Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الأحد، 29 أكتوبر 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


نهاية كئيبة لمشروعي استقلال كردستان وكتالونيا؟

Posted: 29 Oct 2017 03:36 PM PDT

في تصريح يحمل تلميحاً ساخراً لتشابه المواقف بين حكومتي العراق وإسبانيا تجاه حركتي الانفصال في كردستان وكتالونيا، قامت وزارة الخارجية العراقية أمس الأحد «بالإعراب عن أسفها من قيام سلطات إقليم كتالونيا إعلان الانفصال الأحادي الجانب عن أسبانيا» وهو ما رأته أمراً يتعارض «ومبادئ الدستور الإسباني»، و«يعرّض الأمن والتعايش السلمي في إسبانيا للخطر وزعزعة الديمقراطية»، وفي حال قامت وزارة الخارجية الإسبانية بردّ البادرة الظريفة للتنديد بقرار الاستفتاء الكرديّ ونتائجه فإنها لن تضطر سوى لترديد كلمات حكومة بغداد مع استبدال اسبانيا بالعراق وكتالونيا بكردستان.
قرارا الاستفتاء الكتالوني والكرديّ لم يفشلا فحسب بل إن مصير قائدي الإقليمين صار على كفّ عفريت، فرئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أعلن أمس أنه لن يستمر في منصبه وطالب برلمان الإقليم بعقد اجتماع بأسرع وقت كي لا يحدث فراغ قانوني، وبعد إعلان مدريد عزل حكومة كتالونيا يواجه الرئيس الكتالوني كارليس بوتشيمون إمكانية الاتهام بـ«العصيان» مما يجعله خارجا عن القانون وقد يحكم بالسجن 30 سنة، وقد بدأت دول، مثل بلجيكا، دراسة إمكانية حصول الأخير على اللجوء فيها، على خلفية أن حصوله على «محاكمة عادلة» أمر صعب (وقد تعرّض نائب بارزاني، كوسرت رسول، لأمر شبيه مع طلب بغداد القبض عليه بعد وصف قواتها بـ«المحتلة»).
لا يمكن طبعاً إنكار الفوارق الكبيرة بين نظامي الحكم في مدريد وبغداد، والسياقات التاريخية المختلفة لمواطني كردستان وكتالونيا، ولكن، وبسبب هذه الاختلافات التاريخية، فإن من المهم، لأسباب سياسية وتاريخية ونظرية، مقاربة المفارقات والتناظرات العديدة التي تجمع بين المشروعين.
أول تلك التشابهات «النسبية» التي أدّت إلى فشل خطط استقلال كردستان العراق وكتالونيا، كان اجتماع المواقف الدولية على رفض الانفصالين (باستثناء الموقف الإسرائيلي نحو كردستان وموقف روسيا من كتالونيا)، وهو ما شكّل مانعاً سياسياً لا يمكن اجتيازه.
والتشابه الثاني كان وجود رفض داخلي مبطّن مثّله موقف الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي ساهم في اندفاع حزب بارزاني نحو الاستفتاء ثم انقلب عليه حين بدأت حكومة بغداد وقوات «الحشد الشعبي» بالتحرّك نحو كركوك (وهناك طبعاً مواقف تركمان وعرب إقليم كردستان الرافضين للانفصال)، ويناظره وجود تيّار مناصر للوحدة الإسبانية داخل كتالونيا وقد عبّر عن نفسه أمس بمظاهرة كبرى.
إضافة إلى هذين العاملين المهمّين فإن الجغرافيا، وليست السياسة فقط، لعبت دوراً كبيراً في إفشال مشروعي الانفصال، فإقليم كردستان العراق لا يملك منفذا بحريّاً وحدوده محاطة بدول معادية تستطيع خنقه فعليّاً، ورغم حظوظ كتالونيا الأفضل جغرافيا كونها تملك حدوداً بحرية كبيرة على المتوسط فإن حدودها البرية مع فرنسا وبقيّة اسبانيا يمكن أن تشكّل، لو أغلقت، حاجزاً هائلاً أمام وجودها.
التشابه الرابع كان في موقف حكومتي مدريد وبغداد الرافض بشكل مطلق للاستقلال، وهو أمر مفهوم في حالة بغداد، التي يسيطر عليها نظام قائم على الغلبة الطائفية وكسر الأقلّيات الدينية والقومية، وهو ما يدفع، بالتالي، للتساؤل عن مدى تجذّر النظام الديمقراطي في اسبانيا، مقارنة، على سبيل المثال، ببريطانيا، التي سمحت لاسكتلندا بإجراء استفتاء لتقرير المصير، وشارك زعماء الأحزاب البريطانية وقتها بإقناع جمهور اسكتلندا بفوائد البقاء تحت الراية البريطانية، بينما لجأت مدريد، كما فعلت بغداد، إلى القوّة، مما جعل حظوظ أنصار الاستقلال أكبر بكثير من حجمهم الحقيقي في مجتمع كتالونيا وأدّى إلى هذه الأزمة السياسية الهائلة التي لا يمكن لإسبانيا أن تهرب من نتائجها التاريخية اللاحقة.

نهاية كئيبة لمشروعي استقلال كردستان وكتالونيا؟

رأي القدس

نزار قباني: مباغتة القطيع الشعري

Posted: 29 Oct 2017 03:36 PM PDT

«قصتي مع الشعر»، 1982، هو العمل الذي شاء نزار قباني (1923 ـ 1998) أن يدوّن بين دفتيه ما يشبه السيرة الذاتية والشعرية في آن معا؛ حتى إذا كانت الفصول المكرسة للسنوات الأولى في حياة الشاعر (الولادة والأسرة والطفولة والدار الدمشقية والمدرسة الأولى…)، أقلّ في الحجم والتفاصيل من الفصول اللاحقة المكرّسة لمسارات التجربة الشعرية. ومؤخرا، صدرت ترجمة للكتاب إلى الإنكليزية، أنجزها جورج نيكولاس الحاج، الذي سبق له أن ترجم «يوميات امرأة لامبالية»، ونصوصا من ابن الفارض وأمين الريحاني وبدر شاكر السياب وخليل حاوي، فضلا عن دراسات حول العصر العباسي وجبران خليل جبران ومي زيادة وغادة السمان.
وفي «قصتي مع الشعر» يعثر قارئ قباني، ثمّ دارسه من باب أَولى، على آراء بالغة الثراء حول الشعر بصفة عامة، ومشهد الشعر السوري خلال أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي خصوصا؛ إلى جانب دور قباني الشخصي في مواكبة التجارب الكبرى لتلك العقود، أو الانشقاق عنها في ميادين كثيرة. على سبيل المثال، ثمة هذا التصريح: «إني أدين لخليل مردم بك بهذا المخزون الشعري الراقي الذي تركه على طبقات عقلي الباطن. وإذا كان الذوق الشعري عجينة تتشكل بما نراه، نسمعه، ونقرأه في طفولتنا، فإن خليل مردم كان له الفضل العظيم في زرع وردة الشعر تحت جلدي، وفي تهيئة الخمائر التي كوّنت خلاياي وأنسجتي الشعرية». أو هذا: «كنت أرفض أن أكون نسخة بالكاربون لأي شاعر آخر. ففي العالم متنبي واحد، ووردثوورث واحد، وفاليري واحد، وبابلو نيرودا واحد… وكل نسخة أخرى تظهر في السوق لهؤلاء المبدعين، هي نسخة مزورة».
و«قصتي مع الشعر» يتوّج سلسلة تنظيرات قباني حول مفهوم الشعر، والسمات التي اعتقد أنها تمثّل هذا الفنّ. سمة أولى هي أنّ الشعر «مخطّط ثوري»، من نوع يرسمه وينفّذه إنسان «غاضب»، بهدف «تغيير صورة الكون». ولقد ذهب الحماس بالراحل إلى درجة القول: «لا قيمة لشعرٍ لا يُحدث ارتجاجا في قشرة الكرة الأرضية، ولا يحدث شرخا في خريطة الدنيا، وخريطة الإنسان»! سمة ثانية ترى أنّ «الخروج على القانون هو قَدَر القصيدة الجيدة»، وما دام هذا أشبه بالشرط الشارط، فإنّ قباني يستمدّ منه حكم القيمة التالي: «ليس ثمة قصيدة ذات مستوى، لا تتناقض مع عصرها، ولا تتصادم معه». ولقد جهد الراحل، والحقّ يُقال، لكي تتصادم قصيدته مع عصره، وكان له ذلك على مستويات عديدة؛ وإنْ كان قد تصالح مع أعراف عصره، في مستويات عديدة أخرى أيضا.
كذلك فإنّ كلّ قصيدة، وأيّا كان الشاعر والعصر، هي «محاولة لإعادة هندسة النفس الإنسانية»، و«إعادة صياغة العالم». وهذه السمة الرابعة تعكس تشخيصا متقدّما للموقف الحداثي من ملفّات النفس الإنسانية، وملفّات العالم أيضا؛ الأمر الذي لم ينسحب بالضرورة على التوجيه الداخلي، الشعوري والحدسي والحلمي، للقصيدة القبّانية ذاتها. وباستثناء الانزياحات الرعوية هنا وهناك في قصائده، حين يبدو أقرب ما يكون إلي سعيد عقل (الذي يقرّ بفضله، مرارا)؛ لا تنفتح ملفّات النفس الإنسانية في قصيدة قباني إلا عبر استبصارات حواسّية محضة، مرهفة تارة وعجلى طورا، «تشمّ» و«تسمع» و«تتذوّق» النفس، أكثر مما تتأمّل فيها وعَبْرها.
السمة الرابعة ترى أنّ الشعر رقص باللغة، ولهذا فالقصيدة تُحدث «عشرات الانفجارات الصغيرة داخل اللغة، فتنكسر العلاقات المنطقية بين الكلمات، ويتغيّر مفهومها القاموسيّ، والاصطلاحي». وحسب الاستعارة التي يستخدمها قباني في وصف تلك الانفجارات والانكسارات، تصبح مفردات القصيدة «مضيئة كأرقام ساعات فوسفورية». وبالفعل، أليست هكذا حال المفردات في هذه الرباعيات الفاتنة: «للمآزرْ/ حينما تنشال بَحّهْ/ إنّ للمخمل صيحهْ/ في الخواصرْ/ واختفينا/ أنتِ.. في قرميد نجمهْ/ وأنا.. في قطن غيمهْ/ ما علينا؟/ لو رقصنا/ ليلنا.. حتى التلاشي/ وحُملنا/ كجنازات الفراشِ»؟ سمة خامسة تصف الشعر بـ»ابن الطفولة الجميل، والمشاغب، والشيطان، والأزعر». والحال أنّ قباني بدأ هذا الطفل بالذات حين أصدر مجموعاته الأربع الأولى، قبل أن تهدأ ثائرته قليلا في «قصائد»، 1956؛ و«حبيبتي»، 1961؛ فيلتفت إلى السياسة، وإلى تجديد عماراته الإيقاعية، وارتقاء درجة أعلى في تناوله لموضوعة المرأة.
أخيرا، وليس آخر السمات في الواقع، أنّ الشعر «اغتصاب العالم بالكلمات». هكذا كان المتنبي وأبو نواس وعروة بن الورد وديك الجنّ الحمصي، وكذلك كان رامبو وفيرلين ولوركا وبابلو نيرودا. وفي التقيّد بدالّة مبشرة أولى هي «الاغتصاب»، ودالّة ثانية غير مباشرة هي طرائق ذلك الاغتصاب كما سجّلها التاريخ الأدبي للشعراء الذين يذكرهم قبّاني، وللخصائص المشتركة بينهم؛ في وسع المرء أن يخلص إلى أنّ فكرة مباغتة العالم في أوج أمانه اللغوي والدلالي والبلاغي، هي التي كانت «المعيار» الذي لازم ذهن قبّاني منذ قصائده الأولى.
ذلك لأنه خرج عن القطيع الشعري الضيّق (الشعراء والتقاليد الشعرية والمملكة الأوتوقراطية) إلى فضاء «العامّة» المفتوح، «حيث اللفظــــة نديّة مغسولة بالماء، وحيث الكتابة الشعرية جمهورية»؛ فكان كمن يباغت العالم القديم بعالم طارئ، لم يكن جديدا تماما بالضرورة، ولكنه أفلح في اختراق المشهد على نحــــو عمــيق جارف، ولهذا فقد تكفّل باجتثاث الكثير من طبائع غريزة القطيع… الشعري!

نزار قباني: مباغتة القطيع الشعري

صبحي حديدي

عن «أختنا» السعودية الجديدة «صوفيا» مملكة الروبوتات: رؤية أم لعبة؟ والأمير علي لا يصطحب أولاده للمدرجات

Posted: 29 Oct 2017 03:35 PM PDT

إذا غضبت السلطات السعودية لأي سبب من «صوفيا».. هل تسحب جنسيتها وتلغي قيدها المدني؟ هذا السؤال خطر على ذهني مرارا وتكرارا وأنا أشاهد القناة الثانية في المملكة الشقيقة، وهي تتحدث بتوسع عن المرأة الروبوت، التي قيل لنا إنها منحت الجنسية وجواز السفر.
حسب الشرح الذي تعيده مرة تلو المرة كل فضائيات السعودية للأمير الطموح محمد بن سلمان، وحسب فاصل دعائي كوني حقن في بلعوم الجميع في هذه الأمة وسطح الأرض مشروع «نيوم» الطازج سيعتمد على ما يسمى «أتمتة» وسيدار من قبل صوفيا وشقيقاتها.
لسبب أو لآخر تذكرت ثقافة الدول العربية في «سحب الجنسيات» فحكوماتنا تتفنن في هذا الأمر، حيث تسحب الجنسيات في البحرين والسعودية وسحبت سابقًا في الأردن، وحيث فئات عريضة من «البدون» في كل دول الخليج.
قيل لنا إن صوفيا المدهشة لديها قدرة على إظهار «انفعالات محددة»، وقد سئلت أمام الأمير محمد بن سلمان عن دورها في المستقبل فتحدثت عن شعورها بالفخر لأنها أول «مجنّسة إلكترونية».
يا ترى لو صدرت عن صوفيا نظرة «لعوب» وسط الرياض بحق أحد المشايخ أو اختلطت خلاياها الناظمة وقررت انتقاد الاعتقالات أو طالبت بالإفراج عن الأمراء المعزولين.. يا ترى لو حصل ذلك، هل تستطيع الاحتفاظ بجنسيتها وجواز سفرها السعوديين؟!

الأخت الجديدة

صوفيا من دون الإجابة سعوديًا عن أسئلة الإصلاح السياسي وقدرة على الانتقاد الشرعي ستكون مجرد لوحة إعلانية.. مشروع «نيوم» إياه يبدو مدهشًا ولا عقل أو تعقّل في معارضته ما لم يعمل لمصلحة إسرائيل، لكن استفسارنا ثقافي محض: كيف يمكن أن ينفذ هذا الانتقال الكبير المرحب به طبعا على شواطئ البحر الأحمر من دون دولة مؤسسات وقانون؟
صوفيا، أختنا السعودية الجديدة، التي انضمت للأمة محتاجة لمضمون سعودي لا لخبير إلكتروني ياباني فقط، لكي يديرها ويجعلها تبتسم أمام سمو الأمير وشركائه في «نيوم».. من دون مضمون اجتماعي وإصلاحي ستبقى هذه الصبية المسكينة مجرد لعبة تشارك في حفلة «وناسة» على الطريقة الخليجية، ويمكن سحب بطاريتها مِن قِبل عسكري بائس لا يؤمن أصلا بالابتسام.
إذا كانت الروبوتات ستحصل في مملكة العهد الجديد على جنسيات وجوازات سفر على حساب حرية الإنسان في التعبير مثلًا، فمن المنطقي أن نتوقع قريبًا جدًا افتتاح فرع سعودي كبير فيه روبوتات أيضا يحمل اسم «المتابعة والتفتيش» وظيفته سحب الجنسيات الممنوحة، حيث يكفي هنا سحب البطارية اليابانية أو الألمانية.
أي رؤية من دون مضمون فكري وثقافي على أهميتها وطموحها ستبقى مجرد «لعبة»!

ثورة أردنية بيضاء

ثورة بيضاء في التعليم.. وتعلّم مهارات القرن الـ 21.. هذا ما تحدث عنه الوزير اللافت للتربية والتعليم في الأردن لبرنامج «ستون دقيقة» الشهير محليا على شاشة الحكومة اليتيمة.
الوزير عمر الرزاز يقطع مساحات واسعة نحو انقلاب حقيقي في بنية التعليم المدرسي، ورغم أنه قليل الكلام، إلّا أنه من النوع الملتزم بقول ما يفعل وفعل ما يؤمن به.
أعرف الرجل جَديًا، وقد حادثته عدة مرات، ويبدو لي أنه في طريقه لتخليص الشعب الأردني من صداع أزلي اسمه «امتحان التوجيهي».
لكن حتى يفلت ببرنامج إصلاحي بسيط عليه أن يعمل ضمن نظام القطعة، فالمتربصون كثيرون والحساد أكثر، والمرشحون للانقلاب هم الأغلبية خصوصًا في تلك الأوساط التي يعتقد الرزاز أنها تدعمه، حيث توجد طبقة سياسية تكنوقراطية في الأردن تنتمي للمدرسة «الكلبية» وهي مدرسة فلسفية معروفة، تنحصر وظيفتها في «تهميش» إنجاز الآخرين ومنع أي آخر من أي إنتاج من دون سبب واضح.
وبمناسبة الحديث عن الروبوت صوفيا لاحظوا معي عمومًا ما يلي: عِليةُ القوم في عمّان تذرعوا عشرات المرات بصعوبة الإصلاح والتحديث مراعاة لحساسية الجار السعودي.
هذا الجار يؤسس اليوم مشروعات تديرها روبوتات، فيما وزير تربيتنا وتعليمنا الذي يستخدم تقنيات العلم منذ 40 عامًا أصلا يضطر لثلاثة آلاف دورة ولفة حتى يُقنع الناس في محيط وزارته وخارجها بأن التدريس عبر الكومبيوتر أو «اللاب توب» مثلاً لن يؤدي إلى ثورة شعبية أو سقوط دولتهم في أيدي الإخوان المسلمين ولن يؤدي إلى التحول إلى تايلند اجتماعيا.

عندما قالها الأمير علي

ظهر مصطفى الأغا وهو يتجول بين أزقة وسط مدينة عمّان برفقة كاميرا برنامجه الشهير «صدى الملاعب»، وبصيغة رحّب بها أهل عمّان، الذين لا يرون صورهم في غالب الأحيان حتى على شاشات تلفزة بلادهم.
مرة أخرى وبعد فريق الوحدات يخسر فريق النادي الفيصلي مباراة مع الرمثا، فيلوّح بمقاطعة مسابقات الدوري المحلية.
لكن المثير في حلقة النشامى، التي سجلها الأغا من برنامجه الجماهيري هي تلك الصراحة التي تحدث فيها الأمير علي بن الحسين، إنسانًا ورئيسًا لاتحاد كرة القدم، حيث برزت هنا موجة من «الصراحة».
فاجأنا أن الأمير يتفق مع مشاعر طبقة واسعة من الأردنيين، الذين لا يستطيعون «اصطحاب أطفالهم» إلى ملاعب كرة القدم المحلية، بسبب العبارات «البذيئة» التي تصدر من بضعة أفراد من الجمهور وتؤذي الأذن.
أخفق الأغا في تجنب سؤال مباشر عن ثنائية «الفيصلي» و«الوحدات» في الحالة الكروية والسياسية الأردنية.
الأمير بدبلوماسيته خفف من الحديث عن هتافات عنصرية في الأردن، مشيرا إلى أنها تنخفض، لكنه أقر بأنه لا يستطيع اصطحاب أولاده إلى بعض المباريات بسبب الهتافات المسيئة أخلاقيا، التي تصدح أحيانا، وهو أمر يفرح في كل حال، لأنني أقاوم منذ عامين رغبة ولدي الأصغر بحضور مباريات الكرة المحلية.
قد تكون الفرصة مواتية للتذكير بأن بعض القوى الرسمية استثمرت يوما في ظاهرة هتافات الملاعب، خصوصًا أثناء مباريات «الفيصلي» و«الوحدات»، حيث عبارات الكراهية والعنصرية وقلة الأدب.
ليسمح لنا الأمير بكلمة صغيرة: من عند ذلك الاستثمار السلبي تبدأ مسيرة التصحيح، لأن اعتقال ومحاكمة نفر من الجمهور لا يكفي، فعلى من يروج لأي غرض وثقافة معيبة في البلاد أن يفهم مسبقا أن التكلفة ستكون عالية وحاسمة وحازمة.

مدير مكتب «القدس العربي» في عمان

عن «أختنا» السعودية الجديدة «صوفيا» مملكة الروبوتات: رؤية أم لعبة؟ والأمير علي لا يصطحب أولاده للمدرجات

بسام البدارين

كتالونيا وقشتالة: قصّة شقاقين… وشبحين

Posted: 29 Oct 2017 03:35 PM PDT

كتالونيا هي الإقليم الأكثر «تأورباً» في إسبانيا. مدّة السيطرة العربية الإسلاميّة عليه لم تزد عن قرن، في مقابل أربعة قرون بالنسبة إلى قشتالة، التي لم تكن في البدء عاصمتها مدريد، غير حصن أمويّ يدعى «مجريط»، أي مجرى نهر ايطو، ولم يظفر بها الكاثوليك إلا في العام 1081، وعام 1236 بالنسبة لقشتالة وإشبيلية، و1492 بالنسبة لغرناطة، فيما استمرّ الوجود الإسلاميّ الموريسكيّ في الأندلسية حتى الإنتفاضة التي لم يتمكن العثمانيّون والمراكشيّون من إسعافها رغم الإنتظارات والوعود، مطلع القرن السابع عشر.
وكتالونيا هي الأكثر «تأورباً» أيضاً لأنّ لغتها، الكتالونية، المحكية في بعض جنوب الغرب الفرنسي أيضاً، وفي بلنسية، وجزء من ساردينيا الإيطالية، أقرب إلى لهجات الجنوب الفرنسي وللإيطالية، منها إلى اللغة الإسبانية، «القشتالية»، التي تأخرت ظهورها لأكثر من خمسة قرون بعد ظهور الكتالونية. انعكس ذلك مجاراة كاتالونية، للمراحل التي قطعتها «الأزمنة الحديثة» في أوروبا الغربية، الواحدة تلو الأخرى، في مقابل تدهور حال المملكة الإسبانية من مرتبتها كأقوى كيان عسكريّ في العالم، يوم شكلت القاطع الغربي من إمبراطورية آل هابسبورغ، في القرن السادس عشر، إلى التدهور السريع بعد ذلك، وابتعادها الواسع عن أوروبا عصر التنوير، ثم عن أوروبا الثورة الصناعية، هذا في حين انخرطت كتالونيا في هذه الثورة، بما عمّق الفارق بين مختلف جوانب التمدّن والتصنيع والتحديث وازدهار الذاتيات الفردية فيها، نهاية القرن التاسع عشر، وبين بقية اسبانيا، التي استمرت تنوء تحت ثقل مجتمع زراعيّ بعلاقات شبه اقطاعية، إلى حين تمكّنت من انجاز طفرتها التحديثية والتصنيعية، في ظلّ نظام تسلّطي ورجعيّ ودموي، كنظام فرنشسكو فرانكو. قرّب فرانكو المسافات، اقتصادياً، بين كتالونيا وقشتالة، لكنه، سواء بقضائه على الجمهورية الكتالونية، في آخر الحرب الأهلية الإسبانية، أو بمفارقة تزايد «المحاكاة الضدية» بفعل تصنيعه قشتالة، عمّق الشقاق.
وهذا الشقاق اليوم هو بين كتالونيا وقشتالة، لكنه أيضاً بين كتالونيا وكتالونيا. فالانقسام داخل الإقليم بين الإستقلاليين والوحدويين على أشدّه. الإستقلاليّون يعوّلون على كل فظاظة تتصرّف بها حكومة مدريد، والشرطة، أو الجيش، لتأجيج أوارهم وتغليب الكفّة. والوحدويّون يعوّلون على عدم الإعتراف الأوروبي والدوليّ بمسار الإنفصال، لإظهار شعبوية كارليس بيغديمونت وتهوره. ولئن كان التقدّم الإقتصاديّ والصناعيّ لكتالونيا نسبة إلى بقية اسبانيا عامل لا يمكن اهماله عند مقاربة الحيوية القومية فيها، فإنّ هذا العامل هو جزء من «النظرة إلى الذات» أكثر منه عنصرا تفسيريّا محوريّا لما يجري. ذلك أنّ «احتسابها بالمال» يدفع في الإتجاهين، الإنفصاليّ والوحدوي، في وقت واحد. لكتالونيا، مقومات اقتصادية ناجزة لبناء نفسها كدولة أمة على حدة، لكن عليها أن تدفع ثمن ذلك بشكل باهظ مالياً (هذا ان استبعدنا، جدلاً، المعوقات الأخرى). فالإنفاق الزائد عن حدّه، أدخل الإقليم في مديونية هائلة، ويضاف إلى الفاتورة حصّة من مديونية إسبانيا على الكتالونيين سدادها، ويستتبع ذلك تراشق بين استقلالييهم ومدريد، الأوائل يتهمون مدريد بأنّها سبب ثقل كاهل مديونية إقليمهم، وحكومة ماريانو راخوي ترد التهمة على أعقابها، بأنّها بسبب حكومة الإقليم.
والحقّ أنّ إسبانيا بعد رحيل فرنشسكو فرانكو لم تتبنّ بشكل ناجز مفهوم الفدرالية. دستور ،1978 الساري، لا ينصّ عليها. يقول بإستقلالية ذاتية للأقوام والأقاليم التي تتشكّل منها اسبانيا، لكنها تبقى فدرالية مضمرة، غير رسمية، متفاوتة بين المناطق، غير مستقرّة على حال، ويستحضر المنصوص عنه دستوراً لجهة عدم قابلية التجزئة، لتبرير التعنت المركزي القشتالي، كما فعلت المحكمة الدستورية عام 2010، حين طعنت بوجود «الأمة» الكتالونية، بل ورفضت أن تكون للغة الكتالونية «الأفضلية» في الإقليم، وأصرّت على السواسية بينها وبين القشتالية (والحالة الإسبانية في هذا المجال متخلفة تماماً عن النموذج الفدرالي الهندي الذي يقوم، إلى حد كبير، على مبدأ الولايات اللغوية).
يتغذى راخوي في مدريد، وبيغديمنت في برشلونة، اليوم من نفس المعين: الشعبوية اليمينية، التي يبدو عليها أكثر فأكثر الرغبة في محاكاة النموذج الجانح نحو السلطوية، التي تدهورت اليه الحال في المجر مع فيكتور اوربان (وانعكس تدهوراً للديموقراطية في معظم بلدان أوروبا الشرقية العضو في الإتحاد الأوروبي). بيد أنّ غرف راخوي من هذا المعين أعمق وأخطر. صحيح أنّه يبدو أقل أيديولوجية في شعبويته، وأقلّ احيائية لبعض التركة الفرانكية، من رئيس الوزراء الأسبق خوسيه ماريا أزنار، حليف جورج بوش الإبن، لكنّه يقود بالنهاية حزباً لم يكن حتى وقت متقدم من الثمانينيات يخفي نوستالجياه للمرحلة «شبه الفاشية» من تاريخ اسبانيا.
هناك أساساً مبالغة في تقدير جذرية تحوّل اسبانيا من حال إلى حال بعد فرانكو. كما هناك شقاق بين كتالونيا وكتالونيا، هناك شقاق بين اسبانيا واسبانيا يحاول أن يخفيه راخوي من خلال «حزمه» في المسألة الكتالونية. وهو إلى حد كبير شقاق لا يمكن النأي به عن الخلاف حول الفرانكية ومحاولتها إعادة ضبط المسار الوطني الإسباني من وراء القبر. المحاولة الإنقلابية عام 1981 النوستالجية للديكتاتورية، ليست بتفصيل في تاريخ التحوّل الديمقراطي الإسباني، وبالنسبة إلى بلد لن يقبل في المجموعة الأوروبية الا عام 1986 (أي بعد خمس سنوات من قبول بلد يقلّ عنه في المؤشرات الاقتصادية، وديمقراطيته طرية العود وهشة، اليونان).
ومن ضمن استمرار هذا الشبح الفرانكي، عدم تبني مبدأ الفدرالية بشكل كامل وناجز في بلد كان يحتاجه بالفعل، وبشكل واضح، منذ كتابة دستور 1978. وفي المقابل، فإن بريطانيا، التي لا يقول دستورها الشفهي بالفدرالية، استطاعت أن تتعامل بدراية مع واقعة الحراك الإستقلالي الاسكتلندي، فأجازت الإستفتاء، وفشل الإستقلاليون فيه، وعادوا ليكتسحوا مقاعد اسكتلندا في مجلس العموم البريطاني بعد ذلك، كما لو أنّهم «يتداولون على الإنفصال أو البقاء» مع الفريق المواجه لهم. النموذج الإسباني هو النقيض لذلك. لكنه نموذج لا تقتصر مشكلته مع كتالونيا، فحتى حكومة راخوي في مدريد ليست لها الأكثرية البرلمانية إلا لأن أحزاباً قومية إقليمية تبحث على طريقتها عن أجندة تفلتية من قشتالة، تدعمها.
قد تكون المقارنة السياسية فظة ونافرة بين اسبانيا وبين سوريا، ولن يقلل من ذلك المشترك الأمويّ التاريخيّ بينهما.. وهي مقارنة نافرة وغليظة بالتأكيد، لولا عنصر واحد، أن التوحيد القسري في ظلّ فرانكو، كما في ظلّ حافظ الأسد، كان نقمة على وحدة البلاد في الحالتين، مع استمرار «مفاعيل» شبحيهما من وراء القبر، مع اختلاف مطلق بين التحول الديمقراطي بعد فرانكو، وبين مسخ الأسدية لنفسها أكثر فأكثر في ظلّ بشار الأسد. ومع فارق جوهريّ، في كون السياق الأوروبيّ، محكوم بـ»اجماعات الغرب»، وفي طليعتها «اللاعودة» إلى أي حرب أهلية «كاملة» في النطاق الغربي، في مقابل سياق حرب أهلية كليّة في سوريا، ينظر إليها، خلسة، كما لو أنّها «الحرب» التي تتيح للكوكب بأن يعيش بسلام.

٭ كاتب لبناني

كتالونيا وقشتالة: قصّة شقاقين… وشبحين

وسام سعادة

ذكرى «هاري بوتر»

Posted: 29 Oct 2017 03:35 PM PDT

عشرون عاما مرت منذ أصدرت الكاتبة البريطانية ك. ج. رولينغ كتابها الأول من سلسلة «هاري بوتر»، التي ستغدو شهيرة بعد ذلك، وتباع نسخها الورقية وغير الورقية بالملايين، وتنتج أفلاما، وتتحول إلى أيقونات دعائية، وهوس كبير، وتعشق بتشنج في كل مكان تترجم إليه، وقد ترجمت بالقطع إلى معظم لغات العالم.
لقد تكونت السلسلة من سبعة أجزاء، كان أولها هو «هاري بوتر وحجر الفلاسفة»، الجزء الذي سيظهر خجولا في عام 1997، ليكتب أولا سيرة ما للصبي هاري بوتر، الذي مات أبواه بيد ساحر شرير، وتربى في بيت خالته، والتحق بعد ذلك بمدرسة للسحر ليتعلم تلك الفنون، وهناك يتعرف على آخرين، وينتظمون في مغامرة للحفاظ على حجر الفلاسفة الموجود في المدرسة، الذي تتآمر كثير من الجهات لسرقته، والاستفادة من خواصه، ويوجد في وسط هؤلاء المتآمرين: ملك الظلام، الذي سيكون عدوا كبيرا للساحر هاري بوتر سيسعى مستقبلا للخلاص منه.
بهذه الفكرة الخيالية، التي قد لا تبدو ملهمة جدا، وأقرب للأفكار البدائية التي قد يتخيلها حتى غير المبدعين، نسجت رولينغ أولى خيوط مستقبل حكائي، غدا مشرقا بالفعل، أمدها بالشهرة والمال والمكانة الكبرى بين كتاب الخيال في العالم، لدرجة أن يباع المقعد الذي كانت تجلس عليه، وهي تؤلف هذا الجزء، بمئات الآلاف من الجنيهات، في مزاد أقيم خصيصا لذلك.
المسألة ليست صعبة بالتأكيد، أن تحاول ابتكار شيء ليس موجودا، أو لفت النظر إلى شيء قد يكون موجودا بالفعل، لكن لا ينتبه إليه أحد وسط زحام الأشياء، ولا أظن أن فكرة السحر والسحرة، والمعجزات التي تأتي من وراء ذلك، فكرة جديدة، لكن تحديثها هو الجديد كما بدا لي، وإقحام صبي صغير في لعبة السحر، واليتم الناتج من السحر، وتعليمه في مدرسة هي للسحرة، جعل من الطعم المقبل مع روايات رولينغ السبع، طعما مغايرا بالفعل، ومكنها هي شخصيا. وبعد أن نجح «حجر الفلاسفة» في جر الانتباه، وسبي عقول القراء وصناع السينما، في المضي قدما في مشروعها الخيالي، ورسم أجزاء أخرى من قصة هاري بوتر الساحر الشاب، لتنتهي بما سمي «هاري بوتر ومقدسات الموت»، الذي حصد وحده عشرات الملايين في بداية طرحه في سوق القراءة.
لقد تحدثت عن الخيال كثيرا في ما مضى، وأذكر دائما أن الخيال هو الركيزة الأهم في ركائز الكتابة، وهو البطل المنقذ المستعد دائما لملء فراغات الحكاية، حين تتوقف بسبب معضلة ما، قد يكتب أحدهم عن قتلى في معركة تاريخية، ماتوا بسبب معتقد ما، ولا يوجد معتقد في الحقيقة ليذكره، فيأتي دور الخيال ليصنع ذلك المعتقد، ويصيره منهجا كاملا بجميع عيوبه وحسناته، وعن طريق الخيال، يمكنك أن تجد مثلا صديقا مقربا من نابليون بونابرت، لم يكن موجودا لكنه سيوجد وسيحمل أسرارا أيضا، ويمكنك أن تجد عشيقا لملكة قديمة، تصنع له ملامح سرية وغامضة، وتحضره إلى مخدع الملكة ليلا، وتسربه مع الفجر.. هكذا.
رولينغ كما قلت ابتكرت ساحرا لن يكون موجودا في الواقع قط، وقد يوجد شبيه له، لكن ليس بتلك الإمكانات المتطورة التي صنعها الخيال، وأظن ما ساعد على انتشار مؤلفاتها، ما وجدته من هوى عند الصغار والمراهقين، وعشاق الصرعات الغريبة من الكبار، ومعروف أن سلسلة «هاري بوتر» تقرأ من جميع الأعمار، وهناك كبار وآباء يحرصون على قراءة الكتاب أولا قبل أن يمنحوه لأبنائهم. ومنهم من يقف في تلك الطوابير الطويلة التي تتكون في أول يوم سيطرح فيه كتاب من السلسلة، أمام أي مكتبة في كل العالم المستعد لاستقبال الكتاب.
أيضا تأتي مسألة الحظ الذي قد يكون جيدا فعلا، ويقذف بالمحظوظ إلى بعيد، أو يرتقي به إلى آفاق رحبة، وقد يكون سيئا جدا، ويتدهور حتى بالإبداع الجيد، الذي كان يؤمل منتجه في انتشاره.
بالنسبة لي وقد قرأت بعض ما طرحته سلسلة «هاري بوتر»، أعجبني الخيال طبعا وأعجبتني الحوادث الفانتازية التي لن تحدث في الواقع أبدا، وتبقى بعد ذلك مخاطبة المتلقي التي لم أر فيها يدا ممدودة لي أو لأحد في جيلي، وإنما وجدت يدا تمتد إلى أذهان فتية صغار، سينبهرون بأداء ساحرهم الفتى ولا شيء آخر، وحتى رواد السينما ممن سيحضرون الأفلام المنتجة من تلك السلسلة، سيكونون فتية صغارا أو مراهقين مفتونين، وبعض الكبار الذين لا بد من وجودهم، هو الإحساس نفسه الذي انتابني حين قرأت رواية «الخيميائي» لباولو كويلهو، وكنت أسمع أنها نص استثنائي، سيقع الجميع في شركه، أكثر من ذلك، فقد لامني الكثيرون على التأخر في قراءتها، لقد أحسست وأنا أقرأ، بأن الروائي لا يخاطبني مطلقا، وربما كان سيخاطبني لو كان كتابه صدر وقرأته أيام النبش الأول في طرق المعرفة، والبحث عن أغذية الذهن المختلفة.
بالتأكيد، سلسلة «هاري بوتر» من الأعمال الخالدة، أو الأعمال التي خلدها المتلقون بكثرة تداولها والاشتغال عليها بشتى الطرق الفنية، من سينما ومسرح، والتجارية من أدوات مختلفة، وقمصان وسراويل وأحذية، ومثل هذه الأعمال يحق لها أن يحتفل أصحابها بعيد ميلادها سنويا، وأظن الذكرى العشرين لولادة السلسلة، حدثا كبيرا، انتشى كل المتابعين به.
لقد انتقلت رولينغ بعد انتهاء «هاري بوتر» إلى الكتابة الأخرى، الكتابة التي تخاطب الكبار بكل صراحة، وأنتجت منذ سنوات كتابا ضخما اسمه: «وظيفة شاغرة» قرأت منه شخصيا فصلا أو فصلين ولم أستطع الاستمرار في قراءته، ربما كان جيدا فعلا، وربما كان بداية جديدة تستحق الاحتفاء، وفقط أنا لم أتذوقه، أو أتفاعل معه، وهذا شيء مشروع كما نردد دائما، أن لا تتفاعل مع نص أو لا تتذوقه، ويأتي غيرك ليصيح من فرط النشوة وهو يقرأه.
أظننا في الوطن العربي في حاجة إلى فانتازيا نستمتع بحيلها، وإلى خيال نشجع به أجيالنا الجديدة على مجاراته وابتكار خيال يعادله، نحتاج إلى هاري بوتر بنكهة عربية بكل تأكيد.

٭ كاتب سوداني

ذكرى «هاري بوتر»

أمير تاج السر

تحرش

Posted: 29 Oct 2017 03:34 PM PDT

هزت قضية سمية عبيد التي تعرضت للاعتداء بآلة حادة من طرف متحرش شبكات التواصل الاجتماعي، وتحولت إلى مادة إعلامية، بدون أن يتأثر في الحقيقة العصب الأساسي لتفشي هذه الظاهرة في مصر وبلدان عربية كثيرة.
لم يسجل المثقف العربي أي موقف، ففي الغالب يتعاطف مع مثقف مثله في محن عديدة كالاعتداء عنفا أو قتلا على مثقف آخر، أو سجنه بسبب حرية الكلمة، لكن التحرش عموما ظاهرة لا تعنيه! وفي الغالب أيضا فالمرأة لا تهم المثقف العربي، أو لعلّها تهمه حسب تصنيفات عديدة، إما عمرية أو جسدية، أو ملهمة مؤقتة إلى أن ينهي إجازاته الأدبية. ليس سهلا أن تكون مثقفا وتعيش في عش اللقالق فوق أعمدة المجتمع وصوامعه، فالمثقف من المفروض أن يعيش على البسيطة نفسها التي يعيش عليها المواطن العادي، وأن تلامس قدماه الأرض نفسها، أما تلك الازدواجية التي أصبحت تتجاذبه بين الاشتغال في عوالم لغوية محضة والاحتكاك بهذا الإنسان الذي يعنيه وتعنيه قضاياه، فيبدو لي أنها أتعبته.
ما لا أجد له وصفا حقيقيا هو ما وظيفة المثقف تحديدا في المجتمعات؟ هل هي الاشتغال بالأدب والنصوص والبقاء حبيسو اللغة والعالم الافتراضي؟ أم الجمع بين هذه وأمور مجتمعنا بطريقة تجعلنا في تواصل مستمر مع اللحمة التي نحن منها؟
طرح السؤال في حدِّ ذاته يضعنا أمام إشكالية بدأت في طرحها من خلال مقالات سابقة، وقد أسعدني تجاوب أساتذة يتقاسمون معي الهم نفسه.
في قضية سمية عبيد تضاربت الآراء على شبكات التواصل الاجتماعي، ولكن من خلال متابعة شريط فيديو سردت فيه الضحية ما تعرضت له منذ سنتين. من حادثة الاعتداء الجديدة استنتجت عدة أشياء: الضحية مثقفة ويبدو ذلك جليا من خلال الحقل اللفظي الذي استعملته، تحديدا هذا الحقل يحيلنا إلى صبية واعية ومتعلمة وذكية وتنتمي لفئة اجتماعية محترمة. ثانيا وهذا الأهم، في كلا حالتي التحرش وجد المتحرش الساحة أمامه مشجعة لفعله، من صمت الشارع، وضعف الضحية إلى ضعف الجهات الأمنية، وهذا واضح حين هددت باللجوء للشرطة ، فتمادى الشاب المتحرش بإبداء غضبه فانهال عليها بالضرب، وهذا حسب تحليلاتي جاء نتيجة لسماعه كلمة «شرطة» التي استخف بها وبالقانون، وهنا تكمن الخطورة، كون المعتدي يعرف تماما أن العقاب لن يطاله، وإن طاله فإن الأمر سيكون عابرا.
صمت الشارع يمكننا قراءته من عدة زوايا، أولها أن الشارع خائف من التورط في قضية لا تعنيه، وهذا أيضا يحيلنا إلى ضعف الأجهزة الأمنية والقضائية، غير بعض المكبوتات التي تقبع في عقول فئة من هذا الشارع تشمت في الصبية المعتدى عليها لأنها ترى أنها بشكل ما تستحق ما يحدث لها. لا ينتهي الأمر هنا، بل يذهب بنا بعيدا، فما مستقبل هذه الأوطان التي تسكت عن اغغتصاب نسائها؟ وهذه الشعوب التي بعد أن خرج الاستعمار الغربي من أراضيها، ولم يعد هناك من يعتدي عليها وعلى نسائها أصبحت هي من يفعل ذلك؟ نحن هنا لسنا أمام قضية الوزير الفرنسي دومينيك ستراوس كان، الذي تحرش بعاملة فندق في نيويورك فخسر بسبب الحادثة منصبه في رئاسة صندوق النقد الدولي. نحن هنا أمام قضية صبية في مقتبل العمر وابنة عائلة محترمة تكالب عليها مجتمعها بأغلب فئاته ليحمي المجرم الذي مارس جرمه مرتين مع سبق الإصرار والترصد؟
نحن هنا لسنا أمام قضية الأمريكي إليوت لورنس سبيتزر الذي خسر منصبه بسبب فضيحة جنسية، نحن هنا أمام اعتداء أمام الملأ، موثق بكاميرات، لرجل نكرة تماما، يحطم حياة صبية مثقفة فقط لأن هذا المجتمع في داخله ناقم على النساء! لسنا أيضا أمام آخر قضية تحرش اهتز لها عرش السينما الأمريكية، التي فجرتها الممثلة الأمريكية هيذر كير ضد المنتج هارفي واينستن وجرت معها اعترافات نائمة لأخريات بسبب الخوف من فقدان السمعة وبعض المكاسب الإعلامية.
نحن أمام ظاهرة متفشية من العالم المتخلف الذي هو عالمنا إلى العالم البراق بنجوم السينما والفن والسياسة. نحن أمام ظاهرة يتمادى فيها الذكور في التعامل مع المرأة على أنّها «للمتعـــــة الجنسية» لا غير، ويمكن الحصول عليها برضاها أو بالقوة. نحن أمام معطيات مخيفة فالإنسان لا يتوقف عن الدخول في حروب مع نفسه، لكن أعنف هذه الحروب تمارسها الشعوب المتخلفة أكثر من غيرها، حين تتحرش بنسائها وأطفالها وتغتصبهم بدون عقاب عادل.
طبعا نتوقع أن ينال كل رجل متحرش عقابه في الغرب بمجرد أن تحاكمه الضحية، فينال منه القانون، لأن المجتمع يعج هناك بالنزيهين، أما في مجتمعاتنا المسكينة، فالتحرش سلوك ذكري عادي، يمارسه البواب والشرطي والأستاذ والطفل «أبو سبع سنين» و»الشيخ أبو سبع وسبعين سنة» وهو أمر تلام عليه الضحية في الغالب بسبب ما ترتديه، حتى إن كانت محتشمة ومتجلببة أو منقبة، يأتيك من يصب عليك سطل ماء الثلج على رأسك بقوله « بأنها «أكيد عملت شي» أو «أكيد بنت حرام، وكل ما قلته كذب». وسط تخبط نسائنا وأطفالنا في مستنقعات النزوات والغرائز المريضة، يصمت المثقف، ويستمر بالكتابة عن أفكار فلاسفة لم يعرف أبدا أن يطبقها على أرض الواقع.
الكاتب الياباني هاروكي موراكامي قال: «ما يسمى بالاغتصاب لا يستهدف فقط الجسد، فالعنف لا يأخذ دوما شكلا مرئيا، الجراح الدفينة لا نرى نزفها على السطح»، هذه الجراح كان من المفروض أن يراها كتابنا وأن يكتبوا عنها بشجاعة، ويواجهوا جحافل الـ»الوحشنة» التي زحفت على أدمغة أبناء أوطاننا، وإلا بعد سنوات قليلة سيبعث التتار الجدد من ذواتنا وأعتقد أننا نشهد المراحل الأولى لذلك.
أبعد من ذلك، الدكتورة ليونيل نوغن بودن التي تخصصت في الكيمياء وعلم السموم، وتفرغت للكتابة البوليسية قالت في موضوع التحرش والاغتصاب: «المغتصب لا يبحث عن الجنس، ولكن عن السيطرة على الآخر» وهذه الحقيقة ليست سوى استنتاج لنظريات سيكولوجية وسوسيولوجية ، وهو ما يفسر ما نعيشه في بداية هذا القرن من مآس أخلاقية.
المثقفون والكتاب في الغرب حاربوا الظاهرة بأصوات عالية، منذ بالزاك الذي قال: «لا تبدأوا زواجا باغتصاب» إلى مونتسكيو، سيمون دي بوفوار، فرجينيا وولف، ميلان كونديرا، وآخرين. هم من أسسوا لفكر يحارب العنف بأنواعه، هم من أسسوا لطبقة نزيهة تفرض القانون وتحارب الفساد. هم فعلوا ما نحلم به نحن اليوم، لنرى طبقة لا تخجل من قول الحقيقة، وتؤسس لقوانين شجاعة لا تتواطأ مع المجرم، لأنه ذكر، هذه العنصرية الجندرية يجب أن تنتهي، لأنها أفقدت مجتمعنا توازنه، وأنتجت أفرادا أغلبهم مرضى نفسيون.
أقول هذا وأنا حزينة لأجل سمية عبيد لأنها ولدت وكبرت في «أقاليم الخوف» التي نعيش فيها، أقاليم سحقت الأنوثة بالذكورة وسحقت الذكورة بالحروب.

شاعرة وإعلامية من البحرين

تحرش

بروين حبيب

التردد الواضح عنوان الأداء الحكومي والتخبط والارتجال القدمان اللتان تمشي عليهما حكومة المهندس شريف إسماعيل

Posted: 29 Oct 2017 03:34 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: ثلاثة أخبار سيطرت على اهتمامات الرأي العام، منها اثنان سياسيان والثالث كروي وهي تعادل فريق النادي الأهلي مع الوداد المغربي بهدف لكل منهما، على استاد برج العرب، وسط غضب شديد لإضاعة الأهلي عشرات الأهداف بسبب سيطرته على الملعب طوال المباراة، وكان بإمكانه حسم النتيجة من الآن، بدلا من خطورة مباراة الإياب في المغرب في نهائي بطولة أندية إفريقيا.
أما التغييرات المفاجئة في قيادات وزارة الداخلية التي أعلنها الوزير اللواء مجدي عبد الغفار فأكدت وجود خلل أمني أدى إلى كارثة الواحات، وكانت أحد عشر قرارا بين مساعديه في مختلف القطاعات، ومنها تغيير اللواء محمود توفيق رئيس قطاع الأمن الوطني واللواء عصام سعد مدير أمن الجيزة، وذلك على ضوء ما حدث باستشهاد ستة عشر ضابطا وجنديا في الاشتباك مع الإرهابيين في الواحات. وبالنسبة للجيش فقد صدر قرار بتعيين الفريق محمد فريد حجازي رئيسا لأركان حرب الجيش بدلا من الفريق محمود حجازي، الذي عينه الرئيس مستشار له للتخطيط الاستراتيجي وإدارة الأزمات، والذي نشرت «الأخبار» خبرا لمندوبها في الرياض حازم الشرقاوي، أنه وصل بصحبة وزير الخارجية سامح شكري لحضور اجتماع وزراء خارجية ورؤساء أركان القوات المسلحة لدول تحالف دعم الشرعية في اليمن، لمناقشة الوضع الميداني، أي أنه بدأ في ممارسة عمله فورا.
ولا بد من التذكير بأن الفريق محمود حجازي كان مسؤولا عن ملف ليبيا، وبالتالي فستنتقل المهمة إلى رئيس الأركان الجديد. وعقد الرئيس اجتماعا مع وزير الدفاع والداخلية واللواء خالد فوزي رئيس المخابرات العامة والفريق محمد فريد حجازي رئيس الأركان، وطلب ضرورة إلقاء القبض على الإرهابيين الذين قاموا بعملية الواحات، قبل هروبهم وتشديد الرقابة على الحدود الليبية.
أما الأخبار الأخرى الواردة في الصحف المصرية الصادرة أمس الأحد 29 أكتوبر/تشرين الأول فكانت عن أمر الرئيس السيسي بوقف بدء الدراسة في مشروع المدارس اليابانية، وربما يكون السبب حسب رأي البعض الفساد الحكومي لاستغلال المشروع. وحملة ضد رئيسة وزراء بريطانيا بسبب إشادتها بوعد بلفور، وإعطاء فلسطين لليهود. وتحذيرات من الترويج لترشيح الفريق أحمد شفيق ضد السيسي. ورئيس الوزراء يرد على شائعة مرضه بعقد ستة اجتماعات في يوم واحد.
أما العاملون في السياحة فاهتموا ببدء شركة توماس كوك السياحية البريطانية باستئناف رحلاتها إلى مصر. والصحافيون والإعلاميون اهتموا بالضجة حول فوضى التغطيات الإخبارية وانحطاط مستوى بعض برامج القنوات الخاصة، كما ظهرت أول مقاله لسمير رجب رئيس تحرير «الجمهورية» في عهد مبارك، في «المصري اليوم» أمس ولا نملك إلا أن نحيي صاحب الجريدة صلاح دياب ورئيس تحريرها محمد السيد صالح لسعة صدريهما ولأنه من الواجب عودة الجميع للتعبير عن أفكارهم. وإلى بعض مما لدينا..

الشرطة والإرهاب

تفوقت «الشروق» على غيرها يوم السبت بنشر تفاصيل مهمة ومبشرة في تحقيق شامل في صفحتها الرابعة عن توصل الأجهزة الأمنية إلى معلومات مهمة جدا في حادث الواحات. شارك في إعداده ممدوح حسن ومصطفى أمير ومصطفى حمدي وعمرو بحر ويونس درويش وجاء فيه عن قتل ثلاثة عشر إرهابيا: «شددت أجهزة الأمن في الجيزة إجراءاتها الأمنية وأمر عدد من القيادات رفع حالة الاستنفار الأمني إلى القصوى، وتكثيف التواجد في منطقة صحراء الواحات وطريق الواحات والمناطق المتاخمة لها، خلال الاشتباكات التي وقعت بين قوات الأمن وعناصر إرهابية في طريق أسيوط – الخارجة، واستهدف التواجد الأمني محاصرة العناصر الإرهابية ومنع تسللها إلى صحراء الواحات في الجيزة للاختباء فيها هربا من المطاردات الأمنية.
وكشفت مصادر أمنية لـ«الشروق» أن الأجهزة الأمنية المكلفة بملاحقة العناصر الإرهابية الهاربة من اشتباكات الواحات يومي الجمعة والسبت الماضيين، حققت نتائج إيجابية ومعلومات مهمة عن المتهمين. مؤكدا الإعلان عن تلك النتائج خلال الساعات المقبلة.
وأضافت المصادر أن الأجهزة الأمنية تمكنت من القبض على عدد من العناصر التكفيرية والقيادات المشتبه فيها في تدبير حادث الواحات. مشيرا إلى أن قطاعات وزارة الداخلية تسابق الزمن لضبط باقي المتهمين والبحث عن النقيب محمد الحايس، حيث تقوم قوات من العمليات الخاصة والأمن الوطني بتمشيط الدروب والمغارات الجبلية في منطقة الواحات، بمعاونة فرق أمنية متخصصة في اعتراض الاتصالات واختراق نظم اتصالات العناصر التكفيرية.
وأكدت المصادر أن أجهزة الأمن استعانت بعدد ليس بالقليل من «قصاصي الأثر» للتعرف على الطريق الذي سلكه الإرهابيون في الصحراء والجبال، وكذلك مسار العناصر الإجرامية التي توارت داخل الدروب الضيقة، إضافة إلى تحديد أجناسهم وأطوالهم وأوزانهم ما يسهل من تحديد الفاعل بسهولة».

مصريون وليسوا أجانب

وأمس الأحد قال محمد عبد اللطيف مدير تحرير «البوابة» في مقاله تحت عنوان «خطيئة الصمت على البلاوي»: «القـــــوة الأمنية وجدت في الوكر الذي يختبئ فيه الإرهابيون أسلحة متنوعة وكتبا تكفيرية تخص أفكار وفتاوى لتنظيمات إرهــــابية اتخــــذت من الجنوب الشرقي في ليبيا مقرا لانطلاق عملياتها، وسواء كانت هذه المجموعة التي جرت تصفيتها لها علاقة مباشرة، أو غير مباشرة بجريمة الواحات البحرية، فإن ما يلفت الانتباه له أن عناصر المجموعة الإرهابية ليسوا أجانب، بل إنهم مصريون، وهذا يعنى أن هؤلاء المغيبين الذين تحولوا بفعل غسيل «الأدمغة» إلى متفجرات متنقلة على الأرض، جرى تجنيدهم وتدريبهم خارج الحدود في أعقاب ثورة 30 يونيو/حزيران هؤلاء لديهم دراية بالمناطق الجغرافية، خاصة الصحراوية فضلا عن أمور أخرى تؤكد أنهم مصريون أبرزها ارتداؤهم ملابس عسكرية شديدة الشبه بالزي الميري».

حكومة ووزراء

وإلى رئيس الحكومة والإشاعات عن مرضه واحتمال تغيير قال أمس الأحد سمير رجب رئيس تحرير «الجمهورية» الأسبق في أول مقال له في «المصري اليوم» إنها بالون اختبار. بينما كان هذا هو الموضوع الرئيسي في الصفحة الأولى من «الوفد» في تحقيق فتوح الشاذلي تحت عنوان «رئيس الوزراء يرد على شائعات التغيير بـ6 اجتماعات وزارية في يوم الإجازة» قال فيه: «كثف المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء اجتماعاته الوزارية، وعقد 6 اجتماعات ولقاءات وزارية مهمة، شملت عددا من الوزراء والمحافظين. جاء تكثيف رئيس الوزراء اجتماعاته ولقاءاته في يوم الإجازة، ردا على شائعات التغيير الوزاري التي انتشرت خلال الفترة الأخيرة. حدد رئيس الوزراء اجتماعات (الأمس) بناء على الملفات المهمة والعاجلة التي فرضت نفسها خلال الفترة الماضية، وأبرزها ملفات التعليم والمالية وأوضاع المحافظات. وكانت الأيام الماضية قد شهدت حالة من الارتباك داخل الحكومة في أعقاب شائعات التغيير الوزاري التي انتشرت لسببين: الأول اختفاء رئيس الوزراء عن مقر المجلس لأول مرة منذ توليه المنصب، وذلك نتيجة قيامه بإجازة مفاجئة في العين السخنة، لم يتم الإعلان عنها. والسبب الثاني كان نتيجة تغيير في الهيئة التي ظهر بها مؤخرا، وهو ما دفع البعض إلى ربطها بإصابته بمرض أحدث هذه الإطلالة الجديدة. وقد نفت مصادر مجلس الوزراء هذه الشائعات وأكدت على أن المهندس شريف إسماعيل يؤدي عمله كالمعتاد ولا يعاني أي أمراض وأن الإطلالة الأخيرة تعوّد عليها بعد عودته من الحج».

الحكومة ووقف التعليم الياباني

وإلى القرار الذي أصدره وزير التربية والتعليم بأوامر من الرئيس عبد الفتاح السيسي بوقف البدء في تجربة التعليم الياباني، بعد الفضائح التي حدثت وقال عن القرار في «أخبار اليوم» هشام عطية في عموده «قلب مفتوح» تحت عنوان «القرار المهزوز»: «هي أمور تبدو صغيرة ولكنها حين تتكرر وتتراكم ترسخ في النفوس. إن التردد الواضح هو العنوان العريض للأداء الحكومي وإن التخبط والارتجال هما القدمان اللتان تمشي عليهما حكومة المهندس شريف إسماعيل. لا أكون مبالغا إذا قلت إن وزارة التعليم ووزيرها الدكتور طارق شوقي رسبا بامتياز في اختبار سنة أولى مدارس يابانية، ومنحت الوزارة نفسها صفرا كبيرا حتى قبل أن تبدأ الدراسة. القرار المتعجل غير المدروس ببدء الدراسة في المدارس اليابانية، بدون استعداد كاف على مستوى التجهيزات والبشر، خلق أزمة مجانية داخل المجتمع، سببت ارتباكا للآلاف من أولياء الأمور، الذين منوا أنفسهم بتعليم متميز لأبنائهم ينقذهم من وحل النظام التعليمي القائم، ولكن في النهاية لم يقبضوا في أيديهم سوى الريح. المثير للحزن أن قرار تأجيل الدراسة بالياباني لأجل غير مسمى لم يشف صدور كل الذين تضرروا من القرار العشوائي ولم يحدد من المسؤول عن كل هذا العبث بمصائر وأماني تلاميذ وأولياء أمور ومدرسين؟».
مدرسون بالواسطة

وفي «أخبار اليوم» أيضا كشفت داليا جمال أسباب الفضيحة في عمودها «أما قبل» تحت عنوان «ما كانش العشم بالياباني»: «اليابان أعلنت تبرعها بمنحة لبناء 140 مدرسة لتوفير تعليم حقيقي لأبناء المصريين واشترطت أن يكون التعليم في مدارسها مجانا، متاحا للجميع واستضافت 40 من المعلمين المصريين لتدريبهم على نظام التعليم في هذه المدارس، ولكن لأن الفساد عندنا كالماء والهواء وبلا مواربة أو حياء، اكتشف اليابانيون أن الحكومة أرسلت للتدريب مدرسين اختارتهم بالواسطة من أقارب كبار المسؤولين، كما أن الحكومة المصرية التي لم تتكلف مليما واحدا في هذه المدارس أصرت على تحصيل مصروفات تصاعدية من أولياء الأمور لتتحول المدارس إلى سبوبة تستنفع منها الحكومة».

مشاكل وانتقادات

وإلى المشاكل والانتقادات ومنها مشكلة الزيادة السكانية الرهيبة، التي دعت الكاتب الساخر في مجلة «روز اليوسف» عاصم حنفي إلى أن يصرخ في مقاله «كفاية يا مصر» الذي قال فيه: «خيبتنا الثقيلة أننا نحتل المركز الأخير في جميع القياسات العالمية، ما عدا في إنتاج المواليد فنحن الأوائل بجدارة ونسبق جميع دول العالم.
والمصيبة أننا لا نكتفي بالإنتاج الطبيعي وإنما نلجأ لوسائل مساعدة اولها الفياجرا التي تحتل أيضا المركز الأول في استهلاكها عالميا. لاحظ أن حسني مبارك تولي حكم البلاد وتعداد السكان 40 مليونا، وتركها وقد تجاوز السكان الـ90 مليونا، وهي جريمة كبرى تستحق العقاب والمساءلة.
الخيبة أننا وقد تجاوزنا الـ100 مليون اننا نسعي للمزيد حتي نثبت للعالم أننا أمة عفية بحق وحقيقي، وقد نجحنا في إنتاج الفياجرا بأسعار زهيدة والنتيجة أن معدل الزيادة السكانية في الوقت الحالي أعلى من معدلاتها في الصين والهند. شخصيا وزمان زمان وفي بداية الثورة أدركت الدولة أن زيادة السكان هي الخطر الأول الذي يهدد خطط التنمية الوليدة، وكانت أعدادانا وقتها لا تزيد عن الـ20 مليونا وعندما قامت الوحدة مع سوريا كان التعداد المصري 22 مليونا فسعت الدولة لإنشاء جهاز تحديد النسل الذي أغضب المشايخ فتم تعديل الجهاز إلى جهاز تنظيم النسل».

محبة الآخر

وثانية المشاكل أثارها في مجلة «الإذاعة والتلفزيون» جرجس شكري في عموده «صورة» تحت عنوان «محبة الآخر» بقوله وهو يتحسر على ما مضى: «في مصر كنا منذ زمن نقول كلاما طيبا ونتمنى للآخر أمنيات جميلة ومنها سعيدة ونهارك سعيد ومن فضلك وليلة سعيدة وتتمسى بالخير وصباح الخير وصباح النور عشت تسلم وتعيش ربنا يخليك، فأين ذهب كل هذا وهل اختفى فجأة بفرمان؟ أم أننا أصبحنا شركة مساهمة مصرية للكراهية كراهية الآخر؟ ولم لا فنحن نعيش بمفردنا منذ زمن فقط مصريون بعد أن اختفت الجاليات الأجنبية من مصر وأيضا الجاليات العربية، وحين كنا لا نعرف العصبية العرقية والدينية، حيث كانت مصر تخلو من هذه الجماعات، التي أوهمت البسطاء بأنها حصلت على توكيل من السماء بإدارة الدنيا.
وفي العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين انهار التعليم وأصبح إعمال العقل من المحرمات، وأصبحت كراهية الآخر أمرا عاديا لشريحة كبيرة من المصريين، أصبح القبح جزءا لا يتجزأ من حياة المصريين وأصبح الجهل شعارا يبرر القتل وخيانة الوطن، أليست عمليات الاعتداء على رجال الشرطة والجيش نتيجة هذا الجهل الذي تراكم عبر سنوات طويلة».

كذبة مفضوحة

سامنثا باور الدبلوماسية الأمريكية المحنكة، ومندوبة الولايات المتحدة السابقة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، التي طالما أحرجت مندوب روسيا بشجاعة، خاصة في دفاعه عن الطاغية بشار الأسد ونظامه وجرائمه، أبدت غضبا شديدا من تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي في باريس، التي قال فيها إنه لا يوجد معتقل سياسي واحد في مصر، ووصفت كلامه بوصف قاس جدا «كذبة مفضوحة»، أو صلعاء مضيفة، هناك أكثر من خمسين ألف سجين سياسي في مصر الآن كلهم تم اعتقالهم بعد 30 يونيو/حزيران. هذا ما بدأ به جمال سلطان مقاله في «المصريون». هذا التعليق العنيف من الدبلوماسية الأمريكية الشهيرة يأتي في سياق موجة غضب غربية من تصريحات السيسي، ونفيه الغريب لوجود مسجون سياسي واحد في مصر، واعتباره أن كل هؤلاء الذين تم اعتقالهم أو توقيفهم خلال السنوات الأربع الماضية هم مجرمون عاديون، فقد علقت منظمات حقوقية دولية على ذلك بشدة وأبدت استغرابها لمثل هذا الكلام، مثلما فعلت «هيومن رايتس ووتش»، فضلا عن الانتقادات الداخلية المتكررة، بالإضافة إلى الأسئلة المتكررة من الإعلام العالمي التي تحرج السيسي في كل مرة يسافر فيها خارج البلاد. لا توجد سفرة للسيسي في أي بلد أوروبي إلا ويكون هذا السؤال هو أول وأهم وأخطر سؤال يواجهه: انهيار أوضاع حقوق الإنسان في مصر واتساع نطاق الاعتقالات لآلاف الناشطين والسياسيين، وفي كل مرة يقول الرئيس الكلام نفسه، هؤلاء مجرمون وليسوا سياسيين، ولا يوجد عندي معتقل ولا مسجون سياسي، ثم يعود في السفرة التالية ليواجه السؤال نفسه ويكرر الإجابة نفسها، والأمر على هذه الشاكلة يعني بوضوح أن العالم يسخر من الإجابة أو يضعها خلف ظهره ويبحث عن إجابة منطقية أو حتى عن وعد بإصلاح الأوضاع.
السلطة التي تدفن رأسها في الرمال متصورة أن العالم لا يراها ولا يشاهد أخطاءها وانحرافاتها لا تهرب من أزمتها في الواقع، ولكنها تفاقم من تلك الأزمة، وترسخها وتعقدها، وتفسد أي جهد لها في أي مجال تنموي أيا كان، لأن «الإنسان» هو محور أي تنمية أو نهضة، وعندما يفقد «الإنسان» إحساسه بضمانات الكرامة والعدالة والحرية والشفافية والمشاركة في وطنه، يصبح «شيئا» لا ينتج ولا يبدع ولا يتحمس لشيء، ويدرك أن أي جهد له سيكون إلى الهدر».
وجود الدولة

وإلى أبرز ما نشر عن انتخابات رئاسة الجمهورية في العام المقبل وحملات شعبية لجمع استمارات تطلب من الرئيس السيسي الترشح لفترة رئاسية ثانية، وهو ما قال عنه في «الجمهورية» السيد البابلي في بابه «رأي»: «أعاد السيسي الأمن للشارع في أسرع وقت وتلقت وزارة الداخلية دعما هائلا لكي تستعيد الزمام وتتغلب على أزماتها النفسية والاتهامات التي لاحقت أفرادها، والتي نالت من كيان المؤسسة الأمنية وأفقدتها توازنها في فترة من الفترات.
ومع عودة الداخلية فإن المواطن بدأ يشعر بوجود الدولة، وعاد إليه إحساس جديد بالتفاؤل وعبور الأوقات الصعبة، وبدأت عجلة الحياة تدور من جديد وحدث ذلك بسرعة، وفي وقت قصير، لأن الناس كانت مؤمنة بالرئيس ومنحته تفويضا في اتخاذ القرارات الحاسمة التي يمكن معها تحقيق الإصلاح في أسرع وقت ممكن، ولأن الناس أدركوا خطورة المرحلة والتحديات التي تواجهها مصر فقد توقفت الاحتجاجات الفئوية، وتجمدت المطالب التي تضيف أعباء جديدة على الدولة، وأدركوا أن عليهم مساندة الدولة والصبر».

السيسي وشفيق

بينما أشار خالد سيد أحمد في «الشروق» في عموده «مسافة» إلى مأزق العثور على شخصية تنافس السيسي وتحت عنوان «الهروب إلى شفيق» أشار إلى تمنيات البعض أن يرشح الفريق أحمد شفيق نفسه ليؤيده كراهية في السيسي وقال: «العديد من المتابعين والمراقبين عن كثب لتيار وفصائل الإسلام السياسي في مصر، لا يستبعدون إقدام جماعة الإخوان على الوقوف خلف الفريق شفيق ودعمه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، نكاية في النظام الحالي، ومحاولة للإفلات من حالة الحصار الشامل التي تفرضها الدولة على عناصر الجماعة أمنيا وسياسيا في الوقت الراهن. مبدئيا لسنا ضد ترشح الفريق شفيق أو غيره في الانتخابات الرئاسية المقبلة، طالما لا توجد موانع قانونية حقيقية تحول دون دخولهم السباق، بل إن من الواجب أن تكون هناك خيارات كثيرة في هذا الاستحقاق، حتى لا يتحول إلى مجرد استفتاء على شخص واحد، وبالتالي تفقد البلاد فرصة حقيقية للاختيار الديمقراطي الحر، الذي يساهم في عبور التحديات الكبيرة التي تعترض طريقها حاليا، لكن السؤال الذي ينبغي على الجميع التوقف أمامه هو: هل رهان بعض أبناء يناير/كانون الثاني على شفيق في محله؟ في تقديري إن الهروب إلى الفريق شفيق والتعويل عليه في الانتخابات الرئاسية ليس فكرة صائبة تماما، لأن ذلك الأمر يعني صراحة إعلان وفاة حقيقيا لثورة 25 يناير، ويتطلب من الجميع ــ خصوصا من أيَّدها بحماس وإخلاص ــ الاعتذار صراحة لمبارك عن «خطأ» المشاركة في تلك الثورة التي خلعت نظامه في 18 يوما. سنجد من يقول: و«هل تمت فعلا إزاحة نظام مبارك؟ فالعديد من رموزه يوجدون الآن في المشهد السياسي والإعلامي، والكثير من سياساته الاقتصادية والاجتماعية تطبق بالفعل على أرض الواقع». هذا حقيقي ولا جدال فيه، لكن مساعدة الفريق شفيق على تسلم المقعد الرئاسي تعني بلا مواربة إعادة إحياء نظام مبارك بكل رجاله وسياساته وتوجهاته، ودفن ما تبقى من إرث ثورة 25 يناير/كانون الثاني إلى الأبد حتى لو كان هذا الإرث مجرد فكرة حالمة في التغيير، وبناء دولة مدنية حديثة. على المتحمسين لمساندة الفريق شفيق خصوصا من المحسوبين على 25 يناير التريث قليلا قبل الإقدام على هذه الخطوة، والتفكير جيدا خارج الصندوق لمرة واحدة فقط، والبحث عن بديل حقيقى يكون معبرا عما يؤمنون به من أفكار ومبادئ ولديه القدرة على المنافسة بقوة، في ظل هذا المناخ السياسي الضاغط بقوة على جميع الأطراف».

السيسي ومنتدي الشباب

وبالنسبة لمنتدي الشباب العالمي الذي سيتم عقده ابتداء من الرابع عشر الشهر المقبل في شرم الشيخ تحت رعاية الرئيس وبحضوره ويحضره رؤساء حكومات وثلاثة آلاف شاب من مختلف دول العالم. نشرت «الدستور» حديثا مع نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان عبد الغفار شكري أجرته معه سعيدة عامر وكان أبرز ما قاله فيه: «هناك توجه عالمى داعم للجمعيات الأهلية التنموية التي تلعب دورا في تطوير المجتمع المحلي، سواء في القرية أو في الحي الشعبي، وتنفذ مشروعات لتشغيل الشباب وتنشئ مشروعات لتوفير فرص العمل وغيرها من الأنشطة. وتندرج الجمعيات التنموية ضمن منظمات المجتمع المدني الذي يضم كذلك منظمات حقوقية وخدمية. الرئيس عبدالفتاح السيسي أشار خلال حديثه عن قضايا حقوق الإنسان في باريس إلى أن مصر فيها 40 ألف جمعية من منظمات المجتمع المدني تعمل في مجالات تنموية، وهو ما يعني أن الدولة راضية عن هذه المنظمات وتدعمها ولا تحاربها، وهو ما يفسر طرح هذا الملف في المنتدى. يتوجب على هذه المنظمات أن تعمل وفقا للقانون وعلى الدولة إعطاؤها المجال للعمل بحرية وشفافية، فمن المهم أن تمارس المنظمات الحقوقية نشاطها لأنها في النهاية عندما تؤدي عملها فهي بذلك تساعد على استقرار المجتمع. مبدئيا لا بد من إجراء تعديلات جوهرية على قانون الجمعيات الأهلية الصادر أخيرا، لأن القانون المعمول به حاليا يحد من نشاط هذه المنظمات ويضعها تحت سيطرة أجهزة الأمن. وينبغي تعديله بما يعطي الفرصة للعمل التطوعي، وألا يتضمن عقوبات «السجن» على مخالفات العمل الأهلي، وأن تقتصر على الغرامات المالية، فالسجن يرهب الشاب ويصرفه عن العمل التطوعي، ويؤدي كل ذلك إلى تراجع التنمية التي يمكن أن تتحقق من أنشطة هذه الجمعيات».

لواء طيار ميخائيل

لا يزال التلفزيون الرسمي يحتفل بانتصارات قواتنا المسلحة في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 وبدا واضحا أن هناك تعليمات بان تستمر الاحتفالات طوال الشهر، حتى إن لم يكن هناك جديد سينشر أو يذاع.
لكن لفت انتباهي ما أشار إليه في «الأهرام» أحمد عبد التواب في عموده في الصفحة الحادية عشرة «كلمة عابرة» عما شاهده في حلقة الفنانة والمثقفة إسعاد يونس بأن قال تحت عنوان «اللواء البطل سمير عزيز ميخائيل»: «أحسنت الفنانة والمذيعة اللامعة إسعاد يونس في مناسبة ذكرى انتصار أكتوبر/تشرين الأول بإعادة عرض لقائها مع اللواء طيّار سمير عزيز ميخائيل بطل حربي الاستنزاف والعبور، والمُصنَّف بأنه أفضل طيار غير روسي قاد طائرة الميغ.
الحوار ممتع جدا أولا لشخصية اللواء ميخائيل شديدة الجاذبية وخفة دمه، حتى وهو يتحدث عن مفارقات وأهوال الحرب والموت التي يلتقطها بذكاء، ويضعها في صياغات كوميدية يجيد إلقاءها، مثل حكايته عن إصابة طائرته بصاروخ إسرائيلي واضطراره للقفز بالباراشوت في بحيرة المنزلة، ولكنه استنكر على نفسه أن يكون طيارا من حقه أن يموت في السماء، ولكنه يتعرض للموت غرقا، ثم عندما ظنّه الصيادون البسطاء عدوا إسرائيليا فانهالوا عليه ضربا بالشوم، فوجد الموت بالشوم أسوأ للطيار من الموت غرقا.
ويحكى عن نقله إلى المستشفى ليكتشف أصابته بشلل من كسر في العمود الفقري اســـــتغرق علاجــــه 6 أشهر، ولكنه لا يزايد وإنما يضحك من قلبه وهو يتذكر خوف الممرضة من التفــــريط في ملاية السرير لأنها عُهدة تُساءَل عنها، ثم مجرد إشارة إلى بطـــولاته الخارقة وإسقاطه لطائرات العدو وكأنها أشياء عادية في مقدرة أي شخص، بل إنه لا يسترسل عن مهاراته الفذة عندما اصطاد بطائرته الصغيرة محدودة الإمكانات طائرة إسرائيلية متطورة، وإنما أرجع الإنجاز إلى أن الطيار الإسرائيلي كان حمارا، ولكنه في الوقت نفسه لا يُسفِّه من كفاءة العدو، بل يتحدث عن أستاذيتهم في وضع تكتيكات القتال في الجو، ثم يُسرع ويقول إن المصريين متفوقون في العزيمة، وفي الإقبال على الاستشهاد.
أما إسعاد يونس فلم تسع لسرقة الكاميرا من الضيف، وإنما أدارت الحوار باقتدار وكياسة ولطف، ولم تُقحِم نفسها في سياق مجاراة الضيف في الدعابات، رغم مواهبها الكوميدية المعروفة، وإنما فضّلت أن تُفسِح له المجال للحكي والاستفاضة، ولم تتدخل إلا بأسئلة قصيرة ذكية تفتح له المجال أكثر.
سعادة اللواء سمير عزيز ميخائيل كل الاحترام لشخصك الجميل ولكل ضابط وجندي استُشهِد أو صمد أمام العدو وشارك في تحرير الأرض ولكل من يواجهون الإرهاب الآن».

وعد بلفور

ومن حرب أكتوبر/تشرين الأول إلى ذكرى منح بريطانيا وعد بلفور بإعطاء فلسطين لليهود وإقامة دولة إسرائيل، وهو ما قال عنه في «الجمهورية» ناجي قمحة في عموده «غدا أفضل» في الصفحة السابعة تحت عنوان «وعد بلوفر الوجه البريطاني القبيح « ومما جاء فيه: «يحق لبريطانيا – التي كانت عظمى – الفخر بمنح اليهود أرض فلسطين وطنا قوميا مزعوما، في وعد بلفور الذي أصدرته منذ مئة عام، ليكون دليلا قاطعا على خســــة الاستعمار البريطاني وغدره الآثم بالعالم العربي، الذي توهم قادته أن بمقدورهم الثقة بما كان يســـمى العالم الحر، بينما هو عالم من الاستغلال وسرقة ثــــروات الشعـــوب تحكمه وتحركه القوى الصهيونية لصالحها، على النحو الذي جرى في فلسطين عندما استطاعت عصابات الإرهاب والقـــتل اليهودية سرقة أرض الشعب الفلسطيني وطردته إلى الشتات، على مرأى ومسمع سلطة الانتداب البريطانية، ما يشكل عارا على بريطانيا ينبغي على رئيسة وزرائها الحالية تريزا ماي الاعتذار عنه، والوقـــوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الضحية، بدلا من أن تقف السيدة البريطانية في مجلس العموم بالأمس وتفخر بالوعد المشؤوم في ذكراه المئوية، وكأن بريطانيا – ذلك الوجه الاستعماري القبيح المساند لسارقي الأوطان ومصاصي دماء الشعوب- لم تتغير أهدافها ومصالحها وسياساتها رغم مرور مئة عام تغير خلالها العالم، بما في ذلك العالم العربي الذي حان له أن يعرف أعداءه الحقيقيين ويعاملهم بالمثل ويناضل من أجل استرداد حقوقه مهما طال المدى»..

الوعد الملعون

وختام تقرير اليوم مسك لأنه سيكون مع سناء السعيد وقولها في عمودها «بدون رتوش» في «وفد» أمس الأحد في الصفحة السادسة تحت عنوان «الوعد الملعون»: «الخميس المقبل الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني تحل الذكرى المئوية لإعلان وعد بلفور المشؤوم، وهي الذكرى التي تستدعي ما قالته تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا الأربعاء الماضى بأن بريطانيا تفتخر لدورها في تأسيس دولة إسرائيل، وكأنها تفتخر بالجريمة العار التي نفذتها ضد الشعب الفلسطيني من خلال بلفور، باعتباره وعد من لا يملك لمن لا يستحق.
تيريزا ماي تفتخر بذكرى بلفور، الذي كان سببا في المأساة التي حلت بالشعب الفلسطيني وشعوب وبلدان المنطقة، والذي جاء في سياق تاريخي استعماري لاإنساني لعبت فيه بريطانيا دورا خسيسا مهد لإقامة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين التاريخية.
كان يتعين على بريطانيا أن تعتذر عن هذه الجريمة النكراء وتبادر بتعويض الشعب الفلسطيني والشعوب العربية عن الضرر الذي حاق بهم على مدى مئة عام، جراء هذا الوعد، وأن تبادر إلى إصلاح الخطيئة وتعترف بحق الشعب الفلسطيني على أرضه وحقه في تقرير مصيره، وأن تبادر بوقف انحيازها لدولة الاحتلال وممارساتها وسياساتها الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني، ولكنها وللأسف بدلا من ذلك راحت تفتخر بالجريمة الآثمة. وسيتوجه نتنياهو إلى بريطانيا الخميس المقبل استجابة لدعوة ماي لحضور الاحتفال بالذكرى المئوية لإعلان الوعد الملعون».

التردد الواضح عنوان الأداء الحكومي والتخبط والارتجال القدمان اللتان تمشي عليهما حكومة المهندس شريف إسماعيل

حسنين كروم

حادث الواحات يطيح بقيادات أمنية وصهر السيسي خارج الأركان ومرشح لرئاسة الحكومة

Posted: 29 Oct 2017 03:34 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: لا يمكن النظر إلى التغييرات التي طالت عددا من قيادات الأجهزة الأمنية المصرية، ومنصب رئيس أركان حرب الجيش المصري ككتلة واحدة، فبينما يرى مراقبون أن التغييرات جاءت كلها نتيجة لحادث الواحات الذي أسفر عن مقتل 16 من عناصر الشرطة المصرية، يرى آخرون أن إعفاء الفريق محمود حجازي رئيس الأركان، وتعيينه مستشارا للأمن والتخطيط يعد أمراً منفصلاً، له أبعاده الخاصة.
وعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الأول، اجتماعاً ضم الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع، واللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية، و خالد فوزي رئيس المخابرات العامة، واللواء أركان حرب محمد فريد حجازي مساعد وزير الدفاع. وحسب السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، الاجتماع جاء في إطار متابعة التطورات الأمنية في البلاد، وجهود ملاحقة الجماعات الإرهابية، خاصة بعد الاشتباكات التي جرت بين قوات الشرطة وبعض العناصر الإرهابية في طريق الواحات، وأسفرت عن مقتل عدد من الإرهابيين.
وأضاف أن «الرئيس السيسي أّطلع على تقارير بشأن التدابير الجاري اتخاذها لضمان تأمين الحدود البرية والبحرية للبلاد، وإحكام السيطرة على المنافذ والمعابر، حيث وجه باستمرار تحلي جميع الأجهزة المعنية بأعلى درجات الاستعداد لمواجهة الجماعات الإرهابية وملاحقتها، بالنظر إلى التحديات الأمنية في المنطقة ومخاطر الإرهاب المتزايدة».

إقالة «الصهر»

لم تمر دقائق على انتهاء الاجتماع حتى أصدر السيسي قراراً بتعيين الفريق محمد فريد حجازي رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة، خلفا للفريق محمود إبراهيم حجازي، الذي شغل المنصب منذ مارس/ آذار عام 2014.
وقرر السيسي تعيين صهره الفريق محمود حجازي مستشاراً لرئيس الجمهورية للتخطيط الاستراتيجي وإدارة الأزمات، حسب بيان صادر عن الرئاسة المصرية.
وأفاد بيان للمتحدث باسم وزارة الدفاع العقيد تامر الرفاعي، أن «السيسي قرر ترقية محمد فريد حجازي من رتبة لواء إلى رتبة فريق».
كذلك أعلن اللواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية من خلال بيان رسمي لوزارة الداخلية، عن بعض التحركات والتنقلات داخل الوزارة، شملت عددا من القيادات الأمنية في الوزارة، وخاصة في ظل الحالة الأمنية التي تعيشها الدولة المصرية في مواجهة العناصر الإرهابية.
وشملت الحركة تغيير كل من اللواء هشام العراقي مساعد الوزير لقطاع أمن الجيزة، واللواء محمود شعراوي مساعد الوزير لقطاع الأمن الوطني، واللواء إبراهيم المصري مدير الأمن الوطني في الجيزة، ومدير إدارة العمليات الخاصة في الأمن المركزي. كما شملت الحركة عددا من التنقلات طالت 13 لواء، هم – طارق عطية، مساعد الوزير لمنطقة شرق الدلتا، محمد يوسف، مساعد الوزير لقطاع الأفراد، حسام نصر، مساعد الوزير لقطاع حقوق الإنسان، فهمي مجاهد، نائب رئيس قطاع الأمن الاقتصادي، محمود شعراوي، مساعد الوزير لقطاع أمن المنافذ، جمال سلطان مهنا، مساعد الوزير لقطاع الحراسات والتأمين، عصام سعد، مساعد الوزير مدير أمن الجيزة، هشام العراقي، مساعد الوزير لقطاع الوثائق، محمود توفيق، مساعد الوزير رئيس قطاع الأمن الوطني، إبراهيم مصري أحمد، مدير إدارة عامة بقطاع قوات الأمن، مجدي أبو الخير، مدير إدارة عامة في قطاع التدريب.

تغييرات الداخلية

حركة الإقالات في وزارة الداخلية طالت قيادات صاحبة مسؤولية مباشرة عن حادث الواحات.
ويرى مراقبون أن «سبب الإطاحة برئيس جهاز الأمن الوطني يعود إلى عدم المناقشة الجيدة لمصدر المعلومة، والتوصل إلى عدد وتسليح العناصر المسلحة بدقة التي نفذت هجوم الواحات، الأمر نفسه لمدير العمليات الخاصة بسبب عدم رصده الجيد لمسرح العمليات».
ويؤكدون أن «إقالة مدير أمن الجيزة كانت بسبب أن الواقعة جاءت في نطاق مسؤوليته جغرافيًا، بينما شملت الحركة رئيس الأمن الوطني في الجيزة كونه لم يدقق في المعلومات».

حجازي والملف الليبي

وصدر قرار إعفاء محمود حجازي من منصبه رئيس أركان حرب القوات المسلحة وتعيينه مستشارا للرئيس للتخطيط والأمن القومي، بعد يومين من عودته للقاهرة، بعد مشاركته في مؤتمر رؤساء أركان الدول المشاركة في الحرب على الإرهاب، الذي استضافته العاصمة الأمريكية واشنطن بدعوة من رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية.
ووفق بيان رسمي «المؤتمر حظي بمشاركة العديد من السادة رؤساء أركان الدفاع للدول المشاركة في الحرب على الإرهاب، وناقش المؤتمر العديد من القضايا التي تتعلق بموضوعات مكافحة الإرهاب، وكذا التعاون العسكري بين الدول المشاركة في ظل تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية».
وقبلها بأيام، التقى حجازي بالفريق مايكل جاريت قائد القوات البرية للقيادة المركزية الأمريكية والوفد المرافق له خلال زيارة الأخير لمصر.
وذكرت القوات المسلحة في بيان صحافي أن «اللقاء تناول تطورات الأوضاع التي تشهدها المنطقة وبحث عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك في ضوء علاقات التعاون العسكري، وبما يدعم القدرات القتالية والفنية وتبادل الخبرات بين الجانبين في العديد من المجالات».
وحجازي يتولى رئاسة اللجنة المصرية المعنية في ليبيا منذ منتصف العام الماضي، أجرى خلالها عدة اجتماعات بأطراف سياسية معنية بالأزمة الليبية في إطار مبادرة بلاده لحل الأزمة وفق مقررات اجتماع «القاهرة 1 «الذي انعقد في 13 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
ويعد مهندس نظرية الحدود الآمنة بالاتجاه الاستراتيجي الغربي، وله جهود ميدانية كبيرة داخل ليبيا، كما استثمر علاقاته الخارجية مع القادة العسكريين للدول الصديقة والثقة التي يحظي بها هناك، وأوصل اللواء المتقاعد خليفة حفتر بالتنسيق مع الإمارات للوضع الميداني والسياسي الراهن. وبخروج حجازي من المؤسسة العسكرية وتعيينه مستشارا للسيسي، ينضم إلى بورصة المرشحين لتولي رئاسة الوزراء خلال المرحلة المقبلة، بجانب الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، والدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار.

هجوم الواحات

مثل هجوم الواحات الذي أسفر عن مقتل 16 شرطياً حسب البيانات الرسمية، نقطة فاصلة في مواجهة مصر للإرهاب، فبينما أظهرت تقصيرا أمنيا واسعا في التعامل مع المسلحين، أكدت خطر الصحراء الغربية، باعتبارها منطقة جديدة للصراع تضاف إلى سيناء، ما ظهر جليا في إعلان الجيش المصري بعد الحادث بيومين عن إحباط تسلل إرهابيين من ليبيا إلى الأراضي المصرية، بعد قصف جوي لرتل مسلح في الصحراء الغربية، وأسفرت العملية عن تدمير 8 سيارات دفع رباعي محملة بكميات من الأسلحة والذخائر والمواد شديدة الانفجار وتم القضاء على العناصر الإرهابية الموجودة بداخلها.
وأعلن السيسي قبل أيام أن الجيش المصري دمر خلال عامين ونصف 1200 سيارة محملة بالأسلحة والذخائر والمقاتلين كانوا في اتجاه مصر من الحدود الليبية الممتدة على مسافة 1200 كيلومتر، ما يستدعي إعادة ترتيب الأوراق الأمنية للتصدي للخطر المقبل.

حادث الواحات يطيح بقيادات أمنية وصهر السيسي خارج الأركان ومرشح لرئاسة الحكومة
أعفي حجازي من منصبه بعد عودته من واشنطن… والتغييرات في الداخلية طالت 13 لواء
تامر هنداوي

بارزاني خارج السلطة… وبرلمان كردستان يوزع صلاحياته على السلطات الثلاث

Posted: 29 Oct 2017 03:33 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: قرر رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، أمس الأحد، عدم ترشحه للانتخابات المقبلة التي كانت مقررة مطلع تشرين الثاني المقبل/ نوفمبر، والبقاء «مقاتلاً» في قوات البيشمركه الكردية، فضلاً عن توزيع صلاحياته إلى السلطات الثلاث في الإقليم (تنفيذية، وتشريعية، وقضائية).
وجاء قرار بارزاني، عقب رسالة بعثها لبرلمان الإقليم، الذي خصص جلسة أمس، لبحث الرسالة، وتداعيات نقل صلاحيات بارزاني.
ونصّت الرسالة، التي وجهها إلى «رئاسة برلمان كردستان»، بأنه طالب في وقت سابق بـ»إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في إقليم كردستان في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، بالاعتماد على قرار الإقليم (128) الصادر في 12 تموز/ يوليو الماضي، ولكن ولأسباب سياسية وأمنية وتكتيكية وعدم وجود مرشح للمنصب، قامت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في الإقليم بتعليق الاستعدادات للانتخابات».
وأضاف قائلاً: «قد تم في 24 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، تمديد عمل مدة حكومة الإقليم وكذلك البرلمان لدورتين قانونيتين».
أما بشأن رئاسة الإقليم، فأكد: «ارفض الاستمرار في المنصب بعد الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل (نهاية مدته القانونية)»، مشدداً على أهمية «عدم تعديل قانون الرئاسة في الإقليم، او إطالة مدة رئاسة الإقليم».
كما شدد على ضرورة أن يعقد «البرلمان (مجلس النواب في الإقليم) جلساته واجتماعاته في اقرب وقت، لملء الفراغ القانوني الذي قد يحدث في واجبات وسلطات رئيس الإقليم، وكذلك لحل هذا الموضوع بشكل كامل».
وختم رسالته بالقول: «أنا مسعود بارزاني سأبقى مقاتلا في البيشمركه، وسأكون وسط جماهير الشعب ووسط قوات البيشمركه الأعزاء، وسأستمر في الكفاح والنضال لنيل حقوق الشعب الكردي والحفاظ على مكتسبات الكرد».
ولاحقاً، وجه بارزاني كلمة متلفزة، أكد خلالها أن «الجيش العراقي لم يتمكن من تحرير المدن التي سيطر عليها تنظيم داعش لولا تضحيات البيشمركه». وبين أن «البيشمركه حاول عدم الدخول باشتباكات مع القوات العراقية، الا أن الحشد الشعبي تعمد الاشتباك، وبالتالي سقوط ضحايا».
وأضاف «كنا نتوقع من المجتمع الدولي ان يوجه الشكر للبيشمركه على ما قدمته في الحرب ضد تنظيم الدولة وتحرير المدن التي سيطر عليها التنظيم».
وتابع : «من غير المعقول أن يستقدم الجيش العراقي والحشد الشعبي اسلحتهم الحديثة للهجوم على مواطني كردستان، ومنها دبابات ابرامز الأمريكية وغيرها».
وأعتبر أن «القوى السياسية العراقية تعلم جيداً ان جميع المآسي التي تعرض لها الشعب الكردي لم تتمكن من كسر ارادة هذا الشعب»، مردفاً «لازلنا نقول ان الخيار السلمي والحوار هو خيارنا ايضا منذ البداية وحتى الآن، ودليل ذلك أن حكومة الإقليم بادرت بتقديم مقترح للحوار».
وزاد : «لو أرادوا تخريب الوضع وافساد تجربة كردستان وفرض ارادة ظالمة فان امامهم الف طريق وطريق، والبيشمركه لن يسمحوا بذلك».
وأوضح «لو يتصورون أن اعداداً من الحشد الشعبي التي تم السماح لهم بالدخول الى عدد من مدن كردستان، فإن هذه الاوضاع والظروف هي مؤقتة ولن تستمر إلى مدى طويل».
وشدد على «أنني سأبقى بيشمركه مع شعبي، وأتمنى منه أن يكون عالي العزيمة والارادة وأن لا يسمح للأعداء بكسر ارادته وعزيمته».

البرلمان يوافق

وصادق برلمان كردستان على قانون توزيع صلاحيات رئاسة الإقليم. وصوّت على إقرار قانون توزيع صلاحيات رئيس الإقليم بأغلبية 70 نائبا من أصل 93 كانوا حاضرين.
كما وافق البرلمان على طلب بارزاني، بعدم تمديد ولايته الرئاسية.
وحسب مسودة قانون وزعت على برلمان كردستان، تتضمن «توزيع صلاحيات رئاسة إقليم كردستان على باقي السلطات على النحو التالي: سلطتين إلى رئيس مجلس وزراء الإقليم، سلطة إلى رئاسة برلمان كردستان، وأخرى إلى رئاسة مجلس القضاء».
وتنصّ المسودة أيضاً على «استمرار ديوان رئاسة الإقليم بمهامه، وإيقاف العمل بقانون رئاسة إقليم كردستان المرقم (1) لسنة 2005 المعدل، حتى إجراء الانتخابات المقبلة والدورة الخامسة لبرلمان كردستان»، إضافة إلى «إيقاف العمل بأي قانون يتعارض مع هذا النص».
وكذلك «تمديد الدورة الرابعة (الحالية) لبرلمان كردستان ورفض رئيس الإقليم تمديد ولايته، إضافة إلى عدم وجود مرشح لمنصب رئاسة الإقليم في الوقت الراهن وتجنبا لحدوث فراغ قانوني في سلطات الرئاسة».
ووفق المسودة، سيتم توزيع صلاحيات قانون رئاسة إقليم كردستان ـ العراق المرقم 1 لسنة 2005، المعدل، على السلطات الثلاث «التشريعية والتنفيذية والقضائية»، وسينفذ القانون خلال 15 يوما من المصادقة عليه.
وتمنح المادة العاشرة من قانون رئاسة إقليم كردستان، رئيس الإقليم صلاحية «إصدار القوانين التي يسنها المجلس الوطني للإقليم خلال عشرة أيام من تاريخ سنها، وله حق الاعتراض عليها كليا او جزئيا وإعادتها الى المجلس لإعادة النظر فيها ويكون قرار المجلس بشأنها نهائياً».
إضافة إلى «إصدار مرسوم بإجراء الانتخابات العامة للمجلس الوطني للإقليم (البرلمان) في حالة حله او انتهاء مدة دورته الانتخابية خلال خمسة عشر يوماً»، فضلاً عن «إصدار مرسوم دعوة المجلس الوطني للإقليم إلى دورة الانعقاد الأولى للدورة الانتخابية خلال (خمسة عشر يوما) من تاريخ اعلان النتائج النهائية وفي حالة عدم صدور الدعوة اليه يجتمع المجلس تلقائياً في اليوم التالي من انتهاء المدة المذكورة».
ومن بين صلاحيات رئيس الإقليم أيضاً «العفو الخاص عن المحكومين، والمصادقة على أحكام الإعدام أو تخفيفها إلى السجن المؤبد»، فضلاً عن «إعلان حالة الطوارئ بموجب قانون خاص».
وكذلك «عدم السماح بإدخال قوات مسلحة اتحادية إلى الإقليم عند الاقتضاء، إلا بموافقة المجلس الوطني للإقليم»، ناهيك عن «تعيين الحكام ورئيس وأعضاء الادعاء العام بعد ترشيحهم من قبل مجلس قضاء الإقليم، ومنح الرتب العسكرية لضباط القوات المسلحة للإقليم وقوى الأمن الداخلي وطردهم وإحالتهم على التقاعد وفق القانون».
شهدت الجلسة طرد أعضاء كتلة التغيير الكردستانية (مدة 24 ساعة)، عقب نشوب خلاف بين أعضاء الكتلة ورئاسة البرلمان بشأن آلية صياغة قانون توزيع الصلاحيات، إذ طالبوا بتسلم رئيس البرلمان يوسف محمد المنتمي لحركة التغيير اغلب الصلاحيات.
وتنتهي ولاية بارزاني في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، ومن غير الممكن التمديد له «لولاية ثالثة»، بعد أن قرر برلمان الإقليم في عام 2013 تمديد ولايته الأولى، فيما قرر مجلس الشورى الكردستاني التمديد لبارزاني لولاية ثانية في عام 2015.

اقتحام مجلس النواب

واقتحم 50 شخصًا من الموالين لبارزاني، سور البرلمان ومن ثم تمكنوا من الوصول إلى قاعة الاستقبال داخل المبنى رغم محاولة الحراس منعهم وإطلاق النار في الهواء.
وأتت الحادثة احتجاجاً على تصريحات النائب رابون معروف، الذي قال خلال مؤتمر صحافي على هامش الجلسة إن «ما وصل إليه الإقليم هو نتيجة فشل سياسة مسعود بارزاني».
كما اتهم معروف، «البيشمركه (حرس الإقليم) بالتخاذل في الدفاع عن الأكراد عند انسحابها أمام القوات العراقية في المناطق المتنازع عليها».
كما تعرض معروف، للإعتداء بالضرب من قبل نواب آخرين، بسبب تصريحاته.
وأدانت النائبة عن كتلة «التغيير»، وعضو لجنة الثقافة والإعلام النيابية، سروة عبد الواحد، الاعتداء على حرم البرلمان كردستان، مشيرة إلى أن ما حدث في مدخل مبنى البرلمان «عمل ارهابي بامتياز»،
وقالت في بيان إن «الحزب الديمقراطي الكردستاني وحليفه الاتحاد الوطني يتحملان مسؤولية اخلاقية وتاريخية عما جرى» ، مضيفة ان ما حدث هو هتك وتدمير لمؤسسة شرعية في الإقليم، يمثل فيه شخوص يدعون أنهم ممثلو الشعب الكردي ولكنهم ابعد ما يكونون عن أهداف المورد الحقيقية».
وحمّلت «القوات الأمنية للعائلة الحاكمة في أربيل مسؤولية الحفاظ على سلامتهم، وأطالب المنظمات الدولية والعراقية الداعمة للحريات وحقوق الإنسان كشف الاعتداءات المستمرة التي تقدم عليها السلطة في اربيل ضد البرلمانيين والإعلاميين والمواطنين بشكل عام».

بارزاني خارج السلطة… وبرلمان كردستان يوزع صلاحياته على السلطات الثلاث
تعهد بالبقاء «مقاتلاً في البيشمركه»… وأنصاره اقتحموا مجلس النواب

«حميميم» ترفض التعليق على «مؤتمر الشعوب» و«الائتلاف» ينفي ضغوطاً للتعامل مع المؤتمر

Posted: 29 Oct 2017 03:33 PM PDT

دمشق ـ «القدس العربي» : تجنبت القاعدة العسكرية الروسية الأضخم في سوريا «حميميم» العديد من المطالب التي وصلتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتعريف مسمى «مؤتمر الشعوب» الذي أعلن عنه الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» قبل أيام. ردود فعل عديدة وصلت الى قاعدة حميميم، والتي استنكر فيها السوريون مسمى «مؤتمر الشعوب» المزمع عقده في قاعدة حميميم على الساحل السوري بعد السابع من شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، ورغم تلك المطالب إلا إن القاعدة الروسية رفضت التعقيب على مضمون المسمى واكتفت بالإشارة إلى تاريخ انعقاده في الشهر المقبل.
ويدرك مجمل السوريين بأن التدخل العسكري الروسي في سوريا لصالح النظام السوري في شهر أيلول/ سبتمبر 2015 قد قلب موازين القوى لصالح الأسد، وأن مناطق المعارضة السورية انحسرت، وأصبح الروسي الحاكم الفعلي والمحرك الأول للملف السوري. إلا إن التصريحات الرسمية لوزير الدفاع الروسي قبل أيام أثارت اندهاشاً كبيراً بين السوريين واستغراباً من كم المعلومات غير الصحيحة التي تمتلكها روسيا حيال سوريا، خاصة بعد أن أكد الجنرال «سيرغي شويغو» استعادة ضعفي المساحة الكلية لسوريا من تنظيم الدولة.

نفي الائتلاف

وفي سياق آخر نفى الائتلاف السوري المعارض تعرضه لضغوط من قبل تركيا للتعامل بشكل إيجابي مع «مؤتمر الشعوب» الذي تنوي روسيا عقده في قاعدة حميميم الروسية قريباً. وأكد الائتلاف السوري المعارض في بيان تسلمت «القدس العربي» نسخة منه، أن المعلومات التي أوردها تقرير، ونسبها إلى مسؤول تركي عارية عن الصحة، وأنه «لم يرد في الاجتماع ما يفيد بذلك بأي شكل من الأشكال، والقول بأن طلب الاجتماع كان عاجلاً هو زعم لا أساس له أيضاً».
وعبر الائتلاف السوري عن أسفه لمحاولات التشويش على العلاقة الوثيقة التي تربطه مع تركيا، قيادة وشعباً، مؤكداً تقديره للدعم الكبير الذي تقدمه تركيا للشعب السوري لتجاوز محنته، وتقرير مستقبله، وفق إرادته الحرة المستقلة، داعياً محرر الصحيفة، والزملاء الإعلاميين كافة، لتوخي الدقة في نقل المعلومات من غير مصادرها. وكان الائتلاف السوري المعارض والهيئة العليا للمفاوضات قد أعلنا في وقت سابق رفضهما حضور مؤتمر الشعوب الذي تنوي روسيا عقده في قاعدة حميميم العسكرية في اللاذقية، بهدف جمع ممثلين من أطياف الشعب السوري لمناقشة إمكانية تحقيق السلام.

إحصائيات فلكية

وذكر وزير الدفاع الروسي، الجنرال سيرغي شويغو، في تصريحات صحافية، أن المناطق «المحررة» من سيطرة تنظيم الدولة في سوريا منذ التدخل العسكري الروسي بلغت 503 آلاف كيلومتر مربع، علماً أن المساحة الإجمالية لسوريا هو 185 ألف كيلو متر مربع!
وقال الجنرال «شويغو» خلال اجتماع لوزراء دفاع الدول الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان): «تمّت استعادة 998 مدينة وبلدة من مسلحي داعش، وبلغت مساحة المنطقة المحررة 503,223 كيلومتراً مربعاً، وتصفيه القسم الأكبر من هؤلاء المسلحين، وبدأت بوادر السلام تلوح في البلاد، ومنذ بداية عمليات القوات الجوية-الفضائية الروسية، عام 2015، عاد 1.12 مليون شخص من السوريين إلى منازلهم. منهم 660 ألفاً رجعوا في العام الجاري».
لم تنته حالة الدهشة التي أطلقها وزير الدفاع الروسي هنا، فالجنرال «شويغو»، أكد أن تنظيم الدولة لا يزال يسيطر على قرابة 5% من الأراضي السورية، في حين أسقط الجنرال السوري المساحة الجغرافية التي لا زالت تحت سيطرة المعارضة السورية في الشمال السوري ودرعا وأرياف حمص واللاذقية وحماة وحلب من حساباته. وزاد الجنرال الروسي، أن القوات الجوية الروسية قضت على 948 معسكراً للتدريب، و666 مصنعاً وورشة لإنتاج الذخيرة، و1500 آلية وعربة عسكرية تابعة للإرهابيين خلال العامين الماضيين.
عضو مجموعة العمل من أجل سوريا درويش خليفة قال لـ «القدس العربي»: تصريحات وزير الدفاع الروسي تدل على إيكال مهمتهم بقتال تنظيم الدولة في سوريا للميليشيات الطائفية الإيرانية، على اعتبار أنهم من البداية، أي الروس لعبوا على الوتر الطائفي للحرب السورية بدعم النظام والميليشيات الطائفية، ومع رغبة إيران الجامحة للقضاء على ثورة الشعب السوري.
وأضاف، الروس الآن لا يتعاطون مع الوضع العسكري السوري بالجدية الكافية، وبالذات بعد تقليص سيطرة الجيش الحر الذي يعتبر وجوده بديلاً بالنسبة للدول المتداخلة في سوريا، والقوات الروسية تدرك بان باقي القوى لا تعتبر بديلاً للنظام، إنما قوى تنفيذية تعمل لصالح دول مستفيدة من الصراع او تحاول تحصيل مكاسب تخدم استراتيجياتها.
وقدم «خليفة» مقتطفات من تقرير سابق لمؤسسة «آي إتش إس» لبحوث المعلومات، التي تعد مصدراً عالمياً للمعلومات، أنه في العام 2015، فقد تنظيم الدولة سيطرته على نحو 13 ألف كيلومتر مربع، حيث تقلصت مساحة سيطرته 90800 كيلومتر مربع إلى 78 ألف كيلومتر مربع، أي ما نسبته 14 في المئة من الأراضي التي كان يسيطرعليها، حينها كانت القوى الوحيدة التي تحارب التنظيم فصائل الجيش الحر الثورية.
وفي الشهور التسعة الأولى من عام 2016، خسر التنظيم المزيد من الأراضي، وبلغت في اكتوبر من العام ذاته 16% حيث بات يسيطر على 65500 كيلومتر مربع في كل من سوريا والعراق. ومع التسابق الروسي والأمريكي لنسب النصر في دحر التنظيم له وللاستفادة الرمزية منه كان العام الحالي بداية النهاية للتنظيم وتبخر قادته وعناصره وانحساره في مدينة البوكمال على الحدود السورية مع مدينة القائم العراقية.

استغلال مكافحة الإرهاب

وقال عضو الهيئة السياسية في محافظة إدلب شمالي سوريا عبد العزيز عجيني: تأتي تصريحات وزير الدفاع الروسي حول احصائية العمليات العسكرية الروسية في سوريا في وقت حرج، حيث يتوجب على الروس إظهار تدخلهم في سوريا على أنه جزء حيوي من الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب. وأضاف «عجيني»، لكن الحقيقة أن الروس يعرفون تماماً أن تدخلهم لم يثمر شيئاً سوى تأخير سقوط النظام الذي سيسقط في النهاية.
وقد حرص وزير الدفاع الروسي على ذكر معطيات رقمية لنتائج تدخل بلاده عسكرياً، ولكنه انزلق بأرقام فلكية عندما ذكر المساحة التي حررها الروس من تنظيم الدولة، «والتي بلغت حسب الوزير 500 ألف كيلومتر مربع ونسي الوزير أن مساحة سوريا هي 185 الف كيلومتر مربع فقط». ورأى عجيني، أن الوزير الروسي أراد اظهار قوة بلاده وتدخلها في سوريا على انه انجاز عسكري استراتيجي كبير يمكن تتويجه بالانسحاب من اللعبة في سوريا بطريقة مشرفة قبيل الانتخابات الروسية المقبلة، وقبل أن ينخرط الأمريكيون أكثر في القضية السورية. هذا الانخراط قد يودي بكل ما فعله الروس في سوريا.

«حميميم» ترفض التعليق على «مؤتمر الشعوب» و«الائتلاف» ينفي ضغوطاً للتعامل مع المؤتمر

هبة محمد

الأردن: انتشار «فيروس» الاحتجاج وتحذيرات من «سُخريةٍ مُرَّة» ضد الحكومة تجتاح الشارع

Posted: 29 Oct 2017 03:32 PM PDT

عمان – «القدس العربي»: هو «فيروس سياسي» بامتياز.. الاعتراض والاحتجاج بنسخته الأردنية بدأ يُعبّر عن نفسه بصورة أوسع وينتشر في أوساط غير متوقعة، بلغة غير مسبوقة في بعض الأحيان، ضمن حالة «تفريخ للاحتقان»، من الواضح أن مناورات ومبادرات الحكومة الحالية تخفق في احتوائها.
لا يريد كثير من نجوم الإدارة في بعض مؤسسات القرار التنفيذي في الأردن، الالتفات للحاجة الملحة للغة مختلفة تتصدى لانتشار فيروس المناكفة والبيانات الساخنة. وثقافة الإنكار لا تزال تتكاثر وسط مسؤولين حائرين وأقل درجة. ومبادرات التواصل التي قررها رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي مع الأطراف في المحافظات وبعض الواجهات العشائرية تنتهي بترديد عبارات التلاحم والولاء والانتماء لكنها لا تحتوي التصاعد الملاحظ أولًا في موجة السخرية الشعبية من الحكومة والمسؤولين على منابر التواصل الاجتماعي، وثانياً ردود الفعل عبر بيانات ساخنة يؤدي بعضها إلى تفريخ أخرى.
رئيس تحرير صحيفة «الدستور» السابق أسامة الشريف كتب على موقع فيسبوك محذراً مما يعتبره الأخطر، مُقترحًا الانتباه جيدًا من قبل الحكومة إلى عاصفة السُّخرية الإلكترونية التي تُقابَل فيها تصريحات ومقولات المسئولين. تجلت تلك السُّخرية المُرَّة التي يُحذِّر منها الشريف بالتعليق الأكثر رواجاً تفاعلاً مع ما قالته الحكومة عن وجود خمسة أشخاص فقط يعرفون بصورة محددة أين ستقام العاصمة الجديدة، حتى لا يحصل استغلال وترتفع أسعار الأراضي .. الشارع رد بكثافة.. «عزيزتي الحكومة.. نحن نخشى أصلاً هؤلاء الخمسة».
يحصل ذلك بطبيعة الحال فيما تعلن الحكومة خطتها في التعاطي مع حملات التواصل الاجتماعي وتلتقي النشطاء في شبكات التواصل التي أصبحت القوة الأنعم في ترويج الروايات كلها المضادة للحكومة والموقف الرسمي.
هنا حصريًا فوجئ الجميع بأن الحكومة عبر وزير الاتصال الدكتور محمد المومني مع نهاية الأسبوع الثاني تعلن أن «جهة خارجية» تعمل على إقلاق الأردنيين وتحريض الشارع من دون تحديدها، ومع تعريفها بأنها «دولة» حسب التوضيح، فهذا التحديد نتج عن عملية رصد أمنية وسياسية مدروسة وموثوقة. في الأثناء، وبلغة غير محددة يصدر بيان بأسماء غير معلنة ومن دون أسماء يتقمص مجدداً دور تمثيل العسكريين المتقاعدين ويوجه خطاباً مشدداً حول الوضع الاجتماعي ويطالب بوقف الفساد ويحذر من التداعيات.
اللافت في بيان ما أطلق على نفسه اسم «حراك العسكريين» أنه يوجه التحية حصريًا لحزب فرسان الشرق السرّي الذي أعلن نفسه قبل نحو أسبوعين ببيان ساخن ثم توارى عن الأنظار.
هذه التحية في نص البيان الحراكي أو الذي يتقمص الحراك وبعدما أرسل لـ «القدس العربي» يقدم موازنة على أن المصدر واحد تقريباً والهدف قد يكون الإيحاء بأن الحزب السرّي المشار إليه بدأ يواجه تأييداً لدى بعض اوساط الشارع.
النص الجديد يطابق القديم من حيث الحديث مجدداً عن استعراض حالات وملفات فساد سبق أن اجترّها الرأي العام وطرحت شعبياً.
والأهم أنه مجدداً نص يتحدث عن تمثيل شريحة المتقاعدين العسكريين التي لم يعد المواطن الأردني يعرف فعلًا وبصورة محددة من يمثلها حقاً بسبب تعدد المرجعيات وزحمة البيانات وكثرتها. وبكل الأحوال بيانات التصعيد التي توقفت عن مخاطبة الحكومة وبدأت تتحدث مع مركز القرار تتوالد وتتكاثر هي الأخرى وتتقمص البعد الحراكي الذي لا يريد أحد في الأردن العودة إليه بين الناس ولا في الصف الحكومي.
طبعا يعبر «فيروس الاعتراض» تحت العنوان المعيشي وتكلفة الحياة وأسعار الخبز هذه الأيام في وقت أزمة اقتصادية ويعلن الناطق الرسمي الأردني الدكتور محمد مومني بوضوح وصراحة وشفافية أن الخزينة تعتمد على ما يدفعه المواطن الأردني في عملية تمويل للذات. داخل الصف الحكومي يتواصل التعامل مع هذه التصعيدات على اعتبار أنها ليست أكثر من «هوبرات إعلامية ودعائية» و حصريًا هو تعبير استعمله أحد أهم أعضاء طاقم الحكومة الاقتصادي في اجتماع رسمي مغلق. ثمة من يتراقص الآن داعياً إلى فعاليات حراكية في الشارع الأردني.
والأهم؛ ثمة فيروس اعتراض قوي التعبير يتزايد ويظهر هنا وهناك ويرتفع سقف النقد، وعندما يقول كبار الساسة إن بقاء الحكومة الحالية وسط هذا المناخ أمر صعب جدًا، تقفز للواجهة فوراً أسئلة البديل والخيارات البديلة، على أساس أن تبديل الوجوه والحكومات ليس بديلاً عن بقاء الأزمة ببعدها المالي.
«أمورنا في الاتجاه الصحيح».. هذا ما قاله رئيس الوزراء في اللقاء الأخير مع وجهاء من قبيلة بني صخر، ليزيد عليه وزير التخطيط الدكتور عماد الفاخوري في اليوم التالي عبارة في تصريح أثار بدوره الكثير من الجدل عندما اعتبر أن الحكومة تواصل مهمتها في تحقيق الإصلاح الشامل والازدهار للمواطنين.
وتبدو التعليقات متناقضة هنا، ولا توجد أدلة مباشرة على ان الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، وغالبية ساحقة من الأردنيين سألوا الفاخوري على وسائط التواصل: أين الازدهار الذي تحققه لنا؟
في كل الأحوال لا تبدو تطمينات الحكومة وخطاباتها تجاه «تسكين» آلام المجتمع الاقتصادية مع حمى الأسعار الجنوني، فعالة أو تحقق أثرها.. بالمقابل يستمر التصعيد ويؤدي بيان حزب فرسان الشرق السرّي إلى تفريخ بيان آخر، وتصدر عن صغار المعلقين تعبيرات غير مسبوقة في انتقاد الحكومة أو السُّخرية من رموزها ومسؤوليها.

الأردن: انتشار «فيروس» الاحتجاج وتحذيرات من «سُخريةٍ مُرَّة» ضد الحكومة تجتاح الشارع

بسام البدارين

في الذكرى الـ94 لتأسيس الجمهورية التركية… أردوغان يفرض نفسه «زعيما تاريخيا» مستغلا ضعف حزب المؤسس أتاتورك

Posted: 29 Oct 2017 03:32 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي»: كما يفعل كل عام، تقدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأحد، أركان الدولة وقادة المعارضة الذين زاروا ضريح مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك بأنقرة في الذكرى الـ94 لتأسيسها التي تحتفل بها البلاد على نطاق واسع.
لكن هذا المشهد لا يعكس بطبيعة الحال الوضع الحالي في البلاد التي شهدت سلسلة تغيرات على مدى العقود السابقة كان أبرزها العقد الأخير الذي شهد صعود نجم حزب العدالة والتنمية الحاكم وزعيمه أردوغان وبات ينافس أتاتورك في مكانته التاريخية مستغلاً ضعف حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة الذي أسسه مصطفى كمال وحكم البلاد لسنوات طويلة.
فأُسس العلمانية التي أرساها أتاتورك عقب تأسيس الجمهورية عام 1923 وعلى الرغم من أنها ما زالت قائمة بقوة في الدستور وكافة مناحي الحياة، إلا أنها فقدت جوهرها وباتت الكثير من نصوصها شكلية في ظل الخطة الممنهجة التي عمل عليها الحزب الحاكم وزعيمه أردوغان من أجل زعزعة «قدسية» أتاتورك في المجتمع وتعزيز التوجه الإسلامي المحافظ في البلاد. وعلى مدار 15 عاماً من سيطرة حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ على الحكم في البلاد اتخذت سلسلة طويلة من القرارات والإجراءات الدستورية والتنفيذية التي أحدثت تغييرات واسعة في شكل الجمهورية وجوهرها وسعت من شعبية أردوغان ومكانته مقابل تراجع غير مسبوق في مكانة أكبر أحزاب المعارضة الذي فشل في مقارعة الحزب الحاكم في 7 جولات انتخابية هامة على مدار هذه السنوات.
وبخطوات تدريجية هادئة وعلى فترات متباعدة، ألغى أردوغان حظر الحجاب في المؤسسات المدنية في الدولة والمستشفيات والمدارس والجامعات، ولاحقاً في القضاء، وصولاً إلى إلغاء حظر الحجاب في المؤسسات الشرطية والعسكرية وداخل أروقة الجيش خلال الأشهر الأخيرة.
وفي التعليم، وعقب سنوات طويلة من تهيئة الرأي العام والتدرج في الخطوات، أدخل الحزب الحاكم تعديلات واسعة على المنهاج التعليمية العام الحالي تم من خلالها التقليل من الدروس التي تتحدث عن تاريخ أتاتورك، مقابل زيادة الدروس الدينية والتي تتحدث عن بطولات الشعب التركي و«أردوغان ضمنياً» في مواجهة محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت العام الماضي.
وقبل أيام، ولأول مرة في تاريخ الجمهورية، جرى تعديل دستوري من خلال البرلمان مُنح بموجبه موظفو رئاسة الشؤون الدينية «المفتيين» صلاحية إقامة عقود الزواج الرسمية التي كان يقوم بها موظفو البلدية فقط، في خطوة رأت فيها المعارضة محاولة جديدة لهدم أسس العلمانية في البلاد.
وكانت محاولة الانقلاب في الخامس عشر من تموز/ يوليو من العام الماضي فرصة تاريخية لأردوغان تمكن من خلالها من الإطاحة بكبار قادة الجيش «الأتاتوركيين» وتعزيز سيطرته على أهم مؤسسة في الجمهورية بشكل غير مسبوق. لكن أبرز التغييرات التي جرت في السنوات الأخيرة، تمثلت في الاستفتاء الذي تم بموجبه الموافقة على إجراء تعديل دستوري يغير نظام الحكم في البلاد من برلماني إلى رئاسي ويمنح أردوغان إمكانية البقاء في الحكم حتى عام 2029 وبنظام رئاسي يعزز زعامته في الدولة والمجتمع.
وفي حين تركز المعارضة على تاريخ الجمهورية الحديثة وأتاتورك، يفضل أردوغان ومسؤولي الحزب الحاكم التركيز على حقبة الحكم العثماني والتأكيد على «ضرورة ربط المجتمع التركي بتاريخه ومحاربة محاولات عزله عن تاريخه الحقيقي»، واتخذ أردوغان العديد من الإجراءات في هذا الاتجاه أبرزها استخدام الأزياء والأغاني العثمانية في الكثير من فعاليات الحزب الحاكم.
طموحات أردوغان في فرض نفسه كزعيم تاريخي إلى جانب مصطفى كمال أتاتورك لا تواجه صعوبات كبيرة في ظل الترهل الذي يعاني منه حزب مؤسس الجمهورية الذي يتزعمه كمال كليتشدار أوغلو الذي يواجه اتهامات بضعف الأداء والانسلاخ على المجتمع والفشل في 7 جولات انتخابية أمام الحزب الحاكم.
وفي تدوينته التي كتبها في دفتر الزوار بجانب قبر أتاتورك في أنقرة، الأحد، ربط أردوغان بين نصر أتاتورك في حرب الاستقلال ونجاحه في افشال محاولة الانقلاب، معتبراً أن «الروح التي تكلّلت معها حرب الاستقلال بالنصر، وساهمت في بناء الجمهورية التركية قبل 94 عاماً، ما زالت حية، وتجسّدت في المقاومة الباسلة التي ظهرت خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 تموز/ يوليو 2016».
وفي اجتماع لأنصار الحزب الحاكم في قونيا، السبت، وجه أردوغان انتقادات لاذعة لزعيم حزب أتاتورك كمال كليتشدار أوغلو، قائلاً: «لقد خسر جميع الانتخابات التي خاضها بدءا من الانتخابات المحلية عام 2009، مرورًا بالاستفتاء الذي أجري 2010، والانتخابات العامة في 2011، وصولا إلى الانتخابات المحلية والرئاسية في 2014، فضلا عن الانتخابات العامة التي أجريت مرتين في 2015»، معتبراً أن الانتخابات المحلية والعامة والرئاسية التي ستجرى في 2019، ستحدد مستقبل تركيا لنصف قرن مقبل.
ويهدف أردوغان في الذكرى الـ100 لتأسيس الجمهورية عام 2023 إلى الإعلان عن تحقيق بلاده انجازات سياسية واقتصادية في ما يطلق عليه «تركيا الحديثة»، وتقول المعارضة إنها محاولة لإعلان نفسه زعيماً تاريخياً لما يعتبره «الجمهورية الثانية».
وتُظهر جميع المعطيات أن أردوغان مصمم على ترك بصمته في تاريخ بلاده على غرار أتاتورك، وعادة ما يردد عبارة «الحمار يموت وسرجه باق. الرجل يموت وأعماله باقية»، وعمل في هذا الإطار على بناء عدد من المشاريع العملاقة في البلاد أبرزها مترو «مرمراي» ونفق «أوراسيا» اللذان يمران من أسفل مضيق البوسفور، ومد جسراً ثالثاً فوق البوسفور، في حين يقترب من الانتهاء من بناء مطار اسطنبول الثالث الذي يقول إنه سيكون الأكبر في العالم، ويستعد لوضع حجر الأساس قبيل نهاية العام الحالي لمشروع «قناة إسطنبول» التي ستكون بمثابة مضيق بوسفور جديد يشق اسطنبول ويربط البحر الأسود ببحر مرمرة.

في الذكرى الـ94 لتأسيس الجمهورية التركية… أردوغان يفرض نفسه «زعيما تاريخيا» مستغلا ضعف حزب المؤسس أتاتورك

إسماعيل جمال

رئيس الإمارات يخفي مظاهر التطبيع مع إسرائيل لا خوفًا من سكانها أو من محيطه الخليجي بل من إيران

Posted: 29 Oct 2017 03:31 PM PDT

في اللحظة التي استعرضت فيها إمارة أبو ظبي العضلات، كان ينبغي اتخاذ القرار: إما نبقى في البيت أو نسد الأنف ونخرج إلى مباراة الجودو رغم أنفهم. لا يوجد حل وسط. فبيان وزيرة الثقافة ميري ريغف بأننا «أدخلنا لهم أصبعا في العين» لا تضيف شرفًا لأحد. صحيح أننا نعود مع خمس ميداليات، مع الكثير من وجع الرأس للحراس (يتبين أن لاعبي الجودو استخفوا بتوصية المخابرات الإسرائيلية)، ومع «هتكفا» الذي ابتلع في نغمات النشيد القومي لاتحاد الجودو العالمي.
إذا؛ ما الذي كان لنا؟ بعد الشعور بالمرارة ليس هناك من لا يعرف بأن تل بليكر هو إسرائيلي، وأن حاكم أبو ظبي «خرج رجلا». أعرف عشرات قصص الإسرائيليين الذين يتلقون الدعوات (من منظمات دولية) إلى دول ليست لها علاقات رسمية مع إسرائيل. والقصة تكرر نفسها كل مرة من جديد: إما يتم تأخير تأشيرة الدخول حتى اللحظة الأخيرة (مثلما في مؤتمر أطباء الأسنان في دبي) على أمل أن يفوت الإسرائيليون رحلة الطيران أو يعلنون مسبقا أن الإسرائيلي الذي تلقى الدعوة للمشاركة في نقاش مهني، للمشاركة في معرض أو حتى لمعالجة مرضى في مجال اختصاصه، لن يسمح له بالدخول. او أنهم ينقلون رسالة بأن السلطة ليست مسؤولة عن أمن المواطن الإسرائيلي، وفي حالة وقوع حدث ما فإن مصيره سيكون في يديه.
هذا بالضبط ما فعلته سلطات أبو ظبي للاعبي الجودو من إسرائيل: أخروا التأشيرات في تركيا كي لا يصعدوا إلى رحلة الطيران المتواصلة، أعلنوا مسبقا أنه في حالة الفوز، لن يعزف النشيد القومي الإسرائيلي أو يرفع العلم وأصروا على أن الأحرف التي تمثل اسم إسرائيل ستنزع عن ملابس المنتخب.
لا توجد أسرار في الخليج، والعضلات التي استعرضوها لن تجدي نفعًا، أمير أبو ظبي الشيخ خليفة آل نهيان. قبل سنتين فتحوا عنده ممثلية إسرائيلية، وهناك علامات تطبيع: هناك وجود إسرائيلي، توجد تفاهمات سياسية، وحتى بنى تحتية جاهزة لليوم الذي يتخذ فيه القرار برفع مستوى العلاقات. الحقيقة هي أنه منذ اتفاقات أوسلو 1993، يمكن لثاقبي النظر أن يلاحظوا وجودا إسرائيليا في أبو ظبي، يخرجون ويدخلون من دون عراقيل من جانب السلطة. وحسب تقرير في وسائل الإعلام الأمريكية، نقلا عن مصادر عربية، ينجحون حتى في إدخال ضيوف مهمين جدا من تل أبيب.
بعد أسبوعين سأعلَق أنا أيضا في وضع مماثل: منظمة دولية ارتبطت بحكم عربي في دولة ليس لإسرائيل علاقات علنية معها، وهذه المنظمة تمارس ضغطا دائما في كل سنة من جديد كي تقصي الإسرائيليين عن الحدث. يصدر المحليون على حسابهم بطاقات السفر ويملون المسار، وفي كل مرة تؤخر السلطات إصدار التأشيرة على أمل أن يرفع الإسرائيليون أياديهم. وإذا ما انتخب أحد الإسرائيليين من مخرجي الحدث أن يلقي كلمة، سيصر المحليون على أن يقدم فقط باسمه لا وفقا لقوميته. وقد سبق أن تبنينا ابتكارا. أن نذكر بصوت واضح اسم إسرائيل من على المنصة، بالميكروفون وأمام الكاميرات. أما هذه السنة، في أعقاب الأزمة في الخليج، فإن العملية أكثر ودية بكثير تجاه الإسرائيليين، إذ أن للسلطات توجد مشاكل أكثر تعقيدا بكثير، وليس معنا.
إذا ما الذي يخيف الشيخ خليفة، حاكم الإمارة الأكبر في اتحاد الإمارات؟ هذا ليس السكان المحليون، مليونا نسمة، 80 من مئة منهم عمال أجانب على الإطلاق. فهم لن يخرجوا للتظاهر. كما أن الشيخ خليفة لا يخاف من ردود الفعل الغاضبة لجيرانه في الخليج. بل العكس، وفقا للتقارير يمكن الافتراض بأنه إذا استمع إلى ما يقوله الآن رجل السعودية القوي، الأمير بن سلمان، فإن بوسعه بالذات أن يستمد طاقات إيجابية بالنسبة لإسرائيل.
إنها إيران هي التي تقلقه، والخوف من أن يغلقوا مسارات إبحار ناقلات النفط. وبالأساس، يمكن التقدير بأن النصائح التي يتلقاها من الدولتين، وفقا لمنشورات أجنبية، اللتين وقعنا معهما على سلام، حتى من دون إقامة علاقات طبيعية. فهما تقولان له في الأذن: إسرائيل؟ نأخذ منها فقط ما هو مجدٍ.

سمدار بيري
يديعوت ـ 29/10/2017

رئيس الإمارات يخفي مظاهر التطبيع مع إسرائيل لا خوفًا من سكانها أو من محيطه الخليجي بل من إيران
قصة الوجود الإسرائيلي والميداليات في أبو ظبي
صحف عبرية

محمود حجازي… رجل النوط والميداليات الذي فشل في قيادة الجيش

Posted: 29 Oct 2017 03:31 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: لم يكن الفريق محمود حجازي، رئيس أركان حرب الجيش المصري، الذي أطيح به من منصبه العسكري، لمنصب مستشار للرئيس عبد الفتاح السيسي للتخطيط الاستراتيجي وإدارة الأزمات، مجرد قائد عسكري مصري، لكنه صهر الرئيس نفسه، ومرافق محطاته المختلفة، خصوصاً في السنوات الأخيرة.
حجازي من مواليد عام 1953، وتخرج من الكلية الحربية عام 1974 ضمن الدفعة 65 حربية، وتدرج في الوظائف القيادية في سلاح المدرعات من قائد فصيلة وحتى قائد فرقة مدرعة، وعين ملحقا للدفاع المصري في لندن، كما عمل مساعدا لقائد المنطقة المركزية العسكرية، فرئيسا لأركان المنطقة الغربية العسكرية ثم أصبح قائدا لها، ليترأس بعد ذلك هيئة التنظيم والإدارة للقوات المسلحة، فمديرا لإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع.
حصل على جميع الفرق الحتمية بسلاح المدرعات، كما حصل على درجة الماجستير في العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان، وزمالة كلية الحرب العليا في أكاديمية ناصر العسكرية العليا، كما حصل على دورتي المدرعات المتقدمة والاستخدام الفني من الولايات المتحدة الأمريكية.
السيسي الذي أقال حجازي بشكل مفاجئ، أول أمس السبت، كان يستعين به دوما، فبعد أن رقى الرئيس الأسبق محمد مرسي السيسي لمنصب وزير دفاع، استعان بحجازي مديرا لجهاز المخابرات الحربية والاستطلاع، وحين انتخب رئيسا لمصر في يونيو/ حزيران 2014، استعان به كرئيس لأركان الجيش، ليواجه اتهامات حينها بتخطي التدرج المعروف في الجيش المصري، وتعيينه رئيس أركان لمجرد أنه صهر له.
وحصد حجازي «نوط 25 أبريل» المعروف بـ«تحرير سيناء» من دون أن يشارك فيها، و«نوط الخدمة الممتازة، ونوط التدريب من الطبقة الثانية، ونوط الواجب العسكري من الدرجات الأولى والثانية والثالثة، وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، وميدالية تحرير الكويت، وميدالية اليوبيل الفضي لنصر أكتوبر، وميدالية اليوبيل الذهبي لثورة 23 يوليو، وميداليتي 25 يناير و30 يونيو».
وحسب مصادر عسكرية في مصر، فإن حجازي رغم أنه ملقب بـ«رجل المعلومات» على خلفية تقلده منصب مدير جهاز المخابرات الحربية، إلا أنه لم ينجح بالشكل المطلوب في قيادة أركان الجيش، التي تتطلب حركة دائمة وتفكيرا مستمرا بهموم الحدود والتسليح والقوات.
وأكدت المصادر أن منصب وزير الدفاع في مصر يغلب عليه الطابع السياسي، لكن عبء القيادة الحقيقية للجيش يكون على كاهل رئيس الأركان، وهو ما خالفه حجازي المقال.
«كان مجرد ظل لوزير الدفاع، ولم يكن قائدا للأركان بالمعنى المعهود في مصر، يتحمل مسؤولية الحدود والتسليح وتغطية صحراء مصر خصوصا الغربية بالتأمين الكافي»، كانت تلك وجهة نظر أحد المصادر التي أكدت لـ»القدس العربي» أن رئيس الأركان السابق لم يقم بدوره المطلوب في تأمين الصحراء المصرية والتفكير في حيل لمواجهة الإرهاب.
كذلك شددت المصادر على أن رئيس الأركان في مصر منصب يحتاج لشخصية حازمة ومرنة، تتحمل المسؤولية، بعكس ما أشارت إليه صفات حجازي بأنه دائم الابتسامة وقليل الحركة والجولات.

محمود حجازي… رجل النوط والميداليات الذي فشل في قيادة الجيش

تحضير جيد لزيارة باسيل للشوف… وكلامه عن المصالحة استدعى ترحيباً من جنبلاط

Posted: 29 Oct 2017 03:30 PM PDT

بيروت- « القدس العربي» : اختلفت زيارة رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل الى الشوف امس عن زيارته قبل اسبوعين الى منطقة رشميا وعاليه التي أثارت حفيظة الحزب التقدمي الاشتراكي وتسبّبت بردود فعل أبرزها من رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط والنائبين اكرم شهيب ووائل ابو فاعور.
فالوزير باسيل هذه المرة وقبل زيارته الشوف الذي يشكّل منطقة نفوذ رئيسية للزعيم الدرزي وليد جنبلاط حرص على ترطيب الأجواء وإرسال وفد من التيار الوطني الحر الى دارة جنبلاط في كليمنصو ضمّ إيلي حداد وبول عون حيث استقبلهم النائب وائل أبو فاعور وأمين السر العام في الحزب التقدمي الإشتراكي ظافر ناصر. ونقل الوفد دعوة للنائب جنبلاط واللقاء الديمقراطي للمشاركة في زيارة رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل إلى الشوف مبدياً كل الحرص على أن تكون هذه الزيارة جامعة لكل أطياف الجبل، فيما أكد الوفد الاشتراكي للوفد ترحيب جنبلاط بهذه الزيارة والمشاركة فيها من قبل أبناء المنطقة بما يعزز ويكرّس المصالحة.
واستهل رئيس التيار زيارته الشوف من بلدة دير القمر بموقف جامع لفت فيه الى «أن الشوف لم يقم الإ على التوافق، وعندما اختل التوازن فيه اختل الشوف»، وقال «اليوم يعود الشوف الى قوته ووحدته عندما يعود التوازن الطبيعي اليه، وقانون الانتخاب يعطيكم حقكم في التمثيل». وما هي إلا دقائق حتى رحّب سيّد المختارة بالوزير باسيل عبر تغريدة جاء فيها «زيارة باسيل لمنطقة الشوف جداً مهمة لتثبيت الحوار والانفتاح والتأكيد على المصالحة وقانون النسبية يعطي كل ذي حق حقه بعيداً عن الاستئثار».
وكان أقيم في دير القمر استقبال شعبي لرئيس التيار في اطار جولته الشوفية، يرافقه فيها وزيرا الطاقة والمياه سيزار ابي خليل والبيئة طارق الخطيب، والوزير السابق ماريو عون وفيما حضرت السفيرة ترايسي داني شمعون والوزير السابق ناجي البستاني غاب نائب المنطقة نائب رئيس حزب القوات اللبنانية جورج عدوان ورئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون. وتحدث باسيل الى مستقبليه قائلاً «قانون الانتخاب يعطيكم حقكم في التمثيل، وهذا التوازن لا يصنعه فريق ولا فريقان بل الجميع، وهنا اهمية قانون النسبية مشاركة الجميع ودخولهم بشكل طبيعي في خيارات الناس، بحسب تمثيلهم في دير القمر والشوف عامة، وهذه هي المصالحة الحقيقية بين الناس وبين السياسيين التي تأتي بشكل طبيعي نتيجة خيارات الناس التي ندعوها فيها على التلاقي والمحبة والتفاهم». واضاف: «صحيح أن الذين تقاتلوا هم الذين يتصالحون، نحن لم نتقاتل، لكننا نذكركم بأننا من دفع ثمن المصالحة عام 2001 وانا شخص من الذين دخلوا السجون في 7 و 9 آب 2001، لان هذه المصالحة أزعجت وتزعج البعض، لان المصالحة بين الناس ووحدة اللبنانيين تزعج كثيراً، انما نحن حريصون كل الحرص وضنينون بها. صحيح ان الذين تقاتلوا تصالحوا، لكن المصالحة يجب ان تشمل ايضاً من دفع الثمن والضحايا وكل شخص حُرم من شيء في هذه الحياة هؤلاء جميعاً مشمولون بالمصالحة التي نعتبر زيارتنا الى الشوف اليوم من اجل استكمالها وتعزيزها، ونعيش معناها الحقيقي بمفهومها الكامل وليس المنقوص، وجزء من هذا الامر من خلال الانتخابات التي سيشارك فيها اللبنانيون ان شاءالله بحرية اكبر وعزة اكبر وهذه معركتنا». وقال «انتم في الشوف تعلمون معنى دعوتنا لكم للتصويت مقيمين ومهجرين في المكان الذي تستطيعون الوصول اليه للانتخاب، ونحن لا نستطيع ان ندير لكم ظهورنا، ولل 35 عاماً التي عشتوها خارج منطقتكم، نريدكم ان تعودوا ونقصر لكم المسافات رويداً رويداً، وبداية ذلك المشاركة والتصويت في الانتخابات وهذه اقصر طريق للعودة واكثرها متانة. وعندما ندعو اللبنانيين خارجاً للمشاركة والتصويت، فعلى الاقل نوفّر للبنانيي الداخل المشاركة بكل التسهيلات اللازمة لذلك، وهذا مستمرون به ونحققه الدورة تلو الاخرى، وطالما التيار الوطني الحر جذوره وطنية، ومن هنا من دير القمر تأكدوا انه سيبقى يقاتل لذلك».
وشملت جولة باسيل معاصر بيت الدين، ثم مجد المعوش، فالفريديس- الباروك حيث وضع اكليلاً على ضريح رشيد بك نخلة واضع النشيد الوطني اللبناني وقال «نريد اكثر من المصالحة نريد صلحاً حقيقياً يترسخ في الحياة اليومية»، وواصل باسيل جولته مروراً بمعاصر الشوف حيث وافاه النائب اكرم شهيّب حيث ذكّر بما قاله في رشميا بأن» المصالحة خط أحمر» وقال «نريد مصالحة وليس وقف اطلاق نار، واهل الجبل يتشاركون بمعنى الكرامة والعنفوان والانماء ليس فقط للعائد بل للمقيم، ولا لبنان قوياً من دون جبل قوي ونحن لا نحمل معنا الا المفاهيم التي تبني وتعمّر» واختتم باسيل الجولة بالدامور.

تحضير جيد لزيارة باسيل للشوف… وكلامه عن المصالحة استدعى ترحيباً من جنبلاط

سعد الياس

المخابرات الإيرانية تعتقل طفلة أحوازية لإرغام والدها على العودة إلى البلاد

Posted: 29 Oct 2017 03:30 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي» من محمد المذحجي: اعتقلت وزارة المخابرات والأمن الإيرانية ابنة أحد مؤسسي مؤسسة «الحوار» الثقافية، مائدة شعباني وهي في الـ15 من عمرها، لإرغام والدها على العودة إلى البلاد.
وأفادت قناة البي بي سي البريطانية الناطقة باللغة الفارسية بأن محكمة الثورة الإسلامية طلبت من والدة مائدة شعباني ضمان مالي بقيمة ملياري ريال إيراني للإفراج عن ابنتها التي تقبع في سجن وزارة المخابرات في مدينة عبادان جنوب غربي إقليم الأحواز على ضفاف شط العرب منذ أكثر من 13 يوماً.
وقالت والدة الطفلة الأحوازية إنها لا تمتلك مبلغ ملياري ريال إيراني أو ما يعادل ذلك، حتى تعطيها إلى محكمة الثورة للإفراج عن المعتقلة.
وتجدر الإشارة إلى أن شهيد شعباني، والد مائدة، هو أحد مؤسسي مؤسسة «الحوار» الثقافية، ويتواجد حالياً في تركيا، وقدم طلب اللجوء إلى الأمم المتحدة هناك.
وسبق أن أثار إعدام إيران هاشم شعباني، الشاعر الأحوازي الشهير، وهادي الراشدي، الناشط الثقافي، ضجة عالمية واسعة، واتهمتهما السلطات الأمنية بأنهما من مؤسسي مؤسسة «الحوار» الثقافية، وأن أعضاء هذه المؤسسة يتآمرون على أمن البلاد، وأنهم يتجسسون لصالح أجهزة أمنية معادية.
وحينها نددت الأمم المتحدة بإعدامهما، وتم نشر تقارير أممية عديدة حول عدم صحة التهم التي وجهتها إيران إلى أعضاء مؤسسة «الحوار» الثقافية.

المخابرات الإيرانية تعتقل طفلة أحوازية لإرغام والدها على العودة إلى البلاد

الناطق باسم حماس لـ «القدس العربي»: جاهزون لتسلم معابر غزة بعد يومين والانتقال لمرحلة المصالحة الثانية وبدء الحوار الوطني الشامل

Posted: 29 Oct 2017 03:29 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: أكد المتحدث باسم حركة حماس لـ «القدس العربي»، أن حركته جاهزة تماما لتسليم إدارة معابر قطاع غزة لحكومة التوافق، بعد غد الأربعاء، لتنهي بذلك تطبيق «المرحلة الأولى» من اتفاق المصالحة، على أن تشرع الحكومة بعدها بالإشراف على عملية دفع رواتب موظفي غزة، خلال الفترة التي تسبق انتهاء عمل اللجنة الإدارية والقانونية، وذلك بعد أن تجاوزت حركتا فتح وحماس الخلاف الذي نشب قبل أيام حول «تمكين» الحكومة من إدارة بعض الهيئات الحكومية.
وقال الناطق باسم حماس في قطاع غزة عبد اللطيف القانوع لـ «القدس العربي»، إنه في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، والذي يصادف الأربعاء القادم، سيتم إنجاز المرحلة الأولى من عملية «تمكين» حكومة التوافق الوطني، من خلال تسليمها إدارة معابر غزة.
وأشار إلى أن حركة حماس جاهزة قبل هذا التاريخ لتسليم إدارة المعابر للحكومة، وفق اتفاق تطبيق المصالحة الأخير الذي جرى التوصل إليه يوم 12 من الشهر الجاري في العاصمة المصرية القاهرة، مؤكدا أن العملية ستتيح للحكومة إدارة المعابر بشكل كامل، والإشراف على حركة مرور البضائع وتنقل الأفراد، وجمع الإيرادات التي ستودع في صندوق الحكومة، لتتحمل بذلك المسؤولية تجاه القطاع. وأوضح المتحدث باسم حركة حماس أن عملية تسلم الحكومة للمعابر، وتسلمها بذلك إيرادات الضرائب، سيترتب عليه وفق اتفاق المصالحة، القيام بدفع رواتب الموظفين الموجودين في غزة (المعينين من حركة حماس)، على غرار الفترة السابقة، وذلك لحين دمجهم في الوظيفة الرسمية.
ومن المقرر أن تشرع لجنة إدارية وقانونية شكلتها الحكومة، في البت في ملفات الموظفين الذين عينتهم حركة حماس خلال الفترة السابقة التي تلت سيطرتها على قطاع غزة، وعددهم نحو 40 ألف موظف.
وسألت «القدس العربي الناطق» باسم حركة حماس، عن الموظفين الذين سيديرون معابر القطاع المرتبطة بإسرائيل، وهي معبر بيت حانون «إيرز» المخصص لحركة الأفراد شمال القطاع، ومعبر كرم أبو سالم التجاري جنوب القطاع، فقال القانوع إنه بمجرد تسليم المعابر تصبح تحت إشراف الحكومة، وتنتقل بذلك صلاحيات إدارتهم لهيئة المعابر وهي الجهة المخولة بوضع من تشاء من الموظفين لإدارتها.
ويوجد حاليا عدد من الموظفين على هذه المعابر يتبعون السلطة الفلسطينية، ويتمركزون في نقاط قريبة من الجانب الإسرائيلي، فيما يوجد موظفون آخرون ممن عينتهم حركة حماس، ويتمركزون في نقاط أبعد، وكلاهما يشرف على إدارة المعابر، حيث يخص الفريق الأول بالتنسيق المدني مع الجانب الإسرائيلي، بخصوص دخول وخروج البضائع والأفراد، فيما يشرف الفريق الثاني على الترتيبات الأمنية، والتدقيق في عمليات الدخول والخروج للبضائع والأفراد، وجني الضرائب. ووفق اتفاق القاهرة الأخير الذي رعته مصر، فإن إدارة المعابر بتاريخ الأول من نوفمبر ستؤول للسلطة الفلسطينية، على أن تتحكم هي فقط بعملية جني الإيرادات.
وكان مسؤول هيئة المعابر نظمي مهنا الذي زار غزة سابقا، في إطار مهمة تسلم المعابر أكد أن الأمور تسير بـ «إيجابية»، وأن العملية ستنجز في الأول من الشهر المقبل، نافيا في الوقت ذاته أن يكون قد عين مسؤولين جددا لإدارة معابر غزة.
وقال المتحدث باسم حركة حماس لـ «القدس العربي»، إنه سيتم الانتقال بعد إنجاز المرحلة الأولى المتمثلة بتسليم المعابر، إلى المرحلة الثانية المتمثلة في «الحوار الوطني الشامل» الذي تشارك فيه الفصائل الفلسطينية يوم 21 من الشهر المقبل في القاهرة، لـ «مناقشة القضايا السياسية الأساسية».
ومن المقرر أن تبحث الفصائل التي وقعت على اتفاق المصالحة الأول في القاهرة عام 2011، في ملفات تشكيل حكومة وحدة وطنية، وكذلك في موعد الانتخابات، وعقد اجتماع للمجلس الوطني، إضافة إلى ملف الحريات العامة.
إلى ذلك فقد علمت «القدس العربي» من مصادر مطلعة أن لقاء سيعقد في بدايات شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل، بين حركتي فتح وحماس وتحت إشراف ومتابعة مصرية، يركز على «تقييم» المرحلة السابقة، التي أعقبت الاتفاق الذي وقع يوم 12 من الشهر الجاري، والبحث في الملفات التي شهدت تباينا في وجهات النظر بين الطرفين، بما يخص ملف تمكين الحكومة وتسلمها إدارة قطاع غزة.
ويأتي ذلك بعدما تجاوزت حركتا فتح وحماس، الخلافات التي شابت عملية تسليم الحكومة بعض الهيئات الحكومية الأسبوع الماضي، بسبب التنازع على الصلاحيات بين المسؤولين المعينين من قبل حركة حماس، وبين مسؤولي السلطة القادمين من الضفة الغربية.
هذا ولم تؤثر حادثة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها مسؤول قوى الأمن في غزة المعين من حماس اللواء توفيق أبو نعيم الجمعة الماضية، التي قالت الحركتان فتح وحماس، إن هدفها «خلط الأوراق»، وإفشال التقدم الحاصل، على سير العملية، خاصة وأنها لاقت تنديدا كبيرا من قبل الحكومة الفلسطينية وحركة فتح، بما ساهم في تجاوز بعض الخلافات التي نشبت نهاية الأسبوع الماضي، خلال عملية «تمكين» الحكومة في غزة. وبما يشير إلى ذلك، هاتف عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ومسؤول ملف المصالحة في الحركة، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، بتكليف من الرئيس محمود عباس، للاطلاع على تفاصيل محاولة اغتيال مسؤول أمن غزة القيادي في حماس، توفيق أبو نعيم، وقال إنه أكد خلال الاتصال أن هذه المحاولة تهدف لـ «خلط الأوراق» في الساحة الفلسطينية، وإثارة الفوضى وتوتير الأجواء وتعطيل اتفاق المصالحة، مؤكدا على ضرورة توخي الحذر في هذه المرحلة الدقيقة، وعدم ترك أية فرصة أو ثغرة لمن وصفها بـ «الأيدي الخبيثة» التي لا تريد إنهاء الانقسام.
وأعلن الأحمد كذلك عن التوصل لحل لأزمة استلام سلطة جودة البيئة. وأعرب عن أمله بأن يكون التقييم لاستلام الحكومة لمهامها في قطاع غزة كاملة إيجابيا، كون ذلك يشكل 60% من الطريق لإنهاء الانقسام.
يشار إلى أن وفدا قياديا رفيعا من حركة فتح برئاسة عضو اللجنة المركزية أحمد حلس، زار اللواء أبو نعيم، بعد خروجه من المشفى، بعد تعرضه لعملية الاغتيال، وأجرى اللواء ماجد فرج مدير المخابرات العامة اتصالا بأبو نعيم، قدم خلاله التهاني على سلامته من الحادثة، كما عبر مدير المخابرات عن استنكاره لهذه «العملية الآثمة».
يذكر أن الرئيس عباس أعلن عن إعطاء تعليماته لكافة الجهات المسؤولة بـ «العمل المضني وتذليل كافة العقبات أمام تحقيق هذه المصالحة»، وأكد على ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي، باعتباره «مصلحة وطنية عليا للشعب الفلسطيني».

الناطق باسم حماس لـ «القدس العربي»: جاهزون لتسلم معابر غزة بعد يومين والانتقال لمرحلة المصالحة الثانية وبدء الحوار الوطني الشامل

أشرف الهور:

رئيس الأركان المصري الجديد: شاهد إثبات ضد محمد مرسي

Posted: 29 Oct 2017 03:29 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: عُرف عن اللواء محمد فريد حجازي، الذي تغيرت رتبته إلى فريق، وتغير منصبه من مساعد لوزير الدفاع إلى رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، بقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء أول أمس السبت، «الحزم والحركة».
وحسب السيرة الذاتية المنشورة على موقع وزارة الدفاع المصرية، فإن رئيس الأركان الجديد من مواليد 1954 وتخرج من الكلية الحربية في 1977 وحصل على جميع الفرق التأهيلية لسلاح المشاة، ودورتي «أركان حرب عام» و»كلية الحرب العليا». وتدرج حجازي في جميع الوظائف القيادية لسلاح المشاة حتى قائد فرقة مشاة ميكانيكي، ثم رئيسا لأركان المنطقة الشمالية العسكرية، ثم رئيسا لأركان الجيش الثاني الميداني، فقائدا للجيش الثاني عام 2010.
وفي 2012، عين أمينا عاما لوزارة الدفاع ومساعدا لوزير الدفاع المصري، الفريق عبد الفتاح السيسي حينها، حيث أكدت مصادر عسكرية أن المنصب الأول «أمين عام وزارة الدفاع» أحد أهم المناصب العسكرية في مصر نظرا للحصول والاطلاع على غالبية الأسرار العسكرية للدولة. وكان حجازي حصل على ماجستير العلوم العسكرية بعد بكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية الحربية.
«معروف بالحزم الشديد، ورجل ميداني من الدرجة الأولى»، هكذا لخص خبراء عسكريون الصفات الرئيسية لرئيس الأركان المصري الجديد، وجاء لتصحيح الأوضاع الخاطئة «هفوات رئيس الأركان السابق».
وقال الخبير العسكري، مختار قنديل، إن «حجازي كان قائدا صارما للجيش الثاني الميداني، وقام بدور بارز في معركة مصر مع الإرهاب خصوصا في منطقة سيناء، عبر عملية حق الشهيد».
وأشار كذلك إلى أن رئيس الأركان كانت له بصمة في النهضة بالجيش الثاني، وفيه المواصفات المطلوبة في رئيس الأركان من حيث المرونة والحزم وتحمل مسؤولية تأمين الحدود المصرية وزارة الدفاع المصرية أكدت أن رئيس الأركان الجديد حصل على العديد من الميداليات والأوسمة منها «ميدالية 30 يونيو 2013، وميدالية 25 يناير 2011، ونوط التدريب، ونوط الواجب العسكرية، وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، ونوط الخدمة الممتازة».
وطالب حجازي عندما كان قائدا للجيش الثاني الميداني بإعادة النظر في الأحكام المدنية والعسكرية الغيابية الصادرة ضد أبناء سيناء، وأشرف ابن محافظة الإسماعيلية خلال السنوات الماضية على عدد من المشروعات القومية كان أبرزها مشروع «مدينة العلمين الجديدة»، الأمر الذي جعله في فترات طويلة مرشحًا لتولي منصب محافظ الإسماعيلية، كما نجح في عقد مصالحات بين القبائل الموجودة في سيناء والتي كان بينها صراع امتد سنوات.
ولعب الفريق الجديد دورًا مهمًا خلال ثورة 25 يناير 2011 حينما كان قائدًا للجيش الثاني الميداني حيث أسندت له مهمة تأمين الشريط الحدودي مع قطاع غزة لمعاونة قوات حرس الحدود في تلك الفترة.
واستعانت محكمة جنايات القاهرة بشهادته خلال جلسات محاكمة الرئيس الأسبق محمد مرسي وعدد من قيادات جماعة الإخوان وحركة «حماس» في قضية اقتحام السجون المصرية إبان ثورة يناير، والمعروفة إعلاميًا بقضية «وادي النطرون»، حيث كان شاهد الإثبات الثاني في القضية. وبتولي منصب رئيس الأركان يكون حجازي مسؤولا أمام رئيس الجمهورية عن الجيش وعملياته داخل وخارج الوطن، كما سيكون تابعًا من الناحية التنظيمية لوزير الدفاع.

رئيس الأركان المصري الجديد: شاهد إثبات ضد محمد مرسي

مؤمن الكامل

مدير وكالة «الطاقة الذرية» لم يطلب التفتيش ويؤكد التزام إيران بالاتفاق النووي

Posted: 29 Oct 2017 03:28 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»:بعد تمرير مشروع قرار جديد في الكونغرس الأمريكي بأغلبية ساحقة لفرض عقوبات جديدة على إيران، يواصل الجانب الدولي المؤيد للاتفاق النووي جهوده لتفادي إضرار الإدارة الأمريكية بهذه الصفقة الدولية، على غرار ما فعله الرئيس دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها الإدارة السابقة مثل معاهدة التعاون التجاري عبر المحيط الهادئ واتفاقية المناخ.
ووصل المدير العام للوكالة الدولية، يوكيا أمانو، إلى طهران ليؤكد على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ملتزمة بتعهداتها في إطار الصفقة النووية، دون أن يطلب القيام بتفتيش أي منشأة في إيران، وهو ما تصر عليه واشنطن لتفتيش المواقع العسكرية ومراكز الأبحاث الإيرانية المشبوهة.
وخلال لقاء أمانو بالرئيس الإيراني، حسن روحاني، طالب الأخير أن تعترف الوكالة الدولية رسمياً بأن برنامج بلاده النووي هو برنامج سلمي بحت، بدلاً من أن يكرر أمانو تصريحاته عن التزام طهران فقط.
وخلال تصريحات صحافية بعد لقائه بأمانو، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيراني، علي أكبر صالحي، إن المدير العام للوكالة الدولية جاء إلى إيران برغبته ودون أن توجه له طهران أي دعوة، وإن دافع أمانو الرئيسي لهذه الزيارة هو الموقف الخطير الذي تبنته الإدارة الأمريكية تجاه إيران والاتفاق النووي.
وعلق يوكيا أمانو على سؤال حول التصعيد الأمريكي ضد إيران قائلاً إنه ليس لديه شيء ليقوله عن تصريحات دونالد ترامب حول استراتيجيته ضد طهران، إلا أن يشدد على أن إيران تواصل تنفيذ التزاماتها في إطار الاتفاقية النووية الدولية التي تمت المصادقة عليها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
واعتبر المسؤولون ووسائل الإعلام في إيران زيارة أمانو إلى طهران بأنها تتمتع بأهمية خاصة في الظروف الراهنة، دون أن يفسحوا عن دلائل أهميتها.
وصادق مجلس النواب الأمريكي بأغلبية ساحقة على مشروع قانون جديد يمنع إيران من تطوير واختبار الصواريخ القادرة على حمل الرؤوس النووية، وجاء في نص التشريع هذا بأن الولايات المتحدة الأمريكية تبذل جميع جهودها لمنع إيران من امتلاك الصواريخ البالستية القادرة على حمل الرؤوس النووية، فضلاً على منعها من اختبار هكذا صواريخ وفرض عقوبات جديدة عليها في حال إجراء أي اختبار صاروخي.
ورداً على سؤال حول خيارات إيران في حال انتهاك الاتفاق النووي أو فرض عقوبات جديدة عليها، أكد علي أكبر صالحي أن بلاده ستعاود تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة خلال 4 أيام في منشأة فوردو المثيرة للجدل. وأشار إلى بند «تي» للملحق الأول للاتفاق النووي الذي يمنع إيران من استخدام البرامج الكمبيوترية لمحاكاة التفجير النووي والصواريخ القادرة على حمل عدة رؤوس وامتلاكها التقنيات الخاصة الأخرى المتعلقة بالقنبلة الذرية، قائلاً إن طهران لن تسمح بتفتيش مواقعها العسكرية ومراكز الأبحاث التي تستخدم هكذا برامج كمبيوترية أو تقنيات، مضيفاً أنهم أبلغوا الوكالة الدولية بذلك.
بينما تشدد واشنطن على ضرورة قيام المفتشين الدوليين بتفتيش أي موقع عسكري أو منشأة مشبوهة أو مركز أبحاث أو جامعة في إيران التي يمكن أن يشمل نشاطه بند «تي» للملحق الأول للاتفاق النووي.
وأفادت بعض وكالات الأنباء الأمريكية أن زيارة أمانو إلى طهران جاءت على خلفية الضغوط التي مارستها سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، على الوكالة الدولية بخصوص ضرورة تفتيش المواقع العسكرية الإيرانية.
وشدد روحاني خلال لقائه أمانو على أن إيران لن توقف برنامجها الصاروخي، بل ستطور قدراتها في هذا الجانب بسرعة أكثر، وأنها ستحاول امتلاك التقنيات اللازمة لذلك لأنه يعزز قدرات بلاده الدفاعية.
وخلال كلمته أمام اجتماع مجلس النواب الإيراني، أكد أن بلاده لن تتردد في امتلاك وتخزين أي سلاح تراه ضرورياً للدفاع عن نفسها واستخدامه في الوقت اللازم. وفي تصريح يظهر مدى القلق الإيراني من استراتيجية ترامب ومدى حاجة طهران للإبقاء على الاتفاق النووي، أوضح روحاني أن تغيير الإدارات لا يعفي الحكومات اللاحقة من مسؤولية الاتفاقيات والمعاهدات المبرمة من قبل الحكومات السابقة، وقال إن تعهد النظام الأمريكي لم يكن فقط أمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بل أمام الدول الخمس الأخرى أيضاً، وإنه تعهد دولي، وإنهم ملزمون بتنفيذه والعمل به.
وتابع أن «الأمريكان يبعثون الرسائل إلى بعض دول شرق آسيا ويدعونهم فيها للتفاوض، فهل هذه الدول مصابة بالجنون لتتفاوض معكم؟»، وأضاف مخاطباً الإدارة الأمريكية «لقد تجاهلتم المفاوضات والاتفاق النووي المؤيد من قبل مجلس الأمن، وتدعون من ثم الدول الأخرى لتتفاوض معكم؟».

مدير وكالة «الطاقة الذرية» لم يطلب التفتيش ويؤكد التزام إيران بالاتفاق النووي
روحاني: نواصل تطوير قدراتنا الصاروخية
محمد المذحجي

عودة الجدل حول «صحة» الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي

Posted: 29 Oct 2017 03:27 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: عاد الجدل حول «صحة» الرئيس التونسي إلى الواجهة، حيث طالبت المعارضة بنشر ملفه الطبي وذلك في إثر مصادقته على قانون «المصالحة الإدارية» المثير للجدل، وردت الرئاسة باتهامها بترويج عدد من «الأكاذيب» حول صحة قائد السبسي.
وكان حزب «التيار الديمقراطي» جدد مطالبته بنشر الملف الطبي للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي (أكثر من 90 عاما)، معتبرا أن ختم رئاسة الجمهورية لقانون «المصالحة الإدارية» الذي وصفته بغير الدستوري هو «عبث بالبلاد من رئيس الجمهورية الفاقد للمصداقية، ويجدد إليه الدعوة لنشر التقرير الطبي لوضعه الصحي».
وكتب مؤسس الحزب محمد عبو على صفحته في موقع «فيسبوك»: «ممثله (ممثل السبسي) في الحملة الانتخابية وعد بنشر تقرير عن وضعه الصحي، وبرغم مرور ثلاث سنوات عن انتخابه لم يفعل، فهل كُتب علينا أن نعاني من حالة حكامنا حتى بعد ثورة جاءت للقطع مع مظاهر التخلف هذه؟».
وأضاف شكري الجلاصي القيادي في حزب «التحالف الديمقراطي» (اندمج مؤخرا مع التيار الديمقراطي) «من حقّ المعارضة أن تطالب بالملف الطبي لمن يتولى منصب رئاسة الجمهورية وذلك عُرف جار به العمل في أعرق الديمقراطيات ويضمّن ضمن ملف الترشح للانتخابات وينشر بشكل دوري بعد توليه مهامه، وفي الحالة التونسية التي تعيش أزمة اقتصادية خانقة ونزفا في الميزان التجاري وتدهور كل التوازنات، يصبح الأمر أكثر إلحاحا لأنّ المنصب يحتاج حضورا بدنيا وذهنيا عاليا لمدة لا تقلّ عن 14 ساعة في اليوم، وقدرة على تحمّل إرهاق التنقّل والسفر الدائم بين عواصم الدول الصديقة والشقيقة، وهذا يتأثّر بعامل السنّ والشيخوخة».
فيما انتقدت الناطقة باسم الرئاسة التونسية سعيدة قرّاش الدعوة لنشر الملف الطبي للرئيس الباجي قائد السبسي، معتبرة أن ما كتبه عبو «غير مسؤول وقد نزل بهجومه على رئيس الجمهورية إلى الاستفزاز وقلة الاحترام»، مشيرة إلى أن أغلب التونسيين يشهدون بكفاءة قائد السبسي.
فيما اعتبر نور الدين بن تيشة المستشار السياسي للرئيس التونسي أن هذه الدعوة مردها «حالة الاستياء التي انتابت عبو من جراء النجاحات التي حققها رئيس الجمهورية خاصة منها المصادقة على قانون المصالحة الإدارية (…) فهناك أناس ذهبت عقولهم بعدما تم تمرير هذه القانون»، ونعت ما يتم تداوله من قبل المعارضة حول الحالة الصحية للباجي قائد السبسي بأنه «إشاعات وأكاذيب»، مضيفا «نشاط رئيس الجمهورية مصوّر ومُتاح على صفحة رئاسة الجمهورية (على موقع فيس بوك)».
وأثارت «صحة» الرئيس التونسي الجدل في مناسبات عدة، خاصة في إثر تغيبه عن بعض المناسبات الرسمية، حيث أطلق نشطاء في وقت سابق دعوة بعنوان «وينو الرئيس» (أين الرئيس) منتقدين غيابه عن أداء صلاة العيد، قبل أن تؤكد الرئاسة أنه بصحة جيدة ويمارس عمله بشكل طبيعي.

عودة الجدل حول «صحة» الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي

حسن سلمان:

كتالونيا نحو مزيد من الأزمة… الأحزاب القومية المنادية بالاستقلال ستفوز في أي انتخابات مقبلة

Posted: 29 Oct 2017 03:26 PM PDT

مدريد – «القدس العربي»: دخلت القضية الكتالانية نفقا جديدا من التوتر بعد قرار حكومة مدريد إقالة حكومة الحكم الذاتي في هذا الإقليم وإصرار الأخيرة على الاستمرار في مهامها. وما يزيد الوضع تعقيدًا هو أن الانتخابات المقبلة ستفوز فيها الأحزاب القومية الداعية للاستقلال في وقت يزداد فيه انقسام المجتمع الكتالاني.
وكانت حكومة كتالونيا قد أعلنت استقلال الإقليم يوم الجمعة الماضي تطبيقا لما اعتبرته نتاج استفتاء تقرير المصير يوم الفاتح من أكتوبر، وردت الحكومة المركزية في مدريد في اليوم نفسه بإقالة حكومة كتالونيا وأكثر من مئتين من الموظفين الكبار وحل البرلمان والدعوة إلى انتخابات تشريعية يوم 21 ديسمبر المقبل، وذلك تطبيقا للفصل 155 من الدستور.
وتوجد مدريد أمام معضلة كبرى، فحكومة كتالونيا تعتبر نفسها شرعية، ويقدم رئيسها كارلس بويغدمونت نفسه بمثابة رئيس الدولة الكتالانية الجديدة. في الوقت نفسه، يصر كل وزرائه على استمرارهم في مناصبهم برغم قرار مدريد، بينما رئيسة برلمان كتالونيا فوركاديل تؤكد شرعية البرلمان وترفض حله من طرف مدريد.
ومن شأن قرار مدريد وإصرار حكومة كتالونيا على خلق وضع متوتر في الإقليم خاصة بعدما أكدت نسبة من موظفي كتالونيا عدم امتثالها للقرارات الصادرة من مدريد. في الوقت ذاته، تقيم الأحزاب القومية رفقة البلديات ما يشبه مؤسسات بديلة عن المؤسسات التي تخضع للدستور الإسباني. ودعا رئيس حكومة كتالونيا كارلس بويغدمونت في خطاب له السبت الماضي إلى المقاومة السلمية الديمقراطية ضد الدولة الإسبانية.
وتدرك حكومة مدريد استعداد الأحزاب القومية للمواجهة السلمية، إذ أعدت ومنذ مدة مؤسسات بديلة وتراهن على الوقت للحصول على الاعتراف بالجمهورية التي أعلنتها الجمعة الماضية. وعلاقة بهذه النقطة، تؤكد الأحزاب القومية الكتالانية أن الاعتراف بالجمهورية هو مسار طويل وصعب لكنها ستنتصر في آخر المطاف.
وتعتبر الانتخابات في الإقليم من أدوات الحسم، وبرمجت الدولة المركزية الانتخابات يوم 21 ديسمبر / كانون الأول المقبل، ويجهل هل ستشارك الأحزاب القومية فيها، لكن استطلاعات الرأي تمنح الفوز مجددا للأحزاب القومية التي أعلنت الجمهورية. فقد كشف استطلاع للرأي من إنجاز جريدة البيريوديكو عن الفوز بالأغلبية المطلقة الذي ستحققه الأحزاب القومية، وتراجع الأحزاب الوحدوية خاصة الحزب الشعبي الحاكم في مدريد. وإذا حدث وشاركت الأحزاب القومية في الانتخابات التي دعت لها مدريد، فهذا سيعزز من الجمهورية التي أعلنتها. وهناك احتمال ضئيل بفوز الأحزاب الوحدوية.
وفي غضون ذلك، يزداد المجتمع الكتالاني انقساما، فقد شهدت مدينة برشلونة، عاصمة إقليم كتالونيا تظاهرة ضخمة أمس الأحد شارك فيها وفق السلطات 300 ألف ووفق المنظمين أكثر من مليون، طالبت بالبقاء ضمن إسبانيا موحدة يغلب عليها التعايش.

كتالونيا نحو مزيد من الأزمة… الأحزاب القومية المنادية بالاستقلال ستفوز في أي انتخابات مقبلة
 
حسين مجدوبي

اليمن: وزير الخارجية يتهم وكالات الأمم المتحدة بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة

Posted: 29 Oct 2017 03:26 PM PDT

تعز ـ «القدس العربي»:اتهم وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي الوكالات التابعة للأمم المتحدة بالإسهام في عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى كافة المناطق المتضررة باليمن، لتمركز مكاتب هذه الوكالات في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الطرف الانقلابي، بينما لم تواز ذلك بفتح مكاتب أخرى في عاصمة الحكومة الشرعية في عدن.
وقال في الاجتماع الإنساني رفيع المستوى لمراجعة آليات العمل الإنساني في اليمن والذي عقد في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في العاصمة السعودية الرياض أمس الأحد ان «عدم وجود التنسيق الكافي بين مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (التابع للأمم المتحدة) في اليمن والحكومة الشرعية يؤثر على أداء العمل الانساني في اليمن».
وشدد على ضرورة التنسيق بين مكتب تنسيق الشئون الإنسانية والحكومة لايصال المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها بالشكل المطلوب وقال «ان التواصل واللقاءات المستمرة لمسؤولي مكتب المنسق في اليمن مع الجهات الحكومية المعنية في العاصمة المؤقتة عدن او العاصمة السعودية الرياض كفيلة بحل الكثير من الإشكالات».
واوضح المخلافي ان هناك 6 تحديات واجهت الوضع الإنساني في اليمن والتي «تتمثل في استمرار الحرب وفجوة تمويل العمل الانساني وضعف التنسيق بين الأمم المتحدة والحكومة الشرعية وعدم دفع رواتب الموظفين في المناطق الخاضعة لسلطة الانقلاب والمركزية في توزيع المساعدات وعبث المليشيا الحوثية ووضع مطار صنعاء وميناء الحديدة وتهريب السلاح إلى اليمن».
وكشف ان الحكومة اليمنية استجابت وقبلت بالمبادرات والمقترحات المقدمة من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد وكل اجراءات بناء الثقة و»لا تزال الحكومة الشرعية متمسكة بموقفها بأهمية إنهاء الحرب من خلال الحل السياسي القائم على المرجعيات الثلاث المعترف بها دوليا واستعدادها لمناقشة اي مقترحات من شأنها أن تبني الثقة من أجل التوصل إلى حل شامل للوضع في اليمن».
واتهم الانقلابيين بمصادرة الإيرادات الحكومية غير النفطية والتنصل عن دفع رواتب الموظفين وقال «ان سلطة الانقلاب تقوم بتحصيل الايرادات والتي تقدر بنحو 70٪ من العائدات غير النفطية حسب تقرير لجنة الخبراء التابعة للجنة العقوبات المشكلة من مجلس الامن وترفض دفع رواتب الموظفين وهذا ليس ادعاء من الحكومة الشرعية بل هو ما يؤكده شركاء الانقلاب من المؤتمر وهذه حقائق وليست مجرد اتهامات».
واتهم المخلافي مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في صنعاء بأنه «يعتمد على تركيز توزيع المساعدات في المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابين وهذا يمثل عائقا كبيرا امام فاعلية التوزيع». وقال «انه يتم ارسال المساعدات المقدمة لمدينة تعز اما عبر صنعاء او الحديدة وهو ما يعرضها للنهب او الاحتجاز واحيانا المصادرة من قبل النقاط التابعة للملشيا الانقلابية او حتى توزيعها في مناطق سيطرة الانقلابين خارج المناطق المحاصرة».
وشدد على ان حل هذه الإشكاليات يأتي من خلال إنشاء مراكز أخرى لتوزيع الاغاثة ويمكن تقسيم اليمن إلى أربعة او خمسة مراكز توزيع ويمكن الاستفادة من الموانئ الأخرى كميناء عدن والمنافذ البرية مع المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، وما يتعلق بمدينة تعز فيمكن أن ترسل إليها المساعدات عن طريق الممر الآمن (عدن ـ التربة ـ تعز) بشكل مباشر. وأضاف المسئول اليمني ان مشكلة تهريب السلاح إلى الانقلابين تظل قائمة وهو ما يثبته العسكريون من خلال وجود أسلحة جديدة في أيدي الانقلابيين لم تكن موجودة ضمن تسليح الجيش اليمني قبل الحرب.
وتمكنت قوات الجيش اليمني أمس الأحد من السيطرة على آخر معاقل تنظيم القاعدة في محافظة أبين جنوبي اليمن.
وقال مصدر محلي مسؤول، طلب عدم الكشف عن اسمه إن قوات الحزام الأمني (المشكلة بدعم إمارتي) تمكنت من السيطرة على مدينة المحفد، شرق محافظة أبين، بعد أن نفذت عملية عسكرية واسعة ضد عناصر التنظيم بداخل المدينة.
واكد المصدر، أن قوات الحزام الأمني انتشرت داخل المدينة، ونصبت نقاط أمنية فيها، في حين لا تزال حتى اللحظة تقوم بتمشيط بعض المواقع وتلاحق عناصر التنظيم الذين انسحبوا إلى الجبال المحيطة بالمدينة.
في السياق نفسه، اوضح المصدر، أن سيارة مفخخة انفجرت قرب مدخل المدينة، وضعتها عناصر القاعدة قبل انسحابها، ما أسفر عن مقتل جندي واصابة ثلاثة اخرين.
وتعتبر مدينة المحفد، المحاذية لمحافظة شبوة النفطية، آخر معاقل تنظيم القاعدة في محافظة أبين، التي اعلنتها القاعدة إمارة إسلامية قبل أن يستعيد الجيش اليمني السيطرة عليها قبل أكثر من عامين.

اليمن: وزير الخارجية يتهم وكالات الأمم المتحدة بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة
الجيش يسيطر على آخر معاقل تنظيم القاعدة جنوب البلاد
خالد الحمادي

وزارة الإعلام الجزائرية تتراجع عن قرارها اعتماد سبع قنوات تلفزيونية خاصة! 

Posted: 29 Oct 2017 03:25 PM PDT

الجزائر ــ «القدس العربي»: تراجعت السلطة في الجزائر بخصوص ملف اعتماد قنوات تلفزيونية خاصة، أياما قليلة عقب نشر المرسوم الخاص باعتماد سبع قنوات متخصصة، جاء ليضع حدا لأكثر من خمس سنوات من فوضى القنوات المتخصصة، وهو تراجع يثير الكثير من التساؤلات، برغم أن وزير الإعلام قال إن الهدف من مراجعة دفتر الأعباء الخاص بقنوات التلفزة الخاصة هو إضفاء احترافية عليه.
وكان جمال كعوان وزير الإعلام قد فاجأ الجميع بإعلان تجميد دفتر الأعباء الخاص بإنشاء قنوات تلفزة خاصة متخصصة، وذلك بعد نحو أسبوعين من نشر إعلان في الجريدة الرسمية بخصوص الملف الواجب تقديمه للحصول على رخصة للبث، وهو الإعلان الذي جاء مفاجئا على اعتبار أنه حدد عدد القنوات التي ستحصل على اعتماد كقنوات جزائرية خاصة بسبع قنوات في سبع تخصصات، في وقت توجد فيه أكثر من 50 قناة خاصة تعمل كلها مكاتب لقنوات خاضعة لقانون دول أجنبية، خمسة فقط حاصلة على ترخيص مكاتب لقنوات أجنبية، والبقية تعمل من دون ترخيص.
وكان الوزير عند نشر الإعلان الخاص بالحصول على ترخيص قد قال إن اعتماد سبع قنوات فقط يعود إلى الاكتظاظ في القمر الصناعي «اوتلسات»، وهو تبرير بدا غريبا، على اعتبار أن الأقمار الصناعية كثيرة، ومن الصعب القول إن هذا القمر الصناعي أو غيره لا يتسع إلا لسبع قنوات، مؤكدا أنها مرحلة أولى، وأن وزارته ستقوم لاحقا بدراسة إمكانية اعتماد قنوات أخرى، من دون أن يتحدث عن مصير القنوات الأخرى التي لن تحصل على اعتماد، هل سيتم الإبقاء عليها في شكل مكاتب لقنوات أجنبية مع تمكينها من الحصول على ترخيص للعمل بشكل قانوني، أم يتم غض الطرف عنها وتركها تعمل خارج أي إطار قانوني، للتمكن من معاقبتها اذا ما ارتكبت أي خطأ يعتبر كافيا بالنسبة إلى السلطة لوقف نشاطها نهائيا، دونما حاجة إلى اللجوء للقضاء، أو سلطة ضبط القطاع السمعي البصري. ولكن الغريب أنه بعد أيام من قرار السلطة بالشروع في تنظيم القنوات الخاصة، قررت التراجع عن خطوتها، وتجمد كل شيء في انتظار إصدار دفتر أعباء جديد، لا أحد يدري كم سيستغرق من الوقت، والأكيد أنه إذا اقترب موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2019، ولَم ير دفتر الأعباء الجديد النور، فإن كل شيء سيتأجل إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية.
الكلام المتداول في الكواليس يقول إن السبب في تجميد دفتر الأعباء هو أن هذا الأخير تم إعداده في عهد حكومة عبد المجيد تبون، وهذا كلام مردود عليه، أولا لأن تلك الحكومة لم تعمِّر إلّا شهرين ونصف الشهر، وثانيا لأن وزير الإعلام جمال كعوان لم يتم تغييره عند مجيء حكومة أحمد أويحيى.
الأكيد أن دفتر الأعباء وحتى قانون السمعي البصري لا يخدم أصحاب بعض القنوات من رجال الأعمال، وفِي مقدمة هؤلاء علي حداد رئيس منتدى رؤساء المؤسسات والمقرب من دوائر اتخاذ القرار، الذي لم يعد يخفي صداقته مع سعيد بوتفليقة شقيق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، على اعتبار أن حداد الذي يملك قناتين سيكون مجبرا (قانونيا)على غلق واحدة، والتنازل على حصة 60 من مئة من أسهم القناة التي ستتبقى له، وهو أمر يبدو صعب التطبيق، والذي قد يكون لعب دورا في تجميد قرار اعتماد القنوات الخاصة، وإبقاء دار لقمان على حالها حتى إشعار آخر!

وزارة الإعلام الجزائرية تتراجع عن قرارها اعتماد سبع قنوات تلفزيونية خاصة! 

كمال زايت:

إطلاق الشراكة الكاملة بين موريتانيا والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا

Posted: 29 Oct 2017 03:25 PM PDT

نواكشوط ـ « القدس العربي»: أطلقت موريتانيا رسميا في إثر زيارة أنهاها أمس لنواكشوط وفد من المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا شراكتها الكاملة مع هذه المجموعة، وهي الشراكة التي تغطي المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية ومجال تحرك البضائع والممتلكات في فضاء غرب القارة.
وجاء إطلاق الشراكة بعد اجتماع عقد الخميس في نواكشوط، وقِّع خلاله اتفاق يتضمن خريطة طريق تنص على إجراءات تسهيل التبادلات التجارية والاقتصادية ومواءمة النظام الجمركي الموريتاني مع القوانين المطبقة في دول مجموعة غرب أفريقيا ومراجعة المنظومة القانونية لتتلاءم مع القوانين المطبقة من طرف مجموعة هذه البلدان.
والتقى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ووفد المجموعة برئاسة روبرت دوسي وزير خارجية التوغو، وعضوية رئيس اللجنة التنفيذية للمجموعة مارسيل دسوزا، وشعيبو والي المفوض المكلف بالتجارة والجمارك في المجموعة.
وأكد مارسيل دسوزا الرئيس التنفيذي للمجموعة في تصريح أمس «أن زيارة وفد المجموعة لموريتانيا والاجتماعات التي عقدها مع المسؤولين الموريتانيين، تدخل ضمن الاتفاق الذي وقع خلال شهر مايو الماضي بالأحرف الأولى والذي تضمن شراكة تحكم العلاقة بين الجمهورية الإسلامية الموريتانية والبلدان الخمسة عشر الأعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا».
وقال «الاجتماعات التي عقدناها على مستوى الخبراء أمس وعلى المستوى الوزاري اليوم استهدفت بالأساس وضع آليات للتنفيذ والمصادقة على خريطة الطريق التي ستمكن من تسريع عودة موريتانيا إلى الاتحاد الجمركي ابتداء من الفاتح من يناير 2019 وهذا يفترض توحيد التعرفة الجمركية فيما يتعلق بالجمارك والعبور والموردين، وذلك للتمكن من ضمان حرية تنقل البضائع والممتلكات بين المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا وموريتانيا».
«وهذا الملف، يضيف داسوزا، ينفصل عن حرية التنقل لأن حرية التنقل ستكون لاحقة، لأنها ترتبط بعودة موريتانيا بعضوية كاملة إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا».
وقال «كما تعلمون، فموريتانيا بلد مؤسس للمجموعة وعندما تقدمت بتقريري للقمة الأخيرة لرؤساء دول وحكومات البلدان الأعضاء في مونروفيا في يونيو/حزيران الماضي، أجمع الرؤساء على ضرورة تسريع اتفاق الشراكة لتمكين موريتانيا من العودة إلى مقعدها متمنين أن يكون ذلك في القريب العاجل، ونحن نفتح أبواب المجموعة لاستقبال موريتانيا».
وأوضح داسوزا «إن التنفيذ الفعلي لاتفاق الشراكة يتطلب خطة عمل وخريطة طريق هي التي تبنيناها، وعلينا أن ننظم آليات حرية تنقل الأفراد مع حرية الإقامة والسكن، وهذا يعني أن أي مواطن من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا يمكنه أن يقيم في موريتانيا أو في أي بلد من بلدان هذه المجموعة وأن يتقدم للعمل». وقال «ما نبحث عنه في الحقيقة هو هذا الفضاء الذي لا حدود له والذي يعتبر مصيرا مشتركا نعمل فيه يدا بيد، لمحاربة الفقر وفتح الأبواب أمام تشغيل الشباب».
ولتتمكن من دخول المجموعة من بوابة الشراكة التي ارتضتها، استندت موريتانيا في إجراءات طلب الشراكة لقرار القمة الرابعة والأربعين للمجموعة المنعقدة يومي 28 و29 مارس/اذار 2014، الذي أعطى الضوء الأخضر للجنته التنفيذية للتفاوض حول اتفاق شراكة مع موريتانيا حيث جرى التفاوض ووقع الطرفان اتفاق الشراكة في منتصف أغسطس الماضي.
ويكتسي هذا الاتفاق أهمية كبرى كونه سيسهم في تقريب شعوب منطقة غرب أفريقيا بعضهم من بعض، كما سيعزز العلاقات التجارية والاقتصادية بين موريتانيا والبلدان الأعضاء في مجموعة «إكواس» في العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك إنشاء منطقة تجارة حرة وتطبيق تعرفة خارجية مشتركة وتسهيل زيادة المبادلات التجارية داخل المنظمة لإنشاء سوق مشتركة في غرب أفريقيا.
كما سيتيح الاتفاق تبادل المصالح والمنافع، بما في ذلك ضمان حرية تنقل البضائع والأشخاص وتسجيع الاستثمار.
ومع أن اتفاق الشراكة قد وقع في الماضي، فسيكون على موريتانيا انتظار قمة المجموعة المقررة في لومي خلال شهر كانون الأول/ديسمبر المقبل لتتبوأ مكانها النهائي على مستوى المجموعة، كما أن تنفيذ الاتفاق لا يخلو من الصعوبة حيث أنه يستلزم الاتفاق على مواءمة بين التعرفات الجمركية تسهيلا لتنقل الأشخاص والممتلكات، وتمهيدا لإقامة منطقة حرة للتبادل بين موريتانيا والمجموعة الاقتصادية لدول أفريقيا ابتداء من عام 2019.
وظلت موريتانيا التي كانت من بين الأعضاء المؤسسين للمجموعة عام 1975 والتي استبدلت عام 2000، عضويتها في المجموعة بعضوية في اتحاد المغرب العربي المشلول منذ عام 1989، تمتنع عن العودة للعضوية الكاملة في المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا لأسباب سياسية برغم أنها واعية للأهمية الاقتصادية الكبرى لهذا التجمع الأفريقي الكبير الذي زادته عضوية المملكة المغربية قوة وفاعلية.
وتشكل المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا سوقا واسعة موزعة على خمسة عشر بلدا؛ وستتسع المجموعة أكثر بعد انضمام سكان المغرب إليها البالغ تعدادهم 34 مليون نسمة.
وتأسست المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا يوم 25 مايو/أيار 1975، وتعرّف هذه المجموعة نفسها بكونها التجمع الإقليمي الاقتصادي الوحيد الذي يعمل من أجل الاندماج الاقتصادي في القارة الأفريقية.

إطلاق الشراكة الكاملة بين موريتانيا والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا

عبد الله مولود:

السلطات المغربية تُرحِّل خمسة نواب أوروبيين قادمين من لاس بالماس الاسبانية

Posted: 29 Oct 2017 03:24 PM PDT

الرباط – « القدس العربي»: أفادت السلطات المغربية، أنها رحلت من مطار العيون/ جنوب البلاد، يوم الجمعة الماضي خمسة برلمانيين أوروبيين ومرافقهم، قادمين من مدينة لاس بالماس الإسبانية.
وقالت ولاية (محافظة) جهة الساقية الحمراء، إن منع هؤلاء البرلمانيين «من دخول التراب الوطني، يعود لعدم احترامهم للمساطر (الإجراءات) والقواعد المؤطرة لهذا النوع من الزيارات».
وضم الوفد الذي كان برئاسة يتا قوتلند رئيسة المجموعة البرلمانية المؤيدة لجبهة البوليساريو كل من نائبتيها بالوما لوبيز، وبوديل باليرو وماريا ليديا سينرا ورودريقيز، يوصو خوريستي
وأوضحت المصادر «أن هذا المنع تم تطبيقا لمقتضيات القانون المتعلق بدخول وإقامة الأجانب بالمملكة المغربية وبطلب من الهيئات المنتخبة بمدينة العيون وأنه تم إبلاغ المعنيين بالأمر بقرار الولاية من طرف منتخبين محليين عن مدينة العيون، التي غادروها على متن الطائرة التي كانت تقلهم في اليوم نفسه. وقال محمد سيداتي القيادي في جبهة البوليساريو التي تسعى لفصل الصحراء الغربية عن المغرب، إن طرد المغرب للوفد البرلماني الأوروبي هدفه إخفاء الانتهاكات في المنطقة، وأضاف في رسالة وجهها مكتب الجبهة في أوروبا لرؤساء هيئات الاتحاد الأوروبي، حول الطرد «التعسفي» الذي تعرض له البرلمانيون الأوربيون من طرف السلطات المغربية من مطار مدينة العيون ومنعهم من زيارة الصحراء «محاولة «مكشوفة» لإخفاء حقيقة القمع اليومي الممارس ضد الصحراويين العزل وآخرها اغتيال الشابة منتو منت محمد الشيخ بالداخلة».

السلطات المغربية تُرحِّل خمسة نواب أوروبيين قادمين من لاس بالماس الاسبانية

رئيس مجلس إدارة «الأهرام» السابق يهاجم السيسي: منعت من الكتابة في عهده

Posted: 29 Oct 2017 03:23 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: قال أحمد السيد النجار رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام السابق، إنه لم يمنع من الكتابة إلا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وإنه عارض الرئيسين السابقين محمد حسني مبارك ومحمد مرسي، ولم يمنعاه من الكتابة في «الأهرام» كما فعل السيسي.
وأضاف فيما اعتبره رسالة للسيسي، أن «النظام الحالي لا علاقة له بالديمقراطية ويستند في العصف بها لأحد أسوأ القوانين في تاريخ مصر وهو قانون تنظيم التظاهر الذي يصادر حرية التعبير وحق التظاهر السلمي كليا».
وتابع أن «هذا القانون يليق بالنظم الفاشية وينتمي إليها ولا علاقة له بالديمقراطية من قريب أو بعيد، وإن أهم عيوب ذلك القانون هي المادة 10 التي تنص على حق وزير الداخلية أو مدير الأمن المختص في رفض التصريح بالمظاهرة أو نقلها أو تأجيلها».
وبين أن «هذه المادة تحول التظاهر السلمي من حق تتم ممارسته بالإخطار وفق ضوابط معينة إلى سلطة للمنح والمنع بيد الداخلية إذا نما إلى علمها أن التظاهرة ستخرج عن السلمية، وهذا الأمر لا يمكن ضبطه بحيدة وأمانة ويعتمد على موقف الداخلية من المظاهرة، حيث أن القانون لا يلزمها بتقديم أدلة على ما نما إلى علمها».
وزاد في رسالته:» من المؤكد أنك تعلم أنني منعت من الكتابة في الأهرام منذ عام ونصف وحتى الآن لمجرد أن ما أكتبه يختلف مع توجهات وآراء سيادتك، خاصة فيما يتعلق بجزيرتي تيران وصنافير المصريتين، فهل لهذا علاقة بالديمقراطية من قريب أو بعيد، أم أنه إجراء ينتمي للنظم الاستبدادية التي لا ترغب في سماع أي صوت مختلف معها؟! وحتى تصريحات سيادتك ومطالبتك للشعب بألا يستمع لأي أحد سواكم هو أمر يندرج في نفس السياق غير الديمقراطي».
وأضاف: «اضطررت إزاء المنع غير الديمقراطي لنشر مقالاتي في «الأهرام» عن تيران وصنافير وعما يسمى بالإصلاح الاقتصادي الذي هو عبارة عن كتلة من الإجراءات المتحيزة كليا للرأسمالية العالمية والمحلية على حساب الفقراء والطبقة الوسطى وغيرها من القضايا، على صفحتي على الفيسبوك، وقدمت استقالتي من رئاسة مجلس الإدارة في أبريل/ نيسان 2016، لكن رئيس المجلس الأعلى للصحافة وقتها الرمز الوطني الكبير الأستاذ جلال عارف رفض قبولها، إلى أن قدمت استقالتي بلا رجعة في أبريل/ نيسان 2017».
وحسب النجار «في ظل نظام مبارك نشرت مقالات معارضة لمبارك وحكوماته في «الأهرام»، ونشر كتاب كامل بعنوان «الانهيار الاقتصادي في عصر مبارك.. حقائق الفساد والبطالة والركود والغلاء» في عام 2005، وأنه فاز في عهده وهو معارض لسياساته بجائزة الدولة التشجيعية في الاقتصاد عام 1999».
وتابع النجار: «في العام الذي حكمه الإخوان كنت ضدهم على طول الخط لأنني ضد إقحام الدين في السياسة أو الاقتصاد وما يؤدي إليه من بناء نظم فاشية، وكتبت في «الأهرام» وتحدثت في البرامج التلفزيونية التي كانت تستضيفني وكرست البرنامج التلفزيوني الذي كنت أقدمه والندوات التي كنت أشارك فيها لمعارضة سياساتهم بصورة جذرية، وحررت كتابا عن أعمال مؤتمر نحو برنامج اقتصادي بديل لسياسات الإخوان وصدر عن المجلس الأعلى للثقافة، ورغم ذلك لم يمنعني الرئيس الإخواني من النشر، وفزت أيضا بجائزة الدولة للتفوق في العلوم الاجتماعية في عام 2012».
واختتم النجار رسالته: «بماذا نسمي نظام سيادتك الذي يمنعني من نشر أي مقالات مختلفة مع توجهات سيادتكم بصورة علمية وموضوعية في جريدتي التي أفنيت عمري فيها».

رئيس مجلس إدارة «الأهرام» السابق يهاجم السيسي: منعت من الكتابة في عهده
النجار أكد أنه عارض مبارك ومرسي وحصل على الجوائز في عهديهما

اتفاق على نشر القوات العراقية عند معبر فيشخابور… وتجديد الهدنة 24 ساعة إضافية

Posted: 29 Oct 2017 03:23 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: توصلت القوات العراقية وقوات البيشمركه الكردية، أمس الأحد، إلى اتفاق على نشر القوات الاتحادية المركزية عند معبر فيشخابور الإستراتيجي مع تركيا في شمال البلاد، حسب ما أفاد مصدر حكومي.
وقال المصدر لوكالة «فرانس برس»: «توصلنا إلى اتفاق مع البيشمركه لنشر قوات اتحادية في فيشخابور، من خلال عملية سلمية ومن دون قتال».
وتقع فيشخابور على رأس مثلث حدودي بين الأراضي التركية والعراقية والسورية، وتعتبر استراتيجية خصوصا للأكراد.
جاء ذلك عقب أنباء تناقلتها وسائل إعلام كردية، عن اتفاق بين وفدي العراق العسكري الاتحادي، وإقليم كردستان، على تمديد مهلة وقف إطلاق النار بين الطرفين لمدة 24 ساعة إضافية، عقب اجتماع مشترك يعد الثاني خلال الـ48 ساعة الماضية.
وبالتزامن مع انتهاء مهلة الـ24 ساعة، أمس الأول السبت، التي منحها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لتسليم قوات البيشمركة الكردية مواقعها في «المناطق المتنازع عليها» للقوات الاتحادية، عقد وفد أمني يمثل الحكومة الاتحادية، اجتماعاً في قيادة عمليات نينوى، مع وفد من قوات البيشمركة الكردية، برعاية التحالف الدولي.
الجانب الاتحادي كان برئاسة رئيس أركان الجيش الفريق أول ركن عثمان الغانمي، وعضوية قائد قوات جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي، وقائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، إضافة إلى قائد عمليات نينوى اللواء نجم الجبوري، وممثلين من مدير الاستخبارات العسكرية والأمن الوطني والمخابرات العراقية. في حين ضم الجانب الكردي، كريم سنجاري وزير داخلية إقليم كردستان وكالة، وسيروان بارزاني قائد عمليات محور مخمور، وجمال ايمنكي احد قياديي قوات البيشمركه.
وفور انتهاء الاجتماع، قال الغانمي لعدد من وسائل الإعلام، إن «الاجتماع تضمن محورين، الأول تحديد الحدود الإدارية للمحافظات في عام 2003، وعودة البيشمركه إلى تلك الحدود، مع إعادة انتشار القوات التابعة للحكومة الاتحادية في تلك المناطق».
وأضاف قائلاً: «أما المحور الثاني، فتضمن بحث الحدود الدولية للعراق، وإعادة انتشار القوات الاتحادية هناك، ومسك الحدود من قبل هذه القوات»، مؤكداً «الاتفاق على عدد من النقاط، لكن هناك خلافات على نقاط أخرى». من دون توضيح تلك النقاط.
وكشف القائد العسكري عن «طلب الوفد الكردي العودة إلى إقليم كردستان العراق لطرحها (النقاط التي تم بحثها) هناك، وإبداء الرأي، والرد باتصال هاتفي». وفي حال عدم التوصل إلى نتيجة بين الطرفين، اكتفى الغانمي بالقول: «هناك موقف آخر عقب انتهاء المهلة وعدم ورود أي رد من قبل الإقليم».
وسبق لقادة القوات الاتحادية العراقية، أن عقدت الأسبوع الماضي اجتماعين، في مقر قيادة عمليات نينوى، لبحث تنفيذ خطة عودة قوات البيشمركه الكردية إلى حدود عام 2003.
وعلمت «القدس العربي» من مصدر مطلع، إن الاجتماع أفضى إلى تشكيل وفد يتولى مهمة إيصال رسالة بمضمون الاجتماع، إلى قوات البيشمركه.
وطبقاً للمصدر فإن الوفد سلّم تلك الرسالة إلى البيشمركه، التي أخبرته بدورها عن تشكيل لجنة لدراسة الخرائط وتحديد نقاط القوات الكردية والاتحادية.
وفي الـ16 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، شرعت القوات العراقية الاتحادية بعملية «فرض القانون» في المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات البيشمركة الكردية، خارج الحدود الإدارية لإقليم كردستان العراق.
وشهدت العملية التي استهدفت محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى ونينوى، اشتباكات بين القوات الاتحادية والبيشمركه، وسقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح بين صفوف الجانبين، إضافة إلى الحديث عن «انتهاكات» اتهم الطرفين في ارتكابها.
وفي هذا الشأن، أعربت المفوضية العليا لحقوق الإنسان عن استعدادها للتعامل مع «أي انتهاكات» يتم تثبيتها بـ«الأدلة»، تطال المدنيين والقوات الأمنية على حدّ سواء. وقال عضو المفوضية، علي أكرم لـ«القدس العربي»، إنه «في الوقت الذي ندعو فيه جميع الجهات إلى ضبط النفس في عملية إعادة انتشار القوات العراقية في الأراضي المختلطة لغرض فرض الأمن والقانون والحفاظ على أرواح المدنيين؛ بغض النظر عن انتماءاتهم، نستغرب من ازدواجية بعض الجهات الإعلامية والمنظمات الدولية في تعاملها مع الأحداث في العراق».
وأضاف: «هناك محاولة لإظهار القوات الأمنية العراقية بأنها قوات غير مهنية وتنتهك حقوق الإنسان بدون أي أدلة أو وقائع على الأرض، في حين أنها ساكتة وتغض البصر عن انتهاكات وتجاوزات واضحة وعلنية لمجاميع خارجة عن القانون تنتهك حقوق المدنيين وتتعامل بوحشية مع أسرى الحرب من منتسبي القوات الأمنية العراقية».
ومضى إلى القول: «كمفوضية معنية بحقوق الإنسان، وكجهة مستقلة، نعلن استعدادنا التام للتعامل مع أي دليل يقدم لنا لوجود انتهاكات في العراق من أي جهة كانت، وعدم الاقتصار على الإعلام فقط».

اتفاق على نشر القوات العراقية عند معبر فيشخابور… وتجديد الهدنة 24 ساعة إضافية

الفلسطينيون يعتبرون التسارع الاستيطاني أوسع وأخطر مما يتم الإعلان عنه

Posted: 29 Oct 2017 03:22 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: كشف المتطرف أفيغدور ليبرمان وزير الجيش الإسرائيلي، ان وزارته تدرس البدء بتنفيذ حملة لهدم منازل فلسطينية لمنفذي عمليات فدائية أدت إلى إصابة مستوطنين وجنود من جيش الاحتلال، خاصة من أدت عملياتهم لإيقاع إصابات بالغة بالإسرائيليين مستوطنين وجنود، حسبما نقل موقع واللاه العبري.
ونقل الموقع عن ليبرمان إصداره أوامره للمستشار القضائي لوزارة الجيش بفحص هدم منازل الفلسطينيين منفذي العمليات الذين نفذوا هجمات أدت الى إصابات خطيرة وليس فقط الموت. وقال ليبرمان «ليس هناك فرق بين الهجوم الذي انتهى بقتل، أو اعتداء انتهى بجراح خطيرة، وفي هذه الحالة يجب تدمير منازل الإرهابيين المنفذين».
وقال المحلل السياسي راسم عبيدات في تصريح لـ«القدس العربي» ان خطة ليبرمان تندرج في إطار التصعيد واتباع الخط والنهج الأمني والقبضة الحديدية ضد الفلسطينيين، وإتباع نظرية أن الفلسطيني الذي لا يخضع بالقوة يخضع بالمزيد منها، وهذا نهج أثبت فشله وعدم نجاعته، بل عبر عن مأزق أمني وسياسي اسرائيلي، وحالة إفلاس سياسية وأخلاقية.
وأضاف ان الاحتلال جرب كل أشكال العقوبات الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، من أجل كسر إرادته وتحطيم معنوياته، وردعه عن مقاومة الاحتلال والتصدي لجرائمة وإجراءاته القمعية والتعسفية، ولكن ثبت عدم نجاعة هذا النهج وهذا الخيار، فهدم بيوت المقاومين الفلسطينيين وطردهم وحتى سحب هويات وإقامات أسرهم وعائلاتهم، ورفع قضايا مدنية على ورثتهم، كما الحال في قضيتي الشهيدين فادي القنبر ومصباح ابو صبيح، لم تنجح في تراجع الفلسطينيين عن مواصلة كفاحهم ونضالاتهم من أجل حريتهم واستقلالهم.
وأكد أن أسلوب هدم المنازل، عدا عن كونه يعني الاقتلاع للإنسان والطرد والتهجير، وما يلحقه من أضرار بسمعة دولة الاحتلال التي تدعي الديمقراطية وإظهارها كدولة تمارس الإرهاب، فهو فشل فشلاً ذريعاً في وقف الهبات الشعبية الفلسطينية المتلاحقة والتي كان آخرها هبة باب الأسباط وعملية الشهيد النمر من بيت سوريك، وآن الاوان لهذا المحتل ان يدرك أن الحل الأمني والتصعيد والعقوبات الجماعية، بما فيها هدم المنازل لن تجلب الأمن والأمان للمحتل ولا لجيشه ولا لمستوطنيه، بل يجب ان يختصر الطريق وينهي احتلاله للأراضي الفلسطينية المحتلة كمخرج وحل يأتي له بالاستقرار والأمن والأمان، اما استمرار القمع والتنكيل والعقوبات الجماعية وسن المزيد من القوانين والتشريعات العنصرية فهي فقط تصب الزيت على النار.
في غضون ذلك قالت مصادر عبرية إن هناك خطة إسرائيلية جديدة تهدف إلى فصل الأحياء الشرقية من القدس الموجودة خارج الجدار الفاصل، عن المدينة وضمها إلى مجلس محلي «بلدية» منفصل في محاولة للتغلب على العامل الديموغرافي.
وتهدف الخطة بالأساس إلى عزل مناطق شرق المدينة مثل مخيم شعفاط وبلدة كفر عقب وإحداث مجلس محلي في هذه المناطق لعزلها إدارياً عن القدس، أي أنها لا تتبع لبلدية الاحتلال، وذلك لاحتفاظ اليهود بالأغلبية في القدس المحتلة. وبحسب الخطة الإسرائيلية فإن الحديث يدور عن قرابة المئة والخمسين ألف فلسطيني
وفيما يتعلق بالاستيطان قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تأجيل طرح قانون «القدس الكبرى» في لجنة التشريعات بسبب عدم رغبته والمستوى السياسي الإسرائيلي في الدخول في ازمة سياسية مع الإدارة الأمريكية ودول العالم خاصة الاتحاد الأوروبي.
وطلب نتنياهو عدم طرح القانون ومناقشته بسبب مخاوف من ضغوط سياسية دولية على اسرائيل لأن الاستيطان سيعتبر معطلا للجهود السياسية التي تقودها الولايات المتحدة لإحياء عملية السلام، خاصة وان نتنياهو الذي سيتوجه الى بريطانيا للمشاركة بالاحتفالات المئوية لوعد بلفور لا يرغب أن تطغى القضية على لقاءاته مع رئيسة الوزراء البريطانية.
ونفى ديفيد بيتان رئيس الائتلاف الحكومي في الكنيست الاسرائيلي ان تكون خلفية تأجيل مناقشة القانون تعود الى أزمة الائتلاف المحيطة برفع القانون الخاص بمنع التحقيق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، حيث يعارض البيت اليهودي المشروع، كما أشار إلى قانون القدس الكبرى، الذي تم تجميده بطلب من رئيس الوزراء جاء أيضا بسبب اعتقاد نتنياهو بأهمية تنسيق هذا القانون مع الإدارة الأمريكية.
وعلى الجانب الفلسطيني أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أنه ومن خلال متابعتها الحثيثة للاستيطان وعمليات تعميقه وتوسيعه في الأرض الفلسطينية المحتلة، فإن ما تقوم به حكومة بنيامين نتنياهو من عمليات استيطانية وسرقة للأرض الفلسطينية أوسع وأخطر بكثير مما يتم الكشف عنه بين الفينة والأخرى في وسائل الإعلام العبرية، وأن التسارع الاستيطاني الذي يتم على الأرض هو تطبيق عملي لمخططات حكومية رسمية لا يتم الإعلان عن بعضها في كثير من الأحيان.
واعتبرت أن حديث نتنياهو عن تأجيل تنفيذ بعض المخططات والقوانين الاستيطانية التوسعية بحجة الرغبة في تلافي ردود الفعل الدولية، ما هو إلا جزءا من حملة التضليل الإعلامي التي يلجأ اليها نتنياهو في تعامله مع المجتمع الدولي وقادة الدول، وانتظاراً لتوقيت مناسب يسمح بتمرير تلك المخططات والقوانين الاستيطانية العنصرية، فمنذ بداية العام الجاري تعيش الأرض الفلسطينية تحت وطأة تكثيف غير مسبوق للاستيطان وتهويد متسارع لمساحات واسعة من المناطق الفلسطينية المصنفة «ج»، يتم وسط تفاخر علني من أركان ووزراء اليمين الحاكم في إسرائيل، سواء أكان هذا التصعيد عبر شق المزيد من الطرق الاستيطانية الضخمة، أو بناء مستوطنات جديدة وتسويقها على أنها أحياء استيطانية تابعة لمدن استيطانية قائمة، كما هو الحال في مستوطنة «كيرم رعيم» الواقعة قرب مستوطنة «تلمون» غرب رام الله وغيرها، هذا إضافة الى التغول الاستيطاني التهويدي في القدس الشرقية المحتلة ومحيطها، الذي يجري تنفيذه يومياً على الأرض استعداداً لضم المستوطنات الكبرى المحيطة بالقدس الشرقية المحتلة، وتحويل المناطق الفلسطينية فيها الى جزر معزولة في محيط استيطاني ضخم، وترحيل وطرد المزيد من المقدسيين عن المدينة، عبر إخراج التجمعات الفلسطينية الضخمة خارج ما يسمى بحدود بلدية القدس، وصولا الى إحداث انقلاب في الميزان الديموغرافي لصالح اليهود في القدس.
وأدانت الوزارة هذا التغول الاستيطاني غير المسبوق، وعبرت في الوقت ذاته مجدداً عن استغرابها الشديد من مستوى ردود الفعل الدولية الذي لا يتلاءم وحجم الهجمة الاستيطانية وتداعياتها على فرصة تحقيق السلام، خاصة الدول التي تدعي حرصها على حل الدولتين، وتلك التي تبذل الجهود لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني. وأكدت أن هذا المستوى المتدني من ردود الفعل الدولية، هذا إن وجد اصلاً، وعدم مساءلة ومحاسبة إسرائيل كقوة احتلال على تعطيلها لتنفيذ القرارات الأممية ذات الصلة، بات يعتبر تواطئاً حقيقياً وتغطية فعلية على جرائم الاستيطان.

الفلسطينيون يعتبرون التسارع الاستيطاني أوسع وأخطر مما يتم الإعلان عنه

فادي أبو سعدى:

أبو يوسف لـ «القدس العربي»: القيادة الفلسطينية لم تتخذ أي قرار بعودة التنسيق مع إسرائيل

Posted: 29 Oct 2017 03:22 PM PDT

غزة ـ « القدس العربي»: أكد الدكتور واصل أبو يوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في تصريحات لـ «القدس العربي»، أن هذه اللجنة التي اتخذت في شهر /تموز/يوليو السابق، قرارا بوقف «التنسيق الأمني» لم تتخذ أي قرار بعودته من جديد، وذلك خلافا لما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية.
وقال إن اجتماعات القيادة الفلسطينية واللجنة التنفيذية الأخيرة، لم تتخذ أي قرار بعودة التنسيق الأمني من جديد، مع الجانب الإسرائيلي، وإن قرار «التجميد» لا يزال قائما حتى اللحظة.
وأشار كذلك إلى أن كل الأسباب التي تنتهجها إسرائيل والتي دفعت القيادة الفلسطينية إلى اتخاذ هذا القرار «لم تتغير».
وأكد أن ترويج وسائل إعلام إسرائيلية لهذه الأخبار، يراد من ورائه «تحقيق أهداف سياسية»، أبرزها «بث إشاعات مسمومة تستهدف القيادة الفلسطينية في هذا التوقيت»، لافتا إلى أن ترويج هذه التقارير الإسرائيلية يتزامن مع نجاح عملية المصالحة القائمة حاليا، وفي ظل التحضير لاجتماع الفصائل الموسع في القاهرة الشهر المقبل.
يشار إلى أن قرار «وقف التنسيق الأمني» الذي اتخذته القيادة الفلسطينية وصادق عليه الرئيس محمود عباس، وطبق في شهر يوليو الماضي، لاقى قبولا من كافة الفصائل الفلسطينية، حيث حذرت وقتها القيادة من «الانفجار»، وذلك عقب اجتماع طارئ عقدته القيادة الفلسطينية، على خلفية قيام إسرائيل بوضع «بوابات إلكترونية» على مداخل المسجد الأقصى.
وقالت القيادة الفلسطينية وقتها إن القرار جاء رفضا لهذه البوابات، التي تريد إسرائيل من خلالها تغيير الواقع القائم في مدينة القدس، وبسبب عدم تنفيذ إسرائيل ما عليها من التزامات خاصة بعملية السلام.
ولم تعلن القيادة الفلسطينية عن تغيير موقفها، رغم إزالة إسرائيل تلك البوابات، خاصة في ظل تنكر الجانب الإسرائيلي لتطبيق الكثير من الاتفاقيات الموقعة.
ووقتها أعلنت إسرائيل عن إلغاء اجتماعات كانت مقررة بين الطرفين على المستوى الأمني، في إطار منظومة «التنسيق الأمني» التي ألغاها قرار الرئيس عباس.
وكان تقرير للقناة التلفزيونية الثانية في إسرائيل، قال إن عملية «التنسيق الأمني»، عادت من جديد بين تل أبيب ورام الله، وكرر أن أجهزة الأمن الفلسطينية أعادت العمل بـ «التنسيق الأمني» مع الجيش الإسرائيلي وجهاز «الشاباك»، وأن العملية عادت بشكل كامل، وأن الأمور عادت إلى سابق عهدها قبيل أزمة «البوابات الإلكترونية».
وعقب التقرير الإسرائيلي، وجه الكثير من الفصائل، انتقادات للسلطة الفلسطينية، وقال الناطق باسم حماس عبد اللطيف القانوع «أي عودة للتنسيق الأمني مرفوضة فصائلياً وشعبياً ولا تخدم سوى الاحتلال»، مؤكدا أن التنسيق «يضر بمقاومة شعبنا ومصالحه الوطنية».
وقال داوود شهاب الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي إن استئناف التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال «ليس أمراً مفاجئاً، لوجود مؤشرات كثيرة على أن التنسيق لم يتوقف من الأساس».
وطالب السلطة الفلسطينية بـ «وقف التنسيق الأمني، والالتزام بالإجماع الوطني الرافض لكل أشكال التنسيق».

أبو يوسف لـ «القدس العربي»: القيادة الفلسطينية لم تتخذ أي قرار بعودة التنسيق مع إسرائيل

متهمون بالترويج لداعش و«إسلاميون» يضربون عن الطعام في أحد السجون الأردنية احتجاجاً على سوء المعاملة

Posted: 29 Oct 2017 03:21 PM PDT

عمان – «القدس العربي» : بدأ أبناء التنظيمات الإسلامية في أحد السجون الأردنية إضرابًا شاملًا عن الطعام احتجاجًا على سوء المعاملة والاعتداء عليهم بالضرب وسوء التغذية، مطالبين بإغلاق السجن والكف عن إيذائهم وسوء معاملتهم.
وأكد بعض أهالي المعتقلين لـ «القدس العربي» بدء إضراب أبنائهم يوم الجمعة في سجن (الموقر2)، الذي يبعد نحو 45 كلم جنوب شرقي العاصمة الأردنية عمّان، احتجاجاً على سوء المعاملة مطالبين بإغلاق السجن سيئ السمعة.
وأوضح الشيخ أبو مصعب والد أحد المعتقلين، بدأ الإضراب يوم الجمعة مِن أكثر مِن 200 معتقل من التنظيمات الإسلامية، بينهم ابنه مصعب (21 سنة) الذي يحاكم بتهمة الترويج لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) والمساعدة على الالتحاق بالتنظيم، وهو محتجز منذ أكثر من سنة في زنزانة انفرادية.
وأشار لـ«القدس العربي» إلى أن المطلب الرئيسي للمضربين عن الطعام هو إغلاق سجن (الموقر2) لصيته السيئ والكف عن الاعتداء على المعتقلين من أبناء التيار السلفي الجهادي جسديا ونفسانيا، حيث يعاني بعضهم من أمراض نفسانية مزمنة. ومنهم المعتقل الشاب أحمد عبد الجبار حسن، الذي فقد عقله نتيجة التعذيب لدى الأجهزة الأمنية، كما أكد والده، حيث أنه لم يتعرف على أهله داخل السجن.
ومن بين المضربين أيضا الشاب ليث جرادات (19 عاماً) الذي اتهم بمحاولة تجنيد أشخاص لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» وهو يعاني تردياً في صحته بسبب مرضه، لوجوده داخل زنزانة انفرادية، وفق ما أكدت والدته.
وأكد الناطق الرسمي باسم لجنة الدفاع عن المعتقلين السياسيين في الأردن المحامي موسى العبداللات، بدء الإضراب من عشرات المعتقلين يوم الجمعة لوجود سوء معاملة واعتداء بالضرب وتوجيه الشتائم والاعتداء على الكرامة الإنسانية بشكل فظيع، إضافة إلى التعذيب النفساني لوجودهم داخل زنازين انفرادية منذ سنوات، فيما يتم إخراجهم للتشميس ساعة واحدة فقط في الأسبوع، وفي كثير من الأحيان يتم حرمانهم من الخروج لذلك، ما يؤدي إلى إصابتهم بأمراض عديدة نفسية وجسدية، وعدم العناية الطبية اللازمة للمرضى داخل السجن، وعدم نقل بعضهم للمستشفيات للعلاج وإجراء العمليات الجراحية. ولفت وكيل التنظيمات الإسلامية العبداللات إلى ازدياد الشكاوى المتعلقة بالسجون المغلقة، خصوصًا سجون (الموقر1) و(الموقر2) و(أم اللولو)، مشبهًا اياها بمعتقل غوانتنامو الأمريكي ومعتقل أبو غريب الشهير في العراق.
مطالباً بإغلاقها ونقل المعتقلين إلى سجون قريبة من سكناهم.
وفي وقت سابق، زار المركز الوطني لحقوق الإنسان والصليب الأحمر أبناء التنظيمات الإسلامية داخل السجون قبل عدة أيام لتقصي الحقائق حول المعلومات التي تفيد باستخدام سوء المعاملة والاعتداء بالضرب التي تعرض لها المعتقلون.
وتعليقاً على الزيارة، قال العبداللات إن المركز الوطني لحقوق الإنسان يتلقى دعمه المالي من الحكومة، وهو بذلك غير مستقل، يعمل كساعي بريد بين الأهالي والحكومة، ولا يقوم بدوره في مراقبة تطبيق شروط المحاكمات العادلة، ولم يشمل في تقاريره وجود سوء المعاملة والتعذيب للتيار السلفي الجهادي ولا حتى معتقلي الرأي.

متهمون بالترويج لداعش و«إسلاميون» يضربون عن الطعام في أحد السجون الأردنية احتجاجاً على سوء المعاملة

طارق الفايد

متطرفون يهود اقتحموا الأقصى وقوة عسكرية دخلت العيسوية وصورت مبانيها

Posted: 29 Oct 2017 03:20 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»: أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن هنادي الحلواني، وهي معلمة مقدسية في المسجد الأقصى، بشرط الإبعاد عن المسجد لمدة يومين. وكانت قوات الاحتلال اعتقلت المعلمة حلواني أثناء خروجها من المسجد الاقصى بعد أول يوم لها من دخوله، بعد فترة إبعاد سابقة عنه بقرار من الاحتلال.
وفي السياق استأنفت مجموعات من المستوطنين اليهود اقتحاماتها الاستفزازية للمسجد الأقصى، عبر باب المغاربة الأقرب إلى المسجد تحت حراسة مشددة من شرطة الاحتلال وقواتها الخاصة. ونفذ المستوطنون جولات داخل أركان المسجد الأقصى، واستمعوا إلى شرح من دليل يهودي من المتطرفين حول أسطورة الهيكل المزعوم.
ورغم السماح لليهود باقتحام المسجد إلا أن سلطات الاحتلال واصلت إجراءاتها ضد الفلسطينيين على بوابات المسجد الخارجية واحتجزت بطاقات المصلين، خاصة الشبان خلال دخولهم الى المسجد الأقصى.
كما اقتحمت طواقم تابعة لبلدية الاحتلال في القدس، بلدة العيسوية وسط المدينة المحتلة، وقامت بتصوير بنايات ومنازل ومنشآت سكنية فيها.
في غضون ذلك منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي عشرات المزارعين في بلدة نعلين غرب رام الله، من الوصول إلى أراضيهم لقطف ثمار الزيتون، خلف جدار الفصل العنصري، المقام على أراضي البلدة. وأفادت مصادر محلية أن المزارعين يحملون «تصاريح» من الاحتلال للدخول الى أراضيهم، ومع ذلك رفض جنود الاحتلال السماح لهم بالدخول، وأغلقوا البوابات.

متطرفون يهود اقتحموا الأقصى وقوة عسكرية دخلت العيسوية وصورت مبانيها

مقتل مجندين وإصابة 9 من الشرطة المصرية في انفجار في العريش

Posted: 29 Oct 2017 03:20 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: قتل مجندان وأصيب 9 من قوات الشرطة المصرية، أمس الأحد، إثر انفجار عبوة ناسفة زرعتها عناصر إرهابية على الطريق الدولي «العريش ـ القنطرة شرق» عند منطقة الكيلو 17 غرب مدينة العريش في محافظة شمال سيناء.
وأكدت مصادر أمنية في شمال سيناء في تصريحات صحافية، أن «عناصر مسلحة زرعت عبوة ناسفة على جانب الطريق الدولي في العريش المؤدي للقنطرة شرق، عند المنطقة الكيلو 17 غرب مدينة العريش، وفجرتها عن بعد لحظة مرور سيارة تابعة للشرطة، ما أسفر عن مقتل مجندين، وإصابة 9 أفراد شرطة، وتم نقلهم إلى مستشفى العريش العسكري لعلاج المصابين».
وأغلقت القوات الأمنية، طريق العريش القنطرة، وذلك بعد استهداف سيارة نقل الجنود التي كانت في طريقها إلى القنطرة شرق، وبدأت قوات الأمن تمشيط المنطقة بحثا عن المسلحين.
وكان مجند أصيب برصاص قناصة بكمين المزرعة جنوب العريش، فجر أمس. وتشهد مناطق جنوب وغرب العريش حالة غير مسبوقة من التوتر الأمني، مع استمرار إطلاق الرصاص من تلك المناطق.

مقتل مجندين وإصابة 9 من الشرطة المصرية في انفجار في العريش

اشتباكات وإشتعال النار بـ6 منازل في قرية مصرية

Posted: 29 Oct 2017 03:19 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: عاش أهالي قرية سنجها التابعة لمركز كفر صقر في محافظة الشرقية دلتا مصر، لحظات عصيبة فجر أمس الأحد، حيث نشبت اشتباكات مسلحة بين عائلتين في القرية، انتهت بمقتل فتاة من إحدى العائلتين واشتعال النيران في نحو 6 منازل من العائلة الأخرى.
وانقطع التيار الكهربائي طوال ساعات الاشتباكات المتبادلة بين العائلتين، التي بدأت بالتراشق بالحجارة حتى سقطت إحدى الفتيات نتيجة إلقاء الحجارة عليها وأصيبت بنزيف حاد، مما أدى إلى وفاتها في الحال.
وفي الثالثة فجرا، تجمهر أهالي القتيلة متجهين إلى منازل عائلة الجناة وأشعلوا النيران في 6 منازل وتصاعدت ألسنة اللهب في القرية.
وبعد نحو ساعتين من الاشتباكات، دفعت قوات الحماية المدنية بعدد من سيارات الإطفاء في محاولة للسيطرة على النيران بعد أن نشبت في المنازل وتصاعدت ألسنة النيران، إلا أن الأهالي منعوا دخول سيارات الإطفاء، لكي تستمر النيران في إشعال المنازل المملوكة لأهالي الجناة.
كما بدأت الأجهزة الأمنية بدفع تعزيزات من قطاع الأمن المركزي وفرضت طوقا أمنيا على مداخل ومخارج القرية، حتى تمكنت القوات من دخول سيارات الإطفاء إلى موقع النيران.
وتمكنت قوات الحماية المدنية من السيطرة على الحريق الذي نشب في الـ 6 منازل، كما تمكنت قوات الأمن من القبض على ثلاثة من المتهمين بإضرام النيران في منازل في القرية، والقبض على المتهم بإلقاء الحجارة على الفتاة التي لقيت مصرعها.

اشتباكات وإشتعال النار بـ6 منازل في قرية مصرية

محمد بن سلمان يخطط لتدمير الإرث السعودي

Posted: 29 Oct 2017 03:18 PM PDT

سيظل مستقبل المنطقة مضطربا ما دام الغموض يلف اوضاع البلد الاكبر في الجزيرة العربية. فلم تمر المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها قبل 85 عاما بحالة اكثر اضطرابا مما هي عليه الآن. وقد لا يكون ذلك غريبا في ظل حكم يهيمن عليه شاب يتحرك بايحاءات متعددة المنطلقات، وتمتد من الخارج إلى الداخل، ويتداخل فيها المحلي مع الإقليمي والدولي. ويوما بعد آخر تكشف تصريحات المسؤولين ومبادراتهم توجهات يصعب التنبؤ بما ستؤول اليه خصوصا على صعيد امن المملكة واستقرارها وتوجهها. فكل ما يبدو من قضايا ومواقف محسومة تبدو وهلة اخرى انها ليست كذلك، بل تخضع للظروف المستقبلية. فالبلدان اما ان تكون جامدة محصورة ببعدها القطري، او متحركة لتحقيق نفوذ إقليمي او ذات مشروع دولي يفرض عليها دبلوماسية وسياسات مختلفة.
ويمكن القول ان التصريح الذي ادلى به ولي العهد، محمد بن سلمان، الاسبوع الماضي بان المملكة ستعود إلى مرحلة «ما قبل التطرف» يمثل واحدا من امرين: فاما ان يكون تصريحا من اجل تهدئة خواطر الحلفاء والرأي العام الذي يتهم نظامه بترويج ثقافة التطرف والتكفير في العالم، او ان وراءه توجها جادا للخروج من المرحلة التي استمرت 40 عاما وفرت للسعودية نفوذا دينيا واسعا في اغلب البلدان الإسلامية.
أيا كان الامر فان التصريح يؤكد الاتهامات التي وجهت للسعودية منذ زمن بانها ترعى التطرف الذي ادى إلى تنامي ظاهرة الإرهاب. وربما حاول ولي العهد السعودي في تصريحه الايحاء بان ظاهرة الصحوة الإسلامية التي جاءت بالتناغم مع الثورة الإسلامية في إيران مسؤولة عما حدث لاحقا، ولكن تجدر الاشارة إلى ان حادثة الحرم التي قادها جهيمان العتيبي حدثت في مطلع القرن الهجري الخامس عشر (الاول من محرم 1400 هـ) كان التمظهر السياسي الاول للظاهرة السلفية التي ترعرعت تدريجيا حتى تمخضت عنها حركات متطرفة كثيرا. وفي شهر تموز/يوليو الماضي قالت دراسة أعدتها «جمعية هنري جاكسون»، التي تركز على حقوق الإنسان والعلاقات الدولية إن السعودية «رعت جهودا تقدر قيمتها بملايين الدولارات لتصدير الإسلام الوهابي إلى المسلمين حول العالم، بما في ذلك الجاليات المسلمة في الغرب». وقالت إن السعودية تدير العديد من الجمعيات الخيرية الكبرى التي تمول التعليم الإسلامي في أنحاء العالم، بما في ذلك بريطانيا، وأنفقت ما لا يقل عن 67 مليار جنيه استرليني (87 مليار دولار) على هذه البرامج خلال الخمسين عاما الماضية.
ولتوضيح اشكالية الدولة في ظل التجربة السعودية يمكن عرض عدد من توجهات الكيانات السياسية القائمة في العالم:
أولا: ان الدولة ذات المشروع السياسي او الايديولوجي العالمي تختلف عن الدولة القطرية التي تنتهي اطماعها عند حدودها وتؤسس سياساتها ضمن ما يحمي تلك الحدود. فالاتحاد السوفياتي السابق كانت لديه ايديولوجية ساهمت في مد نفوذه إلى كافة بلدان العالم، وما تزال بقايا الايديولوجيا الشيوعية تشير إلى الامبراطورية السوفياتية التي تلاشت قبل اقل من ثلاثة عقود. اما النفوذ الروسي الحالي فقد تطور نتيجة الاحباط الذي يسود العالم بسبب السياسات الأمريكية التي تعتمد سياسات القهر والغلبة بدلا من طرح مشاريع انسانية تتناغم مع تطلعات الشعوب او تسعى لحماية كوكب الارض من شرور التداعي البيئي والمناخي. بينما اتجهت الصين بشيوعيتها نحو الداخل، واستطاعت اقامة دولة حديثة ذات نفوذ اقتصادي هائل. اما الغرب فيستمد نفوذه من مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية عندما لملم شمله وروج نظريته الرأسمالية وانظمته المالية والعسكرية. هذا النفوذ اصبح يتلاشى تدريجيا منذ ان تخلى «العالم الحر» عن المبادئ والقيم التي اقرها على مدى العقود السبعة التي اعقبت الحرب. فمع تراجع النظام المصرفي الذي يمثل العمود الفقري للنظام الرأسمالي، وتهميش مشاريع الديمقراطية وحقوق الانسان في العالم، لم يبق لدى الغرب شعارات براقة تستهوي شعوب العالم خصوصا مع انتشار الظلم والاستبداد والهيمنة المالية والسياسية للغرب ووكلائه الإقليميين. ولدى إيران مشروع ايديولوجي يمثله ما يسمى «الإسلام السياسي» الهادف لاقامة منظومة سياسية مؤسسة على الإسلام. وقد وفر لها ذلك نفوذا في مناطق واسعة من العالم. وفي مقابلها توسع النفوذ السعودي بعد ان وفرت له الطفرة النفطية في منتصف السبعينيات وسيلة لترويج المذهب الوهابي في بلدان العالم الإسلامي.
ثانيا: ان الدول التي تنكفيء على الذات يتراجع نفوذها الإقليمي والدولي، على عكس الدولة المعنية بنشر ايديولوجية واضحة ذات ابعاد تتجاوز حدود القطر. وكلما كانت هذه الايديولوجية اممية تلاشت الحدود الجغرافية امام تمددها. فمصر عبد الناصر كان لديها المشروع القومي العربي الذي تناغمت معه قطاعات واسعة من العرب. السبب انه كان آنذاك مشروعا ثوريا تبنى مشروع التحرر الوطني والتصدي للاستعمار منسجما مع حركات التحرر التي انتشرت في افريقيا وأمريكا اللاتينية. ولكن مصر بعد عبد الناصر تلاشى نفوذها كثيرا، خصوصا بعد ان وقعت اتفاق السلام مع «اسرائيل» قبل قرابة اربعين عاما. واصبحت هذه الدولة العربية الكبرى تحت رحمة الدعم المالي الاماراتي والسعودي بشكل خاص، واصبح حكامها مستعدين للتخلي عن اراض مصرية مثل جزيرتي تيران وصنافير للسعودية في مقابل الدعم المالي للعسكر. كانت مصر حاملة لواء تحرير فلسطين، ودخلت حروبا عديدة ضد الاحتلال، الامر الذي جعلها قبلة لعشاق الحرية عقودا. ولكن ما شأن مصر اليوم بعد ان اصبحت اسيرة للمال النفطي؟
ما المبرر الذي يقدمه عسكرها لتبرير المشاركة في الحرب على اليمن استجابة لنزوة سعودية في التوسع، وهي الارض التي كانت مشهدا لصراع النفوذ بين مصر والسعودية قبل اكثر من نصف قرن؟ يومها كان هناك مشروعان متصارعان: مصري وسعودي، ولذلك احتدم الصدام بينهما وأدى إلى حرب مدمرة استمرت بضع سنوات. مصر اليوم لم تعد مؤثرة حتى على الدول المحيطة بها مثل ليبيا والسودان، السبب افتقادها لمشروع ايديولوجي او سياسي بعد ان قرر عسكرها التخلي عن مشروع التحول الديمقراطي وفرض استبداد عسكري غير مسبوق.
ثالثا: ان الايديولوجيا ضرورة لتوسيع النفوذ والتمدد. اما المال والقوة العسكرية فانها لا تضمن توسع النفوذ الا باستمرار عسكرة الاوضاع وشن الحروب وخلق الفتن. فالايديولوجيا تؤثر على العقول وتصنع تيارات بشرية تحملها وتسعى لتفعيلها على ارض الواقع. وغيابها يحاصر اي مشروع سياسي توسعي لدى الدولة. فالامارات مثلا وسعت نفوذها في السنوات الاخيرة بشكل غير محدود. ولكنه تمدد غير مدعوم بايديولوجيا ويعتمد اساسا على الوفرة المالية التي وفرها الدخل النفطي الهائل. وفي السنوات السبع الاخيرة تواصل التمدد الاماراتي بمعدلات غير مسبوقة. فقد تدخلت عسكريا في ليبيا لدعم قوات حفتر وقصفت مواقع للمجموعات الاخرى. ودعمت الانقلاب العسكري في مصر الذي اسقط محمد مرسي ودخل في حرب شرسة مع الاخوان المسلمون. وفي 2015 وقعت حكومة أوكرانيا مع دولة الإمارات اتفاقية لشراء أسلحة وصفتها بالدفاعية، متجاوزة بذلك تردد الغرب في تزويد القوات الأوكرانية بالسلاح لمساعدتها في مواجهة معارضيها المدعومين من روسيا. وأكد الرئيس الأوكراني بيترو بروشينكو أمام المؤتمر والمعرض الدولي للصناعات الدفاعية في الإمارات على أنها ستساعد بلاده في حماية أرضها من اولئك المعارضين.
وتشارك الامارات بشكل فاعل في الحرب التي يشنها التحالف بقيادة السعودية على اليمن، وتسيطر على مناطق واسعة بما فيها عدن. مع ذلك لا يتوقع ان يكون للامارات مشروع ايديولوجي حقيقي يصنع جمهورا او يخلق رأيا عاما فاعلا. فالاموال تجذب موظفين يعملون بأجور، اما الايديولوجيا فتدفع معتنقيها للعمل الحثيث الذي كثيرا ما يكون تطوعيا وبدون مقابل. بل ان من يحملها بقناعة يضحي بنفسه من اجلها. اما الموظفون فيدعمون صاحب المشروع طالما ضمنوا رواتبهم، وقد لا يكونون مقتنعين اساسا بمشروع الدولة الداعمة.
رابعا: ان مشروع ولي العهد السعودي محاولة لتسويق شخصه وقد يكون خطة ليس للاطاحة به فحسب بل لضرب المملكة نفسها. فما يسمى «رؤية 2030 « مشروع اقتصادي بحت، ترافقه رؤى «اصلاحية» محدودة بدأت بمنح المرأة السعودية حق قيادة السيارة. وقوة السعودية التي تشكلت خلال العقود الاربعة الاخيرة ليست نابعة من المال النفطي فحسب، بل من المشروع الديني الذي بثته في العالم. وعلى خلاف ما تتهم به دولة قطر، فان السعودية هي التي اعتبرت التنظيمات المتطرفة والإرهابية اذرعا ضاربة. على السعودية انهاء الازمة التي افتعلتها مع قطر والبدء باصلاحات سياسية داخلية حقيقية. والا فسينتهي مجلس التعاون، وبموازاة ذلك، ستكون السعودية في صراع حتى مع حلفائها في الامارات. فهل هذه رؤية 2030؟

٭ كاتب بحريني

محمد بن سلمان يخطط لتدمير الإرث السعودي

د. سعيد الشهابي

إنهم يخونون الطبقة الوسطى!

Posted: 29 Oct 2017 03:18 PM PDT

المشروع الحضاري…، لا ولاء لغير الله…، الإسلام هو الحل…، أسلمة الدولة والمجتمع…، هي لله لا للسلطة ولا للجاه…الخ، شعارات فضحت خواءها وزيفها الممارسة السياسية للجماعة الحاكمة في السودان منذ أكثر من ربع قرن، دون إمتلاك أي رؤى حقيقية لتنمية حياة الشعب السوداني. ظلت الجماعة تبشر بمشروعها الحضاري، مواصلة طرح الشعار الديني تلو الآخر، وكأن الشعب السوداني يعيش في مرحلة ما قبل إكتشاف الأديان، مستندة على ثقة تمنح، بلا تفكير، لكل من يرفع شعارا دينيا، ومستخدمة القمع لمحاربة ما لا يتفق مع رؤاها الايديولوجية في حياة السودانيين وفي تقاليدهم، في حين ظل السودانيون، على مر السنين، في تصالح مع حياتهم وتقاليدهم هذه ولا يرون فيها أي مساس بالدين.
والجماعة، هم في الأصل شريحة اجتماعية ضمن الطبقة الوسطى السودانية الوريث الشرعي لمفاصل العمل القيادي في إدارة البلاد بعد ذهاب المستعمر. ومن الواضح أن هذه الشريحة لم تستجب لإشارات خط التطور الطبيعي، والذي يتماشى مع تطلعات الطبقة الوسطى، أي التركيز على بناء مؤسسات الدولة، ترسيخ مبادئ الديمقراطية والحكم الراشد، رفع الوعي وتسييد العلم والاستنارة، وإحداث تغيير نوعي في شكل الحياة اليومية. بل، آثرت المجموعة القفز لتصل إلى مجدها وغناها الشخصي، مستفيدة من موقعها المتميز ضمن الطبقة الوسطى، فتضرب الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة في مقتل، وتتبنى التكتيك الانقلابي التآمري من أجل الوصول إلى كراسي الحكم. وبفعل خيانتها التاريخية لدور الطبقة الوسطى المشار إليه، وبفعل ما قدمته، وهي على كرسي السلطة، من ترضيات ودعم للانتهازية الاقتصادية في السوق بعد طرد قوى الرأسمالية الوطنية التقليدية منه، أصبحت المجموعة القوة الضاربة لدعم وحماية الرأسمالية الطفيلية التي كانت آخذة في التمدد الشره منذ عهد النميري، بل وسرعان ما تحولت هذه الشريحة نفسها إلى جزء أصيل في تركيبة الرأسمالية الطفيلية في السودان. وهكذا، فإن مشروع الإنقاذ الحضاري الذي رفع على أس أسلمة المجتمع، قام على أساس التمكين وقمع الشعب الحرون، وبدلا من أن ينجز خطوات متقدمة في تنمية البلاد، عصف بأساسيات هذه التنمية، بادئا بالصحة والتعليم.
نحن لسنا بصدد تفتيش ضمائر قادة الجماعة، ولا ينبغي لنا. ولكن، إستنادا على تجربتهم في حكم البلاد لفترة طويلة، نستطيع أن نطرح السؤال تلو السؤال، والتهمة وراء التهمة، وكل المبررات التي ستأتي منهم لن تستطيع الصمود في مواجهة الشروخ العميقة، والدامية، التي أحدثوها على المستويين الرأسي والأفقي في السودان. بل، إننا إذا قلبنا أحوال البلاد على أوجهها جميعها، فلن نجد وجها واحد يعكس قولهم بأنهم جاءوا بمشروع نهضوي يهدف إلى بعث الأمة السودانية. وإذا فكر المرء في كل ما حدث ويحدث اليوم في حياة السودانيين من أهوال ومحن ومآس، وأعاد صياغة وترتيب الأسئلة بشكل منطقي حتى تقوده إلى إجابات منطقية حول طبيعة الصراع السياسي في البلاد، وحول طبيعة الشريحة الحاكمة، فلن يكون صعبا عليه إكتشاف أن الصراع اليوم هو بين الفئة الحاكمة التي ترفض الاعتراف بالفشل، والجماهير التي تطالب بأبسط حقوقها، وعلى رأسها حقوق المواطنة والعيش بحرية وكرامة. وبعدها، تستطيع العين أن ترى وتميز بوضوح تام ما إذا كان الذي يجري الآن في السودان هو نهضة أم انحطاط؟. الحروب الأهلية، والفوارق الطبقية والاجتماعية الفادحة، وتفشي روح العصبية القبلية، وانتشار الجوع والمرض والجهل، والضرائب الباهظة والجبايات، والخصخصة غير المرشدة، والفساد والمضاربات، والانتهازية في السياسة الخارجية حد الخضوع…، كلها ليست من علامات النهضة، بل كلها من مؤشرات عصور الانحطاط ومؤشرات الدولة الفاشلة بإمتياز.
أما إذا أردنا بناء مشروع حضاري نهضوي في السودان، فذلك لن يتأتى إلا بإتفاق جميع أبناء السودان، وبمختلف رؤاهم، على بناء دولة المواطنة الديمقراطية التي تقف على مسافة واحدة من جميع الأديان والأعراق والثقافات. ومشوار البعث النهضوي الحقيقي يبدأ بجلوس أبناء السودان جميعهم، عبر أجسامهم السياسية والاجتماعية والثقافية والقبلية المختلفة، لرفع القواسم المشتركة بينهم لدرجات أعلى وتحديد الفواصل الضرورية بين جهاز الدولة والنظام السياسي الذي يحكم، حتى نمنع إطلاق يد فرد أو فئة لتطيح بالآخرين وتنفذ فيهم ما يعشش في أمخاخها من أوهام، وحتى نتوافق على معالجة اقتصادية تخرج الفقراء من دائرة الفقر، ونعيد بناء أمة متوحدة على المبادئ الإنسانية الاساسية، والتي تضع الإنسان والقيم الإنسانية فوق كل إعتبار، وهذا يعني تسييد قيم الحرية، والعدل، والمساواة، والمواطنة وحقوق الإنسان وتسييد العلم والمعرفة والتحديث، وأيضا تسييد قيمة حب العمل وإنجاز التنمية المستدامة.
أعتقد أن ثورات وانتفاضات شعوب المنطقة العربية، وإن لم تحقق أهدافها وأصاب الانتكاس بعضها، وأيضا حراكات شعب السودان، المتواصلة والمتقطعة في آن، ستفتح أبواب الولوج لمرحلة تاريخية جديدة، يمكن ان تؤسس لإعادة بعث مشروع النهضة، في ظل ظروف جديدة مغايرة كليا تتميز بإندفاع رياح التغيير في العالم والمنطقة، وبأن قوى التغير، هذه المرة، تحمل وعي عصرها الذي أسقط كافة التعميمات والادعاءات الزائفة والافكار المسبقة، وهي قوة تجيد لغة العصر وتتقن التعامل مع منجزات الثورة التكنولوجية بدرجة تمكنها من تطويع هذه المنجزات لصالح قضايا الشعوب، كما تتطلع لحياة جديدة معززة مكرمة في بلدانها. وكل ذلك يدفع قوى التغيير هذه لبناء مشروع نهضوي جديد لا يخضع لأي تابوهات سياسية أو عقدة العصبية القومية، وفي نفس الوقت يستثمر إيجابيات العولمة إلى أقصى حد ممكن. والسؤال الرئيسي: أين المشروع الحضاري لجماعة السودان الحاكمة من كل هذا؟!، وهل هم مستعدون للاعتراف بفشله، وأن السودانيين لم يحصدوا منه إلا تمزق وحدة البلاد والحروب الأهلية وتدهور المعيشة والحياة؟.
في كل الأحوال، هنالك بقعة ضوء في آخر النفق المظلم، تعطي الأمل بإمكانية انتشال بلادنا مما هي فيه من وحل.

٭ كاتب سوداني

إنهم يخونون الطبقة الوسطى!

د. الشفيع خضر سعيد

«حزب الله» إذ يرهّب جمهوره

Posted: 29 Oct 2017 03:18 PM PDT

غلب الترغيب على علاقة حزب الله اللبناني مع بيئته الشيعية، لاستدراج أبنائها، خصوصاً القاطنين في الأطراف، ضحايا وقرابين، لمشاريع إقليمية تديرها ولاية الفقيه في إيران، توسعاً ونفوذاً واستيطاناً، لتعميق الخراب في سوريا والعراق واليمن. والترغيب، إذ تمثل في منظومة خدمية مؤسساتية تشمل كافة مناحي الحياة، وتستوعب أكبر عدد من أبناء الطائفة، كثمن مدفوع مسبق لموتهم المحتمل، انطوى كذلك، على فساد وتأمين الخارجين عن الدولة، بتدرج مستوياتهم، بدءا من المخالفات البسيطة، وصولاً إلى تجارة المخدرات وعصابات الخطف.
وإذا كان الجانب المؤسساتي قليل التعرض للضعف، بحكم الأموال التي تضخ للحزب من إيران، فإن الفساد، شديد الهشاشة والانفضاح بحكم ارتباطه بما هو أهلي وأيضاً، بعلاقة الحزب مع الدولة، فهو عادة ما يرشي الأخيرة بمنحها سيادة مؤقتة تتسبب بانفجارات اجتماعية. وهذا ما حصل الأسبوع الماضي في حي السلم وسط الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله»، إذ اقتحمت القوى الأمنية فجراً المكان وأزالت «أكشاك» تجارية مخالفة، ما ولّد «ثورة» من قبل المتضررين، ترجمت غضباً وحرقاً وشتائم، نالت من أمين عام الحزب حسن نصر الله. وزاد من أثر الحدث، توثيقه تلفزيونياً، واختلاط النقد بين المعيشي والأخلاقي والسياسي، فقد اعترض أحدهم على إرسال الشباب الشيعة للقتال في سوريا، فيما تجرأت امرأة على فضح بعض قيادات الحزب، الذين يرهنون مساعدتهم للنساء المحتاجات بعقود متعة.
تصدّع صورة الحزب التي جرت على الهواء مباشرة، ومن داخله هذه المرة، وشاهدها معظم اللبنانيين، وتسربت على مواقع التواصل، مقاطع فيديو قصيرة لتصل إلى عموم العالم العربي، لاسيما الناقم على «المقاومة»، حرّضت لدى قيادة الأخيرة نازع الترهيب، لاستعادة ما فقد من معنى وهيبة. فسارع النائب عن الحزب في البرلمان والمعروف براديكاليته في الدفاع عن «الشيعية السياسية»، علي عمار إلى استرداد «هالة» نصر الله التي مرّغها المستاؤون من تضرر مصالحهم، رافعاً إياه إلى مصاف القديسين، مستعيداً حادثة تقبيله حذاء «السيد» حيث شعر بالخروج من «الناسوت» والدخول إلى «الملكوت»، كما قال.
وإن صح أن تأليه أمين عام الحزب ليس جديداً على الماكينة السياسية والإعلامية للحزب، فإن رابط ما بين كلام عمار، وحادثة حي السلم يرتسم بوضوح ليحدد مسار الترهيب الذي أعلنته «المقاومة» ضد جمهورها. فقد أراد النائب أن يوصل رسالة إلى الأهالي «المنتفضين» بأن غضبهم ممنوع تصريفه ضد «السيد» القابع في «الملكوت»، فذاك كفر، والكفر يستوجب العقاب.
وبعد ساعات قليلة على كلام عمار الذي يعيد تثبيت صورة نصر الله بوصفه أعلى درجة من البشر، خرج الذين قادوا حملة الشتم والاستياء ضد الحزب وأمينه العام ليعلنوا توبتهم، في إخراج تلفزيوني لا يقل رداءة عن ذاك الذي نراه على شاشات التلفزة البعثية في سوريا الأسد. بأصوات مبحوحة ومنكسرة وبروح ذليلة، قدموا جميعها اعتذارهم لـ»السيد» متلمسين العذر منه. ولتكتمل دائرة الترهيب، سُرب على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو تعذيب لشاب يدعى جعفر، متهم بإهانة أحد رموز الشيعة (السيدة زينب). الشاب العشريني صفع وضرب وأهين، وأجبر على الغناء والرقص وهو معصوب العينين. الفيديو الذي قيل إن تصويره تم عام 2014 داخل أحد مراكز «حزب الله»، لا يدل توقيت إخراجه إلى العلن سوى أن «المقاومة» أرادت أن تظهر لجمهورها، كيف يكون عقاب من يهين الرموز، وزينب هنا معادل لحسن نصر الله.
هكذا أصلح الحزب صورة أمينه العام، عبر كلام علي عمار، ثم أخضع المتطاولين عليه بإعادة صياغة تصريحاتهم، ليصار أخيراً إلى كشف عقاب من يكرر الفعلة عبر شريط فيديو مقزز.
صحيح أن مراحل صناعة الترهيب هذه، لا تغير شيئاً في علاقة الحزب بجمهوره، الذي ينظر إلى حسن نصر الله كأب إذا أراد، فمن حقه أن يعاقب، لكن في السياسة، يأتي ما حصل في توقيت خاص. إذ إن الحزب سيصبح قريباً في مواجهة فراغ وظيفته. فالإرهاب الذي صاغت «المقاومة»، مؤخراً، دورها على وقع محاربته، انتهى في لبنان بعد معارك الجرود، ويكاد ينتهي في سوريا والعراق. أما الداخل، الذي لجأ إليها الحزب في السابق، بعد الهدنة الصامدة مع إسرائيل، متفرغاً للاغتيالات، فمضبوط بتسوية محلية، وبقرار دولي بعدم التوتير، ما يعني أن الحزب سيعاني من العطالة مجدداً، ولن يجد بسهولة، معنى لوجوده. هذا ما سيعزز ارتفاع مستوى الترهيب من قبل «المقاومة» ضد جمهورها، وسيعزز أيضاً، وهو الأهم، إعادة النظر بصورة الأب لدى جمهور الحزب، ألم يكن من ألقاب حافظ الأسد «الأب القائد»؟

«حزب الله» إذ يرهّب جمهوره

إيلي عبدو

«هنرددها جيل ورا جيل.. بنعاديكِ يا إسرائيل»

Posted: 29 Oct 2017 03:17 PM PDT

التاريخ منجم دروس وعظات، والذي لا يفهم ماضيه، ويستخلص دروسه، يكتب عليه أن يعيش في خطاياه إلى الأبد، والفارق عظيم جدا، بين أن نغرق في الماضي، ونتوه في دروبه ووقائعه وخططه ومؤامراته، أو أن نفهمه، ونجعله وسيلة محفزة لاسترداد المستقبل.
وقد كان تاريخ المنطقة الحديث، في وجه من وجوهه، صراعا خفيا وظاهرا، بين أن تنهض مصر، أو أن تقوم إسرائيل، لمنع توحيد العرب وإضعاف مصر.
وقد لا تكون من حاجة إلى قراءة التاريخ مفصلا من جديد، فقد ظهرت فكرة الدولة اليهودية في فلسطين ضمن وثائق حملة نابليون الفرنسية، وكانت هزيمة الحملة واندحارها عن مصر، ما سمح بالنهوض المنسوب لدولة محمد علي، وتكوين جيش مصر الحديث الأول، بقيادة إبراهيم باشا «ساري عسكرعربستان»، أي «أمير عام الجيوش العربية».
فقد كان جيش مصر هو جيش العرب وجيش الصحوة الحديثة، والالتفات القوي إلى وجود الأمة العربية، والرغبة في توحيدها بالصناعة والتطور والعلم الحديث، وهو ما شكل وقتها خطرا داهما على أوروبا الاستعمارية والدولة العثمانية المريضة، وانتهى لاجتماع الكل على ردع الجيش المصري، وصولا إلى احتلال بريطانيا لمصر، وعودة فكرة الدولة الصهيونية للظهور، أواخر القرن التاسع عشر على يد ثيودور هرتزل، وبدون أن تكون للقصة علاقة تطابق بالتدين اليهودي، فلم يكن هرتزل يهوديا متدينا، كما لم يكن نابليون المسيحي المتشكك، تماما كما لم يكن كامبل بانرمان رئيس الوزراء البريطاني في 1905، الذي ارتبط اسمه بوثيقة مشهورة، جرى إعدادها بعد فحص ودرس استمر لعامين حتى 1907، وخلصت إلى الأهمية القصوى لإقامة إسرائيل كدولة عازلة في فلسطين، تفصل مشرق العالم العربي عن مغربه، وتعيق دور مصر القيادي في التوحيد العربي.
ولم تمر سوى عشر سنوات بعد وثيقة بانرمان، حتى صدر وعد بلفور الأكثر شهرة، والذي تمر عليه اليوم مئة سنة، كانت مصر وقتها تحت الاحتلال البريطاني، وكانت مستعمرات بريطانيا لا تغرب عنها الشمس، وصدر الوعد المشؤوم في 2 نوفمبر 1917، قبل احتلال بريطانيا لفلسطين بشهر واحد، وفي سياق اتفاق «سايكس ـ بيكو» لتقسيم المشرق العربي، ولم يكن آرثر جيمس بلفور وزير خارجية بريطانيا العظمى وقتها، ورئيس وزراء بريطانيا لمرتين قبل عام 1905، من المتعاطفين مع اليهود، بل كان معاديا للسامية، وخصما لهجرة اليهود من شرق أوروبا إلى بريطانيا، غير أن كراهته لليهود، لم تلفت نظره عن القيمة الاستعمارية الاستعمالية الكبرى للحركة الصهيونية، وأصدر الوعد الذي عرف تاريخيا باسمه، ووضع حجر الأساس لإنشاء ما عرف في ما بعد باسم «دولة إسرائيل».
وفي سطور قليلة قاطعة، جرى توجيهها في صورة تصريح بريطاني إلى اللورد روتشيلد أكبر أغنياء اليهود المساندين للصهيونية وقتها، وجاء فيه بالنص «إن حكومة صاحب الجلالة، تنظر بعين العطف إلى إقامة وطن قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتحقيق هذه الغاية»، وقد كانت نسبة الفلسطينيين المسلمين والمسيحيين العرب واصلة إلى 97% من إجمالي السكان وقت صدور وعد بلفور، ولم تكن نسبة اليهود تزيد على الثلاثة في المئة.
والمعنى ببساطة، أنه ليس ثمة ترادف متطابق بين اليهودية والصهيونية، بل قامت إسرائيل ككيان وظيفي استعماري، توارثت دعمه رؤوس حركة الاستعمار الغربي، من بريطانيا، التي قادت عملية الإنشاء والتأسيس، والتي طلب بلفور من روتشيلد نصا «إحاطة الاتحاد الصهيوني علما» بتصريحه أو وعده، وكان يترأسه وقتها وايزمان، الذي صار فيما بعد أول رئيس لكيان الاغتصاب الإسرائيلي، وبمصاحبة ديفيد بن غوريون أول رئيس للوزراء فيها، الذي كان ملحدا، وكان ينظر للأساطير اليهودية بصفتها مفردات صالحة للتبرير، وفلكلور يواتي هدف جلب وغرس اليهود في فلسطين، ولفت نظر تلاميذه وتابعيه إلى أهمية جذب فرنسا لتقوية قدرات إسرائيل، والاستعانة بها في النواة الأولى لبرنامج إسرائيل النووي، وبعد أن جرى قطع «ذيل الأسد» البريطاني في حرب السويس 1956، وانهيار مملكة فرنسا في الجزائر، بدعم حازم للمقاومة الجزائرية من مصر عبد الناصر، رسا المزاد الإسرائيلي عند القوة الأمريكية المهيمنة، بعد تراجع بريطانيا وفرنسا.
وكانت العين على ردع مصر، وعلى إجهاض حركة نهوضها، وعلى نحو ما جرى استهدافه في خطة عدوان 1967، والتكالب على تجربة عبد الناصر، كما فعلوها مع تجربة محمد علي، لكن الشعب المصري كان حاضرا هذه المرة، وصنعت ملايينه في 9 و10 يونيو 1967 معجزة جبارة، وأقام الشعب مع عبد الناصر جيش مصر الحديث الثاني، الذي خاض حرب استنزاف طويلة، كانت أساسا للعبور إلى النصر في حرب 1973، كان عبد الناصر قد غاب عن الدنيا قبلها بثلاث سنوات، ولم يشهد النصر الذي تحقق لجيشه، وكانت تلك هي ثغرة الأقدار، التي سمحت للسياسة بخيانة انتصار السلاح، وفتحت الباب لهزيمة تاريخية كبرى، انحطت فيها أوضاع مصر، ونهبت كما لم يحدث في تاريخها الألفي، وداس الذين هبروا فوق دماء الذين عبروا، وإلى أن كانت ما تسمى معاهدة السلام المصرية ـ الإسرائيلية الشبيهة في مغزاها التاريخى بمعاهدة لندن 1840، كانت معاهدة لندن نهاية لتجربة محمد علي، تماما كما كانت المعاهدة الجديدة بقيودها الثقيلة، نهاية لنهوض مصر الثاني المرتبط باسم جمال عبد الناصر.
ولم تكن القصة في الحالتين مجرد سيرة حروب وانتصارات وهزائم، بل كانت عنوانا لنهوض جامع ثم هزيمة جامعة، وهو ما يفسر مفارقة 1967 في علاقتها بنصر 1973، فقد كانت هزيمة 1967 نصرا خاطفا لإسرائيل وأمريكا معها، لم ينته إلى تحقيق عاجل لهدفه الجوهري، ولا منع نهوض مصر مجددا، وبطاقة تصنيع وتحديث ومقاومة وحيوية، كانت بلغت ذراها، وخلقت مجتمعا جديدا من قلب المجتمع القديم، وصعدت بأدوار الطبقات العاملة والوسطى في تقرير المصائر، لكن غياب التنظيم والفاعلية الجماهيرية المستقلة، جعل عمر الثورة من عمر عبد الناصر القصير نفسه، وإن استمرت تجربة عبد الناصر بالقصور الفيزيائي الذاتي إلى خط العبور في حرب 1973.
وبعد أن سكتت المدافع، كان سهلا أن يجري الانقلاب و»الانفشاخ»، وأن يجري فك التعبئة، واختطاف النصر العسكري وخيانة مغزاه، وتحويله إلى «نصر مخطوف» أعقب «الهزيمة الخاطفة»، وأحل محلها هزيمة تاريخية لمشروع النهوض.
ولأن التاريخ شيء آخر غير أفلام السينما، فإن كلمة «النهاية» لم تكتب بعد، فقد حصلت إسرائيل بعد وعد بلفور على ألف وعد، كان أهمها «وعد كامب ديفيد»، العنوان الأشهر لما يسمى معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، الذي غيّب مصر عن خط المواجهة مع إسرائيل على مدى عقود، وغيّب مصر عن مصر نفسها، وكانت مصر هي الخطر الأعظم الذي نبه إليه بن غوريون مؤسس إسرائيل، وهو ما يفسر حفاوة إسرائيل بانقلابات السادات، ثم بخطايا مبارك من بعده، الذي وصفه شيمعون بيريز ـ تلميذ بن غوريون ـ بأنه المؤسس الثاني لدولة إسرائيل، ووصفه الجنرال بنيامين بن أليعازر بأنه ـ أي مبارك ـ كان «أعظم كنز استراتيجي لإسرائيل».
وقد انتهى مبارك إلى مصير الخلع بيد الشعب والجيش المصري، وكل استعادة لما كان سوف تنتهي إلى المصير نفسه، خصوصا أن إسرائيل تندفع يقينا في طريق الزوال، فلم تنتصر أبدا في حرب واحدة بعد 1967، فقد هزمت في حرب 1973، وبعدها في حرب غزو لبنان، وهزمت في الجنوب اللبناني، وهزمت في انتفاضة الفلسطينيين الثانية، وجلت وفككت مستوطناتها في غزة، ولم تنتصر في أربع حروب خاضتها مع حزب الله وحركة حماس، لم تهزم إسرائيل لأنها صارت أضعف، بل صارت أقوى عسكريا بمراحل، ولا تنقصها أرقى تكنولوجيات الدنيا، وتدعمها أمريكا أكبر أرمادا حربية في التاريخ، وكل ذلك مفهوم ومقدر المخاطر، لكنه لا يمنع أقدار الهزيمة المحتومة لإسرائيل، فالعالم يتغير كما لم يحدث في خمسة قرون مضت، ووزن الغرب يتراجع، وقوى الشرق والجنوب تتقدم بسرعة، نهضت الصين في الاقتصاد والسلاح، واستعادت روسيا حيويتها العسكرية، ونهضت أقطاب جديدة في عوالم مستعمرات الغرب السابقة، وتراجع وزن الحركة الصهيونية مع تراجع الغرب الذي أنشأها ورعاها.
ثم أن إسرائيل انتهت إلى هشاشة وتآكل عظام في مشروعها، فقد غاضت موارد وآبار اليهود الذين يمكن جلبهم إلى فلسطين، بينما زاد منسوب الحضور الفلسطيني في فلسطين، وفي بقاع الدنيا كلها، وكاد عدد الفلسطينيين يتجاوز عدد اليهود في فلسطين من جديد، وكاد عدد الفلسطينيين في المعمورة يتجاوز عدد اليهود في العالم كله، وكل عقد يمضي، يزيد حالة التقلص اليهودي في فلسطين، وينزع عن الصهيونية فوائض السكان اللازمة للاستيطان، بينما ينجب الشعب الفلسطيني بغزارة، ويتحول سنة فسنة إلى أغلبية سكانية على أرضه التاريخية المقدسة، ويخلق من صلبه شعبا جديدا عفيا، تتراكم خبراته الكفاحية، ويصمد على أرضه، ويبني نظم ردع جديدة لآلة العسكرية الصهيونية، تواجه القنابل الذرية الإسرائيلية بالقنابل البشرية الفلسطينية، وتواجه طائرات إسرائيل بالصواريخ المصنعة المطورة ذاتيا، وتكسر أنف الغطرسة الإسرائيلية العنصرية، بفداء الصدور العارية، وفي سياق عربي مختلف، تسقط فيه ادعاءات ومعاهدات السلام عمليا، وتزيد فيه مصر قوة جيشها باطراد، وتدق على الباب الفلسطيني من جديد، ويردد فيه شعبها هتاف الصامتين العائد إلى الشوارع عما قريب، ففلسطين كانت وتظل قضية وطنية مصرية، والشعب المصري لابد عائد إلى هتاف شبابه «هنرددها جيل ورا جيل / بنعاديكِ يا إسرائيل».
كاتب مصري

«هنرددها جيل ورا جيل.. بنعاديكِ يا إسرائيل»

عبد الحليم قنديل

ما جدوى جنيف – 8 طالما حرب أمريكا على سوريا مستمرة؟

Posted: 29 Oct 2017 03:17 PM PDT

الحرب في سوريا وعليها مستمرة. هي عنوان حرب أمريكا و»إسرائيل» على المقاومة أينما تكون وكيفما تكون. كل أنواع العقوبات على سوريا وحزب الله و»حماس» وإيران هي فعل حربٍ على المقاومة.
الوجود العسكري الأمريكي في سوريا، بأي شكلٍ وبأي ذريعةٍ، هو حرب على المقاومة. طالما أمريكا موجودة في سوريا، فإن الحرب على المقاومة مستمرة. طالما العقوبات على سوريا وإيران وحزب الله و»حماس» مستمرة، فإن الحرب على المقاومة مستمرة.
المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا دعا الأطراف المعنيين إلى عقد مؤتمر جنيف- 8 يوم 28 نوفمبر المقبل. قال إن الغاية المتوخاة هي البحث في إجراء انتخابات في سوريا وفي دستور جديد لها. هل الأطراف المدعوون إلى جنيف معنيون حقاً بوقف الحرب وبإحلال السلام في سوريا؟
نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي جوان بولاشيك قال: «أمريكا ستنسحب من سوريا بعد إنهاء الإرهاب». هل انتهى الإرهاب في سوريا؟ متى ينتهي؟ مَن يقرر أن الإرهاب انتهى في سوريا لتكون أمريكا ملزمة بإنهاء وجودها العسكري فيها؟
لا قرار من مجلس الأمن الدولي يجيز لأمريكا نشر قوات في سوريا. لا موافقة من سوريا على نشر قوات أمريكية في اراضيها. لا قرار من الأمم المتحدة يجيز لما يُسمّى «التحالف الدولي ضد الإرهاب» نشر قوات امريكية او غير أمريكية في سوريا. روسيا شدّدت على هذه المخالفة وحذّرت من التمادي فيها. لكن تركيا حذت حذو أمريكا فنشرت قوات لها في محافظة ادلب السورية.
سوريا تعتبر الوجود العسكري الأمريكي كما الوجود العسكري التركي احتلالاً مكشوفاً ومخالفاً لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. أليس من المنطقي، بل الضروري والحال هذه، أن يكون البند الاول في جدول أعمال مؤتمر جنيف- 8 البحث في إنهاء الاحتلال الأمريكي والاحتلال التركي لسوريا؟
في المقابل، يتجّه الجيشان السوري والعراقي إلى السيطرة على الشطر الأكبر من الحدود السورية – العراقية. الجيش السوري حرر محطة T-2 وفتح سبيلاً صحراوياً مؤدياً إلى مدينة البوكمال الحدودية. الجيش العراقي بات في محيط مدينة القائم الحدودية. ثمة تخطيط ضمني، على ما يبدو، ليلتقي الجيشان على طول الحدود من معبر ربيعة في الشمال إلى معبر البوكمال في الوسط. ماذا ستفعل القوات الأمريكية المتمركزة على مقربة من معبر التنف في الجنوب الشرقي؟ هل ستمنع بالقوة تواصل الجيشين والبلدين وتعاونهما؟ هل ستمنع بالقوة، وبدعم «قوات سوريا الديمقراطية -قسد» المتقدمة من الرقة، إقامةَ جسر بري لوجيستي يمتد من طهران إلى بيروت عبر بلاد الرافدين وبلاد الشام؟
«إسرائيل» تعتبر دعم إيران لسوريا في حربها على الإرهاب تدخلاً يهدد أمنها القومي. في خطابه أمام الكنيست يوم الاثنين الماضي، «صنّف نتنياهو التدخل الإيراني في سوريا خطراً واضحاً ومباشراً على إسرائيل أكبرَ من التهديد النووي» (صحيفة «هآرتس» 2017/10/24). هذا الموقف يعني ويستتبع، بالضرورة، أن «إسرائيل» وأمريكا ستثابران على ممارسة شتى أشكال الحرب في سوريا وعليها بدعوى محاربة الإرهاب. ذلك أن إيران وحزب الله هما، في نظرهما، جهتان إرهابيتان تهددان أمنهما القومي.
ما العمل؟
الجواب: الدفاع المشروع عن النفس. استمرار الحرب في سوريا وعليها يتطلّب استمرار الدفاع عن النفس. هذا يتطلّب بدوره تفعيلاً وتوسيعاً للمقاومة لغاية استعادة سوريا جميع مناطقها الواقعة تحت سيطرة «داعش» و»النصرة» وأخواتهما، أو تحت سيطرة أمريكا في التنف ومحافظتي الحسكة والرقة، أو تحت سيطرة تركيا في أدلب وشمال سوريا، أو تحت سيطرة «إسرائيل» في جوار الجولان المحتل وفي جنوب لبنان (تلال شبعا ومزارعها المحتلة).
الدفاع عن النفس يتطلّب تعزيز المقاومة والتحالف مع تنظيماتها في مواجهة الإرهاب والاحتلال. العراق وسوريا مدعوان إلى تنسيق قواهما الحكومية والشعبية والتحالف المتين في هذه المرحلة العصيبة لمواجهة تحديات أمريكا واسرائيل والمجموعات المحلية الوكيلة لهما. وإذا كان العراق وسوريا وإيران قد اتفقت ونجحت في إحباط استفتاء بارزاني في كردستان العراق، وأنهت مساعيه لقضم كركوك ومناطق أخرى متنازع عليها في شمال البلاد وشرقها، فإنها مطالَبَة كذلك بالاتفاق على إحباط اي مشروع اداري- سياسي لامركزي تتولاّه «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية الموالية لأمريكا، الناشطة بمعزل عن قرار الحكومة المركزية في دمشق، قبل تفاهم الاطراف السورية المتصارعة، خارج مؤتمر جنيف أو داخله، على تسوية سياسية تاريخية لإعادة بناء سوريا الموحدة دولةً مدنية ديمقراطية.
من هنا يستقيم الاستنتاج أن لا جدوى لجنيف- 8 طالما حرب أمريكا و»اسرائيل» وتنظيمات الإرهاب الموالية لهما على سوريا مستمرة. وإذا ما ارتأت روسيا، بالتفاهم مع تركيا وبتأييد ضمني من أمريكا، الضغط على سوريا للمشاركة في جنيف- 8 قبل تحرير جميع مناطقها المحتلة او الخارجة عن سيادتها، فإن في مقدور سوريا الامتناع عن المشاركة سندا إلى حجة مشروعة هي أن اطرافاً دولية مدعوة إلى المؤتمر تشارك في الحرب المستمرة عليها، بل ضالعة في احتلال مناطق حيوية من البلاد.
حتى لو تنامى الضغط، عربياً واسلامياً ودولياً، على سوريا كي تشارك في جنيف- 8، فإن في وسعها أن ترتضي المشاركة دونما شروط، وبالتالي أن تستمر، بلا هوادة، في الدفاع عن نفسها مدنياً وميدانياً وبمشاركة وازنة من حلفائها، وفي مقدمهم قوى المقاومة العربية بغية تحرير مناطقها المحتلة واستعادة سيادتها عليها. ألم يثابر ثوار فيتنام على المقاومة في اثناء مراحل المفاوضة مع أمريكا لغاية انتهاء الحرب وإحراز النصر؟
الحرب المستمرة في سوريا وعليها تتطلّب استمرار المقاومة ضد صانعي الحرب ومستغليها. المفاوضة من أجل تسوية سياسية لائقة للصراع مُهمةٌ مشروعة، لكنها ليست أكثر مشروعية من المقاومة في سياق الدفاع عن النفس، ومن أجل تحرير البلاد واستعادة وحدتها وسيادتها وبناء دولتها المدنية الديمقراطية.
المفاوضة مطلب محق ومهم. المقاومة نهج أفعل وأهم.
كاتب لبناني

ما جدوى جنيف – 8 طالما حرب أمريكا على سوريا مستمرة؟

د. عصام نعمان

أيدير يغني في الجزائر

Posted: 29 Oct 2017 03:16 PM PDT

دلالات كثيرة، تحملها هذه العودة للغناء في الجزائر من جديد، لهذا المغني الجزائري من أبناء منطقة القبائل، الذي وصل فنيا للعالمية. عاد إيدير بعد غيبة طويلة، قاربت الأربعين سنة. قاطع فيها هذا الفنان القبائلي الغناء في الجزائر كتعبير عن موقف سياسي، في حالة أمازيغية جزائرية، تخبرنا أن الغناء كان حاضرا دائما، على رأس أهم أشكال تعبيرها الفني والسياسي. حركة أمازيغية كانت وما زالت من أكثر الحركات الاجتماعية تأطيرا نخبويا وسلمية، رغم طابعها المعارض الشرس منذ الاستقلال.
عودة إيدير للغناء في الجزائر لم تعجب فنانا آخر، هو فرحات مهني، الذي يقود منذ سنوات حركة «الماك» التي تدعو إلى انفصال منطقة القبائل عن الجزائر. فرحات، ابن الشهيد، الذي انتقل من النضال السلمي من أجل القضية الأمازيغية كاعتراف باللغة والثقافة، في جزائر المواطنة والديمقراطية، إلى تكوين حكومة والمطالبة بالانفصال، ضمن مواقف متشنجة، أوصلته إلى تل أبيب.
عودة إيدير للغناء في الجزائر التي يمكن عدها مؤشرا إضافيا عن اتجاه عام سائد جزائريا، منذ سنوات، عند الحديث عن المسألة الأمازيغية، فقد ساد منطق الاندماج الوطني والتجانس كاتجاه غالب، التحق به المستوى السياسي مؤخرا، بعد الاعتراف الدستوري بالأمازيغية كلغة وطنية ودستورية. قبل هذا الاعتراف القانوني الذي جاء بالتدريج، وبعد نضالات طويلة كان هناك اندماج ديموغرافي كبير، ميز منطقة القبائل تاريخيا، مقارنة حتى بالمناطق الأمازيغية الأخرى. فالفتاة القبائلية كثيرا ما تتزوج من كل مناطق الجزائر، أكثر ربما من الرجل القبائلي، مما قد يطرح مستقبلا إشكالية المحافظة على اللغة الأمازيغية التي كانت من المهام المنوطة تقليديا داخل الأسرة، بالأم القبائلية.
زيادة على هذا المعطى الديموغرافي المهم الذي يؤسس لأمة جزائرية متجانسة، هناك المعطى الاقتصادي والسياسي الذي يمكن التأكد منه بالعين المجردة. فقد استطاع أبناء منطقة القبائل الاندماج الاقتصادي المبكر داخل النسيج الاقتصادي الوطني، ربما أكثر من أبناء مناطق أخرى، لدرجة تبيح لنا الكلام عن برجوازية قبائلية حاضرة بقوة في القطاع الخاص.
حضور مماثل نجده في القطاع العمومي وبيروقراطية الدولة، بما فيها الجيش واجهزته الأمنية، لأبناء المنطقة نفسها ، يثير حساسية و»غيرة» الكثير من أبناء المناطق الأخرى، الذين لم يصلوا الى مثل هذا المستوى من الحضور على رأس هرم مؤسسات الدولة المختلفة. اعتبارات كثيرة تفسر هذا التميز القبائلي المنتج لهذا المستوى الكبير من الاندماج الوطني وإنتاج النخبة بمختلف أنواعها. القرب الجغرافي لمنطقة القبائل من العاصمة والهجرة إلى فرنسا وداخل مناطق التراب الوطني الأخرى، والانتشار المبكر للتعليم، يمكن عدها من العوامل المفسرة لهذا التميز القبائلي، الذي يظهر على شكل مؤشرات تنمية عالية تعرفها المنطقة، في كل المجالات كالصحة والتعليم وغيرها من مؤشرات التنمية البشرية الأخرى، تقربها من تلك الموجودة في المدن في بعض الأحيان. رغم كل هذا التميز فقد عرفت المنطقة وابناؤها بنزعة عالية من المطالبة السياسية والاجتماعية، لنكون أمام تأكيد لهذه المقولة السوسيو- سياسية، أن الذي يطالب أكثر، يريد ان يندمج أكثر، فما المطالبة إلا شكل من اشكال التعبير عن نزعة نحو الاندماج الوطني، حتى لو كانت عنيفة جزئيا وبتعبيرات سياسية معارضة.
فهل هذا القانون السوسيولوجي ينطبق كذلك على حركة «الماك» الانفصالية التي يترأسها مطرب آخر، هو فرحات مهني؟ التاريخ وحده من سيجيب عن هذا السؤال المهم. لكن لن يمنعنا هذا من القول إن حركة فرحات مهني قد جاءت متأخرة عن المسار الفكري والسياسي الذي مرت به الحركة الامازيغية في منطقة القبائل والجزائر. فقد تخطت الجزائر والمنطقة مرحلة الطرح الهوياتي والثقافي الذي حل في جزء كبير منه كإشكال بعد الاعتراف بالأمازيغية دستوريا. وكما عبرت عنه رمزيا عودة ايدير للغناء في الجزائر من جديد، بعد مقاطعة طويلة.
مستوى الاندماج الكبير المتعدد الاشكال والمستويات الذي انجزه أبناء منطقة القبائل داخل الجسم الاجتماعي، الاقتصادي والسياسي الوطني، يجعلنا نقول إن حركة فرحات مهني، تمثل الاتجاه – الأقلية، المعاكس لهذه الاتجاهات الثقيلة السائدة وطنيا وداخل منطقة القبائل، وقد تكون ردة فعل عنها، قبل كل شيء. حركة فرحات، من وجهة النظر هذه، تعبير عن شعوره بأن هناك من «هرب له بالبغلة «، كما يحلو للجزائريين التعبير في مثل هذه الحالات.
ليبقى التعويل الأساسي لهذه الحركة المطالبة بالانفصال، على المعطى الدولي الذي يمكن أن يكسر هذه الاتجاهات السائدة وطنيا في حاله تدخله كعامل مهم، في حالة فوضى ممكنة نظريا. تعود الجزائر من خلالها إلى السير في هذا المنطق الدولي الذي يبحث عن كل ثغرة، مهما كانت صغيرة، ذات طابع إثني أو ثقافوي للمرور من خلالها لتفجير المجتمعات والدول. اتجاه دولي قد يلتقي، لا قدر الله بغباء سياسي وسوء تقدير، أكد الكثير من المحطات انه حاضر رسميا هذه الأيام، كما برز ذلك في تصرفات وتصريحات مسؤولينا السياسيين في المدة الأخيرة تحديدا. فقد أكدت الاحداث، عدة مرات، على أن ما تنجزه الدولة الوطنية وما يحققه المجتمع الجزائري على أرض الواقع من إنجازات، يمكن ان يفسده ويشوش عليه النظام السياسي ورجاله. إمكانية لا يمكن الاستهانة بها حتى لو كانت الاتجاهات الموضوعية على الأرض وطنيا تكذبها، كما رأينا ذلك وكما يعبر عنها مستوى التجانس الاجتماعي العالي الذي يميز الحالة الجزائرية.
كاتب جزائري

أيدير يغني في الجزائر

ناصر جابي

الحل الإسلامي لأزمات الناس بين التأصيل والتحريف

Posted: 29 Oct 2017 03:16 PM PDT

كان اللصُّ قد لاذ بالفرار بعد أن طاردته الشرطة، ولم يجد مكانا يختبئ فيه سوى دار ذلك الشيخ ذي اللحية البيضاء والمسبحة، الذي انكبَّ على المصحف يتلو كلام الرحمن.
يستجير اللصّ الذي ظلمَهُ المجتمع ونُخَبُه الفاسدة بذلك الشيخ الوقور، ويطلب منه المساعدة والنجدة، ويلتمس لديه الحل لأزمته، فما كان من الشيخ إلا أن قال له بابتسامة هادئة: «توضأ وصلِّ».
يعاود اللص شكواه، فيقابلها الشيخ بالابتسامة ذاتها والرد نفسه: «توضأ وصلّ»، فما كان من اللص إلا أن تركه واستمر في طريق الهروب، بينما استأنف الشيخ تلاوة القرآن.
كان ذلك مشهدا من فيلم «اللص والكلاب الذي أنتجته السينما المصرية في بداية الستينيات، عن قصة الكاتب الراحل نجيب محفوظ.
لا يخلو هذا المشهد من ملامح المنهجية التي اتبعتها الدراما العربية في تقديم الشيخ أو الداعية في قوالب سلبية رديئة، فأظهره ذلك العمل الدرامي في صورة شيخ بعيد عن الواقع، يعجز عن تقديم حلول عملية للناس حوله، ولا يملك سوى أن يأمرهم بالعبادة، التي يراها ـ وحدها- كفيلة بالتغلب على أزماتهم.
ولا شك أن هذا القالب المتكرر في الدراما العربية، قد أثّر بشكل كبير على ثقة الناس في الحل الإسلامي، لأنه تأصَّل في حِسِّ الكثيرين منهم، أن الشيخ أو الداعية يُعبّر عن الإسلام ويرمز إليه.
وساعد على ذلك مسْلكُ بعض الدعاة والعلماء الذين لا يتطرقون إلى أزمات الناس إلا من جهة الأمر بتقوى الله والصبر والاكتفاء بذلك، فيُسْهم هذا الطرح في تعرُّض الإسلام لتشويه صورته الحقيقية، فيجد العلمانيون في ذلك بُغيتهم، وعلى أساسه يطرحون مشروعهم.
وكالعادة نقول إنه لن يستقيم أمر يتعلق بالإسلام إلا بالرجوع إلى أصله، إلى عهد الرسالة، إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، ففيها الإسلام في نسخته التي أنزله الله بها، كيف كان النبي المختار يُعالج مشاكل الناس الحياتية، هل كان يكتفي بالوعظ والوصية بالصبر والتقوى؟
لنتناول إحدى المشكلات التي تعرض لها النبي، صلى الله عليه وسلم، في المجتمع المسلم، وهي مشكلة الفقر والبطالة.
لقد استخدم في علاج تلك المشكلة، أساليب متنوعة، يتكامل فيها التوجيه النظري مع النموذج العملي، والربط بين صلاح الحال الدنيوي والثواب الأخروي، فمن جهة يحثُّ على الأكل من عمل اليد فيقول: (ما أكل أحد طعاما قط، خير من أن يأكل من عمل يده).
ومن جهة ثانية يوجه إلى سُبل التكسّب ويفتح آفاقا للعمل، فيرشد مثلا إلى استصلاح الأراضي، فيقول: (من أحيا أرضا ميتة فهي له)، أو إلى التجارة فيقول: (لأن يأخذ أحدكم حَبْله فيأتي الجبل فيجيء بحزمة الحطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه).
ومن جهة ثالثة، يقدّم مُعالجة عملية ذات مراحل تفصيلية، لمن جاءه يطلب الصدقة، فسأله عما يملك، فأخبره الرجل أنه ليس في بيته سوى كساء من الشعر وقدح غليظ للشرب، فأمر النبي أن يأتي بهما، وعرضهما للبيع، فباعهما بدرهمين، أعطى الأنصاري درهما لشراء طعام لبيته، واشترى بالآخر قدوما (آلة النجارة) وقال له اذهب فاحتطب، وأمره أن يأتيه بعد خمسة عشر يوما، فتربح الرجل عشرة دراهم.
أما من عجز عن التكسب، فهنا يأتي دور التكافل الاجتماعي، حيث ندب النبي، صلى الله عليه وسلم، المسلمين إلى الصدقة ومراعاة الفقير، وجعلها مسؤولية اجتماعية.
كان هذا هو المنهج الإسلامي الأصيل في معالجة المشاكل والأزمات، ومنه استقى الصحابة ذات الكيفية، كما حدث مع عمر بن الخطاب، عندما جاءه شاب فتِيٌّ يسأل الحاضرين، فندب الفاروق أصحاب الأراضي والزراعات أن يستأجروا هذا الشاب، فأخذه أحدهم للعمل في أرضه، فعمل وتكسّب، ولم يكتف عمر بأن ينصحه بالصبر على الفقر.
والإمام الشعبي من التابعين الذين وُلدوا في خلافة عمر، مرَّ بِإبلٍ قد فشا فيها الجرَب، فقال لصاحبها: أما تداوي إبلك؟ فقال: إنَّ لنا عجوزا نتّكل على دعائها. فقال الشعبي: إجعل مع دعائها شيئا من القطران.
إذن، تقديم الحل العملي كان في صلب الخطاب الديني في الرعيل الأول، وليس الإسلام مسؤولا عن انحراف البعض في هذه المفاهيم، ولا عن النماذج التي أساءت للدين بِتَجاهل تقديم الحلول العملية المادية، إلى جانب الحل الإيماني المُتمثل في التقوى والطاعة، اللتين هما أساس حل المشكلات.
ليتنا نردُّ الأمور إلى أصلها قبل أن نُحاسب المنهج الإسلامي، وليتنا نُفرّق بين المنهج الأصيل وانحرافات بعض المسلمين عن تطبيقه، فبدلاً من إحالة الناس إلى أطروحات أخرى بدعوى عدم صلاحية الإسلام للتعاطي مع واقع الناس، يكون الأولى ردّ المسألة إلى صورتها الحقيقية، من خلال النظر في واقع العهد النبوي والقرون المفضلة.
كاتبة أردنية

الحل الإسلامي لأزمات الناس بين التأصيل والتحريف

إحسان الفقيه

تصريحات مساهل لن تفرّق الشعبين الجزائري والمغربي؟

Posted: 29 Oct 2017 03:15 PM PDT

عدد كبير من الإعلاميين وحتى المحليين السياسيين ممن دخلوا اللعبة تلك، ..تراهم من على كل منبر ينخرطون في لعبة اللغات الصادمة.
كل واحد منهم يتحدث وكأنه الناطق الرسمي لدولته. وبالضبط في اللحظة التي يصرحون فيها بأن الحديث عن المغرب وإن لم يكن كله ناجما عن حقد دفين وحسابات قديمة ..خاصة إذا صدر من مسؤول جزائري أو فاعل في الساحة الفنية أو الثقافية.
لماذا يا ترى هذه الحساسية المفرطة والجاهزة عند معشر المثقفين والإعلاميين، والتي تقف كفقاعات بركان في أعلى الجبل تترصد كل شاردة وواردة، أو قل كبرج مراقبة تتحيّن الفرص لأجل أن تفرغ شحنها الملتهبة؟
نحن نتحدث عن تداعيات ما بعد تصريحات وزيرنا للخارجية عبد القادر مساهل في المنتدى الإقتصادي الافريقي الذي قال فيه إن إقتصاد المغرب وقف على رجليه بفضل تجارة الحشيش . والغريب أن تصريحا مثل هذا لا يبدو جديدا ولا يحمل بين ثناياه أي تهجم.. كما فهم أخواننا في المغرب… لأن موضوعا مثل هذا ليس تهجما قدر ما هو حقيقة يعلمها الخاص والعام ….ليس فقط بين أفراد الوطن العربي ..ولكن بين كل الهيئات والدول والمنظمات التي في كل مرة تشير في تقاريرها إلى خطر السموم وحركيتها الظاهرة والمتخفية في آنِ معا .
ضف لماذا نربط مسألة مثل هذه بعلاقات تاريخية غائصة في الأعماق بين شعبين شقيقين…أي بالمعنى الشعبوي هل هذا النوع من المثقفين والمحللين السياسيين يريدون التغطية على أمر مثل هذا والقفز عليه…والتغاضي عنه لأنه حقيقة مؤلمة. ومن جهة وجب تشجيعه والافتخار بأن المغرب رائدة وصاحبة الرقم القياسي في تصدير الحشيش الذي تحاربه السياسات والدساتير والديانات والمساجد والكنائس والمعابد اليهودية وكل المؤسسات والمنظمات الصحية بمختلف ألوانها وأشكالها ….هل وجب أن نقفز عن هذا الخطر المحدق بالبشرية جمعاء .إذ تعلق الأمر بدولة مثل المغرب ( وهي الأبنة المدللة) على حافة الأطلس ؟
شيء غريب حقا نلحظه ونحن نشاهد غضب الأخوة المغاربة…وهم يتحدثون …وكأنهم خّدشوا في سيادتهم…وأنه وجب على الجميع أن يغض الطرف في هذا الجانب حتى وهو حقيقة دامغة بالأدلة والصور…كان على هؤلاء أن يراجعوا هذا الأمر وينتقدوه بل يصلحون شأنه. ولا يقبلون البتة أن تكون دولتهم..أو قل …( نظامهم) منبعا لتخدير البشرية؟ا وأن عين العقل تقول بأن وزيرنا للخارجية لم يخدش في علاقات الود بين الشعبين وإنما انتقد مفهوما عاما سائدا وجاريا… ولو كان مساهل قد قال بشيء يعكر صفو العلاقات بين الأفراد لكنا هنا أول الناقمين عليه… زيادة عن أنني أقف شخصيا متعجبا ممن يقولون بأن الدبلوماسية لا تستدعي مثل هذه التصريحات..
ولا بد لها في كل الأحوال الكثير من المرونة…وليس التهجم على المغرب…وزيرنا وأنا لا أدافع عنه هنا لم يتهجم أبدا على المغرب كدولة وكيان وتاريخ…ففي السنة الماضية قام عدد من الأشخاص فوق بناية السفارة الجزائرية وأحرقوا العلم الجزائري..وبعدها قال أحد المثقفين المعروفين بأن الجزائر تنهشها الغيرة من المغرب بسبب ما تحققه المغرب من نجاحات على الصعيدين الإفريقي والعالمي… ورغم ذلك فالجميل في سياستنا الخارجية أنه وجب دوما اعتماد الحكمة وعدم الرد على التصرفات الفردية…لأنها شاذة (والشاذ دوما لا يقاس عليه)لسنا ندري صراحة هل الجزائر بكل ما تحمله من ثقل سياسي وثروات وتاريخ تّحصِر شأنها أو بمعنى آخر تتفرغ خصيصا لمقارعة المغرب فقط … وأنه لا هم لها إلا تثبيط عزائم هذا البلد الجار ….
لقد وجب على إخواننا المثقفين والإعلاميين وأقصد النخبة أن يستفيقوا جيدا من شبه الصدمة التي تلازمهم وألا يعتقدوا أن بتصريحاتهم هذه يقدمون خدمة لبلدهم..التي ترى في الجزائر عدوا مباشرا..وهذا عين الخطأ…يوم نعتقد جميعا بأن السياسات تفرق الشعوب. وكذلك أقاويل الساسة وما تبعهم..لاهم لهم سوى أن يرضى عنهم بلاط الملك؟ا
تاريخ الشعبين وما يجمعهما من أواصر الأخوة والوعي بالقضايا العادلة هو الأهم والأجدر بأن يظل ويبقى أما غيره فهو مجرد دخان عابر..ريثما يعجز عن محو صفاء السماء بين أعيننا ؟ا
ونحن نطمح لبناء تكتل مغاربي قوي وناجح في شتى مجالات الحياة….

شاعر وصحافي جزائري

تصريحات مساهل لن تفرّق الشعبين الجزائري والمغربي؟

جمال نصرالله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق