Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الجمعة، 29 ديسمبر 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


محاكمات عهد التميمي الكثيرة

Posted: 29 Dec 2017 02:13 PM PST

مثل كل الشخصيات التي تخرج فجأة من حيزها الفردي الخاص متحولة إلى بطلة في عيون شعبها، أو إلى خصم يجب القضاء على قوته الرمزية وسطوته الإعلامية، من قبل أعدائها، تواجه عهد التميمي، الشابة الفلسطينية المعتقلة حالياً، مجموعة من المحاكمات الصعبة لهذه الحالة المميزة التي وجدت نفسها داخلها.
لم تصبح عهد على ما هي عليه بين ليلة وضحاها، فقد ساهمت عوامل عديدة في جعلها معادلة مزعجة لإسرائيل، بدءاً من ظهورها حين كانت في الثانية عشرة من عمرها في أشرطة فيديو لهواة أو مصوّرين محترفين وهي تحاول تخليص امرأة أو صبي من أيدي قوات أمن الاحتلال، أو تواجههم متحدية بقبضتها الصغيرة، مما جعلها، حسب مقال موتور للصحافي الإسرائيلي بن درور يميني، خلال السنوات الماضية «فتاة ملصقات البروباغاندا الفلسطينية».
بحسب يميني وبعض مقالات وسائل الإعلام الغربية المناصرة لإسرائيل فإن التميمي كانت خلال هذه السنوات «تقوم بافتعال مواقف تستفز عناصر جيش الدفاع» الذين هم «أكثر جنود العالم انضباطا»!ّ
إذا تجاوزنا أن هؤلاء الجنود قتلوا بعضاً من أقارب التميمي، وسجنوا أباها لسنوات، وأنهم، في المرة الأخيرة، كانوا يقتحمون منزلها، وأنها، خلال سنوات المواجهات هذه كلها كانت (ولا تزال)، طفلة، فهل المشكلة في عهد أم في الجنود الذين يقتلون ويسجنون ويقتحمون؟
أكثر ما يثير السخرية في مقالات التهجم الصهيونية على التميمي هو انزعاجها من أن صورتها كفتاة شقراء وزرقاء العينين لا تمثل الصورة النمطية للمرأة المسلمة المحجبة أو المنقبة وهو ما جذب وسائل الإعلام العالمية إليها، وبذلك تتذمر هذه المقالات من أن الاستشراق الغربي الذي تلعب إسرائيل على أوتاره (باعتبارها ممثلة الحضارة الغربية بين المتخلفين الشرقيين) يتحوّل هذه المرة إلى عكس المطلوب منه.
وهذا ما يهبط بنا إلى شكل مقلوب من الاستشراق يمارسه المسلمون والعرب، هذه المرة، ضد أنفسهم ويمتحنون، هم أيضاً، الفتاة التي يعتقلها الإسرائيليون، بموجبه، وبذلك تخضع التميمي لمحاكمات أخرى، فيصبح عدم حجابها عيباً يشينها ويقلّل من أثر نضالها، أو يتم النيل من كونها فتاة بطرق عديدة، مرة بتقليل شأنها، ومرّات باعتبارها «أخت الرجال» أو أنها «أفضل من مليون رجل». وكل هذه التنميطات التي تدعي تبجيلها تقوم بشكل أو بآخر من تخفيض معناها الإنساني كأنثى.
جزء آخر من المحاكمات تعرّض لمزاعم عن أقوال لأبيها، باسل التميمي، يمتدح فيها الرئيس السوري بشار الأسد، أو بتعييره بكونه ماركسيا ولقائه بمعارضة إسرائيلية الخ… وإيراد هذه الأشياء كلها للتقليل من شأن عهد التميمي يتجاهل واقعة أن عهد، رغم أنها في 16 من عمرها، وأنها ابنة أبيها وعائلتها وقريتها وبلدها، فإنها، في النتيجة، أصبحت مسؤولة عن نفسها وأقوالها وأفعالها من دون حاجة لتجيير هذه المسؤولية لطرف أو جهة، أو رفضه، لهذا السبب أو ذاك، كما أن صراعها الشخصي والعام مع عدوّها هو الأولوية المهمة، بغض النظر عن أي شأن آخر.
صحيح، رغم كل ذلك، فإن عهد كانت تستحق طفولة حقيقية من دون هموم أو مجابهات مع جنود، وأن تحوّلها إلى رمز للمقاومة الشعبية الفلسطينية ليس تعويضاً عن تلك الطفولة التي اغتالها الاحتلال، ومحاكمتها الآن هي جزء من ملحمة الشعب الفلسطيني الطويلة لصناعة مستقبل لأطفاله من دون احتلال.

محاكمات عهد التميمي الكثيرة

رأي القدس

شطب مدننا وآثارنا العريقة من خريطة السياحة العالمية!

Posted: 29 Dec 2017 02:13 PM PST

من كان يصدق أنني بعد الأعوام كلها التي انقضت منذ إصداري كتابي «اعتقال لحظة هاربة « حتى اليوم وهو في طبعته العاشرة، سأكتشف اسم الرجل الذي أوحى إليّ بذلك الكتاب وهو نوري الفلوجي كما علمت فقط مؤخرا من مقال في جريدة «القدس العربي» بقلم نجم الدراجي ـ بغداد… من كان يصدق أنني بعد تلك العقود كلها من مروري أمام واجهة دكان تصوير شعبي في «النجف» سأكتشف أن صاحبه اسمه نوري الفلوجي وأنه هو الذي يعود إليه فضل إصداري للكتاب منذ عقود بل ولكتاب أعمل على إعداده للمطبعة بعنوان «الصور الثرثارة» ولولا عبارته التي أسرتني في واجهة دكانه الشعبي في النجف وهي «الحياة فقاعة فصورها قبل أن تنفجر» لما خطر ببالي أن أقوم بنشر بعض الصور التي نجت من حريق مكتبتي في الحرب اللبنانية وذلك في كتاب أعده للمطبعة كجزء من مذكراتي أنها صور الماضي. فقاعات لحظات جميلة انطفأت وأخرى أليمة، لكنها كما يقول الرائع الذي لم أعرفه نوري الفلوجي هي جزء من حياة أي «فقاعة تنطفئ».

الكتابة كالصورة: محاولة لقهر الزمن الهارب

لولا الأستاذ نجم الدراجي لما علمت بكل ما تقدم. ولما علمت أن صاحب الحانوت الشعبي للتصوير الذي تسمرت أمامه في «النجف» قبل عقود وبهرتني عبارته في الواجهة «الحياة فقاعة فصورها قبل أن تنفجر» هو السيد الفلوجي «شيخ المصورين في مدن الفرات الأوسط» كما وصفه الأستاذ نجم الدراجي في مقالته «بغداد ما بعد ألف ليلة وليلة» ولولاه لظللت أجهل اسم ذلك الفنان المرهف نوري البعيد عن الأضواء والراحل منذ عام 1991. وقد أهديه كتابي الآتي «الصور الثرثارة «
وكم أشعر الآن بالندم لأنني لم أدخل لحظتها إلى حانوته وأطلب منه تصويري، فكل لحظة هي في جوهرها فقاعة تنطفئ (حتى كما لحظة كتابة هذه السطور) ولعل فعل الكتابة محاولة للانتصار على الموت اليومي الذي نعيش. فنحن نعيش موتنا في كل لحظة من دون أن نلحظ ذلك والعمر سلسلة من الفقاعات التي تنطفئ في كل لحظة بما في ذلك ليلة «رأس السنة» الميلادية (ليلة الغد)التي يحتفل بها الكثيرون بصخب.

الخوف مما هو آت في سنة جديدة!

أنتقل الآن إلى الحاضر ربما الأكثر تعاسة.. ما من خبر عن متفجرة في مدينة عربية أسمع عنها في التلفزيون الفرنسي إلا وأشعر بأنني أريد الانتقال الى تلك اللحظة ( التي انفقأت) أمام دكان الفلوجي في النجف وأنا في الطريق لزيارة كربلاء يوم ركبت في مدينة الملاهي البغدادية منذ ألف عام وصرخت والعجلة تهوي بي ولعلي لم أدر أنني أصرخ للموت العربي الآتي فهو ليس لعبة، لا في العراق ولا سوريا وطني الأم ولا ليبيا ولا فلسطين ولا اليمن ولا بقية أرضي العربية ومدنها وأحزان أهلها النازحين من فخ إلى آخر ..
أعيش في باريس منذ 34 ليلة رأس سنة جديدة ولكنني أكرر: لم اقتلع ياسمين جدتي لأزرع في (مكانه) برج إيفل او ساعة «البيغ بن» اللندنية او «تمثال الحرية» النيويوركي او ساعة الأزهار في جنيف !

تلك المدن اللامنسية مدن قلبي…

لِمَ تصطبغ كلماتي بلذعة الألم والحنين حين أتحدث عن المدن العربية؟ لأنني ببساطة أراها تخطو في دروب الدمار حربا محلية بعد أخرى مدينة بعد أخرى.. والعدو الإسرائيلي يزغرد لكل تفجير فيها ولاقتتال الأخوة الأعداء، والمستر ترامب يستغل ذلك ليهدي زهرة المدائن القدس للعدو وينكسر قلبي حين أرى الدمار يحيق بالمدن العربية.. وقد أيقظ ألمي وجعلني أخط ما تقدم انني تلقيت هذا الصباح في صندوقي البريدي الباريسي كتابا كراسا ضخما في 217 صفحة عنوانه: الفن والحياة ـ رحلات سياحية ثقافية ـ يصلني باستمرار بصفتي مسافرة محترفة دونما ضوضاء أقلب الكراس وأجد فيه مثلا: رحلة في نهر الراين (قمت بها)، أخرى الى فينيسيا والاحتفال بالبولوني شوبان واحتفال روسيني ورحلة لندن وبرلين وامستردام وبافاريا والتيرول ومايوركا وجزر الباسيفيك والبرازيل والأرجنتين وعشرات سواها ومعظمها قمت به، وكلها تخص زيارات سياحية منظمة الى أماكن ثقافية ذات تأريخ عريق… ولم أجد مدينة عربية واحدة في الكراس… فنحن كعرب، تعيش مدننا فوق براكين انفجر بعضها وبعضها الآخر يهدد بالانفجار..
وهكذا تم شطبنا من الخريطـــــة السياحية الثـــقافية الســنوية للعالم الذي يستطيع المرء السفر اليه من دون الخوف من قطع الطريق الى مطاره او اختطافه وهو في طريقه الى زيارة سياحية ثقافية.. فالموت عندنا صار الثقافة الأولى ..أقتل أو يتم قتلك !

اليوم الأول من بقية حياتنا!

نحن لا نقتل بعضنا بعضا فحسب، بل ونقتل تراثنا الإبداعي المعماري الفني، وندمر عراقة آثارنا، ومدننا التأريخية كتدمر مثلا ونخشى على ما تبقى… والأمثلة تطول من عالمنا العربي ولا يتسع المجال لتعدادها .. وهكذا يتم حذفنا من قائمة الأماكن الثقافية التي تمكن زيارتها، وهي تأريخيا من الأكثر عراقة وثراء إنسانيا..
متى نصحو من غفوة تأريخية تكاد تدوم قرونا؟
ومعذرة يا عزيزي الراحل نوري الفلوجي المرهف المبدع في النجف البعيد عن الأضواء، فكلماتي كان من الممكن أن تصلك قبل ربع قرن يوم انطفاء فقاعتك، ربما لحسن حظك …لكي لا ترى ما يدور اليوم في عالمنا العربي الممزق.. وكل سنة جديدة وعالمنا العربي بحال أفضل، وليتذكر كل منا أن كل يوم هو اليوم الأول في بقية حياتنا!!
وكل يوم هو ليلة رأس السنة التي ستتبعه. فعلام الاحتفال في يوم محدد وبوسعنا ذلك كل ليلة ؟!..

شطب مدننا وآثارنا العريقة من خريطة السياحة العالمية!

غادة السمان

«القلق» قبل لقاء سفير أثيوبيا وبعده!

Posted: 29 Dec 2017 02:13 PM PST

فلما كانت الساعة التاسعة بتوقيت القاهرة، العاشرة بتوقيت «أم القرى»، ومن حولها، من مساء يوم الخميس الماضي، اتخذت موقعي أمام التلفزيون، استعداداً للقاء بشرت به قناة «بي بي سي»، مع السفير الأثيوبي «تايبه سلاسي»، والله أعلم، عن أزمة سد النهضة، لعلي أجد على النار هدى، فكان السائل كمن «ينده ويرد الصدى»، كما في أغنية «وائل كافوري» و»نوال الزغبي»: «مين حبيبي أنا؟»، فقد كنت أعتقد أن السفير سيبدد قلق المصريين، لكن خرجنا منه أكثر قلقاً، فقد كنا أمام سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء، وما هو بماء!
لعله اللقاء الأخير، لمدير مكتب «بي بي سي» في القاهرة «أكرم شعبان»، يغادر بعده إلى مدينة الضباب، حيث المقر الرئيسي للقناة البريطانية، لتحل محله «صفاء فيصل»، وسط تلميحات من إعلاميين محسوبين على السلطة، بأن هذا الانتقال، هو بسبب ما أذيع عن عدد القتلى في مجزرة الواحات، والتي قالت الجهات الرسمية إنه لم يكن دقيقاً، لكن هذه الجهات لم تعلن عن وقوع الحادث إلا بعد ساعات، كما أن عدد القتلى المختلف عن العدد الذي أذاعته هذه الجهات في وقت لاحق، أذاعته أيضاً وسائل إعلام أخرى، كرويترز مثلاً!
ولعل أهل الحكم كانوا يتربصون بـ «بي بي سي» بالذات، ولعلهم استعملوا معها سياسة «ذبح القطة» كرسالة للجميع، وباختيار القناة الأبرز، لتكون الرسالة أكثر تأثيراً، وكانت ليلة ليلاء، انطلق فيها «أحمد موسى»، ليعطي دروساً للعاملين فيها في المهنية، فتذكرنا «لعبة بلاي ستيشن» المنتشرة عبر السوشيال ميديا، ورغم انتشارها فلم تمنع «موسى» من أن يذيعها على أنها سحقاً للقوات الروسية، لتنظيم «داعش»، وسط هتافه وهو ينقل وقائع المعركة للمشاهد: «الروس لا يعرفون الهزار»، وكان في حالة فخر عظيم، وعلى أساس أن «القرعة تتباهى بشعر بنت أختها»، وباعتبار أن جذوره روسية، وأنه مولود في مستشفى موسكو المركزي!

نفي شعبان

وبطبيعة الحال، جرى اتهام «بي بي سي» بأنها اخوان، ولا بأس، فالقوم اتهموا الرئيس الأمريكي أوباما بأنه عضو في التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية، لأن من الواضح أن شيئا ما في أعلى الرأس توقف، فأنتج هذا الأداء البائس، والذي هو في حالة الـ «بي بي سي»، كان بالإضافة إلى «ذبح القطة»، فإنه محاولة للتغطية على بشاعة الجريمة، التي كشفت قوة المسلحين وغياب المواجهة، فكانت الحرب على القناة البريطانية، حد المطالبة بإغلاق مكتبها في القاهرة!
«أكرم شعبان» نفى أن يكون انتقاله إلى لندن، له علاقة بهذه الأزمة، فأسرته هناك والقرار بالانتقال تم تحديده سلفاً، وربما أراد أن يفعل شيئاً يذكره به المصريون، بأن يكون سبباً في ازالة القلق الذي تمكن منهم خوفاً على نهر النيل، وكل الدلائل تشير أنه قد يصبح ذكرى، فكان لقاؤه سفير أثيوبيا في القاهرة «تابيه سيلاسي»، والله أعلم، لأني أخشى أن أكون قد نقلت اسمه خطأ من الشاشة، فأكون كمن وقع في شر أعماله.
تكلم السفير الأثيوبي، ولم يقل شيئاً، وطرح «أكرم» أسئلته بوضوح، ولم يتلق عليها إجابات، فكما أن اتفاق المبادئ الذي وقعه السيسي، لا يضمن لمصر قطرة مياه واحدة، فإن السفير لم يبل ريق سائله، أو ريقنا، بقطرة مياه، أو وعد ولو كاذب ليثبت به فؤادنا. فقد ذهب بنا إلى «النيل» وعاد بنا عطشى!
كان مذيع «بي بي سي» واضحاً في أسئلته، وهو يقول ينقل له الاتهام بأن أثيوبيا تراوغ وتشتري الوقت حتى تنتهي من بناء السد؟ كما كان واضحاً وهو ينقل له قلق المصريين؟ ثم طرح عليه سؤالاً لا يحتمل التأويل، عندما سأله: هل ستحصل مصر على حصتها كاملة؟

المعنى في بطن السفير

وقال السفير الأثيوبي إن البطء في بناء السد رفاهية، لأن هناك 60 مليون شخص يعيشون بدون كهرباء، وبالتالي فلا يمكنهم الانتظار، والمعنى الذي هو في بطن السفير، أن أثيوبيا لن توقف بناء السد حتى تنتهي من الاتفاق على مصر، ولماذا تقف وقد حصلت على موافقة مصر كتابة على بناء السد، بتوقيع عبد الفتاح السيسي على اتفاق المبادئ، والذي قال «المفتي» يومها في لقاء مع قناة «الجزيرة» أجراه أحمد منصور إنه لا يضمن لمصر أو السودان قطرة مياه واحدة، والقانون – حسب القول الشائع – لا يحمي المغفلين، فهل كانوا مغفلين فعلاً؟
عندما سئل السفير عن سنوات الملء وسعة السد؟ أجاب لا أعرف، وزاد لدينا حدة القلق، عندما قال إن اتفاق المبادئ هو المرجعية، مع أن الاتفاق لم يتضمن نصاً لذلك، والنص أنه في حال الخلاف بين وزراء الري يتم اللجوء إلى القادة، فاذا اختلف القادة، فعلى المتضرر منهم أن يشرب من البحر، إن وجد فيه ماء ولم يكن ما فيه سراباً بقيعة!
اتفاق المبادئ الذي فرط عبد الفتاح السيسي بمقتضاه في حصة مصر التاريخية من مياه النيل، لم ينص على اللجوء للتحكيم الدولي عند الخلاف، وفي الرد على سؤال ضمان استمرار حصة مصر هذه بعد بناء السد، تكلم السفير داخل فمه، فلم ينتج جملة مكتملة خارج عتبة هذا الفم!
ودخل مذيع «بي بي سي»، إلى ساحة العواطف الجياشة، وكيف أن القوم في أثيوبيا وضعوا السيسي في وضع بالغ الحساسية، ومن الشعب المصري من يأخذ عليه أنه وقع على اتفاق المبادئ بحسن نية؟ فيندهش السفير لأن من بين المصريين من يأخذ على قائده أن يكون حاضراً في أمر كهذا.
هل كان السيسي حسن النية فعلاً؟ وإذا افترضنا جدلاً أنه بما فعل كان حسن النية، وأن حسن نيته كان سبباً في توقيعه وطلبه من المصريين أن يتكلموا في هذا الامر بتاتا البتة، فهل يصلح حاكماً، إذا استبعدنا الانقلاب العسكري، وسلمنا بأنه الرئيس فعلاً، وإذا لم يكن حسن النية هذا سبباً في تقديمه للاستقالة، فمتى يقدمها؟ والطريق إلى جهنم الحمراء مفروش بالنوايا الحسنة!
فأصحاب النوايا الحسنة يمثلون قيمة مضافة، في الانتماء للطرق الصوفية، وفي ممارسة الطقوس في الموالد وحلقات الذكر، لكنها صفة سلبية في الحاكم، وقد قال عمر بن الخطاب: لست بالخب ولا الخب يخدعني»، و»الخب» هو «الخداع» و»الماكر المراوغ»، فهل كان عبد الفتاح السيسي حسن النية فعلا، أم كان عامداً متعمداً.
لقد كان أمامه طريق لم يسلكه، لسحب اعترافه ببناء سد النهضة بدون أي شروط، إن كان بالفعل حسن النية، يتمثل هذا الطريق في أن يجتمع برلمانه ويعترض على توقيعه، ومن ثم يكون أمام مصر الحق في اللجوء للتحكيم الدولي، والذي سيوقف حتما بناء السد إلى حين الانتهاء من الفصل في الدعوى، لكنه لم يفعل، ولن يفعل، لأنه ينتظر حتى الانتهاء من بناء السد، ليطلب وساطة إسرائيل، وهي وساطة سيكون ثمنها توصيل مياه النيل اليها، وهو المطلوب والمراد، من حاكم متغلب يفتقد للشرعية الداخلية، ويعلم أن الرضا الإسرائيلي يغني عنها!
لقد أعلنت الحكومة المصرية عن فشل المفاوضات، وكان السؤال وماذا أنتم فاعلون إذن؟! فكان اللجوء إلى تضليل المصريين بإعلان أن رئيس الوزراء الأثيوبي قادم ليلقي خطابا في البرلمان المصري لتطمئن قلوب المصريين، وقلنا ماذا عنده لم يقله للحكومة التي أعلنت فشل المفاوضات؟ وتم تحديد يوم 12 الشهر الجاري لإلقاء هذا الخطاب التاريخي، وها هو الشهر يحمل عصاه ويرحل، و»لا كلمة ولا مرسال» بل نفاجأ بزيارة وزير الخارجية المصري لأثيوبيا، ومن هناك أعلن طرح مصر لمقترح بمشاركة البنك الدولي كطرف في أزمة سد النهضة!
فإذا علمنا أن البنك الدولي يتبنى منذ التسعينات فكرة أن مياه النيل ملكية خاصة لدولة المنبع تتصرف فيه تصرف المالك في ما يملك، بالمنع أو بالمنح، فإن تساؤلاً يطرح نفسه: أهو حسن النية أيضاً؟ وماذا يمكن أن يكون مآل سوء النية لنختار أخف الضررين؟!

ميكروفون «الجزيرة»

أزمة المفاوضات لم تبدأ في الشهور الأخيرة، لكنها بدأت منذ عامين، ونشرت جريدة «الأخبار» المصرية الرسمية يوم 27 ديسمبر/كانون الأول 2015، مانشيتا تمدد على ثمانية أعمدة أعلى الصفحة الأولى: «الوفد الأثيوبي يثير أزمة ويرفض مصافحة الوفد المصري في الخرطوم»، وفي اليوم نفسه نشرت صحيفة «المصري اليوم» المصرية أيضاً تصريحات للسفير السوداني، أن مصر طلبت أن يكون الاجتماع السداسي الخاص بسد النهضة سرياً. فالإثم هو ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس!
بيد أن وزير الخارجية المصري كان يخرج من جلسات المفاوضات وهو يشغل نفسه بمعركة مع ميكروفون «الجزيرة»، ليكون هذا هو موضوع الليلة في برامج «التوك الشو» في القنوات المصرية، عن أسد الصحراء، وبطل معارك «الإصبع المدوحس»، وقاهر ميكروفون «الجزيرة» سامح شكري، وبدا مراسل «الجزيرة»، وكأنه يتسلى، فيضع الميكروفون ليبعده الوزير فيعيد وضعه ليبعده، ويصبح هذا هو الخبر، ولا شيء عن سد النهضة!
لقد طرح مذيع «بي بي سي»، على السفير الأثيوبي – تاييه والله أعلم – ما إذا كانت أثيوبيا تخشى التحرك العسكري، فانفعل لأول مرة، وهو يعلن أن بلاده لا تخشى التحرك العسكري، فالرجل يتحدث وفي بطنه «شادراً من البطيخ الصيفي»، كناية عن شدة الاطمئنان، بأن الحكم العسكري المصري لن يلجأ لهذا الخيار، فالجيوش عندما تحكم لا تقف على خط النار، ولكنها تقف على خط الجمبري!
وبمناسبة الجمبري، فإنه يطيب لي أن أهنئ القيادة العسكرية الفذة بالذكرى السنوية الأولى لافتتاح مزرعة الجيش في الاسماعيلية لتربية وتسمين الأسماك، والتي افتتحها السيسي بنفسه، ولم نجد لها أثراً في الأسواق الداخلية أو الخارجية، يبدو أنها أسماك زينة!
ومهما يكن، فقد أقدمت على مقابلة السفير الأثيوبي لأبدد القلق فزادني قلقا على قلقي!
شكراً لـ «بي بي سي»، فقد اكتشفت أنكم إخوان فعلا!

صحافي من مصر

«القلق» قبل لقاء سفير أثيوبيا وبعده!

سليم عزوز

متى يتعلم الحكام العرب اللغة العربية؟

Posted: 29 Dec 2017 02:12 PM PST

في كل مرة استمع فيها إلى حديث، أو خطاب لبعض الزعماء العرب أشعر بقشعريرة، لكن ليس تحمساً لفيض أفكارهم، أو روعة بيانهم، أو حلاوة لسانهم، بل حنقاً وغضباً على براعتهم وتفننهم بإيذاء اللغة العربية، والإساءة إليها، و«شرشحتها» شر «شرشحة». قلما تجد حاكماً عربياً متمكناً من لغة الضاد، أو محترِماً لها، أو آبهاً بها، إلا من رحم ربي، فمعظمهم من قبيلة «المفعولن بوهو»، فهذا يرفع المجرور، وذاك ينصب المكسور، وغيره يجر المفعول، وآخر يكسر الفاعل، وذاك يضم الماضي، وبعضهم يفتح المضارع، والبعض الآخر يسكـّن المبتدأ، ويكسر الخبر، وكأن هناك مخططاً عربياً رسمياً لتكسير اللغة العربية، والنصب عليها، وجرها إلى أقرب حفرة، لتصبح في محل مقبورة، وعلامة قبرها الكسرة الظاهره على خاطرها.
لا أدري لماذا لا يهمس مستشارو القادة العرب في آذانهم بعد إلقائهم للخطابات، أو إجراء لقاءات مع وسائل الإعلام ليقولوا لهم: «تخنتوها» يا أصحاب الفخامة والجلالة والسيادة، والله فضحتموننا بين خلق الله بألسنتكم المعوّجة وتشكيلكم البيكاسي (نسبة إلى بيكاسو) الذي لا يمكن أن تعرف لرسوماته رأساً من رجل، أو أنفاً من أذن. إن لغتكم العربية فضيحة، وليست فصيحة، لفظاً، ونطقاً، ونحواً، أيها القادة الأجلاء! فلو سمعكم سيبويه لتململ في قبره. لقد مات الرجل وهو يقول: «أموت وفي نفسي شيء من حتى». أما أنتم فقد تموتون وفي أنفسكم حسرة، لأنكم لم تتمادوا بما فيه الكفاية في الإجهاز على تراثه اللغوي العظيم «حته حته».
متى توقنون يا حكامنا الأعزاء أن هيبتكم من هيبة لغتكم؟ متى تعرفون أن «اللغة المكسّرة» التي أدمنتم على معاقرتها تسيء إلى مقاماتكم، وتعطي عنكم انطباعات مُخجلة على أقل تقدير، لا بل تجعلكم تبدون في عيون المستمعين والمشاهدين جاهلين؟ ألا يقولون إن اللغة وعاء الفكر؟ فأين الفكر إذا كان وعاؤه عندكم لغة معطوبة نحواً وإلقاءً؟ كيف يستطيع البعض أن يستوعب الاسترتيجيات الكبرى وتشعبات السياسة والاقتصاد إذا كان لا يقدر على استيعاب أحرف الجر والنصب والجزم؟
لا نطالبكم أبداً بأن تكونوا خطباء مفوهين كونستون تشيرتشل، بل على الأقل بأحرف الجر، والممنوع من الصرف، والمضاف إليه، والمبني للمجهول ملتزمين. هل يرضيكم أن تأن أحرف العلة تحت صرير أسنانكم؟ هل يسعدكم أن يصبح الفاعل المغوار في نحوكم مفعولاً به، والمجرور المسكين فاعلاً بضمتين، والمفعول العنــّين فحلاً بواوين صغيرتين؟
ألم يلفت أحد انتباهكم أنكم تقترفون مجازر رهيبة بحق اللغة العربية في تصريحاتكم وخطبكم غير العصماء؟ ألم يقل لكم أحد إنكم تجعلون الكثيرين يقفزون من مقاعدهم هلعاً من أخطائكم القواعدية الفظيعة؟ لماذا يتكلم بعضكم اللغة الانجليزية أو الفرنسية ببراعة متناهية أحياناً دون أن يلحن بكلمة واحدة، بينما يلحن «عمــّال على بطــّال» عندما ينتقل للتكلم بلغة الضاد، وكأنه يقول لمستمعيه: أنا أحترم اللغات الأجنبية وأحتقر لغتي العربية؟ أليس تعلم لغتكم الأم أسهل من تعلم اللغات الأجنبية التي تتباهون بتكلمها وكتابتها؟ ما الذي يمنعكم من أخذ دروس لبضعة أشهر لتعلم أبجديات النحو العربي المبسط ومخارج الحروف، خاصة وأن كلكم قادر على دفع أجور الدروس الخصوصية، أو شراء كتب تعليم اللغة العربية المبسطة؟
لماذا أيها السادة الكرام لا تتعلمون من نظرائكم الغربيين؟ هل بربكم سمعتم يوماً زعيماً غربياً يقترف خطأً نحوياً واحداً في مقابلاته مع وسائل الإعلام او خطاباته أمام الجماهير؟ لا أتذكر أنني اكتشفت خلال إقامتي في بريطانيا لأكثر من عقد من الزمان «دجة» لغوية واحدة لرئيس وزراء أو مسؤول بريطاني. وكنت أتساءل دائماً: «لماذا يتقن هؤلاء لغتهم من ألفها إلى يائها، قواعدَ، ولفظاً، ونطقاً، بينما يضرب حكامنا عرض الحائط بأبجد هوز اللغة العربية؟» أليس من المخجل أن يقتل العرب لغتهم الحية، بينما يُحيي الإسرائيليون لغة ميتة؟ هل سمعتم يوماً مسؤولاً إسرائيلياً يتحدث بعبرية ركيكة ونحو مهترىء، ينصب، ويجر، ويرفع على هواه؟
ألا تعلمون أيها السادة أن تشجيع اللهجات المحلية في وسائل إعلامكم العربية المسموعة والمرئية في الآونة الأخيرة مقدمة تمهيدية لـ»سايكس بيكو» الجديدة التي تريد تقسيم المقسّم وتجزئة المجزأ؟ ألا يُخشى أن يضيع دم اللغة العربية بين القبائل والطوائف والكانتونات وزواريب الشرق الأوسط الجديد؟
لقد ذكرني سلخكم للغة العربية أيها الزعماء العرب بكاريكاتور في صحيفة الغارديان البريطانية قبل بضع سنوات يظهر فيه مجموعة من التلاميذ يعملون بجد، باستثناء واحد فقط لا يأبه بالدراسة، فسأله المعلم: «لماذا أنت كسول ومهمل في دراستك؟» فأجابه التلميذ: «أريد أن أصبح رئيساً للوزراء»، على اعتبار أن رئيس الوزراء البريطاني وقتها كان جون ميجر الذي لم يكمل تعليمه الثانوي. وأرجو ألا يجيبنا الطلاب العرب إذا سألناهم عن تخلفهم في اللغة العربية بأنهم يريدون أن يصبحوا زعماء!
ويسألونك لماذا أصبح وضع لغة الضاد في الحضيض في مدارسنا ووسائل إعلامنا؟ هل نلوم تلاميذ المدارس وطلاب جامعاتنا إذا كانوا لا يتقنون لغتهم الأم، ويلحنون بها، ولا يستطيعون تأليف جملة مفيدة واحدة، إذا كان كبار القوم في بلداننا في محل مخربين للغة ومتفننين في التصرف خبط عشواء بقواعدها ونطقها؟ هل يُعقل أن تعرض ألمانيا على الجزائر المساعدة في حماية لغة الضاد؟
ألا تعتقدون أيها القادة الموقرون أنكم بدوسكم قواعد اللغة العربية وعدم احترامها تشجعون النشء الصاعد على الإجهاز عليها، فإذا كان رب البيت بالدف ضارباً، فشيمة أهل البيت كلهم الرقص؟

٭ كاتب واعلامي سوري
falkasim@gmail.com

متى يتعلم الحكام العرب اللغة العربية؟

د. فيصل القاسم

العربية بعباءتها السياسية

Posted: 29 Dec 2017 02:12 PM PST

احتفلنا بلغتنا العربية في يومها العالمي، ونحن نعتقد أننا حققنا انتصارات كبيرة لصالحها، فهي حسب الأرقام التي تداولتها مواقع مهمة للإحصاءات تحتل المراتب الأولى في ترتيب اللغات العالمية، سواء من خلال الناطقين بها، أو من خلال نسبة استعمالها على شبكات التواصل الاجتماعي. وهذه الأرقام «السّعيدة» تخبرنا أننا يوما بعد يوم نصبح «خير أمة أُخرجت للناس» وهي تزيدنا غرورا وكبرياء بإنجازاتنا «العظيمة». عظمة على عظمة مع تضخم للأنا مع كل رقم كبير يبين تفوقنا. رغم أننا نستعمل أحرفنا العربية لكتابة كلمات خاطئة، فتنزلق اللغة العربية التي نفخر بها في الشقوق العميقة المظلمة، بدون أن ينتبه «غوغل» بكل عبقريته إلى أن ما يكتبه ملايين العرب على مواقعهم لا يمت للعلم بصلة، ولا للعربية بصلة، فلو غربلنا نسبة الشتائم التي يستعملها العرب ضد بعضهم بعضا، لاكتشفنا أن عدد الكلمات المكررة في تلك الآلاف المؤلّفة من السطور المكتوبة لا تتجاوز عددا قليلا من الكلمات النابية التي لا تصلح للاستعمال اليومي، إلا في الشجارات السوقية بين زعران الأحياء الشعبية الفقيرة.
لو غربلنا الكلام العامي الذي يستعمل باللهجات الممسوخة بلغات مستعمرينا، ومزيج من لهجاتنا المختلفة عن بعضها بعضا، لاكتشفنا أننا أبعد من أن نختار الانتماء إلى هذه اللغة، فهي تجمعنا وتفرقنا في الوقت نفسه.
لو أننا تعاملنا مع هذه اللغة الجميلة منقحة من كل شوائبها الدخيلة عليها، ومن كل ما غٌطَّت به من أغطية وعباءات سياسية دينية لبقيت في مكانتها الرفيعة، كلغة تمتلك من المعطيات الجمالية ما يجعلها ترتقي لمصاف اللغات الأولى في العالم، لا بهذا الكم من «الهشيم» اللغوي الذي يستعمل على مواقع التواصل الاجتماعي، بل بأدب راقٍ وشـــعر وفنون تضاهي فنون اللغات المتقدمة.. مثل الإنكليزية التي فرضت نفسها بدون أن تلجأ لحيل وأوهام تبيعها للترويج لنفسها.
نعم لكل شعوب الأرض أخطاؤها، ولكن أخطاءنا تزداد ثقلا، ويبدو أن رقابنا اليوم انحنت وانتكست ولحست ألسننا التراب من كثرة توعكنا اللغوي، إذ تكشف دراسات على أرض الميدان أن نتائج الامتحانات في مدارسنا من الخليج إلى المحيط في تراجع مرعب، وهذا الهبوط لا يطال التلميذ فقط، بل الأساتذة، وهذا يعني أن جامعاتنا تخرّج أناسا غير أكفاء لتعليم هذه اللغة، ليسوا أكثر من حملة شهادات جامعية لا يعرفون شيئا خارج مقرراتهم السنوية.
أجيال بأكملها ترتكب مجازر حقيقية في حق هذه اللغة. وانحدار مستمر لها حتى في محافل تحتفي بها من قبل محبيها، كما حدث اليوم من أكاذيب مورست علينا علنًا، أٌدُّعِيَ فيه أن اللغة بخير، إذ تمت الاحتفالات لمدة يوم كامل عبر الفضائيات باليوم العالمي للغة العربية بشكل مبالغ فيه، لم نواجه فيه أنفسنا ولو بنقيصة واحدة من نقائصنا تجاهها من أجل علاج المشكلة.
في العالم الغربي يحتفل الإنكليز باليوم العالمي للغة الإنكليزية في ذكرى مولد شكسبير في التاسع عشر من فبراير/شباط من كل سنة، فيما الفرنسيون يحتفلون بيوم لغتهم في العشرين من مارس/آذار هو نفسه اليوم الدولي للفرنكفونية، الذي يحيي ذكرى اتفاقية «نيامي» الموقعة سنة 1970… ولا غرابة في أن تضم فرنسا ما يقارب الثمانين دولة تحت أجنحة لغتها، وتطلق تلك الذكرى من عمق دولة إفريقية بائسة مثل النيجر من خلال اتفاقية نيامي. وهي ليست الدولة الوحيدة التي تصنف ضمن أفقر دول العالم والتي نالت «حظ» الانتماء لقائمة الدول الفرنكفونية، بل هناك دول مشابهة مثل رواندا، ومالي وموريتانيا، ودول أخرى إفريقية وشرق أوروبية وآسيوية… وهو الوهم الذي ينعمُ به الفرنسيون، على أن لغتهم منتشرة ومستعملة لدى شعوب كثيرة، رغم أنها في الوقت نفسه الشعوب غير المرحب بها في فرنسا حين تقطع الصحارى والبحار وتدخل خلسة عبر حدودها بحثا عن الأحلام التي تفبركها الفرنكفونية.
تشترك دول عديدة في كونها أنكلوفونية وفرنكفونية في آن، ومع هذا مستوى التعليم فيها «مثير للضحك» إن لم نقل «مثير للشفقة»، وغير ذلك فهي في صراع مستمر في ما بينها، صراع لغوي في الأساس، وجد طريقا للبروز سياسيا بشكل واضح حسب تبعية أبنائها للفيلق الثقافي المفضل، حتى تحوّل إلى شرخ يقسم الأفارقة أبناء القارة الواحدة إلى نصفين، والأوروبيين أنفسهم إلى عدة أفرقاء.
اللغة العربية أيضا في يومها العالمي فشلت في فتح حوار متعقل بين الناطقين بها والمنتمين إليها، وهذا أكبر من فشل اللغة الفرنسية التي فشلت أمام الاجتياح الأنكلوفوني للأدمغة الشابة في عقر فرنسا وفي كل العالم، بعد أن أصبحت الإنكليزية الأولى علميا واقتصاديا وتكنولوجيا وثقافيا. أكثر من 290 مليون شخص يتكلمون باللغة العربية، ومع هذا فإن العربية بقيت رابطا هشا بين العرب، وهذا شيء منطقي ما دامت اللغة مادةَ تخاطب وتفاهم وليست مادة «هوياتية» فالعربية مرتبطة باللسان، لا بالجذور المغروسة في التراب، وهذا ما أفشل كل المشاريع السياسية لتعريب الشعوب التي تنتمي اليوم للخريطة العربية وليست عربية في الأصل.
ولعلّ دور العربية كان ليخدم هذه المساحة الجغرافية الواسعة بما تحويه من تنوع ثقافي لو أنها دخلت قلوب الناس بعباءتها الثقافية العلمية، مدعومة بحركة ترجمة جادة وقوية للعلوم، بدون «العصا» التي حملها رجال السياسة لفرضها كبند رسمي وطني على مجتمعاتهم، ما أحدث قطيعة لهذه المجتمعات مع ماضيها، فبات العربي الحالي مهزوز الشخصية، جبانا، خائفا، فاشلا، مهزوما، منافقا، يكذب على نفسه ويصدق كل أكاذيبه، يتعاطى هذه اللغة من باب الخوف لا من باب المحبة، حاملا توابيت انتصارات موغلة في القدم، منهكا بهزائم الحاضر، غير مصدق أنه العربي الذي يستعمل لغة القرآن ومع هذا فهو مهزوم حتى النخاع، وأنّه العربي العاجز تماما عن بناء جسور صداقة حقيقية مع عربي آخر، أو جسور تجارية متينة على الأقل، فكل هذا العالم العربي فاغر فاه ليبتلع الأغذية، والأدوية الأجنبية، وكل جسوره الحقيقية توصله للغرب الذي روّضه بالحكمة، ليصبح تابعا لغويا له أيضا، بعد التبعية العلمية والتكنولوجية التي لا مهرب منها في هذا الزمن.
أخفقت مشاريع التعريب في مدارسنا وجامعاتنا، ولم تثمر غير ثمر ضعيف، لا فائدة منه، ما جعل بعض الدول العربية تراجع نفسها، وتغير برامجها التعليمية، بما يتناسب مع مستوى التعليم العالمي، حتى المثقف العربي متى ما سنحت له الفرصة نجده يطور نفسه بتعلم لغات حية تفتح أفقه على ثقافات أخرى، إذ لم يعد يكتفي بلغته الأم، بل تلزمه لغة «حيّة» تفيده في بحوثه، ودراساته، وتمكنه من الاطلاع على مراجع جديدة في ميدان تخصصه.
لقد قرع الفرنسيون مثلا أجراس الخطر منذ سنوات، حين تراجعت اللغة الفرنسية تراجعا مخيفا على سلم مستعمليها، وكذا فعل الإسبان لحماية لغتهم من الاجتياح الأنكلوفوني، ويبدو لي أنه على العرب اليوم أن يتوقفوا عن تعليم أبنائهم اللغة العربية بالعصا السياسية والدينية، وأن يتوقفوا عن تقديمها لهم على شكل نصوص أكل عليها الدهر وشرب بتقنيات قديمة قاتلة، فاللغة مكسب إنساني يزيد من فرص النجاح لأي فرد يتقن لغة إضافية، ولا داعي لسلخ فرد من لغته ليتعلم لغة أخرى، فقد أثبتت التجربة التاريخية أن التبعية اللغوية تأتي بالتفوق العلمي وازدهار الأدب والفنون. ومن هذا الباب يمكننا أن نبني علاقة صحية وصحيحة مع اللغة العربية، لا لحمايتها من الاندثار فقط، بل لحماية تراث عظيم ونفائس تاريخية وأدبية وعلمية لم يتسن لنا أن نطلع عليها بعد، والتصالح معها على أنها باب معرفة وتواصل، وليست بصمة نعرّف بها أنفسنا.

٭ شاعرة وإعلامية من البحرين

العربية بعباءتها السياسية

بروين حبيب

السلطة تصعد ضد البشير وأردوغان والبرلمان مجرد جسر عريض معبّد تمر عليه

Posted: 29 Dec 2017 02:12 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: ستخدمت الصحف المصرية الموالية للنظام، زيارة الرئيس التركي للسودان، وعلى مدار يومين، كفزاعة، لإرهاب الجماهير من خطر محتمل يتمثل في التسلل التركي لحدود مصر الجنوبية، مقابل الهروب من مواجهة خطر حقيقي يتمثل في فشل السلطة القائمة في القيام بالمهام الملقاة على عاتقها، وأبرزها إخراج البلاد من أزماتها الاقتصادية التي تهدد المصريين بالفناء.
وفيما كانت الصحف مشغولة بالهجوم على الرئيس البشير واتهامه بالخيانة، كانت الجبهة التي تنشط في الداخل والخارج داعية للرئيس السيسي إلى البقاء في منصبه تحت شعار «علشان يبنيها»، تعلن أنها جمعت توقيعات تصل إلى 21 مليون صوت، وهي الجبهة ذاتها التي تحظى بهجوم من قبل جماعات المعارضة، التي تنشط لتنظيم صفوفها، على أمل أن تتمكن من الدفع بمنافس للسيسي في الانتخابات المقبلة، كي تستطيع إخراج البلاد من كبوتها.
في المقابل ثارت تكهنات على مدار اليومين الماضيين تشير إلى تراجع الفريق أحمد شفيق عن المنافسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، كما تناولت الصحف المصرية الصادرة أمس الجمعة 29 ديسمبر/كانون الأول، عددا من الأخبار المهمة، على رأسها: قوات العلميات الخاصة «تؤمن» احتفالات رأس السنة. الحكومة توافق على 4 اتفاقيات للبترول. خطـة متكاملة لتيسيـر الملاحـة في مجـرى النيـل. الرئيس يطالب بحل مشكلات البواخر السياحية بين الأقصر وأسوان. وزير المالية: 5 بنوك تطرح السندات الدولارية آخر يناير/كانون الثاني. الري: لا قلق من انخفاض منسوب النيل. رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات: الجدول الزمنى للانتخابات الرئاسية خلال أيام وإعلان الفائز قبل 3 مايو/أيار.. وإشراف قضائى كامل.. وارتفاع أعداد الناخبين إلى 60 مليونا. تأجيل جديد لخفض جمارك السيارات الأوروبية. مجمع لإنتاج الأقمار الصناعية بأيدٍ مصرية. الحكومة تقر قانون التخطيط و4 اتفاقيات للبترول. ضبط 8 متهمين و3 من المحكوم عليهم بقضايا إرهابية. وإلى التفاصيل:

درس شفيق للجميع

«ما يجري الآن في ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية المقبلة خرج، وفق ما أشار إليه عبد الناصر سلامة في «المصري اليوم» عن كل القواعد والقوانين واللوائح المنظمة، وهو ما وضع أحد الطامحين مثل الفريق أحمد شفيق في مأزق الترحيل من دولة أخرى إلى مصر، بعد أن أعلن ترشحه من هناك، وهو أيضاً ما أدى إلى صدور حكم بسجن العقيد أحمد قنصوة 6 سنوات، بعد أن أعلن عن رغبته في الترشح، فيما اعتبر أنه قد خالف القواعد العسكرية في هذا الشأن، ثم بعد ذلك شاهدنا على مواقع التواصل الاجتماعى أكثر من رسالة مسجلة لأكثر من شخص ممن أعلنوا عن رغبتهم في الترشح، بل أعلنوا برنامجهم الانتخابي، وقبل كل هذا وذاك كانت هذه اللجان التي تطوف مصر تحت أسماء مختلفة لجمع توقيعات تطالب الرئيس عبدالفتاح السيسي بالترشح لفترة ثانية، مع ما أنفقته من أموال، وأعلنت في النهاية عن جمع نحو 12 مليون توقيع. إذن لا يمكن القول إن العملية الانتخابية سوف تبدأ في شهر فبراير/شباط المقبل، كما هو مقرر لها قانوناً، لقد بدأت بالفعل، بل قبل عدة شهور، منذ أن تم الإعلان عن جمع التوقيعات الخاصة بما أطلقوا عليه «الضغط على الرئيس»، على الرغم من أن الرئيس لم يعلن أبداً عن نيته عدم الترشح. وعلى الرغم أيضاً من عدم ظهور مرشحين حتى الآن يمكنهم إثراء العملية الانتخابية، بعد أن بدا واضحاً أن الفريق شفيق قد تراجع لأسباب سوف يُزاح الستار عنها يوماً ما، وأن الإخوان المسلمين قد ذهبوا إلى حال سبيلهم ما بين السجون والنفي الاختياري، وأن الدكتور محمد البرادعي قد غادر إلى غير رجعة، وأن جمال مبارك لا يمكنه الترشح، وأن حمدين صباحي قد حرق نفسه بالقبول بوضعية الانتخابات السابقة، كما أن عمرو موسى أعلن مبكراً اعتزاله هذا المضمار، وبذلك أصبح الطريق ممهداً لانتخابات أقرب إلى الاستفتاء، لم تكن في حاجة أبداً إلى مخالفة القواعد والقوانين.

مؤامرة أم وهم؟

«مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، ومع تواصل حملة إعادة انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي بصفة غير رسمية، بدأت أصوات وأقلام، رصدها عبد العظيم حماد في «الشروق»، تتحدث من جديد عن المخططات الأجنبية ضد مصر والمنطقة، التي يقف السيسي وحده صامدا في مواجهتها، ومع أن هذه الأصوات والأقلام لم تحدد صراحة الدول أو القوى صاحبة تلك المخططات، كما لم تحدد مصادر معلوماتها المستجدة عن مساعي تلك القوى لعرقلة إعادة انتخاب الرئيس المصري لفترة ثانية، فإن الأمر لا يحتاج إلى أكثر من ذكاء طفل، لإدراك أن المقصود هنا هو الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل. وبغض النظر عن التناقضات المؤكدة في هذه المقولة، وكذلك بغض النظر عن طابعها الشعبوي الذي بلغ في مرحلة سابقة حد الادعاء بإحباط خطة أمريكية لغزو مصر دفاعا عن حكم جماعة الإخوان المسلمين، وذلك بعد أسر قائد الأسطول السادس الأمريكي، والادعاء بأن هيلاري كلينتون اعترفت في مذكراتها باتفاقها مع حكومة الإخوان على تسليم سيناء أو جزء منها للفلسطينيين… بغض النظر عن ذلك كله فإننا نرى أن الأجدى في هذه اللحظة هو مناقشة ما وصفناه في العنوان بالعقدة الأمريكية في السياسة المصرية. لكن يستحسن المبادرة منذ الآن إلى التأكيد بأن هذه «العقدة الأمريكية» حاضرة وفاعلة في الحياة السياسية لكثير من دول العالم، الكبيرة منها والمتوسطة والصغيرة، قبل الحرب الباردة وفي أثنائها، وبعدها، بحكم خروج الولايات المتحدة قوة دولية أعظم بعد الحرب العالمية الثانية، أي قوة لها مصالح في كل شبر من كرتنا الأرضية، ولديها الموارد والأدوات التي تمكنها من حماية هذه المصالح، أو على الأقل الصراع من أجل حمايتها، إلى جانب جاذبية النموذج السياسي الأمريكي القائم على قيم الحرية والفردية، حتى في أوج جاذبية النموذج الاشتراكي، وثورات التحرر الوطني، وحركة عدم الانحياز».

«سد الحنك»

يسأل عمار علي حسن في «المصري اليوم»: «أين البرلمان من كل ما يجري؟ حتى طحنه الكلام في قضايانا المهمة لم يعد موجودا. شيء مؤسف أن يكون كل هؤلاء قد التهموا أطنانا من «سد الحنك»، ثم جلسوا يروضون التخمة والتثاؤب، مستسلمين لتراخي العزائم والضمائر، ومتواطئين مع فهم غريب لدور البرلمان يقصره على أنه مجرد جسر عريض معبّد تمر عليه السلطة التنفيذية في خيلاء لتنقل ما دبرته وقررته من صفحات الورق إلى الشارع بدون أن يراجعها أحد، أو يزعجها أحد بسؤال أو طلب إحاطة أو استجواب أو نقاش لما تبرمه من اتفاقيات ومعاهدات، فكل شيء يمر فوق الجسر في سرعة خاطفة، يخرج كما دخل، بعد أن يكون قد نال «ختم» البرلمان ليستوفي الشكل. سيقول مؤرخون منصفون إنه البرلمان الأسوأ في تاريخ مصر، فهو فاشل حتى في استيفاء الحد الأدنى لشروط الممارسة السياسية أو الحفاظ على شكلها الخارجي، وإذا كان هؤلاء قد اطمأنوا إلى استمرارهم أيضا مع حديث عن احتمالات أن يشكل ثلاثة أرباع البرلمان المقبل وفق نظام «القائمة المطلقة المغلقة»، فعلى الأقل عليهم أن يسهموا في ترشيد السياسات القائمة قبل أن يجرفهم الطوفان مع من سيجرفهم».

حكاية السوداني الذي سيغزو القاهرة

«فوجئ محمد عصمت الكاتب في الوفد، بفيديو لشاب سوداني ملثم يحمل في يده اليمنى مدفعا رشاشا، وهو يتوعد بشن الحرب على مصر مع عشرات الآلاف من الشباب السودانيين، بمجرد أن يعطيهم الرئيس عمر البشير الإشارة بذلك، زاعماً أنهم في غضون ثلاثة أيام سيحتلون القاهرة ويرفعون علم السودان فوقها، بدون أن ينسى أن يكيل الشتائم البذيئة للشعب المصرب من أيام حكم كليوباترا وحتى الآن! صحيح كما يؤكد عصمت أن تهديد هذا الشاب «كلام ساكت» كما يقول أشقاؤنا في السودان، أو كما نقول نحن في مصر «كلام فاضي»، وأنه شخصياً يدرك تماماً أن البشير لن يعطيه هذه الإشارة ولا حتى في أحلامه، لكن كلامه يعبر ـ وإن كان بفجاجة مفرطة ـ عن تيار داخل السودان أصبح يرى في مصر عدواً لبلاده، أو على الأقل لا تريد لها الخير، وهو تيار تغذيه دوائر سودانية ارتبطت بعداوات تعود في إحدى أهم محطاتها إلى انقلاب 30 يونيو/حزيران 1989 الذي قاده الدكتور حسن الترابي ونفذه عمر البشير على حكومة الصادق المهدي آنذاك، وهي العداوات التي وصلت لأقصى مدى لها بتورط قيادات سودانية رفيعة المستوى في محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها الرئيس المخلوع حسني مبارك في أديس أبابا عام 1995. أحد أهم أسلحة هذه الدوائر السودانية في تأجيج العداء لمصر هو خروج بعض صحافيينا أو إعلاميينا ومخرجي أفلامنا عن حدود اللياقة في تناولهم لأوضاع وأحوال السودان والسودانيين، مع غياب أي مناقشات مصرية جادة حول تنمية العلاقات الشعبية مع أشقائنا في جنوب الوادي. في الوقت نفسه الذي أهملت فيه السياسة المصرية الشأن السودانس سنوات طويلة».

أردوغان لا يطيق السيسي

ومن معارك أمس الصحافية تلك التي شنها مجدي سرحان في «الوفد» على الرئيسين التركي والسوداني: «الرئيس التركي أردوغان يتربص بمصر ويضمر لقيادتها كرهاً صريحاً.. وكل تصريحاته تشي بهذا الكره النابع من إدراكه أن القيادة المصرية هي القوة الإقليمية الحقيقية التي تعيق نجاح مشروعه السياسي «الإخواني» الحالم بإعادة إحياء «دولة الخلافة العثمانية المزعومة». فالقيادة المصرية هي التي أفشلت مخطط «التنظيم الدولي للإخوان» الذي ينتمي إليه أردوغان، الذي كان يهدف إلى كسر الدولة المصرية وإخراجها من معادلة الصراع الإقليمي في المنطقة الأكثر سخونة في العالم الآن.. وهي المنطقة الممتدة من الخليج العربي شرقاً حتى البحر الأحمر غرباً.. ومن العراق وسوريا شمالاً حتى بحر العرب وخليج عدن جنوباً.. بما تحتويها من بحار وخلجان ومضايق استراتيجية. تلك المنطقة التي أصبحت تعج بالتواجد العسكري الأجنبي، سواء في صورة قوات نظامية تخوض حروباً قائمة ضمن تحالفات دولية وإقليمية، أو في شكل قواعد عسكرية تنتشر على طول سواحل بحار هذا الإقليم الذي تسعى كل القوى الإقليمية إلى إيجاد موطئ قدم لها فيه، استعداداً لحدث عظيم، أو انفجار مقبل لا محالة. ولا خلاف أيضاً على أن سلوك القيادة السودانية الحالية.. ممثلة في الرئيس البشير.. يشي في ما يتعلق بمصر بما يخالف خطابها العاطفي المعلن بأن «العلاقات المصرية السودانية علاقات مقدسة تتجاوز حدود الدبلوماسية والجوار، وتبقى وتدوم بدوام سريان الدماء المشتركة في الشرايين».. وغير ذلك من عبارات «الشو الإعلامي» و«كليشيهات» المؤتمرات الصحافية. وهناك الكثير من المواقف تدل على ذلك».

مراهقة سياسية

«السودان كما يعترف محمود سلطان في «المصريون» مثلها مثل أي دولة، تبحث عن مصالحها، وفي الآونة الأخيرة انحازت إلى إثيوبيا، لأن مصلحتها مع بناء سد النهضة، الذي سيوفر لها الطاقة بأقل الأسعار، ويعفيها من الفيضانات السنوية المدمرة لثروتها الزراعية والحيوانية والعقارية. ومنذ أكثر من ثلاث سنوات، سمعت من مسؤولين مصريين شاركوا في مفاوضات سد النهضة، أن السودان يميل إلى تأييد إثيوبيا في ذلك الشأن، وسمعت منهم شرحًا مفصلًا عن الفوائد التي سيجنيها السودان من السد.. ولم أسمع منهم أي مقترحات أو حلول مصرية، يمكن أن تقنع السودان بالتخلي عن رأيه. لم يقدم الجانب المصري، بدائل للسودان، يحمله على التعاطف مع محنة مصر المائية والمتوقعة. وأعتقد أن الأزمة ما زالت قائمة: لا الخرطوم تخلت عن مصالحها مع إثيوبيا، ولا القاهرة أبدعت حلولًا تجذب السودان إلى صفها، بل تطورت الأزمة إلى استفزازات متبادلة بين البلدين، ودخلت ورقة «حلايب»؛ لتلقي مزيدا من الضغوط على السيادة الوطنية المصرية، التي تضررت كثيرًا بعد التنازل «الهزلي» عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية. منذ أيام قليلة، زار أردوغان السودان، ومعه 200 رجل أعمال تركي، وأبرم 33 اتفاقية بين البلدين، من بينها اتفاقية بشأن جزيرة «سواكن» المتاخمة للحدود مع مصر، جانب من الاتفاقية بات سرًا، ولم تُعلن تفاصيل عنه، ويبدو أنه يتعلق بوجود عسكري تركي في الجزيرة. تعاملت القاهرة، مع الزيارة ومع ما ترتب عليها من اتفاقيات، بالمنطق «العاطفي ـ الطفولي» ذاته، والذي ظهر في صورة نزق وطيش وحمق إعلامي غير مسؤول».

طعم ابتلعناه

«لم تجد إسرائيل فرصة أفضل من هذه لتروج لأخلاقيات جنودها، كما تؤكد جيهان فوزي في «الوطن» حيث نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية مقطع فيديو وعهد التميمي تقوم بضرب الضابط الذي تعدى على حرمة منزلها للدعاية في وسائل الإعلام، والدها باسم التميمي، الناشط السياسي المعروف يعلم يقيناً أن اعتقالها جاء للدعاية والترويج في وسائل الإعلام، فقبل وقوع الحادث دخل الجندي منزل عائلتها وضرب أخاها ذا الـ14 عاماً وأطلق النار على أشخاص كانوا هناك، كل ذلك كان أمام الأسرة فقط بعيداً عن أعين الكاميرات، بينما دارت الكاميرا لتظهر أن الجندي الإسرائيلي أخلاقي ويتعامل بالمعايير الإنسانية، بدون المساس بحقوقها. قررت محكمة عوفر العسكرية الإسرائيلية تمديد اعتقال عهد بحجة أنها تشكل خطراً على أمن الدولة! بعد أن تصدر الفيديو وسائل الإعلام العبرية، وهي تطرد عنصرين من جنود الاحتلال وتصفعهما على وجهيهما، قال الوزير الإسرائيلي نفتالي بينت محرضاً: «إن عليها أن تقضي حياتها في السجن»، بينما وزير الحرب أفيغدور ليبرمان خرج بموقف متوقع حين دافع عن جيشه بوصفه أكثر جيوش العالم إنسانية، ويتحلى بقيم لا مثيل لها، لكن يحظر على إنسانيتنا أن تكون على حساب الردع والقوة، معلقاً بلهجة تملؤها السخرية قائلاً: «من ينفلت بالنهار يعتقل بالليل»، أصبحت الشغل الشاغل لدوائر صنع القرار في إسرائيل، بعد أن أشعل الفيديو الذي أظهر «التميمي» وابنة عمها تقتربان من جنديين يستندان إلى جدار وتهاجمانهما بالدفع والركل والصفع واللكم، وبثت وسائل الإعلام العبرية الصور بشكل تحريضي باعتبارها إهانة للجنود، وحرص جيش الاحتلال على اعتقالها كونها أهانت الضابط وسط جنوده، بينما يُنكل كل يوم بآلاف الأطفال الفلسطينيين على يد جنود الاحتلال ضرباً واعتقالاً وتعذيباً وقتلاً، والتي تعد جرائم حرب يعاقب عليها القانون ولا يحرك ساكناً».

المقدسيون في الحرب بمفردهم

«الفلسطينيون لن يكونوا، كما يجزم مصطفى منيع في «الشعب»، لقمة قابلة للهضم والانحدار لبطون المتآمرين ليزدادوا تباهيا بانتفاخها وهم يتلذذون باستجمام في لاس فيغاس وباسترخاء على كراسي منتجع «ترامب» القابض على صنيعه أغلى ثمن. الفلسطينيون شرفاء في دفاعهم عما يخصهم كدولة محتلة يسعون لتحريرها، مستقبلين الحرية بالأحضان، لا فرق بين فلان أو فلان، كرماء في جهادهم من أجل الحفاظ على سلامة «القدس» عزة وسؤدد الأمة العربية وقبلها الإسلامية قاطبة، مفعمة بالتطبيق الفعلي لحقوق الإنسان. لهذا لن ينجح ملك السعودية في مخططه التآمري الجاعل الانتقام من الفلسطينيين بحجة تعاملهم مع إيران، علما بأن الفلسطينيين أذكى من ذلك بمراحل لن يميلوا لأي كان، لأن مصيرهم في استقلالية قراراتهم مهما كان المقام أو الزمان. أكثر الغباء غباء استشعار الغباء بأنه القمة في الغباء، الحكم ليس بتقليل أمر المحكومين به، ولا بالتعنت أو إقصاء أي طرف يدخل في نطاقه الحكم، الحكم كفاءة في حمل الميزان، متساوي الكفتين أكان المقصود الحركة بدافع عوامل مضافة لم تكن في الحسبان، أو انتقاص في مواجهة الخطأ بما يلزم من فصل أو فصول لقوانين معدة مسبقاً قبل فوات الأوان. الحكم من أسس قيام دولة واستمرار بقائها، إذن انطلاقا مما ذُكر ما نوعية الحكم في مملكة آل سعود؟ ومَن يحكم هناك أصلا؟ دولة قائمة والسلام، على رأسها رجل يتصرف من تلقاء نفسه، لا دخل لمؤسسات ولا حتى لآداب حوار بمفهومه الإنساني، كلمة ينطقها الملك بحضور سيَّاف، كأن الالفية الثالثة ومقوماتها لم تدخل تلك القصور، المشيد أحدها في قعر بحر من البحور».

الراية البيضاء أمام إثيوبيا

أزمة السد تؤرق محمود خليل في «الوطن»: «عقب الزيارة التي قام بها سامح شكري إلى إثيوبيا خرجت تأكيدات رسمية تفيد باستمرار نهج التفاوض من أجل حل الخلافات بين الطرفين المصري والإثيوبي، وأن مصر اقترحت إدخال البنك الدولي كطرف محايد، يمكن أن يساهم في المشورة الفنية، بحكم ما يمتلك من خبرات في هذا السياق. التفاوض الذي تجري مصر وراءه الآن يتم تحت ظرفين: الأول يتمثل في حالة العزلة التي أفلحت إثيوبيا في فرضها على مصر داخل حوض النيل، بعد أن أصبحت السودان منحازة إليها، ووقّعت باقي دول المنبع على اتفاقية عنتيبي، التي لا تعترف بأي اتفاقيات تاريخية سابقة بشأن توزيع حصص مياه النيل. الظرف الثاني يتمثل في «اقتراب إثيوبيا من الانتهاء من بناء السد»، ما يعني أن المنهجية التي اعتمدت عليها إثيوبيا في إدارة أزمة السد والمتمثلة في فرض الأمر الواقع أتت أكلها وحققت أهدافها، وأي مفاوضات جديدة لن تشهد تغييراً في المنهجية التفاوضية الإثيوبية، بل ستمنح أديس أبابا المزيد من الوقت لتتمكن من إتمام الجزء المتبقي من السد. الحديث عن «التفاوض» في سياق هذين الظرفين يعني أننا لن نحقق شيئاً، فما عجزنا عن إنجازه خلال المفاوضات التي أعقبت التوقيع على اتفاق المبادئ (مارس/آذار 2015)، حين كانت الظروف والأوضاع على أرض الأزمة أفضل من ذلك، لن نستطيع أن نحققه اليوم. التمسك بالتفاوض كأداة لحل المشكلات أمر محمود، بشرط أن تجد من الطرف الآخر العقلانية التي تجعل للتفاوض نتائج مثمرة على الأرض، وفي غير تلك الحال يصبح مضيعة للوقت، وتفويت الفرصة على طرق أخرى للحل ـ غير التفاوض ـ قد تكون أنسب للوقت والظرف الذي يحكم الأزمة. التجربة الدولية تقول إن الكثير من دول العالم تلجأ إلى فرض إرادتها بكل ما تملك من أدوات ووسائل في مواجهة أي خطر وجودي».

المتآمرون منا وعلينا

ما زال عباس الطرابيلي في «المصري اليوم» مسكوناً بالخوف من مؤامرات بالقرب منا: «كنا نفخر بأن محمد علي باشا جعل هذا البحر بحراً مصرياً خالصاً.. ليس فيه موضع قدم لغير المصريين، ولغير العرب.. ولكننا الآن نراه أصبح بحراً «بظرميط».. أو بحر «تكنوكلر». يعني على كل الأنواع يا «باتستة»، فاكرين الباتستة التي أدخل محمد علي صناعتها إلى مصر منذ قرنين من الزمان؟ الآن لم يعد بحراً مصرياً، ولا حتى عربياً.. عندما سمح بعض حكامه لغير العرب ـ وهم بكل أسف مجرد منتفعين.. سواء «من قبض من حكامه» أو «من دفع» ـ ليحقق أهدافه الاستعمارية الجديدة، إذ ها نحن الآن نجد أصابع إقليمية تطمع في إعادة تواجدها الاستعماري من خلال أن تنشئ لها مواضع قدم بداية من إيران في أقصى الشرق.. وبعيداً عن مياه البحر الأحمر بآلاف الأميال.. تماماً مثل تركيا في أقصى الشمال، ناهيك عن قواعد أجنبية أمريكية، فرنسية، يابانية، صينية.. وأيضاً ألمانية.. حتى أن أصغر دولة فيه هي جيبوتي 23 ألف كيلومتر مربع، وسكانها أقل من مليون إنسان، تؤجر أراضيها بالمتر المربع.. وكل اقتصادها يقوم على هذا التأجير، إذ فيها وحدها خمسة قواعد أجنبية، والسبب: أنها تقع في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، وتكاد تتحكم في مضيق باب المندب، بين إريتريا شمالاً والصومال جنوباً. وهذا البحر «البظرميط» يباع الآن بالمتر! الحكام هم المستفيدون.. والشعوب دائماً تدفع الثمن، إيران مثلاً تحاول السيطرة على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر لتحاصر السعودية، وفي الوقت نفسه تتحكم في الملاحة عبر قناة السويس، تماماً كما تتحكم في الملاحة بسيطرتها على مضيق هرمز المتحكم في تجارة البترول العالمية. وتجىء تركيا التي تحاول إحياء الإمبراطورية العثمانية، تماماً كما تحاول إيران إحياء الإمبراطورية الفارسية، والخطوة الأخيرة حتى الآن هي ما قدمه المشير البشير حاكم الخرطوم «منحة» لتركيا».

إضحك الصوره تطلع حلوة

«لماذا فشلت الحكومات المتعاقبة في تجميل صورة مصر خارجياً؟ من جانبه يرى محمد الشناوي في «الشروق» أن معضلة تحسين صورة مصر في الخارج تنبثق من غياب آليات عرض الأخبار المصرية بصورة إيجابية للعالم، وأن هناك فجوة يجب أن يردمها الإعلام الحكومي المصري كي ينال رضا الرأي العام العالمي. إلا أن هذه الأصوات تدرك في أغلبها أن كل ما يتم من نقاش حول هذه النقاط هو للاستهلاك المحلي لا أكثر، وربما رغبة في إرضاء جهات حكومية قد لا يدرك القائمون عليها تعقيدات مشهد الإعلام العالمي وكيفية صناعة الأخبار وعرضها، والأهم علاقة القائمين عليها بدوائر الحكم خاصة في الولايات المتحدة. ويحرك نشر مقالات على صفحات الجرائد المهمة مثل «نيويورك تايمز» أو «واشنطن بوست» تنتقد ممارسات النظام المصري في ما يتعلق بالحريات والحقوق المدنية ملف «تحسين صورة مصر في الخارج» بصورة أصبحت روتينية وتسبب الملل من تكرار الكلمات والمصطلحات، التي لم تتغير منذ عهد الرئيس السابق حسني مبارك. لن تنجح أي من هذه المبادرات أو المقترحات لسبب بسيط وهو أنها تخلق ميتة وجثة هامدة، ليس بسبب هوية القائمين عليها، لكن بالأساس لغياب منطق حرية النشر وقيود الرقيب الفعلي أو الذاتي على هذه المبادرات. هل تجرؤ هذه المبادرات المنتظرة على التمتع بما تتمتع به مواقع مثل «مدى مصر» والذي يتابع أغلب ما يتم نشره في دوائر الإعلام والسياسة الأمريكية المهتمة بالشأن المصري. هل تستطيع مواقع الصحف المصرية المتحدثة بالإنكليزية أو التلفزيون الحكومي المتحدث بالإنكليزية التعرض لموضوعات تتناول أخبارا وقضايا حساسة في مصر، مثل صفقات استحواذ وإدارة وسائل إعلام بصور مباشرة وغير مباشرة، والتعرض لمصادر التمويل وطبيعة الملكية. هل ستحاول هذه المواقع المستحدثة الوصول لسيناء لعرض طبيعة الحرب هناك».

شكراً للجيش

من أبرز المناوئين لمعسكر الثوار كرم جبر في «اليوم السابع»: «الدولة التي ندافع عنها يجب أن تكون لها هيبة وسطوة، ومؤسسات قوية وراسخة، وفي ظهيرها شعب يحترم القانون ويدعم أجهزة الحكم، فلم توجد لتتسلط عليه، وإنما للسهر على خدمته، وتيسير حياته المعيشية.. وأهم مؤسسات الدولة هو الجيش، الدرع الواقية في المحن والأزمات والحروب، بجانب مؤسستي الشرطة والقضاء، فهذا المثلث هو كلمة السر لبقاء الدول أو تفككها وانهيارها. لعبت جيوش الشر التي اجتاحت المنطقة تحت مظلة الجحيم العربي، على ضرب جيوش الدول المستهدفة، لتتمكن من تفكيكها وتمزيقها، وتكرر السيناريو في العراق وسوريا واليمن وليبيا، ووصلت أنظمة الحكم فيها إلى نهايتها، بعد إثارة الفتن والانشقاقات في جيوشها، فأصبحت الدروع الواقية مجرد سيوف من ورق. تحديث الجيش المصري ورفع قدراته القتالية، ليس رفاهية، ولكنه حياة أو موت، لتبقى مصر واقفة على قدميها، رافعة رأسها إلى السماء. ولم تتفكك الدولة أو تنهار، لأن الجيش وقف صامداً، حين تكالبت الوحوش على الوطن، يدافع عن دولته ويحميها ويحقق الأمن للشعب، ويعيد بناء المؤسسات التي يحاولون النيل منها، وفي مقدمتها مؤسستا القضاء والشرطة. لا أنسى أبداً يوم ذهبت فيه لزيارة النائب العام بعد 25 يناير/كانون الثاني، ووجدت الطريق إلى مكتبه في الدور الثاني يشبه يوم الحشر، حيث احتشد المتظاهرون والمحتجون في كل مكان، وحاصروا مكتبه ومنعوه من الدخول، في صورة همجية بشعة تجلب الهموم والأحزان. ولا أنسى يوم ذهب صلاح أبو إسماعيل لحصار المحكمة الدستورية العليا، ليعطي رسالة بأن القضاء تحت سيطرة الهمج، ومنع القضاة الأجلاء من دخول مقر المحكمة».

أقباط حائرون

«عادت الولايات المتحدة الأمريكية للعبة القديمة نفسها التي مللنا منها وباتت مكشوفة للكل كما تقر بذلك جيلان الجمل في «الأهرام» وهي الضغط على مصر بكافة الوسائل، إذا حادت عن المسار الأمريكي الذي أصبح يراه العالم أجمع معوجا، بخلافها هي وطفلتها المدللة «إسرائيل» طبعا إلى جانب دويلات أصحاب مصالح تبصم بالعشرين على كل ما تقوله وتفعله أمريكا بالعالم العربي والإسلامي، خاصة بعد اعترافها السافر والمستفز بالقدس عاصمة لإسرائيل، الذي وصفه المحلل الإسباني لويس خوسيه فرنانديز بأنه كارثه، وستكون له تداعيات خطيرة، وحذر الاتحاد الأوروبي من هذه الخطوة. وبدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحرك اليد الخفية وراء الكونغرس الأمريكي لتبني مشروع جديد لدعم أقباط مصر كانت قد تقدمت به منظمة أمريكية مشبوهه للتضامن القبطي، بهدف رفع المعاناه عن الأقباط في مصر، الذين هم أصلا جزء من النسيج المصري الذي لا يمكن فصله في أي حال من الأحوال. وكما عودتنا السياسات الأمريكية التي تكيل بعدة مكاييل وترى بعدساتها الخاصة، أن الإرهاب موجه تحديدا لإخواننا المسيحيين في مصر. أحب أن أطرح سؤالا هنا لماذا لم يتبن الكونغرس الأمريكي «الحنون» قرارا أيضا بشأن حماية المسلمين الذين يذبحون في بلادهم على أيدي ميليشيات داعشية مدربة على أعلى مستوى، للقضاء على أبرياء عزل لا ذنب لهم».

كنز الجنة وبابها

«عبارة قليلة الكلمات، بالغة الأثر، تريح النفس، وتعين على نوائب الحق، ولو عرف كل منا معناها لحلت مشكلاتنا، كما يؤكد عبد الرحمن سعد في «الأهرام» ولزالت همومنا، لذا حبَّب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فيها، وأهداها إلى أكثر من تسعة عشر صحابيا، أوصاهم جميعاً بالإكثار منها، إذ اعتبرها مفتاح كل خير، ووصفها بأنها «كنز من كنوز الجنة»، و«بابا» من أبوابها. إنها «لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ»، المعروفة بالحوقلة. ورغم أننا نرددها كثيرا إلا أننا قد لا نعرف فضلها، ولا أهميتها، وبالتالي لا نأتي بها سوى في حال الاسترجاع والألم، أو إذا دهمنا، فقط، أمر عظيم، مع أنها تُقال، في جميع الأوقات والأحوال، للإقرار بنعم الله، ونسبة الخير إليه، والتبرؤ من حولنا وقوتنا، إلى حول الله وقدرته».

السلطة تصعد ضد البشير وأردوغان والبرلمان مجرد جسر عريض معبّد تمر عليه

حسام عبد البصير

2017 عام سيء لإسرائيل

Posted: 29 Dec 2017 02:12 PM PST

يوم الاثنين، في الأول من كانون الثاني، سيضع اللواء احتياط عاموس يدلين، رئيس معهد بحوث الأمن القومي، على طاولة رئيس الدولة التقويم الاستراتيجي للمعهد لعام 2018. في السنوات الأخيرة قدر المعهد أن احتمالات الحرب التي تكون إسرائيل مشاركة فيها، متدنية للغاية، تكاد تكون صفرا. أما الوضع فقد تغيّر، كما سيقول يدلين. فحين تكون إيران ترابط بقوات لها في مواجهة إسرائيل في الجولان، وحين تعلن إسرائيل أنها لن تسمح لهذه العملية أن تحصل، يتعاظم احتمال الحرب.
في العالم توّجوا بوتين المنتصر الأكبر عام 2017، ولكن من ناحية إسرائيل فالمنتصرة هي إيران. مع بوتين نتدبر أمرنا، وكذا مع الأسد. ولكن خامنئي هو جوزة قاسية. سنة تنتهي بتثبيت وجود عسكري إيراني على حدود إسرائيل لا يمكنها أن تعتبر سنة طيبة.
2017 تترك خلفها إرثا غير طيب في عدة مسائل أخرى، دُولية ومحلية. هذا لن يمنع مركز الليكود من الاحتفال في نهاية السنة بعد غد، في قاعة أفنيو في ايربورت ستي. «هم سيواصلون الكتابة عن السيجار؛ نحن سنواصل كتابة التأريخ»، هكذا سجل على الدعوة الاحتفالية. عمليا، يدور الحديث عن جولة أخرى، الجولة الثالثة أو الرابعة، في المعركة التأريخية بين نتنياهو وميني نفتالي. في الجولة السابقة كانت الذريعة هي عيد الحانوكا. أشعلنا الشموع في كفار همكابيا وأعلنّا أن الشرطة هي تنك. في هذه الجولة سنحتفل باليوم المقدس المسيحي السلفستر، توقيت مسلٍ جدا لحزب باع ناخبيه للأحزاب الأصولية. وسيبدأ الاحتفال في السادسة مساء. في الثامنة سنَشْتُم ملتشن وفي منتصف الليل سنفتح زجاجات الشمبانيا الوردية.
في 20 كانون الثاني 2017 أدى دونالد ج ترامب اليمين القانونية الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة. والفرضية هي أنه سيتصرف مثلما تصرف أسلافه، سينتقل من الأطراف إلى المركز، يصالح الخصوم، يتصرف رسميا، رئاسيا. حصل عكس كل هذا. حتى اليوم لم يحسم السؤال هل ترامب عبقري يفهم أكثر من الجميع ما في قلوب ناخبيه أم أنه مجنون القرية. لا يوجد أمريكي لم يحدد رأيا قاطعا، لا لبس فيه عن الرجل. وتتراوح الآراء من الإعجاب الذي لا حد له حتى المقت الجسدي. في الوسط تتراكض المؤسسة الجمهورية، التي ترى فيه أحيانا خطرًا وجوديًا وأحيانًا أخرى غبيًا مجديًا.
ترامب هو الرئيس الرابع على التوالي الذي يعتبر غير شرعي في نظر جزء كبير من الأمريكيين. وقد تجاوزت المعارضة الخلاف على الفكر او السياسة. وهي تعتمد على أساس أخلاقي. كلينتون كان في نظر كارهيه خائنًا وفاسدًا؛ بوش 2 سرق الانتخابات؛ أوباما متخف: فقد ولد بلون الجلدة غير الصحيح، في الدولة غير الصحيحة وفي الدين غير الصحيح. سحابة اللاشرعية عذبت كلينتون، بوش وأوباما. أما ترامب فهي تشعل ناره. لست أنا غير الشرعي، يعلن لنصف الأمريكيين، إن لم يكن لمعظمهم: أنتم غير شرعيين. ترامب ليس الشعبوي الأول الذي بنى على التحريض ضد أجزاء من السكان؛ هو الشعبوي الأول الذي يبني على التحريض ضد الأغلبية.
متلازمة ترامب أثرت في إسرائيل بطرق مختلف ومفاجئة. سياسته الخارجية تلخصت في شعار «أمريكا أولا». من ناحية الأمريكيين، كانت النتيجة حل الاتفاقات التجارية مع كندا والمكسيك ومع دول جنوب شرق آسيا، الهجوم على الصين الذي استبدل بالاستسلام والانبطاح، تهديدات الحرب تجاه كوريا الشمالية، إضعاف الناتو وتسليم الشرق الأوسط وأوكرانيا إلى أيدي بوتين. انسحاب الولايات المتحدة من مكانتها ومسؤوليتها ككبرى القوى العظمى بدأ في عهد أوباما. لقد أكثر ترامب من التغريد ضد سلفه، ولكنه عمليا تبنى سياسته. الضرر الفوري، من ناحيتنا، كان الانتصار الإيراني في سورية، الذي تحقق بالمساعدة المباشرة من أمريكا وتجسد بسبب غيابها. في المكان الذي احتجنا فيه إلى أمريكا في 2017 اختارت الغياب.
في كل ما يتعلق بالنزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني عمل ترامب في 2017 كعظيم أصدقاء حكومة إسرائيل. كل من يؤمن بأن النزاع هو لعبة مبلغها الصفر، إما نحن أو هم، يجب أن يغني له أغاني المجد، وأن يسمي على اسمه محطة قطار خفيف لن تقوم في أي مرة، ويسمي مستوطنة على اسمه. تعيين كوشنير وغرينبلت، خطة السلام التي ماتت في ولادتها والنهاية العظمى، الاعتراف بالقدس كعاصمة، منح كل هذا حكومة إسرائيل فترة زمنية معفية من الضغوط. وانتقلت المسيرة السلمية من الثلاجة إلى الفريزر. كما أن الدفاع عن إسرائيل في المؤسسات الدُّولية اجتاز تحولا. فلم يعد هذا دفاعا سلبيا من خلال الفيتو في مجلس الأمن، بل دفاع ناشط، من خلال التهديد بالعقوبات المالية، المقاطعة والانسحاب. إن العناق الأمريكي حار ودافئ ومقيد. ومن شأنه أن يتبين كعناق دب. اليونسكو مثلا. فالانسحاب من اليونسكو لن تضر أمريكا في شيء، أما لإسرائيل فهو سيضر بل وسيضر جدا. ولكن عندما تعلن أمريكا أنها ستنسحب احتجاجا على التصويت ضد إسرائيل، لا يكون أمامنا مفر غير السير في أعقابها. لقد تأخر نتنياهو قدر ما يستطيع، ولكن في النهاية أعلن أننا سننسحب في نهاية السنة المقبلة.
لقد التقت شعبوية ترامب بنا في مكان آخر، بعيد جدا عن نزاعات الشرق الأوسط. والمواد الصلبة في الحركة التي حملها ترامب على ظهرها، مصابة بالعنصرية واللاسامية. في طرفه تصعد مزدهرة مليشيات نازية جديدة. والخليط بين الآراء اللاسامية والدعم المتحمس لإسرائيل وحربها ضد المسلمين هو ظاهرة سائدة في أوروبا. رئيس وزراء هنغاريا فيكتور اوربان يقف على رأس حركة كهذه، تأسست في العهد النازي، وهكذا أيضا مستشار النمسا الشاب سباستيان كورتس. والجديد هو في دخول هذه الحركات إلى التيار المركزي، المشروع، للسياسة الأمريكية، برعاية ترامب ومقربيه. معظم اليهود في أمريكا يتعاملون مع هذه الظاهرة كتهديد وجودي. أما حكومة إسرائيل فلا مبالية.
إن التأثير الأكبر لترامب في حياتنا هذه السنة كان في تبني الترامبية كأمر عادي. ولكن قبل أن أصل إليها، يجدر بي أن أكرس بعض الوقت لشخصية أخرى، لا تقل تشويقا، طلت على حياتنا هذه السنة: الأمير محمد بن سلمان.

يد الملك

محمد بن سلمان، 32 سنة، عين في حزيران 2017 وليا للعهد في السعودية. الأمريكيون يسمونه بالأحرف الأولى لاسمه بالانكليزية: MBS. أبوه، الملك سلمان مريض ولا يؤدي مهامه. ومن كل ناحية عملية، فإن الأمير هو الملك.
السلالة الملِكية السعودية تميزت بالمحافظة، الانغلاق، السلبية، الاستسلام للصيغة المتطرفة للإسلام الوهابي والتعاون، طوعًا أم غصبًا، مع منظمات إرهاب سنية وعلى رأسها القاعدة. أما MBS فيدعي أنه عكس كل هذا. لديه مزاج ثوري وأفكار راديكالية. هدفه الأول كان الشيوخ. فقد اعتقل المئات منهم. أما الآخرين فقد أملى عليهم برنامجا دينيا جديدا، بالتعابير السعودية يعتبر سوبر ليبرالي، يكاد يكون سائبا. وهو يستند إلى القرآن، بالطبع. إذا عرفنا كيف نبحث، يمكن ان نجد ليبرالية في القرآن أيضا. الأوائل اللواتي شعرن بالثورة هن النساء. بعدهن جاء الشباب. MBS هو بطلهم.
الهدف الثاني في الثورة كان أصحاب المال، جزء كبير منهم أقرباء عائلة. وقد اعتقلوا واحتجزوا معتقلين في فندق ريتس كارلتون الفاخر في الرياض. واتهموا بجرائم الفساد، وهو ادعاء استقبل ببعض الشك، على خلفية حقيقة أن الفساد في السعودية هو أمر عادي. وكان الهدف مزدوجا: أن يريهم من هو السيد، وأن ينتزع منهم المال لصندوق المملكة الفارغ. وكانت الفدية 100 مليار دولار.
مال النفط السعودي موّل على مدى السنين البنية التحتية الدينية الاجتماعية السنّية في أرجاء العالم، مساجد ومؤسسات خيرية. على هذه البنية نمت منظمات الإرهاب، من القاعدة وحتى داعش. أما الأمير فيسعى إلى تجفيف هذا المسار. أحد الأمريكيين الذي التقاه شبّه على مسمعي هجمة الأمير على المؤسسة الدينية بسقوط سور برلين. لهذه الدرجة.
على حد قول أمريكيين اثنين التقيتهما في الأشهر الأخيرة، في لقاءين مختلفين، فإن سيطرة الأمير في حكم السعودية مطلقة. لا يوجد في هذه اللحظة أحد يتجرأ على تحدي حكمه. يحتمل أن يغتالوه، ولكن احتمال النجاح صغير. بخلاف الحكام في دول أخرى، فإن الأمراء السعوديين لا يكثرون من الظهور على الملأ.
بخلاف نجاحه في الداخل، تبين محمد سلمان فاشلا فشلا ذريعا في كل ما يتعلق بالخارج. فقد أدار في السنوات الأخيرة الحرب في اليمن، ضد الحوثيين، والحرب تفرغ الصندوق ولا تؤدي إلى نتائج. كما أن الحصار الذي فرضه على قطر فشل ـ كل ما حققه هو دفع قطر إلى أذرع إيران؛ فضلا عن الدعم السعودي للجهات المعارضة في سورية، والذي لم يعط ثمارا؛ والفشل الأفظع ـ اعتقال سعد الحريري، رئيس حكومة لبنان.
لقد اختصت السعودية على مدى السنين بدبلوماسية دفتر الشيكات: فهي لم تعلق كي تجند القوى التي تقاتل من أجل مصالحها. أما إيران فقد نالت الخبرة في حرب وحشية مع العراق صدام حسين واستخلصت الاستنتاجات الصحيحة. ولهذا فإن إيران تنتصر والسعودية تنهزم.
في اللقاءين طرحت مسألة علاقة الأمير بإسرائيل وإمكانية أن يشارك في مبادرة سلام إقليمية ـ الأرض مقابل اتفاق سلام مع السعودية. في أحد اللقاءين شطب الموضوع عن جدول الأعمال. وكان الانطباع أن كل ذكر لعلاقاته مع إسرائيل يمس حربه ضد إيران. وفي اللقاء الأخر قال بثقة إنه إذا عرض ترامب خطة يقبلها، فإنه سيجلب أبي مازن إلى الطاولة. وتحدثت الإشاعات عن خطة صعبة للفلسطينيين، تقيم عاصمتهم في أبو ديس. نتنياهو هو الآخر كان سيجد صعوبة في قبول التنازلات الإقليمية المطلوبة منه في الخطة. ومع ذلك، كان يمكنه أن يعرض على ناخبيه الورقة السعودية.
أبو مازن وصل إلى الرياض. وحسب تقرير صحافي نشر هذا الأسبوع في «نيويورك تايمز» كانت دعوته ذات علاقة بلبنان. فقد أراد الأمير تجنيد الشبان في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ليقاتلوا ضد حزب الله. فشلت الخطة. اعتقال الحريري جاء لخلق أزمة تبعد حزب الله عن حكومة لبنان. وانتهت هذه بمهزلة.
بقيت الإشاعات عن خطة السلام الأمريكية. وعندها جاء خطاب القدس لترامب.

سيد ماني

«لا شيء ولن يكون شيء ولم يكن شيء ولا يمكن أن يكون شيء»، أيَبْدو لكم معروفا؟ بالفعل، معروف. ليس نتنياهو هو الذي اخترع هذه الجملة ـ أ.ب يهوشع هو الذي اخترعها. وهي منقولة من الرواية الرائعة «سيد ماني»، التي كتبها يهوشع في نهاية الثمانينيات. وتضم الرواية 200 سنة في حياة عائلة يهودية من أصل إسباني (شرقي). يحتمل أن يكون نتنياهو سمع الجملة ممن قرأها؛ يحتمل أن يكون انجذب لاسم الرواية ـ لأن ماني بالإنكليزية هي المال. والناس يرتبطون بالمال، أناس مثل ملتشن، باكر، الوفيتش، ادلسون، كل واحد منهم هو سيد بيغ ماني ـ أثاروا إعجابه. مهما يكن من أمر يمكن أن نقول في مصلحة نتنياهو إنه يعرف كيف يستوعب أمورا نجحت في أماكن أخرى واستخدامها. وهو يعرف كيف يتعلم.
معلمه في 2017 كان دونالد ترامب. فقد رأى كيف أن ترامب، مرشح واحد من أصل 12 في الحزب الجمهوري، ينجح في السيطرة تماما على جدول الأعمال الإعلامي. الإعلام كان أداة في يده. السؤال ما قيل عنه لم يكن الجواب. باستثناء أن يتحدثوا فقط عنه. رأى كيف يستخدم ترامب وسائل الاتصال الاجتماعية. وهذه ليست آلية بل لغة وثقافة. أمور لا يتجرأ الإنسان العادي على قولها تصبح فيروسا في الشبكة. اللغة يمكنها أن تكون لغة بيبي. والسلاح هو إهانة الخصم. وعندما يكون الرد محصورا بـ 140 حرفا، لا تهم الحقيقة، المعطيات فالمطلوب هو الشتم والرحيل.
سنة 2017 جعلت نتنياهو يلتقي مصيره. فقد وصل في هذه السنة إلى ذروة نجاحه كرئيس وزراء: اقتصاد ناجح، وضع أمني معقول، ساحة سياسية كسولة، فزعة، بلا خصوم حقيقيين في حزبه وبلا معارضة. ورئيس وجدي جدا في واشنطن. ومثلما يحصل غير مرة في السياسة، فإن النجاح هو ام الفشل. تهكم نتنياهو يؤدي به إلى استسلامات معيبة، هدامة على المدى البعيد، للشارع الأصولي وللوبي المستوطنات. فهو قابل للابتزاز، والتحقيقات تفقده صوابه. وفي هذا أيضا هو يشبه ترامب.

ناحوم برنياع
يديعوت 29/12/2017

2017 عام سيء لإسرائيل
إيران على الحدود وابن سلمان يفشل في جلب إبي مازن إلى الطاولة
صحف عبرية

قتلى وجرحى في هجوم على كنيسة ومحل تجاري قرب القاهرة

Posted: 29 Dec 2017 02:11 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: قتل 9 أشخاص، بينهم أفراد من الشرطة، وأصيب 8 آخرون، في هجومين مسلحين استهدفا كنيسة مار مينا في منطقة حلوان، جنوبي القاهرة، ومحل أجهزة منزلية في منطقة المشروع في حلوان، أمس الجمعة، فيما تمكن الأهالي من القبض على منفذ الهجوم بعد إصابته بطلق ناري في قدمه.
وقال شهود عيان لـ «القدس العربي»، إن «الأهالي تمكنوا من الإمساك بمنفذ الهجوم، بعد أن اشتبك مع قوة تأمين الكنيسة، وأصيب برصاصة في قدميه أعجزته عن الحركة، ومنعوه من مواصلة إطلاق النيران، وسلبوه سلاحه الآلي وتحفظوا عليه وقيدوه، وحاول عدد من أهالي المنطقة الفتك به، قبل أن يقنعهم آخرون بالانتظار حتى وصول قوة من الشرطة التي ألقت القبض عليه وبدأت التحقيق لمعرفة خلفية الهجوم والخلية التي ينتمي لها».
وحسب مصادر أمنية «التحقيق مع منفذ الهجوم أكد اشتراك 3 عناصر أخرى في عملية الهجوم أحدهم قام بالرصد والتخطيط».
رواية وزارة الداخلية المصرية، حول الحادث جاءت مختلفة، إذ قالت في بيان: «تصدت الأجهزة الأمنية المعينة لتأمين كنيسة مارمينا في حلوان لمجهول يستقل دراجة بخارية حال محاولته اجتياز النطاق الأمني الخارجي للكنيسة، حيث قامت القوات بالتعامل الفوري معه ونجحت في إلقاء القبض عليه عقب إصابته وضبط معه سلاح آلي و5 خزينة «150 طلقة» وعبوة متفجرة قبل قيامه بمحاولة إلقائها على الكنيسة، وأسفر ذلك عن مقتل أمين شرطة و6 مواطنين وإصابة 4 آخرين تم نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج».
ووفق الوزارة، فإن «المعلومات تشير إلى أن الإرهابي المشار إليه كان يستهدف اختراق النطاق الأمني من خلال إطلاق أعيرة نارية ثم تفجير العبوة الناسفة بالقرب من الكنيسة بهدف إحداث أكبر قدر من الوفيات والمصابين إلا أن سرعة رد فعل القوات وتبادلها إطلاق النيران حال دون ذلك».

الداخلية كشفت هوية المنفذ

وأضافت الداخلية أن «الإرهابي المشار إليه من أبرز العناصر الإرهابية النشطة وسبق له القيام بالعديد من الحوادث الإرهابية التي أسفرت عن استشهاد عدد من رجال الشرطة والمواطنين»، مشيرة إلى أن «الإرهابي كان قد أطلق عددا من الأعيرة النارية تجاه أحد المحال التجارية في منطقة مساكن أطلس قبل إقدامه على ارتكاب الواقعة ما أسفر عن استشهاد مواطنين كانا داخل المحل».
الوزارة بينت أن نتائج الفحص الفني للسلاح المضبوط بحوزة مرتكب محاولة الهجوم على كنيسة مار مينا أكدت تطابقه مع السلاح المستخدم في عمليات «إرهابية» سابقة له. وقال مسؤول الإعلام الأمني في الداخلية إن منفذ الهجوم هو إبراهيم إسماعيل اسماعيل مصطفى (33 عاما/ عامل ألوميتال)، وقام بتنفيذ هجمات في مناطق متفرقة من البلاد خلال الفترة الماضية، أودت بحياة 18 شخصا بينهم ضابط و8 من أفراد الشرطة، ومدنيان، وإصابة 5 أشخاص أخرين.
الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، أكدت في بيان، الاعتداء على كنيسة الشهيد مارمينا ومحل يملكه مسيحي في حلوان، مشيرة إلى ان «الكنيسة تعرضت لاعتداء إرهابي بإطلاق أعيرة نارية، من قبل مجهولين، ما أسفر حتى الآن عن مقتل شخص من القوة الأمنية المكلفة بتأمين الكنيسة وخمسة من شعب الكنيسة إضافة لعدد من المصابين».
وذكرت الكنيسة اسماء القتلى وهم، عماد عبد الشهيد « 45 سنة»، وصفاء عبد الشهيد «43 سنة»، ووديع القمص مرقس «65 سنة»، وايفلين شكر الله «52 سنة»، ووجيه اسحق «90 سنة»، ورضا عبد الرحمن « 45 سنة» من القوة الأمنية.
وحسب البيان: «تعرض محل أجهزة منزلية في منطقة المشروع في حلوان، يملكه شخص مسيحي، لاعتداء آخر ما أدى إلى مقتل شخصين هما روماني شاكر، وعاطف شاكر».
وبعد بيان الكنيسة الذي أجمل حصيلة الضحايا بثمان، أعلن أحمد عماد الدين راضي، وزير الصحة والسكان، عن ارتفاع أعداد الوفيات لـ10 وإصابة 5 آخرين إثر الهجوم.
وتوجه مدير أمن القاهرة اللواء خالد عبد العال إلى مكان الحادث لمتابعة تطوراته عن قرب، ودفعت الأجهزة الأمنية في القاهرة، بمجموعات قتالية إلى موقع إطلاق النار على كنيسة مارمينا في حلوان، وأغلقت مداخل ومخارج جنوب القاهرة.
وانتقل المستشار تامر العربي، المحامي العام لنيابات حلوان، لمعاينة موقع الحادث، وكلف النيابة بتفريغ كاميرات المراقبة، وسرعة إجراء التحريات حول الواقعة.
كما تحفظ فريق البحث المكلف بالتحقيقات على كاميرات المراقبة في محيط الواقعة الأولى باستهداف كنيسة مارمينا، والثانية بحادث إطلاق نيران على المواطنين، لسرعة تحديد هوية العناصر الهاربة وملاحقتهم.

السيسي يقدم التعازي

وأصدرت رئاسة الجمهورية بيانا قالت فيه إن «الرئيس عبد الفتاح السيسي يتابع عن كثب تفاصيل وتداعيات الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مارمينا في منطقة حلوان، وأسفر عن وقوع شهداء ومصابين من المواطنين ومن رجال الشرطة». وتابعت: «يقدم السيسي تعازيه لأسر شهداء هذا الهجوم الإرهابي الذي استهداف أحد الأماكن المقدسة في الأيام التي يحتفل بها أبناء الوطن من المسيحيين بأعياد الميلاد المجيد، كما قدم سيادته خالص الأمنيات للمصابين بالشفاء العاجل. وقد وجه سيادته كافة الأجهزة المعنية بالدولة لاتخاذ ما يلزم لتقديم الرعاية المطلوبة لأسر الشهداء والمصابين، وكذا وجه سيادته باستمرار تكثيف أعمال التأمين للمنشآت الحيوية في الدولة».
وأضافت:»هذه المحاولات الإرهابية اليائسة لن تنال من عزيمة المصريين ووحدتهم الوطنية الراسخة، بل ستزيدهم إصراراً على مواصلة مسيرة تطهير البلاد من الإرهاب والتطرف. كما تشيد رئاسة الجمهورية بالروح البطولية والتضحيات الغالية التي قدمها رجال الأمن خلال تصديهم للهجوم الإرهابي الآثم ونجاحهم في إحباط محاولات الإرهابيين لتفجير الكنيسة، والتي تعكس مرة أخرى التضحيات الكبيرة التي يبذلها أبناء الوطن في سبيل الحفاظ على أمن مصر واستقرارها في مواجهة يد الإرهاب الغاشمة».
ويأتي الحادث تزامناً مع احتفالات المسحيين بعيد الميلاد، حيث يحتفل المسيحيون في مصرعشية 25 ديسمبر/كانون الأول طبقا للتقويم الغربي، وفي 7 يناير/كانون الثاني المقبل حسب التقويم الشرقي، وتشهد الأيام بينهما احتفالات يومية في المنتزهات ودور العبادة.
وتعرض مسيحيون ومقار كنسية لهجمات إرهابية طيلة الشهور الماضية، وكان أبرزها العام الماضي قبيل احتفالات عيد الميلاد، وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات، وتبنّى معظمها تنظيم «الدولة الإسلامية».
ويقدر عدد الأقباط في مصر بنحو 15 مليون نسمة وفق تقديرات كنسية، من إجمالي عدد سكان البلاد البالغ 104 ملايين نسمة.

قتلى وجرحى في هجوم على كنيسة ومحل تجاري قرب القاهرة
4 اشتركوا في استهدافها… والأهالي اعتقلوا المنفذ
تامر هنداوي

وزير الأوقاف المصري يخطب الجمعة من حلايب المتنازع عليها مع السودان

Posted: 29 Dec 2017 02:11 PM PST

القاهرة ـ الأناضول: أدى وزير الأوقاف المصري، محمد مختار جمعة، خطبة الجمعة في مدينة حلايب الحدودية (جنوب)، المتنازع عليها مع السودان، في خطوة هي الأولى من نوعها.
وبث التلفزيون المصري الرسمي خطبة الجمعة من مسجد التوبة في مدينة حلايب يؤديها وزير الأوقاف، بعد نحو ساعتين من بث برنامج تليفزيوني من المدينة ذاتها شمل لقاءات للمسؤولين مع قيادات وشباب بالمدينة.
وشملت مقدمة تليفزيونية ما قبل خطبة الجمعة حديثا عن مصرية حلايب وشلاتين ودعوات لاستقرار البلاد، ثم قراءة القرآن الكريم، وفق ما بثه التليفزيون، بحضور رؤساء جامعات وقيادات أمنية مصرية.
وبدأ وزير الأوقاف خطبته بالآية القرأنية «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين»، مؤكدا أن البلاد أمام عهد جديد ومرحلة جديدة في الدولة المصرية تهتم بكل ابن من أبنائها سواء يعيش داخلها أو خارجها.
وأضاف: «تهتم الدولة بكل أبنائها وفي كل بقعة من أرضها لبناء دولة متماسكة أطرافها كمركزها ضد قوى الشر والإرهاب».
ولفت إلى أن «ما تم من نهضة عمرانية وتنمية في حلايب وشلاتين خلال السنوات الأربع الماضية يزيد عن خمسة أضعاف ما تم خلال السنوات الثلاثين الماضية».
وخلال برنامج تليفزيوني من مدينة حلايب، طالب الشيخ حسن هدل، شيخ مشايخ حلايب، بإنشاء مستشفى مركزي يخدم مدينة حلايب والقرى التابعة لها، كما طالب بتوفيرالأدوية والاهتمام بالتنمية الصحية.
وأخيرا اتخذت مصر عدة إجراءات بارزة في المنطقة المتنازع عليها مع السودان منها بناء 100 منزل في «حلايب»، وإنشاء سد لتخزين مياه السيول في «شلاتين»، وتسوية لأبناء حلايب وشلاتين في الخدمة التجنيدية، وتنظيم قوافل تعليمية شهرية.
وتتنازع مصر والسودان على مثلث حلايب الحدودي، حيث تؤكد القاهرة «أحقيتها» في هذه المنطقة لعدة اعتبارات بينها «التزامها بالقانون الدولي في أن التنازل عن الإقليم لا يكون صحيحًا وملزمًا قانونًا إلا بموافقة الأطراف المعنية على ذلك صراحة».
وفي بداية كل عام، درج السودان على تجديد شكواه سنويا أمام مجلس الأمن بشأن مثلث حلايب وشلاتين.
وفي أكتوبر/تشرين أول الماضي، جدد وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، الدعوة إلى حل قضية المثلث «إما بالحوار أو التحكيم الدولي».
ويتطلب التحكيم الدولي للبت في النزاع حول المنطقة أن تقبل الدولتان المتنازعتان باللجوء إليه، وهو ما ترفضه مصر.
والأسبوع الماضي، أعلنت الخارجية المصرية أنها ستخاطب الأمم المتحدة، للتأكيد على مصرية منطقة «حلايب وشلاتين»، رافضة ما وصفته بـ«مزاعم» السودان بأحقيته في السيادة على تلك المنطقة.

وزير الأوقاف المصري يخطب الجمعة من حلايب المتنازع عليها مع السودان
أكد أن الدولة تهتم بكل أبنائها وفي كل بقعة من أرضها لبناء دولة متماسكة

اشتداد معارك إدلب ونزوح جماعي… حشود عسكرية ضخمة ومقتل 40 مدنياً

Posted: 29 Dec 2017 02:11 PM PST

دمشق – «القدس العربي»: تشهد محافظة إدلب شمالي سوريا تصعيداً عسكرياً مكثفاً خدمة لأهداف سياسية لا سيما مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر سوتشي المزمع عقده نهاية الشهر المقبل، حيث قتل أكثر من اربعين مدنياً معظمهم من النساء والأطفال جراء الغارات الجوية المكثفة التي تشنها المقاتلات السورية والروسية على ريفي ادلب الجنوبي والشرقي خلال الايام الاربعة الماضية، وسط حركة نزوح كبيرة تشهدها المنطقة، حيث كثفت قوات النظام هجماتها على المناطق الداخلة ضمن اتفاق «خفض التصعيد» وذلك بمساعدة الميليشيات الطائفية والمحلية بهدف التوغل في المنطقة المحررة شمالي سوريا.
ووفقاً لمصادر أهلية فقد خلّف القصف الجوي لسلاح الجو الروسي ومروحيات النظام السوري نحو 25 قتيلاً يوم امس الجمعة في مناطق جنوب محافظة ادلب، فيما تواصل القوات المهاجمة من حملتها على قرية أبو دالي وأطراف قرية المشرفة، بهدف انتزاع السيطرة عليها.
وفي المقابل شنت فصائل المعارضة المسلحة العاملة في المنطقة ومن بينها «هيئة تحرير الشام» هجوماً معاكساً ضد قوات النظام السوري في محور قرية أبو دالي، وسط اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والفصائل التي تحاول منع تقدم قوات النظام باتجاه قرى ادلب بعد تمكنه من السيطرة على بلدات عدة جنوبي ابو دالي كالمشيرفة وتل المقطع وغيرهما.

حملة تصعيد

العميد احمد الرحال رأى في تصريح لـ «القدس العربي» أن ما يحدث في ادلب يُعد حملة تصعيد عسكرية ترافقت سابقاً مع قرب بدء محادثات «أستانة» و»جنيف» والان هي عملية تحضير لمؤتمر «سوتشي»، حيث تحاول موسكو ان تضع الشعب السوري امام احد أمرين، إما القتل والموت تحت الطيران الروسي والاسدي والهجمات البرية من ميليشيات حزب الله وايران وميليشيات النظام المحلية أو الذهاب إلى سوتشي ولا تمانع موسكو برأي المتحدث من التحالف مع تنظيم «الدولة» الذي دخل إلى ريف حلب الجنوبي من البادية السورية مقابل حصولهم على أهدافهم.
فما يحصل اليوم هو تصعيد عسكري بمناسبة مؤتمر سوتشي، برأي «الرحال» الذي أشار إلى ان سوريا امام نكسة لكل مناطق خفض التصعيد التي اعلن عنها النظام وحليفه الروسي، ونكسة لكل المحادثات والمفاوضات، وقال «نحن ذاهبون إلى مزيد من التصعيد وسخونة الجبهات وهذا سوف ينعكس سلبا على اي مفاوضات مستقبلية واعتقد ان الخيار العسكري اصبح موجوداً على الارض أكثر من اي طرح سياسي».
الناشط الإعلامي عبد الله جدعان أكد من محافظة ادلب في اتصال مع «القدس العربي» ان قرى وبلدات ادلب تتعرض لليوم الخامس على التوالي لحملة شرسة يكثف خلالها الطيران الحربي الروسي والسوري بالاضافة للطيران المروحي من القصف الصاروخي والمدفعي على قرى وبلدات ادلب مخلفة عشرات الشهداء والجرحى حيث تركز القصف على الريفين الجنوبي والشرقي للمحافظة، فيما استطعنا توثيق 47 شهيداً جلهم من الأطفال والنساء وبينهم عنصران من الدفاع المدني خلال الايام الماضية فضلاً عن عشرات الجرحى والعالقين والمفقودين تحت الأنقاض.
وأكد «جدعان» المطلع على تفاصيل المعارك في المنقطة، ان محاولات القوات المهاجمة في التوغل داخل مناطق سيطرة المعارضة كبدتها خسائر كبيرة في العتاد والارواح على الرغم من سياسة الارض المحروقة التي تتبعها هذه القوات والتي تبدأ بتمهيد من الطيران الروسي وتمشيط الطريق امام قوات النظام البرية، ومع ذلك لم يتمكن النظام حتى الان الا من السيطرة على بعض القرى والبلدات الصغيرة.
اما بالنسبة لقرية «ابو دالي» فقد استطاعت قوات النظام امس من الوصول اليها بعد انسحاب فصائل المعارضة منها، بسبب تغطية النيران الكثيفة الا ان الفصائل كانت قد اوقعت النظام في كمين داخل البلدة سقط فيه قتلى واسرى في صفوف النظام.
وتترافق هذه المحاولات مع محاولات اخرى لتنظيم الدولة بالتقدم باتجاه الحدود الادارية لمحافظة ادلب ايضاً من الريف الشرقي لحماة وسط تصدي فصائل المعارضة في المنطقة لتقدمها. وأكدت مصادر أهلية لـ»القدس العربي» ان معظم ريف إدلب يشهد حركة نزوح كبيرة للاهالي باتجاه الارياف الغربية والشمالية للمحافظة لاسيما إلى المخيمات على الحدود السورية التركية والمناطق البعيدة عن اماكن القصف والاشتباكات، في ظل اوضاع إنسانية صعبة، وقال المصدر «كنا قد ناشدنا المنظمات للتدخل العاجل والسريع لتلبية احتياجات الاهالي وتقديم المساعدات الاسعافية الضرورية لهم لاسيما الخيام والتدفئة في ظل البرد القارس والتدفق الكبير وتزايد اعداد النازحين».
وقتل أكثر من 60 عنصراً من قوات النظام والميليشيات الأجنبية والمحلية، بينهم ضباط، وجرح العشرات، خلال الاشتباكات المواجهات الدائرة على محور «أبو دالي» في ريف إدلب الجنوبي الشرقي وفقاً لوكالة «اباء» المتحدثة باسم «هيئة تحرير الشام.
وذكر المصدر ان مجموعة كاملة لقوات النظام قتلوا امس بكمين محكم أثناء محاولتهم التقدم بالقرب من «تل المقطع» شرقي بلدة «أبو دالي»، حسب توضيح من القائد العسكري بغرفة عمليات ريف حماة «أبو الحسن فاروق»، مضيفاً أن مجموعة أخرى من قوات النظام لقيت حتفها في قرية المشيرفة قرب بلدة أبو دالي بريف إدلب الجنوبي الشرقي، إثر انفجار لغم أرضي بسيارة كانت تقلهم، كما انفجر لغم أرضي آخر بسيارة إسعاف لجرحى من قوات النظام أدى إلى مقتل جميع من كان بداخلها.
واكدت الوكالة امس الجمعة «مقتل مجموعة كاملة لقوات النظام إثر انفجار لغم أرضي أعده المقاتلون في قرية المشيرفة شرقي حماة، إضافة إلى انفجار لغم أرضي بسيارة لميليشيات النظام على أطراف بلدة أبو دالي جنوبي إدلب ما أدى لقتل وجرح من فيها، كذلك انفجار لغم أرضي بسيارة محملة بالذخيرة لقوات النظام داخل قرية أبو دالي.

مقتل مصور

وقتل أمس الجمعة مصور سوري يعمل لصالح قناة تلفزيونية موالية لدمشق أثناء تغطيته المعارك التي تخوضها القوات الحكومية ضد فصائل جهادية ومقاتلة في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا».
وأوردت وكالة سانا أنه «خلال تغطية عمليات الجيش العربي السوري ضد تجمعات إرهابيي تنظيم جبهة النصرة في ريف ادلب الجنوبي الشرقي، استهدف إرهابيو التنظيم الفريق الاعلامي لقناة سما الفضائية في محيط قرية أم حارتين»، ما أدى إلى مقتل المصور كرم قبيشو واصابة مراسل القناة عبد الغني جاروخ بجروح.

اشتداد معارك إدلب ونزوح جماعي… حشود عسكرية ضخمة ومقتل 40 مدنياً
المعارضة السورية تقتل 60 من قوات النظام وميليشياته
هبة محمد

سؤال «الفساد» يطرح مجدداً في «العمق الأردني» وإبلاغ عن آليات مكافحة صارمة في العام المقبل

Posted: 29 Dec 2017 02:11 PM PST

عمان ـ «القدس العربي»: مداخلتان في الأقل وفي مناسبتين خلال اجتماعات تشاورية مرجعية في الأردن تحدثتا عن ملف «الفساد» وآخر مستجداته في درب البحث عن «طريق الخلاص» الإداري والسياسي وسط أمواج الإقليم المتلاطمة، حيث يصر الرأي العام المحلي مجدداً على أن خطوات «الإصلاح» تبدأ من ملف الفساد بكل الأحوال.
في الأولى لاحظ قطب وزاري سابق وفي أحد اجتماعات الديوان الملكي أن الانشغال بالفساد الذي سمّاه «العمودي» يتواصل من دون الانتباه لــ «الفساد الأفقي» الذي ينمو في المستويات الإدارية الأصغر وبطريقة ملاحظة ومقلقة.
المقصود هنا حصرياً هو الاستنزاف الذي ينتج للجسم الإداري بسبب «انتشار غير مسبوق» لظاهرة الرشوة والمحسوبية والوساطة، الأمر الذي أنتج تهديدا مقلقاً مؤخراً لكل تراثيات العمل الإداري في المملكة الأردنية الهاشمية التي بدورها لم يكن من الممكن حصول هذه الاختراقات فيها في الماضي.
في التفاصيل يتحدث عِلية القوم الآن عن معاملات إدارية صغيرة لأغراض يومية أصبح من الصعب تمريرها من دون ابتزاز مالي وعن إخفاق المجسات البيروقراطية في التقاط هذا النمط الرشيق من الفساد الإداري.

الفساد العمودي

وفي التفاصيل أيضاً «تقويم غير مسبوق» لمتغيّر سلوكي خطير في أداء وعمل بعض الموظفين الأبسط في الدوائر الرسمية عند المراجعات والمعاملات البيروقراطية حيث يلتقط ويوثق ديوان المحاسبة حزمة من هذا الفساد الصغير وتتكلف هيئة مكافحة الفساد بحزمة أخرى وتتمكن حصة إضافية من التسلل.
الفساد العمودي ويقصد به التحدث عن أشخاص محددين متهمين بالفساد أو شبهات الفساد الكبير استهلك كثيراً سواء في الإعلام المحلي او وسائط التواصل الاجتماعية أو حتى في تصريحات البرلمان وهتافات الشارع. لكن الأفقي ينمو كالسرطان من دون وسائل صد ومتابعة وقراءة ويتحدث عنه المواطنون في مجالسهم والجديد تماما أن الفساد الصغير إياه مصنف اليوم ظاهرة خطيرة تم السكوت عنها ويناقش في اجتماعات تشاورية من الوزن الثقيل.
في الوقت الذي يبالغ فيه كثيرون في تشويه الذات عبر الحديث عن فساد لم يحصل يميل رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي إلى الاستثمار من جانبه سياسياً في تقديم وعد متجدد للرأي العام والجمهور بتنظيف الفساد والتصدي للفاسدين. قال الملقي بذلك أربع مرات في الأقل من دون أن يرصد الجمهور تقديم ملفات فساد محتملة لأية محكمة.
في الوقت نفسه تواصل التعبيرات الوسائطية الاجتماعية كلما تعلق الأمر بالقضايا العامة عزفها على أوتار الحاجة الملحة لرؤية أسماء ورموز كبيرة خلف القضبان كما يتبادل حتى سياسيون ورجال أعمال أحداثاً حصلت معهم او سمعوا بها بعنوان الفساد الأفقي حيث وطأة وضع اقتصادي ضاغط على موظفين بدخل محدود متآكل بالتوازي مع ارتفاع كلفة المعيشة.
يقر رئيس مجلس النواب الأسبق سعد هايل السرور أمام «القدس العربي» على هامش نقاش حول المسألة بأن الحاجة ملحة وطنياً للانتباه إلى الترهل الإداري والتركيز أيضاً على جرعات توعية تواجه الظواهر السلبية الإدارية التي لا يمكنها أن تندرج إلا في قائمة الفساد.
يُحجم مسؤولون وسياسيون كبار عن التطرق للتفاصيل بسبب؛ أولاً حساسية الأمر، وثانياً بسبب أنماط فساد صغيرة من النوع الذي لا يمكن إثباته والأهم لا يمكن مواجهته فعلياً إلا بالعمل الثقافي السلوكي وعبر إعادة الهيبة لأركان المؤسسة البيروقراطية كما يلاحظ عضو البرلمان خليل عطية.
ثمة مدونات سلوك إدارية وبيروقراطية وضعتها الحكومة السابقة في عهد الرئيس سمير الرفاعي. لكن الحكومات اللاحقة وضعتها على الرف وثمة ملحوظات أكاديمية متعددة تقول إن الحديث عن مواجهة الفساد متكاثر لكنه لا يعني أن الفساد «يحارب فعلاً». الجديد في الإطار نفسه أن بعض كبار الساسة بدأوا يربطون بين «أزمة الأدوات» التي تعيشها البلاد ومؤسساتها وتوفير بيئة مواتية تبدد هيئة «الوظيفة العامة» صغرت أو كبرت بحيث تنمو أنماط الفساد وأصنافه المتنوعة.

الفساد الأفقي

سابقاً لمثل هذا النقاش طالب وعبر «القدس العربي» عضو البرلمان السابق الخبير المالي ميشال حجازين بإعادة الهيبة لمفهوم «الخدمة العامة» بمعنى أن يدرك كل من يتولى العمل العام في الأردن أنه يخدم في إطار دولة قانون ومؤسسات و«مواطنة» وليس في إطار حزبي او عشائري او مناطقي.
عموماً الخبر الجديد أن أنماطاً مما سمي بــ «الفساد الأفقي السلوكي» ناقشها بعض أركان المؤسسة وتحدثوا عنها في لقاءات مرجعية مغلقة ومن دون اعتراض عليها في الوقت الذي ينشغل فيه الجميع بإستعراض حكاياتهم وقصصهم مع نمو الفساد الإداري الذي بدأ يختلط بالمالي في مستويات إدارية متدنية. من طرح هذا الرأي حصل على إيماءة لا ترفض التشخيص.
لكن في لقاء مرجعي مغلق آخر خصص لأركان في الإعلام طرح أحد المشاركين مداخلة بشأن صعوبة التحدث عن نمو في المسار الإصلاحي مع استمرار أسئلة الفساد عالقة في ذهن الجميع والجمهور مع الاستفسار بالمدى التي وصلت إليه موجة مكافحة الفساد. هنا برزت المعلومة الطازجة على أساس إجابة مرجعية تؤكد أن كل شيء مرصود وملف الفساد لم يطوه النسيان ضمن الأولويات وعلى أساس أن مستجدات مهمة ستتضح في عام 2018 في سياق توفير غطاء سياسي محوري لآليات جديدة ومحددة ستنهض في العام الجديد تحت عنوان تجديد وترسيم آليات حادة لمواجهة المفارقات التي يصنعها الفساد في المجتمع والخيار السياسي والحالة البيروقراطية حتى عندما يتعلق الأمر بالمبالغة به.

سؤال «الفساد» يطرح مجدداً في «العمق الأردني» وإبلاغ عن آليات مكافحة صارمة في العام المقبل
تحذيرات قوية من «الفساد الأفقي»… الرشوة في المعاملات والوساطة والمحسوبيات
بسام البدارين

موسكو تبدأ إنشاء «راجمة الاختراق» في سوريا التي تغطي مساحة 70 هكتاراً

Posted: 29 Dec 2017 02:10 PM PST

حلب – «القدس العربي» : بدأت روسيا في تنفيذ مشروع إنشاء راجمة جديدة للصواريخ المتفوقة تحت مسمى «بروريف» (أي الاختراق)، والتي بإمكانها أن تغطي مساحة 70 هكتاراً في سوريا، وتعتمد على الصواريخ الموجهة.
ووفق القاعدة العسكرية الروسية في حميميم فإنه من المتوقع أن تتفوق راجمة «بروريف» وتتقدم على راجمة «تورنادو-إس» التي تعتبر أقوى راجمة صواريخ حالياً والتي يبلغ مدى قذائفها الصاروخية 90 كيلومتراً، مشيراً إلى أنه جرى استخدام راجمة «تورنادو-إس» في سوريا حيث كانت تزيل منشآت أقامها الإرهابيون على مساحة تقارب 70 هكتاراً، برشقة واحدة من صواريخها.
وكانت روسيا منذ دخول قواتها العسكرية إلى سوريا دعمًا لقوات النظام السوري، بحجة محاربة داعش والإرهاب، استخدمت الأراضي السورية حقلاً كبيرًا للتجارب على أسلحة روسية استخدمت لأول مرة، وأثبت قسم كبير منها كفاءته في القتال.
وفي هذا الصدد يقول الباحث والمنسق بين الفصائل العسكرية الدكتور عبد المنعم زين الدين: ان روسيا تعتبر الشعب السوري عبارة عن حقل تجارب للأسلحة المدمرة، حيث تستثمر هذه الأسلحة التي تستخدمها في سوريا من أجل تسويقها للدول التي تريد شراء الأسلحة منها، في إشارة إلى التصريحات الروسية بشأن تصدير السلاح إلى 58 دولة.
وأردف في تصريح لـ«القدس العربي»، أن روسيا بكل وقاحة تصرح بأن هذه الأسلحة يتم تجريبها في سوريا، حيث أنها في الحقيقة ذات قدرة تدميرية عالية لا تستهدف الأشخاص أو الإرهابيين كما يزعمون، بل يتفاخرون في القطر التدميري لها، سواء الطائرات أو القنابل أو الصواريخ أو الراجمات، وبالتالي هذا الأمر يكشف مدى الحقد والإجرام الروسي وجرائمه ضد الإنسانية.
وأضاف زين الدين، «أن روسيا تقوم باستخدام أسلحتها ضد الشعب السوري، وسط تجاهل المجتمع الدولي، بينما يحرم الثوار من السلاح الذي يدافعون فيه عن أطفالهم ونسائهم ويحظر عليهم الأسلحة المضادة للطائرات وغيرها، التي إذا زودوا بها لخففت عن شعبنا و اضعفت من الغطرسة الروسية التي تتباهى بتجريب أسلحتها على شعب أعزل».
وحسب زين الدين فإن التباهي الروسي في تجربة الأسلحة ضد الشعب السوري يكشف جبن الجنود الروس البالغ عددهم 48 الفاً في سوريا كما أعلنت روسيا، وكذلك على جبن قوات النظام والمليشيات الإيرانية التي لا تتقدم على الأرض إلا بعد استخدام تلك الأسلحة المدمرة التي تدمر الأرض والحجر والبشر، ثم يتقدمون ويعلنون النصر الذي هو بالحقيقة تقدم على أرض محروقة تم حرقها بهذه الأسلحة التي يعلنون عنها بين الحين والآخر.
من جهته اعتبر المحلل والخبير العسكري العميد أحمد رحال ، إن إنتاج روسيا لهذه المنظومة الفتاكة أمر طبيعي، حيث أنها تقوم بدعاية لأسلحتها، إضافة إلى أنها تعتبر سوريا والشعب السوري حقل تجارب، وبالتالي هذه جريمة موصفة أمام المجتمع الدولي.
وأشار إلى أن روسيا ترصد مشاريع تدريبية وترصد لها أموالاً وتعتبر وجودها في سوريا مشروعاً تدريبياً، وبالتالي هذه إهانة كبيرة وجريمة تحاسب عليها، حيث تعتبر الساحة السورية ساحة حقول وتجارب للأسلحة الروسية.
أما الناشط السياسي درويش خليفة فيقول إن تصريحات المستشارين الروس في سوريا دائماً تُشعرنا بأنهم بعيدون عن الواقع كتصريحهم ذات يوم بأنهم وحلفاءهم استطاعوا دحر داعش من مساحة خمسمائة الف كيلو متر من الارض السورية، علماً أن مساحة سوريا بالكامل مائة وستة وثمانون الف كم مربع.
وهو يرى أن الروس غير مهيأون إلى لعب دور يكونون فيه نداً للأمريكان في ظل إمكاناتهم الحالية، حيث أن قوة الروس العسكرية في سوريا تكمن من خلال القوة التدميرية الهائلة لمناطق (المعارضة المسلحة) والتي تسحق معها كل ما يكون قريباً منها من مشافٍ ومنازل ومدارس.
وأكد درويش على أن التصريحات الروسية تؤكد أنهم سيدمرون مساحة 70 هكتاراً لكل موقع سيكون ضمن سلة اهدافهم، وبالتالي فإنهم لا يتصرفون مع المعارضة السورية المسلحة بأدبيات الحرب إلا في «استانة»، اما على الارض فلا رادع لهم في سحق كل ما يواجههم في تحقيق هدفهم في تثبيت نظام الاسد المجرم.

موسكو تبدأ إنشاء «راجمة الاختراق» في سوريا التي تغطي مساحة 70 هكتاراً
الباحث عبد المنعم زين الدين: روسيا تعتبر شعبنا حقل تجارب لأسلحتها
عبد الرزاق النبهان

أكثر من 14 ألف ضربة لـ«التحالف» في العراق منذ 2014… ومقتل قيادي في «الدولة»

Posted: 29 Dec 2017 02:10 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي» ـ وكالات: أعلن التحالف الدولي، أمس الجمعة، تنفيذه 14 ألفا و104 ضربات ضد مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في العراق منذ 2014.
وقال مدير المكتب الإعلامي للتحالف، توماس فيل، إن «عدد ضربات التحالف الدولي بلغ منذ سبتمبر/أيلول 2014 وحتى 27 ديسمبر/كانون الأول 2017 في العراق، 14104 ضربات».
وأضاف أن «تنفيذ الضربات هي جزء من عملية العزم الصلب وهي عملية تدمير داعش في العراق وسوريا».
وأشار إلى أن «هذه الأرقام تتضمن جميع الضربات التي نفذتها الطائرات المقاتلة والهجومية أو القاذفة أو المروحية أو الموجهة من بعد، وكذلك المدفعية الصاروخية والمدفعية التكتيكية البرية».
وأوضح أن «عام 2015 كان لدى تنظيم الدولة ما بين 3500 إلى 4500 عنصر يحاولون فرض خلافتهم المزيفة على شعبي العراق وسوريا، واليوم تقدر أعدادهم في العراق وسوريا 1000 إرهابي».
وعام 2014، سيطر «الدولة» على ثلث مساحة العراق إلا أن القوات العراقية وبدعم من قوات التحالف استعادت تلك الأراضي بعد معارك مع التنظيم.
وفي 9 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، نهاية «الدولة الإسلامية» في بلاده، والسيطرة على كامل الأراضي العراقية، ليعطي بذلك إشارة انتهاء حرب استغرقت نحو 3 أعوام.
رغم ذلك لا تزال هناك خلايا نائمة للتنظيم تشن هجمات في عدد من المناطق.
في هذا السياق، أفاد مصدر أمني عراقي، بمقتل أربعة أشقاء في هجوم قال إن مسلحين شنوه في محافظة صلاح الدين (شمال).
وقال الملازم في شرطة صلاح الدين، نعمان الجبوري، إن «مجموعة من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي هاجموا مركز ناحية الاسحاقي، التابعة لقضاء بلد»، على بعد 110 كلم جنوب مدينة تكريت، مركز المحافظة.
وأضاف أن «المسلحين أمطروا أربعة أشقاء كانوا أمام منزلهم برصاص أسلحة رشاشة، ما أدى إلى مقتلهم على الفور، وإصابة ثلاثة مدنيين آخرين بجروح بينما كانوا في مكان الهجوم، ولاذ المسلحون بالفرار قبل وصول القوات الأمنية».
وعادة ما تتهم الشرطة العراقية مسلحين تابعين لـ«الدولة» بشن «هجمات انتقامية» على مدنيين يعتبرهم التنظيم أعداء له.
في المقابل، أفاد مصدر أمني عراقي بمقتل 3 عناصر من «الدولة» بينهم قيادي بارز في قصف جوي على موقع للتنظيم في محافظة ديالى شرقي البلاد.
وقال النقيب في شرطة ديالى حبيب الشمري إن «طائرة مقاتلة عراقية قصفت موقعًا لمسلحي تنظيم الدولة في منطقة وادي ثلاب الواقعة على بعد نحو 85 كم شمال شرق بعقوبة في محافظة ديالى».
وأوضح أن «القصف الذي استند إلى معلومات استخباراتية دقيقة أسفر عن مقتل 3 من مسلحي التنظيم، بينهم المسؤول العسكري لمنطقة وادي ثلاب».
وأشار الضابط إلى أن «مسلحي تنظيم الدولة كانوا يخططون لشن هجمات جديدة على قوات الأمن في المنطقة».

أكثر من 14 ألف ضربة لـ«التحالف» في العراق منذ 2014… ومقتل قيادي في «الدولة»

توقع سني بانخفاض نسب المشاركة في الانتخابات النيابية وحزبان شيعيان يصران على إجرائها في موعدها

Posted: 29 Dec 2017 02:10 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: صعّدت المرجعية الدينية الشيعية في النجف من «انتقادها» للحكومة العراقية، ووصفت الاداء الحكومي بـ»الفاشل» ودعت إلى تصحيحه.
ونقل رئيس قسم الإعلام في العتبة الحسينية، جمال الدين الشهرستاني، عن ممثل المرجعية الدينية عبد المهدي الكربلائي، خلال اجتماعه بوفد يمثّل شباب وسط وجنوب العراق، أن «هناك فشلا في الأداء الحكومي ويجب أن نقر ونعترف بهذا الفشل، ويجب التصحيح وإيجاد مواضع الإخفاق والخطأ»، مبيناً أن «المرجعية تطالب في التدقيق بتجربة الانتخابات، وما هي أوجه الفشل في هذه الممارسة الديمقراطية».
وأضاف: «من نتائج الأخطاء الماضية الانحراف الحاصل بين الشباب في موضوع الإلحاد وعملية انتشاره، بسبب الانحرافات والتأثيرات والتدهور الثقافي والاقتصادي في البلد».
وأشار إلى أن «المرجعية العليا وضعت منهجا سياسيا يجب علينا أن نتبعه بوصفهِ مصيريا بالنسبة للعراق»، موضحاً أن «من يدقق في خطاب المرجعية سيجد أنها تشدد على ثلاثة أمور تحتل الأولية هي (الوطن والمواطن والرجل الصالح)».
وأضاف: «لقد كان لفتوى المرجعية الأثر التام بعد أن طالبت بعدم انفصال إقليم كردستان، فيما كانت فتوى الجهاد المقدّس ضد تنظيم الدولة سبباً رئيسياً في القضاء عليه، خلال فترة وجيزة لم يتوقعها المجتمع الدولي».
أما المرجع الشيعي محمد تقي المدرسي، فقد دعا إلى «تطوير النظام السياسي في العراق»، محذراً في الوقت ذاته من «ضياع» فرصة المشاركة في الانتخابات المقبلة.
وقال في بيانه الأسبوعي، «إننا ندعو الشعب العراقي إلى تطوير نظامهم السياسي لكي يصبح الأفضل والأمثل بين أنظمة الحكم في المنطقة».
وطالب العراقيين بالمشاركة في الانتخابات المقبلة، مبيناً: «اليوم أمامكم فرصة الانتخابات التي لو ضاعت قد لا تعوض».
وأضاف: «علينا أن نبحث عن الأفضل من حيث الكفاءة والنزاهة ولا ننخدع بالشعارات والمظاهر ولا نسترسل مع المصالح العاجلة».
ورأى أن «مسؤولية العلماء وأولي البصائر والأحزاب والمنظمات وكل الهيئات تتمثل في أن يبحثوا جدياً عن الأكفأ والأصدق من الرجال والنساء، ويشجعوهم على دخول حلبة الانتخابات ثم يقوموا بدعمهم والوقوف معهم، ومن ثم الاستمرار في التعاون معهم بالنصيحة والتسديد والتأييد حتى يختاروا الوزارة الصالحة لقيادة البلاد».
القيادي في تحالف القوى العراقية، طلال حسين الزوبعي، توقع أن تكون نسب المشاركة في الانتخابات المقبلة، في حال اجرائها في موعدها المقرر، ضعيفة.
وقال في بيان، إن «الانتخابات هي الشكل المعبر عن اختيار الشعب لشرعية السلطة ومقبوليتها ومن الضروري أن يكون البلد آمناً ومواطنوه ينعمون بالاستقرار لكي تكون النتائج جيدة وتأتي بنواب وممثلين حقيقيين للشعب».
وأضاف أن «العديد من سكان المناطق الغربية لازالوا نازحين إلى محافظات أخرى ولن يتمكنوا من العودة إلى منازلهم المهدمة الأمر الذي سينعكس سلبياً على العملية الانتخابية في حال إجرائها وسط تلك الظروف».
وطالب بـ«إجراء الانتخابات بعد زوال الأعذار السابقة بنحو ستة أشهر».
في المقابل، أكد كل من حزب الفضيلة وكتلة الأحرار، على ضرورة احترام التوقيتات الدستورية وإجراء الانتخابات في موعدها المحدد.
وحسب بيان المكتب الإعلامي لحزب الفضيلة، فإن الأمين العام للحزب، عبد الحسين الموسوي، التقى رئيس الهيئة السياسية للتيار الصدري، ضياء الأسدي، وأكد الطرفان على ضرورة احترام التوقيتات الدستورية وإجراء الانتخابات في موعدها المحدد.
كما بحث الجانبان مجمل الوضع السياسي وأهمية «الحفاظ على أسباب النصر وتعزيز الانتصارات ببناء مؤسسة عسكرية قوية»، واتفقا على إدامة الحوارات واللقاءات وصولا لرؤية مشتركة ومتقاربة.
وسجلت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات حتى 26 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، 204 أحزاب سياسية، معلنة مواصلتها تسجيل الأحزاب والكيانات السياسية ومنحها إجازة التأسيس للمشاركة في الانتخابات المقبلة، المقررة أواسط أيار/ مايو 2018.
وكان رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، حدد 12 أيار/مايو 2018، موعدا لإجراء الانتخابات النيابية والمحلية المقبلة.

توقع سني بانخفاض نسب المشاركة في الانتخابات النيابية وحزبان شيعيان يصران على إجرائها في موعدها
السيستاني ينتقد «فشل» الأداء الحكومي ويدعو لـ«التصحيح»

استقالة رئيس حزب سياسي تثير جدلا في الساحة التونسية

Posted: 29 Dec 2017 02:09 PM PST

تونس – «القدس العربي»: أثارت استقالة رئيس أحد الأحزاب المعروفة في تونس جدلا داخل الطبقة السياسية، حيث أكدت حركة «النهضة» أنها فوجئت بخبر الاستقالة، فيما اعتبرت المعارضة أنها تؤكد هشاشة الاستقرار السياسي في البلاد.
وكان سليم الرياحي أعلن الخميس استقالته من رئاسة حزب «الاتحاد الوطني الحر» وتعليق نشاطه السياسي والحزبي، مبررا هذا الأمر بـ «ظروف خاصة يستحيل بسببها القيام بنشاطاته في أفضل الظروف»، من دون توضيح المزيد من التفاصيل.
ويواجه الرياحي تهما تتعلق بالفساد وغسل الأموال، وهو ما دفع القضاء لمنعه من السفر والحجز على أمواله وجميع ممتلكاته في تونس.
وأكد عماد الخميري الناطق باسم حركة «النهضة» أن الحركة فوجئت باستقالة الرياحي، مشيرا إلى أن حزب «الاتحاد الوطني الحر» لم يقدم أي تفسير لقرار مؤسسه ورئيسه السابق، وعبر عن أمله في أن لا تؤثر هذه الخطوة في العلاقة التي تجمع «الاتحاد الوطني الحر» بحزبي «نداء تونس» و»النهضة».
وكان الرياحي اجتمع مؤخرا مع حافظ قائد السبسي المدير التنفيذي لـ»نداء تونس» والشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة» واتفقت الأطراف الثلاثة على تنسيق مواقفها في جميع القضايا المهمة في البلاد، وهو ما دعا عددا من السياسيين والمراقبين إلى الحديث عن تشكيل «ترويكا» جديدة لحكم البلاد.
واعتبر زياد الأخضر الأمين العام لحزب «الوطد» (الوطنيين الديمقراطيين) والقيادي في الجبهة الشعبية أن استقالة الرياحي لم تكن مفاجئة، مشيرا إلى أنها «تفضح وضع بعض الأحزاب من هذه الشاكلة التي لا رائحة لها ولا طعم في الساحة السياسية التونسية».
وكتب عبد الوهاب الهاني رئيس حزب «المجد» على صفحته في موقع «فيسبوك»: «استقالة رئيس أحد الأحزاب المكونة للترويكا الجديدة والممنوع من السفر والملاحق قضائيا بتهم فساد مالي (وهو بريء إلى أن تثبت إدانته قضائيا) دليل آخر للداخل وللخارج على هشاشة الاستقرار السياسي النسبي الذي تشهده تونس».
واعتبر أن هذه الاستقالة هي «شأن فردي وحزبي خاص ولكن لها تبعات سياسية وجب علينا كجزء من الرأي العام الاهتمام بها وبآثارها داخليا وخارجيا، فإلى أي ريح سيميل حزب السيد الرياحي وهو الذي يتمتع بالنيابة الثانية لرئيس البرلمان وبعضوية الأغلبية الرئاسية وبأسبقية الالتزام بوثيقة قرطاج الائتلافية وبمرتبة ثالث الثلاثة والشريك الثالث المتميز في الترويكا الجديدة حول حزبي الإخوة الأعداء النَّهْدَاء، بعد انسحاب الحزب الجمهوري وبقاء وزيره، وبعد انسحاب حزب آفاق وبقاء وزراه، وبعد انسحاب حزب المسار وبقاء وزيره، وتلك قصة أخرى في درجات التناغم والمسؤولية والأخلاق السياسية».
وأضاف «استقالة السيد الرياحي هي من الآثار المباشرة لزيارة الدولة التي أداها الرئيس التركي السيد رجب طيب أردوغان استجابة لدعوة نظيره التونسي الرئيس محمد الباجي قائد السبسي، حيث دعا السيد أردوغان رؤساء الأحزاب الأولى برلمانيا وتحيينيا بحساب التموجات النرجسيات والسياحات الحزبيات والشقوق الانشقاقيات بينما الحسابات الورقية (وغيرها من الحسابات) لانتخابات أكتوبر/تشرين الأول 2014 أفرزت حزب السيد الرياحي القوة الثالثة في البرلمان آنذاك بموجبها حاز ويحوز إلى الآن على منصب النائب الثاني لرئيس البرلمان وتلك قصة أخرى في عجز المؤسسات على إجراءات التحيينات على البرمجيات. مازال مشوار طويل وريح عاتية إيجابية كبيرة أمام السواد الأعظم لجزء كبير من الطبقة السياسية التونسية لترتقي إلى مراتب النضج السياسي».
وتعاني الساحة السياسية في تونس من فوضى واضطراب مستمر نتيجة عدم وضوح الرؤية السياسية لدى عدد كبير من الأحزاب، وهو ما دفع بعض الأحزاب مؤخرا إلى الانسحاب من الحكومة فيما غيرت أحزاب أخرى خريطة تحالفاتها، كما لجأت بعض الأحزاب إلى تجربة الاندماج مع بعض الأحزاب القريبة منها وهو ما اعتبره بعضهم خطوة جيدة تجاه تجميع القوى السياسية في مشهد متخم يضم أكثر من مئتي حزب سياسي.

استقالة رئيس حزب سياسي تثير جدلا في الساحة التونسية

حسن سلمان:

«انتفاضة العاصمة» تلتهب في غزة… عشرات الإصابات في «جمعة الغضب الرابعة» رفضا لقرارات ترامب تجاه القدس المحتلة

Posted: 29 Dec 2017 02:09 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»: أصيب العشرات من الشبان الفلسطينيين بجراح وحالات اختناق، خلال مواجهات اندلعت في عدة مناطق تماس تقع على الحدود الشرقية لقطاع غزة، بين آلاف الشبان الذي أحيوا «جمعة الغضب الرابعة» وجنود الاحتلال، رفضا للقرارات الأمريكية ضد مدينة القدس، وذلك بعد أن أمطر الجنود المتظاهرين بوابل من الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، إن أكثر من 40 إصابة بالرصاص الحي والمطاطي، وقعت في صفوف المتظاهرين، بينها حالات خطرة، خلال مواجهات اندلعت شرق مدن غزة وخانيونس ورفح، وشرق المنطقة الوسطى في القطاع، إضافة إلى إصابة العشرات من المتظاهرين بالاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
ونقل مسعفون الحالات المصابة بالرصاص الحي والمطاطي إلى مشاف قريبة لتلقي العلاج اللازم، فيما قدمت عربات الإسعاف والطواقم الطبية التي كانت في أماكن المواجهات خدمات طبية لعشرات الشبان الذين أصيبوا باختناق شديد جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، أدى إلى زيادة عدد ضربات القلب.
القناصة

وأكد متظاهرون أنهم شاهدوا هذه المرة الكثير من جنود القناصة منتشرين خلف أبراج عسكرية وكثبان رملية، وكانوا يطلقون النيران صوب المتظاهرين، علاوة على جنود آخرين اختصوا بإطلاق القنابل المسيلة للدموع.
وكعادة أيام المواجهات السابقة، استهدفت قوات الاحتلال بشكل متعمد طواقم الإسعاف والصحافيين، الذين كانوا على مقربة من المواجهات بهدف إسعاف المصابين وتغطية الأحداث، رغم ارتدائهم إشارات تبين طبيعة عملهم، ما أدى إلى اختناق عدد منهم.
وشهدت وتيرة تظاهرات «جمعة الغضب» يوم أمس، تصاعدا بعد العصر، حيث تمكن الكثير من المتظاهرين من اجتياز المنطقة العازلة، والوصول إلى «نقطة الصفر» مع السياج الفاصل، رغم زخات الرصاص الحي التي أطلقها جنود القناصة الإسرائيليون صوبهم، وذلك بعدما توافدت أعداد أكبر من المتظاهرين لتلك المناطق الحدودية الساخنة، حيث رشقوا جنود الاحتلال بالحجارة.
وكان المتظاهرون الغاضبون انطلقوا صوب المناطق الحدودية شرق مدينة غزة وشمالها، وكذلك شرق المنطقة الوسطى، وعلى الحدود الشرقية لمدينتي خانيونس ورفح جنوبي القطاع، تلبية لنداءات «جمعة الغضب» وأشعلوا النار في إطارات السيارات داخل المناطق العازلة، التي تقيمها إسرائيل بعمق 300 متر داخل أراضي القطاع، متحدين نيران الاحتلال.
وقال شهود عيان إن عددا من الشبان تمكنوا على غرار مرات سابقة من اجتياز السياج الفاصل، والوصول إلى ثكنات عسكرية قريبة.
وشهدت الأيام الماضية قيام قوات الاحتلال بتنفيذ عدة توغلات برية على الحدود الشرقية لقطاع غزة، أقامت خلالها تلك القوات سواتر ترابية، بعد أن قامت بعمليات تمشيط وتجريف وتسوية للأراضي الواقعة ضمن ما تعرف بالمنطقة العازلة. يذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، دفع بالمزيد من قواته العسكرية عند كثير من نقاط التماس مع الجانب الفلسطيني لقمع التظاهرات، كما شرع بإجراء تدريبات عسكرية جديدة في مناطق «غلاف غزة» تحسبا لأي طارئ.
13 شهيدا

وكانت المواجهات خلال الأيام الماضية التي تلت قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه القدس، باعتبارها عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها، أدت إلى استشهاد 13 فلسطينيا، وإصابة أكثر من 3500.
يشار إلى أن مسيرات غاضبة انطلقت بعد أداء صلاة الظهر من عدة مناطق في قطاع غزة، حيث نظمت حركة حماس مسيرة مركزية في مدينة غزة، انطلقت من عدة مساجد وتجمعت وسط المدينة، كان في مقدمتها رئيس الحركة إسماعيل هنية، وعدد من قادة الحركة، كما نظمت حركة الجهاد الإسلامي مسيرة شمال القطاع. ورفع المتظاهرون لافتات تندد بالقرارات الأمريكية، وأخرى ضد سياسة ترامب، فيما أحرق أخرون صورا للرئيس الأمريكي، وأعلاما أمريكية وإسرائيلية.
وأكد مشير المصري القيادي في حركة حماس في كلمة خلال المسيرة، أن حركته ستسقط قرارات ترامب، كما ستسقط «صفقة القرن».
وأضاف «هذه الجماهير وهذه الأمة التي خرجت لنصرة القدس، جاءت اليوم لتجدد قسمها الخالص بألا يمر قرار ترمب»، مشددا على أن القدس «كانت ولا تزال شرارة الانتفاضات على مر التاريخ».
وأشار القيادي في حماس إلى أن كل القرارات الأمريكية والإسرائيلية «لن تغير من قاموسنا الشرعي بأن القدس هي قبلتنا الأولى، ومحال أن يملك العدو شبراً أو ذرة تراب منها».
وأشاد بالجماهير الفلسطينية التي تخرج رفضا لتلك القرارات ورفضا لأي مساس بمدينة القدس، داعيا بتوحيد الجهود العربية والإسلامية لنصرة القدس.وقال مخاطبا إسرائيل «الاحتلال على أرض فلسطين ما هو إلا حالة طارئة على قضيتنا الفلسطينية، وإنه إلى زوال»، مؤكدا أن الدفاع عن المسجد الأقصى والقدس هو بمثابة «الدفاع عن المسجد الحرام والمسجد النبوي»،.

استراتيجية موحدة

وطالب بالتوافق على «استراتيجية فلسطينية موحدة»، تكون قائمة على تحقيق المصالحة الفلسطينية لمواجهة التحديات التاريخية الطارئة على مدينة القدس. من جهته وأكد الشيخ نافذ عزام عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في كلمة له خلال المسيرة التي نظمتها حركته شما اللقطاع، على ضرورة استمرار الانتفاضة الفلسطينية ودعمها، وقال «إن ضرورة الحفاظ على الانتفاضة وتطويرها مسؤولية كل فلسطيني وعربي ومسلم، وهي الأداة الفعالة لرفض قرار ترامب». وطالب الدول العربية بـ «توجيه البوصلة» نحو فلسطين، «وضرورة وقف الدماء التي تنزف في العواصم العربية والإسلامية»، وقال «إن الدول العربية والاسلامية امام موقف تاريخي مسؤول بعد قرارا ترامب». وأكد أن هذه الدول تمتلك الكثير من «أوراق الضغط» على إسرائيل والولايات المتحدة، مؤكداً على أهمية أن «تعطى الفرصة لجماهير الامة للتعبير عن رأيها فيما يتعلق بقضيتهم المركزية».
وشدد على ضرورة طرد السفراء الأمريكان والإسرائيليين من الدول العربية والإسلامية، كرد قوي على ما قام به ترامب مؤخرا، وإلى ضرورة اتخاذ موقف عربي إسلامي موحد ضد بعض الدول التي قال أنها «تتسارع» بتنفيذ قرارات مثل قرارات ترامب، ومن ضمنها غواتيمالا. ووجه رسالة إلى علماء الأمة الإسلامية، دعاهم خلالها لأخد دورهم في التصدي لما يحاك ضد مدينة القدس، وقال «الآن فرصتكم والواجب يناديكم والقدس تناديكم ومسرى نبيكم يناديكم»، ودعاهم لأن يكونوا في «طليعة المنتفضين» وعلى راس الحشود في كل انحاء الوطن العربي.
وأشار عزام في ذات الوقت أن السلطة الفلسطينية مطالبة بتعديل المسار، والاعلان «بشكل صارم وحازم» لمواجهة أمريكا وإسرائيل»، ودعاها لإلغاء «اتفاقية أوسلو» التي وصفها بـ»الميتة».
وأكد أن الشعب الفلسطيني الذي بدأ بالانتفاضة رفضا لقرارات ترامب «يسجل أروع الصفحات في تاريخه»، وشدد على ضرورة اتمام عملية الوحدة الفلسطينية، على أن تحمل عنوان «الانتفاضة لأجل الدفاع عن القدس».

«انتفاضة العاصمة» تلتهب في غزة… عشرات الإصابات في «جمعة الغضب الرابعة» رفضا لقرارات ترامب تجاه القدس المحتلة

أشرف الهور:

إصابات واعتقالات بعد مسيرات غضب في الضفة

Posted: 29 Dec 2017 02:09 PM PST

رام الله ـ «القدس العربي»: شهدت المدن والقرى الفلسطينية مسيرات وتظاهرات ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتنديدًا بالقرار الأمريكي اعتبار مدينة القدس المحتلة عاصمة لدولة إسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها. وتحولت هذه المسيرات والتظاهرات إلى اشتباكات مع قوات الاحتلال عند نقاط التماس مع الاحتلال الإسرائيلي المقامة عند مداخل المدن والقرى الفلسطينية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية تعاملها مع عدة إصابات بالرصاص الحي إحداها خطرة قرب الخليل، وإصابات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والرصاص المطاطي، وعشرات الاصابات جراء الاختناق بعد استنشاق الغاز المسيل للدموع في عدة مواقع، خلال تظاهرات جمعة الغضب الرابعة منذ إعلان ترامب عن قراره في السادس من الشهر الجاري.
وفي القدس المحتلة التي حولها جيش الاحتلال إلى ثكنة عسكرية بعد أن دفع بالمزيد من قوات الاحتلال إلى المدينة، وتحديدًا في محيط منطقة «باب العمود» أو بوابة دمشق، حيث جرى الاعتداء على فلسطينية واعتقالها، فيما تعمد جيش الاحتلال تفتيش الفلسطينيين بطريقة مُذلة.
واعتقلت قوات الاحتلال شابًا فلسطينيًا قالت إنها رصدته داخل أسوار المسجد الأقصى وهو يهتف ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتابعته بعد خروجه من المسجد عبر طرقات البلدة القديمة حتى وصل إلى خارجها حيث منطقة باب العمود واقتادته إلى جهة مجهولة.
وهاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلي تظاهرة للشبان الفلسطينيين عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة، بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز، ما أدى لإصابة شاب على الأقل بالرصاص وعدد آخر بالغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات رشق فيها الفلسطينيون جنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة. كما شهدت قرى بلعين والنبي صالح وبدرس القريبة من رام الله مسيرات حاشدة ضد قرار الرئيس الأمريكي ترامب بخصوص القدس، وخرجت هذه المسيرات عقب صلاة الجمعة باتجاه البوابات الإلكترونية الموجودة في محيط الجدار الفاصل المقام على أراضي هذه القرى، ما دفع جيش الاحتلال لتفريقها بالرصاص والغاز، فيما ردد المشاركون فيها شعارات ضد جرائم الاحتلال، وكذلك سياسة أمريكا المنحازة إلى إسرائيل.
وشهدت مدينة الخليل، ومخيم العروب وبلدتا سعير ويطا في المحافظة الجنوبية مسيرات ومواجهات مع جيش الاحتلال. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول شابين مصابين بالرصاص الحي في منطقة الفخذ أحدهما إصابته متوسطة إلى مستشفيات المدينة.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خمسة فلسطينيين خلال هجومها على مسيرة سلمية رفضا لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلا،. وجرى نقلهم الى جهة مجهولة.
وعلى المدخل الشمالي لمحافظة بيت لحم أفشل الفلسطينيون محاولة اعتقال عدد من الشباب الفلسطيني من المشاركين في التظاهرة، من القوات الإسرائيلية الخاصة «المستعربين»، وهم جنود في جيش الاحتلال يتنكرون بملابس كالمدنيين، تسللوا بين المتظاهرين في محاولة لاعتقال واختطاف أكبر عدد منهم، لكن الفلسطينيين تنبهوا لهم وكشف أمرهم حال دون نجاح خطة الاعتقال. وجرت المحاولة خلال اندلاع مواجهات في منطقة «قبر راحيل» المتاخم لمخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين في المدينة. وانطلقت مسيرتان أصيب فيها عدد من الفلسطينيين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط خلال مواجهات مع الاحتلال على حاجز حوارة المؤدي لمدينة نابلس، ومدخل قرية بيتا جنوب المدينة. وقمعت قوات الاحتلال هاتين المسيرتين بالرصاص والغاز.
في غضون ذلك أفرجت سلطات الاحتلال الاسرائيلي عن الأسيرة ملاك محمد يوسف الغليظ، 14 عاما من مخيم الجلزون، وهي أصغر أسيرة قضت ثمانية أشهر في سجون الاحتلال. وأعربت الغليظ عن سعادتها بالإفراج، وفي الوقت نفسه عن حزنها لتركها بقية الأسيرات، ومنهن أطفال ما زلن يتجرعن مرارة السجن وظلم السجان.
ودعت الغليظ إلى ضرورة مساندة الأسيرات في معركة الصمود، في ظل الظروف الصعبة التي يعشن بها داخل سجون الاحتلال. وكان جنود الاحتلال قد اعتقلوا الطفلة الغليظ على حاجز قلنديا قبل ثمانية أشهر.

إصابات واعتقالات بعد مسيرات غضب في الضفة
الإفراج عن أصغر أسيرة فلسطينية من سجون الاحتلال من مخيم الجلزون

السفير الأمريكي في تل أبيب: التاريخ سيسجل ترامب على أنه الأكثر قربا لإسرائيل

Posted: 29 Dec 2017 02:09 PM PST

الناصرة ـ «القدس العربي»: اعتبر موقع الرابطة الوطنية لكرة السلة الأمريكية (إن بي إيه)، الأراضي الفلسطينية أنها محتلة، فيما حمل سفير واشنطن في تل أبيب على الفلسطينيين، والصق بهم فرية اللاسامية لرفضهم تصريح ترامب بشأن القدس. وقال إن كتب التاريخ ستسجله الرئيس الأقرب لإسرائيل.
واستخدم موقع رابطة كرة السلة المصطلح المذكور عند اختيار المنطقة في التصويت الجماهيري على اختيار لاعبين لخوض مباراة كل النجوم «أول ستارز»، في خطوة أربكت الخارجية الإسرائيلية. ويطلب موقع (إن بي إيه) من متصفحيه الذين يرغبون في المشاركة بالتصويت على اختيار اللاعبين المشاركين في مباراة «أول ستارز» المقررة لهذا العام، تحديد بلد إقامتهم، وعند اختيار إمكانية التصويت من الأراضي الفلسطينية، يتيح الموقع اختيار «الأراضي الفلسطينية» المعرفة على أنها «محتلة».
وأثار اعتراف الرابطة الوطنية لكرة السلة الأمريكية، غضبا في الحكومة الإسرائيلية، حيث توجهت نائبة وزير الخارجية تسيبي حوتوفيلي، للدوري، أمس وطالبته «بعدم خلط السياسة والرياضة، والتوقف عن استخدام هذا المصطلح « المثير للجدل». وادعت حوتوفيلي أن «إطلاق مصطلح احتلال للأراضي التي ارتبط بها الشعب اليهودي منذ آلاف السنين هو اعتماد للدعاية السياسية الفلسطينية «. كما بعثت وزيرة الثقافة والرياضة، ميري ريغيف برسالة إلى مفوض الرابطة، آدم سيلفر، أمس، زعمت فيها أنها «فوجئت بأن الموقع الرسمي للدوري، والذي يرتاده ملايين المشجعين لاختيار اللاعبين المشاركين في مباراة (كل النجوم) في الدوري الأفضل في العالم، تتيح اختيار « الأراضي الفلسطينية المحتلة» من بين العديد من البلدان التي ينتمي إليها مشجعو كرة السلة، هذا البلد « غير موجود «. وقالت الوزيرة التي تستخف بها أوساط إسرائيلية واسعة وتتهمها بالجهل والشعبوية الرخيصة، أن إدراج فلسطين على أنها أرض محتلة في قائمة البلدان التي تظهر على الموقع الرسمي، يضفي شرعية على تقسيم « دولة إسرائيل والتدخل الصارخ والسافر في شؤونها خلافا للموقف الرسمي للإدارة الأمريكية «. وادعت ريغيف في ختام رسالتها «أنا مقتنعة بأن الرابطة ستعرف كيفية التصرف بسرعة من أجل منع ذلك، لعدم تشويه الحقائق والواقع التاريخي «. ويتيح الموقع لكل مستخدم أن يختار خمسة لاعبين أساسيين للفريق، والمجال أمام المستخدم مفتوح لاختيار اللاعبين الذين يريدهم، مهما كان مركزهم أو منطقتهم.

فرية اللاسامية

في المقابل ادعى السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، في مقابلة مع صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، أن الرد الفلسطينى على اعتراف ترامب في القدس عاصمة لإسرائيل «قبيح واستفزازي ومعاد للسامية «. فريدمان وهو يهودي متطرف ويملك شقة في مستوطنة، يزعم أيضا أن الرد الفلسطيني كان «عاطفيًا إلى حد كبير ومبالغا فيه، لأن ترامب أوضح أن الولايات المتحدة لن تتخذ موقفا في أي من قضايا الوضع النهائي، بما في ذلك حدود السيادة الإسرائيلية في القدس. وفيما يتعلق برفض الفلسطينيين لأي وساطة أمريكية في ما يسمى بـ«عملية السلام»، قال فريدمان إنه «لن تكون هناك عملية سلام دون تدخل واشنطن، لا توجد وسيلة لتجاوز الولايات المتحدة. وللتدليل على رؤيته استذكر ان إسرائيل أوضحت أنها لن تجري مفاوضات تحت أي وساطة أخرى. وتابع مزاعمه « علاوة على ذلك، فإن الولايات المتحدة وحدها هي التي تتمتع بالمصداقية الإقليمية للتوصل إلى اتفاق سلام تاريخي. نحن دولة قوانين والقوانين موجودة لتعكس السياسات الحكومية الهامة. ولا يوجد سبب يمنع الفلسطينيين من الامتثال له، وإذا فعلوا ذلك فإن عملية السلام ستتحرك قدما» .
وردا على سؤال عما إذا كان ترامب يتوقع ازدياد دعم اليهود في الولايات المتحدة له في أعقاب تصريحه بشأن القدس، زعم فريدمان أنه « «اعتقد اعتقادا راسخا أن اليهود الأمريكيين من جميع الطوائف مدينون للرئيس بامتنان هائل على قراره التاريخي لصالح القدس. في المقابل ادعى السفير الأمريكي ان الرئيس لم يأخذ قراره بناء على هذه الاعتبارات (كسب تأييد الجمهور اليهودي)، هو بالتأكيد يستحق كل الامتنان الذي تلقاه». واعتبر فريدمان أن «ترامب سوف يسجل في كتب التاريخ باعتباره واحدا من أكثر الأصدقاء قربًا لإسرائيل»، مضيفا «يجب أن نشيد بالشجاعة والوضوح الأخلاقيين اللذين قدمهما الرئيس ضد إرادة دول أخرى كثيرة حول مركزية القدس لإسرائيل والشعب اليهودي».

اليونسكو

وفي سياق تبعات التجاذب حول القدس قالت صحيفة « يسرائيل هيوم « انه يسود الإحراج في وزارة الخارجية الاسرائيلية في مسألة تقديم الاستقالة من اليونسكو. وكشفت أنه رغم إعلان نتنياهو، في الأسبوع الماضي، بأنه أمر السفير كرمل شاما هكوهين بتقديم كتاب الاستقالة قبل نهاية العام الجاري، والانضمام بذلك الى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاستقالة من المنظمة الدولية في نهاية 2018، يتضح الآن ان اسرائيل تأخرت في تقديم كتاب الاستقالة وقد لا تتمكن من عمل ذلك قبل نهاية العام الجاري، لأن مكاتب المنظمة مغلقة الى ما بعد انتهاء عيد رأس السنة. وهذا يعني ان اسرائيل لن تتمكن من ملاءمة استقالتها مع موعد استقالة الولايات المتحدة في نهاية 2018. وقال السفير هكوهين معقبا: «لقد تحدثت مع الأمينة العامة منذ يوم الجمعة بعد تسلم التوجيه من رئيس الحكومة بتقديم رسالة الاستقالة الرسمية. ولم يتم حتى الآن إيجاد حل لتقديم الرسالة، لكن الأمينة العامة مستعدة للعثور على بدائل رغم ان مكاتب المنظمة مغلقة حاليا. بالنسبة لي سيتم تقديم كتاب الاستقالة حتى لا «تفوت» إسرائيل موعد تقديم الاستقالة الى اليونسكو».

السفير الأمريكي في تل أبيب: التاريخ سيسجل ترامب على أنه الأكثر قربا لإسرائيل

وديع عواودة:

«الحملة الدولية» تطالب الأمم المتحدة بطرد الإمارات من مجلس حقوق الإنسان في جنيف

Posted: 29 Dec 2017 02:08 PM PST

باريس ـ روما ـ «القدس العربي»: طالبت الحملة الدولية لمقاطعة الإمارات مساء الخميس الجمعية العامة للأمم المتحدة والأمين العام للمنظمة الدولية أنتونيو جوتيرش بطرد دولة الإمارات العربية المتحدة من مجلس حقوق الإنسان في جنيف الذي تشارك فيه بصفة مراقب.
وقالت في بيان صحافي بهذا الخصوص، إن مطالبتها تأتي بعد طرد الإمارات في «سلوك قمعي ومستهجن» المزيد من اللاجئين السوريين من أراضيها الأسبوع المنصرم ليرتقع عدد من تم طردهم إلى سبعة آلاف شخص خلال ثلاثة أشهر فقط.
وشددت على أن الإمارات «أصبحت دولة مارقة بامتياز لا تعير أي اهتمام لحقوق الإنسان أو المبادئ التي بنيت عليها، وتمارس أفعالا مشينة ضد لاجئين مشردين غير قادرين للعودة لوطنهم ويشمل ذلك أطفال ورضع وشيوخ مسنين».
وأبرزت الحملة الدولية أن السلطات الإماراتية رحلت قبل أيام عائلة سورية قسرا دون مراعاة لأي حقوق علما أن العائلة كانت تلقت مولودا جديدا قبل يومين من ترحيلها.
وحسب رواية العائلة فإنها أخطرت بضرورة مغادرة الإمارات بشكل فوري، وقد حاولت العائلة التفاوض مع الأمن الإماراتي والبقاء لكن دون جدوى. كما توسلت العائلة إمهالها لمدة شهر أو أسبوع لكن قوبل طلبهم بالرفض.
وبعد ساعات من ذلك الإخطار تلقت العائلة المولود الجديد الذي لم يشفع لأفرادها بحيث تم اقتياد الأم والمولود الجديد وباقي العائلة من المستشفى إلى المطار وذلك خلال 48 ساعة ثم تم ترحيلهم إلى السودان.
وعليه أكدت الحملة الدولية في رسالة وجهتها إلى الأمم المتحدة أن ما تقوم به السلطات الإماراتية «يمثل جنونا واسفافا واستهانة غير مبررة بحقوق البشر».
وقال الناطق باسم الحملة الدولية هنري جرين إن المجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني الدولية يجب أن تحاكم وتعزل الإمارات عن المشاركة في أي اجتماعات أو مداولات ذات علاقة بحقوق الإنسان بسبب جرائمها ضد حقوق الإنسان سواء في اليمن أو جراء ما تقوم به ضد اللاجئين السوريين.
ونبه جرين إلى أن اللاجئين السوريين المرحلين قسرا من الإمارات ينتهي بهم المطاف إلى التشرد بين المطارات أو القتل في حال عودتهم لبعض المدن السورية التي تشهد حرب أهلية طاحنة مستمرة منذ عدة سنوات.
وشدد الناطق باسم الحملة الدولية لمقاطعة الإمارات على مسؤولية الأمم المتحدة القانونية والأخلاقية في منع الإمارات من المشاركة في جلسات مجلس حقوق الإنسان وأي اجتماعات ذات علاقة بس ب سجلها الأسود وممارساتها غير القانونية.
وفي السياق، طالبت الفيدرالية الدولية للحقوق والتنمية (إفرد) الجمعة بإغلاق القواعد العسكرية لدولة الإمارات العربية المتحدة في جمهورية الصومال لما تمثله من تهديد للسلم والأمن الإقليميين.
وقالت الفيدرالية الدولية التي تتخذ من روما مقرا لها في بيان صحافي، إن الإمارات تستخدم قواعدها العسكرية في الصومال ودول أفريقية أخرى لتعزيز نفوذها في القرن الأفريقي وفي حربها المتواصلة منذ عدة أعوام على اليمن.
وأشارت إلى أن القواعد الإماراتية تحمل مخاطر جسيمة على السكان الصوماليين وانتهاكات فاضحة لحقوقهم في الأمن خاصة في ظل ما تواجهه من معارضة داخلية في الصومال.
كما نبهت الفدرالية الدولية إلى الاتهامات المتكررة للإمارات بالتورط في جرائم حرب في الصومال والعمل للنيل من وحدتها وتقويض استقرارها ما يؤكد الحاجة إلى الإغلاق الفوري لقواعدها العسكرية في البلاد.
وقبل أسبوعين عقد النائب العام للصومال أحمد علي طاهر مؤتمرا صحافيا في العاصمة مقديشو أعلن فيه أن اثنين من أعضاء البرلمان الصومالي تلقوا مبالغ ضخمة من الإمارات بهدف تدمير حكومة الصومال وخلق حالة من عدم الاستقرار السياسي.
وطلب من رئيس البرلمان الاتحادي في البلاد إزالة الحصانة من اثنين من النواب تمهيدا لمحاكمتهم بالخيانة على خلفية علاقتهما المشبوهة بالإمارات وتلقيهما دعما ماليا منها بغرض نشر الفوضى والدمار
وأشارت الفدرالية الدولية إلى أن الاتهامات المذكورة الموجهة إلى الإمارات ليست جديدة وسبق أن تم اتهامها باستهداف وحدة الولايات الصومالية واختراق القرارات الدولية بشأن الوضع في الصومال لأغراض منافع سياسية واقتصادية
وشددت على أن الدور الإماراتي في الصومال يعد في غاية الخطورة ومن شانه أن يقوض جهود مكافحة الإرهاب في البلاد الذي مزقته عقودا من العنف والانقسام الداخلي والتدخلات الخارجية بغرض نهب ثرواته والتحكم بسياساته.

«الحملة الدولية» تطالب الأمم المتحدة بطرد الإمارات من مجلس حقوق الإنسان في جنيف
(افرد) تدعو إلى إغلاق القواعد العسكرية لأبوظبي في الصومال

مؤرخان يهوديان: أغلب الاعتداءات ضد السامية يرتكبها الألمان لا المسلمين

Posted: 29 Dec 2017 02:08 PM PST

برلين ـ «القدس العربي»: في تحرك سياسي مفاجئ أعلنت كريستين غريسه، نائبة رئيس مجموعة البرلمانيين الألمانية ـ الإسرائيلية في تصريحات لصحيفة «راينيشه بوست» الألمانية في عددها الصادر أمس الجمعة مفادها أنه يجب منع أي شركة طيران من العمل في ألمانيا في حال رفضها نقل ركاب إسرائيليين، ولم يفهم سبب هذه التصريحات، إلا أنها تأتي بعد أكثر من شهر من رفض محكمة فرانكفورت الألمانية دعوى تقدم بها طالب إسرائيلي ضد الخطوط الجوية الكويتية، ورأت أنه من حق الخطوط الكويتية منع الركاب الإسرائيليين من الطيران على متنها.
وقالت «أرى أنه أمر غير محتمل أن يتم رفض سفر ركاب يهود على متن خطوط طيران معينة بسبب جنسيتهم الإسرائيلية».
وطالبت نائبة رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، المنتمية إليه المستشارة أنغيلا ميركل، غيتا كونمان، بسد الفجوة القانونية المتعلقة بهذا الشأن، وقالت «من يريد القيام بأعمال تجارية في ألمانيا يتعين عليه مراعاة قواعدنا، ومن لا يريد مراعاة ذلك، لا ينبغي له الهبوط أو الإقلاع هنا».
ورأى حزب «اليسار» الألماني أن هناك حاجة إلى التصرف حيال هذا الأمر، حيث قال المدير التنفيذي للشؤون البرلمانية للحزب، يان كروته: «يتعين على المشرع التصرف على نحو سريع حتى لا تتكرر هذه الواقعة»، مضيفا أن التهديد بسحب حقوق الإقلاع والهبوط من الممكن أن يكون «وسيلة مناسبة».
يذكر أن محكمة ابتدائية في مدينة فرانكفورت الألمانية رفضت من قبل دعوى مقدمة من إسرائيلي ضد إلغاء حجزه على متن الخطوط الجوية الكويتية من فرانكفورت إلى بانكوك بسبب جنسيته. وذكرت المحكمة في حيثيات قرارها أن الخطوط الجوية الكويتية التزمت بقوانين الكويت التي تنص على حظر نقل إسرائيليين.
ورأت المحكمة الألمانية أن الخطوط الجوية الكويتية تملك حق منع مسافر إسرائيلي من الصعود على طائراتها، معتبرة أن الأمر ليس تمييزا بل تطبيقا صارما للقانون الكويتي. وقالت محكمة فرانكفورت إن الشركة ليست ملزمة «تنفيذ عقد إذا كان ينتهك قانون بلدها».
وأكدت المحكمة أن شركة الطيران تحترم قوانين الكويت فقط، وهي بلد لا تعترف بدولة إسرائيل مضيفة أنها بصفتها محكمة ألمانية غير مخولة بالحكم فيما يتعلق بالقانون الكويتي.
وجاء في مسوغات الحكم، إنه ليس من المعقول بالنسبة لشركة طيران «أن توفي بعقد إن كان في ذلك انتهاك لقانون سار في دولتها، بما قد يعرضها للعقوبة في بلادها». كما رفضت المحكمة دعوى بالتعويض عن الضرر لعدم تحديد حجم هذا الضرر بدقة.
وكان الإسرائيلي قد حجز رحلة طيران من فرانكفورت إلى بانكوك يتخللها توقف في الكويت. وعندما علمت الخطوط الجوية الكويتية بجنسية الرجل ألغت حجزه مستندة في ذلك إلى قانون كويتي صادر عام 1964، والذي يحظر إجراء تعاملات مع إسرائيليين. وتقدم الإسرائيلي بدعوى قضائية في ألمانيا ضد هذا الإجراء، واستأنف على الحكم الصادر من المحكمة الابتدائية في فرانكفورت.
وأثار حكم لمحكمة في مدينة فرانكفورت الألمانية بأحقية «الخطوط الجوية الكويتية» منع مسافر إسرائيلي من الصعود إلى طائراتها بقصد السفر ردود فعل غاضبة في ألمانيا. وقال وزير الدولة الألمانية المنتمي لـ»الحزب الاشتراكي الديمقراطي»، ميشائيل روت، لصحيفة «دي فيلت» الألمانية «طلبنا من السفير الألماني في الكويت مناقشة الأمر مع السلطات المختصة هناك». وأضاف الوزير «صحيح أن المنع يعود إلى قانون كويتي صادر في عام 1964، إلا أنه من غير المفهوم بالنسبة لي منع مسافر في ألمانيا من السفر على متن خطوط جوية نظراً لجنسيته فقط».
وانتقد السياسي في حزب الخضر، فولكر بك، حكم المحكمة، معتبراً أن «الحكم لا يجب أن يكون الكلمة الفصل في القضية». وفي تصريح لصحيفة «بيلد» الألمانية تابع السياسي قائلاً: «قانون السفر الجوي في ألمانيا واضح. الشركة التي لا تلتزم بذلك القانون يجب سحب حق الإقلاع والهبوط من الأراضي الألمانية منها». وأضاف السياسي أن تم توجيه طلب بذلك لـ»وزارة النقل الاتحادية».
ونشرت صحيفة بيلد تعليقاً للصحافي يوليان رايشيلت ناشد فيها المستشارة الألمانية بمنع طائرات الخطوط الجوية الكويتية من الهبوط والإقلاع في ألمانيا. وقال رايشيلت إن «ألمانيا لا تستطيع إلغاء حكم المحكمة وذلك بناء على مبدأ تطبيق فصل السلطات الذي يسود في ألمانيا، إلا أن الحكومة قادرة على سحب الحقوق المعطاة للخطوط الجوية الكويتية من استخدام المطارات الألمانية».
كما عنونت صحيفة «دي فيلت» أحد مقالات الرأي بـ«يجب عدم السماح بالعنصرية العربية على الأراضي الألمانية!».
من جهة أخرى كشفت شخصيتان إسرائيليتان شهيرتان في ألمانيا أن التحالف اليهودي المسيحي ضد معاداة السامية بين المسلمين يخدم مصالح طرفي التحالف وأن هناك «مناورة لصرف الانتباه» وأن أغلب الاعتداءات المعادية للسامية يرتكبها ألمان أصليون.
وانتقد المؤرخ موشي تسيمرمان وكذلك السفير الإسرائيلي السابق في برلين شيمون شتاين حدوث اعوجاج في الجدل حول معاداة السامية في ألمانيا.
وكتب تسيمرمان وشتاين في مقال بصحيفة «فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ» «بالتأكيد هناك معاداة إسلامية للسامية»، لكن رغم ذلك من الملاحظ أن هناك حاليا «مناورة لصرف الانتباه» تخدم مصالح العديد من الفاعلين السياسيين، وأضافا «خلال مكافحة الإرهاب الإسلامي، الذي يتحول لمعركة للحضارة المسيحية ضد الإسلام يبدو أن التحالف المسيحي اليهودي ضد معاداة السامية الإسلامية مفيد لطرفي هذا التحالف».
ويرى شتاين وتسيمرمان أنه طبقا لهذا النهج يعمل دونالد ترامب في الولايات المتحدة الأمريكية ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو.
وفي ألمانيا تتم، من خلال انتقاد معاداة السامية في صفوف المسلمين، محاولة التواصل مع معسكر الناخبين المحتملين أو الفعليين لحزب البديل من أجل ألمانيا، «ليس لأنهم ضد معاداة السامية، وإنما لأنهم ضد المسلمين». علما بأن غالبية الجرائم المرتكبة في ألمانيا بدافع معاداة السامية ينفذها ألمان أصليون، حسبما كتب تسيمرمان وشتاين.

مؤرخان يهوديان: أغلب الاعتداءات ضد السامية يرتكبها الألمان لا المسلمين
دعوات من أجل إجبار شركات الطيران على نقل إسرائيليين
علاء جمعة

أعوام سقطت سهوا

Posted: 29 Dec 2017 02:08 PM PST

دأبت الصحافة العربية في مثل هذه الأيام من كل عام على رصد ما صدر من كتب وما دار من سجالات وحراكات ثقافية خلال عام مضى، وثمة الكثير من هذا الرصد يسقط سهوا، ليس بسبب وفرته وفائضه، بل لأن ما يطفو منه على السطح أضعاف الغاطس في محيط من الحبر.
لكن نادرا ما كان هناك في المقابل تقليد مُضاد يتولاه الخيال وليس الذاكرة، بحيث يرصد غياب أنشطة وإبداعات تليق بهذه الدراما القومية، التي تلاشت فيها الهوامش بين العدل والاستبداد، وبين الحرية والاستعباد، ولم تعد هناك منطقة لمبو على غرار ما تخيله دانتي في كوميدياه الإلهية، بحيث أصبح التباطؤ في إبداء رأي بما يجري من دم ودمع تواطؤا، والحياد تأقلما ربويا مع واقع غاشم.
وما أعنيه بالتأقلم الربوي هو إضافة نسبة من الخنوع والامتثال وهما بمثابة ربا سياسي وأخلاقي يتقاضاه شايلوك الثقافة المنزوعة النخاع، والداجنة في بيوت زجاجية، ما لم يصدر خلال السبع العجاف التي أتت على كثير من اليابس ولم يسلم منها قليل من الأخضر، هو الاستقراء المعمق لظواهر معقدة، تحالف فيها المكبوت النفسي والسياسي مع المكبوت الإثني، بحيث أضافت هذه الجغرافيا الجريحة والنازفة من كل تضاريسها إلى البوصلة جهة خامسة، وإلى الأسبوع يوما ثامنا، وأصبح لزاما على المثقف الذي ليس في فمه ماء أن يسمي الجاهل باسمه، حتى لو كان مدججا بجهل نووي، وأن يقول للغول عينك حمراء وللسلحفاة أنت قبر يسعى، ما لم يحدث خلال هذه الآونة، التي قد تستطيل وتتمدد لتصبح حقبة في التاريخ، هو عدم اكتشاف القابلة التي استبدلت الوليد فأصبح مجهول النسب، وهو أيضا عدم إسقاط القناع الربيعي الأخضر عن وجه خريفي شاحب، فالموجة عالية وعاتية، والطبل حجب أنين الناي، مثلما اختلط الأمر على العين الكليلة فلم تعد تدري ما إذا كان ما تراه غسقا أم شفقا.
في الرصد التقليدي لثقافة عام مضى تذكر أسماء الراحلين بالمعنى العضوي للموت، لكن أسماء الاحياء الموتى الذين تأجل دفنهم، تبقى طيّ الكتمان لا النسيان، لهذا يبدو ما قاله الشاعر برتولد برخت ذات مذبحة وحين سال الدم في الشوارع كان بكل اللغات ولا يحتاج إلى ترجمة من الألمانية إلى العربية أو العبرية، وهو أين كان المثقفون والشعراء وما الذي كان يستغرقهم بعيدا عن ذلك الدم؟ إن ثقافة مصابة بالأنيميا الذهنية والارتهان لكل ما هو غريزي، ستكون مهمتها بالضرورة التسفيل لا التصعيد، وستفرز من شهود الزور أضعاف ما يمكن أن تفرزه من شهود الحق، لأنها عربة تجرها بغال الميديا إلى حيث لا تعلم. ما لم يحدث خلال عام مضى هو اجتراح كوة في هذه الآفاق التي سدّت، أو صيحة طفل في وجوه البالغين الحمقى الذين تنافسوا في وصف ثياب الإمبراطور، والحقيقة التي اكتشفها الطفل المعجزة، هي أن الامبراطور عار، وأن الفار الذي جازف بتعليق جرس في عنق القط نسي أن هناك ملايين القطط تتربص بالجحور وهي بلا أجراس.
إن المسكوت عنه والمتواطأ عليه والساقط عمدا وليس سهوا خلال العام الذي مضى وما حبل به من مسوخ، هو بيت الداء وليس بيت القصيد، ما دام الثالوث المحظور يمارس نفوذه بكامل حريته وزواياه الحادة، قيض لها فقهاء لتدويرها، ثالوث الاستبداد والاستعباد والاستنقاع، هو مثلث برمودا الحقيقي والعضوي لا الفيزيائي، ابتلع عقولا وكفاءات ورؤى بدلا من الطائرات. إن انتظار إبداع أو ثقافة شاهدة وطليقة ومفارقة للسائد الداجن من واقع استنقع حتى طفت على سطحه الطحالب، هو اشبه بانتظار مُهر يولد من رحم عنزة، أو انتظار موسم العسل من الذباب الذي يرضع العفن من جيفة وليس من الرحيق.
أليست مفارقة كبرى ونادرة أن يكتب الحطيئة شعرا حديثا عن حرب البسوس، وأن يتزوج داحس من الغبراء بعد أن سال دم القبائل حتى تجاوز الزبّى؟ كم نحن بحاجة إلى أعراف وتقاليد مضادة، نكتب من خلالها عن كل ما لم يكتب بعد وما لم يحدث بعد، وإلى أن نكتشف بأن للزجاجة نصفا ثالثا ولهذه الجغرافيا جهة خامسة، سنبقى نراوح مكاننا وننمو دائريا، بحيث نعود بعد كل جيل إلى أول السطر، فنحن أحوج إلى الكلام عما ينقصنا وليس عن الفائض المحفوظ عن ظهر قلب لدينا، بحيث أصبح قدرنا كتابة المكتوب وقراءة المقروء، ومن يضع ساقا في القرن التاسع عشر وساقا في القرن الواحد والعشرين، ويقرر المشي أو القفز، هو إما مجنون يهذي أو مهرج يستخف بعقول الناس، وربما لهذا السبب تحولت حداثوية الاتباعي إلى حفلة تنكرية، وظن الحطيئة أنه بارتداء ربطة العنق واستبدال الناقة بسيارة إنما يحرق قرونا ويقفز من ألفية إلى أخرى.
أخيرا كانت وصية الشاعر لأحفاده أوصيكم بالمسألة، وكان يعني بها الكدية والتسول، وليس المسألة بالمعنى الشكسبيري الذي تتلخص فيه ثنائية الكينونة والعدم.

٭ كاتب أردني

 

أعوام سقطت سهوا

خيري منصور

سارة التومي مستشارة «ماكرون» تفوز بجائزة مبادرة «تكريم»

Posted: 29 Dec 2017 02:08 PM PST

بيروت – «القدس العربي»: كانت طفلة تزور وطنها الأم تونس خلال الاجازات الصيفية برفقة والدها ووالدتها الفرنسية. في عمر التسع سنوات طلبت مساعدة والدها للقيام بعمل ينعش قريتها. في «بير صالح» البعيدة عن العاصمة 220 كلم، حيث جذور عائلتها لفتها تعاون أهل القرية في ما بينهم. فهذا التعاون والتكافل لم تعرفه في باريس. هي الشابة سارة التومي التي تحمل ماجستير في الأدب الفرنسي تصرّح لـ «القدس العربي» باعتزاز «جدي فلاح».
جذبها العمل الفلاحي الذي من شأنه أن يبقي الناس في أوطانهم ولا يغامرون بحياتهم عبر البحار. لهذا كانت جمعية «أكاسيا» سنة 2009 والتي تهتم بزراعة شجر الاكاسيا والمورينغا. مبادرتها تلك جعلتها تستحق جائزة «مبادرة تكريم» عن فئة المبادرة الشبابية في التنمية المستدامة.
منذ أربعة أشهر تعمل مستشارة للرئيس الفرنسي للشؤون الإنمائية في أفريقيا، معها كان هذا الحوار:
■ ما هي العوامل التي حفّزتك لأن يكون لك مشروعاً لأجل الشباب في وطنك الأم؟
□ أولاً أحببت في تونس الناس وصلات التعاون التي تجمعهم. ومع تكرار زياراتي لبلدي بدأ تعلقي به يزداد، خاصة مع اكتشافي لثقافتي وتعمقي بها. فقد تعلمت اللغة العربية كتابة وكلاماً. ومنذ الصغر وجدت أن بلدي يحتاج لجهود ابنائه جميعهم كي ينمو.
■ علمنا أنك ومن عمر التسع سنوات بدأت البحث بفكرة مشروع ينعش المنطقة التي تنتمين إليها في تونس. ألم تكوني صغيرة بعد؟
□ عندما كنت في المدرسة في عمر الطفولة كنت أتوق لأن أكون عالمة فضاء، محللة نفسية وغير ذلك. وعندما كنت أزور قريتي بشكل دائم كان يحز في نفسي أن بنات أعمامي وعماتي يتوقفن عن الدراسة وهن في عمر 10 و11 سنة. لم أكن أفهم كيف ولماذا تتوقف البنات عن الدراسة في الطفولة، فيما يتابعها الأولاد من أقاربي وسواهم. نعم كنت في عمر تسع سنوات حين قلت لوالدي يجب فعل شيء يساعد أبناء قريتنا على النهوض بمطلبات الحياة. عندما لمس شجاعتي تشجع بدوره وأسسنا جمعية «التضامن والتكافل والحماية من أجل الجميع». والهدف بقاء الشباب في بلدهم وعدم المجازفة بالهجرة عبر البحر.
■ ما هي أهداف جمعية أكاسيا التي تأسست سنة 2009؟
□ نهتم بزراعة أشجار الأكاسيا والمورينغا. وحتى هذا العام 2017 زرعنا 200 ألف شجرة.
■ وماذا تقدم الأشجار لشباب تونس؟
□ بحثت مع خبراء في الزراعة عن نوع الأشجار المناسب لبيئة الصحراء ويكون مثمراً في الوقت عينه. فكان خيار الأكاسيا التي تنتج اللبان العربي. كما أن أوراق شجر المورينغا باتت مطلوبة تجارياً لأنها نوع من النباتات التي تساعد في علاج مشاكل الشرايين والقلب.
■ كم هو عدد الأيدي العاملة التي استفادت من زراعة الـ200 ألف شجرة؟
□ حتى الآن هم 120 شاباً يعملون معنا. كما أننا زرعنا اشجاراً في بعض الغابات والحدائق.
■ تفخرين بجدك الفلاح بخلاف من هم من جيلك؟
□ نعم. أرى العمل الفلاحي مرتبطاً بمصير البشر على هذه الكرة. أحب جدي الذي علمني الكثير من فنون الزراعة، بدءاً من زراعة الشجر وريه، والعناية به. وعلمني كيف نختار الأشجار المناسبة لكل تربة. زرع جدي في نفسي حب الأرض، وفرح للغاية بالمشروع الذي اقوم به. ونظراً للمعاناة من شح الماء والجفاف لم يعد جدي قادراً على زراعة البندورة والفلفل وغيرها من الخضروات. لهذا هو يتحسر على تلك الأيام، ويكتفي حالياً بقطاف زيتونه القديم. ففي السابق كان يخزّن كل حاجات العائلة الغذائية من الزراعة التي يقوم بها بيديه، ولا يحتاج أن يزور الأسواق لشراء أي منها. الواقع الحالي للفلاحين أنهم عاجزون عن الاستمرار في الزراعات السابقة، وكذلك يفتقدون المال لشراء البدائل. وهكذا ترابطت المشكلة البيئية المتمثلة بنقص الماء بمشكلة اقتصادية واجتماعية.

سارة التومي مستشارة «ماكرون» تفوز بجائزة مبادرة «تكريم»
جذبها العمل الزراعي لتنمية بلدها والحد من الهجرة
زهرة مرعي

الانتفاضة العالمية وإمكانية ظهور نظام دولي بديل

Posted: 29 Dec 2017 02:07 PM PST

نودع عاما ونستقبل آخر، فعام 2017 كان الأغرب والأكثر فوضى وعنصرية، ومن أسباب ذلك دخول شخص على شاكلة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وجلوسه على مقعد الرئاسة الأمريكية‫.‬ فانطبع العام المنصرم بالجهالة، واعتمدها ترامب فلسفة لحكمه، بما فيها من قصور في الرؤى والتفكير والقوى العقلية‫.‬
كانت البداية فوزه على مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، ويبدو أنه وجد في الفوز فرصة لاستخدام الرهاب الإسلامي ‫(‬الإسلاموفوبيا‫)‬ في ترويع العالم‫ مع أن ممارسات المتطرفين واحدة ومتكررة مارسها الجيش الأحمر الياباني وكان مصدرا لإثارة الرعب في سبعينات القرن الماضي، ومثله كانت الألوية الحمراء الإيطالية، وجماعة «بادر ماينهوف» الألمانية‫.‬
وقتها لم نسمع برهاب ياباني وإيطالي وألماني، أو سمعنا بإرهاب شانتوي ‫(‬نسبة لعقيدة الشانتو اليابانية‫)‬، ولا آخر بروتستنتي أو ثالث كاثوليكي‫..‬ وحين يتعلق الأمر بفلسطين والعرب أو المسلمين فالتعميم مطلوب لتوظيفه، وللتغطيه على الإرهاب الصهيوني‫.‬ وكانت منظماته وجماعاته أكثر دموية وتنكيلا وإبادة للفلسطينيين الآمنين‫..‬ عصابات دموية‫..‬ وجدت الدعم من الدول الاستعمارية، خاصة بريطانيا وفرنسا ثم أمريكا، فتمكنوا من اقتلاع شعب وتهجيره وتشريده والاستيلاء على ممتلكاته وأرضه‫.‬
وإذا كانت الشرائع والقوانين تمنح الحق لمن أُغتُصِبت أرضه واحْتُلت أن يكافح ويقاوم، بكل السبل المشروعة بما فيها حمل السلاح لاستعادة الأرض وتحريرها، وهذا كان وما زال حقا للشعب الفلسطيني، وإذا قامت المنظومة الصهيو غربية بتصنيع وتشكيل جماعات للقتل على الهوية، وإضفاء الصفة العربية والإسلامية عليه فيصورونه على أنه «إرهاب حلال»، أو إرهاب شرعي، هدفه واضح، وهو حشد العالم ضد كل من يرفع عقيرته للتصدي للإرهاب الصهيوني، وكم من مسؤول رسمي وشبه رسمي أمريكي وغير أمريكي، كم صرحوا بدور الدولة وأجهزتها في تصنيع وتمويل الجماعات والتنظيمات الإرهابية في كثير من بقاع العالم‫.‬
وترامب يعلم حجم دوره المطلوب لتمكين الإمبراطورية الصهيونية من «القارة العربية»، واستهدافها بالتطهير العرقي والثقافي والإبادة الجماعية، وهذا هدف صهيو غربي ليس وليد اللحظة، وهكذا بدأ العام بتنصيب ترامب، ثم انتهى بصدور قراره بالاعتراف بالقدس عاصمة للدولة الصهيونية‫.‬
لم يحسب ترامب حساب التغيير الذي حدث، وسأم العالم من غطرسته، وملله من ابتزازه، ولم تبق لدى أحد قدرة على تحمل سخافاته واستعراضاته‫.
ومن شواهد التغيير الذي حدث بنهاية عام 2017‫‬:
1 ‫ـ‬ تضاؤل وزن الولايات المتحدة، ليتدنى إلى مستوى مستوطنة صهيونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة والضفة الغربية، وكانت واشنطن حتى الأمس القريب عاصمة لدولة عظمى، ذات قوة ونفوذ على مستوى العالم‫!!‬ وتضاءلت أمام بلد صغير مثل كوريا الشمالية، التي تمكنت من تحييد قوة أمريكا العسكرية والنووية
2 ‫ ـ‬ خطأ حسابات ترامب في أن العالم أضعف من يقول له لا، أو يواجه تهديداته المنفلتة، وعجز عن رؤية أثر ابتزازه الذي انتهى بتمرد‬ دولي غير مسبوق من داخل المنظمات التي أقامها المنتصرون في الحرب العالمية الثانية، حفاظا على مكاسبهم، وضمانا لاستمرار هيمنتهم على العالم‫.‬
3 ـ العجز عن استشراف ما يجري في «القارة العربية» ومحيطها وفي إقليم الشرق الأوسط وتطوراته، خاصة في إيران وسوريا ولبنان وتركيا، والآثار التي ما زالت شاخصة في تونس ومصر، وثورتيهما المجهضتين، وما زال وهجهما تحت الرماد يتحين فرصة التنفيس أو الانفجار‫.‬
4 ـ‬ شخص ترامب لا يستطيع استيعاب الجَزْر الذي تعيشه «القارة العربية»، وانتشار حروب الطوائف ومعارك المذاهب واقتتال المناطق وصراعات العشائر، كأعراض لمخلفات الاستعمار وأمراض الاستبداد والتخلف الطويل، بجانب آثار الاستيطان في تدمير فلسطين، وما أحدثه تقسيم «القارة العربية» من تعقيدات، وقد استنفد أغراضه وتكشفت مخططاته
5 ـ‬ خطأ تقييم القدرة الصهيونية على تأسيس نظام دولي بديل عادل ومتوازن، وكل ما تقدر عليه الحركة الصهيونية هو تكوين حلف إرهابي عالمي متمكن برعايتها، والاستناد على القوة الأمريكية، على أمل استمرار الانفراد بالهيمنة على العالم، بما تبقى لها من نفوذ‫.‬
وما حدث في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان واضح بالخروج عن الطاعة الصهيو ـ أمريكية‫..‬ وتوجه صريح بإعادة النظر في نظام الأمم المتحدة، المستمر لأكثر من سبعين عاما، واستنفذ أغراضه‫..‬ ويدفع العالم نحو نظام دولي بديل أكثر مساواةً وأقل استغلالا وأكثر عدلا
وقد يستغرب البعض أن ذلك كان محور نقاشات شبه دائمة بين مجموعة أصدقاء يعدون على الأصابع، تلتقي بشكل شبه منتظم وبعد دخول ترامب البيت الأبيض، زاد النقاش حول اندلاع الحرب العالمية الثالثة، وأكد أحدنا أنها خلال شهور إن لم تكن أسابيع، وأقصاها اذار/مارس 2018، وإعلانها مهمة ترامب، وقد يتحمل وزرها، فيُعزل ويدان، مفسح المجال أمام نظام دولي، على قواعد النظام المالي الفاسد القائم، على أن يدار بشخوص شابة، ومظاهر جاذبة، وثياب أنيقة، وتتصور الحركة الصهيونية أنها بهذه المسرحية يمكنها إخراج العالم من أزمته المالية الطاحنة، وتعزيز القيادة الصهيونية له، وتكون قد جددت من نفسها وتخلصت من التبعات القانونية والأخلاقية البالية، فتنطلق وتتصرف بحرية كيفما شاءت‫..‬
وقد يكون ذلك صحيحا بالمعادلات الرياضية‫، وهي معادلات دقيقة في الحسابات الرقمية، لكن لا بد من مراعاة العوامل البشرية، التي قد تؤجل أو تعجل أو تلغي الدخول أو الخروج من مرحلة إلى أخرى‫..‬ ونتذكر «كارل ماركس» ومدرسة التحليل المادي للتاريخ، التي توقعت اندلاع الثورة العمالية في البلدان الصناعية، وكانت بريطانيا مرشحة لها ومعها ألمانيا، وفوجئ العالم بالثورة في روسيا، المجتمع القيصري شبه الاقطاعي‫،‬ بقيمه الريفية وتماسكه الأسري‫.‬
هنا يبرز العامل البشري ودور لينين ورفاقه و«الحزب الاشتراكي الروسي»، وقيامه بو‬ظيفة القابلة التي أخرجت الثورة حية من رحم مجتمع لم يكن مؤهلا لها، وفيما بين الحربين ‫(‬الأولى والثانية‫)‬ وما كاد عقد الثلاثينات من القرن الماضي ينتهي بعد معاناة العالم الشديدة من الأزمة الاقتصادية العالمية حتى تبلور نظام دولي «ثنائي القطبية»، استمر حتى العقد الأخير من القرن الماضي، وسقوط الاتحاد السوفييتي، وانهيار كتلة شرق أوروبا، ولم يقض هذا على ذلك النظام تماما، مكتفيا بقص جناحه الشرقي، ولم يتمكن الجناح الآخر من التحليق وحده، وكانت هذه وما زالت أزمة الحقبة التي انفردت فيها أمريكا بالعالم، وانتظر العالم قص الجناح الآخر أو انهيار النصف المتبقي من النظام السابق‫..‬
ويبدو أن الانتفاضة العالمية الراهنة أذنت بالإجهاز على النصف المتبقي، وتهية العالم لنظام بديل، وعلى «القارة العربية» أن تستعد، بالاعتمد على نفسها وعدم الركون إلى غيرها‫.‬
وأخيرا نقول أن إضافة القوة الأمريكية الغاشمة إلى قوة الحركة الصهيونية يزيد الأوضاع تعقيدا، فضلا عن عداء ذلك لحركة التاريخ، وكثيرا ما رددت هذا الكلام بعد سقوط الاتحاد السوفييتي السابق في أكثر من محفل، ومع أكثر من طرف‫‬ إلى أن حانت لحظة الحقيقة على لسان ترامب‫..‬ ويصدق هنا قول‫:‬ «خذوا الحكمة من أفواه المجانين»..

٭ كاتب من مصر

الانتفاضة العالمية وإمكانية ظهور نظام دولي بديل

محمد عبد الحكم دياب

عام 2017: بلسان اينشتاين

Posted: 29 Dec 2017 02:07 PM PST

2017 عام رديء لا يستحق وداعا. لقد كان عاما عابثا هزأ بالشعوب المسحوقة وأظهر لها لسانه على النحو الذي خلّده ألبرت اينشتاين في تلك الصورة الشهيرة التي صارت من أيقونات القرن العشرين. ولكن هذا لا يمنع أن الاستهزاء كان، في حالة اينشتاين، ضربا من الحكمة. فقد كان من أحكم الناس في عدم معاملة أي شيء بأكثر مما يستحق. إذ لم أكن أعرف أنه كان، على سبيل المثال، ينتعل الحذاء بدون جوارب إلى أن شاهدت سلسلة الحوارات الممتعة التي أجرتها الصحافية كاترين سيلاك مع الكاتب الفرنسي المحبوب جان دورمسون والتي بثت بمناسبة وفاته أوائل هذا الشهر عن سن تناهز الثانية والتسعين. قالت له: إنك تتميز بالأناقة ولكن هنالك تفصيلا مثيرا للاهتمام، وهو أنك لا ترتدي جوارب. أجابها: أتعرفين من أين أتتني الفكرة؟ عندما تعرفين سوف ترين أنها فكرة تجمع بين البساطة وعدم التكلف من جهة وبين قمة التفنّن من جهة أخرى. لقد تعلمتها من اينشتاين. لم يكن اينشتاين يرتدي جوارب لأنه لم يكن يرى في ارتدائها فائدة. وقد وجدت أنه على حق. وسرعان ما استطرد دورمسون، في حركة عفوية من وحي اللحظة، قائلا: بل إني لا أرى الداعي لارتدائي ربطة العنق هذه! ثم إذا به يفك الربطة الزرقاء الداكنة ويدسها في جيب سترته الصفراء ويقول: إني لا أسعى إلى الظهور بمظهر الشاب ولكن الحقيقة أننا لا ندرك أننا تقدمنا في العمر إلا عندما نمرض أو عندما يشعرنا الآخرون أننا لم نعد شبابا. المهم هو ألا نفرط في التحسر على ما فات.
كان لاينشتاين شخصية طريفة مرحة. وقد نجح الفيلم السينمائي الفرنسي الجديد «ماري كوري» الذي يروي سيرة العالمة الفرنسية ـ البولندية، التي فازت بجائزة نوبل مرتين: في الفيزياء عام 1903 والكيمياء عام 1911، في تصوير جوانب من طرافة هذا العالم العبقري. حيث كان هو الرجل الوحيد الذي انسجم مع ماري كوري وتمكن من إضحاكها أثناء مؤتمر علمي حافل بالوجوه المتجهمة، وقد استلطفته هي لأنه لم يكن، رغم ذكائه الخارق، يأخذ نفسه مأخذ الجد ولم تكن تستبد به الحاجة لأن يثبت أنه دوما على صواب. وقد صدرت في الأعوام الأخيرة كتب عن العادات اليومية للكتاب والفنانين والعلماء، وخصوصا العادات الصباحية التي تساعدهم على العمل والإبداع: طقوس التدخين، وشرب القهوة أو الشاي، والنزهة في الحديقة العمومية، الخ.
ولكن ما تناولته البي بي سي أخيرا يتجاوز موضوع الروتين اليومي، الذي يضيء كيف تعمل أذهان العظماء، إلى موضوع أكثر إثارة وإمتاعا هو عاداتهم الطريفة والغريبة. حيث يتبين أن اينشتاين لم يكن ينام ثماني ساعات مثل معظم الناس، بل عشر ساعات على الأقل. ويبدو أن لهذا النظام مردودا إيجابيا نظرا إلى أن «التجربة العامة تثبت، كما قال الروائي الأمريكي جون شتاينبك، أن أي مشكلة تستعصي في الليل إنما تحل في الصباح بعد أن تكون قد نظرت فيها لجنة النوم». كما أن عددا من الاكتشافات في التاريخ الإنساني، مثل جدول العناصر وتركيبة الحمض النووي، قد تحققت بينما كان مكتشفها في سبات عميق. ويقال إن نظرية النسبية الخاصة خامرت اينشتاين بينما كان يحلم ببقرات أصبن بصعق كهربائي! وقد أثبتت الاختبارات العلمية أخيرا أن النوم الكافي يساعد على حسن الأداء الذهني. ولكن هنالك في التاريخ أمثلة مضادة، حيث من المعروف أن نابليون، على سبيل المثال، لم يكن يحتاج للنوم أكثر من أربع ساعات أو خمس. وكان يحمل معه أثناء حملاته العسكرية مكتبة متنقلة، حرصا منه على عدم الانقطاع عن متعة المطالعة حتى وهو في خضم القتال. كذلك الأمر بالنسبة لتاتشر. كان تكتفي بحوالي خمس ساعات من النوم.
وإذا كانت عادة النزهة اليومية قد اقترنت باسم الفيلسوف الألماني كانط، حيث كان سكان مدينة كونغسبرغ يعدّلون ساعاتهم على مواعيد خروجه لشدة انضباطه ودقة التزامه بالمواقيت، فإنها قد أدركت عظماء آخرين مثل داروين وفرويد واينشتاين. فقد كان داروين يحرص على الخروج كل يوم في ثلاث نزهات تستغرق كل منها خمسا وأربعين دقيقة. كما كان اينشتاين يحب المشي، حيث كان يسير ذهابا وإيابا ميلا ونصف ميل هي المسافة الفاصلة بين بيته وجامعة برنستون. أما رأس الحكمة العلمية فيتمثل في ولعه بأكلة السباغتي الإيطالية!

٭ كاتب تونسي

عام 2017: بلسان اينشتاين

مالك التريكي

أطردوا البحرين من الجامعة العربية

Posted: 29 Dec 2017 02:07 PM PST

أخصص مقالي لهذا الأسبوع للدعوة الصريحة لطرد دولة البحرين، من عضوية جامعة الدول العربية، بعدما تجاوز وزير خارجيتها خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة كل الخطوط الحمر، ولم يترك مكانا له حتى في هذا التجمع العربي الرسمي شبه المشلول.
فقد فعلتها الجامعة العربية مرة وحرمت مندوب النظام السوري من المشاركة في اجتماعاتها، وهي قادرة الآن إن أرادت تبييض صورتها على تكرار هذه الخطوة مع البحرين.
فالنظام البحريني لم يخرج عن الإجماع العربي الرسمي المعلن، على الأقل، حول مركزية القضية الفلسطينية، ولا يسعى فقط إلى التطبيع مع دولة الاحتلال، كما يروج مليكه، ويلعن من يعارض التطبيع معها بشكل عام، بل يريد إسقاط القضية الفلسطينية من جدول القضايا العربية، ذات الاولوية. وهذا ما يروج إليه رئيس الدبلوماسية الذي قال في رسالة له على حسابه في التويتر وباللغة الإنكليزية، بالحرف الواحد «ليس من المفيد الدخول في معركة مع الولايات المتحدة بشأن قضايا جانبية، بينما نواجه معا خطرا واضحا وآنيا ممثلا بالجمهورية الثيوقراطية (الدينية) الفاشية الإسلامية».
ورغم انه لم يذكر القضية الفلسطينية بالاسم، لكن رسالته كانت واضحة وغير قابلة للتأويل وأن المقصود منها القضية الفلسطينية، خاصة أن الرسالة جاءت في العشرين من ديسمبر، اي قبل يوم واحد فقط من تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع قرار يبطل اعتراف دونالد ترامب بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، الذي كان قد اعلنه قبل أسبوعين من تصريح الوزير البحريني.
وبما أن النظام البحريني لا يتجرأ، على الأقل في الوقت الحاضر، التصويت ضد قرارات لصالح القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، خوفا من الفضيحة وغياب المبرر الحقيقي سوى العداء للشعب الفلسطيني ومن ورائه شعب البحرين والشعوب العربية الأخرى، فقد ارتأى الوزير، أمام عجزه هذا، أن يعبر عن تأييده لدولة الاحتلال برسالة واضحة وصريحة تحث الدول الاخرى على عدم الدخول في مشاكل مع امريكا من اجل قضية جانبية كالقضية الفلسطينية. وكان هذا الوزير يدرك جيدا حماوة المعركة التي كانت دائرة في اروقة الامم المتحدة بين فلسطين واصدقائها وهو بالتأكيد ليس منهم، من جهة، واسرائيل ولنقل امريكا من جهة أخرى.
وبرسالته هذه انما يتماهي الوزير البحريني مع رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ومع اشنطن وإسرائيل وضغوطهما على الدول الاعضاء لتغيير مواقفها وعدم التصويت لصالح القرار، والتهديد بعواقب وخيمة لكل من تسول له نفسه مخالفة الموقف الامريكي، هذا التهديد الذي ينم عن وقاحة وعجرفة وبلطجة، جاء على لسان نيكي هيلي مندوبة امريكا «واحة الديمقراطية وقائدة العالم الحر!».
والشيء بالشيء يذكر فإن نيكي هيلي ليس الاسم الحقيقي للمندوبة الامريكية الهندية الأصل. واسمها في جواز سفرها الهندي نيمراتا راندهاوا، الذي تحول الاسم الاول منه إلى نيكي، بينما حملت اسم عائلة زوجها مايكل هيلي الضابط في الحرس الوطني في ولاية ساوث كارولينا، التي كانت حاكمة لها ما بين2011 وحتى تعيينها في منصبها الحالي. وهي بمواقفها اليمينية المتشددة إنما تريد أن تثبت انها ملكية اكثر من الملك نفسه، ليس هذا فحسب، بل إنها جاهلة بالقضية الفلسطينية، حسب ما قاله الصحافي الإسرائيلي جدعون ليفي، الذي اتهمها بأنها أكثر تشددا من نتنياهو نفسه. وهذه سمة لا تقتصر على هيلي بل تشمل معظم اعضاء الكونغرس، بشقيه النواب والشيوخ، الذي كانت عضوا فيه.
نعود إلى موضوعنا الأساس بالدعوة لسحب عضوية البحرين من جامعة الدول العربية، قد يقول قائل إن الجامعة العربية نفسها مؤسسة عربية مندثرة وليست ذات صلة بقضايا العرب وتمثل أنظمة بالية، ووجودها لا يقدم ولا يؤخر، وهي نفسها تحتاج إلى هدم وإعادة بناء من جديد، ورغم أنني اتفق بالكامل مع هذا القول، ولكن المطالبة بطرد البحرين، هي فقط مسألة رمزية للتعبير عن الرفض المطلق شعبيا ورسميا لمواقفها الخيانية، التي تتناقض مع مبادئ الجامعة ومواقف القوى الحية في الشعب البحريني المعروف بأصالته وتمسكه بالقضية الفلسطينية، ورفضه لكل خطوات التقارب مع الكيان الصهيوني، التي تأتي تحت مظلة مواجهة الخطر الايراني، الذي أصبح الشماعة الكبيرة التي تعلق عليها هذه الأنظمة كل هذه الخطوات نحو الكيان الصهيوني ومحاولات التطبيع معه. ويا ليتهم يواجهون إيران ونخلص من هذا «البعبع» الذي اسمه ايران حتى «يذوب الثلج ويبان المرج».
وفي هذه المناسبة نبشر المطبعين والمتأسرلين بأن الكيان الصهيوني لن يحرك ساكنا دفاعا عن هذه الانظمة، ولن يضحي باظفر جندي اسرائيلي واحد من اجل عيون السعودية، أو من اجل عيون البحرين أو غيرهما من الدول الخليجية اللاهثة وراء التطبيع معه والخروج بالعلاقة إلى العلن.
ولنا مثال بما قاله مردخاي كيدار الخبير الإسرائيلي اليميني المتطرف، الذي دعا خلال هبة القدس الشعبية قبل أكثر من عامين، إلى اغتصاب أخوات وأمهات منفذي العمليات الفلسطينية، معتبرا ذلك الرادع الحقيقي الذي يمنع الفلسطينيين من القيام بعملياتهم. فقد وضع هذا الخبير المتطرف رؤيته للسلام مع السعودية، وهي لن تكون بعيدة عن رؤية نتنياهو وحكومته اليمينية العنصرية المتطرفة. ولم يتطرق بأي شكل إلى الخطر الإيراني وإمكانية مواجهته نيابة عن هذه الدول الخليجية التي تطمح إلى ذلك.
وحدد كيدار في دراسة نشرها معهد «بيغن – السادات للدراسات الاستراتيجية»،10 شروط اسرائيلية من وجهة نظره لأي سلام محتمل مع الرياض، ومن ورائها حلفاؤها الخليجيون، مؤكدا على أن إسرائيل لن تقدم مقابلا لهذا السلام، سوى السلام مقابل السلام والاعتراف بالاعتراف، والعلاقات الطبيعية للعلاقات الطبيعية.
ومن بين هذه الشروط العشرة يدعو في حال إصرار السعوديين على معالجة القضية الفلسطينية، أن يكون رد إسرائيل: «إذا أردتم حقًا مساعدة الفلسطينيين، ابنوا لهم مدنًا وقرىً في السعودية. ومنها ايضا أن اعتراف إسرائيل بنظام آل سعود في مكة والمدينة، رغم أن أصولهم نجدية وليس حجازية، مرهون باعتراف السعودية بحق إسرائيل بالقدس عاصمةً أبدية لها، وستعترف بالسعودية كدولة إسلامية مقابل اعترافها بإسرائيل دولة يهودية، كما ستعترف إسرائيل بحق آل سعود بالعيش في أي مكان في المملكة مقابل الاعتراف السعودي بحق اليهود غير القابل للصرف بالعيش في إسرائيل، من البحر إلى النهر… (نص الدراسة بالعربية نشرتها قدس الإخبارية)».
وفي مقابل المواقف المخزية بل الخيانية الصادرة عن دولة البحرين، هناك مواقف مشرفة وتعبر عن المشاعر الحقيقية لشعب البحرين الشقيق. فقد أجمعت 25 منظمة سياسية ومدنية وشخصيات سياسية وفكرية وقوى حية بحرينية، على إدانة زيارة العار لدولة الاحتلال التي قام بها الوفد البحريني، الذي وصفوه بالمشبوه، عشية اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل. ودعت هذه المنظمات والشخصيات في بيان مشترك نقلته وكالة «قدس بريس» إلى محاكمة اعضاء هذا الوفد، الذين خرجوا عن الإجماع الوطني البحريني الرافض للتطبيع مع دولة الاحتلال. وقالوا في بيانهم «إن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمتين العربية والإسلامية، وإن القدس هي عاصمة فلسطين الأبدية». وأضاف البيان «أن الاحتلال قمعي لا بد من مقاومته. والولايات المتحدة تقف إلى جانب الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، ولم تعد وسيطا نزيها في عملية السلام». وأكدت هذه المنظمات رفضها لجميع أشكال تطبيع العلاقات مع اسرائيل»، داعية كل الدول العربية «لوقف جميع أشكال العلاقات مع إسرائيل».
صحيح أن انظمة عربية أبرمت معاهدات صلح مع اسرائيل، ولكن رغم ذلك لم يدع أي من زعمائها إلى التصويت لصالح أي قرار ضد القضية الفلسطينية، بل لم يتجرأ أي منهم كما فعل ملك البحرين، على دعوة مواطنيه لزيارة إسرائيل والتطبيع معها.
واختتم بالقول إنه وبناء على مسلسل المواقف والتحركات المخزية للنظام البحريني، فإن الأسباب قائمة لطرد هذا النظام حتى من مؤسسة عربية مثل جامعة الدول العربية.
كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»

أطردوا البحرين من الجامعة العربية

علي الصالح

من هو الإرهابي؟ ومن سيدفع ثمن هذه الدماء؟

Posted: 29 Dec 2017 02:06 PM PST

حكايةٌ بسيطة للغاية. مدرسٌ بسيطٌ بدوره يجري على أسرته ووراء لقمة عيشه محاولاً قدر المستطاع أن يتفوق على أقرانه في فن التحايل على المعيشة، ذلك الفن وتلك الحرفة التي ورثها السواد الأعظم من المصريين أجيالاً وراء أجيال.
وقد تكون مهمته أسهل من غيره وغايته أقرب، فهو يعيش في قريةٍ تابعةٍ لمحافظةٍ بعيدة عن القاهرة، حيث الحياة أقل غلاءً بصفةٍ عامة (لن أقول أرخص فتلك كلمة تحمل تجاوزاً وظلماً وتجميلاً للواقع) لكن انسجاماً مع المتنبي حين قال «وكأنا لم يرض بريب الدهر فينا حتى أعانه من أعان»، فإن شجاراً نشب بين زوجته وزوجة جاره.
حتى الآن وكل شيء طبيعي وتقليدي، لا يثير العجب ولا يلتفت له أحد، فتسلية الكثيرين وتفريغ إحباطاتهم يتجلى في الشجار مع الجيران والمحاولات الدؤوب لـ»تطليع ما تبقى من دينهم ورشدهم» لأن هذا هو المتاح والمستطاع في ظل المنعة النسبية للحكومة وعنفها.
بيد أن المغاير والأقل حدوثاً هو ما حبا الله أو الظروف به ذلك الجار، فنسيبه، أخو زوجته، أمين شرطة، وقد شعر بأن تطاول ذلك المدرس البائس يطال كرامته الشخصية، فمنظومة الأمن والقمع (أي النظام المصري بصفةٍ عامة) تخطت المنحى الطبقي إلى معاملة من لا ظهر له من الجموع السحيقة للمصريين على كونهم «أغياراً» في استعارةٍ واستنساخٍ بائسٍ للذهنية العنصرية الصهيونية، لذا وتمشياً مع منظومته القيمية المعطوبة التي تقتضي، بل ربما تلزمه بـ»التوجيب» مع أخته ونسيبه فقد أخذ على عاتقه تلفيق تهمةٍ لصاحبنا قليل الحظ في الحياة، وكما بات معروفاً فأسهل تهمة هي «الانتماء للجماعة المحظورة» أو تنظيم إرهابي أو تكفيري، حيث زُج به في السجن مدة شهرين ثم عُرض على قاضٍ لم أعد أذكر كم سنة سجن حكم عليه بها، على الرغم من ذكر صديقي العزيز الذي تربطه صلة قرابةٍ قريبة بذلك المدرس- المواطن التعيس، ولعل ذلك يرجع إلى ما يبتلع التفاصيل وعدد السنين من النسيان والبلادة، والتيه وسط ما ينهمر على سمعي ورأسي من حكايات وأحكام سجن وإعدام لا يحصيها إلا الله.
لكن المشكلة الحقيقية في رأيي تبدأ حين يسمع الناس هذه القصة فيكون تعليقهم الوحيد الذي لا يحاول أن يخفي أو يتظاهر بعدم الاكتراث: عادي.
مئات وآلاف يقبعون في السجون، بأحكامٍ أو بغيرها، فلا تسمع من سواد من لا قريب له في الحبس سوى: عادي.
عشراتٌ يقتلون بصفةٍ منتظمة من الجانبين وقد يعبر البعض عن امتعاضهم من ضحايا الحكومة لكن حين يتعلق الأمر بـ»الإرهابيين» فهي أيضاً: عادي.
لقد بات النمط محفوظاً، مكرراً حد الملل: يقع حادثٌ إرهابي فيثأر النظام مباشرةً بتصفية الإرهابيين المتسببين في الجريمة، ليعود سؤالٌ ليست له إجابة ليلح عليّ: ما دمتم بهذه الحنكة والدراية والقدرة، لم لا تحبطون أبداً هذه العمليات؛ كما أن سرعة رد الفعل تفتح الباب عريضاً للتساؤل والتشكيك عن هوية هؤلاء «الإرهابيين» ويغلب الكثيرون الظن بأن هؤلاء محتجزون، تتم التضحية بهم للحفاظ على ماء الوجه والظهور بتلك الصورة من القدرة والمنعة.
وجب هنا التذكير بأن سيناء ليست المكان الوحيد الذي يتساقط فيه «إرهابيون» فالنظام لم ينِ يصفي عشراتٍ هنا وهناك، تارةً «إرهابيين» وتارةً أخرى «تكفيريين».
السؤال الذي لم يجب عليه أحد: ما هو تعريف الإرهابي وبالتبعية من هو التكفيري؟ وكيف يجزمون بأن من يسقطون في المواجهات «إرهابيون» و»تكفيريون»؟ على حد آخر معلوماتي فالموتى لا يتكلمون، والنظام يعلم ذلك جيداً.
سؤالٌ آخر: هل كل إرهابي تكفيري؟ أم ليس بالضرورة، وبالتالي ألا يجوز أن يكون المرء تكفيرياً معتزلاً للمجتمع ولا يكون إرهابياً مثلاً؟ وهل يختلف النظام كثيراً عن هؤلاء «التكفيريين» حين يحض ويملي على الفقهاء الرسميين (فقهاء السلطان بحسب التسمية الشائعة والصحيحة في أحيان كثيرة) بأن يصفوا أعداءهم بالخوارج، ويفتي البعض بخروجهم من حظيرة الدين؟ ألا يلعب النظام منزلقاً أو عامداً على الأرضية نفسها؟
كان يتعين على النظام اللجوء لنقد خطابهم وتفكيكه وتوسيع دائرة المشاركة السياسية لمواجهتهم، كما كان يتعين عليه، هو الذي يزعم أنه يحارب الإرهاب ويحمي المواطنين، أن يبادر بتعريف من هو الإرهابي لضبط الكلمة وما يترتب عليها من ملاحقةٍ قانونية وأحكامٍ بالسجن وإعدامات؛ لكنه لا يريد ذلك، فهو يريد أن يترك الكلمة مطاطة، تتسع لتشمل أعداءه، كل من يريد التخلص منهم أو من يسقطون عرضاً، الذين يتصادف مرورهم، «الواقعين في منتصف الطريق» بحسب التعبير الدارج.
منذ بضعة أيام نُفذ حكم الإعدام في خمسة عشر «إرهابياً»، لا تسل عن جريمتهم، فالتهم جاهزة وسهلة، وليس أيسر على النظام من إلصاق أي تهمةٍ أو حادثٍ حقيقي بأي أحد، وقد يأتي الدور عليَّ غداً وعليك بعد غد. فالغموض هنا مقصودٌ لذاته، لكي تظل التهمة سيفاً وظلاً مخيفاً معلقاً فوق هامات الناس فهو يوشك أن يخسفها دائماً وفي أي لحظة.
لقد نجح النظام تماماً في ابتذال العنف والدم وضرب قدسية الحياة البشرية في جملة ما ضرب وقوض من القيم.
عقب ثورة يناير انطلق يرمم نفسه معتمداً على العنف الواضح البارز. من السذاجة بمكان تصور أن فض رابعة والنهضة كان حدثاً عابراً عرضياً، لقد عمد النظام إليه كي يعلن ويؤكد نيته البقاء بأي ثمن، كما يعلن أن قواعد اللعبة القديمة التي تتوقف وقد تجفل أمام العنف الصريح والدماء الغزيرة قد ولت. لقد خطا النظام إلى مرحلةٍ جديدة تواءم احتدام الصراع والثورة المضادة. لذا فإن تساؤل البعض ممن لا يزال ضميره وإنسانيته حيين: أمعقولٌ كل هذا العنف وكل تلك الأرواح التي تزهق وكل ذاك الدم المراق؟ أهناك ثمن يساوي حياة إنسان؟ فلا أجد إجابةً سوى: أجل، مادام النظام لا يرى في البشر سوى بيادق على رقعة صراعه للبقاء، والحساب الوحيد والقيمة الوحيدة لبقاء أحدها منتصباً أو ساقطاً ينبع مما يعود على النظام بالفائدة، فلا تصبح الحياة الإنسانية هي المغزى والفحوى والهدف، وإنما الحساب النهائي لعدد البيادق الساقطة من الجانبين ومن ينتصر ويستطيع تحمل أكبر عدد من الخسائر.
تحضرني في هذا السياق مقولة ماركس التي تقول ما معناه إنه ليس من العجيب أن تسري قوانين السوق على العمل الإنساني حين يصبح سلعة، وإنما العجيب أن يصبح العمل الإنساني سلعةً تباع وتشترى من الأساس. نحن هنا لسنا أمام بشر وضحايا وإنما أرقام في نظر النظام ومنظومة أمنه.
للأسف، أجدني مضطراً هنا للتذكير والتأكيد على ما سيؤدي ذلك إليه حتماً من التوحش وفقدان الحياة والمجتمع لما تبقى من معانيه وقيمه واحدة عقب الأخرى، بما سيدمر المجتمع ويمهد الطريق للمزيد من التوحش والعنف- تلك هي لعنة الدم التي ستدركنا آجلاً أم عاجلاً. لن أتحدث عن العواقب الوخيمة على المجال العام وتجريف الحياة السياسية الخ، فقد تخطينا هذه المرحلة بمسافاتٍ شاسعة.
سؤالٌ أخير: متى ستحل لعنة كل هذه الدماء على النظام؟ وهل سنفلت منها لمجرد أننا سجلنا اعتراضنا عليها؟
كاتب مصري

من هو الإرهابي؟ ومن سيدفع ثمن هذه الدماء؟

د. يحيى مصطفى كامل

الرؤية التركية الاستراتيجية لإفريقيا والسودان نموذجاً

Posted: 29 Dec 2017 02:06 PM PST

في الأيام الأخيرة من عام 2017 قامت الرئاسة التركية بمجموعة زيارات دولية كبيرة ومهمة من الناحية الاستراتيجية، فرئيس الجمهورية التركية أردوغان قام بزيارة لثلاث دول إفريقية هي، السودان وتشاد وتونس.
بينما قام رئيس الحكومة التركية بن علي يلدرم بزيارة رسمية مهمة واستراتيجية للمملكة العربية السعودية، وهذا التزامن بين الزيارتين الإفريقية وللسعودية هو مدخل مهم لفهم السياسة التركية التي تقوم على التوازن في علاقاتها الدولية، التي وصفها رئيس الحكومة التركية يلدرم في أيامه الأولى قبل عامين، عند استلام مهامه رئيسا للحكومة التركية الأخيرة في النظام السياسي البرلماني، بأنها تقوم على زيادة عدد الدول الصديقة.
أما زيارة الرئيس أردوغان إلى السودان فقد كانت من أكثر الزيارات التي تناولتها الصحافة وأقلام الإعلاميين والمحللين السياسيين، وهي بلا شك مهمة جداً لأنها تواصل بناء العلاقات التركية العربية الإفريقية على أسس متينة، فزيارات أردوغان للدول العربية والإفريقية تعد بالعشرات منذ استلام حزب العدالة والتنمية للسلطة في تركيا عام 2002، وقد وصل عددها للدول الإفريقية وحدها مع الزياة الأخيرة للسودان، 28 زيارة، وهذا رقم كبير بالنظر إلى زيارات كبار المسؤولين والرؤساء بين الدول، وهي أيضاً الزيارة الأولى لرئيس تركي منذ استقلال السودان عام 1956، وقد كانت زيارة أردوغان الأولى لإفريقيا عام 2004، وهو في منصب رئيس الوزراء، وكانت لمصر في عهد الرئيس حسني مبارك كما زار عددا آخر من دول القارة الإفريقية منذ ذلك التاريخ، ليختتم زياراته للقارة الإفريقية بجولته الحالية للسودان وتشاد وتونس. وهكذا لم يمر عام إلا وقام فيها بزيارة إفريقيا، ولذا لا غرابة أن يقوم بزيارة السودان، وليس بالضرورة أن تحمل هذه الزيارة تفسيرات خاطئة ومشبوهة، فالرؤية التركية لعلاقاتها المميزة مع القارة الإفريقية ثابتة ومستقرة، بكل ما فيها من دوافع أخوية وعلاقات تاريخية وأفاق تعاون مشترك مع كافة الدول الإفريقية بدون استثناء، وبالأخص الدول التي ترحب بالتعاون الاستراتيجي مع تركيا، فتركيا تسعى لتوثيق العلاقات مع الدول الإفريقية على الصعيد السياسي والاقتصادي والسياحي والتصنيعي وغيرها، ورفع نسبة التبادل التجاري مع كل الدول الإفريقية هدف متواصل، وقد ارتفعت نسبة حجم الصادرات التركية بين عامي 2012 و2016 نحو 65 مليار دولار، وارتفع حجم التجارة معها إلى 93.5 مليار دولار، وهذه النسبة تقدر بنحو 200%، وهذا كله نتيجة رؤية استراتيجية لتركيا في علاقاتها مع إفريقيا أطلق عليها منذ أكثر من عشر سنوات «سياسة الانفتاح على القارة الإفريقية».
ولا شك أن الرغبات أو الاحلام العربية السابقة لاستثمار أراضي السودان في سد حاجة الدول العربية إلى الغذاء كانت كبيرة وكثيرة، ولكنها رغم تبنيها من مؤتمرات عربية كثيرة طوال العقود الماضية لم تؤت أكلها، فالأراضي الزراعية في السودان قادرة على أن تشكل سلة غذائية متكاملة لكل الوطن العربي وجيرانه، ولكن مشاريع الاستثمار الزراعية السابقة واجهت صعوبات وإخفاقات لأسباب داخلية وخارجية، فشركات الغذاء الدولية لا تسمح بإيجاد منافسين جدد على الساحة العربية، يعتمدون على أنفسهم، ولذلك فإن دعوة السودان للاستثمار الزراعي التركي، خطوة جريئة وضرورية لمحاولة تجاوز هذه الصعوبات والإعاقات الداخلية والخارجية، وتمثل تحديا للشركات والدولة التركية أيضاً، ولكن الشركات التركية لها خبرة طويلة وكبيرة في المجالات الزراعية أولاً، ولها خبرة كبيرة في التنافس الدولي على صعيد الاستثمارات الزراعية وصادراتها، ولذلك فإن عرض السودان على القطاع الخاص التركي مليون فدان لزراعة قطن وحبوب زيتية خطوة إيجابية، ولا بد أن تكون خطوة أولية، والتكامل التام بين السودان وتركيا بحاجة إلى مزيد من التعاون، وقد تم توقيع 22 اتفاقية تعاون بينهما، وخلال هذه الزيارة أعلن الرئيسان السوداني والتركي في الخرطوم، إنهما يسعيان لرفع حجم التبادل التجاري بين البلدين من 500 مليون إلى 10 مليارات دولار.
ما يميز هذه الزيارة مرافقة الرئيس التركي نحو مئتين من رجال الأعمال الأتراك من كافة التخصصات، ولكنها لم تكن زيارة مصلحة فقط، وإنما زيارة تجديد وتوثيق للعلاقات الأخوية مع الدول الإفريقية، وبالأخص التي كان لها تاريخ عريق أيام الدولة العثمانية، وفيها الكثير من الآثار التاريخية المشتركة، وبعض مدنها لعبت دورا تاريخياً في حركة النقل البحري مثل شبه جزيرة سواكن السودانية، و»سواكن» مدينة تقع شمال شرق السودان، على ساحل البحر الأحمر، وتبعد عن العاصمة الخرطوم حوالي 642 كيلومترا، وتضم منطقة أثرية تاريخية، حيث أن الدولة العثمانية كانت تتخذ من جزيرة «سواكن» مركزًا للبحرية، بهدف توفير أمن البحر الأحمر والحجاز والسودان، ضد الأخطار الخارجية، وقام الاستعمار البريطاني بتدميرها في الحروب السابقة، فإعمارها اليوم هو مطلب شعبي ورسمي سوداني، قابله ترحيب تركي رسمي وشعبي، ولا بد ان يجد ترحيبا عربيا وإفريقيا وإسلاميا أيضاً.
لقد وجدت هذه الزيارة التركية لإفريقيا ترحيبا شعبيا كبيرا، واستقبلها الإعلاميون الأفارقة بالتفاؤل، واعتبرها البعض بدايات جادة للنهضة الإفريقية بالنظر إلى التجربة النهضوية التركية الناجحة في العقدين الماضيين، فالمشاريع التركية مع الدول الافريقية أكثر استقلالية من غيرها من المشاريع الاقتصادية السابقة، سواء في القطاع الزراعي أو السياسي أو التصنيعي المدني أو العسكري أو غيره. وفي هذا الصدد يمكن القول بأن الشريك التركي مع الدول الافريقية منفردة لا ينافس المشاريع الأخرى الإفريقية الداخلية، ولا المشاريع العربية معها أيضاً، وإنما من المؤكد أنه ينافس المشاريع الإسرائيلية والغربية بالدرجة الأولى، ولذلك ليس من مصلحة تركيا أن تفرض مشاريعها على الدول والشعوب الإفريقية عن طريق الضغوط، أو توقع الاتفاقيات مع الشركات الخاصة الشخصية والضيقة، بل مع الشركات الرسمية والأهلية، التي لها نجاحات محلية حقيقية وليست وهمية، فالشراكة التركية هي مع الشعوب عبر دولها ومؤسساتها الرسمية، وفي ظل هذا التعاون كان ضروريا أن يتم الاتفاق على تأسيس مجلس تعاون استراتيجي بين تركيا والسودان، ينبغي أن يكون نموذجا للنجاح التركي العربي والإفريقي، لإرضاء تطلعات الشعوب العربية والإفريقية والإسلامية في المستقبل.
كما أنه ليس من مصلحة تركيا أن توقع اتفاقيات مع إحدى الدول العربية أو الإفريقية ضد دولة أخرى، ولا صناعة أحلاف سياسية أو عسكرية ضد دول عربية أو إفريقية أو إسلامية، فالسياسة التركية تسعى لتوثيق التعاون بينها وبين الدول العربية والافريقية والاسلامية والصديقة، وما يؤكد ذلك زيارة رئيس الوزراء التركي يلدرم إلى السعودية التي أسفرت عن توافق تطلعات ورؤى الدولتين نحو جميع القضايا العربية والاسلامية والدولية، كما يربط تركيا بالمملكة العربية السعودية مجلس تعاون استراتيجي منذ عامين، أولاً على صعيد السعودية، وثانيا على صعيد مجلس التعاون الاستراتيجي التركي مع دول مجلس التعاون الخليجي.
إن توقيع تركيا لعشرات الاتفاقيات التجارية مع الدول الإفريقية في هذه الزيارة وما قبلها وبعدها، إنما يهدف لتثبيت الرؤية التركية لعلاقاتها مع إفريقيا القائمة على أن نظرة تركيا للأفارقة وعلاقاتها مع الدول الإفريقية «ليست قائمة على الربح من جانب واحد»، كما قال الرئيس أردوغان، وإنما على رغبة تركية تتمثل في الإنتاج والتقدم والازدهار مع القارة السمراء، فتركيا كدولة تعي الإمكانات التي تمتلكها إفريقيا، وتقيم علاقات قوية مع تلك القارة في كافة المحافل، وتشكيل «مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى» بين تركيا والسودان، نموذج مهم جدا لإنجاح هذه المحاولة، فالهدف توثيق العلاقات بين تركيا وإفريقيا، وجعل الدول الإفريقية أقرب إلى الدول الاسلامية، بدل ان تكون رهينة أطماع إسرائيلية أو غيرها، فنحن أقرب لها وهي أقرب لنا من الآخرين.
كاتب تركي

الرؤية التركية الاستراتيجية لإفريقيا والسودان نموذجاً

محمد زاهد غول

دُونكم التجربة التركية يا معشر القاعدين

Posted: 29 Dec 2017 02:06 PM PST

لله درُّ ابن المقفع إذ يقول: «حقٌ على العاقل أن يتخذ مرآتين، فينظر من إحداهما في مساوئ نفسه فيتصاغر بها ويصلح ما استطاع منها، وينظر في الأخرى في محاسن الناس، فيُحليهم بها ويأخذ ما استطاع منها».
عندما أنظر في واقع الأنظمة العربية، لا أرى مسحة من ذلك العقل، فلا هي انشغلت بعيوبها وتقصيرها فأصلحته، ولا هي تركت محاسن الآخرين تنعم بالسلامة.
بعد 15 عاما من الإنجازات والقفزات البعيدة للقيادة التركية، وضعت خلالها قدميها في المواقع المتقدمة للسباق الدولي، لا يزال قومنا في رقادهم، لا همّ لهم سوى تشويه المسار التركي، مدفوعين بنزعة قومية تارة، وبأولوية تمتين العلاقات مع أمريكا والكيان الصهيوني تارة أخرى، مع أنه كان الأحرى أن يتوقف العرب عند التجربة التركية كثيرا للاستفادة منها، بدلا من العويل والصراخ تجاه التوغل التركي في إفريقيا، لكن القوم اكتفوا بالعيش على أمجاد الماضي، فهم أشبه بمن عناه الشاعر:
ألْهى بني تغلب عن كل مكرمةٍ       قصيدةٌ قالها عمرو بن كلثومِ
ربما كان نجاح التجربة مردّه إلى ثلاثة عناصر، القيادة، النموذج ووعي الشعب التركي.
لقد اعتبر كثير من المفكرين أن سبب الخلل في الأمة يكمن في عدم وجود قيادات مُقنعة تلتف حولها الجماهير، بل ذهب أرنولد توينبي إلى أبعد من ذلك، فقال إن العامل الرئيس في انهيار الحضارة هو فقدان الأقلية للطاقة المبدعة التي تدفع الشعب إلى التسامي عن طريق الاقتداء. تلك القيادات التي تلتف حولها الأمة، ليس لنبوغها وقدراتها وخبرتها فحسب، بل بالدرجة الأولى لما تراه الجماهير في هذه الشخصيات من حب وحرص صادق على الأمة.
لقد نبغ زعيم النازية هتلر، ليس كما يقول البعض بخطبه النارية وما لديه من كاريزما عالية، بل لتفانيه في السعي إلى سيطرة الجنس الآري، الذي أدى لاصطدامه بالقومية اليهودية المنافسة، فأحدث لدى الألمان نوعا من الإشباع دفعهم للهرولة خلف زعيمهم الذي تربى في أحضان المحن.
في التجربة التركية، كانت هناك شخصية أردوغان القيادية، ذات الكاريزما العالية، المناضل السياسي منذ نعومة أظفاره، ورأى الناس فيه الحب الصادق لبلاده منذ أن كان أمينا للشباب في حزب أربكان، ثم توليه منصب عمدة بلدية اسطنبول، والطفرة التي أحدثها في تلك العاصمة التاريخية، ثم سجْنه على الهوية، ثم تأسيس حزب العدالة والتنمية مع الرفاق، وفوز الحزب في انتخابات 2002.
طوال فترة وجوده كرئيس للوزراء ثم كرئيس للجمهورية، رأى الشعب التركي في القائد رجلا منهم، يعيش همومهم، يهتم ببناء الإنسان التركي، رؤيته في القفز بتركيا إلى مصافّ الدول القوية لم تكن حبرا على ورق، لكنها تحولت أمام أعين المواطن إلى أهداف طويلة ومتوسطة وقصيرة المدى، يشعر مع كل عام يمر، بأن هذا القائد لا هم له سوى رفعة بلاده ونهضتها. هذا ما نفتقده في الوطن العربي، الزعيم القائد الذي يشعر شعبه بأنه حقا يتفانى في العمل من أجل قضاياه، يرى إحساسه بالجمهور، وهذه أمور لن تكون بالتمثيل والتظاهر، هو شيء لا تُخطِئه أعين الجماهير المتطلعة إلى من يقودها نحو التغيير.
أردوغان القائد كان نتاج سمات الإبداع الشخصية مع بيئة حاضنة أطلقت طاقته الإبداعية، وهيأت الروافد المناسبة لتطويرها، متمثلة في مدارس الأئمة والخطباء التي التحق بها أيام دراسته، ثم العمل السياسي الذي كان يرعاه البروفيسور الواعي وأبو الإسلام السياسي في تركيا نجم الدين أربكان.
قديما قالوا: «عمل رجل في ألف رجل خير من قول ألف رجل في رجل»، فتأثير العمل والإنجاز أمام الناس أبلغ دائما من تأثير الكلمات وإطلاق الوعود، تحدث كيفما شئت عن النهضة والتقدم والرقي والتغيير، سيستمع الناس إلى بلاغتك، وفي اليوم التالي سيضعونه في أرشيف الوعود الزائفة التي ألفوها من قبل الطامحين إلى السلطة. كان من الأسباب الرئيسية التي جعلت الناس يلتفون حول حزب العدالة والتنمية، النموذج الذي صنعه أردوغان مؤسس الحزب إبان توليه عمدة اسطنبول. أغنية شهيرة بعنوان «حان وقت الرفاه» للفنان أوزها أوران، صاحَبَتْ الحملة الانتخابية لأردوغان في ذلك الوقت، عبرت عن الحالة السيئة لاسطنبول، قال فيها:
«ولِمَ لا؟
أهل اسطنبول غرقى في المشكلات.
محرومون من المياه.
خنقتهم أكوام القمامة.
محبوسون في زحام الطرق والمواصلات.
مخنوقون بالهواء الملوث.
أليس لهذه المشكلات حل؟
فاض بي الكيل».
وخلال سنة واحدة، تحولت اسطنبول إلى مدينة هي النموذج الذي يتطلع إليه أهل تركيا جميعا، وحول ذلك سجل الدكتور عبد الودود شلبي مشاهداته في اسطنبول من خلال كتاب «جنرالات تركيا لماذا يكرهون الإسلام» حيث قال:
«‬وفي ظرف عام بعد تولي هذا الشاب شؤون المدينة تغير كل شيء، توفرت وسائل المواصلات والنقل، وتوفرت المساكن للفقراء الباحثين عن مأوى، وأصبحت المرافق تعمل بصورة جيدة في كل شيء، حتى المياه التي كانت شحيحة أصبحت فائضة عن الحاجة». عندما خاض العدالة والتنمية غمار الانتخابات للمرة الأولى بعد نشأته، كان هذا النموذج ماثلا أمام الشعب التركي، فبرنامج الحزب تعبر عنه جملة واحدة: «ستكون تركيا كلها اسطنبول».
مشكلتنا في الدول العربية أن بضاعة العاملين والمصلحين الذين يطرحون أنفسهم للناس، هي «سوف»، فتراكَمَ في شعور الجماهير أن من يقول سأفعل لا يفعل، وثقة الناس في التغيير ضعيفة أو تكاد تكون منعدمة، ولن يتم إحياؤها إلا بالنموذج الذي يجمع شتاتها. أما انشغال الأحزاب والجماعات والكيانات الرامية إلى التغيير – على اختلاف مشاربها ـ بالوصول إلى السلطة ثم الاتجاه إلى التغيير فهو تضييع للوقت وهرولة تجاه السراب. وأما عن وعي الشعب التركي، فهي نقطة فاصلة في مسار النهضة التركية الحديثة، فوجود القائد الصالح الرشيد، وصناعة النموذج، لا يُغنيان حتما عن وعي الجماهير.
فالنهضة التي كانت بدايتها تولي حزب العدالة والتنمية إدارة البلاد، لم تكن وليدة اللحظة، إنما سبقتها جهود إصلاحية تراكمية، دعوية وسياسية، قادها رموز وتيارات الإصلاح الاجتماعي والسياسي، أسهمت في تشكيل وعي الأتراك، كما لعبت حِقب الانقلابات العسكرية دورا بارزا في تطلع الشعب التركي إلى قوة مدنية تعلي من قيمة مصالح الأتراك. لقد ظهر وعي الأتراك المتنامي بوضوح في المحاولة الانقلابية الأخيرة، التي أجهضها الشعب الذي أرهقته الانقلابات العسكرية، وعرف جيدا تبعاتها وآثارها على الحياة التركية.
الشعوب العربية تحتاج إلى تأهيل، فمن ثم لا بديل عن التوجه لإصلاح المجتمعات من القاعدة، مهما بدا طول الطريق، ومهما كانت معوقات السطوة والسلطة، فهي سنة الله في خلقه، ولن تجد لسنة الله تبديلا، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
كاتبة أردنية ‬

دُونكم التجربة التركية يا معشر القاعدين

إحسان الفقيه

تباريح عام مضى وتراتيل عام مقبل

Posted: 29 Dec 2017 02:06 PM PST

حال الحَوْل.. والحال لم يعد هو الحال..وانصرمت الشّهور، ومرّت الأيّام، ودارت السّاعات التي لا سلطة ولا سطوة ولا هيمنة لنا عليها.. وتبقى لنا الذكريات التي تدغدغ خلايا ذاكرتنا الوَهِنة، وتلامس شغاف وأعطاف قلوبنا المكلومة، وتناغي ثنايا أفئدتنا المهمومة، وتلتئم بها ولها ومعها جوارحُنا المُعنّاة.. لم يعد لنا من بقايا وشظايا الزّمن الذي فات، ومات، ومضىَ، وانقضى سوى قبض من ريح، أو حصاد من هشيم… هذه الهنيهات السّعيدة والعنيدة، واللحظات الرّغيدة والوئيدة، التي تبعث بداخلنا شعاع الأمل، وتوقد فينا جذوة العيش، وتوقظ فى أعماقنا نعمة المحبّة، وتُحيي في أحشائنا إشعاع الرّجاء، والتّوق نحو البقاء رغم المكابدة والعناء، والإحساس العارم، والداهم، والصّارم، والغاشم بمأساة الفناء..! وقديماً قيل: ما أضيقَ العيش لولا فسحة الأمل.
البشرية غزا الشيب مفرقها، أضاعت أيّامها،ولياليها في ويلات الحروب، والتقاتل، والتطاحن، والتنابذ، والتباعد، والمواجهة، والمشاكسة، والمعاناة، والمعاداة، والبغضاء. نأسىَ، ونتأسّى، ونلتاع حزناً وضنكاً. الباذخون المُتخمون اللاّمبالون متمادون فى غيّكم.. بلغ السّيل الزُّبى، وسال الكأس، وفاضَ الجَام، وطفح الكيْل، ورُبَّ عظيمةٍ دافعتْ عـنهم… وقد بلغـتْ نفوسـُهم التـّراقي!
لم تعد الأمور اليوم كما كانت عليه بالأمس القريب، فقد أصاب صرح الصِّدق، والنّبل، والوفاء، والشّرف، والكرامة بين الإخوة شرخ عميق. هؤلاء الأقصوْن الأبعدُون، ذوو السِّحن الغريبة، والشّعورالناعمة المنسدلة، مافتئوا يغيرون على أراضينا وشطآننا، ودورنا، ومقدّساتنا، ينهبون ممتلكاتنا، ويسرقون مزارعنا، ويسطون على غلاّتنا، فيما مضى من الأزمان لم نكن نتوانى أو نتردّد قيد أنملة فى دحرهم، وصدّهم، وردّهم على أعقابهم فيعودون من حيث أتوا مخذولين، منكفئين يجرّون أذيال الخيبة، والمهانة، والهزيمة، والمذلّة، فارّين كالأرانب من أينما جاءوا أو قدموا، من داخل البَرّ القريب، أو من وراء البَّحرالبعيد . لقد أصبحوا اليوم يُفتُون،ولا يفتَوْن! الألم يَعصُرُنا، والمعاناة تَهدّنا، والحَنق يخنقنا، والمرارة تعتصرنا، نتنفّس الصّعداء، وننظر إلى السّماء، ونجيل بأبصارنا فى فضاءاتها الواسعة الفسيحة المترامية الأطراف، ونحدّق فى سديمها السّرمدي، وبقدر مشعل على شفاهنا نرجوها أمراً فى أنفسنا، ونستعطفها سرّاً في قلوبنا، بلسماً شافياً لجروح عميقة لا تلتئم، ولقروح غائرة لا تندمل.!
نعاتب الأيّام الحالكات، ونلوم الليالي المدلهمّات التي لا تُؤمن بوائقها، عسىَ هذا الكرْب يكون وراءه فرج قريب، وعسى هذا اليأس يتلوه أمل ورجاء، ولعلّ بعد هذا الليل المدلهمّ البهيم الطويل ينبلج فجر باسم مشرق، نشكو الدّهر القاهر، ونناغي الزّمن الغادر.
عندما وقع « يوليوس قيصر» في الأسر لم يكن نظره يحيد عن عجلة عربة أعدائه التي كانت تقلّه، وهي تعلو، وتنزل خلال دورانها فى ذبذبة، وتوتّر، وارتطام، ثم لا تلبث أن تعيد الكرّة تلو الأخرى من أعلى إلى أسفل، ومن أسفل إلى أعلى، وعندما سأله سجّانوه : أن لماذا لم يحد نظرُه قطّ عنها طوال الطريق..؟!، قال لهم: لأنّها كانت تذكّره بحال الدّنيا، تارةً فوق، وطوراً تحت… أنظروا إلى حالي أين كنت بالأمس القريب، وأين أصبحت اليوم!
ما انفكّت الحاضرة العامرة الغرّاء فى حفل بهيج، أقيمت المواكب، وانتصبت الكواعب، ونثرت الأزهاروالورود والياسمين والرّياحين، ورشقت ثمرات الكرزالرّطبة والمحمَرّة كالعُنّاب، فى كلّ مكان، صدحت الموسيقى، وتعالت الأنغام، البياض الناصع يملأ الأجواء والأرجاء، فالخَطْب ليس بالهيّن اليسير، إنّه إيذان ببزوغ وإنبثاق إشعاع حضارة متطوّرة، وانتشار بريق مدنية متقدّمة، و«التبشير» بمبادئ الحريّة، والمساواة، والإخاء، بلغة عريقة راقية رقيقة لثغاء، لقد أوعزوا حتّى للعلماء وللفقهاء الأجلاّء فى منابر معاهدهم، ومصاطب كُتّابهم، وفى مدرّجات جامعاتهم، بأن ينظموا على شاكلة الآجرومية أو منظومة بن عاشرقصائد عصماء لتسريع، وتسهيل، وتيسير تعليم هذه اللغة ونشرها وتعميمها على أوسع نطاق، هذه اللغة السّاحرة الآسرة الموسيقية الرّخيمة التي يخرّ لها الجلمود، والصّخر يسجد لطلاوتها، ونعومتها، ورقّتها!
الأعمدة الرّاسيات، والسّواري الرّاسخات ذات الأسماء الرنّانة، والجرْس الموسيقي المُميّز ما فتئت تعمل على تمرير الإرث السّاطع، والتراث النّاصع، حِكَماً وعلما، وأدباً، وشعراً، وفقهاً، ولغةً، وتاريخاً، وفلسفةً، وحساباً، وفَلَكاً، وتوقيتاً، وصرفاً، ونحواً، وعروضاً، وغناءً، وطرباً، وطبخاً، ونفخاً، وسياسةً، وكياسةً، وذكاءً، ودهاءً، وفخّاراً، ودثاراً، وصناعةً، وإبداعاً، وعطراً، وزهراً، وبناءً، وعمراناً، ووضعاً، وتأليفاً، وقزّاً، وحريراً، وطرْزاً، ونحناً، ونسْجاً، وذهباً، وفضّةً، ولُجيْناً، وعَسْجداً، وزمرّداً وديباجَا!
إنّها ما زالت تُدني وتُقصي، ما فتئت تنهال وتنثال بالجحود المجحف، بينها وبين الآخرين برْزخ واسع، ويمٌّ شاسع، وبحر زاخرمتلاطم، لا قعر ولا قرار له، إنّها ما برحت تؤجِّج المّوقد، فالصّقيع زمهرير، و ما انفكّت تلقي الحطب فى أتون الكنّ والكانون، من حيث تدري ولا تدري.
القويّ السّمين يزداد قوّة وسمنة، والضعيف الهزيل يزداد ضعفاً وهزالاً، الأمر ما زال مثلما كان عليه الحال في الماضي السّحيق فى «جاهلية» القوم مع واحد من عليّتهم، كان يدعى «هبنّقة « هذا الأحمق المعتوه الذي كان يضرب به المثل فى الحمق، والخبّل، والخلَل، والجنون، والمُجون، والفنون، فكانوا يقولون فى أمثالهم السّائرة، وفى أقوالهم المأثورة «أحمق من هبنّقة»!، والذي تحكي لنا كتب السّير والروايات والتاريخ عنه إنّه من حمقه عندما كان يعمل راعياً لقطيع من البقر عند أحد الميسورين من قومه، كان من عادته أن يأخذ البقر السّمان إلى المراعي الخصبة، حيث وفرة الأعشاب، وكثرة الكلأ لترعى جيّداً كما يحلو لها، وكان في المقابل يأخذ البقر الهزال إلى السّهوب القاحلة الجرداء من الأرض الكُلام التي لا تتنبت شيئاً ويسرحها هناك، وعندما يأتي صاحب قطيع البقر لمعاينته فيبدأ فى معاتبته، وتوبيخه، وتأنيبه، ويسأله: أن لماذا يفعل ذلك؟ فكان يجيب: أتريدني أن أصْلح ما أفسده الله، أوأن أفسد ما أصلحه الله، فقطيع البقر السّمان يستطيع أن يأكل، وهو دائماً ذو شهيّة متفتّحة طيّبة، لهذا أذهب به حيث وفرة المراعي، وكثرة الكلأ ليرعى، وأمّا قطيع البقر الهزال فلا شهيّة له، وليس فى مقدوره أن يأكل لضعفه، ووهنه، وهزاله، ولهذا أذهب به إلى القِفار القاحلة، والأراضي الصّلبة التي لا زرع، ولا نبتَ فيها… وما فتئت هذه الحكمة سائرة قائمة مأثورة بيننا إلى اليوم، فالسّمين يزداد سمنة، والضعيف يزداد ضعفا!
كان صاحبنا هبنّقة من حمقه وجنونه كثيراً ما ينسى نفسه، وللتغلّب على هذه الآفة توصّل إلى حل ناجع على طريقته حتى يتعرّف على نفسه بسهولة ويسر، ولا ينسى نفسه مرّة أخرى، فوضع خيطاً رفيعاً من قنّب على عنقه، وعلّق فيه عظمة صغيرة كان قد وجدها في أحد المفاوز، والقفار، وكان كلما إستيقظ من النّوم فى الصّباح يبحث عن العظمة المعلقة في عنقه ويمسكها بيده ويتحسّسها، وبها يدرك ويتأكّد أنّه هو، إلاّ أنه حدث ذات يوم أن نام عند أخيه، فقام أخوه فى جنح الليل ونزع عنه العظمة وعلّقها حول عنقه، وفى الصّباح عندما استيقظ هبنّقة ولم يجد العظمة معلّقة عليه ذهب عند أخيه ليسأله، فلمّا رأى العظمة معلقةً حول عنق أخيه أمسك بها وقال له مشدوهاً: يا أخي… أنت أنا، فمن أنا… ؟!… وما فتئنا نتساءل إلى اليوم… تُرى من نحن ومن نكون… ؟!
هكذا حال الدّنيا يا صاحِ ،هنيهات تمضي، وأيامٌ تمرُ، وليال تنقضي، إنّهم ما فتئوا ينظرون إلينا من علٍ شزراً، يحدّقون النّظر في هؤلاء الذين سحقهم القدَر، وهدّهم العوز، وأنهكتهم الخصاصة، يمشون عاصبي البطون مرملين من فرط حرقة الطّوى، الآخرون يناطحون عنان السّماء، يعانقون هيادب السّحاب، يلامسون أثباج الثريّات، ولا عجب..( إن كنت فى شرف مروم / فلا تقنع بما دون النجوم) !، و(إنْ كنت في عدد العبيد فهمّتي / فوق الثريّا والسّماك الأعزل)، وبنو طينتهم، وأبناء جلدتهم ملتصقون بأمّهم الأرض على أديم الثّرى لا يحيدون عنها قيد أنملة، (حَسْبُ الخليليْنِ نأيُ الأرضِ بينهمَا / هذا عليهَا وذاكَ تحتَها باليِ)، ولكن لاخوف عليهم ولا هم يحزنون، فسقطتهم بلا رضوض، وأمّا سقطة «الأعلوْن» فإنّها مؤلمة ، كاسرة قاصمة للظّهر، إنهم لن يخرقوا الأرض، ولن يبلغوا الجبال طولاَ، ففى الآكام الشّامخات، والأعالي السّامقات، وفي القمم الشّاهقات يشتد هبوب الريّاح. إنها هناك أكثرعتوّاً وقوّةً ،وضراوةً وعنادَا.. والزّوابع والتوابع بها لا تني ولا تنتهي، والعواصف الهوجاء لا تتوقّف، فليخفضوا جناح الذلّ، ولطأطِئوا الرؤوس، وألاّ يشرئبّوا بالأعناق… قال قائلهم الحكيم فيلسوف الشعراء أو شاعر الفلاسفة فما أظن أديم الأرض إلاّ من هذه الأجساد، سيرُوا إن اسطعتمْ في الهواء رويداً… لا اختيالاً على رفات العباد، فربَّ لحدٍ قد صار لحداً مراراً، ضاحكٍ لتزاحم الأضداد… ..وكلُّ بيتٍ للهدم ما تبتني الورقاءُ والسـيّدُ الرّفـيعُ العِمَادِ!
كلام يتناثر في الهواء، تماماً كما تناثر في القديم كلام، أو غثاء من شيّدوا في أخيلتهم مدناً فاضلة، وأقاموا فيها صروحاً وشيّدوا قصورا، وظلّت العدالة فيها طائراً كسير الجناحيْن، يحلّق بالكاد حولها، لا يُشمُّ فيها سوى رائحة الظلم والعنَت في كلّ مكان، اليوم لم يعد ثمة أناس من هذا النّوع، لقد أصبحوا في عرف الآخرين شبيهين بالمجّانين الذين يفنون أعمارهم في الأوهام والخيالات، والآهات، والترّهات، والمهاترات التي لا طائل تحتها، ولا فائدة فوقها. هؤلاء هم الذين يعانون أكثر من غيرهم من مختلف ضروب البؤس، واليأس، والشقاء، والتعاسة، والنكد، والغيض، والبّغض، والحرمان، لقد كَسَدت أسواقُ الفكر الخلاّق، ونشطت حركات التقاليع الرّخيصة في دنيا الفنون، والجُنون، والمُجون من كل ضرب.

كاتب مغربي يقيم في مدريد

تباريح عام مضى وتراتيل عام مقبل

محمّد محمّد الخطّابي

تزايد مبيعات العقارات في تركيا للأجانب والعراقيون والسعوديون في مقدمة المشترين

Posted: 29 Dec 2017 02:05 PM PST

إسطنبول – «القدس العربي»: رغم الحديث المتزايد خلال السنوات والأشهر الأخيرة عن ركود وصفه البعض بـ»الكبير» في الاقتصاد التركي وخاصة قطاع العقارات، سجل القطاع البارز في تركيا مبيعات قياسية عام 2017، وبينما اشترى المواطنون الأتراك الأغلبية العظمى من هذه العقارات تزايد نسب بيع العقارات للأجانب لا سيما العرب الذين ما زال يتصدرهم العراقيون والسعوديون.
وبحسب آخر الأرقام الرسمية فإن الأحد عشر شهرا الأولى من عام 2017 شهدت بيع مليون و276 عقارا في عموم البلاد، فيما توقعت جمعيات رجال الأعمال المختصة في قطاع شركات بيع العقارات أن يرتفع الرقم مع نهاية العام إلى 1.4 مليون شقة، لتكون بذلك أعلى نسبة مبيعات عقارات في تاريخ البلاد، حيث وصل إجمالي العقارات التي بيعت في عموم البلاد في عام 2016 نحو 1.3 مليون.
وفي شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وصل إجمالي مبيعات العقارات 122 ألف، حيث ما زالت تتصدر مدينة إسطنبول أكثر محافظات تركيا اكتظاظاً بالسكان المبيعات، تليها محافظات أنقرة وبورصة وإزمير وأنطاليا، وهي المحافظات نفسها التي تتركز فيها مبيعات العقارات للأجانب.
ومع تصاعد الأزمة السورية والهجمات الإرهابية التي شهدتها تركيا في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى محاولة الانقلاب التي شهدتها البلاد منتصف العام الماضي، جرى حديث واسع عن وجود ركود اقتصادي بشكل عام في البلاد، لا سيما قطاع العقارات الذي ركزت الحكومة على دعمه بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
لكن بحسب القائمين على هذا القطاع فإنه على الرغم من جميع الأسباب السابقة، والركود في الاقتصاد العالمي وعدم خفض نسب الفائدة في البلاد، فإن قطاع العقارات تمكن خلال الأعوام الأخيرة من تحطيم أرقام اقتصادية متتالية، معبرين عن ثقتهم بأن إجمالي مبيعات العقارات العام الجاري سوف تصل إلى 1.4 مليون وهو رقم لم يتم الوصول إليه سابقاً.
إلى جانب ذلك، دفعت الكثير من التحولات السياسية والأمنية والاقتصادية التي شهدها العالم العربي ودول الخليج في السنوات القليلة الماضية شريحة من العرب والمقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي إلى شراء العقارات والانتقال للعيش في تركيا، أو على الأقل شراء العقارات وتأمين إقامات لهم لتكون بمثابة خيار آخر في حال اضطرارهم ترك الخليج.
ومن أبرز الأسباب التي عززت هذه الظاهرة لجوء المملكة العربية السعودية إلى فرض ضرائب شهرية على كل شخص يقيم في المملكة، وهو ما دفع الكثير من المقيمين إلى ترك السعودية بعد أن باتت رواتبهم لا تكفي لتسديد الضرائب الشهرية وأجرة السكن ومتطلبات الحياة.
ويبرز الكثير من العوامل الاقتصادية التي عززت هذا التوجه، لا سيما إمكانية تملك العقارات بسهولة في تركيا وهو يفتقده المقيمون في الخليج منذ عقود، واضطرارهم للعيش بالإيجار أو ضمن سياسة الكفيل التي أوقعت الكثير منهم في دائرة الابتزاز والاحتيال، حسب تعبيرهم.
كما أن أسعار العقارات في تركيا تعتبر مناسبة مقارنة بغيرها، لا سيما مع تراجع قيمة الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي ووصولها إلى حاجز الـ3.95 ليرة للدولار خلال الأسابيع الأخيرة، والحديث عن حالة ركود جزئية في قطاع العقارات التركي يجعل أسعار الشقق «معقولة» للعرب بشكل عام، ويساعد في ذلك حملات التشجيع التركية الرسمية والإعلانية التجارية الواسعة التي تحث سكان الخليج من المواطنين والمقيمين على شراء الشقق في تركيا.
وخلال السنوات الماضية قدمت الحكومة التركية امتيازات من ضمنها إمكانية الحصول على الجنسية التركية لمن يملك عقاراً في تركيا وإقامة لسنوات، ضمن العديد من الشروط التفصيلية.
وحسب آخر الإحصائيات، تم بيع أكثر من 21 ألف منزل للأجانب في تركيا خلال الأحد عشر شهراً الأولى من العام الجاري، فيما لفتت إحصائية سابقة إلى أن عدد المنازل التي اشتراها أجانب في تركيا بين كانون الثاني/يناير 2013 وحزيران/يونيو 2017 وصل إلى 81 ألف و754 منزلا، أي أنه تم بيع ما متوسطه 50 منزلا يوميا لأجانب خلال تلك الفترة.
وازداد إقبال الأجانب على شراء العقارات في تركيا، بعد القرار الذي صدر في نيسان/ابريل الماضي بإعفاء الأجانب من دفع ضريبة القيمة المضافة لدى شرائهم منازل في تركيا. وتصدر العرب قائمة الأجانب الذين يحرصون على اقتناء منازل في تركيا، وتصدر العراقيون قائمة العرب الذين اشتروا عقارات في تركيا تلاهم الكويتيون والسعوديون، فيما يلجأ السوريون إلى تملك العقارات من خلال شركات بسبب القيود التي تفرضها تركيا على تملكهم للعقارات خلافاً لباقي الجنسيات العربية.

أسعارها تعتبر مناسبة مقارنة بغيرها في ظل تراجع قيمة الليرة مقابل الدولار الأمريكي
تزايد مبيعات العقارات في تركيا للأجانب والعراقيون والسعوديون في مقدمة المشترين
إسماعيل جمال

الأمم المتحدة نحو تصور جديد في الصحراء يقوم على تطوير المغرب والبوليساريو لمقترحيهما

Posted: 29 Dec 2017 02:05 PM PST

مدريد – «القدس العربي»: هناك تخوف من انفجار ملف الصحراء الغربية عسكريا سنة 2018 بعد التباعد الكبير بين أطراف النزاع وخاصة المغرب الذي يعتبر الملف مطويا وجبهة البوليساريو التي تهدد بشكل مكثف بالرهان مجددا على الحرب لتجاوز الوضع الراهن. وفي المقابل، تراهن الأمم المتحدة على تطوير كل من المغرب والبوليساريو لمقترحات الحل التي يعتبرانها ملائمة لتفادي الأسوأ.
وتعمل الأمم المتحدة على منح النزاع نَفَسًا جديدا من المفاوضات بعد تغيير معظم المشرفين على هذا الملف الشائك وخاصة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، الألماني هوست كولر الذي عوض الأمريكي كريستوفر روس الذي اعترض عليه المغرب كثيرا.
وعمليا، لم يكشف المبعوث الجديد خريطة الطريق التي سيعمل وفقها برغم الزيارات التي قام بها الى الأطراف المعنية بالنزاع بشكل مباشر أو غير مباشر. ووفق المعطيات التي حصلت عليها جريدة القدس العربي من مصادر أممية، لم ينته المبعوث الجديد الى خطة عمل جديدة لكن هناك مؤشرات على التصور الجديد.
وفي هذا الصدد، فقد قام الفريق المساعد لكوهلر وبرفقة خبراء أمميين بدراسة تجارب المبعوثين الخاصين الذين سبقوه في الإشراف على الملف وأساسا جيمس بيكر وبيتر فان والسوم وكريستوفر روس ومعرفة النقط التي نجحوا فيها وتلك التي يم يتوفقوا فيها، وذلك بهدف بلورة مقترحات جديدة ترمي في البدء الى احتمال مفاوضات مباشرة وجعل الأطراف المعنية هي التي تطور المقترحات التي تؤمن بها. كما ترمي الى تفادي تكرار الأخطاء خاصة أن الملف محكوم بخلفيات تأريخية وأحكام مسبقة وعقد نفسانية.
ويقوم التصور المبدئي للأمم المتحدة على جعل المغرب وجبهة البوليساريو يطوران المقترحات التي تقدما بها سابقا، وهي الحكم الذاتي في حالة المغرب وإجراء استفتاء تقرير المصير في حالة جبهة البوليساريو. وهذا يعني تنازل كل طرف نسبيا عن مطالبه ليأخذ بعين الاعتبار مطالب الطرف الآخر.
ويقوم تصور الأمم المتحدة الجديد انطلاقا من الحرص الشديد على تفادي العودة الى الحرب في نزاع الصحراء الغربية، إذ تلقت الأمم المتحدة تحذيرات قوية من جبهة البوليساريو باستئناف الحرب، وقامت جبهة البوليساريو خلال الأيام الماضية بمناورات عسكرية بالذخيرة الحية على مسافة قريبة من الجدار الرملي الفاصل الذي أقامه المغرب خلال الحرب. ومن أبرز التصريحات المقلقة التي صدرت عن البوليساريو قولها بأن الصحراويين لن يبقوا الى الأبد في وضعية لجوء والعيش في المخيمات. وفي ظل التوتر الذي يعيشه العالم العربي، لا يمكن استبعاد نشوب حرب في الصحراء الغربية خاصة وأنها لا تحمل مخاطر على مصالح الدول الكبرى وجنوب أوروبا باستثناء أنها قد تحرك ملف الصحراء وستحمل سلبيات عميقة على المغرب والجزائر.

 

الأمم المتحدة نحو تصور جديد في الصحراء يقوم على تطوير المغرب والبوليساريو لمقترحيهما

حسين مجدوبي

موريتانيا: انفجار أزمة تنازع للشرعية بعد انعقاد مؤتمر لاتحاد أرباب العمل

Posted: 29 Dec 2017 02:05 PM PST

نواكشوط – «القدس العربي»:طعن محامو أحمد بابا ولد أعزيزي رئيس اتحاد أرباب العمل الموريتانيين (أقيل يوم الخميس)، أمس في شرعية المؤتمر الثالث عشر للاتحاد الذي أنهى أشغاله مساء الخميس وانتخب رئيسا جديدا ضمن خطوة يعتقد المعارضون أنها «مدبرة من السلطات لإبعاد ولد أعزيزي المعارض للنظام».
وانتخب المؤتمر مساء الخميس مكتبا تنفيذيا جديدا برئاسة زين العابدين ولد الشيخ احمد وهو رجل أعمال يوصف بأنه «مقرب من النظام».
غير أن محامي ولد أعزيزي برئاسة المحامي يزيد أليزيد، شددوا في بيانهم على «أن المؤتمر الذي عقد يوم الخميس وانتخب مكتبا جديدا للاتحاد، مؤتمر غير شرعي».
وأكد بيان المحامين «أن انعقاد المؤتمر لا يمكن أن يتم من الناحية القانونية إلا باستدعاء رسمي من رئيسه الشرعي أحمد بابا ولد أعزيزي أو بقرار من القضاء ولم يوجه أحمد بابا، يضيف المحامون، أي استدعاء للمؤتمر، كما أن ملف مؤتمر الاتحاد ما زال معروضا على المحكمة العليا».
«ولرفع أي التباس حول مواقف ولد أعزيزي، يضيف المحامون، فإنه موافق على انعقاد المؤتمر منذ سنوات، لكنه، ورؤساء الاتحادات شهود على ذلك، مصمم على احترام الترتيبات النظامية والقانونية اللازمة لعقد المؤتمر، وخاصة عقد جمعيات عمومية للاتحادات قبل المؤتمر العام لتجديد مكاتبها ولانتخاب مندوبيها للمؤتمر، مع سداد مشاركات الأعضاء».
وأضاف المحامون «أن حرص رئيس الاتحاد الشرعي على هذه الإجراءات هو الذي حال دون انعقاد المؤتمر، إلى أن أخذت الأمور منحى آخر غريبا: فمشاركات الأعضاء لم تسدد حتى تموز / يوليو 2017 ومن سددها هو الشخص الذي انتخب نفسه يوم الخميس رئيسا للاتحاد خارقا بدفعه اشتراكات الأعضاء قواعد الشفافية المالية وقانون مكافحة الرشوة».
وأكد المحامون في شروحهم «أن النظام الأساسي للاتحاد العام لأرباب العمل الموريتانيين ينص على إلزامية عقد الجمعيات العامة للاتحادات ثلاثة أشهر قبل المؤتمر العام، وبما أن غالبية الاتحادات تجاوزت فترة انتدابها فإن رؤساءها الحاليين يفتقدون شرعية تمثيلها في المؤتمر، يضاف لهذا أن المندوبين الذين شاركوا في مؤتمر الخميس غير منتخبين بالمرة».
«وعلى هذا الأساس، يقول المحامون، إن المؤتمر الثالث عشر لاتحاد أرباب العمل الموريتانيين الذي عقد يوم الخميس 28 كانون الأول/ ديسمبر 2017، لا يتوفر على أي شرعية قانونية، كما أن الهيئات التي انبثقت عنه لا تتوفر هي الأخرى على أية شرعية قبل أن ينعقد المؤتمر العادي أو يصدر القضاء كلمته الأخيرة في هذا الشأن».
وحرصت السلطات الموريتانية على إعطاء أهمية قصوى لمؤتمر الاتحاد العام لأرباب العمل الموريتانيين الذي عقد يوم الخميس حيث ترأس يحيا ولد حدامين رئيس الوزراء جلسة افتتاحه كما ترأس وزير المالية مختار أجاي جلسة اختتامه.
وأكد المختار ولد اجاي وزير الاقتصاد والمالية في كلمة ختم بها أشغال المؤتمر «أن مساهمة القطاع الخاص في التنمية الوطنية ظلت ضعيفة بسبب جملة من العوامل من أهمها ضعف البنى التحتية ونقص التمويل وضعف الكادر البشري، وهي العراقيل التي عملت الحكومة على إزالتها مما فتح الطريق أمام مساهمة القطاع الخاص التي تطورت بشكل كبير حسب مؤشرات التنمية».
وأكد الوزير «استعداد الحكومة للعمل والتعاون مع المكتب الجديد حتى يتحقق الهدف المنشود وهو بروز قطاع خاص يسهم في تشغيل آلاف الشباب من خريجي الجامعات والمعاهد العليا، ويكون حريصا على الالتزام بدفع الضرائب».
وكان رئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين أحمد بابا ولد أعزيزي المقال قد أكد في بيان وزعه منتصف السنة الماضية «أن المسؤول الحقيقي عن الأزمة المشتعلة منذ فترة بين الحكومة والاتحاد إنما هو شخص رئيس الوزراء يحيا ولد حدامين وتدخلاته في قضايا الاتحاد».
وأوضح في بيان وجهه للرأي العام الوطني والدُّولي «أنه يواجه منذ فترة تدخلا من طرف رئيس الوزراء الحالي يحيا ولد حدامين في تجديد هيئات الاتحاد، وذلك في خرق سافر لمبدأ الحرية النقابية وحرية التجمع المكفولة دستوريا وقانونيا وبمواثيق العمل الدُّولية».
وأكد «أن هذا التدخل غير المقبول تمثل، من بين أمور أخرى، في دعوة وجهها رئيس الوزراء لرؤساء النقابات المهنية المشكلة للاتحاد الوطني لأرباب العمل، وهي دعوة وجهت لهم فرادى قبل أن يفاجؤوا بحضورهم جميعا أمام رئيس الوزراء الذي ألقى خطابا أعطى فيه تعليمات بتجديد هيئات الاتحاد وتحديدا بإبعاد رئيس الاتحاد أحمد بابا ولد اعزيزي».
وأكد ولد أعزيزي «أن لجنته التنفيذية المشكلة في غالبيتها من رؤساء النقابات المهنية سبق لها أن اختارت رئيس الاتحاد مرشحا لخلافة نفسه في اجتماعها المنعقد يوم 5 تشرين الأول/أكتوبر 2015 والموثق في محضر اجتماع تحت رقم 007/2015».
وأشار إلى «أن رئيس الوزراء هدد بحرمان النقابات والاتحاد الوطني من أي تعاون مع الحكومة، وأكثر من ذلك هدّد بحل الاتحاد وتأسيس هيئة جديدة لأرباب العمل».
وزاد قوله «وعندما تدخل أحد الحاضرين لاجتماع قادة النقابات مع رئيس الوزراء ليؤكد أن تجديد الهيئات النقابية يجب أن يتم بحرية وديمقراطية وفي احترام للنصوص رد عليه رئيس الوزراء قائلا: ليست هناك ديمقراطية، ورفضكم لهذه التعليمات سيكلفكم غاليا».
«وردا على هذه الاتهامات، يضيف البيان، فإن رئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين، يطالب بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة بالتعاون مع البنك الدُّولي وصندوق النقد الدُّولي والمجتمع المدني ومكاتب خبرة متخصصة وطنية ودولية لإلقاء الضوء على الإثراء السريع لجميع الشخصيات العامة والخاصة، وكذا على الإعاقات التي تسببت في مغادرة المستثمرين الأجانب والوطنيين لمجالات الاستثمار في موريتانيا، ولتسليط الضوء كذلك على المساطر المتبعة في إسناد الصفقات العمومية».
وشدد الاتحاد على المطالبة «بالوقف الفوري والنهائي لهذه التدخلات المناقضة للدستور والقانون في تجديد هيئاته مما يهدد ديمقراطيتنا ويضرب الحرية النقابية التي كرستها النصوص القانونية، مؤكدا «أن أي تثبيط للمبادرة الخاصة ستكون له آثار وخيمة في جذب المستثمرين الدُّوليين إلى موريتانيا لأن الفاعلين الاقتصاديين الوطنيين هم المؤشر الحقيقي لمناخ الأعمال في البلد».
ويعتبر الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين مؤسسة وطنية تجمع النقابات المهنية كافة، وقد تأسس منذ السنوات الأولى للاستقلال وهو عضو في المنظمة الدُّولية للمشغلين وعضو لفترات في مجلس إدارة المنظمة الدُّولية للعمل، وعضو في لجنة الحريات النقابية في المنظمة العربية للعمل، وعضو مؤسس لـ «بزنس آفريكا»، ولاتحادية منظمات أرباب العمل في غرب أفريقيا.

 

موريتانيا: انفجار أزمة تنازع للشرعية بعد انعقاد مؤتمر لاتحاد أرباب العمل

مراقبون: عدم تقديم بعض الأحزاب السياسية المغربية تقارير حول حساباتها السنوية ومصروفاتها يعتبر نهبًا للمال العام

Posted: 29 Dec 2017 02:05 PM PST

الرباط – «القدس العربي»: بعد التدقيق حول الحسابات السنوية للأحزاب السياسية برسم السنة المالية 2016، وفحص مستندات الاثبات المتعلقة بصرف المبالغ التي تسلمتها الأحزاب السياسية برسم مساهمة الدولة في تمويل حملاتها الانتخابية بمناسبة اقتراعي 4 و 17 أيلول/ سبتمبر 2015. أصدر المجلس الأعلى للحسابات تقاريره، التي تؤكد أن تدقيق حسابات الأحزاب السياسية وفحص صحة نفقاتها برسم الدعم الممنوح لها للمساهمة في تغطية مصاريف تدبيرها وتنظيم مؤتمراتها الوطنية العادية خلال السنة المالية 2016، تبيّن أنه من أصل 34 حزبا المرخص لها قانونا، أدلى 32 حزبا بحساباتهم السنوية إلى المجلس، بينما تخلف حزبان عن القيام بذلك.
وسجّل المجلس، إرجاع بعض الأحزاب لمبالغ مالية إلى الخزينة العامة للمملكة، وأن ثمانية أحزاب لم تقدم ما يثبت إرجاعها إلى الخزينة العامة مبالغ قدرها 7,52 مليون درهم (800 ألف دولار) برسم استحقاقات انتخابية سابقة، مضيفا أن حزبين لم يقدما كل الجداول المكونة لقائمة المعلومات التكميلية والمنصوص عليها في القرار المشترك لوزير الداخلية ووزير الاقتصاد والمالية، وأن ثلاثة أحزاب لم تدل للمجلس بالجرد المنصوص عليه في المادة 44 من القانون التنظيمي للانتخابات. ومن خلال المعطيات المتعلقة بعملية تقديم حسابات الحملات الانتخابية للأحزاب، سجل المجلس أنه باستثناء حزب واحد، فإن كل الأحزاب السياسية (29 حزبا) المستفيدة من هذا الدعم قامت بإيداع حساباتها لدى المجلس، منها 19 حزبا قامت بذلك داخل الأجل المحدد قانونا في ثلاثة أشهر من تأريخ صرف مساهمة الدولة، و10 أحزاب قدمت حساباتها بعد انصرام هذا الأجل. مسجلا، أن بعض الهيآت الحزبية لم تقدم ما يثبت إرجاع مبالغ الدعم غير المستحقة وغير المستعملة ومبالغ الدعم التي لم يتم تبرير صرفها أو التي تم صرفها في نفقات تندرج ضمن مصاريف الحملة الانتخابية بمبلغ إجمالي قدره 22,08 مليون درهم. ويرى مراقبون، أن عدم تقديم تقرير من قبل أحزاب حول مجالات صرف الدعم العمومي المقدم يعتبر نهبا للمال، وقال محمد الغلوسي رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام «على الأحزاب أن تكون وفية لشعاراتها حول الحكامة والشفافية وأن تشكل القدوة والنموذج في تربية المواطنين على قيم المواطنة وتأطيرهم للمساهمة الإيجابية والبناءة في بناء دولة الحق والقانون. واضاف «للأسف الشديد فإن بعض الأحزاب وليس كلها تفتقد إلى الشفافية في تدبير حياتها الداخلية وتزيد مساحة الغموض لديها كلما تعلق الأمر بخدمة بعض المصالح الذاتية والضيقة ويتعلق الأمر هنا بالتدبير المالي الذي يعرف تجاوزات واضحة وهكذا فإن تقرير المجلس الأعلى للحسابات قد سلط الضوء على بعض مناطق الظل في حياة بعض الأحزاب السياسية وهكذا توقف عند إختلالات عدم تبرير أوجه صرف الدعم العمومي المقدم لها بمناسبة الاستحقاقات الانتخابية او عدم إرجاعها للخزينة لتلك المبالغ غير المستحقة او التي لم يتم انفاقها».
وقال الغلوسي، لـ»القدس العربي» إن «هذه الاختلالات يجب أن لا تمر من دون حساب وذلك في إطار ربط المسوؤلية بالمحاسبة لكون الأمر يتعلق بصرف أموال عمومية قدمت لأهداف محددة وأن التصرف فيها بشكل مخالف للقانون يجعل هذه الأحزاب تحت طائلة المساءلة والمحاسبة».

 

مراقبون: عدم تقديم بعض الأحزاب السياسية المغربية تقارير حول حساباتها السنوية ومصروفاتها يعتبر نهبًا للمال العام

فاطمة الزهراء كريم الله

تونس: دعوة لإنشاء مناطق حرة على الحدود مع الجزائر لكبح الاقتصاد الموازي

Posted: 29 Dec 2017 02:04 PM PST

تونس – «القدس العربي»: دعت مسؤولة تونسية إلى إنشاء مناطق حرة على طول الحدود مع الجزائر كمحاولة للتقليص من التجارة الموازية بين البلدين.
واقترحت رئيسة منظمة الأعراف (اتحاد الصناعة والتجارة) وداد بوشماوي إنشاء مناطق حرة على طول الولايات الحدودية مع الجزائر كحل مبدأي من أجل التقليص من التجارة الموزاية بين البلدين، مشيرة إلى الإمكانيات الفلاحية الهامة لولاية قفصة القريبة من الحدود الجزائرية التي تمكنها من التحول إلى قطب صناعي مختص في الصناعات الغذائية التحويلية والتي يمكن تصديرها للسوق الجزائرية أو أسواق خارجية أخرى.
وكان نائب رئيسة منظمة الأعراف هشام اللومي دعا مؤخرا إلى إدماج الاقتصاد الموازي (غير المنظم) في الاقتصاد الوطني «حتى يكون رافدا للموارد الجبائية للدولة»، داعيا إلى إدراج هذا الهدف ضمن أولويات البرنامج الاقتصادي للحكومة في الفترة المقبلة.
ويؤكد الخبراء أن الاقتصاد الموازي الذي يعتمد أساسا على التهريب يشكل أكثر من خمسين في المئة من اقتصاد البلاد، مشيرين إلى أن حجمه تتضاعف خلال السنوات الأخيرة نتيجة الفوضى والتردي الاقتصادي في البلاد.
ويقود رئيس الحكومة يوسف الشاهد حملة مستمرة على رموز الفساد وكبار المهربين في البلاد، حيث تم إيقاف عشرات رجال الأعمال الفاسدين والحجز على ممتلكاتهم ومنعهم من السفر للخارج، فضلا عن مداهمة مخازن المهربين ومصادرة محتوياتها في مناطق عدة في البلاد، وتشديد الإجراءات الأمنية على الحدود مع ليبيا والجزائر لمنع عمليات التهريب والأنشطة المتطرفة.

 

تونس: دعوة لإنشاء مناطق حرة على الحدود مع الجزائر لكبح الاقتصاد الموازي

حسن سلمان

الجنتلمان الدمشقي وحكاياته المنسية: الأعيان ينتصرون في تدوين التاريخ السوري الحديث

Posted: 29 Dec 2017 02:04 PM PST

يروم المؤرخ السوري سامي مبيض في كتابه «تاريخ دمشق المنسي: أربع حكايات 1916 ـ 1936» إلى إعادة سرد حكايا وقصص بعض أعيان المدينة في العقود الأولى من القرن العشرين، التي تميزت بكونها فترة تحولات كبيرة، ليس على صعيد دمشق أو البلاد وحسب، بل على صعيد الشرق الأوسط، خاصة مع سقوط الدولة العثمانية، ودخول الفرنسيين والإنكليز للمنطقة. وهو ما فرض على هذه النخب، التي تعلمت وعاشت وتلقت خبرتها الدبلوماسية في كنف الدولة المنهارة، أن تتأقلم مع هذا الحدث، من باب الواقع الجديد، وخلق فرص سياسية، وأحياناً كان الإرث العائلي والديني لها، يلعب دوراً في دفعها لأداء مهام ومغامرات عديدة، خاصة أن الحياة السياسية داخل المدينة، كانت تشهد تقلبات يومية، في ظل تصارع المشاريع بين القوى المحلية والاستعمارية.
«تاريخ دمشق المنسي»، عنوان قد يوحي للقارئ، بأننا أمام تاريخ جديد لمدينة دمشق؛ قد يكون تاريخاً للمهمشين فيها؛ للزوايا الصوفية؛ للثقافة الشعبية، أو ربما لتاريخ الطعام والخبز؛ لما لا، وهي تواريخ لم تحظ في الساحة الثقافية السورية بأولوية واهتمام يذكران في كتابات الباحث أو المؤرخ «المحلي»، وربما حتى على أجندة الجيل الأول من الباحثين الغربيين، ممن درسوا تاريخ سوريا الحديثة؛ إذ لم يتعاملوا إلا مع أعيان واقطاعيين، أما العامة، وكيف كانوا يعيشون حياتهم اليومية، وماذا كان يرتدون، وطبيعة البيوت والأحياء التي عاشوا فيها، كلها أمور لم تشغل حيزاً من تفكيرهم، وهو ما ينطبق حتى على كتابات هذا الجيل المتأخرة ( كتاب حنا بطاطو عن فلاحي سوريا)؛ أما إعادة النظر في هذه الأجندات البحثية، التي شهدها حقل الدراسات الغربية حيال سوريا خلال العقدين الأخيرين، جاءت من خارج هذا الحقل، مع الباحثين في العلوم الاجتماعية والأنثروبولوجية، الذين أبدوا اهتماماً في سنوات ما قبل الحرب ببناء مقاربات مختلفة، كما في حالة ليزا وادين «السيطرة الغامضة»؛ فعلى الرغم من أنها بقيت تعيش في عالم فوكو «السيطرة والمقاومة»، لكن الثيمة الجيدة في دراستها، هو ما كشفته عن نكت الناس المهمشين حيال السلطة، ويمكن الإشارة أيضاً إلى دراسة الأنثروبولوجية دان تشاتي حول حي الشعلان وتطور عمارته، والبدايات الأولى لتكون ما يسمى اليوم بسوق التنابل داخل هذا الحي.
كذلك يمكن أن نشير في السياق الباحث عن تاريخ بديل/اجتماعي لمدينة دمشق، إلى دراسة الأنثروبولوجية الأمريكية كريستيا سالاماندرا «عاصمة العفة» التي شملت لباس النساء «الشاميات» وسلوكهن، والأماكن التي يتناولن فيها الطعام، وأزواجهن؛ وأيضاً أعمال المؤرخة ليلى هدسون «الحجاب والهاتف المحمول في زمن بشار الأسد» التي حاولت من خلالها أن تدرس تاريخ الحجاب في سوريا خلال نصف قرن، عبر تتبع أشكاله ولحظات ارتدائه على امتداد ثلاثة أجيال داخل إحدى العائلات السورية، وكذلك كتابها «دمشق المتحولة: الفضاء والحداثة في مدينة إسلامية» وهو يتقاطع مع الفترة التي يتطرق لها سامي مبيض في كتابه، فترة تشكيل سوريا الحديثة.
وبالعودة إلى كتاب مبيض، نجد أن متنه، لا يُعنى بما أشرنا إليه، أو كنا نأمل ونمني النفس أن نجده بين ثناياه؛ فالمنسيون هنا، ليس العامة أو الناس العاديون (وفق تعبير آصف بيات)، بل بعض النخب السياسية/الاجتماعية التي هُمِّش دورها ليس على صعيد الحياة السياسية وحسب، بل ورمزياً أيضاً؛ إذ لم تأخذ حقها الكافي لاحقاً لا في كتب التاريخ ولا في الذاكرة الشعبية، وأحيانا ًما أسيء إليها كما حدث مع الرئيس محمد علي العابد الرئيس الأول للجمهورية السورية، الذي لم تسمع به أجيال سورية عديدة إلا من خلال شارع أو مطعم العابد الموجود في قلب المدينة. وغالباً ما صوره الوطنيون بعد الاستفلال، ولاحقاً القوميون بوصفه تابعاً لنظام الانتداب الفرنسي في سوريا.
إذن أبطال هذه الكتاب لم يكونوا هامشيين أو أبناء عائلات هامشية، بل من علية القوم. رغم ذلك، فإن ما وسم طابعهم الهامشي هو أن دورهم سرعان ما أُهمِل، وبات في ذاكرة النسيان؛ هنا لا يقطع مبيض مع أسلوبه ومنهجه في الكتابة التاريخية، وأعني كتابة التاريخ السياسي الذي بقي وفياً له ومنكبّاً عليه في السنوات الماضية عبر عدد من الكتب.
لكن ما يُثنى عليه في هذه المنسيات، أن مبيض لم يقتصر في إعادة تقميش حكاياتها على ما هو مدون في مذكرات بعض السياسيين الذين عايشوا تلك الفترة، أو الصحف، بل كثيراً ما يستعين بالأرشيف الفرنسي والبريطاني حول تلك الفترة، وهو أرشيف مليء بالتقارير والمراسلات اليومية عن الحياة السياسية واليومية في سوريا. إلا أن ذلك لم يجنبه الوقوع أحيانا في بعض الشطحات والمعلومات المبالغ بها، ففي تطرقه لأحداث 1860 ودور عبد القادر الجزائري في حماية المسيحيين داخل المدينة، يشير مبيض إلى أن «مجموعة من المرتزقة الهائجين هاجموا أحياء دمشق المسيحية، مستفيدين من الفوضى العامة، وقاموا بذبح ما لا يقل عن خمسة وعشرين ألف مسيحي». هنا لا يكشف لنا المؤرخ عن مصدر هذه المعلومة، على الرغم من أن عدد المسيحيين في خمسينيات القرن التاسع عشر كان يبلغ 14000! (ليندا شيلشر) كما نعلم أن المذابح لم تطَل كل مسيحيي المدينة.

حكومة الأمير سعيد الجزائري سبتمبر 1918

أربع منسيات تطرق لها مبيض في هذا الكتاب، الأولى عن حكومة الأمير سعيد الجزائري في سبتمبر/ايلول 1918؛ الثانية عن التجربة الفدرالية يونيو/حزيران 1922؛ الثالثة بناء جامعة دمشق في يونيو 1923؛ الرابعة جمهورية الرئيس محمد علي العابد. تروي المنسية الأولى ـ التي سنقتصر على ذكرها في هذا المقال ـ قصة الأسبوع الفاصل بين خروج العثمانيين ودخول الجيوش العربية والإنكليزية مدينة دمشق في نهاية الحرب العالمية الأولى. ورغم أن تلك المرحلة قد دُرِست بإمعان ودقة، مع ذلك يرى مبيض أن من تطرّق لها على مدى قرن كامل من الزمن قد تجاوز هذا الأسبوع المصيري من حياة دمشق، أو اختصره ببضع جمل قصيرة، متجاهلاً الأحداث الداخلية للمدينة ومُسقِطاً عن الدمشقيين شرف إنقاذ مدينتهم من الخراب والفوضى.
فقد شهد هذا الأسبوع أحداثاً جساما، تمثلت في انتشار النهب والسرقة في أرجاء دمشق، فما كان من أهالي المدينة إلا أن نهضوا، بمساعدة الأمير الجزائري ليمسكوا بزمام الأمور ويعيدوا الحياة والخدمات والأمن إلى مدينتهم بدون انتظار مساعدة من أحد، هاشمياً كان أم بريطانياً. بايع الدمشقيون الأمير سعيد حاكماً عليهم، وبذلك عطّلوا بشكل مؤقت وعود الإنكليز للشريف حسين بن علي بتعيين أحد ابنائه حاكماً على دمشق بعد مغادرة الجيوش العثمانية للمدينة.

عشرة آلاف جندي

لكن وبعد أسبوع من ولادة هذه الحكومة، دخلت القوات العربية والبريطانية مدينة دمشق بعشرة آلاف جندي، يقودهم الضابط الأسترالي الميجور آرثور أولدين، الذي سرعان ما توجه إلى فندق فيكتوريا ليرفع العلم البريطاني فوق ساريته، وليعتقل الحاكم العثماني جمال باشا وجميع رجالات الدولة، بدون أن يعلم أن جمال باشا كان قد غادر المدينة في الليلة الفائتة. فهناك ظهر له، عوضاً عن جمال، الأمير سعيد بطربوشه التركي الأحمر جالساً على مقعد شرقي مزين بالصدف الدمشقي، وسرعان ما بادره بالسؤال التالي: «لماذا دخلت شاهراً السلاح لمدينة مستقلة لها نظامها ولها تقاليدها؟ فاجاب الضابط: «دخلت بأمر من الجنرال أللنبي إلى مدينة يحكمها الأتراك لاحتلالها احتلالاً عسكرياً» فقاطعه الأمير سعيد مصححاً: «إذن ينبغي أن تعلم أنك على خطأ بقولك إنك دخلت لاحتلال مدينة تركية، وما كان ينبغي لك أن تدخل وجيشك إلى مدينة لها حريتها واستقلالها شاهرين سلاحكم في وجهها، ولولا أنكم تنتسبون إلى حكومة حليفة لما اعتبرناكم عندنا ولطلبنا منكم الانسحاب فوراً؟
سمع لورنس ما قاله الأمير، فتطاير غضباً منه ورغِب في وضع حد نهائي لدوره، معتبراً إياه جاسوساً ومغتصباً لحكم العائلة الهاشمية؛ فأرسل له ضابطاً بريطانياً يدعوه إلى مقابلته في مقره في فندق فيكتوريا، لكن سعيد رفض دعوته بحجة أنه متعب ويستعد للنوم الباكر.
وبقي الأمير، في الأيام التالية، يتجاهل دور لورنس، وعندما أدرك أن الأمور تميل باتجاه آخر، تقصّد أن لا يتنازل لأحد من الدمشقيين المقرّبين من بريطانيا من أمثال رضا باشا وشكري باشا، بل قام بتسليم مقاليد الحكم ومفاتيح السراي إلى الشربيق ناصر رسول الأمير فيصل لمدينة دمشق، منهياً بذلك أقصر فترة حكم عرفتها مدينة دمشق.
بعد هذه الحادثة، غدا حكم آل الجزائري للمدينة طي النسيان، كما عادت سيرة الأمير سعيد مجهولة لدى معظم الناس، إذ تعامل معه بعض المؤرخين بخفة وسخرية تامة. وقد حاول الأمير إنصاف نفسه عام 1968 عند نشر مذكراته، لكنها لم تنل الاهتمام المطلوب، كونها نُشِرت في الجزائر وليس في دمشق، وبسبب تاريخ صدورها، الذي جاء بعد أشهر قليلة من هزيمة 1967، لم يرغب أحد في تلك الأيام الصعبة مطالعة كتاب رجل عجوز من عصر بائد.

٭ كاتب سوري

 

الجنتلمان الدمشقي وحكاياته المنسية: الأعيان ينتصرون في تدوين التاريخ السوري الحديث

محمد تركي الربيعو

محكمة فرنسية تغرِّم سعد لمجرد تعويضا عن إلغاء حفله

Posted: 29 Dec 2017 02:04 PM PST

الرباط – «القدس العربي»: قضت محكمة فرنسية من الدرجة الأولى بدفع المغني المغربي سعد لمجرد مبلغ 280 الف يورو لشركة فرنسية تعويضا عن الأضرار التي سببها في إلغاء حفل في باريس كان متعاقدا عليه إلا أن اعتقاله حال دون تنظيمها.
وطالبت شركة «كايرو باي نايت» المغني بالتعويض بسبب الخسارة التي تسبب فيها بإلغاء الحفل، الذي كان مزمعا إقامته في باريس لولا قضيته الشهيرة، حيث اتهمته الفتاة الفرنسية «لورا بريول» بالتعدي عليها بالضرب واغتصابها ومقاضاته.
وقالت الشركة إنه على إثر الأزمة التي تسبب بها سعد لمجرد بإلغاء هذا الحفل خسرت الشركة 84 ألف يورو، وطالبت بالزامه بدفع التعويضات المالية اللازمة التي تسبب للشركة بخسارتها.
وقضت محكمة نانتير بحق شركة Cairo by Night، في تشرين الأول/ اكتوبر الماضي بمصادرة أملاك الفنان سعد المجرد لتسديد حوالي 83.6 ألف يورو على يد جمعية المؤلفين والملحنين والموسيقيين الفرنسية وقضت المحكمة الابتدائية في باريس بدفع المجرد مبلغ 280 ألف يورو للشركة كتعويض لما تسبب من أضرار مالية الحقت بها، وكانت قد حاولت إدارة الشركة حل الأزمة مع سعد لمجرد بشكل ودي إلا أنهم لم يتوصلوا إلى اتفاق ورفض لمجرد دفع أي تعويض مما أضطر الشركة لرفع دعوى قضائية.
كما قالت مديرة أعمال لمجرد والمشرفة على تنظيم حفله في باريس إنها «لم تتلقَ بعد حقوقها المالية بعد دفعها تكاليف الإقامة وغيرها، رغم أنها أم لأربعة أطفال».
ويواجه لمجرد اتهامات بالاغتصاب وجهتها له الفرنسية، لورا بريول، وقضية أخرى مماثلة في الولايات المتحدة، ويعيش حالياً على الأراضي الفرنسية في حالة سراح مؤقت.

محكمة فرنسية تغرِّم سعد لمجرد تعويضا عن إلغاء حفله

شيرين عبد الوهاب تتحدّى قرار نقابة الموسيقيين المصرية وتنهي 2017 بحفل في دبي

Posted: 29 Dec 2017 02:03 PM PST

القاهرة – «القدس العربي»: تختلف مظاهر الاحتفال بليلة رأس السنة في البلدان العربية، إلا أن أحد أهم هذه المظاهر هي الحفلات الغنائية التي تتسابق العواصم العربية على التعاقد مع نجوم الغناء لإحيائها، ويقوم المطربون بدورهم باستغلال هذا التسابق في رفع الأسعار التي يتقاضونها، والتي وصلت إلى مليوني جنيه مصري، سيتقاضاه النجم عمرو دياب. ووصل أجر إليسا، وجورج وسوف إلى مليون و700 ألف جنيه.
ووصل أجر المطرب المصري تامر حسني، واللبناني وائل جسار إلى مليون جنيه وتقاضي محمد حماقي، 600 ألف جنيه.
كما تتقاضى المطربة سميرة سعيد، 550 ألف جنيه، ومايا دياب، ونيكول سابا، 400 ألف، والمطرب حكيم، 350 ألف، وأحمد سعد، 100 ألف جنيه مصري.
ولم يختلف هذا العام عن الأعوام السابقة، حيث يتوزع نشاط المطربين بين مصر ولبنان والإمـارات.
فـفي الوقـت الذي سـيقوم فيه عدد من الطـربين المصـريون باحياء حـفلات في دبـي وبـيروت سيتواجد في مصر عدد كبـير من المطربـين العــرب.
حيث يحيي الفنان اللبناني وائل جسار، حفل رأس السنة في فندق انتركونتيننتال سيتى ستارز، وتحيي سميرة سعيدة ومايا دياب والنجم حكيم لاحياء حفل ليلة رأس السنة الجديدة في مصر، وذلك في فندق «كمبنسكي» في القاهرة.
كما يُحيى الفنان الكبير جورج وسوف، حفلا غنائيا في مدينة شرم الشيخ، وفي المكان نفسه ستغني هيفاء وهبي، بعد إلغاء حفلها الذي كان من المقرر إقامته في بيروت.
نيكول سابا ستشارك في حفل في فندق كونكورد السلام، كما يحيي الفنان بهاء سلطان حفل رأس السنة في فندق»le passage» في طريق المطار.
أما المطربة المصرية شيرين عبد الوهاب فتحيي حفل رأس السنة في دبي في تحد واضح لقرار نقابة المهن الموسيقية المصرية بمنعها من الغناء، حيث ستحيي حفلا فى فندق «غراند حياة»، وتبدأ أسعار تذاكره من ألف درهم إلى 400 درهم.
ويشارك فى الحفل مع شيرين، اللبنانية إليسا والمطرب العراقي ماجد المهندس.
عمرو دياب أيضا سيحيي حفل رأس السنة في فندق «كونراد» في دبي، وتتراوح أسعار التذاكر من 1500 إلى 4000 درهم إماراتي
محمد حماقي أيضا يحيى حفل رأس السنة في فيستيفال أرينا إنتركونتيننتال دبي، وتبدأ أسعار التذاكر من 500 درهم شاملة العشاء، وستشارك في الحفل نانسي عجرم.
كما سيحيي الفنان تامر حسني حفلا غنائيا في ليلة رأس السنة، في كاسر الأمواج في كورنيش أبوظبي.
ويحيي المطـرب العراقي كاظـم الساهر حفل ليلة رأس السنة 2018، في ممشى الواجهة البحرية، في جزيرة المارية في إمارة أبو ظبي.
لبنان هو القبلة الثالثة لنجوم الغناء العربي في رأس السنة الجديدة حيث يقدم الفنان عاصي الحلاني حفلا في «الهيلتون – حبتور-غراند» بالاشتراك مع الموزع الموسيقي ميشال فاضل والراقصة كيرا.
فيما يجتمع وائل كفوري، مع ملحم زين في فندق «فينيسيا». كذلك يتشارك زين مع نوال الزغبي في حفل آخر في «كازينو لبنان» بالاشتراك مع الموسيقي غي مانوكيان.

شيرين عبد الوهاب تتحدّى قرار نقابة الموسيقيين المصرية وتنهي 2017 بحفل في دبي
نجوم الغناء العربي بين القاهرة وبيروت والإمارات في ليلة رأس السنة
فايزة هنداوي

أردوغان يهدي أرملة الترابي مصحفا مكتوبا بخط اليد

Posted: 29 Dec 2017 02:03 PM PST

الخرطوم ـ الأناضول: سلم السفير التركي في الخرطوم، عرفان نذير أوغلو، أمس الجمعة، أرملة الزعيم الإسلامي الأشهر في السودان، حسن الترابي، هدية من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وهي عبارة عن مصحف مكتوب بخط اليد.
وقال عصام الترابي، نجل الشيخ الراحل حسن الترابي (1932 ـ 2016): «زارنا اليوم (أمس) في منزلنا في الخرطوم السفير التركي عرفان نذير أوغلو وزوجته، عقب صلاة الجمعة، حاملا معه هدية من الرئيس أرودغان إلى الأسرة، متمثلة في مخطوط يدوي للمصحف الشريف، خطه باليد أشهر الخطاطين الأتراك».
وأضاف: «استضفنا السفير وزوجته في الصالون الخاص للشيخ الترابي، وهاله رؤية مجسم زجاجي للوحة بداخلها علم لآخر حكم للدولة الإسلامية في السودان».
وتابع، «السفير التركي سره وأعجبه وجود العلم التركي داخل المنزل لأكثر من 15 عاما».
وأوضح أن «الأسرة أبلغت السفير التركي أن زيارتهما منزل الترابي تأتي في إطار الإخاء والمودة التي تربطهم والمتمثلة في الإسلام».
وشدد على أن «الشيخ الترابي، عمل طيلة حياته للقضية الإسلامية».
وتابع: «زوجة السفير أهدت الوالدة، وصال الصديق المهدي، طقم أوان لشرب القهوة، أبرزه فناجين مزركشة مصنوعة بطريقة تركية فنية مدهشة».
ومضى نجل الترابي، قائلا: «عبرنا للسفير وزوجته عن امتنانا للزيارة، واتفقنا على تبادل الزيارات بين الأسرة والسفارة التركية في الخرطوم».
وحسب عصام الترابي، فإن الرئيس التركي، إبان زيارته للسودان، كان يعتزم زيارة أسرة الترابي، ولكن برنامجه المزدحم حال دون ذلك.
وأنهى أردوغان، الثلاثاء الماضي، زيارة إلى السودان، بدأها الأحد، برفقة 200 من رجال الأعمال، ضمن جولة أفريقية، وشهدت الزيارة توقيع 21 اتفاقية في مجالات مختلفة.
والترابي من أشهر القادة الإسلاميين في العالم، وأحد أبرز المجتهدين على صعيد الفكر والفقه الإسلامي المعاصرين، وله مؤلفات في تفسير القرآن وأصول الفقه، وأخرى في مجالات الإصلاح الإسلامي والسياسة.
ويعتبر الترابي الأب الروحي للحركة الإسلامية في السودان، وظل طيلة حياته محور جدل بسبب آرائه الفكرية والدينية المثيرة ومواقفه السياسية، خاصة بعد دعمه للانقلاب العسكري الذي أتى بنظام الرئيس الحالي عمر البشير، في 1989.
ولم يلبث أن اختلف الترابي مع تلامذته في 1999، فانقسم إسلاميو السودان بين مؤيد للترابي ومناصر للبشير.
وظل الترابي في صفوف المعارضة لنحو 15 عامًا، ثم قبل دعوة البشير للحوار، عام 2014، حيث انخرط فيه، وأظهر تأييده لكل خطواته، بدعوى تجنيب السودان الانزلاق إلى دوامة عنف، على غرار ما حدث في بلدان عربية عديدة.
وحرص الترابي على أن يختم حياته بدعوة السياسيين في السودان للوقوف على أرضيات مشتركة تنهي أزمة السودان، إلى أن توفي في مارس/ آذار 2016، عن عمر ناهز 84 عامًا.
ولد الترابي في الأول من فبراير/ شباط 1932، في مدنية كسلا، شرقي السودان، حيث كان والده قاضيًا شرعيًا في المدينة، وكان لوظيفة والده الأثر الكبير في تجوله في أنحاء السودان.
والترابي حاصل على شهادة الحقوق من جامعة الخرطوم، والإجازة من جامعة أكسفورد البريطانية عام 1957، ودرجة الدكتوراه من جامعة السوربون في باريس عام 1964.

 

أردوغان يهدي أرملة الترابي مصحفا مكتوبا بخط اليد

محللون: «غباء العفاريت» الذين يحكمون واشنطن انقذ الولايات المتحدة من كارثة اجتماعية هذا العام

Posted: 29 Dec 2017 02:03 PM PST

واشنطن ـ «القدس العربي» من رائد صالحة: يتذكر محللون أمريكيون حالة اليأس التى سادت في الولايات المتحدة حينما كانت رئاسة ترامب لا تزال كابوسا في الأفق ولكن لا مفر منه، فالرجل لا يملك أى مشاعرودية تجاه الآخرين الذين يخالفونه في الرأى، ولا يفهم إلا القليل عن فوارق السياسيات، واهتماماته تنصب على خفض الفوائد الصحية للفقراء والقضاء على إنجازات سلفه باراك أوباما واتخاذ اجراءات من شأنها حظر السفر من بعض الدول العربية والإسلامية إلى الولايات المتحدة وبناء جدار حدودي مع المكسيك.
عام 2017، بدأ بتوقعات تشير إلى الغاء قانون الرعاية الصحية المعروف باسم أوباما كير وسط تخفيضات كبيرة في البرامج الصحية التى أقرتها الولايات المتحدة في الستينات من القرن الماضي، واقترح رئيس مجلس النواب الأمريكي خطة تتضمن الغاء برنامج الرعاية الصحية المجانية للفقراء والمسنين واستبدال البرنامج بقسائم من شأنها الزام كبار السن بدفع 40 في المئة من جيوبهم للعلاج، وخطط الجمهوريون لخفض المساعدات الطبية بنسبة تصل إلى 50 في المئة في في العقد الأول كمقدمة لإنهاء المساعدات نهائيا، وزادت المخاطر من خصخصة (الضمان الاجتماعي) بعد سيطرة الحزب الجمهوري على الحكومة الأمريكية.
ولاحظ المراقبون الجهود التى بذلها الرئيس الأمريكي والحزب الجمهوري لتشويه الولايات المتحدة وتحويلها إلى أمة أقل ترحيبا حيث وعد ترامب بسياسات أسرع ضد المهاجرين ودعم قانون الضرائب الذى يتعارض مع مصالح الطبقة الوسطى ودعم إجراءات من شأنها زعزعة استقرار اسواق التامين مما قد يؤدى إلى الاف الوفيات بين الأمريكيين الذين لم تعد لديهم القدرة على تحمل نفقات الرعاية الصحية.
هذه التوقعات والإجراءات لم تصل إلى حد الكارثة الاجتماعية حيث ما زال الحال في الولايات المتحدة أفضل بكثير من التوقعات التى سادت قبل عام واحد فبرنامج الرعاية الصحية (أوباما كير) ما زال حيا رغم الكدمات البالغة التى سببتها الركلات المؤذية لترامب والحزب الجمهوري وما زالت برامج الرعاية الصحية للمحتاجين والمسنين (ميد كير وميدكيد) حية ولم يتم تسليم برنامج الضمان الصحي إلى (غولدمان ساكس).
هنالك العديد من الأسباب التى أدت إلى عدم حدوث كارثة اجتماعية متوقعة في الولايات المتحدة، وفقا للعديد من المحللين الأمريكيين، فالمقاومة لمخططات ترامب بدأت في وقت مبكر من رئاسته مع سلسلة ضخمة من المسيرات، واستفاقت الأقليات والمجموعات المختلفة من غفوتها وذهبت إلى الشوارع للاحتجاح والى صناديق الاقتراع لإسقاط رموز الحزب الجمهوري كما حدث في ولاية الاباما حينما توجه الناخبون السود لانتخاب المرشح الديمقراطي لملء مقعد مجلس الشيوخ في حادثة نادرة في تاريخ الولاية ولكن المقاومة لم تكن قادرة لوحدها على تحقيق الكثير من الانجازات لولا ظهور حليف حاسم لم يتوقعه أى احد.
هذا الحليف الحاسم، على حد تعبير المحلل ان ميليشير من معهد« عمليات التفكير»، كان باختصار عدم الكفاءة و(غباء العفاريت) في واشنطن حيث كشف ترامب والكثير من زملائه الجمهوريين مرارا وتكرارا أنهم لا يملكون فكرة صحيحة عن كيفية الحكم ولا يفهمون إلا القليل عن السياسة ناهين عن حساسيتهم المفرطة من فكرة ان السياسة هي في نهاية المطاف لعبة بناء التحالفات.
حاول ترامب بدعم من الجمهوريين اعادة هيكلة برامج الرعاية الصحية وخفض الانفاق على الفقراء، ووصل مشروع الغاء قانون الرعاية للمحتاجين والمسنين إلى مجلس الشيوخ ولكن المعارضة ظهرت من الجميع تقريبا في قطاع الرعاية الصحية، وللمفارقة، لعبت مفاجاة عدم رغبة البيت الأبيض والحزب الجمهوري على عدم التعاون مع الشركات والمؤسسات الطبية والاطياف الحزبية الأخرى وعدم الرغبة في التنازل عن فكرة إلغاء القوانين بشكل كامل واستبدال هذا الهدف الجشع بتغييرات في القوانين إلى فشل سياسي وتشريعي في مصلحة الشعب الأمريكي ودليل على افتقار (عفاريت واشنطن) إلى المهارات الاساسية في الرياضيات ولعبة الأرقام.

محللون: «غباء العفاريت» الذين يحكمون واشنطن انقذ الولايات المتحدة من كارثة اجتماعية هذا العام

استجوابات تنتظر وزراء عراقيين بعد انتهاء العطلة التشريعية… ووزير التربية على رأس القائمة

Posted: 29 Dec 2017 02:02 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: من المقرر أن يستأنف مجلس النواب العراقي عقد جلساته، بعد انتهاء العطلة التشريعية، في 3 كانون الثاني/ يناير 2018، لاستكمال جملة الاستجوابات المطروحة في جدول أعماله، من بينها استجواب وزير التربية، محمد إقبال، الذي يتبناه عضو لجنة التربية والتعليم النيابية، رياض غالي.
ومن المنتظر أن تحدد هيئة رئاسة مجلس النواب مواعيد الاستجوابات لعدد من المسؤولين التنفيذيين، أبرزهم وزراء التربية والنقل والكهرباء، إضافة إلى وجود توجه لإعادة استجواب وزير التخطيط.
النائب رياض غالي قال لـ«القدس العربي»، إن «هناك ثلاثة أنواع من الاستجوابات؛ الأول سياسي، وتقف خلفه صفقات سياسية، فيما يكون النوع الثاني ماديا، ويسعى من خلاله النائب المستجوِب الحصول على مبالغ مالية من المسؤول المستجوَب، والنوع الأخير هو استجواب مهني».
وأضاف: «منذ تقديمي طلب استجواب وزير التربية في 7 كانون الأول/ ديسمبر 2016، وحتى هذه اللحظة تعرضت للكثير من الضغوطات والإغراءات في سبيل العدول عن استجواب وزير التربية، لكني مصر على ذلك، لكشف الفساد المالي والإداري، والأسباب التي تقف وراء انحدار وتدهور العملية التربوية، طوال فترة تولي الوزير الحالي مهامه ومن معه»، على حدّ قوله.
وكشف غالي، وهو نائب عن كتلة الأحرار الصدرية، عن وجود «هدر للمال العام، وفساد إداري، فضلاً عن العبث بمستقبل جيل كامل في جميع الصعد، سواء كان على مستوى المناهج التربوية أو على مستوى الأبنية المدرسية، ناهيك عن ملف التعيينات والامتحانات»، لافتاً إلى أن «أبرز الملفات التي تدفعنا لاستجواب وزير التربية هي طباعة الكتب والمنهاج التربوية».

فساد… وأرقام خيالية

وأضاف: «هناك فساد في عقود طباعة المناهج، حيث تتم عملية الطباعة خارج العراق، بالاتفاق مع أشخاص محددين مسبقاً، من دون الإعلان عن مناقصة، بل تتم العملية بدعوات مباشرة»، لافتاً إلى أن «عقود طباعة المناهج تحال إلى عدد من الشخصيات التابعين إلى جهات معينة (لم يحددها)، وتتم عملية الطباعة في أغلب الأحيان خارج العراق».
وبين أن «العقود تتضمن أرقاما خيالية، سأكشفها في جلسة الاستجواب، ناهيك عن إهمال القطاع المحلي من عملية طباعة الكتب المدرسية، لا سيما إن لدينا مطابع معتمدة ورصينة وحديثة في بغداد وعموم العراق».
وطبقاً للمصدر فإن «لدينا في العراق أكثر من خمسة آلاف عامل يعملون في المطابع، يمتلكون خبرة واسعة في هذا المجال، فلماذا لا يتم تنشيطهم لضمان عدم خروج العملة الصعبة إلى خارج العراق، فضلاً عن دعم القطاع الخاص العراقي؟».
وأشار عضو لجنة التربية والتعليم في مجلس النواب العراقي، إلى إن العراق يمتلك «مطبعتين عملاقتين (الذر والنهرين)، لكنهما شبه متوقفتين عن العمل منذ عام 2009، في حين أهدرنا نحو 600 مليار دينار على طباعة المناهج التربوية»، موضّحاً إن «الدولة أنفقت نحو 135 مليار دينار على المطبعتين».
وقال أيضاً: «هذه المطابع يمكنها أن تغطي 70٪ من عملية طباعة المناهج المدرسية، ويمكن الاستفادة من القطاع الخاص في طبع النسبة المتبقية (…) في حال تمت الطباعة في المطابع التابعة للدولة فإن العملية ستكون مدعومة وبأسعار بسيطة جداً».
ورأى غالي أن هناك «عملية ممنهجة وراء طباعة الكتب المدرسية خارج العراق، عبر ترتيبات تجري داخل وزارة التربية»، متعهداً بـ»إثبات ذلك في الاستجواب، والكشف عن ملفات أخرى تتعلق بالتعيينات والامتحانات، وهيكلة الوزارة والمناصب التي تعطى لأشخاص غير مؤهلين لكنهم مقربين من الوزير، فيما يتم استبعاد الشخصيات الكفوءة».

الأبنية المدرسية غير كافية

ومن بين الملفات التي ينوي النائب المستجوِب إثارتها في جلسة استجواب وزير التربية، هو «عدم وجود أبنية مدرسية كافية لاستيعاب الطلبة بشكل لائق، ناهيك عن عدم توفر المقاعد الدراسية في كثير من المدارس، الأمر الذي يدفع الطلبة إلى الجلوس على الأرض».
وحسب غالي، فإن الملف الذي أعده بشأن استجواب وزير التربية يتضمن «35 سؤالاً للوزير، تتحدث عن خروقات مالية وإدارية»، متعهداً بـ»إرسالها إلى القضاء وهيئة النزاهة لينال الوزير جزاءه العادل».
وشغل النائب رياض غالي منصبه كعضو في لجنة التربية والتعليم البرلمانية لدورتين تشريعيتين متتاليتين (8 سنوات)، ويقول إن لديه «تصوراً كاملاً عما يدور في وزارة التربية».
وطبقا للمصدر فإنه تعرض إلى «ضغوط وإغراءات للعدول عن استجواب وزير التربية. أتمنى من هيئة رئاسة البرلمان تثبيت موعد الاستجواب في كانون الثاني/يناير المقبل»، مؤكداً «أنا لا أسعى إلى إقالة الوزير فقط بل إلى محاكمته ومن معه ممن تسببوا بهدر المال العام، وانحدار المستوى التعليمي».

استجوابات تنتظر وزراء عراقيين بعد انتهاء العطلة التشريعية… ووزير التربية على رأس القائمة
نائب يكشف عن هدر 600 مليار دينار لطباعة المناهج المدرسية خارج العراق
مشرق ريسان

وابل من التعليقات الساخرة من ترامب مع موجة الصقيع في الولايات المتحدة

Posted: 29 Dec 2017 02:00 PM PST

واشنطن ـ أ ف ب: علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ساخرا من الاحترار المناخي في وقت يعاني فيه شمال الولايات المتحدة من موجة صقيع مع حرارة تدنت إلى 40 درجة تحت الصفر في بعض المناطق.
وقال في تغريدة «في الشرق قد يسجل غدا اليوم الأبرد على الإطلاق. ربما في إمكاننا ان نستعين ببعض من الاحترار المناخي التي كانت بلادنا من دون أي بلد آخر، تستعد لدفع تريليونات الــدولارات للاتقاء منه!»
ولطالما شكك الملياردير البالغ 71 عاما في حقيقة التغير المناخي متحدثا حتى قبل انتخابه رئيسا عن أنه «اختراع» صيني.
وأثارت هذه التغريدة وابلا من ردود الفعل من رواد انترنت وعلماء حاولوا فيها ان يفسروا التغير المناخي للرئيس الأمريكي.
وقال مدير أكاديمية العلوم في كاليفورنيا جون فولي «التغير المناخي حقيقي جدا حتى لو ان البرد منتشر خارج برج ترامب في هذه اللحظة (..) تماما مثل الجوع الذي يبقى منتشرا في العالم حتى لو أكلنا للتو شطيرة هامبرغر بيغ ماك».
وقالت النائبة الديمقراطية عن واشنطن براميلا جايابال «في عام 2017 سجلت في الولايات المتحدة ثلاثة أرقام قياسية للحر في مقابل أرقام قياسية للبرد».
ومضت تقول «الأحوال الجوية ليست المناخ. يجب ان يفهم الرئيس ذلك. وهو ليس بأمر صعب».
وتوقعت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ان يكون عام 2017 الأكثر دفئا في العالم.
وبعد وصوله إلى البيت الأبيض، أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس للمناخ معتبرا انه سيقضي على فرص عمل في القطاع الصناعي.
وحذفت إدارة ترامب التغير المناخي كذلك من قائمة «التهديدات» الرئيسية للولايات المتحدة واستأنفت استغلال الفحم ومخزونات للنفط والزيت الصخري في أراض فدرالية محمية.

وابل من التعليقات الساخرة من ترامب مع موجة الصقيع في الولايات المتحدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق