Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


لماذا ينفرد أردوغان بلقب الزعيم الأكثر زيارة إلى أفريقيا؟

Posted: 26 Dec 2017 02:19 PM PST

يختتم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جولة أفريقية شملت السودان وتشاد وتونس، فيضيف بذلك رصيداً إضافياً إلى رقمه القياسي كأكثر زعماء العالم زيارة إلى القارة، حيث شملت زياراته 28 دولة منذ عام 2004 حين زار مصر رئيساً للوزراء. هنالك بالطبع أجندات سياسية وعسكرية وأمنية خلف هذه الزيارات، خاصة إلى الدول العربية المعنية بنزاعات إقليمية في منطقة الشرق الاوسط، ولكن أجندات الاقتصاد والتجارة وتنشيط الاستثمارات التركية في الخارج تظل أساسية أيضاً وقد تتصدر السياسة في حالات كثيرة.
وهذه الدبلوماسية الاقتصادية ليست غريبة على زعماء الدول التي تشهد اقتصاداتها توجهاً نحو الانفتاح الخارجي، وأردوغان لا يشذ عن أمثال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أو المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في الموازنة بين السياسة والاقتصاد. والإحصائيات تشير إلى نجاحات باهرة حققتها هذه الدبلوماسية، إذْ تجاوز حجم التبادل التجاري بين تركيا وبلدان القارة الأفريقية 93.5 مليار دولار، خلال الفترة بين 2012 و2016. وتركيا تستثمر في ميادين متعددة، مثل الثروة الحيوانية والمائية والزراعية، والنقل والنسيج وصناعة الآلات والمعدات الصناعية، إلى جانب التعدين في قارة تكتنز معادن ثمينة مثل الذهب والألماس والبلاتين والكروم، وكذلك مصادر المياه الجوفية التي لم يُستكشف منها إلا ما نسبته 10٪.
وفي ضوء الجولة الراهنة على سبيل المثال، يشار إلى أن حجم التجارة التركية مع السودان وتشاد وتونس ازداد بنسبة 29٪ خلال السنوات الخمس الأخيرة، وبلغت الصادرات التركية 6.2 مليار دولار، وانفردت تونس وحدها بما قيمته 4.3 مليار خلال الفترة ذاتها. وتتمتع الاستثمارات التركية بامتيازات سخية في تونس، مثل الإعفاء من الضرائب لمدة 10 سنوات، والإعفاء من أقساط التأمين لمدة خمس سنوات، والتحويل الحر للأرباح إلى الخارج. وفي السودان أبرمت تركيا عقداً ضخماً لإعادة تأهيل ميناء سواكن الذي يعتبر الأقدم في البلد والثاني بعد بور سودان، وذلك خلال فترة زمنية غير محددة.
السياسة لا تغيب عن هذه الدبلوماسية الاقتصادية بالطبع، وإذا كانت معظم زيارات أردوغان تشهد افتتاح منتديات اقتصادية تجمع رجال الأعمال الأتراك برجال الأعمال في البلد المضيف، وتسفر عن توقيع عشرات اتفاقيات التعاون، فإن الرئيس التركي لا يفوّت في الآن ذاته فرصة إرسال الإشارات السياسية. يصعب، مثلاً، أن يتجاهل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأبعاد المصرية لزيارة أردوغان إلى السودان، أو تسقطها السعودية أو الإمارات من الحساب حين يكون السودان مشاركاً عسكرياً في تحالف «عاصفة الحزم»، أو يَغْفل سياسي إسلامي محنك مثل راشد الغنوشي عن حسن استثمار زيارة أردوغان إلى تونس.
لكن أردوغان لا يختلف عن أمثال ماكرون وميركل في منح الأولوية لمصالح بلاده الحيوية أثناء المحطات الخارجية التي تتخذ صفة اقتصادية، ولهذا فإنه تفادى إثارة مسائل الخلاف حين زار مصر والمغرب والجزائر وليبيا، قبل تونس والسودان، وليس غريباً أن تحلّ مصر في المرتبة الأولى لزياراته رغم القضايا العالقة بين البلدين. ولا يخفى أنه، في انفتاحه الملحوظ على أفريقيا، يردّ الصاع إلى الاتحاد الأوروبي الذي ما يزال متمنعاً حول انضمام تركيا إلى النادي، مذكراً بأن السياسة اقتصاد مكثف في نهاية الأمر.

لماذا ينفرد أردوغان بلقب الزعيم الأكثر زيارة إلى أفريقيا؟

رأي القدس

الرواية التأريخية الحاجة التأريخية والضرورة الإبداعية

Posted: 26 Dec 2017 02:19 PM PST

سؤال مركزي يواجهنا كلّما تعلّق الأمر بالرواية التأريخية. سؤال لا يمكن تفاديه. هل معرفة المساحات الميدانية بشكل ملموس من خلال زيارة الأمكنة، واعتماد المادة التأريخية، يفيدان الرواية التأريخية في مخيالها الذي يعتمد على الحقيقة، لا لتثبيتها، ولكن للدفع بها نحو مزيد من التخييل؟ بمعنى هل تشكل الحقيقة التأريخية الموضوعية ضرورة كتابية وإبداعية، إذا افترضنا أن هناك حقيقة تأريخية ثابتة، الأرضية الأساسية لتنشيط المتخيل بقوة أكثر، وعدم الاقتصار على الحقيقة التي تجعل من الكاتب مؤرخًا فاشلًا، لا هو بالأديب في أدواته الجمالية، ولا هو بالمؤرخ الذي يعتمد وسائط علمية لتفسير الظواهر.
العلاقة بين الكاتب والمادة التأريخية تنبني بشكل مختلف وأكثر جدوى، من خلال فعل الحرية، وليس استرجاع التأريخ ولكن السيطرة على المساحات التأريخية التي تريد الرواية اختبارها وارتيادها أدبيا وتحويلها إلى مادة روائية. لا يمكن للروائي أن يتحرك في الفراغ، ولكن داخل مساحة يعرفها جيدا، بل هو سيدها الذي يشعر بنبضها العميق أكثر من المؤرخ.
منذ والتر سكوت، مرورا بألكسندر دوما إلى جرجي زيدان، ظلت الرواية التأريخية تشتغل في أفقها التأريخي الرومانسي المفترض. أي أن التأريخ هو فعل بشري أنجز سلفا وانتهى، وما علينا إلا الاستفادة منه بإدراجه تربويا في النص الروائي الذي يتحول إلى وسيط فني بين المادة التأريخية والقارئ المتلقي. لا وظيفة للنوع إلا خدمة نوع آخر هو التأريخ.
الروائي الفرنسي، باتريك رامبو وهو يكتب ثلاثيته عن نابليون بونابارت (المعركة، كان الثلج يسقط، والغائب)، والروائي جلبير سينوي وهو يكتب سيرة علي بن سينا أو محمد علي، لا يختـــلفان كثيرا في نسف قدسية المادة التأريخية.
التأريخ ليس مقصودا لذاته. فهو لا يتجاوز كونه مادة أولية. فقد كان الروائيان حُرّين إلى درجة كبيرة في منجزهما الروائي التأريخي. صحيح أنهما اعتمدا على مادة تأريخية فيها الكثير من الحقيقة، والتتبع السيري، لكن هذه الحقيقة ظلت نسبية جدا.
باتريك رامبو يقول إنه لا توجد سيرة تأريخية بالمعنى المطلق والصافي ولكن توجد مادة أولية، للكاتب الحق، كل الحق في العمل عليها بحرية وتحريكها وفق عملية التخييل الحر. وإعادة تشكيلها بناء على الحاجة الإبداعية والأدبية. الذي يكتب عن نابليون ليس مشروطا بالبقاء في دائرة تأريخ الشخصية بشكل ضيق، إذ يستطيع ان يخلق الطبائع كما يشاء. ومع ذلك باتريك رامو الذي يشتغل على هاجس حرية الكاتب، من حقه طبعا أن يضع الحرية على راس الانشغالات في الرواية، وقد مارس ذلك بقوة وهو يكتب ثلاثيته عن نابليون.
تحول نابليون الى مطية أدبية أكثر منه حقيقة موضوعية، لقراءة عصر قلق وخطير، بدأت بصعود الامبراطورية وانتهت بسقوطها. ليس التأريخ الثابت والمتفق عليه هو هاجس باتريك رامبو، ولكن التأريخ الذي يعيد الكاتب تركيبه بقوة من نسيجه النصي الذي لا يتنكر لا للأدب ولا للتأريخ في أفقه الشامل والعام الذي تخترقه الرواية بقوة. هو العامل الحاسم في العملية الإبداعية.
الشيء نفسه حدث مع جيلبير سينوي وهو يتعامل مع المادة التأريخية العربية والإسلامية التي شكلت مركز اهتمامه في أغلب رواياته. فقد اختار في روايته: ابن سينا أو الطريق إلى أصفهان، أحد أتباع الشيخ الرئيس، أبو عبيدة الجوزاني ليروي حياة ابن سينا الغنية بالهزات والصدمات والأفراح والخيبات. النص عبارة عن سيرة مروية وفق رؤية شخصية تأريخية وروائية اختارها الكاتب لتأدية الوظيفة الأدبية والتخييلية أيضا. كلاهما يؤكد أن العملية الإبداعية تحتاج إلى قدر واسع من الحرية، خارج الحسابات السياسوية والأيديولوجية التي تجير التأريخ للمصالح الصغيرة، وتقهر الإبداعية التي تشكل الحجر الأساس في عملية التشكيل الروائي. نجد الحرية نفسها متجلية بشكل واضح في ثلاثية جيلبير سينوي الأخيرة: نفَس الياسمين، صرخة الحجارة وأحياء القمر الخمسة، حيث يستعيد، وبشكل حر، تأريخ الشرق الأوسط برمته بثقافته الواسعة وحرائقه وحروبه، وانهياراته.
لا غرابة في هذه الخيارات لأن الكاتب غير مجبر على إعادة المادة التأريخية وإن توفرت بشكل ملاحظ في الرواية التأريخية. للكاتب الحق كل الحق في أن يترك لخياله فسحة حقيقية للحرية، من دون نسيان المؤثرات المباشرة. الارتباط بالمكان وبالمادة التأريخية قد يحرم النص الروائي من جوهره، كونه رواية وليس تأريخا. صحيح أن المادة التأريخية، وزيارة الأمكنة، والتشبع بها لتأثيث الرواية أكثر، مهمة جدا إذ يمكنها أن تدخِل الرواية في دوائر الأزمنة الماضية التي انتهت كوجود وبقيت رائحتها عالقة بالحيطان. فإذا كان تلمس المكان وتحسسه يحد من عملية التخييل، فالتعرف المباشر عليه يدفع بحواس الشم والبصر والسمع واللمس إلى الاستيقاظ بقوة والعمل بشكل جماعي لإشباع الرواية ببقايا التأريخ وعلاماته المتبقية. اشتغال كل الحواس باتجاه منجز روائي مميز، يدفع بالخيال الى مداه الكلي ويعطي للأشياء أشكالا وملابس وحياة. الحواس يمكنها أن تفتح مساحات تعبيرية وتخييلية واسعة. لهذا يتعمق اليوم النقاش حول الرواية التاريخية، بوصفها مساحة جديدة لقول التأريخ وفق الخيارات الإبداعية والتخييلية التي تتحدد من خلالها المصائر البشرية في لحظة تأريخية محددة علينا ان نفهمها ونعيد تركيبها وفق مقتضيات الرواية إذ مماثلة الشخصيات التأريخية بالشخصيات المتخيلة روائيا، لكل واحدة دورها وحضورها، الذي يشكل اليوم مساحة مهمة لا يمكن الاستهانة بها مطلقا في هذا النوع من الكتابة الروائية الإشكالي جدا. ومهما كان حضور التأريخ في النص، لن تكون الرواية التأريخية تأريخا أبدا وإلا ستخسر الرواية تسميتها ومشروعها، وتتحول إلى نص فج يقول بشكل خطأ ما يقوله التأريخ بشكل أفضل

الرواية التأريخية الحاجة التأريخية والضرورة الإبداعية

واسيني الأعرج

هل «صباح الخير يا عرب» للعرب فعلا؟ وسر انتشار قنوات الدجل وتغليفها بالمرأة العربية

Posted: 26 Dec 2017 02:18 PM PST

في أجواء صباحية فخمة في استوديو «صباح الخير يا عرب»، من «أم بي سي»، تتحدث ضيفة البرنامج في حوار مع المذيعة مخاطبة جمهورها العربي من أقصى قرية في الغرب الموريتاني إلى أقصى معمورة في رأس الخيمة وما بينهما من قرى ومسكونات نائية تتابع البرنامج في صعيد مصر أو جنوب الأردن أو في درعا وضواحي الخرطوم أو من غزة في فواصل ما بين قصف وحصار، فتتحدث الضيفة التي تخصصت في تصميم الأحذية، فتقول بلسان عربي ذي عوج شديد بالنص مخاطبة كل هؤلاء بمن فيهم نساء حارتي البسيطة الوادعة حيث تسكن أمي:
(كانوا هاند ميد وكل قطعة سبريتيد والفكرة إنو الميكسنج بين الأكسسريز عن الفابريك بس ما عندي تارغيت معين بالأعمال، ولازم كل صبية يكون إلها ستايلها الخاص. وأنا أول مرة بعمل كوليكشن للشوز، وتصميم الشوز كومبليتيلي ديفرنت عن ديزاين الملابس»!
هذا مقتطف من درر السيدة نيفين، التي تحدثت لكل الجماهير العربية عن موهبتها بتصميم «الصرامي» الحديثة، وقد قيل لي إن «أم عصام» همست بخجل تسأل جارتها «أم سعيد» عن معنى وتفسير كلمة «أول مرة»، فالباقي كله مفهوم تقريبا، لكن «أم سعيد» بدورها ارتاحت أن كل صبية لها «ستايلها» الخاص، وقد استعصى عليها للحظة معنى «ستايل» وهي في عين ذاتها صبية، لكنها توكلت على الله ونقعت كيلو رز ليكتمل المعنى في قرارة نفسها.
هذه فقرة يفترض أنها موجهة للجمهور العربي على اتساعه، وهذا يجعلني أتساءل إن كان القائمون على برنامج بحجم «صباح الخير يا عرب»، في غيبوبة عن واقع الخريطة العربية أم أن الأمر محسوم في ثقافة نخبوية متعالية وحسب.

قناة هي بلحية ذكورية

هربت من نخبوية «صباح الخير يا عرب»، التي تزداد جرعتها يوما بعد يوم، إلى قنوات أخرى لعلي أجد فيها ما يرضي الخاطر، وقد كسرته تلك العجرفة المتعالية، فتوقفت عند قناة اسمها «هي» ورجل بلحية خلف مكتب و»لاب توب» ماركة أبل بتفاحته المقضومة، وخلفية ديكور شاشة عديمة الذوق مكتوب عليها «كله سر»، الرجل بلحية وصلعة خفيفة كان صامتا يلعب بلوحة مفاتيح «اللاب توب» يلف الاستوديو، فانتهزتها فرصة لأبحث فورا وبسرعة في جعبة «العم غوغل» عن قناة «هي» لأجد أن تعريفها هو قناة المرأة العربية!! فنظرت الى الرجل ذي اللحية مرة أخرى وانتظرت حديثه ليتبين أنه النسخة الأحدث من دجالي العصر، ومشعوذي البيضة والحجر، ممن يتنبأون ويضربون الرمل، لكن هذه المرة على نسخة ماك أصلية، وبطريقة الديجيتال يستطلع الرجل ذو اللحية طالع المتصلين وكاي تضليل واستهبال يتم تغليفه بالمقدس فيتجرعه المتلقي بسهولة، يتحدث يوسف فتوني الرجل ذو اللحية وقد أحاطت به على الشاشة أرقام الهواتف للتواصل معه، فيقول وقد احتد على مشاهدة لم يسعفها الاتصال جيدا، فيقول إنه خبير بالعرافة التلفزيونية منذ عام 2007، وإن مشاهديه بالآلاف وفي تزايد مستمر، وأن التحدي الجديد في برنامجه، هو أنه يعطي المشاهد المتصل معلومات أكيدة، فيتنبأ بصحته ويعطيه العلاج حسب القرآن والسنة/ وضرب لنا مثلا «ونسي عـقله» بأكـل القـرع الـذي يشـفي من كـل الترهـلات الجـلدية!!
أما وقد استمعنا إليه، وأنعم الله على الكوكب بهذا النطاسي الديجيتالي الفلكي، فلنقفل المستشفيات ولتغلق كليات الطب أبوابها ولا عزاء للأطباء.
انتهى برنامجه باتصالات متقطعة لم تنجح في التواصل معه، لتبث القناة بعدها كليبا شعريا رديئا لشعر أكثر رداءة بصوت «غرندايزر» نفسه.
يبدو أن قناة المرأة العربية ممعنة في إهانة المرأة العربية أكثر بتجميعها كل فاشلي العالم، فتبث فشلهم على الهواء ونتلقاه نحن ضمن حرية فضاء غير مسؤولة.

«أخبار وحوار» في التلفزيون الأردني

لكن، هنالك أمل على ما يبدو في هذا الفضاء العربي، وبعد كثير من النقد القاسي الذي كنا نوجهه للتلفزيون الأردني، أجدني ملزما بالإنصاف للحديث عن هذا التحسن الملحوظ في مستوى المحتوى على الشاشة الرسمية، وقد تابعنا في صباح مبكر من يوم الثلاثاء حلقة من برنامج «أخبار وحوار» للمقدم التلفزيوني عمر العزام، حيث يقوم بعرض أخبار محلية أردنية ويلقيها بطريقة لا تخلو من رشاقة وبصمة شخصية تكسر رتابتها ويستضيف صحافيا أو صحافية للتعليق على كل خبر، وهذا بلا شك يتطلب إعدادا جيدا من المضيف والضيف على حد سواء.
هذه القراءة في الأخبار، التي عادة ما نمر عليها دون اهتمام، تعطي بعدا جديدا لها وقد نفض البرنامج عنها تلك الحدة الرسمية في تحريرها، لتصبح خبرا يفهمه المتلقي أكثر بلا ملل.

إعلامي أردني يقيم في بروكسل

هل «صباح الخير يا عرب» للعرب فعلا؟ وسر انتشار قنوات الدجل وتغليفها بالمرأة العربية

مالك العثامنة

حملة «عشان نبنيها» مثل سابقتها «كمل جميلك» تدار من مكتب لصيق جدا بمكتب الرئيس

Posted: 26 Dec 2017 02:18 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: أيام قلائل تفصلنا عن العام الجديد، حيث القاهرة السياسية تقترب من الحدث الأهم والمتمثل في فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية، فيما القاهرة الشعبية ومن حولها سائر مدن مصر تحيا حالة من الخوف المتزايد، بعد تأكيد عدد من كبار المسؤولين تباعاً اقتراب موعد هبوب موجة جديدة من الغلاء.
وفيما تواصل الحملة شبه الرسمية من أجل حث الرئيس السيسي على البقاء في منصبه ولاية جديدة، تسربت أنباء عن عزم بعض المرشحين لمنصب الرئاسة الانسحاب من المنافسة، خشية تعرضهم لحملات تشويه من قبل دوائر السلطة، كما حدث مع رموز من قوى المعارضة، وهو الأمر الذي أفصح عنه النائب أنور السادات الذي أعرب عن دهشته مما ناله الفريق أحمد شفيق من تجريس، جعله يفكر جدياً في التراجع عن المنافسة للمنصب السامي.
من جانبه أعلن كريم سالم المتحدث باسم حملة»عشان نبنيها» أن الحملة نجحت في تسيير 200 قافلة طبية بالتعاون مع مديريات التموين!

وداعاً عيسى

فقدت مصر يوم 25 ديسمبر/كانون الأول الجاري كاتباً وقاصاً ومؤرخاً، وشاهد عيان على العديد من الأحداث الكبرى التي شهدتها المنطقة العربية صلاح عيسى اهتمت بخبر رحيله جميع الصحف ومنها «الوطن»: «محطات عديدة شهدت مسيرته في عالم السياسة والصحافة والثقافة، كان أكثرها لمعانا بعد ثورة يوليو/تموز 1952، خاصة فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. الكاتب الصحافي الكبير صلاح عيسى، الذي رحل عن عالمنا اليوم، ولد في الرابع عشر من أكتوبر/تشرين الأول عام 1939 في قرية «بشلا» إحدى قرى مركز ميت غمر، في محافظة الدقهلية، ليحصل على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية عام 1961. عيسى الذي ترأس عدداً من الوحدات الاجتماعية في الريف المصري لمدة خمس سنوات، بدأ حياته كاتبا للقصة القصيرة ثم اتجه عام 1962 للكتابة في التاريخ والفكر السياسي والاجتماعي، ثم تفرغ للعمل في الصحافة منذ عام 1972 في جريدة «الجمهورية». وأسس عيسى وشارك في تأسيس وإدارة تحرير عدد من الصحف والمجلات من بينها «الكتاب» و»الثقافة الوطنية» و»الأهالي» و»اليسار» و»الصحافيون»، لتكون جريدة «القاهرة» آخر محطاته في رئاسة التحرير. اعتقل لأول مرة بسبب آرائه السياسية عام 1966 وتكرر اعتقاله أو القبض عليه أو التحقيق معه أو محاكمته في عدة سنوات ما بين 1968 و1981 وفصل من عمله الصحافي في العديد من الصحف والمجلات المصرية والعربية. أصدر أول كتبه «الثورة العرابية» عام 1979 وصدر له 20 كتاباً في التاريخ والفكر السياسي والاجتماعي والأدب منها، تباريح جريح ورجال ريا وسكينة، وحكايات من دفتر الوطن».

ثورة بلا عقل

«لا سبيل أمامنا للخروج من الأزمة الراهنة حسب حازم حسني في «البداية» إلا مواجهة هذا العقل الذي أرهق مصر وأرهق معه المصريين.. أجدني راضياً عن تحدي هذا العقل الذي يعتقد أصحابه أن مجرد مرور الزمن يأتينا بالنضج العقلي، بدون ترويض العقل على التفكير المنضبط، وكأننا سننجح في الخروج بمصر من مأزقها باتباع عقل منفلت بلا ضوابط، رغم أن كلمة «العقل» تعني ـ في اللغة العربية على الأقل ـ «كبح الانفلات». المواقف السياسية هي ناتج الاختيار بين متاحين، وإلا فليتخذ صاحب الموقف موقعه في دنيا الشعر لا في دنيا السياسة. والتاريخ لا تصنعه المواقف السلبية مما لا يحب أصحاب المواقف، وإنما تصنعه المواقف الإيجابية من محركات التاريخ. لا يعنيني أن تكون أصواتنا لأحمد شفيق أو سامي عنان أو خالد علي، ما يعنيني هو أن ننجح في تغيير مسار الأحداث، ووقف تدهور الدولة المصرية بهذه المعدلات المتسارعة التي نعيشها، في بيئة دولية تنذر بالخطر. كل من يتأفف ويرفض معطيات المشهد السياسي «المتاح» كله، بحجة أنه يريد البناء على «نظافة»، إنما يعطي صوته لبقاء السيسي في الحكم، وليس له أن يزهو علينا بعد ذلك بطهارته الثورية، ولا بنظافة الأرض التي يسعى للبناء عليها وهو لا يملك إلا نواياه الطيبة، وإلا شعارات أسكرت صاحبها فحجبت عن عقله الإحساس باتجاهات حركته. ناهينا عن أنني لا أعرف ما هي تلك الأرض «النظيفة» التي سنبني عليها؟ ما هي ملامحها؟ وما هي مرجعياتها؟ وما هي معايير الحكم على نظافتها؟».

إتحدوا.. وإلا

يتابع حازم حسني في «البداية» دق أجراس الخطر: «نحن نتعامل مع أرض وعرة نريد تمهيدها، ولن ننجح في هذا طالما بقي البعض يتاجر في نقائه الثوري، وبقي البعض الآخر خائفاً يتملق أصحاب هذه التجارة، ومن ثم يساعد بالضرورة على إغراقنا في مستنقع إضاعة الممكن في طلب المستحيل، وهو المستنقع الذي أورثنا كل ما نحن فيه من تسلط واستبداد يبيع لنا الوهم باسم الوطنية حيناً وباسم الدين حيناً آخر، وها نحن نبتاعه من بعضنا بعضا باسم الطهارة الثورية! لا يكفي أن تكون للإنسان وجهة مرغوب فيها، وإنما من الضروري أن يملك خريطة تحدد له المسار والاتجاه، ووسيلة يسلك بها المسار وصولاً للهدف. مرة أخرى أنسوا أحمد شفيق وسامي عنان، وانسوا معهما كل الأسماء الأخرى التي لا تروق لكم، وفكروا في من يكون المرشح الرئاسي القادر على إزاحة السيسي أخذاً في الاعتبار توازنات القوة في مصر وفي العالم المرتبك من حولنا. أتحدث عن إزاحته، لا عن مجرد ملاعبته أو مداعبته! أما إذا كانت الاستراتيجية هي الانتظار حتى ينتهي مراهقونا من تنظيف الأرض، فإنه يكون لزاماً علينا ـ والحال هذه ـ أن نسارع بتهنئة السيسي على نجاحه المضمون في تجريف ما تبقى من الدولة المصرية، حيث لن تبقى قضية نثور من أجلها، ولا أرض ينظفها أحد!».

ينتظر تكرار المسرحية

ومن بين من شاركوا في نقد السيسي أنور الهواري رئيس تحرير «المصري اليوم» الأسبق: «السيد الرئيس، ذو دهاء ومكيدة، لن يبادر بترشيح نفسه، سوف ينتظر الطبعة الثانية من «كمل جميلك»، حيث تبدأ الأصوات ـ بالتدريج ـ تدعوه لأن يترشح ليس لمصلحته، ولكن لمصلحة مصر، وليستكمل مسيرة الإنجاز. أما هو فسوف يرقب هذه الأصوات من بعيد، وهو يحركها من قريب. كما كان يحركها أول مرة، ثم يبدي زهدا وتعففا عن المنصب، مثلما كان يبدي الزهد والتعفف أول مرة. ثم يقرر في اللحظة الأخيرة، أن ينزل عند إرادة الشعب، كما تنازل ونزل عندها أول مرة. بعد أن يكون قد نجح بنسبة مئة في المئة، في قطع الطريق على كل من تسول له نفسه، أن يفكر في دخول حلبة المنافسة. في انتظار الاستدعاء الثاني. في انتظار الجزء الثاني من «كمل جميلك».. بعد فيلم «كمل جميلك» كان بيقول إنتم استدعيتموني ولم يقل إنه استدعى نفسه. وبعد أن ينتهي فيلم «عشان نبنيها» سوف يقول أنتم ضغطتم لأقبل بالترشح، ولن يقول إنه استحوذ عليها بالحديد والنار، وكل وسائل المكر والخديعة والتحايل والقهر.. حملة «عشان نبنيها» مثلها مثل سابقتها «كمل جميلك» كلتا الحملتين تدار من مكتب إلى جوار مكتب الرئيس، مكتب لصيق جدا جدا جدا بمكتب الرئيس، ومثلهما الكثير من الحملات الإعلامية كذلك. لاشيء في هذا البلد إلا يمر على مكتب الرئيس ومكتب إلى جوار مكتب الرئيس».

بائع الوهم

طالب الكاتب الصحافي محمد أمين بضرورة إعلان المشاريع الكبرى للناس، مؤكدًا على أنه لا يشكك في وطنية الرئيس عبد الفتاح السيسي، لكنه لا يحب فكرة «المفاجآت» التي تحدث عنها الرئيس. وقال أمين في مقال له في «المصري اليوم» تحت عنوان «لا نشتري الوهم»: «أثق بوطنية الرئيس، لكنني لا أحب حكاية المفاجآت، فقد قال سوف تتفاجأون بالمشروعات، فلماذا نتفاجأ أصلاً؟ ولماذا لا يكون لنا رأي في المشروعات؟ ولماذا لا يكون لنا رأى في الأولويات؟ مش جايز نؤجل بناء المدن، لنبدأ بناء المصانع؟ هناك فرق كبير جداً بين بناء الشقة وبناء المصنع. الرئيس نفسه يعرف أننا لا نشترى الوهم.. ويعرف أن الزمن تغير، ويعرف أن مصر تغيرت، الشعب تغير.. ليس هو الشعب الذي كان يحكمه عبدالناصر، ولا هو الشعب الذي كان يحكمه السادات، ولا هو الشعب الذي كان يحكمه مبارك.. فكرة شراء الوهم غير واردة.. والحمد لله إن فكرة بيع الوهم غير واردة في ذهن الرئيس فليست هذه هي المرة الأولى التي يقول فيها الرئيس هذا المعنى، قاله من قبل مرات.. معناه أنه يرد على شائعات وشكوك هنا وهناك، ومعناه أن هناك حالة يقين عند الرئيس بأنه لن يفعل ذلك، ومعناه أن هناك حكاماً باعوا لنا الوهم ذات يوم.. والشهادة لله، إن السيسي لم يفعل.. فقد طالبنا ببذل الدم والدموع من أول يوم!».

الإحباط عملة رائجة

«السؤال الذي يهتم به كثير من المراقبين، هل يشعر الناس بالثقة في المستقبل أم يشعرون بالخوف والقلق يجيب جمال سلطان في «المصريون»: لا تخلو كلمة من كلمات الرئيس السيسي من التفاؤل بالمستقبل وهناك إنجازات هائلة ستغير وجه الحياة، فقط أصبروا، ومع كل هذه التأكيدات المستمرة من خمس سنوات، إلا أن الإحباط يتزايد عند الناس، والثقة بهذا المستقبل تنهار، الناس تطابق بين الكلام الذي يتردد في كلمات رئيس الدولة، والأداء العملي الذي يقابلونه في مؤسسات الدولة، وفي إعلامها وفي عدالتها وفي اقتصادها وفي تعليمها وفي مختلف مناحي الحياة فيها، فيجد الناس البون شاسعا بين الكلام والفعل، كيف يمكنك أن تحقق إنجازات ونهضة للوطن ومستقبلا أفضل وكل ما حولك يشير إلى العبث وعشوائية الأداء وتوسيد الأمر إلى غير أهله، بل أسوأ العناصر. انظر إلى الإعلام الرسمي أو الإعلام الخاص الموالي للرئيس أو الدولة، ستجد ـ في الغالب الأعم ـ أسوأ العناصر وأحطها قدرا بين الإعلاميين هم الذين يتصدرون المشهد ويحظون بالقربى والحماية والدعم والتمكين من أجهزة الدولة الرفيعة، رغم أن ما يقدمونه من خطاب سياسي وإعلامي وإنساني يعتبر فضيحة أمام العالم كله، مزيج من الجهل والغثاثة والفهلوة الرخيصة وتدني المهنية، بينما تختفي الكفاءات الرفيعة والمرموقة والموهوبة في الإعلام المصري، وهم كثيرون بالمناسبة، فمصر دائما ولاّدة وقادرة على صنع الكفاءات، ولكنها الآن طاردة لهذه الكفاءات، هذا الأمر يعطي الانطباع بأن هذه «الفهلوة» المؤسسة على الولاء والنفاق الرخيص هي التي تستهوي صانع القرار وأجهزته، العبيد الطائعون الذين ينفذون التعليمات مهما كانت كفاءتهم متدنية وفضائحية».

منافسة السيسي حرام

«أكد الداعية السلفي محمد سعيد رسلان، أن منافسة الرئيس في الانتخابات الرئاسية المرتقبة حرام، لافتًا إلى أنه هو «ولي الأمر». وأشار رسلان وفقاً لـ»المصريون» إلى أن هذه الانتخابات إن حدثت ستأتي بالخراب على مصر وأهلها. وتابع: «من المقرر المعلوم، شرعًا، هو الإصرار والإكبار على إسقاط مصر، وإحداث الفوضى فيها، فإنها الجائزة الكبرى التي تبحث عنها الدول التي تريد هدم مصر». وأردف: «ولا تبلغ أي دولة من الدول التي وقعت فيها الفوضى، عشر معشار المكان التي تحوزها مصر عند أولئك الساعين لانتخابها، وإن هذا التوقيت مقصود منه أن الأمة المصرية تنشغل، على حسبما قرر دستورها في معركة غير معترك، هي معركة الرئاسة، لأن الدستور ينص على بدء الإجراءات الانتخابية قبل انتهاء مدة الرئيس، وهذه المدة ستكون على وجه التحديد، على أقل تقريب في الأسبوع الأخير من يناير/كانون الثاني 2018». أما عن منافسة الرئيس في الانتخابات، فيقول رسلان: إن «الشرع يقول إن ولي الأمر لا ينازع، لا في مقامه ولا منصبه ولا ينافس عليه، بل هو باق فيه إلا إذا عرض عارض من موانع الأهلية، أما إذا لم يعرض فلا يجوز غير ذلك، فالشرع يقول إن ولي الأمر المسلم لا ينازع في مقامه ولا منصبه، الذي باركه الله عز وجل فيه إياه، الشرع يقول والعقل يصدق، لا مجال مطلقًا لتقاضي ونصب العداوات في الفترة المقبلة». وحذر الأمة من إجراء الانتخابات المقبلة والعواقب التي ستحدث، بقوله: «لن تسقط القدس وحدها، إنها المؤامرة، اتقوا الله فأنتم الباقون، بعدما أصاب الضعف قلب الأمة، ولن يضخ الدماء في قلب الأمة إلا سواكم».

ماذا يفعل في إثيوبيا؟

«ما الذي يحمله وزير خارجية مصر سامح شكري، خلال زيارته لأديس أبابا، وما الذي يقوله الآن لرئيس وزرائها هايلي ماريام ديسالين؟ اسئلة يطرحها عباس الطرابيلي في «الوفد»، كما لا أدري ما سوف يقوله رئيس وزراء إثيوبيا لأعضاء برلمان مصر، عندما يلتقي بهم ـ بعد أيام ـ وهل سيواصل «حقن التخدير» التي اشتهرت بها إثيوبيا، كلما استقبلت مسؤولاً مصرياً. نقول ذلك، لأننا سمعنا كلاماً ولم نر عملاً، إلا عملاً واحداً هو الاستمرار في بناء «سد النهضة» الذي تفوق توقعاته كل أحلام الإثيوبيين، وإن كنا نعرف تماماً ما سوف يحدثه هذا السد من دمار لمصر. حقاً، ماذا يقول وزير خارجية مصر لإثيوبيا ـ اليوم ـ وهو يزورهم ولا نعرف عدد لقاءاته معهم؟ وهل يكتفي بأن ينقل لهم قلق مصر الشديد على تعثر المفاوضات؟ بينما عملهم في إتمام السد ينطلق بسرعة لم تعرفها أي دولة أخرى في العالم. وهل تعودت أديس أبابا على عبارات القلق؟ أم إننا نعيش الآن فترة، ذبحنا يوم ذبح الثور الأبيض، لأنهم هناك ـ يعملون، بينما نحن نتمسك بمعسول كلامهم، لكي يضعونا أمام الأمر الواقع؟ ويكفي ما قاله وزير الري المصري من إن إثيوبيا ستبدأ تعبئة منطقة السد بمياه النيل، خصماً من حصة مصر المائية. ووزير الري المصري يقول إن إثيوبيا بدأت التخزين حتى قبل إجراء الدراسات الكافية، وفقاً لما تم الاتفاق عليه ـ وتوقيع الرؤساء الثلاثة ـ في ما عرف بإعلان المبادئ عام 2015، فهل هكذا نحن دائماً نتلقي الضربات ـ بل والطعنات ـ من الأصدقاء قبل الأعداء؟ أريد ـ ويريد معي كل المصريين ـ أن يعرفوا ما الذي سيقوله وزير خارجية مصر لإثيوبيا؟ وإلى أي مدى «نقبل» رد الفعل الإثيوبي، إن كان لهم أي رد، إلا الابتسامات وربما القبلات.. أما الخناجر فهي دائماً في ظهورنا».

ليس بالسمك نحيا

«لم يشعر ملايين المصريين بأي تحسن في مستوى معيشتهم، بل إن العكس كما يؤكد محمد عصمت في «الشروق هو الصحيح، فالتضخم الذي انخفض لم ينتج عنه انخفاض في الأسعار، في حين تؤكد الحكومة على أن هناك ارتفاعات مقبلة في سعر المياه والكهرباء والوقود مع زيادة تذكرة المترو إلى 6 جنيهات، ليبقى السؤال الخالد مطروحا: متى يشعر المواطن المصرى البسيط بـ«ثمار» الإصلاح الاقتصادي؟ الرئيس السيسي أكد نهاية العام الماضي على أن المصريين سيشعرون بتحسن في مستوى معيشتهم في غضون 6 أشهر، وهو ما لم يحدث للأسف الشديد، حتى بعد افتتاح مزارع أسماك بركة غليون في كفر الشيخ، التي تصورها الدعاية الحكومية وكأنها ستحل أزمة الفقر والجوع في البلاد. الحقيقة الغائبة عن حكومتنا وعن صندوق النقد قبلها أن توزيع الثروة القومية في مصر تعاني من خلل كارثي، فعندما يمتلك 10٪ من المصريين 72٪ من هذه الثروة نصيب 1٪ منهم فقط 48.5٪ منها، ويتصارع الـ90٪ الباقون على نسبة الـ28٪، فإن أي وعود عن تحسين الأوضاع المعيشية لعموم المصريين لن تكون سوى حرث في البحر. الوعود السابقة باستصلاح 4.5 مليون فدان، وإعادة تشغيل مئات المصانع المتوقفة عن العمل، وخطورة الاقتراض الفلكي من الخارج الذي سيتجاوز طبقا لتوقعات صندوق النقد نفسه حاجز 102 مليار دولار بعد 3 سنوات؟ نحن مقبلون على كارثة اقتصادية عقب انتهاء الانتخابات الرئاسية، ففي يوليو/تموز المقبل سيحين أجل سداد الودائع والقروض العربية من القطاع المصرفي، التي تبلغ نصف قيمة الاحتياطي الأجنبي الذي يتجاوز 36 مليار دولارسوف يرتفع الدولار لأسعار فلكية وسترتفع أسعار جميع السلع والخدمات الأساسية ولن يتحملها غالبية المصريين، بل ربما تهدد بشلل الاقتصاد المصري كله».

وهم الديمقراطية

هل يمكن أن يصل المفكرون في الغرب إلى إعادة النظر في قيمة الديمقراطية كمنتج إنساني وحضاري يضمن حكم الشعب بنفسه لنفسه؟ يسأل خالد صلاح في «اليوم السابع»: «هل الديمقراطية قادت بالفعل إلى أن يحكم الشعب نفسه بنفسه؟ أم أن هذه الأداة الحضارية جرى استخدامها لتكون قناعا براقا يخفي وراءه ماكينة ديكتاتورية عملاقة ودولا بوليسية مستبدة، وقوى استعمارية غاشمة لا تعترف بالإنسان أو الحضارة أو حتى الرأي الآخر؟ لو كان للديمقراطية وتقدير الرأي الآخر وجود، ما هددتنا مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن بقطع المعونات عقابا لنا على رأي حر، ولما استخدمت واشنطن الفيتو لتفرض رأيها فوق رأي الجميع، وما كان للجيش الأمريكي وسطوته وبطشه سلطان على كل ربوع الدنيا، الديمقراطية ليست قيمة إذن، لأن هؤلاء الذين يتحاكمون إليها ويقيمون بلدان الأرض على أساسها، هم أنفسهم لا يحترمون الرأي الآخر، ويطغون بالقوة لتمرير مصالحهم فوق مصالح أمم الأرض الأخرى. قد تتصور أنت أن سلوك المسؤولين في الولايات المتحدة الأمريكية وفي سائر بلدان الغرب يختلف في القضايا الدولية عن القضايا المحلية، وأنهم لا يحترمون الديمقراطية والرأي الآخر عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الدولية، لكنهم يحترمون شعوبهم ويخضعون لما تقرره هذه الشعوب في الداخل، ويؤسفني أن هذا التصور هو وهم آخر، فكل من يرى آليات عمل النظم الديمقراطية يكتشف بسهولة أن الشعب ليس له الرأي الأول، أو حتى الأخير، الرأي كل الرأي لمن يصنع آلهة الحكم ويقدمها للناس. فالأمريكيون مثلا مجبرون على الاختيار بين مرشحين اثنين بين الحزبين الكبيرين الديمقراطي والجمهوري، وصناعة المرشح داخل الحزب تتحكم فيها عناصر مختلفة على صعيد علاقاته».

حقائق لا تنسى

كشف التصويت الأخير بخصوص قرار الرئيس الأمريكي نقل السفارة الأمريكية إلى القدس مجموعة من الحقائق المهمة يوجزها محمد سعيد إدريس في «الأهرام»: «أولى هذه الحقائق أن ثمة إجماعا دوليا بإدراك فداحة المظالم التي تعرض لها الشعب الفلسطيني، الذي يعيش منذ سبعين عاماً جريمة زرع كيان غريب على أرضه، وفرض نموذج غير مسبوق من الاستعمار الاستيطاني التوسعي المدعوم من قيادة النظام العالمي وبالتحديد الولايات المتحدة الأمريكية. هذا الإدراك، مثل أي إدراك، معرّض للخفوت والتراجع، كما أنه معرّض لليقظة والنهوض، وفقاً لما يحدث على الأرض من تطورات، وبالذات مدى قدرة الشعب الفلسطيني، مدعوماً من أشقائه العرب، على رفض هذه المظالم والتصدى لها ودفع أثمان الدفاع عن الحقوق المغتصبة. ثانية هذه الحقائق أن غطرسة الأمريكيين والإسرائيليين كانت من أهم الدوافع التي أقنعت الدول بضرورة التصويت لمصلحة قيم الحق والعدل، في مواجهة الاستعلاء والاستكبار والاستهانة بالقيم والأخلاقيات، على النحو الذي تجاوز به الأمريكيون والإسرائيليون كل تلك القيم والأخلاقيات. فقبيل انعقاد جلسة مجلس الأمن للتصويت على مشروع القرار العربي برفض قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل فاجأ داني دانون رئيس الوفد الإسرائيلي في الأمم المتحدة الجميع بتصريح اعتبر فيه أن «تصويت أعضاء مجلس الأمن قد يتكرر مئة مرة إضافية، لكن ذلك لن يغير حقيقة بسيطة هي، أن القدس كانت وستبقى عاصمة لإسرائيل». هذا التحدي السافر جاء منسجماً مع ما ورد على لسان نيكي هايلي رئيسة الوفد الأمريكي في الأمم المتحدة بتأكيدها على أن للولايات المتحدة «الحق الكامل كدولة سيدة أن تقرر نقل سفارتها إلى القدس»، وتحدثت عن «العار» الذي سيلحق بالمنظمة الدولية كونها «باتت مكاناً معادياً لأكثر الديمقراطيات ثباتاً في الشرق الأوسط».

لا بد من وقفة

«أمر مثير وبات مستهجنا، كما يقر أشرف العشري في «الأهرام» ذلك الذي تفعله وتلجأ إليه الولايات المتحدة الأمريكية خاصة نفر من إدارة الرئيس ترامب بالغمز واللمز، أو ما تسطره الصحف الأمريكية التي عاودت نغمة الانتقام والتحريض على تأديب مصر التي تلجأ إليها حاليا في «نيويورك تايمز» مثل مقال «مصر حليف مريع وسيئ» أو ما يكتب في «واشنطن بوست» بأسلوب إنشائى هزيل وغيرها من هفوات غير مدروسة لبعض أعضاء في الكونغرس الأمريكي، وحسنا إنهم نفر قليل لا يعد على أصابع اليد، وقيادات في اللوبي اليهودي. والأكيد أن تلك المواقف غير المبررة والحملة المدشنة حاليا بصلف، هي نتاج الموقف المصري الرائع والإيجابي الصلب بشأن مشروع القرار المصري الذي قدم لمجلس الأمن باسم المجموعة العربية لرفض قرار الرئيس الأمريكي ترامب بشأن القدس، ورفض أي تعاط معه، واعتباره هو والعدم سواء، إضافة إلى حنق وغضب الجانب الأمريكي من الانفتاح الواسع الكثيف حاليا في العلاقات المصرية الروسية والتناغم والتماهي الذي بدا في العلاقة بين الرئيسين السيسي وبوتين، خلال قمتهما الأخيرة في القاهرة، وتوقيع إنشاء مشروعات الطاقة الكهربائية في الضبعة، حيث كل هذه المواقف والتحركات أثارت بكل تأكيد كما نرى حفيظة وغضب الأمريكان ناهيك عن سبب آخر ترصده واشنطن منذ مدة طويلة وتحديداً بعد ثورة 30 يونيو/حزيران، وهو تعديل مسارات العلاقات السياسية والعسكرية المصرية مع مختلف دول العالم، حيث التعدد والتنوع والانفتاح والوقوف على مسافة واحدة لمصر مع دول العالم، خاصة الكبرى، والخروج من نفق وشرنقة الهيمنة أو وضع القرار المصرى في السلة الأمريكية».

عهد على العهد

المناضلة الصغيره عهد التميمي ما زالت تثير إعجاب الكثيرين من بينهم طلعت إسماعيل في «الشروق»: «من أي أرض خرجتِ؟ من ثرى الجليل جئتِ؟ أم من ربوع يافا حضرتِ لشد أزر المرابطين خلف الأسوار العتيقة؟ تراك تحملين طين القابضين على جمر النضال في غزة العزة، دفاعا عن فلسطين؟ يقولون إنك بنت عائلة من قرية النبي صالح نذرت نفسها لمواجهة المحتلين، ونبتا يافعا من سلالة اختارت التشبث بجذور المسيح في الناصرة، وبالمسجد الأقصى في قدسك السليبة، كوني ما تشائين، فقد أيقظتِ فينا ما كان راكدا بفعل القعود الطويل، وتهرب البعض من امتشاق الحسام، والفرار من تكسر النصال على النصال، فجئتِ أنت بصفعة كف قوي لتعري كل الخانعين الخائفين المرتجفين، تحت وهم السلام. «أخرجوا من أرضنا.. فهذه الأرض ليست لكم»، كلمات قلتها، بسيطة هي، لكنها تلخيص حصيف لصراع ممتد، وسيمتد حتى ترفع زهرة من زهرات فلسطين راية الحرية فوق كل الربوع، تحقيقا لحلم أبوعمار الذي «يرونه بعيدا ونراه قريبا»، رغم التفاف بعض المتصهينيين، وأولئك الذين خضعوا «خوفا وطمعا» لساكن البيت الأبيض، مضحين بالتراب المقدس. عهد على العهد اخترتِ الالتحاق بمسيرة المضحين العظام، «فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا»، على درب الشهداء: أبوجهاد «خليل الوزير»، والشيخ أحمد ياسين، ويحيى عياش، وأبوعلي مصطفى، اخترت أن تمضي في الطريق الطويل الذي قطعه جورج حبش، ومروان البرغوثي، ومن قبل هؤلاء جميعا عبدالقادر الحسيني، وكل من رفعوا رايات الرفض لوعد مشؤوم. يقولون إن سجانيك وضعوك في زنزانة انفرادية مفرقين بينك وبين أمك التي تسكن زنزانة مجاورة، خوفا من إرضاعك جرعة إضافية من حليب الشجاعة».

زمن جميل

«لماذا ندرت المواهب الجيدة في المجالات كافة؟ يجيب وائل السمري في «اليوم السابع»، كان ما يعرف باسم «الزمن الجميل» حقا جميلا، فمن هذا الذي ينكر جمال هذا القدر الذي جمع كلا من أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وزكريا أحمد ومحمد القصبجي ورياض السنباطي وفريد الأطرش ومحمد فوزي وغيرهم من الموسيقيين في زمن واحد؟ ومن هذا الذي ينكر إبداع هذا القدر في الجمع بين فاتن حمامة وشادية وسعاد حسني ومحمود مرسي ورشدي أباظة وسناء جميل وعمر الشريف وغيرهم عشرات من الممثلين في زمن واحد؟ ومن هذا الذي ينكر روعة الجمع بين عبد الهادي الجزار ومحمود سعيد وحامد ندا وماهر رائف وحسن سليمان وسيف وأدهم وانلى في زمن واحد؟! وقس على هذا العديد من المجالات الفنية والإبداعية التي تميزت فيها مصر في هذا «الزمن الجميل» ولهذا كثيرا ما نسأل أنفسنا ويسألنا أصدقاؤنا العرب: أين ذهبت مصر؟ ولماذا اضحمل مستواها الإبداعي إلى هذه الدرجة؟ ولماذا لا نرى طه حسين أو عباس العقاد أو زكي نجيب محمود أو عبد الرحمن بدوي في الفكر، أو نجيب محفوظ أو يوسف إدريس أو يحيى حقي في الأدب؟».

ستعتزل في الخمسين

من المعارك الفنية تلك التي خاضها طارق الشناوي في «المصري اليوم» ضد إحدى الممثلات التي لم يسمها، وإن كانت المعلومات ترشح أن تكون غاده عبد الرازق: «عندما أصل للخمسين سأعتزل؟ فأنا لا أريد أن يرى الناس ملامحي في تلك السن، هكذا قالت مؤخرا إحدى النجمات، تأمل الهدف الحقيقي من الإجابة، ليس تحديد موعد الاعتزال، ولكن نفي أنها وصلت أساسا للخمسين، رغم أن كل العاملين في الوسط الفني يدركون أنها بدأت خطواتها بقوة، بل أوغلت في العقد السادس من عمرها، وبالطبع لا يعنيها أن تلك الكلمة قد تجرح قسطا وافرا من زميلاتها اللاتي تعدين الخمسين، وكأنها تستفزهن لكي يعلنها (نكتفي بهذا القدر)، الفنانون في العادة لا يستوقفهم ما الذي يقوله الأصدقاء المقربون، المهم أن تصل الرسالة للجمهور. كثيرا ما تلجأ النجمات لتوصيل رسائل كاذبة، تأملوا هذه الإجابة، عمليات التجميل ليست خطأ ولا عيبا ولا حراما، ولكنني لن أفعل ذلك، ما أزال صغيرة، بينما وجهها يؤكد أن يد الجراح امتدت إليه وبغشومية مفرطة أكثر من مرة، فأحدثت ما يمكن أن تطلق عليه عاهات مستديمة، المطلوب هو النفي الملتوي لو قالت إنها ترفضها، سيبدو أنها تنفي مباشرة أنها أجرتها، هن بالطبع يعتقدن أن الجمهور لن يلحظ أن وجوههن صارت بفعل النفخ والشفط والأشياء الأخرى فاقدة أساسا التعبير أمام الكاميرا. هل يصدق الناس الفنان؟ أم يعتبرون كلماته نوعا من تحلية البضاعة؟ الفنانون والنجوم تحديدا، أتحدث عن الأغلبية بالطبع، في حالة تسويق دائم لبضاعتهم، وبكل الوسائل، ولهذا يكثر توجه النجوم للمساهمات الاجتماعية في سنوات أفول الوهج، ليظلوا تحت الدائرة».

حملة «عشان نبنيها» مثل سابقتها «كمل جميلك» تدار من مكتب لصيق جدا بمكتب الرئيس

حسام عبد البصير

أنصار السيسي بين توقيع الملايين وتمويل أصحاب المليارات

Posted: 26 Dec 2017 02:18 PM PST

من المقرر أن تشهد سنة 2018 في مصر انتخابات رئاسية سوف تكون الثانية في ظل الدستور الحالي للبلاد الذي تم إقراره إثر استفتاء كانون الثاني/ يناير 2014، تمهيداً لانتخاب المشير عبد الفتّاح السيسي رئيساً للبلاد. وقد شكّل انتخاب السيسي عودةً إلى التقليد الساري في الجمهورية المصرية منذ نشأتها والقاضي باعتلاء رجل عسكري سدة الرئاسة، وهو التقليد الذي جاء انتخاب محمد مرسي في عام 2012 ليمثّل استثناءً منه لم يتعدّ السنة الواحدة.
هذا ولم يمثّل انتخاب السيسي تجديداً لذلك التقليد فحسب، بل عادت معه معظم سمات وتقاليد حكم الرئيس السابق حسني مبارك، الذي أطاح به المجلس الأعلى للقوات المسلحة تحت ضغط جماهير «ثورة يناير». وقد حصلت العودة على درجات بعد الإطاحة بمرسي في الثالث من تموز/ يوليو 2013، بدءًا بتولّي رئيس المجلس الأعلى للحكم من مقعد وزير الدفاع في المرحلة الانتقالية التي تلت الإطاحة بمرسي حتى الانتخابات الرئاسية في عام 2014 التي شهدت تعبئةً لأجهزة الدولة ولأوساط رأسمالية المحاسيب فاقت كل ما شهدته مصر في الحملات الانتخابية السابقة. من زار القاهرة أثناء تلك الحملة كان يصطدم منذ المطار وحتى قلب العاصمة بكثافة هائلة من صور المرشح العسكري تتراوح بين متوسطة الحجم والعملاقة بحيث يتملك المرء شعورٌ بأنه تحت رقابة «الأخ الأكبر» كما وصفها جورج أورويل في روايته الشهيرة «1984». ولولا أن حكم السيسي كان بحاجة ماسة إلى اعتراف دولي بشرعيته بسبب ظروف ولادته، لحصل لحمدين صباحي، الذي تجرّأ على منافسة السيسي، ما حصل لأيمن نور عندما جرؤ على منافسة حسني مبارك سنة 2005 وكلّفته جسارته أربع سنوات ونصف السنة من الحبس.
وها أن عهد السيسي يُعيد على مصر الكرّة بأشكال باتت مطابقة تماماً لتقاليد عهد مبارك. فقبل أيام قليلة، عقدت حملة «علشان تبنيها» مؤتمراً صحافياً لتُعلن نتائج الجهود التي بذلتها منذ بضعة أشهر في جمع تواقيع على عريضة تطالب عبد الفتّاح السيسي بالترشّح لرئاسة ثانية، وكأنها تريد بذلك العوذ من تكرار تجربة عريضة حملة «تمرّد» التي شكّلت محطة أساسية على درب الإطاحة بمحمد مرسي. وبالرغم من أن بعض أجهزة الدولة كان قد أيّد حملة «تمرّد» بعد أن تبيّن أنها تحوز على زخم شعبي حقيقي، يبقى الفرق بين تلك الحملة التي ظلّ الطابع النضالي طاغياً فيها وحملة «علشان تبنيها» فاقعاً ومعبّراً.
والفرق الأبرز أن حملة التأييد للسيسي أثرى بما لا يُقاس، وقد أخذت تملأ القاهرة وسائر المدن المصرية بإعلانات عملاقة على طراز حملة سنة 2014، ويتباهى منظّموها بأنهم افتتحوا 168 مقراً في جميع محافظات مصر، بالإضافة إلى تعيين منسقين للحملة في 36 دولة أخرى. وقد جمعوا من التواقيع ما يزيد عن 12 مليونا، في ظرف شكّل فيه رفض التوقيع عملاً جسوراً للغاية نظراً للأجواء القمعية السائدة. أما الأكثر لفتاً للانتباه فهي شخصية قائد الحملة محمد الجارحي، وهو من زعماء «حزب مستقبل وطن»، أبرز أحزاب الموالاة في عهد السيسي.
يخبرنا موقع «علشان تبنيها» أن الجارحي عضو رئيسي في مجالس إدارة الشركات التالية: مجموعة حديد الجارحي، شركة مصر للتسويق والصلب، شركة مصر الوطنية للصلب (عتاقة)، الشركة المصرية لمنتجات الحديد والصلب، الشركة المصرية للصلب العبور، شركة ويست فيلج، شركة ماس مسترباتش للبلاستيك، شركة صن بيتش، شركة ثري أم تي للأغذية والمشروبات والمطاعم. هذا فضلاً عن كونه عضواً في مجلس إدارة غرفة الصناعات المعدنية في اتحاد الصناعات المصرية، وعضواً في لجان العمل، وتنمية الموارد البشرية، والتصدير، ومراجعة وفحص الأسعار الاسترشادية لمواد البناء والحراريات والصناعات المعدنية، في الاتحاد المذكور.
وبكلام آخر، فإن زعيم حملة «علشان تبنيها» أشبه ما يكون بأحمد عزّ، أبرز أوجه رأسمالية المحاسيب في عهد مبارك والعضو البارز في «الحزب الوطني الديمقراطي» الحاكم في ظلّ الرئيس المخلوع، الذي راكم ثروة عظيمة تُقدّر بالمليارات من خلال دوره في صناعة الحديد والصلب. ويبدو الجارحي وكأنه نسخة مجددة عن أحمد عزّ الذي شاخ مع شيخوخة الرئيس الذي حضنه، مثلما يبدو السيسي وكأنه نسخة مجددة عن سلفه الذي أنهت «ثورة يناير» ولايته. ونجد تجديداً مماثلاً في واجهة حزب الرئيس الحالي، «حزب مستقبل وطن»، الذي يترأسه الشاب محمد بدران. أما خلف الواجهة، فنجد أركان رأسمالية المحاسيب التي سادت في عهد مبارك. ففي مقابلة أجرتها معه قناة بي بي سي العربية في أوائل أيلول/ سبتمبر الماضي، أفصح بدران عن أن حزبه تموّله مجموعة من رجال الأعمال، على رأسهم أحمد ابو هشيمة ومنصور عامر وكامل أبو علي وكامل أبو ريدة. والحال أن جميع الذين ذكرهم بدران كانوا من مموّلي «الحزب الوطني الديمقراطي».
وبات السؤال الآن: هل يُصاب من سوف يجرؤ على منافسة السيسي في عام 2018 بما أصاب أيمن نور في عام 2005، أو أن أي منافسة جدّية، لا شكلية، سوف تُمنع من الأساس؟ ويبدو أن النظام سائرٌ نحو منع خالد علي، مرشّح المعارضة التقدّمية، من منافسة رئيسه، هذا إن لم ينته به الأمر إلى زجّ المحامي الجسور في السجن سلفاً واحتياطاً.

٭ كاتب وأكاديمي من لبنان

أنصار السيسي بين توقيع الملايين وتمويل أصحاب المليارات

جلبير الأشقر

الزمن لصالح إسرائيل… ماذا عن العرب؟

Posted: 26 Dec 2017 02:17 PM PST

قبل نحو ثلاثة أسابيع، نشر الرئيس ترامب تصريحه حول الاعتراف بالقدس كعاصمة إسرائيل. اليمين ابتهج، اليسار الصهيوني رحب بلغة هزيلة. ومع قليل من الشد على الأسنان. اليسار ما بعد الصهيوني سخر علنا: منذ متى يحتاج اليهود إلى الاعتراف بأن القدس هي العاصمة. اما اليسار المناهض للصهيونية والعرب فشتموا علنا.
وأنا فرحت بالطبع، ولكني كنت أيضا قلقا من شارة الثمن المحتملة التي ستلتصق بالإعلان. تخوفت مما سيكون مشمولا في «الصفقة» الأمريكية، وخفت من أن يكون نتنياهو بضعفه لا يتمكن من رفض مثل هذه الصفقة، إذا ما وضعت على طاولته بعد الاعتراف. تخوفت، ولكني أملت بأن ينقذنا العرب مرة أخرى من فخ محتمل كهذا.
والعرب لن يخيبوا الظن. أبو مازن أعلن بأنه «يقاطع المبعوث جيسون غرينبلت، يرفض لقاء نائب الرئيس بنس بل وأمر الموظفين في السلطة الفلسطينية كلهم بقطع الاتصال مع القنصلية الأمريكية في شرق القدس»، وعندما التقى الرئيس الفرنسي عمانويل ماكرون الأسبوع الماضي صرح قائلا: «نحن لن نقبل عرضًا أو خطة من الولايات المتحدة. يدور الحديث عن دولة منحازة خرقت القانون الدُّولي بقرارها الاعتراف بالقدس كعاصمة إسرائيل». هكذا صرح وركض لطلب الجدب في مجلس الأمن (الذي سقط بفيتو أمريكي) وبجدب في الجمعية العمومية (الذي انتهى ببصقة جماعية في وجه الولايات المتحدة). هذا بالضبط ما يحبه ترامب على ما يبدو. أن يتلقى صفعة من عربي يأكل من كف يده. إذا سيعلن الآن بأن ينسوه. لا توجد «صفقة».
حبذا لو كنت واثقا من أن يكون الموضوع قد دفن إلى الأبد. ولكن حتى حاليًا ـ جيد. لأن الزمن يعمل في مصلحتنا. بعد 70 سنة اعترفوا بالقدس. ربما بعد 70 سنة سيعترفون أيضا بشرقها جزءا سياديا من إسرائيل فقط، إذا لم نفزع أنفسنا وننسحب من حفريات حياتنا. نحن شعب الخلد. وهذه بالضبط كانت كرة الثلج التي خاف اليسار الإسرائيلي منها، والتي بسبب القدس سيفجر العرب الصفقة. وإلا يكون ضغط أمريكي على إسرائيل. اليسار، الذي فرح قبل بضعة أشهر ووعد بأننا «لا بد سنشتاق إلى أوباما» سكت جدا الآن.
ونبآن مهمان آخران، غير مرتبطين ظاهرا، وحده محور الزمن ومعناه بالنسبة لنا يربط بينهما. قبل بضع سنوات أقامت حركة مبادرة جنيف، من تأسيس يوسي بيلين، سلسلة اجتماعات تحت شعار «قبل أن تصبح الضفة غزة». بمعنى هيا سارعوا أيها الأخوة، في إعطاء كل يهودا والسامرة لأبي مازن قبل أن تسيطر حماس على المنطقة، وعندها لن يكون أي يهودي عاقل سيؤيد المبادرة الهاذية. هذا لم يحصل.
في استعراض رئيس المخابرات نداف ارغمان أمام لجنة الخارجية والأمن هذا الأسبوع، طرح التقدير بأن أبا مازن آخذ في الضفة، وهناك تخوف من أن حماس من غزة ستسيطر أيضا على السلطة الفلسطينية في يهودا والسامرة.
بضع عشرات آخرين من الإسرائيليين فهموا هذا الأسبوع بأنه لا يمكن الموافقة على أي تنازلات وبادرات طيبة لأبي مازن «المعتدل»، إذا ما كان سيستبدله غدا يحيى السنوار أو إسماعيل هنية. وإذا ما حصل هذا بالفعل، فإنه حتى هذاة جنيف لن يعرضوا بضاعتهم بعد اليوم.
ونبأ ثانٍ، طيب، لا يرتبط ظاهرا: إحصاء السكان اللاجئين «الفلسطينيين» في لبنان اجرته حكومة لبنان في الصيف الماضي. فوجدوا انه يعيش في الدولة نحو 175 ألف «لاجئ» كهؤلاء. وهؤلاء هم بالطبع أحفاد وأبناء أحفاد لاجئي الـ 1948. وبالمقابل، فإن وكالة الغوث «الأونروا» التي تعنى بهم، ادّعت حتى وقت أخير مضى بأنه يعيش في لبنان نحو 450 ألف «لاجئ». وحتى الفلسطينيون في لبنان يعترفون بأن عدد الفلسطينيين في لبنان تقلص جدا مؤخرا. فهم ببساطة هاجروا منه إلى دول أخرى، معظمهم إلى أوروبا، إلى شمال أمريكا وجنوبها.
لِمَ يُخيّل إليّ أن هذا ما سيحصل إذا ما أجري إحصاء رسمي في يهودا والسامرة وفي غزة؟ كل الأرقام المضخمة التي ينشرها العرب ويقتبسها بحماسة اليسار الإسرائيلي ـ ستتقلص دراماتيكيا على نحو مفاجئ. الزمن يعمل في مصلحتنا. فحتى اللاجئون ملّوا أن يكونوا أداة لعب، للجيل الثالث والرابع، في أيدي الزعماء الفاسدين. فهم يهاجرون ليجدوا حياة أفضل. أما السلطة فتواصل تسجيلهم حاضرين. اليسار الإسرائيلي يقنع شعب إسرائيل بأننا إذا ما تجرأنا على ضم يهودا والسامرة، فسنصبح على الفور أقلية او دولة ثنائية القومية. إذا بدلا من أن نعيش من معطيات الدعاية العربية ـ اليسارية، فلِم لا نجري إحصاء؟ العرب لا يريدون؟ فلتجبرهم الدول المانحة. لعلها هي أيضا ملت من تمويل أكاذيبهم.

آريه الداد
معاريف 26/12/2017

الزمن لصالح إسرائيل… ماذا عن العرب؟
حتى بعد سبعين عاماً سيعترف العرب بالقدس الشرقية عاصمة لنا
صحف عبرية

تونس تطالب الإمارات باعتذار رسمي ودعوات لطرد سفيرها من البلاد

Posted: 26 Dec 2017 02:17 PM PST

تونس – «القدس العربي»: تتواصل «الأزمة» المستمرة بين تونس والإمارات بعد منع السلطات الإماراتية النساء التونسيات من الصعود إلى الطائرات المتجهة أو العابرة للإمارات، فبينما تحاول الحكومة مسك العصا من المنتصف عبر السعي للتهدئة والمطالبة باعتذار علني من أبوظبي، يطالب بعضهم باتخاذ خطوات أكثر حدة من بينها «طرد» السفير الإماراتي وفرض تأشيرة على الإماراتيين، وسط انتقادات لموقف الرئاسة وخاصة بعد تكرار مستشارة الرئيس التونسي للرواية الإماراتية حول أسباب القرار المجحف بحق التونسيين وهو ما دعا بعض السياسيين لنعتها بـ»الناطقة باسم الإمارات».
وكانت الحكومة التونسية قررت تعليق رحلات شركة طيران الإمارات من وإلى تونس في خطوة أولى تهدف للرد على قرار السلطات الإماراتية منع التونسيات من الصعود إلى الطائرات المتجهة أو العابرة للإمارات.
وتباين رد فعل كل من الحكومة والرئاسة التونسية على القرار الإماراتي المجحف، حيث أكد وزير الخارجية خميّس الجهيناوي أن «الإماراتيين اتصلوا معي وقدموا اعتذارهم»، لكنه أكد أن بلاده ترغب بـ»اعتذار علني» أي رسمي، مشيرا إلى أن بلاده ليست جزءا من الإمارات، مشيرا إلى أن الأسباب التي قدمته السلطات الإماراتية لا تبرر اتخاذ قرار من هذا النوع من دون الرجوع إلى تونس.
وكان الوزير التقى الرئيس الباجي قائد السبسي، حيث قال إن السبسي أكد «ضرورة صون كرامة كلّ المواطنين التونسيين داخل وخارج أرض الوطن، مؤكدا حرصه على عدم المسّ بحقوق المرأة التونسيّة مهما كانت الدواعي والمبرّرات». كما أوصى بالعمل على «تجاوز هذه الاشكالات في أقرب الأوقات حفاظا على علاقات الأخوة والتعاون القائمة بين الشعبين التونسي والإماراتي».
فيما بررت سعيدة قرّاش مستشارة الرئيس التونسي القرار الإماراتي بقولها «السلطات الإماراتية لديها معلومات أمنية حول إمكانية تنفيذ عمليات إرهابية من طرف نساء تونسيات أو نساء حاملات جواز سفر تونسي»، مشيرة إلى أن هذه المعلومة مؤكدة من قبل السلطات الأمريكية.
تصريحات قراش أثارت جدلا كبيرا، حيث تساءل هشام عجبوني القيادي في حزب «التيار الديمقراطي» عبر صفحته على موقع «فيسبوك»: «هل قراش النّاطقة الرسمية باسم رئاسة الجمهورية التونسية أم النّاطقة الرسمية باسم دولة الإمارات العربية المتّحدة؟»، معتبرا أن ما قالته «فضيحة»، وأضاف «اتفهم أنها تريد تفادي التصعيد وعدم خلق أزمة دبلوماسية (هي في الحقيقة موجودة منذ الثّورة) ولكن ليس الى هذه الدرجة!».
وأضاف عصام الشابي الأمين العام للحزب «الجمهوري»: «في مناسبتين تدخلت السيدة سعيدة قراش لتوضيح الموقف الرسمي التونسي وكانت في كل مرة أقرب للتحدث باسم دولة الإمارات منه الى رئاسة الجمهورية وهي وظيفتها الاصلية. السيدة سعيدة أعربت عن تفهمها لدوافع القرار الإماراتي وأكدت أن الطابع العاجل لم يتح للسلطات هناك إعلام سفيرها بتونس او نظيرتها التونسية بالأمر».
وتابع «بقدر ما كان القرار التونسي بتعليق رحلات الخطوط الإماراتية من وإلى تونس مبعث إرتياح فئات واسعة من الشعب التونسي بقدر ما كان تدخل السيدة قراش – وهي الوحيدة التي تحدثت في الموضوع الى حد الآن- مخيّبا للآمال. أحيانا تلتقي قرارات السلطة مع الإرادة الشعبية و تحوز على تأييد واسع، لكن قدرة بعضهم عجيبة على تبديد ذلك الرصيد والمحافظة على الهوة التي تفصل بين الموقف الرسمي والموقف الشعبي».
فيما وصف رفيق عبد السلام القيادي في حركة «النهضة» الموقف الرسمي التونسي من الأزمة بأنه «عقلاني ورصين»، لكنه طالب بالمقابل السلطات الإماراتي بتقديم اعتذار رسمي للدولة التونسية.
في حين دعا رجل الدين المعروف بشير بن حسن إلى طرد السفير الاماراتي، معتبرا أن هذا الأمر بات «مُلِحًّا، حفاظا على السيادة الوطنية وهيبة دولتنا، بل يجب فرض تأشيرة على الإماراتيين لدخول تونس في غير خطوطهم!»، وأضاف « قطع أذرعة الإمارات ومن يمثلها بالوكالة في تونس وليبيا واليمن ومصر واجب وطني وديني وإنساني حيث ان دمار تلك الدول اليوم بسببهم».
وكان رئيس الحكومة يوسف الشاهد كلّف وزير الدولة لدى وزير الخارجية حاتم الفرجاني بزيارة الإمارات لمناقشة الأسباب التي دعتها لاتخاذ قرار منع التونسيات من السفر إليها، في محاولة لتخفيف حدة الأزمة بين البلدين.

تونس تطالب الإمارات باعتذار رسمي ودعوات لطرد سفيرها من البلاد

حسن سلمان:

وزير الإعلام الجزائري يؤكد أن حرية الصحافة تجاوزت القيود والحدود

Posted: 26 Dec 2017 02:17 PM PST

الجزائر ــ «القدس العربي»: قال وزير الإعلام الجزائري جمال كعوان أمس الاثنين إن حرية الصحافة في الجزائر تخطت كل الحدود، وأنه آن الأوان لتحترم الصحافة نفسها، وتتعامل بحرفية في نقل المعلومة الصحيحة من مصادرها الموثوقة، وأن تعمل على تعبئة المواطنين في خدمة البلاد، خاصة في الظروف الصعبة التي تمر بها الجزائر.
وأضاف خلال زيارته الاثنين إلى مدينة سيدي بلعباس (450 كيلومترا غرب العاصمة) إنه من الضروري أن تلعب وسائل الإعلام دورها في توجيه الرأي العام بما يخدم مصلحة البلاد، للخروج من الأزمة مع تثمين الجهود التي بذلتها ولا تزال تبذلها الدولة من أجل تحسين الظروف المعيشية للمواطنين من خلال ترقية ثقافة العمل والجهد.
وأشار إلى «ضرورة تضافر جهود مختلف الأطراف الفاعلة في الساحة، من أجل تثمين وإبراز المكاسب التي يتعين المحافظة عليها، وذلك من خلال مواكبة الإعلام لأهم المشروعات الكبرى المندرجة في إطار التنمية المحلية مع الانفتاح أكثر على المجتمع، لاسيما فئة الشباب وتذكيرهم بالدور المنتظر منهم لخدمة البلاد».
وأوضح أن الدولة لا تزال تقدم الدعم في مختلف القطاعات من أجل تحسين الظروف المعيشية للمواطن، وأنه يتعين على الإعلام تثمين هذه الجهود، وأن ينظر إلى الواقع بنظرة تفاؤل تبعث الأمل في نفوس الشباب، وتدفعهم إلى السعي نحو مستقبل زاهر».
وشدد الوزير على أن «الصحافة الجزائرية تتمتع بحرية مطلقة، وأن حرية التعبير في الجزائر تخطت كل القيود والحدود، بما يستدعي أن تحترم نفسها وتلتزم أخلاقيات المهنة، وذلك من خلال تقديم مادة إعلامية هادفة تواكب الأحداث المحلية، وتسهم في نقل معلومات من مصادر موثوقة.»
جدير بالذكر أن سلطة ضبط الصحافة المكتوبة التي وعد بها الوزير وأقرها قانون الإعلام، وطالب الرئيس بالإسراع في تنصيبها لم تر النور حتى الآن، والشيء نفسه بالنسبة لدفتر الشروط الخاص بإنشاء قنوات تلفزة خاصة، والذي لم ير النور، بعد أن كانت الوزارة قررت فجأة إلغاء دفتر الشروط الذي أعلنت عنه ونشرته في الجريدة الرسمية، الأمر الذي أجل إلى وقت لاحق مسألة تقنين وجود قنوات تلفزة خاصة، مازالت تعمل إما كمكاتب لقنوات أجنبية، أو كقنوات أجنبية خارج إطار القانون، وحتى سلطة ضبط قطاع السمعي ـ البصري مازالت غير قادرة على العمل وفق الدور المنتظر منها.

وزير الإعلام الجزائري يؤكد أن حرية الصحافة تجاوزت القيود والحدود

تفجير يلحق أضرارا في خط أنابيب نفطي في ليبيا ويخفض الإنتاج 90 ألفا

Posted: 26 Dec 2017 02:16 PM PST

ليبيا – رويترز: قالت مصادر عسكرية ونفطية إن مسلحين فجروا خط أنابيب للنفط الخام في ليبيا يصل إلى ميناء السدر أمس الثلاثاء، وهو ما تسبب في خفض إنتاج البلاد بواقع 90 ألف برميل يوميا.
وقال مصدر عسكري إن المهاجمين وصلوا في سيارتين إلى الموقع بالقرب من مرادة وزرعوا متفجرات في خط الأنابيب. وجرى تداول صور يزعم أنها تظهر سحابة ضخمة فوق موقع الانفجار، على وسائل للتواصل الاجتماعي.
وقال مصدر في قطاع النفط إنه يجري تقويم الأضرار. وارتفعت أسعار الخام بفعل التقرير. والمنطقة التي وقع فيها الانفجار كان يستخدمها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية قبل أن تطردهم قوات الحكومة من معقلهم الرئيسي في سرت قبل عام.
وخط الأنابيب تشغله شركة الواحة للنفط، وهي وحدة تابعة للمؤسسة الوطنية للنفط الليبية ومشروع مشترك مع هيس كورب وماراثون أويل كورب وكونوكو فيليبس. وقال رئيس الواحة الشهر الماضي إن الشركة تضخ 260 ألف برميل يوميا.
وقدر مسؤولون مؤخرا إنتاج ليبيا بنحو مليون برميل يوميا، لكن الأرقام الفعلية من الصعب الحصول عليها في بلد يمزقه صراع بين فصائل متناحرة.

تفجير يلحق أضرارا في خط أنابيب نفطي في ليبيا ويخفض الإنتاج 90 ألفا

خروقات لـ«الدولة» في كركوك والحويجة: مقتل 45 عسكريا ومدنياً خلال شهرين

Posted: 26 Dec 2017 02:16 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي» ووكالات: أعلنت الشرطة العراقية، أمس الثلاثاء، أن 45 شخصاً من المدنيين وقوات الأمن، قتلوا، في هجمات شنها مقاتلون متطرفون، خلال نحو شهرين منذ إعلان استعادة السيطرة على مدينة الحويجة، أحد أبرز معاقل تنظيم «الدولة الإسلامية» في شمال العراق.
وقال ضابط رفيع في شرطة محافظة كركوك، حيث تقع الحويجة، «قتل ما لا يقل عن 45 شخصا من عناصر الأمن والمدنيين، جراء هجمات نفذها عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» خلال الشهرين الماضيين».
وتابع «في المقابل، قتلت قوات الجيش والشرطة والحشد الشعبي 288 جهاديا واعتقلت 55 آخرين».
على الرغم من إعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي انتهاء العمليات العسكرية ضد الإرهاب، وتطهير جميع الأراضي العراقية وصولاً إلى الحدود العراقية ـ السورية، غير أن الوضع الأمني لا يزال مضطرباً لا سيما في محافظة كركوك وأطرافها.

قتل ضابط وابنه

وظهر عناصر تنظيم «الدولة» خلال اليومين الماضيين من جديد في المدينة، التي تعدّ من أبرز المناطق المختلف عليها بين بغداد وأربيل، عبر نصب «حواجز وهمية» على الطريق الرابط بين قضاء الحويجة وناحية الرياض.
وعلمت «القدس العربي» من مصادر متطابقة، إن الحشد العشائري في كركوك انسحب مؤخراً من إحدى النقاط الواقعة في ناحية الرياض، قبل أن يظهر فها عناصر التنظيم.
وطبقاً للمصادر فإن «عناصر التنظيم قتلوا ضابطاً برتبة عقيد وأحد أبنائه، إضافة إلى إصابة عدد من أفراد حمايته، في أثناء مرورهم على الطريق الرابط بين ناحية الرياض وقضاء الحويجة التابعتين لمحافظة كركوك».
وأضافت أن «الضابط كان يعمل في شرطة الحويجة، وتم اغتياله على يد عناصر التنظيم من خلال نصبهم سيطرة وهمية مقابل قرية ربزه (بين الرياض والحويجة)»، مشيرة إلى إن «السيطرة كانت للحشد العشائري قبل أن ينسحبوا منها، مؤخراً، إلى داخل قضاء الحويجة».
ووفق المصادر لم تكن حادثة اغتيال الضابط الوحيدة في هذه المنطقة، حيث أقدم مسلحون مجهولون يتوقع أنهم من تنظيم «الدولة»، بـ«اغتيال» رئيس قبيلة الجحيش في كركوك وليد الجحيشي (قائد حشد الجحيش) وزوجته، على طريق الرياض.
وتؤكد مصادر محلية إن «الوضع الآن خطر جداً في جميع الطرق المؤدية إلى مركز كركوك، خصوصاً تلك التي تربط المحافظة بناحية الرياض وقضاء الحويجة».
وطبقاً لتصريح مصدر أمني، فضّل عدم الكشف عن هويته، لـ«القدس العربي»، فإن «عناصر التنظيم الذين نفذوا عمليات الاغتيال الأخيرة، يتواجدون في أنفاق داخل قرية العياضية التابعة لناحية الرياض»، مبيناً أن «هناك أكثر من سيطرة وهمية تم نصبها من قبل عناصر التنظيم استهدفت الحشد العشائري والقوات الأمنية».
وتابع: «أهالي ناحية الحويجة من المهجرين بدؤوا بالعودة إلى منازلهم، لكن تلك الأحداث تدفعهم إلى مغادرة المدينة مرة أخرى»، مبيناً أن «العائلات بدأت بالعودة إلى مخيمات ناحية العلم (في صلاح الدين) هربا من تنظيم الدولة الذي أخذ يهددهم مجددا في الحويجة».
وتؤكد مصادر سياسية رفيعة من أهالي كركوك، إن «التحرير السريع» للحويجة وأطراف كركوك، يشير إلى أن عناصر التنظيم تحولوا إلى «أسلوب» جديد بغية زعزعة أمن المحافظة.
الخبير الأمني، سرمد البياتي، بين أن «عناصر تنظيم الدولة لازال لديهم وجود في المناطق الزراعية على محيط الحويجة ويختبئون داخل أنفاق تحت الأرض».
وأضاف: «هذه الخلايا تشكل تهديدا حقيقياً للمنطقة ويمارسون الخطف والقتل بغية منع النازحين إلى العودة لمنازلهم».
أما الخبير في شؤون الجماعات المسلحة، هشام الهاشمي، فأعتبر أن الحويجة «منطقة شاسعة والقوات التي انتشرت قوامها ثلاثة آلاف مقاتل في مساحة قدرها 18 ألف كلم مربع، هذا العدد قليل مقارنة بالمساحة»، مشيرا إلى أن مساحتها أكبر من مساحة الكويت.
وأضاف أن «القوات العراقية أعلنت تحريرها لكنها لم تعلن تطهيرها، وبحاجة لمتابعة الفلول، خصوصا في جبال الخانوكة وحمرين ومكحول».
في السياق ذاته، أكد ضابط رفيع في الجيش، أن «عمليات تحرير الحويجة ركزت على المدينة والنواحي والطرق الرئيسية».
ووفق المصدر «بعض الجهاديين استسلموا لدى تقدم القوات العراقية، لكن آخرين فروا باتجاه جبال حمرين والوديان المحيطة بها وانفاق تحت الارض، في مناطق وعرة وفيها كثافة أشجار» طبيعية.
ضابط رفيع في الجيش بين أن «الجهاديين في هذه المناطق ليس امامهم خيار غير الهرب او الموت».
لكنه أقر في الوقت ذاته، بأنهم «يشكلون تهديدا للسكان الذين لديهم أقارب في القوات العراقية او للذين يقدمون معلومات للقوات الأمنية عنهم» وتابع «قتل كثير منهم من قبل» على يد الجهاديين.

الجبهة التركمانية: بسط الأمن أزعج البعض

إلى ذلك، أكد رئيس الجبهة التركمانية النائب أرشد الصالحي، أن «بسط الأمن وفرض القانون في كركوك، أزعج البعض ممن يريدون استمرار حالة عدم الاستقرار في المدينة، أو من بقايا التنظيمات الإرهابية».
وأضاف لـ«القدس العربي»: «هؤلاء لديهم أجندة للعمل على زعزعة الأمن في المحافظة عبر استهداف رجال الأجهزة الأمنية والقادة السياسيين ورجال العشائر»، لافتاً إلى إن «الأمر متوقع بالنسبة لنا، بكون أن عمليات التحرير جرت بسهولة بالغة، وهناك بقايا من عناصر التنظيم داخل كركوك وفي أطرافها، وتحديدا في قضاء الحويجة». وحسب المصدر فإن «عمليات التحرير لم تشهد مقاومة من الجماعات الإرهابية، ما يشير إلى أنهم غيروا اسلوبهم»، مطالباً الأجهزة الأمنية بـ«توخي الحذر، وتنفيذ خطط أخرى للقضاء على هذه الجماعات الإرهابية».
وأشار إلى أهمية «توسيع مشاركة القوات الأمنية الاتحادية في كركوك وقضاء طوزخورماتو (التابع لصلاح الدين)»، مبيناً إن «المنطقتين لا تزالان تحتاجان إلى دعم أمني أكثر».
وتابع قائلاً: «الشرطة الاتحادية يجب ان تكون حاضرة داخل قضاء الطوز، حتى يشعر المواطنون من العرب والتركمان والأكراد، بأنهم تحت حماية الدولة والحكومة، وليس من قبل عناصر خارجة عن إرادة الدولة، والأمر ينطبق على كركوك أيضا على اعتبار أن إدارة شرطة المحافظة كانت مسيسة من قبل أحزاب وكتل سياسية».
ومضى إلى القول «الملف الأمني في كركوك الآن بيد قوات مكافحة الإرهاب والجيش، بكونهم بعيدين عن التأثيرات السياسية»، لافتاً إلى أن «هذا ما يجب تطبقيه في بقية المناطق المتنازع عليها ليتم تحقيق الاستقرار وعودة جميع النازحين إلى مناطقهم».
وعلى الرغم من فرض القوات الاتحادية سيطرتها على كركوك ضمن خطة «فرض القانون، غير أن المحافظة لا تزال تشهد وضعاً أمنياً وسياسياً مضطرباً، خصوصاً أن مجلس المحافظة لم يتمكن من استئناف عقد جلساته منذ الـ16 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي وحتى الآن.
وفي هذا الشأن أوضح الصالحي «لا يمكن لمجلس كركوك عقد جلسته في ظل وجود دعاوى على اعضائه الـ26، واستخدام رئيس المجلس السابق كلمات نابية وتهديد للدولة والكتل السياسية»، مشيراً إلى أنه «مع وجود مثل هكذا نفس يصعب الوصول إلى حل لعقد جلسة المجلس».
وأضاف قائلاً: «هناك اجتماعات مستمرة لحل مسألة توزيع المناصب المحلية في كركوك، لكن حتى الآن لم نتوصل إلى نتيجة بشأن تقسيم المناصب بشكل عادل ومتساوٍ بين مكونات المحافظة».
ولفت النائب التركماني إلى أن «بعض الأخطاء السابقة لا تزال موجودة»، معرباً عن أمله في «توصل الأطراف الأخرى (العرب والأكراد) لاتفاق على مبدأ تقاسم السلطات في كركوك، بنسب متساوية بين المكونات، بعد بسط الدولة لسيادة القانون».
وكشف عن «اجتماع مرتقب لأقطاب السياسة من العرب والتركمان والأكراد»، لحسم توزيع المناصب في كركوك.

خروقات لـ«الدولة» في كركوك والحويجة: مقتل 45 عسكريا ومدنياً خلال شهرين
أوضاع خطرة في جميع الطرق… والتنظيم يستخدم أسلوب الحواجز الوهمية
مشرق ريسان

العبادي يطالب أربيل بالتعاون لمعرفة أعداد موظفي كردستان

Posted: 26 Dec 2017 02:16 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: ما زالت الأزمة بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان، تراوح مكانها، وبعد تكرار أربيل مطالبتها بدفع رواتب الموظفين في الإقليم، دعا رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس الثلاثاء، القيادة الكردية إلى التعاون من أجل معرفة أعداد موظفي الإقليم.
وقال، في مؤتمره الأسبوعي الذي عقده في القصر الحكومي في بغداد، إن «إقليم كردستان يزعم وجود موظفين لديه بنسبة تعادل نصف أعداد موظفي العراق»، داعياً حكومة الإقليم إلى التعاون لمعرفة الأرقام الحقيقية لموظفيها».
في الطرف المقابل، كشفت أنباء عن زيارة مرتقبة يجريها وزيرا الدفاع العراقي عرفان الحيالي ووزير الداخلية قاسم الأعرجي إلى إقليم كردستان، لبحث ملف المعابر الحدودية.
وعلمت «القدس العربي» من مصادر مطلعة في وزارة الداخلية، إن الوزير ينتظر موافقة العبادي، لزيارة إقليم كردستان العراق».
واعتبر الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني، بأن «الضغوط الدولية» أجبرت رئيس الوزراء العراقي على «الاستجابة الجزئية» وفتح باب الحوار الذي كان اغلقه.
و حسب الموقع الرسمي للحزب «بعد محاولات حثيثة من قبل المجتمع الدولي، ومبادرة رئيس جمهورية العراق (فؤاد معصوم) من المقرر أن يزور كل من وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي ووزير الدفاع عرفان الحيالي إقليم كردستان والتحاور مع المسؤولين بشأن المعابر الحدودية والمطارات، لكن زيارة الوزيرين لم يعلن عنها بعد».
ونقل الموقع عن رئيس كتلة «الديمقراطي الكردستاني» في مجلس النواب العراقي عرفات كرم قوله، إن «مواقف وردود فعل العبادي هذه لا تأتي من موقع القوة، بل من موقف الضعف».
وأضاف قائلاً: «العبادي يدرك بأن الكرد اشمأزوا من مواقفه ومن الإحتمال ان يبحثوا عن بديل له، لذا فإنه بدأ يتحدث الآن عن إرسال وفود إلى إقليم كردستان».
وأكد أن «جميع التدابير التي يتخذها العبادي ضد إقليم كردستان هي للدعاية الإنتخابية ليس إلاّ، وأنه يخشى من فقدان شعبيته والشارع الشيعي، لذا فقد لجأ إلى الفتح الجزئي لأبواب الحوار بوجه كردستان».
وعلى صعيد الأزمة في كردستان نفسها، أعلن رئيس برلمان إقليم كردستان يوسف محمد، أمس استقالته من منصبه بشكل رسمي، مشيراً إلى أن القوة تستخدم في كردستان من أجل «البقاء في السلطة» وتحقيق أهداف «غير شرعية».
وقال في مؤتمر صحافي عقده في السليمانية، «نعلن اليوم (أمس) استقالتنا من رئاسة البرلمان رسميا، ونعاهد بالاستمرار في العمل البرلماني عبر النشاط المعارض».
وأضاف أن «القوة تستخدم قي كردستان من أجل تحقيق أهداف غير شرعية والبقاء في السلطة»، مشيرا إلى أن «سلطة كردستان تتنازل أمام الآخرين، بينما هي صلبة وعنيدة تجاه الشعب الكردستاني».
وأكد أن «البرلمان هو البديل للحكم الفردي»، موضحا «لقد عملنا على تفعيل البرلمان لذلك تم تعطيل عمل البرلمان».
وتابع قائلاً: «من الضروري العمل على عدم فسح المجال لإخضاع الثروات العامة لخدمة بعض الاشخاص»، مشددا على اهمية «تطبيق القانون وتفعيل دور القضاء والاعلام الحر لأداء دورها في هذا المجال».
وكشف عن «تقديم مشروع لإلغاء تقاعد الدرجات الخاصة والبرلمانيين»، مؤكدا دعمه لتطبيق المشروع.
وشهدت مدن وأقضية إقليم كردستان، خصوصاً محافظة السليمانية موجة تظاهرات انطلقت في 18 كانون الاول/ديسمبر، واستمرت خمسة أيام، للمطالبة بسقوط الحكومة ومحاربة الفساد واطلاق سراح متظاهرين اعتقلتهم قوات الأمن.

600 معتقل

وقالت النائبة في البرلمان العراقي، سروه عبد الواحد، إن «سلطات السليمانية اعتقلت نحو 600 شخص في مدن واقضية السليمانية دون أي أساس قانوني».
وأضافت «تم الافراج عن البعض لكن بين 250 إلى 300 آخرين ما زالوا في سجون الاتحاد الوطني الكردستاني حتى اللحظة ولم يسمح لذويهم بزيارتهم (…) كما لم يمثلوا أمام القضاء».
وبين المعتقلين شاسوار شقيق عبد الواحد، وهو المدير السابق لقناة «ان ار تي» ومؤسس حركة «الجيل الجديد» التي لعبت دورا بارزا في التظاهرات. وكان اعتقل قبل اسبوع في مطار السليمانية. وقالت عبد الواحد «لا نعرف أي شيء عن شقيقي (…) فقد تعرض لعملية خطف وليس اعتقالا قانونيا».
لكن، ريباس محمود محامي شاسوار، قال إن «القاضي قرر الافراج عن شاسوار بكفالة مالية» دون مزيد من التفاصيل.

تدخل دولي عاجل

كذلك، طالب النائب عن كتلة التغيير هوشيار عبد الله، بـ»تدخل دولي عاجل» من قبل الأمم المتحدة لوضع حد لـ»الاعتقالات وجرائم القتل والخطف» التي تستهدف المتظاهرين في إقليم كردستان.
وقال عبد الله في بيان إن «الشارع الكردستاني يشهد احتقاناً ينذر بتفجر الأوضاع في محافظات الإقليم والأقضية والنواحي التابعة لها»، لافتاً إلى «استشهاد شخصان وأصيب 80 آخرون بجروح في قضاء رانية». نتيجة التظاهرات الاحتجاجية التي تشهدها السليمانية.
واعتبر عبد الله أن «الحل الوحيد هو أن يكون هناك تدخل دولي لفك أسر المئات من المعتقلين الذين شاركوا في المظاهرات، وإيقاف ماكنة الموت التي تتصدى للمتظاهرين بالنار والحديد»، مطالبا ايضا المجتمع الدولي بـ«الضغط على حكومة الإقليم ويرغمها على احترام حقوق الإنسان وإيقاف هذه الحملة الشرسة التي تهدف إلى إسكات الناس بالقوة».
وكشف النائب الكردي عن «حملة اعتقالات بالجملة طالت المئات من المواطنين العزل في مركز مدينة السليمانية وأقضية رانية وقلعة دزة وكرميان وجمجمال وكويسنج، تتم بشكل عبثي وبدوافع انتقامية تستهدف كل من شارك في المظاهرات»، مبينا أن «الإجراءات التعسفية شملت إغلاق مجموعة ناليا الإعلامية وبضمنها قناة أن آر تي، واعتقال رئيس حزب الجيل الجديد شاسوار عبد الواحد الذي مازال مصيره مجهولاً حتى الآن، بالإضافة إلى اعتقال النائب في برلمان الإقليم رابون معروف».
وأضاف قائلاً: «عجز حكومة الإقليم عن صرف رواتب الموظفين وعدم قيامها بتوفير أبسط متطلبات معيشة المواطنين جعل المطلب الوحيد للمتظاهرين هو رحيل هذه الحكومة، ويكفينا أن نضرب مثالاً على الحال المأساوي للأهالي عندما أحصينا مجموع ما في جيوب كل الجرحى الثمانين في إحدى مستشفيات قضاء رانية فوجدناه 16 ألف دينار فقط، ولو علم أهالي بغداد والوسط والجنوب بحال إخوتهم الكرد وما يعانوه من ظلم لانتفضوا لنصرتهم ومساندتهم ولو معنوياً».
وأشار إلى أن «الحكومة الاتحادية مستمرة في تجاهل معاناة المواطنين الكرد وما يتعرضون له من قمع على أيدي القوات التابعة لحكومة الإقليم»، موضحاً إن «رئيس الوزراء حيدر العبادي ـ وللأسف، يتعامل مع قضية الإقليم بنفسٍ سياسي، ويسعى لاستخدامها كورقة رابحة في الانتخابات المقبلة، وهو بذلك يتنصل عن مسؤولياته الاتحادية تجاه الإقليم».

العبادي يطالب أربيل بالتعاون لمعرفة أعداد موظفي كردستان
رئيس برلمان الإقليم يستقيل… و«التغيير» تطالب بـ«تدخل أممي» لإنهاء الاعتقالات

استنفار أمني بعد العثور على جثة بجانبها شعارات للتنظيم في الموصل

Posted: 26 Dec 2017 02:15 PM PST

الموصل ـ «القدس العربي»: فرضت قوات الأمن العراقية، فرضت حظراً للتجوال، أحياء من مدينة الموصل، ونفذت عمليات دهم وتفتيش شملت حيي سومر ودوميز في الساحل الأيسر من المدينة، كما اعتقلت عدد من المشتبه بهم.
ويعتبر حي سومر من أكثر مناطق الموصل، التي تشهد عمليات اغتيال تطال ضباط ومنتسبين للأجهزة الأمنية.
وبين شهود عيان أن «التشديد الأمني حصل بعد العثور على جثة رجل مقتول وجدوا بجانبه شعارات تحمل اسم تنظيم «الدولة الإسلامية»، وكانت الشعارات تحمل تهديدات لكل من يساند القوات الأمنية، وتهديد بالعودة من جديد وإعلان إقامة «الخلافة» مرة أخرى.
وحسب مراقبين، «تقوم أجهزة الأمن العراقية بعمليات دهم وتفتيش في مناطق مختلفة من المدينة بحثاً عن مطلوبين لايزالون مختبئين في مناطق مختلفة، كما تحاول تفكيك الخلايا النائمة قبل إعادة نشاطاتها وعملياتها المسلحة لزعزعة أمن واستقرار المدينة».
كما استنفرت الأجهزة الأمنية قواتها ودخلت في حالة تأهب قصوى تبعتها حملات دهم وتفتيش بحثاً عن مطلوبين جنوب مدينة الموصل.
وذكر مصدر خاص لـ«القدس العربي»، عن ورود معلومات للأجهزة الأمنية تفيد بنية مجاميع إرهابية تنتمي لتنظيم «الدولة» شن هجوم على مناطق جنوب المدينة بغرض إسقاط والسيطرة على أحد الحواجز»
عبدالرحمن الجميلي، وهو عنصر في أحد الأجهزة الأمنية، بين أن «الأوضاع تشهد توترا أمنيا ملحوظا بعد تحركات ملحوظة لعناصر التنظيم وقيامهم بعمليات هجومية استهدفت مسؤولين حكوميين وأجهزة الأمن العراقية».
ولفت إلى أن «قوات الأمن وردتها معلومات تفيد عن نية تنظيم الدولة شن هجوماً على إحدى المناطق المهمة، دون معرفة الناحية المقصودة وعدم التوصل للمعلومة الأكيدة».
القوات العراقية، وفق المصدر «اضطرت لشن حملات دهم وتفتيش استباقية في مناطق مختلفة من جوب المدينة بهدف إفشال خطة الهجوم الذي ينوي التنظيم شنه».
وأوضح أن «القوات في حالة إنذار قصوى منذ استهداف تلك المناطق بعمليات انتحارية طالت دور مسؤولين حكوميين وهروب انتحاريين إلى جهة مجهولة دون معرفة أماكن تواجدهم»، مؤكداً أن «أولئك الانتحاريين يشكلون مصدر قلق وتهديد للأجهزة الأمنية كونهم لايزالون طلقاء ولم يتم القبض عليهم».

استنفار أمني بعد العثور على جثة بجانبها شعارات للتنظيم في الموصل

المغرب: الزفزافي يهز قاعة المحكمة بالهتاف ويطالب بالحكم عليه بالإعدام وتسريع التنفيذ‏

Posted: 26 Dec 2017 02:15 PM PST

الرباط- «القدس العربي» : بات يوم الثلاثاء المغربي، يوما لحراك الريف من خلال الاهتمام بمحاكمة قادته المعتقلين في سجن ‏عكاشة، الذين يقفون أمام محكمة الاستئناف في الدار البيضاء، ليرافع أعضاء هيئة دفاعهم وترد ‏عليهم النيابة العامة ويصرخ المعتقلون ويرددون شعاراتهم، وكل ذلك يولى باهتمام وسائط التواصل ‏الاجتماعي والصحف الورقية والإلكترونية.‏
وأمس طالب ناصر الزفزافي، القائد الميداني لحراك الريف، بالحكم عليه بالإعدام لكي يكون شهيدا، ‏شريطة الإسراع في تنفيذ الحكم، مؤكدا أنه ورفاقه تركوا خلفهم رجالا سينتصرون للوطن.‏
وهز الزفزافي قاعة محكمة الجنايات في الدار البيضاء، بعد أن رفع القاضي علي الطرشي الجلسة لتهدئة ‏الأوضاع بعد خلاف بين النيابة العامة والدفاع، مرددا شعارات حراك الريف الكلاسيكية. وأكد صمود ‏الريف ملتزما بقسمه رفقة باقي المعتقلين.‏
‎قررت هيئة دفاع المعتقلين مغادرة الجلسة نظرا لانعدام شروط المحاكمة العادلة، وذلك في ‏سابقة من نوعها منذ بداية محاكمة قادة حراك الريف، وأعلن النقيب عبد الرحيم الجامعي ‏مغادرة هيئة الدفاع أمام رئيس الجلسة قبل أن يتوجه إلى خارج القاعة. ‏ ويأتي قرار النقيب الجامعي الذي فاجأ الجميع، مباشرة عقب استئناف الجلسة التي تم رفعها من ‏قبل على خلفية شنآن دار بين المحامية خديجة الروكاني وممثل النيابة العامة حكيم الوردي. ‏
وبمجرد إعلانه، خرج النقيب الجامعي من القاعة وسط اضطراب للأجواء، حيث استشاط ‏المحامون غضبا وهم ينددون بما اعتبروه «انعدام شروط المحاكمة العادلة» في الوقت الذي كان ‏ممثل النيابة العامة يقدم مرافعته. ‏
أعلن محمد المسعودي بدوره خروجه من الجلسة، قبل أن يتفق جميع أعضاء دفاع المعتقلين على ‏المغادرة الجماعية، ما أسفر عنه إعلان رفع الجلسة من قبل القاضي علي الطرشي.‏

مغادرة هيئة الدفاع وطرد المهداوي

وجاءت مغادرة هيئة دفاع معتقلي حراك الريف من جلسة المحاكمة احتجاجا على عدم منح رئيس ‏الجلسة الكلمة لمحاميي المعتقلين بعد الاستماع إلى جواب ممثل النيابة العامة حول الطلبات ‏العارضة التي قدمها دفاع المعتقلين بخصوص وضعيتهم داخل السجن وخصوصا حالة محسن ‏أثري الذي تبدو عليه أثار الضرب، الشيء الذي اعتبره المحامون مسا بشروط المحاكمة العادلة.‏
وأمر القاضي علي الطرشي بطرد الصحافي حميد المهداوي مدير موقع البديل المعتقل مع ناشطي ‏الحراك، من الجلسة، ما تسبب في حالة احتقان.
ورد المهداوي بالصراخ من وراء القفص، مؤكدا ‏أنه من السهل الأمر بطرده، وطالب بتدوين تصريحه بتزوير الوقائع وقام ناصر الزفزافي بالصراخ ‏داخل الجلسة موجها كلامه للقاضي "عندي ملتمس.. نتشبث بدفاعنا ونحن أيضا سنخرج من ‏هذه الجلسة".‏ ومباشرة بعد طرد المهداوي غادر ناصر الزفزافي وباقي المعتقلين، وأمر القاضي بانتداب ‏شرطي ليطلب منهم الرجوع إلى القاعة، وهو ما رفضه الزفزافي ورفاقه، ليأمر القاضي بتسجيل ‏الأمر في محضر كتابة الضبط.‏
وأصر رئيس الجلسة على إكمال المحاكمة، برغم مغادرة الدفاع، وأعطى الكلمة لممثل ‏النيابة العامة لإتمام تعقيبه على الدفوعات الشكلية والطلبات الأولية التي تقدمها بها دفاع معتقلي ‏‏"حراك الريف".‏
وفي محاولة لتجاوز "بلوكاج المحاكمة" قام كل من المحامين المراقبين باسم المجلس الوطني ‏لحقوق الإنسان ومحامو الدولة، بالتوجه إلى القاضي من أجل تأجيل الجلسة إلى حين حضور ‏الدفاع.‏
الا ان رئيس الجلسة بعد مغادرة دفاع المعتقلين، أصر أن يقوم بإجراء المساعدة القضائية ‏وتعيين المحكمة لمحامين جدد للدفاع عن المعتقلين، معتبرا أن الدفاع ألغى نيابته عن المعتقلين، ‏معلنا بعد ذلك استمرار الجلسة وإعطاء الكلمة لممثل النيابة العامة ليكمل تعقيبه عن ‏الدفوعات الشكلية والطلبات الأولية التي تقدم بها المحامون قبل خروجهم.‏
ومع بداية استرسال ممثل النيابة العامة في تعقيبه، تدخل عبد الكبير طبيح محامي الدولة وقال ‏للقاضي: "المعتقلون المتابعون بتهم جنائية، يجب أن يكون لديهم في هذه اللحظة التي يعقب فيها ‏ممثل النيابة العامة من يمثلهم كدفاع، وإن استمرت المحاكمة بهذا الشكل فإن هذه الجلسة ‏باطلة".‏

الجلسة باطلة

وقام القاضي مباشرة بعد تدخل طبيح، برفع الجلسة وتأجيلها ليبت في مسألة مغادرة الدفاع وأن ‏يقرر في مسألة المساعدة القضائية.‏
واحتلت وضعية المعتقلين في السجن المسألة الأولى في محاكمة أمس إذ أكدت المحامية بشرى ‏الرويسي، عن هيئة دفاع معتقلي حراك الريف، أن المعتقلين «دخلوا إضرابا جماعيا مفتوحا عن ‏الطعام ابتداء من يوم أمس الأول الاثنين احتجاجا على إدارة سجن عكاشة بالدار البيضاء». ‏
وقالت إن إدارة سجن عكاشة «منعت المعتقلين من الاتصال مع ذويهم عبر الهاتف»، مضيفة ‏أنه «تم توزيعهم على زنازين انفرادية مع حرمانهم من المواد الغذائية». ‏
وقال ممثل النيابة العامة في الجلسة إن ما يعتبره المحامون اعتداء من إدارة سجن عكاشة على معتقلي ‏الحراك بالضرب و"الكاشو"، ليس هو الحقيقة، ولا يتعلق بكل المعتقلين بل بواحد منهم فقط هو ‏محسن أتاري.‏
وأضاف ممثل النيابة العامة بأنه توصل بتقرير موقع من حارس الجناح ورئيس المعقل بسجن ‏عكاشة، يقول إن الموظفين عثروا لدى محسن أتاري على ساعة بها كاميرا تصوير، وقد عرضوه ‏على المجلس التأديبي الذي قرر سجنه في زنزانة انفرادية (كاشو)، لكن أتاري رفض القرار ونزع ‏ملابسه كلها، وبدأ، عاريًا، يضرب على بوابات باقي الزنازين مما جعل باقي السجناء يبادلونه ‏الضرب فحدثت حالة فوضى وهرج ومرج، ليقتاد أتاري إلى الزنزانة الانفرادية عاريا، حيث سلمه ‏الحراس ملابسه، لكنه بمجرد ما أدخل "الكاشو" حتى إطلاق صنبور الماء متسببا في فيضان.‏
وأضاف ممثل النيابة العامة بأنه توصل بإشعارات من 43 من أصل 50 من معتقلي حراك الريف، ‏يشعرونه فيها بدخولهم في إضراب عن الطعام، احتجاجا على سوء معاملتهم داخل السجن، ووعد ‏الدفاع بأنه سيزوهم قريبا للوقوف على حقيقة هذه الادعاءات ووضعية السجناء.‏

المعتقلون يتعرضون للتضييق

وقالت المحامية بشرى الرويسي أنه «في إطار تخابرها مع المعتقلين، أكدوا لها أنهم يتعرضون للعنف ‏ومضايقات مستمرة وممارسات حاطة من الكرامة من قبل إدارة السجن المذكور». ‏
وأوضحت أنه «أمام تمسك المعتقل محسن أتاري بحقه في الاتصال مع أمه المريضة رمي به في الكاشو ‏‏(الزنزانة الإنفرادية) بعد تعريضه للعنف حيث لاحظنا انتفاخا في أصبعه الوسطى ليده اليسرى مع ‏جرح وآثار دم ولم يتم تمكينه من العلاج وقد دخل في اضراب عن الطعام كما جميع المعتقلين»، ‏تضيف ذات المتحدثة.‏
وكشف محمد أغناج، عن هيأة دفاع معتقلي حراك الريف، أن إدارة سجن عكاشة في الدارالبيضاء قامت ‏في إطار التضييق بتوزيع جميع معتقلي الجناحين 8 و6 على زنازن انفرادية (45 زنزانة).‏
وأشار أغناج إلى أن أغلب الزنازن غير مجهزة بأسرة، ولا معدة لاستقبال المعتقلين، ما جعل انتقالهم ‏إليها، يوم الجمعة الماضي، إلى زنازن مليئة بالغبار، والأوساخ، والحشرات، واضطرهم إلى افتراش ‏أغلب الأغطية، التي بحوزتهم، لاتقاء برودة الأرض.‏
وأضاف المحامي، الاثنين، أن محسن اتاري، أُخبر من طرف الإدارة أنه سيوضع في زنزانة فردية ‏عقابية، بسبب حادث يعود إلى، بداية شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، وعند نقله إلى زنزانته الجديدة، ‏طلب من حراسه تمكينه من الاتصال مع عائلته، خصوصا أمه المريضة لإعلامها بالوضع، وبعدم ‏جدوى انتقالها، يوم الأربعاء، لزيارته، لأنه سيكون ممنوعا منها، لكن موظفي السجن منعوه من ذلك، ‏ونقلوه بالقوة، وألقوا به في زنزانته الانفرادية، ما سبب له توعكا على مستوى أصابع يده اليسرى، ‏وانتفاخ، وعدة كدمات في أنحاء جسمه.‏
ووصف لقاءه مع محسن "لقد كان منظر محسن محزنا جدا، وهو يحكي مأساته، ويعرض آثار ‏العنف، الذي تعرض له، وهو يذرف دموعه في صمت، وكل ما يهمه أن نخبر أمه المريضة، وعائلته ‏بعدم جدوى تكبد عناء السفر من أجل زيارته».‏

إضراب جماعي عن الطعام

وجاء في تدوينة للمحامي أغناج على صفحته في فيسبوك "قمت اليوم رفقة الزميلة الأستاذة بشرى ‏الرويسي بزيارة معتقلي حراك الريف في سجن عكاشة في الدار البيضاء، حيث تخابرت مع كل من ‏محمد مكوح، وسمير أغيد، ومحسن أتاري، ونبيل احمجيق، وعبد العالي حود، وجمال مونا، وإبراهيم ‏أبقوي، والحبيب الحنودي». وأضاف «في إطار السعي نحو تمتيعهم بحقوقهم القانونية، خصوصا ‏بالمعاملة الحافظة لحد أدنى من كرامتهم، وكرامة عائلاتهم، أعلم المعتقلون الإدارة باعتزامهم خوض ‏إضراب عن الطعام، ابتداء من الاثنين، لكنها بدل فتح حوار معهم، والاستماع إلى مطالبهم المتعلقة ‏فقط بالحياة السجنية، انتهجت طريقا آخر».‏
وقال أغناج «قامت الإدارة، في إطار التضييق على المعتقلين، بتفريق جميع معتقلي الجناحين 8 و6 ‏على زنازن انفرادية (45 زنزانة). وأغلب الزنازن غير مجهزة بأسرة، ولا معدة لاستقبال المعتقلين، ‏ما جعل انتقالهم، الذي تم، يوم الجمعة الماضي، إلى زنازن مليئة بالغبار، والأوساخ، والحشرات، ‏وجعل المعتقلين يفترشون أغلب الأغطية التي في حوزتهم لاتقاء برودة الأرض. كما منعتهم الإدارة من ‏استعمال الهاتف والاتصال مع عائلاتهم» وأن «المتهم محسن أتاري، فقد أخبر من طرف الإدارة أنه ‏سيوضع في زنزانة فردية عقابية بسبب حادث يعود لبداية شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، وعند نقله ‏لزنزانته الجديدة، طلب من حراسه تمكينه من الاتصال مع عائلته خصوصا أمه المريضة لإعلامهم ‏بالوضع، وخصوصا بعدم جدوى الانتقال يوم الأربعاء لزيارته لأنه سيكون ممنوعا من الزيارة، لكن ‏موظفي السجن قاموا بمنعه من ذلك، بل وصل بهم الأمر إلى نقله بالقوة والقائه في زنزانته مما سبب ‏توعكا على مستوى أصابع يده اليسرى وانتفاخ وعدة كدمات بعدة أنحاء من جسمه».‏
وقال «لقد كان منظر محسن محزنا جدا وهو يحكي مأساته ويعرض آثار العنف الذي تعرض له، وهو ‏يذرف دموعه في صمت، وكل ما يهمه هو أن نقوم بإخبار أمه المريضة وعائلته بعدم جدوى تكبد ‏عناء السفر. أما المتهم الحبيب الحنودي فهو يخضع هو كذلك للحبس الانفرادي العقابي منذ ما يفوق ‏العشرة أيام."‏
وختم أغناج تدوينته بعبارة "أوضاع محزنة جدا، وتجعل الحديث عن المحاكمة، والدفوع الشكلية، ‏والتعذيب، وسوء المعاملة، التي تعرضوا لها خلال البحث التمهيدي مجرد ألفاظ في الهواء".‏
وكشف رشيد بلعلي، منسق هيئة الدفاع عن معتقلي «حراك الريف» بالحسيمة، عن معطيات جديدة ‏تخص ملفات عدد كبير من المعتقلين على خلفية الاحتجاجات التي عرفتها منطقة الريف.‏
ونقل موقع لكم عن المحامي بلعلي أن غرفة الجنايات بمحكمة الحسيمة، أودعت 13 طفلا قاصرا ‏بإصلاحية الناظور، ومتابعة طفل واحد في حالة سراح تتراوح أعمارهم بين 11 سنة إلى 14 سنة، ‏ويتابعون بتهم تتعلق بـ«وضع متاريس في الطرق العمومية وإشعال النيران وسط الطرقات».‏

إرجاء محاكمة 11 طفلا

وأرجأت المحكمة الابتدائية في الحسيمة، النظر في ملفات 11 طفلا تم اعتقالهم الأسبوع الماضي على ‏خلفية احتجاجات إمزورن، إلى غاية 15 كانون الثاني/ يناير المقبل حيث يتابع هؤلاء الأطفال ‏المعتقلون، بتهمة المشاركة في مظاهرات غير مرخصة، والرشق بالحجارة وتخريب ممتلكات عامة.‏
ومن المنتظر أن تصدر استئنافية الحسيمة، مساء أمس أحكاما جديدة في ملفات يتابع فيها أكثر من 7 ‏معتقلين تتعلق بالاحتجاجات التي عرفتها منطقتي إمزورن والحسيمة. وقررت ابتدائية الحسيمة تأجيل ‏محاكمة عدد من نشطاء الحراك، من بينهم شخصان متابعان، بتهمة الدعوة إلى التظاهر، وآخر ‏‏»ب،ع» بتهمة العصيان المسلح والتظاهر من دون ترخيص.‏ أما بالنسبة لقادة الحراك، الذين شاركوا في مسيرات كبرى، والذين تنظر بملفاتهم محكمة الاستئتاف ‏في الحسيمة، فإن آخر جلسة لاستئناف الأحكام الصادرة في عدد من الملفات التي يتابع فيه أزيد من 45 ‏معتقلا، ستكون يوم 8 كانون الثاني/ يناير 2018، بتهم تتعلق بالتجمهر المسلح والتظاهر غير ‏المرخص، وعرقلة السير العام وغيرها من التهم التي باتت تتكرر في كل المتابعات التي تتعلق بحراك ‏الريف.‏

المغرب: الزفزافي يهز قاعة المحكمة بالهتاف ويطالب بالحكم عليه بالإعدام وتسريع التنفيذ‏

محمود معروف

احتجاجات شعبية عارمة في مدينة جرادة المغربية احتجاجا على وفاة شقيقين غرقا في بئر لاستخراج الفحم

Posted: 26 Dec 2017 02:15 PM PST

الرباط – «القدس العربي»: منذ يوم الجمعة الماضي، وبعد وفاة شخصين شقيقين غرقا في بئر لاستخراج الفحم، الذي يعد متنفسا لشباب المدينة لهزم شبح البطالة، ومدينة جرادة شمال شرق المغرب تعيش على وقع احتجاجات شعبية عارمة وصفها متتبعون بالسوداء.
وتعرف المدينة يوميا تجمع آلاف من المواطنين في مسيرات حاشدة، للتنديد بـظروف العيش وبالوضع «المزري» و«التهميش» الذي تعيشه المدينة. مرددين شعارات من قبيل «الشعب يريد بديلا اقتصاديا». وتأتي هذه الاحتجاجات، تزامننا مع حملة مقاطعة أداء فواتير الكهرباء التي انطلقت منذ ثلاثة أشهر، حيث أعلن العديد من سكان المدينة مقاطعتهم لأداء فواتير الكهرباء احتجاجا على غلائها وعلى الثلوت الذي تتسب فيه محطة انتاج الكهرباء. وزاد من حدة احتجاجات السكان قيام المكتب الوطني للماء والكهرباء بإزالة عدادات عدد من المنازل التي قاطع أصحابها أداء الفواتير، واعتقال السلطات ثلاثة شبان من المدينة ومن ثم أطلق سراحهم.
وقال الكاتب العام المحلي للاتحاد المغربي للشغل، الحسين كرماط إن «الحادثة المميتة التي ذهب ضحيتها شقيقان، تزامنت مع عدم رضا الساكنة عن فواتير الماء والكهرباء، وهو ما جعل الأجواء داخل المدينة أكثر غليانًا واحتقانًا، ودفعهم إلى الخروج بكثافة للمشاركة في هذه المسيرات. مؤكدا أن مطالب الساكنة لم تخرج عما هو اقتصادي واجتماعي بالدرجة الأولى، مثل ضرورة توفير تغطية اجتماعية لعائلة "شهيدي الفحم" مطلبا مستعجلا، إضافة إلى توفير بدائل حقيقية تمكّن ساكِنة المنطقة من مناصب شغل تضمن لهم الحد الأدنى من الكرامة، وأيضًا معالجة مشكل الماء والكهرباء وتحسين ظروف التعليم والصحة بمدينة جرادة والقرى المجاورة لها ». وأوضح كرماط، أن المدينة أصبحت تعيش على إيقاع مجموعة من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، خاصة أن الرعي والفلاحة لا يستطيعان وحدهما سد احتياجات السكان، البالغ عددهم نحو 140 ألف نسمة.
وقال إدريس السدراوي رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان «للقدس العربي» « من خلال مواكبتنا اليومية لما يحدث بجرادة من انتهاكات للحقوق الاقتصادية والاجتماعية للساكنة والطبقة العاملة بعد القرار الإجرامي غير المدروس بإغلاق مناجم جرادة، الذي خلف الفقر والأمراض الخطيرة والمافيا التي تستغل المواطنات والمواطنين، نحمل الدولة المغربية المسؤولية المباشرة في تردي الأوضاع وتطالب بصفة مستعجلة بجبر الضرر الجماعي للساكنة وخلق فرص عمل جديدة عبر استقطاب شركات الطيران والسيارات للمنطقة وفتح تحقيق مع ترتيب الجزاءات اللازمة ضد مافيا المعادن التي اغتنت من وراء إغلاق المنجم ومن يقف وراءها من لوبيات سياسية».
وعاشت مدينة جرادة، خلال فترة الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الماضي، تطورًا اقتصاديًا واجتماعيًا مهمًّا، وستتحول بدايةً من سنة 1998 إلى مدينة تعاني التهميش والفقر، بعد قرار الحكومة آنذاك، وباتفاق مع النقابات العمالية الكبرى في المغرب، إغلاق المنجم الرئيسي للفحم، وهو الإغلاق الذي تم بشكل نهائي سنة 2000 بعد تسريح آخر دفعة من عمال المنجم. وكانت المدينة قد دخلت أزمة اقتصادية منذ بداية 2000، شملت جميع القطاعات الخدماتية، سواء على مستوى التعليم أو الماء والكهرباء والصحة، يقول الدكتور مصطفى بنموسى، مضيفا إن التنقيب عن الفحم، الذي هو المورد الأساسي لساكنة المنطقة، يتم بشكل غير قانوني، لكن بعلم من السلطات، وهو نوع من التقنين الوهمي للبطالة التي تعيشها المنطقة، ومخرج للسلطة لتجاوز المشكل، في ظل غياب بدائل حقيقية. وحسب إحصاءات المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، فإن منطقة جرادة تتذيل الترتيب على مستوى جهة الشرق وأيضا على المستوى الوطني، كما أن أفقر جماعة في المغرب موجودة بإقليم جرادة وهي جماعة الدغمانية، وبها أكبر عدد من الأرامل، وذلك يعود بالأساس إلى كون عمال المناجم يموتون في سن مبكرة بين الـ 40 والـ 45 سنة؛ بسبب الأمراض الناتجة عن الاشتغال داخل المناجم.
وتبقى مدينة جرادة من المدن المغربية التي تعرف غليانا شعبيا واحتجاجات مستمرة، إلى جانب كل من مدينة زاكورة التي تعيش على وقع ما بات يعرف «بثورة العطش» ومدينة الحسيمة التي تعرف منذ عام احتجاجات سميت «بحراك الريف».

احتجاجات شعبية عارمة في مدينة جرادة المغربية احتجاجا على وفاة شقيقين غرقا في بئر لاستخراج الفحم

يمهد لقاعدة وميناء عسكري على البحر الأحمر ويثير مخاوف مصر والسعودية

Posted: 26 Dec 2017 02:14 PM PST

إسطنبول ـ «القدس العربي»: على هامش زيارته التي وصفت بـ«التاريخية» إلى اليونان، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الرئيس السوداني عمر البشير وافق على قيام تركيا بإعادة ترميم جزيرة سواكن التاريخية التي كانت تعتبر أحد أبرز المراكز السياسية والاقتصادية للدولة العثمانية في الشرق الأوسط، وتضم ميناء سواكن الهام.
لكن أردوغان استخدم إلى جانب ذلك مصطلح «تخصيص»، والذي يفهم منه أن السودان وافق على أن تكون الجزيرة تحت تصرف تركيا وإدارتها لفترة غير محددة أو معلنة، وهو الأمر الذي أثار مخاوف وغضبا مصريا ظهر بشكل واضح في وسائل الإعلام المصرية، وسعوديا صامتا حتى الآن.
هذه المخاوف استندت إلى احتمالية أن يكون الحديث عن «تخصيص» الجزيرة وإعادة ترميم الآثار العثمانية فيها ليس إلا مقدمة للتأسيس لنفوذ تركي يحضر له أردوغان في السودان يُتوقع أن يتوج خلال الفترة المقبلة بالإعلان عن بناء قاعدة عسكرية تركية في هذا البلد.
وفي حال حصول ذلك، يكون السودان ثالث بلد عربي في الشرق الأوسط يحتضن قاعدة عسكرية تركية وذلك بعد أن أقام الجيش التركي قاعدة عسكرية في الصومال تطل على خليج عدن الإستراتيجي، وقاعدة عسكرية في قطر تطل على الخليج العربي، فيما ستكون القاعدة العسكرية التركية في السودان ـ في حال إنشائها- تطل على البحر الأحمر الإستراتيجي.
تسلم تركيا لهذه الجزيرة المُقابلة للسواحل السعودية والمجاورة لمصر، يأتي في ظل تصاعد التوتر بين القاهرة والخرطوم حول منطقتي «حلايب وشلاتين»، كما يأتي ذلك في ظل تصاعد التوتر بين أنقرة من جهة ومحور السعودية والإمارات ومصر من جهة أخرى، وذلك على وقع مخاوف سعودية من مساعي أردوغان لـ»خطف» زعامة العالم الإسلامي من الرياض، والأزمة مع الإمارات عقب تغريدة وزير الخارجية عبد الله بن زايد التي اعتبرت مسيئة لأردوغان وتركيا والدولة العثمانية.
وأجرى أردوغان زيارة هي الأولى لرئيس تركي إلى السودان منذ عقود طويلة، امتدت على مدار يومين، وشملت لقاءات مع الرئيس عمر البشير وكبار السياسيين في البلاد، وألقى كلمة في البرلمان، وأخرى في جامعة الخرطوم التي منحته الدكتوراة الفخرية، وقام بجولة ميدانية في جزيرة سواكن، وغيرها من الزيارات.
لكن اللافت أكثر في هذه الزيارة هو الترحيب غير المسبوق الذي استقبل فيه أردوغان، حيث اصطف عشرات آلاف المواطنين على جانبي الطرق وحملوا أعلام تركيا ورددوا هتافات ترحب بالرئيس الضيف، وتكرر المشهد في جميع تحركات أردوغان بجامعة الخرطوم وسواكن وداخل أروقة البرلمان.
وفي ختام المنتدى الاقتصادي الذي ضم رجال أعمال من البلدين، أعلن أردوغان أن السودان خصصت جزيرة سواكن لتركيا كي «تتولى إعادة تأهيلها وإدارتها لفترة زمنية غير محددة»، وقال: «طلبنا تخصيص جزيرة سواكن لوقت معين لنعيد إنشاءها وإعادتها إلي أصلها القديم والرئيس البشير قال نعم».
وتابع أردوغان حديثه بالقول: «»هناك ملحقا لن أتحدث عنه الآن»، وهي العبارة التي فتحت الباب واسعاً أمام التكهنات حول هذا الملحق الذي توقع البعض أنه يتعلق على الأغلب بإنشاء قاعدة عسكرية للجيش التركي في السودان ربما يكون في الجزيرة ذاتها، فيما ذهب البعض إلى أبعد من ذلك بالحديث عن احتمال إنشاء تركيا لميناء عسكري على سواحل السودان، لا سيما وأن أنقرة سعت خلال السنوات الأخيرة على تعزيز أسطولها البحري وطورت صناعاتها الحربية البحرية.
وميناء سواكن هو الأقدم في السودان ويستخدم في الغالب لنقل المسافرين والبضائع إلى ميناء جدة في السعودية، وهو الميناء الثاني للسودان بعد بور سودان الذي يبعد 60 كلم إلى الشمال منه.واستخدمت الدولة العثمانية جزيرة سواكن مركزا لبحريتها في البحر الأحمر، وضم الميناء مقر الحاكم العثماني لمنطقة جنوب البحر الأحمر بين عامي 1821 و1885.
ومن ضمن الاتفاقيات الـ21 التي جرى توقيعها بين تركيا والسودان خلال زيارة أردوغان التي رافقه فيها رئيس أركان الجيش خلوصي أكار اتفاقية تتعلق بالتعاون الدفاعي والتعاون في مجال الصناعات الدفاعية، دون الكشف عن تفاصيل أكثر في هذا الجانب، بالإضافة إلى تشكيل مجلس للتعاون الإستراتيجي بين البلدين.
يذكر أن السلطات السودانية أبدت تعاوناً كبيراً مع تركيا في الجانب الأمني، وفتحت المجال قبل أسابيع أمام الاستخبارات التركية لاعتقال ونقل أحد قيادات «تنظيم غولن» من السودان إلى أنقرة.

تعاون عسكري وأمني بين البلدين

والثلاثاء، أعلن وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور أن السودان وتركيا وقعا اتفاقيات للتعاون العسكري والأمني، لافتاً إلى أنه من بين هذه الاتفاقيات «إنشاء مرسى لصيانة السفن المدنية والعسكرية»، مضيفاً: «وزارة الدفاع السودانية منفتحة على التعاون العسكري مع أي جهة ولدينا تعاون عسكري مع الأشقاء والأصدقاء ومستعدون للتعاون العسكري مع تركيا.. وقعنا اتفاقية يمكن أن ينجم عنها أي نوع من أنواع التعاون العسكري».
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو انه «تم توقيع اتفاقيات بخصوص أمن البحر الأحمر»، مؤكدا أن تركيا «ستواصل تقديم كل الدعم للسودان بخصوص أمن البحر الأحمر»، لافتاً إلى أن «أنقرة مهتمة بأمن أفريقيا والبحر الأحمر»، مضيفاً: «لدينا قاعدة عسكرية في الصومال ولدينا توجيهات رئاسية لتقديم الدعم للأمن والشرطة والجانب العسكري للسودان (…) ونواصل تطوير العلاقات في مجال الصناعات الدفاعية».
وفي تزامن لا يبدو أنه من قبيل الصدفة، زار رئيس أركان الجيش القطري غانم بن شاهين الغانم السودان بالتزامن مع زيارة أردوغان، وعقب إجراء «مباحثات عسكرية» في الخرطوم، جرى عقد اجتماع ثلاثي لرؤساء أركان جيوش قطر والسودان وتركيا.
وإلى جانب البعد العسكري المحتمل للتعاون بين البلدين، ألمح الرئيس التركي إلى احتمال العمل على تطوير الجزيرة والميناء ليتحول إلى مركز هام للنقل العام والنقل التجاري، حيث قال: «الأتراك الذين يريدون الذهاب للعمرة (في السعودية) سيأتون إلى سواكن ومنها يذهبون إلى العمرة في سياحة مبرمجة».
هذا الأمر في حال نجاحه من المتوقع أن يؤثر على حيوية موانئ السعودية والإمارات وربما يؤدي إلى تحويل الميناء إلى منافس حقيقي لموانئ الإمارات، فيما تحدثت مصادر سودانية عن احتمالية أن تكون قطر جزءاً من تطوير الميناء وإدارته وهو ما يعتبر سبباً كافياً لزيادة مخاوف السعودية والإمارات من توسع التعاون والنفوذ التركي والقطري في المنطقة.

الأزمة الخليجية

ورفض السودان طوال فترة الأزمة بين قطر ودول الخليج اتخاذ موقفاً ضد قطر على الرغم من الضغوط الكبيرة التي مارستها الرياض عليها.
وعلى الرغم من أن حجم التبادل التجاري بين تركيا والسودان لا يتجاوز الـ500 مليون دولار، إلا أن البلدين أكدا أنهما سيعملان من أجل رفع هذا المعدل إلى 10 مليار دولار، وتقول إحصائيات إن شركات تركية تستثمر قرابة 2 مليار دولار في السودان.
ومن ضمن الاتفاقيات الموقعة على هامش زيارة أردوغان التي رافقه فيها وفد كبير من رجال الأعمال الأتراك، إقامة مشاريع زراعية وصناعية تشمل إنشاء مسالخ لتصدير اللحوم ومصانع للحديد والصلب ومستحضرات التجميل إضافة إلى بناء مطار في العاصمة السودانية الخرطوم، وجامعة مشتركة، وغيرها من المشاريع.

يمهد لقاعدة وميناء عسكري على البحر الأحمر ويثير مخاوف مصر والسعودية
السودان يخصص جزيرة «سواكن» لتركيا… نفوذ إستراتيجي جديد لأردوغان
إسماعيل جمال

اليمن: القوات الحكومية تحقق مكاسب عسكرية حول صنعاء وأنباء عن مقتل عدد من قادة الحوثيين

Posted: 26 Dec 2017 02:14 PM PST

تعز ـ «القدس العربي»: حققت القوات الحكومية اليمنية العديد من المكاسب العسكرية في الجبهات المحيطة بالعاصمة صنعاء والمناطق المؤدية اليها، فيما ترددت أنباء عن سقوط العديد من القيادات العسكرية الحوثية، إما بواسطة المواجهات المسلحة أو عبر طيران التحالف العربي.
وقالت مصادر عسكرية لـ(القدس العربي) ان «قوات الجيش الوطني حققت مكاسب عسكرية متسارعة خلال الأيام القليلة الماضية في العديد من الجبهات، وفي مقدمتها جبهات نهم وشبوه والبيضاء، وأن التحركات العسكرية الحكومية تتجه نحو تحقيق المزيد من التقدم العسكري وتحرير المزيد من المناطق التي تقع تحت سيطرة الميليشيا الحوثية».
وأوضحت أن العشرات من ميليشيا الحوثي سقطوا في جبهات نهم وارحب وشبوه والبيضاء وتعز، بالإضافة إلى مصرع أعداد أخرى من الميليشيا الحوثية بغارات التحالف العربي في العديد من المحافظات، خلال الأيام الماضية.
وأشارت إلى ان «هذا التصعيد العسكري يأتي ضمن التحركات المتسارعة لعملية الحسم العسكري بعد أن وصلت الحكومة اليمنية والتحالف العربي إلى طريق مسدود مع الانقلابيين الحوثيين بشأن جهود إحلال السلام في البلاد عبر المسار السياسي».
الى ذلك نشرت وسائل إعلامية يمنية ونشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لعملية تسليم جثة القائد العسكري الحوثي البارز يوسف المداني، من قبل مندوبين عن مقاومة البيضاء لمسئولين أمنيين سعوديين في منفذ الوديعة الحدودي، بين اليمن والسعودية.
وذكرت المصادر ان يوسف حسن إسماعيل المداني، المكنى بـ(أبوحسين) والمعين من قبل الحوثيين قائدا للمنطقة العسكرية الخامسة، يعد ثاني أهم قائد عسكري في جماعة الحوثي بعد عبدالله الحاكم (أبوعلي)، حيث كان المداني يشرف على العديد من العمليات العسكرية الجوهرية.
وأوضحت أن المداني لقي مصرعه في كمين للمقاومة الشعبية في جبهة الساحل الغربي، بين محافظتي تعز والحديدة، وبقيت جثته لعدة أيام في حوزة الجيش الوطني حتى تم تسليمها للسلطات السعودية، للتأكد من هويته عبر فحص الحمض النووي (DNA)، بعد تشكيك الحوثيين في مقتله، وأشاروا إلى أن جثة القتيل هي لقيادي عسكري حوثي آخر يدعى علي الشهاري.
وكان المداني أحد الأسماء البارزة في القائمة الأمنية السعودية للمطلوبين الحوثيين، حيث احتل الرقم 8 في هذه القائمة التي ضمت 40 مطلوبا حوثياً، ورصدت الرياض مؤخرا 20 مليون دولار لمن يدلي بأي معلومات تُفضي إلى مكان تواجد يوسف المداني.
في غضون ذلك تسربت أمس وثيقة حوثية سرية تتعلق بقيام الحوثيين بإجراءات حجز ممتلكات وأرصدة حسابات بنكية لـ1223 شخصا ومؤسسة خاصة وخيرية في صنعاء، أغلبهم من الحكومة الشرعية، وعلى رأسهم الرئيس عبدربه منصور هادي، وأفراد عائلته ونائبه وأفراد عائلته وجميع الوزاء الحاليين والسابقين، بالإضافة إلى مسئولين في مختلف المستويات ومن بينهم نشطاء سياسيين ورجال مقاومة.
وكشفت الوثيقة التي حصلت (القدس العربي) على نسخة منها أن البنك المركزي اليمني التابع للحوثيين في صنعاء وجه البنوك الخاصة والعامة بالحجز التحفظي على الحسابات البنكية لعدد 1223 شخصا، من مختلف المحافظات ومن مختلف الشرايح والمستويات السياسية والاجتماعية.
وطالبت مذكرة أخرى مرفقة من النيابة العامة الحوثية بإجراء الحجز التحفظي ومصادرة أموال وممتلكات وعقارات هذه الأسماء المذكورة بكشف يضم 1223 اسما من أبرز الشخصيات اليمنية، بمبرر (الخيانة) والعمل مع العدوان.
واقتصرت قائمة الأسماء على المسئولين الحكوميين الموالين للرئيس هادي، وأتباع حزب التجمع للإصلاح، والمقاومة الشعبية في كافة المحافظات اليمنية، فيما خلت هذه القائمة من أتباع الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، وهي ما فسرها خبراء قانون بأنها أعدت قديما، قبل مقتل صالح على يد الميليشيا الحوثية في 4 الشهر الجاري بصنعاء.
واعتبر العديد من المراقبين هذه القائمة الحوثية بأنها (قائمة أمنية) للمطلوبين لها، أكثر منها قائمة مطالب قضائية أو بنكية، خاصة وأن العديد من اسماء الشخصيات التي وردت في هذه القائمة نفت ملكيتها لأي حساب بنكي لها، كما تكررت بعض الأسماء بأشكال مختلفة، حسب الألقاب المشهورة بها وليس حسب اسماءها الحقيقية.

اليمن: القوات الحكومية تحقق مكاسب عسكرية حول صنعاء وأنباء عن مقتل عدد من قادة الحوثيين
المتمردون يستولون على حسابات بنكية لـ1223 شخصا ومؤسسة
خالد الحمادي

موجة غضب على تهجم عضو الكنيست على قافلة أهالي أسرى غزة

Posted: 26 Dec 2017 02:14 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»: تواصلت التنديدات الفلسطينية بحادثة الاعتداء التي قام بها عضو الكنسيت الإسرائيلي المتطرف عن «حزب الليكود» أرون حزان، على أهالي أسرى غزة، خلال توجههم لزيارة أبنائهم في أحد المعتقلات الإسرائيلية، ضمن رحلة أسبوعية تنسق لها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فيما حظيت والدة أحد الأسرى واسمها «أم عبد الرحمن» بإشادة كبيرة، لتصديها لحزان، وتوبيخه بصوت عال.
وكَرّم إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يوم أمس أهالي الأسرى الذين كانوا على متن الحافلة التي تعرضت لاقتحام حزان.
وأمس نظم ذوو الأسرى والقوى والفصائل الفلسطينية والمؤسسات القانونية في قطاع غزة، وقفة احتجاجية على حادثة الاعتداء، أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وقالت خلال الوقفة والدة الأسير أحمد الشنا، التي كانت على متن حافلة أهالي الأسرى، إنهم تفاجأوا عند مدخل سجن «ريمون» بإغلاق الطريق، من قبل المتطرفين وبينهم حزان، الذي شرع مرافقوه بالاعتداء على الحافلة وتكسير نوافذها قبل اقتحامها بـ «شكل همجي»، ومن ثم توجيه شتائم نابية للأهالي.
وقللت من أهمية الاعتداء في التأثير عليهم، وقالت إن الأسرى لحظة إبلاغهم بما جرى، استشاطوا غضبا، وشرعوا بالتكبير داخل السجن خلال الزيارة.

توفير الحماية الكاملة

وطالب تجمع المؤسسات القانونية في قطاع غزة، بتوفير الحماية الكاملة لأهالي الأسرى خلال الزيارة، وقال خليل شاهين في كلمة باسم المؤسسات، إن الاعتداء على حافلة ذوي الأسرى يمثل «شكلا من أشكال النازية والعقوبات الجماعية التي حظرها قواعد القانون الدولي».
كما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي إشادة واسعة بالسيدة «أم عبد الرحمن» والدة أحد الأسرى الفلسطينيين، التي تصدت لحزان دون أي اكتراث لصفته التي هددها بها كـ»عضو في الكنسيت»، وتناقل الكثير من المعلقين نشر المقطع المصور من داخل الحافلة، لتلك السيدة وهي ترد بعبارات قوية على حزان، مع الكثير من عبارات الاعتزاز بها كسيدة فلسطينية وأم لأسير يقبع في سجون الاحتلال.
كذلك دعا النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الدكتور أحمد بحر لتوفير «الحماية
لأهالي الأسرى الفلسطينيين من «بلطجة قادة الاحتلال»، واعتبر اعتداء حزان «تطورا خطيرا وخرقا لكل الأعراف الدولية، الخاصة بحقوق الأسرى»، مشيرا إلى أن اعتداءه على أمهات الأسرى يدلل على «الإرهاب والعنصرية للمجتمع اليهودي»، وطالب بسحب الاعتراف الدولي بالكنيست الإسرائيلي لقيام نوابه بـ «تصرفات إرهابية وعنصرية» ضد الفلسطينيين. يشار كذلك إلى أن المجلس الوطني الذي أدان تهجم حزان، أكد أنه سيخاطب الاتحاد البرلماني الدولي، ولجنة حقوق الإنسان فيه كون المعتدي عضو كنيست «ليضاف إلى ملف العنصرية التي سيحاسب عليها الكنيست الإسرائيلي في الاتحاد البرلماني الدولي»، وآخرها البدء بإجراءات إقرار «قانون إعدام الأسرى» الفلسطينيين.
وكان النائب الإسرائيلي المتطرف حزان، قد اقتحم الاثنين الماضي حافلة تقل أهالي أسرى غزة، وهم في طريقهم لزيارة أبنائهم في سجن «ريمون» الإسرائيلي في صحراء، حيث شرع بالتهجم عليهم وعلى أبنائهم بالألفاظ النابية، وذلك في خطوة اعتبرها تضامنية مع  الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في غزة.
وخاطب بحدة والدة أحد الأسرى وقال لها مهددا «لن تزوريه إلا تحت الأرض»، مضيفًا «ابنك الحشرة إيش سوّى (ماذا فعل)»، فما كان من تلك السيدة أم عبد الرحمن إلا أن ردت عليه بالقول «ابني مش حشرة»، فرد يقول «ابنك كلب وحشرة»، غير أن والدة الأسرة بادرت لترد عليه بكل شجاعة بالقول «ابني مش كلب، ابني أرجل الرجال، وراجل بمعنى الكلمة»، وعندما قال حزان لوالدة الأسير «أنا عضو كنيست»، ردت دون خوف «عضو كنيست ولا رئيس وزراء ولا (بنيامين) نتنياهو، احنا بنشوف (نرى) أولادنا فوق فوق، وأولادنا رجال». وشهدت العملية قيام أحد الرجال من ذوي الأسرى بإنزال حزان، بعد أن قبض عليه بيده، وجره إلى خارج الحافلة، لتشق بعدها طريقها إلى داخل السجن الإسرائيلي.
وفي العادة تتوجه دفعة من أهالي أسرى غزة فجر كل يوم اثنين، لزيارة أبنائهم الأسرى في سجون الاحتلال، من خلال عملية تنسق لها اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي.
وكانت سلطات الاحتلال قد منعت منذ أكثر من أربعة أشهر أهالي أسرى حركة حماس من الزيارة، في إطار خطة الهدف منها الضغط على الحركة لإطلاق سراح الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها منذ الحرب الأخيرة على غزة، غير أن ذلك الأمر من المستبعد أن يأتي بأي نتائج، أو أن يجبر حماس على التعاطي مع المطالب الإسرائيلية.

أسر أربعة إسرائيليين

ويأسر الجناح العسكري لحماس أربعة إسرائيليين اثنان منهم جنديان وقعا خلال الحرب الأخيرة على غزة صيف عام 2014، واثنان أحدهما من أصل إثيوبي، وآخر بدوي يحمل الجنسية الإسرائيلية، تحفظت عليهما كتائب القسام، بعد دخول غزة متسللين.
وعقب ذلك قوبلت عملية اعتداء حزان على أهالي الأسرى، بتنديدات وموجة غضب كبيرة، عبر عنها النواب العرب في الكنسيت الإسرائيلي، فقال النائب العربي أحمد الطيبي في كلمة له في الكنسيت موجها حديثه لحزان «حذاء ام عبد الرحمن بيسواك وبيسوى رأسك، ولذلك في المرة القادمة نصيحتي لكل من هو في الباص بتشلحي (تخلعي حذائك) من رجلك وفي وجهه وبالصرماية (الحذاء) على رأسه»، مضيفا «لأنه لو كان رجلا لما تشاطر على أمهات الأسرى ولذهب لمواجهة الرجال في السجن.» واستدل الطيبي بالمثل الشعبي «صار للشرشيحة مرجيحة، وصار لأم بريص قبقاب (حذاء خشبي)»، وهو يتهكم على حزان.
وأكدت عضو الكنيسيت عن القائمة المشتركة عايدة توما، أنه تم تقديم شكاوى الى المستشار القضائي الإسرائيلي، ضد النائب المتطرف حزان لـ «محاسبته» على اقتحام حافلة أهالي أسرى غزة وتوجيه الشتائم لهم.
وكان جمع كبير من أهالي غزة، بينهم القيادي في حركة حماس فتحي حماد، قد استقبلوا حافلة أهالي أسرى غزة، مساء الإثنين فور وصولهم إلى القطاع، من معبر بيت حانون «إيرز»، مشيدين بتصديهم للنائب الإسرائيلي، وتوعد حماد حزان بـ «دفع الثمن»، جراء فعلته.
وقال الدكتور موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، منذرا حزان «عربدة عضو الكنيست أورن حزان، دلالة على هشاشة هذا الكيان المارق الذي يبحث قادته عن بطولات وهمية»، مؤكدا أن لدى المقاومة الفلسطينية ما يجعل قادة الاحتلال أن يعيدوا التفكير مرارا قبل أن يكرروا هذه «البلطجة»، وعلق على قول أم أحد الأسرى التي ردت على حزان يقول «نعم يا سيدة الأرض، ابنك سيد الرجال».
وأدانت جمعية واعد للأسرى والمحررين «الاعتداء السافر» على أهالي الأسرى، وقالت إن ذلك يأتي في سياق «الحقد الإسرائيلي على الفلسطينيين»، لافتة إلى أنه أيضا يكشف «الوجه الحقيقي وغير الأخلاقي للاحتلال وحكومته المتطرفة».
كذلك أكد مركز الأسرى للدراسات، أن المس بالأسرى وذويهم تحول في دولة الاحتلال إلى «دعاية رخيصة، وظاهرة إسرائيلية عنصرية، تتسابق وتتنافس بالاعتداء عليهم عن طريق المطالبة بالإعدامات».
وفي سياق متصل، أدانت حركة حماس على لسان المتحدث باسمها عبد اللطيف القانوع «مشروع قانون إعدام الأسرى» الذي يدعو إليه وزير الجيش الإسرائيلي أقيغدور ليبرمان، والمقرر أن يناقشه «الكنيست» الإسرائيلي اليوم الأربعاء.
ووصف المشروع بـ «الخطير»، وقال إنه «يهدد حياة الأسرى ويتنافى مع المواثيق الدولية والقوانين الإنسانية ويعكس عنجهية الاحتلال وتطرفه»، داعيا المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية لـ «ألتصدي لهذا المشروع الفاشي وإنقاذ حياة الأسرى».
وتأتي عملية مناقشة مشروع القانون، بعد أن حظي بتأييد الائتلاف الحكومي ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وينص على أنه في حال إدانة منفذ عملية فلسطيني من سكان الضفة الغربية المحتلة بالقتل، فإنه يكون بإمكان وزير الأمن أن يأمر بأن من صلاحيات المحكمة العسكرية فرض عقوبة الإعدام وألا يكون ذلك مشروطا بقرار بإجماع القضاة وإنما بأغلبية عادية فقط، من دون وجود إمكانية لتخفيف قرار الحكم.

موجة غضب على تهجم عضو الكنيست على قافلة أهالي أسرى غزة

أشرف الهور:

هنية يعتبر قرار واشنطن نقل سفارتها إلى القدس زلزالا سياسيا يرتبط بمخطط لتصفية القضية الفلسطينية وتغيير معالم المنطقة

Posted: 26 Dec 2017 02:13 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»: أكد كل من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، ورئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار، على ضرورة إتمام عملية المصالحة الفلسطينية الداخلية، وحذرا من النتائج «الوخيمة» التي ستخلفها عملية التباطؤ في تنفيذ عملية إنهاء الانقسام، بسبب مخطط أمريكي يهدف لإقامة كيان مقسم للفلسطينيين في الضفة وغزة، تكون أبو ديس عاصمة له، من خلال ربطها بجسر مع المسجد الأقصى.
وأكد هنية خلال لقاء نظمته حركة حماس خصص للوجهاء والمخاتير في قطاع غزة، على ضرورة حماية المصالحة الفلسطينية، والسير بها قدما «حتى تحقق أهدافها»، داعيا الوجهاء إلى وضع تصور لحماية المصالحة الوطنية الفلسطينية ودفعها للأمام، مشيرا إلى أن القادم «خطير جداً»، وكان يشير إلى التحولات السياسية وإلى ما تتعرض له مدينة القدس من مخططات أمريكية وإسرائيلية.
وطالب بعقد اجتماع للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، والإسراع في تنفيذ خطوات المصالحة، للتصدي لقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه القدس.وكشف عن امتلاك حماس معلومات تؤكد أن أمريكا لا تزال تعرض على السلطة الفلسطينية منح أبو ديس عاصمة للدولة الفلسطينية، وأن يكون هناك جسر يربط أبو ديس أحد أحياء القدس، مع المسجد الأقصى، وإقامة كيان في غزة والضفة، من خلال تقسيم الضفة الغربية إلى ثلاثة أقسام، وإيجاد كيان سياسي في قطاع غزة يمكن أن يأخذ بعض الامتيازات المعينة.
وتطرق إلى مخاطر قرار الرئيس الأمريكي الأخير الخاص بنقل سفارة بلاده إليها، والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، وقال إنه مثل «زلزال سياسي» ضرب القضية الفلسطينية وفي قلبها وعنوانها «قضية القدس»، واصفا القرار بـ  «الخطير»، كونه يرتبط بمخطط لتصفية القضية الفلسطينية وما تسمى بـ»صفقة العصر». وأكد أن قرار ترامب يعد «جزءا من معركة كبرى لتغيير معالم المنطقة كلها، وليس فقط الوضع الفلسطيني» لافتا إلى أن ذلك يأتي في سياق ما يسمى بـ»السلام الإقليمي»، الذي قال إن وتيرة الحديث عنه ارتفعت بما يشمل «التطبيع مع العدو الصهيوني».
وقال هنية «هذا القرار له أبعاد على تركيبة المنطقة كلها وبعلاقة الشعوب والأمة مع الكيان الصهيوني على حساب القدس والقضية الفلسطينية، وعلى حساب الأسرى وأرضنا وتاريخنا ومستقبلنا»، محذرا من أن  القرار «يحمل مخاطر على طبيعة العلاقة بين فلسطين والأردن». وأضاف «هذا استهداف يضرب عمق الأمة في القدس ولكن ارتداداته ستكون أبعد من ذلك، فهناك حديث عن الوطن البديل والخيار الأردني والتوطين والكونفدرالية ولكن مع السكان وليس الأرض»، مشيرا كذلك إلى أن القرار يستهدف شطب حق العودة للاجئين.
من ناحية أخرى يرى هنية أن قرار ترامب كشف عن بداية تراجع «الهيمنة الأمريكية على العالم»، مضيفا «لم تعد سياسة البلطجة السياسية ولا التهديد ولا الإغراءات تتحكم بقرارات الدول ومصيرها».
من جهته أكد يحيى السنوار خلال اللقاء ذاته ، على ضرورة عقد الإطار القيادي، حسب اتفاق المصالحة الموقع 2011، من أجل أخذ قرارات لـ «مواجهة المشروع الأمريكي والصلف والعنجهية الإسرائيلية». وشدد على ضرورة تجند الجميع بمن فيهم المخاتير والوجهاء، لإنجاح مشروع المصالحة الوطنية، وعلى تمسك حماس بالمصالحة كـ «خيار وطني لمواجهة الاحتلال ومشاريع تصفية القضية الفلسطينية». وأضاف «لن نتردد ولن نتراجع وليس هناك إمكانية للفشل، ولا نعرف معنى للفشل، ولا يمكن أن نفكر به، وليس أمامنا فرصة إلا النجاح ويجب أن ننجح».
وحذر من أخطار كبيرة على القضية الفلسطينية، لكنه في ذات الوقت أكد استعداد المقاومة الفلسطينية للدفاع عن القدس»، وقال «لديكم في قطاع غزة جيش يمكن أن تعتمدوا عليه، فالمقاومة بألف خير». وأكد على أن حركة حماس «قطعت شوطاً كبيراً في المصالحة»، وتابع «لدينا الآن حكومة واحدة، ومطلوب منها أن تقوم بواجباتها فورا».
وطالب بإنهاء كل المعيقات التي تعترض طريق المصالحة، وقال «إن العقبات أمام المصالحة التي تتعلق برواتب الموظفين في غزة أو رفع العقوبات وتقليص الكهرباء وخصومات الرواتب، تضرب في قدرة المجتمع على الصمود ومواصلة الطريق».
يشار إلى أن السنوار عقد الأسبوع الماضي لقاءات مماثلة مع الشباب ومسؤولي منظمات المجتمع المدني، خصص فيه الحديث لملفي المصالحة والقدس.

هنية يعتبر قرار واشنطن نقل سفارتها إلى القدس زلزالا سياسيا يرتبط بمخطط لتصفية القضية الفلسطينية وتغيير معالم المنطقة
السنوار أكد على ضرورة إتمام المصالحة الفلسطينية للتصدي للمخطط

إسرائيل هدمت العراقيب 122 مرة وحكمت على شيخها بالسجن وهو يؤكد «الموت ولا الرحيل»

Posted: 26 Dec 2017 02:13 PM PST

الناصرة – «القدس العربي»: صياح الطوري أبو عزيز (68) شيخ فلسطيني من النقب داخل أراضي 48 هدمت إسرائيل قريته، العراقيب، 121 مرة، وظل متشبثا بها حتى بات رمز صمودها وعنوان المعركة على النقب. وبالأمس سدد ثمنا جديدا بإصدار محكمة اسرائيلية في بئر السبع حكما عليه بالسجن الفعلي لمدة 10 أشهر والإبعاد عن العراقيب، ورفضت محكمة أخرى الاستئناف على القرار. كما فرضت المحكمة على شيخ العراقيب غرامة قدرها 36 ألف شيكل (عشرة آلاف دولار) وذلك في 18 ملفا، شهرتشرين الثاني/  نوفمبر 2013 والتي على أثرها جرى اعتقاله.
وأعلن طاقم محامي شيخ العراقيب عن قرارهم بتقديم استئناف على الحكم إلى المحكمة المركزية. ويعتبر نجل الشيخ المعتقل عزيز الطوري أن التهم المنسوبة لوالده، هي تهم باطلة وواهية لأنها تعتبره زورا غازيا لأرض الدولة». منوها إلى أن الشيخ الطوري أصبح رمزا للصمود والنضال لكل أصحاب الحق، بعد ان رفض التخلي عن أرضه او التنازل عنها. وقد طالب الشيخ الطوري بالاعتراف بملكية السكان في العراقيب على أراضيهم، إلا ان الدولة ترفض هذا.
ولفت عزيز الطوري الى ان الشيخ صياح صرح في أكثر من مرة، بأنه على استعداد ان يدفع ثمن مواقفه، مشيرا  الى أنهم لا يعولون على المحكمة شيئأ، لأنها أداة تتبع للسياسة الاسرائيلية، ولن تنصف الشيخ في حكمها. ومنذ سنوات طويلة واصل الشيخ الطوري صرخته في وجه الظلم الإسرائيلي باسم الأطفال والنساء والشيوخ ممن تلقي بهم جرافات إسرائيل للعراء بلا ماء وغذاء بحجة عدم الترخيص.
وفي تصريح لـ «القدس العربي» تساءل الطوري أمس هل سمعتم عن حكومة في العالم تشن حربا على مواطنيها فتهدم منازلهم وتقتلعهم من مواطنهم وتطالبهم بتسديد نفقات الهدم؟ وتابع «نساؤنا وأطفالنا يُرْمَونَ على الرمال في أجواء خمسينية او شتوية فأين ضمائركم، تعالوا وشاهدوا بأمهات عيونكم. كفاية لهذا الظلم المتواصل منذ 70 عاما…ماذا فعلنا لكم .. إسرائيل تكذب في اتهاماتها لنا وتصنع من الذبابة فيلا أما فيل اليهود فتعمل منه صرصورا».
ويشير الى أن إسرائيل ترسل عصابات من المجرمين لمداهمة السكان الأصليين في منازلهم بالخيول والكلاب والشاحنات والمروحيات. وتساءل مجددا  «أين المساواة فنحن ما زلنا نستحضر الماء على ظهور الحمير لا ماء لدينا ولا غذاء ونعيش داخل مقبرة.. فهل نحن الذين غزوناهم، هل نحن من هاجرنا اليهم أم العكس؟». واختتم أبو عزيز بالقول «لن نغادر العراقيب ولو هدموها 1000مرة فإما عليها وإما فيها».وفي النقب الذي تمتد مساحته على ثلثي مساحة فلسطين الانتدابية يعيش اليوم نحو 190 ألف مواطن من البدو موزعين على سبع مجمعات سكنية كبيرة وفي 45 قرية لا تعترف إسرائيل بها وتحرمها من خدمات الماء والدواء بذريعة أنها غير مرخصة. ويصر عرب النقب على رفض مشاريع تجميع البدو الإسرائيلية ويرون بها جزءا من مخطط تطهير النقب وسلب ما تبقى من أراض عربية تقدر بمليون دونم.

إسرائيل هدمت العراقيب 122 مرة وحكمت على شيخها بالسجن وهو يؤكد «الموت ولا الرحيل»

وديع عواودة:

خطة احتلالية لإنشاء 16مركزا شرطيا في القدس ومخطط لإقامة مئات آلاف الوحدات الاستيطانية

Posted: 26 Dec 2017 02:13 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: كشفت مصادر إسرائيلية مخططاً لشرطة الاحتلال تنوي حسب ما جاء فيه، إقامة 16 مركزا جديدا للشرطة في القدس الشرقية المحتلة، ضمن خطتها لإحكام السيطرة على المدينة المقدسة. وأتت الخطة وفقا لتوصيات الأجهزة الأمنية المختلفة التابعة للاحتلال إثر «هبّة باب الأسباط»، وأزمة البوابات الإلكترونية والجسور الحديدية وكاميرات المراقبة أمام مداخل المسجد الأقصى، التي اندلعت في يوليو/ تموز الماضي. 
وتريد سلطات الاحتلال من هذه الخطة تعزيز وجودها في منطقة باب العامود أشهر مداخل البلدة القديمة من مدينة القدس. وسيتم تغيير البنية التحتية لباب العامود من حيث الإضاءة وحركة المرور ونصب 40 كاميرا للمراقبة تمكن عناصر الشرطة من متابعة ما يحدث من كافة الجهات في الباب من جميع الروافد والجهات، كخطة أمنية شاملة متكاملة خاصة بباب العامود. 
وتم الكشف عن هذه الخطة بعد قرار وزير الإسكان والبناء الإسرائيلي يؤاف غالانت ببدء الترويج لخطة استيطانية ضخمة، تشمل بناء 300 ألف وحدة استيطانية جديدة في القدس ومحيطها، بهدف تكريس ما يسمى «القدس الكبرى»، وتعزيز عملية فصل المدينة عن محيطها الفلسطيني بالكامل وضمها لدولة الاحتلال. 
ولم تكتف إسرائيل بهذا الحد فقط من المشاريع، فهي تريد إنهاء القضية الفلسطينية بشكل تام بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب القدس عاصمة لإسرائيل.
وفي هذا السياق يعقد مركز حزب الليكود الإسرائيلي مؤتمرا للتصويت على مشروع قرار يدعو إلى إحلال السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، بما في ذلك الأغوار. 
وتم جمع تواقيع أكثر من 900 عضو في مركز الليكود، للتصويت على مشروع قرار يدعو كل منتخبي الليكود إلى العمل على إحلال سيادة الاحتلال وقوانينه على كافة المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية المحتلة. كما تم نشر مقاطع فيديو لكبار وزراء الليكود يدعون فيها أعضاء المركز إلى أن «يكونوا شركاء في اللحظة التاريخية» والتصويت إلى جانب مشروع القرار. 
وأكدت حركة فتح استمرارها في فعالياتها الغاضبة ضد الاحتلال وضد إعلان ترمب باعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال الاسرائيلي، مؤكدة أن دولة الاحتلال تتخذ من الإعلان غطاء لتنفيذ أبشع سياسات التطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني، خاصة في القدس، من خلال سياسة الحصار والقمع والاعتقال والطرد والتهجير وسحب الهويات وبناء المستعمرات، واقتحام المسجد الأقصى وإرهاب المواطنين الآمنين، وإقامة المراكز البوليسية، وفرض الضرائب والرسوم الباهظة غير القانونية على الشعب الفلسطيني. 
وسخر اسامة القواسمي المتحدث باسم فتح، من حديث رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي ادعى أن حرية العبادة مسموحة للجميع في القدس. وقال إن الأغلبية العظمى من أبناء الشعب الفلسطيني المقيمين في الضفة الفلسطينية وغزة، ممنوعون من زيارة المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، بسبب جدار الفصل العنصري والحواجز العسكرية والحصار المطبق على القدس الشرقية بشكل كامل، وإن الإجراءات «الأمنية» داخل وحول المسجد الأقصى تعيق وصول الآلاف ممن يستطيعون الوصول لمسجدهم وكنيستهم داخل أسوار البلدة القديمة.
وحذر من المحاولات المستمرة لاستباحة المسجد الأقصى ومحيطه، والمحاولات التي تسعى اليها سلطات الاحتلال من تغيير الوضع الديمغرافي في القدس عامة والشرقية منها خاصة، وتفريغ البلدة القديمة في القدس من أصحابها وسكانها، الذين يدافعون عن هويتها الوطنية الفلسطينية، مؤكدا أن فتح لن تتوانى ولن تتأخر في الدفاع عن قدسها ومقدساتها وأرضها وشعبها العظيم. وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن الحكومة الاسرائيلية، وأذرعها المختلفة، تواصل في سياق مكشوف وعلني، مع الزمن ترسيم خريطة مصالحها في الأرض الفلسطينية المحتلة، عبر فرض سياسة الأمر الواقع بقوة الاحتلال، ومن طرف واحد، بما في ذلك تنفيذ العشرات من المخططات الاستيطانية الاستعمارية الهادفة الى ابتلاع مناطق واسعة من الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
 وأوضحت الوزارة ان هذا ما يعكسه التغول الاستيطاني الحالي وغير المسبوق، وما تتناقله وسائل الإعلام الاسرائيلية يومياً من تحركات ودعوات للأحزاب اليمينية، وفي مقدمتها حزب الليكود الحاكم لفرض السيادة الاسرائيلية على أجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة، وتسريع مخططات بناء الآلاف من الوحدات الاستيطانية الجديدة في طول وعرض الضفة، وبشكل خاص في منطقتي القدس والأغوار، هذا بالإضافة الى توجه حكومي اسرائيلي لتمرير العديد من مشاريع القوانين الاستعمارية العنصرية التي تخدم الاستيطان، وتعزز نظام الفصل العنصري «الأبرتهايد» في فلسطين المحتلة. 
واعتبرت ان إعلان ترمب مثل جائزة ومكافأة للاحتلال على انتهاكاته الجسيمة للقانون الدولي، وتمرده واستهتاره بالشرعية الدولية وقراراتها، وتنكره للاتفاقيات الموقعة، كما شجع الحكومة الاسرائيلية على التمادي في سياسة تشويه الحقائق، وتغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم، وزودها بآمال جديدة للحصول على المزيد من الاعترافات بالتغييرات التي تفرضها بقوة الاحتلال. 
وقال جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح «إن المجلس المركزي سيكون صاحب الموقف في تحديد شكل العلاقة مع الاحتلال، وعظمة شعبنا الفلسطيني تتجلى بصموده، واستقلالية قراره، داعياً لاتباع الطرق المكلفة للاحتلال والمحاصرة له». 
وأضاف في تصريح للتلفزيون الفلسطيني الرسمي «نحن شعب عظيم وعظمتنا تجلت بصمودنا واستقلالية قرارانا». وأضاف «نحن نسعى لبلورة سياسة في ثلاثة اتجاهات من أجل تشكيل استراتيجية وطنية، على المستوى الوطني عبر ترتيب بيتنا، والقدس هي المحرك والعنوان، واعتماد أدوات النضال التي سوف نستخدمها، متمسكين بحق تقرير المصير، وأن تكون الطرق المتبعة لمواجهة الاحتلال مكلفة له سياسياً وعالمياً، وأن تبني حالة من التراكم الايجابي الضاغط والمحاصر». 
وقال «معركتنا مع الاحتلال ومع الفاشية العنصرية الاسرائيلية المتنكرة لحقنا في تقرير مصيرنا، وكل من يشجع هذا الاحتلال وضع نفسه في خانته، وأعرب عن أمله بإبقاء الصدام مع الاحتلال، رغم أن الإدارة الأمريكية جعلت نفسها جزءاً من المعركة، لكننا لا نريد خسارة الشعب الأمريكي، ومن يؤيد الحق الفلسطيني في أمريكا»».
 

خطة احتلالية لإنشاء 16مركزا شرطيا في القدس ومخطط لإقامة مئات آلاف الوحدات الاستيطانية

فادي أبو سعدى:

 المعارضة السورية ترفض المشاركة في «سوتشي» والإملاءات الروسية وتتمسك بـ «جنيف»

Posted: 26 Dec 2017 02:12 PM PST

دمشق – حلب – «القدس العربي»: رفضت معظم القوى السياسية والفصائل العسكرية المعارضة في سوريا، المشاركة في مؤتمر سوتشي الذي تسعى روسيا إلى عقده نهاية كانون الثاني/يناير المقبل، بينما زعم رئيس حركة الدبلوماسية الشعبية السورية بسام البني المقيم في موسكو، بأن المعارضة ستشارك في سوتشي بالقوة نتيجة وجود ضمانات تركية لروسيا وإيران حول مشاركتهم.
وأطلقت مجموعة من الشخصيات والقوى السورية الوطنية والديمقراطية «نداء» إلى الشعب السوري لحضه على مقاطعة مؤتمر سوتشي، وقعه نحو 200 شخصية من معارضين ومسؤولين وضباط وناشطين بينهم «برهان غليون وميشال كيلو وحسن عبد العظيم وعبد الباسط سيدا، ورياض نعسان آغا، وجورج صبرا، واللواء محمد فارس وغيرهم». كما أعلن 44 فصيلًا عسكريًا في بيان تسلمت «القدس العربي» نسخه منه، رفضهم المطلق لمؤتمر الحوار الوطني الذي تدعو موسكو لعقده في مدينة «سوتشي» الروسية.
ووفقاً للنداء «السوري – السوري» فإن روسيا قد وقفت موقف العداء لثورة الشعب السوري وتطلعاته إلى الحرية، فعطلت مجلس الأمن، واستخدمت 11 مرة حق النقض للدفاع عن نظام الأسد وتجنيبه المساءلة، وقدمت له المستشارين العسكريين وكل أنواع السلاح لمواجهة شعبه، ثم زجَّت بقواتها العسكرية إلى جانبه، منذ أيلول (سبتمر) 2015، وشاركته في تطبيق سياسة الأرض المحروقة، بالقصف الوحشي الأعمى، وتدمير المدن، والمرافق العامة، والمدارس والمشافي، وبالتهجير القسري للسكان، وأحبطت كل محاولات محاسبته من قبل المنظمات الحقوقية الدولية عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك تبرئته من استخدام الأسلحة الكيميائية، ولم توفر جهداً منذ سنوات ست لتعطيل مفاوضات جنيف والحيلولة دون تطبيق قرارات مجلس الأمن، واختلقت في سبيل ذلك طاولة مفاوضات موازية في أستانة سعت من خلالها إلى ضم فصائل عسكرية ومحاولة فصلها عن القوى السياسية للثورة والمعارضة.

منتقون على مقاسهم

وأضافت أنه في سياق العمل للإجهاز على ما تبقى من قوى الثورة والمعارضة وتحقيق الانتصار الكامل للأسد والحليف الإيراني، تأتي الدعوة الجديدة اليوم لحكومة روسيا لحضور ما سمته بمؤتمر سوتشي، بمشاركة أكثر من 1500 عضو منتقين حسب الطلب، لتخريج الحل الروسي وشق صفوف قوى الثورة والمعارضة، وفرض دستور مزيف يضمن بقاء الأسد والاحتلالات الأجنبية الضامنة له، بمساعدة انتخابات تجري تحت إشراف الأجهزة الأمنية وبقيادتها وهي قادرة على تعطيل أي مراقبة سورية أو أممية.
ورأى البيان ان المؤتمر الذي أعطت روسيا لنفسها الحقَّ منفردة وخارج مظلة الأمم المتحدة في الإعداد له وصوغ وثائقه ووضع جدول أعماله وقائمة المشاركين فيه، من دون أي شريك سوري أو غيره، يتعارض تعارضاً كلياً مع المفاوضات الجارية منذ ست سنوات في جنيف وتسعى من خلاله روسيا لتوزيع المناصب والحصص بين وجهاء «الشعوب» التي يفترضها مؤتمر سوتشي وممثلي الطوائف والاثنيات والعشائر. وبالتالي يتم استبعاد الحل الدولي الذي يُعطي للشعب السوري حقوقاً ثابتة لحساب الحل الروسي الذي لا يُخفي إرادته بتثبيت حكم الاسد ونظامه. إضافة إلى شرعنة الاحتلال الروسي والإيراني وتكريسه بتحويله إلى وجود عسكري ضامن لتنفيذ قرارات مؤتمر سوتشي، والالتفاف على مسألة الاحتلال ووجود الميليشيات والقوى الأجنبية في سوريا.
وطالبوا أعضاء مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة وأمين عام الجامعة العربية وجميع الدول الصديقة والدول التي تحترم حقوق الإنسان وكرامته والمنظمات الحقوقية والقانونية الدولية التدخل لفرض التزام روسيا وجميع الدول المعنية بالمواثيق والقرارات الدولية وعلى رأسها بيان جنيف والقرارات 2118 و2254.
من جهة ثانية شكك مسؤولون في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في قدرة روسيا على التأثير الإيجابي للخروج بنتائج مفيدة من مؤتمر «سوتشي» من شأنها أن تدفع العملية السياسية إلى الأمام وتحقق جوهر القرارات الدولية. وقال أمين سر الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني يحيى مكتبي، إن موسكو غير مؤهلة لرعاية مؤتمر حول إحلال السلام في سوريا، مضيفاً أن الطائرات الروسية ما تزال تساعد النظام في استهداف المدنيين والأحياء السكنية.
وأكدت الفصائل العسكرية على أن روسيا دولة معادية ارتكبت جرائم حرب ضد السوريين وساندت النظام عسكريا، ودافعت عن سياساته وواصلت على مدى السنوات الماضية تحول دون إدانة الأمم المتحدة لنظام بشار الأسد، معتبراً إطلاق سراح المعتقلين وفك الحصار عن المحاصرين، إضافة إلى بنود جنيف1 والقرار 2254 استحقاقات واجبة التنفيذ وليست قضايا تفاوض وابتزاز.
وأشار بيان الفصائل إلى أن روسيا ادعت زورًا محاربة الإرهاب في سوريا، لكنها في الواقع حاربت الشعب السوري وهدمت مدنه وقتلت أطفاله ونساءه وهجرت الملايين من أبنائه ودعمت النظام المجرم في القصف والحصار والقتل والتشريد، حيث لم تساهم روسيا بخطوة واحدة لتخفيف معاناة السوريين، أو تضغط على النظام الذي تدعي أنها تضمنه بالسير قيد أنملة في أي مسار حقيقي للحل.
وأكد المتحدث الرسمي باسم جيش العزة النقيب مصطفى معراتي على أن الحملة الهيستيرية الروسية وضرباتها العشوائية على المناطق المحررة في إدلب خلال الساعات الماضية هدفها إخضاع فصائل المعارضة على الانسياق إلى الحل الروسي في سوتشي، بعد فشل تدخلها العسكري في سوريا.
وأردف لـ«القدس العربي»، أن روسيا تريد «شيشنة» القضية السورية حسب مفهومها، وبذلك هي تساوي بين الجلاد والضحية، بالإضافة إلى توجيه رسالة إلى النظام والعالم مفادها أنها صاحبة الحل والعقد في سوريا. ووصف معراتي في تصريح لـ«القدس العربي»، الدستور المطروح في سوتشي بأنه «وثيقة الزواج» التي ستعفيهم من العقاب وتشرعن زواجهما (المثلي) في حين اعتبر قانون الانتخابات ما هو إلا قائمة المراسم والطقوس بالاحتفال بهذا التزاوج. وحسب معراتي فإن كل من يفرّط بثوابت الثورة و يرتضي الجلوس مع المجرمين والطغاة «ملعون يساوم على شرفه ويبيع صرخات المغتصبات في سجون النظام».
ويرى المعارض السياسي السوري الدكتور خليل آغا إن العالم يلعب الآن على المصالح، حيث الجميع يريد تحقيق مصالحه ولكل منهم اطماع، وبالتالي يبقى السوريون الثائرون هدفهم أن يعود بلدهم حراً. وأكد لـ«القدس العربي» على أنهم لن يذهبوا إلى سوتشي ولتفعل روسيا المجرمة ما تشاء بعد تصعيد القصف والقتل من اجل ارغامنا على الخضوع، معتبراً كل من يذهب إلى حضن موسكو هو في حضن الاسد وسيسجل خائناً امام الجميع.

شروط روسية

وقال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني عقاب يحيى، إن المسؤولين الروس وضعوا الشروط على المعارضة السورية قبل أن يعلنوا أجندة مؤتمر «سوتشي»، مشيراً إلى أن ذلك يضع العديد من إشارات الاستفهام على ذلك المؤتمر، إضافة إلى الدور السلبي لموسكو في دفع العملية السياسية نحو الأمام.
أما رئيس الحركة الشعبية السورية بسام البني المقيم في موسكو ، فقد زعم بأن المعارضة السورية ستشارك بالقوة، نتيجة إعطاء تركيا ضمانات لروسيا وإيران، وبالتالي فإن الدول الثلاث أي روسيا وإيران وتركيا ملزمة بإحضار الأطراف إلى المؤتمر. وأضاف في اتصال هاتفي مع «القدس العربي»، إن سوتشي مؤتمر رسمي وسيناقش الدستور، حيث سينتج عنه لجنة دستورية مهامها تشكيل لجان عمل تشارك في جنيف.
واعتبر البني البيانات التي صدرت عن الفصائل العسكرية والقوى السياسية حول رفض الذهاب إلى سوتشي أنه كلام فارغ، حيث أن تركيا ستجبرهم على القدوم إلى سوتشي، متسائلاً وفق تصوره هل يوجد فصيل عسكري واحد مستقل بقراره وغير ملتزم مع الداعمين الذين اتفقوا على المشاركة في المؤتمر وبالتالي كل هذا الرفض عبارة عن كلام فارغ على حد تعبيره.

 المعارضة السورية ترفض المشاركة في «سوتشي» والإملاءات الروسية وتتمسك بـ «جنيف»
مقرب من موسكو: «سيحضرون بالقوة»… وأكثر من 200 شخصية تدعو لمقاطعته
هبة محمد وعبد الرزاق النبهان

الأردن: طبقة التجار «الشطار» يزورون دمشق ورموز الصناعة ضيوف إيران… و«احتكاك» بمحور أبو ظبي – بن سلمان

Posted: 26 Dec 2017 02:12 PM PST

عمان- «القدس العربي»: يختصر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية المسافة الطويلة مع عمّان، وهو يزج اسم الأردن ضمن خطبته الأخيرة مع مخاتير غزة ضاربًا على الوتر الأكثر حساسية في الشارع الأردني بعنوان سيناريوهات الوطن البديل.
هنية فعل ذلك وتحدث عن المخاطر التي تتهدد الدولة الأردنية وفقًا لمعلوماته في توقيت مُغرق في الحساسية، لكنه مقصود تمامًا لأن الأردن اليوم محتار في تطورات الإقليم المتسارعة، ويحاول إيجاد موطئ قدم له ضمن لعبة المحاور في المنطقة.
زعيم حركة حماس الدّاخل، تحدث بتوسع وتفصيل عن أدلة على مشروع جديد لضم الضفة الغربية والقدس وإجبار الأردن على علاقة مستقبلية مع تجمعات سكانية فلسطينية، وليس مع دولة فلسطينية، الأمر الذي اعتبره الرجل تهيئة للوطن البديل.
جملة حماس التكتيكية هنا واضحة الملامح تُجاه الأردن في الأقل، فهي تحاول إنهاء القطيعة، ومخاطبة غريزة المحاور الأردنية تحت عنوان الحاجة مُلحّة للتلاقي عند نقطة استراتيجية مشتركة مع الدولة الأردنية قوامها التصدي للوطن البديل.
حماس سياسيًا هنا تقول لحكومة عمّان إنها تمثل الجهة التي ينبغي التعامل معها إذا ما قرر الأردن استراتيجيًا التصدي للوطن البديل.
لافت جدًا في هذا المشهد أن تصريح إسماعيل هنية أعقب مباشرة النداء العلني الذي وجهه مهندس المصالحة باسم حركة حماس يحيى السنوار للحرس الثوري الإيراني بعد الاتصال الهاتفي الشهير بينه وبين الجنرال قاسم سليماني الذي يصفه رئيس مجلس النواب الأردني الأسبق سعد هايل السرور اليوم بأنه الرجل الذي يسيطر من الجانب الآخر على حدود دولتين مجاورتين للأردن هما العراق وسوريا.
هل هي مصادفة؟… تحذير إسماعيل هنية للأردن من سيناريو الوطن البديل، أعقب بساعات دعوة السنوار لقاسمي للاستعداد معًا في إطار معركة القدس.
لا يمكنها بكل الأحوال أن تكون مصادفة، ليس فقط لأن طهران استقبلت رسمياً أمس الأول وفداً برئاسة كبير صناعيي عمّان لبحث الاستثمار المشترك، أو لأن رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة يخطب علناً بعنوان تنويع التحالفات والمحاور عشية استعداده لزيارة طهران. بل لأن دمشق تستقبل بالتزامن وفدًا من أهم الحلقات التجارية التي تنتمي لطبقة الأردنيين من «أصل شامي» منذ أمس الأول أيضاً في تسارع ملاحظ لتبادل البرقيات بين عمان ونظام دمشق، في الوقت الذي تبرد فيه إلى حد كبير مستويات العلاقة بين الأردن وحلفائه التقليديين، خصوصًا السعودية والإمارات.
على المحور السعودي الإماراتي ترصد بعض الأوساط الأردنية المختصة تناميًا ملاحظًا في خلاف داخلي بين أبو ظبي والرياض لا يزال طي الكتمان وينجح الطرفان حتى اللحظة في التكتم عليه. ويطال حسب معلومات وصلت لـ»القدس العربي» ملفات متعددة من بينها وجود هامش بين الإمارات والسعودية يتباين في النقطة المتعلقة بتكتيك التصدي لإيران ومستوى الخدمات التي تقدم لها بسبب مجازفات العهد الجديد في السعودية.
في أوساط القرار الأردني ثمة من يحاول التقاط وتشجيع الاستعانة بدولة الإمارات لتخفيف حدة الاندفاع السعودي خصوصًا أن أبو ظبي تظهر خلف الستارة قدراً أقل من الحماس للفوضى التي يشيعها في أجواء طبقة أمراء الخليج مشروع الأمير محمد بن سلمان في ملاحقة ومتابعة ومحاكمة وإخضاع طبقة من الأمراء السعوديين ورجال الأعمال الذين تربطهم علاقات حيوية وأساسية في المصالح الاقتصادية الإماراتية. هنا حصريًا؛ لا بد من التوقف عند ما يتردد حول انزعاج أبو ظبي من مطاردات واعتقالات طالت أشخاصاً سعوديين يقيمون فيها وفي دبي. وهو أمر يثير من الخلاف المكتوم الكثير من الحساسيات بين الجانبين في الوقت الذي يضغط ساسة أردنيون على الجانب السعودي عبر الإشارة الدائمة إلى أن الإمارات تحديداً تقيم علاقات تجارية ضخمة مع إيران في الوقت الذي يمتنع الأردنيون فيه عن إقامة أي حوار اقتصادي او استثماري مع الإيرانيين، احتراماً وتقديراً للموقف السعودي المتشنج بدوره في التعاطي مع الحلفاء والأصدقاء بالدرجة نفسها التي يتشدد فيها مع الخصوم.
في كل الأحوال تحاول عمان عبر مبادرات لها علاقة بالانفتاح مع طهران والبقاء في حالة علاقة عميقة مع أبو ظبي احتواء التشنجات السعودية فيما تبدو مبادرة إسماعيل هنية في لفت نظر الأردنيين إلى المصير المشترك خطوة في اتجاه العمل على طرق أبواب الخزان الأردني مجدداً لإنهاء القطيعة بين المملكة وحركة حماس بشكلها ووجها الجديد.
الغطاء الذي وفرته أبو ظبي بدورها لصقور حماس بقيادة يحيى السنوار ضمن تحالفاتها مع القاهرة ودعمها المالي والسياسي للمصالحة في غزة عنصر إضافي مشترك يمكن أن يستثمره دعاة إنهاء القطيعة بين عمان وحركة حماس بالمقابل سواء كانوا من تيار الإخوان المسلمين الأردني ممثلاً بالرجل الثاني الشيخ زكي بني إرشيد أو من المهندسين الخلفين الداعمين لعلاقات أفضل بين الأردن والمحورين القطري والتركي.
لافت جداً أن إسماعيل هنية يتقدم بعبارته الأردنية وهو يتحدث لمخاتير غزة في الوقت الذي أنجز فيه حزب الله متطلبات أساسية وبدعم إيراني للمصالحة بين حركة حماس والنظام السوري. وهو أمر أنضج بهدوء خلف الكواليس طوال الثلاثة أشهر وقطع أشواطاً مثيرة تساعد الأردنيين إذا ما قرروا في أية لحظة مغازلة دمشق عبر طبقة التجار الشطار الذين ينسقون اتصالاتهم ومؤسسات سيادية أردنية مع النظام السوري. أو إذا ما قرروا أن مصلحتهم تتطلب اليوم الرد على تحية إسماعيل هنية التي أرسلت علناً لهم وإكمال مشوار توسيع الإطار الاستراتيجي للعلاقة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
أردوغان تحدث هاتفياً مجدداً أمس الأول مع الملك عبد الله الثاني، والأخير استناداً إلى مصدر مطلع جداً يبدو مسروراً من الحماس التركي لدعم الوصاية الهاشمية، في وقت يبدو الوضع الإقليمي متحركاً جداً والألغاز تتكاثر والأردن المحاصر من محور الحلفاء، يتحرك اليوم بدينامية محسوبة بدقة.
وأغلب التقدير أن القيادي الهادئ في حركة حماس إسماعيل هنية اختار توقيتاً مناسباً لكي يطرق باب الأردن ويرسل تحيته على أساس الشراكة وإنهاء القطيعة لمصلحة التصدي المشترك لمؤامرة الوطن البديل، حتى إذا ما تطلب الأمر لاحقاً اللعب بورقة الاحتياط الاستراتيجي الأخطر. وهي التعاطي مع الواقع الجغرافي الأمني اليوم المحيط بالأردن حيث كلمة قوية لحزب الله وإيران والحرس الثوري قرب ثلاث خواصر أردنية في غزة ودرعا ومنطقة الأنبار.

الأردن: طبقة التجار «الشطار» يزورون دمشق ورموز الصناعة ضيوف إيران… و«احتكاك» بمحور أبو ظبي – بن سلمان
هنية يدق أبواب عمّان وسليماني موجود قرب ثلاث خواصر عربية
بسام البدارين

«القدس العربي» توثق قتل النظام السوري لـ21 مدنياً بأكثر من 60 برميلاً متفجراً في ريف إدلب

Posted: 26 Dec 2017 02:12 PM PST

دمشق – «القدس العربي»: واصل النظام السوري حملته الشرسة على ريفي إدلب الجنوبي والشرقي شمالي سوريا، حيث كثف قصفه الجوي بالبراميل المتفجرة وزرعه الألغام البحرية، مدعوماً بسلاح الجو الروسي، وشن حملة استهدفت منازل المدنيين وأماكن تجمعاتهم والاحياء الشعبية، وخلّف عددًا من القتلى والجرحى والعالقين تحت الأنقاض، واجبر مئات الأهالي على النزوح الجماعي.
ووثقت «القدس العربي» مقتل 21 مدنياً توزعوا على بلدات عدة من ريف ادلب خلال 48 ساعة، بينهم 6 اشخاص في قصف مكثف على بلدة جرجناز. من جهته أكد فريق الدفاع المدني في محافظة إدلب إلقاء الطيران المروحي أكثر من 60 برميلاً متفجراً منذ يوم أمس على ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، إضافة إلى استهداف المنطقة بالألغام البحرية، مؤكداً تسجيل أكثر من 20 نقطة قصف.
الناشط الإعلامي سومر اليوسف من بلدة جرجناز وصف في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» حالة الهلع والخوف الذي اعترى الأهالي خلال يوم أمس، بسبب صفارات الإنذار واصوات الانفجارات المتتالية، وقال ان طيران النظام السوري استهدف البلدة الصغيرة بـ 40 برميلاً متفجراً أسفرت عن وقوع المجزرة ونزوح نحو 60 بالمئة من أهالي البلدة إلى مخيمات النازحين ومراكز الإيواء في الشمال السوري، فضلاً عن وقوع عشرات الجرحى ممن يفتقدون للعناية الطبية اللازمة. وأضاف «كل هذه الأهوال حدثت في اقل من ساعة، ولكنها قلبت البلدة رأساً على عقب، وقتلت المدنيين وهجرّت الأهالي» حسب تعبيره. ووفقاً لمصادر أهلية فقد لقي عنصر من الدفاع المدني امس حتفه في قصف جوي على مدينة خان شيخون في الريف، فيما استهدف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مخيم بلدة إعجاز للاجئين في ريف إدلب الشرقي.
وأفاد الناشط الإعلامي سامر جدعان من محافظة ادلب لـ «القدس العربي» بأن موجة نزوح غير مسبوقة تشهدها مناطق ريف ادلب الجنوبي والشرقي، حيث اتجهت مئات العائلات نحو الشمال السوري بعد تهدم بيوتهم وعجزهم عن إيجاد مراكز إيواء او مخيمات آمنة قريبة من المنطقة. وأضاف جدعان: ان قصف الطيران المروحي غير المسبوق والتصعيد العسكري الذي شهدته إدلب، اجبر الأهالي على ترك قراهم وبلداتهم بعد عشرات الغارات الجوية والبراميل المتفجرة والألغام البحرية على منازل المدنيين والمناطق الحيوية.
الهجمة «الشرسة» على المنطقة أدت إلى إغلاق جميع المدارس في المنطقة المستهدفة، وحسب المصدر فإن القصف ركز على مدار اليومين الفائتين على كل من «جرجناز وقرية تل عمارة والشيخ بركة والخوين، وسنجار وتل مرق وتل مرديخ وسكيك والتمانعة، إضافة إلى قصف مكثف على قرية ومخيم زويتينة في محيط بلدة أبو الظهور بريف إدلب الشرقي».
ووثق العديد من أهالي المنطقة عشرات البراميل المتفجرة التي انهالت على منازل المدنيين يوم أمس، وتسببت أصواتها القوية والانفجارات التي هزت المنطقة بنشر الرعب بين أكثر من 30 ألف مدني يقطنون في بلدة جرجناز، قبل أن يتم الكشف عن مجزرة ارتكبها النظام السوري بحق المدنيين راح ضحيتها ستة شهداء كحصيلة نهائية وعشرات الجرحى الذين نقلوا للمشافي الطبية القريبة.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن قائد عسكري من جيش إدلب الحر أن فصائل المعارضة تصدت لهجوم واسع شنته قوات النظام وفصائل مسلحة موالية لها – بإسناد جوي من الطيران الروسي – على قرية المشرفة في ريف إدلب الجنوبي، وقتل 10 منهم وأصيب أكثر من 17 آخرين بجروح.
وقال مدير الدفاع المدني في إدلب مصطفى حاج يوسف إن طائرات النظام وطائرات روسية نفذت نحو سبعين غارة على مناطق في إدلب وحماة، مما أدى إلى مقتل سبعة مدنيين، بينهم طفلان وامرأتان.
وأضاف أن القصف أدى إلى دمار في المناطق المستهدفة، مما اقتضى من طواقم الدفاع المدني عملاً شاقاً في رفع الأنقاض وانتشال الجثث.
من ناحية ثانية اكد مصدر عسكري مسؤول من المعارضة المسلحة في محافظة حماة، امس، إسقاط طائرة حربية للنظام السوري ومقتل قائدها، حيث قال في تصريح خاص لـ «القدس العربي» ان «الثوار تمكنوا من اسقاط الطائرة من طراز «ل 39» خلال محاولتها تنفيذ هجمات على مواقع الفصائل في ريف حماة الشرقي، حيث تصدت لها المضادات الأرضية لتسقط فوق بلدة أم حارتين شرقي حماة، بالقرب من خطوط الاشتباك مع قوات النظام السوري.
ووفقا للمصدر فقد عثر على قائد الطائرة ميتاً، فيما لا يزال البحث جارياً عن معاونه الذي قفز قبل تحطم الطائرة، بينما أكد كل من حركة أحرار الشام وجيش إدلب الحر مسؤوليتهما عن عملية استهداف الطائرة الحربية وإسقاطها، وتبنى الفصيلان العسكريان حادثة اسقاط المقاتلة.
وأكّدت وكالة أنباء النظام السوري الرسمية (سانا) امس ، سقوط الطائرة الحربية ومقتل قائدها وجاء ذلك في تغريدة نشرتها الوكالة على حسابها عبر «تويتر». وقالت الوكالة إن مصدرًا عسكريًا، لم تسمه او تبين منصبه، أكّد لها سقوط الطائرة ومقتل قائدها في ريف حماة الشمالي.

«القدس العربي» توثق قتل النظام السوري لـ21 مدنياً بأكثر من 60 برميلاً متفجراً في ريف إدلب
قوات المعارضة تسقط طائرة حربية للنظام ومقتل قائدها في ريف حماة

مصر تطالب بمشاركة البنك الدولي في لجنة «سد النهضة» وإثيوبيا تدرس الرد

Posted: 26 Dec 2017 02:11 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: في محاولة لكسر الصمت حول مفاوضات ملف سد النهضة منذ إعلان وزارة الري المصرية فشل المفاوضات الثلاثية مع إثيوبيا والسودان، وإنهاء الأزمة المشتعلة بين القاهرة من ناحية،
وأديس أبابا والخرطوم من ناحية أخرى، حل وزير الخارجية المصري سامح شكري ضيفاً على اديس أبابا، أمس الثلاثاء، حاملا مقترحا بمشاركة البنك الدولي كطرف فني، له رأي محايد وفاصل، في أعمال اللجنة الفنية الثلاثية.
الزيارة جاءت بعد إعلان وزارة الري المصرية فشل المفاوضات الثلاثية واتهمت اديس أبابا والخرطوم، برفض تقرير التقرير الذي قدمه المكتب الاستشاري الفرنسي، وإعلان فشل المفاوضات، وتأجيل زيارة كانت مقررة لرئيس الوزراء الإثيوبي، هايلي ماريام ديسالين، إلى القاهرة، أواخر الشهر الجاري.
وحملت زيارة شكري رسالة واضحة، مفادها، أن ملف سد النهضة خرج من إطر المفاوضات الثلاثية بين وزراء الري في البلدان الثلاثة إلى وزارة الخارجية، ما يعني أن مصر ربما تلجأ للمجتمع الدولي للحفاظ على حصتها التاريخية من مياه النيل والمقدرة بـ 56 مليار متر مكعب سنويا. والتقى أمس نظيره الإثيوبي، وركنا جيبيو لمتابعة التعاون الثنائي بين البلدين، ونتائج الجولة الأخيرة لاجتماعات اللجنة الفنية الثلاثية الخاصة بسد النهضة. وظهر الوزيران في الصور التي التقطتها عدسات المصورين متجهمي الوجه، على عكس عادة الدبلوماسيين في التقاط الصور من رسم ابتسامه حتى وإن لم تعبر عن واقع المفاوضات، إلا أن الأزمة والخلافات أظهرت بشكل واضح أوجه أعضاء الوفدين.
وحسب المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، فإن شكري أعرب خلال الاجتماع عن «قلق مصر البالغ من التعثر الذي يواجه المسار الفني المتمثل في أعمال اللجنة الفنية الثلاثية».
وأوضح أن «استمرار حالة عجز اللجنة عن التوصل لاتفاق حول التقرير الاستهلالي المُعد من جانب المكتب الاستشاري، من شأنه أن يعطل بشكل مقلق استكمال الدراسات المطلوبة عن تأثير السد على دولتي المصب في الإطار الزمني المنصوص عليه في اتفاق المبادئ».
مسؤول الدبلوماسية المصرية، أكد على أن بلاده «تعاملت بمرونة مع التقرير الاستهلالي ووافقت عليه دون تحفظات، اقتناعاً منها بأن الدراسات ذات طبيعة فنية ولا تحتمل التأويل أو التسييس، بالإضافة إلى ثقة مصر في حرفية وحيادية المكتب الاستشاري».
وأشار إلى أن «الاتفاق الإطاري لإعلان المبادئ الموقع في مارس/آذار 2015 كان واضحاً في تأكيده على محورية استكمال الدراسات قبل بدء ملء السد وفقا للمادة الخامسة من الاتفاق، بل أنه ينص على ضرورة اتفاق الدول الثلاث على قواعد ملء السد وأسلوب تشغيله».
وزير الخارجية الإثيوبي أكد على «التزام بلاده بالاتفاق الإطاري لإعلان المبادئ»، مبدياً حرص بلاده «على نجاح المفاوضات والتعاون بين الدول الثلاث».
وأشار إلى أن «إثيوبيا لا تسعى للإضرار بمصالح مصر المائية».
ووفق أبو زيد، فإن «شكري شدد على حساسية أمن مصر المائي، ومن ثم فإن الأمر لا يمكن الاعتماد فيه على الوعود وإظهار النوايا الحسنة فقط، ولكن المطلوب هو التزام الدول الثلاث بتنفيذ اتفاق إعلان المبادئ، لاسيما فيما يتعلق بالاعتماد على الدراسات كأساس ومرجعية للملء الأول للسد وأسلوب تشغيله السنوي».
وبين أن «مصر تحرص على استكمال الدراسات الفنية، لذا فإنها تقترح وجود طرف ثالث له رأي محايد وفاصل يشارك في أعمال اللجنة الفنية الثلاثية يتمثل في البنك الدولي، نظرا لما يتمتع به البنك من خبرات فنية واسعة، ورأي فني يمكن أن يكون ميسرا للتوصل الى اتفاق داخل أعمال اللجنة الثلاثية»، مشيرا إلى أن «مصر تثق في حيادية البنك الدولي وقدرته على الاستعانة بخبراء فنيين على درجة عالية من الكفاءة».
الجانب الاثيوبي وعد، طبقاً للمتحدث باسم الخاريجة المصرية بـ«دراسة المقترح المصري والرد في أقرب فرصة، كما أعرب الجانب المصري عن اعتزامه طرح المقترح على السودان خلال الأيام المقبلة».
وكان وزير الري المصري، محمد عبد العاطي، أعلن الخميس الماضي، عن وجود توجه لدى الجانب الإثيوبي، بدا خلال المفاوضات، للدفع ببدء ملء سد النهضة قبل اكتمال الدراسات، وبغض النظر عن نتائجها.
ومصر أعلنت في نوفمبر/ تشرين الماضي «فشل» المفاوضات التي تخوضها مع إثيوبيا بهدف التوصل لحل توافقي يقر بحق أديس أبابا في بناء سد النهضة، وحصول القاهرة في المقابل على تطمينات تتعلق بحصتها السنوية من مياه النهر التي تقدر بـ 56 مليار متر مكعب سنويا.

مصر تطالب بمشاركة البنك الدولي في لجنة «سد النهضة» وإثيوبيا تدرس الرد
شكري: لا يمكن أن نعتمد على الوعود و إظهار حسن النوايا

وزارة الأوقاف المصرية تبني 100 منزل في «حلايب» المتنازع عليها مع السودان

Posted: 26 Dec 2017 02:11 PM PST

القاهرة ـ الأناضول: أعلنت مصر، أمس الثلاثاء، بناء 100 منزل متكامل لأهالي مدينة حلايب الحدودية، جنوبي البلاد، والمتنازع عليها مع السودان.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مع رئيس المخابرات العامة خالد فوزي، ووزير الأوقاف محمد مختار جمعة.
ووفق بيان للرئاسة المصرية، استعرض الاجتماع سبل تعظيم الاستفادة من الأصول والأراضي التابعة لوزارة الأوقاف المصرية.
وأكد محمد مختار جمعة أن وزارته قامت ببناء 100 منزل متكامل لأهالي مدينة حلايب الحدودية، جنوبي مصر، في إطار تقديم الدعم للفئات الأكثر احتياجًا.
والخميس الماضي، أعلنت وزارة الخارجية أنها ستخاطب الأمم المتحدة، للتأكيد على مصرية منطقة «حلايب وشلاتين»، رافضة ما وصفته بـ»مزاعم» السودان بأحقيته في السيادة على تلك المنطقة. وتتنازع مصر والسودان على مثلث حلايب الحدودي، حيث تؤكد القاهرة «أحقيتها» في هذه المنطقة لعدة اعتبارات بينها «التزامها بالقانون الدولي في أن التنازل عن الإقليم لا يكون صحيحًا وملزمًا قانونًا إلا بموافقة الأطراف المعنية على ذلك صراحة».
وفي أكتوبر/تشرين أول الماضي، جدد وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، الدعوة إلى حل قضية مثلث حلايب وشلاتين «إما بالحوار أو التحكيم الدولي».
وفي بداية كل عام، درج السودان على تجديد شكواه سنويًا أمام مجلس الأمن بشأن المثلث الحدودي.
ويتطلب التحكيم الدولي للبت في النزاع حول المنطقة أن تقبل الدولتان المتنازعتان باللجوء إليه، وهو ما ترفضه مصر. وتصر القاهرة على أن هذه المنطقة «أراضٍ مصرية، وتخضع لسيادتها».
ورغم نزاع الجارتين على هذا المثلث الحدودي، منذ استقلال السودان، عام 1956، لكنه كان مفتوحًا أمام حركة التجارة والأفراد من البلدين دون قيود حتى عام 1995، حين دخله الجيش المصري وأحكم سيطرته عليه.

وزارة الأوقاف المصرية تبني 100 منزل في «حلايب» المتنازع عليها مع السودان

اتهامات قبطية للأمن المصري بتسهيل الاعتداء على الكنائس

Posted: 26 Dec 2017 02:11 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: رغم إعلان الجيش المصري، أمس الثلاثاء، نشر عناصر من القوات المسلحة في مدن البلاد التي تقع في نطاق عمل الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية، لمعاونة الأجهزة الأمنية في حماية المنشأت والمرافق العامة ودور العبادة لتأمين احتفالات المسيحيين بعيد الميلاد، فإن ذلك لم يخفف من غضب أقباط مصر من تكرار حوادث الاعتداء على الكنائس خلال الآونة الأخيرة، وكان أحدثها الاعتداء على مبنى سكني تقام فيه صلوات في محافظة الجيزة، يوم الجمعة الماضي.
ووفق بيان للعقيد تامر الرفاعي المتحدث باسم الجيش المصري، فإنه تم دفع العديد من الدوريات الأمنية والمجموعات القتالية وعناصر من الشرطة العسكرية وقوات التدخل السريع لمعاونة عناصر الشرطة المدنية في تأمين المنشأت العامة والأهداف الحيوية.
وقال البيان إن الدوريات العسكرية والشرطية تستهدف «حماية المنشآت والمرافق العامة ودور العبادة وتأمين الطرق والمحاور المرورية الرئيسية في العديد من محافظات الجمهورية، إضافة إلى تنظيم الكمائن المشتركة والدوريات المتحركة التي تجوب الشوارع والميادين الرئيسية».
وأضاف أن تلك الإجراءات لـ»بث الطمأنينة وتوفير الأمن والأمان للمواطنين خلال الاحتفالات والتصدي لأية محاولة للخروج عن القانون». ويحتفل المسيحيون في مصر بعيد ميلاد السيد المسيح، مساء 24 ونهار 25 ديسمبر/كانون الأول بالنسبة للتقويم الغربي، و7 يناير/كانون الثاني المقبل حسب التقويم الشرقي.

اعتداء أطفيح

وتعرض مسيحيون ومقار كنسية لهجمات طيلة الشهور الماضية، وكان أحدثها الاعتداء على مبنى سكني تقام فيه صلوات يقع في مركز أطفيح جنوب محافظة الجيزة، يوم الجمعة الماضي.
وأحالت نيابة مركز الصف التابع لمحافظة الجيزة، أمس، 21 متهما في قضية الاعتداء على مبنى أطفيح للمحاكمة، بينهم 14 طفلا يخضعون لنيابة الطفل، وحددت جلسة اليوم الأربعاء لنظر أولى جلسات محاكمتهم.
وحسب التحقيقات، فإن «المتهمين خرجوا عقب صلاة الجمعة الماضية، متوجهين إلى كنيسة الأمير تادرس قاصدين استهدافها على خلفية إشاعة مفادها شروع الكنيسة في تركيب أجراس للصلاة، واقتحموها وهشموا الكراسي والأيقونات والصلبان، وتبين فيما بعد أن مالك المكان حولها الى منشأة دينية دون ترخيص من الجهات المعنية».
واستمعت النيابة لأقوال محامي مطرانية أطفيح للأقباط الأرثوذكس، الذي قدم أوراقا تؤكد ملكية الكنيسة للمنزل المعتدى عليه، وأنها قامت بشراء المنزل من مالكه في عام 2014 ، وقدمت طلبا لمجلس الوزراء لضم المنزل للكنيسة لإقامة الصلوات فيه، ولكن لم يتم البت في هذا الطلب.
وقال شاهد عيان يدعى ميلاد عبد الشهيد، خلال مداخلة هاتفية في برنامج «كلام تاني»، المذاع على فضائية «دريم»، مساء يوم الجمعة الماضي، إن «الاعتداء الذي وقع على كنيسة قرية كفر الواصلين في مركز أطفيح تم في حضور قيادات الشرطة وأمن الدولة والغفر وانسحبوا قبل أن يقوم أكثر من 5000 شخص بالهجوم والاعتداء على الكنيسة».
ونشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي شهادات تفيد بأن قيادات من الشرطة وقطاع الأمن الوطني حرضوا أشخاصا من القرية على القيام بحرق الكنيسة، وفق قولهم.
وشكل أسقف أطفيح وتوابعها للأقباط الأرثوذكس، الأنبا زوسيما، فريقا للدفاع عن صاحب مبنى قرية الوصلين في مركز أطفيح، والمتهم بإقامة مبنى بدون ترخيص وإقامة شعائر دينية وإدارة حضانة، والمحبوس 4 أيام على ذمة التحقيقات، للحضور معه أمام قاضي المعارضات في محكمة الصف في الجيزة.
وعقد الأنبا زوسيما اجتماعا مغلقا مع فريق الدفاع لمناقشة القضية، والتأكيد بالمستندات كافة أن المبنى ملك للمطرانية باسم كنيسة الأمير تادرس، وليس للقبطي المحبوس علاقة به منذ التنازل عنه لصالح المطرانية، وسبق وتقدمت مطرانية أطفيح بأوراق الكنيسة ضمن ملف تقنين أوضاع الكنائس. وقالت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية في بيان تعليقا على الحادث إن «مئات الأشخاص تجمهروا أمام كنيسة الأمير تادرس في قرية الواصلين التابعة لمركز أطفيح مرددين هتافات عدائية ومطالبين بهدم الكنيسة، ثم اقتحموا المكان ودمروا محتوياته بعد أن تعدوا بالضرب على المسيحيين الموجودين به»، مشيرة إلى أن «المبنى تقام به الصلوات منذ 15 عاما وتقدمت الكنيسة بطلب للحكومة لتقنين وضعه ككنيسة».
رجل الأعمال القبطي المصري، نجيب ساويرس، قال تعليقا على الحادث إن «إعمال القانون ومعاقبة المعتدين والمخربين لبيوت الله هو الحل».

توصيات حول قانون ترميم الكنائس

في الموازاة، ألقى الباحث القانوني في المجلس القومي لحقوق الإنسان، أحمد نصر، أمس، كلمة حول قائمة التوصيات التي تضمنتها دراسة وحدة البحث والتطوير التشريعي، فيما يخص قانون بناء وترميم الكنائس.
وقال، في كلمته في المؤتمر العام للمجلس القومي لحقوق الإنسان، إن «دراسة قانون ترميم الكنائس أسفرت عن مجموعة من التوصيات، تتلخص في العمل على استحداث مواد جديدة في قانون العقوبات، تنص على عزل وحبس أو تغريم كل من يعمل على تعطيل وعدم تنفيذ قرار إنشاء كنيسة أو إعادة بنائها، لضمان تنفيذ القرارات والعمل على الحد من تعنت بعض الموظفين المنوط بهم استخراج التصاريح اللازمة للبناء».
كما تضمنت التوصيات تطبيق المادة 123 من قانون العقوبات على كل من لا يلتزم بتنفيذ حكم قضائي، والتي تنص على أن «يُعاقب بالحبس والعزل كل موظف عمومي استعمل سلطة وظيفته في وقف تنفيذ الأوامر الصادرة من الحكومة أو أحكام القوانين واللوائح، أو تأخير تحصيل الأموال والرسوم، أو وقف تنفيذ حكم أو أمر صادر من المحكمة أو من جهة مختصة، وكذلك يُعاقب بالحبس والعزل كل موظف عمومي امتنع عمدا عن تنفيذ حكم أو أمر مما ذُكر بعد مضي ثمانية أيام من انذاره على يد محضر، إذا كان تنفيذ الحكم أو الأمر داخلا في اختصاص الموظف».
يأتي ذلك بعد أيام على مناقشة الكونغرس الأمريكي، يوم الجمعة الماضي، مشروع قانون لحماية الأقباط في مصر.
ويطالب مشروع القانون بربط المعونة الأمريكية لمصر باتخاذ الحكومة خطوات جادة لضمان المساواة بين المسلمين والأقباط، وإنهاء تهميش الأقباط في المجتمع المصري.
مشروع القانون مقدم من «منظمة التضامن القبطي» عبر ستة أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي؛ لتسليط الضوء على «محنة الأقباط، والدعوة لدعمهم»، وأكد «ازدياد التعصب الطائفي والهجمات الإرهابية ضد الأقباط في مصر»، وتمت إحالته إلى لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس لمناقشته.
وحسب نص القانون، المنشور على الموقع الإلكتروني للكونغرس، فإن الأقباط يواجهون تمييزا شديدا في كل من القطاعين العام والخاص، بما في ذلك المستويات العليا في الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة ووزارة الخارجية، باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية.
وأشار مشروع القانون إلى أن الأقباط كانوا ضحايا العديد من الهجمات المسلحة من قبل جماعات إرهابية، على رأسها تنظيم «داعش»، بالإضافة إلى أن الأقباط كانوا أهدافا لاعتداءات مجتمعية أدت إلى خسائر في الأرواح والممتلكات وتدمير الكنائس، وأن مرتكبي هذا العنف نادرا ما يعاقبون، ما دفع نسبة من الأقباط إلى الهجرة.
ولفت إلى أن قانون بناء الكنائس أصدره البرلمان العام الماضي، لكن الأقباط حتى الآن يواجهون أعباء كبيرة تمنعهم من بنائها.
وأكد مشروع القانون أن جزءا كبيرا من الأزمة سببه التعذيب وسوء معاملة المعتقلين في السجون، الذي يشجع هؤلاء المعتقلين فيما بعد على الانضمام للجماعات الإرهابية التي تظهر الكراهية للأقباط وتستهدفها.
وطالب القانون النظام المصري بإعطاء الأولوية للتعليم العلماني، والإصلاح السياسي الذي يعطي الأولوية لحقوق الإنسان وسيادة القانون، ومنح الأقباط الحقوق والفرص ذاتها التي يتمتع بها المسلمون.
وفي تقرير للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، منظمة حقوقية غير حكومية، حذرت من أن «الاعتداء على كنيسة الأمير تادرس بقرية الوصلين في مركز أطفيح وغلقها لن يكون الحادث الأخير في وقائع العنف المرتبط بممارسة الشعائر الدينية للمسيحيين، والتي يتوقع زيادتها خلال الفترة المقبلة».
وقال التقرير المعنون بـ«محلك سر: عام على صدور قانون بناء وترميم الكنائس» إن «سلسلة الاعتداءات على الكنائس والمباني الخدمية الدينية بلغت 23 حالة منذ صدور قانون بناء الكنائس في 28 سبتمبر(أيلول) 2016». وأوضح أنه في عدد كبير من هذه الأحداث كانت أجهزة الأمن هى المحرضة أو القائمة بالاعتداء، وفي أغلبها تم غلق الكنائس ومنع الترميم.

اتهامات قبطية للأمن المصري بتسهيل الاعتداء على الكنائس
انتشار عسكري لتأمين احتفالات الميلاد… والكونغرس بحث مشروع قانون لحماية الأقباط
مؤمن الكامل

زعيم «أمل» ينعى «الطائف» ويترك فرصة أخيرة للرئيس لأن «المخفي أعظم»

Posted: 26 Dec 2017 02:11 PM PST

بيروت- «القدس العربي» : لم يطل شهر العسل بين رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري الذي تحقّق بفعل وحدة الموقف من كيفية معالجة ازمة استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري الملتبسة من الرياض.
فالرئيس عون الذي قصد بكركي للمشاركة في قداس عيد الميلاط وعقد خلوة مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خرج إلى الصحافيين مسمياً الأشياء بأسمائها، ومصراً على سنة الأقدمية لضباط دورة 1994 وقال «إذا كان من اعتراض لأحد فليتفضل إلى القضاء، وسأكون مسروراً كرئيس للجمهورية إذا كسر قراري»، مشيراً إلى « أن المرسوم يوقعه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة «وهذا ما جعل الرئيس بري في حال غضب شديد. ولم يكتف عون بذلك بل غمز من قناة من يأخذون حصة أكبر من حجمهم، فقال «البعض دافش حالو أكثر قليلاً، والاعتراض في مجلس الوزراء وفي مجلس النواب، لأن الأعتراض في الصحف منو مزبوط».
ولم يوفّر التقاصف السراي الحكومي من شظاياه، فالرئيس بري ينظر بعين حمراء إلى الرئيس الحريري الذي وقع مرسوم الضباط إلى جانب الرئيس عون الامر الذي جعل رئيس الحكومة يتهيّب الموقف، فطلب من الأمانة العامة لمجلس الوزراء عدم نشره، وبدأت المساعي للمعالجة.
ولكن بماذا ردّ الرئيس بري عين التينة أمس؟
«قال رئيس المجلس النيابي رداً على الرئيس عون «الضعيف يذهب إلى القضاء وقد ألجأ إلى العدلية حين يكون وزير العدل غير منتمٍ لطرف معين». واضاف «قلت في لقاء مع النواب انني تركت معالجة موضوع ملف دورة ضباط 1994 لرئيس الجمهورية وانت القاضي الأول فلماذا أتى الجواب للاعلام على سبيل العيدية»، مشيراً إلى انه «رغم ان الاعتراض في الصحف غير ممنوع قانوناً إلا انه فعلاً بين الأصدقاء ممجوج وغير مستحب»، وتابع « لفتني القول ان المرسوم يمضيه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة فرحمة الله على الطائف وتقبل التعازي في باحة ساحة المادة 54 من الدستور».
وأوضح بري ان «القول ان لدينا مجلس نواب ومجلس الوزراء فهذا صحيح والاقتراح ورد إلى مجلس النواب موقعاً من عون وتم ردّه إلى اللجان النيابية فلماذا تم تهريبه اذا كان المرسوم قانونياً ولماذا تم اقتراح قانون لتمريره؟»، مضيفاً :»من يقول انه لا عبء مالياً في القرار فهو لا يعرف بل مُدعي المعرفة. العبء المالي قادم وموجود وكان يجب عرضه على المالية»، وتابع بري: «استطراداً كلياً وعلى فرض التخوف من عدم توقيع وزير المالية او لعدم ضرورة وزارة المالية فلماذا لم يوقع وزير الداخلية واكتفي بتوقيع وزير الدفاع؟».
وتوجّه زعيم « حركة أمل «الى عون بالقول «يا فخامة الرئيس من بين هؤلاء الضباط كل من السادة التالية اسماؤهم: جورج عيسى، فرانسوا رشوان، مارك صقر، الياس الاشهب، حنا يزبك، ايلي عبود، بسام ابوزيد، ايلي تابت، الياس يونس، وخالد الايوبي. هؤلاء الضباط كلهم من قوى الامن الداخلي وأكثر، ألا يحق لوزير الداخلية التوقيع على المرسوم؟ مرة جديدة يا فخامة الرئيس أترك الأمر لحكمتك وقضائك، فالمخفي اعظم».
ورداً على سؤال حول امكان ان تتأثر علاقته برئيس الحكومة الحريري جراء هذا الموضوع ، اجاب «اسألوه».
وكانت أجواء عين التينة لفتت إلى أنّ الرئيس برّي يعتبر أنّ المرسوم المُرتبط بمنح أقدميّة سنة للضباط الذين تخرّجوا من المدرسة الحربيّة في العام 1994، يتضمّن مُخالفة في الشكل ومُخالفة في المضمون. وأوضحت أنّ المُخالفة في الشكل تعود إلى أنّ الدُستور اللبناني يُلزم توقيع الوزير المُختصّ على المراسيم، حتى تلك التي لا تحتاج لموافقة مجلس الوزراء والمُصنّفة «جوّالة»، ما يعني أنّ المرسوم موضوع الخلاف يستوجب توقيع وزير المال علي حسن خليل، كونه بنظر رئيس مجلس النواب ومجموعة من القوى السياسيّة الأخرى المُؤيّدة لرأيه، سيُرتّب أعباء مالية إضافية على الدولة، في مُقابل إعتبار رئيس الجُمهورية ومن يُؤيّده في هذا الملف، أن لا مصاريف إضافية فوريّة بل فقط عند حُلول موعد ترقية هؤلاء الضبّاط مع سواهم من رفاق السلاح، وأنّه توجد الكثير من الأمثلة من العهود الماضية على عدم توقيع وزير المال على مراسيم موقّعة من قبل رئيسي الجمهورية والحكومة.
وكانت الوساطات على خط عون- بري ركّزت على مُعالجة في الشكل، تبدأ بسحب المرسوم لتوقيع وزير المال عليه حفاظًا على سُلطات الوزير المذكور وما يُمثّله.
الى ذلك، غرّد رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط عبر حسابه على تويتر حول هذه المشكلة قائلاً «مع الأسف، فإن الجو الوفاقي الذي ساد البلاد في المدة الأخيرة عاد وانتكس بعد مرسوم الضباط غير المتفق عليه». وأضاف «وفي هذا المجال من الافضل قانونياً العودة عنه كي لا يخلق ارتجاجات في الجيش والاسلاك الامنية. ولست أدري اذا كانت الرسالات السماوية المحلية كافية للعلاج… شخصياً سأستشير بوذا علّه خير».

زعيم «أمل» ينعى «الطائف» ويترك فرصة أخيرة للرئيس لأن «المخفي أعظم»
شهر العسل ينتكس بين عون وبري على خلفية مرسوم أقدمية الضباط
سعد الياس

الحداثة وهوس الارتياب من ضواحي العالم

Posted: 26 Dec 2017 02:10 PM PST

تتسم مقاربة ما يعانيه العالم من توترات سياسية وأمنية،على ضوء استفحال ظاهرة التطرف الديني، بتشعبها المتعدد الأبعاد، وبقابليتها للتناول من زوايا متعددة، قد تتيح لوِدْيان الدم المزيد من التدفق، استجابة لسجية مُرِيقِيها، فالحرب قائمة دائما أبدا، في البرِّ كما في البحر، تحت الأرض كما في السماء، ونيرانها جد مستعرة في الأمزجة وفي اللغات، وفي كافة ما تعزفه الأجساد من إيقاعات، خلال مواجهاتها اليومية لأعدائها المحتملين، سواء كانوا حاضرين في الحلم أو اليقظة، في الواقع أو في المتخيل.
وتلافيا لاحتمال تورطنا في إثارة القضايا العامة المحايثة عادة لهذا الموضوع، سنكتفي بتناوله من الزاوية التي يحضر فيها الجسد الإسلامي على امتداد فضاءات معلومة، هي فضاءات الغرب، بوصفه جسدا إرهابيا، وهي بالتأكيد زاوية جد منحرفة عما عودتنا عليه الخطابات الإنسانوية المغرقة في تبشيرها، بإمكانية تحقيق تفاهم حضاري عادل ومتكافئ بين شعوب الأرض، بعيدا عن أي نعرة عرقية أو دينية، كما أن انحراف هذه الوجهة عما يوسم عادة بالمسار الحضاري الكوني، سوف تتأكد حالما نفكر في تفكيك الخطابات الإعلامية المواكبة لصورة الآخر/العربي المسلم، كي يصبح جراء هذا التفكيك، موضوع اتهام مباشر، ومعزولا تماما عن أي حصانة حضارية، كما أنه سيُجَرَّد من أي اعتراف ثقافي. بمعنى أنه سيصبح وحيدا في مواجهة بؤس ورعب قدره ومصيره، بوصفه محض جرثومة إرهابية، ومجرد قاتل وسفاك دماء. وهي رؤية أمست في العقود الأخيرة مهيمنة على المشهد الكوني، من منطلق اعتبارها للآخر ـ شبيهك تماما ـ المنتمي إلى ما أسميه بضواحي العالم، الآهلة بحشود كبيرة من سلالتنا، نواةً خصبة قابلة لإعادة إنتاجه خارج سلسلة الخطابات الفضفاضة، التي كانت إلى وقت قريب، حريصة على دمجه ضمن آفاق التواصل المثالي والنموذجي، الكفيل على حد مقولاتها، بصياغة خريطة طريق جديدة، نحو آفاق إنسانية مشتركة، تساهم في تحديثها البشرية جمعاء، بصرف النظر عن هوية تفريعاتها العرقية اللغوية أو العقدية. وكما هو ملاحظ، فإن هذه الصورة، هي نتاج تحوير عدواني، يطعن في مضمون الفكرة القائلة، بأن معظم اللحظات التاريخية التي عاشت إقلاعها الحضاري، وتفاخرت بمساراتها أمم وشعوب، اقترنت أساسا بتلك الحاجة الماسة إلى التواصل الإنساني والحضاري مع الآخر، بما هو مصدر معرفةٍ وثقافةٍ ممهورة باختلافاتها الخلاقة، وهو شيء لا يتحقق إلا عبر فعل التواصل الإنساني والحضاري، الذي يحتل فيه الاعتراف مكانته المركزية، وقد تحول إلى جسر ثقافي، يمارس فضيلة الربط بين فضاءات، تتسم عادة بعمق تنوعها واختلافها، حيث يتحقق الانفتاح الجزئي أو الكلي على الخلفيات الفكرية، التي تتشكل بها حضارة هذا الآخر المتعدد، وهو ما يساهم في تفاعل الخصوصيات، وفي إغنائها، كي تمتلك قدرتها على التلاقح والتفاعل مع غيرها من المرجعيات الثقافية، بصرف النظر عن مقولة العرق، الجنس، اللغة أو الدين. ولنا في اللحظات التاريخية الكبرى التي شاهدتها الحضارات الكونية، خير دليل على هذه المسلمة، حيث كان الاعتراف وسيظل، حاضرا وبقوة، باعتباره أداة فعالة لردم الحواجز القائمة بيت الشعوب، سواء على المستوى الاقتصادي الاجتماعي أو الثقافي.
غير أن الاعتراف كقيمة إنسانية وثقافية، يظل جاهزا وفي أي لحظة، كي ينقلب إلى حالة متفاقمة من الارتياب الفادح، الذي يحتل حيزه الكبير في علاقة «المراكز» العالمية بـ»ضواحيها»، خاصة منها العربية والإفريقية، التي لا تتوقف تحت وطأة مواسم التهجير الدائمة،عن تقيؤ المزيد من الأجساد، المهددة في كل لحظة بالتحول إلى جثث في عالم الواقع، كما في كوابيس المتخيل.
ومن المؤكد أن تضاعف ارتياب المراكز العالمية من دموية الرؤية المعبأة بتعاليمها الدينية، لدى ضواحي العالم بدون استثناء، جعلها تنظر إلى ساكنتها باعتبارها كائنات غريبة، متلفعة بغموض يستدعي توخي الكثير من الحذر في أي تفاعل اضطراري معها، فهذا الغريب/الآخر، من المحتمل أن يكون وبدون سابق إنذار، قنبلة جاهزة لانفجارها العشوائي، وهو اقتناع إشكالي قد يكون فرديا، كما قد يكون من طبيعة جماعية. وما دام البعد الفردي يظل محصورا في حلقته الضيقة، فإن اﻹشكال يحتد حالما يصبح شأنا مجتمعيا. إذ كلما تضاعفت حالة الإحساس الفردي بحضور تهديد فعلي من قِبل «عدُوٍّ ما»، إلا وأمست ظاهرة مجتمعية، تضطلع بدور تصنيع عدُوٍّ، قابل لأن يتجاوز حدود الآخر/الغريب إلى مستوى الآخر/العدو القاتل، وهذا التصنيع يستند في آلية اشتغاله إلى مبدأ نموذج سبق أن أكد دمويته على المشهد الدولي، وأصبح قابلا للتعميم على غيره من الأفراد المؤهلين لأن يتحولوا على جناح السرعة، إلى «جيش عرمرم» غير مرئي، مجرد من كل حس عقلاني أو إنساني.
ومن البديهي أن الأحداث المأتمية التي يحدث أن تقع هنا أو هناك، تساهم بشكل مباشر في تضخيم الإحساس بالخطر، وفي قابلية تطوره إلى حرب، يقتضي اشتعالها العمل على تشكيل جيش بالمفهوم التقليدي والمباشر للكلمة، والممهِّد حتما لما لا حصر له من المجازر المؤدية عمليا لمستويات متعددة من التطهير العرقي. من هذا المنطلق يمكن القول، إن خطاب الحداثة المركزية، الذي يجد صدى له أيضا في الهوامش والضواحي، يلجأ إلى توظيف البعد العسكري في تجسيده للخطر المقبل من قلب المجهول، وفي تعريضه بالأعداء الجدد الذين لا تكف الحداثة ذاتها عن إنتاجهم.
إنه الجيش الغامض اللامرئي بخطره المحدق والمهدد للأمن الجهوي والإقليمي والعالمي، كما إنه الخطر ذاته الذي يتجاوز حدوده الجغرافية، كي يكتسح السماوات والأراضي السبع، دون أن يحتاج بالضرورة إلى إذن للمرور، ما دام خطرا غير مرئي أصلا، وغير مكشوف، وهو ما يؤدي إلى تصاعد حدة الارتياب، نتيجة الاقتناع باستحالة رسم خط أمان فارق بين مكمن الخطر، والمكان المُستهدف بالتهديد، فالعالم من وجهة نظر الحداثة المغلوبة على أمرها، أمسى عرضةً لمباغتةِ جيش غير مرئي، حيث ما من مساحة فارقة، تفصل بين القاتل الافتراضي والضحية، ولعل العجز عن تحديد المساحة الفارقة، هو ما يضاعف من خطورة مفهوم الجيش اللامرئي، العدو، ويجعله أكثر رعبا، لأن الجيش حينما يتم تحديد موقعه، عددِه وعُدَّتِه يصبح قابلا للمواجهة، إلا أنه وفي حالة امتزاجه التام بالهواء وذوبانه في الماء، وأيضا في الطقوس اليومية والمجتمعية، لا يلبث أن يطمس ملامح اللحظة التي سيضرب فيها الأمكنة، والأجساد والقيم والمنجزات التاريخية. فالعام كله، مُعَدٌّ الآن بعناية، ليكون موضوع هجوم وموضوع اعتداء وموضوع إبادة، كما أن الهوس الإعلامي بتضخيم حالة الخطر، يساهم في مضاعفة الوعي برعب الجيش اللامرئي، وبالتالي فإن أهم سمات الحروب الجديدة، هي تلك المجسدة في شراستها الممنهجَة ضد المجهول.
باتت الأنظمة العالمية تخشى انطفاء جذوة العدوانية لدى مواطنيها، كما تتهيب من إجهاز حالة الطمأنينة والإحساس بالأمان، على غريزة التوجس والقتل في فضاءاتها العامة والخاصة. بمعنى أنها حريصة أكثر من أي وقت آخر،على إبقاء البعد البدائي حيا ويقظا لدى شعوبها، لأن الأشواط الكبيرة التي قطعتها الحداثة في توفير شروط الرفاهية، إلى جانب القوانين الدولية التي تقوم بأدوار ردعية ضد مختلف الخروقات، ذات الطابع الهيمني المضمِرة لنزعة الاستحواذ على الآخر، كلها أسباب من شأنها توفير مساحة كبيرة من الطمانينة والإحساس بالأمان، وهو ما يعتبر بمثابة تهديد مضاد لإمكانية قدرة ساكنتها على استعادة عنفها، وحماية ذاتها من أي هجوم محتمل، نتيجة تبدد البعد العدواني لدى الأفراد، الذي لم يعد مؤهلا لبناء الحاجز الأمني والدفاعي لديها، خاصة أن مراكز الحداثة، وعلى الرغم من الأشواط الكبيرة التي أنجزتها في إطار ترسيخ الأسس الديمقراطية، تعاني من تنامي ظاهرة الشك والتوجس، باعتبارهما سلطتين نظريتين تتحكمان في توجيه سياساتها الثقافية والمجتمعية، ما يجعلها محتفظة بجميع الوسائل التي من شانها تأجيج حالة التأهب الدائم، كي تكون جاهزة ذهنيا وجسديا لمواجهة كافة الاحتمالات، بدعم من أبواقها التي لا يخفت لها صوت، وهي تُسَبِّح ليل نهار بهول حضور قنبلة إسلاموية، ستتناسخ حتما في صورة جسد، متسلل من إحدى ضواحي العالم وهوامشه، إلى أسِرَّةِ سكينتها الحضارية.

٭ شاعر وكاتب من المغرب

الحداثة وهوس الارتياب من ضواحي العالم

رشيد المومني

في بلاده يُهاجِرُ الجَزرُ

Posted: 26 Dec 2017 02:10 PM PST

أقف أمام بائع الخضر والغلال ( نسميّه الخضّار في تونس بتغليب بضاعة على بضاعة) لأشتري شيئا ممّا يعرض. داخل الدّكّان وخلف المنضدة حيث موضع الخضّار، ضيف صينيّ يشتري ممّا نشتري.. المشهد عاديّ وكون الزّبون لا يقف مع الزّبائن يؤوّل بكرم البائع وترحيبه بهذا الضيف القادم من الشرق البعيد.
وضع الصينيّ يده على الجزر فسمّاه له البائع لكن بدلا من أن يذكر له الاسم المحليّ (سْفِنَّارِيَة) أو الاسم العربي الفصيح ذكر له الاسم الفرنسيّ (كَارُوتْ).
هذا المشهد العفويّ يُسمّى في تعليم اللغة المحليّة للنّاطقين بغيرها بالانغماس اللغويّ؛ ويعني به دارسوه أنّ متعلم لغة أجنبي عنها ينغمس في وضعيّة تعليم مباشرة هي التي تساعده على أن يتعلم معجم تلك اللغة ونحوها، ويفهم مع ذلك كثيرا من المعطيات الثقافية ذات الصلة بما يتعلّم.
لكنّ المشهد الذي حضرته ليس مثاليّا في الانغماس، لأنّ الصينيّ لم يتعلّم الاسم المحليّ ولكن الاسم الفرنسيّ. ليس على الخضّار حرج لأنّه ليس معلّما بالمعنى الدقيق للعبارة، وليس على الصينيّ خوف فهو سيعرف اسم الجزر التونسي أثناء إقامته في تونس، لكن المهمّ عندي لماذا عدل الخضّار عن اسم اللهجة التونسية أو اللغة العربية الفصحى إلى اسمها الفرنسي وهو «يعلّم « الصينيّ الأسماء؟ يزداد السؤال قيمة إذا ما افترضنا موقف الخضّار من بائع ينتمي إلى لهجته يسمي له الجزر بالفرنسيّة بدلا من اسمه التونسي؛ ربّما سيلقى سلوكه من الخضّار سخرية واستخفافا، فهو سيعتبر استعمال التسمية الفرنسية في غير محلها.
لسانيّا ينتمي المتكلّم/ الخضّار إلى مجموعة لغويّة هي هنا اللّهجة التونسيّة ؛ واللهجة التونسية تُعدّ عند الصّيني شكلا محليا من أشكال العربية والعربية تنتمي بمنظار لساني تاريخي إلى طبقة لغويّة. في اللسانيّات التاريخية اهتمام بما يسمّى بالتّداخل اللغوي، الذي يعني تفاعلا بين اللغات ينتج عنه أخذ لغة من أخرى قد يتطوّر أحيانا إلى حدّ تهيمن فيه لغة على أخرى، وقد تمحوها أصلا وتحلّ محلّها. عُلويّة لغة في هذا التعامل وسُفليّة أخرى قد تحكمه عناصر سياسيّة أو دينية وخلف هذين العاملين أو معهما تكون العناصر الثقافية والعلمية والأيديولوجية مساعدة لتكريس وضعية دونية أو علويّة. من ينتمي إلى لغة يعرف معرفة صريحة أو حدسيّة ما هي طبقتها؛ لكنّ هذه المعرفة لا تكون دقيقة لأنّه قد تحكمها الانفعالات التي تُعلي أو تُسفل بلغة حسب أهواء متكلميها. بيد أنّ هناك عوامل دقيقة ومعايير ثابتة بها نعلم هيمنة لغة على الثقافة والعلوم أكثر من غيرها من اللغات.
في تاريخ العربيّة الفصحى أنتج مثقّفو العصر الوسيط من العرب كثيرا من الآداب التي تضع العربيّة في رتبة الطّبقة اللغويّة الكبرى بالنسبة إلى لغات كالفارسيّة والروميّة والتركية التي كانت على حدودها. ينبغي أن نشير هنا إلى أنّ هذا الرأي كان في أغلبه حماسيّا انفعاليّا، فهذه اللّغات لم تأخذ من معجم العربية ولا من تركيبها ما به أثرت في ملامحها وهدّدتها بالزوال. ربّما كان لتعويض العربية في الإدارة والتجارة سبب في تحديد رواجها، لكنه لم يكن بسبب أخذ تلك اللغات من العربية ما به قتلتها من الدّاخل وحديثنا هنا عن بعض السّاميات القديمة كالآرامية.
اليوم وبعد النّهضة فالحداثة ثمّ العولمة، وبعد أن ظلّت العربية لغة ثقافة تستفيد وتستورد أكثر ممّا تفيد وتصنع، لا يمكن أن نعتبر العربيّة لا مهدِّدة لغيرها ولا مهدَّدة من غيرها، إنّما هي في وضعيّة المستفيد أكثر من المفيد وفي وضعية المستهلك للعلوم والثقافة أكثر من المنتج لهما؛ فهي في وضعيّة المتأثّر لا المؤثّر وكان مّما زاد وضعيّتها ترسيخا الخروجُ من حالة الاستعمار إلى التبعيّة السياسيّة. في هذا الجوّ لم يعد القادم من بعيد غازيا ولا عدوّا، بل صار آخر عظيما أو قزما بحجم ما يسمع به عنه المواطن المحلّي.
ماذا في ذهن المتكلّم /الخضّار عن الصّين حتّى يسلك لغويّا مثلما سلك؟ الصين عند العامّة بلد ينتج كلّ شيء بضاعته تصله رغم بعد بلد الإنتاج؛ حتّى آلة طبخ الشاي المألوفة والتي يسمّيها «البرّاد» يصنعها له الصينيّ وسجّادته وسبحته التي يأتي بها من البيت الحرام هما من صنع صيني. الصين بلاد الجدار العظيم وعليها يعيش ما قارب المليار ونصف المليار من السكان.
التونسيّ إن حدّثك ولم تفهمه وأراد أن يتّهمك أنت بالتّقصير ويبرّئ نفسه يسألك سؤالا إنكاريّا: هل أتكلّم بالصّينيّة؟ اللغة الصينيّة ليست رمزا للّغة التي لا تُفهم فقط بل رمز للغة المستغلقة التي يستحيل أن تفهم. وهذه الصورة زادتها تأكيدا في ذهنه الكتابة التي ترسم على المنتوجات الصينية: يستطيع البسيط أن يتبيّن أنّها ليست بالحروف اللاتينية المعروفة بل برسوم الحبر الصيني الأسود المعروف.
وضعيّة التواصل التي وجد المتكلّم /الخضّار نفسه فيها هي وضعيّة تجتمع فيها كلّ هذه العناصر، لذلك هرب من لغته فهي في تقديره ستكون في ذهن الصيني كالصينية في ذهنه هو. وهو يعلم بحدسه الحضاريّ أنّ لهجته أكثر غربة عن الصيني من لغة الفرنسيين، فرنسا عند الصيني في حكم المعروف لديه؛ واستتباعا لذلك ربّما ظنّ الخضّار أنّ اسم الجزر التّونسي ثقيل على الصينيّ في الأداء وليس كاسم «كاروت» الفرنسيّ المكون من مقطعين، اسم ينطق بحلاوة كالتي في طعمه حين يصفها البائع لمن يشتري ويعتقده لا يعرف الجزر. الجزر يصبح باسمه الفرنسيّ ذا شعر أشقر وعينين زرقاوين تضاف إلى حمرته الطبيعية التي فيه. باسمه الفرنسيّ يهاجر الجزر وهو في بلاده حبيس حزمته.
أقول للبائع وأنا أحمل حزمة الجزر في يدي هل تبيعون الجزر بالرطل أم بالحزمة؟ فينزعج من دخولي على الخطّ وينزعج من اسم «السفنّارية» المحلّي هو الذي يبيع له جزرا باسم فرنسيّ يرقّيه. ينزعج لأنّي أضفت إلى اسم الجزر تسمية الحزمة ( نسميها محلّيا ربطة). وينزعج الخضّار لأنّه لم يعد بائعا وحسب، بل معلّما يعلّم أجنبيّا اسما أجنبيّا لبضاعة محلّيّة. سيعلم الخضّار وهو يعلّم كيف أنّ الضّوضاء التي تنبعث من أصوات المشترين الفضوليّين هي ضوضاء تعرقل عليه أكبر عمليّة تسويق للبضاعة ولاسمها لا تحدث كلّ يوم.
سوف يقارن الصيني بين اسم الجزر في الصين واسم الجزر في تونس، سيسعى كي يتعرّف عليه وحين سيقارن بين اسمه في بلاده واسمه في تونس سوف لن يعبأ بما قاله له التونسي عن اسمه الفرنسيّ إلاّ إذا كان لسانيّا في ذهنه شياطين اللغة وملائكتها.
لكن حين يعرف الصيني ما اسم « الجزر» بالتونسيّ ستكون الطريق طويلة أمامه حتّى يعرف كثيرا عن حكاياتنا عن الجَزر؛ سيصاب بالحيرة حين يعرف مثلا أنّ الاسم الريفي التونسي القديم للجزر «الغلّة» أي الغلال وأنّ من غريب اسمها عند أهل الريف ما يدلّ على أنّ الجزر فحل الأرض يخصبها. للاسم خلفيّات أسطورية هي أعظم من أسطورة أن يبيعه خضّار تونسيّ يفتخر باسمه الفرنسيّ.

٭ أستاذ اللسانيّات بالجامعة التونسيّة

في بلاده يُهاجِرُ الجَزرُ

توفيق قريرة

هذا ما قاله بعض الإماراتيين عن الأزمة مع تونس

Posted: 26 Dec 2017 02:09 PM PST

تونس غاضبة إلى أبعد الحدود فهي، حكومة وقوى سياسية وإعلاما، متحدة في إدانة ما حصل لنسائها المسافرات لدولة الإمارات من إهانة غير مفهومة ولا مبررة استدعت في النهاية من السلطات حظر الطيران الإماراتي من وإلى تونس إلى حين جلاء حقيقة ما حصل وإلى حين تقدم أبو ظبي باعتذار رسمي وعلني، وهو ما غدا مطلبا تونسيا جماعيا.
بإمكان أي واحد أن يعرف المزاج التونسي الغاضب بمجرد متابعة القرارات والتصريحات الرسمية وما أعلنته الآن الأحزاب الرئيسية ومنظمات المجتمع المدني في لهجة واحدة مدينة لما جرى. في المقابل صمت مطبق من الإمارات وإعلامها ومسؤوليها عدا تغريدة يتيمة مبهمة من وزير دولتها للشؤون الخارجية لذا كان من «المشوق» محاولة البحث عن بعض الردود الإماراتية، حتى وإن كانت من شخصيات إعلامية في تصريحات تعد على الأصابع ولا تقاس بأي حال من الأحوال بما يقوله التونسيون ليلا نهارا هذه الأيام في كل منبر إعلامي وعلى كل منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما «فيسبوك» سلاح الشباب الفتاك هناك.
لغاية كتابة هذا المقال، لم أظفر إلا بهذا النزر القليل جدا:
يقول المحلل السياسي الإماراتي ماجد الرئيسي إن «الإعلام المحسوب على التيارات الإخوانية المدعومة من قطر هو الذي افتعل مشكلة الطيران التونسي الإماراتي وقام بتصويرها على أنها أزمة» وإن «الإجراء الذي اتخذته دولة الإمارات هو إجراء سيادي تمنحه القوانين الدولية، والإمارات هي دولة مؤسسات ومعروفة بمحاربتها للإرهاب، ومن حقها اتخاذ أي إجراء يتعلق بالحفاظ على أمنها».
ويضيف الرئيسي لقناة «الحدث» أن «هناك الكثير من التونسيين الذين كانوا يحاربون في صفوف داعش من بينهم مائتا امرأة، وبالتالي، من حق الإمارات أن تتخذ أي إجراء للحفاظ على أمنها، ولذلك فلا سبب يستدعي انزعاج الإخوة في تونس».
وعن سبب عدم عرض الإمارات المعلومات التي توفرت لديها حول احتمال تعرض إحدى طائراتها للاستهداف من قبل سيدة تحمل جواز سفر تونسيا، وذلك حتى تتضح الأمور، أجاب الرئيسي إن «السبب يكمن في أن الإمارات تراعي مبدأ الأخوّة مع تونس، ولو عرضت وسائل الإعلام الإماراتية لهذه الحادثة، فإن هذا سيمسّ بسمعة تونس وبسمعة المواطن التونسي، ولهذا السبب، تحفظت الإمارات على هذا الإعلان احتراما لسمعة التونسيين (..) ماذا سنجني لو قلنا إن الإمارات اتخذت إجراء سياديا بمنع تونسية كانت سترتكب جريمة إرهابية على طائرة إماراتية، فهذا الأمر لا يفيد التونسيين، بل يضر بسمعتهم».
أما مدير تحرير صحيفة «الخليج تايمز» مصطفى الزرعوني، فقال لقناة «روسيا اليوم» إن «قطر والإخوان استغلوا هذا الموقف وأشعلت أزمة بين الإمارات وتونس، وهذه الأزمة غير موجودة على أرض الواقع، ولذلك حاولوا توجيه الإمارات إلى جبهة جديدة». وأضاف أن «هناك الكثير من الجهات التي رغبت بالاستفادة من حادثة منع الإمارات التونسيات من السفر على متن طائراتها، لبث روح الخلاف بين دولة الإمارات وتونس، ولكن نحن نؤكد أن العلاقة طيبة»، معتبرا أن بلاده «لا تريد جر تونس إلى موقفها السياسي بالخليج، ونحن نحترم تونس وحركتها السياسية الناجحة في الوطن العربي ونشيد بها خاصة من خلال توافق جميع الأطراف فيها».
وفي الوقت الذي كانت فيه نساء تونس الأعلى صوتا في هذه الأزمة، سواء بالتصريحات المنددة أو الوقفات الاحتجاجية، فإنه ليس من السهل أبدا العثور على تصريح لسيدة إماراتية تدلي بدلوها، وقد تكون ابتسام الكتبي رئيسة «مركز الإمارات للسياسات» الوحيدة التي تجرأت وفعلت ذلك، فقد قالت في مقابلة لقناة «سكاي نيوز عربية» في أبو ظبي إن «المتصيدين في المياه العكرة ومنتهزي الفرص وظفوا حادثة منع التونسيات من ركوب الخطوط الإماراتية لتأجيج الوضع وإشعال نيران الفتنة بين الشعبين الإماراتي والتونسي».
اللافت هنا أن السيدة الكتبي أكدت أنها «تتفهم مشاعر الاستياء التي عمت في الأوساط التونسية، قائلة «نحن نقدر ذلك، لكن عليهم أن يدركوا أن أمن وسلامة الناس أهم من أية اعتبارات أخرى»، داعية التونسيين إلى «عدم الانجراف وراء الحساسيات والنظر إلى القضية بعين العقل والرصانة، فنحن اليوم أمام وضع أمني في غاية الخطورة وسط أنباء عن عودة مقاتلي داعش من سوريا والعراق» قبل أن تختم بالقول «إن هذه الإجراءات مؤقتة وستُلغى بمجرد تحديد هوية المشتبه بهم، ونحن في الإمارات نقدر المرأة التونسية ونعتبرها نموذجا للمرأة العربية». وأضافت أن «الإجراءات الأمنية تُتخذ بسرعة وحزم وبدون أية تمهيدات مسبقة خاصة عندما يتعلق الأمر بوجود تهديدات تحدق بأمن وسلامة الركاب بمن فيهم التونسيون».
وبما أن السيدة الكتبي ترى أن «قناة الجزيرة ومشتقاتها الإعلامية وبعض التيارات الحزبية الموالية للنظام القطري ما انفكت تهوّل القضية وتؤلب المشاعر وتذكي روح العداوة منذ أن صدر القرار الإماراتي الذي جاء استجابة لبعض التقارير الاستخباراتية الأمنية العاجلة»، فلن أعلق بشيء…
أنا لم أفعل سوى جمع هذه التصريحات… أما التعليق فمتروك لكم!!

٭ كاتب وإعلامي تونسي

هذا ما قاله بعض الإماراتيين عن الأزمة مع تونس

محمد كريشان

الأردن: ورم سياسي وأنيميا اقتصادية

Posted: 26 Dec 2017 02:09 PM PST

لا بد من الإقرار أن التعاطي مع التحديات الحساسة التي تواجه الأردن والأردنيين هذه الأيام يستوجب التوقف التام عن ثقافة الانكار وتدشين توجه وطني بعنوان «طاقم مختلف»، يدير مفاوضات مصالح البلاد بطريقة خبيرة ومهارة مسؤولة ويعالج «أزمة الأدوات».
دون وقبل ذلك لا مجال للتحدث عن مشروعات وخطط طارئة لتأمين مصالح الأردنيين وسهرهم الشغوف على دولتهم ومشروعهم في الصمود وسط الموج المتلاطم في الإقليم.
الوضع الأردني ليس منغلقا على الخيارات ولا كارثيا ولا معقدا جدا كما يشيع بعضهم.
والوطن والدولة لا يخدمهما اليوم التذمر وإشاعة السلبية، لأننا نتحدث هنا عن دولة عميقة خبيرة، وعن شعب واجه الأزمات في الماضي، وعن قيادة تجاوزت سؤال الشرعية، ولديها من الحب الشعبي ما يفيض، ومن الخبرة ما هو ضروري للمناورة والمبادرة.
أوراق قوة الأردن في هذه الأيام الصعبة في شعبه المتماسك العروبي النابض بالولاء القومي، وفي منظومة القيم والتقاليد الاجتماعية الصلبة الضابطة لأي اندفاعات، ووجود نخبة من خيرة الخيرة تسهر على أمن الأردنيين وتوفر بنية تشريعات وقوانين تضبط العلاقة بين الفرد والمؤسسات، وتنظم الفارق والهامش بين الحقوق والواجبات.
نعم؛ الأردنيون اليوم لا يملكون إلا الالتفاف حول دولتهم وهُويتهم التي تمثلها هذه الدولة.
لكن السؤال هو: هل تسمح القوة المستحكمة اليوم في نخبة إدارة الدولة للأردني بالتعبير عن ولائه ومشاعره وسعيه للمزيد من الصبر والأداء المنضبط؟
هل تترك شبكة نخبة المصالح للنظام وللشعب فرصة «التصالح» الاجتماعي السياسي الوطني، ضمن رؤية أشمل تتعامل مع الحاضر المعقّد بعيدا عن اجتهادات الحكومات وكسل الحلقات الوسيطة ومصالح النافذين التي طالما تم تقديمها على متطلبات الوطن؟
مرة أخرى الوضع صعب ومعقد ويتطلب الحذر من الجميع. ومرة أخرى لا بد من افتراض حسن النوايا وإظهار قدر من الثقة بالمؤسسات وقدراتها على أن تجتهد تلك الحلقات التي لا تسير بلياقة النظام والدولة نفسها، فتنفض الغبار والتكلس عن ملفاتها وتخوض مع الشارع في لعبة قواعد جديدة على أساس النظافة والنزاهة.
ورقة الأردنيين اليوم لمواجهة التحديات تشمل الإعلاء من قيمة القانون ومحاصرة أي تنمر على المؤسسات والتعامل تحديدا مع الضائقة الاقتصادية بقدر كبير من الرشد والعقلانية التي ينبغي أن تطال الجميع من القمة للقاعدة.
ليس سرًا أن تلك الأدوات الخشنة في مواجهة الواقع لا تكفي إطلاقًا، لأن الأردني الطيّب منح النخبة عشرات الفرص، وصبر كأيوب على الأوضاع والقرارات والاتجاهات الخطأ، ولا بد أن نعود للجملة الافتتاحية قبل أي خطاب، وهي بلا شك تكمن في عبارة من وزن «أزمة الأدوات» حيث أداء مراهق ومجازف وخيارات يقر الجميع الآن أنها خالية من «الموهبة والخيال» وتفتقر للقدرة على التفاوض ومهارة التحصيل الإيجابي للمكاسب.
عدد كبير من مسؤولي ورموز المرحلة الحالية «شطار» من دون احتراف يجيدون اللف والدوران والمراوغة، وينفعلون أكثر مما يظهرون ردّات فعل منتجة والقطيعة واضحة جدا بينهم وبين الناس.
التجربة اليوم وبصراحة قد تتطلب تشكيل خلايا أزمة حقيقية لديها مصداقية تدير الملفات والعودة لمبدأ وجوهر «الولاية العامة» ووقف كل عمليات التدخل في خيارات الناس والعبث في الانتخابات.
التجربة تتطلب التصدي للورم السياسي النخبوي السرطاني، الذي أنتج طبقة قوية من الانتهازيين على قاعدة شعبية يعرفها كل من عمل في تجارة المواشي.. «كثير النط.. قليل الحيلة».
وتتطلب الاستدراك في مخاطبة مخاوف الفساد التي ذكرني أمس الأول فقط صديق بعبارتي التي تخصها حيث الإكثار من الشعارات في مقاومة الفساد من دون وضع حد له «يسحب من رصيد النظام» ويهدد الاستقرار العام والاجتماعي ودولة سيادة القانون.
أتجول يوميًا بين عشرات الأردنيين البسطاء وأستمع لإيقاع الشارع وأتلّمس بيدي تلك الحاجة الملحّة للصدق والمصارحة في التعامل مع المواطنين قبل الحديث عن أي مصالحات يمكن أن تقود لتفاهمات استراتيجية عميقة بين الناس ودولتهم.
الحاجة ملحّة لإعادة الذين صنّفوا في الماضي في إطار المعارضة والرأي الآخر والديناصورات كلهم والأقل حظّا والأكثر كفاءة إلى «حديقة الوطن» حيث لا ضرر من وجود حديقتين في المنزل الوطني نفسه، واحدة أمامية والأخرى خلفية، وظيفتها ليس التسحيج والتصفيق، بل انتاج المزيد من الخيارات الاستراتيجية بين يدي القيادة.
الفرصة مناسبة اليوم لاستذكار مقولة مخضرم محنك من وزن زيد الرفاعي وهو يقول: إن ترك أي قيادة في أحضان خيار استراتيجي واحد في أي قضية مهمة سلوك فيه خلل قد يصل إلى مستوى الخيانة.
نعم؛ يحتاج الأردن اليوم لخيارات استراتيجية متعددة وبدائل، تلبية هذا الاحتياج الوطني الواقعي الممكن تتطلب بدورها بعد الإقرار بأزمة الأدوات الاسترسال في معالجة هذه الأزمة، بعيدًا عن المحاصصة البغيضة وقواعد الترفيع والترقيع النخبوي السقيمة.
حالة التحالفات الأردنية اليوم، إذا نظرنا لها بطريقة واقعية، نقول إنها نتجت عن التمسك الشديد بإدارة وطواقم التكنوقراط على حساب السياسيين ومراكز الخبرة المخضرمة والزعامات الوطنية التي استهدفت مرارا وتكرارا في العشيرة والقبيلة وخريطة النخبة وحتى في الأحزاب السياسية والإدارة وطبقة البيروقراط الوطني المخلص.
التكنوقراط مهم ويمرر مساحات إدارية لكنه لا يستطيع صناعة سياسة وتأسيس اتجاهات تتموضع ضمن مساحة المصالح العليا ولا يستطيع حشد الشعب حول الدولة والنظام، وينبغي اليوم تحديدا ولو مؤقتا أن يتوارى خلف الأنظار ويعمل خلف الستارة، أو في ظل الرموز السياسية، بدلا من الاسترسال في الجلوس بمنطقة الورم السياسي، التي يشغل مقاعدها اليوم مجازفون ومراهقون منتشرون بكل مكان على حساب الطبقة السياسية، وفي ظل ما يصفه الدكتور وليد عبد الحي بـ «أنيميا اقتصادية».

٭ إعلامي أردني من أسرة «القدس العربي»

الأردن: ورم سياسي وأنيميا اقتصادية

بسام البدارين

 سقطة «طيران الإمارات» في تونس

Posted: 26 Dec 2017 02:09 PM PST

من كان يصدق أن تلك الجملة بالذات كانت ستثير كل ذلك التوتر في الإمارات؟ حتى رجب طيب أردوغان نفسه لم يكن يتصور حين قال في الخامس عشر من الشهر الجاري، محذرا من تداعيات قرار ترامب نقل سفارة بلاده للقدس إنه «إذا فقدنا القدس فلن نتمكن من حماية المدينة المنورة، واذا فقدنا المدينة فلن نستطيع حماية مكة، واذا سقطت مكة سنفقد الكعبة». يمكن أن يكون لتصريحه أثر عكسي في أبوظبي.
ولكن ما حصل كان فعلا فوق الخيال، فعوض التنبه لمغزى تحذير الرئيس التركي وأخذه بالجدية المطلوبة، ظهرت حساسية شديدة حول المعني أكثر من غيره بحماية الاماكن المقدسة. هل هم عرب الجزيرة وآل سعود بالتحديد؟ أم باقي المسلمين، بمن فيهم الاتراك الذين زاد ضعف الحضور الرسمي العربي في قمة إسطنبول الاخيرة حول القدس من طموحهم في تحقيق تلك الغاية؟
لم يرغب السعوديون بإظهار ردود قوية واكتفى بعض مسؤوليهم بأن يكتبوا على تويتر قائلين مثلا لاردوغان «إقطع العلاقات مع اسرائيل كما وعدت في خطاب سابق مزلزل مجلجل، أما الحرمان الشريفان فلهما رب يحميهما ثم رجال شرّفهم الله بخدمتهما» مثلما فعل الامير عبد الرحمن بن مساعد. ولكن الإماراتيين كانوا ملكيين اكثر من الملك، وفضل وزير خارجيتهم أن يخرج عن تحفظه الدبلوماسي ويعيد نشر تغريدة على حسابه على تويتر، تتهم أجداد أردوغان بأنهم سرقوا زمن حكم القائد التركي فخر الدين باشا للمدينة المنورة أموالا ومخطوطات تعود للمكتبة المحمودية، وهو ما عجل بتحول الجدل إلى تراشق كلامي، ثم أزمة مكشوفة بين أنقرة وأبوظبي.
غير أن اللعب بوجه مكشوف مع قوة إقليمية وازنة مثل تركيا باستنساخ رديء لتغريدات ترامب الشهيرة لم يكن سهلا على الاطلاق. وعوض أن تخرج الإمارات من معركة التاريخ ولو بكسب رمزي محدود، لم تجن بالاخير سوى خسارة جديدة قوّت السلطان العثماني وجعلته يبدو بالمقابل، وبنظر الكثيرين عربيا أكثر من العرب أنفسهم. والغريب أن الإماراتيين لم يستوعبوا ما حصل لهم مع أردوغان بسرعة، بل ارتكبوا بعد أيام معدودة فقط من تلك السقطة المريعة خطأ استراتيجيا فظيعا مع بلد ما انفكوا يحاولون السيطرة عليه بلا جدوى. لقد أعلنوا وبشكل مفاجئ عن قرار عنصري أربك حتى حلفاءهم من رموز ما بات يعرف بأحزاب الإمارات في تونس، وجعلهم لا يستطيعون الخروج من المأزق الذي وضعهم فيه، ونجحوا من حيث لم يرغبوا في تجميع التونسيين على كلمة واحدة، وهي الثأر لما لحقهم من إهانة بعد قرارهم الجمعة الماضي منع التونسيات من ركوب ناقلاتهم الجوية، وبذلك بدا من تبقى من اصدقائهم في موقف عزلة وضعف، اذ كيف يبرر هؤلاء للتونسيين منع نسائهم اللواتي كن الورقة الرابحة للنظام القديم في مواجهة الاسلاميين من السفر، أو حتى عبور بلد يكتفي وزير دولته للخارجية بعد أكثر من ثمان واربعين ساعة من المنع بكتابة تغريدة على حسابه على تويتر يقول فيها «إننا في الامارات نقدر المرأة التونسية ونحترمها ونثمن تجربتها الرائدة ونعتبرها صمام الأمان»؟ هل سيقولون لهم لا تهولوا الأمور ولا تعطوها حجما اكبر من حجمها ذرا للرماد في العيون؟ أو انهم سيكررون عليهم ما قالته الناطقة باسم الرئاسة من أن القرار «سيادي يخص الإمارات»؟ ومن سيصدقهم إن قالوا وفعلوا ذلك؟
ولكن السؤال الأهم الذي بقي بعدها هو ما الرسالة التي أراد الإماراتيون إيصالها لتونس في هذا الوقت بالذات من خلال المس بواحدة من أعمدة نظامها الحديث، أو لنقل بما كان يعد ذخيرتها الاستراتيجية في مواجهة الإسلاميين؟ وهل كانوا يدركون حقا أنهم يخربون بيوتهم بأيديهم وأنهم بذلك القرار يضعفون حلفاءهم ويخدمون من حيث لا يشعرون خصومهم؟ أم أنهم تقصدوا فعل ذلك مدركين تبعاته الفورية على صورتهم في تونس، لكن متطلعين لتحقيق كسب قد يعوض خسارتهم لاحقا؟
لننظر جيدا لما قاله الشيخ الغنوشي أياما قليلة فقط قبل القرار الاماراتي، فقد صرح رئيس حركة النهضة لوكالة الاناضول بأن «القضية الفلسطينية تجدد الربيع العربي بعدما كان يعيش حالة خمول وتآكل، وتحارب أهلي بسبب المؤامرات». مضيفا أن «التحركات أعادت الربيع العربي، فحركة شعوب ضد الظلم وحركة شعوب تطالب بالعدل والحرية والتنمية في مسالك راقية بعيدة عن العنف والإرهاب هي جوهر الربيع العربي الذي حركه السيد ترامب من خلال قضية القدس». لقد حصل ذلك في وقت بدا فيه الموقف الرسمي قريبا من الموقف الشعبي المساند للفلسطينيين. ورغم أن الرئيس قائد السبسي لم يشارك في قمة اسطنبول مثل معظم القادة العرب، إلا أن وسائل الإعلام المحلية نقلت خبر استدعائه السفير الامريكي لقصر قرطاج، لإبلاغه موقف تونس الرافض لقرار ترامب، ثم نبأ مكالمة هاتفية جمعته بالرئيس أردوغان قبل القمة، كان أبرز ما جاء فيها، بحسب نص وكالة الانباء الرسمية، عدا التطرق للقضية الفلسطينية «بحث علاقات الأخوة والتعاون المتميزة القائمة بين البلدين وسبل تنميتها إلى المستوى الذي يلبي تطلعات الشعبين الشقيقين، لاسيما في ضوء الزيارة التي سيؤديها الرئيس التركي إلى تونس يومي السادس والعشرين والسابع والعشرين من ديسمبر الجاري، وذلك بدعوة من رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي».
ويبدو أن محاولة المسؤولين التونسيين مسك العصا من الوسط، بالرضوخ لضغوط قد تكون مورست عليهم لإثنائهم عن حضور قمة اسطنبول على مستوى رئاسي، ودعوة الرئيس التركي بالمقابل لزيارة بلدهم بعد القمة، تم النظر لها في الإمارات كمحاولة التفافية للاصطفاف مع الطرف الاخر. وبالنسبة للاماراتيين فقد اعتبروا أن اثر الائتلاف الحكومي بين قوى النظام السابق والاسلاميين كان واضحا في توجهات قصر قرطاج. ولان الهدف الاستراتيجي كان وما زال فض تلك الشراكة التي يرونها غير طبيعية بالمرة، فقد بدأ الفصل الجديد من مشروع قد يكون محمد دحلان مستشار ولي العهد الإماراتي الذي وصفته صحيفة «لوموند» الفرنسية بـ»قلب المؤامرات السياسية والمالية في الشرق الاوسط» هو من رسم خطوطه الكبرى، في زيارته المريبة لتونس الشهر الماضي، ويقضي بفك الارتباط بالاسلاميين في انتظار عزلهم وإبعادهم في مرحلة موالية عن المشهد السياسي. ولعل سقطة الطيران الاماراتي كانت هي الاشارة الرمزية الأولى لانطلاق ذلك المشروع، بتزامن مع زيارة الرئيس اردوغان لتونس.
لم يكن الهدف من وراء استثارة المشاعر الوطنية من خلال ذلك القرار تنبيه التونسيين للمؤامرات التي تحاك ضد بلدهم، بل إعطاء نفس جديد لعناصر النظام القديم حتى تستجمع قواها استعدادا لمواجهة مرتقبة مع حركة النهضة. إنها عملية مجنونة تشبه الانتحار السياسي، الذي قد يعيد خلط الأوراق ويطهر المتهمين المفترضين في تونس بالعمالة لدبي، ويعطيهم فرصة حتى يقطعوا ولو في الظاهر روابطهم بها ويكسبوا غطاء شعبيا باتوا يحتاجونه اكثر من قبل. لكن تلك السقطة قد تكون ايضا دليل السقوط النهائي لحكام ابو ظبي، الذين باتوا يحسبون كل صيحة عليهم ولو كانت في القدس أو المدينة، أو ربما حتى في تونس.

كاتب وصحافي من تونس

 سقطة «طيران الإمارات» في تونس

نزار بولحية

مظاهرات كردستان: ثورة الجياع المقبلة

Posted: 26 Dec 2017 02:09 PM PST

تفجرت يوم الاثنين 18 ديسمبر الجاري مظاهرات غاضبة اجتاحت مدن وبلدات مختلفة في إقليم كردستان العراق احتجاجا على سوء الخدمات وتردي الواقع الاقتصادي، وتحولت الاحتجاجات السلمية إلى اشتباكات عنيفة بين قوى الأمن والمحتجين، الذين رشقوهم بالحجارة فردت قوى الأمن بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، ما تسبب في مقتل 5 وإصابة 80 متظاهرا بجروح.وقد انصب غضب المحتجين على مقرات الأحزاب الكردية وعلى مقرات الأمن (الاسايش) والمباني الحكومية.
وأفادت وسائل إعلام كردية، الأربعاء 20 ديسمبر، بأن محافظة السليمانية شهدت حملة اعتقالات واسعة، كما تمت مهاجمة مكاتب محطة (NRT) الفضائية الكردية المستقلة، من قبل قوات أمنية قامت باحتجاز العاملين في إحدى قاعات المحطة وكسرت الأثاث والأجهزة وصادرت بعض معدات البث.كما تم فرض حظر التجوال في مناطق متفرقة بالمدينة. وذكرت وسائل الإعلام، أن قوات أمنية كردية باشرت بحملة اعتقالات واسعة في مناطق حلبجة وشهرزور وجمجمال ورانية في محافظة السليمانية، وتم اعتقال عشرات المدنيين على خلفية الاحتجاجات.
فلماذا اندلعت موجة التظاهر والغضب الآن تحديدا؟ ولماذا تعرضت مقرات الأحزاب الكردية كلها للحرق والتدمير، رغم أن حركات التغيير والجبهة الاسلامية ادعت تمثيلها للمعارضين وتبنيها لمطالب المحتجين؟ وما هو موقف حكومة الاقليم؟ وهل هناك رسائل أو إشارات أرسلت لرئيس الحكومة المركزية في بغداد للتدخل وفرض سيطرة بغداد بالقوة على محافظات الاقليم؟
يشير البعض إلى أن اصل المشكلة هو ضغط حكومة بغداد باتجاه مزيد من العقوبات على حكومة أربيل، التي لم تتأثر كثيرا بإجراءات بغداد، في حين وقع تأثير هذه الضغوط على كاهل الكردي البسيط، حيث تصر حكومة العبادي في بغداد عبر تفاوضها مع حكومة نيجرفان بارزاني على أن تكون حصة الاقليم من الموازنة الاتحادية 12.5% بدلا من 15% التي كان تستلمها حكومة الاقليم سابقا، رجوعا إلى الأرقام التي كانت متبعة، وفقا لأحصاءات ما قبل 2003، عندما كانت حكومة بغداد ابان حكم صدام حسين ترزح تحت البند السابع من العقوبات الاقتصادية الاممية. وعندما وقعت اتفاقية «النفط مقابل الغذاء والدواء» منتصف عقد التسعينيات بين العراق ولجان الأمم المتحدة المختصة التي كانت تستقطع بدورها حصة الإقليم الخارج عن سيطرة الحكومة المركزية وتسلمها لحكومة كردستان مباشرة، وقد احتسبت هذه الحصة بناء على سجلات وزارة التجارة لبطاقات الحصة التموينية، التي اعتبرت دقيقة بما يكفي لاعتمادها نتيجة غياب الاحصاء السكاني في العراق، وكانت النتيجة استلام كردستان 12.5% من الحصة الإجمالية للعراق.
كما أن حكومة العبادي مستمرة بالضغط على حكومة اربيل، مطالبة اياها بالتصريح الواضح بالغاء كل ما ترتب من نتائج على الاستفتاء الذي أجرته في سبتمبر الماضي، رغم أن واقع الحال يصب في خانة الالغاء، حتى بات أمرا واقعا، الا أن بعض المراقبين يرون أن الغاية من إصرار بغداد على المطالبة بالتصريح الواضح بالغاء نتائج الاستفتاء من اربيل، هي فرض المزيد من الاذلال على حكومة الاقليم التي تمر باضعف حالاتها.
ومع وعود رئيس الوزراء العراقي بدفع مستحقات مرتبات موظفي الاقليم المتأخرة، ظهرت عقبة اخرى لا أحد يعرف كيف يمكن أن تحل، اذ اتهمت بغداد حكومة الاقليم بتقديم قوائم تشوبها شبهة فساد، لانها ضمت اعدادا مبالغا بها وصلت إلى حوالي 1.5 مليون موظف حكومي من مجموع سكان الإقليم البالغ حوالي 5 ملايين، بينما تؤكد حكومة اربيل من جانبهاعلى أن القوائم صحيحة، وبين رفض بغداد وإصرار أربيل يبقي المواطن الكردي يعاني العوز والبرد وفقدان الغذاء والوقود في فصل شتاء قاسي البرودة.
المتظاهرون خرجوا هذه المرة بدون أن يميزوا بين حزب وآخر، أو بين من يدعي المعارضة أو من يشترك في الحكومة، لذلك تعرضت مقرات الاحزاب جميعها للهجوم، وتأتي هذه التطورات فيما دعا رئيس حكومة الإقليم نيجرفان بارزاني برلمان كردستان إلى تحديد موعد لإجراء انتخابات برلمانية في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة. ولأن شعار المتظاهرين هو (الخدمات والرواتب) فقد دعا اكثر من صوت إلى عدم تسيس الاحتجاجات، ومنع أي محاولة من أي طرف سياسي لركوب موجة غضب الجياع في كردستان، فقد صرح مدير عام التربية في محافظة السليمانية دلشاد عمر بخصوص تظاهرات المعلمين التي تحولت إلى اعتصام مفتوح لحين دفع مستحقاتهم، قائلا: «ان المعلمين والموظفين بشكل عام يعانون منذ عدة اعوام من أوضاع اقتصادية متردية. وقد قمنا عدة مرات بمخاطبة الحكومة ونفذنا عمليات اعتصام وتظاهر، لكن للاسف لم تسفر عن أي شيء». كما اوضح بقوله «الآن نرى أن التظاهرات التي اطلقها المعلمون تكاد تتحول إلى صراعات سياسية، والاحزاب المتناحرة تحاول تحويل التظاهرات باتجاه مصالحها الشخصية، ومن هذا المنطلق نقول: أيها المعلمون والموظفون ولكي نكون في الطليعة، كما كنا دائماً، ولكي لا نكون جزءا من الصراعات والتكتلات الحزبية والسياسية، وان نبتعد عن الايادي التخريبية، أدعو إلى تحويل التظاهرات إلى اضراب عام داخل المراكز التعليمية من أجل حماية الأمن والاستقرار في المدن».
حكومة الإقليم اليوم تتعرض لأقسى اختبار لها منذ 2003، لذلك كان موقفها متخبط بشكل واضح حيث سلكت أسهل الطرق عبر رمي التهم على «اصابع خفية» في محاولة لتسويق نظريات مؤامرة تحاول من خلالها تفسير ما جرى، بدون أن تمتلك الشجاعة لتواجه الفساد المستشري الذي اوصل الشعب إلى الثورة. وقد حذر رئيس حكومة إقليم كردستان من أن تهديدا جديا يحدق بالإقليم، متهما «أيادي خفية» بمحاولة بث الفوضى في التظاهرات التي تشهدها مناطق في كردستان العراق، بينما قالت حكومة الاقليم في بيانها الصحافي أن «التظاهرات السلمية والمدنية للمطالبة بالحقوق ضمن اطار القانون، ممارسة ديمقراطية مسموح بها تماما»، لافتة إلى أن «استغلال هذه الحقوق والمطالب لممارسة العنف وإلحاق الأضرار بأملاك وأموال المواطنين، وإثارة المشاكل وتخريب الأمن والاستقرار، وبالاخص في الوقت الذي يمر الإقليم بأوضاع صعبة، ويواجه مخاطر التخريب وإفشال وتفكيك كيانه السياسي والدستوري، لن تعود بالفائدة على احد سوى اعداء كردستان، لذا لا يمكن القبول به قطعا».
من جانبها أكدت قيادة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الشريك الاكبر لحزب رئيس حكومة الاقليم، في 19 ديسمبر بعد يوم واحد من اندلاع الاحتجاجات، عدم القبول بالافعال غير الديمقراطية، وقالت قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني في بيان صحافي إن «مجموعات فوضوية هاجمت الأماكن العامة والمؤسسات الحكومية والحزبية ومنازل المواطنين والمحلات التجارية تحت اسم المظاهرات»، مشيرة إلى أن «تلك الاعمال خلقت أوضاعا غير مستقرة داخل المدن وشوهت الحياة الطبيعية للمواطنين، كما أنها أصبحت خطرا على المصالح العليا لإقليم كردستان». معتبرة «خلط المطالب العادلة والشرعية للمواطنين بشأن الرواتب والاوضاع المعيشية، مع أعمال الفوضى والتخريب عمل جبان يلحق الضرر بالمطالب العادلة للمتظاهرين». وحملت القيادة «القنوات الفضائية والاشخاص المحرضين للفوضى مسؤولية هدر الدماء التي سقطت ضحية للأجندات الفوضوية».
موقف بغداد يمكن توصيفه باللعب على وتر النأي بالنفس عن المشكلة من جهة، والتهديد بالتدخل من جهة اخرى، فقد دعا رئيس البرلمان الاتحادي سليم الجبوري، في 19 ديسمبر، الى التهدئة في اقليم كردستان، فيما اكد أن التظاهر حق مكفول دستوريا على أن لا يتعدى اطار السلمية. وقال الجبوري في بيان صحافي، « إن ما يجري في كردستان يجب ألا يخرج عن إطار التظاهر السلمي الذي كفله الدستور وأن يبقى ضمن إطار المطالب المشروعة بتحسين الخدمات وتوفير العيش الكريم». داعيا إلى «التهدئة. بينما هدد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بالتدخل للدفاع عن المواطنين في كردستان العراق، وقال في مؤتمره الصحافي الأسبوعي «لن نقف مكتوفي الأيدي في حال تم الاعتداء على أي مواطن في إقليم كردستان». مؤكدا على «عدم إمكانية صرف جميع رواتب الموظفين في الإقليم بسبب وجود الفساد».
ومع تعالي بعض الأصوات النشاز من سياسيي الصدفة في العراق ممن يصطادون في الماء العكر، مطالبين العبادي بارسال القوات المسلحة الاتحادية إلى مدن الاقليم لفرض الامن هناك، يبقى اللعب على حبل الازمات المشدود بين بغداد واربيل هو الصفة المميزة لكل ما يجري من تصريحات أو تصرفات، ويبقى الانسان الكردي البسيط في مدن الاقليم هو من يدفع ثمن تغول حيتان الفساد وصراعاتهم بين الإقليم والمركز، فهل ستغير ثورة الجياع المشهد وتفرض ارادتها هذه المرة؟

كاتب عراقي

مظاهرات كردستان: ثورة الجياع المقبلة

صادق الطائي

عن إسهام المستشرقين في حقل الدراسات الإسلامية

Posted: 26 Dec 2017 02:08 PM PST

ينظر الأكاديميون والمثقفون عندنا بارتياب لأعمال المستشرقين. هذا الارتياب ينبع من ارتباط هذه الأعمال التاريخية بمحاولات الغزو والاستعمار وتطويع الشعوب.
في العصر الحديث سوف تتطور الأعمال والدراسات الاستشراقية، لتصبح أقساماً في الجامعات الغربية تحت مسمى الدراسات الشرقية التي تشمل في العادة اللغة العربية، وغيرها من لغات المنطقة، إضافة إلى التاريخ والأنثربولوجيا والسياسة والأديان، وعلى رأسها الإسلام.
يمكننا أن نشارك المتشككين رؤيتهم وشكهم، وأن نتفق معهم حول نقطة أن أغلب الدراسات التي تمت عن المنطقة كانت تهدف لتقديم قراءة عنها للغزاة، الذين كانوا يتأهبون لدخولها، أو أولئك الذين دخلوها بالفعل وأرادوا أن يعرفوا عنها مزيداً من التفاصيل، إلا أننا نقول إنه كانت لهذه المدارس الاستشراقية فوائد لا تخفى، بل إنها، في كثير من الأحيان سدت ثغرات مهمة ونبهت إلى أماكن مظلمة لم يكن العقل العربي أو المسلم قد تطرق إليها، سواء بسبب الانقطاع عن البحث العلمي الجاد، كما كان حادثاً في أواخر العهد العثماني، أو بسبب الكسل وضيق الأفق وانخفاض سقف حرية البحث العلمي، وهي جميعها أعراض نعاني منها، أو من أكثرها اليوم، وتتسبب في جعل أغلب دراساتنا وبحوثنا الأكاديمية تدور في حلقات مفرغة خالية من الإبداع، ومعتمدة على اجترار القديم من المنجزات.
من الإنصاف هنا الإقرار بذلك الصبر الذي تمتع به المستشرقون، والذي جعلهم يغرقون في متون المجلدات القديمة ويقتلونها شرحاً وتحليلاً ونقداً، وهي المكتوبة بلغة غير لغتهم، بل لغة توصف بالصعوبة حتى من قبل أبنائها، في الوقت الذي كانت فيه كليات ومعاهد الدراسات الشرعية، في غالبها، منفصلة عن الواقع، وغارقة في تحفيظ أمهات الكتب القديمة في مجال الفقه والعبادات وأصول الدين. باستثناء نماذج نادرة لم يكن لدينا باحثون بالمعنى، بل مشايخ تلقين، يحاربون أي مساعٍ للتطوير والتجديد، بحجة أن هذه العلوم لا تقبل التجديد، وهو أمر صحيح بالنسبة لأمور العقيدة، ولكنه ليس صحيحاً البتة بالنسبة للمناهج العلمية التي تدرس هذه العقيدة، والتي يجب أن تتجدد وأن تتطور وأن تساير روح العصر ومتغيرات الحياة.
من أمثلة الأعمال الأكاديمية الاجتهادية الصادرة عن جامعة غربية، الموسوعة التي أنجزتها جامعة برينستون حول الفكر السياسي الإسلامي (2013) التي نوه بأهميتها خليل العناني، الأستاذ الذي درس هو نفسه ودرّس في الجامعات الغربية، حيث لفت في مقال له إلى كون هذا العمل فريداً من نوعه، وأنه قد تشاركه نخبة من الأساتذة من مختلف أنحاء العالم. لا يمكنني أن أحكم على هذه الموسوعة، فأنا لم أطلع عليها، وإن كنت أتوقع أن تثير الكثير من عواصف النقد إذا تمت ترجمتها إلى اللغة العربية، خاصة أنها اعتمدت على باحثين هم في معظمهم من غير المسلمين، أو يعيشون خارج البلدان الإسلامية، وهو في حد ذاته مثار نقد، إلا أن الغريب هو أن تأتي هذه الفكرة المهمة، التي تهدف لجمع معلومات عن كل المنظرين السياسيين في العالم الإسلامي، وكل الحركات والجماعات، بل حتى المدن، أن تأتي من جامعة غربية وليس من جامعة من جامعات المشرق. أقول إنه، وبغض النظر عن الشكل النهائي الذي خرجت به هذه الموسوعة، فإن مما لا شك فيه أنها ستكون قد قدمت إطاراً يمكن البناء عليه أو حتى الاختلاف معه، وهنا يأتي دور الباحثين والمتخصصين من العرب والمسلمين للإدلاء برأيهم ودلوهم في ما يتعلق بتقييماتهم الأكاديمية. إلا أن هذه الموسوعة ليست المثال الوحيد، بل إن الأمثلة هنا لا تكاد تحصى، ابتداءً من الأعمال التي لا يمكن تجاوزها ككتاب «وصف مصر» الفريد من نوعه، رغم ارتباطه بحملة نابليون، ونهاية بالموسوعات الكبيرة المتخصصة التي تزخر بها اليوم الجامعات والمعاهد الغربية. أما الأعمال التي أنجزها أفراد فلم تخل من تنوع هي الأخرى. يكفي أن أمثّل هنا بما أنجزه الألماني ماكس فون أوبنهايم (1860-1946) من موسوعة شاملة للقبائل العربية ومساراتها، أو ما وضعه البريطاني ريتشارد هيل (1901-1996) من معجم للسير الذاتية لأشخاص وشخصيات عاشت أو مرت بأرض السودان منذ أقدم العصور وحتى عام 1948، أو إن شئنا مثلاً قريباً فيمكننا التمثيل بالألماني ستيفان ويبر، الذي كتب بتفصيل في موضوع دمشق العثمانية، أو بأعمال وبحوث أليكساندر كنيش من جامعة ميتشغان وعلى رأسها كتابه الذي صدر الشهر الماضي تحت عنوان «الصوفية». التمثيل بهذه الأعمال أو غيرها لا يعني أنها كاملة وشاملة وتخلو تماماً من أي غرض أو خطأ، فقد كان لكثير من الباحثين غرض في أنفسهم من وراء كل هذا البحث والتنقيب، وهي حقيقة ذكرناها ولا مجال لإنكارها، خاصة حين يتعلق الأمر بالدين الإسلامي، الذي أراد كثير من الغربيين انتقاده أو الانتقاص من قدره، عبر التبحر فيه، ساعين لاكتشاف نقاط الهشاشة فيه. هذا ما ظلوا يحاولونه وهم يستخدمون ويوظفون المدارس النقدية والفلسفية، ساعين تارة إلى تفكيك نصوصه وتارة أخرى إلى التعامل معها كنصوص تاريخية أنتجها عصرها، إلا أنني لم أحب أن أقف كثيراً عند هذه النقطة، خاصة أن مئات من الباحثين عندنا تفرغوا لنقد ما يضعه المستشرقون. ما أردت التنبيه إليه هو أننا لا نستطيع أن ننكر ما تم بذله من جهود، خاصة أنها قدمت، وتقدم اليوم، ما تعجز مؤسسات كبرى عن إنجازه، فعلى صعيد الموسوعات ما تزال تجاربنا ضعيفة وفقيرة، بل إنك تجد أحياناً اختلافاً بين جهات رسمية مختلفة داخل البلد الواحد حول مسائل ابتدائية كعدد السكان مثلاً، أو نسبة أصحاب الديانات المختلفة، أو إحصائيات الموارد، وكذلك الأمر في التاريخ الذي نعيش معضلة تجاهه، فلا نحن قادرون على الاتفاق على تفاصيله، بما فيه تفاصيله القريبة، ولا نحن راضون عن المنجز الغربي الذي لا مفر من الاعتماد عليه لعدم وجود بديل.
قد يطل سؤال آخر برأسه هنا وهو التالي: هل يمكن أن تعد كل هذه العلوم التي ذكرناها جزءاً من الدراسات الإسلامية، حتى نتحدث عن إسهام المستشرقين والغربيين فيها؟ في الواقع فإن الأمر هنا يعتمد على منظور المتلقي وتعريفه للمقصود بالدراسات الإسلامية، فإن كان يحصرها في علوم الفقه والشريعة فهو بالتأكيد لن يعنيه ما ذكرناه من إسهام في حقول التاريخ والأنثربولوجيا والفكر السياسي، وللأسف فإن هذه هي حالة الغالب من الشخصيات والمؤسسات الأكاديمية عندنا التي تخلق فصلاً حاداً بين علوم الدين والدنيا، وذلك بعكس المدرسة الغربية التي تجمع علوم اللغة والدين والسياسة والثقافة الشرقية والإسلامية تحت سقف واحد، سامحة للطلاب بالتنقل والتزود من المعارف التي يكمّل بعضها بعضاً. أما إسهام المستشرقين والأكاديميين الغربيين الأهم، الذي يجب أن يستفاد منه، فيكمن في ردم هذه الهوة المتوارثة بين العلوم المختلفة، التي تخيّرك بشكل قاسٍ بين التفرغ والانقطاع التام للعلم الشرعي البحت أو التخصص في ما سواه من علوم. صحيح أن هناك الآن، وفي أكثر من بلد، خطوات أكاديمية وبحثية لا يمكن التقليل من شأنها تهدف لخلق ذلك المزيج وتسعى لردم الهوة، إلا أنها ما تزال حتى الآن محل تجريب وتشكك.

كاتب سوداني

عن إسهام المستشرقين في حقل الدراسات الإسلامية

د. مدى الفاتح

العيش المشترك على المحك في أوروبا

Posted: 26 Dec 2017 02:08 PM PST

تُطرح بحدة في أوروبا عامة وفرنسا خاصة قضية العيش المشترك بين من يُسمّون بأوروبي الأصل، ومن يحملون الجنسيات الأوروبية من أصول غير أوروبية، ومن غير البلد ذاته، وقد يكونون ممن ولدوا فيها. ويذهب البعض مثل المختص في الشؤون الإسلامية جيل كيبيل إلى التلويح بخطر الحرب الأهلية، جراء هذا التمايز وقد أضحى شرخا مجتمعيا. واستفحل الشرخ خاصة بعد أحداث شارلي، وما عبّر عنه الوزير الأول الفرنسي الأسبق مانويل فالس بالأبارتيد، أي مجتمع بطوائف منعزلة ومرجعيات مختلفة بل بتنظيمات مغايرة.
مرد هذا المقال هو ظهور تنظيمات في فرنسا تقوم ضد الميز الفعلي القائم، أو وضعية الأبارتيد، وتنادي بعدم الاختلاط العرقي، وتقيم لقاءات لفائدة «المجنسين» أي غير «البيض» (كذا)، وتندد بما تسميه بـ»الامتياز الأبيض»، وتجري ملتقيات تسميها بنزع الاستعمار، بل تشجب ما تعتبره بـ»عنصرية الدولة». استأثر باهتمام الرأي العام تنظيم لقاء لنقابة التعليم لجهة لاسين سان دوني بتاريخ 18 ديسمبر الحالي مع ورشات مخصصة لـ»غير البيض»، ما أثار لغطا كبيرا في الأوساط السياسية والصحافية.
تَنعت كثير من التنظيمات اليمينية وبعضا من اليسارية ردود الفعل هذه، بعدم الاختلاط العرقي، بالعنصرية، وتندد بما تسميه بالانطواء الإثني العرقي، وتنظر إليها كعنصرية مقلوبة، أما التنظيمات التي تقف ضد البيض، فهي تربط «شرعيتها» بما تسميه، إما عنصرية الدولة، وهو قول الاتجاه المتطرف منها، أو العنصرية في داخل الدولة، وهو الاتجاه المعتدل منها، وتقيم جردا إلى ما تتعرض له من حيف، منها التمييز الناتج عن الاسم، أو الملمح، وإمكانية الحصول على شغل والسكن، والعسكرة في أحياء هامشية، وصعوبة إجراء دراسات عليا، ومن ثمة التعثر في الارتقاء الاجتماعي، أي أن ما كان اجتماعيا أصبح مطية للعنصرية، لأن أسباب الوضع الاجتماعي ترجع بالأساس لاعتبارات عنصرية، وبتعبير آخر، ما تدعو له تنظيماتُ عدم الاختلاط العرقي هو عنصرية مكشوفة ضد عنصرية مستترة.
مزعج حقا بالنسبة لدولة مثل فرنسا، تقوم على مبادئ الثورة الفرنسية الداعية للمساواة والحرية، وقيم الجمهورية، ومبادئ المواطنة، أن تقوم تنظيمات على عكس تلك المبادئ، وتذهب إلى حد اتهام الدولة الفرنسية بالعنصرية. ولكن في الوقت ذاته من العسير، أو بالأحرى ليس من الموضوعية عدم الوقوف على الميز الفعلي الذي تتعرض له الجماعات غير «الأصلية». وقد لا تكون الدولة وقوانينها مسؤولة، ولكن لا يمكن تبرئة تجاوزات من داخل الدولة ومن العناصر الأمنية، في تصرفات تأججت مع خطر الإرهاب، وسلوكيات استفحلت مع الأزمة الاجتماعية ومظاهر التوتر في الأحياء الفقيرة والضواحي. الجديد في رد الفعل هذا، الذي يضم عناصر من أصول إفريقية جنوب الصحراء، وأخرى من أصول مغاربية، هو أنه لا يركز على العقيدة، أي الإسلام في هذه الحالة. والواقع أنه من العسير عدم ربطه بظاهرة الإسلاموفوبيا أي العداء للمسلمين وللإسلام. والاسلاموفوبيا هي أحدى الظواهر الأبرز في المجتمع الغربي، التي تهدد تماسكه وتغذي ردود فعل عنيفة. ولا يُخفي كثير من الباحثين الرصنين أن «هوية» أوروبا تتشكل من خلال استعداء الآخر، فلئن كان «الآخر» في سياق ما بعد حروب التحرير والأزمة الاقتصادية لسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، هو المهاجر أو المغترب، وغالبا ما يكون من جنوب الصحراء، أو العربي، (بالنسبة لفرنسا) فإن «الآخر» اليوم الذي من خلاله تسعى بعض الدول الأوروبية إلى تحديد هويتها هو المسلم.
يعتبر حدث مقتلُ خالد قلقال الفتى من أصل جزائري سنة 1995من قِبل الدرك، والذي كان منضويا في تنظيم الجماعة الإسلامية المسلحة، واجترح أعمالا إرهابية في فرنسا، في سياق الحرب الأهلية الدائرة رحاها في الجزائر، التحولَ في النظرة إلى الإسلام الحركي في فرنسا، وإن كانت معالم نظرة المغايرة بل الاستعداء قد بدت بعد حادثة حجاب فتاتين مغربيتين في كريل ضاحية في باريس، أُجْبرتا سنة 1990 على نزع الحجاب، من قبل إدارة مدرستهما الثانوية، باعتباره من العناصر الجلية في إبراز الهوية العقدية، مما لا يتماشى مع توجه المدرسة الفرنسية اللائيكي. إلا أن التحول الأعمق بل البنيوي هو الذي طرأ غداة أحداث 11 سبتمبر.
أصبحت الإسلاموفوبيا مثلما يقول السوسيولوجي الحصيف فانسان جيسبير الذي أفرد للموضوع كتابا قيّما، أكثر «احترافية»، أي أنها توظف الخبراء وتستعمل «العلم» واستطلاع الرأي، وتزعم الموضوعية. في المنحى ذاته ينظر الصحافي أيدي بلنيل في كتابه «من أجل المسلمين» إلى الإسلاموفوبيا، باعتبارها أيديولوجية نصَبت المسلم عدوا، مثلما انتصبت سابقا عدوا للسامية في فترة زمنية من تاريخ أوروبا. ويرى بلنيل أنه بقدر ما يتم التلويح بالخطر، بقدر ما يصبح قابلا للتحقيق. أي أن العداء المجاني والأحكام المسبقة تجعل «الآخر» غير قابل للاندماج، وعدم اندماجه يغذي الأحكام المسبقة، وتترسخ الاسلاموفوبيا وتُفضي إلى الانطواء الهوياتي والحقد أو الموجدة، ومن ثمة العداء. نحن هنا أمام ما يسمى بالأفعى التي تعض ذنبها. وهكذا تغذي الإسلاموفوبيا الإرهاب، مثلما يؤجج الإرهاب الإسلاموفوبيا. لا مبرر للإرهاب طبعا. والإسلاموفوبيا لا تجيز العنف أو تستسيغه، ولكن من الضرورة الوقوف عليها وعلى أسبابها، ورصد ما أسماه الرئيس الفرنسي ماكرون مؤخرا بقصور الجمهورية في الاضطلاع ببعض مهامها، وما يفضي إلى توظيف الشباب في ظروف صعبة، من خلال خطابات تدعو للعنف.
التنظيمات التي تدعو لعدم الاختلاط، هي نتيجة، وليست سببا، وعَرَضا وليست داء، ولا يُحلُّ المشكل بأن يُقدم وزير للتربية بتقديم دعوى ضدها، بل النظر إلى أسباب الظاهرة. ويبدو جليا أن العيش المشترك بين مكونات المجتمعات الأوروبية، خاصة المسلمة، ليس فقط شأنا أوروبيا، مما يفترض حوارا جديا وعميقا بين الضفتين، عوض إجراءات ظاهرها علمي، وباطنها أمني، بمقاربة أمنية لما يسمى بنزع التطرف.

كاتب مغربي

العيش المشترك على المحك في أوروبا

حسن اوريد

في ذكرى وفاة بومدين الإنسان والسياسي

Posted: 26 Dec 2017 02:08 PM PST

عاش الجزائريون لعقود، تحت رحمة نظام سياسي، لم يكن من المسموح فيه، التعرف على الاسم الحقيقي لرئيس الجمهورية او مكان مولده او وسطه العائلي. فالجزائريين من جيلي لم يتعرفوا على الاسم الحقيقي لرئيس الجمهورية، هواري بومدين (محمد بوخروبة) الا بعد وفاته في 27 ديسمبر1978 .
فماذا يعرف الجزائريون عن بومدين الإنسان والسياسي بعد أربعين سنة تقريبا على وفاته؟ بعد ان تغير النظام السياسي وعرف نوعا من التعددية وحرية التعبير في الكتابة التاريخية، كانت شبه ممنوعة في عهده. فمن يكون هذا الرجل الذي لم يسعفه الحظ وتوفي صغيرا (46 سنة)، قبل أن ينجز ما كان يطمح الى تحقيقه من الناحية السياسية؟ وماذا بقي من البومدينية في الجزائر؟
لا يمكن ان نفهم الكثير من المواقف والقرارات السياسية له، إذا لم نتعرف عن قرب على أصوله الاجتماعية ومساره الشخصي. فبومدين ابن القوى الريفية الفقيرة، صاحبة الملكية الزراعية الصغيرة، التي أنتجت الكثير من السياسيين الكبار للجزائر. فئات ريفية فقيرة لا تتميز بحجمها الديموغرافي الكبير، في الريف والمجتمع الجزائري فقط، بل بأدوارها الثقافية الاجتماعية والسياسية. فهذه الفئات الفلاحية صاحبة الملكية الصغيرة هي التي تمثل أكثر من غيرها، المجتمع الجزائري في غنائه وموسيقاه وثقافته السياسية وعاداته الاجتماعية.
احتكرت هذه الفئات الاجتماعية الفقيرة كثيرة العدد، تمثيل الجزائر سياسيا، فأنتجت جل الوجوه السياسية الكبيرة التي حكمت الجزائر، قبل وبعد الاستقلال. جراء الدور الكبير الذي قامت به هذه الفئات الريفية الفقيرة، داخل الحركة الوطنية وثورة التحرير. تأثر بومدين بوسطه الريفي الفقير، هو الذي يفسر كيف سيطرت لديه نزعة أيديولوجية غالبة، في مقاربته للمسألة الزراعية في الجزائر. فلم يراع الجوانب الاقتصادية الموضوعية في تعامله مع إجراءات الثورة الزراعية، وكأنه أراد ان يعمم وضعه العائلي الفقير، على كل الريف الجزائري. ريف يجب ألا يكون فيه الغني والميسور، حسب هذه النظرة الطبقية التي تعامل بها بومدين، مع المسألة الزراعية، التي كانت على رأس أسباب فشل تجربته التنموية في سبعينيات القرن الماضي.
بومدين، ابن الريف الفقير، لم يسعفه الحظ في الحصول على مستوى تعليمي عال، رغم عصاميته التي سمحت له لاحقا بالتحكم الجيد في العربية، وحتى الفرنسية وربما حتى جزء بسيط من الإنكليزية، التي حاول تعلمها وهو مقيم في القاهرة، في خمسينيات القرن الماضي. رغم انه لم يدخل الزيتونة، كما أشيع عنه ولم يدخل حتى الأزهر بشكل نظامي، واكتفى بتعليم ثانوي مضطرب، أنجزه في ثانويات القاهرة وهو كبير نسبيا (من مواليد أغسطس 1932). تجربة قد تفسر اهتمام بومدين الكبير بتعليم الجزائريين وهو على رأس السلطة. كان يقول لمنتقديه وهم يرونه يخصص استثمارات كبيرة للتعليم، أبيع قميصي الذي ألبسه ويتعلم الأولاد. ابناء حُرم هو كشخص من إنجابهم، بعد زواجه.
القاهرة التي وصلها بومدين مشيا، لم تجعله يغير قناعته السياسية الوطنية بطابعها الشعبوي، فلم ينخرط في أي حزب أو تيار سياسي، رغم ما كانت تعرفه القاهرة من نشاط وتنوع سياسي، بعد نجاح الثورة ومجيء الضباط الأحرار للسلطة الذين حاول تقليدهم وهو يقوم بانقلابه في 1965. بومدين الذي غادر الجزائر مشيا في بداية الخمسينيات، عاد اليها وهي مستقلة في بداية الستينيات، وهو على رأس قيادة أركان جيش التحرير. فكيف تمكن هذا الشاب الخجول والكتوم من الوصول الى هذا الموقع، بهذه السرعة، في حضور وجوه تاريخية معروفة، تتمتع بشرعية تاريخية أكبر من شرعيته، هو الذي لم يلتحق بالثورة إلا على الحدود ولم يعرف له نشاط سياسي أو حزبي قبل الثورة. كاريزما سياسية كبيرة هي التي سمحت لهذا العسكري الشاب، الحصول على المواقع العسكرية والسياسية التي احتلها، في حضور أيت أحمد وبوضياف وكريم بلقاسم وبن بلة، الذي تمكن من الركوب على ظهره للوصول إلى رئاسة الجمهورية، لينقلب عليه بسهولة بعد ذلك. كاريزما وحسابات سياسية لم تخلُ من تركيز على العلاقة الذاتية، بحمولتها العاطفية وقيم الوفاء والثقة التي تفترضها، فضلها بومدين على العلاقة السياسية في أكثر الحالات، وهو يصعد غلى هرم السلطة.
فقد استعمل بومدين ذكاء وطيبة أبناء الريف الفقير، في التعامل مع أبناء الفئات الغنية والميسورة الذين استعملهم، خلال مساره السياسي، لتحقيق مشروعه مستغلا في ذلك كل الانكسارات التي يعرفها المجتمع الجزائري. فقد استعمل على سبيل المثال، الفارين من الجيش الفرنسي، للحد من طموحات أبناء جيش التحرير الذين ينافسوه في شرعيته، لدرجة أن الذين طبقوا اشتراكية بومدين في قطاعات حساسة، مثل الزراعة والصحة والعمل، كانوا من أبناء الطبقات البرجوازية العقارية الكبيرة (عمر بوجلاب وزير الصحة كمثال) الذين «جندهم» بومدين اعتمادا على علاقات ذاتية، لم يسمح للبعد السياسي أن يبرز داخلها.
أصل ريفي فقير، يكون أكثر جلاء في تفسير سلوكات بومدين وهو يرتبط عائليا، فقد اتجه نحو سيدة من أصول نصف أوروبية، بمواصفات جمال فرنسية، لكي يتزوجها. زواج كانت له انعكاساته السياسية الكبيرة على استقرار النظام السياسي ككل (1974). فقد رفضت «الشلة» الذكورية التي تعودت على حكم الجزائر ليلا، في جلسات خاصة، هذا الارتباط وحاربته بقوة. بعد ان تأكدت انه قد أبعد بومدين عنها، فلم تعد تلتقيه ليلا، خارج هذه الجلسات الحميمية، التي كانت مركز القرار السياسي الأول في جزائر، أراد لها بومدين على مستوى الخطاب، أن تسير من قبل مؤسسات لا تزول بزوال الرجال. زواج يكون قد حطم أواصر العلاقة التي حكم من خلالها بومدين، المعتمدة على العلاقة الشخصية المباشرة، مع من كان يسميهم بالأخوة والرفاق.
غادر بومدين صغيرا، عائلته الفقيرة (سبعة أخوة واخوات)، التي كان بكرها من الذكور، للدراسة في قالمة، بدءا من المرحلة الابتدائية. فلم يعرف دفء العائلة ولا حنان الأم التي بقي مرتبطا بها عاطفيا بقوة. حرمان عوضه بالتركيز على طلب السلطة التي لم يوظفها للحصول على مكاسب شخصية. فمات الرجل فقيرا، بعيدا بشكل جلي، عن شبهات الفساد، على غرار عائلته التي لم تستفد من وجوده على رأس السلطة، لمدة طويلة نسبيا (13 سنة)، كما حصل مع من خلفوه.
قدوة سياسية وسلوك شخصي ما زالت الجزائر في حاجة اليهما وهي تعيش حالة تدهور كبير في القيم السياسية العامة لدى نخبها الحاكمة، تنكرت لبومدين الرجل والسياسي. ترفض ان تتذكره أو تعود الى سيرته حتى بمناسبة ذكرى وفاته.

كاتب جزائري

في ذكرى وفاة بومدين الإنسان والسياسي

ناصر جابي

اضبطوا الوقت على القُدس فعقاربُ الزمان فيها لا تموت

Posted: 26 Dec 2017 02:07 PM PST

مَن يُشاهد واقع أُمّتنا العربية وحالها المُعاصر يُدرك جيداً أنّها تحتضر أو أُصيبت بغيبوبةٍ مُهلِكة وعلى كآفةِ الأصعدةِ والمجالات إلاّ أنّها لا تموت لِمُقومات الإنعاش التي تُغذيها بين الحين والآخر بأُوكسجين الحياة خصوصاً أنّ شريانها الأبهر (القدس الشريف) عصي على الإستسلام لذا قلتُ في مَكانٍ آخر رداً على بعضِ ممن سولت لهُ نفسُهُ أن يتطاول على المرابطين بأرض العزِ والصمود {أن لا تمنوا على القُدس والفلسطينيين بمُظاهرات وتغريدات أو بمُساعدات زهيدة وهي مِن أموالِ الأُمةِ وليس مِن أموالِكم الخاصة فالمقدسيون (الفلسطينيون) هم شرفُنا الوضاء وبدونهم فنحن صفر في كلِ المُعادلات}.
فهنيئاً للقُدسِ بأهلهِا وهنيئاً لنا بِهم هنيئاً لنا بقوم مازالت شعائر الحج لديهم قائمة في رمي الجمرات، هنيئاً لنا بقوم مازالت تلبيتُهم الدائمة لبيك ربّ الصبر لبيك والتي لم تنقطع يوماً مما جعلها تَصكُ وتدوي في مسامع الركود والجمود وهي العلاج الناجع لصحوة أُمتنا الغارقة في سباتها العميق.
أُمتُنا العربية وجمهورها الوفي مازالوا على عهدهِم بفلسطين ولم يغيروا وما بدّلوا تبديلا رَغمَ جُروحهِم الجسيمة بل ولبوا نداء القُدس بنكهةٍ مُمَيزة فها هو طيار السلام المدني للرحلة الهاشمية (يوسف الهملان الدعجة) لم يكتفِ بموقف شعبِنا الأردني العزيز الذي خرجَ عن بُكرة أبيه وغصت بِهم الطُرقات وهم يُؤكدون الحق المشروع لشعبنا الفلسطيني العظيم فراح يُشاركهم الموقف ذاتهُ وهو مُحلقٌ في السماءِ لكي يُوصل رسالة مَفادُها أن القُدس قضيتُنا الأولى في الأرضِ والسماء، وقد تضامن أيضاً أحرار العالم مع الأمة الفلسطينية وقضيتهم التي تُعتبر قِيثارة العدل والمساواة والتعايش الإنساني.
لا ينبغي أن تُختزل القُدس على أنها قضية إسلامية ومِن الخطأ الذريع تشخيصها طائفيّاً بل نُريدُ لها أن تبقى قِبلة للإنسانية جمعاء لما إحتوتهُ تلك البُقاع المُقدسة مِن مَعالمٍ تاريخيّة تُؤهلُها أن تكونَ واحة للتعايش الإنساني وما أضعنا الكثير الكثير مِن تراثِنا المُمتد لآلاف السنين وحقوقِنا المشروعة إلاّ بسبب التشخيص الطائفي وكم فقدنا بسبب ذلك الصراخ غير المدروس مما جَعلنا دائماً ما نُحصَر في خانةِ الإتهام وأنّنا لا نُريد الإستقرار ولا السلم الأهلي للبشرية المتنوعة بل وتسببت إلى خلقِ بيئةٍ من التشدد والتطرف صحيح أنّ التشدد الديني والمجاميع المُتطرفة لا يوجد شيء في سجلاتهِا وقواميسهِا عن فلسطين فهم بارعون في تحطيمِ دولنا وجعل حضارتنا تُسام بسوق النخاسة للمُتسولين!! ومع هذا وذاك فالحقوق المشروعة لا تُؤخذ بمسارات الخطأ لأننا لو أخذناها سوف نَخسرها مِن جديد.
هناك نغمة في الآونة الأخيرة بدأ يُروج لها بعضُ اللاهثين للحصول على نوبل للإستسلام وغيرِها مِن الجوائز التي تُعتبر شغلُهم الشاغل ومفادُ هذهِ النغمة أنّ القُدسَ الفلسطينية ليست هي المذكورة قُرآنياً في رواية الإسراء والمِعراج بل في مَكانٍ آخر فلماذا متمسكون بشيء ليس لهُ أثر مِن الصحة والوثوق وغيرها مِن الأقوال التي يذكرونها ولي عدة ملاحضات حول ذلك.
أولاً: كل مكان لهُ رمزية عند المؤمنين به لا يحتاج إلى إثبات لكي نُدافع عنهُ خصوصاً إذا كان ذلك لقرون كثيرة
وليس مُستحدث فكيف إذا أتباعهُ بالملايين، فكما نُدافع عن القُدس التي نؤمن بها فكذلك نُدافع عن معبد بوذا الذي لا نؤمن به وغيرها مِن المواطن المُقدسة لأنّ قُدسيتَها إنّما تُستمد من قُدسية الإنسان وإيمانه المُحترم والمُصان وإن إختلفنا معه.
ثانياً: هذهِ الأقوال مُجانبة للصواب والمَقام ليس مَقاماً تفصيليّاً لكي أُثبت ذلك وربما نُوكلهُ إلى وقتهِ ومحلهِ في المطولات وإذا شكك أحدٌ في موطن الإسراء والمعراج فهل يُشكك بكنيسة القيامة أو كنيسة القبر المُقدس والتي تُعد معلماً مَسيحيّاً مُمُيزاً.
ثالثاً: الآراء والأقوال التي يُروَّج لها وبِكثرة خصوصاً مِن بعض مُثقفي الأمة إن دلت على شيء إنما تَدل على أنها مُقدمة لفكرة الوطن البديل للفلسطينيين بإعتبار أنهُ ليس لكم حق بتلك الأرض لا تراثي ولا واقعي فلماذا هذا الإصرار على شئ ليس لكم فيه حق.
رابعاً: توهين لعزيمة جمهور القُدس وفلسطين وزرع الشك بنفوسِهم مما يُضيّق الخِناق على أهلِنا المرابطين لكي يواجهوا المَحرقةَ الحديثة من غير ناصرٍ أو مَعين.
خامساً: المُجتمع اليهودي مُجتمع مُقدر ومُحترم لدينا ولهم حقوق وعليهم واجبات ولا نتفق مع كل قول يحاول النيل منهم ومن مُقدساتهم وللتذكير فقط فإنّ عمر بن الخطاب عندما فتح بيت المقدس وكان على الصخرةِ زبالة عظيمة لأنّ بعض فئات المجتمع غير المُسلم كانوا يقصدون إهـانتهـم برمي الأوساخ عليها أمامهم فأمر الفـاروق رضي الله عنه بإزالة النجاسة عنهـا.
الأنظمة العربية الحاليّة وحُكامُهم ماذا قدموا لفلسطين !! فبعدما شاهدنا مواقف الشعوب، فماذا قدمت الحُكام للقدس والفلسطينيين فهل عارضت كل قرار لا يصب بمصلحةِ أهلِنا الصامدين وهل وفرت لهم مَراكز ومؤسسات شبه حكومية تحت إشرافهم حصراً مما تُؤهلهم لقيادة دولتهم في حال أُستردت لهم كافة الأراضي أم أُغلقِت في وجوهِهم الحدود سوى التجارة في قضيتهِم وحتى الذي يحصل على فرصة عمل ويساهم في بناء دولة عربية مُسلمة لأكثر من أربعين سنة كما حصلت مع أُسرة صديق لي وما إن دخل في سِن التقاعد وترك الوظيفة فهنا عليه المُغادرة لأنّ الإقامة َيتم الحصول عليها من خلال العمل فإذا إنتهى عقد العمل فلا مُسوغ للإقامة والبقاء وعليهِ لابدّ من الخروح!! أو يأخذون ضريبة السماح لهم في الإستيطان بأن يُستخدموا كأوراق لخلافاتِهم الداخلية، وتبقى القُدس في عيون الحُكام بين مَن تاجر فيها ومَن خذلها وخان.

كاتب عراقي

اضبطوا الوقت على القُدس فعقاربُ الزمان فيها لا تموت

إحسان بن ثامر

فدرالية اليسار الديمقراطي تتقدم بمقترح قانون جديد يدعو إلى إلغاء عقوبة الإعدام

Posted: 26 Dec 2017 02:07 PM PST

الرباط – «القدس العربي» : تقدمت فدرالية اليسار الديمقراطي، بمقترح قانون جديد يهدف إلى إلغاء عقوبة الإعدام، وذلك عبر مراجعة مقتضيات القانون الجنائي، وقانون زجر الجرائم الماسة بصحة الأمة. داعية إلى استبدال عقوبة الإعدام بعقوبات أخرى بديلة سالبة للحرية.
ويهدف المقترح، الذي تقدمت به فدرالية اليسار، وهي تحالف سياسي مكون من ثلاثة أحزاب يسارية مغربية، إلى التفاعل مع النقاش الصحي والخصب الذي يشهده المغرب في هذا المجال، داعيا إلى الارتقاء بالمنظومة القانونية لتتجاوب مع متطلبات العدالة واحترام كرامة الإنسان وحقوقه الأساسية التي تكفلها المواثيق الدُّولية المصادق عليها من طرف المملكة.
وسجل المقترح، أن مصادقة المغرب على المواثيق الدُّولية التي تؤكد الحق في الحياة يفرض عليه تكييف تشريعاته مع المواثيق الدُّولية، مشيرا إلى أن الفصل 20 من الدستور ينص على أن الحق في الحياة من أسمى حقوق الإنسان.
وأكد مقترح القانون المذكور، أن توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة التي قبلها الملك محمد السادس كلها تضمنت توصية تنص على عدم تنفيذ حكم الإعدام في أي شخص، وأن يتم اتخاذ التدابير لإلغاء عقوبة الإعدام، مبرزا أن المبررات الواقعية تقتضي التجاوب مع المقترح لأن العقوبة نهائية ولا يمكن مراجعتها بعد تنفيذها، ففي حال الخطأ القضائي والحكم على شخص بريء سيتم إعدامه من دون إمكانية تصحيح الخطأ.
وفي هذا الصدد قال النائب البرلماني عن الفدرالية، عمر بلافريج: إن «هذه المبادرة جاءت بهدف التفاعل مع النقاش الصحي والخصب الذي يشهده المغرب بخصوص هذه العقوبة، وكذا الارتقاء بالمنظومة القانونية وملاءمتها مع المواثيق الدُّولية التي صادق عليها المغرب. وباعتبار أن عقوبة الاعدام هي عقوبة نهائية لا يمكن مراجعتها في حالة الخطأ القضائي، ندعوا إلى الاقتداء بأكثر من 100 دولة عبر العالم بادرت إلى إلغائها من ضمن تشريعاتها».
وأضاف في تصريح لـ «القدس العربي»: « بهذا المقترح ندعوا إلى منع تنفيذ كل الأحكام التي سبق وصدرت بالإعدام في حق مدانين، واستبدالها بعقوبات أخرى، فضلا عن تجنب ترحيل أي شخص من المغرب إلى بلد يحتمل أن يحكم عليه بالإعدام. لأن الإعدام لا يشكل رادعا للجريمة، ثم إن تطبيق عقوبة الإعدام مرتبط بأنظمة استبدادية لا تعير أي اعتبار للحقوق، واللجوء إلى هذه العقوبة يكون هدفه إرهاب المعارضين ومناهضة تطلعات الشعوب لتحقيق الديمقراطية والعيش الكريم».
وكان أخر تنفيذ حكم بالإعدام شهده المغرب، سنة 1993، في حق قائد الشرطة محمد مصطفى ثابت الشهير بـ «الحاج ثابت» في قضية مثيرة شغلت الرأي العام الوطني حينها. ومن وقتها لم يتم خلالها تنفيذ أي حكم آخر، إلا أنه وبرغم من ذلك لا تزال المحاكم تنطق به. ومازال المغرب يعرف نقاشا مستمرا منذ سنوات حول عقوبة الإعدام.

 

فدرالية اليسار الديمقراطي تتقدم بمقترح قانون جديد يدعو إلى إلغاء عقوبة الإعدام

فاطمة الزهراء كريم الله

العثماني يدعو إلى مراجعة المفاهيم الدينية التي تعوق تطور المرأة

Posted: 26 Dec 2017 02:07 PM PST

الرباط – «القدس العربي»: دعا سعد الدين العُثماني، رئيس الحكومة المغربية، إلى مراجعة المفاهيم الدينية التي تعوق تطور المرأة وذلك خلال أول دفاع له عن المسألة النسائية في المغرب في جلسة عمومية للبرلمان المخصصة للأسئلة الشفهية الشهرية الموجهة لرئيس الحكومة حول السياسة العامة.
وقال العُثماني، مساء الاثنين «لست ضد حقوق المرأة، ولكن التطور الذي يعرفه المجتمع بطيء بعض الشيء»، مسجلا أن «المفاهيم الدينية المعوّقة لتطور المرأة يجب تطويرها».
واكد العُثماني وهو الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية، أن وضعية المرأة في المغرب تشهد تطورا مضطردا، وهو ما تؤكده المعطيات الرسمية، مستدلا على ذلك بحضور المرأة في الإدارة العمومية، والذي يعرف تطورا ملموسا ومتواصلا، إذ إن نسبة التأنيث انتقلت من 38.6 % سنة 2012 إلى 39.7 % سنة 2016؛ كما قفزت هذه النسبة على مستوى المناصب العليا ومناصب المسؤولية من 16 % سنة 2012 إلى 22.2% سنة 2016، وهي في تصاعد متواصل. وأعلن العُثماني استعداد الحكومة لمراجعة مقتضيات مدونة الأسرة، وهو ما جاءت به الخطة الوطنية للديمقراطية وحقوق الإنسان، وأن مشروع قانون العنف ضد النساء الذي يجرم تزويج القاصرات وإكراههن على الزواج يوجد بين يدي البرلمان، ومازال جامدا في مجلس المستشارين منذ سنة وثلاثة أشهر. وقال إن «مرحلة جديدة انطلقت بأدوات قانونية لمحاربة العنف ضد النساء، ومنها دعم مراكز الاستماع والتوجيه القانوني للنساء ضحايا العنف»، وإن ذلك يأتي في إطار تعزيز وتحسين خدمات التكفل بالنساء ضحايا العنف، تقدم الوزارة الوصية دعما ماليا يمتد على 3 سنوات لمراكز الاستماع والتوجيه للنساء ضحايا العنف. وقال العثماني إن «الحكومة تعتزم تجريم التحرش الجنسي»، ضمن الخطة الوطنية للديمقراطية وحقوق الإنسان وذلك ردا على عمر بلافريج، النائب البرلماني عن فيدرالية اليسار، الذي قال «يجب الانتقال من المجتمع الذكوري إلى مجتمع عصري يتقاسم الزوجان مسؤولية البيت وتربية الأطفال».

العثماني يدعو إلى مراجعة المفاهيم الدينية التي تعوق تطور المرأة

مكتب إيران في الأمم المتحدة: التصويت بـ«نعم» على القرار الأممي الداعم لمسلمي الروهينجا «يتعارض مع سياساتنا المبدئية»

Posted: 26 Dec 2017 02:04 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: أدى غياب المندوب الإيراني عن اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة للتصويت على القرار الداعم لمسلمي الروهينجا، إلى موجة من الانتقادات للنظام الإيراني على المواقع الإخبارية وشبكات التواصل الاجتماعي، واعتبرت تلك الخطوة بأنها جاءت لاسترضاء الصين على حساب المسلمين.
فيما أصدر المكتب التمثيلي الإيراني في نيويورك بياناً توضيحياً حول ذلك، واعتبر التصويت بـ«نعم» وتأييد قرار الجمعية العامة لمسلمي الروهينجا بأنه يتعارض مع سياسات طهران المبدئية.
وأفاد موقع البي سي سي الناطق باللغة الفارسية أن الانتقادات الحادة التي وجهت إلى إيران بسبب غيابها عن التصويت على قرار أممي لصالح مسلمي الروهينجا، أجبرت المكتب التمثيلي الإيراني في نيويورك على إصدار بيان توضيحي حول ذلك.
وقال المكتب التمثيلي الإيراني إن اللجنة الثالثة في الأمم المتحدة هي من صاغ هذا القرار، ولأن هذه اللجنة تتبني سياسات ضد إيران ولأنها تصدر قرارات سياسية بامتياز، فقد قررت طهران الغياب عن اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة للتصويت عن القرار المتعلق بمسلمي الروهينجا.
وأضاف البيان أن إيران قررت عدم التصويت على القرار الأممي الداعم لمسلمي الروهينجا، لأن التصويت بـ»نعم» على القرار هذا يتعارض مع سياسات طهران المبدئية.
بينما كتب رئيس تحرير موقع «مشرق نيوز» المقرب من الأجهزة الأمنية التابعة للحرس الثوري، على حسابه في شبكة «تويتر» للتواصل الاجتماعي أن إيران شاركت في اجتماعات التصويت على قرارات اللجنة الثالثة الأممية السابقة المتعلقة بفلسطين وجزيرة القرم وسوريا، وأبدى استغرابه حول امتناع بلاده عن التصويت على القرار الأممي الداعم لمسلمي الروهينجا. وكتب موقع «عصر إيران» الإخباري أن إيران غابت عن الاجتماع الداعم لمسلمي الروهينجا حتى تسترضي النظام الصيني الداعم للحكومة البورمية التي تواصل جرائمها بحق المسلمين هناك.
وتجدر الإشارة إلى أن مندوب النظام السوري في الأمم المتحدة صوت ضد هذا القرار.
وعلى صعيد آخر، أعلن رئيس لجنة العمران في البرلمان الإيراني، محمد رضا رضائي، أن الإمارات وأمريكا وضعتا خطة تسببت في خفض الرحلات الجوية العابرة من الأجواء الإيرانية بواقع 300 رحلة جوية يومياً.
وفي حديثه لوكالة أنباء «فارس» التابعة للحرس الثوري، في مدينة جهرم (جنوبي إيران) أشار محمد رضا رضائي إلى أن إيران تمتلك 279 طائرة توفر 50 ألف مقعد للركاب و70 مطاراً، حيث يستخدم 1 في المئة من المواطنين النقل الجوي في رحلاتهم.
وأضاف أن 1000 طائرة يومياً تعبر من أجواء إيران، وقد تسببت الإمارات وبالتعاون مع الولايات المتحدة وضمن خطة جديدة، بخفض هذا العدد 300 رحلة، الأمر الذي ترك أثراً سلبياً على الموارد المالية لشركة إدارة مطارات البلاد.
وإلى ذلك، أعلنت المصدر العسكرية الإيرانية عن مقتل ضابط برتبة رائد في قوات حرس الحدود الإيراني خلال اشتباك مع عصابة لتهريب المخدرات بإقليم بلوشستان جنوب شرق البلاد.
وأفاد المصدر في تصريح أدلى به لـ«فارس نيوز» أنه خلال اشتباك مع عصابة مسلحة لتهريب المخدرات في منطقة «سراوان» الحدودية مع باكستان، قتل نائب قائد وحدة القوات الخاصة «129 مك سوختة»، الرائد رسول طالبي.
وصرح المصدر بأن الرائد رسول طالبي كان قد أصيب خلال الاشتباك المسلح برصاصة في الرقبة ما أدت إلى وفاته أثناء نقله إلى المستشفى، مضيفاً أنه خلال الاشتباك لقي اثنان من المهربين حتفهما وتم ضبط طنين من المخدرات من هذه العصابة.

مكتب إيران في الأمم المتحدة: التصويت بـ«نعم» على القرار الأممي الداعم لمسلمي الروهينجا «يتعارض مع سياساتنا المبدئية»

الرئيس الألماني يطالب شعبه بالصبر لعدم وجود حكومة وحزب البديل يتهم الكنائس الألمانية بالتواطؤ مع المسلمين

Posted: 26 Dec 2017 02:04 PM PST

برلين ـ «القدس العربي» من علاء جمعة: حث الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير مواطنيه على إظهار الصبر مع اقتراب البلاد من العام الجديد بدون وجود حكومة مستقرة. وقال شتاينماير «يمكننا أن نتحلى بالثقة»، وذلك في نسخة من كلمته بمناسبة عيد الميلاد، وتابع حديثه الذي يأتي بعد أربعة اشهر من الانتخابات الوطنية التي تركت ألمانيا بدون طريق واضح لبناء ائتلاف حاكم «نحن نعيش في وقت نواجه فيه ما هو غير متوقع».
وفيما يتعلق بالتكهنات حول اشكال غير تقليدية للحكومة كوسيلة للخروج من المأزق، أشار شتاينماير إلى انه «ليس كل ما هو غير متوقع يدفعنا للخوف». وأضاف «أؤكد لكم ان الدولة تتصرف في إطار القواعد التي يحددها دستورنا بدقة لوضع مثل هذا، حتى لو لم تكن هناك حاجة إلى مثل هذه القواعد في العقود الماضية».
تجدر الاشارة إلى أن ألمانيا حاليا بدون حكومة للفترة الأطول منذ الحرب العالمية الثانية، حيث تعمل المستشارة انجيلا ميركل وحكومتها بشكل مؤقت منذ انتخابات 24 أيلول/سبتمبر.وقرر قادة الاتحاد المسيحي الذي تقوده المستشارة ميركل وقادة الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي يقوده شولتس بدء محادثات تشكيل الحكومة في نهاية الأسبوع الأول من الشهر القادم والانتهاء منها بعد ستة أيام فقط. واتفق قادة الاتحاد المسيحي، الذي تتزعمه المستشارة أنغيلا ميركل وقادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي على بدء مفاوضات تشكيل الحكومة في السابع من كانون الثاني/ يناير 2018، وأعلنوا عزمهم الانتهاء من محادثات جس النبض بشأن تشكيل حكومة جديدة بحلول يوم 12 كانون ثاني/ يناير القادم، أي بعد ستة أيام فقط من بدء المشاورات.
وأعلن قادة الأحزاب عن هذا الإجراء بعد مشاورات دامت نحو سبع ساعات في العاصمة الألمانية برلين. وشارك في المشاورات كل من المستشارة الألمانية التي ترأس الحزب المسيحي الديمقراطي ورئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي مارتن شولتس ورئيس الحزب المسيحي الاجتماعي في ولاية بافاريا الألمانية هورست زيهوفر، الذي يشكل الاتحاد المسيحي مع حزبها، وكذلك رؤساء الكتل البرلمانية لكلا الجانبين.
ويمر تشكيل نسخة جديدة من «التحالف الحكومي الكبير» في ألمانيا بأزمة منذ انتهاء الانتخابات، خاصة بعد عودة الحزب الاشتراكي الديمقراطي إلى التركيز على القضايا الاجتماعية وإصراره على المضي قدماً في تحقيق مطالبه. وعمل التحالف المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي معاً بشكل جيد نسبياً في الماضي، أو على الأقل أفضل من المتوقع. لكن نتيجة 20.5 في المائة من الأصوات في الانتخابات البرلمانية، التي جرت في أيلول/ سبتمبر، كانت الأسوأ للحزب الاشتراكي الديمقراطي في تاريخ الجمهورية الاتحادية، ودفعت به إلى صفوف المعارضة.
لهذا، استبعد الرفاق في الحزب بشكل متكرر وقاطع في الأسابيع التي تلت الانتخابات أي عودة لائتلاف كبير، حتى بعد فشل محادثات الائتلاف بين التحالف المسيحي المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي وبين الحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) وحزب الخضر. وقال الحزب الاشتراكي الديمقراطي بصوت موحد «نحن لسنا جاهزين»، ذلك أنه يسعى لتجديد نفسه وشحذ شخصيته وإعادة التركيز أكثر على الموضوعات الاجتماعية. لكن الموقف الصعب في الأسابيع القليلة الماضية يمكن أن يساعد رفاق الحزب ويمكن أن تكلفهم نسخة جديدة من التحالف الكبير الكثير، خاصة فيما يتعلق بالسياسة الاجتماعية، والتي لن يكون الحزب مستعد فيها لتقديم أي تنازلات في حال خوض مفاوضات تشكيل ائتلاف كبير جديد.
ويرغب الحزب الاشتراكي الديمقراطي في الحفاظ على وزارة الخارجية، التي يشعر فيها زعيم الحزب السابق زيغمارغابرييل بالراحة، وكذلك تولي وزارة المالية. الحكومة تملك المال، ولكن هذا يجب أن لا يتغير الآن، خاصة أن تنفيذ هذه المطالب سيكون مكلفاً.
أما بالنسبة للاتحاد المسيحي، فمن المرجح أن تكون هناك عراقيل صعبة. فعلى الرغم من أن ميركل وزيهوفر أعلنا بعد نجاحات حزب «البديل من أجل ألمانيا» في الانتخابات أنهما يرغبان في تحسين الضمان الاجتماعي للمواطنين، إلا أن المحافظين من جهة أخرى لا يريدون مجاراة الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وستكون هناك مقاومة خاصة في مجالي الصحة ومعاشات التقاعد.
من جهة أخرى اتهم حزب البديل لألمانيا اليميني المتطرف قادة الكنائس بالتواطؤ مع المستشارة انغيلا ميركل وأداء الدور «المخزي» نفسه خلال الفترة النازية بعد أن هاجموا مواقفه المعادية للهجرة والاسلام. وقالت الرئيسة المشاركة للحزب أليس فيدل لصحيفة «فوكوس» الاسبوعية «نعرف اليوم أن الكنائس الرسمية سواء البروتستانتية أو الكاثوليكية، مسيسة تماما».
وأضافت «لم يعد هناك التزام بفصل الكنيسة عن الدولة»، في مقتطفات من مقال سينشر السبت.
وتابعت فيدل انه «عدا بعض الاستثناءات، فإن أجنحةً كبيرة من الكنائس تؤدي تماماً الدور المخزي نفسه الذي لعبته في ظل الرايخ الثالث»، علما ان حزبها معروف بتصريحاته المثيرة للجدل حول ماضي ألمانيا النازي.
وحل حزب البديل لألمانيا ثالثا في انتخابات ايلول/سبتمبر وحصل على 13٪ من الأصوات.
ورغم انه انطلق كحزب معاد للمؤسسات الأوروبية، انعطف الحزب إلى اليمين وركز حملته على مهاجمة سياسة الهجرة والاسلام. وتحدى أعضاؤه البارزون ثقافة التكفير عن الذنب السائدة في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية ومقتل ستة ملايين يهودي بأيدي النازيين.

الرئيس الألماني يطالب شعبه بالصبر لعدم وجود حكومة وحزب البديل يتهم الكنائس الألمانية بالتواطؤ مع المسلمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق