Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الأربعاء، 29 مارس 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


القمة العربية: محاولة لإحياء البحر الميت!

Posted: 29 Mar 2017 02:31 PM PDT

تحتاج خطابات الزعماء العرب في قمة الأردن لقراءة عميقة تحاول استجلاء ما خلف سطورها لأنها توضّح مشاغل هؤلاء الزعماء السياسية وعلاقتها بالجغرافيا والأوضاع الاقتصادية والقوى النافذة داخل بلدانهم والتهديدات التي يستشعرونها أو المطامح التي يرغبون في الحصول عليها.
وكما تلعب الكلمات دورها فإن للحضور المبكر والصمت والارتباك والغياب والخروج من الجلسات أدوارها هي أيضاً وهي لا تقل بلاغة (أو ركاكة) عن بعض الخطابات.
وللأسباب الآنفة فإن عقد الاجتماع بحد ذاته هو نجاح للدولة التي تستطيع احتواء كل هذه التضاربات في المصالح والتناقض في السياسات والأهواء والخلافات، ومحاولات التقارب أو التدخّل وفرض أجندات فوق أخرى.
كان لافتاً، في هذا الصدد (ومؤذيا للمشاعر)، قيام مندوب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتمرير مطالب إسرائيل بتعديل المبادرة العربية الشهيرة للتسوية، وهو الأمر الذي لقي تسويقاً من قبل أمين عام الجامعة العربية وميلاً مصريّاً لتبنّيه ولكنّ الرياح، كما هو واضح، لم تجر بهذا الاتجاه، فتمكنت قمّة عمّان من النأي بنفسها عن هذه الشبهة، بمساندة طبعا من الوفد الفلسطيني نفسه، ومن عدة دول عربية أخرى.
المسألة الثانية التي لقيت تجاذباً عربيّاً كانت الموقف من إيران، وفي هذه النقطة ذهب الاتجاه مجدداً نحو اختراق تمثّل بمجاملات الرئيس المصريّ عبد الفتاح السيسي وأمين عام الجامعة العربية للمملكة العربية السعودية.
لكنّ الرئيس عبد الفتاح السيسي لم ينس، في خطابه، تمرير عداوته المريرة مع خصومه السياسيين الداخليين تحت يافطة نقد الإرهاب و«استغلال منابر الدين» (وهي تسميات رخوة يمكن تطبيقها على آليات عمل الدولة المصرية نفسها، وهو ما أعطى السيسي مثالا عليه حين تحدّث عن ضرورة دعم الأزهر الشريف!)، لكنّ خواء هذا المسعى تبين مع توسيع الخصومة الداخلية لتضم دولة عربية أخرى، كما لاحظ مشاهدو وحاضرو القمة، عبر الانسحاب من الجلسة حين تقدّم أمير قطر لإلقاء كلمته، الذي ردّ بشكل واضح، ليس على السيسي فحسب، بل على تيّار خلط الأوراق بين الحركات الإرهابية المسلحة وتيار «الإسلام السياسي» الذي يعتمد الآليات الديمقراطية ويشارك في حكومات وبرلمانات عربية عديدة.
حضرت الصراعات العسكرية والسياسية في سوريا وليبيا واليمن أيضاً وكانت مجال تجاذب، وكان لافتاً هنا أيضاً غموض الموقف المصري الذي دعا «لعودة الشرعية» فكسب نظرة شزراء من الرئيس اليمني منصور عبد ربه هادي، كما كان لافتاً موقف أمير الكويت الذي اعتبر «الربيع العربي» هو ما عصف باستقرار وأمن الدول العربية (وليس الاستبداد والطغيان والاستنقاع السياسي)، وكذلك دعوته للحوار مع إيران، في موقف يعكس توازنات داخلية كويتية وابتعاداً محسوباً عن مخاوف ومصاعب جارتها السعودية.
إضافة إلى وجود روايتين حول قضية الإرهاب والمحاولة الفاشلة لتعديل الأجندة العربية نحو فلسطين وهجاء الربيع العربي والكلمات الدبلوماسية حول ضرورة الحل السياسي في اليمن وليبيا وسوريا (ولكن ليس في باقي الدول العربية!) فإن الحاضر الأكبر كان الدولة غير المدعوّة للحضور: إيران والتي قامت، عمليّاً، بتفويض ممثليها في العراق ولبنان، والمتعاطفين معها في بعض الدول الأخرى، بالحديث عنها.
القمة كانت، باختصار، محاولة شبه موفّقة لإحياء البحر الميت.

القمة العربية: محاولة لإحياء البحر الميت!

رأي القدس

إعرف من أنا…

Posted: 29 Mar 2017 02:31 PM PDT

قام أحد العمال في أحد بيوت العجزة في حيفا بفضح ممارسات زملائه من الممرضين والممرضات الذين يطلق عليهم تسمية (ممرّضون مساعدون). تم تصوير هؤلاء بكاميرا خفية فظهروا بأبشع وأحقر ما يكون، يضربون المسنين والمسنات ويرغمونهم على البقاء في ملابسهم وغياراتهم الداخلية المبللة دون تغييرها، ومن يعترض منهم يتعرض للتوبيخ والضرب.
لفت انتباهي أحد العجائز وهو يصيح بالممرض بألم وبصوت مرتجف «أنت لا تعرف من أنا! لا تعاملني بهذه الطريقة، عليك أن تعرف من أنا». لكن العامل الروسي الأصل الضخم القوي الساعدين لا يعرف من هو ولا يريد أن يعرف كان يرفعه بوحشية ويرميه في سريره كما لو كان قطعة خشبية ثم يصفعه على وجهه كأنما يقول له «من ستكون يعني! وعندما يحاول العجوز المقاومة بقواه التي استنزفتها السنون، يرفعه الشاب بعنف ثم يلقيه في السرير ويربطه بأحزمة بينما العجوز يواصل توسله «إعرف من أنا، إعرف من أنا!» فيصفعه من جديد.
بعد هذه الوجبة ذهب الممرض المساعد إلى مسؤولة النزل، وهي سيدة في منتصف العمر ليجالسها هو وزملاؤه الذين قاموا بأعمال تأديبية شبيهة في الغرف الأخرى للمسنين والمسنات، وبعد إنهاء مهمة إرغام العجزة على التزام أسرّتهم اجتمعوا في سهرة أنس حول زجاجة فودكا ليقضوا ما تبقى من الليل في هناء وسعادة حتى تنتهي الوردية.
«إعرف من أنا»، ربما كان شخصية ذات شأن على الأقل بنظر نفسه قبل عقود قليلة، ربما كان قائدًا لمشروع أو مديرًا في مصنع أو في مكتب تحت إمرته عشرات الموظفين، ربما كان قائدًا عسكريًا كبيرًا له شأنه، لم أشفق عليه بشكل شخصي فقط، بل أشفقت على الإنسان عمومًا الذي مهما بلغ من القوة والبأس إذا رُدّ إلى أرذل العمر يصير ضعيفًا واهناً بحاجة إلى الآخرين، ويا ويله إذا وقع بأيدي أناس لا تردعهم أخلاق ولا دين ولا قيم في مجتمع بات لا يقدس سوى المال.
في بيوت العجزة يربحون من هؤلاء، فمخصصات المسن من التأمين الوطني والتقاعد تحوّل إلى المؤسسة التي يفترض أن ترعاه ويقوم أبناء وأسرة هذا المسن بإضافات تكميلية لما هو مطلوب، ولا يخلو الأمر من إكراميات لهؤلاء الممرضين كما شهدت إحدى النساء التي رأت أمها تضرب في التقرير الصحافي الذي بثته القناة الإسرائيلية الثانية فقالت وهي تنتحب» لقد منحتهم إكرامية جيدة كل أسبوع كي يعتنوا أفضل ما يمكن بوالدتي والنتيجة أنهم ضربوها وأذلوها بأقذر ما يمكن، يا ويلي فهي ربّتني وتعبت وعملت كل شيء لأجلي».
بيوت العجزة ليست مثل بعضها من حيث مستوى الخدمات والمعاملة، هناك بيوت للفقراء تمنح الحد الأدنى من الخدمات، وهناك ما هو أرقى للأغنياء وأصحاب المدخولات الكبيرة.
زرت أنواعا مختلفة منها في نطاق عمل صحفي وأحيانا بحكم أو الصُدف والفضول.
في إحدى المؤسسات في مدينة عربية اتصل بي عجوز ودعاني لزيارته فلبيتها، تعرّفت عليه فأظهر لي أوراقه وموهبته في الكتابة، كان مرحًا وخفيف ظل، وكان وحيدًا لا أسرة له، والحقيقة أن صاحب النزل وهو عربي أيضا ساعده كثيرًا في المكوث في نزله وراعى ظرفه، وكانت معاملة الممرضات له في غاية الإحترام والحنان، فعلقوا كتاباته على جدار إحدى القاعات وشجعوه فشعر بأنه ملك زمانه، وكانت بين النزلاء مُسنّة تحفظ الكثير من التراث الفلسطيني في الغناء والأهازيج، كانت أصحاب الأفراح يعتمدون علهيا في الزفة والسهرات، كانوا يقيمون في النزل عرسا كل يوم جمعة بمشاركة عاملي المؤسسة، شعرت بأن المؤسسة بيت دافئ بالفعل وحتى أفضل من البيت.
كذلك زرت واحدًا من هذه البيوت ولكنه للطبقة الغنية، الأجرة الشهرية فيه تبلغ حوالي أربعة آلاف دولار، ولكنه مثل فندق خمس نجوم فيه بركة سباحة كبيرة، ومساحات خضراء واسعة ومكتبة، ولكل نزيل غرفته وملحقاتها ومرافقة خاصة فلبينية أو سيريلنكية. النزلاء إما كانوا في وظائف راقية جدًا أو أنهم ينتمون لعائلات غنية، وبعضهم ممن خدموا في الجيش والشرطة في مناصب متقدمة.
إحداهن عملت مسؤولة في وزارة المعارف تبلغ الخامسة والثمانين جاءت برفقة عجوز آخر إلى مكتبة المؤسسة، عندما عَرفت أنني عربي قالت لي: أنا بدأت أتعلم العربية.
- في هذه السن؟ ممتاز من يعلمك!
- معنا هنا نزيل من أصل عراقي يجيد العربية، نجتمع كل يوم جمعة ونتعلم العربية، إنها قريبة جدًا من العبرية، هناك كلمات تكاد تكون متطابقة، فاللغات السامية من جذر واحد! كم رائع أن نتعلم العربية، ولكنني حزينة لأجل مسنين آخرين، ليس لديهم ما لنا من إمكانيات، في هذا النزل يعيشون أكثر، هنا يوجد أناس في الخامسة والتسعين بحالة جيدة، هذا الزميل (وأشارت الى العجوز المرافق) في الثانية والتسعين وما زال كما ترى، أنا الآن في الخامسة والثمانين ولكن في بيوت عجزة أخرى يموتون أبكر، وعملي الآن هو في تحرير نشرة شهرية ورقية تتعلق بكل نشاطات المؤسسة.
كان العجوز الذي رافقها في سنين سابقة رجل مخابرات عسكرية في موقع على درجة عالية من المسؤولية، وهو شخصية معروفة على نطاق واسع وله مؤلفات بالعبرية ومترجمة إلى الإنكليزية، رغم سنه المتقدمة ما زال يتحرك بسرعة وبقامة منتصبة، خلال الحديث معهما انتقلنا بسرعة إلى السياسة فقال: نحن حصلنا على مناقشات القمة العربية عام 1965 في الرباط كاملة فور انتهائها، حاولت أن أفهم منه أكثر: هل تقصد أن الملك الحسن كان يعمل لصالحكم! فقال: ليس بالضرورة أن يعمل الملك لصالحنا، المغرب ليس الملك فقط، نحن لنا طرقنا للحصول على المعلومات. حاولت الحصول منه على أكثر ولكنه صمَت.
عندما سمعت المسن في التقرير التلفزيوني يصيح في العامل الذي يضربه «إعرف من أنا».. قلت لنفسي من يكون هذا المسن الذي يصيح بحرقة «إعرف من أنا»، لا شك أنه كان في موقع هام، على الأقل في نظر نفسه، ولكن حظه العاثر رماه بين أيدٍ لم ترحم عجزه وضعفه..

إعرف من أنا…

سهيل كيوان

«بلاي بوي» هدية ميركل لترامب… وحذاء للرؤوس المطأطئة!

Posted: 29 Mar 2017 02:31 PM PDT

صحيح، (إن لم تستح فافعل ما شئت)، خاصة في زمن «ما يختشيش»، ويفرط في شُعبة من شُعب الجنة هي الحياء، وهو يروج لثقافة الانحلال ويسوق للإباحية كأسلوب رخيص للحرية والغواية، حين يدشن انتخاب أحد زبائن مجلة «بلاي بوي» رئيسا أرعنا لهذا الكوكب الانفلاتي، فهل بعد هذا أحدثك أيها المشاهد عن الحشمة والشرف والعفة بين برج القمار ومجرة ترامب الإباحية، أم عن فنون «التارالالي» بين جنكيز خان وميركل و«الإندبندنت»؟

بلاي بوي دليل سياسي

إن عدت إلى «الإندبندنت» البريطانية في عددها الصادر يوم 20 مارس/آذار، يفاجئك مانشيتها العريض، الذي عنونت به خبرها الصادم نقلا عن كبار المسؤولين الألمان، قبيل لقاء مستشارتهم بالرئيس الأمريكي، حيث اعترفوا بأن أحد أهم التحضيرات التي حرصت أنغيلا ميركل على القيام بها لدراسة شخصية ترامب والإحاطة بجوانب وأبعاد التعاطي معه، كانت قراءتها لمجلة «بلاي بوي» المفضلة لديه، فإن تتبعت الخبر حتى نهاية تعليقاته تصل إلى خانة لينكات منها ألبوم صور الكتروني لترامب وابنته إيفانكا، في 25 لقطة تحت عنوان رئيسي أكبر: «صور لإيفانكا وأبيها لن تشعرك بالرضى والراحة»، ويختلف الوصف والتعليق على كل صورة حسب غرابتها، وما توحي به من شبهات تثير الاشمئزاز إلى درجة عنونة إحداها بعبارة: «الأب المقرف»، وإرفاق بعضها بتصريحات شاذة على لسان ترامب مثل: «من المؤسف أن تكون مثيرا جنسيا لابنتك أكثر من زوجتك» أو «لو لم تكن إيفانكا ابنتي لكانت عشيقتي»، وهو ما دفع الإعلام الإمريكي لتناول الموضوع تفصيليا بحث نشرته مجلة «أتلانتيك» في حزيران/يونيو العام الفائت بعنوان عقل ترامب، استعرضت فيه آراء المحللين النفسيين وأساتذة علم النفس مثل «هاينز كوت»، الذي شك بوجود علاقة مخيفة بين ترامب وأبيه دفعت ترامب لإنكار نسب أحد أطفاله إليه في مرحلة مبكرة من شبابه، وبعد هذا كله، لك أن تتخيل لو كان هرقل أو جنكيز خان أو هتلر أو ستالين أو صلاح الدين الأيوبي أو الإسكندر المقدوني معاصرين لترامب، هل كانوا فعلا يتحضرون للقائه على طريقة ميركل؟ ولكن، ألم يكن هناك «بلاي بوي» في عهد الإسكندر المقدوني؟!
بلى، كان، ولكن الفحش حين يمتهن الغواية يتحول إلى جريمة، وجناية احتقار للحرية وتدنيس للعلاقات البشرية، ولو أنك عدت للوحة جوليو رومانيو، التي يغري فيها الإله زيوس أوليمبياس أم الإسكندر لن تحس بأي خدش لكرامة الإغراء، على عكس ما ينتابك وأنت تتصفح أعداد المجلة إياها أو ألبوم الصور العائلي للرئيس!
ولأن الفارق الثقافي بين الفحش والغواية كبير فإن مستوى الأداء السياسي والعاطفي يختلف لا شك، فمن تراه في تلفزيون الواقع يتحرش بالنساء ويحتقرهن، لا يمكن أن يرتقي لعظمة المقدوني، الذي اتخذ من معبد الحوريات بنات إله البحار، مدرسة يتلقى بها العلم على يد المعلم والفيلسوف التاريخي أرسطو.
فكر قليلا أيها المشاهد، هناك حكمة لكل هذا الانحدار الأخلاقي في زمن السقوط، ولا بد أن الحكمة الأكثر تجليا تكمن بالعثور على قائد مناسب يليق به أن يتزعم زمنه!

الإلحاد حرية في «فلك الممنوع»

تناول برنامج «في فلك الممنوع»، الذي تبثه قناة «فرانس 24»، مشكلة الملحدين في العالم العربي، مستعرضا آراء رجال الدين والشارع العربي، الذي لم يتقبل – في أغلبه – فكرة عدم الاعتراف بوجود الخالق مصرا على الردع!
النقاش – كالعادة – دار في الفلك ذاته من الطرح الإشكالي، والحوار الجدلي، الذي لم تسعفه مدة البرنامج – وكالعادة أيضا – على الإحاطة بتفاصيل حساسة وعميقة قد لا يستوعبها فضاء عربي يشتغل بتقنية «الحمر المستنفرة»، التي تتمتع بخاصية فائقة التشغيل تعمل حتى في الظلام كالأشعة تحت الحمراء، لتتجسس على النوايا في الصدور فترتعد نفورا كمن يفر من قسورة، وهو رد فعل طبيعي في مجتمع لم يقرأ أغلبه دينه ولم يتعرف إليه إلا عن طريق (السراي الداعشي) الذي يتواطأ فيه الحاكم مع رجل الدين في المجتمعات الإقطاعية، ولكن هل يتقبل الإسلام الملحد كمواطن حر أم أنه يجرمه كمتهم يستحق إنزال العقوبة به ليكون عبرة لغيره؟
أن يعتمد الإعلام مبدأ الصدمة الإيجابية ليخلخل منظومة الوعي الموروث في المجتمع العربي، فهذا يعني أنه يسبق الزمن فيتقدم إلى الوراء، لأن برنامج «في فلك الممنوع» كشف على لسان أحد شيوخ الأزهر أن الإسلام كدين يعتبر الملحد «كافرا»، ولكن الإسلام كمجتمع يعترف بالملحد كإنسان له الحق بممارسة الحياة فيه مثله مثل أي مسلم، ويكفل له حريته وأمنه فلا ينبذه ولا يعتدي عليه أو يعاقبه، تماما كما حدث أيام النبي الكريم.
حسنا إذن، في هذا الإطار، لا يحق لأي مجتمع أن يسائل الآخرين أو يحاكمهم على معتقداتهم، وخاصة مجتمعنا الإسلامي، طالما أنه لم يستطع أن يجيب حتى الآن عن السؤال الأهم: هل هو فعلا مجتمع إسلامي؟
هناك ذهنية عمياء تحكمنا فتجعل دفاعنا عن ديننا إدانة له، لأننا تعاملنا معه كقماشة قابلة للتفصيل على مقاس أمزجتنا، وهذه قدرة استثنائية على القولبة لا تصنف إبداعا بقدر ما هي حرفة تماما كالتزوير والتهريب والقرصنة والتدبير بحيث لا يتجاوز مهارة الإسكافي الذي (يطلع من الحافي نعال)!

العيب ليس في الحذاء

تأرجحت سفيرة أمريكا في الأمم المتحدة نيكي هيلي بين السفسطة والديماغوجيا المشبعة بالتملق والغش وإلهاب عواطف الصهاينة والمتصهينيين، خلال مؤتمر اللجنة الأمريكية الإسرائيلية السنوي «إيباك»، وهي تلوح بفردة الحذاء وتطقطق بالأخرى، وتتحلف لكل من يناهض دولة الاحتلال، لتذكرك بجنون الماكارثية الغوغائية، التي تصدى لها الصحافي إدوارد مارو، منحازا للدستور والحريات الأمريكية على حساب المصالح والأخطار الخارجية، وبفضل شجاعته وصل مكارثي إلى المحكمة مثقلا بتهم التزوير والفساد لينتهي مدمنا للمخدرات، ثم جثة يتغلغل السم في عروقها.
لا يمكن لهذا النوع من الشخصيات سوى أن يكون مختل الضمير غير متوازن نفسيا ولا أخلاقيا ولا فكريا، بالتالي غير منتم وطنيا، ولا إنسانيا، وما الأدوات التي يسعى هؤلاء لاستخدامها في إرهابهم سوى دليل ثبوتي على تدني مستواهم الثقافي والعقلي والسلوكي.
يبرهن موقف بيكي وموقف ريما خلف على أن المعركة في الأمم المتحدة أصبحت معركة مصالح وضمائر، وأن الغلبة للإعلام، الذي يوثق لك أهم لقطة للحذاء: الرؤوس المطئطئة، وهذه مهما ارتفعت لن تصل إلى مستوى ارتفاع النعل! العيب إذن ليس على الكعب العالي ولا «البابوج»… ولا الإعلام، ولا ما يحزنون، العيب فقط على من أدمنوا ممارسة رياضة الطأطأة دون خجل أمام عين الكاميرا! وسلامتكم!

كاتبة فلسطينية تقيم في لندن

«بلاي بوي» هدية ميركل لترامب… وحذاء للرؤوس المطأطئة!

لينا أبو بكر

الحكومة لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم وتترك التجار يعبثون في الأسواق والضحية عموم المصريين

Posted: 29 Mar 2017 02:30 PM PDT

القاهرة «القدس العربي»: عكست الصحف المصرية الصادرة أمس الأربعاء 29 مارس/آذار تراجع الاهتمام الشعبي الواسع بالقمة العربية، بعد أن اطمأن الناس إلى تحقيق المصالحة المصرية ـ السعودية، واجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الملك السعودي.
وهو الأمر الذي كان يهم غالبية المصريين مقابل اهتمام هائل من الصحف بالذكرى الأربعين لوفاة الفنان والمطرب عبد الحليم حافظ، التي تحل اليوم الخميس، وتحقيقات عنه وعن حياته وعلاقته بالنظام وبالفنانة الراحلة سعاد حسني والمخابرات العامة، ورئيسها والأب الروحي لها صلاح نصر، كما واصلت الأغلبية اهتماماتها بالوضع الاقتصادي واستمرار ارتفاع الأسعار والرفع التدريجي للدعم الذي تقوم به الحكومة.
أيضا واصلت الأغلبية كالمعتاد الاهتمام بمباريات كرة القدم وامتحانات نصف السنة في المدارس والجامعات، بعد ذلك توزعت الاهتمامات حسب مصالح ومشاكل كل فئة، فالقضاة في حالة غضب وتحد لمجلس النواب ورئيسه الدكتور علي عبد العال، بسبب موافقة اللجنة التشريعية على تعديلات على قانون السلطة القضائية، دون أخذ رأي نادي القضاة والمجلس الأعلى للقضاء ومجلس الدولة، ما أدى إلى خلق مشكلة للنظام هو في غني عنها، اللهم إلا إذا كانت هناك جهات وراء ذلك، وهي معركة خاسرة مقدما.
أما من سيقومون بالعمرة للأراضي المقدسة في شهور رجب وشعبان ورمضان، فقد فرحوا كثيرا لبدء رحلات العمرة. وإلى ما عندنا من أخبار..

معارك وردود

ونبدأ بالمعارك والردود المتنوعة التي سيبدأها اليوم عماد الدين حسين رئيس تحرير «الشروق» محذرا من عواقب الاعتماد على الحل الأمني لا السياسي مع الناس، وقال في عموده اليومي «علامة تعجب»: «تحتاج مصر هذه الأيام إلى رفع شعار «كثير من السياسة قليل من الأمن»، وإلا فسندفع ثمنا باهظا إن لم نكن قد بدأنا في دفعه. من المؤسف أن يتحدث كثيرون بمن فيهم غالبية من خرجوا في ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 وأصروا على رحيل حسني مبارك عن حنينهم للهامش المحدود من السياسة الذي كان سائدا في السنوات الأخيرة في عهده، هذا الأمر يعني أن السياسة ماتت تقريبا الآن، وإلا ما ترحم بعض من شاركوا في ثورة ينايرعلى أيام مبارك. حنين البعض إلى هذه الأيام يعني أننا فشلنا فشلا ذريعا في إقناع الناس بالسياسات الحالية حتى لو كانت أفضل. لا ينكر عاقل وجود شخصيات وكفاءات حقيقية في نظام مبارك، وكانت هناك نجاحات في بعض القطاعات، لكن نحن نتحدث عن تقييم عام لمرحلة امتدت 30 عاما، انتهت بتدمير التعليم والصحة ومعظم الخدمات، وغالبية من الشباب منتهى أملها أن تهاجر للخارج. لكن يحسب لهذه المرحلة أنها أقنعت غالبية الشعب نسبيا بفكرة التنوع والأصوات المختلفة، ولذلك استمر هذا النظام ثلاثين عاما، والفضل الأساسي في ذلك هو ممارسة السياسة. وجود السياسة وزيادة جرعتها هما اللذان يضمنان التنفيس وإخراج البخار المكتوم، وإلا فالنتيجة هي الانفجار. زيادة جرعة السياسة ليست بدعة أو اختراعا حديثا، بل هي وصفة مجربة في كل المجتمعات وفي كل العصور».

أفيقوا قبل فوات الأوان

لكن غالي محمد رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال ورئيس تحرير مجلة «المصور» وجه تحذيرا في اتجاه معاكس لعماد، الذي حذر النظام بينما هو حذر رجال الأعمال والمستغلين من غضب الرئيس وقال: «نعم أفيقوا قبل فوات الأوان، ذلك هو العنوان الرئيسي لهذا العدد من «المصور» وهو عنوان هذه السطور. نقول «أفيقوا» لأن المشهد الذي نرصده لا يسر عدوًا ولا حبيبًا، ها هو الرئيس يعطي رسائل تلو رسائل لكي يحفز الأغنياء والأثرياء ورجال الأعمال للتبرع لمختلف الجهات التي تحتاج للتبرعات، ولكن لا مجيب. معظم الأثرياء ينفقون ببذخ يمتلكون القصور بعشرات، بل مئات الملايين، يمتلكون أفخم السيارات، ولكن لا مجيب لأي تبرع في المشروعات الخدمية التي تحتاج لذلك، على العكس المواطن البسيط ابن الطبقة المتوسطة والفقير هو الذي يتبرع بقدر ما يملك. المشهد لا يسر عدوًا ولا حبيبًا إذا توقفنا عند جرائم اغتصاب الأطفال، خاصة الجريمة التي وقعت ضد طفلة البامبرز في الدقهلية، فهذه جريمة فريدة من نوعها لم تحدث في أي دولة من دول العالم، وربما لم يحدث مثلها منذ خلق الله الأرض ومن عليها. قد يخرج علينا من يتساءل وماذا نفعل؟ نقول: القصاص وبأقصى سرعة من خلال عدالة ناجزة ليس هناك وقت لكي نحول المجرم في تلك الجريمة الخطيرة إلى طبيب نفسي أو مستشفى الأمراض العقلية، لا تفعلوا ذلك بل حاكموا هذا المتهم أمام دائرة خاصة وبأقصى سرعة حتى يتحقق القصاص العادل، ليس هناك وقت لأن البديل هو يحدوث غضب شعبي إذا ما تقاعست العدالة عن تحقيق القصاص. المشهد من قبل ذلك حدوث حالات اغتصاب وتحرش من قبل بعض المدرسين الذئاب تجاه بعض الطالبات وبشكل يقول بأن الطالبات أصبحن يفتقدن الأمان في المدارس. أفيقوا قبل فوات الأوان فالحكومة صارت لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم تترك التجار يعبثون في الأسواق والضحية الرضا الشعبى من قبل عموم المصريين، هذا الرضا الذي أخذ في الغياب أفيقوا قبل فوات الأوان أفيقوا فالقانون هو الحل دولة القانون هي الصيغة الوحيدة المطلوبة الآن».

الرقابة الإدارية

وفي الصفحة العاشرة من «اليوم السابع» أشار كريم عبد السلام إلى معركة أخرى تخوضها الرقابة الإدارية وقال عنها: «الدور الكبير الذي تبذله الرقابة الإدارية لمواجهة أشكال الفساد والانحراف في الجهاز الإداري والجهات المتعاملة معه كبير وملحوظ، ويمثل رادعا لجميع العاملين في المصالح والهيئات والجهات المرتبطة بها وهو ردع كان مفتقدا بهذه القوة والفاعلية خلال السنوات السابقة وكان افتقاده أحد الأسباب التي أدت إلى انتشار ظاهرة الغش والانحراف والتربح الحرام في كل مناحي حياتنا».

صور الفساد متنوعة

أما «الأهرام» فخصصت تعليقها في الصفحة الثالثة لجانب مشرق هو جهود الرقابة الإدارية في مكافحة الفساد بقولها عنها: «للفساد صور عديدة نراها في حياتنا اليومية، وهو لا يقتصر فقط على الرشاوى التي يتم دفعها لمعدومي الضمير من أجل قضاء مصلحة غير شرعية، ولكن له صور كثيرة تستحق أيضا أن نتصدى لها لذلك كان للرقابة الإدارية مجهود كبير في كشف صور الفساد المختلفة، ومنها الحملات التي قامت بها على الأسواق في عدة محافظات وشملت بقالي التموين والمحال الكبرى لبيع السلع الغذائية والمواد التموينية، لضبط السلع منتهية الصلاحية، وإحكام الرقابة على الأسواق وضبط عمليات التلاعب في صرف السلع التموينية لمنع استغلال المواطنين، وكذلك الحملات التي قامت بها من قبل على المستشفيات العامة والمراكز الصحية لمتابعة وتقييم الأداء، والتحقق من وجود أي نقص في الأدوية والمستلزمات الطيبة، ومتابعة عمليات توزيع لبن الأطفال المدعم للتأكد من وصوله إلى مستحقيه وعدم تسربه إلى السوق السوداء. ولابد أن نشير أيضا إلى الحملات التي قامت بها الرقابة الإدارية على دور رعاية الأيتام للاطمئنان على الخدمة المؤداة للأطفال، ومراجعة كل النواحي المالية والتعليمية ومدى صلاحية الإعاشة في هذه الدور. كذلك التأكد من أن تلك الجمعيات ليست لتحقيق أرباح دون تقديم خدمات للأطفال المودعين في دور الرعاية. إن تلك الحملات وغيرها تؤدي إلى كشف صور الفساد جميعا، والتأكد من تطبيق القانون وتيسير الحياة المعيشية للمواطنين، خاصة أن القانون منح هيئة الرقابة الإدارية صلاحيات كثيرة تكفل لها متابعة أداء مختلف الأجهزة وتقديم المقترحات الخاصة بتطوير الخدمة وحل مشكلات المواطنين، والتأكد من حسن اختيار شاغلي الوظائف القيادية».

مجلس النواب سيورط السيسي

ومن الرقابة الإدارية وجهودها المشكورة في محاربة الفساد إلى محاولة مجلس النواب ورئيسه الدكتور علي عبد العال توريط الرئيس السيسي في معركة مع القضاة بسبب التعديلات التي أدخلها على قانون السلطة القضائية، ورفض القضاة له، وتحدي المجلس ما دعا حمدي رزق إلى أن يناشد الرئيس وقف محاولة توريطه في معركة مع القضاة، وقال أمس في عموده «فصل الخطاب» في «المصري اليوم»: «من أرضية وطنية خالصة أطلبها خالصة مبرأة من الغرض والهوى. سيادة الرئيس أرفض هذا القانون، قانون تعديل قوانين الهيئات القضائية «فتنة» ويقيناً يمس استقلال القضاء ويرفضه القضاة في مجالسهم، ويعجل بصدام وشيك بين السلطتين التشريعية والقضائية، وهذا آخر ما تحتاجه مصر الآن، وآخر ما تحتاجه سيادتكم في غنى عنه تماماً ولن يضيف إلى سلطاتكم أعانكم الله عليها. من ذا الذي يريد بكم شراً، الزج بالرئيس في اختيارات رؤساء الهيئات القضائية ليس براء، اصطناع فتنة يسمونها تخفيفا أزمة ويتعيشون طويلا على وقعها ويتسمعون صداها ويشمتون فيكم، هذه فتنة وقاكم الله شر الفتن ما ظهر منها وما بطن. قبلا تمنيت على الدكتور علي عبد العال رئيس البرلمان سحب هذا القانون «الفتنة» من جدول المداولات ووأد الفتنة بين السلطتين التشريعية التي هو رأسها والسلطة القضائية التي يقدرها باعتباره رجل قانون وأستاذ قانون دستوري قبل أن يكون رئيساً لمجلس النواب. لم يفعلها الدكتور عبد العال وللأسف يوطئ للقانون بكلام ساكت لا يقنع قاضياً، وأختلف مع سيادته بالكلية. الدكتور عبد العال يقطع جازماً: «أنا على المستوى الشخصي لو كنت أشك أن هذا القانون فيه بنسبة 1٪ مساس باستقلال القضاء ما مررت نصاً واحداً فيه». عفواً يا دكتور عبد العال هذا قانون يضرب استقلال القضاء في مقتل».

«رسالة إلى قضاة مصر»

ولكن محمد الباز رئيس مجلس إدارة وتحرير «الدستور» كان له رأي مختلف عن رأي حمدي فبدلا من مناشدة الرئيس التدخل لوقف هذه الفتنة، التي تسبب فيها مجلس النواب ورئيسه فإنه طلب من القضاة الهدوء وعدم التصعيد، لأن البلاد ليست في حاجة إلى أزمة جديدة وقال في مقال عنوانه «رسالة إلى قضاة مصر»: «الأولى بقضاة مصر أن يلتزموا الهدوء في معالجة هذه الأزمة لأننا لسنا في حاجة إلى عصبية، تزيد من التوتر العام الذي نعيشه، وإذا كان القضاة يتحدثون عن استقلالهم فماذا عن استقلال البرلمان كسلطة تشريعية تعمل وفقا للقانون والدستور؟ أعتقد أن البرلمان من حقه على السلطة القضائية أن تحترمه وتقر له بحقه. ومن بين ما اعتقده كذلك أن هناك أزمات كثيرة تحيط بالقضاة وتعوق عملهم، وهي الأولى بالرعاية والاهتمام، وبدلا من عقد اجتماعات وندوات، يتم من خلالها التصعيد الذي لن يستفيد منه أحد إلا خصوم هذا الوطن ننتظر عقد مؤتمرات وندوات يناقش فيها القضاة أزماتهم ومشكلاتهم ويقدمون تصورات لحلها والتعامل معها على أرض الواقع. هذه رسالة مخلصة للقضاة الذين هم صمام أمان لهذا الوطن. ويا سادتنا القضاة إلزموا الهدوء لانه يليق بكم وناقشوا أزماتكم فهي الأولى بكم، فلا أحد يريد أن ينقص من استقلالكم، ولا أحد يرغب في اختراقكم من جديد لأنكم حماة العدالة التي نسعى إليها جميعا».

من أمن العقاب خلع «البامبرز»

واتسعت مساحة المعارك لتشمل الكثير من المواضيع والشكاوى ومنها اتهام غالبية المصريين بالتخلي عن شهامتهم المعهودة التي تميزوا بها من قبل، وهو ما أشار إليه أمس الأربعاء في «الجمهورية» عصام عمران، لدرجة أنه اختار له عنوانا هو « من أمن العقاب خلع البامبرز» عن واقعة الاعتداء الجنسي الذي قام به وحش آدمي على طفلة عمرها عام ونصف العام ترتدي البامبرز وتمت إحالته إلى محاكمة الجنايات قال: «ماذا حدث لأخلاق المصريين؟ سؤال يتردد على كل لسان خلال السنوات الست الماضية، في أعقاب اندلاع أحداث 25 يناير/كانون الثاني 2011 وما تلاها من انفلات في كل شيء، وللأسف يبدو أن حلم العودة إلى أخلاق ما قبل 2011 بات بعيد المنال. كانت مصر على مر العصور «عصية» على أي معتد أو محتل، ودائماً ما كانت تؤثر ولا تتأثر، تطغى بثقافتها وحضارتها على أي غاز أو محتل مهما طالت فترة العدوان أو الاحتلال، ولنا في ما حدث مع الاحتلال العثماني والبريطاني القدوة والمثل، فلم نر المصريين وقد غيروا لغتهم أو ثقافتهم أو حتى نسوها كما حدث في بلاد شقيقة وصديقة. ويؤكد الخبراء والمتابعون للشأن المصري أن ذلك يرجع لقوة وعراقة الحضارة والثقافة المصرية، التي تعد الأقدم بين الحضارات على الإطلاق وتراثها الخالد، علاوة على وجود مؤسسة قوية شامخة مثل الأزهر الشريف، الذي كان ولايزال يمثل حائطاً صلداً وسداً منيعاً في وجه أي معتد يحاول النيل من مصر وشعبها ولغتنا العربية الجميلة. وأنا شخصياً أرى أن الأهم من ذلك كله يتمثل في قوة وصلابة الشخصية المصرية وقدرتها على مقاومة المعتدين والمحتلين بشتى الطرق والوسائل، ولم يسمحوا يوماً لأنفسهم بالانخراط مع أي من هؤلاء الغزاة أو المعتدين، أو حتى التعاون أو التعامل معهم، باعتبار أن ذلك يمثل خيانة عظمى وجريمة كبرى لا تغتفر. من هذا المنطلق بدأ العدو أي المتآمر على مصر يغير الطرق والوسائل التي يستهدف من خلالها النيل من وحدة وصلابة هذا الشعب، ولجأوا إلى استخدام الوسائل والأسلحة الحديثة التي باتت أكثر خطورة وتدميراً من الصواريخ والقنابل والطائرات، ووجدوا ضالتهم وغايتهم في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وبدأوا الحرب الشرسة من أجل ضرب الهوية المصرية وتغيير السمات الرئيسية لشخصية المواطن، أو ما كنا نطلق عليه «النخوة المصرية» والشهامة والجدعنة التي كان يضرب بها المثل في بلدان العالم. ويؤسفني القول إنهم نجحوا في ذلك بشكل كبير ولعل ما يحدث من وقائع وأحداث وأفعال كانت في الماضي من المستحيلات أن تشاهدها أو تسمعها في مصر، وربما تكون واقعة الاعتداء على «فتاة البامبرز» خير دليل على ذلك وتؤكد خطورة ما وصل إليه الحال لأخلاق المصريين، وحتى أكون منصفاً أخلاق بعض المصريين وغيرها الكثير والكثير من الحوادث والوقائع التي نشاهدها أو نسمعها ونقرأها يومياً عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي المختلفة، لدرجة أن هناك من قتل أمه، نعم أمه لا لشيء إلا لأنها كانت توقظه ليصلي الفجر. المؤكد أن واقعة «فتاة البامبرز» أو هذا الشاب الذي قتل والدته وغيرهما من تلك الأحداث المشينة تحتاج منا إلى دراسات وأبحاث كثيرة لمعرفة وتحديد التغيرات التي طرأت على الشخصية المصرية خلال السنوات الماضية ومدى علاقة ذلك بما يحاك ضد الوطن من مؤامرات ومخططات في الداخل والخارج، والأهم من ذلك أن تتم مراجعة القوانين والتشريعات وطرق المحاكمات من أجل تحقيق العدالة الناجزة التي طالما طالبنا بها لوضع حد لمثل هذه الجرائم وسد الثغرات التي يمكن من خلالها إفلات أمثال هؤلاء المجرمين فمن أمن العقاب خلع البامبرز».

رجال الأعمال منعدمو الوطنية

وإلى «الأهرام» التي حفلت بالعديد من المعارك وبدأها شريف عابدين الذي هاجم رجال الأعمال لتبرعهم لـ«صندوق تحيا مصر» بمبلغ سبعة مليارات ونصف المليار جنيه رغم مطالبة الرئيس لهم بمئة مليار وقال مهددا ومتوعدا في عموده «في المواجهة»: «معظم رجال الأعمال أخذتهم العزة بالإثم، وظنوا أنهم بمنأى عن محاسبتهم على انعدام وطنيتهم وتهربهم من واجباتهم القومية، يتمترسون خلف فضائيات أنفقوا عليها المليارات لخدمة مصالحهم أو بتمويل ما يعرف بأحزاب «الموالاة» في البرلمان، وشطح خيالهم لتصديق أنهم يشكلون «لوبي» يضغط على الرئاسة يجعلهم في منأى عن المساءلة وأخذ حق الوطن منهم. لقد سبق أن مارست الدولة «الطبطبة»على هؤلاء بتجميد فرض ضريبة مؤقتة على من يزيد دخله السنوي على مليون جنيه، وتأجيل فرض ضريبة على الأرباح الرأسمالية في البورصة، بعد أن هدد رجال الأعمال بإجراءات تضر بالاقتصاد، وهي تهديدات لا تقل في وقعها عن الإرهاب الأسود في سيناء. لقد أعلنوا الحرب على الدولة وداسوا على قيمة لطالما عرفتها مصر في تاريخها الحديث وهي «رجل الأعمال الوطني». آن الأوان لأن تستخدم الدولة سلطتها لأخذ حق الشعب من رجال الأعمال بالقانون، كما تفعل بلاد غنية كفرنسا والصين وغيرهما تقتطع نحو 45٪ من أرباح الأثرياء للإنفاق على المجتمع. وعلى الرئيس أن يحول مداعبته التحذيرية لهم خلال أحد اللقاءات معهم بقوله: لن تخرجوا من القاعة قبل أن تدفعوا تبرعات للصندوق، عليه أن يحولها إلى أمر واقع يفرض على هؤلاء منطق «هات وخد» بأن يدفعوا للمجتمع ثمن استمتاعهم الآمن بثرواتهم، وضخ الاستثمارات التي يشعر بها المواطن لرفع مستوى معيشته وتحقيق السلام الاجتماعي الذي دونه لا طعم لأي ثروة».

«الحظ لما يواتى يخلّي الأعمى ساعاتي»

بينما زميله أشرف مفيد أشار في عموده « كلام مفيد « إلى فوضى الساحة الإعلامية بقوله: «فجأة ودون سابق إنذار ارتبك المشهد الإعلامي المصري، وتحولت ساحة الإعلام، مسموعا ومقروءا ومرئيا، إلى ما يشبه السيرك المتهالك الذي اختلط فيه الجمهور باللاعبين، فلم يعد أحد يعرف رأسه من رجليه. والمؤسف حقاً أن حالة الارتباك هذه لم تأت من فراغ وإنما نتيجة طبيعية لكثرة الأيدي التي «تلعب» في الخفاء، خاصة في ظل مباريات استعراض القوة التي يشهدها الإعلام بين عدة جهات، ربما لا يكون من بين اختصاصها أصلاً اللعب في هذه المنطقة، ولكن كما نعلم أننا عقب ثورتين غيرتا وجه الحياة بالكامل أصبح كل شيء مباحا، وكأننا نعمل بالمثل القائل إن «الحظ لما يواتى يخلّي الأعمى ساعاتي». نعم هناك حالة من استعراض القوة وفرض النفوذ يشهدها الوسط الإعلامي، لدرجة أن المواطن العادي أصبح يعرف الآن وبكل وضوح أن هذا الكيان الإعلامي أو ذاك ما هو الا أداة تتبع جهات تحركها من الخلف، على الرغم من وجود رجال أعمال في صدارة المشهد كواجهة على الورق فقط، هم أشبه بخيال المآتة الذي لا حول له ولا قوة. نعم لقد تحولت وسائل الإعلام – للأسف الشديد – إلى صوت واحد وفكر واحد وتوجه واحد يصب في نهاية الأمر في الاتجاه نفسه وهنا مكمن الخطورة على الدولة لأنها ببساطة شديدة هي التي سوف تدفع فاتورة هذا الخلل في المنظومة الإعلامية بالكامل على المدى البعيد. والمشكلة الحقيقية هنا أن «الكتالوج» الذي كان يوضح الحدود بين الأجهزة ويحدد الحقوق والواجبات، تغير تماما ولم يعد أحد يعرف من الذي يستحق أن يمسك بالريموت كنترول ويغير التوجهات الإعلامية وينقلنا من منطقة إلى أخرى، ليس هذا وحسب بل إن الصورة ضاعت ملامحها وأصبحت ضبابية لدرجة أننا لم نعد نعرف الفرق بين إعلام الدولة ودولة الإعلام».

معايير سياسية لا إنسانية

أما فهمي هويدي فكتب عن طموحاتنا التي تراجعت في «الشروق» قائلا: «صار معلوما الآن أن الشاب أحمد الخطيب الذي أصيب منذ سبعة أشهر بمرض «اللشمانيا» الخطير، كان ضمن 529 شخصا رشحوا للعفو الرئاسي، ولكن اسمه استبعد من قائمة المفرج عنهم. الذي أكد المعلومة هو الدكتور أسامة الغزالي حرب، الذي رأس اللجنة الخماسية التي كلفتها الرئاسة ببحث ملف المظلومين في السجون، بعد إثارته في مؤتمر الشباب بحضور الرئيس السيسي. وأغلب الظن أن الدكتور أسامة أراد أن يرضي ضميره بعدما أثيرت أسئلة عديدة حول دور ومسؤولية لجنته إزاء تجاهل مثل تلك الحالة. لذلك فإنه اختار أن يخرج عن صمته ويعلن على شاشة فضائية «دريم» أن الحالة تم بحثها وأن اسم أحمد الخطيب كان مدرجا تحت رقم 292 في القائمة بعدما أيقنت اللجنة أنه جدير بأن يشمله العفو، وفي سعيه إلى إبراء ذمته، فإنه أعلن أن قائمة العفو الثانية التي أرسلت ضمت 529 اسما، ولكن القرار الذي صدر تضمن 203 أسماء فقط. إذا كانت حالة أحمد الخطيب قد استبعدت رغم خطورتها البالغة على حياته، ورغم المخاوف التي يثيرها احتمال نشر الوباء وتوطينه في السجون، فذلك يثير أكثر من سؤال حول المعايير التي يعول عليها في العفو. لقد تضامنت نقابة الأطباء مع أحمد الخطيب ودعت إلى إطلاق سراح المسجونين المصابين بأمراض خطرة، سواء لتوفير العلاج المناسب لهم، أو للسماح لهم بأن يموتوا بين أهلهم وذويهم. كما تضامن معها وتبنى المطالب نفسها المجلس القومي لحقوق الإنسان وعدد كبير من الحقوقيين والمثقفين والناشطين فى مجالات عدة. أما حملة التعاطف المتداولة فى مواقع التواصل الاجتماعى، فلا تفسير لها إلا أن ضمير المجتمع يجرحه ويستفزه أن يبقى فى السجون أمثال هؤلاء، خصوصا أن ابتلاءهم مضاعف. فمظلوميتهم دمرت مستقبلهم، وأمراضهم هددت حياتهم. أضف إلى ذلك أن الإهمال الطبي لنزلاء السجون يعد من قبيل القتل البطيء والمتعمد. ومما يؤسف له أن التقارير الحقوقية المصرية أشارت إلى تزايد حالات الوفاة فى السجون بسبب الإهمال الطبي. إن معيار الإفراج سياسي وليس إنسانيا، بديل أن مئتي شخص من القائمة التي تضمنت 203 أسماء، صنفوا باعتبارهم «متعاطفين» فقط (مع الإخوان) كما جاء في البيان الذي نشر على سبيل الخطأ في وسائل الإعلام. إن الإبقاء على المرضى وغيرهم ممن أضعفتهم الشيخوخة فضلا عن طوابير المظلومين والأبرياء لا تفسير له إلا أنه من قبيل التنكيل والانتقام. وذلك جزء من عملية التعذيب التى يتعرض لها الجميع في السجون وأقسام الشرطة».

عبد الحليم وسعاد وصلاح نصر

لا تزال الصحف تنشر تحقيقات عن الفنان والمطرب الراحل عبد الحليم حافظ بمناسبة مرور أربعين سنة على وفاته اليوم، ولكن أهمها وأخطرها التحقيق الذي نشرته مجلة «المصور» الذي كتبه أشرف غريب بعنوان «العندليب والسندريلا وثالثهما صلاح نصر» وأبرز ما جاء فيه عن العلاقة بين الثلاثة حليم وسعاد وصلاح نصر أن الأخير نصحه ألا يحول زواجه العرفي من سعاد إلى زواج رسمي، وكانت سعاد تقيم معه في شقته ثم تركته بعد أن لم يحول الزواج إلى رسمي ومما جاء في التحقيق: «هل يكون هذا الملف الشائك وراء كل الاتهامات التي كالها عبد الحليم لسعاد حسني، والتي انتهت بانفصالهما بعد كل هذه السنوات؟ في تقديري أن هذا غير صحيح لمجموعة من الأسباب أهمها أولا: في اعترافاته أمام مكتب التحقيق والادعاء في محكمة الثورة في صباح الخميس التاسع والعشرين من فبراير/شباط 1968 قال صفوت الشريف أحد المتهمين في قضية انحراف صلاح نصر، إن عملية استقطاب سعاد حسني للعمل مع الجهاز تمت في حدود أكتوبر/تشرين الأول 1963 وإنها رفضت التعاون معهم أثناء انعقاد مؤتمر القمة العربية في الإسكندرية في صيف 1964، فقرر صلاح نصر صرف النظر عن التعامل معها لأنها بدأت تتحدث عن علاقتها بالجهاز، خاصة أنها لم تبد أي تعاون معهم منذ أكتوبر 1963، وحتى تاريخ إنهاء العملية. وبالمناسبة فإن صفوت الشريف يذكر في اعترافاته أن عملية السيطرة الأخرى، لما كانت كل الثوابت السابقة تؤكد استمرار علاقة عبد الحليم وسعاد حتى صيف 1966 فذلك معناه أن هذا الملف لم يكن له أي دور في خلافات حليم وسعاد، ولم يكن مسؤولا عن نهاية قصة حبهما، بعد مرور أكثر من سنتين على هذه القضية، أسرّ فيها بان سعاد حسني متورطة في العمل مع الجهاز في أعمال غير أخلاقية، وأنه يأبي عليه أن يتزوج منها، لأنه يحبه ويقدره. أما منير عامر الذي سبق وكتب مذكرات عبد الحليم حافظ فحكى لمجلة «روز اليوسف» بتاريخ 25/ 4/ 1994 عن رواية أقرب إلى أفلام السينما، مفادها أن رجل الأمن المسؤول عن ترفيه عبد الحكيم عامر يقصد صلاح نصر طبعا قام باختطاف عبد الحليم حافظ في فبراير 1967 في فيلا في الهرم، وأن حليم فوجئ برجال هذا الرجل صاحب الجبروت يدخلون عليه ويلقون بسجادة خرجت منها حبيبته. يؤكد الدكتور هشام عيسى نفسه في كتابه «حليم وأنا» أن مكالمة صلاح نصر لعبد الحليم بعد أن شاعت أخبار قرب زواجه من سعاد حسني، لم تؤثر قيد أنملة على حد تعبيره على شعوره نحوها، بل على العكس سارع إلى مكالمة سعاد تليفونيا وأخذ ينصحها بان تتمرد عليهم وأن تتوقف عن التعامل معهم، مع وعد منه بدعمها. رابعا: بما أن عملية استقطاب سعاد حسني حدثت في حدود اكتوبر 1963 فإن هذا يعني أنها وقعت أثناء فترة زواجها عرفيا من عبد الحليم حافظ، السابق على رحلة المغرب سنة 1962، وهي الرحلة التي كان ينوي العاشقان بعدها تحويل الزواج العرفي إلى رسمي، حسب تأكيدات مرافقهما في هذه الرحلة، الإعلامي وجدي الحكيم. فهل خفيت عن مخابرات صلاح نصر، أو كانت على غير دراية بهذه الزيجة طوال الفترة التي سبقت محادثة رئيس الجهاز مع عبد الحليم؟ أم أن الرجل كان على علم بها وأراد فقط إذلال عبد الحليم؟ من الجائز جدا خاصة أنه كان يكن له كراهية واضحة. خامسا: لا أطمئن إلى تاريخ واقعة اختطاف كل من عبد الحليم وسعاد من جانب صلاح نصر في فبراير 1967 لعدة أسباب، أولها أن صلاح نصر نفسه هو الذي أمر بإنهاء عملية سعاد حسني أثناء انعقاد القمة العربية في الإسكندرية في صيف 1964 ومنذ ذلك الحين لم يثبت أي احتكاك بينه وبين سعاد وثانيهما أن لجوء عبد الحليم إلى كل من عبد الناصر وعامر لحمايته من صلاح نصر من المفترض أن يمنعه من مضايقته، اللهم إلا إذا كانت هذه رغبتهما أو رغبة أحدهما على الأقل ثالث هذه الأسباب أن علاقة عبد الحليم وسعاد كانت قد انتهت بالفعل في عام 1966 وأنها في فبراير كانت على الأرجح زوجة للمصور صلاح كريم، وعليه ليس هناك ما يبرر عملية اختطاف كهذه في فبراير 1967. سادسا لم يمنع الانفصال العاطفي بين الاثنين الذي حدث عام 1966 من ترشيح حليم لسعاد كي تشاركه بطولة أكثر من عمل سينمائي فقد تحدثت صحف تلك الفترة عن قصة لإحسان عبد القدوس».

الحكومة لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم وتترك التجار يعبثون في الأسواق والضحية عموم المصريين

حسنين كروم

قمة البحر الميت: استعراض أزعج الأردن بتوقيع السيسي وخطاب قطري جريء يدافع عن فلسطين و«الإخوان»

Posted: 29 Mar 2017 02:30 PM PDT

عمان ـ «القدس العربي»: لفت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأنظار مرتين في افتتاح القمة العربية في البحر الميت، حيث أثار لغطا كبيرا بعد انسحابه مع كامل الوفد المصري في اللحظة التي تسلم فيها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد الكلام، وقبل ذلك أخفق السيسي في تنسيق التصنيفات في خطابه، حيث اعتبر في الفقرة الأخيرة من خطابه قضية فلسطين هي الأولى.
تحدث السيسي بإسهاب عن كل القضايا والملفات العربية، لكنه عندما قرر التحدث عن قضية مصر الأولى ـ كما قال ـ ذكرها في خاتمة خطابه، خلافا لأمير قطر الذي افتتح حديثه بالقضية الفلسطينية.
قبل ذلك كان يمكن للوفد المصري المرافق للسيسي ان يغطي انسحابه من الاجتماع معتذرا بلقاء حصل بالتزامن مع الملك سلمان بن عبد العزيز، لو أن مقعد مصر لم يصبح فارغا، بمعنى تكليف رئيس الوزراء أو غيره بالجلوس بدلا من الرئيس، خلال الاجتماع النافذ. وهي قرينة رأى خبراء أنها تؤشر على تقصد السيسي الانسحاب في اللحظة التي تحدثت فيها أمير قطر.
أعضاء في الوفد المصري برروا ما حصل للمضيفين الأردنيين بأن الرئيس المصري لم يكن يريد الإصغاء لدولة قطر وهي تمتدح الإخوان المسلمين أو «تدافع عنهم»، كي لا تضطر القاهرة للرد وإحراج الجميع داخل القاعة التي يترأسها ملك الأردن عبد الله الثاني.
طبعا الرد المصري لم يقنع الأردنيين الذين اندفعوا لـ «معاتبة» السيسي، ليس على تركه لمقعده فيما يتحدث الأمير تميم بعده مباشرة، ولكن لأن جميع أعضاء الوفد المصري انسحبوا وتركوا مقعد مصر فارغا، وهي القرينة البروتوكولية على تقصد الجانب المصري الانسحاب حصريا ومباشرة بعدما استلمت قطر الميكروفون، حيث كان الملك سلمان قد غادر قبل نحو 20 دقيقة من مغادرة السيسي، وكان أول المغادرين للقمة بعدما كان أول الحاضرين. الاستعراض المصري بدا واضح المعاني ولم يقنع الأردنيين المنشغلين بانتهاء القمة بالحد الأدنى من التجاذبات، ومن دون التعرض للخلافات الأساسية التي سبق أن برزت قبل الاجتماع التحضيري القصير.
رغم ذلك يمكن بوضوح تلمس أن القمة العربية لم تنته بمصالحة بين مصر وقطر التي كان أميرها النجم الأبرز في الخطابات بكلمة قوية دافعت ضمنيا عن جماعة الإخوان المسلمين، وطالبت بالتفريق ما بين تيارات الإسلام السياسي ومجموعات الإرهاب المسلح.
في الاتجاه المعاكس احتوت القمة الخلافات السعودية – المصرية عبر اللقاء السريع بين السيسي والملك سلمان بن عبد العزيز، والذي شكل محطة أساسية في أهم مفاجآت القمة على صعيد المصالحات الثنائية. في غضون ذلك وجهت السعودية رسالة قوية وجديدة لدعم حليفها اللبناني سعد الحريري، الذي ترك الرئيس ميشال عون في القمة وغادر للرياض برفقة الملك سلمان وعلى متن طائرته الخاصة.
تلك كانت رسالة ترد على ما قيل في الكواليس حول سعي الرئيس عون لإضفاء الشرعية على سلاح «حزب الله»، ودوره في المنطقة، في الوقت الذي صمت فيه الحريري خلال القمة وتجنب الأضواء، في ملمح جديد على ازدواجية الخطاب اللبناني.
وكان الحريري قد تجاهل بناء على نصيحة وطلب أردنيين جولة بين الصحافيين بعيدا عن الوفد المرافق للرئيس عون.
في الكواليس تبين أن مقترحات الكويت وسلطنة عمان بخصوص الدعوة لحوار مصالح مع تركيا وإيران ذابت مقابل تجنب الإشارة لإيران في البيان الختامي باعتبارها تدعم الإرهاب في اليمن وسوريا.
كما نجحت استراتيجية الملك عبد الله الثاني في «تسكين» الصداع العربي وتجنب إثارة التسريبات والتجاذبات، فيما طغت نبرات الحسرة والألم والتذمر من الواقع المر على خطابات العديد من الزعماء العرب، حيث أظهرت القمة سعيها لمشاركة المواطن العربي بالألم، كما ألمح أمير الكويت الشيخ جابر الصباح.
لغة التذمر بصوت الزعماء برزت جلية في خطابات أمير الكويت وملك السعودية، والرئيسين السوداني عمر البشير والتونسي باجي قائد السبسي، والجرعة من عكس آلام الواقع العربي كانت أكبر في خطاب الرئيس عون.
فيما يخص القضية الفلسطينية التي كانت طوال الوقت مثارا للجدال أوضحت خطابات الملك السعودي ونظيره الأردني والرئيس محمود عباس، ولاحقا عمر البشير، تمسك القادة بحل الدولتين وبصورة أحبطت محاولة تدخل أمريكية في اللحظات الأخيرة لاقتراح تعديلات على نص المبادرة العربية تتضمن مؤتمرا إقليميا وإطلاق مفاوضات من دون شروط والتساهل في ملف الاستيطان، وهو ما ضبط إيقاعه الأردن بموقف صلب ضد المشروع الإسرائيلي على لسان الملك عبد الله الثاني.

قمة البحر الميت: استعراض أزعج الأردن بتوقيع السيسي وخطاب قطري جريء يدافع عن فلسطين و«الإخوان»
الحريري يترك عون ويغادر على طائرة الملك سلمان… والرئيس المصري تقصد الانسحاب أثناء كلمة الأمير تميم
بسام البدارين

لزهر بالي: تونس تسبح في الدبلوماسية الموازية وثمة محاولات لجرها إلى مربع الصراع على الهوية

Posted: 29 Mar 2017 02:30 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: قال لزهر بالي رئيس حزب «الأمان» إن تونس «تسبح» في الدبلوماسية الموزاية التي قال إنها تتسبب في صراعات سياسية وتؤثر سلباً على المواقف الرسمية للدولة، كما اعتبر أن دعوة ائتلاف مدني بالسماح بزواج المسلمة بغير المسلم محاولة لجر البلاد إلى مربع الصراع حول الهوية، مشيراً إلى أن الدستور التونسي يضمن حرية المعتقد والضمير.
وكانت زيارة وفد برلماني تونسي إلى دمشق ولقاؤه عدداً من المسؤولين السوريين أثار جدلاً كبيراً في تونس، حيث اعتبر البعض أن هذا الأمر يدخل في إطار الدبلوماسية الموازية والتي تتعارض مع الدبلوماسية الرسمية للدولة التونسية.
وقال بالي في حوار خاص مع «القدس العربي»: «تونس كلها تسبح في الدبلوماسية الموازية فثمة جماعة تذهب للقاء الجنرال حفتر في ليبيا وأخرى تذهب للقاء الرئيس السوري، وبغض النظر عن موقفنا من النظام السوري فنحن نرفض الدبلوماسية الموازية، ولا بد أن يكون هناك اصطفاف وراء دبلوماسية الدولة، كما أن الدبلوماسية الموازية تساهم في تفريق الصف التونسي وتتسبب بنقاط استفهام حول دبلوماسيتنا الرسمية وتقدم رسائل سلبية للأطراف الخارجية، كما أنها تدخل في إطار المزايدات السياسية».
وأشار، من جهة اخرى، إلى أن حزبه يجري مشاورات مع عدد من الأحزاب السياسية (لم يحددها) بهدف المشاركة ضمن ائتلاف موحد في الانتخابات البلدية المقبلة.
وحول تقييمه للعمل الحكومي، قال بالي «الحكومة تعمل بجهد لتحسين أوضاع البلاد، ولكن الأشخاص الموجودين فيها يفتقدون للتجربة الميدانية، ولذلك البرامج والمقترحات المقدمة من قبل أعضاء الحكومة والخبراء داخلها تبقى على الورق ولا تمت للواقع بصلة، ولذلك بعد ستة أشهر من تشكيلها ثمة هوة كبيرة بين هذه الحكومة والواقع التونسي، فضلاً عن وجود غياب تام للأحزاب الساندة لها والتي كان من المفروض أن تشكل حزاماً لهذه الحكومة وتعطي مقترحات لتحسين عملها، ولكن هذه الأحزاب منهمكة اليوم في شقاق داخلي وهذا أثر سلباً على عمل الحكومة».
وفيما يتعلق باتهام المعارضة للائتلاف الحاكم بالتدخل في عمل القضاء التونسي، قال بالي «السلطة القضائية يجب أن تكون مستقلة، ولكن المرفق القضائي معطل اليوم وهذا ما دفع الحكومة للتدخل وكنت أتمنى أن لا يكون هذا التدخل عبر مقترح قانوني بل عبر محاولة تقريب وجهات النظر بين جناحي العدالة، فالسلطة التنفيذية مطالبة بخلق المناخات الملائمة حتى تتمكن السلطة القضائية أن تأخذ قراراتها بكل استقلالية».
وحول نعت رجل الأعمال شفيق جراية السياسيين التونسيين بـ«الكلاب»، قال بالي «المفروض على السياسيين أن يقوموا بتوعية وتأطير الشأن العام فإذا كان رب البيت بالطبل ضارباً فشيمة أهل البيت كلهم الرقص، ولذلك لا بد أن يكون كلامهم فيه مستوى من الاحترام والأخلاق (وليس العكس)، ولذلك نحن ندعو إلى أخلقة العمل السياسي (جعله أكثر أخلاقاً) والارتقاء بمستواه».
وكان ائتلاف جمعياتي طالب قبل أيام السلطات التونسية بإلغاء منشور قديم يعود لعام 1973 يمنع زواج التونسية المسلمة بغير المسلم، مبرراً ذلك بحماية حقوق المرأة وخاصة حقها في اختيار زوجها.
وعلّق بالي على ذلك بقوله «هناك دستور في البلاد، وهو يضمن حرية المعتقد والضمير، ولذلك أنا أرى أن إثارة هذا الموضوع يدخل في باب المزايدات غير المبررة ومحاولة جر تونس إلى مربع الصراع حول الهوية، في حين أن هناك مشاكل أخرى (اقتصادية واجتماعية) أكثر أهمية في البلاد، وفي كل الحالات تونس اختارت طريقها الديمقراطي والتونسيون متوافقون حول الأساسيات ولا يمكن أن يؤثر طرق مثل هذه القضايا (الهامشية) في هذا المسار الديمقراطي والتوافقي في البلاد».

لزهر بالي: تونس تسبح في الدبلوماسية الموازية وثمة محاولات لجرها إلى مربع الصراع على الهوية

حسن سلمان

اليمن: هادي يعلن أن سيطرة الحوثيين على العاصمة تجاوز مسألة الانقلاب إلى تدمير النسيج الاجتماعي

Posted: 29 Mar 2017 02:29 PM PDT

تعز ـ «القدس العربي»: أعلن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس ان سيطرة الانقلابيين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح على العاصمة صنعاء ومناطق عديدة في اليمن تجاوزت مسألة الانقلاب إلى ما هو أسوأ من ذلك.
وقال في كلمته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر القمة العربية المنعقدة في منطقة البحر الميت في الأردن «ان اليمن لم يتعرض لمحاولة انقلاب سياسي فحسب، بغرض الإطاحة بنظام شرعي منتخب والمجيء بآخر انقلابي، إن هذه الصورة ليست سوى الجزء الأيسر مما حدث، فما حدث كان أكثر من هذا بكثير».
وأوضح «لقد تم استهداف العملية السياسية الانتقالية التي اقترحتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتمثلت أخيرا بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومسودة الدستور الاتحادي الجديد».
وأضاف هادي «لو أن اليمنيين ذهبوا للاستفتاء على الدستور لكان اليمن اليوم يمنا جديدا مستقرا وآمنا مثل بلدان اخرى كان اليمن قد سبقها إلى مؤتمر حوار شامل مثلت فيه كل الأطياف والأحزاب والكتل الفاعلة وبإشراف اقليمي ورعاية دولية من الأمم المتحدة، لكن ذلك لم يحدث، فتم حصار المدن والعاصمة واعتقال الحكومة والرئيس المنتخب والسيطرة على العاصمة ومؤسساتها بقوة السلاح».
وأكد أن «ما حدث في هذا الباب فقط نسميه انقلابا، لكن ما حدث قبل ذلك وبعده كان أكثر من انقلاب، فقد تم استهداف كل ما يرمز للدولة من مؤسسات وهيئات وبنى تحتية، كما تعرضت المؤسسات الاقتصادية للسطو على كل مدخرات اليمن واحتياطاته النقدية وأفرغ البنك المركزي ونقلت الأموال بالشاحنات أمام الناس إلى مدن السيطرة، ووجد اليمنيون انفسهم جميعاً تحت التهديد الأمني وحرياتهم مصادرة، فالمعتقلين والمخفيين في سجونهم بالآلاف، بل وصارت المدن التي تخضع لسيطرتهم معسكرات كبيرة للاعتقال، وتم تمزيق النسيج الاجتماعي الذي طالما تميز به اليمن».
وكشف هادي أن الانقلابيين الحوثيين وصالح قاموا بـ»ارتكاب جرائم حرب لن ينساها الشعب اليمني لأجيال و أجيال قادمة فالمباني المدمرة قد تبنى من جديد لكن القلوب المكلومة على الآلاف من الأبرياء صعب ان تتعافى دون عدالة».
وأشار إلى أنه كان يأمل في استضافة هذه القمة العربية في العاصمة اليمنية صنعاء حسب الدور لانعقاد دورات القمم العربية «لولا سيطرة المليشيات الانقلابية للحوثي وصالح على صنعاء واستمرارهم في تأزيم الأوضاع والإصرار على سد كل آفاق العودة للعملية السياسية».
وأوضح أن اليمن ليس فقط بلداً عربياً ينسجم في ثقافته وهويته ومصالحه مع جيرانه ومحيطه الإقليمي ويؤثر ويتأثر به سلبا أو إيجابا «بل هو أصل العروبة ومن ثم فإن أمنه جزء لا يتجزأ من أمن المنطقة ولن يقبل اليمنيون فصل بلادهم عن محيطها الطبيعي ومجالها الحيوي ومصالح شعبها وعن هويتها وثقافتها وحضارتها وتاريخها الطويل».
مؤكدا أن «أي مغامرة من هذا النوع سيكون مصيرها الفشل، لأنها لن تتعارض مع الواقع فقط بل ستصطدم بالسياق التاريخي والحضاري مع الثقافة والدين والهوية اليمنية»، في إشارة إلى الانقلابيين الحوثيين الذين يحاولون خلق واقع جديد لليمن، لجعلها بلدا تابعا للنفوذ الشيعي الإيراني، كما تتهمهم بذلك الحكومة المعترف بها دوليا برئاسة الرئيس هادي.

اليمن: هادي يعلن أن سيطرة الحوثيين على العاصمة تجاوز مسألة الانقلاب إلى تدمير النسيج الاجتماعي

خالد الحمادي

إذاعة الجيش السوداني: السيسي حليف إسرائيل

Posted: 29 Mar 2017 02:29 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: خلال التصعيد بين الخرطوم ومصر الأسبوع الماضي، هاجمت إذاعة «صوت القوات المسلحة» السودانية، وهي الإذاعة الرسمية والوحيدة المعبرة عن الجيش السوداني، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وقالت الإذاعة على لسان الإعلامي السوداني محمد يوسف، يوم الخميس الماضي، «الآلة الإعلامية المصرية القذرة والسيئة السمعة في كل دول العالم ما عندهم حليف إلا إسرائيل، ويمكن أن حكومة الخباز الإسرائيلي هي التي سمحت للإعلام بالتطاول، والإعلام السوداني قادر على هذا التحدي، ونحن لكم بالمرصاد». وأضاف: «كل وكالات الإعلام العالمية توبخ وصبّت جام غضبها على الإعلام المصري القذر السيئ السمعة، وكلهم يقولون: لماذا سمحت الحكومة المصرية لإعلامها بالتطاول على دول عظيمة مثل السودان وقطر والسعودية والإمارات؟».
وتابعت: «هذا هو السؤال الكبير الذي طرحته كثير من وسائل الإعلام العالمية، ويمكنني الرد على هذا السؤال بأن الحكومة المصرية هي حكومة انقلاب عسكري انقلبت على الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس محمد مرسي، الذي لا يزال حتى الآن هو الرئيس الشرعي لجمهورية مصر العربية، والسيسي هو حكومة انقلاب عسكري، وكل الناس هنا تعترف حتى هذه اللحظة بأن الرئيس الشرعي في السجن».

إذاعة الجيش السوداني: السيسي حليف إسرائيل

«تيار التغيير» في «الإخوان» ينتقد رسالة «القيادات التاريخية» للقمة

Posted: 29 Mar 2017 02:29 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: تواصلت حرب البيانات بين جبهتي جماعة الإخوان المسلمين في مصر، فكلما أصدرت جبهة بيان ردت الأخرى لتعلن تنصلها مما جاء فيه.
كانت آخر هذه المواجهات ما أصدره تيار التغيير الذي يعرف بالكماليين نسبة إلى القيادي الإخواني الذي قتل على يد قوات الأمن المصرية محمد كمال، ردا علي بيان جبهة نائب مرشد الجماعة محمود عزت، (القيادات التاريخية) بشأن اجتماع مجلس الجامعة العربية الذي عقد في الأردن.
واعتبر المكتبُ العام لجماعة الإخوان المسلمين المعبر عن الكماليين، أن بيان جبهة عزت جاء مهادنا لمن وصفهم بمن ساندوا القتلة.
وقال المكتب في بيانه: «الجامعةُ التي ساندت القتلَة المُسمّين رؤساء غصباً وزُوراً، في قَتْل وقَمْع شعوبهم، كالمُجرم السيسي وبشار، ومن قبلهما علي عبد الله صالح والقذافي ومبارك. وأضافت جبهة التغيير في بيانها، أن بيان جبهة عزت لا يُمثّل سوى أفكار ومواقف مَن كَتبُوه، ولا يُعبِّر عن الجماعة، ونهجها، وأفكارها؛ وأن القتلةُ سيظلُّون قتلةً بلا فَخَامَةٍ، والكيان الصهيوني لن نُسمّيه إسرائيل.
وتابع تيار التغيير في البيان: «الدماءَ المَبذُولة من أجل الحرية، دفاعاً عن فلسطين المنهوبة، حتى انقلاب المُجرم السيسي، وخلِّهِ في القتل والجُرم بشار، لا يجُوز معها هذه اللغةُ الرَّكِيكَة، والتَّهافت المُتدنِّي الذي كُتب به بيانٌ ممَّن يصفُون أنفسهم بإخوان».
ووصف بيان تيار التغيير، الجامعةَ العربيةَ بأنها فاقدةٌ لأيّ تعبير أوتمثيل شعبي عن الأمة؛ وشريكةٌ في القمع والقتل والتغييب، ولم تنصر يوماً قضية، ولَم تقفْ لحظةً لنصرة مظلوم.
واختتم الكماليون بيانهم: «فلتسقط هذه الجامعة، وأمينها الخائن لعروبته، وأُمّته، فليسقط السيسي وبشار وكل خائن، نقولها إبراءً لذمّتنا ووفاءً لديننا، وعروبتنا».
وفي سياق آخر، قررت محكمة جنايات القاهرة، وقف إعادة محاكمة الرئيس الأسبق محمد مرسي، ومحمد بديع مرشد جماعة الإخوان، و24 متهماً، من قيادات وعناصر جماعة الإخوان، فى القضية المعروفة إعلامياً بـ«اقتحام السجون»، لحين الفصل فى طلب رد المحكمة. وكانت هيئة الدفاع عن مرسي، تقدمت أمس، خلال جلسة المحاكمة بطلب لرد المحكمة، التي تتشكل من المستشار محمد شرين فهمى، وعضوية كلا من المستشارين صام أبو العلا، وحسن السايس.
تأتى إعادة محاكمة المتهمين، بعدما ألغت محكمة النقض فى نوفمبر/ تشرين الثاني الماضى، الأحكام الصادرة من محكمة الجنايات برئاسة المستشار شعبان الشامى بإعدام كلا من الرئيس الأسبق محمد مرسي ومحمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية ونائبه رشاد البيومى، ومحيى حامد عضو مكتب الإرشاد، ومحمد سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب المنحل، والقيادي الإخواني عصام العريان، ومعاقبة 20 متهما آخرين بالسجن المؤبد، وقررت إعادة محاكمتهم.
يأتي ذلك، في وقت نقلت فيه السجين السياسي أحمد الخطيب، أمس، إلى مستشفى الحميات في منطقة العباسية في القاهرة لتلقي العلاج بعد إصابته بفيروس «الليشمانيا»، كما وافقت وزارة الداخلية المصرية على طلب أسرة الخطيب نقله للعلاج في أحد المستشفيات الخاصة على نفقته.
جاء ذلك بعد أيام من إطلاق أسرة الخطيب وجمعيات حقوقية وأحزاب سياسية وشخصيات حملة للتضامن مع الخطيب، تطالب بعلاجه.
وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان أمس: «النزيل أحمد عبد الوهاب محمد الخطيب، الطالب بكلية البايوتكنولوجى في جامعة مصر، مودع بليمان طره، و محكوم عليه بالسجن المشدد لمدة 10 سنوات، في القضية رقم 6357 لسنة 2014 ج الشيخ زايد بتهمة الانضمام لجماعة إرهابية، حيث سبق له مغادرة البلاد عام 2014 للانضمام إلى صفوف تنظيم داعش فى سوريا وعقب عودته للبلاد تم ضبطه».
وأضافت في بيانها: «عانى الخطيب في الفترة الأخيرة من نقصان فى الوزن مع شحوب بالوجه وتراجع فئ مستوى المجهود وبإجراء تحليل دم تبين وجود نقص ملموس بالهيموغلوبين، وعدد خلايا الدم البيضاء، ووجود ارتفاع في نسبة الحديد وسرعة الترسيب».
وأوضحت الداخلية، أنه جرى ترحيل الخطيب من محبسه، إلى مستشفى ليمان طره، التي بادرت بعرضه على مستشفى المنيل الجامعي ومعهد الأورام لفحصه، وأن الفحوص الطبية، أثبتت وجود طفيل «الليشمانيا الحشوية» وهو مرض ينتقل عن طريق التعرض للدغ من حشرة «الساندى فلالى» أو ذبابة الرمل» وهى حشرة غير متواجدة بالبلاد وموطنها العراق وسوريا ومن خصائص المرض الذي تسببه لدغتها الكمون لمدة تتراوح، بين شهرين إلى عام قبل ظهور الأعراض. وتابعت الداخلية المصرية في بيانها: «جرى التنسيق مع مديرية الشؤون الصحية في المنوفية لاتخاذ الإجراءات الوقائية لكافة سجون وادى النطرون حفاظاً على الصحة العامة للنزلاء، وجرى توقيع الكشف الطبي على كل النزلاء المخالطين له وأظهرت نتائج الكشف سلبية العينات وعدم إصابة أى نزيل بهذا المرض».

«تيار التغيير» في «الإخوان» ينتقد رسالة «القيادات التاريخية» للقمة

تامر هنداوي

تظاهرات وتوتر في كركوك بعد فرض علم كردستان على العرب التركمان

Posted: 29 Mar 2017 02:28 PM PDT

كركوك ـ «القدس العربي»: شهدت مدينة كركوك تظاهرات حاشدة، أمس الأربعاء، لمنظمات المجتمع المدني والمكون التركماني، احتجاجا على قرار الكتل الكردية في مجلس المحافظة، رفع علم كردستان على المباني الرسمية دون الرجوع إلى بغداد.
وتجمع المئات من التركمان أمام مقر الجبهة التركمانية رافعين الأعلام ومرددين هتافات رافضة لقرار مجلس المحافظة، فيما تجول المئات الاخرين منهم في مسيرات جابت شوارع المدينة التي بدت خالية من حركة المارة.
وقال رئيس الجبهة التركمانية، النائب ارشد الصالحي لـ«القدس العربي»، إن «قرار مجلس محافظة كركوك هو نهاية مشروع تقسيم العراق وليس بدايته»، منتقدا «موقف البرلمان الاتحادي لعدم اتخاذ الموقف المطلوب في جلسته يوم الثلاثاء الماضي ردا على القرار».
وأشار إلى ان «الجبهة التركمانية ستعمل وفق القانون للرد على هذا القرار، وسيلجأون إلى المحكمة الاتحادية لبيان قانونية قرار مجلس المحافظة»، مبيناً ان «المحكمة الاتحادية ومجلس النواب لديهم صلاحية رفض القرار وحل مجلس المحافظة بموجب قانون المحافظات رقم 21 والمادة 140 من الدستور».
في المقابل، عمدت الأحزاب الكردية إلى تنظيم تظاهرات لتأييد قرارها وجاب مناصريها بعض شوارع المدينة، وسط مخاوف من احتكاكات قد تقع بين المتظاهرين من الطرفين.
وحسب ما أكدت مصادر من داخل مدينة كركوك لـ«القدس العربي»، فإن «أجواء التوتر والتشنج تسود مدينة كركوك، عقب قرار مجلس المحافظة رفع العلم كردستان على مباني المدينة، دون مراعاة لمواقف باقي المكونات التركمانية والعربية في المحافظة».
وبين موظف تركماني في المدينة، رفض الكشف عن هويته، أن العديد من الجماعات التابعة للأحزاب الكردية والبيشمركه، كانت مستعدة قبل صدور قرار مجلس المحافظة، وقامت عقب صدوره بالتجوال في مسيرات ومواكب في شوارع المحافظة رافعين الاعلام الكردية ورافق ذلك إطلاق نار في الهواء بكثافة، ما عده السكان غير الكرد استفزازا لهم.
ونوه إلى أن شوارع المدينة بدت أمس بعد يوم من القرار، خالية من المارة وحركة السيارات قليلة والمحلات مغلقة. كما فضل الكثير من السكان عدم إرسال ابنائهم إلى المدارس خوفا من تدهور الأوضاع الأمنية.
وضمن المواقف المعارضة للقرار، عدّ تحالف «القوى العراقية» تصويت مجلس محافظة كركوك على رفع العلم الكردستاني فوق المباني الحكومية بمعزل عن المكونين العربي والتركماني انتهاكا للدستور والقانون، ومصادرة لحقوق المكونات الاخرى في هذه المحافظة.
وحذر التحالف في بيان من أن يتسبب ذلك القرار» في اثارة فتنة داخلية»، داعيا «التحالف الكردستاني إلى مراجعة السياسات التي ينتهجها في المحافظات التي تعيش فيها كل المكونات العراقية».

تظاهرات وتوتر في كركوك بعد فرض علم كردستان على العرب التركمان

مصطفى العبيدي

المغرب يتهم إيران والمد الشيعي بتهديد الأمن والاستقرار في البلاد

Posted: 29 Mar 2017 02:27 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» : اتهمت السلطات المغربية، ايران والمد الشيعي بتهديد الأمن والاستقرار بالمغرب بعد استقطاب الاف المغاربة واثارة الاحتجاجات في مناطق مغربية مختلفة خاصة في منطقة الحسيمة، شمال البلاد التي تعرف منذ اشهر موجات من الاحتجاجات الاجتماعية، فيما دعت اوساط مغربية الى حل مشاكل المنطقة بعيداً عن سياسة التخوين.
وقالت صحيفة «الصباح» إن وزارة الداخلية المغربية، وجهت تقارير تتضمن تحذيراً، من اندساس الإستخبارات الشيعية في الأوساط الشعبية، وخطورة النفوذ الإيراني بالمغرب، ودوره في بعض الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في الآونة الأخيرة.
وقالت الصحيفة امس الأربعاء ان التقارير كشفت عن «حقائق تهدد استقرار المغرب في الوقت الراهن ومستقبلاً، حيث أن المد الشيعي استقطب آلاف المغاربة، واستوطن مدناً جديدة، حتى أن يتواجد في «حي سباتة» في الدار البيضاء 40 شيعياً على الأقل، يعملون وفق أجندات إيرانية سياسياً وعقائدياً، في الوقت الذي بلغ فيه عددهم بمراكش أزيد من ستة آلاف وفي الرباط بالمئات، أغلبهم من الأطر العليا.
وأضافت ان خطورة المد الشيعي تتمثل في لجوئهم الى التقية لإخفاء معتقداتهم، بل يحرصون على الصلاة بالمساجد، ويتجنبون الخوض في النقاشات المذهبية أمام الملأ، لكنهم ينتظمون في جمعيات وهيئات، وأن نوعية معتنقي هذا المذهب في السنين الأخيرة تطورت بشكل كبير، منهم أطباء بالبيضاء ومهندسون من الرباط وتجار كبار في مراكش، علاوة على مدن طنجة ومكناس.
ولازالت منطقة الحسيمة تعيش توتراً اثر تجدد الاحتجاجات واندلاع مواجهات بين السكان ورجال الامن، اسفرت عن جرح اكثر من مائة رجل امن حسب وزارة الداخلية.
وعقد وزير الداخلية المغربي، محمد حصاد، اول امس الثلاثاء اجتماعًا في مدينة الحسيمة، ضم مسؤولين ومنتخبين عن المنطقة، فيما استمر نشطاء الحراك الشعبي في المنطقة الريفية في الاحتجاج للشهر السادس على التوالي، إذ نفذت ساكنة منطقة «تامسينت»، ضواحي الحسيمة، مسيرة احتجاجية مساء اليوم نفسه.
وقال موقع هسبرس ان الحراك الريفي يستمر في زيادة حالة الاحتقان بشوارع الحسيمة وضواحيها، برفع مطالب ضمن «وثيقة مطالب الحراك الشعبي بإقليم الحُسيمة»، التي تعكس «الواقع المزري الذي يعيشه الريف عامة في مختلف القطاعات»، والتي توزعت بين ما هو حقوقي وقانوني واجتماعي واقتصادي؛ فيما يرتقب أن ينظم النشطاء مسيرة حاشدة هذا الأسبوع، بعد تنفيذ احتجاجات في ضواحي المدينة، كانت آخرها مسيرة الأحد الماضي في إمزورن.
وقال ان حضور الوزير حصاد إلى الحسيمة هو الثالث من نوعه بعد حادثة مقتل بائع السمك محسن فكري طحنا داخل آلية لجمع الفنيات ليلة 28 تشرين الاول/ أكتوبر 2016، والتي أججت الشارع منذئذ؛ إذ توجه بعد الفاجعة بيومين إلى منزل المرحوم بتعليمات من الملك محمد السادس، ليعود مرة أخرى إلى المدينة يوم 06 شباط/ فبراير الماضي، بعد يوم من أحداث دامية نشبت بين المتظاهرين والقوات العمومية، إحياء لذكرى رحيل الزعيم الريفي محمد بن عبد الكريم الخطابي.
وابلغ حصاد من اجتمع معهم قرار إلحاق محمد الزهر، عامل (محافظ) الإقليم، بالادارة المركزية لوزارة الداخلية، وتكليف الوالي المفتش العام للوزارة محمد فوزي بالإشراف على تسيير شؤون عمالة الإقليم، في انتظار تعيين عامل جديد خلال المجلس الوزاري المقبل؛ وهو الموعد الذي ناقش التطورات التي شهدها المنطقة الريفية في الآونة الأخيرة، مع «الوقوف عن كثب على حقيقة الأوضاع بالمنطقة، وتدارس السبل الكفيلة بتسريع الدينامية التنموية بالإقليم».
وطالب إلياس العماري، رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، خلال اللقاء، بضرورة إعلان الدولة رسميا توقفها عن العمل بـ«ظهير (مرسوم ملكي) العسكرة»؛ فيما كشف أن ما يحدث في الحسيمة كان متوقعاً، «بالنظر إلى كون أزيد من 98% من شابات وشباب المنطقة يرزحون تحت وطأة العطالة، ويعانون من فراغ قاتل فرض عليهم قسراً».
وقالت ياسمينة الفارسي، إحدى ناشطات المجتمع المدني في الحسيمة، إن حالة الاستمرار في الاحتجاج في الإقليم يبررها «حمل ساكنة المنطقة لمطالب مشروعة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي وغيره»، وأن تلك المطالب «لم تجد إلى حدود الساعة باباً مفتوحاً للحوار ومؤشرات جدية لتنمية المنطقة، فالساكنة لا تريد وعوداً شفوية من أجل إخماد الاحتقان، بل تحقيق مطالب ذات مؤشرات واقعية وواضحة».
واضافت أن منطقة الحسيمة تعيش فعلاً وضعية كارثية وأزمة اقتصادية خانقة «صحيح أن بعض المدن تعيش مشاكلها لكن المنطقة ذات خصوصية، فهي صغيرة وتنعدم فيها فرص العمل والاستثمار للقطاع الخاص، فتجد مثلاً أن الشاب الذي يذهب للدراسة في الجامعة يعود إلى منطقته بعد التخرج وسط ضياع حقيقي»، وقالت إن إلحاق الحسيمة بتطوان وطنجة ضمن التقسيم الجهوي الجديد «ألحق بالمنطقة مشاكل كثيرة وتسبب في ركود اقتصادي خطير». ورفضت اعتبار حضور وزير الداخلية في المنطقة في أكثر من فرصة بعد حادث مقتل بائع السمك محسن فكري، فرصة لحل مشاكلها «لا نحتاج إلى أي جهة من أجل متابعة الشأن المحلي بالحسيمة، مهما كانت صفتها، لأن العالم كله يتابع ما يجري، بل نحن في حاجة إلى من ينفذ المشاريع التنموية ويتفاعل بشكل جدي وعملي مع مطالب الساكنة ويتواصل معها عن قرب للنظر في ما يمكن تنفيذه في الوقت الراهن وعلى المدى القصير والمتوسط والبعيد».
واستغربت ياسمينة الفارسي استمرار إعلان الدولة المنطقة عسكرية عبر «ظهير العسكرة»، مضيفة أن هذا التعاطي «ليس له أي معنى ونحن في دولة حديثة»؛ على أن هذا الوضع يجعل من المدينة ذات خصوصية واستثناء غير مقبول بالمقارنة مع باقي المدن المغربية، وضرورة وضع المعادلة الصحيحة لحل مشاكل الإقليم، «نطالب بتدخل رسمي على مستوى هرم السلطة، في شخص صاحب الجلالة، عبر إرادة صادقة لتغيير الوضع».
ودعا موقع الف بوست المغرب الى معالجة وطنية جديدة لمشاكل إقليم الحسيمة «تتميز ببراغماتيتها بعيداً عن منطق العصا والتخوين» خاصة وان الإقليم «تعيش توتراً مقلقاً، حيث انتفض الشباب مطالباً بالكرامة خاصة بعد الحادث المأساوي الذي ذهب ضحيته تاجر السمك فكري. ويبقى مصدر الارتياح هو أن كل الاحتجاجات مرت في ظروف سلمية».
وتعرف منطقة الريف بثقافة التمرد المرتبطة برفض الظلم أكثر من اي شيء آخر، وهذا ما جعلها تعيش هزات سياسية وأمنية متتالية سواء في مواجهة الاستعمار أو بعد الاستقلال. وكل هذا ولّد للمواطن المغربي في هذه المنطقة حساسية خاصة تجاه السلطة المركزية، وتفاقم الوضع في ظل غياب مخطط تنموي حقيقي.
وقال الف بوست «إن ما يحدث في الريف من توتر اجتماعي هو نتيجة تراكم اليأس، كما هو نتيجة غياب مخاطب سياسي مقنع وله مصداقية، وهذا من نتائج مقاطع أغلبية الشعب للانتخابات. واستمرار هذا الوضع قد يتطور في حالة عدم المعالجة بالحوار الصريح والاعتراف بالأخطاء الى سيناريوهات مقلقة، خاصة في ظل بزوغ أصوات انفصالية، هي محدودة جدا، ولكن من يضمن أن لا تصبح مؤثرة مستقبلاً إذا ما نجحت في تطوير خطابها السياسي مستغلة الأوضاع المقلقة في الريف».

المغرب يتهم إيران والمد الشيعي بتهديد الأمن والاستقرار في البلاد

محمود معروف

ترامب يطالب بقطع 18 مليار دولار من برامج الرعاية الاجتماعية والمساعدات الخارجية لتمويل الجدار الفاصل مع المكسيك

Posted: 29 Mar 2017 02:27 PM PDT

واشنطن ـ «القدس العربي»: اقترح البيت الأبيض اجراء تخفيضات تصل إلى 18 مليار دولار في ميزانية البرامج الاجتماعية والإنسانية والمساعدات الخارجية من اجل تمويل الجدار الفاصل مع المكسيك.
وقدم البيت الأبيض وثائق الميزانية إلى المشرعيين الجمهوريين كجزء من محادثات مكثفة تسعى لتجنب اغلاق جزئي للحكومة الاتحادية في اواخر نيسان/ ابريل.
وكان الكونغرس قد فشل في تمرير ميزانية العام الماضي، ومول الحكومة من خلال قرار يستمر حتى ذلك الموعد، وسيتم تحديد مستويات التمويل، في نهاية المطاف من قبل الكونغرس، وليس الرئيس، ومن المرجح ان يتم تجاهل مقترحات البيت الأبيض من قبل المشرعين كما جرت العادة، ومن غير المتوقع ان تتحول هذه المقترحات إلى تشريعات اذ نالت ميزانية ترامب لعام 2018 انتقادات من الديمقراطيين والجمهوريين في وقت سابق من هذا الشهر، واتفق الخبراء على ان هناك فرصة ضئيلة لتقبل المقترحات.
وطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطته تخفيض مبلغ 1.23 مليار دولار من ميزانية البحوث الطبية التى تمولها المعاهد الوطنية للصحة و50 مليون دولارمن المنح المقدمة إلى الوكالات المحلية وقطع مبلغ 300 مليون دولار من البرنامج الدولي لمكافحة فيروس نقص المناعة، وستشهد ادارة الطاقة ووكالة حماية البيئة تخفيضات كبيرة ستؤدى إلى الغاء الدعم عن بحوث الطاقة المتجددة وبحوث الوقود الاحفوري وبحوث الطاقة النووية ومنح الابتكار التقنى.
واقترحت إدارة ترامب الغاء أو تخفيض الدعم، بشكل كبير، عن برامج المساعدات المحلية والأجنبية التى تقول الإدارة بانها تفتقر إلى عائد كبير على استثمارات الضرائب، وتشمل هذه المنح المعونات الغذائية الدولية والمنح الأمنية، ومنح الأعمال التجارية الريفية، ومنح المؤسسات المالية للتنمية المجتمعية وبرامج خدمات (اميريكورس) وبرامج محو الأمية والتربية البدنية.
ووفرت ميزانية ترامب أموالا لبناء الجدار الحدودي مع المكسيك مما أثار غضب العديد من المشرعيين، ومن بينهم تشاك شومر، زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، الذى قال: «الإدارة تطلب من دافعي الضرائب قطع البرامج الحيوية للطبقة الوسطى من أجل تغطية تكاليف جدار، غير ضروري، وباهظ التكاليف».
ومن شأن التخفيضات الأخرى في البرامج الاجتماعي الغاء الدعم عن برامج تشجيع فرص الخدمة الاجتماعية لكبار السن، وقطع مبلغ 372 مليون دولار من المساعدات الهادفة إلى توفير التدفئة إلى الفقراء، وقطع مبلغ 447 مليون دولار من ميزانية النقل العام من أجل تمويل الجدار على طول الحدود الممتدة بين الولايات المتحدة والمكسيك.

ترامب يطالب بقطع 18 مليار دولار من برامج الرعاية الاجتماعية والمساعدات الخارجية لتمويل الجدار الفاصل مع المكسيك

المحاور والمرتكزات الـ10الأساسية في خطاب أردوغان للشعب التركي لحسم الاستفتاء المقبل

Posted: 29 Mar 2017 02:27 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي»: قبل 17 يوماً فقط من بدء تصويت الأتراك في الاستفتاء على التعديلات الدستورية وتحويل نظام الحكم في البلاد إلى «رئاسي» تشتد الحملات المؤيدة والمعارضة بقوة، ويجوب الرئيس رجب طيب أردوغان جميع أنحاء البلاد لمخاطبة الجماهير عن قرب وإقناعهم بالتصويت بـ»نعم» في الاستفتاء المقبل. أردوغان الزعيم الأبرز في البلاد منذ قرابة 15 عاماً، يبدو متمرساً جداً على قيادة الحملات الانتخابية وكسب أصوات الشعب التركي، لا سيما وأنه هو نفسه من قاد انتصارات حزب العدالة والتنمية الحاكم المتتالية منذ عام 2002 في عدد كبير من الانتخابات البلدية والتشريعية والرئاسية.
وقبل كل معركة انتخابية خاضها، عمل أردوغان على إلقاء خطاب جماهيري مطول في المحافظات التركية الـ81، وهو مهمة تستغرق قرابة الشهرين من العمل المتواصل والجهد الكبير، حتى وصل به الأمر للانتقال من محافظة إلى أخرى وإلقاء أكثر من خطاب جماهيري في نفس اليوم ما يؤدي في كثير من الأحياء إلى إصابته بالإعياء، كما حدث معه، الثلاثاء، عندما أصيبت أحباله الصوتية بالإرهاق وأكمل خطابه الثالث في نفس اليوم بصعوبة كبيرة.
وعلى الرغم من أن محتوى الخطابات اليومية يبدو متقارباً جداً بل مكرراً في كثير من الأحيان، إلا أن هذا المحتوى يبدو ناجحاً في ظل إجماع كبير من قبل المؤيدين والمعارضين على أن أردوغان يجيد بشكل احترافي مخاطبة الشعب التركي وملامسة مشاعره عن قرب. وبتحليل عشرات الخطابات التي ألقاها أردوغان خلال الأسابيع الأخيرة والتي تركزت في معظمها حول حملته لدعم إنجاح مساعيه لإقرار النظام الرئاسي، يمكن استخلاص مجموعة من المحاور والمرتكزات التي أجمع عليها واستخدمها في جميع هذه الخطابات.

الإنجازات والخدمات

طرح حزب العدالة والتنمية الذي كان أردوغان أبرز مؤسسيه نفسه للشعب التركي على أنه يتفهم جيداً احتياج الشعب للخدمات العامة والبلدية، ومن هذا المنطلق تعتبر مقولة (عملنا الخدمة وقوتنا الشعب) أبرز شعارات الحزب التي رسخها أردوغان الذي برز عندما كان رئيساً لبلدية اسطنبول واستطاع إحداث نقلة نوعية في رفاهية المدينة وخدماتها ووسائل مواصلاتها.
وحتى اليوم يعطي أروغان مساحة كبيرة من خطاباته للجماهير للتأكيد على الخدمات التي يقوم بها ويعطي أرقام وإحصائيات ويذكر مشاريع المواصلات والخدمات التي أنجزتها الحكومة والبلديات والخطط الإستراتيجية للتطوير في المستقبل.

المشاريع الضخمة

يتسلح أردوغان بأن عهده شهد بناء العديد من المشاريع الإستراتيجية الضخمة في تاريخ الجمهورية التركية ويذكر الجماهير دائماً أنه وحزبه هم من قاموا ببناء جسر اسطنبول الثالث وخط مترو «مرمراي» الذي يربط جانبي اسطنبول من تحت المضيق، ونفق «أوراسيا» الذي يربط القارتين من تحت البحر وتمر عبره الشاحنات والسيارات.
ويذكر بشكل مستمر إلى مطار اسطنبول الثالث الذي يجري بناءه ليكون أكبر مطار في العالم، وجسر تشانكلي الذي وضع حجر الأساس له قبل أيام ليكون أطول جسر في العالم، والخطط الجارية لمشروع قناة اسطنبول التاريخية، بالإضافة إلى العديد من المشاريع الضخمة.

الاقتصاد والديون

لا يفوت أردوغان أي خطاب لتذكر الشعب التركي بأنه تمكن من سداد ديون تركيا البالغة قرابة 24 مليار دولا إلى البنك الدولي وأن حكومته مستعدة لإقراض البنك الدولي الآن 5 مليار دولار بطلب من الأخير، معتبراً أن ذلك مؤشراً مهماً على حجم «النهضة الاقتصادية» التي أشرف عليها.
ويلفت إلى أنه في عهد العدالة والتنمية تم بناء ضعف عدد المطارات في البلاد، ويعدد أرقام المدارس والجامعات والمستشفيات التي جرى بناؤها بالإضافة إلى خطط التطوير المستقبلية في البلاد، ويعد بمزيد الخدمات والرفاهية للشعب، بحسب وضفه.

محاولة الانقلاب

منذ الخامس عشر من يوليو/تموز الماضي، تعتبر محاولة الانقلاب الفاشلة المحور الأبرز في خطابات الرئيس التركي، وفي كل خطاب له يجدد شكره للشعب التركي الذي «خرج يحمل كفنه دفاعاً عن الوطن» ويُذكر بـ«بطولات الشهداء والجرحى»، ويجدد التأكد على «افتخاره بالشعب العظيم».
كما يجدد التحذير من حركة الخدمة وأنصار فتح الله غولن الذين يصفهم بـ«الخونه» ويؤكد على استمرار الحرب عليهم بكل الطرق لـ«حماية البلاد ومعاقبتهم على قتلهم للمدنيين وتدميرهم مؤسسات الشعب التركي وقصف مقر البرلمان التركي أثناء محاولة الانقلاب».
على الدوام كان يستخدم الرئيس التركي خطاباً مناهضاً للغرب ويوجه في جميع كلماته انتقادات إلى الولايات المتحدة والدول الأوروبية، لكن في الأسابيع الأخيرة ومع تصاعد الأزمة مع لاتحاد الأوروبي رفع أردوغان من مستوى انتقاداته لتصل إلى مستوى غير مسبوق، ويسعى أردوغان من خلال ذلك لإظهار نفسه على أنه «ند» قوي للغرب وهو أمر يثير البهجة في قلوب الأتراك.
ولاقت اتهامات أردوغان لدول أوروبية بـ«الفاشية والعنصرية والنازية» ودعمها للتنظيمات الإرهابية وجماعة غولن قبولاً واسعاً من قبل أنصاره الذين رفع أردوغان من حماسهم باتهامه الدول الأوروبية بالعمل على منع تركيا من التطور والازدهار والنهوض، معتبراً أنها تريد أن تبقى تركيا دولة تابعة لها وطالب الجماهير بالتصويت بنعم في الاستفتاء المقبل كون النظام الرئاسي سيحد من تدخلات الاتحاد الأوروبي في السياسة التركية.

الحرب على الإرهاب

وهو يجدد في كل خطاب على أن بلاده عازمة في الحرب على التنظيمات الإرهابية، معتبراً أن بلاده مستهدفة وباتت هدفاً مشتركاً لهذه التنظيمات، ويرسل رسائل دعم للجيش التركي الذي يخوض معارك ضد تنظيم الدولة في سوريا منذ أشهر.
ويشدد في كل مرة على أن بلاده «ستضرب بيد من حديد» تنظيم الدولة، كما أنها لن تسمح بإقامة كيان كردي في شمالي سوريا، وعلى الرغم من صعوبة المعادلة السياسية والعسكرية على الأرض يشدد أردوغان على أن جيشه قادر على سحق الوحدات الكردية إذا شكلت تهديد لبلاده وأن الجيش سيقوم بطرد وحدات حماية الشعب إلى شرق نهر الفرات.

الأكراد والنزعة القومية

تصاعدت في السنوات الأخيرة النزعة القومية لأردوغان، وبعد سنوات قضاها في محاولة التوصل لاتفاق سلام مع أكراد البلاد عبر مفاوضات غير مباشرة مع زعيمهم المعتقل عبد الله أوجلان، اتخذ أردوغان مساراً متشدداً، وبالتوازي مع تشديد الحرب على المتمردين الأكراد رفع حدة خطابه ليكون أقرب لخطاب زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشلي الذي بات مقرباً من أردوغان ويدعم جهوده لإقرار النظام الرئاسي.
وفي كل خطاب يدعوا أردوغان الجماهير للترديد خلفه شعارات «وطن واحد، وشعب واحد، وعلم واحد»، ويشدد على أنه لن يسمح بتقسيم البلاد أو «التفريط بشبر منها».

البُعد الإسلامي

وهو لا زال يقدم نفسه على أنه الزعيم الإسلامي المحافظ الذي ما زال يعمل من أجل تأمين جميع الحقوق للمحافظين الأتراك وإنهاء أي قوانين تم سنها في السابق من قبل الأنظمة العلمانية، ويذكر بأنه من رفع الحظر على ارتداء الحجاب وحرية العبادة. وفي كل فترة يركز على «انجاز جديد» له في هذا الإطار، حيث أصدر قرارات قبل أسابيع تسمح بحرية إرتداء الحجاب للعاملات في سلك الشرطة والجيش، وهي قرارات تلقى قبولاً وترحيباً واسعاً من قبل أنصار الرئيس، كما يستخدم الدعاء ويستدل بآيات وأحاديث خلال خطاباته، ورد أمس على رفع صورة تطالب بقتله في سويسرا: «لا أحد يملك تقصير أو إطالة عمري سوى الله»، وفيما يتعلق بالأزمة مع أوروبا قال، الأحد: «إن أوروبا أظهرت تحالفها الصليبي باجتماع قادتها في مقر الفاتيكان».

تشويه المعارضة

يركز أردوغان على تفنيد اتهامات المعارضة له ويقود بالرد يومياً على الأنباء التي تنشرها وسائل الإعلام المعارضة في محاولة لإقناع أنصاره بعدم صحتها، وبالعادة يكون الجزء الأكبر من هذا الرد من نصيب زعيم المعارضة كمال كلتشدار أوغلو الذي يوبخه أردوغان بشكل مستمر ويتهمه بضعف الخبرة السياسية والفشل في إدارة الحزب.
ويقول أردوغان إنه يتمنى أن يكون هناك حزب معارض حقيقي له ويتهم كلتشدار أوغلو بالفشل في قيادة المعارضة، ورداً على اتهاماته لأردوغان بـ»الديكتاتورية» طالبه أردوغان بالاستقالة كون حزبه خسر 7 انتخابات تحت قيادته، وسخر منه قبل أيام بالقول: «لو آمنه على 5 خراف لأضاعها».

اللاجئين

منذ 6 سنوات يعتبر ملف اللاجئين من أبرز ما يسيطر على اهتمام الشارع التركي، ويؤكد أردوغان بشمل مستمر على أن بلاده اتخذت سياسة الباب المفتوح وفتحت أبوابها أمام الفارين من الموت و»تقاسمت الخبز معهم» مذكراً بالأرقام التي أنفقتها بلاده على اللاجئين ويتخذ من ذلك مدخلاً للانتقاد اليومي لسياسة أوروبا الذي يقوم إنها أغلقت أبوابها أمام الفارين من الحروب وتركتهم يموتون في البحر ولم تقدم الأموال التي وعدت بها لتركيا من أجل تحسين مستوى حياة اللاجئين، ويعتبر كل ذلك تعبيراً عن «أصالة وتاريخ الشعب التركي».

المحاور والمرتكزات الـ10الأساسية في خطاب أردوغان للشعب التركي لحسم الاستفتاء المقبل

إسماعيل جمال

هل الإسرائيليون أكثر عنفاً؟

Posted: 29 Mar 2017 02:26 PM PDT

التقارير حول ازدياد مستوى العنف في جهاز التربية والتعليم والصحة في إسرائيل سمعت ايضا ممن يعيشون في الثقب الاسود الموجود وراء مواقع الجيش الإسرائيلي. فهم ايضا يسمعون ويقرؤون عن عنف الطلاب ضد المعلمين، وعنف الطلاب ضد بعضهم البعض، وعنف المرضى ضد الممرضين وضد الاطباء، إلى درجة أنه في هذين الجهازين حدثت اضرابات تحذير واحتجاج في الآونة الاخيرة.
إن من يعيشون في الثقب الاسود لا يعرفون الاستغراب الذي يقف من وراء هذه الاحتجاجات. الاستغراب الجدير حسب رأيهم هو فقط أنه لا يوجد تعبير للعنف في المجتمع الإسرائيلي اليهودي.
إذا حكمنا على الامور بناء على الشعور الاجتماعي الشخصي في إسرائيل، فقد حدث في السنوات الاخيرة ارتفاع في مستوى العنف الجسدي، اضافة إلى انتشار ثقافة الشبكات الاجتماعية، وكذلك العنف الكلامي. معيار العنف القومي الذي نشرته وزارة الامن الداخلي في العام 2014 يظهر أنه في السنوات 2003 ـ 2010 حدثت في إسرائيل 620 ألف حالة عنف في كل سنة بالمتوسط. وبين السنوات 2010 ـ 2012 حدث انخفاض في عدد الحالات، لكن الخطر زاد. الفئات العمرية بين 18 ـ 44 سنة ارتكبت في تلك السنوات معظم جرائم العنف التي وصلت إلى الشرطة. وفي معظم الحالات، مفاجيء، كان المعتدون هم من الرجال. وعادة يكون المعتدي أو المعتدى عليه من نفس الخلفية الايديولوجية.
يجب انتظار نشر مقياس العنف القومي الجديد من اجل تأكيد أو نفي المشاعر الشخصية. ومن اجل اعادة مقارنة الوضع مع الدول الصناعية المتقدمة. حسب معيار العام 2014 فان نسبة حالات السرقة كانت في إسرائيل أقل مما هي في الدول الصناعية المتقدمة. إلا أن نسبة الاعتداءات الجسدية كانت أعلى بكثير، 700 حالة لكل 100 ألف شخص، مقابل 300 حالة لكل 100 ألف شخص في الدول الصناعية المتقدمة.
إن من يعيشون وراء الجدران الحديدية ينسبون العنف في المجتمع الإسرائيلي بشكل مباشر إلى العنف الدائم. والروتين الذي يتم استخدامه من قبل نظام الفصل العنصري (الابرتهايد في جنوب افريقيا)، غير مشمول في احصائيات تقارير الشرطة. المحللون الطبيعيون لسلوك الإسرائيليين يقولون إن اجيال كثيرة من الإسرائيليين نشأت على فكرة أن القوة والعنف هي امور تعود بالفائدة. وقد تحولت القوة والعنف إلى لغة الأم، وهي راسخة في تجربة اليد والعلاقات الإنسانية وطريقة التفكير. إنها ليست استثنائية، لذلك هي لا تعتبر قوة وعنف.
لماذا لا يعطي اليهود الذين يسرقون الاراضي الالهام لسارقي الشيوخ الذين يخرجون من البنك مع نقود التأمين الوطني البائسة (وهذا خارج السرقة الرسمية، الرأسمالية)؟ لماذا لا يستخلص من يقضون ثلاث سنوات من حياتهم وسلاحهم مصوب، بأن التهجم على النساء هو حق طبيعي؟ لماذا يتوقع من يهاجم ممرضة أو معلمة أن يعاقب، في الوقت الذي لا تتم فيه محاكمة آلاف المسلحين الإسرائيليين الذين قتلوا واصابوا الفلسطينيين والذين يتم التعامل معهم على أنهم أبطال؟.
يمكن ايضا أن نكفر بالربط بين الظاهرتين. وبنفس القدر يمكن الاستنتاج بأن نسبة العنف أقل مما يمكن أن تكون عليها في المجتمع الإسرائيلي اليهودي. الجنود الذين يهددون باستمرار الاولاد الفلسطينيين في الخليل لا يقومون بضرب اولادهم. والمهندسون الذين اغتصبوا النسيج الاجتماعي الفلسطيني بواسطة الجدران والشوارع الالتفافية ليسوا عنيفين زيادة عن اللزوم مع جيرانهم ونسائهم. إن متعة العنف تتحقق، والقوة تحقق فائدتها بشكل دائم في الطرق التي تحظى بالتشجيع الاجتماعي والمؤسساتي.

عميره هاس
هآرتس 29/3/2017

هل الإسرائيليون أكثر عنفاً؟

صحف عبرية

برعاية موسكو… قوافل مهجري الوعر تواصل الخروج من الحي

Posted: 29 Mar 2017 02:26 PM PDT

دمشق ـ «القدس العربي»: تستعد الدفعة الثالثة من قوافل مهجري حي الوعر آخر معاقل المعارضة المسلحة في حمص، للخروج إلى المناطق المحررة في ادلب شمال سوريا، برعاية روسية، لتنفيذ الإذعان المزمع على تهجير أهالي وثوار الحي الرافضين للتسوية ومصالحة النظام، وذلك بعد وصول الدفعة الثانية التي أقلت 1800 شخص، بينهم 400 مقاتل بأسلحتهم الخفيفة إلى المناطق المحررة في ريف حلب.
وقال مدير مركز حمص الإعلامي أسامة أبو زيد في تصريح لـ»القدس العربي» ان «القافلة الثالثة ستتجه غالباً إلى محافظة ادلب، إلا في حال تعثر الطريق أمام المهجرين، فإنه سيتم تغيير الخطة إلى ريف حمص الشمالي، موضحاً أن القافلة السابقة تعاني من وضع انساني صعب جدا، بسبب عدم تأمين مراكز الإيواء ومخيمات للمهجرين، وخاصة للناس والأطفال الذين باتوا يفترشون العراء دون مأوى».
وقال أبو زيد «يعاني المهجرون وخاصة العائلات بسبب تأخير المنظمات الإنسانية والخيرية ومنها منظمة أفاد التركية المعول عليها في تحضير المخيم وتجهيز أساسيات الحياة للمهجرين، ولذلك وحتى اللحظة المخيم غير مهيأ وغير جاهز لاستقبال أحد، الناس هائمون على وجوههم يفترشون الشوارع والأزقة، ومنهم من استضافه اهالي المنطقة في بيوتهم، حيث تم تقديم خروج قافلة المهجرين إلى مدينة جرابلس على دفعة المهجرين إلى إدلب، بسبب المعارك العنيفة التي يشنها الجيش الحر ضد قوات النظام السوري في حماة، والتي حالت دون تأمين الطريق من قبل حكومة موسكو التي تعتبر نفسها الجهة الراعية للاتفاق، والتي رافقت مدرعاتها القوافل التي بلغ عددها خمسين حافلة».
وأكد المتحدث الإعلامي أنه «سيبقى في حي الوعر وباتفاق مسبق حوالي 300 مقاتل من فصائل المعارضة السورية إلى حين تفريغ الحي من المقاتلين والأهالي، بهدف حماية الحي من أي خروقات قد يفتعلها النظام السوري أو الميليشيات، وذلك بضمانة روسية، وسيبقى لهؤلاء المقاتلين القرار في الخطوات الأخيرة من التفريغ إما يخرجون من الحي أو يقومون بتسوية أوضاعهم مع النظام السوري».
وأضاف أن «الميليشيات الشيعية الطائفية بدورها ستحافظ على نقاطها في محاصرة حي الوعر، ضمن اتفاق إيراني روسي، إلى حين تهجير آخر ثواره ورافضي المصالحة، فيما ستتوجه القوات الروسية لفرض سيطرتها على مصفاة حمص النفطية، والتي تعتبر أكبر المصافي النفطية في سوريا، واشترط الروس حسب مصادر خاصة بـ»القدس العربي» دخولهم إلى أحياء الجزيرة السابعة والثامنة» اللتين تعتبران مدمرتين بشكل كامل، وتتمتعان بموقع استراتيجي كونهما أقرب نقطة في حي الوعر على مصفاة حمص».
وكان قد وصل في العشرين من شهر آذار/مارس الحالي، 1354 مدنياً من مهجري حي الوعر، إلى مخيم اللاجئين في مدينة جرابلس بريف محافظة حلب شمالي البلاد، وقد تضمنت القافلة التي نقلت المهجرين 32 حافلة تقل مدنيين بعد رحلة استغرقت 22 ساعة.

برعاية موسكو… قوافل مهجري الوعر تواصل الخروج من الحي

هبة محمد

«الدولة الإسلامية» يواصل الحرب على الصوفيين في سيناء

Posted: 29 Mar 2017 02:25 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: يواصل تنظيم «الدولة الإسلامية»، تنفيذ تهديداته، باستهداف المنتمين للحركة الصوفية في سيناء، حيث أعدم، أمس الأربعاء، اثنين بتهمة ممارسة السحر والكهانة.
وبث التنظيم، أمس تسجيلا مصورا، يظهر اعتقاله اثنين من المسنين يرتديان زيا برتقاليا، أخرجهما مقيدين من سيارة سوداء ودفع بهما إلى الصحراء، حيث قطع رأسيهما، بعد أن قال أحد أعضاء التنظيم، إن «محكمة شرعية أدانت الرجلين بالقتل لممارستهم الكهانة وادعاء علم الغيب ودعوة الناس للشرك».
ممارسة السحر والكهانة، هي التهمة التي يوجهها تنظيم «الدولة» لأبناء الطرق الصوفية، حيث سبق، وأقدم على ذبح الشيخ سليمان أبوحراز، أحد أكبر مشايخ الطرق الصوفية فى سيناء، بعدما وصفه التنظيم بـ»أحد الكهان المرتدين» أواخر العام الماضي.
وقال حاتم البلك الناشط السيناوي وعضو لجنة الدفاع عن سيناء لـ «القدس العربي»، إن «تنظيم داعش هدد أكثر من مرة باستهداف أعضاء الطرق الصوفية في سيناء، وقتل عددا منهم، وفجر العديد من الأضرحة والمساجد التي تخصهم، منها ضريح الشيخ زويد الذي تحمل مدينة الشيخ زويد اسمه، إضافة لاستهداف عدد من الأضرحة لأولياء الله الصالحين، في مختلف أنحاء سيناء».
وأضاف أن «تنظيم داعش، يعتبر مؤسسة الأزهر، قريبة من الفكر الصوفي، وأن التنظيم استهدف عددا من المعاهد الأزهرية في سيناء، كان أخرها، معهد العريش».
وأوضح أن «هناك أكثر من 12 طريقة صوفية في سيناء، وأن أكثرها انتشاراً هي الطريقة الجريرية، التي أسسها، الشيخ عيد أبو جرير، أحد أعضاء منظمة سيناء التي كانت تنفذ عمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي في شبه الجزيرة بعد عام 1967، وأن هذه الطريقة تمتلك عدد المساجد في مدن رفح والعريش والشيخ زويد».
وتابع «هناك طريق أخرى تعرف التيجانية، ظهرت في الجزائر، وانتقلت إلى مصر في بداية القرن الماضي، ولها 7 مساجد منتشرة في أنحاء سيناء، مؤكداً، وأن انتشار الطرق الصوفية بدأ في الانحسار بعد انتشار جماعة الإخوان المسلمين في منتصف القرن الماضي».
وقال الشيخ علاء أبو العزائم، رئيس الاتحاد العالمي للصوفيين، لـ«القدس العربي»، إن «تنظيم داعش يسعى لإجبار أعضاء الطرق الصوفية، التخلي عن منهجهم واتباعه»، مشيراً إلى أن «داعش يرى في الصوفيين الأخطر الأكبر على مشروعه في سيناء، أو اي مكان يحاول بسط نفوذه فيه».
وكان تنظيم «الدولة» «توعد في بيان، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بقتل كل أبناء الطرق الصوفية فى سيناء ممن رفضوا مبايعة ما يسمى «ولاية سيناء»، كاشفًا عن رصد كل زوايا الصوفيين على أرض سيناء، ومن المقرر استهدافها فى القريب العاجل.
وأضاف التنظيم في بيان، أنهم ألقوا القبض على عدد من أبناء الطرق الصوفية فى سيناء خلال الفترة الأخيرة، وان عدد منهم أعلن بيعته للتنظيم، فيما ذبح آخرين رفضوا الانضمام إليه.
وعن رصدهم لأماكن الزوايا الصوفية فى أرض الطور، قال تنظيم داعش، إن الصوفية فى سيناء ينقسمون إلى نوعين الطريقة الأحمدية والطريقة الجريرية، بحيث تنتشر الطريقة الأحمدية فى منطقة الجورة وما حولها كمناطق شبانة والظهير والملافية، وكذلك فى منطقة الشيخ زويد وما حولها. أما الطريقة الجريرية فهي ثلاث زوايا رئيسية، هى زاوية العرب فى الإسماعيلية وزاوية سعود في الشرقية، ويتبعها فى سيناء زاوية الروضة ومنها زاوية حي أبوجرير، والطويل، وصباح.
وزعم في بيانه، أن «أبناء هذه الطرق يعتقدون النفع والضر في الأموات، ويصرفون لهم شتى أنواع العبادات كالدعاء والاستغاثات، فضًلا عن التوكل والذبح والطواف واتخاذهم وسائط بينهم وبين الله، ويتبعون شيوخهم ويؤدون لهم السمع والطاعة العمياء».
واعترف التنظيم بإقامة الحواجز عند الطرقات والقبض على عدد من أبناء الصوفية وذبحهم. كما اعترف بقتل الشيخ قطيفان بريك منصور، والشيخ سليمان أبوحراز في سيناء، بتهمة أنهما «كهنة ينشرون الخرافات»، وزعم التنظيم أن «شيخا صوفيا أنشأ عمودًا داخل بيته يأمر الناس بالطواف حوله».

«الدولة الإسلامية» يواصل الحرب على الصوفيين في سيناء

تامر هنداوي

الشارع الغزي فضل متابعة أخبار الرياضة وتصفح مواقع التواصل على القمة العربية

Posted: 29 Mar 2017 02:25 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: لم يكترث الشارع الغزي كثيرًا لحدث انطلاق أعمال القمة العربية الـ 28، التي يستضيفها الأردن، وانشغل السكان بأعمالهم على خلاف سنوات ماضية كانوا يهتمون خلالها بأعمال القمم، بعد أن فقدوا الأمل في عودة نتائجها إيجاباً على تحسين أوضاعهم الصعبة جراء الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم منذ أكثر من عشر سنوات.
وعلى خلاف ما كان عليه الوضع في بدايات انتفاضة الأقصى التي انطلقت شرارتها في العام 2000، حين كان الشارع الفلسطيني بصفة عامة يتابع عن كثب نتائج القمم العربية، خاصة تلك التي عقدت في بيروت عام 2002، وطرحت خلالها المبادرة العربية للسلام، خاصة وأن تلك القمة عقدت للمرة الأولى بدون حضور الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الذي كان محاصراً في مقر إقامته برام الله، انشغل السكان كل بعمله، دون أن يلقي بالاً للمحطات الإخبارية التي كانت تنقل وقائع جلسة الافتتاح ومن قبلها توافد الزعماء العرب على مكان الانعقاد.
ولم يغير التمثيل العربي الكبير للوفود المشاركة، رأي الشارع الغزي، في عدم عودة نتائج القمة بالفائدة عليهم ولا على القضية الفلسطينية بشكل عام، مستندين بذلك إلى نتائج القمم السابقة، التي كررت مرارا مساندة القضية الفلسطينية ومدينة القدس ورفع الحصار عن غزة، بدون تنفيذ فعلي لهذه الوعود.
وعلى طول ثلاثة كيلو مترات، التي قطعت فيها احدى سيارات الأجرة التي استقلها مراسل «القدس العربي» عرض مدينة غزة، كان السائق مهتماً كثيراً بوضع مؤشر المذياع على إحدى المحطات التي كانت تذيع احدى أغاني المطربة اللبنانية فيروز، وحين سئل السائق وهو شاب في منتصف العشرينيات، وهو خريج أحد المعاهد التعليمية، عن سبب ابتعاده عن متابعة أخبار انطلاق القمة العربية، أكد أنه لا يعلم وقت انطلاقها المحدد، وأن كل ما يعرفه أنها ستكون في الأردن في هذه الأوقات.
وقال الشاب الذي لجأ للعمل كسائق سيارة أجرة، في ظل تردي الوضع الاقتصادي وانعدام فرص العمل في مجال تخصصه، أنه لن يتابع القمة العربية، لعلمه جيداً أنها حسب وصفه «لن تقدم ولن تؤخر» في الواقع الفلسطيني شيئاً، ولا في واقع غزة المرير.
وموقف هذا الشاب كان مطابقا لآراء غالبية السكان، الذين ملوا من فشل الجامعة العربية من وضع حلا لمشاكلهم التي خلقها الاحتلال، وما تفرع منها من حصار محكم لغزة دمر كل مناحي الحياة.
وقد اهتم أبو مجدي صاحب محل لبيع المواد الغذائية في ترتيب رفوف عرض البضائع، ومتابعة بيع الزبائن، في الوقت الذي بدأ فيه زعماء الدول العربية المشاركون في القمة، بإلقاء كلماتهم في الجلسة الافتتاحية. وقال إنه يحبذ فقط من باب المعرفة الاطلاع على نتائج القمة النهائية من خلال متابعة أحد الأخبار النهائية، رغم تأكيده أنها لن تعود بشيء جديد لصالح القضية الفلسطينية، التي عبر عن خشيته من تناسيها عربياً مع مرور الزمن.
وبما يدل على عدم اهتمام الشارع الغزي بانطلاق أعمال القمة العربية، قالت الطالبة إيناس أحمد وتدرس في أحد أقسام الإعلام، أنها تفضل وقت الفراغ بين المحاضرات، الحديث إلى صديقاتها عبر أحد برامج مواقع التواصل الاجتماعي، لا أن تتصفح المواقع الأخبار لمعرفة نتائج القمة، بالرغم من تأكيدها أنها من المتابعات جيدًا للأخبار، بحكم دراستها الجامعية.
واهتم شبان آخرون في الحديث عن آخر أخبار كرة القدم، خاصة مباراة المنتخب الوطني مع نظيره المالديفي، التي انتهت بفوز عريض للمنتخب الفلسطيني بثلاثية، في مستهل مشواره ضمن منافسات أمم آسيا القادمة، وكذلك الاهتمام بجولة التصفيات الأخيرة للمنتخبات العالمية، التي تحظى بمتابعة كبيرة من قبل الجمهور الفلسطيني بشكل عام.
وجلس أحمد العجرمي وهو شاب في الثلاثينيات من العمر برفقة ثلاثة من أصدقائه، يتابعون برنامجاً رياضياً، في أحد مقاهي مدينة غزة، مع استمرار أعمال القمة، وقال لـ «القدس العربي» أنه على مدار سنوات عمره الماضية، لم تغير قرارات القمم العربية أي شيء على صعيد واقع الفلسطينيين الذين يعانون الاحتلال. وأشار إلى أن الأمور السياسية بالنسبة للفلسطينيين جراء التراجع العربي بالقضية «تسير من سيئ إلى أسوأ».
وفي المكان نفسه كان أحد الشبان يجري محادثة عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي، مع صديق له يدرس في احدى الدول العربية، وكانا يتبادلان الحـديث حول الأمـور الحياتـية.
وكانت الفصائل الفلسطينية اختلفت في آرائها تجاه القمة، بين من طالبت الزعماء العرب بإعادة الاهتمام بالقضية الفلسطينية، وبين من لم يعقد أي آمال على نتائجها، على غرار قمم عربية سابقة، وحذرت من تمرير مشروع سياسي جديد على حساب الفلسطينيين، وأنذرت من محاولات التطبيع مع إسرائيل.
وقبل انطلاق القمة قال وزير الخارجية الفلسطيني الدكتور رياض المالكي، إنها ستكون «قمة نوعية»، وستعيد القضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة العربية.
وأشار إلى أن القمة ستقر أربعة مشاريع قرارات خاصة بالقضية الفلسطينية، وسيتم خلالها إعادة التأكيد على التزام الدول العربية وتمسكها بمبادرة السلام العربية التي أقرت في قمة بيروت عام 2002، مشيراً إلى أن مخرجات البيان الختامي للقمة ستكون معظمها عن دعم القضية الفلسطينية، بما فيها مطالبة المجتمع الدولي بتطبيق قرار مجلس الأمن الأخير حول الاستيطان.

الشارع الغزي فضل متابعة أخبار الرياضة وتصفح مواقع التواصل على القمة العربية
في ظل عدم توقع الفلسطينيين نتائج ملموسة لقرارات القمة المتكررة
أشرف الهور

التحالف الدولي يقتل مدير سد الفرات في سوريا ومساعده خلال دخولهما لأعمال الصيانة

Posted: 29 Mar 2017 02:25 PM PDT

الحسكة ـ «القدس العربي»: قال ناشطون من محافظة الرقة شمالي سوريا، ان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية قتل المهندس أحمد الحسين المدير الحالي والمسير لأعمال سد الفرات والمساعد الفني حسن الخلف وإصابة عدد من الفنيين، إثر استهدافهم من قبل طائرات التحالف الدولي على سد الفرات الاثنين لدى محاولتهم دخول السد بهدف اجراء اعمال الصيانة أثناء الهدنة التي أعلنتها قوات سوريا الديمقراطية.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد أعلنت في وقت سابق عن إيقاف العمليات العسكرية في محيط سد الفرات لمدة اربع ساعات بدءًا من الساعة الواحدة وحتى الساعة الخامسة من اليوم ذاته وذلك ليتمكن فريق المهندسين من الدخول إلى السد والقيام بعمله.
وقال نائب رئيس المجلس المحلي لمحافظة الرقة محمد حجازي «إن غارة جوية للتحالف الدولي تلاها قصف مدفعي كثيف من قبل قوات سوريا الديمقراطية استهدفتا مجموعة من المهندسين والفنيين القائمين على أعمال سد الفرات، وذلك أثناء المهلة المخصصة لدخولهم إلى المكان لإجراء أعمال الصيانة، مما أدى إلى مقتل مدير السد وأحد مساعديه الفنيين، وإصابة عدد آخر من الفنيين بجروح خطيرة».
وأضاف لـ «القدس العربي»، «ان مدير سد الفرات «أحمد الحسين» الذي قتلته مقاتلات التحالف هو من المهندسين الاختصاصيين الذين رفضوا ترك مدينة الطبقة، وفضل الاستمرار مع كادر بسيط لمواصلة العمل في سد الفرات، حيث حصلوا على موافقة التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية على إيقاف المعارك على جسم السد من أجل تقييم المهندسين الأضرار الحاصلة في غرفة التحكم الرئيسية للسد».
وأشار حجازي إلى خروج السد من الناحية الميكانيكية عن الخدمة حالياً، حيث يحتاج إلى كوادر هندسية ضخمة وتجهيزات ومولدات كهربائية، لكن المهندسين الذين تطوعوا للدخول لإصلاح السد يرفضون ذلك الآن خوفاً من استهدافهم من قبل التحالف
وأكد حجازي ان «سد الفرات يحتاج مدة أسبوعين لإصلاح الاضرار، لذلك يجب إيقاف المعارك وتأمين الحماية للمهندسين والسماح لهم بالدخول إلى سد الفرات مع التجهيزات اللازمة والمولدات، من أجل إصلاح السد بأسرع وقت لأنه بعد خروجه عن الخدمة وخلال مدة لا تتجاوز 40 يوماً سيكون هناك انهيار كارثي للسد».
ويرى الناشط مهاب ناصر، «ان استهداف طيران التحالف الدولي للمهندسين كان متعمداً خصوصاً ان المهندسين كان معهم متطوع سابق في الهلال الاحمر ويحمل راية للهلال الأحمر».
وأضاف لـ «القدس العربي»، «ما حدث يوضح ان التحالف غير جدي في موضوع اصلاح سد الفرات تجنباً لوقوع كارثة انهيار السد او خروج السد عن العمل لسنوات بسبب الاعطال الكبيرة التي ستحلق بالسد بعد بدء غمر التجهيزات داخل السد لعدم وجود كهرباء وموظفين لتشغيل مضخات التصريف، حيث رأينا عندما حاول الموظفون الدخول إلى السد بعد اعلان المهلة من قبل قسد تم استهدافهم على الفور». وأشار ناصر إلى أن «المهندسين لازال قسم منهم في مدينة الطبقة وضواحيها وهناك طاقم من الفنيين والمهندسين موجود في سد البعث الخاضع لسيطرة تنظيم الدولة وهؤلاء على اتم الاستعداد للدخول إلى سد الفرات لمحاولة فتح بوابات المفيض لتخفيف الضغط عن السد، لكن بعد تلبية مطالبهم بتوفير الحماية لهم من خلال إيقاف العمليات العسكرية فورًا وبشكل كامل في منطقة السد والمحطة والمدينة ووقف قصف الطيران والسماح للفنيين المتواجدين في مدينة بالدخول الآمن بحماية إحدى المنظمات الدولية للكشف وتقدير الوضع في سد الفرات مفصلاً».
أما المهندس هديب شحاذة فاعتبر قتل الطاقم الفني الذي حاول انقاذ ما يمكن انقاذه، لتجنب حدوث كارثة انهيار السد، «ما هي الا رسالة واضحة تمنع اي محاولة لصيانة الأعطال التي تسبت بها صواريخ التحالف».
وأضاف في حديثه لـ»القدس العربي»، «ان العنوان الرئيسي للتحالف الدولي ابقاء الخوف والرعب هاجس المدنيين في هذه المرحلة الصعبة، وتهجير أكبر عدد ممكن من السكان وإفراغ المنطقة من اهلها، لتنفيذ مشروع قذر بدأت ملامحه الواضحة تظهر في الآونة الأخيرة».
يشار إلى ان مدير سد الفرات أحمد الحسين الذي قتلته مقاتلات التحالف الدولي كان قد ظهر قبل أيام في تقريرٍ مصور بثته وكالة أعماق التابعة لتنظيم «الدولة»، قال فيه إن القصف الجوي تسبب بتحطم معظم تجهيزات غرفة القيادة والتحكم في السد، وغمرت المياه التجهيزات كافة بعد ارتفاع منسوب المياه خلف السد، ما أدى لخروج السد عن الخدمة بالكامل، وتوقف خروج المياه من السد، الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع المنسوب وتعرض السد إلى الطوفان الكامل.

التحالف الدولي يقتل مدير سد الفرات في سوريا ومساعده خلال دخولهما لأعمال الصيانة

عبد الرزاق النبهان

احتجاجات في إسرائيل على دعوة رئيس الفلبين لزيارتها لإتهامه بـ«التشبه بهلتر»

Posted: 29 Mar 2017 02:24 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: يطالب ناشطون من جمعيات حقوقية إسرائيلية السلطات الرسمية بمنع زيارة الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي إلى « متحف الكارثة» خلال زيارته الرسمية لإسرائيل، وذلك لتورطه في جرائم قتل. وتدعو الرسالة التي كتبها المحامي ايتي ماك، نيابة عن 14 ناشطا في مجال حقوق الإنسان، لتغيير البروتوكول الدبلوماسي الذي يحتم على كل ضيف رسمي يزور اسرائيل زيارة متحف الكارثة.
يشار إلى أن رودريغو دوتيرتي الذي يشغل منصبه منذ مايو/ أيار من العام الماضي اتهم بالقتل الجماعي والخرق المنهجي لحقوق الإنسان، وتم الادعاء في السابق بأنه ينكر الكارثة (الهولوكوست). وخلال حملته الانتخابية وعد بأنه إذا تم انتخابه فسيعمل خلال الأشهر الستة الأولى لولايته، على قتل 100 ألف مشبوه بارتكاب جرائم. ومنذ تسلمه لمنصبه تم، حسب ادعاء تنظيمات دولية، قتل حوالى 7000 شخص، اشتبه غالبيتهم بالتجارة بالمخدرات أو تعاطيها. وتم قتل هؤلاء من قبل «فرق الموت» التي أوجدت في الشرطة الفلبينية.
وكتب ماك أن دوتيرتي أدلى قبل سنة ونصف بتصريح يمكن أن يتم تفسيره كتنكر للكارثة، حيث قال: «هتلر قتل ثلاثة ملايين يهودي.. الآن يوجد ثلاثة ملايين مدمن على السموم وسيسرني ذبحهم». وكتب ماك أنه «ليس من المناسب في هذه الظروف ان تكون اسرائيل هي المحطة الأولى في زيارات دوتيرتي الى الغرب، وبالتأكيد يمنع عليه زيارة متحف الكارثة «. كما كان الرئيس الفلبيني قد احتل عناوين الصحف قبل شهور بعدما ضبط وهو يشتم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وما لبث أن اضطر للتوضيح والاعتذار.

احتجاجات في إسرائيل على دعوة رئيس الفلبين لزيارتها لإتهامه بـ«التشبه بهلتر»

الجمهوريون في الكونغرس يرفضون مسؤولية ترامب عن زيادة الضحايا المدنيين من الضربات الجوية في سوريا والعراق

Posted: 29 Mar 2017 02:23 PM PDT

واشنطن ـ «القدس العربي»: دافع المشرعون الجمهوريون عن ادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التى تعرضت لانتقادات عنيفة بسبب زيادة عدد الضحايا المدنيين في سوريا والعراق جراء الغارات الجوية، وقالوا ان قواعد الاشتباك العسكري في ظل ادارة الرئيس السابق باراك أوباما كانت صارمة للغاية.
وزعم الجمهوريون ان القواعد القاسية أدت إلى فرص ضائعة لضرب تنظيم « الدولة الإسلامية »، وقللت من مساحة احكام القادة في الميدان، ولذا تم التخفيف من هذه القواعد.
وقال النائب ماك ثورنبيري من لجنة الخدمات المسلحة (جمهوري من تكساس) ان «القوات لم تضرب بعض الأهداف في بعض الاحيان بسبب الحرص على الالتزام بتلك القواعد»، مشيرا إلى ضرورة ترك قادة الجيش للقيام بمهماتهم والسماح لهم بعمل المطلوب، واضاف ثورنبيري انه ليس من الضروري الموافقة على كل ضربة من موظفي مجلس الامن القومي.
وتعهد ترامب باستعراض قواعد الاشتباك ولكن السلسلة الاخيرة من التقارير حول زيادة عدد الضحايا المدنيين ادت إلى اتهامات لادارة ترامب بأنها قد اجرت التغييرات بالفعل، وقد لقى اكثر من 200 مدني مصرعهم عندما انهار امبنى في غرب الموصل بسبب غارة أمريكية كما جاء في تقرير الموصل ان اكثر من 40 شخصا قتلوا في غارة شنتها القوات الأمريكية على مبنى مرتبط بمسجد وان 30 شخصا قتلوا، على الأقل، في غارة جوية اصابت مدرسة.
وأصرت وزارة الدفاع الأمريكية على ان قواعد الاشتباك لم تتغير حيث قدم الجنرال ستيفن تاونسند، قائد التحالف المناهض لتنظيم (داعش) معلومات محدثة عن التحقيقات في التقارير مشيرا إلى ان تقارير ضرب المدرسة قد لا تكون ذات مصداقية، واضاف تاونسند ان هناك «فرصة عادلة» ان القوات الأمريكية قد تكون مسؤولة جزئيا عن انهيار المبنى في الموصل ولكن هناك دلائل على ان (داعش ) قد لعب دورا في الحادث.
وفسر الارتفاع في الاصابات إلى طبيعة المرحلة في الحرب الحالية وليس بسبب تغييرات في سلوك التحالف، وقال: «هذه المرحلة اصعب واكثر وحشية، وهي مرحلة قاسية جدا لم اشاهد مثلها خلال 34 عاما من خدمتي».
واشار النائب ثورنبيري، ايضا، إلى مصائد (داعش) وصعوبة القتال في مدينة كثيفة ومكتظة بالسكان مثل الموصل، وقال «من الواضح ان (داعش) يستخدم البشر كدروع لحماية افراد التنظيم، لقد رأيت تقارير عامة حول المباني المفخخة لقتل الناس، هؤلاء الأشخاص لا يرحمون، ونحن بحاجة إلى التحقيق في كل حادث ولكننا نعرف على وجه اليقين ان (داعش) على أستعداد لخلق خسائر في صفوف المدنيين لكي نظهر بشكل سئ .
وقال السناتور جون ماكين من لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ (جمهوري من اريزونا) ان قواعد الاشتباك قد تغيرت بشكل واضح ولكنه وضع اللوم على الوضع الراهن في الشرق الأوسط على أوباما، واضاف ماكين ان «الحرب أمر فظيع، والخسائر في صفوف المدنيين هي من إرث باراك أوباما».
وقال الديمقراطيون ان التقارير الأخيرة عن وقوع الخسائر في صفوف المدنيين هي بالضبط السبب في القواعد الصارمة التى وضعها أوباما، واوضح السناتور كريس مورفي (ديمقراطي من كناتيكت) ان ترامب أظهر مستويات من فك الارتباط تثير القلق مشيرا إلى ان الخسائر يمكن ان تقوض المعركة ضد التنظيم.

الجمهوريون في الكونغرس يرفضون مسؤولية ترامب عن زيادة الضحايا المدنيين من الضربات الجوية في سوريا والعراق

رائد صالحة

جهاز الإحصاء في ذكرى «يوم الأرض»: الاحتلال يستغل 85 % من أراضي فلسطين التاريخية

Posted: 29 Mar 2017 02:23 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: أعلن جهاز الإحصاء الفلسطيني، ضمن أرقام أوردها عشية ذكرى يوم الأرض الذي يصادف اليوم الخميس، أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل أكثر من 85% من مساحة «فلسطين التاريخية»، وأنه لم يبق للفلسطينيين سوى 15% من مساحة الأراضي فقط، في حين بلغت نسبة السكان الفلسطينيين 48 % من إجمالي سكان «فلسطين التاريخية»، في الوقت الذي شرعت فيه العديد من الجهات بتنظيم فعاليات إحياء لهذا اليوم.
واستعرضت علا عوض، رئيسة جهاز الإحصاء، في تقرير مطول لها بهذه الذكرى الأرقام والإحصائيات الخاصة بالاستيلاء على الأراضي الفلسطينية من قبل الاحتلال، وذكرت أن 40 % من مساحة الضفة الغربية تم تحويلها لأراضي دولة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أنه بعد الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967، قامت سلطات الاحتلال بنقل ملكية الأراضي التي كانت تديرها السلطات الأردنية والأراضي المسجلة بأنها «أراضي دولة» منذ العهد العثماني إليها، وقامت بتجميد عمليات تسجيل الأراضي للفلسطينيين، وألغت جميع التسجيلات غير المكتملة.
وأوضحت أن إسرائيل بذلك حرمت السكان الفلسطينيين من حق التصرف في ملكية أراضيهم.
واستعرضت وضع مدينة القدس، حيث تستمر عمليات الاحتلال بهدم المباني الفلسطينية، مع مواصلة ووضع العراقيل والمعوقات لإصدار تراخيص البناء للفلسطينيين، في ظل قيام الاحتلال بالمصادقة على تراخيص بناء آلاف الوحدات السكنية في المستعمرات الإسرائيلية المقامة على أراضي المدينة.
وذكرت في التقرير الذي جاء في ذكرى «يوم الأرض» أن سلطات الاحتلال قامت خلال 2016 بهدم نحو 309 مبان تشتمل على مساكن ومنشآت تجارية وصناعية وزراعية.
يشار إلى أن الفلسطينيين يحيون في 30 مارس/ آذار من كل عام، ذكرى يوم الأرض وهو اليوم الذي خرجت فيه مسيرات جماهيرية حاشدة في المناطق المحتلة عام 1948، ردا على قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة 21 ألف دونم من أراضي الجليل والمثلث والنقب، وذلك في عام 1976، حيث أسفرت المواجهات وقتها مع قوات الاحتلال عن استشهاد ستة فلسطينيين. ومنذ ذلك اليوم وهذا اليوم ذكرى لتخليد وتجسيد تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه ووطنه.
وحسب التقرير الجديد فإن 48 % من مساحة المستعمرات الإسرائيلية مقامة على أراض ذات ملكية خاصة للفلسطينيين، حيث بلغ عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية في 2015 في الضفة الغربية 413 موقعاً منها 150 مستعمرة و119 بؤرة استعمارية.
وذكرت عوض أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي واصلت سياسة التطهير العرقي بحق المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية من خلال سياسة هدم المنازل والمنشآت بهدف اقتلاع المواطنين من أراضيهم.
وأوضحت أنه منذ بداية 2016 تم هدم وتدمير حوالى 1,023 منزلاً ومنشأة في مختلف مناطق الضفة الغربية، وأن هذه العمليات أدت إلى تشريد أكثر من 1,620 مواطنا فلسطينيا نصفهم من الأطفال.
وتطرقت في التقرير إلى الحصار المستمر على قطاع غزة. وذكرت أنه على الرغم من صغر مساحة قطاع غزة أقام الاحتلال الإسرائيلي «منطقة عازلة» على طول الشريط الحدودي، وهو يسيطر عملياً على حوالى 24% من مساحة القطاع البالغة 365 كم²، الذي يعتبر من أكثر المناطق ازدحاما وكثافة للسكان في العالم.
وفي ذكرى «يوم الأرض» يحيي الفلسطينيون العديد من الفعاليات، التي تؤكد تمسكهم بأراضيهم المحتلة، من ضمنها فعاليات ثقافية وفنية، وأخرى لها علاقة بالأرض من خلال زارعة العديد من الأشجار خاصة في المناطق المهددة بالمصادرة.
وفي هذا السياق أحيت بلدية خان يونس جنوب قطاع غزة هذه الذكرى من خلال زراعة 50 دونماً في المتنزه الإقليمي الواقع جنوب غرب المدينة بمشاركة الطلبة من مديرية التربية والتعليم.
وقالت إن الفعالية تأتي في إطار ترسيخ هذه الذكرى في نفوس الأجيال والمحافظة على الجذور الوطنية والتمسك بالأرض والهوية.
وأكد المهندس يحيى الأسطل رئيس بلدية خان يونس، خلال الفعالية، أن ذكرى يوم الأرض تعد بمثابة يوم وطني كبير كونه يربط الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية وأراضي 48 والشتات كشعب واحد.
وبين أن إحياء فعالية يوم الأرض جاء لـ «التذكير بتضحيات الشهداء الذين سقطوا من أجل العزة والكرامة، وأن تبقى فلسطين عربية وإسلامية»، داعيا إلى «نبذ سياسة التنازل والتفريط بالحقوق، وإلى وجوب تحرير كل فلسطين».
وفي سياق فعاليات إحياء الذكرى، التي يمر عليها 41 عاما، في إطار التصدي للمحاولات الإسرائيلية الهادفة لطمس الهوية وسرقة الأراضي الفلسطينية، أطلق شبان فلسطينيون حملة للتغريد على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت وسم «# يوم الأرض».
ومن المقرر أن تبدأ حملة التغريد مساء اليوم الخميس بالتوقيت المحلي لمدينة القدس.
وأعلن في هذا الإطار العديد من المؤسسات الأهلية عن إقامة معارض صور وتراث تجسد الواقع الفلسطيني وتؤكد التمسك بالأرض المحتلة.
ونظمت جمعية الثقافة والفكر الحر مهرجانا في قاعة مركز الشوا الثقافي حمل عنوان «أرضنا هويتنا».
وقدمت خلال المهرجان 150 طفلة من مدارس عدة في القطاع كورالا موسيقيا بعنوان «مين إلي قال نسينا الأرض».
إلى ذلك أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، تيسير خال، أن يوم الأرض الخالد أعطى لفلسطين هويتها الحقيقية إلى الأبد، وجسد من خلاله المعاناة والتضحيات الجسام.
وقال في بيان أصدره بهذه المناسبة أن إحياء الذكرى الواحدة والأربعين ليوم الأرض هو مناسبة ليس فقط للوقوف أمام الدلالات التاريخية العميقة لأحداث الثلاثين من آذار «بقدر ما هو مناسبة لاستنهاض الطاقات والهمم وشحذ أدوات النضال في معركة الدفاع عن الأرض، وفي معركة الشعب الفلسطيني في جميع مناطق وجوده، بما في ذلك شعبنا المرابط في الجليل والمثلث والنقب في مواجهة سياسات حكومات إسرائيل العدوانية التوسعية والتصدي لمشاريع التهويد والاستيطان ولسياسات التمييز العنصري».
وأكد على حق الشعب الفلسطيني في التحرر من الاحتلال وبناء دولته الوطنية المستقلة على جميع الأراضي المحتلة في عدوان حزيران/يونيو 1967 وعلى حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها بالقوة العسكرية.
وطالب كذلك الدكتور أحمد بحر، النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي في ذكرى يوم الأرض، بـ «تحشيد موقف عربي وإسلامي فاعل، لإحباط الهجمة الصهيونية ضد الأرض والشعب والمقدسات».

جهاز الإحصاء في ذكرى «يوم الأرض»: الاحتلال يستغل 85 % من أراضي فلسطين التاريخية

أشرف الهور

ظهور لجان أوروبية أمازيغية لدعم حراك الريف شمال المغرب

Posted: 29 Mar 2017 02:22 PM PDT

مدريد – «القدس العربي»: تعيش منطقة الريف شمال المغرب توتراً حقيقياً جراء ارتفاع مطالب الساكنة بأجندة اجتماعية مثل العمل والتطبيب والعيش الكريم، وتمتد الاحتجاجات الى أوروبا حيث تقطن جالية كبيرة من ساكنة هذه المنطقة الأمازيغية وأسست قرابة عشر لجان لدعم ما أصبح يصطلح عليه «حراك الريف المغربي».
ومنذ الحادث المأساوي الذي ذهب ضحيته الشاب فكري بائع السمك الذي لقي حتفه بطريقة بشعة عندما طحنته شاحنة للأزبال، والريف يشهد توتراً واحتقاناً بين الفينة والأخرى. ومرت كل الاحتجاجات بطريقة سلمية للغاية حتى الأحد الماضي عندما تم إضرام النار في أربع سيارات كبيرة للشرطة وحافلة علاوة على مسكن يقطنه به عشرات من أفراد الأمن.
ووعياً منها بخطورة الأمر، تلتزم الدولة المغربية هذه المرة حذراً شديداً وتعالج الأمر بروية لتفادي تدهور الأوضاع التي لم تهدأ رغم مرور شهور وقد تتطور الى ما هو مقلق للغاية في حالة ارتكاب خطئ أمني فظيع. ولم يعد الحراك مقتصراً فقط على ساكنة الريف بل انتقل الى مختلف الدول الأوروبية بسبب وجود جالية مغربية أمازيغية كبيرة. في هذا الصدد، تأسست تسع لجان لدعم حراك الريف المغربي في مختلف المدن الأوروبية الكبرى، وهذه اللجان هي: لجنة لهاي ولجنة أوترخيت ولجنة بلجيكا ولجنة أونفرس ولجنة فرانكفورت ولجنة دوسلدورف ولجنة أوسلو ولجنة بلد الباسك الإسباني ولجنة برشلونة ولجنة جزر الكناري ولجنة ليل وباريس. وأصبحت هذه اللجان نشيطة سياسياً في المدن التي توجد فيها وعلى مستوى البرلمان الأوروبي وهيئات أخرى، حيث تنظم ندوات واعتصامات. وهذا يقلق السلطات المغربية كثيراً لأنها تخصص وقتها لملف الصحراء والآن تجد نفسها أمام مشكل جديد، ولكن هذه المرة يتضمن الشق الحقوقي والاجتماعي بعيداً عن مطالب تقرير المصير. وتشهد أوروبا بروز تيارات أمازيغية تقول بتقرير مصير المنطقة ولكنها تبقى محدودة للغاية.في هذا الصدد، يقول أحد أبرز نشطاء الحركة الأمازيغية في أوروبا، وهو سعيد العمراني من العاصمة بروكسيل «البعض يتعجب لماذا يوجد هذا التضامن القوي في أوروبا مع الريف، السبب بسيط وهو أن كل عائلة ريفية لديها عضو في أوروبا اضطرته الظروف الى الهجرة لأن الريف يعاني من تهميش خطير خاصة بعد استقلال البلاد والأحداث المأساوية التي وقعت هناك بين عامي 1959-1958».
ويستطرد في تصريحاته لـ»القدس العربي»: «مطالب الحراك هي أساساً اجتماعية تتعلق بالتطبيب وبالحق في العمل والعيش الكريم، كما أن هناك مطالب بالحكم الذاتي وهي مشروعة للغاية لكن الأساسي الآن هو ما هو اجتماعي. ما يؤسفنا هو بعض الأصوات في العاصمة الرباط التي ترغب في تشويه الحراك الأمازيغي وتلفيق تهم الخيانة والعمالة، علماً أن الريف رائد في الدفاع عن وحدة المغرب تاريخياً ولم يوقع أي وثيقة استعمار. فهل الحديث عن العيش الكريم هو عمالة؟».
في غضون ذلك، بدأ حراك الريف المغربي يتحول الى قضية لدى الجالية المغربية من جذور أمازيغية، وقد يتطور الأمر الى موضوع شائك مستقبلاً إذا لم تنجح الدولة المغربية في احتواء المطالب الاجتماعية بعيداً عن الأطروحة الأمنية التي سادت حتى الآن.

ظهور لجان أوروبية أمازيغية لدعم حراك الريف شمال المغرب

حسين مجدوبي

إلى أين سيأخذ «اليمين الجديد» إسرائيل ؟

Posted: 29 Mar 2017 02:22 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: اعتبر التقرير الاستراتيجي لعام 2017 الصادر عن المركز الفلسطيني للشؤون الإسرائيلية «مدار» أن إسرائيل اتجهت أكثر نحو تصعيد خطاب الضم وتفكيك حلّ الدولتين، والتنصل من مبادرات إنهاء الاحتلال، انسجاما مع ما تشهده داخليا من تكريس اليمين الجديد لنفسه.
واستبعد أن يسفر الذهاب إلى انتخابات مبكرة تفرضها قضايا الفساد المحيطة برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن إضرار بما كرّسه اليمين من مكاسب.
وركز التقرير السنوي الذي أطلقه «مدار» في مؤتمر خاص في رام الله، أمس، الضوء على مواصلة اليمين مساعيه الدؤوبة، لتعميق سيطرته على النخب، وامتلاك مفاتيح مؤسسات الدولة المختلفة، وما يعتبرها قلاعا تقليدية لليسار، مثل الإعلام والمحكمة العليا، وسط تشديد خطابه على يهودية الدولة على حساب «قيم الديمقراطية»، وتحويل أيديولوجيته المعادية للفلسطينيين، إلى سياسة يومية أكثر عدوانية وعنفا.
وتضمن تقديما تأصيليا يضع التغيرات الآنية في إطارها التاريخي البعيد تحت عنوان: «إسرائيل بين المستعمرة والدولة: الثابت والمتحول بعد مئة عام على بلفور، 70 على التقسيم، و50 على الاحتلال». وعاد تقرير «مدار»، ليؤكد الخلفية العميقة لتحكم اليمين الجديد في إسرائيل، ممثلة بالتغيّرات الاجتماعية – التاريخية التي مرت بها إسرائيل، من حيث تحوّلها التدريجي إلى مجتمع أكثر تديناً ومحافظة، ودخول الشرقيين للنخب بعد أن كانت غربية خالصة، وزيادة قوة المستوطنين مع الأفول المستمرّ للنخب التقليدية للصهيونية المؤسسة بقيادة حزب «مباي».

تبخر فرص الدولة الفلسطينية

ومقابل أفول هذا اليمين، شهدت إسرائيل صعوداً مستمرّاً لـ»اليمين الجديد»، الذي يتألف من كل من الأحزاب الحريدية (المتزمتة دينياً)، والأحزاب المتدينة القومية، والمستوطنين، وأعضاء الكنيست المتطرفين وحركات مثل «إم ترتسو» وغيرها. وأشار التقرير إلى تقاطع تكريس اليمين لنفسه في إسرائيل مع انعطافات عالمية شبيهة في أوروبا توّجت بانتخاب ترامب الأمر الذي يؤثر على سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين، وعلى فرص إنهاء الاحتلال، ويفتح أمامها مساحات واسعة للالتفاف على أي محاولات للضغط عليها، ويعطيها فرصة للمناورة السياسية ولفرض وقائع على الأرض تحوّل إقامة دولة فلسطينية حقيقية إلى مهمة مستحيلة.
وقال التقرير إن الحكومة الإسرائيلية توظّف حالة الاضطراب الدموية السائدة في العالم العربي والحركات الإسلامية المتطرفة من أجل التهرب من إنهاء الاحتلال، وادّعاء أن المواجهة مع الفلسطينيين هي مواجهة ثقافية وحضارية بين «العالم المتحضر» و»العالم الظلامي»، عزفا على وتر اليمين الجديد في أمريكا وبعض الدول الأوروبية.
في المقابل يزعم التقرير أن التقاطع مع اليمين العالمي، يحمل بالذات  بذور  ترسيخ صورة إسرائيل بوصفها دولة احتلال عنصرية، تقف هي واليمين الفاشي، والجديد العنصري، في المربع ذاته، ما قد يؤول إلى نزع الشرعية عنها والذي تعتبره خطرا استراتيجيا عليها. وفي هذا الإطار يشير « مدار « أن أطرافا عقلانية في إسرائيل حذرت من ما يحمله اليمين الأميركي والأوروبي من مخاطر انعاش النزعة اللاسامية التي قد تضر باليمين لجانب مخاطر التعامل مع ترامب كورقة مضمونة مائة بالمائة.
ولخّص استنتاجاته بأن حكم اليمين الجديد في إسرائيل، بقيادة نتنياهو، ينعكس في ثلاثة محاور أساسية منوها أن 2016 شهد محاولات مستمرة لترسيخ مكانة المستوطنين ضمن الإجماع الرسمي، وتعدّت هذه المحاولات الأدوات التقليدية، من حيث سيطرة الدولة ومنظومتها على أدوات قضم الأرض عبر المصادرة إلى تبييض سرقة الأراضي على يد الأفراد بشكل رجعي. كما استغل أقصى اليمين الإسرائيلي فرصة صعود ترامب من أجل مطالبة نتنياهو بالتراجع نهائياً عن حلّ الدولتين. غير أن نتنياهو امتنع لاحقاً عن ذلك، وما يظهر من تصريحاته حاليّاً هو أنه يسعى إلى إدارة ملف الاحتلال بالتنسيق الكامل مع إدارة ترامب وإلقاء الكرة في الملعب الفلسطيني. كما يرصد التقرير استمرار حكومة بنيامين نتنياهو بالتعامل مع الفلسطينيين في الداخل على أساس كونهم مصدراً للخطر، سواء الأمني أو الديموغرافي، كما تجلى بحظر الحركة الإسلامية والتحريض ضد القائمة المشتركة، وتمديد العمل بقوانين عنصرية تستهدفهم، كقانون لم الشمل وهدم المنازل . وحري بالقائمين على التقرير التنبه أيضا لمحاولات نتنياهو استخدام فلسطينيي الداخل فزاعة بدلا من إيران ضمن استراتيجية الترهيب لضمان بقائه بالحكم حيث بات هذا الهدف لا يقل أهمية عن قضايا ومصالح عامة جوهرية.

النخب الإسرائيلية الجديدة

ومن ناحية بنية الدولة، أشار التقرير إلى ادعاء إسرائيل الدائم للحفاظ على التوازن بين المركب الديموقراطي واليهودي، فيما أدى الصعود المستمر لليمين الجديد إلى تطور ثقافة شعبوية، تسعى نحو ترسيخ البنية القومية اليهودية للدولة، ومساعي السيطرة على النخب التي تحولت من نخب أشكنازية علمانية عمالية، إلى نخب استيطانية متدينة ويمينية وشرقية.
وانقسمت فعاليات المؤتمر إلى ثلاث جلسات تناولت الأولى محوري «اسرائيل والمسألة الفلسطينية»، و«المشهد السياسي الحزبي الداخلي»، تولى التعقيب عليها النائب قيس عبد الكريم «أبو ليلى». ورأى أنه «إذا كان التصور التاريخي للحركة الصهيونية يقوم على الاستيلاء على أكبر مساحة من الأرض، مع أقل عدد من السكان، فإن التطورات في المنطقة قد تدفع هذا النمط في التفكير الإسرائيلي إلى مداه الأقصى»، معتبرا أن الوضع القائم في إسرائيل، يجسد حقيقة مفادها أنه ليس هناك شريك سلام في إسرائيل. أما في الجلسة الثانية، فقد تم تناول محوري «المشهد الأمني والعسكري»، و»مشهد العلاقات الخارجية»، وتولى التعقيب عليه أستاذ الفلسفة والدراسات الثقافية في جامعة «بيرزيت» د. غسان الخطيب.
وفي هذا السياق، أبرز التقرير فيما يتصل بمشهد العلاقات الخارجية، أن اسرائيل في حالة مرحلة تمدد على المستوى الدبلوماسي، وإن كانت تنجح في مواقع، وتخفق في أخرى.
وبين أنه لا بد من عدم المراهنة على ثبات موقف المجتمع الدولي من الانتهاكات الإسرائيلية والحقوق الفلسطينية على الأمد البعيد. وركز التقرير، فيما يتعلق بـ «المشهد الأمني والعسكري»، على جانبين أساسيين في هذا المشهد، يتمثلان في التحولات الداخلية في جيش الاحتلال، وتعمل على الدفع قدما بما يطلق عليه «البعد الميليشيوي» في هذا الجيش، علاوة على تغير التحديات العسكرية والأمنية في البيئة الاقليمية لإسرائيل.
وفي تعقيبه على مشهد الفلسطينيين في إسرائيل قال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية ان السنوات الأخيرة تحمل مشروعا إسرائيليا يحمل ثلاثة عناوين: يهودية الدولة، تحويل الصراع الى صراع ديني، ومحو الخط الأخضر.
وأشار الى ان الاقتصاد الإسرائيلي يشهد طغيانا مطلقا لرأس المال ويتسم بتهميش وإقصاء الأقليات، ما يتشابه في معطياته مع الأنظمة الفاشية. من جانبه، أورد الخطيب بعض الملاحظات على التقرير، موضحا أن فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية ربما لا يكون كافيا وحده لتفسير التقدم، و»الإنجازات» في السياسة الخارجية الإسرائيلية، وأن التوجه اليميني في أوروبا لم يحسم بعد على العكس من الواقع في أمريكا، مقترحا التركيز حول مكاسب ومخاسر اسرائيل في الساحة الدولية، ومؤسساتها مثل مجلس الأمن.
ويعدّ التقرير طاقم من الباحثين المختصين في الشأن الإسرائيلي. وقد حررت إصدار العام الحالي الواقع في 300 صفحة، د. هنيدة غانم، وأعدّه كل من: عاطف أبو سيف، مهند مصطفى،  انطوان شلحت، عاص أطرش، نبيل الصالح، وهمت زعبي.

إلى أين سيأخذ «اليمين الجديد» إسرائيل ؟

وديع عواودة

بوتفليقة يظهر مجدداً مستقبِلاً الرئيس الكونغولي ‏‎ويغلق الحديث عن وضعه الصحي

Posted: 29 Mar 2017 02:21 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: استقبل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الثلاثاء في العاصمة الجزائرية الرئيس الكونغولي دونيس ساسو نغيسو الذي قام بزيارة دولة الى الجزائر دامت يومين، وجرى اللقاء بحضور وفدي البلدين، وجرت محادثات بخصوص العلاقات الثنائية بين البلدين.
وجرى الاستقبال بالإقامة الرئاسية بزرالدة ضواحي العاصمة، وشارك فيه من الجانب الجزائري رئيس المجلس الشعبي الوطني (البرلمان) محمد العربي ولد خليفة، ورئيس الوزراء عبد المالك سلال، ووزير الدولة مدير الديوان برئاسة الجمهورية أحمد أويحيى، ووزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، ووزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، وكذا وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب.
وتعتبر هذه ثاني مرة يظهر فيها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة منذ وعكته الصحية التي أصيب بها في شهر فبراير/ شباط الماضي، والتي أدت الى غيابه عن ممارسة نشاطاته طوال 55 يوماً، وهي الوعكة التي كانت سبباً في الغاء الزيارة التي كانت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ستقوم بها الى الجزائر في الـ20 من شباط/فبراير الماضي.
وأدى غياب الرئيس طوال تلك الفترة الى انتشار الإشاعات حول وضعه الصحي، اذ تم تداول اشاعات عن تدهور وضعه الصحي ونقله للعلاج الى الخارج، فيما راحت اشاعات اخرى تتحدث عن وفاته، وهي اشاعات وجدت طريقاً الى الكثير من الصحف والمواقع الإخبارية العربية والأجنبية، الامر الذي جعل المسؤولين يخرجون عن صمتهم ليؤكدوا أن ما يتم تناقله لا اساس له من الصحة، وأن الوضع الصحي للرئيس مستقر، بداية من سفير الجزائر في لبنان الذي اضطر للرد على خبر نشرته صحيفة محلية بخصوص الوضع الصحي للرئيس، ومروراً بوزير الخارجية الذي وجد نفسه مجبراً على نفي أن يكون الغاء زيارة الرئيس روحاني الى الجزائر في اطار جولة أفريقية قد تم بطلب جزائري على خلفية الوضع الصحي للرئيس، ووصولاً الى رئيس الوزراء عبد المالك سلال ومدير الديوان الرئاسي أحمد أويحيى، لكن ذلك لم يضع حداً للإشاعات بخصوص الوضع الصحي لبوتفليقة.
وبعد 55 يوماً ظهر الرئيس بوتفليقة على شاشة التلفزيون الحكومي مستقبلاً وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الافريقي عبد القادر مساهل، الذي قدم الى الرئيس عرضاً عن الأوضاع الأمنية والسياسية في منطقة الساحل وفي دول الجوار التي تعرف توترًا، ورغم هذا الظهور الا أن هناك من حاول التشكيك في تاريخ اجراء ذلك اللقاء، وهناك من تساءل عن خلفية استقبال مساهل دون غيره، على اعتبار أن الرئيس لم يستقبل ضيفاً أجنبياً، ولكن مع استقبال الرئيس الكونغولي يكون الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قد استأنف نشاطاته، وأغلق باب الحديث عن وضعه الصحي، مما سيحول النقاش الى مواضيع أخرى، خاصة أن الانتخابات البرلمانية على الأبواب، وأن السلطة تلقي بكامل ثقلها لانجاح هذا الموعد الانتخابي، واقناع المواطنين بالتصويت بقوة في هذه الانتخابات.

بوتفليقة يظهر مجدداً مستقبِلاً الرئيس الكونغولي ‏‎ويغلق الحديث عن وضعه الصحي

انسحابات متتالية لتنظيم «الدولة» من الجنوب السوري و»الجيش الحر» يسيطر على حوش حماد وبئر القصب

Posted: 29 Mar 2017 02:20 PM PDT

درعا ـ «القدس العربي»: كان انسحاب تنظيم «الدولة» من منطقة حوش حماد في اللجاة شمال شرقي محافظة درعا، الجمعة الماضي مقدمة لانسحابات كبرى من نقاط استراتيجية في الجنوب السوري.
فالتنظيم انسحب من بئر قصب يوم الاثنين، ومن تل دكوة القريب من الغوطة الشرقية الثلاثاء، وتقدمت إليها كل من فصائل «أسود الشرقية» و»جيش العشائر» و»كتائب الشهيد احمد العبدو»، ضمن معركة «وسرجنا الجياد»، وكان التنظيم قد انسحب الخميس من حوش حماد، وتقدمت إليه المعارضة في غرفة عمليات معركة «لهيب اللجاة»، والتي شارك فيها كل من «جيش أحرار العشائر» و»فرقة العشائر» و»قوات شباب السنّة» و»ألوية العمري».
وتعتبر حوش حماد، من المناطق ذات اﻷهمية الاستراتيجية في الجنوب السوري، حيث كانت منطلقاً لشن العديد من هجمات «تنظيم الدولة « باتجاه قرى وبلدات اللجاة في ريف درعا الشرقي الشمالي كما يعتبر الحوش صلة وصل للتنظيم بين ريفي دمشق ودرعا، وصولاً إلى حوض اليرموك حيث يتمركز «جيش خالد « المبايع لـه وكل من يخرج من حوض اليرموك تكون وجهته حوش حماد لتأمين نقله إلى الرقة، إضافة إلى مركزيته في تزويد المنطقة بالسلاح والذخائر وتدريب المقاتلين وإخضاعهم لدورات عسكرية وشرعية في الرقة والميادين. كما يعتبر حوش حماد خط الدفاع اﻷول عن باقي المناطق التي يسيطر عليها التنظيم.
وقال الناشط سيف الجنوبي «سرعان ما بدأ تنظيم الدولة بالانهيار في المناطق القريبة من اللجاة، بعد أيام من السيطرة على حوش حماد، وبدأت الانسحابات تتوالى وتمكنت قوات المعارضة من استعادة منطقة شنوان وبئر العورة وبئر القنيات ورجم الدولة ومنطقة الأصفر ومدرسة الرحيل الاثنين بعد اشتباكات في بعضها، التي كان يتمركز فيها التنظيم بالقرب من بئر قصب، الواقعة في امتداد ريف دمشق الشرقي، والمتاخمة لحدود محافظة السويداء».
وبعد ساعات من السيطرة على تلك النقاط، انسحب التنظيم من بئر قصب، من دون مواجهات عسكرية، ولطالما اعتبر بئر قصب، من أهم حصون «تنظيم الدولة « في الجنوب، ومنه كان يتم تقديم الدعم الكبير للفارين إلى الشمال أو القادمين جنوباً، وكانت مواقع «تنظيم الدولة» في بئر قصب منطقة اشتباكات متواصلة بين التنظيم وفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، حينها كان «تنظيم الدولة» قد سيطر على تل دكوة، القريب من بئر قصب في آذار/مارس 2016 ، بعد معارك عنيفة مع جيش الإسلام.
واكد ابو الزين قيادي في «جيش العشائر» في تصريح لـ «القدس العربي»، «ان اكبر الخاسرين في انسحابات التنظيم هو «جيش خالد» المبايع له بعدما تبددت كل آماله في وصل مناطقه في أقصى جنوب غرب درعا بحوش حماد وبئر قصب اذ اصبح «جيش خالد اليوم غير قادر على التوسع أكثر في سبيل هذا الهدف وستشهد الايام المقبلة تراجعاً كبيراً لهم في مناطق ريف درعا الغربي».
من جانبه أكد النقيب حسام القائد العسكري لـ»جيش العشائر» في تسجيل صوتي على أنّ أمير التنظيم في منطقة اللجاة قام بتسليم نفسه لجيش العشائر وأعلن إخلاء مسؤوليته من التنظيم، مما جعل عناصر التنظيم يهربون من بلدة حوش حماد. واشار الناشط ابو نزار أن قوات النظام السوري بدأت فور انسحاب التنظيم بقصف المناطق التي سيطرت عليها المعارضة مؤخرًا.
وما يعطي منطقة بئر قصب أهميتها هو قربها من محافظة السويداء، والتي يسيطر تنظيم «الدولة» على بعض المواقع الصغيرة في ريفها الشرقي والشمالي الشرقي، اﻷمر الذي كان يعتبر دافعاً للنظام لتحريض أبناء السويداء للقتال إلى جانبه تجنباً لمواجهة «الدولة»، إضافة لذلك بات مطار خلخلة العسكري تحت مرمى نيران فصائل «الجيش الحر» حيث لا تتجاوز المسافة الفاصلة خمسة كيلومترات.

انسحابات متتالية لتنظيم «الدولة» من الجنوب السوري و»الجيش الحر» يسيطر على حوش حماد وبئر القصب

خطاب النميري

الأسد يُعفي وزير العدل أحد أبرز صقور الحكومة السورية

Posted: 29 Mar 2017 02:20 PM PDT

دمشق ـ «القدس العربي»: أصدر الرئيس السوري بشار الأسد قراراً يقضي بإعفاء وزير العدل نجم الأحمد من مهامه وعيّن بدلاً عنه هشام ممدوح الشعار، ويُعتبر نجم الأحمد واحداً من أبرز وأقوى الوزراء السوريين في فترة الحرب ويُعتبر من صقور الحكومة السورية وتعاقب بقاؤه وزيراً للعدل على فترة رئيسي حكومة هما وائل الحلقي وعماد خميس كما أنه احتفظ بمنصبه وزيراً للعدل رغم حصول تغييرات أو تعديلات حكومية عدة وهو من محافظة دير الزور شرقي سوريا التي يسيطر على أجزاء منها حالياً تنظيم الدولة الإسلامية داعش.
وبقي الأحمد وزيراً للعدل منذ العام 2012 كما أنه عضو في القيادة القُطرية لحزب البعث الحاكم في سوريا. كما أعفى الأسد يوم الأربعاء كلاً من وزير الاقتصاد ووزير التنمية الإدارية حسان النوري الذي كان «مرشحاً منافساً» للأسد في الانتخابات الرئاسية التي جرت في العام 2014.

الأسد يُعفي وزير العدل أحد أبرز صقور الحكومة السورية

كامل صقر

العبادي يوجه ببدء إنشاء خط نفطي مع الأردن

Posted: 29 Mar 2017 02:19 PM PDT

بغداد ـ « القدس العربي»: أصدر مجلس الوزراء العراقي، أول أمس، توجيهات لتأمين الطريق الدولي الممتد من بغداد إلى الحدود الأردنية، والبدء في تنفيذ مشروع نقل النفط العراقي عبر انبوب النجف – العقبة، ضمن مساعي إعادة تنشيط الحركة الاقتصادية بين البلدين.
وذكر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن طريق بغداد-عمان الدولي سيحال إلى الاستثمار من أجل «إعماره وتأمين الأرتال التجارية».
ويمتد مشروع خط أنابيب النفط من مدينة النجف وبمحاذاة الحدود السعودية وصولاً إلى العقبة، وذلك بعد تعديل مساره السابق الذي يمر عبر مناطق غرب الانبار التي تشهد وضعا امنيا غير مستقر حاليا.
ويفترض أن يغطي المشروع احتياجات الأردن من النفط الخام، عن طريق تغذية مصفاة الزرقاء الأردنية، بالإضافة إلى تصدير كميات من النفط العراقي عبر ميناء العقبة.
وافاد بيان لمكتب العبادي، بأن «مجلس الوزراء وجه بدراسة الجدوى الاقتصادية والفنية لبناء المنفذ الحدودي في طريبيل كجزء متمم لمشروع الطريق الدولي بغداد ـ طريبيل واستنادا إلى الاتفاقية المبرمة بين العراق والاردن عام 2013 «.
إضافة إلى «بحث نتائج تشكيل اللجنة المشتركة بين وزارتي الصناعة والمعادن العراقية والتجارة والصناعة الاردنية لتحديد المنتجات التي يسبب اعفاءها ضررا بالصناعة والزراعة المحلية في العراق، حيث تم الاتفاق على تحديد الطاقات الانتاجية للمصانع الاردنية وسيتم في ضوء ذلك تحديد الاعفاءات الكمركية لحماية المنتج الوطني والالتزام بالروزنامة الزراعية».
وفي السياق، ذكر النائب عن اتحاد القوى العراقية، فارس الفارس، بأن «الطريق الدولي الذي يربط العراق بالاردن وسوريا واعادة تأهيله من بين الطلبات التي تقدم بها نواب الانبار إلى العبادي، لما له من أهمية على الصعيد الاقتصادي وكذلك توفير فرص عاملة لأبناء المحافظة».
وتحدث عن «تطمينات حصلنا عليها في الاجتماع مع العبادي بإعادة تأهيل المنافذ الحدودية الذي سيستغرق من شهرين إلى ستة أشهر».
وفي صورة لتأثير قطع الطريق الدولي على أوضاع الانبار، حذر قائممقام قضاء الرمادي، إبراهيم العوسج الجنابي، من إعلان إفلاس القضاء بعد ستة أشهر، جراء تدهور الوضع الإقتصادي، وغلق المنافذ الحدودية وإنعدام الحركة التجارية في المحافظة بشكل عام.
وأوضح أن «التنمية الاقتصادية في مدينة الرمادي تشكل صفرا بسبب غياب رؤوس الأموال وأن المدينة تعتمد حاليا على رواتب الموظفين فقط مما قد يؤدي إلى اعلان الرمادي افلاسها بعد ستة أشهر في حال عدم معالجة الوضع الاقتصادي والخدمي فيها»، وذلك «لعدم وجود مُدخلات أو مشاريع إستثمارية أو مقاولات إضافة إلى غلق الطرق والمنافذ الحدودية التي كانت تدعم الحركة التجارية وتدعم إقتصاد المدينة».
ويذكر أن العراق والأردن وقعا في عام 2013 اتفاقية لنقل النفط من العراق إلى الأردن عبر خط أنابيب يمر في محافظة الانبار بتكلفة تقارب 18 مليار دولار، لكن المشروع وحركة النقل بين البلدين، توقفت بعد سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» على مناطق في غرب البلاد، ما ترك اثارا اقتصادية سلبية على أوضاع الانبار التي تعتمد على حركة التجارة والاستثمارات والنقل مع الاردن وسوريا، كما ترك اثاراً حادة على الاقتصاد الأردني ايضا.

العبادي يوجه ببدء إنشاء خط نفطي مع الأردن

موريتانيا: فض اشتباك تضامني مع الطلاب في تونس والجزائر

Posted: 29 Mar 2017 02:19 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: فرقت شرطة مكافحة الشغب أمس في نواكشوط وقفة احتجاجية نظمتها الجبهة الطلابية للدفاع عن الحقوق والمكتسبات التي تضم خمسة اتحادات طلابية موريتانية، أمام مقر وزارة التعليم العالي تضامناً مع الطلاب الموريتانيين في تونس والجزائر المعتصمين منذ أيام حول السفارات لحل أزمة المنح.وشارك في الوقفة التضامنية التي رددت خلالها شعارات تطالب بإنهاء معاناة الطلاب، كل من الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا، والاتحاد المستقل لطلبة موريتانيا، واتحاد الطلبة الوطنيين، والاتحاد الحر لطلبة موريتانيا، واتحاد الوفاء الطلابي.
وردد المتظاهرون أمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، هتافات ورفعوا شعارات تضامناً مع طلاب موريتانيا بتونس والجزائر، قبل أن تفرقهم الشرطة بالقوة.
وأكدت رابطة الطلاب والمتدربين الموريتانيين في تونس أمس في بيان حول هذه الأزمة «أن الطلاب يواصلون اعتصامهم المفتوح، بعد أن تعرضوا للقمع الوحشي من قبل الشرطة التونسية، حتى تتحقق المطالب التي قدموها أكثر من مرة دون أن تجد أدنى تجاوب معها، والتي تتلخص في استعجال اجتماع لجنة المنح الذي تأخر عن موعده هذه السنة، على غير العادة، وصرف منح أكثر من 85 طالباً في تونس سقطوا من لائحة القسط الثاني نتيجة لسياسة التلاعب والإهمال واللامبالاة، فبعضهم لم تُرسل السفارة تسجيلاتهم في الوقت، وبعضهم أرسلته السفارة ووصل إلى الوزارة في الوقت المناسب لكن لم تتم دراسته، والبعض الآخر وصل وتمت دراسته لكنه سقط من لائحة المنحة نتيجة للإهمال».
وأكدت الرابطة «تمسكها بخطها النضالي المستقل المدافع عن حقوق الطلاب بصفتها هيئة نقابية مستقلة تُعنى بالدفاع عن الحقوق والمكتسبات الطلابية، كما تُعلن عن مواصلة اعتصامها السلمي أمام مباني السفارة حتى يتم تحقيق كافة المطالب آنفة الذكر وستُصعد إذا لم تتم الاستجابة للمطالب بالدخول في إضراب عن الطعام». ودعت الرابطة «الرأي العام الطلابي والوطني للوقوف مع القضايا الطلابية العادلة من أجل إنصاف جيل الغد الذي هو عُمدة البناء في المستقبل».
وكان اتحاد الطلبة والمتدربين الموريتانيين في الجزائر قد أعلن هو الآخر عن مواصلته اعتصامه المفتوح، حتى تلبى المطالب التي تقدموا بها لوزارة التعليم العالي والي من بينها إعادة الاعتبار للتنقيط القديم، وفتح المجال أمام طلاب «الماستر» والدكتوراه لوضع ملفاتهم للاستفادة من المنحة، وعقد اجتماع لجنة المنح في أقرب وقت ممكن، بالإضافة إلى صرف منح الطلبة والمتدربين طلاب المعاهد التي سئموا تأخيرها المتعمد يومًا بعد يوم».
واشتكى اتحاد الطلاب من «معاملة الشرطة الجزائرية لهم حيث فرقتهم بالقوة مهددين بالدخول في إضراب مفتوح عن الطعام إذا لم يتم التجاوب مع مطالبهم خلال 48 ساعة، مؤكدين مواصلة هذا الإضراب حتى يستردوا حقوقهم التي انتزعت منهم كاملة دون نقصان»، حسب تعبير البيان.
هذا وندد المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، أكبر ائتلاف معارض في موريتانيا، أمس بالمعاملة التي يتعرض لها الطلبة الموريتانيون في الجزائر.
وأعلن المنتدى في بيانه عن «كامل تضامنه ومساندته للطلاب الموريتانيين في الجزائر في نضالهم من أجل الحصول على حقوقهم المشروعة، وتلبية مطالبهم العادلة»، واصفاً الوضعية التي يعيشونها «بالمزرية». وأكد المنتدى «أن الطلاب الموريتانيين في الجزائر يواجهون معاملة غير مسؤولة من السلطات التي كان من المفروض أن تسهر على توفير الظروف اللازمة لتكوين الأطر والخبرات والمهارات التي يوجد البلد في أمس الحاجة إليها».
وأضاف المنتدى المعارض «أن وضعية الطلاب في الجزائر جزء من الواقع الذي يعيشه زملاؤهم الذين يدرسون في الخارج في ظل إهمال السلطات وقطع المنح وتأخر الباقي منها وسوء معاملة السفارات»، حسب تعبير البيان.

موريتانيا: فض اشتباك تضامني مع الطلاب في تونس والجزائر

عبد الله مولود

إسرائيل تستأنف علاقاتها الدبلوماسية مع نيكاراغوا بعد تجميد استمر 7 سنوات

Posted: 29 Mar 2017 02:18 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: أعلنت إسرائيل أمس الاتفاق مع نيكاراغوا على استئناف علاقاتها الدبلوماسية بعد تجميد استمر نحو 7 سنوات، احتجاجا على مهاجمة الجيش الإسرائيلي لسفينة «مرمرة» التركية وهي في طريقها إلى غزة.
وقالت وزارة الخارجية في إسرائيل في بيان لها أمس، إنه على مر السنين وحتى تعليق العلاقات عام 2010 كانت هناك علاقات صداقة وتعاون في مجالات مختلفة كالزراعة والصحة والتعليم. والحكومتان في اسرائيل ونيكاراغوا تنظران بالإيجاب لمعاودة العلاقات لغرض دفع نشاط مشترك الى الإمام لرفاهية الشعبين ومساهمة للمجهود الهادف إلى تحقيق السلام».
وكانت نيكاراغوا أعلنت في 2010 تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل احتجاجا على مهاجمتها « قافلة الحرية « التي حملت مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المحاصر، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المتضامنين على ظهر سفينة مرمرة.
وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية أعلنت الشهر الماضي عن خطة العمل السنوية للعاملين 2017-2018، جاء فيها أن إسرائيل تتطلع إلى استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع أربع دول في أمريكا اللاتينية، هي كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا وبوليفيا، التي قطعت علاقاتها مع إسرائيل. يشار أيضا أن إسرائيل وفنزويلا تجريان حاليا اتصالات تمهيدا لاستئناف علاقاتهما الدبلوماسية، بعد  قطيعة استمرت تسع سنوات. كذلك قالت مصادر إسرائيلية إن الحكومة الهندية، سوف تصادق، اليوم الخميس، بصورة نهائية على صفقة شراء صواريخ ضخمة من إسرائيل تصل قيمتها إلى مليار دولار أمريكي.
وأضافت أن الهند وإسرائيل توصلتا، عام 2014، إلى اتفاق بخصوص هذه الصفقة، ولكنها تعثرت إثر تدخل أمريكي أعاق تنفيذها. ونسبت مصادر إسرائيلية، في حينه، إلى وزير الخارجية الأمريكية السابق، جون كيري، دوراً في إحباط صفقة صواريخ من طراز « سبايك « كانت ستشتريها الهند من إسرائيل بملايين الدولارات. وتضم الصفقة صواريخ تُعرف في الجيش الإسرائيلي باسم « جيل « وهي من إنتاج الصناعات العسكرية « رفائيل «.
من جهة أخرى قالت القناة الإسرائيلية الثانية إن الولايات المتحدة تنوي الدفع بـ «عملية سياسية « إزاء الفلسطينيين كما يستدل من رسالة إلى حكومة الاحتلال مفادها أن الرئيس دونالد ترامب، ينوي القيام بها. وذكرت أن الرسالة الأمريكية لإسرائيل تفيد أن ترامب جدي جدا بشأن الدفع بعملية سياسية بين إسرائيل والفلسطينيين في وقت قريب جدا. وأفادت القناة الثانية أن الحكومة الإسرائيلية تتساءل عما إذا كان الحديث عن تغيير اتجاه، وعن رغبة في توجيه إشارة للفلسطينيين تقول إن الأمريكيين يريدون الاستماع إليهم.
وأشار التقرير إلى أنه لم يتم بعد التوصل إلى توافق بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن البناء في المستوطنات. ونقلت القناة الثانية عن جهات مقربة من قيادة المستوطنين قولها إن هناك بطاقة صفراء من قبل الإدارة الأمريكية تجاه البناء في المستوطنات.

إسرائيل تستأنف علاقاتها الدبلوماسية مع نيكاراغوا بعد تجميد استمر 7 سنوات

وديع عواودة

أطفال السودان يعيشون أوضاعاً صعبة في مناطق النزاع

Posted: 29 Mar 2017 02:17 PM PDT

الخرطوم ـ «القدس العربي»: كشف تقرير أممي عن أوضاع صعبة يعيشها الأطفال في مناطق النزاع في السودان رغم انخفاض معدل تجنيدهم للقتال في أجزاء عديدة من البلاد.
وقالت ليلى زروقي، الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة: «وقع الفتيان والفتيات ضحايا للانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها جميع أطراف النزاع، بما في ذلك القتل والتشويه والعنف الجنسي والاعتداءات على المدارس والمستشفيات».
ويعرض التقرير الذي صدر الأسبوع الماضي تفاصيل أثر الصراع المسلح على الأطفال في دارفور، وجنوب كردفان، والنيل الأزرق، وأبيي بين آذار/ مارس 2011 وكانون الأول /ديسمبر 2016.
القتل والتشويه والاغتصاب فظائع مباشرة تعرض لها الأطفال في مناطق النزاعات بالسودان. ويضاف إلى ذلك، التشرد والنزوح، ما يعني ضمنيا نقص الغذاء وفقدان الفرصة في التعليم.
وفي السنوات الخمس التي شملها التقرير حصلت حالات قتل وشوّه حوالي 1300 طفل بسبب القتال بين الحكومة والحركات المسلحة ونالت دارفور العدد الأكبرمن الضحايا.
ووفقا للتقرير فقد تعرض 372 طفلاً للاغتصاب والعنف الجنسي بدارفور. موضحاً أن «الأطفال تعرضوا للاغتصاب أثناء الهجوم على قراهم أو أثناء جلبهم الأخشاب أو المياه في محيط مخيمات النازحين».
وكانت وحدة حماية الطفل في بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور(يوناميد) أطلقت حملة لرفع الوعي بضرورة القضاء على تجنيد وإستخدام الجنود الصبية من قبل القوات المسلحة والجماعات المسلحة وكانت الحملة في معسكر مورني للنازحين، غرب دارفور.
الحملة التي كانت تحت شعار «لا لتجنيد الأطفال – احموا دارفور» هي جزء من حملة مستمرة لليوناميد تهدف إلى حماية الاطفال من الولوج إلى الصراع المسلح في دارفور وشارك فيها 86 شخصاً من الشباب والأطفال وقادة المجتمع. ورغم حدوث تقدم في الإلتزام بوقف تجنيد الأطفال من قبل الحكومة والجماعات المسلحة (المعروفة)،تزداد المخاوف، حسب التقرير «بشأن تجنيد الأطفال واستخدامهم عبر الحدود من قبل جماعات أخرى من السودان وجنوب السودان».
وشهد العام الماضي جهودا كبيرة من المنظمة الأممية بذلت في الحد من ظاهرة تجنيد الأطفال، أبرزها توقيع لثلاث خطط عمل لحماية الأطفال مع الحكومة السودانية، وكذلك «الحركة الشعبية لتحرير السودان» التي تقاتل في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وأيضاً حركة «العدل والمساواة» التي تقاتل في دارفور.
جهود الأمم المتحدة في إنهاء تجنيد الأطفال بدأت مع الحكومة السودانية في السابع والعشرين من آذار/ مارس 2016 عندما تم التوقيع على خطة عمل تهدف إلى منع تجنيد واستخدام الأطفال من قبل قوات الأمن الحكومية السودانية.
وتنشط منظمات عديدة من المجتمع المدني في خلق رأي عام ضد عملية تجنيد الأطفال وذلك انطلاقا من المواثيق الدولية التي وقّع عليها السودان والقوانين المحلية التي تمنع تجنيد من هم دون الثامنة عشرة في القوات المسلحة وغيرها من القوات النظامية الأخرى، وبدأت مؤخرا الحركات المسلحة التي تقاتل الحكومة في الالتزام بمنع تجنيد الأطفال.
ووقعت (الحركة الشعبية) شمال، فيجنيف في الثالث والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر2016، على خطة عمل مع الأمم المتحدة لإنهاء ومنع تجنيد واستخدام الأطفال دون سن 18 سنة في النزاعات.
وتعهدت الحركة، بتسهيل إعادة إدماج الأطفال في مجتمعاتهم، وتتضمن الخطة مجموعة من التدابير لمنع تجنيد الأطفال، فضلاً عن الإفراج عن الأطفال في صفوف الحركة، وإصدار توجيهات حاسمة من قادة الحركة للعسكريين بوقف عملية التجنيد نهائياً، إلى جانب تعيين ضابط رفيع المستوى للتنسيق مع الأمم المتحدة لتنفيذ الخطة بشكل كامل. وأصدرت حركة «العدل والمساواة» في 25كانون الثاني/ يناير2017 قرارا بمنع تجنيد الأطفال واستخدامهم كجنود في صفوفها، وكانت (العدل والمساوة) منعت في عام 2015 أعضاءها من ارتكاب جميع أشكال استغلال الأطفال بما في ذلك العنف الجنسي والاختطاف والقتل وبتر الأعضاء، إضافة إلى الهجوم على المدارس المستشفيات.

أطفال السودان يعيشون أوضاعاً صعبة في مناطق النزاع

صلاح الدين مصطفى

معاناة معقولة في طهران

Posted: 29 Mar 2017 02:16 PM PDT

لم تكابد نهال تجدّد كثيرا في سعيها للحصول على جواز سفرها الإيراني. كنا ظننّا، فيما نحن نقرأ كتابها، أنه ما يزال أمامها الكثير لتستعيده موقّعا ومختوما وصالحا للخروج من إيران. كنا نحسب أنها ما تزال في منتصف الطريق حين فوجئنا بأنها بلغت نهايتها، بل إن كتابها بلغ خاتمته حين سلّمها الموظف الجواز، تبعا لما يوحي به عنوانه: «جواز سفر على الطريقة الإيرانية».
صحيح أنها اضطرّت إلى الاستعانة بسماسرة مختلفين من أجل ذلك، وأنها تعرضت للتفتيش والمساءلة وفوضى التنظيم الإداري، إلا أن ذلك لا يتعدّى كثيرا ما قد يصادفه أي مواطن عالم ثالثي في بلده.
بدا كما لو أنها اختارت جواز السفر من بين احتمالات عديدة لكتابة ما عاشته في زيارتها لإيران. من بين هذه الاحتمالات تغيّر شكل المدينة بسبب الازدياد السكاني المتكاثر وفوضى البناء، أو تشوّش صورة البشر، حيث الطبيب يمكن أن يكون سمسارا والمهندس سائق سيارة أجرة، أو أن يكون صاحب محل التصوير مخادعا وطيّب القلب في الوقت نفسه، أو يمكن أن تُستبدل مسألة تجديد جواز السفر، كموضوع محوري للكتاب، بتهريب تلك الكمية من الكافيار، القليلة التي تتسع عنها مقدّمة حذائها الرياضي، أو أن تقف الكاتبة خصوصا عند توق الكثيرين للسفر إلى السويد. في الكتاب نجد كل ذلك، أي كل ما قد يصادف إقامة مؤقّتة لسيدة إيرانية تقيم في فرنسا مع زوجها الفرنسي، الملحّ على عودتها باتصالات تلفونية لا تنقطع.
كتاب نهال تجدّد واحد من كتب صدرت لنساء كثيرات باتت تشكل نوعا أدبيا في الكتابة عن إيران. أما هؤلاء النساء، الكاتبات، فهن إما مقيمات في الخارج أو على وشك الخروج إليه، أو إنهن، شأن نهال تجدد، عُدْنَ لزيارة قصيرة سيغادرن في نهايتها. أكثر أعمال هؤلاء تدور حول مقابلة زمن ما قبل الثورة الإسلامية وزمن ما بعدها. تلك المقابلة أو المقارنة تشمل كل شيء، وستكون أكثر تركيزا على التفاصيل حين تكون الكاتبة منتسبة إلى واحة من الطبقات الاجتماعية الأرفع شأنا، في الزمن السابق. نهال تجدّد هي واحدة من هؤلاء، وإن أغفلت ذكر الألقاب السابقة لعائلتها. لكننا سنعرف أن «سنوات جون لينون تشكل العصر الذهبي في حياتي»، أي «في الزمن الذي كان يسير كل شيء فيه على ما يرام»، عندما «كانت الأرض في إقليم مازانداران لا تزال أرضنا، وعندما كانت أمي تكتب وترسم وتغني (..) وكانت خالتي وزوجها أثناء ذلك يجوبان طهران ذات الثلاثة ملايين نسمة في سيارة بيضاء من طراز ثاندربيرد إلخ…».
استعادة إيران السابقة انطلاقا من هذا التذكر يدفع المسافة الفارقة بين الماضي والحاضر إلى حدّ اختلافهما الأقصى. فبمقابل تلك الحياة الأكثر رفاهية يبدو التجوال في طهران الحالية مراقبة متصلة لمعالم انهيار ذلك الزمن الأول. كل شيء فسد هنا وتضعضعت أركانه. ألناس لم يعودوا هم الناس، وما يزيد الأمر سوءا هو انقلاب الأحوال رأسا على عقب، حيث لم يعد يجري الاعتراف بالتميز عمن يطلق عليهم عامة الشعب. لم تعد الخالة تلك تنظر إلى الشوارع من نافذة الثاندربيرد، بل سيكون عليها الآن، أن تخفي عامدة كل فرق محتمل بينها وبين الآخرين. وهي، من أجل أن تبقي هذا الاختلاف قائما، سيكون عليها أن تقضي أكثر وقتها في المنزل، بين القريبات، كما بين الخدم الذين باتوا يجهرون بأن لهم أمزجة يجب أن تراعى. من ذلك مثلا أن الخالة لن تزجر خادمها الذي، ليظهر عن كفاءته في الرطن بالإنكليزية، يظل يرطن بكلمات منها حتى في أكثر أوقات البيت اضطرابا.
لكن ما تتميز به الكاتبة عمن بقي في إيران من أقربائها هو إقامتها في فرنسا، وهذه على أي حال نافذة أخرى نحو توسيع الفارق، أي بإضافة الاختلاف المكاني عليه. في فرنسا مثلا يمكن الحصول على جواز السفر بطريقة أخرى، وهناك، من فور ما تحطّ بها الطائرة، ستبدأ العمل على المؤتمرات التي ستعقدها، كما ستشارك في المهرجانات السينمائية، كون زوجها كاتب سيناريو ذا شهرة عالمية، أي أنها ستعود هناك إلى الزمن الأوّل، زمن طهران «أيام كان كل شيء يسير على ما يرام».
كاتبات إيرانيات سبقن نهال تجدّد إلى وصف الزمن الإيراني الراهن، فكتبن عن حالات ومشاهد أكثر قسوة ومرارة مما أوردته هي في كتابها. لم تذهب صاحبة «جواز سفر» مذهبهنّ، إذ في مقابل فوضى الحياة وصرامتها تظلّ هناك مخارج للأزمات متاحة على الدوام. ربما يرجع ذلك إلى تغيّر الحال مع ارتخاء القبضة المتشدّدة، وذلك يمكن قياسه على السنتمترات التي تراجع بها غطاء الرأس عند النساء، كما على الماكياج الذي تمعن الكاتبة في وصف ما تحقّق من تحسّن فيه، أو ربما، من جهة ثالثة، لم تشأ الكاتبة أن تعرّض صورتها للقسوة إن وصفتها فتبدو (القسوة) كأنها طالعة من تصوراتها ومخيلتها.
هو كتاب بلا قضية، كتاب شخصي عن زيارة شخصية طالما أن كاتبته لا تعرف شيئا في السياسة، كما أوضحت. ربما كان عليها أن تقصد أماكن أخرى غير دائرة الجوازات، وأن تتعرّف على آخرين ليسوا فقط من جيرانها ومعارفهم، وأن تتحسب لطول الزمن الذي انقضى، حيث لم تعد مؤثرة ولا مفاجئة أن المقارنة بين ما كان وما هو قائم الآن.
كتاب نهال تجدد «جواز سفر على الطريقة الإيرانية» صدر عن دار الجمل بترجمة خالد الجبيلي- 287 صفحة – 2017.

٭ روائي لبناني

معاناة معقولة في طهران

حسن داوود

فيلم «جهاد أمريكي»: الحل لمشكلة الإرهاب في أمريكا وليس في الدول الإسلامية

Posted: 29 Mar 2017 02:16 PM PDT

لوس أنجليس – «القدس العربي» : حينما أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشهر الماضي أمرا تنفيذيا يشمل منع رعايا 7 دول مسلمة من دخول الولايات المتحدة مؤقتا إلى حين تمكن الهيئات الحكومية من تعزيز قدراتها على الفحص والتحري في هويات وخلفيات رعايا تلك الدول الراغبين في دخول امريكا. برر ترامب قراره متهما تلك الدول بالعمليات الإرهابية التي ارتكبت في بلاده، ولكن فيلما وثائقيا وهو «جهاد أمريكي» بثته شبكة التلفزيون «شوتايم» قبل أيام كشفت أن مشكلة الإرهاب في أمريكا محلية وليست أجنبية، إذ أن كل الذين قاموا بأعمال إرهابية في الولايات المتحدة منذ ضربات 11 أيلول/ سبتمبر كانوا مواطنون أمريكيين.
«جهاد امريكي»، الذي أشرف على انتاجه أبرز مخرجي الأفلام الوثائقية في أمريكا أليكس غيبني وستيسي أوفمان بالتعاون مع منتجي برنامج «60 دقيقة» العريق، يسبر خلفية الإرهابيين الأمريكيين، واعتناقهم للاسلام، ومن ثم سلوك دروب التطرف الديني.
ويكشف أنه، رغم اختلاف خلفياتهم الشخصية والعرقية والاقتصادية والاجتماعية إلا أن الأسباب، التي دفعتهم إلى العنف لا تختلف. كلهم اعتبروا الولايات المتحدة مسؤولة عن كوارث الأمة الإسلامية وأرادوا أن ينتقموا منها. هذه الفكرة غرسها في أذهانهم واعظ إسلامي أمريكي من أصول يمنية وهي أنور العولقي، الذي تمت تصفيته عام 2011 بصاروخ من طائرة بدون طيار كانت تحلق في سماء اليمن.
وُلد العولقي في ولاية نيو مكسيكو، لأب دبلوماسي يمني. وفي السابعة من العمر انتقل إلى اليمن حيث تشرب الدين. ثم عاد إلى الولايات المتحدة، حيث التحق بالجامعة وحصل على شهادة الدكتوراه.
وبعد ذلك، سافر إلى لندن، حيث تعرف على السلفيين، الذين يؤمنون بنشر الإسلام في كل أنحاء العالم بالسلم أو بالقوة. هؤلاء السلفيون استقروا في أوروبا، لأن دولهم رفضتهم بعد رجوعهم من الجهاد في أفغانستان. ولكن لم يكن لهم حضور في الولايات المتحدة، ولهذا تحول العولقي سفيرهم هناك وصار يروج لأفكارهم من خلال خطبه في المساجد، بداية في سان دييغو في كاليفورنيا، ثم مسجد الهجرة في العاصمة واشنطن.
الغريب هو أنه كان يعظ الناس بالتقشف والتقوى في المساجد، ثم يذهب إلى دور الدعارة، حيث تم اعتقاله مرات عدة في سان دييغو وواشنطن ودفع غرامات مالية بدلا من مواجهة القضاء. ولكن ذلك لم يحل دون منحه منصب إمام مسجد الهجرة المهم في واشنطن بسبب قدرته على استقطاب الأجيال الصاعدة من المسلمين.
في المسجد، كان العولقي يروّج للانسجام في المجتمع الأمريكي وربط علاقات حميمة بين المسلمين وغيرهم. ولكن لجنة الكونغرس للتحقيق في أحداث أيلول/ سبتمبر اكتشفت أنه كانت له علاقات وطيدة مع مرتكبيها، الذين كانوا يؤمون مساجده في سان دييغو وواشنطن. وبينما كانت الولايات المتحدة مشغولة بالبحث عن أسامة بن لادن، ترك العولقي الولايات المتحدة متجها إلى لندن، حيث انضم إلى صفوف «القاعدة» علنا قبل أن يكمل طريقه إلى اليمن ليقود الجهاد العسكري هناك.
عند وصوله اليمن أعلن في خطاب عبر الانترنت أنه كمسلم لم يسمح له ضميره العيش في الولايات المتحدة، بينما كانت الأخيرة تجتاح العراق، ودعى الشباب المسلمين للجهاد في الغرب أو الهجرة إلى بلاد المسلمين. وعرّف الجهاد بالارهاب.
العولقي كان مهما جدا لـ»القاعدة» بفضل لغته الانكليزية اللبقة، التي مكنته من بث رسالة الجهاد للشباب الأجانب وخاصة الأمريكيين عبر الانترنت. فمعظم مرتكبي العمليات الإرهابية في الولايات المتحدة كانوا ألهموا من خطاباته، التي كانت المصدر الأساسي لهم عن الاسلام.
وأحدهم كان شابا أبيص يدعى تروي، اعتنق الإسلام عقب فشله في دراسته وتعاطيه للمخدرات. وفي سعيه للتعرف على دينه الجديد وجد خطابات العولقي على الانترنت. وخلال أشهر، ترك بيته وانطلق إلى الصومال للانضمام للجهاد عام 2008. وبعد عام واحد، لقي حتفه بينما كان يحارب في صفوف حركة الشباب.
كارلوس كان أيضا يعاني من مشاكل في دراسته، ووجد في الإسلام منفذا من محنته وغيّر اسمه إلى عبد الحكيم مجاهد محمد. وبعد أن استمع لخطابات العولقي الدينية، انتقل إلى اليمن، حيث تم اعتقاله بينما كان في طريقه إلى الصومال وفي حوزته جواز سفر مزيف. وعند رجوعه إلى الولايات المتحدة، قام بقتل جنديين أمريكيين في متجر، معلنا أنه فعل ذلك انتقاما لضحايا المسلمين.
ضابط الجيش الأمريكي، نضال حسن، طبيب النفس من أصول فلسطينية، الذي قتل 13 جنديا وأصاب أكثر من 30 آخرين في قاعدة «فورت هود» في ولاية كاليفورنيا، كان أيضا يؤم مسجد العولقي ويراسله عبر البريد الالكتروني. أما سمير خان، الذي كان يبث رسالة الجهاد ضد أمريكا من خلال موقع الكتروني، فكان أمريكيا من مواليد السعودية. وقبل أن تعتقله سلطات الـ»أف بي آي» هرب إلى اليمن، حيث أسس موقعا لتجنيد جهاديين من الغرب وتقديم المعلومات عن كيفية صنع قنابل وتنفيذ عمليات إرهابية. ولقد لقي حتفه بالصاروخ نفسه، الذي قتل العولقي.
موقع الجهاد ساعد الأخوين تسارناييف في بناء قنابلهم، التي فجروها خلال ماراثون بوسطن عام 2013. الأخوان وصلا مع والديهما إلى الولايات المتحدة كلاجئين سياسيين هربا من الحرب في بلدهما الشيشان. الأكبر تاميرلان، الذي كان مصارعا محترفا، تحول إلى متدين متطرف بعد أن فشل في الانضمام إلى فريق المصارعة الأولمبي الأمريكي. أما الأخ الأصغر فلم يكن متدينا أبدا وكان يلبي أوامر أخيه.
أما عمر ماتين، الأمريكي من أصول أفغانية الذي قتل 49 شخصا وأصاب 53 آخر بجروح في هجوم على ناد للمثليين جنسيا في مدينة اورلاندو عام 2016، فكان أيضا غاضبا على رفضه طلب الخدمة في صفوف شرطة نيويورك.
وآخر عملية ارتكبها زوجان مواطنان أمريكيان من أصول باكستانية هما سعيد ريزوان فاروق وتاشفين مالك، اللذان قتلا 14 شخصا وأصابا 22 آخرين في مركز معاقين في مدينة سان بيناردينو في كاليفورنيا عام 2015.
بعد هذه العملية، طالب مرشح الرئاسة الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب، بمنع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة حتى تجد قيادات الدولة حلا لمشكلة الإرهاب، رغم أن الإرهابيين كانوا مواطنين أمريكيين، مما أثار غضب مناهضيه الذين اتهموه بالجهل والعنصرية. فعلى سبيل المثال الضابط حسن لم يخرج من الولايات المتحدة أبدا. ولم يتدرب أي من مرتكبي العمليات في معسكرات أجنبية وإنما أُلهموا من خطابات أمريكي آخر وهو العولقي عبر الانترنت. ولكن الغالبية العظمى للشعب الأمريكي يؤيد قرار رئيسهم ترامب بمنع دخول مسلمي 7 دول إلى الولايات المتحدة. وهذا ما يحاول صانعي هذا الفيلم أن يكشفوا لشعبهم من حقائق لا يعلمونها.
غاية أخرى للفيلم هي وجود حل معقول لمشكلة الإرهاب في الولايات المتحدة من خلال فهم دوافع مرتكبيها. فحسب الخبراء والأئمة، الذين يظهرون في الفيلم، مرتكبي العمليات الإرهابية هم شباب في العشرينيات من أعمارهم، يبحثون عن هوية وهدف ومغامرات لتعبئة الفراغ النفسي والاجتماعي في حياتهم. وما يدفعهم ليس العقيدة الإسلامية وإنما مشاكلهم الاجتماعية والعقبات المهنية وضعفهم النفسي، مثل غيرهم من الشباب الأمريكيين الذين يرتكبون المجازر في مدارسهم.
المشكلة هي أن الاعلام الأمريكي يصر على وصف كل جريمة يرتكبها مسلم بأنها إرهاب ولكنه عندما لا يكون مرتكب الجريمة مسلما يسموه مختلا عقليا أو مضللا. أليس هؤلاء الشباب المسلمون مضللين؟ وعلاوة على ذلك، عمليات المسلمين كانت وراء أقل من 4 % من ضحايا الاجرام في الولايات المتحدة منذ ضربات أيلول/ سبتمبر. ولكن أحد المعلقين يقول إن العمليات التي يقوم بها المسلمون يعتبرها الأمريكيون هجوما من عدو أجنبي، ولهذا تكون أكثر رعبا لهم، وهذا هو هدف الجماعات الإرهابية.
فعلا، فقبل ظهور الجهاد الإسلامي، الشيوعية كانت مصدر الرعب الأمريكي. وكان الشباب الأمريكيون المتمردون على مجتمعهم يلجأون للشيوعية ويذهبون إلى الاتحاد السوفييتي لدراستها وممارستها بدلا من اعتناق الإسلام والسفر إلى الدول الإسلامية وتشرب الأفكار الجهادية، على غرار لي هارف أوسوولد، الذي قضى وقتا في الاتحاد السوفيتي قبل أن يعود إلى الولايات المتحدة واغتال رئيسها، جون ف كينيدي. ولكن لم تتهم الولايات المتحدة الاتحاد السوفييتي باغتيال رئيسها، لأن القاتل كان أمريكيا. إذاً لماذا يذنب ترامب الدول الإسلامية بمشكلة خاصة ببلده؟
كل المعلقين في الفيلم يقرون أن ما يفعله ترامب هو وقود لحملات ترويج الحركات الجهادية، التي تعتمد على اقناع المسلمين بأن أمريكا هي عدوهم، ولهذا عليهم أن يقاوموها. كما أنه يعرقل مساعي الائمة المسلمين الأمريكيين لمكافحة التطرف في مجتمعهم المسلم. ويقول إمام أمريكي أنه يقابل هؤلاء الشباب مرة أو مرتين في الأسبوع، ولكن عناصر «القاعدة» و«داعش» تتواصل معهم 24 ساعة في غرف نومهم عبر الانترنت.
«مهمة الإمام المسلم في أمريكا معقدة جدا»، يقول الإمام. «300 مسلم أمريكي من أصل 3.5 مليون انضموا إلى صفوف «داعش». إثنان منهم من منطقتي قتلوا في سوريا. ولكن وظيفتي كإمام هي الدفاع عن كل مسلمي العالم الـ 1.6 مليار.»
بعض الجهاديين الأمريكيين انقلبوا ضد التطرف وصاروا يعملون عملاء لـ «أف بي آي» وساهموا في إحباط عمليات إرهابية. أحدهم كان جيسي مورتين (يونس عبدلله محمد)، الذي كان تاجر مخدرات واعتنق الإسلام في السجن، حيث قرأ القرآن وتأثر به وغير حياته تماما. وبعد اطلاق سراحه، تخرج من جامعة كولومبيا العريقة وسافر إلى الشرق الأوسط ليدرس الانكليزية. وهناك غاص في عالم الجهاديين وانضم إلى جمعية المفكرين المسلمين المتطرفة قبل أن يعود إلى الولايات المتحدة ليجند شبابا أمريكيين إلى صفوفها. وقال إن الجهاد كان منفذا لغضبه.
وعندما انكشف أمره، هرب إلى المغرب، حيث تم اعتقاله وتسليمه للأمريكيين وحُكم عليه بالسجن المؤبد. ولكن عندما شاهد على شاشة تلفزيون السجن ما تقوم به «داعش» من قتل وذبح، صار يشك بمبدأ جهادهم وقرر أن يتعامل مع الـ «أف بي آي» من أجل إحباط عملياتهم. وعندما تم الإفراج عنه، انخرط في صفوف الجهاديين لكي يتجسس عليهم، حتى كشفوا حقيقته. المثير هو أن جيسي عاد لاستخدام المخدرات بعد أن ترك الجهاد وتدهورت حياته مرة أخرى. وهذا يشير إلى أن هؤلاء الأشخاص لا يختلفون عن المضللين الأمريكيين الآخرين الذين يرتكبون جرائم القتل والمجازر في الأماكن العامة والمدارس في أمريكا.
إذا الحل لمشكلة الإرهاب في أمريكا يقطن في أمريكا نفسها وليس في الدول الإسلامية. فرغم كل الحروب التي خاضتها أمريكا في الدول الإسلامية، ورغم اغتيال بن لادن والعولقي إلا أن الإرهاب في أمريكا لم يتوقف ولن يتوقف ما دامت حكومتها تبحث عن حل في الخارج بدلا من أن تنظر في الداخل. الضابط حسن، والأخوان تسارنايف وعمر ماتين لم يكونا أعضاء في أي حركة جهادية وإنما قاموا بعملياتهم باستقلالية تامة، كما فعل اوسوولد عندما اغتال كينيدي.
«القاعدة» و«داعش» غيّرتا نهجهما من تجنيد إلى تحفيز»، يقول خبير الإرهاب. فلهذا على الولايات أن تقوم بمقاومة التحفيز من خلال مراقبة الانترنت ومساعدة الشباب الذين يقعون في فخ التطرف بدلا من قتل الأبرياء المسلمين بطائرات بدون طيار في شتى أنحاء العالم.

فيلم «جهاد أمريكي»: الحل لمشكلة الإرهاب في أمريكا وليس في الدول الإسلامية
عمليات المسلمين كانت وراء أقل من 4 % من ضحايا الإجرام في الولايات المتحدة
حسام عاصي

كهل منهك ومرتبك: المشروع الأوروبي في الستين من عمره

Posted: 29 Mar 2017 02:14 PM PDT

اجتمع، يوم السبت الماضي، 25 آذار/مارس، بمدينة روما، قادة سبع وعشرين من الدول التي تشكل الاتحاد الأوروبي. كانت مناسبة الاجتماع الاحتفال بمرور ستين عاماً على توقيع معاهدة روما، التي وضعت أساس الاتحاد الأوروبي.
من جهة، يحق للأوروبيين الاحتفاء بمدى التقدم الذي حققه المشروع الأوروبي منذ 1957؛ بعد أن نمت الفكرة واتسعت من مجموعة الست التي وقعت اتفاقية روما لتضم عشرات الدول الأوروبية، وبعد أن تقدمت أوروبا خطوات حثيثة على الطريق من السوق المشتركة إلى ما يشبه الكيان الكونفيدرالي.
ومن جهة أخرى، ليس من الصعب تبين خيبة الأمل في غياب بريطانيا عن اللقاء، بعد أن تأكد أن رئيسة الحكومة البريطانية، تيريزا ماي، سوف تستدعي البند الخمسين من اتفاقية ليشبونة في 29 آذار/مارس، وتطلق بالتالي مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي. تمثل الخطوة البريطانية أول خروج من الاتحاد، وانتكاسة لا يمكن تجاهلها للمشروع الأوروبي. احتفال في روما؟ نعم، وهناك بالفعل ما يستحق الاحتفال. ولكن خلف مظاهر الاحتفال، وكلمات القادة المفعمة بالتاريخ والتفاؤل بالمستقبل، ثمة شعور بالتعب والارتباك وفقدان اليقين، شعور بأن المشروع الأوروبي لم يعد يملك القوة الدافعة للتقدم، وأن قادته لا يعرفون تماماً إلى أين يمكن أن يذهب.
ما يقوله الأنصار الخلصاء لأوروبا أن خروج بريطانيا ليس مؤشراً على فشل الوحدة الأوروبية؛ فمنذ التحاقها بالسوق المشتركة في بدايات السبعينيات، لم تحسم الجزيرة البريطانية موقفها كلية من العلاقة مع القارة، وحافظت على قدم داخل المشروع الأوروبي وقدم خارجه. قرار بريطانيا بوضع نهاية لعلاقة هي أصلاً هشة ومضطربة، يقول هؤلاء، لا يجب أن يعني الكثير لمستقل أوروبا. وهذا صحيح، ربما، ولكنه ليس صحيحاً كلية. ليس فقط لأن بريطانيا إحدى أبرز قوى القارة وإحدى الصناع الكبار لتاريخها الحديث، ولكن أيضاً لأن مشاكل المشروع الأوروبي لا تتعلق بالخروج البريطاني وحسب.
تنتشر القوى السياسية القومية في كافة أنحاء الاتحاد الأوروبي، من بولندا وهولندا وألمانيا، إلى النمسا والمجر وفرنسا، ويطرح أغلب هذه القوى برامج مناهضة للمشروع الأوروبي، بهذه الدرجة أو تلك. المشكلة بالتأكيد لم تعد تتعلق باحتمال وصول أمثال غيرت فيلدز أو ماري لوبن للحكم، لأن اليمين القومي العنصري لا يملك قاعدة أصوات كافية لإيصاله للحكم. وهذا ما اتضح في الانتخابات الهولندية مؤخراً، وما سوف يتكرر، على الأرجح، في الانتخابات الفرنسية الرئاسية. ببعض التباين بين هذه الدولة أوتلك، يتمتع اليمين العنصري بما يعادل 20 إلى 30 بالمئة من الأصوات؛ وهذه ليست كافية لامتلاك مقاليد الحكم، لا في الدول ذات النظام البرلماني ولا الدول الرئاسية. المشكلة هي في الأثر الذي يتركه صعود اليمين العنصري على مجمل الساحة السياسية الأوروبية، سيما على أحزاب يمين الوسط. بتبني اليمين العنصري خطاباً قومياً إحيائياً، من جهة، وخطاباً مناهضاً للهجرة والعولمة الاقتصادية، ولسياسات الاتحاد الأوروبي، من جهة أخرى، وقد نجح في وضع القوى السياسية الرئيسة في موضع الدفاع، وفرض على السياسة الأوروبية بمجملها اتخاذ خطوات أبعد نحو اليمين.
اتجه الحزب الاشتراكي الحاكم في فرنسا أكثر إلى اليمين خلال العامين الماضيين؛ أما مرشح الجمهوريين الفرنسيين للرئاسة، فرنسوا فوين، فقد تبنى لغة أقرب إلى الجبهة القومية وماري لوبن، حتى فيما يتعلق بعلاقة فرنسا مع الاتحاد الأوروبي. أفلتت النمسا بصعوبة في العام الماضي من فوز يميني عنصري بالرئاسة، بينما يتبنى ائتلاف الاشتراكيين والمحافظين الحاكم سياسات أقرب إلى اليمين العنصري منها إلى التيار العام للسياسة الأوروبية. ولا تبدو سياسات الحكومتين الهنغارية والبولندية أكثر اعتدالاً.
يتعلق أحد مشاكل المشروع الأوروبي المستعصية بالأسس التي استند إليها المشروع من بداياته في خمسينات القرن الماضي. ثمة عناصر ثلاثة ضرورية لأي مشروع وحدوي: وجود مشترك مقنع من القيم والميراث الثقافي؛ تبلور مصالح مشتركة، أمنية واقتصادية، ملموسة؛ وتوافق سياسي ملموس على تجاوز سيادة الدولة القومية. على نحو ما، استطاع الأوروبيون، خلال العقود القليلة الماضية في إنشاء ما يمكن وصفه بالمشترك الثقافي والقيمي، مستدعين الميراث الروماني، أحياناً، وميراث شارلمان والإمبراطورية الرومانية المقدسة، في أحيان ثانية، وحتى تاريخ القارة المسيحي، في أحيان ثالثة. وبالرغم من التفاوت الهائل في المقدرات الاقتصادية لدوله، حمل الاتحاد الأوربي وعداً بالرفاه والنمو والتضامن الاقتصادي. إضافة إلى ذلك، وفي تجاهل متعمد للدور الذي لعبه حلف الناتو في منع تحول أوروبا مرة أخرى إلى ساحة للموت والدمار، نجح الأوروبيون في صناعة دور للمشروع الأوروبي في الحفاظ على الأمن والسلم في القارة. ولكن أوروبا لم تستطع، في أي مرحلة من مراحل بناء المشروع، التوافق على آلية دائمة ومقنعة وغير قابلة للتراجع عنها لكيفية تجاوز الدولة القومية وسقفها السيادي.
عندما كانت أساطير المشترك الثقافي والقيمي ووعود الرفاه والأمن والسلم هي الغالبة على المناخ الأوروبي، لم يكن هناك من قلق كبير يمكن أن تمثله فكرة الدولة والسيادة القومية. ولكن، وما إن تكشف الواقع عن إحباط أقتصادي في أغلب دول الاتحاد الأوروبي، سيما بعد أزمة 2008 الهائلة، حتى جرى نسيان المشترك الثقافي والقيمي، وعادت الفكرة القومية لتفرض نفسها من جديد.
بيد أن هناك مشكلة أوروبية أخرى لا تقل أهمية، مشكلة هي في جذورها وثيقة الصلة بمناخ الإحياء القومي. فمنذ الوحدة الألمانية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، برزت ألمانيا باعتبارها معضلة التوازن الأوربي الكبرى. مع تسارع الآلة الصناعية وتصاعد وتيرة التسليح في ألمانيا، في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات العشرين، عملت فرنسا وبريطانيا وروسيا على بناء توافق، استهدف تحقيق توازن استراتيجي في القارة. ولكن التوافق الثلاثي لم يحقق أهدافه، وسرعان ما أدت حادثة اغتيال معزولة لولي عهد النمسا إلى اندلاع حرب مدمرة وباهظة التكاليف، طالت معظم القارة الأوروبية. هزيمة ألمانيا واستسلامها في نهاية الحرب الأولى، لم توفر حلاً نهائياً للمسألة الألمانية. وما إن صعد النازيون للحكم في منتصف الثلاثينيات، حتى عادت ألمانيا للتسلح، وإلى فرض إرادتها التوسعية على جوارها. وهذا ما أدى إلى اندلاع حرب عالمية ثانية، انتهت هي الأخرى بهزيمة المانيا، واستسلامها، وتقسيمها.
أتاحت نهاية الحرب الباردة لألمانيا فرصة الوحدة من جديد، وسرعان ما أصبحت ألمانيا الموحدة القاطرة الاقتصادية الكبرى، ليس للاتحاد الأوروبي وحسب، بل وللقارة برمتها. تعلمت ألمانيا درس الحروب المدمرة والمؤلمة، بلا شك، ولكن الصعود الاقتصادي الهائل هو في طبيعته مولد لإعادة توكيد الإرادة السياسية. خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يعبر في أحد وجوهه عن أزمة تحول الاتحاد إلى ما يشبه المنتدى الألماني. ويبدو أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؛ وأوهام بوتين المتعاظمة في العودة للعب دور أوروبي كبير؛ وتوجه أمريكا المتزايد للتحلل من أعباء القيادة الغربية، في طريقها لأن تعيد أوروبا إلى مناخات القرن التاسع عشر. وسيكون على فرنسا، ودول مثل بولندا وإيطاليا، أن تختار بين البقاء في منتدى أوروبي تقوده ألمانيا، أو تخلق لنفسها موقعاً خارجه. ليس هذا بالمستقبل الذي تريده شعوب القارة بالتأكيد، ولكن هذه هي النتيجة الطبيعية لتداعيات الإحياء القومي الذي تعيشه القارة اليوم. لاحتواء هذه التداعيات، تحتاج أوروبا، ربما، استدعاء كل ميراثها العقلاني.

٭ كاتب وباحث عربي في التاريخ الحديث

كهل منهك ومرتبك: المشروع الأوروبي في الستين من عمره

د. بشير موسى نافع

الموصل: استراتيجية التدمير بدل القتال

Posted: 29 Mar 2017 02:14 PM PDT

لقد حذرنا منذ انطلاق العمليات العسكرية لاستعادة الجانب الأيمن من مدينة الموصل يوم 19 شباط/ فبراير، من احتمال تعرض المدنيين الى كارثة، ذلك ان الجانب الايمن يضم المدينة القديمة ببيوتها القديمة، وحواريها الضيقة، فضلا عن مئات الآلاف من المدنيين العالقين بسبب منع تنظيم الدولة/ داعش مغادرتهم لها من جهة، ومطالبة الحكومة العراقية اياهم بالبقاء في منازلهم! وبسبب الاستراتيجية التي اعتمدتها القوات العسكرية العراقية في معركة الساحل الأيمن، والتي اعتمدت التدمير بدلا عن حرب مدن تقليدية، عبر الاستخدام المفرط للكثافة النارية، بمختلف أنواع الأسلحة غير النقطوية كالصواريخ والمدفعية الثقيلة والراجمات والهاونات بمختلف أحجامها، وهذه الاسلحة عادة تدمر مناطق كاملة ولا تسعى الى إصابة اهداف بعينها!
وسبق للقوات العراقية ان اعتمدت هذه الاستراتيجية في معارك سابقة، تحديدا في مدينتي الرمادي وبيجي، أسفرت عن تدمير المدينتين بنسب تراوحت بين 80٪ و100٪. ولكن هاتين المدينتين على الاقل كانتا شبه خاليتين من السكان، على عكس الساحل الأيمن من الموصل الذي ضم قبل انطلاق المعركة بحسب التقديرات أكثر من 800 ألف مدني، ولا يزال حتى هذه اللحظة يضم أكثر من 550 ألف مدني على أقل تقدير، بعد أن وصل عدد النازحين منه ما يقرب 250 ألف نسمة حتى اللحظة.
وكنا في مقالة سابقة قد أشرنا إلى أن الخطة المعدة لاستعادة الساحل الأيمن من الموصل جاءت مع المتغير الأمريكي المتعلق بوصول الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض، وتنصيب جيمس ماتيس، المشهور بلقب «الكلب المسعور» وزيرا للدفاع! ومعهما بدت الرغبة الامريكية في تحقيق نصر حاسم وسريع على تنظيم الدولة/ داعش، لا سيما مع التعثر الواضح في سياسات ترامب الداخلية. وبدا تأثير هذا المتغير واضحا على الساحة السورية أيضا، سواء من خلال ارسال قوات امريكية إلى منبج، أو إرسال مدفعية ثقيلة تمهيدا لمعركة الرقة. وأغلب الظن أن استعادة الرقة ستعتمد هي الاخرى على استخدام الكثافة النارية الكثيفة لقصف المدينة، من دون الدخول في معركة مدن تقليدية، بسبب نقص عديد القوات على الأرض، سواء تم الاعتماد على قوات سوريا الديمقراطية، أو الاعتماد على قوات المعارضة السورية المدعومة تركيا.
مع استمرار المعارك، للأسبوع الخامس على التوالي، ومع استعادة ما يقرب من 50 في المئة من المدينة، بدأت تتضح بعض ملامح الكارثة المتوقعة في الموصل، سواء على مستوى الضحايا المدنيين، أو على مستوى تدمير المدينة! بعد قرار تنظيم الدولة/ داعش بالقتال حتى الرمق الأخير! ومع التكتم الشديد الذي تبديه الجهات الرسمية العراقية عادة فيما يتعلق بعدد القتلى بين المدنيين والعسكريين، وهو تكتم تعتمده هذه الجهات بشكل منهجي، إذ لم تصدر أي جهة رسمية عراقية، عسكرية أو مدنية، أية أرقام تتعلق بهذه المسألة في أي من المعارك التي خاضتها، على الأقل في إطار المواجهة الحالية التي بدأت في آب 2014 لاستعادة المناطق التي يسيطر علها تنظيم الدولة/ داعش. وربما يكون المثال الأهم هنا هو القتلى المدنيين الذين سقطوا في الفلوجة جراء القصف العشوائي الذي تعرضت له، سواء بالبراميل المتفجرة الملقاة جوا، او القصف بمختلف أنواع الأسلحة، على مدى سنتين ونصف (سيطر تنظيم الدولة/ داعش على الفلوجة في بداية كانون الثاني/ يناير 2014، واستعادتها القوات العراقية في نهاية حزيران/ يونيو 2016). فالأرقام التي كانت تعلنها الجهات الطبية المحلية تحدثت عن أكثر من 2000 قتيل مدني، فضلا عن آلاف الجرحى، في ظل تشكيك رسمي عراقي بهذه الأرقام! وعلى الرغم من استعادة المدينة منذ ما يقرب من 9 أشهر، لم تصدر أي جهة رسمية عراقية الأرقام الحقيقية المتعلقة بهذه المسألة حتى اللحظة!
لقد ظهرت الصور الموثقة لنازحين من الجانب الأيمن عوائل من الموصل وهم يحملون جثثا لمدنيين محمولة على عربات دفع خشبية، فضلا عن شهادات لشهود عيان تتحدث على عوائل كاملة دفنت تحت ركام منازلها في مناطق مختلفة من المدينة جراء القصف، لكن ما جرى يوم 17 من هذا الشهر، في موصل الجديدة، كان بمثابة إنذار عما يتعرض له الموصليون من ويلات، كما كشف عن المحاولات المنهجية للجهات الرسمية العراقية لإخفاء ما يجري على الرغم من توارد تقارير عن تعرض منطقة موصل الجديدة إلى قصف جوي أدى إلى مقتل المئات من المدنيين، مع ذلك لم تصدر الجهات الرسمية العراقية بيانا رسميا إلا بعد ستة أيام على الحادثة! فقد اصدرت خلية الاعلام الحربي بيانا يوم 23 أذار/ مارس تحدثت فيه عن «تناقل بعض وسائل الإعلام أخبارا عن وقوع ضحايا بين المدنيين في الجانب الأيمن من الموصل»! لينتهي البيان إلى أن «عصابات داعش الارهابية تصور الضحايا الابرياء الذين تقوم بقتلهم على انهم ضحايا قصف القوات العراقية البطلة لتضليل الرأي العام والحصول على مكاسب اعلامية بهذه الطريقة المضللة». وكما هو واضح فالبيان لا يتحدث عن «واقعة محددة»، بل يحاول التشكيك بالواقعة من الأصل! في اليوم نفسه بثت قناة فضائية عراقية تقريرا عن البيت الذي تم قصفه! يتحدث فيه رجال الدفاع المدني وشهود العيان عن عشرات الضحايا الذين كانوا لا يزالون تحت أنقاض المنزل من جراء قصف جوي. بعد يومين، صدر بيان آخر يتحدث هذه المرة عن تواريخ ووقائع محددة! وأنه يوم 17 آذار/ مارس سيطرت قوات جهاز مكافحة الارهاب على حي الرسالة في تماما الساعة السادسة عصرا، وانه في الساعة الثامنة و25 دقيقة صباحا من اليوم نفسه كانت القوات العراقية قد طلبت من التحالف الدولي توجيه ضربة على «مجموعة من الدواعش ومعداتهم»، من دون تحديد ما طبيعة هذا الهدف، فيما إذا كان منزلا أو شيء آخر! وأن فريقا من « الخبراء العسكريين» قاموا بفحص «مكان البيت الذي تناقلته وسائل الاعلام»، ووجدوا « أن البيت مدمر بشكل كامل وجميع جدرانه مفخخة»، وان الخبراء لم يجدوا «أي حفرة أو أدلة على أنه تعرض إلى ضربة جوية»! وانه تم «إخلاء 61 جثة منه»! وبعيدا عن هذا التناقض بين البيانين، والمغالطات التي وردت فيهما، وهو ما يكشف عن محاولة للتغطية على الحادثة! وتأكد هذا الاصرار على اخفاء حقيقة ما حدث، اتخذت القيادات العسكرية قرارا في اليوم نفسه بمنع دخول رئيس المجلس المحلي لمدينة الموصل، السيدة بسمة بسيم، لأنها ظهرت في وسائل الإعلام وهي تتحدث عن «الصورة الحقيقية لتدمير التحالف الدولي لمنطقة موصل الجديدة وطالبت بفتح تحقيق في المجزرة» التي ادت إلى مقتل أكثر من 500 مدني.
علما ان حي موصل الجديدة يعد من الأحياء الحديثة نسبيا، وهي كانت ضمن قاطع قوات مكافحة الارهاب الأكثر انضباطا فيما يتعلق باستخدام الكثافة النارية! لذلك فان الكارثة الحقيقية قد تكون في أحياء مدينة الموصل القديمة ذات البنية المتهالكة، والتي تقع ضمن قاطع الشرطة الاتحادية التي تستخدم كثافة نارية كبيرة في قصف المدينة!
لقد حظر البروتوكول الأول الاضافي لاتفاقية جنيف الرابعة (المادة 51) ما أسماه «الهجمات العشوائية»، والتي عرفها بأنها تلك التي تستخدم طريقة أو وسيلة للقتال لا يمكن أن يوجه إلى هدف محدد؛ أو تلك التي تستخدم طريقة أو وسيلة للقتال لا يمكن حصر آثارها ومن ثم فان من شأنها أن تصيب الاهداف العسكرية والأشخاص المدنيين أو الاعيان المدنية (غير العسكرية) دون تمييز. وقد صنف البروتوكول الهجمات العشوائية بشكل صريح على انها «القصف بالقنابل» الذي يعالج اهدافا عسكرية متفرقة تقع في مدينة تضم تركزا من المدنيين أو الأعيان المدنية، على أنه هدف عسكري واحد؛ أو الهجمات التي «يمكن ان يتوقع منها خسارة في أرواح المدنيين أو إصابة بهم أو أضرارا بالأعيان المدنية». ولكن من الواضح ان ثمة تواطؤا جماعيا، محليا وإقليميا ودوليا، على الصمت ازاء القصف العشوائي الذي تتعرض له الموصل، فالهدف هو القضاء التام على مقاتلي تنظيم الدولة/ داعش في هذه المدينة، وليس ثمة مشكلة إذا ما سقط المدنيون دون ذلك الهدف! ونحن الذين كنا نعتقد ان مقولة الترس لا يتبناها سوى جماعات السلفية الجهادية!

٭ كاتب عراقي

الموصل: استراتيجية التدمير بدل القتال

يحيى الكبيسي

خلفيات الاستفتاء التركي على التعديلات الدستورية

Posted: 29 Mar 2017 02:13 PM PDT

تقترب تركيا بسرعة من موعدها مع استحقاق الاستفتاء العام على التعديلات الدستورية، منتصف شهر نيسان/ابريل المقبل. الحملة الترويجية بين أنصار التعديلات وخصومها على أشدها. معروف أن جوهر هذه التعديلات يتعلق بتغيير النظام البرلماني القائم إلى نظام «رئاسة الجمهورية» كما نص التلفيق الذي تم لإرضاء حزب الحركة القومية الذي دأب رئيسه، سابقاً، على رفض التحول إلى «النظام الرئاسي»، وأعلن، منذ الصيف الماضي، موافقته على تغيير النظام السياسي بالصيغة التلفيقية المذكورة. ويشكل التغيير المقترح خروجاً على تقليد ممتد منذ تأسيس الجمهورية التركية على أنقاض الإمبراطورية. وعلى رغم حكم الحزب الواحد الذي ساد لنحو ثلاثة عقود، وعبر عن تفرد مصطفى كمال بالحكم، فقد كانت هناك دائماً أحزاب معارضة تنافس حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات النيابية، ولو شكلياً. وفي أواخر الأربعينيات، بعد وفاة «القائد المؤسس»، تنافست الأحزاب بصورة حقيقية في الانتخابات، وانتقلت السلطة للمرة الأولى إلى حزب المعارضة الرئيسي (الحزب الديموقراطي) الذي حكم طوال عقد الخمسينيات، قبل أن يطيح به أول انقلاب عسكري في تاريخ الجمهورية (1960)
وهكذا ارتسم نوع من تقاسم السلطة بين «دولة عميقة» تمثلها المؤسسة العسكرية التي ترى في نفسها حامية «قيم الجمهورية» التي وضعها مصطفى كمال، ودولة ظاهرة تمثلها حكومة منتخبة. في حين ظل منصب رئاسة الجمهورية ذا قيمة رمزية وبروتوكولية، مقابل كامل السلطة التنفيذية التي تمسك بها الحكومة ورئيسها.
شهد عهد حزب العدالة والتنمية تآكلاً تدريجياً لدور المؤسسة العسكرية، بلغ ذروته في معركة الانتخابات الرئاسية للعام 2007، حيث رشح حزب العدالة والتنمية عبد الله غل، وشهدت ساحات المدن التركية مظاهرات كبيرة للتيار العلماني لرفض هذا الترشيح بذريعة حجاب زوجة المرشح. ونشرت قيادة الأركان «إنذاراً» على موقعها الألكتروني، سرعان ما تحول إلى آخر مسمار في نعش الوصاية العسكرية على الحياة السياسية. ثم كانت الخطيئة الكبرى التي ارتكبها حزب الشعب الجمهوري بإفشال عملية التصويت في البرلمان على منصب الرئاسة بحجة عدم اكتمال النصاب. كان ذلك تلاعباً مكشوفاً بالنصوص الدستورية المعنية بالموضوع، فتح الباب أمام مخرج تمثل بانتخاب رئيس الجمهورية من الشعب مباشرةً، بعدما كان ينتخبه البرلمان.
رجب طيب أردوغان الذي تمتع بقاعدة شعبية كبيرة، منذ رئاسته لبلدية إسطنبول، وعزز تلك الشعبية في السنوات الأولى لحكم «العدالة والتنمية» التي شهدت إنجازات اقتصادية كبيرة، صعد إلى منصب الرئاسة منتخباً من الشعب، ورأى في ذلك تفويضاً له بممارسة السلطة التنفيذية كاملة، على رغم أن الدستور القائم ما زال يعتبر هذا المنصب بروتوكولياً. فقد عين بديله في رئاسة الحزب، لحظة استقالته منه، بحكم وجوب حياد الرئيس السياسي وفقاً للدستور، وأصبح رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو مجرد منفذ للسياسة التي يرسمها أردوغان. وحين أبدى «الخوجا» شيئاً من التمرد على هذه الوصاية، عزله أردوغان، في أيار/مايو 2016، وعين بدلاً منه رئيس الحكومة الحالي بن علي يلدرم.
في خلفية هذا المسار، شهدت تركيا أحداثاً كبيرة هزت استقرارها وهددت بتقويض كل النجاحات التي حققها حزب العدالة والتنمية منذ العام 2002. ففي آذار/مارس 2011 بدأت الثورة الشعبية في سوريا، ولم يمض وقت طويل حتى حسمت الحكومة التركية خياراتها وانخرطت بصورة فاعلة في دعم الثورة ضد نظام الأسد، ففتحت أبوابها أمام اللاجئين ومنحت المعارضة السياسية الرئيسية عنواناً على أراضيها، فضلاً عن دعم المعارضة المسلحة التي منحتها الإمكانات اللوجستية بسخاء. تعثر الثورة السورية والتعقيدات التي ألمت بها وصولاً إلى عجزها عن إسقاط النظام، سواء بالوسائل السلمية أو المسلحة، ضيّق من هامش الخيارات البديلة أمام الحكومة التركية، وخاصة بسبب عدم تجاوب الحليف الأمريكي مع الاقتراحات التركية الهادفة إلى تسريع إسقاط النظام السوري. فتحولت المشكلة السورية إلى مشكلة مديدة بالنسبة لتركيا، بلا أفق قريب لأي حل، وبخاصة أن المجتمع التركي غير موحد في موقفه من التدخل التركي في الصراع السوري، وهناك معارضة لا يستهان بحجمها لهذا التدخل.
ثم جاءت «انتفاضة منتزه غزي» في قلب مدينة إسطنبول، 2013، مستلهمةً ثورات الربيع العربي، وامتدت إلى مدن أخرى غير إسطنبول، فقمعتها الشرطة بصورة عنيفة. منذ تلك الانتفاضة الشعبية وأردوغان يهجس بفكرة «مؤامرة» دولية ضده، خاصة وأن توقيتها تزامن تقريباً مع الانقلاب العسكري الذي قاده عبد الفتاح السيسي في مصر ضد الرئيس الإسلامي المنتخب محمد مرسي. بعد ذلك كان اندلاع الصراع المكشوف بين الحكومة وجماعة فتح الله غولن الإسلامية، في كانون الأول/ديسمبر 2013، والذي سيمتد وصولاً إلى الانقلاب العسكري الفاشل في 15 تموز/يوليو 2016 الذي اتهم به ضباط موالون لغولن الذي يقيم في الولايات المتحدة. من جهة أخرى، شهدت السنوات الماضية تطورات دراماتيكية على صعيد المشكلة الكردية في تركيا التي تمتد جذورها إلى بداية تأسيس الجمهورية. ففي عيد النوروز عام 2013، أعلن عبد الله أوجالان ـ القائد الأسير لحزب العمال الكردستاني- في رسالة وجهها لجمهوره في ديار بكر «نهاية الكفاح المسلح» والانتقال إلى العمل السياسي لتحقيق تطلعات الكرد في تركيا. كان ذلك بناءً على مسار أطلقته حكومة العدالة والتنمية مفعم بالآمال لإنهاء صراع دموي استمر لعقود وكلف الطرفين عشرات آلاف القتلى. ثم انقلبت الحكومة على وعودها وعادت إلى شن الحرب على المناطق الكردية في جنوب شرق الأناضول، منذ صيف العام 2015. وانهارت عملية سلمية شهدت الكثير من التعرجات بعد سنوات من إطلاقها.
كل هذه التطورات زادت من هواجس أردوغان ورفعت شهيته السلطوية من أجل تحقيق التحكم التام بالتفاعلات السياسية في البلد وفي السياسة الخارجية.
هذه، باختصار، خلفية التعديلات الدستورية المقترحة التي يريدها أردوغان تحويلاً للأمر الواقع القائم إلى نص دستوري: إلغاء منصب رئاسة الوزراء، ليصبح رئيس الجمهورية هو نفسه رئيساً للحكومة، واستطراداً يعود إلى رئاسة الحزب، فيحدد بنفسه مرشحي الحزب إلى الانتخابات البرلمانية، فيصبح هؤلاء، في حال نجاحهم، مدينين له بكرسي النيابة، فتكتمل سيطرة الرئيس على الغالبية البرلمانية، بعد سيطرته على وزراء الحكومة الذين يعينهم بنفسه. كما يتمتع الرئيس، وفقاً للتعديلات المقترحة، بسلطة حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات مبكرة.
ربما الأسوأ من التعديلات نفسها، من وجهة نظر المعارضة، هو الطريقة التي تدير بها الحكومة الحملة الترويجية للتعديلات الدستورية. ففضلاً عن استخدام موارد الدولة ووسائل الإعلام «الموالية» لمصلحة التعديلات، يكرر خطباء أنصارها روايةً مفادها أن خصوم النظام الرئاسي هم «خونة للوطن» أو عملاء أجندات أجنبية، أو يريدون تفكيك تركيا، أو هم من أنصار الانقلاب العسكري الفاشل. بالمقابل يتهم معارضو النظام الرئاسي أردوغان بالرغبة في تأسيس دكتاتورية الرجل الواحد المشخصنة. ترى أي طريق سيختار الأتراك في 16 نيسان/ابريل القادم؟

٭ كاتب سوري

خلفيات الاستفتاء التركي على التعديلات الدستورية

بكر صدقي

ظاهرة التقدم والتراجع في بلاد العرب

Posted: 29 Mar 2017 02:13 PM PDT

شعار التقدم الإنساني الذي طرحه عصر الأنوار الأوروبي منذ حوالي ثلاثة قرون، بل قدمه كحتمية من حتميات التطور البشري نحو الأفضل والأسمى، يخضع الآن للتساؤل والشك.
فالذين طرحوا الشعار في البداية اعتقدوا بأنه كلما زادت المعرفة وتقدمت شتى العلوم وتطورت وتحسنت التكنولوجيا، فإن الإنسان سيصبح أكثر عقلانية واتزانا في الأحكام والتصرفات وأكثر تحضراَ. وهذا، حسب رأيهم، سيقود إلى عالم أكثر رخاءَ وسلاماَ وسعادة، إذ أن العلم سيؤدي إلى أنسنة البشر.
دعنا مَما يقوله المفكرون الغربيون عن موضوع التقدم في بلادهم، إذ على الرغم من التطور الهائل في المعلومات والمعرفة والتكنولوجيا الذي تحقق في بلدانهم، فإنهم لم يحصدوا إلا الحروب الكونية والعبثية، واستعمار الآخرين، والأزمات الاقتصادية المتعاقبة، وصولا، في أيامنا الحالية، إلى صعود الفاشية اليمينية، وعودة الأصولية الدينية المتزمتة، ورجوع التعصبات العرقية ضد هذا الجنس أو ذاك، وانتشار أوبئة المخدرات والبغاء والجرائم. من هنا مراجعة الكثيرين لمفهوم التقدم برمته.
بدلا من ذلك دعنا نتفحص بإمعان موضوع التقدم في بلاد العرب، إذ ستصدمنا المفارقات وسنكتشف أنفسنا، على غرار ما اكتشفه الغرب، بأن التقدم في ساحات المعرفة والعلوم والتكنولوجيا لا يقود بالضرورة إلى استعمال العقل والمنطق، ولا إلى ارتفاع مستوى القيم والأخلاق أو الالتزام بمصالح الأوطان.
المفارقة الأولى تتمثل في الصورة التالية: المنتمون لـ»القاعدة»، أو لبناتها «داعش» و»النصرة» وغيرهما، يستعملون أحدث وسائل الاتصال الالكتروني وأكثر الأسلحة الحربية تطورا، وذلك بكفاءة مبهرة تفوق حتى كفاءة مخترعيها. كما أنهم يبرعون بصورة مذهلة في الاستفادة من كل ما توصل إليه علم النفس الجماهيري العصري، وفي الاستعمال المبدع لآخر صيحات العلاقات العامة المضللة، وفي استغلال كل ما هو غريب وشاذ في التراث الفقهي الإسلامي، بعبقرية انتهازية فريدة، وذلك كله من أجل الهيمنة التامة على عقول الشباب المسلمين عبر قارات العالم كله.
لكن ذلك التفاعل المدهش في ما بين أفراد ما يسمى بالحركات الجهادية التكفيرية ومنجزات العصر المعرفية والعلمية والتكنولوجية، لم يمنع أفرادها من تفجير الأحزمة الناسفة في التجمعات الجماهيرية الآمنة، سواء في المستشفيات أو الأسواق أو المدارس وحتى في بيوت الله، ومن سبي النساء وبيعهن كالسلع، ومن تهجير الملايين من مدنهم وقراهم ومزارعهم، ومن حرق وقطع رؤوس المكبلين المغلوبين على أمرهم. كل منجزات العصر العلمية والفنية لم تمنع أولئك المستوعبين لها والمستعملين لكل أدواتها عن التراجع إلى أدنى مستويات البدائية وأعلى توحشها.
المفارقة الثانية تتلخص في الآتي: لقد انتشر التعليم المدرسي والجامعي بين ملايين العرب والمسلمين. ولقد أطلعت الملايين على منجزات الدولة الحديثة في بنائها على أسس المواطنة والتساوي في الفرص والاحتكام إلى القانون، وبالتالي إعلاء الولاء للوطن فوق كل ولاء آخر، وشاهدت الملايين يوميا عن طريق التلفزيون أنواعا مبهرة من مظاهر التقدم الحضاري في مجتمعات الآخرين، ومع ذلك لم يمنع كل ذلك ارتداد أعداد هائلة من العرب والمسلمين إلى الولاءات الدينية والمذهبية المتحجَرة المتصارعة البدائية، وإلى ولاءات ما قبل قيام الدولة، من مثل القبلية والعشائرية والمناطقيه العرقية، وذلك كله على حساب الولاء الوطني المشترك.
مرة أخرى، لم يمنع الاحتكاك بمنجزات العصر الفكرية في السياسة والتنظيم الإداري، والتعرف على فوائد التطبيقات العقلانية من قبل الآخرين، تراجع كل ما وصل إليه العرب من تقدم، ولو كان محدودا، إلى الوراء، وفي شكل تقهقر سريع يهدد بأن تصبح الأمة العربية خارج التاريخ وعلى هوامش مسيرة الإنسانية.
اليوم، نرى حتى الممارسات الديمقراطية المحدودة تنتقل إلى عوالم الاستبداد، وحقوق الإنسان العربي المتواضعة إلى عوالم قبضة البطش الحديدية، والمشاركات المجتمعية السابقة، حتى لو كانت مقيدة وموسمية، تدخل في متاهات الشروط التعجيزية والمذلة.
يقول المفكر والفيلسوف البريطاني جون جَري بأن الذين لايزالون مؤمنين بفكرة وحتمية التقدم هم في عصرنا (عصر الغرب) ينشدون في التكنولوجيا ما كانوا ينشدونه من قبل في الإيديولوجيات، ومن قبل ذلك في الدين: إنهم ينشدون الخلاص والإنقاذ من أنفسهم. ياله من تصوير مروع لنهاية بائسة لإنسان الغرب. ذلك أن التكنولوجيا اثبتت دائما أنها بجانب ما تحمله من فوائد للإنسان، فإنها تحمل مخاطر وأهوالا تدميرية هائلة، وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليها لخلاص الإنسان من شياطين نفسه.
إذن، فماذا عن الإنسان العربي؟
ما هو الحقل الذي سينشد فيه خلاصه من نفسه المأزومة المحبطة التائهة في لحظته الراهنة؟ وهل سيستطيع، وهو في لحظات أتون الجحيم والفوضى والدمار التي يعيشها، أن يحل إشكالية التقدم والتقهقر تلك؟ لماذا تتقدم المجتمعات العربية خطوة، ثم تتقهقر خطوتين؟
مفكرو الغرب يفتشون عن حلول فلسفية جديدة لإشكاليتهم، فهل نأمل في أن ينبري المفكرون العرب لإيجاد حلول فلسفية وثقافية جديدة لحل إشكاليتنا؟
كاتب بحريني

ظاهرة التقدم والتراجع في بلاد العرب

د. علي محمد فخرو

قولوا «أوشالا»

Posted: 29 Mar 2017 02:13 PM PDT

تقاطر خلال اليومين الماضيين عدد من القادة ورؤساء الوفود العربية إلى العاصمة الأردنية عمان، للمشاركة في اجتماع القمة العربية في البحر الميت.
ذهب معظم القادة بتحديات وطنية وقومية، ولا «يخلو رأس من همّ»، كما يقال.
الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي حمل معه إلى قمة عمان تحدي الانقلاب وتدخلات إيران، حضر العراق بجراحه النازفة، ومخالب إيران فيه، وليبيا وملفات الحرب والتوافقات، وسوريا التي تعد كارثة العرب الكبرى، لم تغب رغم شغور كرسيها في قاعة التئام القمة.
طبعاً كرسي سوريا شاغر في القمة، لم يتمكن النظام من ملئه، لأنه أصبح أقل من مستوى سوريا، ولم تُدع إليه المعارضة، لأنها ليست كبيرة لتملأ كرسيا بحجم تاريخ سوريا، لا ننسى كذلك أن إيران حضرت مع سوريا أيضا. حضور إيران في كل ما ذكر من قضايا، سببه أن لها ضلوعا كثيرة في القضايا الحاضرة على جدول أعمال القمة، بعد أن مكنتها رخاوة النظام الرسمي العربي من العبث بأمن العرب القومي.
بالطبع حضرت «القضية المركزية» للعرب، وكان محمود عباس على رأس الضيوف، غير أن جديداً لم يستجد على مستوى أكبر القضايا العربية سناً، لم يستجد جديد على مستوى القضية الفلسطينية، رغم أن القمة أريد لها أن تكون بالقرب من فلسطين هذه المرة.
المهم، كمٌ من التحديات طرح أمام المشاركين، كل واحد منها يتطلب قمماً متوالية على مستوى القادة، تحديات بعضها يتكرر منذ عشرات السنين، وبعضها منذ عقد من الزمان، وأخرى منذ سنوات.
مشكلة المشاكل لدى العرب أن مشاكلهم تتراكم، وأن الحل الأنسب لأي أزمة عربية يتمثل في اندلاع أزمة أخرى لتغطي على الأزمة السابقة. ومشكلة القمم العربية المزمنة أن المشاكل تحضر، بينما تغيب الحلول، وسبب غياب الحلول يكمن في ترحيلها إلى قمم لاحقة وأوقات مناسبة لا تأتي، مع الإشارة إلى أن غياب إرادة الحل هي أم المشاكل.
يخيل لي أحياناً ان القمة العربية، هي قمة تل رملي ضخم يتسابق إلى رأسه العرب ليدسوا رؤوسهم فيه بعيداً عن الأخطار المحدقة التي تسللت إلى داخل حدود أوطانهم، واقتحمت عليهم قاعات الاجتماعات. عندما تفكر الكثير من الدول العربية في الحلول، فإنها تفضل الطرق الثنائية في التعاطي مع القضايا، عوضاً عن العمل الجمعي في إطار الجامعة التي ترهلت وشاخت، وأصبحت اجتماعاتها مراسيمية لا أكثر. بعض الدول العربية بدأت التنسيق مع جوارها غير العربي للتصدي للمشاكل والمعضلات التي تعترض طريقها، وبعضها انكفأ داخل حدوده قلقاً من إقحام نفسه في تحديات أشقائه. والمجتمع الدولي يتدخل في القضايا العربية لغياب الدور العربي، وبطريقة تعقد الحلول، وتعمق التحديات.
بالطبع لا توجد نية حقيقية لتفعيل عمل الجامعة العربي، نظراً للخلافات العربية البينية، وتضارب المصالح، وتدخلات إقليمية ودولية لا تريد للجامعة أن تجسد العمل العربي المشترك.
حضر ضيوف الشرف، وظهروا في زي الوعاظ الذين يرسلون إشارات للعرب بضرورة بذل الجهد. على رأس ضيوف الشرف كان أمين عام الأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش الذي تطرق لظاهرة الإرهاب، وقال إن المسلمين هم ضحية الإرهاب الأولى. هذا صحيح، لكن من يقنع الدول الأعضاء في مجلس الأمن بذلك.
تعرض لظاهرة الهجرة واللجوء، وذكر الآية من سورة التوبة «وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه…»، وهذه إشارة إلى حماية الإسلام للاجئين، حسب قول الأمين العام. بدا غوتيريش متفائلاً، وهو يذكر العرب بكلمة الأمل في لغتهم، التي انتقلت إلى البرتغالية، وهي لغته الأصلية، وهي كلمة «إن شاء الله»، التي تنطق في البرتغالية بلفظ «أو شالا»، حسب غوتيريش.
واليوم تختتم القمة أعمالها، وسيكون أهم نجاحاتها أنها جمعت أكبر عدد من القادة في قاعتها، وهذا هو الهم الأول للدولة المضيفة. لماذا؟ لأن أي دولة مضيفة لا تريد أن ينسب الفشل في الاجتماع أو تدني مستوى التمثيل لقمتها. وعندما يصبح جمع الأطراف في حد ذاته مكسباً، فإن ذلك بلا شك يكون المكسب الأبرز إذا لم يكن الوحيد، مما يعني تحول القمة إلى لقاء مناسباتي سنوي إعلامي الهدف منه التقاط الصور، أو على أكثر الاحتمالات إرسال الرسائل.
بالطبع لا أحد يعول على آليات القمة في شكلها الحالي للخروج بقرارات مفصلية، ولو اتخذت مثل تلك القرارات، فلا أحد يتصور أن تغادر أدراج الأمانة العامة للجامعة العربية.
هل يعني ذلك اليأس من الجامعة العربية؟
لا، ولكنه يعني الأمل في إجراء تعديلات جوهرية على لوائحها، وطبيعة عملها، وفوق ذلك كله، وقبله أن يعي العرب أن الجامعة هي بيتهم، وان البيت في حاجة إلى ترميم وتهوية وإصلاحات ليعود قادراً على لمِّ شملهم واستيعاب أشواقهم القومية.
قولوا مع مع غوتيريش «أوشالا».
كاتب يمني من أسرة «القدس العربي»

قولوا «أوشالا»

د. محمد جميح

قمة البحر الميت لن تحيي العظام 

Posted: 29 Mar 2017 02:12 PM PDT

لا شك في أن قمة البحر الميت لن تحييه ولن تحول مياهه لمياه عذبة، فهي ما زالت مسكونة بالتوافق وترحيل الأزمات لقمة أخرى قد لا تنعقد.
القمة كما هي حال الأمة مرآة لواقعنا العربي البائس بتحدياته وخذلانه. ما زال باستطاعة القادة العرب لجم حصان العربة عن الهاوية وتقليل زخم الخلافات العربية العربية. أمامهم أجندة كلاسيكية، فالتحدي الأكبر لا يزال الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، ولن يكون الحل بتركها للفلسطينيين وحدهم ولنعيدها لدائرتها الأوسع والأعمق.
أما التوغل الأجنبي في أقطارنا من قوى إقليمية ودولية فهو نتيجة طبيعية لتردي حالنا، لأن أمورنا الداخلية تركت على عواهنها تعصف بنا الرياح لغياب العدالة في بلادنا، التي تنتج فقرا وجهلا وبطالة، وتعمل على هدر طاقاتنا واقتصادنا في حروب لا تغني ولا تسمن من جوع، ولكنها تهدر الأموال وتدمر الاقتصاد.
فالعدل أساس الملك وغيابه يولّد الخراب ويودي  للتهلكة. فإن كان الغرب يتطلع لنا لمواجهه الإرهاب والتطرف وصدور قرارات بالإجماع في هذا الشأن، فلا بد لنا أن نرى أن الفساد الذي استشرى في الجل الأعظم في بلادنا حري بالتصدي له كونه عدوا حقيقيا ينخر في جسد الأمة.
آن الأوان للالتفاف لبعضنا بعضا لنكون قادرين على الالتفات لجيراننا فلا بد من حوار جاد في الشؤون العربية في العراق وسوريا واليمن وليبيا. إنها مجموعة قضايا معقدة قد يكون انطباعنا الأول عنها أنها من صنع أيادٍ خارجية وحسب، ولكن الرائحة تأتي من مطبخ البيت.
لا نريد بيانات توافقية ترضي الجميع فهي فعليا لن ترضي أحدا. نتطلع لبداية ربط مدخلات معادلة الخراب من ظلم وفساد وإفساد وغياب للحريات بمخرجاتها من تطرف وإرهاب وهجرة عقول.
يجب أن يبقى سقف توقعاتنا بعلو منخفض ولكنه مرتفع بعض الشيء للحفاظ على ما تبقى من أسباب البقاء كأمة مكلومة تتلاشى لنقول كما قال نزار قباني منذ عقدين «متى سيعلنون وفاه العرب».
وزير العدل الأردني السابق 

قمة البحر الميت لن تحيي العظام 

إبراهيم مشهور الجازي 

 اللوبي اليهودي في الحزب الاشتراكي يتخلى عن هامون ويُؤيدُ ماكرون

Posted: 29 Mar 2017 02:12 PM PDT

يُرجَحُ أن يكون قرار اللوبي اليهودي في الحزب الاشتراكي الفرنسي التخلي عن المرشح الرسمي للحزب بينوا هامون، وتأييد غريمه إيمانويل ماكرون، إشارة إلى أن أصوات الناخبين اليهود الفرنسيين ستميل لهذا الأخير. لكن هل هناك في المقابل تعبئة للأصوات العربية لصالح هامون، الذي ما انفك يُوجه رسائل إيجابية للعرب؟
يحمل اللوبي اليهودي في الحزب الاشتراكي الفرنسي اسم رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق اسحق رابين، وترأسه فلورانس دروري، التي سبق أن أدارت الحملات الاعلامية لكل من فرنسوا ميتران وجاك لانغ وسيغولين روايال. وهي ليست بعيدة عن مؤسسات الدولة الاسرائيلية، فزوجها ليس سوى سفير اسرائيل السابق لدى كل من بلجيكا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي.
وبحسب وسائل الإعلام الفرنسية برَرت دروري قرار الخروج عن الانضباط الحزبي بـ»مواقف المرشح هامون وأعضاء طاقمه من اسرائيل والعلمانية، وكذلك مواقفه المتعلقة بارتداء الحجاب». وهي تقصد بـ»أعضاء طاقمه» أساسا أليكسيس باشلاي، الناطق السابق باسم المرشح الاشتراكي، الذي عبّر عن مواقف اعتُبرت «قاسية» تجاه الدولة العبرية. غير أنه انسحب من حملة هامون منذ فترة. كما أن دروري تستهدف أيضا بعض نواب الحزب الاشتراكي، الذين أيدوا الحركة الداعية لمقاطعة اسرائيل واستصدار عقوبات بحقها، المعروفة في فرنسا باسم BDS وهي اختصارٌ للحملة الدولية لمقاطعة الدولة العبرية وتعطيل الاستثمار فيها وسنِ عقوبات في حقها.
مغازلة للناخبين ذوي الأصول الجزائرية
أكيدٌ أن تصريحات هامون بعد لقائه محمود عباس، التي قال فيها إنه سيعترف بالدولة الفلسطينية، إذا ما وصل إلى سدة الرئاسة، شكلت منطلقا لقرار الانسحاب، فاللوبي اليهودي في الحزب الاشتراكي يعتبر أن الدولة الفلسطينية ينبغي أن تكون محور مفاوضات مقبلة بين الفلسطينيين والدولة العبرية، وليست أمرا محسوما. أكثر من ذلك، شكلت زيارة هامون للجزائر، وإدلائه بتصريحات غير مألوفة في الماضي من السياسيين الفرنسيين، عنصرا إضافيا في تعبئة المتشددين بأطيافهم المختلفة ضده. وتعهد هامون خلال تلك الزيارة (التي اعتُبرت مغازلة للناخبين الفرنسيين من أصول جزائرية)، بالاعتذار للجزائر عن الحقبة الاستعمارية، مُبديا استعداده لتوسيع الاعتذار إلى شعوب المستعمرات السابقة. واعتبر أن الجراح المتعلقة بتلك الشعوب «التي استعمرتها فرنسا واضطهدتها، تُشكلُ عبئا يقتضي التعبير علنا عن الأسف باسم الجمهورية، والذي يمكن أن يرتقي إلى الاعتذار». وسمَى هامون بالتحديد الجزائر وتونس والمغرب، إلا أنه رفض بشكل قاطع ما ذهب إليه غريمُهُ ماكرون، الذي اعتبر الأعمال التي أتتها فرنسا في الجزائر جرائم حرب.
تعكس مواقف السياسيين اليساريين الشباب في فرنسا ذهنية جديدة مُتحررة من عُقد الحقبة الاستعمارية، وهو ما جعلهم لا يتعاطون مع الصفحات السوداء في تاريخ بلدهم بمنطق التبرير والمُكابرة والتعصُب، ربما لأنهم لم يضطلعوا بمسؤوليات سياسية خلال تلك الحقبة، إذ أن كُلا من هامون وماكرون وُلدا بعد نهاية حرب التحرير في الجزائر، وإن كان هذا المنطق لا ينطبق على مرشحي اليمين، وفي مقدمهم زعيمة «الجبهة الوطنية» مارين لوبان، المتمسكة بارتداء الإرث الاستعماري بوصفه أحد ركائز خطها المتشدد.

جيلٌ جديدٌ

في المقابل، يتوخى المرشحون اليساريون خطا صريحا وتلقائيا لا مكان فيه لمجاملة الأوساط العنصرية، وأفضل دليل على هذه الروحية الجديدة ما يمكن أن نقرأه على موقع هامون على «تويتر» من دعم للمنتخب الجزائري في 2009، إذ دوَن الشعار الشهير «وان تو ثري فيفا لالجيري» (1,2,3 Viva l'Algérie). لا بل ما كان من هامون عندما أطلق عليه خصومُهُ تهكُما اسم بلال، إلا أن قبل الأمر بصدر رحب، مؤكدا أنه فخور بحمل هذا الاسم. نحن إذن إزاء جيل جديد يرنو إلى الاقتراب من الجاليات العربية والإسلامية في فرنسا ومن بلدانهم الأصلية، لأنه بحاجة إلى دعمهم، إذ أن الفوارق بين المرشحين الثلاثة الذين يتصدرون حاليا استطلاعات الرأي ليست كبيرة. بهذا المعنى سيكون للناخبين الفرنسيين المتحدرين من أصول مغاربية وزن مُهمٌ في ترجيح كفة هذا المرشح أو ذاك.
وتتضارب التقديرات في شأن حجم الجالية ذات الأصول الجزائرية، ففيما يُشير بعضها إلى أن عدد الناخبين من أصول جزائرية بلغ 815 ألف ناخب في 2014، صرح السفير الفرنسي لدى الجزائر برنار إيميي أن العدد يُقاربُ سبعة ملايين، وهو رقمٌ يبدو مبالغا فيه، والأرجح أنه لا يتجاوز ثلاثة ملايين، ما يعني أن قسما كبيرا من ذوي الأصول الجزائرية غير مسجلين، على الرغم من كونهم يُقيمون في فرنسا منذ سنوات. ويُتوقع أن يكون عددهم زاد في السنوات الثلاث الأخيرة بالنظر لحصول مزيد من المهاجرين على الجنسية الفرنسية، خاصة أن غالبيتهم من الأطباء والمحامين ورجال الأعمال والأكاديميين. ويطرح هذا الموضوع معضلة الأجانب عموما في فرنسا، إذ يُقدرُ عددهم بـ15 مليون فرد، وهم ينتمون إداريا لفرنسا لكنهم لا ينتمون إليها ثقافيا بسبب صعوبات الاندماج.

اللوبي الأول نظريا

ما يعنينا من ذلك أن إمكانات اللوبي العربي تُؤهله لأن يكون هو الأول، نظريا، في فرنسا وأن يكون له تأثير نوعي في اتجاهات السياسة الفرنسية، أقلُه في المسألة الفلسطينية. لكن لا هو مُهيكل ولا هو يملك رؤية موحدة للموقع الذي يمكن أن يتبوأه في المجتمع الفرنسي، على عكس اللوبي اليهودي، الحاضر بقوة في الإعلام والمال والثقافة. والأدهى من ذلك أن هناك مناخا مُعطلا يشلُ أي عمل جماعي على صعيد الجالية المغاربية، جراء الصراع المغربي الجزائري على زعامة الجالية.
لم يعُد في الوقت مُتَسعٌ للخوض في هذه المسائل، فالانتخابات على الأبواب وبرامج المرشحين نهائية، لكن يمكن تشكيل تيار قوي يدعم المرشحين الثلاثة المؤيدين للقضايا العربية في الدور الأول (23 أبريل)، على أن يكون للصوت الفرنسي من أصول عربية وقعٌ خاصٌ في حسم المنافسة خلال الدور الثاني المُقرر في السابع من مايو المقبل. كما أن التنسيق بين ناشطي الجاليات المغاربية، واستطرادا الإسلامية، يمكن أن يُعطي أكله في الانتخابات البرلمانية المقررة لشهر يونيو المقبل، على الرغم من أنه لم يتم الاشتغال على هذا الملف في وقت مُبكر.
كاتب تونسي

 اللوبي اليهودي في الحزب الاشتراكي يتخلى عن هامون ويُؤيدُ ماكرون

رشيد خشانة

دول الطوائف وإعلان وفاة العرب

Posted: 29 Mar 2017 02:11 PM PDT

ربما استشعر المبدع نزار قباني الوضع العربي الحالي حين كتب قصيدته «متى يعلنون وفاة العرب؟» التي يختتمها بـ»رأيت العروبة معروضةً في مزاد الأثاث القديم…  ولكنني… ما رأيت العرب».
فما أشبه الليلة بالبارحة، إذ تنعقد في هذه الأثناء القمة العربية في دورتها الثامنة والعشرين، على شواطئ البحر الميت. نتساءل: ماذا حققت القمم العربية للمواطنين العرب منذ القمة الأولى عام 1964حتى القمة الأخيرة عام 2017؟ (للعلم يؤرخ البعض للقمم العربية منذ عام 1946 حين انعقاد قمة أنشاص في الإسكندرية)، حققت المزيد من التشرذم والانقسام والدخول في عصر اللاتأثير على أي حدث عربي أو عالمي، الدخول في أزمات اقتصادية، سياسية، اجتماعية مجتمعية ومصيرية أخرى.
مع مضي الوقت، تزداد أزمات دولنا، فلا تحكّم بالثروات ولا القرارات ولا الحدود، نزداد حروبا وفقراً، نتحول نحو المزيد من الانحدار هبوطا. تزداد دولنا اتقساما ومديونية ورفعا للأسعار، تتعاظم درجات العداءات البينية وعلى مستوى النسيج الاجتماعي للدولة الواحدة.
رغم العشق لابن خلدون، لكن لن نستعرض ما قاله في وصف العربي، هذا الذي تتبارز في التأكيد عليه كل المواقع الصهيونية الإلكترونية. نعم، بتنا نستعين بالعدو لينتصر لنا على من يُفترض أنهم أشقاؤنا. ما قاله ابن خلدون في منتهى القسوة، غير أنني سأستعرض جزءا مما كتبه الشيخ محمد الغزالي صاحب المؤلف القيم «الإسلام والاستبداد السياسي»، فهو يقول: «إن زوال إسرائيل قد يسبقه زوال أنظمة عربية عاشت تضحك على شعوبها، ودمار مجتمعات عربية فرضت على نفسها الوهم والوهن، قبل أن يستذلها العم أو الخال، وقبل أن ينال من شرفها غريب، إنه لا شيء ينال من مناعة البلاد، وينتقص من قدرتها على المقاومة، كفساد النفوس والأوضاع، وضياع مظاهر العدالة، واختلال موازين الاقتصاد، وانقسام الشعب إلى طوائف، أكثرها مُضيع منهوك، وأقلها يمرح في نعيم الملوك».
كم تغنينا بمرحلة التنوير، أو بداية عصر النهضة في بدايات القرن الزمني الماضي، لكن كانط ربط ما بين سن الرشد والتفكير الشخصي المنعكس بالضرورة في المسلكية، شخصية كانت أو عامة. من هذا المنظور جاءت صرخته التنويرية لتقول: «إعملوا عقولكم أيها البشر لتكن لكم الجرأة على استخدامها فلا تتواكلوا بعد اليوم ولا تستسلموا للكسل والمقدّر والمكتوب. تحركوا وانشطوا وانخرطوا في الحياة بشكل إيجابي متبصر. فالله زودكم بعقول وينبغي أن تستخدموها». في وطننا العربي، تجد المنظّرين للديمقراطية والعدالة والتقدمية وتحرير المرأة، إنهم في ممارساتهم الشخصية، الأكثر ديكتاتورية وظلما للآخر، لا يطيقون ولا يسمحون بتفوق المرأة عليهم، يحاربون إنجازاتها ليبقوا هم من تتوجه إليهم الأنظار.
من قبل، عاش العرب في الأندلس مرحلة الطوائف، عندما استقل كل أمير من أمراء الأندلس ببناء دويلته المنفصلة عن الجسد الأم، وتأسيس أسرة حاكمة من أهله وذويه، فنشأت 22 دويلة (هل هي صدفة أن عدد دولنا العربية في عام 2017 هو 22 دولة؟). لذا فقد نشأت دويلات في غرناطة وإشبيلية وقرطبة والمرية وملقة وغيرها، ثم بدأت الدويلات في الانهيار واحدة بعد الأخرى، إلى أن جاء الملكان الإسبانيان فرناندو وإيزابيلا، اللذان أصرا على عقد قرانهما في قصر الحمراء، حاصرا بجيشهما غرناطة، فقام أبو عبد الله الصغير بتسليم مفاتيحها، لهما، ونقَضا كل بنود الاتفاق معه، فطرداه وأجبراه على الخروج من إسبانيا نهائيا، وفي منطقة البشارات، القريبة من غرناطة، وقف يلقي نظرته الأخيرة على المدينة الضائعة، فخاطبته أمه قائلة: «ابك كالنساء مُلكاً لم تحافظ عليه كالرجال» المكان الذي توقف فيه أبو عبدالله في طريقه إلى المنفى، أطلقَ عليه الإسبان اسم «زفرة العربي الأخيرة» مضى أبو عبدالله إلى المغرب مكسورا في منفاه، إلى أن تم قتله في نزاع عادي.
إذا كان العقل في العادة، هو وصف القدرة على التمييز والإدراك، واتخاذ القرار بالاستفادة من بيانات الدماغ البشري، خاصة تلك الوظائف التي يكون فيها الإنسان واعيا بشكل شخصي، مثل: الشخصية، التفكير، الجدل، الذاكرة، الذكاء، التحليل وحتى الانفعال العاطفي، يعدّها البعض ضمن وظائف العقل، فإن نظريات كثيرة ما زالت تبحث في كينونته وجوهره وماهيته، وكيفية عمله، منذ عهد أفلاطون وأرسطو، وصولا إلى النظريات العلمية الحديثة، التي تعتبر العقل ظاهرة تتعلق بعلم النفس، وغالبا ما يستخدم هذا المصطلح بترادف مع مصطلح الوعي.
إن موسوعة المفكر محمد عابد الجابري المؤلفة من أربعة أجزاء: «تكوين العقل العربي 1984، بنية العقل العربي 1986، العقل السياسي العربي 1990، العقل الأخلاقي العربي 2001» ، جرى تكريسها لنقد العقل العربي، ولقد أكدّ على أن نقد العقل هو جزء أساسي وأولي من كل مشروع للنهضة، ولكن نهضتنا العربية الحديثة جرت فيها الأمور على غير هذا المجرى، ولعل ذلك من أهم عوامل تعثرها المستمر إلى الآن. وهل يمكن بناء نهضة بغير عقل ناهض، عقل لم يقم بمراجعة شاملة لألياته ومفاهيمه وتصوراته ورؤاه؟ نعم أصبح للعقلية العربية سماتها عند الأكثرية: إن امتلك البعض منّا عقلية جدلية على طريق النهوض، يوجهها نحو العقلية التحطيمية لإنجازات الآخر ارتباطا بتضخم الأنا في ذاته. بالتالي، فمن الطبيعي أن نواجَه بالانكسارات المتتالية التي تؤسس بدورها ونتيجة لمتطلبات مجتمعية روحية لمرض التغني بأمجاد الماضي، كإطار معترِض لعملية التسابق القائم بين المجتمعات على صعيد العالم. فهل (ومثلما طرح أحد الكتا) لو اختفى العرب، سيتوقف التقدم العلمي؟ وستكف الأرض عن الدوران؟ وسيتعطل العالم؟.كلا.. فالعرب في الحسابات العالمية بشكل عام، ليسوا أكثر من مستهلكين وبلادهم مصدرة للثروات، وأرضهم مجالا للسيطرة عليها بطريق مباشر أو غير مباشر. في زمننا وبدلا من السير قُدما في مسار النهضة، نتراجع سنوات إلى الوراء. في زمننا ما زالت الوظيفة تتم من خلال الواسطة وليس اعتمادا على الكفاءة. في زمننا النصب يعتبر فهلوة، والاستقامة والقيم الأصيلة والتمسك بالأخلاق تعتبر سذاجة. في مرحلتنا تفوق المرأة على الرجل يعتبر كفرا. في زمننا يعتبر الاتصال بالعدو واستقباله طبيعيا! من منا لم يُصب بغصّة والغضب الشديد والشعور بالمذلّة وهو يرى الوفود الصهيونية وأعلام الكيان على سفاراته في عواصمنا العربية؟ من منا لم يصب بالألم الشديد والوفود من البعض العربي تتوالى في زيارات تقوم بها للكيان الصهيوني؟ على الرغم من أن مقاطعة إسرائيل تتعاظم وتقفز سنويا إلى معدلات جديدة، إيمانا بعنصرية الدولة الصهيونية! هل هؤلاء معنيون بقضيتنا أكثر منا فلسطينيين وعرباً؟ ندرك أننا في زمن غير زمن المعتصم، عندما نظم جيشا لمحاربة الأعداء إثر صياح امرأة: وامعتصماه بعد اعتداء أحدهم عليها، غير أن حداً من الكرامة العربية لا بد أن يتوفر.
نعود إلى قصيدة قباني، متسائلا بعد شرح: أنا منذ خمسين عاما..أحاول رسم بلادٍ.. تسمى مجازا بلاد العرب، رسمت بلون الشرايين حينا… وحينا رسمت بلون الغضب. وحين انتهى الرسم، ساءلت نفسي: إذا أعلنوا ذات يومٍ وفاة العرب… ففي أي مقبرةٍ يدفنون؟ ومن سوف يبكي عليهم؟ ألم نقل.. إننا ماضون نحو الأفول؟
كاتب فلسطيني

دول الطوائف وإعلان وفاة العرب

د. فايز رشيد

الإرهاب المشروع والإرهاب المنكر حسب ما تقتضي المصلحة

Posted: 29 Mar 2017 02:11 PM PDT

الأمم المتحدة تدين تدمير تركيا أحياء كردية؟ أوقعت نحو ألفَي قتيل وأدت إلى تدمير أحياء كاملة في جنوب شرقي البلاد.
لست مغرمًا بسياسة السيد اردوغان خاصة فيما يتعلق بالشأن السوري وتردده المستدام الذي اوصله ليكون في مأزق بين الروسي والأمريكي في مدينة منبج السورية، وكان أول من تنازل عن خطوطه الحمراء في حماة ثم في حلب، لكن الحقيقة دومًا تفرض نفسها.
تجاهل كل محاولات الحكومة التركية لاحتواء التنظيمات الكُردية وما طرحته انقرة من مبادرات تم تجاهلها من قبل تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي.
ولمن كانت ذاكرته قصيرة مثل الأسماك، نقول له لم تمض سنوات على سماح تركيا للبيشمركه العراقية بعبور أراضيها والوصول إلى عين العربي شمال حلب التي كان يحاصرها تنظيم الدولة، لدعم المقاتلين الكُرد فيها التي حولتها أمريكا فيما بعد لقاعدة لها ولدعم التنظيم الإرهابي «سوريا الديمقراطية»، في عملياته شمال وشرق سوريا ودعم مشروعها الانفصالي تحت مزاعم الحقوق والمظلومية التاريخية، ضاربة عرض الحائط مصالح حليفها التركي ثاني اقوى قوة عسكرية في حلف الناتو التي تحتضن فوق أراضيها قاعدة انجرليك أكبر قاعدة للحلف خارج أوروبا وتسيطر على مضائق البوسفور والدردنيل.
الأمم المتحدة نفسها تتجاهل وعن عمد مقصود كل الجرائم والانتهاكات التي مارستها تنظيمات حزب العمال الكردستاني عبر سنوات تمردها ضد الحكومات التركية المتعاقبة، وتغض النظر عن تقارير متوالية وجهتها منظمات حقوقية دولية وشهادات وثقها ناشطون تتحدث عن حملات تطهير عرقي ممنهجة ضد العرب والتركمان تنفذها العصابات الكُردية شمال سوريا تحمل اسم وحدات حماية الشعب الكردية الجناح العسكري الإرهابي لحزب العمال الذي يوسم دوليًا بوسم الإرهاب.
تقرير «هيومن رايتس ووتش». المكون من 107 صفحات، قال «تحت الحكم الكردي: الانتهاكات في المناطق الخاضعة لإدارة حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا»، يوثق عمليات الاعتقال التعسفي لمعارضي الحزب السياسيين، وانتهاكات في أثناء الاحتجاز، وحالات اختطاف وقتل مقيدة ضد مجهول. كما يوثق استخدام الأطفال في قوة الشرطة التابعة للحزب وجناحه المسلح، وحدات حماية الشعب.
بينما تشعر تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي بقلق متزايد جراء هجمات حزب العمال الكردستاني، كانت حليفتها الولايات المتحدة تتقاعس عن مواجهة ما تقول انقره انه نحو 4000 من المسلحين الذين يتحصنون شمال العراق. وتستمر في دعم عصابات سوريا الديمقراطية الانفصالية جناح حزب العمال الكُردي في سوريا مما يهدد الأمن القومي التركي وتستمر الدول الأوروبية بتأمين ملاذات آمنة لتلك العصبة المارقة وتدعمها بالمال والإعلام.
وهنا نطرح تساؤلا لماذا رفضت أمريكا ومازالت تعرقل تقدم درع الفرات إلى الرقة وتغض الطرف عن تعهدات انقرة عن استعدادها لمحاربة «تنظيم الدولة» في الرقة بالتعاون مع الجيش الحر وتحت غطاء التحالف الدولي لمحاربة التنظيم الذي تقوده أمريكا، وبالمقام نفسه تصر بوقاحة على ان يكون شريكها الرسمي الوحيد الموثوق به تنظيم سوريا الديمقراطية على حساب الجيش الحر والمصالح التركية؟
نعم نحن ندين ونستنكر استهداف المدنيين الابرياء العزل، لكن بالوقت نفسه نحن ندين ونشجب الغارات الجوية على مناطق مدنية، في العراق «حي الموصل الجديد» وفي سوريا ومقتل نحو ما يزيد عن300 شخص في حي الموصل الجديد و30شخص في مدينة الميادين و«استهداف المسجد» في بلدة الجينة بريف حلب الغربي، جريمة حرب ، حسب المادة (57) من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف، قضت بضرورة «اتخاذ جميع الاحتياطات المستطاعة عند اختيار أساليب الهجوم من أجل تجنب إحداث خسائر في أرواح المدنيين أو الإضرار بالأعيان المدنية» و»بالامتناع عن شن أي هجوم يتوقع منه أن يحدث خسائر في أرواح المدنيين أو الإضرار بالأعيان المدنية بصورة تتجاوز ما يُنتظر أن يسفر عنه من ميزة عسكرية ملموسة ومباشرة»، وإلا عد ذلك، حسب البروتوكول ذاته، ضربا من «الهجمات العشوائية»، وهو ما يمثل، بموجب النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، جريمة حرب. كما نصت المادة 57 على ضرورة «توجيه إنذار مسبق وبوسائل مجدية في حالة الهجمات التي قد تمس السكان المدنيين». .
تنظيم الدولة وسوريا الديمقراطية أم الإرهاب. وان نكون ضد التنظيم لا يعني ان نتستر على جرائم حزب العمال الكردستاني الإرهابي وانقلاب حوثي صالح وجرائم حزب الله والحشد الشعبي المسكوت عنها دولياً.
نعم نحن ضد الإرهاب ورعاته، نستنكر دعم تنظيم وحدات حماية الشعب «الكُردية» الإرهابية بالسلاح الأمريكي، والتحالف مع تنظيم الحشد الشعبي الفوق إرهابي.
لا يمكننا أن نميز بين إرهاب وإرهاب ولا يوجد إرهاب حلال وآخر حرام كله إرهاب، وتجاهل جرائم تنظيم سوريا الديمقراطية قمة الإرهاب، اما التركيز على ما تقوم به انقرة لحماية امنها ووحدة ترابها من الانفصاليين الكُرد، والتباكي على بعض هفوات ارتكبتها قوات تحالف عاصفة الحزم ضد المتطرفين الانقلابين الحوثيين، اعترف بها التحالف وشكل لجانا من أجل التحقيق بمسبباتها ومحاسبة المقصرين.
ولا يمكننا في حال من الأحوال ان نسم هذا الفعل تحت عنوان ازدواجية المعايير بل هو سقوط أخلاقي وحقوقي وهو دعم صريح لتلك التنظيمات الإرهابية «حوثي صالح، وحزب إيران لبنان، وحزب العمال المستكرد، والحشد الشعبي «ج ح ش»أوقفوا هذه المهزلة .
الذين يحاولون منع اللقاءات الجماهيرية لمسؤولين أتراك من الحديث للجاليات التركية في بعض دول أوروبا حول استفتاء تحويل النظام السياسي التركي من نظام برلماني إلى نظام رئاسي.
هم بتصرفهم هذا إنما يخدمون ويسوقون للمشروع التركي التحولي.
ويدفعون المترددين الاتراك بالتصويت لصالح الاستفتاء الدستوري، ليس حبًا فيه لكن كرها بأوروبا.
ولم نكد ننهي سطور هذا المقال حتى اجتمع آلاف الاتراك في هولندا ينددون بما فعلته الحكومة الهولندية ويعلنون انهم ماضون في الاستفتاء والتحول رغم أنوف أوروبا.
عندما تمنع الدول أو الحكومات أشياء عن الناس أو الشعوب تجعلهم يقبلون عليها، مثل منع كتاب أو مقال يجعل الناس يفتشون عنه وربما ترتفع مبيعاته.
أمران علينا جميعاً ان ندركهما ونحن نحلل المشهدين الدمشقي الاسطنبولي، ونراقب عن كثب مجريات ومستجدات الأحداث والأمور حول عواصم الدنيا اسطنبول ودمشق.
ألم يخطر ببال أحدنا لماذا كل هذا الصمت على إجرام تنظيم بشار الأسد، ومحاولة تلميع تنظيمه وإعادة استنباته رغم ما فعل من قتل وتدمير؟
الم يخطر ببال أحدكم لماذا يقتل أكثر من نصف مليون إنسان ولم يتحرك وجدان الغرب الذي يصدع رؤوسنا صباح مساء بقيمهم التي لم نعرف منها غير التواطؤ.
الم تنتبهوا لكل هذه المؤامرات على تركيا «اسطنبول» التي وصلت إلى حد دعم انقلاب كان من شأنه قتل الرئيس التركي وملايين المعتقلين. ومن شأنه أيضاً ان يدمر كل منجزات تركيا الحضارية المدنية ويعيدها إلى عصور ما قبل التاريخ.
لا تتعب نفسك بالبحث عن جواب، الجواب عاصمتان ذكرهما يخلع عروش قلوب الغرب، دمشق «الأموية» وإسطنبول «العثمانية» للأسف هكذا ينظر إلينا اصحاب المدنية الغربية التي بنيت على نتاج حضارتنا العربية والاسلامية.
هم يقولون من يسيطر على اسطنبول يحكم العالم، وإذا تحررت الشام «دمشق « نهض العرب والمسلمون من بعدهم وهذا يعتبرونه خطراً محدقاً يهددهم ويجب منع هذا النهوض بكل الأشكال والأحوال.

كاتب وباحث سوري

الإرهاب المشروع والإرهاب المنكر حسب ما تقتضي المصلحة

ميسرة بكور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق