Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الجمعة، 29 سبتمبر 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


هل هناك تحالف اسرائيلي مع الأكراد؟

Posted: 28 Sep 2017 02:30 PM PDT

يقول مقال لصحافي إسرائيلي نشرته «القدس العربي» ضمن قسم الصحف العبرية تعليقا على قضية استفتاء الأكراد في إقليم كردستان العراق إن المقارنة بين الفلسطينيين والأكراد غير واردة معددا الأسباب الضرورية لدعم إسرائيل لانفصال الأكراد.
تل أبيب، حسب المقال، ملزمة بتأييد استقلال كردستان وذلك لأن دولة كردية مستقلة ستكون حليفة مهمة لإسرائيل وبسبب تاريخ التعاون العسكري والاقتصادي والسياسي بين الطرفين، ولأن أعداء كردستان هم أيضاً أعداء لإسرائيل وبالتالي فإن «عدوهم هو صديقنا» على حد تعبير الكاتب.
أكثر ما يثير السخرية في أطروحة المقال هو الحديث عن «البعد الأخلاقي» الذي يفرض على إسرائيل تأييد الأكراد وذلك لأنهم «أمة عتيقة أقامت ما يكفي من السنين على أرضها، وهي مستقلة وقوية ثقافيا» وهي لذلك يجب أن تحصل على استقلال سياسي، أما لماذا لا يحق للفلسطينيين ذلك، فيجيب الكاتب: لأنهم لا يريدون!
وحسب المقال أيضا فلا يجوز الخلط بين نضال الفلسطينيين للاستقلال مع نضال الأكراد وذلك لأن استقلال الفلسطينيين يمس بأمن إسرائيل، وعليه يمكن لهم الحصول على «استقلال مقلص» أما استقلال الأكراد فسيؤدي إلى «المساهمة في الاستقرار الإقليمي».
والحقيقة أن الاشتغال على ربط القضية الكردية بإسرائيل قائم وفعال ليس من جهة تل أبيب وحدها فهناك بالتأكيد تاريخ من التعاون العسكري والاقتصادي والسياسي بين الأكراد وإسرائيل، وهناك جهات متحمسة لهذا التعاون والاستثمار الاستراتيجي فيه من قبل نخب سياسية يتم تصريفها ضمن فئات الشعب الكردي على شكل نزعات كراهية ضد العرب والإسلام.
لكن خطاب «التحالف الاستراتيجي» المزعوم بين الأكراد وإسرائيل يخفي إشكاليات سياسية وفكرية فادحة، فهو لا يريد الاكتفاء بحيثيات السياسة التي دفعت تل أبيب لمد يد العون للأكراد خلال قتالهم ضد الدولة العراقية الحديثة ولكنه يريد أيضا أن يلائم بين حيثيات لا تتراكب أبداً، فاليهود ليسوا شعبا كالأكراد بل هم أفراد ينتمون لدين يضم قوميات عديدة، وباستثناء عدد قليل من يهود فلسطين كانوا موجودين قبل عام 1948 فإن الإسرائيليين جاؤوا من أرجاء الأرض كلها ليزيحوا «أمة عتيقة أقامت ما يكفي من السنين على أرضها» (على حد وصف الصحافي الإسرائيلي المتحذلق للأكراد)، وبالتالي فلا وجوه تشابه حقيقية بين الأكراد وسكان إسرائيل، وما «التعاون الاستراتيجي» غير لحظة سياسية تتلاقى فيها الأضداد ولا تلبث أن تتفكك وتنهار عند مواجهة حقائق الواقع والتاريخ والجغرافيا.
أما التفريق بين حق الأكراد في إنشاء وطن قومي، والتركيز على المظالم التي تعرضوا لها، في مقابل إنكار حق الفلسطينيين، وتجاهل حقوقهم ومظالمهم، فهو حيلة إسرائيلية مفضوحة هدفها أن يشتبك الضحايا ويتقاتلوا فيما تضيع المعاني والحقوق وتصبح إسرائيل، ركن الاستبداد في المنطقة العربية، نصيراً للمظلومين الأكراد وعدوا «للإرهابيين العرب المسلمين».
إن مظالم الأكراد وحقهم المشروع في تشكيل دولتهم المستقلة، لا يمكن أن يكون بإنكار العلاقات والوشائج التاريخية مع العرب، أو بجعل الفلسطينيين أعداء لهم.
وإذا كان التعاطف مع حقوق الأكراد مطلوبا، واستنكار المظالم التي تعرضوا لها واجبا، فمطلوب من الأكراد أيضاً عدم السماح لإسرائيل بالاستغلال الانتهازي لقضيتهم وتوظيفها في التنكيل والبطش والقمع ضد الفلسطينيين.
لقد استغلت إسرائيل المظالم الجماعية التي تعرض لها اليهود في أوروبا لاحقا لإعطاء نفسها طابع الضحية العالمية رغم أنها تلبست دور الجلاد بامتياز كبير، وبذلك انقلب أحفاد الضحايا إلى مشاركين في جريمة عالمية لا تقل بشاعة عن الهولوكوست، والواضح أن بعض الاتجاهات السياسية الكردية استطابت هي أيضا الانتقال من دور الضحية إلى احتلال أراض وتمييز عنصري ضد العرب وممارسة القمع والبطش حتى مع معارضيها من الأكراد.
الحقوق المشروعة لا تعطي تفويضا مفتوحا لأصحابها للتحول إلى جلادين.

هل هناك تحالف اسرائيلي مع الأكراد؟

رأي القدس

أهلاً بخطاب الكراهية

Posted: 28 Sep 2017 02:30 PM PDT

نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» في 24 سبتمبر/ أيلول محاضرة ألقاهــــا بريت ستـــيفنز في أثنــــاء حفــــل عشــــاء جـــائزة الإعــلام لمعهد لوي في سيدني أستراليا عنوانها "The Dying Art of Disagreement" أو «الفن المحتضر للاختلاف» التي يتحدث فيها كما هو واضح من عنوانها عن فن الاختلاف ومفهوم حرية الرأي ودور الصحافة في تعزيز المبدأين. يقول الكاتب في المقال إن قول كلمة «أنا أتفق» هو فعل يؤسس لكل مجتمع، ولكن «أن تقول لا أتفق، أنا أرفض، أنت مخطئ . . . هذه الكلمات هي ما تعرف تفردنا، تزودنا بحرياتنا، تحفز تسامحنا، توسع مداركنا، تستحوذ على انتباهنا، تنشط تقدمنا، تجعل ديمقراطياتنا حقيقية، وتعطي الأمل والشجاعة للأشخاص المقموعين في كل مكان». يرى ستيفنز أن الكارثة، لربما هو يتحدث عن أمريكا في حين حديثه، كما يستشعر القارئ، ينطبق على العالم في كل مكان، هي في حقيقة «أننا نفشل في مهمتنا،» مهمة الاختلاف.
يؤكد ستيفنز فضيلة التساؤل، على رفض معاملة أي موضوع على أنه مقدس فيقول: «أن تسمع وتفهم، أن تسأل وتختلف، ألا تُعامل أي رأي على أنه مقدّس ولا أي اعتراض على أنه إثم، أن يكون لديك الاستعداد لاستقبال الآراء غير الشائعة وزرع طبائع وصفات العقل المتفتح—هذا ما شجعنا عليه مدرسونا في جامعة شيكاغو. هذا ما كان يسمى التعليم الحر». إلا أنه، كما يقول الكاتب، مع انتشار فكرة أن الكلمات يمكنها أن تتسبب في خلق ضغط نفساني، له آثار عضوية، فإن هذه الكلمات تعتبر نوعا من أنواع العنف. هذا هو عصر المشاعر المحمية، كما يقول ستيفنز، التي تكون تكلفتها الصبيانية الدائمة. يشير الكاتب الى أن إحصاْء جديدا من معهد بروكينغز يشير إلى أن 44٪ من طلبة الجامعة لا يعتقدون أن المادة الأولى من الدستور الأمريكي تحمي ما يسمى «خطاب الكراهية» في حين إن ذلك، كما يقول الكاتب، هو تحديداً ما تفعله هذه المادة. فخطاب الكراهية، كما تتضمن كلمات الكاتب، هو رأي يحتاج للإنصات الجيد، بل لوضع المستمع نفسه مكان المتحدث ولفهمه العميق قبل محاولة الرد عليه. خطاب الكراهية، كما يتضمن المقال، هو رأي تستوجب حمايته.
ويرى الكاتب أن «سياسات الهُوية» أو Identity Politicsالآخذة في التعاظم في زمننا هذا التي بها نحمي مشاعرنا من كل رأي أو لفظ، ما هي سوى «مساحة آمنة،» هي «مساحة آمنة ضد التفكير عوضاً عن كونها مساحة آمنة للتفكير» وهي الجملة التي يأخذها الكاتب من الأديب سلمان رشدي. لقد جعلت سياسات الهُوية هذه المسافة ــ بين إطلاق جدلية والتسبب في الإساءة ــ قصيرة إلى حد مرعب» وعليه فإن أي رأي قد يكون مسيئا لمجموعة ما لا يعتبر فقط خطأ، كما يقول الكاتب، بل هو لا أخلاقي كذلك، وبالتالي هو لا يستحق مجرد المناقشة، وهي النتيجة التي يعتقدها الكاتب المشكلة الأكبر في حق حرية الرأي، حيث أن هذه النتيجة هي التي تسببت في صنع «فوبيا» بين الناس الذين يودون المشاركة في نقاش ما، فقط ليروا أين قد يوصلهم هذا النقاش، فتجدهم يتجنبون حتى مجرد المشاركة في أي حوار تجنباً للوقوع في الخطأ. وعليه يوضح الكاتب: «خوفاً من التسبب في الإساءة، يُضيّع هؤلاء فرصة إقناعهم».
يؤكد ستيفنز غياب ذلك المتطلب المهم جداً لأي إختلاف ذكي ألا وهو «إخرس، إستمع، توقف وراجع نفسك، وبعد ذلك كله وفقط بعد ذلك يمكن الحديث». يرى الكاتب أن الإصلاح ممكناً وللصحافة دور كبير فيه، حيث أن «دورها هو أن توضح شروط المناظرة، بأن تساند النقل الإخباري القوي المحايد، وأن تحسن مستوى المناظرات بتعقيبات تفتح العقول، وتتحدى المعتقدات عوضاً عن فقط تأكيدها هذه المعتقدات».
يحتوي مقال بريت ستيفنز المطول الكثير من النقاط المهمة والأمثلة الرائعة، إلا أنه في النهاية يطالبنا كمستمعين أو قراء بمطلب عسير على النفس البشرية البدائية، ألا وهو أن نستمع، ومن ثم نبذل جهداً حقيقيا في فهم مخالفينا، حتى نصل إلى أن نضع أنفسنا في أماكنهم، وبعد ذلك كله، ربما لنا الحق في النقاش والمجادلة، ولكن فقط في النقاش والمجادلة، فحتى الآراء الجارحة، وحتى ما يسمى بخطاب الكراهية، كلها لها مكان يجب أن يؤمن ويحترم، فقط عندها يتحقق فن الاختلاف وترتقي أطرافه جميعها. هل نستطيع؟

أهلاً بخطاب الكراهية

د. ابتهال الخطيب

السيسي يطلق طبوله للشماتة في موت محمد مهدي عاكف… والأزهري عاشق أم كلثوم يردد «الإخوان» هم السبب!

Posted: 28 Sep 2017 02:30 PM PDT

يصر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على جرّ إعلام بلاده إلى الدرك الأسفل من الضحالة والإسفاف، مسيئًا إلى تاريخ هذا الإعلام الذي كان يُعتبر ـ إلى عهد قريب ـ مدرسة قائمة الأركان وجديرة بالاقتداء. كما يسيء، في الوقت نفسه، إلى أخلاق المواطن المصري وإلى الحضارة المصرية برمّتها.
فمباشرة بعد موت المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين، محمد مهدي عاكف، الجمعة الماضية، أطلق السيسي قنواته للشماتة في الرجل، بحيث ما ترك مذمة إلى وإلا ألصقها به؛ وكأن القنوات المصرية الحكومية والحرّة تنوب عن المَلَكين اللذين يسجلان أعمال الناس، فتعمل على تسويد صفحة الراحل ميتا، كما لم ترحمه حيا، دون مراعاة حرمة الموتى، تمامًا مثلما لم يأخذ النظام الانقلابي مرضه وشيخوخته بعين الاعتبار، فأبقاه قيد الاعتقال يتـجرع المنـية تدريجـيا.
والقنوات المصرية إذ تفعل ذلك، فربّما لوجود إحساس مضمر وغير معبّـر عنه بالذنب في منطقة ما داخل لا شعور القائمين على تلك القنوات. ومن ثم، يُلاحَظ وجود نوع من الإصرار على إضفاء المشروعية على طريقة تعامل السيسي مع محمد مهدي عاكف خلال سجنه، وأيضا على قراره بعدم السماح بتنظيم جنازة علنية له وعدم إقامة صلاة الجنازة عليه، خوفًا من أن تتحول المسألة إلى مظاهرة عارمة بعد قول المصلّين «آمين».
ولو أراد البعض تعقّب السعار الذي أصاب بعض الإعلاميين المحسوبين على النظام المصري بعد موت الشيخ المذكور (رحمة الله عليه)، لما كان هذا الحيز كافيا لسرد اللغط الذي جعلهم يقومون بعدة مهام في الوقت نفسه: فهم محامو سيدهم، وهم ممثلو النيابة العامة التي تطالب بإنزال أقسى العقوبات على المتهم، وهم القاضي الذي يحكم بما أُوحي إليه، وهم الشهود الذين تنطبق عليهم مقولة «شاهد ما شافش حاجة».
ولكنْ، يكفي التدليل على ذلك بصنيع أحمد موسى الذي ظهر في قناة «صدى البلد» يصرخ حتى انتفخت أوداجه، محاولا إقناع الجميع بأن للمرشد العام السابق لـ «الإخوان» تاريخًا في الإجرام، وبأنه كان يريد أن يبيع البلاد، وأنه كان يسرق تبرعات باسم دعم الفلسطينيين… ولم يكتف بسرد هذه الاتهامات وغيرها، بل أشهر من على شاشة التلفزيون بضع أوراق، زاعمًا أنها مستندات تدين من أسماه «السفاح مهدي عاكف»، وقال إنه سيحوّل هذه العبارة إلى «هاشتاغ». كما استكثر على الراحل نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج وتقديم الأكل له لمدة تسعة شهور.

صدى السيسي

تلك الإطلالة التي تفتقد لأي «ذوق»، بتعبير إخواننا المصريين (الشعب وليس الفصيل السياسي) شكلت مادة دسمة لبعض القنوات المعارضة المبثوثة من الخارج، ومن ضمنها قناة «الشرق» التي تساءلت كيف أن أداء مناسك الحج لم يغير شيئا من طباع أحمد موسى؟ ولكنها لم تستغرب للأمر، بما أن هذا الأخير استغل وجوده في البقاع المقدسة لتمجيد السعودية وشتم قطر، عبر تصريحات أدلى بها لقناته «صدى البلد» والتي حاشا لله أن تكون بالفعل صدى مصر وصدى المواطن المصري، وإنما هي صدى السيسي فحسب!
ومثلما قد تظهر نبتة من بين الصخور، فمن وسط ذلك «الزعيق» الإعلامي الذي صاحب موت مهدي عاكف في الفضائيات المصرية، تحدث سيد علي في قناة «الحدث اليوم» عن الشيخ الراحل بانفعال أقل وبتروِّ أكثر، حيث بدأ كلامه بالقول: «انتقل إلى رحمة الله…»، وكرر ألا شماتة في الموت، ولم ينس الدعاء بالرحمة لشهداء الشعب المصري من الجيش والشرطة والدعاء أيضا بالرحمة لبقية الأموات. لكن، وبما أنه لا بد من تبرئة الذمة حتى لا يُنعت بالتعاطف مع إخواني، روى سيد علي مضايقات «الإخوان» له، واصفا هؤلاء بكونهم «عاثوا في مصر فسادا»، ثم استدرك بالقول: «أنا لا أتكلم عن الرجل (عاكف)، فهو الآن عند ربنا، وحسابه عنده.»

حكاية الأزهري/ المغني

وبما أن «الإخوان» صاروا اليوم بمثابة مشجب تعلق عليه كل كوارث «أم الدنيا» الماضية والحاضرة والمستقبلية، فقد اعتبرهم الأزهري/ المغني إيهاب يونس هم السبب أيضا في الحملة التي أثيرت ضده أخيرا على خلفية أدائه لأغنية لأم كلثوم في برنامج «ست الحسن» على قناة «الشرقية». لكن الجواب جاءه من قناة «وطن»، حيث قال الإعلامي محمد جلال هلال إن المشكلة ليست في كون الأزهري يغني، ولكنها في غنائه بالعمامة والجلباب. ووجه كلامه للشيخ قائلا: لماذا تهين لباس العلماء والأزهر؟ ارتدِ لباسا عاديا وغنّ كما يحلو لك!
لقد كان حريا بالشيخ الأزهري أن يعتذر عوض أن يتمادى في خطأه، حسب إعلاميّ «وطن» الذي أوضح أنه، كما لا يمكن قبول شخص يغني أو يرقص بلباس الجيش أو القضاة أو بلباس الكنيسة، ليس مقبولا أيضا أن يقع مع لباس الأزهر.

كاتب من المغرب

السيسي يطلق طبوله للشماتة في موت محمد مهدي عاكف… والأزهري عاشق أم كلثوم يردد «الإخوان» هم السبب!

الطاهر الطويل

استفتاء كردستان: بوّابة نزاعات حول حقّ لا يُنازع

Posted: 28 Sep 2017 02:29 PM PDT

مضى زمن غير بعيد، لأنه أقلّ من عشر سنوات في الواقع، شهد إسناد وظيفة عجيبة للجنرال الأمريكي المتقاعد جوزيف رالستون: أنه «الموفد الأمريكي الخاصّ لمجابهة الـ PKK»! اليوم، بالطبع، لا تتعاون الولايات المتحدة، على نحو عسكري وثيق، مع هذا الفريق الذي كان الجنرال يجابهه، فحسب؛ بل تتولى تسليحه، تحت مسميات شتى، بينها «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي PYD، و»وحدات الحماية الشعبية» PYG، و»قوات سوريا الديمقراطية»؛ ويقوم جنرالات البنتاغون، زملاء رالستون اللاحقون، بأداء مهامّ تنسيقية ولوجستية وعملياتية مختلفة، في صالح مجموعات «حزب الـPKK.
وكان ذلك الموفد الخاص قد رفض، رفضاً قاطعاً كما يتوجب القول، التفاوض مع أية جهة تمتّ بصلة إلى «هذه المنظمة الإرهابية» على حدّ تعبيره. وخلال مؤتمر صحافي مشهود، خاصة عند أولئك الذين لا يردون للذاكرة أن تكون حسيرة قصيرة، أعلن الجنرال أنه نصح كبار المسؤولين الكرد (ويقصد في شمال العراق تحديداً) أن يروا في تركيا «أفضل صديق يمكن أن يكسبه العراق في الجوار، والمصالح الاقتصادية بين تركيا والعراق حاسمة تماماً للبلدين على حدّ سواء». كذلك أوضح أنّ واشنطن لن تقبل «بتحويل الأراضي العراقية إلى «ملجأ آمن لإرهابيي الـ PKK»، لأنّ وجود هؤلاء في شمال العراق «لا يمكن ان يكون في مصلحة العراق». وكان مدهشاً أن يستخدم رالستون، وهو العضو السابق في رئاسة أركان الجيش الأمريكي، عبارة «الملجأ الآمن» بمعنى سلبي وقدحي، متناسياً أنّ هذه هي التسمية التي أطلقها جورج بوش الأب على شمال العراق، بوصفه… ملجأ الكرد الآمن!
هذا تفصيل أوّل يحيل إلى سردية تاريخية تحكمت بمصائر الشعوب الكردية في المنطقة، العراق وسوريا وتركيا وإيران؛ ومفادها أنّ القيادات السياسية الكردية، أسوة بقيادات عسكرية وميليشياتية، عقدت مراراً تحالفات خاطئة مناقضة لطبيعة الحقوق الكردية، وخاصة حقّ تقرير المصير؛ وانتهت بالتالي إلى انقلاب الحليف على القضية الكردية، ضمن نسق مأساوي ظلت عواقبه دامية على الكرد، عدا عما سبّبته من انتكاسات عميقة الغور في تجاربهم المختلفة نحو إحراز حقوقهم. فكيف، اليوم وليس بالأمس البعيد أو القريب، تفسر القيادات التركية تعاونها مع البنتاغون، في مواقع مثل الرقة ودير الزور والرميلان؛ وفي الآن ذاته يتخذ البيت الأبيض موقفاً متشدداً رافضاً للاستفتاء الشعبي في كردستان العراق؟
العقل يقتضي، وكذلك حقّ التاريخ على الكرد بوصفهم أبرز ضحايا التاريخ الحديث، ألا يملّوا من استعادة «لائحة الخيانات»، كما يجوز القول في الواقع؛ التي مارستها القوى العظمى ضدهم، وما تزال تتمتع بشراهة عالية لممارستها مجدداً، كلما بدت الخيانة منفذاً من معضلة تخطيط ما، هنا أو هناك. في عام 1918 نصّت مبادئ الرئيس الأمريكي وودرو ولسون على حقّ تقرير المصير لكلّ الأقليات غير التركية في ظلّ الدولة العثمانية، فظلّ هذا الجزء من المبادئ حبراً على صحيفة. وفي عام 1920 اشترطت اتفاقية سيفر إقامة دولة كردية، لكن اتفاقية لوزان للعام ألغتها بعد ثلاث سنوات فقط، وتمّ توزيع المناطق التي يعيش فيها الكرد على تركيا وإيران والعراق وسوريا والاتحاد السوفييتي. بعد سنة فقط، اعترفت بريطانيا بحقّ الكرد في تأسيس دولة مستقلة، دون أن تتخذ أية خطوة عملية في هذا السبيل. وفي عام 1975، وبعد أن توصل العراق إلى تفاهم مع إيران بموجب اتفاقية الجزائر، تخلّت إيران والولايات المتحدة (بناء على نصيحة مباشرة من وزير الخارجية آنذاك، هنري كيسنجر) عن دعم الكرد. وفي عام 1988 سكتت الولايات المتحدة وبريطانيا عن قصف بلدة حلبجا الكردية بالغازات السامة، بذريعة أنّ المصالح الحيوية الأمريكية تقتضي الحفاظ على استقرار النظام العراقي.
السردية الأخرى تخصّ الأسباب الذاتية، أي سلطات إقليم كردستان ذاتها، حيث لا تتوقف مستويات القلق عند تصارع الحزبين الرئيسيين في الإقليم، «الحزب الديمقراطي الكردستاني» و»الاتحاد الوطني الكردستاني»، على أصعدة سياسية وعسكرية، فحسب؛ بل كذلك حول طبقة سياسية فاسدة أخذت تتقرّن بصفة مضطردة، فتكرست في باطن مؤسساتها ميول متعاظمة لممارسة الاستبداد والقمع ومصادرة الحريات العامة وقهر الرأي الآخر. وذات يوم، غير بعيد بدوره، بدت المفارقة مذهلة، ومؤلمة أيضاً، أنّ آلاف المواطنين الكرد في بلدة حلبجا، هذه التي حوكم صدّام حسين بتهمة قصفها بالأسلحة الكيماوية سنة 1988؛ تعرّضوا لتنكيل شديد من سلطات إربيل، لمجرّد خروجهم في تظاهرة سلمية احتجاجاً على الفساد وسوء الإدارة وانحطاط الخدمات العامة.
يُضاف إلى هذا، ويتوجب احتسابه كعنصر حاسم كلما اتخذ الكرد خطوة نوعية نحو تقرير مصير عصري، سليم المؤسسات ومتين الركائز؛ أنّ صياغة طراز ما من «التوحيد» بين مناطق الإقليم (التي كانت، قبلئذ، منقسمة في ولائها بين الحزبين الرئيسيين)، ظلّ شكلياً بصفة عامة، وظلت تتعثر جهود تطبيقه على الأرض وفي سياقات الحياة اليومية. هذه الحال تشمل المحاصصة في الوزارات، وفي المناصب العسكرية الأساسية ضمن قوّات الـ»بيشمركة»، ورئاسة المؤسسات الكبرى في الإدارة المحلية. والأمر تفاقم أكثر، وكان هذا المآل طبيعياً، بعد أن توسعت أشكال التعبير السياسي في الإقليم، ولم يعد الاستقطاب الحزبي يقتصر على رجال جلال الطالباني أو مسعود البارزاني؛ فظهر يسار ووسط ويمين، وتنظيمات ليبرالية علمانية، وأخرى إسلامية سلفية…
صحيح، من جانب آخر، أنّ الإقليم يتمتع لتوّه، ومنذ سنوات، بصيغة متقدمة من الاستقلال الذاتي؛ إذا وضع المرء جانباً ما تمتع به الكرد من امتيازات سياسية وحكومية على الصعيد المركزي (رئاسة الجمهورية، وزارة الخارجية، نيابة البرلمان، رئاسة أركان الجيش…). غير أنّ ذهاب البارزاني ــ من موقعه كرئيس للإقليم، قبل موقعه الحزبي والعائلي التاريخي، كما يصحّ الاستذكار ــ إلى النقطة القصوى في تأطير مطالب كرد العراق، عبر استفتاء الشعب حول الحقّ في تقرير المصير، وما يفتحه من آفاق استقلال أوسع للإقليم (مشروع تماماً، رغم عقابيله ومصاعبه ومخاطره)؛ كان، في بُعد جدلي آخر، يضع سلطته الشخصية ذاتها، وسلطات أجهزة الرئاسة، فضلاً عن المحاصصات الحزبية والعسكرية والإدارية، على محك القرار الشعبي.
في عبارة أخرى، قد يقرأ البارزاني نسبة الـ»نعم» الطاغية ((قرابة 92,73 من الـ 3,305 مليون شاركوا في التصويت) هي اقتراع بالثقة على رئاسته، أيضاً؛ الأمر الذي سيزوّده بتفويض شبه مطلق في التفاوض مع بغداد حول مستقبل العلاقة مع الإقليم. نقّاده، من جانبهم، قد يقرأون هذا أيضاً، من باب الواقعية السياسية الصرفة؛ ولكن لن يكون غير مشروع لهم أن يقرأوا فيه بُعداً تالياً يخصّ الاستئثار بمزيد من الصلاحيات، أو السكوت أكثر من ذي قبل على مظاهر الفساد. وفي هذا، بافتراض أنّ مضامينه التناقضية بلغت سوية التناحر والمواجهة بين القراءتين، فإنّ تاريخ النزاعات الدامية الكردية ـ الكردية في الإقليم ليست غائبة عن الذاكرة.
ولا يستكمل هذا المحذور إلا ملفّ ثانٍ بالغ الحساسية والتفجر، يخصّ التوافق على مدينة كركوك؛ ليس بين بغداد وإربيل فقط، هذه المرّة، بل على صعيد إقليمي يستدخل تركيا إلى الملفّ، وربما إلى الإقليم في مجموعه أيضاً؛ وليس في ما يقتصر على توزيع عائدات النفط، الهائلة كما هو معروف، فحسب؛ بل كذلك حول التركيب الإثني الكركوكي، وخاصة ثنائية الكرد ــ التركمان، فضلاً عن العرب العراقيين المسلمين والمسيحيين، وسواهم.
وهكذا، تقول الخلاصة المنطقية البسيطة أنّ حقّ كرد الإقليم في تقرير المصير لا يُنازع، من جهة؛ ولكنه بوّابة نزاع، بل نزاعات، من جهة ثانية. وفي هذا ثمة مسؤولية مضاعفة على جماهير الكرد، وعلى قياداتهم، في تسيير دفة المستقبل إلى برّ أمان عراقي ــ كردي، ثمّ كردي ــ كردي أيضاً!

٭ كاتب وباحث سوري يقيم في باريس

استفتاء كردستان: بوّابة نزاعات حول حقّ لا يُنازع

صبحي حديدي

أحلام المصريين ببناء أسر جديدة تتكسر تحت مطارق الظروف الاقتصادية الصعبة

Posted: 28 Sep 2017 02:29 PM PDT

القاهرة «القدس العربي» : ورثت السلطة الراهنة عن دولة مبارك قرون استشعار تحذرها عندما يتسلل الغضب لوجدان الجماهير، فتتحرك مستخدمة أنيابها الأمنية عند الضرورة، كما تلجأ لآلتها الإعلامية في وقت الأزمات لتلهي الرأي العام كلما ألمت بها المحن.
لذا من الطبيعي أن تحتشد الأبواق الإعلامية فضائيا وصحافيا على قلب رجل واحد لاقتفاء كل ما له علاقة بحفل المثليين الأخير، الذي أقيم في التجمع الخامس شرق القاهرة والذي مثل فرصة عرفت السلطة كيف تستثمرها، لكف الجماهير عن الحديث حول إخفاق النظام في حل المشاكل الاقتصادية، والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الاعتراض على سياسات النظام، الذي يرفع شعار»بيع يا ريس» لكل ما بناه الشعب من مؤسسات صناعية وعلاجية، للخروج من المأزق الراهن، الذي أسفر عن تراجع في شعبية الرئيس لمستوى غير مسبوق.
ومن بين ما تناولته الصحف أمس الخميس 28 سبتمبر/أيلول: السيسي يؤكد حرص مصر على إرساء دعائم السلام في جنوب السودان، مؤتمر «ملتقى الأديان» تحت شعار سيناء عاصمة السياحة الدينية، بحضور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف – علماء 50 دولة في القاهرة الشهر المقبل لمواجهة الفتاوى الشاذة. فلسطين تحصل على عضوية «الإنتربول». مصادر: دراسة توقيع عقود المحطة النووية خلال احتفالات «العلمين». «عرفات» يبحث مع وفد «موانئ سنغافورة» التعاون في النقل البحري. «النقل» تدرس التخلص من «الميكروباص» بشكل تدريجي. الحكومة تطلق الحملة القومية لضبط معدلات النمو السكاني. سميرة ابنة طنطا تتبرع بـ 24 مليون جنيه. ضبط متحف للآثار النادرة داخل منزل تاجر في الأزبكية. مصر للطيران توقف رحلاتها لأربيل. راشد: المؤشرات تؤكد عودة السياحة الفرنسية إلى مصر. الكونغرس يحشد لتأييد مشروع ميدالية السادات المصيلحي: لن نشهد أزمة سكر في 2018. رئيس بعثة صندوق النقد يبشر المصريين: مصر تتلقى 2 مليار دولار نهاية العام.. وإلى التفاصيل:

نتنياهو حمامة سلام

«في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 19/9/2017 وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي رسالتين يهتم بهما محمد سيف الدولة في «الشعب»، «الأولى إلى الفلسطينيين، والثانية إلى ما سماه بالشعب الإسرائيلي، كان الهدف منهما هو تشويه الفلسطينيين والإشادة بنتنياهو.
ففي الأولى ناشد الفلسطينيين أن يتعلموا التعايش مع الآخر، وكأن الشعب الفلسطيني شعب متطرف يرفض التعايش مع الإسرائيليين لعنصريته أو طائفيته أو معاداته للسامية، وليس شعبا يعيش تحت ويلات الاحتلال. كيف يمكن أن يتعايش أي شعب حر أو أي إنسان سوي مع الاحتلال، مع من سرقوا وطنه، وطردوه وشردوه، وارتكبوا ضده كل أنواع المذابح على امتداد ما يزيد عن سبعين عاما، ولم يتوقفوا يوما عن القتل وحروب الإبادة والتصفية والاغتيال والتوقيف والأسر، وهدم المنازل وبناء المستوطنات، وسرقة وتهويد المقدسات، وعن الملاحقة وإقامة الحواجز والحصار والتجويع وحجز جثامين الشهداء. ومع من يضرب عرض الحائط بكل المواثيق والقرارات الدولية وكل الاتفاقيات الثنائية، رغم ما فيها من تنازلات غير وطنية وغير مقبولة. كيف يمكن أن يتعايش أي شعب حر أو إنسان سوي مع أكثر احتلال إرهابي وعنصري عرفه التاريخ. أما رسالته إلى ما سماه «بالشعب» الإسرائيلي فقد دعاهم فيها لأن يتوحدوا خلف قيادتهم، وكأن نتنياهو رجل سلام يرغب فيه ويحاول الوصول إليه، لولا المعارضة الشعبية الإسرائيلية. وهو تضليل وتزييف بَيّن ومفضوح، فنتنياهو لا يترك مناسبة إلا ويعمل ويصرح فيها بوضوح وحزم بأنه لن تكون هناك دولة فلسطينية أو انسحاب من أي أرض محتلة، ولا تنازل عن دولة هي لليهود فقط، أو عن بناء المستوطنات، ولا تنازل عن القدس الموحدة ولا عما يسميه بحقهم التاريخي في الأرض والمقدسات والمسجد الأقصى. إنه لص وإرهابي ومجرم حرب من الطراز الأول، لم يترك جريمة من جرائم الحروب والإبادة الواردة في المواثيق الدولية لم يرتكبها هو وعصابته من اليهود الصهاينة».

الإبريق لم يكن مكسورا

«يحكى أن صديقا اتهم صديقه بأنه أعاد إليه إبريق الشاي الذي استعاره منه من يومين مكسورا، فقال له صديقه: أنا لم أستعر منك إبريقا قط.. ثم إني أعدته إليك سليما.. ثم إنه أصلا كان مكسورا حين استعرته منك. كل تلك المتناقضات التي يشير إليها هشام الحمامي في «المصريون» في هذا الحوار الإبريقي وأضعاف أضعافها هي بعينها في قصص أسطورية فرضت علينا وعلى التاريخ فرضا بعنوان: الشعب اليهودي والدولة اليهودية.. فكرة الشعب اليهودي الواحد لا وجود لها، ولو أن اليهود في العالم كانوا حقا (شعبا) فما هو الشيء المشترك في مكونات الثقافة العرقية والتاريخية لهم؟ ما الذي يربط مثلا بين يهودي روماني ويهودي يمني، أو مغربي غير الاعتقاد الديني، بل حتى تعريف اليهودي نفسه لا اتفاق عليه ولا تماسك تاريخي في تسلسل هذا التعريف. يذكر لنا القس إكرام لمعي في كتابه المهم «الاختراق الصهيوني للمسيحية» فيقول سياسة إسرائيل الأساسية قبول أي يهودي يرغب في الهجرة لإسرائيل، لكن المشكلة كانت في تعريف اليهودي. ويضيف: تعريف اليهودي من أصعب المشكلات في التاريخ اليهودي. يضاف إلى ذلك طبعا ما ذكره العلامة الدكتورعبد الوهاب المسيري في الموسوعة من أن مصطلح (يهودي) يضم عشرات الهويات والانتماءات الدينية والوثنية والطبقية.. ليس هناك يهود هناك جماعات يهودية. شلومو ساند استاذ التاريخ في جامعة تل ابيب له ثلاثية مهمة في هذا المعنى «اختراع الشعب اليهودي» و«اختراع أرض إسرائيل» و«كيف لم أعد يهوديا» كلها مترجمة إلى العربية عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية. في الكتاب الأول «اختراع الشعب اليهودي» سيقوم شلومو بتفكيك أسطورة بدأ نسجها منذ منتصف القرن التاسع عشر على يد الحركة الصهيونية، وهي أن الشعب اليهودي هام في بقاع الأرض لمدة ألفي عام ليعود إلى وطنه التاريخي في فلسطين!».

شدّة وتزول

قال المحامي نجاد البرعي عضو هيئة الدفاع عن خالد علي المرشح الرئاسي الأسبق في «البداية»: «إن محاكمة خالد علي، وكم الأخطاء التي حدثت خلالها منذ مرحلة التحقيقات، تؤكد أن القانون في إجازة.. وأكد البرعي على أنه يثق في أن خالد علي سيخرج من تلك المحنة أقوى بكثير مما دخلها. وقضت محكمة جنح الدقي، بحبس المحامي خالد علي 3 أشهر وكفالة 1000 جنيه، في الاتهام المنسوب له بالتلويح بإشارة خادشة للحياء العام، عقب حكم المحكمة الإدارية العليا بمصرية تيران وصنافير. وكتب نجاد البرعي قائلا، تراودني نفسي على أن أكتب ما حدث، ليس فقط في محاكمه خالد علي ولكن في التحقيقات قبلها معه، وكم الأخطاء التي حدثت فيها؛ والتي تؤكد على أن القانون «في إجازة». يمنعني من ذلك إن خالد بالقطع سيطعن على الحكم الصادر ضده بالاستئناف، وإن علينا أن نجعل مهمته وفريق الدفاع الذي سيختاره للطعن على الحكم أسهل. وتابع البرعي قائلا فلنتحلَ بأقصى درجات الصبر وضبط النفس، حتى تنتهي تلك المحنة على خير وجه بإذن الله. أثق في أن خالد علي سيخرج من تلك المحنة أقوى بكثير مما دخلها؛ ولكنني ما عدت واثقا في أن العداله في مصر عمياء. وعندما يظن محام – حتى لو كان مخطئا – أن العداله في مصر قد اصبحت مبصرة فإن ذلك معناه انه قد حكم على مهنته هو بالموت. شدة وتزول».

صدمة الشواذ

«يمكن وصفه بـ«الصدمة» ذلك الشعور الذي أصاب المجتمع المصري، كما يشير محمود خليل في «الوطن»، عندما سمع أخبار الحفل الذي نظمته مجموعة من «الشبان» الشواذ، وشهد ممارسات غريبة على المصريين، مؤكدا أن الناس تسمع منذ فترة طويلة عن الشواذ، والنماذج المعبّرة عنهم كانت حاضرة في بعض الأعمال السينمائية. الإعلام انشغل بالمسألة، وقدّم للمصريين نماذج من هؤلاء الشباب. منطقة التجمّع الخامس التي شهدت الواقعة من المناطق الحديثة عمرانيا، تمتاز بفيلاتها وقصورها وتنوعها العمراني، وتسكنها أسر تمثل الشريحة العليا من الطبقة الوسطى، وتمثل في أحوال الطبقة المخملية الأعلى. مثلت هذه المنطقة خلال السنوات الأخيرة مصدرا للكثير من الصدمات للمصريين. لعلك تذكر واقعة إقامة حفل «البول بارتي» بها، الذي تناقل الكثير من المواقع أحد الفيديوهات الخاصة به، التي تتضمن مشاهد رقص لشباب وفتيات شبه عراة. حدثت هذه الواقعة عام 2016. والآن تأتي الصدمة الجديدة المتمثلة في حفل الشواذ. منطقة التجمع الخامس يمكن النظر إليها كنموذج لدولة صغيرة تعبّر عن تحولات جسيمة، تضرب شبابنا من اتجاهات كثيرة، وتصيب المجتمع بالصدمة تلو الأخرى. «التجمع الخامس» دولة تقدم لنا نموذجا على نوعية جديدة من الشباب ينتمي إلى أسر محترمة، يتوزع أولياء أمورهم على الكثير من الوظائف المهمة، وعالم المال والأعمال، وعالم الإعلام، وغيرها. نحن أمام نماذج شبابية تشرّبت رياح العولمة وأصبحت صلتها بالمجتمع المصري شبه منقطعة. وإذا كان الناس ينظرون إلى أحوال وأفعال هذا الشباب باستغراب، فلست أستبعد أن هذا الشباب أيضا ينظر إلى من يعيب عليه أفعاله بالقدر نفسه من الاستغراب».

الدولة غائبة

نبقى مع التردي الأخلاقي الذي يزعج محمد سمير في «اليوم السابع»: «طالما حذر العديد من الكتاب والمفكرين من أن إهمال الدولة في التعامل بجدية وإيجابية مع التراجع السلوكي والأخلاقي الذي تشهده البلاد في السنوات الأخيرة سيؤدي إلى عواقب وخيمة لا يحمد عقباها، وسيدفع ثمنها المجتمع كله، وها قد هلت بشائر ما طالبنا بعدم التعامي عنه مرارا وتكرارا، حيث يبشرنا شراذم المثليين من الجنسين بمنتهى التنطع والتبجح على صفحاتهم الملعونة، بأنه آن الأوان لأن يتقبل المجتمع فكرة وجودهم بيننا بصورة علنية، بل علينا أيضا أن ندعم حقهم في أن يقيموا حفلاتهم الماجنة جهارا نهارا، وأن يعيشوا بيننا في «تبات ونبات»، ولكن بالطبع لن يكون في استطاعتهم أن يخلفوا لنا «صبيان وبنات». كان من الواجب أن ننتبه منذ عدة سنوات عندما حدث موضوع «عبدة الشيطان» الشهير، إلى أن أعداءنا يخططون بمنتهى الحرفية والاستمرارية لضربنا في أهم ما نملك وهو القيم والثوابت الأخلاقية، التي تمثل الحصن الحصين لنسيج المجتمع، ولكن للأسف تعاملنا مع هذا الأمر بمبدأ أنهم شوية عيال وغلطوا والمسامح كريم، ولكن هذه المرة يا سادة الموضوع جد خطير، خاصة أننا وجدنا من يملك من الصفاقة وعدم الحياء أن يساند هذه الفئة الضالة على الهواء، أرجو أن تثبت الدولة لكل من يريدون بنا شرا أن مصر العظيمة لا يمكن أن تكون أبدا مسرحا يلهو فيه الشواذ، وأنها ستظل عصية على مخططاتهم الدنيئة إلى يوم الدين، بإذن الله».

لسنا كسالى

من بين من انحاز للجماهير أمس الخميس أحمد إبراهيم في «الوطن»: «الرئيس السيسي حينما طلب من الشعب المساهمة في تمويل حفر قناة السويس جمع 64 مليارا في أسبوع، وحينما طلب منه تفويضا لمكافحة الإرهاب خرج بالملايين، وبعد نكسة 67 الشعب وقف خلف قواته المسلحة والملايين نزلت الشوارع تطالب الرئيس المهزوم بالتراجع عن قراره بالتنحي، هو الشعب نفسه الذي ساند جيشه في انتصار أكتوبر/تشرين الأول، حتى المجرمون توقفوا عن جرائمهم. هو أيضا الشعب نفسه الذي حافظ على بلده وحمى مؤسساته بعد تنحى مبارك، وهو أيضا الشعب الذي يشكره الرئيس السيسي في كل المناسبات المحلية والدولية، لأنه تحمل قرارات اقتصادية غاية في الصعوبة، كل هذه المقدمة الطويلة أقولها لأن بعض المسؤولين حاليا يتهمون الشعب المصري بأنه كسول، ولا يريد أن يعمل، الكلام نفسه تقريبا منسوب لأحد علمائنا في الخارج، حيث قال لرئيس مصري، إنه عثر على حفريات في الصحراء الغربية من عهد الهكسوس، مكتوب عليها إن الشعب المصري كسول، وللأسف معظم الإعلاميين حاليا يرددون هذا الكلام في إطار من النفاق الممجوج حتى يحملوا الشعب مسؤولية المشاكل التي يعاني منها البلد. الشعب المصري ليس كسولا والصالحون فيه هم الأكثرية، أما الفاسدون والفاشلون فنسبة لا تذكر، وعموما في كل المجتمعات الصالحون أكثر بكثير من الفاسدين حتى تستقيم الحياة، مشكلة الشعب المصري هي سوء إدارته على مدار نصف قرن، أبناء هذا الشعب هم الذين حرروا الأرض وطردوا العدو المحتل وما زالوا يستشهدون في حربهم الشرسة ضد الإرهاب، فكيف يكون شعبا كسلان أو فاشلا وفاسدا!؟».

مرحبا بعالم «البدون»

«بفضل حكومتنا الرشيدة التي تحسدنا عليها أمم الأرض، كما يسخر أشرف البربري في «الشروق»، تستعد مصر لدخول «عصر البدون» أي عديمي الجنسية، من أوسع الأبواب بمشروع قانون وافق عليه مجلس الوزراء يتيح سحب الجنسية المصرية من ملايين المواطنين، الذين لا ترضى عنهم السلطة، بدعوى سعيهم إلى «إلى المساس بالنظام العام للدولة، أو تقويض النظام الاجتماعي». هذه العبارات الفضفاضة تنطبق على الشباب الذي يشجع كرة القدم تحت لافتة جماعات الألتراس، وتنطبق على من يشارك في مظاهرة معارضة، لم تحصل على تصريح رسمي باعتباره يسعى إلى «تقويض النظام الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي.. بوسيلة من الوسائل غير المشروعة»، لآن التظاهر في مصر «وسيلة غير مشروعة». الغريب أن هذا التعديل مثل غيره من «القوانين سيئة السمعة والصنعة معا» التي تتحفنا بها الحكومة والبرلمان، يأتي في إطار الحرب على الإرهاب، في حين لم يرد في مشروع التعديل المقترح أي ذكر لكلمة الإرهاب كسبب لسحب الجنسية. لم يخطر ببال الذين وضعوا الدستور «بحسن نية» أنه كان المفترض أن يضعوه «بسوء نية» تتناسب مع «سوء المصير» الذي وصلنا إليه، أن تأتي حكومة وتقرر حرمان المواطن المصري من جنسيته، فلم يتطرقوا إلى شروط سحبها، وإنما تحدثوا عن شروط اكتسابها. فالمادة الســـــادسة من الدســــــتور تقول «الجنسية حق لمن يولد لأب مصري أو لأم مصرية، والاعتراف القانوني به ومنحه أوراقا رسمية تثبت بياناته الشخصية، حق يكفله القانون وينظمه» نحن أمام مشروع قانون حكومي أقره مجلس الوزراء ولسنا أمام اجتهاد وزير أو رغبة نائب، يمـــكن التهرب من مسؤوليتها بدعوى أنه لا يمثل موقف الحكومة ولا الدولة. لا ندرى كيف وصلت النزعة السلطوية والرغبة في القضاء على أي صوت معارض إلى هذه الدرجة في بلادنا؟».

مصريون بشرط

«مشروع قانون وافق عليه مجلس الوزراء يسمح بـسحب جنسية المصري في حالة صدور حكم قضائي يثبت انضمامه إلى أي جماعة أو جمعية، يدفع للتساؤل وفق رؤية صلاح منتصر في «الأهرام»، هل هدفه التخلص من الإخوان؟ وهو أمر خطير خصوصا إذا تصورنا صدوره من دولة راسخة الجذور لها دساتير تحكمها منذ عام 1923، أي أنها على وشك الاحتفال بمرور مئة سنة على أول دستور لها، وجميع هذه الدساتير تؤكد أن «الجنسية حق لمن يولد لأب مصري أو لأم مصرية » (مادة 6 من الدستور الحالي) وبالتالي فالجنسية المصرية ليست منحة تعطيها الدولة لشخص وتنزعها عنه، وإنما هي حق له ترتبط به مثل اسمه. وحتى الدول المحتلة لمصر لم تستطع سحب جنسية عرابى أو سعد زغلول، وإنما أمرت بنفيهما خارج البلاد، أما الجنسية فلم تستطع المساس بها. وعلى فرض سحب جنسية مواطن فماذا يفعل؟ هل له حق الإقامة في مصر وكيف؟ أم يهاجر دون جنسية ويلجأ إلى الدول التي تعادي مصر؟ في كل دولة قوانين تثبت قوة الدولة في تنظيم سلوك مواطنيها ومعاقبة الخارجين بعقوبات تتدرج من الحبس إلى الإعدام، ولهذا لا أتصور ضعف الدولة إلى حد سحب جنسية مواطن. فمصر أقوى من ذلك بكثير فلا تستضعفوها إلى هذا الحد الذي لا تستطيع أن تضبط فيه سلوك مواطنيها حسب القوانين المعتادة! من الغريب أنه كان هناك مشروع منذ أسابيع يقترح بيع الجنسية المصرية، فأيه الموضوع بالضبط: حتبيعوا والا تسحبوا؟»

أمراض النخبة

«آفة النخبة في هذا البلد الشيزوفرينيا الفكرية كما يصفها سيد علي في «الأهرام» فقد صدعونا بحرية الرأي، وعند أي اختبار لهم ينسحبون لمراتع الاستبداد، فالحرية لهم حصريا، ويا ويل من يسعى لتقديم تجربة نقدية لأفكارهم أو للزعيم الذي يقدسونه، فهم من المعصومين وعندما يقدم دبلوماسي بحجم عمرو مرسى على تسجيل تجربته الشخصية، ويخرج من الصمت الدبلوماسي لبراح المفكر والسياسي يتصدون له كعادتهم في الشوشرة على كل من يحاول أن يفسر ويكشف ما وراء الأحداث وكثيرا ما كانوا ينتقدون الصمت الرسمي حول كثير من القضايا والأحداث التي أثرت في تلك الامة، ويكفي مثلا أننا حتى الآن لا نعرف من أحرق القاهرة في القرن الماضي؟ أو لماذا خاضت مصر حرب 67 وهي غير مستعدة وقواتها في اليمن؟ ولماذا أقدم السادات على كامب ديفيد ومن دفعه لاعتقالات سبتمبر/أيلول 1981؟ ذلك أن معظم الروايات التي صدرت كانت ممن لم يشاركوا في صناعة تلك الأحداث، ولهذا يشعر المرء بالدهشة من تلك الحملة الشعواء على رجل بحجم عمرو موسى، ومحاولات الاغتيال المعنوي له بمنطق الحجب من المنبع. وبدلا من الاحتفاء بمذكراته ومناقشتها والاستفادة من تجربته، راحوا يتفوهون بفحش القول وشخصنة التجربة واتهامه بأنه ينتقم من رجال يوليو لأنه من أسرة وفدية إقطاعية لمجرد أن مذكراته رصدت أن ناصر كان يستجلب بعض الأطعمة لمساعدته في مواجهة مرض السكري الذي عجل برحيله، ثم أن الكافة وعلى رأسهم أشد معارضيه لا يختلفون على نزاهته وزهده وعيشته البسيطة، فإذا بدراويشه يصنعون من «الحبة قبة» كما يقولون، على الرغم من أن في المذكرات ما يجرح التجربة الناصرية في الحكم مثل الديكتاتورية ونكسة 67 ودولة الخوف والاستبداد. والعجيب أن ناصر كان من الشجاعة بحيث اعترف بكل ما ينفيه دراويشه».

جرس إنذار

«الأجراس تدق، لكن الآذان صم، والقلوب غلف، والعقول نائمة.. التحذير يطلقه علاء عبد الوهاب في «الاخبار»، عشنا نباهي بالأسرة المصرية في تلاحمها وتراحمها، وأن الصغير يحترم الكبير الذي – بدوره- يحمي ويظلل وينصح ويضحي و..و.. ومع الوقت إذا بأحلامنا أوهام من خيال لا قدرة لها على الصمود، في مواجهة مشاكل وأزمات راحت تتوالى، فإذا بأغلب الأسر في عين العاصفة. الجريمة العائلية تسارعت معدلاتها، والتفكك في ظل وسائل التواصل أصبح السمة السائدة، فكل فرد في الأسرة عالم وحده!
نسبة الطلاق بلغت 40٪ طبقا لأحدث تقرير حكومي، فلماذا يكافح الشاب أو تسعي الفتاة للمشاركة في بناء كيان مهدد بالانهيار؟ ومع صعوبة الأوضاع الاقتصادية، واقتراب الحصول على مسكن متواضع من دائرة المستحيل، كان منطقيا ارتفاع نسبة العنوسة، لنجد 8 ملايين فتاة تجاوزن الخامسة والثلاثين، و5 ملايين شاب على عتبات الأربعين بدون زواج! يعني ذلك ببساطة مخيفة أن 6.5 مليون مشروع أسرة أصبح مؤجلا، ربما للأبد. بيوت عامرة تصلها معاول الهدم، وتتحول إلى خرابات، وأفدح الخسائر يتجرعها أطفال أبرياء، قد يتحول بعضهم إلى مشروع مجرم.. وأحلام ببناء أسرة جديدة تتكسر تحت مطارق ظروف صعبة، فيتراجع الحالمون لينتظموا في طابور العنوسة الذي يتمدد مع الأيام. وفي ظل هذا الواقع يجاهد الباقون من أجل مجرد الاستمرار تحت سقف واحد، بينما يبقى حلم الجدران الأربعة مع شريك حياة أقرب إلى الأساطير، مادام تيسير الزواج مسألة تتعارض مع تقاليد بالية يقدسها البعض على حساب سعادته وهناء أبنائه! انتبهوا أيها السادة خطر عظيم يتهدد الكيان الأسري والسكين تسرقكم».

محلك سر

«تتحرك تركيا شرقا، وإيران غربا، وتُحاصر مصر. فأين العرب؟ وهل هم على وضع «محلك سر»؟ يتساءل حسن حنفي في «المصري اليوم». هم محاصرون شمالا من روسيا وغربا من أوروبا، وشرقا من إيران وجنوبا من إفريقيا. والسهم موجه إلى القلب في زرع إسرائيل. فظلوا ينزفون. وما زال شعراؤهم يبكون على أطلال فلسطين. كانت الدولة العثمانية حامية لهم من أطماع الشرق والغرب.. ونشأت الدول الوطنية بحدود مصطنعة بينها طبقا لاتفاقية «سايكس بيكو». وعلى الرغم من حركة التحرر الوطني، ونجاح العرب في طرد المستعمر الأجنبي، إلا أن استبداد الدولة الوطنية وسريان الفساد والعنف فيها جعلها تنهزم أمام إسرائيل في 1948 ثم في 1967.
والآن تتفتت الدولة الوطنية التي كانت البديل عن الدولة العثمانية مجزأة، تأكلها من الداخل الحركة الإسلامية وأحلامها في عودة الخلافة، وتوحيد الأمة تحت «الحاكمية لله»، وتطبيق الشريعة الإسلامية. واستعملت القوة جهادا في سبيل الله. فنشأت الحركات المتطرفة منها مثل «داعش» و«القاعدة» فسالت دماء العرب بأيديهم. وقتلوا من أنفسهم أكثر مما قتل عدوهم الأول، إسرائيل. وأصبحت قضية النظم السياسية محاربة الإخوان ثم تعميم ذلك على الكل باسم مقاومة الإرهاب. ويجتمع العالم كله شرقا وغربا على مجابهة عدوان الإرهاب. أعطت النظم السياسية العربية الأولوية لها على أوطانها ودولها وشعوبها. فضحت بالشعوب في سبيل النظام السياسي، كما يحدث الآن في سوريا. وضحت بوحدة الأوطان كما هو الحال في ليبيا واليمن. وضحت بالمواطنة في العراق ولبنان. وبعد التموجات في ثورات الربيع العربية الشعبية، أُحبطت الشعوب واتجهت إلى البحث عن الخبز، لقمة العيش، بعد غلاء الأسعار وخفض قيمة العملة المحلية. واضطر العرب إلى مغادرة أوطانهم. لم يعد عند العرب ولاء لأوطانهم، ولا ولاء لتاريخهم، ولا محافظة على هويتهم، ولا اعتزاز بذاتيتهم».

أول القصيدة «عودة»

لا تخلو بعض الصحف من الهجوم على النظام السعودي ومن بين من انتقدوا ولي العهد محمد ثابت في «الشعب»: «الداعية سلمان العودة رجل مسالم رزقه الله فطنة وعقلا، وذكاء فطريا ودماثة خلق شهد بها القاصي قبل الداني.. جهاز «رئاسة أمن الدولة» السعودي تم إنشاؤه في يوليو/تموز الماضي وحسب، وكأن أرض الحرمين كان ينقصها هذا الجهاز، وكأن الظلم الذي تحتويه بين أظهرها كان قليلا عليها، ولكن الطغاة من كل حدب وصوب ينهلون من كف وريق شيطان واحد. وكان أول عمل واضح بارز في حياة ومسيرة الجهاز ذي التبعية السيادية لولي العهد محمد بن سلمان، الذي لم يجاوز الثلاثين إلا بعام أو عامين على الأكثر، أو ما يقارب نصف عمر الداعية الأشهر اليوم في المملكة الدكتور سلمان العودة. إن عدنا بالذاكرة لعدة أشهر وتوقفنا لدى يوم 25 يناير/كانون الثاني الماضي إذ كانت الراحلة هيا السياري، زوجة العودة برفقة أبنائها في سيارة على طريق الفيضة في الطائف؛ فاصطدمت بسيارتها أخرى للنقل، ما أودى بحياتها وأحد أبنائها وترك ابنيهما عبد الرحمن ولدن في حالة تستوجب احتجازهما في مستشفي عسكري في الرياض لأشهر، فيما آثر الرجل المكلوم الانسحاب بأحزانه في داره. وفي نهاية يناير من العام الحالي، اتصل محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي آنذاك، وصاحب المنصب المعد على المقاس له، ومنشئ جهاز أمن الدولة في المملكة، اتصل ابن سلمان بصفتيه السابقتين معزيا الداعية العودة، وكان الاتصال بمثابة «رسالة» لم يكن الداعية على استعداد لفهمها وما يزال، فالأمير الذي يبلغ عمره نصف عمر الداعية يعد نفسه ليكون الحاكم الأول في البلاد، وعلى الداعية أن يحفظ الجميل له، وإلا فإنه بعد أشهر سيعرض نفسه للمساءلة عبر الجهاز الأمني الذي يعد الأمير له. كما أبرق الملك سلمان بنفسه إلى العودة معزيا، وحدثه ولي العهد محمد بن نايف آنذاك هاتفيا، وشكر العودة الجميع».

كيف يعزي جاسوسا؟

اندلعت الأزمة الخليجية ودعا العودة للجميع بالخير، بدون تصريح رافضا استخدام قلمه في تقبيح مسلمين جيران للمملكة.. فما كان من الأمير كما يشير محمد ثابت في «الشعب» إلا أن فقد صوابه، مقررا اعتقال الداعية ضمن آخرين، مع إتاحة الفرصة لأمن الدولة لإثبات تبعيتهم لهم بحقارة مثل حقارته. في 16 أغسطس/آب 1994 أُلقي القبض على العودة إثر تقديمه «مذكرة للمناصحة» للملك الراحل فهد، بأن يُجري إصلاحات في جميع المجالات، وذلك بعد رفضه دخول القوات الأمريكية إلى السعودية في حرب الخليج الثانية.. وبالطبع فصل الشيخ من عمله في الجامعة، واستمر حبسه لـ5 سنوات.. لكن سجنه كان سياسيا بامتياز. أما مؤخرا فجهاز أمن الدولة قال إن الشيخ وقرابة ثلاثين من خيرة أبناء وعلماء المملكة «متورطون» في العمل مع خلية استخباراتية خارجية، وأيا ما كانت تبعية الخلية المدُعاة (لقطر أم تركيا أو مصر) فإنهم جواسيس يمتلكون أجهزة تقنية حديثة للتجسس من «آي باد» وما شابه.. ودعنا من انتشار هذه الأجهزة في المجتمعات الغنية مثل المملكة.. فإنه من المعروف أن الجاسوس والجواسيس يأخذون وقتا طويلا يمتد لعشرات الأعوام ليتم إعدادهم.. فكيف كان العودة جاسوسا حسب الأمير؟ كيف كان الداعية ورفاقه جواسيس في المملكة فيما يتصل محمد بن سلمان بنفسه معزيا أكبرهم أو الداعية سلمان العودة؟».

مخاوف مشروعة

«كيف ستتعامل كردستان مع العالم الخارجي وهي محاصرة، وكيف يمكنها تمويل حرب لن تكون نزهة، إذا ما قرر الحشد الشعبي شنها في المناطق المتنازع عليها؟ يتساءل فراج إسماعيل في «المصريون»، المشهد معقد للغاية ولا يمكن لمسعود بارزاني القفز عليه بسلام. هناك أكثر من أقلية كردية مجاورة تخشى الدول التي تعيش بين ظهرانيها أن تنزع للاستقلال إذا نجح استفتاء كردستان في فرض الأمر الواقع. الأكراد هم رابع أكبر أقلية إثنية في الشرق الأوسط، يتراوح عددهم بين 30 و40 مليونا يتوزعون على المنطقة الجبلية الممتدة على حدود تركيا والعراق وسوريا وإيران وأرمينيا.
في العراق تبلغ نسبتهم بين 15 و20٪ من إجمالي عدد السكان البالغ 37 مليون نسمة. مسعود بارزاني له تاريخ مع النزعة الاستقلالية، فقد ولد في العام نفسه الذي أسس فيه والده الملا مصطفى بارزاني الحزب الديمقراطي الكردستاني معلنا قيام جمهورية «مهاباد» في أقصى شمال غرب إيران عام 1946، التي لم تستمر سوى 11 شهرا. الملا مصطفى بارزاني هو قائد الثورة الكردية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وكان اسمه معروفا للعامة في مصر. وشكلت وفاته عام 1979 في واشنطن، التي أقام فيها مع ولده مسعود خبرا مهما، رغم المعروف عنا كمصريين من إفراط في الشأن المحلي.
هذا التاريخ أدى إلى المقارنة الحالية وإلى المخاوف الإقليمية، فإذا كان مصطفى بارزاني أقام دولة في كردستان إيران، فقيام ولده المولود في «مهاباد» الإيرانية بالاستفتاء على استقلال كردستان العراق، يعني أن هناك اتجاها لإنشاء وطن قومي ممتد للأكراد من الحدود العراقية إلى التركية والإيرانية والسورية. القياس هنا الوطن القومي لليهود في فلسطين وشعاره من النيل إلى الفرات. لا ننسى الترحيب الإسرائيلي الحار بالدولة المقترحة التي ذكرتهم بقيام دولتهم».

أحلام المصريين ببناء أسر جديدة تتكسر تحت مطارق الظروف الاقتصادية الصعبة

حسام عبد البصير

ما جدوى الحياد الإسرائيلي في الأزمة السورية؟

Posted: 28 Sep 2017 02:28 PM PDT

يوم الغفران 1973 نقش في تاريخ الدولة كحادث مؤسس ـ فشل عظيم أدى إلى ضحايا كثيرة، أضرار كبيرة واهتزاز صورة إسرائيل ومناعتها القومية.
الحرب لم تأت من فشل منفرد، لقد جاءت نتيجة سلسلة من الفشل، من انغلاق الزعماء ـ سواء السياسيين أو العسكريين ـ ومن جو اللامبالاة والعجرفة التي منعت رؤية الحقائق وقراءة علامات التحذير. لجان تحقيق، تحقيقات واستخلاص عبر عامة وشخصية، جرت في أعقاب تلك الحرب البائسة، التي أدت في نهاية الأمر إلى انقلاب تاريخي في السلطة.
في هذه الايام نحن نوجد في ذروة عملية مركبة من سلسلة من حالات الفشل، ممارسة سياسية خطأ، ومرة اخرى ـ انغلاق وعجرفة من قبل القادة. وهذه تؤدي إلى فشل بحجم حرب يوم الغفران، وهذه المرة في المجال الاستراتيجي، الذي هو كارثي أكثر.
منذ أكثر من ست سنوات تجري حرب أهلية في سوريا. الدولة التي تعتبر حلقة مركزية فيما سمي «محور الشر» (إيران، سوريا، حزب الله وحماس) مزقت بين المتمردين على نظام الأسد والمنظمات الجهادية والقوات الكردية وغيرها، الذين يواجهون الجيش السوري المخلص للنظام والمدعوم بمساعدة روسية (في الأساس جوية)، وقوات من حرس الثورة الإيراني، ومقاتلي حزب الله من لبنان.
منذ اندلاع أعمال العنف، اتبعت إسرائيل سياسة عدم اتخاذ موقف وعدم التدخل فيما يجري في سوريا، باستثناء انحراف نيران إلى داخل حدودها. في هذه الحالات رد جيش الدفاع بصورة موضعية على المنطقة التي أطلقت منها النار، حتى لو كان الأمر بالخطأ. حكومة إسرائيل أعلنت أنه في كل الأحوال هي لن تسمح بنقل وسائل قتالية نوعية من سوريا إلى لبنان، لأن هذه الوسائل ستصعب على جيش الدفاع مواجهة حزب الله في جبهة لبنان. طوال الوقت تم تنفيذ عمليات موضعية أمام التهديدات التي اعتبرت ذات إمكانية كامنة عالية، مثل مصانع لإنتاج الصواريخ، أنظمة مضادة للطائرات متطورة وما أشبه. حكومة إسرائيل تتفاخر (أحيانا من دون الاعتراف علنًا بذلك) بهذه العمليات، وفي الأساس العمليات التي نفذت من قبل سلاح الجو. ولكن واضح للجميع أن سلاح البحرية وقوات خاصة أخرى نفذت وتنفذ عمليات وقائية في سوريا وحدودها. إن نجاح هذه العمليات يخلق شعورا بالسيطرة على الوضع، تفوق عسكري وثقة بوضعنا الاستراتيجي، الأمر الذي يذكر بالشعور (المضلل) عشية حرب يوم الغفران.
قرار إسرائيل عدم التدخل، وأكثر من ذلك عدم النشاط السياسي في العالم، خاصة في الدول العربية، إزاء نظام الأسد، خلق فراغا دخلت إليه روسيا بحكمة كبيرة. روسيا التي رأت دائما في الشرق الاوسط، لا سيما في سوريا، موقعا استراتيجيا من الدرجة الأولى، قرأت الخريطة جيدا وأقامت قاعدة بحرية استراتيجية في اللاذقية، وقاعدة جوية استراتيجية في حميميم. وفي هذه القواعد نشرت طائرات متطورة، أنظمة دفاع جوية من الأكثر تطورا في العالم، وأنظمة اتصالات واستخبارات. من هناك تنطلق القوات الروسية لتنفيذ عمليات مساعدة لجيش الأسد، وفعليا غيروا ميزان القوى لمصلحة الأسد الذي كان نظامه على وشك السقوط.
قوات إيرانية سارعت إلى الدخول إلى الأراضي السورية. وهي تقوم بزيادة حجم القوات هناك، ويزيدون مساحة المناطق التي توجد تحت نفوذهم. روسيا قررت أن دعم إيران يخدم مصالحها، لهذا من الواضح أن نشاطها في المنطقة يتناقض مع مصالحنا. على هذه الخلفية فغن تصريح رئيس الحكومة نتنياهو في لقائه مع وزير الخارجية الروسي في 1996 بأنه سيكون مسرورا برؤية روسيا تعود للعب دور مركزي في الشرق الأوسط، يبدو اليوم تصريحا غريبًا. روسيا تحقق الآن نتائج استراتيجية، ولها علاقة بصورتها في العالم في منطقتنا بصورة اكثر مما توقعت حتى في أحلامها الأكثر وردية. لقد تحقق ذلك في ضوء سياسة الولايات المتحدة التي انسحبت من التدخل في سوريا، وفي أعقاب عدد من حالات الفشل الإسرائيلية، سواء في المجال السياسي أو العسكري أو الإعلامي.
روسيا دخلت المنطقة من أجل أن تبقى هنا سنوات كثيرة. إن رصيدها الاستخباري والاستراتيجي أوصلاها إلى هذا الوضع، الذي فيه أي اتفاق يخص سوريا ومحيطها لا يمكن أن يتم من دون موافقة كاملة وتدخل منها. هذا أدى إلى أن إيران حصلت على «يد حرة» وتحولت إلى راعي سوريا الأول. فعليا، طهران هي التي تقرر السياسة في سوريا. حزب الله سيعمل دائما تحت إمرة الأسد، لكن التعليمات والتوجيهات يتلقاها من إيران.
وما الذي تفعله حكومة إسرائيل؟ خلال فترة طويلة، هي تسعى من دون نجاح إلى إلغاء الاتفاق النووي مع إيران. إسرائيل تدين الاتفاق النووي في كل مكان، وفي الأساس في الولايات المتحدة ـ هناك حتى خطب نتنياهو في الكونغرس ضد الرئيس الأمريكي السابق براك أوباما. مشاركة إيران في تقديم مساعدة مباشرة وغير مباشرة للإرهاب في منطقتنا، وتوسعها إلى داخل سوريا وتهديد الدول المعتدلة في المنطقة، ليست موجودة في سلم أولويات الحكومة، لا في العمليات العسكرية ولا في النشاطات السياسية، لا في الولايات المتحدة، وبالتأكيد ليس أمام روسيا.
وما هو المغزى الاستراتيجي لهذه التطورات؟ قوات إيرانية أو قوات خاضعة لإيران، تتموضع على حدود إسرائيل في هضبة الجولان. وهكذا يتم تحقيق اتصال عملي كامل بين القوات العاملة ضدنا من الحدود اللبنانية والقوات التي تقف أمامنا في هضبة الجولان. وبسرعة ستضع إيران في سوريا قاذفات صواريخ وقذائف ستوجه إلى المناطق الإسرائيلية. هذا يتناسب مع سياستها التي تقول: إن تدمير إسرائيل يأتي بعد أن يتم إحاطتها بمواقع إطلاق صواريخ وقذائف. وكل هذا يتم تحت مظلة جوية واستراتيجية روسية، التي يمكنها تقييد نشاطات جيش الدفاع الإسرائيلي (لا سيما من الجو). وقوفنا مكتوفي الأيدي في زيارات المجاملة عديمة أي تأثير عملي لرئيس حكومتنا لدى بوتين، بنقص التنسيق مع السياسة الأمريكية في المنطقة ـ إسرائيل تبث لروسيا بأنها تستطيع مواصلة هذا التوجه، وإيران ستحسن استغلال ذلك. وضعنا الاستراتيجي سيستمر في التدهور، إلى درجة أن نكون مرتبطين باستعداد الولايات المتحدة للمحاربة من أجلنا أو أن تمنحنا غطاء مهددا أمام التدخل الروسي أو الإيراني ـ هذا أمر لا يمكنني أن أبني عليه أمننا القومي.
يجب أن نعترف أننا نوجد في حالة طوارئ استراتيجية، يجب أن نفهم أن الحلقة الضعيفة في هذه السلسلة المهددة ما زالت نظام الأسد. يمكن ضعضعة مكانته، وسيطرته على مقدرات استراتيجية معينة، المس بالبنى التحتية الحيوية لديه وإثارة الرأي العام العالمي ضد أحد كبار مجرمي الحرب في هذا القرن. من أجل ذلك يجب التوقف عن الجولات العبثية وعن الخطابات عديمة الجدوى ضد الاتفاق مع إيران أمام جهات ليست لها أي قدرة في التاثير. بعد ذلك يجب البدء في إجراء اتصالات سرية مع شركائنا الاستراتيجيين ـ الدول العربية المعتدلة والعالم الحر وعلى رأسه الولايات المتحدة. نعم، هذا يجبرنا على الإصغاء لهم أيضا، لكن يحظر علينا تجاهل التهديد المتزايد أمامنا.

اساف اغمون
٭ عميد احتياط في سلاح الجو
هآرتس 1 28/9/2017

ما جدوى الحياد الإسرائيلي في الأزمة السورية؟
وقوف إسرائيل مكتوفة الأيدي إزاء ما يجري في سوريا سيجلب لها كوارث مستقبلية
صحف عبرية

بغداد تضيّق «الخناق المالي» على كردستان… ومطار أربيل يعلّق رحلاته

Posted: 28 Sep 2017 02:28 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: بدأت نتائج الإجراءات التي صوت عليها مجلس النواب العراقي، أمس الأول الأربعاء، بشأن استفتاء إقليم كردستان العراق، تأتي بنتائجها، لا سيما في مجال تصدير النفط وفرض سلطة الدولة على المطارات والمنافذ الحدودية في الإقليم. وحددت سلطة الطيران المدني العراقية، مساء اليوم الجمعة، كمهلة أخيرة لتعليق حركة الطائرات من وإلى مطاري أربيل والسليمانية، في خطوة تأتي تمهيداً لتسليم ملف إدارة المطارين إلى سلطة الطيران المدني.
وبعد يوم واحد من إعلان وزارة النقل في إقليم كردستان العراق رفضها تسليم المطارين إلى السلطة الاتحادية، أعلن مطار أربيل الدولي استجابته لقرار تعليق الرحلات.
وقالت مديرته، تالار فائق صالح، لوكالة «فرانس برس»، أمس الخميس، إن «جميع الرحلات الدولية، من دون استثناء، من مطار أربيل وإليه، ستعلق اعتبارا من الساعة السادسة (15:00 ت غ) من مساء الجمعة».
وأضافت أن هذا القرار جاء «إثر قرار مجلس الوزراء العراقي ورئيس الحكومة حيدر العبادي»، أمس الأول الأربعاء، حيث أعلنت السلطات العراقية حظر الرحلات الجوية الدولية في إقليم كردستان.
وأعلنت شركات طيران عربية، من بينها مصر للطيران، والخطوط الجوية القطرية، والأردنية وطيران الشرق الأوسط اللبناني، عن استجابتها لقرار الحكومة العراقية بحظر الرحلات الجوية في كردستان.
وتسعى الحكومة الاتحادية إلى فرض سيطرتها على المطارات والمنافذ الحدودية في كردستان، خصوصاً وإن الإقليم لم يسلّم خزينة الدولة العراقية أي واردات من مطاري أربيل والسليمانية منذ عام 2011. وقال وزير النقل العراقي الأسبق، عامر عبد الجبار لـ«القدس العربي»، إن «قرار إغلاق وفتح المطارات في العراق، يتبع لسلطة الطيران المدني العراقية، وفقاً للقانون والضوابط، بكونها المسؤولة عن الأجواء العراقية وحركة الطيران».
وأضاف: «يمكن إغلاق المطارات لأسباب فنية أو إدارية أو مالية، وهذا من ضمن صلاحيات وزير النقل، ورئيس سلطة الطيران المدني»، لكنه أشار إلى إمكانية إغلاق المطارات أيضاً «لأسباب أمنية أو سياسية، وهذا الأمر من صلاحية القائد العام للقوات المسلحة، من دون الرجوع إلى مجلس النواب».
من جانب آخر، طالب وزير النقل العراقي الأسبق، رئيس الوزراء حيدر العبادي بأن «هناك إنصافا في القرار الحكومي»، عبر مطالبة «مطار النجف بتنفيذ القرار أيضاً».
وعزا السبب في ذلك إلى «سيطرة أحزاب سياسية» ـ لم يسمها، على مطار النجف الدولي، مشدداً على ضرورة «ذهاب عائدات المطار إلى خزينة الدولة العراقية».

بغداد تستهدف الواردات المالية للإقليم

في شأن متصل، أعلنت هيئة السياحة العراقية، أمس الخميس، توقف حركة السياحة الداخلية المتجهة إلى إقليم كردستان منذ بداية الأسبوع المقبل بعد إجراء استفتاء الانفصال.
وقال رئيس الهيئة محمود الزبيدي، في بيان، إن «شركات السياحة في بغداد والمحافظات الجنوبية والوسطى ألغت جميع رحلات السياحة الداخلية إلى مدن إقليم كردستان بعد استفتاء انفصال الإقليم».
وأضاف أن من «أهم عوامل السياحة هو توفير مناخ مناسب اجتماعي وامني وسياسي لتلك المناطق»، مشيراً إلى أن «السياح يخشون من التوجه إلى إقليم كردستان بعد إجراء الاستفتاء».
وأوضح الزيدي أن «القطاع السياحي يعتبر ثاني أكبر مورد اقتصادي للإقليم بعد النفط، لأنه كان يدر ملايين الدولارات شهريا»، لافتا إلى أن «الأيام المقبلة ستشهد إلغاء جميع شركات الخارجية وخطوط الجوية العالمية رحلاتها إلى الإقليم؛ ما يعني انعزاله وعدم تمكنه من استحصال أي مبلغ من السياحة، كما كان قبل الاستفتاء».
وعلمت «القدس العربي» من مصدر مطلع، أن «إدارة مطار السليمانية، أصدرت تبليغاً لجميع الموظفين، ينصّ على تقليص عدد أيام الدوام خلال الشهر إلى النصف، إضافة إلى خفض الرواتب إلى النصف أيضاً».
وطبقاً للمصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، فإن «السلطات الأمنية في إقليم كردستان، منعت العرب من دخول الإقليم ـ وخصوصاً محافظة أربيل، في يوم الاستفتاء 25 أيلول/ سبتمبر الماضي، وعقبه بيوم واحد»، مضيفاً إنه «على الرغم من وجود توجيهات من قيادات الإقليم باحترام العرب وعدم التجاوز عليهم، إلا إن تلك التوجيهات لا يتم العمل بها عند مداخل مدن الإقليم، بحيث يتعرض العرب إلى تجاوزات وانتظار لساعات قبل السماح لهم بدخول الإقليم».
ومن بين إجراءات بغداد التي أخذت طريقها إلى التنفيذ، هي «إيقاف» التحويلات المالية بين المحافظات العراقية، وكردستان.
وحسب مصدر في البنك المركزي العراقي، فإن الأخير «أوقف نظام التحويلات المالية بين المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان»، واصفاً قرار الإيقاف «من ضمن العقوبات المالية التي صدرت بحق إقليم كردستان».
وأضاف المصدر، في تصريح تناقلته عدد من وسائل الإعلام المحلية، إن «التحويلات المالية التي جرى إيقافها تتعلق بالمصارف وشركات التحويل المالي».
ومن بين القرارات التي اتخذتها الحكومة العراقية والبرلمان، مؤخراً، حصر تصدير النفط بحكومة المركز، وإبلاغ الدول الإقليمية بعدم التعامل مع الإقليم في هذا الشأن، وخلافاً لذلك يعدّ «تهريباً».
تركيا أولى الدول التي أعلنت التزامها بالقرارات العراقية، إذ تعهدت الحكومة التركية بحصر التعامل مع الحكومة الاتحادية في بغداد في موضوع تصدير النفط، حسبما أفاد بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس الخميس.
وأورد البيان إن رئيس وزراء تركيا، بن علي يلدريم، أكد خلال اتصال هاتفي مع نظيره العراقي حيدر العبادي «التزام بلاده بالتعاون والتنسيق الكامل مع الحكومة العراقية لتنفيذ كافة الخطوات الضرورية لبسط السلطات الاتحادية في المنافذ البرية والجوية وتوفير الوسائل المطلوبة لذلك».
وأكد «دعم بلاده لجميع القرارات الأخرى ومنها المتعلقة بحصر تصدير النفط بالسلطات الاتحادية».
وشدد يلدريم، حسب البيان، على «الموقف التركي الداعم لكل القرارات التي اتخذها مجلسا الوزراء والنواب في العراق لحفظ وحدة البلد».

النجيفي : تنظيم «الدولة» هو المستفيد

في السياق، رأى محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي إن الجهة الوحيدة التي ستجني نتائج أزمة كردستان هي تنظيم «الدولة» وأخواتها من الجماعات الإرهابية، التي بدأت تستثمر «التحشيد الجماهيري» المتبادل لبناء أرضيتها للنشاط المستقبلي.
وكتب على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، يقول: «قد تتشابه الايديولوجيا أو تختلف. وقد تظهر مسميات جديدة وتكتيكات تتلاءم مع المنطقة، ولكن خطر الإرهاب الذي ضرب المناطق السنّية قد يعود بثوبه الجديد ليعيش في فجوة الخلاف بين كردستان وبقية العراق، ما لم يسارع الطرفان لحل الأزمة وبالتعاون مع المجتمع الدولي».
وأشار إلى إن «فرصة منع الإرهاب لازالت متوفرة»، داعياً «العقلاء» إلى إدراك «خطورة النار التي يلعبون بها، ويتنازلوا لحل هذه الأزمة، قبل أن يستفحل أمرها ويخرج الحل من أيديهم».
تصريح النجيفي جاء مغايراً لما طالب به نائب رئيس الجمهورية العراقي نوري المالكي، الحكومة بـ«الإسراع في تصعيد إجراءاتها ضد من يسعى لتقسيم العراق، فيما حذر من الاستماع لما سماهم «بعض أصوات النشاز» الذين بدأوا يبررون إجراءات الاستفتاء.
وحذر هشام الركابي مدير المكتب الإعلامي للمالكي، «بعض المحسوبين على حزب البعث والمرتبطين بمصالح تجارية وشخصية مع دعاة الاستفتاء، أن لا يستمعوا لأصواتهم النشاز التي بدأت تبرر الآن إجراءات الاستفتاء، وتحميل أطراف سياسية مسؤولية ما حصل».
وفي تطور لاحق، انتقدت العشائر العربية «السنّية»، أمس الخميس، بشدة القرارات التي اتخذتها السلطتان التشريعية والتنفيذية في بغداد ضد إقليم كردستان على خلفية الاستفتاء الذي جرى يوم الاثنين الماضي 25 أيلول/ سبتمبر، للاستقلال عن العراق، واصفة تلك القرارات بـ«الطائفية والكارثة».

بغداد تضيّق «الخناق المالي» على كردستان… ومطار أربيل يعلّق رحلاته
المالكي يدعو للتصعيد ضد من يسعى لتقسيم العراق… وعشائر سنّية تنحاز للإقليم
مشرق ريسان

موسكو تسعى لمنافسة واشنطن في كردستان سياسياً واقتصادياً

Posted: 28 Sep 2017 02:28 PM PDT

اسطنبول ـ «القدس العربي»: كان الموقف الروسي الأقل حدة في معارضة استفتاء استقلال كردستان الذي جرى تنظيمه قبل أيام، مقارنة بنظيره الأمريكي، والإقليمي التركي والإيراني. ورغم بيانات الخارجية الروسية التي ضمت عبارات فضفاضة تخص وحدة العراق، لكن المتحدث الصحافي للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين عبر عن موقف اقرب للحياد عندما قال «نحن ندعم وحدة أراضي دول المنطقة، لكننا لا نريد إعلان قرارنا بخصوص الاستفتاء حالياً».
كثير من المراقبين والكتاب الروس، يعتقدون أن على موسكو أن تكون أكثر مرونة مع طموحات الكرد القومية. ويكشف الكاتب مكسيم ساخوف في إحدى مقالاته عن رغبة لدى قطاع من المسؤولين الروس بدعم إقامة دولة كردية. كما ينقل عن عضو في اللجنة الرئاسية الروسية للجماعات الإثنية، قوله عن الكرد «ستكون لهم دولتهم عاجلا أو آجلا، بشكل أو بآخر».
وينطوي هذا التوجه الروسي على عدة أهداف، يتعلق أحدها بمنافسة النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط من خلال محاولة الأستحواذ على أحد أهم حلفاء واشنطن في العراق، في وقت تبدو فيه واشنطن غير راضية عن تصاعد نزعة التحرر لدى إقليم كردستان من قيود السلطة المركزية التي دعمتها.
وترى واشنطن ذلك، إخفاقا لسياساتها في المنطقة، فيكتب جيمس جيفري، السفير الأمريكي السابق في العراق، كلمات غاضبة قائلاً: «هذه انتكاسة كبرى…إنها تحرمنا من القول إن الولايات المتحدة وحدها هي من تستطيع إبقاء العراق موحداً».
وإضافة للسباق بين موسكو وواشنطن على المياه الدافئة في الشرق، فإن التمدد الروسي في سوريا والعراق لا يقف أمامه سوى النفوذ الأمريكي بين القوى الكردية الانفصالية شمال سوريا، وكذلك العلاقات الأمريكية الوطيدة مع أربيل.
روسيا، تعتبر، أن نمو العلاقة بين الأكراد وموسكو سيمنح الأخيرة ملعبا جديداً للمناورة مع دولة إقليمية هامة هي تركيا، خصوصاً إذا عرفنا كيف استثمرت موسكو علاقتها الوطيدة مع أكراد تركيا وسوريا، كورقة مساومة مع أنقرة في الملف السوري.
الحسابات الاقتصادية أيضاً، دخلت كعامل مؤثر في الرؤية الروسية المنافسة للولايات المتحدة في كردستان، وحسب تحليل نشره مركز «ستراتفور» الأمريكي، فان موسكو تتحول تدريجياً لأكبر مصدر للسيولة المالية في الإقليم، من خلال النشاط الاستثماري لشركتي «روزنيفت» و«غازبروم» عملاقي الطاقة الروسيين، إذ توشك شركة «روزنفيت» على إبرام اتفاق مع اقليم كردستان العراق لتمويل وبناء خط أنابيب لتصدير الغاز الطبيعي لتركيا بقيمة مليار دولار.
ومن المستبعد أن يعطل الأتراك هذه الصفقة بوجه مصالح حلفائهم في روسيا، وهذه الصفقة ستكون ثالث مشروع كبير لعملاق الطاقة الروسي في اقليم كردستان العراق، بقيمة تتجاوز الاربعة مليارات دولارات، في صفقات خلال الاشهر القلية الماضية.
وحسب «ستراتفور»: «تمثل هذه الصفقات تحولا كبيرا لأكراد العراق الذين ربطتهم علاقات وثيقة بواشنطن منذ عام 1991 عندما عرضت الولايات المتحدة عليهم حمايتهم من صدام حسين». مصدر رفيع في أربيل، يقول :»موسكو تعمل فعليا على سد الفجوة مع تراجع الولايات المتحدة في العراق».
العلاقة بين الأكراد وروسيا، مرشحة للمزيد من التطور على حساب الأمريكيين، وقد تكون المهمة المقبلة للكرملين مراعاة حساسيات حليفهم الاقليمي الأبرز في طهران من الملف الكردي، ومزيدا من الاستثمار في الورقة الكردية مع تركيا.

موسكو تسعى لمنافسة واشنطن في كردستان سياسياً واقتصادياً

وائل عصام

مقتل عشرات الجنود للنظام السوري في محيط دمشق بسلسلة كمائن لقوات المعارضة

Posted: 28 Sep 2017 02:27 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: تفاقمت خسائر النظام السوري خلال المواجهات العنيفة مع تنظيم «الدولة» في محافظة دير الزور، وفصائل المعارضة المسلحة شرق العاصمة دمشق، حيث قتل 48 عنصراً على الأقل من قوات النظام، وجندي من القوات الروسية، يوم أمس الخميس، خلال المعارك المشتعلة بين قوات النظام والقوات الروسية الخاصة من جهة وتنظيم «الدولة» في ريف محافظة دير الزور، في ظل تراجع القوات المشتركة عن مواقع كانت قد انتزعت السيطرة عليها سابقاً من تنظيم «الدولة»، فيما أكدت أرقام المعارضة مقتل أكثر من 70 عنصراً من قوات الفرقة الرابعة في سلسلة تفجيرات على تخوم العاصمة السورية دمشق.
وأفادت وكالة «أعماق» المتحدثة باسم تنظيم «الدولة»، أن جندياً روسياً واحداً و33 عنصراً من قوات النظام السوري لقوا مصرعهم، في الهجوم الذي شنه مقاتلو تنظيم «الدولة» على مواقع قوات النظام في قرية «الشولا» جنوب غربي دير الزور، يضاف اليهم مقتل 15 عنصراً آخرين من قوات النظام في مواجهات بالقرب من قرية «المريعية» جنوب شرقي دير الزور، حسب وكالة أعماق.
من جهة ثانية اعترف النظام السوري بمقتل 45 جندياً من قوات الفرقة الرابعة عقب تفجيرات تبناها الجيش الحر المتمثل بـ «فيلق الرحمن» في الغوطة الشرقية، فيما أكدت مصادر مسؤولة من المعارضة المسلحة لـ»القدس العربي» ان ما لا يقل عن 70 عنصراً للنظام السوري قتلوا على تخوم مدينة دمشق. من جهتها أفادت قناة «روسيا اليوم» أمس الخميس، بأن 45 جندياً سورياً قتلوا في انفجار أبنية مفخخة من قبل فيلق الرحمن والفصائل المسلحة الأخرى في عين ترما بريف دمشق، اضافة إلى مقتل 26 عنصراً آخرين في كمين سابق.
وقال الناطق الرسمي باسم فيلق الرحمن «وائل علوان» في تصريح خاص لـ «القدس العربي» ان مقاتلي الفيلق نفذوا ثلاثة كمائن خلال 24 ساعة الفائتة، وأسفر ذلك عن مقتل العشرات من عناصر الفرقة الرابعة شرقي دمشق، فيما كانت حصيلة الكمين الأخير وحده 50 جندياً من قوات الفرقة الرابعة.
وأضاف المصدر «نفَّد الجيش السوري الحر «فيلق الرحمن» سلسلة كمائن صرَّح بها على موقعه الرسمي أودت بعشرات المقاتلين من عناصر الفرقة الرابعة بين قتيل وجريح، ويأتي ذلك في سلسلة المعارك الدفاعية المستمرة منذ ثلاثة شهور والتي يخوضها الثوار على جبهات جوبر وعين ترما وزملكا شرق العاصمة دمشق، حيث أعلن الجيش الحر أمس عن عطب دبابة وجرافة عسكرية وتدمير دبابة في جبهة عين ترما، كما أعلنوا عن كمين أوقع مجموعة مقتحمة لعناصر الفرقة الرابعة ودبابة T72».
ونقل «علوان» عن الموقع الرسمي لفيلق الرحمن تأكده من أن «الثوار تمكنوا مساء أمس من تنفيذ كمين ليلي سقط فيه أكثر من 25 قتيلاً من قوات النظام، ثم أعلن المصدر نفسه عن الكمين الثالث أمس الخميس (28 أيلول) على جبهة عين ترما شرق دمشق والذي سقط فيه أكثر من 50 عنصراً لقوات الفرقة الرابعة في سلسلة تفجيرات. فيما تناقلت الصفحات المؤيدة لنظام الأسد خبر مقتل ودفن عشرات القتلى في معارك دمشق معظمهم من مدينة طرطوس في الساحل السوري» حسب قوله.
وكانت شبكة أخبار الفرقة العسكرية الرابعة التي يقودها ماهر الاسد قد ذكرت قبيل مقتل الجنود بساعات، ان مقاتلي الفرقة تمكنوا من دخول انفاق تابعة لفيلق الرحمن على أطراف بلدة «عين ترما» في ريف دمشق الشرقي، وتمكنوا من السيطرة عليها، حيث ذكر المصدر ان «المعركة فوق الارض وتحت الارض، وبعض الانفاق يتم تفخيها وبعض الانفاق يتم وضع الكمائن فيها» الأمر الذي أكدته مصادر اهلية لـ»القدس العربي» بان «قوات مجموعة مدججة بالسلاح تابعة للفرقة الرابعة قد دخلت فعلاً إلى الانفاق تحت بلدة عين ترما ولكنهم لقوا حتفهم هناك خلال عمليـات التفجـير».

تنظيم «الدولة» يأسر جنديين روسيين

ويشن تنظيم «الدولة» هجوماً واسعاً على مواقع قوات النظام وقوات روسيا الخاصة والميليشيات الايرانية جنوب غربي دير الزور، حيث تمكنت القوات المهاجمة من فرض سيطرتها على كل من قرية «الشولا وكباجب» في صحراء دير الزور الغربية، فيما رد الطيران الحربي الروسي بالقنابل العنقودية على المنطقة.
وذكرت وكالة اعماق المتحدثة باسم تنظيم «الدولة» ان مقاتلي التنظيم تمكنوا من أسر جنديين روسيين، وقتل آخر، اضافة إلى مقتل العشرات من قوات النظام السوري، إثر هجوم شنه التنظيم على مواقع قوات النظام في قرية الشولا جنوب غربي مدينة دير الزور صباح أمس الخــميس.
وقال مصدر ميداني من محافظة دير الزور لـ «القدس العربي» ان تنظيم «الدولة» استهدف مواقع قوات النظام بسيارتين مفخختين، الأولى استهدفت حويجة المريعية والثانية على الطريق الدولي بالقرب من كازية العلي، فيما يواصل التنظيم تقدمه في منطقة مزارع وحـويجة المـريعـية في ريـف ديرالـزور الشـرقي في ظـل اسـتمرار المواجهـات بين الأطـراف المتـصارعة في أريـاف محافظـة ديـر الزور.

مقتل عشرات الجنود للنظام السوري في محيط دمشق بسلسلة كمائن لقوات المعارضة
«الدولة» يأسر جنديين روسيين ويوقف القوات الروسية من التقدم في دير الزور
هبة محمد

الأمم المتحدة تندد بالغارات الجوية على المستشفيات والمدارس في إدلب السورية

Posted: 28 Sep 2017 02:27 PM PDT

نيويورك (الأمم المتحدة) – «القدس العربي»: أدانت الأمم المتحدة غارات جوية على خمسة مستشفيات ومخزنين للمساعدات الإنسانية في إدلب في سوريا هذا الأسبوع ودعت لتطبيق نظام يسمح للأطراف المتحاربة بحماية المدنيين والمنشآت الطبية قرب الجماعات «الإرهابية».
وقال يان إيغلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا إنه ليس واضحاً من نفذ هذه الهجمات لكنه أضاف أن الهجمات جزء من نهج متصاعد لمهاجمة «شرايين الحياة الإنسانية» بما في ذلك المستشفيات وسيارات الإسعاف والعاملون في المجال الطبي. وقال للصحافيين «نحتاج بشكل عاجل لنظام إخطار عملي ومحترم لهذه المنشآت المحمية تحترمه الأطراف المسلحة» رغم أنه أقر بأن بعض وكالات الإغاثة تعزف عن تقديم إحداثيات مواقعها للأطراف المتحاربة.
وقال مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، إن سوريا مازالت تواجه تحديات صعبة وعميقة، وإن الشعب السوري مازال عالقاً في دائرة عنف مغلقة يجب كسرها.
وأضاف في جلسة مجلس الأمن الدولي التي عقدت عصر الأربعاء بتوقيت نيويورك، أنه فيما يتم إحراز تقدم على مستوى مناطق خفض التوتر منذ اتفاق الرابع من أيار/ مايو الماضي، هناك تقارير مقلقة حول الهجمات الجوية الأخيرة على إدلب وحماة التي أسفرت عن أعداد كبيرة من القتلى والجرحى وتدمير في البنية التحتية: «أشارت التقارير إلى أن غارة جوية وقعت بالأمس في منطقة وادي الزيب في ريف حماة، قد تسببت في مقتل حوالي ثمانين شخصاً كانوا يفرون من داعش. أنا قلق بشكل خاص حيال تقارير تفيد بضرب الغارات الجوية للمدارس والمستشفيات في إدلب. لقد أخبرنا شركاؤنا أن ثلاثة مستشفيات في كفرنبّل وخان شيخون وحيش، توقفت عن العمل تماماً مما ترك أكثر من نصف مليون نسمة بدون رعاية صحية».
مارك لوكوك الذي يتحدث لأول مرة أمام مجلس الأمن الدولي بصفته وكيل الأمين العام للإغاثة الطارئة، أشار إلى المعارك الجارية في الرقة ودير الزور ضد داعش، قائلاً إنها أدت إلى رفع مستوى العنف. وأوضح أنه مع تغير خطوط التماس، فإن إمكانيات الوصول الإنساني إلى المحتاجين تتغير: «بعد استعراض شامل من قبل الأمم المتحدة، فإن دير الزور وثلاثة وتسعين ألفاً وخمسمئة شخص يعيشون في المدينة، أزيلوا من قائمة المحاصرين. أربعمئة وتسعة عشر ألفاً وتسعمئة وعشرون شخصاً، معظمهم من الأطفال وفقا لليونيسف، مازالوا محاصرين في عشرة مواقع عبر سوريا. من بين هؤلاء، خمسة وتسعون في المئة محاصرون من قبل الحكومة السورية. واثنان في المئة (في الفوعة وكفريا) محاصرون من قبل جماعات مسلحة من غير الدول. وثلاثة في المئة في اليرموك، محاصرون من قبل الحكومة السورية والجماعات المسلحة من غير الدول على حد سواء. وفيما ينخفض عددهم، إلا أن محنة المحاصرين مازالت قاسية. ينبغي رفع الحصار عن هذه المناطق».
وتطرق مارك لوكوك إلى العوائق البيروقراطية من كل الأطراف، داعيا إلى إزالتها للتمكن من الوصول إلى جميع المحتاجين. وقال إن الوضع مازال خطيراً بالنسبة لعمال الإغاثة في سوريا الذين يواجهون مخاطر العنف كل يوم، مشيراً إلى أن العشرات منهم لقوا حتفهم منذ بدء الصراع.
هذا وأشار وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية إلى أن خطة الاستجابة الأممية لعام 2017 مازالت تعاني من نقص كبير في التمويل، داعياً إلى تجديد الدعم الدولي والوفاء بالتعهدات.
ورحب ستافان دي ميستورا، المبعوث الخاص للأمين العام لسوريا، في مداخلته أمام مجلس الأمن بإنشاء أربع مناطق للتخفيف من حدة التصعيد الناجمة عن اجتماعات عمان واستانا جنباً إلى جنب مع مناطق نزع السلاح التي توسط فيها الاتحاد الروسي، ووصفها بأنها خطوة مهمة في الجهود المبذولة لكبح العنف. وقال إن تنظيم «الدولة (داعش) يتعرض للضرب بينما تتقدم قوات الحكومة السورية في ريف حماة وحمص الشرقي». وفي الوقت نفسه، حققت قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي مزيداً من التقدم ضد تنظيم داعش»، حيث سيطر على معظم مدينة الرقة».
وقال المبعوث الخاص للامم المتحدة إنه فى الوقت الذى تحقق فيه بعض التقدم فان الوضع فى سوريا ما زال هشاً ويتعرض بشدة للتراجع، وحث الجانبين على تقييم الوضع بشكل واقعي ومسؤول والعودة إلى محادثات جنيف، الذي ينوي عقدها في تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
وأعرب دي ميستورا عن قلقه إزاء الهجوم الذي شنته جبهة النصرة في مقاطعتي إدلب وحماة، مشيراً إلى أنه منذ أول نيسان/أبريل، قصفت الغارات الجوية بعض المدنيين والهياكل الأساسية المدنية. واضاف «لذلك فان الوضع بعيد عن الكمال او المثالي».
وقال إنه يتعين القيام بالمزيد لحماية المدنيين وضمان بقاء سوريا موحدة. وأضاف أن من واجب الحكومة أن تشارك حقا في المفاوضات مع المعارضة. «والآن، بعد أن بدأت هزيمة الإرهاب في سوريا، الوقت قد حان لعملية حقيقية وشاملة. يجب حث الحكومة على أن تظهر بالقول والعمل على أنها تريد حقاً إجراء مفاوضات. يجب أن تركز المناقشات على تشكيل حكم شامل، ووضع جدول زمني لدستور جديد، وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة». وأضاف المبعوث الخاص أن على المعارضة إعطاء إشارة واضخة أنها تريد التحدث بصوت واحد في مفاوضات حقيقية مع الحكومة، مضيفاً: «لا أحد يطلب من المعارضة التوقف عن كونها معارضة، ولكننا نحث المعارضة أن تدرك أنها ستكون أكثر مصداقية وفعالية عندما تقف معا، وتظهر استعدادا للأخذ والعطاء».
«على الرغم من أن هناك بعض التخفيف من حدة العنف في سوريا، فهذا ليس الوقت المناسب للإرتياح»، قالت السفيرة الأمريكية نيكي هيلي في جلسة مجلس الأمن المخصصة لسوريا. «إن العمل السياسي يجب أن يسير بالتوازي مع جهودنا الرامية إلى تخفيف حدة التصعيد، وبدون حل سياسي سيستأنف العنف وأي مكاسب ضد داعش ستكون مؤقتة فقط . أي اتفاقات على الورق في أستانا لن تنجح وسيظل الشعب السوري ضعيفاً ويتناقض مع بعضه البعض بدون عملية سياسية يستطيع فيها النظام والمعارضة أن يشاركا بحسن نية ولكن النظام السوري يرفض أن يأتي إلى طاولة المفاوضات بحسن نية».
والولايات المتحدة ملتزمة بإيجاد حل في سوريا وقالت هيلي «وعلينا أن نزيد من إيصال المساعدات الإنسانية إلى المجتمعات المحاصرة للمعاناة. وعلينا أن نحمل النظام مسؤولية منع وصول المساعدات لكن الحل الدائم الوحيد في سوريا والسبيل الوحيد لإنهاء العنف وهزيمة الإرهاب هو من خلال انتقال سياسي، لا يسمح للنفوذ الإيراني بأن يحل محل داعش أو الأسد في السلطة. وإذا استمرت الحرب الأهلية، سيعاني المزيد من الناس ومكاسبنا ضد داعش لن تفتح الباب أمام المتطرفين الآخرين الذين يسعون لاستغلال الصراع . نقدم لكل الذين إستجابوا لنداء المأساة الإنسانية في سوريا شكرنا واحترامنا ولكن يجب ألا ننسى – ولن ننسى – ما هو مطلوب لحل هذه الأزمة حقا: عملية سياسية حقيقية يمكن من خلالها للشعب السوري أن يكسب قدرته على ضمان سلامته وتحديد مستقبله».

الأمم المتحدة تندد بالغارات الجوية على المستشفيات والمدارس في إدلب السورية
مجلس الأمن يستمع إلى تقرير حولها ودي ميستورا يدعو المعارضة للتحدث بصوت واحد
عبد الحميد صيام

محكمة مصرية تقضي بالسجن المؤبد على مرشد الإخوان و15 آخرين

Posted: 28 Sep 2017 02:26 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: قضت محكمة جنايات بنى سويف، المنعقدة في معهد أمناء الشرطة في طرة، أمس الخميس، بمعاقبة 16 متهماً بالسجن المؤبد بينهم مرشد جماعة الإخوان المسلمين محمد بديع، في القضية المعروفة إعلاميا بأحداث بني سويف، التي تضمنت اتهامات بـ«حرق مركز شرطة ببا ومقر الشهر العقاري ومدرسة الراهبات» عقب فض اعتصامي جماعة الإخوان في ميداني رابعة العدوية والنهضة يوم 14 أغسطس/اب 2013.
وصدر الحكم بالسجن المؤبد على 4 متهمين بينهم بديع، حضوريًا، و12 آخرين غيابيا.
وكان المستشار تامر الخطيب، المحامي العام لنيابات بني سويف، أحال 93 متهما من عناصر وقيادات الجماعة، إلى الجنايات، في القضية نفسها. وكان بين المحالين، بديع، وعبد العظيم الشرقاوي عضو مكتب الإرشاد، والدكتور نهاد القاسم عبد الوهاب أمين حزب الحرية والعدالة في المحافظة، وسيد هيكل عضو مجلس الشورى السابق، وفاروق عبد الحفيظ، وخالد سيد ناجي، وعبد الرحمن شكري أعضاء مجلس الشعب السابقون، ومحمد حسين مرزوق نقيب المهندسين السابق
ويعد هذا الحكم هو الثالث الذي يصدر بالسجن المؤبد بحق مرشد الإخوان، حيث صدر بحقه حكم بالسجن المؤبد، في القضية المعروفة إعلاميا بـ»غرفة عمليات رابعة»، بعد اتهامه مع آخرين بإعداد غرفة عمليات لتوجيه تحركات جماعة الإخوان، بهدف مواجهة الدولة.
وفي وقت سابق، أيدت محكمة النقض، حكما بالسجن المؤبد لمحمد بديع، و32 آخرين من قيادات الجماعة، على رأسهم محمد البلتاجي وصفوت حجازي وأسامة ياسين وباسم عودة، في القضية المعروفة إعلاميا بـ»قطع طريق قليوب».
ويحاكم بديع في 37 قضية، بعض منها صدرت فيه أحكام ابتدائية بالإعدام والسجن، وبعضها ما زال قيد التحقيق. كما صدر ضد المرشد العام أحكام ما زالت قابلة للطعن، ففي قضية «اقتحام السجون»، أصدرت محكمة جنايات القاهرة حكما في يناير /كانون الثاني 2015، قضى بإعدام بديع ومحمد مرسي الرئيس الأسبق، وعدد من قيادات الجماعة، إلا أن محكمة النقض قبلت الطعن المقدم منهم وأحالتهم لمحكمة الجنايات لإعادة محاكمتهم.
في الموازاة، أصدرت محكمة عسكرية مصرية، أمس الخميس، أحكاما تتراوح بين الحبس 3 سنوات والسجن المؤبد (25 عاما) بحق 31 شخصًا، إثر إدانتهم بارتكاب أعمال عنف في 3 قضايا، وفق مصدرين قانونيين.
ونفى المتهمون وأعضاء هيئة الدفاع عنهم، خلال جلسات المحكمة، صحة الاتهامات.
وقال خالد الكومي ومحمد الفرا، عضوا هيئة الدفاع عن المتهمين، في تصريحات صحافية، إن «المحكمة العسكرية في محافظة أسيوط (جنوب) قضت بالسجن المؤبد (25 عاما) على 12 متهمًا (حضوريا)، أدينوا بارتكاب أعمال عنف في محافظة المنيا (وسط).
وأضاف أن «المحكمة ذاتها قضت بمعاقبة 11 متهما (حضوريا) بالسجن 7 سنوات، وحدث (أقل من 18 عامًا) بالحبس 3 سنوات، لإدانتهم في قضية ثانية بارتكاب أعمال عنف ضد منشآت كنسية في المنيا».
كما قضت المحكمة نفسها، في قضية ثالثة، بمعاقبة 7 متهمين (حضوريا) بالسجن 5 سنوات، إثر إدانتهم أيضًا بارتكاب أعمال عنف ضد منشآت كنسية في المنيا، وفق المصدرين ذاتهما.
وحسب القانون المصري، تعد الأحكام التي صدرت أمس أولية وقابلة للطعن أمام محكمة الطعون العسكرية، خلال 60 يومًا من التصديق عليها.
وتعود أحداث القضايا الثلاث إلى صيف عام 2013، في أعقاب فض قوات الأمن اعتصامي ميداني رابعة العدوية (شرقي القاهرة)، والنهضة (غرب)، في 14 أغسطس/ آب 2013، ما أسقط مئات القتلى بين المحتجين على إطاحة الجيش بمحمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيًا، يوم 3 يوليو/ تموز 2013.
وفي مارس/ آذار 2015، أحالت النيابة المصرية المتهمين إلى القضاء العسكري، ووجهت إليهم تهما، بينها: الانتماء لجماعة محظورة بالمخالفة للقانون، وتخريب منشآت عامة.
وتنتقد منظمات حقوقية محلية ودولية محاكمة مدنيين في مصر أمام محاكم عسكرية، خشية عدم تمتع المتهمين بحقوقهم القانونية والقضائية.

محكمة مصرية تقضي بالسجن المؤبد على مرشد الإخوان و15 آخرين
اتهموا بحرق مركز شرطة ومقر الشهر العقاري ومدرسة للراهبات
تامر هنداوي

ملاسنات سنية شيعية في مصر بعد دعوة سلفية لهدم ضريح الحسين

Posted: 28 Sep 2017 02:26 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: تجددت الملاسنات بين التيار السلفي والشيعة في مصر، مع اقتراب يوم «عاشوراء» الموافق يوم العاشر من شهرم محرم من كل عام هجريا، بسبب احتفالات أبناء الطائفة الشيعية التي ينظمونها عند ضريح الحسين في حي الأزهر الشريف في القاهرة.
وطالب الداعية السلفي، سامح عبد الحميد حمودة، الحكومة المصرية بإزالة ضريح الحسين الموجود في مسجد الحسين في القاهرة، بمناسبة قدوم عاشوراء، مشيرا إلى أن هذا الضريح ليس فيه الحسين.
وقال في بيان إن «الحسين رضي الله عنه قُتل في كربلاء في العراق، ومسجد الحسين في القاهرة لا يوجد به رأس الحسين كما يكذب الشيعة، وهذا المسجد تم بناؤه بعد مقتل الحسين بمدة كبيرة، حيث بناه العُبيديون الذين يُقال إنهم فاطميون وهم شيعة، وقد كذبوا وزعموا أنهم حصلوا على رأس الحسين ودفنوها بالقرب من الجامع الأزهر مكان مسجد الحسين الحالي». وأضاف: «العجيب هو الزعم بأن الحسين مدفون في عدة أماكن مثل كربلاء والنجف والشام ومصر، والحقيقة التاريخية أن رأس الحسين مدفونة في البقيع في المدينة المنورة، وأما مسجد الحسين في القاهرة فليس فيه الحسين رضى الله عنه».
ولفت كذلك إلى أن «هذا الضريح المنسوب كذبًا للحسين يدخله الجهلة ويمارسون فيه أنواعًا من الشرك والبدع، وينادون الحسين ليرزقهم أو يُعطيهم الذرية أو يشفيهم أو يفك عنهم الكربات، وهذا من الشرك، لأن الذي يرزق المال والأولاد ويشفي الأمراض ويفك الكربات هو الله تبارك وتعالى وليس العباد».
وتابع: «الشيعة يستغلون هذا المسجد لنشر التشيع والتوغل بين الناس، وغزو مصر ببدعهم وانحرافاتهم وخرافاتهم، ويسبون الصحابة الكرام مثل أبي بكر وعمر وعائشة وغيرهم من الصحابة». في المقابل، قال القيادي الشيعي في مصر، الطاهر الهاشمي، إن لضريح الحسين ربا يحميه، وإن «الشعب المصري لو اجتمع على شيء فهو حب آل البيت الفطري»، متهما صاحب الدعوة لإزالته بأنه يحاول الإثارة الإعلامية.
وأوضح أن «الدعوة صدرت كالعادة إرضاء للظلاميين المتطرفين والوهابية التي تتغلل في أوصال المجتمع المصري، في حين تحارب في موطنها الأصلي في السعودية».

ملاسنات سنية شيعية في مصر بعد دعوة سلفية لهدم ضريح الحسين

البرلمان المصري يناقش 4 قوانين رفضتها المعارضة خلال دورته الجديدة

Posted: 28 Sep 2017 02:26 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي» دعا الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، مجلس النواب للانعقاد يوم الإثنين المقبل، الثانية عشرة ظهراً لافتتاح دور الانعقاد العادي الثالث.
وأصدر قراراً حمل رقم 470 لسنة 2017، بدعوة مجلس النواب للانعقاد بعد الاطلاع على الدستور والقانون رقم 1 لسنة 2016 بشأن اللائحة الداخلية للمجلس.
وكان علي عبد العال، رئيس المجلس، قد فض دور الانعقاد الثاني للبرلمان في 5 يوليو/ تموز الماضي.
ومن المتوقع أن يناقش البرلمان المصري في دوره انعقاده الثالث عددا من مشروعات القوانين المقدمة من الحكومة التي أثارت جدلا ورفضتها المعارضة، معتبرة أنها تمثل تضييقا على الحريات ومخالفة للدستور المصري الذي أقر عام 2014.
ويأتي على رأس التشريعات التي سيناقشها البرلمان خلال دورته المقبلة، تعديلات قانون إسقاط الجنسية التي أقرها مجلس الوزراء الشهر الجاري.
ووفق بيان للمجلس، فإن التعديل يتضمن إضافة حالة جديدة لسحب الجنسية المصرية تتعلق بكل من اكتسبها عن طريق الغش أو بناء على أقوال كاذبة، أو صدور حكم قضائي يثبت انضمامه إلى أي جماعة، أو جمعية، أو جهة، أو منظمة، أو عصابة، أو أي كيان، أيًا كانت طبيعته أو شكله القانوني أو الفعلي، سواء كان مقرها داخل البلاد أو خارجها، وتهدف إلى المساس بالنظام العام للدولة، أو تقويض النظام الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي لها بالقوة أو بأية وسيلة من الوسائل غير المشروعة.
وقال النائب يحيى كدواني، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب في تصريحات صحافية، إن مقترح الحكومة سيتم بحثه داخل اللجنة، بعد عرضه عليها، وسيتم التصويت عليه من قبل النواب، لإقرار التعديل من عدمه.
وأصدر عدد من أحزاب المعارضة بيانات أكدت فيها رفضها للتعديلات واعتبرتها تستهدف المعارضين.
آخر هذه البيانات صدر عن حزب الوسط، الذي عبّر عن قلق «بالغ لما يُتداول بشأن تعديل قانون الجنسية، وما يتضمنه من ثغرات مفزعة تخوِّل للسلطة سحب الجنسية من المختلفين معها بدعاوى يسهل تأويلها واستغلالها بغرض الانتقام السياسي».
وأضاف في بيانه:»حقَّ الجنسية حقٌّ أصيل منحته جميع الدساتير، وهو حق تتفق عليه كافة القوانين الدولية والأممية، ويجب على الدول التي تحترم مواطنيها أن تترفع عن اتخاذ أي إجراء من شأنه تهديد المختلفين مع سلطتها بسحب هويتهم وحرمانهم من الانتماء والانتساب لوطنهم».
ودعا إلى «عدم تمرير هذا القانون الباطل دستوريًّا والجائر حقوقيًّا، وأعلن رفضه التام لمثل تلك القوانين التي من شأن تمريرها زيادة التوتر في الوطن ومن ثم زيادة التطرُّف والانقسام المجتمعي».
ويأتي مشروع قانون العمل الجديد، كأحد التشريعات التي سيناقشها المجلس خلال الفترة المقبلة، وهو مشروع القانون الذي أثار غضبا واسعا في الأوساط العمالية، وأحزاب المعارضة التي اعتبرته الأسوأ بين كل قوانين العمل التي أقرت في مصر عبر تاريخها، خاصة فيما يتعلق بعدد ساعات العمل التي تضمنها مشروع القانون، حيث نصت الفقرة الرابعة، من المادة 94 من مشروع القانون، على عدم إجازة «أن تزيد ساعات الوجود في العمل بالمنشأة عن 12 ساعة»، في حين كان القانون القديم لسنة 2003 في مادته رقم 85 تنص على عدم إجازة «أن تزيد ساعات العمل على 10 ساعات في اليوم الواحد».
وفندت حملة الحريات النقابية والدفاع عن العمال، سيئات مشروع القانون الجديد، واعتبرته «الأسوأ بين قوانين العمل التي أقرت في مصر».
وذكرت أن «مشروع القانون الجديد، أقر الشكل المؤقت، وليس الدائم، لطبيعة العمل في مصر على عكس ما أقره الدستور المصري، وتجاهل فكرة أن العمل في الأصل لا يجب أن يكون محدد المدة».
ومن المنتظر أيضاً أن يناقش المجلس قانون الإجراءات الجنائية التي لاقت اعتراضات من نقابة المحامين، وعقدت لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية في مجلس النواب، برئاسة المستشار بهاء أبوشقة، اجتماعا أمس لمواصلة مناقشة مشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون الإجراءات الجنائية، بحضور ممثلي النيابة العامة والقضاة، وجاء ذلك بعد أن استمعت اللجنة أمس الأول إلى المحامين بحضور سامح عاشور نقيب المحامين.
وكانت نقابة المحامين اعترضت على مشروع القانون المقدم من الحكومة.
وطالب سامح عاشور نقيب المحامين خلال جلسة اللجنة التشريعية، بتعديلات تنص على ضمانات المحامي، وكيفية القبض عليه، مشيرا إلى أن حصانة المحامي مثل باقي الحصانات، تضمن حق الدفاع عن المتهم، وحماية للمواطنين في استحضار الضمانة الدستورية، مؤكدا التمسك بترجمة النصوص الدستورية كما هي، حتى لا يتلاعب أحد في تفسيرها.
كما ستشهد دورة الانعقاد الثالث مناقشة مشروع التأمين الصحي الشامل المقدم من الحكومة، وهو القانون الذي رفضته نقابة الأطباء، معتبرة أنه يمثل بابا خلفيا لخصخصة المستشفيات.
ولاقى مشروع القانون اعتراضات واسعة، حيث يفرض اشتراكات كبيرة على أولياء أمور الطلاب مقابل الخدمة، بما فيها العمالة غير المنتظمة، وأنه حال امتنع العامل عن دفع قسط التأمين الصحي كل 3 شهور يوقف اشتراك الطالب.
ومن المتوقع ان يمرر مجلس النواب هذه القوانين رغم الاعتراض عليها، حيث يمثل تكتل 25 ـ 30 المعارض نسبة صغيرة من أعضاء المجلس الذي يسيطر عليه ائتلاف دعم مصر الموالي للحكومة.

البرلمان المصري يناقش 4 قوانين رفضتها المعارضة خلال دورته الجديدة
إسقاط الجنسية والعمل الجديد والإجراءات الجنائية والتأمين الصحي الشامل

في ندوة عقدت في «المعهد الملكي للشؤون» الدولية» في لندن حول استفتاء استقلال كردستان العراق: «مهما كانت نتيجة الاستفتاء فاستقلال كردستان ليس قريباً ولكنه يقوي موقع أكراد العراق»

Posted: 28 Sep 2017 02:25 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»:اكد ثلاثة خبراء في الشأن الكردي في ندوة عُقدت في «المعهد الملكي للشؤون الدولية» (تشاتهام هاوس) في لندن الثلاثاء انه مهما كانت نتيجة الاستفتاء حول استقلال إقليم كردستان العراقي، فلن يتم انشاء دولة كردية مستقلة في المستقبل القريب بل ستستخدم النتيجة لتحقيق مطالب سياسية لاكراد العراق.
وأشار الدكتور محمد شريف، الأستاذ في سياسة الشرق الأوسط في «معهد الدراسات العربية والإسلامية» في جامعة اكستر ان الإدارة الامريكية عبّرت وتعبّر عن تحفظها على اجراء هذا الاستفتاء، ولكنها تعتبر اكراد العراق والاكراد عموما مصدر قوة وذخيرة سياسية نافعة وثمينة بالنسبة لها.
وأضاف قائلاً ان الفارق ما بين الوضع في كردستان العراق وفي بلدان المنطقة الأخرى المتحالفة مع أمريكا ان القيادات هناك قد تكون مقربة من واشنطن ولكن الشعوب لا تشعر بنفس هذه المودة فيما في كردستان الشعب والقيادة قريبان من أمريكا.
ولكنه أشار في الوقت عينه ان قيادة أمريكا لديها مصلحة في تعاون الحكومة المركزية العراقية مع إقليم كردستان وتشجيع التفاوض بين الجهتين.
واعتبر بان الحكومة العراقية المركزية تجاوزت الدستور العراقي عندما حاولت (وخلال فترة النظام العراقي السابق) كانت المجموعات العربية والتركمانية فيها اقلية، وان أمريكا وقفت متفرجة آنذاك واعتبرت هذه المناطق «مناطق متنازع عليها».
وقد حضر الندوة ممثل للحكومة العراقية في بريطانيا رأى بان قيادة كردستان العراق هي التي خرقت الدستور العراقي عندما لم تتشارك (كما نص الدستور العراقي) في تقاسم إيرادات النفط في كردستان العراق مع الحكومة المركزية العراقية بالنسب الواردة في الدستور. واعتبر بان اجراء الاستفتاء في هذه المرحلة يهدد وحدة الشعب العراقي. كما رفضت ما قاله شريف بالنسبة الى المناطق المجاورة لكركوك قائلاً ان الأقليات العربية والتركمانية وغيرها في هذه المناطق من شمال العراق تعرضت لتعديات وتجاوزات لحقوقها وممتلكاتها من جانب الاكراد. ودعا إلى التعاون بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان مؤكداً احترام القيادة العراقية لتطلعات وآمال اكراد العراق. واكد بان الدستور العراقي لا يسمح لقيادة إقليم العراق بالتصرف بالنفط العراقي الموجود في أراضيه كما تشاء قيادة الإقليم.
اما الباحث في المعهد الملكي (تشاتهام هاوس) الدكتور ريناد منصور فتساءل لماذا تقرر اجراء الاستفتاء الآن حول استقلال إقليم كردستان العراق؟ ولماذا اتخذت الجهات الإقليمية والدولية موقفاً سلبياً من هذا التوقيت؟ وماذا سيحدث في المستقبل؟
وأوضح بان معظم الجهات المتابعة للوضع في العراق تدرك بان استقلال إقليم كردستان لن يتحقق الآن ولكن (برأيه) ان القيادة في كردستان ترغب بالتفاوض مع الحكومة المركزية العراقية حالياً من موقع قوي (اقوى من قبل) وبالتالي تلعب الورقة القومية الكردية والاستقلال مدركة بانها ستحضى بالتأييد الشعبي الكردي، ولكن بالإضافة إلى ذلك ستحصل على اجماع بين جميع قيادات الأحزاب والجهات الكردية التي ربما كانت ستختلف حول قضايا أخرى. وهذا يعني بان رئاسة الإقليم حاليا وحدت القيادات الكردية فيه.
ولكنه استدرك قائلا انه لا يمكن لأي إقليم او مجموعة اثنية او قومية ان تتحول إلى دولة من دون ان تحصل على اعتراف دولي واقليمي بها. وهذا لن يتحقق قريبا لاسباب عديدة أهمها مصالح الدول الإقليمية وعلاقة القيادات الدولية مع القيادات الإقليمية (وخصوصا تركيا)، واذا عارضت قيادة كردستان المشيئة الدولية فستجد صعوبة بالغة في تحقيق احلامها السياسية والاقتصادية وقد تؤدي المواقف الكردية المبالغ فيها من الناحية القومية إلى تصاعد في القومية العراقية لمواجهتها وإلى مواجهات قد تتصاعد حدتها مما يهدد الاستقرار الأمني في العراق والمنطقة. وتوقع منصور حدوث سيناريو آخر قد يؤدي على مشاركة اكبر للاكراد في السلطة المركزية العراقية تُضاف إلى مشاركتهم الحالية الكثيفة. كما لم يستبعد مشاركتهم بقوة في الانتخابات التشريعية العراقية المقبلة، ونجاحهم فيها نجاحا اكبر.
وعبّرت الدكتورة نازاند بيغيخاني الباحثة في جامعة بريستول البريطانية عن تأييدها لنشوء دولة كردية في المستقبل لأن ذلك سيتيح المجال لنشوء منظمات مجتمع مدني تدافع عن حقوق الانسان عموما وحقوق المرأة خصوصا، علماً ان عائلتها عانت كثيراً بسبب معارضتها للنظام العراقي السابق وقدمت شهداء في هذا المجال.
واعتبرت في ردها على سؤال انه من المبكر تخطي الحدود السياسية والاجتماعية بين اكراد العراق وسورية وتركيا وايران (في هذه المرحلة) لأن الهويات الاجتماعية للمجموعات الكردية في تلك المناطق مختلفة، كما ان الأوضاع السياسية في كل من هذه البلدان وعلاقة السلطات المركزية والفئات الفاعلة فيها مع الاكراد من سكانها قضية معقدة تتطلب تجاوز عقبات كبيرة.
وكانت ترد على سؤال طرحته في هذا المجال الباحثة والكاتبة السعودية البارزة مي يماني التي حضرت هذه الندوة حول امكان امتداد اللحمة في المواقف الاجتماعية والسياسية بين الاكراد في دول المنطقة المختلفة وإلى المطالبة بدولة كردية كبرى تتجاوز كردستان العراق.

 

في ندوة عقدت في «المعهد الملكي للشؤون» الدولية» في لندن حول استفتاء استقلال كردستان العراق: «مهما كانت نتيجة الاستفتاء فاستقلال كردستان ليس قريباً ولكنه يقوي موقع أكراد العراق»

سمير ناصيف

الوفود الفنية تبدأ ترتيب زيارة حكومة التوافق لغزة… والحية يؤكد: سلاح المقاومة خارج كل المعادلات ولم يطرح للنقاش

Posted: 28 Sep 2017 02:25 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: مع دخول ترتيبات وصول الوفد الحكومي الكبير والذي سيرأسه الدكتور رامي الحمد الله، رئيس وزراء حكومة التوافق، إلى قطاع غزة منتصف الأسبوع المقبل، لاستلام مهام إدارة المؤسسات الحكومية بناء على تفاهمات القاهرة الأخيرة، مراحل متقدمة بدخول وفد يمثل مسؤولين فنيين وآخرين من الإعلام الرسمي إلى القطاع، أعلنت حركة حماس أن «سلاح المقاومة» خارج كل المعادلات، ونفت أن يكون هذا الملف قد طرح للنقاش في التفاهمات الأخيرة.
ووصل يوم أمس وفد يضم شخصيات حكومية شرعت بإجراء ترتيبات فنية لوصول الوفد الحكومي الكبير الذي سيصل قطاع غزة الإثنين المقبل، ومن بينه مسؤولون من الإعلام الرسمي الفلسطيني.
وضم الوفد الإعلامي مسؤولين في وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية وتلفزيون وإذاعة فلسطين، للتحضير لتغطية زيارة حكومة التوافق للقطاع الأسبوع المقبل.
وسيعمل الوفد للتحضير لتغطية زيارة الحكومة لقطاع غزة بشكل جيد، حيث تجري ترتيبات لنقل وصول الوفد الحكومي المقرر قدومه إلى القطاع الإثنين المقبل، على الهواء مباشرة.
ومن المقرر أن يصل خلال اليومين المقبلين مسؤولون آخرون من الحكومة، قبل وصول رئيس وأعضاء الحكومة، وكبار المسؤولين، حيث تصل طواقم أمنية يوم الأحد المقبل، أي قبل يوم من وصول الوفد الحكومي.
يشار إلى أن وفدا من الأمم المتحدة، وآخر مصريا، سيصلان يوم قدوم الحكومة، حيث سيشرف الوفد المصري على عملية تسليم إدارة الوزارات للحكومة بناء على تفاهمات القاهرة.
ويوم أمس التقى رئيس الوزراء رامي الحمد الله، بالمنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، وبحث معه آخر التطورات السياسية، ومستجدات ملف المصالحة الوطنية.
واستمع من ميلادينوف حول لقائه قادة حماس في غزة، وتقديم الحركة ضمانات لإنجاح توجه الحكومة لقطاع غزة، واستلام مهام عملها.
وعبر عن ارتياحه وتفاؤله حول تمكين الحكومة من القيام بمسؤولياتها في غزة، ودعم إنجاز المصالحة الوطنية وإنهاء سنوات الانقسام، مشددا على أن ذلك سيعمل على «نجدة أهلنا في قطاع غزة، لا سيما في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهونها».
وأشار الحمد الله إلى أن كافة القضايا والملفات «ستحل بشكل تدريجي» للوصول إلى الوضع ما قبل الانقسام ووحدة الضفة الغربية وقطاع غزة.
وكان اللواء توفيق أبو نعيم، مسؤول الأمن في قطاع غزة، أكد أن وزارة الداخلية، على استعداد تام لاستقبال الوزراء واللجان المختلفة في الحكومة.
وقال إن ترتيبات وزارة الداخلية جزء من الترتيبات العامة لاستقبال الوفد القادم للتوافق الفلسطيني، مضيفا «ننتظر قدوم الوزراء ليتم التوافق على بقية القضايا».
وأشار إلى أن المرحلة المقبلة عنوانها التفاهم وتغليب المصالحة العامة على المصالح الشخصية، مؤكدا أن هذه المرحلة تختلف عن المراحل السابقة.
ومن جديد رحبت حركة حماس بقدوم الحكومة للقطاع، وأكد خليل الحية، نائب قائد الحركة في القطاع، أن حركته ذاهبة بكل جدية نحو إنهاء الانقسام، وأنها لن تتراجع عن ذلك.
وأكد في تصريحات نقلها موقع حركة حماس الرسمي، أن حركته ستوفر لحكومة التوافق كل الإمكانات، داعياً إياها للقيام بكامل دورها وبسط يدها على كل إدارات القطاع بما فيها الأمن. وأضاف «لن يتدخل أحد في إدارة عملها».
وقال إنه لم يعد هناك مجال للتغاضي عن قضية الموظفين. وأضاف «سنجلس مع الحكومة عقب وصولها إلى غزة لوضع آليات حول حل عدة قضايا أبرزها قضية الموظفين».
إلى ذلك فقد أكد الحية أن «سلاح المقاومة» خارج كل المعادلات، نافيا أن يكون هذا الملف قد طرح للنقاش. وقال «لن نقبل أن يطرح على طاولة المفاوضات»، ويقصد المباحثات التي جرت مؤخرا في القاهرة، وقادت إلى تفاهمات مع حركة فتح، أدت لحل اللجنة الإدارية لتمكين حكومة التوافق من استلام مهام إدارة القطاع.
وقال «لا مقايضة ولا مساس بسلاح المقاومة، وسنقاتل الاحتلال بكل وسائل المقاومة حتى دحره».
وبين الحية أن الاتفاق الذي جرى في القاهرة جاء بناء على رؤية مصرية، موضحا أن حركة حماس أبلغت مواقفها الإيجابية لكل الأطراف بما فيها تركيا وقطر قبل الذهاب إلى القاهرة.
وأوضح أن التفاهمات المصرية الأمنية مرتبطة بضبط الحدود بما يحفظ أمن مصر وقطاع غزة.
وأكد الحية أن حركته تريد إتمام الوحدة وإنهاء الانقسام، لافتا إلى أن الاحتلال يريد الفلسطينيين منقسمين «لينفرد بالضفة الغربية وغزة ويواصل مخططاته الاستيطانية وتهويد القدس والمقدسات».
وأكد أن حركة حماس «جزء من الشعب المحاصر، وإذا حدث انفجار في غزة سيكون في وجه المحاصِرين، وستكون جزءاً من الانفجار».
وشدد على أن الدافع الأكبر لتحركات حماس هي مصلحة الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن حماس طرقت كل الأبواب في سبيل إنهاء الحصار.
وأثنى على كل من دعم الشعب الفلسطيني وسعى لتخفيف الحصار عن قطاع غزة، مطالباً الدول العربية جميعها بدعم الشعب الفلسطيني على الصعد كافة.
وقال «نسعى لتعزيز العلاقات مع الجميع على قاعدة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ولا نستبدل أحداً بأحد».
وأشار الحية إلى أن حركة حماس شهدت تطوراً ملحوظاً في فكرها السياسي. وقال إن «التجارب الماضية أنضجت الجميع»، مبدياً تفاؤله حيال المستقبل السياسي الفلسطيني.
وفي السياق كشف النقاب في تل أبيب أن المنظومة السياسية والأمنية هناك «تترقب بحذر» ما ستؤول إليه محادثات المصالحة بين فتح وحماس، مع اقتراب وصول الوفد الحكومي.
وحسب موقع «واللا» العبري، فإن الأيام المقبلة ستكون حاسمة، وأوضح أن المنظومة السياسية والأمنية الإسرائيلية تترقب ما ستؤول إليه الأمور، حيث يتم النظر إلى خطوات المصالحة حالياً بإيجابية، من وجهة النظر الإسرائيلية.
وذكر الموقع أنه ستكون للمصالحة حال تمت بالشكل المطلوب انعكاسات على المصالح الأمنية والسياسية الإسرائيلية، حيث تعتقد إسرائيل أنه سيتم الإعلان خلال الأيام القريبة المقبلة عن «خطوط عامة» للاتفاق بين الجانبين، وكذلك الإعلان عن موعد مراسم التوقيع على الاتفاق في القاهرة.

الوفود الفنية تبدأ ترتيب زيارة حكومة التوافق لغزة… والحية يؤكد: سلاح المقاومة خارج كل المعادلات ولم يطرح للنقاش

أشرف الهور:

إسرائيل تحتج رسميا على استقبال روسيا القيادي في حماس صلاح العاروري في مقر وزارة الخارجية

Posted: 28 Sep 2017 02:24 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: كشف النقاب في إسرائيل عن قيام أحد وزراء حكومة بنيامين نتنياهو، بتقديم احتجاج رسمي لوزير الخارجية الروسي، عقب استضافة موسكو وفدا رفيعا من حركة حماس، من بين أعضائه صلاح العاروري.
واحتجت إسرائيل رسمياً على استقبال العاروري عضو المكتب السياسي لحماس من قبل مسؤولين روس كبار، ضمن وفد الحركة الذي مكث في موسكو عدة أيام.
وحسب تقارير إسرائيلية فإن الاحتجاج جرى تبليغه لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال لقاء عقده مع وزير البيئة الإسرائيلي زئيف ألكين في العاصمة موسكو.
ونقلت صحيفة «هآرتس» العبرية عن الوزير الإسرائيلي قوله إن ما جرى يعد أمرا غير مقبول على إسرائيل.
وقال إن مسألة وصول العاروري إلى لقاء في وزارة الخارجية في موسكو كانت الموضوع المركزي في محادثاته مع لافروف. وأوضح أنه أبلغ وزير الخارجية الروسي أنه توجد خلافات بين إسرائيل وروسيا، بشأن إقامة علاقات مع حركة حماس، لكنه اعتبر استقبال العاروري في موسكو «أمرا خطيرا».
وحسب إلكين فإنه قال للافروف إنه «حتى في العلاقات مع حماس هناك حدود يفضل عدم تجاوزها»، وكان يقصد استقبال العاروري.
وخلال اللقاء قدم الوزير الإسرائيلي للافروف وثيقة أعدت في الخارجية الإسرائيلية بشأن دور العاروري في عمليات ضد أهداف إسرائيلية، وبضمنها اختطاف وقتل ثلاثة مستوطنين في صيف عام 2014.
وزعم إلكين أن لافروف قد فوجئ بذلك، وشدد أنه لا يعلم شيئا عنه، وأنه توجه إلى عدد من مستشاريه وسألهم كيف حصل العاروري على تأشيرة دخول إلى روسيا. وقال الوزير الإسرائيلي أن لافروف نفى ما نشر عن فتح مكتب رسمي لحركة حماس في موسكو.
وتتهم إسرائيل العاروري بتوجيه خلايا للحركة داخل الضفة الغربية خلال وجوده في الخارج، قامت بتنفيذ العديد من الهجمات المسلحة.
يشار إلى أن العاروري كان أسيرا في سجون إسرائيل، وأطلق سراحه عام 2007، ومكث عدة سنوات في تركيا، ثم انتقل إلى العاصمة القطرية الدوحة، ومن هناك انتقل إلى العاصمة اللبنانية بيروت.
وكان وفد من قيادة حركة حماس، برئاسة موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي للحركة، وصل العاصمة الروسية موسكو يوم 19 من الشهر الجاري، وضم الوفد عددا من أعضاء المكتب السياسي للحركة، وأجرى هناك محادثات مع نائب وزير الخارجية الروسية لشؤون الشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف.
وأعلنت حركة حماس عقب انتهاء الزيارة أن من ضمن أعضاء وفدها كان ممثلها في روسيا، في إشارة إلى وجود مكتب تمثيلي للحركة هناك.
وقالت الحركة إن زيارة وفدها كانت «مثمرة»، حيث استعرض الوفد خلال الاجتماع الذي استمر ثلاث ساعات تطورات المصالحة الفلسطينية ومستجدات لقاءات القاهرة بما في ذلك قرار الحركة بحل اللجنة الإدارية ودعوة حكومة الوفاق للقدوم إلى قطاع غزة؛ لممارسة مهامها والقيام بواجباتها فوراً، وموافقة الحركة على إجراء الانتخابات العامة.
وذكرت أن المسؤول الروسي بوغدانوف أشاد بهذه الخطوة المهمة وتقدير روسيا لها، وأعرب عن آماله في تحقيق المصالحة الفلسطينية وطي صفحة الخلاف الداخلي، مبدياً استعداد بلاده لاستقبال الفصائل الفلسطينية لعقد مشاوراتها وتقديم كل ما يلزم لتحقيق ذلكز وأكد موقف بلاده الداعم للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.

إسرائيل تحتج رسميا على استقبال روسيا القيادي في حماس صلاح العاروري في مقر وزارة الخارجية
زعمت أن سيرغي لافروف فوجئ وأنه نفى فتح مكتب للحركة في موسكو

الجزائر: مسؤول قضائي يؤكد أن باب التوبة مازال مفتوحا أمام الإرهابيين! 

Posted: 28 Sep 2017 02:24 PM PDT

الجزائر ــ «القدس العربي»: قال لطفي بوجمعة النائب العام لدى مجلس قضاء جيجل ( 400 كيلومتر شرق العاصمة الجزائرية) إن إجراءات المصالحة الوطنية لاتزال سارية حتى اليوم، وأن الكثير من الملفات قد تم تسويتها بالنسبة للأشخاص الذين كانوا في الجبال حاملين السلاح، وعبروا عن رغبتهم في العودة إلى المجتمع، مؤكدا أنه لا يوجد أي إشكال بالنسبة للتائبين في العودة إلى حياتهم العادية.
وأضاف أمس الخميس في تصريح للإذاعة الجزائرية (حكومية) إن المصالحة الوطنية مشروع وطني متجدد، مشيرا إلى أن الإجراءات والقوانين التي وضعها المشرع الجزائري كانت استثنائية، وكانت أيضا بديلا لما كان موجودا، بهدف تعزيز السلم والأمن في البلاد ، مؤكدا أن المصالحة كانت بداية صفحة جديدة أصبحت بفضلها الجزائر ناجحة على المستوى الوطني والدولي، وأصبح الكثير من الدول يستشهد بالتجربة الجزائرية في مجال المصالحة الوطنية.
جدير بالذكر أن اليوم الجمعة يوافق الذكرى الـ 12 لإقرار ميثاق السلم والمصالحة الوطنية من خلال استفتاء شعبي، وقد عاد الحديث كثيرا في الفترة الأخيرة عن المصالحة، الذي تقدمه الحكومة على أساس أنه مشروع ناجح، وأنه مثلما كان هناك من يعارضون سياسات الحكومة اليوم، فإن آخرين عارضوا سياسة المصالحة لما طرحها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مع أن المعارضة التي كانت موجودة ضد هذا المشروع كانت من داخل السلطة نفسها، بدليل أن أحمد أويحيى رئيس الحكومة الحالي كان من المعارضين لسياسة المصالحة 
وإذا رجعنا قليلا إلى الوراء وبالتحديد إلى النصف الأول من تسعينيات القرن الماضي، عندما كانت الأزمة الأمنية التي عصفت بالجزائر في أوجها، ارتفعت أصوات داعية إلى مصالحة وطنية لوقف شلال الدم، وبين هؤلاء الذين نادوا بالمصالحة نجد الراحل عبد الحميد مهري الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، والراحل حسين آبت أحمد زعيم حزب جبهة القوى الاشتراكية، والرئيس الأسبق أحمد بن بلة، وَعَبَد الله جاب الله الزعيم الإسلامي، وحتى عبد العزيز بلخادم الذي كان آنذاك يحمل لقب رئيس برلمان سابق، قبل أن يستدعيه بوتفليقة لما تولى السلطة لتسليمه عدة مسؤوليات، وكانت هذه الشخصيات قد اجتمعت في إيطاليا فيما عرف باجتماع سانت ايجيديو مع ممثلين عن الجبهة الإسلامية للإنقاذ (المحظورة) مثل أنور هدام، أي مع سياسيي الحزب المحظور، وقامت قائمة السلطة ونددت بالاجتماع واعتبرته «لا حدث»، وحركت المظاهرات «العفوية» ضد المشاركين في هذا الاجتماع، وأصبحت المصالحة في تلك الفترة مرادفة لـ «الخيانة»، بل إن عبد الحميد مهري كان ضحية انقلاب داخل حزب جبهة التحرير الوطني فيما عرف بالانقلاب العلمي، الذي أدى إلى عزله من الأمانة العامة للحزب بتحريض من السلطة نفسها انتقاما من مواقفه فيما يتعلق بموضوع المصالحة.
ولما جاء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الحكم سنة 1999 وجد قيادة الجيش قد عقدت اتفاق هدنة مع قيادة ما كان يسمى الجيش الإسلامي للإنقاذ بعد مفاوضات سرية دامت أشهرا طوال بين الرجل الثاني في جهاز المخابرات اللواء سماعين العماري ومدني مزراڤ قائد التنظيم المسلح، وكان لا بد من غطاء سياسي لهذا الاتفاق يمكن عناصر جيش الإنقاذ من النزول من الجبال، والعودة إلى الحياة العادية، وجاء قانون الوئام المدني، الذي وفر هذا الغطاء، ولكن في آخر لحظة رفض مزراڤ قانون الوئام لأنه يصفه هو وأعضاء «جيشه» بالتائبين ويحرمهم من حقوقهم السياسية، فأصدر الرئيس بوتفليقة مرسوم عفو خاص بقيادات جيش الإنقاذ.
ومباشرة بعد الانتهاء من موضوع قانون الوئام بدأ الرئيس بوتفليقة يتحدث عن ترقية الوئام المدني إلى وئام وطني، والغريب أن أحزاب الموالاة التي تسبح بحمده اليوم، مثل حزب رئيس الوزراء أحمد أويحيى كان من بين الرافضين لمبادرة الرئيس حتى قبل أن يعلن بوتفليقة مضمون مشروعه الجديد، ولما كان بوتفليقة سيخوض حملة الانتخابات لولاية ثانية وهي انتخابات انقسمت حولها السلطة، طرح بوتفليقة موضوع العفو الشامل عن الإرهابيين وهو الاقتراح الذي لاقى معارضة شديدة من طرف أحزاب السلطة ووكلاء عن أصحاب القرار، بدليل أن بوتفليقة بعد انتخابه لم يتمكن من الذهاب نحو عفو شامل واكتفى بميثاق للسلم والمصالحة الوطنية، وقيل آنذاك إن هذا ما تسمح به التوازنات، وحتى أويحيى كان يقول إن هذا أقصى ما يمكن للسلطة القيام به، وإن باب التوبة لن يظل مفتوحا إلى الأبد، وإنه بعد انتهاء الآجال التي حددها الميثاق للارهابيين لتسليم أنفسهم، وذلك يوم 31 أغسطس/ آب 2006، فلن يبقى هناك خيار آخر إلا سحقهم، في حين أن أحمد أويحيى نفسه دعا الأسبوع هذا من تحت قبة البرلمان الإرهابيين إلى تسليم أنفسهم والاستفادة من تدابير المصالحة.

الجزائر: مسؤول قضائي يؤكد أن باب التوبة مازال مفتوحا أمام الإرهابيين! 

كمال زايت:

موريتانيا: عاصفة انتقاد وجدل حول نشيد وطني أقرته الحكومة للتو

Posted: 28 Sep 2017 02:24 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: استمرت في موريتانيا أمس عاصفة الانتقاد التي قوبل بها نص النشيد الوطني الذي أقرته الحكومة للتو بديلًا عن نشيد ما بعد الاستقلال، تطبيقا لنتائج الاستفتاء الذي نظم في الخامس من آب /أغسطس الماضي وقاطعته المعارضة.
وشن مدونو المعارضة وشعراء كبار هجوما على النص الجديد مؤكدين أنه « نص هزيل لا يليق بموريتانيا أرض المليون شاعر».
وفي مقابل ذلك دافع مدونو الموالاة عن النشيد وأكدوا أنه «يفي بالمطلوب، وأن منتقديه انتقدوه من وجهة سياسية بحت».
وفي شرح لمضامين القانون الجديد المتضمن نص النشيد، أكد الوزير محمد الأمين الشيخ الناطق الرسمي باسم الحكومة «أن النشيد الوطني مطلب كان عند الموريتانيين منذ الاستقلال، وحتى اليوم لأنه منذ الاستقلال لم يعتمد نشيد وطني رسمي للجمهورية الإسلامية الموريتانية ولذلك كانت هناك عدة محاولات لإعداد نشيد وطني كان أولها سنة 1977 حينما شكلت في تلك الفترة لجنة لإعداده»، مضيفا «إن هذه اللجنة نظمت مسابقة شارك فيها ما يقارب 70 شخصا لم تتوفر الشروط المطلوبة في نصوصهم لاعتمادها نشيدا وطنيا، ثم تتالت الأحداث حتى حصل انقلاب 1978، وانشغل الجميع بذلك».
وقال «كان من ضمن الاصلاحات الدستورية في المادة 08 من دستور 1991 المراجع سنة 2006 و2012 و2017 التي تقول الفقرة الأخيرة منها يحدد بقانون ختم الدولة والنشيد الوطني، حيث طبقا لهذا القانون كلفت لجنة وطنية بإعداد النشيد الوطني وقد أعدت نشيدا وطنيا قدم اليوم أمام مجلس الوزراء يتميز بأنه صادر وفق قانون ذي مرجعية دستورية عقب حوار وطني أوصى بتغيير النشيد وهي الميزة التي لم تحصل في المحاولات السابقة».
وأضاف الوزير الشيخ «شكلت لكتابة النشيد لجنة من 28 شخصية بين شاعر وأديب وأكاديمي وناقد أدبي ضمت الولايات جميعها، إضافة إلى أنه سبيكة لمجموعة من مختلف الأناشيد التي تغني للأمجاد والاعتزاز بالأرض والمقاومة والتضحية والاعتزاز بالقيم الدينية والأخلاقية والشهامة والكرم وغير ذلك من المعاني النبيلة».
وهاجمت المعارضة على لسان رئيسها الدوري محمد جميل منصور النشيد الجديد.
وأكد في تدوينة له أمس «لم أكن أرغب في التعليق على ما قيل إنه مشروع النشيد الوطني المنتظر ولا شك أن عدم رغبتي هذه مفهومة: فسياسيا يعتبر هذا النشيد ثمرة لتعديلات ومسار منكر دستوريا وقانونيا فلا ضرورة في المشاركة في الجدل حوله أو على الأقل ثمة أولويات عليه مقدمة، وشخصيا لست من أهل الاختصاص وذائقتي الشعرية والفنية لا تؤهلني لأكون في مقدمة المهتمين بهذا الموضوع».
«ولكن النص المقترح، يضيف ولد منصور، يستفز، والتعليقات التي خرجت حتى الآن تغري بالمشاركة، وقد اختار له الدكتور الشيخ معاذ ولد سيد عبد الله وصف "النشيد الخطيئة»، وحدد مشكلته بقوله «مشكلة النشيد في بنائه ولغته وصوره الشعرية»، أما الدكتور الشيخ أحمد ولد البان فقد لخص أمره و حكم عليه من دون تردد " ليست به سكينة المتصوفة ولا جلجلة الفرسان، لغته كتلك التي تكون على المعلبات، فقدنا اللغة فمن نحن إذا»؟، والخلاصة، يقول ولد منصور، إن مشروع هذا النشيد لا يمجد المقاومة ولا يعتز بالأسلاف ولا يعبر عن روح وطنية جامعة لأهل موريتانيا كلهم».
وكان من أبرز منتقدي هذا النشيد الدكتور الشيخ معاذ أستاذ النقد الأدبي في جامعة نواكشوط الذي دَوّن حوله قائلا: «لمن يعتبرون المحفوظة الأخيرة جزء من المشروع السياسي لفخامته ويجب الدفاع عنه (برغم صعوبة ذلك)، كما يجب التعصب له ضدًا لقوانين الجمال والذوق والإبداع. ضدا للشعرية والأدبية وفنيتاهما، فمن الذي يرمي سمعة موريتانيا الشعرية عرض الحائط مقابل انتصار للحظة تهافت إبداعي منقضية، طيب. لنعتبر النقاش سياسيا وننهيه».
وأضاف «تم تزوير إرادة الناس في الاستفتاء الأخير وصوت الأموات أكثر من الأحياء ثم فرض علينا ذلك بالقوة وأصبح من كنّا نعتبرهم أكثر رزانة وموضوعية يستفزوننا يوميا بأن الاستفتاء كان شفافا في تجاهل صارخ للحقيقة ولسمعتهم ولعلاقتهم بالمستقبل والتاريخ»، ثم فرض علينا علم لا يمت للجمال ولا للمعاني الوطنية بصلة بل فيه تجاهل لدماء كثيرة وأرواح أكثر، وتم العبث بمؤسساتنا الدستورية لحاجة في نفس بعضكم، كل هذا قمتم به ودافعتم عنه، فهل تعتبرون نقدنا لهذه المحفوظة محاولة منا لدفعكم نحو التخلي عنها؟ لا أبدا؛ نحن نعرف أنها بشكلها الحالي جزء من عملية تشويه الجَمال التي فرضت علينا وتفرض يوميا، وهي وحدها التي لن تكون نشازا ضمن باقة التشويه تلك، اعتمدوها رجاء، فالنشاز الحقيقي هو إيجاد نشيد معبر عن شعرية موريتانيا وأصالتها ووطنية شعبها، لا حاجة لأن تدافعوا عن ثلمة إبداعية على جبين وطن لطخ بأكثر من ذلك «.
وزاد «أنتم تعرفون في قرارة أنفسكم أن هذه المحفوظة لا تصلح فرقعة لطرد طيور الحقل، أحرى أن تكون نشيد وطن، لكن شنآنكم الشخصي غلب على روح الإنصاف عندكم، وها أنتم تجعلون من وطنكم أضحوكة بين الأوطان، لا لشيء إلا لأن معارضا انتقد كلمات نشيد يمكن استبدالها في رمشة عين وتنتهي اللعبة، أنتم هم من يسيس الحياة والجمال والعلاقات الإنسانية، وهذا النشيد يليق بجمهوريتكم فلا تتخلصوا منه، لكن تذكروا أنكم أنتم من فضحنا».
وكتب المدون حبيب الله أحمد معلقا على النشيد «أغلب الظن أن النشيد الحالي أعد على عجل من طرف عضو واحد من أعضاء اللجنة فتشت في كلماته فلا خيول «ولد الطالب» تمارس العزف بسنابكها على الصخر، ولا «نخلة» كابر هاشم تبسط ظلها فيه، ولا ثورية» ناجي محمد الإمام» تتقد حماسا فيه، ولا نعومة ودفق تعابير بنت البراء يصقلان خشونة ترتيب فقراته، فمن أين جاء هذا النشيد؟».
وقال «لغة مكسرة وأسلوب مذبوح بسكاكين التكلف وارتباك يصعد بنا إلى الثريا ثم يعيدنا لمحاولة الصعود إليها وينتقص من بلدنا ويختصر اسمه وهو ما لا يليق في الأناشيد الوطنية».

موريتانيا: عاصفة انتقاد وجدل حول نشيد وطني أقرته الحكومة للتو

عبد الله مولود:

ترشيح أحد «مناشدي» بن علي لرئاسة هيئة الانتخابات يثير جدلا في تونس

Posted: 28 Sep 2017 02:23 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: أثار ترشيح أحد «مناشدي» الرئيس السابق زين العابدين بن علي، لرئاسة هيئة الانتخابات، عاصفة من الجدل في تونس، حيث طالب بعض النواب والسياسيين بإعفائه من عضوية الهيئة ملوّحين بمقاضاته في حال رفض الاستقالة.
وكان البرلمان فشل مجددا في انتخاب رئيس جديد لهيئة الانتخابات، حيث لم يحصل المترشحين نبيل بوفون وأنيس الجربوعي على النسبة المطلوبة (109) من الأصوات التي تمكنهم من الفوز برئاسة الهيئة.
وأثار التحاق الجربوعي بهيئة الانتخابات بعد حصوله على 156 في جلسة سد الشغور الموجود في الهيئة، ومن ثم ترشّحه لرئاسة الهيئة، موجة من الجدل في تونس، حيث أكدت النائبة سامية عبّو أن الجربوعي «مطعون في حياديته، حيث شغل في السابق رئاسة مركز اقتراع، وأُرغم على الاستقالة لأنه كان يقوم بحملة انتخابية لأحد المرشّحين»، كما أشارت إلى أن اسم الجربوعي موجود في قائمة مناشدي بن علي للترشح مجددا عام 2009، وطالبت الهيئة بإعفائه قبل تقديم شكوى قضائية ضده تنتهي بإعفائه من منصبه.
وينص الفصل السابع من قانون هيئة الانتخابات التونسية على أن المترشح لعضوية الهيئة يجب ألا يكون منخرطا في أي نشاط سياسي طيلة السنوات الخمس الأخيرة والا يكون قد شغل منصبا سياسيا، أو تحمل أي مسؤولية داخل حزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل أو قام بمناشدة رئيس الجمهورية المخلوع للترشح لمدة رئاسية جديدة.
ويعاقب القانون بالسجن مدة ستة أشهر وبغرامة مالية قدرها ألف دينار (400 دولار) كل شخص «تعمد الإدلاء بتصريحات خاطئة أو أخفى مانعا من موانع الترشح نص عليها القانون دون أن يمنع ذلك من تتبعه طبق أحكام المجلة الجزائية».
وكتب القيادي في حزب «التيار الديمقراطي» هشام عجبوني على صفحته في موقع «فيسبوك»: «يبدو أن السيد أنيس الجربوعي العضو المنتخب الجديد في الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات، والمدعوم من نداء تونس، مناشد من مناشدي المخلوع بن علي، ورقمه في القائمة 6131! وبالتالي، إذا ثبتت المعلومة، يُصبح ترشّح أنيس الجربوعي إلى مجلس الهيئة غير قانوني وانتخابه غير قانوني (…) طبعا، من قام بترشيحه لا تعنيه القوانين وهمّه الوحيد هو إعادة رسكلة (إنتاج) أوفياء النظام الذي قامت ضدّه الثّورة، وتعيينهم في المناصب العليا و الهامّة!».
فيما اعتبر مُعز بوراوي مؤسس جمعية «عتيد» المتخصصة في مراقة الانتخابات أن ترشيح أنيس الجربوعي لرئاسة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات غير قانوني «نظرا لأن عضويته في الهيئة تعد غير قانونية، لأنه لم يؤدِّ اليمين الدستوري بعد»، منتقدا الخلل الكبير الحاصل داخل هيئة الانتخابات.
والجربوعي هو أستاذ تعليم عال في المعهد العالي لإدارة الأعمال وأستاذ زائر في عدد من الجامعات الفرنسية، وهو حاصل على الدكتوراه من جامعة نيس الفرنسية في علوم التصرف (الاقتصاد) عام 2004 وشهادة الدراسات المعمقة في المالية ومراقبة الهياكل من معهد إدارة المؤسسات في جامعة ديجون فرنسا عام 2000».
وكتب قبل أيام على صفحته في موقع «فيسبوك» معلّقا على الجدل الحاصل في هيئة الانتخابات «عندما تُعتمد الكفاءة والشهادات العلمية المرموقة والنزاهة والحياد في التعيينات والترقيات والانتخابات، يتنافس الناس في الإبداع والرقي بالمجتمع. وعندما تُعتمد الوساطة والمحسوبية، يتنافس الناس في الفساد وينحدر المجتمع. تونس في الاتجاه الصحيح ان شاء الله».

ترشيح أحد «مناشدي» بن علي لرئاسة هيئة الانتخابات يثير جدلا في تونس

حسن سلمان:

الانتخابات الداخلية في مجلس النواب الأردني… مشروع الضريبة «لاعب خفي» ونواب «آلو» لا يستطيعون مساعدة الحكومة

Posted: 28 Sep 2017 02:23 PM PDT

عمان ـ «القدس العربي» : لا يحدد عضو البرلمان الأردني نبيل غيشان خلفيات انطباعه حول عدم تمرير مشروع تعديلات قانون الضريبة الجديد المثير لأنواع الهواجس كلها إقليمياً وأمنياً ومحلياً. بل يكتفي بإشارات إلى أن المشروع الذي تتحدث عنه الأوساط بالشكل الذي تم تسريبه «لن يمر» في إشارة تلفت النظر ولو عبر وسائط التواصل الاجتماعي إلى صعوبة تمرير أعضاء مجلس النواب مثل هذا الاتجاه الضريبي الجديد خصوصًا أن رئيس النواب عاطف الطراونة تحدث علنًا باسم زملائه عن بدائل لا بد للحكومة أن تناقشها.
مجلس النواب في المقابل يستعد إلى دورته الجديدة وسط أجواء ساخنة في المجتمع تترقب موجة ارتفاع تكلفة المعيشة والأسعار المقبلة. المجلس نفسه بطبيعة الحال يخوض انتخابات داخلية جديدة لاختيار رموزه في الدورة المقبلة حيث مواقع الصف الأول. ويبدو واضحاً أن الموقف من مشروع الضريبة الجديد الذي لا يزال غامضًا من حيث نصوصه هو بمثابة اللاعب الخفي في ميزان القوى عندما يتعلق الأمر بانتخاب نائب لرئيس المجلس أو أعضاء المكتب الدائم أو حتى لجنتي الشؤون المالية والقانونية.
منطقي جداً القول إن السلطة ومن خلف الستارة ستدعم انتخاب نواب لا يناكفونها في مسألة الضريبة تحديدًا في الأسابيع المقبلة، الأمر الذي يؤسس لبعض التغييرات والتبديلات حيث أعفى التعديل الدستوري رئيس المجلس من التغيير السنوي ما يعني أن الرئيس الحالي الطراونة في حالة استرخاء وبلا منافسين وحتى بلا انتخابات في موقعه.
على مستوى نائب الرئيس ثمة زحام حيث المخضرم وبشخصية معتدلة وأداء موزون خميس عطية يرشح نفسه مجدداً وسط حالة قبول شعبية ونخبوية، لكن منافسه الجديد هو زميله المقرب من الطراونة خالد البكار وهو برلماني نشط وديناميكي من الطراز الذي لا يزاحم أصلاً من دون قراءة معمقة للمشهد مؤسسة على فكرة ضوء أخضر.
موقع نائب الرئيس ينافس عليه أيضاً صاحب الخبرة اليوم النائب أحمد الصفدي الذي تولى قبلاً اللجنة المالية ووقف مع السلطة ومؤسسات الدولة بمفاصل اساسية. ولا يوجد معارضون حقيقيون أو مناكفون من طراز قوي في المواقع الأساسية واللجان الكبرى عشية الانتخابات الداخلية المقبلة في رئاسة البرلمان ومكتبه الدائم.
لكن المنافسة تحتدم بصمت وورقة مشروع الضريبة أساسية في تفعيل هذه المنافسة ونطاق الخدمات التي يمكن أن تقدم للحكومة للحصول على دعمها. وبالنسبة لـ غيشان وعلى هامش نقاش تفصيلي مع «القدس العربي» يصر على أن التعديلات بالبنود التي يطرحها الجميع لن تمر وسط النواب لأنها خطيرة وحساسة ولأن الأجواء وسط أعضاء المجلس معادية تماما لها مشيراً إلى أن الرهان الحكومي على اعتدال بعض النواب وتفهمهم لا يعني الموافقة على الاستمرار في الاعتداء على جيوب المواطنين.
وعلى هذا الأساس يعلن غيشان بأنه شخصياً والكثير من الزملاء مستعدون لخوض معركة في وجه الحكومة إذا ما أصرت على موقفها وهي مواجهة قد تكون هذه المرة خارج نطاق «الكياسة». ويشير إلى أن الحديث عن ضرائب جديدة تمس دخلهم الشهري من 500 إلى 1000 دينار موضوع خطير ومن الصعب أن يمرره النواب حتى أولئك الذين يظهرون مرونة كبيرة بالعادة في دعم خيارات الحكومة، ومشيراً في الوقت نفسه إلى أن هذا تقديره الشخصي وما يقرأه وسط الزملاء ويحتمل أن يكون مخطئاً.
ويؤكد في الوقت عينه مصدر نيابي مطلع لـ «القدس العربي» أن التعديلات المقترحة على قانون الضريبة من الصعب تمريرها وتبرير هذا التمرير وسط الناس حتى عند فئة النواب الذين يصفهم الشارع بنواب الـ «آلو» وهو تعبير عن قاعدة من النواب تؤثر فيهم بالعادة هواتف واتصالات مراكز السلطة والحكومة.
يقدر غيشان أن بعض المسؤولين في الحكومة أو في مواقع أخرى لديهم حسبتهم غير المنطقية ولا يعرفون تكلفة الرقم الاجتماعي. سبق كل ذلك اقتراح الطراونة العلني على الحكومة بالتفكير ببدائل والتحذير من المساس بالطبقتين الوسطى ومتدنية الدخل. وفي الأثناء ينقل أعضاء في البرلمان عن رئيس مجلس الأعيان المقرب من مؤسسة القصر المَلِكِي فيصل الفايز أن المرجعية لن تسمح بمرور المقترحات الضريبية الحكومية في الوقت الذي يتحدث فيه مع النواب خلف الستارة مسؤولان بارزان هما وزير المالية عمر ملحس والمسؤول في الديوان المَلِكِي الدكتور جعفر حسان عن إصلاحات ضريبية لا يمكن تجاهلها وستدخل بكل الأحوال في دائرة الاستحقاق.
ما لم يُعرف بعد في السياق هو موقف المستوى الأمني من النقاشات الصاخبة حول هذا الموضوع في الشارع وبين النواب. وقد حصل بعض النواب على تقديرات مبكرة تتحدث عن مظاهر حراكية في مناطق جنوب المملكة حصريًا في حال إقرار المعادلة الضريبية الجديدة بالتزامن مع توقعات وقراءات تقتصر الاعتراضات في عمّان العاصمة على الأحزاب والنقابات وتتوقع عدم حصول اعتراضات حراكية في مناطق الشمال. وتبقى تلك مجرد توقعات أمنية الطابع لا يمكن التوثق تماماً من وجودها أو توقعاتها.
لكن على صعيد الخبراء الاقتصاديين لا تزال الفرصة متاحة لمهمة شبه مستحيلة تتمثل في التوازن بين إقرار المعادلة الضريبية الجديدة بعنوان ضريبة على كل راتب ودخل وتأمين حماية الطبقة الوسطى والدخل المتدني بالوقت نفسه. فقد فهمت «القدس العربي» مِن خبير اقتصادي كبير الوزن مثل الدكتور جواد العناني؛ أن مثل هذا الطرح لا يبدو منطقيًا أو عمليًا لأن ما يتحدث عنه صندوق النقد الدولي علنًا بخصوص الاصلاح الضريبي في الأردن سيلحق ضرراً أو يستهدف الطبقة الوسطى عمليًا حتى وإن تجنب الجميع تسمية ذلك.
وهو يقدر بعيدًا عن الاعتراض أو الموافقة على الخطة المثيرة للنقاش أن تقليص الاعفاءات الضريبية والحديث عن ضريبة على فئات الدخل جميعها لا يعني في الواقع إلا أن المؤشر الضريبي الذي سيتحرك سيناور في منطقة الطبقة الوسطى وسيزيد الأعباء عليها.
في كل حال وبعيداً عن تقدير العناني يمكن القول إن تكثيف جرعة الحكومة عندما تعهدت بإجراءات تحمي الطبقتين الوسطى والفقيرة قد ينطوي على تضليل، لأن الطبقة العليا الثرية أصلاً لن تتأثر بملامح ما يسمى بالإصلاح الضريبي. البرلمان في موقف محرج والشارع مضطرب وقلِق ولن يتسامح مع النواب الذين سيساندون المعادلة الجديدة.
ودخول القصر المَلِكِي مرتين على الأقل للحديث عن هذا الموضوع يخطط لاحتواء ردة فعل الشارع وتأسيس مناطق أمان محتملة، وبرغم نبل وعمق مثل هذه الرسالة إلا أن إجراءات الحكومة التي تبدو مرتبكة لا تؤسس ضمانات حقيقية لتأمين الفقراء وحماية الطبقة الوسطى، مع أن الخطابات كلها تتحدث عن ذلك.

الانتخابات الداخلية في مجلس النواب الأردني… مشروع الضريبة «لاعب خفي» ونواب «آلو» لا يستطيعون مساعدة الحكومة
الرئيس الحالي في حالة استرخاء والتنافس على كرسي نائبه «مزدحم»
بسام البدارين

مندوبية السجون المغربية تواصل إصدار بيانات نفي إضراب المعتقلين عن الطعام

Posted: 28 Sep 2017 02:23 PM PDT

الرباط –« القدس العربي» : أكدت المحامية أسماء الوديع عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين في حراك الريف أن البلد سيدخل في خندق أزمة حقيقية إذا فقد أحد المعتقلين حياته نتيجة إضراب عن الطعام، وامتناعه عن مادتي الماء والسكر.
وكشفت الوديع، التي زارت المعتقلين عن أن «الوضع الصحي للمعتقلين يحتاج تدخلا عاجلا، واستجابة فورية لمطالب بسيطة، يكفلها القانون للمعتقلين جميعا، والابتعاد عن تعنت إدارة السجن، التي أصرت على حرمان معتقلي الحراك من أبسط حقوقهم في المعتقل».
وقال أحمد الزفزافي، والد المعتقل ناصر الزفزافي بعد انتهاء الزيارة الأسبوعية إن «ما يتعرض له المعتقلون وعائلاتهم كان متوقعا منذ انطلاق الاحتجاجات، والعائلات كانت مستعدة له، لكن الأمر الذي جاء عكس التوقعات هو ترحيلهم إلى الدار البيضاء، لتكون الأسر مضطرة لتكبد عناء السفر أسبوعيا من الحسيمة إلى الدار البيضاء».
وقال محمد أحمجيق، شقيق دينامو الحراك، نبيل أحمجيق إن «الحالة الصحية لشقيقه متدهورة للغاية، شأنه شأن باقي المعتقلين المضربين عن الماء والسكر، وإن شقيقه فقد 10 كيلوغرامات، مع ذلك فهو مصر على إتمام معركته حتى وإن كلفه الأمر حياته».
وأضاف إن «إيقاف المعتقلين للإضراب عن الطعام رهين بتحقيق المطالب البسيطة، وإرجاع المفقودات الشخصية، وتجميعهم في جناح واحد، إضافة إلى السماح لهم باستعمال الهاتف للتواصل مع عائلاتهم».

رفع العسكرة عن الريف

وحملت عائلات المعتقلين أصوات أبنائهم من وراء القضبان، مطالبين بتحقيق المطالب التي ساقتهم إلى السجن، ورفع العسكرة عن الريف، إضافة إلى إسقاط التهم عن المعتقلين، مؤكدين أن أبناءهم مصرين على إكمال معركة الأمعاء الخاوية، إلى حين تدخل السلطات من أجل توقيف هذا «العبث».
ونقلت المحامية أسماء الوديع مطالب المعتقلين، عن لسان المعتقل نبيل أحمجيق، الذي طالب بـ «بإعادة تجميع معتقلي الريف في زنزانة واحدة كما كانوا في السابق، وإعادة الهواتف والسماح باستعمالها لأنها الوسيلة الوحيدة للتواصل مع عائلاتهم، ثم إعادة المذكرة الخاصة بالمعتقل محمد جلول، التي يدوّن فيها يومياته في السجن، إضافة إلى إعادة بعض الأشياء الخاصة بالمعتقلين، التي أخذتها الإدارة، يوم الأربعاء الماضي، خلال موعد الزيارة الأسبوعية».
وقالت الوديع إن هيئة الدفاع أخبرت إدارة السجن بمطالب المعتقلين لتوقيف إضرابهم عن مادتي الماء والسكر، وضرورة تعجيل الإستجابة لهذه المطالب لأن الأمر أصبح يهم مصلحة البلاد، وحياة مواطنين تتعرض للخطر نتيجة معركة الأمعاء الخاوية.
وأكدت سعاد امبارك زوجة الناشط البارز في «حراك الريف»، محمد جلول أن صحة زوجها متدهورة جدا، وأن جسمه بدا هزيلا، بعد أكثر من 20 يوما من الإضراب عن الطعام، وعن الماء والسكر.
وأكدت امبارك التي شاهدت أثناء زيارتها لزوجها مجموعة من المعتقلين المضربين عن الطعام في سجن عكاشة في الدار البيضاء، من بينهم نبيل أحمجيق وربيع الأبلق، أن صحتهم متدهورة، وأن بدر بولحجل، سقط مغمى عليه أثناء الزيارة، كما أكدت إصرار المعتقلين على متابعة إضرابهم عن الطعام وعن الماء والسكر، رافعين شعار الشهادة أو الحرية، وأنهم لن يستجيبوا لأية مبادرة إلا تلك التي ترمي إلى الإفراج عنهم وتحقيق مطالبهم التي رفعها الحراك الشعبي بالريف.
وحملت مسؤولية كل ما يقع للدولة المغربية ولمؤسساتها «أي مكروه يحدث لأزواجنا وأبنائنا ستكون الدولة المسؤولة عنه».
وتواصل مندوبية السجون إصدار بيانات نفي عما يقوله المحامون وعائلات المعتقلين عن الإضراب آخرها توضيحات حول عدم توصل النزلاء المعتقلين بالمؤونة المقدمة من طرف أسرهم، نافية «ما تم الترويج له من طرف محامي المعتقلين».
وأشارت إدارة سجن عكاشة في بلاغ لها، إلى أن «المجموعة التي تدعي الإضراب عن الطعام، توصلت بما مجموعه 272 كلغ على شكل مواد غذائية متنوعة قابلة للاستهلاك والتخزين تتمثل في الحلويات المتنوعة والمصبرات والفواكه الجافة والحليب ومشتقاته والتمور والعسل» وأن «المعلومات الرائجة بالمواقع المذكورة غير صحيحة والغرض من نشرها يكتسي في الأساس طابعا تحريضيا واستغلالا لا إنسانيا لوضعية النزلاء المعنيين».
وكذبت المندوبية العامة لإدارة السجون، محامي وعائلات معتقلي حراك الريف، حول الوضعية الصحية للمضربين عن الطعام، نافية ما أوردته المحامية بشرى العويسي عن إغماءات ونزف في صفوف المضربين في سجن عكاشة وقالت إن هذه التصريحات «كاذبة»، مشيرة إلى أن السجناء المذكورين «يخضعون للرعاية الطبية اللازمة ووضعيتهم الصحية جيدة حسب آخر فحص طبي أجراه لهم طبيب المؤسسة».
وقالت المحامية بشرى العويسي، عضو هيئة الدفاع عن معتقلي حراك الريف، في وقت سابق إنها زارت رفقة عدد من المحامين معتقلي الحراك المضربين عن الطعام في سجن «عكاشة» في الدار البيضاء ووقفت على وضعيتهم الصحية، كاشفة عن أن «بدر الدين بوالحجل بعد إضرابه عن الماء خمسة أيام إضافة إلى إضرابه عن الطعام منذ 12 يوم بدأ في الدخول في حالات متكررة من الإغماء».
وقالت إدارة سجن عكاشة، «إن ما أدلت به الأستاذة بشرى العويسي حول الوضعية الصحية لبعض نزلاء المؤسسة لما جاء في أحد المواقع الإلكترونية هي تصريحات كاذبة، إذ أن السجناء المذكورين يخضعون للرعاية الطبية اللازمة ووضعيتهم الصحية جيدة حسب آخر فحص طبي أجراه لهم طبيب المؤسسة».
وأضافت إنه «يتضح أن الغرض من مثل هذه الادعاءات الكاذبة هو تضليل الرأي العام وخدمة أجندة لا تمت بصلة إلى مصلحة النزلاء المعنيين وتشكل في حد ذاتها خرقا سافرا لأخلاقيات المهنة».

تحذير من كارثة غير إنسانية

وقالت صحيفة «أخبار اليوم» أمس الخميس إن الأخبار الواردة من سجن عكاشة تنذر بكارثة غير إنسانية وشيكة. فالمضربون عن الماء في الجناح 4، حيث مصحة السجن، بلغوا يومهم السابع إلى غاية الثلاثاء، وهم ربيع الأبلق ونبيل أحمجيق، مع 19 يوما من الإضراب عن الطعام للأول، و17 يوما للثاني، وهما ليسا وحدهما، بل تأكد بعد زيارة المحامين أن بدر الدين بولحجل الموجود في الجناح 8، دخل في إضراب عن الماء هو الآخر منذ الخميس الماضي.
ونقلت عن بشرى العويسي، عضو هيئة الدفاع، فإنه يشكل «الحالة الأخطر»، فهو لا يستطيع الوقوف، ومرافقوه أخبروها أنه تعرض لحالات إغماء متكررة طوال يومي الجمعة والسبت الماضيين، ولم يزره الطبيب إلا يوم الأحد ليلا من دون أن تتم إحالته على المصحة، تقول: «إنه معرض للموت في أية لحظة»، وفي الغرفة ذاتها يجاوره زكريا ادهشور، الذي بلغ يومه الرابع عشر من الإضراب عن الطعام والسكر وقد أصبح يتقيأ الدم، زاره الطبيب ومنحه دواء، لكنه أصبح في عداد المضربين حتى عن الماء، لأنه كلما شربه كلما تقيأ أكثر، حسب ما أفادت به العويسي للجريدة عقب زيارتها، وهي تؤكد أن معتقلا آخر تفاقمت حالته بعد ما حال إضرابه عن الطعام من دون تناوله الدواء، وهو يوسف الحمديوي الذي يعاني مرضا نفسانيا، وهو فوبيا الأماكن الضيقة، تقول العويسي إن وجوده في الزنزانة، إضافة لتوقفه عن تناول الدواء، جعلا حالته تسوء أكثر، وهو يعاني من نزف متكرر من الأنف.

إهانات متواصلة

وقالت الصحيفة إن قرار المضربين عن الماء المفاجئ جاء بعد ما اعتبروه إهانة و»تشفيًا»، من جراء حملة التفتيش التي طالت زنازينهم، حينما كانوا رفقة عائلاتهم في زيارة الأربعاء الماضي، وتعليق إضرابهم عن الماء مرتبط حسب محمد أغناج، أحد المحامين، بإعادة دفاتر محمد جلول التي تضم خواطره الشخصية، وإرجاع بعض الممتلكات المصادرة من الزنازين، وأن تمتنع الإدارة عن التفتيش بالشكل «المهين» الذي قامت به يوم الأربعاء الماضي، هذه الوضعية الاستثنائية من المنتظر حسب أغناج أن يتم تسويتها بعدما تدخلت أطراف ووعد مدير السجن بإرجاع دفاتر جلول وإيجاد حل للوضعية وهو الأمر الذي من المنتظر أن تتم مباشرته مساء الاثنين.
ويخوض 32 معتقلا في الجناح 4 إضرابا مفتوحا عن الطعام بعدما تم تنقيل محسن أثري من الجناح، من في هذا الجناح هم الأكثر تشددا في إضرابهم، والسبب أنه يسيطر عليهم شعور أنهم تعرضوا للخداع والخذلان، وخابت آمالهم في وعود أعطيت لهم من طرف الإدارة وبعض الوسطاء، وهي أن العفو سيشملهم وسيتم إطلاق سراحهم.
وبناء على هذا الوعد يقول أغناج، قدم 24 معتقلا من أصل 31 كانوا بالجناح 8 طلبات العفو قبل عيد العرش، والباقي قدموا طلباتهم قبل عيد الأضحى. وفي مدة الانتظار، كان معتقلو الجناح 8 قد مكنتهم الإدارة من وضع استثنائي، تم تجميعهم في سبعة زنازين في الطابق الأرضي من نفس الجناح، أبوابها كلها مفتوحة ويعيش المعتقلون بشكل جماعي مع الاستفادة من الاتصال بشكل حر مع العائلات وهم يعتقدون أنهم يمضون أيامهم الأخيرة بالسجن. مر عيد العرش و20 غشت و21 غشت وعيد الأضحى ولم يخرج المعتقلون من سجنهم، فـ»كان رد الفعل النفساني عنيفا»، إضراب مفتوح عن الطعام بشكل صارم، يردف أغناج، وزاد من صرامته سلوك الإدارة الذي تغير فور بدء الإضراب.

مندوبية السجون المغربية تواصل إصدار بيانات نفي إضراب المعتقلين عن الطعام

محمود معروف

الأحزاب السياسية في المغرب تستعد لعقد مؤتمراتها وتحديد مصائر قياداتها

Posted: 28 Sep 2017 02:22 PM PDT

الرباط – « القدس العربي»: تقترب الأحزاب المغربية من موعد عقد مؤتمراتها التي ينتظر أن تحسم في انتخابات قياداتها، إما بالتغيير أو الإبقاء على الزعامات الحالية. ويعرف كل من حزب العدالة والتنمية وحزب الاستقلال وحزب الأصالة والمعاصرة، أجواء تنظيمية ساخنة. حيث سيعقد حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة، مؤتمره الوطني الثامن في نهاية شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل، وهو موعد للحسم في انتخاب الأمين العام للحزب، وسيكون أمام خيارين إما إعادة انتخاب عبد الإله بنكيران زعيما للحزب لولاية ثالثة، بعد أن يتم تعديل القانون الداخلي، أو اختيار أمين عام جديد يواكب مرحلة الحكومة الحالية التي يترأسها سعد الدين العثماني.
ويعقد حزب الاستقلال، المعارض، مؤتمره السابع العشر، بعد ما تم تأجيله للمرة الثالثة، وسط وجود توترات واختلافات كبيرة بين تيار حمدي ولد الرشيد، و تيار الأمين العام الحالي، حميد شباط، وتيار نزار بركة، وهي الأطراف المتصارعة على زعامة الحزب. وينتظر حزب الأصالة والمعاصرة، الذي احتل الرتبة الثانية في الانتخابات التشريعية الماضية، الحسم في قرار استقالة إلياس العماري من قيادة الحزب، أو الإبقاء على الحبيب بلكوش، الذي يقود الحزب مؤقتا، أمينا عاما للحزب.
ويرى محمد الزهراوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش في تصريح لـ «القدس العربي» أن مؤتمرات الأحزات السياسية من الناحية النظرية تعتبر فرصة مناسبة لتجديد النخب السياسية ولضخ دماء جديدة في الحياة السياسية عامة والجسم الحزبي على الخصوص، غير أن المؤتمرات السابقة في التجربة المغربية أكدت العكس، بحيث صارت هذه المناسبات بمثابة محطة روتينية لإعادة تثبيت القيادات والوجوه نفسها. لأن الترتيبات والقرارات جميعها تتخد قبل انعقاد المؤتمر الذي يبقى في المحصلة صوريا، ويمكن فهم هذا الواقع من خلال استحضار الأعطاب والاختلالات التي يعرفها الحقل الحزبي المغربي، ويمكن إجمال العوامل والأسباب التي تحول دون إعطاء مصداقية وشرعية للمؤتمرات الحزبية في ثلاث محددات موضوعية: الأولى، غياب الديمقراطية الداخلية داخل الاحزاب السياسية، والثانية، سطوة أصحاب المال على الهياكل الحزبية، خاصة المحلية والجهوية، بحيث يتم توظيف المال والوجاهة لإبعاد القيادات الشابة وتهميشها ومحاربتها خلال محطة الإعداد بهدف عدم السماح لها بالحضور إلى المؤتمر، والثالثة، تتمثل في ترسيخ ثقافة الشيخ والمريد، وترسيخ فكرة الزعامات التاريخية، بحيث يصعب تجاوز هذه الثقافة في مشهدا سياسيا يرتكز على الانتظارية والمشروعية التاريخية.
وقال: «لذلك يجب عدم فصل الواقع الحزبي عن محطة المؤتمرات، فهي تحصيل حاصل، فالأساسي والجوهري هو محاولة فتح نقاش عومي حول الظاهرة الحزبية لتشخيص مكامن الخلل ولتجاوز الأعطاب والاختلالات الحالية».
و كان دائما المشهد الحزبي المغربي محط انتقادات من مراقبين وباحثين ومثقفين، وصفوه بالشعبوية، ليتجاوز ذلك إلى أعلى سلطة في البلاد، حيث وجه العاهل المغربي الملك محمد السادس، في خطابه الأخير بمناسبة عيد العرش، سهام نقده للنخبة الحزبية معتبرا أنها لا تقوم بدورها، حيث قال: إن : « بعض الأحزاب تعتقد أن أملها يقتصر فقط على عقد مؤتمراتها واجتماع مكاتبها السياسية ولجانها التنفيذية وخلال الحملات الانتخابية. أما عندما يتعلق الأمر بالتواصل مع المواطنين وحل مشاكلهم فلا دور ولا وجود لها. وهذا الشيء غير مقبول من هيئات مهمتها تمثيل المواطنين وخدمة مصالحهم».
وأكد رشيد لزرق، المتخصص في الشؤون الحزبية والبرلمانية، أن سنة 2018 ستعرف نهاية ظاهرة القيادات الحزبية التي وظفت الشعبوية في خطاباتها السياسية وفي حملاتها الانتخابية. مضيفا، أنه إذا كانت دسترة الخيار الديمقراطي كثابت من ثوابت المملكة لحظة تاريخية، فإن التحول من دمقرطة الدولة إلى دمقرطة المجتمع لايزال يشكل مهمة شاقة وواقعية، مؤكدا أن أزمة الحسيمة كانت بمثابة مؤشر إلى عجز قيادات الأحزاب عن ترجمة قيم الدستور إلى واقع حزبي معاش، إذ ساهمت طبيعة الممارسة السياسية في توسيع الهوة بين المواطن والمؤسسات، ما قوى الشعور بالاستياء والإقصاء.
وأشار، إلى أن خطاب العرش، كان واضحا ولامس الواقع، إذ «عبر جلالة الملك صراحة عن عدم ثقته في جزء كبير من الطبقة السياسية، موضحا أن استمرار هذه القيادات سيقودنا نحو الأسوأ، لكونها جعلت من العمل السياسي وسيلة لإلهاء المخيال الشعبي بشكل وصل إلى درجة غير مسبوقة من الانحطاط القيمي، ما ضيع على المغرب خمس سنوات من الصراع السياسي، متسائلا: « هل يعتبر عزل بنكيران واستقالة العماري مؤشرين على أن هذه القيادات ستخضع لنظرية الدومينو».

الأحزاب السياسية في المغرب تستعد لعقد مؤتمراتها وتحديد مصائر قياداتها

فاطمة الزهراء كريم الله

المندوب الدائم لدولة فلسطين يبعث برسائل متطابقة حول تكثيف الاحتلال للاستيطان

Posted: 28 Sep 2017 02:22 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: قال بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية انه لن يكون هناك اقتلاع لمستوطنات في «أرض إسرائيل»، لأن اقتلاع المستوطنات لن يطور عملية السلام. وأضاف في كلمته خلال احتفال يوبيل على الاستيطان في الأراضي المحتلة عام 67 الذي أقيم في مستوطنة غوش عتصيون بحضور آلاف المستوطنين «لقد جددنا التواصل التاريخي ولن ينفصل إلى الأبد».
وبُث خلال الاحتفال مقطع فيديو يتحدث فيه رئيس حزب البيت اليهودي وزير التربية والتعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيت، دعا خلاله إلى فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، معتبرا أنه «لا يوجد وقت أفضل من الآن لفعل ذلك. لا أستخف بخطوة كهذه ومن أجل فرض السيادة ثمة حاجة إلى التوقيت والشجاعة. وحتى لو كانت هناك معارضة في العالم فسنتغلب عليها. وهو «أي العالم» يدرك كل ما يدركه الجمهور الإسرائيلي، وهو أن أرض إسرائيل لن تقسم ثانية».
وتأتي تصريحات نتنياهو في وقت بعث فيه رياض منصور المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة ثلاث رسائل متطابقة لكل من الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (اثيوبيا) ورئيس الجمعية العامة، حول تصريح ما يسمى بالإدارة المدنية بأنها تعكف على تطوير خطة استيطانية خلال الأسابيع المقبلة تضم حوالى 2000 وحدة سكنية غير قانونية في مسعى منها للقضاء وبشكل علني على حل الدولتين.
وأشار منصور إلى أن إسرائيل لا تزال تتخذ مجموعة من إجراءات العقاب الجماعي ضد السكان المدنيين الفلسطينيين الذين يقبعون تحت الاحتلال منذ نصف قرن، كهدم المنازل والتي تؤدي الى التشريد القسري للمئات، مستذكراً ما تعرضت له عائلة شماسنة ذات الثمانية أفراد والتي تسكن في حي الشيخ جراح منذ عام 1964 في القدس الشرقية المحتلة، تلك العائلة التي شردتها السلطات الإسرائيلية في الخامس من هذا الشهر ومن ضمنهم العجوز أيوب شماسنة، في الخامسة والثمانين والسيدة فهيمة شماسنة في الخامسة والسبعين من عمرها، إضافة إلى نزار شماسنة ابن الخمسة عشر ربيعا والذي كان يستعد في اليوم ذاته للانتظام في مدرسته كأول يوم في العام الدراسي الجديد ليصحو مع الفجر على اقتحام منزله من قبل عشرات الجنود وليجد نفسه في الشارع بلا مأوى.
وشدد على أن عائلة شماسنة تعبير عن واقع آلاف العائلات الفلسطينية التي مرت بالتجربة تحت الاحتلال الاسرائيلي، محذراً من ان هناك حوالى 180 عائلة فلسطينية في الشيخ جراح لا يزال الغموض يكتنف مستقبلها وهي معرضة تماما لما تعرضت له عائلة شماسنة، مطالبا المجتمع الدولي بسرعة التحرك لوقف هذه الكارثة.
واعتبر أن استمرار إسرائيل في هذه المخالفات وفي هدم بيوت الفلسطينيين، لهو دليل إضافي على رفضها للسلام القائم على مبدأ الأرض مقابل السلام وحل الدولتين ومخالفتها لكل قرارات الأمم المتحدة، مستشهداً بتقرير صادر عن الأوتشا والذي أكد أنه ومنذ بداية عام 2017 فإن ما مجموعه 344 منزلا ومنشأة فلسطينية تم هدمها من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ثلثهم في القدس الشرقية المحتلة مما أدى لتشريد 500 فلسطيني، في حين أنها هدمت أيضاً منشآت تعليمية كانت تخدم 175 طفلا.
وأضاف «أن المستوطنين أيضاً وفي محاكاة لأفعال قوات الاحتلال، استولوا في 25 تموز/ يوليو الماضي على منزل آل الرجبي في الخليل، حيث قامت 15 عائلة من المستوطنين بالاستيلاء بالقوة على بيت آل الرجبي متجاهلين الإجراءات القانونية التي اتخذها أصحاب المنزل أمام المحاكم لوقف عملية الاستيلاء هذه».
وأكد أن استمرار هذه الجرائم والمخالفات الاسرائيلية يحتاج بالتأكيد لإجراءات مسؤولة من قبل المجتمع الدولي، فالصمت يتم تفسيره من قبل إسرائيل على أنه رخصة لبناء المزيد من المستوطنات وعلى المجموعة الدولية أن تطالب إسرائيل بالالتزام بالقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن لا سيما القرار 2334، فقرارات مجلس الأمن يجب أن لا تبقى حبراً على ورق وهذا التزام مطلوب من كل دولة من دون استثناء.
وأشار إلى ما قاله الرئيس محمود عباس أمام الجمعية العامة، حيث قال إن حل الدولتين في خطر ولا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي بينما تدمره إسرائيل، وإن حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران هو خيارنا ولكن إذا فشل هذا الخيار نتيجة لحقيقة وجود دولة بنظامين أي «الأبارتهايد» فهذا لن يكون مقبولاً علينا وعليكم وعليه فليس أمامنا من خيار إلا ان نناضل للحصول على حقوق متساوية لجميع سكان فلسطين التاريخية، وهذا ليس تهدياً أنه الحقيقة على الأرض نتيجة لممارسات إسرائيل. إن الفلسطينيين بحاجة لأن يعيشوا بحرية في دولتهم الحرة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مستذكراً ما قاله الأمين العام في زيارته الأولى لفلسطين بأن المجتمع الدولي لا يستطيع أن يدير ظهره ويترك الوضع يتدهور فلدينا قيم ومسؤوليات في دعم الأطراف لحل هذا النزاع».
في غضون ذلك حذر الأمير زيد بن رعد بن الحسين مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، 150 شركة إسرائيلية وعالمية تعمل داخل المستوطنات الإسرائيلية من أنه على وشك إدراجها على القائمة السوداء للمنظمة. ونقلت الصحف العبرية على لسان مصادر سياسية إسرائيلية أن ابن الحسين أبلغ تلك الشركات أنها تنتهك القانون الدولي وتخالف قرارات الأمم المتحدة بشأن المستوطنات.
كما طلب ابن الحسين من تلك الشركات توضيحات بشأن أنشطتها في المستوطنات. وأشارت صحيفة «هآرتس» إلى أن «بعض الشركات ردت على خطاب المفوض السامي، أنها لا تنوي تجديد العقود القائمة مع إسرائيل ولا توقع عقودًا جديدة».
وكان تقرير نشر في صحيفة واشنطن بوست نهاية شهر أغسطس/ آب الماضي، ذكر أن الإدارة الأمريكية ضغطت على المفوض السامي لعدم نشر أسماء تلك الشركات، وأن «فريقًا إسرائيليًا مشتركًا من عدة وزارات يعمل من أجل منع نشر القائمة السوداء، إلا أن غالبيتهم على قناعة أنه سيتم نشرها في نهاية ديسمبر/ كانون الأول المقبل».

المندوب الدائم لدولة فلسطين يبعث برسائل متطابقة حول تكثيف الاحتلال للاستيطان
نتنياهو: لن يكون هناك اقتلاع آخر لمستوطنات

اعتقال ثلاثة فلسطينيين قبيل تنفيذ عملية ثانية في الحرم القدسي

Posted: 28 Sep 2017 02:21 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: سمحت سلطات الأمن الإسرائيلية أمس بالنشر عن أن جهاز الأمن العام (الشاباك) اعتقل خلال شهر أيلول/ سبتمبر ثلاثة مواطنين من مدينة أم الفحم داخل أراضي 48 ينتمون لتنظيم الدولة (داعش) الإرهابي.
ويوضح بيان صادر عن « الشاباك « من خلال ديوان رئيس الحكومة أن اثنين منهم خططا لتنفيذ عملية إطلاق نار إرهابية داخل الحرم القدسي الشريف على غرار العملية التي نفذها ثلاثة من أبناء مدينتهم هناك يوم 14 يوليو/ تموز 2017. والحديث هنا عن الشاب سعيد غصوب محمود جبارين( 26) المتهم في التخطيط لتنفيذ عملية إرهابية في الحرم القدسي الشريف، ومعه فراس صالح محمود محاجنة( 24 ) ويشتبه بحيازته أسلحة، وهناك قاصر يبلغ 16 عاما كان أيضا  متورطا في التخطيط لتنفيذ هذه العملية الإرهابية.
ويقول البيان إن التحقيقات تظهر بأن سعيد جبارين والقاصر المذكور خططا لتنفيذ عملية إطلاق نار « إرهابية « في الحرم القدسي تشابه العملية التي نفذها ثلاثة شبان أقرباء من عائلة جبارين من أم الفحم.
وحسب البيان سلم المعتقلون خلال التحقيق معهم مسدسين وذخيرة كانوا ينوون استخدامها في تنفيذ العملية. كما تبين أن المعتقلين يدعمون أفكار و» العقيدة الوحشية « التي يعتنقها تنظيم داعش الإرهابي، وتنفيذ العملية كان مخططا له بناء على ذلك. كذلك تم ضبط بندقية رشاشة من طراز كارلو في منزل فراس محاجنة.
إضافة لاعتقال المذكورين أعلاه تم اعتقال آخرين في منطقة أم الفحم كانوا متورطين في تجارة الأسلحة وضبطت أثناء اعتقالهم أسلحة غير شرعية. وينقل البيان عن موظف كبير في الشاباك قوله : «لقد اتضح من التحقيقات بأنه بعد وقت قصير نسبيا من العملية الإرهابية القاتلة التي ارتكبت في تموز/يوليو 2017 خطط مواطنان من أم الفحم لتنفيذ عملية مماثلة في محيط الحرم القدسي الشريف. تم إحباط تلك العملية بفضل معلومات استخباراتية قدمها الشاباك مما أدى إلى اعتقال أفراد الخلية قبل أن يتمكنوا من تنفيذ تلك العملية الخطيرة «. كما يوضح البيان أن الشاباك يعتبر مواطنين إسرائيليين يدعمون تنظيم داعش الإرهابي ولا سيما أولئك الذين يقيمون علاقات مع أفراد هذا التنظيم ويعملون في إطاره داخل إسرائيل تهديدا أمنيا خطيرا. لافتا أن «الشاباك سيواصل العمل بحزم ومن خلال الإجراءات القانونية المطلوبة من أجل منع الترويج لدعاية داعش في إسرائيل ومن أجل إحباط أي عمل يمس بأمن الدولة». ويشير البيان أن داعش يتراجع حاليا في معظم ساحات القتال والواقع الذي يسود فيها يخالف تماما الصورة الإيجابية التي يحاول داعش عكسها خاصة على الإنترنت لمرشحين يريدون الانضمام إلى صفوفه.
وخلص للقول « يتعرض أفراد داعش الإرهابيون إلى خطر مميت دائم ويعيشون ظروفا صعبة جدا في الميدان».
وأعلن قبل يومين عن مقتل رامي حجيرات من مدينة شفا عمرو داخل أراضي 48 الذي التحق بداعش في سوريا، وأكد ذووه مقتله في مدينة حمص. وفي بيان سابق كشف « الشاباك « أن نحو 70 من فلسطينيي الداخل التحقوا بداعش في سوريا والعراق من خلال السفر عبر تركيا بعضهم قتل وبعضهم الآخر عاد واعتقل وحوكم في محاكم إسرائيلية».

اعتقال ثلاثة فلسطينيين قبيل تنفيذ عملية ثانية في الحرم القدسي

المعارضة السعودية في الخارج تعقد اليوم أول مؤتمر لها وتطلق حركة «مواطنون بلا قيود»

Posted: 28 Sep 2017 02:20 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: كشفت مصادر سعودية مطلعة أن قوى في المعارضة السعودية ستعقد أول مؤتمر شامل لها في الخارج اليوم الجمعة في مدينة دبلن عاصمة إيرلندا، ليكون هذا المؤتمر أول محاولة لتشكيل معارضة منظمة تبذل جهودا منسقة من أجل المطالبة بالإصلاح في الوقت الذي تشهد فيه البلاد تدهوراً في الحريات العامة والأوضاع الاقتصادية.
وحسب المصادر فإن المؤتمر الذي ينعقد في «دبلن» سيشهد تأسيس وإطلاق حركة «مواطنون بلا قيود»، وهي حركة حقوقية سعودية يأتي تشكيلها رداً على حملة الاعتقالات والسياسات المقيدة لحريات المواطنين في السعودية، والتي وصلت إلى درجة اعتقال من ينشر تغريدة على «تويتر» أو تدوينة على «فيسبوك».
وكشفت المصادر أن المؤتمر سيشهد أيضاً إطلاق حركة «معارضيكا» والتي تهدف إلى إثراء المحتوى على الإنترنت المتعلق بالنشطاء السياسيين ومعتقلي الرأي في السعودية.
واوضحت المصادر بأن الدكتورة مضاوي الرشيد ويحيى العسيري وعددا من البرلمانيين الإيرلنديين المدافعين عن الحريات سيشاركون في المؤتمر الذي هو «أول محاولة لتجميع جهود القوى الحقوقية المعنية بالدفاع عن الحريات في السعودية».
وتشهد السعودية حالة متزايدة من الجدل في الشهور الأخيرة، كما أنه يسود الشارع السعودي حالة من الململة والغضب بسبب الارتفاع في الأسعار الذي نتج عن فرض ضرائب كبيرة، إضافة إلى خفض الامتيازات التي كان يتمتع بها الكثير من المواطنين، إضافة إلى إجراءات التقشف التي فرضتها الحكومة بسبب الأزمة الاقتصادية، وهي الأزمة التي نتجت عن المليارات التي أنفقتها الحكومة السعودية في الحرب على اليمن وفي دعم وتمويل المعارضة السورية التي تتجه للخسارة هي أيضاً في بلادها، إضافة إلى تمويل الانقلاب العسكري في مصر بمليارات الدولارات خلال السنوات الأربع الماضية.
ويأتي انعقاد المؤتمر الأول من نوعه للمعارضة السعودية في أعقاب حملة اعتقالات واسعة شهدتها السعودية خلال الأيام الماضية وطالت العشرات من رموز المملكة، كما تأتي بعد فترة وجيزة من تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد، ليكون الأول من أبناء جيله في هذا المنصب، كما أنه في حال أصبح ملكاً سيكون أصغر ملك يحكم السعودية في تاريخها، فضلاً عن أنه تحول إلى موضوع للجدل داخل البلاد منذ نحو عامين بسبب السياسات التي اتخذها والتي قامت على رفع الأسعار وتجريد المواطنين من امتيازاتهم، إضافة إلى تبنيه لرؤية 2030 التي تثير جدلاً هي الأخرى ومعارضة من قطاع واسع داخل المملكة.

المعارضة السعودية في الخارج تعقد اليوم أول مؤتمر لها وتطلق حركة «مواطنون بلا قيود»

الهوية السردية ومقولة التوجه المصنفة

Posted: 28 Sep 2017 02:20 PM PDT

 إذا كانت مقولة التحديد المصنفة ترتبط بانبثاق الحكاية، وتبرر وجودها ووجود الذات السردية، وتسمح بتكون الخيط السردي الضامن لجريان الصيرورة الحدثية، فإن مقولة التوجه المصنفة تُعَد ملازمة لها، لكنها تالية عليها في الزمان، بيد أنها تُعَد مكملة لها، وهي من طبيعة ذهنية مجردة أيضًا؛ فإذا كانت مقولة التحديد تتصل بالإرادة- التي تتحدد بتحديد موضوعها؛ إذ من المتعذر الحديث عن إرادة بدون وجود موضوع يُراد الحصول عليه، وعن واقعية الإرادة بدون تحديد موضوعها (إرادة الوجود في مكانين في الزمان نفسه)- فإن مقولة التوجه المصنفة تتصل بجانب من الإرادة يتجلى في العمل، بوصفه قوة داخلية دافعة لا بد منها للفعل، أي أنها ترتبط بما يُمْكِن تسميته بالطاقة التي تحتاجها كل حركة (الفعل) في الزمان والمكان.
وسميناها بمقولة التوجه لأنها تحدد من جهة مبررات الفعل الساعي إلى تحقق المراد (موضوع الإرادة)، وتحدد من جهة ثانية المسير الذي يتخذه هذا الفعل والوسائلَ المستخدمة لإنجازه. وليست المبررات إلا الطاقة الإرشادية التي تحدد طبيعة الاختيارات التي تجد الإرادة نفسها معنية بها. وليست هذه الطاقة الإرشادية سوى المبررات الفكرية أو الأيديولوجية التي تُسوغ الإرادة والاختيارات والموضوع، وتُرشد الذات السردية الفاعلة إلى ما ينبغي انتهاجه من كيفيات الفعل، وتملكه من وسائل للقيام بالمهام. ولا تتحد مقولتا التحديد والتوجه إلا في مستوى أعلى يشملهما معًا هو مستوى الإرادة.
  يُمْكِن عد مقولة التوجه المصنفة بمثابة ضرورة لا بد منها لكي تكُون الإرادة أكثر فاعلية؛ ومن ثمة لا تقبل مقولة التحديد المصنفة التمظهر إلا بفعل الطاقة الإرشادية لمقولة التوجه، إذ إن نجاح إرادة ما- كيفما كان الموضوع الذي تختاره- غير ممكِن من دون وجود مبرر نفعي أو معرفي يحدد الدافع القوي الحاث على الفعل. بيد أن مقولة التحديد مختلفة عن مقولة التوجه في ما يخص تظهير الإرادة أو التعبير عنها؛ فالأولى تجعل من الإرادة فردية شخصية في حالة الفاعل السردي الفردي، بينما تسمح الثانية بإدخال الآخر في بنية الإرادة، بوصفه معرفة إرشادية تلعب دور الحاث على الفعل أو بوصفه منظومة رمزية (قواعد- سنن- أوفاق). ويحدث- هنا- الاختلاف مع بول ريكور في كونه يَعُد الإرادة كلها فردية في مقابل الفعل (لا العمل كما تصور) الذي يجعله مجالًا للتفاعل مع الآخر. وحين نتحدث عن كون حضور مقولة التوجه المصنفة يسمح بورود الآخر في سريان الهوية السردية، فإننا نلح على كون هذا الأخير لا يعمل إلا في هيئة توسط رمزي؛ ما معنى هذا؟ إن الآخر ليس هو الشخص الملموس الفيزيقي (سعيد أو مصطفى أو توفيق)، بل الحضور الرمزي لثقافة ما، وهذا الحضور يتخذ في الأغلب هيئة قواعد مقننة للفعل والعلاقة بالموضوعات والاختيارات (الشرعي وغير الشعري- المقدس والمدنس- الحرام والحلال…الخ). والمقصود بالتوسط أن هذه القواعد الدالة على الآخر الرمزي تقع بين إرادة الذات وموضوعها؛ إذ إن العلاقة بين الاثنين ليست مباشرة. ومن دون الإلمام بهذا الاتصاف الذي تعمل بموجبه مقولة التوجه المصنفة على إدخال الآخر في بنية الإرادة لا يُمْكِن فهم استثنائية الهوية السردية التي تختلف عن الهوية الواقعية في الحياة اليومية. وهذا ما سنراه في نهاية المقال.
   ما أن يحضر الآخر الرمزي بفعل مقولة التوجه المصنفة تصير هذه الأخيرة مكتسبة طابعًا تعاونيا أو صراعيا؛ حيث تُفحص الإرادة في ضوء التطابق مع الرمز المقنن أو خرقه. وفي الحالتين معًا يكُون الآخر الواقعي المشخص مجرد مَعْبَر للرمز- السنَن أو لافظًا له. وينتج عن الطابع التعاوني أو الصراعي نمطان من الهوية الكلية الضامة للهويات الثلاث المتمظهرة سرديا (الهوية المتصورة- الهوية المتخللة- الهوية المتحققة): أ- الهوية الكلية المتطابقة التي تترجم هوية ثقافة جماعية (الملحمة- الحكاية الشعبية)، ب- الهوية الكلية المجاوِزة الفردية (الرواية) التي تترجم بُعْدًا يوتوبيا يستند إلى تحيز فكري مثالي محدد. وكل من الهويتين الكليتيْن يقوم على مقولات موجهة مصنفة مختلفة؛ فما يُسرد في الهوية الكلية المتطابِقة هو القوة الإرشادية الدافعة التي تجد أسسها في صلاحية ما يقدمه المجتمع من رؤيات فكرية- اعتقادية حول الإنسان ووجوده في العالم؛ ومن ثمة تتجه الذات السردية الفاعلة- في ما تبذله من جهد (فعل)- نحو إثبات نفع هذه الرؤيات وشرعيتها؛ ومن ثمة تعبر عن إثبات صلاحيتها بوصفها ذاتًا جاهزة لتمثيل النظام القيمي الرمزي للجماعة، كما أنها تبرر وجودها بمهمة ترميم نقص طارئ يُهدد بقاء عالم موجود سلفًا؛ وهكذا يكُون التخييل قائمًا- في هذه الصدد- على تنشيط هوية كلية متطابقة تتضمن في صلبها أسباب خمولها أو فتورها. أما ما يُسرد في الهوية الكلية المجاوِزة الفردية، فهو القوة الإرشادية الدافعة التي تجد أسسها في اليوتوبي الذي يتنافى مع ما يُقدمه المجتمع من رؤى فكرية- اعتقادية حول الإنسان ووجوده في العالم؛ ولهذا تعمل مقولة التوجه المصنفة في هذه الهوية السردية على جعل الذات السردية الفاعلة تترجم عدم كفاية العالم، لا بوصفه حاجات فحسب، بل بوصفه أيضًا تأويلًا للبقاء في العالم (ينبغي أن أُبرهن على أن العالم ليس كما هو)؛ ومن ثمة لا يُمْكِن الفصل في السرد الحديث بين الجهد (الفعل) والمفكر فيه، وبينهما وأشكال الصراع حول تملك الحقيقة، وما يستدعيه هذا التملك من تعلم وتجربة، لأن اليوطوبي بوصفه قوة إرشادية لا يمتلك من صلاحية سوى اختبار ممكناته في عالم متصف بعدم طواعيته له.
  تختص مقولة التوجه في أثناء الهوية المتصورة بجانب العمل في الإرادة، لكنها لا تبقى في حدودها، بل تتجاوزها أيضًا إلى الهوية المتخللة، لأنها تُعَد مقولة مرجعية أيضًا؛ بحيث أن الذات السردية الفاعلة تعود إليها باستمرار كي تحدد فعلها في ضوء التوجيهات الفكرية – الاعتقادية التي تتضمنها، وكي تجعله منسجمًا معها. غير أن مقولة التوجه المصنفة ليست ثابتة، إذ قد تصير عرضة للمراجعة في إثناء سريان الهوية المتخللة؛ فهناك عديد من الشخصيات الروائية التي راجعت منطلقاتها المرجعية في منتصف الطريق. لكن أهم ما يُميز مقولة التوجه المصنفة هو كونها تُعطي للهوية في السرد خاصيتها التخييلية التي تميزها عن الهوية العادية في الحياة اليومية. وهذه الخاصية تتمثل في الشخص الاستثنائي غير المتماثل مع الشخص العادي. وتتمثل هذه الاستثنائية في اختيار الموضوع، وفي استثنائية الفعل. ومصدر هذه الاستثنائية ماثل في طبيعة التوجه بوصفه مرجعية مغايرة محددة.  

٭ أكاديمي وأديب مغربي

الهوية السردية ومقولة التوجه المصنفة

عبد الرحيم جيران

أنقرة صارت رائدة في مجال «السياحة الحلال»

Posted: 28 Sep 2017 02:20 PM PDT

لندن – «القدس العربي»: في ملف خاص تناولت صحيفة «فايننشال تايمز» ملامح التحديات التي تواجه تركيا من العلاقة مع العالم العربي والموقف من قطر والاستثمارات في الخليج وتركيزها على الأكـراد.
وتناولت موضوع «السياحة الحلال». وقال كاتب التقرير برهان وزير: إن تركيا باتت تجذب أعداداً كبيرة من السياح القادمين من الشرق الأوسط، حسب أرقام جمعية السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.
وتكشف الإحصاءات أن عدد القادمين من الشرق الأوسط قد زاد من 2.1% عام 2011 إلى 3.7% عام 2015. وتظهر الأرقام التركية أن هناك تزايدا في عدد الزوار لتركيا من دول مجلس التعاون الخليجي في النصف الأول من عام 2017 حيث قدر عددهم بنحو 360 ألف سائح أي بزيادة 26 % عن الفترة المماثلة في عام 2016. وبرغم زيادة الأعداد فهناك نقاش في تركيا بشأن تبني نظام الاعتماد الذي يصنف السكن ووكالات السياحة وخدمات الطعام والسياحة وملاءمتها للمعايير الدينية.
ويقول نبيل الشريف مدير شركة «سيرندبتي تيرلميد» في بريطانيا: «يبحث زبائننا وبشكل متزايد عن تجربة مصنفة» وتقدم شركته خدمات سياحية راقية للسياح المسلمين. وقال الشريف إن الشركات التي تقدم خدمات «السياحة الحلال» يجب ان تقدم حلولاً جيدة للمسلمين من مختلف الدول الإسلامية.
ولكنه يرى أن فرض تنظيمات قد يثبط من عزم السياح المسلمين الليبراليين. ويعتبر قطاع السياحة الحلال من القطاعات النامية جداً في صناعة السياحة العالمية. وحسب تقرير «حالة الاقتصاد الإسلامي العالمي» الذي تعده سنوياً شركة طومسون رويترز بالتعان مع دينار ستاندرد في الولايات المتحدة فالشواطئ الملائمة للسياح المسلمين تعد من القطاعات الأكثر نموا في صناعة السياحة.
وحسب التقرير تعد تركيا من أكبر الأسواق التي توفر منتجعات على الساحل. ويقول التقرير إن السياح من السعودية هم الأكثر إنفاقا على خدمات السياحة والسفر وأنفقوا ما قيمته 19 مليار دولار عام 2015. أما السياح من الإمارات فقد أنفقوا 15 مليار دولار وجاءت قطر في المرتبة الثالثة حيث أنفق أبناؤها 12 مليار دولار. وجاءت الكويت في المرتبة الرابعة بتوقعات 9 مليار على السياحة.
وقال رفيع الدين شيخون مدير دينار ستاندرد «تركيا هي الوجهة الطبيعية فالسوق والفرص هناك» وأضاف أن «احتياجات المسافرين المسلمين تعكس حاجات الآخرين بطرق أخرى. ويريدون السفر للأماكن نفسها والحصول على التجربة ذاتها».
و«لكن هناك ملامح خاصة متعلقة بالدين ويريدون الحصول عليها بسهولة مثل توفر الطعام الحلال الذي يمكن الحصول عليه بسهولة في دول مثل تركيا».
وفي الوقت الذي يحتاج فيه السياح المسلمون لتوفر متطلبات مثل أماكن الصلاة أثناء السياحة إلا أن التزام المسلمين ليس واحـداً.
وتقول أفق سكجين، مديرة التسويق في «حلال بوكينغ.كوم» إن الباحثين عن السياحة الحلال يفسرون القواعد الإسلامية بطرق مختلفة «وما يجمعهم هو أنهم يرغبون بعطلة على البحر ومسابح خاصة ومفتوحة. ويريدون منتجعات صحية للنساء وأخرى للرجال. وفي الوقت الذين يريدون طعاما حلالا وعدم تقديم الكحـول فإنهـم لا يريـدون الفصـل في المطـاعم».
وعادة ما يبحث الموسرون من الدول الغنية عن السياحة الحلال، ووجد تقرير أعدته غرفة التجارة والصناعة في دبي قبل عامين أن 40 % من النفقات على السياحة الإسلامية تأتي من خمس دول – السعودية وبعدها إيران من ثم الإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت. ووجد التقرير نفسه أن تركيا هي الوجهة الثانية المفضلة بعد ماليزيا.
ويتمكن السياح من السفر إلى خدمة خمس نجوم سياحة حلال في انجل مرمريس وفندق أدن بيتش ومنتجع أديانا بيتش. ولا تجذب هذه السياح الغربيين لانها تقدم خدمات حلالاً وليس فيها خمر. وفي بعض الحالات تقدم منتجعات خدمة خاصة وفيلا مع طـاه يـقدم الأكـل الحـلال.

أنقرة صارت رائدة في مجال «السياحة الحلال»
انتعاش السياحة الخليجية في تركيا
إبراهيم درويش

الأكراد مكون أصيل في المنطقة… ودولة كردية ليست «إسرائيل ثانية»

Posted: 28 Sep 2017 02:19 PM PDT

لا سابق في التاريخ الحديث لمثل التحالف الذي نشأ في الاسابيع القليلة الماضية بين إيران وتركيا والعراق. الإسمنت الذي بنى هذا التحالف هو العداء لفكرة اقامة اول دولة كردية في المنطقة، وخشية تركيا وإيران ان يشكل الاستفتاء على الاستقلال في «اقليم» كردستان العراق شرارة تشعل نيران رغبة (وحق) الاقليات الكردية الكبيرة في كلا البلدين، وفي سوريا ايضا بطبيعة الحال، في الاستقلال، الذي تسميه تلك الدول، زورا وتلفيقا وظلما، انفصالا.
هذا الاسمنت ذو طبيعة سلبية. فهو لا يستند إلى قناعة اصحابه بانه تحالف «من اجل» مصلحة شعوبهم، وانما هو تحالف «ضد» تطلعات شعب آخر، هو الشعب الكردي. وهذا ما يجعله ينشر رائحة كريهة، وصورة مكفهرة، وطاقة سلبية تعكر الاجواء.
قبل التقارب الحالي للاقطاب الثلاثة: تركيا والعراق وإيران، وبدء تشكيلها لحلفها الحالي، (الذي لم يترسخ بعد، واستبعد كثيرا احتمال نجاحه وتعميره طويلا)، حاولت بريطانيا، مدعومة من أمريكا وحلف شمال الاطلسي، في النصف الثاني من خمسينيات القرن الماضي، تشييد حلف يجمع هذه الرؤوس الثلاث على مخدّة واحدة، واخترعت له اسم «حلف بغداد». كان إسمنت ذلك الحلف ايضا ذا طبيعة سلبية، هدفه الاساسي الوقوف في وجه مد التحرر والاستقلال القومي العربي بزعامة مصر عبد الناصر اولا، وفي وجه المعسكر الشرقي بقيادة موسكو ثانيا.
لم يكن بين اهداف بناء «حلف بغداد» أي حرص بريطاني، او غير بريطاني، على مصالح وازدهار وتطور وتقدم شعوب إيران والعراق وتركيا. كانت مصالح تلك الشعوب ابعد ما يكون عن أي موقع متقدم في سُلّم اولويات الشاه في إيران، ونوري السعيد في العراق، وجنرالات الانقلابات والادوات التي ينصبونها على رأس الدولة في تركيا. ونذكر في هذا السياق ان الانقلاب في بغداد يوم 14 تموز/يوليو 1958، الذي اسقط حكومة نوري السعيد، واطاح بالنظام الملكي هناك، دفن ذلك الحلف في مهده. ولم يحصل بعدها أي تقارب بين هذه الاطراف الثلاثة حتى إلى ما قبل ايام معدودة. واكثر من ذلك: نشبت حرب بالغة الدموية بين ورثة النظامين في بغداد وطهران، اضافة إلى حروب بالاصالة وبالوكالة بين طهران وانقرة على الاراضي السورية. وحتى لا نذهب بعيدا في التاريخ، ولو حتى لسنين او لاشهر قليلة ماضية، يكفي ان نذكر التلاسن بين المسؤولين في بغداد وانقرة، قبل ثلاثة اسابيع فقط، مثل تهديد رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، بانه «سيُعِيد جنود الجيش التركي المرابطين في العراق إلى تركيا في التوابيت»، وان نذكر رد الرئيس التركي، طيب رجب اردوغان، المهين للعبادي، وضرورة «ان يعرف حجمه ومستواه».
لا مصلحة حقيقية لشعوب تركيا وإيران والعراق وسوريا، في العداء للطموحات المشروعة للاقليات الكردية الكبيرة فيها للاستقلال، (وليس للانفصال)، وإقامة دولة كردية واحدة تجمع كل ابناء الأمة الكردية، ضمن حدود المناطق الكردية، والبحث والتفاوض حول بعض المناطق الحدودية المتنازع عليها، وحلها من خلال هذا التفاوض، او من خلال التحكيم الدولي. وحتى إذا تعذر اقامة دولة كردية واحدة في المراحل الاولى، فان الحل المنطقي هو اقامة عدة دول كردية تدير شؤونها وتحدد سياساتها ومستقبلها بنفسها.
لم يُعمِّر في كل منطقة الشرق الاوسط على مدى التاريخ الحديث أي حلف بين شعوبها (داخل الأُمة الواحدة)، او بين أُممها الاربع الاصيلة: العرب والاتراك والفرس والاكراد، والطارئة: اليهود. ذلك إذا استثنينا تجربة الخليج العربي التي تتعرض لاهتزازات قوية هذه الايام. سبب ذلك، في اعتقادي، انها جميعا اعتمدت اسمنتا ذا طبيعة سلبية، يركز، بل ويقتصر، على معاداة ورفض لطرف او لاطراف خارجية مجاورة. ويتأكد هذا الاعتقاد عندما نلاحظ النتائج الايجابية للتحالفات التي بنيت على اسس ايجابية، اهمها التكامل والتعايش والتعامل بايجابية مع المكونات الاخرى لتلك التحالفات، كما هو الحال في الولايات/الدول المتحدة الأمريكية، وكما نشاهد في ايامنا ما يحصل من تطورات ايجابية واضحة في اوروبا (الغربية اساسا)، رغم بعض لا يذكر من تطورات سلبية في تلك الساحات، مثل انفصال بريطانيا عن الاتحاد الاوروبي.
اما اسرائيل، المكوّن الطارئ في الشرق الاوسط، ودورها في الإقليم، فيحتاج إلى دراسة وتدقيق بادوات قياس مختلفة. ذلك ان اسرائيل ذاتها «فعل سلبي». وما ينطبق على اسرائيل، لا ينطبق على أي من مكونات الشرق الاوسط الاصيلة. واوضح مثال على ذلك هو القاعدة التي وضعها «مهندس» الدولة العبرية، دافيد بن غوريون، منذ اقامة اسرائيل، وهي قاعدة «التحالف مع كل مسلم غير عربي، ومع كل عربي غير مسلم». وواضح ان هدف التحالفات التي سعت (وتسعى) اسرائيل لحبكها، هي تحالفات ذات منطلق سلبي وهدف سلبي: اغتصاب فلسطين وطرد شعبها والحلول مكانه، ومحاربة كل من يعارض ذلك، والتصرف بمنطق انها جزء من الغرب، وليست جزءاً من الشرق الاوسط. وهذه القاعدة كانت الاساس الذي قام عليه التحالف مع تركيا المسلمة العضو الاصيل في حلف شمال الاطلسي، وذات نظام حكم الجنرالات، والمعادية للعرب. وكذلك التحالف مع إيران الشاه، المسلمة غير العربية، المعادية للعرب ايضا، تلك السياسة التي عبّر عنها الشاه باحتفالاته الفاقعة العنصرية بمرور الفين وخمسمئة سنة على اقامة اول دولة فارسية.
في هذا السياق جاء استكمال بن غوريون لما بدأته الصهيونية من قبل، من نسج خيوط تحالف مع اكراد العراق، وليس مع اكراد تركيا وإيران. كل هذا يقودنا إلى ضرورة التنبيه، مجددا وتكرارا، إلى ان كل تحالفات اسرائيل، دون أي استثناء، هي بالضرورة سلبية المنطلق والهدف. وذلك في حين ان كل الابواب مفتوحة لجميع المكونات الاصلية للشرق الاوسط، لبناء تحالفات ذات محتوى ايجابي. واذا تعذّر تحالف العرب، ومنهم في الاساس عرب العراق وسوريا، مع هذا المُكوّن الاصيل لنسيج الشرق الاوسط او ذاك، فان مصلحتهم الوطنية والقومية الاولى، هي بناء تحالف مع المُكوِّن الكردي الاصيل، باعطائه الحرية المطلقة المشروعة في تحديد خياراته، والسعي للتعاون والتكامل بين ادوار ومصالح الأُمتين العربية والكردية. واذا كانت الطموحات الكردية المشروعة في الاستقلال جمرة حارقة، فلتبق في الحضن التركي او الحضن الإيراني الذي يرفض استقلال ابناء الأٌمة الكردية.
أي محاولة من كاتب او محلل او مسؤول عربي، بتوصيف اقامة دولة كردية مستقلة في اقليم كردستان العراق، واي مناطق كردية اخرى، على انها «اسرائيل اخرى» في قلب العالم العربي، هو توصيف ظالم وخاطئ: فهو ظالم لأن للاكراد الحق في الاستقلال في وطنهم، الارض التي نشأوا فيها منذ آلاف السنين، وليسوا قادمين ولا «مهاجرين جددا» إلى المنطقة، وخاطئ لأنه يرفع مستوى حق الحركة الصهيونية في اقامة دولة لليهود في فلسطين، من مستوى 0٪، إلى مستوى حق الاكراد في الاستقلال وهو حق بمستوى 100٪.
اما بالنسبة للمحاصِرين لاقليم كردستان العراق من الجهات الاربع، ومن الجهة الخامسة التي هي الحصار الجوي الذي يبدأ ظهر اليوم، كما بالنسبة للمحاصَرين في الاقليم، فانه يجدر بهم جميعا معرفة ان الحصار، مهما كانت حدته ومدته، فانه لم يثمر (حتى الآن على الاقل) على مدى التاريخ المعاصر الا مرة واحدة، هي تجربة حصار نظام الابارتهايد في جنوب افريقيا، وان سبب نجاحه انه استهدف طبقة معينة في المجتمع، هي طبقة المُنعّمين من البيض العنصريين، ولم يلحق أي ضرر بالافارقة السود المحاصَرين اصلا بالفقر والتمييز، بل كان نعمة على هؤلاء. فلا خوف ولا خطر على الاكراد في العراق المحاصَرين هم ايضا بالتمييز والإفقار.
انتهى يوم الاثنين الماضي «عرس» استفتاء الاكراد في العراق. لكن ذلك ليس «شوط الحَلِّة». بقي امام الاكراد عمل كثير يجب ان يتم، وحاجة كبيرة لجهود جدية ومتواصلة لتحقيق هدفهم المشروع في الاستقلال. وهنا يبدأ الامتحان الثاني للقيادات الكردية في العراق. دعنا نأمل ان تكون تلك القيادات على مستوى التحدي، وان تكون مصنوعة من معدن القيادات التي تليق تسميتها بالتاريخية.

٭ كاتب فلسطيني

الأكراد مكون أصيل في المنطقة… ودولة كردية ليست «إسرائيل ثانية»

عماد شقور

المقاربة الأمنية تلحق الأذى بهالة القدسية التي تحيط بالملك

Posted: 28 Sep 2017 02:19 PM PDT

في فيسبوك حيث يناقش مئات الآلاف من الشباب المغاربة المغمورين شؤون بلادهم، تعددت الانتقادات التي يوجهها مرتادو الشبكات الاجتماعية للملك وذلك خصوصا من بداية سنة 2017 حين ظهر جليا واضحا أن القصر هو من يقف خلف أزمة «البلوكاج» التي استهدفت عزل بنكيران وتحييده. لقد شن بعض المستائين من موقف القصر هذا، حملة نشيطة دفاعا عن بنكيران وحزب العدالة والتنمية. لقد تهجموا على رموز النظام ورجاله ولم يستثنوا أحيانا الملك نفسه. إنضاف إلى هؤلاء بعض أنصار الاستقلال لما عبر القصر من خلال زعيم حزب الأحرار عن رفضه التام لدخول حميد شباط إلى حكومة بنكيران المتفاوض بشأنها. لكن الانتقادات الأكثر حدة لشخص الملك صدرت عن بعض نشطاء حراك الريف وخصوصا المقيمين منهم بهولندا و بعض البلدان الغربية الأخرى كفرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة. ازداد عدد وقوة الانتقادات منذ اشتداد المقاربة الأمنية خلال الربيع الماضي وخصوصا عقب اعتقال زعيم الحراك ناصر الزفزافي والاعتداء عليه ضربا وجرحا وتعذيبا نفسيا ثم التشهير به عبر تسريب فيديو يظهر فيه شبه عار وهو في وضعية ضعف.
رغم كل هذا فإن تصريحات الفاعلين السياسيين المنشورة في الصحافة عموما وفي الجرائد الورقية على وجه الخصوص بقيت في أغلبها مساندة للملك بل ومبجلة له وحتى تلك التي تُشتم منها رائحة الانتقاد أو المعارضة فإنها تتحاشى عموما استعمال بعض الكلمات والمفاهيم كالنظام أو القصر أو الحكم أو السلطة وبالأحرى الملك، اللهم إلا إذا ذُكرت مقرونة بتقييمات إيجابية.
لكن الأسابيع الأخيرة عرفت بعض الخروج عن هذه القاعدة ويجب التذكير هنا بأمر مهم وهو أن هذا الخروج عن الأعراف المفروضة بطريقة رسمية قد أشارت إليه أو أذاعته بعض الجرائد الورقية دون الحديث عن المواقع الإعلامية المستقلة. وهكذا فإن تصريحات حميد شباط المنتقدة للقصر قد لاقت صدى لا بأس به بوسائط الإعلام. ولابد هنا من الإشارة إلى أن شباط يعانى منذ مدة من حمله أمنية منتظمة هدفها تحييده على المستوى السياسي وذلك بإزاحته من قيادة حزب الاستقلال وتقسيم نقابته الاتحاد العام للشغالين بالمغرب والتشهير به وبعائلته وبالمساندين له داخل الحزب والمنظمات الجماهيرية القريبة منه. لقد عنونت أخبار اليوم بالبنط العريض يوم الاثنين 18 أيلول/سبتمبر: شباط يعلق على خطاب العرش: كيف نعين حكومة وبعد أسبوعين نوجه إليها الضربات.
ولكي يتضح للقارئ خطورة تصريح شباط والمغامرة التي تقوم بها الجريدة بنشر كلامه، لابد من الرجوع إلى السياق الذي أتى فيه تصريح الأمين العام لحزب الاستقلال. كان هذا الأخير قد شن هجوما عنيفا على ما يسميه المخزن ويعني به أساسا مركز النظام وجهاز المخابرات. عدة أيام بعد هذا وخلال إلقائه الكلمة الافتتاحية للمؤتمر الجهوي لحزبه بفاس، قال شباط موجها كلامه لمناضلي الاستقلال: بعضكم جاء عندي وقال لي المخزن لم يبق راغبا فيك. وأنا أقول والله لن أتنازل سواء أراد المخزن أو لم يرد. ثم أشار القائد السياسي بعد ذلك إلى سياسات محمد السادس قائلا إن ما يحدث بالمغرب يشوبه الغموض، إذ لا أحد يعرف أين نتجه…وليقطع الشك باليقين فيمن هو المستهدف بكلامه قال شباط بشجاعة نادرة في المشهد السياسي والإعلامي المغربي: كيف نعين حكومة، ثم بعد أسبوعين نبدأ في توجيه الضربات إليها. تساءل بعض رواد الشبكة العنكبوتية عن متى سيعتقل القائد الاستقلالي بعد حديثه بهاته الصراحة غير المعهودة في الأحزاب المحسوبة على النظام.
هناك تصريح آخر يتميز بنفس النبرة المنتقدة للملك وهو الذي ورد على لسان القيادية البارزة لحراك الريف ونعني بها السيدة نوال بنعيسى. في نص قصير ولكنه جريء حد التهور، ذكرت الشابة الريفية بما سمته حرفيا: جرائم الملك السابق الحسن الثاني، هذا الملك الذي بمجرد أن يذكر يمر أمامك شريط جرائم ارتكبها هنا في الريف.
وبعد أن عبرت عن الآمال المحبطة من لدن خليفته الملك محمد السادس، وجهت بنعيسى كلامها مباشرة للعاهل المغربي: أريد أن أقول للملك إنك خسرت بسطاء الريف وهم الشعب الكادح وأنا لا أتكلم عن حربائيي الريف المفسدين ذوي المصالح الذين يهللون لك للمحافظة على هيبة الدولة بل أنا أقصد الكادحين الصادقين، لقد خسرتنا.
إن ما يغضب الزعيمة الريفية هو المقاربة الأمنية التي تفضلها الدولة عن أي حل آخر. كما عبرت عن انزعاجها وشعورها بالإهانة من تلويح بعض الأوساط الادارية ولاعلامية المقربة من السلطة بإمكانية العفو الملكي عن المعتقلين بمناسبة أعياد رمضان ثم عيد العرش ثم عيد الشباب. لكن الجبل تمخض فولد فأرا إذ عدد المعتقلين يتجاوز الآن الثلاثمائة. وصل الأمر بالسيدة بنعيسى إلى أن تعتبر العفو استبلادا للمغاربة: انتظرنا ذلك العفو الملكي الذي هو بحد ذاته إستحمار لنا ولباقي الشعب، انتظرنا ملكا كان يقضي الصيف كل سنة في هذه الأرض الطيبة وكان أناس يستقبلونه بفرح وتناسوا جرائم الوالد،لكننا اصطدمنا بأن حتى ذلك الاستحمار العفو بخلوا به على الشرفاء.
طبعا، بعد مقالها الذي تمت مشاركته بنهم بالغ على صفحات الويب بعد أن نشره موقع حركة أنفاس والجريدة الإلكترونية الأول، تم استدعاء نوال بنعيسى من لدن الشرطة. وهي الآن متابعة في حالة سراح، فالنظام لا يريد إعادة نفس التجربة المضنية التي عاشها مع رفيقتها سيليا الزياني التي أثار اعتقالها موجة عارمة من الغضب والتعاطف دفعت السلطات إلى إطلاق سراحها.

٭ كاتب من المغرب

المقاربة الأمنية تلحق الأذى بهالة القدسية التي تحيط بالملك

المعطي منجب

تفكيك الأونروا أو تغيير مهمتها الهدف المقبل لإسرائيل

Posted: 28 Sep 2017 02:18 PM PDT

تكمن أهمية وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في كونها الشاهد الأممي الحي على مأساة الشعب الفلسطيني، الذي اقتلع من أرضه ووطنه خلال أعوام النكبة الأولى، بتواطؤ من الأمم المتحدة وجمعيتها العامة، التي كانت تخضع بالكامل للدول الاستعمارية، والتي اعتمدت قرار تقسيم فلسطين 181 بغير وجه حق. تشريد ثلثي الشعب الفلسطيني، الذي كان من المفروض أن يكون مؤقتا، أصبح دائما، والمخيم المكون من خيم تحول إلى مدن صفيح، ومدن الصفيح تحولت إلى بيوت من طوب، وتشتت اللاجئون في الدول المضيفة وبقية أصقاع الأرض، ولكنهم لم يتخلوا عن حق العودة التي كفلتها لهم المنظمة نفسها التي أنشأت الكيان في ديارهم.
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 194 في ديسمبر 1948 الذي يقر بحق العودة، ثم أنشأت في ديسمبر 1949 بموجب القرار 302 وكالة خاصة للاعتناء باللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، كما كان يسمى عندما كانت بريطانيا دولة عظمى، إلى أن تسيدت الولايات المتحدة فأسمته الشرق الأوسط. ويشير القرار المذكور مرتين (البندان 5 و20) إلى حق العودة، كما ورد في قرار 194.
طلب من الوكالة أولا أن تعرّف من هم اللاجئون الفلسطينيون، فأقرت بأنهم الذين كانوا يعيشون في فلسطين بطريقة عادية، خلال الفترة من 1 يونيو 1946 لغاية 15 مايو 1948 والذين فقدوا بيوتهم ووسائل عيشهم ورزقهم. وينسحب هذا التعريف على أولادهم والمتحدرين منهم من الذين يولدون بعد هذا التاريخ، كما ينطبق حتى على الأولاد بالتبني. وعندما بدأت الوكالة عملها الميداني عام 1950 سجلت اللاجئين الذين ينطبق عليهم التعريف، فوجدت عددهم نحو 750000 وصل عددهم هذه الأيام نحو 5.3 مليون موزعين على 58 مخيما في فلسطين والأردن ولبنان وسوريا. أما بقية اللاجئين الذين تشردوا في أصقاع الأرض، فلم يحسبوا ضمن هذا العدد المتواضع.
من بين شوائب هذه الوكالة المهمة تمويلها بطريقة لئيمة ومقصودة، حيث جعلت ميزانيتها تعتمد على التبرعات، بدل اعتماد نظام المحاصصة الإجباري. وبما أن جل المتبرعين من الدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة، إذن بشكل أو بآخر وضع مصير الأونروا في أيدي تلك الدول نفسها، التي أنشأت الكيان الصهيوني وشرعنت وجوده عبر قرار التقسيم. وكان موقف الدول العربية لغاية عام 1990 عدم المساهمة في ميزانية الوكالة، تحت حجة أن الدول الغربية هي التي خلقت مشكلة اللاجئين وعليها أن تتولى أمورهم.
مؤامرة مكعبة
بين عامي 1950 و1974 كانت اللجنة السياسية الخاصة تناقش بند الأونروا، من منظور إنساني كقضية لاجئين، وتعيد كل مرة بطريقة آلية التأكيد على القرار 194 وحق العودة في غياب كامل للقضية الفلسطينية.
عاد «بند فلسطين» إلى الأمم المتحدة عام 1973 كقضية سياسية وليست إنسانية فحسب، بقوة الشعب الفلسطيني الذي امتشق السلاح وأعلنها ثورة عارمة رقعتها أرجاء المعمورة كلها، وبعد أن تغيرت تركيبة الجمعية العامة لتشمل ممثلي الدول التي اكتوت بنيران الاستعمار، وبعد أن عاد العرب إلى الأمم المتحدة كقوة بعد حرب أكتوبر المجيدة، قبل أن يبيع السياسيون ما أنجزه العسكر في كامب ديفيد. فأكدت العديد من القرارات اللاحقة، خاصة القرار 3236 (1974) على حق العودة، كما اعتمدت العديد من القرارات التي تلغي كافة الإجراءات الإسرائيلية المتعلقة بنتائج الاحتلال.
بعد اتفاقية أوسلو المشؤومة بدأت إسرائيل تعمل بجدية مطلقة وبشكل متواز ٍعلى ثلاث جبهات- إلغاء حق العودة وإعادة تعريف اللاجئ الفلسطيني وتفكيك الأونروا. طرحت إسرائيل عن طريق الولايات المتحدة فكرة استبدال قرارات الأمم المتحدة السابقة المتعلقة، بالتأكيد على حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وممارسة حقوقه غير القابلة للتصرف، التي تشمل حق العودة وحق إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، وحق تمثيل منظمة التحرير للشعب الفلسطيني، بالتأكيد على العملية السلمية وما جاء في اتفاقيات أوسلو واعتبار مرجعية أوسلو بديلا لما سبق واتخذ من قرارات. وقد باءت هذه المساعي بالفشل، وظل قرار حق تقرير المصير والحقوق الأخرى غير القابلة للتصرف موضع تأييد كبير من المجتمع الدولي ولغاية الآن.
إن أول وثيقة تتضمن استبدال حق العودة نصا لم يأت من الأمم المتحدة، بل من مشروع الملك السعودي عبد الله، الذي اعتمد تحت اسم «مبادرة السلام العربية» في قمة بيروت عام 2002 والذي نص لأول مرة على «حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، يتفق عليه وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.
الحملة ضد الأونروا
بالنسبة لإسرائيل ظل وجود الأونروا يؤرقها، لأنه يعني ببساطة الإقرار بحق العودة. وقد عملت منذ اتفاقيات أوسلو وإلى اليوم على هز الثقة في نزاهتها واتهامها بالإنحياز للرواية الفلسطينية، وبتشغيل موظفين من أنصار حماس، والسماح لحماس بتخزين السلاح في مستودعاتها وتدريس مواد في مدارسها لا تعترف بإسرائيل، بل وتحرض عليها. وقد ساهمت بعض الحوادث الهامشية تعزيز هذه الدعاية مثل اكتشاف أنفاق تحت مدارس الأونروا، رغم نفي حماس، حيث استخدم نتنياهو هذا الحادث ليعلن: أن «حماس تستغل المدارس وتستعملها كدروع بشرية، فهذه جرائم حرب مضاعفة». كما وجّه داني دانون رسالة إلى مجلس الأمن الدولي بهذا الخصوص، متهما الوكالة بتشغيل مناصرين لحركة حماس واستغلال مدارس الأونروا لتخزين السلاح واستخدامه واستغلال الأطفال كدروع بشرية.
تضاعفت مخاوف الأونروا مع وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسفيرته لدى الأمم المتحدة، التي جعلت من الدفاع عن إسرائيل جوهر برنامجها في المنظمة الدولية. وقد نجحت إسرائيل والولايات المتحدة بإحباط جلسة للجمعية العامة في شهر يوليو الماضي، لزيادة ميزانية الأونروا، حيث تم إلغاء البند من جدول الأعمال الذي تقدم به الفلسطينيون بدعم من مجموعة دول عدم الانحياز.
بلغ الأمر أخيرا أن تشكلت مجموعة ضغط في إسرائيل برئاسة عضو الكنيست شارين هاسكيل عن حزب الليكود مهمتها مراقبة عمليات الأونروا والضغط على المجتمع الدولي لإجراء تغييرات جوهرية في ولايتها. وقد قامت المجموعة برئاسة نائبة وزير الخارجية تسيفي حوتوبيلي بزيارة واشنطن للقاء المسؤول الأمريكي المكلف بهذا الملف، السيناتور تيد كروز، الأكثر ليكودية من أعضاء حزب الليكود، لشرح الموقف الإسرائيلي من الأونروا، بل أعلن نتنياهو أنه طرح مسألة تفكيك الأونروا مع السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هيلي أثناء زيارتها في يونيو الماضي للكيان. وقد حاول نتنياهو أن يتذاكى وطالب بدمجها مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وطبعا هذا أمر بعيد المنال فلكل من الوكالتين ولاية مختلفة ويحتاج أي تغيير إلى قرار من الجمعية العامة.
أما التكتيك الجدي الذي طرحته إسرائيل مؤخرا هو إعادة تعريف اللاجئ الفلسطيني لينطبق فقط على من خرجوا من فلسطين عام 1948 ولا ينطبق على أولادهم وذرياتهم من بعد. الكاتب الصهيوني دانيل غرينفيلد، ومقره نيويورك، المتخصص في الإسلام الراديكالي، كما يعرف نفسه، كتب سلسة مقالات أخطرها بتاريخ 13 يوليو 2014 تحت عنوان «أوقفوا دعم الأونروا – ذراع حماس في الأمم المتحدة» قال فيه إن الأونروا «ليست درعا بشريا لحماس، بل هي حماس». ويؤكد في المقال على أن حماس تسمح للأونروا بالعمل بحرية في غزة وتشرف على 245 مدرسة فيها 232000 طفل، وتشغل عشرة آلاف موظف، لأن الأونروا هي منظمة عربية إسلامية حمساوية ترفع شعارات أممية، ويتم تمويلها من قبل المجتمع الدولي. ويصر غرينفيلد على أن اللاجئين الذين أنشئت أونروا لمساعدتهم قد ماتوا أو بقي منهم القليل وما تقوم به اليوم تقديم الدعم لدولة المخيمات، التي تفوق في تطورها كثيرا من المدن العربية. إذن لا بد من إلغاء حق العودة وقصر تعريف اللاجئ على أولئك الذين خرجوا من فلسطين. ولو اعتمد هذا التعريف لانخفض عدد اللاجئين من 5.3 مليون إلى أقل من 20 ألف مسن في طريقهم إلى الانقراض في العشر سنوات المقبلة.
حملت هذه المخاوف مؤخرا إلى المفوض العام للوكالة السويسري بيير كراهانبول فقال: «دعني أقول لك إن الشيء المهم والمؤثر هو هذا التأييد التي تلقته الأونروا في اجتماع الجمعية العامة في ديسمبر الماضي لتجديد ولايتها لثلاث سنوات أخرى، فقد صوتت 167 دولة لصالح التجديد. وهذه رسالة واضحة في تأييد عمل الأونروا».
لكن لا يطمئن أحد إلى أن الحملة الشعواء ستنتهي غدا أو تفشل، فإسرائيل ترى أن فرصتها الآن مواتية بوجود إدارة ترامب في البيت الأبيض ونيكي هيلي في مقر الأمم المتحدة وسفير المستوطنات داني دانون نائبا لرئيس الجمعية العامة. على الفلسطينيين والعرب وأنصارهم من دول عدم الانحياز التحرك لتشكيل مجموعة اتصال قوية لحماية الأونروا لغاية الوصول إلى حل سياسي شامل وعادل، يشمل حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم وأراضيهم أو التعويض لمن يختار عدم العودة، حسب منطوق القرار 194 والذي لا يموت بالتقادم.
محاضر في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة رتغرز بنيوجيرسي

تفكيك الأونروا أو تغيير مهمتها الهدف المقبل لإسرائيل

د. عبد الحميد صيام

يا علمانيين أفيقوا واتحدوا!

Posted: 28 Sep 2017 02:18 PM PDT

أثار توزيع رابطة الأئمة في مدينة أم الفحم كتاب «فتاوى» على طلاب جميع المدارس جدلا محليا تباينت فيه المواقف حول عملية التوزيع غير المنهجية ذاتها، وحول مضامين الفتاوى التي تطرق إليها الكتاب.
مبادرة رابطة الأئمة تعتبر خطوة متقدمة في محاولات إحكام السيطرة على الحيز العام، لاسيما في مواقع تشكيل ذهنيات الأجيال الناشئة، وفي مقدمة تلك المواقع المدارس كحلقة مهمة ومتممة للجوامع والنشاطات الاجتماعية الأخرى.
في الواقع، لا تنفرد هذه الخطوة بكونها محاولة «لأسلمة» فضاءات مجتمعاتنا المحلية، وتسييرها وفق منظومة قيم ومفاهيم شرعية لم تحظ يومًا باجماع فقهي واحد، ولا بالمساطر ذاتها، فجميع قرانا ومدننا شهدت وتشهد حضورًا صاخبًا لمحاولات «صرف» منظومة السلوكيات الإسلامية المفترضة بطرق متعددة، وقد رافقت بعضها أحيانًا عمليات تكفير «الآخرين» وقمعهم.
وبتزامن يؤكد حجم تلك الظاهرة، بدأنا نسمع في هذه الأيام أصواتًا تحتج على نية فعاليات قرية «مجد الكروم» الجليلية إحياء مهرجان تحت اسم «ليالي مجد الكروم»، علمًا بأننا نعرف أن ما سيواجهه منظمو هذا المهرجان كان قد واجهه قبلهم معظم المبادرين لنشاطات اجتماعية ورياضية وفنية وسياسية في العديد من قرانا ومدننا، عندما هوجمت عشرات الفعاليات بالحجة والشعارات نفسها، وهُدد القائمون عليها من قبل جهات ادعت كونها إسلامية، ولم تتردد بفرض رأيها بوسائل يجب أن تكون مستنكرة ومرفوضة. فلقد ألغيت في هذه المواقع مهرجانات موسيقية وعروض مسرحية وسباقات رياضية ومسيرات سياسية، بحجة معارضتها لشرع الله وتعاليم الإسلام، وبادعاء أنها تسهل فرص «الفسوق» الناتج عن اختلاط الذكور بالإناث ومثلها من حجج لا تستقيم مع طبيعة الحياة العصرية، وقيم تؤمن بها قطاعات واسعة من أبناء مجتمعنا. 
لكن القضية المقلقة برأيي، لم تكن محصورة بما تمارسه هذه الجهات، على تفاوت نظراتها حول وسائل «إقناع» الآخرين، وحدود إحلال «العصا» مكان «بالتي هي أحسن»، بل بغياب موقف واضح ومنظم يجمع هؤلاء «الآخرين» في إطارات تحمي حقوقهم المدنية وتصون فضاءات بقائهم الحر والآمن.
من حق التيارات الإسلامية، على تفرعاتها، والمؤطرة منها سياسيًا وحركيًا، ممارسة عباداتها الدينية بحرية كاملة، والقيام بنشاطاتها الاجتماعية والسياسية، لكننا يجب أن نفرق بين تلك الحقوق وطرق ترجمتها الفعلية، من خلال أدوار بعض القيادات غير المتزنة أو ما تدعو إليه بعض فرقهم غير المسؤولة. وللحقيقة إذا ما تمعنا بأدبيات بعضها، وبفتاوى ومواقف بعض قادتها، سنجد أنهم صادقون مع ذواتهم واتباعهم ولا يترددون باشهار نواياهم والافصاح عن أهدافهم، فهم يسعون إلى بناء مجتمع إسلامي مفصّل حسب مقاسات «عقائدهم» الذاتية، ووفقًا لمفاهيمهم التي لا يخفون حدودها ولا حدتها، ولا يخضعونها لأي مساومات أو تنازلات «كرمى» لعيون الأخوّة العربية والتعددية وعشاقها، وهذا حقهم ويرونه واجبهم. 
فمن يتابع مواقع بعض قادتهم المؤثرين بين الجماهير العربية في إسرائيل سينكشف، من غير عناء، على تلك الحقائق، ومن يقرأ فهرس كتاب الفتاوى المذكور، سيكتشف بسهولة ما يسعى إليه معدوه، فهم يحاولون ترسيم «حدود وضوابط العلاقة بين الشاب والفتاة في المدرسة وخارجها» ويخططون لإخضاع أجيال هذا العصر لما يعتبرونه «حكم الحب في الإسلام بين الشباب والفتيات بنية الزواج» و»حكم استضافة الشاب لفتاة عبر صفحته الخاصة والعكس»، و»لحكم نشر الفتاة لصورتها الشخصية في الفيسبوك» و «حكم الدخان والنرجيلة»، وما إلى ذلك من شؤون حياتية وعادية لو أجادوا ضبطها سيضمنون سيطرتهم الكاملة على مفارق العيش اليومي وعلى شعابه، ولفازوا بجماهير من المؤمنين المهندسة ذهنيًا والمؤمنة سياسيًا وعقائديًا. 
لقد استجلبت عملية توزيع هذا الكتاب نقاشًا محليًا هامشيًا، تباينت فيه الآراء بين مؤيدين ومعارضين ومتحفظين، وغابت، مرة أخرى، مواقف السياسين «الوسطيين» والهيئات الحزبية القطرية، وطغى، كالمعتاد، صمت المؤسسات القيادية، التي تمنعت عن إصدار مواقفها في هذه الحادثة، كما تمنعت عن ذلك في ما سبقها من حوادث مشابهة في مغازيها، ولقد تركنا هؤلاء في مشهد يذكرنا بأننا ما زلنا نعيش في عصر «التحنيط الفكري» الذي تقف على كثبانه قامات من رمل.
«ما العمل» كان سؤال مقالتي السابقة، التي عنونتها «مطلب الساعة، جبهة في وجه الفاشية الإسرائيلية»، حيث اقترحت فيه على قيادات المؤسسات العربية، التي تعلن تمثيلها للمواطنين العرب في إسرائيل، ضرورة تحركها من أجل إقامة «جبهة إنقاذ» عريضة مكونة من عرب ويهود، وتكون مهمتها الفورية العمل في وجه الفاشية المتنامية داخل المجتمع الإسرائيلي، والوقوف في وجه نظام الدولة التي باتت «تحركها أيديولوجية قريبة من الفكر النازي»، كما يجمع على ذلك بعض النخب اليهودية أيضًا، التي باتت تستشعر بدورها دنو أنياب ذلك «الوحش» من عتبات بيوتهم. لم يخب ظني، في الواقع، من عدم إبداء تلك المؤسسات لأي التفاتة أو تعقيب على فكرتي المطروحة، مع إننا نشاهد في هذه الأيام كيف يتقدم أصحاب تلك «الأيديولوجية»، بإمعان واضح، نحو تحقيق أهدافهم التي لا تختلف عن أهداف حركات شبيهة ما زال التاريخ يحفظ فظائعها وجرائمها ضد الانسانية والشعوب. 
فبمناسبة ذكرى حرب الستة الأيام واحتلال إسرائيل للضفة الغربية، دعت حكومتها إلى الاحتفال «بمرور خمسين عامًا على الاستيطان في يهودا والسامرة» في منطقة «غوش عتصيون» القريبة من الخليل، وبمشاركة رئيس الحكومة والوزراء وكبار المسؤولين في الدولة والجيش. 
في المقابل وفي قرار لافت ألغت رئيسة المحكمة العليا الإسرائيلية، القاضية مريام نائور مشاركة قاضي المحكمة «هندل» في الاحتفال، ومنذ لحظة الإعلان عن هذا الموقف، لم تتوقف حملات التحريض والهجوم على المحكمة واتهامها بالعمل ضد «المصالح الوطنية للشعب اليهودي»، وكونها مدفوعة بمواقف يسارية وسياسية معارضة، وقد يكون تصريح الوزير يريف ليفين مؤشرًا على قساوة تلك الهجمة ووضوح أهدافها السياسية في القضاء على استقلال القضاء، الذي كان دائمًا منقوصًا ومشروخًا، فلقد دعا بحزم إلى ضرورة «إخراج القضاة من قوائم المدعوين للاحتفالات الرسمية». وأضاف مؤكدًا «أن من كان لديه شك في الأمر يرى اليوم بوضوح كيف أدخل اليوم قضاة المحكمة العليا إلى قاعاتهم مواقفهم الشخصية والسياسية اليسارية المعارضة». 
ما يحصل داخل إسرائيل واضح على شاشات صالوناتنا، بالمقابل من يتابع هواجس معظم المؤسسات العربية وقادتها في أيامنا سيجده مشابهًا لما أشغلها في أكتوبر المنصرم، فأكتوبر بيننا وعندنا في الشرق هو شهر السراب والوجع و»مؤسساته الراعية» بدأت تنهمك في عمليات «التحنيط المنمط» ليوم احتفالات تقليدي، لن يحدث أي تفاعل مؤثر وذي وزن، ولن يفضي لتسديد أي أهداف «ذهبية» أو «برونزية» في شباك اليمين الاسرائيلي المستوحش، بل على العكس تمامًا فلربما تتحول تداعياته المرتقبة إلى مجرد رحلة جديدة لقوافل العرب نحو المجهول والتيه الأكيد. 
أتخيل أحيانًا أن بعض القيادات والقيمين على المؤسسات التقليدية تنتظر بفارغ «الصبر المناضل» حلول «أكتوبر الحاني» أو تستقدم ذكرى يوم الأرض ومثيلاتها من أيام جروحنا المكررة بدون تجديد، حتى أنهم وهم في خضم دورة الانتظار السنوي يهملون مشاهد الحياة الحقيقية حولهم وما يحيق بها من مصادر خطر جسيمة وظواهره المنتشرة والمتفاقمة بيننا في كل قرية وحي وشارع، فلا العنف على أشكاله يحظى برعايتهم الجدية، ولا قتل النساء يؤرق فعلا بال معظمهم، ولا الاعتداءات على الحيز العام والحريات الأساسية تحركهم بشكل مجدٍ ومثمر. 
فكم حذرنا وقلنا إننا نسير على منزلقين خطيرين: الأول والأخطر من بينهما هو منزلق الدولة وما تخططه لمستقبلنا، وقد اقترحنا في محاولة لمقاومته بناء «جبهة إنقاذ سياسية» واسعة تضم جميع ضحايا النظام اليميني العنصري الحالي والمقبل، وهؤلاء ، كما أوضحت في مقالتي المذكورة، هم العرب بدايةً، وتتلوهم جميع الفئات اليهودية المستعداة حتى الدم لأسباب أتينا على ذكرها. 
وبقي السؤال، من معني بإقامة هذه الجبهة ومن قادر عليها مفتوح على العدم.
وأما المنزلق الآخر فهو ما ينحفر داخل مجتمعاتنا من أخاديد تفرق وتشتت بنى مجتمعنا وتزعزع مركبات هويتنا الجامعة، فمن يقف في وجه هذا المنزلق؟ من معني ومن قادر؟ وما العمل؟ 
أقترح، في البداية، إقامة «رابطة للعلمانيين العرب» المواطنين في إسرائيل، وقد تبادر إليها مجموعات من الشخصيات المتوافقة حول تعريفات مصادر الخطر الخارجي أولا، والداخلي ثانيًا والمجتمعة على تشخيص نوعية الأمراض المستفحلة في جسدنا. من حق العلمانيين أن يتوحدوا ليدافعوا عما يؤمنون به من حريات أساسية وفي طليعتها حرية الحياة وحرية التعبير والعمل والفرح والاختلاف وحرية التدين وحرية اللاتدين. من واجبهم أن يسعوا، بدون نفاق وتردد ولعثمة، من أجل الحفاظ على فضاءات تسع أجنحتهم ليطيروا بها نحو أمنياتهم وأحلامهم. 
فنداء الحرية العاجل: يا علمانيين أفيقوا واتحدوا. 
كاتب فلسطيني 

يا علمانيين أفيقوا واتحدوا!

جواد بولس

كردستان… الانتقال إلى تصريف الفعل المضارع

Posted: 28 Sep 2017 02:17 PM PDT

أعلنت نتيجة الانفصال الكردي بأغلبية ساحقة للاستقلال، وغير ذلك يعتبره الإنسان الكردي خيانة، والنسبة الضئيلة التي صوتت لرفض الاستقلال، ربما مثلت طرف من يهابون مواجهة، ربما من شأنها أن تقوض الحلم الكردي وتطمسه لعقود أخرى، وربما من وجهة نظرهم يعد الاستقلال لأكراد العراق ضرراً محتملاً بأكراد الدول الأخرى، الذين سيتحملون وزر المغامرة الكردية في العراق. فمن المتوقع أن تبدأ تركيا وإيران سياسة جديدة لمواجهة عدوى الحرية على طريقة بارزاني.
تظهر الصورة المقطعية لتاريخ الشعب الكردي بأنه على استعداد لأن يخوض الشوط حتى النهاية، وأمام تردد حيدر العبادي بوصفه ممثل الدول العراقية، التي تحاول أن تحتفظ بتماسكها، فالخطوة الكردية ستشجع على خطوات أخرى إضافية، فردة الفعل المبدئية اقتصرت على المطالبة بانسحاب الأكراد من المناطق المتنازع عليها، ومن المناطق التي تقدمت لها قوات البيشمركه أثناء الحرب على تنظيم «داعش».
كما أن النغمة الجديدة التي بدأت تطغى على الإعلام العراقي، تتمثل في الخشية على تشجيع التقسيم الطائفي للعراق، وهو الأمر الذي سينتج دولتين أخريين إلى جانب الإقليم الكردي، الأولى للشيعة والثانية للسنة.
دولة سنية وأخرى شيعية ليست فكرة مذمومة لدى قطاعات من العراقيين، الذين وجدوا الكثير من الأسباب المقنعة للتفكير في هذه النوعية من الحلول، بعد تجربتهم المخيبة مع بريمر ومن بعده نوري المالكي، ويبدو أن القصة وما فيها لا تتعدى أساساً الوزن الاقتصادي للإقليم وثروته النفطية، ولو تخلى الأكراد عن كركوك ربما، أو غالباً، ستخفت الحمية العراقية التي يبديها البرلمان، بتفويضاته المستمرة لحيدر العبادي من أجل إسقاط الاستفتاء وإخضاع الإقليم للعراق الاتحادي.
التهديد من الجنوب لا يثير قلقاً كردياً فعلياً، فمع أن الولايات المتحدة عارضت الاستفتاء، إلا أنها لن تدعم بغداد لإعادة الإقليم بأي طريقة تتخطى ماراثون التصريحات السياسية والإجراءات الاقتصادية، أما في الشمال فإن تركيا تستعرض الخيارات والتصعيد المحسوب، وسيكون عليها أن تلتزم بمزيد من الحذر، بعد أن أعلنت إيران وسوريا تحفظهما على الاستفتاء الكردي، وبالتالي على نتائجه، وهذه النوعية من المواقف تعطي أصحابها مجالاً واسعاً للمناورة، بينما ستعاني تركيا من أسئلة صعبة تنتظر الإجابات الإجبارية، ويبقى لكردستان الحليف الصاعد الجديد في تل أبيب.
وإذ تقف كردستان العراق اليوم في نقطة الالتقاء الحرجة بين ثلاثة أعراق قومية المزاج، فإنها لا تكترث ولا تأبه لما يمكن أن يوصف بالغضب العربي، لأنه خامل وغير قابل للاشتعال. أما تركيا وإيران فمن المرجح أن تمثل كردستان أرضاً فاصلة تؤجل صراعاً من مصلحة الطرفين أن يظل نائماً ما أمكن، ولذلك فهذه التناقضات يمكن أن تعطي الفرصة للأكراد من أجل المناورة.
بأفول حقبة تنظيم «داعش» يبدو أن حروب الأديان والطوائف أخذت تتراجع في المنطقة، وأن الأعراق ستكون عنواناً لصراع جديد، وهذه النقطة تصب في مصلحة إسرائيل، التي يمكن أن تمرر يهودية الدولة في ظل الخروج من مأزق دولة يهودية في محيط إسلامي معاد، وبذلك ستختلط الأوراق كما يحدث دائماً لمصلحة إسرائيل، والعرق اليهودي المزعوم، الذي يتقن توظيف نفسه في مثل هذه الظروف، سيجد فرصاً ذهبية تتدلى من جبال كردستان، ولذلك فإن وكلاء القلق والتوتر الذين رفعوا راية الإسلام المتطرف، لن يعدموا الوسيلة من أجل إعادة إنتاج أنفسهم في تناقض جديد، وبحيث تصبح العرقية العربية المتعبة والمشتتة، بكل ما تحمله أصلاً من أسئلة حول جدواها أمام الهويات الفرعية ومشاريعها المحلية، مجرد خصم لا يستحق الكثير من الاهتمام. يتوقع في موازاة الخطوة الكردية أن يتصاعد إيقاع التسوية مع اسرائيل، فما يحدث في العراق اليوم يمكن أن يطبق في دول عربية أخرى، ومن يضمن ألا تكون الخطوة الكردية ملهمة للأمازيغ لاستغلال شيخوخة الدولة الجزائرية، أما ليبيا فالوضع أصلاً برسم التدهور لنموذج الأقاليم المستقلة في أي لحظة، والمغرب تلحق به زائدة الصحراء التي يمكن أن تبدأ آلامها بين وقت وآخر، واليمن يحث الخطى نحو البتر بين الشمال والجنوب، وحتى لبنان بمساحته الصغيرة قابل للانقسام والتشظي، فلا يشترط أن يكون جنوب السودان بالأمس، وكردستان اليوم مجرد مشاريع منفصلة، ولا يوجد ما يجعل المتابع يستبعد، ومن دون أن يتورط في نظرية المؤامرة.
إن الأمر في إطار إعادة تشكيل جوهرية للمنطقة، والسوابق التاريخية موجودة وليست بعيدة على الإطلاق، فكان من نتائج التخلص من الشيوعية أن تختفي من على الخريطة دول ذات وزن وتأثير مثل يوغسلافيا وتشيكوسلوفاكيا، كما أن الشبق الانفصالي يعيد تكرار نفسه في ظروف التأزم الاقتصادي، وتهالك الشعارات القديمة، والأمر يحدث في إسبانيا وبلجيكا اليوم.
ليس من الحكمة في شيء أن يتمسك العرب بالخرائط القديمة التي لا تعبر إلا في حالات قليلة عن وقائع جغرافية واضحة، ولكن من الحماقة بمكان أن يتواصل إنتاج الدول الفاشلة التي لا يمكن أن تستمر من دون أن تتوزع في خانات التبعية المختلفة بحيث تصبح الوصاية، وهي النوع الجديد من الاستعمار غير المكلف والخالي من المخاطر تقريباً، واقعاً لا يمكن تجنبه. الصراعات العرقية المحتملة بعد استنفاد الطائفية والمذهبية لأهدافهما، من المتوقع أن تحدث آثاراً ارتدادية بتعصب عرقي يحصن الهوية الخاصة، بما يسمى بالعرق العربي الذي يقف على ثقافة تتبع الأجداد والأصول، حتى لتبدو أحياناً متوطنة كأحد عوارض الارتهان للماضي، ولذلك فإن تحييد، أو عدم تحييد، مصر بوصفها الفاصل بين عرب الشرق والغرب سيعد أحد العوامل الحاسمة في خلق حالة من المناعة ضد عدوى الاستقلال (الانفصال) الكردي، ومع أن مصر أعلنت عن موقفها الرافض للاستفتاء الكردي، إلا أن ذلك لم يعلن عن فكر قومي عروبي، ولكن أظهر دفاعاً عن العراق بوصفه نموذجا للبيروقراطية المركزية، التي تحرص مصر على إبقائه في المنطقة، ويشكل ثالث أضلاع النموذج الكلاسيكي العربي في الحكم مع سوريا، وربما تخشى مصر أيضاً من أن تصبح الخطوة الكردية ملهمة لقبائل سيناء أو النوبة، أو حتى الأقباط في بعض المواقع لأن يضغطوا بسياسة الأمر الواقع أو السلوك الانتحاري على القاهرة ومؤسساتها.
أفلت السهم من القوس، وبارزاني اليوم يؤكد على ظاهرة ربما تستدعي دراسة سيكولوجية للرجال قصار القامة، وقدرتهم الاستثنائية على الصمود والمكابرة أو المعاندة مع حس المغامرة وغريزة المفاجأة، ومع اختلاف الفوارق والظروف والأشخاص يمكن استحضار ستالين وبن غوريون وياسر عرفات والملك الحسين، ومن قبلهم جميعاً جنرال التاريخ الفرنسي نابليون، ولكن ما يدفع للتشكك في هذه التأملات هو رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي الذي أشبعهم شتماً وتركهم يظفرون بالإبل.
كاتب أردني

كردستان… الانتقال إلى تصريف الفعل المضارع

سامح المحاريق

هاجس السيطرة وأزمة البحث عن عدوّ

Posted: 28 Sep 2017 02:17 PM PDT

دعّم الغرب الاستعماري الحركات القومية العربية ضدّ الدولة العثمانية، وسرعان ما غيّر وجهة دعمه لتشمل الحركات الإسلامية، وذلك بعد تنامي المدّ القومي وتشكّل مشروع عروبي هدفه الوحدة العربية والتصدّي للهيمنة الغربية.
ومن جديد يتخلّى الغرب عن دعم الحركات الإسلامية ليعلن الحرب صراحة على الإسلام، تحت مسمّى الحرب على الإرهاب، هذا الإرهاب الذي صُدّر إعلاميا بشكل مُضخّم، بعد أحداث برجي التجارة العالميين. وهم بالأمس القريب درّبوا بن لادن ووفّروا له كلّ أسباب الدّعم لمحاربة السوفييت ومحاصرة الشيوعية.
هكذا تعيش أمريكا ومن ورائها الدول الغربية التّابعة والمتذيّلة أزمة البحث عن عدوّ، لتمرير أجنداتها ومشاريعها الاستراتيجية، وبيع أسلحتها خدمة لاقتصاداتها، غير عابئة بهموم الشعوب والدّمار الذي تُخلّفه مغامراتها المجنونة وحروبها الهمجية.
ومن أجل النفط لا تعبأ الإمبريالية الغربية بكيان مستقلّ، ولا بطموحات الشّعوب وحقّها في العيش بسلام، بل يُقسّم العالم إلى معسكرات وفق ايديولوجية نفعية مموّهة: معسكر الخير في مقابل معسكر الشرّ، تلك الترسيمة التي وفّى بتنفيذها بوش الابن، وهو صاحب الأفق المحدود الذي لا يتعدّى سيناتورا فاشلا في ولاية تكساس. ومثل هذه السيناريوهات تُفهم ضمن مشروع التنميط، الذي يشتغل عليه أكاديميون وباحثون استراتيجيون أمثال، برنارد لويس وغيره، سبيلا لتدجين شعوب بأكملها، باعتبارها متعصّبة لا تمتلك أطرا عقلانية وفق منظورهم، وبالتّالي يجب أن تدخل القفص أو بيت الطّاعة، من دون ذلك تُعتبر المقاومة الشعبية والدفاع عن الأرض إرهابا. ذاك هو الشرق الأوسط الجديد الذي نجده في تنظيرات كُتّاب اليمين الأمريكي المحافظ من أمثال برنارد لويس وصموئيل هنتنغتون ولوران موريفيتش وروبرت كاغان وغيرهم.. وجميعهم يتّفقون حول انتصار الأيديولوجيا الأمريكية ونهاية الوحدة العربية وأيديولوجيتها القومية، إن لم يذهب بعضهم حدّ اعتبار انتهاء العالم الإسلامي ككيان سياسي.
النخب الحاكمة في أمريكا بحثت عن عدوّ جديد بعد انهيار الاتّحاد السوفييتي، وتراجع المدّ الشيوعي وانحصاره ضمن أطر جغرافية محدودة. وقد قادتها الحرب المعلنة على الاسلام منذ أحداث 11 سبتمبر تحت مسمّى الإرهاب إلى إيجاد حلول لأزماتها الاقتصادية، ولا يكون ذلك إلّا بخلق النزاعات واشعال الحروب وبيع الأسلحة، وفرض الهيمنة بالقوّة العسكرية. وهي غافلة عن أنّ العدوّ ليس الإسلام وإنّما تواجه قوى العدل والسلام في العالم، وكلّ من يناصر العدالة والكرامة الانسانية، ويرغب في بيئة نظيفة لا يعيرها ترامب أيّة أهمّية. وليس ذلك بمستغرب عمّن فصلوا مصالحهم الأمريكية عن مصالح البشرية في أنحاء الأرض.
 ليس هناك من تجاوز والحال كذلك في وصف النظام العالمي قديما كان أو حديثا بأنّه «قرصنة عالمية منظمة» بتعبير آدم سميث،  فالتغطية النظرية لنظام الهيمنة العالمية الجديد تتجلّى في اعتقاد صموئيل هنتنغتون وتنظيراته العنصرية التي اعتبر فيها أنّ غالبية دول الشرق الأوسط مصطنعة وحديثة التكوين، واذا ما ضعفت السلطة المركزية إلى مستوى معيّن فلن تجد مجتمعا مدنيا حقيقيا يضمن تماسك الكيان السياسي للدولة ولا شعورا حقيقيا بالهوية الوطنية المشتركة أو ولاء للدولة الأمّة.
إنّه اعتقاد صموئيل هنتنغتون وتنظيراته الموغلة في العنصرية، والحقيقة أنّ هذه النصائح العظيمة إنّما تصدر عن شخص تبنّى التصوّر الاستراتيجي الذي سطّره برنارد لويس ومجموعة من المفكّرين اليمينيين، والذي يرمي لتفتيت العالم الاسلامي وتجزئة الشرق الأوسط، ضمن معطى صراع الحضارات، وإن لم يكن سوى نمط من التفكير يمزج بين العدوانية والسادية.
 إنّ عالم اليوم محكوم بالمصالح وهو ينشد هدفا واحدا هو العلوّ والهيمنة والسيطرة على المقدّرات لذلك بحث الغرب عن اشعال الحرب الطائفية وخلق العداء للإسلام من داخله، واشغال العرب بعدوّ وهميّ اسمه ايران لدفعهم نحو نسيان العدوّ الحقيقي اسرائيل، والعرب في كلّ ذلك يسيرون كالدّواب المعصوبة الأعين إلى مصير مجهول.
كاتب تونسي 

هاجس السيطرة وأزمة البحث عن عدوّ

لطفي العبيدي

ما هو الغرب ومن هم الغربيون؟

Posted: 28 Sep 2017 02:17 PM PDT

عندما نسمع كلمة الغرب والثقافة الغربية والعالم الغربي تحضر إلى أذهاننا مفاهيم الديمقراطية والمساواة وحقوق الإنسان، وتصوب أنظارنا إلى لفيف محدد من الدول، و اتجاه معين في أسلوب الحياة، وأنظمة معروفة في الحكم؛ لكننا إذا حققنا من جديد في هذه الصورالنمطية التي التصقت بتصورنا للغرب وماهيته؛ سوف ندرك أن المصطلح بحد ذاته يصبح فارغا من كل معنى غير معناه الجغرافي.
حينما يتحدث الأمريكيون والأوروبيون عن الغرب نجد في حديثهم نبرة من الاستعلاء، نبرة من يمتلك شيئا لا يملكه سواهم، وهم يقصدون بالغرب؛ المسيحيين الكاثوليك والبروتستانتيين، والبيض منهم فقط، وغيرهم من غير المسيحيين وغير البيض لا يمكن إدراجهم في هذا المفهوم؛ حتى وإن كانوا ديمقراطيين، ومتقدمين، و في الجهة الغربية من العالم.
فإن كان المراد بالغرب والمحدد له هي قيم الديمقراطية والعدالة والليبرالية والمساواة والحداثة والتطور؛ فالهند أكبرالديمقراطيات في العالم، واليابان ثالث قوة اقتصادية، وبوتسوانا تتمتع بتقاليد ديمقراطية وتعددية أعرق من كثير من دول الإتحاد الأوروبي، فهل هم غربيون؟ وهل نقول في المقابل إن إسبانيا كانت خارج الغرب حتى عام 1975 عندما مات فرانكو واعتنقت بعده الديمقراطية؟.
وتكون بهذا الاعتبار كرواتيا العضو الشاب في الإتحاد الأوروبي «أقل غربية» وهي تنحرف اليوم عن الليبرالية والديمقراطية نحو الاستبداد والفاشية عندما حضر مسؤولون كبار في الدولة العام الماضي (منهم وزير الثقافة الكرواتي زلاتكو حسنبيغوفيتش وزعيم التحالف اليميني الوطني الحاكم وقتها توميسلاف كرماركو) عرضا شرفيا لذكرى الجنود الفاشيين الذين قضوا في الحرب العالمية الثانية، مرددين شعار «جاهزون من أجل الوطن» وهو الشعار الذي اتخذه نظام أوستاش؛ الدويلة التابعة للنازيين في الحرب العالمية الثانية، والتي أرسلت عشرات الآلاف من الغجر والصرب إلى معتقلات الإبادة النازية. أو هنغاريا عندما صرح وزيرها الأول فيكتور أوربان الذي أدانته الأمم المتحدة بسبب سياسته العدائية تجاه المهاجرين؛ بأنه يريد «أن يبقي أوروبا مسيحية».
وإن كان المحدد جغرافيا؛ فالمغرب أقرب إلى الغرب من بولندا، ومصر من أستراليا و وتشيلي من السويد، فهل هم غربيون؟
فإذا لم تكن أي من هذه الدول غربية بكل تلك المحددات المختلفة، فمن حقنا أن نسأل ما الذي جعلها إذا خارج مفهوم الغرب؟ أما إذا اعتبرناها غربية ببعض تلك المحددات أو كلها فالمصطلح يضحي حينها بلا معنى.
وماذا عن الروس الأرثوذكس أليسوا بيضا ومسيحيين؟ لكنهم بالمعيار الأمريكي ليسوا من الغرب حتى بعد سقوط الشيوعية لأنهم أورثوذكس، فما يكون هذا الغرب إذا؟ والسؤال الأهم؛ هل الغرب والعالم الغربي هو مرادف للديمقراطية؟ هل هذه القيم الكونية التي نجدها في مواثيق الامم المتحدة هي حكر على هذا الغرب؟، وهل الشعوب التي لا توصف بالغربية هي بالضرورة ليست شعوبا ديمقراطية؟.
لقد تقلب هذا المصطلح (الغرب)على معانٍ مختلفة؛ فهو تاريخيا يجد جذوره في العالم الإغريقي-الروماني في أوروبا، والتراث اليهودي والمسيحي القديم ومملكة إسرائيل القديمة قبل الميلاد؛ كمفهوم للجزء الغربي من العالم، وفِي العصر الحديث -الذي انطلق مع عصر النهضة الأوروبي و الإصلاح البروتستنتي الذي دشنه مارتن لوتر بالثورة على سلطة الكنيسة الكاثوليكية في القرن 15 ثم عصر الأنوار- كان يشير إلى الأمم المسيحية في غرب أوروبا التي تأثرت كثيرا بتقاليد وأفكار ومثل تلك الحقب، و أصبح أكثر وضوحا وتحديدا مع تحول تلك الأمم إلى قوى كولونيالية وإمبريالية في الفترة ما بين القرن 15 و القرن 20.
وفي الحقبة التي سبقت الحرب الباردة ظل المصطلح يطلق على الأمم المسيحية الكاثوليكية والبروتستانتية الغربية وثقافتها فحسب، وكانت ألمانيا النازية تعتبر دولة في القلب من هذا الغرب، فلم يكن أحد يربط الغرب بمفهوم الديمقراطية والليبرالية آنذاك. بعد عام 1947 إلى 1991 تغير مفهومه ظرفيا ليشمل جميع الدول في المعسكر الغربي التي كانت حليفة للولايات المتحدة وأوروبا الغربية في مقابل المعسكر الشرقي الذي يقوده الاتحاد السوفييتي. لم يلبث هذا المصطلح بعد انهيار الاتحاد السوفييتي أن أصبح مرادفا للديمقراطية، ويطلق على تلك الأمم المسيحية البيضاء ومعها الولايات المتحدة وكندا وأستراليا دون غيرها من الشعوب الأخرى حتى وإن كانت ديمقراطية وحداثية وتقع في الغرب.
في الحقيقة ما يقوم به الأمريكيون المحافظون منهم والقوميون المتطرفون في أوروبا، هو ربط هذا المصطلح بعرق ولون محدد، وديانة بعينها بل وطوائف معينة داخل الديانة أو بمعنى أدق مصادرة المصطلح، فلا يدخل في المسمى غربي الروسي الأورثوذكسي، ولا الياباني الشنتي، ولا الهندوسي الذي ولد في بريطانيا، ولا الأمريكيون السود ولا اليهود السفرديم، ولا أجيال أبناء المهاجرين من شمال إفريقيا الذين ولدوا في فرنسا(…)، ولا حتى الأوروبي الأبيض الذي يعتنق الإسلام، فالغربي هو المسيحي الأبيض الكاثوليكي أوالبروتستانتي دون غيره.
صحيح أن حركات التحرر في العصر الكولونيالي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط أو حتى هايتي مثلا أخذت جملة من القيم الحديثة من الدول الاستعمارية واستخدمتها ضدها لنيل استقلالها، لكنها أيضا كانت تنهل من قيمها الحضارية الخاصة التي تدعوها إلى الحرية و النضال من أجل الحقوق المدنية ورفض الاستعمار، وكون تلك القيم والأفكار ظلت في قوالب تقليدية وتراثية قديمة وجامدة (على خلاف القيم الغربية التي يجلوها بريق الحداثة ونضارة العصر و وضوح التصور في العبارة والمضمون ووسائل الممارسة)- فإن ذلك لا يعني أنها أمم متوحشة ظلت عارية من المثل والمبادئ حتى اختلطت بالغرب الذي ألبسها ثياب المدنية.
في القرن السابع الميلادي كان الخليفة عبد الرحمن الثاني في قرطبة يمنع قتل القساوسة الاستشهاديين الذين كانوا يسبون دين الإسلام ونبيه عمدا أمام القضاة كي يحكموا عليهم بالموت وينالوا الشهادة ورضى الرب. وساد التسامح الديني بين اليهود والمسلمين والمسيحيين، لم يكن ينقصهم مواثيق الأمم المتحدة أو القيم الغربية لالتزام هذا السلوك الإنساني المتسامح والمتحضر. وظل الانسجام سيد العلاقة بين أتباع الديانة البوذية و أتباع ديانة الشينتو في اليابان منذ مئات السنين إلى اليوم.
وفي القرن الرابع عشر وفِي أوج الملاحقات لأصحاب الملل غير المسيحية و محاكم التفتيش في أوروبا، كان الإمبراطور الهندي المسلم أبو الفتح جلال الدين الشهير بأكبر، يعفي غير المسلمين من رعايا الامبراطورية من الضرائب التي كانت تفرض على أتباع الديانات المخالفة و رقاهم إلى أعلى المناصب في الدولة، وأسس في ظل دولته لمجتمعات متعددة الثقافات الهندية والفارسية والبوذية، متشبعة بمبادئ التسامح الديني.
وفِي الوقت الذي كان العبيد يلقون ألوانا من الاحتقار والاستغلال في أمريكا القرن السادس عشر، كان السود في روسيا القيصرية يزينون البلاط الملكي كجواهر يحتفى بها ويحظون برعاية القيصر، ويتزوجون من الروسيات دون أي حرج، وكان ابراهيم أنيبال الذي أتوا به الأتراك عبدا من شمال إفريقيا وتبناه بعد ذلك القيصر الروسي بطرس الأعظم وأرسله ليتعلم في أرقى جامعات فرنسا ليعود ضابطا في سلاح المهندسين ويصبح جنرالا يضرب به المثل في أقطار روسيا.
فالأمريكيون عندما يخلطون بين الغرب والديمقراطية يغفلون أنهم يخلطون بين ما هو كوني عام و ما هو محلي خاص، بين الحرية مثلا كقيمة إنسانية، وحرية اختيارا أسلوب للحياة مغاير للأسلوب الغربي، بين الديموقراطية كمفهوم مشترك وبين العادات والتقاليد والهويات كمنتوج إقليمي، ولا يدركون أن مخالفة النموذج الغربي وعدم التوافق معه، لا يعني بالضرورة مخاصمة الديمقراطية أو معاداة حقوق الإنسان والحريات؛ فأن لا تكون غربيا لا يعني ألا تكون ديمقراطيا، أو أنك بالضرورة سوف تخل بشروط المواطنة الحسنة.
وفِي قلب مسألة الهجرة في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة؛ خصوصا بعد مجيء دونالد ترامب وتزايد شعبية الأحزاب اليمينية الشعبوية في أوروبا، فإن الجدل ما برح يثار حول مدى قدرة المهاجرين غير البيض وغير المسيحيين على الانسجام مع القيم الغربية، وغالبا ما تتوارد الآراء لدى المحافظين والقوميين على الخلط بين القيم الغربية والقيم الديمقراطية؛ فتكون النتيجة أن المسلم لا يتوافق مع الديمقراطية، رغم أن الفرق كبير بين اعتناق المرء لقيم الديمقراطية واعتناقه للقيم الغربية.
فالحجاب مثلا لا يتوافق مع التقاليد والثقافة الغربية، لكنه في صميم القيم الديمقراطية التي تمنح للإنسان الحق في اختيار الشكل والمظهر الذي يوافق قناعاته الفكرية، والصوم كذلك ليس من العادات الغربية، لكنه مكفول ضمن الحقوق الليبرالية و الديمقراطية التي تدعو إلى حرية المواطن في ممارسة شعائره الدينية.
فهذه الفروق لا يكاد يراها المواطنون الأمريكيون، وحسب استطلاع للرأي قام به معهد البحوث الدينية سنة 2015 في أمريكا؛ فإن ثلاثة أرباع الجمهوريين يعتقدون أن الإسلام لا يتوافق مع القيم الأمريكية، وغني عن الذكر أن القيم الأمريكية بالنسبة لهم هي بالضرورة قيم الحرية والديمقراطية. فدونالد ترامب عندما يهاجم القضاة بسبب لون بشرتهم أو يتعاطف مع العنصريين البيض في أحداث شارلوتسفيل أو يدعم الديكتاتوريين في الشرق الأوسط أو يحتقر المرأة؛ فإنه يعبر عن جانب من القيم الأمريكية التي تربى عليها، وتشكل قيمه الأمريكية(الغربية) تهديدا للقيم الديمقراطية.
وعندما يتحدث في يوليو/تموز الماضي من وارسو عاصمة بولندا -التي رفضت إدخال اللاجئين إليها من ويلات الحرب ونهجت سياسة معادية للمهاجرين- عن الدفاع على الحضارة و والقيم الغربية من التهديدات القادمة من الجنوب ومن الشرق، فهو لم يكن يقصد تماما الدفاع عن الليبرالية والديمقراطية، بل يمكن القول إنه وكثير من الذين يسمون الغربيين أصبحوا يشكلون هم أنفسهم تهديدا للديموقراطية والليبرالية، تماما مثل هتلر الذي استغل أدوات الديمقراطية ومؤسساتها لفرض نظام من أعتى الأنظمة الاستبدادية.

كاتب مغربي

ما هو الغرب ومن هم الغربيون؟

طه لمخير

بعد بريطانيا… المغرب يفشل في جلب الاهتمام السياسي والاقتصادي لأنغيلا ميركل 

Posted: 28 Sep 2017 02:14 PM PDT

مدريد – «القدس العربي» : عادت المستشارة الألمانية لأنغيلا ميركل إلى الفوز في الانتخابات التشريعية التي جرت يوم الأحد الماضي، وستستمر في رئاسة الحكومة أربع سنوات أخرى، لتتحول إلى مرجع لصنع القرار السياسي، بعد أن سيطرت على القرار الاقتصادي منذ عقدين في أوروبا. وتهدف دول إلى تطوير العلاقات مع برلين، بينما فشلت أخرى، منها المغرب في هذه المهمة، وهو فشل شبيه بما يحدث مع لندن.
وتنهج ألمانيا سياسة تقوية حضورها الدولي في مختلف القارات، ومنها مؤخرا البحر الأبيض المتوسط والعالم العربي في صمت وتروٍ، عبر التدخل في صنع القرارات السياسية الدولية عبر البوابة الاقتصادية. ومن القرارات المخصصة لمنطقة المغرب العربي- الأمازيغي هو قبول دبلوماسية برلين تعيين الرئيس السابق للبلاد كوهلر مبعوثا شخصيا للأمين العام للأمم المتحدة في نزاع الصحراء الغربية. ويعني هذا القبول سياسيا دعم برلين للمبعوث الشخصي في قرارته حول هذا الملف، وقد يترتب على هذا تشنج في علاقات ألمانيا ببعض أطراف النزاع.
وبرغم هذه القوة السياسية والاقتصادية التي تكتسبها ألمانيا في المنظومة الدولية،  لم ينجح  المغرب في تطوير العلاقات مع هذا البلد العملاق. ويمكن رصد فشل دبلوماسية المغرب على مستويات متعددة منها:
في المقام الأول، فشل المغرب التاريخي في إنشاء نخبة متعددة ومتنوعة في علاقاتها بالغرب، فقد فشل في خلق نخبة أنكلوسكسونية قادرة على تطوير العلاقات مع بريطانيا والولايات المتحدة، خاصة هذه الأخيرة، ومن عناوين الفشل هو عدم استغلال اتفاقية التجارة الحرة بين الطرفين التي لم ترفع من قيمة الاستثمارات الأمريكية والمبادلات التجارية. ويعود هذا إلى ارتباط المغرب الشديد بفرنسا، بل عملت هذه الأخيرة على جعله يدور في فلكها إلى الأبد. وهكذا، لا توجد أية نخبة مغربية متخصصة في الشأن الألماني.
في المقام الثاني، لم ينجح المغرب في جلب استثمارات ألمانية، خاصة في مجال الصناعة برغم من مركز ألمانيا ضمن الخمس الأوائل في الاستثمارات على المستوى العالمي.
في المقام الثالث، اقتصار العلاقات بين برلين والرباط على قضايا الهجرة ومكافحة الإرهاب، أي علاقات مبنية في معظمها على الملفات الأمنية في الدرجة الأولى وليس الاقتصادية.
وأخيرا، فشل المغرب أكثر في نسج علاقات مع ألمانيا تترجم إلى زيارات على مستوى رفيع. في هذا الصدد، لم يزر ملك المغرب محمد السادس ألمانيا منذ توليه السلطة، علمًا أن ملوك باقي الدول العربية يحلون ببرلين بين الفينة والأخرى. وبدورها لم تزر المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل المغرب برغم القرب الجغرافي وبرغم أهمية المغرب للاتحاد الأوروبي شريكا استراتيجيا. وكان اللقاء الوحيد بين الملك والمستشارة قد حصل منذ سنوات لبضع دقائق في الأمم المتحدة على هامش أشغال الجمعية العامة.
وكان المغرب قد تحدث عن زيارة مرتقبة لأنجليكا ميركل السنة الماضية والجارية إلى الرباط، لكن في آخر المطاف لم تحدث هذه الزيارة كما كان مرتقبا، بل تراجعت العلاقات بسبب سوء معالجة ملف الهجرة، حيث تطالب ألمانيا المغرب بقبول مهاجريه غير القانونيين. وتوافد إلى ألمانيا خلال الثلاث سنوات الأخيرة آلاف المغاربة، وقدم الكثير منهم طلب اللجوء السياسي.

بعد بريطانيا… المغرب يفشل في جلب الاهتمام السياسي والاقتصادي لأنغيلا ميركل

حسين مجدوبي

من هو شيخ الخطاطين في المغرب؟

Posted: 28 Sep 2017 02:12 PM PDT

تتفاجأ الأوساط الثقافية في المغرب في كل آن وحين بترديد مصطلح شيخ الخطاطين، حتى أصبح كل واحد من عامة الخطاطين يحمل كلمة شيخ الخطاطين، وفِسقُ خطّه ظاهر بائن، فأصبح تحت إمرة اللقب من يستحق ومن لا يستحق، علما بأن كلمة شيخ الخطاطين هي مرتبة علمية والتزام أخلاقي لا يستحقه إلا من بلغ مرتبة عالية من الجودة، مع مرتبة علمية في الخط.
وهذا لن يتأتى إلا بمرور عقود من الزمن في الممارسة والبحث في الخط علميا، وهو ما يفيد بأن للزمن فعلا واضحا في الكلمة. فمن حيث الجانب اللغوي فكلمة شيخ تعني الرجل الكبير في السن وفي القرآن الكريم «قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ» (القصص/23). فلكي يصقل الخطاط موهبته ويتقن أنواعا من الخطوط ويضبط ويدقق ويحكم ويزمم ويقيد، فإن ذلك يتطلب كثرة الممارسة الخطية، وهو ما يتطلب بدوره مُددا زمنية، ليبلغ منزلة رفيعة، ودرجات عالية من الجودة، فضلا عن البحث المستمر في الجانب العلمي والمعرفي في ما يخص الخط وحيثياته. وهو ما لا يصله الخطاط إلا وقد ظهر عليه الشيب، فيغدو شيخا يستحق اللقب علميا وممارسة وسنا. فالميزة في المغرب بالعلم والإتقان والممارسة الحقة، وهو ما لا يتأتى إلا بحرق السنين في العمل والعلم والمعرفة.
أما إذا تشكل هذا المصطلح في هذا الزمان وفق دلالة أخرى لا سند لها، فهذا مدعاة للتدخل حتى لا تفقد الكلمة دلالتها الشرعية في المغرب. والعيب ليس في هؤلاء الشيوخ الذين لم يبلغوا مبلغهم من الممارسة والعلم، ولم يكتمل نضجهم ولم يبلغوا مرتبة المشيخة، وإنما في الذين يطلقون عليهم هذا اللقب الذي يكون سببا في تدمير مسارهم الخطي ويسيء إلى هؤلاء وإلى المنظومة الخطية عموما، بل ويُفقد الكلمة شرعيتها في المشهد الخطي المغربي. فمشيخة الخطاطين في المغرب ارتبطت أساسا بالتقدم في المادة الخطية، وبالتقدم في السن الذي يُعدُّ سببا في كثرة الممارسة والزيادة في العلم والمعرفة الخطية وتراكم التجارب والخبرات وتكوين رصيد مهم في مجال الخط، فيشتهر بالضلوع فيه والتعمق في مكنوناته فيضحى المعنى موافقا للكلمة. وبذلك يصبح للشيخ تلامذة يتعلمون الخط على يديه ويمارسون أنواعه، وينتهلون من معارفه، ويأخذون بمنهجه، ولنا إسوة في بعض المشايخ في تاريخ الخط العربي في المغرب القديم، الذين أكبروا الكلمة ومارسوها بحق وإفهام. وكذلك في العهد المعاصر، هناك قلة ممن ساروا على هذا الدرب وحققوا التفاوت عن كل ما هو مصطنع في اللقب بدون سند، وشكّلوا النهج الخاص بالمصطلح، لما له من قدسية، حتى وضعوا بالفعل الكلمة في موضعها، فأبلوا بلاء حسنا وأكدوا مشيختهم في المغرب وفي بلاد العالم الإسلامي، وأضحى أسلوبهم قاعدة يهتدي بها كل طالب يرغب التجويد والتعمق في الخط العربي.

٭ تشكيلي مغربي

من هو شيخ الخطاطين في المغرب؟

محمد البندوري

انتخاب مسيحي لرئاسة مجلس الشعب السوري

Posted: 28 Sep 2017 02:09 PM PDT

دمشق – د ب أ: انتخب مجلس الشعب السوري أمس الخميس حمودة الصباغ رئيساً للمجلس بعد حصوله على 193 صوتا. وقالت النائبة مها العجيلي لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن « النائب حمودة الصباغ حصل على 193 صوتاً في حين حصل النائب احمد مرعي على 10 أصوات». ورئيس مجلس الشعب الجديد عضو في كتلة حزب البعث بالمجلس، وهو أول شخص مسيحي ينتخب لرئاسة المجلس في تاريخ سوريا.
وحمودة الصباغ مواطن سوري من مواليد محافظة الحسكة 1959 دخل مجلس الشعب أول مرة في انتخابات عام 2012 ، درس الحقوق وحاصل على إجازة جامعية ويشغل منصب رئيس مكتب الفلاحين القطري في القيادة القطرية لحزب البعث.
تأسس البرلمان السوري في ثلاثينيات القرن الماضي، وأطلق عليه أسم مجلس الشعب في عام 1971 بعد تولي الراحل حافظ الأسد السلطة في البلاد، ويبلغ عدد اعضائه 250، ويستحوذ حزب البعث والجبهة الوطنية التقدمية على أكثر من 180 عضواً من إجمالي عدد الاعضاء . وكان مجلس الشعب أعفى هدية عباس من منصبها كأول امرأة رئيسة للمجلس في 21 تموز / يوليو الماضي بعد عملية احتجاج ضدها في إحدى جلسات نتيجة ما وصفها بتصرفات غير ديمقراطية.

انتخاب مسيحي لرئاسة مجلس الشعب السوري

لبنان: الرواتب ستُدفع نهاية الشهر وفق السلسلة الجديدة وتُعلّق لاحقاً في غياب الإيرادات

Posted: 28 Sep 2017 02:08 PM PDT

بيروت ـ «القدس العربي» : ثالث جلسات مجلس الوزراء من أجل بت موضوع دفع سلسلة الرتب والرواتب أو تعليقها لم تكن ثابتة ولكن خفّف من توترها اتصال رئيس مجلس النواب نبيه بري برئيس الجمهورية العماد ميشال عون العائد من فرنسا والامم المتحدة حيث هنأه بالسلامة مشيداً بمواقفه خلال الزيارة. وتحدّث وزير الاعلام ملحم رياشي عن أجواء ايجابية وعن اتجاه لدفع الرواتب وفق السلسلة الجديدة أفيد عن الحاجة إلى «روتشة « نهائية سيخضع لها التفاهم على ان يتم الاعلان عنه في جلسة جديدة تعقدها الحكومة صباح اليوم في السراي الكبير بالتزامن مع استمرار هيئة التنسيق النقابية في اضرابها الشامل اليوم.
ونقل وزراء ان التفاهم ينص على صرف الرواتب نهاية هذا الشهر على أساس الجداول الجديدة. ثم تجميد مفاعيل السلسلة إلى حين التفاهم على سبل تغطية تكاليفها تزامناً مع إرسال مشروع قانون من الحكومة إلى مجلس النواب يتضمن التعديلات التي طلبها المجلس الدستوري في المادتين 11 و17 مع الاحتفاظ بالضرائب التي كانت موضوعة في القانون المطعون فيه، وأبرزها المتعلقة بالاملاك البحرية والضرائب على المصارف ثم ايجاد فتوى دستورية تجيز اقرار الموازنة بمعزل عن قطع حسابات الأعوام الماضية، من دون تجميد المادة 87 من الدستور.
وفي السياق، أعلن وزير المال علي حسن خليل عقب الجلسة «أننا اتفقنا على كل الامور لكنها بحاجة إلى بلورة وصياغة وجلسة الغد (اليوم) هي لوضع الصياغة النهائية»، لافتاً إلى ان «الاتفاق لا يشمل تعليق المادة 87 (المتعلقة بقطع الحساب)، وأطمئن الموظفين في الادارات العامة والأساتذة إلى أنهم سيقبضون رواتبهم هذا الشهر لان جداولها أصبحت جاهزة». أما نائب رئيس الحكومة وزير الصحة العامة غسان حاصباني، فقال «اننا سنتناقش لإيجاد وسيلة للإسراع في تأمين موارد للسلسلة لأنها لا يمكن أن تستمر اذا لم تتأمّن مواردها. والرواتب ستدفع نهاية هذا الشهر على اساس السلسلة ولكنها قد تعلق لاحقاً اذا لم يتم تأمين الموارد».
وبعدما شرح الريس عون نتائج زيارته إلى نيويورك وفرنسا وخصوصاً حول التداعيات التي سبّبها النزوح السوري إلى لبنان في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والامنية والإنسانية، تحدث عن المواقف التي صدرت بعد قرار المجلس الدستوري بابطال القانون الضرائبي، فأشار الى» ان بعض هذه المواقف خرج عن المألوف»، لافتاً إلى انه «سبق له ان شدد على ضرورة اقرار الموازنة قبل قانوني سلسلة الرتب والرواتب والضرائب «، داعياً « إلى معالجة للوضع الذي نشأ بعد قرار المجلس الدستوري ترتكز على القوانين والانظمة المرعية الاجراء»، لافتاً « إلى ضرورة تحمل الجميع مسؤولياتهم حيال هذه المواضيع الدقيقة وعدم ادخالها في سوق المزايدات وتوزيع الاتهامات لاعتبارات مختلفة».
ثم تحدث الرئيس سعد الحريري عن قانون السلسلة والقانون الضرائبي ومواقف الافرقاء السياسيين التي ادت إلى اقرارهما، مشيراً إلى القرار الذي صدر عن المجلس الدستوري بإبطال القانون الضريبي والنقاش الذي دار حول عمل المجلس الدستوري وصلاحياته في تفسير الدستور. وشدد الرئيس الحريري «على حق مجلس النواب في اقرار اي قانون يريده، بما في ذلك اقرار ضرائب او الغاؤها « لافتاً إلى «ان النقاش الذي دار في جلستي مجلس الوزراء بداية الاسبوع وفي الحلقات السياسية، تمحور حول اما تضمين قانون الضرائب ضمن الموازنة الجديدة ومعالجة مسألة قطع الحساب المنصوص عنها في المادة 87 من الدستور، أما الاتفاق على مشروع قانون جديد فيتضمن النقاط الضرائبية مع الاخذ بالاعتبار ببعض ما ورد في قرار المجلس الدستوري من ملاحظات». واضاف الرئيس الحريري: «علينا ان نفتش عن حلول اذا لم يكن هناك اتفاق على احد الاقتراحين، لاسيما ان ثمة من يسعى إلى استغلال الوضع الذي نتج عن قرار المجلس الدستوري للايحاء وكأن البلاد في ظرف مأزوم، وفي وقت كل المؤشرات توحي انه خلال الاشهر الثمانية الماضية حصلت تطورات ايجابية على الصعيد الاقتصادي وفي الموسم السياحي، وغيرها من المعطيات الايجابية التي تخالف ما يتم الترويج له». وأوضح انه» اجتمع مع وزير المال وحاكم مصرف لبنان وتم درس الاثار المالية المترتبة عن السلسلة وكان توافق على ضرورة اعتماد حلول تحافظ على الاستقرار المالي وعلى القدرة الاقتصادية للبلاد».
وبعدها بدأت مناقشة السلسلة. وفي مقابل الاجماع الوزاري الذي تحقق حول دفع الرواتب نهاية الشهر الحالي على اساس «السلسلة»، ظهر انقسام حول سبل تأمين مواردها. وفي السياق، اختلف الوزراء حول ما اذا كانت السلة الضريبية المعدّلة يجب ان تقر من ضمن الموازنة وهذه وجهة نظر رئيس الجمهورية ووزراء التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وما اذا كانت يمكن ان تقرّ من خارجها حيث رأى وزير المال وحلفاؤه في 8 آذار ووزراء المستقبل، أن تشريع القوانين المالية من خارج الموازنة يجوز على خلاف ما قاله المجلس الدستوري. كما دار نقاش مستفيض حول قطع الحساب الضروري إنجازه لاقرار الموازنة. وبعد تباين في وجهات النظر بين الفريقين الوزاريين، تم التوصل إلى حل وسط، اذ سيتم تعليق قطع الحساب مؤقتاً لتسهيل ولادة الموازنة ولكن من دون تعديل المادة 87 من الدستور. واشارت معلومات إلى ان رئيس الجمهورية تعهد على مسؤوليته الدستورية بإصدار قانون الموازنة على ان يلتزم الجميع بتقديم قطع الحساب ضمن مهلة محددة.

لبنان: الرواتب ستُدفع نهاية الشهر وفق السلسلة الجديدة وتُعلّق لاحقاً في غياب الإيرادات

سعد الياس

بارزاني يرد على مبادرة علاوي

Posted: 28 Sep 2017 02:06 PM PDT

أربيل ـ «القدس العربي»: قال رئيس اقليم كردستان، مسعود بارزاني، أمس الخميس، ردا على مبادرة وجهت له من قبل نائب رئيس الجمهورية، إياد علاوي، «لقد أكدنا قبل الاستفتاء وفي اليوم التالي لإنجازه، بأن الاستفتاء لايعني قيام الدولة مباشرة، بل نحن مستعدون للتريث حتى عامين نتواصل فيها عبر حوارٍ بناءٍ ممتد لمناقشة كل الملفات والقضايا التي تجعل منا معاً شريكين في بناء المستقبل».
وطرح علاوي، في وقت سابق، مبادرة لمعالجة الأزمة الناجمة عن الاستفتاء، تضمنت «مناشدة بارزاني والقيادة الكردستانية والتأكيد على تجميد نتائج الاستفتاء خلال مرحلة انتقالية بناءة يجري فيها حوار وطني مسؤول وبنّاء لمعالجة أوجه الخلاف».
وذكر بارزاني، في بيان «اطلعت على مبادرتكم الموجهة إلى الأحزاب والقوى الوطنية، المنطلقة من شعوركم العالي بالمسؤولية ازاء المخاطر الجسيمة التي تهددنا جميعاً، وتنذر بما لا يحمد عقباه».
واضاف أن «دعوتكم إلى الحوار كأداة لمعالجة القضايا الخلافية ونبذ اُسلوب التهديد والتعنت والتلويح بالقوة هو ما دعونا لاعتماده منذ اندلاع الأزمة واقترانها بتوجهنا للاستفتاء على تقرير مصيرنا وما زلنا عند الخيار نفسه، خيار الحوار الممتد المفضي إلى التفاهم، بعيدا عن لي الأذرع وفرض الإرادات».
وتابع : «أننا نجد في مبادرتكم عناصر تشكل أساساً للعودة إلى منطق العقل والقوة، ومنصةً لتعبئة القوى والأحزاب والكتل المشاركة في الحكم وخارجها تأخذ على عاتقها البحث بمنطق الحقوق والعدل والتفاهم في كل ما يزيل الاحتقان الذي يريد البعض لها ان تظل مشحونة، وهذا البعض هو من يتربص لاقتناص الفرصة ويُجهز على كل ما تبقى من إمكانات كفيلة بتحقيق تطلعات الاشقاء العراقيين إلى الدولة المدنية الديمقراطية، المبنية على قاعدة المواطنة الحرة، والمؤسسات الضامنة للحريات والعدالة الاجتماعية.
وخلص بارزاني إلى القول «إننا نجد في مبادرتكم عناصر إيجابية، خاصة الدعوة لوقف التصعيد والتعبئة وتجنيد البرلمان ليتخذ قرارات عقابية، وبضمنها دعوات مبطنة لإعلان الحرب فورا، بما يتعارض مع الدستور الذي يتباكون عليه، مضيفا «إننا منفتحون على مبادرتكم ومستعدون للتعاون معكم».

 

بارزاني يرد على مبادرة علاوي

ستيفن سيغال.. الممثل الأمريكي المفضل عند بوتين «يتدخل» في قضية تدخلات الكرملين في الانتخابات الرئاسية

Posted: 28 Sep 2017 02:01 PM PDT

واشنطن ـ «القدس العربي»: يشارك الممثل الأمريكي المعروف ستيفن سيغال في بطولة سلسلة من افلام (الاكشن) خلال العام الحالي مثل فيلم سايبورغ نيمسيس: «ذا دارك ريفت» ولكن الاهتمام في اللقاءات التى يجريها لم يكن منصبا على أفلام الحركة وشباك التذاكربل لتقديم تحليلات للخبراء حول مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية.
استنتاجات سيغال (65 عاما) حول القضية بسيطة ومفرطة في الدفاع عن الكرملين والرئيس الروسي فلاديمير بوتين فهو يعتقد انه من الغباء الاعتقاد ان موسكو قد تدخلت في مسار العملية الانتخابية الرئاسية ضد المرشحة الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون لصالح الرئيس الحالي دونالد ترامب، وقال: «لنتحدث بصدق هنا، كل الدول تشارك في التجسس، أمريكا تتجسس، روسيا تتجسس، بريطانيا تتجسس، نحن جميعا نتجسس على بعضنا البعض ولكن من الغباء الاعتقاد بأن فلاديمير بوتين كان له علاقة بتثبيت الانتخابات او الاقتراح بأن للروس تكنولوجيا قادرة على ذلك»، واضاف سيغال «ما يحدث هو نتيجة للدعاية فقط، وتحويل انتباه الشعب الأمريكي عن القضايا الحقيقية وحقيقة ما يحدث بالفعل».
وقد يبدو تدخل سيغال في قضية التدخلات الروسية المزعومة بالانتخابات الأمريكية امرا غريبا ولكن لا يمكن تفسيره فقط بانحسار شعبية الممثل في السنوات الأخيرة في الولايات المتحدة وتألق نجمه في روسيا بسبب صداقته الفريدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعشقهما المشترك لفنون الدفاع عن النفس فالممثل المولود في ولاية ميشغان خبير في (أيكيدو) أما بوتين الحاصل على (الحزام الأسود) فهو خبير في رياضة الجودو.
وعرض بوتين على سيغال وظيفة القنصل اخري لروسيا في ولايتي كاليفورنيا واريزونا ومهمة المساعدة في اعادة الدف للعلاقات المتوترة بين موسكو وواشنطن، ووفقا لبز فييد نقلا عن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، هما صديقان منذ فترة طويلة كما حصل الممثل الأمريكي على الجنسية الروسية في عام 2016، وسلم بوتين بنفسه جوازالسفر إلى سيغال.
ودافع سيغال عن سياسات بوتين بشراسة قائلا، على سبيل المثال، ان توغل روسيا في أوكرانيا معقول جدا، ومدح بوتين قائلا انه قائد عظيم ورائع وواضح وتكتيكي، ووصلت صداقته مع بوتين إلى حد الموافقة على ظهور الممثل الأمريكي على الهواء مباشرة وهو يقود مسيرة لمجموعة معروفة من ركاب الدراجات النارية (الذئاب الليلية) ناهيك عن ظهوره المتكرر وهو يغنى البلوز امام جمهور روسي.
وانتقدت منصات اجتماعية أمريكية علاقة سيغال مع بوتين ولكن الانتقادات الأمريكية لم تكن حادة بنفس الطريقة التى ظهرت فيها الانتقادات من دول اوروبا الشرقية اذ منعت استونيا حضوره إلى مهرجان أوغستيلوس بسبب انشطته السياسية والاراء التى يطرحها، وحظرت اجهزة الامن دخوله إلى أوكرانيا و وقالت السلطات هناك انه ارتكب اعمالا خطيرة تتناقض مع مصالح الحفاظ على امن أوكرانيا.

ستيفن سيغال.. الممثل الأمريكي المفضل عند بوتين «يتدخل» في قضية تدخلات الكرملين في الانتخابات الرئاسية

مونديال 2030: خلاف بين الأرجنتين وأوروغواي حول التنظيم المشترك!

Posted: 28 Sep 2017 02:00 PM PDT

مونتفيديو – د ب أ: قرر وزيرا الرياضة في أوروغواي والأرجنتين تأجيل اجتماع اللجنة الثنائية التي تعمل لصالح الملف المشترك للبلدين لاستضافة مونديال 2030 لأجل غير مسمى.
وقال فيرناندو كاسيريس، أمين عام مجلس الرياضة في أوروغواي: «كان من المقرر عقد اجتماع في بوينس آيرس هذا الأسبوع ولكن الأرجنتين اقترحت إقامته في أسونسيون عاصمة باراغواي، وهو ما رفضته أوروغواي». وأضاف: «هذا لا يعني أننا ضد باراغواي، أو ضد هذه المبادرة، ولكن الخطوات الرسمية لم تكتمل وهذا أمر جاد للغاية ويتطلب منا الكثير من العمل». وتابع: «أوروغواي تتحقق من صحة ترشح باراغواي لأنه لم يكن هناك أبدا أي عرض رسمي ونحن نشعر بالضيق حيال هذا، ولذلك تأجل الاجتماع لأجل غير مسمى». وأنشئت اللجنة المشتركة بين أوروغواي والأرجنتين في 2011 وتضم مجموعة من المسؤولين في حكومتي البلدين وتجتمع بشكل دوري في مونتفيديو وبوينس آيرس للعمل على تدعيم ملف ترشحهما لاستضافة مونديال 2030. وكان هوراسيو كارتيس، رئيس باراغواي، أكد في مفاجأة كبيرة، في 31 آب/ أغسطس الماضي أن هناك اتفاق بينه وبين رئيسي أوروغواي، تابري فازكيز، والأرجنتين، ماوريسيو ماكري، لانضمام بلاده لملف الترشح. وبعد هذه الرسالة المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، تحدث فازكيز وكارتيس في مناسبتين، ولم يتطرقا في أي مرة لهذه القضية، كما أن باراغواي لم تعلن عن رغبتها في المشاركة بشكل رسمي حتى الآن. وكان فازكيز أكد أنه بدون مشاركة بلاده فلن يكون بالإمكان الاحتفال بمرور 100 عام على أول مونديال أقيم في مونتفيديو عام 1930. وقال فازكيز: «أوروغواي هي من أعربت عن رغبتها بكل وضوح في الاحتفال بمرور 100 عام على أول مونديال في البلد الذي قامت بتنظيمه». وأكمل: «مونديال 2030 لا يمكن إقامته بدون أوروغواي».

مونديال 2030: خلاف بين الأرجنتين وأوروغواي حول التنظيم المشترك!

«نيويوركر»: رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة خطوة صغيرة لا تحل مشكلة حقوق الإنسان في السعودية

Posted: 27 Sep 2017 02:35 PM PDT

لندن – «القدس العربي»: لِمَ يعتبر قرار الملك سلمان بن عبد العزيز بمنح المرأة السعودية الحق في قيادة السيارة خطوة صغيرة للأمام؟ ترى المعلقة روبن رايت في مجلة «نيويوركر» أن الأمر المَلِكِي يظل خطوة «صغيرة» وليست «عظيمة» خاصة أن المرأة السعودية لا تستطيع الحصول على جواز سفرها من دون موافقة ولي أمرها، ولا يمكنها الذهاب في بعثة دراسية على حساب الحكومة من دون أن يكون معها محرم. وبدأت مقالتها بالإشارة لما فعلته وجيهة الحويدر، الناشطة السعودية مؤسسة منظمة حماية والدفاع عن حقوق المرأة السعودية في آب /أغسطس 2006 عندما خلعت عباءتها وارتدت قميصاً وبنطالاً زهرياً وحجاباً باللون نفسه وقادت سيارتها من البحرين إلى جسر الملك فهد، وخرجت عند النقطة التي تفصل بين البلدين وهي تحمل لافتة تطالب بمنح المرأة السعودية حقوقها. وبعد 20 دقيقة قامت الشرطة باعتقالها وحقق معها يوماً كاملاً وتم تحذيرها. وتذكرت كما قالت لرايت أن رجل أمن حذرها مشيراً لفهمها «امسكي هذا ولا مشكلة لنا معك».
وبعد عامين خرجت الحويدر إلى الصحراء وقامت بقيادة السيارة بطريقة غير قانونية. وصورت عملها في فيلم مدته ثلاث دقائق وقالت فيه: إن قيادة السيارة ليست قضية سياسية أو دينية بل هي اجتماعية. وشاهد الفيلم أكثر من ربع مليون شخص فيما شاهده الآلاف بعدة ترجمات.
ووجدت نفسها مرة ثانية أمام الأمن. لكن مشاكلها على ما يبدو في طريقها للحل ويمكنها القيادة من دون مضايقة من الشرطة بعدما أصدر العاهل السعودي أمراً بالسماح للمرأة قيادة السيارة من العام المقبل. وتعتبر السعودية آخر دولة في العالم ومتأخرة لسنوات طوال عن بقية الدول التي تسمح لرعاياها النساء بقيادة السيارات. ففي نيسان/ أبريل قامت ناشطات بحملة هاشتاغ المقاومة بالمشي حيث سرن في الشوارع التي منعن من قيادة السيارات فيها.

باروميتر

تشير رايت إلى أن منع المرأة من القيادة كان باروميتر عن مدى انتهاك السعودية لحقوق الإنسان، وغالباً ما ذكر في تقرير وزارة الخارجية الأمريكية عن أشكال انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية. وبرغم أهمية القرار بدرجة كان من ضمن الأخبار العاجلة للصحف الأمريكية والعالمية، إلا أن هناك محاذير عدة منها: أن العمل بالقرار لن يبدأ إلا في حزيران/ يونيو 2018 وربما اقتضى من المرأة الحصول على إذن من «وليها» كي تقود السيارة. أما القضية الأهم فهي موافقة المؤسسة الدينية عليه وحسب الأمر فإنه يتوافق مع متطلبات الشريعة. ففي الماضي عارض مشايخ الدين جلوس المرأة خلف مقود القيادة. وفي الأسبوع الماضي قال الشيخ سعد الحجري: إن المرأة لا تستحق القيادة لأنها «بربع عقل». وكان يعمل مسؤولاً للفتوى في منطقة عسير، جنوب البلاد وركزت خطبه على «شرور قيادة المرأة للسيارة». وكان المفتي العام الراحل الشيخ عبد العزيز بن باز قد قال: إن «قيادة المرأة للسيارة يخالف التقاليد الإسلامية التي يتبعها المواطنون السعوديون».

ضغوط

ونقلت رايت عن آدم كوغل المتخصص في الشرق الأوسط بمنظمة «هيومان رايتس ووتش» قوله:»هناك قضايا تتعلق بمعارضة المؤسسة الدينية للإصلاح في مجال حقوق الإنسان بما فيها قيادة المرأة للسيارة». ويشير كوغل إلى أن القرار مرتبط بإنشاء جهاز لرسم القوانين التي تحدد قيادة المرأة للسيارة «ما شاهدناه في الماضي هي اقتراحات محددة، وهي أن المرأة يمكنها قيادة السيارة للعمل أو للتسوق ولكن ليس من أجل التمتع بالقيادة».
وهناك سؤال يتعلق بالقوانين التي تفرض على المرأة وتختلف عن تلك المفروضة على قيادة الرجل. وعبر كوغل عن أمله أن لا يكون القانون مميزاً بين النوعين كما حدث في قرارات سابقة. ومن هنا يرى المحللون في شؤون الشرق الأوسط أن توقيت القرار مرتبط بالزخم وراء خطة الإصلاح والتحديث التي تقوم بها المملكة، وكذلك بالضغوط التي تواجهها العائلة المالكة. ففي عام 2015 سمح للمرأة بالتصويت والترشح في المجالس المحلية مع أن نظام الحكم في البلاد مَلِكِي مطلق ولا تلعب المجالس المحلية إلا دوراً استشارياً. كما أن المرأة تعتبر قوة اجتماعية فمعظم خريجات الجامعات من النساء ولكنهن لا يشكلن إلا جزءاً صغيراً من القوة العاملة في البلاد. وربما ارتبط القرار بقرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة التصويت هذا الأسبوع لإنشاء مفوضية تقوم بالتحقيق بجرائم الحرب في اليمن.
ويقول كوغل إن قرار السماح للمرأة للقيادة يأتي «في وقت تواجه فيه السعودية الكثير من الاضطرابات بشأن الخلافة والمشاكل الاقتصادية إضافة إلى حرب اليمن والتوتر مع قَطَر وإيران». وتشير رايت للتحولات المهمة التي مرت بها السعودية خلال العامين الماضيين وشهدت إطاحة أمير مهم «كان ناجحا في تفكيك تنظيم القاعدة في المملكة وحل محله الأمير محمد بن سلمان نجل الملك، الشاب الذي لا يملك تجربة. ويقال إن ولي العهد السابق يعيش ضمن إقامة جبرية ومنع من السفر للخارج». ويعتقد كوغل إن القرار مجرد علاقات عامة «في ظل الانتقادات التي تعرضوا لها في السابق».

«فوربس»: المرأة السعودية ستقود السيارة في شوارع غير منظمة وبين رجال لا يحترمون القوانين

في تعليق على قرار السعودية السماح للمرأة بقيادة السيارة قالت ربيكا ليندلاند المحللة في مجلة «فوربس» بأنها أخبار يجب الترحيب بها. خاصة أن الملك سلمان بن عبد العزيز منح المرأة السعودية الحرية التي تتمتع بها النساء في بقية أنحاء العالم. مشيرة إلى أن المرأة السعودية وكذا اقتصاد البلاد لن ينتفعا من هذا القرار إلا بإلغاء نظام «الولاية» المفروض على المرأة.
وتضيف إن السعودية دخلت القرن الحادي والعشرين متسائلة: إن كان الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد سيقوم بإقناع والده باتخاذ القرار؟ وتضيف:«كمقيمة أجنبية سابقة في السعودية أشعر بالنشوة لمعرفة أنه بحلول حزيران/ يونيو 2018 فإن زميلاتي وصديقاتي في المملكة سيتمكن أخيرا من قيادة السيارات. وهو يوم عظيم تنتظره المملكة التي اعتبرتها بلدي مدة ثلاثة أعوام». إلا أنها عبرت عن قلق لأن السعودية هي الأعلى في العالم في نسب حوادث السير «ليس بسبب أسطول السيارات التي يقودها الرجال الذين يتصرفون بتهور، ولكن لأن الرخص تعطى للأجانب والسكان المحليين بسهولة. فلا احترام للسلامة وأحزمة المقاعد أو قوانين السير».
وتشير إلى أنه من السهل رؤية حدث صغير يقود سيارة «سوف» محملة بعدد من النساء من مختلف الأعمار. وتقول: «رأيت مرة ولداً عمره 12 عاماً لا يكاد يرى أبعد من مقود السيارة وهو يصطدم مع سيارة جي أم سي وأمه تصرخ عليه من المقعد الخلفي. وفي العام الثاني لي في المملكة قتلت عائلة كاملة من 11 شخصاً في حادث سيارة بورش، 11 شخصاً تجمعوا في سيارة تحمل 5 ركاب فقط».
وتقول إن المركبات في الدوار أحياناً ما تتحرك في الاتجاه الخطأ. ويعتبر السائقون استخدام الغماز نوعاً من الضعف، ولا يستخدم السكان مقاعد الأطفال باستثناء المقيمين الأجانب مشيرة إلى ان تصرفات السعوديين تذكر بعقد الخمسينيات من القرن الماضي لا عام 2017.
لكنهما تقول إن النساء السعوديات سيدخلن الشوارع الخطيرة الفوضوية غير المنظمة. ويجب أن يتغير الكثير بحلول حزيران/ يونيو 2018 لجعل هذه الميزة فرصة جيدة وليست تهديداً بالموت. وفي النهاية تتساءل عن فرص السوق والاستثمار في المملكة نتيجة هذا التغيير؟ وتجيب: «قد نرى رحيلاً جماعياً للسائقين الأجانب حيث تتخلى العائلات عن «الشوفير الخاص ولن يحدث هذا أثره في الاقتصاد في المملكة لأن السائقين العاملين في هذا المجال لا يحصلون على أجور جيدة.

«فورين بوليسي»: هل أصبح مسلمو الروهينجا الفلسطينيين الجدد؟

في مقال كتبه البرفيسور غريغ كونسايدين من جامعة رايس بمجلة «فوريس بوليسي» إن مأساة مسلمي الروهينجا أصبحت بمثابة «فلسطين جديدة» للمسلمين حول العالم، وكان التضامن معهم لحظة واحدة نادرة بين المسلمين، ولكن هل يكفي هذا لإنقاذهم؟ وكتب قائلاً: «لقد احتل اضطهاد الفلسطينيين المنظم مدة طويلة وعي الأمة الإسلامية. وراقب المسلمون حول العالم لعقود تشريد المسلمين وتعرضهم للعقاب الجماعي غير المتكافئ، وقد حرموا من دولتهم. وفي الوقت الذي لا يزال فيه الاحتلال الإسرائيلي يثير مشاعر الغضب والعجزـ تظهر أقلية عرقية اليوم رمزا للظلم العالمي الذي يمارس على المسلمين.
وكما لاحظت راشمي روشان لال في مقال نشرته صحيفة «أراب ويكلي»: فإن الروهينجا يحتلون موقعًا خصص دائما للفلسطينيين، والأمة لن تجلس مكتوفة الأيدي». ويقول: إن صور القرى المدمرة والروهينجا الخائفين الذين يتدفقون نحو بنغلاديش يحملون على ظهورهم ملابسهم، يتناغم بشكل قوي مع الذاكرة الجمعية المؤلمة للنكبة الفلسطينية. وعندما أجبر أكثر من 750.000 فلسطيني على النزوح من بلادهم عام 1948. ولهذا يرى المسلمون حول العالم أن الفلسطينيين والروهينجا مروا بالتجربة ذاتها، حيث تعرضوا لانتهاكات صارخة ودُفعوا للعيش على هامش مجتمعاتهم، فهم بلا دولة ويعيشون لاجئين دائمين مع حفنة من الحلفاء المستعدين للوقوف إلى جانبهم والدفاع عنهم

ضحايا الاستعمار

ويقول الكاتب إن الفلسطينيين والروهينجا هم ضحايا القوى الاستعمارية، حيث أصبحوا محرومين بعد انهيار النظام الإمبريالي، وحاولت كل من إسرائيل وميانمار تهجيرهم من أراضيهم، وصورتهم أجانب من دون حق للبقاء في أراضيهم. وحاولت الدولتان إعادة كتابة تاريخ الجماعتين وزعمتا أن أي منهما لا يمكن اعتباره جماعة إثنية «حقيقية» ولهذا فهم طارئون وغزاة. ويرى المسلمون أن هناك محاولة لاستخدام الدين مبرراً للقمع في كلا الحالتين. فحكومة ميانمار تقوم بتقوية الفصائل البوذية التي تشرف على عمليات الإبادة ضد الروهينجا العزل. أما إسرائيل فتقوم بتقوية الجماعات اليهودية المتطرفة التي تتبنى التطهير العرقي للفلسطينيين.
وتعتقد الجماعات القومية المتطرفة مثل آشين ويراثو من حركة 969 أن المسلمين مثل «الكارب» الأفريقي وهو سمك يتوالد بسرعة ويتميز بالعنف ويتغذى على أبناء جنسه «ومع أنهم أقلية (في ميانمار) إلا أننا نعاني من الأعباء التي جلبوها لنا». ويعلق الكاتب إن هذه اللغة تشبه تلك التي استخدمتها وزيرة العدل الإسرائيلية المتطرفة أيليت شكيد حين وصفت الفلسطينيين بـ «الأفاعي» وقالت إن الفلسطينيين «هم أعداؤنا ويجب أن نلوث أيدينا بدمائهم». ويعلق كونسايدين إن لغة «متهورة ومخزية تذكرنا أن الإسلاموفوبيا لا تعرف الحدود».

نشاط

ولغة كهذه أدت إلى حركة نشطة على وسائل التواصل الإجتماعي للدفاع عن مسلمي بورما. ففي التويتر هناك هاشتاغ/وسم « كلنا روهينغا الآن « بهدف بث الوعي إلى معاناة المسلمين والانتهاكات التي يتعرضون لها، واستهداف الشركات التي تتعامل مع الحكومة في ميانمار. وتحفل الصحافة العربية بصور المذابح التي يتعرض لها المسلمون، فيما يقول محللون إن مأساة الروهينجا تأخذ أولوية على النزاعات الطائفية التي يعاني منها العالمان العربي والإسلامي. ولأن المأساة التي يعاني منها المسلمون في بورما لا لون طائفي لها، فقد تجاوزت الخلاف الطائفي السني- الشيعي والإسلامي- العلماني.
وبدا هذا من التظاهرات في العاصمة الأردنية عمّان وأمام السفارة البورمية في تل أبيب وجاكرتا، وتلك التي دعا إليها زعيم الشيشان رمضان قديروف في غروزني وتظاهرات الجمعة في العاصمة الإيرانية طهران.

انقسام

ولاحظ الكاتب تناقضا بين المواقف الشعبية والحكومات الإسلامية، فلا الجامعة العربية أو منظمة التعاون الإسلامي دعت إلى جلسة طارئة لمناقشة عمليات التهجير القسري للمسلمين في الروهينجا. ولم تقدم الدول العربية الدعم الكافي. ولاحظ الكاتب أن ردود الفعل المتضامنة مع الروهينجا تشير إلى الوحدة ولكنها تعبر عن انقسام في الوقت نفسه. فقد دعت إيران لاتخاذ أفعال شديدة، أما منافستها السعودية فدعت إلى الشجب والدعم الإنساني ما سيس القضية. ومن جانب آخر قال المسؤولون الأتراك إن الرئيس رجب طيب أردوغان اتصل مع زعيمة ميانمار أنغ سو سوتشي مؤكدا أن مسألة الروهنغا تسبب قلقا بين المسلمين حول العالم.
ودعا الرئيس الأندونيسي جوكو ويدودو إلى وقف إضطهاد المسلمين وأرسل وزير الخارجية إلى ميانمار لمناقشة الوضع مع سوتشي. وفي الوقت الذي حاولت فيه السعودية دعوة مجلس الأمن الدولي لمناقشة القضية، إلا أن نقادها أشاروا للعلاقات التجارية بينها وحكومة ميانمار. وتساءلوا عن السبب الذي لم تقم فيه السعودية بالتحرك بقوة أكثر لوقف العنف ضد المسلمين. وقالوا إنها استثمرت ملايين الدولارات في البنية التحتية لميانمار، وبناء خط أنابيب نفط عبر أراضيها إلى الصين. ويعلق الكاتب أنه حتى نكون عادلين للسعودية فقد زادت هذه من دعمها للروهينغيا خال السنوات الماضية وسمحت بدخول أكثر من 250.000 مسلم ومنحتهم الإقامة والتعليم ولكنها عاملتهم بالعدوانية نفسها التي يواجهها بقية المهاجرين الذين يعملون في السعودية. ويعتقد الكاتب أن واحداً من الأسباب التي جعلت قضية مسلمي بورما مثيرة للمشاعر القوية هي رؤية الأمة التحيز الذي يمارس ضدها في الإعلام حيث بات وصف «إرهابي» ملتصق بالمسلمين فقط. وتظهر أبحاث إيرين كيرنز وزملائها في جامعة ولاية جورجيا أن الإعلام يغطي الحادث لو كان منفذه مسلما أربعة أضعاف ونصف الضعف أكثر عندما يكون منفذه غير مسلم.
وحسب قولها «فعلى المنفذ غير المسلم أن يقتل سبعة أشخاص أكثر حتى يهتم به الإعلام قدر اهتمامه بحالة لو كان المنفذ مسلما». وفي الوضع الفلسطيني فقد تم تصويرهم بشكل جمعي إرهابيين، وفي المقام عينه حاولت الحكومة البورمية تصوير الروهينغيا باعتبارهم «إرهابيين بنغاليين» وردد رئيس الوزراء الهندي مارندرا مودي هذا الكلام. وبالسياق ذاته يتهم المسلمون دولهم والغرب بالصمت على مأساة الروهينغيا وهو الوضع عينه الذي يواجه أقليات مسلمة أخرى، فلم تقل دولة واحدة أي شيء عما يواجهه المسلمون الإيغور في الصين، ولم يلتفت العالم الإسلامي لما تقوم به الحكومة الصينية من ممارسات ضدهم شملت منعهم من إطلاق اللحية أو الصيام في رمضان. ويرى بعضهم أن الصمت نابع من الإضرار بالعلاقات التجارية مع الصين أو الخوف من إثارة الانتباه للطريقة التي تعامل فيها بعض الدول الإسلامية المعارضة في داخلها. ويختم بالقول: إن القضية الفلسطينية ومسلمي الروهينغيا اخترقتا جدار الإنقسام الطائفي.
وذاب النزاع السني- الشيعي وتوحد الجميع للمطالبة بالسلام والإنسانية. و «علينا أن نتذكر أن هذا ليس أمراً تدفعه الرابطة الدينية بالنسبة لبعض المسلمين، ولكن تعبير عن الإنسانية المشتركة التي تستلهم من الدين. فالإسلام يدعو أتباعه للرحمة والتعاطف والعدل وجدب قتل الأبرياء كما في الآية «من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً» (المائدة:32). وهناك الملايين وملايين المسلمين حول العالم ممن يدافعون عن الحياة الإنسانية بعيداً عن العرق والدين والقومية.
وبالنسبة للمسلمين حول العالم فإن مأساة الروهينغيا تحمل أصداء خاصة وهي الخوف من نكبة جديدة، ولو لم يقوموا أو قادتهم بمنعها فربما كان الوقت متأخرا».

«نيويورك تايمز»: استفتاء كردستان خطير ومفهوم وغير حكيم

علقت صحيفة «نيويورك تايمز» على استفتاء إقليم كردستان قائلة: إن ما جرى يوم الاثنين كان خطيراً ومفهوماً جداً «فهو غير حكيم لأنه أثار توقعات لا يمكن تحقيقها بين الأكراد ليس في العراق ولكن في سوريا وإيران وتركيا»، أما كونه خطيراً «لأن الحنين (للاستقلال) دق أكثر من ناقوس خطر في أقل منطقة على وجه الأرض استقراراً». ولكنها تقول: إن الاستفتاء في الوقت نفسه مفهوم لأن هناك قلة من الشعوب التي حنّت للاستقلال لوقت طويل، وبهذا الثمن ومن دون نجاح.
وحتى قبل إعلان النتائج النهائية، فلا شك أن الأكراد قد صوتوا لمصلحة دولة منفصلة. والصحيفة لا تجد صعوبة في التعاطف مع الحنين للاستقلال الكردي في ضوء ما تعرضوا له من معاملة وحشية في ظل صدام حسين. مضيفة إن الخمسة ملايين الذين يعيشون في كردستان العراق أقاموا منذ حرب الخليج منطقة حكم ذاتي معتمدة على مصادر النفط والغاز لتحقيق الاستقرار، فيما لعبت قوات البيشمركه دوراً مهماً في قتال تنظيم الدولة.
وتشير إلى ما قاله مسعود البارزاني من أن الاستفتاء لن يقود لانفصال مباشرعن العراق بل لفترة تفاوض تستمر عامين مع بغداد وتشاور مع الدول الجارة. إلا أن العراق وتركيا وإيران والسعودية والجامعة العربية والأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حاولت وقف التصويت. فالعراق لا يريد خسارة حقول النفط واعتبر البيت الأبيض الاستفتاء «مستفزاً ومزعزعاً للاستقرار».
وسافر وزير الدفاع جيمس ماتيس الشهر الماضي لكردستان وحاول إقناع القيادة الكردية تأجيله، وأنه سيحرف النظر عن قتال تنظيم الدولة. وتخشى تركيا وإيران وسوريا من مطالبة الأقليات الكردية الانفصال كما فعل سكان كردستان. فقط هي إسرائيل التي دعمت الاستقلال نظرا للروابط التاريخية، وتأمل أن يكون الأكراد حليفاً لها ضد إيران.
وتعلق الصحيفة: إن الاستفتاء عقد وخلق معه واقعاً ملتهباً. وتدعو الأطراف الأكراد وجيرانهم والولايات المتحدة أن تمنع أي تحرك قد يؤدي للعنف. ويجب القيام بجهود حثيثة لتحويل المشاعر الحارة إلى ما بقي من جهود دبلوماسية. ويجب على الولايات المتحدة التي حمت قواتها العراقيين الأكراد وقاتلت إلى جانب البيشمركه أن تكون في مقدمة الدول التي تبحث عن الحل.

 

«نيويوركر»: رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة خطوة صغيرة لا تحل مشكلة حقوق الإنسان في السعودية

إبراهيم درويش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق