Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الخميس، 28 سبتمبر 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


حول سماح السعودية للنساء بقيادة السيارات

Posted: 27 Sep 2017 02:32 PM PDT

بعد عشرات السنوات من الرفض ومعاندة المنطق الإنساني البسيط وحتى أصول الشريعة الإسلامية السمحاء اتخذت المملكة العربية السعودية أول أمس قرارا بالسماح للنساء بقيادة السيارات.
مقارنة ببقية الدول العربية (ودول الخليج نفسها) ودول العالم كلها كانت السعودية مثالا فريدا ونموذجا على انغلاق الأفق والتعصب واحتقار المرأة وإنكار مصالح المجتمع نفسه بحيث اكتسبت سمعة البلد الأكثر رجعية وتخلفا في العالم.
الأسوأ من ذلك أن هذا المنع الجائر كان يمارس، للأسف، باسم الشريعة والدين، وهو ما جعل الدين الإسلامي يرتبط، في أذهان سكان الأرض، بالإساءة للمرأة وحقوقها، والتعصب ضدها، وكذلك بمساوئ الحكم الثيوقراطي المطلق الذي يحكم بلاده بالسيف وبقوة التقاليد البالية والأعراف المنسوخة لا بالالتزام بالقوانين الإنسانية المرعية والمتعارف عليها في كل العالم.
وكانت التحليلات السياسية والاجتماعية تعزو هذا العناد السعودي الكبير في مواجهة العالم إلى التحالف الشهير الذي قامت عليه الدولة، بين العائلة المالكة السعودية وطبقة من رجال الدين المتشددين، وكان هذا التحالف الأساس المكين لتبادل مصالح الطرفين وتثبيت شرعية السلطة وتحويلها من نظام قائم على الغلبة والقمع إلى شرعية دينية، ووصل الأمر إلى وجود سلطتين، دينية، تمثلها هيئة كبار العلماء وأداتها التنفيذية المسماة «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، وأمنية، تمثلها أجهزة الشرطة والأمن الاعتيادية، كما تتداخل السلطتان في مجالات متعددة تخص مصالح المجتمع وشؤونه، وهو ما يعكسه، على سبيل المثال، لقب «خادم الحرمين الشريفين» الذي يطلق على الملك.
وعلى الرغم من أثر هذا الجمع المخيف بين السلطتين الزمنية والدينية على المجتمع السعودي، والعشوائية التي تترتب على التداخلات المعقدة بين سلطات الشرطة والأمن والمطوعة، والتي كان المواطنون السعوديون يعانون أشد المعاناة منها، فإن النساء السعوديات استخدمن كافة أشكال الاحتجاج والتمرد على هذا الحكم ودخلت كثيرات منهن السجون وتعرضن، هن وعائلاتهن، لأشكال من العقوبات والإهانات.
بعد قرار الملك سلمان الأخير أصدرت «هيئة كبار العلماء» بيانا تتراجع فيه عن كل أحكام الزجر والتعنيف السابقة فيما يخص هذه القضية، مستخدمة ربما التعابير نفسها، حول «مصلحة البلاد والشعب» و»حراسة القيم الإسلامية» و»المصالح الشرعية والوطنية»، بل وقالت إن فتاواها السابقة لم تكن ضد قيادة المرأة للسيارة، لأن لا تحريم في هذا الأمر، وأن مواقفها السابقة كانت منوطة بدرء المفاسد وتقليلها، أما ما الذي جعل قيادة المرأة للسيارة الآن مصلحة بعد أن كانت مفسدة فسره طبعا في أن الملك غير رأيه وبالتالي فعلى «هيئة العلماء» أن تلتزم، حتى لو لم تكن مقتنعة بالأمر.
يزيح القرار، على بساطته، حقبة طويلة من الجدل حول الموضوع، وقد يساهم في إزاحة إحساس ممض بالظلم والتمييز والتهميش ضد النساء، ولكنه، من جهة أخرى، يبدو جائزة ترضية صغيرة يستخدم فيها حل هذا الوجع المزمن للمرأة كنقطة دعاية لحملة علاقات عامة للتغطية على الاعتقالات المستمرة ضد ناشطين ودعاة وشخصيات مؤثرة في الرأي العام السعودي، وكذلك للتغطية على التركز المهول للسلطات السياسية والعسكرية والاقتصادية في يد ولي العهد محمد بن سلمان استعدادا لتسلمه الرسمي للقب الملك.

حول سماح السعودية للنساء بقيادة السيارات

رأي القدس

تفو عليكم…

Posted: 27 Sep 2017 02:32 PM PDT

يحيط ببيتي وتحته عشرات ملايين النمل، وربما مليار وأكثر، الله أعلم، وبتقديري أنني قد قتلت منها حتى الآن أكثر من مليون نملة، وبرغم ذلك فهي على عهدها، في كل صباح صيفي أرى صفوفا منها وقد أصبحت متوكلة على الباري عز وجل خارجة بجد ونشاط إلى عملها، بل يبدو لي أنها تعمل في الليل والنهار ولا تستريح أبدا، لو أنني عالِم في مختبر لرششت لونا ما عليها لا يؤذيها لأعرف هل هي النمل نفسها التي تعمل في الليل والنهار أم أنها تعمل بنظام الورديات!
أجد بعضها تحت شجرة التين، وقد انشغل المئات منها بحمل جزيئات ثمرة ناضجة سقطت، ومنها بين أزهار الأحواض، حيث ألقى أحد أولادي الفوضويين شيئا ما يمكن الاستفادة منه، مثل نواة خوخة عليها بقايا من غلاف الثمرة الأوسط، أما الفِرق الخاصة منها فأجدها على جدار المطبخ الخارجي تتسرب من ثقوب إبريز الكهرباء أو شقٍ لا تراه العين المجردة في غارات ذكية مدروسة ومنتظمة كحرب عصابات.
تدهشني قدرتها على اكتشاف حقول غذائها، فهي قد تكتشف ثمرة تين معسّلة على غصن بارتفاع خمسة أمتار، تفاجئني بِسربَي الذهاب والإياب إلى قمة الشجرة حيث الثمرة التي ابتسمت عن قطرة عسل، كيف عرفت بوجود ثمرة على هذا الارتفاع، هذا كأن تشعر أنت بوجود حبة كمثرى على شجرة بارتفاع خمسة كيلو مترات ثم تتسلق حتى تصلها، هل تشم رائحتها! هل هناك فدائيات منها تبحث عن مصادر الغذاء ثم تخبر الملكة التي تصدر أوامرها بإحضارها فورا، هل هما قرنا الاستشعار (الستالايت) يوصلان الرائحة والمعلومات الدقيقة عن الهدف!
سأخبركم بسرٍ عن النمل، سقطت من بين أصابعي حبة فول سوداني محمّصة بالملح على بلاط نظيف، لم تمر دقائق حتى وجدتُ حطامها محاطا بعدد كبير من النمل، السؤال منذ متى صارت النمل تهتم بالطعام المالح! هل نشأت أنواع جديدة منها أم صار في قدرتها تصنيع الملح وتناوله! أتابع خط سيرها أكثر من عشرة أمتار لأعرف كيف علمت بمكان حطام حبة الفول السوداني، هذا يعني بالنسبة لحجم سيقانها أكثر من ملعب كرة قدم! هل هي تموّجات صدى الارتطام على البلاط تسمعه كانفجار عظيم، هل لديها جهاز سيسموغراف!
أما الفرح بسقوط قطرات من المربى في محيطها فلا يعادله فرح، بسرعة ينتشر الخبر، يا نملات يا نملات ياعاملات اركضن قبل التدخل الخارجي واختفاء الحلوى.
أحيانا أجد عاملات منها في غرفة الاستقبال، في عملية بحث بطيئة، تتوقف كل بضع خطوات بحثا عن شيء مفيد، هؤلاء هن الفدائيات.
أكثر من مرة فاجأتها في غرفة نومي إلى جانب سريري، قلت لها: هذه وقاحة، عيب عليكن.
-لا تغضب يا سيدي، إنه غلاف قطعة الشوكولاتة وقشرة التفاح في المنفضة.
أعترف أن النمل لم تعتد على مسكني، بل أنا الذي اعتديت عليها، أنا الذي أتيتُ إلى مملكتها فحفرتُ وأقمت أعمدة وبنيت بيتا فوق أرضها وغطيتها بالباطون.
عشر سنوات والحرب مستمرة بيني وبينها، هي في الواقع ليست حربا بل عدوانا أشنه بشكل شبه يومي عليها، ومع مرور السنين أستطيع القول إنها تحولت إلى حرب إرادات وعض أصابع.
بعد عقد من الصراع أنحني لها احتراما، فهي لم تكلّ ولم تستسلم برغم كل الخراب والدمار والمجازر الهائلة التي ارتكبتها بحقها، بصراحة بت أخجل من نفسي، عندما يمر في خاطري الكم الهائل من الضحايا أشعر بالخجل.
صرت عندما أرشها بالمبيدات أتخيلها تحدث بعضها بعضا: هذا هو الوغد قد جاء، لا يريد أن يفهم أننا هنا في مملكتنا إلى الأبد، جاء المجرم الكيميائي، دعوا هذا الغبي يحاول مرة أخرى، فليحاول هذا المنحط. في إحدى المرات وإذ هممت برشّها توقفت إحداها ورفعت رأسها الكبيرة وحركت فكيها كأنما قالت لي..تفو عليك.
لاحظت أنها خلال المجازر تحافظ على رباطة جأش وانضباط ولا تترك الصفوف إلا لمسافة قصيرة جدا ثم تعود لتنتظم كأنما تموت متعانقة، ولا يلبث الناجون أن يعودوا للعمل.
جثثها تذكرني بلوحات الرسام إسماعيل الشموط، وبالسوريين في الغوطة الشرقية وخان شيخون وخان العسل وغيرها، وبالأكراد في حلبجة وبالفلسطينيين في صبرا وشاتيلا، والعراقيين في ملجأ العامرية.
حاولت إغراقها بالفيضانات، أترك المياه تتدفق من خلال الشقوق ساعات، ولكن لا تمر ساعات حتى تعود.
أذهب إلى متجر بيع الأدوية الزراعية
- أريد أقوى دواء عندك لقتل النمل…
- آه خذ هذا، إنه غالي الثمن ولكنه فعال!
عندما أدفع ثمنه، أفكر كم من الناس يجدون مصدر رزقهم على حساب النمل، (مصانع ومختبرات ومتاجر وعمالا وموظفين ومستهلكين).
في الآونة الأخيرة قررتُ تجنّب ملاحقة النمل خارج نطاق المنزل، لن ألاحقها في الحديقة والخلاء، أولا لأنه من المستحيل القضاء عليها، ثانيا لأنني بت أدرك حقها بالحياة ما دامت لا تسبب الأذى لي ولأبناء أسرتي، لن أهاجم إلا من أجدها داخل البيت، خصوصا في غرفة الاستقبال، لأنها تسوّد وجهي أمام الضيوف الذين قد يشككون في نظافة ربة المنزل، وجدت مستحضرا لا يقتلها ولكنه يبعدها.
الآن أعترف بعد عقد من الحرب عليها أنني صرت أكن احتراما عظيما لها، وتنامى لديّ شعور بالذنب تجاهها.
ليس مصادفة أن القرآن الكريم خصّص سورة للنمل، هذا شرف كبير لها، ودليل على أن الله أكرمها مثلما أكرم النحل صاحب الأفضال الكثيرة.
أعجبتني النملة التي قالت لأخواتها في الآية الكريمة:
«يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون»! وأعجبني جدا سليمان الحكيم عندما سمعها وتبسّم ضاحكا.
أيتها النملة الجليلة، ها هو نسلك يملأ الأرض ظهرها وبطنها ويشكل عشرين من مئة من الأحياء على الأرض، رغمًا عنا نحن المجرمين الذين أبدنا المليارات من أبناء وبنات جنسك، ثم سمّمنا بعضنا بعضا كما لو كنا نملًا وحشرات، أرجو أن تقبلي اعتذاري وأن لا تحقدي عليّ، وإلى المجرمين الذين قتلوا شعوبهم بالكيمائيات وارتكبوا وما زالوا يرتكبون المجازر أقول ما قالته لي تلك النملة الشجاعة.. تفو عليكم..

تفو عليكم…

سهيل كيوان

بين الدمرداش وأديب: نعاقب المثليين أم نعالجهم! حفلة «مزامير» على «العربية»؟

Posted: 27 Sep 2017 02:31 PM PDT

تحتفل فضائية «العربية» بالقرار الملكي، الذي يسمح للسعوديات بقيادة السيارة، في حفلة «زمامير» إخبارية وهلليلة «بيب بيب»، ليس انتصارا لحرية المرأة والمجتمع، بقدر ما هي مراسيم إعلامية لبهرجة السماح، ما يحمل تناقضا لا يليق بأهمية القرار، على الصعيدين الفكري والأخلاقي، في الوقت الذي يفجر فيه أحمد الفيشاوي في مهرجان الجونة المصري قنبلة الحرية على الطريقة العكاشية: البذاءة، ليذكرك باستعراض جيم كاري العاري في حفل توزيع جوائز الموضة البريطانية 1997، مبقيا على ورقة التوت، التي تغطي عورته كتعبير رمزي وإيحائي عن أول عرض أزياء جرى في تاريخ الخليقة، ما اعتبر صدمة إيجابية طالما أنها في سياق الرؤية الفنية، ومن ممثل كوميدي ذاع صيته في الآفاق آنذاك، وبمقدوره امتلاك المسرح بخفة ومرونة، والترويج للأفكار الغريبة بذريعة كوميدية، تخدر الوعي، وتعبر إلى الضمير بسلاسة ودون رادع أخلاقي، وهو ما يحيلك إلى إحيائية جريدة «ميترو» البريطانية ذكرى عشرين عاما على فضيحة الموسيقي البريطاني «جارفيس كوكر»، في حفل مايكل جاكسون، منتصف التسعينيات من القرن الماضي، لما أدار مؤخرته للجمهور، معترضا على تأليه جاكسون كمسيح مخلص، لتصطاده الفرق الأمنية على خشبة المسرح وتطرده ويلاحقه جاكسون قضائيا.
وبين هذا وذاك ترى عالمنا العربي، الذي يتذرع إما بالكوميديا أو السياحة أو الحرية، لنشر الخلاعة وإباحة الرذيلة والشتيمة، في مجتمع محتشم اجتماعيا ومتطرف دينيا، ومنحل سلوكيا، لا يحرم قتل المرأة بجريمة شرف، إنما يُحلل خطيئة الرجل صونا للعار…!

العروبة بين بن إفليك والفيشاوي

قامت الدنيا ولم تقعد على تصرفات الفيشاوي غير المتزنة في مهرجان الجونة، فانقسمت الآراء بين من اعتبره مخمورا أو غير مسؤول أو تافها أو قليل أدب، وبين من اكتفى بالضحك أو رفض التعليق أو التبرير على طريقة محمد عادل إمام، الذي قال إن الفيشاوي ابن ثقافة غربية متحررة، ما زاد الطين بلة، لأنه لم ينقذ صاحبه بل شاركه خبله، فكشف عن مدى جهله بالقيم الغربية والمنظومة الاخلاقية للمجتمعات الملتزمة بالحرية، والالتباس الإدراكي بينها وبين الانحلال، ثم الخواء الداخلي والتنصل من العروبة وضوابطها بالتفاخر بالانتماء لحضارة البذاءة، يشعرك بالخزي لما تتابع الممثل الأمريكي بن إفليك في أكثر من حلقة نقاش مع المذيع بيل مار، والتي تصدى فيها للمفهوم المغلوط للحرية عند الليبراليين والعنصريين، والجهلة وتجار الدين والإعلام والسياسة في الغرب، رافضا تشويه أخلاقيات المسلمين والعرب، مستنكرا التعصب العرقي ضدهم ومتسائلا إن كان يسمح بتطبيق ذات المعايير ضد اليهودي والمسيحي والأوروبي، معترفا بانتهاكات الحروب الصليبية والاستعمار الغربي للوطن العربي، والتي تفوق انتهاكات المتطرفين الإسلاميين ضد الغرب؟ ثم قارن بين المواقف والمشاهد والإدراك والأداء، لتعرف قيمة الاستفادة من الجهلاء؟!

المثلية: جريمة أم وباء؟

أقر وأعترف، أنني أجريت عملية تحول لغوي تام، وأصبحت رجلا مثلكم، ولهذا أعتذر عن حضور موعد القيامة، وأكتفي بمشاهدتها من ثقب الأوزون، طالما أن المحامي أحمد مهران في برنامج معتز الدمرداش أعطى لنفسه الحق بقتل المثليين ما دام الله خسفهم! يا راجل، وهل قتلهم نبيهم لوط حتى تقتلهم أنت؟ ألم يرد في القرآن الكريم، وفي أكثر من سورة أن النبي لوط تدرج معهم من الانكار عليهم وبيان بغضه وكرهه لفعلهم ومحاولة صرفهم عن الفاحشة، ثم دعوتهم للزواج بالنساء، ثم الثبات والتحصن والوعيد وبيان عاقبة المعرضين، ثم النجاة من هلاكهم… وكلها لم تدل على أن النبي لوط دعا لقتلهم أو حتى حاول ذلك!
المشكلة أن «المحموقين»، الذين اتصلوا بالبرنامج تبارزوا في تحقير الضيف «محسن البلاسي»، الذي أعلن على «تويتر» أن المثلية الجنسية حق واختيار فردي، وتربية الأطفال على تقبلهم من الفضائل، قبل أن ينكر هذا ويتنكر لنفسه، مكتفيا باستنكار العنف تجاههم خلال الحلقة، ما يشي بطامتين:
الأولى تتمثل في استعراض بطولي مهيب لنفخ عضلات الأخلاق والتباهي بتحقير الشاذ، والتهافت على إهانته، والسعي للتخلص من المشكلة، بجريمة تفوقها: كالقتل، أو التستر عليها لا السعي لعلاجها، وهو ما أظهر حجم الخوف المهول منها، ليثير تساؤلا مريرا: لماذا نخاف إلى هذه الدرجة من كل ما يخالف منظومتنا الأخلاقية؟ هل نحن هشون وضعفاء إلى هذا الحد؟ أم أننا لسنا واثقين من أخلاقنا؟ هل أخلاقنا هي أقنعتنا أم حقيقتنا؟ ثم هل ندافع عن قيمنا أم عن أخطائنا؟ هل نحارب الجهر بالإثم أم نذود عن سريته؟ لماذا يعلو صوت الجريمة ويختنق صوت العدالة حين يتعلق الأمر بالأخلاق؟ هل نحن قضاة أم متهمون؟ قتلة أم آلهة؟ أنبياء أم داعشيون أم فاسقون؟
أما الطامة الثانية، فتتعلق بدعاة الحرية، فلو أنك تابعت برنامج عمرو أديب، الذي تناول فيه الموضوع ذاته، لذهلت وأنت ترى إحدى ضيفاته تدافع عن المثلية كمرض، تماما على طريقة ضيف الدمرداش، فإن كانت المثلية خللا هورمونيا في وظائف الجسد تستدعي عمليات تحول جنسي تام، فهذا يبرهن أنها تختلف عن الممارسات السلوكية المختلفة التي تخالف الطبيعة والفطرة، وهو ما يطرح السؤال: هل رأيت في تاريخ الخليقة من يدافع عن مرض ويدعو لتفشيه باسم الحرية؟ ألا يسجل لنا التاريخ دلائل على إجراءات وقائية حازمة للقضاء على الوباء؟ ثم ما هو الأدعى لنا: أن نطالب بعلاج المرض أم بحريته؟ ما علاقة الحرية بالمرض؟ ألا يجدر بنا اعتبار العلاج أسمى درجات التعاطف وأرقاها؟

الترهيب بالحرية والترهيب بالدين!

البلاسي، الذي يدعو للحرية، احتقر متصلة سعودية في البرنامج أبدت رأيها حول حادثة رفع علم قزح، واعتبر أن المسألة داخلية تخص المصريين، في الوقت الذي دعى للحرية برفع العلم في مصر، كما حدث في بارس ولندن وأمريكا وووو، فهل يحق للغرب أن يدمر الأعراف المصرية بفرض الظاهرة كحرية، ولا يحق للسعوديين أن يبدوا رأيهم في شأن مصري؟ أين الحرية إذن؟ ألا يعكس هذا الموقف شعورا مرضيا بالعار من العروبة والجذور، خاصة أن هذا الضيف أهان الشعب السعودي، حين وضع أرقاما إحصائية مزورة لأعداد المثليين في المملكة، متعمدا الإساءة لشعب بأكمله بما يخالف قيمه، وهو استغلال مزدوج للمثلية كإدانة وكأداة للتنكر للذات، ما يدل على التلاعب الخطير بالظاهرة في سبيل مآرب محددة!
أليس في هذا تخريب ثقافي ودلالي؟ ترهيب لا أخلاقي ضد الضوابط الأخلاقية؟ تماما على طريقة الإرهاب!
هناك ثقافة الفجور والانحلال تقابلها ثقافة القمع والقتل، وكلاهما ترتعب من الأخرى وتحاربها، وترفضها، ما يشي بازدواجية مقززة وتناقض مقرف عند كل ثقافة، وأجنداتية لا تتعلق أبدا بالشعارات التي تنتصر لها، إنما تسخرها لها، ولهذا تشعر بالأسف من اتهام ضيفة الدمرداش للمسلسلات التركية بتدمير الشباب، كأن الشماعة جاهزة، في حين غاب السؤال عن المسؤول عن دعوة شباب «مشروع ليلى» لمصر، وعن سبب منع العالم العربي لحلقات جريئة من مسلسل «وادي الذئاب» التركي تتناول أعضاء المحفل والخطط الماسونية؟
أين «وادي الذئاب» يا «أم بي سي» من المسلسل البرازيلي الفاحش «أسرار إينجل»؟ ثم كيف نعترض على التاجر والفرخة، حين يحدد المستهلك نوع الكتكوت! ومن أخطر علينا: شاشاتنا المستوردة، أم بيوتنا وغرف نومنا السرية وأسرتنا المحرمة وخياناتنا الزوجية؟ إنها الرجعية التي تسمح بحرية الجسد وتحظر حرية الوعي!

كاتبة فلسطينية تقيم في لندن

بين الدمرداش وأديب: نعاقب المثليين أم نعالجهم! حفلة «مزامير» على «العربية»؟

لينا أبو بكر

محاولات لخلخلة الهوية الدينية والثقافية للمجتمع المصري ومذيعة تحوِّل مسار الأعصار من ولاية فلوريدا إلى خليج المكسيك!

Posted: 27 Sep 2017 02:31 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: كان الاهتمام الأكبر للأغلبية في الصحف هو الذكرى السابعة والأربعون لوفاة الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر، التي ستحل اليوم الخميس، وما يصاحبها من حنين الأغلبية من الفقراء والطبقة الوسطى إليه وإلى عهده، حيث كانت تنعم بالأمان لانحياز نظامه إليها، بحيث أصبح ظله يشكل هاجسا للأنظمة التي جاءت من بعده، ويجبرها رغم كراهية نظامي السادات ومبارك له ولعهده، على اتباع بعض سياساته الداخلية، خوفا من ثورة الأغلبية ضدها، لإيمانها بحقها. كما يبدي النظام الحالي ميلا واضحا إليه وتشبيه الرئيس السيسي به.
كما اهتمت الأغلبية باستمرار انشغال أولياء الأمور بالدروس الخصوصية. ولا تزال الضجة مثارة بسبب ظهور قوم لوط في مصر، في حفل الفرقة اللبنانية المسماة «مشروع ليلي» والمطالبة باتخاذ أشد الإجراءات عنفا ضد الشاذين وإلقاء الشرطة القبض على سبعة منهم، وتقديمهم للمحاكمة بتهمة الفعل الفاضح وخدش الحياء، بسبب عدم وجود حكم شرعي ضدهم لأنه لم يرد بحقهم شيء.
واهتمت الصحف المصرية الصادرة أمس الأربعاء 27 سبتمبر/أيلول بتعليمات رئيس الوزراء شريف إسماعيل للمحافظين والوزراء، بالاهتمام باتخاذ الإجراءات تحسبا لهطول السيول، ورصد المبالغ اللازمة لتنظيف «المخرات» وإقامة سدود لتخزين المياه. كما قامت هيئة الرقابة الإدارية بحملات تفتيش مفاجئة على «المخرات» في عدد من المحافظات، ومنها القاهرة في المعصرة وطره.
كما تباهت الحكومة بإشادة صندوق النقد الدولي بنتائج سياسة الإصلاح الاقتصادي وتخصيص الحكومة مبالغ كبيرة للرعاية الاجتماعية، واهتمت الصحف كثيرا باستفتاء إقليم كردستان في العراق وانفصاله والنتائج المترتبة على ذلك. وإلى ما عندنا من أخبار متنوعة..

ذكري وفاة عبد الناصر

ونبدأ بردود الأفعال على الذكرى السابعة والأربعون لوفاة الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر، فقد نشرت جريدة «المقال» صورة له أعلى يسار الصفحة الأولى ومقالا بعنوان «لماذا لا يموت عبد الناصر؟». وفي نصف الصفحة الأخيرة نشرت صورة كبيرة له وهو يلعب الشطرنج ويفكر في النقلة المقبلة وهي من أشهر الصور له مع عنوان «يعيش جمال حتى في موته» قالت فيه: «في مثل هذا الأسبوع منذ 47 عاما في 28 سبتمبر/أيلول 1970 أنهى جمال عبد الناصر أعمال مؤتمر القمة العربية، لتصيبه بعدها نوبة قلبية يذهب على إثرها إلى المنزل، ويحاول الأطباء معه إلا أنه لا يستجيب. وفي السادسة مساء يتوقف خفقان قلبه ويموت ليعيش إلى الأبد كشخصية من أكثر الشخصيات التي اختلف الجميع حولها، وحول تبعات ما اتخذه من قرارات طوال حياته، إلا أن ما لا يختلف عليه أحد هو مدى إخلاصه ونزاهته. وبعدها بيومين كانت مصر على موعد مع جنازة الرجل التاريخية، كانت مصر لمن يراها في هذا اليوم صامتة الشوارع شبه خالية البلكونات والشبابيك والمحال مغلقة، كان الناس «متكلفتين» بأحزانهم منطوين على فجيعتهم. وكان كل شخص في كل بيت في كل مدينة أو مركز أو قرية أو كفر كأنه فقد فردا من أفراد أسرته الخاصة، وليس رئيس جمهورية. كانت لكل شريحة في المجتمع مبرراتها الخاصة بهذا الحزن العميق، وبتلك اللوعة الجارفة. الفلاحون والعمال والموظفون والمثقفون والطبقة الوسطى والمرأة. كل كان يمتلك أسبابه الخاصة ومبرراته لعشق هذا الرجل، والشعور بأنه أحد أفراد أسرته الخاصة، يأتي إحساسهم باخلاصه وتصديقهم له على رأس هذه الأسباب. في أول مقال يكتبه الأستاذ هيكل عنه بعد رحيله في «الأهرام» بتاريخ 9 أكتوبر/تشرين الأول 1970 يحكي عن صراعه مع المرض، ويقول إن مرحلة صراعه مع الموت بدأت سنة 1958 بعد حرب السويس، وبعد المؤامرة على سوريا بعد الوحدة، وبعد ثورة العراق وسقوط حلف بغداد. اكتشف الأطباء أن لديه مرض السكري، وكتب الأطباء له تقريرا عن حالته يقولون إن المرض يمكن السيطرة عليه، ولابد من السيطرة عليه، وذلك يقتضي ضبط ثلاثة عناصر رئيسية في طريقة حياته، ضبط الطعام وضبط المجهود وضبط الانفعالات. وقرأ التقرير ووضع علامة الموافقة على البند الأول مما يطلبون ضبطه وهو الطعام، وترك البندين الباقيين بدون إشارة إلى رأيه فيهما، وطلب أطباؤه موعدا معه لمناقشته، وجلس معهم كأنه يبحث أي مشكلة مما يواجهه كل يوم، يقرر فيها الممكن والمستحيل ويحاول بإرادته التوفيق بينهما. وقال للأطباء وهو يمسك بالتقرير يناقشهم في ما يطلبون، بالنسبة لضبط الطعام ممكن بشرط واحد هو ألا يمتد إلى الجبن الأبيض، ورضي حين قال الأطباء إن الجبن الأبيض لن يكون ضمن المحظورات تحت بند ضبط الطعام. وانتقلت المناقشة إلى البندين الآخرين في التقرير، ضبط المجهود وضبط الانفعالات وقال لهم ببساطة، كيف لي أن أسيطر على المجهود والانفعالات هذه حياتي كلها، وهو بالفعل ما لم يستطع الرجل السيطرة عليه. كما أن الاحداث المحيطة لم تعطه الفرصة لتلك السيطرة وهكذا لم يتحمل جهازه العصبي ولا قلبه ولا شرايينه كل تلك الضغوط ومات».

مصر ولاّدة

وخصصت مجلة «المصور» أمس قسما خاصا عن هذه الذكرى اشتمل على عدة مقالات وتحقيقات ونشرت على يسار الغلاف صورة بطوله على عمودين مع عنوان «عبد الناصر الموت واقفا» وقدمت له بالقول: «عادة لا نحتفي بيوم الرحيل فهو مناسبة للحزن، لكن عندما يكون من رحل زعيما، ما زال ذكره خالدا فليوم رحيله رسالة لا يمكن أن نغفلها، وعبد الناصر ليس زعيما عاديا، بل هو ملهم لأمة ما زال عشقه يسكن القلوب، وكما كان قدوة في حياته كان أيضا رسالة في رحيله رسالته، كانت كيف تموت واقفا؟ كيف ترحل كريما فيتذكرك كل الناس طويلا؟ عبد الناصر كتب في يوم رحيله رسالة الكرامة فلم ينكسر ولم ينحن تحت أي ظرف، تحمل كل المؤامرات وواجهها بقلب من حديد، رغم أن قلبه كان منهكا، تصدى لكل الطعنات بجسد من فولاذ، رغم أنه كان يئن من آلام المرض. رسالة عبد الناصر باقية حتى الآن، بنى دولة رغم المتآمرين، وأسس فكرا قوامه الإنسان الذي يعرف معنى وشرف الأرض وحماية العرض، فبقي كل البسطاء يتذكرونه حتى الآن، لم يخف من الموت فلم يخفه الموت، وما يحدث الآن لا يختلف كثيرا، بل هو صورة عصرية من طينة الزعيم وفكره. رئيس لا يخاف الموت لا يفكر بمنطق المصلحة الخاصة، بل بمنطق الدولة. يواجه المؤامرات بقوة وجلد، يتصدى للفتن بالحكمة والحسم، يدرك أن المنصب زائل والسيرة باقية. قد يغضب البعض منه لأن القرارات يرونها لا تحقق مطالبهم، لكنهم يقينا سيدركون في ما بعد أنها لم تكن قرارات إرضائية، وإنما كانت لحمايتهم وتحقيق مصالحهم والدفاع عن حقوقهم. ما بين عبد الناصر والسيسي بلد أراد الله له كلما تعرض لكارثة وأوشك على السقوط أن يخرج له من بين بسطائه من يتصدى لمهمة القيادة وإنقاذه. مصر باقية وولادة للزعماء».

عبد الناصر وعمرو موسى

وننتقل إلى «المصري اليوم» حيث دافع مساعد وزير الخارجية الأسبق الدكتور رضا شحاتة عن عمرو موسى في مقال عنوانه «كتابيه تحليل واستقراء لسيرة ذاتية وموضوعية» وهو الحلقة الثالثة ومما قال فيها: «السياسة الداخلية لمصر إبان عبدالناصرـ كما استخلصها موسى في مراجعاته لما حدث، وكيف ولماذا حدث؟ تتأصل في أنها بكل صراحة حتى لو كانت جارحة لم تكن سياسة مدروسة فامتلأت بالثغرات والأخطاء والسلبيات، التي ضاعف منها وعقدّها الانفراد بالقرار، وبإدارة الحكم، بما يعني بعبارة أخرى غياب أولى أسس ومبادئ الديمقراطية، وهي المشاركة السياسية وبعبارة ربما أشد قسوة، أن سياسة عبدالناصر انتهت بمصر في تلك الفترة الحرجة من تاريخها إلى نظام ديكتاتوري سلطوي يتمثل في حكم الفرد أو ربما إلى عبادة الفرد، حتى أن التجربة الناصرية بكل ما جاءت به وشهد به جيل ذلك الوقت من إيجابيات وإحياء للروح القومية واستنهاض الهمم للبناء والإحساس المتجدد بشموخ هذا الوطن. هذه التجربة كلها كما حللها موسى في مذكراته أمام فداحة الهزيمة التي لا يمكن التسامح فيها، تحولت إيجابياتها إلى سراب، على الرغم من مشاعر الحزن الطاغي الذي غمر قلوب ونفوس المصريين والعرب».

معارك وردود

وإلى المعارك والردود المتنوعة التي سيبدأها في الصفحة السابعة من «الأهالي» لسان حال حزب التجمع اليساري، حسين عبد الرازق في عموده « لليسار در»، بالهجوم على الرئيس السيسي بسبب ما قاله في كلمته أمام الأمم المتحدة عن إسرائيل ونتنياهو وحل القضية الفلسطينية وقال تحت عنوان «دعم السيسي لنتنياهو»: «إذا تجاوزنا عن قصة حشد السفارة المصرية لعشرات من المصريين المقيمين في الولايات المتحدة يحملون الأعلام المصرية للترحيب بالرئيس، سواء أمام مقر إقامته أو أمام الأمم المتحدة، وهو الأمر الذي يثير السخرية ولا يحدث لأي رئيس دولة تحترم نفسها، وكذلك تجاوز خطأ الرئيس في قراءة كلمة «الملاذات» أكثر من مرة وقوله «الملذّات»، وضعف وجود رؤساء وممثلي الدول في مقاعد الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال إلقاء الرئيس السيسي لكلمته، فإن النقد الأساسي ينصب على النداء الذي وجهه الرئيس «للشعب الإسرائيلي» فقد دعا السيسي الإسرائيليين للوقوف خلف قيادة بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي حاليا، قائلا بلغة الأمر «يجب عليكم الوقوف خلف قياداتكم السياسية، ولا تترددوا ونحن معكم جميعا من أجل إنجاح تجربة السلام. حريصون على أمن المواطن الإسرائيلي جنبا إلى جنب مع الفلسطيني»، متجاهلا الدور السلبي الذي يلعبه نتنياهو ضد التسوية السياسية، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو/حزيران 1967. واستمرار هذا التحول في السياسة المصرية لن يحقق المصالح الأساسية للدولة المصرية، ولن يساعد في استعادة مصر لدورها العربي والإقليمي، وقد يكون خطاب السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وما أثاره من ردود أفعال مناسبة للتفكير في عقد مؤتمر وطني تشارك فيه الأحزاب ومراكز البحوث المصرية وأجهزة الدولة الرسمية لمناقشة السياسات العربية والإقليمية والدولية لمصر وتصحيح مسارها».

الإرادة الندية في التعامل

أما في «الوفد» فقد شنت فكرية أحمد في بابها «أوراق مسافرة» هجوما على الذين انتقدوا ما قاله وفعله الرئيس في نيويورك وصاحت غاضبة: «أيها الطفيليات لا تنسوا أن نظرة واحترام العالم لأي رئيس لا تستمد فقط مما يظهره شعبهم من تصفيق وتأييد عبر لقاءات أو تجمعات تظهر عبر شاشات التلفاز، لكنه احترام مستمد من حقائق مفرداتها قوة الإرادة الندية في التعامل، عدم الانحناء لاشتراطات وضغوط دولية، عدم التفريط في مصالح بلده، مقابل أي مصالح أخرى، وقبل كل هذا العمل بجدية من أجل هذا البلد، حتى لو كانت ثمار هذا العمل على المدى البعيد أو المتوسط. أيها الطفيليات لهذه الهيبة التي تسخرون منها ثمنها ومردود ثمنها سيكون لنا نحن المصريين، وثمنها دفعه الرئيس من جهده ووقته وفكره ومن حربه التي لم تنته مع ذمم خربة وفسدة لا يريدون لمصر أن تتعافى أو ترفع رأسها».

معارك السيد الوزير

«في تقرير أثار حوله الكثير من الجدل.. ذكر «المركز المصري للحق في الدواء»، أن عدد نواقص الأدوية في السوق المصرية بلغ ألفاً وثلاثمئة «صنف» بينما كذّب السيد وزير الصحة ذلك الرقم وهو يعلن بفخر أن الرقم لا يتجاوز الخمس والعشرين مادة فعالة. الرد كان تاريخياً حقاً.. ويحمل من الذكاء والطرافة ما جعل الدكتور محمد صلاح البدري في «الوطن» يرفع القبعة لسيادة الوزير. «فالمادة الفعالة» تختلف جذرياً عن «الصنف» الدوائي، أي طبيب حديث التخرج يعرف ذلك جيداً، إلا أن التصريح جيد في شكله العام.. ويمكن استخدامه للدفاع عن النفس مستغلاً جهل المواطن بالفرق بينهما. من الجيد أنه رد على الهيئة، قبل أن يتهمها بانعدام الشكل القانوني ويرفض الاعتراف بها، ولكن بعض الردود تصبح أقبح من الصمت. في تأمل دقيق للعلاقة بين السيد وزير الصحة الحالي وملف الدواء بأكمله والعاملين فيه، ربما سنجد الكثير من الطرائف التي يمكن تسجيلها.. والأكثر من المعارك التي لا أعرف لها سبباً.. قبل أن نعرف لها فائدة. لقد حرص سيادة الوزير منذ أن تولى منصبه أن يفتعل الكثير من الصدامات غير المطلوبة مع أركان منظومة الدواء.. فكانت معركته الشهيرة مع نقابة الصيادلة أكبر مثال لها، وتلاها الكثير من النزاعات وتراشق التصريحات بينهم.. واتهاماته للصيادلة بالتربح والإضرار المتعمد بالمريض، بل امتد الأمر لصدام مع الشركة المصرية لتجارة الأدوية.. المؤسسة الحكومية الأولى للأدوية في مصر. الصورة تبدو وكأنه يخوض معارك مرتبة ضد أشخاص بأعينهم.. معارك يستمتع بها شخصياً بدون النظر إلى كيانات وبدون الأخذ في الاعتبار أن هناك مريضاً يدفع الثمن في النهاية. يعانى قطاع الدواء في هذا الوادي الطيب منذ عقود.. وتعاني الشركات الوطنية من إهمال وترهل إدارى وفني.. أدى إلى أن إنتاجها قد انخفض لأكثر من 10٪‏ من قدرتها الفعلية طبقاً لتقارير الوزارة نفسها.. وتحولت صناعة الدواء المصرية من مصدر للعملة الصعبة إلى عبء ثقيل على الوزارة، التي تركت الساحة لشركات القطاع الخاص لتتلاعب بالأسواق كيفما تشاء. اعتراف كارثي من وزارة الصحة أن هناك أكثر من خمس وعشرين مادة فعالة غير موجودة بالسوق المصرية.. كارثي لأنه يعني أن الرقم الذي أعلنته مؤسسة «الحق في الدواء» صحيح إلى حد كبير.. فالمادة الفعالة الواحدة يتم إنتاجها في الأسواق بأكثر من خمسين اسماً تجارياً.. وهذا يعني أن أكثر من ألف صنف دوائي غير موجود بالأسواق بالفعل. الأسئلة التي تدور في الأذهان الآن: إلى متى ستظل أزمات نقص الدواء تضرب الأمن القومي المصرى كل فترة؟ وإلى متى سيظل سيادة الوزير يستمتع بمعاركه التي لا طائل من ورائها.. بدون أن يبحث عن حل.. أو على الأقل يعترف بالمشكلة كخطوة أولى.. ويترك غيره حتى ليبحث عن الحل؟ إلى متى سيظل سيادته منشغلاً بمعاركه عن دوره الأساسى في هذا الوطن؟».

مهرجان الجونة السينمائي

وآخر معارك اليوم ستكون من «الأهرام» لأحد مديري التحرير جمال زايدة في بابه «تاملات سياسية» هاجم فيه رجل الأعمال نجيب ساويرس بسبب إقامته المهرجان السينمائي في الجونة وقال تحت عنوان «سينما رجال الأعمال»: «أعلم أن بعض رجال الأعمال حاولوا العمل بالسياسة خلال السنوات الماضية، ونتيجة لعدم الخبرة انتهت تجربتهم فلم يصعد لهم نجم، ولم يستمروا لأخطاء ارتكبوها فأصبحوا غير مؤثرين في الفضاء السياسي العام. وأعلم من طبيعة شخصية بعضهم عدم المواءمة مع رغبات الدولة في التعاون في عملية إعادة البناء والتنمية في مصر، وكلهم أن لم يكن معظمهم فضلّوا الربح السريع من خلال قطاع الخدمات والعقارات والقليل منهم من شاركوا في مشروعات إنتاجية طويلة الأجل. أحدهم استفاد من الدولة المصرية حصل على امتيازات ضخمة بالعمل في قطاع الخدمات حقق المليارات من الأرباح وانتشرت استثماراته في كل العالم، هو حاليا يركز على كيف يصنع «صورة ذهنية» عن رجل الأعمال المثقف يساعد الأنشطة الثقافية ويؤسس لمؤسسة لدعم الأدب والثقافة والموسيقى يجمع حوله المثقفين ثم يطلق مهرجانا للسينما، أنفق عليه بسخاء فبدت الدولة بجواره وكأنها لا تدعم مهرجانها الدولي الوحيد بما فيه الكفاية، ويتقزم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وينفق بسخاء على دعوات الفنانين والفنانات وفي النهاية يبقى الهدف هو التخديم على المصالح الخاصة بالترويج لمشروعاتنا في الأسواق الدولية. الرسالة المباشرة التي يريد أن يرسلها هؤلاء: أن هناك قصورا في إطلاق المشروعات الثقافية».

ظهور قوم لوط في مصر

وإلى ردود الأفعال على ظهور قوم لوط في مصر، وقول عطية أبو زيد عنهم في بابه «كلام» في «الأهرام» تحت عنوان «مشروع ليلي وجماع الوداع»: «مشروع ليلى فرقة موسيقية من خمسة أفراد تعزف الروك وتكونت خلال ورشة موسيقية في الجامعة الأمريكية في بيروت عام 2008 وأثارت الفرقة لغطا كبيرا منذ تأسيسها بسبب موضوعات الألبومات التي أصدرتها. وقد سبب حفل التجمع الخامس في القاهرة الذي أحيته الفرقة أزمة كبيرة بسبب رفع بعض الحضور علم المثليين جنسيا، تضامنا مع حامد سنو مؤسس وعضو الفرقة، حيث أنه ينتمى إلى هذه الطائفة. وقبل هذا اللغط المقصود ببضعة أيام يظهر صاحب فتوى جماع الوداع مع الزوجة المتوفاة ليعتذر عنها، ويعترف بأنه أخطأ ويبدأ «الهَرْي» المقصود مرة أخرى في هذا الموضوع. وأشعر بأن هناك من يتحكم في «محبس» الموضوعات التافهة التي تشغل الجهلاء وأن تصدير شبكات التواصل الاجتماعي لنا لم يكن لوجه الله ولكنه أعطى مجموعة من الحمقى الحق في الكلام».

الحلول الأمنية

وفي الصفحة الثانية من «الشروق» قال رئيس تحريرها عماد الدين حسين في عموده «علامة تعجب»: «هل ما حدث مفاجأة؟ الإجابة لا لأن أي مراقب يدرك أن وباء المثليين يتفشى بصورة خطيرة عالميا، وكأن هناك تنظيمات سرية تدعمه. هو موجود في مصر وفي المنطقة العربية لكن لا توجد معلومات دقيقة موثقة عنه، ونسمع منذ سنوات عن شخصيات بارزة في المجتمع يقال إنها مثلية الجنس، من دون التأكد من صحة هذه الأقاويل. السؤال الآن:هل نعالج هذا الملف الشائك والحساس جدا بالإجراءات الأمنية فقط كالعادة؟ أم أن هناك جهدا مفقودا ينبغي أن تقوم به جهات ومؤسسات أخرى كثيرة في الدولة؟ سؤال يحتاج إلى المزيد من النقاش».

حفلات

وفي الصفحة السادسة من «الأهرام» كان رأي شريف عابدين في عموده «في المواجهة « وعنوانه «شذوذ في المجتمع»: «نعلم أن مثل تلك الحفلات تنشط في الصيف، لكنها تقام بشكل مغلق، لكن خطورة هذا الحفل بوقائعه الفاضحة ومرتكبيها أقرب للطفولة من الشباب. إنه أقيم بشكل علني داخل مول وبدون أدنى رقابة من إدارته، أو حتى استعلام عن هوية الداعين إليه وميولهم ليكتب المسؤولون عن الحفل سطرا جديدا في واقع يقول إن كل شيء يباع ويشترى في هذا البلد. نعلم أن أمن مصر القومي مستهدف وأن خطط اختراقه تتجدد، لكن حماة الوطن يقفون بالمرصاد! ماذا فعلنا لحماية الجبهة الداخلية من غزو ثقافي مدفوع لخلخلة الهوية الدينية والعقائدية والثقافية للمجتمع، مع العلم أن التقاعس في تلك المعركة يهدد الأمن القومي مباشرة، لأن الوطن يحميه الرجال بينما الغزو الثقافي يستهدف إنتاج أشباه الرجال».

البحث عن تفسير

الخبر المنشور الذي نقله لنا سليمان جودة في «المصري اليوم» يقول: «إن المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، أسقط الجنسية المصرية عن ثلاثة مواطنين من مواليد القاهرة والإسكندرية، لأنهم حصلوا على الجنسية الإسرائيلية بدون موافقة الجهات المصرية المختصة. والسؤال هو: هل تقدم المواطنون الثلاثة بطلب للجمع بين جنسيتهم المصرية والجنسية الإسرائيلية، فرفضت الجهة التي عليها أن توافق، فحصلوا على الإسرائيلية، بدون أن يبالوا؟ هذا سؤال. والسؤال الثاني هو: منذ متى أي مواطن فى مصر يفضل جنسية من هذا النوع على جنسية بلاده؟ ومنذ متى كان يتمسك بجنسية أخرى يطلبها إلى هذا الحد؟ إن الخبر يطرح عشرات الأسئلة، وينطوى على العشرات من علامات الاستفهام، وأظنه الخبر الأول من نوعه منذ قامت لإسرائيل دولة في المنطقة. في الخامس عشر من مايو/أيار 1948 وإذا كان القانون المنظم للجنسية المصرية، الذي يحمل رقم 26 لعام 1975، يفرض على كل راغب في التجنس بجنسية أجنبية أن يتقدم للحصول على إذن بذلك من وزير الداخلية، فهل معنى الخبر أن المواطنين الثلاثة استأذنوا، فلم يأذن لهم أحد، فتصرفوا بهذه الطريقة؟ إن المصري إذا حصل على جنسية أمريكية، مثلاً، فإنه يحملها دائماً مع جنسية بلاده، ولا يفرط في هذه الأخيرة أبداً، فإذا خيروه فإنه بالتأكيد يفضل جنسية بلده، ويحتفظ بها، مهما كانت الإغراءات على الجانب الآخر. فماذا بالضبط جرى فى هذه الواقعة التى بين أيدينا؟ وقد نشرت صحيفة «الشرق الأوسط» الصادرة في لندن، أسماء المصريين الثلاثة، وتواريخ ميلادهم، وقالت إنهم شاب من مواليد 1993، وشقيقته مواليد 1994، وشاب من مواليد 1996! وكما ترى من تاريخ ميلاد كل واحد، فإنهم جميعاً شباب فى العشرينيات من العمر، وبالكاد تخرجوا فى الجامعة، وبدأوا رحلة البحث عن فرصة عمل. فهل كانت هذه الفرصة هي السبب؟ إن المصري الطبيعي يرفض تماماً الذهاب إلى إسرائيل، لأنه يراها دولة محتلة لأرض فلسطينية، ويرى أن أي علاقة طبيعية معها على المستوى الشعبي مرهونة دائماً بتسليمها بالحق الفلسطيني، وبكل حق عربي في أي أرض عربية تحتلها، وبقيام دولة للفلسطينيين على أرضهم عاصمتها القدس. وإسرائيل نفسها تعرف ذلك، وتفهمه جيداً، ولكنها تساوم مرة، وتفاصل مرة ثانية، وتتهرب من هذه الاستحقاقات مرة ثالثة، ولو لم تكن تفعل ذلك في كل مرة جلست فيها مع العرب على مائدة واحدة، لكان مؤتمر مدريد الشهير في عام 1991 قد أدى إلى نتيجة، ولكانت أوسلو فى النرويج من بعده قد أدت إلى شيء! الشبان الثلاثة قفزوا مرة واحدة، فوق ما لا يمكن القفز عليه، ولا يجوز.. وهذا في حد ذاته مُحيّر للغاية، ويستعصي على الاستيعاب، ويبحث عن تفسير».

دجل وخرافات

«لم يصدق محمد أمين الكاتب في «المصري اليوم»عينيه وهو يشاهد مذيعة الإعصار.. تتكلم بثقة ويقين، ويقول «لا تُشعرك أنها بتهذر.. قالت إنها ومستر أحمد شعبان أنقذا «جماعة مصريين وعربا» من إعصار فلوريدا.. لا أعرف من هو مستر شعبان السوبرمان، ولا أعرف اسم المذيعة الخارقة من قبل، ولا أشاهد كثيراً من الفضائيات، لكن المذيعة كانت محل سخرية الرأي العام، ولم تكن للأسف محل تحقيق «مجلس الإعلام»! وقد شاهدت الفيديو الذي أرسله لي عشرات الأصدقاء، مرات على الواتس آب، ومرات على الماسنجر.. فمرات يرسلونه بلا تدخلات، ومرات يرسلونه مع التحابيش والبهارات والذي منه.. ومن المؤكد شاهدتم ذلك.. ومن المؤكد أنكم لم تسمعوا عن هذه المذيعة، ولا تشاهدون هذه القناة التي تبث الدجل والخرافات، ولا تعرفون أبداً اسم «السوبر مان»، الذي يُغيِّر مسار الإعصار! والمثير للاستغراب والعجب أنها أنقذت العرب فقط، حين كان الإعصار المدمر يستهدف بيوتهم، وقامت بتحويل مساره من ولاية فلوريدا إلى خليج المكسيك، حيث لا يوجد بشر.. وتشير بيدها كأن الأمر تم ببساطة شديدة، وهي هنا في مصر.. وتخيلوا أنها غيَّرت الخط المناخي، وأدركت صديقاتها وأولادهن من موت محقق.. لكنها لم تفعل ذلك «وحدها»، ولكن مع «مستر شعبان»! ومن حقنا أن نسأل: من هو «مستر شعبان» الرجل الخارق الذي يغيِّر مسار الأعاصير؟ من فضلكم إلحقونا به ينقذ مصر من السيول فى الشتاء المقبل.. لماذا لا يستعين به رئيس الوزراء؟ لماذا لم يحضر معه اجتماع أمس لوضع الاحتياطات المطلوبة للشتاء؟ أليس هو الذي يوقف الأعاصير بكلمة فهل تستعصي عليه الأمطار؟ ولماذا لا نستعين مبكراً بالمذيعة الخارقة أيضاً؟ ولا أريد أن أسخر منها ولا أي شيء، أريد أن نستفيد من قدراتها الخارقة، ألم تشاهدوها وهي تقول بثقة وهدوء: «قدرنا إن إحنا نحول مسار الإعصار، ونوطِّي الطاقة بتاعته بنسبة أخف، وحاولنا نحدفه شوية تجاه خليج المكسيك.. مفيش بشر فيه».. كأنها بتفتح مفتاح كهرباء وتقفله.. كأنها تملك الفانوس السحري، أليس هذا هو «الإعلام» الذى يقدِّمونه لنا الآن كنموذج؟! فهل تريد أن تقنعني أن هذه المذيعة راجعت ما تقول قبل ظهورها على الهواء؟ هل تريد أن تقنعني أن أحداً في القناة حاسبها أو أحالها إلى التحقيق؟ أم أن «مستر شعبان» يستطيع أن يغيِّر مسار أي تحقيق معها؟ هل يجرؤ أحد أن يحاكم مذيعة غيَّرت مسار الإعصار؟ وهل يجرؤ أحد أن يوقف برنامجها الذى يُكرِّس للهلوسة؟ أين مواثيق الشرف ومجالس الإعلام فى بلادنا؟ فمن الذي يختار هؤلاء المذيعات للظهور على الشاشات؟ وما معايير الاختيار بالضبط؟ هل من المعايير أن تبُثَّ الخرافات؟ وهل من المعايير أن تكون أسيرة لمن اختارها فقط؟ وأخيراً، هل يصح أن تعمل هذه المذيعة بينما تقعد منى سلمان، وجيهان منصور، ودينا عبدالرحمن، يقشروا بصل في البيت؟»

مشاكل وانتقادات

وإلى المشاكل والانتقادات حيث قامت عفاف الدهشان بمجلة «أخر ساعة» التي تصدر كل ثلاثاء عن مؤسسة «أخبار اليوم» بشن هجوم على الشباب الخريجين الكسالي الذين لا يريدون أن يعملوا وقالت عنهم في بابها « كل أسبوع « بالصفحة الثامنة والأربعون تحت عنوان « أباء للبيع»: حقيقي مصر بلد العجائب فيها أشياء لايمكن تصديقها لكن فيها حاجة مؤكدة أن الآباء ممكن يعملوا المستحيل علشان يعلِّموا أولادهم يبيعوا أنفسهم نظير شراء كتاب شنطة جزمة وحتي مريلة كحلي وياريت الولاد شاطرين فالحين وناجحين دول زفت وطين واذا اتعلموا يترسموا على أهلهم وعلي الحياة قال عايزين وظيفة تمام ويقعدوا بعد التخرج كابسين على نفس آبائهم سنين ده أهلكم مسحوا البلاط علشان تتعلموا وتبقوا عال بصراحة بقي الآباء في مصر لازم يتغيروا وبلاش مش عايزين نحرم العيال ونعلمهم أحسن مننا وحاجات كتير كده مالهاش معني ولابد لهؤلاء الأبناء أن يتحملوا المسئولية ويعرفوا أن كل جنيه بيصرف عليهم آباؤهم حصلوا عليه إما بالكد ففي دول العالم المتقدم الطلبة لابد أن يعملوا لكي يستكملوا دراستهم الجامعية مفيش حاجة اسمها بابا هيدفع المصاريف كما لابد لكل الآباء عندنا أن يفطموا أولادهم عند سن الـ 18 ويتركوهم يتحملون نتيجة اختياراتهم في الحياة فالعمل ثم العمل ثم العمل هو طوق النجاة لهم سواء أكملوا دراستهم أم اكتفوا بما وصلوا إليه منها وعلي الأبناء أن يكونوا بارين بآبائهم حتي يتوقفوا عن بيع أنفسهم ما بقي لهم في الحياة.

محاولات لخلخلة الهوية الدينية والثقافية للمجتمع المصري ومذيعة تحوِّل مسار الأعصار من ولاية فلوريدا إلى خليج المكسيك!

حسنين كروم

نتنياهو يكذب… فلسطين ليست أرضا من دون شعب!

Posted: 27 Sep 2017 02:31 PM PDT

نتنياهو يخترع تاريخًا. «حتى سنوات ليست بالكثيرة، هذه البلاد كانت يبابًا مهملة»، قال رئيس الحكومة نتنياهو في تهنئته لأعضاء «الاتحاد الوطني» في مؤتمره هذا الشهر. بهذا تمسك نتنياهو بمحاولته الفاشلة لإعادة كتابة التاريخ وإضافة رواية مصطنعة إلى نظريته. تلك النظرية التي تريد أن تعرض الصراع عبر عيني طائر البطريق ـ بالأسود والأبيض ـ وتتجاهل أن النزاعات والحلول التصالحية موجودة دائما بين تنوعات اللون الرمادي؛ تلك النظرية التي ترفض حل الدولتين، وتقرب إسرائيل من فقدان الرؤية الصهيونية من خلال تفكك أجهزة الليبرالية والديمقراطية.
خلال سنوات كثيرة تجذرت مقولة الزعيم الصهيوني إسرائيل زنغفيل: «شعب من دون أرض يعود إلى أرض من دون شعب» (هناك من ينسبون هذا القول إلى اللورد شفتسبيري الذي كتب في 1884 في مذكراته «أرض من دون شعب لشعب من دون أرض»). من المناسب أن نطرح هنا عدد العرب في أرض إسرائيل والزيادة التي حدثت فيها، كما نشرت من قبل يعقوب شمعوني، سكرتير القسم العربي في الوكالة اليهودية في 1942 ـ 1946 في كتابه «عرب أرض إسرائيل». في 1800 كان في أرض إسرائيل 200 ألف عربي، وفي 1830 ارتفع العدد إلى 250 ألف، وفي 1905 وصل العدد إلى نصف مليون نسمة، وعشية صك الانتداب في سان ريمو في 1920، وصل العدد إلى 600 ألف. حسب الاستطلاع الذي أجرته بريطانيا في 1922 عند المصادقة على الانتداب من قبل عصبة الأمم كان عدد العرب 673 ألف نسمة واليهود 83 ألف نسمة.
فقط 15 ـ 20 من مئة الزيادة السكانية العربية في أرض إسرائيل في فترة الانتداب ـ من 673 ألفا في 1922 إلى مليون و300 ألف عشية إقامة الدولة ـ كانت نتيجة الهجرة. معظم الزيادة جاءت من التكاثر الطبيعي، ونتيجة للانخفاض الكبير في معدل الوفيات.
إذا كان الأمر كذلك فإن أرض إسرائيل لم تكن فارغة تماما. عدد العرب في 1922 كان أكبر من عدد اليهود عندما قامت دولة إسرائيل بعد ربع قرن. كما أنها لم تكن قفرًا. في 1891 كتب احاد هعام، مؤسس الصهيونية الروحانية ومن كبار مفكري الصهيونية: «نحن معتادون في الخارج أن نعتقد، أن أرض إسرائيل هي الآن كلها قفرًا، صحراء من دون زرع، ولكن في الحقيقة الأمر ليس كذلك. في كل البلاد يصعب أن تجد أرضا قابلة للزراعة غير مزروعة. فقط المناطق الرملية أو الحجرية (…) فقط هذه غير مفلوحة».
أيضا لم تكن متروكة. اسحق افيشتاين، مربٍ ومن مجددّي اللغة العبرية في أرض إسرائيل، كتب في مقال له في 1907: بأن «لقد أخذنا في الحسبان كل المواضيع المتعلقة ببلادنا،… ولكن أمرا واحدا نسيناه: يوجد في الأرض التي تطلعنا إليها شعب كامل، يسيطر عليها منذ مئات السنين، ولم يخطر بباله في أي يوم أن يتركها (…) في الوقت الذي نشعر فيه بحب الوطن وبكل الشوق لأرض آبائنا، نحن ننسى أيضا أن للشعب الذي يعيش فيها الآن يوجد قلب حساس وروح محبة. العربي، مثل كل إنسان، مرتبط بالوطن بروابط قوية.
هذا الواقع الديمغرافي ربما غريب عن رئيس الحكومة، ابن المؤرخ، لكنه هو الذي خلق التحدي الكبير أمام الحركة الصهيونية، التي في تطلعها لإنشاء دولة يهودية وديمقراطية، كما أكد نورداو في المؤتمر الصهيوني في لندن في 1920 عندما قال: «من الضروري إيجاد على الأقل 5 آلاف يهودي في أرض إسرائيل في الوقت الذي تحصل فيه بريطانيا على الانتداب على أرض إسرائيل. وإلّا سيحكم على الصهيونية بالفشل». هذا التحدي هو الذي أوجد البند 6 في قرار الانتداب الذي نص على «النظام في فلسطين، وهو يتعهد بأن حقوق ومكانة باقي الأقسام السكانية لا يتم الإضرار بها، سيساعد بشروط مناسبة في تشجيع الهجرة اليهودية».
رئيس الحكومة يواصل ويضيف «عملًا» آخر إلى نظريته «ولكن منذ عودتنا إلى صهيون بعد أجيال من سنوات الشتات، أرض إسرائيل تزدهر». خلافا لأقواله فإن عالم الجغرافيا دافيد غروسمان يقول إنه «من ناحية تجارية عرفت أرض إسرائيل تطورا كبيرا في الثلاثين سنة التي سبقت الهجرة الأولى». إن الزيادة البارزة في عدد السكان العرب في أرض إسرائيل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر يفسرها غروسمان بالزيادة الدراماتيكية في عدد الحجاج للأماكن المقدسة في القدس، بعد الاتفاقات في نهاية حرب القرم (1853 ـ 1856)، وشق قناة السويس. فرع الحج إلى الأماكن المقدسة أدى إلى تدفق الأموال، وخلق ضغط على السلطة العثمانية لتحسين طرق المواصلات، وزيادة نجاعة الأجهزة البيروقراطية وزيادة الأمن الشخصي. هكذا شقت الطريق من يافا إلى القدس في 1869، وتم تمديد سكة حديد في 1892. فتح قناة السويس في 1869 حسن قدرة التصدير وأعطى دفعة قوية لتطور فروع البستنة والحمضيات في العقد الذي سبق الهجرة الأولى.
مع ذلك، يجب أن نسجل لمصلحة الهجرة الأولى كما يقول المؤرخ افرايم كارش إن متوسط العمر لدى عرب أرض إسرائيل زاد من 37.5 سنة في الأعوام 1926 ـ 1927 إلى 50 سنة في الأعوام 1942 ـ 1944، مقارنة مع 33 سنة في مصر. كارش يدّعي أن حقيقة هذا التحسين لم يحدث في دول عربية أخرى تقع تحت حكم بريطانيا، تعزز الادّعاء بدور الاستيطان اليهودي في تحسين وضع عرب إسرائيل.
في تقرير لجنة التحقيق برئاسة بيل في 1937، الحكومة البريطانية تشير إلى أنه حسب الإحصاء السكاني في 1922 و1931 يمكن رؤية زيادة واضحة في عدد السكان العرب في المدن المختلطة (86 من مئة في حيفا و62 من مئة في يافا و37 من مئة في القدس). مقابل زيادة معتدلة في مدن عربية مثل نابلس والخليل (فقط 70 من مئة) أو حتى هبوط (2 من مئة) في غزة.
«نحن نبني البلاد ونسكنها، في الجبل، الغور، الجليل والنقب، وفي يهودا والسامرة أيضا. لأن هذه البلاد هي بلادنا». يواصل رئيس الحكومة فيلمه، متجاهلا حقيقة أنه في 1922 أحصى البريطانيون 850 بلدة عربية في أرجاء أرض إسرائيل. ويؤكد هذا في 1969 وزير الدفاع في حينه موشيه ديان الذي قال «جئنا إلى هنا، إلى هذا الجزء من البلاد، الذي كان مسكونا من قبل العرب، نحن نقيم هنا دولة عبرية يهودية. في جزء كبير من الأماكن اشترينا الأرض من أيدي العرب. في مكان القرى العربية أنشئت قرى يهودية (…) ليس هناك مكان واحد لم يقم بدلا مما كان بلدة عربية سابقة». بالنسبة للبناء الإسرائيلي في يهودا والسامرة علينا أن نحيل نتنياهو مرة أخرى إلى أقوال احاد هعام، الذي كتب بخصوص مجموعات معينة: «علينا أن نكون حذرين في تصرفاتنا مع الأغيار الذين نأتي للعيش داخلهم من جديد، علينا أن نتعامل معهم بحب واحترام، وليس هناك مكان للقول بعدل ونزاهة. وماذا يعمل إخوتنا في أرض إسرائيل؟ العكس تماما. عبيدا كانوا في بلاد منفاهم، وفجأة يجدون أنفسهم في حرية مطلقة العنان (…) عندما يحدث دائما لعبد أن يسود، وها هم يتعاملون مع العرب بعداء وقسوة. يحققون غاياتهم من دون عدل».
الادعاءات الكاذبة والصبيانية التي يتمسك في أحيان كثيرة بها نتنياهو تحاول تعزيز الادّعاء الصهيوني في مجالات ليست ذات صلة، والتي تحوله وتحولها إلى مضحكين، شبيها لعدد من ادّعاءات فلسطينية. ابتداء من المذكرة التي قدمت لتشرتشل من قبل اللجنة التنفيذية العربية أثناء زيارته للبلاد في آذار 1921 التي كتب فيها «لا يغيب عن سياسي محنك مثلك أن الأوائل الذين سكنوا في فلسطين منذ الأزل ليسوا سوى العرب العماليق، آباؤنا الأوائل»، وانتهاء بادّعاء عرفات في كامب ديفيد 2000 الذي ينفي فيه وجود الهيكل في منطقة الحرم في القدس.
هذه الادعاءات التي يتم إسماعها فقط من قبل من يشعر بضعف أحقيته، وبموقفه وإيمانه، تضر بالرواية الصهيونية وتضعف قوتها السياسية والقانونية والتاريخية والأخلاقية الثابتة. كما اختار بن غوريون أن يلخص في وثيقة الاستقلال «هذا الاعتراف للأمم المتحدة بحق الشعب اليهودي بإقامة دولته غير قابل للمصادرة. هذا حق طبيعي للشعب اليهودي بأن يكون مثل كل شعب آخر يمسك مصيره بأيديه في دولته السيادية.. ومن خلال حقه الطبيعي والتاريخي وعلى أساس قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة، نحن نعلن بهذا إقامة دولة يهودية في أرض إسرائيل، وهي دولة إسرائيل».

شاؤول اريئيلي
هآرتس 27/9/2017

نتنياهو يكذب… فلسطين ليست أرضا من دون شعب!
الوقائع التاريخية والجغرافية تُفنّد نظرية رئيس الحكومة التي تقول إن هذه البلاد كانت يبابًا من دون سكان
صحف عبرية

المعارضة السورية تفشل هجوما لقوات النظام شرقي دمشق وتسقط طائرة روسية في حماة

Posted: 27 Sep 2017 02:30 PM PDT

عواصم – «القدس العربي» ووكالات: هاجمت قوات النظام السوري والمسلحون الموالون لها مدعومة بتعزيزات عسكرية كبيرة جبهتي حي جوبر وعين ترما شرق العاصمة السورية دمشق، بينما احبطت فصائل المعارضة الهجوم .وتزامن ذلك مع تحميل المعارضة السورية لروسيا مسؤولية التصعيد في شمال سوريا.
وقال مصدر اعلامي مقرب من قوات النظام السوري لوكالة الانباء الألمانية (د.ب.أ) إن « قوات الفرقة الرابعة من الجيش السوري دفعت أمس الاربعاء قوات عسكرية كبيرة على محوري عين ترما وحي جوبر، وسيطرت على عدد من الابنية قرب دوار المناشر، وأن سلاح الجو السوري استهدف تركات المسلحين ونقاطهم قرب دوار المناشر، ما اوقع بينهم قتلى وجرحى».
وأعلن فيلق الرحمن التابع للمعارضة السورية أنه تصدى اليوم لمحاولة اقتحام مسلحي الفرقة الرابعة لمنطقة عين ترما واعطب دبابتين نوع T72 وجرافة وعربة شيلكا وقتل العشرات من القوات الحكومية والمسلحين المساندين لها في الاقتحام.
وقال قائد عسكري في فيلق الرحمن لوكالة الانباء الألمانية(د.ب.أ) « إن مقاتلي الفرقة الرابعة استهدفوا حي جوبر بـ19 صاروخًا أرض/ أرض من نوع الفيل، وبعد التمهيد المدفعي والصاروخي، دخلت آليات وعناصر القوات الحكومية منطقة المناشر، الا ان مسلحي الفيلق تصدوا لهم واجبروهم على التراجع بعد تكبيدهم خسائر كبيرة في الارواح، وتدمير دبابتين من نوع T72 وجرافة وعربة شيلكا«.
واضاف القائد العسكري بعد « فشل القوات الحكومية في هجومها الذي تعد له منذ ايام، قامت بقصف مدفعي وصاروخي استهدف حي جوبر وعين ترما، وكذلك قصفت بلدة جسرين شرق عين ترما بالمدفعية الثقيلة وبأسطوانة شديدة الانفجار».
ويعد حي جوبر الدمشقي وبلدة عين ترما ضمن مناطق تخفيف التوتر ووقف إطلاق النار، بموجب اتفاق وقعه فيلق الرحمن مع الجانب الروسي منتصف الشهر الماضي، والذي نص على وقف إطلاق النار بشكل حازم بكافة أنواع الأسلحة، ويشمل جميع المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر في حي جوبر بالغوطة الشرقية.
ويتضمن الاتفاق فك الحصار عن الغوطة الشرقية وإدخال المواد الأساسية التي تحتاجها، دون أي إعاقات أو ضرائب أو إتاوات، وإطلاق سراح الموقوفين والمعتقلين من الأطراف المعنية بهذا الاتفاق. وتعرضت القوات الحكومية خلال الاشهر الثلاثة الماضية لخسائر كبيرة، بعد دفع قوات الفرقة الرابعة لاستعادة السيطرة على حي جوبر وعين ترما.
وفي ريف حماة أعلن جيش العزة التابع للجيش السوري الحر أنه أسقط طائرة مروحية روسية وسط سوريا. وقالت مصادر إعلامية مقربة من جيش العزة إن «طائرة مروحية روسية من نوع (صياد الليل) أسقطت بصاروخ تاو جنوب رحبة خطاب في ريف حماة الشمالي». ويشهد ريف حماة قصف جوي ومدفعي من الطيران الروسي والسوري حيث شنت الطائرات الحربية الروسية عشرات الغارات استهداف ريف حماة الشمالي والشرقي. وذكر أن مسلحي المعارضة أسقطوا عدداً من الطائرات المروحية الروسية .

ريف حلب

وحمّل مجلس محافظة حلب الحرة روسيا مسؤولية التصعيد في شمال سوريا وتحولها من طرف ضامن إلى طرف قاتل وقال المجلس، في بيان له أمس الاربعاء :» في ظل الصمت الدولي غير المبرر، يواصل الاحتلال الروسي وذيله في دمشق حملاته الشرسة من الأرض والبحر والجو والتي تطال ريف حلب الغربي والجنوبي وغيرها من المحافظات السورية، مستهدفاً البنى التحتية والمشافي ومدارس الأطفال بذريعة محاربة الإرهاب».
وأضاف المجلس أن « الضامن الروسي غير آبه بكل القرارات والقوانين الدولية، وأن مفهومهم لمحاربة الإرهاب هو قتلهم للأطفال والنساء، حيث أن تلك الهجمات جاءت بعد اتفاق أستانة الأخير الذي جعل من الطرف الروسي ضامناً لخطة خفض التوتر في بعض المناطق المذكورة». كما أدان المجلس: «الاتفاقيات التي تجعل روسيا طرفاً ضامناً للقتل بدلاً من أن تكون طرفاً ضامناً لخفض التوتر، والصمت الدولي إزاء كل الجرائم المرتكبة والتي ترتكب يومياً بحق الشعب السوري».
وقالت مصادر في المعارضة ان الطائرات الحربية الروسية شنت مئتي غارة على بلدات وقرى في ريفي حلب الغربي والجنوبي وعلى ريفي حماة وادلب منذ 10 ايام سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى ودمار كبير في الممتلكات .

تشييع إيراني

وفي طهران خرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع لحضور جنازة جندي قطع تنظيم الدولة رأسه فيما اعتبر دليلاً يجسد صحة قرار إيران بالتدخل عسكرياً في سوريا.
وتداولت وسائل الإعلام الإيرانية صورة لمحسن حججي (25 عاماً) الجندي في الحرس الثوري الإيراني وهو ينظر للكاميرا بهدوء بعد احتجازه في حين يقتاده بعيداً متشدد يحمل سكيناً. ونشر تنظيم الدولة الصورة.
واستخدم الإيرانيون، حتى الذين ينتقدون التدخل العسكري لحكومتهم في سوريا لمساعدة بشار الأسد، مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن تقديرهم لحججي الذي قتل الشهر الماضي. وكان الحرس الثوري، وهو أقوى قوة عسكرية في إيران والذي يدير كذلك مشروعات اقتصادية بمليارات الدولارات، قد التزم الصمت في بادئ الأمر بشأن دوره في سوريا.
لكن في السنوات القليلة الماضية، ومع ارتفاع أعداد القتلى والجرحى، تحدث بوضوح أكبر عن دوره الذي صوره باعتباره صراعاً من أجل البقاء ضد تنظيم الدولة الذي يعتبر الشيعة، وهم غالبية سكان إيران، مرتدين.
ويوصف أفراد الحرس الثوري الذين يقتلون في سوريا والعراق بأنهم حماة المواقع الشيعية المقدسة ويلقبون بحماة الأضرحة على مواقع الكترونية تابعة للحرس الثوري. وقالت وسائل إعلام حكومية إن الزعيم الأعلى أية الله علي خامنئي أدى صلاة الجنازة على نعش حججي والتقى بأسرته.
واستعاد الحرس الثوري جثمان حججي في إطار اتفاق بين تنظيم الدولة والجيش السوري وجماعة حزب الله اللبنانية.

المعارضة السورية تفشل هجوما لقوات النظام شرقي دمشق وتسقط طائرة روسية في حماة
قالت إن روسيا «طرف ضامن للقتل بدل ضمان خفض التوتر»

ماذا وراء دعوة رؤساء أحزاب 14 آذار إلى السعودية؟

Posted: 27 Sep 2017 02:30 PM PDT

بيروت – «القدس العربي»: السفر إلى المملكة العربية السعودية متاح أما السفر إلى إربيل فمحظور، هكذا بدا الوضع في لبنان إذ في الوقت الذي أعلن فيه عن سفر قياديين لبنانيين إلى المملكة تم الإعلان في الوقت عينه عن وقف الرحلات بين بيروت وأربيل بدءاً من يوم غد الجمعة التزاماً بقرار الحكومة العراقية وقف الرحلات الدولية إلى كردستان بعد الاستفتاء.
وكان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع غادر لبنان امس يرافقه وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي عبر مطار رفيق الحريري الدولي في جولة خارجية تبدأ أولى محطاتها بزيارة السعودية. كما أعلن عن وصول رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل إلى جدة يرافقه مستشاره البير كوستانيان تلبية لدعوة رسمية وجهت اليه من المملكة.
ولم تتضح اهداف هاتين الدعوتين إلى السعودية وما اذا كانت مقدمة لدعوات ستشمل قياديين ورؤساء أحزاب في قوى 14 آذار للم شمل هذه القوى الحليفة مع السعودية بعد ما تعرّضت له من اهتزازات وخلافات سياسية أبرزها حول غياب الموقف الموحد من انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وكذلك الموقف من تشكيل حكومة بمشاركة حزب الله وانتقال الكتائب إلى صفوف المعارضة واتخاذ رئيسها سامي الجميّل مواقف حادة ضد الرئيس سعد الحريري وضد القوات اللبنانية.
وتأتي زيارة كل من جعجع والجميّل وهما رئيسا حزبين مسيحيين في وقت عقد رئيس الحزب المسيحي الثالث الوزير جبران باسيل لقاء مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم لقي موجة اعتراضات من تيار المستقبل وقوى في 14 آذار.
تزامناً، أعرب رئيس حزب التوحيد وئام وهاب عبر حسابه الخاص على تويتر عن امنيته في ألا تكون الدعوات السعودية المفاجئة لبعض اللبنانيين محاولة لإعادة تسخين الساحة اللبنانية.
وعلى خط إربيل، أعلن رئيس شركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت أن الشركة ستعلّق الرحلات من وإلى مطار أربيل في شمال العراق ابتداء من يوم الجمعة. وأوضح «ان قرار تعليق الرحلات من والى مطار اربيل هو بناء على قرار السلطات العراقية»، لافتاً إلى «ان طيران الشرق الأوسط سينفذ هذا القرار».
وأشـار في حديث للـ LBCI إلى انـه «مـن اليوم والى نهار الجمعة مساء تاريخ بدء سـريان الـقرار، تسـيّر الشـركة رحلات اضافية إلى اربيـل»، وقال: «لن نتـرك أي راكب لبناني راغب بالمجيء إلى لبنان.» ولفت إلى انـه « بعد انتهاء الفترة ووقف الرحلات يمكن للمساـفرين الراغبـين بالمجـيء مـن اربيل إلى لبنان أن يـأتوا عن طـريق البصـرة او النجـف أو بغـداد لان الرحـلات الداخلـية مستمرة ضـمن العـــراق».
ومن المعلوم ان عدداً من رجال الأعمال اللبنانيين قاموا بإستثمارات في إقليم كردستان وهم يتنقّلون بشكل دوري بين بيروت وإربيل وقد جاء قرار وقف الرحلات ليحدث بلبلة.

ماذا وراء دعوة رؤساء أحزاب 14 آذار إلى السعودية؟
الطريق من بيروت إلى المملكة مفتوح أما إلى إربيل فمحظور
سعد الياس

نائب سوري يتهجّم على زميلة له داخل البرلمان محاولاً ضربها لأنها هاجمت أحد الوزراء

Posted: 27 Sep 2017 02:29 PM PDT

دمشق ـ «القدس العربي»: قالت النائبة في البرلمان السوري ديمة سليمان أن أحد أعضاء البرلمان قام بالتهجم عليها وشتمها بأفظع العبارات محاولاً ضربها داخل مقر البرلمان السوري في حي الصالحية في دمشق وذلك بسبب هجومها على وزير التربية السوري وطلبها استجوابه ومعاقبته على خلفية قضية المناهج التي أثارت الشارع السوري مؤخراً.
وكشفت النائبة ديمة سليمان عن الواقعة عبر حسابها على فيسبوك عن الحادثة تلك التي تحصل لأول مرة وعن اسم البرلماني الذي تهجم عليها وهددها وشتمها وهو فواز نصور البرلماني المستقل عن مدينة جبلة الساحلية.
وكتبت النائبة على صفحتها: فواز نصور عضو مجلس الشعب تهجم عليّ بالسباب والشتم على خلفية طلبي استجواب وزير التربية، وقال إن الوزير وطني أكثر مني ومن كل عائلتي. وقال العضو المحترم انني تجاوزت الأصول واﻵداب بتهجمي على الوزير … وسبني وشتم عائلتي بأفظع عبارات الشتم وحاول ضربي لولا بعض الزملاء. وختمت بالقول: القصة حصلت في بهو المجلس وليس تحت القبة.
ولم يصدر عن البرلماني نصور أي تعليق على اتهامات النائبة سليمان له، لكنه عُرف خلال الأيام الماضية بدفاعه عن وزير التربية في قضية المناهج وبتصريحات مدافعة عن الوزير صدرت عنه لوسائل إعلام محلية سورية عبر فيها عن ثقته بالوزير وعن الدور المهم الذي يؤديه في مجال التعليم والتربية.
وتعرض وزير التربية السوري هزوان الوز لموجة انتقادات شعبية على مدى أيام عدة اتهمته بالإهمال والتقصير في الإشراف على إعداد النماذج الجديدة للمناهج التعليمية في سوريا والتي قال السوريون إنها تحوي الكثير من المغالطات في الشكل والمضمون.

نائب سوري يتهجّم على زميلة له داخل البرلمان محاولاً ضربها لأنها هاجمت أحد الوزراء

كامل صقر

«الدولة الإسلامية» يرهب أهالي سيناء: صور أسرى تعاونوا مع الجيش ومنشورات تحذيرية

Posted: 27 Sep 2017 02:29 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: نشرتنظيم «الدولة الإسلامية»، في شمال سيناء المصرية، أمس الأربعاء، عددا من الصور لمواطنين من المحافظة اختطفهم لتعاونهم مع الجيش المصري، حسب بيان للتنظيم.
وهدد التنظيم، في بيان وزعه على الأهالي في سيناء بـ«ضرورة توقفهم عن دعم ومساندة القوات المسلحة»، معلنا «فتح مكتب لاستقبال التائبين عن التعاون مع الجيش من أبناء القبائل».
وكان أهالي مدينة الشيخ زويد، عثروا على منشورات تحذرهم من التعامل مع قوات الجيش. وقام ملثمون بتوزيع منشورات أخرى على المواطنين في مناطق متفرقة من مدينة رفح تحذرهم أيضاً من التعاون مع الجيش.
واعتاد التنظيم من وقت لآخر على إصدار بيانات تهدد المواطنين حال تعاملهم مع الجيش أو نقل معلومات للأجهزة الأمنية تكشف هوية أعضائه أو مواقع تدريباته.
وكان آخر من قام التنظيم بتصفيته، ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺳﻠﻤﻲ المرقل الذي يبلغ من العمر 38 عاما ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺮﻣﻴﻼﺕ، حيث عثر الأهالي على رأسه من دون جسد في مدينة رفح.
ورغم حملة الترهيب تلك التي يمارسها تنظيم «الدولة» ضد أهالي سيناء، وسط عجز النظام المصري الذي يتعرض لانتقادات حول استراتيجيته لمكافحة الإرهاب، أشاد الفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، بما «حققته قوات إنفاذ القانون من القوات المسلحة والشرطة المدنية من نجاحات متتالية خلال مراحل عملية «حق الشهيد» في مناطق مكافحة النشاط الإرهابي في شمال سيناء لاقتلاع جذور التطرف والإرهاب».
كما أشاد بدور «أبناء سيناء الشرفاء في المشاركة مع القوات المسلحة والشرطة في استعادة الأمن والاستقرار والتنمية في شبه جزيرة سيناء».
وأكد أن «الشعب المصري يقدر تضحياتهم وبطولاتهم من أجل الدفاع عن أمن مصر واستقرارها».
جاء ذلك خلال لقاء صبحي، بعدد من الضباط وضباط الصف والصناع العسكريين والجنود من عناصر الجيش الثاني الميداني وطلبة كلية الضباط الاحتياط ومعهد ضباط الصف المعلمين.
ونقل للضباط والجنود «تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي وتقديره لتضحياتهم ودورهم البطولي في تطهير شمال سيناء من براثن الإرهاب الأسود»، موضحاً أن «القوات المسلحة كانت وستظل الدرع الواقي للأمن والاستقرار في مصر والمنطقة».
وبين أن «استراتيجية القوات المسلحة ترتكز على حماية الأمن القومي المصري وتأمين حدود الدولة على كافة الإتجاهات الاستراتيجية، والتعاون مع وزارة الداخلية لتأمين الجبهة الداخلية، وتوفير المناخ الآمن لمخططات التنمية الشاملة للدولة بكافة ربوع مصر».
كذلك أعلنت مديرية أمن شمال سيناء أمس، «ضبط 16 هاربًا ومطلوبا و27 مشتبهًا فيه، خلال حملات أمنية موسعة في مختلف دوائر وأقسام المحافظة، لاستهداف العناصر الإجرامية من الهاربين من السجون ومرتكبي جرائم البلطجة وترويع المواطنين وكافة الأنشطة الإجرامية الأخرى في ضوء المعلومات المتوفرة لإدارة البحث الجنائي بالمديرية».
وقالت مصادر أمنية إن «الحملة تمت بمشاركة الأقسام النوعية بإدارة البحث الجنائي في المديرية بالتعاون مع أقسام الشرطة المختلفة، ومدعومة بمجموعات قتالية كبيرة من الأمن المركزي، وبإشراف اللواء رضا سويلم، مدير أمن شمال سيناء».

تردي الخدمات

ويأتي ذلك في وقت ما زالت فيه محافظة شمال سيناء تعاني من تردي الخدمات والانقطاع المتواصل لشبكات الهواتف والإنترنت، وكان آخرها انقطاع استمر لخمس ساعات متتالية أمس الأول.
وقال مصدر مسؤول في شمال سيناء، في تصريحات صحافية إن انقطاع الخدمات جاء بالتزامن مع انطلاق حملة أمنية موسعة في عدة مناطق في شمال سيناء لمنع العناصر المسلحة من التواصل وتفجير العبوات الناسفة عن طريق شرائح الهاتف المحمول.
وسادت حالة من الاستياء لدى قطاع كبير من مراكز الاتصالات والإنترنت والمواطنين في المحافظة التي توقفت فيها الخدمات طوال فترة انقطاع الاتصالات.

«الدولة الإسلامية» يرهب أهالي سيناء: صور أسرى تعاونوا مع الجيش ومنشورات تحذيرية
المحافظة تعاني من تردي الخدمات والانقطاع المتواصل لشبكات الهواتف والإنترنت

أبو الفتوح يشنّ هجوما حادا على السيسي: انتهاك حقوق الإنسان وصل لما بعد الموت

Posted: 27 Sep 2017 02:29 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: شن رئيس حزب «مصر القوية»، عبد المنعم أبو الفتوح، هجوما حادا على نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، وخصوصا للمسجونين السياسيين والمرضى منهم، وحتى المتوفين أمثال مرشد الإخوان السابق محمد مهدي عاكف.
وقال في تصريحات مصورة نشرها عبر حسابه الرسمي أمس، إنه اطلع على تقريري لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة، ومنظمة «هيومن رايتس ووتش»، عن الانتهاكات الحقوقية في مصر، مشددا على أن كل ما ورد في التقرير بكل صدق وأمانة «أقل بكثير من واقع حقوق الإنسان في مصر».
وأضاف: «ما يحدث للمصريين منذ 3 يوليو/تموز 2013 (الإطاحة بحكم الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي) داخل المعتقلات والسجون وأقسام الشرطة ومراكز الأمن من معاملة في منتهى الإهانة التي لم تحدث للمصريين من قبل، سواء للمعتقلين أو المسجونين أو المحتجزين والمتحفظ عليهم، هي أسوأ معاملة وأسوأ وسائل العدوان على حق الإنسان، سواء في حقه في الحياة أو حقه في التعبير أو التظاهر أو كل الحقوق، حتى الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بحق المواطن في المعيشة والتعليم والصحة، وحقه في الترفيه، فكل هذه الحقوق يتم العدوان عليها لأن السلطة في مصر تتصور أن المنظمات الحقوقية حين تتحدث عن حقوق الإنسان تتحدث عن الحقوق السياسية فقط، لكن كافة حقوق المصريين معتدى عليها، وحتى لا يخدع أي مسؤول المنظمات الدولية والمحلية والرأي العام».
وتابع: «هناك عدوان على حق المصري في التعليم باعتراف مسؤولي التعليم في مصر، إلا في المنشآت التعليمية الخاصة التي تتكلف أموالا باهظة، وكذلك الحق في الصحة»، مشيرا إلى أن «هذه الوقائع هي استمرار عدوان السلطة الحاكمة وأجهزتها على حقوق الإنسان المصري، وتمثل إهانة كبيرة لمصر ولتاريخها وشرفها».
وزاد: «أبسط الحقوق لكبار السن المسجونين مثل مهدي عاكف منتهكة، ووصل الأمر لمنع صلاة الجنازة عليه أو تسليم جثته لأهله لدفنها بمعرفتهم، لكن السلطة الأمنية دفنته بنفسها بوجود زوجته وبنته فقط، فيما مُنع أقاربه أو أصدقاؤه من وداعه أو من المشاركة في جنازته».
واستنكر المرشح الرئاسي الأسبق «امتداد العدوان على حقوق الإنسان المصري بعد موته»، لافتا إلى أن «مرشد الإخوان السابق ظل مريضا وكل المنظمات الحقوقية طلبت خروجه للعلاج وسط أهله».
وأوضح أن «المستشار محمود الخضيري المحبوس احتياطيا، كبير في السن وكان يشغل منصب نائب رئيس محكمة النقض، يستمر حبسه احتياطيا حتى الآن دون مبرر، مع استمرار الاعتداء على كل المظلومين الذين لا أحد يشك في وطنيتهم مثل عصام سلطان وهشام جعفر واسماعيل الاسكندراني».
وشدد على أنهم «شخصيات عامة محترمة ووطنية حريصة على وطنها لم تتصرف أي تصرف يخالف القانون أو الدستور، لكن مجرد اختلاف مع السلطة في الرأي أو في التوجه ليقع عليهم عدوان كبير بالزج بهم في المعتقلات ومصادرة حق أهاليهم في زيارتهم والعدوان على أموالهم، ووضعهم على قوائم الإرهاب».
وأكد أبو الفتوح أن ما سبق كله «إهانة كبيرة لمصر مؤلمة ومحزنة»، لافتا إلى أنه «لا يسعد الإنسان ان يقرأ تقارير دولية أو محلية تسود صفحات حقوق الإنسان في مصر».
واختتم تصريحاته المصورة قائلا: «لا نحب لبلدنا أن تكون موصومة بهذا الإجرام غير الإنساني الذي يقع على المعتقلين والمسجونين السياسيين أو حتى على الإنسان العادي في حقوقه الاقتصادية والاجتماعية، فهذه مسألة في رقبة المسؤولين وأولهم رئيس الدولة عبد الفتاح السيسي، ولو لم نتداع جميعا لوقف هذا العدوان على حقوق الإنسان المصري ستظل صفحات البلاد مهينة لنا ولكرامتنا على مستوى العالم».

أبو الفتوح يشنّ هجوما حادا على السيسي: انتهاك حقوق الإنسان وصل لما بعد الموت

مؤمن الكامل

البلتاجي سيتهم السيسي أمام «الجنائية الدولية» بقتل ابنته و1700 شاب في «فض اعتصام رابعة»

Posted: 27 Sep 2017 02:28 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: قال محمد البلتاجي، القيادي في جماعة الإخوان المسلمين وعضو المكتب التنفيذي لحزب «الحرية والعدالة»، إنه سيتقدم ببلاغ ودعوى أمام المحكمة الجنائية الدولية يتهم فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم، بالتخطيط والاتفاق المباشر على قتل ابنته و1700 شاب يوم 14 أغسطس/ آب 2013.
وقال لهيئة المحكمة أثناء جلسة فض اعتصام رابعة العدوية التي عقدت قبل أيام، إنه «قدم بلاغا للمحكمة في أول جلسة لها عن مقتل ابنته أسماء يوم فض اعتصام رابعة، اتهم فيه وزير الدفاع في ذلك الوقت عبد الفتاح السيسي ووزير الداخلية محمد إبراهيم بالاشتراك في جريمة القتل العمد لابنته، ومعها 1700 شاب وفتاة أثناء فض اعتصام رابعة».
وأضاف: «المحكمة طلبت وقتها من النيابة صورة لتقرير الطب الشرعي وشهادة الوفاة الرسمية ومحضر تحرير البلاغ، وجاءت هذه الأوراق وأطلعت عليها المحكمة وأرفقتها بأوراق القضية، لكن سير القضية خلال السنتين لم يتعد قرار الاتهام الذي ناقش فقط مقتل 7 من جنود الجيش والشرطة يوم الفض واتهم المعتصمين بقتلهم».
وأكد أنه «طالب مرارا وتكرارا المحكمة بضم تقارير الطب الشرعي الخاصة بـ375 من المعتصمين تم تشريحهم في مشرحة زينهم»، مشيرا إلى أن «المحكمة لم تستجب باعتبار أن هؤلاء المعتصمين من المقتولين ليسوا بموضوع الدعوى».
وتابع: «طالبت بضم التقارير الصادرة من 15 مستشفى حكوميا التي استقبلت مئات بل آلاف القتلى من المعتصمين أيام 14 و 15 أغسطس، فلم تستجب هيئة المحكمة للسبب لنفسه، إذن مقتل 1700 شاب وفتاة مصريين يوم 14 أغسطس/ أب 2013 ليس موضوع هذه الدعوى، وليس بموضوع أي قضية أخرى منظورة أمام أي من المحاكم المصرية».
وطالب البلتاجي المحكمة بان تصرح له «بعمل توكيل رسمي في الشهر العقاري لعدد من المحامين الدوليين لتقديم دعوى عن مقتل ابنته و1700 شاب وفتاة»، مشيراً إلى أن هيئة المحكمة صرحت له بأوراق القضية، قائلاً: «ذكرت لكم في عدة جلسات أن الأحراز التي عرضتها المحكمة على المتهمين والمقدمة من النيابة تفتقر لأهم دليل في القضية وهو القرص الصلب الموجود عليه تفريغ 16 كاميرا مراقبة سجلت على مدار 24 ساعة أحداث الفض كاملة صورت بالصوت والصورة دقيقة بدقيقة، والمقدم للنيابة من رئيس جمعية رابعة العدوية، وعندما تمسكت بعرض هذا القرص مرارا ذكرت النيابة أنها حين فحصته وجدته تالفا ولذلك لم تقدمه للمحكمة، مع أن القرص الذي استلمته النيابة وجدته تالفا غير صحيح، بل تكذبه وتفحصه النيابة العامة بنفسها في صفحة 466 من التحقيقات، ما يؤكد أنها اطلعت على هذا القرص وشاهدت ما فيه من جرائم وانتهاكات جسيمة، إذن متى تلف هذا القرص بعد أن شاهدته النيابة؟! ومن أتلفه ولماذا»؟!.
واتهم من أسماهم بـ«شركاء في واقعة قتل عمد لأكثر من 1700 مصري، بإخفاء آثار الجريمة كما هو معروف في كل الجرائم الكبيرة».
وقال إن: «أحدا يرتكب الجريمة والآخر يطمس معالمها، أنا حين أتحدث عن الجريمة أتحدث عن جريمتين، جريمة مقتل 1700 من المعتصمين السلميين عمدا مع سبق الإصرار، وجريمة مقتل سبعة من ضباط وجنود الشرطة، لأن الذي قتل هؤلاء قتل أولئك من أجل أن يضلل العدالة وتسير المحاكمات في هذا الطريق الذي سارت فيه».
وطالب البلتاجي المحكمة بالتحقيق في اختفاء الدليل الرئيسي في الجريمة، باعتباره جزءا لا يتجزأ من الدعوة، مهددا، إن لم تستجب المحكمة لهذا الطلب العاجل، تصبح المحكمة من وجهة نظره شريكا في طمس معالم الجريمة، وقلب الحقائق، وتغييب العدالة.
وطلب من المحكمة أن تأذن له بـ«إجراءات مخاصمة هيئة المحكمة، وتضمين أسماء هيئة المحكمة ضمن بلاغه ودعواه أمام الجنائية الدولية. وتسجيل كل كلمة قالها في مضبطة الجلسة، باعتبار ما قاله مسؤولية شخصية له».

البلتاجي سيتهم السيسي أمام «الجنائية الدولية» بقتل ابنته و1700 شاب في «فض اعتصام رابعة»

تامر هنداوي

بغداد تصعّد ضد أربيل: إجراءات قانونية ضد المشاركين في استفتاء كردستان

Posted: 27 Sep 2017 02:28 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: صوت مجلس النواب العراقي، أمس الأربعاء، بالموافقة، على المقررات التي أصدرها بشأن استفتاء إقليم كردستان العراق في 25 أيلول/ سبتمبر الماضي.
جاء ذلك خلال جلسته التي عقدت برئاسة سليم الجبوري، وحضور رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إضافة إلى وزير الدفاع عرفان الحيالي، ووزير الداخلية قاسم الأعرجي، ووزير النفط عبد الجبار اللعيبي، ومستشار الأمن الوطني فالح الفياض، وبغياب الكتل السياسية الكردستانية.
وحصلت «القدس العربي» على نسخة من قرار مجلس النواب المتضمن (13) فقرة، والذي حمل توقيع الجبوري.
من أبرز الفقرات التي تضمنها القرار، «اعتبار استفتاء إقليم كردستان العراق باطلاً، كما تبطل كل الإجراءات المترتبة عليه»، إضافة إلى «إلزام القائد العام للقوات المسلحة بإصدار أوامره للقوات الأمنية للعودة والانتشار في جميع المناطق المتنازع عليها بضمنها كركوك».
ومن بين القرارات أيضاً، «المتابعة القضائية للمسؤولين عن تنفيذ الاستفتاء، ومن ينهم رئيس سلطة الإقليم المنتهية ولايته، وتقديمهم للمحاكمة، وكذلك الموظفين العاملين في الحكومة الاتحادية».
كما نصّ القرار على «غلق المنافذ الحدودية التي تقع خارج سيطرة الحكومة الاتحادية، واعتبار البضائع التي تدخل منها مهربة»، فضلاً عن إلزام «الحكومة الاتحادية بإعادة الحقول الشمالية في كركوك والمناطق المتنازع عليها لإشراف وسيطرة وزارة النفط الاتحادية، ومنع التدخل لأي من الأحزاب النافذة في تلك المناطق».
وشدد على «اتخاذ الإجراءات لتنفيذ قرار إقالة محافظ كركوك»، و«إغلاق الممثليات والقنصليات ونقلها إلى محافظات خارج الإقليم».
وتضمن القرار البرلماني «دعوة رئيس الجمهورية للقيام بواجباته المنصوص عليها بالدستور»، إضافة إلى «استمرار جميع الموظفين الكرد في عملهم، وضمان أمنهم، ممن لم يشاركوا في الاستفتاء».
وأكد مجلس النواب «على الحكومة عدم قبول الحوار المشروط، إلا بعد إلغاء نتائج الاستفتاء».
وقال الجبوري في كلمته في افتتاح الجلسة، «نأمل أن تفضي هذه الجلسة بحضور رئيس مجلس الوزراء إلى مزيد من التعاون والتكاتف لتجاوز الصعوبات التي تمر بالعراق وتهدد وحدته وسيادته وسلامة أراضيه»، مضيفاً إن «وحدة العراق اليوم تتطلب منا دورا متوازنا حكيما مدروسا، يأخذ في نظر الاعتبار الظروف الموضوعية ويحرص على تجنيب شعبنا من كل مكوناته وأطيافه آثار الفتنة وتداعياتها».
وأشار، إلى أن «السلطة التنفيذية هي المسؤولة عن الإجراءات العملية للحفاظ على وحدة العراق والدفاع عنها»، موضّحاً أن «مجلس النواب وقف وسيقف من خلال قراراته مع الحكومة في كل إجراءاتها الدستورية والقانونية، والتي ترمي إلى الحفاظ على هذا الوطن وأمنه».
وتابع: «شعبنا الكردي هو جزء لا يتجزأ من شعبنا العراقي، ولذا فنحن مسؤولون عن هذا الشعب وحماية مصالحه وعدم الأضرار بِه في أي إجراء، وتجنب العقاب الجماعي وحصر الإجراءات بما يمكن أن يضغط على صاحب القرار ويدفعه للتراجع عن خطواته غير الدستورية». في إشارة إلى مسعود بارزاني.

العبادي: لن نسمح بالتجاوز على الدستور

أما العبادي، فقد شدد على «إلغاء الاستفتاء»، مؤكداً «لن نسمح بالتجاوز على الدستور».
وقال، في كلمة ألقاها تحت قبة البرلمان: «لن نتحاور حول نتائج الاستفتاء مطلقاً»، لكنه شدد في الوقت ذاته على أهمية «الدخول بحوار تحت سقف الدستور»، شريطة أن لا يكون الاستفتاء محوراً فيه.
وتعهد رئيس الوزراء العراقي بالدفاع عن «المواطن الكردي» داخل الإقليم وخارجه، معتبراً «الاعتداء على أي فرد كردي اعتداء علينا جميعاً».
وأعرب عن سعيه لـ«فرض» حكم العراق في كل مناطق الإقليم «بقوة الدستور»، لافتاً إلى أهمية «فرض الدستور على كل المناطق التي تم السيطرة عليها بعد 2003، وبعد دخول تنظيم الدولة في 2014 (…) سنفعل ذلك دون إراقة الدماء».
وختم العبادي بالقول: «أطالب؛ وبناءً على قرار البرلمان، بإعادة كل المناطق التي استحوذ عليها الإقليم»، فيما أكد «محاسبة كل من ساهم في إجراء الاستفتاء».
وفي أول إجراء قضائي بشأن تداعيات الاستفتاء، قال المتحدث باسم السلطة القضائية القاضي عبد الستار البيرقدار، في بيان، إن «الادعاء العام العراقي أحال طلب اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المسؤولين عن إجراء الاستفتاء في إقليم كردستان، خلافا لقرار المحكمة الاتحادية، إلى محكمة التحقيق المركزية للمباشرة في إجراءات التحقيق الأصولي وفق القانون».
وأضاف أن ذلك الإجراء جاء «بناءً على قرار المجلس الوزاري للأمن الوطني المصادق عليه من مجلس النواب».
كما طالب الادعاء العام المجلس الوزاري للأمن الوطني والجهات المختصة، بيان «قائمة أسماء الأشخاص المخالفين للدستور وقرار المحكمة الاتحادية، لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم».
وعلى إثر تداعيات استفتاء إقليم كردستان، أيضاً، قرر مجلس الأمن الوطني توجيه فريق استرداد أموال الدولة، لملاحقة حسابات إقليم كردستان وحسابات المسؤولين الذين يتم إيداع الأموال المستحصلة في حساباتهم نتيجة بيع وتهريب النفط.
وطبقاً لكتاب رسمي حمل توقيع مستشار الأمن الوطني فالح الفياض، فإن القرار تضمن أيضاً دعوة الادعاء العام لملاحظة موظفي الدولة كافة قانونيا من الذين يقومون بتنفيذ إجراءات استفتاء إقليم كردستان خلافا لقرار المحكمة الاتحادية.
سياسياً، قال النائب عن تيار الحكمة الوطني، حسن خلاطي لـ«القدس العربي» إن «مجلس النواب أعلن أن الاستفتاء منعطف خطير يعصف بالبلاد ويعرض وحدة العراقيين إلى الخطر»، مبيناً إن «أهم القرارات التي اتخذها مجلس النواب، هو دعم الحكومة العراقية الاتحادية في أي قرارات تتخذها بشأن الاستفتاء ونتائجه، بهدف حفظ وحدة البلاد، فضلا عن التحرك سريعا لبسط هيبة الدولة في عموم مناطق العراق».
وكشف أيضاً عن توجه العراق لاتخاذ خطوات ضد «الاستفتاء الفاقد للشرعة القانونية والشرعية على الصعيد الدولي»، لافتاً إلى وجود حملة تحت قبة البرلمان «لجمع تواقيع بشأن مناصب سيادية مهمة مخصصة للكرد، بالتعاون مع اللجنة المالية البرلمانية، بكون إن تلك المناصب تحمل الدولة أعباءً مالية كبيرة».

إجراءات ضد شركات نفطية تابعة لبارزاني

أما النائب عن ائتلاف دولة القانون ناظم الساعدي، فقد كشف لـ «القدس العربي»، عن وجود «شركات نفطية تعمل في محافظات الوسط والجنوب، تابعة لمسعود بارزاني»، مشدداً على أهمية «اتخاذ الحكومة الاتحادية إجراءات بحقها».
وأشار الساعدي، وهو رئيس لجنة الخدمات والإعمار البرلمانية، إلى إن «تنظيم الدولة الإسلامية لم يتمكن من تحقيق هدفه في تقسيم العراق، لكن الإقليم وقيادته (مسعود بارزاني) يسعى لتحقيق هذا الهدف».
في الأثناء، حصلت «القدس العربي» على كتاب رسمي موجه من سلطة الطيران المدني العراقية إلى جميع الشركات العاملة في العراق، حمل عنوان «تعليمات من الطيران العراقي».
أفاد بأن سلطة الطيران المدني ستقوم بتعليق جميع الرحلات من وإلى مطاري أربيل والسليمانية ابتداءً من الساعة السادسة بالتوقيت المحلي للعاصمة بغداد في 29 أيلول/ سبتمبر المقبل، وإلى إشعار آخر.
واستثنى الكتاب الرسمي شركات الطيران العراقية؛ ولرحلاتها الداخلية فقط.

كردستان تتمسك بالمطارات

في الطرف المقابل، رفض إقليم كردستان تسليم مطاري أربيل والسليمانية إلى الحكومة الاتحادية في بغداد.
وقال مولود باوه مراد وزير النقل والمواصلات بالوكالة، إن «مطاري أربيل والسليمانية ملك لشعب كردستان، وإنهما مستمران في أعمالهما»، موضحّاً إن «قرار بغداد غير قانوني وغير ملائم».
وأشار الوزير الكردي، خلال مؤتمر صحافي عقده بحضور مدراء مطاري أربيل والسليمانية، إلى إن «هذين المطارين بنيا من ميزانية كردستان، وان أعمالهما تسير وفقاً لضوابط وقوانين وأعراف المطارات المدنية، ولم تخرق قوانين الطيران في أي وقت من الأوقات».
وتابع قائلاً: «مطارا أربيل والسليمانية، لهما علاقة بالحياة اليومية للمواطنين، وبتنقل الطلبة وسفر الدبلوماسيين والتحالف أيضاً، وكونهما يسيّران الأعمال وفقاً للقانون الدولي للطيران»، مؤكداً «لن يتم تسليمهما إلى بغداد بهذه السهولة». وأضاف إن «سلطة الطيران المدني العراقي هي من تشرف على أعمال هذين المطارين (…) لو كان القرار قانونياً فلا مشكلة لدينا، لكن لو كان القرار اتخذ ضدنا بسبب إن كردستان أجرت الاستفتاء على الاستقلال، فنحن نرفض الطلب ونعتبره غير قانوني».
كذلك، أشارت مديرة مطار أربيل الدولي، تلار فائق، خلال المؤتمر، إلى إن أعمال المطار لم تكن تتعلق بأمور مواطني كردستان فحسب، بل إن التحالف الدولي أيضاً استفاد من خدماته خلال الحرب في سوريا والأمم المتحدة أيضاً تستخدمه للتنقل من والى سوريا وإيصال المساعدات إلى السوريين عبر هذا المطار».
وأضافت: «لو أصرّت بغداد على موقفها بتسليم المطار لهم، فعندها سيكون لنا موقف آخر».

بغداد تصعّد ضد أربيل: إجراءات قانونية ضد المشاركين في استفتاء كردستان
العبادي يتعهد بفرض حكم العراق في الإقليم «بقوة الدستور»… وقيادة الإقليم ترفض تسليم المطارات
مشرق ريسان

كيف فشلت تركيا وإيران في اختراق وحدة القوى السياسية الكردية قبل الاستفتاء؟

Posted: 27 Sep 2017 02:27 PM PDT

اسطنبول ـ «القدس العربي» : يهاجم الرئيس التركي رجب طيب أرودغان، حليفه السابق رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني واصفا إياه بـ«الخائن»، في موقف يعكس خيبة الأمل الكبيرة التي مني بها الأتراك من تنظيم استفتاء الاستقلال، ويكشف إلى أي مدى كانت تقديرات أنقرة خاطئة باستبعادها الخطوة الكردية، وهو ما قاله أردوغان نفسه في كلمة هدد فيها الإقليم الناشئ بـ«الحصار الجوع».
ولعل أكثر ما أغضب الأتراك، هو ضياع «استثماراتهم» السياسة الطويلة في العلاقة مع الحزب «الديمقراطي الكردستاني»، بزعامة بارزاني، باعتباره حليفا كرديا وحيدا لاسطنبول، بوجه المعارضة الكردية في البلاد، وبالنظر اليه كطرف كردي صديق، مقابل حزب «الاتحاد الكردستاني» بزعامة طالباني الأقرب لطهران، والأقرب أيضاً للقوى الكردية الانفصالية شمال سوريا.
هذا التحالف بين انقرة وأربيل، منح الحكومة التركية نفوذا كبيرا في شمال العراق، تعزز بعلاقات إقتصادية وعسكرية وطيدة، وصلت لنشر قوات تركية في كردستان العراق، الأمر الذي أغضب بغداد وطهران.
مصدر تركي مطلع، قال لـ«القدس العربي»، إن «المسؤولين الأتراك غاضبون من خداع نظرائهم الأكراد في حزب بارزاني، اذ طمأنوهم أن الاستفتاء قد يلغى بأي وقت وأن رئيس الإقليم يسعى فقط للحصول على تنازلات من بغداد، ليتفاجأ المسؤولون الاتراك بأن الأمر لم يكن سوى محاولة لكسب الوقت وصولاً لموعد الاستفتاء المقرر».
وحسب المصدر المطلع على محادثات الجانب التركي والكردي خلال الأيام الأخيرة، أن «الاتراك ألحوا على أصدقائهم في حكومة كردستان بضرورة إلغاء الاستفتاء، وقدموا لهم وعودا بالنظر برفع التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات التركية، فضلاً عن مرونة تركية في ملف كركوك وبيع النفط الكردي».
لكن، هذه المحادثات لم تسفر سوى عن قرار لم يتوقعوه من بارزاني (كما قال أردوغان نفسه في تصريحاته) بتأكيد إجراء الاستفتاء قبل موعده بيومين، وهذا ربما ما أغضب القيادة التركية ودفع أردوغان لتصريحات عدائية ضد صديقه السابق، بارزاني.
هكذا، باءت بالفشل، محاولة تركيا كسب إحدى القوى الكردية العراقية إلى صفها، في سبيل تهدئة النزاع مع الأكراد ولجم طموحاتهم الانفصالية التي قد تذكي التمرد جنوب تركيا. وتوحد موقف بارزاني مع بقية الزعماء الأكراد شمال العراق المناوئين لأنقرة، وساروا قدماً في إجراء الاستفتاء.
ولا يختلف ما جرى مع أنقرة، عما حصل مع طهران، فقد عولت طهران كثيرا على علاقاتها بحليفها الطالباني وحزب الاتحاد الكردستاني، من أجل شق الصف الكردي بخصوص القرار من الاستفتاء.
ورغم شيوع أنباء عن وجود شخصيات من الحزب كانت أقرب للموقف الإيراني بضرورة تفادي إجراء الاستفتاء، لكن أغلبية قيادة الحزب انحازت بالنهاية للقرار الكردي الموحد بالمضي بالاستفتاء، والذي توحدت عليه قوى الكردية رغم نزاعاتها.
وشهدت الأيام الأخيرة السابقة للاستفتاء، محاولة حثيثة من طهران للتأثير على حلفائها الأقرب في حزب الطالباني، خصوصا ًمع تدخل المرشد الأعلى، علي خامنئي، بنفسه وتصريحه بمعارضة طموحات كردستان العراق.
حاولت السلطات الإيرانية اللعب على خلافات الأحزاب الكردية المتصاعدة ضد بارزاني، فإضافة لحزب «الاتحاد الكردستاني» بزعامة الطالباني، فإن حزب التغيير «كوران»، المنشق عن الأخير، يعارض أيضاً الكثير من سياسات الحزب الديمقراطي الحاكم الذي بات يهيمن على كردستان لدرجة أن سماها بعض المعارضين له «بارزانيستان».
وكانت أهم لقاءات الإيرانيين مع القوى الكردية المعارضة لبارزاني برعاية علي شمخاني، مسؤول المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، حيث تم استقبال عدة مسؤولين من «الاتحاد الوطني الكردستاني» في طهران، وقدمت عروضا بالتعاون والتنسيق مع طهران، ودعم سياسي كبير لحزب الطالباني، ولكن الطالبانيين أعلنوا بالنهاية دعمهم للاستفتاء.
ما يعني أن القوى الكردية المعارضة لبارزاني، كانت تسعى للحصول على المزيد من التنازلات من حزب بارزاني، مقابل حشد جماهيرها للاستفتاء وهو ما حصل بالأيام الاخيرة فعلاً..
الأستاذ الجامعي الكردي، زمكان سليم من جامعة السليمانية، يقول إن إيران أخطأت في تقدير المناورات والمصالح السياسية المحلية للاتحاد الوطني الكردستاني».
ويضيف في أحد مقالاته المنشورة: «في النهاية، إن الاتحاد الوطني الكردستاني حزب سياسي كردي علماني قومي يتّسم بالتزامه القوي بحق الأكراد العراقيين في تقرير المصير وإقامة دولة، وهو ليس مدينا لإيران كحزب الله مثلا. ولم يكن، لا هو، ولا الحزب المنشق عنه حزب غوران، المعارض الشرس للحزب الديمقراطي الكردستاني، قد عارضا استقلال كردستان عن العراق بشكل فعلي».
في الخلاصة، محاولات الأتراك والإيرانيين، بالتأثير على حزبي البارزاني والطالباني لإعاقة القرار الكردي باجراء الاستفتاء، لم تتكلل بالنجاح، وهذا ربما ما دفعهم لإظهار ردة فعل عنيفة ومعارضة شرسة بوجه الاستفتاء الكردي العراقي، الذي يعتقدون أنه سيتسبب في ضرر على مصالحهم القومية الداخلية، بتقوية النزعة الكردية الانفصالية في تركيا وإيران.

كيف فشلت تركيا وإيران في اختراق وحدة القوى السياسية الكردية قبل الاستفتاء؟
حاولت أنقرة تقريب بارزاني… وسعت طهران للتأثير على حزب طالباني
وائل عصام

حماس تستعد لاستضافة الوفد الحكومي فور وصوله غزة

Posted: 27 Sep 2017 02:27 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: علمت «القدس العربي» أن قيادة حركة حماس ستستضيف الوفد الحكومي القادم الى غزة الإثنين المقبل، في مستهل زيارته الهادفة إلى تسلم إدارة الوزارات بدلا من اللجنة الإدارية التي حلتها من قبل الحركة، والتي سيتخللها عقد جلسة الحكومة الأسبوعية، في الوقت الذي أعلن فيه سامي خاطر عضو المكتب السياسي لحماس، استعداد حركته لـ «الشراكة في قراري السلم والحرب» بما في ذلك مسألة التفاوض، حال نفذت وطبقت اتفاقيات المصالحة.
وفق الترتيبات القائمة حاليا، والتي شملت موعد قدوم الوفد الحكومي والترتيبات الأمنية لتنقل الوفد، ومكان إقامته، حيث سيقسم على فندقين كبيرين في مدينة غزة، فإن تلك الترتيبات تشمل استضافة قيادة حركة حماس الوفد الحكومي في مستهل الزيارة، التي ستدوم لمدة يومين متتاليين، تشمل عقد الحكومة جلستها الأسبوعية.
ومن المحتمل أن يكون اللقاء في منزل رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، على غرار الزيارة السابقة التي قامت بها الحكومة قبل ثلاث سنوات، في خطوة تريد من خلالها حركة حماس تأكيدها على المضي قدما في تطبيق تفاهمات القاهرة الأخيرة، التي تشمل تسليم الحكومة مقاليد إدارة قطاع غزة من دون أي اعتراض أو عراقيل.
وعلمت «القدس العربي» أن الطواقم التي تضم مسؤولين كبارا في الوزارات ستباشر فور وصولها بزيارة المؤسسات الحكومية في قطاع غزة، والالتقاء بمسؤوليها لترتيب عملية تسلم إدارتها، وأنها ستحاول إنجاز جزء كبير من مهمتها، قبل بدء اجتماعات الحكومة الثلاثاء القادم في غزة.
وكانت قيادة حركة حماس في غزة أعطت تعليمات لكبار المسؤولين المشرفين على عمل الوزارات في القطاع، بضرورة التعاطي والتجاوب مع الوفد الحكومي في مسألة تسلم إدارة الوزارات في القطاع بشكل كامل، خاصة وأن وفدا مصريا سيكون متابعا عن قرب لهذه العملية.
وقد جرى إبلاغ المسؤولين الحكوميين بهذا التوجه من قبل قائد حماس في غزة يحيى السنوار، والذي أكد أول أمس خلال لقاء عقدته قيادة حماس مع مسؤولي الفصائل الفلسطينية في غزة، أن حركته تتطلع إلى النهوض بالمشروع الوطني من خلال إنجاز المصالحة الوطنية، مؤكدا أن الحركة لن تسمح بالتشويش على مساعي إنهاء الانقسام.
وأكد أن هناك توجيهات بضرورة التعامل بأريحية في هذا الملف، وتسهيل مهام وفد الحكومة القادم إلى غزة الأسبوع المقبل. وقال إنها بدأت بـ «خطوات فعلية» باتجاهات متعددة لضمان النجاح للزيارة، وتوفير الأمن اللازم للوزراء.
وفي السياق أعلن سامي خاطر عضو المكتب السياسي لحركة حماس، استعداد حركته لـ «الشراكة في قراري السلم والحرب» حال نفذت وطبقت اتفاقيات المصالحة، التي تتضمن تشكيل «قيادة سياسية موحدة» تنتج عن انتخابات شاملة للمجلسين الوطني والتشريعي وتشكيل حكومة وحدة متفق عليها.
ونقلت صحيفة الرسالة المقربة من حماس عن خاطر الموجود في الخارج القول «الحركة أبدت استعدادها لهذا الأمر منذ وقت بعيد، وإذا نفذت المصالحة فسيكون القرار مشتركا، وسيشارك فيه الجميع، بما في ذلك مسألة التفاوض التي لن ينفرد بها طرف من دون وجود إجماع وطني حولها مبدأ ونتيجة».
وأضاف «عندما يكون القرار وطنيا شاملا ومتفقا عليه، فإن الوضع السياسي سيتغير عن الوضع السابق»، موضحًا أن قرار دخول المفاوضات وتفاصيلها «لن تغدو مرتبطة بفصيل»، مؤكدا أن المقاومة «مجمع عليها وطنيًا ولا يمكن تجاوزها».
وفي خطوة لم تعقب عليها حركة حماس بعد، بما يشير إلى أنها كانت ضمن تفاهمات القاهرة الأخيرة التي رعتها المخابرات المصرية، أكد حسين الشيخ عضو اللجنة المركزية، وأحد أعضاء وفد فتح الذي أبرم التفاهمات في القاهرة قبل أيام، أن زيارة الحكومة المقبلة ستخصص لتسلم مهام إدارات الوزارات، من دون الخوض في الملفات العالقة.
وقال الشيخ إن توجه الحكومة الى قطاع غزة الإثنين المقبل هو «باكورة بدء المصالحة وإنهاء الانقسام».
وقال إن مصر ستوجه دعوة لحركتي فتح وحماس لزيارة القاهرة، مباشرة بعد زيارة الحكومة لتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه سابقا والذهاب بعيدا في تطبيق كل بنود المصالحة، على ان تتم دعوة الفصائل كافة الى اجتماع موسع بإشراف القيادة المصرية.
وبين الشيخ أن زيارة الحكومة الى قطاع غزة «لن تبحث أيا من الملفات العالقة، بحيث تترك تلك الملفات للتباحث في الاجتماعات الثنائية بين فتح وحماس في القاهرة خلال الفترة المقبلة». وأعرب الشيخ عن تفاؤله بإتمام المصالحة، وأن تعطي المناخات الإيجابية التي ترافق ذهاب حكومة الوفاق إلى غزة «أملا في تنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه»، مشيرا الى تعليمات من الرئيس محمود عباس بـ «التعاطي بإيجابية» لإنجاح الجهود المصرية في إتمام المصالحة.
وهناك عدة ملفات عالقة بين الطرفين أبرزها عملية دمج الموظفين الذين عينتهم حركة حماس بعد سيطرتها على قطاع غزة، إضافة إلى ملف الأمن.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يتابع فيه الرئيس عباس عن قرب، ملف ذهاب حكومة التوافق الفلسطينية إلى قطاع غزة الاثنين المقبل لتسلم مهام إدارة القطاع، خلفا للجنة الإدارية التي حلتها قبل أيام حركة حماس، من خلال مشاورات واتصالات مستمرة مع رئيس الحكومة الدكتور رامي الحمد الله.
وتشمل متابعة الرئيس عباس أيضا تفاصيل الوفد الحكومي القادم الى غزة، والشخصيات المشاركة فيه، خاصة وأنه طلب عددا من مقربيه للمشاركة ضمن هذا الوفد، وأبرزهم اللواء ماجد فرج مدير المخابرات العامة.
وقال مسؤول في حركة فتح إن رئيس الحكومة رامي الحمد الله الذي سيصل على رأس الوفد الحكومي، سيطلع الرئيس عباس أولا بأول على تطورات ملف تسلم إدارة القطاع، ومباحثاته مع مسؤولي حماس.

حماس تستعد لاستضافة الوفد الحكومي فور وصوله غزة

أشرف الهور:

منير الجاغوب لـ«القدس العربي»: إسرائيل لا تفكر في السلام ولا تؤمن به

Posted: 27 Sep 2017 02:27 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: تواصلت ردود الفعل الإسرائيلية على عملية القدس الفدائية، لكنها اتخذت شكل الحرب الإعلامية بين سلطات الاحتلال وأذرعها المختلفة وبين قيادات من حركة فتح في الضفة الغربية. فقد اتهمت إسرائيل بوزرائها وساستها السلطة الفلسطينية بالتحريض، وأن العملية جاءت كنتيجة طبيعية لهذا التحريض، فيما ذهب يؤاف مردخاي المعروف باسم «المنسق»، وهو مسؤول الإدارة المدنية التابعة للاحتلال في الضفة الغربية، الى اتهام منير الجاغوب رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة فتح بأنه يحرض على الاحتلال الإسرائيلي.
وكان الجاغوب قد قال «ان إسرائيل وحدها تتحمل ردود الفعل الفلسطينية على جرائم الاحتلال كاملة، وعليها إذا ما استمرت في عدوانها المتواصل على الشعب الفلسطيني ألا تتوقع إلا المزيد من العنف، وان الممارسات الإسرائيلية اليومية والانتهاكات الاحتلالية بحق شعبنا في كل مكان هي سبب لكل دوامة العنف».
واضاف «على إسرائيل أن تدرك جيداً تبعات ما تقوم به من استمرار دفعها باتجاه خيار العنف وسياسة هدم البيوت والتهجير القسري للمقدسيين والاقتحامات المتوالية من قبل قطعان المستوطنين لباحات المسجد الأقصى المُعززة بقواتها ليل نهار وقتل الفلسطينيين بدم بارد على حواجزها المنتشرة في الأراضي المحتلة عام 1967 ».
وأوضح ان «عملية القدس جاءت بعد تغليب كل الأصوات الإسرائيلية فوق كل الفرص الداعية للسلام وانعدام تحقيق أي رؤية تؤمن حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكداً حالة اللجوء الواضحة للاحتلال الإسرائيلي إلى خيار القوة العسكرية ضد أبناء شعبنا والتي لا تفرق ما بين الكهل والطفل الفلسطيني والمرأة من جرائم باتت جزءا من يوميات الفلسطينيين أمام آلة الحرب والتنكيل الإسرائيلية».
وأكد ان «رفض إسرائيل للامتثال لكل المواثيق الدولية والاتفاقات التي تلزمها بوقف الاستيطان المتفشي داخل أراضينا الفلسطينية ورفضها إنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية وتركيزها على توسعة استيطانها في الأراضي المحتله عام 1967 وتحقيق مشاريعها العنصرية ضد كل مبادئ الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، الأمر الذي حول المشهد الداخلي لواقع يائس بعيد عن طموحات وتطلعات شعبنا وأحلامه بالحرية والاستقلال، وعلى إسرائيل ان تنهي احتلالها لأراضينا وان تنسحب منها وان تؤمن بسلام حقيقي بعيدا عن العنف والإذلال اليومي للفلسطينيين».
وعلى الفور رد المسؤول الأول في الإدارة المدنية الإسرائيلية في الضفة الغربية يؤاف مردخاي بالقول «منير الجاغوب رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة فتح لم يفوّت أبدًا أيّ فرصة ليصب المزيد والمزيد من الزيت على كل نار رآها، ولم يهتم أبدًا بشؤون الجمهور ونسيج الحياة ولكن هدفه المركزي هو الحصول على العنوان الإعلامي. وفي هذه المرة قدر منير أن عملية العنف التي شهدناها هذا الصباح يقع اللوم فيها على إسرائيل لا غيرها، وكان على إسرائيل أن تعرف أن أعمالها تؤدي إلى الإرهاب ضدها. وننصح منير بمطالعة قصيرة لكتب التاريخ غير البعيد حيث سيكشف أن لعبة العنف تؤدي في نهاية المطاف إلى شقاوة الجمهور الفلسطيني والفوضى وفقدان السلطة لصالح حماس. مرة أخرى نجد قياديين في فتح وهو يحرضون ويشجعون الإرهاب».
وعاود الجاغوب الرد على تهديدات من يسمي نفسه منسقاً بالقول «إن إسرائيل وكعادتها بعد كل عمل من أعمال العنف التي تزجّ فيها المنطقة برمتها خرجت علينا بتصريحات بائسة لتلقي باللوم على السلطة الوطنية الفلسطينية بلهجة تهديدية جاءت تعبيراً عن الفشل الذريع الذي تتعرض له إسرائيل كل يوم، متهمةً السلطة بالتحريض على العنف، متناسيةً عن سابق إصرار أن الاحتلال والاستيطان هما أبشع حالات التحريض وأول مصادر العنف وعدم الاستقرار وإراقة الدم، وهو النار والزيت والحريق الذي يتهدد المنطقة كلها».
واعتبر إن إسرائيل من خلال هذه التصريحات والتهديدات إنما تمارس سياسة الهروب من الاعتراف بالفشل حتى في توفير الأمن لذاتها ولجنودها رغم كل ما تمارسه يومياً من قتل واعتقال وهدم للبيوت ومصادرة أرضنا وحريتنا. وأضاف «إننا في حركة فتح مستمرون في نضالنا من أجل تحقيق أهدافنا التي تكفلها لنا الشرائع والمواثيق الدولية، وملتزمون بخيار المقاومة الشعبية في مقاومة الاحتلال، وعلى إسرائيل أن تدرك أن استمرارها في التنكر لحقوقنا لن يوفر لها الأمن والسلام، وعليها الإنصات الى صوت العقل بإنهاء احتلالها الإجرامي والقبول بحل الدولتين، وإلا فإن البديل هو دولة واحدة في فلسطين التاريخية بحقوق وواجبات متساوية». وختم بالقول «لن ترهبنا ولن تفلح في إنقاذ إسرائيل من فشلها المحتوم. وفِي النهاية تستطيع دولة الاحتلال ان تحول حياتنا الى جحيم لكنها لن تستطيع تحويلنا الى عبيد».
وقال لـ «القدس العربي» أن هذا الهجوم الذي تشنه إسرائيل على السلطة الفلسطينية إنما يأتي لعدم إيمانها بالسلام، بل أنها تراهن على الوقت لمزيد من الاستيطان والسيطرة على الأرض، كما أن هذا الهجوم يعني بالضرورة أن بيان حركة فتح أزعجهم.
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية إنه وبالتزامن مع الزيارة التي يقوم بها جيسون غرينبلات، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون المفاوضات الدولية للمنطقة، نظمت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو احتفالاً مركزيا في مستوطنة «غوش عتصيون» بمناسبة ما تسميه «مرور 50 عاماً على تحرير يهودا والسامرة، غور الأردن وهضبة الجولان» والاستيطان فيها، بمشاركة أركان الائتلاف اليميني الحاكم وفي مقدمتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأدانت الخارجية السياسة الاستيطانية الاستفزازية، التي يمارسها الاحتلال على طول وعرض الأرض الفلسطينية المحتلة، مؤكدة أن هذه الفعالية وغيرها دليل إضافي على الدعم الرسمي الإسرائيلي غير المحدود للاستيطان ونهب الأرض الفلسطينية وتهويدها، انسجاما مع أيديولوجية وثقافة اليمين الحاكم، القائمة على تكريس الاحتلال وابتلاع الأرض الفلسطينية المحتلة، وتقويض أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية الى جانب إسرائيل، وهو ما يشكل عقبة أساسية في طريق الجهود المبذولة لحل الصراع بالطرق السياسية.
ورأت أن تخلي المجتمع الدولي عن تحمل مسؤولياته الحقيقية اتجاه شعبنا ومعاناته، يشجع سلطات الاحتلال على التمادي في الاستيطان وتدمير حل الدولتين، ومواصلة التمرد على قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي والاستهتار بهما. كما أن صمت المجتمع الدولي على الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية بحق شعبنا وأرضه، بات يثير الكثير من التساؤلات والشكوك، حول مدى جدية الدول والمؤسسات الأممية في الدفاع عن حل الدولتين ومدى مصداقيتها في حماية وتطبيق مبادىء القانون الدولي والدولي الإنساني على الحالة في فلسطين.

منير الجاغوب لـ«القدس العربي»: إسرائيل لا تفكر في السلام ولا تؤمن به

فادي أبو سعدى:

خفض حكم سجن جندي إسرائيلي مدان بالإجهاز على جريح فلسطيني إلى 14 شهرا

Posted: 27 Sep 2017 02:26 PM PDT

القدس – أ ف ب: قرر رئيس الأركان الإسرائيلي جادي ايزنكوت الأربعاء تخفيض حكم السجن على جندي إسرائيلي مدان بالإجهاز على جريح فلسطيني إلى 14 شهرا، بحسب ما أعلن الجيش.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لوكالة فرانس برس انه بموجب هذه الخطوة، تم تخفيض الحكم على الجندي إيلور عزريا من 18 شهرا الى 14 شهرا بعد ان تقدم الجندي بطلب للتسامح بعد إدانته بالإجهاز على جريح ممدد أرضا ولا يشكل خطرا ظاهرا، ومصاب بالرصاص إثر مهاجمته جنودا إسرائيليين.
وقال المتحدث جوناثان كونيركوس «على الرغم من وضوح تصريحات رئيس الأركان ان تصرفات عزريا تعارضت مع قواعد السلوك وقيم الجيش الإسرائيلي…قرر القيام بذلك آخذا بالاعتبار انه جندي مقاتل (…) تحمل الكثير».
في كانون الثاني/ يناير الماضي، دانت محكمة عسكرية الجندي (21 عاما) بتهمة القتل، ثم اصدرت عليه حكما بالسجن 18 شهرا في شباط/فبراير.
وأجهز عزريا والذي يحمل أيضا الجنسية الفرنسية على عبد الفتاح الشريف برصاصة في الرأس في 24 آذار/ مارس 2016 في مدينة الخليل بينما كان هذا الأخير ممددا أرضا ومصابا بجروح خطرة، بعد ان هجم بسكين على جنود إسرائيليين.
وأقدم الشريف مع شاب فلسطيني آخر على طعن جندي أصيب بجروح طفيفة. وقتل الفلسطيني الآخر ويدعى رمزي القصراوي بالرصاص.
وصور ناشط عزريا يطلق رصاصة على رأس الشريف، وانتشر شريط الفيديو بشكل واسع على الإنترنت وعرضته قنوات التلفزيون الإسرائيلية الخاصة والحكومية.
وادعى عزريا خلال محاكمته أنه خاف من أن يكون الشريف يرتدي حزاما ناسفا ويفجر نفسه، وهو ما رفضه القضاة العسكريون.
وأثارت قضية عزريا انقساما في الرأي العام في الدولة العبرية، بين من يؤيد التزام الجيش بشكل صارم بالمعايير الأخلاقية، ومن يشدد على وجوب مساندة الجنود في وجه الهجمات الفلسطينية.

خفض حكم سجن جندي إسرائيلي مدان بالإجهاز على جريح فلسطيني إلى 14 شهرا

والد الزفزافي: السلطة تعتمد المقاربة الأمنية ولا تريد التصالح معنا

Posted: 27 Sep 2017 02:26 PM PDT

الرباط –« القدس العربي»: قال أحمد الزفزافي والد ناصر الزفزافي قائد حراك الريف إن الحراك كان عفويًا وكان بقيادة خيرة شباب المنطقة معتقدين في أنفسهم أن الحراك سيتمدد عبر ربوع الوطن، «ولكن الملاحظ الآن هو صمت القبور، أبناؤنا ينتحرون في معتقل عكاشة، يضربون عن الماء والسكر، ولا حياة لمن تنادي». مضيفا «أين هي الأحزاب وأين المؤسسات، أين النجباء أين النقابات، لم يستطعوا فعل أي شيء، ولا أحد يعتني بالمعتقلين سوى عائلاتهم».
وأضاف الزفزافي الأب في ندوة «السلطة والريف ومآلات الحراك»، نظمت بالرباط الثلاثاء إن الحراك بدأ منذ وفاة بائع السمك محسن فكري يوم 28 تشرين الأول/ أكتوبر 2016، وتلته العديد من الاحتجاجات، مسائلا الدولة عن عدم استجابتها لمطالب الحراك في تلك الآونة قبل تطور الأوضاع.
وقال إن ابنه ناصر استطاع إخراج أكثر من 350 ألف شخص للتظاهر بوساطة هاتف نقال عندما اتهمتنا الحكومة بالانفصال «نحن لن ننفصل لأن الريف جزء من المغرب ولكن الجهة الأخرى أرادت أن تدفعنا إلى الانفصال، بتصريحاتها، لن ننفصل وعبرنا عن هذا عندما تم تنصيب ابن عرفة (1953)، آنذاك أكدنا رفضنا له وساندنا محمد الخامس».
وأوضح أن رفع راية المقاومة الريفية في الحراك لأن أهل الريف «تحت هذه الراية قاوموا الاستعمار وصنعوا الملاحم، واستطاعوا أن يحرروا تازة وقاوموا الفرنسيين والإسبان، وهي تعد جزءا من تاريخ المغرب العظيم فعبد الكريم لم يكن انفصاليا» و»هؤلاء ينعتوننا بالانفصاليين من دون أن يبرهنوا على ذلك».
وقال «الريف جزء من المغرب، ولكن هؤلاء لا يريدون التصالح معنا، وينهجون المقاربة الأمنية، وأطالب المسؤولين بإطلاق سراح أبنائنا، وإنقاذهم من براثن الموت الذي يخيم عليهم».
وقال المفكر عبد الله حمودي في الندوة نفسها «إن هناك أشياء تبعث على التشاؤم، وهي استحواذ واستئساد طرف من داخل النظام المغربي، الذي يريد الرجوع بنا إلى سنوات القمع والاعتقال والتعذيب والخوف».
وأضاف «أقول هذا لأن هناك مؤشرات تفيد أن النظام اليوم ومن يمثله في هذه النازلة، هو نظام يؤنب الشباب على ما وقع في انتفاضة 20 فبراير وعلى المكتسبات التي اكتسبوها ولو أنها قليلة… النظام يريد أن يقول للشباب المغربي سنعطيكم المثال بشباب الريف الذين نتعامل معه كما تعاملنا مع أهل الريف منذ الاستقلال بقسوة، من أجل أن يكون ذلك عبرة لكم أنتم الشباب في كل المنـطقة».
واعتبر المتخصص الأنثروبولوجي المغربي، عبد الله حمودي، أن ما يحدث في منطقة الريف يكشف عن أشياءً تبعث على التشاؤم، مشيرا إلى أن هناك «تيارا داخل النظام المغربي يحاول الاستقواء للعودة بنا إلى سنوات القمع والتخريب والاعتقال والخوف، وهناك مؤشرات على ذلك».
وأوضح، إن تجربة الريف هي تجربة المغرب كله، وهي «تجربة تُعري التناقضات والشرخ والظلم السائد وعدم الاعتراف بتراث النضال المجيد في الريف»، لافتا إلى أن الحراك الحالي لن ينتهي والشعب المغربي متأثر بما يحدث لأبناء الريف، برغم عدم وجود أشكال داعمة في مناطق أخرى من المغرب.
وأشار المتحدث إلى أن الملك الراحل الحسن الثاني «تورط في حرب الريف بشكل مباشر وأضاف إن أبناء الريف مستعدون للمسامحة لكنهم لم ولن ينسوا أبدا ما حدث لهم، مشددا على أن «النسيان الحقيقي ومعالجة الشرخ القائم، يمر باعتراف الدولة بالجرائم ومحاكمة المتورطين وطلب المسامحة من الضحايا، من دون هذا لا يمكن للجرح أن يعالج، وفي كل مناسبة يزداد هذا الجرح».
وقال الخبير الاقتصادي نجيب أقصبي في الندوة نفسها «إن المشكل في المغرب هو أن لدينا نظاما سياسيا يتخذ اختيارات لا مشروعية ديمقراطية لها أي أنها لا تنطلق من الحاجيات الضرورية للمواطنين» وأضاف إن «الدولة اتخذت اختيارات اقتصادية تراهن فيها على القطاع الخاص أي على أرباب العمل وأصحاب رأس المال وكذا على الخارج والاندماج في السوق الخارجية، وليس على الضعفاء و المستخدمين والأجراء»، مشيرا إلى أن الدولة «من أجل ما راهنت عليه وظفت إمكانات متعددة من تمويل وتفويت رأس المال العمومي واعفاءات ضريبية».
وأوضح «كلما أعطت الدولة امتيازا للأغنياء تتخلى عن دخل كان يمكن أن يمول المدرسة والصحة»، وأن «الدولة مثلا عندما تقرر أن تعطي الأولوية للفلاحة التصديرية يعني أنها في الوقت نفسه همشت 90 من مئة من العامل القروي، وعندما تقرر (الدولة) أن تستثمر بالمشروعات الكبرى، وعندما تخصص استثمارات بمناطق تتوفر على كل شيء (الدار البيضاء-طنجة) فهي تتخذ اختيارات لا تتجاوب مع حاجيات المواطنين، وبالتالي ليست باختيارات شعبية».

والد الزفزافي: السلطة تعتمد المقاربة الأمنية ولا تريد التصالح معنا

الرميد: يوجد تعذيب في المغرب لكنه ليس ممنهجا

Posted: 27 Sep 2017 02:25 PM PDT

الرباط –« القدس العربي»: نظم المجلس الوطني لحقوق الإنسان (رسمي مغربي) وجمعية الوقاية من التعذيب (APT) التي يوجد مقرها بجنيف، في سياق الجدل الذي يشهده المغرب غداة صدور تقارير حقوقية حول وجود «تعذيب ممنهج» لمعتقلي حراك الريف، الثلاثاء في الرباط، لقاء إقليميا للآليات الوطنية للوقاية من التعذيب بشمال أفريقيا في وقت يؤخذ على المغرب تأخره لأكثر من سنة في إخراج هذه الآلية المستقلة التي ستحقق في مزاعم التعذيب؛ وذلك بسبب مشروع القانون لإعادة تنظيم المجلس الوطني لحقوق الإنسان الموجود في البرلمان منذ مدة؛ إذ من المرتقب أن يشرف «CNDH» في حلته الجديدة على هذه الآلية الوطنية للوقاية من أشكال التعذيب جميعها.
وقال رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إدريس اليزمي إن المجلس يسعى إلى تبادل التجارب والممارسات الفضلى في مجال الوقاية من التعذيب والارتقاء بعمل هذه الآليات على مستوى القانون والممارسة، والاستئناس بتجارب دول أخرى غير مغاربية، خاصة التجربة الفرنسية والإيطالية. وأكد أن انخراط المغرب بشكل كامل في النظام الدولي لحقوق الإنسان يُلزمه بترجمة تعهداته على أرض الواقع، و»هو أمر ليس بالسهل بالنسبة للدول كافة التي تواجه غالبا تحديات كبرى في هذا المجال»، وأن «الممارسة الاتفاقية في المغرب قد شهدت تقدما ملاحظا؛ وذلك عقب المصادقة على الصكوك الدولية لحقوق الإنسان كافة، آخرها البرتوكول الاختياري الملحق باتفاقية مناهضة التعذيب الذي أودع المغرب بشأنه وثائق التصديق في تشرين الثاني/ 2014، بمناسبة المنتدى العالمي لحقوق الإنسان».
وقالت مارتين برونشفينج جراف، رئيسة جمعية الوقاية من التعذيب إن جمعيتها، التي تحتفل بمرور أربعين سنة على تأسيسها، تعد شريكا تاريخيا في المنطقة من أجل حث الدول على التزاماتها والجهود المتعلقة بالوقاية من التعذيب وأن الدول مطالبة بإنشاء آلية وطنية مستقلة للوقاية من التعذيب، ويجب أن تمنح لها الموارد الكافية كي تضطلع بمهمتها على أكمل وجه، من قبيل «النظر على نحو منتظم في المعاملة التي يخضع لها الأشخاص المحرومون من الحرية وظروف الحرمان من الحرية». وأقر وزير الدولة المغربي المكلف بحقوق الإنسان، المصطفى الرميد، بوجود «تعذيب غير ممنهج في وقت قطع فيه المغرب مع التعذيب الممنهج الذي أصبح جزءا من الماضي» وقال «إن التعذيب غير الممنهج لا زال متفشيا، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ننكر وجوده»، واكد ضرورة بذل المزيد من الجهود من أجل محاصرة هذه الممارسة سيئة الذكر، والقضاء عليها نهائيا.
ودعا وزير حقوق الإنسان القضاة المغاربة إلى التحقيق في مزاعم التعذيب وعدم الخوف من الخطوط الحمر، قائلا: «القاضي يجب أن يتحمل مسؤوليته ويأمر بالتحقيق والتصدي لأشكال التعذيب كلها؛ لأننا في المغرب، والحمد لله، ننعم بقضاء مستقل».
من جهة أخرى نظمت وزارة الدولة المكلفة بحقوق الإنسان، الثلاثاء في الرباط، لقاء تواصليا مع مجموعة من الجمعيات الحقوقية جرى اختيارها لدعم قدراتها في مجال التفاعل مع المنظومة الحقوقية الأممية، وبشكل خاص هيئات المعاهدات وآلية الإجراءات الخاصة والاستعراض الدوري الشامل الذي يحضتنه مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف.
وقال مصطفى الخلفي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة إن المغرب راكم طوال الـ 15 سنة الأخيرة علاقة مؤسساتية مع الآليات والهيئات الأممية الحقوقية تقوم على الانفتاح والمسؤولية في إطار الثوابت الدستورية وأضاف إن انفتاح المغرب على المنظومة الأممية لحقوق الإنسان لا يقتصر فقط على الجانب الحكومي أو الرسمي، بل أيضاَ بالنسيج الجمعي الحقوقي في بلادنا. وزاد قائلا: «اليوم هنالك حاجة لتعزيز قدرات هذا النسيج، لأن الأمر لا يتعلق فقط بكيفية صياغة التقارير أو الترافع في المحافل الدولية؛ بل يقتضي تنزيل المقتضيات الدولية التي تلتزم بها بلادنا».

الرميد: يوجد تعذيب في المغرب لكنه ليس ممنهجا

أويحيى: الجزائر في طليعة الدول الديمقراطية على المستوى العربي والافريقي والشعب مدين لبوتفليقة

Posted: 27 Sep 2017 02:25 PM PDT

الجزائر ــ «القدس العربي»: صادق أمس الأربعاء أعضاء مجلس الشورى (الغرفة الثانية للبرلمان) في الجزائر بالأغلبية على برنامج عمل حكومة أحمد أويحيى، من دون أية مفاجأة، خاصة أن اللائحة التي أصدرها المجلس قبيل المصادقة تشبعت بالتهنئة والثناء على رئيس الوزراء وبرنامج عمل حكومته المستمد من برنامج رئيس الجمهورية، برغم أن المجلس نفسه صادق قبل ثلاثة أشهر على برنامج عمل حكومة عبد المجيد تبون، المستمد هو أيضا من برنامج الرئيس، مع الإشادة والثناء والتهنئة.
وكان قبل ذلك قد رد على مداخلات أعضاء مجلس الشورى، مستغلا الفرصة للرد على خصومه السياسيين خارج المجلس، وعلى خلاف المرات السابقة بالغ أويحيى في إبداء الولاء إلى الرئيس بوتفليقة والثناء عليه، إلى درجة خيل لكل من استمع إليه أن كل شيء بدأ معه في الجزائر، مع أن أويحيى نفسه من تركة الرئيس السابق اليامين زروال.
وقال رئيس الوزراء في ختام كلمته أمام أعضاء مجلس الشورى إن النقاش الذي دار في البرلمان بمناسبة مناقشة برنامج عمل الحكومة قد سمح للشعب الجزائري والملاحظين الأجانب لمعرفة مدى تطور الجزائر سنة بعد سنة، مشددا على أن الجزائر
اليوم هي في طليعة الدول الديمقراطية وفي مجال الحريات السياسية والإعلامية في القارة الأفريقية والعالم العربي.
وأوضح أن مقارنة بسيطة بين الجزائر في سبتمبر/ أيلول 1997 و سبتمبر/ أيلول 2017 تعطي صورة عن مدى التطور الذي تم تحقيقه خلال عشرين سنة، فالجزائر قبل عقدين من الزمن كانت تكفكف دموعها بسبب المجازر الجماعية التي اقترفتها الجماعات الإرهابية في الرايس وبن طلحة وبعدها بأشهر مجازر الرمكة وحد الشكالة، التي سقط فيها آلاف الضحايا من نساء وشيوخ وأطفال ورجال، في جرائم لم يعرف لها التاريخ مثيلا، على حد قوله، وأنه في وقت الذي كان فيه الشعب الجزائري يموت منه الآلاف كانت بعض الأصوات تطالب بتدخل أجنبي لإنقاذ الشعب الجزائري.
وذكر أنه بعد يومين ستحتفل الجزائر بالذكرى الـ 12 لاستفتاء المصالحة الوطنية، الذي صوت خلاله الشعب بالأغلبية على هذا المشروع، الذي أعاد السلم والأمن والوحدة والأخوة بين الجزائريين، وأن التاريخ سيسجل أن الشعب الجزائري سيظل مدينا للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لأنه جمع حوله الشعب، مع أن أويحيى نسي أو تناسى أنه هو نفسه كان ضد المصالحة قبل وصول بوتفليقة إلى الحكم وبعد توليه الرئاسة، بدليل أنه لما اقترح الرئيس في وقت أول ترقية الوئام المدني إلى وئام وطني، كان أويحيى هو من أكثر الرافضين، معتبرا أن قانون الوئام هو أكثر ما يمكن تقديمه من تسامح وعفو عن الإرهابيين.
واعتبر أنه قبل عشرين عاما كانت الجزائر تطبق سياسة إعادة هيكلة اقتصادية مفروضة من صندوق النقد الدولي، التي أدت إلى غلق مئات الشركات وتسريح أكثر من 400 ألف عامل، ولكن اليوم في 2017 وبرغم الأزمة التي تعيشها الجزائر، فإن الحكومة تواجه أزمتها بكل سيادة وبكل حرية، وهذا كله بفضل قرارات رئيس الجمهورية، سواء ما تعلق بدفع المديونية الخارجية، أو اللجوء مؤخرا إلى الاستدانة من البنك المركزي، أو ما يعرف بالتمويل غير التقليدي، أي اللجوء إلى طبع المزيد من العملة.
وأوضح أنه بعد هذه المقارنة نصل إلى تساؤل وهو ما الذي تغير ليتغير وضع الجزائر، مؤكدا أن وصول بوتفليقة إلى الحكم وقراراته سواء تعلق الأمر بقانون الوئام المدني أو قانون المصالحة الوطنية.
وأكد أن الذين يتساءلون أين ذهبت أموال الجزائر خلال البحبوحة المالية، عليهم أن يسألوا الشعب الجزائري، لأنه يعرف أين ذهبت الأموال، فالمواطن يرى تلك الأموال في المدارس التي يدرس فيها أبناؤه وفي الطرق التي يسير عليها وفي المصحات التي يتداوى فيها، حتى وإن كانت فيها بعض نقائص، أما أصحاب وزارة الكلام فاتركوهم يتكلمون، الرئيس أدى ما عليه، ونقول له بارك الله فيك.
وختم أويحيى أن الأمل في مستقبل زاهر للجزائر مشروع، مشيرا إلى أن «كثيرين جعلوا من هذا الخريف محطة انفجار وإفلاس، وتوقعوا ثورة غاضبة للشعب، ووقف مسيرة التنمية، ولكن أحلامهم تبخرت وظهرت أنها كانت أوهاما، لأن الجزائر بلد يسير تحت القيادة الرشيدة لرئيسه، وأقول للشعب قدمنا لك أدلة ملموسة لتزرع الأمل، وكي لا تترك أصحاب التشاؤم يزرعون فيك اليأس».

أويحيى: الجزائر في طليعة الدول الديمقراطية على المستوى العربي والافريقي والشعب مدين لبوتفليقة

كمال زايت:

نائبة تونسية تطالب الحكومة بكشف مصير «أطفال الدواعش» في ليبيا

Posted: 27 Sep 2017 02:25 PM PDT

لندن – «القدس العربي»: طالبت النائبة في مجلس الشعب التونسي، خولة بن عائشة، وزير الخارجية خميس الجهيناوي بسرعة المثول أمام أعضاء البرلمان، للرد على أسباب ترك الأطفال التونسيين الموجودين بسجون معيتيقة ومصراتة يجابهون مصيرًا مجهولًا.
وجاء في سؤال كتابي يحمل توقيع النائبة موجه إلى وزير الخارجية التونسية حول وضعية الأطفال التونسيين الموجودين بسجون معيتيقة ومصراتة منذ أكثر من سنة، إن تفاعل السلطات التونسية مع هذا الملف كان غامضًا.
وتساءلت النائبة البرلمانية عن المستجدات بهذه القضية، خاصة أن الناطق الرسمي باسم قوات الردع يقول إنه لم يتسنّ لأي طرف رسمي تونسي لقاء أي من هؤلاء الأطفال.
وأشارت البرلمانية إلى تصريح مسؤول في قوات البنيان المرصوص قبل أيام، قال فيه إنه ينتظر انعقاد مؤتمر صحافي في القريب لهذا الغرض، تمهيدًا لإعلان التخلي عن الأطفال الموجودين في سجن مصراتة، نظرًا لعدم استعداده التكفل بمصاريف إيوائهم والعناية بهم، وهو توجه ستتخذه أيضًا قوات الردع.
وما يثير علامات الاستفهام – حسب النائبة – عدم وفاء الحكومة التونسية بتعهدات أطلقتها منذ سنة، متسائلة: كيف ومتى تتدخل لإنقاذ أبنائها؟ وطالبت بن عائشة الوزارة والحكومة بالتحرك العاجل لاسترجاع الأطفال، وتوفير السند المادي والمعنوي لهم ولعائلاتهم في تونس، محملة إياهما مسؤولية ما قد يطال هؤلاء الأطفال من سوء.
وعدد الأطفال التونسيين في سجن معيتيقة 22 طفلا، وفي مصراتة 11 طفلا، إذ يبلغ مجمل عدد من يوصفون بأنهم «أبناء الدواعش» من التونسيين الذين قاتلوا في ليبيا 33 طفلا.
وينطلق موقف السلطات التونسية حين تبرر تماطلها في استرجاع الأطفال، بتعقيدات تجابه مهمة التفاوض، باعتبار أن أغلب الأطراف الليبية المتدخلة في الملف لا تملك الشرعية التي تؤهلها للتفاوض معها. ويثير الموقف احتجاج حقوقيين تونسيين كون الأطراف التي تتحدث عنهم في القضية هم أطفال قصر، وضحايا حتى وإن كانوا أبناء «إرهابيين»، وفق تعبيرهم.

نائبة تونسية تطالب الحكومة بكشف مصير «أطفال الدواعش» في ليبيا

غياب التوافق بين «نداء تونس» و«النهضة» يعطّل انتخاب رئيس جديد لهيئة الانتخابات

Posted: 27 Sep 2017 02:24 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: فشل البرلمان التونسي مجددا في انتخاب رئيس جديد لهيئة الانتخابات نتيجة الخلاف المستمر بين حزبي «نداء تون» و»النهضة» حول الشخصين المقترحين لتولي المنصب، فضلا عن عدم التوافق كليا داخل كتلتي الحزبين المذكورين حول هذا الأمر، فيما حذّر مراقبون من تزايد تدخل الأحزاب في عمل هيئة دستورية مستقلة متخصصة بالإشراف على الانتخابات في البلاد، معتبرين أن هذا الأمر يشكك أساسا بـ «نزاهة» الانتخابات البلدية، ويعطي صورة «سيئة» عن الانتقال الديمقراطي في تونس.
وللمرة الثانية، لم يتوصّل البرلمان إلى انتخاب رئيس لـ «الهيئة العليا المستقلة للانتخابات»، حيث لم يحصل المرشحين المقترحين نبيل بوفون وأنيس الجربوعي على الحد الأدنى المطلوب من الأصوات (109)، فبينا حصل نبيل بوفون على 73 صوتا فقط (من أصل 149 نائبا شاركوا في عملية التصويت)، اكتفى الجربوعي بـ 68 صوتا، وهو ما دفع رئيس البرلمان محمد الناصر إلى رفع الجلسة العامة، على أن يقوم مكتب البرلمان لاحقا بتحديد موعد جديد لجلسة أخرى مخصصة لهذا الأمر.
ويبدو أن غياب التوافق بين الحزبين الرئيسيين في البلاد (النداء والنهضة) أسهم حتى الآن في منع انتخاب رئيس جديد لهيئة الانتخابات، حيث تزّكي «النهضة» وبعض الكتل البرلمانية الأخرى كـ «الجبهة الشعبية» و»الكتلة الديمقراطية» نبيل بوفون، فيما يدعم «النداء» وجود أنيس الجربوعي، الذي انتخبه قبل أيام لسد الشغور في الهيئة، على رأس الهيئة.
ويقول د. عبد اللطيف الحنّاشي المؤرخ والباحث السياسي في تصريح خاص لـ«القدس العربي»: «المشكلة تنحصر في الخلافات والتجاذبات بين الأحزاب الكبرى وأقصد هنا النهضة ونداء تونس إضافة إلى مشروع تونس فهؤلاء أصحاب «الثقل» الأكثر في البرلمان، فضلا عن الخلافات داخل الحزب الواحد، فنواب النداء والنهضة مثلا لا يلتزمون عادة بما يتم الاتفاق عليه داخل كتلتيهم البرلمانيتين، كما أن كل طرف منهما يحاول الضغط باتجاه تزيكة مرشحه، بمعنى أن التوافق الذي ينظّرون إليه أو يدعون إليه حول هذه الشخصية أو تلك لم يحصل، وقد يكون ذلك أيضا نتيجة تداعيات الموقف من قانون المصالحة الإدارية الذي أدى إلى نوع من الاختلاف خاصة داخل كتلة النهضة، ولا ننسى أيضا موقف أطراف المعارضة كالجهة الشعبية والمجموعة الديمقراطية من كلا الشخصتين، وهو ما أثر بشكل متفاوت في عملية التصويت».
وكانت المعارضة انتقدت قيام حزبي «النداء» والنهضة» بتعطيل عملية انتخاب رئيس جديد لهيئة الانتخابات، فيما دعا بعضهم إلى انتخاب امرأة على رأس الهيئة واستبعاد المرشحين الحاليين بعد فشلهما في الحصول على العدد المطلوب من الأصوات.
وكتب هشام عجبوني القيادي في حزب «التيار الديمقراطي» على صفحته في موقع «فيسبوك»: «المنطق يقول إن العضو الذي له خِبرة وكفاءة أكثر في هيئة الانتخابات هو الذي يجب التصويت له لرئاستها، و أقرب شخص هنا لرئاسة الهيئة هو نبيل بوفون، ولكن نداء تونس يُصرّ على أن يتولّى أنيس الجربوعي الذي وقع التصويت له مؤخرا عند سدّ الشغور والذي لا خِبرة له، رئاسة الهيئة، هذا السيد (الجربوعي) ميزته الوحيدة هي عدم حياده وانتمائه الفكري للتجمّع و لوريثه نداء تونس»، مشيرا إلى أن هيئة الانتخابات تفقد اسقلاليتها في ظل «حكم التّوافق الندائي النهضوي المغشوش».
وأضاف شكري الجلاصي القيادي في حزب «التحالف الديمقراطي»: «هناك امرأة وحيدة في هيئة الانتخابات هي السيدة نجلاء إبراهيم وقع انتخابها بالإجماع بـ 154 صوتا، وحسب ما بلغنا عنها فهي ليست منحازة لأي طرف حزبي وتتوفر فيها الكفاءة والحيادية، والآن وبعد أن بان بالكاشف عدم استقلالية نبيل بوفون وأنيس الجربوعي وفشلهما في الحصول على الإجماع في دورتين إنتخابتين، لِمَ لا يتم إنتخاب السيدة نجلاء إبراهيم على رأس الهيئة، وتكون رسالة قوية للعالم أنّ المرأة التونسية قادرة على تولّي قيادة أكبر المناصب، والإشراف على تنظيم إنتخابات حرة ونزيهة؟».
وفي السياق، انتقد الحناشي تدخل عدد من الأحزاب السياسية في عمل هيئة الانتخابات التي يُفترض أن تكون مستقلة، معتبرا أن «استقلالية الهيئة أصبحت نظرية فقط، وهذا للأسف ينطبق على الهيئات الدستورية، فهي ترشّح عادة أسماء على أساس أنها مستقلة، وقد تكون هذه الأسماء مستقلة تنظيميا، ولكن فكريا وسياسيا نراها تتفاعل بشكل أو بآخر مع هذا الطرف السياسي أو ذاك وخاصة بعد انتخابها، وهذا أمر غير مريح بالنسبة للانتقال الديمقراطي، خاصة أن هناك أطرافا تحاول تعطيل السير الطبيعي لهذه الهيئات لمجرد وجود شخص ما يختلف معها، وأقصد هنا بالتحديد كتلتي النداء والنهضة».
وأضاف «بمعنى أن هذا التوافق (بين النداء والنهضة) يبدو في كثير من الأحيان هشّا خاصة في الفترة الأخيرة، فبرغم أنه كان في البداية «متينا»، لكنه الآن بدأ يتراخى شيئا فشيئا وهذا يعود إلى أن الملفات والقضايا المطروحة حاليا حساسة جدا، خاصة الانتخابات البلدية التي ترغب بعض الأطراف بعدم إجرائها حتى بعد اقتراح موعد جديد لها في آذار/مارس المُقبل، وهذا طبعا يعود لحسابات سياسية خاصة بها».
وحول تأثير التدخلات السياسية في عمل الهيئة في «نزاهة» الانتخابات البلدية المُقبلة، قال الحناشي «بطبيعة الحال، هذا يعطي صورة غير جيدة للانتقال الديمقراطي في تونس، وأيضا يعطي صورة «سيئة» عن الحياة الحزبية ودور الأحزاب الكبرى في هذه العملية، ولذلك أرى أن التوافق حول مختلف القضايا (ومن بينها الانتخابات) هو خطوة جيدة، على أن يكون توافقا صحيحا ويعطي نموذجا تونسيا حقيقيا، أي لا بد أن يكون بين أكبر عدد ممكن من الأطراف السياسية، ولا يقتصر على طرفين (النداء والنهضة) فقط».
يُذكر أن شفيق صَرصار الرئيس السابق للهيئة أعلن قبل أشهر استقالته من منصبه إلى جانب عضوين آخرين، وبرر هذا الأمر بأن الخلاف داخل مجلس الهيئة «لم يعد مجرّد خلاف حول طرق العمل بل أصبح يمس القيم والمبادئ التي تتأسّس عليها الديمقراطية»، مشيرا من جهة أخرى إلى عدم الحياد ووجود شبهات فساد داخل المجلس، وهو ما أثار جدلا كبيرا في البلاد.

غياب التوافق بين «نداء تونس» و«النهضة» يعطّل انتخاب رئيس جديد لهيئة الانتخابات

حسن سلمان:

إسرائيل فشلت في منع القرار الدولي بانضمام فلسطين للإنتربول

Posted: 27 Sep 2017 02:24 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: رحب رياض المالكي وزير خارجية دولة فلسطين بنتائج التصويت، وقبول عضوية فلسطين في منظمة الشرطة الجنائية الدولية «الإنتربول» خلال اجتماع الجمعية العامة للمنظمة في بكين.
وأكد ان التصويت الساحق لدعم عضوية فلسطين هو انعكاس للثقة في قدرات فلسطين على إنفاذ القانون والالتزام بالقيم الأساسية للمنظمة.
وأشار الى ان هذا الانتصار تحقق بسبب الموقف المبدئي لأغلبية أعضاء الإنتربول الذين دافعوا عن السبب الوجودي لهذه المنظمة ومبادئها الأساسية، حيث رفضوا بشكل واضح محاولات التلاعب والتسلط السياسي.
وقال : «اليوم تغلبت الحقائق والمبادئ على جميع الاعتبارات الأخرى».
وتقدم المالكي وزير الخارجية بالنيابة عن الشعب الفلسطيني، بالشكر الجزيل والامتنان العميق لجميع الأعضاء الذين ساندوا فلسطين في مسعاها هذا. وفي هذا السياق، أكد أن دولة فلسطين ستستمر في سعيها الدؤوب للرفع من مكانة ودور فلسطين على المستوى الدولي والدفاع عن حقوق شعبنا في الأمن والحرية بكل الوسائل الدبلوماسية والقانونية المتاحة وبما يشمل الانضمام للمؤسسات الدولية ذات العلاقة.
وشدد على التزام دولة فلسطين بالوفاء بالتزاماتها والمساهمة في مكافحة الجريمة وتعزيز سيادة القانون على المستوى الدولي. وستعمل فلسطين مع جميع الأعضاء للنهوض بمكانة ودور الإنتربول وستكون شريكا بناءً ومتعاوناً في هذا المسعى العالمي الذي يؤثر على حياة جميع مواطنينا ومستقبلهم.
واعتبر أن دولة فلسطين تنظر إلى هذه العضوية والمسؤوليات التي تترتب عليها بوصفها جزءاً لا يتجزأ من مسؤوليتها تجاه الشعب الفلسطيني والتزاماً أخلاقياً تجاه مواطني العالم. إن فلسطين مستعدة وقادرة على تحمل هذه الالتزامات والمسؤوليات بوصفها شريكاً فاعلاً في المجتمع الدولي، تسهم بشكل فعال وملحوظ في النهوض بقيمنا الأساسية المشتركة كأمم.
وكانت الصحف العبرية قد نقلت عن مسؤولين إسرائيليين رسميين توقعات بمصادقة منظمة الشرطة العالمية، الإنتربول، على طلب ضم السلطة الفلسطينية كدولة عضو في التنظيم. وقد فشلت المحاولات التي بذلتها إسرائيل لمنع إجراء نقاش حول الموضوع في الهيئة العامة للإنتربول، ونقل التصويت على الموضوع الى اللجنة الإدارية التي تضم عددا قليلا من الدول المقررة.
وحاولت إسرائيل الآن تغيير معايير العضوية في التنظيم، لكن جهودها باءت بالفشل. وفي ضوء تمتع الفلسطينيين بتأييد كبير في الأمم المتحدة وفي غالبية التنظيمات الدولية، ساد التقدير في إسرائيل بأن الإنتربول سيصادق على القرار رغم احتجاج إسرائيل.

إسرائيل فشلت في منع القرار الدولي بانضمام فلسطين للإنتربول
المالكي: دبلوماسية القرار انتصار للقانون

أردوغان يهدد إسرائيل بتجميد تطبيع العلاقات لدعمها الاستقلال الكردي

Posted: 27 Sep 2017 02:23 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: كشف في إسرائيل أمس أنها تلقت تهديدا من الرئيس التركي أردوغان بتجميد تطبيع تركيا معها في حال واصلت دعمها لاستقلال الأكراد، فيما يواصل رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو الامتناع عن التنديد علانية بحزب» البديل الألماني « المتطرف. والتزمت إسرائيل الصمت حيال تصريحات طيب رجب أردوغان، فيما انشغلت الأوساط الإعلامية بتهديداته. وقال اردوغان غداة إجراء الاستفتاء العام في كردستان العراقية، انه «إذا لم تُعد إسرائيل النظر في دعمها لاستقلال كردستان، فإن تركيا لن تقوم بأية خطوات (لتطبيع العلاقات)». وجاء تصريح اردوغان هذا خلال خطاب ألقاه في أنقرة بمناسبة افتتاح السنة الدراسية الجديدة في الجامعات.
وذكر إسرائيل عدة مرات في خطابه، وقال ان رفع الأعلام الإسرائيلية في مظاهرات الدعم للاستفتاء «لن تنقذ» الأكراد في شمال العراق من العقوبات التي ستفرضها عليهم تركيا. كما قال ان إسرائيل وحزب العمال الكردستاني، هما العاملان الوحيدان اللذان يدعمان استقلال كردستان، الأمر الذي يدل على عدم وجود شرعية دولية لهذه الخطوة. وأضاف: «عندما نفرض عليهم العقوبات ولا يتبقى لهم أي مصدر رزق، فليذهبوا لرؤية ما يمكن لإسرائيل تقديمه لهم». مؤكدا أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة» في مسألة إحباط إعلان استقلال القطاع الكردي في العراق، وان الأمر لن يتوقف على عمليات عسكرية جوية وبرية. وكانت كردستان قد أجرت الاستفتاء العام، قبل ثلاثة أيام، رغم معارضة بغداد والتخوف الدولي من ان يقود الى عدم الاستقرار في المنطقة. كذلك تعارض تركيا وايران هذا الاستفتاء بشدة، خشية ان يشجع طموحات الأكراد الذين يعيشون في الدولتين، على الانفصال، وذلك رغم كون الاستفتاء غير ملزم وليس من المؤكد انه سيقود الى الاستقلال.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد أعلن قبل أسبوعين أن إسرائيل تدعم إقامة دولة كردية مستقلة، وقال ان «إسرائيل تدعم الجهود المشروعة للشعب الكردي من أجل الحصول على دولة له». كما أعلن نتنياهو في السابق تأييده للاستقلال الكردي. وفي يونيو/حزيران 2014، قال خلال خطاب في معهد دراسات الامن القومي التابع لجامعة تل أبيب ان الأكراد يستحقون دولة لهم. وقال مسؤولون إسرائيليون كبار ان تصريح نتنياهو يعكس السياسة الإسرائيلية الرسمية والمعلنة في هذا الموضوع.
كما عبرت عدة شخصيات إسرائيلية، في السابق، بينهم الرئيس الراحل شمعون بيريز، ووزير الأمن افيغدور ليبرمان، عن دعمهم لاستقلال الأكراد. ومؤخرا قالت وزيرة القضاء اييلت شكيد خلال مؤتمر إنه «من مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة قيام دولة كردية، أولا في العراق وإنه حان الوقت كي تدعم الولايات المتحدة ذلك».
يشار ان إسرائيل والأكراد تربطهما علاقات تعاون سرية وعلنية منذ سنوات تشمل التجارة بالنفط الخام.
في سياق متصل يواصل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الصمت على صعود حزب « البديل لألمانيا « اليميني المتشدد. ونقلت صحيفة « هآرتس « أمس عن نتنياهو قوله انه تحدث مع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل، لتهنئتها بفوزها في الانتخابات، ودعا الحكومة الجديدة التي ستشكلها الى العمل من أجل تعزيز القوى التي تتحمل المسؤولية التاريخية لألمانيا عن كل ما يتعلق بالكارثة والعلاقات الخاصة مع إسرائيل.
وقال نتنياهو حسب بيان صدر عن ديوانه، ان «ميركل هي صديقة حقيقية منذ سنوات طويلة لإسرائيل والشعب اليهودي، وزعيمة كبيرة في ألمانيا وأوروبا، وقد هنأتها بفوزها. وتابع « إسرائيل متأكدة انه تحت قيادة ميركل سيتواصل تعميق وازدهار العلاقات الخاصة بين إسرائيل وألمانيا». لكن بيان نتنياهو لم يتضمن أي إشارة مباشرة او شجب او حتى الإعراب عن رأيه في تحول الحزب اليميني المتطرف «البديل لألمانيا» الى الحزب الثالث في البوندستاغ. وجاء في البيان ان نتنياهو أعرب خلال المحادثة عن قلقه من ارتفاع قوة اللاسامية في السنوات الأخيرة «في أوساط الجهات السياسية من اليمين واليسار ومن قبل جهات إسلامية». كما جاء في البيان ان نتنياهو قال لميركل ان إسرائيل ترفض محاولات إنكار المحرقة، وإنه يوجد فرق بين إنكارها وبين إنكار المسؤولية التاريخية لألمانيا عنها.
تقاطع أحزاب اليمين الأوروبية مع الليكود
ويعتبر الخبير في الشؤون الإسرائيلية انطوان شلحت أن نتائج الانتخابات العامة في ألمانيا، والتي كان من أبرزها احتلال حزب «البديل من أجل ألمانيا»، اليميني المتطرف، مكانة الكتلة البرلمانية الثالثة، قد أعادت إلى صدارة وسائل الإعلام في دولة الاحتلال موضوع العلاقة والتعاون الوثيقين بين أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا وأحزاب اليمين الإسرائيلية، ولا سيما حزب الليكود الحاكم بزعامة رئيس الحكومة نتنياهو.
ويرى في مقال نشره موقع «عرب 48 « انه ترافق التعاطي بهذا الموضوع مع معلوماتٍ تفيد بأن دولة الاحتلال تقاطع، من ناحية رسمية، أحزاب اليمين المتطرّف في أوروبا، لا لأن لدى الحكومة مشكلة حيال تلك الأحزاب التي تشبهها إلى حدّ كبير، وإنما تحسبًا من احتمال أن يثير ذلك غضب الجاليات اليهودية في القارة عليها. غير أنها، من ناحية فعلية، لا تحظر على الوزراء وأعضاء الكنيست، أو على منظمات المجتمع المدني اليمينية، إقامة مثل هذا التعاون الوثيق. وتابع « كما أجرى زعماء من تلك الأحزاب زيارات إلى دولة الاحتلال بدعوة من مسؤولين في «الليكود»، وكان في مقدمهم خيرت فيلدرز، زعيم حزب من أجل الحرية الهولندي، وهاينتس كريستيان شتارخي، زعيم حزب الحرية النمساوي».

أردوغان يهدد إسرائيل بتجميد تطبيع العلاقات لدعمها الاستقلال الكردي
امتنعت عن شجب صعود اليمين المتطرف في ألمانيا

نتنياهو: أقنعت الولايات المتحدة بإلغاء التمييز بين الكتل الاستيطانية وبين المستوطنات المعزولة

Posted: 27 Sep 2017 02:23 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: كشف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أنه نجح بإقناع الولايات المتحدة بإزالة التمييز بين الكتل الاستيطانية والمستوطنات المعزولة عن الطاولة.
وأوضح نتنياهو خلال لقائه مع قادة المجلس الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة، أمس، في مكتبه أنه تمكن من تعديل موقف الإدارة الأمريكية من المستوطنات. وللتدليل على معنى ذلك أكد نتنياهو لقادة الاستيطان في اللقاء أن ما لا يمكن بناؤه اليوم سيكون ممكنا بعد ثلاثة شهور. في المقابل قال نتنياهو إنه على إسرائيل أن تفي بالتزاماتها تجاه الإدارة الأمريكية، برئاسة دونالد ترامب، بكل ما يتعلق بتقييد البناء في المستوطنات في الضفة الغربية. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن أحد قادة المستوطنين الذي شارك في اللقاء وفضل حجب هويته باعتبار أن الحديث عن مباحثات مغلقة، أن نتنياهو حاول شرح الضغوط الأمريكية من خلال اقتباسات يقول فيها كبار المسؤولين الأمريكيين لنتنياهو ومستشاريه بشأن الاستيطان «تستطيع أن تكون خنزيرا ولكن لا تستطيع أن تكون جشعا». وأضاف نتنياهو أن ترامب يعد خطة أمريكية للدفع بما تسمى «عملية السلام»، مضيفا أن إسرائيل فرضت على نفسها قيودا بكل ما يتصل بالبناء في المستوطنات، وذلك في إطار تفاهمات مع إدارة ترامب. وقال إن «حقيقة التزام إسرائيل بتلك التفاهمات تؤدي إلى أن الولايات المتحدة لا تدين إسرائيل بعد كل قرار بالدفع بمخططات البناء» في الضفة الغربية. ملمحا بذلك أن إسرائيل لا تتوقف عن البناء الاستيطاني لكنها تفعل ذلك بهدوء وبالتدريج ومن خلال حيل وأساليب ملتوية. وجاء أن نتنياهو تعهد أمام قادة المجلس الاستيطاني بأنه سيلتزم بالتعهدات التي صدرت عنه قبل أكثر من خمس سنوات، والتي تتضمن بناء 300 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة «بيت إيل» كتعويض عن هدم مبان في مستوطنة «هأولبناه»، مشيرا إلى أنه يأمل بأن يحصل ذلك في جلسة مجلس التخطيط الأعلى التي ستعقد في الأسبوعين القريبين. وعلم أن عددا من المستوطنين المشاركين في اللقاء طرحوا أمام نتنياهو طلبات للدفع بمخططات بناء مختلفة، ورد نتنياهو بالقول إنه لا يمكن كل ذلك دفعة واحدة، مكررا قوله إن «ما هو غير ممكن اليوم، سيكون ممكنا بعد ثلاثة شهور». وعقبت عضو الكنيست، كسينيا سفيتلوفا، من حزب المعارضة «المعسكر الصهيوني» على تصريحات نتنياهو بالقول إنه «في حال تبين أنه فعلا أقنع الأمريكيين بأنه لا يوجد شيء يسمى كتلا استيطانية، فإنه يكون قد وجه ضربة قاصمة للجهود الدبلوماسية على مدى سنوات طويلة من أجل الاعتراف الدولي بها وهو الاعتراف الذي وصل إلى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين» على حد زعمها.
وضمن انتقادها لنتنياهو أكدت أن البديل الذي تقود إليه سياسته واضح: دولة ثنائية القومية، ومن دون غالبية يهودية، تكون نهاية المشروع الصهيوني بثمن إرضاء شركائه الطبيعيين في اليمين الاستيطاني.
وعلى خلفية عملية القدس انضم المعلق البارز بن درور، يميني، للمحذرين من تحول إسرائيل لدولة ثنائية القومية في ظل استمرار احتلال الضفة الغربية . وفي مقال نشرته صحيفة « يديعوت أحرونوت « زعم يميني إنه لا يوجد شريك فلسطيني على غرار الموقف الإسرائيلي الرسمي لكنه دعا الحكومة للانسحاب من أجزاء واسعة من الضفة الغربية ومنح السلطة الفلسطينية المزيد من الاستقلال مع إبقاء السيطرة بيد الاحتلال.

عملية غير عادية وحلول محدودة

وفي هذا السياق يقول زميله المحلل العسكري يوآب ليمور، في مقال نشرته صحيفة «يسرائيل هيوم» ان عملية القدس تواصل الاتجاه المألوف في السنوات الثلاث الأخيرة للـ « الإرهاب «: عمليات منفردة، تحركها في الأساس أسباب شخصية، واختيار قتل الإسرائيليين كمسار سريع ومضمون لنيل «البطولة» في الشارع الفلسطيني. معتبرا العملية غير اعتيادية ويعترف أن الحلول المطروحة لمواجهة مثل هذه العملية محدود طالما استمر الصراع دون تسوية.
أما كبير المعلقين الإسرائيليين ناحوم برنياع فاعتبر في مقال نشرته «يديعوت احرونوت» ان عملية القدس لم تقوض الشعور بأمن سكان مستوطنة» هارادار « فقط، وانما، وربما في الأساس، طرحت علامة استفهام حول عدالة الطريق. وقصد بذلك واقع الفلسطينيين البائس في القريتين المجاورتين بدو وبيت سوريك مقابل ازدهار المستوطنات ورفاهية المستوطنين المجاورين لهم متحاشيا استخدام مصطلح « احتلال».

نتنياهو: أقنعت الولايات المتحدة بإلغاء التمييز بين الكتل الاستيطانية وبين المستوطنات المعزولة

اليمن: «هيومان رايتس ووتش» تحمّل التحالف العربي والانقلابيين مسؤولية انهيار الوضع الإنساني في اليمن

Posted: 27 Sep 2017 02:22 PM PDT

تعز ـ «القدس العربي» ووكالات: حمّلت منظمة هيومان رايتس ووتش لحقوق الانسان أمس قوات التحالف العربي بقيادة السعودية وكذا قوات الانقلابيين ـ الحوثي وصالح ـ المسؤولية عن تدهور الوضع الإنساني في اليمن، إثر الإعاقات المستمرة التي خلقوها أمام تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى اليمن.
وأعلنت هيومان ووتش في بيان لها أصدرته أمس وتلقت (القدس العربي) نسخة منه ان «القيود التي تفرضها قوات التحالف العربي بقيادة السعودية على الواردات إلى اليمن أدت إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي للمدنيين اليمنيين».
وكشفت أن «هذه القيود، التي تنتهك القانون الإنساني الدولي، أدت إلى تأخير السفن التي تحمل الوقود وتحويل طرقها، إغلاق ميناء (الحديدة) بالغ الأهمية، وإيقاف السلع المنقذة لحياة السكان من الدخول إلى الموانئ البحرية التي تسيطر عليها قوات الحوثيين ـ صالح).
وأكدت هذه المنظمة الدولية أن «قوات الحوثيين ـ صالح، التي تسيطر على العاصمة صنعاء وأجزاء واسعة من البلاد، انتهكت الالتزامات القانونية الدولية بتسهيل المساعدات الإنسانية للمدنيين، وألحقت أضرارا كبيرة بالسكان المدنيين، ومنعت هذه القوات مساعدات وصادرتها وحرمت السكان المحتاجين من الحصول عليها، كما قيدت حركة المدنيين المرضى وموظفي الإغاثة».
وطالب كبير الباحثين في حقوق الطفل بمنظمة هيومان رايتس ووتش بيل فان إسفلد التحالف العربي بقيادة السعودية بـ«إنهاء قيوده غير الشرعية على الواردات إلى اليمن»، كما طالب كذلك «قوات الحوثيين ـ صالح بوقف عرقلة المساعدات. قبل أن يعاني ويموت المزيد من الأطفال لأسباب يمكن منعها». وقال «على الأطراف المتحاربة السماح بوصول الوقود، الغذاء، والأدوية إلى العائلات التي تحتاج إليها».
وقال التقرير الحقوقي ان هيومن رايتس ووتش وثًقت 7 حالات منذ أيار (مايو)، قام فيها التحالف العربي، بشكل (اعتباطي) بتحويل مسار ناقلات وقود متجهة إلى موانئ تحت سيطرة الحوثيين ـ صالح، أو تأخيرها. وذكر انه في إحدى الحالات، احتجز التحالف سفينة تحمل الوقود في ميناء سعودي لأكثر من 5 أشهر، ولم يستجب لطلبات شركة الشحن للحصول على تفسير. وكان لا بد من تفريغ البضائع النفطية في ميناء سعودي دون تعويض، كما لم يتمكن الطاقم الذي يحتاج إلى علاج طبي من مغادرة السفينة. وأوضح أنه «بموجب القانون الإنساني الدولي، يجوز لأطراف النزاع المسلح فرض حصار بحري لمنع وصول الأسلحة والعتاد إلى قوات العدو، كما يمكن تفتيش السلع مثل الأغذية والوقود والأدوية المتوجهة إلى المدنيين، ولكن لا يمكن تأخيرها بشكل مفرط، وعلى قوة الحصار نشر قائمة بالمواد المحظورة، ولكن التحالف لم يفعل ذلك».
وأكد التقرير ان «اليمن يعد أفقر بلد في الشرق الأوسط، ويعاني من أكبر أزمة إنسانية في العالم».
وأوضح أن سوء التغذية والمرض ينتشر على نطاق واسع، لا سيما بين الأطفال، حيث يعاني نحو 1.8 مليون طفل من سوء التغذية الحاد، فيما أغلقت نصف مستشفيات البلاد، بسبب الحرب.
وأكدت المنظمة أن قوات الحوثيين ـ صالح تستخدم الوقود المستورد لأغراض عسكرية، ومع ذلك، فإن منع واردات الوقود أو تأخيرها بشكل مفرط من الوصول إلى المدنيين يساهم في انهيار النظام الصحي، الافتقار إلى المياه غير الملوثة، وزيادة التكاليف التي تجعل الأغذية والسلع الأساسية مرتفعة الثمن إلى حد لا يحتمله اليمنيون الفقراء.
ونسبت إلى مسؤول طبي في مدينة تعز، ثالث أكبر مدن اليمن، قوله انه في 17 نيسان (أبريل) الماضي، صادرت قوات الحوثيين ـ صالح معدات طبية من شاحنتين، بما فيها مواد غسيل الكلى، كان من المفترض أن يستفيد منها ما لا يقل عن 160 مريضا في المستشفى. وفي شباط (فبراير)، منعت قوات الحوثي ـ صالح قافلة إغاثة إنسانية تابعة للأمم المتحدة من دخول مدينة تعز عند حاجز تابع للحوثيين ـ صالح.
الى ذلك أفادت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أن قوات الحوثي ـ صالح فرضت حصارا وصفته بـ(الوحشي) على مدينة تعز، كما قامت قوات الحوثي صالح بتكرار زرع الألغام الأرضية التي أعاقت أعمال الإغاثة من الوصول إلى مناطق عديدة في محافظة تعز، وسط اليمن.
ميدانياً، قتل 7 مسلحين من جماعة الحوثي، وعنصران من القوات الحكومية، أمس الأربعاء، في معارك بين الطرفين بمديرية نهم شرقي العاصمة اليمنية صنعاء، حسب مصدر عسكري.
وقال المصدر مفضلاً عدم ذكر اسمه، إن مسلحي الحوثي هاجموا أمس مواقع الجيش اليمني في منطقة القتب بمديرية نهم شرقي صنعاء.
وأضاف أن الجيش تصدى للهجوم، واندلعت على إثر ذلك اشتباكات عنيفة بمختلف الأسلحة، أسفرت عن مقتل 7 من الحوثيين وجرح 4 آخرين.
وأشار المصدر إلى مقتل اثنين من القوات الحكومية، فيما لاذ بقية المهاجمين بالفرار. بالمقابل قالت وكالة الأنباء اليمنية الخاضعة للحوثيين، إن عددا (لم تحدده) من القوات الحكومية لقوا مصرعهم أمس، وأصيب آخرون، في هجوم للجماعة على مواقع في أطراف نهم.
وقال مصدر عسكري للوكالة إن الجيش واللجان الشعبية (الموالين للجماعة) هاجموا مواقع للمرتزقة (القوات الحكومية) في منطقتي القرن وعيدة، ما أدّى إلى مصرع وجرح عدد منهم واغتنام أسلحة.

اليمن: «هيومان رايتس ووتش» تحمّل التحالف العربي والانقلابيين مسؤولية انهيار الوضع الإنساني في اليمن
قتلى وجرحى في معارك بين الحوثيين والجيش في صنعاء
خالد الحمادي

أجهزة أمنية: خلية «أبو الولاء» العراقي خططت لتفجيرات في ألمانيا

Posted: 27 Sep 2017 02:22 PM PDT

برلين ـ «القدس العربي»: صرح رئيس المحققين في المكتب المحلي للشرطة الجنائية في ولاية شمال الراين ـ ويستفاليا الأربعاء أمام محكمة مدينة سيله الألمانية أن أعضاء شبكة الداعية السلفي «أبو ولاء» والذي تم القبض عليه مع آخرين في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي كانوا يجرون محادثات حول خطط لشن هجمات على منشآت خاصة بالشرطة في ألمانيا في المسجد التابع لجمعية «دائرة الإسلام الألمانية في هيلدسهايم» المحظورة حاليا.
ويصنف الادعاء العام الألماني الداعية العراقي «أبو ولاء» البالغ من العمر 33 عاما كشخصية قيادية محورية لتنظيم «داعش» في ألمانيا. ويُحاكم في القضية بجانب «أبو ولاء» أربعة رجال تتراوح أعمارهم بين 27 و 51 عاما بتهمة دعم تنظيم إرهابي أجنبي والانتماء إليه.
وتم القبض على المتهمين الخمسة في تشرين الثاني الماضي بولايتي شمال الراين ـ ويستفاليا وسكسونيا السفلى، ويقبعون في السجن على ذمة التحقيق منذ ذلك الحين، حيث تحدثت تقارير أمنية عن تقديم شبكة «أبو الولاء» المساعدة للمجندين في شبكة داعش مالياً ولوجستياً من اجل التمكن من السفر إلى سوريا والعراق.
ووصفت السلطات الألمانية «أبو ولاء العراقي» بأنه «الأخطر» من ضمن الشبكة. وقال المدعي العام الاتحادي، فرانك بيتر في تصريح لوسائل اعلام ألمانية، بأن أبا الولاء مصنف من قبل السلطات الألمانية ومنذ سنوات كشخصية رئيسية بين المتشددين الإسلاميين في ألمانيا
وكان «أبو ولاء»، واسمه أحمد عبد العزيز عبد الله، يلقي خطبا دينية متطرفة في جمعية «دائرة الإسلام الألمانية في هيلدسهايم» المحظورة حاليا، وحول المسجد التابع للجمعية إلى مركز لتجنيد أنصار لـ»داعش» على مستوى ألمانيا، لإرسالهم للقتال في صفوف التنظيم الإرهابي في سورية والعراق.
وحصل مكتب الشرطة الجنائية في ولاية شمال الراين ـ ويستفاليا على هذه المعلومات الحاسمة في القضية من شاهد، ومخبر للشرطة، تمكن من التسلل للدائرة المقربة من «أبو ولاء» ودائرة مواطن ألماني ـ صربي من دورتموند. وحسب البيانات، أسس الألماني ـ الصربي في منزله في مدينة دورتموند مدرسة إسلامية لاستقطاب شباب للانضمام للقتال إلى صفوف داعش.
وقال رئيس المحققين في المكتب المحلي للشرطة الجنائية إن تلاميذ متطرفين من ولاية شمال الراين ـ ويستفاليا وأنحاء متفرقة من ألمانيا كانوا يحضرون الندوات التي كانت تعقد في دورتموند، وأيضا الندوات التي كان يعقدها «أبو ولاء» في هيلدسهايم. وكان المخبر السري للشرطة ينقل بصفة يومية تقريبا معلومات عن «أبو ولاء» للشرطة.
وبدأت محاكمة «أبو ولاء» منذ أول أمس الثلاثاء وذلك بتهمة إنشاء شبكة تجنيد لحساب تنظيم «الدولة الإسلامية» للقتال في سوريا والعراق. ويمثل أحمد عبد العزيز عبد الله (33 عاماً) أمام القضاء الألماني في مدينة سيله في ولاية سكسونيا السفلى شمال البلاد، بالإضافة إلى شركائه الأربعة: حسن كيلينك وهو تركي الجنسية (51 عاماً)، وبوبان سيميونوفيك وهو ألماني- صربي (37 عاماً)، وحامل الجنسية الألمانية محمود عميرات (28 عاماً) بالإضافة إلى أحمد فيفس يوسف(27عاماً) وهو من الكاميرون. وقد تصل الأحكام التي ستصدر بحق المتهمين إلى عشر سنوات وفق قانون الجنايات.

أجهزة أمنية: خلية «أبو الولاء» العراقي خططت لتفجيرات في ألمانيا

علاء جمعة

بوتين يلتقي أردوغان في أنقرة اليوم لوضع اللمسات الأخيرة على «عملية إدلب»

Posted: 27 Sep 2017 02:22 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي»: يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يزور أنقرة، الخميس، نظيره التركي رجب طيب أردوغان في الوقت الذي أكمل فيه الجيش التركي حشد مئات الدبابات والآليات العسكرية وآلاف الجنود على الحدود مع سوريا استعداداً للعملية العسكرية المتوقعة في إدلب.
وعلى الرغم من وجود العديد من الملفات الهامة على طاولة البحث بين الزعيمين، إلا إن العملية العسكرية التي من المقرر أن ينفذها الجيش التركي بدعم عسكري وغطاء جوي روسي في إدلب سوف تتصدر مباحثات الجانبين، وذلك حسب تأكيدات روسية تركية.
الرئاسة التركية وفي بيان لها أمس الأربعاء، أكدت أن بوتين سوف يلتقي مع أردوغان في القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة لبحث العلاقات الثنائية، والتطورات في سوريا والعراق، والملفات الإقليمية والدولية.
وعقب اتصال هاتفي جرى بين بوتين وأردوغان، الاثنين الماضي، وركز على بحث استفتاء انفصال إقليم شمال العراق، نقلت وسائل إعلام تركية عن مصدر في الرئاسة قوله إن الزعيمين سوف يبحثان بالتفصيل في لقاء الخميس آخر تطورات الملف السوري وما جرى الاتفاق عليه في مباحثات أستانة الأخيرة.
وخلال الجلسة الأخيرة من مباحثات أستانة حول سوريا، جرى الاتفاق بين الدول الضامنة الثلاث لاتفاق مناطق خفض التوتر في سوريا (روسيا إيران وتركيا) على إقامة منطقة رابعة لخفض التوتر في محافظة إدلب مع الإشارة ضمنياً إلى نية هذه الأطراف إنهاء تواجد التنظيمات المتشددة في المحافظة وخاصة هيئة تحرير الشام «جبهة النصرة سابقاً».
وعقب هذه المباحثات مباشرة، بدأ الجيش التركي نقل معدات عسكرية بأعداد غير مسبوقة إلى الحدود مع سوريا، حيث جرى نقل مئات الدبابات والمدافع والعربات العسكرية ومنصات الصواريخ إلى مناطق متفرقة من الحدود مع سوريا، تبعها إرسال آلاف الجنود وعناصر القوات الخاصة.
ومنذ أيام أدخل الجيش التركي جرافات عسكرية إلى الجانب السوري من الحدود وبدأ بشق طرق جديدة لعبور الآليات وقام بعمليات تطهير للمنطقة من ألغام يمكن أن تكون زرعت في المنطقة، في خطوة تؤشر إلى اقتراب موعد العملية العسكرية التي تؤشر حجم التعزيزات العسكرية الضخمة إلى أنها ستكون واسعة وكبيرة.
ويتوقع أن يبحث الخبراء العسكريون من الجيشين الروسي والتركي خلال الزيارة باقي التفاصيل المتعلقة بالمناطق التي ينوي الجيش التركي مهاجمتها ووضع آليات التنسيق مع الجيش الروسي الذي سيوفر الغطاء الجوي للعملية، ويضمن عدم حصول اشتباك مع النظام السوري أو الوحدات الكردية المدعومة من واشنطن.
وكانت وسائل إعلام تركية تكهنت أن تنطلق العملية العسكرية في إدلب بداية الشهر المقبل.
وفيما يبدو أنها عملية تمهيد جوي للعملية، كثف الجيش الروسي خلال الأيام الماضية عملياته الجوية ضد التنظيمات المسلحة في إدلب، والأربعاء، قال الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف، إن 5 قادة ميدانيين و32 مقاتلا من «جبهة النصرة» قتلوا جراء ضربة جوية جنوبي مدينة إدلب السورية.
وإلى جانب الملف السوري، يتوقع أن تتركز المباحثات أيضاً حول صفقة بيع روسيا منظومة إس 400 الدفاعية إلى تركيا والتي تواجه انتقادات دولية واسعة، حيث تسعى تركيا لتذليل أي عقبات يمكن أن تقف في وجه إتمام الصفقة وستعمل على الضغط على موسكو من أجل تسريع عملية التسليم.
والأربعاء، قال الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيكوف إنه لا يحق لأي أحد أو دولة أو منظمة دولية وخاصة أمريكا والناتو انتقاد صفقة بيع منظومة إس 400 إلى تركيا، مشدداً على أن الاتفاقية تتماشى مع الاتفاقيات والحقوق الدولية.
وقبل يومين، أشار مستشار الصناعات الدفاعية التركية، إسماعيل دمير، أنّ بلاده ستبدأ استلام منظومة «إس ـ 400» الصاروخية الروسية، بعد سنتين على أقل تقدير، وقال: «أجرينا مباحثات من أجل استلام مبكر لمنظومة الصواريخ، ومن أجل ذلك لا أريد تحديد تاريخ معين للاستلام، إلا أننا بوسعنا أن نقول بأن الاستلام سيبدأ بعد سنتين على اقل تقدير»، وهو التاريخ الذي ستسعى أنقرة لتقريبه قدر الإمكان.
كما ستطرق المباحثات بين الجانبين إلى الاستفتاء الأخير الذي أجراه إقليم شمال العراق ومحاولة التأكيد مجدداً على دعم روسيا لوحدة الأراضي العراقية والسورية، إلى جانب المراحل التي وصل إليها العمل في محطة أق كويو للطاقة النووية التي تبنيها روسيا في تركيا، وخط «السيل التركي» لنقل الغاز من روسيا إلى تركيا ومن ثم لأوروبا الذي بدأ العمل فيه فعلياً قبل أسابيع.

بوتين يلتقي أردوغان في أنقرة اليوم لوضع اللمسات الأخيرة على «عملية إدلب»
الرئيس التركي سيضغط لتسريع تسلم منظومة صواريخ إس 400
إسماعيل جمال

المري يطالب الكونغرس بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية لإدانة ووقف انتهاكات الحصار فوراً

Posted: 27 Sep 2017 02:21 PM PDT

الدوحة «القدس العربي»: طالب الدكتور علي بن صميخ المري، رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في دولة قطر الكونغرس الأمريكي، بضرورة التحرك الفوري لوضع حد للمأساة التي يتكبّدها المواطنون والمقيمون في قطر، ومواطنو الدول الخليجية الثلاث (السعودية، الإمارات، البحرين)، جراء الحصار المفروض على قطر منذ أزيد من 115 يوماً؛ مشدّداً في الوقت ذاته على ضرورة تحمل أعضاء الكونغرس لمسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية لإدانة ووقف انتهاكات دول الحصار، واتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك.
جاء ذلك خلال لقاء الدكتور علي المري مع قاس بيليراكس، وترينت فرانكس؛ النائبين عن الحزب الجمهوري بالكونغرس الأمريكي؛ حيث قدم لهما شرحاً مفصلاً عن تأثير الحصار على الأوضاع الإنسانية للمدنيين في قطر والدول الخليجية الثلاث؛ وبخاصة الأسر والطلبة والمرضى، وباقي الفئات الاجتماعية.
وإذ أثنى على جهود المؤسسسات والشخصيات ومنظمات حقوق الإنسان الأمريكية لرفع الحصار، وتضامنها مع المأساة الإنسانية للمتضررين؛ طالب النائبين الجمهوريين بالكونغرس الأمريكي ضرورة تكثيف الجهود، وسرعة التحرك عاجلاً، واتخاذ مواقف وقرارات أكثر حزماً، للضغط على دول الحصار، وإجبارها على الاستجابة للنداءات الدولية المطالبة بوقف الحصار اللإنساني فوراً، دون قيد أو شرط.
وخلال الجلسة النقاشية، تم التأكيد على الرفض المطلق للزجّ بالمدنيين في الصراع، و ضرورة تحييدهم من أية تجاذبات أو خلافات سياسية، وإبعاد حقوق الإنسان الأساسية للمواطنين والمقيمين بدولة قطر، إلى جانب مواطني دول الحصار عن أي صراعات سياسية، أو محاولة استعمالها كورقة أو أداة للتفاوض.
ويأتي اجتماع رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان مع النائبين في الحزب الجمهوري في الكونغرس، بعد لقائه الاثنين الماضي مع جيمز مكغوفيرن، رئيس لجنة «توم لانتس» لحقوق الإنسان في الكونغرس الأمريكي، بحضور العضوين في اللجنة كاثرين كلارك، وبيتر ويلش. ولقاء آخر مع مسؤولين في لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي.

المري يطالب الكونغرس بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية لإدانة ووقف انتهاكات الحصار فوراً
خلال اجتماع مع نائبين في الحزب الجمهوري
إسماعيل طلاي

تنظيم «الدولة» ينزل تحت الأرض ويهاجم «الأهداف الناعمة»… وسوريا تتحول إلى حرب «عصابات» و«دولة بلا شعب»

Posted: 27 Sep 2017 02:21 PM PDT

عمان – «القدس العربي»: تحرص المؤسسات الأردنية على تقديم قراءة واقعية في مسار الأحداث، بخصوص التطورات الحادة في المشهد السوري، وسط غموض بدأ يحيط بسيناريوهات التفاهمات في الجانب الروسي، في الوقت الذي اجتهدت فيه محاور النقاش بين الأردن وتركيا لتأسيس ولو محاولة للفهم المشترك، على أمل التنسيق في الملف السوري.
برزت هذه «التجاذبات» والقراءات المعمقة على هامش عملية رصد سجلتها «القدس العربي» في العديد من المحاور، حيث تقارير أمريكية «عميقة» تستعرض الوضع مرحلياً وحالات فوضى واضطراب ومخاوف عسكرية على حدود شمال الأردن وجنوب سوريا. وحيث تمسك تركيا الضمني بشعارها بعنوان «ينبغي أن لا يكسب الرئيس بشار الأسد حتى عندما يتحدث الروس عن تغيير في النظام».
في السياق تمكنت «القدس العربي» من الاطلاع على حيثيات تقرير تشخيصي أمريكي يتحدث عن الوضع الحالي في سوريا. المادة الرئيسية في التقرير بدت مثيرة، وهي تتحدث عن تحول الوضع السوري عملياً إلى «دولة بلا شعب» بسبب النوايا الانتقامية والثأرية التي تظهر عند النظام السوري، وبسبب سعي دمشق وفقاً لقراءة أردنية عميقة اطلعت عليها «القدس العربي» نصًا، إلى الاستثمار سياسياً وميدانياً في سياسات متشددة تعوق أو تمنع عودة اللاجئين، الأمر الذي برأي أوساط خبيرة يبرر حديث الأردن الرسمي عن الديمغرافيا السورية، باعتبارها تمثل «أجانب » يقيمون في المملكة وليست من المكونات الاجتماعية.
في سياق الرأي الأمريكي التشخيصي ضمن لجنة معنية بالمتابعة وتعمل في السفارة الأمريكية في بيروت، يتبادل الخبراء تقديرات عميقة، تتحدث عن تحول دراماتيكي في مسار الأحداث، يحصل، بحيث تواجه سوريا «حرب عصابات» طويلة الأمد، برغم مظاهر الحسم العسكري ولامبالاة الوجود العسكري الأمريكي الذي يركز فقط على محور الرقة دون غيرها بسبب مصالح مفترضة في النفط والغاز.
يتقاطع هذا الرأي الأمريكي مع نقطة حيوية في النقاش الأردني برزت على هامش لقاء حواري صريح في عمّان مع وفد عريض من تركيا، حضرته «القدس العربي» حيث تعبر القراءة الأردنية هنا عن مخاوفها من الاستثمار السلبي للنظام السوري في ورقة اللاجئين على أساس منعهم من العودة.
وعلى صعوبة التحدث عن «عودة جدية للاستقرار» في سوريا وسط مثل هذا الاستثمار المقلق، ووسط التعقيدات التي تبرزها طموحات إيران وميليشياتها الطائفية، وكذلك وسط الاستهداف العسكري المرصود لمجموعات الجيش السوري الحر بصفتها معتدلة. هنا يمكن الاستنتاج أن بقاء التطرف والإرهاب في سوريا مؤشر مقلق قد ينطوي على مصلحة للنظام السوري الذي بدأ يتصرف بـ «غرور المنتصر عسكرياً»، فيما لا تقدم موسكو «أدلة وقرائن كافية» على أنها تستطيع فعلاً «ضمان» التحركات الإيرانية وبرمجتها برغم نمو الاتصالات الاضطرارية بين تركيا وإيران بسبب مستجدات وحساسية الملف الكردي.
طبيعة الرهان التركي على طهران من العناصر التي برز أنها تثير حساسية الأردن حتى على هامش الحوار الدبلوماسي الذي استضافه المعهد الدبلوماسي الأردني بمناسبة الذكرى الـ 70 للعلاقات بين البلدين وشاركت فيه «القدس العربي». لكن هذه الاتصالات كما قال مباشرة لـ «القدس العربي» الدكتور برهان أوغلو الأستاذ في جامعة ابن خلدون ضرورية الآن للمصالح التركية.
أوغلو يتفق مع القول: إن «الصراع العسكري لم يحسم بعد» لمصلحة الرئيس بشار الأسد، لأن الواقع يتحدث برأيه عن ثورة مستمرة للشعب السوري، ولأن سوريا المستقبلية ينبغي أن لا تقدم اي ضمانات لبقاء الأسد شخصاً وليس دولة أو نظاماً.
الأسئلة فتحت في حوار عقلاني وذهني على النوافذ جميعها، والورقة التي تقدم بها في النقاش ممثل القوات المسلحة الأردنية العميد المهندس خالد الشوبكي، لفتت الأنظار جيدًا ليس فقط عندما تعلق الأمر بنظامية الورقة التي تشرح بصورة محددة موقف المؤسسات الأردنية العميقة من تطورات الأحداث في الإقليم، ولكن من باب شموليتها وسعة إطلاع المتحدث بها. المقاربة الأردنية هنا حصرياً كانت عميقة في تقدير الموقف في سوريا المجاورة، حيث أن تنظيم داعش بصراحة يفقد أراضيه الآن، والتقدير أنه سيحاول العمل تحت الأرض وسيخطط لتفجير الأهداف الناعمة.
الأردنيون في ورقتهم ذاتها تحدثوا عن «مواد مشعة وسامة مفقودة في سوريا، يمكن أن تجذب عصابات الإرهابيين» وأن تستخدم فعلًا، مقترحين بأن استهداف النظام السوري للقوى المعتدلة على الأرض قد لا يكون أمراً حكيماً، وبأن ملف اللاجئين عبارة عن معضلة للجميع على أساس أن النظام في دمشق يحاول الحد من تأثير ملف اللاجئين في خياراته.
عمّان هنا أيضاً أبرزت القلق من الميليشيات والدور الإيراني الذي يتوسع الأتراك في الحديث عنه والتفاهم معه، ملاحظة بصورة علمية أن أطرافاً في الحكومة السورية يحاولون الحد من تأثير الديموغرافيا في الواقع والخيارات مع وجود جهات تعارض عودة اللاجئين. وفي المقاربة الأردنية السيناريو الأرجح المتاح يتمثل في أن تؤثر موسكو في اتجاهات القرار الرسمي السوري في بعض القضايا الملحة والأساسية… من دون ذلك من الصعب الحديث عن الحسم العسكري والاستقرار التام.

تنظيم «الدولة» ينزل تحت الأرض ويهاجم «الأهداف الناعمة»… وسوريا تتحول إلى حرب «عصابات» و«دولة بلا شعب»
قراءات عميقة حول مستقبله… ومواد مشعة وسامة «مفقودة» تجذب الإرهاب
بسام البدارين

عن بطل أسطوري لم ينتصر

Posted: 27 Sep 2017 02:20 PM PDT

فيما هو يقف على قرب ثلاث خطوات من المشنقة أشياءُ صغيرة لم تكف عن وخزه: تلك الحصوة الصغيرة العالقة في حذائه، ولم يستطيع إزالتها منذ أن اقتادوه مصفّد اليدين من زنزانته، مشطه الخشب الذي كان يشذّب به لحيته، ثم ساعة الجيب الروسية ماركة سركيسوف، وصديريته التي أجبر على خلعها… إلخ.
المنديل الأخضر لم يكن أيضا في جيبه، إذ أنه، هو الشيخ سعيد النقشبندي، ظل محتفظا به، اشتياقا وتبرّكا، من حبيبته بريخان، التي قضت جرّاء غرقها وهي ما تزال في يفاعتها. وفي انتظاره لموته، هناك بعد ثلاث خطوات، أشياء أخرى كانت تلحّ عليه: عطَشه مثلا، الذي يحرق فمه وجوفه، ثم الجنديان الصامتان الواقفان حوله واللذان يحرسانه في لحظات حياته الأخيرة. ليس أكثر من ثلاث خطوات بينه وبين المشنقة. كان خمسون من رفاقه قد أوقفوا إزاء مشانقهم، مثله، وهو شهد، أو سمع، صوت تخبّط أرجل بعضهم بعدما أزيحت الدرجات الخشبية من تحتها. ثلاث خطوات فقط، لا نعرف المدى الزمني اللازم لقطع رحلتها. ربما كانت مدة طويلة إلى حد أن الشيخ تمكّن فيها من تذكّر حياته كلها؛ أو هي بطيئة ربما، طالما أنه يمكن للذاكرة أن تعبر أزمانا في لحظات.
ثلاث خطوات لن يخطوها الشيخ إلا بعد أن تُروى حياته كاملة، بخطوطها العريضة لكن أيضا بكثير من التفاصيل. وهو، على أي حال، لن يترك أمر ذلك لراويته وحده، إذ أنه يعاونه في أحيان كثيرة ذاكرا بلسانه وقائع كثيرة جرت، بل أن الاثنين، الراوية والشيخ، يتّحدان في رواية تلك الحياة، التي وإن اختصّت بأحدهما (الشيخ)، إلا أن هذه الحياة اندمجت وتوالفت مع وجود الكرد، ابتداء من نزوعهم المحبَط إلى الحرية مرورا بالأيام الحاسمة التي سبقت ثورتهم ضد الأتراك، في مرحلة فاصلة من تاريخ هؤلاء الأخيرين. وفي الرواية وصف تفصيلي لما جرى في تلك الثورة التي كان محكوما عليها بالانكسار على أيدي الدول الكبرى، ثم بتشتت مواقف الكرد وانفراط جمعهم وتفرقهم. كل ذلك حاضر في الرواية التي لم يحل طابعها القومي، بل الصوفي، بل ومسعاها إلى أن تكون رواية ملحمية، بدون ذكر تردد الكثير من وجهاء الكرد وقادة جماعاتهم وتفرقهم بعضهم عن بعض، بل وتسبّبهم هم أيضا في فشل الثورة وسقوطها.
كل ذلك جرى سرده في الوقت القليل اللازم لقطع مسافة الخطوات الثلاث تلك. وقد عاينت الرواية ما يجري، وما يُتذكّر، في الوقت الفاصل بين كل من الخطوات الثلاث حتى بدا أن كلا من هذه الخطوات عنوانٌ لفصل من فصولها. وفي كل من هذه الأوقات الفاصلة كان السرد يذهب في اتجاهات شتى، ابتداء مما يحدث للشيخ غير القادر على مسح دمعة أفلتت من عينيه لكونه مقيّد اليدين، ثم يتجه السرد إلى المكان القريب، حيث المشانق الخمسون التي رفعت على عجل لإعدام رجال الثورة…إلخ، ثم إلى تفاصيل ما جرى في أثناء التهيئة لبدء الثورة في ديار بكر، بما في ذلك ما جرى في المؤتمرين اللذين أقامتهما الدول الأوروبية المنتصرة في سيفر ولوزان. في كل ذلك بدا الشيخ سعيد النقشبندي يقود شعبه، أو من انضمّ إليه من شعبه، كما لو أن معركته، آنذاك بُعيْد الحرب العالمية الأولى، تقاد على طريقة ما كان يجري في الحروب القديمة. كأن الشيخ النقشبندي يعيد الحرب إلى الطقوسية التي كانت لها إبان الحروب التي رافقت انتشار الدعوة الإسلامية. ففي خضمّ التنازع والقتال كان ما يقوله صادرا عن حكمة أدبية شبيهة بما كان يُحفظ منقولا على لسان النبي.
الشيخ شخصية أسطورية بطولية في زمن التسويات الدولية، وإعادة النظر في خرائط المنطقة. وهو كذلك على الرغم من أنه لم ينتصر، ولم يأت بمعجزة، ولم يسقط سقوطا مدويا (ودائما حسب الرواية). لكنه بطل، وبطل أسطوري حتى إن كانت حياته قد تألّفت من صفات وعناصر غير أسطورية، كأن يكون خجولا ووفيا في عشق يفاعته، وأن يسعى إلى التقريب بين المتخاصمين المتعاندين من أبناء جلدته، لا أن يسودهم بطغيان حضوره. هي كاريزما الرجل التقي، الحكيم والعاقل الذي لم تصنعه إرادة فذّة بل هو وريث لحضور سبقه تمثل في أوّل سلالته صاحب النقشبندية الأول. ثم أن إعدامه شنقا لم يؤدّ إلى ثورة تالية يقوم بها مؤيّدوه وأنصاره إلخ.
كما أن الرواية، رغم انتقاديتها القاسية أحيانا لتفرّق الكرد في زمن تلك الثورة، وربما في ما سبقها وتلاها، تحتفل بالتاريخ والجغرافيا الكرديين. ليس لمجرد التعداد تتوالى أسماء المدن والقرى الكثيرة في الرواية، بل لتمجيدها والاحتفال بكثرتها. ينطبق ذلك أيضا على أسماء الرجال، أولئك الذين شاركوا الشيخ سعيد في ثورته.
رواية جان دوست رواية متمهِّلة، مسيطَر على سياقها من كاتبها الذي تمكن من أن يجمع كل هذه الوجوه من حياة الشيخ ومن قضيته وخوضه حربا من أجلها، وذلك في نبرة سردية أحكم لها الكاتب سيطرته على مشاعر بطله، المستعادة حياته كلها وهو على ذلك القرب من الموت.

٭ ثلاث خطوات إلى المشنقة» رواية جان دوست صدرت عن دار الساقي في 223 صفحة، 2017.

٭ روائي لبناني

عن بطل أسطوري لم ينتصر

حسن داوود

«الجزيرة» تتجاوز حظر دول الحصار لقناتها في «السنابشات» وتطلق خدمة جديدة

Posted: 27 Sep 2017 02:20 PM PDT

الدوحة – «القدس العربي»: أطلقت شبكة الجزيرة الإعلامية، محتوى تفاعليا جديدا على قناتها اليومية على منصة انستغرام، أياما بعد حظر السعودية ودول الحصار لقناتها في السنابشات.
ويلائم المحتوى الجديد طبيعة المنصة، التي تعتبر من بين أهم وسائط إيصال المحتوى الإعلامي الموجه للشباب العربي.
واعتبرت الشبكة أن الخدمة الجديدة تأتي لتجاوز، قرار شركة سنابشات ورضوخها لضغوط وإملاءات رقابية من سلطات السعودية والإمارات والبحرين مصر.
واعتبرت الجزيرة التي تتخذ من العاصمة القطرية الدوحة مقرا لها تصرف تلك الدول والقناة انتهاكاً واضحاً لحرية الصحافة، وتعدياً على حق الأفراد في الوصول إلى المعلومة.
وقال الدكتور مصطفى سواق، المدير العام لشبكة الجزيرة الإعلامية بالوكالة: « إننا نعيش اليوم في عالم بلا حدود، ومن المستغرب أن تظن بعض الحكومات أو منصات توزيع المحتوى أن بإمكانها منع الوصول إلى مادة إخبارية في هذا الفضاء المفتوح.
وشدد في بيان الشبكة الذي اطلعت عليه «القدس العربي» أن شبكة الجزيرة الإعلامية مستمرة في سعيها لتقديم مادة إعلامية مهنية موجهة إلى الشباب العربي، تجمع بين الرصانة ومتطلبات الإعلام الجديد، عبر المنصات الاجتماعية المختلفة، التي حققت فيها نجاحات كبيرة، واستقطبت ملايين المتابعين الواثقين من مهنية الشبكة وموضوعيتها في تناول الحدث وتقديم المعلومة المعرفية التي تهم المتلقي وتثري مداركه».
وقـال الدكـتور ياسـر بشر، المـدير التنفـيذي للقطاع الرقمي بالشبكة: «نسعى من خلال إطلاق قناتنا على منصة انستغرام -بمحتوى وحلة جديدة- إلى الاستمرار في تقديم المنتج الإعلامي المتميز الذي يعده فريق من الإعلاميين الشباب، قدموا من خلفيات ثقافية مختلفة، في إطار استراتيجية الجزيرة للتحول الرقمي والوصول إلى المتلقي عـبر كل المنصـات المـتاحة.
وأضاف المصدر أن المنتج الجديد جاء ليثبت للعالم أن حرية الصحافةوالوصول إلى المعلومة حق إنساني ثابت، لم يعد بإمكان الحكومات سلبه كما كانت تفعل في الماضي».
وأضاف بشر أن الجزيرة سوف تقدم لمتابعيها على انستغرام محتوى عربياً صمم خصيصاً لمستخدمي هذه المنصة، يراعي طبيعة التفاعل والسرعة في الوصول إلى المعلومة السهلة والموثوقة.
وكشف المصدر أنه سيتم اختيار المواضيع التي تبث عبر القناة بعناية، ليبقى مستخدمو هذه المنصة الحيوية على اطلاع بآخر الأخبار بشكل جديد ومبتكر.
وقال بشر «كما تفعل على قناتها في سنابشات ديسكوفر وغيره من المنصات الرقمية، تتناول القصص التي تنشرها الجزيرة على «انستغرام» أهم الأحداث الجارية إقليميا وعالمياً، وتعرض مختلف المواضيع التي تنال اهتماماً كبيراً من متابعيها. في قالب مصمم خصيصاً ليتناسب مع اهتمامات الشباب العربي».
ويبلغ عدد متابعي قناة الجزيرة على انستغرام 1.6 مليون متابع حالياً، متقدمة على كل القنوات الإخبارية بالمنطقة.
و يتجاوز عدد مستخدمي منصة انستغرام عالميا 700 مليون مستخدم نشط، من بينهم نحو 400 مليون مستخدم يومي لخدمة القصص الآنية في التطبيق.
وتعمل شبكة الجزيرة الإعلامية ضمن استراتيجيتها الرقمية على إطلاق عدد من القنوات والخدمات الرقمية الجديدة، مواكبة للتطور التكنلوجي المتسارع الذي تشهده صناعة الإعلام.

«الجزيرة» تتجاوز حظر دول الحصار لقناتها في «السنابشات» وتطلق خدمة جديدة

سليمان حاج إبراهيم

عن الانتهازية التي لا تبني وطنا

Posted: 27 Sep 2017 02:19 PM PDT

بعد الاستفتاء على الدستور العراقي الدائم عام 2005، أصدرنا كتابا محررا في بغداد كان بعنوان «مراجعات في الدستور العراقي»، وقد نشر عام 2006. وقد كتبت في مقدمة هذا الكتاب أن الدستور العراقي الذي كتب بإرادات ثلاثة أطراف مفترضة تحت مظلة عليا أمريكية قد فشل في أداء المهمة الأساسية لأي دستور وهي صياغة عقد اجتماعي/ سياسي/قانوني متفق عليه، هذا الاتفاق الذي يأخذ أهمية استثنائية في الدول ذات التباينات القومية، والدينية، والمذهبية. وذات التباينات الديمغرافية غير الحاسمة لمفهوم الاغلبية لصالح أحد هذه الأطراف كما هو الحال في العراق. خاصة مع وجود تاريخ طويل من التهميش والاستبعاد وهيمنة هوية محددة على الدولة العراقية الحديثة منذ نشأتها عام 1921. وان الخطوة الاولى التي كان يجب القيام بها في ظل هذه المقدمات هي إجراء «مراجعة نقدية» لهذا التاريخ، من منظور عقلاني وموضوعي بعيدا عن أية تحيزات أو أدلجة، لكن هذا ما لم يحصل.
فقد هيمنت «المقاربة الأيديولوجية» على الخطاب السياسي في العراق بعد الاحتلال، ولم تبتعد هذه الهيمنة عن موضوع «الدستور» نفسه، حيث نظر اليه الجميع من هذا المنظور الإيديولوجي البحت، دون أي مقاربة معرفية حقيقية. لذلك فشل الدستور « الدائم « في تأسيس هوية وطنية تعبر عن إرادة جميع أفراد ومكونات المجتمع العراقي، واكتشفنا لاحقا ان الدستور نفسه يكرس الاعتماد على أعراف «المجتمع العصبوي» الذي يقوم على إعادة تأكيد الانتماء إلى العرق، أو الطائفة، أو العشيرة، أو حتى العائلة، وهي الانتماءات التي تسبق في تراتبيتها الدولة، لذلك كان حريصا على إعلان هذه الانتماءات في متنه، وبشكل غير مسوغ.
من هنا وضع الدستور العراقي في سياق الاستقطاب الطائفي الحاد، والذي غذته ورسخته النخب السياسية، بعد لحظة نيسان/ ابريل 2003، وتعاملت معه الطبقة السياسية باندفاع عاطفي حيث نظر اليه طرف بوصفه حجة قائمة، ورفضه طرف آخر وشيطنه، مع ما فرضه كل ذلك من مواقف تجاه الدولة نفسها. وظهرت في النهاية إرادات ثلاث حكمت عملية كتابة الدستور: إرادة أغلبية شيعية تتحدث باسم الأغلبية الديمغرافية، وكانت أهدافها الأساسية هي: تكريس مبدأ الأغلبية العددية في هذا الدستور والإطاحة بنموذج الديمقراطية التوافقية الذي تردد صداه في قانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية، وذلك لغرض ضمان هيمنتها على الدولة من جهة، وبث النفس الإسلامي، بتأويله الشيعي، في متن الدستور من جهة ثانية، ثم خيار «الفيدرالية « الذي يسمح للجماعات السياسية المكونة للائتلاف بالهيمنة على مناطق نفوذها الرئيسية إذا ما فشلت في فرضه هذه الهيمنة على بغداد. وكانت الإرادة الثانية هي إرادة التحالف الكردستاني الذي عول على فكرة تكريس سلطة الأمر الواقع، كما رسمها هو من طرف واحد، وكان همه الرئيسي يتمثل في ضمان الفيدرالية الحرة والاختيارية، والتي تصل في أغلب الأحيان حدود الكونفدرالية، مع ترك باب التأويل مفتوحا أمام جميع الخيارات، ومن ضمنها خيار الانفصال، من خلال التأكيد على أن تطبيق الدستور وحدة هو الضامن لوحدة العراق. واخيرا إرادة غير واضحة الرؤية والأهداف لأعضاء كتابة الدستور «السنة»، الذين كان وجودهم شكليا وأقرب إلى « الشكلي» بسبب موازين القوى الفاعلة، سواء في الجمعية الوطنية حينها بسبب مقاطعة السنة العرب لانتخاباتها في بداية عام 2005، أو في «لجنة كتابة الدستور» التي انبثقت عن هذه الجمعية، ومن ثم خضع وجودهم لإرادة أمريكية تريد استكمال الشكل الديمقراطي على عملية كتابة الدستور، أكثر منها قناعة الآخرين بضرورة ذلك. فضلا عن غياب استراتيجية واضحة لدى هذه المجموعة التي كان دورها أقرب إلى دور المعارض العبثي منه إلى دور الفاعل الحقيقي.
بنيت المعادلة السياسية في العراق بعد 2003، إذا، على أساس مثلث، يقف الفاعل السياسي الشيعي والفاعل السياسي السني في طرفي قاعدته، في حين يعتلي الفاعل السياسي الكردي أعلى رأس المثلث، ومن ثم، فان حركة الاخير هي التي ترجح ميزان الصراع بين الطرفين الأولين! وبسبب هذه المعادلة فان الفاعل السياسي الشيعي لم يكن مستعدا طوال السنوات الماضية على مواجهة الفاعل السياسي الكردي، وكان دائما حريصا على الوصول إلى صفقات انتهازية مؤقتة معه، وليس حلولا جذرية للإشكاليات القائمة بين بغداد وأربيل. أي أن الدستور العراقي بني على أساس صفقة انتهازية بين الفاعلين السياسيين الشيعي والكردي، يستطيع الاول من خلالها تحييد الموقف الكردي في إطار صراعه الأساسي مع الفاعل السياسي السني! في مقابل تمكين الثاني من السيطرة على الإقليم، بعيدا عن أي دور للسلطات الاتحادية! وقد استطاع كلا الفاعلين الابقاء على هذه الصفقة طوال السنوات الماضية، وإن كانت قد تعرضت إلى أكثر من امتحان لكنهما لم يستطيعا ابطال هذا الاتفاق! على العكس من ذلك، فقد كان كلاهما يحصلان على مكاسب أكبر بعد كل امتحان! ومثال ذلك موقف الحزبين الكرديين المعارض لترشيح السيد ابراهيم الجعفري لمنصب رئاسة مجلس الوزراء في العام 2005 الذي انتهى بصفقة جانبية بين هذين الحزبين ونوري المالكي، استطاع الاقليم من خلالها السيطرة على المناطق المتنازع عليها بعد سحب القوات الاتحادية من هذه المناطق، فضلا عن «السماح» للإقليم بتصدير النفط، وقد فضح الرئيس السابق جلال الطالباني الصفقة الجانبية الاخيرة عندما تحدث أثناء افتتاح حقل طقطق النفطي في العام 2009 عن وجود اتفاق مع المالكي يسمح للإقليم بذلك في حال عدم تمرير قانون النفط والغاز في موعد أقصاه 1 تموز/ يوليو 2007! وبعيد انتخابات عام 2010، التي فازت بها القائمة العراقية بزعامة أياد علاوي أخذ الكرد موقف الحياد تماما تجاه قرار المحكمة الاتحادية المسيس الذي قضى بان الكتلة الاكثر عددا التي ترشح رئيس مجلس الوزراء ليست هي الكتلة الفائزة بالانتخابات، بل الكتلة التي تتشكل في مجلس النواب بعد الانتخابات! وكان أن كسب الكرد مكاسب إضافية فيما عرف باتفاق أربيل الذي تشكلت بموجبه حكومة السيد المالكي الثانية.
في المقابل كان الفاعل السياسي الشيعي يعتمد على تحالفه «الاستراتيجي» مع الفاعل السياسي الكردي، أو حياد الأخير، في مواجهته مع الفاعل السياسي السني. فقد صمت الكرد تماما على الانتهاكات الدستورية والقانونية التي كان يقوم بها الفاعل السياسي الشيعي في بغداد ما دامت لا تمس مصالحهم ومكاسبهم! وكان آخرها الموقف الكردي «الحيادي» تجاه مسألة تشكيل ميليشيا الحشد الشعبي في العام 2014، او شرعنته لاحقا في مجلس النواب!
من الواضح اليوم، أن الصفقة الانتهازية التي حكمت العلاقة بين الفاعل السياسي الشيعي والفاعل السياسي الكردي لم تعد صالحة للاستمرار! إذ يبدو ان الفاعل السياسي الكردي يعتقد ان اللحظة التاريخية لإقامة الدولة/ الحلم في مرحلة ما بعد داعش وإعادة رسم الخرائط على الأرض لا يمكن تفويتها! فيما يبدو الفاعل السياسي الشيعي اليوم أكثر استعدادا لقطيعة نهائية مع الفاعل السياسي الكردي في ظل أوهام القوة غير المسبوقة التي يعتقد هذا الطرف انها نتجت عن مواجهة داعش عسكريا، وعن الدعم الدولي في الحرب على هذا التنظيم، وعن الموقف الدولي والإقليمي ايضا الرافضين للاستفتاء، بعد هزيمة السنة النهائية المفترضة!
في النهاية لا يمكن فهم إجراءات بغداد الأخيرة ضد الإقليم إلا على انها إجراءات تصعيدية بعيدة عن أي عقلانية، وبالتأكيد لا يمكن التعاطي مع الحجج الدستورية والقانونية التي تقدمها بغداد بجدية! فلا أحد في العراق يحترم الدستور، بل الجميع يتعاطى معه كأداة سياسية، كما لا يمكن التعاطي مع القرارات التي تصدر عن المحكمة الاتحادية باحترام، لأنها محكمة غير شرعية ومسيسة تماما.
إن اللجوء الى سياسة كسر الإرادات في مجتمعاتنا الذكورية والقبلية، لا يمكن إلا ان تقود الى تعنت الطرف المقابل، وبالتالي إعطاء دفعة أكبر فيها لكل دعاوى الانفصال! فثمة إرادة لدى الفاعل السياسي الشيعي إلى الدفع بالإقليم تجاه الانفصال، لكن بحدود الخط الأزرق حصرا لكي يستأثر بالعراق المتبقي ككل!

٭ كاتب عراقي

عن الانتهازية التي لا تبني وطنا

يحيى الكبيسي

انتخابات الكُرد… أيُّ تنافس؟

Posted: 27 Sep 2017 02:19 PM PDT

يعتبر تحديد موعد الاستحقاقات المفصليّة في حياة الأمم والشعوب، من الأمور ذات الأهميّة البالغة، وربما توازي في بعض الأحيان أهمية الحدث نفسه، والحالة الكُردية في سوريا والعراق ليست استثناءً.
حكومة إقليم كُردستان العراق حدّدت موعد الخامس والعشرين من أيلول/سبتمبر موعداً لإجراء استفتاء استقلال الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتيّ موسّعٍ منذ العام (1991)، وأعلنتْ غير مرّة ألّا تنازل عن إجرائه، رغم الضغوطات الإقليميّة والدوليّة التي تتعرّض لها، وكذلك رفض الداخل العراقيّ، ومِن بعض الأحزاب الكُرديّة أيضاً.
أعتقد إنّ إصرار حكومة الإقليم مردّه هو الاستفادة مِن الفرصة الذهبيّة التي تسنَح للكُرد هناك، حيث إنّ الحروب التي تندلع في منطقة الشرق الأوسط تجعل منها دول هشّة قابلة للتقسيم أكثر مِن أيّ وقت مضى، هذه الفرصة قد لا تتكرر في عقود قادمة.
كما أنّ الغضب الشعبيّ الكُرديّ من الوضع الاقتصاديّ السيئ في الإقليم، وغياب الديمقراطيّة، وانتشار الفساد، يضع الحكومة أمام خيارات صعبة، قد يكون الاستفتاء، وتالياً الاستقلال، هو عملية تغيير الأولويات لدى المواطن الكُرديّ، يحصل الحزبان الرئيسيان هناك (الحزب الديمقراطيّ الكُردستانيّ، وحزب الاتحاد الوطنيّ الكٌردستانيّ) من خلاله على مكاسب شعبيّة فقداها خلال السنوات السابقة.
فأزمة رئاسة الإقليم مثلاً خلقت عدّة أزمات أُخرى منها تعطيل البرلمان أواخر العام ْ(2015) وإبعاد رئيسها يوسف محمد صادق عبدالقادر، الذي ينتمي لكتلة التغيير المعارضة، والتي تقف ضد الاستفتاء في الوقت الراهن، وتريد أنْ تكون الأولوية لحلّ الأزمة السياسية.
أما في سوريا فقد أعلن المجلس التأسيسيّ للنظام الفيدراليّ الديمقراطيّ لشمال سوريا، عن قانون التقسيم الإداريّ، وحدّد توقيت الانتخابات المحليّة والعامّة، في خطوة لاقت رفضاً مشتركاً لافتاً من جهات متصارعة، ولأسباب متناقضة، فَمِن المرات القلائل التي يجتمع فيها موقف الحكومة السوريّة، ومعارضات الرياض، موسكو، والقاهرة، ومن خصمه السياسيّ الكُرديّ الأبرز المجلس الوطنيّ الكُرديّ.
فالحكومة السوريّة والمعارضات تتّهم «المشروع» بنزوعه نحو الانفصال، ويعتبرونه مخططاً تقسيمياً برعاية أمريكيّة.
وعلى النقيض من ذلك، فإنّ المجلس الوطنيّ الكُرديّ يتهم «المشروع» بأنّه بعيد كل البُعد عن الحلم القوميّ الكُرديّ، ويتّهم القيّمين عليه، وخصوصاً حركة المجتمع الديمقراطيّ، بأنّه لا يملك مشروعاً قومياً كُردياً، ويكتفي بمشروع الأمّة الديمقراطيّة الطوباوي، مِن وجهة نظر المجلس.
لا يخفى على أحد حجم الشعبيّة الهائلة التي يشهدها المشروع البارزاني في الشارع السياسيّ الكُرديّ في الآونة الأخيرة، على حساب خصمه الأوجلانيّ، فالأول يثبت لأنصاره أنّه ماضٍ في تحقيق حلم الكُرد بتأسيس دولة تُنهي مآسيهم مع الأنظمة المتعاقبة التي ظلمتهم في جميع أجزاء كُردستان، والتي استمرّت عقوداً، عانى فيها الكُرد من حقّ الحصول على جنسية، فضلاً عن حقوقهم الثقافيّة، والأهمّ حقوقهم القوميّة.
الدولة الكُرديّة المنشودة أصبحت المادة الأكثر تداولاً على مائدة الكُرد في سوريا، وباتوا يتحيّنون الموعد لإظهار ما كان مكبوتاً طوال عقود.
حلمٌ يوازي سعادته ـ عند البارزانيين- سعادة الانتصار على مشروع خصمهم حزب العمال الكُردستانيّ، المتمثل بـ»الأمة الديمقراطيّة»، ومبدأ أخوّة الشعوب، ومساواتهم في تلك الأمة.
المدّ البارزاني في الآونة الأخيرة قابله محاولة اللحاق بِالرَكِب من قِبَل حركة المجتمع الديمقراطيّ الذي حدّد ـ مع حلفائه موعداً لإجراء انتخابات الكومينات (أصغر وحدة إداريّة) تليها انتخابات المجالس المحليّة في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، وتختتم بانتخابات مجالس الشعوب (برلمانات المقاطعات)، وكذلك مؤتمر الشعوب الديمقراطيّ (برلمان فيدرالية شمال سوريا) في التاسع عشر من كانون الثاني/يناير من العام المقبل.
المدّ الشعبي ذاك لم يكسره سوى تصريحات رئيس إقليم كُردستان مسعود البارزاني الذي أعلن في لقاء مع عدد من وجهاء المكونات في الإقليم، أنّه ينبغي تغيير عَلَم إقليم كُردستان بعد الاستقلال، وكذلك النشيد الكُردي (أي رقيب) بحيث يمثل كافة مكوّنات الدولة الكُرديّة، في خطوة لاقت الكثير من الاستهجان من قوميين كُرد رأوا فيه تنازلاً عن أقدس مقدساتهم، وتخليا عن ثوابت استُشْهد من أجلها آلاف الكُرد، وإجهاض لحلم ملايين الكُرد الذين تربّوا على العَلَم، والنشيد الكرديين الحاليين.
كما تلقّف الأوجلانيون موقف البارزاني ذاك بعقلية انتصار مشروعهم المتمثل في الدولة الأمّة، والتخلي عن الدولة القوميّة، حيث أثنى الكثير منهم على موقف رئيس الإقليم، واعتبروه نكوصاً عن أحلام الدولة الوهم، والنزوع إلى التفكير بواقعيتهم السياسيّة التي استندوا إليها في نظريات زعيم حزب العمال الكُردستانيّ عبد الله أوجلان، الذي نادى بحلّ مشاكل الشرق الأوسط ذو التعقيدات الدينيّة والمذهبيّة، عن طريق مبدأ الأمة الديمقراطيّة.
ربما يأتي تزامن استفتاء الاستقلال، وانتخابات الفيدرالية لصالح القضية الكُردية في عموم كُردستان، فالأكيد أنّ شهر أيلول سيكون شهر الكُرد بدون منازع على الساحة الدوليّة، وسيتقبّل جيرانهم واقعاً جديداً لَن يكون الكُرد فيه مجرد بيادق في يد الدول.

كاتب كرديّ سوريّ

انتخابات الكُرد… أيُّ تنافس؟

ألان حسن

اليوم التالي بعد الاستفتاء

Posted: 27 Sep 2017 02:18 PM PDT

بعد مسار متوتر ومشحون بتهديدات وتحذيرات من دول الجوار، ومن المجتمع الدولي أيضاً، تم الاستفتاء بسلام وفي موعده المحدد. ولم تكن نتائجه خارج التوقعات: بلغت نسبة المشاركة، حسب التقديرات الأولية، 72٪ ممن يحق لهم الإدلاء بأصواتهم، ونسبة الذين صوتوا بنعم لاستقلال إقليم كردستان 93٪. الآن يبدأ مسار جديد، يتضح من نتائج الاستفتاء أن غالبية ساحقة من سكان الإقليم يريدون له أن ينتهي بقيام دولة كردستان المستقلة، بصرف النظر عن المسافة الزمنية التي تفصلهم عن ذلك.
كانت هناك مخاوف عدة من عدم انقضاء يوم الخامس والعشرين من أيلول على خير، منها تفجير الساحة بعمليات إرهابية، لم يكن مستبعداً أن تلجأ إليها جهات تعتبر نفسها متضررة؛ ومنها احتمال استمرار الشقاق الكردي الداخلي بين المتمسكين بالاستفتاء في موعده وأولئك المعترضين على التوقيت؛ ومنها أخيراً أن ترضخ قيادة الإقليم أمام التهديدات والتحذيرات والمعارضة الداخلية، فتؤجل موعد الاستفتاء.
كل ذلك أصبح الآن وراءنا، وحقق الاستفتاء، بمجرد إجرائه، كثيراً من أهدافه. فقد طرح حق تقرير المصير لكرد العراق للنقاش العام، لأول المرة بهذه المشاركة الواسعة من الرأي العام، سواء في العراق والدول المجاورة التي تعتبر نفسها معنية، أو في المجتمع الدولي. وإذا كان خصوم حق تقرير المصير، أو المعترضين على بعض جوانبه كالتوقيت وترسيم الحدود والنموذج السياسي الذي يمكن لكردستان مستقلة أن تقدمه وغيرها من الاعتبارات، ما زالوا يشكلون نسبة كبيرة من الرأي العام، فلا يفوت المراقب، بالمقابل، اتساع رقعة المرحبين بامتلاك الكرد لمصيرهم بعد قرن من النكران والآلام، بنسبة فاقت التوقعات.
أما في الرأي العام العراقي نفسه، في قسمه العربي، فقد لعب التوتر السني ـ الشيعي دوره في مواقف العراقيين من الاستفتاء ومن حق تقرير المصير للكرد. ففي المناطق المتنازع عليها صوت كثير من العرب (السنة) بنعم للاستفتاء، من منطلق خصومتهم مع الحكومة المركزية التابعة لإيران. فحتى من كان منهم يحمل أفكار القومية العربية، وجد نفسه أمام خيارين غير عروبيين، بين بغداد إيرانية الهوى وأربيل الصريحة في كرديتها. مع تفضيل للثانية عند المقارنة بين الأوضاع هنا وهناك.
في حين كان هاجس الكيان الفيدرالي الذي فرضه حزب الاتحاد الديمقراطي في شمال سوريا كأمر واقع، حاضراً في مواقف السوريين العرب من استفتاء إقليم كردستان، وبخاصة أن «الإدارة الذاتية» القائمة في تلك المناطق المحاذية للحدود التركية، قد بدأت انتخاباتها المحلية في توقيت متقارب مع استفتاء إقليم كردستان، وما تشكله ممارسات الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني في مناطق سيطرته، وفي حربه على داعش تحت مظلة التحالف الدولي، من عامل سلبي في الوعي العام. ومع ذلك لوحظ، في الرأي العام العربي في سوريا، ترحيب فاق بحجمه التوقعات، باستفتاء كردستان وبقيام دولة كردية مستقلة هناك. ومن المحتمل أن الخطاب العقلاني الهادئ لقيادة الإقليم، وعدم انجراره وراء الاستفزازات، قد لعب دوراً إيجابياً في الاتساع النسبي للتعاطف مع مشروع الإقليم الاستقلالي. نقطتان شديدتا الأهمية ركز عليهما هذا الخطاب: أن موضوع استقلال الإقليم هو موضوع لا يتجاوز بطموحه حدود الإقليم إلى المناطق الكردية في الدول المجاورة، وتأكيده على احترام التنوع القومي والثقافي داخل حدود الإقليم. وقد أصدرت اللجنة العليا للاستفتاء وثيقة تتعلق بحقوق المكونات غير الكردية داخل الإقليم، تصل حد الكيانية الفيدرالية، بمن في ذلك يزيديو شنغال الذين يعتبرون أنفسهم هوية فرعية مستقلة عن باقي الكرد، قائمة على أساس الاختلاف الديني. من نافل القول طبعاً أن هذه الوثيقة تبقى مجرد وثيقة ما لم تتم ترجمتها إلى التزامات واضحة بشأن تضمين الحقوق المذكورة في دستور الدولة القادمة. وهذا ما يمكن أن تقدمه قيادة الإقليم للأطراف التي ستدخل معها مفاوضات قد تكون طويلة وشاقة قبل الوصول إلى الاستقلال المأمول، سواء الحكومة العراقية المركزية أو دول الجوار، أو المجتمع الدولي عموماً الذي لا يمكن للكيان المفترض قيامه أن يستغني عن مباركته والاعتراف به. الواقع أن الاستفتاء، بنتائجه التي لم تخيب التوقعات، سيضع جميع الأطراف المعترضة، بدرجات متفاوتة، على استقلال الإقليم، في موقف حرج فحواه معارضة إرادة شعب الإقليم التي تم التعبير عنها بالوسائل السلمية الديمقراطية. وهذا مما تحقق من أهداف الاستفتاء.
مع ذلك أمام الإقليم وقيادته السياسية تحديات كبيرة في المرحلة القادمة. لندع جانباً تهديدات دول الجوار، العراق وإيران وتركيا، فهي في تقديري لن تتجاوز مستوى الخطاب إلى إجراءات ملموسة تم التهديد بها، من المفترض أن تخنق الإقليم المحروم من إطلالة بحرية تفتحه على العالم. فتلك الدول لا يمكنها أن تشكل تحالفاً متماسكاً ضد الإقليم، فضلاً عن مصالح اقتصادية وسياسية تربطها بالاقليم لا يمكنها أن تشطب عليها بسهولة.
فالتحدي الحقيقي أمام الإقليم هو القدرة على بناء مؤسسات دولة قابلة للحياة، وتكون نموذجاً جذاباً يبرر استقلالها عن العراق، وتقنع المجتمع الدولي بالاعتراف بها. كذلك فإن الاعتماد الحصري على دعم وحماية الولايات المتحدة الذي لم ينقطع منذ 1991، سيؤدي إلى تبعية تفقد الاستقلال إيجابياته، فضلاً عن تشكيله عبئاً سياسياً واقتصادياً على الحليف الأمريكي نفسه. وربما هذا هو سبب الموقف المتحفظ للإدارة الأمريكية من الاستفتاء.
ولعل من أهم التحديات والمخاطر على التجربة الوليدة هو اليد الإسرائيلية الممدودة بسخاء غير نظيف. فالعلاقة مع دولة قائمة على الاحتلال والعنصرية لا تشرف قضية تحررية مشروعة كقضية حرية الشعب الكردي واستقلاله التي دفع في سبيلها، طوال قرن، الكثير من الدم. وليس من مصلحة الدول العربية المعنية إطباق الخناق على كردستان بما قد يجبرها على التقارب مع المحتل الإسرائيلي. ولهذا الإجبار باب لا يخفى على أحد: إذا رفضت دول الجوار التفاوض على استقلال الإقليم، وتلا ذلك إعلان هذا الاستقلال من طرف واحد، فردت هذه الدول بالحرب، فلا يستبعد أن تعرض إسرائيل على الإقليم المساعدة العسكرية. هذه سيناريوهات مستبعدة جداً في ظل الظروف القائمة. فلا العراق ولا إيران ولا تركيا في وضع مرتاح يسمح لها بالقيام بمغامرات عسكرية خارج حدودها. وليس أمام الإقليم إلا استخدام كل إمكاناته الدبلوماسية الناعمة، وبنفس طويل، والابتعاد عن أي استفزاز، وتقديم حوافز اقتصادية، في الطريق الوعر الطويل باتجاه الاستقلال.

٭ كاتب سوري

اليوم التالي بعد الاستفتاء

بكر صدقي

السُلطة «اختيار إلهي» أم انتخاب شعبي؟

Posted: 27 Sep 2017 02:18 PM PDT

يردد طلبة المدارس في مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن هذه الأيام «شعار الولاية» الذي ينص صراحة على أن الله «أمر بتولي عبدالملك الحوثي». الجنود في المعسكرات، الطلبة في طابور الصباح، الأتباع في اللقاءات والمناسبات يهتفون بشعار عقدي جديد قديم مع بعض التحسينات. يقول الشعار: «اللهم إنا نتولاك، ونتولى رسولك، ونتولى الإمام علي، ونتولى من أمرتنا بتوليه، سيدي ومولاي عبدالملك بدرالدين الحوثي، اللهم إنا نبرأ من عدوك وعدو نبيك وعدو الإمام علي، وعدو من أمرتنا بتوليه سيدي ومولاي عبدالملك بدرالدين الحوثي».
هذا الشعار بالغ الخطورة لأنه يجعل السلطة «اختياراً إلهياً» لا «انتخاباً شعبياً»، ويريد الحوثي به أن يقول إن الله أمر الناس/اليمنيين بتوليه، وهي لفظة تنفتح على دلالات الولاية الدينية والسياسية في البلاد.
ومع تلك الدعوى العريضة تنكشف شخصية زعيم الحوثيين، خالية من أي من شروطها (على اعتبار صحتها)، فلا هو شخصية دينية في الوسط الديني المعروف في اليمن، حيث لم يذهب إلى أي جامعة دينية، ولم ينل أيا من الإجازات في أي من فروع العلوم الدينية، ولم يعرف له مؤلف واحد، ولا خط فتوى واحدة. أما على مستوى التعليم المدني فمعروف أن الحوثي لم يكمل تعليمه الابتدائي في المدارس الحكومية، ومعروف عن أبيه أنه كان لا يشجع على الذهاب إلى مدارس التعليم الحكومي، على أساس أن ما يُدرَّس فيها يتنافى مع «تعاليم الدين الصحيح»، ومعروف أن مسقط رأس الحوثي نفسه ليس فيه مدرسة ابتدائية واحدة، لأن تلك الأسر المتمذهبة كانت ترى أن التعليم، بعد قيام الجمهورية، منافٍ لقيم الإسلام التي يرون أن من يمثلها هم الأئمة الذين ثار على نظامهم اليمنيون في 26 سبتمبر 1962.
أما على مستوى الولاية السياسية، فإن زعيم الحوثيين يظل زعيم حركة مليشاوية، ليست حتى حزباً سياسياً، وهو حتى هذه اللحظة يرفض تشكيل حزب سياسي، لأنه يعرف حجمه الشعبي، الذي ظهر جلياً في المجاميع التي حاول جمعها لمناسبة ما يسميه «عيد الغدير» الذي يجعل الحوثيون منه مناسبة لتجديد الولاء لعبدالملك الحوثي، بالاستناد إلى اعتقاد الولاء للإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه. صحيح أن الحوثي يجمع حشوداً أكبر عندما يجعلها تحت شعارات وطنية، وهذا ما يضعه موضع الحرج، لمعرفته أن الخارجين معه لا يخرجون لمعتقداته الدينية، ولكن لأسباب أخرى لها علاقة بمعاناة الناس من الحرب، وأشواقهم للسلام، ولها علاقة بشعور الجمهور الذي يبحث عن دولة ضائعة، ووطن ممزق، مدفوعاً بخوف على وطنه وأمل في استعادته.
نعود لشعار الحوثي حول تولي «سيدي ومولاي عبدالملك بدرالدين الحوثي»، لنتأمل هذا الشعار، واليمنيون يعيشون – هذه الأيام – الذكرى الخامسة والخمسين لثورة أيلول في شمال اليمن، وهي الثورة التي أعلنت ميلاد الجمهورية في البلاد على أنقاض نظام ديني ثيوقراطي، والتي انطلقت بعدها بعام واحد ثورة أخرى في الجنوب، لطرد المحتل البريطاني، مع تنامي الشعور القومي لدى اليمنيين كامتداد للعصر القومي في شقه الناصري خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
الإشكالية التي يطرحها الشعار الحوثي الذي يفرضه الحوثيون اليوم، تتلخص في أنه يلغي بشكل جذري الجمهورية بمقولة دينية ليس لأحد الحق في مناقشتها، ناهيك عن دحضها، حيث لا تكمن خطورة الأمر في كون هذا الشعار سيتكرس، بل الخطورة تكمن في أن فرض هذا الشعار يؤسس لدورات عنف لن تنتهي، لأن اليمنيين ليسوا في وارد التسليم بسلطة أحد على أساس ديني، بعد خمسة وخمسين عاماً من التخلص من نظام الأئمة، الذي كان يقوم على مقولات دينية قديمة يحاول الحوثيون إحياءها وتوظيفها لصالح تكريس سلطة ثيوقراطية جديدة في البلاد.
يتعسف الحوثيون التاريخ، ويريدون فرض واقع مغاير، لا يتفق مع قواعد اللعبة السياسية التي يتحدثون عن أنهم يحترمونها، فيما هم يقضون عليها من الأساس بجعل السلطة السياسية في البلاد وفق معايير «الاختيار الإلهي»، لا «الانتخاب الشعبي»، حيث يعد «تولي وتولية» الحوثي أمراً إلهياً، حسب مفردات الشعار الحوثي، وعندها من يجرؤ على منافسة «قائد رباني من آل البيت اختاره الله»، (حسب إذاعة صنعاء قبل أيام)، في أي سباق انتخابي.
الإشكالية التي يطرحها الشعار الحوثي تتمثل في أنه يكشف توجهاً أصيلاً لدى تلك الحركة الثيوقراطية، يستدعي تاريخاً من الصراعات القديمة بين المسلمين في القرن الهجري الأول، وصراعات ممتدة داخل اليمن ذاته بين اليمنيين وأنظمة الحكم الإمامية، وبين الأئمة أنفسهم، في صراعهم على السلطة، بسبب ادعاء «الأحقية الإلهية» لهذا الإمام أو ذاك، قبل أن تأتي ثورة أيلول التي ألغت ذلك النظام الديني، وأسست للنظام الجمهوري الذي خلع القداسة عن الذين يمارسون العمل السياسي، ولو على المستوى النظري، حيث نشأت أجيال من اليمنيين لا تعترف بسلطة لأحد على أساس ديني ثيوقراطي، حتى جاء انقلاب الحوثيين في 21 أيلول 2014 ليبعث من جديد تلك المقولات القديمة، بعد أكثر من نصف قرن من خروج اليمنيين من ربقتها.
ومع احتفالات اليمنيين بذكرى ثورتهم، التي لم تكن بحال من الأحول انقلاباً، لأنها كانت ضد نظام ديني ثيوقراطي كان يجسد كتلة من بقايا العصور الوسطى في يمن القرن العشرين، ولم تكن انقلاباً ضد نظام سياسي، بل كانت تغييراً فكرياً واقتصادياً وسياسياً وثقافياً شاملاً، وهو ما يدحض مقولة الحوثيين اليوم بأن ثورة أيلول كانت مجرد انقلاب ضد سلطة شرعية تتمثل في نظام الأئمة. والعجيب أن الحوثيين الذين يقولون إن ثورة سبتمبر كانت انقلاباً يدعون اليوم أنهم يحترمون النظام الجمهوري الذي أسسته الثورة، ويجمعون بين احترام النظام الجمهوري (حسب دعاواهم) وتقديس «نظام حكم الأئمة» المندثر، وهو تناقض مثير للشفقة لدى هذه الحركة التي كثرت تناقضاتها لدرجة التغني بالنشيد الوطني للجمهورية، والبكاء على «نظام الإمامة» البائد.
خلاصة القول: إن اليمنيين اليوم وهم يعيشون ذكرى ثورتهم ضد النظام الذي عزلهم لقرون طويلة عن العالم، فإنهم لا يمكن أن يقبلوا بفكرة أن سلطة اليمن لا تكون شرعية إلا بـ»الاختيار الإلهي»، الذي لا شك في أن من يرفعه اليوم يجيره لصالح عبدالملك الحوثي، وليس لليمنيين اليوم من مخرج من دوامات العنف إلا بإلغاء فكرة «الاختيار والحق والاصطفاء الإلهي»، والعودة إلى دستور البلاد الذي علقه انقلاب 21 أيلول 2014 والذي ينص على أن الشعب مالك السلطة ومصدرها، وأن سلطة البلاد لا تكون إلا بـ»انتخاب شعبي» عن طريق صندوق الانتخابات، ولا يمكن أن يسلم اليمنيون أنها بـ»اختيار إلهي» يحدد شخصية الحاكم حسب «شعار الولاية» الثيوقراطي الحوثي الجديد القديم.
أخيراً: «الاختيار الإلهي» ينتمي لفترة «الدولة الدينية الثيوقراطية» في اليمن والعالم، فيما يُعَد «الانتخاب الشعبي» من مقتضيات «الدولة المدنية الديمقراطية» التي تناضل من أجلها شعوب المنطقة العربية ولم تصلها بعد.
كاتب يمني من أسرة «القدس العربي»

السُلطة «اختيار إلهي» أم انتخاب شعبي؟

د. محمد جميح

الافتراء على عبد الناصر وغزل السيسي بنتنياهو

Posted: 27 Sep 2017 02:18 PM PDT

افتراء ما بعده افتراء هذا الذي فجرّه الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى، بما أورده في مذكراته، التي احتفل بإصدارها قبل أيام تحت عنوان «كتابيه»، حول الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
لقد تحدث موسى في مذكراته عن سيرته الذاتية في الدبلوماسية والحياة السياسية المصرية، وذكر من ضمنها عدة وقائع تخص الرئيس الراحل. وقال موسى: إن عبد الناصر كان يستورد طعاماً خاصاً له من الخارج، وتحديداً من سويسرا، لاهتمامه بنظام غذائي يؤدي لخفض الوزن، وكان يرسل من وقت إلى آخر من يأتي له بأصناف معينة من الطعام الخاص بالريجيم من سويسرا. وقال موسى: إنه خلال عمله بسفارة مصر في سويسرا، كان رجل ضخم الجثة يأتي لاستلام الطعام، وكان موسى هو المسؤول عن تسليمها له. ووصف موسى جمال عبدالناصر بالديكتاتور الذي قاد مصر للهزيمة، مضيفاً أن مظاهرات التنحي مسرحية، وأن عبد الناصر اختصر مصر في شخصه، فكل ما هو جيد له جيد لها. هذا غيض من فيض عن التهم التي كالها من أفل نجمه السياسي ليعيد الأضواء إلى شخصه.
بداية، فكل المصادر المعنية تشير، إلى أن الرئيس عبدالناصر عاش حياة البساطة كرئيس، وأنه توفي وكان في حسابه البنكي ثلاثة آلاف جنيه. حاولت المخابرات المركزية الأمريكية والصهيونية والغربية أن تجد ثغرة واحدة في مسلكيته الشخصية، فلم تجد ومعروفة هي حادثة إهداء مليون دولار لعبدالناصر من أمريكا، وقد سلمها حينها إلى الحكومة لتؤسس بناء برج القاهرة، وفي أول خطاب له بعد الحادثة تحدّث عبدالناصر عنها . ولو كان جمال عبدالناصر يستورد فعلا طعاما خاصا من سويسرا، كما يفتري الأمين العام السابق للجامعة العربية، لتحدثت عن هذه القضية كل المصادر الغربية. أنصح عمرو موسى بقراءة مذكرات دايان وغولدا مائير وليندون جونسون وهشام شرابي، عن المحاولات الأمريكية الحثيثة لإيقاع الزعيم عبدالناصر من أجل إسقاطه. أما القاصي والداني فيدرك أن المظاهرات العارمة التي طالبته بالعودة بعد تنحيه عام 1967 إثر الهزيمة، فكانت في منتهى العفوية.
كثيرة هي إنجازات الزعيم الخالد: تأميم قناة السويس، الوقوف في وجه العدوان الثلاثي، اقتطاع الأراضي من الإقطاعيين وتقسيمها بين الفلاحين الفقراء، تصنيع مصر وتسليحها، كسر احتكار السلاح، الطبابة، التعليم، الضمان، بناء السد العالي، قيادة حركة التحرر الوطني العربية، مساندة الثورات العربية والإفريقية والأمريكية اللاتينية ضد الاستعمار، إنشاء كتلة دول عدم الانحياز. عبدالناصر صعد بمصر، لتكون القاهرة عاصمة التحرر العربي، الآسيوي الإفريقي، والأمريكي – اللاتيني. صحيح أن للرجل أخطاءه، التي لا ندافع عنها، لكنه يخطئ كأي بشر، ذنبه أنه لم يتابع قادة الجيش من عبدالحكيم عامر وشمس بدران وصولا إلى القائد العسكري الصغير، غير أنه من الإنصاف القول، إنه في زمنه، تمت إعادة تسليح الجيش المصري، وجرت حرب الاستنزاف، وبالأسلحة التي عوضها الاتحاد السوفييتي، خاض السادات حربه التحريكية لا التحريرية، التي انتهت باتفاقيات كمب ديفيد المشؤومة، التي أخرجت مصر من دورها العربي والإقليمي والعالمي.
عمرو موسى، رأس وزارة الخارجية المصرية في عهد الرئيس حسني مبارك، الذي قزّم مصر ليضعها في مصاف الدول الصغيرة. عمل في وزارة الخارجية المصرية في عهدي السادات وحسني مبارك، وكان عرابا للثنائي صفوت الشريف وحبيب العادلي لتوريث جمال مبارك بعد والده. أما عن دوره في جامعة الدول العربية، أتمنى لو يورد أحد القرّاء إنجازا واحدا لعمرو موسى على صعيد الجامعة العربية يكفيه (فخرا) أن الدول العربية في عهده انقسمت إلى محاور، وشكّلت رئاسته بداية الانقسام العربي، وتقزيم الدور العربي لمصر. افتراءات عمرو موسى على الزعيم الخالد هي حلقة صغيرة في سلسلة من الهجمات التآمرية على الزعيم الخالد، التي ابتدأت في عهده، وبعد وفاته، وصولا إلى اللحظة الحالية وفي المستقبل، لكن عبدالناصر كان وسيظل أكبر من كل المؤامرات والاتهامات لشخصه ومسلكيته.
على صعيد آخر، وصف الرئيس المصري، قاتل الأطفال الفلسطينيين والعرب، بنيامين نتنياهو بالآتي: «إنه زعيم له قوة جبارة لا تمكنه فقط من قيادة دولته إسرائيل، بل وتعزيز وتطوير المنطقة كلها والعالم»، وقالت صحيفة «معاريف» الصهيونية، إن الزعماء اليهود الذين التقوا السيسي خلال الأسبوع الماضي، نقلوا لرئيس الوزراء الإسرائيلي، وصف الرئيس المصري له. في المقابل، قال نتنياهو للقيادات اليهودية الأمريكية: «كل دولة عربية في الشرق الأوسط، عدا سوريا التي لم تعد دولة كما كانت، مهددة من قبل الإسلام المتطرف»، مضيفًا: «دول عربية تغير مواقفها الآن، فهي لا ترى إسرائيل عدوا، إنما حليف، خاصة ضد الإسلام المتطرف». وتابع: «هناك علاقات مع الدول العربية، كثير منها سرية، وجزء منها علني، هناك من يقولون إذا حدث تقدم في المسار مع الفلسطينيين، فإن هذا سيؤدي إلى منظومة علاقات طيبة مع العالم العربي، وأنا لا أتفق مع هذا، ففي رأيي أن علاقات طيبة أكثر مع العالم العربي ستجعل الفلسطينيين شركاء سلام». هذا عدا عن لقائه الضاحك برئيس الوزراء الصهيوني في الأمم المتحدة.
لا ندري لمَ يتغزل السيسي بنتنياهو ويتضاحك معه؟ هل لقتله للفلسطينيين لمجرد الشك؟ هل لتنكره لحقوق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة؟ هل لتأييده هجمات المستوطنين على الأقصى؟ هل لتهويده القدس ومصادرته الأراضي الفلسطينية للاستيطان؟ هل لسياسة الاغتيال والاعتقال التي يمارسها نتنياهو وحكومته الخ؟ هل للمجازر الصهيونية بحق الفلسطينيين والعرب؟ أنَسيَ السيسي مجزرة بحر البقر؟ أنسيَ دفن الكيان الصهيوني للأسرى المصريين أحياءً في رمال سيناء عام 1967؟ أنسيَ التآمر الصهيوني على القطن المصري، والتجسس على مصر وتصدير العاهرات المصابات بالإيدز إليها؟ أينسى السيسي تهديد الوزير في حكومة نتنياهو ليبرمان بتدمير السد العالي؟ أنسيَ تحريض الكيان الصهيوني لأوغندا كي تبني سدّاً تقلل من حجم مياه النيل، التي تحتاجها مصر؟ مصر في عهد السيسي دولة تُقاد ولا تقود. منذ أن جاء إلى السلطة في غفلة من الزمن وبطريقة مريبة قزّم السيسي دور مصر وأنزله إلى الحضيض من سمع تغزل السيسي بنتنياهو وأنه زعيم عظيم، باستطاعته تطوير المنطقة» يعتقد، أن السيسي سيعينه مستشارا له في رئاسة مصر، أو «سيستعين بتجاربه وحكمته الفذّة».
وقد قالت القناة العاشرة الإسرائيلية: إن الرئيس المصري أعرب للقيادات الصهيونية، التي التقاها في القاهرة، عن التزامه بالمصالح بين إسرائيل ومصر، كما تحدث بشكل إيجابي عن التزامه باستمرار المصالح المشتركة بين القاهرة وتل أبيب. من جانبها، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن لقاءات سرية عديدة جمعت نتنياهو مع السيسي، وإنهما يحافظان على اتصالات وثيقة بينهما، وأشادت بسعي السيسي الدائم لتحسين العلاقات الأمنية بين إسرائيل ومصر. وفي مقال بصحيفة «إسرائيل اليوم» قال الباحث العسكري شاؤول شاي، إن اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل يعتبر كنزا إستراتيجيا لكلتا الدولتين، «وفي ظل رئاسة عبد الفتاح السيسي توثقت علاقات القاهرة مع تل أبيب، لاسيما في جانبها الأمني». وتوقع موقع صحيفة «هآرتس» أن يركز الاجتماع على « تعزيز الجهود المبذولة لمحاربة التطرف». نسأل الرئيس السيسي أخيرا، هل في نظرك أن نتنياهو معتدل؟ ألم تقرأ عن الكتب الكثيرة والأبحاث التي لا تعد ولا تحصى، والتي أثبتت دور الكيان الصهيوني في إنشاء ومساندة المنظمات الأصولية الإرهابية المتطرفة؟ من جانبه قال الجنرال الإسرائيليّ المُتقاعد، آفي بنياهو، إن الرئيس المصريّ المُشير عبد الفتّاح السيسي، يعتبر هدية شعب مصر لإسرائيل، لافتًا إلى أن تصدّي السيسي للديمقراطية في مصر، يضمن استقرار المنطقة، وهذه مصلحة استراتيجية لإسرائيل. ختاما، رحم الله جمال عبدالناصر، وصدق المَثَل العربي القائل «اللي استحوا ماتوا».
كاتب فلسطيني

الافتراء على عبد الناصر وغزل السيسي بنتنياهو

د. فايز رشيد

الوضع اللغوي في الجزائر.. لهذا لم تستعد العربية مكانتها!

Posted: 27 Sep 2017 02:17 PM PDT

في عام 1988، التحق في معهد الترجمة في الجزائر العاصمة طلبة من جمهورية بورندي في إفريقيا، جمعتني علاقة حميمة ببعضهم لاسيما جون بول ومواطنته فرانسواز. كان هؤلاء الغرباء في حاجة ماسة إلى إتقان العربية، التي كانت اللغة الأم في الترجمة.
وما كان يخفى على أحد منهم مدى صعوبة تعلّم لغة سامية معقدة في حجم العربية، تُكتَب من اليمين إلى اليسار، وبأحرف مختلفة، ويتجاوز عدد مفرداتها 12 مليون كلمة. لكنّ قلوبهم كانت مفعمة بالثقة في النفس، والإرادة والصبر والأمل والإيمان بإمكانية التفوق فيها، خاصة أنهم اليوم في أرضها وبين أهلها.
وسرعان ما اصطدم هؤلاء بأجواء مختلفة مخيّبة للظن. فقد بحث هؤلاء عن هذه اللغة التي قصدوا الجزائر لأجلها بين أهلها، ولسوء حظهم لم يجدوها. فما يتحدّث به هؤلاء البشر من حولهم ليس لغةً بالمفهوم الصحيح للكلمة. فاللغة، كما جاء في تعريف معجم كامبريدج الإنكليزي، «وسيلة اتصال تتألّف من أصوات وكلمات وقواعد يستخدمها البشر في بلد ما للتواصل». فلا شكّ أنَّ مثل هذا التعريف لا ينطبق على ألسنة هؤلاء الطلبة من أبناء الجزائر، الذين توافدوا على المعهد من شتى أنحاء البلاد. فهم لا يتحدثون لغةً موحّدة، منظّمة، تخضع لقواعد وأحكام كسائر الأمم، وإنما مزيج لغوي يختلف من منطقة إلى أخرى. إنها عشرات اللهجات المعقدة من حيث التركيب، الفقيرة من حيث المفردات، الضعيفة من حيث اللغة والركيكة من حيث التعبير، تطغى على بعضها ألفاظ أجنبية لا تمت للعربية بصلة، ولا تضبط هذه اللهجات قواعد، يتصرّف فيها المتحدّث كما يشاء، فضلا عن أنها لا تصلح للكتابة، ولا لدراسة العلوم والتكنولوجيا والطب، ولا لتحصيل المعارف ولا حتى لنشر الإبداع الأدبي، وهو بلا ريب ما يفسر ترفّع الأدباء المدافعين عن اللهجات العامية عن الكتابة بها.
شهد جون بول ومواطنوه ذلك الواقع، وشاهدوا أيضاً، بشيء من الذهول وخيبة الأمل، طلبةً وأساتذة ومثقفين ومفكرين ودكاترة وعلماء من أبناء المجتمع يستخفون بلغتهم ويستعجلون موتها. فبدلا من حسن الظن بها والإيمان بعلو منزلتها، ها هم أبناء جلدتها يتهكمون عليها، وينقصون من قيمتها، ويستهينون بقدراتها على مواكبة العصر ومسايرة عجلة الإبداع والتطور، مصدرين أبشع الأحكام في حقها، متوهّمين أنّ لغة الثقافة والحضارة والتطوّر لن تكون لغتهم ولغة جيرانهم وأشقائهم، العربية، وإنما لغة أجنبية مستوردة من خلف البحار.
وهذه اللغة المستوردة من خلف البحار لن تكون اللغة الإنكليزية، مع أنها اللغة الأولى في العالم، والأكثر انتشاراً والتي يتحدث بها ما لا يقل عن ربع سكان الكرة الأرضية. هذه اللغة المستوردة لن تكون غير اللغة الفرنسية. رأى جون بول ورفاقه أنّ هذه اللغة لا ترغب في الرحيل عن أرض الجزائر ولا عن قلوب الجزائريين، وهي من مخلفات التأثير الفرنسي الذي لم تعرف الجزائر التخلص من أغلاله الفكرية بعد حقبة طويلة من الاستقلال. ومن مظاهر ذلك مثلاً عرض أسماء بعض محلات وسط المدينة باللغة الفرنسية، وإصرار أصحاب بعض هذه المتاجر على الرد على الزبائن بتلك اللغة حتى إن خاطبهم الزبائن بالعربية!
ولم تقتصر هذه الظاهرة على الأفراد والمتاجر الصغيرة، بل امتدت لتشمل الهيئات الثقافية والمؤسسات الاقتصادية والإدارة. فها هو الروائي سمير قسيمي يعلن مقاطعته الصالون الدولي للكتاب في الجزائر في طبعته العشرين بعد «تسلُّمه دعوة باللغة الفرنسية، وهو الروائي الذي يكتب باللغة العربية». كما صار يتعذّر على ممثلي بعض المؤسسات الجزائرية التواصل مع الزملاء العرب من غير مترجمين. وها هو المترجم والناقد الجزائري سعيد بوطاجين يشير إلى هذه الظاهرة في منشوره: «قال لي مستشار وزير الثقافة في بلد مشرقي: زارنا مسؤول جزائري كبير وألقى على الحضور كلمة بالفرنسية، فلم يفهمه سوى الوفد المرافق له». وهنا يحقّ لنا التساؤل: هل ثمة ضرورة لأعضاء الهيئات الثقافية لمراسلة أدباء من أبناء جلدتهم يكتبون باللغة العربية، في بلد لغته الرسمية العربية باللغة الفرنسية؟ وهل ثمة حاجة إلى اللجوء إلى الفرنسية أو خدمات الترجمة لمخاطبة أشقاء عرب في بلد لغته الأولى العربية؟ ولمَ يمثّل هذه المؤسسات في المحافل واللقاءات الدولية مَن لا يتقن لغة بلاده الرسمية؟ وهل خلت الساحة من رجال ونساء يتقنون العربية؟ وما الذي يبرّر بقاء النفوذ الفرنسي في هذا البلد اليوم بعد أكثر من نصف قرن من الاستقلال؟ يفسّر الروائي الجزائري حاج أحمد الزيواني هذه الظاهرة بـ»ذهنية القابلية للفرانكفونية، كأحد اللّبنات التي عملت عليها منظومة ما بعد الكونيالية ثقافيًّا، وغير خافٍ على أحد أنه منذ الرعيل الأول للكُتّاب الفرنسيين المقيمين في الجزائر، مورست وصاية فوقية، على الثقافة الجزائرية المستلَبة، ما مهّد السبيل بعد ذلك لأن يقتفي الكُتّاب الجزائريون مسار الكتابة بالفرنسية بعد ذلك».
وهذا بلا ريب ما يفسّر الاهتمام الذي تحظى به الأقلام الفرانكفونية والمؤلفات الفرنسية على كل المستويات، وهو ما يفسر بدوره إقبال بعض الأقلام مزدوجة اللغة على الكتابة باللغة الفرنسية بدلا من العربية.
شاهد جون بول ومواطنوه ترفُّع الجزائريين عن اللغة العربية، وتشدّقهم بالكلام بالفرنسية، حتى إن لم يتقنها بعضهم. وفي كل الأحوال، فإنّ جون بول ورفاقه لم يقطعوا مسافة تزيد عن 5 آلاف كلم لأجل الحديث باللغة الفرنسية، وهي أساساً لغة جمهورية بورندي الرسمية. فهم جميعاً يتقنون الفرنسية ويتقنون أيضاً لغة آبائهم وأجدادهم، «الكيروندية». ولم يأت هؤلاء لأجل تعلّم لهجات شفوية مشتّتة، لا تسمن ولا تغني من جوع، ينحسر استعمالها في رقعة جغرافية ضيقة ولا يفهمها غير أهلها، وستتلاشى حتماً في جيل من الأجيال المقبلة. فقد جاء هؤلاء لأجل تعلم لغة شفوية ومكتوبة معاً، موحدة ومنظمة وتخضع لأحكام، هي اللغة العربية الأبدية، التي يتحدث بها عشرات الملايين نسمة في عدد كبير من الأقطار، وتحتل المرتبة الرابعة عالميا، وهي إحدى لغات الأمم المتحدة، وتبقى همزة الوصل بين كلِّ العرب من الخليج إلى المحيط الأطلسي، ومن المتوسط إلى أعماق القارة السمراء.
ورغم هذا الواقع اللغوي المخيب للأمل والمثبّط للعزيمة، استطاع جون بول وفرانسواز ومواطنوهما في آخر المشوار من تحقيق ما فشل فيه ملايين من أبناء وبنات هذا الوطن، وهو إتقان اللغة العربية في محيط لا يتحدّث هذه اللغة، ولا يرغب في تعلّمها، ولا يشجّع من يرغب في تعلّمها، وينظر نظرة احتقار إلى كل من سعى لاستخدامها أو تعلُّمها أو تعلِيمها أو الدفاع عن مكانتها.
نجح هؤلاء الغرباء في تحدث هذه اللغة وقراءتها وكتابتها والترجمة بها بفضل الثقة بالنفس والإرادة والهمة والإصرار، فضلا عن حسن الظن بها وتقدير قيمتها والإيمان بعظمتها، وكيف لا وهي إحدى أثرى لغات العالم، ولسان ما يناهز 420 مليون نسمة، ونافذة تطلّ على إحدى أعرق الحضارات البشرية.
كاتب وروائي جزائري

الوضع اللغوي في الجزائر.. لهذا لم تستعد العربية مكانتها!

مولود بن زادي

الخروج من حالة اللايقين والإنكارية العربية

Posted: 27 Sep 2017 02:17 PM PDT

بعد الدمار العمراني والبشري الهائل الذي أصاب أوروبا جراء الحربين العالميتين الأولى والثانية، دخلت المجتمعات الأوروبية في دوامتي اللايقين والإنكارية. فجأة ما عادت الثوابت الفكرية والسلوكية السابقة، منذ عهود النهضة والأنوار، قادرة على ملء حياة الإنسان الأوروبي بالهدوء والسلام الداخلي.
تمثلت قمة اللايقين والضياع والشعور باليأس والقنوط في الصعود المذهل لظاهرة الإنكارية، التي لا ترى وجود معنى أو قيمة لأي شيء في هذه الحياة، بما فيها الإيمان الديني والسلوكيات الأخلاقية والعلاقات والتنظيمات المدنية للمجتمعات. لقد أجمل الوضع قول أحدهم، بأنه عندما يفقد الناس ثقتهم في مثالياتهم فإنهم يهزمون قبل دخولهم المعركة.
ولذا ما كان مستغرباً ذلك الصعود المذهل، خصوصاً بين الشباب، لفلسفة الفرنسي جون بول سارتر الوجودية القائلة، بعدم وجود أي معنى للحياة، أو النجاح الكبير للكتابات. وروايات البير كامو الفرنسي الجزائري القائل، بأن الحياة ليست أكثر من عبث في عبث، أو الانتشار المكتسح لمسرح الكاتب المسرحي الإيرلندي صمويل بيكيت من مثل مسرحية «في انتظار جودو»، جودو الذي يعبر عن الأمل الذي يأتي ولا يأتي، أو كتابات كولن ويلسون البريطاني، وجماعة الثائرين من أمثاله الرافضة لفكرة الانتماء والداعين لحيوية الفرد المستقل القادر على شق طريقه في الحياة. وبالطبع لم يقف الأمر عند حدود الفلسفة والأدب، بل تعداه إلى حقول السينما وشتى فنون التعبير الأخرى.
مناسبة استرجاع ذاكرة تلك الحقبة، التي كانت مؤقتة وعابرة، هو التماثل مع تلك التجربة لما يجري في وطن العرب حالياً. فالدمار العمراني والبشري الذي طال العديد من الأقطار العربية الرئيسية، والانتكاسات التي أصابت محاولات الخروج من حياة الاستبداد والظلم التاريخية، قد بدأت تفعل مفعولها في الشباب العربي، وإدخاله في حالة الإنكارية واللايقين تجاه ثوابت الأمة الكبرى، تماماً كما فعلت الحربان العالميتان بالإنسان الأوروبي.
هناك شكوك وإنكار حول العديد من الثوابت الدينية، إن لم تكن كلها، وحالة إنكارية للثوابت العروبية القومية، مثل أهمية وضرورة الوحدة العربية في مواجهة الاستعمار والصهيونية، وهناك حالة مشاعر عبثية تجاه الخطر الأيديولوجي والسياسي والأمني الصهيوني في فلسطين المحتلة وفي خارجها، بل التجرؤ برفع أعلام كيانها، وهناك حالة إنهاك نفسية تجاه جدوى الفعل السياسي المنظم لمواجهة أعداء الخارج ومستبدي الداخل ومثيري الفتن التفتيتية الطائفية والقبلية والعنصرية.
يرافق ذلك الشعور اللايقيني اليائس العام صعود وانتشار لكتاب وفنانين وإعلاميين وفقهاء مذاهب ودجالي سياسة، يساهمون ليل نهار في نشر خطابات الإنكارية لكل الثوابت، وخطابات الاحتقار لكل منجزات التاريخ والنضالات التحررية الجماهيرية ولإمكانيات هذه الأمة في النهوض من حالة التخلف التي تعيشها.
في أوروبا ووجهت حالات الإنكارية الفوضية تلك بإعادة بناء المدن، وتفعيل ماكنة الاقتصاد، وتنظيم الحياة السياسية على أسس ديمقراطية، وبناء تدريجي لدولة الرفاهية الاجتماعية، وصعود لفكر متوازن معقول يصلح الثوابت الخاطئة، إن وجدت، ويؤكد الثوابت الصحيحة لإرجاع العافية للمجتمعات. لقد لعبت سلطات الدول ومؤسسات المجتمع المدني أدواراً مشهودة لتنفيذ كل ذلك، ورأينا على سبيل المثال، ذلك التفاهم العاقل في ما بين القوى الرأسمالية والنقابات العمالية للتخفيف من الاضطرابات الاجتماعية.
في بلاد العرب سنحتاج إلى أن نتعلم من ذلك الدرس الأوروبي، لنخرج من حالة اليباب والدمار التي تعيشها الأرض العربية، إلى حالة التوازن المطلوب لإعادة إعمار ما دمرته قوى الاستعمار والاستخبارات والصهيونية العالمية، وبعض الدول العربية والإقليمية وأدوات الجحيم الممنهج المتمثلة في جنون عنفي جهادي متخلف باسم دين الإسلام البريء من كل ذلك. لكن لنكن صادقين مع النفس، إذ لدينا عقبتان لم توجدا في المشهد الأوروبي. لدينا عقبة الأنظمة السياسية غير الديمقراطية، التي هي أيضاً تعيش حالة اللايقين والإنكار والعبثية السياسية والعجز البائس أمام تحديات المتكالبين على وطن العرب. لدينا أيضاً مجتمعاً مدنياً منهكاً ومليئاً بالعلل، جراء تهميشه التاريخي وقمعه الأمني المستمر عبر القرون. وهما عقبتان إن لم تحل معضلاتهما في القريب العاجل فإن حالة اللايقين والإنكارية التي أصابت أوروبا مؤقتاً، تلك الحالة ستصبح حالة مرضية دائمة عندنا قد تمتد عبر القرون المقبلة.
الأمة العربية تمر حالياً في حالة صعبة بالغة التعقيد، وعلى عقلاء الأمة أن يفعلوا شيئاً ويتقدموا الصفوف قبل فوات الأوان. هناك الكثير مما يستطيعون فعله، وأمامنا تجربة أوروبا على سبيل المثال، فلنتعلم من عبرها وحيويتها بإبداع عربي ذاتي.
كاتب بحريني

الخروج من حالة اللايقين والإنكارية العربية

د. علي محمد فخرو

الثورة السورية وتحديات المتغيرات الدولية

Posted: 27 Sep 2017 02:16 PM PDT

إذا كان السمك يأكل السمك، وإذا صح الخبر أن الرياض وطهران في طور التقارب، وإذا كانت انقرة تتحالف مع موسكو، وتعقد الصفقات مع طهران خدمة لأمنها القومي، وإذا كانت حماس تقبل بدولة مؤقتة على حدود 67، فنحن ايضاً سنأكل السمك، وسنبحث عن مصالحنا وعن تحالفات تخدم تطلعات شعبنا وأهدافه.
بالأمس القريب خرج علينا مسؤولون أتراك، بحديث قالوا فيه انهم توافقوا مع الإيرانيين لمحاربة التنظيمات الإرهابية الكردية، وسبق أن صرح رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أنَّ بلاده قد توافق على بقاء الأسد في مرحلة انتقالية تضمن إنهاء شلال الدماء، فمن حقنا نحن أيضًا أن نبحث عن مصالح شعبنا حيث نجدها. ومن حقنا أن نأكل السمك.
للأسف البعض لا يريد أن يقرأ المتغيرات الدولية، وتعجبه حالة اللاحرب واللاسلم القائمة حاليًّا التي تنعكس بشكل سلبي على الأهالي المكلومين، يجب إنهاء هذا الوضع.
حتى لا يصطاد احدهم ويتلاعب بالكلام لسنا ندعوكم للاستسلام. ليكن معلوما لكم هذا.
لكل شيء في هذه الحياة «استراتيجية بديلة»، البعض يقول سنقاتل حتى آخر رصاصة فإذا سألته وماذا بعد آخر رصاصة؟ سيقول لك الموت بكرامة، لكن ثمة خيارا آخر العيش بكرامة.
أيها السادة، أنتم لم تخرجوا بثورة من أجل الموت ولا من أجل الخراب، بل من أجل البناء والتطور، ثورة الحق على الباطل ثورة النور على الظلام، ولم تكن تلكم الحرب اللعينة خياركم بل فرضت عليكم فرضًا.
بالتالي أن اتيحت فرصة للسلام العادل، والانتقال السياسي الكامل بما يضمن العدالة والمساءلة لمرتكبي جرائم الحرب والجرائم بحق الإنسانية في سوريا دون تفريط، فعلينا أن نجنح نحوه.
في بداية الحديث تحدثت عن تغيرات في الحسابات السياسية لبعض الدول التي كانت تدعي وصلا «بالثورة السورية» التي يريد البعض أن يقرأها بعناية تامة.
من هذه المتغيرات الحاصلة على أرض الواقع، الملف السوري لم يعد الملف الأول المطروح على جدول أعمال دول الخليج العربي التي كانت تصر على رحيل تنظيم الأسد – الموقف الأردن ي المنزلة بين المنزلتين أصبح أقرب للتوافق مع تنظيم بشار الأسد. جميعكم يعلم الضغوطات التي مورست على بعض الفصائل العاملة في البادية السورية من أجل الاستسلام والانسحاب إلى الأردن.
وجميعكم سمع بالتصريحات المتكررة لوزير الخارجية الفرنسي حول عدم القبول بشرط رحيل تنظيم الأسد كبداية لحل سياسي في سوريا، وما أعقبه من تصريح وزيرُ الخارجيةِ البريطاني بوريس جونسون ان بلادَه تخلت عن رحيلِ الرئيسِ السوري بشار الأسد كشرطٍ مسبّقٍ لحلِ الازمةِ السورية وأضاف. انه بإمكانِ الأسد دائماً المشاركةُ في انتخاباتٍ رئاسيةٍ ديمقراطيّة. مضيفاً ان رحيلَ الأسد يجبُ أن يكونَ كجزءٍ من عمليةِ انتقالٍ سياسيٍ حسبَ تعبيرِه.
نعتقد أن هناك توافقا دوليا عالميا على ضرورة بقاء الأسد في المرحلة لانتقالية كحاجة فرضتها ضرورة وطبيعة المرحلة بسبب عدم تمكن أو «السماح» للفصائل المسلحة من تشكيل قوة واحدة أو بديل عن ميليشيا تنظيم الأسد.
وأضيفكم من الشعر بيتا، الجميع بات لديه شعور متنام مفاده أن بقاء تنظيم الأسد أفضل من انتصار التنظيمات « الراديكالية» وهو الوحيد القادر على الحفاظ على ما بقي من سوريا موحدة، في ظل تشتت وتنوع الفصائل واختلافاتها السياسية هي الأيديولوجيا.
لو تابعتم الجولة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الروسي برتبة» جنرال» إلى دول المنطقة والإقليم والطريقة التي تم استقباله بها في معظم العواصم العربية والإقليمية، وركزتم على زيارته الأخيرة لعمان التي كان يتحدث فيها بثقة تامة يفهم من فحواها أن أمريكا وكلتهم بالمنطقة ومشاكلها وعلى الجميع أن يستعد لمرحلة المصالحة مع تنظيم الأسد.
نستطيع إلى حد بعيد القول أن لافروف حصل من عواصم المنطقة على كامل ما تريده الاستراتيجية الروسية في سوريا وهي إعادة استنبات تنظيم الأسد وهو الأفضل من بين الخيارات الأخرى « الراديكالية» التي تعتبر الخطر الحقيقي على الأنظمة القائمة في المنطقة، على حد ما زعم لافروف وصدق البعض.
في ما يخص الفصائل المسلحة الثائرة في وجه تنظيم الأسد، فالخيارات الروسية المتاحة لا تخرج عن « إلقاء السلاح والخروج – الاستسلام والانخراط في جيش تنظيم الأسد في حربه المزعومة على الإرهاب الذي أوجده- أو الموت – وترك شيء من الرفاهية للبعض في الهجرة خارج سوريا وعدم التفكير بالرجوع،لأن عصام زهر الدين سيكون بانتظارهم.
إذا اعتبرت الثورة السورية بشقيها السياسي والعسكري أن خيارها الاستراتيجي هو التفاوض فهنا علينا أن نتوقف ونسأل على ماذا نتفاوض. إذا كان التفاوض على قرارات مجلس الأمن نعتقد أن قرارات مجلس الأمن لا يتم التفاوض عليها فهي واجبة التنفيذ، إنما يتم البحث عن آليات تنفيذية لها.
وعلينا أن نتوقف هنا مرة اخرى لنسأل هل ما تطرحه موسكو مفاوضات أم مباحثات فنية أم «مصالحة» الحقيقة ومن خلال متابعة منشورات قاعدة حميميم الروسية في طرطوس نجد أن ما تطرحه موسكو هو «المصالحة» بالمفهوم الروسي أي الاستسلام مقابل عدم موتكم وإفنائكم جميعاً، أما إذا كانت المعارضة تبحث عن مصالحة، فالسؤال هو على ماذا نتصالح وما هي مقومات هذه المصالحة وما نتيجتها وثمنها السياسي والثوري؟
أعتقد أن الجميع بات يدرك أن ما تطرحه موسكو على الثائرين على تنظيم الأسد هو الاستسلام أو القتل أو التهجير.
بالتالي على من يدعون الزعامة والقيادة والتمثيل الثوري، أن يتعاملوا مع هذه المعطيات ومطلوب منهم أن يجدوا آليات للتعامل مع هذا الواقع وهو الحقيقة المرة التي هي بكل تأكيد أفضل من الوهم المريح.
ما هي خيارات الثورة في التعامل مع هذا الواقع غير المريح، مع التذكير أن الجهات العربية الداعمة أوقفت بشكل كبير دعمها العسكري للفصائل المسلحة، ودعمها السياسي للمعارضة السياسية. وفي ظل ما ذكره المبعوث الأممي إلى سوريا «ديمستورا» التي قال فيها أن على المعارضة أن تدرك أنها لم تنتصر.
إذا كان الخيار الصمود، فعلينا أن نسأل ما هي مقومات الصمود وما هي امكانياتنا و إلى متى نستطيع أن نصمد في ظل وقف الامدادات.
من الصحيح القول أن الفصائل لم تنتصر، ولكنها أيضاً لم تخسر حتى الآن. ويقول المثل الشائع طالما أن السيف بيد الفارس لم تنته المعركة.
واعتقد أن لدى الفصائل امكانية كبيرة في فتح أكثر من «100 جبهة « في وقت واحد وهذا ما يعجز عن تحمله النظام وداعميه، لكن هذا الخيار سيتحقق في حال واحد اتفاق جميع الفصائل على قيادة واحدة، وهذا أمر لا يمكن تخيله وبعد سبع سنين من الثورة لم تفلح الفصائل بذلك.
أما إذا كان الخيار هو الاستمرار في المفاوضات بالقراءة الروسية فعلينا أن نفكر جيدا أننا في الموقع الأضعف وقد تخلى عنا الجميع، بالتالي علينا التركيز على تحقيق أكبر قدر من المكاسب لأن روسيا ماضية في مشروع اعادة تأهيل نظام الأسد بمباركة دولية. لكم في ما قاله المندوب الروسي إلى استانة أن الخطوة التالية ستكون في محاربة كل من يريدون إسقاط تنظيم دمشـق والقضاء عليـهم، درسـا وعبـرة.

كاتب وباحث سوري

الثورة السورية وتحديات المتغيرات الدولية

ميسرة بكور

قراءة في رواية خالد خليفة «الموت عمل شاق»: سؤال الموت والحب في زمن الحرب

Posted: 27 Sep 2017 02:12 PM PDT

في دراسة لفرويد تحت عنوان «تأملات معاصرة حول الحرب والموت» يبدو لافتا ما يقوله حول حروب تسمح لنفسها باقتراف أنواع شتى من العنف والفظاعات، من شأنها أن تفضي إلى اندثار سائر المكتسبات الأخلاقية التي بنتها البشرية عبر التاريخ، فلا يبقى بعد ذلك سوى التصرفات الأكثر بدائية والأكثر وحشية. علما أن الموت وإن كان في عين المظلي الياباني يوكيو ميشيما- كما الثعبان الملتف حول الكرة الأرضية متأهبا لخنق الحياة بكل تقلباتها، إلا أنه وفي زمن كالذي نعيشه الآن صار في نظر البعض وجها من أوجه التحرر من عبء الوجود، كما يقول سارتر، لذلك صار تمجيد الموت والموتى شائعا، بل وكثر الحديث عن أولئك الذين حالفهم الحظ إذ انعتقوا من إسار الوجود الأرضي.
وهو ما يأتي منسجما مع رواية خالد خليفة «الموت عمل شاق» التي يبرز فيها الموت فعلا متكررا لا يستدعي الانفعال، بل ويصبح خلاصا يثير حسد الأحياء، ففي الزمن السوري الصعب، يصبح بإمكانك أن ترى مئات الجثث تضيع وتنسى، بل يصبح مرور جنازة حدثا عاديا قد يثير حسد الأحياء الذين تحولت حياتهم إلى انتظار مؤلم للموت، ولا عجب آنئذ إذ ينظر سكان المدينة إلى بعضهم بعضا، باعتبارهم مجرد موتى مقبلين، والمحظوظ منهم من يجد سيارة تنقله إلى المقبرة، والأكثر حظا ذلك الذي يدفن في المكان الذي يختاره.
في هذا المناخ الذي يغدو الموت فيه شبيها بطوفان رهيب يحيط بالجميع، تتناسل الأفعال الغرائبية، لدرجة أن ما كان في نظر الناس أيام ما قبل الحرب قصة مأساوية يصبح حدثا عاديا. في روايتنا الآنفة الذكر نكون مع رحلة يقوم بها أفراد أسرة سورية من الشام إلى العنابية، لتنفيذ وصية الأب في الدفن قرب أخته (ليلى) ، وفي رحلتهم هذه يحدث ما يكاد يكون مشهدا سرياليا عجيبا يبدأ مع إقدام الأجهزة الأمنية على اعتقال جثة الأب، بحجة أنه كان مطلوبا لأكثر من فعل في دائرة المخابرات. بعد جهد جهيد ينجح أفراد العائلة في إخلاء سبيل الجثة المعتقلة، إلا أن العقبات ما فتئت تنثال عليهم الواحدة بعد الأخرى مع كل حاجز أمني كانوا يتوقفون عنده، وهو ما يدفعهم باتجاه التفكير في دفن الأب في أي مكان، ومن ثم العودة إلى دمشق، بل نجد أحدهم ينظر إلى الجثة متمنيا لو أنها تتحول إلى أكياس كمون يسهل تحريكها بدلا من العفن والرائحة الكريهة التي انبثقت منها لطول الرحلة وتعقدها، إلا أن وعدا كان الابن( نبيل/ بلبل) قد قطعه على نفسه لوالده بتنفيذ وصيته يحول دون العدول عن خط الرحلة باتجاه العنابية.
تحضر هذه العذابات لتقول لنا إن البشر باتوا بالنسبة إلى الدولة مفرغين من أي كيان مادي أو روحي، بل إن الواحد منهم يمكن اختزاله بمجموعة وثائق وأوراق، لذلك لا غرابة تذكر لو انتهكت الجثة، أو حتى رميت على حافة الطريق تنهشها كلاب البراري.
ومع الحرب حين يمسي الموت قريبا في كل الأوقات، وحين تتكرر أشكال الموت لدرجة أن أحدا لم يعد يسأل عن تفاصيله، كان لا بد من أن تحضر الحياة نفسها لتكون مجرد مجموعة أفعال تافهة لا بد ستنتهي، إلى أن نصطدم بالحب، ومعه تحضر الأسئلة تباعا: فهل الموت الإنساني يتقاطع بالضرورة مع جدل الحب؟ وهل هناك رابط حقيقي كما يقول آلان باديو بين الحب والموت؟ وهل يساعدنا الحب في فترات الحرب على المضي في حياتنا بدلا من التقوقع في دائرة اليأس أو العبثية؟ وهل يصبح بإمكان العاشق أن يمضي في حياته جراء إحساس ينتابه بضرورة العيش من أجل شخص ما؟ أم أن الحب الحقيقي مستحيل في زمن الحرب؟
الرواية رغم ما يكتنفها من صيغة تنأى عن الحزم في كل الحالات، إلا أنها تحمل في ثناياها دعوة لفتح كل الأبواب للحب، نستدعيه كي يجرف الماضي المعطوب دفعة واحدة، ومن ثم نرميه في سلة المهملات، نستدعيه لعله يساعدنا على غسل أعماقنا، واقتلاع كل الأغصان اليابسة التي لم تعد تورق، ولهذه الدعوة تجلياتها التي تستحث البشر على التقاط الوردة الطافية على صفحة النهر، والعبور معها بطمأنينة إلى الضفة الأخرى، وما قصة ليلى العمة التي اختارت موتها بنفسها رافضة حياة ذليلة مع رجل لم تختره، إلا تجسيد لهذه الدعوة، وكذلك حضرت نيفين في حياة الوالد، كما قبلة الحياة تعيد الحياة للروح والجسد، ولتكون خير معوض عن كل الخسارات التي عاشها، وهو الحب الذي عاشه (نبيل/ بلبل) مع لمياء، رغم أنه كما أحلام الثورة بدا جميلا إلا أنه لم يكتمل.
إن كان الروائي قد جعل من الموت قضية مركزية توازي تجربة معيشية ملموسة، تحكي الكثير عن الجراح النفسية في زمن بات فيه الضحايا الأبرياء يتساقطون بلا رحمة، في هذا السياق أستذكر ما بات معروفا بظاهرة (القصائد الاعترافية) التي شهدتها أمريكا في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، ومعها برز من الشعراء من تمحورت كتاباتهم حول المضمون بعيدا عن الاهتمام بالسجع والوزن، لذلك كثر الحديث عن آلام الموت بكل تداعياته المؤلمة التي رافقته، بما في ذلك سلسلة من المشاكل الأسرية الصعبة، وهو ما أراه شبيها بهذه الرواية التي تركت الفسحة واسعة من خلال استرجاعات زمنية متعاقبة لأفراد الأسرة، كي تكشف خللا أسريا فاضحا، باتت معه رابطة الدم غير كافية للعيش في كذبة الوئام العائلي الذي تفسخ منذ زمن بعيد، بل ويتكشف لنا كم إن الروابط المقدسة التي أحاط الوالد بها نفسه حفاظا على صورته في الخارج كانت مجرد كذبة.
مثلها مثل كثير من روايات جديدة انغرست في الزمن العربي الصعب، كانت هذه الرواية معنية باستقبال الشخصيات، واستبطان نوازعها النفسية الداخلية، بعيدا عن نوازع زخرفية زائدة، بما يعنيه هذا الأمر من أن ارتقاء في الكتابة الأدبية إلى صدقية اللحظة الإنسانية يقتضي تخلصا من مبالغات شكلية معقدة، شريطة عدم الانزلاق في التسطيح والمباشرة، وهو ما يمكن تلمسه في هذا العمل الذي لم يخل من إحالات مبطنة، كما في شخصية الوالد التي تحيل إلى ماض حالم أثبت الحاضر عدم جدواه، مع كثير من التساؤلات عن صدقية ما عاشه، بما استدعى في النهايات العديد من التساؤلات، بما في ذلك إصرار الوالد على أن يدفن في تلك الأرض الملعونة التي احتوت وجوها قاسية لا تعرف الرحمة، فهل عاش الأب في الوهم ليموت في الوهم أيضا؟ بل لعل السؤال الأصعب الذي تنتهي به الرواية هو ذلك الذي صار يجري على كل لسان والمتعلق بهذه الثورات والحروب التي جلبت كل هذا الموت. هل كانت تستحق أن تخاض؟ أم كان الأجدى بالبشر أن يتركوا قوى الشر تنتصر؟ لأن لا شيء أقذر من الحرب والموت. للإجابة عن هذا السؤال يأتي (نبيل/ بلبل) وقد فقد رغبته في الحلم، مؤثرا العودة إلى عزلته واغترابه، فمع الموت العبثي يصبح الحفاظ على الذات مهمة مقدسة بقدر ما هي أنانية، فالموت في الحرب أعمى لا يتأمل ضحاياه، والبشر بعد الموت يتحولون إلى نوع ثالث؛ ليسوا أحياء ولا جمادا « تقفل بهم السجلات، يشطبون من دفاتر العائلة بخط أحمر، وترمى أشياؤهم إلى المزابل». ومع هذه العبارات يظهر نبيل في المشهد الأخير وقد تخلى عن أحلامه وشعارات استعارها من زمن مضى، مع رغبة حثيثة في التخلص من كل الروائح القديمة (الجثة والعائلة والثورة والنظام) والعودة إلى سلامه الشخصي، بعيدا عن زمن متفسخ مضى يشبه جثة والده التي عادت كتلة متفسخة تتناسل الديدان من خاصرتها.
في نهاية المطاف، أجد ألا مفر من الإقرار بأن المآلات الصعبة التي عشناها مؤخرا تؤكد ما قيل مرارا وتكرارا من أن الحرب قذرة، ولكن ألا يعد انتصار قوى الشر أقذر من الحرب نفسها؟

كاتبة وأكاديمية أردنية

قراءة في رواية خالد خليفة «الموت عمل شاق»: سؤال الموت والحب في زمن الحرب

رزان إبراهيم

الدوري الأوروبي: الثلاثي الإيطالي يتطلع اليوم إلى مواصلة الانطلاقة… وممثلو ألمانيا يبحثون عن الفوز الأول

Posted: 27 Sep 2017 02:00 PM PDT

عواصم – د ب أ: بعدما حقق كل منها الفوز في مباراته في الجولة الأولى لدور المجموعات، يتطلع ميلان وأتلانتا ولاتسيو، ممثلو إيطاليا في الدوري الأوروبي، إلى مواصلة الانطلاقة في الجولة الثانية اليوم، بينما تبحث الفرق الثلاثة الممثلة لألمانيا عن الانتصار الأول.
ويستضيف ميلان فريق رييكا الكرواتي بعدما استهل مشواره في المجموعة الرابعة بالفوز على سالزبورغ النمساوي في عقر داره 5/1، بينما يحل أتلانتا ضيفا على ليون الفرنسي بعد الفوز في المباراة الأولى على إيفرتون الإنكليزي 3/صفر بالمجموعة الخامسة. أما لاتسيو، الذي فاز في أول مباراة له بالمجموعة الحادية عشرة على فيتيسه الهولندي 3/2 ، فيلتقي زولت فاغفم البلجيكي. وكانت الأندية الإيطالية فرضت هيمنتها بشكل كبير على البطولة (كأس الاتحاد الأوروبي سابقا)، في التسعينات حيث ذهبت ثمانية من تسعة ألقاب للفرق الإيطالية، بين 1989 و1999، وشهدت تلك الفترة ثلاث مواجهات إيطالية خالصة في النهائي. وتوقفت هيمنة الفرق الإيطالية عند انتصار بارما على مارسيليا الفرنسي في نهائي 1999، حيث انتزعت فرق أسبانيا الهيمنة على البطولة بعدها وجاءت ثمانية من ألقابها العشرة بين 2004 و2016، وتوج أشبيلية باللقب ثلاث مرات متتالية بين 2014 و2016 .ولا يزال لقب الدوري الأوروبي، الوحيد الغائب عن قائمة إنجازات ميلان المتوج بدوري أبطال أوروبا سبع مرات وكأس أبطال الكؤوس الأوروبية مرتين. ورغم أن رييكا لا يشكل تهديدا كبيرا، ييتوقع أن يتوخى ميلان الحذر بشكل كبير خاصة مع تلقيه هزيمتين في آخر ثلاث مباريات بالدوري الإيطالي، رغم البداية القوية التي حققها محليا وأوروبيا. ونادى فينتشينزو مونتيلا مدرب ميلان بالتحرك السريع من فريقه الشاب لاستعادة التوازن من خلال مباراة رييكا والمباراة التالية أمام روما في الدوري الإيطالي. وأشار إلى أنه سيجري تغييرات بتشكيلة الفريق على الأرجح، كما الحال في أتلانتا الذي يدربه جانبييرو غاسبريني والذي يتأهب لمهمة صعبة، حيث يلتقي ليون ثم يصطدم بيوفنتوس بطل إيطاليا. وقال غاسبريني، الذي حذر لاعبيه من الانشغال بمباراة يوفنتوس وطالبهم بالتركيز أيضا على مغامرة الدوري الأوروبي التي يعيشها الفريق للمرة الأولى منذ 26 عاما: «لنفكر في مباراة ليون، التي لن تكون نزهة لنا.» أما سيموني إنزاغي مدرب لاتسيو فربما يقرر إراحة المهاجم تشيرو إيموبيلي الذي سجل للفريق 11 هدفا، عندما يستضيف لاتسيو فريق فارغم في العاصمة روما.
أما هوفنهايم وهيرتا برلين وكولن، الممثلة لألمانيا، فيتوقع أن تدفع بأقوى تشكيلة، بعدما أخفقت جميعها في الفوز بالجولة الأولى. ويستضيف كولن، الأخير في البوندسليغا، سرفينا زفيزدا الصربي بعدما خسر المباراة الأولى أمام أرسنال الإنكليزي 1/3 .أما هوفنهايم، فيحل ضيفا على لودغوريتس البلغاري بعد الهزيمة على ملعبه أمام سبورتينغ براغا البرتغالي 1/2 في المجموعة الثالثة، كما يحل هيرتا ضيفا على أوسترسوند السويدي بعدما تعادل في مباراته الأولى بالمجموعة العاشرة مع أتلتيك بلباو سلبا. ويتطلع فياريال الأسباني إلى انتصاره الثاني في المجموعة الأولى عندما يلتقي مكابي، تحت قيادة المدرب الجديد خافيير كاييخا. بينما يلتقي بلباو زوريا لوهانسك الأوكراني في المجموعة العاشرة ويواجه ريال سوسييداد مهمة صعبة عندما يصطدم بالبطل السابق زينيت الروسي متصدر المجموعة الثانية عشرة. ويعتزم الفرنسي آرسين فينغر مدرب أرسنال إجراء تغييرات على تشكيلة الفريق أمام باتي بوريسوف البيلاروسي. ويلتقي إيفرتون الإنكليزي مع أبولون ليماسول القبرصي وأستانا الكازاخستاني مع سلافيا براغ التشيكي ونيس الفرنسي مع فيتيسه أرنهيم الهولندي وروزنبورغ النرويجي مع فاردار المقدوني وقونيا سبور التركي مع فيتوريا غيمارايش البرتغالي وسالزبورغ النمساوي مع مارسيليا الفرنسي ولوغانو السويسري مع ستيوا بوخارست الروماني.

الدوري الأوروبي: الثلاثي الإيطالي يتطلع اليوم إلى مواصلة الانطلاقة… وممثلو ألمانيا يبحثون عن الفوز الأول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق