وأعلن عن تقديم التقرير الأول لإزالة جميع أشكال التمييز ضد المرأة المعروف باسم سيداو في الثامن من مارس/ آذار المقبل تقديراً لدور المرأة الفلسطينية وتضحياتها في الصمود والبناء ولترسيخ دولة القانون، ومواءمة التشريعات الوطنية مع قواعد القانون الدولي وفاءً لما وقعناه من معاهدات دولية.

الرئيس عباس: فلسطين هي الاختبار الأكبر.. والحلول المؤقتة لقضيتنا أو محاولة دمجها في إطار إقليمي لا تخدم السلام
في كلمة له أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف

النظام السوري يفتتح منشأة تحول «النفايات المطاطية» إلى نفط خام

Posted: 27 Feb 2017 02:17 PM PST

ريف اللاذقية ـ «القدس العربي»: افتتحت محافظة طرطوس خلال شهر شباط/فبراير الحالي منشأة صناعية صغيرة في قرية الريحانية التابعة لمنطقة الصفصافة، وصفته وسائل الاعلام المؤيدة بأنه الأول من نوعه في الشرق الأوسط ويتركز عمل المنشأة على تحويل المواد البلاستيكية الأولية إلى نفط خام.
ونشرت مواقع مؤيدة للنظام الخبر وروجت له كأول معمل في الشرق الأوسط من بينها «الوطن اون لاين» وشارك في هذا الافتتاح محافظ طرطوس صفون أبو سعدي، ويديره مهندس من أبناء المدينة يدعى نبيل منصور وقد أشار الأخير إلى ان المنشأة تحول كل 70 طن مواد أولية إلى طن نفط يرسل إلى المصافي ليكرر إلى بنزين ومازوت ووصلت تكلفة هذا المعمل إلى مليار ليرة سورية ويبلغ الإنتاج اليومي من النفط حوالي 60 طناً حسب محافظة طرطوس أي ما يعادل 420 برميلاً يومياً بالطاقة القصوى.
وزير النفط علي غانم قال لوسائل الاعلام المحلية: تحتاج سوريا بشكل يومي إلى ما يقارب 240 الف برميل يومياً من النفط بتكلفة شهرية تتجاوز 240 مليون دولار، المنشأة الجديدة لا تغطي سوى 5% من حاجة السوق المحلية.
وتفاوتت ردود أفعال أبناء المدينة ذات الغالبية المؤيدة للأسد، حيث علق عبد الرحمن أبو تمام على الخبر «مشروع وطني جبار هو بيئي بامتياز يخلص البيئة من البقايا البلاستيكية ويغطي جزءاً من احتياجاتنا النفطية ونحن بأمس الحاجة اليها»، وعلق آخرون فوجدوا ان ذلك نكسة جديدة للنظام في مناطق سيطرته مشيرين إلى ان هناك آباراً للنفط تحت سيطرة تنظيم الدولة، متسائلين لماذا لا يتم تحريرها.
وعلقت حنا شموط على صفحة يوميات قذيفة هاون في دمشق «لدينا نفط يكفينا يجب علينا ان نحرر هذه الآبار وبعدها سنصدر النفط»، بينما علق خالد بأن» هذا الاختراع مشابه لجهاز علاج الايدز في مصر».
في حين علق مجد الشام «من وين بدنا نجيب المطاط؟» وتأتي هذه التعليقات على وقع استمرار ازمة انقطاع التيار الكهربائي في المدينة حيث تتعرض جميع الاحياء في المدينة لانقطاع تام بالتيار الكهربائي بالإضافة إلى مدن أخرى بينها حمص واللاذقية نتيجة قيام تنظيم «الدولة» بقصف معمل الغاز بالقرب من مدينة «ايبلا» شرقي حمص.
من ناحية أخرى طالب المؤيدون بالتركيز على مشاريع الطاقة البديلة التي من شأنها أن تعطي نتائج مباشرة من بينها الطاقة الشمسية، ويرى ناشطون ان لا امكانية لنجاح مشروع استخراج النفط لفترة طويلة فهو يعتمد على المطاط والمواد البلاستيكية والمواد المستهلكة ستنفد خلال فترة قصيرة من السوق المحلية بينما مشروع الطاقة الشمسية سيكون أكثر فائدة للسوريين.
عبد الله العلي من اللاذقية يؤكد لـ «القدس العربي» أن تكلفة الحصول على الطاقة الشمسية لكل منزل لا تتعدى 150 دولاراً امريكياً وهذه الطاقة كفيلة بسد الاحتياجات الأولية والانتهاء من حالة الظلام التي خيمت مؤخراً.
على الصعيد نفسه يحاول النظام السوري ترميم حقلي غاز المهر وحيان بالإضافة إلى حقل ايبلا لتفادي مزيد من السخط الذي بدأ صوته يرتفع في المدن المذكورة.
وفي السياق زودت إيران النظام السوري بثلاث سفن تحمل مشتقات نفطية خلال الشهر المنصرم وذلك حسب موقع «دمشق اليوم» جميعها رست في ميناء بانياس، كما نشر الموقع قيام محافظ اللاذقية بتوزيع 440 الف ليتر من المازوت والبنزين على محطات الوقود في اللاذقية مؤخراً للحيلولة دون الوصول إلى حالة الشلل التام، كما تحتاج سوريا بشكل سنوي إلى ما يقارب 3.4 مليار دولار لسد احتياجاتها النفطية السنوية في ظل سيطرة التنظيم المتشدد على الحقول النفطية كافة في الجزيرة السورية، ويؤكد مراقبون ان النظام لا يملك في الوقت الراهن الكمية النقدية الكافية لسد الاحتياجات الشهرين المقبلين، الامر الذي تسبب بمزيد من انهيار العملة السورية حيث وصلت مؤخرا إلى 538 ليرة مقابل كل دولار.

النظام السوري يفتتح منشأة تحول «النفايات المطاطية» إلى نفط خام

سليم العمر

إسرائيل تهاجم مواقع المقاومة في غزة وتصيب أربعة مواطنين… وحماس ترد: لا يمكن فرض معادلات على المقاومة

Posted: 27 Feb 2017 02:16 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»: تعرضت مناطق متفرقة في قطاع غزة لغارات جوية نفذتها مقاتلات حربية إسرائيلية، ردا على إطلاق نشطاء من قطاع غزة، صاروخا سقط في أحدى مناطق النقب الغربي. وأسفر العدوان الاسرائيلي الجديد عن إصابة أربعة فلسطينيين بجروح، في وقت أعلنت فيه وزارة الداخلية في القطاع، عن تنفيذ مناورات إخلاء للمدارس، في إطار الاستعدادات لحدوث أي طارئ. واستهدفت المقاتلات الحربية الإسرائيلية مواقع للمقاومة الفلسطينية غرب مخيم النصيرات وسط القطاع. وقال شهود عيان إن طائرات إسرائيلية استهدفت موقع المقاومة في مخيم النصيرات بعدة صواريخ، وأحدثت أصوات الانفجارات المدوية حالة هلع كبيرة وأضرارا مادية.
وفي قصف آخر استهدفت قوات الاحتلال نقطة عسكرية للمقاومة، تقع إلى الشرق من مدينة رفح جنوب القطاع. وأغارت الطائرات الحربية كذلك على «موقع حطين» التابع لسرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي شمال غزة.
وذكرت مصادر محلية أن عدد الغارات زاد عن 15 غارة وطالت مناطق متفرقة من القطاع. وجاء القصف بعدما أعلن مصدر عسكري إسرائيلي أن صاروخا أطلق فجر أمس الاثنين، وسقط في منطقة مفتوحة في نطاق مجلس مستوطنات «شاعر هنيغيف» المحاذي للقطاع. وسقط الصاروخ دون تفعيل صفارات الإنذار ، وهرعت قوات الأمن للمكان.
ولم يتبنَ أي تنظيم مسؤولية إطلاق الصاروخ.
وفي السياق أعلنت حركة حماس أنها لن تقبل بفرض أي معادلات جديدة على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة «مهما كان الثمن». وقال فوزي برهوم المتحدث باسم الحركة في تصريح صحافي عقب شن الغارات الجوية «إن استمرار استهداف مواقع المقاومة والمنشآت والممتلكات وتعمد تفجير الأوضاع في القطاع لا يمكن السماح به». وحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن استمرار التصعيد الذي وصفه بـ»الخطير».
يشار إلى أن إسرائيل أعلنت في الأسبوع الماضي، عن تعرض مناطق النقب لصاروخين، أطلقا من سيناء المصرية، وسقطا قي منطقة مجلس مستوطنات «أشكول»، وقبلها تعرضت مدينة إيلات على البحر الأحمر لأربعة صواريخ أيضا من مناطق سيناء. وفي المرة الأخيرة التي أعلنت فيها إسرائيل عن تعرضها لإطلاق صاروخ من جهة غزة قبل ثلاثة أسابيع، ردت بسلسلة غارات جوية استهدفت أكثر من عشرة مواقع للجناح المسلح لحركة حماس. وأدت تلك الغارات إلى إحداث أضرار مادية في المواقع المستهدفة، وإصابة ثلاثة أشخاص بجروح.
ويعيش قطاع غزة في حالة تهدئة منذ صيف عام 2014، أبرمت بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل برعاية مصرية، وتنص على وقف الهجمات المتبادلة.
وفي سياق متصل نفذ جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة مناورات إخلاء في ثلاث مدارس، تقع وسط قطاع غزة، جرى خلالها تدريب المعلمين والطلبة على كيفية التعامل في الأزمات والحوادث الطارئة.
وتخلل المناورة تدريب عملي على مهارات وأساليب الوقاية والسلامة والإسعافات الأولية وطرق إخماد الحرائق، إضافة لكيفية اتخاذ الإجراءات الصحيحة في عملية الإخلاء الآمن أثناء الظروف الطارئة. وأكد بيان لوزارة الداخلية أن هذه المناورات جاءت كـ «محاكاة ميدانية لأي ظرف طارىء، ضمن مشروع تعزيز جهوزية المدارس».

إسرائيل تهاجم مواقع المقاومة في غزة وتصيب أربعة مواطنين… وحماس ترد: لا يمكن فرض معادلات على المقاومة
زعمت إطلاق صاروخ على النقب.. ومناورات إخلاء في القطاع تحسبا للطوارئ

الشاعر العربي… مأزق الذاتية المعولمة

Posted: 27 Feb 2017 02:16 PM PST

قبل أن يُبشر جابر عصفور بـ«زمن الرواية» في كتابه الصادر عن دار المدى في دمشق عام 1999، كان محسن جاسم الموسوي قد أعلن عن حضورها الجارف في كتاب بعنوان «عصر الرواية – مقال في النوع الأدبي» صادر عن منشورات مكتبة التحرير في بغداد عام 1985.
ولم يكن ذلك التتالي في الإعلان عن لحظة الرواية وانهمار الكتابات الروائية، إلا بمثابة إسدال الستار على كل ما يتعلق بالشعر، كتابة ونقداً، حيث بدأت الهجرة الجمالية نحو الرواية إيذاناً بموت (ديوان العرب).
وهكذا بات الشعر، بمنظور المتخلين عنه، أقل استجابة للتحولات الحداثية، مقارنة بالرواية التي كانت تلوّح بقدرات تمثيلية أوسع وأعمق وأشمل لهواجس الإنسان العربي، إلا أن تلك الإماتة الافتراضية للشعر لم تُخرجه من المشهد، حيث شهد انفجاراً على المستوى العمودي والتفعيلي والنثري. وما زال يُعاند موجات التهميش والإقصاء. وكأن مواضعاته التقليدية لم تتعرض لأي هزة، حتى إن سجل المشهد الثقافي ارتحالات لعدد من الشعراء صوب الرواية. وبمعزل عن ذلك التجابه القائم على الصراع العبثي بين الثنائيات، لا بد أن نراقب الشعر على حافة الحداثة، أي اختبار إمكانيات الشعر العربي الحديث بمختلف ضروبه واشتغالاته على اجتراح أشكال مغايرة، وارتياد آفاق جديدة، تختزن من الأفكار والأحاسيس ما يفي بمتطلبات الإنسان العربي، أي تجديد الرؤية للعالم، عبر الكلمات والصور والأخيلة والمجازات والاستعارات والموضوعات، والانفلات من مراودات الهجس بالقومي إلى وساعات الإنساني، على إيقاع التحولات الكبرى التي استولدت الإنسان المعولم، حيث باتت الثقافات على درجة من التداخل والاشتباك والتمازج، ضمن نظام معولم بالغ التعقيد يصعب على كل من يجس الوجود بذاته الشعرية أن يعيش على هامشه، أو أن ينسج نصه الشعري خارج تلك المدارات الساطية، التي تنهض على التجاذبات والتنافرات.
عشرات الدواوين الشعرية تصدر يومياً، تخاطب الإنسان العربي بلغة يُفترض أنها تلامس شيئاً من وجدانه، إلا أن ذلك الكم الطوفاني من القول الشعري بات يشكل عبئاً صريحاً على الخطاب الشعري ذاته، لأن تفشي الشعر بهذه الوتيرة المتسارعة والكثيفة يحد من عملية التفاعل، بل يعطل من الوجهة النقدية آليات الاستقبال وجماليات التلقي. وبالتالي يقضي على كل ما هو سحري في المسألة الشعرية، إذ يمكن التقاط الرنين الحسّي لبيت شعري مرسل من مرحلة ما قبل الإسلام، ولا يمكن التوقف للحظة قبالة مجموعة شعرية حديثة كاملة، يُفترض أنها وليدة اللحظة ومعبرة عنها في آن.
هذا لا يعني الانتصار للتأصيلي التقليدي القديم، بل الانتباه لأصالة الشعري، حيث يمكن القول – مثلاً- إن بيت زهير بن أبي سلمى (وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم/ وما هو عنها بالحديث المرجّم) أكثر شعرية وصدقية في التعبير الإنساني عن ويلات الحروب، من رطانات مجاميع شعرية لشعراء يشاهدون اليوم ويلات الحروب على الشاشات على مدار الساعة، ويعبرون عنها بقشور لفظية، بدعوى العودة إلى نمط كتابي طهوري أقرب إلى التلقائية والمباشرة والانبساطية.
الشعر مخيال، وهذا هو سر سطوته على الهوية الفردية والمجتمعية. وعليه يمكن استجواب الشاعر العربي الحديث عما يمكن أن يؤديه في اللحظة الراهنة، وعن أخيلته الخاصة الملائمة لما بعد القومية تحديداً، التي تسلخ الكائن من كل اعتياداته وترمي به في فوران معلوماتي، يحتم عليه التفكير في الوسيط اللغوي، أو التعبيري بشكل أدق، الذي يمكن من خلاله إثبات حضوره وتنصيع هويته وصيانة ذاته من الكليات الجامحة، أي ابتكار التقنيات الكلامية التي تُلبسه الشخصية الإنسانية الجديدة، بكل ما يعتريها من تحولات وارتباكات وقلق واضطرابات وطموحات.
وكل ذلك يشترط القدرة على توليد المعاني والأحاسيس والأفكار المؤكدة على جدارة الشعر واستحقاق الشاعر العربي على أن يكون جزءاً من الحداثة الاجتماعية، أي ضخ الطاقة الجمالية التي تجعل الشعر أكثر إمتاعاً وسطوة وتأثيراً مما يبدو عليه كخطاب فئوي، لا يعني إلا الفصيل الذي ينتجه، وكأن الشعر قد خرج من حدود الإبداع إلى لهو اللعب اللفظي، وبالتالي لم يعد القارئ ضمن حساباته.
الشعبوانية ليست دليلاً على الأثر الفني، كما أن النخبوية ليست علامة من علامات التخلي عن الجمهور، وهنا مأزق الشاعر العربي الذي بات يتحرك بين حدّي الضرورة والحرية، أي البحث عن قوالب وعلل وأدوات تجعل من الشعر أكثر اقتراباً مما يجري في العالم اليوم، وأقدر على تمثيل هواجس الإنسان العربي، وهي تحديات على درجة من الصعوبة بالنسبة للشعر الذي يعتمد كمنظور تحليلي على تذويت الوجود، مقارنة بالرواية التي ترتبط حد الالتصاق بالزمان والمكان، فالإنسان العربي، شأنه شأن أي مواطن معولم، يبحث في النص الأدبي عن تفصيلات حسّية للوجود، تُشركة في تلمّس الموجودات وتأمل الحوادث، لا الانقياد وراء هذيانات ذات متصوفة، تمارس عليه فعل النفي والنأي عن المحسوسات. وهنا، على وجه التحديد مكمن القطيعة والتحدي والانفصام، إذ يواجه الشاعر العربي الحديث مهمة كبرى تتمثل في استيلاد وعي جديد يتلاءم مع حداثة العالم، الذي لا شك فيه أن العولمة تحتّم تغيير أو تطوير الطريقة التي يكتب بها الشعر. لأن الأجناس الأدبية لا تتشكل بمعزل عما يجري من تحولات مادية خارج إطار النص الشعري. وهو ما يعني أن الشاعر العربي صار لزاماً عليه أن يتخفف من ذهنيته التجريدية، وأن يمد نصه إلى ما يتجاوز أقليمه الضيق، من خلال ذاتية معولمة وذات طابع إنساني، فهو ليس داخل صراع مع الروائي أو حتى مع القوى الاجتماعية، بقدر ما هو داخل سيرورة كونية كبرى، تسمح له بالتفرد الإبداعي في ظل سياقات عولمية ساطية.
هذه السياقات لا تسلبه خياراته الشخصية إلا في إطار التلاقح الثقافي، أي أنها تهيكل خطابه الشعري في ذاتية هجينة، يمتزج فيها الأصلاني والمفروض كنوبات تأثير من ثقافات غير متجانسة، ولا يُراد لها الالتئام في بؤرة مركزية، بل العكس، أي التشظي المتوائم مع ضرورات الإنسان الحديث، فالتجربة الإنسانية لا يتم التعبير عنها إلا من خلال وسيط، والوسيط هنا هو الشعر الحديث الذي يؤمل عليه ردم الهوة ما بين التجربة الواقعية بكل غناها والتأمل الذهني. من خلال توليد منظومة من القيم الفنية الجديدة التي تتبأر بالضرورة في ذات معولمة.
هذا ما تعنيه الحداثة في جانبها الإبداعي، أي الأدائي القائم على المزج بين الأساليب وتسييلها، لتتداخل في نبرة تعبيرية متعددة التونات. بمعنى أن مزاج الشاعر العربي الحديث ينبغي ألا يكون على تلك الدرجة من الصفاء، بل مشوباً بلطخات من الثقافات المتباعدة، وأكثر استعداداً لتلبّس الذاتية المعولمة، أي تغيير مواضعات رؤيته الجمالية عبر مجسات ذاتية، ومراودات تشكيكية، ونوبات بوح متأتية من وعي الفيضان المعلوماتي الهائل، والإحساس بالحركة التاريخية الاجتماعية، وهو ما يستلزم امتلاكه لقراءات فاحصة للوجود قابلة لأن تتنصّص، لإخراج النص من فكرة كونه مجرد لعبة لغوية، إلى شكل من أشكال الحضور في الزمن، أي محاكاة واقعيات العولمة، فذلك هو ما يؤكد صدقية النص الشعري ويؤسس لأثره الجمالي، بحيث يكون نصه الشعري مختبراً للأفكار المتصارعة، سواء على مستوى الارتداد العمودي داخل الذات، أو الحفر خارجها، لا مجرد سطح ساكن لمرآة خرساء.
لا يمكن التسليم بأفول زمن الشعر لمجرد أن المشهد الثقافي يشهد هياجاً ظاهرياً في اتجاه الرواية. والآمال ما زالت معقودة على الشعر القادر على ضبط رؤية هذا الوجود المتلاشي اللامتماسك. وإذا كان للشاعر العربي الرغبة في مناطحة الاندفاع الروائي فليكن في السباق نحو الإخلال بالتوازنات التي يستهدفها الإبداع الحداثي على الدوام. خصوصاً أن الشاعر العربي الحديث يمتلك القدرة على تسريد الواقع والتحكم بسيولة الأحداث المعولمة بطريقته الخاصة المستمدة من ذات معولمة.
أما الحداثة فلا تتجاوز الأجناس ولا تطمسها ببساطة، بل تدخل معها في عراك خلاق، يحتم عليها التطور والتبدّل، وهي تحولات لا تتأتى ضمن مناهج مدرسية، أو وصايا تعقيمية، إنما بمقتضى حضور ذوات مهجنة، قادرة على حقن الشكل الشعري الجديد بقناعات مضادة وأفكار واقعية وحركات تنقيحية ومراودات تجريبية، لا تقرن الشعر بأساطير الهوية، والشطحات الصوفية، بقدر ما تتعامل معه كجزء من حركيتها. ولا تقبل بأن يكون مصب الحداثة الاجتماعية مفتوحاً لجنس إبداعي دون آخر. حتى إن بدا كنزعة خلاص فردية.

٭ كاتب سعودي

الشاعر العربي… مأزق الذاتية المعولمة

محمد العباس

«مون لايت» يقتنص أوسكار أفضل فيلم من «لا لا لاند»

Posted: 27 Feb 2017 02:16 PM PST

لندن – «القدس العربي»: لم يكن حفل توزيع جوائز الأوسكار للعام الحالي حفلا بالبريق المعهود لهذه الحفلات، التي تضم الأكبر والألمع من بين نجوم هوليوود وأساطينها، فقد خيم عليه حرج بسبب خطأ عند إعلان الفيلم الفائز بالجائزة.
كما طغى على الحفل الطابع السياسي والنقد اللاذع للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكادت جميع النكات والدعابات التي ألقيت في الأمسية التي عقدت في لوس أنجليس أن تكون منصبة حول السخرية من ترامب وسياساته.
وفاز هذا العام فيلم «ضوء القمر» للمخرج باري جينكينز، الذي تدور أحداثه حول رحلة صبي أمريكي أسود لاكتشاف ميوله الجنسية، والتصدي لمن يتنمرون ضده، بجائزة أوسكار لأفضل فيلم، متفوقا على فيلم «لا لا لاند» لداميان شازيل، الذي كان الأكثر ترجيحا للفوز بالجائزة.
وفي موقف تسبب في الكثير من الحرج والارتباك، جاء فوز (مون لايت) «ضوء القمر» بعد الإعلان عن حصول «لالا لاند» على جائزة أفضل فيلم، وصعود أفراد طاقمه إلى خشبة المسرح، في خطأ غير مسبوق في تاريخ جوائز الأوسكار، التي تمنحها أكاديمية فنون وعلوم السينما الأمريكية .وأعلن مقدما الجائزة، الممثلان المخضرمان وارن بيتي وفاي دوناواي، في البداية أن فيلم «لا لا لاند» هو الذي توج بأكبر جوائز الليلة. واعتلى فريق عمل «لا لا لاند» خشبة المسرح لاستلام الجائزة، وإلقاء كلمات الشكر، ليفاجأ الجميع بقول بيتي إنه أُعطي مظروفا خطأ. وحاول بيتي إيضاح الالتباس قائلا «أود أن أقول لكم ماذا حدث. فتحت المظروف وكان مكتوبا فيه «إيما ستون.. «لا لا لاند». وفي حرج واضح وبضحكة عصبية قال بيتي «لهذا نظرت إلى فاي ولكم طويلا. لم أكن أحاول أن أكون ظريفا». وكانت دوناواي هي التي أعلنت فوز فيلم (لا لا لاند) بالخطأ. وكما هو متوقع طغى هذا الخطأ المحرج على التغطية الصحافية للحفل، كما حفلت به وسائل التواصل الاجتماعي. خطأ سرق كثيرا من رونق الجوائز ذاتها، ومن تناول الأفلام الفائزة بالتحليل والنقد.
ويبدو أن الأوسكار هذا العام أرادت أن تبعد عن نفسها تهمة أنها «بيضاء ناصعة البياض»، تلك التهمة التي أرقت الأكاديمية المانحة للجائزة طويلا العام الماضي.
جاء الكثير من الأفلام المرشحة للجائزة في فئاتها المختلفة محملة برسائل مناهضة للعنصرية، وجاء العديد من الترشيحات لممثلين من أصول عرقية غير بيضاء.
حفل الأوسكار في كثير من الأحيان هو محاولة من صناعة السينما الأمريكية أن تنفي عن نفسها اتهامات بعينها، أو أن تروج لنفسها صورة بعينها، والرسالة الرائجة حاليا هي التعددية والتسامح وقبول الآخر في ظل وجود رئيس لا يبدو أن سياساته تنسجم مع أجواء هوليوود، التي هي خليط من الدعاية والتجارة والترويج للذات.
وطغى الطابع السياسي على الحفل منذ بداياته، فقد اتخذ مقدم الحفل الإعلامي والممثل جيمي كيمل من ترامب مادة للسخرية والتندر، وراح يتهكم على اضطراب المشهد السياسي في الولايات المتحدة والعالم منذ وصوله إلى البيت الأبيض.
وبدا كيمل وكأنه يرسل تغريدة إلى ترامب يقول فيها إن الممثلة الشهيرة ميريل ستريب من الحاضرين في الحفل. وكانت ستريب قد انتقدت ترامب فوق خشبة المسرح في حفل توزيع جوائز غولدن غلوب في كانون الثاني/ يناير الماضي، ما دفع ترامب إلى إرسال تغريدة وصفها فيها بأنها «واحدة من أكثر الممثلات المبالغ في تقديرهن في هوليوود.»
كل هذا التسييس الذي أحاط بالحفل وأجوائه أفقد الجوائز الكثير من الزخم. وعلى الرغم من هذا جاءت الجوائز منصفة ومستحقة لحد كبير للأفلام المرشحة في الفئات المختلفة.
ومع إقرارنا بالطابع المؤدلج السياسي لجائزة أفضل فيلم في كثير من الأحيان، نرى أن فوز «ضوء القمر» بالجائزة جاء مستحقا بقدر كبير، رغم مخالفته للتوقعات. الفيلم، المقتبس عن مسرحية «في ضوء القمر يبدو الصبية السود زرقا» لتاريل ألفين مكارني، يتبع قصة نضج شايورن، الصبي الأسود الذي يأتي من بيئة فقيرة لأم مدمنة على المخدرات، واشتداد عوده ومحاولة فهمه وتقبله لميوله الجنسية المثلية التي ووجه بسببها بالكثير من سوء المعاملة.
يزخر الفيلم بأداء تمثيلي مقنع ومؤثر من الممثلين الثلاثة الذين لعبوا دور شايرون في مراحله المختلفة. كما أن سيناريو الفيلم جاء محكما متزنا لا يغرق في البكائيات والميلودراما، على الرغم مما تعرض له شايرون من أذى نفسي وجسدي، وإضافة إلى الجائزة الكبرى، فاز «ضوء القمر» بجائزتين أخريين، هما أفضل ممثل في دور مساعد التي فاز بها ماهر شلا، الذي يلعب دور رجل كان عونا لشايرون في طفولته وقدوة له. وحصل الفيلم أيضا على جائزة أفضل سيناريو مقتبس عن أصل أدبي، التي فاز بها جينكينز، الذي كتب سيناريو الفيلم وأخرجه.
وفاز فيلم «القبعات البيضاء» بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي قصير. ويصور الفيلم الجهد الكبير والدور بالغ الإنسانية والحساسية الذي يقوم به أصحاب القبعات البيضاء (الدفاع المدني السوري) في عمليات إنقاذ المدنيين وحمايتهم في ظل ظروف أقل ما يقال عنها إنها بالغة الصعوبة. في الفيلم يوثق، خالد الخطيب، وهو مسعف صور بكاميرته الهجمات المروعة التي يتعرض لها المدنيون السوريون، عمليات الإنقاذ بالغة الخطورة التي يقوم بها أصحاب القبعات البيضاء.
ويجدر بنا القول إن الخطيب لم يتمكن من حضور حفل توزيع جوائز الأوسكار بسبب إلغاء جواز سفره، على الرغم من حصوله على التأشيرة مسبقاً لحضور الحفل.
وحصد فيلم «مانشستر على البحر» لكينيث لونرغان عن جدارة على جائزتين رئيسيتين، هما جائزة أفضل ممثل وأفضل سيناريو أصلي. فاز كيسي أفليك بجائزة أفضل ممثل في الفيلم، الذي يجسد فيه شخصية لي، الذي فجع فجيعة هدت كيانه تماما، فصهر الألم ليصبح على شاكلته، فقد استحال ألما مجسدا يسير على قدمين. وحصل لونرغان على جائزة أفضل سيناريو أصلي عن الفيل، وهو سيناريو محكم كتب بإنسانية وإحساس بالغين دون إغراق في العاطفة.
أما الفيلم الذي فاز بنصيب الأسد من الجوائز فهو «لالا لاند» لداميان شازيل. إنه الفيلم الذي يثير فينا قدرا كبيرا من الحب للسينما. نشاهد «لالا لاند» فنشعر بقدر جارف من الحنين لهوليوود في عصرها الذهبي، خاصة للأفلام الاستعراضية الغنائية (الميوزيكال) التي يحتفي بها الفيلم. إنه فيلم تمتزج فيه البهجة والألوان والشجن والحنين. فيلم يحتفي بالحلم والحالمين، الحلم الذي يسكن جوهر السينما.
حصل شازيل، 32 عاما، على جائزة أفضل مخرج، ليصبح أصغر مخرج ينال الجائزة في تاريخ الأوسكار. كما نالت إيما ستون جائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم، الذي جسدت فيه شخصية ميا، العاشقة والممثلة الناشئة الطامحة للشهرة. وفي فيلم يحتفي بالموسيقى والاستعراض، لعبت الموسيقى والأغاني دورا بارزا، وفاز المؤلف الموسيقى جاستين هوروفيتز عنه بجائزتي أفضل موسيقى تصويرية وأفضل أغنية.

«مون لايت» يقتنص أوسكار أفضل فيلم من «لا لا لاند»
الارتباك والسياسية يخفتان وهج حفل هذا العام
نسرين علام

شراء ذمم الصحافيين لم ينجح، هل ينجح القتل؟

Posted: 27 Feb 2017 02:14 PM PST

كان شراء الذمم أو إجراء الرواتب للكتاب والشعراء لوظائف شكلية، الأسلوب العام للهيمنة الثقافية والإعلامية منذ عهد الأباطرة والسلاطين. وانتقل الدور إلى الصحافيين والمثقفين عبر عهود الاستعمار، والانقلابات والثورات، والديمقراطية، والاشتراكية، إلى المرحلة النيوليبرالية الراهنة التي تلت انهيار التجربة السوفيتية قبل ربع قرن. وهو بذلك أهم ركن من أركان صناعة الرضا للسلطة والقوة الناعمة لأية قوة سياسية. إلا أن هذا الدور لم يعد كافيا لتكميم الكلمة الحرة، فبات التهديد والقتل هو الأسلوب السائد حاليا في العراق نموذجا.
في الشهر ذاته، بفارق أربعة أيام، من تاريخ اغتيال الصحافية أطوار بهجت، في 22 كانون الأول/ نوفمبر 2006، سقطت الصحافية شفاء كردي ( مواليد 1986)، من « قناة رووداو»، هذا العام، جراء انفجار عبوة ناسفة، أثناء تغطيتها أحداث معركة الموصل. زرع العبوة، كما تناقلت وكالات الإنباء، تنظيم «الدولة» الإسلامية (داعش). وإذا كانت هوية مسببي مقتل الشابة شفاء معروفة فإن الغموض لا يزال يحيط باغتيال أطوار بهجت وعشرات الصحافيين الآخرين الذين لاقوا حتفهم، أثناء تأديتهم عملهم، منذ احتلال العراق عام 2003.
كانت شفاء كردي قد حصلت على شهادة الإعلام من جامعة صلاح الدين عام 2006، وتميزت، حسب زملائها، بحيويتها وجرأتها، مما يعيد إلى الأذهان، حيوية وجرأة الراحلة أطوار بهجت، التي اغتيلت، بعمر الثلاثين، أثناء تغطيتها تفجير مرقد الإمامين العسكريين في مدينة سامراء، بعد إخضاعها لتعذيب بشع ومن ثم نحرها من قبل رجلين يرتديان زي الحرس الوطني، ليؤسس المجرمان أسلوبا بات، في سنوات الاحتلال والطائفية، أداة مألوفة، ومسكوت عليها رسميا، في التعامل مع الإعلاميين والأكاديميين والعلماء، في بلد صار يتصدر قوائم الخطف والتعذيب والاغتيالات والفساد عالميا.
وإذا كان مقتل شفاء كردي قد سببه « لغم داعشي»، فإن تقارير منظمات الدفاع عن الصحافيين ورصد حالات العنف التي يتعرضون لها، تبين أن مقتل شفاء ما هو إلا قمة جبل من الاغتيالات والاعتداءات والاختطافات التي يتعرض لها الصحافي العراقي، كمحاولة لتدجينه وإخماد صوته بعد أن نجحت حملة الاغتيالات في سنوات الاحتلال الأولى في ترويع الصحافيين الأجانب وبالتالي إبعادهم عن تغطية ما يجري على الأرض، مما دفعهم إلى نشر تقاريرهم عن العراق «عن مبعدة»، والاعتماد على صحافيين محليين، معظمهم من الشباب المستعد للتضحية بحياته، لقاء التدريب ونشر أسمائهم في الصحف العالمية.
ففي العام الماضي، مثلا، قُتل 13 صحافيا ( معظمهم أثناء تغطية المعارك مع تنظيم الدولة) وتعرض 179 آخرون لأنواع مختلفة من الاعتداءات من ضرب وتهديد بالقتل « من جهات مجهولة على خلفية نشر تقارير صحافية عن الفساد في بعض مؤسسات الدولة"، حسب الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحافيين. وتعطينا «إحصائية شهداء الصحافة العراقية» صورة أوضح عن استهداف الصحافيين، عموما، والجهات المسؤولة، منذ عام 2003 حتى 2016، إذ تُبين أولا إن عدد الضحايا الكلي هو 277 صحافياً ومساعداً إعلاميا منهم 22 صحافياً أجنبيا. وعند تفكيك الإحصائية يتبين إن 199 صحافياً قتلوا على أيدي مسلحين مجهولين أو ميليشيات، وأن 56 لقوا حتفهم أثناء تواجدهم في أماكن حدثت فيها انفجارات نفذها مجهولون. وأن22 صحافيا قتلوا بنيران القوات الأمريكية، بينما قُتل اثنان بنيران القوات العراقية، ليخلص التقرير إلى « ان الصحافي العراقي مستهدف من كل الأطراف المتنازعة دون استثناء».
ويشكل اختطاف ودات حسين، مراسل موقع «روزنيوز» الكردي، مثالا لاستهداف «غير داعشي» وفي ظل حكومة إقليم، تتفاخر باحترامها حقوق الإنسان وخاصة حرية الرأي. أُختطف الصحافي ودات حسين في 13آب/ أغسطس 2016 وعُثر عليه قتيلا، بعد «بتر ثلاثة من أصابعه وكسر ساقه وقلع كلتا عينيه» حسب شقيقه دربند حسين الذي لم يتردد في اتهام قوات الأمن الكردية « نحن نعتقد بأن الأسايش هو من قام باغتياله». وحَمَل رئيس تحرير الموقع الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، مسؤولية مقتل الصحافي. مما دفع مكتب البارزاني، إلى إصدار بيان ينفي التهمة ويأمر بإجراء تحقيق في الجريمة. وعلى الرغم من مرور أشهر عدة لم يتم إلقاء القبض على أحد لتضاف هذه الجريمة إلى قائمة جرائم استهدفت صحافيين أكرادا من بينهم سردشت عثمان 2010، وكاوة كرمياني 2013 وشكري زين الدين الذي تم اغتياله بعد أربعة شهور من اغتيال ودات. في كل الحالات، أغلقت الملفات دون العثور على مرتكبي ومخططي تلك الجرائم التي قامت نقابة الصحافيين في الإقليم بتوثيقها في تقرير نشرته بداية العام الحالي، وذكرت فيه « إن الإقليم بات موطن آمن لقتلة الصحافيين»، وإن الصحافيين، أيضا، باتوا ضحايا الصراع الحزبي في البلاد.
لا يتم استهداف الصحافي العراقي، بالضرورة، على أرض المعارك ومن قبل منظمات إرهابية أو ميليشيات فحسب، بل تمارس السلطات الرسمية، بدرجات متفاوتة، هذه المهام بامتياز لا يُنكر، حيث تتحكم الأجندات السياسية بنوعية المعلومات الرسمية المتوفرة، ويتعرض الصحافي للخطر إذا ما تجرأ وقدم معلومات مغايرة أو شكك في صحة المعلومات أو أثار تساؤلات خارج وجبة المعلومات الجاهزة. ومادامت نتائج التحقيقات لا تُعلن أو تتم فبركتها بعد نفيها، وإذا ما أضفنا إلى ذلك كله ظاهرة الإفلات من العقاب التي تصل حد حماية المجرمين لأدركنا مدى خوف النظام من الصحافي المستقل، وحرية الرأي، وإيصال المعلومة الصحيحة إلى الناس. لتصبح ممارساته انعكاس المرآة لممارسات المنظمات الإرهابية مهما حاولت أجهزته الإعلامية ادعاء غير ذلك.

٭ كاتبة من العراق

شراء ذمم الصحافيين لم ينجح، هل ينجح القتل؟

هيفاء زنكنة

«رسائل» بوتفليقة!

Posted: 27 Feb 2017 02:14 PM PST

الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يطلب من شعبه ـ مرة أخرى غير أخيرة ـ الصمود والصبر لتجاوز الأزمة المالية التي ضربت البلاد جراء تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية. هذا بدل أن يعتذر ويقول «أيها الجزائريون سامحوني لأنني أخفقت في أن أقدم لكم شيئا عندما ناهز سعر برميل النفط 140 دولاراً وفي الخزينة 180 مليار دولار».
جاء ذلك في «رسالة» (منذ ربيع 2011 الرئيس يخاطب شعبه فقط بالرسائل المقروءة في التلفزيون الحكومي) وُجهت إلى الجزائريين يوم 24 شباط (فبراير) المصادف ذكرى تأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين عام 1956 وتأميم النفط والغاز (1971).
لا جديد في الرسالة لأنها قول بلا فعل، وتكرار لرسائل مماثلة في الذكرى ذاتها خلال الأعوام الماضية، مع بعض التعديل يتطلبه الظرف. ثم وعود بالإصلاح تتكرر منذ 1999، بل منذ ما قبل ذلك.
ومن الإضافات التي أملاها الظرف في رسالة 2017، الحديث عن «المصاعب المالية ذات الأصل الخارجي»، مشفوعة بدعوة لـ»الصمود مثلما فعل الأسلاف لكي نخرج منتصرين».
كأن الجزائريين أحرار في الاختيار والقرار، فيصمدون أو لا يصمدون. كأنهم لم يصمدوا ولم يصبروا على ثمانية عشر عاما من حكم هذا الرجل. كأنهم لم يمّلوا الانتظار. كأنهم يمتلكون أدوات وأساليب التعبير عن الرفض والغضب بعدما جرف حكم هذا الرجل كل أدوات وأساليب الاحتجاج السلمي والحضاري.
الجزائر في نفق طويل بلا ضوء. أخطر ما أصابها ضياع الأمل وفقدان الإيمان بالمستقبل. وأخطر ما حلّ بها كذلك «فنُ الانتظار» الذي اخترعه الحكام ورهانهم الدائم على الزمن، قبل بوتفليقة، ومعه أسوأ.
منذ أذكر، كل القرارات الهامة والسيادية اتُخذت متأخرة. مَن لا يذكر كيف «تعنترت» السلطات على صندوق النقد الدولي من 1992 طيلة سنتين لتذهب إليه في 1994 صاغرة وتوقع على اتفاق إعادة هيكلة الديون الخارجية بشروط أقسى مما كان مطروحا عليها في الأشهر السابقة؟ ومَن يشك في أن شروط التفاوض مع منظمة التجارة العالمية كانت قبل سنوات وشهور أيسر وأفضل، وأنها تتعقد أكثر مع مرور الوقت؟
اليوم، لا تملك حكومة الجزائر خطة مقنعة وجدّية لمواجهة الطوارئ حتى لو تراجع سعر برميل النفط إلى 3 دولارات. لكنها، في المقابل، تحسن فن الانتظار والتطلع إلى سوق النفط العالمية التي لا تمتلك أدنى تأثير فيها: تلكم هي خطتها الوحيدة، التطلع إلى سوق تتأثر بكحَّة ملك مريض هنا أو كلمة متهورة من رئيس دولة هناك.
وسط هذه التقلبات، «الرسائل» الموسمية لا يمكنها أن تجلب حلا أو أملا، حتى لو كان مرسلها نبيّا. البلاد بحاجة إلى حكمة أكبر وقرارات أفضل وأكثر شجاعة من هذه «الرسائل» التي تحوّلت إلى نكتة.
لا أدّعي خبرة في الاقتصاد أو المالية (ولا في غيرهما)، لكنني أعرف، ويعرف عامة الجزائريين، في الداخل والخارج، ويعرف حكامهم في أعلى رأس الحكم، أن اقتصاد بلادهم معطل إلا من الطفيليات واللصوصية، ولا نبض فيه إلا نبض أنابيب النفط.
بلغة البسطاء وفهْمهِم، هذا هو الواقع الذي لا يسرُّ عدوا ولا حبيبا: إذا كنت في الخارج، والحال أن كل عائلة جزائرية بات لها ابن أو قريب أو فرع في الخارج، لن تستطيع إرسال مئة دولار لوالدتك تشتري بها دواء طارئا، لأن المنظومة المصرفية بالية وغير مؤهلة. عليك أن تبحث عن طرق ملتوية حتى وإن كنت لا تؤمن بها، كأن تعثر عمَّن تمنحه الـ100 دولار في الخارج فيمنحك قريبه مقابلها في الجزائر. أو ترسلها نقداً إذا كنت محظوظا ووجدت من يقبل نقلها كذلك وفي الوقت المطلوب.
نعم، في 2017، وبينما يحوّل الصوماليون والأفغان والكينيون أموالهم ومدخراتهم من كل أرجاء العالم بمعاملات مصرفية تستغرق دقائق معدودة، وبهواتف ذكية وهم بين محطتين في باصات النقل العام، يعيش الجزائريون في دنيا أخرى تجارب مختلفة، بل مروعة.
الجزائريون الذين في الخارج يدخلون إلى مطارات بلادهم بجيوب مكتنزة بأوراق العملات الأجنبية. ثم يصرفونها في السوق الموازية لأن صلتهم بالبنوك، كرمز من رموز الدولة، منقطعة وثقتهم فيها منعدمة. يصلون والأغلبية الساحقة منهم مرتبك لا يدري هل عليه أن يصرّح بما لديه من سيولة في المطار وكيف، ويدعو الرب ألا يوقفه جمركي يسائله ويعقّد حياته.
أما الذين في الداخل فلا يختلفون كثيرا: يثقون في كل شيء إلا المؤسسات المالية الحكومية. يضعون أموالهم أينما كان إلا في البنوك. لا يجدون صرّافات آلية في شوارع المدن، وإن وُجدت فمعطلة أو بعيدٌ موقعها. يبيعون ويشترون كل شيء نقداً، من قلم الرصاص إلى السيارة الفخمة والعقار الخيالي الثمن. ينقلون أموالا طائلة بين المدن والولايات في أكياس النايلون. يشترون العملات الأجنبية في السوق الموازية بأسعار لا علاقة لها بالأسعار الرسمية وتحددها السوق الموازية رغما عن أنف الدولة وقوانينها وأجهزتها الأمنية.
هذا هو حال الجزائر في ذكرى تأميم المحروقات وقبلها وبعدها. هذا الواقع تتجاهله دائماً «رسائل» الرئيس التي سيكون على الشعب تحمّلها والصبر عليها.

٭ كاتب صحافي جزائري

«رسائل» بوتفليقة!

توفيق رباحي

اليد التي تتوضأ لا تسرق.. حقيقة أم خيال؟

Posted: 27 Feb 2017 02:14 PM PST

اليد التي تتوضأ لا تسرق. عبارة قالها قيادي كبير من أحزاب الإسلام السياسي الحاكم في العراق، في معرض دفاعه عن رفاقه في الحزب والائتلاف الحاكم، بعد الاتهامات التي وجهت اليهم بإساءة استخدام السلطة، وسرقة المال العام، والإثراء غير المشروع على حساب الشعب والوطن.
ومع ذلك عندما خرج الرجل من المنصب الذي كان يتولاه، وزيرا للتربية، اتهم هو شخصيا بسرقة المال العام المخصص لإنشاء مدارس يتعلم فيها الأطفال القراءة والكتابة، على الرغم من أنه كان يتوضأ خمس مرات في اليوم.
تأتي هذه المقدمة في معرض حديثنا عما قاله مؤخرا، محافظ البنك المركزي العراقي السابق، من أن الاموال التي تسلمها رئيس الوزراء السالف نوري المالكي، كانت تكفي لبناء وطن جديد يتسع لثلاثين مليون نسمة. مؤكدا أن الاخير تسلم أموالا أكثر من كل حكام العراق السابقين مجتمعين، لكنه عجز عن تحقيق منجز واحد يخفف معاناة الشعب العراقي، ويعزز من قدرات الوطن في المجالات كافة. وعلى الرغم من أن محافظ البنك قد عزا تأثر المؤسسة المالية العراقية التي كان يترأسها، إلى قيام نوري المالكي بتعيين أربعة من أفراد حزبه، حزب الدعوة الاسلامية، بمناصب كبيرة في البنك، وهم ليسوا من ذوي الاختصاص في الشؤون المالية، لكننا نرى أن الموضوع أكبر من ذلك بكثير. فسرقة المال العام تعاونت على شرعنتها عوامل خارجية وداخلية. فقد قام العديد من الدول الاقليمية والاوروبية والشركات العالمية، بإنشاء آليات تُسهّل سرقة المال العام من قبل المسؤولين، من خلال إغرائهم برفع نسب العمولات التي تُدفع لهم، وتعيين أبنائهم وأقربائهم في مقرات الشركات الأجنبية في تلك البلدان التي تجهز العراق، والمساعدة في القيام بعمليات غسيل لتلك الأموال وتحويلها إلى استثمارات لإضفاء طابع الشرعية عليها. وإذا كان العامل الخارجي مهما جدا في التشجيع على هذا الأمر، فإن العامل الداخلي كان قد لعب دور المرونة المغرية في تحفيز العامل الخارجي، لاعتبارات ذاتية وموضوعية. فالكثير ممن يسمون المعارضة، الذين جاء بهم المحتل إلى السلطة، حينما ارتدوا الزي المدني وربطات العنق، وذهبوا إلى المكاتب الانيقة، شعروا بأنهم بحاجة إلى مبالغ مالية ضخمة، تُعبر عن متطلبات المرحلة، لأشخاص يشعرون بأنهم هم الذين جاءوا بالتحرير والاستقلال المزعوم لدولتهم، وفي الوقت ذاته قد عادوا للتو من دول اللجوء، التي كانوا يعيشون فيها على الإعانات الاجتماعية. وقد عُزز هذا النهج بفتاوى دينية، من قبل الكثير من رجال الدين المحسوبين على الاحزاب التي ينتمي إليها هؤلاء، حيث أشارت الفتاوى إلى أحقيتهم في الاستيلاء على الاراضي والعقارات والرواتب المليونية، مفسرين ذلك على أنه استرداد للحقوق بأثر رجعي. أما في مجال الاعتبارات الموضوعية التي شجعت على ظاهرة الفساد المالي، فكان أبرزها انتشار فكرة أن المال العام هو حالة مشاعة، وبما أنه كذلك فإن من حق أي شخص قادر على الوصول إليه أن يقتطع حصته منه، قليلا أو كثيرا حسب الحاجة والرغبة. وهذا كان أحد الدوافع القوية التي استغلتها الاحزاب في تمويل نفسها، وإنشاء امبراطوريات مالية كبرى لها، جعلها تسيطر على التجارتين الخارجية والداخلية بشكل محكم، وإرساء المناقصات على الشركات الأجنبية التي تدفع عمولات أكثر دون شرط المنافسة، التي غالبا ما يكون دفعها مُضافا على السعر الاصلي للبضاعة الواردة، وكذلك على حساب الجودة والنوعية والصلاحية.
وقد ساعد هذا الجو العام من الفساد على بروز ظاهرة خطيرة في المجتمع، هي وصف من يجرؤ على سرقة المال العام فهو رجل بمعنى الكلمة، وهو يعرف من أين تؤكل الكتف، وهو صياد ماهر في اصطياد الفرص، ما شجع الكثيرين على انتهاج هذا السلوك المشين.
لقد خلق الاحتلال واقعا اقتصاديا جديدا في العراق، قوامه مدخولات نفط عالية بسبب رفع الحصار الاقتصادي عن البلد، لكن دون تنمية حقيقية قادرة على امتصاص المداخيل، فكان أن نشأت سلطة مالية، فبات العراق يُصدّر الدولار كي يستورد به سلعا، فأصبحت هنالك رأسمالية نقدية وليس رأسمالية زراعية أو صناعية. وبما أن اقتصاد البلد قد تحول إلى اقتصاد السوق، وأصبح مندمجا في الاقتصاد العالمي، في وقت يفتقر تماما إلى الأنظمة والقوانين والآليات والاجراءات، التي تحاسب وتردع وتحصنه من السرقة والفساد، فقد تحول في نظر الكثير من أتباع السلطة وأحزابها ومريديها وأنصارها، إلى خزنة مليئة بالمال لكنها بدون أقفال. وبما أن فلسفة الحكم قائمة على المظلومية والحرمان لاكثر من مئة عام، كما يقولون، فقد بات مد اليد إلى هذا المال حقا وليس سرقة، وانخرط الجميع في هذه اللعبة القذرة، على الرغم من أن البعض فيهم يرتدون العمامة ويطلقون اللحى ويتوضأون خمس مرات في اليوم. وراحوا يتفنون في اختراع المناسبات الدينية كي تخصص لهم المبالغ المالية التي يتربحون من ورائها. فيخترع الوقف السني حملة محمد قدوتنا، لصرف مبلغ خمسة ملايين دولار على لافتات صغيرة، تم تعليقها في الشوارع وأمام بعض الدور. كما تم صرف مبلغ مئة مليون دينار عراقي فقط لشراء باقات ورد. في وقت تتهم فيه هذه المؤسسة بالتلاعب بالحصص الغذائية للنازحين والمهجرين، من أجل كسب المال. وعلى الجانب الاخر تستقطع وزارة المالية نسبا من رواتب الموظفين الحكوميين، تخصص قسما منها لغرض إنتاج أعمال تلفزيونية تمجد الحشد الشعبي، وجزء آخر منه لتوفير الخدمات لزوار المراقد الشيعية، ويشرع البرلمان بالاجماع قوانين ترتب حقوقا خرافية لمن كانوا في المعارضة. تجري كل هذه الاعمال مُضفيا عليها هالات من القداسة الدينية، في وقت يعاني إلانسان الذي كرّمه الدين، وفضله على كثير من المخلوقات، من سرقة قوته وتراجع ظروف معيشته الإنسانية وممارسة كل عمليات النصب والاحتيال بحقه. حتى بات الشيوخ المحدودبي الظهر يبحثون عن قوتهم في أماكن جمع النفايات، وأمهاتنا المعروقة أياديهن ووجوههن يحملن أكياس النفايات البلاستيكية على ظهورهن، كي يبعنها من أجل الحصول على لقمة خبز، بينما ينتظر الأطفال عند مكب النفايات كي تأتي سيارة الازبال فتلقي حمولتها، عندها يبدأ السباق بينهم في البحث عن كل شيء يمكن أن يباع.
الغريب أن الاخبار تقول بأن وزارة المالية العراقية رفعت دعوى قضائية ضد البرلمان، لدى المحكمة الاتحادية، متهمة اياه بإصدار قوانين يحتاج تنفيذها إلى مبالغ مالية كبيرة جدا، في وقت تعاني فيه الميزانية من عجز مالي كبير، بينما لم نسمع بأن الوزارة رفعت دعوى ضد أي مسوؤل يتوضأ خمس مرات باليوم، سرق بيتا أو قطعة أرض من عقارات الدولة وسجله باسمه أو باسم زوجته أو أولاده.
باحث سياسي عراقي

اليد التي تتوضأ لا تسرق.. حقيقة أم خيال؟

د. مثنى عبد الله

واشنطن لن تشن حربا ضد إيران لا الآن ولا مستقبلا

Posted: 27 Feb 2017 02:13 PM PST

منذ ثلاثة أسابيع وحتى الأيام الماضية، تناسلت المقالات التحليلية التي تتحدث عن احتمال هجوم أمريكي على إيران، وجاء ذلك على خلفية تصريحات مسؤولين من البيت الأبيض، وعلى رأسهم الرئيس دونالد ترامب ضد طهران، بعدما أجرت في بداية الشهر الجاري تجربة صاروخ باليستي.
وكانت تصريحات بكلمات قوية ومنها «كل الردود مطروحة» كافية ليعتقد البعض في مغامرة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، ناسين معطيات الواقع الجيوسياسي التي تؤكد وتؤكد ما يلي: لن تهاجم الولايات المتحدة الأمريكية إيران الآن ولا مستقبلا؟ وعمليا كانت هناك هستيريا المقالات وعناوين الصحف، خاصة في العالم العربي، ومنها تلك المحسوبة على الصف السني، نعم أصبح الإعلام سنيا وشيعيا، ومع هذا التقسيم تضيع الرؤية الموضوعية للواقع، تدق طبول الحرب، ولا أحد تساءل بعمق: هل ترغب الولايات المتحدة في حرب جديدة؟ هل لديها القدرة على خوض حرب لن تكون سهلة في ظل التطورات الدولية، ومنها اشتداد خطر التوسع الصيني اقتصاديا وعسكريا المتضخم في صمت؟
إن الترويج لحرب من هذا النوع يدخل في إطار غياب رؤية موضوعية للواقع والفهم العميق لمعطيات الواقع الجيوسياسي (جيوبولتيك) في الساحة العالمية حاليا، وفي حالة إيران تقوم على عناصر منها: توجه الإدارة الأمريكية الجديدة، ثم التكلفة الباهظة والمتعددة للحرب مع إيران بالنسبة للقدرات العسكرية والدبلوماسية الأمريكية. ومن ضمن الأدلة ذات الدلالة الاستراتيجية القوية على عدم وقوع الحرب، هو استمرار إيران في تجاربها الصاروخية من دون اكتراث بالبيت الأبيض. والآن نتساءل: لماذا لن تخوض الولايات المتحدة حربا ضد إيران؟
في مقالات سابقة في «القدس العربي» حول الانتخابات الأمريكية، كتبنا أن البرنامج الرئيسي للإدارة الأمريكية الجديدة، خاصة الواقفين وراء دونالد ترامب يرمي الى تحقيق هدفين رئيسيين، يعتقدون أنهما يهددان الأمن القومي الأمريكي وهما: التقليل من الهجرة اللاتينية وخاصة المكسيكية حتى لا تتجاوز 10% من ساكنة الشعب الأمريكي، وتصبح خطرا حقيقيا على هوية هذا الشعب، ثم احتواء تمدد الصين العسكري والاقتصادي، حيث ترغب بكين في التحول الى زعامة العالم في ظرف عقدين أو ثلاثة عقود. هذا البرنامج تقف وراءه معظم القيادة العسكرية، هذه الأخيرة التي تمتلك مراكز تفكير استراتيجي تكون حاسمة في رسم مستقبل البلاد. وبالتالي ليس من باب الصدفة أن ترامب تحدث خلال الأسبوع الماضي عن مواجهة الهجرة المكسيكية كعملية عسكرية، كما أن مساعديه يطرحون مواجهة تمدد التجارة الصينية كحرب عسكرية. وعمليا، أقدم البيت الأبيض على الانسحاب من اتفاقية التجارة الحرة مع دول الباسفيك، ثم يقوم بتعزيز جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية بـ 15 ألف موظف والبدء في بناء الجدار مع المكسيك.
في الوقت ذاته، منذ إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، بدأ البيت الأبيض يقلل من حضوره في الشرق الأوسط، واستعرض أوباما هذا في حواره الشهير مع مجلة «ذي أتلنتيك» خلال مارس الماضي، الذي من عناوينه العريضة التي يجب استخلاصها هو «العرب لم يعودوا مهمين في الأجندة الأمريكية». لم تعد منطقة الشرق الأوسط مهمة كمصدر للطاقة، أو كمصدر للتجارة، وبالتالي فبوصلة الحروب أو على الأقل التواجد العسكري الأمريكي يدور مع بوصلة المصالح المستقبلية. وعليه، لن تخوض أي حرب مستقبلا في المنطقة، إلا إذا تعرضت لاعتداءات، وتبين أن دولة تورطت فيها، فوقتها ستلجأ إلى القصف البعيد وليس الغزو العسكري على شاكلة ما حدث في العراق.
ويبقى الأساسي هو الفكرة السائدة وسط الإدارة الأمريكية الجديدة، بل حتى التي سبقتها ومفادها أن «حرب العراق كانت من أسوأ القرارات في التاريخ العسكري الأمريكي»، ألحقت دمارا هيكليا بالمنطقة، وكذلك بالولايات المتحدة بعدما رفعت من المديونية ورفعت من نسبة الجنود المعطوبين جسديا ونفسيا، الذين يشكلون عبئا كبيرا في الوقت الراهن، بسبب نفقات علاجهم وتفكك أسرهم. وهذا الجانب عادة لا يأخذه بعين الاعتبار الباحثون والمحللون.
منذ حرب فيتنام، بدأت الولايات المتحدة تتجنب خوض أي حرب قد تسبب لها خسارة تفوق 2% من قدراتها العسكرية، أي فقدان الجنود والمعدات وتراجع مخزون القذائف. فالولايات المتحدة قادرة على محو إيران من الخريطة العالمية بسبب قوتها العسكرية، ولكنها ستفقد ما بين 15% إلى 20% من قدراتها العسكرية، في وقت تزداد الصين قوة وبعدها روسيا. واشنطن لن تقدم على حرب ستمحي دولة من الوجود، كما لن تقدم على الرهان بالدخول في حرب ستجعل مسافة التفوق الذي تحتفظ به مقارنة مع الصين يتقلص بشكل كبير. في الوقت ذاته، لن تغامر المؤسسة العسكرية بترك قرار الحرب في يد أي رئيس أمريكي بعد حرب العراق، حيث التقت لأول مرة إرادة قادة سياسيين، على رأسهم الرئيس وقتها جورج بوش، متأثرين بالروايات الدينية ومنها الحرب قد تسرع بعودة المسيح، مع معتقدات سيطرت على القيادة العسكرية. وكانت النتيجة الكارثية المعروفة ومنها ظاهرة الإرهاب الحالية. وكان بوش يريد سنة 2006 شن حرب على إيران، لكن الأجهزة الاستخباراتية والعسكرية عارضت، إلى مستوى أنها قدمت له تقارير مغلوطة جعلت أحد صقور المرحلة، وهو جون بولتون السفير الأمريكي في الأمم المتحدة، يقول «لقد نفذت الاستخبارات انقلابا ضد بوش». وكان سياسيون ومفكرون، من أمثال بريجنسي وبرينت سكرووكرفت اللذين عملا مستشارين للأمن القومي سابقا، الصوت الرافض للمغامرة ضد إيران والتحذير من انهيار الولايات المتحدة في حالة حرب مماثلة، بل وصل الأمر إلى تبني بعض المسؤولين أطروحة «التعايش مع إيران نووية». معطيات الواقع الجيوسياسي تقول بعدم شن الولايات الحرب ضد إيران حاليا ومستقبلا. وعليه، فالدول العربية التي مازالت تعتقد في المظلة العسكرية الأمريكية مطالبة بما يلي:
أولا، حوار عميق للتعايش مع إيران كقوة إقليمية في الشرق الأوسط تكون شريكا بدل عدو تساهم في تقدم وازدهار المنطقة.
ثانيا، في حالة استمرار تبني النهج الحالي تحت مبرر أن «إيران عدوانية وترغب في تشييع العالم العربي»، وقتها ضرورة الرهان على بناء قوة عسكرية واقتصادية قائمة على الموارد المحلية، وليس الاستيراد فقط، قادرة على خلق توازن عسكري حقيقي من دون مظلة أي دولة أخرى ومنها الولايات المتحدة، حيث قال رئيسها الجديد «دول الخليج يجب أن تؤدي فاتورة أي حماية عسكرية مستقبلا».
كاتب مغربي من أسرة «القدس العربي»

واشنطن لن تشن حربا ضد إيران لا الآن ولا مستقبلا
 
د. حسين مجدوبي

بعد زيارة الجبير للعراق ما هو المطلوب من العبادي فعله؟

Posted: 27 Feb 2017 02:13 PM PST

يبدو إننا أمام عهد جديد في العلاقات العراقية – السعودية، علاقات ظلت ولفترة طويلة تتسم بحالة من الشك والاتهامات المتبادلة، على الرغم من دراية الجانبين بأهمية ومكانة كل منهما، فالعراق يمثل خط الدفاع الأول للسعودية ودول الخليج، وهذا ما تيقنت منه خلال الحرب الإيرانية العراقية، كما أن السعودية تمثل عمقاً استراتيجياً للعراق، وبالتالي فإن هذه الحقيقة الجغرافية ظلت ولفترات طويلة كشعرة معاوية في العلاقات بين الجانبين.
الزيارة التي قام بها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير للعراق تعد الأولى منذ ربع قرن لمسؤول سعودي رفيع المستوى، أضف إلى ذلك أنها الأولى منذ عام 2003، فحتى خلال القمة العربية التي عقدت في بغداد عام 2011 لم يكن فيها التمثيل السعودي بهذا المستوى، وبالتالي فإن هذه الالتفاتة السعودية المفاجئة والمتأخرة تشير إلى أن هناك تحولا كبيرا في الشرق الأوسط، يجري الإعداد له أمريكيا وبتنفيذ حلفائها التقليديين، بل إن الاستثمار الخليجي في السياسات الأمريكية لطالما أثبت نجاحه في هذه الشأن، ولنا في تجربة عام 1991 وعام 2003 خير دليل على ذلك. ففي مرحلة ما بعد 2003 ونظراً لأن أغلب الدول العربية وعلى رأسها السعودية أدارت ظهرها للعراق لأسباب عدة منها:
الصعود السياسي (للشيعة) داخل العراق.
تأثير النفوذ السياسي الإيراني المتزايد داخل العراق على توازن القوى الإقليمية في الخليج، وعلى مستقبل النظام الأمني فيه.
فإن العراق ونتيجة لغياب الدور العربي الفاعل ذهب بعيد عن محيطه العربي، وشكل إحدى ساحات التمدد الرئيسة لإيران في الشرق الأوسط. وبالتالي فإن هناك مجموعة من الأسئلة التي تطرح في هذا المجال وهي:
*هل أن التحرك السعودي الأخير حيال العراق يمثل خطوة متأخرة لإعادة العراق إلى حضنه العربي.
*وما هي فرص نجاح هذا المسعى المتاخر خصوصاً بعد تمكن إيران من كل مفاصل الدولة العراقية السياسية والأمنية، بل حتى الاقتصادية.
بالتأكيد إن الإجابة على هذه الأسئلة تحتاج إلى إعادة طرح شاملة للأحداث التي جرت في العراق، منذ حتى ما قبل الاحتلال الأمريكي للعراق، وإن طرح الخيارات التي يمكن أن تكون في أطرها هذه الأجوبة، سيمثل تحدياً حقيقياً فيما إذا كانت القيادة العراقية جادة في إنجاح هذا المسعى، الذي على ما يبدو أنه يأتي في إطار مصلحة خليجية عربية أمريكية متكاملة الجوانب والأبعاد، فرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يدرك جيداً أن هناك رغبة خليجية أمريكية في إبعاد العراق عن دائرة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، بل إن هذا الإدراك يمثل قناعة راسخة لدى صناع القرار في البيت الأبيض من أنه لا بد من احتواء إيران، بل عزلها تماماً عن المنطقة، وفي سبيل ذلك يمكن القول إن الولايات المتحدة الأمريكية جيشت كل إمكانياتها في تحشيد أكبر قدر ممكن من الفواعل الداخلية الإيرانية وحتى الخارجية لإنجاح هذا المسعى، فالنتائج التي خرج بها مؤتمر للأمن في 18 فبراير 2017، وتصريح نائب الرئيس الأمريكي ميكي بينس من أن إيران أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، وكذلك تصريح وزير الخارجية التركي مولود جافيش أوغلو ومن بعده السعودي عادل الجبير، من أن السياسات الطائفية الإيرانية خلقت حالة من اللااستقرار في الشرق الأوسط، تشير إلى أن هناك تكاملا في الأدوار الإستراتيجية المقبلة بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، خصوصاً في ما يتعلق بالدور الإيراني في العراق وسوريا واليمن تحديداً.
ويمكن القول بأن هذه الزيارة أزعجت أيضاً العديد من القوى السياسية داخل العراق، وتحديداً المحسوبة على إيران، والتي يأتي على رأسها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، فهي مثلت في أحد جوانبها دعماً خليجياً لرئيس الوزراء حيدر العبادي، ويبدو أنه سيستمر خلال المرحلة المقبلة، فعلى الرغم من أنهما ينتميان للحزب نفسه (حزب الدعوة)، إلا أن بوادر الصراع السياسي بينهما استعرت بعد تسلم العبادي لرئاسة الوزراء، وتحقيقه لنجاحات عديدة، أهمها استعادة المدن والمناطق التي كان قد سلمها المالكي لتنظيم «داعش»، وهذا ما أكده التقرير الذي أصدرته اللجنة التحقيقية في سقوط مدينة الموصل من قبل مجلس النواب العراقي، أضف لذلك أيضاً أن الخلافات والصراعات بينهما تصاعدت، وتحديداً بعد المؤتمر التأسيسي الأخير لحزب الدعوة الذي عقد في العاصمة العراقية بغداد، وإعلان العبادي في هذا المؤتمر عن رغبته بقيادة قوائم حزب الدعوة الانتخابية في الانتخابات المقبلة، وهو ما رفضه المالكي جملةً وتفصيلاً، إذ أشارت الكثير من التقارير عن تفاقم الخلاف بين المالكي والعبادي، وسعي الأخير للانشقاق عن ائتلاف المالكي، كما يمكن القول إن الصف السياسي الشيعي في العراق اليوم، أصبح منقسما بين تيارين سياسيين هما (شيعة إيران بقيادة المالكي وشيعة أمريكا بقيادة العبادي)، وبالتالي فإن هذا يعكس من جانب آخر طبيعة الصراع السياسي في العراق بأبعاده الداخلية والإقليمية والدولية، ليشير إلى أن الصراع في العراق يمثل في أحد جوانبه الأخرى صراعاً إيرانياً – أمريكياً.
وفي المقابل يبدو أن إيران هي الأخرى لديها خياراتها السياسية، التي يمكن أن تتحرك بموجبها، فالزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني حسن روحاني مؤخراً لكل من الكويت وعُمان، تعكس بدورها رؤية إيرانية قائمة على فرضية الهروب للأمام، من خلال درء كل المخاطر المحتملة من الإستراتيجية العسكرية الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط، التي من المتوقع أن تعيد هيكلة كل الترتيبات التي كانت إدارة أوباما قد شكلتها، وجاءت بمجملها بما تشتهي السياسة الإيرانية في المنطقة. إن الحديث عن مدى نجاح السعودية في العراق، يرتبط بعدة أبعاد أساسية هي:
*داخلية: تتوقف إلى حد كبير على ما سيعقب هذه الزيارة من إجراءات إيجابية عراقية تتمثل بإعادة تبادل السفراء وفتح المعابر والحدود، وغيرها من الإجراءات التي تتمثل بإعادة استئناف الدبلوماسية العربية في العراق.
*إقليمية: ترتبط بحجم الضغوط التي ستفرضها الإدارة الأمريكية على إيران، إلى جانب هامش المناورة الإستراتيجية التي ستمنحها الإدارة الأمريكية للسعودية بالتحرك ضمن أطر أوسع في العراق وسوريا واليمن، إلى جانب تحريك الأوضاع في الأقاليم المضطربة أمنياً في إيران كـ(إقليم الأحواز الذي يمثل خاصرة رخوة نجحت السعودية في كثير من الأحيان بالتحرك فيها، فالاضطرابات الأخيرة التي شهدها الإقليم وتحديداً بتاريخ 18/2/2017، حيث ندد الأحوازيون من خلال تظاهر العشرات من أبناء الجالية الأحوازية أمام السفارة الإيرانية في مدينة لاهاي الهولندية، بالجرائم التي ترتكبها السلطات الإيرانية، التي طالت مؤخراً مدينة الفلاحية وباقي المدن الأحوازية، إضافة إلى تجفيف الأنهار وتلويث البيئة المفتعل، والأوضاع المعيشية الصعبة التي يشهدها أبناء الأحواز، كما طالبوا المنظمات الدولية ودول العالم باتخاذ موقف دولي حازم من الممارسات الإيرانية التي تتوسع وتستبيح القتل والتخريب، وتستهدف وجود الإنسانية، إلى جانب هذا تظاهر المئات من الإحوازيين والمتعاطفين معهم أمام مقر هيئة الأمم المتحدة في العاصمة النمساوية (فيينا) نصرةً لقضايا الأحوازيين وتأييداً لمطالبهم، وتنديداً بما سماه المحتجون «جرائم الاحتلال الفارسي»، وكرد فعل على هذا الحراك الأحوازي المتصاعد، استدعت السلطات الإيرانية في محافظة خوزستان قوات من الحرس الثوري والجيش للسيطرة على الوضع المتأزم والمظاهرات في المدن والقرى الأحوازية.
*دولية: يتمثل بالإستراتيجية العسكرية الأمريكية الجديدة التي تعتزم إدارة دونالد ترامب طرحها والمتمثلة بمحاربة «داعش» والتنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا، إذ ذكر رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد، في كلمة ألقاها في معهد بروكينغز في واشنطن 2017/02/24، إن «بلاده تفكر بخطة تواجد عسكري طويل الأمد في العراق للمساعدة في دعم الاستقرار بعد الهزيمة المنتظرة لتنظيم داعش»، وفي لقاء آخر نظمه أحد معاهد الأبحاث في واشنطن، أن «الأمر لا يتعلق بسوريا والعراق؛ إنه يتعلق بالخطر الذي يتخطى حدود المنطقة»، مشيراً إلى جماعات متشددة أخرى مثل «القاعدة»، وإن خطة تقودها وزارة الدفاع الأمريكية لهزيمة «داعش»، والمقرر أن تظهر في شكل مسودة بحلول الاثنين 27/2/2017 ستتجاوز حدود العراق وسوريا، لتشمل الخطر الذي يمثله المتشددون حول العالم في إذكاء الصراعات، وأضاف «لذا فعندما نذهب إلى الرئيس بخيارات فسوف تكون في سياق الخطر في أنحاء العالم»، وتابع «كي تنجح خطتنا فإننا نحتاج أولاً قطع النسيج الضام بين الجماعات الإقليمية التي تشكل الآن خطراً عالمياً»، في إشارة صريحة لأدوات إيران في العراق وسوريا واليمن والبحرين.
بالتأكيد إن كل ما يتم الحديث عنه في الوقت الحاضر عن التقارب المحتمل بين العراق والسعودية، يأتي في إطار التكهنات السياسية والافتراضات المستقبلية، فإذا ما توافرت الرغبة السياسية الحقيقية لقيادة البلدين في الاتجاه نحو توطيد هذه العلاقات بالشكل الذي يخدم مصالحهم أولاً، والاستراتيجية العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط ثانياً، فإنها في المقابل ستواجه تحديات كبيرة على مستوى الساحة الداخلية العراقية، وتحديداً من قبل الجهات المحسوبة على إيران، فتصريح العبادي بعد زيارة الجبير للعراق، من أن الذي لديه حسابات يريد تصفيتها عليه تأجيلها إلى مرحلة ما بعد «داعش»، تشير إلى حجم التحديات الكبيرة التي يواجهها ليس أقلها إسقاطه في الانتخابات المقبلة، إذا ما ذهب بعيداً عنهم.
باحث في مركز انقرة لدراسة الأزمات والسياسات

بعد زيارة الجبير للعراق ما هو المطلوب من العبادي فعله؟

د. فراس الياس

إنهاء الانقسام الفلسطيني قبل أي شيء

Posted: 27 Feb 2017 02:12 PM PST

لا يحتاج الفلسطينيون لكثير من المؤتمرات والندوات والمهرجانات والاجتماعات، ولا حاجة للشعب الفلسطيني إلى مزيد من الخطب والدروس، بعد أن استهلكوا 70 عاماً من هذه المواضيع التعبيرية والإنشائية، وإنما يحتاجون اليوم لنخبة مخلصة تستكمل معهم المشروع الوطني ، الذي يهدف لبناء دولة مستقلة ذات سيادة قابلة للحياة والاستمرار، ويشعر سكانها بوجودها وهيبتها، وهو ما لا يمكن تحقيقه قبل إنهاء الانقسام.
تعاني القضية الفلسطينية من حالة جمود سياسي كامل مستمرة منذ أكثر من 10 سنوات، بل إنها تعود الى ما قبل ذلك بكثير (منذ فشل مؤتمر كامب ديفيد في يوليو 2000)، لكنها تعمَّقت وتفاقمت باغتيال الشهيدين ياسر عرفات وأحمد ياسين وغيرهما، وهي جملة جرائم اغتيال إسرائيلية أسست إلى مرحلة الانقسام الفلسطيني الحاد، إذ قامت الاستراتيجية الإسرائيلية على تحييد شخصيات الإجماع الوطني لشق الصف وتفتيت الفلسطينيين في الداخل والخارج والمخيمات.
في الوضع الفلسطيني الراهن ليس مجدياً عقد مؤتمرات أو تجمعات عامة كبرى للفلسطينيين، لا في الداخل ولا في الخارج، وليس مجدياً البحث عن بدائل لمنظمة التحرير أو الفصائل الفلسطينية، لأن هذا يعني العودة إلى نقطة الصفر، فعقد مؤتمر أو تجمع أو مبادرة تتضمن عشرات الخطب والشعارات والمداولات كان مقبولاً في عام 1949 أو في عام 1968، أي بعد شهور على نكبة أو نكسة الشعب الفلسطيني، أما البدء من نقطة الصفر في عام 2017 فهذا ليس له معنى ولا جدوى ولا أي فائدة، لأسباب عديدة أهمها، أنه من غير الممكن تجاهل الكيانات التي شكلها الفلسطينيون في الداخل والخارج طيلة العقود السبعة الماضية، وحتى لو أردنا تشكيل كيان جديد فهذا يتطلب إشراك كل مكونات الشعب الفلسطيني، حتى لا يصب الكيان الجديد في صالح الانقسام الداخلي الذي يعاني منه الفلسطينيون منذ عام 2006.
العمل الوطني الفلسطيني ليس «فزعة طارئة»، ولا يمكن أن يكون كذلك، كما لا يمكن أن يكون ناتجاً عن قرار عابر يتم اتخاذه في جلسة ما؛ وإنما هو عمل تراكمي مستمر، ومن يريد المساهمة فيه فيتوجب عليه أن يبني على ما أنجز الآخرون.
ومن يدرس تاريخ قيام الدولة العبرية يُدرك أنها قامت نتيجة عمل سياسي تراكمي على مستوى العالم استمر نحو 200 سنة، حيث كانت إسرائيل مجرد حُلم في كتاب ألفه صحافي نمساوي يُدعى ثيودور هيرتزل عام 1896 فأصبحت حقيقة بعد ذلك بخمسين عاماً عندما كان صاحب ذلك الكتاب غير موجود في هذا العالم.وعليه فإن المشروع الوطني الذي يرمي لبناء الدولة الفلسطينية المستقلة والحرة يجب أن يكون تراكمياً ومستمراً، وهذا يتطلب بالضرورة البناء على ما تم إنجازه سابقاً، وليس البدء من نقطة الصفر.
استكمال المشروع الوطني الفلسطيني والمضي به قدماً لا يمكن أن يتم اليوم إلا بانهاء حالة الانقسام، والعودة الى طاولة حوار واحدة، ومن ثم إنهاء حالة الجمود السياسي باجراء انتخابات عامة رئاسية وتشريعية وبلدية، تُعيد إنتاج السلطة الفلسطينية أولاً، ثم بعد ذلك يتوجب الانتقال فوراً إلى البدء بإصلاحات شاملة في منظمة التحرير، تتضمن إجراء انتخابات جديدة للمجلس الوطني الفلسطيني، تُعيد للمجلس صلاحياته، وتعيد له تمثيله، والأهم من ذلك أنها تُعيد الاعتبار لستة ملايين فلسطيني ينتشرون حول العالم بين لاجئ في المخيمات، وآخر هارب من المخيمات، وثالث يتلوى على جمر الغربة في دول لا تتكلم العربية.
خلاصة القول هو أن الأولوية التي يجب أن تكون لدى كل فلسطيني اليوم هو إنهاء الانقسام وإعادة الوحدة للشعب الفلسطيني، لأن الجمود السياسي والنضالي سيظل مستمراً ما دام الانقسام قائماً، ويظل التشكيك في تمثيل أي طرف أو أي جهة لمجموع الشعب الفلسطيني مستمراً هو الآخر، أما التعامل مع القضية الفلسطينية كما لو أن الاحتلال حدث أمس والبدء من نقطة الصفر بخطابات منبرية فهذا لا جدوى منه مطلقاً، لأن غض النظر عن الآخرين لا يعني بالمطلق أنهم غير موجودين.
كاتب فلسطيني

إنهاء الانقسام الفلسطيني قبل أي شيء

محمد عايش

الاحتلال الصهيوني يدمر التنمية الفلسطينية

Posted: 27 Feb 2017 02:12 PM PST

تخضع الأراضي الفلسطينية المحتلة لسيطرة القوات العسكرية والأمنيية الصهيونية منذ عام النكبة 1984 ولا تزال خاضعة للاحتلال إلى اليوم ورغم التواجد المحدود للسلطة الفلسطينية في المناطق المصنفة « أ « بموجب اتفاقية اوسلو إلا أن السلطة بكاملها خاضعة قهرا للسيطرة الإسرائيلية برا وبحرا وجوا فلا تمتلك السلطة أي مظهر من مظاهر السيادة ولا الاستقلال بشكل فعلي أبدا وحتى الاقتصاد الفلسطيني مرتبط بالاحتلال بموجب اتفاقية باريس، وهذه التبعية الإجبارية للاحتلال الصهيوني تحرم الفلسطينيين من استثمار مواردهم وثرواتهم الطبيعية في أراضيهم المحتلة وتحرمنا من أن تكون لنا مصادر مستقلة للدخل أو التنمية أو الطاقة بكل أشكالها فالاحتلال يمنع إقامة أي مشروع قد يؤدي إلى الاستغناء عنه مستقبلا ويمنع المزارعين من الاقتراب من أراضيهم ويمنع الصيادين من التعمق في البحر حتى ضمن الحدود البسيطة التي قررتها اتفاقية اوسلو ويمنع السلطة كلها من التفكير في أي مشاريع تنموية فلسطينية والاحتلال أيضا يمنع إدخال المواد الخام للمصانع الفلسطينية في كل المجالات المدنية لدرجة أن كثيرا من المصانع اضطر أصحابها إلى الهرب إلى الصين برؤوس أموالهم وفتح خطوط إنتاج هناك ومحاولة التصدير إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة بل أن الاحتلال الصهيوني يستثمر أي فرصة للتوتر الأمنيي ويهاجم المصانع المدنية الفلسطينية الناجحة بالقصف والتدمير بذرائع الأمني والإرهاب، كما ويعرقل الاحتلال استيراد البضائع من أي دولة عربية أو غيرها، بل ويحتجز المساعدات ويهدد بقصفها إذا دخلت دون إشرافه ودون تفتيشه وتعمل كل المعابر في ظلال الكاميرات الصهيونية.
إن الممارسات العدوانية العنصرية الصهيونية أكبر من أن يتم إحصاؤها وتشكل عائقا حقيقيا أمام تطور وتقدم وتنمية المجتمع الفلسطيني بل وتؤدي إلى تراجع وانهيار كل مؤشرات التنمية الفلسطينية ليس في الوقت الحالي فحسب وإنما كل تلك الممارسات تمثل تهديدا للأجيال القادمة وكل تلك الممارسات الهدف منها أن نضطر للاستيراد من منتجات الاحتلال فقط وأن نبقى خاضعين لسيطرة الاحتلال وتحت رحمة المعابر التي يسيطر عليها الاحتلال لأننا وللأسف سوق استهلاكي نموذجي وبشراهة غريبة ولا توجد عندنا إرادة قوية للتخفيف من حدة الاستهلاك وثلاثة أرباع حياتنا تناول للمأكولات والمشروبات. ومن يتابع حركة الأسواق يلاحظ كمية الشراء المهولة رغم ضيق الحال عند الكثيرين لكننا نأكل وننام ونتسبب في أزمات أخرى مثل النفايات والصرف الصحي التي تلوث البيئة وتنعكس سلبا على التنمية الفلسطينية أيضا بسبب عدم إعادة تدوير المخلفات وتراكم النفايات شرق القطاع مما يؤثر سلبا على المياه الجوفية.
إن الاحتلال الصهيوني يسيطر حاليا على أكثر من 80 % من أراضي فلسطين التاريخية والبالغ مساحتها 27000 كيلومتر مربع حيث يسيطر على كل أراضي فلسطين المحتلة والقدس ويسيطر على 60 % من أراضي الضفة الغربية من خلال الكتل الاستيطانية التي بدأت تتحول إلى مدن استيطانية والتي يتم اختيار مواقعها بعناية فائقة جدا بحيث تسيطر على مصادر المياه والمرتفعات الاستراتيجية للسيطرة الأمنية بينما تتحرك السلطة في حدود ما تبقى من الضفة الغربية عبر مئات الحواجز ومن خلال التنسيق المعقد والصعب وفي ظل الجدار الفاصل فأصبحت مدن الضفة الغربية عبارة عن كنتونات شبه منفصلة ولا يزال الاحتلال الصهيوني يصادر الأراضي ويزرع المستوطنات ويمارس سياسة التغيير الديموغرافي اليومي بخبث وذكاء شديدين بكل الطرق القذرة واللاإنسانية كالابتزاز والهدم والتهجير وإطلاق الخنازير البرية على المواطنين الفلسطينيين واحتجاز جثامين الشهداء والتهويد المنظم في القدس المحتلة وكل مناطق الضفة الغربية في محاولة لطمس الهوية الحضارية الفلسطينية.
وأما بخصوص قطاع غزة فالاحتلال لم ينسحب عمليا وإنما أعاد نشر قواته حول القطاع برا وبحرا وجوا، وأقام حزاما أمنيا غير معلن في محيط قطاع غزة ويعادل هذا الحزام مساحة الأراضي التي تركها الاحتلال في مستوطنات قطاع غزة. وخطورة هذا الحزام أنه مسرح للجرافات والآليات الصهيونية وقتما شاءت وممنوع الاقتراب منه نهائيا ولا يزال الاحتلال الصهيوني يتحكم في كل ما يدخل ويخرج إلى ومن قطاع غزة من بشر وموارد، ويصادر آلاف الأطنان إن بحجج أمنية ويؤخر إدخال البضائع ويأخذ ضرائب في المعابر تحت مسمى الأرضيات، وهذا التأخير يؤدي إلى تلف البضائع وخسارة التجار وبالتالي ارتفاع الأسعار على المواطن المستهلك لأن المواطن هو الحلقة الأضعف في هذه المعادلة خصوصا أن التاجر يدفع الضريبة ثلاث مرات وكأن قطاع غزة هو غوانتانامو خاص للشعب الفلسطيني…
وهذه هي المعادلة المرعبة التي يتعايش معها شعبنا في غزة والضفة :
غلاء شديد + فقر شديد بنسبة 45 % + بطالة عمال وبطالة خريجين بنسبة 65 %
وهذه المعادلة مقصودة حتى يكون هناك قلق دائم واستحالة تحقيق التنمية بل وحتى استحالة مجرد التفكير بالتنمية لأن العقل الفلسطيني يلهث كل لحظة من تراكم الهموم وليس هناك وقت للراحة والتفكير في شؤون الحياة فضلا عن التفكير في التنمية لذلك انخفض سقف المطالب الفلسطينية من تحرير كامل التراب الفلسطيني إلى مجرد توفير وظيفة وكهرباء وماء ومن يستطيع تحقيق تلك الأشياء يظن أنه حقق انتصارا تاريخيا ولن يخطر على باله القدس ولا ما يجري فيها ولن يهتم بالمعتقلين وسينسى حق العودة لأن هموم الحياة والضغط العصبي اليومي افقدنا توازننا جميعا وأصابنا جميعا بالإحباط الشديد، إذ كيف يمكن للإنسان الجائع أو العاطل عن العمل أن يفكر بالتنمية؟ وكيف يمكن للبنت التي تقلق من أن يفوتها قطار الزواج ولا تتزوج أن تفكر بالتنمية ؟ وكيف يمكن للأب أن يفكر في تنمية المجتمع إذا كان يقلق على مستقبل أولاده؟ وكيف يمكن للشعب كله أن يفكر بالتنمية في ظل انقسام مرير وتجاذبات سياسية وتراشق إعلامي يضيع الحقيقة ويضيع المواطن بين هذا وذاك؟ حتى فقد المواطن الثقة بكل القيادات والتنظيمات.
وختاما كيف لشعب فقد الثقة بقياداته، كيف له أن يفكر بالانتصار والتحرير والتنمية ذلك أن أقصى طموحه راتب منتظم وتيار كهربائي منتظم وأنبوبة غاز 12 كجم ممتلئة ؟
إن المواطن الفلسطيني يعاني الأمرين منذ النكبة إلى النكسة إلى الانقسام فالاحتلال الصهيوني لم يتوقف يوما عن سرقة ونهب خيرات الأرض الفلسطينية المحتلة. وكلنا من أبناء جيلي والأكبر نتذكر قوافل الشاحنات التي كانت تسرق الرمال من المستوطنات جنوب ووسط القطاع ليلا نهارا قبل إعادة انتشار قوات الاحتلال إلى خارج قطاع غزة وكلنا يسمع بسرقة المياه من باطن الأرض الفلسطينية إلى داخل الكيان الصهيوني على مدار الساعة، وكلنا سمع بحقل الغاز في عرض البحر والذي سيطرت عليه دولة الاحتلال. ويوميا نسمع مصادرة وتجريف وهدم في القدس والخليل والنقب وكل الأراضي المحتلة ودائما يوجد لدى الاحتلال الصهيوني الذرائع الجاهزة لتبرير الافعال والسرقات بشكل منتظم. ولا يجب أن ننسى المناطق المصنفة «ج « وفقا لاتفاقية اوسلو في الضفة الغربية حاليا والتي تخضع أمنيا وإداريا للاحتلال الصهيوني والتي أصبحت وكرا لكل الخارجين عن القانون من تجار مخدرات وأسلحة فلا تتمكن السلطة من ملاحقتهم واعتقالهم من تلك المناطق ولا تستطيع منعهم من الدخول إلى مناطق السلطة بينما تستطيع قوات الاحتلال الصهيوني في أي وقت أن تقتحم مناطق السلطة وتقتل وتعتقل من تريد ولو تعرض لها أفراد السلطة يتم قتلهم أيضا، فالرصاص الصهيوني لا يفرق بين المواطنين الفلسطينيين ولا يحترم أي اتفاقيات ولا مواثيق ولو حصلت أي مصيبة داخل الكيان يسارع الاحتلال إلى اتهام السلطة بالتقصير الأمني والمسؤولية ويفرض عقوبات اقتصادية ويؤخر المقاصة ويعاقب كل الشعب الفلسطيني على تهمة ليس له ذنب فيها، فالمواطن الفلسطيني هو الحلقة الأضعف على كل الأحوال وهو من يدفع الثمن من دمه أو أعصابه أو جيبه.
إننا ومنذ بداية هذا القرن نعيش في معادلة دولية عرجاء وقوانين دولية ظالمة جدا جدا ترى الحق باطلا والباطل حقا، وتقف مع المنتصر وتجهز على المهزوم وتنصر القوي الظالم وتخذل الضعيف المظلوم، فالعالم كله شرعن الاحتلال الصهيوني وسكت عن مجازره المتتالية وسرقته ونهبه لأرضنا وخيرات بلادنا دون وازع إخلاقي وبمنتهى العنجهية والانحطاط. ولقد ثبت أن العالم كله يحترم لغة القوة وسياسة الأمر الواقع التي يفرضها الأقوياء ولن يكون لنا مكان في هذا العالم إلا إذا كان لنا قوة حقيقية نستند اليها. وأولى مقومات القوة هي الاتحاد فلابد أن ينتهي الانقسام السخيف بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد، ولابد أن يتم الاتفاق على إدارة شؤون الشعوب من خلال قيادات حريصة على مصلحة الشعوب ولديها نظرة تنموية شاملة للأجيال الحالية وللأجيال اللاحقة وكفانا ما دمره الاحتلال من فرص للتنمية الفلسطينية والعربية ومن الخطوات التي يجب أن ننطلق منها لنستعيد مجدنا كوننا فلسطينيين قدوات لكل العالم سابقا :
1 – أن ننهي انقسامنا المرير لأن إنهاء الانقسام تنبني عليه كل الخطوات اللاحقة.
2 – أن يكون هناك برنامج سياسي ووطني واقتصادي فلسطيني موحد ومستقل تماما ليخدم الشعب الفلسطيني حاليا ومستقبلا.
3 – يجب أن يتم توحيد جميع المؤسسات والوزارات والهيئات الفلسطينية في شطري الوطن والداخل والخارج بحيث يكون بينها تنسيق كامل في العمل الإداري والتنظيمي لتحقيق التكامل في العمل وتحقيق الأهداف المراد تحقيقها.
4 – يجب أن تتوحد كل آليات الكفاح الفلسطيني سواء السلمي أو المسلح لإعادة الزخم للمقاومة الفلسطينية بكل أشكالها وأن يكون هناك تنسيق وإجماع على أساليب الكفاح والمقاومة الأنسب لكل مرحلة وأن يكون هناك تنسيق كامل ما بين المفاوض والمقاوم لتعزيز الموقف الفلسطيني بشكل تبادلي ومتكامل.
5 – التكاتف الإعلامي والتنسيق بين الفضائيات الفلسطينية والعربية لفضح الممارسات الصهيونية وتخصيص برامج للأرض المحتلة لرفع مستوى التوعية وعمل برامج موجهة إلى داخل الكيان الصهيوني لإيصال رسائل تحذيرية لهم من خلال الإعلام الفلسطيني عسى أن يساندنا من يدعو أنهم دعاة السلام والتعايش وإنْ كنت أعتقد أنهم كاذبون فالاحتلال الصهيوني لا يؤمن بالسلام لا ظاهرا ولا باطنا.
6 – التأكيد على وجوب مقاطعة المنتجات الصهيونية بجميع أشكالها في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهذا جانب خطير يخشاه الاحتلال الصهيوني لكننا نستخف به للأسف الشديد.
7 – علينا جميعا أن نفكر في تحقيق التنمية للمجتمع حاليا وفي المستقبل للأجيال القادمة، وأن نحاول قدر الإمكان الحفاظ على مقدراتنا ومكتسباتنا وتطوير أنفسنا وأبنائنا وتعليمهم وتأهيلهم ليكونوا قادرين على حمل مسؤولية أنفسهم ومن ثم مسؤولية الوطن.
أكتفي بهذه الخطوات… والخطوات كثيرة ولا يمكن حصرها، ولكن المهم أن نبدأ في تنفيذ أي خطوات إيجابية لأننا في حالتنا الفلسطينية حاليا نشبه عربة يجرها حصانان أو أكثر، و كل حصان يجري في اتجاه خاص به فإذا اتحدت قوة الأحصنة استمرت العربة بقوة إلى الأمام وإذا اختلفت الأحصنة سوف تتكسر العربة وتضيع الأحصنة للأبد…
وطبعا..كل اللوم سيكون على الأحصنة لأنها هي التي تتحمل مسؤولية قيادة العربة. ألا يوجد بينكم.. حصان عربي أصيل؟

فلسطين المحتلة

الاحتلال الصهيوني يدمر التنمية الفلسطينية

أحمد لطفي شاهين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق