Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

السبت، 28 أكتوبر 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


تصريحات أمريكا حول نهاية الأسد مرهونة بإضعاف روسيا وإيران

Posted: 27 Oct 2017 02:34 PM PDT

أدلى وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الخميس الماضي بتصريح لافت حول اقتراب نهاية حكم الرئيس السوري بشار الأسد، معيدا مقولة أمريكية وأوروبية تكررت على مدار السنوات الست الماضية، وهي إن لا مكان لأسرة الأسد في مستقبل سوريا.
التصريح جاء بعد لقاء تيلرسون بالمندوب الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا وفي سياق التعليق على إعلان الأخير أن مفاوضات جنيف بين المعارضة السورية والنظام ستستأنف في 28 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، غير أن معاني التصريح يمكن أن تفيض عن هذه الواقعة المحددة وتتشعّب في اتجاهات أخرى لا تقتصر على الوضع السوري بل تمتد إلى مجريات الأوضاع السياسية والعسكرية في المنطقة والعالم.
يجيء التصريح بعد فشل الولايات المتحدة في تمرير قرار قدّمته لمجلس الأمن الثلاثاء الماضي لتمديد تفويض لجنة التحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا بعد استخدام روسيا لحق النقض «الفيتو» ضده، وتوازى ذلك مع اتهام واشنطن لموسكو عبر حلف الأطلسي (الناتو) بتضليل الحلف بشأن نطاق مناوراتها الحربية الشهر الماضي ما اعتبر انتهاكا لقواعد تستهدف «خفض التوتر بين الشرق والغرب» وبأن قواتها حاكت هجوما على الغرب. وحسب الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ فإن «عدد القوات المشاركة في المناورات تجاوز بصورة كبيرة العدد المعلن قبلها والسيناريو كان مختلفا والنطاق الجغرافي أكبر مما سبق الإعلان عنه».
هاتان الحادثتان مثالان على المناوشات الجارية بين البلدين، وكان التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية وردود الأفعال المتصلة عليه، من تخفيض أعداد الدبلوماسيين وإغلاق القنصليات ومنع الإعلانات الروسية في وسائل التواصل أحد أشكال هذه المناوشات.
ورغم أن تيلرسون لم يتطرق لكل هذه الوقائع التي سبقت تصريحه لكنّ تتبع آثار ذلك ممكن من خلال الرابط في قوله إن السبب الوحيد في نجاح قوات الأسد في تحويل دفة الحرب المستمرة منذ أكثر من ست سنوات هو «الدعم الجوي الذي تلقته من روسيا».
وإذا كانت الرسائل المتبادلة بين واشنطن وموسكو على الساحة السورية، وارتباطها بأشكال النزال العسكري والدبلوماسي بين الطرفين واضحة للعيان، فإن التصعيد اللفظي الأخير يرتبط أيضاً ومن دون شك بالتحركات الأمريكية والإقليمية لاحتواء النفوذ الإيراني في سوريا والمشرق العربي وكانت آخر المستجدات في هذا الموضوع العقوبات التي أقرها مجلس النواب الأمريكي (الكونغرس) على «حزب الله» في لبنان، ورعاية واشنطن للتقارب السعودي ـ العراقي، وملامح التوجه السياسي الأمريكي فيما يخص المنطقة بعد الانتهاء من تنظيم «الدولة الإسلامية» واستيعاب النقلات التي ترتّبت على إعلان الاستفتاء الكردي وهجوم «الحشد الشعبي» على كركوك ومطالبة تيلرسون بخروج «الميليشيات الإيرانية» من العراق.
وإذا نظرنا إلى تصريح وزير الخارجية الأمريكي حول «اقتراب نهاية الأسد» ضمن هذا السياق فإن المقصود منه قد يعتبر تهديداً لدكتاتور قصر المهاجرين لدفعه للابتعاد عن إيران أكثر من كونه اشتغالا أمريكياً فعلياً على تحقيق تلك «النهاية». فالإدارة الأمريكية على مدار السنوات الستّ الماضية (باستثناء الضربة المختصرة التي تلقّاها النظام على مطار الشعيرات بعد قصفه بلدة خان شيخون بالسلاح الكيميائي)، ساهمت، خلال إدارتي باراك أوباما ودونالد ترامب، هي أيضاً في الإبقاء على النظام السوري، رغم كل الإعلانات الصاخبة المستمرة عن انتهاء أيامه وضرورة رحيله.
ففي شهور الثورة السورية الأولى مارست واشنطن ضغوطاً هائلة لقولبة المعارضة ضمن أجندتها، ومنعت إنشاء حكومة انتقالية تلغي شرعية النظام، ثم انشغلت بترتيب الاتفاق النووي مع إيران، ولاحقاً بلعت «خطوطها الحمر» للنظام وركّزت على تفكيك ترسانته الكيميائية. لتسلّم بعدها أوراق اللعبة للروس وتخذل تركيا حين حاولت التصدي لهم.
وفي مرحلة أخرى، حاولت أمريكا تمويل معارضة تتفرغ لقتال حركات الجهادية المسلحة وتتحاشى قتال النظام، وقوّت خصوم أنقرة اللدودين من واجهات حزب العمال الكردستاني في سوريا الخ. وعليه، فإن دعم روسيا وإيران للنظام لم يكونا السبب الوحيد في عدم سقوطه.
التصعيد الأمريكي، بهذا المعنى، محدود، بحدود معارك واشنطن الدبلوماسية والاستخباراتية مع روسيا، وبمحاولتها تقليم أظافر طهران في المشرق العربي.
ما يعني أن التصريحات عن «نهاية الأسد» لن يكون لها تأثير سريع على مجريات الأحداث في سوريا (ناهيك عن تأثيرها على مفاوضات جنيف المقبلة) ما لم تحصل تغيّرات حقيقية في المنطقة العربية أو العالم تضعف دعم روسيا وإيران للنظام السوري ورئيسه.

تصريحات أمريكا حول نهاية الأسد مرهونة بإضعاف روسيا وإيران

رأي القدس

هل أطفأت الضوء، وأكلت التفاحة؟!…

Posted: 27 Oct 2017 02:33 PM PDT

كنت في المقهى الباريسي مع صديقة من أصل لبناني نشرب القهوة ونتسامر. روت لي نكتة: فقير لبناني اشترى ثلاث تفاحات. بدأ بالتهام الأولى فوجد فيها دودة تنخرها من الداخل فرمى بها مشمئزا.
وحدث الأمر مع التفاحة الثانية. ولذا اطفأ الضوء وأكل التفاحة الثالثة في الظلام. لم أضحك بل أحزنتني حقًا هذه النكتة!! ذكرتني بلبنان والفساد الذي ينخر تفاحته من الداخل كدودة متوحشة لم تعد المؤسسات الحكومية تقف في وجهها دائما إذ بين المسؤولين من يدعمها وينال حصته قضمة من هنا وقضمة من هناك. تلك الدودة اسمها «الفساد». ولبنان ليس وحده من يعاني منها بل الكثير من أقطارنا العربية، لكنني أعرف بعض ما يدور في لبنان كمعلومات وفي بعض بقية الأقطار العربية وأترك الكلام عن ذلك لمن ذاقوا عضات تلك الدودة أو لديهم معلومات موثوقة عن شراهتها الاستثنائية في قضم التفاحة!

د. عبد الحميد الأحدب و»الأوادم»

يلفتني المحامي الأديب اللبناني د. الأحدب رئيس لجنة التحكيم العربية وصاحب مجلة لبنانية عالمية حضارية هي «مجلة التحكيم» باحتفائه «بالأوادم». و«الأوادم» خيط يربط بين كل ما يسطره ـ فلان (آدمي) باللهجة الشامية تعني ببساطة أنه إنسان بمعاني الكلمة كلها وليس وحشا كاسرا على المغانم كتلك الدودة في قلب التفاحة.
د. عبد الحميد الأحدب يكتب باستمرار في منابر عربية مقروءة وجوهر ما يخطه هو دعم (الأوادم) وهو ما فعله على طول تاريخه برغم أنه دفع ثمنا باهظا لذلك، (فالأوادم) يقولون رأيهم علنا وببراءة الأطفال ويأتي الرد من (حزب الدودة) ـ بكافة أسمائها ـ غطرسة وأذى.

فجروا بيت (الآدمي) وقتلوا طفلته

ما الذي حدث للمحامي د. الأحدب الذي أعلن ببساطة أن في التفاحة دودة ولن يشاطر أحدا في أكلها بل سيفضح ذلك؟.. وسيعلن بصدق انتماءه للبنان؟
لقد واجهته (الدودة) بمنطقها الذي لا يسمح لأحد الوقوف في وجه أسنانها الشرهة، وصحونا ذات يوم على خبر انفجار كبير في بيت محام (مبتدئ) يؤسس حياته بطفلين وزوجة هو الأحدب وكلما التقيت اليوم زوجته الجميلة صديقتي نهى في إحدى زياراتها إلى باريس وشاهدت آثار الجراح الفادحة في ذراعها حين ينكشف الثوب عنه ونحن نتناول الغداء معا، أشعر أن المجرمين تركوا توقيعهم على جسدها كله للتخويف بعدما نجحوا في قتل طفلتها جمانة.. وأن الدودة المجرمة لا تنال منا إلا في حقل الاشمئزاز منها.. حيث (الزعرنة) و(التشبيح) واختراق مؤسسات الدولة اللبنانية لن يستطيع تطويعنا على الركوع للدودة بكامل أعلامها وأسمائها وشعاراتها.. ما الذي ذكرني بكل ما تقدم؟ إنه المقال الأخير في ذكرى (الحكيم) الدكتور عبد المجيد الرافعي الذي كتبه الأحدب الذي لا ينتمي إلى حزب الرافعي أو سواه، ولكنه وجد الرافعي ينتمي أولا إلى (الأوادم).

(للأوادم) أيًا كان حزبهم!

يوم عاد د. الأحدب إلى بيته (وكان غائبا حين حدث الانفجار) وبرفقته طفله ووجد طفلته جمانة مقتولة وزوجته الجميلة نهى مجروحة وفي حال خطرة.. لم يقع في هوة اليأس البائس كما أرادوا له. بل عَبّر في سلوكه عن الإرادة اللبنانية للحياة والاستمرارية والمقاومة أي مقاومة الدودة داخل التفاحة اللبنانية أيا كانت الأسماء التي تحملها… وحمل ما تبقى من أسرته وجراحه ورحل إلى باريس وحمل جنسيتها وأسس مكتبا للمحاماة صار من أهمها في باريس لكن الشوق إلى لبنان ظل حيا في قلبه وبعد عقود عاد وزوجته إلى بيروت وإلى مكتبه الكبير للمحاماة في بيروت (كما في باريس).. إنها روح المقاومة اللبنانية ضد كل من يحاول دعسها والتهام جمالياتها كما تلتهم الدودة قلب التفاحة.

(الآدمي) الإنساني الراحل د. الرافعي

ومما ذكرني بكل ما تقدم رثاء د. الأحدب للطبيب الإنساني الآدمي الدكتور عبد المجيد الرافعي بغض النظر عن انتمائه الحزبي، وفي (آدميته) يكمن سر نجاحه في مدينته طرابلس ولبنان كله، وشعبيته. فالأحدب لم يكن يوما حزبيا. ما يهمه حقا في الإنسان هو (الآدمية) واعترفُ بأنه سرني ذكره لزوجي د. بشير الداعوق الراحل قبل 10 سنوات في باب «الأوادم» و«الآدمية» هي المفتاح، وهي عدوة الدودة في التفاحة وتلك العداوة المعنوية المعلنة هي ما يفتقده الناس اليوم ولذا يفرحون برموزها من أحياء وراحلين..
لبنان ليس فريدا في كراهيته للدودة وحرصه على التفاحة وفي بلادنا العربية كلها ديدان تنهش حق الإنسان في العدالة والكرامة وتحمل علنا راية الرشوة والنهب والفساد، وليس ثمة من ينجو منها، ولذا يشعر المرء بالحاجة لتقديم التحية إلى الأبجدية التي ما زالت تحتفي (بالأوادم) في زمن الديدان، كأبجدية الأحدب وسلوكه اليومي.

لبنان ليس فريدا في حقل الفساد

أعرف جيدا أن ما أكتبه عن لبنان ينسحب على العديد من الأقطار العربية وأن دودة الفساد تتكاثر وتتناسل ولذا أدعم بلا تحفظ «حزب الأوادم» أينما كان وأعرف كم من الحكايا حول الفساد يمكن أن يسطرها القراء.. بل وأتمنى تأسيس حزب «تجمع الأوادم».
ولن نرضى بأن يصيروا فصيلة منقرضة.

هل أطفأت الضوء، وأكلت التفاحة؟!…

غادة السمان

التحرش بالإعلام: هل يواجه السيسي حرباً إعلامية؟!

Posted: 27 Oct 2017 02:33 PM PDT

تحرش النظام الانقلابي في مصر، بوكالة «رويترز»، وبقناة « بي بي سي»، لكنه غض الطرف عن قناة «العربية»، رغم أنها ارتكبت الجريمة نفسها، وفق معايير «هيئة الاستعلامات المصرية»، وهي كيان حكومي، كان في السابق يتبع وزارة الإعلام، والآن هو تابع لرئاسة الجمهورية.
الهيئة تتهم «بي بي سي» و«رويترز» بارتكاب أخطاء مهنية جسيمة في تغطية حادث الواحات، وذلك بالإعلان عن أن أعداد القتلى من الشرطة بلغ (52) ضابطا وشرطياً، وهو العدد نفسه الذي أذاعته قناة «العربية»، لكن القناة الخليجية لم يرد لها ذكر، رغم أنها ظلت يوماً بطوله تذيع هذا العدد، ولا يمكن أن يكون الأمر مرده إلى الحكمة القائلة «حبيبك يبلع لك الزلط وعدوك يتمنى لك الغلط»، فكل من الوكالة والقناة البريطانية ليستا في عداء مع أهل الحكم، بل إن «رويترز»، في كثير من المواقف تبدو كما لو كانت تدار من قبل قناة «صدى البلد»، وقد وجهت لها نقداً في مناسبات مختلفة على هذا الانحياز، الذي يجعل منها منافساً لوكالة أنباء الشرق الأوسط، الوكالة المصرية الرسمية!
تعلمون أن أول بيان عن حادث الواحات من وزارة الداخلية كان بعد أكثر من أربع وعشرين ساعة من وقوع المذبحة، وهو بيان من تسعين كلمة ليس فيه معلومة واحدة عن أعداد الضحايا، أو توقيتها، فكان بيانا روتينياً لا يشفي الغليل، وبدا التلفزيون المصري الرسمي والقنوات الخاصة في غيبوبة، أو أن موقع البث هو جزيرة سيلان، فلا خبر عن الحادث، ولا تعديل في خريطة البرامج استشعاراً للمسؤولية الوطنية!

شفيق وأماني الخياط

وهنا لم يكن أمام الإعلام الجاد إلا أن يلجأ إلى مصادره الخاصة، لمحاولة سبر أغوار هذه المعركة، التي وصفها الفريق أحمد شفيق بأنها «عملية عسكرية مكتملة الأركان»، وهو ما عرضه لهجوم «أماني الخياط»، والتي تجاوزت حد الإشارة إلى ضبطه في سيارة بطريق المطار في أوضاع مخلة، وهو ما يضعها تحت طائلة القانون، لا سيما المادة (308) من قانون العقوبات، لكن القانون في اجازة، ومعلوماتي أن إدارة الهجوم على الفريق شفيق تتم من مكتب عبد الفتاح السيسي، وإذا كانت جريدة معروفة تقوم بهذه المهمة، فقد أُدخلت «الخياط» على الخط، و رئيس تحرير الصحيفة يقف بين المحررين منتشياً بأن مكتب السيسي يراجع معه على الهاتف الحملة ضد شفيق، فالأمر ليس سراً. ما علينا، فبدلاً من أن تستشعر «هيئة الاستعلامات الحكومية» المسؤولة عن الإعلام الخارجي، الحرج بسبب عجز السلطة عن تقديم المعلومات للإعلام والرأي العام، تحرشت بـ «رويترز» و»سي بي سي»، لأنهما نشرا أعداداً غير حقيقية عن الضحايا، علماً بأن قناة «العربية» أيضاً نشرت الأعداد نفسها! لم تكتف الهيئة بظهور رئيسها الجديد «ضياء رشوان»، عبر قناة «دي إم سي» الشهيرة في قناة المخابرات، وهو يطلب من القناة والوكالة الاعتذار عن الأخطاء المهنية في تغطية حادث الواحات، وإنما قامت الوكالة بإرسال كتابين إليهما بنشر اعتذار أو ذكر أسماء الشهداء، غير أولئك الذين نشرتهم وزارة الداخلية بعد يومين، ولم يطلب هذا الطلب من قناة «العربية».
حسب المنشور في موقع «الموجز» على لسان «رشوان» نقلاً عن حديثه لقناة «المخابرات»، فإن مصر تواجه حرباً إعلامية، وهذا في حد ذاته خبرا، فالمعلوم لدينا أن مصر في معركة مع الإرهاب، وهذه هى المرة الأولى التي نعلم أنها تواجه حرباً إعلامية، تشارك فيها حسب السياق وكالة «رويترز»، وقناة «بي بي سي»، فلم تعد حربها مع قناة «الجزيرة» فقط، والتي لم تذكرها الهيئة ضمن الأعداء في هذه الليلة، لأن الأعداد التي اعتمدتها «الجزيرة» كانت منسوبة لوكالات الأنباء الفرنسية، وبدأ العدد من (11) قتيلاً وثلاثة مصابين، ليرتفع إلى (35) طيلة اليوم الأول نقلا عن الوكالة الفرنسية، واللافت أن العدد الذي أوردته يتناقض أيضاً مع ما جاء في البيان الرسمي لوزارة الداخلية في اليوم التالي، فلماذا لم يشملها التنديد الصادر من هيئة الاستعلامات، والذي اقتصر على «رويترز» و«بي بي سي»، وللعلم فإن موقع «مصراوي» المملوك لنجيب ساويرس، والذي يديره «مجدي الجلاد» ذكر أن أعداد الضحايا (55) ضابطا وجندياً!، فلماذا «بي بي سي» و«رويترز»؟!

العين والحاجب

وإذا كان استبعاد «العربية» لأن العين لا تعلو على الحاجب، فهل استبعاد الوكالة الفرنسية من بيان التنديد والإدانة، راجع إلى أنها تتبع فرنسا، مالكة المقاتلة «رافال»، أم أن هذا يأتي في سياق «تحيا فرنسا.. وتسقط قطر» وهو الهتاف الخاص بعضو في البعثة المصرية في اليونسكو؟! تبدو الحملة على القناة البريطانية والوكالة، هو لضرب مصداقيتهما من ناحية، وللتغطية على القصور الرسمي الذي يرتقى إلى مرتبة الجريمة من ناحية أخرى، وهيئة الاستعلامات مسؤولة بجانب وزارة الداخلية عن أن تمد الإعلام الخارجي بمعلومات عن الحادث أولاً بأول، ولا يجوز الاختفاء تحت شعار أن عملية الواحات هي من العمليات ذات الطابع الخاص بحسب وصف «رشوان»، فما هو الخاص فيها غير أن سلطة متهرئة استدعت الارهاب وعجزت عن مواجهته، وأن نظام حكم حجب المواقع الإعلامية، بحجة الحرب على الإرهاب، وعندما جاء الإرهاب الحقيقي كان الهوان، والذي وصل إلى حد الغيبوبة الكاملة. اللافت أن «هيئة الاستعلامات» الحكومية في طلبها لـ «رويترز» و»بي بي سي» بذكر أسماء الشهداء إضافة لما ذكرته وزارة الداخلية، لم تطلب هى من الوزارة ذكر أسماء خمسة عشر شخصاً من الارهابيين لقوا حتفهم في المواجهة، وهو ما تنفيه روايات أخرى تقول إن القوة الأمنية استسلمت من دون مقاومة؟
كما أن هناك أسئلة أخرى تحتاج إلى إجابة، ما هى أعداد القوة التي انطلقت لطريق الواحات لتواجه الإرهابيين؟ ولماذا لم نشاهد أي ناج من المجزرة على الشاشات الرسمية يروى حقيقة ما جرى؟..ويرد على الإعلام المعادي بدءاً من «رويترز» وانتهاء بـ «بي بي سي»؟ حيث يبدو أن «الجزيرة» خرجت من هذا التصنيف، لسبب بسيط أنها اعتمدت في معلوماتها على الوكالة الفرنسية، وتكذيبها يعني تكذيب الوكالة، في لحظة تاريخية حساسة عنوانها «الحب في زمن الرافال»، ارتفع فيها الهتاف «تحيا فرنسا.. وتسقط قطر».

تفوقت «الجزيرة مباشر»

على ذكر قناة «الجزيرة»، فقد تفوقت «الجزيرة مباشر» في هذه الليلة، عندما فتحت تغطية مباشرة، واستقبلت مداخلات المشاهدين، وكان أغلبهم يتحدثون من أنوفهم من «نيوجرسي»، وقد هاجموا «الجزيرة» التي تنشر أخبارا عن حادث إرهابي لم يقع والدليل على عدم وقوعه أن الجهات الرسمية في مصر لم تعلن ذلك، واعتبروا أن الحادث اختراع للجزيرة بسبب عدائها لمصر، وأن أعداد القتلى مبالغ فيه، ولم يرد عليهم المذيع بأن المصدر هو وكالة الانباء الفرنسية ليطلب رأيهم في هذه الوكالة وهل هى متآمرة على مصر؟ كما لم يذكر لهم أن «مصراوي» الموقع المملوك لنجيب ساويرس نشر عدداً مضاعفاً للعدد الذي تذيعه «الجزيرة» فما رأيهم هل يتآمر ساويرس على مصر؟! بالمناسبة، لدي سؤال لم أعثر له على إجابته مبعثه اهتماماتي الأنثروبولوجية، وهو سبب تكلم الأخوة المسيحيين المصريين من أنوفهم، لا يختلف عن هذا بابا الأقباط الأرثوذكس عن القس الانجيلي إكرام لمعي، عن أصحاب المداخلات من الشقيقة «نيوجرسي»؟! ما علينا، فنعود إلى سياق طرح الأسئلة فهل يعقل أنه إلى الآن أنه لم يتم التوصل إلى هوية هذا التنظيم المسلح، الذي ارتكب هذه المجزرة؟، ومن صاحب المصلحة في نشر بيان عن حركة «حسم» بتبني الحادث، قبل أن نعلم أنه بيان مفبرك، وأن «حسم» لم تصدر هذا البيان؟ ثم أليس غريباً أنه بعد أن تلقي الأجهزة الأمنية القبض على عدد من الاخوان بمحافظة الفيوم بتهمة المسؤولية عن الحادث، أن يتم الإعلان بعد يومين من ذلك أن التحريات الأمنية الأولية تفيد أن مرتكب الحادث هو تنظيم آخر؟!
والسؤال الأهم لماذا لم يشارك الجيش في هذه العملية، والصحراء هى مجاله الحيوي، قبل الانقلاب وبعده؟ ولماذا لم يرسل طائراته لإنقاذ قوة الشرطة من التدمير الكامل؟ ولماذا تم ترك أعضاء الفرقة يواجهون مصيرهم في جبال التيه؟
أسئلة كثيرة تحتاج إلى الاجابة عليها قبل أن تتوجه «هيئة الاستعلامات» بأسئلتها إلى «بي بي سي» و«رويترز» بالسؤال عن أسماء القتلى كما هو معلن في بياناتهما؟! لا سيما وأن بيانات الجهة المسؤولة ليست دائماً دقيقة، وعقب قرار نقابة الإعلاميين بوقف برنامج «أحمد موسى» وهو القرار الذي لم ينفذ، قيل بأن «جسم الجريمة» الذي يتمثل في تسجيل منسوب لطبيب مفبركا، ثم تم الإعلان عن إحالة هذا الطبيب إلى التحقيق، وهو الذي نقل شهادات للمصابين عن العملية، وكيف استسلمت القوة الأمنية، وكيف تأخر انقاذ المصابين ليوم كامل، وكيف تم أسر أحد الضباط، وهو الأمر الذي أكدته الأحداث فوالده لواء الشرطة المتقاعد لم يتوقف عن السؤال: «أين ابني يا مصر؟».
وترك هذا كله والإمساك في «بي بي سي» و «رويترز» هو أداء يليق بسلطة الفشل وأذرعها، فالتلميذ البليد ينشغل بمسح السبورة!

صحافي من مصر

التحرش بالإعلام: هل يواجه السيسي حرباً إعلامية؟!

سليم عزوز

هل صار الدب الروسي أذكى من الحمار الأمريكي؟

Posted: 27 Oct 2017 02:32 PM PDT

ارتبطت صورة السياسة الروسية على مدى عقود في أذهان الكثيرين بالدب الروسي الغبي. وهو مصطلح يطلق على روسيا على الدوام، ويستخدم في رسوم الكاريكاتير ليشير إلى الروس في الشرق والغرب، وقد استعير هذا الاسم ليطلق على روسيا من ذلك الحيوان القطبي الشهير الأبيض الفراء، الضخم الجثة، العظيم الأنياب، والذي لا يهمه إلا اصطياد فرائسه بأي وسيلة كانت بكل بطش وشراسة. ويبدو أن أوجه الشبه بين هذا الدب والحكم الروسي كثيرة، فهو يتسم بالعدوانية ـ تماماً كالدب الروسي- إضافة إلى التسلط والاعتداء على الشعوب الأخرى بدءاً بعهد القياصرة ووقوفًا عند الثورة البلشفية وتأملًا فيما فعله السوفييت بالجمهوريات المستقلة التي ضموها إلى معسكرهم ومصادرتهم لحريات شعوبها وطمسهم لهوياتها وفصلهم لها عن أديانها ومعتقداتها.
لكن هل يا ترى مازالت روسيا تعمل بعقلية الدب الروسي، أم إنها بدأت في عهد بوتين تجمع بين عقلية الدب والثعلب، لا بل إن عقلية الثعلب صارت أكثر وضوحاً في السياسات الروسية منذ وصول الرئيس بوتين إلى السلطة، فوجه الرئيس نفسه أقرب إلى وجه الثعلب الذكي منه إلى وجه الدب الذي امتاز به القادة السوفيات على مدى القرن الماضي. ولو قارنا بين وجه بوتين ووجوه القادة الروس الذين حكموا الاتحاد السوفياتي على مدى أكثر من سبعة عقود في القرن العشرين، لوجدنا أن السياسة الروسية لم تتغير فقط في الجوهر، بل أيضاً في المظهر، فمنذ سقوط الاتحاد السوفياتي بدأت تتغير طبيعة الوجوه التي تحكم روسيا. صحيح أن باريس يلتسن الذي حكم البلاد بعد انهيار الاتحاد لفترة قصيرة كان أقرب في شكله إلى العهد الماضي بملامحه الدببية، إلا أنه قد يكون آخر زعيم روسي ينتمي إلى الشكل الدبي شكلاً ومضموناً.
بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، لم يتغير شكل القائد الروسي فحسب، بل تغير جوهر السياسة الروسية، على الأقل حسبما نرى من خلال سياسات الرئيس فلاديمير بوتين على مدى العقد الماضي، فقد تخلص من الكثير من صفات الدب الروسي الجلف الذي لا يعرف سوى العدوانية والوحشية.
صحيح أن الروس لم يصبحوا حملاناً وديعة، وصحيح أنهم مارسوا أفظع أنواع العدوانية والوحشية التي يتسم بها الدب الروسي، وخاصة في سوريا ومن قبل في الشيشان، لكن هذه الوحشية لا تقتصر فقط على الروس، فالأمريكان مارسوا مثلها وأبشع في أفغانستان والعراق وحتى سوريا. لكن الذي بدأ يميّز الاستراتيجية الروسية البوتينية الجديدة أنها لم تعد تعتمد فقط على الوحشية والعدوانية المرتبطة بالدب الروسي، بل بدأت تمارس السياسة الماكيافيلية على أفضل وجه. لقد أصبح الروس يلعبون الشطرنج، خاصة وأن لديهم أفضل وأمهر اللاعبين في هذه اللعبة على مستوى العالم. من لا يعرف كاسباروف بطل الشطرنج الأسطوري؟ لم يعد لاعب السياسة الروسي يبدو كالحيوان القطبي متجهم الوجه الذي يسير في خط مستقيم باتجاه فريسته ليلتهمها بعدوانية ووحشية، بل صار أقرب إلى كاسباروف الذي يحرك أحجاره في كل الاتجاهات ليربك الخصم، وليستولي على أكبر مساحة من رقعة الشطرنج. ويكفينا أن ننظر إلى هذا الاجتياح الروسي العسكري والدبلوماسي للعالم على مدى السنوات الماضية، إلى حد أن بريطانيا القطب الغربي الأهم باتت ترى في التمدد الروسي خطراً على أمنها القومي تحديداً، خاصة وأن الطيران الروسي اقترب من الأجواء البريطانية أكثر من مرة، وشوهد حول الفضاء الاسكتلندي. والأخطر من ذلك أن مصادر بريطانية تتهم الروس بتحريض الاسكتلنديين على الانفصال عن المملكة المتحدة. ولا شك أن معظمنا سمع عن التحرش الروسي المستمر بالدول الاسكندنافية. وعندما هدد الرئيس الكوري الشمالي الأمريكيين في الأسابيع الماضية بصواريخ نووية، فلا شك أنه فعل ذلك بإيعاز وضوء أخضر روسي.
ولو ركزنا على الاستراتيجية الروسية الجديدة في الشرق الأوسط لاتضحت السياسة الثعلبية الروسية أكثر فأكثر في مواجهة الغباء الأمريكي. وهنا نحن لا نتهم أمريكا بالحمرنة، بل الأمريكيون أنفسهم يتخذون من الحمار شعاراً للحزب الديمقراطي العريق. لاحظوا كيف بدأ الشرق والغرب يقترب من روسيا، ويبتعد عن أمريكا، خاصة في عهد ترمب الذي بات يعادي ويستفز الحلفاء قبل الخصوم. لاحظوا كيف تقف أوروبا في المعسكر الروسي الإيراني فيما يخص الاتفاق النووي مع إيران. لاحظوا كيف تقترب أمريكا من مواجهة نووية مع كوريا الشمالية، بينما تستخدم روسيا البعبع الكوري لإرهاب الأمريكيين. لاحظوا كيف تجمع روسيا القوى الكبرى الناشئة تحت جناحها في مجموعة البريكس، ولاحظوا كيف تخسر أمريكا حلفاءها الواحد تلو الآخر. حتى العرب المحسوبون على الحلف الأمريكي بدأوا يتوافدون على روسيا، ويعقدون معها صفقات مليارية كالسعودية وبقية دول الخليج. ويقول الحكام العرب القريبون من أمريكا في لقاءاتهم الخاصة مع المسؤولين الروس إن روسيا صارت موثوقة أكثر من أمريكا لأنها لا تخون حلفاءها. وبينما تخسر أمريكا أصدقاءها، نجد أن روسيا تمكنت من التقارب مع حلفائها وخصومها ببراعة واضحة في الفترة الأخيرة. لقد فرضت روسيا نفسها، كما يرى الباحثون، كلاعب دولي أساسي «على مسارح الشرق الأوسـط وجبهـاته عبر اختراقها الاستراتيجي في سوريا، وعلاقاتها المرسخة أو الجديدة مع الدول العربية في الخليج ومصر وشمال أفريقيا، بالإضافة لحلف المصلحة مع إيران والتنسيق المرن مع إسرائيل والصلة المستعادة مع تركيا. عبر هذه العلاقات المتكاملة أو المتضاربة أحياناً، نسجت روسيا شبكة تضمن توسع نفوذها ومصالحها على حساب بعض اللاعبين الدوليين والإقليميين».
هل صار الدب الروسي فعلاً أذكى وأكثر حنكة بكثير من الحمار الأمريكي، أم إن الأفخاخ التي ينصبها الأمريكي للروسي في أكثر من منطقة ستنفجر في وجهه في قادم الأيام، وستثبت مرة أخرى أن الدب الروسي ما زال دباً؟

٭ كاتب واعلامي سوري
falkasim@gmail.com

هل صار الدب الروسي أذكى من الحمار الأمريكي؟

د. فيصل القاسم

مجلس النواب يخالف الدستور ويمدد حالة الطوارئ لفترة ثالثة والإعلام يضر البلد بأدائه المتدني

Posted: 27 Oct 2017 02:32 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسية، ومع تردي أحوال الاغلبية الساحقة من المواطنين، وبحلول لحظة الحساب الشعبي للرئيس، بعد أن أشرفت ولايته الأولى على النهاية، تزداد حدة الغضب الرسمي متجسدة في تصريحات فاجأت النخبة والأوساط الشعبية على حد سواء، فما بين غضب الرئيس خلال مؤتمر صحافي في باريس بسبب ملف حقوق الإنسان، إلى تصريح لا يليق تفوه به رئيس البرلمان الذي دعا المعترضين على تمديد حالة الطوارئ للبحث عن وطن بديل.
وفي الصحف المصرية الصادرة أمس الجمعة 27 أكتوبر/تشرين الأول اختلط الحابل بالنابل، وأخذت الصحف القومية على عاتقها مهمة تلطيخ سمعة كل من يحمل شبهة معارضة للسلطة القائمة، وفيما ما زال السؤال يبحث عن إجابة حول مدى قدرة النظام العبور من المحنة الاقتصادية وامتصاص أي هبات شعبية مرشحه للانفجار، تحت وطأة حالة الجوع التي باتت تهدد الأغلبية، نشط أفراد الحملة الداعية لاستمرار السيسي في منصبه لولاية ثانية، حيث يجوب هؤلاء المصالح والمؤسسات المختلفة لجمع توقيعات من الموظفين لدعم الرئيس.
وشهدت صحف الجمعة المزيد من المعارك الصحافية، حيث ما زالت العملية الإرهابية التي شهدتها منطقة الواحات مؤخراً تثير مخاوف الكثير من الكتاب حول المستقبل والخيارات الصعبة التي تواجهها البلاد، وإلى التفاصيل:

لا مفر من المصالحة

«من الضروري التأكيد على خوض الحرب المسلحة ضد الإرهاب بكل العزم والقوة والوسائل حتى النهاية المنتصرة بكل تأكيد، ولكن من الضروري، كما يشدد عبد العظيم حماد في «الشروق» أن ننتبه أيضا إلى أن كل التجارب السابقة في مصر، وحولها، وفي العالم كله، تؤكد أن العمل المسلح ضد الظاهرة الإرهابية لا بد أن تصحبه عملية سياسية. فقد حدث ذلك في مصر نفسها في أواخر تسعينيات القرن الماضي، في ما سمي بمراجعات الجماعة الإسلامية، وتنظيم الجهاد، وحدث أيضا في الجزائر، وأدى إلى نهاية العشرية السوداء هناك، وذلك بمبادرة من الرئيسين السابق اليمين زروال، والحالي عبدالعزيز بوتفليقة. بل أن الإرهاب السابق على «داعش» في العراق قد أمكن القضاء عليه، حين بدأت عملية سياسية جديدة أصبحت فيها السلطة أقل نزوعا للطائفية، باستبعاد نوري المالكي من رئاسة الحكومة، وحلول حيدر العبادي محله، مع أنهما من حزب واحد، ومع أن المالكي كان ــ ولا يزال ــ هو رئيس ذلك الحزب، ما جعل إبعاده يتطلب ضغوطا هائلة محلية وإقليمية ودولية، ولكن كان لا بد من دفع الثمن. أكثر من هذا فهل يوجد في منطقتنا أشد من إسرائيل صلابة في مواجهة المقاومة الفلسطينية (وهي في رأي الإسرائيليين وحلفائهم إرهاب وتخريب؟) ومع ذلك فكم عملية سياسية دخلت فيها تل أبيب مع المنظمات الفلسطينية، ليس مع فتح فحسب، ولكن أيضا مع حماس، من خلال سلسلة اتفاقات الهدنة المطولة، التي لا يزال آخرها ساريا حتى اليوم. ويؤكد الكاتب، على إننا في حاجة إلى مبادرة لإنقاذ الإعلام والصحافة المصريين، ولتكن الخطوة الأولى هي إلغاء المواد المكبلة لهما في قانون مكافحة الإرهاب، بعد أن ثبت أن ضررها أكبر من نفعها كثيرا، كما نحتاج إلى عملية سياسية تحرم الإرهابيين من أي أنصار محتملين، وتفتح الأبواب أمام كل أصحاب الرؤى السلمية للمشاركة».

المتاعب تحاصره

«يبدو أن محورَي الأسعار والإرهاب عنصران حاكمان في انتخابات الرئاسة المقبلة؛ فكلاهما كما يتوقع مجدي علام في «الوطن» لا يتيح للرئيس السيسي أي فرصة للتردد والتفكير في الترشح من عدمه، فمعركته مع الإرهاب لم تضع أوزارها بعد وخطته مع التنمية لم تؤتِ ثمارها بعد، فهل تتحمل مصر تجربة رئيس آخر، إذا جاز له تفهم الخطرين فهل يتاح له وقت التغيير أو التبديل مع شعب في حالة التهاب اقتصادي ونزيف إرهابي. وجراحات السيسي بين نار الإرهاب وغضب الأسعار ومستقبل الأطفال مثل رب أي أسرة قبل أن يفكر في نفسه يفكر في ولده وبدلاً من «عيشني النهارده وموتني بكرة»، يقرر «إتعبني النهارده ويعيش ابني بكرة»، هكذا تفهم المغزى الحقيقي لقرارات السيسي الجراحية، التي تسببت في ألم بعض قطاعات المجتمع بين «غضب وصمت وتفهم». وتبدو مشكلة التهاب الأسعار ضئيلة بجوار مشكلة الإرهاب، فالأولى قرار والثانية مؤامرة وشتان ما بين الطريقين. وبين هاتين الدائرتين دائرة قرارات اقتصادية ضرورية، دفعت ثمنها طبقات اجتماعية لم تتم مظلة الحماية الكافية لها تحصيناً ضد ارتفاع حرارة أسعار الطعام والمأكل والملبس والنقل والكهرباء وحتى المياه في وجود التهاب الإرهاب، الذي بدا معه الجسد المصري يعاني أنيميا الراحة والسعادة ومحاولة البعض استغلال ذلك ببتر الأصابع والأطراف، ليزداد الألم ألماً والوجع أوجاعاً في خطة واضحة للتنكيد على المصريين وحرمانهم من أمل السعادة وضحكة الأمل».

الجوع للشرفاء

عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون الأسبق يعيش معاناه حقيقية يخبرنا عنه حسام فتحي في «المصريون»: «عصام لم يتسلم راتبه منذ عدة شهور بعد «إبعاده» من منصبه و«تسكينه» كمستشار لوزير الثقافة حلمي النمنم (الذي لم أعهده بهذا الخنوع!) وبالتالي فعصام الأمير يعيش بدون شكوى.. وبدون تذمر.. وبدون «دخل» منذ عدة أشهر. عصام الأمير خدم مصر في وقت هرب فيه الكثيرون من تحمل المسؤولية، وتصدى بشجاعة لجبال الفساد في «ماسبيرو»، وحاول جهده إعادة الروح لتلفزيون الدولة، وبدأ الاعتماد على الدماء الجديدة وإقصاء من استمرأوا الذل والعبودية والخنوع، واحتلت خلايا أدمغتهم «فيروسات» التآمر والتلون والخداع.. وفجأة وقبل أن يكمل مهمته «أطيح» به من كرسيه. ولم يقل عصام وقتها لماذا؟ وآثر الصمت لمصلحة البلد. لكننا فهمنا بعد ذلك إنه لم يوافق وقتها على ما وافق عليه من جاء بعده، لنصل إلى ما نحن فيه.. «وكل لبيب بالإشارة يفهم». وليس الآن وقت إقحام الرأس في عش الدبابير، ولكن أن يصل الأمر إلى محاربة الرجل الشريف المحترم في رزقه.. ومعاشه وراتبه المستحق، بعد أن استبعدوه من منصبه، فلا أظن أن ذلك يرضي أحدا، وخصوصا الرئيس عبدالفتاح السيسي! أرجوكم لا ترسلوا للمخلصين رسالة «أن بهية لا عزيز لديها.. وتأكل ابناءها بدون سبب».. فمصر أحوج ما تكون إلى كل عصام الأمير».

مع السلامة

من المعارك ضد رئيس البرلمان تلك التي شنها محمد نور فرحات في «المصري اليوم»: « تابعت مصر جلسة مجلس النواب التي وافق فيها على مد العمل بحالة الطوارئ مدة ثالثة. وما قيل فيها من كلمات تدين الإرهاب وتنعى شهداء مصر. كل مصري مخلص يقف مع الدولة وأجهزتها بقوة في حربها ضد الإرهاب. وكلنا يعتصر قلبه الحزن على شهداء مصر من رجال الشرطة والقوات المسلحة. ولكن منا من يرى الاكتفاء بإلقاء الخطب العصماء بإدانة الإرهاب ودعم الأجهزة وكفى. ومنا من يأخذ الأمر مأخذ الجد، ويرى أن الدعم الحقيقي للدولة يكون بالتصدي لأسباب الإرهاب ومراجعة السياق الأمني القانوني والسياسي لمكافحته. لم يفاجأ أحد بموافقة مجلس النواب الذي اعتاد مخالفة الدستور. قواعد التفسير القويم للمادة 154 مقتضاها حظر المد لأكثر من مدتين للسبب نفسه. ومناقشات الجمعية التأسيسة حول المادة تؤيد ذلك. مغزى المادة 154 من الدستور واضح من الأعمال التحضيرية: عدم جواز مد حالة الطوارئ لأكثر من مدتين طوال مدة ولاية الرئيس للسبب نفسه، (راجع مناقشات أعضاء الجمعية التأسيسية في الاجتماع التاسع والعشرين بتاريخ 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2013/ ص 35 من المضابط). وحكمة ذلك أن الخطر الذي تواجهه الدولة فقد صفة كونه طارئا وتحول إلى آفة اجتماعية تستدعي مواجهة أكثر عمقا وجدية، من مجرد تشريع استثنائي فشل في مواجهة الإرهاب ونجح في قمع الحريات. المفاجأة الصادمة هي تصريحات رئيس المجلس التي جردت المخالفين من جنسيتهم المصرية ودعتهم إلى مغادرة البلاد (مع ألف سلامة) وكأن سيادته أصبح حاملا لمفاتيح أبواب الوطن. وكان غريبا على مجلس يرأسه فقيه دستوري (وإن عمل أغلب حياته المهنية في خدمة حكام الخليج) ألا يتصدى لفحص نصوص قانون الطوارئ، ويقارن أحكامها بالقوانين النافذة، كقانون الإرهاب والكيانات الإرهابية والقوانين الجنائية ذات الصلة، ليجيب على سؤال جوهري: لماذا لم تنجح هذه النصوص في وقف الإرهاب؟ نائب واحد طالب على استحياء باستدعاء وزير الداخلية لمناقشته، ولم يعره أحد التفاتا وانطلق البعض في خطب بليغة حماسية، بدون بحث جدي في جدوى الإطار القانوني للمواجهة. وكأني برؤساء المجلس الراحلين المعلقة صورهم في ردهاته، يتململون في قبورهم ضجرا مما آل إليه حال المجلس ولغة رئيسه الركيكة. مد حالة الطوارئ لفترة ثالثة باطل رغم مطالبة (المعارضين أن يتركوا البلد، ومع ألف سلامة)».

انتصرنا للعدو

بسبب الدعم المصري للفرنسية التي فازت بمنصب مدير اليونسكو شعر مصطفى النجار بالغضب مؤكداً في «الشروق»: «ذهب وزير خارجيتنا إلى الاتفاق مع وزارة خارجية فرنسا لدعم المرشحة الفرنسية حال صعودها إلى الدور النهائي قبل المرشح القطري. فرأيت أن أضيف بعض المعلومات عن هذه السيدة الفرنسية التي فازت بالإدارة العامة لمنظمة اليونسكو، بأصوات تضمنت صوت مصر. من هي أودري أزولاي المديرة العامة الجديدة لليونسكو؟ إنها ابنة السيد أندريه أزولاي المغربي الجنسية، اليهودي الديانة، خبير البنوك والمال والأعمال الفرنسي، مستشار ملك المغرب للشؤون الاقتصادية. تولت السيدة أودري وزارة ثقافة فرنسا في ظل حكم فرنسوا أولاند الاشتراكي، ثم أصبحت المستشارة الثقافية للرئيس الجديد إيمانويل ماكرون المعروف باستناده لدوائر المال والبنوك، وعلى رأسها بنك روتشيلد الذي بدأ حياته السياسية من داخله. تدخلت عدة مرات لدى القنوات الفرنسية لفرض إذاعة أفلام وثائقية تدعم وجهة النظر الصهيونية، بما في ذلك موقف الصهيونية من بيت المقدس. كان لها تأثير مباشر على الرئيس ماكرون في تصريحه الشهير بأن معاداة الصهيونية هي في الأصل معاداة للسامية واليهودية (وهذا هو موقف اليمين الإسرائيلي). لذلك يبقى سؤال: ماذا سيكون غدا موقف المديرة العامة لليونسكو ــ الصهيونية ــ إذا طالبت إسرائيل بإزالة المسجد الأقصى لإعادة بناء «هيكل سليمان؟». أما المناورة التي أدارتها إسرائيل في بداية الانتخابات لإعلان انسحاب الولايات المتحدة ثم إسرائيل من اليونسكو «نظرا لمواقف المنظمة المعادية لإسرائيل»، فقد كانت مناورة خبيثة بالفعل لتوجيه الأنظار بعيدا عن أي مرشح عربي (مصر أو قطر)، حتى يظل الطريق مفتوحا للمرشحة الفرنسية. الإعلام الذي يعتقد أنه يساند الدولة المصرية هو يضرها بلا شك بأدائه المتدني والخالي من الموضوعية».

لهذا انسحبت

«لو بحثنا عن السبب الرئيسي وراء اتخاذ أمريكا قرار الانسحاب من اليونسكو لوجدناه واضحاً وجليّاً، ويكشف عنه في «الشعب» رائد الهاشمي، وهو موقف هذه المنظمة الأممية من قضية فلسطين، الذي يتعارض مع المصالح الأمريكية – الإسرائيلية حيث قامت المنظمة بقبول دولة فلسطين عُضوًا فيها، وكذلك إعلانها رسمياً في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2016 بأن المسجد الأقصى تراثٌ إسلاميٌّ خالص ولا علاقة لليهود به، ولا سيادة لهم على المدينة المُحتلّة، وإدانتها لأعمال الحَفر التي تَقوم بها سُلطات الاحتلال الإسرائيلي، ويَستهدف جانبًا مِنها المَسجد الأقصى. وقد جاءت قرارات المنظمة، التي صَدرت بهذا الخصوص، بعد تصويتٍ حُر نزيه شفاف شاركت فيه جميع الدّول الأعضاء، تحت رئاسة السيّدة البلغارية أيريما بوكوفا، التي جَرى انتخابها لفَترتين مُتتاليين لحِياديّتها وجُرأتها وانحيازها للقضايا الثقافيّة والإنسانيّة العادلة. وما يؤكد هذا الكلام هو موقف حكومة الكيان الصهيوني الذي جاء سريعاً، حيث رحّب رئيس الوزراء نتنياهو بقرار الولايات المتحدة الانسحاب من اليونسكو. وقال: إن هذا القرار شجاع وأخلاقي، لأن منظمة اليونسكو أصبحت مسرح عبث، وبدلاً من الحفاظ على التاريخ قامت بتشويهه. وأمر نتنياهو وزارة الخارجية الإسرائيلية بتحضير انسحاب إسرائيل من المنظمة بالتوازي مع الولايات المتحدة، وهذا ما يؤكد الاتفاق الكامل بين الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية وتوحيد الرؤية الواضحة حول اتخاذ هذا القرار. وفي اعتقادي أن هذا القرار جاء أيضاً للضغط على المنظمة الأممية لتغيير موقفها المعادي لإسرائيل. وسيراقب الحليفان الاستراتيجيان الأمريكي والإسرائيلي أداء المنظمة في الفترة المقبلة، وستستمر بممارسة الضغوط الكبيرة لإجبار المنظمة على تغيير موقفها، وفي حالة نجاح هذه الضغوط فمن المؤكد عودة أمريكا وإسرائيل إلى عضوية المنظمة، حيث أنهما لا يريدان خسارة مثل هذا المنبر الأممي المهم في إحكام سيطرتهما ونفوذهما على العالم».

كفتجية الإعلام

نتوجه نحو الساخرين ومن بينهم غادة الشريف في «المصري اليوم»: «زمان كانت الكفتة لها قيمتها ومذاقها الخاص.. زمان كان مش أي حد يشتغل كفتجي! أما الآن دخل على المهنة كفتجية أونطة مع غلاء سعر اللحم البلدي وانتشار اللحم المستورد على لحم الكلاب على لحم القطط على لحم الحمير، مع قليل من الحشرات والفئران، ما جعل الكفتجية المأصلين يشتكون، لكن الكفتجية المأصلين اشتكوا أيضا من كفتجية الإعلام، حيث يكون من العسير علينا أن نتبين من أي خلطة لحوم تم تشكيل هذا الإعلامي أو ذاك؟ أصابني الذهول وأنا أشاهد الفيديو الخاص بطرد إحدى المذيعات لأستاذ تاريخ ذي قامة كبيرة وعريقة.. لكنني تقريبا فقدت النطق عندما وجدتها تفتخر بأن الإعلامي ليس مطلوبا منه أن يكون على دراية أو ملما بالموضوع الذي يناقشه في برنامجه! أصابني الذهول أيضا وأنا أشاهد تسجيلا لحلقات يوسف زيدان التي أثارت الجدل مؤخرا، في التسجيلين كان المذيعان إما صامتين أو يظهران الذهول أو هما أيضا يفتخران بأنهما لا يعلمان! تذكرت مذيعات ومذيعي زمان.. ليلى رستم، أمانى ناشد، محمود سلطان، فاروق شوشة، إلى آخر قائمة طويلة من المذيعين العمالقة منذ افتتاح التلفزيون وحتى أواخر الثمانينيات.. طيب وهنروح بعيد ليه، عندك قناة ماسبيرو زمان الفضائية.. أعتقد أنها تعتبر ملف محاضرات كاملا للمهنية الإعلامية كما ينبغي أن تكون».
في حب السيسي

من بين المدافعين عن السيسي أمس الجمعة مجدي سرحان في «الوفد»: «التقطت كتائب «الهري الاجتماعي» رد الرئيس عبدالفتاح السيسي على السؤال حول حقوق الإنسان في مصر خلال مؤتمره الصحافي مع الرئيس الفرنسي ماكرون في باريس.. وبدأت حفل «الزياط».. ونسج الخزعبلات والخيالات من حوله.. بغباء أو بسوء نية.. السؤال كان موجها من صحافي فرنسي إلى الرئيس ماكرون حول ما إذا كان لقاء الرئيسين قد تطرق إلى أوضاع حقوق الإنسان «المتدهورة» في مصر؟ وجاء رد ماكرون واعيا ومفحما.. عندما قال للصحافي: «إنني لست في موقف من يدرس للآخرين ما يفعلونه».. ليلتقط الرئيس السيسي خيط الحديث قائلا ببساطة وعمق معا: «ولماذا لا تسألون عن حقوق الناس في التعليم وفي الصحة؟ وفي التشغيل وفي السكن؟ وهي ليست عندنا على ما يرام.. لدينا 100 مليون مواطن يعيشون في ظروف صعبة، لماذا لا تسألون عن حقهم في الحياة الكريمة؟ لماذا لا تتكلمون عن حقوق الإنسان في ما يخص 3 ملايين مواطن تضرروا في قطاع السياحة؟ لماذا لا تسألون عن حقوق الإنسان في ما يخص شهداء ومصابي الإرهاب وأسرهم؟ هذا الكلام تَفهَّمه الفرنسيون.. ولم يعلقوا عليه، لأنهم ببساطة يفهمون.. ولأنه كلام منطقى ومقنع.. لكن كتائب الغباء والكراهية من المصريين ـ للأسف ـ سارعوا إلى «لي المعاني» وتفسير الألفاظ حسب أهوائهم المريضة وعقولهم البليدة وأحقادهم السوداء. الأغبياء منهم، راحوا يتعجبون ويتساءلون: كيف لرئيس الجمهورية أن يعترف هكذا بتدهور الأحوال المعيشية ونقص الخدمات الأساسية وغياب الحقوق الاجتماعية؟ أليست هذه مسؤولية الدولة التي يحكمها؟ والحاقدون الكارهون راحوا يرغون ويزبدون مطالبين بمحاسبة رئيس الجمهورية على اعترافه بالتقصير».

جميلة رغم فقرها

«في عام 2013 اختارت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو» قرية كفر وهب الرائعة التي تقع في نطاق محافظة المنوفية كأجمل قرية في العالم، فهذه القرية، كما يؤكد محمد سمير في «اليوم السابع» قدمت نموذجاً فريداً في الاعتناء بالبيئة المحيطة، وتنفيذ مشروعات تنموية اعتماداً على التمويل الذاتي من السكان، خاصة في مجالات البنية التحتية، والتنمية البشرية، والتعليم، حتى أنها نجحت حينئذ أن تخفض نسبة الأمية فيها إلى أقل من 5٪ بين مجموع سكانها، ولفرط جمالها ومكانتها على الصعيدين العربي والإقليمي لقبت «بعروس مصر»، وهي تشتهر بزراعة الموالح وبرونقها الأخضر الفريد، ويعد سكانها نموذجاً ملهماً للتكاتف والتعاون، وتقديم الحلول المبتكرة لمشاكل القرية، عبر المشاركة المجتمعية، ما جعلها قرية رائدة في التغلب على مشكلة ضعف الميزانيات الحكومية المخصصة لتطوير البنى التحتية للقرى المصرية. والسؤال الآن الذي يطرحه الكاتب لجميع السادة المحافظين.. لماذا لا نقتدي بهذه القرية الجميلة ونعمم ثقافة تجربتها الخلاقة على جميع قرانا ومدننا؟ أرى أنه بالجهد المنظم وغير النمطى وبالاستعانة الحقيقية بأفكار وجهود الشباب يستطيع السادة المحافظين أن يجعلوا كل بقعة على أرض مصر في جمال وتميز كفر وهب».

خطر على الحدود

آخر المستجدات من الوقائع والأحداث الجارية على الحدود الليبية المصرية، هو ما ساقته إلينا الأخبار الواردة منذ أيام قلائل، ويهتم به محمد بركات في «الأخبار» الذي ينبئنا بأن: «قواتنا الجوية تمكنت من إحباط محاولة جديدة لاختراق الحدود الغربية لنا، ودمرت عدداً من السيارات ذات الدفع الرباعي المحملة بالأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة، وقضت على العناصر الإرهابية التي كانت تستقل هذه السيارات. ولمن لا يعلمون نقول إن تلك واقعة متكررة حدثت وتحدث بصفة شبه دورية طوال الأعوام الماضية، منذ انهيار الدولة الليبية وسقوطها صريعة في يد جماعات وعصابات الإرهاب والإفك والضلال، التي سيطرت عليها عقب العواصف المدمرة التي اجتاحتها تحت مسمى الربيع العربي. ولعلنا نقدر وندرك حجم الخطر، إذا علمنا أننا دمرنا خلال الأشهر القليلة الماضية فقط، ما يزيد على ألف من هذه السيارات المحملة بالأسلحة. وطوال الأعوام الخمسة الماضية تدفقت الأسلحة الليبية من كل نوع وصنف، سواء الخفيفة أو المتوسطة أو الثقيلة، على مصر عبر خط الحدود الممتد في الصحراء الغربية بطول 1200 كيلومتر، بدون رقابة صارمة في ظل غياب الدولة على الجانب الليبي، وصعوبة الرقابة على الجانب المصري بصفة دائمة. والمشكلة التي نحن بصددها تتمثل في أن الأسلحة المهربة لا تأتي بغرض الاتجار بها فقط، بل تأتي في الأساس في إطار خطة ممنهجة ومعدة سلفا، من جانب قوى الشر وعصابة الإفك وجماعة الإرهاب، لاستخدامها في العمليات الإجرامية الإرهابية التي يقومون بها ضد مصر وشعبها، بغرض واضح ومحدد، وهو نشر الفوضى والعنف وعدم الاستقرار، وتقويض الأمن القومي لمصر والسعي لإسقاط الدولة وتفككها».

كلنا معاك في مستشفي السرطان

«أقامت حملة «كلنا معاك» من أجل مصر احتفالية كبرى في مستشفى 57357 لدعم وتأييد الرئيس عبدالفتاح السيسي لولاية رئاسية ثانية، من أجل الحفاظ على مستقبل مصر الاقتصادي وقوتها الإقليمية، وما حققه الرئيس من إنجازات عملاقة لم تتمكن أنظمة متعاقبة من الوصول إليها في هذا الوقت القصير. أكدت «الأهرام» أن الحفل حضره عدد من نواب البرلمان والفنانين والرياضيين والإعلاميين ورجال الأعمال. ومن أبرز الحاضرين على المستوى السياسي النائب محمد ماهر، منسق الحملة في القاهرة، والنائب إيهاب العمدة ووائل الطحان والنائبة شادية خضير، ومن الرياضيين جمال عبد الحميد وجمال علام وربيع ياسين وشوقي غريب، ومن الوسط الفني حضر الفنان فاروق فلوكس وأحمد فلوكس وعبد الله مشرف وعماد زيادة ومحمد لطفي وإيناس عز الدين، بينما على المستوى الإعلامى حضر خالد كامل رئيس تحرير الكورة والملاعب، والإعلامي محمد الباز وتامر عبد المنعم وطارق عبد الجابر. وشددت الحملة على أن مساندة الرئيس لفترة رئاسية ثانية تأتي من أجل الحفاظ على الاستقرار ومواصلة الإصلاح والتنمية ومستقبل أفضل للأجيال القادمة ودحر الإرهاب ومكافحة الفساد والثأر لحق الشهداء، وفي نهاية الحفل قدمت حملة كلنا معاك تبرعا ماليا ضخما مقدما من الحملة لمستشفى 57357».

مصر الثانية

«رجل يمشي على عكازين.. امرأة تسير وهي تئن من الألم، وأخري تدفع بصغيرها على كرسي متحرك، هل يعقل؟ تتساءل نعم الباز في «الأخبار» لقد تعودنا رؤية هذه المشاهد حولنا في الشارع المصري حتى فقدت تأثيرها، هل يعقل هذا في مصر؟ أصبحت مصر لا تسمع أو تشعر بأنين المعذبين، هل هُنّا وهان علينا حالنا حتى وصل بنا الحال، أننا حينما نسمع أنين صغير من أطفال الشوارع يتضور جوعا، فلا نجد من يسمع وحتى من يسمع لا يتوقف، وكأن ما يسمعه هو صراخ حيوان صغير، وحتى الحيوانات تستحق منا الرحمة، وهو موضوع كثر الحديث عنه في الآونة الأخيرة، وقد رأيت بعيني رأسي هذا الألم في الشارع المصري. لقد رأيت في الشوارع، وعلى مقربة مني، من يقف ويمد يده فلا تمتد إليه يد المساعدة – حتى المعنوية – وأرى أن هذا السلوك جديد على الشعب المصري الذي كان عنوانا للعطف والحنو ورقة القلب. فأتذكر في ستينيات القرن الماضي حين تم إعدام رئيس الوزراء العراقي نوري السعيد «بالسحل»» علانية في شوارع بغداد، أعلنت الجريدة الناطقة أن الفيلم الخاص بإعدامه سيذاع في دور السينما ومر يوم وآخر بدون أن يذاع، وحين سألنا – نحن الصحافيين- عن سر عدم إذاعة الفيلم جاء الرد أن الزعيم جمال عبدالناصر حين شاهده استاء كثيرا ورفض إذاعته، معللا أن الشعب المصري شعب رقيق المشاعر ولن يحتمل تلك المشاهد الدموية. أين نحن الآن مما سبق؟ ربما أصبحت مشاعرنا أكثر جمودا بعد أن أصبحت رؤية مشاهد الذبح والقتل والمجاعات والكوارث على رؤوس الأشهاد في كل الفضائيات وبشكل يومي».

يا جارية اطبخي

«اللغة هي منطق الأشياء التي تحكم حياتنا كلها، والاستسهال في الأشياء يتبعه انهيار في الأسس، وعدم الانتباه للغة ولا لطريقة التحدث بها، حتما يؤدي، كما يؤكد إبراهيم الشريف في «اليوم السابع»، إلى كوارث لا تنتهي، كما أن استخدام الأمثال الشعبية لا يعني دائما إننا حكماء، أو إننا سريعو الفهم، لكنه قد يعني أننا لا نقدر المكانة التي نشغلها وأننا نحب لعبة «القافية». منذ أيام قليلة وتحت قبة البرلمان المصري العريق، قال وزير الصحة أحمد عماد الدين، أثناء اجتماعه مع أعضاء لجنة الصحة في مجلس النواب «يا جارية اطبخي.. كلف يا سيدي»، فردت عليه النائبة إلهام المنشاوى «الشاطرة تغزل برجل حمار». تخيلوا أن هذه هي طريقة الحوار التي تبناها وزير الصحة المصري المسؤول عن صحة شعب يبلغ تعداده 100 مليون مواطن ونائبة في البرلمان أثناء مناقشتهما في البحث عن تطوير الوسائل والطرق التي تحسن من صحة المواطن المطحون الذي يتمنى أن يتنبه إليه المسؤولون. لا أعرف أين الجمال في هذا الكلام الذي تفوه به الوزير، أو الرد الذي قالته النائبة، الجملتان لا تحملان أي دلالة فنية فلا هو يثير الضحك مثلا، ولا يبعث على التخيل، بل يدخل فيما يسميه أهل اللغة والبلاغة «الصور الجمالية الميتة»، أي المتوقعة المستهلكة من كثرة الاستخدام فلا جديد فيها ولا ابتكار في معانيها، بل هي جمل ملقاة على قارعة الطريق يقولها الرائح والغادي. ولا أعرف أين الفائدة في هذا الكلام؟ فجملة الوزير تعني الإقرار بالعجز وقلة الحيلة، وليسمح لي وزير الصحة أن أقول له هذه اللغة الشعبية القديمة لا تليق بك وعليك التركيز فأنت في وزارة حيوية جدا، مسؤولة عن أهم قطاع خدمي، التي نتمنى دائما أن تكون في خير حال طوال الوقت، وأن يكوم لديها الجديد في مساعدة المواطنين، كما لا أوافقك على لغة الاستسلام التي تلقي بها الكرة في ملعب البرلمان، وأعتقد أن الوزير في مصر ينبغي أن يكون دوره حتى بينه وبين نفسه، متجاوزا فكرة العمل على المتاح، بل يسعى طوال الوقت للابتكار. في المقابل فإن جملة النائبة إلهام المنشاوي «الشاطرة تغزل برجل حمار» لا تقل إدانة عما قاله الوزير، فهي ترد له الكرة مرة أخرى، معترفة بقلة الإمكانيات، وهو ما يعني اعترافها الضمنى بأن الوزير لديه الحق فى كل ما يقوله، وهنا تكمن الخطورة أن حتى هذا الكلام الشعبي العقيم لا يقدم جديدا في أي شيء. ليس كل ما يأتي على طرف اللسان يقال، والمسؤولية لا تعني القدرة على الرد أو الإفحام في القول، لكنه يعني البحث عن سبل وطرق للحل، وإن كان وزير الصحة صدر قلة الحيلة، بينما صدرت النائبة البحث عن «الفذلكة» فإن المواطن البسيط لم يستفد أي شيء».

أبناء القذافي أحرار

«الإفراج عن أبناء القذافي إجراء حكيم، لأنه وفق ما يرى جمال طه في «الوطن» يجنب ليبيا مرارة التجربة العراقية، حل حزب البعث وتسريح الجيش وفر لـ«داعش» قاعدة واسعة من الكوادر التي مكنتها من اجتياح ثلث أراضى الدولة، الحس الوطني لدى قبائل سرت جعل التورط مع «داعش» مجرد حالات فردية، ما يسر لقوات «البنيان المرصوص» طردها، والمصالحة تغلق الطريق أمام احتمال عودتها، لكن.. على الجميع الحذر من محاولات الوقيعة، الصحافية الإيطالية «فينيسيا توماسيني» أشارت لتعرض سيف لمحاولتى اغتيال بتدبير من حفتر لإبعاده عن المشهد السياسي، متغافلة حقيقة أن حفتر لو أراد إبعاده ما أفرج عنه، ويتناقلون تصريحات عن حفتر بأن «سيف لا مستقبل سياسياً له، لأنه احترق سياسياً»، متجاهلين تأكيداته بأنه «مواطن عادي، وليس لدينا مأخذ شخصي ضده، بل بالعكس أهلاً وسهلاً به إذا أراد أن يؤدي أي دور سياسي».. فلينتبه الجميع.. ليبيا يراد لها الفوضى، كمدخل لأعاصير تعصف بمصر، وبالمنطقة.. هي لحظة لنكران الذات، وتغليب صالح الأوطان.. فهل نحن رجالها؟».

مجلس النواب يخالف الدستور ويمدد حالة الطوارئ لفترة ثالثة والإعلام يضر البلد بأدائه المتدني

حسام عبد البصير

كتالونيا تعلن الانفصال ومدريد تبدأ بالتدخل في الحكم الذاتي وسط تخوف من المواجهات

Posted: 27 Oct 2017 02:31 PM PDT

مدريد – «القدس العربي»: أعلن برلمان إقليم كتالونيا وعاصمته برشلونة الاستقلال عن اسبانيا يوم الجمعة 27 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري وتأسيس جمهورية مستقلة، وأعلنت الحكومة عن إجراءات للتدخل لمنع الاستقلال والإشراف على الحكم الذاتي. وبهذا تكون اسبانيا قد دخلت في مرحلة سياسية خطيرة قد تؤدي الى مواجهات بسبب إصرار جزء من ساكنة كتالونيا الدفاع عن المؤسسات.

فشل المفاوضات

وبدأ هذا المسلسل في صيغته الحالية في الأول من تشرين الأول/أكتوبر الجاري عندما نظمت حكومة كتالونيا استفتاء تقرير المصير، وجرى في ظروف صعبة بسبب محاولة الدولة المركزية في مدريد منع إجرائه، وانتهى بفوز أنصار الاستقلال بما يفوق 90%.
وأعلن رئيس حكومة كتالونيا يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول استقلال الإقليم عن اسبانيا ولكن بدون تداعيات قانونية وبدون تنفيذ على أمل فتح مفاوضات مع الحكومة المركزية في مدريد من أجل ترتيب تفويت الصلاحيات والاعتراف المتبادل.
وهددت الحكومة المركزية بتطبيق البند 155 من الدستور الذي يتيح لها التدخل في الحكم الذاتي بل وتعليقه. وطيلة هذه الأيام، جرت مفاوضات مكثفة بين كتالونيا ومدريد أبرزها قيام مدريد بتعليق أي تدخل في كتالونيا مقابل قيام حكومة كتالونيا بإجراء انتخابات تشريعية سابقة لأوانها ووقف الانفصال. لكن هذا السيناريو لم ينجح يوم الخميس الماضي بسبب غياب ضمانات بعدم تطبيق الفصل 155 من الدستور وبسبب الضغط الذي تعرضت له حكومة كتالونيا من طرف نسبة هامة من الكتالان.

إعلان الاستقلال

ويعتبر أمس الجمعة منعطفا في تاريخ اسبانيا، فبينما كان مجلس الشيوخ يناقش تطبيق الفصل 155 من الدستور، كان برلمان كتالونيا يناقش التصويت للإعلان الرسمي عن الجمهورية. وعمليا، قام برلمان كتالونيا بالتصويت على وثيقة الاستقلال بـ 70 صوتا ومعارضة عشرة أصوات وصوتين ملغيين وغياب 53 صوتا. وكانت النتيجة مرتقبة لأن الأحزاب القومية وهي الحزب الديمقراطي الأوروبي الكتالاني واليسار الجمهوري الكتالاني وائتلاف وحدة الشعب تتمتع بالأغلبية، كما أن نواب الأحزاب الوحدوية انسحبوا تحت مبرر عدم شرعية التصويت، وبقي من الأحزاب غير القومية حزب «كتالونيا سي كي إس بوت» الذي يضم تيارات يسارية منها حزب بوديموس اليساري.
وجرت عملية التصويت بحضور 500 رئيس بلدية للمدن الكبرى والمتوسطة والصغرى والقرى في إقليم كتالونيا وعشرات الآلاف من أنصار الاستقلال الذين طوقوا مجلس البرلمان الاقليمي. والمثير أن مئات من رؤساء البلديات قاموا بسحب علم اسبانيا ووضع علم الجمهورية الكتالانية.
وجاء في وثيقة الاستقلال التأسيسية «نؤسس الجمهورية الكتالانية كدولة مستقلة ذات سيادة، ودولة القانون والديمقراطية والحقوق الاجتماعية»، كما تنص وثيقة الاستقلال على إصدار دستور كتالاني وتنظيم باقي القطاعات وإجراء انتخابات تشريعية تكون المؤسسة للبرلمان المقبل للدولة الكتالانية.

نحو المواجهة

ولم يتأخر رد الدولة الإسبانية. فقد صادق مجلس الشيوخ على قرار يرخص لحكومة ماريانو راخوي البدء في تطبيق الفصل 155 بالتدخل في صلاحيات الحكم الذاتي ووضع مؤسسات كتالونيا تحت إشراف الدولة الإسبانية مباشرة ومنها إقالة أعضاء الحكومة الاقليمية، وهو ما اتفق عليه اجتماع وزراء مساء أمس. كما أعلنت النيابة العامة تقديم دعوى ضد رئيس كتالونيا كارس بويغدمونت بتهمة العصيان التي تصل عقوبتها الى 30 سنة سجنا، وتعهد رئيس الحكومة ماريانو راخوي بإعادة ما يعتبره سيادة القانون الى كتالونيا.
وفي كلمته أمام مجلس الشيوخ الإسباني قال رئيس الوزراء الإسباني، إن الخطوة الأولى لحل الأزمة «قد تكون عزل رئيس الإقليم كارلس بيغديمونت ووزرائه الإقليميين». 
وفي السياق، أضاف راخوي أنّ «ما يشهده اقليم كتالونيا يعد انتهاكا صريحا للقوانين الإسبانية، ومبادئ الديمقراطية، وحقوق الجميع». 
وأوضح أن الإجراءات الحكومية المقترحة والقائمة على المادة 155 من الدستور هي «الحل الوحيد لحل الأزمة وحماية مواطني إقليم كتالونيا».
ولفت إلى أن إسبانيا «لا تسعى إلى سلب حرية مواطني كاتالونيا». 
و ستوجه النيابة العامة الاسبانية الاسبوع المقبل تهمة العصيان الى رئيس كاتالونيا، حسب متحدث.
وستتخذ المحكمة بعد ذلك قرارا بشأن قبول التهمة ضده، ويعاقب القانون الاسباني جريمة «العصيان» بالسجن مدة تصل الى 30 عاما.
وهذه هي المرة الرابعة التي تعلن فيها كتالونيا الاستقلال وتأسيس الجمهورية بعد محاولات خلال القرنين التاسع عشر والعشرين. ويعتبر قرار برلمان كتالونيا أمس الأخطر من نوعه منذ اندلاع الحرب الأهلية في الثلاثينات في اسبانيا وكانت قضية كتالونيا من ضمن أسباب تفجير هذه الحرب.
وبهذا، تدخل اسبانيا النفق السياسي ومرحلة خطيرة للغاية. فمن جهة، الدولة الإسبانية عازمة على التدخل لوضع حد للانفصال، بينما أنصار الاستقلال عازمون على المقاومة بما فيها العصيان المدني.

البحث عن اعتراف دولي

يؤكد أنصار الاستقلال أنهم واعون بصعوبة الحصول على اعترافات دولية سريعة بالجمهورية خاصة في حالة وقوع مواجهات في كتالونيا مع الدولة المركزية الإسبانية، لكنهم يراهنون على صيغ متعددة منها صيغة سلوليفينا وكوسوفو بمعنى تحقيق اعترافات تدريجية.
وعمليا، أعلنت الدول الغربية دعمها لاسبانيا الموحدة.
وقال رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني ان الدول الأعضاء في الاتحاد لن تعترف باستقلال كتالونيا. كما أكد رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر أن الاتحاد الأوروبي ليس بحاجة إلى «مزيد من التصدعات».
وقال يونكر إن الاتحاد الأوروبي «ليس في حاجة إلى مزيد من التصدعات والانقسامات».
وتابع «لا يجب أن نقحم أنفسنا في الجدل الداخلي في اسبانيا، لكنني لا ارغب في رؤية اتحاد أوروبي يتكون من 95 بلدا في المستقبل»، في تحذير من الأزمة التي تشجع مساع انفصالية أخرى في أوروبا.
وأعلنت الولايات المتحدة أنها تؤيد اسبانيا الموحدة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر نويرت إن «كتالونيا جزء لا يتجزأ من اسبانيا، وإن الولايات المتحدة تدعم الاجراءات الدستورية للحكومة الاسبانية للحفاظ على اسبانيا قوية وموحدة».
وأشارت إلى «الصداقة العظيمة والشراكة الدائمة مع حليفتنا في الناتو اسبانيا» والتعاون الأمني والاقتصادي الوثيق بين الدولتين.
كما دعا الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريتش، كلاً من مدريد وإقليم كتالونيا إلى التوصل إلى «حل في إطار الدستور».
وفي مؤتمر صحافي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، قال فرحان حق، نائب المتحدث باسم غوتيريتش، إن «الأمين العام يتابع عن كثب التطورات في إسبانيا بعد إعلان إقليم كتالونيا، في وقت سابق، الاستقلال عن إسبانيا».
وأضاف «يحث الأمين العام جميع الأطراف المعنية على التوصل إلى حل في إطار الدستور وفتح قنوات قانونية وسياسية».
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دعمه الكامل للحكومة الإسبانية.
وقال: أعلن دعمي الكامل لرئيس الوزراء الإسباني، من أجل فرض سيادة القانون في إسبانيا عقب إعلان برلمان كتالونيا الاستقلال.
وأضاف «لدي جهة أتحاور معها في إسبانيا، وهي رئيس الوزراء راخوي (…)». وتابع «هناك دولة قانون في إسبانيا، بقواعد دستورية، وهو (راخوي) يريد فرض سيادة القانون، وله مني الدعم الكامل».

كتالونيا تعلن الانفصال ومدريد تبدأ بالتدخل في الحكم الذاتي وسط تخوف من المواجهات

حسين مجدوبي:

الوعد التاريخي لإسرائيل… من «الصفر» إلى إنجاز مزدوج

Posted: 27 Oct 2017 02:31 PM PDT

نحن لم نؤمن بأن أمرا طيبا بهذا القدر حصل لنا: أن رؤيا ثيودور هرتسل تحققت بعد 13 سنة من موته، وأن الامبراطورية البريطانية، التي كادت تحتل فلسطين، تعلن بشكل رسمي أنها مستعدة لأن تمنح لليهود وطنا قوميًا في بلاد إسرائيل.
أما العرب فلم يؤمنوا بأن أمرا فظيعا كهذا يحصل لهم: الامبراطورية التركية الإسلامية تنهار أمام ناظريهم، فيما الحكام الجدد يتجاهلون تماما 90 ٪ من سكان هذه البلاد، يكتفون فقط بذكر عام للحقوق الشخصية لمن ليسوا يهودا، أما اليهود الـ 10 من مئة المتبقين ـ فيتلقون وعدا قوميا، انطلاقًا من التقدير ـ أغلب الظن ـ أن اليهود الذين سيهاجرون من أوروبا قريبا سيصبحون أغلبية في البلاد. عالمهم خرب عليهم.
لقد مرت 100 سنة، والكل يسأل كيف حصل هذا؟ كيف ضرب لنا الحظ هكذا؟ لِمَ اتخذ البريطانيون مثل هذا القرار، وكيف حصل أن قررت لجنة الانتداب في سان ريمو، بعد ثلاث سنوات من منحهم الانتداب على بلاد إسرائيل كي يوطنوا فيها الشعب اليهودي؟
فهل هذا تدين رئيس الوزراء لويد جورج ورئيس الوزراء في الماضي ووزير الخارجية والمستوطنات في تلك الساعة، اللورد بلفور، هو الذي دفعهما لأن يريا في اليهود مبشري انتصار المسيحية؟
هل هو البروفيسور حاييم وايزمن، الكيميائي الكفؤ، الذي نجح في انتاج مفعل مصطنع لأغراض مدفعية جلالة الملك، فأسهم بذلك في نجاح الجيش البريطاني؟
هل كان هذا النشاط السرّي لحركة «نيل»، التي تحفظت المؤسسة اليهودية في البلاد من أنها تساعد البريطانيين وبالتالي تعرض يهود البلاد للخطر، ولكن البريطانيين قدروا ذلك لدرجة أن أهرونسون حضر في المناسبة التي تلقى فيها اللورد ليونيل وولتر روتشيلد تصريح بلفور؟
هل كان اللورد روتشيلد هو الذي سعت الحكومة البريطانية إلى إرضائه؟ النعجة السوداء في عائلة المصرفيين الذي درج على التجول في شوارع لندن في عربة مربوطة إلى حمارين وحشيين وأعجب النخبة البريطانية؟
هل كانت هذه مصلحة جغرافية سياسية لبريطانيا لضمان الطريق إلى الهند، من خلال القاطع الإقليمي الذي كانوا سيحظون به؟ هل صدر التصريح من أجل غمز يهود أمريكا؟
من الصعب الحسم، ويحتمل جدًا أن تكون هذه جملة من كل هذه العوامل معًا، ولكن هذه كانت بلا شك لحظة رحمة من ناحيتنا. فالحركة الصهيونية، التي كان روتشيلد رئيس فرعها اللندني، حصلت لأول مرة على اعتراف رسمي، والتصريح هو قرار رسمي من الحكومة البريطانية، 12 مسودة سبقته. فلم يصدر اعتباطا أو على عجل.

بناء الرواية

لقد فهم الانتداب البريطاني بسرعة كبيرة المصاعب التي ينطوي عليها تنفيذ التصريح. ومنذ عام 1922 نزعت منه الضفة الشرقية للأردن.
أما استياء العرب، خوفهم من الهجرة اليهودية التي ستجعلهم أقلية، العنف الذي استخدموه، عداء اليهود والعرب معا للسلطات البريطانية واتهامها بتفضيل الغير ـ كل هذا دفع البريطانيين للبحث عن سبل الهروب. بعد نحو 20 سنة من ذلك اقترحت لجنة «بيل» التي أقامتها الحكومة البريطانية أن تقام غرب نهر الأردن دولتان، يهودية وعربية. دولة صغيرة لليهود ودولة أكبر للعرب.
من تلك اللحظة أصبح حل الدولتين، الذين لم ينفذ أبدا، الفكرة الأكثر معقولية للتسوية بين الشعبين اللذين يعيشان هنا. اليهود لم ينجحوا في أن يصبحوا أغلبية، سواء بسبب القيود التي فرضتها عليهم سلطات الانتداب، أم لأنهم فضلوا مقاصد أخرى كأوطان جديدة لهم.
ولمّا لم يبد أنهم سيصبحون أغلبية في أقرب وقت ممكن ولمّا كانت كراهية اليهود في أوروبا بلغت ذرى لم يشهد لها مثيل حتى ذلك الحين، فقد وافقت القيادة الصهيونية على دراسة خيار الدولتين، بينما فضلت محافل اليمين اليهودي الانتظار.
أما العرب، من ناحيتهم، فلم يوافقوا في أي شكل من الأشكال على أن تقام هنا سيادة يهودية، ولم يفهموا لِمَ يتعين على الأغلبية العربية الكبرى غرب الأردن أن تتقاسم مع الأقلية اليهودية الصغيرة.
أما البريطانيون، فبدلا من الإصرار على الحبل الذي هم أنفسهم اقترحوه، فقد تراجعوا عنه وتوجهوا إلى فرض قيود أقسى على الطرف اليهودي، سواء على حقه في شراء الأراضي أم على حقه في الهجرة إلى بلاد إسرائيل. من الصعب أن نعرف كم يهوديًا كان يمكن إنقاذه في السنوات التي سبقت الحرب العالمية الثانية، لو كانت لنا منذ ذلك الحين دولة يهودية. من الأفضل ألا نفكر في ذلك.
وهكذا نشأت الروايتان. في الطرف اليهودي كان غضب شديد على البريطانيين الذين وعدوا بمساعدتنا في أن نقيم هنا «وطنا قوميا» (المفهوم الجديد في حينه الذي كان من الصعب تفسيره بغير دولة)، وفي الطرف العربي كان غضب متواصل على الاستعداد البريطاني لأن تقيم بريطانيا هنا دولة للأقلية اليهودية.

مصالح الطرفين

أعترف هنا بأني إلى أن بدأت نشاطي السياسي لم أفهم شدة الكراهية الفلسطينية والعربية لِما يسمّا بالعربية «وعد بلفور».
فكما يعد بالنسبة لنا إنجازا صهيونيا لامعا، يُعدّ من جانبهم هزيمة لزعامتهم أمام العالم التهكمي، الذي سمح لشعب معظمه إن لم يكن كله يعيش في أوروبا، أن يهاجر إلى بلاد كانوا هم العرب يسكنونها على مدى مئات السنين.
لقد كانت هذه إهانة تفسر لِمَ يطلب الفلسطينيون من البريطانيين أن يعتذروا عن التصريح الذي صدر قبل 100 سنة. وبذات القدر يمكن أيضا للصهاينة أن يطلبوا من بريطانيا الاعتذار عن عدم الإيفاء بكلمتها وعدم إقامتها وطنًا قوميًا لنا.
لا حاجة بالطبع لأن تعتذر حكومة بريطانيا عن تصريح بلفور، ومن حقها أيضا أن تكون فخورة في أنها منحت شرعية للحركة الصهيونية وأنها فهمت الحاجة العاجلة لإقامة سيادة يهودية من أجل إنقاذ يهود أوروبا.
ولكن من مسافة الزمن على الجميع أن يفهموا أنه إذا لم يقم هنا إلى جانب الوطن القومي للشعب اليهودي وطن قومي للفلسطينيين، فسنكون محكومين هنا بأن نعيش على الحراب. على إسرائيل أن تكون موقع جذب لليهود وليس مكانا للخوف منه. فعدم إقامة وطن قومي للفلسطينيين سيتسبب، في مدى سنوات قليلة، بسيطرة أقلية يهودية على أغلبية عربية.
لا يوجد شيء أكثر من ذلك يتعارض مع رؤيا الصهيونية، التي لبابها دولة يهودية ديمقراطية. لقد حان الوقت لتحويل الوثيقة التاريخية لبلفور من تصريح عن «مبلغ الصفر» إلى تسوية تجلب إنجازا كبيرا للطرفين.

يوسي بيلين
إسرائيل اليوم27/10/2017

الوعد التاريخي لإسرائيل… من «الصفر» إلى إنجاز مزدوج
ما لم يقم وطن للفلسطينيين إلى جانب وطن لليهود سنكون محكومين بالعيش على الحراب
صحف عبرية

سجن «وادي النطرون 400»: تعذيب وإهمال طبي وإهانات أمام ذوي المعتقلين

Posted: 27 Oct 2017 02:30 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: تزداد أوضاع السجناء السياسيين في مصر سوءا بسبب عدم مراعاة السلطات لمعايير حقوق الإنسان في التعامل معهم، وآخر التقارير في هذا الشأن صدر عن منظمة «كوميتي فور جستس» في جنيف، وهي منظمة حقوقية مقرها جنيف، يوثق شهادات معتقلي سجن وادي «النطرون 440» الذي يطلقون عليه «وادي الجحيم»، بسبب ما يتعرض له السجناء من تعذيب وإهانات وإهمال طبي.
وسجن «وادي النطرون 440»، حسب المنظمة، «هو واحد من 3 سجون موجودة في منطقة سجون وادي النطرون الواقعة قرب مدينة السادات في محافظة البحيرة، ويتكون من 12 جناحا، وكل جناح يتكون من 18 زنزانة، كما للجناح رقم 12 زنازين تستخدم لأغراض خاصة».
وأوضحت المنظمة أن «المعلومات الواردة في التقرير جاءت من خلال حوارات مع 8 أسر لمعتقلين سياسيين، وحوار مع معتقل سابق في السجن نفسه، وثلاثة خطابات كتبوا بواسطة 3 من المعتقلين السياسيين في السجن وتم تسريبها إلى الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي».

عنف ضد المعتقلين

وتناول التقرير عدة محاور، بينها ممارسة العنف ضد المعتقلين.
ووفق التقرير «في سبيل الحصول على معاملة آدمية وبعض العناية الصحية وتوفير الأدوية اللازمة لهم، نظم المعتقلون إضرابا عن الطعام مرات عديدة، إلا أن تلك المحاولات لم تؤت ثمارها».
وبين أن «إضراب الطعام الأخير كان تضامنًا مع 3 من الأطباء من معتقلي جناح رقم 2 هم سعيد عبد الحليم، وعبد الرحمن غريب، وحميد كمال».
فقد «صعدت إحدى الخلافات بين الثلاثة المذكورين وبعض من المعتقلين الجنائيين إلى شجار تم فيه التعدي بالضرب على الأطباء من قبل الجنائيين بمعاونة مسؤولي إدارة السجن».
وانتهى الأمر، طبقاً للمصدر بـ«معاقبة كل معتقلي الجناح رقم 2 عن طريق حيازة متعلقاتهم، بدون أي تحقيق في الواقعة، وتم فصل الأطباء الثلاثة عن باقي الجناح وضربهم وحجزهم في زنزانة انفرادية لأكثر من 25 يوما. ونتيجة لهذا التصرف قام 80 من المعتقلين بالإضراب عن الطعام في الخامس من يوليو/ تموز 2017».
ونقل التقرير عن أحد المصادر قوله إن «فصل المعتقلين السياسيين عن بعضهم وتوزيعهم في أجنحة أخرى مع المعتقلين الجنائيين سياسة متبعة ومعروفة من قبل إدارة السجن بهدف معاقبة السياسيين».
وبين المصدر أن «المعتقلين السياسيين يطلبون الأموال من ذويهم أثناء الزيارات حتى يدفعونها للمعتقلين الجنائيين كجباية حتى لا يتعرض إليهم الآخرون بالضرب والأذى».
وأشار إلى أن «الجنائيين يعملون كمخبرين داخل الزنازين ويراقبون كل أفعال وأقوال المعتقلين السياسيين وإبلاغ إدارة السجن بها كل صباح».
وتناول التقرير نوعا آخر متبعا من أنواع التعنيف والتعذيب في تلك الزنازين يتمثل في ربط أيدي المعتقل إلى الخلف في أحد الأعمدة من شروق الشمس حتى الغروب، وفي الغالب يتعرض المعتقل إلى الضرب من كل الحراس أثناء مرورهم طوال النهار.
وذكر التقرير أن «أحمد شعبان، طالب يبلغ من العمر 20 سنة، وأحمد مندور، طالب يبلغ من العمر 23 سنة، تعرضا إلى ذلك النوع من التعذيب مرات عديدة.»
وتلقت المنظمة، وفق ما ذكرت، «أحد الخطابات من أحد نزلاء السجن قال فيه أن السجناء السياسيين يطلقون على سجن وادى النطرون، وادي الجحيم، وأن الأجنحة أرقام 2 و 8 و 9 مزدحمة بالمعتقلين طوال الوقت».
ولفت إلى أن «كل زنزانة تضم من 22 إلى 27 معتقلا ، وأن الزنزانة لا تحتوي على مساحة كافية للمعتقل كي ينام إلا على جانب واحد فقط ولا يتحرك إطلاقا، إضافة إلى قذارة الزنازين ووجود الحشرات، وأن الكثير من المعتقلين يعانون من الحساسية والطفح الجلدي بسبب انعدام نظافة الزنازين وعدم تهويتها».

إهمال طبي

التقرير كشف أن «المرضى يعانون من التعنت في تحويلهم إلى مستشفى السجن، علماً بأن المستشفى لا يوجد فيه أطباء سوى بعض الطلبة من كليات الطب الذين تنقصهم الخبرة الكافية للتعامل مع تلك الأمراض التي يعاني منها المرضى في السجون».
وأضاف أن «أسر المعتقلين تضطر إلى الذهاب إلى طبيب خاص بمفردهم ويشرحون حالة ذويهم للطبيب الذي يشخص الحالة ويصف لها الأدوية دون أن يراها ولو مرة، على الرغم من أن التشخيص عن بعد ووصف الدواء بهذه الطريقة من الممكن أن يؤدي إلى سوء الحالة بدلًا من تحسنها».
وبين أن «هذه الطريقة لم تفلح لأن الأدوية الموصوفة من خارج مستشفى السجن في الغالب لا تحصل على موافقات بدخولها مع أسرة المعتقل أثناء الزيارة».
وتابع : «الأدوية الموصوفة للأمراض والاضطرابات النفسية لا يسمح لها بالدخول، وأن عمر مصطفى الذي يعاني من اضطراب ثنائي القطب واكتئاب من قبل أن يتم اعتقاله ممنوع نهائيًا من الحصول على الأدوية الموصوفة لحالته».

فرض رشاوى

عادة يتم التعامل مع السجناء بعنف شديد على مرأى ومسمع من ذويهم عند إنتهاء الزيارات، ويتم سحب المعتقل من ملابسه بطريقة مهينة ما يسبب أذى معنويا لأسرته، طبقاً للمنظمة.
ويذكر التقرير حادثة قيام زوجة أحد السجناء السياسيين بالصراخ على حارس السجن طالبة منه عدم سحب زوجها من ملابسه بهذه الطريقة، ما أغضب الحارس ودفعه للطم السيدة على وجهها، ولم يتمالك زوجها أعصابه ودفــع الحارس ليقع على الأرض، ورأى حراس وضباط السجن معاقبة الجميع، فجمعوا كل السجناء خارج مكان الزيارة وانهالوا عليهم ضربا.
وحسب المنظمة «يتم إجبار الأهالي على دفع الرشاوى لمن يفتش الطعام قبل الزيارة حتى يسمح لهم بتمريره».
وطالبت «مصلحة السجون المصرية بإجراء تحقيق مناسب بالتعديات الواردة في هذا التقرير، ومحاسبة المعتدين على السجناء واتخاذ إجراء قانوني مناسب، وتدريب طاقم العمل في سجن وادي النطرون 440 وتأهليهم للتعامل مع المعتقلين».

سجن «وادي النطرون 400»: تعذيب وإهمال طبي وإهانات أمام ذوي المعتقلين
تقرير حقوقي يرصد أوضاع النزلاء السياسيين في «وادي الجحيم»
تامر هنداوي

236 مشجعا لفريق الزمالك يضربون عن الطعام في سجن الحضرة

Posted: 27 Oct 2017 02:30 PM PDT

القاهرة ـ « القدس العربي»: يواصل نحو 236 شاباً من مشجعي نادي الزمالك المصري إضرابهم عن الطعام داخل سجن الحضرة في محافظة الإسكندرية، عقب حكم محكمة عسكرية بتجديد حبسهم 30 يوماً، للمرة الثالثة على التوالي، على خلفية اتهامهم بـ»أعمال شغب».
وجددت محكمة عسكرية مصرية، الأربعاء الماضي، حبس 236 مشجعا لفريق الزمالك من رابطة «ألتراس وايت نايتس» 30 يوماً على خلفية اتهامهم بـ»أعمال عنف وشغب في ملعب برج العرب»، عقب لقاء الزمالك وأهلي طرابلس الليبي في يوليو/ تموز الماضي ضمن لقاءات دوري أبطال أفريقيا. وقال المحامي الحقوقي محمد حافظ إن «المحكمة العسكرية التي انعقدت في منطقة العامرية غربي الإسكندرية، قررت تجديد حبس مشجعي الزمالك، 30 يوما».
ولفت إلى أن «قرار المحكمة بالتجديد جاء للمرة الثالثة على التوالي، بسبب تأجيلها نظر القضية إلى جلسة 25 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل».
وقالت رابطة مشجعي نادي الزمالك «ألتراس وايت نايتس»: «في نهاية جلسة المحكمة، أعلن المشجعون عن دخولهم فى إضراب مفتوح عن الطعام، بدأ أول أمس الخميس، ورفضوا استلام الطعام الرسمي المقدم من السجن، وتم الاعتداء عليهم لإجباره‍م على استلامه، لكنهم رفضوا».
وأضافت الرابطة في بيان: «كالمعتاد وكنوع من أنواع التنكيل تم حلاقة شعور المشجعين المحبوسين كعقاب، وتعرضوا للتهديد بنقلهم وتوزيعهم على غرف الجنائيين من القتلة واللصوص وتجار المخدرات».
وتساءلت الرابطة: ألا يوجد من القضاة من يعاملهم كالأردنيين؟ «في إشارة إلى جمهور نادي الفيصلي الأردني، الذي اتهمت السلطات المصرية بعض عناصره بـ»إثارة الشغب» في ستاد برج العرب في الإسكندرية ضمن نهائي البطولة العربية لكرة القدم أمام النادي الأهلي».
كما تساءلت: «ألا يوجد من المسؤولين من يأمر بإنهاء العبث بحياة جماهير الكورة التي لم تخطئ إلا في تكسير بعض مقاعد الإستاد والتي عرض الكثير تحمل تكاليفها؟ هل للجمهور الأردني الشقيق بعض الحقوق غير المستحقة لجماهير الزمالك على الأراضي المصرية ؟».
وأطلق سياسيون ونشطاء على موقع «تويتر» وسما بعنوان «أدعم إضراب الحضرة»، للتضامن مع مشجعي الزمالك.
وكتب الناشط السياسي هيثم أبوخليل: «أنا لا أدعم إضراب 236 شابا من جمهور الزمالك فقط، أنا أطالب كذلك بالإفراج عنهم فورا.. كفى ظلما وازدواجية ونفاقا».
وكشفت حملة «اكسر كلابش» المصرية عن اعتداء سلطات سجن الحضرة على مشجعي الزمالك، بسبب إضرابهم عن الطعام.
وكتب زياد سيد: «يوم ثان في معركة الأمعاء الخاوية، 236 شابا مصريا من دون طعام، لأن الحرية أهم من الطعام».

236 مشجعا لفريق الزمالك يضربون عن الطعام في سجن الحضرة

مؤمن الكامل

هدنة بين القوات العراقية و«البيشمركه»… وبغداد تسيطر على منفذ ربيعة

Posted: 27 Oct 2017 02:29 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: أمر رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أمس الجمعة، بإيقاف حركة القوات العراقية، ضد البشمركه لمدة 24 ساعة، فيما شهدت مناطق سهل نينوى هدوء نسبياً، حيث لم تُسجل أي اشتباكات بين القوات العراقية من جهة، والكردية من جهة ثانية.
وحسب بيان صادر عن مكتب العبادي، فإن الخطوة تهدف «لفسح المجال أمام فريق فني مشترك بين القوات الاتحادية وقوات الإقليم للعمل على الأرض لنشر القوات العراقية الاتحادية في جميع المناطق المتنازع عليها وكذلك في فيشخابور والحدود الدولية فورا وذلك لمنع الصدام وإراقة الدماء بين أبناء الوطن الواحد».
كذلك، قال المتحدث باسم الاتحاد الوطني الكردستاني، غياث السورجي، إنه تم وقف الاشتباكات «بشكل مؤقت» بين القوات الاتحادية والبيشمركه في جميع محاور مناطق سهل نينوى.
وأضاف في تصريح لموقع «أن أر تي» عربي، أن «التحالف الدولي بدأ بإجراء مفاوضات مع أربيل وبغداد لوقف إطلاق النار ومنع أي اشتباك والتوصل إلى حلول سلمية بين الطرفين»، مؤكدا «وقف الاشتباكات الدائرة في مناطق سهل نينوى بشكل مؤقت».
وبين أن «مفاوضات تجري بين بغداد وأربيل على المناطق المتنازع عليها»، معربا عن «أمله أن تصل القوات الاتحادية والبيشمركة إلى حلول سلمية ونرفض القتال واستخدام العنف بين الإخوة».

دور التحالف الدولي

وتضاربت التصاريح، حول رعاية التحالف الدولي لاتفاق وقف إطلاق النار، بين القوات العراقية و»البيشمركه».
فقد أكد المتحدث باسم التحالف، رايان ديلون، في تصريح لشبكة روداور الكردية، اتفاق القوات الأمنية العراقية والبيشمركه على وقف اطلاق النار، معبراً عن أمله في عدم حدوث اشتباكات جديدة.
وأضاف: «لدينا علم بتوصل الطرفين لوقف إطلاق النار بين القوات الاتحادية والبيشمركه، والتحاف يؤيد هذه الخطوة، ونحاول ان نلعب دور الوسيط ونشجع الحوار بين الحكومة العراقية وحكومة اقليم كردستان، ونسعى لمحاولة التركيز من جديد على حرب تنظيم الدولة الإسلامية».
وعبر عن أمله في «استمرار وقف اطلاق النار وعدم اقتصاره على مدة محدودة، بل يجب ان يؤدي إلى ايقاف الاشتباكات بصورة نهائية»، مضيفاً: «لذا فأن التحالف الدولي يشجع على الحوار وجمع الطرفين على مائدة المفاوضات من خلال الاتصال بالقوات الأمنية العراقية وقوات البيشمركه».
وحسب التحالف الدولي فإن اتفاق وقف إطلاق النار يشمل «جميع الجبهات».
لكن المتحدث باسم التحالف عاد وكتب في موقعه الرسمي على «تويتر»، أنه «عن طريق الخطأ ذكرت في مقابلة مع روداو انه هناك وقف إطلاق نار».
وأضاف «التحالف الدولي ينفي مشاركته باي مفاوضات بين القوات العراقية والبيشمركه (…) التحالف يرحب باي حوار يمنع الأعمال التي تزعزع الأمن وتقوض استقرار العراق ووحدته».
وتابع: «سنواصل دعمنا لعراق موحد، وإن الحوار يبقى الحل الأفضل من اجل نزع التوتر والمشكلات العالقة»، مضيفاً «لازلنا نركز على قتال داعش، التنظيم الإرهابي الذي يهدد كل الدول في المنطقة والمجتمع الدولي (…) ندعو جميع اللاعبين في المنطقة إلى التركيز على هذا التهديد المشترك».
كذلك، نفى مصدر رفيع في مكتب العبادي، لـ«القدس العربي» وجود أي اتفاق بين الحكومة الاتحادية والتحالف الدولي يقضي بوقف إطلاق النار بين القوات العراقية وقوات البيشمركه.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن «القوات العراقية الاتحادية ماضية في بسط صلاحيات الحكومة على كامل الأراضي العراقية».

واشنطن قلقة

يأتي ذلك في وقت، قال وقت وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، رداً على أسئلة صحافيين في جنيف، إن بلاده «قلقة للغاية بخصوص القتال الذي اندلع بين قوات الأمن العراقية وقوات البيشمركة الكردية بعد استفتاء الأكراد على الانفصال (في 25 أيلول/ سبتمبر الماضي)».
وأضاف: «التوتر الذي نشب شمال العراق، الشهر الماضي يبعث على القلق. أمريكا صديقة للعراق والإقليم».
وتشعر واشنطن بـ»خيبة أمل» لعجز الطرفين عن التوصل إلى حل سلمي، حسب قول الوزير الأمريكي الذي أكد أيضاً، تفهم بلاده لـ«فرض السلطة الاتحادية في محافظة كركوك وبقية المناطق».
ودعا تيلرسون العبادي، لـ«قبول مبادرة طرحتها إدارة إقليم الشمال، لبدء محادثات على أساس دستور البلاد».
وأعرب عن استعداد بلاده لدعم بغداد وأربيل، للوصول إلى «عراق اتحادي ديمقراطي موحد»، لكنه طالب القوات الاتحادية وقوات الإقليم (البيشمركه)، بـ«تجنب الاشتباكات».
وتسعى واشنطن إلى «تحجيم» دور طهران في العراق وتأثيرها على الفصائل الشيعية المسلحة المنضوية في «الحشد الشعبي».
وبدا ذلك واضحاً بالكلمة التي وجهها وزير الخارجية الأمريكي للعراقيين بقوله: «عليكم تطوير قدرة الاعتماد على أنفسكم». وأضاف «لا نعمل على إلغاء جميع العلاقات بين العراق وإيران (…) العراقيون عرب، وليسوا فرسا، سواء كانوا سنة أو شيعة».
وسبق لتيلرسون أن أجرى اتصالاً هاتفياً مع العبادي، بحث فيه «إعادة انتشار القوات الاتحادية في كركوك وبقية المناطق، والأوضاع السياسية والأمنية». طبقاً لبيان أورده المكتب الإعلامي للعبادي.
وأشار الوزير الأمريكي إلى موقف الولايات المتحدة «الداعم لوحدة العراق، وتفهمها لفرض السلطة الاتحادية في محافظة كركوك وبقية المناطق»، مشددا على أهمية «تعاون الإقليم مع السلطة الاتحادية والتأكيد على الحوار في اطار الدستور العراقي».

العبادي: الأولوية للحرب على «الدولة»

أما العبادي فقد أكد إن «الأولوية مازالت للمعركة ضد تنظيم الدولة (…) إننا عازمون على القضاء على داعش وحسم المعركة قريبا».
وقال أيضاً: «الحكومة مصممة على تطبيق القانون والدستور في جميع المناطق»، مشيرا إلى إن «على إقليم كردستان الالتزام بتسليم المنافذ الحدودية والمطارات للسلطة الاتحادية». ورأى العبادي أن «إعادة الانتشار وفرض السلطة الاتحادية إجراء قانوني ودستوري»، مؤكداً: «إننا نحرص على امن المواطنين في تلك المناطق».
وتهدف الوساطة الأمريكية إلى «إيقاف المعارك» بين القوات الاتحادية؛ من جهة، وبين قوات البيشمركه الكردية؛ من جهة أخرى، التي أدت إلى سقوط ضحايا بين الجانبين، وفقاً لتصريح أدلى به المتحدث باسم التحالف الدولي العقيد رايان ديلون لتلفزيون روداو الكردي.

مهلة لاستعادة معبر فيشخابور

في الموازاة، قالت وكالة «فرانس برس»، إن القوات الاتحادية أمهلت قوات البيشمركه «ساعات» للانسحاب من منطقة حدودية مع تركيا يمر فيها أنبوب نفطي كان سيطر عليها الإقليم بعيد العام 2014.
ونقلت عن مسؤول أمني عراقي لم تسمه، قوله: «أمهلنا القوات الكردية ساعات للانسحاب من مواقعها في منطقة فيشخابور». وأضاف أن «إطلاق النار متوقف حاليا، لكن هناك رشقات بين الحين والآخر».
وتقع فيشخابور على رأس مثلث بين الأراضي التركية والعراقية والسورية، وتعتبر استراتيجية. وسيطرت قوات البيشمركه على خط أنابيب النفط الممتد من محافظة كركوك مرورا بالموصل في محافظة نينوى، في أعقاب الفوضى التي تبعت الهجوم الواسع لتنظيم «الدولة» قبل ثلاث سنوات.
منفذ ربيعة بقبضة بغداد
وبالتزامن تسلمت هيئة المنافذ الحدودية؛ التابعة للسلطة الاتحادية، منفذ ربيعة الحدودي (في محافظة نينوى)، بعد انتهاء العمليات العسكرية فيه.
وقال بيان للهيئة إن «رئيسها كاظم العقابي أجرى اتصالاته بالدوائر الإدارية والخدمية في ناحية ربيعه التابعة لمجلس محافظة نينوى لغرض تأهيل البنى التحية (…) وصيانة المباني ومرافقه الخدمية».
وباشرت آليات وموظفو الوحدات الإدارية والخدمية في الناحية بإعادة خطوط الكهرباء والماء وتأهيل الأجزاء المتضررة من المنفذ، لغرض المباشرة بفتحه وتشغيله، حسب البيان.
ووجه رئيس الهيئة، في وقت سابق، مدير ومنتسبي المنفذ بالمباشرة بالعمل وتسلم مهامهم، مؤكداً «العمل به كمنفذ مثل باقي المنافذ الحدودية تابع للحكومة الاتحادية وسلطتها وبإشراف مباشر من قبل رئيس هيئة المنافذ الحدودية».

اتهامات ضد نجلي بارزاني

وتواجه القوات الاتحادية صعوبات في استكمال عملية «فرض القانون» في محافظة نينوى؛ لا سيما في مناطق سهل نينوى الغنية بالنفط، بسبب «الاشتباكات العنيفة» مع قوات البيشمركه الكردية، التي تسيطر على المنطقة منذ حزيران/ يوليو 2014.
وفي السياق، كشف مصدر أمني رفيع لـ«القدس العربي»، إن «فصائل كردية انفصالية تستميت في القتال دفاعاً عن المنطقة الواقعة شمال ناحيتي زمار وربيعة»، موضحا أنها «تسمى قوات التايبت التي يقودها منصور ابن مسعود بارزاني، وذلك لقربها من حقول نفط ارميلان وحقول كراتشوك السورية».
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن «أبناء مسعود بارزاني مسرور ومنصور، هما المحرك الأساسي لهذا العمل، حيث يجري شراء النفط السوري من تنظيم الدولة و العمال الكردستاني لعدم وجود منفذ لتهريب النفط إلى تركيا من جهة سوريا».
وطبقاً للمصدر، فإن «المنفذ الوحيد الذي يتم عبور الشاحنات منه موجود قرب قرية المحمودية (التابعة لناحية ربيعة) الذي لم يسمح لأهلها بالرجوع إليها منذ دخول البيشمركه إلى الناحية بعد أن قام الروس باستهداف أسطول صهاريج تهريب النفط، فضلا عن تهريب السجائر والمشروبات الكحولية والأسلحة التي كانت تعبر من سي مالكه قرب فيش خابور».
وتابع قائلاً: «قوات زيرفاني؛ هي قوات حزبية خارج منظومة البيشمركة مرتبطة بأبناء مسعود بارزاني أيضاً، سيطرت على منفذ فيشخابور طيلة الفترة السابقة»، مبيناً إن «قوات التايبت وزيرفاني، تستحوذ بشكل مباشر على الأسلحة التي قدمها التحالف الدولي للبيشمركة لمقاتلة داعش، لكنها تستعملها في الوقت الحالي ضد القوات الاتحادية». وجاءت تصريحات المصدر متطابقة لما كتبه النائب عن محافظة نينوى عبد الرحمن اللويزي في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إذ أرجع سبب «استماتة» الفصائل الكردية في الدفاع عن المنطقة الواقعة شمال ناحيتي زمار وربيعة، إلى «وجود أنبوب نفط تم إنشاؤه يربط حقول ارميلان وحقول كراتشوك السورية بحقل أصفية العراقي».
وأكد أن «أبناء بارزاني يشترون النفط السوري من العمال الكردستاني (…) ذلك النفط ينقل من الحقول السورية بالأنابيب إلى حقل أصفية ثم يهرب من هناك بالصهاريج على أنه نفط عراقي».
وفي ربيعة أيضاً، حيث كشفت مصادر مطلعة، عن عمليات خطف طالت مدنيين في ناحية ربيعة، نفذتها قوات البيشمركه الكردية.
وطالب عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان علي الشمري لـ«القدس العربي»، «القوات الكردية بإطلاق سراح المواطنين العرب الذين اعتقلتهم اليوم (أمس) في قرية السعودية التابعة لناحية ربيعة». وتحدث عن تفصيلات الحادث، قائلاً: «معلومات وردت لمكتب المفوضية في محافظة نينوى بأن القوات الكردية اعتقلت مختار قرية السعودية وعائلتين مكونتين من نساء وأطفال من سكنة القرية، لاستخدامهم كدروع بشرية بالتزامن مع انتشار القوات الاتحادية وفرضها سلطة الدولة على تلك المناطق».
وطالب عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان «القوات الكردية بالكشف عن مصير المدنيين المعتقلين لديها، وإطلاق سراحهم فوراً، ووقف ممارساتها التعسفية بحق الأبرياء في المناطق المختلطة والحفاظ على أرواحهم».

هدنة بين القوات العراقية و«البيشمركه»… وبغداد تسيطر على منفذ ربيعة
وساطة أمريكية جديدة… وقوات تابعة لنجلي بارزاني متهمة بتهريب نفط
مشرق ريسان

واشنطن تصف أبو مهدي المهندس بـ«الإرهابي»… و«الحشد» يحملها مسؤولية حياته

Posted: 27 Oct 2017 02:29 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: أثار وصف الولايات المتحدة الأمريكية، نائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس بـ«الإرهابي»، سخط قادة الحشد الذين عدّوا التصريح بمثابة «تهديد مباشر» للمهندس.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، هيذر اورت، في ردٍ على سؤال بشأن دور المهندس في معارك كركوك، «هذا الشخص إرهابي. وهذا كل ما يمكننا قوله في الوقت الحالي». وأشارت إلى إن المهندس «تم إدراجه على قوائم الإرهاب من قبل الولايات المتحدة عام 2009».
ويشغل المهندس، منصب نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي. وهو مقرب من جميع القيادات العسكرية العراقية، وشارك في جميع عمليات التحرير التي أعقبت دخول «تنظيم الدولة الإسلامية» إلى العراق في حزيران/ يوليو 2014.
وعلّق رئيس هيئة الحشد، ومستشار الأمن الوطني، فالح الفياض، على تصريح للناطقة باسم الخارجية الأمريكية قائلاً: «في الوقت الذي نوكد إن الأخ المجاهد ابو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي من المدافعين عن الوطن ومقدراته ومن الذين حاربوا الإرهاب الداعشي بصدق وعزيمه (…) ان اتهامات الناطقة باسم الخارجية الأمريكية وفي هذا الوقت بالذات مرفوضة ولا قيمة لها، ونحن من نقيم شخصياتنا ولا نراهم بعيون الآخرين».
وأضاف، في بيان صحافي، أن «حشدنا الشعبي سيبقى المضحي والمدافع عن الشعب ومصالحه العليا، ولا تأخذه في سبيل ذلك لومة لائم». على حدّ قوله.
أما المتحدث الرسمي باسم الحشد، أحمد الأسدي، فقال إن «وصف الولايات المتحدة لأبو مهدي المهندس بالإرهابي، يحمل تهديداً مباشراً له»، محمّلاً «الولايات المتحدة مسؤولية أي أذى قد يلحق بأبو مهدي المهندس بعد وصفه بالإرهابي».
وأضاف، في تصريح صحافي، أن «الرد على واشنطن يجب أن يأتي من الخارجية العراقية لأن للمهندس صفة رسمية كنائب لرئيس هيئة الحشد».
وسبق لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أن أكد لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، في 22 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، إن «مقاتلي الحشد الشعبي هم مقاتلون عراقيون قاتلوا الإرهاب ودافعوا عن بلدهم وقدموا التضحيات التي ساهمت بتحقيق النصر على داعش»، مبيناً أن «الحشد الشعبي مؤسسة رسمية ضمن مؤسسات الدولة، وان الدستور العراقي لا يسمح بوجود جماعات مسلحة خارج اطار الدولة، مؤكدا أن علينا تشجيع مقاتلي الحشد لأنهم سيكونون أملا للبلد وللمنطقة».
وجاء تصريح العبادي تعليقاً على تصريح سابق لتيلرسون، قال فيه إن الفصائل المدعومة من إيران التي اشتركت في قتال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق يجب أن تعود إلى ديارها، لأن المعركة مع التنظيم توشك على الانتهاء».
وشدد تيلرسون، خلال زيارته الأخيرة إلى السعودية، على أنه يجب على «كل المقاتلين الأجانب مغادرة البلاد وترك العراقيين يعيدون بناء بلدهم».
ولاقت تصريحات الوزير الأمريكي هذه رفضاً من قبل رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، الذي قال أن تيلرسون «ليس مؤهلاً للتعليق على الحشد الشعبي».
وقال في تصريح نشره موقع الحشد، أمس الجمعة،، إن «وزير الخارجية الأمريكي ليس مؤهلا للتعليق على الحشد الشعبي العراقي»، مشدداً على أن «هذه التصريحات مرفوضة ورئيس الوزراء حيدر العبادي اعتبرها تدخلا في الشؤون الداخلية للعراق».
وأضاف أن «الحشد الشعبي يعد قوة أساسية وشارك بشكل مؤثر في الانتصار على داعش وهزيمة العدو في جميع المناطق طيلة السنوات الثلاث الماضية»، معتبراً إياه «مدعاة لفخر جميع العراقيين».
وأكد أن «الحشد الشعبي هو ممثل الشعب العراقي الذي لبى نداء المرجعية الدينية وبادر إلى الدفاع عن ارضه ومقدساته»، مشدداً على «عدم السماح لأي احد بأن يسيء لهذه المؤسسة الشعبية».

واشنطن تصف أبو مهدي المهندس بـ«الإرهابي»… و«الحشد» يحملها مسؤولية حياته

تساؤلات حول مصير بارزاني… و«نيوز ويك» تتوقع تنحيه

Posted: 27 Oct 2017 02:28 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: بعد تسريبات حول نية رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، إعلان استقالته من منصبه، خلال جلسة لبرلمان كردستان، كانت مقررة اليوم السبت، أعلن الأخير تأجيل الجلسة إلى «إشعار آخر».
وقالت هيئة برلمان إقليم كردستان في بيان إنها «قررت تأجيل عقد الجلسة الاعتيادية الرابعة التي كان مقررا عقدها اليوم السبت إلى اشعار آخر».
وحسب مصادر سياسية، فإن أسباب التأجيل تتعلق بمداولات بين قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني وممثلين عن التحالف الدولي، «بشأن التكييف القانوني لقرار استقالة بارزاني».
في المقابل، كتب هيمن هورامي، المستشار السياسي في ديوان رئاسة إقليم كردستان، في «تويتر»، إن» بارزاني باق في منصبه».
وفي السياق، ذكرت مجلة «نيوزويك» الأمريكية في نسختها للشرق الأوسط، أن توتر العلاقات بين بغداد وأربيل قد يؤدي إلى تنحية بارزاني من منصب رئيس الإقليم.
وقالت في تقرير، إن « بارزاني، الذي ما يزال في منصبه منذ عام 2005، قاد استفتاء على الاستقلال الشهر الماضي، لكنه عرض تجميد نتائجه هذا الأسبوع»، مضيفة أنه «أعلن إمكانية تخليه عن منصبه في أي لحظة».
وأوضحت أن «الاستفتاء حقق ما يقرب من 93 في المائة لصالح إنشاء دولة جديدة والخروج من الحكومة المركزية العراقية، ولكن بغداد عارضت ذلك بشدة، وعمل اللاعبون الإقليميون سلسلة من الإجراءات أدت إلى إخفاق قيام الدولة الحديثة، كما أعادت القوات الاتحادية انتشارها في المناطق المتنازع عليها، والذي يعد جزء كبير منها غني بالنفط».
ونقلت الصحيفة عن الباحث في «معهد تحرير السياسات في الشرق الأوسط»، كمال جوماني، قوله «من الممكن أن يكون بارزاني على استعداد لتقليص فترة رئاسته لمدة ثمانية أشهر، وتسليم السلطة لأحد أفراد أسرته؛ حيث يبدو أنه يعترف بخسارته في سعيه لإنشاء الدولة، كما بات يفهم أن العراق وإيران وتركيا وحتى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة غير راضين عنه؛ لأن وجوده في الرئاسة لن يحل أي قضايا».
المجلة نقلت كذلك، عن محللها في قسم الشرق الأوسط، عبدالله حويز، قوله «إذا ترك بارزاني منصبه، فبحكم الأمر الواقع سيأخذ مكانه، رئيس حكومة الإقليم الحالي، نيجيرفان بارزاني، والخاسر الأكبر سيكون مسرور بارزاني، الذي لعب دورا رئيسيا في تنظيم الاستفتاء».
وحسب المجلة أن «ستضر الخسارة السياسية لبارزاني بإرث الحزب الديمقراطي الكردستاني»، مشيرة إلى أن «الخلافات بين الديمقراطي والاتحاد الوطني، أعطت دفعة أخرى لحركة التغيير، بقيادة عمر سيد علي، الذي كان قد دعا من قبل إلى تأجيل الاستفتاء، وطالب الثلاثاء الماضي باستقالة بارزاني من رئاسة الإقليم».

تساؤلات حول مصير بارزاني… و«نيوز ويك» تتوقع تنحيه

دعوات دولية واسعة لمحاسبة النظام السوري على هجوم «خان شيخون» الكيميائي

Posted: 27 Oct 2017 02:28 PM PDT

عواصم – وكالات: حمّلت لجنة التحقيق الدولية حول استخدام أسلحة كيميائية في سوريا (جيم)، النظام السوري مسؤولية استخدم أسلحة كيماوية في هجومها على بلدة «خان شيخون» في أبريل/نيسان الماضي، والذي راح ضحيته أكثر من 100 مدني، وأصيب ما يزيد على 500 آخرين.
كما حمّل التقرير أيضاً تنظيم «داعش» الإرهابي، المسؤولية عن استخدام غاز الخردل في الهجوم الكيماوي الذي وقع في بلدة «أم حوش»، في 16 سبتمبر/ أيلول 2016. جاء ذلك في التقرير الذي أرسلته اللجنة الدولية المشتركة إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي، ليل الخميس، والذي حصلت الأناضول على نسخة منه.
وكان مجلس الأمن أخفق الثلاثاء في تجديد تفويض مهمة التحقيق في استخدام أسلحة كيماوية بسوريا، بسبب استخدام روسيا لحق النقض «فيتو» ضد مشروع قرار أعدته الولايات المتحدة. وفي جلسة التصويت حصل مشروع القرار على موافقة 11 دولة من إجمالي أعضاء المجلس (15 دولة)، لكن حق النقض (الاعتراض) الذي مارسه المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فاسيلي نيبنزيا، حال دون صدور مشروع القرار.
وحسب ميثاق الأمم المتحدة، يقتضي تمرير مشروع القرار بالمجلس حصوله على موافقة 9 أعضاء على الأقل، شريطة ألا تعترض عليه أي من الدول الخمس دائمة العضوية في المجلس، وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا. وإلى جانب «الفيتو» الروسي، اعترضت بوليفيا، فيما امتنعت كل من الصين وكازاخستان عن التصويت على مشروع القرار.

واشنطن… تأكد ما نعرفه

وقالت مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة نيكي هيلي «إن تقرير اليوم يؤكد ما كنا نعرفه منذ فترة طويلة. ومرة تلو الأخرى (تقصد روسيا التي استخدمت حق النقض في مجلس الأمن لمنع تمديد ولاية جيم) نرى تأكيداً مستقلاً على استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيميائية». وأضافت «على الرغم من هذه التقارير المستقلة، ما زلنا نرى بعض البلدان تحاول حماية هذا النظام. وهذا يجب أن ينتهي الآن».
وأكدت السفيرة «هيلي»، أن مضمون التقرير و «الكم الهائل من الأدلة التي قدمها التقرير يدل على تجاهل مقصود للمعايير الدولية المتفق عليها على نطاق واسع. ولذلك يجب على مجلس الأمن أن يبعث برسالة واضحة مفادها أن استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل أي شخص لن يتم التسامح معه». وأوضحت، في بيان، أنه «يجب أن يعزز مجلس الأمن عمل المحققين المحايدين. إن الدول التي لا تفعل ذلك ليست أفضل من الديكتاتوريين أو الإرهابيين الذين يستخدمون هذه الأسلحة الرهيبة».

«هيومن رايتس ووتش» تدعو للمحاسبة

وقال «لوي تشاربونو»، ممثل منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية لدى الأمم المتحدة، إن «تقرير اليوم يجب أن ينهي النقاش بشأن من هم المسؤولون عن هجوم خان شيخون. لقد أظهر التقرير بوضوح أن الحكومة السورية استخدمت الأسلحة الكيميائية في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي». وأضاف تشاربونو، في رسالة بعث بها بالبريد الإلكتروني لمراسل الأناضول بالأمم المتحدة، «السؤال المطروح الآن هو هل سيتحرك أعضاء مجلس الأمن، بما في ذلك روسيا، و منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، لحماية قاعدة دولية رئيسية ومحاسبة السلطات السورية؟».

بريطانيا تتهم روسيا بالتستر على النظام

من جهته اتهم وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون روسيا امس الجمعة بمحاولة التستر على استخدام حكومة بشار الأسد لغاز السارين وقال إن سلوك موسكو يقوض الإجماع الدولي ضد الأسلحة الكيميائية.
وفي تعليق على نشر التقرير دعا جونسون المجتمع الدولي إلى محاسبة حكومة الأسد. وشن أيضاً هجوماً حاداً على روسيا التي ساعدت في التوسط لاتفاق أبرم في عام 2013 ووافق الأسد بمقتضاه على تدمير مخزون سوريا من الأسلحة الكيميائية. وقال جونسون في بيان «حاولت روسيا مراراً تعطيل الجهود الرامية إلى كشف حقيقة الهجوم في خان شيخون ..اختارت روسيا على الدوام التستر على الأسد». وأضاف «هذا السلوك قطعا يقوض الإجماع الدولي ضد استخدام الأسلحة الكيماوية. أدعو روسيا إلى الكف عن التستر على حليفها البغيض وأن تحافظ على تعهدها بضمان عدم استخدام الأسلحة الكيميائية مرة أخرى».
ودافعت روسيا عن نظام الأسد ضد مزاعم أمريكية بأن قواته نفذت الهجوم وقالت إنه لا يوجد أي دليل على ذلك. وقالت روسيا إن الأسلحة الكيميائية التي قتلت مدنيين هي أسلحة تخص المسلحين وليس حكومة الأسد.
ونفى النظام السوري مراراً استخدامه للأسلحة الكيماوية خلال الصراع المستمر منذ أكثر من ستة أعوام. وتدعم موسكو قواته ضد المعارضة المسلحة في ذلك الصراع.

باريس ترفض إفلات النظام من المحاسبة

من جهتها قالت وزارة خارجية فرنسا أمس إن انعدام المحاسبة أمر «غير مقبول» غداة صدور التقرير وقالت المتحدثة باسم الوزارة أنييس روماتيت اسبانيو إن تقرير خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية هو «تأكيد للانتهاكات الخطيرة للنظام السوري» الذي التزم في 2013 تفكيك أسلحته الكيميائية. وأضافت إن «الافلات من العقاب غير مقبول. فرنسا تواصل العمل مع شركائها في نيويورك ولاهاي من أجل الخروج بخلاصات عملية من التقرير وتحديد الطريقة الأمثل لمعاقبة المسؤولين عن هذه الهجمات ومكافحة انتشار الأسلحة الكيميائية». وأكدت المتحدثة أن لجنة التحقيق الخاصة بهجوم خان شيخون والمؤلفة من خبراء في الأمم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية يجب أن تتمكن من «مواصلة عملها. لقد برهنت مجددا أهميتها ومهنيتها في منهجية التحقيق. يجب أن تواصل توثيق حالات استخدام الأسلحة الكيميائية أياً كان مرتكبوها سواء كانوا دولاً أو غير دول».

روسيا تشكك في التقرير

وشككت روسيا في التقرير حيث عارض نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، نتائج التقرير الجمعة، قائلاً إن الكثير من محتواه متضارب. وقال: «أخطاء منطقية، وشهود مشكوك فيهم، وأدلة غير مؤكدة»، حسب وكالة أنباء انترفاكس الروسية.
وبصفتها حليفاً مقرباً من النظام السوري، ترى روسيا أن قوات المعارضة السورية هي الطرف المذنب. وتشعر روسيا بالحزن لأن الولايات المتحدة هاجمت قاعدة جوية سورية في السابع من ايار/مايو، رداً على هجمات بالغاز السام. ووصف ريابكوف تحقيق «آلية التحقيق المشتركة» بأنه متحيز. وقال إن موسكو ستقدم توصيات قريبا «لجعل العمل يسير وفقا للمعايير المتعارف عليها ، وحمايته من التكهنات». يشار إلى أن «آلية التحقيق المشتركة»، ومقرها لاهاي، هي عبارة عن فريق تحقيق مشترك للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

دعوات دولية واسعة لمحاسبة النظام السوري على هجوم «خان شيخون» الكيميائي

المفوض الأممي زيد الحسين يصف معاناة المدنيين في الغوطة الشرقية بالأمر المشين

Posted: 27 Oct 2017 02:27 PM PDT

نيويورك (الأمم المتحدة)- «القدس العربي» : وصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين أوضاع ما لا يقل عن 350 ألف مدني محاصرين في الغوطة الشرقية في ضواحي دمشق بالأمر المشين، داعياً أطراف النزاع إلى السماح بوصول الإمدادات الملحة من الغذاء والأدوية إلى المنطقة.
جاء ذلك في بيان صحافي، صدر عن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان امس تلقت «القدس العربي» نسخة منه. وأفاد البيان بأن القوات الحكومية، التي تحاصر المنطقة منذ أكثر من أربع سنوات، تقوم حالياً مع حلفائها باستهداف المناطق السكنية بغارات أرضية بشكل شبه يومي، في ظل تقارير تشير إلى وقوع أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين.
وقال روبرت كولفيل، المتحدث الرسمي باسم المكتب: «الصور الصادمة التي انتشرت في الأيام الأخيرة لأطفال يعانون من سوء تغذية شديد، كما يبدو، تشكل مؤشراً مخيفاً عن محنة سكان الغوطة الشرقية، الذين يواجـهون حالياً حـالة إنسانية طارئة».
وتأتي هذه الأحداث بالرغم من أن الغوطة الشرقية تعتبر إحدى «مناطق تخفيف التوتر» وفق مذكرة أستانة التي اتفقت عليها إيران وروسيا وتركيا في أيار/مايو، وتضمنت هدفاً معلناً بوضع حد للعنف بشكل عاجل وتحسين الحالة الإنسانية.
وأشار كولفيل إلى تلقي مكتب حقوق الإنسان تقارير تفيد بقيام بعض الجماعات المسلحة من المعارضة بعدد من الغارات الأرضية على دمشق، بما في ذلك غارات في 15 تشرين الأول/أكتوبر على دمشق القديمة تسببت في مقتل ما لا يقل عن أربعة مدنيين.
كما قامت بعض الجماعات المسلحة المختلفة التي كانت تحكم قبضتها على الغوطة الشرقية بعرقلة عمل المنظمات الإنسانية. وقيدت الأعمال القتالية بين هذه الجماعات حرية المدنيين في التنقل ضمن المنطقة على مدى شهور، بما يجعل من الجماعات المسلحة «جزءاً من المشكلة»، كما قال كولفيل.
وأضاف: «يتوجب على أطراف النزاع السماح بوصول المواد الغذائية وغيرها من المساعدات المتعلقة بالإغاثة الإنسانية بحرية تامة وعلى نحو منتظم بدون عوائق، وينبغي عدم اتخاذ تدابير من شأنها أن تحرم المدنيين من حقوقهم في الغذاء والصحة».
وكانت قد دخلت آخر قافلة مساعدات أممية إلى الغوطة الشرقية بتاريخ 23 أيلول/سبتمبر الماضي، لإغاثة 25 ألف شخص تقريباً محاصرين في مدن شرق حرستا ومسرابا ومديرة. ومنذ بداية العام وحتى الشهر الماضي، وافقت الحكومة على 26% فقط من طلبات تقديم المساعدات إلى المناطق المحاصرة والمناطق التي يصعب الوصول إليها.
وفي هذا الصدد، ذكـّر المفوض السامي جميع الأطراف بأن «التجويع المتعمد للمدنيين كأسلوب من أساليب الحرب يشكل انتهاكاً واضحاً للقانون الإنساني الدولي، وقد يرقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية أو جرائم الحرب.

المفوض الأممي زيد الحسين يصف معاناة المدنيين في الغوطة الشرقية بالأمر المشين

عبد الحميد صيام

انشقاقات داخل «الدولة» لصالح «تحرير الشام» في ريف حماة والاغتيالات تطارد «الحر» في درعا

Posted: 27 Oct 2017 02:27 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: قال وزير الدفاع الروسي « سيرغي شويغو» أمس- الجمعة، 27 تشرين الأول – أكتوبر: إن طائرات الاستطلاع الروسية تراقب الأوضاع في سوريا على مدار الساعة، وإن دورنات الاستطلاع تنفذ أكثر من ألف طلعة في الشهر، ونوه «شويغو» إلى استخدام طائرات الاستطلاع 16 ألف مرة في سوريا بمعدل 96 ألف ساعة طيران منذ بدء العمليات العسكرية الروسية في أواخر عام 2015.
فيما أعلن مصدر رسمي في الخارجية الروسية، تراجع أعداد القوات الروسية المتوجهة إلى سوريا، ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن المصدر الروسي قوله: «عدد المواطنين الروس الذين توجهوا للمحاربة في صفوف «داعش» انخفض بشكل حاد في العام الجاري».
و نعت وسائل إعلام موالية للنظام السوري، أمس الجمعة، أحد أبرز القيادات المرافقة للعميد «سهيل الحس»، الملقب بـ «النمر» خلال المعارك مع تنظيم الدولة في دير الزور.وأفاد الإعلام المؤيد للنظام بأن «ثائر اسماعيل»، الذي يشغل منصب قائد مجموعة «الليوث»، أحد أذرع الاقتحام التابعة للعميد «سهيل الحسن» قد قتل على يد تنظيم الدولة في دير الزور، ويتحدر القيادي القتيل من محافظة طرطوس على الساحل السوري.
كما لقي القيادي في الحرس الثوري الإيراني «شعبان أميري» مصرعه على يد تنظيم الدولة في دير الزور، كما نعت مصادر إعلامية من الحشد العراقي، «طارق الحسن» القائد العسكري لميليشيا «الإمام باقر» بعد مقتله هو الآخر خلال مواجهات مع تنظيم الدولة بدير الزور
وذكرت قاعدة «حميميم» العسكرية الروسية في سوريا بان خبراء المتفجرات الروس تمكنوا من تطهير 33 هكتاراً من أراضي دير الزور خلال الـ 24 ساعة الماضية. كما أن الخبراء الروس قاموا بعمليات تفتيش على مساحة 671 هكتاراً في عموم سوريا وفجروا 35.7 الف متفجرة، الأمر الذي يسمح ببدء إعادة إعمار البنى التحتية، وفق ما نقلته القاعدة الروسية.

انشقاقات

وقال مصدر في هيئة تحرير الشام أمس الجمعة بإن 24 من عناصر تنظيم الدولة قاموا بتسليم أنفسهم إلى الهيئة في ريف حماة الشرقي. وفي التفاصيل، نقلت وكالة «إباء» الناطقة باسم تحرير الشام عن «أبو مالك الشامي» مسؤول أمني الهيئة بريف حماة قوله: «سلم عناصر من تنظيم الدولة أنفسهم خلال الفترة الماضية، حيث كانت البداية بانشقاق مجموعة من 11 شخصاً، ثم مجموعة أخرى من 5 عناصر، و 2 منهم وصلوا بعد هروبهم بسيارة تابعة لتنظيم الدولة، والبقية بشكل فردي». ونوه «الشامي» إلى إن المصاعب التي واجهت عناصر تنظيم الدولة في الهروب كانت بسبب «ضعف ثقتهم ببعضهم وكلّما اشتد الخناق عليهم زاد عدد الفارين، وهناك تنسيق وتواصل مع أعداد أخرى يريدون تسليم أنفسهم والهيئة مستمرة باستقبالهم. – حسب قوله، أكثر من 8 قتلى من جماعة الدولة». وأشار المسؤول الأمني إلى أن «كل من انشق عن تلك الجماعة سيتم تحويله للقضاء الشرعي ليحكم عليه.
من جهتها قالت مصادر محلية في غوطة دمشق الغربية لـ «القدس العربي»: قوات النظام السوري نفذت عشرات الهجمات الجوية والبرية على أطراف مزرعة «بيت جن»، حيث تم استهداف المنطقة التي تشهد مواجهات بين النظام السوري والمعارضة بأكثر من 48 برميل وغارتين بالصواريخ الموجهة خلال يومي الخميس والجمعة.

اغتيالات

من جانب آخر قُتل سبعة من الجيش السوري الحر بدرعا جنوبي سوريا بينهم قياديون، الجمعة، بعد استهدافهم بواسطة عبوات ناسفة «مجهولة المصدر»، كما أصيب عدد آخر. وأكد ناشطون محليون لـ«القدس العربي»، بأن من بين القتلى، القيادي في جيش أحرار العشائر «عبد الله العفاش» حيث قُتل صباح الجمعة في ريف درعا الشرقي، بعد استهداف السيارة التي كان يقودها بواسطة عبوات ناسفة زرعها مجهولون.
كما قتل خمسة من عناصر «جيش الأبابيل» التابع للجيش الحر جراء انفجار استهدافهم بواسطة عبوتين ناسفتين أثناء توجههم إلى نقاط الحراسة في منطقة «مثلث الموت» بريف درعا الشمالي، كما أصيب عدد آخر من العناصر. وكان الخميس، قد شهد اغتيال قيادي من الجيش الحر بعد استهداف السيارة التي كان يقودها في بلدة «صيدا» بريف درعا مما أدى لوفاته في وقت لاحق جراء إصابته البالغة.
بدوره، قال الصحافي السوري «عبد الحي الأحمد»: حوران تشهد حالة من الإنفلات الامني في الآونة الأخيرة ، ولا مجال لتجميل الواقع، وإن ظاهرة الإغتيالات وزراعة العبوات الناسفة تتزايد بشكل يومي وعلى الرغم من إلقاء الجيش الحر القبض على عدة خلايا إلا أن الجهود المبذولة لاتزال دون المستوى المطلوب.
وزاد خلال اتصال مع «القدس العربي»: مع صباح الجمعة ودعت درعا ستة من شبابها في عمليتين منفصلتين إحداها على خطوط التماس مع قوات النظام وقد زرعت في الخطوط الخلفية للمرابطين»، ودعا «الأحمد» فصائل الجيش الحر الى ضرورة إثبات قدراتهم في حماية الجنوب المحرر وضبط الطرقات ومراقبتها فالمقاتلون والقادة المستهدفون بشكل يومي هم أبناء حوران بالدرجة الاولى وعناصر لهذه الفصائل بالدرجة الثانية.
وتعيش المناطق المحررة في محافظة درعا جنوبي سوريا على صفيح ساخن، فالاغتيالات باتت تتكرر في مشهد يومي، والعبوات الناسفة باتت سلاح يصيب بدقة قيادات وعناصر الجيش الجنوبية التابعة للمعارضة السورية، فيما يبدو بأن فصائل المعارضة لا زالت عاجزة عن اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة للحد من ظاهرة الاغتيالات التي باتت تتسع بشكل واضح.

انشقاقات داخل «الدولة» لصالح «تحرير الشام» في ريف حماة والاغتيالات تطارد «الحر» في درعا

هبة محمد

نصائح دولية بإنهاء «الهيئة العليا للمفاوضات» وتشكيل أخرى تقبل بالأسد «انتقالياً»

Posted: 27 Oct 2017 02:26 PM PDT

حلب – «القدس العربي» : قال رئيس الأمانة العامة لإعلان دمشق سمير نشار في تصريح لـ«القدس العربي»، إن اجتماعاً للهيئة العليا للمفاوضات سيعقد في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل مع منصات موسكو والقاهرة من أجل إعادة توحيدها بقرار وتوافق دولي.
وأكد نشار أن مؤتمر الرياض الذي سيعقد سيكون من مهامه توحيد منصة موسكو والقاهرة وآخرين، ربما لؤي حسين و رندا قسيس، إضافة إلى الائتلاف وجزء من الهيئة العليا المتمثّلة بهيئة التنسيق، حيث ستتم الإطاحة بالهيئة العليا للمفاوضات ومنسقها العام الدكتور رياض حجاب والذي أتوقع عدم حضورهما مؤتمر الرياض2.
وأوضح نشار أنه سيتم تشكيل هيئة عليا جديدة للمفاوضات تقبل في بقاء بشار الاسد بالمرحلة الانتقالية وتقبل بجدول اعمال الذي يعده الوسيط الدولي ستافان دي مسيتورا والذي أعلن عنه لجولة المفاوضات القادمة والتي تتضمن بحث الدستور والانتخابات وصرف النظر عن موضوع مناقشة الانتقال السياسي الذي هو جوهر بيان جنيف1 والقرار الدولي 2118 والقرار رقم 2254.
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، قد حدد موعد الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف بين النظام والمعارضة السورية، حيث قال الخميس أمام مجلس الأمن الدولي، إن الجولة الثامنة من جنيف ستبدأ في 28 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، وأضاف، آن الأوان للمضي في المسار السياسي بعد استعادة الرقة ودير الزور، لافتاً إلى أنه سيبحث في الجولة المقبلة إجراء انتخابات في سوريا بإشراف دولي.
ويرى نشار أن الغاية أو الهدف من جمع المنصات ضمن وفد واحد ومرجعية واحدة، القبول ببشار الاسد كجزء من الحل السياسي ومنذ بداية المرحلة الانتقالية، فمواقف منصة موسكو التي هي صنيعة اجهزة المخابرات السورية والروسية، حيث ليس لديها مواقف مع الثورة السورية ولا ضد بشار الاسد ونظامه، وتعلن بكل وضوح انها مع بقاء بشار الاسد في المرحلة الانتقالية كحد أدنى وفق كلامه. وأضاف، أن منصة القاهرة مخترقة ايضاً من قبل أكثر من جهاز أمني وتضم ضمن صفوفها شخصيات معروفة بعلاقتها مع دول اخرى ولا يعرف لهم مواقف سابقة للثورة للثورة لا سياسياً ولا ثورياً، وغير متمسكين برحيل بشار الاسد كما قال.
ورداً على سؤال «القدس العربي» حول تداعيات ذلك على مسار الثورة السورية، توقع رئيس الأمانة العامة لإعلان دمشق ان يكون هناك مخاض جديد لولادة معارضة جدية وحقيقية بعد عملية الفرز والاصطفاف من جديد بين الرافضين للقبول ببشار الاسد في المرحلة الانتقالية التي تعني الاعتراف بشرعيته والتنازل عن محاسبته عن الجرائم التي ارتكبها بحق سوريا التي جعلها دولة محتلة من قبل دول عدة، وبحق السوريين الذين تم قتلهم بمختلف الوسائل بما فيها الأسلحة المحرمة دولياً كما ادانته لجان التحقيق الدولية.
وأضاف، لا نستغرب أن يكون هناك موقف واضح وحازم وادانة للذين قبلوا بالعودة الى حضن نظام بشار الاسد سواء كانوا مدعين انهم معارضون او ثوار كما يزعمون . ثورة الحرية والكرامة سوف تستمر وسوف تنتصر لدماء شهداء حرية سوريا.
وكشف المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية وعضو الهيئة العليا للمفاوضات حسن عبد العظيم، أن الأمور داخل الهيئة العليا تسير في اتجاه استبدال جسمها الحالي بكيان جديد يضم الوفد التفاوضي وفق رؤية ومرجعية واحدة، وفي حدود 15 إلى 20 عضواً من منصات الرياض والقاهرة وموسكو وشخصيات جديدة، سيتم الاتفاق على تسميتهم خلال مؤتمر الرياض 2 المزمع عقده قريباً.
وقال عبد العظيم لصحيفة «الوطن» التابعة للنظام، إن الهيئة العليا طلبت عقد لقاء موسع في الرياض لتحقيق أمرين أساسيين، الأول: إشراك شخصيات وطنية مهمة ومعروفة مدنية وعسكرية وممثلين لقوى وتيارات سياسية وشعبية واجتماعية وثقافية، لم تحضر مؤتمر الرياض 1 قبل عامين ونيف، وشارك فيها حينها الائتلاف وهيئة التنسيق الوطنية والفصائل والمستقلون، والثاني: إعادة هيكلة الهيئة العليا وتوسيعها وتشكيل وفد تفاوضي يمثل كل قوى المعارضة والثورة.
وأكد على تلاقيهم نصائح من قوى صديقة لم يسميها، ألا يكون بعد مؤتمر الرياض2 شيء اسمه الهيئة العليا والمنسق العام والوفد التفاوضي، وإنما تشكيل جسم واحد في إطار جديد له رئيس ونائب رئيس وأمين سر، والوفد التفاوضي جزء من هذا الإطار الجديد، والجسم الجديد يتشكل من الأطراف الأربعة التي حضرت مؤتمر الرياض 1، إضافة للقوى والفعاليات الجديدة وممثلين عن منصتي القاهرة وموسكو.
وأوضح، أن الكيان الجديد يجب أن يضم الوفد التفاوضي في جسم واحد ورؤية ومرجعية واحدة، تتمثل في بيان جنيف 1 الصادر عام 2012، والقرارات الدولية ذات الصلة وفي مطلعها 2018 و2254، على أن يكون الوفد التفاوضي من المختصين ومن ذوي الخبرة والكفاءة العالية وبحدود 15 أو عشرين عضواً في مقابل وفد الحكومة، إن تبلورت هذه الخلاصة، وتحددت الأسماء التي ستشكل الكيان الجديد.

نصائح دولية بإنهاء «الهيئة العليا للمفاوضات» وتشكيل أخرى تقبل بالأسد «انتقالياً»

عبد الرزاق النبهان

التحالف العربي يعلن سقوط صاروخ باليتسي «حوثي» على مجمع سكني في «نجران» ومقتل جندي إماراتي

Posted: 27 Oct 2017 02:26 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أمس الجمعة، سقوط صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون من داخل اليمن على مجمع سكني في نجران جنوبي السعودية، ما أسفر عن وقوع حريق بالموقع وإصابة طفيفة لأحد العمال.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن المتحدث الرسمي للتحالف، العقيد الركن تركي المالكي، أنه في تمام الساعة (01:17) من صباح الجمعة (بالتوقيت المحلي، ما يعادل 22:17 من مساء الخميس بتوقيت غرينيتش) تم إطلاق صاروخ باليستي من داخل الأراضي اليمنية في اتجاه أراضي المملكة.
وأفاد المالكي أن الصاروخ كان باتجاه إحدى القرى الحدودية التابعة لمنطقة نجران وتم إطلاقه لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان.
وبين أن الصاروخ سقط على مجمع سكني يسكنه عدد من العمال المقيمين وتابع لإحدى الشركات الوطنية، مما أسفر عن وقوع حريق بالموقع تمت السيطرة عليه، ونتج عن ذلك خسائر بالممتلكات الخاصة وإصابة طفيفة لأحد العمال.
وأضاف المالكي أن هذا العمل العدائي من قبل المليشيات الحوثية المسلّحة هو نتيجة لاستمرار تهريب الأسلحة والصواريخ من بعض الأطراف الإقليمية (لم يسمها) الداعمة لهم بهدف تهديد أمن المملكة واستهداف المواطنين والمقيمين وتهديد الأمن الإقليمي والدولي، في إشارة إلى إيران دون أن يسمها.
وقال إن إطلاق الصواريخ الباليستية باتجاه المدن والقرى الآهلة بالسكان يعد انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني.
وأعلنت القوات المسلحة الإماراتية مقتل جندي في جنوب السعودية أثناء أدائه مهامه في إطار الحملة العسكرية التي تقودها الرياض ضد المتمردين الحوثيين في اليمن.
وأفادت وكالة الأنباء الإماراتية «وام» في بيان أن جثمان العريف سعيد مطر علي الكعبي وصل إلى أبوظبي أمس الجمعة.
وأوضح الجيش أن الكعبي قتل الخميس «خلال أدائه واجبه الوطني في منطقة نجران بالمملكة العربية السعودية،» بدون اعطاء مزيد من التفاصيل.
وقتل نحو مئة إماراتي في اليمن منذ بدء عمليات التحالف العربي في آذار/مارس 2015.
واضطلعت الإمارات بدور رئيسي في الحملة العسكرية الهادفة إلى دعم حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بعدما سيطر المتمردون المدعومون من إيران على العاصمة صنعاء وأجبروه على مغادرة البلاد.
وقتل أكثر من 8600 شخص منذ تدخل التحالف في اليمن عام 2015، حسب منظمة الصحة العالمية.
وفي آب/اغسطس، باشرت قوات يمنية خاصة دربتها الإمارات عملية مدعومة من الولايات المتحدة ضد عناصر تنظيم القاعدة الذين استغلوا الحرب لتوسيع نفوذهم في جنوب اليمن.
وأعلنت جماعة الحوثي في اليمن، أمس الجمعة، إطلاق صاروخ باليستي على موقع عسكري سعودي في منطقة نجران، جنوبي المملكة، وسط تصعيد عسكري كبير بالشريط الحدودي.
وذكرت قناة المسيرة الحوثية أن القوة الصاروخية التابعة للجماعة أطلقت صاروخا باليستيا من طراز قاهر تو إم، على مخازن الجيش السعودي، في أحد المواقع المهمة في منطقة نجران، على الحدود السعودية مع اليمن.
وزعمت القناة أنّ الصاروخ استهدف مخازن للجيش السعودي في منطقة بير عسكر بنجران، وأصاب هدفه بدقة.
ويشهد اليمن، منذ نحو عامين ونصف، حربا بين القوات الموالية للحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي من جهة، ومسلحي الحوثي، وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة أخرى.
وفي السياق، تعتزم قيادة التحالف العربي إعلان تشكيل قوات «حزام أمني» في مدينة تعز على غرار قوات الحزام الأمني التي أنشأتها في المحافظات الجنوبية وعينت لها قيادات وتتولى تمويلها والإشراف عليها.
وذكر موقع «المصدر أونلاين» نقلاً عن مصادر لم يسمها أن الإمارات تعكف حاليا على تدريب 1000 جندي في العاصمة عدن، و 500 آخرين في أريتريا، كقوة حزام أمني لمدينة تعز.
ولفتت المصادر إلى أن الإمارات أرجأت اختيار قائد للحزام الأمني في تعز إلى حين تجميع القوة، وإرسالها إلى المدينة في وقت لاحق، مؤكدين على اتباع طرق السرية في تشكيل هذه القوة.
وتتشكل قوات الحزام الأمني من أفراد في المقاومة السلفية التي تدين بالولاء للإمارات وقوات أمنية انشقت بداية الحرب على قوات الرئيس السابق، وأيدت الشرعية، وظلت داخل وخارج المدينة إلى حين استدعائهم إلى عدن.
وقال النقيب أسامة الشرعبي مدير إدارة القيادة والسيطرة رئيس مركز الإعلام الأمنى فى تعز إن مشروع الحزام الامني يطرح من قبل قيادة الجيش الوطني المتواصلة مع التحالف وقيادة السلطة المحلية».
وأضاف «الاحزمة الأمنية هي ركن اساسي في العمل الامني، وتقوم بمهامه قوات أمنية متخصصة وكفؤة، ونحن قد تقدمنا بخطط تشمل حزام أمني في خططنا المرفوعة لقيادة الحكومة الشرعية»، وطبقا للنقيب أسامة الشرعبي فإن ضرورة تفعيل العمل الأمني يقضي انتشار الحزام الأمني حول مدينة تعز وفقاً لخطة أمنية مهنية تنفذها مؤسسات الدولة وليس جهة أخرى خارج سيطرة الحكومة.
ويأتي تجميع قوات وإعداد الحزام الأمني بعد شهرين من استكمال تدريب ودعم قوات النخبة التعزية «لواء العصبة» بقيادة العقيد رضوان العديني، واعتماد اللواء في المنطقة العسكرية الرابعة، ولا يخضع لقيادة محور تعز.
وشكلت النخبة التعزية من أفراد وضباط في الجيش، وبعضهم مقاتلون سلفيون، وشاركوا في معارك تحرير تعز، ويصل عددهم إلى 600 جندي، وأعاد التحالف تدريبهم وتزويدهم بالسلاح والمدرعات، ووصلوا إلى مدينة تعز قبل نصف شهر.
وقوبل مشروع إنشاء حزام أمني في مدينة تعز يتبع دولة الإمارات برفض سياسي وشعبي واسع باعتباره إنقلاب على الشرعية ويقوض جهود تفعيل الأجهزة الأمنية في المحافظة التي تعيش منذ عامين وسط الإنفلات الأمني.

التحالف العربي يعلن سقوط صاروخ باليتسي «حوثي» على مجمع سكني في «نجران» ومقتل جندي إماراتي
أبوظبي تنوي إقامة «حزام أمني» في تعز على غرار حزام عدن

الخلافات بين بغداد وحكومة إقليم كردستان تتيح فرصة لإعادة التعاون بين واشنطن وأنقرة

Posted: 27 Oct 2017 02:25 PM PDT

واشنطن ـ «القدس العربي» : سقطت علاقات مع انقرة، وهي حليف قديم للولايات المتحدة في المنطقة، إلى القاع عقب اعتقال تركيا للموظفيين المحلين في القنصليات الأمريكية في البلاد الا ان هناك اعتقادا بين صناع الرأى والتحليل في مراكز البحوث و«مستودعات التفكير» الأمريكية بأن هناك، ايضا، فرصة للتقارب اذا ساعد التعاون الأمريكي ـ التركي على تخفيف الازمة العراقية بعد انفجار النزاع الداخلي بين الحكومة المركزية في بغداد والاقلية الكردية.
وقد انفجرت النزاعات بين الولايات المتحدة وتركيا منذ خمس سنوات تقريبا، وتحولت الخلافات حول كيفية التعامل مع الربيع العربي، خاصة مع اندلاع الحرب السورية الاهلية إلى فجوة عميقة بين السياسات الخارجية والمحلية، ولكن اعتقال العديد من موظفي القنصليات الأمريكية كان بمثابة (القشة التى قصمت ظهر البعير)، لتندلع بعد ذلك أزمة أخرى في الشرق الأوسط حيث تحركت القوات العراقية لاستعادة مدينة كركوك التى كانت خاضعة لسيطرة الأكراد لمدة ثلاث سنوات بسبب طموحات ان تكون جزءا من دولة كردية مستقلة جديدة في المنطقة.
هناك تشابه واحد وسط كل هذه الخلافات بين الولايات المتحدة وتركيا هو إقامة علاقات وثيقة مع الزعيم الكردي مسعود برزاني، وبالنسبة إلى واشنطن، كان برزاني حليفا مهما في الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» ومحاولات احتواء النفوذ الإيراني في المنطقة، اما بالنسبة إلى انقرة، فإن برازاني بوصفه قائدا كرديا محافظا ومتعاونا فقد كان حليفا هاما في المعركة ضد الحركة الانفصالية الكردية الناشطة في تركيا منذ عقود، وعلى الرغم من هذه العلاقات، اعترضت الولايات المتحدة وتركيا عندما اعلن برزاني الاستفتاء لاستقلال كردستان خشية ان تؤدى النتائج إلى زعزعة الاستقرار, وفشلت المعارضة في عملية الاستفتاء، وبالفعل، النتائج المتوقعة بزعزعة الاستقرار اصبحت واضحة امام الجميع ودخلت الدبابات إلى كركوك لتمثل نهاية مهينة لحلم برزاني بالدولة الكردية.
لا ترغب الولايات المتحدة أو تركيا في رؤية المزيد من العنف في العراق او رؤية المزيد من النفوذ الإيراني على طول الحدود، وفقا لاستنتاجات العديد من المحللين، ومن بينهم بي بليز ميستال ونيكولاس دانفورث من معهد بايبرتسيان للسياسة ولذلك هناك أسباب وجيهة لكل من واشنطن وانقرة للتعاون لوقف المليشيات المدعومة من إيران وانقاذ الشركاء الأكراد من التداعيات الخطيرة لعملية الاستفتاء.
الاقتراحات التى يقدمها الخبراء إلى صناع القرار في واشنطن وانقرة بعد قراءة هذه المعطيات تتمثل في اعلان مشترك بدعم صلاحية حكومة إقليم كردستان ودعم السلامة الإقليمية للإقليم في حدود ما بعد عام 2003، ومن ثم اعلان انهاء العقوبات التى فرضتها على حكومة إقليم كردستان، وهو إجراء عقابي لم يعد له ضرورة، ووفقا لآراء العديد من المحللين الأمريكيين، المليشيات العراقية المدعومة من إيران ستتحدى دائما الوضع الراهن في البلاد كما ان تهديد القوة سيكون حتما جزءا من أي مفاوضات حول مستقبل حكومة إقليم كردستان علما بأن القوات التركية متمركزة بالفعل في شمال العراق في حين تتواجد القوات الأمريكية في قاعدة انجرليك الجوية في تركيا،مما يعنى ان هناك فرصة لتنسيق دبلوماسي مشترك بين واشنطن وانقرة كما ان التهديد بالعمل العسكري المشترك سيبدو على الاقل اكثر مصداقية لأي مراقب في طهران.
يتطلب التوصل إلى حل طويل الأجل لاستقرار المنطقة إلى مبادرة جديدة للتفاوض على اتفاق بين بغداد واربيل يتضمن طريقة للتصرف في الايرادات النفطية من حقول شمال العراق ولتركيا التى تسيطر على خط انابيب النفط مصلحة كبيرة في نجاح أى مفاوضات قد تساعد على التخفيف من الاضرار التى لحقت باستفتاء حكومة إقليم كردستان إذ انها ستكون فرصة للمساعدة في هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» وتقليص النفوذ الإيراني في المنطقة مع إظهار الاهمية للعلاقة بين واشنطن وانقرة.

الخلافات بين بغداد وحكومة إقليم كردستان تتيح فرصة لإعادة التعاون بين واشنطن وأنقرة

رائد صالحة

الداخلية المغربية تمنع التظاهر في الحسيمة تزامنا مع ذكرى مقتل بائع الأسماك

Posted: 27 Oct 2017 02:25 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي» : تزامنا مع الذكرى السنوية الأولى لمقتل بائع الأسماك محسن فكري، الذي مات طحنًا في شاحنة نفايات، قررت السلطات الإقليمية في الحسيمة التابعة لوزارة الداخلية منع المظاهرات بالأماكن العمومية كلها يومي 27 و 28 تشرين الأول/ أكتوبر، في أعقاب نداءات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تدعو للتظاهر.
وأوضح بلاغ لعمال (محافظة) إقليم الحسيمة أن نداءات من مصادر مجهولة وأخرى من خارج الإقليم تواترت، خلال الأيام الأخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تدعو عموم المواطنين إلى المشاركة في مظاهرات يومي 27 و28 أكتوبر.
وأضاف البلاغ أن هذه الدعوات التي لم تحترم الإجراءات القانونية المعمول بها، تأتي بعد عودة الأمن والطمأنينة إلى الإقليم، حيث أن الرأي العام يتتبع بارتياح تقدم الأوراش التنموية المفتوحة، وما خلفته من تفاعل إيجابي من طرف ساكنة الإقليم.
وخلص البلاغ إلى أن السلطات الإقليمية بالحسيمة قررت منع المظاهرات بالأماكن العمومية كلها يومي 27 و28 أكتوبر الجاري، كون مثل هذه الدعوات تخلق جوا من التوتر، الذي من شأنه أن ينعكس سلبا على مصالح المواطنين وعلى الأمن العام.
وحسب منظمي التظاهرة فإن تحركهم «السلمي» يهدف إلى المطالبة بالإفراج عن موقوفي الحراك. وقال صبحي بوديه، أحد الناشطين في الحراك، لـ «القدس العربي»: «أولا، نعتبر ذلك القرار غير دستوري باعتبار أن حق التظاهر مكفول بالفصل 27 من دستور 2011، ثم إننا كل ما  كنا نسعى إليه هو تظاهر سلمي نحيي من خلاله ذكرى الحراك، والمطالبة بإطلاق صراح المعتقلين. وثانيا يضيف بوديه، هناك تعامل استثنائي مع منطقة الريف بخصوص ممارسة المواطنين المغاربة المنحدرين من هذه المنطقة في ممارسة هذه الحقوق».
ويشير الناشط، إلى أن الإشارات التي تقدمها أجهزة الدولة بخصوص قرب الانفراج في إيجاد حلول واقعية ومعقولة لأزمة الريف، تبقى مجرد تكتيكات مرحلية بينما تبقى المقاربة الأمنية خيارا استراتيجيا. ويؤكد أنه بعد هذه  الخروقات المسطرية سواء المتعلقة باعتقال النشطاء ومحاكمات بعضهم الآخر ومسار التحقيقات بخصوص جريمة اغتيال محسن فكري لم يبق للمحتجين بعد فقدان الثقة في المؤسسات سوى الاحتجاج الميداني.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تمنع فيها السلطات المغربية مظاهرات بالمنطقة، حيث سبق أن قرّرت السلطات المحلية بإقليم الحسيمة، عدم السماح بتنظيم مسيرة احتجاجية، كانت عدة هيئات ونشطاء قد دعوا إليها يوم 20 تموز/ يوليو الماضي، للاحتجاج على استمرار اعتقال العشرات من نشطاء حراك الريف، والضغط لأجل تحقيق المطالب المرفوعة منذ بداية الاحتجاجات 2016. والتي شهدت مواجهات دامية بين رجال الأمن والمحتجين، وانتهت بمزيد من الاعتقالات في صفوف النشطاء وخلفت جرحى من كلا الطرفين. إضافة إلى  وفاة الناشط عماد العتابي.

شريط الأحداث

.في 28 تشرين الأول/ أكتوبر 2016، لقي بائع السمك محسن فكري مصرعه سحقا داخل شاحنة لجمع النفايات في الحسيمة أثناء احتجاجه على مصادرة السلطات كمية من سمك السيف وإتلافها من قبل مسؤولي المدينة، بدعوى اصطيادها في غير موسمها.
وفي اليوم الموالي، نددت أحزاب وجمعيات مغربية بمقتل المواطن بعدما تم حجز بضاعته من الأسماك، وطالبت بفتح تحقيق لكشف حيثيات الحادث. هذا الحادث المأساوي خلف استياء شعبيا، إذ خرج المواطنون للاحتجاج على مقتل فكري في كل من الحسيمة والدار البيضاء والرباط، مطالبين في تلك الاحتجاجات بالعدالة الاجتماعية والحق في العدل. وأمر العاهل المغربي محمد السادس بفتح تحقيق في مقتل بائع السمك، حيث كشفت النيابة العامة عن أن الحادث كان «قتلا غير عمدي»، ونفت صدور أي أمر بالاعتداء على «بائع السمك» من طرف أية جهة وأحالت 11 شخصا إلى قاضي التحقيق، موظفان اثنان من وزارة الداخلية المغربية، وممثل وزارة الصيد البحري وطبيب بيطري. تجددت الاحتجاجات على خلفية مقتل محسن فكري، وجرت مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن أوائل شباط/ فبراير. وفي 28 آذار/ مارس تمت إقالة والي إقليم الحسيمة، وبعدها قام وزير الداخلية الجديد عبد الوافي لفتيت بأول زيارة رسمية إلى الحسيمة، حيث أكد أن منطقة شمال المغرب «أولوية إستراتيجية» للدولة، ودعا إلى «إرساء ثقافة الحوار». وفي 27 نيسان/ أبريل، صدرت أحكام بالسجن لمدد تتراوح بين خمسة وثمانية أشهر على سبعة متهمين في قضية موت بائع السمك. في المجموع اتهم في هذه القضية 11 شخصا بينهم مسؤولون في إدارة صيد السمك وموظفون في وزارة الداخلية وفي شركة التنظيف. مجموع الأحكام بلغت 47 شهرا في الحبس للمتهمين جميعهم، فضلا عن غرامات مالية لفائدة عائلة الضحية. وفي يوم 22 أيار/ مايو، حل وفد وزاري مكون من 7 وزراء بالحسيمة، حيث عقد لقاء مع منتخبي المنطقة وفاعلين من المجتمع المدني، وذلك في إطار التفاعل مع احتجاجات الحسيمة، التي رُفعت فيها مطالب اجتماعية تهم تنمية المنطقة. وقبل اللقاء، قام الوفد بجولة في المدينة من أجل تفقد المشروعات التي تم إطلاقها في الحسيمة ومدى تقدم الاشغال بها. وقام الوفد الوزاري بزيارة ثانية إلى الحسيمة يوم 12 حزيران/ يونيو بهدف الاستماع إلى مطالب الساكنة.
لكن هذه التحركات كلها لم تحد من استمرار وتنامي الوقفات الاحتجاجية لحراك الريف، والمطالبة بإطلاق الموقوفين بتهمة المس بالسلامة الداخلية للدولة وتلقي التمويل من الخارج، ما أدى إلى اعتقال أحد أبرز وجوه هذا الحراك ناصر الزفزافي الذي وجهت له تهمة ارتكاب جريمة عرقلة وتعطيل حرية العبادات، في إثر احتجاجه داخل مسجد على خطبة إمام جمعة.
كما تم تنظيم وقفات تضامنية مع أهالي الحسيمة بكل من طنجة والدار البيضاء والرباط، حيث دعا المتضامنون الحكومة الى تحقيق المطالب الاجتماعية والاقتصادية التي احتج من أجلها أهل الريف، كما طالبوا السلطات المغربية بإطلاق سراح المعتقلين الذين ما زالت قضيتهم تلقى تضامنا واسعا من لدن المنظمات الحقوقية داخل المغرب وخارجه.
واليوم، وبعد قرار العاهل المغربي إعفاء عدد من المسؤولين الحكوميين المعنيين بتأخر مشروعات التنمية في إقليم الريف، تتعالى أصوات مطالبة بإطلاق سراح المعتقلين كون التهم الموجهة إليهم خضعت لتكييف سياسي، في حين أنهم كانوا يطالبون فقط بمطالب اجتماعية ثبتت صحتها ومشروعيتها مع قرارات الملك الأخيرة المستندة إلى تقرير المجلس الأعلى للحسابات.

الداخلية المغربية تمنع التظاهر في الحسيمة تزامنا مع ذكرى مقتل بائع الأسماك

فاطمة الزهراء كريم الله

الرميد يهاجم بن كيران ويقول إن تمجيده لنفسه جعله كأنه هو الحزب والحزب هو

Posted: 27 Oct 2017 02:24 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي» : يعيش حزب «العدالة والتنمية» الذي يقود التحالف الحكومي في المغرب غليانا قويا بين التيار المصطف إلى جانب عبد الإله بن كيران (رئيس الحكومة السابق) الذي ضمن له ولاية ثالثة على رأس قيادة الحزب، وما يعرف بتيار «المستوزرين» الذي كان يعارض بشدة تمديد تلك الولاية، ومن أبرز ممثليه مصطفى الرميد وزير حقوق الإنسان، وعزيز الرباح وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة.
ويتبادل قياديو الحزب ذي التوجهات الإسلامية الاتهامات بمحاولة «شيطنة» بعضهم بعضا، من خلال تصريحات نارية وتدوينات «فيس بوكية» ينتقد فيها كل طرف أداء الطرف الآخر ومواقفه سواء خلال الاستحقاقات الانتخابية أو خلال العمل الحكومي أو في مسار النشاط الحزبي.
سجال جديد ظهر أمس الأول عبر تدوينة للوزير مصطفى الرميد، تضمنت ردا على بعض ما جاء في خطاب ألقاه عبد الإله بن كيران، الأسبوع الماضي، في لقاء منتخبي مجالس الجماعات (المنتمين لــ «العدالة والتنمية»)، حيث قال أمين عام الحزب خلال حديثه عن الحملة الانتخابية لسنة 2011 إنه هو وحده من ضمن باقي قياديي الحزب من قام بالحملة. فهم بين من سافر إلى الحج، ومن رفض المشاركة في الحملة الانتخابية ومن لم يكن يريد مشاركة الحزب أصلا في تلك الانتخابات، ومنهم من قام بحملة انتخابية محدودة.
تصريح فاجأ مصطفى الرميد، فردّ على ذلك بالقول إن «كلمة الأخ الأمين العام أوردت معطيات ووقائع وأحداث لا علاقة لها مطلقا بموضوع اللقاء الذي كان يفترض فيه اجتناب كل ما يزيد في تفاقم الخلافات ويكرس مزيدا من النزاعات.»
وأوضح أن بن كيران خالف التوجيه الذي أصدره أواسط الشهر الجاري داعيا أعضاء الحزب إلى الانضباط لآداب الاختلاف وتجنب الإساءة للأشخاص وعدم التعصب لفكرة أو رأي أو اختيار، وذلك ردا على النقاشات الدائرة بين بعض المنتمين للحزب على مواقع التواصل الاجتماعي التي لاحظ أنها لم تنضبط على العموم لمنهج وآداب الاختلاف، ومست بأخلاق بعض الأعضاء وبالاحترام المطلوب بين مناضلي الحزب.
واعتبر الرميد أن بن كيران انتصر في كلمته أمام المنتخبين لنفسه فقط، وعمل على تسفيه جهود الجميع. واستطرد قائلا «إن الصيغة التي أورد بها الأخ الأمين العام موضوع نضاله الكبير خلال انتخابات 2011 استصغر معها نضال الآخرين من إخوانه في قيادة الحزب، حتى بدوا كأنهم متخاذلون ومفرطون وغير مكثرتين باستحقاقات مرحلة حاسمة من تاريخ الحزب والوطن، وتمجيده لنفسه بشكل جعله كأنه هو الحزب والحزب هو!»
وخلافا لما قال عبد الإله بن كيران، أكد مصطفى الرميد أنه شارك في الحملة الانتخابية بما وسعه من مشاركة، وخاضها مع أعضاء الحزب في الدار البيضاء وسيدي بنور ووجدة وبركان وتيزنيت والعيون وبوجدور وغيرها…
ثم توجه الرميد إلى بن كيران بالأسئلة التالية: «إذا كان المصطفى الرميد على سبيل المثال بهذا الشكل الذي حاولت الإيحاء به أمام جمع غفير من قيادات الحزب على صعيد ربوع الوطن، فلِمَ اقترحته عضوا في الحكومة بعد هذا «الخذلان» الذي أشرت إليه؟ ولِمَ تمسكت به بعدما واجه اقتراحك صعوبات تعرفها؟ ولِمَ اقترحته بعد ذلك على المجلس الوطني خلال المؤتمر السابع لعضوية الأمانة العامة؟ ولِمَ أصبحت تعتمد عليه في الكثير من الأمور الحزبية والحكومية خلال السنوات الفارطة؟ وكنت تصر على القول مرات أنك لا ترى غيره مؤهلا لقيادة الحزب والحكومة؟»
وتساءل الرميد عما إذا كان بن كيران سيقول ما قاله لو وقف هو إلى جانبه في مسألة التمديد لولاية ثالثة. وأعرب عن أمل في يكون الأمين العام قدوة باقي الأعضاء في ما دعا إليه من عودة إلى جادة الصواب وصيانة للأعمال من العبث وعدم تخريب البيوت بالأيادي.

إشاعة الافتراء

وفي السياق نفسه، كتب عزيز الرباح في تدوينته منذ أيام ما يلي: «نلت من الضربات ما لا يتحمل. ومع ذلك صبرت واحتسبت.. ووصل الأمر إلى التخوين والاتهام بالقرب من المخزن (السلطة) والسعي وراء الكرسي… الخ. ولو بقي الأمر عند حدود جرائد ومواقع معروفة ومشبوهة لهان الأمر، لكن أن تردده جهات تدعي القرب من المصادر والقرار الحزبي ولا يكذبها أحد، وأن تصر مجموعة من الأعضاء على إعادة نشر هذه الأخبار، حتى وصل الأمر إلى حدود لم نعهدها في تيارنا من سب وشتم، فإنني أجد نفسي مجبرا على التوضيح، وهذا حقي.» ثم تحدث عن موضوع التحالف مع حزب «الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية»، موضحا أنه كان في البداية مقتنعا بهذا التحالف خلال تعيين عبد الإله بن كيران رئيسا للحكومة مجددا بعد نتائج انتخابات العام الماضي. لكن، بعد إعفاء بن كيران وتعيين سعد الدين العثماني مكانه، رفض الرباح ذلك التحالف.
لكن الذي حدث ـ يضيف الرباح ـ هو أن بن كيران لم يعترض على دخول «الاتحاد الاشتراكي» وجاء إلى المجلس الوطني وأقنع الأعضاء (وهو يعلم أن الاتحاد الاشتراكي سيكون في الحكومة بعد أن أخبره الدكتور سعد الدين العثماني) بالاستمرار في الحكومة والتجاوب الإيجابي مع رسالة الملك.
وتساءل صاحب التدوينة: «لِمَ يصر بعضهم على إشاعة الافتراء ونشر البهتان؟ ومتى كانت هذه أخلاقنا؟ متى كانت هذه طريقة تعاملنا مع بعضنا؟ لا شك أن هناك اختلالات ينبغي ان تعالج، وانحرافات ينبغي أن تواجه، وحقائق يجب أن تعرف. وسأتحمل مسؤوليتي في ذلك مهما كلفني الأمر…»
أما في التيار المساند لبن كيران، فكتبت القيادية أمينة ماء العينين تدوينة دعت فيها إلى «وقف حملات شيطنة الأمين العام وتصويره كأنه يستهدف زملاءه من قيادات الحزب ثم المزايدة عليه بذلك.» وأضافت قولها «أكثر من كان مقدّرا ووفيا لإخوته هو بن كيران نفسه، وبذلك لا مجال للنفخ في شقاق وهمي»، وذكرت أن بن كيران تشبث بمصطفى الرميد حين اقترح عضوا في الحكومة بعد انتخابات 2011، حسن اعترض عليه بعضهم بدعوى سلوكه الصدامي. كما أن أمين عام الحزب ظل يدعمه حين كان وزيرا للعدل. وتابعت قولها إن بن كيران دافع كذلك عن عزيز الرباح نافيا عنه الاتهام بالعمالة لجهات أخرى، مثلما دافع عنه حين نشر لائحة المستفيدين من رخص النقل والمواصلات العامة (سيارات الأجرة والحافلات).
وسبق لماء العينين أن كتبت في تدوينة أخرى أن تشخيص المأزق الذي يمر منه حزبها والذي يقر به الجميع اليوم لا يمكن اختزاله في ما هو محلي، معتبرة كل محاولة لجر النقاش إلى مستوى تصفية حسابات بعينها لا يمكن أن يخدم رهان التصويب والمراجعة والاسـتدراك.

الرميد يهاجم بن كيران ويقول إن تمجيده لنفسه جعله كأنه هو الحزب والحزب هو

الطاهر الطويل

الجزائر: زعيم جبهة التحرير يقول إن بوتفليقة لن يكون مرشح الجيش في 2019! 

Posted: 27 Oct 2017 02:24 PM PDT

الجزائر ـ «القدس العربي»: قال جمال ولد عباس الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، حزب السلطة الاول في الجزائر، إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لن يكون مرشح الجيش في الانتخابات الرئاسية المقبلة، التي من المقرر إجراؤها في 2019، مؤكدا بذلك الكلام الدائر حول اعتزام بوتفليقة الترشح الى ولاية رئاسية خامسة.
وأضاف أمس الجمعة في تصريحات صحفية أن الجيش هو مؤسسة جمهورية صلاحياتها محددة دستوريا، وأنه لا دخل للجيش في السياسة وفِي الانتخابات الرئاسية المقبلة، رافضا الاعتراف بوجود شرعية عسكرية، وأن الشيء الوحيد الذي مازال موجودا هي الشرعية الثورية، على حد قوله. 
وأشار الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني إلى أن الرئيس بوتفليقة لن يكون مرشح الجيش في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لأن الجزائر ليست دولة عسكرية، والدستور الذي تم إقراره في 2016، يكرس الديمقراطية والدولة المدنية، وأن بوتفليقة لن يقبل أن يكون مرشح العسكر.
كلام جمال ولد عباس يتضمن اعترافا غير صريح أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ينوي الترشح لولاية رئاسية خامسة، وهذا ليس غريبا على زعيم جبهة التحرير الذي أعلن فور تعيينه في منصبه خلفا لعمار سعداني الذي دفع الى الاستقالة منذ اكثر من سنة، أنه يؤيد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، رغم أن الدستور الحالي ينص على تحديد الفترة الرئاسية بولايتين فقط غير قابلتين للتجديد، لكن بما أن بوتفليقة حصل على ولاياته الأربع قبل إقرار الدستور الحالي فإنه من الناحية القانونية وبمجرد قراءة سريعة للمجلس الدستوري بإمكانه الترشح لولاية خامسة وسادسة إن أراد، فبوتفليقة سيكون آخر من يتولى الرئاسة مدى الحياة، لان المادة المحددة للولايات أضحت مسجلة ضمن الثوابت الدستورية التي لا يمكن لأي كان أن يعيد النظر فيها، مثل مواد اخرى تتعلق بالهوية والدين والطابع الجمهوري.
وبعيدا عن النقاش القانوني بخصوص ترشح بوتفليقة الى ولاية خامسة، يبدو أن هذا الخيار السياسي هو الوحيد المتاح أمام النظام للاستمرار خمس سنوات أخرى، فالمؤشرات، المتوفرة حتى الان، توحي بأن النظام بكل مكوناته لن يكون من السهل عليه الاتفاق حول الخليفة، فالخلاف الذي كان مطروحا في نهاية 2013 وبداية 2014، يتكرر مرة أخرى، واذا لم يتمكن أهل الحل والعقد من التوافق على شخص يكون هو البديل، فالاستمرار في «الحكم البوتفليقي» سيكون الحل «الأقل سوءً» على الأقل بالنسبة اليهم، بالرغم من الأوضاع الصحية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، والتي وبالرغم من صعوبتها الا أنها لن تقف حائلا أمام ولاية خامسة للزئيس عبد العزيز بوتفليقة، رغم ارتفاع بعض الأصوات المعارضة التي تطالب بقطع الطريق عليها، تفاديا لدخول البلاد في منطقة اللاعودة! مثلما لم تكن أوضاعه الصحية عائقا امام ترشحه لولاية رابعة وبقائه في الحكم، رغم تراجع أدائه ونشاطه الى الحد الأدنى.

الجزائر: زعيم جبهة التحرير يقول إن بوتفليقة لن يكون مرشح الجيش في 2019! 
سيناريو الولاية الخامسة يتجسد يوما بعد آخر

تونس: تفكيك خلية إرهابية تُعد لهجمات ضد السياح

Posted: 27 Oct 2017 02:23 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: تمكنت السلطات التونسية من تفكيك خلية إرهابية كانت تعد لشن هجمات على السياح في البلاد.
وأكدت وزارة الداخلية في بلاغ أصدرته أمس الجمعة أن الوحدات الأمنيّة في منطقة «المكنين» التابعة لولاية المنستير الساحلية، تمكنت من «تفكيك خليّة إرهابيّة وإيقاف خمسة من عناصرها وذلك بعد القيام بعمليّات مراقبة وتحرّي ميداني للعناصر المشار إليهم وكشف أنشطتهم».
واعترف عناصر المجوعة، خلال التحقيق معهم، بـ»تبنيهم للفكر التكفيري ومتابعتهم لأنشطة الجماعات الإرهابيّة في بؤر التوتر (ليبيا وسوريا والعراق) ومباركتهم لها، كما أثبتت التحرّيات تداول المعنيّين فيما بينهم فرضيّة إستهداف الحافلات السّياحيّة بجهة المنستير دون السّعي ميدانيّا وعمليّا لتنفيذ العمليّة، كما أن عمليّة إيقافهم حالت دون وقوع ذلك».
وحققت النجاح الأمنية الأخيرة في تفكيك عشرات الخلايا المتطرفة التي كانت تنوي تنفيذ عدة مخططات إرهابية تستهدف عناصر الجيش والأمن وعدد من المناطق الحيوية في البلاد، وهو ما جنب البلاد عددا من السيناريوهات الكارثية.

تونس: تفكيك خلية إرهابية تُعد لهجمات ضد السياح

نواب تونسيون يتجهون لتشكيل جبهة برلمانية «وسطية» ضد حركة النهضة

Posted: 27 Oct 2017 02:23 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: أعلن عدد من نواب الائتلاف الحاكم في تونس بأنهم يجرون مشاورات لتشكيل جبهة برلمانية كبيرة (أربعين نائبا) ضد حركة النهضة، حيث هدد حزب «نداء تونس» بأنه سيقوم بـ«فصل» نوابه المنتمين لها، فيما قللت حركة «النهضة» من أهمية هذه الخطوة.
وكتب النائب عن حركة «مشروع تونس» الصحبي بن فرج على صفحته في موقع «فيسبوك» تحت عنوان «تأسيس جبهة برلمانية»: «تؤكد كتل الحرة لحركة مشروع تونس وآفاق تونس ومجموعة من نواب كتلة نداء تونس وعدد من النواب المستقلين، وقوع مشاورات متقدمة لتشكيل جبهة برلمانية وسطية تقدمية بهدف إعادة تحقيق التوازن في المشهد البرلماني والسياسي على ان يتم الإعلان الرسمي للجبهة في ندوة صحفية تُعقد في مجلس نواب الشعب خلال الأسبوع القادم بالتزامن مع الجلسة العامة للمجلس».
وأعادت النائبة عن حزب «نداء تونس» نشر تدوينة بن فرج، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تأتي «التزاما بالمبادئ الأساسية لحركة نداء تونس و وفاءا للخط الوطني الذي بعث من». وأضافت في تدوينة أخرى «ارتياح كبير لدى قواعد حركة نداء تونس على اثر خيار تنسيق الرؤى والقرارات من طرف نواب من كتلة حركة نداء تونس مع الكتل الديمقراطية والتقدمية في البرلمان (…) اتمنى ان تتسع الجبهة البرلمانية لأغلبية البرلمانيين التقدميين مهما كانت انتماءاتهم الحزبية لان مصلحة تونس تتعدى الحسابات الحزبية. شكرا على دعمكم».
فيما أكدت رئيسة كتلة آفاق تونس ريم محجوب ان المشاورات حول تشكيل الجبهة البرلمانية الجديدة مازالت مستمرة، وتوقعت أن يتم الاعلان عنها بداية الاسبوع المُقبل «بعد القيام بتحديد دقيق لاهدافها واليات عملها»، مشيرة إلى أن هذه الجبهة مفتوحة للجميع.
وسارع حزب «نداء تونس» عبر كتلته البرلمانية ومكتبه التنفيذي إلى نفي أي علاقة له بالجبهة البرلمانية الجديدة، متوعدا بفصل من ينتمي لها من نوابه، حيث أصدر المدير التنفيذي للحزب حافظ قائد السبسي بيانا أكد فيه أن الحزب «لا علاقة لها من قريب أو بعيد بهذا المشروع، وتنبه حركة نداء تونس إلى أن مواقفها الرسمية هي فقط ما تصدر في بلاغاتها الممضاة من مديرها التنفيذي. وتعان أن كل من يمضي من نوابها مع مشروع المبادرة المذكورة يعتبر في حل من أي ارتباط سواء بكتلة نداء تونس أو بالحزب عملا بمقتضيات الانضباط التنظيمي والمحافظة على وحدة الحزب وكتلته البرلمانية».
وأضاف رئيس الكتلة البرلمانية سفيان طوبال «نشر النائب الصحبي بن فرج عن حزب المشروع تدوينة على صفحته الخاصة في الفيسبوك يعلن فيها عن قرب تكوين جبهة برلمانية بهدف تحقيق التوازن في المشهد البرلماني والسياسي، وذكر من بين المنخرطين المفترضين مجموعة من نواب كتلة نداء تونس. وبهذه المناسبة يهم كتلة «نداء تونس « في مجلس نواب الشعب أن تعلن الرأي العام أنها لا علم لها بهذه المبادرة المزعومة وليست معنية بهذه «الفرقعات الإعلامية « الممجوجة وهذه المحاولات الانعزالية الفوقية التي نعرف حقيقة مقاصدها ومن يقف خلفها».
وكتب النائب عن حركة النهضة «ماهر المذويب» مشيدا بتدوينة طوبال « عندما ينقش سفيان قلب الأسد»، فيما علق وزير الصناعة والقيادي في الحركة عماد الحمامي على فكرة تأسيس الجبهة البرلمانة الجديدية بقوله «الحديث عن إعادة التوازن لا فائدة منه، لأن التوازن الحقيقي في تونس وقع سنة 2013 بين الحزبين الكبيرين».
يذكر أن المشاورات حول الجبهة الجديدة بدأت بين حزبي «آفاق تونس» و«مشروع تونس» وبعض نواب «نداء تونس» منذ العام الماضي إلا أنها لم تتوج بالنجاح، ويأتي ذلك بعد أشهر من إخفاق «جبهة الإنقاذ» الجديدة التي أعلن كل من «مشروع تونس» و«الاتحاد الوطني الحر» وأحزاب أخرى عن تشكيلها لإعادة التوازن السياسي في البلاد، قبل أن يقوم الحزبان المذكوران بالانسحاب منها لاحقا.

نواب تونسيون يتجهون لتشكيل جبهة برلمانية «وسطية» ضد حركة النهضة

حسن سلمان:

نجاة قائد الأمن في غزة من محاولة اغتيال… وحماس تدعو لضرب الفاعلين بـ «يد من حديد»

Posted: 27 Oct 2017 02:22 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: نجا قائد القوى الأمنية في قطاع غزة المكلف من قبل حركة حماس، اللواء توفيق أبو نعيم، من محاولة اغتيال، عبر تفجير عبوة ناسفة بسيارته، عقب خروجه من صلاة الجمعة في أحد المساجد الواقعة وسط قطاع غزة، ووجهت الاتهامات لـ «أعداء الوطن» بالوقوف خلف هذه العملية، التي استنكرتها الفصائل الفلسطينية.
وأدى الهجوم إلى إصابة اللواء أبو نعيم بجروح وصفت بـ»المتوسطة»، وجرى نقله إلى أحد مشافي غزة.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة إياد البزم في تصريح صحافي، إن اللواء أبو نعيم نجا من «محاولة اغتيال»، ظهر أمس الجمعة، إثر تعرض سيارته لتفجير في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. وأشار إلى أن التفجير أدى إلى إصابته بـ «جروح متوسطة»، لافتا إلى أنه بخير ويتلقى العلاج في المستشفى. وأوضح أن الأجهزة الأمنية باشرت على الفور تحقيقاتها لمعرفة ملابسات الحادث والوصول للجناة.
وذكرت معلومات حول الحادثة أن أبو نعيم كان يهم بفتح باب سيارته قرب المسجد الذي أدى به صلاة الجمعة، عندما وقع الانفجار. وأدت العملية إلى وقوع إصابات في صفوف عدد من المصلين الذين كانوا في المكان.
وعلى الفور وصلت قوات أمنية معززة للمكان الذي جرى فيه استهداف أبو نعيم، وأغلقت المنطقة، وشرعت في أعمال بحث وتفتيش، وفتحت تحقيقا في الحادث.
وتأتي العملية في الوقت الذي باشر فيه وزراء حكومة الوفاق بتسلم مهامهم في قطاع غزة، تنفيذا لاتفاق المصالحة الذي وقع مؤخرا بين حركتي فتح وحماس في العاصمة المصرية القاهرة.ووصل عدد من قادة حركة حماس وفي مقدمتهم رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية وعدد من قادة فتح، على الفور إلى مشفى الشفاء الذي نقل إليه اللواء أبو نعيم للاطمئنان على صحته.
ووصفت حماس محاولة الاغتيال بـ «العمل الجبان» ، وقالت إنه «لا يرتكبه إلا أعداء الشعب الفلسطيني وأعداء الوطن».
وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم في تصريح صحافي، إن استهداف أبو نعيم يعد «استهدافا لأمن غزة واستقرارها ووحدة شعبنا ومصالحه الوطنية». وطالب قوى الأمن ووزارة الداخلية بـ «ملاحقة المجرمين وإلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة، والضرب بيد من حديد على يد كل من تسول له نفسه العبث بأمن شعبنا واستقراره».
كذلك استنكر الدكتور أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، والقيادي في حركة حماس، محاولة اغتيال أبو نعيم، ووصفها بأنها محاولة لضرب وحدة الشعب الفلسطيني. وندد العديد من الفصائل الفلسطينية بالعملية.من جهتها اعتبرت حركة فتح عملية الاغتيال «محاولة لإفشال تحقيق المصالحة».
وقال أحمد حلس عضو اللجنة المركزية للحركة، إن حركته ترفض هذا الأسلوب الذي وصفه بـ «الجبان» الذي يستهدف توتير الواقع الفلسطيني، لتعطيل خطوات المصالحة. وشدد على ضرورة ملاحقة الفاعلين وتقديمهم للمحاكمة، بأسرع وقت ممكن لإنقاذ حالة الاستقرار في القطاع من الموتورين.
وقالت الجبهة الديمقراطية إن الهدف منها «العبث بالوضع الداخلي، وإرباك الساحة الفلسطينية في ظل أجواء المصالحة»، وطالبت بإنزال «أقصى العقوبة» بالفاعلين. واتهمت لجان المقاومة الشعبية إسرائيل بالوقوف وراء العملية، وقالت في بيان لها «إن الأصابع الصهيونية واضحة في جريمة استهداف القائد أبو نعيم الفاشلة»، ودعت إلى «الضرب بلا هوادة عملاء العدو الصهيوني».
وهذه هي المرة الثانية التي يقدم فيها مجهولون على تنفيذ عملية اغتيال تطال مسؤولا كبيرا في حركة حماس، حيث جرى في شهر مارس/ آذار الماضي، تنفيذ عملية اغتيال لأحد قادة الجناح المسلح لحماس وهو مازن فقها، الذي كان قد أطلق سراحه في عام 2011، ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، وهي الصفقة التي أطلق خلالها أيضا أبو نعيم، إلى جانب مسؤولين آخرين كبار في حماس. وجرت وقتها العملية بإطلاق النار على فقها من سلاح كاتم صوت، أسفل البناية التي يقيم فيها في مدينة غزة.
وكانت أجهزة الأمن قد أعلنت بعد أقل من شهرين على عملية الاغتيال عن ملابسات الحادثة، خلال مؤتمر صحافي عقده أبو نعيم، وجرى بعد ذلك تنفيذ حكم الإعدام بحق ثلاثة أشخاص أدينوا بعملة الاغتيال.
وتولى أبو نعيم قبل عامين مسؤولية الإشراف على الأمن في قطاع غزة، وهو من المقربين من قائد حركة حماس في القطاع يحيى السنوار، الذي تحرر هو الآخر في صفقة تبادل الأسرى.

نجاة قائد الأمن في غزة من محاولة اغتيال… وحماس تدعو لضرب الفاعلين بـ «يد من حديد»
بعد تفجير عبوة ناسفة بسيارته بعد خروجه من صلاة الجمعة

السلطة الفلسطينية: تصريحات ماي حول احتفال بريطانيا بمئوية وعد بلفور جهل بحقائق التاريخ ووقاحة سياسية

Posted: 27 Oct 2017 02:22 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: اعتبر الطيب عبد الرحيم، أمين عام الرئاسة الفلسطينية، ان تصريحات رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عن احتفال بريطانيا بالذكرى المئوية لصدور «وعد بلفور» ينم عن جهل بحقائق التاريخ ووقاحة سياسية، وإصرار على تأييد الجريمة التي وقعت بحق الشعب الفلسطيني.
وقال في بيان صحافي «إن إصرار رئيسة الحكومة البريطانية على الاحتفال بمرور مئة عام على الوعد المشؤوم إنما يمثل أيضاً تأييداً للسياسات العنصرية والقمعية التي يمارسها الاحتلال ويؤكد بصورة لا نقاش فيها، أن بريطانيا تقف إلى جانب استمرار التوتر في منطقة الشرق الأوسط بتدمير حل الدولتين والتوصل إلى حل يكفل لشعبنا الحصول على دولته في حدود عام 1967، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية».
وأكد ان «هذا الفخر الذي تحدثت عنه رئيسة الوزراء البريطانية بإقامة الكيان العنصري فوق أرضنا وعلى أنقاض الشعب الفلسطيني هو العار بحد عينه، وهي السياسة التي لم تتغير لبريطانيا طوال احتلالها أو ما يسمى انتدابها على فلسطين، وبذلك فهي تتحمل مسؤولية سفك دماء شعبنا ومعاناته مع الشعوب العربية جميعها». وأضاف «لكن الشعب البريطاني بدأ يدرك الآن حجم المأساة والجريمة التي صنعتها بريطانيا عن عمد وسابق إصرار، وها هو يشارك شعبنا في وطنه تضامنه ووقفته ضد تلك السياسة الاستعمارية ورموزها الذين يستحقون المحاكمة والعزلة لكل من يؤيدها».
وختم بالقول إن «شعبنا بهذه المناسبة يطالب بالاعتذار عن ذلك الوعد المشؤوم بدل الاحتفال به، الذي طالب به رئيس دولة فلسطين محمود عباس من على منبر الأمم المتحدة، كما فعل الكثير من الدول الاستعمارية السابقة، ويصر على أن تعترف بريطانيا بحق شعبنا في إقامة دولته المستقلة على أرضه وإلا سيظل تاريخ بريطانيا في أذهان شعبنا وجماهير أمتنا والعالم بأسره ملطخاً بالسواد ويثير الاشمئزاز والكراهية عند كل الأجيال المتعاقبة».

السلطة الفلسطينية: تصريحات ماي حول احتفال بريطانيا بمئوية وعد بلفور جهل بحقائق التاريخ ووقاحة سياسية

تقرير لهيئة مقاومة الجدار يؤكد ارتفاعا ملحوظا في وتيرة الاستيطان خلال الشهر الحالي

Posted: 27 Oct 2017 02:22 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»: أصدرت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان تقريراً جديداً كشف أن الاسبوع الثالث من شهر اكتوبر/ تشرين الأول الحالي شهد ارتفاعاً ملحوظا في وتيرة الاستيطان الاستعماري على الأرض الفلسطينية، مقارنة مع الأسابيع والأشهر الماضية. كما أظهر تكثيف اعتداءات سلطات الاحتلال الإسرائيلي وعصابات المستوطنين على الفلسطينيين العزل والمقدسات. 
وجاء في التقرير ان سلطات الاحتلال هدمت ستة منازل ومنشآت للفلسطينيين ثلاثة منها في محافظة القدس والأخرى في محافظة الخليل، طالت تجمعات وبلدات خربة حلاوة وبيت حنينا وحزما. وأخطرت سلطات الاحتلال بهدم منزلين في بلدة سلوان في محافظة القدس. وأصدرت قراراً بوضع اليد على أراض في قرية النبي صالح شمال غرب رام الله الواقعة قرب مستعمرة «حلميش»، بحجة الضرورات الأمنية. 
وصادقت لجنة التخطيط والبناء التابعة لبلدية الاحتلال في القدس على مخطط لبناء 176 وحدة سكنية استيطانية في البؤرة الاستيطانية «نوف تسيون» في قلب حي جبل المكبر في القدس، التي أقيمت في عام 1994 وتسكنها 91 عائلة في سبعة مبان وبذلك تكون مستعمرة «نوف تسيون» الأكبر من نوعها في قلب حي فلسطيني في القدس المحتلة. 
في حين صادقت ما تسمى لجنة التخطيط التابعة لما تسمى الإدارة المدنية التابعة للاحتلال على بناء 3418 وحدة استعمارية، كذلك تمت المصادقة على بناء مستعمرة «عميحاي» قرب «شيلو» شمال رام الله وتضم 102 وحدة استعمارية. 
والجدير ذكره أن وزارة الأمن الإسرائيلية تنوي وضع خطة جديدة تهدف من ورائها إلى ما يسمى «تأمين الحماية للمستعمرين والمستعمرات» في الضفة الغربية المحتلة، من خلال استقطاع مبالغ تصل إلى حوالى 3.3 مليار شيقل من وزارات الاتصالات والإسكان والنقل. 
وتتضمن الخطة ما يلي: خطة أمن على الطرقات: كاميرات عند التقاطعات، ووسائل إلكترونية لرصد ومنع وقوع هجمات، ونشر المزيد من وسائل الإضاءة وتقويتها خاصة في تلك المقاطع المظلمة منها وتغطية خليوية بنشر المزيد من الهوائيات على طول الطرقات التي هي حاليا خارج هذه التغطية، وهو الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا في حالة التعرض لهجوم.
 وورد في الخطة شق سلسلة من الطرقات الالتفافية الجديدة توفر للمستعمرين البدائل لتجاوز المدن والقرى الفلسطينية، وميزانية لزيادة الحماية للحافلات الجديدة ومركبات النقل، ومنطقة أمنية خاصة، ستكون أشبه بـمظلة حماية للمستوطنات «تشمل بناء أسوار ذكية مزودة بكاميرات وأجهزة استشعار لتحديد أماكن تسلل الإرهابيين وإفشال مخططاتهم»، على حد تعبير المصدر. 
وبخصوص اعتداءات المستعمرين رصد التقرير الإسبوعي حوالي 10 هجمات ضد الفلسطينيين العزل وممتلكاتهم خلال موسم قطف الزيتون، اسفرت عن الاعتداء على منازل السكان في أحياء تل الرميدة، والكرنتينا، وجبل الرحمة في البلدة القديمة من مدينة الخليل، واقتحام منطقة «العين الجديدة» الواقعة أسفل تل ارميدة في مدينة الخليل في محاولة للاستيلاء عليها، وإدراجها على الخريطة السياحية الخاصة بالمستعرين. 
وشملت الاعتداءات نصب أسلاك شائكة في أراضي الفلسطينيين في منطقة أم لخوص القريبة من مستعمرتي «بيت يتير» في قرية مسافر يطا جنوب الخليل، واعتداء مستعمري «سيدي بوعز» المقامة على أراضي الفلسطينيين، بالضرب على المزارع إبراهيم محمد سليم صبيح 58 عاما، من بلدة الخضر جنوب بيت لحم. 
وكشف التقرير قيام مستعمرو «عادي عادثمار» بسرقة 200 شجرة زيتون في قرية المغير شرق شمال رام الله»، واقتحام عشرات المستعمرين بلدة كفل حارس في محافظة سلفيت بحجة أداء طقوس دينية، واعتداء مستعمري «حفاة جلعاد» على المزارعة فاطمة عرمان (67 عاما) من قريت جيت بمحافظة قلقيلية وقاموا بطردها من أرضها وألقوا بمحصولها من الزيتون بين الأشواك، وسرقة ثمار 60 شجرة زيتون من أراضي بورين جنوب نابلس مستعمري «جفعات رونيم». 
ولم تتوقف حكومة الاحتلال عن دعم أعمال توسع البناء الاستعماري الاستيطاني الإحتلالي وفرض وقائع على الأرض من شأنها جعل إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة ومتواصلة جغرافيا أمرا مستحيلا، ولتنفيذ سياساتها الاستعمارية تذرعت بكل حيلة وخداع لتضليل الموقف الدولي الرافض للوجود الاستيطاني على الأراضي الفلسطينية. 
ومن خلال متابعة هيئة مقاومة الجدار والاستيطان لهذه الانتهاكات وتحديدًا في قرية النبي صالح قرب رام الله المقام على أراضيها مستعمرة «حلميش واليشع»، نشرت سلطات الاحتلال أمرا بوضع اليد على 4700 متر لأغراض أمنية من أجل إقامة سياج حول المستعمرة، وكما أبلغت الفلسطينيين عن عدم الوصول الى اراضيهم بحجة انها أراضي معلنة كأراضي دولة في عام 1983 والبالغة مساحتها حوالى 2600 دونم، في الوقت نفسه أقام مستعمرو «حلميش» بؤرة استعمارية جديدة على أراضي النبي صالح قرب مستعمرة «حلميش» في 28 يوليو/ تموز الماضي، بذريعة ان العملية تمت في المستعمرة، لكنها فعليا قامت بإغلاق الطرق في تلك المنطقة والتضييق على السكان وترهيبهم وتجريف مساحة واسعة من الأراضي هناك ونصب 16 كرفاناً على تلك الأراضي. ومن خلال المتابعة الميدانية التي تقوم بها الهيئة، تبين أن هناك مخططا سبق تاريخ القيام بالعملية المذكورة بأكثر من شهرين ضمن مخرجات جلسة اللجنة اللوائية للتخطيط في الضفة الغربية ويقضي بإقامة 56 وحدة استعمارية في نفس الموقع مما يدحض ادعاءات الاحتلال بمجريات الأحداث على الأرض، وأن كل ما يجري على الأرض ما هو إلا بدعم وتخطيط من قبل حكومة الاحتلال وشعبة الاستيطان التابعة لمكتب رئيس وزراء حكومة الاحتلال، وقد حصلت الهيئة على محضر اجتماع هذه اللجنة وما نتج عنها من قرارات. 
وأكدت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أن دفع الاحتلال بكل هذه المخططات الاستعمارية في المصادقة على بناء وحدات استعمارية جديدة يمثل اختراقا لكافة الاعراف والقوانين الدولية وعلى رأسها القرار2334  الذي أكد بشكل واضح رفض كل أشكال الوجود الاستعماري الاستيطاني على أراضي الدولة الفلسطينية. وشددت الهيئة على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه، وأنها ستتخذ كافة الإجراءات القانونية على الصعيد المحلي والدولي للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه وفضح ممارسات الاحتلال وكشف أكاذيبه وتضليله للمجتمع الدولي.

تقرير لهيئة مقاومة الجدار يؤكد ارتفاعا ملحوظا في وتيرة الاستيطان خلال الشهر الحالي

فادي أبو سعدى:

«اللامركزيون»… شريحة أردنية جديدة تطالب بامتيازات النخبة وتبحث عن دور ووجاهة سياسية

Posted: 27 Oct 2017 02:21 PM PDT

عمان- «القدس العربي» : المشهد متوقع تماماً…عشرات من أعضاء المجالس اللامركزية الأردنية وبعد أقل من ثلاثة أشهر على نجاحهم في الانتخابات، لديهم طلب «مركزي» بامتياز وموحد ينحصر قبل العمل بـ«سيارات ومخصصات وتأمين صحي درجة أولى وامتيازات».
حتى الحكومة لم تكن تتوقع أن يمضي أعضاء اللامركزية الذين يفترض أن الدولة تحتاجهم مستقبلًا بصرامة إلى هذا المطلب المعيشي، خصوصًا في مرحلة تعلن فيها الحكومة أنها بصدد مشروع تقشف أفقي وعمودي ووسط جدل الكلفة الاجتماعية ورفع الضرائب والأسعار في الشارع.
خلال ثلاثة لقاءات رسمية حتى اللحظة، بعد الانتخابات تم تكثيف خطاب اللامركزيين كما تصفهم بعض أوساط البرلمان في ملف الامتيازات وثمة من يرى من أوساط بيروقراطية أن أعضاء اللامركزية الذين لا يعرف الجميع تقريباً بمن فيهم هم أنفسهم طبيعة واجبهم المحدد وبسبب عدم وجود خبرات سابقة لهم في السياق سيميلون لاعتبار أنفسهم ممثلين جدداً للمجتمع وواجباتهم لا تقل عن واجبات البرلمان المركزي في العاصمة عمّان. وبالتالي سيعمدون إلى تطوير مطالبهم للتساوي مع أعضاء المجلس النيابي ولاحقاً الوزراء.
يمكن في هذا الصدد، ببساطة الانتباه للتزامن المرصود بين خطاب اللامركزيين المُطالب برواتب وتقاعد وامتيازات مالية وسيارات وإعلان رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي المفاجئ «عاصمة إدارية» جديدة للمملكة أنجز مخططها الشمولي. وخطوة الملقي لم تكن تقشفية وأثارت الكثير من النقاش والجدل، خصوصًا وهي تتزامن مع تضخم الميزانية وقرارات الإصلاح الاقتصادي، وبالتالي شكلت حاجة توحي بأن وضع الميزانية مرتاح، ويمكن لأعضاء اللامركزية التقدم بمطالب من هذا النوع. وسبق لوزير البلديات وليد المصري أن أعلن عندما يتعلق الأمر بالمجالس البلدية عدم وجود مخصصات لرفع المكافآت، ويعتقد أن خطط الحكومة تقتضي عدم تلبية مطالب اللامركزيين.
لكن ذلك لا يعني أنهم يستطيعون الإلحاح عليها، وقد ينجزون بعضها فعلاً في حال تصادمهم مع الحكومة، بصفتهم التمثيلية الشعبية منتخبين أولاً، ثم في حال قيامهم بواجبهم الرئيسي المنصوص عليه قانونياً وهو توزيع ميزانية كل محافظة داخلها وفقاً لبرنامج الأولويات النظامي ومن دون سلطة مباشرة للحكومة على المجلس اللامركزي.
تململ اللامركزيين مرات عدة خلال لقاءات نُظمت مع رئيس الوزراء ووزير الداخلية غالب الزعبي في الاتجاه المطلبي، وقد تم لفت أنظارهم للأزمة المالية وصعوبة وضع مخصصات مالية لأغراض قيامهم بواجباتهم. لكن هذه المطالبات قد لا تتوقف خصوصًا أن هذه الشريحة المنتخبة مباشرة من قبل الجمهور تملك قوة معنوية اليوم، وتستطيع المناكفة والشغب في ممارسة معتادة لممثلي الشعب، تحت بند ملاعبة الحكومة سياسيًا لتحصيل امتيازات شخصية منها. يحصل ذلك فيما لم تنظم دورات متخصصة لتثقيف اللامركزيين في القضية الأساسية، حيث سبق لعضو البرلمان الخبير سامح المجالي أن قال لـ»القدس العربي» إن النجاح في مشروع اللامركزية يتطلب الكثير من التأهيل والتدريب، قبل الانتقال للمستوى العملي، الأمر الذي لم يحصل عمليًا لأن الحكومة لم تضعه بعد في حسابها. وعموما تطفو هذه المطالب الشخصية حتى الآن عند الطبقة الطازجة، على بقية الاعتبارات التي لا تزال غامضة عمومًا ومن المنطقي في ظل الانحيازات الاجتماعية المألوفة، وتركيز السلطة على الدفع بممثلي الثقل المناطقي والاجتماعي بدلًا من السياسيين وأصحاب الكفاءات أن تختلط الأوراق على الأقل الآن في تجربة مشروع اللامركزية.
وفي كل الأحوال لا يمكن الحكم على التجربة الآن. لكن سياسيًا؛ الأهم هي تلك الإيحاءات التي تصدر من بعض ممثلي مواقع القرار عن دور التجربة اللامركزية، المحتمل والمتوقع في المجال الحيوي للعبة السياسية الداخلية، وحصريًا على صعيد العمل البرلماني، حيث يتوقع الجميع أن تتجه النية لتقليص عدد أعضاء البرلمان مجددًا والعودة لصيغة برلمان مركزي بـ 80 مقعداً فقط بدلًا من 130.
من المرجح أن إشارة قوية قد صدرت في هذا الإيحاء من وزير الداخلية السابق عضو مجلس الأعيان حسين المجالي، بصيغة اقتراح مطروح للعموم، لكن مصادر «القدس العربي» تفيد بأن المجالي التقط إشارة ما على المستوى المرجعي، لا تبرر بقاء العدد الحالي من أعضاء مجلس النواب، بعدما غطت اللامركزية عبر مجالسها المنتخبة خيارات المجتمع والمناطق على مستوى المحافظات.
الأمر هنا يحتاج مجددا للبحث في مصير ملف قانون الانتخاب، بصورة توحي ضمنًا أن مجالس اللامركزية قد تدفع باتجاه العودة للبحث مجددا في ملف قانون الانتخاب وبعض التعديلات القانونية، وفي بعض المفاصل الدستورية من أجل تسوية الوضع بموجب ما أفرزته تجربة اللامركزية على غموضها المرحلي. وبطبيعة الحال؛ البحث مجدداً بهذه السرعة في ملف تعديلات على قانون الانتخاب يفتح المجال مجدداً أمام مختلف التكهنات والسيناريوهات، والأهم أنه قد يؤدي لفتح نوافذ تَصوَّر الجميع على أنها أغلقت في التجربة الانتخابية الأخيرة، خصوصًا أن المعيار «الإقليمي» يتربص بالبلاد، وقد يؤدي لتغيير المعادلة والمعطيات وفي اتجاهات غير محسوبة.

«اللامركزيون»… شريحة أردنية جديدة تطالب بامتيازات النخبة وتبحث عن دور ووجاهة سياسية

بسام البدارين

بورتريه بالحبر الأبيض

Posted: 27 Oct 2017 02:21 PM PDT

حاولت رسم هذا البورتريه لأول مرة بقلم رصاص وأنا أجلس في زاوية مقهى في قلب القاهرة اسمه بعرة، وقد أطلق هذا الاسم الفنان الراحل رشدي أباظة، كما اطلق تزارا اسم دادا على تيار فني تجريبي في فرنسا أعقب السيريالية، وكلا الاسمين بلا أي دلالة.
في ذلك المقهى يجلس عشرات الكومبارس من الرجال والنساء، ومنهم من هو دوبلير فقط، أي شبيه ممثل مشهور ينوب عنه في المشاهد الخطرة، كالسقوط من سلّم، أو التعرض للضرب أو الغرق، وبالفعل كان هناك من يشبه شكري سرحان إلى حد كبير ومن تشبه سعاد حسني، وتقمّص هؤلاء الدوبليرات أو الأشباه شخصيات النجوم حتى خارج الاستوديوهات، وانتهى الأمر ببعضهم إلى حالة من انفصام الشخصية أو الشيزوفرينيا، فالكومبارس قد يؤدي لدقيقة أو أقل دور باشا تؤدى له التحية وتفتح له الأبواب، ثم يخلع الثوب المستعار والمؤقت ويتقاضى أجرا مقابل ذلك، وهو على الأغلب أجر قليل، وفي حالات التقمص التي تنتهي إلى انفصام يخسر الكومبارس ذاته ولا يصبح الآخر الذي يحاكيه أو يحاول الحلول فيه.
ما حاولت رسمه قبل عدة أعوام بقلم الرصاص أعدت رسمه بالفحم، فلم أفلح، لأن للفحم ذاكرة النار، وما أن تكاثر الدوبليرات وتسللوا إلى الحياة السياسية والثقافية حتى أصبحت محاولة الرسم الثالثة بالحبر الأبيض، لأن المسكوت عنه في مثل هذا المشهد أضعاف المسموح بالتعبير عنه.
وفي السياسة والثقافة لا يكون الكومبارس أو الدوبلير بريئا أو مجرد باحث عن فرصة عمل، ورأس ماله الوحيد هو الشبه بينه وبين ممثل مشهور. فالدوبلير الثقافي يسعى إلى أن يحل مكان الأصل، وأدواته للوصول ليست الموهبة أو بذل الجهد للتحصيل المعرفي، إنها تتلخص في قابليته واستعداده الدائم للاستئجار وعرض الخدمات على الرقيب والمؤسسة، وقد يلجأ إلى محاكاة الصورة النمطية للفنان، أو المثقف، فيطيل شعره ولحيته ويتعمد الإقلاع عن الاستحمام، ظنا منه أن ما كتبه رامبو وفيرلين عن الشعر، كان بفضل مستوطنات القمل في رأس كل منهما، ولا بأس أن يغطي عينيه بنظارة غير طبية ولا يحتاج إليها، وهي على الاغلب مجرد زجاج كزجاج النوافذ.
وقد يستخدم مفردات نابية وجارحة للذوق العام لاعتقاده بأنه بذلك يعلن العصيان على النمطية، ويحق له ما لا يحق لسواه. وقد يحفظ عناوين بعض الكتب عن ظهر قدم وليس عن ظهر قلم أو قلب، وبضعة سطور من مقدمات الكتب أو كلمة الناشر على الغلاف، وهذه مؤونة تكفي لثلاث دقائق على الأقل، وهو ما تحتاجه الفضائيات التي غالبا ما تتذرع بضيق الوقت والفواصل المتعاقبة.
إن رسم بورتريه لشبه مثقف في زمن الإنترنت والإنتركم والإنترناشونال والإنترلوك، لا يمكن إنجازه بالفحم أو قلم الرصاص، لهذا لا بد من استخدام الحبر الأبيض على الأقل لما بين السطور، لأن شبه المثقف هو النقيض الحقيقي للمثقف وليس الأميّ، تماما كما أن شبه الديمقراطية هي نقيض الديمقراطية وليس الديكتاتورية، لأن الأشباه تصادر على ولادة الأصول وتجد من يقدمها بديلا شكلانيا، وفي عالمنا العربي تزدحم ثلاجات النظم والمؤسسات بالأشباه المجمدة، تماما كالدجاج أو اللحوم، وما أن تأزف الحاجة إليها، حتى يتم تسخينها في دقائق بالمايكرويف، وتصبح وجبة جاهزة، لكنها ليست وجبة غذاء، بل وجبة ثقافية زائفة أو إعلاما هو في حقيقته إعلان.
ويذكرنا شبه المثقف بنساء أفرغهن الاستلاب من آدميتهن، فأصبحن العدو الراديكالي لنساء يكدحن لتحرير أنفسهن من العبودية المزدوجة، ومن بيوت الدمى، كما وصفها المسرحي أبسن في إحدى مسرحياته الشهيرة، ولأن الشبيه طيّع ورخو وقابل لإعادة تشكيله حسب الطلب، بحيث يكون مرة غزالا ومرة قردا أو ثورا، فهو سلعة رائجة.
وغالبا ما يزداد الطلب عليه حين تصاب النظم والمؤسسات بالاختناق من المثقفين بالمعنى العضوي والتاريخي، لكنه رغم اصطناع سمت المثقف يتحول إلى كاريكاتير، وأحيانا يصبح بليادشو، يثير السخرية والضحك وهو يستهدف البكاء أو يستجديه من عيون سامعيه ومشاهديه، خصوصا أن معجم مفرداته لا يزيد عن عدد أعواد الثقاب في علبة كبريت، فهو لا يغير في سياق كلامه غير اسم الممدوح أو المهجو، ولو قدمت عينة من كتاباته بعد حذف بضع مفردات لتلامذة المدارس الابتدائية وطلب منهم أن يملأوا الفراغ لفعلوا ذلك بكل يسر!
إن المحنة الكبرى في ثقافتنا، بل في مجمل حياتنا هي اللجوء إلى الدوبليرات والأشباه ليحلوا مكان الأصول، ويسدوا فراغا على طريقة ذر الرماد في العيون. وحين كانت محاولة رسم بورتريه لأحد هؤلاء بالقلم الرصاص أو الفحم ممكنة لم يعد عددهم قد تضاعف إلى هذا الحد الذي يهدد العملة الجيدة بالطرد، فهناك الآن مزارع لاستنباتهم وتفريخهم كالسمك في ماء آسن، فأين هو النقد الجدير بهذه الصفة كي يفض الاشتباك بين الماء والسراب وبين الورد البلاستيكي وورد الربيع، وبين أحصنة السيرك والخيول البرية؟ خصوصا بعد أن عمّ الظلام وأصبح البقر كله أسود كما يقول هيغل.

٭ كاتب أردني

بورتريه بالحبر الأبيض

خيري منصور

المشير والخديوي توفيق وسر العاصمة الخضراء!

Posted: 27 Oct 2017 02:20 PM PDT

نبدأ بالقول رغم التعتيم الواضح والاختراق شبه المؤكد من جانب جماعات مسلحة أمكنها تنفيذ عملية إرهابية كبيرة في صحراء مصر الغربية ومحيط الواحات البحرية؛ التابعة لمحافظة الجيزة، وامتداد جنوب غربي وشمال غربي محافظة القاهرة. وتمت هذه العملية بتنظيم وحجم غير مسبوق؛ أدى إلى إحساس عام وطاغ بالحزن والإحباط الشديد بين قطاعات عريضة من المواطنين؛ من مختلف الأوساط في ربوع الوادي والدلتا، وفي هذا الظرف المأساوي لا يسعنا إلا أن نقدم خالص العزاء إلى أهالي وذوي الضحايا؛ من رجال أمن ومدنيين، ومشاركتهم أحزانهم وأتراحهم، والدعاء لهم بأن يتغمدهم الله بواسع رحمته وأن يغفر لهم، ويعوضهم خيرا.
وكم بحت أصوات وهي تنبه إلى خطورة وحدانية الحلول الأمنية والاعتماد المطلق عليها.. وهو ما رسخ ما وصفناه بنهج «التأديب والانتقام والتضييق» في تعامل «المشير» مع مختلف القوى الوطنية والشعبية بلا استثناء، وعادت الدولة إلى أسوأ مما كانت عليه أيام الرئيس المخلوع حسني مبارك، وتجاوزت في وطأتها ما كان يجري تحت إدارة ثلاثي حبيب العادلي، وزير الداخلية الأسبق، وجمال مبارك «الرئيس الموازي»، واحمد عز أمين تنظيم «الحزب الوطني المنحل» وامبراطور الحديد ومزور انتخابات 2010، التي عجلت بقيام الثورة. والحلول الأمنية أتت بنتائج عكسية؛ من موت السياسة وغياب الرشد الوطني وفقدان الحس الاجتماعي والشعور الإنساني، وبسبب ذلك استمر توالد الفشل وكانت وما زالت كل مصيبة تلد أخرى.
ومن الواضح أن سقوط هؤلاء الضحايا لم يكن قصورا فرديا، وكانوا ضحايا إدارة فاشلة ودولة عاجزة؛ تعاند الحق والشعب والتاريخ والمنطق والقانون؛ كانوا ضحايا ذلك قبل أن يكونوا ضحايا الإرهاب والعنف المسلح.. وتعَوَّد الناس على أن ذلك العناد لا يقبل نصحا ولا فهما أو مراجعة، ولا تصحيحا أو محاسبة.. ولهذا تكرر وسوف يتكرر ما بقي الوضع على ما هو عليه. وهم لا يحسبون حسابا لشعب أو قانون أو رأي عام أو صراخ أو شكوى، فكل ذلك من الممنوعات؛ ليبقى هناك صوت واحد وشخص واحد يستحوذ على كل المشهد الرسمي والإعلامي؟
وكما أشرنا في مقال «المشير في الأمم المتحدة.. سياحة أم سياسة؟!» الشهر الماضي بأن «المشير» أعطى الأولوية للسياحة على السياسة في رحلاته الكثيرة، ولم تتأجل زيارته الأخيرة لفرنسا؛ تعبيرا عن أي قدر من المشاركة في الأحزان على من سقطوا غدرا، ولم يتحمل الانتظار حتى يبرد دم الضحايا، كما يقول أهلنا البسطاء الطيبون، وذهب وكأن شيئا لم يكن، والجهد المبذول لإحلال السياحة محل السياسة يكتمل مع جهد آخر لتشويه التاريخ وإلغاء الذاكرة الوطنية، وهناك فريق من مدعي العمل الجامعي والأكاديمي يتولى هذه المهمة في نصف القرن الأخير، وآخرهم «أكاديمي» تخصص في الطعن في التاريخ، ويتبنى مقولات الحقبة الاستعمارية، ومولع بلغة ومفردات الغزاة والمحتلين وطابورهم الخامس، وفرغ من مدة من الطعن في الدين المسيحي ليثير ضجة اتهم فيها الناصر صلاح الدين الأيوبي بأنه من أحقر شخصيات التاريخ، واستدار على الزعيم أحمد عرابي، وادعى أنه «لم يقف أمام الخديوي ولم يقل لقد خلقنا الله أحرارًا ولم يخلقنا عبيدا، وأن عرابي سبب احتلال مصر 70 عامًا». ولم يسأل نفسه عن أسباب الحكم على الزعيم أحمد عرابي بالسجن المؤبد، والنفي إلى جزيرة «سرنديب» بسيلان (سريلانكا الآن).
والحقيقة أن عرابي وقف ضد اضطهاد الضباط والعسكريين المصريين، وضد سوء الأحوال الاقتصادية، وعبء فوائد الديون الباهظة التي تسددها مصر للدول الأجنبية، وقاوم التدخل الأجنبي في شؤون مصر الداخلية والخارجية، ورفض نظم المراقبة الثنائية (الفرنسية البريطانية) على «الميزانية الخديوية»؛ بحجة تسديد الديون. وتأسس «صندوق الدين» نتيجة ضغوط فرنسية لتحصيل المبالغ المطلوبة من المصالح الحكومية والمديريات مباشرة؛ ضرائب الدخان، ومكوس الملح، وإيرادات الأطيان (الأراضي الزراعية)، ورسوم عبور الجسور والكبارى وعائد النقل النهري، وهكذا. وهو نفس الدور الذي يقوم به «صندوق النقد الدولي» في إفلاس مصر وإخضاعها للنفوذ الأجنبي.
و«صندوق الدين» أول مؤسسة استعمارية أوروبية؛ تنشأ بغرض التدخل فى شؤون مصر وفرض الوصاية عليها، وكان دولة داخل الدولة. وفى أيار/مايو 1876 أصدر الخديوي مرسوماً بتحويل ديون مصر وديون الدائرة السنية إلى دين واحد سمى بالدين الموحد وقدره 91 مليون جنيه إسترليني بفائدة 7 في المئة وكانت ديونا طويلة الأجل؛ أُضيفت إلى الديون قصيرة الأجل؛ في نفس الوقت صدر مرسوم آخر بانشاء «مجلس أعلى للمالية»؛ نصفه من الأجانب والنصف الآخر من المصريين، وعددهم عشرة أعضاء، ورئيس يعينه الخديوى، ويراقب ذلك المجلس إيرادات ومصروفات الحكومة، ويدقق حساباتها، ووضع هذا النظام السكك الحديدية وميناء الإسكندرية تحت إدارة لجنة مختلطة، وفرض رقابة أوروبية كاملة على الميزانية المصرية. وما أشبه الليلة بالبارحة!، وكان ذلك من أسباب اندلاع الثورة العرابية.
وهكذا كانت وقفة عرابي الخالدة في مواجهة الخديوي توفيق وخطبته الشهيرة ورد عليها الخديوي بعنجهية قائلا: «هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائي وأجدادي، وما انتم إلا عبيد إحساناتنا». وكان رد احمد عرابي: «لقد خلقنا الله أحرارًا ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا؛ فوالله الذي لا إله إلا هو، لا نُورَّث، ولا نُستعبَد بعد اليوم». ثم يأتي من يتحدى التاريخ المدون والموثق مساهمة منه في إلغاء الذاكرة الوطنية وطمس الهوية القومية.
وإذا ما تأملنا الصورة نجد النهج التوفيقي (نسبة إلى الخديوي توفيق)، الذي استمر على خطى والده محملا بالديون، ونهجه شبيه إلى حد كبير بنهج «المشير»، الذي يمد يده لكل من هب ودب طلبا للمال، وقام بالفعل برهن البلاد ومستقبل الأجيال الحاضرة والقادمة لحساب «صندوق النقد الدولي»، وكان «صندوق الدين» خطوة مهدت للاحتلال البريطاني، وعليه لم يكن عرابي هو السبب، وكانت سياسات التبديد الحمقاء والديون المفتوحة بلا سقف هي التي أدت إلى كارثة الاحتلال، ووقتها كانت هناك امبراطورية عثمانية تحتضر، ومصر تخضع لها اسميا، وكانت «القارة العربية» من مشرقها إلى مغربها قسمة بين دول أوروبا، وفاز بها في النهاية الثنائي البريطاني الفرنسي، وكان قد بدأ بالاستيطان الفرنسي للجزائر في 1830. بعد مناوشات دموية بين القوتين العظميين في ذلك الوقت.
إهانات «المشير» وما يقوم به من «تأديب وانتقام وتضييق» تجاوز الحدود، وفاق ما قام به الخديوي توفيق.. وما حفلت به أحاديث «المشير» الفرنسية تخطى كلام الخديوي بكثير. و«المشير» دائم التحقير من شأن المصريين، ورغم ذلك يقيم من جيوبهم؛ سواء بالدفع المباشر أو بالاقتراض «عاصمة خضراء» أخرى؛ على غرار المنطقة أو «العاصمة الخضراء» لعراق ما بعد الغزو، وهدفها إبعاد الغزاة ورجالهم عن الشعب وحمايتهم من غضبه.. وأعتاد «المشير» إقامة مشاريع «شخصية»؛ توصف بالمشاريع القومية والتنموية!!.. أليس هو مَن دمر العملة الوطنية وأفقر أكثر من نصف الشعب بقرار واحد صدر في لحظة، ويبدو أنه يلعب دور غورباتشوف؛ آخر رئيس سوفييتي، وكانت مهمته إسقاط الإتحاد السوفييتي السابق.

٭ كاتب من مصر

المشير والخديوي توفيق وسر العاصمة الخضراء!

محمد عبد الحكم دياب

عين لينينية على الجامعات البريطانية

Posted: 27 Oct 2017 02:19 PM PDT

أثناء الأيام الماضية تردد اسم لينين كثيرا في بريطانيا، ولكن ليس للسبب المتوقع، أي حلول الذكرى المئوية للثورة الروسية التي كان لينين زعيمها والتي لولاه لربما ما كان البلاشفة ليتمكنوا من الاستحواذ عليها. ليس هذا هو السبب وإنما سبب تردد اسم لينين هو أن أحد أعضاء مجلس العموم من حزب المحافظين قد وجه رسالة إلى رؤساء الجامعات البريطانية يطلب أسماء الأساتذة والمحاضرين الذين يخصصون، في إطار مادة العلاقات الدولية أو الدراسات الأوروبية، دروسا ومحاضرات لموضوع البركسيت. كما يطلب تفاصيل عن المحاضرات وروابطها على الانترنت. فماذا كان رد فعل الجامعيين؟ أعرب الكثيرون عن استغرابهم لمجرد إمكانية وقوع مثل هذه الحادثة في بريطانيا وأعلنوا استنكارهم لهذه «الأساليب اللينينية». ولعل رئيس جامعة أوكسفورد اللورد كريس باتن، الذي كان آخر حاكم بريطاني لولاية هونغ كونغ قبل أن تعود إلى السيادة الصينية عام 1997،قد كان أفصحهم وألذعهم عندما قال لهيئة الإذاعة البريطانية إن هذه الرسالة التي بعثها البرلماني كريس تاتون-هاريس، المعروف بتعصبه لقضية البركسيت، إلى رؤساء الجامعات إنما هي «نموذج خارق للعادة عن سلوك سخيف ومستنكر، بل إنها ضرب من اللينينية العدوانية الحمقاء».
الأمر اللافت للنظر هو أن معظم المعلقين من الجامعيين والساسة والصحافيين قد استخدموا الوصف التهجيني ذاته لاستنكار هذا المسلك: إنه مسلك لينيني. حتى لكأنهم قد اتفقوا على هذا الوصم مسبقا! ولعل الاستثناء الوحيد هو ذلك الذي تمثل في استخدام وصف الماكارثية. وهذا أمر مفهوم، باعتبار أن الصورة الشائعة عن لينين في الغرب هي أنه المنظّر الأول لنزعة التحكم والمراقبة والسيطرة التوتاليتارية (أن تكون الدولة عينا على الجميع)، وما تفرع عنها من أجهزة بوليس الفكر والثقافة (أي إجهاض التفكير قبل أن يصل إلى مستوى التعبير). وكان الفيلسوف السلوفيني المعروف سلافوي جيجيك قد حاول قبل أعوام، في كتاب بعنوان «الثورة على الأبواب»، تصحيح هذه الصورة والمجادلة بأن لينين مفكر مرهف الحس التاريخي بحكم تشبعه بالمنطق الهيغلي. ولكن لا يبدو أن جيجيك قد أقنع أحدا.
عدّ الجامعيون رسالة عضو مجلس العموم اعتداء على الحريات الأكاديمية، حيث اقتبس نائب رئيس جامعة وورستر ديفيد غرين قولة شهيرة لتشرشل، فأعلن: إننا لن نستسلم أبدا، بل سنتصدى لسلطة الاستبداد! ولكن مؤيدي البركسيت أعربوا عن مخاوفهم من تعرض الطلاب لعمليات غسيل دماغ من قبل الأساتذة والمحاضرين الذين بينت استطلاعات الرأي العام أن أكثر من ثمانين بالمائة منهم صوتوا لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي. ولكن جواب اللورد باتن على هذه المسألة كان مفحما، حيث تساءل عن معنى التحيّز وغسيل الدماغ في ضوء الحقيقة الاجتماعية التي كشفها الاستفتاء، وهي أن الأغلبية الساحقة من مؤيدي البقاء في الاتحاد الأوروبي هم أولا من الشباب، وثانيا من الشرائح الاجتماعية التي حظيت بالدراسة الجامعية، أما مؤيدو البركسيت فإن أغلبيتهم الساحقة من المتقدمين في السن ومن الشرائح التي لا يتجاوز تعليمها مستوى الدراسة الثانوية.
وقد اضطر وزير الدولة للشؤون الجامعية جو جونسون إلى القول إنه ما كان ينبغي لهاتون-هاريس أن يبعث هذه الرسالة، مع أنه فعل ذلك بصفته الشخصية وليس نيابة عن الحكومة، وأضاف أن بواعث الرجل أكاديمية بحتة، حيث أن من الوارد أن تؤدي أبحاثه إلى تأليف كتاب عن البركسيت! معقول… لمن عنده الاستعداد للسماع، كما يقول التعبير الفرنسي. أما الواقع فهو أن هنالك نوعا من الهستيريا لدى النخبة البركسيتية، بعد أن بينت الاستطلاعات أن كثيرا ممن صوتوا لصالح البركسيت قد أصبحوا نادمين، وأن ثلاثة أرباع الرأي العام تعتبر أن أداء الحكومة البريطانية في مفاوضات البركسيت رديء، وأن بعض القوى السياسية، وفي طليعتها الحزب الديمقراطي الليبرالي، بدأت تعد العدة لحشد التأييد لعقد استفتاء ثان لأنها موقنة أن نتيجته ستكون لصالح البقاء ضمن الاتحاد. وليس أدل على ضلال البركسيتيين من أن ثلاثة من أعرق الساسة المحافظين التاتشريين، هم مايكل هازلتاين وكنث كلارك وكريس باتن، مؤمنون جميعا بأن مستقبل بريطانيا داخل الاتحاد أفضل من مستقبلها خارجه، أيا كان المعيار.
٭ كاتب تونسي

عين لينينية على الجامعات البريطانية

مالك التريكي

«الأصبع الإسرائيلي»

Posted: 27 Oct 2017 02:19 PM PDT

الأنظمة ومن يدور في فلكها من المطبلين والشيوخ الكسبة والمنتفعين والمتأسرلين وغيرهم، للأسف لا يتعلمون، بل لا يريدون التعلم لا من تجاربهم ولا من تجارب غيرهم، والدليل الحي هو «الأصبع الإسرائيلي في عين أبو ظبي».
وعين ابو ظبي هي عين حاكمها الفعلي محمد بن زايد، رحم الله والده الشيخ زايد آل نهيان، الذي كان يطلق عليه «حكيم العرب» وما كان ليقبل بما يفعله ابنه بالانفتاح على دولة الاحتلال أمنيا وغير ذلك، على حساب الشعب الفلسطيني المحتل. فرغم الاتصالات السرية القوية مع دولة الإمارات خلال حكمه، فإن دولة الاحتلال لم ترحم محمد بن زايد ولم تقدر وضعه، ولا رغبته في التطبيع معها على نار هادئة.. فجازته بهجوم لاذع شنته وزيرة الثقافة والرياضة والشباب الاسرائيلية، ميري ريغيف، على امارة ابو ظبي.
وللتعريف فريغيف هي من حزب الليكود الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو، الذي يروج المطبعون الخليجيون، تبريرا للتغييرات التطبيعية في سياساتهم، لقدرته على تحقيق «السلام»، ظنا منهم أن اليمين المتطرف في إسرائيل هو الجهة الوحيدة القادرة على تحقيق ما فشلت في تحقيقه حكومات حزب العمل، التي تدعي العمل من أجل السلام.
هذا الاعتقاد الخاطئ نابع من تجربة معاهدة كامب ديفيد بين مصر السادات وإسرائيل مناحيم بيغن، ذلك الارهابي القاتل حتى بمقاييس دولة الانتداب بريطانيا، التي ظل بالنسبة لها ارهابيا مطلوبا حتى بعد تسلمه مقاليد السلطة عام 1977. ولكن الأوضاع في حينها تختلف عما نحن فيه الآن، فليس هناك ما يستدعي اسرائيل في الوقت الحاضر، أن تدخل تجربة «سلام» ثانية، بعد نجاحها في إخراج مصر من الصف العربي، إذا كان بإمكانها إخراج النظام العربي الرسمي عامة والخليجي خاصة، من المعادلة بدون حاجة لتقديم أي تنازلات في الموضوع الفلسطيني.
وما قالته ريغيف يتعلق بمسابقة رياضية غير واضحة المعالم، استضافتها إمارة أبو ظبي تحت ستار من السرية والكتمان. والضجة التي اثارتها ريغيف وفضحت فيها مضيفي المسابقة الرياضية سببه التعتيم، حسب زعمها، الذي فرضه المسؤولون في إمارة ابوظبي على البعثة الرياضية الإسرائيلية ومنعها من رفع علمها عاليا، وعزف نشيدها القومي خلال المسابقة. ولسوء حظ ابوظبي أن الفريق الرياضي الإسرائيلي فاز بميدالية ذهبية وأخرى برونزية في مباريات الجودو، التي وصفتهما ريغيف بـ«إصبع في عين أبو ظبي». وقالت محتجة أن العلم والنشيد القومي الإسرائيليين يرتفعان عاليا في كل مكان، ما عدا في مرافق أبو ظبي التي وصفتها بـ«منصة الظلمة والإقصاء» المنافية للروح الرياضية الأوليمبية. وتابعت «من ظن أنه يمكن إذلال إسرائيل فقد تلقى إصبعا إسرائيليا في العين»، رغم أن القناة الإسرائيلية العاشرة كانت تبث وقائع المباراتين نقلا مباشرا من أبوظبي.
الإمارات أرادت العمل بهدوء في تطوير علاقاتها مع دولة الاحتلال، وهذا لم يرض اسرائيل التي تريد حكومتها أن تخرج إلى العلن بالعلاقات مع دول عربية، وتحديدا خليجية، تفاخر نتنياهو غير مرة بأن هناك علاقات قوية تربطها بإسرائيل، هذا أولا، وثانيا أن تثبت للعالم أن ربط حل القضية الفلسطينية بالتطبيع مع الدول العربية والاسلامية، كما تنص مبادرة السلام الغربية غير صحيح، لأن العلاقات والتطبيع قائمان فعلا.
الأنظمة الغربية فعلا لا تتعلم ولا تريد أن تتعلم… فرغم تجربة المطبعين السعوديين، الذين زار بعضهم دولة الاحتلال ممثلين بأنور عشقي، الذي تحول من جنرال إلى رئيس مركز أبحاث في جدة، رغم هذه التجربة الفاشلة، فتح أحد زبانية البلاط البحريني، وهو حسب تقديم القناة له باحث وكاتب سياسي اسمه عبد الله الجنيد، وهو كما يبدو جديدا على الصنعة، فتح خط اتصال بين تل أبيب والعاصمة البحرينية المنامة. وبثت القناة الإسرائيلية العاشرة مقابلة مع هذا الباحث، الذي قال عنه محلل الشؤون العربية في القناة العاشرة تسفيكا يحزقيلي، إنه «صحافي بلاط العائلة المالكة» في البحرين التي تدعو للتطبيع مع إسرائيل، وتدين من يرفضه كما نقل على لسان الملك عيسى بن حمد آل خليفة. وأن هذا الصحافي «تلقى أمرا بالتحدث إلى وسيلة إعلام إسرائيلية».
وحسب يحزقيلي المعروف بكراهيته للعرب عموما والفلسطينيين خصوصا، وهو من خريجي المؤسسة الاستخباراتية الإسرائيلية، فقد عبر الجنيد عن سعادته بالحديث معه، وبدأ الحديث بديباجة التهديد الإيراني المباشر على الأمن القومي لإسرائيل ودول خليجية، قبل أن يجره يحزقيلي للحديث عن حركة حماس و«إرهابها» وتهديدها لإسرائيل، عندئذ قال صحافي البلاط البحريني بما معناه هذا شأنكم… وزاد شارحا أسباب قبول حماس للمصالحة، وكأن يحزقيلي بحاجة إلى شخص مثله ليفسر له مبررات المصالحة بين حماس وفتح. وفي ما يفهم منه حث على ضرب المقاومة، قال الجنيد إنه «الآن دوركم. حماس لم تتصالح مع منظمة التحرير الفلسطينية، إلا بعد أن تم عزلها عن ممولها الأساسي، طرفي الإخوان المسلمين، وأقصد تركيا وقطر. وعندما تحقق ذلك وجدت أن عليها إعادة تقييم موقفها السياسي فانفتحت وتصالحت».
وكأن صورة الانفتاح على اسرائيل، لا تكتمل الا باكتمال أضلاع مثلث التحالف الخليجي الجديد. وحسبما رشح من أخبار مصدرها إسرائيلي، فإن هناك تعاونا بين إسرائيل والسعودية في مشروع «مدينة المستقبل» التي يخطط العهد السعودي الجديد لإقامتها، كمحاولة للانفتاح على العالم الخارجي، بربطها مع مصر، عبر جسر طوله عشرة كيلومترات فوق البحر الأحمر. إذ ليس هناك وسيلة لإقامة مثل هذا الجسر إلا بموافقة إسرائيل، التي منحها اتفاق كامب ديفيد طريقا للوصول للبحر الأحمر.
ومن شأن الجسر المقترح إغلاق هذا الطريق. لذلك يرى يورام ميطال، رئيس مركز حاييم هرتسوغ لدراسات الشرق الأوسط في جامعة بن غوريون في النقب، أن موافقة اسرائيل على المشروع مسألة حاسمة. ويرجح أن تكون الرياض وتل ابيب قد ناقشتا العلاقات بينهما وإنشاء هذا الجسر عبر قنوات سرية. وهناك من يربط بين هذا المشروع، وما أشيع إسرائيليا أيضا عن زيارة سرية لتل أبيب قام بها أمير في البلاط السعودي قالت مصادر اعلامية انه ولي العهد محمد بن سلمان، وبعد ستة اسابيع من الخبر،نفت السعودية النبأ.
لكن ما لا يعرفه اصحاب مشروع مدينة المستقبل، أن المياه لا تجري دوما كما تشتهي السفن. فمن قبلها شقت اسرائيل بعد اتفاق اوسلو ما سمته طريق السلام، الذي كانت تأمل أن يوصل تل ابيب بعمان والعواصم العربية من ورائها.. ولكنها في النهاية أفشلت السلام وأفشلت طريقه. والضوء الاخضر الذي حصل عليه مخططو مدينة المستقبل لن يكون نهاية المطاف ولن يكون الضمانة لنجاحه.
وأخيرا هل يمكن أن يأتي اليوم الذين نصبح فيه قادرين على التعلم واستيعاب العبر مما يدور ويقال من حولنا؟
التجارب السابقة تؤكد أننا تجاوزنا خط التعلم ووصلنا حد العجز. فمحاولات التطبيع التي تقوم بها أنظمة وأفراد بدفع من حكوماتهم، واللهث وراء رضى دولة الاحتلال بدون مقابل، وبحجج واهية لا تقنع حتى اصحابها ومردديها، تؤكد أن هؤلاء حقا قطعوا الخط الاحمر منذ زمن ولا مجال للعودة إلى الوراء، لاسيما في موضوع التطبيع مع دولة الاحتلال التي يرى فيها البعض المنقذ لهم من «البعبع الايراني». باختصار ليس لاسرائيل صاحب ولا كبير سوى اسرائيل نفسها، فحتى الولايات المتحدة الراعي الاكبر والمدافع الأول عن كل ممارسات الاحتلال المخالفة لكل القوانين والشرائع الدولية، لا تأتمن اسرائيل جانبها، فتزرع في أجهزتها الأمنية الجواسيس والعملاء العاملين لحسابها من امثال جوناثان بولارد. واسرائيل التي تحتل أرض شعب بكامله وترفض الانصياع لنصائح الاصدقاء بالمطلق، لن يردعها رادع بفضح حتى المتعاونين معها وكشف عوراتهم، لاتفه الاسباب، اذا كان في ذلك مكسب لها على المدى القصير طالما تعرف جيدا أن مكاسبها على المدى البعيد محفوظة والنسيان كفيل بها والفضل في ذلك يعود إلى قصر ذاكرة العرب.
نتمنى على اخواننا الخليجيين المتلهفين للتطبيع مع دولة الاحتلال وكسب ودها ورضاها بحجج واهية عدة، أن يلتقطوا الأنفاس قليلا وان يتعلموا كيف يسوقون انفسهم وتطبيعهم ويرفعوا سقف أثمانهم.. فكلما زاد الثمن ارتفعت قيمتهم… ولكن من يبيع نفسه برخص فسيبقى رخيصا.
كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»

«الأصبع الإسرائيلي»

علي الصالح

سيادة الرئيس: ماذا يوجد لديك؟

Posted: 27 Oct 2017 02:18 PM PDT

عديدةٌ هي الأمثلة والمناسبات التي خرج فيها رئيسٌ ما أو مسؤولٌ رفيع كرئيس وزارةٍ أو وزير خارجية عن النص فانفعل خارجاً عن النص أو التصور المعد للقاء أو مؤتمرٍ صحافي، فصرح بما يجب إخفاؤه، أو بما هو غير لائق.وقد يعتبر رؤساؤه ومراقبوه من هيئاتٍ تمثيلية وجمهور ذلك كبوة جوادٍ كفءٍ بصفةٍ عامة.
الآن، ومع صعود شخصياتٍ شعبوية واحتلال بعضها صدارة المشهد السياسي العالمي، وعلى رأسها دونالد ترامب بغوغائيته، وما يتبدى من انعدام المسؤولية لديه وحساب تبعات كثيرٍ من تصريحاته الاستفزازية، كالتي طالت رئيس كوريا الشمالية مثلاً، فيبدو أننا دخلنا مرحلة تفرز فيها التناقضات الاجتماعية في أعتى الديمقراطيات الرأسمالية رؤساء حمقى.
بطبيعة الحال في منطقتنا من العالم، المبتلاة بالطغاة حيث لا مراقبة ولا رادع، فإن تلك الأمثلة متوفرة، من مثيل العقيد القذافي الذي عودنا على غريب الملبس ومستهجن السلوك ومدهش الأفكار والتصريحات، بل والكتابات. كثيراً ما فعلها أيضاً الرئيس المخلوع مبارك، الذي كان بحق مضرباً للمثل في انعدام الكياسة والتصريحات التي تفضح بدون مواربة شح ذكائه وضحالة ثقافته.
بيد أن العذر الوحيد لدى هؤلاء (إن كان هناك عذر) فكونهم أمضوا عقوداً في السلطة ولم تلح في الأفق، حين كانوا يتباسطون بوادر سخطٍ شعبي يهدد أنظمتهم المستقرة على الحديد والنار، ناهيك عن ثوراتٍ قريبة لم تغب بعد عن الذاكرة.
والأمر يختلف تماماً مع السيسي، الذي ما انفك يفاجئنا بتصريحاته وآرائه التي أسارع بأن أؤكد أنني كثيراً ما أتفق معه في بعض أوجهها، لكن صوب أغراضٍ ونهاياتٍ مختلفة، بل متعارضة تماماً.
ومع تكرار تلك النماذج لا يظل الموضوع في خانة الكبوة وزلة اللسان، بل يصبح نمطاً وأسلوباً مميزاً لا بد أن يؤخذ بجدية، كتعبيرٍ صريحٍ عن مكنون أفكاره ورؤيته لذاته ودورها ولبلده ومنطقته وثقافتها ولتصوراته عن العالم. فهو كما أثبتت الأيام والمواقف لم يكن مبالغاً على الإطلاق حين خرج علينا باعترافه أو بشارته بأن «الله خلقه طبيباً» وأن الفلاسفة (الذين أسارع بالتذكير بأنه لم يسم أياً منهم) شهدوا له بذلك، بل هو على أشد قناعةٍ بذلك. تصريحه المدهش في المؤتمر الصحافي الذي عقده أخيراً مع ماكرون يشهد لا بذلك فحسب، بل بأنه لا يقيم أي اعتبارٍ لمغزى كلامه بما يضر بقضيته قبل كل شيء، ويكشف ما يسعى كل ديكتاتور جاهداً ومكابراً لنفيه وإخفائه.
لقد أذهلنا جميعاً حين انفعل بصدد تساؤلٍ عن ملف حقوق الإنسان، الأسود المزري البائس بكل معاني الكلمة، فرد محذراً أو ناهياً عن قصر حقوق الإنسان على الحقوق السياسية فقط، ثم عدد حقوقاً أخرى كالتعليم الجيد، والعلاج الجيد، والتوظيف والإسكان الجيد ثم أجابٍ على كلٍ من هذه المناحي بأننا، أو مصر، ليس لديها أيٌ منها.
لا فض فوك سيادة الرئيس، وأحسبها المرة الأولى التي أتفق معك فيها تماماً، ولعلها المرة الأولى التي تلتقي فيها مع معارضيك، المسجونين منهم ومن ينتظرون دورهم.
فكل تلك بكل تأكيد حقوق أساسية وأصيلة للإنسان في العيش الكريم والعلاج الآدمي والتعليم الجيد، بالإضافة للكرامة وحرية التعبير والتجمع وسائر الحقوق السياسية، لكن ما الذي تريد إثباته بالضبط، حين تؤكد على غياب كل ذلك؟ أهو الفشل التام؟ ثم ما كان منه سوى أن ختم بأن مصر ليست في أوروبا (كشفٌ جغرافي آخر- فتحٌ علمي ) و»إحنا في منطقة أخرى»!
تجدني بعد الإصابة بذهولٍ أعجزني عن التعليق أعود فأتدبر كلماته، التي إن كانت أحدثت رد فعلٍ معاكس تماماً لأغراضه، إلا أنها أفصحت بشكل صارخٍ عن رؤية النظام والطبقة الحاكمة، بأدوات عنفها من جيش وشرطةٍ ومنظومة استخبارٍ عن شعبنا (أو شعوبنا) ومكاننا في العالم. فالرجل يقر بأننا خارج التاريخ، مفتقدون لكل أساسيات الحياة الإنسانية الكريمة، وبالتالي فلا داعي للتشبث بحقٍ سياسي، في حين أن الحاجيات اليومية للبقاء البدائي، الحيواني ومجرد- فوق- حيواني مفتقدة. كما أنها تكشف ذلك التعالي الذي تكنه تلك التركيبة الحاكمة للناس، فهم وفقاً للتعريف دون الرجل الأوروبي الأبيض المتحقق ذي التراكم الحضاري، الذي يستحق بموجبه حقوقاً لا شأن لأوباش شعوبنا بالتطلع إليها، فنحن في مكانٍ آخر نعيش زمناً آخر، وعوضاً عن الاضطلاع بمحاولة اللحاق بذلك الغرب المتطور الخارق، فالرجل قصر الشر والهمة على تقرير ذلك الواقع، ولما كان الشعب المصري مفتقداً الحياة المادية الكريمة فلا غرو ولا معنى للمطالبة بحقوقه السياسية ـ فليبق حيث هو من الدونية وليرض بنصيبه ذاك ويريح السيسي ونظامه ومنتفعيه من وجع الرأس.
الأكثر إهانةً في ذلك أن تلك الدعاوى تتلاقى مع إحدى وجهات النظر الغربية، أو رؤيةٍ لنقل، في صعودٍ الآن ترى أن محاولات زرع الديمقراطية في شعوبنا غير مجدية، كونها غير متجذرةٍ في ثقافتنا، وبالتالي فهي تلفظها، لاسيما وأن كل محاولات التدخل بدءاً بالضغط لفتح المجال العام، والسماح بقدرٍ من التعددية، وانتهاءً بالتدخل العسكري السافر لفرض أنظمةٍ ديمقراطية (لا السرقة على حد زعمهم) باءت بالفشل وتسببت في كوارث زلزلت المنطقة، وأخلت بميزان القوى، وعلى ذلك فإن متبني وجهة النظر تلك يصلون إلى قناعة بأن هذه المنطقة وتلك الشعوب لا يصلح لها سوى الرجال الأقوياء/ قاطعي الطريق الذين يسوقوننا كالمواشي بالسياط، ويضمنون «السلم العالمي» – تدفق البترول والملاحة ومشتريات السلاح على رأس أشياءٍ أخرى.
لست هنا بصدد تفنيد تلك التلفيقات والأكاذيب، بما تشمله من تحايلٍ على الوقائع وخلطٍ للتاريخ، لكن يكفي أن أشير إلى ما تحمله تلك الرؤية من نظرةٍ استعلائية واستعماريةٍ لنا. والشاهد أن الحكومات الغربية الخائفة من التغيير في بلداننا لأسباب عديدة، التي تئن مرتبكةً تحت ثقل موجات الفارين واللاجئين تتعامل معنا الآن وفق تلك النظرة التي قد يراها بعضهم واقعية براغماتية على أحسن الافتراضات، فقد أثبت السيسي أنه الرجل القوي على الأرض، يملك مفاتيح الدولة العميقة وقد أسكت الأصوات المعارضة بمنتهى القسوة، فنجد أن بلداً كفرنسا تحديداً غلب المصالح على المبادئ (بفرض أنها وُجدت أساساً) مع صفقات السلاح الضخمة، وما قد صاحبها بكل تأكيدٍ من هدايا وإكرامياتٍ ورشى فوق الطاولة وتحتها.
كثيراً ما تثور في حلقات النقاش أسئلةٌ (يرددها كثيرٌ من العامة تحت وطأة الإعلام) عن العلاقة بين الديمقراطية والنجاح والتقدم، وهل هي ضرورة ولازمة كشرط؟ وبغض النظر عن الإجابة المعتادة عن كون الديمقراطية الحقيقية تضع حدوداً وتكبح جموح المجانين الخ، فلا بد من الاعتراف بأن العلاقة ليست بهذه البساطة. ليس لأن النموذج الغربي في ما تسمى بالديمقراطيات الأعرق ها هي تبرز إلى السطح الآن إشكالياتها ومدى عدم تطابقها مع القطاعات التي تزعم تمثيلها، ولكن لأن هناك أمثلة لنجاحاتٍ في مناحٍ عديدة دون الديمقراطية، فالصين يقيناً ليست ديمقراطية وأبعد ما تكون عنها، إلا أنها باليقين نفسه ناجحة اقتصادياً، بمعنى تحقيق تراكم رأس المال، وكذلك الحال مع روسيا ذات السجل الأسود في حقوق الإنسان، إلا أنها ناجحة سياسياً والأمثلة عديدة. هؤلاء مبدئياً ينفون عن أنفسهم الديكتاتورية والاستبداد، لكن تساق نماذج النجاح تلك كبديلٍ أو تعويضٍ عن الحرية السياسية.
لكن وفقاً للسيسي فنحن ليس لدينا شيءٌ، فهو يبشرنا بأننا، على كل ذلك القمع، فاشلون في كل المناحي ورصيدنا كبشر ناقص في كل ما يفصلنا ويسمو بنا كبشر فوق الحيوانات، ونحن أيضاً خارج التاريخ، وقد فاته أن يشير إلى انعدام الكفاءة العسكرية بدليل حادث الواحات الأخير. لا أعلم لماذا لا يلتزم بالنص وهل هناك مستشارون؟ أيستمع لهم أحياناً؟
غير أنه يستعد لفترةٍ رئاسيةٍ أخرى، وهو باقٍ، ليكمل مسيرة الإنجازات: لا سياسية، لا صحة، لا إسكان، لا عمل.
الغريب حقيقةً هو أن أحداً من الصحافيين الأجانب، أي أولئك الذين لا يستطيع حبسهم، لم يتطوع فيسأله: سيادة الرئيس، إذا لم يكن لديكم في مصر حقوق إنسان، ولا تعليم جيد، ولا إسكان جيد، ولا توظيف فما الذي يوجد لديك بالضبط؟
كاتب مصري

سيادة الرئيس: ماذا يوجد لديك؟

د. يحيى مصطفى كامل

ويظل وجه الكويت مشرقا

Posted: 27 Oct 2017 02:18 PM PDT

في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي المنعقد في أواسط الشهر الحالي (أكتوبر 2017) وفي مدينة سانت بطرسبورغ في روسيا، قدّمت لجنة حقوق الإنسان في الاتحاد الأوروبي تقريراً ادانت فيه تصرفات إسرائيل في اعتقال اعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني والتنكيل بهم، فاعترض المندوب الاسرائيلي على ذلك التقرير.
وهنا طلب الكلام الاخ مرزوق الغانم، رئيس مجلس الأمة الكويتي، فأُعطيَ 45 ثانية للرد، فشكر اللجنة على تقريرها، ثمّ انقضّ على الوفد الإسرائيلي واصفاً إياه ببرلمان الاحتلال، ودولة تمارس أخطر أنواع الإرهاب، وهو إرهاب الدولة، وطلب من الوفد الإسرائيلي مغادرة القاعة صارخاً في وجوههم «يا قتلة الأطفال».
وانسحب الوفد الإسرائيلي يجرجر أذيال خزيه وعاره، وسط تصفيق حاد داخل قاعة المؤتمر دعماً للموقف الكويتي الشجاع.
وباعتبار الأخ مروزوق الغانم هو رئيس مجلس الامة الكويتي، فإنه ينطق ويصرح ويهاجم باسم الشعب الكويتي، وباعتباره جاء في انتخابات حرّة نزيهة (وهي الوحيدة في العالم العربي التي تحمل هذه الصفات)، وجاء إلى رئاسة المجلس لمرتين متتاليتين بدون تنسيقات أمنيّة (وهو الوحيد في العالم العربي الذي يأتي باختيار حرّ بدون تنسيق أمني)، فإنه كان يعبر عن أعمق وأصدق مشاعر الشعب الكويتي الذي، رغم المطبّات، ظل متمسكاً بواجبه القومي تجاه القضية الفلسطينية بدون مِنّة، ولم تخدعه طروحات زائفه مثل السلام مع العدو الاسرائيلي. وما زالت الكويت، شعباً وحكومة، تقف بين أقرانها من العرب والخليجيين، وتحمل وجهاً مشرقاً وفيّاً لتاريخه ولالتزامه.
ولم يكن موقف رئيس الوفد البرلماني الكويتي في سانت بطرسبورغ طارئاً أو استثنائياً، بل هو حلقة في سلسلة طويلة من المواقف المشرّفة والجريئة للكويت. إن واجب الوفاء يقتضي التذكير بأن أول حملة تبرعات لدعم الثوره الفلسطينية عام 1936 جرت في الكويت وقادها المرحومان عبد العزيز الصقر ورفيقه الدائم، عبد العزيز الفليج، وهما من أبرز الوجوه الوطنية الكويتية ومن أشدّهم التصاقاً بالقضية الفلسطينية. وإن أول بذور حركة «فتح» زرعت في الكويت وأينعت فيها. وبالمناسبة، لابدّ أن قيادات «فتح» تذكر أنه أثناء أحداث أيلول المحزنة، التي جرت في عمان عام 1970، لم ينقذ حياة الأخ ياسر عرفات الاّ عباءة الشيخ سعد العبد الله الصباح، رئيس الوزراء الكويتي ورئيس البعثة التي انتدبتها القمة العربية لفض الخلاف بين منظمة التحرير والحكومة الأردنية. ومن المهم الإشارة إلى أن القرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1975، الذي ساوى الصهيونية بالعنصرية، هو صناعة كويتية. وكان الشيخ صباح الأحمد، أمير الكويت الحالي ووزير الخارجية آنئذٍ، قد ألقى ثقله الدبلوماسي لاستصدار ذلك القرار.
وحين اجتاحت مدرعات ارييل شارون عام 2002 مناطق السلطة الفلسطينية إلى أن حاصرت المرحوم ياسر عرفات في مقرّه في مبنى المقاطعه في رام الله، وفرضت اسرائيل والولايات المتحده الامريكية حصاراً قاتلاً عليه وقطعت الاتصال به، لم تكن الاّ الكويت التي اخترقت ذلك الحصار، حيث اتصل به وزير الإعلام الكويتي آنئذٍ وعبرّ له عن دعم الكويت له ولصمود شعبه. وفي هذا المقام يجب القول إن الكويت، وهي تتصل مع ياسر عرفات في حصاره، كانت تمشي على جرحها وتجاهلت موقف عرفات المشين من تأييده جريمة غزو الكويت التي ارتكبها صدام حسين في 2/8/1990. وما ذاك التصرف إلاّ دلالة على الوعي بأن الأولويه تظل للقضية الفلسطينية.
ولم يكن موقف الكويت من فلسطين استثناءً لسلوكها القومي، ذلك أن أول بعثة إنسانية وصلت إلى العراق بعد تحرير الكويت كانت بعثة الصليب الأحمر الكويتي، حيث الحس الوطني كان يفرض معونة الإخوه العراقيين الذين لا ذنب لهم جراء جرائم النظام العراقي. وليس غريباً أن نرى اليوم أن الشعب اليمني، وهو يصارع الموت والدمار والخراب من الطائرات الحربية الشقيقة التي لا تطير إلاّ لدمار اليمن، لا تصله المعونات الإنسانية إلاّ من الكويت، حيث ما زالت تسير «حملة الكويت إلى جانبكم» توزع معوناتها على أهلنا في اليمن المنكوب، وتعيد ترميم المدارس والمستشفيات وحيثما كان ذلك ممكناً.
ومن المهم استذكار موقف الكويت في طرد الوفد البرلماني الإسرائيلي في سياق تغلغل تطبيعي عربي وخليجي مع دولة العدوان والفاشية. إننا نقرأ عن مغازلات نشيطة بين بعض الدول الخليجية واسرائيل، وعلمنا أن زيارات تتمّ لإسرائيل على مستوى عالٍ من قبل مسؤولين خليجيين، وبدأنا نطالع في بعض الصحف الخليجية مقالات تبرر محاولات «العشق» الجديد مع دولة الاحتلال، وكأن هذه الدول لم تدرس تجربة مصر والأردن ومنظمة التحرير مع هذا الكيان العدواني. وتسوّق بعض الإقلام أن الخطر الإيراني يبرر هذا «العشق» مع إسرائيل، وفي ذلك قصور في الادراك وفساد في الرأي. ولو كانت هذه الدول حريصة على درء ما تسميه «الخطر الإيراني» لكان أولى بها ان تنهج مناهج أقلّ خزياً من التعامل مع مؤسسة عدوانية عنصريه قامت باقتلاع شعب كامل وتهجيره، ولها تاريخ طويل وثابت من الخداع والمراوغة. إن موقف مرزوق الغانم جاء لطمة لكل هذه المواقف المعيبة وتصويبا لهذه المسارات الخاطئة؛ بل إنه موقف ينير الطريق إلى «العاشقين الجدد» لعلهم يدركون العار الذي يلحق بهم.

في مجرد 45 ثانية أثار موقف الوفد الكويتي موجة عارمة من ردود الفعل الشعبية على نطاق العالم العربي، وجميعها شعرت بالنشوة والفخار بهذا التصرف الشجاع من وفد دولة عربية صغيرة. إن ردة الفعل القوية تدلل على أن طروحات التطبيع التي تحاول بعض المؤسسات الرسمية العربية أن تسوقها وتبررها أمام الشارع العربي، هي مجرد أوهام لا أساس لها في الضمير الشعبي. وعلى «عاشقي» التطبيع أن يدرسوا تجربة التطبيع في مصر، التي لم تستطع الدولة بكامل أجهزتها من حماية البعثة الإسرائيلية في القاهره حين اجتاحتها الجماهير اثناء ثورة 2011. وعليهم أن يدرسوا تجربة التطبيع في الأردن، التي تجلّت أثناء وقوف الأردنيين لنصرة الأقصى في المعركة الأخيرة، وكانت تلك وقفة جماهيرية من أقصى البوادي الى وسط الحواضر، حيث ألغت مدينة السلط عرساً تضامناً مع أهلنا في القدس. ونذكر الوقفة البطولية للجماهير الاردنية وقت ارتكاب جريمة قتل اردنيين قرب السفارة الاسرائيلية من قبل رجل أمن اسرائيلي. ولو درس «العاشقون الجدد» تجربة منظمة التحرير في ظل اتفاقيات أوسلو، لأدركوا عمق النفق الذي حفرته إسرائيل للقادة الفلسطينيين، وما زالوا يتلمسون طريق الخروج منه بعد مرور ربع قرن، وما زالوا في التيه.
إن 45 ثانية عمر وقفة الوفد الكويتي، أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك في أن الموقف العربي، ولاسيما الشعبي منه، من هذا العدو الفاشي موقف عميق وأصيل وثابت، فالتحيه لمرزوق الغانم الذي حافظ على وجه الكويت المضيء…. دوماً.
كاتب فلسطيني

ويظل وجه الكويت مشرقا

د. انيس فوزي قاسم

مقاتلو التنظيمات الجهادية الأجانب نتاج أزمات بلدانهم

Posted: 27 Oct 2017 02:17 PM PDT

تركز الأوساط الإعلامية الغربية كثيرا على مسألة الجهاديين الأجانب، الذين وفدوا من البلدان الاوروبية، للانضمام لصفوف التنظيمات الجهادية في سوريا، ومن يتابع الاهتمام الغربي بهذه المسألة، يظن أن تنظيمات كـ«الدولة» و«النصرة» قائمة بالكامل على العناصر الوافدة من خارج الساحة المحلية في العراق وسوريا، بينما وجودهم الكمي والنوعي محدود، وفق كل الاعتبارات، لكن التركيز الغربي على هذه المسألة، يرجع لأنها مسألة تخص الامن الداخلي لهذه البلدان الغربية.
ولا يشكل هذا العامل الأجنبي، معطى جوهريا أو بنيويا في الدوافع التي أدت لنشوء التنظيمات الجهادية في المشرق العربي، لأنها في العمق، مرتبطة بنزاع أهلي محلي بالدرجة الأولى، أكثر منه مشروعا عالميا جهاديا، كما يتردد في الخطابات الإنشائية لهذه الجماعات.
ولو نظرنا لخريطة المواقع التي وفد منها المقاتلون الأجانب من الدول الأوروبية، لوجدنا معظمهم، ينتمون لمناطق ومجتمعات، لديها إلى حد ما، أزمات داخلية محلية مع المحيط الغربي، كالأحياء المغاربية في ضواحي باريس وبلجيكا، بحيث قال وزير الداخلية البلجيكي، عقب إحدى الهجمات، إن بعض المسلمين البلجيكيين احتفلوا بالتفجيرات الدامية التي وقعت في البلاد، معتبرا أن اندماجهم مع السكان الاصليين يواجه الفشل.
ولهذا فإن، كثرة التركيز على مسألة المقاتلين الأجانب، تعبر عن هموم أوروبية أمنية داخلية، تتعلق بمدى تأثير هذه العناصر، على تأجيج النعرات داخل المجتمعات المحلية التي ينتمون لها عند عودتهم، أو قدرتهم على جذب عناصر مؤيدة لأفكارهم، تنفذ عمليات إرهابية في أوروبا، وهذا التخوف له مبرراته، بدليل أن الأغلبية الساحقة من منفذي الهجمات الانتحارية والتخريبية في هذه الدول الاوروبية، هم من ابناء المجتمعات الإسلامية الاوروبية، الذين رغم ولادتهم ونشأتهم في بلدان غربية، إلا أن واقعهم المحلي جعلهم مهيئين لقبول أفكار متطرفة تدفعهم لشن هجمات على مواطنيهم المدنيين.
لذلك فإن معالجة هذه الظاهرة، تبدأ من معالجة الأزمة المحلية للمسلمين في بعض المناطق بالبلدان الاوروبية، فهي التي تغذي وتخلق عناصر متطرفة، وبالمقابل فإن اندماج ونجاح تعايش الاقليات المسلمة، سواء المغاربية أو غيرها ، في أوروبا، سيكون الضامن الاول لحماية أمن اوروبا من هذه العناصر، وليس الإجراءات البوليسية التقنية التقليدية، وهي ليست مهمة صعبة في ظل وجود أكثرية من المسلمين الاوروبيين، يشعرون بالانتماء لقيم البلدان التي لجأوا إليها، خاصة أولئك الذين هاجروا طلبا للأمن والعدالة الاجتماعية، بعد تعرضهم لقمع بلدانهم الام، وهم في كثير من البلدان، أكثر تعاونا أمنيا مع سلطات بلدانهم ضد العناصر الجهادية، ويمكن أن تسمع تصريحات لمسؤولين وسياسيين أوروبيين تقر بهذا الامر، ومن ضمنها مثلا، أن البلاغات المسبقة، التي وصلت للشرطة البريطانية عن أحد منفذي اعتداءات لندن الاخيرة، كانت جميعها بلاغات من محيطه المسلم حيث يقيم في لندن.
ومن الواضح أن نسبة حواضن التطرف في المجتمعات الاسلامية في اوروبا محدودة للغاية، ولكن سياسات الدول الغربية المتدخلة عسكريا في البلدان العربية، والمؤيدة لانظمة قمعية عربية، أو الداعمة لأطراف دون غيرها في النزاعات الاهلية الطائفية، هي ما تذكي الشعور بالغضب لدى بعض مسلمي اوروبا، وتؤسس لشرخ كبير، وهذا ما قاله العديد من السياسيين الاوروبيين المعارضين لسياسات حكوماتهم، كزعيم المعارضة البريطانية جيرمي كوربين،الذي أرجع أسباب الهجمات الانتقامية في بلاده، لسياسات التدخل العسكري في العراق وسوريا.
بلا شك أن الخطاب الاسلاموي العابر الذي ألهم العناصر الاجنبية، روجته جماعات جهادية خارج اوروبا، لكن هذه الافكار لن تلقى صدى في نفوس المجتمعات في اوروبا، بدون وجود مسببات لأزمة محلية اوروبية، تتقاطع مع هذا الخطاب بنقاط المظلومية والسياسات الحكومية تجاه بلدان الشرق الاوسط، لذلك فان الوافدين من اوروبا كانوا في بعض الاحيان اكثر تطرفا وأكثر طوباوية في الطرح الإسلاموي، من عناصر التنظيم الجهادي المحليين، لأن دوافعهم المحلية الاوروبية قذفتهم في بيئة محلية أخرى، أنتجت اعضاء اخرين في تنظيمات محلية جهادية، وهذا ما يظهر بطريقة اوضح، مع العناصر الاجنبية على ساحة العراق وسوريا القادمين من تونس، فهم اشتهروا بالتعصب الشديد، كردة فعل على قمع حكومات بلدانهم للتدين على مدى عقود، وكان لهم دور في اكثر حملات الانشقاق عن تنظيم الدولة فيما يعرف بالحالة الحازمية، نتيجة اقتناعهم بمدرسة تكفيرية تصل لتكفير معظم المسلمين، وكل الذين سكنوا في مناطق تنظيم «الدولة» و»النصرة» بعد ثورة سوريا، وحتى مناطق تنظيم «القاعدة» بالعراق منذ عام 2003، جميعهم يتفقون على أن هؤلاء العناصر كانوا في كثير من الاحيان، أكثر تشددا حتى من العناصر القيادية المحلية الجهادية في العراق وسوريا، ورغم الخطاب الأيديولوجي الاممي الذي يظهر مشتركا بينهم، الا انه ليس سوى خطاب. 
كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»

مقاتلو التنظيمات الجهادية الأجانب نتاج أزمات بلدانهم

وائل عصام

الأمة الجاهلة ضد الفلسفة

Posted: 27 Oct 2017 02:17 PM PDT

إذا كان كل من دعا إلى الكفر فهو كافر، فإن كل من دعا إلى نبذ العقل فهو جاهل، وانطلاقا من هذه المعادلة سنوجه إلى تلك العقول النمطية التي لا تفهم الأدلة البرهانية، بل تقتصر على الأمثال والأدلة الموجودة في النصوص المقدسة، إنها تسخر نفسها للعقيدة الساذجة من أجل أن تحمي نفسها بشراسة العامة، في مواجهة تلك النخبة من المفكرين والفلاسفة والعلماء. ولذلك أضحت الفلسفة تهمة: «لأن من يقرأ الفلسفة ويشتغل بعلم التنجيم أطلقت العامة عليه إسم زنديق . . . فان زلَّ في شبهة رجموه بالحجارة أو حرقوه قبل أن يصل أمره للسلطان أو يقتله السلطان تقرباً لقلوب العامة» ؟ فإلى اي مدى ظل هذا الفكر التكفيري الجامد يسري في الجسد المغربي كالسلطان؟. ومن يمثله الآن؟. الا تكون تلك التيارات العدمية التي تمارس الهيمنة السياسية والسلطة الانضباطية مرعبة لكل فكر تنويري؟.
من الحكمة ان نعترف بأن الصراع بين محبة الحكمة وعلم الكلام، قد انتهى بسيطرة الأشاعرة على الفلاسفة، وتمكنوا من الهيمنة على السلطة الروحية، ولذلك قاموا بتوجيه كل مؤسسات الدولة نحو التقليد والخرافة والعقل الأسطوري، ومن المؤسف أن هذا التوجه. ظل سائداً في المغرب إلى يومنا هذا، مما حكم على النهضة العقلانية بالإنهيار، ولم يعد بإمكاننا مقاومة هذا التيار الشرس لأنه يتحكم في كل شيء، السلطة والمال، ويستطيع أن يدمر كل من يعارضه.
هكذا تم تغيير النهضة العقلانية بالنهضة الكلامية، وعوض أن تكون هويتنا رشدية أصبحت أشعرية، وبما أن هذا القدر الحزين أحدث ثقباً في الكينونة، فإنه من الصعب على الفيلسوف أن يرمم هذه الثقوب، ويوجه إلى مصدر ذلك النور الفطري الذي ينمو فيه العقل بلغة ديكارت، حين يثب وجوده انطلاقاً من الفكر: «أنا موجود بلا ريب، لأنني إقتنعت، او لأنني فكرت بشيء، ولمن لا أدري، قد يكون هناك مضل شديد القوة والمكر، يبذل كل مهارته لتضليلي دائما .. فليضلني ما يشاء. إنه عاجز، أبدا عن أن يجعلني لا شيء، ما دمت أفكر». والحال أن هذا الفيلسوف قد إستطاع لوحده أن يخوض ثورة العقل، من أجل تأسيس نهضة الفكر. لأنه كان شجاعاً، لكن من جاءت هذه الثقة في العقل؟ وما هو هذا الشيء الذي يفكر؟، وهل يستطيع كل إنسان أن يتذوق هذا المقام ؟ وما المانع من النظر إلى الإنسان كحيوان عاقل؟
لنفترض الآن أن ديكارت قد إنبعث في هذه الأمة، فهل يستطيع تحريرها من هذا الثقل الثيولوجي، من أجل أن تثبت وجودها. من خلال الفكر؟ ام أنه سيفشل كلما فشل من قبل ابن رشد والرشدية .التي خاضت معركة حقيقية مع التيار الكلامي الذي تسلل إلى السلطة السياسية وأمسى يتحكم في المؤسسات العلمية والدينية، ويظهر بواسطة تقنيات الضبط ، من أجل الاخضاع ذلك أن هذه الاشعرية الجديدة تحولت إلى أخطبوط يتحكم في الجامعات والمؤسسات التعليمية، والتشريعية، والحكومية منتشرة في كل الامكنة، وليس لها من هدف سوى الانحطاط وقمع الفكر التنويري .
لا أمل لنا إذن، ومع ذلك نقاتل، وننتظر شروق شمس الأنوار، ومولد الوعي بالذات، عسى أن تتحقق تلك الاحلام الرشدية الناعمة، عندما كان نسيمها يحمل رائحة الوجود والفكر . هكذا سيظهر الإنسان المواطن بالمعنى الذي يعطيه التنوير للمواطن وهو: «خروج الإنسان من حالة القصور الفكري إلى الرشد» عندما يصبح العقل العام والعقل الخاص في تناغم، أي أن يضع كل واحد منهما نفسه في خدمة الآخر، بيد أن مغادرة الإنسان للقصور الفكر الذي اقترفه في حق نفسه، لا يتم إلا بالمعرفة والحرية، حرية الاستخدام العلني للعقل في كل الأمور: «ولكي يستخدم الإنسان عقله عليه أن يتخطى الكسل والجبن وحكم الأوصياء ممثلا في كتاب والطبيب ورجل الدين، وعليه أن يتجاوز حالة القصور التي أصبحت طبيعته ملازمة له».
والحال أن الأوضاع الراهنة تشكل صدمة للتنوير مادام أن الناس لا يزالون بعيدين عن إستخدام عقولهم المثقلة إستخداما صالحاً واثقاً بدون توجيه غيرهم، وأنهم ليسوا على إستعداد لذلك، ومع ذلك يمكن القول إن هناك تحولات في التاريخ المعاصر، تسعى إلى تحقيق هذا الهدف، وبإمكاننا أن نحلم بعصر التنوير عندنا . فكيف تكون الوصاية في أمور الدين هي السبب في القصور الفكري الذي يعتقل الانسان في المغرب الراهن ؟، ومن يمارس هذه الوصاية ؟، وكيف يمكن تحرير الانسان منها ؟.
من أجل أن يعامل الإنسان معاملة تليق بكرامته، ينبغي عليه إستعادة حريته: «وأنه لا خوف على الأمن العام ووحدة المجتمع من إطلاق الحرية، فلا خطر في الحرية وفي إستعمال الناس لعقولهم، على أن هذا يتطلب وجود دولة قوية وعقلانية « ، لكن الوصاية في أمور الدين هي أشد أنواع الوصاية ضرراً وإمتهاناً لكرامة الإنسان، لأنها لا تساير الوصاية في العلوم والفنون والفلسفة، ولذلك لا تترك للإنسان الحرية في إستعمال عقله، بل تحاصره بالواجب الديني والأخلاقي، لأن هدفها الإخضاع والطاعة، والذي يطيع لا يستعمل عقله أو بالأحرى يفقد عقله، مما يبعده عن سيرورة التنوير التي تعلم الناس الحق في التفكير كما ينبغي، والخضوع للواجب كما يجب . ومعنى ذلك الابتعاد عن الطاعة العمياء التي يروج لها الحزب الديني، والسلطة الانضباطية .
لكن كيف يمكن تحقيق الحرية من هؤلاء الأوصياء ؟، بل كيف يمكن للإنسان أن يكتشف نفسه؟، هل من خلال الاعتقاد بأنه ولد حراً ؟، أم لأنه يملك العقل كأثمن كنز؟. فبالمعرفة نتحرر، ذلك أن بلوغ شاطئ الحرية يتم عبر مركب المعرفة، فلا حرية بدون معرفة: «كن حراً ولا تخف، واحترام حرية الغير». وعلى هذا الأساس تقوم نظرية الدولة المدنية العقلانية، لأنها تحكم بالحرية، بل جعلت منها طريقة للعيش والحياة، لأن الإنسان محكوم عليه بالحرية . وبما أن الإدارة الحرة تشيد بالذات الناقدة، فإنه هذه الذات هي التي تقوم بنشر التنوير، الذي يكون دائما نتيجة الفلسفة النقدية، شعارها التحرير من خلال المعرفة.
ومهما يكن التنوير مرعباً للأرواح الثيولوجية، فإنه لا يتخلى عن أخلاقيات الحرية باسم العقلانية النقدية، لأن التعليم يقود الناس إلى إحترام القانون والواجب الأخلاقي، على عكس الجهل الذي يؤدي إلى التطرف، وعدم الايمان بالمعرفة والتعدد الثقافي، فمحاربة الفقر بالعلم هي محاربة للفقر والجهل معاً، أما إحداث صندوق التضامن مع الفقراء وحرمانهم من التربية والتعليم، فإنه برميل بلا قعر، يهدد المجتمع بالانفجار .
وربما هذا هو شعار المرحلة، التي تتهرب من العقلانية النقدية، كما لو كانت هي الدواء الأعظم للاستبداد السياسي . ذلك أن الذين يحكمون لا يعرفون بأن الحل هو النهضة العقلانية، ولن تكون سوى رشدية، فالمدرسة الرشدية ممكنة في المغرب، لأنها بدأت، وينبغي ان تستمر، وهي قادرة على تدمير الظلام، وفتح المجال أمام التنوير . ولذلك لا بد من الانتقال المطلق من الذات الثيولوجية التي تعلم الناس الجبن والكسل إلى الذات الناقدة ومسؤوليتها العلمية والأخلاقية، هكذا ستقود ثورة إصلاح التعليم، لا كشعار سياسي زائف بل كغاية أنبل لفلسفة التنوير لأن الظلامي ينشر الظلام، والتنويري ينشر التنوير، فأيهما أقرب إلى النهضة العقلانية؟، وكيف يمكن لمن جعل المغرب آخر المراتب أن يحكم ؟، ولماذا أن الذات الناقدة تظل مهمشة ؟، الا يكون من السخرية ان نحاور الغرب بعقل ثيولوجي ؟، ونخفي العقل الأنواري ؟، بل لماذا يتم تهميش الانطولوجيا التاريخية ؟ وبما أن الفكر لا يمكن أن يبدع الحقيقة، ولا أن يكشفها، إلا بمقدار مثوله في العقل، فإنه سيظل محروماً من الحقيقة إذا لم يتحرر العقل من سجن التيار الاسطوري، فوحدة الفكر والعقل لا تتحقق بدون ظهور الحرية، التي لا زالت تختفي وراء قناع الثيولوجية، هكذا ستظل المعرفة في عزلة، والإنسان في شقاء، مما سيعجل بانهيار هذه الأمة ثقافياً وفكرياً، وانبعاثها في التراث الميت، من أجل أن تنتج أرواحاً ميتة.

كاتب مغربي

الأمة الجاهلة ضد الفلسفة

عزيز الحدادي

لطفي بوشناق لـ«القدس العربي»: لا أطمع في منصب أو سلطة لذلك أغني ما أؤمن به

Posted: 27 Oct 2017 02:16 PM PDT

القاهرة – «القدس العربي» : قليلون هم الفنانون الذين يلتزمون بالتعبير عن قضايا أوطانهم ويجعلونها همهم الرئيسي، ومنهم الفنان التونسي الكبير لطفي بوشناق، الذي يجمع بين الابداع والصوت الجميل وبين التعبير عن نبض جماهير الوطن لعربي، صدقه جعله يصل الى قلوب الناس وحقق انتشارا واسعا في الوطن العربي من خلال عدد من الأغنيات على رأسها «لاموني اللي غاروا مني»، ورغم أنها ليست أغنيته إلا أنها منحته ومنحها نجاحا كبيرا، وكانت جواز مرور الى قلوب الجماهير العربية، قدم بعدها عددا من الأغاني الناجحة أيضا الى أن وصل الى أغنية «خذوا الكراسي واعطوني الوطن»، التي تفاعل معها الجمهور وأبكت الشعوب العربية لأنها جاءت معبرة عن حال الوطن العربي.
بوشناق كرم مؤخرا في مهرجان الفنون والفولكلور الأفرو – صيني في مصر. حول هذا التكريم ورأيه في ما وصل إليه حال الغناء في الوطن العربي وخطواته المقبلة كان لنا هذا الحوار:
■بداية نرحب بك، ونرجو أن نعرف ماذا يعني لك هذا التكريم؟
ـ التكريم في مصر شرف لأي فنان عربي، لأن مصر صاحبة الريادة الفنية في المنطقة العربية كلها، وكلنا تعلمنا من الفن المصري، وأنا شخصيا تعلمت وتأثرت بكثير من الفنانين المصريين، منهم سيد درويش وصالح عبد الحي وأم كلثوم وصولا لمحمد الموجي وبليغ حمدي وأحمد صدقي، الذي كان له فضل كبير في «دلال حبيبي» ومسيرتي الفنية، ولحن لي أغنيتين هما «دلال حبيبي» و«ايه جرى للناس»، وكذلك سيد مكاوي، الذي غنيت من ألحانه «كل مرة لما أوعدك»، لذا فالتكريم في مصر له طعم خاص.
■ لكن البعض يرى أن الريادة الفينة ذهبت الى دول الخليج ولبنان الآن؟
ـ هذا ليس صحيحا بالمرة فمصر هي صاحبة 8000 سنة حضارة وثقافة وفن، شاء من شاء وأبى من أبي، ستظل صاحبة الريادة في الوطن العربي، بتاريخها وحضارتها وفنونها وثقافتها وشعبها.

الحياد ممنوع على الفنان
في هذا الوقت

■ هناك رأي يرى أن الفنان يجب أن يلتزم الحياد حتى لا يخسر جزءا من جمهوره، خاصة في هذا الوقت الذي تنقسم فيه الأراء حول كثير من الأمور؟
ـ من لا موقف له لا وجود له، والفن برأيي لا بد أن يعبر عن قضايا الوطن، ولا بد أن يعبر الفنان عن رأيه تجاه هذه القضايا، ولا يهمه بعد ذلك إن كان سيكسب جمهورا معينا أم سيخسره، فالأهم بالنسبة لي ألا أخجل من نفسي عندما انظر في المرآة، ولا أبحث أبدا عن ارضاء الجمهور علي حساب موقفي، فأنا عاجلا أم آجلا سأذهب الى القبر ولن يبقى لي سوى فني ومواقفي وملعون كل من يشاهد الأخطاء ولا يتحدث عنها، فذلك لا يرضي الله ولا يرضي الانسانية، والصدق هو أفضل وسيلة للفنان إلى قلب الجمهور. أنا لا أبحث عن موقع في هذه الساحة بقدر ما أبحث عن موقف وعمل يذكره لي التاريخ، لأن كل من عليها فان، وارضاء الناس غاية لا تدرك، المهم أن أكون صادقا في التعبير عن مواقفي، خاصة أن الفن يلعب دورا كبيرا ولا بد من استغلاله.

العرب يعيشون أسوأ مراحل تاريخهم

■ وما هو هذا الدور في رأيك؟
ـ الأمة العربية تعيش أسوأ حالاتها من آلاف السنين فلا نملك سلاحا ولا تكنولوجيا تضاهي الغرب، الثقافة والفن هو السلاح الوحيد، الذي تبقي في يد العرب لاثبات الهوية وتوصيل الرسالة وتلميع الصورة ودعم الثورات، ولو نظرنا لأمريكا، رغم قوتها الاقتصادية فانها تعتمد في الدرجة الأولى على الثقافة لبسط سيطرتها ونفوذها على العالم، والأغنية شاركت على مر التاريخ في تبليغ رسالة الشعوب المضطهدة وفي دعم الثورات من أجل الحرية والعدالة والاستقلال.
■ بمناسبة مهرجان الفنون والفلكلور الأفر- وصيني، كيف ترى هذه المهرجانات، وهل تلعب دورا في النهوض بالفن العربي؟
ـ هذه المهرجانات هامة جدا من وجهة نظري، ذلك أنها تحافظ على الفن الأصيل، لذلك أناشد المسؤولين الاكثار من هذه المهرجانات باختلاف مستوياتها، فلا يمكن بناء الأمم إلا من خلال الثقافة والفنون، فهي ترهف الاحساس وتثقل الروح وتهيىء الإنسان للحرية والحب ونحن بأمس الحاجة في هذه الظروف الى الحب والتسامح والعمل والانضبط.
كانت دائما تقدم أوبريتات يشارك فيها فنانون من جميع أرجاء الوطن العربي، لكنها اختفت مؤخرا، فما هو سبب اختفائها برأيك، وهل تفضل عودتها والمشاركة فيها؟
بالتأكيد أتمنى عودة هذه الأوبريتات والمشاركة فيها لأنها تلعب دورا كبيرا في تجميع الشعوب العربية على الكلمة إلا أنها تحتاج الى ميزانيات كبيرة، والميزانيا المخصصة للفنون والثقافة في الوطن العربي قليلة جدا.
«لاموني اللي غاروا مني»:
كانت وجه السعد لي

■ كنت من المطربين القلائل في المغرب العربي الذين حققوا شهرة في مصر قبل المجيء اليها من خلال أغنية تونسية وهي «لاموني اللي غاروا مني»، فهل كنت تتوقع نجاحها بهذا الشكل؟
ـ هذه الأغنية للمطرب التونسي الهادي الجميل، وأنا أحبها بشدة وقررت إعادة تقديمها مرة أخرى، ولم أكن أتوقع لها هذا النجاح الكبير، وهو شيء الهي.

الجمهور لا يستمع سوى لـ 20٪لما أقدمه

■ لك أغنيات كثيرة ناجحة، ولكن الأغنية الأخيرة «خذوا المناصب والمكاسب وادوني الوطن» نجاحا أكبر وأبكت شعوب الوطن العربي، فهل تفكر في تقديم أغنيات مشابهة؟
ـ أنا عندي طيلة الوقت أغنيات تتحدث عن حال الشعوب العربية، ولكن الجمهور العربي لا يعرف عني ولا يستمع من الأغاني التي قدمتها سوى الى 20 % فقط، وهذه الأغنية حققت هذا النجاح لأنها وصلت عبر الصورة.
ونحن نعيش عصر الصوت والصورة وأنا مقل في تصوير أغنياتي، ولكنه ليس تقصيرا مني، لكن اختياراتي الفنية لا تتماشى مع الاختيارات، التي تفرضها شركات الانتاج، فأنا أرفض تصوير الكليبات التي تقترحها الشركات، حيث أظهر ومعي 4 فتيات جميلات على حمام سباحة أو ما شابه، وأنا أؤمن أن الفنان لا بد أن يظل حرا في اختياراته ولا يخضع لشروط السوق. وقد سجلت أغنيات كثيرة عن حال الوطن العربي بعد ثورات الربيع العربي بعنوان «ابني سألني يا ابي اسمع كلام عن السياسة يا أبي خبرني شو معنى السياسة»؟ وهي من كلمات مازن الشريف أيضا مؤلف أغنية «خذوا المناصب».
كما سجلت 17 أغنية عن المهن المختلفة مثل الحلواني والخباز والنجار وغيرها من تأليف الشاعر المصري ماجد يوسف.
تونس أخذت الريادة من مصر
في الربيع العربي

■ قلت إن مصر هي صاحبة الريادة الثقافية والسياسة كذلك، ولكن تونس مؤخرا كانت صاحبة الريادة، حيث انطلقت منها ثورات الربيع العربي؟
ـ قد تكون الشرارة قد انطلقت من تونس، لكن المنطقة كانت في حالة مخاض وكانت مهيأة للثورة، والأهم في رأيي من انطلاق الثورة، هو من يخطط للمستقبل وتحقيق أهداف الثورات وهي الحرية والديمقراطية والعدالة، لوضع هذه الثورات في الطريق الصحيح وأنا أثق أن مصر هي التي ستفعل ذلك وعلينا جميعا أن ندعمها لأننا لا نملك رفاهية الفشل.
■ هل كان لهذه الثورات تأثير على الفن في البلاد العربي؟
ـ لم يظهر تأثيرها بعد، لكنني أرى أن المسؤول الأول عن الفن هو الفنان، وعليه أن يدقق في ما يقدمه للجمهور ولا ينتظر وزيرا او مسؤولا، لأن ميزانية وزارة الثقافة في كل بلدان الوطن العربي زهيدة جدا.

برامج أختبار الأصوات
لم تستطع دعم هذه المواهب

■ ما رأيك في برامج اختبار الأصوات، وهل يمكن أن تشارك في فيها كعضو لجنة تحكيم؟
ـ بالتأكيد، فهذه البرامج مهمة لإلقاء الضوء على المواهب والأصوات الجميلة في الوطن العربي التي قد لا تلقى وسيلة للظهور .
■ ولكن هذه البرامج لا تدعم هذه المواهب بعد ذلك؟
ـ لأن هذا ليس دورها فقط هو اكتشاف هذه المواهب، وهناك جهات أخرى عليها دعم هذه المواهب، والوقوف بجانبها.
■ ما هو الجدي الذي تنوي تقديمه في الفترة المقبلة؟
ـ عندي أغان كثيرة سأبدأ في تسجيلها في الفترة المقبلة منها أغنية «الخلاصة».

لطفي بوشناق لـ«القدس العربي»: لا أطمع في منصب أو سلطة لذلك أغني ما أؤمن به

فايزة هنداوي

موريتانيا.. الحكومة تجيز أول قانون وطني للإعلان بعد عقدين على انتظاره

Posted: 27 Oct 2017 02:12 PM PDT

نواكشوط -« القدس العربي»: أعلنت الحكومة الموريتانية أمس إجازة أول قانون ينظم للإعلان في البلاد بعد انتظار المستثمرين في مجال الإعلام الخاص لهذا النص مدة عشرين سنة مضت.
وأكدت حواء تانجا وزيرة العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني «أن قانون للإعلان يمثل العمود الثالث المسير لقانون حرية الصحافة والسمعيات البصرية في موريتانيا، وهو مطلب قديم للفاعلين في قطاع الاتصال من صحافة ووكالات وقنوات».
وأضافت «هذا المشروع يأتي لدفع عجلة الاقتصاد وحماية المستهلك وإنارة الرأي العام الوطني ورصد موارد مالية لقطاع الاتصال من خلال إشهارات شفافة»، مبرزة «أن القانون الجديد مكون من مجموعة من المواد القانونية، ويتناول إشكاليات القطاع بتحديد الفاعلين في مجال الإشهار وتعريف الإشهار والعقوبات والجهات التي تسيره».
ويلبي القانون الجديد مطلب الفاعلين الإشهاريين من معلنين ووكالات إعلان ووسطاء ووسائل إعلام وجمهور متفاعل مع الرسائل الإشهارية؛ ويتكون القانون من 245 مادة موزعة على 9 أبواب يضم كل منها مجموعة من الفصول ويكرس مبادئ أساسية من أهمها، حسب الوزيرة، حرية ممارسة النشاطات الإشهارية على عموم تراب الجمهورية الإسلامية الموريتانية وفق أحكام قانون الإشهار وطبقا للتشريعات والنظم المعمول بها».
وينهي القانون الجديد أي احتكار للإعلان أيا كان مصدره وأيا كانت مسوغاته ويضع آليات تشاركية ممكنة من الولوج إلى الخدمات الإشهارية بصورة شفافة.
ـويضع القانون إطارا تنظيميا لكل النشطات الإشهارية، ويصون حقوق الفاعلين المختلفين من معلنين ووسطاء ووكالات إشهار ووسائل بث ونشر وعرض، ويحدد واجباتهم المهنية والأخلاقية، ويضع معالم واضحة لأشكال ومضامين الرسائل الإشهارية ويتعاطى مع آثارها وقائيا وعلاجيا.»
وأكد أحمد مصطفى مستشار وزير الاتصال الموريتاني «أن القانون الجديد يولي، عناية مبررة لإنعاش الاقتصاد الوطني وحماية المستهلك ويكرس حق المواطن في معرفة حقيقة المنتجات والخدمات والأفكار المروج لها من خلال الجمع بين مقاربة الإشهار الإعلامي المتسم بالنفع العام والإعلان الترويجي بما يضمن احترام الثوابت والقيم وينسجم مع الأنماط الاستهلاكية السائدة ويخدم النهج الاقتصادي المتبع».
وقال «إن القانون يرسم معالم الحدود الاصطلاحية بين الدعاية والدعوة والإشهار بصورة واضحة، كما يعطي بعدا حقيقيا لحماية حقوق الإنسان وخصوصياته الأساسية ويمنع أي استخدام لصور نمطية تخدش الكرامة الإنسانية». ويوفر القانون، حسب المستشار، مصادر شفافة لتعبئة موارد مالية لأقطاب الإعلام العمومي والخصوصي والجمعوي ويوفر مصادر دخل للمجموعات الإقليمية على عموم التراب الوطني، وينشئ آليات تشاركية لتسيير تلك الموارد كي تسهم في تطوير المنتج الإعلامي الإشهاري الوطني وتجعله في مستوى ما تفرضه العولمة التجارية والإعلامية من تنافس.»
وأكد أحمد مصطفى «أن قانون الإشهار يشكل إلى جانب قانون حرية الصحافة والنشر وقانون تحرير الفضاء السمعي البصري، ثالثة أثافي منظومة الحريات الإعلامية في موريتانيا ويفتح آفاقا جديدة لإعلام مواطنة جديد تلبى خدماته تطلعات وحاجيات الجمهور الموريتاني الجانح دوما للرقي والتطور».
وأوضح المستشار «أن القانون صدر بعد أن تعاقب على الوزارة المكلفة بالإعلام طوال 19 سنة، سبعة عشر وزيرا ووزيرة خدموا بإشراف 5 رؤساء».
«وكما يقول نابليون بونا بارت «الهزيمة نكرة وللنصر آباء كثيرون»، يضيف المستشار، فقد تحقق النصر بإصدار هذا القانون، وآباؤه هم كل من شارك بتوجيه أو رأي أو فكرة في منح موريتانيا قانونا وطنيا متكاملا للإشهار».
وقال «لقد انتهت مرحلة الإعداد وبدأت معركة إنفاذ القانون وهي أم المعارك وتتطلب إسهام الفاعلين جميعهم كل باسمه ووسمه ومن موقعه المهني».
ويتزامن إصدار قانون الإشهار مع إغلاق قنوات التلفزيون الخاصة في موريتانيا بسبب مشاكل مالية، حيث لم تتمكن هذه القنوات من تسديد ديونها لشركة البث الموريتانية.
ويرجع مسيرو القنوات العجز المالي لمؤسساتهم لاحتكار مؤسسات الإعلام الحكومية لسوق الإشهار وهو ما جعل الحكومة تفرج عن قانون الإشهار.
وأكد مديرو قنوات «شنقيط» و»الساحل» و»المرابطون» وإذاعة كوبني»، وهي مؤسسات خصوصية في بيان مشترك وزعوه أمس «أن الرأي العام الوطني والدولي فوجئ منذ أيام بالقرار المجحف الذي اتخذته شركة البث الإذاعي والتلفزي بتعليق بث القنوات الخاصة بعد خمس سنوات من قرار تحرير الفضاء السمعي البصري، منم دون اعتبار لما قامت به هذه المؤسسات من دور كبير في رفع مستوى الوعي بين المواطنين وتعزيز مكاسب الحرية وإشاعة الديمقراطية وتحسين صورة البلاد الخارجية».
«بعد الأزمة التي خلفها هذا القرار الذي بدا مفتقرا للّباقة، يضيف البيان، تشكلت خلية تضم عدة مؤسسات سمعية بصرية خاصة، لمتابعة هذا المشكل والوصول به إلى حل ينهيه بشكل جذري ويضمن للمواطن الموريتاني حقه في الإعلام المستقل».
وأوضح البيان «أن خلية الأزمة إذ تجدب الطريقة التي تعاملت بها شركة البث الإذاعي والتلفزي مع القنوات المستقلة، لتهيب بفخامة رئيس الجهورية محمد ولد عبد العزيز والنخبة السياسية وكافة المثقفين وأصحاب الرأي وهيئات المجتمع المدني، من أجل العمل لوضع حد نهائي لهذه الأزمة التي تضررت منها موريتانيا عامة.»

موريتانيا.. الحكومة تجيز أول قانون وطني للإعلان بعد عقدين على انتظاره

«التقدم والاشتراكية» المغربي يتضامن مع وزرائه ويقرر بحث الاستمرار في الحكومة من عدمه نهاية الأسبوع المقبل

Posted: 27 Oct 2017 02:12 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي»: لم يتأخر حزب «التقدم والاشتراكية» في التفاعل مع القرارات التي أصدرها العاهل المغربي بخصوص موضوع تأخر مشروعات التنمية في إقليم الحسيمة، حيث عبّر الحزب عن اعتزازه بـ «الأداء المشرف» للوزراء المعنيين بـ «الإعفاء» أو «عدم الرضا»، مؤكدا تفانيهم وإخلاصهم في خدمة المصالح العامة. وقرر عقد دورة استثنائية للجنة المركزية (برلمان الحزب) يوم 4 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل للبت في موضوع الاستمرار في المشاركة في الحكومة الحالية من عدمها.
وكان ثلاثة قياديين في الحزب الشيوعي المغربي (سابقا) قد شملتهم القرارات الملِكية، ويتعلق الأمر بنبيل بن عبد الله (أمين عام الحزب) الذي شغل منصب وزير السكنى وسياسة المدينة والحسين الوردي وزير الصحة، وهما ممن شملهم الإعفاء من مهامهم، إضافة إلى محمد أمين الصبيحي وزير الثقافة السابق الذي كان بين المسؤولين المعنيين بعدم رضا العاهل المغربي عليهم، وقراره عدم إسناد أية مهمة رسمية لهم مستقبلا بسبب «إخلالهم بالثقة التي وضعها (الملك) فيهم، ولعدم تحملهم مسؤولياتهم»، حسب ما جاء في بلاغ الديوان الملِكي. واجتمع المكتب السياسي لحزب «التقدم والاشتراكية»، بصفة استثنائية، أمس الأول، حيث تداول في التطورات الأخيرة التي تشهدها الساحة المحلية، خاصة ما يتعلق بالقرارات التي اتخذها الملك محمد السادس بعد اطلاعه على تقرير المجلس الأعلى للحسابات بخصوص تنفيذ برنامج «الحسيمة منارة المتوسط».
وجاء في البلاغ الذي تلقت «القدس العربي» نسخة منه إن «المكتب السياسي يقارب هذا الموضوع بما يلزم من تقدير واحترام لجلالة الملك ولقراراته السامية، تجسيدا لروح المسؤولية والاتزان التي ميزت على الدوام  مسار حزب التقدم والاشتراكية، سواء طيلة تموقعه في المعارضة لمدة خمسة عقود أو أثناء مشاركته في تدبير الشأن الحكومي، مؤكدا يقينه الصادق بأن  الأمين العام للحزب والرفيقين اللذين تحملا المسؤولية الوزارية، سواء في الحكومة السابقة أوفي الحكومة  الحالية، والمعنيِّين بهذه القرارات، أديا مهامهما العمومية بحرص شديد على الامتثال لما تستلزمه المصالح العليا للوطن والشعب، متشبعين في ذلك بقيم ومبادئ الحزب القائمة على الروح الوطنية العالية وعلى ضرورة التحلي بأقصى درجات النزاهة والصدق والأمانة.»
وأضاف البلاغ إن المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية «يعبر عن اعتزازه بالأداء المشرف لوزراء الحزب المعنيين، وبسعيهم القوي والثابت إلى خدمة المصالح العامة، بكل تفان وإخلاص ونكران للذات، وبعيدا عن أية نزعة سياسية أو حزبية ضيقة، وذلك بضمير يقظ وجدية ومسؤولية، وبتشبث راسخ بالمؤسسات وبثوابت الأمة وفي احترام تام لمقتضيات الدستور وتقيد صارم بالقانون. وهو ما دأب عليه وسيواصل نهجه حزب التقدم والاشتراكية، في إطار المبدأ الراسخ المتصل بالتعاون مع المؤسسات الدستورية، وعلى رأسها المؤسسة الملِكية، في سعيها التحديثي والتنموي  للمغرب.»
واستأثر موضوع استمرار الحزب في المشاركة في الحكومة الحالية من عدمه باهتمام بالغ من لدن المكتب السياسي. وبهذا الخصوص، قرر عرض هذا الأمر على أنظار «اللجنة المركزية» المقرر التئامها  في دورة استثنائية يوم السبت 4 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، معلنا مواصلة مشاوراته في الأمر بناء على المستجدات التي يمكن أن يشهدها الموضوع، مع استحضار المصلحة العليا للوطن والشعب المغربي.
على صعيد آخر، وفي ما يشبه الرد على تقرير المجلس الأعلى للحسابات الذي نسب اختلالات في تنفيذ مشروعات التنمية إلى وزارتي الإسكان والصحة من بين قطاعات حكومية أخرى، نشرت صحيفة «اليوم 24» الإلكترونية معطيات كشفت عنها وثيقة إحصائية لوكالة تنمية أقاليم الشمال، حول المشروعات المسندة إليها في إطار برنامج «الحسيمة منارة المتوسط»، حيث أفادت أن كلا من وزارتي الإسكان والصحة تتصدران ترتيب القطاعات الحكومية من حيث تحويل الإسهامات المالية إليها، وذلك إلى غاية نهاية أيلول/ سبتمبر المنصرم. ونقلت عن الوكالة قولها إن وزارة الصحة حوّلت 99 % من التزاماتها المالية تجاه الوكالة بهدف إنجاز المشروعات المبرمجة، فيما بلغت نسبة تحويل وزارة الإسكان لإسهاماتها المالية 83 %.
أما أدنى نسبة ضمن القطاعات الحكومية التي فوّضت إنجاز مشروعات إلى الوكالة، فتسجّلها وزارة الفلاحة، التي سجّل عدادها 0%، أي أنها لم تحوّل أي جزء من المبلغ المالي الذي التزمت بها تجاه الوكالة. وهو ما يعيد التساؤل المتداول على نطاق شبكات التواصل الاجتماعي حول السر في عدم إعفاء وزير الفلاحة عزيز أخنوش من مهامه، إضافة إلى أن قطاع الصيد البحري التابع له، وهو القطاع الذي كان من أسباب اندلاع الحراك الاجتماعي في الحسيمة، بعد مقتل بائع الأسماك محسن فكري في شاحنة نفايات العام الماضي.

 

«التقدم والاشتراكية» المغربي يتضامن مع وزرائه ويقرر بحث الاستمرار في الحكومة من عدمه نهاية الأسبوع المقبل

بمناسبة الاحتفاء بمئويتها: لماذا أطلقت فدوى طوقان القلم في سيرتها الذاتية، وأخفت رسائلها؟

Posted: 27 Oct 2017 02:10 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي» من عبد اللطيف الوراري: نتيجةً للتحولات المعرفية والجمالية التي أطلقتها حركة الشعر الحُر، وتفاعلت على إثر السجال الذي خلقته في المشرق والمغرب، وجد الشعراء المحدثون في السرد طريقة مواتيةً للتعبير عن أفكارهم وآرائهم الخاصة بالشعر الجديد، فشرعوا يكتبون نُصوصًا ورسائل وشهاداتٍ وبيانات عن تجاربهم الشعرية، لم تكن تخلو من بعد شخصي وسيرذاتي.
وضمن هؤلاء الشعراء، نجد الأصوات بصيغة المؤنث، حظها من السيرة، سيرة الذات وسيرة القصيدة، نادرة إذا قيست بغيرها؛ فمثلًا، لم تهتم نازك الملائكة (1923-2007) – رغم ريادتها الحاسمة – بالتأريخ لتجربتها في كتاب مستقل، وإن كانت تركت أمشاجًا من هذه التجربة بين مقدمات مجمل مجاميعها الشعرية، وكشفت بعضها على استحياء في «لمحات من سيرة حياتي وثقافتي». وقد استطاعت حياة شرارة أن تختلس «صفحات من حياة نازك الملائكة» كانت ستظل مطوية في كتاب المجهول.
ومثل نازك إلى حد ما، كانت الشاعرة فدوى طوقان (1917- 2003) نفسها ميالةً إلى مصادقة النفس والعزلة والتوحد، جادة وقليلة الكلام. فقد اعتكفت على عالمها الداخلي ومشاعرها الخاصة، بعد أن توالت عليها المحن في حياتها؛ إذ توفي والدها ثم أخوها ومعلمها إبراهيم طوقان، وأعقبت ذلك نكبة فلسطين 1948، ما ترك أثره البارز في نفسيتها وانعكس على باكورة شعرها «وحدي مع الأيام» (1952). بعد ذلك عُرف عنها نشاطها الثقافي والنضالي، ولاسيما بعد نكسة 1967، جنبًا إلى جنب محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وإميل حبيبي وغيرهم، ثم سرعان ما انقطعت عن العالم الخارجي لسنين طويلة. وفي لحظة من الزمن، جرى قلمها بتدوين سيرتها الذاتية ونشرها في مجلة «الدوحة» في حلقات بين أكتوبر/تشرين الأول 1983 وأغسطس/آب 1984؛ أي في وقت متأخر من عمرها. وكانت السيرة مفاجئة لكثيرين، ولقيت استحسان من قرأها، فلم يمنعها المجتمع الذكوري المحافظ الذي نشأت فيه من أن تكشف عن جرأة مدهشة في البوح والاعتراف. كذلك كتبت فدوى الرسائل ونفست بها عن جروحها الداخلية. ولم تكن كثيرة الظهور في وسط الصحافة الأدبية؛ إذ لم يزد عدد الحوارات التي أُجريت معها بين عامي 1962 و2003، بالكاد على العشرة.

رحلة فدوى الصعبة

تُعد فدوى طوقان من الشاعرات القلائل اللائي اهتممن بفن السيرة، بل قدمتْ، في نظر رجاء النقاش، «شيئًا جديدًا هو التعبير بصدق وصراحة عن هموم المرأة العربية». فقد أصدرت الشاعرة ـ تِباعًا- جزءين من سيرتها الذاتية، حكت في أولهما المعنون بـ«رحلة جبلية رحلة صعبة» (1985)، ذكريات طفولتها التي توزعت بين بيت العائلة الذي تحول إلى سجن بعد أن فقدت فيه الدفء، والمدرسة التي عرفت فيها مذاق الصداقة وأشبعت الكثير من حاجاتها النفسية التي ظلت جائعة في البيت، حتى صارت المكان الأحب إلى نفسها، ثُم مشاهدات عن طبيعة نابلس الخلابة والمباهج الموسمية مع علياء رفيقة طفولتها. وفي أوائل الستينيات، سافرت إلى إنكلترا وأخذت دوراتٍ مكثفة في اللغة الإنكليزية في جامعة أكسفورد العريقة، واكتشفت المتاحف والمسارح والمتنزهات والأرياف والساحات، وأعجبت برقي هذا البلد ونمط حياة أهله وحضارتهم. وعندما عادت، بعد عامين، إلى مدينتها نابلس وجدت الضفة الغربية قد سقطت بيد الاحتلال في حزيران/ يونيو 1967، فصدمت وقلبت صفحة جديدة من شعرها الذي كان دائم التأثر بالتحولات المأساوية المستمرة في فلسطين منذ اشتعال الثورة عام 1936، وأحيانًا كان شعرها يعجز حتى وهي في حالة الفوران العاطفي. في سردها لهذه الذكريات التي استغرفت طفولتها وشبابها وبواكير تجربتها الشعرية، وجدت فدوى طوقان نفسها في خضم مشاعر متناقضة وسط مجتمع نابلس الذكوري وبيئته الاجتماعية المحافظة، وعائلة كثيرة العدد أذاقتها الحرمان والقسوة والظلم.
وقد قادتها هذه الطفولة المعذبة إلى الانطواء على النفس والعزلة والاستغراق في أحلام اليقظة، التي كانت تُحلق بها خارج أسوار البيت/ السجن. ووسط الشعور الذاتي الضاغط والساحق بالظلم، تولدت في نفسها رغبة الانتحار، لممارسة حريتها المستلبة والانتقام من ظلم الأهل، وصرفها عنه البحث عن بديلٍ طبيعي مُتسامٍ تتجاوز به أو يرتفع بها عن إكراهات المعيش اليومي، فمالت فدوى إلى العزف والغناء، إذ وجدت فيهما «تعبيرًا ومخرجًا رمزيا لحاجاتي العاطفية المكبوتة». مثلما اكتشفت، بميلها الفطري، فن الشعر الذي أكمل مهمة إطلاق الطاقة الحبيسة في داخلها. أخذت تتعلم الشعر سرا وتتلقى لحظات إلهامه الأولى وإيقاعاته الموحية، وكان ذلك يساعدها على التماسك والتوازن الذاتي. ووجدت الشاعرة في شقيقها الشاعر إبراهيم طوقان ملاذها الوحيد الذي حررها من كل المنغصات، أو- بحسب تعبيرها- «المصح النفسي الذي أنقذني من الانهيارات الداخلية». لقد مثل لها الأمل وبناء الثقة. فجعت فدوى بموت أخيها مُبكرًا، إلا أن العواطف والقيم التي غرسها في نفسها أخوها بقيت تتجدد في حياتها وشعرها معًا.

سيرة البوح والاعتراف

إن ما عايشته الشاعرة وخبرته في مسقط رأسها، الذي نعتته بـ«بلد التعصب والتقاليد العتيقة»، وتستعيده في سيرتها بمرارة وشعور بالظلم، يكشف كيف تحولت أطوار حياتها كأنثى إلى معركة للكفاح المرير من أجل بناء الشخصية وإثبات الذات وتحرير معنى جسدها، ولن يكون شعرها إلا ناتجها والمُعبر عنها على نحو أصيل وخلاق؛ وقد سوغت غايتها الأسمى من كتابة سيرتها الذاتية بقولها: «وهي أن الكفاح من أجل تحقيق الذات يكفي لملء قلوبنا وإعطاء حياتنا معنىً وقيمة». لهذا، تعترف بأنها لم تفتح خزانة حياتها كلها، إذ ليس من الضروري أن تنبش كل الخصوصيات صونًا لها من الابتذال، فما كان تسعى إليه في سيرتها الذاتية هو جانب الكفاح في شخصيتها التائقة إلى الانطلاق خارج «زمان القهر والكبت والذوبان في اللاشيئية» وسجن البيت. وبموازاة مع هذا التوق النفسي والفكري لدى الشاعرة، فإنها سعت باستمرار إلى تجديد أسلوبها الفني بشكل يستجيب لدواعي الانطلاق والتحرر، ويفسح المجال لخطاب الإفضاء والبوح في كتابتها الشعرية، ابتداءً من الشكل التقليدي فالرومانسي ثُم التفعيلي، بحيث أمعنت في الشعر العاطفي والغنائي الشجي، الذي تعبر عنه تراكيب عفوية بسيطة وصورٌ مجازية واستعارات بديلة كما تجلت، بوضوح، من خلال عناوين دواوينها: «وحدي مع الأيام»، «أعطنا حبا»، «أمام الباب المغلق»، «اللحن الأخير».
في هذا الإطار، تتسم كتابتها السيرذاتية بجرأة نادرة وصدقٍ لافت للانتباه وحس شاعري مرهف، وهو ما غذى سيرتها بشفافية البوح. وهذا ما يمكن اكتشافه تحديدًا في متواليات من الخطاب النسواني الذي يعبر عن رغبة الشاعرة في البوح بعاطفتها وحُبها، والإفصاح عن تفتحات جسدها، والتمرد على تقاليد المجتمع البالية ونقد عيوبه وتفاهاته. وهذا الخطاب لا يخص الشاعرة وحدها، بل جيلًا بأكمله من نساء تلك المرحلة وبعدها. فهي استطاعت، في الكثير منها، أن تتعمق أغوار نفسيتها وتكشف لنا عن أسرار نفسها. لقد عبرت فدوى عن شؤونها الذاتية كأنثى بوضوح وشفافية في مجتمع ذُكوري الثقافة، و»لا تحتاج ثورة المرأة ـ كما قال محمود درويش- على سجنها إلى نظرية، فمن حسيتها يتشكل وعيها الأول بذاتها. وهكذا كانت رحلتها الجبلية، تفسيرًا لخلفية شعرها الرومانتيكي المبشر بتمردها على ما أعدت لها «الرجولة» من مصير. وهكذا ارتبط شعرها، منذ البداية، بإعلان حقها في الحب، أي حقها في الحرية».
في «الرحلة الأصعب» (1993)، وهو الجزء الثاني من سيرتها الذاتية، يغيب الذاتي الشخصي والحميمي، وكأن فدوى طوقان شغلها الاحتلال الإسرائيلي عن نفسها، وأرادت من سيرتها في سردها ذي النفس السياسي والتوثيقي أن تكون شهادة جيل على وقائع المأساة الفلسطينية بفصولها المريرة وخيباتها المتكررة حتى بداية التسعينيات من القرن الماضي.

رسائل «طي الكتمان»

كتبت فدوى الرسالة وجلست إليها مثلما تجلس إلى القصيدة، فأطلقت فيها عنان بوحها واعترافها لمن تحب وتثق فيه. غير أنها لم تكشف عن هذه الرسائل قيد حياتها، ولا ظهر لها أثر بعد موتها؛ كأن ثمة أسرارًا ومواضيع شخصية لا تريد من العامة أن تصل إليها. وفي المقابل، أظهرت الرسائل التي وصلتها ممن أخلصوا لها ومحضوها الحب، ولاسيما من أخيها إبراهيم طوقان ومصطفى المعداوي. فقد نشر الشاعر الفلسطيني المتوكل طه مجموعة من الرسائل التي وصلتها في ميعة الصبا، من أخيها الأكبر إبراهيم طوقان (ت1941)، في كتاب بعنوان: «فدوى طوقان: الرسائل والمحذوف» (2010). كانت الرسائل بمثابة حوار بين شقيقين جمعتهما رابطة الدم وكتابة الشعر؛ حيث كان الشقيق الأكبر يحب شقيقته الصغرى ويتطلع إلى أن تكون (شيئًا) ذا قيمة في يوم ما، فكان يعلمها النحو والصرف وكيفية نظم الشعر وتناول الموضوعات. وفي كتاب ظهر في أواسط السبعينيات بعنوان: «بين المعداوي وفدوى طوقان صفحات مجهولة في الأدب العربي المعاصر» (1976)، وثّق الناقد المصري رجاء النقاش (1934-2008) قصةَ حب يزعم أنها جمعت بين فدوى وأنور، لكن عن طريق الرسائل وحسب، على غرار رسائل جبران ومي زيادة. فهما ـ كما يقول رجاء النقاش- «لم يلتقيا على الإطلاق وإنما اكتفيا بتبادل الرسائل وكتابة الأشعار حول هذا الحب». بيد أن الكتاب لا يتضمن سوى رسائل أنور المعداوي (1920-1965) إلى فدوى طوقان، وهي نحو سبع عشرة رسالة تتفاوت في الحجم وتمتد بين عامي 1951 و1954، فيما أتلف أنور قيد حياته رسائل فدوى وفاءً بعهد قطعه على نفسه. وتعترف فدوى في ما بعد أنه «كان هناك حب حقيقي، وعبرت عنه بأكثر من قصيدة». وفي رسالة إلى رجاء النقاش، تعترف بأنها أساءت النية بحب أنور لها، بسبب انقطاع مراسلاته المفاجئ بين حين وآخر. وحين علمت بحقيقة مرضه الذي عجل بموته، ملأها «حزن شديد، وندم قاتل» على حد تعبيرها. لكن الغريب أن فدوى لم تشر إلى هذه العلاقة بشيء في أحد جزئي سيرتها الذاتية، ولا فضله عليها في مسيرتها الشعرية؛ فقد كان يقرأ قصائدها ويقوّمها، بل تولى نشر باكورتها الشعرية واختار عنوان وصورة غلافها في مركز ثقافي مهم مثل القاهرة.
وقد نشر رجاء النقاش هذه الرسائل التي كانت في حوزة فدوى، وحلل حيثياتها وما فيها من أبعاد ومعانٍ، وهو يريد بذلك «الخوض في الحياة الشخصية للأدباء» لتفسير معطى غامض في حياة هذا أو تلك، من غير إسفاف أو بدافع ثرثرة وفضول. عدا هذه الرسائل المعدودة، لم تظهر في حياة فدوى طوقان رسائل شخصية غيرها، ولا ظهرت بعد موتها عام 2003. فقد كانت ـ كما قلنا- ميالة إلى مصادقة النفس، متكتمة على أسرار عالمها الشخصي، هيابة من أن يذيع سر منها بين الناس. ولهذا، كانت تتحفظ إلى حد ما في منسوب بوحها الرسائلي، أو تطالب من تراسلهم أن يقطعوا عهدًا بحفظها، أو يتلفوها إذا لزم الأمر كما في حالة المعداوي. وهكذا، فإن السؤال الذي يطرح نفسه؛ هو لماذا نشرت سيرتها على الصورة التي ظهرت بها، وأخفت رسائلها الشخصية؟ وربما لن يجد هذا السؤال جوابًا له إلا باكتشاف هذه الرسائل، أو بعضها بالأحرى؛ ففيها ـ على افتراض راجح- أسرار الشاعرة التي كانت عاطفتها جياشة ويدها سخية للكتابة والبوح تجاه من كانت تراسلهم ممن محضتهم المحبة ووثقت فيهم. ومن المؤمل أن تظهر في وقت قريب هذه الرسائل التي تلقي أضواء جديدة على حياتها ومحيطها العائلي ومزاجها الشخصي وفنها الشعري.
في رسالة من نابلس، مؤرخة بتاريخ 12 أكتوبر/تشرين الأول 1977، كتبت فدوى طوقان: «لقد حاربتني الحياة ولا تزال تحاربني على جبهاتها المختلفة؛ وقد خسرتُ الكثير من معاركي معها ولكنها لم تستطع أن تهزمني قط، لأنني أقف دائما أمامها كهذا الصخر الذي يطل عليه الشباك المفتوح على يميني والمشرف على خاصرة جبل جرزيم». وفي رسالة أخرى مؤرخة بتاريخ 26 ديسمبر/كانون الأول 1982، كتبت: «»أختي المريضة لا تزال على حالها. يتمزق قلبي كلما نظرت إليها في انكسارها وضعفها وعجزها. لم أعد أعرف بماذا أومن.. هل الأديان كذبة طفولية؟ هل الحياة لعبة خاسرة؟ هذا الصباح أدرت مفتاح الراديو لأسمع نشرة الأخبار: عنف، جرائم، قنابل تتفجر فتودي بأرواح الأبرياء وغير الأبرياء، صراعات سياسية، أطماع توسعية، مستوطنات تنمو وتتكاثر وتطوقنا حتى الاختناق، ثم، وهنا المفارقة المضحكة المبكية، أغنية تنطلق فجأة بعد انتهاء النشرة : (الأرض، الأرض بتتكلم عربي).. أسكت الراديو، وألقيت نظرةً على خريطة العالم العربي الممزق، المهان، وسقطت في هوة يأسٍ ما لها قرار».

بمناسبة الاحتفاء بمئويتها: لماذا أطلقت فدوى طوقان القلم في سيرتها الذاتية، وأخفت رسائلها؟

خبراء الأمم المتحدة: جرائم «ممنهجة» ضد الروهينجا في ميانمار

Posted: 27 Oct 2017 02:08 PM PDT

جنيف ـ رويترز: قال محققون معنيون بحقوق الإنسان تابعون للأمم المتحدة أمس الجمعة إن اللاجئين الروهينجا الفارين من ميانمار أدلوا بشهادات تشير إلى «نمط ممنهج ومستمر» من القتل والتعذيب والاغتصاب وإحراق المنازل وذلك بعد أول مهمة للمحققين في بنغلادش.
وقال فريق بعثة تقصي الحقائق، الذي يقوده النائب العام السابق في إندونيسيا مرزوقي داروسمان، إن عدد القتلى من حملة الجيش في ميانمار غير معروف لكنه «قد يتضح أنه مرتفع جدا». كان الجيش قد شن حملة بعد تعرض مواقع تابعة له لهجمات من متمردين في 25 آب/ أغسطس.
وقال داروسمان في بيان «سمعنا عدة شهادات من أشخاص جاءوا من قرى مختلفة في أنحاء ولاية راخين الشمالية. تشير هذه الشهادات إلى نمط مستمر وممنهج من الأفعال التي أدت لانتهاكات فادحة لحقوق الإنسان وأثرت على مئات الآلاف من الأشخاص».
وقضى الفريق المؤلف من ثلاثة خبراء مستقلين ستة أيام في إجراء مقابلات مع أفراد من اللاجئين الروهينجا من ولاية راخين شمال ميانمار الذين فروا إلى بنجلادش ويقيمون في مخيمات للاجئين قرب كوكس بازار. ويصل عددهم الإجمالي إلى نحو 600 ألف لاجئ. وقال الفريق إن فريقا آخر موسعا من المعنيين بحقوق الإنسان في الأمم المتحدة كان يجري مقابلات شاملة منذ أسابيع.
وقال داروسمان «نحن منزعجون بشدة في نهاية تلك الزيارة».
وطالب فريق محققي الأمم المتحدة، الذي شكله مجلس حقوق الإنسان في مارس آذار، مجددا بالدخول إلى ولاية راخين لإجراء محادثات مع حكومة ميانمار والجيش «لمعرفة الحقائق».
وحذرت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في ميانمار يانغي لي الخميس من أن أزمة الروهينجا قد تغذي التطرف في المنطقة.
وقالت وهي تتحدث في مقر الأمم المتحدة «إذا ألقينا نظرة على هذه العقود من التمييز، في القانون، وفي الممارسة وفي السياسة، عقود، (من التمييز) ضد الروهينجا فيما لا يوجد هناك مستقبل، ولا مصدر للرزق.. إنها حقا أرضية مهيأة لحدوث أي تطرف».
ودعت لى مجلس الأمن الدولى إلى إصدار قرار حول الأزمة وانتقدت أيضا الزعيمة الفعلية في ميانمار، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، أونج سان سو كى.
وقالت «هذا الأمر حير الجميع حقا، وحيرني بالفعل حول موقف (سان) سو (كي)، أو حول عدم اتخاذها موقفا، بشأن هذه المسألة».
وأضافت لي «إنها لم تعترف على الإطلاق بأن هناك أناسا يُدعون الروهينجا. وأعتقد أن هذه هي نقطة البدء. وأشعر بخيبة أمل شديدة (وكم تمنيت) لو كان في إمكانها أن تستخدم قوتها المعنوية وشعبيتها لكي تتواصل مع الشعب وتقول (مهلا… هؤلاء الناس يعانون.. لقد عانوا الكثير ودعونا نظهر بعض الإنسانية)».

خبراء الأمم المتحدة: جرائم «ممنهجة» ضد الروهينجا في ميانمار
مخاوف من انتشار التطرف بينهم بسبب الاضطهاد

جراحات القلب تواجه مخاطر مضاعفات أدنى… إذا أجريت مساء

Posted: 27 Oct 2017 02:00 PM PDT

ليل (فرنسا) ـ أ ف ب: أظهــــرت دراسة حديــــثة نشرت نتائجها مجلة «لانســـت» البريطانية الجمعة أن خطر التعرض لمضاعفات خطيرة بعد عملية للقلب يكون أدنى بمرتين عندما تجرى العملية في فترة بعد الظهر مقارنة مع مخاطر إجرائها في الصباح، وذلك من جراء مفاعيل الساعة البيولوجية.
وقال طبيب القلب في مدينة ليل الفرنسية دافيد مونتاني وهو أحد معدي الدراسة «جراحات القلب آمنة مع القليل من المضاعفات على وجه العموم، لكن إذا ما نظرنا تفصيلا، يبدو أن الجراحة خلال فترة بعد الظهر توفر حماية للقلب».
وأضاف «فهم هذه الآلية يتيح تصور طرق علاجية جديدة».
ويخضع نحو 20 ألف شخص سنويا لجراحة للقلب في فرنسا في حالات غالبا ما تكون مرتبطة بالتقدم في السن أو البدانة أو السكري.
وأشار بارت ستايلز الأستاذ في المركز الجامعي والاستشفائي الإقليمي في ليل وأحد معدي الدراسة إلى أن «الوقت خلال النهار أي الساعة البيولوجية تؤثر في تفاعل المريض مع هذا النوع من العمليات» لافتا إلى أن «الفارق لا يستهان به».
وأشرف الفريق الطبي في ليل على تطور حالات نحو 600 مريض خضعوا جميعهم لعمليات في المركز الاستشفائي الجامعي في ليل.
وتوزعت فترات إجراء هذه الجراحات مناصفة بين الصباح والمساء، وذلك لتغيير صمام للقلب أو لفتح مجرى جانبي للشريان التاجي بين كانون الثاني/يناير 2009 وكانون الأول/ديسمبر 2015.
وقد تابع الأطباء هذه الحالات على مدى 500 يوم بعد الجراحة.
وبينت أرقام الدراسة أن المرضى الذين خضعوا للجراحات في فترة بعد الظهر واجهوا مخاطر أدنى بواقع النصف في التعرض لمضاعفات خطيرة بعد العملية (9.4 ٪ في مقابل 18.1٪) .
ولفت ستايلز إلى تسجيل فوارق أيضا على المديين المتوسط والطويل.
ولفتت الدراسة إلى أن هذا الفارق متصل بمدى تقبل جسم المريض لنقص الأكسجين في الخلايا القلبية من جراء توقف مؤقت لوظائف القلب، وهو أمر لازم للعملية.
ويوصي الباحثون تاليا إجراء عمليات القلب خلال فترة بعد الظهر مع «الصعوبات اللوجستية المترتبة على ذلك.»

جراحات القلب تواجه مخاطر مضاعفات أدنى… إذا أجريت مساء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق