Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الأربعاء، 29 مارس 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


سفيرة أمريكا وسياسة ركل منتقدي إسرائيل بالحذاء

Posted: 28 Mar 2017 02:33 PM PDT

في مقاربة شديدة الرمزيّة بين ممثلة الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هيلي والمنظومة الدولية شبّهت الأخيرة قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 حول المستوطنات بأنه كان «ركلة على بطن» الأمريكيين.
القرار المذكور، كما هو معلوم، كان تصرّفاً سياسياً غير مسبوق من إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، الذي سمحت ممثلته سوزان باور بتمرير القرار من خلال امتناع بلادها عن استخدام حق النقض، كما اعتادت دائما، في إشارة أخيرة إلى أن كأس أوباما قد فاضت من الغطرسة الإسرائيلية.
الواضح أن هيلي هي إحدى تلميذات مدرسة رئيسها دونالد ترامب السياسية (واللغوية) فتشابيهها ومقارناتها وتصريحاتها مليئة بالعنجهية الفظة والتباهي الأحمق بالقوّة والقدرة على إرهاب الآخرين ومعاقبتهم.
تتكشف هذه الظواهر بوضوح في الكلمة التي ألقتها هيلي أمام مؤتمر اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للعلاقات العامة (إيباك) والتي قالت فيها إن «لا شخص يجرؤ أن يتحدث معها عن القرار 2334»، وبأنها «الشريف» الجديد (الكلمة التي اعتدنا على سماعها في أفلام الويسترن والكاوبوي القديمة لوصف مدير الشرطة في منطقة أو بلدة) في الأمم المتحدة، وبأنها تمثل «إنذاراً للجميع» في المنظمة الدولية في كل ما يخص إسرائيل، وبأن على السلطة الفلسطينية أن تعود لطاولة المفاوضات من دون شروط!
غير أن ذروة الشوارعيّة التي صارت الطابع الذي يطبع إدارة ترامب والعاملين معه كانت في قول هيلي «أنا أرتدي حذاء ذا كعب عال، ليس من أجل الموضة ولكن لركل أي شخص يوجه انتقاداً خاطئاً لإسرائيل».
نفهم تماماً أن نيكي هيلي هي ممثلة الترامبية في المنظمة الأممية، وقد انتبهنا بالتأكيد إلى «إنجازاتها»، من دفع ريما خلف رئيسة لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا) للاستقالة بعد صدور تقرير عن اللجنة يعتبر إسرائيل «نظام تمييز عنصري»، إلى منع تعيين رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض ممثلاً للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا وصولاً إلى تهديدها الوقح الأخير باستخدام كعب حذائها لمواجهة منتقدي إسرائيل.
لكن غير المفهوم والمستغرب هو هذا الخنوع المخزي لأكبر موظف في الأمم المتحدة، الأمين العام أنطونيو غوتيريش، وكذلك الصمت العجيب الذي تقابل به تصريحات هيلي الخارجة عن أطر الدبلوماسية المتعارف عليها، وهو أمر يحيل المنظمة الدولية، التي بنيت على أساس العمل على منع الصراعات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية، فعلاً إلى بلدة يحكمها «الشريف» الأمريكي الذي يحمل مسدّسه على خصره، وينظر إلى الفلسطينيين نظرة أسلافه إلى «الهنود الحمر».
وما دام الحال كذلك فإن ما يخطر في بالنا هنا ردّاً على نظرة هيلي الشعبوية وتشبيهاتها الهوليوودية الساذجة هو ما قاله الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش في «خطبة الهندي الأحمر»: «ستنقصكم أيها البيض ذكرى تروض خيل الجنون وقلب يحك الصخور لتصقله في نداء الكمنجات… ينقصكم، وتنقصكم حيرة للمسدس: إن كان لابد من قتلنا فلا تقتلوا الكائنات التي صادقتنا، ولا تقتلوا أمسنا».
نيكي هيلي هي خلاصة العدوانية الترامبية التي تجد في إسرائيل ممثلها الحقيقي في العالم.

سفيرة أمريكا وسياسة ركل منتقدي إسرائيل بالحذاء

رأي القدس

مخاطر إفراغ الشرق من مسيحييه؟ 

Posted: 28 Mar 2017 02:33 PM PDT

هناك بعض الظواهر تتطور بشكل مجنون، ولا يمكن أن يخضع ذلك لمجرد الصدفة، أو الحروب التي مزقت أوصال العالم العربي منذ بدايات القرن الماضي على وجه الخصوص. فما كان مجرد ظنون عامة يفبركها الأفرد لحظة الهزيمة أو الخيبات العامة، أو خيارات شخصية، أصبح حقيقة معممة، وتحول إلى ظاهرة تستحق التأمل.
فقد وجدت التهديدات، والاعتداءات المتكررة ضد المسيحيين العرب، وترحيلهم من مناطق الخطر، صدى كبيراً لدى الأفراد والجماعات والهيئات الدولية المشرفة على المهجرين المهددين بسبب ديني أو عرقي أو سياسي. لهذا، فما يحدث أمامنا من التشجيع على الترحيل له ما يبرره ميدانيا. أي أن المسيحيين لم يغادروا أرضهم، وأرض أجدادهم، طواعية، وبرغبة طارئة، أو بعداوة مضمرة ضد هذه الأرض أو تلك، أو لتنوعها الديني أو غيره. هناك وضع حرج وشديد القسوة، فرض على منطقة الشرق الأوسط على وجه التحديد. وضع معقد لم تُسْتَشَر فيه، في سياق تثبيت نظام دولي جديد لم يكشف بعد عن كل مراميه ولو أن علاماته الأولى بدأت تظهر من خلال الحروب التي دمرت شعوبًا بكاملها واضطرت الملايين إلى الرحيل بعيداً عن مناطق الحرب.
بعض هذه الحروب تشن تحت غلاف ديني، يقف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على رأسه، الذي أكل الأخضر واليابس، ووجد في استراتيجيته تدمير الكيان المسيحي ضالته الكبرى ليوصل خطابه الإجرامي إلى الغرب الذي يعتبره عدوه الأساسي على الأقل في خطاباته. من هذه الناحية أعتقد أنه لا خلاف، ولا لوم للمسيحيين بسبب خروجهم واتجاههم نحو المناطق الأكثر أمناً أو المحمية بالخصوص أوروبا.
الذي يثير الجدل اليوم ليس هذا كله، ولكن السياسة الغربية المتناقضة، وغير المتفقة، التي رحبت بالمسيحيين وفشلت كلياً في تثبيتهم في بلدانهم الأصلية مع توفير الحماية اللازمة أو حتى في المهاجر. التهجير الجماعي لمسيحيي الشرق وإفراغ المنطقة منهم، أمر شديد الخطورة لأنه سيفقر في النهاية المنطقة العربية تحديدًا من تعدديتها ومن مادة رمادية كانت فعالة جداً عبر التاريخ، ويدفع بالشرق المتعدد الذي عرفناه دائماً، إلى الموت البطيء والانتحار الهاديء.
نعرف جيداً الجهد العلمي والثقافي المسيحي الذي غير المنطقة العربية بمعارفه وعقلانيته. لا أحد ينكر على المسيحيين الشوام تحديداً، أنهم كانوا وراء تأسيس الصحافة العربية مثل الأهرام في مصر، التي ما تزال مستمرة إلى اليوم. هم أيضاً من أسس المعاجم والقواميس، في دفاع غير مسبوق عن لغتهم، العربية، وتبسيطها والتخفيف من أثقالها، لجعل تعلمها يسيرًا. فجأة تخلصت اللغة العربية من البلاغة الثقيلة التي جعلتها بيتاً مقفلاً على نفسها وعلى الناس. فجورجي زيدان رائد الرواية العربية التاريخية، مثلا جعل من اللغة العربية رهاناً ثقافياً كلياً.
لقد رسخ مسيحيو الشرق التجديد الأدبي بقوة في الأرض العربية. جبران ومي زيادة يستحقان أن يكونا مثالاً لهذه التجربة التي نزعت عن العربية بعض خشونتها وجمودها، وارتقت بها نحو أعماق الإنسان. لم تعد اللغة فقط وسيلة تعبير، ولكنها كيان مستقل يصنع جمالية النص أيضاً وتقريبها من العلم أكثر. نص في طور التجديد والتكوين. وليس غريباً أن يأتي شخصان بعد جبران ومي ويجددا في العربية ويدخلاها إلى القلوب ويمنحاها فرصاً كبيرة للتطور والتجدد: نزار قباني وغادة السمان. المؤكد أنه لكل كاتب عربي جهوده اللغوية وتجديداته بكتاباته، لكن الظاهرة تحس بعض الكتاب. الذي لا يعرفه الكثير من الناس، أو لا ينتبهون له، هو أن المسيحيين،من الناحية اللغوية، ليسوا أقلية لأنهم جزء من الجسد العربي. عرب ينتمون إلى الأغلبية العربية في الشرق الواسع، لكنهم أقلية دينية بالقياس إلى المسلمين. حماسهم نحو عروبتهم وثفافتهم تجعلهم كباراً ومخلصين أيضاً تجاه هويتهم الثقافية والدينية في اتساعها وتنوعها. نزوعهم الثقافي المتعدد أخرجهم من الهوية الدينية الضيقة، وجعلهم أقرب إلى هوية متعددة متنامية تشكل فيها العربية كمساحة ثقافية وحضارية وليس دينية، أكثر من فكرة الهوية المنجزة والثابتة التي نجدها عند بعض المثقفين المسلمين، الذين ضيقوا الهوية حتى جعلوها تتماهى مع الإسلام مما جعل المسيحيين خارج المكون الحضاري المتعدد.
الهوية حركة دائمة عبر التاريخ، منجز في طريق التكون، وكلما جمدت أصبحت معادية لكل ما يختلف عنها. على العكس مما يظنه بعض اليقينيين، من ضيقي الأفق أن الهوية العربية الإسلامية أنجزت قبل قرون، وهي المرجع الأوحد، فالأمر أعقد من ذلك. الحضور العربي المسيحي كان دوماً قيمة مضافة للتطور والبناء والإسهام النوعي على الرغم من الصراعات الدينية، أو الطائفية، والحروب الأهلية.
الدين المسيحي، كدين بمختلف كياناته الأساسية والفرعية، لم يتناقض في أي يوم من الأيام مع عروبته الثقاقية وليس العرقية، في لبنان وسوريا والأردن، ومصر، بل كثيرًا ما اعتبرها مساره الجامع. اللغة والدين في تعدديته، كانا يتكاملان دوماً. وهذا التمزيق المنظم والمحكم الذي يعيشه مسيحيو الشرق اليوم، هو أخطر ما يمكن أن يحدث للكيانات العربية المتهاوية بشكل مفجع، في ظل ظروف شديدة الصعوبة والتعقيد والتصنيع الخفي للكيانات أيضاً.
ما هي السياسات العربية المختلفة المتبعة حالياً للحفاظ على النور الذي هو جزء حي من الشرق المتعدد الذي عرفناه دوماً؟ لا توجد أية سياسة عربية مطلقاً في هذا السياق. كالعادة، يلتفت الحكام العرب المخولون بالتفكير في معضلات العالم العربي، صوب الفراغ، ويتركون المبادرة لغيرهم وجشع الغرب الاستعماري تحديداً لأنه الأقوى، يخطط في مكانهم، وينظم حياتهم كما يشاء ووفق مصالحه.
المصيبة أن التجارب القاسية كثيرة، لكن الدرس لم يحفظ. سبق أن حدث ما يشبه هذا عندما اضطرت الحسابات السياسوية الغربية، إلى تكوين الدولة العبرية، وتم فصل اليهود عن المسلمين، وإفراغ المنطقة منهم، على الرغم من أنهم كانوا دائما جزءاً من المكون السكاني الاجتماعي والثقافي الضارب في عمق التاريخ بلحظاته الجميلة ولحظات صراعه. في العراق تم استهداف اليهود من الحركة الصهيونية نفسها بالتفجيرات لتخويفهم وللدفع بيهود الشرق إلى الهرب. ولم يبق من اليهود شيئاً في العراق، إلا بعض شتات لا يكاد يذكر. اليمن أيضاً يتعرض اليوم لاستراتيجية التفريغ نفسها. في البلدان المغاربية من تنفذ من هذه السياسة التفريغية. فقد دمر قانون كريميو في 1870 اللحمة القديمة بمنحه اليهود الجنسية الفرنسية، بينما أبقى المسلمين على وضعية الأهالي بلا أي اعتراف. وهو ما يحدث للمسيحيين اليوم، الذين كانوا قرابة المليون ونصف مليون في العراق مثلاً، لم يبق منهم إلاّ بضعة آلاف لا تتجاوز الخمسة آلاف في أفضل الأحول. القاعدة، ثم الاحتلال الأمريكي، ثم داعش، هدموا كل بنى الدولة وتركوا وراءهم أرضاً يباباً، الأمر الذي دفع بالكثير من المسيحيين إلى الهجرة والبحث عن سبل الاستقرار الآمن في أوروبا التي ساعدت المهجرين المسيحيين أكثر من غيرهم.
وبسبب التقتيل الداعشي، خضعت مصر وسوريا واليمن للمآسي نفسها. بينما كان السودان ضحية سياسة مجنونة بتطبيق الشريعة على السودان مما جعل المسيحيين يطالبون بالاستقلال في ظل مجاعات وحروب أهلية لا تنتهي. وهاجر الكثير منهم خارج بلدانهم.
الشرق يسير اليوم بوتيرة متسارعة نحو شرق بلا مسيحيين. شرق مسطح كما يشتهيه الغرب الاستعماري، يبيد نفسه بنفسه، هذه المرة على أساس طائفي وعرقي ولغوي.

مخاطر إفراغ الشرق من مسيحييه؟ 

واسيني الأعرج

كيف تحول التلفزيون الأردني إلى ثوب سعودي وعصور الفضائيات من الطبشوري إلى الساتالايتي

Posted: 28 Mar 2017 02:32 PM PDT

قناة المستقبل اللبنانية كانت من رواد البث الفضائي أول العصر الساتلايتي الأول، وكانت كذلك الأولى في ابتكار برامج الترفيه اللبنانية في تنافس محموم مع منافستها ومواطنتها (مختلفة الانتماء) قناة LBC.
كان العصر الساتالايتي الأول، لا يزال في طوره الطبشوري المبكر، مدهشا في كل شيء، وكانت الأشياء أي أشياء تعرضها المحطات جديدة ومدهشة لنا كمشاهدين.
في العصر الساتالايتي الثاني، كان التطور في نوعية برامج السياسة، والجرأة، وكانت «الجزيرة» قد بدأت تظهر بروادها الأوائل ذوي البذلات الأنيقة وربطات العنق بالطابع الإنكليزي اللافت، وحوارات لا سقوف لها، لم يعتدها المشاهد العربي.
العصر الساتالايتي الثالث، وهو الذي لا نزال نعيشه اليوم، تطورت فيه تقنيات الصورة الرقمية إلى حدود أنك تكاد تشم رائحة الرز المفلفل في دعايات زيت الطبخ.
لكن في العصر الأول، حيث الدهشة، كانت قناة المستقبل وقتها تدهشنا ببرامج الترفيه، الذي تتقن صناعته، عبر برامج كانت مدموغة بمقدميها، وكان ميشيل قزي «ميشو» مثلا، أول مقدم برامج يرتدي الجينز ويتصرف بجنون على الهواء، وكانت كارين سلامة زميلته من أوائل نجمات التلفزيون اللواتي جذبن جمهورا واسعا في حينه لبرامجها.
في العصر الساتالايتي الثالث، الذي نعيشه اليوم، تراجعت قناة المستقبل كثيرا، وأسباب تراجعها كثيرة جدا من بينها إزدحام الفضاء العربي بالقنوات الجديدة والمبهرة، وفقدان المشاهد العربي لحس الدهشة وقد «تمسح» وتبلدت أحاسيسه من كثرة المدهشات في واقعه، وأيضا يعيد البعض تراجع جماهيرية قناة «المستقبل»، إلى أنها غرقت في عملية «البحث عن الحئيئة» إلى درجة أنها نسيت «حئيئتها» كقناة رائدة في الترفيه.
لكن، أمس وفي حنين مفاجىء، توقفت عند قناة «المستقبل» أمام طلة كارين سلامة، التي يبدو أنها لا تكبر أبدا، وفي برنامج لها تقدمه اسمه «تليستار»، كان اللافت فيه هجومه على كل شيء تعرضه القنوات والفضائيات، في فقرة كانت تشاركها التقديم فيه منتجة في البرنامج اسمها ريف. وريف هذه وبسلطة المنتج على ما يبدو، أو لا أدري بأي سلطة، كانت تهاجم وتسخر وتتهكم على كل من يقع بين يديها من أسماء فنانين وفنانات ومذيعين ومذيعات… كان هجوما كاسحا لم أفهم فحواه، إلا أنني تابعت البرنامج حتى نهايته وقد اكتشفت أن قناة «المستقبل» استطاعت أن تجترح المعجزة وتدهش!!
جدير ذكره في الحديث عن العصور الساتالايتية جميعها، أن موقف التلفزيون الأردني كان دوما موقفا ثابتا ومبدئيا، ففي كل العصور، بل حتى قبلها ومنذ العصر التلفزيوني الطباشيري الأول، فالتلفزيون الأردني لم يتوقف عن بث إنتاجه البرامجي عن «الميرمية» حتى اليوم.

الأردن بين بلاد الشام والخليج

وفي الحديث عن التلفزيون الأردني، فقد كان أداؤه ساعات ما قبل انعقاد القمة الأردنية – السعودية وقبل ومع وبعد وصول العاهل السعودي للأراضي الأردنية، لافتا في تحولات الهوية والتماهي مع الحالة السعودية إلى حد ذوبان الهوية الأردنية، وكان التلفزيون الأردني طوال ساعات بث الزيارة الملكية السعودية كأنه جزء من مهرجان الجنادرية.
رئيس الوزراء الأردني الأسبق، فيصل عاكف مثقال الفايز، تحدث من ضمن المتحدثين على التلفزيون الأردني، وكان من ضمن ما قاله: «إحنا الأردن صحيح بلاد الشام… لكن عاداتنا من عادات الخليج العربي».
أولا نوضح لدولة الرئيس أنه ليس هناك منظومة عادات موحدة في الخليج العربي، فدول الخليج العربي منظومة سياسية وليست منظومة ثقافية واحدة، وعليه فالعادات والثقافات فيها متباينة، وهي ثرية في أماكن منها دون أماكن أخرى. العادات في سلطنة عمان مثلا غير العادات في الكويت… والدول الأقرب لبحر الخليج العربي عاداتهم وثقافتهم الثرية جدا غير عادات بطن الربع الخالي، وبلا شك هي غير عادات أهل البحر الأحمر.
كما نوضح لدولته أن الأردن متجانس تاريخيا مع امتداده شمالا، وهو الحد الجنوبي لبلاد الشام، حسب قواعد الجغرافيا لا مزاج التقلبات السياسية.
وعليه، لا داعي لمسخ الأردن بهذه الطريقة، فللأردن مع السعودية مصالح مشتركة تحركها السياسة والجغرافيا السياسية… لا أكثر. فليكن مستوى الحديث عقلانيا وواقعيا.

استغلال المرض في الفضائيات

محبة الناس، نعمة من الله، لا يمكن صناعتها، كما لا يمكن ادعاؤها، وفي الأردن، قلما يجتمع الأردنيون على شخصية بما يشبه شبه الإجماع، سواء في السياسة أو في الأدب أو الفن.
ومن المتنعمين بنعمة محبة الناس، بما يشبه الإجماع في الأردن، الفنان موسى حجازين، الساخر المثقف، والنبض الأجمل لواقع الأردنيين بلا تكلف ولا ثقل ظل، بل بعفوية كركية حملت الأردن كله على الضحك والبكاء في آن واحد.
قبل أسبوع، تعرض موسى حجازين لوعكة صحية ألزمته المستشفى، لتضج وسائل التواصل الاجتماعي بالقلق الحقيقي، الذي تحسه يهز الشاشة الباردة، وبين إشاعات حملتها دكاكين إلكترونية تسعى لجذب القراءات بأي ثمن، كان القلق يتسع إلى أن قام بعض أقرباء الفنان الأردني الكبير وأصدقائه المقربين من طمأنة الناس، وكنت محظوظا بالتواصل مع الصديق الكاتب الساخر أحمد حسن الزعبي، وهو من أقرب أصدقاء حجازين، لأحصل منه على الاطمئنان، وبعض حكايات الإعلام السطحي، ومنها فضائيات كانت تسعى جاهدة في المستشفى لتصوير حجازين في لحظات حرجة من ضعفه المرضي، لولا أن منعهم الزميل الزعبي.
موسى حجازين الآن بخير وعافية، وموجة القلق العابرة، والتي طغت على كل شيء آخر في الأردن، تعطي درسا بليغا في قواعد العشق لدى الناس… بعيدا عن كل تكلف وزيف.

إعلامي أردني يقيم في بروكسل

كيف تحول التلفزيون الأردني إلى ثوب سعودي وعصور الفضائيات من الطبشوري إلى الساتالايتي

مالك العثامنة

العنف الرقمي

Posted: 28 Mar 2017 02:32 PM PDT

أفتح بين الفينة والأخرى بعض مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة ما يجري فيها من نقاشات، للتعرف على الجديد، أو الاطلاع على ما يصلني من رسائل. تبين لي، من خلال المتابعة، أن ما أسميته «الإحماض» سائد في العديد من الرسائل المتوصل بها. فأضحك وأشارك. ولما كان نادرا ما تصلني معلومات جديدة ومفيدة، استنتجت أن ذلك الإحماض لا يوازيه، كما ونوعا، سوى العنف وخطابه.
وفي بعض الفترات التي يهيمن فيها حدث طارئ يثير تناقض التصورات وتعددها لا أجد نفسي إلا مكرها على عدم متابعة ما يجري. فما كان ضحكا مستحبا، مع الإحماض، يصبح حزنا وتقززا مع العنف.
بين الضحك الذي يولده الإحماض، والحزن الناجم عن العنف مسافة ضيقة، فهما دالان لمدلول واحد: رد فعل تجاه حدث، يعكس ذهنية اجتماعية ونفسية مشتركة. فعندما يكون حدث سياسي أو اجتماعي ما مثيرا لردود أفعال أجدني أمام صور وتعليقات، أو فيديوهات تعرض خطابات «غرائبية» لسياسيين أو وعاظ؟ لا يمكن سوى أن تدفع إلى الابتسام الذي يخفي سخرية، أو الضحك الذي يوصل إلى الانفجار. وبإزاء حدث آخر، أراني أتابع تعليقات طويلة هدفها الإقناع والإفحام، ويكون الصوت والصدى، فلا تشتم من وراء الخطاب إلا القذف والشتم والتحقير والتشهير.
إن نشر خطاب أو صورة من أجل إثارة «الضحك» أو السخرية، أو التعليق على حدث أو خطاب من خلال «القذف» لا يعنيان سوى شيء واحد: تفريغ شحنات مكبوتة، ننفجر عبرها في وجه ما يزدحم به واقعنا الذي نعجز عن الفعل فيه. إننا بذلك نمارس نوعا من الانتقام الذي نبحث فيه عن نوع «العزاء» مما نعاني منه من احتقار وسوء اعتبار في حياتنا المزرية، وليس السباب والشتم سوى وجه آخر للضحك والسخرية. فكما نتحدث مع إنسان، قد نتحدث عليه. وكما نضحك مع إنسان قد نضحك عليه. فإذا كانت «مع» تعني «التواصل» على قدر المساواة، ولكل بيانه في التبيين عن مواقفه؛ فإن «على» لا تدل إلا على «التنافر» الذي نسعى من خلاله التقليل من الآخر، وممارسة العنف عليه، عبر تسفيه خطابه والدعوة إلى محوه.
فعل التواصل دال على الحوار، أما التنافر فقائم على الإلغاء. وما دامت علاقاتنا غير مبنية على التواصل والحوار، فإن التنافر والإلغاء يصبحان قاعدة تعاملنا مع أنفسنا ومع الأشياء من حولنا. فلا نكون إلا أمام العنف والعنف المضاد اللذين يتخذان صورا وأشكالا لا حصر لها. وهذا العنف نمارسه في الحياة الواقعية والافتراضية أيضا، مع تأكيد أن الواقع الافتراضي يتيح مساحة أكبر مما يحتمله الواقع الآخر، الذي يفترض المواجهة المباشرة والحضور العيني، مما يجعلنا أمام بروز ظاهرة العنف الرقمي.
قبل ظهور الوسائط الجديدة، كانت النكت تُسرَد في المجالس السرية، وكان العنف اللفظي يتم في غياب المتحدث عنه، لكن الوسائط الجديدة، أتاحت للجميع إمكانية تقديم أي خطاب، على مسافة، وبكيفية غير مرئية، فأفسحت المجال على مصراعيه أمام المكبوتات لتنفجر بالأشكال التي يضيق عنها الوصف، فكان العنف الرقمي واحدا من أهم ما تحقق في الفضاء الشبكي من خلال هذه المجالس الافتراضية.
تطالعني، أمثلة كثيرة من هذا العنف الذي تستفرغ فيه، من خلال اللغة، كل ما تختزنه الذوات من احتقان يفرضه الواقع الذي نعيش فيه، وبدل التواصل مع واقعنا بالكيفية التي تمكننا من فهمه والمشاركة في تغييره، نعبر عن رفضنا له بطرق ملتوية: ممارسة الإحماض والعنف. ومن خلالهما قد نتوهم أننا نحقق نوعا من الانتقام لأنفسنا مما يجري، لكننا في واقع الأمر لا نعمل إلا على تكرسيه بصورة أشد، ونعمل على إدامته بطريقة لا تُحد.
ما أكثر الأمثلة التي تطالعنا بخصوص هذا العنف الرقمي، وهو يتسع لخطابات متعددة تتعلق بمختلف نواحي الحياة، من الرياضة إلى السياسة، مرورا بالاجتماع والثقافة والاقتصاد، حدثت ضجة إعلامية في بعض وسائل الإعلام المصرية بسبب زيارة الشيخة موزة القطرية إلى أهرام البجراوية في السودان. يبدو الحدث بسيطا. أميرة قطرية تزور أهراما في السودان. واكب الإعلام المصري الحدث بتأويلاته الخاصة، ينتقل الخبر من الإعلام السمعي البصري إلى المجالس الافتراضية محملا بالاحتقان، فينتقل الاختلاف بين نظامين إلى الخلاف بين شعبين. صارت الاختلافات بين البلدين المتجاورين في وطننا العربي مناسبات لتهريب المشاكل الداخلية إلى الخارج، ويلعب الإعلام الرسمي دورا كبيرا في تغذية هذه الخلافات. وما دمنا لا نستوعب جيدا هذه القاعدة، يجرنا «الحماس» القطري إلى تفجير مكبوتاتنا التي يفرضها علينا واقعنا في المجالس الافتراضية، فنوسع دائرة الحديث «على»، والضحك «على» الآخر، وقد صار الشعب، فنستعمل كل ما تختزنه لغتنا وذاكرتنا وتاريخنا من عنف فنقذف به، معبرين ليس على ما يدور حولنا، ولكن حول ما يقال «علينا».
من خلال متابعتي لما كتب، انتابني حزن شديد بسبب ما صار يقال «على» الشعبين المصري والسوداني من لدن السودانيين والمصريين معا. واستخلصت أن العنف ضد الآخر لا يقل عنفا عما يمارس على الشعوب.
كاتب مغربي

العنف الرقمي

سعيد يقطين

المشهد السياسي مبهم تنعدم فيه المصداقية والشفافية والحكومة تتبع أساليب الخداع في فرض زيادات الأسعار

Posted: 28 Mar 2017 02:32 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: موضوعان رئيسيان سيطرا على اهتمام الصحف المصرية الصادرة أمس الثلاثاء 28 مارس/آذار، الأول هو القمة العربية في العاصمة الأردنية عمان، وسبب الاهتمام الواسع بها ينصب أساسا على العلاقات التي تحسنت مع السعودية، وستزداد تحسنا نتيجة أول لقاء بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل السعودي الملك سلمان، وكذلك الاجتماع غير المسبوق الذي عقده الرئيس مع ممثلي ثلاث شركات عالمية للبترول هي، روزفنت الروسية وأيني الإيطالية وبي بي البريطانية، حيث أطلعوه على حجم اكتشافات الغاز الطبيعي بالتعاون مع وزارة البترول في البحر الأبيض المتوسط، وبالقرب من دمياط التي ستكفل لمصر تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز في العام المقبل، وهو ما يعني التخلص من عبء استيراده بالعملة الصعبة، ودعم ذلك إعلان محافظ البنك المركزي أن الاحتياطي النقدي في تزايد، وذلك كله يأتي بعد موافقة صندوق النقد الدولي على إرسال الشريحة الثانية وقدرها مليار دولار من أصل القرض بقيمة ثلاثة مليارات، ما يعني الثقة في خطوات الإصلاح الاقتصادي وتخفيض عجز الموازنة، وإن كان يعني أيضا استمرار الارتفاع في أسعار السلع والخدمات، وهي الشكوى الرئيسية والمتواصلة من الأغلبية، ولم يخفف من حدتها إلا توفير بعض أنواع السلع لأصحاب البطاقات التموينية بأسعار معقولة، وحتى هؤلاء عددهم يتناقص بسبب سياسة وزارة التضامن الاجتماعي في حذف الكثير من الأسماء من البطاقات التموينية.
كما أن وزارة الكهرباء أعلنت أنها اعتبارا من شهر يوليو/تموز المقبل ستزيد الأسعار في إطار خطتها إلغاء دعم الطاقة، كما لا يخفف من حدة الأزمة إعلان الحكومة بشري للمواطنين بأن الكهرباء لن تنقطع خلال شهر رمضان المقبل، وأن الجميع سوف يستمتعون بالمسلسلات والبرامج. كما بشرت الحكومة الناس بتوفير كل السلع في الشهر الكريم، وبالاضافة للاهتمام بالأسعار فإن الأغلبية واصلت اهتماماتها بامتحانات نصف السنة ومباريات كرة القدم. كما واصلت الصحف في صفحاتها الفنية الاهتمام بذكرى وفاة عبد الحليم حافظ وبدرجة أقل بذكرى وفاة أحمد زكي.
وإلى ما عندنا من أخبار..

القمة العربية

ونبدأ بأبرز ردود الأفعال على مؤتمر القمة العربية وقول محمد أمين في عموده اليومي «على فين» في «المصري اليوم»: «يبدو أن عمّان على موعد «الأربعاء» مع لقاء قمة من نوع مختلف بين الرئيس السيسى والملك سلمان، وبالتالي فنحن أمام قمتين في وقت واحد، قمة عادية في توقيتها وجدول أعمالها، وقمة فوق العادة بين السيسي وسلمان. ولو لم يكن لقمّة عمان من نتيجة غير لم شمل الزعيمين لكان ذلك يكفي طبعاً، فقد تأخرت قمة الزعيمين مع أن العمل العربي لا «يستقيم» بغيرهما أبداً. صحيح أن هناك 17 رئيساً وملكاً عربياً سوف يشاركون في أعمال القمة العربية، لكن ستبقى قمة الرئيس والملك هي أيقونة هذه القمة، لا تفرح بها مصر فقط ولكن تفرح بها السعودية أيضاً. ولا أبالغ إذا قلت إن الرؤساء والملوك سوف يفرحون أيضاً بهذا اللقاء الأخوي، وقد سبقتها زيارة ودية قام بها الشيخ حمد بن عيسى للقاهرة وهي مساع حميدة هدفها تنقية الأجواء بين البلدين».

مقاومة الإرهاب

وإلى «الأهرام» ونقيب الصحافيين الأسبق مكرم محمد أحمد وقوله في عموده اليومي «نقطة نور»: «ما من شك أن للعرب مصلحة مباشرة في أن يكونوا جزءا مهما من التحالفات الإقليمية والدولية، التي تستهدف تقويض تنظيم «داعش» واجتثاث جماعات الإرهاب، سواء على المستوى الإقليمي أو في إطار التحالف الدولي الواسع، الذي تنظمه الولايات المتحدة ويضم أكثر من 160 دولة، اجتمعت على مستوى وزراء الخارجية قبل عدة أيام في واشنطن، لتنسيق جهود المجتمع الدولي في الحرب على «داعش». ومن المؤكد أن وجود الدول العربية ضمن هذه التحالفات الإقليمية والدولية يحقق مصلحة عربية، لأن العرب هم المستهدفون أولا من جماعات الإرهاب، والمستفيدون قبل غيرهم من تعزيز الجهد الدولي لمقاومة الإرهاب الذي حول عددا غير قليل من البلاد العربية إلى مسرح لجرائمه، فضلا عن أن اشتراك العرب في هذا الجهد الدولى يسهم في تبديد شكوك كثيرة تحيط بمواقف بعض الدول العربية، التي يتهمها المجتمع الدولي بالتواطؤ والصمت على جماعات الإرهاب. ومن المؤكد ثانيا أن وجود العرب عنصرا نشيطا ضمن هذه التحالفات يشكل في حد ذاته دفاعا عن الإسلام، في مواجهة تيارات وقوى تربط زورا بين الإرهاب والإسلام، وتروج عمدا لمقولات ودعاوى تدعي أن العنف وكراهية الآخر يشكلان جزءا من بنية الإسلام الفكرية. ومن المؤكد ثالثا أنه إذا كان من مصلحة أمن العالم واستقراره أن يتوافق المجتمع الدولي على ضرورة الالتزام بمدونة سلوك تمنع كل أعضاء المجتمع الدولي، من تقديم أي عون مادي أو معنوي لجماعات الإرهاب، فإن من مصلحة الأمن العربي ومصلحة الدول العربية جميعا أن تلتزم هي الأخرى بمدونة سلوك مماثلة تمنع جميع الدول العربية من تقديم أي عون لجماعات الإرهاب أو اعطائها ملاذا آمنا أو تمويلها والسماح لها باستخدام أراضيها».
وفي الصفحة السادسة من العدد نفسه من «الأهرام» قال مسعود الحناوي في عموده «اتجاهات»: «نتوقع أن تكون قمة تقليدية لن تؤثر كثيرا في مجريات الأحداث كغيرها من القمم التي سبقتها، ولا يأتي توقعنا من باب التشاؤم أو إحباط الهمم، ولكنني ومن خلال متابعة دقيقة عن كثب لمثيلاتها على مدى عشرة أعوام، لا أرى ثمة تغيرا أو تطورا ملموسا يجعلها مختلفة. صحيح أن الأمين العام الجديد لجامعة الدول العربية صرح بأن إعلانا سيصدر عن القمة سيكون له تأثيره على أحوال الدول العربية والمنطقة برمتها، وأنها ستحظي بحضور عربي غير مسبوق، إلا أن هذه تصريحات مشابهة لتلك التي كانت تصدر خلال الاجتماعات التحضيرية لكل القمم السابقة. ويبقى أقصى المنى هو إجراء مصالحة مصرية – سعودية من خلال جلسة تشاورية تجمع بين خادم الحرمين الملك سلمان والرئيس عبد الفتاح السيسي بعد جهود الوساطة التي قامت بها كل من الأردن والإمارات والكويت».

هواجس وأحزان وتحديات

ونظل في «الأهرام» لنكون مع أسماء الحسيني وقولها من الأردن: «القمة تأتي في ظل أوضاع عربية شديدة التأزم والتعقيد، سواء على مستوى الأوضاع المأساوية التي يعيشها العديد من الدول العربية، أو على صعيد الخلافات العربية العربية المتصاعدة بين الدول العربية شرقا وغربا، وأخيرا على صعيد كارثة الإرهاب الذي يعصف بالمنطقة والعالم. كما أن الدول الخليجية تترقب خطاب الرئيس ميشال عون في القمة، الذي ينتظر أن يعبر فيه عن موقف لبنان من البند المتعلق بإدانة التدخلات الإيرانية في الدول العربية، والذي بناء عليه ستقرر المجموعة الخليجية الشكل المستقبلي للعلاقات الخليجية اللبنانية، وهل ستواصل تحسين تلك العلاقات أم سيتم تجميد انفتاحها. قمة البحر الميت للقادة العرب تحيط بها هواجس وأحزان وتحديات وآمال كبار، فالقادة العرب المشاركون في القمة سيتنسمون عبير فلسطين عبر البحر الميت، والقادة العرب سيطلون على فلسطين المحتلة من محل إقامتهم في البحر الميت، كما أن القادة العرب سيحملون معهم إلى القمة ملفات عضال، الأمر جلل والتحدي كبير والآمال أيضاً».

حكومة ووزراء

وإلى الحكومة وحركاتها وقراراتها العجيبة ووسائلها الأشد عجبا في زيادة الأعباء على المواطنين، أكثر مما يستطيعون تحمله، وقال عنها أمس الثلاثاء الدكتور محمود خليل أستاذ الإعلام ومستشار جريدة «الوطن» في عموده اليومي «وطنطن»: «بعد أنباء تردّدت عن زيادة أسعار فواتير الكهرباء بدءاً من شهر يوليو/تموز المقبل، قال الدكتور أيمن حمزة المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء: إن ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام في هذا السياق «مجرد تكهنات» وهو التعليق نفسه الذي سبق وجاء على لسان المتحدث الرسمي باسم وزارة البترول حول زيادة أسعار البنزين والسولار من جديد، «مجرد تكهنات» هي الجملة الأشهر على لسان أغلب الوزراء والمتحدثين باسم الوزارات، تعليقاً على حديث الغلاء، الذي أصبح حديث الصباح والمساء في مصر. «مجرد تكهنات» أجد أن الوزراء ومتحدثيهم معذورون وهم يُردّدون هذه الجملة عند التعليق على زيادة سعر أي سلعة أو خدمة، الواقع يقول إنهم «مش مسؤولين» وإنما هم مجرد معلنين لقرارات معينة تُملى عليهم ويتحدّد دورهم في إعلام الرأي العام بها، ثم مواجهة غضبه بعد ذلك. تعالَ نراجع آخر زيادة في الأسعار التي كان محلها «مترو الأنفاق» وننظر إلى التصريحات التي سبقت القرار. قبل ساعات من إعلان زيادة سعر تذكرة المترو خرج وزير النقل بتصريح قال فيه: «الحكومة لديها النية لرفع سعر تذكرة المترو» وعندما سُئل حول حجم الزيادة أجاب: «حجم الزيادة ما أعرفهاش الحقيقة» هكذا تحدث هشام عرفات وزير النقل الرجل كان صريحاً إلى أقصى الحدود فالقرار ليس قراره وإنما هو مجرد ناقل أو مبلغ».

رفع سعر تذكرة مترو الأنفاق

كما شدت هذه الأساليب الشيطانية اهتمام رئيس التحرير التنفيذي لجريدة «اليوم السابع» أكرم القصاص فقال عنها أمس الثلاثاء: «لم تكن قضية تذكرة مترو الأنفاق استثناء ولا أحد يسأل أين ذهبت المناقشات العميقة التي كانت قبل يومين؟ تم رفع التذكرة لكن بقيت المشكلة والقضية ليست في مضاعفة سعر التذكرة، لكن هل رفع السعر هذه المرة ومرة أخرى يوقف خسائر مترو الأنفاق؟ أما قمة الإهدار فهي غياب الاستغلال الأمثل للمحطات والعربات في الإعلانات، مترو الأنفاق مكان مثالي للإعلانات، ومع هذا نكتشف أن الهيئة بجلالة قدرها باعت حق الإعلانات بـ175 مليون جنيه في السنة أي 35 مليونا فقط في الشهر، وهو رقم أقل من واحد على عشرة مما يفترض الحصول عليه، حال تم الاستغلال الجيد والتسويق لمساحات إعلانية في المحطات والعربات وشاشات العرض والتذاكر إلى آخره، ولا يخلو الأمر من تلاعب، وإذا كنا نتحدث عن خسائر التذاكر يجب أن نتحدث عن أرقام مهدرة وخسائر مؤكدة بالتلاعب والتواطؤ لا يمكن السكوت عليها، لأن الخسائر لن تتوقف فقط برفع ثمن التذكرة لكن بالاستغلال الحقيقي للفرص والإمكانات بما يحقق أرباحا وليس خسائر».

مشاكل وانتقادات

وإلى المشاكل والانتقادات ومنها مشكلة السرقات التي انتشرت ونشر مجلة «آخر ساعة» حديثا مع اللواء علاء فاروق رئيس منطقة القاهرة للأمن حول دخول أساليب جديدة في ارتكاب السرقات: « أكد رئيس منطقة القاهرة للأمن العام اللواء علاء فاروق، أن إعادة الأمن إلى المواطن تتصدر أولويات الشرطة، مشيراً في حواره لـ»آخرساعة»‬ إلى أن هناك تراجعاً في معدلات الجريمة بسبب تزايد عمليات الضبط، كاشفاً عن وجود زيارات مفاجئة من قبل مساعد الوزير للأمن العام اللواء جمال عبدالباري إلى سيناء لتفقد القوات والتأكد من يقظتها. وعند سؤاله عن هل هناك استحداث في أساليب ارتكاب الجريمة؟ أجاب كان اللص يصعد الاتوبيس وينشل الركاب، لكن الآن أصبح يتبع سيارة نقل الأموال بعد رصدها طول الطريق، وعندما تصل البنك يقوم بسرقتها. كما أن الإعلانات في وسائل الإعلام المختلفة أصبحت تُستخدم في ارتكاب الجرائم، فقد تجد اعلانا عن بيع شقة ويتم الاتصال بصاحبها من خلال هاتفه الموجود في الإعلان، وهو الذي يحدد مكانا للمقابلة وهنا قد يقتل المشتري او ينصب عليه ويأخذ أمواله تحت تهديد السلاح».

أخلاقنا ولغتنا في متحف التاريخ

ومن النشل إلى انهيار الأخلاق، كما أكد في «المصري اليوم» الدكتور صلاح الغزالي حرب في مقال له عنوانه «مصر في خطر» قال: «انتشر الكذب والنفاق وانعدم الذوق في التعامل بين البشر وقل الأدب والكياسة واللباقة والحياء، وتحسرت على ما زرعه في قلبي والدي الراحل العظيم من ضرورة احترام الصغير للكبير وعطف الكبير على الصغير، وأن من علمني حرفاً صرت له عبداً وغير ذلك من المقولات التي تربينا عليها صغاراً وصارت في متحف التاريخ أضف إلى ذلك سرعة الغضب والانفعال الذي يترجم إلى جرائم وحشية لم يعهدها المصريون في سابق الأيام .. كما أن هناك تهميشا واضحا للغة العربية، قل أن تجد من بين خريجي الجامعات من يستطيع التحدث بلغة عربية سليمة.. وتكفي نظرة واحدة على مراكز التسوق الكبيرة، وما فيها من محلات وأماكن ترفيه، ومطاعم وسوف تجد الغالبية العظمى منها باللغة الأجنبية، بل إن معظم قنواتنا الفضائية بأسماء وحروف أجنبية. ونظرة واحدة إلى محادثات الشباب على شبكات التواصل الاجتماعي تكفي لمعرفة حجم المأساة التي يعيشها، فلم أجد بلداً فى العالم المتحضر من حولنا يتجاهل لغته الأصلية، ويتسلق على لغات الآخرين، ولنا أن نتصور قادة المستقبل لهذا البلد وهم لا يحسنون التحدث بلغة بلدهم، التي هي من أهم مقومات القومية والهوية الوطنية».

المثلث الذهبي

ولكن رغم هذا التشاؤم فإن المحرر الاقتصادي جميل جورج في «الأخبار» أشار إلى نقطة نور وأمل بقوله في الصفحة الأخيرة أمس الثلاثاء: «يستحوذ مشروع المثلث الذهبي على اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي لذلك كانت بداية الإعلان عنه خلال مؤتمر الشباب الثاني، وخلاله أعلن الرئيس عن خطوات إيجابية على الطريق لإنعاش اقتصاد الصعيد، ومن بينها إنشاء هيئة لتنمية منطقة المثلث باستثمارات متوقعة 18 مليار جنيه، بدعم البنك الدولي. أكدت الحكومة حرصها على تنفيذ المشروع القومي لتنمية سيناء وجنوب الوادي وتوشكي وشرق العوينات، وتنمية شمال خليج السويس ومحور تنمية القناة، وممر التنمية واستغلال الحيز المتاح لشرق التفريعة في محافظة بورسعيد، وهو ما يؤكد الحرص على البناء من أجل الأجيال الجديدة، دون النظر تحت الأقدام وهو ما فعله الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عندما أصر على إقامة السد العالي الذي حمى مصر من الجفاف والعطش. وأكد العلماء على أن المناطق بين قنا غربا أو البحر الأحمر شرقا، وبين سفاجا شمالاً والقصير جنوباً تتميز بتواجد مناجم الذهب التي تفوق منجم السكري، وأيضاً الثروات المعدنية مثل الكوارتز والفوسفات والقصدير والإلمانيت والتتاليم والجبس وخام الإسمنت شمال جبل ضوي بما قيمته 2300 مليار جنيه، وخام الزجاج الكريستال غرب سفاجا بما قيمته 40 مليار جنيه، وخام الذهب شمال مرسي علم بما قيمته 24 مليار جنيه، إضافة إلى مشروعات الزراعة في قنا 8500 فدان والسياحة والعمران لاستيعاب 1.1 مليون نسمة في مدن القناة الجديدة. حقا أنه المثلث الذهبي مشروع الأمل والحلم لمصر ومحافظات الجنوب.

معارك وردود

وإلى المعارك والردود المتنوعة وسيبدأها اليوم عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان السياسي جورج إسحق الذي هاجم النظام والمعارضة معا يوم الاثنين في مقال له في جريدة «الشروق» قائلا: «نعيش مشهدا سياسيا واقتصاديا مبهما تعلوه الغيوم تنعدم الشفافية والمصداقية عن أي قرار اقتصادي أو سياسي. أسئلة لا توجد لها أجوبة لماذا القرار؟ لماذا الآن؟ ما النتيجة المرجوة؟ وما الجدول الزمني وما المخاطر؟ وكيف سنواجهها. حصار سياسى يقوده إعلام الدولة المملوك لبعض أجهزتها الأمنية، توزيع الاتهامات بالخيانة والعمالة ليلا ونهارا على المعارضين أيًا كانوا، قائمة من المعارضين السياسيين الممنوعين من الظهور الإعلامي، فسخ عقود المذيعين المحسوبين على أي تيار معارض أو حتى مستقل مهنيا لا يستطيع التطبيل وعزف الصوت الواحد، منع التظاهر حتى بقانونهم الذي وضعوه ولا يرغبون في تطبيقه لا بتصاريح ولا من غير، برلمان بعيد كل البعد عن الواقع الذي نعيشه يفصل فصلا سريعا ونهائيا كل من له رأي مخالف أو موقف قوي أو مواجه للفساد. نظام يستمر في سياسته التي اعتاد عليها قبل الثورة، وهي زرع عناصره الأمنية داخل الأحزاب والكيانات السياسية لتقسيمها وتدميرها، أصوات غريبة تنادى بتعديل دستوري لمد فترة رئاسية لدستور لم يطبق بعد من الأساس، انتخابات محلية اسما فقط وليس لها أي محل من الإعراب في المشهد السياسي، انتخابات رئاسية بعد سنة دون أي استعداد لتجهيز مفوضية الانتخابات، التي ينص عليها الدستور، وكذلك وقف الانتخابات الطلابية التي تفرز سياسيي المستقبل، وكان هذا طوال التاريخ المصري. ولا أستثني القوى السياسية المعارضة من ضبابية المشهد، فهم مشاركون مشاركة جليلة، فالتمزق والانقسام بينهم أخذ مراحل هزلية، لا أرى فيها أي أمل أن تعالج، حتى أنهم وصلوا أيضا إلى فقدان القدرة على مجرد التنسيق وليس فقط الاتفاق في ما بينهم، إلى جانب الفشل في التنسيق بينهم وبين القوى الثورية، التي تفتتت هي الأخرى. ويبدو أن الكل ضل الطريق حتى ونحن على أعتاب ــ أو نبدو على أعتاب ــ انتخابات رئاسية العام المقبل لم يستطيعوا أن يواجهوا أنفسهم ويوحدوا صفوفهم من أجل تحقيق أهداف ومبادئ ثورة 25 يناير/كانون الثاني من عيش وحرية وعدالة وكرامة».

الاستبداد رفيق السلطة

وإلى «المصري اليوم» وسؤال مي عزام عمن يحاسب الرئيس ومن يراجعه في قراراته: «هل يمكن لهذا المجلس أن ننتظر منه خيراً؟ هل يمكن أن يكون مجلس بهذه السلوكيات أميناً على حقوق الشعب الذي انتخبه؟ هل يملك القوة والشجاعة ليكون عين الشعب التي تراقب الرئيس والحكومة؟ ثارت في نفسي هذه الأسئلة، وأنا أتابع مشاهد المشادة التي تمت في مجلس النواب، (أمس)، وتوابعها والتي أدت إلى تحويل النائب هيثم الحريري للجنة القيم، استعدادا لإسقاط عضويته كما سبق وتنبأ النائب، الذي يختلف مع رئيس المجلس، وهذا الأخير لا يطيق المعارضة سواء داخل المجلس أو خارجه. الاستبداد رفيق السلطة، كل من يملك سلطة يميل للتسلط على من يليه، إلا من رحم ربي، ولذا كان تم وضع آليات لمراقبة ومتابعة أداء الرئيس في الدول الديمقراطية، على رأسها المجالس النيابية، فهي المسؤولة أمام الشعب عن متابعة ودراسة قرارات الرئيس والحكومة، حين تعرض عليها وقبل دخولها حيز التنفيذ، المفترض أن يكون المعيار الوحيد لإجازة هذه القرارات ومشاريع القوانين، أن تصب في مصلحة الشعب، وأن يكون السؤال: هل هذه القرارات لصالح جموع الشعب أم لا؟ هل تحقق مطالبه وطموحاته؟ هل هناك أضرار لها ستقع على عاتق القاعدة العريضة من الشعب؟ أي حاكم هو في الأساس خادم للشعب، جاء ليحقق مطالب الشعب وأحلامه، ائتمنه الشعب على إدارة مقدراته لأنه توسم فيه القدرة والعزم والرغبة في تحقيق آماله، والحاكم الذي يحيد عن ذلك فاقد لشرعيته لأنه أخل بالعقد مع الشعب، والنواب الذين لا يحرسون مصالح الشعب، يخونون الأمانة التي كلفهم بها الشعب حين انتخبهم. السيسي سيزور أمريكا مطلع الشهر المقبل وسيقابل الرئيس الأمريكي المنتخب، رسمنا لترامب صورة بأنه حليفنا وسندنا، عكس أوباما، لما بين الرئيسين من توافق فكري ونفسي، بالتأكيد أن الرئيس السيسي يتابع ما يحدث لهذا الحليف، الذي تصور أن الحكم آل إليه وله أن يفعل ما يشاء، فيمكنه إدارة أمريكا كما اعتاد أن يدير إحدى شركاته العقارية، وهو ما يحدث مع السيسي الذي يدير مصر كما كان يدير فرقته في الجيش، فكلاهما لم يتخلص من عاداته القديمة بعد. الفرق بيننا وبينهم، رقابة مؤسسات الدولة لقرارات الرئيس ومراجعته وعدم تنفيذ ما يتعارض مع مبادئ الدولة ومصلحة المواطن.
بالعودة إلى حالنا وحال مجلسنا الموقر نرى العجب، البرلمان ينحاز للرئيس والحكومة على حساب الشعب، والرئيس والحكومة لا يعتبرانه رقيبا أو حسيبا، بل العكس فهو داعم ومساند لهما (بدعوى الوطنية)، لذلك أدهشني جدا رد فعل النائب سامح السايح الذي هدد بتقديم استقالته، اعتراضا على أسلوب الحكومة في التعامل مع المجلس وقراراتها المفاجئة التي تتسبب في فقدان المواطن ثقته في المجلس، وكان ذلك تعليقا على زيادة سعر تذكرة المترو، سبحان الله، كل هذا الغضب من أجل أقل القرارات الحكومية ضررا على المواطن، لكن تعويم الجنيه المفاجئ الذي جعل قيمة عملتنا النصف في غمضة عين وأشعل الأسعار لم يؤرق النائب، وقرض الصندوق الذي صرفت الحكومة الشريحة الأولى منه قبل إطلاع المجلس على اتفاقية القرض لم يغضبه، وكذلك اتفاقية تيران وصنافير التي وقع عليها رئيس الوزراء بحضور الرئيس دون أن يعلم المجلس عنها شيئا. مصر تعيش محنة حقيقية، في عدم وجود معارضة قوية في البرلمان أو خارجه، برلمان الدكتور عبدالعال، لا يمكن أن يحقق رقابة جادة على الحكومة، أو يتمكن من مراجعة وإيقاف قرارات الرئيس التي يجد فيها الشعب إضراراً بمصالحه. ما الحل إذن؟ أعتقد أن الحل الوحيد في تجميع كل القوى الفاعلة في المجتمع لتكون جبهة واحدة صاحبة تأثير على صنع القرار، من خارج إطار مؤسسات الدولة، ولو نجحنا في ذلك فيمكن أن تكون لهذه الجبهة مرشح رئاسي ينافس الرئيس الحالي في الانتخابات الرئاسية المقبلة.. وأن نصل لتداول سلمس للسلطة، هل يمكن أن يتحقق ذلك الحلم؟».

خبطة صحافية

ونواصل كلامنا عن انتشار الكذب وانهيار الأخلاق وصل إلى درجة أن مواقع التواصل الاجتماعي نشرت صورا قالت عنها إنها صور منى ابنة الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر وهي ترقص مع السفير الإسرائيلي ما دفع جريدة «الدستور» اليومية المستقلة أن تقول في بابها اليومي في الصفحة الأخيرة «اشتباك»: «كان من السهل علينا في «الدستور» أن نستسلم لما قاله من يسمونهم نشطاء على «فيسبوك» عن حضور السفير الإسرائيلي فرح حفيد عبدالناصر أحمد أشرف مروان، ولما قيل عن رقص السيدة منى عبدالناصر معه على أغنية حكيم «حلاوة روح» فنحن أمام خبطة صحافية يمكن استثمارها بقوة، لكننا قمنا بما نرى أنه عملنا الطبيعي جدًا، شاهدنا الفيديو أكثر من مرة بحثنا عن السفير الإسرائيلي فلم نجده توقعت أن يكون المقصود هو أحمد نفسه الذي يرقص مع والدته، وربما كان هناك شبه بينه وبين السفير، وهو ما جعل البعض يتوهم وجوده أو أن الأمر كله تم بسوء نية. لم نكتفِ بذلك سألنا عن نشاط السفير الإسرائيلي خلال الأيام الماضية، لنعرف من مصادر ذات ثقة بالنسبة لنا أنه ليس موجودًا في مصر منذ ثلاثة أشهر على الأقل، والأهم من ذلك أنه لم يحضر أي حفلات زفاف منذ تولى المسؤولية هنا في القاهرة. فيديو الفرح صحيح لكن ما قيل عن ظهور السفير خلاله لم يكن كذلك، وهو ما يفتح ملفًا خطيرًا جدًا عما يفعله المتسكعون على شبكات التواصل الاجتماعي، فهم يرمون بأي شيء دون أن يتأكدوا منه وحتى لو تأكدوا فهم يريدون إثارة ضجة كاذبة. الأخطر من ذلك هو وقوع صحافيي المواقع الإلكترونية في مصيدة صُيع الـ«فيسبوك»، يأخذون ما ينشر عبره على أنه حقيقي ومسلم به، فيسارعون إلى نشره دون بحث أو تدقيق. أما الذي هو أخطر من ذلك فهو سيادتك فأنت تصدق ما تقرأ وتكذب ما تراه بعينيك فتنشر الشائعات التي نتورط فيها. نأتي إلى منى عبدالناصر أعتقد أنها لم تكن مقصودة، بل كان الهدف هو والدها أرادوا أن يقولوا أن الزعيم الذي بنى شرعيته على حربه ضد إسرائيل يرقص السفير الإسرائيلي في بيت نجلته وهي مراهقة سياسية وإنسانية غير مقبولة، لكن ماذا نفعل والعقل غائب والمعايير معيبة؟».

«متخافش»

وفي الأخبار أمس علمنا من الرسام هاني شمس أنه ذهب لزيارة قريب له فوجده يشتبك مع صديق له بالضرب بالكراسي وزوجته تقول لابنها حتى لا ينزعج: ما تخافش يا حبيبي ده بابا بيتمرن علشان ينزل الانتخابات الجاية.

الظرفاء

وإخيرا إلى الظرفاء وعبد القادر محمد علي في «الأخبار» وقوله في بروازه اليومي «صباح النعناع «: «العالم كله أشار إلى القرار الصعب الذي اتخذته الحكومة بتعويم الجنيه كخطوة أساسية نحو نجاح إصلاح الاقتصاد المصري لماذا لا نستفيد من هذا النجاح ونجرب فكرة تعويم التعليم إذا عام وبلبط كان بها وإذا فطس نبوس أيدينا وش وضهر».

سما المصري

بينما زميله أحمد جلال في بروازه «صباح جديد» يقول: «الراقصة سما المصري قررت تقديم برنامج في رمضان، الخبر عادي، خاصة أن شهر رمضان تحول إلى سباق للبرامج الرديئة والمسلسلات التافهة وليس للعبادة والروحانيات، لكن الغريب والعجيب أن سما المصري ستقدم برنامجاً دينياً يعني ستحدثنا في الحـــــلال والحرام والصح والغلط والمحبب والمكروه ولا أعرف هل ستلبـــــس سما الحجـــــاب أثناء تقديم البرنامج؟ أم أنها ستكشف شعرها وأشياء أخرى؟ وبصراحة العيب ليس على سما أو على أي راقصة تستهزئ بالدين وبمشاعر المشاهدين لكن العيب كل العيب على من سيسمحون لها بذلك ربنا يتوب علينا»

المشهد السياسي مبهم تنعدم فيه المصداقية والشفافية والحكومة تتبع أساليب الخداع في فرض زيادات الأسعار

حسنين كروم

هل تتسبب جلسات هيئة «الحقيقة والكرامة» في إعادة كتابة التاريخ المعاصر لتونس؟

Posted: 28 Mar 2017 02:31 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: أثارت رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة التونسية سهام بن سدرين مؤخراً جدلاً كبيراً إثر دعوتها المؤرخين إلى إعادة كتابة تاريخ البلاد بالاعتماد على الشهادات المقدمة إلى الهيئة، في وقت اعتبر فيه عدد من الباحثين أن أغلب هذه الشهادات لا تعد ذات قيمة تاريخية، فضلاً عن التوظيف السياسي (غير المقصود) الذي تعتمده الهيئة في عملها، فيما رفض آخرون الاتهامات الموجهة للهيئة بمحاولة إبراز أطراف سياسية وتشويه سمعة أخرى، مشيرين إلى ان الهيئة تبقى، رغم أخطائها، من أبرز المكاسب التي حققتها تونس بعض الثورة.
وكانت اعتبرت، خلال الجلسة العلنية الأخيرة التي عقدتها الهيئة، أن خروج المستعمر الفرنسي من تونس لم يكن هدية أو نتيجة مفاوضات فقط بل نتيجة معارك خلفت مئات الشهداء والمفقودين، ودعت الجامعات التونسية والمؤرخين إلى إعادة كتابة تاريخ تونس استناداً إلى المادة الأولية التي جمعتها الهيئة، والمستندة إلى أعمال تقصّ وشهادات، مشيرة إلى أنه «بات اليوم ضرورياً مواجهة الحقيقة كما هي وبكل شجاعة، بعيداً عن التوظيف السياسي والرواية الرسمية لتاريخ تونس».

تشكيك بكفاءة بن سدرين

وعلق المؤرخ والباحث السياسي د. عبد اللطيف الحنّاشي على ذلك بقوله «سهام بن سدرين غير مؤهلة لمثل هذه الدعوة، باعتبار أن هذا العمل يجب أن ينطلق من المؤرخين المحترفين وخاصة الجامعيين، كما أن إعادة كتابة التاريخ هو مصطلح غير دقيق، وذو خلفية سياسية واضحة، لأنه يفيد أن كل ما كتب سابقاً في هذا المجال كان خاطئاً أو غير دقيق، وهذا أمر غيرصحيح باعتبار أنه حتى الكتابات الرسمية التي عرفتها تونس بعد الاستقلال وأشرف عليها بعض رموز النظام (سياسيين أو أكاديميين) لم تكن كلها خطأ. لذلك المصطلح الأكثر علمية ودقة هو إيجاد «رؤية جديدة لتاريخ تونس» على أن يقوم بهذا العمل مجموعة من المؤرخين، بمعنى أن يقدموا مقاربة جديدة لتاريخ تونس، وهذه الرؤية تستند إلى مجموعة من الوثائق المصدرية والمراجع التي تكون عادة حديثة، وتكوّن رؤية موضوعية نقدية، استناداً كذلك إلى ما كتب ما قبل هذه الرؤية، لأنه حتى الكتابات الأخرى نجد فيها الغث والثمين ويمكن أن نستند إليها».
وأضاف في تصريح خاص لـ«القدس العربي»: «ويجب أن نؤكد أن الجامعات التونسية تضم مئات الأطروحات الجامعية (دكتوراه وماجستير) التي عمل من خلالها الباحثون على تقديم أطروحات حول تاريخ تونس الراهن أو المعاصر برؤية موضوعية نقدية، وحتى في عهد الرئيس السابق الحبيب بورقيبة هناك عشرات الأطروحات التي تناولت قضايا سياسية هامة في الصراع اليوسفي البورقيبي (صالح بن يوسف وبورقيبة) وكذلك اليسار وعلاقته بالنظام والقمع الذي لحقه في السبعينيات وأيضا قضة «التعاضد» في فترة أحمد بن صالح أو قضية القوميين أو الإسلاميين سواء بالنسبة للدراسات التارخية او الاجتماعية».

طعن بالشهادات المقدمة

وحول إمكانية اعتماد الشهادات المقدمة إلى هيئة الحقيقة والكرامة كوثائق أساسية في عملية تقديم رؤية جديدة للتاريخ التونسي، قال الحناشي «تلك الشهادات كانت قصيرة جداً ولا مضمون لها، كأنها قُدمت للدعاية فقط او لتبرير وجود الهيئة بحد ذاتها. والشهادات في علم التاريخ تخضع لجملة من المعايير، وهناك تقنيات دقيقة لدفع مَن يقدم الشهادة للإدلاء بمعلومات، وهذه الشهادات لا يمكن اعتمادها إلا إذا تمكن المؤرخ من مكافحتها (مواجهتها) بشهادات أخرى موازية حتى نصل إلى مدى صدقيتها، كما أن الشهادات التي قُدمت، تضمنت الكثير من الهنّات سواء على مستوى تقديم التاريخ أو الأحداث في حد ذاتها».
وأضاف «كما شاهدنا نوعاً من التعارض بين عدد من الشهادات، فعلى سبيل المثال كانت هناك امرأة أعطت معلومات حول شخص معين، وهذا كان حاضرًا وقام بتفنيد ما قالته حوله، والأخطر من ذلك هو أن هذه الشهادات تضمنت معطيات غير دقيقة حول اغتيال الشهيد النقابي فرحات حشاد، حيث تم اتهام بورقيبة بأنه أطلق سراح من قاموا بعملية الاغتيال، في حين أن بورقيبة كان في ذلك الوقت في المنفى والسلطة كانت حينها للاستعمار الفرنسي، بمعنى أن هذه الشهادات فيها الكثير من التوظيف السياسي، وهذا أمر مفهوم باعتبار عدم وجود مؤرخين يملكون تجربة علمية (داخل الهيئة)، لأن هذه الشهادات تتطلب تقنية عالية بالإضافة إلى معرفة دقيقة للأحداث والفاعلين والظرفية التي تمت بها هذه الأحداث، وهذا للأسف لم يكن متوفرا».
ويتهم عدد من السياسيين والمراقبين هيئة الحقيقة والكرامة بتقديم معلومات «مغلوطة» تهدف إلى «تشويه التاريخ» ومحاولة الانتصار للزعيم صالح بن يوسف على حساب الرئيس الحبيب بورقيبة.

توظيف سياسي

ويعلق الحناشي على ذلك بقوله «أنا أستبعد ذلك، ربما هناك نوع من التوظيف السياسي (البريء وغير المحسوب)، ولكن يمكن أن ننزّه هذه الهيئة لأنها رغم الانتقادات التي قدمتها، تقوم بمجهود كبير، وشخصياً، أعتبر أن وجود الهيئة (رغم بعض الهنات في عملها) هو مكسب وطني توّلد عن الثورة التونسية، ولكن من المفروض أن تقوم الهيئة بالاستعانة بأصحاب الخبرة في مجالات متعددة كالتاريخ والأرشفة وغيرها، وكما أسلفت أنا لا أعتقد أن هناك توظيفاً سياسياً مباشراً لهذه العملية، لكن للأسف الطريقة التي اعتمدتها الهيئة تدفع الناس للوصول إلى هذه القناعة».
من جانب آخرى، يرى الباحث د. سامي براهم أن الجلسة الأخيرة من الشهادات التي قدمتها الهيئة «هي أصعب جلسة والأكثر اثارة للجدل، لأنها تتعلق بإعادة كتابة سردية عن تأسيس الدولة الوطنية، وما قُدم في الشهادات سيستفز بالتأكيد أصحاب السردية الرسمية، وفي الواقع رئيسة الهيئة اعتبرت أن إعادة كتابة التاريخ ليس من دور الهيئة ولكنه من دور المؤرخين، واعتبرت أن دور الهيئة أن تقدم للمؤرخين معطيات جديدة تعينهم على إعادة كتابة التاريخ، طبعاً إعادة كتابة التاريخ لا يعني نسف كل ما كُتب عن المرحلة التأسيسية، بل مراجعة هذه السردية بحيث تُضاف إليها أدوار فاعلين آخرين وقع إسقاطهم في السردية الأولى وإنصاف بعض ضحايا تلك المرحلة. طبعا تلك الجلسة أثارت تشنج جزء كبير ممن كانوا في المنظومة القديمة من الجيل «المنتصر» الذي كتب السردية الأولى، واعتبروا أن الهيئة تهدد استقرار البلد بمحاولة بناء سرديات جديدة».
وأضاف في تصريح خاص لـ«القدس العربي»: «الشهادات الشفوية التي عرضتها الهيئة لا يمكن أن تكون مصدراً وحيداً لكتابة التاريخ، لكنها مصدر هام، فالأحداث غير الموثقة نحتاج فيه لشهادات شفوية لمن عاصروا المرحلة التي وقعت فيها، ولكننا نحتاج كذلك إلى وثائق، وجزء مهم من هذه الوثائق هو لدى السلطات الفرنسية من زمن الحماية، بعض هذه الوثائق وقع الإفراج عنه وبعضها متحفظ عليه حتى الآن، والهيئة لديها مختصون في التاريخ، ولكن لم يقع التنسيق بينها وبين الجامعة التونسية بشكل رسمي، وعموما لا يُنتظر من الهيئة أن تكتب التاريخ، بل المطلوب منها أن تصوغ تقارير عن مضمون الشهادات المتعلقة بضحايا قدّموا ملفات للهيئة، والبعض عاب على الهيئة تقديمها لشهادات دون غيرها، ولكنها قدمت أساسًا شهادات لضحايا قدموا ملفاتهم لها وفق القانون أي أنها لم تقم بعملية انتقائية، صحيح أنه كان على الهيئة التنسيق مع المؤرخين، ولكن أؤكد مجدداً أنه ليس من مهمتها إعادة كتابة التاريخ، ولكن بعد أن تنهي مهامها يمكن أن يستفيد المؤرخون من المعطيات التي لديها».

تجاذبات سياسية

وفي السياق، اعتبر براهم أن ما عرضته الهيئة من معلومات في الجلسة الأخيرة ليس جديدا فـ»في تونس هناك مدرسة تاريخية بأتم معنى الكلمة وهناك المئات من رسائل الماجستير والدكتوراه0.تعرضت إلى الفترة اليوسفية والخلاف اليوسفي البورقيبي، وفي تلك الدراسات الكثير من الإنصاف والمادة التوثيقية الدقيقة، يعني الهيئة لم تكشف أشياء نوعية على مستوى المادة التاريخية، ما كشفته هو رفات الذين قضوا نحبهم في إحدى المعارك، وكشفت أن تلك المعارك تمت بتنسيق بين السلطات التونسية الجديدة وقوى فرنسا الاستعمارية، ومن المهم التأكيد أن جلسة الهيئة الأخيرة تمت في سياق تجاذبات سياسية حادة بين التيار الدستوري الذي يريد أن يتهيكل ويستعيد السردية القديمة وأن يستعيد شرعية التأسيسي والشرعية البورقيبية وبين تيار الثورة الذي يحاول بناء شرعيات جديدة قائمة، لا على نسف كل ما تم إنجازه سابقاً ولكن على مقاربة نقدية تريد إنصاف كل الفاعلين في التاريخ وأساسا في المرحلة التأسيسية وإنصاف ضحايا المرحلة التأسيسية، وهذه التجاذبات هي التي تسببت بالجدل الكبير حول الجلسة الأخيرة».
وحول اتهام الهيئة بمحاولة إبراز أطراف سياسية وتشويه سمعة أخرى، قال «المشكلة تكمن في أن البعض لم ينتبه إلى أن الهيئة لا تختار قضايا بذاتها بل تعرض الملفات أوالشهادات التي تردها، بمنى آخر: ما ذنب الهيئة إذا كانت أغلب الملفات التي قدمت لها هي من لون سياسي معين؟ ما ذنبها إذا كان أغلب الضحايا في المرحلة التأسيسية هم من اليوسفيين وفي مرحلة ما قبل الثورة هم من الإسلاميين، طبعا لو أن جهة أخرى قدمت ملفات ووقع إهمالها ربما حينها يمكن أن نتهم الهيئة بالانحياز ولكن هذا لم يحدث، فعلى سبيل المثال أغلب ضحايا الانتهاكات في قضايا حقوق النساء هن من المحجبات، طبعا هناك غير المحجبات ولكن أغلب الضحايا وقع انتهاك حقوقهن بسبب الحجاب، وعمليًا هو انتهاك مركّب حيث تم انتهاك حقوق النساء بسبب ارتداء الحجاب عموما، كما تم انتهاك حقوقهن في العمل وفي الدخول للمستشفى والدراسة بسبب الحجاب، فعندما تقدم الهيئة تقدم فقرة عن ذلك لا يعني أنها تنحاز للمحجبات لكن طبيعة الانتهاكات تقتضي ذلك».
وأضاف «يمكن أن ننتقد أداء الهيئة في المسائل الفنية والتقنية والتقصير والارتباك، ولكن الكثير من الانتقادات للهيئة ليست محمولة بدافع ترشيد وتصحيح دور الهيئة وانتقاد أخطائها، لكن بدافع إيديولوجي وبدافع التجاذبات السياسية، وخاصة هناك اليوم انقسام في تونس بين تيار يريد التطبيع مع المنظومة القديمة وتيار يريد بناء انتظام سياسي جديد، كما ذكرت قبل قليل».

هل تتسبب جلسات هيئة «الحقيقة والكرامة» في إعادة كتابة التاريخ المعاصر لتونس؟

حسن سلمان

مراقبون أمريكيون: محاولات من إسرائيل و«حزب الله» لاستكشاف مجال المناورة التي يسمح بها بوتين في سوريا

Posted: 28 Mar 2017 02:31 PM PDT

واشنطن ـ «القدس العربي» : ناقش محللون أمريكيون احتمالات اندلاع حرب أخرى بين حزب الله وإسرائيل في اعقاب التصعيدات الأخيرة التي شملت غارة إسرائيلية استهدفت شحنة أسلحة مخصصة لحزب الله في الاراضي السورية مما دفع نظام بشار الاسد إلى اطلاق ثلاثة صواريخ أرض ـ جو من طراز (سا- 5) ادت إلى أول استخدام لنظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي المعروف باسم (ارو- 2).
ووصف المحللون الأمريكيون التصعيدات الأخيرة بأنها من «أخطر الحوادث» التي وقعت بين أسرائيل وقوات عسكرية داخل سوريا خلال السنوات الاخيرة، ووفقاً لاراء العديد من المحللين، فان هذه الأحداث تدعم بالتأكيد القول التقليدي المأثور بأن الحرب الأخرى بين حزب الله وإسرائيل هي مجرد مسألة وقت، وان حجم الدمار الذي سيحدث جراء هذه الحرب لا يقارن مع الحروب السابقة، وقال الخبراء إن الأسئلة تجاوزت علامة الاستفهام التي تدور حول مدى اتجاه إسرائيل وحزب الله إلى حرب مقبلة إلى تساؤل أكثر جدية حول توقيت بدء الحرب.
الغارة الإسرائلية في سوريا ضد الأصول العسكرية لحزب الله ليست جديدة حيث وضع الكيان الإسرائيلي خطوطاً حمراء لمنع نقل الأسلحة الإيرانية والسورية إلى الحزب او انتهاك حالة الهدوء في هضبة الجولان المحتلة عبر قصف مدفعي مقصود او غير مقصود، ولكن السياسة الإسرائيلية لم تكن ناجحة على الاطلاق حيث ارتفع عدد الصواريخ التي يملكها الحزب إلى 150 ألفاً، أي بزيادة 12 ضعفاً عن عدد الصواريخ التي كان يملكها الحزب في حرب عام 2006، والتي لم تكن تتجاوز 13 الف صاروخ.
وأوضح المحلل مات برودكسي، خبير شؤون الشرق الاوسط في»ويكي ستارت» ان الطرفين ملتزمان بمجموعة من القواعد مشيراً إلى ان هذه القواعد (خوارزمية) تحكم أفعالهما حيث يقوم كل طرف بعمل حسابات تكتيكية فيما يتعلق بالاماكن التي يمكن استهدافها دون ان تؤدي إلى حرب كاملة، والجديد في الامر هنا ان ما يحدث الان هو مخالف لتلك القواعد.
وأضاف أنه قد تم اختبار»حدود قواعد اللعبة» مرات عدة من قبل، حيث ضربت إسرائيل قافلة أسلحة للحزب في القنيطرة في كانون الثاني/يناير 2015 مما اسفر عن مقتل 12 من كبار المسؤولين والحراس بعد ايام من تفاخر الأمين العام للحزب بالحصول على صواريخ ايرانية الصنع، وبالطبع، رد حزب الله بهجوم أسفر عن مقتل جنديين إسرائيلين وأحد جنود قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة.
وتغيرت القواعد، وجرت تعديلات على المعادلة بهدف تجنب انحدار الوضع إلى حرب حيث قررت إسرائيل بأنها لن تنجر إلى محاولات فتح جبهة على طول الحدود مع سوريا مع القوات التابعة لايران، وفي الطرف الاخر، تمكن حزب الله من فرض تغييرات على قواعد الاشتباك عبر عدم تمكين إسرائيل من مهاجمته داخل لبنان بل على طول الحدود السورية ـ اللبنانية ولكن التغير الحقيقي لقواعد اللعبة بين حزب الله والكيان المحتل كان بسبب التدخل الروسي في سوريا فقد كانت الغارات الإسرائيلية تحوم في الأجواء السورية بدون رادع لتصل إلى شمال حمص ومدينة اللاذقية الساحلية، وبعد التدخل الروسي، امتنعت إسرائيل عن مهاجمة الميناء او الاقتراب من القاعدة الروسية في طرطوس مما وفر لايران موقعاً تحت المظلة الجوية الروسية.
واشار العديد من المحللين الأمريكيين إلى ان هناك محاولات إسرائيلية وايرانية جادة لاستكشاف مجال المناورة التي يسمح الرئيس الروسي فلادميير بوتين في سوريا بعد انكماش النفوذ الذي تمارسه الولايات المتحدة في البلاد، ووفقاً للاستنتاجات الأمريكية، فإنه من غير المرجح ان يصدر المرشد الاعلي اية الله على خامنئي قرارًا بارسال حزب الله لحرب ضد الكيان الإسرائيلي المحتل باعتباره المسؤول النهائي عن القرارات الاستراتيجية، لان الانتظار لبضع سنوات حتى الانتهاء من الاتفاق النووي سيعزز من المواقف العسكرية والاقتصادية والسياسية لإيران.
وهكذا، ينتقل السؤال من متى ستحدث الحرب؟ إلى سؤال أكثر واقعية هو، متى سينفد صبر بوتين من تنفيذ إسرائيل وإيران لأجندة في سوريا تتنافى مع خطط موسكو؟ وهل هناك شهية لادارة ترامب والكونغرس لتغيير الحسابات في سوريا؟

مراقبون أمريكيون: محاولات من إسرائيل و«حزب الله» لاستكشاف مجال المناورة التي يسمح بها بوتين في سوريا

رائد صالحة

الحكومة اللبنانية تنجز موازنة 2017 وتقرّ خطة إنقاذية للكهرباء

Posted: 28 Mar 2017 02:30 PM PDT

بيروت ـ القدس العربي» : بعد سلسلة جلسات ماراثونية، اقرّ مجلس الوزراء مشروع الموازنة لعام 2017 وهي الموازنة الاولى منذ العام 2005 في حال اقرارها في مجلس النواب. وسبق اقرار الموازنة دعوة من رئيس الحكومة سعد الحريري إلى تخفيض ارقام موازنات بعض الوزارات لتخفيف الانفاق الذي بلغ 24 الف مليار لهذه السنة وجعله أقرب إلى إنفاق السنة الفائتة الذي بلغ 22 الف مليار.
وأصرّ الحريري على موقفه وإنسحب من الجلسة بعد جدل بينه وبين مستشاره وزير الثقافة غطاس خوري الذي رأى أن ارقام وزارته لا تكفي.
وبعد عودة رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري من القمة العربية، سيزور وزير المال علي حسن خليل الرئيس الحريري في السراي، ويعقد مؤتمراً صحافياً لعرض كل التفاصيل والارقام وعجز الموازنة وتخفيض العجز وارقام الموازنة العامة والايرادات والواردات وارقام النفقات.
الى ذلك، وافق مجلس الوزراء امس على اقتراح وزير الطاقة سيزار ابي خليل حول الخطة الانقاذية لقطاع الكهرباء التي وافق عليها المجلس عام 2010 وتم تكليفه لاستدراج العروض واستعراض المناقصات وعرضها على الحكومة وسيعقد مؤتمراً صحافياً الاسبوع المقبل لعرض الخطة الانقاذية». وتتضمن هذه الخطة استئجار باخرتين وإنشاء معامل انتاج مع اشراك القطاع الخاص وتوليد الطاقة من خلال الغاز.
ولفت وزير الاعلام ملحم رياشي إلى «أن الحكومة أقرت الخطة مبدئياً وسيتم عرض التفاصيل واستدراج العروض على مجلس الوزراء تباعا، ثم يحصل مناقشة وتصويت وهناك ملاحظات عديدة على خطة ولكن للمجلس اسراره ولتبق المجالس بالامانات».
اما الرئيس الحريري فرأى «أن المواطن اللبناني سيبدأ اعتباراً من شهر أيار/مايو يشعر بتحسن التيار الكهربائي».
وفي اول تعليق على خطة الكهرباء قال عضو كتلة الكتائب النائب نديم الجميل «اتفقت الطبقة الحاكمة على خطة الكهرباء من خلال استقدام بواخر جديدة ما يعني سمسرات جديدة وتنفيعات جديدة ومن هنا يبدأ الاصلاح».

الحكومة اللبنانية تنجز موازنة 2017 وتقرّ خطة إنقاذية للكهرباء

سعد الياس

تفكيك بعض رسائل القمة: أغنية «بكتب إسمك يا بلادي» بموسيقى القوات المسلحة

Posted: 28 Mar 2017 02:30 PM PDT

عمان ـ «القدس العربي»: قد لا تبدو رسالة مغرقة في الرمزية لكنها ليست بالتأكيد رسالة «بريئة» تماماً من المقصد السياسي، موسيقى الجيش العربي الأردني تعزف باستقبال الملك سلمان بن عبد العزيز لحناً لأغنية مسجلة حصرياً بالتراث الفني السوري ولا زال التلفزيون الرسمي السوري يرددها حتى اللحظة ضمن سلسلة أهازيج النظام التي يدعي أنها «وطنية».
قبل دقائق من وصول عاهل السعودية لموقع احتفال مهيب خاص به حصرياً عزفت موسيقات القوات المسلحة لحن أغنية «بكتب إسمك يا بلادي» وهي نفسها الأغنية التي رددها الفنان السوري الشهير دريد لحام أحد ابرز المؤيدين للرئيس بشار الأسد.
قبل ذلك كان الجانب المنظم لقمة البحر الميت قد ألهب حماس الاعلاميين عندما ترك الأضواء تتسلط على المقعد السوري الفارغ الذي رفعت فوقه راية الدولة السورية حيث صرح رئيس اللجنة الإعلامية للمؤتمر محمد مومني بان الدولة السورية تشارك في قمة البحر الميت.
بكل الأحوال تثبت المجريات في اليوم الثاني لموسم القمة بأن لغة التسكين بشأن الملف السوري تحديداً لا زالت هي المعتمدة حيث إقرار ضمني بان تأثير أي قرارات للقمة بالشأن السوري بعيداً عن العموميات لن يكون إيجابياً بسبب عدم وجود النظام العربي بنطاق مؤثر في معادلة الميدان وهو ما لمحت له القيادة الأردنية في كل كواليس الاجتماعات، الأمر الذي رجح دوماً وبكل الأحوال عزل الخلافات على الموضوع السوري والتواطؤ الضمني على تجاهل التصعيد بخصوصه.
سياسياً بدأت تتكشف بعض التفصيلات المتعلقة ببوصلة إتجاهات القمة العربية وخلفياتها فقد علم أن تسليم المقعد الليبي في قمة البحر الميت لحكومة الدكتور فايز السراج على حساب الأطراف الحكومية الموالية لحليف الدول العربية الجنرال خليفة حفتر او على حساب أطراف أخرى داخل المعادلة الليبية.
تبين هنا بان تمثيل المقعد الليبي بالسراج الذي لا يحظى بتأييد كبير في طرابلس خطوة تنسجم مع الاعتراف الدولي بحكومته لكن الأهم انها خطوة قد تمهد لتوفير غطاء عربي وشرعية على خطوة ليبية اهم تتمثل في ان حكومة السراج هي التي ستتولى «المطالبة بتدخل خارجي».

تفكيك بعض رسائل القمة: أغنية «بكتب إسمك يا بلادي» بموسيقى القوات المسلحة

حلم البعض بحلف بغداد جديد كابوسٌ لشعوب المنطقة

Posted: 28 Mar 2017 02:30 PM PDT

«حلف بغداد» تسمية تم إطلاقها على منظمة حلف الوسط (سنتو) المعروفة أيضاً باسم منظمة حلف الشرق الأوسط (ميتو)، وهي رديف شرق أوسطي لمنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) أنشئ سنة 1955 تحت رعاية أمريكية وضمّ حكم الشاه في إيران والنظام الملَكي في العراق وباكستان وتركيا إلى جانب بريطانيا. وقد بقي مقرّ المنظمة في بغداد حتى سقوط الحكم الملكي فيها سنة 1958، وبعد شلل مديد انتهت المنظمة إثر سقوط نظام الشاه في إيران عام 1979. وفي الخمسينيات والستينيات أدانت الحركة القومية العربية، التي كانت تقف على رأسها مصر جمال عبد الناصر، ذلك الحلف المشؤوم بوصفه أداةً إمبريالية متحالفة ضمنياً مع الدولة الصهيونية بغية التصدّي لحركات التحرر في الشرق الأوسط وتشكيل حاجز أمام تعاون الاتحاد السوفييتي مع تلك الحركات.
وتشير دلائل عديدة إلى أن فكرة إنشاء حلف إقليمي جديد فكرةٌ تراود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصديقه الحميم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ويبدو أن هذا ما قصده الرجلان في مؤتمرهما الصحفي المشترك يوم 15 شباط/ فبراير الماضي. فلنستعِد كلام نتنياهو كما سجّله المكتب الصحافي في البيت الأبيض:
«السيد الرئيس… قلتم إن الولايات المتحدة ملتزمة منع إيران من الحصول على أسلحة نووية. وتدعون إلى إلحاق الهزيمة بداعش. فأنا واثق من أننا، تحت قيادتكم، نستطيع عكس موجة الإسلام الراديكالي الصاعدة. وفي هذه المهمة كما في غيرها الكثير، تقف إسرائيل إلى جانبكم وأقف شخصياً إلى جانبكم. السيد الرئيس، في دحرنا للإسلام المتطرّف، نستطيع أن نقتنص فرصة تاريخية، لأنها المرة الأولى في حياتي والمرة الأولى في حياة بلادي التي لا تنظر فيها الدول العربية إلى إسرائيل كعدو بل، وبصورة متزايدة، كحليف. وأؤمن بأن هذا التغيّر في منطقتنا يخلق تحت زعامتكم فرصة لا سابقة لها لتدعيم الأمن والتقدم بالسلام».
ولمّا أعاد نتنياهو ذكر ذاك المشروع، أجابه ترامب: «إنه في الواقع أمرٌ أعظم بكثير [من تسوية النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني]، أمرٌ أكثر أهمية بكثير، نوعا ما. وقد يضمّ العديد والعديد من البلدان ويشمل مساحة شاسعة جداً. ولم أكن أعلم أنك كنت ستذكر هذا الأمر، لكن ما دمت قد ذكرته، أعتقد أنه أمر عظيم وأننا نحوز على تعاون جيّد من أناس ما كان بوسعهم أبداً في الماضي حتى أن يفكّروا بالقيام به. وسوف نرى كيف تسير الأمور».
ويندرج في إطار هذا التوجّه قرارُ الإدارة الأمريكية الجديدة تصعيد تدخّلها العسكري في حربي سوريا واليمن وكذلك تَواصُل بوادر المودّة بين واشنطن والرياض، وآخرها زيارة وليّ وليّ العهد السعودي وزير دفاع المملكة، محمد بن سلمان، للعاصمة الأمريكية قبل أسبوعين ولقاؤه بالرئيس الأمريكي. ومن الجدير بالذكر في هذا الصدد أن الإمارات العربية المتحدة تُبدي حماساً للمشروع المذكور بينما تدور بينها وواشنطن اتصالات بخصوص دعم أمريكي لهجوم عسكري تشنّه الإمارات على ميناء الحديدة اليمني.
وثمة أمران خطيران في مشروع الحلف الجديد، سواءً جرى تأطيره في منظمة معلنة أو بقي غير معلن. أولهما هو أن أي تحالف تعقده دول عربية مع الحكم الأمريكي الجديد المعادي للإسلام بغية مواجهة إيران وداعش، سوف يشكّل خير هبة لهاتين الأخيرتين ويؤدي إلى تدعيم نفوذهما السياسي في المنطقة، لاسيما أن التحالف لا بدّ وأن يشمل ضمنياً الدولة الصهيونية. والثاني أن مصلحة الولايات المتحدة وحليفتها الصهيونية في تصعيد المواجهة العسكرية بين إيران وحلفائها من جهة والمملكة السعودية وحلفائها من الجهة الأخرى، في صراع عسكري لا مجال لإحراز النصر فيه سوى بتدمير عموم المنطقة، إن تلك المصلحة لمتناقضة بشكل صارخ مع مصلحة شعوب المنطقة المهدّدةً بأن تُسحق بين المطرقة والسندان وتذهب ضحية المواجهة.
هذا ويبدو أن واشنطن وحليفتها الصهيونية تتطلّعان إلى إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالانضمام إلى الحلف الإقليمي الجديد. وقد يتناسق ذلك مع سعي مستشاري ترامب اليمينيين المتطرّفين وشديدي العداء للإسلام إلى إدراج جماعة الإخوان المسلمين في قائمة الأعداء، بما يلتقي مع توجّه التحالف القائم بين مصر عبد الفتّاح السيسي والإمارات المتحدة. ومن المعلوم أن روسيا قد أخذت تلتقي مع هذا التحالف الأخير في دعم حركة خليفة حفتر في ليبيا. ومحصّلة كل ذلك أن منطقتنا تتوجه نحو تصعيد عسكري مدمّر بدل المساومات التي لا بدّ منها لوقف التمزّق القاتل الذي شمل اليمن وليبيا بعد العراق وسوريا.

٭ كاتب وأكاديمي من لبنان

حلم البعض بحلف بغداد جديد كابوسٌ لشعوب المنطقة

جلبير الأشقر

صفقة جديدة تسمح لإيران و«حزب الله» ببسط نفوذهما على الحدود السورية اللبنانية… بتبادل سكان بين الزبداني ومضايا بأهالي الفوعة

Posted: 28 Mar 2017 02:29 PM PDT

بعد أن غيّب حزب الله اللبناني ومن خلفه حكومة طهران، النظام السوري وقواته عن إدارة الأرض في الزبداني ومضايا غرب العاصمة دمشق، وعطل المفاوضات لكونه الخاسر الأكبر فيها، ثم فشل بالسيطرة على المدينتين بالرغم من الترسانة العسكرية التي تدعمه بها إيران، وتمده بكل الأسلحة المتطورة، للحيلولة دون تمكين القوى الثورية من إثبات تواجدها على الأرض، ومحاولة تحجيمها واخراجها من أرضها، يبدو أن حكومة طهران قد توصلت أخيراً عبر مفاوضات سرية من الوصول إلى جزء من مخططها في تفريغ المنطقة، على غرار مدينة درايا، بيد أن الفارق هنا تفريغ مع استبدال فوري لسكان الزبداني ومضايا، من أبناء الطائفة السنية، بإحلال أهالي قرية الفوعة من الطائفة الشيعية مكانهم برعاية إيرانية.
العمل الإيراني هو جزء من مخطط فارسي يهدف إلى غايات عدة أولها ضمان إخماد الثورة واندثارها، من خلال ترحيل الثوار، واحداث تغيير ديموغرافي منشود من حيث إحلال سكان شيعة موالين لنظام الأسد وتابعين لنظام الملالي في طهران ضمن هذه المناطق التي فرغت، لكي تكون النتيجة النهائية فرض طوق شيعي موالٍ حول العاصمة وابعاد السكان السنة المناوئين.
وأكد القائد العام لـ»حركة أحرار الشام» الإسلامية في مدينة الزبداني محمد زيتون المعروف بالقائد أبو عدنان زبداني، عبر حسابه الخاص عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنه تم الاتفاق على «التبادل بين الزبداني ومضايا من جهة وبلدة الفوعة من جهة ثانية»، على أن يكون تنفيذ الاتفاق المبهم بكامل تفاصيله خلال عشرة أيام فقط، حتى تكون قد تغيرت معالم المنطـقة إلى أجـل غـير مسـمى.
وقال مصدر عسكري من ريف دمشق في تصريح لـ «القدس العربي» حول تبديل أهالي الزبداني ومضايا بأهالي الفوعة «من المنافي للمنطق أن يترك قائد فصيل كائناً من كان او أي ناشط سياسي، لكي يفاوض باسم مدينة مضايا والزبداني كمدينتين أرضاً وشعباً، علماً ان الاتفاق مجحف، ولكن له مبررات وضرورات، وهنا يجب على المفاوضين الاستعانة بفقهاء القانون أو خبراء المفاوضات لترك مكسب يكفل حق أهالي الزبداني ومضايا بالعودة». ورأى أن «الخسائر أكبر من أي مكاسب يفكر فيها المفاوض من هيئة تحرير الشام»، مرجعاً السبب بأن «موقع الزبداني ومضايا أهم بآلاف المرات من موقع الفوعة، باعتبارهما من جيران العاصمة، وموقعهما بين العاصمة والبقاع يكبسهما أهمية كبرة بالنسبة لحزب الله، وهذا ما يجب على الثوار حرمان حزب الله منه».
تهدف إيران في رأي القيادي من المعارضة المسلحة، إلى «تكريس وجودها على المدى البعيد الأمد، في تشيع المنطقتين بين دمشق والبقاع، حتى يؤمن التواجد الإيراني إلى فترة طويلة، ويؤمّن الراحة لحزب الله وقوات النظام غرب دمشق».
وذهب المتحدث إلى أن «حكومة طهران قد فسحت المجال لهامش بسيط، تتمتع فيه إيران، وسمحت لها لتتحرك فيه، وتحافظ على مكاسبها، على الحدود السورية اللبنانية».
وقال الحقوقي السوري فارس الحسن لـ «القدس العربي»، «نلاحظ من خلال متابعتنا لأعمال التهجير الحاصلة في عموم الريف الدمشقي من قبل النظام السوري والحلفاء الإقليميين والدوليين المساندين له، أن المعارضة السورية تعاني عسكرياً وسياسياً في ملف التهجير، ولم يكن بإمكانها حتى الساعة إفشال أي مشروع من تلك المشاريع، وفي أحسن الأحول تقتصر نجاحاتها على تسويف تطبيق التهجير لأسابيع معدودة».
وأضاف الحسن «التغيير الديموغرافي الذي يعد جريمة إنسانية تطال التركيبة السكانية على يد الأسد ومواليه من الدول، لا يشفع للمعارضة رضوخها لتلك المشاريع، وأن المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري، ليست مخولة باتخاذ قرارات مصيرية كتلك المتخذة اليوم، وحاجتها لإنقاذ الإنسان السوري كفرد لا يشرع لها قبولاً بأن يكون البديل عن المهجر السوري عنصر لا ينتمي لسوريا وينفذ أجندات دولية كعناصر حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني».
وعلل المصدر الحقوقي أسباب ذلك وأرجعها إلى «إن الثورة في سوريا بفقدانها الرأس السياسي والعسكري والإداري، أضعف سلطتها على البلاد، وحجم القضية العامة، حيث بات اليوم كل فصيل هو رأس للمدينة التي يسيطر عليها، وهذا ما سرع عجلة التهجير والرضوخ لجرائم النظام السوري»، حسب تعبيره.

صفقة جديدة تسمح لإيران و«حزب الله» ببسط نفوذهما على الحدود السورية اللبنانية… بتبادل سكان بين الزبداني ومضايا بأهالي الفوعة

هبة محمد

السلطة تنفي تعهد مدير المخابرات بمنع انتقام حماس لاغتيال «فقهاء»

Posted: 28 Mar 2017 02:29 PM PDT

غزة ـ « القدس العربي»: لا تزال قضية اغتيال القيادي في حركة حماس مازن فقهاء في مدينة غزة، تلاقي اهتماما كبيرا، خاصة في الجانب الإسرائيلي، الذي واصل تقديم معلومات جرى نفيها فلسطينيا، وسط تحذيرات من التعاطي معها، كان أبرزها نفي مصدر رسمي فلسطيني الأنباء التي نقلت على لسان مدير المخابرات العامة، اللواء ماجد فرج، بالعمل مع الجانب الإسرائيلي لمنع أي عملية انتقامية للرد على جريمة الاغتيال.
ونقلت وكالة «معا» المحلية عن مصدر فلسطيني رسمي نفيه النبأ الذي نقلته القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي بإجراء اللواء فرج مقابلة مع المجلة الألمانية «دير شبيغل».
وأكد المصدر أن الأمر «مختلق من بنات أفكارهم»، في إشارة إلى التلفزيون الإسرائيلي، وأن الهدف من هذه الأخبار التي وصفها بـ «المزورة» هو «خلط الأوراق». وأشار المصدر إلى أن الحملة الإسرائيلية على اللواء فرج «تصاعدت بعد ما نتج عن زيارته لواشنطن».
وجاء ذلك في أعقاب قيام التلفزيون الإسرائيلي القناة العاشرة بنشر تقرير ذكر أن مدير المخابرات الفلسطينية أدلى بتصريحات للمجلة الألمانية، قال خلالها إن هناك تعاوناً مع جهاز «الشاباك» لمنع أي «عمل انتقامي فلسطيني» ضد أهداف إسرائيلية، رداً على اغتيال الأسير المحرر فقهاء الجمعة الماضية في غزة انطلاقا من الضفة الغربية. وحسب ما زعم التلفزيون الإسرائيلي فإن فرج قال إن «التعاون الأمني» منصوص عليه في اتفاقيه أوسلو، وإنه لا يمكن الاقتراب منه.
وأبرزت الصحافة الإسرائيلية هذه التصريحات في ظل وجود تقديرات لأجهزة الأمن بأن تقوم حركة حماس برد نوعي على عملية اغتيال فقهاء، التي اتهمت إسرائيل بالوقوف وراءها.
وكان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قال في كلمة له خلال حفل تأبين فقهاء، في مدينة غزة، ليل الاثنين في إطار تهديد حماس بالرد على العملية «إن قيادة الحركة قبلت تحدي الاحتلال لها بتغيير قواعد اللعبة والصراع».
وأضاف موجها حديثه للاحتلال «الجواب ما ترى لا ما تسمع»، لافتا إلى أن قيادة حماس تقف عند مسؤولياتها وهي تعرف ما تفعل وقادرة على مواصلة مسيرتها.
وأكد مشعل أن حماس تصر على «خيار المقاومة والجهاد، وهو استراتيجيتها الكبرى والأولى».
وكان فقهاء اغتيل مساء الجمعة برصاص كاتم صوت، في حي تل الهوا جنوب مدينة غزة، وأمر النائب العام في القطاع أول أمس بحظر النشر في القضية، حيت لا تزال تجرى التحقيقات من قبل أجهزة الأمن لكشف ملابسات الجريمة. وجاء قرار الحظر بعد لجوء الإعلام الإسرائيلي إلى بث إشاعات كثيرة حول عملية الاغتيال.

السلطة تنفي تعهد مدير المخابرات بمنع انتقام حماس لاغتيال «فقهاء»
إسرائيل تواصل حربها النفسية بإطلاق «نيران» الإشاعات التضليلية

رسالة من «الإخوان» للقادة المشاركين في القمة العربية: باعدوا بينكم وبين جاحدي حق الشعوب

Posted: 28 Mar 2017 02:29 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: وجهت جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر، رسالة إلى القادة العرب المشاركين في قمة البحر الميت التي تعقد اليوم في الأردن.
ولأول مرة منذ الإطاحة بالإخوان من الحكم في مصر في 30 حزيران/ يونيو 2013، يخلو بيان للجماعة من الحديث عن شرعية الحكم لها في مصر، حيث اكتفت بمطالبة القادة العرب بأن يباعدوا بينهم وبين من وصفتهم بـ»جاحدي حق شعوبهم في الحرية والانعتاق من إسار العبودية لغير الله سبحانه وتعالى، وأن ينأوا بأنفسهم وأمتهم، عن ما تحمل يداه دماء المسلمين، وعن كل من يطلب النصرة من غير الله، ثم لا يرتكن إلى تأييد شعبه، دون تسميه لقيادات بعينها».
وقالت في بيانها: «السادة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية، إن شعوبكم التي أفاءت بخيرها على الدنيا قاطبة وأفاضت بمعارفها وخبراتها على جوانب الحياة الإنسانية المختلفة، لهي على أتم استعداد للنهوض من كبوتها مرة أخرى وتدارك ما فاتها والوقوف خلف قيادتكم بكل عزيمة ومضاء، تحميكم وتحمي أوطانها، على طريق الاستقلال الحقيقي والتقدم والرقي».
وتابعت الجماعة في بيانها: «إذا كانت هذه الشعوب مطالبة بالسمع والطاعة طبقًا لما جاء في الآية الكريمة من سورة النساء (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، فإن هذه الطاعة التي جاءت بعد الآية التي صدرنا بها الرسالة إلى مقامكم الكريم (أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها)، وهذه الأمانة مقرونة بالحكم بالعدل الذي هو أساس الملك».
وذكرت في بيانها: «يأتي اجتماعكم اليوم، في منطقة البحر الميت في المملكة الأردنية الهاشمية، في الدورة العادية التاسعة والعشرين، وأنتم على مرمى حجر من بيت المقدس؛ حيث المسجد الأقصى وكنيسة القيامة الأسيران، واللذان انتهى بهما التاريخ، رغم كل ما خرج من بيانات وقرارات عن القمم السابقة منذ تأسيس الجامعة العربية عام 1945 وقبل قيام دولة إسرائيل بـ 3 سنوات، وما خرج عنها من بيانات وقرارات ـ إلى تأكيد وجود نظام فصل عنصري على هذه الأرض المباركة، كما جاء في نص استقالة الأمين العام التنفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا التابعة للأمم المتحدة (إسكوا) السيدة «ريما خلف»، والتي أعلنتها يوم السابع عشر من هذا الشهر بسبب ضغوط الأمين العام للأمم المتحدة لسحب تقريرها حول الواقع الذي انتهت إليه الأوضاع في فلسطين».
وتابعت: «في يوم استقالة الأمين العام للإسكوا، سقط مئات القتلى من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء في مدينة الموصل الجريحة بغارات جوية، قام بها التحالف الدولي، وصفها قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط بمأساة، مع اعتقاده بأنها أمريكية، بينما يواصل الحليف المشارك نفيه، متهمًا داعش بارتكاب الجريمة بألغام أرضية، ولم يجد الأمين العام إزاءها غير إعلان (قلقه) البالغ! مع تعبير أكثر إيجابية من منسقة الأمم المتحدة السيدة «ليزا غراند» قالت فيه: «صدمنا لهذه الخسارة»، لينتهي الأمر عند ذلك، ويستمر سفك دماء العرب، مسلمين ومسيحيين، على أرضهم من المحيط إلى الخليج وكأننا أمة من غير جنس البشر».
وطالبت الجماعة، القادة العرب، بـ«الوقوف دقيقة حداد على ضحايا الأمة الذين يسقطون يوميًّا على ترابها، من جراء ما يجري على أراضيها من حروب ونزاعات، ودعوة الشعوب العربية كلها، من المحيط إلى الخليج، إلى المشاركة فيها، ليثبتوا للعالم أن الأمة العربية تمتلك مشاعر وآمالا مشتركة وتحديًا لكل ما يتم الإعلان عنه من مخططات لإفنائها بالنفخ في ميزان النزاعات الطائفية، وتقسيم ما هو مقسم، ودفع الشعوب إلى الهجرة الداخلية والخارجية حتى تصل حالة أمتنا إلى أن تكون كالهشيم الذي تذروه الرياح، بعد أن كانت هي صاحبة الحضارة والاحترام على كل الأصعدة».
وانتهت إلى «ضرورة اعتبار هذه الدورة هي دورة النهوض الداخلي».
وأكدت، أن «دواوين الحكم في كل الأقطار العربية تزخر بمقترحات للنهوض، وأن اللحظة التي تعيشها الأمة العربية يجب ألا تكون لحظة نزاع أو خلاف، بل هي وقت إعطاء كل ذي حق حقه حاكما كان أو محكوما».

رسالة من «الإخوان» للقادة المشاركين في القمة العربية: باعدوا بينكم وبين جاحدي حق الشعوب

تامر هنداوي

اتهامات لأنقرة بتجسس غير مقبول على أنصار غولن في ألمانيا ومحاكمة باكستاني لتجسسه لصالح إيران

Posted: 28 Mar 2017 02:28 PM PDT

برلين ـ «القدس العربي»: أكدت تقارير إعلامية ألمانية صادرة عن صحيفة «زود دويتشه تسايتونغ» وقناتي NDR وWDR التلفزيونيتين أن المخابرات التركية تجسست ضمن نطاق واسع على أشخاص داخل ألمانيا، يشتبه بأنهم من مؤيدي حركة غولن. والذي تتهمه السلطات التركية بالوقوف وراء الانقلاب ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وكشفت التقارير الألمانية عن قيام جهاز المخابرات التركي بجمع معلومات عن مئات الأشخاص في ألمانيا تتضمن عناوينهم، وأرقام هواتفهم، وبياناتهم الشخصية، وبريدهم الإلكتروني الصيف الماضي.
واتهم مسؤول ألماني أمس الثلاثاء تركيا بممارسة تجسس «لا يحتمل وغير مقبول» في ألمانيا على مؤيدي الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة انقلاب تموز/يوليو 2016. وأكد وزير الداخلية في مقاطعة ساكسونيا السفلى الألمانية بوريس بيستوريوس الثلاثاء «بالنسبة إلى سلوك السلطات التركية، علينا ان نقول بوضوح تام (…) انه ينم عن خوف من المؤامرة يمكن وصفه بأنه مرضي»، كاشفا ان أنقرة طلبت من برلين مساعدتها في التجسس على 300 شخص ومنظمة اعتبرتهم مقربين من حركة غولن.
وقال «هذا لا يحتمل وغير مقبول إطلاقا»، داعيا حكومة المستشارة أنغيلا ميركل إلى التصدي لأنقرة بـ»كلمات عادلة وواضحة»، بعدما خاضت مؤخرا خلافا مع أنقرة حول الحملة التي تخوضها السلطات التركية تمهيدا للاستفتاء حول توسيع الصلاحيات الرئاسية في 16 نيسان/أبريل.
وأوضح بيستوريوس أنه سيتم إبلاغ 10 إلى 15 من الاهداف الواقعة في سكسونيا السفلى، بينها مدرسة وشركتان على الأقل، أنها عرضة للتجسس وقد تلحق بها «عقوبات تصل إلى السجن» في حال التوجه إلى تركيا. وأكد أنه لا يملك «أي عنصر يربط أنصار لغولن بأي جرم جنائي» أو يشير إلى ضلوعهم في محاولة الانقلاب على الرئيس رجب طيب أردوغان في تموز/يوليو.
وقال وزير الداخلية في مقاطعة ساكسونيا السفلى الثلاثاء «بالنسبة إلى سلوك السلطات التركية، علينا ان نقول بوضوح تام (…) انه ينم عن خوف من المؤامرة يمكن وصفه بأنه مرضي».
وأكدت التقارير الإخبارية أنه بالإضافة إلى 300 شخص أو جمعية التي تم الكشف عنها مسبقا، فإن هناك عشرات الأشخاص والجمعيات الأخرى التي تجسست المخابرات التركية أو حاولت وذلك للاشتباه بصلتهم بغولن.
وكشف المسؤول الاشتراكي الديمقراطي الذي يشرف على أجهزة الاستخبارات المحلية، ان أنقرة طلبت من برلين مساعدتها في التجسس على 300 شخص ومنظمة في جميع أنحاء ألمانيا، تعتبرهم مقربين من حركة الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بالوقوف خلف محاولة الانقلاب الصيف الماضي. وعلى هامش مؤتمر ميونيخ للأمن في شباط صرح رئيس المخابرات الاتحادية (BND)، برونو كال لمجلة شبيغل أن المخابرات التركية حاولت إقناع المخابرات الألمانية بخطورة أتباع غولن ووصفتهم بالإرهابيين إلا أن المخابرات الألمانية لم تقتنع وفقا لتصريحات كال. وقال رئيس المخابرات الاتحادية أن جواسيس لتركيا قاموا بجمع بيانات ضخمة عن أنصار غولن في ألمانيا. وصرح أن أجهزة أمن ألمانية مختلفة وكل إليها متابعة الموضوع ومحاربته.
وكانت رئاسة الشؤون الدينية التركية (ديانت) أعلنت سحبها ستة أئمة من ألمانيا عقب اتهامات بالتجسس ضد اتحاد «ديتيب» الإسلامي التركي في ألمانيا. وذكر رئيس (ديانت) محمد غورمز في أنقرة في وقت سابق لوسائل إعلام ألمانية أن هؤلاء الأئمة تجاوزوا اختصاصاتهم، لكنهم لم يعرضوا أنفسهم للمساءلة القانونية. وأضاف غورمز أن الأئمة الذين فتشت السلطات الألمانية منازلهم أول أمس الأربعاء من بين الذين تم إعادتهم إلى تركيا، موضحاً أنه تم استدعاء هؤلاء الأئمة قبل حملة التفتيش، مضيفاً أنهم عادوا إلى مواقع عملهم السابقة في تركيا.
واعترف بأن هؤلاء الأئمة نقلوا لتركيا معلومات عن أشخاص يشتبه في موالاتهم لحركة الداعية الإسلامي التركي فتح الله غولن في ألمانيا، وقال: «كل من نقلوا في خطاباتهم معلومات عن هؤلاء الأفراد تم إعادتهم فوراً إلى مراكزهم الأصلية كإشارة على حسن النية». وذكر غورمز أنه ليس من المقبول لذلك الاستمرار في شن «حملة» ضد اتحاد «ديتيب» وهيئة «ديانت»، وقال: «هذه ليست أنشطة تجسس». واتهم رئيس «ديانت» السلطات الألمانية بتفتيش منازل الأئمة فقط بضغط من وسائل الإعلام والأوساط السياسية، مدللاً على ذلك بأن «حملات المداهمة» تمت عقب عودة الأئمة إلى تركيا
وكانت سلطات التحقيق في ألمانيا فتشت منازل أربعة أئمة في ولايتي، شمال الراين ـ ويستفاليا وراينلاند ـ بفالتس، على خليفة اتهامات بالتجسس. وحسب بيانات الادعاء العام الألماني، صادرت السلطات خلال الحملة وسائط تخزين بيانات ووسائل اتصال ووثائق.
من جهة أخرى نشرت مجلة فوكوس الألمانية أن محكمة برلين العليا أدانت مواطناً باكستانياً بتهمة «التجسس لحساب إيران، والبحث عن أهداف محتملة يمكن أن يستهدفها الحرس الثوري الإيراني». ووفقا للمجلة الألمانية فإن إجراءات المحاكمة بدأت في التاسع من آذار/مارس الحالي واستمرت لغاية أمس الثلاثاء.
وحكم على المتهم، ويدعى مصطفى حيدر سيد – نقفي (31 عاماً)، بالسجن أربع سنوات وثلاثة أشهر، بعد إدانته بالعمل لصالح جهاز استخبارات خارجي.
وأضافت المحكمة لقد ثبت لدى المحكمة أنه تجسس ضد ألمانيا وبلد آخر عضو في الحلف الأطلسي وهو فرنسا، لحساب ذراع العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني».
وفي السياق نفسه، قال المحققون أمام المحكمة، إن لائحة الاتهام تضمنت تفاصيل عن منزلي رجلين مستهدفين ومكاني عملهما ومختلف الطرق المؤدية إليهما، ومعلومات عن حراس الأمن وكاميرات المراقبة ومراكز الشرطة القريبة.
يشار إلى أن سيد – نقفي، المولود في كراتشي، جاء إلى ألمانيا بصفة طالب في العام 2012، وعاش مؤخراً في مدينة «بريمن» غربي ألمانيا.
وزار إيران مرتين على الأقل في تشرين أول/ أكتوبر 2015، وشباط/فبراير 2016، وحصل على مبلغ وقدره ألفين و237 دولار أمريكي على الأقل مقابل نشاطاته التجسسية، حسب المصادر الإعلامية، واعتقل المواطن الباكستاني في تموز/ يوليو 2016، إلا أنه رفض الإدلاء بشهادته أمام المحكمة «بسبب الخوف»، حسب تصريحات محاميه.

اتهامات لأنقرة بتجسس غير مقبول على أنصار غولن في ألمانيا ومحاكمة باكستاني لتجسسه لصالح إيران

علاء جمعة

مجلس الأمن والسلم الإفريقي يقرر فتح مكتب لدى «البوليساريو» في مدينة العيون

Posted: 28 Mar 2017 02:28 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» أولت وسائل الاعلام المغربية، متأخرة، اهتماماً بموقف معاد اعلنته احدى مؤسسات الاتحاد الافريقي الذي عاد اليه المغرب «منتصراً» في كانون الثاني/يناير الماضي، بعد غياب عن العمل المؤسساتي الافريقي المشترك دام 32 عاماً، احتجاجاً على عضوية الجمهورية التي تعلنها جبهة البوليساريو من جانب واحد.
والتفت وسائل الاعلام المغربية لقرارات مجلس الأمن والسلم الافريقي، ألتي اصدرها يوم الاثنين الماضي، بعد بيان توضيحي من السفارة الروسية حول زيارة وفد من جبهة البوليساريو الاسبوع الماضي الى موسكو، والخشية من ان تكون الزيارة قد ادت الى تغييرات في الموقف الروسي من النزاع في مجلس الامن الدولي الذي عقد امس الثلاثاء اجتماعًا خاصًا بالصحراء، على بعد ايام من الجولة السنوية لمجلس الأمن الدولي المخصص للنزاع الصحراوي ويصدر نهاية نيسان/ ابريل المقبل قراراً جديداً حول تطورات النزاع.
وقال موقع اليوم 24 المغربي والمهتم بالنزاع الصحراوي ان الدبلوماسية المغربية، تلقت وسط صمت اعلامي، أول صفعة من الاتحاد الإفريقي، منذ عودتها إلى الأسرة الإفريقية، وذلك إثر تبني مجلس الأمن والسلم الإفريقي، الإثنين الماضي، قراراً يتضمن نقيض كل ما دافعت عنه الرباط، على مدى أربعة عقود بشأن قضية الصحراء ويدعو إلى «إعادة فتح مكتب الاتحاد الإفريقي في العيون»، كبرى الحواضر الصحراوية والتي وصفها بـ«عاصمة»، لدولة عضو في الاتحاد، وهي إشارة واضحة إلى الجمهورية الصحراوية و»إجراء زيارة ميدانية للصحراء خلال عام 2017، لتقصي الحقائق» اشارة الى رغبة الاتحاد الافريقي بلعب دور في تسوية النزاع الصحراوي وهو ما يرفضه المغرب ويتمسك بإبقاء الملف بين يدي الامم المتحدة.
وسجل «اليوم 24» غياباً دبلوماسياً للرباط، على الرغم من الإشعار الرسمي، وبذلك مررت اللجنة بأغلبية أعضائها التوصية التي تدعو في مجملها بـ»إيفاد لجنة تقصي حقائق للصحراء، وكذا مخيمات تيندوف، من أجل تقييم وضع حقوق الإنسان وتقديم توصيات للمجلس» وحث مجلس الأمن الدولي بتوسيع صلاحيات بعثة الأمم المتحدة في الصحراء «المينورسو» لتشمل مجال مراقبة وضع حقوق الإنسان في الصحراء ومخيمات تندوف».

إنزال جزائري وجنوب إفريقي

وقال المصدر نفسه ان جلسة الجمعة الماضي، عرفت إنزالاً قوياً لدبلوماسية الجزائر وجنوب إفريقيا، في وقت ضرب فيه الحلفاء التقليديون للمغرب، جدار الصمت المطبق أمام القرار، دون ان تصدر الرباط، أي رد لحدود اليوم، إزاء القرار، في الوقت الذي كانت قد صعدت فيه ضد الإدارة الأمريكية، في عهد أوباما، بسبب عزمها طرح قرار مثيل في مجلس الأمن، نيسان/ أبريل 2014.
وتضمن نص القرار، تهنئة خاصة للمغرب على انضمامه للاتحاد الإفريقي دون شروط مسبقة أو تحفظات، و حياه على «جلوسه جنبا إلى جنب مع الجمهورية الصحراوية في الأجهزة التداولية للاتحاد» وكشف الرئيس الغيني ألفا كوندي، الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي أن هذه العودة تمّت بـ»الإجماع»، مشدداً على أن نزاع الصحراء ينبغي أن يُحلّ على المستوى الإفريقي، بعيداً عن الأمم المتحدة، مسوغاً لذلك برغبة دول القارة السمراء في حل مشاكلها إفريقيّاً بعيداً عن أي تدخل أجنبي.
وقال الذي يصفه المغرب بأنه أحد أصدقائه، أن طلب المغرب الانضمام إلى عضوية المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا «سيدياو» هو قيد الدراسة من طرف رئيس المجموعة، «الذي سيدرس الطلب ويتقدم باقتراح إلى رؤساء الدول المعنية».
وأضاف في حوار تلفزيوني أن المغرب عضو مؤسس للاتحاد الإفريقي، (منظمة الوحدة الإفريقية سابقاً)، مشيراً إلى أن أول قمة احتضنتها مدينة الدار البيضاء «الملك محمد الخامس كان من أكبر المشجعين والداعمين للاتحاد»، معتبراً أن للمغرب دوراً كبيراً داخل الاتحاد؛ «فهو بلد إفريقي كبير وله دبلوماسية معروفة عالمياً ولديه اقتصاد متطور»، و»يستثمر في عديد من الدول الإفريقية».
وكشف الرئيس الغيني ولأول مرة كواليس التصويت لصالح عودة المغرب إلى الاتحاد الافريقي، وقال «إننا أجرينا نقاشاً حُرّاً وصريحاً، ثم كان هناك إجماع على عودة المغرب؛ فالبلد عاد كذلك. وأنا كرئيس للاتحاد قلتُ إن المغرب عاد بالإجماع، وهو الموقف نفسه الذي عبرت عنه رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي، نكوسازانا دلاميني زوما، حين ألقت خطابها الأخير. فلا مجال للشك في أن المغرب عاد فعلاً بالإجماع».

حل إفريقي لنزاع الصحراء

واكد ان الاتحاد الافريقي يحاول ايجاد حل للنزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو «وبصفتي رئيسًا للاتحاد الإفريقي، ينبغي أن نعمل على إيجاد حل إفريقي لوضع الصحراء الغربية»، وقال خلال دورة الاتحاد الأخيرة في أديس أبابا «قررنا أنه ينبغي على إفريقيا أن تحل مشكلاتها بنفسها».
واعتبر الرئيس الغيني أن التدخلات الخارجية كلفت الدول الإفريقية غالياً، «نرى ما حصل مثلاً في ليبيا، فما نأمله اليوم هو أن يحل الإفريقيون مشكلاتهم بدون تدخلات أجنبية»، وقال «في وقت معين ستنقل الأمم المتحدة ملف الصحراء إلى الاتحاد الإفريقي، سننتظر أن يحدث ذلك، فالجميع متفق عليه وعلى ضرورة أن تحل الملفات الإفريقية إفريقياً».
وشدد المسؤول الإفريقي على أن المغرب والجزائر «يمكنهما أن يمنحا الكثير للقارة الإفريقية، خاصة في مجال الدبلوماسية؛ لأنه ينبغي أن ندافع عن أنفسنا في مواجهة الهجرة غير الشرعية»، معتبراً أن المفاوضات التي تجريها القارة مع نظيرتها الأوروبية بشأن مشكل الهجرة «يمكن أن يقدم المغرب لنا الكثير من خلال دبلوماسيته ووسائله»، مشدداً على أن «العودة المغربية ستقوي من دون شك الاتحاد الإفريقي».
وقال ان التحديات الجديدة التي تعيشها القارة السمراء، بالتزامن مع العودة المغربية إلى حضن الاتحاد الإفريقي، تتعلق بالطاقة المتجددة والتكنولوجيا الحديثة، «إذا نجحنا في هذا فسننجح في الثورة الصناعية الرابعة؛ لأن إفريقيا أضاعت الثورات الصناعية الثلاث الأولى؛ ولذلك فنحن بحاجة إلى الطاقات المتجددة والتكنولوجيا الحديثة، وبما أن سكان القارة شباب، فهذا سيجعل من إفريقيا قوة حية».
وقرر مجلس الأمن الدولي ادراج تطورات النزاع الصحراوي في جدول اعمال اجتماع يعقده مساء الثلاثاء لدراسة مدى تطبيق اللائحة 2285 المتعلقة باستئناف المفاوضات بين جبهة البوليساريو والمغرب وذلك في جلسة مغلقة بطلب من الأورغواي العضو غير الدائم في المجلس الاممي. وقالت وكالة الانباء الجزائرية انه سيتم بحث مسألة تطبيق القرار 2285 الصادرة سنة 2016 التي تنص على مباشرة جولة خامسة من المفاوضات وعودة الموظفين المدنيين في بعثة الامم المتحدة بالصحراء ( المينورسو) الذين طردهم المغرب التي تنتهي ولايتها يوم 30 نيسان/ ابريل المقبل ومن المقرر ان يمدد لها مجلس الامن سنة اضافية في نهاية دورة اجتماعاته السنوية المخصصة للنزاع الصحراوي. وقالت الوكالة ان عودة أعضاء المينورسو الذين طردهم المغرب في اذار/ مارس 2016 احتجاجا على وصف الامين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، بـ«الاحتلال» استعادة المغرب للصحراء من اسبانيا 1976، ستكون محور مناقشات مجلس الأمن حيث لم تقم البعثة الأممية بمهمتها كاملة بسبب الاجراءات التي فرضها المغرب في حين أن مجلس الأمن مدعو خلال شهر نيسان/ أبريل المقبل الى تجديد ولايتها وأعرب قسم عمليات حفظ السلم الأممي في شباط/ فبراير الماضي عن انشغاله بمصير أعضاء المينورسو وقال إن هذا التوقف يضر بعمل البعثة.
وستتضح مساء امس الثلاثاء او خلال ايام الشهر المقبل اشارات حول موقف روسي جديد من النزاع الصحراوي والذي كان دائماً قريباً للموقف المغربي وذلك زيارة وفد من جبهة البوليساريو، الأسبوع الماضي، للعاصمة الروسية موسكو، والذي أثار جدلاً واسعاً، واعتبره البعض تحولاً في الموقف الروسي. وقال بيان للسفارة الروسية بالرباط وزع صباح امس الثلاثاء إن ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الممثل الشخصي لبوتين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التقى يوم 23 اذار/ مارس الجاري، بوفد من جبهة البوليساريو، وبرئاسة منسقها مع بعثة المينورسو محمد خداد، الذي حل بموسكو بدعوة من معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية.
وأوضح البيان أنه خلال هذا اللقاء «تبادل الجانبان وجهات النظر حول تطور الوضع فيما يتعلق بتسوية النزاع في الصحراء على ضوء التحضير للاستعراض، في نيسان/أبريل في مجلس الأمن في الأمم المتحدة، ومسألة تجديد ولاية البعثة و«إن السيد خداد أعرب عن وجهة نظر الجبهة، التي هي طرف في النزاع، بشأن الوضع الحالي».
واضاف بيان السفارة إن الجانب الروسي «أكد على ثبات موقف روسيا، استناداً إلى ضرورة إيجاد حل سياسي مقبول من الطرفين لهذه المشكلة التي طال أمدها على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة» و»عزمها على مواصلة العمل في هذا الاتجاه مع جميع الأطراف المعنية، وخاصة مع الشركاء في «مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية» وان «شددت روسيا على ضرورة تكثيف جهود المجتمع الدولي لتحقيق تسوية عادلة طويلة الأجل للصحراء الغربية، مع الأخذ بعين الاعتبار المصالح الأساسية لشعوب المنطقة شمال إفريقيا والمساهمة في تحسين الوضع في المغرب العربي».

مجلس الأمن والسلم الإفريقي يقرر فتح مكتب لدى «البوليساريو» في مدينة العيون

محمود معروف

مجلس كركوك يقر رفع علم كردستان وسط معارضة تركمانية وعربية

Posted: 28 Mar 2017 02:27 PM PDT

كركوك ـ «القدس العربي»: أقر مجلس محافظة كركوك، شمال العراق، امس الثلاثاء، مقترح رفع علم كردستان على الدوائر الحكومية في المحافظة، وسط مقاطعة ممثلي العرب والتركمان، ومعارضة حكومة بغداد.
وركز الأعضاء الأكراد في كلماتهم خلال الجلسة أن المحافظة دافعت عنها قوات البيشمركه لوحدها، منتقدين موقف حكومة بغداد بعدم تنفيذ المادة 140 من الدستور حول المناطق المتنازع عليها. كما طالب بعض الاعضاء بتنفيذ قرار مجلس المحافظة عام 2008 بانضمام كركوك إلى الاقليم، بينما اعتبر آخرون أن القرار هو خطوة نحو إعلان «دولة كردستان».
وينحصر رفع علم الإقليم بجانب العلم العراقي به في محافظات كردستان.
وعقد أعضاء مجلس المحافظة الأكراد، مؤتمراً صحافياً عقب القرار، أكدوا فيه أن حكومة الإقليم تؤيد قرار مجلس كركوك لأنه يأتي في إطار تطبيق المادة 140 من الدستور»، مؤكدين أن «كركوك هي قلب كردستان، وهي جزء اساسي منه».
وحول احتمال قطع بغداد رواتب وميزانية كركوك، رداً على هذا القرار، أوضح محافظة المدينة أن «كركوك لديها موارد كافية ولا تحتاج لبغداد».
وقاطع ممثلو التركمان في مجلس المحافظة كركوك اجتماع أمس، مبدين اعتراضهم على القرار.
وقال عضو المجلس عن التركمان، علي مهدي، في تصريح، أن التركمان قاطعوا الجلسة المخصصة للتصويت على طلب المحافظ بخصوص رفع العلم الكردستاني على دوائر المحافظة.
وبين أن مقاطعة التركمان ستستمر لحين ورود قرار المحكمة الاتحادية حول الموضوع.
وقال عضو البرلمان العراقي عن المكون التركماني حسن تورهان، إن مكونه سيلجأ إلى الطعن على قرار مجلس محافظة كركوك أمام القضاء العراقي.
ولفت إلى أنه «من الناحية القانونية فإن مجلس محافظة كركوك غير مخوّل باتخاذ قرار رفع أي علم داخل المحافظة، ومثل هذا الإجراء ليس من اختصاصه».
وأكد أن «القرار الذي صدر مخالف للدستور العراقي بالمادتين 140 و143، واللتين تجعلان من كركوك محافظة لها خصوصية عن بقية المحافظات».
وأوضح تورهان أن «اجتماعاً لجميع أعضاء مجلس النواب العراقي من المكون التركماني، سيجتمعون اليوم، وسيتم الاتفاق على الموقف الرسمي والخطوات التي سيتم اتخاذها لاحقا ضد القرار».
ويمتلك المكون التركماني 9 مقاعد في البرلمان العراقي من أصل 328 مقعداً، لكنه لم يمنح خلال مباحثات تشكيل الحكومة الحالية نهاية عام 2014 أي منصب وزاري.
كذلك، طالب ممثل المكون العربي في مجلس محافظة كركوك، خليل الحديدي، مجلس المحافظة بتقديم طلب إلى المحكمة الاتحادية لبيان قانونية رفع علم كردستان على المحافظة. وأشار إلى أن «المكون العربي سيقبل بما تقرره المحكمة».
أما نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي، فأعتبر قرار مجلس محافظة كركوك «خرقاً للوحدة الوطنية وفرضاً لإرادة مكون واحد».
وتابع، في بيان له «نرى أن هذا الإجراء يخرق الوحدة الوطنية ويتناقض مع روح التعاون والتفاهم بين مكونات المحافظة».
وأوضح أنه «من غير المقبول فرض إرادة مكون واحد أو جهة حزبية واحدة على الجميع، وتجاوز إرادتهم وحقهم في إدارة المحافظة وارتباطها الوطني».
وأعرب عن أمله أن «تكون هذه الخطوة غير المدروسة محل مراجعة بما يحفظ الوحدة الوطنية ويصون العلاقة التاريخية بين مكونات كركوك».
وكان رئيس مجلس محافظة كركوك، ريبوار الطالباني، أعلن اول أمس الاثنين، أن المجلس سيعقد جلسة اعتيادية للتصويت على قرار رفع علم إقليم كردستان على دوائر المحافظة.
وقال إن «من حق أهالي كركوك ان يتم رفع علم كردستان فوق مدينتهم».
وابدت الحكومة العراقية رفضها لقرار محافظ كركوك، إذ أكد المتحدث باسم الحكومة، سعد الحديثي، أن «من الضروري رفع العلم العراقي لوحده في محافظة كركوك، لأن رفع علم إقليم كردستان هو أمر غير دستوري».
ولفت إلى أن «الحكومة العراقية ترفض جميع المواقف الأحادية في هذا الجانب»، مبيناً أنه «لا يجوز رفع أي أعلام غير العلم العراقي على الدوائر الحكومية في المناطق خارج الإقليم».
ونصّت المادة 140 من الدستور العراقي على تطبيع الأوضاع في محافظة كركوك (شمال) والمناطق المتنازع عليها في المحافظات الأخرى مثل نينوى (شمال) وديالى (شرق)، وحددت مدة زمنية انتهت في كانون الأول/ديسمبر 2007 لتنفيذ كل ما تتضمنه المادة المذكورة من إجراءات.
ويأتي تصويت مجلس محافظة كركوك على القرار، رغم تحذير بعثة الأمم المتحدة بالعراق (يونامي)، قبل أسبوع، من اتخاذ تلك الخطوة؛ كونها «تهدد التعايش السلمي بين المجموعات الدينية والإثنية» في كركوك، التي تضم خليطا من القوميات من الأكراد والتركمان والعرب.
كما حذّر المتحدث باسم الخارجية التركية، حسين مفتي أوغلو، من أن «مطالب رفع علم الإقليم الكردي بجانب العلم العراقي فوق دوائر كركوك (الحكومية) قد تؤدي إلى خطر إلحاق الضرر بمحاولات إحلال الاستقرار والتوافق في العراق».
وكان محافظ كركوك، القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، نجم الدين كريم، طلب منتصف آذار/ مارس، من مجلس المحافظة، اصدار توجيهات تتضمن رفع علم كردستان بجانب العلم العراقي في جميع دوائر المحافظة والشركات العامة التابعة للوزارات وفي المناسبات الرسمية.
وحسب مراقبين، فإن قرار رفع علم كردستان، سيزيد التوتر بين بغداد والاقليم في ظروف حساسة يمر بها العراق، لأن القيادة الكردية تعتبر القرار، خطوة نحو فرض الأمر الواقع في ضم كركوك إلى اقليم كردستان بمعزل عن موافقة الحكومة الاتحادية. وستترتب على هذا القرار، اجراءات ومواقف من بغداد تعزز المخاوف بأن مرحلة ما بعد تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق، ستشهد نزاعات على المناطق والمصالح وخاصة بين العرب والأكراد في المناطق المتنازع عليها، وفي مقدمتها كركوك ذات الثروة النفطية الهائلة.

مجلس كركوك يقر رفع علم كردستان وسط معارضة تركمانية وعربية

إطلاق النار على محمد وعدم إطلاقه على رحاميم

Posted: 28 Mar 2017 02:26 PM PDT

في 8 تموز/يوليو 1959، في وادي الصليب في حيفا، وهو حي فقير ومكتظ يعيش فيه 15 ألف مهاجر جديد، غالبيتهم من شمال افريقيا والمغرب، اندلع الاحتجاج الاجتماعي الاول المنظم في إسرائيل. وما أشعل هذا الاحتجاج كان اطلاق النار غير المبرر من قبل الشرطة على أحد سكان الحي الثمل وغير المسلح، وهو يعقوب الكريف الذي خرج عن طوره في المقهى المحلي.
في الوقت الذي اهتمت فيه الصحف الاشكنازية في إسرائيل بالتنافس حول من الذي سيحرض أكثر ضد الاحتجاج، وتصوير المشاركين فيه بأنهم مجرمون، قامت اسبوعية «هعولام هزيه» في 15 تموز/يوليو باصدار نشرة خاصة تم تخصيصها لتغطية احداث الاحتجاج، وعلى الصفحة الاولى جاء المقال الذي لا ينسى لـ اوري افنيري بعنوان «تمرد المغاربة». وقد كتب افنيري في هذا المقال: «ليس هناك تعالٍ عنصري جزئي مثلما لا يوجد عدل جزئي. من يبدأ باطلاق النار على محمد فهو سيقوم في نهاية المطاف باطلاق النار على رحاميم. ومن يعتقل وينفي سليمان بدون محاكمة سيقوم باعتقال ونفي نسيم في نهاية المطاف. ومن يبصق الآن على فاطمة سيبصق غدا على مزال. إن ما حدث بالأمس في وادي النسناس سيحدث اليوم في وادي الصليب».
قبل عشرات السنين من ظهور الابحاث الهامة في مجال العلوم الاجتماعية والانسانية التي لاحظت الصلة الوثيقة بين العنصرية ضد الشرقيين في إسرائيل وبين أصلهم، تمكن افنيري من أن يشير بلغة واضحة وبسيطة الى القاسم المشترك الذي يقف من وراء قمع الفلسطينيين من جهة وقمع الشرقيين من جهة اخرى على أيدي القوى الاشكنازية الإسرائيلية التي سيطرت في العقود الاولى من قيام الدولة، الخلفية العربية المشتركة للجماعتين دفعت قادة الدولة الاشكناز الى التحفظ والتخوف منهما. بعد مرور ستين سنة تقريبا، وفي اعقاب محاكمة الجندي الإسرائيلي الشرقي اليئور ازاريا مطلق النار على الجريح الفلسطيني عبد الفتاح الشريف، نشر افنيري في موقع «هآرتس» مقالا بعنوان «كيف نشأ الشرخ بين الاشكناز والشرقيين» بتاريخ 26/2 الماضي. هذا المقال الذي اثار الانتقاد من جميع الاتجاهات ـ «تسونامي كبير»، قال افنيري في رده على الانتقاد. وقد اتهم المنتقدون افنيري بالتعالي العنصري الاشكنازي على النمط الذي ميز المؤسسة الإسرائيلية في السنوات الاولى للدولة.
لقد تحدث افنيري، بلغة بسيطة وواضحة، عن الظاهرة التي يصعب نفي وجودها: موجة التضامن مع عمل ازاريا، بما في ذلك اعتباره «بطلا»، لا تخلو من البعد الاثني القبلي، بل على العكس، هي تحمل هوية واضحة لليهود الشرقيين. بكلمات اخرى، وليس بعيدا عما قاله في العام 1959، يمكن القول إن مقاله الحالي لاحظ التغيير الكبير الذي حدث لدى اللاعبين العرقيين في إسرائيل منذ «تمرد المغاربة»: ليس فقط أنه يمكن اطلاق النار على محمد وعدم اطلاق النار على رحاميم، بل ايضا تحول اطلاق النار على محمد قياسا برحاميم، الى بطولة قومية.
نتيجة غير مباشرة لاهانة العربية من قبل المؤسسة الصهيونية الاشكنازية في السابق، حولت ظاهرة كراهية العرب مع مرور الوقت الى أحد الاصوات الفاعلة في اوساط الشرقيين في إسرائيل الحالية الى درجة يمكنها فيها منافسة نفس الظاهرة في اوساط الجاليات التي تتحدث الروسية.
كان يفضل أن يعترف المثقفون الشرقيون في إسرائيل، اصحاب المواقف الديمقراطية، بهذه المشكلة والتنديد بها ورفض عدم أنسنة الآخر العربي في النقاش الشرقي القومي اليهودي في إسرائيل.
عدا عن أنه لا يُسمع أي انتقاد داخلي لكراهية العرب في اوساط النخبة الشرقية المثقفة فقط، فإن جزءا من ممثليها يمرون على ذلك بصمت. وقد كتبت ميراف الوشل فرون في «هآرتس» في 17 آذار/مارس الحالي أن الميول اليمينية لكثير من الشرقيين في إسرائيل تتعلق بالموقف العلماني الليبرالي الاشتراكي لليسار الاشكنازي الذي ينفي بشكل متعجرف الهوية القومية الدينية المحافظة والمواقف الحريدية القومية للجمهور اليهودي الشرقي.
لقد نسيت الوش أن تقول إنه اذا كان يوجد مكان للتحدث عن العجرفة والسيطرة العليا الاشكنازية تجاه الجمهور الشرقي، يمكن ايجاده في اوساط اليمين، لا سيما في الحزب الحاكم، حيث لم يترأسه شخص شرقي ـ اذا لم نشمل في هذا التصنيف الشرقي الزعيم الحالي «الذي اعترف» مؤخرا بأنه يحمل في داخله «جين شرقي» يدفعه الى التصرف بانفعال مثلما يتصرف الشرقي في خياله العنصري.
أما الرومانسية التي تتعاطى بها الوش لفرون مع الحريدية القومية الشرقية فهي غير مخجلة لأن المتنورين الليبراليين حسب رأيها يُعجبون دائما بالاصول الدينية الشرقية. وما تبقى هو التساؤل عن التجاهل المخجل من قبلها عن مظاهر ما بعد العلمانية مثل العنصرية الدينية لايلي يشاي، التي هي جزء لا يتجزأ من الحريدية الشرقية في الوقت الحالي.
ليس هناك خلاف أن المؤسسة الاشكنازية هي التي تتحمل المسؤولية عن التخوف من العامل العربي الموجود لدى اليهود الشرقيين في إسرائيل. ولكن المسؤولية عن ازالة هذا التخوف يلقى على عاتق الجمهور الشرقي ونخبته. لا يمكن التسليم بوضع يصمت فيه من يحارب ضد العنصرية والاستبعاد على العنصرية ضد الفلسطينيين. ومثلما كتب افنيري «مثلما لا يوجد تعالي عنصري جزئي، فإنه لا يوجد عدل جزئي».

دمتري شومسكي
هآرتس 28/3/2017

إطلاق النار على محمد وعدم إطلاقه على رحاميم

صحف عبرية

عون طلب من الحريري مرافقته إلى القمة حاملاً رسالة سلام وتضامن… هل يلتزم لبنان الإجماع العربي ولو على حساب حزب الله أم يتحفّظ؟

Posted: 28 Mar 2017 02:26 PM PDT

بيروت ـ «القدس العربي» : «أحمل في كلمتي امام القمة العربية رسالة سلام باسم جميع اللبنانين، وسأؤكّد على أهمية التضامن العربي وتفعيل ميثاق الجامعة العربية» هذا ما أعلنه الرئيس اللبناني العماد ميشال عون قبل مغادرته إلى الأردن للمشاركة في اعمال القمة العربية.
واللافت هو مرافقة رئيس الحكومة سعد الحريري لرئيس الجمهورية في الوفد الرئاسي الذي يضم ايضاً وزير الخارجية جبران باسيل، وأفيد أن عون هو الذي طلب من الحريري أن يرافقه إلى القمة لإظهار صورة غير تقليدية عن وحدة الموقف اللبناني من القضايا العربية حيث يحرص الرئيس عون على مصارحة الزعماء العرب حول الواقع اللبناني والعربي ومخاطر المرحلة المقبلة، معتمداً خطاباً مختلفاً عن الخطابات التقليدية ، ومتحدثاً في اللقاءات الثنائية عن وضع سلاح حزب الله كجزء من أزمة اقليمية كبرى يُحل مع أزمة المنطقة وليس كتفصيل لبناني يُحل داخل لبنان.
وهذه من المرات النادرة التي يترافق فيها رئيسا الجمهورية والحكومة إلى قمة عربية ولاسيما أن رؤساء مرحلة الطائف والوصاية السورية كانوا غير متجانسين مع رؤساء الحكومات. وسيسمح حضور الرئيس الحريري في توضيح اللغط الذي نشأ إثر موقف رئيس الجمهورية من سلاح حزب الله كسلاح مكمّل للجيش اللبناني ما أعاد «النقزة» السعودية خصوصاً والخليجية عموماً من موقف الرئيس اللبناني وإنعكس سلباً على سحب بند التضامن مع لبنان خلال الاجتماع التحضيري الذي عقد على مستوى المندوبين في سابقة نادرة.وقد تولى الحريري التواصل مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لاعادة بند التضامن مع لبنان مقابل تطمينات أن لبنان لن يخرج عن الاجماع العربي كما حصل عندما امتنع وزير الخارجية جبران باسيل عن التصويت على بند التضامن مع المملكة العربية السعودية ضد الجمهورية الإسلامية الايرانية.
والاشكالية التي تطرح نفسها امام القمة العربية حالياً هي ماذا سيكون موقف لبنان في حال تضمن البيان الختامي ادانة للتدخل الايراني في الدول العربية أو للتدخل العسكري لحزب الله في سوريا واليمن والعراق والبحرين؟ واذا كان موقف الرئيس الحريري معروفاً برفض هذا التدخل المزدوج فإن الانظار تتركز على معرفة موقف الرئيس عون وهل يلجأ إلى التحفظ تحت شعار الحياد أم يبقى ضمن الاجماع العربي؟
ويبدو أن الموقف السلبي من حزب الله سبق الرئيسين عون والحريري إلى القمة العربية من خلال رسالة بعثها الرؤساء السابقون للجمهورية والحكومة وهم أمين الجميِّل وميشال سليمان وفؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمام سلام حيث أكد الرؤساء «احترام لبنان الإجماع العربي الصادر عن مؤتمرات القمة العربية، وأن لبنان غير موافق على تدخل حزب الله في سوريا أو في العراق واليمن».
وأثار حديث الرسالة عن سلاح غير شرعي لحزب الله استياء رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي رأى في الرسالة استهدافاً للموقف اللبناني الموحد.
وعلّق ممثل حزب الله في الحكومة الوزير محمد فنيش على رسالة الرؤساء السابقين إلى القمة العربية فقال «إنهم رؤساء سابقون وهناك رئيس للجمهورية حالياً».
وشدّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على «أن الرئيسين عون والحريري اللذين يمثلان لبنان بأكمله في القمة العربية، يأخذان بعين الاعتبار مصالح الشعب اللبناني والمصلحة العليا للدولة اللبنانية بالدرجة الأولى، وسيقومان بكل ما يجب فعله لعدم السقوط مرة جديدة في مسألة الابتعاد عن الموقف العربي والخليجي نظراً للروابط والمصالح المشتركة بين لبنان ودول الخليج، كما أنهما لن يألوا جهداً في محاولة تقديم المصلحة اللبنانية العليا على أي مصلحة أخرى».
وقال جعجع «إن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة لا يمثلان أي طرف أو أي فريق في مؤتمر القمة العربية بل يمثلان جميع اللبنانيين ولا أعتقد أنهما سيتركان الشعب اللبناني يدفع غالياً جداً ثمن مواقف طرف من الأطراف اللبنانية التي لا تتلاقى لا مع الدستور ولا مع منطق الدولة ولا مع المصالح اللبنانية العليا»، متمنياً «أن تكون القمة العربية فرصة لاعادة تزخيم العلاقات اللبنانية ـ الخليجية».

عون طلب من الحريري مرافقته إلى القمة حاملاً رسالة سلام وتضامن… هل يلتزم لبنان الإجماع العربي ولو على حساب حزب الله أم يتحفّظ؟

سعد الياس

الأردن ينتظر نجاح القمة سياسياً بعد نجاحه أمنيا وتنظيميا

Posted: 28 Mar 2017 02:25 PM PDT

البحر الميت ـ «القدس العربي» : وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة، تفتتح القمة العربية الـ 28 اليوم في قصر الحصين للمؤتمرات في فندق كمبيلسكي في منطقة البحر الميت التي ترى منها بالعين المجردة الحدود الفلسطينية، بمشاركة 16 من الرؤساء والملوك والأمراء العرب في أعمال القمة وغياب 6 زعماء.
ويشارك في القمة ايضاً مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد، ومبعوث الرئيس الروسي والأمين العام للأمم المتحدة ومفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، ورئيس البرلمان العربي، وكذلك المبعوث الدولي لسوريا ستافان دي ميستورا الذي شارك اول من أمس في اجتماعات وزراء الخارجية حيث قدم لهم شرحاً كاملاً عما وصلت إليه مفاوضات جنيف والعملية السياسية فيما يتعلق بسوريا.
وحسب وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية فإن دي ميستورا يحظى بدعم وزراء الخارجية العرب بما يحقق السلام والاستقرار في البلاد. وهذه هي القمة الرابعة في الأردن. الأولى كانت في عام 1980 والقمة الثانية (طارئة) عام 1978 والقمة الثالثة عام 2001 والرابعة هي القمة العادية الحالية.
وفي بداية الجلسة الاولى يسلم الرئيس الموريتاني رئاسة مؤتمر القمة إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الذي حرص على ان تكون قمة ناجحة بجميع المقاييس. وسيلقي الملك عبد الله الثاني كلمته بعد توليه رئاسة المؤتمر يليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومن ثم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي وصل كغيره من الزعماء العرب، إلى عمان بعد ظهر امس قبل ان ينتقلوا جميعاً إلى مكان اقامتهم في فندق كراون بلازا وغيره من الفنادق ليتوجهوا صباح اليوم إلى مقر المؤتمر. ويغطي مجريات القمة اكثر من الف صحافي عبر الشاشات في المركز الاعلامي المعد خصيصاً لوسائل الاعلام، بمعزل عن مكان انعقاد المؤتمر، مما اثار تساؤلات العديد منهم حول فائدة وجودهم اذا كانوا غير قادرين على التواصل مع المسؤولين وعلى الاقل وزراء الخارجية او مسؤولين آخرين ان لم يكن الزعماء. ويشعرون بعزلة شديدة.
ولكن السلطات الأردنية لا تريد اي مفاجآت في هذا المؤتمر خاصة الأمنية منها التي يمكن ان تعكر صفو المؤتمر، الذي عملت جاهدة من احل انجاحه من جميع النواحي لا سيما السياسية حيث سبقت القمة بتحرك لتنقية الاجواء بين الزعماء العرب. وايضاً من الناحية التنظيمية ونجحت فيها بامتياز ومن الناحية الأمنية. حيث لم تشهد اي مؤتمرات قمة في الأردن مثيلًا لها حتى قمة عمان لعام 2001.
وتجنباً لاي احتمالات ومفاحآت، اوقفت الجهات الأمنية الأردنية، الحركة من والى منطقة المؤتمر ومناطق الاقامة بالمطلق ابتداء من الساعة الحادية عشرة ليل الاثنين وحتى انتهاء القمة مساء اليوم، وفقط يسمح للمسؤولين الذين سيستقبلون زعماءهم لنقلهم إلى مقار اقامتهم. وبسبب الاوضاع الأمنية المتدهورة في المنطقة والحروب الدائرة حول الأردن، بدأت الاجراءات الأمنية قبل نحو اسبوعين وازدادت يوماً بعد يوم.
وقبل الوصول إلى منطقة الفنادق بعدة كيلومترات تخضع السيارات وهي في المجمل سيارات رسمية تابعة للديوان الملكي، للتفتيش بحثاً عن متفجرات مستخدمة الكلاب البوليسية بعد التأكد من هويات الركاب وحتى السائقين التابعين للشرطة العسكرية. وفي الحاجز الاخير تفتش كل الحقائب واي محتويات في السيـارات.
وزيادة في الحرص، وحسب مصدر فإن الجهات الأمنية تنشر قناصين على قمم التلال المحيطة بالشارع المؤدي إلى منطقة المؤتمر. وبعد ان حققت قمة البحر الميت النجاح أمنيًا وتنظيميًا يبقى نجاحها المتوقع سياسياً بالمصادقة على 17 ملفاً تهم القضايا العربية الملحة منها بعد فلسطين ليبيا وسوريا واليمن والعراق وغيرها.

الأردن ينتظر نجاح القمة سياسياً بعد نجاحه أمنيا وتنظيميا
وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة تمليها الأوضاع المتدهورة في المنطقة
علي الصالح

إسرائيل تتوقع توافد عشرات الآلاف من رعاياها على سيناء برغم تحذيراتها

Posted: 28 Mar 2017 02:25 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: عشية عيد الفصح اليهودي الوشيك دعا رئيس ما يعرف بـ « طاقم مكافحة الإرهاب « ايتان بن دافيد، الإسرائيليين لمغادرة سيناء فورا بسبب تحذيرات ومعلومات أمنية عاجلة. وتم تشديد التحذير بشأن السفر لسيناء.
وكشف المسؤول الإسرائيلي أنه يجري التفكير بإغلاق المعبر الحدودي في طابا إذا توفرت معلومات استخبارية عينية أخرى حول التخطيط لعمليات. كما دعا بن دافيد الإسرائيليين الموجودين في تركيا الى مغادرتها فورا. وقال ايتان بن دافيد خلال لقاء مع الصحافيين إنه تقرر التشديد على التحذير بسبب «تهديد خطير بتنفيذ عمليات ضد السياح في سيناء، خاصة الاسرائيليين، خلال الفترة الحالية». ويسود التقدير لدى السلطات الإسرائيلية بأن مئات الإسرائيليين يوجدون في سيناء الآن، ويتوقع وصول عشرات الآلاف منهم في عيد الفصح العبري. وكان قد وصل إلى سيناء خلال الأعياد العبرية في أكتوبر/ تشرين الماضي بين 17 و20 ألف سائح إسرائيلي يبحثون كما في العقود الأخيرة عن السكينة على سواحل البحر الأحمر بالإقامة في «عرائش» يتم استئجارها بسعر رخيص. وقال إن التحذير من السفر لا يزال الأشد خطورة، لكنه تم تغيير نصه بسبب نشاطات ذراع تنظيم الدولة في المنطقة. وعلى سبيل المثال، يشير بن دافيد إلى قيام التنظيم بنشر الحواجز في بداية الشهر الحالي للبحث عن سياح وجنود مصريين في وسط سيناء، وقال: «هذه مسألة تقلقنا جدا». وتابع «حقيقة وجود الإسرائيليين هناك تثير القلق المضاعف. نحن نتعقب ما يحدث وليست لدينا رغبة بالصراخ عبثا فنحن نؤمن حقا بأن التهديد خطير». وأشار أن اسرائيل ستدرس إغلاق معبر طابا إذا وصلت معلومات استخبارية بعينها خلال أيام.
وردا على سؤال حول إمكانية قيام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالثأر على خلفية التقارير التي تتهم اسرائيل باغتيال القيادي مازن فقهاء، قال بن دافيد لإذاعة الجيش أمس انه لا توجد تحذيرات او معلومات معينة حول قدرة حماس على تنفيذ عمليات في الخارج.
وفي ما يخص التحذير من السفر إلى تركيا أكد أنه لا يشمل مطار كمال اتاتورك في إسطنبول الذي يصل اليه الكثير من الإسرائيليين كمحطة عبور إلى عواصم مختلفة في العالم. وبالنسبة للأردن ومصر، وعلى الرغم من وجودهما في درجة منخفضة من التهديد، بفضل التعاون بين الجهات الاستخبارية هناك إلا أن طاقم « مكافحة الإرهاب « ينصح أيضا بعدم السفر إليهما. وبالنسبة لتهديد ما سماه « الإرهاب الشيعي « من جانب إيران وحزب الله، قال إن هذا التهديد لم يختف عن الخريطة، لكنه اليوم أقل من السابق. وقال رئيس الموساد الأسبق داني ياتوم إن اتهام اسرائيل لحماس يلزمها بالرد ومحاولة للثأر من خلال عملية في الضفة أو داخل أراضي 48 أو سيناء. وفي حديث للإذاعة العامة دعا لأن تكون إسرائيل حذرة وتستخلص دروس الحرب الماضية، كما جاء في تقرير مراقب الدولة في ظل احتمالات انزلاق لحرب جديدة.
ويرجح رئيس الاستخبارات العسكرية السابق الجنرال في الاحتياط عاموس يادلين رئيس معهد دراسات الأمن القومي أن حماس غير معنية بحرب جديدة لكنها محرجة في ظل ترقب ماذا ستفعله بتهديداتها بالثأر للشهيد فقهاء. كما يرجح أن تقوم حماس بعملية ثأرية في الضفة الغربية أو داخل إسرائيل لاعتبار ذلك أمراً شرعيا لا ينتهك الهدنة. وتابع مزاعمه في حديث لإذاعة الجيش» الاغتيال في حال كان إسرائيليا هو ليس اغتيالا بل هو تحييد، فإسرائيل لا تنتقم ممن خرجوا للتقاعد». وحول طريقة الاغتيال في قلب غزة ومن خلال كاتم صوت يدعو يادلين لإبقاء هذه التفاصيل للأفلام وللكتب، وأن حماس فوجئت مرتين بوجود من يعمل ضد قياداتها في فترة هدوء ومن طريقة التنفيذ مباشرة وليس من الجو. وعن احتمالات اندلاع مواجهة جديدة في الصيف المقبل يقول إن الحركة تأخذ بالحسبان عدم رغبة أهالي غزة في حرب جديدة لاسيما أن آلافا منهم ما زالت منازلهم مهدمة من الحرب السابقة. وخلص للقول « الحديث عن ذلك مبكر وحماس في حالة إنكار وذهول. المهم لنا أن تبادر إسرائيل وتخطط لتصعيد محتمل وتستنتج الدروس من الحروب السابقة وهناك ما ينبغي تعلمه من إخفاقات « الجرف الصامد « كما أكد « مراقب الدولة « في تقريره قبل نحو الشهرين.

إسرائيل تتوقع توافد عشرات الآلاف من رعاياها على سيناء برغم تحذيراتها
تحذيرها من السفر إلى تركيا لا يشمل مطار كمال أتاتورك في إسطنبول

احتفال أردني آخر مهيب بالملك سلمان ودلالات سياسية وتاريخية في منتهى العمق: تبديد «الرواية الحساسة والقديمة» والسعودية لا ترغب في التورط في «الدعوة للمفاوضات»

Posted: 28 Mar 2017 02:24 PM PDT

عمان ـ «القدس العربي»: يمكن ببساطة استنتاج الكثير من الدلائل السياسية العميقة جداً في حال تفكيك الغاز تفاصيل الاحتفال العسكري المهيب الثاني الذي اقامه الملك عبدالله الثاني لضيفه الملك سلمان بن عبد العزيز في قلب العاصمة عمان وتحديداً في ميدان «الراية» وسط مجموعات من قطاعات «الجيش العربي الأردني».
الساحة نفسها كانت قد شهدت سلسلة احتفالات بمناسبة مئوية الثورة العربية الكبرى قيل خلف الكواليس دوماً بانها «لم تعجب السعودية» العام الماضي او تنطوي على مناكفة كان نجمها آنذاك رئيس الأركان الأردني الأسبق الجنرال مشعل الزبن الذي يمكن ببساطة ملاحظة انه «أقيل من منصبه» كمستشار عسكري للملك الأردني قبل 24 ساعة فقط من وصول الملك سلمان لعمان.
بعض الأوساط كانت قد ربطت سياسياً بين استقالة الجنرال الزبن ومناكفات سابقة سجلت لدى الرياض، الأمر الذي يؤشر على أن اقالته عشية القمة العربية وقبل ساعات من زيارة ضيف المملكة الكبير خطوة قد تنطوي على سعي كبير للتقارب مع السعودية.
عملياً لا تقتصر دلالات احتفال أمس الثلاثاء على هذا الإطار السياسي فقط فإجراء استعراض عسكري مهيب في ساحة لها علاقة مباشرة بالثورة العربية الكبرى يعبر عن مشروع أردني عميق الدلالات لتجاوز كل «الحساسيات» التي يتسلى بها بعض المثقفين بين الحين والآخر بعنوان إنزعاج سعودي مفترض من تراث الثورة العربية الكبرى.
الأردن يقول بوضوح امس وبلغة عسكره والسياسيين فيه أن تراث الثورة والهاشميين والدولة الأردنية يبقى دوماً مساندًا للعلاقات الإستراتيجية مع مملكة السعودية ولن يكون مرتبطاً ولا يقصد أن يرتبط بأي حساسيات لها علاقة بالماضي.
من هنا يمكن فهم تقليد ملك الأردن للعاهل السعودي قلادة الملك حسين بن علي وهو ارفع وسام اردني على الإطلاق يرتبط ايضا بتراث الثورة العربية الكبرى بالإضافة إلى مظاهر الاستعراض العسكري بالتوازي مع توقيع سلسلة اتفاقيات تفاهم وبقيمة مليار دولار.
سياسياً يمكن التقدم بقراءة مختلفة لسيناريو البيان الرسمي المشترك الصادر عن الزعيمن مساء الإثنين فعندما تحدث البيان عن عملية السلام والمفاوضات ربطت لغة البيان الأمر بـ»العاهل الأردني» فقط ولم تذكر صيغة «أكد الزعيمان».
في رأي خبراء بالمعادلة السعودية حصل ذلك لسبب فالسعودية لا تريد المشاركة في أي دعوات لها علاقة بإطلاق المفاوضات على الصعيد الفلسطيني وتترك هذا الأمر لعمان ورام الله.

احتفال أردني آخر مهيب بالملك سلمان ودلالات سياسية وتاريخية في منتهى العمق: تبديد «الرواية الحساسة والقديمة» والسعودية لا ترغب في التورط في «الدعوة للمفاوضات»
إقالة المستشار الجنرال مشعل الزبن قبل 24 ساعة قد تكون لها دلالات
بسام البدارين

صراع بين العبادي وميليشيات «الحشد» لإصرارها على المشاركة في الانتخابات

Posted: 28 Mar 2017 02:24 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: يتصاعد الصراع بين ورئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، وميليشيات «الحشد الشعبي»، على خلفية إصرار قياداتها المشاركة في الانتخابات المقبلة.
وفي هذا السياق، قال النائب عن التحالف الشيعي، والناطق باسم «الحشد الشعبي»، أحمد الأسدي: «ليس من حق اي أحد في الحكومة ولا حتى رئيس الوزراء حيدر العبادي، حل الحشد الشعبي».
وأشار إلى أن «الحشد الشعبي معترف به بموجب قانون صادر من البرلمان، وبالتالي فلا يمكن حله، إلا بقانون جديد من البرلمان نفسه».
وذكر بأن «في إمكان قادة الفصائل ضمن الحشد الشعبي أن يترشحوا للانتخابات بعد استقالتهم من مسؤولياتهم الحالية وفق قانون الانتخابات، وهذا ينطبق على قادة الجيش والشرطة».
ويأتي هذا الموقف مناقضاً لما صرح به العبادي خلال وجوده في الولايات المتحدة مؤخراً، إذ أكد على منع مشاركة «الحشد» في الانتخابات كونه جزءا من القوات الأمنية التي يمنع القانون مشاركتها في العملية السياسية.
ولفت إلى أن «كل السلاح يجب أن يكون تحت إطار الدولة ولن نسمح مطلقا لأي سلاح يكون خارج إطار الدولة»، مشيراً إلى أن «هناك من يدعي الانتماء للحشد ولكنه يسيء له».
وبين العبادي خلال لقائه بقادة الحشد، أن «البعض في الحشد يريد أن يستغل دماء الشهداء من أجل اشياء أخرى».
ولم يكن العبادي وحده الذي ابدى تحفظات حول دور الحشد مستقبلا، بل شارك زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ذلك عندما انتقد القانون الذي اقره مجلس النواب والخاص بالحشد، معتبراً أنه «سيجعل من العراق تحت حكم الميليشيات».
وتعهد الصدر بـ«حل سرايا السلام بعد الانتهاء من معركة داعش الإرهابي»، معتبراً أن «الأمن يجب أن يكون من مسؤولية الجيش فقط».
وتعتبر مشاركة قادة «الحشد» في الانتخابات إحدى القضايا الحساسة المثيرة للجدل في المشهد العراقي، كون هؤلاء لا يرتاحون إلى دعوات حل الحشد بعد الانتهاء من تنظيم «الدولة الإسلامية»، بل يريدون هم وإيران، أن يكون للحشد دور سياسي وأمني واقتصادي واسع في المشهد العراقي.
وضمن هذا السياق، حذر زعيم ميليشيا العصائب، قيس الخزعلي، العبادي من المساس بميليشيات «الحشد» أو محاولة حلها عقب انتهاء معركة تحرير الموصل وأطرافها في محافظة نينوى.
وقال في تصريح صحافي، إن «الحشد يضم جميع أبناء العشائر وكُل الجامعات ومن كل محافظات العراق، ويجب علينا أن نحميه، وأن كل فعالياتنا هي لدعمه وتقديرا لتضحياته».
ودعا إلى «التصدي للمؤامرة الخطيرة والكبيرة، التي يتعرض لها الحشد من خلال المشروع الأمريكي والأوامر التي يمليها على الحكومة الحالية، بهدف تقوية نفوذه في العراق».
وسبق للخزعلي أن أعلن خلال حضوره مهرجانا ثقافيا في كربلاء مؤخرا، إن «الحشد الشعبي باق ويتمدد ولن يلغى أبدا».
وذكرت مصادر مطلعة ضمن التحالف الوطني (الشيعي) لـ«القدس العربي» أن «اجتماعات سرية متواصلة بين قادة الفصائل والميليشيات من جهة، ومع رئيس حزب الدعوة نوري المالكي، تجري هذه الأيام من اجل ترتيب اوضاع الحشد الشعبي ودوره مستقبلا وخاصة مشاركته في الانتخابات المقبلة، مستغلا الشعبية التي يحظى بها الحشد في الشارع الشيعي بعد الانتصارات التي روج لها في المعارك ضد الدولة الإسلامية».
وحسب المصادر، فإن «نتائج تلك اللقاءات والاجتماعات، تبلورت حتى الآن عن التوجه لدخول قادة الحشد الشعبي في قائمة واحدة ضمن كتلة القانون بقيادة المالكي»، مبينة أن «أبرز الفصائل العسكرية التي تنوي الدخول إلى الانتخابات هي العصائب والنجباء وكتائب حزب الله ورساليون وجند الامام وغيرها».
وكانت مفوضية الانتخابات، قد أعلنت أن «هيئة الحشد الشعبي، هي مؤسسة عسكرية مرتبطة بالمؤسسة الامنية، وأن قانون الاحزاب السياسية المرقم 36 لسنة 2015 يمنع تسجيل اي كيان سياسي لديه تشكيلات عسكرية».
وكشف بعض قادة «الحشد»، جوانب من طموحاتهم للعب دور أساسي في المشهد العراقي مستقبلاً، حيث ذكر النائب عن منظمة «بدر»، رزاق الحيدري أن «للحشد دورا مهما في المرحلة القادمة بعد تحرير جميع الاراضي من الإرهاب»، مشيرا إلى أن «الحشد قادر على تحرير وبناء المؤسسات وادارة المشاريع الاقتصادية والتنموية».
وأعتبر كذلك أن «ابناء الحشد لهم القدرة على بناء مفاصل الدولة والبنى التحتية وتنفيذ المشاريع الاقتصادية».
وبدوره، أشار النائب عن التحالف الشيعي محمد ناجي، إلى أن «الشعبية الجماهيرية الواسعة لقوات الحشد تمنحهم الحق في خوض العملية السياسية ومواجهة الازمات السياسية والاقتصادية والخدمية».
ونوه إلى أن «العديد من قادة الحشد هم سياسيون ونواب ولكنهم تطوعوا للمشاركة في القتال ضد الإرهاب وبعد داعش سيعودون إلى العمل السياسي».
ووفق مراقبين فإن الصراع على الانتخابات المقبلة سيكون شديدا بين القوى السياسية للإبقاء على نفوذها في السلطة.
وبينت أن قادة الفصائل المسلحة ضمن الحشد مصممون على لعب دور مؤثر مستقبلا في المشهد العراقي رغم كل الاعتراضات والتحفظات المحلية والدولية، ما يعزز المخاوف لدى المكون السني، من استنساخ التجربة الإيرانية في الحرس الثوري الإيراني الذي بدأ خلال الحرب العراقية الإيرانية ( 1980 – 1988 ) وأصبح الآن هو السلطة العليا في إيران التي تتحكم بكل الأمور.

صراع بين العبادي وميليشيات «الحشد» لإصرارها على المشاركة في الانتخابات

رئيس الوزراء المغربي المكلف يدخل دوامة توزيع الحقائب الوزارية

Posted: 28 Mar 2017 02:23 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: بعد إعلان رئيس الحكومة سعد الدين العثماني عن تشكيلة حكومته المكونة من ستة أحزاب، دخل رئيس الحكومة دوامة توزيع الحقائب الوزارية. وهي المرحلة التي سيتجه فيها كل حزب من أحزاب الأغلبية إلى المطالبة بحيازة أهم الوزارات التي تعتبر وزارات إستراتيجية.
وبما أن الوزارات الحساسة في الحكومة كوزارة الداخلية ووزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية من اختصاص الملك، الذي يتكلف باختيار وزراء هذه المناصب، فمن المنتظر، أن يكون هناك نقاش بين العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار على الحقائب السيادية، حيث يضع الأخير عينه على حقائب إستراتيجية ومالية تخص الصناعة والتجارة والفلاحة والصيد البحري وأيضاً قطاع النقل والتجهيز، وهي الشروط التي قد لا يقبلها الحزب المتصدر لنتائج الانتخابات، أو يقدم فيها العثماني تنازلات.
وافادت مصادر قريبة من المشاورات ان العثماني، يسعى ألا يتجاوز عدد حقائب الحكومة الجديدة 31 وزارة، من خارج الحقائب المخصصة لوزراء السيادة 7 حقائب وأن أرضية التفاوض حول توزيع الحقائب الوزارية من المتوقع أن تنطلق على قاعدة إقتراح 10 مقاعد لحزب العدالة والتنمية، و7 مقاعد للتجمع الوطني للأحرار، و5 مقاعد للحركة الشعبية، و4 مقاعد للاتحاد الاشتراكي، و3 للاتحاد الدستوري، ومقعدين للتقدم والاشتراكية.
واضافت المصادر أن وزارة العدل والحريات ستكون خلال مرحلة التفاوض حول المقاعد الوزارية، محط مطالبة بعودتها إلى خانة وزارات السيادة، إلى جانب وزارة الخارجية والتعاون، و أن مصطفى الرميد مرشح لمنصب وزير دولة، ومحمد حصاد، سيغادر وزارة الداخلية ، والإبقاء على الشرقي الضريس وزيراً منتدباً في الوزارة ذاتها، وأحمد التوفيق وزيراً للأوقاف والشؤون الإسلامية، مع تولي ناصر بوريطة وزارة الخارجية والتعاون، ومواصلة إدريس الضحاك مهامه كأمين عام للحكومة.
وقال رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني: إنه «لحد الآن لم ينه هيكلة حكومته المرتقبة، فبالأحرى أن يكون قد وصل لمرحلة إعداد لائحة الوزراء التي سيعرضها على الملك» وأن حكومته لن تَرى النور قبل أسبوع على الأقل أو عشرة أيام وأن المرحلة الأولى التي يشتغل عليها حالياً هي إعداد الهيكلة، ثم المصادقة عليها، وأن هذه المرحلة لم تنته بعد «وبعد إنهاء الهيكلة سيتم المرور لمرحلة توزيع الحقائب الوزارية بين أحزاب التحالف الحكومي».
وقال الباحث المغربي محمد لغروس «ان المفروض في عملية توزيع الحقائب الوزارية والجاري به العمل في العالم ككل، أن تتم على أساس عدد المقاعد، لكن يبدو أن هذه القاعدة اختلت مما يجعل تركيبة الحكومة مفتوحة على كل الاحتمالات وأن العدالة والتنمية قد يستمر في مسلسل التنازلات أيضا حتى في توزيع الحقائب».
وقال لـ«القدس العربي» إن الوزارات الصلبة لن تكون بالقطع من نصيب العدالة والتنمية وستوزع اساساً على التكنوقراط وبعض قيادات التجمع الوطني للأحرار وأقصد هنا الداخلية الخارجية الاوقاف الدفاع الوطني المالية الصناعة والتجارة الفلاحة والصيد البحري». مشيراً، إلى أن هناك وزراء يتدخل عندهم السياسي بالتجاري وبالتالي فسيسعون للظفر بوزارات تحمي عملهم التجاري ويضمنون من خلالها عدم المس بما راكموه من امتيازات».
وفي موقف مثير، ناشد المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، كاتبه الاول إدريس لشكر، الذي كان قد صرح في وقت سابق، بأنه لا يريد الاستوزار في حال شارك حزبه في الحكومة، «لمراجعة الموقف الذي سبق أن أعلنه بعدم المشاركة بصفته الشخصية في الحكومة»، معلناً تفويض مسؤولية مواصلة المشاورات والحوار حول هندسة الحكومة وهياكلها وبرنامجها ومكانة الحزب داخلها، إلى لشكر «من أجل حضور كيفي ونوعي محترم، وموقع سياسي فاعل».
وقالت مصادر صحافية ان مواجهات عنيفة عرفها اجتماع للمكتب السياسي مساء اول امس الاثنين حول قضايا عدة اعتبروا أن الأمن الأول يديرها بطريقة خاطئة، وعلى رأسها طريقة ومنهجية الإعداد للمؤتمر المقبل للاتحاد الاشتراكي، حيث اتهم بعض أعضاء المكتب السياسي وعلى رأسهم حسناء ابو زيد لشكر باعتماده منطلقات خاطئة في الإعداد للمؤتمر، والتي ستؤدي لا محالة إلى نتائج خاطئة في التحليل وفهم المرحلة التي يعيشها الحزب من جهة والبلاد من جهة ثانية.
وأفاد موقع الاول أن إدريس لشكر ومعه كريم بنعتيق لم يعجبهمها تدخل أبو زيد فشرعا في الصراخ، والضرب على الطاولة، لمجرد أنها انتقدت طريقة تدبير الكاتب الاول لمراحل الإعداد للمؤتمر، وخاصة اللقاء المقرر يومي 1و2 نيسان/ أبريل المقبل واعتبرته لقاءً متسرعاً، يهدف إلى خلق الظروف من أجل مؤتمر على مقاس الراغبين في تحويل الخسارات إلى انتصارات.
وكشف المصدر نفسه ان النقطة التي أفاضت الكأس في اجتماع اول أمس، كانت اكتشاف أعضاء المكتب السياسي أن لشكر يطلب منهم مده بمقترحاتهم حول الاستوزار في حكومة العثماني، في حين أنه قدم لائحة تتضمن ثلاثة أسماء، هي إدريس لشكر وكريم بنعتيق ويونس مجاهد، وهو ما اعتبره أعضاء المكتب السياسي ضحكاً عليهم واستهزاءً بهم من طرف الكاتب الأول للحزب.
وأثارت مطالبة قياديي الاتحاد من إدريس لشكر التراجع عن قراره بعدم الاستوزار في اجتماع اللجنة الإدارية، سخرية في اوساط الحزب وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وتعتبرها تمثيل مسرحية الخضوع لإرادة وضغوط «القواعد الحزبية» بعد ان أثارت الطريقة التي دخل بها الاتحاد الاشتراكي لحكومة العثماني، ردود فعل غاضبة لعدد من الاتحاديين السابقين، في الحزب ويعتقد المعارضون ان هذه الطريقة، ستعقد وضع الاتحاد وتضعفه سياسياً بشكل أكبر، مما سيؤثر سلباً على صورته.
وقال محمد بوبكري، عضو المكتب السياسي السابق بالاتحاد إنه يشعر بالأسى والأسف لما وصله الحزب مع القيادة الحالية حيث «فقد كل مبادئه ومشروعه بل وفقد كل أفكاره» ووصف طريقة دخول الحزب للحكومة، بـ»الزعلوك»، وهي أكلة مغربية التي تضم خليطاً من الخضر.
واتهم قيادة الاتحاد بالجري وراء المناصب «هؤلاء لم يعد يهمهم المجتمع المغربي وخدمته، وإنما همهم الأكبر السلطة» وما يجري «كارثة عظمى ستزيد الاتحاد مرضاً على مرض»، و «غايزيد يتمسخ في مخيلة الشعب المغربي».
وانتقد الاتحاد الاشتراكي «الحملة المسعورة» التي يتعرض لها من طرف جهات اتهمها بأن «الحقد الإيديولوجي» أعماها، دون أن يسميها، وقال إن من بين هذه الجهات من «تتجنّى على قِيمِ اليسار، ومنها من تعيش على إيقاع الانتقام وتصفية الحسابات، مستهدفة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في إطار عملية تركيز مرضي، ضده».
ووجه الحزب في بلاغ مكتبه السياسي «نداء لأعضائه وعضواته، ومناصريه ولكل الشرفاء، بالتعالي عن استعمال أساليب لا أخلاقية في السجال السياسي، والتصدي لحملات السب والقذف والتشهير والتضليل، بأسلوب الحوار البناء وبالحجج والنقاش الهادئ، لحماية الساحة السياسية والإعلامية، من أساليب التجييش الإلكتروني وبعض الصحافة غير المهنية».
وابدى حزب الاستقلال غضبه من تخلي سعد الدين العثماني عنه وقد ساند حزب العدالة والتنمية طيلة خمسة اشهر ، ورفض القبول بمؤامرة كانت ترمي الى قطع الطريق على تعيين بن كيران رئيساً للحكومة، وتقول اوساط الاستقلاليين انهم غاضبون أكثر لان العثماني ادخل الاتحاد الاشتراكي الذي كان جزءاً من البلوكاج الى الحكومة، ويتجه الحزب الى التخلي عن مساندته للحكومة التي سبق وعبر عنها من قبل، ونشرت جريدة العلم افتتاحية في عدد امس الثلاثاء ان «اصوات حزب الاستقلال ليست ذروعاً احتياطية، وليست عجلات يلتجئ اليها في حالة الضرورة، ان قرار مساندة الحزب للعدالة والتنمية اصبح غير ذي جدوى بعد ان جرى القاء الارادة الشعبية والشرعية الانتخابية جانبًا».
وكانت اللجنة المكلفة بتدبير مشاورات تشكيل الحكومة عن حزب الاستقلال، قد رفضت الأحد، لقاء سعد الدين العثماني، الذي كان يرمي من وراء لقائه بلجنة حزب الاستقلال إلى إخبارها برغبته في إسناد حقائب وزارية لشخصيات استقلالية للحفاظ على دعم الفريق الاستقلالي لحكومته في مجلس النواب ومجلس المستشارين.
واعتبرت اللجنة، المكونة من محمد السوسي، وحمدي ولد الرشيد، وبوعمر تغوان، لقاء العثماني غير ذي معنى، بعدما أعلن عن التحالف، الذي ستتشكل منه الحكومة، وقبل باستبعاد حزب الاستقلال.

رئيس الوزراء المغربي المكلف يدخل دوامة توزيع الحقائب الوزارية

فاطمة الزهراء كريم الله

بعد مجازر الموصل… الأمم المتحدة والعفو الدولية تطالبان بتعزيز حماية المدنيين

Posted: 28 Mar 2017 02:23 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي» ـ وكالات: في وقت دافع فيه رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، عن القوات العراقية معتبراً أن من يوجه لها الاتهامات يدافع عن تنظيم «الدولة الإسلامية»، دعت الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية، أمس الثلاثاء، إلى تعزيز حماية المدنيين في الموصل، حيث قتل أكثر من 300 شخص في الجانب الغربي من المدينة منذ منتصف شباط/فبراير جراء معارك تخوضها قوات حكومية لاستعادته من تنظيم «الدولة الإسلامية».
وأعلنت الأمم المتحدة مقتل أكثر من 300 مدني منذ بدء عملية استعادة غرب الموصل من تنظيم «الدولة» الشهر الفائت، مضيفة أن هذه الحصيلة قد تتجاوز 400 في حال تأكيد معلومات عن قتلى إضافيين.
وحسب بيان للمفوضية العليا لحقوق الانسان في الأمم المتحدة فإن «معلومات تحقق منها مكتب حقوق الانسان وبعثة تقديم المساعدة إلى العراق التابعين للأمم المتحدة أفادت عن مقتل 307 مدنيين على الاقل واصابة 273 آخرون في غرب الموصل بين 17 شباط/فبراير و22 آذار/مارس».
الحصيلة، وفق البيان، يمكن أن «ترتفع في الايام المقبلة لأن الامم المتحدة تلقت تقارير لم تتحقق منها بعد تشير إلى سقوط 95 قتيلا مدنيا على الاقل بين 23 و26 آذار/مارس الجاري».
لكن مكتب حقوق الانسان أكد تعذر تحديد أطراف النزاع المسؤولين عن سقوط القتلى.
ويحقق العراق ووزارة الدفاع الأمريكية في تقارير أشارت إلى مقتل عشرات أو حتى مئات الاشخاص في الأيام الماضية في غارات «التحالف الدولي». وقال المفوض السامي لحقوق الانسان زيد رعد الحسين انه «يرحب بهذه التحقيقات وأن مكتبه لم يحمل مباشرة التحالف أي مسؤولية عن سقوط ضحايا لكنه دعا إلى «مراجعة عاجلة للتكتيك المتبع لضمان خفض الاثر على المدنيين إلى الحد الأدنى».
وفيما أشارت تقارير أيضا إلى أن «جهاديي تنظيم الدولة يستخدمون المدنيين دروعا بشرية في المباني المحيطة غرب الموصل»، لفت المتحدث باسم مفوض حقوق الانسان روبرت كولفيل إلى انه «ليس من السهل» ضمان عدم تعرض غير المقاتلين للخطر».
وأضاف للصحافيين في جنيف: «ما نقوله هو انه في هذه الظروف يجب توخي الحذر الشديد».
بدورها، اتهمت منظمة العفو الدولية «التحالف الدولي» بعدم اتخاذ الاجراءات الكافية لحماية المدنيين خلال معارك استعادة الجانب الشرقي من الموصل، مشيرة إلى مقتل أسر بكاملها داخل منازلها.
ونقل بيان عن دوناتيلا روفيرا، المسؤولة في المنظمة، أن بحثا ميدانيا في الجانب الشرقي أظهر «نماذج مخيفة لآثار ضربات جوية نفذها التحالف الدولي أدت إلى تدمير منازل بصورة كاملة وفي داخلها جميع افراد الاسرة». وأضافت أن «الاعداد الكبيرة للضحايا المدنيين تشير إلى ان قوات التحالف (…) قد فشلت في اتخاذ احتياطات كافية لمنع سقوط قتلى بين المدنيين».
وكانت القوات العراقية قد تبنت استراتيجية لحماية المدنيين في الجانب الشرقي من خلال ابقائهم داخل منازلهم والقت عليهم ملايين المنشورات تتضمن تعليمات لسلامة للسكان.
وقالت إن «القوات العراقية نصحت بشكل متكرر البقاء داخل المنازل بدلا من الهروب من المنطقة، وهذه حقيقة تشير بأن قوات التحالف كان عليها ان تعي بان هذه الضربات قد ينتج عنها عددا كبيرا من الضحايا المدنيين».
ونقلت المنظمة عن احمد الطائي، من سكان الجانب الشرقي قوله، إن «ستة من افراد عائلته بينهم ابنه (9 اعوام)، وابنته (3 اعوام)، قتلوا بعد ان التزموا بتعليمات الحكومة عدم ترك المنطقة».
وقال «سمعنا هذه التعليمات في المذياع، كما اطلعنا على منشورات القتها الطائرات، ولذلك لم نغادر وبقينا داخل منازلنا».
وقالت المنظمة إنها اجرت تحقيقات في حالات كثيرة مع مواطنين في الجانب الشرقي، افادوا بان مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية كانوا داخل او قرب المنازل التي استهدفت بضربات جوية.
وأدت احدى الضربات إلى مقتل خمسة اشخاص من عائلة واحدة فيما قتل جيرانهم في ضربة استهدفت منزلا كان الجهاديون يختبئون فيه لكنهم تمكنوا من الفرار، حسبما ذكرت المنظمة نقلا عن ناجين.
وقالت روفيرا إن «استخدام الجهاديين لدروع بشرية يعد جريمة حرب، لكن هذا لا يعفي القوات العراقية والتحالف الدولي من التزامها عدم شن هجمات غير متناسقة».
وقال رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي أن «القوات الأمنية تواصل مهامها في القضاء على تنظيم داعش»، مشيرا إلى أن «هناك من يوجه الاتهامات لتلك القوات ويدافع عن التنظيم «الإرهابي».
وذكر العبادي في مؤتمره الصحافي الأسبوعي أن «القوات الأمنية تواصل إنجاز مهمة تحرير الانسان والارض والقضاء على داعش الإرهابي»، موضحا بأن «عناصر التنظيم يستخدمون المدنيين دروعا بشرية وبعدها يقومون بقتلهم».
وأضاف أن «هناك من يحاول توجيه تهم إلى القوات الأمنية ويدافع عن داعش»، لافتا إلى أنه «سيحضر القمة العربية المقبلة في العاصمة الأردنية عمان لتمثيل العراق الذي حقق الانتصارات على تنظيم داعش وسيقدم رؤية العراق الموحد».
وأضاف العبادي» ان العراق يمكنه ان يلعب دورا مهما في فرض الامن والاستقرار وتحقيق التكامل الاقتصادي».
وبدأت القوات العراقية عملية عسكرية واسعة النطاق لاستعادة الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية في تشرين الاول/اكتوبر الماضي، بدعم جوي من التحالف الدولي، وتمكنت خلالها من السيطرة على الجانب الشرقي من المدينة في كانون الثاني/يناير، ثم أطلقت في 19 شباط/فبراير عملية لاستعادة الجانب الغربي من الموصل حيث يتواجد حوالي 400 الف شخص تحت سيطرة الجهاديين، وفقا للأمم المتحدة.

بعد مجازر الموصل… الأمم المتحدة والعفو الدولية تطالبان بتعزيز حماية المدنيين

إسرائيل تكشف عن مواجهة جديدة مع حماس مع نجاحها في تجنيد «عملاء مزدوجين»

Posted: 28 Mar 2017 02:23 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: على خلاف المرات السابقة التي أبدت فيها إسرائيل خشيتها من تعاظم قوة حماس العسكرية، واستغلال هذه القوة في أي هجمات مقبلة قد تندلع على غرار الحروب السابقة، أبدت هذه المرة مصادر استخبارية إسرائيلية خشيتها من أساليب جديدة تنتهجها الحركة في إطار الصراع الدائر، تتمثل في قدرة «حماس» على تنفيذ مخططات أجهزة أمن رسمية وتجنيد «عملاء مزدوجين».
وفي هذا الإطار ذكر موقع «واللا» العبري المعروف بقربه من دوائر الأمن في تل أبيب أن هناك اعتقادا لدى أجهزة إسرائيل المعنية مفادها أن حماس تعمل على السيطرة على العملاء المجندين للعمل لمصلحة المخابرات الإسرائيلية، والحصول منهم على معلومات أمنية هامة. التقرير الجديد يشير إلى أن عملاء إسرائيل الذين تصدر لهم سلطات الاحتلال تصاريح للمرور من معبر بيت حانون «إيرز» شمال القطاع، يخضعون عند العودة لاستجواب من قبل حماس، وأنه جرى رصد خاص لطبيعة أنشطة القوات الأمنية التابعة لحماس من قبل فريق إسرائيلي مختص، أشار إلى أن الحركة تحاول من خلال المسافرين الذين يتنقلون من معبر «إيرز» إلى إسرائيل والضفة الغربية جمع المعلومات الاستخبارية، ونقل الرسائل إلى ناشطي حماس في الضفة الغربية.
وحسب الموقع الإسرائيلي فإن أجهزة الأمن في تل أبيب لجأت إلى الحد من إصدار تصاريح دخول لسكان غزة، خاصة تلك التي تعطى لرجال الأعمال والحالات الإنسانية.
واستدل التقرير بما قدمه رئيس جهاز «الشاباك» نداف أرجمان الأسبوع الماضي، حين قال إنه لا توجد نية لحماس للذهاب إلى الحرب ضد إسرائيل، ولكنها مهتمة الآن بزيادة قدرتها العسكرية، حيث ستعمل بعد إعادة بناء قوتها على استفزاز الجيش الإسرائيلي.
وفي هذا السياق أوضح التقرير أنه جرى الكشف مؤخرا عن محاولات نشطاء حماس لتهريب تجهيزات ممنوع دخولها إلى غزة من خلال معبر كرم أبو سالم المخصص للبضائع، وذلك في إطار محاولة جهاز «الشاباك» إحباط عملية التعاظم العسكري لحماس.
وأشار إلى أنه جرى من أجل منع عمليات التهريب هذه تشكيل طاقم خاص يضم ممثلين عن وزارة الجيش والجمارك الإسرائيلية وغيرها من الجهات الحكومية.
وفي السياق أيضا تحدثت إسرائيل أمس عن قيام الجناح المسلح لحركة حماس، بتطوير صاروخ جديد قصير المدى، يهدد التجمعات السكنية الإسرائيلية الواقعة في منطقة «غلاف غزة».
ويدور الحديث عن تمكن الجناح المسلح لحماس من تصنيع صاروخ يمتلك منه العشرات له قدرة تدمير كبيرة كونه يحمل كمية كبيرة من المتفجرات، حيث سيكون له تأثير كبير في حال اندلعت مواجهة جديدة.
وتقول إسرائيل إن حماس تريد من خلال تطوير هذا الصاروخ امتلاك قدرات أكثر دقة ولها قدرات تدمير كبيرة تشبه إلى حد معين ما يملكه حزب الله وفقا لتقديرات المستوى الأمني الإسرائيلي.
يذكر أن إسرائيل سبق وأن أعلنت أن الجناح المسلح لحركة حماس عمل منذ انتهاء الحرب الأخيرة على غزة على تطوير قدراته العسكرية والأمنية، وأنه خلال الفترة الماضية أقدم على اختراقات حواسيب جنود يخدمون في قواتها العسكرية من خلال حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي غزة كانت أجهزة الأمن كشفت سابقا الكثير من مخططات أجهزة الأمن الإسرائيلية، حيث قامت في هذا الإطار بإلقاء القبض على عملاء للاحتلال.

إسرائيل تكشف عن مواجهة جديدة مع حماس مع نجاحها في تجنيد «عملاء مزدوجين»

مؤسستان حقوقيتان تطلقان نداء بشأن الاحتجاز التعسفي لناشطين سودانيين

Posted: 28 Mar 2017 02:22 PM PDT

الخرطوم ـ «القدس العربي»: أطلقت مؤسسة «الكرامة» و«التحالف العربي من أجل السودان»، نداء عاجلا لكل من الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو اللاطوعي، والمقرر الخاص المعني بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير، بشأن الاحتجاز التعسفي، الذي طال مجموعة من الناشطين الحقوقيين والمعارضين السياسيين في السودان.
وأخطرا، في منتصف آذار/ مارس الحالي، الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو اللاطوعي بشأن حافظ إدريس الدومة عبد القدير، وهو ناشط حقوقي يدافع عن النازحين داخلياً في السودان. هذا الناشط أكمل قرابة الأربعة أشهر منذ اعتقاله في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، ويقضي عقوبة السجن طيلة هذه الفترة دون أي تهمة أو تقديمه لمحاكمة.
كما وجهت «الكرامة و«التحالف» نداء مماثلاً إلى المقرر الخاص المعني بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير، بشأن الاحتجاز التعسفي لمحمد الأمين عمر موسى، أحد قياديي المعارضة الذي قام جهاز الأمن والمخابرات الوطني بالقبض عليه دون إظهار إذن قضائي عقب حضوره اجتماعاً في مقر الحزب الشيوعي في الخرطوم، وذلك بسبب ممارسته لحقه في حرية التعبير. ولم تقم السلطات السودانية بعرضه على أية جهة قضائية مختصة حتى الآن.
ولم تجد المساعي التي قام بها أقارب المعتقلين لدى السلطات في الحصول على معلومات عن مصير ذويهم ومكان وجودهم. ويخشى هؤلاء من تعرض أقاربهم لسوء المعاملة أثناء اعتقالهم في السر انتقاماً منهم على نشاطهم الحقوقي والسياسي، والتعذيب النفسي والبدني على يد السلطات الأمنية التي يتمتع أفرادها بصلاحيات واسعة في اعتقال واحتجاز الأشخاص.
وعبر «التحالف العربي من أجل السودان» عن قلقه الزائد من حالة المدافع عن حقوق الإنسان، مضوي إبراهيم آدم، أستاذ الهندسة في جامعة الخرطوم.
واستنكر مسؤول الإعلام والمتحدث الرسمي باسم التحالف، سليمان سري، التباطؤ «المتعمد» من قبل نيابة أمن الدولة. وقال إن النيابة تريد أن تتحفظ عليه لفترة أطول كعقوبة إضافية بعد أن قضى ثلاثة أشهر في جهاز الأمن وتم تحويله قبل شهر للنيابة.
وانتقد سري، رفض النيابة لطلب هيئة الدفاع بتوجيه تهمة لمضوي وتحويله للمحاكمة أو إطلاق سراحه نهائيا أو احتياطيا بالضمان. واعتبر أن ما يتعرض له مضوي هدفه إسكات صوت المدافعين عن حقوق الإنسان وإيصال رسالة بأنهم سيواجهون المصير نفسه. وقال إن تلك الممارسات ضد المدافعين عن حقوق الإنسان تشكل انتهاكا لالتزامات السودان بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان.
وذكر سري، أن «الكرامة» و«التحالف العربي من أجل السودان» راسلا في 21 كانون الأول/ديسمبر 2016، الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو اللاطوعي، على أمل المساعدة في تسليط الضوء على حالة دكتور مضوي، وطالبا بإطلاق سراحه أو تقديمه لمحاكمة عادلة.
وأشار إلى أن الاعتقالات التعسفية التي يتعرض لها المدافعون عن حقوق الإنسان والسياسيون والشباب والطلاب، تأتي في إطار الحملة الشرسة التي يقودها جهاز الأمن والمخابرات، ضد المدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين بسبب ممارستهم لحقوقهم المدنية والسياسية.
وقالت خديجة نمار، المسؤولة القانونية عن منطقة النيل وشمال أفريقيا في الكرامة « إنّ «الاستخفاف بأبسط حقوق الإنسان واحتجاز الأشخاص في السر وعزلهم الكامل عن العالم الخارجي يرقى إلى جريمة الاختفاء القسري التي تعتبر من أبشع الانتهاكات».
وأضافت «طالما يخول قانون الأمن الوطني لسنة 2010 لجهاز الأمن والمخابرات الوطني في السودان سلطة القبض على الأشخاص واحتجازهم لفترات طويلة خارج أية مراقبة قضائية مستقلة، سيظل المدافعون عن حقوق الإنسان يعيشون في خوف دائم من انتقام السلطات بسبب ممارسة نشاطهم السلمي والمشروع». وينشط «التحالف العربي من أجل السودان» و«الكرامة» في رصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في السودان، وذلك ضمن المشروع المشترك مع مجموعات العمل الخاصة بالاعتقال التعسفي والاختفاء القسري والقتل خارج نطاق القانون، التابعة لمكتب المقرر الخاص لحقوق الإنسان في جنيف. وهي إحدى آليات الأمم المتحدة التي سبق وخاطبها التحالف والكرامة بشأن اعتقالات تعسفية مماثلة بحق طلاب جامعيين ونشطاء حقوقيين وسياسيين، والتمستا تدخل الفريق العاجل لمطالبة السلطات السودانية بالإفراج الفوري عنهم.

مؤسستان حقوقيتان تطلقان نداء بشأن الاحتجاز التعسفي لناشطين سودانيين

صلاح الدين مصطفى

الأطماع اليهودية في القدس المحتلة بدأت بمزاعم أن «حائط البُراق» هو ما تبقى من هيكلهم المزعوم

Posted: 28 Mar 2017 02:21 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: يحد حائط البراق الحرم القدسي من الجهة الغربية، ويشكل قسما من الحائط الغربي للحرم المحيط بالمسجد الأقصى، ويمتد بين باب المغاربة جنوباً، والمدرسة التنكزية شمالاً. وتكمن أهميته أنه له مكانة دينية كبيرة لدى المسلمين لارتباطه بمعجزة الرسول محمد (صلعم) «الإسراء والمعراج»، ومنها جاءت تسمية الحائط «حائط البراق» نسبة للدابة التي ركبها الرسول عند إسرائه ليلاً من مكة إلى المسجد الأقصى، حيث ربط البراق في حلقة على هذا الحائط، ودخل إلى المسجد حيث صلى بالأنبياء ثم عُرج به إلى السماوات لقوله تعالى: «سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله». كما يعتبره المسلمون جزءًا مهما من المسجد الأقصى الذي يمثل أولى القبلتين وثالث أقدس المساجد عند المسلمين بعد المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة المنورة.
يبلغ الطول الأصلي للحائط ثمانية وخمسين مترا، ويبلغ ارتفاعه عشرين مترا، ويبلغ عمق الحائط المدفون تحت سطح الأرض نحو ثلث الحائط الظاهر فوقه. وبعد الاحتلال الصهيوني لمدينة القدس في 1967 تم إجراء حفريات في المنطقة المواجهة للحائط بهدف إظهار الجزء المخفي منه وكشف طبقات الحجارة المطمورة، واتضح أن الحائط القديم يتكون من سبع طبقات حجرية يعود تشكيلها إلى فترة حكم هيرودوس الأدومي ما بين عامي سبعة وثلاثين وأربعين قبل الميلاد، وهناك أربع طبقات حجرية يعود تشكيلها إلى العصر الروماني الأول، أما الحجارة في القسم العلوي من الحائط فقد أقيمت في العهد البيزنطي، فيما أقيمت أقسام أخرى بعد الفتح العربي الإسلامي لبيت المقدس.
وحسب حنا عيسى الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية في القدس المحتلة فإن اليهود واعتبارا من النصف الأول من القرن التاسع عشر، بدأوا يزعمون أن حائط البراق الذي يحوي في أسفله حجارة عظيمة، هو البناء المتبقي من معبدهم الخرافي، وأطلقوا عليه اسم حائط المبكى «يطلقون عليه الآن اسم الحائط الغربي» حيث يبكون حزناً على هيكلهم المزعوم. وسمح لهم المسلمون بزيارة الحائط من باب التسامح الديني، إلا أنهم جلبوا أدواتهم وأبواقهم وحاولوا تحويل المكان إلى ما يشبه الكنيس اليهودي، ومنذ ذلك الحين اتخذ الصهاينة الحائط والساحة المقابلة له منطلقا لحفرياتهم حول وتحت المسجد الأقصى، وبينها نفق الحشمونائيم الذي يبدأ من ساحة البراق باتجاه الشمال حتى باب الغوانمة ونفق آخر باتجاه الجنوب يصل إلى بلدة سلوان المقدسية، وحفريات وأنفاق يعتقد أنها وصلت إلى ما تحت ساحات المسجد الأقصى مارة تحت جدرانه.
كما يسعى اليهود أيضًا حاليا لإزالة طريق باب المغاربة وتركيب جسر جديد في ساحة البراق يوصل للباب، وتوسيع ساحة البراق بضم الجزء الجنوبي من الحائط الغربي والواقع جنوبي باب المغاربة، وذلك في إطار مخطط لإقامة كنيس في هذه الساحة يتصل عبر نفق بالمسجد الأقصى.

علماء يهود لم يعثروا على أي دليل مادي يؤكد صحة الروايات اليهودية

ورغم الإدعاءات اليهودية أن الحائط جزء من الهيكل، إلا أن التاريخ والدراسات والأبحاث فندت ذلك، فالموسوعة اليهودية تقول إن اليهود لم يصلّوا أمام هذا الحائط إلا في العهد العثماني، ومن جهة أخرى ليس هناك أي أثر يثبت وجود الهيكل اليهودي أو ما يمكن أن يمت إليه بصلة. كما أن علماء الآثار والمنقبين اليهود أنفسهم أو الذين استقدمهم اليهود وصلوا إلى صخرة الأساس في المكان ولم يعثروا على أي دليل مادي مهما كان صغيراً يؤكد صحة الروايات اليهودية.
وتعددت حتى الروايات اليهودية حول الهيكل اليهودي المزعوم، فبينما تذكر بعض المصادر أنه بني خارج ساحات المسجد الأقصى، تذكر أخرى أن مكانه تحت قبة الصخرة. وقالت مصادر يهودية أخرى إنه تحت المسجد الأقصى.
وطبقاً لما ذكرته المصادر التاريخية، فقد تم بناء الهيكل وهدمه عدة مرات، فقد تم تدمير مدينة القدس والهيكل على يد نبوخذ نصر ملك بابل وسَبى أكثر سكانها، وهُدم الهيكل للمرة الثانية خلال حكم المكدونيين على يد الملك أنطيوخوس الرابع بعد قمع الفتنة التي قام بها اليهود وهدم مرة أخرى على يد الرومان الذين سيطروا على مدينة القدس عام 70م ودمروها بأسرها.
وعندما وضع صك الانتداب البريطاني على فلسطين الذي صودق عليه من قبل عصبة الأمم في 24 تموز/ يوليو 1922 تضمنت مواده الثماني والعشرون عدداً من المواد المتعلقة بالأماكن المقدسة كان أهمها المادة 14 التي تنص: «تؤلف الدولة المنتدبة لجنة خاصة لدرس وتحديد وتقرير الحقوق والادعاءات المتعلقة بالأماكن المقدسة والحقوق والادعاءات المتعلقة بالطوائف الدينية المختلفة في فلسطين، وتعرض طريقة اختيار هذه اللجنة وقوامها ووظائفها على مجلس عصبة الأمم لإقرارها، ولا تعين اللجنة ولا تقوم بوظائفها دون موافقة المجلس المذكور». ولفترة تقرب من العام اعتباراً من سبتمبر / أيلول 1928 حتى أغسطس / آب 1929 الذي حدثت فيه انتفاضة البراق حدثت مشادات واحتجاجات وتجاوزات كلامية وكتابية وسياسية بين العرب واليهود في فلسطين وخارجها. وشكلت لجنتان إحداهما عربية للدفاع عن البراق والأخرى يهودية للدفاع عن المبكى، ودعت لجنة الدفاع عن البراق لعقد مؤتمر إسلامي عام في أول نوفمبر/ تشرين الثاني 1928 حضره مندوبون عن فلسطين وسوريا وشرقي الأردن. واحتج المؤتمر على أية محاولة لإحداث أي حق لليهود في مكان البراق، وشكل المؤتمر جمعية عرفت باسم «جمعية الأماكن الإسلامية المقدسة».
وانفجرت قضية البراق في الخامس عشر من آب/ أغسطس 1929، عندما أقام المتطرفون الصهاينة القادمون من تل ابيب بمظاهرة في القدس مدعين أن الحائط ملكاً لليهود وفي اليوم التالي تجمعت الجماهير العربية وأقاموا مظاهرة كبيرة في المكان نفسه وأكدوا على حقهم به، فبدأت الاضطرابات وانتشرت في جميع أنحاء فلسطين في مواجهات عنيفة تمكنت حكومة الانتداب البريطاني من إخمادها بعد اربعة أيام حيث سقط فيها 116 شهيداً وجرح حوالى 232 فلسطينياً وقُتل 133 يهودياً. وفي 17 حزيران/يونيو من عام 1930 أعدمت سلطات الانتداب البريطاني في سجن عكا قادة ثورة البراق: عطا الزير ومحمد جمجوم وفؤاد حجازي، ونتيجة هذه الفوضى والاضطرابات أجبرت وزارة المستعمرات البريطانية على تشكيل لجنة للتحقيق في أسباب الاضطرابات وتقديم توصيات لمنع قيامها مرة أخرى.
واستمرت الاعتداءات اليهودية بحق البراق والقدس عامة، فقد أعدت منظمة يهوديةً مجسما كبيرا لحائط البراق على أنه «حائط المبكى اليهودي» في متحف في حي بروكلين في نيويورك الأمريكية وقد نظم حفل افتتاح رسمي شارك فيه وزير إسرائيلي، فيما تعهدت شركة الطيران الإسرائيلية بنقل «أوراق الأمنيات» التي ستوضع في المجسم لوضعها بين حجارة «المبكى» في القدس المحتلة، وهو ما يكرس أسطورة الهيكل المزعوم.
وصادقت سلطات الاحتلال على مخطط لبناء ضخم في ساحة حائط البراق بالقرب من جسر باب المغاربة في القدس المحتلة يطلق عليه اسم «بيت هليباه» لاستخدام المستوطنين الذين يدنسون حائط البراق بالإضافة للسواح الأجانب. ويتضمن قاعات استقبال ومركز معلومات ومعرضا للآثار، حيث ستصل مساحتة قرابة 3700 متر مربع ومكون من ثلاثة طوابق بالإضافة إلى طابقين تحت الأرض. بدورها أكدت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن المخطط يدور حول بناء ضخم سيُقام في أقصى الجهة الشمالية الغربية من ساحة البراق، غربي المسجد الأقصى. وأشارت إلى أن هذا المبنى سيقام على أنقاض مبان وآثار اسلامية عربية في الموقع، وسيشكل خطراً مباشراً على بناء المسجد الأقصى ومحيطه، خاصة حائط البراق وجواره، كما سيتم من خلال هذا المخطط طمس معالم إسلامية وعربية وتزييف وتحريف للتاريخ.

الأطماع اليهودية في القدس المحتلة بدأت بمزاعم أن «حائط البُراق» هو ما تبقى من هيكلهم المزعوم
الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية: الادعاءات اليهودية تعود إلى النصف الأول من القرن 19 فقط

هل يشكل التزايد السكاني الفلسطيني خطراً وجودياً على إسرائيل ؟

Posted: 28 Mar 2017 02:21 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: هل تواجه إسرائيل خطرا وجوديا بسبب التطورات الديموغرافية (السكانية)؟ سؤال تطرق له رؤساء سابقون للموساد ووزارة الأمن. ويشكك وزير الأمن الأسبق موشيه ارنس (ليكود) في تهديدات زملاء سابقين له في قيادة الأجهزة الأمنية ممن يرون في التطور الديموغرافي خطرا وجوديا على الدولة اليهودية. جاءت أقوال أرنس في مقال نشرته «هآرتس» تعقيبا على مؤتمر تم في الأسبوع المنصرم لإحياء ذكرى رئيس الموساد مئير دغان، الذي توفي في العام الماضي، وفيه نوقشت التهديدات التي تواجه إسرائيل .
أشار ارنس إلى أن مواقف رئيس الأركان غادي ايزنكوت، ورئيس الموساد يوسي كوهين، ورئيس الموساد السابق تمير بيردو لم تكن متشابهة.
واستذكر ارنس أن مئير دغان مثل غيره من الإسرائيليين الكثر، كان يعاني من هاجس ذكرى «الهولوكوست» حيث كان يضع في مكتبه صورة لجده وهو يركع أمام الجنود الألمان، قبل قتله خلال المحرقة وكرس حياته لإبعاد المخاطر عن إسرائيل ، والاهتمام بأن لا يقف الشعب اليهودي عاجزا مرة أخرى، حسب قوله.
كما ذكر أن هدف دغان الأساسي كرئيس للموساد كان وقف المشروع النووي الإيراني. ومن الطبيعي برأيه أن كوهين، رئيس الموساد الحالي، وصف إيران بأنها أكبر تهديد يواجه إسرائيل اليوم. وقال ارنس «النظام الثيوقراطي الإيراني الذي يملك صواريخ باليستية ذات مدى متوسط، ويقترب جدا من القدرة على انتاج رؤوس نووية لها، أقسَم على إبادة إسرائيل ، وهو فعلا يشكل تهديدا حقيقيا، متسائلا لكن هل يعتبر هذا التهديد وجوديا؟ هل يمكن أن نتصور سيناريو تشطب فيه إيران إسرائيل من وجه الخريطة، أم أن المقصود تهديد يمكن إحباطه بواسطة الردع، المعتمد على قدرة إسرائيل على الرد في كل الظروف؟ هل يسود حقا ميزان رعب بين إيران وإسرائيل على غرار ذلك الذي ساد بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، ومنع التدهور نحو الإبادة المتبادلة؟ في معرض إجابته يوضح ارنس أن الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان لم يشعر بالارتياح مع ميزان الرعب، داعيا قادة إسرائيل الى عدم الشعور بالارتياح مع ميزان كهذا إزاء إيران. وتابع «يجب إبداء اليقظة بشكل دائم، وهذه هي مهمة كوهين». كما اعتبر أن مهمة ايزنكوت هي معالجة التهديدات المباشرة لإسرائيل، ومستودع الصواريخ الكبير لدى حزب الله، هو بلا شك تهديد كهذا.
وبخلاف مراقبين إسرائيليين آخرين يرى ارنس أن فرصة مهاجمة حزب الله لإسرائيل بواسطة الصواريخ والقذائف ليست مستبعدة، ومن الواضح أن الضرر الذي يمكن أن يسببه هجوم كهذا سيكون ضخما. وأضاف « ليس مفاجئا ان حسن نصرالله متأكد من تحقيق المناعة أمام أي هجوم إسرائيلي ضد مستودعات أسلحته. كان يحظر على إسرائيل السماح لحزب الله تطوير قدرات كهذه، ولكن ما دامت قد أصبحت قائمة، فإنها تشكل أكبر تحد يواجه الجيش الإسرائيلي وقائده». ودعا للتذكر بأن أوامر حزب الله تصل من طهران، ولذلك فإن التهديدات التي تشكلها الأخيرة وحزب الله ترتبط ببعضها البعض.
وتطرق ارنس لتحذيرات رئيس الموساد السابق تمير باردو قبل أيام بأن الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني هو التهديد الحقيقي الوحيد لوجود إسرائيل، وأنه إذا لم تنفصل عن الفلسطينيين، ستنتهي كدولة يهودية وديمقراطية. ارنس الذي يعارض تسوية الدولتين يشكك بهذا التهديد ويقول إن هذا الادعاء يسمع منذ سنوات من اليسار الإسرائيلي الذي يدعم حل الدولتين، ومن قبل المنتقدين الغربيين لإسرائيل لكن الحقائق لا تدعم ذلك. ويعلل رؤيته بالقول « قبل حرب 1967 ساد في إسرائيل الشعور بالخطر الوجودي. لكن الأمر ليس كذلك اليوم.النبوءة المتشائمة التي يطرحها باردو تقوم على تكهنات بعيدة المدى، ودقة هذه التكهنات، مثل كل التكهنات بعيدة المدى، مشكوك فيها». مع ذلك يستنتج أن هذه الأوضاع ينبغي تذكير إسرائيل بمدى أهمية دفع دمج المواطنين العرب في إسرائيل بشكل فاعل في المجتمع والاقتصاد. ويضيف» من الواضح تماما أن العرب في إسرائيل لا يشكلون خطراً على الدولة، واستمرار دمجهم فيها حيوي لها. ويخلص للقول إن إسرائيل واجهت الخطر الوجودي عندما هوجمت من قبل الجيوش العربية عشية حرب 1948.
ودون أن يقدم ردا مقنعاً على الخطر الديموغرافي الذي يدعيه رؤساء أمن سابقون كباردو يقول ارن سان الخطر الوجودي ساد فقط خلال الأيام التي سبقت حرب 1967 وخلال اليومين الأولين من حرب 1973، حيث ساد وقتها مرة أخرى الشعور بالخطر الوجودي لكن منذ ذلك الوقت يبدو بقاء دولة إسرائيل مضمونا. ويعارضه رئيس الموساد الأسبق داني ياتوم الذي يقول إن الفلسطينيين لن يتبخروا ولا يمكن التخلص منهم مما يعني لتحولهم لأغلبية بحال عدم انجاز تسوية الدولتين. وقال ياتوم للإذاعة العامة إن استمرار الوضع الحالي يعني تحول إسرائيل لدولة تحكم فيها أقلية الأغلبية وعندئذ ستتوقف عن كونها يهودية وديمقراطية وستتحول إلى دولة عربية في نهاية المطاف. يشار أن هذا السؤال الديمغرافي العنصري يشغل أوساطا إسرائيلية واسعة في سياق الجدل الساخن حول تسوية الدولتين. ويشير المؤيدون إلى أن الفلسطينيين اليوم مع فلسطينيي الداخل (17 %) يشكلون نصف السكان تقريبا في كل فلسطين، محذرين من أن الهجرة اليهودية توقفت، وأن الهجرة المعاكسة في زيادة مستمرة مما يعني قرب اختلال الميزان الديموغرافي.

هل يشكل التزايد السكاني الفلسطيني خطراً وجودياً على إسرائيل ؟

وديع عواودة

اليونيسف تدعو إلى حماية الأطفال في اليمن مع تفاقم الأزمة الإنسانية

Posted: 28 Mar 2017 02:20 PM PDT

نيويورك (الأمم المتحدة) «القدس العربي»: أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف تقريرا بعنوان «أطفال اليمن: السقوط في دائرة النسيان» تزامنا مع دخول الحرب في اليمن عامها الثالث. أظهر التقرير حدوث زيادة هائلة في عدد المحتاجين للمساعدات، والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية بالإضافة إلى الآثار الاجتماعية الوخيمة للصراع.
وتعليقا على التقرير صرح الدكتور شيرن فاركي، نائب ممثلة اليونيسف في اليمن، أن أكثر الحقائق المهمة في التقرير هو أن الوضع بالنسبة للأطفال بعد عامين من تصعيد الصراع في اليمن هو الأسوأ على الإطلاق. فيما يلقي التقرير الضوء على العدد الكبير من الناس المحتاجين للمساعدة الإنسانية، فإن الملفت للنظر هو أن ما يقرب من 10 ملايين طفل أي نحو 80٪ من عدد الأطفال في اليمن يعانون من أزمة حادة. ونحو 2.2 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، من بينهم نحو 500 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد بما يزيد من مخاطر وفاتهم. وهناك أيضا أعداد كبيرة من السكان لا تتوفر لهم الرعاية الصحية أو خدمات المياه والصرف الصحي الملائة.
وأضاف «نحن قلقون بشكل خاص لأن توقف دفع الرواتب منذ فترة طويلة مع عدم توفر الفرص التي تدر الدخل، أدى إلى فقدان الكثير من الأسر لقدرتها الشرائية، فأصبحت لا تستطيع شراء الغذاء أو رعاية أطفالها. هناك أمثلة مختلفة لأسر تستهلك كميات أقل من الطعام أو تتناول عددا أقل من الوجبات، والكثير من الأطفال الذين نعرفهم ينامون ليلا وهم جوعى. هذا أمر مثير للقلق لأن لدينا أكثر من مليوني طفل يعانون من سوء التغذية الحاد. وبالإضافة إلى تدابير التكيف الفورية، هناك آثار اجتماعية للصراع مثل زيادة الاتجاه للزواج المبكر. وقد تم تزويج أكثر من ثلثي الفتيات قبل بلوغهن الثامنة عشرة، فيما كانت النسبة 50 في المائة قبل تصاعد الصراع».
وحول التوصيات التي يقدمها التقرير قال الدكتور فاركي : «الطلب الأول والأكثر أهمية هو توفير مزيد من الموارد المالية. إن نداء العمل الإنساني الذي أصدرته اليونيسف ويقدر 236 مليون دولار، حيوي للغاية لضمان توفر الخدمات المنقذة للحياة للأطفال في جميع أنحاء اليمن. الطلب الآخر المهم هو ضمان وصول الوكالات مثل اليونيسف ومنظمات الإغاثة الأخرى، للمحتاجين بدون إعاقات لتوفير الخدمات في الوقت المناسب. ندعو أيضا إلى إنهاء الصراع، وندعو جميع الأطراف إلى احترام الحقوق الأساسية للأطفال. إن الأزمة تزداد سوءا كل يوم، وتعد أحد أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم اليوم».
وقال الدكتور فاركي إن أشد ما يؤلمه ما يشاهده عند زيارة المستشفيات في اليمن والصور المروعة للأطفال المرضى الذين لا يجدون سوى قدر ضئيل من الرعاية والإمدادات الطبية الجيدة والرعاية ذات الجودة. هذا الوضع يعبر عن حالة النظام الصحي في البلاد. فيما يموت الكثير من الأطفال بسبب التأثير المباشر للصراع والعنف كما يعاني عدد أكبر بكثير من الأطفال بسبب الآثار غير المباشرة للصراع المرتبط بانهيار أنظمة توفير الخدمات الاجتماعية الأساسية للأطفال. «إنه أثر كبير للغاية، يخفى إلى حد ما عن الأنظار. وهذا أمر تحاول الوكالات الإنسانية، مثل اليونيسف، إلقاء الضوء عليه بشكل مستمر. إن صور الأطفال المرضى والذين يعانون ويلقون حتفهم في المستشفيات مؤلمة للغاية، وتعكس الثمن الفادح الذي يدفعه الأطفال لصراع لم يكن لهم ذنب في نشوبه».

اليونيسف تدعو إلى حماية الأطفال في اليمن مع تفاقم الأزمة الإنسانية

عبد الحميد صيام

انهيار سد الفرات بين الحقيقة والتهويل

Posted: 28 Mar 2017 02:20 PM PDT

الحسكة ـ «القدس العربي»: انهيار سد الفرات في ريف حلب على مدار الأيام القليلة الأخيرة، بات يطرح نفسه بين الفينة والأخرى في مواقع التواصل الاجتماعي وذلك عقب تحذير جهات عدة من انهياره جراء تعرضه للقصف، حيث عاد الحديث مجدداً عن هذا الموضوع قبل أيام، على خلفية نشر وكالة «أعماق» التابعة لتنظيم «الدولة»، ان سد الفرات مهدد بالانهيار في أي لحظة بسبب الضربات الأمريكية، والارتفاع الكبير لمنسوب المياه المحتجزة خلف السد في أكبر البحيرات الصناعية المعروفة باسم «بحيرة الأسد».
وقال مدير سد الفرات السابق عبد الجواد سكران «ان الوضع في سد الفرات امام حالتين واحلاهما مرّة، إذا قلنا ان الامر طبيعي وطمنّا الأهالي في الرقة وما حولها فنخشى ان يكون هذا الاطمئنان كاذباً كمن يغمض عينيه عما حوله ليوهم نفسه بأنه لا يرى شيئاً، ما نراه من واقع وحقيقة يقتضي على الأهالي مغادرة مدنهم وقراهم إلى مكان آخر لا تصله الاخطار في حال وقوعها، لأنه يبدو ان هذا السيناريو ما يريده البعض بهدف التغيير الديموغرافي في المنطقة».
وأضاف في حديثه لـ»القدس العربي»، «أنه يمكن القول ان الامور الان تحت السيطرة بالرغم مما حدث ولكن بشرط ان تعي الاطراف المشتركة كافة في القتال في مدينة الطبقة وحول السد خطورة الامر وانه يتوجب عليهم ان يتوقفوا عن القصف ويسمحوا للفنيين بالدخول إلى المحطة من أجل تدارك الوضع والعمل على ابقاء المحطة قيد العمل وتأمين التغذية المحلية».
وأوضح سكران ان «خروج غرفة العمليات عن العمل لا يعني فقدان السيطرة تماماً بل يمكن لقيادة المجموعات من صالة الالات تشغيلها وتأمين التغذية المحلية على الاقل لذلك عندما نشير إلى وجود الخطر واحتمالية وقوعه لا نقصد ان نبعث الخوف في قلوب الناس ولكن نريد لفت الانتباه إلى خطورة الوضع وضرورة تحييد المدينة وسد الفرات ومحطته تحييداً كاملاً عن القتال والسماح للمهندسين والفنيين بأن يمارسوا عملهم في المحطة وهم مطمئنون على ارواحهم وعائلاتهم».
من جهته قال عضو «تجمع المهندسين الأحرار» بريتا حاج حسن، في حديثه لـ»القدس العربي»، «ان انهار سد تشرين يقع بحالتين، الأولى حدوث زلزال فوق المستوى التصميمي لمقاومته أو زيادة الضغط على جسم السد بسبب زيادة المستوى التراكمي للمياه خلف السد فوق المستوى التصميمي المعادل».
وأضاف «ان الحلول الفورية لعدم وقوع كارثة تستوجب وقف العمليات العسكرية فوق جسم السد، وتوقف المياه المقبلة من تركيا باتجاه سورية للمحافظة على المنسوب الحالي للمياه خلف السد، وهذا الحل ليس دائماً لان هناك مدة محددة لوقف المياه من تركيا يجب خلالها إيجاد حلول للمياه».
وأكد حاج حسن ان «احتراق غرفة العمليات التي تتحكم بالأجهزة والسد بأكمله وانقطاع الكهرباء عن السد وتوقف اعمال السد سيؤدي إلى بدء العد العكسي لمدة أقصاها شهر بعدها سينهار السد ان لم يتم وقف المياه من تركيا كي لا يزيد منسوب المياه خلف السد».
ويرى المهندس عبد الرحمن القاسم «ان الحديث عن تعرض جسم السد للقصف وتسبب ذلك بانهياره، فهذا الكلام فيه شيء من المبالغة، خاصة أنه لا يوجد تشققات، كون جسم السد بني بطريقة تمكنه من تحمل زلزال مقداره 9 درجات على مقياس ريختر، أما إذا تم قصف الطريق فوق الجزء الترابي الذي يحجز السد، بعشرات الصواريخ الفراغية وعلى مساحة لاتتجاوز 20 متراً مربعاً، فهذا بالتأكيد سيؤدي لانهيار السد، لكنها ستكون جريمة العصر الموصوفة والتي ستتسبب بكارثة إنسانية لا يتوقع نتائجها».
وأضاف في حديثه لـ»القدس العربي»، «إذا افترضنا جدلاً وقوع الكارثة لا سمح الله فسيكون الضرر فادحاً في القسم الشمالي الشرقي من النهر (الرقة)، وخلاصهم الوحيد سيكون بالوصول إلى الجبل قبل وصول ملايين الأمتار المكعبة المتدفقة من المياه اليهم، أما مدينة الطبقة فستنجو بسبب ارتفاعها عن منسوب البحيرة، وكذلك سيكون الضرر اقل في الجزء الغربي من النهر بسبب ارتفاعه نسبياً عن منسوب النهر».
يذكر ان فصائل المعارضة السورية كانت قد سيطرت على سد الفرات في شهر شباط /فبراير لعام 2013 غير أن تنظيم «الدولة» تمكن من السيطرة عليه في أواخر العام ذاته بعد هيمنته على كامل محافظة الرقة إثر معارك مع المعارضة المسلحة، فيما شهد محيط السد من الجهة الشمالية اشتباكات عنيفة بين «قوات سوريا الديمقراطية» وتنظيم «الدولة»، في مسعى من القوات الكردية والأمريكية لبسط السيطرة على السد ثم مدينة الطبقة، وذلك بهدف نقل المعارك لاحقاً إلى مدينة الرقة معقل تنظيم «الدولة» في سوريا.

انهيار سد الفرات بين الحقيقة والتهويل

عبد الرزاق النبهان

اشتباكات «فيسبوكية» بين المؤيدين والمعارضين السوريين داخل «المستطيل الأخضر»

Posted: 28 Mar 2017 02:20 PM PDT

syr1

دمشق ـ «القدس العربي»: لم تستطع كرة القدم توحيد جميع السوريين تحت مستديرتها الخضراء مع استمرار الحرب الجارية في سوريا وأظهرت مباراة المنتخب السوري مع خصمه الكوري الجنوبي استمرار الانقسام السياسي بشكل حاد وعنيف حتى خلال مباريات الكرة الساحرة.
ونقلت صفحات وشبكات على «فيسبوك» المباراة عبر خدمة البث المباشر تفاعل معها جمهور السوريين بكثير من الحماسة، بعضهم اقتصرت اندفاعته وحماسه فقط على الجانب الكروي تشجيعاً لمنتخب بلاده ودعماً له بعيداً عن أية مواقف سياسية ودون الاكتراث للانقسام السياسي الحاصل في البلاد. على المقلب الآخر دخل مؤيدون ومعارضون في مواجهات فيسبوكية حادة خلال متابعتهم لمباراة منتخبهم وانخرطوا في سجالات ساخنة.
بدأ المعارضون بالتهجم على منتخبهم الوطني معتبرين أنه منتخب يمثل النظام ولا يمثل سوريا، فردّ عليهم المؤيدون بأنه منتخب كل سوريا ولا يمثل النظام أو فئة من السوريين ثم تطورت السجالات لتدخل في العمق السياسي والاشتباك الدائر في البلاد.. بعض المعارضين وصل بهم الأمر إلى أنهم أبدوا في تعليقاتهم تأييدهم لمنتخب كوريا الجنوبية على خلفية أن المنتخب السوري لا يمثل سوريا.
البعض من المؤيدين أطلق شيئاً من النكات السياسية المرتبطة بالوضع السوري وقال إن روسيا وإيران ترسلان لاعبين إلى كوريا لدعم المنتخب السوري في أرضية الميدان في إشارة منهم إلى الدعم الذي تقدمه موسكو وطهران لدمشق.
حتى المتابعين العرب بدورهم انقسموا سياسياً بين مؤيدين لسوريا بنظامها السياسي من جهة، وبين ناقمين عليها وعلى رموزها، بدا العراقيون والمصريون والجزائريون في مواجهة مع متابعين من دول الخليج العربي لتنطلق فيما بينهم حرب تعليقات موازية للحرب الجارية «فيسبوكياً» بين المؤيدين والمعارضين السوريين، بعض المشجعين العرب حمل دول الخليج مسؤولية الحرب في سوريا ورد عليهم متابعون من دول الخليج بأن العراق ومصر والجزائر تتحالف مع القتلة والمجرمين.
وبثت إذاعات محلية سورية أغاني وطنية تتعلق بالرياضة وكرة القدم كنوع من الانخراط في دعم المنتخب الوطني الذي يخوض مواجهات كروية غاية في الصعوبة وخارج أرضه دائماً ضد منتخبات لديها تحضيرات أفضل بكثير من المنتخب السوري.
وخسر المنتخب السوري بهدف مقابل لا شيء أمام نظيره الكوري في المباراة التي أقيمت في سيول في إطار التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018. وقدم المنتخب السوري مباراة قوية أمام أحد أقوى منتخبات آسيا ونجح في مجاراته والتفوق عليه في مراحل المباراة الأخيرة.

اشتباكات «فيسبوكية» بين المؤيدين والمعارضين السوريين داخل «المستطيل الأخضر»

كامل صقر

الجزائر: وزارة الإعلام تسلم الفضائيات الخاصة «ورقة طريق» بخصوص الانتخابات المقبلة

Posted: 28 Mar 2017 02:19 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: أصدرت وزارة الإعلام الجزائرية مرسومين وزاريين بخصوص طريقة تعامل القنوات الخاصة مع الانتخابات البرلمانية المقبلة التي ستنظم في الرابع من أيار/مايو، واللذين تضمنا مجموعة من الشروط التي يجب أن تلتزم بها هذه القنوات خلال الحملة الانتخابية التي ستنطلق مطلع الشهر المقبل.
وتضمن المرسومان اللذان أصدرتهما وزارة الإعلام الجزائرية مجموعة من الشروط الواجب على القنوات الخاصة اتباعها خلال الفترة التي تسبق الانتخابات البرلمانية، إذ سيكون على القنوات الخاصة المعتمدة كمكاتب لقنوات أجنبية وعددها خمس قنوات، أن تتبعها خلال المرحلة المقبلة، إذ تسمح وزارة الإعلام للقنوات الخاصة بتغطية الانتخابات المقبلة، وأن تعمل على توعية المواطنين بحقهم في الانتخاب واختيار ممثليهم في المؤسسات المنتخبة، وضرورة تفادي إعطاء الكلمة لدعاة المقاطعة، حيث يتعين على وسائل الإعلام عدم المساهمة في نزع المصداقية عن الموعد الانتخابي المقبل، وحث المواطنين على عدم المشاركة فيه.
واعتبر أن وسائل الإعلام في تغطيتها لنشاطات الأحزاب والمترشحين يجب أن تركز فقط على الطابع الإخباري، وأنها يجب أن تتعامل بعدل مع الأحزاب والمترشحين مع مراعاة حجم ومكانة كل الحزب عند القيام بالتغطية. ودعت الوزارة المسؤولة عن قطاع الاعلام إلى تفادي أخذ أصوات الشارع بطريقة تعطي الانطباع أن الأمر يتعلق بسبر آراء يعكس توجهات الناخبين، وأنها يمكن أن تستغل للتأثير على الرأي العام. وأكدت الوزارة أنه يتعين على الفضائيات الخاصة الامتناع عن البث المباشر للنقاشات والتصريحات السياسية، التي يمكنها المساس بأمن الدولة، والتي يمكن أن تشهد انحرافات منافية لأخلاقيات مهنة الصحافة وللسياسة.
وأوضحت أنه على وسائل الإعلام منع بث أي سب أو قذف أو إساءة موجهة ضد شخص رئيس الجمهورية أو المؤسسة التي يمثلها.
من جهة ثانية ستكون القنوات التلفزيونية ممنوعة من بث إعلانات تلفزيونية ذات طابع سياسي لفائدة الأحزاب أو المترشحين في الانتخابات البرلمانية المقبلة، ومنع كذلك تلقي أي مبالغ مالية على شكل رعاية للبرامج التي تبثها هذه القنوات، مع مراعاة حق المترشحين والأحزاب في الولوج إلى وسائل الإعلام من أجل مخاطبة الناخبين، وكذا تقسيم أوقات المداخلات الانتخابية بالتساوي بينهم تحت إشراف سلطة ضبط قطاع السمعي ـ البصري.
جدير بالذكر أن القنوات المعنية بهاتين التعليمتين هي تلك المعتمدة كمكاتب لقنوات أجنبية وعددها خمس قنوات، مقابل أكثر من 40 قناة غير معتمدة، وهي القنوات التي سبق لوزير الإعلام حميد قرين أن قال إنها ستمنع من تغطية الانتخابات المقبلة، لأنها تعمل بطريقة غير قانونية، لتبقى الطريقة التي ستتعامل بها السلطات معها محل تساؤل، فهل ستلجأ إلى منعها من النشاط، أم ستتركها تواصل عملها، علماً وأن هذه القنوات ستجد نفسها غير معنية بـ»وصايا» وزارة الإعلام، وبالتالي غالباً ستفتح الباب أمام دعاة المقاطعة والمشككين في جدوى العملية الانتخابية.

الجزائر: وزارة الإعلام تسلم الفضائيات الخاصة «ورقة طريق» بخصوص الانتخابات المقبلة

القوات العراقية تُفشل هجوماً لـ«الدولة» جنوب المدينة

Posted: 28 Mar 2017 02:18 PM PDT

الموصل ـ «القدس العربي»: شن مسلحو «الدولة الإسلامية»، أمس الثلاثاء، هجوما عنيفا على القوات العراقية المتمركزة جنوب مدينة الموصل.
وقالت مصادر إن «عناصر التنظيم تسللوا ليلا عبر نهر دجلة ليقوموا بعدها بالاشتباك مع قوات الشرطة المحلية حيث استمرت الاشتباكات لأكثر من ساعتين».
وأوضحت أن «المسلحين قاموا بمشاغلة القوات العراقية جنوب مدينة الموصل تزامنا مع هجوم ثان شنه التنظيم غرب المدينة بالقرب من قضاء الحضر حيث تقع ثكنات الشرطة المحلية».
وقال العريف أحمد، الذي يعمل في الشرطة المحلية: «تم احباط الهجوم بعد تدخل الطائرات العراقية ومعالجتها للعناصر المسلحة»، مبينا أن «هذا الهجوم ليس هو الاول ولكنه الاعنف بمحاولة من التنظيم لإثبات وجوده في تلك المناطق التي بات محاصرا فيها، وننتظر الاذن باقتحامها».
وأوضح أن «التنظيم فقد جميع طرق الامداد في تلك المنطقة مع المناطق الاخرى في العراق، بعد اطباق الحصار عليها من جميع الجهات، وأصبح غير قادر على ابداء اي مقاومة».
وحسب المصدر «لازال التنظيم يفرض سيطرته على الساحل الأيسر من قضاء الشرقاط. المنطقة التي تعتبر بؤرة إزعاج للقوات العراقية. من هناك، يشن هجمات على قواتنا في الشرقاط وجنوب الموصل». وتمكنت القوات الحكومية من صد الهجوم وقتل جميع العناصر المهاجمة بعد محاولتها اختراق خطوط الصدّ، وفق الضابط، الذي نفى «وقوع قتلى في صفوف القوات العراقية سوى جرح شرطيين باصابات طفيفة تم نقلهم إلى المستشفى».
وفي مدينة القيارة، فرضت قوات الشرطة الاتحادية حظراً للتجوال في ناحية حمام العليل الواقعة على بعد 15 كيلو مترا جنوب مدينة الموصل، بعد محاصرتها لمجموعة مسلحة من عناصر التنظيم كانوا يختبئون في نفق تحت الارض، ليتم الاشتباك معهم قبل إلقاء القبض على عدد منهم وقتل من حاول المقاومة.
وحسب شاهد عيان يدعى صلاح، فإن «العناصر المسلحة لم تقم بالدخول إلى المدينة وانما كانوا مختبئين منذ استعادة القوات العراقية لها»، مضيفا ان «القوات العراقية تمكنت من معالجة الموقف وقتل واعتقال المسلحين وشنها لعمليات دهم وتفتيش تحسباً لوجود عناصر أخرى».
وتشهد معظم مناطق مدينة الموصل اشتباكات عنيفة ضد مسلحي التنظيم الذي فقد معظم مساحة المحافظة منذ اعلانه سيطرته عليها في العاشر من حزيران/يونيو 2014 بعد انسحاب قطعات الجيش العراقي منها.

القوات العراقية تُفشل هجوماً لـ«الدولة» جنوب المدينة

عمر الجبوري

تقرير للأمم المتحدة: المغرب في أسفل التنمية البشرية في البحر المتوسط وتتجاوزه دول مثل ليبيا

Posted: 28 Mar 2017 02:17 PM PDT

 مدريد- «القدس العربي»: يعتبر المغرب حالة شاذة للغاية في التنمية، فرغم استقراره السياسي لم يتجاوز المركز 123 في تقرير التنمية البشرية الذي تصدره منظمة الأمم المتحدة، ويأتي في مراكز عديدة وراء جارتيه الجزائر وتونس بل وتتقدم عليه دول مثل ليبيا والعراق التي تعيش حروباً. وعلى مستوى البحر الأبيض المتوسط يعتبر الدولة الأكثر تخلفاً في التنمية البشرية.
واحتل المغرب المركز 123 في التنمية البشرية، وجاء وراء جارته الجزائر التي احتلت المركز 83 ثم تونس في الصف 97 وليبيا في المرتبة 102 ورغم مشاكل مصر فقد احتلت مرتبة 111 أحسن من المغرب، بينما لم يتجاوز هذا الأخير سوى دول فقيرة عربية مثل موريتانيا واليمن والسودان، علما أن البلدين الأخيرين أنهكتهما الحروب.
وعلى مستوى البحر الأبيض المتوسط، يأتي المغرب في أسفل الترتيب، فشمالاً توجد الدول الأوروبية المتقدمة في التنمية البشرية مثل اسبانيا وفرنسا وإيطاليا واليونان، وفي الضفة الجنوبية تتجاوزه كل الدول بدون استثناء بما فيها ليبيا.
وكانت الدولة المغربية ترفض مثل هذه التقارير، واتهم وزراء سابقون الأمم المتحدة بعدم الأخذ بعين الاعتبار معطيات التنمية البشرية الحقيقية في البلاد خلال التحليل والتصنيف، لكن دراسة بعد الأخرى وتقرير تلو الآخر، يكشف استمرار المغرب في المراكز العشرين بعد المائة منذ أكثر من عقد. ويحدث هذا في وقت رفعت الدولة المغربية شعار «التنمية البشرية»، كما يحدث في وقت يروج فيه المغرب لتصدير نموذجه لتنمية عدد من دول القارة الإفريقية.
وكان المغرب يتأخر في الماضي في الترتيب لأن الأمم المتحدة كانت تعتمد معيار الدخل الفردي كمعيار رئيسي، ولكنها تجاوزته لاحقاً مما جعل المغرب يتقدم نسبياً من المركز 129 في التقرير الماضي الى المركز 123 في التقرير الحالي. وتبقى أهم المعايير التي تعتمدها الأمم المتحدة هي التعليم ومعدل الحياة للمواطنين والصحة ومستوى الفقر ثم الدخل الفردي.
وتبرز الدراسات بما فيها تقارير الدولة المغربية بفشل التعليم في المغرب، فقد أفاد تقرير للمجلس الأعلى للتعليم التابع للدولة في تقرير له خلال بداية الشهر الجاري بأن 650 ألف طفل مغربي لم يحصلوا على التعليم خلال الثلاث سنوات الأخيرة. وهذه حالات من حالات فشل التنمية في المغرب لا تسجلها سوى الدول التي تشهد نزوحاً لمواطنيها بسبب الحرب أو الكوارث الطبيعية. في الوقت ذاته، لا يتوفر المغرب على قطاع صحي في مستوى باقي الدول وخاصة في البحر الأبيض المتوسط بشماله وجنوبه. وأخيرًا، ارتفع الفقر في البلاد ومن معالم ذلك تصريحات الملك محمد السادس بوجود فوارق مهولة، لكنه لم يقدم خطة جريئة لإصلاحها.
ويبقى المثير في حالة المغرب أنه استدان الى مستويات تاريخية وصلت 83% من ناتجه الإجمالي الخام، لكن كل القروض لم توظف في تحقيق التنمية، ولهذا يستمر في المركز 123 دولياً. في الوقت نفسه، يسجل مفارقات اجتماعية صارخة، فبينما يراهن على تشييد القطار السريع، يبقى 650 ألف طفل بدون مدرسة، مما ستكون له تبعات اقتصادية واجتماعية مقلقة مستقبلًا لاسيما في غياب مخططات لتصحيح مثل هذا الخلل.

تقرير للأمم المتحدة: المغرب في أسفل التنمية البشرية في البحر المتوسط وتتجاوزه دول مثل ليبيا

حسين مجدوبي

النائب العراقي الذي يطالب بتسليم العراق للأمريكيين!

Posted: 28 Mar 2017 02:15 PM PDT

«يجب تسليم العراق إلى أمريكا التي تعتبر القوة الوحيدة القادرة على قطع أذرع الدول الإقليمية فيه، مثل تركيا وقطر وإيران وباقي دول الخليج الممتدة داخل العراق والتي لا تريد لنا إلا الدمار والتقسيم واستنزاف خيرات بلادنا».
أخيرا…. وجد أحدهم الدواء الشافي لمعضلة العراق، الدواء الذي لم يعثر عليه طوال هذه السنوات أحد من جهابذة السياسة والاستراتيجية في العالم كله. نعم.. هذا ما قاله بالضبط قبل يومين شعلان الكريم النائب في البرلمان العراقي عن «حزب القوى الوطنية» (هكذا!!). وحيث إن هذا المقترح الذي قاله لبرنامج «بالعـــــراقي» لتلفزيون «الحرة – العراق» مقترح وجيه للغاية ولا تنقصه بطبيعة الحال لا الوطنية ولا الوجاهة ولا الفطنة، فقد بات لزاما الوقوف عند مواقف النبوغ عند هذا النائب من مدينة سامراء الذي اختاره الشعب العراقي في برلمانه عن محافظة صلاح الدين.
ليس سهلا الغوص في شخصية بمثل هذا العمق والشمولية وبعد النظر والرؤية الثاقبة خاصة عندما يباغتك في ذات المقابلة بالقول إن أزمة العراق «لن تعرف النهاية إلا باتفاق الساسة العراقيين على إنشاء دولة مدنية تعترف بحق كل مواطن عراقي ويسودها العدل والمساواة بين كل الأطياف والأعراق»… فيصيبنا مرة أخرى بالدوار وذلك بعد أن اقتنعا للتو أن تسليم العراق إلى أمريكا هو الترياق، الذي سينهي، دون غيره، آلام العراقيين ويردع كل المتدخلين في شؤونهم، علما أن أمريكا ليست طبعا من بينهم، ولا هي،لا سمح الله، من بين من يريد تقسيمه أو استنزاف خيراته!!.
هذا النائب يطلق عليه محبوه على صفحات التواصل الاجتماعي ألقابا من نوع «النائب القائد» أو «القائد الشيخ» بل وأحيانا «صاحب السمو شعلان بن عبد الجبار آل الكريم» وذلك في إشارة إلى أنه شيخ عشيرة البوعيسى، كما يقدم هو نفسه في موقعه على «تويتر»، مع أن لإيقاع هذا الاسم الفخم رائحة خليجية كان يفترض بسموه أن ينأى بنفسه عنها خاصة أن هذا التشبه هو مع قوم لا يريدون لشعبه «إلا الدمار والتقسيم واستنزاف الخيرات».
يبدو أن ما قاله هذا النائب الخمسيني الحاصل على شهادة الإعدادية، وفق ما جاء في بياناته الشخصية عند ظهور نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة عام 2014 التي نشرتها مفوضية الانتخابات، ما هو إلا ترجمة أمينة لشعاره الذي اختاره لحملته الانتخابية ضمن «ائتلاف الوطنية» آنذاك وهو «قل الحق ولو كان مرا»… وهل هناك حق أكثر من الاعتراف بعظمة أمريكا وقدرتها على حل كل معضلات العالم في طرفة عين ؟! وهل من مرارة تعادل مرارة الاعتراف بضرورة تسليم البلد إليها !؟. ولكن كيف لنا أن نهضم مثل هذه الدعوة التي أطلقها النائب على قناة أمريكية حتى تصل بسرعة إلى واشنطن ويتلقفها شخص مثل دونالد ترامب المتلهف أصلا لذلك ولا يحتاج لمن يحرضه، حين يؤكد في خضم الانتخابات الأخيرة على «موقفنا في الاستمرار بمشروعنا الوطني وانقاذ العراق والعراقيين من الوضع الراهن ومحاولة الوصول الى برلمان. حيث ان من أهم مميزات القائمة الوطنية هو اصرارنا وثباتنا على تحقيق المشروع الوطني الذي يهدف الى بناء دولة المواطنة التي تقوم على العدل والمساواة وسيادة القانون وتوفير الخدمات» (!!).
وعندما تريد العودة للبحث أكثر عن هذا النائب المغرم جدا بالمقابلات التلفزيونية، التي بالمناسبة لم يستثن منها في مرات عدة حتى الخليجية التي تريد الدمار لبلاد الرافدين، ستجد، وأنت تنتقل بين المواقع المنسوبة له أو لمحبيه، كما يطلقون على أنفسهم، الكثير الكثير من صوره، فالرجل الذي لا يتخلى عن غترته وعقاله يبدو مغرما جدا بنفسه إلى حد الاستنجاد بالشعر القديم لمدح نفسه، كتلك الأبيات لأبي مدين التلمساني التي تقول:
تحيا بكم كل أرض تنزلون بها
كأنكم لبقاع الأرض أمطار

وتشتهي العين فيكم منظراً حسنا
كأنكم في عيون الناس أزهار
ونوركم يهتدي الساري لرؤيته
كأنكم في ظلام الليل أقمار
ولأن شعر الفصحى قد لا يفي الرجل حقه، فقد استنجد بالشعر الشعبي الذي يقول بعضه:
المرجلة يا خوي.. هي طولة البال،
هي العزم، هي الصبر في الظلايم
فيها الكرم، عزة دلة وفنجال
فيها الكرامة عن ردى الطبع شايم
كلمة المرجلة هذه تحديدا تذكرنا بما قاله الرئيس العراقي الراحل صدام حسين خلال موكب إعدامه، ذلك أن مطالبة هذا النائب، شيخ عشيرة عربية من النشامى الغيورين، بتسليم بلاده للأمريكيين، حتى على افتراض صحة كل ما قاله عن تآمر دول الجوار عليه، وعلى افتراض تساوي كل المتآمرين في ذلك من إيران إلى تركيا إلى دول الخليج العربية، أمر لا علاقة له الحقيقة بالمرجلة لا من قريب ولا من بعيد».هي هاي المرجلة!!؟؟»….

٭ كاتب وإعلامي تونسي

النائب العراقي الذي يطالب بتسليم العراق للأمريكيين!

محمد كريشان

فولكلورية القمة العربية وبعض الأسرار

Posted: 28 Mar 2017 02:14 PM PDT

قد يخطىء من يرفع سقف التوقعات للقمة العربية التي تعقد وتختتم باقل من 24 ساعة اليوم الاربعاء في الاردن.
وقد يجد نفسه تائها وضائعا إذا ما اغرق في التفاؤل أو افرط بالتشاؤم فكل المؤشرات تقول بان الحال العربي قد يبقى على حاله بلا جديد او تطور يمكن أن يحقق اختراقا من أي نوع.
يصدق السفير السعودي في الأردن الأمير خالد بن فيصل عندما يصف قمة البحر الميت بانها تهدف لمنع اختراق الامة العربية فمثل هذه المهمة البائسة على قاعدة ما تيسر هي التي يمكن انجازها فعلا وبالحد الأدنى دون أن يتوهم المواطن العربي بأن القمة ستحقق اختراقا تجاه الآخرين.
بهذا المعنى وتجنبا للصدمة أو لنتائج الإفراط في التفاؤل لا بد من التعاطي بواقعية مع مقدمات ونهايات وآفاق قمة العرب التي تعقد مع نهاية هذا الاسبوع في أخفض نقطة في الكرة الأرضية وفي اقرب مسافة لإسرائيل التي تراقب على الضفة الغربية للبحر الميت وكذلك في ظل موقف في غاية التعقيد.
من باب العلم بالشيء والسياق المعلوماتي لا بد من تسجيل بعض الملاحظات التي سمعتها بثبات طوال وقت التحضير من مسؤولين بارزين في الأردن من الواضح أنهم يعلمون ما يجري ويستطيعون التنبؤ ولديهم توجيهات.
أولا: في ابرز قضيتين عربيتين بعد ملف فلسطين الازلي وهما العراق وسوريا تقر هوامش قمة العرب بعدم الحاجة لمناقشة أي تفصيل أو جزئية مثيرة للاهتمام على المسارين السوري والعراقي على أساس واضح ويلمسه الجميع وهو الإقرار الضمني بتدويل وأقلمة الأزمتين في سوريا والعراق.
هنا حصريا يقر المنظمون للقمة بان النظام الرسمي العربي خارج التغطية والتأثير عندما يتعلق الأمر في كل صغيرة وكبيرة داخل العراق فما يحصل في الموصل أو ما سيحصل لاحقا في الرقة يترتب دون تأثير حقيقي وجوهري للنظام الرسمي العربي الذي لا يشاوره أحد.
قالها عمرو موسى مبكرا في القصر الملكي الأردني حتى عندما يتعلق الأمر بضخ مياه لقرية سورية محاصرة أو سحب مقاتلين من أخرى أو ترتيب هدنة في سنجار لا مكان للعرب ولا لمشاورتهم، فالأطراف الدولية ثم الاقليمية هي التي تتفاوض وتتصرف وتكتفي عواصم العرب بالانضمام إلى مسلسل قرية الفرجة كما يصف السياسي والبرلماني الأردني عبد الرحيم البقاعي.
لافت جدا في السياق ان الزعامات العربية تدرك مسبقا قدراتها فلا تناور لفظيا ولا إعلاميا وتحتفظ بخلافاتها المتعلقة بسوريا والعراق على أساس أن التمسك بهذه الخلافات أو السعي لإزالتها مسألتان لا تحدثان فارقا في الواقع الميداني.
من هنا رصدنا كمراقبين مبكرا هالة البرود التي أحاطت بقمة البحر الميت عندما يتعلق الأمر بسوريا والعراق حيث لا مكان فعليا لأي قول عربي وهذا ما تقره عمان ومعها بقية عواصم العرب، الأمر الذي جعل الجميع مسبقا في حالة استرخاء وبالنتيجة دفع القمة إلى طابعها الفلكلوري والتراثي ليس اكثر ولا اقل.
اردني مخضرم ومحنك عقد امامي المقاربة الطريفة التالية حينما قال: موسم القمة العربية أشبه بعيد الفطر السعيد حيث لا يتحدث ابناء العمومة والأشقاء مع بعضهم البعض طوال العام وصباح العيد يتبادلون القهوة والمصافحة فيما تبقى أجواء الخلافات كما هي دون حل أو حلحلة إلى ان يشترك الجميع في العيد اللاحق بنفس الطقس.
ثانيا: يمكن ببساطة ملاحظة أن الموجة الوحيدة التي يحاول ركوبها الجميع على نحو أو آخر هي القضية الفلسطينية حيث يرتفع المؤشر وينخفض كلما حاولت دولة عربية قوية حل مشكلاتها مع الادارة الأمريكية او اسرائيل او غيرهما على حساب الشعب الفلسطيني.. هنا حتى لا نغرق بالوهم يمكن القول بان بقاء القضية الفلسطينية على جدول أعمال القمة لا ينبع من الاهتمام القومي والاخلاقي والديني بقدر ما ينبعث من اجندات انتهازية ومصلحية لها علاقة بالملف الوحيد الذي يستطيع العرب تقديم التنازلات فيه من أجل انفسهم وليس من اجل فلسطين.
أجواء ومناخات القمة التي تتوج اليوم الأربعاء بلقاء القادة والزعماء تبدو مطمئنة أيضا إلى أن البيع والشراء والمتاجرة بمعاناة الشعب الفلسطيني موضة تستمر للموسم التالي وبالتالي يمكن فهم سخونة تبادل التصريحات عشية القمة بين كل الاطراف حول القضية الفلسطينية على هذا الأساس.
ثالثا: انجزت ترتيبات تحضير القمة وسط إقرار رفيع المستوى من جانب الأردنيين مثلا بان الخوض في الازمة اليمنية لا مبرر له ايضا فالمواقف متخندقة هنا واطراف اللعبة ايضا اقليمية ودولية، والتصدع جذري وعميق داخل حتى المعسكر الخليجي والحساسية عند السعودية تحديدا في أعلى معدلاتها.
بالتالي يتطلب انقاذ القمة عدم الخوض في مستنقع الازمة اليمنية وهو ما يمكن القول بانه تم ايضا الاقرار مسبقا به دون تحديد سقف للاختراق في ملف يرتبط ايضا بالخلافات حول مسألة من طراز الحوار مع إيران أو تركيا أو كلتيهما.
دون هذه المعطيات بقيت القمة فلكلورية بامتياز، تنطوي على مشهد ايجابي اجتماعيا وله علاقة بلقاء القادة والمسؤولين العرب تحت سقف واحد لعدة ساعات أو لأيام قليلة مع تبادل الابتسامات والمجاملات وذلك اضعف الايمان.

٭ إعلامي أردني من أسرة «القدس العربي»

فولكلورية القمة العربية وبعض الأسرار

بسام البدارين

استثمار الدم

Posted: 28 Mar 2017 02:14 PM PDT

على وقع تسارع معارك تحرير الموصل والاقتراب من تصفية الجيوب الأخيرة التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» الإرهابي، تفاجأ متابعو الحدث العراقي يوم 17 مارس الجاري بمقتل اكثر من 200 مدني ضحية قصف إحدى طائرات التحالف الدولي لمبنى في منطقة «الموصل الجديدة» في الساحل الايمن من الموصل، ما أثار الساسة السنة ودفعهم لمطالبة حكومة العبادي بإعلان الموصل مدينة منكوبة. تزامن ذلك مع تصريحات الزعيم الشيعي مقتدى الصدر التي أثارت ردود افعال متضاربة على مستوى الشارع والطبقة السياسية، فقد صرح الصدر في لقاء صحافي انه يرى وجوب حل الحشد الشعبي بعد النصر النهائي على «داعش». من جانب آخر صرح في خطاب له يوم الجمعة 24 مارس أمام عشرات الآلاف من مريديه في ساحة التحرير، وسط بغداد، بأنه مهدد بالاغتيال، فإن تعرض للقتل فإنه يطالب جماهيره بالاستمرار بمسيرتهم الاصلاحية من اجل العراق، مسيرتهم التي وصفها بأنها رافضة للفساد ورموزه.
وقد اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات المتضاربة بشأن ما حدث في الموصل، حيث تجد ردود الفعل المتعاطفة، وهي عادة صادرة من وجهة النظر السنية التي تندد بالاستخفاف بأرواح المدنيين، ولا ترى في عملية تحرير الموصل إلا نصف القدح الفارغ، حيث يحمّلون القوات العسكرية العراقية المسؤولية عن قتل المدنيين وتدمير البنى التحتية في المدينة، ويطالبون بفتح تحقيق في الكارثة التي اودت بأعداد كبيرة من المدنيين، فترد عليهم وجهات نظر معاكسة، وتكون عادة متبناة ممن يتعاطف مع طروحات الساسة الشيعة، حيث ينظرون إلى نصف القدح الممتلئ، فالامر لا يعدو، من وجهة نظرهم، سوى حدث متوقع في معركة تشهد قتالا عنيفا مع عدو غير تقليدي مثل «داعش».
وقد يصل السجال الدائر بين وجهتي النظر حد إلقاء المسؤولية من كل طرف على الطرف الاخر، كما تجاوز الامر وسائل التواصل، ووصل إلى بعض التقارير الصحافية، التي أكدت أن الامر نتج عن تلغيم «داعش» للمنازل والسيارات المدنية المتوقفة في ازقة غرب الموصل الضيقة، ونتيجة ذلك ومع كل هجوم لقوات الجيش العراقي يقوم «داعش» بتفجير المباني والسيارات، ما يتسبب في وقوع الخسائر الكبيرة بين المدنيين، وهذا امر تنفيه تقارير الجانب الاخر التي تؤكد على مسؤولية الجانب العراقي الذي زود طيران التحالف بإحداثيات قصف غير دقيقة راح ضحيته المدنيون .
من جانبه حذر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، من احتمالية أن تؤدي هزيمة «داعش» في الموصل لـ»إبادة جماعية» بالعراق، باشتباكات بين الجماعات الطائفية والعرقية، مرجحا أن تزداد الانقسامات بين المسلمين السنة والشيعة، وبين القوميات المكونة للشعب العراقي، حينما ينتهي العراقيون من مواجهة عدوهم المشترك. جاء ذلك في لقاء للسيد الصدر مع الصحافي جوناثان ستيل أجراه لموقع «ميديل إيست آي» قبل ايام، واشار الصدر قائلا «أريد تجنب هذا الأمر، وأنا فخور بالتنوع العراقي، إلا أن مخاوفي هي أننا قد نرى إبادة لبعض الجماعات الاثنية والطائفية».
وبحسب تقرير»ميدل إيست آي» فإن الصدر عبّر عن قلقه حيث قال: «إنه امر صعب، سيتم حل سرايا السلام، لكن القانون الذي صدر بشأن الحشد الشعبي سيجعل العراق تحت حكم المليشيات، وبناء عليه فنحن بحاجة إلى مواقف قوية من الحكومة لمقاومة هذا الأمر، ويجب أن يكون الأمن مسؤولية الجيش فقط».
وقد أشار الصدر إلى انه مع حل الحشد الشعبي، لكنه يتبنى فكرة انضمام أفراده للجيش والقوى الامنية. وهذا الامر كما هو معلوم ليس موقفا جديدا يتبناه الصدر حيث سبق له أن اعلن في 27 نوفمبر الماضي مبادرته في هذا الشأن، التي ذكر فيها «مراعاة للمصلحة الوطنية الملحة أضع مقترحات من الضروري مراعاتها في مسألة دمج الحشد الشعبي ضمن القوات الأمنية الرسمية، لكي نتلافى جميع المشاكل الطائفية والسياسية والأمنية.. أجد من المصلحة الأخذ بنظر الاعتبار تلك المقترحات، خصوصا بعد أن أقر الدمج برلمانيا».
لكن المتابع للشأن العراقي يعلم صعوبة مثل هذا الاجراء لاسباب عديدة، فالامر ليس كما يحب أن يصوره البعض؛ فصائل الحشد تكونت تلبية لفتوى مرجعية النجف للوقوف بوجه هجمات التنظيمات الارهابية، لذلك تستطيع المرجعية بعد زوال الخطر أن تصدر أمرها بحل هذه الفصائل. بالتأكيد هذا تبسيط مخل لامر معقد فيه استثمار إقليمي ودور فاعل للعديد من المليشيات والاحزاب والحركات السياسية في العراق وفي الجوار الاقليمي.
وفي اول رد فعل على تصريحات السيد الصدر جاء تصريح القیادي في الحشد الشعبي كريم النوري، الذي قال في حديث صحافي، إن «كل الدعوات والتصريحات التي تطرح لحل الحشد الشعبي تبقى مجرد وجھات نظر لا يمكن تطبیقھا على ارض الواقع، لأنھا ستصطدم بجدار القانون المقر بمجلس النواب، الذي صنف الحشد ضمن القوات الامنیة الرسمیة وحفظ جمیع حقوقه»، لافتا إلى أن «قانون الحشد اكبر من دعوات الغاء الھیئة». وأضاف «ھنالك توجه دولي واقلیمي يقف بالضد من الحشد الشعبي، كونه أفشل المخططات الرامیة إلى تقسیم العراق وتنفیذ اجنداتھم ومصالحھم، إلا انه لن يؤثر على الحشد، بل سیزيده قوة وإصرارا للثبات على موقفه». وتابع «القائد العام للقوات المسلحة حیدر العبادي ادلى بالرأي الحكومي المؤيد للحشد في المحافل الدولیة، آخرھا خلال اجتماعه مع المسؤولین الأمريكان في الولايات المتحدة وقد حسم كل الجدال الدائر وأغلق الباب أمام جمیع المحاولات».
بينما رأت كتلة المشروع العربي السياسية السنية بقيادة خميس الخنجر أن دعوة الصدر لحل ميليشيات الحشد الشعبي خطوة حكيمة، جاء ذلك في بيان صادر من المكتب السياسي للمشروع العربي، حيث ذكر البيان «أن دعوة الصدر لحل قوات الحشد الشعبي بعد الانتهاء من استعادة الموصل، فيها نظرة عميقة وبعد استراتيجي داعم لاستقرار مؤسسات الدولة وتقويتها، وتبني مدنية الدولة، وتجنب عسكرة المجتمع».
ومع تصاعد الأزمة قرر مقتدى الصدر تنظيم مظاهرة يوم 24 مارس الجاري في ساحة التحرير ليلقي على عشرات الالاف من مريديه خطبة قصيرة مقتضبة ذكر فيها أنه نتيجة التهديدات المتواصلة يتوقع أن يتم اغتياله، وطالبهم بالاستمرار في نضالهم من اجل العراق والقضاء على الفاسدين، كما طالب بتغيير المفوضية العليا للانتخابات وتعديل قانون الانتخابات، وإلا فانه سيطالب جماهيره بمقاطعة الانتخابات المقبلة. اثارت كلمات السيد الصدر موجة من الحزن المشوب بالسخط لدى مريديه، نتيجة العلاقة الخاصة التي تربطهم بزعامتهم الروحية والسياسية. وقد سرب أحمد عبد الحسين الناشط العراقي وأحد رموز الحراك المدني على صفحته على الفيسبوك خبرا عندما كتب عن الموضوع واصفا كلمة الصدر بأنها وصية ميت، وذكر عبد الحسين أن الامر لا يمكن أن يكون استثمارا سياسيا، كما حاول بعض الفرقاء السياسيين توصيفه، وقال إن السيد مقتدى الصدر تعرّض فعلاً للاغتيال أثناء عودته من زيارته الأولى للتحرير في طريقه إلى النجف، وأصيب بعض أفراد حمايته، حين انقلبت سيّارة من السيارات المرافقة له بعد إطلاق النار على موكبه. قلّة يعرفون هذا. لا الصدر ولا أحد من مقربيه شاء الإعلان عن ذلك. اذن الصدر معرّض فعلاً للاغتيال، لانه وضع نفسه بمواجهة أباطرة مالٍ وعصابات دولية وإقليمية تعمل على مشروع نهب العراق بمعونة دولة جارة ومباركة دول قريبة وبعيدة. وليس سراً أن هؤلاء مستعدون لارتكاب أي جرمٍ مهما كانت فظاعته لإدامة مشروعهم، خاصة إذا كان هذا الجرم مصحوباً بفتوى ممن يرونه واجب الطاعة. في اشارة إلى كتل التحالف الوطني الشيعي المدعومة ايرانيا.
وعلى وقع تصاعد الازمة، ومحاولات الاستثمار بدم الابرياء من مساكين السنة الذين اتخذهم «داعش» دروعا بشرية ليسقطوا ضحايا القتال المستعر، أو مساكين الشيعة الذين دفعوا انهرا من دمائهم لتحرير مدن العراق، دون أن يحصلوا على ابسط مستلزمات العيش الكريم، نجد امراء الحرب وبارونات السياسية الفاسدين الذين اعتاشوا على دماء المساكين من أبناء طوائفهم يسبحون في بحر امتيازاتهم التي حازوها عبر اكثر من عقد من الفساد غير المسبوق، فهل سيعي مساكيننا المعادلة الصعبة ويسعون للتخلص من كل هذا الجور الذي يستبيح دماءهم؟
كاتب عراقي

استثمار الدم

صادق الطائي

 بشار الأسد يحب تونس للأبد

Posted: 28 Mar 2017 02:14 PM PDT

لم يقلها بشكل صريح وواضح، لكن نائبا في برلمان تونس تطوع ونقلها على لسانه، بعد أن التقاه الاربعاء الماضي في قصره بدمشق، ضمن وفد ضم خمسة اعضاء اخرين في مجلس نواب الشعب التونسي.
بشار الاسد يحب تونس ويقدرها. لكن اي تونس يحب؟ إسمعوا ما صرح به عبد العزيز القطي النائب المستقل، كما يصف نفسه، لموقع «آخر خبر اون لاين» ثم خمنوا بأنفسكم طبيعة الحب الاسدي لتونس.
لقد قدم الرئيس السوري للوفد الزائر «معلومات مفصلة عن المؤامرة التي تستهدف سوريا لضرب دورها في المنطقة، خدمة لاهداف الكيان الصهيوني» وعبّر عن «تقديره وحبه للشعب التونسي، مبينا أن ما حصل في عهد الترويكا من قطع للعلاقات، واستضافة لما يسمى بمؤتمر اصدقاء سوريا، لا يتحمل الشعب التونسي مسؤوليته». وأنه «يكن كل الاحترام لذلك الشعب وللحكومة الحالية ولرئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي» بحسب القطي. لقد تحول بشار بقدرة قادر إلى حمامة سلام تطير صوب قرطاج وتمنح شعبها صك غفران عن الذنب القومي العظيم الذي ارتكبته دولته بقطع علاقاتها بنظامه. ألا يستحق ذلك امتنان التونسيين وشكرهم لكرمه ولطفه ومسارعتهم للضغط على حكومتهم حتى تتدارك أمرها وتعجل بدعوة السفير السوري الذي طرده الرئيس الثوري المنصف المرزوقي وترطب خاطره ببعض الورود والكلمات، وتعتذر له إن لزم الامر عن ذلك التهور الدبلوماسي الفاضح؟
ألن يكون حريا بهم أن يخرجوا في مظاهرات مليونية للمطالبة بمحاكمة المخطئين والمتجاوزين في حق بشار وحق نظامه العروبي الممانع؟ والزج بهم في السجون والمنافي حتى يكونوا عبرة لمن يعتبر؟ لقد أخبرهم بالتفصيل عن أولئك الاعداء وقدمهم لهم بالاسماء والأدلة، مثلما لمح النائب وسوف لن يدخل هؤلاء بالتأكيد ضمن تلك الدائرة الواسعة من الذين شملهم حبه الصادق والعظيم، بل سينالون القصاص الذي يستحقون. وقد تكون تلك هي الغاية المشتركة التي جمعته بالنواب الستة، رغم أن مباركة الابراهمي، وهي واحدة ممن قابلوه قالت في حديث لفضائية «المنار»: «نحن مجموعة من النواب حمّلنا انفسنا مسؤولية كسر هذا الحاجز النفسي الذي عمل بعض اعداء الامة العربية على إقامته بين الشعبين التونسي والسوري، وأردنا ايضا كسر هذا الحاجز الذي تم بناؤه بعد مؤتمر اصدقاء سوريا، زمن حكم الترويكا وحكم الرئيس المنصف المرزوقي، الذي اعتبرناه وصمة عار على جبين كل من شارك في هذا المؤتمر، وكل من قطع العلاقات الدبلوماسية بين تونس وسوريا».
لكنها نسيت على الارجح أن ذلك الحاجز النفسي، الذي تحدثت عنه كان هو الشيء الوحيد الذي عجز الاستبداد عن اختراقه وكسره، حين فشل في إلزام الشعوب بان تنصاع لانظمتها وتحبها تحت التهديد والإكراه، ولم تعد تذكر انه كان هناك الف حاجز وحاجز بين التونسيين وبورقيبة، وبينهم وبين الرئيس المخلوع بن علي، وإن الغرب واعداء الامة لم يضعوها بل كانت النتيجة الطبيعية لحب الحكام لانفسهم ومصالحهم ودفاعهم المستميت عن سلطة افتكوها بالغصب. وقد يكون يكون عداء مباركة لخصومها المحليين أعمى بصيرتها، لكن المحيطين بحاكم دمشق ربما قدروا أن الثمرة قد نضجت وأن السنوات الست الاخيرة التي مرت على تونس وجعلت قسما واسعا من ابنائها يكفر بالثورة ويحن لايام بورقيبة وبن علي، لن تجعلهم في حرج من التقرب لحفتر والسيسي وبشار، ماداموا بنظرهم يحاربون الإرهاب والهيمنة الكولونيالية على المنطقة. ولعلهم استرجعوا ما قاله قائد السبسي في حملته الانتخابية من انه سيعيد العلاقات الدبلوماسية بين تونس ودمشق إلى سالف عهدها، وتصريحه امام الجنرال السيسي بان اهل مكة أدرى بشعابها، دلالة على أن ما يحصل في مصر وسوريا وغيرهما لا يهم تونس على الاطلاق، وأنها لن تعترض عما يفعله الحكام بشعوبهم. وقد يكونون فسروا تردده واستدراكه حين صرح مرة اخرى بأن إعادة العلاقات مع نظام بشار هي قرار عربي قبل أن يكون تونسيا صرفا، على انه نوع من التكتيك لكسب الوقت وتهيئة الظرف المناسب للإقدام على تلك الخطوة.
هل كانوا يخططون لزيارة النواب الستة ونجحوا في استدراجهم حتى يحركوا الموقف القديم ويخلطوا الاوراق من جديد؟ أم انهم يتصورون أن هناك تطورات قريبة ستحصل داخل تونس، وحتى في الاقليم وستفتح في وجههم ابواب دولة الربيع العربي على مصراعيها؟ قد لا يكون مهما أن نسمع تصريح وزير الخارجية التونسي بأن الوفد «لم يعلم الجهات الرسمية التونسية، بما فيها رئاسة مجلس نواب الشعب ولم ينسق معها» بخصوص اللقاء مع بشار، ولن يكون مهما ايضا أن يقول أحد اعضائه في تصريح إعلامي انه «لاعلم لاي جهة رسمية بالزيارة» وانهم، اي الزوار «ليسوا بحاجة لاعلام اي جهة بتحركاتهم طالما لم يخالفوا القانون، وطالما كانت زيارتهم متماهية مع التزاماتهم امام شعبهم باعادة العلاقات مع سوريا». فالأهم من ذلك هو الافعال والنتائج. وما حصل على الارض هو أن تونس امتنعت خلال الجلسة الاخيرة لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة عن التصويت لصالح قرار يدين انتهاكات النظام في سوريا، وهو تصرف اقوى من كل البيانات والتبريرات ودليل واضح عن أن رسالة النواب الستة وصلت بالسرعة القصوى، وربما صار عرض الحب الذي قدمه بشار لهم يلاقي قبولا ضمنيا ومواربا حتى الآن من الطرف الرسمي التونسي. لكن إلى أين يمكن أن تنتهي علاقة الحب المشبوه تلك بين بلد الاستثناء العربي الديمقراطي وبلد المجازر والدمار الشامل؟ من سيؤثر على من ومن سيتأثر بالاخر؟
ما سيقوله الطرفان، بعيدا عن لغة الشجون والعواطف، إن هناك مصالح قوية تربط بينهما. فتونس احتاجت في وقت الاستبداد لخبرات الاسد ومهارات نظامه في فنون التعذيب، وهي تحتاجه اليوم في تحقيقاتها للكشف عن شبكات تسفير شبابها إلى المحرقة السورية، رغم انها تعرف مسبقا انه لن يكون امينا أو محايدا في التعاون معها. وهو يحتاجها في تلميع صورته السوداوية المهزوزة، رغم انه لا يبدو مستعدا لان يغفر لمن يعدهم مجرمين في حق نظامه، إقدامهم على قطع العلاقات معه و طرد سفيره. إنه يريد أن يقول لشعبه إن ساعة الانتقام حانت وإنه استعاد زمام السيطرة وسيحاسب كل اعدائه في الداخل والخارج. وسلاحه الرمزي هو أن ثورة تونس التي كانت منطلقا للثورات العربية عادت بالنهاية لترتمي ذليلة في احضانه تطلب وده وصفحه وتقر له بالحق في أن ينكل ويقصف ويدمر ويسحق ويشرد شعبه بكل حرية. لكنه ينسى أن زميله السابق المخلوع بن علي قال للتونسيين في اخر خطاباته «فهمتكم» دون أن يدرك أن الاحداث تجاوزته، وانه لم يعد قادرا على ادخال القطيع إلى زريبته. وينسى ايضا أن حبه القديم الجديد لتونس التي يتصورها أو يتخيلها لن يعني شيئا، ما دامت تونس الاصلية والحقيقية التي لم يعرفها لم تحبه بالامس ولن تحبه لا اليوم و لا غدا.
كاتب وصحافي من تونس.

 بشار الأسد يحب تونس للأبد

نزار بولحية

التغريبة الموصلية: موت مستمر ووجع متجدد

Posted: 28 Mar 2017 02:13 PM PDT

منذ أن سيطر تنظيم داعش الإرهابي على مدينة الموصل في يوم 9/6/2014 وشلال الدم النازف من سكانها لم يتوقف، فقد أصبحت هذه المدينة خاوية على عروشها، بل يصح القول ألا نكبة توازي نكبة أهلها، فلا حكومة قادرة على توفير الخدمات والإعانات الضرورية لمواطنيها، ولا طائرات التحالف الدولي ترحم أهلها، ولا تنظيم «داعش» قادر على التخلص من سجله الإجرامي بحق أهلها.
فأصبح حال أهلها بين نازح ومهجر أو جثة هامدة تحت ركام الظلم تنتظر من يأتي لإكرامها، هذا ما يحصل في الموصل الآن، فما حدث في منطقة موصل الجديدة في الجانب الأيمن قبل أيام يفوق ما فعله النازيون خلال الحرب العالمية الثانية من قتل وتدمير وتشريد.
تركت الأعمال والسلوكيات التي قام بها تنظيم «داعش» الإرهابي ذعراً ورعباً بين كافة المكونات في مدينة الموصل، وسعى التنظيم بأعماله الإجرامية إلى إذلال الناس وإخضاعهم لإرادته ومشيئته، وتعرضت الأقليات غير المسلمة إلى إبادة جماعية، وشمل التهجير الطوائف المسلمة وغير المسلمة، ويقدر عدد المهجرين والنازحين من المكونات المختلفة بأكثر من مليون نسمة، وقام «داعش» بحملات منظمة للاعتداء على المعتقدات والرموز الدينية لكافة المكونات، عبر تفجير وتدمير المراقد الدينية والكنائس والمعابد والحسينيات ونبش القبور، وغير ذلك من الأعمال الهمجية، وبذلك قضى على أي شكل من أشكال الحياة في المناطق التي خضعت لسيطرته. وبعد انطلاق العمليات العسكرية لتحرير المدينة من سيطرة هذا التنظيم، أخذ ابناء هذه المدينة يواجهون مصيرهم المجهول، والتنظيم يتفنن في استخدام المواطنين دروعا بشرية في مواجهة القوات المحررة، وتحديدا في معارك الجانب الايمن من المدينة.
تواجه الحكومة العراقية اليوم كارثة إنسانية بسبب العجز عن استيعاب النازحين من المدينة اثناء تحريرها، وأفادت منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بناءً على تقارير صادرة من لجنة الهجرة والمهجرين في مجلس النواب العراقي، بأن عددهم وصل إلى أكثر من ثلاثمئة الف شخص، وكان قد نزح منها ما يقرب من 100000 شخص بعد الاسبوع الأول على انطلاق الحملة العسكرية. وأعلنت المنظمة الدولية في بيان (أن وكالات الإغاثة تبذل أقصى جهدها، وسط تطور الأوضاع في شكل سريع)، وأضافت (نحن نجهز أنفسنا لمواجهة موجة نزوح أخرى في الأيام القليلة المقبلة، ونقدر أن الآلاف ما زالوا في المدينة)، ونبه تقرير للمجلس النرويجي للإغاثة إلى «وجود عشرات الأسر، بينها فئات من الأكثر ضعفاً، فضلاً عن نساء حوامل وكبار في السن»، وعجز المجلس عن تقديم المساعدات المطلوبة، بعد نفاد الطعام والمياه في شكل سريع. الذي يحدث في الجانب الأيمن من مدينة الموصل وتحديدا ما تبقى من مناطق تحت سيطرة التنظيم، ينذر بوقوع كوارث إنسانية لا تقل بشاعة عن الجريمة التي حصلت نتيجة التصرف الطائش والمقصود من قبل طائرات التحالف الدولي في منطقة الموصل الجديدة، الذي راح ضحيته 500 شخص اغلبهم من النساء والاطفال، وما زالت جثثهم تنتشل من تحت الانقاض، كما ينبغي عدم الاكتفاء بتشكيل لجان تحقيقية من قبل مجلس النواب، الذي فشل هو الاخر في اداء دوره الأخلاقي والسياسي، بعدم التصويت على اعتبار مدينة الوصل مدينة منكوبة، ولا يقل مجلس محافظة نينوى هو الاخر فشلا عن مجلس النواب، فحتى المحاولة الأخيرة التي قام بها من خلال إعلانه اعتبار مدينة الموصل مدينة منكوبة هي محاولة تنم عن مدى السقوط الاخلاقي، لعلمه بعدم وجود أي اعتبارت قانونية أو سياسية لهذا الاعلان، وانما هي محاولة لذر الرماد في العيون وتخفيف الضغط عليه، كما أظهر فشلاً ذريعاً في الملف الخدمي وتقاعسه في أداء دوره الإنساني حيال أهالي المدينة، ويبدو أن السيد المحافظ وجد أن افضل شيء يمكن القيام به لأسعاف النازحين والمنكوبين، قيامه بتوزيع الشوكولاته عليهم لسد جوع بطونهم الخاوية.
أما على المستوى العسكري فيظهر أن هناك توجها واضحا من قبل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية إلى حسم معركة الجانب الأيمن من الموصل ضمن مدة المئة يوم التي حددتها إدارة ترامب، ولعل الاستخدام الكثيف للقوة النارية والتصرف غير المسؤول في كثير من مراحل العمليات العسكرية التي يوجهها المستشارون الأمريكان من قاعدة القيارة ومطار الموصل، تكشف لنا أن الفاتورة البشرية في تصاعد مستمر، خصوصا في ظل إصرار عناصر التنظيم على الاستمرار في اتخاذ المدنيين دروعا بشرية، مقابل انعدام وجود أي فرصة لفرارهم من المدينة، بعد قطع كل سبل الهرب إلى سوريا، نتيجة ضغوط إيرانية أمريكية اوروبية على الحكومة العراقية لاحتواء عناصر التنظيم وإبادتهم داخل مدينة الموصل، لأسباب معلومة لا حاجة لذكرها، ما يعني أننا أمام سيناريوهات خطيرة جدا تواجه سكان المدينة في ما تبقى من مناطق، فقد أشار الكثير من المصادر إلى قيام عناصر التنظيم بالتهجير القسري للساكنين في أحياء رأس الجادة والمشاهدة والفاروق وباب جديد إلى أحياء الرفاعي وتموز والنجار، واحتجازهم رهائن ومنعهم من الخروج من هذه المناطق، ما يهدد بوقوع كارثة إنسانية كبيرة، تفوق ما حدث في غيرها من المناطق، خصوصا ان الكثير من هذه المصادر أشارت الى تواجد اكثر من عشرة اشخاص في الغرفة الواحدة. ورغم كل الدعوات التي أشارت إلى ضرورة تبني استراتيجية جديدة لمحاربة التنظيم في الجانب الأيمن من الموصل، تختلف من حيث الآليات والأدوات والأسس عن تلك التي اعتمدت في الجانب الأيسر من المدينة، كون الطبيعة الطوبوغرافية للجانب الأيمن من المدينة تختلف اختلافا كبيرا عن الأيسر، وفي الوقت الذي حذر فيه الكثير من الخبراء والعسكريين من استخدام الطائرات المقاتلة والأسلحة الساندة في الأحياء القديمة لكونها ضيقة ومكتظة بالسكان، واصابة الأهداف فيها تتسم بعشوائية كبيرة، نجد التحالف الدولي مصرا على الاشتراك في قتل المدنيين من خلال الاستهداف غير المبرر والمقصود.
بالتأكيد ما حدث في معارك الجانب الأيمن من الموصل وضع الكثير من علامات الاستفهام حول الدور الذي ينبغي أن يقوم به القائد العام للقوات المسلحة في الضغط على الإدارة الأمريكية بضرورة مراعاة الجانب الإنساني اثناء تنفيذ الطلعات الجوية، فهي معركة العراقيين وحدهم وهم ينبغي أن يقرروا وينفذوا، خصوصا في ضوء النجاحات التي حققها جهاز مكافحة الارهاب العراقي في معارك الأيسر، وكان من الاجدر عدم السماح للأمريكان الاستفراد بالقرار العسكري لمعركة الجانب الايمن، وإذا كان ترامب يسعى إلى حسم معركة الجانب الأيمن بأسرع وقت مهما كانت الكلف البشرية والمادية، فهو في الوقت نفسه يسعى أيضا إلى وضع أسس لقواعد عمل جديدة في عراق ما بعد «داعش» بالوتيرة نفسها، ولعل زيارة العبادي الاخيرة إلى واشنطن ستجيب عن كل هذه الاستفسارات، أو التوجهات التي تسعى الإدارة الأمريكية إلى إرسائها في المرحلة المقبلة.
يمكن القول إن المعركة الحالية لتحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم «داعش» ومسارها، لن تحدد مستقبل المدينة فحسب، وإنما ستحدد شكل ومستقبل العراق، لأن المخاطر الكبيرة التي ستعقب تلك المعركة والتخطيط لها، ستلقي بظلالها على مستقبل هذا البلد. والافتراض أن الموصل بعد داعش ستعود إلى ما كانت عليه قبل احتلالها، لا يمكن أن يكون منطقياً على المدى المنظور، فمستوى التحدي الذي مثله «داعش» والجرائم التي ارتكبت في ظله ، زرعت الكثير من الشكوك والاتهامات بين سكان الموصل أنفسهم، حول ما ستؤول إليه الأحداث المقبلة، كما أن حجم التدمير النفسي والمادي الذي أصاب المدينة وسكانها قد يلقي بظلاله الكبيرة عليها خلال المرحلة المقبلة على أقل تقدير.
كاتب عراقي

التغريبة الموصلية: موت مستمر ووجع متجدد

فراس الياس

الخبر المؤكَّد في القرآن تشريع للشكّ

Posted: 28 Mar 2017 02:13 PM PDT

منذ اكتمال نزول القرآن، والعلماء مبهورون بما يحمل في طيّاته من عوامل إعجاز. ولأنّه نصّ، يحوي الكثير من عوامل الإبداع والفنيّة، فلا يمكن أن يقوم بذاته، إنّما الأمر يتوقّف على المتلقّي والمرسل إليهم، كعنصر أساسيّ من عناصر ولادة النصّ، لأنّ جميع المعجزات أسهم الجانب البشري في إنجاحها، ومعجزة القرآن تقوم على أبرز فعل بشري، وهو فعل الكلام والتكلّم. وهذا ما تنبّه إليه الإمام علي بن أبي طالب في قوله: «القرآن قول لا ينطق بنفسه بل يحتاج إلى رجال».
ومنذ ذلك الوقت، زخرت الكتب العلميّة والفكريّة بدراسات مختلفة تناولت هذا الكتاب المعجزة، بلغته في الدرجة الأولى، وكانت نظرية النظم للجرجاني النظرية الأكثر تأكيدًا على أنّ إعجاز القرآن لا يعود إلى ألفاظه ومعانيه واستعاراته وحركاته وسكناته، لأنّ نصوصًا بشرية سابقة ولاحقة لنزول القرآن، استخدمت فيها هذه العناصر نفسها، بل جعل الاعجاز يكمن في عملية النظم، ورصف الكلمات في سياقات معيّنة، حيث ولادة العبارات، موصيًا، ذلك العالِم الفذّ، بضرورة إلمام دارس القرآن بعلم النحو وتمكّنه من فكّ شيفرات الآيات لغويًّا، حيث المعنى منغلق ويبقى منطويًا على نفسه حتى يفضّه الإعراب، ليأتي علماء آخرون، ويسيرون على الطريق نفسه، مؤكّدين أنّ تفسير القرآن وتأويله يتوقّفان على عاملين أساسيين، وهما معرفة أسباب التنزيل وربطها بظروف استدعاء القرآن، أو تطبيق علم النحو والألسنية على تركيبه، فرفض الكثيرون، ممن يرون أنفسهم غيورين على الدين هذا الطرح، لأنه يتناقض مع تحليلهم الفقهي ويقلّل من نفوذهم وتحكّمهم بالكثير من العقول. فكثيرة هي القرائن اللفظية التي يتجاوزها المفسّرون والقرّاء، رغم أنّها تقلب المعنى رأسًا على عقب، فيتوقفون قبل التلفّظ بها، مع أنّ وجودها قد يغيّر الحكم من العام إلى الخاص، أو من الخاص إلى العام، أو يحصر دلالات الآية في إطار ظرفيّ ويخلّصها من الحكم الأبديّ الذي قد يجني على الآية نفسها في أحايين كثيرة.
وانطلاقًا من علم اللغة، النحوي والبلاغي وغيرهما، الذي استدعت الحاجة ولادته، لصون القرآن من اللحن وأخذه إلى ما لا تُحمد عقباه، يمكننا التساؤل، بعيدًا عن تحليل الفقهاء الذين ينبغي أن يتواضعوا أكثر، معترفين بأهمية هذا العلم الذي تُستمدّ شرعية أحكامهم منه ومن قواعده النحوية والبلاغية، تلك القواعد التي كرّسها القرآن وما سبقه من شعر عربيّ نعود إليه إن تعاجم علينا شيء من القرآن، كما يقول ابن عباس.
انطلاقا من ذلك، تستوقفنا شملة كبيرة من الجمل الخبرية التي تسيطر على مساحة واسعة من القرآن، وهذا أمر طبيعي إذ غالبًا ما قدّمت الآيات أخبارًا وقصصًا مرّ عليها قرون، مستخدمة الخبر الابتدائي… والخبر هو ما يحتمل الصدق أو الكذب، ولكن هل هذا ينسحب على قدسية الكتاب ذي الكلام القاطع الذّي لا يحتمل صفة الخبر وتعريفه؟ واللافت الأكبر، هو الخبر من نوع آخر، وهو الطلبي والانكاري المؤكّدين. فهل يحتاج الله سبحانه وتعالى، إلى تأكيد كلامه؟ وإذا كان هذا الأمر طبيعيًّا ومألوفًا في حديثه مع العامّة الذين رفضوا الكثير من الأحكام والروايات وكذّبوها، فكيف يمكن تفسير الكلام الخبريّ المؤكّد والموجّه إلى الرسول نفسه حينًا، وإلى الملائكة حينًا آخر؟ ذلك الكلام الذي ليس فيه من قرينة تجعله ينسحب على الناس عمومًا، ما يجعل التأكيد فيه مسوّغًا، فحين خاطب الله الملائكة ليضعهم في أجواء ما يريد فعله من جعل آدم خليفة على الأرض، نراه يستخدم الخبر الطلبي الذي لا تفسير له إلا تردّد المتلقّي في تقبّل الخبر. والمتلقّي هنا لا يحتاج إلى ما يجعله مصدّقًا كلام الخالق، وهو الأكثر معرفة به وبعلمه وقدرته وصفاته الأخرى «إنّي جاعل في الأرض خليفة، إنّي أعلم ما لا تعلمون، ألم أقل لكم إنّي أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون» فلماذا هذا التواتر في الكلام (ألم أقل)؟ ولماذا استخدام ما يؤكّده عند تكراره؟
وحين يخاطب الرسول في ظروف حرجة، نرى الخبر الطلبي والانكاري حيث أداة أو أداتان من أدوات التوكيد «إنّا أعطيناك الكوثر… إنّ شانئك هو الأبتر». «وإنّ لك لأجرًا غير منون… وإنّك لعلى خلق عظيم». «وللآخرة خير لك من الأولى.. ولسوف يعطيك ربّك فترضى»وغيرها من الآيات الكثيرة التي إذا طبّقنا عليها علم المعاني وقاعدة الجمل الخبرية لأدخلتنا في إطار السؤال: ما الذي يجعل الله سبحانه وتعالى مضطّرا لتأكيد كلامه، رغم أنّ الموجّه إليهم هذا الخطاب من الرسول والملائكة هم أكثر تصديقًا لما أنزل عليهم؟ إنّ أكثر من احتمال يراود السائل هنا، ومنها: هل كان المخاطَبون من الرسول والملائكة يحتاجون إلى ما يطئمن قلوبهم؟ هل كان النبيّ (ص) قد راوده شكّ ما، وسيطر عليه شيء من اليأس والإحباط في لحظات، الكلّ يجمع على مدى معاناته وإيلامه من أقرب الناس فيها؟ وهل هذا الشكّ المؤدّي إلى اليقين كان لا بدّ منه لكي يؤكّد الله بشرية النبيّ وصفاته التي تتقاطع مع غيره من الأنبياء والبشر؟ ألا يحقّ لنبيّ لم ير معجزة محسوسة كسابقيه من الأنبياء أن تراوده ومن سيأتي بعده من بشر تلك الأسئلة التي راودت أنبياء المعجزات الحسيّة؟ فهل طلب النبيّ (ص) ضمنيًّا، والله يعلم ما يكتم في قلب عبده، أن يريه الله ما أرى غيره لتقرّ عينه؟ أليس هذا ما حصل مع كليمه موسى(ع)؟ «وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَٰكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ». أليس هذا ما حصل مع خليل الله إبراهيم (ع) حين أحب أن يطمئنّ قلبه؟ «وإذ قال ابراهيم ربّ أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئنّ قلبي». فإنّ ما زخرت به الآيات من أخبار طلبية وانكارية، توجّه بها الله إلى خير مصدّق لما أنزل من الوحي في الكتاب، ليس سوى تأكيد وترسيخ لفكرة أنّ النبيّ بشريّ معرّض للتساؤل في حالات شهدت أزمات وصعوبات، وإن لم يعلن ذلك جليًّا فإنّ الله أعلم بذات الصدور، فخاطب النبيّ الذي أكثر ما وصف نفسه بأنه عبدالله كباقي عبيده وبأنه بشر مثلهم يوحى إليه، خاطبه مراعيًا ظروفه وطبيعة تركيبته الآدمية.. والأكثر أهمية من ذلك، فإنّ هذه الجمل الاشكالية لصدورها عن من لا يصدر عنه سوى الصدق والكلام غير الخاضع لامتحان التصديق والتكذيب، ليست سوى درس إلى باقي البشر ومن سيأتي ليكمل مسيرة النبيّ من ذوي الألباب، بأنّ صفتهم الأساسية تكمن في البحث والتيقّن من تلقي الخبر، وليس من الكفر أن يراود المرء شكّ طالما أنه بشر لم يدرك المعجزة بالحواس التي هي من أدوات العقل الرئيسة.
كاتب لبناني

الخبر المؤكَّد في القرآن تشريع للشكّ

د. علي نسر

الذكرى الثانية لعاصفة الحزم: هل الطريق معبدة إلى صنعاء؟

Posted: 28 Mar 2017 02:12 PM PDT

الكثير من أهداف عاصفة الحزم تحققت، بعد مرور عامين على إنطلاقها أبرزها وقف التمدد الحوثي الإيراني وتحرير محافظات جنوب وشرق اليمن وإعادة الحكومة الشرعية إلى اليمن والتي باتت تُمارس مهامها بصورة مقبولة من عدن وحضرموت ومأرب بصورة جزئية، مهما كانت الأخطاء والعيوب وجوانب القصور، لكنها قياسا بالتحديات الأمنية والاقتصادية تبقى مقبولة على المدى القصير وتعد إنجازاً يثير غضب الرئيس المخلوع صالح ويوقظ مناماته خاصة اذا لم يفلح في زعزعة أمن عدن بخلاياه النائمة وتحالفاته السرية مع تنظيم القاعدة وشقيقه تنظيم الدولة واذا مر شهر عليها بأمن وسلام، دون وقوع تفجير أو عملية اغتيال، وتحييد سلاح الدولة الذي نهبه الحوثيون بتواطؤ من الرئيس السابق علي صالح وتخطيط إجرامي منه بكل المقاييس.
نعم صالح هو رأس خراب اليمن ودمارها، اما الحوثيون هم معاول هدمه الذي يستخدمهم بسبب غبائهم وجهلهم لتدمير اليمن والانتقام من شعبه الذي خرج عليه وأطاح به في العام 2011.
نعم عاصفة الحزم أوقفت المشروع الإيراني الطائفي في اليمن، وأوقفت الجيش العائلي وميليشيات الهدم الحوثية من عزو عدن واستعباد ابنائه وأبناء اليمن ككل، واحتلال وإيقاف حركة الملاحة في مطاره واقتحام منازلها واعتقال المعارضين الانقلابيين فيها، وعزل اليمن عن محيطه الخليجي والعربي العالمي بصورة كاملة.. صحيح أن الرئيس هادي لم يعد إلى صنعاء بعد وعاد إلى عدن ويتنقل منها إلى العاصمة السعودية الرياض حيث مقر إقامته، لكنه سوف يعود إلى صنعاء في المستقبل القريب بعون من الله، لكن الصحيح ايضا أن لولا عاصفة الحزم بعد الله والرجال الشرفاء من اليمنيين في عدن ومأرب وتعز والضالع والبيضاء، من عسكريين ورجال قبائل وقتالهم ببسالة ضد ميليشيات الحوثي صالح والتحالف الحوثي الصالحي، لكان الزحف الحوثي لن يتوقف عند عدن. وكان سوف يطال التراب السعودي لا محالة ويهدد الأمن الإقليمي و المياه الإقليمية ككل.
نعم عاصفة الحزم كذلك لم تأت من وجهة نظرنا فقط من أجل إعادة السلطة الشرعية في اليمن كشق سياسي فحسب، بل أيضا لإعادة تأسيس العلاقات بين بلدين جارين على أسس أخوية صحيحة، وهما السعودية واليمن، وعسكريا بغية تحييد أسلحة الحوثيين وعدم اجتياحهم لعدن وجنوب اليمن، وإيقاف التهديدات الإيرانية الحوثية لدول الجوار اليمني الخليجي على وجه التحديد.
وربما يفيد التذكير أن اليمن ما قبل عاصفة الحزم كانت تحت رحمة ووطأة ميليشيات الحوثيين وصالح اللذين سيطرا على اليمن ومحافظات عدة منه سيطرة شبه كاملة بدءا من محافظة عمران شمال صنعاء، ثم العاصمة صنعاء وليس انتهاء بلحج والضالع واقترابهم من السيطرة على عدن بعد اشتباكات في القرب من مطار عدن آنذاك في العام 2015 في القرب من مطار عدن أو بالأحرى في محيطه، قبيل أيام من إنطلاق عاصفة الحزم. الحوثيون فعلوا الأفاعيل في المؤسسات ومنازل الخصوم والمعارضين في العاصمة صنعاء.
ولم يسلم منهم شيء حتى كبار السن، وإقصـائهم وتعذيبـهم لخصـومهم السيـاسيين والاسرى السياسيين بطرق شتى لا مجال للـخوض في تفاصيلها هنا، وإغلاقهم لقنوات المعارضـة السياسية مثل تلفزيون سهيل التـابع لحـزب الإصلاح الإسلامي ورجل الاعمال الشـيخ حـميد الأحمر وقناة يمن شباب ويومية ومؤسـسـة المصـدر للصحافة والنشر، والسيطرة على مقـرات الإذاعة والتلفزيون الرسمي التابع للحكومة الشـرعية في صنعاء، واعتقال العشرات من الصحافيين وانتــهاج سياسة قمع وتكميم الأفواه والتغـول في الإجـرام والتـعذيب، واعتقال حتى الآن لـ 2110 أشـخاص في سجون أمنيـة تابعة لجماعة الحـوثي في العاصـمة صنعاء منذ بداية الانقلاب في أيلول/ سبتمبر عام 2014 ومعظمـهم ناشــطون سياســيون وحقوقيــون.
الحوثيون بعد عامين من الحرب باتوا منهكين عسكريا محاصرين ماديا كذلك في زاوية ضيقة، في حواضنهم الشعبية في المدن الخاضعة لسيطرتهم حيث مئات الآلاف من الموظفين المطالبين لسلطات الانقلاب برواتبهم منذ عامين، من أصل مليون وثلاثمئة موظف يمني في جنوب وشمال البلاد، وباتوا في موقع الدفاع وليس الهجوم مثلما كان عليه الحال قبل عاصفة الحزم.. قد يقول قائل إن الحوثيين يطلقون صواريخ بالستية قصيرة المدى كل اسبوع أو شهر على الأكثر على أهداف داخل الاراضي اليمنية وفي اتجاه القوات الشرعية وداخل الأراضي السعودية وفي العمق السعودي.
نرد ونقول ذلك صحيح، لكن أنظمة الردع الصاروخية لقوات التحالف تتصدى لها غالبا وما يتسرب منها إلى الأراضي السعودية اغلبها تسقط في أماكن غير مأهولة بالسكان أو قليلة السكان مثل نجران وجازان وعسير الحدودية مع اليمن، أو مناطق صحراوية وتأثيرها بكل المقاييس يظل محدودا للغاية.
ويلجأ الحوثيون لقصف دور العبادة والمساجد التي يصلي بها قيادات من الجيش الوطني لإلحاق خسارة كبيرة في الأرواح في أوساطهم ومحاولة يائسة لتحقيق هدف إعلامي أو زوبعة إعلامية ليس الا. يلجأ اليها الضعفاء الخاسرون عادة في الحروب، مثلما فعلوا في منطقة كوفل بمأرب شمال شرق صنعاء. وهو أسلوب رخيص ولا يمت إلى الدين بصلة ولا تقره حتى الأعراف القبلية في بلد تمثل القبيلة أهم ديموغرافيته المتجذرة منذ القدم.
كان الحوثيون قبل عاصفة الحزم يمتلكون المال والسلاح والأرض والطيران والمطارات والكثير من عناصر القوة جنباً إلى جنب مع التحالف الصالحي.. اليوم خسروا كثيرا من تلك العناصر أو معظمها. اليوم الجيش الوطني الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي حقق الكثير من الإنجـازات أبرزهـا:
- أولا أنه بات وبدعم التحالف العربي بقيادة السعودية ودعم غير مسبوق من دولة الإمارات العربية إمارات الخير، يطوق العاصمة صنعاء من الجهة الشمالية وكذلك الشرقية.
- ثانياً: استطاع أن يستعيد منطقة استراتيجية جداً وهي جنوب البحر الاحمر وباب المندب.
- ثالثًا: تحريره لميناء المخا الاستراتيجي وتحقيقه لانتصارات كبيرة هناك.
- رابعاً بات يخطط لإكمال تحرير ميناء الحديدة أو بات قاب قوسين أو أدنى من ذلك بغية لإطباق الحصار على الانقلابيين الحوثيين كلياً، مما يعني عملياً أن الجغرافيا اليمنية أغلبها أو جلها باتت تحت سيطرة القوات اليمنية الشرعية، البنك المركزي اليمني في صنعاء عاد إلى عهدة الحكومة الشرعية في عدن، بعد أن كان في أيادي الانقلابيين الحوثيين العابثين.. وباتوا مكشوفين وبلا غطاء لا شعبي ولا مالي ولا دولي يذكر، وأصبحوا مثل التنين الذي يريد إحراق الجميع قبل أن ينفجر ويحترق.
إستعادة الحكومة الشرعية المحطات والقنوات الإذاعية الفضائية التابعة لها، التي نهبها الانقلاب الحوثي الصالحي في صنعاء وأغلق البعض منها في عدن.. وإعادتها للعمل وإطلاقها وتدشين بثها الحي مجددا من عدن ومأرب والرياض العاصمة السعودية (وكالة سبأ الرسمية للأنباء وتلفزيون اليمن)، وتلفزيون وإذاعة عدن من عدن، تمثل صفعة قوية للتيار الحوثي الصالحي، وانتصار لإعلام المقاومة في مواجهة الانقلاب الحوثي، وافتتاح مركز إعلامي ضخم للرصد الإعلامي الصحافي في محافظة مأرب 170كم شمال شرق صنعاء، للغرض نفسه، يعد أحد أهم الإنجازات الكبيرة على طريق العودة القريبة للحكومة الشرعية إلى صنعاء، الذي بات معبداً أكثر من أي وقتٍ مضى، في سبيل إستعادة الدولة اليمنية كلياً.
وهي خطوة شجاعة من قبل القيادة اليمنية ووزارة الإعلام الشرعية بقيادة وزير الاعلام اليمني الشاب الاستاذ معمر الأرياني، تساهم في تقوية الجبهة الإعلامية الوطنية في مواجهة الانقلاب الحوثي الصالحي ومشروعه الإيراني الطائفي.

صحافي يمني يقيم في نيويورك

الذكرى الثانية لعاصفة الحزم: هل الطريق معبدة إلى صنعاء؟

محمد رشاد عبيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق