Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الأحد، 28 مايو 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


روحاني الثاني: طيران فوق عشّ «الإصلاح»؟

Posted: 27 May 2017 02:14 PM PDT

الآن وقد فاجأ الرئيس الإيراني حسن روحاني أنصاره، قبل خصومه ربما، بانتصار كاسح من الجولة الأولى، لم يكن هو شخصياً ينتظره على هذا النحو، أغلب الظنّ؛ فإنّ الأسئلة الملحّة، والواقعية تماماً، التي تعقب فورة الانتصار، هي التالية: وماذا بعد؟ ما الذي عجز روحاني عن إنجازه في رئاسته الأولى، ويعد اليوم بإتمامه على مدار السنوات الأربع في الرئاسة الثانية؟ وإذا جاز أنّ المرشد الأعلى، علي خامنئي، تقصد ضبط هوامش روحاني الأوّل عند نقطة دقيقة، محسوبة بميزان الذهب، بين «المحافظة» و«الإصلاح»؛ فأيّ تبدلات سوف تطرأ على ذلك التوازن، في ضبط هوامش روحاني الثاني؟
ثمة اتفاق، لدى غالبية مراقبي الشأن الداخلي الإيراني، على حقيقة كبرى ثابتة، واحدة على الأقلّ: أنّ المرشد الأعلى يريد من مؤسسة الرئاسة أن تخدم غرضين، متناقضين ومتعارضين، في آن معاً: تطوير التنمية والاقتصاد والخدمات ودغدغة بعض السخط الشعبي، وتحقيق بعض المطالب الاجتماعية والثقافية (على نحو يواصل اجتذاب شرائح الشباب والمرأة ودعاة الإصلاح)، من جهة أولى؛ وتفعيل حسّ التشكيك والسخط والاعتراض والتعطيل، ضدّ سياسات الرئاسة، لدى فئة آيات الله وحجج الإسلام وجماعة «تشخيص» مصلحة النظام (تماماً كما يشتهي «المحافظون» والمتشددون)، من جهة ثانية.
وثمة أسباب كثيرة تدعو إلى التشكيك في أنّ رئاسة روحاني الثانية سوف تكون أفضل من الأولى، على صعيد اختراق هذا التوازن تحديداً؛ وأنّ نسبة الـ 57٪، التي فاز بها منذ الجولة الأولى، سوف تتيح له أن يتجاوز حقاً إسار التحليق مديداً حول عشّ الإصلاح، دون أن يحطّ فيه، ويستقرّ ويشيد. تجربة السنوات المنصرمة تشكل مادّة أولى، دامغة، للتشكيك في أنّ السنوات المقبلة سوف تشهد نقلة جذرية، أو حتى مختلفة عن السنوات المنصرمة. وأمّا المادّة الثانية، والأهمّ ربما، فإنها التجربة الأبكر للرئيس محمد خاتمي، حيث كان الإصلاح سيّد الرهان، فانتهت سنوات التجربة إلى خسران شبه مبين أمام مؤسسة الولي الفقيه وشبكات المرشد الأعلى.
ففي عام 1997 انتخب الإيرانيون خاتمي، بأغلبية ساحقة أيضاً (بل فاضحة، بالنسبة إلى خصمه علي أكبر ناطق نوري)؛ واختار خاتمي تشكيلة وزارية بدت في حينه الأكثر تعددية و«اعتدالاً» منذ أن وطأ الإمام الخميني أرض مطار طهران عائداً من منافيه الطوال؛ وصوّت البرلمان الإيراني على منح الثقة لهذه الحكومة (ليس دون صعوبات ومقاومة ودسائس). ولقد حفلت سنوات خاتمي بالجهود الإصلاحية، وبما يشبه ثورة ثقافية حداثية؛ ولكنها حفلت أيضاً بالنقيض: تعطيل صحف، محاكمات، تصفية وزراء إصلاحيين، تضييق الخناق على فريق الرئيس، الانتصارات والانتكاسات (التكتيكية إجمالاً) على الجانبين، وصولاً إلى منع الناس من الترشيح للانتخابات.
وعلى نحو ما، يمكن القول إنّ الناخب الإيراني الذي منح روحاني هذه النسبة الساحقة منذ الدورة الأولى، لم يكن يراهن على فرصة ثانية لرجل لم يغتنم الفرصة الأولى؛ بل كان، ببساطة وحكمة عميقة، يقطع الطريق على منافسه إبراهيم رئيسي، تماماً بمعنى اختيار بلوى مجرّبة تظلّ أهون، بكثير في الواقع، من شرّ آت مستطير! وإذا صحّ هذا الافتراض، فإنه يكتسب بعداً سوسيولوجياً عميقاً حين يتذكر المرء أنّ الناخب ـ الذي تفادى رئيسي، عن طريق انتخاب روحاني ـ إنما ينتمي إلى نسبة الـ60٪ من المواطنين الإيرانيين الذين هم تحت سنّ الـ30!
وإذا جاز أنّ بعض مغزى انتصار روحاني هو هزيمة رئيسي، بما يمثله كلّ منهما في السياسة والاجتماع والعقيدة؛ فإنّ الراسخ الأعلى، بين فوز هذا واندحار ذاك، هو بقاء مؤسسة «الولي الفقيه»، بقيادة المرشد الأعلى، راسخة متينة، عليا وطاغية ومهيمنة؛ أياً كان الرئيس الذي يطيل التحليق فوق عشّ «الإصلاح»!

روحاني الثاني: طيران فوق عشّ «الإصلاح»؟

صبحي حديدي

الفيسبوك: بغل الراديو والتلفزيون أم نغلهما؟

Posted: 27 May 2017 02:14 PM PDT

من كان يتصوّر ذلك الفتى مارك وهو أمام شاشة الكمبيوتر بحجرته بمساكن الطلبة بجامعة هارفارد الامريكية؛ يصمّم موقعا خاصّا بشبكة الأنترنت، يجمعه بزملائه؛ حيث يتبادلون يوميّهم ومعيشهم، صوتا وصورة؟ مؤسّس موقع التواصل الاجتماعي»فيسبوك» مارك زوكربيرغ نبيّ العصر، في أمريكا هذا الإله الوضعي الجديد؛ في كوننا الأحدب، خلق عالما جديدا لتبادل المعلومات هو عالم افتراضيّ ولكنّه حقيقيّ واقعيّ. ولقد غيّر حياتنا كلّها حتى فنوننا وآدابنا؛ فنحن اليوم كائنات فيسبوكيّة في عوالم الانترنيت واليوتوب والفيديوهات والهواتف الذكيّة… وكلّنا عرضة للتنصّت والرقابة والمراقبة. عالم أشبه بصورة الملاكين في المخيال الإسلامي، على اليمين وعلى الشمال؛ يقيّدان أعمالنا، ويحصيان علينا أنفاسنا. بل هو هذا المخيال العجيب، الذي لم يعرف كتّابنا كيف يفيدون منه، ويتمثّلونه في قصصهم ورواياتهم، وربّما افتتحوا به مداخل سرديّة في استنطاق النصوص والاحتكام إلى الوشائج الصامتة التي تشدّ بعضها إلى بعض.. حيث الانسان في الإسلام رقيب نفسه، وجسده يشهد عليه وهي استعارة عجيبة: « يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ « النور 24 . شهادة الجسد على صاحبه: اللسان الذي به ينطق، واليد التي بها يشير، والرجل التي بها يسعى… يصمت هو، وتتكلّم هي. روى مسلم والنسائي عن أنس بن مالك أنّهم كانوا عند النبي «فضحك حتى بدت نواجذه، ثم قال: «أتدرون ممّ أضحك؟ من مجادلة العبد ربّه يوم القيامة، يقول : يا رب، ألم تُجِرني من الظلم؟ فيقول: بلى . فيقول: لا أجيز عليّ شاهدا إلاّ من نفسي. فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا… فيختم على فيه، ويُقال لأركانه (الأعضاء): انطقي فتنطق بعمله. ثم يخلي بينه وبين الكلام ، فيقول (لأعضائه): بُعدا لكنّ وسحقا ، فعنكنّ كنت أناضل»، أي أحامي وأجادل وأدافع.
على أنّ ما يعنيني في السياق الذي أنا به، هو هذه الكتابة الفايسبوكيّة «الهجينة» التي تزحمنا لا في فضائها الافتراضي فحسب، وإنّما أيضا في رسائل جامعيّة (ماجستير ودكتوراه) غير قليلة، تتخذ «الأدب الرقمي» أو «الفيسبوكي» مدوّنة لها. وهي كتابة تنطوي على كثير من المفارقات التي تجعل من منهج البحث فيها معضلة لابدّ من فحصها ومدارستها. وأقدّر أنّها تقوم في كل نصّ فيسبوكي مقروء مرئيّ مسموع، يشتغل داخل نظام»سيميولوجي» أو هو «الدّرجة الصّفر في السّيميوطيقا». ومردّ ذلك إلى كونه يقوم دائما في «اللّغة الواصفة» أو الخطاب الواصف. و لكنّ هذا النصّ، وهذا وجه من وجوه مفارقاته؛ لا يفصح عن نفسه إلاّ باللغة وفي اللغة. غير أنّها لغة لا تنقل من «الجسماني» سوى تمثّلات خاصّة به، وأداتها في هذه العمليّة عمليّة النقل، إمّا الصوت وحده في أنماط من هذه الكتابة حيث يُخفي الفايسبوكي وجهه، أو حضور الصوت والجسد معا.
وكأنّ الصوت هو «العين التي تلتقط هيئة الجسد أو الجسم الحسيّة والروحيّة، وتستحضرها فتصف سماتها وملامحها، وتستجلي دوافعها وحوافزها، حتّى ليمكن القول إنّ الصوت يوضع خارج الجسد اللامرئي في النصّ الشعري الذي نسمعه في هذا الفضاء. وأقدّر أنّ هذه صورة من عالم الراديو حيث الكلمة المسموعة تغني عن الكلمة المطبوعة.
النص مسموعا إذن، هو الذي يستنطق هذا الكيان الأخرس الذي هو الجسد بأساليب فنيّة تمليها تجربة الشاعر الفيسبوكي وثقافته؛ دون أن يعني ذلك بالضرورة تحويل الجسد إلى موضوع. ففي كثير من هذه القصائد المسموعة، يستبدل النص بالجسد (وهذا هو التركيب السليم في العربيّة حيث «الباء» في»استبدل بـ…» للترك). أي يحلّ النصّ محلّ الجسد، ويغدو محض استعارة تتداخل فيها تلك الخيوط التي تربط بين المدركات الحسيّة والإحساسات النفسيّة، ولا يدرك إلا من حيث هو أثر لغياب ما، ولا يستحضر إلا بوساطة تمثّلات تحلّ محلّه وتعلن في الآن نفسه ـ و هذه مفارقة أخرى من مفارقات الجسد الفيسبوكي ـ عن فقدانه. وإذا كان ذلك كذلك، فإنّ الجسد والكتابة، إنّما يصدران في الظاهر، عن معدن واحد، وإليه يرتدّان. وربّما وقع في الظنّ، بأثر من ذلك، أنّنا إزاء أدب «لقيط». وهذا نعت نسوقه بالمعنى الإيجابي للكلمة، فالمبدع الحقيقي هو كالمثقّف الحقيقي لقيط، مجهول النسب، متّهم الأصل. هو كما كتب الشاعر البرتغالي فالتر هوغو ماي: «الشعر يبحث عن جمال لم تأت السماء به. إنّ البيت الشعري هو دائما خيانة، تمرّد العبد على سيّده. فالشعر ينال من وظيفة الألوهة. وهو بهذا المعنى التفاحة وشجرة التفّاح. وهذا ما يجعل من الشاعر خصيم السماء».
أو كما كتبت أنا في نصّ عن محمود درويش: «ولمّا كان هو الذي ينشئ ]محمود] هذا الذي أنشأ وما زال بعد، فهو الشّاعر، من جهة نسبه إلى شعره، ومن جهة نسب شعره إليه؛ ولمّا كان كلّ منهما لا ينفصل عن الآخر فإنّ تأويلا يغريني بالقول إنّه جهة من جهات المفهوم. لكنّها جهة تنبض بالحياة بعد، فعندما ألتقي درويش في تونس أو القاهرة أو الرّباط أو فلسطين، إنّما ألتقي المفهوم وأجالسه وأحتسي معه القهوة. الشّعراء الحقيقيّون مفاهيم للشّعر كما الرّسّامون الحقيقيّون مفاهيم للرّسم كما الفلاسفة الحقيقيّون مفاهيم للفلسفة منهم من قضى نحبه فهو المفهوم أثراً ومجرّداً، ومنهم من لا يزال على قيد الحياة فهو المفهوم حضوراً ومجسّداً».
نحن اليوم في الطّرف الآخر؛ في طرف الأستيطيقا بما هي تعني ـ في ما تعنيه ـ فعل التّذوّق؛ وهي الدّلالة التي حملها مصطلح الأستيطيقا على يد بومغارتن. وحتّى هذه «النّحن» التي صرنا؛ قد لا تكون أكثر من شهادة الافتراضي على الواقعي، أو شهادة هذا لذاك، حيث نحن سكوت.. وصورنا.. وأجسادنا.. وأعضاؤنا.. وجوارحنا.. وملامحنا.. هي التي تنوب عنّا، وتتكلّم.
هل يعني ذلك أنّ النصّ هو «جسم الجسد»، وأنّ هذا الجسم/النصّ لا يمكن أن يعاين إلاّ من كوّة الاستعارة الفيسبوكيّة؟ فأمّا القول إنّ النص هو»جسم الجسد» فقول ينهض لـه في الشعر سند قويّ، و خاصّة في الشعر العربي قديمه و حديثه . فهذا الشعر نشأ على ما نرجّح بسبب من العربيّة الفصحى التي هي لغة كتابيّة، ملفوظا مكتوبا أو مسموعا مقروءا؛ ويمكن مقاربته من حيث هو «جسم « أو إيقاع جسديّ». هو مكتوب في ذاكرة الشاعر، وملفوظ أي هو في علاقة حميمة بين الشّاعر و صوته، بين الشاعر وجسده، وهو مسموع أي في علاقة حميمة بين صوت الشاعر و أذن الآخر ، بين جسد الشّاعر و جسد الآخر.
أمّا القول إنّ العربيّة لغة «كتابيّة» فموضوع يحتاج إلى فضل إبانة. وكان الجاحظ يسخر من الذين يتكلّمون «الفصحى» خارج مجالس العلم المغلقة؛ ولا مسوّغ لذلك سوى كونها لغة كتابيّة أو أدبيّة تجري على أنساق وأوزان»ثابتة» تكاد لا تتغيّر معالمها ولا تخلق أبنيتها.
على أنّ هذه السّمات «الهجينة» أو بعضها يمكن أن تُعزى اليوم في هذه العوالم الافتراضيّة، إلى»لغة العامّة» أو»اللغة المحكية» أو إلى أسباب نطقيّة خالصة؛ أو إلى مؤثّرات اللغات الأجنبيّة، وكانت العربيّة قديما بمنأى عنها، إلاّ ما تعلّق بالأزجال والموشّحات، أو كلمات دخيلة تفد من هنا وهناك، وتتشرّبها اللغة كما الإسفنجة.
إنّ الصوت في القصيد الملفوظ فيسبوكيّا، ليس معزولا عن الجسد كما هو الشأن في القصيد المقروء في صحيفة أو كتاب. والشاعر العربي القديم لم يكن ينشد الشعر بلسانه فحسب، وإنّما بجسده أيضا؛ وقد كان لإنشاد الشعر تقاليد تدلّ على أن الشعر في المجتمع العربي القديم كان احتفالا جماعيا وطقسا حميما؛ يتحقّق فيه اللقاء بين فعل الصوت وفعل الجسد، بين فعل الكلمة و فعل الحركة.
ومع ذلك فالجسد ـ في هذه النصوص المقروءة المسموعة المرئيّة ـ غائب في هذا العالم الافتراضي. هو»الجسد الفيسبوكي»، وأقدّر أنّ هذه صورة من عالم التلفزيون حيث الصورة المرئيّة تغني عن الصورة الحقيقيّة. وهو ليس «الجسد الاجتماعي» الذي ينتظمه عقد اجتماعيّ مخصوص. والجسد من وجهة نظر سوسيولوجيّة «مؤسّسة « معقدة تتقاطع فيها السلطات التي تحكم المجتمع، إلى حدّ يتعذّر فيه الحديث إلاّ عن «جسد طبقي»، وليس عن جسد عامّ، ذلك أنّ «المعيش الجسدي» يختلف من طبقة إلى أخرى، ومن مجتمع إلى آخر، وهو موسوم بعلاقات الإنتاج مثلما هو موسوم بجهاز الدولة ومؤسّساتها؛ حتى أنّه لا يدرك إلاّ من خلال البنية التي تقنّن علاقات الملكيّة والتملّك. وهذا العالم الافتراضي يصنع لنا، على ما أرجّح، جسدا فيسبوكيّا «هجينا» مثلما يصنع لنا أدبا فيسبوكيّا «هجينا»؛ لا تزال أدواتنا النقديّة على حداثتها، تقف مدفوعة مصدودة دونه.
كاتب تونسي

الفيسبوك: بغل الراديو والتلفزيون أم نغلهما؟

منصف الوهايبي

القطاع الطبي الأردني يحصي خسائره بعد قرار «تأشيرة أمنية» شملت السودان وليبيا واليمن وأكراد العراق

Posted: 27 May 2017 02:13 PM PDT

 عمان ـ «القدس العربي»: يختصر اتصال هاتفي فيه قدر من المناكفة نمط الأزمة التي يعاني منها القطاع الطبي الأردني، حيث تلقى أحد أبرز أركان هذا القطاع، وهو جراح القلب الكبير والمخضرم الجنرال يوسف القسوس اتصالا هاتفيا من زميل لبناني يتضمن تقديم الشكر للسلطات الحكومية الأردنية على دورها في «إنقاذ ثم إنعاش» الاستثمار الطبي والعلاجي في لبنان.
 يبدو في مثل هذا الاتصال قدر من الضرب على وتر حساس لأن المطلوب هو لفت النظر إلى الدور الذي لعبه قرار أردني أمني غامض اتخذ قبل عدة أشهر بفرض «تأشيرة أمنية «مسبقة على جميع مواطني أربع دول عربية بما في ذلك المرضى منهم والذين يزورون عمان منذ عشر سنوات بقصد الاستشفاء.
الحديث يتفاعل في الأردن عن أزمة القطاع الطبي خصوصا بعد تراجع عوائد الاستثمار في هذا القطاع إلى أقل من 70 ٪ حسب مصادر في جمعية المستشفيات الخاصة والتي تعتبر الأكثر تضررا.  هذا التراجع رصد بقوة بعدما تقرر امنيا وعلى نحو غامض وبخلفية أكثر غموضا إلزام كل مريض من ليبيا والسودان واليمن والعراق بالحصول على تأشيرة أمنية قبل الحضور إلى عمان بقصد الاستشفاء حيث شمل هذا القرار أكراد العراق.
 يصر رموز القطاع الطبي الخاص على أن هذا القرار الامني البيروقراطي البسيط كلف البلاد العام الماضي ما لا يقل عن مئات من الدولارات يدفعها هؤلاء المرضى وعددهم بالآلاف لصالح الأردن والأردنيين.
«القدس العربي» كانت قد تحدثت عن هذا الموضوع في مقال خاص أثار ضجة في عمان وانتهى بنقاشات توضيحية لبعض الأمور.
 بالنسبة لأطباء كبار تحدثوا لـ «القدس العربي» لا مجال لأي عبث أو تسهيلات عندما يتعلق الأمر بالأمن الوطني الأردني وباحترام تقديرات الأمن. لكن التركيز على هذا البعد قد يكون مساهما في التأثير سلبا على سمعة الطب في الأردن والحاجة ملحة للحوار بالتفصيل مع الحكومة حول هذا الموضوع وبما يضمن العودة لتنشيط القطاع الطبي والحفاظ على الاستثمارات المفيدة في هذا القطاع ودون المساومة على الموضوع الأمني ولا المزايدة على القطاع والأطباء في مجال الإحساس بنعمة الأمن والاستقرار.

أصل المشكلة

 يرى كثيرون أن أصل المشكلة قد ينحصر عمليا في قيود التأشيرة الأمنية ويقرون بأن بعض الدول المجاورة منحت تسهيلات نجحت في استقطاب الأشقاء العرب الذين يثقون في المؤسسات الطبية والعلاجية الأردنية ففي الوقت الذي خسر فيه القطاع الطبي في الأردن مئات الملايين من الدولارات انتعش في دول مثل تركيا ولبنان.
يقدر القسوس ورفاقه أن سمعة الطب في الأردن منجز وطني تاريخي للدولة والشعب الأردني وبالقياس يرى أن الحفاظ على هذه السمعة واستعادة عوائد الاستثمار في قطاع الطب مسالة ينبغي أن يهتم بها الجميع وبدون استثناء.
 قرار التأشيرة الأمنية اتخذ في وقت سابق من خلال مدير المخابرات الأسبق الجنرال فيصل الشوبكي وعندما استفسر بعض كبار الأطباء حول الموضوع فقيل لهم أن الأمر لا يتعلق بفرض تأشيرة ولكن بإبلاغ يسبق زيارة المريض من الدول المقيدة بـ 24 ساعة بهدف إجراء مسح الأمن اللازم والتوثق.
 في رأي القطاع الطبي مثل هذا الإجراء مبالغ فيه وتم استعماله من قبل موظفين في المطارات والحدود خارج سياقاته وبالتالي أحجم آلاف عن الاستشفاء بزيارة الأردن.  الأطباء الذين يفكرون في النكسة التي يتعرض لها الطب في الأردن يقرون بوقوع بعض الأخطاء والاجتهادات لكنهم يروون انها في المعدل المنطقي ولا يمكنها ان تكون السبب في تراجع عائدات المملكة من الاستثمارات الطبية وهو الأمر الذي استفسر عنه بصورة مباشرة مؤخرا الملك عبد الله الثاني عند لقاء خمسة من أطباء الأردن الكبار في الخارج على هامش منتدى دافوس في البحر الميت.
 القطاع الطبي أيضا يتحدث عن عدم رصد أي خلل أمني من رعايا الدول الأربع المشار إليها إطلاقا طوال السنوات الماضية ويرى رموز القطاع بأن السلطات لم تسجل ولو مخالفة امنية واحدة بحق اي مواطن عربي من الدول الاربعة تلك من الذين حضروا بقصد الطب والاستشفاء أصلا.
 تم التواصل مع رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي ووعد بدراسة الأمر بدون فائدة منذ اسابيع وتم التواصل أيضا مع وزير الداخلية غالب الزعبي ولم يحصل العاملون في القطاع الطبي على نتائج من أي نوع.
 وبحكم الواقع الموضوعي لا زالت الأزمة مستمرة وفي الوقت الذي يعلن فيه موظفون بأن الأمن فوق مستوى الاستثمار دوما يرى أطباء مسيسون أن واجب الامن حماية الاستثمار مع الإشارة إلى انه من غير المنطقي التعامل مع مريض شقيق باعتباره ذئب منفرد يخطط للإرهاب في الأردن.
 يحاجج رموز القطاع بأن المستثمرين في القطاع نفسه لا تزيد حصتهم عن 25 ٪ من عائدات الاستشفاء والسياحة العلاجية التي انخفضت إلى مستوى متدهور غير مسبوق بعد قرار التقييد الأمني.  وتستند الحجة تلك إلى أن المريض العربي مثلا الذي يزور المملكة مستعينا بخبراتها الطبية رفيعة المستوى وذات السمعة الطيبة عربيا ودوليا لا يأتي منفردا بل مع أفراد من عائلته أو أقاربه ولا يدفع للأطباء والمستشفيات فقط بل يدفع للإقامة في الفندق وللمواصلات والمطاعم والمولات بمعنى ان الجميع يستفيد وليس الأطباء والمستثمرون في الطب فقط إضافة الى عوائد الخزينة والضريبة.

القطاع الطبي الأردني يحصي خسائره بعد قرار «تأشيرة أمنية» شملت السودان وليبيا واليمن وأكراد العراق

بسام البدارين

اليمن: رمضان يعود وسط أوضاع أكثر قسوة وتعقيداً

Posted: 27 May 2017 02:13 PM PDT

تعز ـ «القدس العربي»: حلّ شهر رمضان هذا العام على اليمنيين في ظل ظروف شديدة أشد قسوة وتعقيداً، اقتصاديا وسياسيا وأمنيا في مختلف المحافظات والمناطق اليمنية، يعجز فيه أغلب اليمنيين عن شراء الأساسيات الغذائية لاستقبال هذا الشهر الفضيل، الذي بدأ أمس السبت في أغلب دول العالم العربي والاسلامي.
وبعد أن كان الشهر الفضيل عنواناً للتفرغ للعبادات والتنافس بين المساجد على إحياء صلاة التراويح بأفضل الأئمة والقرّاء، فقد أًصبحت المساجد في العديد من المدن خاوية وقليلة الرواد، وبعضها الآخر تحولت إلى خرابات لشدة القصف عليها، وفرغت الأسواق من المشترين وخلت الدكاكين من البضائع والمواد الغذائية الرمضانية، وحتى ان وجدت، انعدمت القدرة الشرائية عند أغلب الناس، والذي يقدر على الشراء يجد مرارة في حلقه عند الشراء لأن بقية أهله وجيرانه لا يستطيعون ذلك.
رمضان هذا العام في اليمن، أقسى من كل الرمضانات السابقة، في كل المحافظات والمدن والأرياف اليمنية على حد سواء، حيث لم يعد اليمنيون يبحثون فيه عن الكماليات التي تزيّن الموائد الرمضانية، بقدر ما يبحثون فيه حاليا عما يسدّ رمقهم ويخفف جوعهم، ويخفف من معاناتهم بعدما غابت سبل العيش الكريم وانعدمت مصادر الدخل بعد أن ضربت الحرب الوضع الاقتصادي في مقتل حتى عجز الناس عن إيجاد حلول للحصول على أي دخل وانعدام الحيلة للتعايش مع الوضع الاقتصادي الصعب، الذي أثر حتى على أصحاب رؤوس الأموال ورجال الأعمال الذين لم يجدوا متنفسا لإدارة أعمالهم وتشغيل تجارتهم، لما يتعرضون له من ابتزاز مستمر من قبل الميليشيا الحوثية في كل مكان.
رمضان اليمني هذا العام، مأساوي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، جوع وفقر وخوف لانعدام الأمن وأيضا لشدة البطش من قبل الميليشيا الحوثية في المناطق التي يسيطرون عليها.
يضاف إلى ذلك أيضا الخوف الشديد والقلق البالغ من أزيز طائرات التحالف العربي في المناطق المستهدفة وهدير المدفعيات الحوثية في المناطق والأحياء السكنية التي تتعمد الميليشيا قصفها دون مراعاة لحرمة الشهر الفضيل، وفي مقدمة ذلك مدينة تعز، التي تتعرض أحياؤها السكنية منذ مطلع الأسبوع المنصرم لموجة قصف عنيف بشكل عشوائي سقط جراءها العشرات من الضحايا بين قتيل وجريح، وكأنه إيذان باستقبال الشهر الفضيل، الذي يحرم فيه القتال، ولكنهم يتعمدون الايغال في إيذاء سكان المدينة انتقاما منهم لأنهم قاوموا اجتياح الحوثيين لها.
وما يزيد الوضع تعقيدا والناس ألما انسداد الأفق أمام أي تحرك سياسي لحل الأزمة اليمنية، والتي تدخل كل يوم منعطفا خطيرا يجر البلاد والعباد إلى أتون نفق له بداية ولا يعرف له نهاية، بدليل تعثّر الجهود الأخيرة التي حاول المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ من خلالها التوصّل إلى هدنة إنسانية خلال شهر رمضان تفضي إلى وقف كامل لإطلاق النار، واستغلال ذلك في تهدئة النفوس ومحاولة جر الأطراف المتحاربة إلى حلبة السلام بعد أن عجز كل طرف منهم الحسم لصالحه في حلبة الصراع المسلح.

اليمن: رمضان يعود وسط أوضاع أكثر قسوة وتعقيداً

خالد الحمادي

مجموعة السبعة وبلدان الربيع العربي: وعودٌ بلا إنجاز

Posted: 27 May 2017 02:13 PM PDT

لم تحمل قمة مجموعة البلدان السبعة الأكثر تصنيعا في جزيرة صقلية، جديدا في اتجاه مراجعة العلاقات المجحفة بين الشمال والجنوب. لا بل إن الاندفاع الأمريكي الجديد نحو التعاطي مع جميع الفرقاء بالمنطق التجاري البحت، جعل الوعود التي سبق أن قدمتها المجموعة توضع على الرف. وفي مقدمة تلك الوعود ما قررته قمة دوفيل في العام 2011 من دعم اقتصادي لدول الربيع العربي بقي كلهُ حبرا على ورق. كان ذلك في ظل قيادة أمريكا الأوبامية للمجموعة، أما اليوم فالزعامة الأمريكية اتجهت نحو مسار آخر. وسينعكس هذا التغيير بالتأكيد في تعاطي البلدان السبعة مع البلدان العربية، وإن بتفاوت.
ومجموعة السبعة G7 هو إطار غير رسمي للحوار في شأن التعاون السياسي والاقتصادي، بين الدول الأكثر تصنيعا في العالم، أي ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة وكندا. وتعقد دول المجموعة قمما سنوية تلعب فيها الدولة المضيفة دورا أساسيا في تحديد فحوى اللقاءات، إذ لا توجد سكرتارية، كما ليس من تقاليد المجموعة اتخاذ قرارات رسمية، وإنما تتولى الرئاسة الدورية متابعة ما يُتفق عليه. وربما كان الاستثناء الوحيد هو اجتماع وزراء خارجية دول المجموعة في آذار/مارس 2011 الذي اتخذ قرار التدخل العسكري في ليبيا للإطاحة بنظام معمر القذافي. وفي السنوات الموالية لقمة دوفيل أدرجت في جدول الأعمال أربع قضايا جديدة هي مُجريات الربيع العربي ومسائل الطاقة والصحة والأمن الغذائي.
وجددت القمة التي استضافتها ألمانيا في 2016 الاهتمام بالحوار مع بلدان الربيع العربي سعيا لتحويله إلى شراكة مُثمرة للطرفين. وينطلق هذا الهاجس من رغبة البلدان السبعة في التقريب بين سياساتها إزاء القضايا الدولية الكبرى، و«التنسيق الوثيق بينها لبناء خيارات مشتركة وإيجاد أجوبة على أسئلة المستقبل». وعلى هذا الأساس صاغت الدول الأعضاء رؤية موحدة في قمة دوفيل بفرنسا (26-27 أيار/مايو 2011) لدى انطلاق الربيع العربي، ارتكزت على ثماني عشرة دعامة أبرزها أن التغييرات التاريخية الجارية حاليا في شمال أفريقيا والشرق الأوسط يمكن أن تُعبد الطريق لتحولات مماثلة لتلك التي حدثت في أوروبا الوسطى والشرقية، في أعقاب انهيار جدار برلين «فالشعوب أخذت مصائرها بأيديها في عدد متزايد من بلدان المنطقة، مدفوعة بتطلعها للحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية وإيجاد الوظائف والمشاركة والكرامة. وتُشكل هذه التطلعات صدى للقيم التي نعتنقها وهي تأتي لتعزيزها» مثلما ذكر بيان القمة. وقال الزعماء في قمم سابقة إن أعضاء المجموعة يدعمون بقوة أهداف «الربيع العربي» وكذلك تطلعات الشعب الإيراني، «فنحن نُنصتُ إلى أصوات المواطنين ونساند مُطالبتهم بالمساواة وندعم دعوتهم الشرعية لإقامة مجتمعات ديمقراطية ومنفتحة ولتنمية اقتصادية يستفيد منها الجميع، ونُحيِي بشكل خاص الدور الذي يلعبه الشباب والنساء في حركات التحول تلك».
وبناء على ذلك تم إطلاق «شراكة دوفيل» مع شعوب شمال أفريقيا والشرق الأوسط بحضور رئيسي الوزراء المصري والتونسي، «البلدان اللذان كانا في أصل هذه الحركة، ونحن مُستعدون لفتح هذه الشراكة الشاملة وطويلة الأمد لجميع بلدان المنطقة التي تُباشر تحولا نحو مجتمع حُر وديمقراطي ومتسامح، بدءا بمصر وتونس، في تعاون مع البلدان التي ترغب بدعم التحول في المنطقة» حسب بيان القمة.
وتنهض تلك الشراكة على دعامتين: مسار سياسي يرمي لدعم التحول الديمقراطي وتشجيع الإصلاحات في مجال الحوكمة، ولا سيما مكافحة الفساد وتعزيز المؤسسات الكفيلة بتأمين الشفافية، وإطار اقتصادي مُلائم لنمو مُستدام يستفيد الجميع من ثماره. وترمي هذه الشراكة لمساعدة البلدان الشريكة على إطلاق الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية اللازمة، وخاصة من أجل إيجاد فرص للعمل وتكريس دولة القانون، مع ضمان الاستقرار الاقتصادي من أجل إعطاء دفعة للإنتقال نحو ديمقراطيات مُستقرة. وحضت القمة المؤسسات المالية الدولية وأجهزة الأمم المتحدة المعنية، وكذلك القطاع الخاص والمجتمع المدني «على العمل معنا في إطار هذه المبادرة».
ومن الملاحظ أن الولايات المتحدة واليابان أطلقتا بدورهما وعودا مُشابهة في ختام القمة، الأولى بالإعلان عن «مبادرة شاملة للشراكة سيتم إطلاقها في وقت وشيك تخص التجارة والاستثمار في المنطقة»، والثاني بالتعهد بتشجيع التجارة والاستثمار في بلدانها.
أما أهم ما تعهدت به قمة دوفيل فهو قائمة المبادرات السياسية التي التزمت بتنفيذها «لمساعدة بلدان المنطقة على إيجاد الفضاء السياسي اللازم لازدهار الديمقراطية والحرية». وفي مقدمة تلك التعهدات إشراك المجتمع المدني إشراكا كاملا في شراكة دوفيل بوصفه الطريقة المثلى لأخذ التغييرات التي حدثت في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط في الإعتبار، واستطرادا تعزيز الحوار بين مجموعة السبعة وحكومات المنطقة والمجتمع المدني. كما دعا بيان قمة دوفيل المنظمات الدولية «للعمل مع الأحزاب السياسية وأحزاب المعارضة الناشئة للأخذ بيدها في امتلاك الأدوات التي تُمكنها من الاستجابة لتطلعات السكان وتعزيز قدرات صُناع القرار، مما يُشكل السبيل الأضمن إلى الاستقرار في المنطقة».
بهذا المعنى يتضح أن مجموعة السبعة لم تتعهد بتقديم مساعدة إلى أي بلد من بلدان الربيع في الإطار الثنائي، بل وضعت جميع المبادرات الاقتصادية في سلة المؤسسات المالية الدولية (البنك الدولي، والبنك الأوروبي، والبنك الأفريقي، الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وصندوق الأوبك…) لكي تتولى هي النظر في خطط الاصلاح الاقتصادي المُعتمدة للموافقة على تمويلها أو اقتراح تعديلها. غير أن استعراض جدول أعمال القمم اللاحقة وقراراتها يُبين أن تلك التعهدات لم تحظ بأي متابعة، على الأقل في مستوى اجتماعات القادة. كما أن قضايا العرب بدأت تختفي شيئا فشيئا من جدول الأعمال في مقابل بروز موضوع مكافحة الإرهاب. وإذا ما ضربنا مثلا بالقمة الأخيرة في اليابان والتي قبلها في شلوس إلمو بألمانيا يتضح من البيانين الختاميين أن جدول الأعمال ركز على أربع مسائل هي الاقتصاد الشامل والأمن وتغير المناخ والتنمية. وهذا لا يعني أن القمة لم تتعرض إلى الأوضاع في سوريا والعراق وليبيا لدى التطرق لباب الأمن، لكن في شكل عام وضبابي.
قُصارى القول إن الحماسة الأولى التي أبدتها بعض بلدان مجموعة السبعة للربيع العربي سرعان ما خفتت، إذ أن كثيرا من هذه البلدان لم يُسدد الحصة التي التزم بدفعها لـ»صندوق التحول» الذي أنشأته قمة دوفيل في 2011 برأس مال حُدد بـ200 مليون دولار لدعم دول الربيع العربي. وليس هذا هو المؤشر الوحيد على تراجع اهتمام السبعة الكبار بإنجاح الربيع العربي، إذ يمكن أن نُعدد أربعة مؤشرات أخرى على الأقل تؤكد، انطلاقا من «بيان دوفيل» أن المُخاتلة طغت على الرغبة بمُرافقة التجارب الانتقالية العربية. فقد تعهد السبعة (كانوا ثمانية آنذاك باعتبار روسيا) بإعادة الأموال والأملاك المسروقة التي هربها الرئيسان المعزولان زين العابدين بن علي وحسني مبارك، إلى تونس ومصر، لكن لم يحدث شيء من ذلك إلى اليوم.
كما تعهدوا بحض بنوك التنمية الدولية على منح بلدان الربيع العربي 20 مليار دولار، بما في ذلك 3.5 مليار يورو لتونس ومصر من البنك الأوروبي للإستثمار EIB خلال الفترة من 2011 إلى 2013 «من أجل دعم الإصلاحات اللازمة». وعلاوة على تلك التعهدات الاقتصادية التي اتضح أن أكثرها حبرٌ على ورق، أخذ السبعة على أنفسهم عهدا آخر بدعم تجارب الانتقال الديمقراطي سياسيا، وخاصة في مجال حرية التعبير، وبالأخص حرية الإعلام والانترنت «اللتان تُقدمان مساهمة جوهرية في دمقرطة البلدان العربية». غير ان كل تلك المواقف طُويت في ملفات الحرب على الإرهاب.

مجموعة السبعة وبلدان الربيع العربي: وعودٌ بلا إنجاز

رشيد خشانة

تحديات السياسة الخارجية للرئيس الإيراني في ولايته الثانية

Posted: 27 May 2017 02:13 PM PDT

يواجه الرئيس الإيراني «المعتدل» حسن روحاني بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة والتي حصد فيها 57 في المئة من أصوات الناخبين تحديات جمة على الصعيد الداخلي والدولي. فعلي الصعيد الدولي تمثل علاقات طهران مع المجتمع الدولي بالأخص مع كل من واشنطن والرياض أولى معارك روحاني الذي يواجه معارضة شرسة من التيار المحافظ لسياساته الخارجية.
إلا أن روحاني الذي اجتاز أصعب اختبار في مشواره الرئاسي حتى الآن وذلك بكسب ثقة غالبية الناخبين والتي اعتبرها الكثيرون استفتاءً على سیاساته للانفتاح على العالم والنهوض باقتصاد البلاد والتي مكنته من الفوز بفترة رئاسية ثانية، لن يسلم مستقبلاً من الضغوط التي لا يزال يهدد بها المحافظون المتشددون بشأن السياسة الخارجية للحكومة التي لا تزال تعتز بما حققته حتى الآن من إنجازات كالاتفاق النووي الذي توصلت إليه مع القوى الكبرى في 2015 كإحدى أكبر إنجازاتها والذي تمخض عنه رفع جزئي للعقوبات عن إيران وإنقاذها من تهديد الحرب. وبالرغم من انتعاش الصادرات النفطية وتراجع التضخم، فإن البطالة ما تزال الهاجس الأكبر للمواطنين خصوصا بين الشباب.
وربط روحاني الكثير من وعوده الانتخابية الداخلية بما فيها الملف الاقتصادي والقضاء على البطالة بتحسين علاقات إيران بالمجتمع الدولي وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية في مجال النفط والغاز والصناعات الأخرى والسياحة ورفع ما تبقى من العقوبات الدولية على إيران، كما أنه ربط تحسن الأوضاع الاقتصادية بتحسين معيشة المواطنين الذي سيضع روحاني في وضع أقوى للدفع بالإصلاحات الهيكلية للحقوق المدنية للمواطن الإيراني التي وعد بها في حملته الانتخابية الأولى عام 2013.
إلا أن التيار المحافظ المدعوم من قبل المرشد الأعلى علي خامنئي والذي يملك آليات ضغط سياسية وأمنية كالمؤسسات الدينية والسلطة القضائية والحرس الثوري لا يزال يعتبر السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية من اختصاص المرشد الأعلى وحده ولا يجوز لأي شخص تجاوز الخطوط الحمراء دون الرجوع إليه، كما يهاجم بشدة الاتفاق النووي.

وعود وتمنيات

فمن بين وعود روحاني إصراره الدائم على تحسين العلاقات مع المجتمع الدولي ودول المنطقة بما فيها المملكة العربية السعودية، إلا أن الانتخابات الرئاسية تزامنت مع زيارة دونالد ترامب للرياض ومشاركته في القمة الإسلامية الأمريكية، وسياسة التصعيد والمواجهة التي انتهجتها كل من واشنطن والرياض تجاه إيران، الأمر الذي سيضعف من موقف روحاني داخليا.
ويأمل روحاني في خلق علاقات بناءة مع المجتمع الدولي بالأخص مع دول الجوار من أجل المضي قدما في سياساته الاقتصادية التي ستستند أساسا على التصدير المستدام للمنتجات الإيرانية دون أن تتأثر بالظروف السياسية، الأمر الذي يتطلب تخفيف حدة التوتر والقضاء على التهديدات والمخاطر التي تستهدف إيران، ولهذا يحاول روحاني استغلال الخلافات التي تسود العلاقات بين القوى العظمى من أجل إبطال أي مشروع أمريكي ضد إيران وتقارب أكبر مع أوروبا.
ورغم هذا كله فإن ردود الأفعال الدولية المهنئة بفوز الرئيس الإيراني حسن روحاني بولاية ثانية كانت أكثر إيجابية مقارنة بالحلف المتعثر الذي شكلته كل من واشنطن والرياض ضد إيران، سواء القادم من الحلفاء التقليديين لإيران كروسيا والصين، أو حتى أوروبا التي تعوّل طهران كثيرا على دورها وبعض دول الأعضاء فيها لرفع العقوبات المتبقية عليها أو جعلها دون جدوى.
وكان الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون من بين أول المهنئين بفوز الرئيس الإيراني حسن روحاني على إعادة انتخابه، مؤكدا حرص فرنسا على تطبيق الاتفاق النووي بين طهران والقوى العظمى. ونقل البيان الصادر من الإليزيه عن الرئيس الفرنسي قوله: إن إعادة انتخاب الرئيس روحاني سيعزز الآمال بأن تطبق حكومته بصرامة الاتفاق التاريخي الموقع في 14 تموز/يوليو 2015 والذي أتاح إيجاد حل دبلوماسي للخلاف النووي وبدء مرحلة جديدة بين إيران والمجتمع الدولي.
وأضاف البيان أن ماكرون يطلب من حكومة رئيس الوزراء إدوارد فليب العمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية والعلمية والثقافية مع إيران. كما شدد أيضا على الحاجة الملحة للسعي من أجل حل دبلوماسي للصراعات في الشرق الأوسط ودعا إيران لتبني نهج مماثل.
من جانبها هنأت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني روحاني بإعادة انتخابه رئیسا لإیران، مؤكدةً استعداد الاتحاد الأوروبي لمواصلة تعاونها مع إیران لتنفیذ بنود الاتفاق النووي والتعاون الثنائي لإحلال السلام في المنطقة، وأن الشعب الإیراني شارك بحماس في تقریر مصيره السیاسی.
كما هنأ وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الرئيس الإيراني بفوزه لولاية ثانية وقال: أحرزنا تقدما جيدا في تحسين العلاقات البريطانية الإيرانية بما يشمل رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية، ورحب بمواصلة التزامه بالاتفاق النووي الموقع عام 2015.
وتعول إيران كثيرا على الدور الأوروبي في ضمان تنفيذ بنود الاتفاق النووي وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية كما أنها تطمح لرفع مستوى التبادل التجاري بين طهران ودول الإتحاد الأوروبي، تمثلت في العقود التجارية التي وقعتها إيران مع بعض الدول الأوروبية أثناء زيارة روحاني مطلع العام الماضي لكل من إيطاليا وفرنسا، حيث سعت طهران ومنذ التوقيع على الاتفاق النووي للتقارب مع الإتحاد الأوروبي، من أبرزها توقيع اتفاق تجاري مع عملاق صناعة الطيران الأوروبي «إيرباص» يشمل شراء 114 طائرة بقيمة 20 مليار دولار.
وأثناء تلك الزيارة وقعت إيران على إتفاق يسمح للشركات الفرنسية العاملة في صناعة السيارات كشركتي «بيجو» و«رينو» الفرنسيتين بالعودة والاستثمار في صناعة السيارات الإيرانية، من بين تلك العقود العقد المبرم مع شركة «بيجو» لإنتاج 200 ألف سيارة سنويا من سيارات بيجو في إيران، بعد ما انسحبت من إيران في 2012 بسبب العقوبات الدولية.
ومع وجود رغبة حقيقية لكبرى الشركات الأوروبية بالعودة إلى السوق الإيرانية، تطمح طهران لجذب المزيد من الاستثمارات الأوروبية للبلاد بالأخص ما يساعدها على تطوير صناعتها النفطية التي تأثرت كثيرا بالعقوبات، ولا تخفي كبرى شركات النفط الأوروبية رغبتها للعودة لإيران والاستثمار فيها من جديد.
كما تسعى إيران لتطوير علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي من خلال شراكة سياسية مستدامة والاستعانة بالاتحاد الأوربي في حل أزمات منطقة الشرق الأوسط بالأخص الأزمة السورية واليمنية وإيجاد تعاون أمني أوسع بهدف مكافحة الإرهاب المتمثل بتنظيم «داعش» في المنطقة.

تحديات السياسة الخارجية للرئيس الإيراني في ولايته الثانية

فاضل مندني

روحاني الثاني: الثابت قبل المتحول؟

Posted: 27 May 2017 02:12 PM PDT

حقق الرئيس الإيراني حسن روحاني انتصاراً ساحقاً على منافسه إبراهيم رئيسي بما يوحي أنّ التيار الإصلاحي قد هزم التيار المحافظ. غير أنّ طبائع التوازنات الداخلية في إيران، من حيث حدود مؤسسة الرئاسة وصلاحياتها بالمقارنة مع سلطة الوالي الفقيه والمرشد الأعلى، وكذلك الإبقاء على خيط دقيق بين الاعتدال والتشدد، توحي كلها بأنّ رئاسة روحاني الثانية لن تكون أفضل حظاً من الأولى.
(ملف حدث الأسبوع، ص 6 ـ 13)

روحاني الثاني: الثابت قبل المتحول؟

روحاني و«الخطوط الحمر» التي يستحيل تجاوزها

Posted: 27 May 2017 02:12 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: لا تسمح تركيبة النظام الإيراني ومؤسساته المتعددة والعلاقات المعقدة فيما بينها، لرئيس البلاد أن يخرج عن الأُطر والسياسات المرسومة وأن يصدر قرارات سيادية، وفي واقع الأمر صلاحيات الرئيس في إيران لا تفوق صلاحيات رئيس الوزراء في دول أخرى. وعلى سبيل المثال، يشرف المجلس الأعلى للأمن القومي (الذي يتكون من 13 عضواً من القادة الأمنيين والعسكريين ويترأسه رئيس الجمهورية) على الملفات الأمنية والسياسة الخارجية إشرافاً كاملاً وتنفذ الحكومة قرارات هذا المجلس بعدما صادق عليها المرشد الأعلى. ويحدد مجمع تشخيص مصلحة النظام (الذي يتكون من 47 عضواً ويعينهم المرشد الأعلى) السياسات العامة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ويصادق قائد البلاد على قرارات هذا المجمع لتنفذها الحكومة. فالنتيجة هي أن رئيس الجمهورية في إيران هو ليس إلا منفذ لقرارات المؤسسات السيادية التي تقع بالكامل تحت إشراف الولي الفقيه.
وفي قطاع الاقتصاد، عرضت حكومة روحاني برنامج الـ12 لتنمية البلاد بعنوان «إيران الجديدة» في 255 صفحة و10 فصول، قبيل الانتخابات الرئاسية الأخيرة كأحد أهم محاور حملته الانتخابية، لكنها لم تتطرق إلى المشاكل الأساسية التي يعاني منها الاقتصاد الإيراني، ولم تضع حلولاً لها.
وتوضح حكومة روحاني سبب فشل الاقتصاد الإيراني في مقدمة برنامج الـ12 لتنمية البلاد كالتالي «نحن نحتاج برنامجاً اقتصادياً يعتمد على التقنيات الحديثة والحلول النوعية، ويتطابق مع معايير البيئة للحفاظ عليها. لكننا لم نستطع أن نحقق هذا المهم، وحققنا بعض التقدم في العديد من القطاعات، لكنه ينبغي علينا أن نعترف بصدق أننا نبتعد كل البُعد عن المكانة التي تستحقها إيران كقوة إقليمية وقوة اقتصادية مؤثرة».
وأضافت أنه وخلال العقود الـ3 الماضية تعاني البلاد من نسب منخفضة للنمو الاقتصادي، وأن اقتصاد البلاد يعتمد بشكل كبير على الإيرادات النفطية، وأنه يعاني من سيطرة القطاع الحكومي، وأن الصناعة الإيرانية لا تستطع أن تنتج بضائع يمكنها أن تنافس البضائع المشابهة في الأسواق العالمية، موضحة ً أنه ومن هذا المنطق يستحيل تحقيق النمو الاقتصادي المطلوب والمتواصل ووضع حد لأزمة البطالة التي تتفاقم يوماً بعد يوم. واكتفت فقط بالتشديد على ضرورة وضع حلول عاجلة للأزمة الاقتصادية خاصةً تفشي ظاهرة الفقر، والبطالة، والعجز المتواصل والمتزايد في ميزانية البلاد، والانخفاض المستمر في جودة الخدمات العامة، واتساع الفجوة بين الحالة الاقتصادية للمحافظات الإيرانية، دون عرض حلول على المديين المتوسط والبعيد أو حتى توضيح تفاصيل الحلول العاجلة. بينما شكك العديد من المحللين الاقتصاديين الإيرانيين في جدوى العديد من بنود هذا البرنامج.
وامتنع روحاني عن التطرق إلى مجموعة من الإشكاليات الأساسية التي يعاني منها الاقتصاد الإيراني، لأنها تعتبر من «الخطوط الحمر الاقتصادية» وحاول ألا يصطدم مع السياسات والأُطر التي تم وضعها في المجلس الأعلى للأمن القومي ومجمع تشخيص مصلحة النظام وصادق عليها المرشد الأعلى. ولم يوضح برنامج «إيران الجديدة» ما هي كيفية فرض الرقابة والمحاسبة على الإمبراطوريات المالية العظيمة التي يشرف عليها المرشد الأعلى، ومنها مؤسسة إدارة الضريح الإمام الـ8 للشيعة في مشهد (أموالها أكثر من 60 مليار دولار وهي أكبر مؤسسة خيرية في العالم الإسلامي) ومكتب المرشد الأعلى (أمواله لا تقل عن 95 مليار دولار) ومنظمة المستضعفين (أكثر من 50 مليار دولار) فضلاً على أن الحرس الثوري يستحوذ على سُدُس إجمالي الناتج المحلي الإيراني. ولا تدفع العديد من هذه المؤسسات التي تخضع لإشراف المرشد الأعلى، الضرائب المترتبة على الأنشطة الاقتصادية إلى الحكومة، فضلاً على أن مجلس النواب لا يستطع محاسبتها ولا مساءلة مسؤوليها.
ورغم أن الخبراء الاقتصاديين يقدرون أن المؤسسات الاقتصادية التي تعمل خارج إشراف الحكومة ومساءلة البرلمان، تستحوذ على ما لا يقل على 40 في المئة من إجمالي الناتج المحلي، لكن الرئيس الإيراني لم يعط أي رؤية واضحة ولو على المدى البعيد لإخضاع الأنشطة الاقتصادية والتجارية للشركات التابعة للمرشد الأعلى والحرس الثوري والمؤسسات الدينية للمحاسبة المالية أو إدخالها في الأنشطة التي تعزز الاقتصاد العام للبلاد، أو في أدنى تقدير إرغامها على دفع الضرائب. واحترم روحاني بذلك «الخطوط الحمر» للنظام الإيراني والتي لا تشمل صلاحيات الرئيس الإيراني ولا يحق له أي مطالبة أو مساءلة لذلك، حسب الدستور الإيراني.
واكتفى برنامج «إيران الجديدة» بالقول «لا تخضع العديد من المنظمات الاقتصادية العامة وغير الحكومية والشركات التابعة للمؤسسات الدينية إلى المساءلة والمحاسبة، ولا تدفع بعضها الضرائب. بينما لا يمكن حل العديد من مشاكل البلاد الاقتصادية دون خضوع هذه المؤسسات إلى القانون كباقي المؤسسات الاقتصادية الحكومية والخاصة».
ويصف الخبراء الإيرانيون الجزء من الاقتصاد الإيراني الذي لا يخضع إلى المساءلة، «الجزء الرمادي للاقتصاد» ولا يوجد أي أفق واضح لا على المدى القريب ولا المدى المتوسط ولا المدى البعيد أي إمكانية لإخضاع الأنشطة الاقتصادية للشركات التابعة لمكتب المرشد الأعلى والحرس الثوري والمؤسسات الدينية للقانون، والسبب هو أن تركيبة النظام الإيراني لا تسمح بذلك، وأن المنافع الاقتصادية التي تجنيها الجهات السياسية والدينية تقدر بمئات المليارات الدولارات، وأن هذه الجهات استطاعت أن تؤسس إمبراطوريات مالية عظيمة تنافس القطاعين الحكومي والخاص.
وتجاهلت حملة روحاني الانتخابية التأثير الكبير للسياسة الخارجية الإيرانية على الاقتصاد، التي تسببت في انهيار الاقتصاد بسبب سلوك الدولة الخارجي وفرض عقوبات دولية وغربية على البلاد، فضلاً على إنفاق مئات المليارات من الدولارات على عشرات الميليشيات المسلحة في العراق وسوريا واليمن ولبنان وشمال أفريقيا. ويقدر المحللون الاقتصاديون الإيرانيون أن طهران انفقت أكثر من 50 مليار دولار في سوريا خلال السنوات الـ6 الماضية فقط.
والنقطة الأساسية هي أن الحكومة لا تستطع أن تتخذ قرارات سيادية فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، ويتم وضع أسس استراتيجيات إيران الخارجية في المجلس الأعلى للأمن القومي بعد مصادقة الولي الفقيه عليها. واكتفى روحاني في برنامجه الاقتصادي بالقول إن وزارة الخارجية والحكومة تفتقران إلى الصلاحيات اللازمة لتحديد الأطر والاستراتيجيات المتعلقة بسياسة البلاد الخارجية.
والإشكالية البنيوية الأخرى أن 85 في المئة من الاقتصاد الإيراني هو في قضبة القطاع الحكومي والشركات العامة التي يشرف عليها المرشد الأعلى والحرس الثوري والمؤسسات الدينية، ويسيطر القطاع الخاص على 15 في المئة من الأنشطة الاقتصادية في البلاد فقط. ما يؤدي ذلك إلى عرقلة الاقتصاد وخفض نسب النمو الاقتصادي، فضلاً عن تدني مستوى الإنتاج في إيران. والإنتاج هو الأساس ويتصدر جميع الحلول المطروحة لوضع حد للبطالة والفقر وتحقيق التنمية المطلوبة. لكن الاقتصاد الإيراني يفتقر للبنية اللازمة حتى يكون اقتصاداً منتجا، وأدى ذلك إلى تضخم قطاع الخدمات في البلاد بسبب ضعف البنية الإنتاجية وتفشي الفقر.

روحاني و«الخطوط الحمر» التي يستحيل تجاوزها

محمد المذحجي

من نجاد إلى روحاني: دعم الأسد في سوريا من ثوابت السياسة الخارجية لطهران

Posted: 27 May 2017 02:12 PM PDT

تتفق كل التيارات أو الأجنحة في إسرائيل، كما هي في إيران، على التنافس في خدمة الاستراتيجية القومية الثابتة لدولهم، لذلك لا يعني الكثير فوز تيار الإصلاح في إيران على منافسه التيار المحافظ في رسم الاستراتيجيات في التعاطي مع الملفات العالقة والأزمات التي تشهدها بلدان الشرق العربي، التي تشكل إيران العامل الأقوى في تأجيجها أو اخمادها حين ترى ما يحقق مصلحة مشروعها الذي لم يعد خافيا على أحد، والذي يتجسد بشكل واقعي ليس مهما ان وصفه قائد عصائب أهل الحق قيس الخزعلي المبايع للمرشد الإيراني الأعلى بانه لم يعد هلالا شيعيا انما بدرا شيعيا مكتملا، وتشكل سوريا الجزء الغربي منه بشواطئها المطلة على البحر الأبيض المتوسط. في قمم ترامب الثلاث شدد الخطاب العام على وجود خطر إيراني وان دعم طهران لنظام الرئيس السوري بشار الأسد شجع الأخير على ممارسته انتهاكات جسيمة ضد مئات آلاف السوريين. وأبعد من ذلك شمل اعلان الرياض لنتائج القمم الثلاث تشكيل قوة احتياط من 34 ألف مقاتل من دول عربية وإسلامية مؤطرة تحت مسمى «التحالف الإسلامي» بأهداف معلنة للحرب على الإرهاب دون الإشارة إلى إيران صراحة، لكن إشارات ترامب حددت أربعة مسميات شملها توصيف الإرهاب وهي تنظيم الدولة والقاعدة وحزب الله اللبناني وحماس فلسطين، مع تكرار الحديث عن التدخل الإيراني الضار في بلدان المنطقة.
في واقع ما نرى، قد لا نشهد متغيرات مثيرة في خريطة الصراع السوري المقولب مُنذ ست سنوات سواء كان الإصلاحيون هم من يمسك رأس السلطة أو المحافظون. كانت بدايات الانخراط الإيراني في الصراع السوري إبان حكم أحمدي نجاد المحافظ لنحو عامين أعقبه حسن روحاني لأربعة أعوام تم التجديد له مرة ثانية هذه الأيام لأربع سنوات مقبلة.
ولم تكن إيران تعلن بوضوح عن تدخلها في سوريا بشكل مباشر طيلة فترة حكم أحمدي نجاد المحافظ، ومع مجيء الإصلاحي حسن روحاني في 2013 بات الحديث عن الملف السوري جزءا من أولويات السياسة الإيرانية. كما ان دول العالم أصبحت أكثر قبولا باشراك إيران في ترتيب أوضاع سوريا ما بعد انتهاء الصراع المسلح.
وستظل الولايات المتحدة والدول العربية الحليفة تحاول تحدي التدخلات الإيرانية في الملفات المشتركة والأزمات في بلدان ذات اهتمام مشترك مثل العراق وسوريا واليمن.
تخضع التيارات السياسية التي تصل إلى سدة الرئاسة في إيران لسلطات المرشد الأعلى علي خامنئي الرجل الأقوى القادر على وضع أسس التوازنات وضبطها في مؤسسات الدولة الإيرانية وسياساتها الداخلية واستراتيجياتها الخارجية مع هامش مناورة يتحرك فيه الرؤساء ضمن السقف المحدد.
بعد فوز الرئيس روحاني جدد موقفه الداعم للرئيس السوري بشار الأسد في الحرب على «الإرهاب» في سوريا، كما أبرق الرئيس السوري مهنئا روحاني بفوزه لمرة ثانية بمنصب الرئيس في «تجديد لثقة الشعب الإيراني به لمواصلة تعزيز المواقف الإيرانية ودورها» مع التأكيد على مواصلة العمل المشترك والتعاون بين البلدين «لتعزيز الأمن والاستقرار في سوريا وايران والمنطقة والعالم».
أرسلت إيران مُنذ بداية الصراع السوري مئات أو آلاف المستشارين والمقاتلين من الحرس الثوري ودعمت عشرات الميليشيات الشيعية العراقية والأفغانية وغيرها إضافة إلى حزب الله اللبناني للقتال إلى جانب قوات النظام سواء في عهد الرئيس المحافظ احمدي نجاد أو الرئيس الإصلاحي حسن روحاني في دورته الرئاسية الأولى والثانية، وتشير تقديرات إلى مقتل اكثر من 2100 إيراني مُنذ اندلاع الصراع السوري في 2011.
وأدى استمرار الدعم الإيراني للنظام السوري إلى الحفاظ على وجوده، قبل ان تعصف بها موجة الاقتتالات الداخلية وتبني الأجندات الخارجية لبعض الدول على حساب مصلحة الثورة.
وتزامن فوز حسن روحاني مع جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المنطقة وتشديده على التدخلات الإيرانية ودعم جماعات إرهابية ومتطرفة مثل حزب الله اللبناني، لكن الانشغال بنتائج الانتخابات والترتيبات المرافقة لها لم تشغل الرئيس روحاني عن تبني موقف رافض للموقف الأمريكي ومؤيد لحزب الله متهما أمريكا بانها هي من ترعى التطرف والإرهاب.
وفي أول مؤتمر صحافي له أكد روحاني على تجديد دعمه لحزب الله اللبناني المنخرط في الصراع السوري رافضا وصف الرئيس الأمريكي له بالإرهاب ومؤكدا على ان طهران ستظل تلعب دورا دبلوماسيا وعسكريا في مجمل الصراعات الإقليمية كما ستواصل عملها في العراق وسوريا وهو خلاف ما توقعه مراقبون باحتمالات ان تبدي إيران موقفا أكثر ليونة على الأقل في خطابها الإعلامي مقابل التصعيد الأمريكي العربي ضد الأدوار الإيرانية.
لذلك لا يبدو ان التجديد لحسن روحاني بالتزامن مع الموقف الأمريكي والشركاء ضد إيران واتهامها برعاية الإرهاب سيكون له أي اثر على السياسات الخارجية لإيران وعلى الدور المباشر الذي تلعبه في الملف السوري بشقيه العسكري من خلال دعم النظام والقوات الحليفة، وفي الشق السياسي من خلال كونها الدولة الثالثة إلى جانب روسيا وتركيا في رعاية اتفاقات استانة لتثبيت وقف اطلاق النار وخفض التصعيد تمهيدا للوصول إلى وقف كامل الأعمال العدائية بين قوات النظام والمعارضة المسلحة.
لكن ثمة متغير ما في خطاب روحاني وهو خطابه القديم الجديد بان عسكرة الحل في سوريا لن تؤدي إلى إحلال السلام، ومع متغيرات في توازن القوى على الأرض يمكن التعويل قليلا على تغليب أولويات الحل السياسي طالما ان قوات النظام باتت تسيطر على المدن والمناطق ذات الأهمية الاستراتيجية لمصلحة بقاء النظام ورعاية المصالح الروسية وتأمين المشروع الإيراني في الوصول إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط مرورا بالعراق الذي تهيمن فصائل الحشد الشعبي الحليف لإيران على أجزاء واسعة من محافظة نينوى ونفوذ وسيطرة شبه كاملة في غرب الأنبار على الطريق بين بغداد ودمشق.

من نجاد إلى روحاني: دعم الأسد في سوريا من ثوابت السياسة الخارجية لطهران

رائد الحامد ووائل عصام

روحاني و«حزب الله»: الضمانة هي المرشد حتى إشعار آخر

Posted: 27 May 2017 02:11 PM PDT

بيروت ـ «القدس العربي»: «حزب الله» الذراع الأقوى بين الأذرع الإيرانية العسكرية والأمنية في المنطقة، وخطابات أمينه العام حسن نصرالله هي صندوق بريد «إيران المرشد والحرس الثوري»، ومِجهر للقضايا والمسائل المرتبطة بها. من هنا، يسود الاعتقاد دائماً أن الحزب يميل بشكل تلقائي إلى مرشح المرشد والحرس الثوري نظراً لارتباطه العضوي بهما، وهذا أمر طبيعي، انطلاقاً من التصاقه بمرجعية الولي الفقيه.
لكن العارفين ببيئة الحزب السياسية، يقولون إنه منذ تجربة الرئيس محمد خاتمي واشتداد الصراع الداخلي بين المحافظين والإصلاحيين، يتجنب «حزب الله» إظهار تعاطفه العلني مع أي مرشح رئاسي بما يجعله منحازاً لطرف على حساب طرف أخر، في وقت باتت العلاقة بين إيران والحزب مع مرور السنين تتخطى مسألة «ثنائية الثورة والدولة» لصالح اعتبارات تتجاوز هذا المفهوم، مع تحوّله جزءاً من الأمن القومي الإيراني في استراتيجية صنّاع القرار، حيث رئيس الجمهورية بمعزل عن هويته هو واحد من منظومة القرار.
وقرارالحزب النأي بالنفس عن أن يكون جزءاً من أدوات الصراع الداخلي مرده إلى أن المرشد هو ضامن المؤسسات كلها على صعيدي الثورة والدولة وضابط إيقاعها. وهذا ما أمنّ آليات تعامل الحزب مع كلا المنظومتين، وما جعل مؤسسات الحكم في كل المراحل السابقة لا تتجاوزه. وتبرز هنا كيفية تعاطي المسؤولين الإيرانيين لدى زياراتهم لبنان، حيث «يحج» الجميع إلى معقل الحزب في «حارة حريك» في الضاحية الجنوبية لبيروت للقاء نصرالله.
وفي رأي متابعين لمسار الثورة الإيرانية أن التباين الذي يظهر خلال الانتخابات لا يرتكز في واقع الأمر على فلسفة الجمهورية ومنطلقاتها العقائدية الدينية، بل على كيفية إدارة الدولة. مقولة يسلّم بها الحزب، لكنه يعتبر الرئيس حسن روحاني قد «جُرّب» خلال ولايته الأولى، ويتم النظر إليه على أنه شخصية وسطية شكّلت ملاذاً للتيار الإصلاحي أكثر مما هو إصلاحي، وأن الإصلاحيين صوتوا له من موقع «الملاذ لا القناعة» في ظل انسداد الخيارات أمامهم.
تلك القراءة لمسارات التصويت تحمل قدراً كبيراً من الدقة، ذلك أن المراقبين يرون أن فوز روحاني تأمن بفعل أنصاره الراغبين في وصوله من جهة، وبفعل التيار الإصلاحي الراغب بإسقاط مرشح المرشد والحرس إبراهيم رئيسي. لكن هذا التفويض لروحاني في ولايته الثانية يجعله أكثر حرية وأقل تقييداً مما كان عليه في ولايته الأولى. وشكّل شكره لخاتمي وتسميته بالاسم رغم وجود قرار قضائي بمنع ذكر اسمه إشارة إلى أن ثمة نهجاً داخلياً لا بد من أن يتغير.
ووفق خبير في الشؤون الإيرانية، عاش لفترة من الزمن في طهران، فإن كثافة التصويت لروحاني في وجه رئيسي جاءت لتشكل انتفاضة انتخابية ضد النظام وتوجهاته، خاضتها المدن الكبرى التي حصد الإصلاحيون بلدياتها في الانتخابات البلدية الموازية، وأن النظام كان عاجزاً عن استخدام «طريق التزوير» لإدراكه المسبق أن أي محاولات تزوير فاضحة ستؤدي إلى انفجار داخلي.
ويذهب هذا الخبير المناهض لـ «حزب الله» إلى الاعتقاد أن الحزب يكابر في «تقيّته»، ذلك أنه على يقين تام بحقيقة مزاج الشارع الإيراني وجلّه من الشباب الذين لم يعيشوا زمن الثورة ولا تعنيهم معتقداتها. هو يدرك أن هؤلاء غير مهتمين لأسطورة «حزب الله» و الـ«الحوثي» ولا تهمّه سوريا والعراق، ولا مفاهيم تصدير الثورة، لا بل كان عالماً بأن الهجمة الأمريكية لن تحرك عصبيات «الموت لأمريكا» ويستفز المشاعر لمصلحة الالتفاف حول مرشح «المواجهة والتصعيد». وقد عبّر روحاني عن نبض الشارع وخياراته حين وصف فوزه بأنه رسالة إلى العالم بأن طهران جاهزة للتوافق مع المجتمع الدولي وبأن الشعب يتطلع للمستقبل ولا يريد العودة للماضي ولا التوقف عند الحاضر.
ويدور السؤال اليوم حول ماهية العلاقة التي ستحكم إيران روحاني بـ «حزب الله»، وإلى أي مدى سيكون روحاني قادراً على الانفلات من الضغوط التي تواجهها بلاده، والذي حددها له وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، يوم إعادة انتخابه. لائحة المطالب الأمريكية المتضمنة «بدء عملية تفكيك شبكة إيران الإرهابية عبر ووقف دعم الشبكات الإرهابية في المنطقة ووقف تمويل الإرهاب وإنهاء التجارب الصاروخية البالستية».
ورغم أن روحاني رد على الموقف الأمريكي الصادر من الرياض، معتبراً أن «الذين واجهوا الإرهاب هم إيران وسوريا و«حزب الله» الذي هو مجموعة لبنانية انتخبها الشعب اللبناني لتكون في مجلسه النيابي وحكومته، ويلقى تأييداً واسعاً في لبنان بين المسلمين والمسيحيين»، فإن لصيقين بالحزب يعتبرون أن روحاني ما كان يمكنه تجاوز الكلام الأمريكي، على الأقل في لعبة التوازنات الداخلية الإيرانية، حيث يدرك حالة الاستنفار التي تعتري الحرس الثوري، دون أن يعني ذلك أن إيران الدولة ستنحو هذا المنحى.
وفيما تسود تقديرات باحتمال أن يلجأ الجناح المتشدد في إيران إلى التصعيد، مستخدماً «حزب الله» رأس حربة، فإن عارفين بشؤون الحرس الثوري يعتبرون أن الحزب، ونصر الله تحديداً، شريك في صناعة القرار في منظومة الحرس. وهو أضحى متمرساً في سياسة النفس الطويل واللعب على حافة الهاوية التي يتقنها الإيرانيون أنفسهم، ولديه القدرة على تدوير الزاويا بغية تمرير العواصف.
ففي قراءة ما يحمله صندوق خطابات نصرالله من رسائل، كانت لافتة رسالته في خطابه الأخير في «ذكرى حرب تموز»، في معرض رده على قمة الرياض، بأن إيران كانت دائماً جاهزة للحوار. رسالة جاءت في إطار نُصْح المملكة العربية السعودية، بعد شنه هجوماً صاعقاً عليها، بضرورة سلوك طريق الحوار والتفاوض وترك الصراع والحقد والحرب جانباًّ تفادياً للخسائر!.
هي رسالة تريد «إيران الثورة والدولة» إرسالها عبر الذراع العسكرية الأقوى لها خارجياً بأن الآوان للجلوس إلى الطاولة للوصول لتسويات في المنطقة قد حان. وقد قرأها مؤيدون للحزب ومعارضون له، في إطار سياسة الاحتواء لقرار محاصرة إيران وتحجيم نفوذها. ولكن رسالة تلكأت طهران في إرسالها في التوقيت المطلوب يــوم تمّ توقـيــع الاتفاق النووي، واعتقدت أنها قادرة على تحقيق مزيد من أوراق القوة عبر استخدام لعبة الوقت.
اليوم لعبة الوقت ذاتها تقض مضاجع «حزب الله» كونه المستهدف مباشرة وفي حالة دفاع عن موقعه ووجوده. ومعه يجرى طرح سؤال كبير: هل ينتقد روحاني الحزب أم أنه سيكون «ورقة المساومة الدسمة» في يده؟ سؤال لا يملك مقربون من الحزب جواباً جازماً عليه، لكنهم يعتبرون أنه ما دام المرشد ممسكاً بزمام الأمور، فلا داع للخوف. لكن ثمة من يعتبر أن «منظومة الثورة» في ظل التحولات الداخلية والخارجية وأولوية إنقاذ البلاد، لن يكون من مفر أمامها سوى الاستكانة لـ»منظومة الدولة».

روحاني و«حزب الله»: الضمانة هي المرشد حتى إشعار آخر

رلى موفّق

إبقاء الاتفاق وضمان عدم وجود مسارات خفية لامتلاك أسلحة نووية

Posted: 27 May 2017 02:11 PM PDT

واشنطن ـ «القدس العربي»: استغلت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الموضوع الإيراني كفرصة للتعاون مع أعضاء الكونغرس بعد ان زادت التوترات بين الطرفيين بشأن روسيا، إذ أكد البيت الأبيض انه يستعرض السياسة الأمريكية تجاه إيران بالتوافق مع رؤساء وأعضاء لجان العلاقات الخارجية في مجلسي النواب والشيوخ.
إدارة ترامب جددت التنازلات القانونية بشأن العقوبات الدورية ضد صادرات إيران النفطية، ووفقا للتوضيحات التى قدمها ترامب لتبرير هذا التنازل، فان إدارته تجري مراجعة لسياسة إيران، تمشيا مع التزامات الولايات المتحدة المحددة في خطة العمل الشاملة المشتركة، وفي اليوم نفسه اليوم، فرضت عقوبات جديدة للأنشطة غير النووية على طهران وأصدرت تقريرا يسلط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان. وفي الشهر الماضي فرضت وزارة الخزانة أول عقوبات تتعلق بحقوق الإنسان ضد الأفراد والكيانات الإيرانية منذ اعلان خطة العمل المشتركة في تموز/يوليو الماضي.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية بانها ستواصل التدقيق في التزام إيران باتفاقية السلام ووضع سياسة شاملة تجاه إيران، وقالت ان الولايات المتحدة ستواصل محاسبة إيران على انتهاكاتها لحقوق الإنسان عبر القيام بإجراءات جديدة.
السياسة الأمريكية الجديدة تجاه إيران ستركز وفقا لبيانات وزارة الخارجية على عزم الولايات المتحدة «على مواصلة مواجهة نشاط إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة، سواء دعم نظام الأسد أو المنظمات الإرهابية مثل حزب الله والميليشيات العنيفة التي تقوض الحكومات في العراق واليمن». وقبل أيام من الانتخابات الإيرانية قالت واشنطن إنها لن تسمح لإيران الحصول على مسار يمكنها من امتلاك أسلحة نووية بعد انتهاء فترة القيود المفروضة على خطة العمل المشتركة. وفي الوقت نفسه ستسعى إدارة ترامب إلى ابطاء برنامج الصواريخ البالستية في إيران وزيادة الإجراءات المقاومة لعدوانها الإقليمي والعمل على تعزيز عملية التغيير التطوري نحو مستقبل أكثر تعددية سياسيا، وفي نهاية المطاف رؤية حياة حرة وديمقراطية في إيران.
والفارق بين إدارة ترامب وسلفه أوباما ان الأخير حاول اعطاء الأولوية للحفاظ على خطة العمل الشاملة على قيد الحياة مع إيران بدلا من التركيز على القضايا غير النووية في حين تتخذ إدارة ترامب نهجا مختلفا يشمل فرض عقوبات على الأعمال المتعلقة بالجهود التي تبذلها إيران لتطوير الـقـــذائف البالســـتية حيث تعــتـــقد واشنطن ان مشاريع التطوير هذه ما هي إلا طريقة مفضلة لإيران لتطوير برنامج الأسلحة النووية في المستقبل.
واتهمت إدارة ترامب في خطوت لا مثيل لها في إدارة أوباما السابقة أحد الإيرانيين بتوريد متفجرات وأسلحة غير تقليدية للنظام السوري بما في ذلك أسلحة كيميائية. وقالت بيانات أمريكية رسمية ان المورد الإيراني استخدم شركة مقرها الصين لدعم الجيش الإيراني بمواد لتطوير الصواريخ بما قيمته ملايين الدولارات، وهذه اشارة مهمة بشكل خاص إلى الصين ابتعدت عنها إدارة أوباما رغم معرفتها بهذه المعلومات.
ويتسق هذا التوجه المختلف مع النهج الذي دعا إليه كبار أعضاء الكونغرس، بمن فيهم بوب كوركر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ والسناتور بن كاردان والسناتور اد رويس وزميلاه اليوت انجل من اللجنة المذكورة.
وقد اتهمت إدارة ترامب من قبل البعض بالتصرف المتهور في بعض الأحيان ولكنهم قالوا في الوقت نفسه إن النهج الحذر والمدروس فيما يبدو تجاه سياسة إيران هو أمر مشجع، حيث ان تمزيق خطة العمل المشتركة (الصفقة النووية) بدون استراتيجية وسياسة أفضل تمنع ظهور القنبلة النووية الإيرانية أو سياسة أوسع لمكافحة السلوك الإيراني الخبيث غير النووي هو أمر ليس له معنى على الاطلاق.
في أوائل الثمانينيات كلف الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ريغان مجلس الأمن القومي وضع استراتيجية للتعامل مع الاتحاد السوفييتي باستخدام أدوات سرية وعلنية في المجالات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية والاستخبارية وتحديد الأسلحة والساحات العسكرية إضافة إلى حقوق الإنسان، وهي استراتيجية نجحت في جزء منها لأنها وضعت بخبرة وابداع وتسلسل مدروس وتم تنفيذها بطريقة منسقة ومنضبطة من قبل العديد من المسؤولين في السلطة التنفيذية والتشريعية. ولكي تكون السياسة الأمريكية تجاه إيران ناجحة فان عليها ان تكون ذكية بهذه الطريقة، وفقا للعديد من المحللين الأمريكيين بهدف نهائي هو ضمان ان لا يكون لإيران أي مسار لسلاح نووي بعد انتهاء القيود المفروضة على خطة العمل المشتركة.
إدراك هذه الرؤية سيعبد لنا الطريق لفهم الأحداث المتتالية في العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران بما في ذلك تداعيات فوز المرشح «المعتدل» روحاني في أول انتخابات رئاسية منذ ان تم عقد الاتفاق النووي في عام 2015 إذ قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون « إن الولايات المتحدة تأمل ان يبدأ روحاني في عملية تفكيك شبكة الإرهاب الإيرانية مضيفا في مؤتمر صحافي عقده في السعودية ان أمريكا تأمل في ان يضع روحاني حدا لاختبار الصواريخ البالستية، وأردف «نأمل أيضا ان يعيد حقوق الإيرانيين».
من غير المتوقع ان تتغير السياسة الإيرانية الخارجية تجاه الولايات المتحدة بعد فوز روحاني إذ ان أكبر اختراق فيها هو الاتفاق النووي الذي حققه روحاني في ولايته الأولى. ووفقا للعديد من المحللين فان العلاقات التجارية مع الغرب ستستمر في التحسن، وطهران ما زالت بحاجة إلى الاستثمار، ولكن من غير المرجح ان يكون هناك أي انفراج في وقت قريب، فروحاني برغماتي ولكنه لا يزال يعمل وفق المؤسسة الدينية والسياسية الإيرانية. وبالنسبة للبيت الابيض هناك اتفاق ضمني على استمرار الحديث الفض ضد طهران بما في ذلك الوعيد بمواجهة تهديداتها التوسعية في الشرق الأوسط ولكن مع الحفاظ على الاتفاق النووي.
وانخفض الحماس الأمريكي للمضي قدما في خطة العمل المشتركة مع إيران مع بداية عهد ترامب الذي أطلق الكثير من التصريحات العدائية العالية، وتبادلت واشنطن وطهران خطابات وأعمال استفزازية وانقلب المناخ السياسي التوفيقي الذي تم زرعه خلال عهد أوباما وروحاني ولكن كما قلنا سابقا فانه لا تفكير في واشنطن لإلغاء الاتفاق. وبالنسبة لترامب فإن فوز روحاني لا يعنى الكثير ولكن التيارات السياسية القريبة من ترامب والبيت الأبيض لا تريد لروحاني المعتدل الاستفادة أكثر من الاتفاق النووي، إذ أرست الاتفاقية مكانة إيران الإقليمية والعالمية ونجح روحاني في اقناع العالم بالطابع السلمي للبرنامج الإيراني ناهيك عن التحرير الجزئي للاقتصاد الإيراني الذي كان مثقلا بوطأة العقوبات.

إبقاء الاتفاق وضمان عدم وجود مسارات خفية لامتلاك أسلحة نووية
لا تغييرات جوهرية في السياسة الأمريكية الإيرانية بعد فوز روحاني
رائد صالحة

فوز روحاني وسياسة إيران في اليمن

Posted: 27 May 2017 02:11 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: فوز الرئيس الإيراني حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية التي جرت الأسبوع الماضي على منافسه مرشح المحافظين إبراهيم رئيسي، لا يعني تغيراً كبيراً في السياسة الداخلية لطهران، ناهيك عن أن يعني ذلك تغيراً كبيراً في السياسة الخارجية لطهران، وخاصة الموقف الإيراني إزاء الحرب الدائرة في اليمن، إذ أن هذا الملف يعد ضمن دوائر اهتمام «الحرس الثوري» المرتبط مباشرة بالمرشد الأعلى في إيران علي خامنئي.
وفوق ذلك فإن موقف المرشحين روحاني (الإصلاحي) ورئيسي (المحافظ) أثناء حملتيهما من الحرب في اليمن يعد متطابقاً، إذ عبرا عن التضامن والدعم لحلفاء طهران الحوثيين، الذين تعبرهم طهران ممثلي «الشعب اليمني المظلوم».
وكما هو معروف فإن الأجهزة الاستخبارية والعسكرية لا ترتبط برئاسة الجمهورية قدر ارتباطها بمكتب المرشد والمحافظين في طهران، ومعروف أن موقف المحافظين يؤيد مناصرة الحوثيين، ما يعني استمرار الدعم الإيراني لهم.
وخلال فترة الحرب لم تكف طهران عن إمداد الحوثيين بالسلاح المهرب عن طريق السواحل الجنوبية لليمن، وكذا عبر ميناء الحديدة على ساحل البحر الأحمر.
وعشية زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي، أطلق الحوثيون صاروخاً بالستياً إلى الاراضي السعودية مستهدفين العاصمة الرياض، قبل أن تعترضه منظومة باتريوت التابعة لقوات التحالف العربي، وهو الصاروخ الأبعد مدى الذي تم إطلاقه خلال الحرب، بعد إطلاق صاروخ أسقط قبل وصوله منطقة مكة المكرمة قبل شهور.
وقد قالت وسائل إعلام رسمية إيرانية إن الصواريخ الأخيرة إيرانية الصنع، وأنها تتبع منظومة «زلزال 3»، على الرغم من أن الحوثيين قالوا إنه منتج محلي، وهو الأمر الذي لا يمكن إثباته في ظل عدم توفر الحوثيين على قدرات إنتاج الصواريخ بعيدة المدى.
وكما كانت سياسة روحاني خلال فترة رئاسته الأولى تنتهج التدخل قدر الإمكان لصالح الحوثيين، فإن طهران ستستمر في دعم حلفائها في اليمن، بشحنات السلاح المهرب، وإرسال خبراء السلاح والمدربين العسكريين، وتبادل المعلومات الاستخبارية، كل ذلك بالطبع سيكون ضمن مهام «فيلق القدس» بقيادة قاسم سليماني، والمختص في الشؤون الخارجية في «الحرس الثوري الإيراني».
وبما أن «فيلق القدس» يتولى تنسيق العلاقة مع «حزب الله» اللبناني، فقد أوكل ملف الحوثيين إلى «حزب الله»، في معظم المهام المطلوبة من قبل طهران لدعم حلفائهم في الحرب الدائرة في البلاد منذ آذار/مارس 2015.
وقد جاء خطاب روحاني الذي ألقاه بعد إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية الإيرانية مؤكداً على سياسته الخارجية التي انتهجها خلال فترة رئاسته الأولى، ما يعني أن شيئاً لن يتغير في الموقف الإيراني من الحرب في اليمن، هذا الموقف الذي يجد الرئيس الإصلاحي نفسه مضطراً لمسايرة مؤسسة «الحرس الثوري» التي يحاول بين الحين والآخر توجيه رسائل لها بالابتعاد عن التدخل في شؤون المؤسسات السياسية في البلاد، ولكن دون جدوى.
وبعد التحذيرات التي وجهها روحاني لمؤسسة «الحرس» خلال الحملة الانتخابية بعدم التدخل في الانتخابات، عاد للإشادة بهذه المؤسسة بعد فوزه مؤكداً أنها حامية لمكتسبات «الثورة الإسلامية».
وفي كل الاحتمالات، فإن سياسة إيران فيما يخص الحرب في اليمن لن تشهد تغيراً لمجرد فوز الإصلاحيين في الانتخابات، لان تلك السياسة مرتبطة بالعوامل الخارجية أكثر من ارتباطها بمجموعة المتغيرات داخل إيران، وترتبط تلك السياسة بالعلاقة بين إيران ودول الخليج العربي، وتحديداً بين إيران والمملكة العربية السعودية، لأنها هي المقصودة بالتدخل الإيراني في اليمن، حيث تريد إيران إقلاق أمن المملكة في خاصرتها الجنوبية.

فوز روحاني وسياسة إيران في اليمن

محمد جميح

عودة حسن روحاني: عمامة الإصلاحي ونبش الملفات السوداء

Posted: 27 May 2017 02:10 PM PDT

تزامنت نتائج الانتخابات الإيرانية في 19 أيار (مايو) الحالي مع وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى العاصمة السعودية التي احتفى بها الإعلام السعودي والأمريكي باعتبارها عودة للبوصلة القديمة في العلاقات الأمريكية- السعودية وانتصارا للحلفاء التقليديين من دول الخليج والذين جمعوا ممثلي أكثر من خمسين دولة عربية ومسلمة للإستماع إلى خطابه عن الإسلام ومحاربة التشدد الديني. وفي هذا الخطاب عبر الرئيس عن رؤية واضحة من إيران واتهمها برعاية الإرهاب فاتحا الباب أمام حرب باردة جديدة. وكان الرئيس يتحدث في وقت احتفل فيه الناخب الإيراني بفوز حسن روحاني الداعي للإنفتاح على الغرب وعراب الإتفاق النووي ضد مرشح التيار المتشدد، إبراهيم رئيسي. وكان انتصار روحاني ساحقا حيث حصل على نسبة 57٪ مقابل 38٪ لمنافسه، ووعد الإيرانيين بوصلهم مع العالم بمن في ذلك الجيران من دول الخليج العربية وتوسيع الحريات والإصلاح السياسي والاقتصادي. لكل هذا هتف أنصار الرئيس الذي فاز بولاية ثانية مطالبين بإخراج المعتقلين السياسيين، خاصة جماعة الثورة الخضراء الذين اتهموا الحكومة بالتزوير في انتخابات عام 2009.

متوقع؟

وكان انتخابه لولاية ثانية متوقعا. فلم يحصل في تاريخ الجمهورية الإسلامية أن خسر رئيس في محاولة للحصول على ولاية ثانية. وهذا لا يعني أن إيران عام 2017 هي نفسها إيران الجمهورية الإسلامية. فقد تغيرت وبات الإيرانيون متصلين بالعالم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية المتعددة. وكغيرها من دول المنطقة هناك جيل شاب يحلم بالتغيير ويكافح للحصول على فرص العمل. وهو جيل على خلاف الأجيال السابقة متعلم ومنفتح على العالم، وهو بطبيعته يرفض المؤسسة ومرشحها. ومن هنا كان واضحا في رفضه لمرشح المرشد آية الله علي خامنئي والحرس الثوري والمؤسسات الأمنية التي دعمت رئيسي. كما رفض الإيرانيون الأخير لتاريخه السابق في محاكمات المعارضين عام 1988 وأدواره التي لعبها بالمؤسسة القضائية ولأنه لم يختبر في القيادة السياسية والإدارة. وعليه كان انتخاب روحاني الخارج من المؤسسة نفسها والذي حظي بدعم من التيار الإصلاحي والرئيس السابق محمد خاتمي، المغضوب عليه من المؤسسة وآية الله علي أكبر رفسنجاني، الرئيس السابق الذي ظل حتى وفاته العام الماضي مركز ثقل وراء الرئيس العائد. والتحدي المطروح أمام روحاني الآن هو تحويل الوعود الانتخابية إلى واقع، والكيفية التي سيواجه فيها الدولة العميقة. وهل سيؤدي فشل هذه رغم ما توصلت إليه من أدوات وسيطرة على الإعلام إلى تغيير جذري في ميزان القوة الإيرانية. ففي الوضع الحالي لا يزال المرشد خامنئي على هرم السلطة في البلاد ولم يذكر اسم روحاني عندما أثنى على الإيرانيين «الفائزين» ومشاركتهم بنسبة 73٪ في الإقتراع. وحسب مسؤول في طهران نقل عنه سكوت باترسون مراسل «كريستيان ساينس مونيتور»(24/5/2017) فقد رفض المرشد مقابلة روحاني الذي خرق كل المحرمات أثناء الحملة الانتخابية من خلال الهجوم على عناصر المؤسسة من الحرس الثوري والمؤسسة القضائية والأجهزة الأمنية التي حاولت تعطيل رئاسته في الأربع سنوات الماضية. وقال المسؤول «ستكون ولاية روحاني الثانية أفضل من الأولى» و«الأمل الوحيد هو دعم الناس له، ولكن إن ساء الوضع، هل تعتقد أنهم سيخرجون يهتفون ويرقصون لصالحه؟ آمل أن أكون مخطئا». ويعتقد أن المفتاح الرئيسي للحفاظ على الدعم هو تقديم هامش من الحرية للمواطنين. ومع ذلك فالقيود التقليدية على الحرية ستظل كما كانت بشكل يحتاج الرئيس للتحرك بحذر. وسيجد روحاني نفسه أمام استحقاقات كبيرة خاصة أن 40 مليون شاركوا في الانتخابات وهو عدد كبير بعدما تعهد الناخب أن لا يصوت «للنظام» المتهم بسرقة الانتخابات عام 2009.

استقطاب

ومع ذلك فلا تزال إيران مجتمعا مستقطبا حيث صور كل مرشح منافسه بأنه «قبلة الموت» للنظام القيمي الذي قامت عليه الجمهورية الإسلامية. وبالنسبة لروحاني فالثورة هي للجميع وليست لمجموعة أو حكومة ظل يطلق عليها بالفارسية «دولتي بنهان» (الحكومة الخفية). ويحتاج روحاني حسب عدنان طبطبائي، الباحث في مركز الأبحاث التطبيقية والشراكة مع الشرق في بون، لأن يتعامل مع عناصر «النظام» التي تؤمن بالطبيعة الجمهورية للدولة. وتطبيق مدخل «رابح رابح» الذي تبناه في السياسة الخارجية وسحبه على السياسة الداخلية. ولدى الرئيس المؤهلات للقيام بهذا، فهو ابن المؤسسة حيث عمل رئيسا للمجلس الأعلى للأمن القومي، رغم تعرضه لهجمات نقاده الذين وصفوه أحيانا بـ «الخائن». ولا توجد إشارات عن تحول في التيار المتشدد نحو التعاون مع روحاني، فلا يزال الإعلام يحاول التقليل من انتصاره كما فعل في الماضي عندما شوه سياساته.
ففي مقال نشرته صحيفة «كيهان» المتشددة قال حسين شريعتمداري، الممثل الشخصي للمرشد، إن رئيسي الذي فاز بأصوات 16 مليون ناخب كان قادرا على الفوز لو اتيحت له الفرصة للتحضير أربع سنوات كما فعل روحاني. وكلام كهذا يشير إلى أن التيار المتشدد لم يتعاف بعد من الهزيمة، خاصة أنه عول على نجاح رئيسي، المرشح لخلافة خامنئي الذي عينه ليدير أكبر جمعية خيرية في مشهد «جمعية الإمام الرضا». وبعد تعيينه في هذا المنصب زاره قادة الحرس الثوري بمن فيهم الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس المسؤول عن العمليات الخارجية. ودعم الحرس الثوري حملة إعلامية لتقوية موقعه في الانتخابات. ولم ينجح مرشح المؤسسة التي دعت الله أن يفوز خادم مرقد الإمام الرضا بالانتخابات. ويقول مسؤول إيراني في طهران «أنا متأكد من معرفة القائد أن مرشحي (التيار المتشدد) لا فرصة لهم أمام روحاني» و «أعتقد أن القائد كان يريد إثبات أن رئيسي ليس شخصا مؤهلا لخلافته. وهو ليس راضيا عن روحاني لكن الأخير لا يعتبر تهديدا له».

دولة ظل

ففي مقال نشرته أريان طبطبائي، الأستاذة المساعدة الزائرة بجامعة جورج تاون بمجلة «فورين أفيرز» (26/7/2016) قالت إن التيار المتشدد سيحاول معارضة روحاني بقوة. مشيرة إلى أن حكومة الظل ليست أمرا جديدا على الدوائر السياسية الإيرانية. ففي عام 2005 عندما خسر الإصلاحيون للمتشدد محمود أحمدي نجاد تحدثوا عن الفكرة التي لم تتحقق نظرا لتأكيد المرشد على أنه فوق الخلافات السياسية والوحدة في البلاد. وفي الانتخابات الأخيرة قام المرشح الخاسر، رئيسي بتهنئة روحاني على الفوز لتجنب المشاكل. ولكنه فعل بعدما شكك في صحة النتائج وطالب أن لا يتم تجاهل قاعدته الشعبية. فقد استخدم حنق السكان على الإتفاق النووي. فالمرشح الخاسر وقاعدة الدعم الرئيسية له الذين يؤمنون بالإعتماد على النفس والحفاظ على قيم الثورة الإسلامية، يرون ان النتائج منحت الشرعية لمطالبهم وأعطتهم رأسمالا سياسيا سيستخدمونه لمعارضة أجندة روحاني. وسيحاولون منع سياسات الإنفتاح على الغرب واصلاح الاقتصاد عبر التشريعات التي تعتمد على أجهزة غير منتخبة. وتشير إلى تصريحات سعيد جليلي، المفاوض الرئيسي لأحمدي نجاد في الملف النووي والمرشح الرئاسي عام 2013 والتي أعلن فيها عن إنشاء هيئة من الخبراء (حكومة ظل) تأخذ على عاتقها مواجهة التحديات والقضايا التي تواجه البلاد. وهي كثيرة وتتراوح من السياسة الخارجية إلى الاقتصاد والفساد والشفافية والصحة العامة. ومع أن جليلي يظل على هامش السياسة الإيرانية، إلا أن التحرك سيترك تداعيات، لأن الهيئة ستحاول الاستفادة من القاعدة الانتخابية لرئيسي والدفاع عن مطالبها. ورغم انقسام التيار المتشدد والمحافظ وخسارته المعركة على الإتفاق النووي الذي لا يزال محلا لانتقاداتهم، إلا أن هذا التيار يشعر أن لديه اليوم قاعدة مؤيدة يستطيع الاعتماد عليها لعرقلة أجندة روحاني الداخلية والخارجية. وتقول طبطبائي إن خامنئي وإن انتقد روحاني وأبعد نفسه عن الإتفاق النووي وفضل رئيسي في الانتخابات الأخيرة، لكنه يدعم في النهاية الاستقرار، ولو وفرته الهيئة هذه بدون أن تزعزع أمن البلاد فسيقف وراءها. ولو استطاعت هذه توحيد المتشددين فإنها ستكون قادرة على وقف جهود روحاني الانفتاح على الغرب. وما يقف أمام تحقيق هذا هو الحرس الثوري ذا التأثير السياسي والاقتصادي في البلاد. وفي الوقت الذي تظل فيه الانتخابات انتصارا للتيار الإصلاحي وتعكس آمال الجيل المتعلم وأبناء المدن الذي يتطلع للإنفتاح، إلا أن التيار المتشدد عازم على مضاعفة جهوده لجعل ولاية روحاني الثانية أصعب.

إبن النظام

وبعيدا عن ثنائية إصلاحي-متشدد، يرى ري تاكيه من مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي في مقال له في مجلة «بوليتكو» (22/5/2017) أن روحاني هو في النهاية إبن النظام ومساعد له. وستترك حملته التخريبية، كما يقول ضررا كبيرا على الجمهورية الإسلامية. ففيها ألقى ضوءا على ماضي الجمهورية الأسود وقدم وعودا «خيالية» لا يستطيع تحقيقها ولا نية له أصلا الوفاء بها. وسيتذكر الإيرانيون ولاية روحاني الثانية بأن الجمهورية الإسلامية لا تستطيع إصلاح نفسها. ويشير تاكيه إلى تصريحات روحاني التي قال فيها «سيقول الناس لا لمن قام خلال 38 عاما بالإعدام والسجن» في إشارة للجنة الموت التي استخدمها آية الله روح الله الخميني للإنتقام من معارضيه العلمانيين. وكان رئيسي واحدا من أعضائها. وتم تطهير الآلاف من المعارضين الذين حرموا من المحاكم وحتى الدفن بطريقة كريمة. وأطلق على قبورهم «الملعونين». وشارك في الحملة علي خامنئي الذي كان رئيسا للبرلمان وهاشمي رفسنجاني. وكان روحاني عارفا بما يجري في السجون واختار الصمت. وخلال العقود الثلاثة حاول النظام التخلص من الماضي وحرم الحديث عن هذه الفترة السوداء. ومن هنا ففتح الملف القديم يعني توريط المؤسسة بمن فيهم المرشد بما جرى. وكان على روحاني أن يكون واعيا بدلا من التصرف بانتهازية. فقد استخدم طوال حملته الانتخابية لغة النقد للمؤسسة التي تعد نفسها الآن للرد. ففي ضوء سيطرة خامنئي على مؤسسات الدولة والحرس الثوري على الاقتصاد، فمن الصعب رؤية الكيفية التي سينجز فيها روحاني سياساته. ومع أن لديه العديد من الأوراق التي يمكنه لعبها مثل صمته أمام قمع الثورة الخضراء ودوره في إخراج إيران من عزلتها عبر الإتفاق النووي إلا أنه سيجد صعوبة في تحقيق ما وعد به وفي الحقيقة شجع هو نفسه خطاب التمرد عندما وضع نفسه كمعارض للنظام ومدافع عن القابعين في السجون. مع أنه لم يكن أبدا جزءا من الحركة الإصلاحية، فقد ظل دائما محسوبا على النخبة البراغماتية التي انجذبت للنموذح الصيني القائم على توفير المنافع الاقتصادية مقابل الصمت السياسي. فأثناء حملته الانتخابية ألمح إلى أنه سيعمل على رفع ما تبقى من عقوبات، وهذا مستحيل في ضوء سجل بلاده في حقوق الإنسان والإرهاب ودورها الإمبريالي في الشرق الأوسط. وفي المحصلة فقد فاز روحاني بالرئاسة مستخدما دهاءه وتهوره وسيواجه الآن خامنئي وجماعته بعدما اتهمهم وذكرهم بماضيهم الأسود.

عودة حسن روحاني: عمامة الإصلاحي ونبش الملفات السوداء

إبراهيم درويش

الرئيس الأسبق للائتلاف السوري المعارض هادي البحرة لـ «القدس العربي»: الأضواء على الرقة لكن السباق الحقيقي على دير الزور

Posted: 27 May 2017 02:10 PM PDT

على الرغم من أن الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السوريا​ عضو الهيئة السياسية هادي البحرة يرى في حوار مع «القدس العربي» أن السياسة الأمريكية الجديدة حيال سوريا والمنطقة لم تتبلور بشكل كامل، لكنه يستطيع أن يستقرأ خطوطها العامة والتي يلخّصها بالحرب على تنظيم «الدولة» والإرهاب، فتحقيق استقرار نسبي يُمهّد للتوصل إلى تسوية سياسية، الأمر الذي بستوجب الحد من توسّع النفوذ الإيراني لإنجاز تلك الإهداف.
وهو يبدو واثقاً من أن إيران لن تورّط نفسها في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، وخيارات الرد تتوزع بين أن تتحول إلى عنصر إيجابي، فتنخرط في التسويات مع دول المنطقة لإعادة تثبيت الأمن والاستقرار وبين أن تختار الاستمرار في سلبيتها فيضعها في المواجهة.
وإذ تبدو الأضواء كلها موجهة نحو الرقة لكن السباق الفعلي الحالي، حسب البحرة، هو على دير الزور بهدف السيطرة على المعابر الاستراتيجية وخطوط الإمداد. أمريكا تريد قطعها لمنع التواصل بين إيران وبين سوريا ولبنان عبر العراق، وإيران تريد تأمين هذا الجسر.
وفيما تسير التطورات الحالية في اتجاه إنجاز مناطق خفض التوتر وفق «اتفاق أستانا»، فأنه يتخوف من ترسيخها كمناطق نفوذ بحكم الأمر الواقع إذا طال أمد الوصول إلى الحل السياسي لسنوات طويلة، مما سيطيل من معاناة الشعب السوري واستمرار ماساته، ولاسيما في ظلّ الاقتناع السائد بأن المشكلة الرئيسية تكمن في عدم تقبّل النظام بالانخراط في عملية سياسية جادة.
غير أن التغير الأهم بالنسبة للبحرة هو تبدل موقف إدارة دونالد ترامب حيال الأسد لجهة عدم التعامل معه في الحرب على الإرهاب واعتبار وجوده أحد عناصر تهيئة البيئة لوجود الإرهاب وتوسّعه، فضلاً عن التوصل إلى قناعة بعدم إمكانية قيام أي عملية انتقال سياسي ناجحة بوجوده، إستناداص إلى التجربة اليمينة، معتبراً أن وجود قوات عربية – إسلامية سيلعب دوراً هاماً وايجابياً، لاسيما في تأمين المناطق المحررة، وتثبيت وقف اطلاق النار، وتهيئة البيئة الملائمة لإطلاق العملية السياسية. وهنا نص الحوار:
○ أي موازين قوى تحكم سوريا في ظل التوزع الجغرافي اليوم؟
• تحولت الأراضي السوريا مسرحاً للعمليات العسكرية لقوىً عالمية وإقليمية ومحلية عدة. وأدى هذا الواقع إلى انخفاض تأثير القوى المحلية السوريا، سواء من طرف النظام أو من طرف المعارضة. المتحكم الأقوى بالساحة السوريا هما القوتان الأكبر عالمياً، الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، ومن ثم تأتي القوى الاقليمية وعلى رأسها إيران وتركيا، يليها باقي القوى الاقليمية الحكومية وغير الحكومية، حيث بات تحقيق أي حسم عسكري غير ممكن في سوريا. فحتى لو تمكَن أي طرف من السيطرة على مناطق واسعة وتحقيق تقدم عسكري، فلن يمكنه تحقيق الأمن والاستقرار في تلك المناطق. من هذا المنطلق سيصبح العنصر الأهم هو طبيعة التوافق المحتمل بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وإمكانية حدوثه من عدمه. في الواقع، لم نشهد، إلى هذه اللحظة، تبلور لسياسة الإدارة الأمريكية بخصوص سوريا والمنطقة بشكل كامل. كل ما نستطيع استنتاجه حتى الأن هو أجزاء من سياسة محتملة أسسها الحرب على الإرهاب والحد من توسع النفوذ الإيراني.
○ ولكن هناك عودة للانخراط الأمريكي في سوريا، ما حجم التعديل الذي يمكن أن يطرأ على المشهد مع عودة هذا الانخراط والتسابق على الإمساك بالمعابر الاستراتيجية بين سوريا والعراق والارن، وتسابق تركي في الشمال أيضاً؟
• السياسة الأمريكية بخصوص سوريا والمنطقة، كما ذكرت، لم تتبلور بشكل كامل بعد. لكننا نستطيع استقراء الخطوط العامة لها بخصوص سوريا، والتي تُلخَّص بالحرب على «داعش» والإرهاب ومن ثم تحقيق استقرار نسبي يُمهّد للتوصل إلى تسوية سياسية. والتوصل لتحقيق هذه الأهداف سيقتضي الحد من توسع النفوذ الإيراني ولهذا نشهد التركيز الأمريكي على شرق سوريا ولاسيما دير الزور والرقة، فتحرير هذه المنطقة من «داعش» والسيطرة عليها سيؤدي لقطع المعابر الاستراتيجية وخطوط الإمداد التي تستخدمها إيران وتقطع التواصل بينها وبين سوريا ولبنان عبر العراق.
الأضواء كلها على الرقة لكن السباق الفعلي الحالي هو على دير الزور. كل القوى متجهة إلى هناك ولاسيما القوات الروسية والإيرانية والنظام، إضافة إلى أن الأمريكيين قد ثبتوا موقعاً لهم هناك، ورسموا مجالاً حيوياً حول هذا الموقع، وحددوا خطوطاً حمر كي يتصرف الأخرون وفقها، وإذا تجاوزوها يقع الاشتباك. كل طرف له هدف، فالأمريكي يهدف إلى تطهير تلك المنطقة من «داعش» وتأمينها وقطع خطوط الإمداد عن الإيرانيين، فيما النظام يريد ضمانها تحت سيطرته ووضع يده عليها كأمر واقع وتأمين خط الإمداد له ولحليفه، إضافة إلى أن هذه المنطقة تكتسب أهمية اقتصادية لوجود البترول والغاز والموارد الطبيعية فيها. أما تركيا، فهي تحرص في الشمال السوري على عدم سيطرة المليشيات الكردية على الشريط الحدودي معها، نظراً لتخوفها من إقامة كيان كردي مستقل يهدد أمنها الوطني.
لكن التغير الأهم في المشهد هو إعلان الإدارة الأمريكية موقفها بخصوص نظام الأسد وعدم القبول بالتعامل معه في الحرب على الإرهاب واعتبار أن وجوده هو أحد العناصر التي هيأت البيئة لوجود الإرهاب وتوسّعه، فضلاً عن عدم إمكانية قيام عملية انتقالية سياسية ناجحة بوجوده.
○ المعركة ضد تنظيم «الدولة» التي يريد ترامب أن يخوضها في سوريا تستند في شكل أساسي إلى تأمين المناطق بعد التحرير لتكون في قوى حليفية ولا تذهب الى النظام وحلفائه. هل المعارضة السوريا العسكرية مهيأة لهذا الدور؟
• قوى المعارضة السوريا العسكرية تخوض حالياً معارك ضارية لتحرير مناطقها من «داعش» على عدة جبهات، وعمليات درع الفرات أثبتت قدرتها على ذلك حين تَوفّر الدعم اللازم، كما أن هذه القوات تحقق تقدماً في القلمون والبادية ومناطق أخرى. السؤال الأهم هو حول ما بعد التحرير وقدرة المعارضة السياسية والعسكرية على تحقيق الأمن والاستقرار في تلك المناطق وإدارتها. وبكل وضوح سيتطلب ذلك دعماً دولياً للوفاء باحتياجات تلك المناطق، وتأمين الدعم اللوجستي لقوى المعارضة العسكرية والأمنية.
○ كيف سيكون الانعكاس العملي للقمة العربية – الاسلامية- الأمريكية على الازمة السوريا؟
• سنشهد تسارع في بلورة سياسات واضحة للمنطقة، ولاسيما بخصوص الحرب على الإرهاب ومسبباته، وأهمها السياسة الإيرانية، وبالتالي ستسعى الولايات المتحدة للحد من النفوذ الإيراني في المنطقة مما سيزيد من النفوذ الروسي على النظام، ما يجعل إمكانية التوصل الى تسوية سياسية بتوافق أمريكي – روسي أكثر احتمالاً.
○ في رأيك نحن عمليا في اتجاه إنجاز مناطق آمنة؟ وما هو المتوقع بعد ذلك؟
• كافة التطورات الحالية تسير في اتجاه إنجاز مناطق خفض التوتر وفق «اتفاق أستانا». وتحقيق هذه المناطق في الجنوب أكثر سهولة منها في الشمال، لكن إذا لم يترافق ذلك مع تسريع للعملية السياسية التفاوضية، وتحويلها إلى عملية جدية، فلن تؤدي تلك الخطوة إلى تحقيق الأمن والاستقرار فيها، بمعنى أن إطالة أمد الوصول إلى الحل السياسي لسنوات طويلة قد يبقى البلد مقسماً، فيتم ترسيخ تلك المناطق مقسمة كمناطق نفوذ لفترة طويلة بحكم الأمر الواقع، وبالتالي لن يكون ممكناً ضمان الأمن والإستقرار الكلي ولا ضمان القيام بعمليات إعادة الاعمار، مما سيطيل من معاناة الشعب السوري واستمرار المأساة التي يعيشها.
○ ولكن ألا يفترض على الأقل أن تفتح أفق لحل أزمة النازحين إلى دول الجوار؟
• من شأن تلك المناطق أن تؤمن عدم نزوح وخروج عدد من الناس مجدداً، وتأمين بيئة شبه آمنة لأننا نسميها «مناطق خفيفة التوتر» وليست «مناطق أمنة» بالفعل كونها تبقى مناطق خطرة، إلا إذا أصبح هناك وقف إطلاق نار شامل ووجود قوات مراقبة وقوات فصل، فعندها يمكن القول إنها مناطق آمنة يستطيع الناس العودة إليها مباشرة. المشروع الراهن لا يزال مشروعاً قائماً في إطار خفض التوتر.
○ كان هناك كلام أمريكي عن مناطق آمنة ولاسيما على الحدود مع الأردن وتركيا؟
• حاليا، لا يوجد على الطاولة مشروع واضح المعالم غير مشروع أستانا لمناطق خفض التوتر في الجنوب والوسط والشمال والشرق. وليس هناك من أجراءات أخرى للوصول إلى ما يمكن توصيفه بالمناطق الآمنة، ولاسيما أنه لا يزال تعقيدات وأمور كثيرة تحتاج إلى حلول، وهناك هناك الأن أولوية الحرب على الإرهاب.
○ هذه المناطق تؤمن حالة عدم نزوج جديدة، ولكن هل ستكون مناطق لاستقبال النازحين من دول الجوار؟
• هذا ما يؤمل من إنشائها، ولكن هذا سيترك للواقع التي سترسو عليه وما إذا كانت ستكون آمنة وهادئة لدرجة تُشّجع الناس لأن يعودا إليها، هذا أولا. وثانياً، إذا كانت هذه المناطق مقامة في مدن وقرى مدمرة، هل سيتم إعادة الإعمار بسرعة كافية ليتمكن اللاجئون من العودة.
○ هل برأيك يمكن أن يكون هناك دور لقوات اقليمية عربية ـ إسلامية في سوريا؟
• إذا وُجِدت هذه القوات، فسيكون لها دوراً هاماً وإيجابياً ولا سيما في تأمين المناطق المحررة، وتثبيت وقف إطلاق النار، وتهيئة البيئة الملائمة لإطلاق العملية السياسية.
○ ولكن هل هذا السيناريو قابل للتحقّق؟ وفي أي إطار ممكن أن نشهد وجود هذه القوات؟
• هناك عدة احتمالات: الاحتمال الأول إذا تمّ التوافق دولياً وليس فقط في إطار «أستانا». المشروع قد يُطلق في إطار في أستانا، ولكن تحصل لاحقاً بلورته في «جنيف» ليكون هناك اتفاق دولي على وجود قوات حفظ سلام وقوات فصل، وعندئذ يمكن للدول العربية والإسلامية أن تكون جزءاً من هذه القوة. هذا في الرؤية الدولية. إنما في رؤية «أستانا»، المسألة محصورة بالدول المشاركة في هذا المؤتمر، وهي تركيا وإيران وروسيا، أي الدول الضامنة بين بعضها البعض. لا شك أن المسألة تكون أكثر عملية إذا حصل إشراك قوات عربية ومن الممكن إسلامية كقوة حفظ سلام وقوات فصل، في حال تمت الموافقة بين كافة الأطراف على قبول هذه القوات وتمّ تطبيق «اتفاق تخفيف التوتر».
الاحتمال الثاني يتعلق بما نسمعه عن قوات عربية أو «ناتو عربي»، والذي يقع حالياً في إطار المشاركة في الحرب الدولية على»داعش». وهذه القوات لها استخدام مختلف تشمل أعمال عسكرية من أجل تحرير الأراضي الواقعة تحت سيطرة «داعش»، ثم تأمين الإستقرار فيها بعد تحريرها.
○ إزاء استراتيجية الحد من النفوذ الايراني، طهران المرشد والحرس الثوري لن تبقى متفرجة؟ كيف يمكن أن يكون الرد الإيراني؟
• إيران تعلم حجم قوتها وهي ليست دولة متهورة لتورّط نفسها في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة. إيران تلعب دائماً وفق حدود قراءتها لما يمكنها القيام به في المنطقة. الرد الإيراني أمام خيارات، إما أن تستمر في ممارسة السياسة المزدوجة السيئة التي تريد من الدول أن تعاملها كدولة محترمة بعلاقات سياسية ودبلوماسية واضحة، بينما هي توحي أنها تمارس هذه السياسية فيما تقيم في الوقت نفسه علاقات مع ميليشات في دول أخرى وتتدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول. فعلى إيران أن تختار، إما أنها فعلا دولة أو انها ساع إلى نشر الفوضى وعدم الإستقرار في المنطقة. هي حالياً أمام مفترق طرق بين أن تتحول إلى عنصر إيجابي، فتنخرط في التسويات مع دول المنطقة لإعادة تثبيت الأمن والإستقرار وبين أن تختار الاستمرار في سلبيتها، وهذا ما سيضعها في مواجهة مع أمريكا ودول المنطقة.
○ وهل الرهان على احتمال فك الإرتباط بيم موسكو وطهران رهان في محله؟
إذا كانت السياسة الأمريكية هي للحد من النفوذ الآيراني، فهذا سيكون لمصلحة روسيا. فعلن واشنطن أن تقنع روسيا بأن تكون أحد الأذرع للحد من هذا النفوذ، وفي الوقت نفسه ستسعى إيران للمحافظة على روسيا كحليف لها. الاثنان سيخطوان أكثر في اتجاها. لا أظن أن تتخلى روسيا عن إيران بشكل كامل، لكن من الممكن أن يختلف مستوى الدعم ومستوى التحالف بما يُحصّن مصالحها موسكو.
○ انتهت الجولة السادسة لجنيف والممثل الأممي ستيفان دي مستورا أعلن توافق الأطراف على جولة سابعة؟ ولكن هل من اختراق ما؟
• واقعياً وحتى هذه اللحظة، لا يوجد مفاوضات في جنيف. كل ما يجري هو مشاورات بين كل طرف وفريق الأمم المتحدة، وتم فعلياً مناقشة رؤية الهيئة العليا للمفاوضات حول هيئة الحكم الانتقالي في الجولة الأخيرة مع فريق دي مستورا. النظام مازال يرفض الانخراط في مفاوضات مباشرة وجادة وما زال يسعى لحل عسكري. بكل صدق حتى الأن لا توجد عملية سياسية جدية.
○ ولكن هل من بديل عن جنيف؟
• راهنا هناك مساران: «أستانا» و»جنيف»، ولكل واحد أهميته الخاصة. أهمية مسار أستانا تكمن في المجالين العسكري والإنساني، فيما أهمية مسار جنيف في المجال السياسي والدستوري. أستانا هام لأنه بين دول مؤثرة على الأرض وفعلية وإن لم يكن هناك رعاية وضمانات، بينما في جنيف، تحتاج العملية السياسية إلى ضمانات دولية وليس فقط إقليمية والدول المشاركة في النزاع نفسه. ولذلك يبقى جنيف هو المظلة الأهم سياسياً.
○ هل برأيك تجاوزنا طرح السؤال حول مصير الأسد ما إذا كان مستقبل سوريا معه أو من دونه؟
• كل الدول باتت تعلم أنه لا يمكن للاسد أن يستعيد السلام ويحقق الاستقرار في سوريا، ولا يمكن تالياً أن يكون له وجود ولا يمكن أن يكون جزءاً من الحل حالياً. نحن رأينا كيف أن اللهجة لدى الإدارة الحالية اختلفت بعد مجيئها في ضوء تصرفات الأسد، حتى أن تفكير إدارة دونالد ترامب بالتعامل مع الأسد بات مكلفاً بعدما وصفته بالمجرم ووسعت الأوصاف من الأسد لتشمله وعائلته. تحقيق الأمن والاستقرار هو الأساس لتحقيق السلام وبدء إعادة الإعمار. النظام مع حلفائه يستطيع أن يحقق تقدّماً عسكرياً لكنه لا يمكن أن يحقق السلام والاستقرار، ولا يمكن أن يقوم بعملية إعادة الاعمار التي تحتاج إلى إنخراط دول إقليمية وأوروبا. وهذه الدول لن تتقدم وتبدأ بالتمويل ما لم تشاهد تسوية سياسية قادمة في سوريا.
○ وهذا لا يتحقق بوجود الأسد؟
• لا بد من الوصول إلى اتفاق حول وجود الأسد، ولكن بدء تطبيق المرحلة الانتقالية لا يمكن أن ينجح بوجوده. التجارب السابقة في دول أخرى، على سبيل المثل اليمن، أظهرت أن العملية الانتقالية بوجود الرئيس رغم تجريده من صلاحياته، لا يمكن أن تنجح. وهذا ما يتوقع أن يتكرر في سوريا إذا بقي الأسد في المرحلة الانتقالية.
المشكلة الرئيسية عدم تقبّل النظام بالانخراط في عملية سياسية جادة. والأكيد أن النظام لن يسلّم راضاً بمثل هكذا عملية. الطريق الوحيدة هي بوجود ضغط دولي كامل على النظام للتوجه نحو حل سياسي، بحيث تضمن آليات الحل انتقال السلطة إلى الشعب السوري.
○ في أي سياق يأتي الاقتتال الدائر في الغوطة الشرقية؟ وهل هو من النتائج السياسية لأستانا؟
• الاقتتال في الغوطة الشرقية ناتج عن عدة عوامل ولعل أهمها الفتن التي زرعها النظام في تلك المنطقة بين الفصائل العسكرية المعارضة، ومحاولات من بعض الفصائل لتثبيت مناطق نفوذها أو لإعادة ترتيب قواتها، معتقدة بأن ذلك يمنحها دوراً أكبر في أي عملية سياسية في المستقبل. هذا شيء مؤسف خصوصاً في هذه المرحلة ويُعتبر تجاوزاً لأهداف الثورة، وسيؤدي لإضعافها جميعاً. هذا الاقتتال يصب في مصلحة النظام.
○ نشهد عملية تفريغ المدن والتهجير وحتى «الترانسفير» الأخير عبر اتفاقية المدن الأربع. هل في رأيك، ما كتب من تغيير ديموغرافي قد كتب؟
• إيران والنظام يحاولان تحقيق تغيير ديموغرافي دائم في سوريا لتعزيز نفوذهما، ولكن التاريخ السوري يخبرنا بأن هذا التغيير لن يكون دائماً وأن الشعب السوري رافض لمثل هذه السياسات وسيكون حريصاً على عودة كافة المهجرين الى قراهم ومدنهم الأصلية.

الرئيس الأسبق للائتلاف السوري المعارض هادي البحرة لـ «القدس العربي»: الأضواء على الرقة لكن السباق الحقيقي على دير الزور

رلى موفّق

الأسرى يعلقون إضرابهم بعد التوصل لاتفاق لتحقيق مطالبهم

Posted: 27 May 2017 02:10 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: أعلن عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين وقدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني، عن تعليق الأسرى لإضرابهم المفتوح عن الطعام بعد التوصل لاتفاق بين مصلحة السجون الإسرائيلية ولجنة الإضراب بقيادة الأسير مروان البرغوثي يقضي بتلبية مطالبهم الإنسانية، في نهاية اليوم الأربعين للإضراب.
وحسب المسؤولين الفلسطينيين فإن الاتفاق جاء بعد مفاوضات استمرت نحو عشرين ساعة متواصلة مع القائد الأسير مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وقيادة الاضراب في سجن عسقلان .
وكان قرابة 1600 أسيرا قد بدأوا اضربا مفتوحا عن الطعام في السابع عشر من نيسان الماضي بعنوان «الحرية والكرامة»، للمطالبة بتحقيق عدد من المطالب الأساسية التي تحرمهم إدارة سجون الاحتلال منها، والتي كانوا قد حققوها سابقاً من خلال الخوض بالعديد من الإضرابات على مدار سنوات الأسر. وتزايدت أعداد الاسرى المضربين مع انضمام المئات منهم خلال 40 يوما من عمر الاضراب، كما لقي الاضراب مساندة كبيرة من الشارع الفلسطيني طوال الأيام الأربعين.
ومن أبرز مطالب الاسرى التي سعى المضربون لتحقيقها هي إنهاء سياسة الاعتقال الإداري، وإنهاء سياسة العزل الانفرادي، وإنهاء سياسة منع زيارات العائلات وعدم انتظامها، وإنهاء سياسة الإهمال الطبي، وغير ذلك من المطالب الأساسية والمشروعة التي كفلها القانون الدولي.
كما اعتبر عيسى قراقع، وقدورة فارس ان اتخاذ المجلس الثوري لحركة فتح قراراً بالمصادقة على تعيين عميد الأسرى الفلسطينيين كريم يونس عضواً في اللجنة المركزية لحركة فتح هي خطوة هامة وذات دلالات كبيرة، بعد خوضه إضراباً مفتوحاً عن الطعام بجانب رفاقه الأسرى.
وأضافا «أن هذا القرار هو رد واضح على الاحتلال، الذي يحاول أن يعزل أسرانا ويمارس بحقهم كل أشكال التنكيل والتعذيب ورسالة إلى كل من يحاول أن يضغط بجعل هذه القضية محط خلاف، والرسالة الأهم لعائلات وذوي الأسرى الأبطال على أن أبناءهم هم عنوان القضية وسندها الحقيقي».
وكان الأسرى المضربون يعتاشون على الماء والملح فقط منذ اليوم الأول لإضرابهم، فيما توقف بعضهم عن تناول الماء بعد انقضاء الشهر الأول من الإضراب، وتقوم إسرائيل يوميًا بنقل العشرات من الأسرى إلى المستشفيات الميدانية التي أقامتها قرب السجون التي تشارك في الإضراب وهم في حالة صحية حرجة.
و كان الفلسطينيون يخشون أخبارا سيئة تتعلق بسقوط شهداء من الحركة الأسيرة، خاصة وأن الوضع الصحي حسب المعلومات الطبية التي وصلت «القدس العربي» تفيد بإمكانية حدوث موت فجائي لأي أسير من المضربين، أو جلطات، أو خلل دماغي نتيجة لما يعانيه المضربون عن الطعام من أوضاع صحية سيئة، مثل تقيؤ للدم وهزلان الجسم.
وهو ما أكدته اللجنة الدولية للصليب الأحمر عندما طالبت جميع الأطراف والسلطات المختصة إيجاد حل من شأنه تجنب أي خسائر في الأرواح أو إلحاق ضرر لا رجعة فيه على صحة «المعتقلين الفلسطينيين».
وقال رئيس قسم الصحة في اللجنة الدولية في إسرائيل والأراضي المحتلة غابرييل سالازار في بيان صحافي: «يزور أطباء اللجنة الدولية المعتقلين المضربين عن الطعام بانتظام ويراقبون أوضاعهم عن كثب، وبعد ستة أسابيع من الإضراب عن الطعام نشعر بالقلق إزاء العواقب الصحية المحتملة التي لا رجعة فيها من الناحية الطبية، ندخل الآن مرحلة خطرة».
وكان عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين كشف في وقت سابق أن الأسرى المضربين عن الطعام رفعوا سقف مطالبهم بالاعتراف بهم كأسرى حرب ونقلهم إلى سجون داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعدم تجاوب إسرائيل مع مطالبهم واستمرارها في التصعيد والقيام بإجراءات تعسفية وقمعية بحقهم،يعتبر جريمة حرب وفق المعايير الدولية.
وتلقى قراقع رسالة من الأسيرين المحررين المضربين عن الطعام أحمد حسني عوض من سكان أبو ديس الذي قضى سنه ونصف في سجون الاحتلال، والأسير علي عيسى حسين من سكان بيت دقو قرب رام الله الذي قضى 18 شهرا في السجون، وذلك خلال استقبالهما في مستشفى بيت جالا الحكومي في بيت لحم بعد الإفراج عنهما.
وكانت بعض المستشفيات الإسرائيلية بدأت بمناقشة عملية تنفيذ التغذية القسرية بحق الأسرى المضربين عن الطعام، وذلك بإيعاز من المستوى السياسي وإدارة السجون. وقالت اللجنة «إن الاحتلال على ما يبدو-عازم على البدء بتنفيذ التغذية القسرية في خطوة هي الأخطر، منذ بداية المعركة».
كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس استغل لقائه بالمبعوث الأمريكي لعملية السلام جيسون غرينبلات لطرح قضية الأسرى.

الأسرى يعلقون إضرابهم بعد التوصل لاتفاق لتحقيق مطالبهم
المصادقة على تعيين عميد الأسرى كريم يونس عضوًا في مركزية حركة فتح
فادي أبو سعدى

«ملحمة الأسرى» وحدت الفلسطينيين ودعوات لإنهاء الانقسام

Posted: 27 May 2017 02:09 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: هنأت حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية برئاسة رامي الحمد الله أمس الأسرى المضربين في السجون الاسرائيلية على تحقيق مطالبهم، والتوصل الى اتفاق بهذا الخصوص بعد 41 يوما على خوضهم معركة «الحرية والكرامة».
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود إن «الحكومة مستمرة في جهودها من أجل ضمان تحرير كافة أسرانا البواسل دون استثناء ودون شروط»، مجددا الدعوة الى إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، من أجل تعزيز صمود الشعب الفلسطيني، وضمان مواجهة التحديات التي تحدق بالقضية الفلسطينية.
و ليس هناك أكثر تعبيرا عن «ملحمة الأسرى» من عميد الأسرى كريم يونس ابن قرية عارة داخل أراضي 48 المعتقل منذ 33 عاما في رسالته المفتوحة لشعبه وللإنسانية، باسمه واسم رفاقه، والتي كتبها قبل اعلان التوقف عن الاضراب: «نخاطبكم من وراء الأسلاك الشائكة والزنازين المعتمة ونحن نقترب من اليوم الأربعين على معركة الحرية والكرامة، لنعلمكم أن الأجساد قد تكون تهاوت، وبالكاد تكون قادرة على حملنا، ولكن أرواحنا تعانق عنان السماء، ورغم ما وصلت إليه المعركة من امتداد وشراسة إلا أننا مصممون على الاستمرار حتى انتزاع النصر، ليس فقط من أجلنا بل من أجل شعبنا كله. لقد حاولت سلطات السجون والأمن من خلال عدة لقاءات وقف الإضراب وبحث مطالبنا بعد ذلك إلا إننا رفضنا رفضا قاطعا هذا التوجه». وخلص يونس للقول «نحن مصممون على إتمام المهمة على أكمل وجه، فالمعركة بأبعادها ليست معركة أسرى ومطالبهم فقط، بل هي معركة شعب وكرامته. ليس سرا أن الوهن والضعف أصاب الأجساد، لكن الإرادة والتصميم لدينا تصاعدت وارتقت فوق قدرة أجسادنا. بعد نحو شهر ونصف الشهر على الإضراب عن الطعام نحن ذاهبون نحو تصعيد خطواتنا النضالية خلال أيام، وعلى رأس هذه الخطوات الامتناع عن شرب الماء والملح، ما يتطلب تصعيدا موازيا من شعبنا وجماهيرنا لتصعيدنا ولتأخذ المعركة كل مداها».
أمام هذه الحالة الملحمية وبخلاف تجارب سابقة لم ينتصر الشارع الفلسطيني على طرفي الخط الأخضر لمستواها رغم عيون الأسرى الفارغة والأجساد النازفة والنقل بصفر القوى للمستشفيات. ربما تختلط عدة عوامل خلف ضعف التكافل مع من يحملون جمرة القضية الفلسطينية وحراسها ممن يمنعون خبوها بأرواحهم ولا شك أن مرحلة الجزر الراهنة التي يزيد الانقسام الداخلي طينتها بلة تترك أثرا على قضية الأسرى رغم أنها قضية وطن وشعب بأسره.
وكانت هيئة الأسرى وصفت هيئة الأوضاع الصحية للمضربين بالكارثية، وانهم تحولوا إلى هياكل عظمية، عيون فاغرة وشحوب وهزال وحالات اغماء ونزيف دموي وإرهاق وتعب وهبوط في ضغط الدم وانخفاض في نبضات القلب وهبوط حاد بالوزن ومشاكل في الأمعاء والكلى والكبد والإصابة بالتشنج وجفاف وعدم القدرة على شرب الماء والنقص بالأملاح، وحالات غثيان وتقيؤ وانتفاخات في العيون وعدم القدرة على النوم والحركة وغيرها من الأعراض الصحية الصعبة جدا. كما أكدت الهيئة أن حكومة الاحتلال ما زالت تمارس اجراءات تعسفية ووحشية بحق المضربين كاســتمرار التفتــيـــشات على يد وحدات قمـــعـــية ومصـــادرة كافة ملابسهم وأغراضهم الشخصية، وعمليات النقل المستمرة المنهكة.
وكان عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين أوضح لـ «القدس العربي» ان كافة السجون التي يحتجز فيها الاسرى المضربين واقسام العزل التي يتواجدون فيها تحولت إلى مستشفيات ميدانية نتيجة التدهور الصحي الخطير في أوضاعهم، وأن جزءً كبيرا من الأسرى نقلوا إلى مستشفيات مدنية بسبب خطورة حالتهم.

«ملحمة الأسرى» وحدت الفلسطينيين ودعوات لإنهاء الانقسام

وديع عواودة

اشادة في غزة بصمود الأسرى المضربين وانتصارهم في «معركة الكرامة»

Posted: 27 May 2017 02:09 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: اعتبرت لجنة «الأسرى»، التابعة للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، أمس أن التوصل لاتفاق بين المعتقلين المضربين عن الطعام، ومصلحة السجون الإسرائيلية، يعد بمثابة انتصار للمعتقلين.
وقال ياسر صالح، مدير مؤسسة مهجة القدس (مقرّبة من حركة الجهاد الإسلامي)، في كلمة نيابة عن اللجنة خلال مؤتمر في «خيمة التضامن مع المعتقلين»، وسط مدينة غزة إن:»هذا الانتصار يؤكد التفاف الأسرى حول حقهم».
وأشار إلى أن مصلحة السجون الإسرائيلية حاولت إفشال معركة الإضراب عن الطعام بكافة الطرق، إلا أن «التفاف الأسرى حول مطالبهم أفشل تلك المحاولات».
وعلّق المعتقلون الفلسطينيون، إضرابهم عن الطعام، صباح أمس، بعد التوصل لاتفاق مع مصلحة السجون الإسرائيلية.
وبدأ المعتقلون الإضراب عن الطعام، يوم 17 إبريل/نيسان الماضي، للمطالبة بتحسين ظروف حياتهم في السجون الإسرائيلية.
وتعتقل إسرائيل أكثر 6500 فلسطيني، بينهم 57 امرأة و300 طفل، في 24 سجناً ومركز توقيف، بحسب إحصائيات فلسطينية رسمية.
وأشاع الخبر أجواء من الارتياح خاصة مع توارد الأنباء عن نقل العشرات من الاسرى المضربين بشكل يومي، إلى المشافي الميدانية التي تفتقر لأبسط مقومات العلاج، وبعدما كشفت رسائل مسربة من داخل السجون الإسرائيلية، بعث بها الأسرى بطرق سرية في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم، ويشمل منع الزيارات ووضعهم في زنازين العزل، أن الإضراب عن الطعام الذي يخوضه نحو 1700 أسير من كافة سجون الاحتلال، انتقل من مرحلة الخطر إلى «الخطر المحدق».
وكان الأسرى المضربون هددوا بوقف شرب الماء والملح، وهو السائل الذي يتناولونه منذ بدء الإضراب، للمحافظة على أمعائهم من التعفن، والتهديد بـ «حل التنظيمات» في ظل تردي الوضع الصحي للكثير من المضربين، ونقلهم إلى مشافي ميدانية أقامتها سلطات السجون، لا تحتوي على كل الإمكانيات اللازمة لعلاج حالاتهم الخطرة، حيث تعرض الكثير منهم لنوبات إغماء وتقيؤ الدماء والصداع الشديد وعدم تركيز الرؤية وآلام في الصدر والبطن، وأخرى في المفاصل، وهو أمر قد يزيد من الوضع الصحي الخطير، وقد يسفر عن وفاة العديد منهم. وقد اتهم مركز فلسطيني مختص الأطباء الإسرائيليين العسكريين، الذين يعالجون الأسرى بـ «الافتقار لمبادئ المهنة»، موضحا أنهم كانوا يمارسون الضغوط على الأسرى المضربين، وينفذون سياسات أجهزة الأمن، بأساليب الترهيب من خلال التهديد بالتغذية القسرية والتحذيرات من عواقب الإضراب.
وشهد قطاع غزة عدة فعاليات تضامنية مع الأسرى والعديد من الوقفات الاحتجاجية وقد تمثلت أشد عمليات الاحتجاج، حين أحرق متظاهرون «وثيقة جنيف» الخاصة بحقوق الأسرى، أمام مقر المندوب السامي لحقوق الإنسان في مدينة غزة، رافعين لافتات وشعارات تنتقد الصمت الدولي المطبق.

اشادة في غزة بصمود الأسرى المضربين وانتصارهم في «معركة الكرامة»

أشرف الهور

تونس: صراعات سياسية وتخبطات أمنية تواجه لجنة برلمانية للتحقيق في شبكات تسفير الشباب إلى بؤر التوتر

Posted: 27 May 2017 02:09 PM PDT

تونس ـ «القدس العربي»: احتدم الجدل في تونس حول لجنة برلمانية، صادق البرلمان التونسي على تشكيلها في 31 يناير/كانون الثاني الماضي، للتحقيق في الشبكات التي تورطت في تجنيد وتسفير الشباب التونسي إلى ساحات القتال، وذلك بعد إقالة رئيستها ليلى الشتاوي وهي نائبة عن حزب «نداء تونس»، وقد ربطت قرار إقالتها بتصريحاتها الصحافية الأخيرة حول «ملفات» قالت إنها «تزعج بعض الأطراف» التي لم تذكرها بالاسم.
وكان وزير الداخلية التونسي الهادي المجدوب صرح أن «أكثر من ثلاثة آلاف إرهابي تونسي متواجدون في بؤر القتال»، وكشف أن هناك 800 «إرهابي» قد عادوا إلى تونس. فيما تؤكد تقارير غير رسمية أن أعداد المقاتلين التونسيين تفوق المصرح به رسميا وهم منتشرون في أكثر من مكان وخصوصا في سوريا وبدرجة أقل في ليبيا.
وجاء تشكيل اللجنة البرلمانية للتحقيق في شبكات تسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر في وقت تشهد فيه البلاد جدلا واسعا حول أسباب تهافت الشباب التونسي على القتال، وحول الجهات التي تسهل عملية تجنيدهم ونقلهم بصورة طوعية الى هذه البؤر. وذلك بعد عملية غسل للأدمغة يقوم بها من يعتبرون أنفسهم ويعتبرهم أنصارهم دعاة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وهم الذين تسببوا في مآس بالجملة وفي تفكك أسري داخل العائلات التونسية بتشجيعهم الشباب اليافع على أن يكون حطبا لمعارك دولية وإقليمية كبرى لا ناقة لتونس ولا جمل فيها.

تحديات بالجملة

يقول النائب في مجلس نواب الشعب التونسي الصحبي بن فرج في حديثه لـ «القدس العربي» إن بعث هذه اللجنة حتمتها الظروف التي تمر بها البلاد ومنها عودة الحديث عن إمكانية رجوع هؤلاء الارهابيين الى تونس بما يمكن أن يشكل خطرا محدقا بالأمن العام. وقال إن معرفة مسالك التجنيد والتسفير يمكّن من كشف البيئة الحاضنة لهؤلاء فكريا وتنظيميا. وخاصة الشبكات التي سهلت نشاط هؤلاء الارهابيين والاطراف السياسية التي شكلت غطاء لهم. وأوضح ان الاستراتيجية المتبعة هي اولا الاستماع لكل من تقلد مسؤولية في الحكم وله صلة بهذا الملف مثل وزارات العدل، الداخلية، السجون، الشؤون الدينية. وأكد ان اللجنة بصدد الاستماع إلى شهادات الجمعيات والشخصيات التي عملت على هذا الملف، وكذا التحقيق مع عائلات الشباب الذي سافر الى ليبيا وسوريا والعراق كمرحلة اولى. وتابع قائلا :» وعلى ضوء النتائج نمر الى مرحلة التحقيق والاستقصاء في تونس وفِي الخارج و خصوصا في سوريا والعراق وتركيا وليبيا».
وعن أهم التحديات التي تواجه عمل اللجنة أشار خصوصا إلى عدم وجود إطار قانوني خاص باللجنة، إضافة إلى عامل الوقت وكذا مدى استجابة الشهود والمنظمات وخاصة الأجهزة الحكومية إلى مطالب اللجنة البرلمانية وتقديم الملفات ذات الصلة».

اشكاليات عديدة

وكانت رئيسة اللجنة المقالة ليلى الشتاوي قد كشفت لـ «القدس العربي» عن أهم التحديات التي واجهت عمل اللجنة منذ تأسيسها.
وأشارت أنه في أولى اجتماعات اللجنة بدأ النقاش في منهجية العمل بما في ذلك المدة التي سيتم فيها التحقيق. وقالت إن هناك خلافات كبيرة برزت بين الأعضاء حول هذه النقطة بالذات فهناك من أراد التحقيق قبل سنة 2011 وتحديدا منذ عام 1980، في حين أن البعض الآخر أكد أن التحقيق يجب أن يبدأ منذ سنة 2011 باعتبار أن الحديث عن شبكات تسفير الإرهابيين لم يكن قائما قبل هذا التاريخ. وتابعت: «بعد جدل توصلنا إلى أن التحقيق سيبدأ بعد سنة 2011».
وأضافت أن النقطة الأخرى تتعلق بالجهات التي سوف تستمع إليها اللجنة فـ»القرار كان واضحا ووضعنا قائمة في الاستماعات وهي تخص كل من عمل في فترة تسفير الشباب مثل الوزراء السابقين في مختلف الادارات في وزارات الداخلية والعدل والشؤون الدينية ووزارة الشؤون الخارجية والمديرين العامين وكتاب الدولة للأمن السابقين. ونتحدث كذلك عن البنك المركزي وبالتحديد اللجنة الوطنية للتحاليل المالية لأنه لما نتحدث عن شبكات التسفير يعني الجمعيات المشبوهة التي مولت التسفير وفي هذا الإطار سيكون لنا كذلك بحث حول هذه الجمعيات. اليوم في تونس علينا أن نحقق وأن نفهم ماذا جرى بعد إصدار المرسوم الجديد رقم 88، والذي يعطي الصبغة القانونية للجمعيات في تونس، ويخول لأي مواطن أن يكوّن جمعية بمراسلة الكتابة العامة للحكومة وبعد شهر يصبح للجمعية وجود قانوني «. وتؤكد أن الاشكال يتعلق بعدم امتلاك كتابة الحكومة أية آلية للتثبت في هذه الجمعيات وفي تقاريرها المالية.

جمعيات مشبوهة

وقالت إن اللجنة استمعت لوزير الداخلية، حيث أعطى قائمة تتضمن 157 جمعية مشتبه بعلاقتها بالإرهاب، وتمت إحالة هذا الملف الى القضاء والنيابة العمومية وإلى الكتابة العامة في رئاسة الحكومة. وأشارت إلى أن بعض الملامح بدأت تتكشف، وأن شبكات التسفير ودعم الجمعيات لها علاقة وثيقة بالزيارات التي قام بها «دعاة» ومشايخ عرب إلى تونس، ونظروا خلالها للفكر الإرهابي. وأضافت: «وفيما يخص الجماعات التكفيرية الجهادية وجهنا عديد الاسئلة إلى وزير العدل وأوكلنا إليه ملف أحد المشايخ ويعد أشد الشيوخ الذين عملوا على تطوير هذه المنظومة التكفيرية الجهادية في تونس حيث وقع استدعاؤه من قبل جمعية تونسية تسمى «جمعية الخير الاسلامية» وقام بزيارة مختلف ولايات تونس. وتورط بغسل أدمغة مئات الشباب، والنتيجة كانت أن المجموعات الأولى التي تم تدريبها عن طريق هذا الشيخ والتحقت بالجماعات الارهابية أصبحت أشد فتكا وقامت بتكفير باقي أعضاء جبهة النصرة «.وأضافت أن المشكل الآخر هو أنه قد وقع التحقيق مع هذه الجمعية في سنة 2014 ثم قام القضاء بإطلاق سراح الأعضاء وهذا هو السؤال الكبير فيما يتعلق بالمسؤولية في التعامل الجدي مع هذه الملفات لأننا اليوم نتحدث عن أمن الدولة ..وعلينا أن نفهم كيف يتعاطى القضاء مع هذه الملفات مثل تمويل الإرهاب والفكر «الداعشي» الذي للأسف ينتمي إليه العديد ممن الشباب التونسي».

أعداد المقاتلين

فيما يتعلق بأعداد المقاتلين التونسيين قالت إن هناك مراكز بحوث مهتمة بالحركات الإرهابية تقدر وجود أكثر من ستة آلاف إرهابي تونسي في مناطق القتال في حين أن العدد لدى وزارة الداخلية يقارب الثلاثة آلاف. لكن الإشكال الموجود اليوم حسب محدثتنا، أن وزير العدل أكد أن الطرف الليبي ليس له إرادة واضحة في التعامل مع الدولة التونسية فيما يخص العائدين من مناطق القتال، لأن الدولة التونسية أرادت أن تتعامل مع الجانب الليبي فيما يخص ملف الإرهاب ولكن لم تتحصل على أية معلومة. وأكد وزير الداخلية التونسي أن هناك 800 إرهابي عائد من ساحات القتال والموقوفون منهم يقدرون بحوالي 160 شخصا فقط، وأما الآخرون فيعيشون بيننا وهذا إشكال كبير.
وأكدت أيضا أن هناك إشكالاً آخر يتعلق بوجود قرابة 27 ألف تونسي قد منعوا من الذهاب إلى «مناطق كسوريا وليبيا» وقالت إنه ليس من المؤكد أن هذا العدد كله أراد المشاركة في القتال ولكن لو فرضنا وجود خمس بالمئة منهم يحمل هذا الفكر فهو رقم خطير. وتتابع: «علينا أن نتأكد أن الدولة التونسية لها استراتيجية واضحة للتعامل مع هذا الخطر وعلينا أن نتحقق أن لها وعيا وأن هناك شباب ربما في طور التطرف وعلينا ان نتعامل بكل مسؤولية من خلال وضع آليات للتعامل مع هذا الشباب والتعامل ليس أمنا بالضرورة بل هو فكري وتربوي وثقافي لكي نخرجهم من هذا الفكر الخطير الذي يسيطر على سلوكهم الرافض للآخر».

غياب الثقة

ويعتبر مروان السراي الباحث في «المركز المغاربي للبحوث والدراسات والتوثيق» أن هذه اللجنة رغم حسن نية رئيستها وعدد كبير من أعضائها لن تتمكن من إيقاف نزيف تدمير الشباب التونسي وإقحامه في معارك لا علاقة له بها بعد العبث بوعيه من خلال دعاة التكفير». وزعم «أن في هذه اللجنة طيف سياسي لا يثق فيه كثير من التونسيين في أن لديه الرغبة في كشف الحقائق لأنه متورط إما بالتشجيع أو بالتغاضي سواء في فترة حكم الترويكا أو اليوم».
ويعتقد أن الأمل هو في تحقيقات قضائية حقيقية، و»أن وجود مجلس أعلى للقضاء انتخب حديثا بالاقتراع الحر والمباشر، في تونس قد يساهم في وجود قضاء مستقل في تونس، وفي المستقبل القريب، يحظى بثقة شعبه في ملف مكافحة الإرهاب الذي أرق المضاجع وأصبح معضلة حقيقية في تونس، والذي تعتبر شبكات التسفير إحدى حلقاته الهامة».

خلافات سياسية

في المقابل قال الإعلامي والكاتب التونسي عمار عبيدي إن عمل هذه اللجنة انطلق بشكل صحيح وعلمي لكن سرعان ما تداخلت فيه المسائل السياسية خاصة خلافات حزب «نداء تونس»، حيث أن رئيسة اللجنة المقالة النائبة ليلى الشتاوي، والتي تم فصلها من نداء تونس بسبب تسريبها لتسجيلات خاصة في اجتماعات حزبية، حاولت إقحام معركتها مع حزبها داخل أشغال اللجنة من خلال افتعال قضايا وهمية خصوصا ما تروج له حول تقارير البنك المركزي المتعلق بالجمعيات والدور الخليجي في تمويلها، إذ تبين رسميا أن اللجنة لم تحصل على مثل هذه المعلومات من البنك المركزي بل النائبة التونسية هي التي حاولت الضغط على اللجنة.
وأضاف: «ويمكن القول بكل وضوح إن أشغال اللجنة الخاصة بالتحقيق في شبكات تسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر خضعت إلى شكلين من الضغوطات، الأول يدفع نحو طمس كل الحقائق التي قد تؤدي إلى إدانة أطراف سياسية حكمت سابقا وبشكل أساسي من المقربين من الترويكا الحاكمة باعتبارهم تجاهلوا كل المعلومات التي وردت على الأجهزة الأمنية بخصوص شبكات التسفير، أما الثاني فهو محاولة لتسييس القضية وضرب الأطراف الحاكمة الآن وكل حلفائها الدوليين خصوصا في الخليج، وذلك بهدف خدمة أطراف معينة مثل حركة مشروع تونس وبعض الأحزاب اليسارية الأخرى» على حد قوله.
واعتبر أن هذا الملف الشائك سيذهب كغيره ضحية للتجاذب السياسي الذي أصبح يغلب على كل الملفات في تونس على حد قوله.

تونس: صراعات سياسية وتخبطات أمنية تواجه لجنة برلمانية للتحقيق في شبكات تسفير الشباب إلى بؤر التوتر
احتدم الجدل حولها بعد إقالة رئيستها
روعة قاسم

الأبيّض: عروس الرمال ومدينة الفن والمال

Posted: 27 May 2017 02:09 PM PDT

الخرطوم ـ «القدس العربي»: عروس الرمال هي مدينة الأُبيّض (بضم الهمزة وكسر الياء المشددّة) وتعتبر من أهم المدن السودانية من حيث الموقع الجغرافي المتميز والقيمة التاريخية والتجارية وهي عاصمة ولاية شمال كردفان غربي السودان.
وتحتل الأبيض، التي تبعد 588 كيلمترا جنوب غرب الخرطوم، موقعاً استراتيجياً في وسط السودان بين أقاليمه الجغرافية والمناخية والاقتصادية المختلفة، بين المنطقة الصحراوية وشبه الصحراوية والسافانا الجافة والرطبة، وبين المناطق المدارية الجافة والمناطق المطيرة، وبين غرب البلاد وشرقها وجنوبها.
والأُبيّض تصغير للأبيض واختلفت الروايات ـ كما هو الحال في العديد من المدن السودانية حول أصل التسمية ـ لكن كلها مرتبطة بالماء وتشير إحداها لحمار أبيض اكتشف موردا للمياه وهنالك رواية تقول أن الأبيض هو اسم المجرى المائي في جنوب المدينة الحالية (خور أبيض) وسمي كذلك لصفاء مياهه.

تركيبة سكانية متنوعة
وقبر لـ «اليهودي المجهول»

وبلغ عدد سكان الأبيض في عام 2010 حوالي 398،993 نسمة وكغيرها من مدن السودان ضمت كل القبائل، إضافة إلى مجموعات أثنية مختلفة ينتمي بعضها إلى أصول أجنبية كالأرمن والأقباط المصريين واليمنيين وغيرهم وتضم التركيبة السكانية أيضاً مجموعة من اليهود، ولهذا توجد في المدينة عدة كنائس إلى جانب المساجد وكان يوجد فيها كنيس لليهود.
ويوثق الصحافي طاهر محمد علي لمدينته الأبيض من خلال زوايا عديدة ويشير إلى قبر «اليهودي المجهول» ويقول:» أخذت سيرته في التداول لزمن طويل وكذا الروايات التي تفيد بأن القبر الموجود عند مدخل حي أمير، لراحل يهودي حار أهل الأبيض في دفنه وفي طبيعة الحال هناك مقابر للمسلمين وأخرى للمسيحيين وبالتالي دفن اليهودي في قبر لوحده شمال مدرسة القيادة وجنوب مقابر النصارى الكائنة أمام سجن الأبيض».

ملتقى طرق القوافل

وتدل الدراسات التاريخية على أن المدينة نشأت في فترة ازدهار تجارة القوافل بين سلطنة سنار ومصر في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي، حيث كانت تمر عبرها القوافل القادمة من الجنوب (جمهورية جنوب السودان حاليا) ومن سنار. وكانت الأبّيض محطة لتجميع السلع واستراحة للقوافل قبل انطلاقها نحو الشمال إلى أسيوط في مصر وإلى ليبيا عبر الصحراء ومن ثم إلى البندقية في أوروبا وأصبحت أهم ميناء بري صحراوي جنوب الصحراء.
كما كانت تستقبل قوافل الحجيج القادمة من نيجيريا والغرب الأوسط الافريقي في طريقها نحو الأراضي المقدسة في الحجاز وتطورت المدينة في القرن السابع عشر الميلادي إلى سوق مهمة في المنطقة زاخرة بالسلع القادمة من الجنوب والغرب مثل السمسم والدخن والصمغ العربي والفول السوداني والعاج وريش النعام والجلود والأعشاب الطبية وشمع العسل والماشية إلى جانب السلع المستوردة من الخارج كالمسك، والصابون، والتبغ، والسجاد، والخزف والمرجان الحقيقي والصناعي والأساور والفضة، والحرير وورق الكتابة، والزجاج.
ويقول الباحث خالد الشيخ حاج محمود وهو وزير الثقافة والإعلام في ولاية شمال كردفان إن المدينة لعبت أدوارا تاريخية مهمة في السودان، مشيرا إلى أنها كانت أول عاصمة في تاريخ الثورة المهدية وانطلقت منها الشرارة الكبرى التي انتهت بتحرير الخرطوم ومقتل غردون وشهدت معركة فاصلة قتل فيها القائد الإنكليزي هكس باشا وهي معركة شيكان. ويرى خالد الشيخ أن المدينة لها دور كبير في نشأة مدينة أم درمان حيث انطلقت منها ومن المناطق التي حولها المجموعات السكانية التي استقرت في أم درمان وحاصرت جيش غردون.
ويرتبط تاريخ المدينة بتاريخ مملكة المسبعات التي نشأت في منطقة كردفان في الفترة بين القرنين الخامس عشر والسادس عشر بواسطة مجموعات عربية هاجرت واستقرت في تلك المنطقة، حيث كانت مدينة الأبيض عاصمة لها وقد تعرضت لسلسلة من الحروب والمناوشات من سلطنة الفور وسلطنة سنار المجاورتين بهدف السيطرة عليها وعلى طريق التجارة التي تمر عبرها.

مركز للجيش التركي

ونسبة لموقعها المهم اختارها الأتراك مركزا لجيشهم فبنوا فيها ثكناتهم العسكرية ولذلك استهدفها جيش الأمام المهدي قائد الثورة المهدية. وفي عام 1870 هاجم المهدي مدينة الأبيض، لكنها استعصت عليه فحاصرها لمدة شهر، وأرسل الأتراك حملة عسكرية تتكون من المصريين والأرمن والأرناؤوط بقيادة جنرال بريطاني هو وليام هكس باشا لاستردادها.
واختار المهدي غابة شيكان القريبة منها مكاناً للمعركة التي وصلت إليها قوة هكس باشا منهكة بعد أن تم هجر القرى وردم الآبار التي في طريقها فأبيدت القوة عن بكرة أبيها في تشرين الثاني/نوفمبر 1883. وتعتبر هذه المعركة درسا عسكريا وأضيفت لمناهج بعض الكليات العسكرية لما فيها من فكر وتكتيك حربي لا مثيل له في مقاييس ذلك الزمان.
ولعبت الأبيض دوراً أيضاً في دعم الحركة الوطنية في السودان إبان الحكم الثنائي. عندما تأسس نادي الخريجين في عام 1936 في أم درمان وبدأ نشاطه السياسي بدعوة دولتي الحكم الثنائي مصر وبريطانيا إلى منح حق تقرير المصير للشعب السوداني، وقد اختار الأبيض مقراً للجنته في غرب السودان. كما تم خلال تلك الفترة إنشاء نادي الأعمال الحرة والذي لعب دوراً في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية وفي حركة التعليم الأهلي في المدينة.

قلعة للصوفية

ويقول الصحافي طاهر محمد علي إن الأبيض تعد من قلاع الصوفية في السودان واشتهرت بالعديد من المشايخ والطرق الصوفية أبرزهم الشيخ إسماعيل الولي صاحب أول طريقة صوفية سودانية أُسست في القرن التاسع عشر، والشيخ بدوي ود أبوصفية، والسيد محمد المكي، وهو ابن الشيخ إسماعيل الولي وقد ألف عدداً من الكتب حول التصوف كما لعب دوراً بارزاً خلال الثورة المهدية في السودان.
ومن أعلام الصوفية فيها، القاضي أحمد الأزهري، مفتي السودان إبان العهد التركي المصري، وهو ابن الشيخ إسماعيل الولي وجد رئيس السودان الأسبق إسماعيل الأزهري. والشيخ صالح سوار الذهب وهو صاحب مقام وقبره ظاهر يزار وسط سوق الأبيض، عالم وفقيه، خلوته من أقدم الخلاوى في المدينة ومسجده ملحق بالضريح وهو جد المشير عبد الرحمن سوار الذهب قائد ثورة نيسان/أبريل وأول عسكري يسلم الحكم لحكومة مدنية. ومن شيوخ الصوفية في المنطقة، الشريف العربي المكاوي، والشيخ إسماعيل عبد الله الدهمش، والشيخ عبد الرحيم البرعي، والشيخ أحمد صالح الهواري.
ومن أبرز معالم المدينة مبنى المديرية والتي كانت مقرا للانكليز ومدير مديرية كردفان وأركان حربه، ولاتزال المديرية في الأبيض ذات الطابع الانكليزي تحتفظ بسمة المعمار المميز واتخذت الحكومات الولائية مقارها هناك حيث ظلت وزارة المالية قائمة إلى يومنا هذا. ويقول علي، إن اللافت في المديرية هو بيت الضيافة أو بيت كردفان والذي بني خصيصا لدى زيارة الملكة اليزابيث الشهيرة للأبيض وكردفان إبان حكومة عبود.

مشاهير مروا من هنا

والأبيض هي المدينة الثانية التي زارتها ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية بعد الخرطوم خلال زيارتها للسودان في الفترة من 8 إلى 12 شباط/فبراير 1965. كما زارها زعماء آخرون مثل الرئيس اليوغسلافي السابق جوزيف بروز تيتو، وسميت ساحة باسمه تخليداً لمناسبة زيارته تلك وكذلك استقبلت المدينة الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة السابق في شباط/فبراير 1972.
وتتميز المدينة بعدة أسواق أشهرها سوق أبو جهل، وهو من أقدم الأسواق الشعبية التي توجد في السودان. وتوجد في الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان ويعتبر من أكبر الأسواق السودانية والعربية في مجال بيع المحاصيل البلدية مثل التبلدي والقضيم والكركديه والشطة وغيرها من المحاصيل ويقع في وسط المدينة ويجاوره أكبر سوق للصمغ العربي وهو سوق محصولات الأبيض الذي يعتبر أكبر بورصة للصمغ العربي في العالم.
وفي أحد أطراف المدينة يقع «جذر الناقة» وهو سوق متخصص في شواء لحوم الإبل وملحقاتها، وبيع ألبانها والتفاكر في كل ما يتعلق بها، وفي المكان نفسه ـ من الناحية الأخرى- يوجد سوق الإبل التي تبدأ رحلتها الطويلة إلى مصر، وتقول المصادر إن فكرة «سوق الناقة» في أم درمان مأخوذة من ذلك المكان الذي يعود تاريخه إلى عشرات السنين، كما أن غلبة الطابع الكردفاني على السوق الأم درماني يوضح تماماً العلاقة بين «الأصل» و»الصورة».
ومن جذر الناقة تبدأ رحلة هذه الإبل حتى دخولها إلى مصر، ويقود القافلة خبير وتسمى القافلة الواحدة «الرسالة» وتتكون من 120-130 من البعير في رحلة تستغرق 33 يوماً سيراً على الأقدام، حيث لا يمتطي الخبير والرعاة ظهور الإبل أثناء الرحلة.
وتعاني الأبيض من قلة مصادر المياه ويوثق طاهر محمد علي لسوق الأزيار وهي مبردات مياه طبيعية تصنع من الفخار وتمثل استفادة إنسان المنطقة وتطويعه للطبيعة ويوجد السوق جوار قشلاق البوليس الشرقي.
وقدمت المدينة رموزا في مجالات الأدب والثقافة والفنون منهم الفنان خليل إسماعيل، وعبد القادر سالم، وعبد الرحمن عبد الله، والفنانة ام بلينة السنوسي، وثنائي النغم، والروائية ملكة الدار محمد عبد الله، والفنان المسرحي مكي سناده، والموسيقار الماحي إسماعيل وهو أحد مؤسسي المعهد العالي للموسيقى والمسرح وأول عميد له، والشاعر الدبلوماسي محمد المكي إبراهيم والشاعر محمد عثمان الحلاج، والصحافي الفاتح النور صاحب جريدة «كردفان» والتي تعتبر أول صحيفة إقليمية تصدر من خارج العاصمة.

مساجد وكنائس

وتضم الأبيض مجموعة من المساجد والقباب منها مسجد بلدو في سط المدينة وكنيستان (كانت خمس كنائس في السابق) وفيها تسع منتزهات عامة أهمها حديقة 21 أكتوبر وحديقة البلدية وحديقة الخريجين وحديقة حي القبة، إلى جانب ميدان الحرية (ساحة النصر) التي تعتبر أكبر ساحة عامة في المدينة تقام فيها الاحتفالات الرسمية والدينية. ويقع الملعب الرياضي الرئيسي، أستاد الأبيض، في جنوب غرب ساحة النصر وإلى الجنوب الغربي منه يقع متحف شيكان. وتقع في شرق وسط المدينة أندية الجاليات الأجنبية، فيما تنتشر الأندية الرياضية والاجتماعية والثقافية في الأحياء المختلفة.
ومثلما نالت المدينة شهرة فائقة وأهمية على مدى التاريخ باعتبارها ملتقى طرق مهمة ومركزا تجاريا وزراعيا بارزا، تعد في الوقت الحاضر من أهم المدن السودانية حيث يمر عبرها خط أنابيب النفط الممتد من الجنوب نحو الشرق إلى ميناء بورتسودان على البحر الأحمر. وقد اتخذتها بعثة الأمم المتحدة في السودان مقراً لقاعدتها اللوجستية.

الأبيّض: عروس الرمال ومدينة الفن والمال
أول عاصمة سودانية في تاريخ الثورة المهدية
صلاح الدين مصطفى

غابات كثيفة من التعريفات تقترحها جغرافيات نظرية متعددة: الشعر بين سلطة التعريف ونشوة اقتفاء الأثر

Posted: 27 May 2017 02:08 PM PDT

إن الإشكال الكبير الذي يواجهه الباحث، في محاولته تقديم تعريف موضوعي وشامل للشعر، هو تعدد المدارس الشعرية، وتعدد مذاهبها،بما يسمح عمليا بتعدد التعريفات، وتعدد التصورات، لأن التعريف يتأسس عادة على أرضية ضبط الميكانيزمات المركزية، والمشتركة المتحكمة في إنتاج النصوص الشعرية التي تمكنت من ترسيخ حضورها في مرحلة معينة من مراحل الكتابة الشعرية، تبعا لما تتميز به من إضافات نوعية، تمارس تأثيرها الملموس على التلقي، كي تتحول في نهاية المطاف إلى سلطة، وإلى نموذج شعري يحتذى به، ومعتمد في عملية التوصيف والتأطير، لكل ما يتم إبداعه لاحقا من نصوص .وبالرغم من استناد هذا التوصيف أو التأطير، على مكونات النموذج الذي كان موضوعا للمقاربة /المقاربات، لا أنه سوف يتحول بفعل قوته التداولية، إلى مرجع أساسي من مراجع صياغة وبناء تعريف عام،قابل لأن ينسحب حتى على ما يتعارض معه من نماذج. بما يعني أن المدارس والمذاهب الشعرية، غالبا ما تتشكل انطلاقا من تبَنِّيها نظريا من قبل الخطابات النقدية التي يمكن أن تكون منحازة، ومتحمسة لنموذج بعينه، بفعل امتلاكه لخصوصية جمالية أو فكرية، قادرة على استقطاب اهتمام النخب المثقفة، وغالبا ما تقترن تلك الخصوصية بتقديمها لإضافة نوعية، يكون لها دورها الأساسي في تسليط الضوء على عناصر لم يكن لها من قبل اي حضور فعلي في الخطابات النقدية والنظرية، وهي العناصر التي يحدث أن تحظى باهتمام الحساسيات الجديدة، مما يؤدي إلى تكريسها، وتحويلها إلى مادة معرفية يتأسس عليها مبدأ التعريف، الذي سيأخذ تلقائيا شكل بوصلة، يهتدي بها الباحثون في مقارباتهم للظواهر، كما يهتدي بها الشعراء في صياغة لنصوصهم، وبالنظر إلى حضور هذه الظاهرة على امتداد تاريخ الكتابة الشعرية، الذي لا ينحصر في لغة معينة، أو شعب معين، فإننا سنجد أنفسنا أمام غابات كثيفة من التعريفات، التي تقترحها علينا جغرافيات شعرية متعددة، ومختلفة، معززة بتبريراتها النظرية المستمدة من قلب النصوص، التي سبق أن مارست سلطتها الجمالية على القراءة بمختلف مشاربها. علما بأن ظهور أنماط جديدة ومغايرة من أنماط القول، لا يؤدي بالضرورة إلى احتجاب ما كان سائدا، باعتبار أن هذا الاحتجاب قد يكون مؤقتا ومرحليا، في انتظار اختمار الشروط التي تسمح له، أو لغيره من النماذج القديمة والمنسية بتصدرها للمشهد من جديد. كما أن منطق تعدد آليات التلقي، وتنوعها، يسمح بشكل أو بأخر، بتعايش نصوص تنتمي إلى مرجعيات وتوجهات متباينة ومختلفة، وأحيانا متضادة. هذا الواقع يمنح للنصوص الحق في ضمان استمراريتها، على ضوء ما يواكبها من تعريفات، يعود لها الفضل في تأطيرها وتكريسها.
على أساس هذه المعطيات، نخلص إلى استحالة الاستبعاد التام والمطلق لشكل ما، من أشكال الكتابة الشعرية، بدعوى تجاوزها، لأنها لا تكون في الواقع متجاوَزَةً إلا من قِبَلِ تلقٍّ معينٍ و محدد في المكان والزمان، ينسجم مع رؤيته الخاصة لمفهوم الكتابة، حيث يمكن القول،إن التجارب الإبداعية بعامة، غير مهيأة للخضوع إلى تصنيف نهائي، لكونها تمارس باستمرار انزياحاتها، وتسرباتها إلى أراض جديدة، والى مساحات جديدة، غير آبهة مطلقا بالتصنيفات الدوغمائية، الصادرة عن هذا المنبر أو ذاك، إذ ثمة دائما من يبعث بدعوة الاستضافة من جهة غير متوقعة تماما، وهو ما يضمن للكتابة استمراريتها، كما يساهم في تعطيل ما يعترض سبيلها من مبادرات إقصائية، الشيء الذي يجعلنا نجزم باستحالة التحكم في حركية المدارس الشعرية،بتياراتها،و مذاهبها، كما لن يكون بوسع أي توجه نظري، تكريس كتابة معينة على حساب إقصائه لأخرى، كما لن يكون ممكنا الإلحاح على طّيِّ صفحةِ مساراتٍ إبداعية لفائدة فتحِ مسارات مضادة أو مناوئة، وذلك بالنظر إلى استحالة التحكم في حركية الإواليات، التي تتميز بها هذه المسارات المطبوعة باختلافاتها وتنوعاتها، حيث تنتفي أية إمكانية لتوجيه الكتابة نحو أفق نهائي، وحيد ومطلق، بفعل انفلات سُلطِ التلقي، و بفعل استحالة تقييدها بقوانين مسبقة وجاهزة. ذلك أن منهجية تعميم الوعي بواقع ما، ومهما كانت متطورة ومتقدمة، في اشتغالها بتواز، وبتنسيق تام مع المؤسسات الرسمية، من أجل توجيه وتكوين الرأي أو الذوق العام، فإنها ستظل عاجزة عن تلمُّس طريقها إلى الكثير من الهوامش، التي تظل محتفظة بقدرتها على الممانعة، متيحة بذلك امكانية استعادة الكتابات القديمة، والتقليدية لحضورها، والتي دأبت التوجهات الحداثية على اعتبارها متجاوزةً. فهناك دائما كتابات منقرضة، مستعدة من جديد للإعلان عن انبعاثها، وثمة دائما من يبدي استعدادا كاملا لتبنيها، ورعايتها، لأنها تظل حية بحياة تلك الأفاق المستترة، التي تكشف عن استعدادها الكبير لدمجها ضمن خطاباتها المركزية.
إن هذا الواقع يتأكد من خلال القراءة المتبصرة، والتركيبة للتراكمات الشعرية، عبر ضبط مختلف العلاقات الابستيمولوجية القائمة بين مكوناتها الداخلية، وبين العناصر الخارجية المحايثة لها وخاصة منها منهجيات القراءة والتأويل، الشيء الذي يفيد حضور تواطؤ محكم بين الكتابة وبين قراءاتها. لكن خارج هذا التواطؤ، يمكن الوقوف على دلالة نبذِ غير قليل من الشعراء للقصائد الجميلة التي يكتبها غيرهم، باعتبار أنها تمتلك المقومات التي تحوِّلُها إلى إبدالاتٍ معززة بإطارها النظري، الذي يحتل فيها التعريف مكانته الخاصة. هذا النبذ يُذكي جذوة النفور تجاه هذه التجارب، كما يؤدي إلى التشكيك في قيمتها الجمالية، بما يساهم في إقصائها، كي تندرج ضمن الممنوعات، وحينما يُرفع عنها الحظر في مرحلة متأخرة، يكون الوقت قد فات. وما نعنيه بالوقت هنا، هو تلك اللحظة الاستثنائية التي تتحقق فيها نشوة اللقاء المبكر، والحوار المبكر، والمتعة المبكرة، التي كان من الممكن في زمن انبجاسها، أن تخلق نقاشا له طبيعة مغايرة، بالمقارنة مع ذلك الذي يأتي متأخرا. إن مسارها يتعرض للبتر، فضلا عن تأثره سلبا بمسارات نصوص وصلت هي أيضا جد متأخرة لفضاء القراءة، أو قبل الأوان. عموما إنه الإيقاع الطبيعي للأشياء، وللنصوص، حيث يظل الاختلاف سيد المشهد، بسلبياته وإيجابياته، وحيث تستوطن الاستحالة حيز الكينونة. أي استحالة القول بإمكانية نص أحادي، ونهائي يستجيب بشكل دائم إلى توقع القراءة، باعتبار أن هذا التوقع أيضا هو نتاج أسئلة فكرية، وروحية تُلح على الكائن، باعتبارها خاضعة لتحولاتها الدائمة. بما يعني وجوب تعدد الاشكال، اللغات، والبنيات التعبيرية، لأن هذا التعدد يترجم بشكل مباشر حركية وحيوية الحياة، التي لا يمكن أن تستمر بالوتيرة ذاتها، وبالصوت ذاته. أي أن الاختلاف هنا، ليس شكليا فقط، ولكن له صلة بما هو جوهري، أي بما هو إنساني. إن شكلا ما، قد يكون قابلا للإجابة عن سؤال معرفي فني أو فكري، دون أن يكون قادرا بالضرورة على الإجابة عن كل الأسئلة، علما بأن السؤال هو أيضا، يراوح بين ما هو ثابت، وبين ما هو متحول، لأن الكائن يصطدم يوميا بإشكالات جديدة، لم تكن من قبل حاضرة في دائرة السؤال.
غير أن الأجمل في الحكاية، هو نسيان أصل القصيدة، في الشرارة الفعلية التي تكمن وراء لحظة توهج أنوارها. وهذا الأصل ربما يكون حاضرا في الجهة القصية من الكتابة، أنه يكتفي بالنظر إليك من بعيد، وقد استنفد مهمته، بمجرد أن اقتادك إلى مضاربها. هي التي لا تلبث أن تستقل بذاتها، بعد خطوات معدودات من بداية انفتاحها على شهوة الإشارة، والتي لا تلبث أيضا، أن تنسى الفضاء الذي هيأها كي تكون قليلا، لسبب يبدو وجيها ربما وحكيما، إنه هوس اقتفاء أثر الأثر، قبل أن يختفي.

غابات كثيفة من التعريفات تقترحها جغرافيات نظرية متعددة: الشعر بين سلطة التعريف ونشوة اقتفاء الأثر

رشيد المومني

الفنان المصري عادل السيوي: في حضرة الحيوان بـ «الجلال الصوفي اللازم»

Posted: 27 May 2017 02:08 PM PDT

كعادته ينجح الفنان التشكيلي المصري عادل السيوي في اثارة شغف متابعي أعماله بما يطرحه من تساؤلات عبر لوحاته التي تتحول دائما الى «أيقونات». و في معرضه الجديد، الذي نظمه «غاليري مشربية» بوسط القاهرة داخل ثلاثة قاعات متجاورة الى حد ما تحت عنوان «في صحبة الحيوان»، يشيد السيوي عالما من الفانتازيا الشعبية، ولا يكف فيه عن التمرد على مسيرته مع الخط واللون، وفي نفس الوقت الحرص على استكمال عالمه الذي عرف به كرسام للوجوه. وتتفاوت أحجام اللوحات، من لوحات بالغة الصغر تركز على عالم الحشرات، وحتى الأعمال الصرحية ذات الأحجام الكبيرة.
ويبدو مترجم أعمال الشاعر الايطالي أونغاريتي منشغلا في معرضه بتأمل عالم الحيوان، والكيفية التي ترسم علاقة الانسان به. ويذكّر المعرض بالالية التي يلجأ لها الكتاب لتناول هذا العالم المعقد، حيث تبدو قصص الحيوان كأمثولات تظهر الجانب الحيواني في النفس البشرية، وهي أيضا وسيلة للتسامح مع العالم وابراز التجلي الصوفي في استجلاء مفرداته.
السيوي، الذي ترك في شبابه مهنة الطب وقرر احتراف الفن والتحول من رسام هاو الى فنان محترف، يكسر توقعات جمهوره التقليدي الذي حصرمنجزه في رسم للوجوه، ويأخذ هذا الجمهور باتجاه مغاير لرحلة تأمل للكائنات التي تعيش حوله، ويلعب في مستويات هذه العلاقة بكثير من الرشاقة الجمالية والتنوع التقني. ففي لوحات كثيرة يطغى تصور الفانتازيا الشعبية على التعاطي مع مفردات هذا العالم، بما يحيل على مفردات العالم الذي نعرفه عند الرسام المصري عبد الهادي الجزار، وخاصة لوحته الشهيرة «المجنون الأخضر». غير أن السيوي هنا لا يتعاطى مع الحيوان بالتصور نفسه وانما تبدو محاولته كحوار مع هذا العالم أكثر منها علاقة استدعاء، وربما هي محاولة شغب وشغف وذهاب باتجاه نمط من أنماط «المحاكاة» أو «الباروديا» التي يمكن تقصي معالمها بوضوح في لوحات تظهر الايقونة الامريكية الشهيرة، «ميكي ماوس»، او في لوحة رسمها السيوي للمصور المصري الرائد محمود سعيد وخلفه البحر والى جواره «حمامة» كانت تحضر بإفراط في لوحات سعيد، ولكن بدلالة يصعب فهمها او ادراكها بعد كل هذه السنوات، لكنها أثارت السيوي الذي استدعى حضورها كعلامة على زمن سعيد.
وفي ممر خلفي لقاعة «مشربية» القديمة يضع السيوي خمس لوحات لرجل يرتدي سترة من المربعات ويتحرك بوجه حيوان وذيل، وهي بحد ذاتها سردية تشكيلية فاتنة أقرب لقصة مصورة تسخر من وعي الإنسان بذاته وتكشف عن نزعته الحيوانية الاصيلة.
وعبر لوحات الوجوه المتناثرة في القاعات الثلاث يضع السيوي لوحات لوجوه بعضها معروف، وواحدة منها للكاتب الراحل ابراهيم اصلان صاحب الرواية الفاتنة «مالك الحزين» وهو بوتريه ناطق بكل سمات أصلان الروحية، وبذكاء بالغ يضع السيوي الى جوار شارب أصلان المميز الطائر المصري ابو قردان. غير ان الوجوه هذه المرة لا تبدو متكررة سواء كتيمة او كتقنية، كما انه ينزع عنها طابع التجاور ويضعها بشيء من التناثر في لعبة شبيهة بلعبة المرايا، تسمح له بمساءلة تاريخه. فقد انتقل معها من المرحلة التي كان يتعامل فيها باعتبار الوجه بورتريها، الى مرحلة ترى «البوتريه» حامل وجهة نظر، أي اسقاط من وعي الفنان على الوجه الذي يتأمله، ثم الى المرحلة التي ترى الوجه حكاية أو حامل لحكاية، وربما كان علامة على زمن، واللوحات المعروضة هنا تجمع بين كل تلك المراحل.
وتظهر اللوحات ما حدث من تغير لافت في انشغالات الفنان، حيث لم يعد الوجه هو مركز اللوحة او الحامل الوحيد لرسالتها، بغرض مقاومة فكرة الحنين التي طغت على لوحات معارضه الأخيرة، مع رغبة في تأكيد لفكرة (الجلال) الذي يجعل الوجه أداة لمواجهة النسيان، وفي نفس الوقت يمنحه طاقة غرائبية تتجلى في الموضوع وتعاطي الفنان مع المسطح اللوني للوحة، القائم على تناغم لوني من درجات النحاسيات، وصولا الى تحول اللون الى سبيكة ذهبية متوهجة.
ويسهل التعاطي دائما مع وجوه السيوي كأيقونات، لكن الاهم هنا هو النظر إليها كتمائم ضد الموت والزمن، اذ لا يفرط صاحبها في تثبيت علامات تؤكد هويتها، بل يرسمها متحررة من زمانها، ولا يحرم المتلقي من التعاطي مع اللوحة في امتداد زمني آخر يردها الى عصور أبعد عبر موتيفات تتحرك في الخلفية، بنوع من «الترصيع» اللوني، تنعكس بوضوح على طريقة رسم شعر الرأس. وهي طريقة تردّ الوجه الى فكرة الوجه المستعار التي شاعت زمن الفراعنة، وفي الوقت نفسه هناك ميل لتأكيد أنوثة الوجه، وهو اشتغال على فكرة «الطوطم»، ما يجعل اللوحة اعادة بناء لأسطورة معاصرة، أو سردية لزمن بديل، مع اضفاء مسحة كاريكاتيرية في التعامل مع النسب والخطوط، وميل الى المبالغة والتضخيم في اللوحات ذات الحضور الصرحي التي تجلى فيها قدرات صاحبها في تجنب الزوائد والاستغناء.
فاللوحة خالية من الثرثرة ومن الزحام وفوضى العلامات، وتتأكد فيها بصمة اسلوبية واضحة تقوم على اسقاط الملامح المميزة والهوية الشخصية لتوحد بين شخوص اللوحات في مظهرها فقط، الى جانب استعمال الوجه بشكل مستطيل لتأكيد حضوره الأسطوري، فهو قادم من زمن وحاضر في زمن اخر.
انها اللعبة التي تذكر بلعبة المسرح، حيث (الآن وهنا).

الفنان المصري عادل السيوي: في حضرة الحيوان بـ «الجلال الصوفي اللازم»

سيد محمود

«سعادة السفير» الكتاب الذي منعه نجاد: ما قاله ولم يقله وزير الخارجية الإيراني ظريف!

Posted: 27 May 2017 02:08 PM PDT

صدر مؤخراً في بيروت مترجماً عن الإنكليزية كتاب بعنوان «سعادة السفير» الذي يشمل مقابلة مطولة محمد جواد ظريف مع وزير الخارجية الإيراني، وأجراه محمد مهدي راجي، أحد تلامذته في كلية العلاقات الدولية بوزارة الخارجية في إيران.
وكان الحوار مُنع من النشر في إيران حتى انتهاء ولاية أحمدي نجاد في عام 2013 وانتخاب حسن روحاني رئيسا. وقد تم تسجيله ما بين عامي 2010 ـ 2012 قبل أن يتسلم ظريف منصب وزير الخارجية عام 2013 بعد انتخاب روحاني ، علما ان ظريف مثلَ بلاده في الأمم المتحدة في فترتين، الأولى بين عامي (1989 و1992) والثانية بين عامي (2002 و2007)حيث كان مساعداً لوزير الخارجية في الوقت نفسه وذلك خلال ولاية الرئيس محمد خاتمي.
أهمية الكتاب حسب مترجمه محمد العطار هي ان يوضح السياسة الخارجية الإيرانية، ولكن بعد القراءة يتبين أن ظريف لم يكن ينفذ سياسة أملاها عليه مسؤولوه فحسب بل إنه وضع بصمته الخاصة على هذه السياسة ودفع (في بعض المناسبات) ثمنا لذلك.
بين عامي 2008 و2012، وعندما ترأس نجاد إيران، كان ظريف استاذاً في كلية العلاقات الدولية، علما إنه يحمل شهادات عليا من جامعات أمريكية بارزة.
ويذكر المترجم أن هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي السابق، أهدى ظريف كتابه «الديبلوماسية» كاتباً على صفحته الأولى في كلمة الاهداء «إلى عدوي المحترم محمد جواد جواد ظريف».
ويتحر ظريف، الذي يبلغ حاليا 57 عاماً، من عائلة مرتاحة مادياً، حيث عمل والده في التجارة، ووالدته من عائلة ثرية نسبياً وقد رفضت أن يتابع ابنها دراسته العليا في إيران وأصرت عليه الذهاب والتخصص في أمريكا، في وقت جرت محاولات من محيطه لإقناعه بالاتجاه نحو التخصص الديني في مدرسة الحوزة العملية في قم الإيرانية.
ومع أنه حصل على نتائج ممتازة في الرياضيات والعلوم فإنه تخصص في أمريكا في الشؤون الدولية في جامعات سان فرانسيسكو ودنفر (كولورادو) وكولومبيا (نيويورك).
وتذكرُ مقدمة الكتاب أن والد ظريف ووالدته لم يكونا من مؤيدي العمل الثوري، قبل تحول إيران إلى الجمهورية الإسلامية ولا بعده، وأنه هو شخصياً وفي صباه اهتم بفكر المفكر الناقد علي شريعتي.
وعندما تأزمت العلاقة بين إيران وأمريكا بعد عملية احتجاز العاملين في السفارة الامريكية في طهران، وتم طرد الديبلوماسيين الإيرانيين من الولايات المتحدة، عُهدَ إليه (مع أنه لم يكن عضوا في السلك الديبلوماسي الإيراني آنذاك) من طهران إدارة الشؤون الديبلوماسية لإيران في أمريكا.
ومن الأمور اللافتة أنه وبرغم كونه من عائلة من الطبقة الوسطى العليا فقد حظي باحترام ودعم عدد من قادة الجمهورية الإيرانية الإسلامية المحافظين، حيث ساهم وزير الخارجية الإيراني السابق على أكبر ولايتي في تثبيته في وزارة الخارجية، وطلب وزير الخارجية كمال خرازي منه مرافقته عندما ذهب ليتكلم باسم إيران في الأمم المتحدة في نيويورك، كما أصر عليه وزير الخارجية (بعدهما) منوشهر متكي البقاء في وزارة الخارجية في الفترة التي توقف فيها ظريف عن العمل المباشر في هذه الوزارة. وكان ولايتي أشبه بعرّاب لظريف ليصبح المندوب الرسمي لإيران في الأمم المتحدة للمرة الأولى في عام 1989. وولايتي، هو حاليا كبير مستشاري مرشد الثورة علي خامنئي، الذي يُعطيه المرشد الأذن الصاغية في كثير من الأمور.
ويذكر الكتاب أن الرئيس السابق نجاد حاول في أكثر من مناسبة إقصاء ظريف عن منصبه في تمثيل إيران في الأمم المتحدة، ولقي معارضة من المرشد، إلى أن نجح في هذا الأمر في عام 2008.
من أهم الفصول في هذا الكتاب الفصل الثامن الذي يتحدث فيه ظريف عن العلاقات الأمريكية ـ الإيرانية.
ويشير في الصفحة (229) من الكتاب أنه في عهد رئاسة باراك أوباما لم يَعد الأمريكيون مصدر كراهية في إيران كما كانوا في عهد ولاية جورج بوش الإبن، وأنه نظراً إلى سياسة أوباما في التحاور والتفاوض مع إيران اكتسبت قيادته شرعية القيادة. ويرى ظريف أن أوباما اعتمد سياسة «ناعمة» تجاه إيران حتى تتـنــازل عن رؤيتها الســياسية، ولكنه قرر أيضاً أنها إذا لم تتعاون، فإنه سيزيد العقوبات الاقتصادية عليها.
ويؤكد في الصفحات اللاحقة (ص 231 ـ 232) وجود كثيرين من المستفيدين من بقاء العلاقة الأمريكية ـ الإيرانية غير مستقرة وهشة.
وعن الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، يقول (ص 233) «أنا متيقن بأن الموضوع لم يكن متعلقا بالأسلحة، وأن الهدف الأساسي كان الحصول على النفط العراقي وتقديم نموذج في المنطقة». ويضيف: «من الطبيعي أن البعض، حتى في إيران، ساورهم القلق حيال الانتصار الأمريكي السريع على العراق بما يؤدي إلى سنّة لا تنتهي في هذا السياق».
ثم يشير إلى أنه كان معارضاً لهذه الحرب الأمريكية في العراق قبل وقوعها ومن خلال مواقفه في الأمم المتحدة، ولكنه توقع بأنها ستحدث وأن النصر في النهاية لن يكون حتميا لأمريكا، لأن الاحتلال العسكري الأجنبي لأي بلد سيؤدي إلى ظهور مقاومة ضده، وأن هذا ما قاله في اجتماع مجلس الأمن في شباط (فبراير) 2003. وقد حذر، حسب قوله آنذاك من أن الاستناد إلى القوة بحجج بالية هو أمر خطير يجب الوقاية منه. ويذكر أن ارييل شارون كان يحاول إقناع القيادة الأمريكية بأن غزو إيران أهم من غزو العراق.
وبعد إسقاط صدام حسين، يقول ظريف إن بعض الدول لا تؤيد إجراء انتخابات إشتراعية في العراق لأن نتيجة هذه الانتخابات ستكون في مصلحة المجموعات الشيعية في البلد، ولكن إيران وأمريكا وحدهما دعما إجراء هذه الانتخابات.
وفي الفصل (13) بعنوان «تهديد غيران» يشير إلى انه في ظل تولي المحافظين الجدد، بقيادة جورج بوش الابن، السلطة في أمريكا كان الخيار العسكري ضد إيران مذكوراً بشكل دائم، ولكن الأمر لم يكن ممكناً منذ البداية لأن تنظيمي «القاعدة» و»طالبان» نشطتا في أفغانستان، وكانت إيران عدوة لهما ولم يكن من المنطقي إتهام إيران بالهجوم الذي حدث في نيويورك وواشنطن في 11 أيلول/سبتمبر عام 2001. وبرغم ذلك، يقول ظريف «حاول المحافظون الجدد تحويل القوة الأمريكية إلى هيمنة عالمية وتوسيع رقعة هجوماتها سعياً للهيمنة العسكرية الأمريكية في المنطقة التي بدأت في عهد جورج بوش الأب، واستمرت في عهد بيل كلينتون وبلغت قمتها في عهد جورج بوش الإبن. وفي جميع هذه المراحل، كانت إسرائيل تريد أن تصبح طهران هدفا لهجوم أمريكي خشية من أن إيران ستصبح القوة العسكرية الأولى في المنطقة في مواجهتها بعد سقوط العراق. وعندما لم تعثر إسرائيل وحلفاؤها المحافظون الجدد على حجة لهذا الهجوم اختلقا الموضوع النووي والخطر النووي».
وفي هذه الظروف الصعبة، يقول (ص 336) «أرادت السياسة الخارجية الإيرانية (وكان لي دور متواضع فيها) أن تمنع تشكل إجماع أمني ضد إيران». ويضيف «أن الإنجاز الذي حصدته السياسة الخارجية الإيرانية للسيد محمد خاتمي، لا سيما قبل الازمة النووية، كان منع تشكل اجماع عالمي أمني ضد إيران مع ان اللوبي الصهيوني والمتطرفين الأمريكيين بذلوا جهودا ليتحقق الهجوم على إيران ولكن ذلك لم يتم ومنعناه من خلال سياستنا العقلانية وقائدنا الحكيم آنذاك (محمد خاتمي)».
ويشير ظريف إلى ان هدف القيادة الامريكية خلال فترة بوش الإبن كان نقل ملف إيران إلى مجلس الامن فيما كان هدف إيران الاستراتيجي بذل ما في وسعها لمنع ذلك، و»هذا ما انجزناه في عهد خاتمي».
ويأسف في نهاية هذا الفصل من أن تصريحات أحمدي نجاد الرنانة عن نفي الهولوكوست (عدم حصول المحرقة النازية) ودعوته لتدمير إسرائيل أدتا إلى صدور قرارات دولية ضد إيران وإلى انطلاق الملف النووي ضد إيران بقوة أكبر.
ولدى سؤاله عن أسباب عزل نجاد له من منصبه في الأمم المتحدة (علما أن المقابلة معه جرت خلال فترة العزل هذه وقبل ان يصبح وزيرا للخارجية عام 2013، كما ذكرنا) يقول ظريف: «من أسباب عزلي أنني كنت مراقباً، ومن واجب المراقب أن يقول ما يراه، لا أن يفكر أولاً فيما يُعجب المستمعين وما يعجب الرؤساء. وكنت أسعى إلى تجنب هذا الامر» (ص 356).

«سعادة السفير (محمد جواد ظريف)».
حوار: محمد مهدي راجي
ترجمة: محمد العطار
مركز أوال للدراسات والتوثيق، بيروت 2017
478 صفحة

«سعادة السفير» الكتاب الذي منعه نجاد: ما قاله ولم يقله وزير الخارجية الإيراني ظريف!

سمير ناصيف

 عاموس عوز في كتابه الجديد «سلام للمتزمتين»: أبرز آباء اليسار الصهيوني يحذر إسرائيل من الاندثار

Posted: 27 May 2017 02:07 PM PDT

«سلام للمتزمتين» كتاب إسرائيلي جديد للأديب عاموس عوز أحد أبرز الآباء الروحانيين لليسار الصهيوني وفيه يحذر من عدم تسوية الصراع وتقاسم البلاد مع الفلسطينيين معتبرا ذلك تهديدا وجوديا على إسرائيل التي ستضطر أن تختار مستقبلا أن تكون ديمقراطية أو يهودية. وفي الكتاب يعالج عوز موقف الإسرائيليين من ثلاثة مواضيع خلافية هي «الإسرائيليون والتزمت الديني والقومي»و»الإسرائيليون واليهودية» و»الإسرائيليون والفلسطينيون».

الحملات الصليبية سابقة

بخلاف جهات إسرائيلية وأوروبية تحرض على الإسلام والمسلمين وتحاول شيطنتهم، يشير عوز في كتابه إلى أن التزمت سبق كل الديانات التوحيدية ومن كل الأيديولوجيات بالعالم ويقترح استبدال مصطلح «جرائم الكراهية» بـ «جرائم التزمت» لافتا أنها تتم أيضا ضد المسلمين كل يوم. لذا يذكّر بأن إبادة شعوب، حملات صليبية ومعسكرات تركيز وغرف التعذيب وهجمات الإرهاب دون تمييز كافتها سبقت صعود الإسلام المتطرف. ويدحض عوز كما في مرات سابقة محاولات التسطيح والتعميم والبحث عن أجوبة بسيطة لأسئلة معقدة ويستخف بمقولة إن هذا «بسبب العولمة» أو «بسبب المسلمين» أو «الغرب» أو اللاجئين أو اليهود.
ويحمل على النزعة المهيمنة اليوم في العالم المتمثلة بإبداء شعور الاشمئزاز المطلق من الآخر المختلف معتبرا إياه أحد مركبات التطرف. كما ينتقد اضمحلال الحدود بين السياسة والإعلام وبين الترفيه. ويتابع «كما في عهد روما التاريخية يقوم الإعلام في العالم اليوم بإلقاء ثلاث أربع ضحايا مشهورين للأسود، مذنبين أو أبرياء وذلك من أجل تسلية الجمهور الواسع وصرف أنظارهم وسرقة أموالهم بسلاسة». ويضيف «أوساط تأخذ في الاتساع تدلي بصوتها في الانتخابات لصالح من ينجح في إثارتها وتسليتها ومن يضرب قواعد اللعبة المتعارف عليها عرض الحائط». ويؤكد أن هؤلاء لا يختلفون عمن يبدون مواقف جدية وينقادون بشكل أعمى خلف قائد له كاريزما. واعتمادا على تجارب تاريخية من فترة الأندلس حتى اليوم في الشرق والغرب يعتقد أن التزمت اليهودي يخف كلما كانت البيئة الغريبة المحيطة بهم أكثر انفتاحا واحتضانا والعكس صحيح. ويقول إن أجيالا متزايدة من اليهود في الفترة المعاصرة تضيق بهم الحياة في عالم التوراة القديم المتزمت والشريعة اليهودية فوسع بعضهم هويته باتجاه قومي وسياسي فيما ذهب آخرون نحو الإصلاح الديني وتوجه كثيرون نحو بوابة الخروج والانغماس بالآخرين.

نعجة بين سبعين ذئب

ويرى أن هناك قاسما مشتركا بين اليمين الإسرائيلي الحالي وبين «يهودية الشريعة» فكلاهما معتاد على العيش في صراع حقيقي أو عاطفي مع كل العالم الخارجي وكلاهما يعتقد بوجود تناقض أبدي بين إسرائيل وبين شعوب العالم: «نعجة بين سبعين ذئب». ويضيف «أما محاولات اليسار الإسرائيلي إلغاء الصراع الأبدي بيننا وبين العرب وبيننا وبين العالم فتبدو بعيون يهودية الشرع وبعض أوساط اليمين كتهديد لخصوصية الشعب الإسرائيلي. إذا لم يكن هناك عدو وملاحقة وحصار فعندها سيغرينا العالم الخارجي وسنفقد هويتنا ونذوب. حسب هذه العقيدة فإن الملاحقات والعدو على عتبة الباب هي حالة ودودة معروفة لنا جيدا طيلة تاريخنا وهي تعزز هويتنا». مدعيا أن الحالة الاعتيادية التي لا يقف فيها عدو مناوب هي حالة تطلع لها قادة صهاينة تاريخيون أمثال هرتزل وجابوتينسكي واليسار الصهيوني اليوم وهي تهدد هوية اليهود بنظر يهودية الشرع والاستيطان وأوساط في اليمين، ويكتب «عدد غير قليل منا يعتقد أن هذا الصراع الأبدي مع العدو مهم بدرجة أهمية المناطق (الأرض المحتلة عام 1967)».

مخلوق متوحش

ويعتبر سؤال الفصل والحدود بين الدين والدولة مهما لكن الأهم في نظره مضمون كل منهما، ويضيف محذرا من استمرار احتلال 1967 «من شأن إسرائيل أن تكون مخلوقا متوحشا أو رسما كاريكاتوريا داخل حدود واسعة مثلما يمكنها أن تكون مجتمعا عادلا أخلاقيا ومبدعا ومتصالحة مع ذاتها داخل مساحة ضيقة».
ويرى أنه ضرب من الجنون أن يسمح لسؤال الحدود استعباد وتشويه بقية الشؤون، مؤكدا الحاجة للصحوة أخيرا من «تنويم الخريطة « قاصدا اللهث وراء الأرض طمعا في أكبر مساحات منها. معتبرا وخلاف الكثير من الإسرائيليين ممن مالوا أغلبيتهم للدين واليمين يعتقد عوز أنه آن الأوان للحديث عن الجوهر: ماذا سيكون هنا ومن نكون نحن هنا؟

جيرة ودولتان

عوز الذي يعتبر أحد أبرز المرشدين الروحانيين لليسار الصهيوني يوضح أن منطلقه الصهيوني منذ عقود بسيط: اليهود ليسوا وحدهم في البلاد مثلما أن الفلسطينيين ليسوا وحدهم فيها. ويرى أنه لا مناص من تقسيم «البيت الصغير» لشقتين صغيرتين جدا على شكل دار ثنائية العائلة. ويتابع «كل من يأتي ويدعي أن البلاد لطرف واحد فقط تكون رائحة الدم منبعثة منه». ويرى أن الحل يكمن في التسوية وإقامة دولتين وتقاسم البلاد وسط تجاهل للخلل القائم في هذا الحل الذي يمنح الفلسطينيين 22٪ فقط من البلاد. ويتهم الأديب الإسرائيلي كثيرين في طرفي الصراع بمعاداة فكرة التسوية رغم أنها تعني انحيازا للحياة وليس انكسارا أو هوانا. ويضيف «الفلسطينيون يشنون ضدنا حربين، أولهما يشارك كثيرون فيها لإنهاء الاحتلال ومن أجل حقهم العادل في الاستقلال الوطني وليكونوا شعبا حرا في وطنهم. وكل شخص نزيه يدعم نضالهم هذا ولكن ليس بكل الوسائل التي يستخدمونها. من جهة ثانية كثير من الفلسطينيين يشنون حربا باسم الإسلام المتطرف من أجل تدمير إسرائيل وهذه حرب يرفضها كل شخص نزيه».
ويعتبر عوز الذي يرى بنفسه رمزا للوسطية أن مصدر «البلبلة والتسطيح» في إسرائيل وكل العالم هو أن فلسطينيين كثر يديرون الحربين في الوقت نفسه، وبالتالي ففي رأيه هذا يدفع أيضا أشخاصا نزيهين وأنصارا للسلام والعدل في البلاد والعالم للوقوع في الفخ «إما يدافعون بحماس عن استمرار الاحتلال بدعوى أن إسرائيل هي ضحية للجهاد والاحتلال هو وسيلة للدفاع عن النفس وإما يقرعون إسرائيل وينبذونها بدعوى الاحتلال معتبرين إياه المصدر الوحيد للشر ولذا فإنه من حق الفلسطينيين سفك دماء الإسرائيليين دون قيود».

حرب عادلة وحرب ظالمة

ويرى أن الحرب الأولى عادلة بشكل لا مثيل لها وأن الحرب الأخرى كلها إثم ويزعم أيضا أن الأمور ذاتها تنطبق على إسرائيل أيضا: تدير حربا عادلة من أجل حق الشعب اليهودي في أن يكون حرا في بلاده وفي الثانية تخوض حربا لقمع الفلسطينيين وسلبهم أراضيهم ومنعهم من ممارسة حقهم بالحرية.
أما الدولة ثنائية القومية التي تطرحها أوساط متطرفة في اليسار واليمين في إسرائيل فهي بالنسبة لعوز «نكتة محزنة» هو الذي لا يرى بطبيعة الحال الصراع الدائر بين استعمار استيطاني وبين سكان أصليين ، يدلل على رؤيته بالقول إنه لا يمكن التوقع من الفلسطينيين والإسرائيليين بعد قرن من سفك الدم والدمع والكوارث أن يقفزوا للنوم داخل سرير واحد والشروع بشهر عسل. ويتابع تبريراته مثل بقية مثقفي اليسار الصهيوني الذي يرفض الدولة الواحدة على مبدأ أن الجانبين يرفضان حتى الآن العيش كجيران فكيف سيقبلان العيش داخل شقة واحدة،فيقول: «لو بادر أحدهم في 1945 للاقتراح بدمج ألمانيا وبولندا ضمن دولة ثنائية القومية لسارعوا لوضعه داخل مستشفى مجانين».

الاحتلال مفسدة

ويستذكر ما كتبه غداة حرب 1967 يوم تحدث عن الدمار الأخلاقي المطلق الذي يلحق بالمحتل نتيجة احتلال مطول. ويضيف على غرار تحذيرات الفيلسوف اليهودي يشعياهو ليفوفيتش: «وقتها ومبكرا خشيت من أن الاحتلال سيفسد الإسرائيليين. نحن والفلسطينيون لا نستطيع أن نتحول لعائلة سعيدة. نحن بحاجة لدولتين. بعد فترة ربما تأتي مبادرات تعاون وسوق مشتركة واتحاد فدرالي. لكن في المرحلة الأولى لابد من شقة بطابقين لأن اليهود لن يغادروا البلاد وليس لهم إلى أين يذهبون وكذلك الفلسطينيون لا وطن لهم سوى وطنهم. الحرب بيننا ليست دراما هوليوودية بين أخيار وأشرار بل هي مأساة عدالة مقابل عدالة. هكذا كتبت قبل 50 عاما وهكذا اعتقد اليوم. عدل مقابل عدل وأحيانا للأسف قلة عدل مقابل قلة عدل».
وللتعبير عن أشد المخاطر التي تهدد إسرائيل يستحضر عوز مجازا من عالم الطب ويقول إن الطبيب الجراح في غرفة الطوارئ يسأل نفسه عندما يستقبل جريحا مصابا بجراح بالغة «ما هو الأكثر إلحاحا وأين أبدأ العلاج وأي جرح من شأنه أن يقتل المريض؟ وفي حالة إسرائيل الخطر الوجودي اليوم يكمن باستمرار النزاع مع العرب والذي من شأنه التحول لنزاع مع معظم دول العالم. هذا نزاع سيهدد وجودنا».

عاموس عاوز: «سلام للمتزمتين»
«كيتر» ، تل أبيب 2017
290 صفحة

 عاموس عوز في كتابه الجديد «سلام للمتزمتين»: أبرز آباء اليسار الصهيوني يحذر إسرائيل من الاندثار

وديع عواودة

جوليا قصار: الصدفة فقط هي التي أدت إلى عرض أفلامي الأربعة في وقت واحد

Posted: 27 May 2017 02:07 PM PDT

بيروت ـ «القدس العربي»: تمسك جوليا قصار بالشخصية التي تؤديها فتنصهر فيها. ممثلة مخضرمة اختبرت المسرح مع كبار المخرجين وتألقت ولا يزال المسرح شغفها. بين نهايات 2016 وبدايات العام الحالي أدت على الشاشة الكبيرة أدواراً متنوعة في أربعة من الأفلام اللبنانية المميزة. ونالت جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «ربيع». وكانت إماً مغلوبة على أمرها في «نورا» أو يمزقها الموقف في «محبس» كما حضرت في دور مؤثر في «يللا ع قبالكن شباب». والأفلام جميعها ذات طابع اجتماعي إنساني. «القدس العربي» التقتها في بيروت وكان هذا الحوار:
○ هل هو عام السينما في مسيرة جوليا قصار؟
• هي مسيرة السينما. يصور الفيلم في أشهر وقد يستغرق المونتاج سنة. وعندما يصبح جاهزاً للعرض يختار المهرجانات وبعدها يُعرض في القاعات. فيلم «ربيع» على سبيل المثال الذي نزل مؤخراً إلى قاعات لبنان شارك في مهرجان كان في مثل هذا الوقت من العام الماضي. وهو أول فيلم لبناني طويل يشارك في أسبوع النقاد، ونال جائزة من الجمهور. في الواقع الأفلام الأربعة صورتها قبل سنتين، والصدفة فقط هي التي أدت إلى عرضها في وقت واحد في القاعات المحلية. نعم جميعها تعالج موضوعات اجتماعية، لكنها تختلف عن بعض كلياً. أقرأ في هذه الأفلام أن «ربيع» فيلم يرتبط بالذاكرة من خلال العلاقة بين أم وابنها بالتبني الذي يكتشف حقيقة ذاته من أوراقه الثبوتية المزورة. وفي رأيي الشخصي الفيلم قصة حب من أم لابنها الضرير. ومن الابن للحياة التي يحب فيها كل جديد وخاصة في الموسيقى. ويعالج «محبس» موضوع العنصرية برقة متناهية دون أن يجرح مشاعر أحد. وقد طرق أموراً مسكوت عنها بسلاسة. وتقبل الجمهور الفيلم وحقق نسبة عالية من المشاهدة. وهو من نوع الكوميديا المتضمنة الكثير من النقد، ويشكل مرآتنا. ثم فيلم «نور» التي ترغمها والدتها على الزواج رغم صغر سنها، فالأم تعتقد أن السعادة الزوجية تكمن في الثروة بعيداً عن فوارق العمر. المهم لديها «سترة البنت» مع رجل لديه المال.
○ هل تحرصين على اختيار أدوارك؟
• أهتم بالفريق الذي أعمل معه نظراً لتأثيره على العمل ككل. أعمل دائماً في سينما المؤلف، وهؤلاء يبذلون جهداً لتأمين الإنتاج. لهذا يحرصون على أن يكون الممثل في مكانه الصحيح. وهذا مهم للغاية. المخرجون الذين تعاملت معهم رائعين. صحيح أن الموضوع هو الحاسم في رفض أو قبول الفيلم. في هذه الأفلام خضت تجربة جميلة مع المخرجين جميعاً من فاتشي بولغوريان في «ربيع» إلى صوفي بطرس في «محبس» وخليل زعرور في «نور» وشادي حنا في «يللا ع قبالكن شباب». نعم كنت في غاية الفرح خلال عملي مع فنانين في غاية الرقي، والنتيجة ظاهرة على الشاشات وبأقلام النقاد.
○ هل تختارين من الأفلام ما يتناسب مع أفكارك أم تتعاملين مع السينما كممثلة محترفة؟
• بل أرى ضرورة ان أحب النص والحوار الذي يتضمنه. الأفكار هي الحكاية بكليتها، مهم أن نقبلها قبل التوقيع على الفيلم.
○ هل تهتمين بأن يحمل الممثل رسالة ما؟
• من يكتبون نصوص أفلامهم، أو ما يعرف بسينما المؤلف، جميعهم يقدمون عبر «الحدوتة» التي يختارونها أفكاراً تثير نقاشاً. فخليل زعرور مثلا بحث قضية زواج القاصرات. لا شك في أن تلك الأفلام تتضمن غنىً إنسانياً، وطرح تلك القضايا للجمهور من شأنه ترك أثر في التفكير النمطي، فلن ينسى المشاهد في دقائق ما تابعه.
○ ما دلالة أدائك دور الأم في أكثر من فيلم؟
• لست معنية بدور الأم فقط لا غير. بل أبحث داخل تلك الأم عن خصائص ما. عن موقف وعن أبعاد للشخصية. كل من تلك الأفلام الأربعة يحمل تميزاً وتنوعاً وليس فيها وجه شبه مطلقاً. نعم المرأة موجودة في زوجة المختار «محبس» وفي الأم التي تعيل عائلتها «نور» وكذلك المتفانية حباً لابنها ووطنها في «ربيع».
○ كيف قرأت في النقد الذي وصف معالجة زواج القاصرات في «نور» بالسطحية؟
• كذلك قرأت وسمعت نقداً مختلفاً من أسماء مؤثرة. أن نقدم «حدوتة» بهذه البساطة فهذا يساهم بسرعة دخولها إلى قلوب الناس. بالنسبة لي يكفي أن أرى على وجه نور طفولتها المخطوفة على يد والدتها والمحيط. ونرى فيها أحلامها المبتورة وكذلك طموحها. كممثلة كان كافياً بالنسبة لي رؤية النضارة في حياة المراهقين الذين يشبهون الزهرة المتفتحة، في حين كان دور الراشدين دفن أحلامهم. أن نرى كل هذا جلياً فهذا يعني وصول الفيلم إلى الناس. بعضهم وصف الفيلم بالسطحية، وبعضهم قال في حقه كلاماً رائعاً. صحيح الفيلم ليس مدّعيا وبسيط، وهذا لا يعني أنه لم يحمل رسالة مهمة جداً.
○ هل أسعدك التصوير في فيلم «نور» خاصة وأنه بصرياً كان جميلاً جداً؟
• طبعاً. أن يكون ضمن فريق العمل هذا الكم من المراهقين المفعمين بالحياة فهذا ينعكس على الفريق كاملاً. جميعنا يعيش وبدرجات مختلفة حنيناً لهذا العمر.
○ هل أدى فيلم «محبس» دوره خاصة لجهة العنصرية التي تأسر حياتنا العامة وتسود وسائل الإعلام؟
• ليس للسلوك أن يتبدل بسهولة. سينما المؤلف تحمل في طياتها مادة للتفكير، بحضور الفيلم يمكن لكل منا أن يرى نفسه ويضحك منها، وربما يعيد النظر بنمطية تفكيره. من الضروري أن تكون السينما مرآتنا، ولا جدوى لها إن نأت عن محيطنا وبيئتنا.
○ هل هناك ما يجمع بين المخرجين بطرس وبولغوريان وزعرور؟
• كل منهم عالج ما يرغب فيه وفق أسلوبه بالطبع. إنما يلتقي هذا الثلاثي بإنسانيته وموهبته. كل منهم يعرف ما يريده. حملوا أفلامهم بشغف، ودون أن يدري يدخل الممثل في هذا الشغف والمغامرة بفرح. هذا إلى جانب البصمة والاحتراف.
○ في فيلم ربيع صورت القسم الأكبر من المشاهد مع الشاب الضرير بركات جبور كيف تواصلت مشاعركما سيما وأنه نال كثيرا من الإطراء؟
• هو فنان حقاً رغم كونه يمثل لأول مرة. فنان في احترافه العزف وصوته الرخيم. جبور بركات ينقل لمن حوله عدوى المرح والطموح. يتميز بذكاء استثنائي. أعتبر لقائي معه من الأجمل في السينما. شغفه بالتمثيل ساعده لأن يتخطى المصاعب التي تواجه كل ممثل جديد. وهو يتميز بالتلقائية في الآداء.
○ في المحصلة هل نقول إن السينما خطفتك؟
• هي صدفة تزامن السيناريوهات الممتعة ليس أكثر. كنت أيضاً في المسرح مع المخرج والكاتب روي ديب في مسرحية «قريب من هون». عرضت المسرحية لأول مرة في الشارقة وقريباً في بيروت. ليس لي حضور في التلفزيون والسبب أنه لم يجذبني أي دور منذ زمن.
○ وصورت فيلماً لم يعرض بعد؟
• صحيح، هي مشاركة في فيلم «GO Home» مع المخرجة جيهان شعيب وقد يعرض هذا العام.
○ تشاركين في أفلام الطلاب وتنالين جوائز؟
• هذا العام كان لفيلم سينتيا صوما القصير «مبروك» انعكاس إيجابي بالنسبة لي. نلت عنه جائزتين في كل من فرنسا وإيطاليا، وهو فيلم كوميدي. والأفلام التي سبق الحديث عنها لا تزال في دورتها على صعيد المهرجانات.
○ عندما نطالع سيرتك نلحظ أنك لعبت في المسرح مع كافة الأسماء اللامعة من المخرجين فمع أي منها ترغبين في تكرار التجربة؟
• منهم من تدرجت على يده في الجامعة ومنهم أساتذة منذ بداية المسرح الحديث. هم من كونوا خبرتي الفنية وكذلك مسيرتي. ومن الصعب الاختيار بينهم.
○ أن تكوني حيال نص سينمائي وآخر مسرحي فمن ينتصر؟
• الاثنان معاً. أبحث عن وسيلة ليسيرا جنباً إلى جنب. مع المخرج رودي ديب تواصلت التمارين من كانون الثاني/يناير حتى آذار/مارس وعرضت المسرحية. وخلالها شاركت في الكثير من المهرجانات. جمال نص مسرحية «قريب من هون» فرض نفسه.
○ متى سنراك مخرجة؟
• أنا مخرجة في الجامعة، وقد أفعل خارجها إن وقعت في غرام نص. سبق ونالت مسرحية طلابية جائزة أفضل إخراج في مهرجان فاس المسرحي.
○ من الممثل الذي يستفزك في المسرح؟
• كثر كنت في غاية السرور بالعمل معهم. قدمت الكثير من الأعمال مع غابريال يمين، ورندة الأسمر، ورفيق علي أحمد، وعايدة صبرا. تجاربي معهم كانت جميلة.
○ ما رأيك في واقع الإنتاج السينمائي والمسرحي في لبنان؟
• في مهرجان دبي السينمائي نالت أربعة من الأفلام اللبنانية جوائز، وهذا جميل للغاية. ورغم الأزمة وعدم تمويل المسارح في بيروت وخارجها فتبقى جد نشطة. نحن مع مواهب شبابية واعدة جداً، وكذلك مسرحيات الرواد مؤثرة للغاية. المؤسف أن لا ضوء كافيا على الأعمال المسرحية. المسرح بألف خير رغم الصعوبات وإقفال بعض المسارح. ومن الضروري تعليم المسرح في المدارس بهدف خلق جمهور مسرحي. البنى التحتية للمسرح مهملة ومع ذلك الحمد لله نحن بألف خير. والسينما تفرح القلب. وهذا يثير حماسي كأستاذة جامعية بهدف أن يتابع الجيل الجديد المسيرة لتجاوز كافة التحديات في المسرح والسينما.

جوليا قصار: الصدفة فقط هي التي أدت إلى عرض أفلامي الأربعة في وقت واحد
أكدت أن السينما لم تخطفها من المسرح وفي التلفزيون لم يرق لها أي دور منذ زمان
زهرة مرعي

وليد الكيلاني شاعر فلسطيني يتغنى بحب مدن المغرب

Posted: 27 May 2017 02:07 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي»: «حبّ المغربيّ لبلده حب وطن ووفاء، وحبّي للمغرب حبّ عشق وانتقاء» بهذه الكلمات اختار الشاعر الفلسطيني وليد الكيلاني تصدير ديوانه الشعري الجديد الذي يحمل عنوان «قصائد المغرب» والواقع في 66 صفحة من القطع المتوسط.
يضم الديوان 19 قصيدة تعكس تلك العلاقة التي أقامها الشاعر مع مدن المغرب، جعلته «يهيم بها ويبدع، في أجواء روحانية تثير في نفسه لذة بل لذات يحسها، بقدر ما تثير فيه من أواصر حميمية تحثه على الإعراب عنها، سواء وهو يكتشف ويصف، أو وهو يهيم ويحب، أو وهو يتذكر ويحن.» كما جاء في الكلمة التقديمية التي خصصها الأديب والباحث المغربي الدكتور عباس الجراري للديوان. ويضيف صاحب التقديم أن قصائد هذا الديوان «برهان على ارتباط وثيق وتجاوب عميق للشاعر الكيلاني مع المدن المغربية التي استوقفته ليصف مباهجها ومحاسنها ويعرب عن تأثيرها عليه، وهو في ذلك نأى عن محلّيتها وبوأها بعدا قوميا بل إنسانيا، لعله هو الهدف من جمع هذا الديوان ونشره. وكيف لا، وهو فلسطينيّ الأصل، يعاني في أعماقه مشكل الوطن والتطلع للعودة إليه. ويبدو وكأنه في إبداعه، وقد خفق قلبه للمغرب وسكن إحساسه، يعبّر عن اشتياقه إلى وطنه، حتى لأقول إنه من خلال المدن التي زارها ووصفها وتجاوب مع معالمها وسكانها والقيم السائدة فيها، يحن إلى وطنه السليب. ولا عجب بهذا أن تجعله الرباط يستحضر تآخيها للقدس الشريف، وفق ما ذكر في رائعته عن المغرب التي افتتح بها مجموعته.»
وعن هذه القصيدة، يقول الدكتور عباس الجراري، إنها «قصيدة جامعة عن المغرب، باعتباره الواجهة الغربية للعالم العربي والإسلامي، ليس فقط بالمفهوم الجغرافي، ولكن كذلك بحضارته وثقافته، وكذا بصموده وجهاده وبطولاته. وفيها استعرض ألوانا من السحر والجمال التي أخذت بلبه في المدن التي تناولتها قصائده، ممتدة من طنجة ملتقى البحرين الأطلسي والمتوسط، إلى الصحراء برمالها الذهبية ونخيلها الباسق. وقد أفرد لكل من هذه المدن وما تتميز به رائعة بديعة خصها بما لفت نظره فيها، وما انعكس منها على مشاعره وأحاسيسه، من حيث هي مكان وزمان وإنسان. فهو إذ يرسم لوحات جميلة عنها، يتأملها عرائس وحساناً لكل منها رونقها المتفرد وبهاؤها المتميز، وكأنها أصبحت جزءا من ذاته ومكونات هويته، وقد داخلت وعيه وتجلت في رؤيته.»
يحتوي الديوان أيضا على قراءة تأملية للناقد نعمان الشريف، يقول فيها إن المغرب «مَلَكَ على الشاعر الأستاذ وليد الكيلاني إحساسه، فخفق قلبه بحبه، وسال في عشقه لعاب قلمه، وأذابه حبا كما تذيب الأعين النجل جمهور العاشقين، فراح ينظم هذه الأغنيات الخالدة في حب المغرب وأهله على حد سواء، ويعزف على قيثارة هذا الحب أروع الترانيم للزمن الحاضر والآتي، مستمدا من الماضي ألقه ومجده وحضارته وتراثه، فالمغرب لدى شاعرنا أرض السحر والجمال، بل هو جنة الله في أرضه. وفي القصائد تطالعك عرائس المدن واحدة تلو الأخرى في أثواب زفافها…»
وبعدما يغوص هذا الناقد في أعماق نصوص الديوان، ويستشرف ما فيها من لآلئ العشق الصادق الذي سكبه الشاعر من وجدانه وعواطفه فيها، يخلص إلى القول إن «قصائد المغرب» باقة ورد وياسمين معطرة بالمحبة والوفاء يهديها الشاعر للمغرب وأهله الذين أحبهم بصدق، المغرب أرض الخير والسلام والماء والأمن والأمان والتقدم والازدهار الذي سيتم إن شاء الله بسواعد أبنائه البررة».
من أجواء الديوان، نجتزئ الأبيات التالية:

يرتقي المغرب أسمى مجلسِ
عانق الأبيض عند الأطلسي
كأسُه الشهد ومن يشربه
يهجر الراحَ ومنه يحتسي
من جمال جمع الله به
روعة السحر وطيب الأنفسِ

وليد الكيلاني شاعر فلسطيني يتغنى بحب مدن المغرب

الطاهر الطويل

الأسباب التي قادت ريال مدريد الى التتويج بالدوري الاسباني

Posted: 27 May 2017 02:07 PM PDT

مدريد ـ «القدس العربي»: مع تعثر برشلونة في اللحظات الحاسمة وكذلك أشبيلية في النصف الثاني من الموسم بعد انطلاقته الرائعة في النصف الأول، استحق ريال مدريد اللقب الثالث والثلاثين في تاريخ مشاركاته بالدوري الأسباني لأن نشاطه لم يفتر على مدار الموسم.
واستعاد الريال لقب الدوري بجدارة بعد تغلبه على ملقة 2/صفر الأحد الماضي في المرحلة الختامية من المسابقة ليحافظ على النقاط الثلاث التي تفصله عن برشلونة الذي تغلب على إيبار 4/2 في المرحلة ذاتها. ويدين الريال بالفضل الكبير في هذا اللقب إلى التماسك والاتساق في مستواه على مدار الموسم، وهو ما يتعارض تماما وبشدة مع التذبذب في مستوى برشلونة الذي قدم موسما مخيبا للآمال في ختام مسيرة المدرب لويس إنريكي مع الفريق. وقبل آخر مباراتين للريال، أشار برشلونة إلى أن الريال سيخوض المباراتين أمام فريقين تغلبا على برشلونة في ملعبيهما. لكن الريال لم يجد صعوبة في التغلب على سيلتا فيغو وملقة. وكان هذا بالضبط هو الفارق بين الفريقين.
وأهدر برشلونة النقاط أمام فرق كان من المتوقع ألا يجد صعوبة في التغلب عليها، فيما كان الريال أكثر صلابة في التعامل مع مثل هذه المباريات خاصة تلك التي خاضها خارج ملعبه. وقاد المدرب الفرنسي زين الدين زيدان الريال لحصد 47 نقطة خارج ملعبه في الدوري هذا الموسم، وهو ما يفوق حصاده في المباريات التي خاضها على ملعبه حيث بلغ عددها 46 نقطة. وسجل لاعبو الريال 58 هدفا خارج ملعبه وهو رقم قياسي جديد للنادي. كما كان أداء البرتغالي كريستيانو رونالدو أيضا عنصرا فعالا في الفوز باللقب، حيث أحرز 14 هدفا في آخر تسع مباريات في مختلف البطولات، علما أنه سجل 15 هدفا في آخر 15 مباراة هذا الموسم. وقال رونالدو: «لعب المدرب دورا مهما للغاية… عرف كيف يقود الفريق بطريقة ذكية للغاية». ويملك زيدان العديد من النجوم والعناصر المتميزة، لكن تطبيق عملية المداورة والتبديل بين اللاعبين ليس سهلا. ورغم هذا، كان زيدان قادرا على إقناع لاعبيه، بمن فيهم رونالدو، بأن هذا لمصلحة الفريق ومجموعة اللاعبين بأكملهم لأنه لا يوجد أي لاعب قادر على خوض جميع مباريات الفريق بالكامل. وذكرت صحيفة «آس» الأسبانية أن نحو 20 لاعبا خاضوا أكثر من 1000 دقيقة هذا الموسم. وقال زيدان بعد الفوز باللقب: «اليوم أفضل يوم في مسيرتي الاحترافية. أشعر وكأنني أرقص فوف هذه الطاولة». وانخرط زيدان بالفعل في موجة صاخبة من الاحتفالات مع لاعبيه بعد انتهاء المباراة أمام ملقة. وعلى النقيض، بدا برشلونة مجهدا ومنهكا للجهد الكبير الذي بذله الفريق نتيجة عدة عوامل منها التخطيط الخاطئ الصيف الماضي. وكان من ضمن التخطيط السيئ بيع ساندرو راميريز إلى ملقة ومنير الحدادي إلى بلنسية مقابل التعاقد مع باكو ألكاسير مهاجم بلنسية، حيث وجد ألكاسير صعوبة في التأقلم مع الفريق، فيما قدم منير وساندرو موسما أفضل مع فريقيهما الجديدين وسجل ساندرو 14 هدفا لملقة. كما فشل برشلونة في إيجاد بديل جيد للظهير الأيمن البرازيلي داني ألفيش بعدما تركه يرحل الصيف الماضي إلى يوفنتوس الإيطالي ويقدم موسما رائعا مع فريقه الجديد، حيث توج بثنائية الدوري والكأس في إيطاليا كما بلغ المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا والتي يلتقي فيها ريال مدريد مطلع الشهر المقبل، ليؤكد ألفيش بهذا أنه لا يزال قادرا على العطاء وأنه لا يزال بعيدا عن الاعتزال. فيما لم يجد برشلونة حلا لمشاكله في مركز الظهير الأيمن. وبذل سيرجيو روبرتو قصارى جهده في مركز الظهير الأيمن لتعويض رحيل الفيش ولكن تحويل روبرتو للعب في هذا المركز بدلا من وسط الملعب قلص خيارات المدرب إنريكي في خط الوسط الذي يعاني فيه من قلة البدائل منذ فترة طويلة.
ولم يكن برشلونة هو الوحيد الذي اختفى في ظلال الريال بل سار أشبيلية على نهجه أيضا، علما أن الفريق قدم في النصف الأول من هذا الموسم أفضل أداء في تاريخه في الفترة ذاتها على مدار مختلف المواسم بالدوري الأسباني. لكن الفريق اصطدم بالحائط في النصف الثاني وأنهى الموسم بفارق 21 نقطة عن الريال. وأنهى أتلتيكو مدريد الموسم في المركز الثالث خلف الريال وبرشلونة ومتفوقا على أشبيلية، لكنه خرج مبكرا من الصراع على اللقب وأنهى الموسم بفارق 15 نقطة عن جاره الريال. وضمن أتلتيكو على الأقل المشاركة مباشرة في دور المجموعات بدوري الأبطال الأوروبي الموسم المقبل فيما يحتاج أشبيلية إلى خوض الدور الفاصل لتحديد المتأهلين إلى دور المجموعات. وقدم فياريال موسما قويا وضمن المشاركة في مسابقة الدوري الأوروبي وهو ما ينطبق أيضا على ريال سوسييداد.

الأسباب التي قادت ريال مدريد الى التتويج بالدوري الاسباني

لماذا احتفل مورينيو كـ«المهووس» عقب انجاز يونايتد؟

Posted: 27 May 2017 02:06 PM PDT

لم تمكن مشاهد الفرحة العارمة للمدرب البرتغالي جوزيه مورينيو ليلة الاربعاء الماضي احتفالاً بفوز فريقه مانشستر يونايتد بالدوري الاوروبي، مبالغاً فيها مثلما قال البعض، فهي كانت تعبر عما كان مكموناً في صدر المدرب البرتغالي طيلة الاسابيع والشهور الماضية.
الرقصة المجنونة بين مورينيو وابنه جوزيه جونيور في الملعب عقب صافرة النهاية، كانت «لوثة» عقلية عابرة لمدرب رزين، تنتج عادة من تلاشي الضغوط الجمة التي كانت منوطة به، والكم الهائل من النتائج التي كانت مترتبة عن نتيجة هذه المباراة، مثل التلميذ الذي ينتظر نتائج امتحانات الثانوية العامة، وما يمر به من لحظات وأيام عصيبة قبل صدور النتائج. لكن هل حقاً كانت هذه الضغوط رهيبة الى درجة قادت الى هذا الاحتفال الهستيري؟
الجواب المبسط نعم، فادارة مانشستر يونايتد لن تتهاون بسمعة النادي والمكانة التي وصل اليها، باعتباره أحد أثرى أندية العالم، وبالتأكيد لن تقامر بفكرة عدم التأهل الى دوري أبطال أوروبا، المسابقة الأهم، ليس على الصعيد المالي، بل على الصعيد الترويجي والتسويقي، لأنه من البديهي أن يكون أحد أكبر أندية العالم في المسابقة الأهم على صعيد الأندية، ومن المهم لأنصار النادي حول العالم أن يتباهوا بمكانة فريقهم بين الكبار وليس بين الأندية الوسطية في المسابقة الثانية من حيث الأهمية، وبناء عليه فانها حكمت على مدربيها، ما بعد حقبة السير أليكس فيرغسون، الذي رحل في 2013، على قدرتهم على تأهيل الفريق الى هذه المسابقة، كحد أدنى لأهداف النادي خلال الموسم، فديفيد مويز الذي خلف فيرغسون، أقيل من منصبه قبل نهاية الموسم بأربع أو خمس جولات، بعدما تأكد رسمياً وحسابياً عدم قدرة يونايتد في الحلول بين المراكز الأربعة الاولى، ولم تنتظر الادارة حتى نهاية الموسم لاطلاق رصاصتها على رأس المدرب الاسكتلندي. وبعدما عينت الهولندي المخضرم لويس فان خال بديلاً له، فانه نجا في الموسم الاول، بحلوله في المركز الرابع، رغم خيبة النتائج في المسابقات الأخرى، وفي الموسم الثاني، ورغم احراز يونايتد كأس انكلترا، الا أن الادارة لم ترحم المدرب المخضرم لأنه أخفق في التأهل الى دوري الأبطال بحلوله خامساً.
والآن، وبتعيين صاحب السمعة البراقة، «السبيشال وان»، والذي يضع على سيرته الذاتية بحبر خفي كلمات مثل «أضمن لك الألقاب» و»أضمن لك النجاحات»، أمل ادارة «الشياطين الحمر» في اعادة النادي الى سكته الصحيحة، رغم اعتراض البعض على شخصية مورينيو، التي قد لا تتلاءم مع مبادئ النادي، ومع ذلك عين مورينيو ومنح أكثر من 150 مليون جنيه استرليني لضم لاعبين جدد، بينها تحطيمه رقما قياسيا لضم بول بوغبا. ورغم أن مورينيو كان الوحيد بين مدربي الستة الكبار في البريميرليغ الذي بدأ مؤتمراته الصحفية بان فريقه مرشح قوي لاحراز اللقب، فان هذه النبرة سرعان ما خفتت، وبحلول العام الجديد اختفت تماماً، والأمر ذاته حدث في تصريحاته عن مسابقة الدوري الاوروبي، التي بدأها في سبتمبر بـ»نحن لا نريد هذه المسابقة ولا نريد اللعب بها»، حتى وصلت في الاسابيع الاخيرة الى اعتبارها المنقذ الوحيد لموسم يونايتد المخيب.
الخيبة قد تكون كلمة كبيرة على ما تحقق هذا الموسم، فمورينيو ما زال يصر على انه حقق ثلاثة ألقاب، وحث لاعبيه على رفع ثلاثة أصابع خلال تتويجهم باللقب الاوروبي، لان جميع الاعلاميين يباركون له باحراز لقبه الثاني بعد كأس المحترفين، لان الدرع الاجتماعية تقليديا في انكلترا ليست لقباً، بل كانت تتشارك الفرق هذه الدرع عندما يكون التعادل سيد المباراة. لكن الخيبة الحقيقية جاءت من العروض السلبية رغم قدرة اللاعبين على التحكم بالمباريات، وبسبب عقلية مورينيو الحذرة جداً، فان يونايتد حقق أكبر عدد من التعادلات (15) بين الفرق العشرين، وغالبيتها جاءت بعدما يتقدم بهدف ليسمح لخصومه بالتقدم بسبب هذه العقلية فيهدر نقطتين، وهذا الأمر كاد يتكرر في اياب ربع النهائي الدوري الاوروبي امام اندرلخت بعدما تقدم بهدف، وأيضاً املم سيلتا فيغو في قبل النهائي، وهي هذه العقلية بالذات التي توحي بان مورينيو غير قادر على شطب خيبة الموسم الماضي عندما أقيل من تدريب تشلسي من منتصف الموسم.
كل هذه الأمور ربما يدركها مورينيو وجهازه الفني، ولهذا كان توتره كبيراً في الاسابيع الاخيرة، بل كان يتذمر ويتعلل بأتفه الامور، من موسم طويل ومباريات كثيرة الى كمية الاصابات التي تلاحق لاعبيه، وكأنها الاعذار التي تستبق أي اخفاق، ولهذا عندما أحرز اللقب احتفل كالمهووس، لأنه يعلم أن الانتصار ربما أنقذه من الاقالة.

twitter: @khaldounElcheik

لماذا احتفل مورينيو كـ«المهووس» عقب انجاز يونايتد؟

خلدون الشيخ

الإحصاءات والأرقام تنصف زيدان أمام منتقديه!

Posted: 27 May 2017 02:06 PM PDT

مدريد ـ «القدس العربي»: تحدثوا كثيرا عن حظه الوافر في كرة القدم من أجل إحداث نوع من الصخب حوله وإيجاد مسوغ لانتقاد خططه الفنية ومفهومه للتشكيل الأمثل لفريقه، هذا هو الفرنسي زين الدين زيدان، مدرب ريال مدريد، الذي رغم كل هذا أنصفته الأرقام والإحصاءات هذا الموسم. وتوج اللاعب الفرنسي السابق بأول لقب للدوري الأسباني في مسيرته كمدرب لريال مدريد، الفريق الذي تولى قيادته في الرابع من كانون الثاني/ يناير 2016، في وقت كان يعاني فيه النادي الملكي من أزمة كبيرة بعد إقالة مدربه السابق، الأسباني رافايل بنيتيز.
وبعد سبعة عشر شهرا من ذلك التاريخ، لم يحدث زيدان تطورا كبيرا في أداء الريال وحسب، بل فاز أيضا بدوري أبطال أوروبا والدوري الأسباني والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، كما أصبح على بعد خطوة واحدة من اللقب الثاني له على التوالي في البطولة الأوروبية بعدما تأهل لملاقاة يوفنتوس الإيطالي في المباراة النهائية في الثالث من حزيران/ يونيو المقبل. وكان من الصعب التنبؤ بمسيرة زيدان هذه مع الريال عندما تولى المسؤولية.
وعن هذا تحدث قائد ريال مدريد، سيرخيو راموس، قائلا: «كنت أتوقع هذا، إنه يحقق أشياء على مستوى الإحصاءات والنتائج لم يحققها أحد غيره، نحن سعداء بأن المدرب يقود السفينة وأن النتائج الإيجابية تتوالى». ومنذ تولى زيدان تدريب الريال، لعب الفريق 86 مباراة، فاز في 65 منها وتعادل في 14 وخسر سبعة لقاءات، بالإضافة إلى أنه لم يتوقف عن تسجيل الأهداف في 64 مباراة متتالية، منذ 30 نيسان/ أبريل 2016. وعلى الجانب الأخر، هناك انتصارات للمدرب الفرنسي لا تظهرها الإحصاءات، فقد نجح في تحقيق شيء بدا مستحيلا وهو إقناع نجم فريقه، البرتغالي كريستيانو رونالدو، المتعطش لتحطيم جميع الأرقام القياسية الممكنة، بالخلود للراحة في بعض المباريات على مدار الموسم من أجل أن يصل إلى المرحلة الحاسمة متمتعا بلياقة بدنية وفنية مثالية.
وتتحدث أرقام اللاعب البرتغالي هذا الموسم عن نجاعة هذه الاستراتيجية، فعلى سبيل المثال سجل رونالدو 14 هدفا في أخر تسع مباريات. ويتجلى الانتصار الثاني لزيدان في وصوله إلى المرحلة الحاسمة من الموسم بقائمة مكونة من 20 لاعبا يتمتعون جميعا بالجاهزية العالية. وبالطبع يحتفظ زيدان في عقله بتشكيلته الأساسية، ولكنه كان يوزع دقائق اللعب بدون مجاملة بين لاعبيه. «في أندية أخرى، اللاعبون الاحتياطيون لا يلعبون ولو لدقيقة واحدة، بل عندما يحتاجهم المدرب، معي هذا لا يحدث، الجميع لهم أهميتهم وهذا ما أقوم بإظهاره للفريق»، كان هذا ما قاله زيدان قبل شهر عندما بدأ لاعبوه البدلاء في لعب دور حاسم في مشوار التتويج بلقب الدوري الأسباني بالمشاركة في المباريات وتسجيل الأهداف الحاسمة. ويتحمل المدرب الفرنسي مغبة انشغال نصف فرق القارة الأوروبية بالتعاقد مع اللاعبين البدلاء في الريال، أبرزهم ألفارو موراتا وخاميس رودريغز وماركو أسينسيو ولوكاس فازكيز وماتيو كوفاسيتش.
ولعب زيدان، الذي كان يشتهر بأسلوبه الجمالي الساحر، خمسة مواسم للريال بين 2001 و2006، فاز خلالها بدوري أبطال أوروبا والدوري الأسباني مع فريق ضم مجموعة من الأساطير، أمثال الظاهرة البرازيلية رونالدو والبرتغالي لويس فيغو والأسباني راؤول والإنكليزي ديفيد بيكهام والظهير التاريخي للمنتخب البرازيلي روبرتو كارلوس. وبعد الاعتزال بدأ زيدان مسيرته مع عالم التدريب عندما تولى منصب المدرب المساعد للإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدرب السابق للريال خلال موسم 2013/2014. وفي العام التالي أصبح مدربا للفريق الرديف للريال وقدم معه موسما باهتا ولم يحقق النتائج المرجوة. وفي 2016 اختاره فلورنتينو بيريز، رئيس الريال، ليحل بديلا لبنيتيز، الذي واجه ممانعة شرسة خلال فترة ولاياته القصيرة من لاعبين من العيار الثقيل داخل غرفة خلع ملابس النادي المدريدي.

الإحصاءات والأرقام تنصف زيدان أمام منتقديه!

ملاكمون شبان في ليبيا يتطلعون إلى مستقبل أفضل!

Posted: 27 May 2017 02:05 PM PDT

طرابلس ـ «القدس العربي»: من صالة للألعاب الرياضية في ناد صغير بالعاصمة الليبية طرابلس، يتطلع رياضيون شبان إلى أن يشقوا طريقهم في رياضة الملاكمة نحو النجومية العالمية.
فقد تم إحياء منافسات الملاكمة في ليبيا بعد أن كانت محظورة في عصر معمر القذافي باعتبار أنها رياضة عنيفة جدا. وألغى القذافي رياضة الملاكمة في ليبيا في أعقاب ظهور الملاكم جبران الزغداني أحد أبرز الملاكمين المُبشرين في ليبيا آنذاك في أولمبياد عام 1976. وانحسرت الأضواء عن الزغداني وجيل من الملاكمين الموهوبين، ولم تُمارس الملاكمة كرياضة تنافسية في ليبيا لأكثر من 30 عاما. لكن بعد انتفاضة 17 فبراير/ شباط 2011 وبتصريح من الحكومة الانتقالية آنذاك لم يضيع الرياضيون في ليبيا أي وقت فأعادوا فتح أنديتهم القديمة. وبحلول عام 2016 كانت ليبيا قد انضمت مجددا للاتحاد الدولي للملاكمة. وقال مدرب الملاكمة الليبي عبدالحكيم عمار: «لعبة الملاكمة طبعاً هذه من الألعاب الأولمبية الدولية لها شعبيتها ولها خصوصيتها. كان عندنا أبطال الحقيقة في ليبيا. مثلوا ليبيا في المحافل الدولية ولكن لظروف الكل يعلمها توقفت هذه اللعبة. توقفت محلياً وتجمدت دولياً على اعتبار أن ليس لنا نشاط محلي لهذه اللعبة. هُمشت هذه اللعبة ثلاثة عقود من الزمن. وبعد ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى أولاً وبفضل ثورة 17 فبراير تمت إعادة هذه اللعبة وإحياؤها من جديد. بفضل قدماء الملاكمين وقدماء المدربين تمت إعادة هذه اللعبة فلدينا نحن كرياضيين قدماء وكذلك الأمر للحكام القدامى، حضرنا أكثر من اجتماع وتشكلت لجنة فنية بهذا الخصوص».
وفي السنوات التي تلت الانتفاضة بدأت أندية رياضية رسمية تعيد رياضة الملاكمة في مدن ليبية رئيسية وبدأ ملاكمون شبان منذ ذلك الحين يتنافسون في بطولات قومية وإقليمية. وظهر جيل جديد من الملاكمين الليبيين بمساعدة لاعبين ومدربين وحُكام سابقين. ويُدَرب عمار فريقا من الشباب في مقر الاتحاد الرياضي العسكري للملاكمة الذي فاز بميداليتين برونزيتين في بطولة بيروت العسكرية عام 2013. وقال عبدالحكيم عمار: «والآن تم الاعتراف الدولي بلعبة الملاكمة هذه السنة. ورجعت ليبيا للحظيرة الدولية. الحقيقة إحنا عاقدين العزم بالاستمرار في التمرين والتدريب في كل الظروف الموجودة وغياب الميزانيات وغياب الإمكانات نحن عاقدون العزم في هذا التدريب حتى الوصول بهؤلاء الرياضيين إلى ما كنا عليه بل أكثر». ويتدرب الملاكمون الشباب يوميا على الرغم من عدم توفر الأجهزة والمعدات الملائمة مثل واقيات الرأس. وقال ملاكم صبي يدعى طلال فتحي (15 عاما): «منذ طفولتي كانت لدي رغبة جامحة في هذه الرياضة. وعندما عادت بعد وقوفها لقيت أن الفرصة مناسبة أن ألتحق بهذا النادي. وأنا أتمنى إن الملاكمة في ليبيا تكون رائعة وأنا أتمنى لنفسي أن أكون نجما في المستقبل». وفتحي ليس الشاب الوحيد الذي يحلم بمستقل أفضل في عالم الملاكمة. فقد دفع شغف أكرم عبد الحكيم بالملاكمة الشاب لمتابعة التدريب يوميا. وقال عبد الحكيم: «كل واحد يرغب طبعا بلعب كرة القدم ولكن أنا أحب الملاكمة هي لعبتي وقصدي. نتمرن كل يوم وهي لعبة جميلة. والذي يحب أن يشارك في اللعبة، أنا سأوضح له كي هي لعبة جميلة جداً ولا تحتاج لشيء طبعاً. وهي لعبة جميلة وفيها أستاذية وفيها كل شيء». ويأمل الملاكمون الليبيون الشبان حاليا في أن يسيروا على خُطى بعض ملاكمي الوزن الثقيل السابقين في ليبيا ويحققون مكانة عالمية بارزة.

ملاكمون شبان في ليبيا يتطلعون إلى مستقبل أفضل!

في المغرب هوكي «البدو» يصارع النسيان!

Posted: 27 May 2017 02:05 PM PDT

محاميد الغزلان (المغرب) ـ «القدس العربي»: «يقف 7 لاعبين بزي صحراوي أزرق حفاة، و7 آخرون بزي أبيض، ويعلن الشيخ (الحكم) انطلاق مباراة الهوكي فوق الرمال».
الأمر لا يتعلق بمشهد فيلم سينمائي من إبداع كاتب سيناريو، ولكنها حقيقة تتعلق بهوكي الصحراء أو هوكي الرحل، أو هوكي الطوارق، وهي لعبة شعبية بمحاميد الغزلان (أقصى الجنوب الشرقي للمغرب)، يطلق عليها أيضا «المكشاح». عادة يلعب الهوكي على أرضية ملعب بالعشب أو فوق الجليد، ولكنه في تخوم الصحراء يضف عليه لمسة مميزة. يحمل اللاعبون العصي، وهي غير مصنوعة بل عصي أشجار شبيه بعصي الهوكي، والكرة مصنوعة من وبر الإبل (الشعر الذي يغطي جلد الجمل)، لتنطلق المباراة في جو من التنافس. الجمهور يشاهد المباراة، والزائرون منبهرون من جمالية اللعبة، خصوصا أنها تجمع بين أصالة اللباس وبساطة العصي والكرة، وخصوصية المكان وهدوء الزمان.
وشعبية لعبة قادمة من تاريخ البدو الرحل بالصحراء الشرقية للمغرب يطلق عليها أهل المنطقة «المكشاح»، كما أنها غير مضمنة في المسابقات الرياضية المحلية الرسمية. رشيد الغوانمي أحد اللاعبين قال إن «هذه اللعبة جماعية تتكون من فريقين كل منهما يضم 7 لاعبين». وأضاف أن الحكم يطلق عليه الشيخ، وتحكمها قوانين كجميع الألعاب الأخرى، إذا مست مثلا الكرة رجل اللاعب، فهو يعتبر خطأ ويطلق عليه «برد». ووفق الممارسين لها، فإن قانون اللعبة هو أن يعمل كل فريق على دفع الكرة إلى ما وراء خط الفريق المنافس من أجل تسجيل نقاط أكثر.
مدة المباراة غير محددة، حيث يتفق الفريقان المتنافسان عليها، في حين يشاهد الجمهور المباراة، مواطنون عاديون، وأعيان القبيلة (شيوخ ورؤساء القبيلة) يتفرجون من فوق الجمال التي تقف شاهدة على المباراة أو اللعبة. وتبدأ المباراة عبر تجمع كل فريق على حدة من أجل مدارسة الخطة، وتنتهي عبر احتفال جماعي، تعكس روح رياضية بطابع صحراوي، حيث ينتهي المشهد وكأن لسان حالهم يبعث رسالة تقول: الاحتفال باللعبة ودعمها هو الأهم. ولعبة «المكشاح» المعروفة أيضا باسم «هوكي نوماد» أو «هوكي البدو»، لعبة شعبية تمارسها القبائل الرحل بـ«محاميد الغزلان»، حيث الصمت سيد المكان، وبساطة العيش في صحراء تشي بجمال المكان.
يلعب بعض أهالي المنطقة «هوكي نوماد» في محاولة منهم لبث الروح في هذه اللعبة الشعبية التي تصارع النسيان. ويصارع «هوكي نوماد» النسيان خصوصا في ظل انقراض بعض الألعاب الشعبية بالبلاد. ويحاول المهرجان الدولي للبدو الرحّل بمحاميد الغزلان (مدينة صغيرة تتوسط واحة نخيل وبجنباتها الرمال) الذي يتم تنظيمه في شهر مارس/ آذار من كل سنة أن يعيد لهذه اللعبة الروح، من خلال تنظيم مسابقة. بعض متمرسي اللعبة شكلوا جمعية «رحل العالم» من أجل الدفاع عنها حتى لا تنسى من طرف شباب المنطقة، خصوصا أن أغلبيتهم يهاجرون إلى مدن أخرى لمتابعة الدراسة أو البحث عن فرصة عمل. واللاعبون يتنافسون في ما بينهم فوق رمال متحركة، ولكن صراعهم الحقيقي هو ضد نسيان لعبة، تلقى شهرة كبيرة بدول أوروبية وأمريكية يعرفها العالم، في حين تصارع من أجل البقاء في الصحراء.

في المغرب هوكي «البدو» يصارع النسيان!

جدل في المغرب حول تعويم الدرهم ومخاوف من تداعياته

Posted: 27 May 2017 02:05 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي»: يستعد المغرب لتحرير نظام الصرف عبر التعويم التدريجي للدرهم، مع بداية شهر حزيران/ يونيو المقبل، وجعل سعر صرف العملة مرنا بحيث لا تتدخل الحكومة أو البنك المركزي في تحديده بشكل مباشر، بل وتصبح العملة خاضعة لمنطق العرض والطلب وهي الآلية التي تسمح بتحديد سعرها مقابل العملات الدولية كالدولار أو اليورو. وقد أثار هذا القرار نقاشا واسعا، وتباينت الآراء والمواقف بشــأن هـــذا الــقرار. حيث أبدى البعض تخوفاتهم من يؤدي تعويم الدرهم، إلى انهيار قيمته بالمقارنة مع الأورو والدولار.
المصرف المركزي المغربي (بنك المغرب) يعتبر أن هذه الخطوة مهمة لمواكبة انفتاح البلاد على الاقتصاد العالمي، وتحسين القدرة التنافسية للاقتصاد والمساهمة في تعزيزها، وكذلك تخفيف الاختلالات والصدمات الخارجية. وقال عبد الرحيم بوعزة، المدير العام للبنك إن «لجوء الرباط إلى الشروع في التعويم التدريجي للدرهم أملته التحولات التي يمر منها الاقتصاد الوطني والتي حتمت ضرورة اللجوء إلى إدخال تعديلات هيكلية على نظام صرف العملة المحلية من أجل المحافظة على تنافسية الاقتصاد المغربي».
وأضاف خلال الدورة الثانية للملتقى الدولي الاقتصادي والمالي، الذي عقد الأسبوع الماضي بمدينة مراكش، أن «جميع الشروط اجتمعت من أجل الانتقال صوب نظام الصرف المرن للدرهم، بعدما كشفت الأزمة المالية العالمية عن بعض نقط الضعف التي تعتري نظام الصرف المعتمد حاليا. موضحا، أن المغرب شرع في نهج إستراتيجية محورية تقوم على انفتاح اقتصاده بشكل أوسع على أسواق كبرى جديدة، وهو الانفتاح الذي يشمل المجالات التجارية والمالية ويقوم على تعزيز وتقوية اندماج الاقتصاد الوطني في النسيج الاقتصادي العالمي بشكل أكبر وأقوى، الذي اتضح من خلال اتفاقيات التبادل الحر التي أبرمتها الرباط مع العديد من دول العالم».
ويرى الخبير الاقتصادي نجيب أقصبي أن تعويم العملة، من وصفات صندوق النقد الدولي، التي يفرضها على الدول وبأن القرار، ينطوي على عدد من المخاطر لأنه يقود إلى التضخم، والدليل ما حصل في مصر «لذلك فقرار من هذا الحجم يتطلب دراسة متأنية».

15 سنة للوصول إلى التعويم المباشر

في تعريفه لمفهوم «التعويم»، قال المهدي فقير، الخبير الاقتصادي والاستشاري في إدارة المخاطر لـ «القدس العربي»: «أولا يجب التوضيح أن المغرب ليس في إطار التعويم المباشر، بل هو بصدد المرور إلى نظام سعر صرف مرن، وهو ما أقره محافظ البنك المركزي المغربي، الذي أكد أن المرور إلى التعويم سيستغرق 15 سنة، لذلك فلا يمكننا اليوم الحديث عن التعويم، وإنما عن المرور إلى نظام سعر صرف مرن».
وأضاف فقير أن «التعويم كمفهوم، يقضي برفع تدخل البنك المركزي عن تحديد سعر العملة، بمعنى أن سعر العملة الوطني يحدد عن طريق العرض والطلب، فكلما زاد الطلب على العملة المحلية ترتفع قيمتها، وتنخفض إذا ارتفع الطلب على العملات الأجنبية ولا يتدخل البنك المركزي في تحديد السعر، بل يظل سوق الصرف هو المحدد من خلال قانون العرض والطلب».
وسيبدأ المغرب في تعويم صرف الدرهم بالتدريج ابتداء من السنة الجارية، مع العلم أن أولى الخطوات الرامية إلى الدخول إلى نظام تعويم العملة المحلية بدأت من سنة 2007 إلى غاية 2010، حيث بدأ التفكير الفعلي في وضع مشروع لإصلاح نظام صرف الدرهم، ليتم الشروع في مرحلة الدراسات والاستعدادات. ويرتكز مشروع تعويم العملة المغربية، على «الانتقال التدريجي نحو نظام صرف أكثر مرونة من أجل تعزيز تنافسية اقتصاده وقدرته على مواجهة الصدمات الخارجية».
وتتكون خطة الحكومة المغربية من أربع مراحل، أولها وضع الحد الأدنى لسعر صرف الدرهم، على أن يتدخل البنك حال تجاوزها. وأن يكون سعر صرف الدرهم محدود المرونة في المرحلة الثانية، وخاضع لسيطرة البنك المركزي عند الحاجة. وفي المرحلة الثالثة، يتم فيها جعل سعر الصرف أكثر مرونة، تمهيدا للمرحلة الرابعة، التي ستعرف تعويما كاملا خاضع لقانون العرض والطلب في سوق العملات.
وأكد مصطفى الخلفي، الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي بإسم الحكومة، أن قرار تعويم الدرهم يهدف إلى دعم السياسة الاقتصادية للمملكة وأن هذه الخطوة، التي يشرف عليها بنك المغرب بالتشاور مع الحكومة، ستعتمد على نظام يقوم على مراحل، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى ستعتمد الصرف المرن وفق منظومة الحد الأقصى والحد الأدنى.
وقال الخلفي إن «المملكة التي اعتمدت سلسلة من اتفاقيات التبادل الحر وسعت إلى أن تصبح قطبا ماليا مميزا، اعتمدت هذه الخطوة في سياق دعم الاقتصاد الوطني وليس في سياق أزمة».

الطبقة المتوسطة المتضرر الأول

ويعتمد المغرب حاليا على نظام وسيط بسعر تعادل ثابت، يقوم على ربط العملة الوطنية بسلة عملات، داخل نطاق تقلب بنسبة تزيد أو تنقص عن 3 في المائة، من كلا طرفي سعر الصرف المركزي. ويتم تحديد قيمة الدرهم مقابل العملات الأجنبية على أساس أسعار صرف العملات المكونة للسلة المرجحة، حسب وزن كل منها، في «ستين في المئة من اليورو وأربعين في المائة من الدولار»، وذلك ابتداء وذلك من أبريل/ نيسان 2015.
وعن مدى تأثير قرار التعويم على الطبقة المتوسطة، يرى الاستشاري المغربي، المهدي فقير أنه إذا تم الأخذ بعين الاعتبار فرضية انخفاض سعر الدرهم، فسوف يؤثر ذلك على القدرة الشرائية للمواطنين جراء رفع أسعار الوقود، والطاقة، وأسعار المواد الغذائية، و ارتفاع أسعار السلع المستوردة نظرا لارتفاع قيمة العملة الأجنبية مقارنة مع الدرهم المنخفض «الجانب الإيجابي لهذه الإجراءات يمكن على مدى المدى المتوسط والمدى البعيد أن تزيد من تنافسية الصادرات المغربية، ما سيضيف للقطاع التصديري والصناعة التصديرية قيمة مضافة عالية وبالتالي خلق فرص الشغل وخلق ثروة وارتفاع مستوى عيش المواطنين، بحكم ارتفاع الطلب الداخلي. فالسؤال المطروح، هنا هو كيف للبنك المركزي أن يوفق في مديه المتوسط والبعيد في هذه السياسة التي ستمكن من دعم الاقتصاد الوطني ومن تنافسيته».
ونبه إلى أن هذا النظام يتطلب توفير مجموعة من الضمانات من أجل ضمان انتقال سلس دون حدوث صدمات يمكن أن تؤثر سلبا على الوضع الاقتصادي والاجتماعي للبلد. ويشترط التوفر على أسس اقتصادية قوية، واحتياطيات صرف كافية، وقطاع بنكي قوي ومتين، وآليات للحماية والدعم لمواجهة كل الاختلالات المحتملة.
وحسب مراقبين يظل التفعيل الحقيقي للإصلاح كفيل بإثبات وجهة نظر كل المدافعين عن التعويم والمطالبين بالتثبيت.

جدل في المغرب حول تعويم الدرهم ومخاوف من تداعياته

فاطمة الزهراء كريم الله

موريتانيا تطلق مبادرة «نعم للأسماك لا للحوم» في رمضان

Posted: 27 May 2017 02:04 PM PDT

بدأت السلطات الموريتانية أمس أول أيام رمضان مبادرة توزيع الأسماك في مناطق نائية مع تخفيض ملموس لأسعارها بهدف زيادة استهلاك الاسماك خلال شهر الصيام.
ويواجه تسويق الأسماك مشاكل في موريتانيا تتعلق باتجاه السكان إلى استهلاك اللحوم الحمراء رغم الوفرة الكبيرة للأسماك.
وتبلغ طول شواطئ موريتانيا 780 كيلومترا، وهي من أغنى الدول في العالم بالأسماك.
وأشرف وزير الصيد والاقتصاد البحري الناني ولد أشروقه على عملية توزيع الأسماك، وإرسالها إلى مناطق عديدة بمحافظات الداخل، حيث عاين مخازن الشركة الوطنية لتوزيع الأسماك.
وقال مدير عام الشركة المختار ولد احمد ولد بوسيف إن الهدف من العملية ترغيب الموريتانيين في استهلاك الأسماك، وإدخاله في العادات الغذائية خاصة في المناطق التي لا تستهلكه.
وأشار إلى افتتاح الشركة 53 نقطة توزيع في عموم منطقة نواكشوط وسيتم قريبا تغطية مختلف عواصم الولايات مع العديد من النقاط الأخرى في المقاطعات، إضافة إلى نقاط البيع المتحركة.
وأضاف أن الشركة توزع يوميا حوالي 7 آلاف طن وستتم مضاعفة هذه الكمية خلال شهر رمضان لتسهيل تكاليف الحياة على المواطن خلال الشهر، لافتا إلى أن الدولة تقدم الأسماك للمواطن بأسعار رمزية تبلغ 50 اوقية للكيلو جرام الواحد (14 سنتا من الدولار) وهو ما يساوى نسبة 8 بالمئة من التكلفة الاجمالية التي تتحملها. وتصدر موريتانيا سنويا نحو مليوني طن من الاسماك إلى أسواق في أوروبا واليابان وروسيا والصين .

موريتانيا تطلق مبادرة «نعم للأسماك لا للحوم» في رمضان

التصريحات المزورة لأمير قطر تُشعل حرباً إعلامية ضد الدوحة

Posted: 27 May 2017 02:03 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: أثارت عملية القرصنة التي تعرض لها موقع وكالة الأنباء القطرية على الانترنت (قنا) موجة كبيرة من الجدل الاعلامي الذي بدأ على عدد من الفضائيات الخليجية التي بدت وكأنها تنتظر الحدث ثم امتد وتوسع ليشكل زخماً كبيراً على شبكات التواصل الاجتماعي والصحف المطبوعة في مختلف دول الخليج.
وسرعان ما تبين أن عملية القرصنة كانت مدروسة ومقصودة حيث بدأت باختراق موقع الوكالة الرسمية القطرية، ثم توسعت إلى اختراق حساباتها على شبكات التواصل الاجتماعي بما في ذلك حساب الوكالة على «يوتيوب»، كما أن كافة هذه الحسابات بثت تصريحات ملفقة ومزورة على لسان أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وهي التصريحات التي سرعان ما تبين أنها هي الأخرى مدروسة ومقصودة، حيث أصرت بعض وسائل الاعلام الخليجية على استخدامها على أنها تصريحات صحيحة ورفضت التعامل مع النفي الذي ورد لاحقاً من كافة المستويات في دولة قطر.

بداية الأزمة

وفي تفاصيل القرصنة التي تعرضت لها وكالة الأنباء القطرية فجر الأربعاء الماضي، وما تلا ذلك من أحداث إعلامية غير مسبوقة في منطقة الخليج العربي، فإن الوكالة فور السيطرة عليها من قبل «هاكرز» قامت ببث تصريحات مكذوبة على لسان أمير قطر امتدح فيها إيران ، وقال في الوقت ذاته إن حركة المقاومة الاسلامية حماس هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، وغير ذلك من تصريحات اعتبر كثيرون أنها من المستحيل أن تصدر عن أمير قطر من حيث المضمون، فضلا عن أن الوكالة لم تورد له أي مقابلة على لسانه، وإنما كلام مكتوب ومرسل ومنسوب للأمير.
ورغم أن موقع الوكالة تعطل على الفور بعد عملية القرصنة ولم يعد من الممكن الدخول عليه، كما أصدرت الدوحة نفيا للتصريحات وأوضحت بأن الموقع تعرض للاختراق، إلا أن قناتي «العربية» و«سكاي نيوز عربية» فتحتا موجة بث مستمرة للهجوم على قطر وأميرها استمرت عدة ساعات حتى طلوع نهار الأربعاء الماضي.
وحتى بعد تأكيد السلطات القطرية أن موقع وكالة الأنباء القطرية تم اختراقه، واصلت القناتان التحريض ضد قطر على لسان متحدثين سعوديين ومصريين، حيث استخدم بعضهم لغة غير مسبوقة في القنوات الخليجية ضد قادة دول الخليج.
وقالت وكالة الأنباء القطرية إن موقعها الإلكتروني تم اختراقه، وطالبت وسائل الإعلام بعدم التعامل مع التصريحات المنسوبة للأمير، وأكد مسؤول الإعلام الخارجي القطري أن التصريحات عارية عن الصحة، فيما استمرت قناتا «العربية» السعودية و«سكاي نيوز العربية» بثهما المفتوح عن التصريحات، دون الإشارة للنفي القطري.
وتساءل الكثير من الاعلاميين القطريين والعرب عن سر الالتقاط السريع لقناتي «العربية» و«سكاي نيوز عربية» لهذا الخبر، وتعاملهما معهما، فيما كشف جمال سلطان رئيس تحرير جريدة «المصريون»، أن التغطية المباشرة على القناتين والحملة ضد قطر بدأ الإعداد لها داخل كل من القناتين قبل ساعتين من الاختراق الذي تعرضت له الوكالة القطرية.
وكتب عبر حسابه على «تويتر»: «معلومة موثقة المصدر قناة العربية الشهيرة في الإمارات جهزت ترتيبات ضيوف الهجوم على تصريحات تميم قبل ساعتين من نشرها في اختراق الوكالة».
وربط الإعلامي المصري بين الهجوم على قطر وزيارة ترامب للسعودية، إذ كتب في تغريدة ثانية: «لم أكن مستريحا أبدا لتلك الزيارة الغامضة، كنت أستشعر خلفها سوءا للخليج وأهله».
أما الصحافي القطري البارز جابر الحرمي فقال إن بعض وسائل الاعلام تمارس «الدعارة الإعلامية والعهر»، وأبدى استغرابه من وصول التصريحات المكذوبة لقناتي «العربية» و«سكاي نيوز» مع وقت بثها على الموقع المقرصن مباشرة!

الشريط الإخباري المفبرك

ولاحقاً للقرصنة التي تعرضت لها وكالة الأنباء القطرية، وبعد انكشاف أمرها، وبث الوكالة تسجيلاً كاملاً للحفل الذي حضره الأمير والذي لم يُدل فيه بأية كلمة أو خطاب أو تصريح، فإن من يقفون وراء عملية القرصنة وتلفيق التصريحات لأمير قطر سرعان ما وجدوا حيلة أخرى لتثبيت التصريحات الملفقة، حيث جاؤوا بفيديو لنشرة أخبار من تلفزيون قطر وزوروا الشريط الإخباري أسفل الشاشة واضعين عليه التصريحات المفبركة ذاتها.
وقام «الهاكرز» برفع التسجيل ومدته عدة دقائق على حسابات وكالة الأنباء القطرية على شبكات التواصل الاجتماعي، لكن الذي بدا لافتا وغريباً هو أن كلا من قناتي «العربية» و«سكاي نيوز» وبعض المواقع التابعة لهما صدقا الشريط الاخباري المفبرك بدلاً من التعامل مع النفي القطري لهذه التصريحات، وهو ما دفع كثيرين على الانترنت الى القول بأن بعض وسائل الاعلام متورطة في الفبركة.
ونشر الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام، عبدالرحمن بن محمد، تغريدة على حسابه في «تويتر» تُظهر الفبركة في الشريط الإخباري لتلفزيون قطر الرسمي، حيث تضمنت التغريدة مقطعا مصورا يظهر حصول عملية مونتاج أضيف من خلالها شريط إخباري مفبرك على الشريط الإخباري الحقيقي، في محاولة لإظهار أن تلفزيون قطر ينشر مقتطفات من البيان المفبرك.

قطر تتوعد الفاعلين

وأعلنت وزارة الخارجية القطرية أنها ستتخذ كافة التدابير والإجراءات القانونية لملاحقة مرتكبي القرصنة لموقع وكالة الأنباء الرسمية، وأنها ستكشف النتائج فور الانتهاء.
واستغربت الخارجية في بيان صدر عنها مواقف وسائل الإعلام والفضائيات التي «تواصل نشر تصريحات مكذوبة لأمير البلاد، رغم صدور بيان ينفي صحتها».
ونفى مسؤول الإعلام الخارجي القطري التصريحات المنسوبة لأمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، وقال إن موقع وكالة الأنباء القطرية تعرّض للقرصنة من جهة ما، مشيرا إلى أن التصريحات المنسوبة للأمير عارية عن الصحة، ولا أساس لها.
وقالت وكالة الأنباء القطرية إن مدير مكتب الاتصال الحكومي في قطر، سيف بن أحمد آل ثاني أفاد بأن ما تم نشره ليس له أي أساس من الصحة، وأن الجهات المختصة في دولة قطر ستباشر التحقيق في هذا الأمر؛ لبيان ومحاسبة كل من قام بهذا الفعل، الذي وصفه بالمشين.

حجب عشرات المواقع

وبعد ساعات قليلة على الضجة الإعلامية التي أثيرت في منطقة الخليج أصدرت كل من السعودية والإمارات ومصر قرارات متماثلة تقضي بحجب عشرات المواقع الالكترونية الاخبارية، ومن بينها ـ ولأول مرة ـ كافة المواقع التابعة لقناة «الجزيرة» القطرية.
وأعلنت السلطات السعودية بشكل شبه رسمي، وعبر العديد من وسائل إعلامها، أنها حجبت كافة مواقع الصحف القطرية وموقع قناة «الجزيرة» ووكالة الأنباء القطرية الرسمية عن المستخدمين داخل المملكة.
وتظهر رسالة تقول: «الموقع المطلوب مخالف لأنظمة وتعليمات وزارة الثقافة والإعلام» لمن يحاول الدخول الى أي من المواقع القطرية من أي شبكة داخل السعودية.
وتشتمل قائمة الحجب: موقع الجزيرة نت، والجزيرة الوثائقية، والموقع الإنكليزي للقناة، ووكالة الأنباء القطرية الرسمية «قنا»، بالإضافة إلى مواقع صحف «الوطن» و«الراية» و«العرب» و«الشرق» القطرية.
كما أعلنت دولة الامارات أيضا أنها حجبت كافة المواقع القطرية، فيما أعلنت مصر أنها حجبت 21 موقعاً كدفعة أولى، وقالت إنها مواقع تروج للارهاب وتدعم جماعة الإخوان المسلمين، ومن بين هذه المواقع «الجزيرة نت» الذي يعتبر أحد أبرز المواقع الإخبارية القطرية.
وتساءل مغردون على «تويتر» عن سر اتخاذ الدول الثلاثة قرارات سريعة بالحجب وخلال ساعات قليلة، إذ بدأت الأزمة فجر الأربعاء، وصدرت قرارات الحجب بعدها بأقل من 10 ساعات فقط، الأمر الذي دفع البعض للتساؤل إن كان هذا القرار معداً سلفاً.

جدل على شبكات التواصل

واشتعلت حالة من الجدل على شبكات التواصل الاجتماعي بشأن التصعيد الإعلامي الكبير في الخليج، والذي وصفه بعض المغردين على «تويتر» بأنه «حرب إعلامية»، في الوقت الذي صعدت فيه العديد من الوسوم الى قوائم الأعلى تداولاً في العالم العربي، ومن بينها الوسم (#تصريحات_تميم) والوسم (#أمير_قطر) والوسم (#قطر_ليست_وحدها)، فيما شاركت شخصيات خليجية مرموقة في الجدل الذي حصل.
وكتب النائب السابق في مجلس الأمة الكويتي ناصر الدويلة على صفحته على «فيسبوك»: «أعتقد أن الأمر أصبح أكثر من مكشوف، وأن الكلام عن الأزمة تجاوز كل منطق، فاختراق أي جهاز في العالم ممكن ومعروف، ويتكرر يوميا، لكن الاستمرار في تبني الكذب له معنى واحد؛ أننا مقبلون على أزمة مدبرة ومكتوب سيناريو أحداثها بدقة».
وأضاف: «أعتقد أنهم ينتظرون من قطر ردة فعل على الفجور والحقد الذي أزكم الأنوف برائحته الكريهة. التزمت قطر حتى هذه اللحظة برباطة جأش وحلم وأناة لا يجاريها أحد، فشكرا لهم».
وتابع: «الجهاز الذي صنع الأزمة ينتظر من قطر أن ترتكب أخطاء؛ حتى ينتقل للمرحلة الثانية والثالثة من التصعيد»، وقال إنه «ستشهد غزة في رمضان محاولة انقلاب مدعومة عربيا وإسرائيليا تكمل السيناريو القذر.. الذين يديرون الأزمة لا ذمة لهم ولا مروءة، فهم لا يستحون من أحد ولا يهمهم ما سيكتب عنهم التاريخ».
وتابع: «قد تتم الإطاحة بمناصب كبرى في بعض الدول؛ بسبب عدم توافق بين أطراف الحكم في مدى الاندفاع في هذه الأزمة»، وأشار إلى أن «ترامب أعطى ضوءا أخضر للمتآمرين لتنفيذ خطتهم، وهو سيرى كيف ستسير الأمور».
وناشد الدويلة كلاً من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، وملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز، والأمير الوالد في قطر الشيخ حمد بن خليفه آل ثاني وحكام الخليج «تدارك الأزمة وبذل كل مسعى لوأد الفتنه وقمع رؤوسها».
أما المدير العام السابق لقناة العربية عبد الرحمن الراشد فقد دافع عن هجوم «العربية» على قطر، وزعم أن وسائل إعلام محسوبة على قطر هي من بدأت الهجوم.
وكتب الراشد على «تويتر»: «شبكة الإعلام القطرية هي من بدأت الهجوم منذ أيام»، فيما رد عليه أحد المغردين قائلاً بأن «اختراق الوكالة الرسمية لدولة شقيقة هو فعل مشين وليس من أخلاق الخليجيين».

التصريحات المزورة لأمير قطر تُشعل حرباً إعلامية ضد الدوحة

100 مليون مصري يطالبون عبر «تويتر»… ماذا قالوا؟

Posted: 27 May 2017 02:03 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: أطلق نشطاء مصريون حملة على شبكة التدوين المصغر «تويتر» بمناسبة بلوغ تعداد الشعب المصري تعداد الـ100 مليون، وهي الحملة التي وجدت صدى كبيرا وواسعا على الانترنت وأظهرت جملة من المطالبات التي يرددها المصريون، سواء السياسية منها أو غير السياسية.
وكان مستشار الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الدكتور محمد عبد الجليل أعلن مؤخراً أن «شاشة تعداد السكان تشير إلى أن مصر بلغت 92 مليوناً و750 ألف نسمة في الداخل و8 ملايين في الخارج، وهو ما يعني أن مصر تجاوزت الـ100 مليون نسمة بالداخل والخارج»، مشيراً الى أن 51٪ من المصريين ذكور بينما تبلغ نسبة الاناث 49٪ فقط.
وأطلق نشطاء مصريون الوسم (#100_مليون_مصري_يطالبون) على «تويتر» في محاولة لاستفتاء الشارع المصري واستقراء مطالبه، فيما تصدر هذا الهاشتاغ سريعاً قائمة الوسوم الأكثر تداولاً في مصر.
وطالب معارضون بإسقاط نظام السيسي، بينما دعا آخرون إلى انسحاب الجيش من الحياة السياسية، وتحدث آخرون عن المعتقلين ووجوب إطلاق سراحهم، كما تحدث كثيرون في الشأن المعيشي والاقتصادي وطالبوا بخفض الأسعار.
وغرد الرسام والمصمم المصري أحمد عزت تحت هذا الوسم قائلاً: « #100_مليون_مصري_يطالبون بحقهم في انتخابات حرة ونزيهة بين أكثر من مرشح لرئاسة الجمهورية.. لامبايعة ولا استفتاء».
وكتب مغرد آخر على «تويتر»: «#100_مليون_مصري_يطالبون بحجب المواقع الاباحيه خلال شهر رمضان المبارك».
وعلقت إحدى الناشطات: «100 مليون مصري يطالبون بإعدام كل واحد نفسه المريـضــه خلــته يفكر يأذي انسان ومخفش من ربه ومعملش حساب ليوم الحساب».
وكتب ناشط يطلق على نفسه اسم «مغرد صعيدي»: «#100_مليون_مصري_يطالبون العسكر بالرجوع لمهامهم الأساسية، كفايه عليكم كدا، سيبوا البلد لوجه الله، من حقنا نعيش حياة كالحياة، كفاية»، وغرد آخر: «حسبي الله ونعم الوكيل في كل ساكت عن الحق، اعتبروا أن أولادكم اللي بيحصل فيهم كدا»، وذلك في إشارة الى المعتقلين السياسيين في سجون النظام المصري.
وغرد ناشط آخر قائلاً: «#100_مليون_مصري_يطالبون بالإعدام لكل من فطر قلب ام على وليدها، بقصاص عادل، بعدم السماح بالظلم في بلاد هانت عليها دم ابنائها».
أما المغرد أبوحسن: «#100_مليون_مصري_يطالبون بنسف مدينة الإنتاج الإعلامي، ساعتها سيبطل مفعول الساحر، وسيقف الجميع على حقيقة الفاشل، وستدركون الفرق بين الرث والثمين»، فيما اكتفى آخر بالقول: «#100_مليون_مصري_يطالبون بحقهم كإنسان في بلدهم كحد أدنى يعني، حسبي الله ونعم الوكيل».
وغرد آخر قائلاً: «أريد حق المخطوفين والمسلوبين: اعدام للخاطف والمغتصب».
ودعا حساب مؤيد للنظام في مصر وللرئيس السيسي يُدعى «الصقر المصري» الى إعدام قادة الإخوان، وغرد قائلاً: #100_مليون_مصري_يطالبون باعدام قادة الإخوان والقبض على كل من ينتمي لهم من قريب او بعيد وترحيلهم».
يشار الى أن شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت وسائل إعلام مهمة ورئيسية في مصر منذ أن أسكت النظام العشرات من القنوات والمواقع والصحف المعارضة في البلاد، حيث يلجأ كثيرون الى الانترنت للتعبير عن آرائهم ومتابعة الأخبار والتقارير.

100 مليون مصري يطالبون عبر «تويتر»… ماذا قالوا؟

أشهر مذيعة بريطانية تفقد وظيفتها بسبب تغريدة على «تويتر»

Posted: 27 May 2017 02:03 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: تسببت تغريدة مثيرة للجدل نشرتها مذيعة بريطانية عبر حسابها على «تويتر» بأن تفقد وظيفتها من إذاعة (LBC)، وهي أشهر الإذاعات المحلية التي تبث في لندن والمدن الرئيسية ببريطانيا، كما ان المذيعة هي واحدة من أشهر الإعلاميين في بريطانيا وأكثرهم تأثيراً.
وفقدت الاذاعية البريطانية المعروفة كاتي هوبكنز وظيفتها كمقدمة برامج في إذاعة «أل بي سي» المحلية في بريطانيا اعتباراً من الجمعة الماضية، وذلك بعد أيام قليلة من تغريدة على «تويتر» أثارت جدلاً واسعاً على الانترنت وعبر شبكات التواصل الاجتماعي في بريطانيا، وهي التغريدة التي تضمنت تعليقا عن التفجير الارهابي الذي استهدف حفلا فنياً في مانشستر وأدى الى سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وفي تفاصيل الحادثة فإن هوبكنز نشرت تغريدة تقول فيها: «22 قتيلا. العدد في تزايد. لا تكن جزءً من المشكلة. نحن في حاجة لحل نهائي»، فيما أثارت كلمة (final solution) الغضب الكبير في أوساط المتابعين والقراء وذلك بسبب اعتبار أنها إيحاء نازي، حيث كانت هذه الكلمة قد تم استخدامها خلال فترة حكم النازية في ألمانيا.
وسرعان ما قامت هوبكنز بتعديل التغريدة وكتابة (true solution) بدلاً من (final solution)، وزعمت سريعاً بأن الكلمة الأولى ليست سوى خطأ مطبعي عندما كتبت التغريدة من هاتفها، بينما هي تقصد «الحل الصحيح» وليس «الحل الأخير».
وتلقت الشرطة البريطانية شكاوى رسمية ضد المذيعة هوبكنز، ونقلت وسائل إعلام محلية في بريطانيا عن ناطق باسم الشرطة تأكيده أن التغريدة أحيلت الى مختصين للتعامل معها والتحقيق فيها ومن ثم اتخاذ الاجراءات المناسبة بشأنها.
وقال ناطق باسم الشرطة: «أستطيع التأكيد بأننا تلقينا شكوى يوم الثلاثاء 23 أيار/ مايو بخصوص تغريدة تم نشرها في اليوم نفسه، وكما هو معتاد فانه يجري مراجعة الادعاء وتقييمه من قبل الضــبــاط المتخصصين في جهاز الشرطة».
وسرعان ما أعلنت إذاعة (LBC) واسعة الانتشار في بريطانيا أن هوبكنز لم تعد تعمل معها، ونشرت الاذاعة تغريدة عبر حسابها على «تويتر» قالت فيها: «اتفقت ال بي سي وكاتي هوبكنز على أن تترك هوبكنز العمل في الاذاعة بشكل فوري».
يشار إلى أن الهجوم الارهابي الذي استهدف حفلا فنيا في مدينة مانشستر البريطانية يوم الاثنين الماضي تسبب بمقتل 22 شخصاً وإصابة 60 آخرين بجراح، وأدى الى موجة غضب واسعة وجدل على الانترنت وتضامن كبير مع الضحايا، في الوقت الذي أكدت فيه السلطات البريطانية أن الهجوم هو أكبر عملية ارهابية تضرب البلاد منذ أحداث السابع من تموز/ يوليو 2005. كما دفع هذا الهجوم الأجهزة الأمنية الى رفع مستوى التأهب في البلاد الى درجة لم تعهدها بريطانيا منذ سنوات.

أشهر مذيعة بريطانية تفقد وظيفتها بسبب تغريدة على «تويتر»

«غوغل» تكتشف استخدام تكنولوجيا جديدة للتجسس وتحظر مئات التطبيقات الهاتفية

Posted: 27 May 2017 02:03 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: اكتشفت شركة «غوغل» العالمية العشرات من التطبيقات الهاتفية العاملة على نظام «أندرويد» والتي تبين أنها تقوم باستخدام الموجات فوق الصوتية المتطورة في التجسس على مستخدميها، وقامت على الفور بحظرها من متجر « غوغل بلاي»، لكن هذا الاكتشاف يوضح حجم عمليات التجسس التي تتم على البشر في العالم من خلال الهواتف المحمولة التي يحملونها.
وجاء قرار الشركة بحظر هذا العدد الكبير من التطبيقات بعد أن اكتشف باحثون أن هذه التطبيقات مرفق بها تكنولوجيا للتتبع باستخدام الموجات فوق الصوتية وذلك من أجل استهداف المستخدمين بالاعلانات دون علمهم، لكن هذا يشكل في النهاية عملية تجسس غير مشروعة، فضلاً عن أن هذا التجسس يمكن استخدامه في أهداف أخرى غير الإعلانات.
وحسب الشرح الذي اوردته صحيفة «دايلي ميل» في تقرير لها فإن التكنولوجيا التجسسية التي تم اكتشافها في التطبيقات التي يقوم الناس بتحميلها على هواتفهم تتيح للمسوقين أن يقوموا بإنشاء حُزم إعلانية شخصية للمستخدمين يتم تشكيلها بناء على اهتماماتهم والأماكن التي يتواجدون فيها والأنشطة التي يتابعونها أو يمكن أن يكونوا جزءاً منها.

تشغيل المايكروفون

وجاء اكتشاف هذه التطبيقات وهذه التكنولوجيا المستخدمة في التجسس على الناس في سياق دراسة أجراها باحثون في جامعة «برونسشويج» الألمانية المتخصصة بالعلوم التكنولوجية، حيث اكتشف الباحثون أن منتجي هذه التطبيقات يقومون بتشغيل أجهزة المايكروفون في الهاتف النقال دون علم أصحابها ومن ثم يقومون بتتبع الصوت ومعرفة ما يهتم به الشخص أو ما يتحدث به لغيره، ومن ثم يتم تحليل ذلك وتوجيه الاعلانات للشخص بناء على كلامه.
وتقول الدراسة إن هذه التكنولوجيا المستخدمة في التجسس تتيح معرفة مكان تواجد الشخص، كما تكشف أيضاً عاداته عند مشاهدة التلفزيون أو مطالعة الروابط التي يتم ارسالها له، ويتم تحليل مضمون كل ذلك من أجل توجيه حزمة الاعلانات المناسبة له.
وتمكنت هذه الدراسة من تحديد 234 تطبيقاً هاتفياً تعمل جميعها على الهواتف العاملة بنظام «أندرويد» وتستخدم تكنولوجيا الموجات فوق الصوتية في التتبع والتجسس على المستخدمين، فيما قامت « غوغل» على الفور بحظر هذه التطبيقات جميعها نظراً لانتهاكها قواعد الخصوصية.
ويقول الباحثون إنهم وجدوا بأن «هذه التطبيقات تقوم بالاستماع للمستخدم عبر القنوات الخلفية دون علمه»، ما يعني أنها تقوم بالتجسس على ما يقول ويفعل دون أن يكون التطبيق قيد الاستخدام ودون أن يوافق الشخص على أن يقوم التطبيق بتتبعه والتجسس عليه.
وحسب التفاصيل التي أوردتها «دايلي ميل» فإن الباحثين وجدوا أكواداً مطورة من قبل شركات تجارية كبرى مثل «ماكدونالدز» و»كريسبي كريم»، وهو ما يُفسر كيف تظهر إعلانات بعض الشركات في الوقت المناسب والمكان المناسب، حيث في حال كان الشخص جائعاً وقريباً من فرع لمطعم «ماكدونالدز» يظهر له إعلان عن عروض في «ماكدونالدز» في تلك اللحظة، ويظن الشخص أن الاعلان ظهر عن طريق المصادفة أو بشكل عشوائي، ليتبين له أن تطبيقاً ما يتجسس عليه، وفور اكتشاف ذلك التطبيق أنه جائع وحدد مكانه بأنه قريب من المطعم أظهر له الإعلان!

تطبيقات البطاريات

ويأتي هذا الاكتشاف لمئات التطبيقات التي تقوم باستخدام تكنولوجيا متطورة للتجسس على المستخدمين، لينضم الى العديد من الاكتشافات السابقة بشأن تطبيقات تقوم بالتجسس على المستخدمين وبطرق ووسائل مختلفة، حيث تمكن باحثون في وقت سابق من اكتشاف ورصد أكثر 100 من تطبيق خاص ببطاريات الهواتف الذكية يمكنها أن تسرب معلومات المستخدم الى جهة ما، كما يمكن من خلال هذه التطبيقات تتبع المستخدم المستهدف وتحديد مكان تواجده بدقة.
وبموجب ما انتهت إليه دراسة سابقة فإن تتبع شخص ما أو تحديد مكانه والتجسس عليه لا يحتاج إلى تشغيل الخدمات التقليدية التي يعتقد الناس أنها تحدد مكان الشخص أو مكان الهاتف، مثل خدمات الـ»جي بي أس» أو الارتباط بشبكة «واي فاي»، أو الاتصال بالانترنت اللاسلكي الذي يتيح لمزود الخدمة تحديد موقع المستخدم.
وبفضل التطبيقات التجسسية التي تتيح تتبع الأفراد والمستخدمين يمكن معرفة مكان الشخص بالتحديد دون أن يكون متصلاً بشبكة الانترنت ودون أن تكون خاصية «جي بي أس» مفعلة على هاتفه المحمول، فضلاً عن أن التطبيقات المشار إليها تتيح للجهة التي تقوم بالتجسس الحصول على العديد من البيانات الموجودة على الهاتف. وبحسب الباحثين فإن المعلومات التي توفرها هذه التطبيقات الهاتفية يمكن بفضلها لأي شخص أن يتمكن من رسم خريطة لتحركات الشخص الذي يتم رصده، وبالتالي تتم بالتحديد معرفة الأماكن التي ذهب إليها والمكان الموجود فيه حالياً.

تكنولوجيا التتبع

كما تمكن باحثون من جامعة الدنمارك للتكنولوجيا من ابتكار نظام الكتروني جديد يمكنه تتبع الأشخاص من خلال إشارات شبكات الـ»واي فاي» التي تلتقطها هواتفهم المحمولة، وهي إشارات ومعلومات تطلب الدخول عليها أغلب التطبيقات التي يتم تثبيتها على الهواتف المحمولة، ويوافق على ذلك مستخدمو هذه التطبيقات، بما يؤكد أن الهاتف الذكي يمكن أن يتحول بفضل شبكات الـ»واي فاي» إلى محطة للتجسس على صاحبه، ومتابعتهم وانتهاك خصوصياتهم.
ويُتيح النظام الجديد تتبع شخص والتجسس عليه ومعرفة مكانه وتنقلاته بالضبط من خلال إشارات شبكات الانترنت المتوفرة في المكان والتي يقوم الجهاز بالتقاطها، كما يتيح أيضاً معرفة الأشخاص الذين يرافقون الشخص المستهدف بالمراقبة وذلك من خلال الذبذبات ذاتها التي تلتقطها هواتفهم المحمولة.
وتقول الـ «دايلي ميل» عن هذه التقنية الجديدة إنها تكشف حجم «تآكل الخصوصية» الذي تسببت به الهواتف المحمولة الذكية، وكذلك كيف تلعب التطبيقات المثبتة على هواتفنا دوراً في الوصول إلى المعلومات التي تخص المستخدمين وصولاً إلى تتبعهم ورصدهم ومعرفة أماكن تواجدهم.

الصين تتجسس على الملايين

في هذه الأثناء، فقد تمكن خبراء كمبيوتر ومتخصصين في أمن المعلومات مؤخراً من اكتشاف برمجية موضوعة سلفاً في أجهزة هاتف محمول ذكي يقوم بمهام ارسال الرسائل والمعلومات دون علم مسبق من صاحب الجهاز، ودون أن يعطي الأمر لذلك، ليتبين أن هذه البرمجية تقوم بارسال رسالة نصية واحدة كل 72 ساعة إلى جهة ما في الصين.
وذكرت الـ «دايلي ميل» إن هذا «الباب الخلفي» موجود في أكثر من 700 مليون جهاز هاتف منتشرة حول العالم، وجميعها من الأجهزة التي تعمل بنظام «آندرويد» وهو نظام التشغيل الأوسع انتشاراً في العالم في الوقت الراهن، وتنتجه شركة «غوغل» الأمريكية.
وقالت شركة (BLU) في ولاية فلوريدا الأمريكية إنها اكتشفت أن 120 ألف جهاز من هواتفها المحمولة الذكية تتضمن هذه البرمجية الخبيثة وإنها أجرت على الفور تحديثاً لهواتفها يرمي للقضاء على هذا «الباب الخلفي» وإغلاق منفذ التجسس الذي يُستخدم لحساب الجهة غير المعروفة في الصين.
وحسب المعلومات فإن شركة أمن معلومات أمريكية تُدعى (Kryptowire) ومقرها ولاية فيرجينيا الأمريكية هي أول من اكتشف الثغرة الأمنية التجسسية الموجودة في ملايين الأجهزة حول العالم.
وقالت الشركة في بيان لها إنها تمكنت من التعرف على العديد من النماذج لبرمجيات تجسس موجودة في هواتف تعمل بنظام «أندرويد» وتقوم بجمع البيانات الحساسة من هواتف أصحابها لصالح «جهة ثالثة» دون الحصول على إذن أو موافقة من المستخدمين.
وأكدت شركة (Kryptowire) أن الهواتف المحمولة الذكية التي تتضمن برمجيات تجسسية خبيثة باتت تنتشر في أيدي المستخدمين في الولايات المتحدة بسبب أنها تُباع على الانترنت من خلال المواقع الرئيسية الكبرى مثل «أمازون» الذي يشتري منه الأمريكيون الكثير من حاجياتهم، بما في ذلك الهواتف والأجهزة وغير ذلك.
وحسب ما تم الكشف عنه فإن البرمجية التجسسية تقوم بنقل الرسائل النصية بشكل كامل من أجهزة المستخدمين، إضافة إلى قوائم الأرقام والبيانات المخزنة على الهاتف، والمكالمات الصوتية السابقة، وأرقام الهاتف الصادرة والواردة من وإلى الهاتف.
ومن المعروف أن كلاً من الصين والولايات المتحدة تخوضان حرب معلومات حقيقية، كما أن ثمة تنافسا كبيرا بين البلدين في مجال التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، إذ تتسابق الشركات في كلا البلدين من أجل تحقيق التفوق والتقدم في هذا المجال.
يشار إلى أن الهواتف المحمولة سهَّلت على الأجهزة الحكومية وعلى مزودي خدمات الاتصالات في العالم تتبع الأشخاص، حيث يمكن تحديد البرج الذي يتلقى منه أي هاتف محمول الاشارة، وبالتالي تحديد المنطقة التي يتواجد فيها صاحب هذا الهاتف، فضلاً عن أن دقة الإشارة يمكن أن تحدد مدى قرب أو بعد الشخص عن البرج الذي يزوده بالخدمة، بما يجعل الهاتف المحمول وسيلة تتبع لحركة اي شخص في العالم، إلا أن الجديد في الدراسة أن العديد من التطبيقات على الهواتف الذكية يمكن أن توفر معلومات مكانية عن المستخدم لطرف ثالث، اي لجهة غير المستخدم ومزود الخدمة.

«غوغل» تكتشف استخدام تكنولوجيا جديدة للتجسس وتحظر مئات التطبيقات الهاتفية

شوارع ذكية في المستقبل تشحن السيارات الكهربائية تلقائياً

Posted: 27 May 2017 02:02 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: يبدو أن التطور التكنولوجي الهائل يصل دوما إلى مستويات لا يتخيلها عقل الإنسان في الوقت الحالي، حيث عندما ظهرت السيارات الكهربائية قبل سنوات كان المستخدمون يخشون من أزمة في إعادة شحن بطارياتها، لكن أحدث صيـحـــات التكنولوجيا تكشف عن أن السيارات الكـــهــربائية في المســتقـــبــل لن تحتاج لإعادة الشحن أصلاً، لأن الشوارع الذكية ستقوم بإعادة الشحن تلقائياً.
وابتكرت الشركة المصنعة لرقاقات الهواتف الذكية (كوالكوم) شارعا يشحن السيارات الكهربائية عند مرورها فوقه حتى عند سيرها بسرعات عالية، لتكون هذه الإشارة هي الأولى من نوعها التي تكشف عن تحول ربما في الشوارع مستقبلاً وليس فقط في السيارات.
ومن شأن هذا النوع من الطرق السريعة والذكية أن يُحدث ثورة في سوق السيارات الكهربائية التي تشهد العديد من عقبات شحن البطاريات في الوقت الحالي.
وقالت جريدة «ديلي ميل» البريطانية إنه تم إجراء أول عرض مباشر لطريق الشحن اللاسلكي الذي يمتد على مسافة 100 متر قبل ايام في فرنسا، ويعمل الطريق عبر ربط عدد من منصات الشحن اللاسلكية «هالو كوالكوم» المصممة لشحن السيارة الكهربائية عند توقفها.
واقترح الخبراء في الشركة فكرة إدراج هذه المنصات فعليا في أجزاء من الطريق، عند إشارات المرور، وفي سيارات الأجرة لتطبيق عملية الشحن عند التوقف.
وأظهر العرض الأخير أن هذه التكنولوجيا قابلة للتكيف والتعديل، وتم تشغيل سيارتين من طراز رينو، على امتداد الطريق السريع، لإظهار فعالية شحن البطاريات في أثناء الحركة.
وبالفعل، تم إرسال 20 كيلو واط من الطاقة إلى كل سيارة، خلال العرض التجريبي، وهو تقريبا ما توفره معظم نقاط شحن السيارات الكهربائية العامة المنتشرة في بريطانيا.
ويمكن لهذه التكنولوجيا حل مشكلة نفاذ شحن بطاريات السيارات الكهربائية على الطرق السريعة، مع الحد بشكل كبير من أوقات سفر سائقي السيارات الكهربائية، بحثا عن نقاط الشحن.
وذكرت الشركة الأمريكية (كوالكوم) التي تصنع أيضاً رقائق هواتف أندرويد وآبل أن الأمطار الغزيرة لا تؤثر على عملية الشحن اللاسلكي، حيث قامت بتطوير التكنولوجيا الحديثة بالشراكة مع مؤسسة الأبحاث الفرنسية (فيدكوم) كجزء من مشروع أوروبي بقيمة 9 ملايين يورو.
ومن الواضح أن هناك بعض العراقيل التي تواجه المشروع، مثل التكلفة العالية لتركيب وصيانة الطرق ذات التقنية العالية، إلا أنه وعلى الرغم من ذلك فيمكن أن يكون لهذه التقنيات المتطورة أثر كبير على الصناعة ككل، حيث قد تتطلب السيارات الكهربائية عددا أقل من البطاريات، وبالتالي تصبح أخف وزنا، ويغدو إنتاجها أقل تكلفة وينخفض سعرها.

شوارع ذكية في المستقبل تشحن السيارات الكهربائية تلقائياً

عالم فيزياء: الحفاظ على الجنس البشري يتطلب الهروب من الأرض

Posted: 27 May 2017 02:02 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»:دعا عالم الفيزياء البريطاني المعروف ستيف هوكينغ والذي يعتبر الأشهر حالياً في العالم إلى البحث عن مكان آخر صالح للحياة غير كوكب الأرض، وذلك من أجل الحفاظ على الجنس البشري الذي بات مهدداً في هذا الكوكب.
ومن المقرر أن يطرح هوكينغ رؤيته الخاصة للحفاظ على الجنس البشري خلال المؤتمر الدولي للعلوم والفنون الذي سيعقد في النرويج الشهر المقبل، وسوف يدعو فيه إلى الخروج من كوكب الأرض وضرورة البحث عن مكان آمن صالح للحياة خارج هذا الكوكب.
ونقلت شبكة «روسيا اليوم» عن هوكينغ قوله: «أستطيع الجزم بأنه يجب علينا البدء بالبحث عن أماكن قابلة للحياة غير كوكب الأرض، وإلا سوف ننقرض، يجب علينا التقدم باتجاه الفضاء من أجل مستقبل البشرية، وأنا لا أعتقد بأننا سنعيش 1000 سنة أخرى، إذا لم نهرب إلى خارج حدود كوكبنا الهش».
وتأتي تلك التصريحات من هوكينغ بعد تصريحات أخرى كان قد أدلى بها في نيسان/أبريل الماضي وأيد فيها فكرة استحداث حكومة عالمية موحدة حيث قال: «فكرة استحداث مثل تلك الحكومة ضرورية، كون الأرض مهددة بأخطار كبيرة كالحروب النووية والبيولوجية، وأخطار كبيرة أخرى كالطبيعة العدوانية للبشر والتي تؤثر بشكل أو بآخر على التطور على سطح الكوكب… نحن بحاجة إلى السيطرة على الغريزة العدوانية عن طريق المنطق والحس السليم».
ويعتبر هوكينغ من أبرز علماء الفيزياء النظرية على مستوى العالم، درس في جامعة أكسفورد وحصل منها على درجة الشرف الأولى في الفيزياء، وأكمل دراسته في جامعة كامبريدج للحصول على الدكتوراه في علم الكون، له العديد من الأبحاث النظرية في علم الكون وأبحاث في العلاقة بين الثقوب السوداء والديناميكا الحرارية.
وبدأت شهرة هوكينغ بالازدياد في ثمانينيات القرن الماضي، وخصوصا بعد صور كتابه «تاريخ موجز للزمن» الذي طرح في الأسواق في نيسان/ أبريل 1988 والذي ترجم إلى عشرات اللغات وبيعت منه أكثر من 10 ملايين نسخة.

عالم فيزياء: الحفاظ على الجنس البشري يتطلب الهروب من الأرض

«روبوت» قتالي روسي جديد بقدرات كبيرة

Posted: 27 May 2017 02:02 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»:؟ انتهت شركة «كلاشينكوف» الروسية من تجربة ناجحة للروبوت القتالي الجديد الذي أطلقت عليه اسم «سوراتنيك»، وذلك ضمن مشروع تصميم روبوتات يتم التحكم بها عن بعد، وهو المشروع الذي يتم لصالح وزارة الدفاع الروسية.
ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية عن مدير عام شركة «كلاشنكوف» أليكسي كريفوروتشكو قوله إن التجربة جرت في ظل محاكاة لظروف القتال الحقيقي، وقد لفت الروبوت اهتمام الأجهزة الأمنية الروسية الأخرى إلى جانب القوات المسلحة.
وأضاف أن روبوت «سوراتنيك» القتالي مزود حاليا برشاش «كورد» الثقيل، لكن بالإمكان تزويده بأنواع أخرى من الأسلحة مع العلم أنه لا يجري تصميم سلاح خاص به.
وأضاف كريفوروتشكو أن الروبوت غير مخصص لإنتاجه على دفعات، إلا أن الشركة ستستفيد من الخبرات التي اكتسبتها في أثناء إنتاجه، لتصنيع روبوتات قتالية أخرى.
ويشكل هذا الروبوت الجديد حلقة جديدة في سلسلة الانتاجات التي قامت بها روسيا مؤخراً في هذا المجال من أجل الوصول الى «جيش آلي» أو «جيش ذكي»، وذلك في محاولة لتقليل المخاطر التي يواجهها المقاتلون الروس خلال الحروب وفي ساحات القتال.
وكانت روسيا كشفت العام الماضي عن «قناص آلي» يُحارب في صفوف جيشها، وهو الأول من نوعه في العالم ويمكن أن يشكل ميزة يتفوق بها الجيش الروسي على غيره في المعارك القتالية البرية التي تشكل الخطر الأكبر الذي يواجه جنود المشاة في العادة.
وكشفت روسيا عن القناص الآلي خلال معرض «إنتربوليتكس ـ 2016» للتقنيات الحديثة في موسكو، وقالت إنه يستخدم الأسلحة الخفيفة وهو مخصص لمعارك المدن وحروب العصابات.
وشركة «لوبيف آرمز» الروسية المتخصصة في تصنيع بندقيات القنص الفائقة الدقة كشفت في المعرض عن الروبوت القناص الأول من نوعه في العالم.
وقال ناطق باسم الشركة إن الروبوت التكتيكي الجديد تعلم تسلق السلالم وإطلاق النيران من الشبابيك. وتم تصميمه خصيصا لخوض معارك المدن ومكافحة الإرهابيين، وبوسعه انتظار هدفه مدة 30 ساعة. ثم يجب بعدئذ أن تغيّر بطاريته.
ويقوم الروبوت بإطلاق النيران شبه الأوتوماتيكية باستخدام طلقات عيار 7.62 ملم، وذلك بأمر من مشغّل يرسل أوامره عن بعد. وتغذى بندقيته بواسطة خزان يتسع لـ60 طلقة على غرار ما يزود به رشاش كلاشينكوف. ويبلغ مدى إطلاق نيرانه 400 متر. ويتوفر في الروبوت كمبيوتر للمواصفات البالستية ومقياس مسافات ليزري.
وكانت شركة روسية أعلنت مؤخراً أنها تمكنت من ابتكار دبابة ذكية تمثل إضافة مهمة ويمكن أن تحدث فارقاً ملموساً في الأعمال القتالية البرية على الأرض، وتتميز بالعديد من المواصفات غير المسبوقة والتي لم تتمكن حتى التكنولوجيا الأمريكية المنافسة من ابتكارها حتى الآن.
وحسب المعلومات التي نشرتها وزارة الدفاع الروسية فإن الدبابة الجديدة المسماة (Uran ـ 9) مقاومة للحريق ولا تتأثر بلهيب النار، كما أنها تعمل بالتحكم عن بعد بواسطة الريموت حيث لا تحتاج إلى أي سائق ولا مقاتلين بداخلها، إضافة إلى كونها صغيرة الحجم وقادرة تبعاً لذلك على الوصول إلى الأماكن التي لا تصل اليها الدبابات التقليدية.
وتشتمل الدبابة الصغيرة التي لا يزيد ارتفاعها كثيراً عن ارتفاع الإنسان العادي عندما يكون واقفاً، وعلى رشاشات آلية كاملة، ومدفعية من طراز و30 مليمترا، وتستطيع أن تطلق ما بين 350 إلى 400 رصاصة في الدقيقة الواحدة.
وتقول روسيا إنها ابتكرت هذه الدبابة من أجل تزويد القدرات المتوفرة لسلاح المشاة التابع لها، ولقوات مكافحة الإرهاب، حيث أن الدبابة غير المزودة بالبشر تعطي للقوات الروسية قدرة أكبر على الاستطلاع ودعم القوات الماشية على الأرض خلال المعارك والأعمال القتالية.
وتتكون الدبابة من اثنين من الرجال الآليين كأركان فيها بدلا من المقاتلين العاديين، كما أنها تتضمن عقلاً الكترونياً يقوم بتنفيذ الأوامر التي يتلقاها عن بُعد.
يشار إلى أن الروبوتات دخلت في صناعة الأسلحة في العالم على مستوى كبير جداً خلال السنوات الأخيرة، حيث تمكنت شركات صناعات حربية كبرى من ابتكار طائرات بدون طيار ودبابات بدون سائق ومعدات عسكرية عديدة يمكن استخدامها دون أي تدخل من البشر، إلا في حال التحكم بها عن بُعد.

«روبوت» قتالي روسي جديد بقدرات كبيرة

المغرب: المجلس الوطني لحقوق الإنسان يرسم صورة قاتمة عن المساواة بين الرجل والمرأة

Posted: 27 May 2017 02:01 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي»: رَسَم تقرير صادر عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالمغرب (مؤسسة دستورية تعنى برصد وتقييم وتتبع وضعية حقوق الإنسان في المغرب) «صورة قاتمة» عن وضعية المساواة والإنصاف بين الرجل والمرأة في المملكة المغربية.
رصدٌ وتحليل للمعطيات الإحصائية والتقارير المؤسساتية المتعلقة بالمساواة والمناصفة بين الجنسين مكنّ المجلس من الوقوف عند أشكال التمييز التي تعاني منها المرأة المغربية على أصعدة متعددة، من السياسي والاقتصادي، وصولاً إلى الاجتماعي والثقافي. وتطرّق المجلس في تقريره المُعنون بـ»وضعية المساواة والمناصفة في المغرب.. صون وإعمال غايات وأهداف الدستور»، إلى إشكالية المساواة والمناصفة وفق ثلاثة محاور كبرى، يتمثل الأول في الإطار التشريعي المنظّم لمصادقة المغرب على الاتفاقيات والمعاهدات في مجال المساواة، مُسجّلاً في الصدد ذاته ما سمّاها بـ»الازدواجية القانونية» التي تطبع تعاطي المغرب مع هذا المطلب، بينما يهمّ المحور الثاني المساواة والمناصفة في الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فيما يتصل المحور الثالث بالسياسات العمومية وآثارها على النساء الأكثر عرضة لإنتهاك حقوقهن.

ماضٍ طويل من الإهمال

لعل واقع الإهمال والإقصاء طويل الأمد الذي لحق المرأة من الزاوية الحقوقية، يُعزى إلى عامليْن أساسييْن، الأول متعلق بكون حقوق الإنسان، ورغم أنها فكرة راسخة في كافة المواثيق والمعاهدات الدولية بدءًا من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لسنة 1948، وتشمل بذلك الإنسان من كِلا الجنسين، إلاّ أن الاستفادة الفعلية من هذه الحقوق غالباً ما تكون من نصيب الرجل على حساب المرأة مما يبرر «علاقة اللاّتكافؤ» بينهما على مرّ التاريخ.
العامل الثاني المساعد على تكريس واقع الإقصاء، الذي تعتبره الحركة الحقوقية النسائية مُمنهجاً ضدها، هو اتساع الوعي بكون إحترام حقوق الإنسان في مدلولها العام، لم يعد معيارا كافيا لقياس مدى الالتزام الحقيقي بالخيار الديمقراطي في الدول العريقة، دون الاهتمام بحقوق المرأة تحديداً، نظرا لكون هذا النوع من الحقوق أصبح في حد ذاته رافداً من روافد الديمقراطية، وشرطاً لازماً لتحرّر أي مجتمع.
وفضلاً عن كونها حقاً من الحقوق الأساسية والأولية للنساء، فإن المساواة بين الجنسين هي بمثابة اللبنة الأساسية لإرساء دعائم مجتمع ديمقراطي، غير أنه، وفي أغلب المجتمعات، تتعرض النساء لأوجُه متنوعة من عدم المساواة في القانون كما الواقع داخل الأسرة وخارجها.

القانون إذ يناقض نفسه

وضعيةٌ هشة ومأزومة لا زالت تتخبط فيها المرأة في أنحاء العالم عموماً، والمرأة المغربية على وجه الخصوص؛ هذه الأخيرة التي باتت تطالب بالمساواة والمناصفة مع شقيقها الرجل بعد مرور أكثر من عقد على إصلاح «مدونة الأسرة» في المغرب، وحوالي ست سنوات من إعمال دستور تموز/ يوليو 2011.
ورغم أن الدستور المغربي نصّ في فصله الـ19، على المساواة التامة بين الجنسين في كل الحقوق، إذ «يتمتع الرجل والمرأة، على قدم المساواة، بالحقوق والحريات المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، الواردة في الباب الثاني من الدستور، وفي مقتضياته الأخرى، وكذا في الاتفاقيات والمواثيق الدولية، كما صادق عليها المغرب»، فضلاً عن رفعه رسمياً لتحفظاته السابقة بخصوص «اتفاقية مناهضة كافة أشكال التمييز ضد المرأة» (سيداو) إلاّ أن مشروع القانون رقم 103-13 ظل «حبيس الرفوف»، حسب تعبير فوزية عسولي، المناضلة الحقوقية المغربية عن «فدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة» (جمعية مدنية مغربية تعنى بالدفاع عن حقوق وحريات المرأة).
وأشارت في تصريح لـ»القدس العربي»، إلى أن الإطار القانوني الخاص بحقوق النساء المغربيات ورغم كونه عرف تطورا كمياً ملموساً ومجهوداً مبذولا من سنوات، إلا أنه «لا زال يتناقض مع نفسه»، من خلال تضمُّنه لنصوص تشريعية وقانونية «لا تنصّ على المساواة في عمقها وتمثل حيفاً في حق المرأة المغربية»، مثل قوانين «زواج القاصرات» و»تعدد الزوجات» وقانون الميراث.
وبخصوص مشروع قانون يتعلق بإحداث «هيئة للمناصفة ومكافحة كافة أشكال التمييز ضد النساء»، كانت قد أعدّته وزارة المرأة والتضامن والأسرة والتنمية الاجتماعية المغربية وصادقت عليه الحكومة ة، فقد اعتبرت عسولي أنه «أفرغ الهيئة التي نصّ عليها الفصل 164 من الدستور من مضمونها وآلياتها على عكس ما جاءت به المقتضيات الدستورية من حماية للمرأة من التمييز بكل أشكاله»، معتبرة في الوقت نفسه أن «مشروع القانون لم يتناول إشكالية مفهوم التمييز بالدقة المطلوبة في مثل هذه القضايا، ذلك أن التمييز ينقسم إلى مباشر وغير مباشر»، كما استنكرت الناشطة الحقوقية نفسها، ما وصفته بـ»تأخّر وتماطل الحكومة المغربية» في إخراج هذا القانون الهام إلى حيز الوجود، إذ إن «غيابه يشكل غياباً لآليات وضمانات حماية النساء من التمييز بمختلف أشكاله».

بين الكمّي والنوعي

تبقى إشكالية تنزيل المناصفة بين الجنسين في المغرب من أكثر الإشكاليات إثارة للجدل في النقاشات الحقوقية الدائرة في المغرب منذ مطلع القرن الواحد والعشرين، لكنها محدد أساسي ومرجعي لتقييم تقدم المجتمعات ونموّها.
وإذا كان القانون المغربي لم يقدّم تعريفاً محددا للمناصفة «كآلية لتحقيق وبلوغ المساواة الفعلية بين الرجل والمرأة»، وهو ما عابه المجتمع المدني النسائي على مشروع القانون المحدِث لهيئة المناصفة، فإن الناشطة الحقوقية النسائية المغربية فوزية عسولي تعتبر أن «المناصفة ليست آلية فقط، بل هي وسيلة في الآن نفسه»، محدِّدة أن الهدف منها «تمكين النساء باعتبارهن نصف المجتمع من سلطة التمثيلية في مختلف المجالات (50 في المائة)، فضلاً عن تمكينهنّ من سلطة القرار»؛ وهو ما يشكّل، حسب المتحدثة ، مناصَفة على مستويين كمي ونوعي.
وفي معرض حديثها إلى «القدس العربي»، حدّدت عسولي «التمييز ضد النساء في بُعديْن، عمودي وأفقي»، مشيرة إلى أنه «يخترق مختلف المستويات والصعد الممكنة في بنية المجتمع».

المرأة وسوق العمل

في آذار/ مارس 2015، شكلت المناصفة والمساواة محور لقاء نظّمه المجلس الاجتماعي والاقتصادي والبيئي (مجلس دستوري يرفع تقارير سنوية حول الوضعية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في المغرب)، وحضره مسؤولون من ثلاث مؤسسات دستورية مغربية (الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، مؤسسة الوسيط، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان).
وخلال مداخلة له في اللقاء، اعتبر نزار بركة، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أن النقاش المعتمل في السنوات الأخيرة في المغرب حول المساواة والإنصاف يبقى «نقاشاً صحياً»، إذ «لا يمكن للمغرب أن يصل إلى تحقيق أي تقدم أو تنمية، ونصف المجتمع هشّ أو مقصي أو غير مؤهل أو عرضة للعنف بمختلف أشكاله ومستوياته»، حسب تعبيره، داعيا إلى إحياء نقـــاش عــمــومي، والســـعــي إلى تجاوز «الأنماط السلبية في التفكير والسلوك، والاستعاضة عنها بقيم إيجابية».
واقترح بركة أن ينصبّ العمل أولا على ترسيخ ثقافة المساواة وعدم التمييز بين الرجال والنساء، وذلك من «خلال استهداف منابع التمييز والقضاء عليها والوقاية منها بمختلف أشكالها».
وفي تقرير للمجلس نفسه صادر سنة 2014 بخصوص «أشكال التمييز ضد النساء في الحياة الاقتصادية»، أقرّ أن «الولوج المحدود للنساء المغربيات إلى مناصب المسؤولية واتخاذ القرار يؤثر على النموّ الاقتصادي». كما أورد أن «مقاربة النوع الاجتماعي تغيب عند إعداد السياسات العمومية ولا تؤخذ بعين الاعتبار إلا علـى هامش بعض البرامج الخاصة، وليس في إطار وضع سياسة عامة ومندمِجة للتشغيل».
وحسب عسولي، فإن «معدل تواجد النساء المغربيات على مستوى سوق الشغل شهد انخفاضًا ملحوظاً منذ سنة 2000، ليصل في السنين الأخيرة إلى 23 في المائة، كما أن نسبة البطالة تعتبر وسط النساء (24 ٪) وهي نسبة مضاعفة مقارنة مع البطالة في أوساط الرجال (12 ٪)»، لافتة إلى أنه «كلما كانت المرأة في المغرب ذات مستوى تعليمي وتكويني عالٍ كلما كانت عُرضة أكثر لشبح البطالة».
اجتماعياً، فقد وصل عدد الأسر المغربية التي تعيلها نساء إلى مليون و250 ألف أسرة تعيش وضعية هشاشة وإقصاء اجتماعي، وهو ما يبرز عدم استفادة المرأة من برامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية».
وبشأن تقييمها لخطة حكومية للمساواة في المغرب (2012-2016) اشتُهرت باسم «إكرام»، قالت الناشطة الحقوقية المغربية «إن تصنيف المغرب عالميا بخصوص حقوق ووضعية المرأة، يظل مخجلاً وكافٍ لمعرفة مآل وتقييم الخطط والبرامج الحكومية».

مطلب بعيد المنال

وأكدت فوزية عسولي لـ»القدس العربي»، أن «مطلب بلوغ المناصفة والمساواة في مجال التمثيلية السياسية في المغرب ما يزال بعيد التحقق، لأن آلية التمييز الإيجابي (الكوتا) تعيد إنتاج نفس آليات العائق الثقافي أمام بلوغ المناصفة والمساواة»، مستدِلّة في هذا السياق بالحضور السياسي «الضعيف والباهت»، حسب وصفها، للعنصر النسوي داخل التشكيلة الحكومية الأخيرة بالمغرب، وهو ما رأت فيه عسولي «حيفاً كبيراً يطال المرأة المغربية على الصعيد السياسي»، وبذلك «يعيد إنتاج وتكريس نفس الصور النمطية عن المرأة».
أما حضور المرأة في برامج النقاش السياسي وفي الإعلام العمومي، يشكل حسب عسولي، أيضاً عاملاً لقياس مدى تنزيل آليات المناصفة والمساواة في الحقل السياسي المغربي، وهو الحضور «الذي يظل مقتصراً فقط على مناقشة وتحليل مواضيع نسائية فقط» حسب تعبير الرئيسة السابقة لفدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة في المغرب.

المغرب: المجلس الوطني لحقوق الإنسان يرسم صورة قاتمة عن المساواة بين الرجل والمرأة
الناشطة فوزية عسولي تستنكر التأخر في إخراج قانون المناصفة بين الجنسين
يوسف يعكوبي

إرشادات لإدارة الحالة الصحية والوقاية من المضاعفات المحتملة: الأمراض المزمنة وشهر الصيام

Posted: 27 May 2017 02:01 PM PDT

بصورة عامة يعتبر الصوم باختلاف أوقاته وشروطه، أحد القواسم المشتركة في جميع الديانات، ويمكن أن تعد هذه إشارة لعظيم فوائده على صحة الإنسان. ويقدم الدكتور عبد الرحمن حمد عثمان استشاري الباطنية بعض الإرشادات المهمة لكيفية تعامل مرضى الأمراض المزمنة مع رمضان من منظور صحي.

الموانع الصحية للصوم

عن الحالات الصحية التي يمكنها أن تعيق المريض عن الصيام يقول: «إن الاستطاعة هي المعيار الأهم في تحديد جاهزية أي مريض للصيام، كما ينبغي أخذ القرار بشأن كل حالة على حدا، ويستلزم استشارة الطبيب المسؤول للإجابة على تساؤلات المرضى المتعلقة بإمكانية الصوم». وحسب رأيه فإن: «هنالك أمراض تستدعي عدم القيام بذلك لدى غالبية أصحابها»، وهي:
• مرض السكري من النوع الأول
• مرض السكري النوع الثاني في حالات محددة وخصوصاً:
صعوبة التحكم في المرض.
تذبذب وعدم استقرار مستويات سكر الدم.
وجود حالات هبوط شديدة في السكر، أو حماض «كيتوني» في الثلاثة أشهر التي تسبق رمضان.
فقدان الإحساس بهبوط السكر.
قصور الكبد المتقدم.
احتقان القلب.
القرحة الهضمية.
وأوضح في السياق نفسه: «بالنسبة لمرضى قصور الكلى المتقدم، احتقان القلب والقرحة الهضمية، ننصح بمراجعتهم لطبيبهم المباشر، وذلك لضمان تقديم الإرشادات المناسبة والتي تختلف باختلاف الحالة».
وبالنسبة للعقاقير التي يتناولها المريض، وحتى لا يحدث تضارب بين مواقيتها والصيام، يرى أنه: «يجب إعادة ضبط مواعيد معظم جرعات الأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم لتتوزع على طول الفترة المسائية، أما بالنسبة لحقن «الأنسولين» بشكل عام، فقد يحتاج المريض لزيادة الجرعة التي تؤخذ مع وجبة الإفطار، بعكس جرعة السحور والتي قد تحتاج لتخفيض، وذلك بحسب النمط الغذائي للمريض، ويجدر التنبيه هنا إلى ضرورة قياس معدلات السكر في الدم قبل وبعد الإفطار بساعتين، خصوصاً في الأسبوع الأول من شهر رمضان».
حسب رأيه فإن شهر رمضان: «يعتبر فرصة نموذجية للتخلص من عاداتنا الغذائية الغير سليمة، فمن المهم جداً مراعاة تنوع أصناف الطعام لنضمن حصولنا على غذاء صحي ومتكامل، ومن الإرشادات المهمة أيضاً مراعاة التروي في تناول الطعام، وعدم الإسراع فيه مع تجنب أو الحد والتقليل من الحلويات والمشروبات الغازية، إضافة لشرب كميات كافية من الماء بعد الإفطار».
ويواصل: «بشكل عام، يعتبر رمضان فرصة ذهبية لممارسة الرياضة باعتبارها نشاطاً اجتماعياً، وبالإضافة لكم الفوائد الكبيرة التي تجنى من الرياضة على جميع المستويات والأصعدة، هي تساعد في تقليل الوزن الزائد والذي يعاني منه الأغلبية خلال هذا الشهر».

الفوائد الصحية للصوم

أثبتت العديد من الدراسات الطبية التأثير الإيجابي للصوم، والتي يعددها الدكتور كالتالي:
• خفض معدلات الدهون في الدم، وذلك بحرق الدهون أثناء الصوم ليتم استخدامها كمصدر للطاقة.
• خفض معدل ضغط الدم، عن طريق تقليل معدل بعض الهرمونات في الجسم مثل الأدرينالين.
• تقوية الجهاز المناعي.
• المساعدة في التخلص من العادات المضرة للصحة كالتدخين مثلاً.
• إراحة الجهاز الهضمي والبنكرياس مما يؤثر إيجاباً على مرضى السكر ومتلازمة القولون المتهيج.

الصوم والصحة النفسية

بالنسبة لفوائد الصيام على الصحة النفسية قائلاً: «بما توفره مناخات رمضان من تقارب أسري وتواصل اجتماعي خاصة في الإفطار والسحور، وبما يعززه الجانب التعبدي من راحة للبال وطمأنينة للنفس، فإن الحالة الصحية لدى أصحاب الاعتلالات النفسية مثل الاكتئاب يبدأ بالتحسن».

إرشادات لإدارة الحالة الصحية والوقاية من المضاعفات المحتملة: الأمراض المزمنة وشهر الصيام

ثروت همت

شوربة الفريك

Posted: 27 May 2017 01:01 PM PDT

المكونات والمقادير: ربع كيلو لحم
حبة بصل
حبة طماطم
نصف كأس فريك
قليل من الحمص
فلفل أسود
ثلاث ملاعق زيت
ملعقتا طماطم مصبرة
ملح

طريقة التحضير
نضع في قَدر قطع اللحم ونفرم فوقها البصل والطماطم المصبرة ونضيف الزيت والحمص ونصف ملعقة صغيرة فلفل أسود وقليل ملح مع نصف كأس ماء ونتركها تتقلى مدة خمس دقائق.
بعد ذلك نضيف ما يناسب من الماء ونترك الخليط يغلي لمدة ربع ساعة قبل أن نضيف إليها نصف كأس من الفريك مع إضافة حبة الطماطم التي يجب أن نفرمها ونترك الخليط يغلي مدة خمس دقائق أخرى حتى يتخثر قليلا.
قبل أن نطفئ الموقد بنحو دقيقة نضع حبة فلفل حار لتكسب الشوربة مذاقا سحريا
يمكن تقديم الشوربة مع إضافة بعض النعناع، أوالمعدنوس لإضفاء مذاق خاص.

شوربة الفريك

طبق الأسبوع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق