Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الاثنين، 1 يناير 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


شجرة زيتون تحمل اسم «عهد التميمي»

Posted: 01 Jan 2018 02:16 PM PST

الرباط ـ «القدس العربي»: قامت جمعية مغربية مساندة لفلسطين وفي تضامن رمزي، بغرس شجرة زيتون تحمل اسم «عهد التميمي» في الحديقة المقابلة لمتحف الفن المعاصر في العاصمة الرباط، وذلك بإشراف وتنسيق من بلدية المدينة الرباط ومجلس مقاطعة حسان.
وأعلنت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين أنها قامت بهذه الخطوة رفقة وفد من هيئة الأسرى والمحررين من فلسطين المحتلة الذي يقوم بزيارة للمغرب وقالت إن عهد التميمي التي قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باعتقالها بعد صفعها جنديا إسرائيليا هي واحدة من رموز المقاومة الشعبية في فلسطين.

 

شجرة زيتون تحمل اسم «عهد التميمي»

إيران: هل تشعل المحروقات النار في ولاية الفقيه؟

Posted: 01 Jan 2018 02:15 PM PST

لليوم السادس على التوالي تتواصل تظاهرات الاحتجاج في عشرات المدن الإيرانية، بينها العاصمة الإدارية طهران والعاصمة الروحية قم، بعد أن كانت قد انطلقت أصلاً من مشهد، مسقط رأس المرشد الأعلى علي خامنئي، والمدينة ذات المكانة الدينية البارزة. وحتى الساعة كانت التقارير تشير إلى سقوط 12 ضحية، بعضهم قتل مباشرة برصاص الشرطة، فضلاً عن عشرات الجرحى ومئات المعتقلين، بالرغم من أن وحدات «الحرس الثوري» المعروفة بالبطش والشدة لم تتدخل بعد في قمع المتظاهرين.
وكانت أولى التظاهرات قد بدأت احتجاجاً على رفع أسعار المحروقات، والسياسات العامة لحكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني وعجزها عن إيجاد حلول ناجعة لمشكلات البطالة والغلاء، وفشلها في الوفاء بالوعود التي قطعتها حول تحسين مستوى معيشة المواطن بعد توقيع الاتفاق النووي والبدء في رفع العقوبات الاقتصادية التي كان الغرب يفرضها على إيران. لكن اللافتات المطلبية سرعان ما أخلت المكان أمام شعارات أخرى سياسية وراديكالية، تمس شخص خامنئي ذاته وتطلق عليه صفة «الديكتاتور»، ولا تمزق صوره في الشوارع والساحات العامة وتطالب برحيله فقط، بل تنادي بإسقاط مبدأ ولاية الفقيه تحديداً.
وهذا تطور جوهري لافت تماماً، لأن تولية الفقيه سلطات هائلة في إدارة شؤون الدين والدنيا، والاجتماع والاقتصاد والجيش والأمن، ليست من استحداثات المرشد الراهن خامنئي، بل تعود إلى الإمام الخميني نفسه، وبالتالي فإن رفع شعار إسقاط المبدأ اليوم يحمل مفعولاً رجعياً أيضاً، ويستهدف ركائزه الفقهية ذاتها كما صاغها الخميني في النجف سنة 1971.
ليس أقل أهمية أن شعارات الاحتجاج تطورت في اتجاه الربط بين تدهور معيشة المواطن الإيراني داخل البلد، ومغامرات التدخل الخارجي المكلفة التي ينخرط فيها النظام الحاكم، والمكاتب الأمنية والعسكرية والسياسية المرتبطة مباشرة بالمرشد الأعلى على وجه التحديد. ذلك يعني أن إحساس المتظاهرين بوطأة الأسعار وغائلة البطالة وانحطاط المعيشة، أخذ يتنامى على نقيض مباشر مع عقيدة شبه رسمية في تصدير الثورة، اعتنقتها الجمهورية الإسلامية منذ تأسيسها سنة 1979 على أنقاض نظام الشاه.
من هنا تبدو تظاهرات أواخر العام 2017 مختلفة نوعياً عن تظاهرات عارمة سبق أن شهدتها العاصمة طهران سنة 2009، احتجاجاً على مؤشرات تزوير الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها محمود أحمدي نجاد. ورغم أن تلك التظاهرات نجحت في استقطاب الملايين، مقابل الآلاف فقط في التظاهرات الحالية، فإن شعاراتها ظلت إصلاحية عموماً ولم تبلغ مستوى المطالبة برحيل «الديكتاتور» وإسقاط ولاية الفقيه.
وحتى الساعة يبدو رد فعل السلطات الإيرانية كلاسيكياً يحتذي بالأنظمة العربية التي شهدت اندلاع تظاهرات احتجاج شعبية، فبدأت بحجب منصات التواصل الاجتماعية، وانتقلت إلى اتهام المتظاهرين بإثارة الشغب، ثم استخدمت وسائل قمع تراوحت بين الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي، قبل أن يعلن الرئيس روحاني أن انتقاد السلطة حق يكفله الدستور ولكن دون مخالفة القانون وتخريب الممتلكات العامة!
ويبقى أن من المبكر التكهن بالمسارات التي سوف يتخذها هذا الحراك الشعبي المتعاظم، ولكن ليس من المبكر أن تستخلص السلطات الإيرانية الدرس الأهم والأبكر: أن نيراناً اشعلتها محروقات الشعب، لا تطفئها خراطيم المياه وحدها!

إيران: هل تشعل المحروقات النار في ولاية الفقيه؟

رأي القدس

أزمة صحافة أم ماذا؟

Posted: 01 Jan 2018 02:15 PM PST

أقفلت جريدة «السفير» في بيروت، فحاولت «الاتحاد» الحلول مكانها، لكن تجربة «الاتحاد» لم تصمد سوى شهرين، هكذا التحقت النسخة بالأصل، واختفت جريدتان بدلا من أن تختفي جريدة واحدة.
ماذا يجري للصحافة اللبنانية التي تعيش ما يشبه المأتم الدائم. منذ أزمة جريدة «النهار» التي انفجرت منذ تسع سنوات، والصحافة اللبنانية تُجَرْجَرْ في دروب الألم الوعرة. «النهار» لم تعد نهارا على اللبنانيين أن يفتتحوا صباحهم بها، والجريدة المنافسة أي «السفير» اختفت بشكل غامض نتيجة أزمتها المالية، وما تبقّى لا يعدو أن يكون محاولات متعثرة لا شكل لها، باستثناء جريدة «الأخبار»، التي صاغ نبرتها المهنية جوزف سماحة، والتي صارت اليوم جريدة الممانعة وحزب الله شبه الرسمية.
ماذا جرى؟
كيف تهاوت إحدى أعرق التجارب الصحافية في العالم العربي؟ وأين ذهب تراث مهني صنعه صحافيون من أمثال كامل مروة وسعيد فريحة وغسان تويني وسليم اللوزي، وكوكبة من الأسماء اللامعة التي صنعت من صحافة لبنان مرآة العالم العربي؟
الجواب السهل عن سؤالنا الصعب يقول: إنه الإنترنت وثورة الاتصالات والتحول الهائل في البث التلفزيوني بعد ظهور الأقمار الصناعية.
لكن هذا الجواب برغم أنه يحمل شيئا من الحقيقة، ليس كافيا. صحيح أن الصحافة الورقية في العالم بأسره عانت نتيجة التطور التكنولوجي الكبير، لكنها استطاعت أن تستمر، محدثة تغييرات بنيوية على طريقة عملها. أما هنا، فالصحافة اختفت تقريبا، محدثة فراغا تملأه الفضائيات اللبنانية والعربية بمزيج يجمع التحليل السياسي الجاد وهو نادر، بالسماجة والتحريض والخفة.
ربما كان غسان تويني هو أول من شعر بالخطر، ففي أحد اجتماعات أسرة تحرير «النهار»، وكنت قد بدأت عملي للتو في الجريدة رئيسا لتحرير «الملحق»، علّق تويني بلغة لا تخلو من المرارة على قرار رفيق الحريري تأسيس جريدة يومية هي «المستقبل»، قائلا: «قلت للشيخ رفيق: المصاري ما بتعمل جرايد، الجرايد بتعمل مصاري».
يومها كان تويني صديقا للحريري الذي صار مساهما في «النهار»، لكن هذه الصداقة السياسية والمالية بين الرجلين، لم تدفع ناشر «النهار» إلى ممارسة أي ضغط على «الملحق» الذي كان يقود حملة المثقفين والمعماريين والفنانين اللبنانيين ضد مشروع «سوليدير».
لم أفهم سبب مرارة تويني، لكن أغلب الظن أن الرجل كان واعيا لأخطار المال السياسي الذي قرر التخلي عن الوسيط الصحافي لينشئ صحافته، لأن ذلك سيترك آثارا مدمرة على المهنة.
وفي لقاء بين ناشر «النهار» وأسرة تحرير «الملحق»، اقترحنا تطوير التجربة، وتحويل «الملحق» إلى جريدة أسبوعية ثقافية عربية، فكان جواب تويني: «بدك ياني نافس الملك فهد بن عبد العزيز ويخترب بيتي». وطُوي الاقتراح.
أعتقد أن هاتين اللحظتين تلخصان مآلات الصحافة اللبنانية التي دخلت في تدهور بطيء ما لبث أن تسارع بشكل مخيف، وانعكس ذلك بشكل واضح على «النهار»، التي فقدت بمرض تويني ثم موته آخر ركيزة مهنية لها.
المسألة التي أشارت إليها ملحوظتا؛ المؤسس الثاني لجريدة «النهار»، الذي نجح في تحويل صحيفته إلى الأولى لبنانيا وعربيا، كانت عن علاقة المال السياسي الذي قرر أن يخوض حلبة الصحافة بشكل مباشر بهذا التدهور. صحيح أن «النهار» لم تكن يوما بريئة من المال السياسي، لكن هذا المال كان يتم تقنين تأثيره في قناة مهنية وسياسية صارمة. فـ «النهار» برغم ليبراليتها وانفتاحها على أقلام يسارية، لم تخف يوما موقفها السياسي الواضح كصحيفة يمينية تعبّر عن النظام اللبناني القديم مع نبرة إصلاحية ليبرالية. حتى «السفير» التي كان المال الليبي مصدر تأسيسها وتمويلها نجحت في بلورة خط مهني سياسي صنع حريتها النسبية، وذلك بفضل مهنية العاملين فيها من طلال سلمان إلى بلال الحسن وإبراهيم عامر وصولا إلى جوزف سماحة من جهة، والتصاقها بتجربة الحركة الوطنية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية من جهة أخرى.
المال السياسي كان جزءا من بنية الصحافة، كما هو واضح في الجريدتين اللبنانيتين الكبريين، هناك إذا سبب آخر قاد إلى الكارثة، وحوّل المال السياسي إلى مرض الصحافة القاتل.
بجب أن نبحث عن هذا السبب في الواقع السياسي اللبناني، فلبنان القديم الذي كان يحتضر في الحرب الأهلية مات بعد اتفاق الطائف، وحلت بحرياته كارثتان:
الأولى تمثلت في المخابرات السورية التي لم تتورع عن احتلال الصحف بالقوة لفترة قصيرة كانت كافية لبث الرعب في أوصال المهنة، وبداية هجرة الصحافة والصحافيين إلى الخارج. لكن تجربة الصحافة اللبنانية المهاجرة ما لبثت أن تلاشت أمام الصعوبات المادية، فورثتها صحف الخليج . إرهاب الصحافيين اتخذ شكل الاغتيالات من سليم اللوزي الى سمير قصير وجبران تويني، وبهذا أعلن النظام الاستبدادي السوري قراره وأد الصحافة اللبنانية.
أما الثانية فحدثت بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان، حين فرض نظام أمين الجميل الرقابة المسبقة على الصحف. ومع الانهيار اللبناني الذي أعقب اتفاق 17 أيار- مايو مع إسرائيل، وتشظي لبنان في الحروب الوحشية، وفي ظاهرة خطف الرهائن، صار الصمت هو سيد الحلبة.
في الصمت جاء المال السياسي العاري ليقضي على ما تبقى من الحريات الصحافية ويلتهم الأقلام متعاملا مع الكتاب الصحافيين بصفتهم مُرتزِقة، وتحولت الصحافة العربية احتكارا للآلة النفطية.
الحكاية ليست مجرد حكاية مهنية، ولا تتعلق بسوق الإعلان المأزوم فقط، إنها أولا مسألة موت النظام اللبناني القديم من دون أن يحل مكانه نظام سياسي جديد ثابت قائم على توازنات راسخة. فالنظام الذي يحكم لبنان اليوم هو نظام الحرب الأهلية النائمة، والنخبة السياسية هي مجاميع للصوص يتقاسمون الوطن الصغير الغارق في بؤسه.
صحافــــة لبــــنان اليوم هـــي مرآة لبنان، وهنا تكمن المسألة.

أزمة صحافة أم ماذا؟

إلياس خوري

جلال الطويل أم «ليون السوري»؟ وبيد من إعلام المعارضة السورية؟ تصريحات باسيل في قنوات الممانعة!

Posted: 01 Jan 2018 02:15 PM PST

ضحك الممثل السوري جلال الطويل، بما يوحي بتواضع جمّ، وربما بخفر، كما لو أنه يؤكد كلام المذيعة وهي تسأله في مقابلة إذاعية عن الشبه بينه هو شخصياً، وشخصية الحسن الوزاني، أو ليون الأفريقي، الدور الذي يؤديه في مسرحية عرضت أخيراً في باريس. ضحك الطويل، وراح يسرد بعض التشابهات.
كان الممثل السوري المعارض قد تحدث للتو عن الشخصية البديعة للحسن بن محمد الوزاني، أصغر دبلوماسي في العالم، المتحدث بما لا يقل عن سبع لغات، والذي سافر مع عمّه في قافلة تاهت ومات نصفها في الصحراء الإفريقية ليجد نفسه قائداً لها، ثم لينجو بها وهو لم يزد عن الأربعة عشر عاماً من العمر. تحدث عن تأليفه الكتب، وعن ثقافته العظيمة، ثم كيف يخطفه قرصان فيشعر بأهميته وثقافته الرفيعة فيهديه للبابا ليون العاشر، ذاك الذي يهبه اسم عائلته (ليون)، ومن ثم يتحدث الممثل السوري كيف اضطر الوزاني إلى اعتناق المسيحية كنوع من التقية.
بالنسبة للغة قال الطويل إنه يتكلم الآرامية باعتباره يتحدّر من قرية قرب معلولا، البلدة المسيحية المعروفة قريباً من دمشق، والتي ما زال أهلها يتوارثون إلى اليوم تلك اللغة. أما بخصوص التقية فقد رأى الممثل، وهو قد تعرّض لتجربة اعتقال على يد أمن النظام السوري، أن إجباره على تلك المقابلة في التلفزيون الرسمي بعد تهديد بتصفية أهله، يشابه تقية ليون الأفريقي.
هكذا إذاً نكون قد صرنا أمام ليون السوري. هذا ما يجب أن تفضي إليه مقارنة جلال الطويل مع شخصية ليون الأفريقي. ولا يستبعد أن يرى الطويل في نفسه ما يتفوق على ذاك الأفريقي بنجومية مزدوجة، فناناً على شاشات التلفزيون، ونجماً ثورياً لا تنقصه سوى بيريه جيفارا الشهيرة.
يقول الفنان إن الناس يتحدثون عن «نجم ثورة»، و»بطل ثورة»، ويؤكد، مرة أخرى بتواضع ساطع، حتى أنه يخجل من إكمال العبارة «يمكن كنت بلحظة أحد أبطال.. لكن هذا حتى لحظة خروجي من سورية»، ثم يستأنف القول «لكن مستحيل أن أقارن نفسي ببحصة علقانة بسفل حذاء ثائر على الجبهة، أو متظاهر في الشارع.. ما فيي قارن بطولتي، بتطلع سخيفة، هزيلة». لكن جلال الطويل يتحدث عن مشاركته بالتظاهرات حتى بعد أن أجبر على الظهور على الشاشة الرسمية «خرجت في مظاهرة بعد خروجي من الاعتقال»، وهنا يعود الممثل للتأكيد «عن جد بسوريا في أبطال».
ولأن مستمعي الإذاعة أذكياء، رغم هشاشة انتباههم، فقد بات بمقدورهم الاستنتاج أن ضيفهم بطل، ونجم ثورة، لكن لديه من التواضع ما يكفي كي يلقي ببطولته عند كعب حذاء ثائر.
هكذا يكون ليون السوري، أو لا يكون.

حكي سوري

المذيعة لينا الشواف، التي أجرت المقابلة مع الفنان جلال الطويل على راديو «روزنة»، ظلت طوال الوقت تهزّ برأسها وحسب، بدت وكأنها تتواطأ مع الفنان ضد المستمع، لا أدري كم مرة كررتْ عبارة «ما بدنا نحرق القصة»، تقولها حتى قبل أن ينطق بها الضيف، لتحرم المستمع الشغوف بمعرفة حدث دار حوله جدل تساؤل، ألا وهو مشاركة فنان سوري معارض في عمل مسرحي مدعوم من السفارة الإسرائيلية ومن مسرح إسرائيلي، كما يشارك فيه ممثلان إسرائيليان،
وهي على ما يبدو لا تريد أن تخوض في الأمر، حتى على سبيل إتاحة الفرصة لضيفها كي يدافع عن نفسه.
هذا هو حال الصحافي القنوع والكسول، الذي يلقي عن كتفه عبء السؤال ليخلد إلى عبارة «ما بدنا نحرق القصة». تنسى الشواف أنها تخاطب مستمعاً سورياً ليس بإمكانه أن يشاهد المسرحية الباريسية، وبالتالي من واجبها، وضيفها، أن تعطيه فكرة عن العمل، أن تنقل له صورة صوتية مكثفة.
ثم ألا تعلم المذيعة، أن عبارة «حرق القصة» أكل عليها الزمن في المسرح! فليست قصة المسرحية هي ما يشغل بال المتفرج الحق، يذهب المرء لمشاهدة أنتيجون وهو يعرف حكايتها مسبقاً، هذه التي وردت في الأسطورة، وفي نصوص مسرحية عديدة لاحقة حافظت على القصة، ولكن بمعالجة جديدة في كل مرة. كذلك فإن مسارح كثيرة تمدّ مشاهديها بملخص عن العرض لقراءته قبل البدء، فالمهم ليس الحكاية، بل كيف تروى الحكاية، كيف جسدّها الممثل، والضوء والديكور والموسيقى..
لم يسبق أن استمعت للمذيعة الشواف في برنامجها الإذاعي «حكي سوري»، لكن حين استمعت إليها أخيراً، عرفت أحد أسباب الكارثة في الإعلام السوري المعارض. استمعوا إلى برنامج الشواف (وهي للمناسبة مديرة هذه الإذاعة الممولة أوروبياً والموجهة لسورية) لتروا أي أمية تدير هذا الإعلام، ولماذا تقفل تلك المؤسسات واحدة تلك الأخرى.

زلة لسان باسيل!

كانت لتلفزيون «الجديد» مساهمته بتغطية الجدل حول تصريحات وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل لقناة «الميادين»، التي قال فيها، رداً على سؤال حول التطبيع مع إسرائيل «نحن بالنسبة لنا ليست قضية أيديولوجية. نحنا مش رافضين تكون موجودة إسرائيل، بحقها أن يكون عندها أمان، مش رافضين. نحنا عم نقول بدنا كل الشعوب تعيش بأمان، ومعترفة ببعضها البعض، ومعترفة بالآخر. القضية ليست عمياء. نحنا شعب بدنا الآخَر، وعلى اختلافنا معه، لكن لما الآخَر ما بدو اياكِ..».
ما برز في تقرير «الجديد» هو تعليق بيار أبي صعب، أحد حَمَلة لواء رفض التطبيع في إعلام الممانعة، إذ راح أبي صعب يكرر، وبحنان لا يخفى «إنها زلة لسان»! هكذا، عندما يتعلق الأمر بممن ينتمي إلى نظام الممانعة، يصبح كل شيء عادياً ولا يستحق أن نلتفت إليه.
أبي صعب الذي سبق له أن تزعّم حملة رفض أمسية محمود درويش الأخيرة في مدينته حيفا، بعد غياب طويل عنها، وغيرها من قضايا أدرجت في سياق ترويج أفكار التطبيع، يصبح في منتهى الوداعة والرأفة حين يتعلق الأمر بـ «زلمتنا».
أكثر من ذلك، لقد استحق التيار الذي ينتمي إليه باسيل، بسبب تلك التصريحات، مديحاً لم يكن ليحلم به، حيث استطاع زعيم التيار، ميشيل عون نقل «المسيحية السياسية»، حسب تعبير أبي صعب، «إلى قلب الوطن، إلى أفق العروبة الرحب، إلى طليعة المواجهة مع الاحتلال. إلى حيث هم المسيحيون العرب منذ ما قبل الحروب الصليبية، صنّاع نهضة ومقاومة..». كل ذلك بصدد «زلة لسان» باسيل!

كاتب فلسطيني سوري

 

جلال الطويل أم «ليون السوري»؟ وبيد من إعلام المعارضة السورية؟ تصريحات باسيل في قنوات الممانعة!

راشد عيسى

من أوراق السياسة المصرية 2011 ـ 2013: الانتخابات الرئاسية

Posted: 01 Jan 2018 02:15 PM PST

في ربيع 2012، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين أنها ستطرح مرشحاً للانتخابات الرئاسية المُقررة في أيار/مايو وحزيران/يونيو 2012. وهذا كان على طرفي نقيض من الموقف الذي كانت تؤكد عليه الجماعة ليل نهار خلال العام 2011 كذلك بعد نجاحها في الانتخابات البرلمانية من أنها لن تحاول احتكار كلٍ من السلطتين التشريعية والتنفيذية، بل ستقتصر على المشاركة في البرلمان والجمعية التأسيسية. هذا الموقف، وهو مثل خروجا حقيقيا على قاعدة «المشاركة لا المغالبة» التي روجت لها جماعة الإخوان في أعقاب ثورة يناير 2011 وتقويضا للقليل المتبقي آنذاك من التوافق الوطني بين الإسلاميين والعلمانيين، صدم الأحزاب العلمانية والأهم أنه شكّل أيضاً صدمة للمؤسسة العسكرية.
جاء رد المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهو كان لازال يمسك بزمام السلطة التنفيذية في ذلك الوقت، على موقف الجماعة الجديد سلبيا واكتسب في ذلك تأييد معظم الأحزاب العلمانية. حاول المجلس الأعلى تقويض عملية صياغة مسودة دستور 2012 من خلال إصدار إعلان دستوري مكمل في حزيران/يونيو 2012 أصبح بموجبه الجيش السيد الحقيقي للسياسات المصرية، وأنيط به للمرة الأولى في التاريخ السياسي المصري واجب «الحفاظ على النظام الدستوري والفصل بين السلطات». واستخدم المجلس الأعلى أيضا حكماً أصدرته المحكمة الدستورية العليا لحل مجلس الشعب بعد ستة أشهر فقط من بدء جلساته.
مثّل حل مجلس الشعب والإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة وحيكت خيوطه لنسف السياسات التعددية القائمة على العملية الانتخابية، هجمتان مُتقدمتان من المؤسسة العسكرية على عملية التحول الديمقراطي في البلاد. ومع ذلك، اصطفّت معظم الأحزاب العلمانية بما في ذلك حزب الوفد إلى جانب المؤسسة العسكرية وبررت خطواتها. بل وأطلقت أحزاب مثل حزب المصريين الأحرار والحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي وحزب التجمع العنان لمشاعرهم المناهضة للإسلاميين، وسمحت لهذه المشاعر بتشكيل أدوارها السياسية وسوّغت الخطوات المناوئة للديمقراطية التي أقدمت عليها المؤسسة العسكرية على أنها ضرورية لممارسة الضغوط على الإخوان والسلفيين. وبذا، عرّضت الأحزاب العلمانية نفسها هي أيضاً إلى الخطر وشاركت بحساباتها الخاطئة شأنها شأن جماعة الإخوان في تقويض مسار التحول الديمقراطي الذي كانت تدّعي الالتزام به.
مع وصول الصراع بين الإسلاميين والعلمانيين إلى مستويات غير مسبوقة، انغمست المؤسسة العسكرية أكثر وأكثر في صراع على السلطة مع جماعة الإخوان وباتت مصر تقترب من الانتخابات الرئاسية المقررة في صيف عام 2012 وهي تمر بلحظة حادة من الاستقطاب السياسي تراجعت بها أدوار الأحزاب العلمانية: القديمة كالوفد والتجمع أو الحديثة كالمصريين الأحرار والديمقراطي الاجتماعي. ومع ذلك، بقيت الأحزاب العلمانية متشظية أكثر من أي وقت مضى. فعلى الرغم من أن معظمها لم يطرح مرشحاً لانتخابات الرئاسة، إلا أنها أيّدت بشكل مباشر أو غير مباشر مرشحين مستقلين متباينين. فالوفد دعم ترشيح الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى، فيما رشّح حزب الكرامة ناصري التوجه مؤسسه حمدين صباحي، وأيّد حزب التحالف الشعبي اليساري ترشيح البرلماني المخضرم أبو العز الحريري (رحل عن عالمنا في 2014)، ووضع برلمانيون علمانيون مستقلون (كنت من بينهم) تواقيعهم على بيان ترشيح المحامي المناصر للعمال خالد علي قبل حل مجلس الشعب في حزيران/يونيو 2012. أما حزبا المصريين الأحرار والجبهة الديمقراطية ذات التوجه الليبرالي فقد رأيا في رئيس الحكومة الأسبق الفريق أحمد شفيق أفضل رهان للعلمانيين ودعماه بشكل غير مباشر، في حين لم تؤيد أحزاب أخرى كالحزب الديمقراطي الاجتماعي أي مرشح وطلبت من أعضائها الاقتراع وفق ما تمليه عليه ضمائرهم.
وهكذا، ومجدداً، أسفر التشظي عن خسائر كبرى للأحزاب العلمانية. فالجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي عقدت في أيار/مايو 2012 انتهت بفوز كلٍ من مرشّح الإخوان الدكتور محمد مرسي ورئيس الوزراء الأسبق أحمد شفيق، وهزيمة كافة المرشحين الآخرين للأحزاب العلمانية كحمدين صباحي وعمرو موسى. وفي جولة الإعادة في حزيران/يونيو 2012، فاز الدكتور مرسي وأصبح أول رئيس في مصر يُنتخب بشكل ديمقراطي حقيقي وكذلك أول رئيس ينتمي لتيارات الإسلام السياسي. ومع ارتقاء محمد مرسي إلى سدّة الرئاسة، بدت الحياة السياسية في مصر وكأن جماعة الإخوان وبقية أطياف الإسلام السياسي قد سيطرت على السلطتين التشريعية (كان مجلس الشورى وهو آنذاك الغرفة الثانية للبرلمان المصري مازال قائما بعد حل الغرفة الأولى التي مثلها مجلس الشعب) والسلطة التنفيذية، فضلا عن سيطرتهم على الجمعية التأسيسية المكلفة بكتابة الدستور الجديد. وهكذا، تحوّلت مخاوف الأحزاب العلمانية من استيلاء الإسلاميين على السلطة إلى نبوءة ذاتية التحقّق. لكن، وبدلاً من الاعتراف بالتأثيرات السلبية لعوامل مثل التبعثر الحزبي والتنافس الانتخابي والتبرير المتكرر لإجراءات المؤسسة العسكرية المناوئة للديمقراطية، انجرفت الأحزاب العلمانية بعد الانتخابات الرئاسية 2012 بشكل مطرد نحو قطيعة حادة من تيارات الإسلام السياسي ومزيد من التأييد لتدخل الجيش في السياسة.

٭ كاتب من مصر

من أوراق السياسة المصرية 2011 ـ 2013: الانتخابات الرئاسية

عمرو حمزاوي

إرشيفات

Posted: 01 Jan 2018 02:14 PM PST

منذ سنوات عدة، ولا أدري أثناء حياته أم بعد أن رحل، اشترت جامعة تكساس الأمريكية، ما سمي إرشيف الكاتب الكولومبي الذائع الصيت غابرييل غارسيا ماركيز، بأكثر من مليوني دولار، والجامعة نفسها اشترت بعد ذلك إرشيفات لكتاب آخرين، منهم البريطاني كازو إيشجورو، صاحب «بقايا اليوم» و»فنان من العالم الطليق»، الذي حصل على جائزة نوبل في الآداب هذا العام.
تقول المكتبة التابعة للجامعة، إن شراء تلك الإرشيفات، الخاصة بهؤلاء اللامعين، كانت بهدف البحث العلمي، وإن ما تحتويه سيكون متاحا بشكل طبيعي، ومجاني للدارسين، وبالفعل وضعت منذ وقت قليل جزءا من إرشيف ماركيز على الإنترنت، بحيث يستطيع الراغبون تصفحه بلا عناء. وقد أعلن عن محتويات إرشيف ماركيز، وكانت محتويات عادية لكاتب ظل معلقا بداء الكتابة منذ شبابه المبكر، وحتى توقفت الذاكرة عن الاستيعاب، لا بد من وجود أوراق كثيرة لمسودات جرت كتابتها لقصص أو روايات، بعضها اكتمل ونشر، وبعضها أهمل. لا بد من مشاريع لكتابات وضعت تخطيطاتها الأولية، ورسمت شخصياتها وبعض الأحداث، وأيضا هناك ما نجح منها ونما إلى نصوص كبيرة، ومنها ما ضاع بلا أي زيادة أو نقصان، ويحتمل جدا أن توجد رواية مكتملة، كتبها الكاتب في وقت ما، ورأى بعد ذلك أنها لا تستحق النشر، أيضا قد توجد رسائل عاطفية، وأخرى ساذجة، أو ملحة كتبها المبدع في بداياته لفتيات أحبهن، ولدور نشر وصحف، كان يأمل أن تنشر له، وأظن الجامعة أعلنت عن وجود نص من خمسة وثلاثين صفحة، كان مهملا، والآن هو متاح للقراءة.
في مقدمة كان كتبها ماركيز لمجموعة قصصه الغريبة المعنونة: «إثنتا عشرة قصة مهاجرة»، كان ذكر إنه وضع تخطيطا شاملا لتلك القصص في أوراق كانت على طاولة مكتبه، لكنها فقدت لسبب أو لآخر، واضطر إلى عصر ذهنه من أجل كتابة القصص، ولم يستعد الكثير، وبدأ بداية أخرى، وهذه المقدمة تعطي لمحة لطقوسه في الكتابة، فقد كان من الذين يخططون قبل أن يكتبوا أي حرف، عكس آخرين يكتبون باندفاع تام وبلا أي فكرة عما سيحدث في النص، الذي يكتبونه، وكاتب مثل هذا سيكون إرشيفه غنيا بلا شك.
في الماضي حين كان الناس يكتبون بالقلم، بلا حواسيب جامدة تمتص أبصارهم وترهقهم بوضع الجلوس الدائم أثناء الكتابة، كانت ثمة أوراق كثيرة، قصاصات بلا عدد قد تكون متوفرة في بيت الكاتب أو الشاعر، خاصة إن كان من الذين لا يمزقون القصاصات، ويحبون الاحتفاظ بأوراقهم في خزائن أو صناديق مغلقة، أيضا الرسائل التي تصلهم بالبريد، وكل ما يتعلق بحياتهم، هؤلاء هم أصحاب الإرشيفات المتألقة بلا شك، ولا يمكن مقارنتهم بأي كاتب من الحديثين، قد يضيع إرشيفه الكومبيوتري في لحظة، إن تعطل جهازه، وأعرف كثيرين أنهوا روايات طويلة بمشقة، ولم يحتفظوا بنسخ احتياطية في أماكن أخرى، وضاعت بسبب فيروس أرعن، بثه أحدهم لتدمير الكومبيوترات. وشخصيا أقوم بالنسخ الاحتياطي منذ تعلمت الكتابة على الكومبيوتر، وأحيانا أقوم بنسخ أكثر من خمس أو ست نسخ، وأضعها في أماكن متفرقة، يسهل العثور عليها فيها، إن احتجت. هذا ليس بسبب أهمية كتابتي، وأنني قد أموت حزنا إن فقدت نصا مكتملا، ولكن سلوكا تعودت عليه، وبهذه الطريقة أستطيع العودة لإرشيفي الإلكتروني، ودائما ما أعثر فيه على أفكار مهملة، وأحلام كتابة مجهضة، ونصوص كانت تشكل محورا جذابا في يوم ما، وتاهت مني من دون أن أعرف السبب، وأذكر أنني عثرت مرة على رواية اسمها «كتاب الفانتازيا»، لا بد أنني كتبتها في نهاية التسعينيات، وتحكي عن سائق عربة تجارية يسافر بين القرى والمدن، أحب امرأة، فبرك بعربته أمام بيتها لسنوات طويلة، شاخ فيها وشاخت المحبوبة. كانت تلك قصة مستوحاة من واقعة حقيقية جرت في إحدى القرى الصغيرة، وكتبتها بحماس تلك الأيام، لكن لا أدري السبب الذي حولها إلى نص إرشيفي، لن يرى النور أبدا.
أيضا كنت نشرت في أواخر التسعينيات، فصلا من رواية اسمها «غثيان الصعاليك»، في جريدة «السفير» اللبنانية، أثناء زيارة لي لبيروت. كان الفصل الأول من جملة ستة فصول أنجزتها في النص الذي تدور أحداثه في ريف شرق السودان، وكنت متأثرا بتلك المنطقة في ذلك الوقت، بعد أن عملت فيها فترة، وأيضا ضاعت «غثيان الصعاليك» ولم تكتمل، وكلما عدت إلى النص المؤرشف، استغرب وأسأل نفسي: لماذا ضاعت؟
بالنسبة لقصاصاتي الورقية، فقد عثرت عليها أيضا، وكانت موجودة في خزانة في بيت أهلي في مدينة بورتسودان، كانت هناك مئات القصائد التي كتبتها باللهجة العامية وبالفصحى وبشعر التفعيلة، عشرات القصاصات التي كانت ستشكل نصوصا روائية لو نمت أكثر، وهناك أشياء مضحكة فعلا، لا بد أنها من زمن المراهقة البعيد، مثل رسائل عاطفية لم ترسل لأحد، وحوارات أجراها معي طلاب زملاء في المدرسة، ولم تبارح مكانها، وكنت سعيدا حين عثرت على نسخة الآلة الكاتبة لأول قصيدة كتبتها في حياتي، وكان اسمها «ليه» وقد غناها مطرب كان صغيرا وظل صغيرا حتى بعد أن اكتهل، وكتبتها سكرتيرة والدي على الآلة الكاتبة، ووقعت على الورقة الحرف الأول من اسمها في دائرة، لقد وضعت حرف: نون، وكان اسمها نجاة.
لقد أعادت لي تلك القصيدة حين قرأتها وتذكرت وقائع كتابتها حيوية قديمة افتقدها الآن، كانت الكتابة تجري بتلقائية عنيفة، قبل أن يكبلها النضج، ويضع لها قوانينه المزعجة، وافتراضاته الغريبة، وتلك النظرات الصارمة التي تسقط على النص قبل أن ينشر، تعريه، وتكسوه من جديد، وتعريه مرة أخرى، وهكذا.
إذن ما يسمى بالإرشيف لأي كاتب أو شاعر، سيكون مثار دهشة له أولا، إن عثر عليه، وجلس في أحد الأيام، وراجعه، وسيكون جميلا لو استطاع معرفة السبب في أن بعض النصوص المكتوبة لم تنشر، ونشرت أخرى جاءت بعدها، وعموما هو أمر يخضع للمزاج أولا، وربما لانقطاع الإيحاء عن نص بسبب تدخل ظروف معينة، أثناء كتابته. وأظن أن هناك إرشيفات غنية لمبدعين عرب كثيرون، لا أدري لماذا لا تسعى الجامعات لشرائها وإتاحتها للبحث، إرشيف مثل الذي لمحمود درويش، وعبد الرحمن منيف، ونجيب محفوظ، وكثيرين.

كاتب سوداني

إرشيفات

أمير تاج السر

 الانتقام السياسي أحد دوافع اتجاه الشباب للعنف وبناء دولة القانون أول خطوة في الانتصار على الإرهاب

Posted: 01 Jan 2018 02:14 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: موضوعان رئيسيان سيطرا على الصحف المصرية الصادرة يوم 31 ديسمبر/كانون الأول آخر يوم من العام الذي مضي بخيره وشره، والآمال الواسعة في الإنجازات الاقتصادية الكبير التي سيشهدها العام الجديد والحفلات والسهرات الممتعة التي أقيمت في هذه المناسبة..
لدرجة أن الرسام في «الدستور» محمد حاكم أخبرنا أن صديقا له دخل منزله في الفجر متسللا ففوجئ بزوجته تمسك له عصا غليظة وآثار أحمر الشفاه القبلات على وجهه وجاكتته ويقول لها: اسكووووتي مش راس السنة قابلتني ع السلم.
والموضوع الثاني كان الهجوم الذي قام به أحد الإرهابيين وتبنته حركة «داعش» على كنيسة مار مينا في حلوان، ومقتل حوالي عشرة من المواطنين، وتمكن مأمور قسم حلوان من إصابة الإرهابي في رجله، ومسارعة مواطن شجاع لضربه بلوح خشبي ونزع مدفعه الرشاش منه، وهو ما كان محل إعجاب الجميع مسلمين وأقباطا. وإمام المسجد المجاور للكنيسة مار مينا يطالب المسلمين بالنزول للدفاع عن المسيحيين. واتهامات لأمريكا بمحاولة استغلال الحادث لفرض وصايتها على أقباط مصر.
ومن الأخبار الأخرى توقعات بتحول انتخابات رئاسة الجمهورية إلى استفتاء على الرئيس السيسي. ورئيس حزب الوفد يعلن تأييد الحزب له. وإلى ما عندنا من تفاصيل الأخبار وأخبار أخرى متنوعة.

الإرهاب شهادات

ونبدأ بالشهادات عن الهجوم الإرهابي على كنيسة مار مينا في حلوان فقد نشرت جريدة «وطني» القبطية يوم الأحد تحقيقا شارك فيه نادر شكري ومادلين نادر وشيري عبد المسيح جاء فيه عن شهود عيان: «القس بولس يونان كاهن كنيسة مار مينا في حلوان قال: بدأ الضرب العشوائي للنيران في أقل من 10 دقائق بعد انتهاء التناول بالقداس الإلهي صباح يوم الجمعة 29 ديسمبر/كانون الأول، حيث سمعنا صوت ضرب نيران متوال، وكان الأطفال لا يزالون داخل الكنيسة بعد انتهاء القداس الخاص بهم، قبل مدارس الأحد.
وبمجرد أن سمعنا صوت ضرب النيران، قمنا بغلق باب الكنيسة على الأطفال والموجودين في داخلها، ونشكر الله إن هذا ما قلل عدد الشهداء والمصابين، فحالات الاستشهاد والإصابات حدثت للأشخاص الموجودين داخل الدور الأرضي، وحتى الآن هناك 6 استشهدوا من شعب كنيسة مارمينا، بالإضافة إلى استشهاد 2 من الأقباط في منطقة أطلس في حلوان، حيث تم إطلاق النار عليهما وهما في المحل التجاري الخاص بهما، إضافة لأحد أفراد الحراسة للكنيسة.
وحول ما إذا كانت قد جاءت أي تهديدات إلى الكنيسة قبل هذا الحادث الإرهابي البشع؟ قال القس بولس يونان لم تكن هناك أي تهديدات للكنيسة من قبل. وعن دور الأمن، أكد القس ديفيد على أن هناك تشديدا امنيا قويا على الكنائس في حلوان بمناسبة الأعياد، ولكن هناك أحداثا فردية، ونشكر الله لأنه يقال إن الارهابي كان يحمل حزاما ناسفا. أما عن علاقة المسيحيين والمسلمين في حلوان فهي أكثر من رائعة، وذلك يعود للانبا بيسنتي الذي يقوم بعمل علاقات جيدة، وذلك بشهادة كل المسلمين والمسيحيين.
جرجس عبد الشهيد شقيق اثنين من الشهداء قال، كنت أقف أمام الكنيسة انتظر أحد أقاربي وفوجئت بشخص يحمل سلاحا آليا ويرتدي سترة واقية وفوقها (جاكيت)، وقام بإطلاق النيران على أمين الشرطة، ثم أطلق النيران على الخارجين من الكنيسة من الأقباط، وأسفر الحادث عن مقتل ستة أقباط. وبعدها بقليل قام مسلح آخر يركب موتوسيكل، بإطلاق النيران على قبطيين في متجر في منطقة أطلس، ما أدى إلى استشهاد عماد شاكر وروماني شاكر، في المحل، كما أطلق النار على سيدة كانت تسير بصحبة اثنين من أطفالها في الشارع الغربي. وصلت قوات الأمن وبدأت مطاردة الإرهابيين وتمت إصابة أحد الإرهابيين، ويتلقى حاليا العلاج في مستشفى الإنتاج الحربي».

«انزلوا إحموا الكنيسة»

ونشرت «المصري اليوم» تحقيقا أيضا لريهام العراقي جاء فيه عن تضامن المسلمين مع الأقباط: «انزلوا إحموا الكنيسة» نداء لن ينساه جيران كنيسة «مارمينا»، عندما بادر مسجد الدسوقي المجاور للكنيسة بالنداء على المسلمين في الحي، ليتوافد شباب المنطقة بأكملها على الكنيسة وحمل بعضهم المصابين لإسعافهم، وعمل كردون بأجسامهم حول الكنيسة.
وقال محمد أحد الأهالي: «بعد نداء المسجد توافد المئات من أهالي المنطقة، ولم يخشوا صوت الطلقات، فنحن المنطقة الوحيدة التي لم تشهد خلافات بين الأقباط والمسلمين. والعقار الواحد يسكنه مسيحيون ومسلمون.
وندخل الكنيسة مثل المسجد ونيرمين التي استشهدت في الحادث كانت زميلتي في الدراسة، وكنا نجلس على مقعد واحد، والحادث الغشيم أكد أننا يد واحدة، والمسجد مثل الكنيسة». ربما كتب له القدر عمرا جديدا عم صلاح الرجل الخمسيني أحد شهود العيان على الحادث: «أنا مش مصدق اللي حصل لغاية دلوقتىيومفيش دين يقبل باللي حصل»، هكذا بدأ صلاح حديثه عما شاهده وقال: «كنت راجع من السوق وفجأة لقيت 2 ملثمين بملابس زيتي، يطلقون النار بشكل عشوائي على المواطنين الخارجين من الكنيسة، وتوقف الزمن بي لمدة دقائق معدودة، ولم يستوعب عقلي ما يدور لأفيق على منظر الضحايا غارقين في دمائهم على الأرض، ولو كان انتبه لي الإرهابي لقتلني على الفور، ولا أعرف كيف سيمضي يومي بدون الحديث مع وديع جاري».

فيلم آكشن حقيقي

ونشرت «الأخبار» حديثا مع مأمور قسم حلوان العميد أشرف عبد العزيز أجراه معه مصطفى يونس وأحمد عبد الهادي جاء فيه: «لم تكن مجرد قصة بوليسية، ولا أحداث أكشن في فيلم أجنبي، بل قصة حقيقية عاشها بطل من رجال الشرطة، لم يخش الموت لحظة واحدة، تصدى بروحه وجسده للإرهاب الخسيس، ووقف ببسالة شديدة في وجه النيران لينجح في إنقاذ حياة مئات المواطنين من غدر الإرهاب إنه البطل العميد أشرف عبد العزيز مأمور قسم حلوان صائد الإرهابي، في حادث الهجوم على كنيسة مارمينا، فتح قلبه لـ«الأخبار»‬ وحكى تفاصيل لحظات الخطر، أكد أن عقارب الساعة كانت تتحرك تجاه الحادية عشرة صباحا عندما تلقى قسم حلوان بلاغا بهجوم على الكنيسة، كيف أخشى الموت وأنا أتمناه، بالعكس أردت الشهادة كثيرا، ودعوت الله إن أنا لها أو أقتل الإرهابي.
بمجرد أن وصلنا إلى محيط الحادث وجدنا الإرهابي يحمل سلاحا آليا في يده وحقيبة كبيرة على ظهره، كانت الطلقات النارية العشوائية تتطاير فوق رؤوسنا، احتسبت نفسي وزملائي من الشهداء. تركت زملائي وتسللت لمحيط الكنيسة وشاهدني الإرهابي وأخذ يطلق النيران بغزارة تجاهي، وكادت طلقاته الطائشة تصيبني في كتفي الأيمن، كان يريد اقتحام الكنيسة وقتل رجال الأمن وتفجير الكنيسة حتى يحقق أكبر عدد من الضحايا. بعد دقائق من التعامل معه بالأسلحة النارية تمكنت من إبعاده عن محيط الكنيسة ومنع اقتحامه لها، وحاولت تضليله فسقطت أرضا وظن أنه قتلني وفور محاولته الهرب تمكنت من الحصول على سلاح أمين الشرطة الشهيد، بعد نفاد ذخيرتي للأخذ بثأره وباقي الشهداء، كان معي منذ البداية واستخدمت أنا سلاحي، وعندما نفدت ذخيرتي نظرت بجانبي فرأيت الأمين ملقى على الأرض يسبح في دمائه، هنا أقسمت لروحه بالثأر وأطلقت أول دفعة نارية تجاه المتهم اخترقت جسده وسقط على الأرض وتعالت هتافات المواطنين «‬الله أكبر الله أكبر» وانقض المواطنون على المتهم لمنعه من الهرب، وأسرعت تجاههم حتى وضعت الكلبشات الحديدية في يده».

بطل آخر

وإلى بطل آخر هو المواطن صلاح الموجي الذي قفز على الإرهابي وشل حركته ونشرت له جريدة «البوابة» يوم الأحد حديثا أجراه معه منتصر سليمان وعمرو عزوز قالا فيه: «قال عم صلاح: «في البداية كان هناك دوي لإطلاق النار وعند خروجي من المنزل وجدت ذلك الشخص يطلق النار بصورة عشوائية في اتجاه قوات الأمن، وكان يحسب أنه لن يتصدى له أحد على الإطلاق، حيث كان يطلق الرصاص بصورة متكررة في أنحاء متفرقة؛ وأتى في بالي أن أحاول التصدي له».
وأضاف: «ذلك الإرهابي كان في ذلك التوقيت قد أطلق أعيرة نارية تسببت في مصرع أشخاص أمام الكنيسة، كما قتل سيدة أخرى أمام الشارع المقابل، وكانت هناك قوات تطلق الأعيرة النارية صوبه، حيث كانت متخذا ساترا على شارع جانبي؛ وكان من القوات التي تتعامل معه والتي رأيتها بعيني مأمور قسم حلوان البطل الذي استطاع إصابة ذلك الإرهابي في قدمه، وأمين شرطة نجح في إصابته بطلقة في ذراعه».
وأكمل: «بمجرد نجاح القوة الأمنية في إصابته التي تسببت في سقوطه على الأرض، استمر ذلك الإرهابي في إطلاق الأعيرة النارية، ما استدعى إلى ذهني أن أحاول إيقافه بأي طريقة حتى لا تحدث مجزرة، خاصة أن ذلك الإرهابي استمر في إطلاق الأعيرة النارية رغم إصابته في قدمه وذراعه، حيث أسرعت تجاه ذلك الإرهابي وانقضضت عليه»، مؤكدا، «لو كان تأخر ثانية واحدة في الانقضاض على ذلك الإرهابي كان من الممكن أن ينجح الإرهابي في تصفيته، ولكن السرعة نجّحت المهمة». وأوضح عم صلاح: «ابني مصطفى قام بالإمساك بماسورة البندقية التي في يد ذلك الإرهابي التي خرجت منها طلقة أصابت مصطفى في قدمه»، وبشكر ربنا ليلا ونهارا أن الطلقة لم تتسبب في وفاة نجلي، وأصابت قدمه فقط بخدوش خفيفة» وأكمل: «توقعت أن يكون مع الإرهابي قنبلة مختبئة في جسدة وبالفعل وجدت معه قنبلة يدوية الصنع عبارةعن كوع حديدي وتمت السيطرة على الموقع في ثوانٍ معدودة، وهذا يعتبر جزءا بسيطا جدا من الملحمة البطولية التي يقدمها أبناء الجيش والشرطة يوميا، وخلعت الخزنة وضربت الإرهابي بها على رأسه وذلك بمجرد الانقضاض عليه حتى فقد الوعي تماما».

القوة العاقلة لا الغاشمة

ومن الشهادات إلى المقالات والتعليقات والانتقادات التي وجهها في «المصري اليوم» الدكتور عمرو الشوبكي إلى سياسة الرئيس السيسي بقوله: «قد يرى البعض أن دوافع الرئاسة المصرية وراء الخطاب الصارم والحماسي في التعامل مع الإرهاب، هي رفع الروح المعنوية وإظهار صلابة موقف الدولة، وذلك بالمطالبة باستخدام القوة الغاشمة تارة والرد «بمنتهى العنف» تارة أخرى، وحتى مطالبة رئيس الأركان بالقضاء على الإرهاب في سيناء في 3 أشهر، مرّ نصف المدة ولم يتراجع الإرهاب، بل تجرأ حتى استهدف الأسبوع الماضي مروحية وزيري الدفاع والداخلية، ثم سقط في خلال 24 ساعة 20 شهيدا 6 منهم في سيناء، والباقي في محيط كنيسة مار مينا في حلوان، وعلى طريق بنى سويف.
والحقيقة أن حديث القوة مطلوب تجاه العناصر التنظيمية التي تحمل السلاح، فلا أحد يقول إنه يجب مواجهتها بالرقة والحوار، إنما بالقوة العاقلة وليس الغاشمة التي تهتم بالمهنية والعلم وجمع المعلومات والتركيز على محاربة التطرف والمتطرفين وليس السياسة والسياسيين.
أما التحدي الحقيقي فيكمن في البيئة الحاضنة الاجتماعية والسياسية التي تفرز كل يوم عناصر متواطئة أو منخرطة في جماعات العنف، فلم يعد هؤلاء الإرهابيون الجدد يحملون بنية عقائدية عميقة ولو في الاتجاه المتطرف، مثلما جرى مع تنظيمات التطرف في سبعينيات القرن الماضي «الجهاد والجماعة الإسلامية» إنما قشرة دينية متطرفة يخرجونها لحظة القيام بالعمل الإرهابي، في حين أن تطرفهم الحقيقي والعميق لم يأتِ من تفسيرات منحرفة لنصوص دينية، إنما من روايات انتقام سياسي ضد النظام القائم تروج وسط قطاعات من الناس العادية والشباب، وتخلق بيئة حاضنة لهذه العناصر الإرهابية.
لن ننتصر في معركتنا ضد الإرهاب إلا لو فتحنا «الملف المحرم» في حربنا على الإرهاب وهو الملف السياسي والدوافع السياسية، التي تدفع الكثيرين للانتقال إلى العنف، ونقبل باستحقاقات هذا الملف ببناء دولة قانون عادلة ونواجه بالسياسة والعدل جوانب كثيرة من خطاب المظلومية والانتقام السياسي، عندها نكون قد أخذنا أول خطوة جادة في اتجاه الانتصار على الإرهاب».

مربط الفرس

وفي العدد نفسه من «المصري اليوم» قال زميله عبد الناصر سلامة: «المعلومات الأولية أشارت إلى أن ذلك الإرهابي اعترف عن بعض شركائه، وأنهم ليسوا مصريين، وهذا هو مربط الفرس أو بداية الخيط. ويؤكد وجهة نظرنا في أن كل ما يجري من عنف على الساحة لا ينطلق من عوامل دينية، حتى لو كان مرتكبوها من ذوي اللحى الكثة أيضا. المعلومات التي أكدها مشايخ قبائل سيناء قبل ذلك في ما يتعلق بالواقعة الإرهابية في مسجد الروضة، أكدت أن من قاموا بتنفيذ العملية معظمهم من غير المصريين، وهذه هي أيضا نقطة البدء والانتهاء في آن. نريد أن نسمع ذلك الإرهابي على الهواء مباشرة وبدون سابق إعداد أو ترتيب، دعوه يتحدث من خلال مجموعة محاورين، نريد أن نعرف كيف كان سينام بعد أن يقتل الناس الآمنين، نريد أن نعرف علاقته بالإسلام والعبادات، نريد أن نعرف ماذا كان هدفه النهائي، هل هو ديني أم سياسي؟ يجب أن نُقر بعد متوالية الكنائس هذه بأن الأمر لم يعد يحتمل أكثر من ذلك، حين ذلك فقط يمكن أن نُقر بالحقيقة».

في انتظار تحقق الوعد

وفي «صوت الأمة» وجه رئيس تحريرها عبد الحليم قنديل نقدا لأجهزة الأمن، بينما أشاد بالجيش بقوله عنهما: «مصر تخوض حربا ضد جماعات الإرهاب الحليفة موضعيا لكيان الاغتصاب الإسرائيلي، ولا بديل عن كسبها الممكن، وقد تعهد الرئيس بتصفية البؤرة الرئيسية للإرهاب في سيناء قبل ربيع عام 2018، والمصريون ينتظرون تحقق الوعد، وعندهم تمام الثقة في كفاءة الجيش المصري، وإن كانت الثقة أقل في أجهزة الأمن المدنية، التي يقع عليها عبء رئيسي في الحرب ضد الإرهاب، وهو ما يثير التساؤل عن دور الأجهزة وعن ميلها للقمع العشوائي، وعن تدخلاتها الفظة في السياسة والصحافة، وقد آن الأوان لفك التداخلات المهلكة وضرورة التمييز الصارم بين الإرهاب والسياسة، فالإرهاب يستحق حربا ومحاكمات بلا سقف، بينما السياسة تستحق نظرة أخرى تفكك احتقانا سياسيا متزايدا وترد الاعتبار للحريات العامة وتقيم حوارا وطنيا عن مستقبل النظام السياسي، وتخلي سبيل آلاف المحتجزين في السجون في غير تهم العنف والإرهاب المباشر وبقانون عفو عام».

لن يطفئوا مصابيح الفرح

وإلى «الأخبار» وجلال عارف وقوله موجها اتهاما غير مباشر لأمريكا: «أرادوه ـ قبل أي شيء آخر ـ ضربا لوحدة الوطن وإثارة للفتنة الطائفية، وإطفاء لمصابيح الفرح بالميلاد المجيد عند إخوتنا المسيحيين، وكأنهم لا يريدون التفريط بجهلهم بشعب لم يعرفوه يوما، ولن يعرفوه. وبوطن لم ينتموا إليه يوما ليدركوا حقيقته التي لا تعرف إلا أن الدين لله والوطن لجميع أبنائه، ويبنونه معا ويحمونه بأرواحهم وبوحدتهم التي لن تنفصم أبدا. ويتصل بذلك أنهم أرادوه دعما لما يدبره أعداء الوطن ورسالة تأييد من عملاء أغبياء إلى من يتحدثون في الكونغرس الأمريكي عن قانون لـ«‬حماية الأقباط في مصر»، وكم كان الرد من البابا تواضروس ملخصا لمشاعر المصريين جميعا، وهو يؤكد أن أقباط مصر لا يحتمون إلا باثنين: الله في السماء وإخوتهم المسلمين على أرض الوطن، لك يا مصر السلامة إلى أبد الآبدين».

أمريكا راعية الإرهاب

والاتهام نفسه لأمريكا وجهه زميله رئيس تحرير «الأخبار» الأسبق جلال دويدار قائلا: «أخيرا اقول إن هذه العصابة من الخونة والعملاء المأجورين، لا هدف لما يقومون به سوى خدمة مصالح قوى أجنبية تخطط وتدبر للسيطرة والهيمنة على كل المنطقة العربية، إنهم يؤمنون بأن لا سبيل لهم لتنفيذ مخططهم سوى بإسقاط مصر. إنهم يعتبرونها سدا منيعا أمامهم لتحقيق أهدافهم. التطورات تشير إلى تناسيهم أن المحروسة ظلت وعلى مدى التاريخ، ومهما ألم بها من كوارث قادرة على تخطيها والتصدي لأعدائها وللمؤامرات، إنها تعتمد دوما على عزيمتها وإرادتها بمباركة ورعاية المولى عز وجل».

الفئة الضالة

وفي «الوفد» قال محمد مهاود: «إن ما حدث عند كنيسة مار مينا في حلوان هو أكبر دليل على أن هناك فئة ضالة مستأجرة لهدم كيان ضخم مثل وزارة الداخلية، فقد خرجت علينا مجموعة من السوشيال ميديا تشكك في العمل البطولي الذي قام به المواطن الأعزل، الذي انقض على الإرهابي لحظة سقوطه مصابا، بعد أن أطلقت قوات الأمن النار عليه، وأصابته في ساقه وانقضت عليه مجموعة من المواطنين الشرفاء وكبلوه وانهالوا عليه ضربا. وهنا أريد أن أقول لهم: خسئتم أيها الأنذال غير الوطنيين، خسئتم يا كفار هذا العصر إن مصر في خطر وفي حالة حرب إذا لم نتحد ونقف وقفة رجل واحد فلن يبقى أمامنا إلا الزحف على الحدود وننتظر جرعة ماء من الأمم المتحدة، وهذا لن يحدث إن شاء الله ثم بفضل اتحاد شعب مصر الأصيل الأبي».

تكريس التفرقة

وفي «الوطن» نفى المحامي والكاتب رجائي عطية وجود مشكلة قبطية في مصر ودلل على ذلك بالقول: «ما أكتبه تصحيح للخطاب الطائفي المتعصب دافعه المحبة لا الانحياز، فالانحياز مسلك ضرير يأتي على الأخضر واليابس، ويضر بمصر وبكل من الأقباط والمسلمين. والإمعان في التفرقة التي تغياها اقتراح «إنشاء أكاديمية رياضية للأقباط» يكرّس التفرقة ويتضاد مع ما نبتغيه من أخوة وتوحد بين كل أبناء الجماعة الوطنية. وليس في التحفظ على هذا الاقتراح الضرير مصادرة على المسيحية في مصر، فمدارس الأقباط ومدارس الراهبات والأم المقدسة أو المير دي دييه والفرنسيسكان وغيرها تملأ مصر، ولم يصادر أحد على «مدارس الأحد» الموجودة الآن في كل كنيسة و«الكلية الإكليريكية» التي تدرس علم اللاهوت وتخرّج الآباء الكهنة، ومدة الدراسة فيها أربع سنوات، ومقرها في الكاتدرائية المرقسية في العباسية. وهناك «كلية اللاهوت» للبروتستانت، ومدة الدراسة فيها أربع سنوات لدراسة علم اللاهوت من المنظور البروتستانتي أو الإنجيلي، ولدراسة أسلوب الوعظ أيضا ويتخرج فيها القساوسة الإنجيليون تحت إشراف إرساليات من خارج مصر، وقد دُعيت أكثر من مرة لحضور احتفال الكنيسة الإنجيلية السنوي في عيد الميلاد المجيد. كل هذا وغيره منطقي ومفهوم ولا يلاقي صدّا أو اعتراضا من أحد، أما إنشاء «أكاديمية رياضية للأقباط» فإنه لا منطق له ويكرس التفرقة والانقسام، وتعميم هذا النظر يؤدي إلى تقسيم الوطن والمصريين إلى مسلمين وأقباط، وهذه قسمة ضريرة لا حكمة فيها وتؤدي إلى أبلغ الأضرار بمصر وبكل المصريين أقباطا ومسلمين، وتكرّس لتقسيم الوطن، وهذا جنوح وجموح لا يرضاه مصري».

النهوض من الكبوة

وأمس الاثنين قال رشدي الدقن في جريدة «روز اليوسف» وهو في حالة إعجاب شديد بالتغييرات الإيجابية لسلوك المصريين: «الآن نحن في حاجة إلى دراسة متأنية جديدة، تناقش ماذا حدث للمصريين في نهاية 2017؟ كيف أحبط هذا الشعب ببساطته مخططات عملت عليها مخابرات دول، ودعمتها مليارات من دول أخرى؟ كيف عادت هذه الروح وكيف نهضنا من كبوة أودت بالقيم والمثل والأخلاق لفترة ليست بالقصيرة، علينا أن ننتبه إلى أن ما حدث في حلوان مؤشر جديد على تغير واضح في السلوك المصري».

الطائفية والتعصب

وتحت عنوان الإجابة حلوان قال أمس الاثنين خالد حريب في جريدة «البوابة»: «الجرح الذي نتج عن هجوم الناس على كنيسة أطفيح قبل عشرة أيام وتكسير محتويات الكنيسة، لم تخف آلامه وكتبنا في وقتها رافضين دعشنة المجتمع. نكتب بغضب عندما يحاول البعض الاعتداء على تركيبة المجتمع المصري، التي هي مسلمون ومسيحيون. نعرف جيدا من تجارب التاريخ أن الطائفية والتعصب هما بداية الانهيار لأي دولة مهما بدت قوية في مؤسساتها الرسمية، لم تمر سوى أيام قليلة حتى جاءت المصالحة بشكل عملي على الأرض، من مدينة حلوان. الاعتداء الفاجر على كنيسة مار مينا الذي نفذه مجنون متخلف يوم الجمعة الماضي أوضح عددا من المؤشرات الإيجابية، رغم وجود ضحايا أبرياء. نعرف أن حرب الاستنزاف التي تعيشها مصر يوميا ومنذ سنوات سوف ندفع فيها دماء من أجل الدفاع عن الكرامة والوطن، ومن أجل الانتصار الذي ننتظره، ندفع الثمن بكل اقتناع، وفي حلوان سمعنا زغاريد النساء من شبابيك بيوتهن فور قتل الإرهابي المسلح، وزغاريد النساء في مصر دائما وأبدا هي الأصدق في بشارة النصر، وهي الأروع في التعبير عن الفرحة الحقيقية النابعة من القلب».

انتخابات الرئاسة

مع اقتراب موعد انتخابات رئاسة الجمهورية بعد أشهر قال الدكتور أحمد عبد ربه مدرس النظم السياسية المقارنة في جامعة القاهرة في مقال له في «الشروق»: «الحدث الأبرز الذي تنتظره مصر في 2018 هو قطعا الانتخابات الرئاسية، المفترض أن تبدأ إجراءاتها بعد عدة أسابيع فقط. هل يمكن أن يكون هذا الحدث سببا في تسلل السياسة إلى حياة المصريين، فنشهد انتخابات فيها الحد الأدنى من النزاهة والتعددية؟ أم يستمر غياب السياسة لصالح الأمن ونشهد ما يشبه الاستفتاء على شخص الرئيس بدعوى أن الظروف القاهرة تفرض ذلك؟ دعونا نسمي الأشياء بمسمياتها إذا ما ظلت القيود الحالية والتضييقات والمضايقات وحملات التشويه ضد أي مرشح محتمل على حالها، فإني أدعي أنه وبالمقدار المتواضع الذي نهلته من علم السياسة سنكون بصدد استفتاء رئاسي وأن الحديث عن «انتخابات رئاسية» هو من قبيل الرسميات أو البروتوكول لا أكثر أو أقل. كما ذكرت في مقالات سابقة فإن الشبكات الأمنية والتنفيذية والدعائية النافذة في مصر والمنتظر أن تدير المشهد «الانتخابي» في 2018 ما زالت ترى أن الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، هو الأجدر على قيادة البلد والحفاظ على مصالح النظام السياسى القائم. وإذا ما استبعدنا مجموعة المراهقين التي تعلن من آن لآخر ترشحها على مقعد الرئاسة من أجل لفت الأنظار، أو للحفاظ على الوضع المتميز داخل شلل مواقع التواصل وكافيهات السياسة في مصر، فإن هناك شخصين اثنين فقط أعلنا بشكل جدي عن عزمهما الترشح وكلا الشخصيتين من المرشحين السابقين في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2012، أعني هنا الفريق أحمد شفيق والأستاذ خالد علي، الأول أعلن الترشح من الخارج في خطأ ساذج، ولكنه دفع ثمنا آخر، في تقديري أنه يتعلق أولا وأخيرا بمجرد رغبته في الترشح، خصوصا أنه محسوب بشكل أو بآخر على أجهزة الدولة، وقد كان مرشحها المفضل في 2012. والثاني معارض جاد ولكنه تعرض أيضا لمتاعب بسبب إعلان النية في الترشح المشروط للانتخابات الرئاسية، ومستقبل ترشحه مرهون بقرار سيادي، فإما سيتم السماح له باستكمال المشوار، وإما «وهو الاحتمال الأقرب حتى اللحظة» سيتم تحريك قضية «الفعل الفاضح» لاستبعاده. الرئيس لم يعلن حتى اللحظة ترشحه للرئاسة، وهناك حملات تطالبه بالترشح، أو كما قال أحدهم «سنجبر الرئيس على الترشح»، وهو قطعا أمر يثير الضحك والتندر، ولكنه معتاد في مصر، وعلى أي حال ليس لديّ أي شك في أن الرئيس سيعلن ترشحه للرئاسة، ولست أشك أبدا في أنه سيفوز مكتسحا في النتيجة النهائية للاستفتاء. فوز الرئيس المتوقع له علاقة أولا بدعم أجهزة الدولة وشبكاتها المطلق لترشحه في اللحظة الراهنة، وهو السبب ذاته الذي لا يجعل هذه الأجهزة متسامحة مع أي احتمال ولو ضعيفا لمنافسة الرئيس ويرجع ثانيا للظروف الإقليمية والدولية الداعمة له حتى اللحظة، وما لم تتغير ظروف الإقليم الحالية، فإن فرص الرئيس السيسي في الفوز ليست موضع شك، ورغم تذبذب الموقف الأمريكي وامتعاضه من وقت لآخر بسبب سياسة مصر الخارجية، إلا أنه من غير المتوقع أن ينقلب تماما على النظام المصري الحالي طالما ظل ترامب في المشهد، كذلك فإن دول الاتحاد الأوروبي في معظمها ورغم انتقاداتها المتقطعة لملف مصر الحقوقي فهى غير راغبة في تغيرات درامية في المشهد المصري لأنها تكاد تستفيق بالكاد من أزمة المهاجرين واللاجئين، وحتى الدول الغاضبة من النظام المصري الحالي مثل تركيا وقطر والسودان، فلا يبدو أنها قادرة على تغيير المشهد المصري الداخلي. الفوز مضمون ولكن هل يعي البعض معنى أن يكتسح الرئيس الانتخابات بمشاركة محدودة أو شبه معدومة؟».

تمنيات العام الجديد

وأخيرا إلى فراج إسماعيل في «المصريون» ورأيه في الاحتفال بالعام الجديد يقول: «عادة لا يستهويني الاحتفال برحيل سنة وبدء أخرى، أو ما يسمونه احتفالات رأس السنة، فبصفة عامة أكره وداع أي شيء.. سواء كان إنسانا أو حيوانا أو مكانا أو زمانا. أن تنتهي سنة هي مدعاة للخوف والقلق، فقد انتهت سنة من العمر وصارت من الماضي، وصرت أكبر بسنة ونقص العمر مثلها. 2017 لم يكن بالنسبة لي عاما جيدا فقد جاء على المستوى الشخصي والعام مليء بمصائب وكوارث وأحزان وانتكاسات. عام كبيس بأحداثه منذ يومه الأول. فقدت أحبة إلى القلب كانوا في مثل هذا اليوم من العام الماضي يحتفلون معنا في الدنيا بنهاية 2016 ويتمنون أن يكون العام الجديد سعيدا عليهم وعلى الناس. الآن هم في باطن الأرض، ندعو لهم بالمغفرة وأن يكونوا في نزل خير وأرحب من نزل الدنيا. ومع ذلك تغشاني الهواجس كالعادة السنوية من فراقه. إنها الألفة والاعتياد على أرقامه التي أظل أكتبها وقتا غير قصير في السنة التالية إلى أن اعتاد على الرقم الجديد 2018 وبعد الاعتياد يرحل هو الآخر لنكرر الاحتفال برأس السنة والابتهاج بقدوم سنة جديدة. لا نملك غير الأمنيات والدعاء بأن يكون عاما سعيدا وأن نفرح به بحق وأن يختفي الإرهاب الذي يروع الناس ويفقدهم أحباءهم وأصدقاءهم وأنفسهم، ويسود السلام الإنساني بين بني البشر، وألا يكون التدين سببا للتعصب والحروب والاقتتال والكراهية. ما شهده العام الراحل هو سفك المزيد من الدماء على خلفية التعصب الديني وإساءات بالغة للإسلام من بعض المنتمين إليه كدين للرحمة والمغفرة والسلام والحب. نبحث عن رحمة الآخرين بنا ولا نرحم أنفسنا، وهذا داء نعانيه منذ أكثر من قرن، أي مئة رأس سنة مرت علينا لم تغير فينا شيئا، فالجماعات ما زالت تتأسس بحجة الدفاع عن الدين والتعصب له، ولا سبيل لها إلا العنف والقهر، مع أن الدفاع عن الدين يكون بإظهار خصاله الحميدة الطيبة ومد يد العون إلى كل من يحتاجه. إغاثة الفقير والمحروم والمريض ونشر العدالة بين الجميع. ندعو الله أن يكون عاما بلا نفاق ولا عدوات ولا خسارات ولا هدر للأموال والأوقات. أن يظل أصدقاؤنا وأحبابنا معنا لا يغادروننا ولا نضطر إلى وداعهم. أن يحفظ لنا أعمالنا الشريفة وزرقنا، ويقينا عثرات الطريق ونصل إلى مبتغانا وما خططنا له من نجاحات وأهداف».

 الانتقام السياسي أحد دوافع اتجاه الشباب للعنف وبناء دولة القانون أول خطوة في الانتصار على الإرهاب

حسنين كروم

لو كانت عهد التميمي ابنتكم

Posted: 01 Jan 2018 02:14 PM PST

منذ أسبوعين وهي تأتي كل بضعة أيام إلى غرف ضيوف الإسرائيليين في الوقت الذي يتم فيه تمديد اعتقالها. مرة أخرى ضفائرها الذهبية، الشخصية ذات اللسان السليط، وهي ترتدي ملابس السجناء ومكبلة، تبدو أكثر مثل فتاة من رمات هشارون مما هي من قرية النبي صالح. ولكن المظهر غير العربي لعهد التميمي لم ينجح في مس القلوب هنا. إن سور سلب الإنسانية والشيطنة الذي بني في حملات التحريض والدعاية وغسل الأدمغة ضد الفلسطينيين، يهزم أيضا الشقراء من النبي صالح. كان يمكن أن تكون ابنتكم، أو ابنة الجيران، مع ذلك فإن التنكيل بها لا يثير أي مشاعر من العطف والشفقة أو الإنسانية. بعد نوبة الغضب على جرأتها، جاء الانغلاق. إنها «مخربة»، لا يمكن أن تكون ابنتنا ـ هي فلسطينية.
لا أحد يسأل نفسه ما الذي كان سيحدث لو أن عهد التميمي كانت ابنته. ألن تكونوا فخورين بها مثل والدها الذي عبر عن تفاخره في مقاله المثير للاحترام («ابنتي، هذه هي دموع النضال»، «هآرتس»، 29/12). ألم تكونوا تريدون ابنة كهذه، استبدلت جنون الشباب بنضال شجاع من أجل الحرية؟ هل كنتم تفضلون ابنة عميلة؟ أو ربما تافهة؟ وماذا كنتم ستشعرون لو أن جنود جيش أجنبي دخلوا في الليل إلى بيوتكم واختطفوا ابنتكم من الفراش أمام ناظريكم، قيدوها واعتقلوها لفترة طويلة، لأنها قامت بصفع جندي غزا بيتها، وصفعت الاحتلال الذي يستحق أكثر من الصفع؟ هذه الأسئلة لا تقلق أحدا. عهد هي فلسطينية، أي مخربة، لذلك هي لا تستحق أي عطف. لا يوجد شيء يمكنه أن يثقب السور الواقي الذي يدافع عن الإسرائيليين أمام الشعور بالذنب، أو أمام الشعور بعدم الرضا عن اعتقالها المثير للغضب، وأمام التمييز ضدها من قبل الجهاز القضائي، الذي لم يكن ليمسها أبدا لو أنها كانت مستوطنة يهودية. أيضا يد القاضي الأوتوماتيكية، الرائد حاييم باليلتي، لم ترتجف عندما قرر أن «مستوى خطر» عهد، الفتاة غير المسلحة، ابنة الـ 16 سنة، يبرر استمرار اعتقالها، أيضا القاضي هو مجرد برغي صغير في الآلة، يقوم بمهمته ويعود في المساء إلى بناته وأولاده ويتفاخر بالقيام بمهمته الحقيرة.
إسرائيل تختفي خلف شاشة حديدية لا يمكن خرقها. أي شيء ترتكبه إسرائيل ضد الفلسطينيين لا يمكن أن يثير أية شفقة، وحتى الفتاة الجميلة مثل عهد. أيضا حتى لو حكم عليها بالمؤبد بسبب الصفعة، أو الاعدام فسيكون تلقي حكمها بفرح واضح أو لامبالاة. ليس هناك أي مشاعر إنسانية أخرى تُجاه أي فلسطيني.
جمعيات المعوّقين التي تقوم بالنضال من أجل حقوقهم لم تنبس ببنت شفة عندما قام قناص من الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على رأس معوّق مبتور الساقين على كرسي متحرك في قطاع غزة. الجمعيات النسوية التي تناضل بإصرار وبقوة ضد كل تحرش جنسي لم تحتج حتى الآن على إغلاق الملف بشأن معتقلة فلسطينية اشتكت بأنها اغتصبت من قبل شرطي حرس حدود. وأعضاء وعضوات الكنيست لم يحتجوا على عار الاعتقال السياسي لزميلتهم خالدة جرار التي تم تمديد اعتقالها في الأسبوع الماضي لنصف سنة من دون محاكمة.
إذا لم تنجح عهد التميمي في أن تثير هنا مشاعر العطف والشعور بالذنب والصدمة، فعندها فقط تكون استكملت عملية الانكار، الاخفاء والقمع، وهي المشروع الأهم للاحتلال بعد الاستيطان. لم يكن هنا في أي وقت لامبالاة فظيعة كهذه، لم يسيطر هنا في أي وقت خداع الذات والكذب، ولم تظهر هنا شكوك أخلاقية ضئيلة بهذا القدر تجاه الظلم، لم ينجح التحريض بهذه الدرجة في أي وقت. الإسرائيلي أصبح غير قادر على التعاطف مع فتاة شجاعة، حتى لو بدت مثل ابنته ـ لأنها فلسطينية. ليس هناك فلسطيني يمكنه أن يمس روح الإسرائيليين، ليس هناك ظلم يثير هنا الضمير الذي قضي عليه نهائيا.
من فضلكم، لا تزعجونا، نحن قساة القلوب بصورة تثير الرعب.

جدعون ليفي
هآرتس 31/12/2017

لو كانت عهد التميمي ابنتكم
لم تعد تستطع تحريك شيء من مشاعر التعاطف لدى الإسرائيليين
صحف عبرية

خالد علي: نظام السيسي يتبنى سياسات توطن الإرهاب… ويزرع التمييز والكراهية

Posted: 01 Jan 2018 02:14 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: ساعات قليلة متبقية على جلسة استئناف المحامي والحقوقي خالد علي المرشح المحتمل في انتخابات الرئاسة المصرية المقررة في إبريل/ نيسان المقبل، على حكم حبسه في القضية المعروفة إعلاميا بـ«خدش الحياء»، وحال أيدت محكمة الاستئناف حكم السجن والغرامة، سيخرج المرشح الوحيد، الذي أعلن عزمه مواجهة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، من السباق الرئاسي.
عن القضية وتوقعاته لمسارها، وتقييمه لفترة حكم السيسي، وقدرة القوى السياسية على فرض ضمانات لنزاهة الانتخابات، كان حوار «القدس العربي» مع علي، الذي رد على انتقادات وجهه له معارضون مصريون باعتباره وصف الانتخابات الرئاسية في 2014 بـ»المسرحية الهزلية»، في وقت قرر خوض الانتخابات المقبلة، مؤكداً أن هزيمة السيسي في الانتخابات أمرا ممكن رغم دعم أجهزة الدولة له.

٭ طالبت بضمانات لنزاهة الانتخابات، ماذا لو لم يستجب النظام المصري لهذه الضمانات؟
٭ لم نعلن الضمانات للسلطة، أعلناها للرأي العام المصري والقوى السياسية. وجود عملية انتخابية نزيهة، هو تعبير عن ذروة الإصلاح السياسي واستقرار البلاد، وبالتالي أي إجراءات استثنائية أو مقيدة بزعم الظروف، غير مقبولة.
إذا كانت هذه السلطة قوية كما يدّعون، وأن مرشحها قوي وسيكتسح أي مرشح سيخوض الانتخابات في مواجهته، فما المانع من توفر الضمانات، التي تنقسم إلى سياسية وإجرائية، فمثلا هل يعقل أن تكون مدة الدعاية الانتخابية 20 يوما فقط، فحتى انتخابات البرلمان التي تدار في نطاق جغرافي محدد يسمح لهم بالدعاية لمدة 45 يوما، وفي الانتخابات الرئاسية محظور عليك إجراء أي دعاية خلال مرحلة جمع التوكيلات الشعبية، ومحظور عليك إنفاق أي مبالغ إلا من خلال حساب بنكي، في وقت وضع القانون شرط عدم فتح حساب بنكي إلا بعد إعلان القائمة النهائية، وبالتالي القانون يحظر عليك الإنفاق والدعاية في وقت المرشح ملزم بجمع ألف توكيل من 15 محافظة على الأقل، وطول وقت الإطار القانوني لديه رغبة في أن يجبر المرشح على العمل في إطار غير شرعي. اللجنة العليا للانتخابات ترى الدعاية الخاصة بالسيسي موجودة في كل مكان منذ أغسطس/ آب وتتجاهل الأمر، لكن أنا لو أجريت أي نشاط يقولون إن فترة الدعاية لم تبدأ بعد، وقانون الهيئة الوطنية للانتخابات أسس لإلغاء الإشراف القضائي على مرحلة الفرز والاقتراع في اللجان الفرعية، إضافة لحالة الطوارىء. طوال الوقت يتحدث السيسي عن أنه نفذ إنجازات عظيمة وجبارة ونقل مصر إلى مرحلة جديدة ورغم ذلك يرغب في إجراء الانتخابات في ظل حالة الطوارئ، إضافة إلى تلفيق القضايا والتهم للشباب من كل التيارات السياسية لإرهابهم ومنعهم من المشاركة في العملية الانتخابية، وعليه، أي شخص يرغب في المشاركة سيشارك ويداه وقدماه مكسورة، ولن تكون هناك منافسة، وأرى أن هزيمة السيسي ممكنة وليست صعبة أو مستحيلة، حال إجراء انتخابات نزيهة.

القوى السياسية محاصرة

٭ هل ترى أن القوى السياسية قادرة على فرض هذه الضمانات؟
٭ القوى السياسية محاصرة، فحزب مثل «العيش والحرية» لديه 5 من أعضائه محكوم عليهم بقانون الإرهاب بزعم إعدادهم للتظاهر ضد اتفاقية تيران وصنافير، وإسلام مرعي، أمين تنظيم حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، وشباب حزب الدستور وماهينور المصري، كل هؤلاء في السجون بتهم تتعلق بالتظاهر، والقوى السياسية محاصرة وتواجه أحكام اقاسية، وإجراءات مرعبة، وترشحي جزء من محاولة القوى المدنية للوجود في المجال العام.
٭ هل ستعيد التفكير في الترشح حال فشلت القوى السياسية في فرض هذه الضمانات؟
٭ لدينا رغبة صادقة في الحملة لخوض المعركة الانتخابية، لكن في الوقت نفسه لا نرغب في أن يقال علينا إننا مجرد محلل للسيسي، أو ديكور في العملية الانتخابية، والضمانات شيء ضروري، لكن الحل الحقيقي من وجهة نظري، هو الناس، هل ستشارك أم فقدت الثقة في العملية الانتخابية؟
يمكن أن تكون الشروط مقيدة، لكن حال مشاركة الناس سنجد ميزانا مختلفا في العملية الانتخابية، ممكن أن تكون الضمانات جيدة، ولذا قررنا في الحملة أن نقسم العملية الانتخابية لمراحل، نقيس كل في مرحلة إنجازنا وفشلنا فيها، لدينا أمل في خوض معركة انتخابية حقيقة ونراهن على الناس.
٭ حتى في ظل عدم وجود ضمانات؟
٭ نحن نقيس على ماذا سنحصّل، وماذا سيرفض النظام منحه، وبالتالي لدينا رغبة حقيقية في خوض الانتخابات، وليس لدينا حكم مسبق ونقيّم كل مرحلة وحدها، وحتى الآن نبذل ما في وسعنا، لضمان انتخابات حقيقية، فمثلاً كسرنا مدة الدعاية، وفتحنا مقر حملتنا وبدأنا استقبال المتطوعين، وحددنا ضمانات الانتخابات وتوجهنا بها للرأي العام من خلال مؤتمر صحافي نظمناه، ثم أرسلنا هذه الضمانات لكل الأحزاب، وسنرسل هذه الضمانات لرئاسة الجمهورية وللمجلس القومي لحقوق الإنسان والهيئة الوطنية للانتخابات ومجلس النواب.
٭ وصفت الانتخابات الرئاسية في 2014 بالمسرحية ورفضت المشاركة فيها، فماذا اختلف بين 2014 و 2018؟
٭ أولا، حق لكل إنسان أن يقول وجهة نظره في أي حدث سياسي، لأن كل شخص له مبرراته من خلال قراءته للمشهد، وعندما ننظر للفرق بين 2014 و 2018، لا نجد خلافا في الإطار القانوني، ولا المناخ العام، فكلاهما سيىء، لكن من وجهة نظري هناك فرق جوهري، وهو الناس.
في 2014 الناس كان عليها هجوم إعلامي، باعتبار السيسي هو المنقذ الذي سينقل البلد للأمام، فهو رجل عسكري يعرف أسرار الدولة، يحمي الحدود ويحافظ على الاستقرار ويحافظ على أمننا القومي، وسيرفع المرتبات، ولم تكن هناك أي إمكانية لنقده أو البحث عن تاريخه أو تفنيد عهوده.
كانت المنافسة بين من يخوض الانتخابات وبين الجيش، لذا هو ترشح بالبدلة العسكرية، ليوجه رسالة انه يمثل الجيش، وخلال السنوات الأربع الأخيرة، رأت الناس بعينها الوعود والانحيازات واكتشفت حقيقة حكم السيسي، ورأت التنازل عن تيران وصنافير، وارتفاع الأسعار وانهيار الخدمات، ومشروعات يقال عنها إنها قومية ليس لها عائد حقيقي على الناس، وسياسة اقتراض زادت ديون مصر من 35 مليار دولار إلى 80 مليار دولار، فضلاً عن مشروعات تنفذ من أجل المجد الشخصي للسيسي، مثل تفريعة قناة السويس، كان من الممكن أن يجري تنفيذه في 3 سنوات، لدرجة أن محافظ البنك المركزي السابق هشام رامز أقيل من منصبه لأنه قال إن الاحتياطي النقدي نفذ بسبب هذا المشروع، فماذا كان يمنع أن ننفذ المشروع في 3 سنوات، في وقت أن التفريعة لم تضف للاقتصاد المضطرب شيئا، لأن غاطس القناة لم يزد، وبالتالي لم نستقطب سفنا أكبر للمرور في القناة، وكان لا بد من التفكير في أن يكون الغاطس 75 قدما، ولذا فإن حركة الملاحة في قناة السويس لم تزد كما قلت، وهذا معناه أن المجرى القديم كان كافيا، كل هذا رآه الناس، وبالتالي شعبيته (السيسي) لم تعد مثل 2014. إذا نزلت الناس الانتخابات سيكون السيسي في أزمة، لذا تحاول السلطة منع الناس من نزول الانتخابات من خلال الإجراءات التعسفية.
لو شارك المواطنون في الانتخابات سيصبح النظام السياسي في مأزق، وإن لم تشارك سيصبح مرشح المعارضة في مأزق.

التواصل مع المواطنين

٭ إذا الفرق الوحيد هو اختلاف وجهة نظر المواطنين في السيسي، وبالتالي أنت انتظرت المواطنين كي يكتشفوا وحدهم ولم تلعب دوراً في ذلك؟
٭ كنت أرى المشهد بطريقة مختلفة، وأحترم من تبنى وجهة نظر ثانية، حيث قيل إنني هاجمت حمدين صباحي لخوضه الانتخابات الماضية، وأنا أقدر حمدين وأقدر حملته، وأقدر كل الرفاق في التيار الناصري، لكن كان هناك خلاف في تقدير اللحظة، وكنت أرى أن هناك محاولة لصنع شعبية للسيسي، وبالتالي أرى الشارع المصري يبحث عن بديل، لكنه لا يبحث عن شخص، يبحث عن مجموعة وراية تخوض المعركة، ومهمة قوى المعارضة أن تحاول خلق هذه الراية الجماعية، وأرى أن هذه الانتخابات مهمة في التاريخ المصري، وعلى القوى السياسية أن تشترك فيها، وحتى لو ترغب في المقاطعة، يكون اشتراكا إيجابيا، من خلال شرح أسباب المعارضة والنزول للمواطنين وليس الاكتفاء ببيان، حتى يتم التواصل مع المواطنين.

أكثر من مرشح

٭ هل أنت مع خوض أكثر من مرشح من القوى السياسية للانتخابات، أم مع توحد المعارضة خلف مرشح واحد؟
٭ ليست لدي مشكلة في وجود أكثر من مرشح، وتعدد المرشحين غير مضر، خاصة أنك لديك مرشح هو السيسي تدعمه أجهزة الدولة، ففرصه في دخول مرحلة الإعادة كبيرة، وعندما يكون هناك أكثر من مرشح يحاولون نزول الشارع، ويتحدثون مع الناس، سيساهم ذلك في فتح المجال العام، وفي النهاية هناك مرشح واحد سيدخل الإعادة أمام السيسي، وفي هذه المرحلة ستتوحد المعارضة شاءت أم أبت خلف مرشح واحد في مواجهة السيسي.
٭ حتى الآن أعلنت أحزاب المعارضة دعمها لحق خالد علي في الترشح لكنها لم تعلن دعمها لك كمرشح، كيف ترى ذلك؟
٭ أرى ذلك أمرا طبيعيا، كنت أتمنى طبعا إعلان الأحزاب دعم خالد علي كشخص، وخوض المعركة معه، لكني أقدر أن هذا القرار ليس شخصيا، لكنه قرار حزب، يحتاج لمناقشة داخلية، وأعتقد أنه لا يوجد حزب يستطيع فتح مثل هذه المناقشة إلا بعد فتح باب الترشح، وربما بعد فتح الباب الترشح يتطور الأمر ويصبح هناك عدد من المرشحين، فالأحزاب تختار بينهم، أو تحدد قرار مشاركتها أو مقاطعتها من الأساس.
٭ ضمّنت استعادة جزيرتي تيران وصنافير ضمن الإجراءات العاجلة التي ستتخذها حال فوزك في الانتخابات، كيف سيتم ذلك رغم إقرار الاتفاقية؟
٭ تقديري أن البرلمان ارتكب جريمة بالتوقيع على اتفاقية باطلة بحكم قضائي، وهذا صعب على الشعب المصري القضية، وبالنسبة لي، أرى أن تيران وصنافير أرض مصرية وأنا غير معترف بالاتفاقية، ووفق ما لدى من معلومات، فإن الجزيرتين لم يجر تسليمهما للسعودية، وما زال عليهما العلم المصري، لو قدر لي النجاح سيظل العلم المصري مرفوعا عليهما، ولو نزل العلم المصري، سأسعى جاهدا لاسترداد الجزيرتين بكل الوسائل.
٭ ما الوسائل؟
٭ كل الوسائل المتاحة.
٭ هل تقصد الحل العسكري؟
٭ أتحدث عن كل الوسائل ولا استثني أي وسيلة للحفاظ على الأرض، عندما احتلت إسرائيل سيناء لم نستبعد أي حل لاستردادها، وكذلك في تيران وصنافير، فهي أرض مصرية لا بد من استعادتها، فضلا عن البعد الاستراتيجي العسكري، إنها تعطيك سيطرة على خليج العقبة، والبعد الاقتصادي أنها تحمي الدخل القومي لقناة السويس، وإسرائيل تحلم منذ سنوات بتنفيذ قناة تربط البحر الأحمر في البحر الأبيض المتوسط، لو الجزر مصرية، سأفرض رسوما على أي سفينة تمر من القناة الإسرائيلية لأنها ستمر عبر أرض مصرية.
٭ ما الخطة القانونية لاستعادة الجزيرتين بعيدا عن الانتخابات الرئاسية؟
٭ الناس متخيلة أن الصراع القانوني انتهى، على الرغم من أن هناك 3 قضايا تنظرها المحكمة الدستورية العليا، جلستهم يوم 13 يناير / كانون الثاني الجاري، فضلا عن إقامتي وعدد من المحامين دعوى قضائية، أمام اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، لعدم الاعتداد بهذه الاتفاقية.
٭ غدا ستشهد المحكمة جلسة استئناف على الحكم الصادر ضدك بالحبس في القضية المعروفة بـ«خدش الحياء»، ماذا لو صدر حكم إدانة منعك من الترشح في الانتخابات، هل ستطالب بمقاطعة الانتخابات أم ستدعم مرشحا آخر؟
٭ هناك عدة احتمالات، احتمال التأجيل، وآخر يتعلق بتغيير الوصف والقيد من جريمة مخلة بالشرف إلى إهانة بالإشارة، وبالتالي لا تمنع الترشح، والافتراض الثالث أن نحصل على البراءة، باعتبار أننا ننفي هذه الإشارة وطالبنا بضم تفريغ كاميرات مجلس الدولة والمباني المجاورة لموقع الحدث وهو ما لم يحدث، والفيديو الذي اعتمد عليه المحامي من قناة «صدى البلد» المملوكة لأحد رجال الأعمال وهو خصم لي في المحاكم حيث أدافع عن عاملين في شركاته ضد إجراءات تعسفية مورست ضدهم، وقدمنا فيديوهات للواقعة نفسها لا تتضمن هذه الإشارة. وهناك احتمال أن تقضي المحكمة بالإدانة، وفي هذه الحالة ستنعقد الحملة وتقرر ماذا ستفعل في الأمر، ووجهة نظري الشخصية حتى حال إدانتي والحكم علي بالحبس، أتمنى أن يخوض الشعب المصري الانتخابات في مواجهة عبد الفتاح السيسي.
٭ هل أنت مع الأصوات الداعية لإجراء مصالحة مع جماعة الإخوان المسلمون؟
٭ الموضوع أعمق من الجماعة، وأعمق من فكرة اختزال الصراع السياسي في فصيل، هناك أزمة في المجتمع، وأنا شخص يساري ومعارض لأنصار الدولة الدينية والعسكرية، لكن أرى أن هناك أحكاما كثيرة صدرت ضد الإخوان لا يستحقونها، فهناك شباب في السجون ينتمون للإخوان ولقوى سياسية صدرت ضدهم أحكام لا يستحقونها، مثل إسلام مرعي أمين تنظيم حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، وإسلام عبد الحميد وأندرو ناصف، هناك شباب كثير ينتمي للإخوان زج بهم في السجون لمجرد انتمائهم للجماعة، وهم لم يحملوا السلاح، ولا دعوا لعنف ولا ارتكبوا جرائم عنف، وهناك محاولة في مصر لتعميق جذور الكراهية، على أساس ديني وسياسي.
تقديري أن المنهج الذي يجب أن نتعامل به هو الدستور الذي نص على العدالة الانتقالية، وهي تضع قواعد تنظر للجرائم باعتبارها جرائم وليس باعتبارها تقسيمات سياسية، وتطبق هذه القواعد على الجميع بصرف النظر عن الانتماء الديني او العقائدي أو الطبقي، لتحقيق السلم والأمن الاجتماعي، لذا تجد المسار في تونس مختلفا لتطبيق العدالة الانتقالية، وتجد شهادات عن الجرائم التي ارتكبت في عهد زين العابدين بن علي، واعترافات واعتذارات، وتجدهم على المستوى الاقتصادي قادرين على تجميد أموال النظام السابق في سويسرا، في وقت فشلنا في ذلك، لأننا لم نرسل أحكام إدانة النظام السابق إلى سويسرا، وذلك بسبب زرع هذا النظام للكراهية والتمييز في مصر.

الإرهاب والسياسات الغامضة

٭ توجه انتقادات لتعامل نظام السيسي مع ملف الإرهاب؟
٭ هناك فرق بين تبني سياسات لمواجهة الإرهاب، وتبني سياسات لتوطين الإرهاب، أنا تقديري أن السياسات التي يتبانها نظام السيسي غامضة وغير مفهومة وتساعد على توطين الإرهاب، فمثلا تهجير أهالي رفح لعمل شريط حدودي مع غزة، في وقت تستقبل فيه قيادات غزة المنتمين للإخوان، وحتى الآن لم يتم إعادة المسيحيين الذين هجروا من العريش.
تتحدث عن خطة القضاء على الإرهاب في 3 شهور في وقت تتطور العمليات الإرهابية نوعيا بشكل كبير، وأكبر دليل محاولة استهدف وزيري الداخلية والدفاع في مطار العريش رغم أن الزيارة سرية، ومثلا جماعة الإخوان حصلوا على 5 ملايين صوت انتخابي، لا يجوز أن أوصف الجماعة والمتعاطفين معها إرهابيين، وأقول لدي 5 ملايين إرهابي، فكثير منهم ناس عاديون يرفضون عمليات العنف، جرى توصيفها بالإرهاب وتفتح الباب للمجتمع أن يسب بعضه البعض.
٭ تحدثت عن إعادة تقييم مشروعات السيسي، إذا قررت وقفها من سيدفع فاتورة الأموال التي أنفقت عليها؟
٭ للأسف هناك أموال ضخمة أنفقت في هذه المشروعات، ودور أي شخص يأتي بعد السيسي، أن يحافظ على ما تم ويكمله وفق أولوية، فمثلاً أنفق النظام 74 مليار جنيه على قناة السويس، في وقت كان يمكن إنفاقها على استصلاح الأراضي وتشغيل المصانع المتوقفة، وغيرها من المشروعات التي كانت تأتي بعائد اقتصادي على مصر.
٭ البعض يرى أن نظام السيسي حقق نجاحا في استعادة علاقات مصر الخارجية، كيف ترى ذلك؟
٭ الموضوع لا يقاس بالزيارات البروتوكولية، بل استنادا لحفاظك على أمنك القومي، ومصالح الشعب المصري، وإذا قسنا بهذه الأمور، نجد أننا خسرنا حقوقنا في مياه النيل وفشلنا في مفاوضات سد النهضة، حتى في موضوع قرض البنك الدولي، هناك مراقب من البنك يراقب وزارة المالية لمنحنا شرائح القرض، وتنازلت عن جزيرتي تيران وصنافير، وخلقت صراعا غير مبرر مع السودان، فالسودانيون رأوا أنك تتنازل عن أرضك للسعودية، وبالتالي ترغب في الحصول على حلايب وشلاتين، ونرى أن حلايب وشلاتين مصرية، والسودان حاولت الضغط عليك، بتسليم جزيرة سواكن لتركيا، وخسارتك للسودان جعلت موقفك في سد النهضة ضعيفا.

خالد علي: نظام السيسي يتبنى سياسات توطن الإرهاب… ويزرع التمييز والكراهية
أكد أن السلطات فشلت في الحفاظ على مصالح الشعب وأمن مصر القومي
تامر هنداوي

المعارضة تسدد ضربة قوية للنظام وتقتل العشرات من قوات الحرس الجمهوري في معركة حرستا

Posted: 01 Jan 2018 02:13 PM PST

دمشق ـ بيروت ـ «القدس العربي»: حاصرت فصائل المعارضة المسلحة المنضوية ضمن غرفة العمليات العسكرية المشتركة «بأنهم ظلموا» في ريف دمشق، عشرات الجنود لقوات النظام من مرتبات الحرس الجمهوري بينهم ضباط رفيعو المستوى، وذلك في ادراة المركبات بالقرب من مدينة حرستا، عقب مواجهات عنيفة اندلعت بين الطرفين منذ يوم الجمعة، اسفرت عن مقتل وجرح العشرات من قوات الحرس الجمهوري وجنود النظام.
وقال قائد عسكري في غرفة عمليات معركة (بأنهم ظلموا ) لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) أمس إن « غالبية القتلى من قوات الحرس الجمهوري، التي تتخذ من إدارة المركبات مقراً لها لاستهداف بلدات الغوطة الشرقية بالمدفعية والصواريخ». وأشار إلى أن قوات الحرس الجمهوري المدعومة بمقاتلين من درع القلمون وعناصر من حزب الله اللبناني تعمل على فك حصار أكثر من 300 عنصر محاصرين بعد السيطرة على مستشفى البشر وحي العجمي بمدينة حرستا. وأعلنت المعارضة السورية مقتل أكثر من 30 عنصراً من القوات النظام أمس الاثنين في حرستا شمال شرقي العاصمة دمشق.
وأكد أن «الطائرات الحربية السورية منذ صباح اليوم شنت أكثر من 23 غارة على مدينة حرستا، بينها غارات بقنابل عنقودية، إضافة إلى سبعة صواريخ أرض أرض من نوع فيل تمهيداً لتقدم القوات الحكومية التي تخسر مزيداً من القتلى والجرحى «.
من جانبه، قال مصدر إعلامي مقرب من القوات الحكومية السورية (قوات النظام) لـ (د. ب. أ) أن طائرات الميج التابعة للجيش السوري أطلقت صواريخ على مقرات للمسلحين في مدينة حرستا شمال شرقي العاصمة دمشق، كما استهدفت بسلاح المدفعية والصواريخ القصيرة المدى مقراتهم وترافق ذلك مع اشتباكات عنيفة جداً تخوضها وحدات من الجيش على ذات المحور.
وأقر المصدر بـ «سقوط قتلى وجرحى من الجيش السوري ، بينهم ضباط برتب عليا في معركة حرستا، ووجود مجموعات من الجيش محاصرة داخل مباني إدارة المركبات في مدينة حرستا «. وقال مصدر في الدفاع المدني في غوطة دمشق الشرقية لـ(د ب أ) إن الطائرات الحربية نفذت خمس غارات على مدينة عربين ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة أكثر من 10 آخرين». وأشار إلى أن تلك الطائرات شنت غارتين على بلدة مديرا ، وتعرضت بلدة الزريقية في الغوطة الشرقية لقصف مدفعي ، ما خلف أربعة جرحى ودمار مبان عدة.
وذكر التلفزيون السوري أن رئيس النظام بشار الأسد أصدر الاثنين مرسوماً بتعيين وزراء جدد للدفاع والصناعة والإعلام، الامر الذي اعتبره العديد من المحللين رداً على اخفاق قوات النظام في معركة حرستا وفشله في فك الحصار عن عناصره ال300 في منطقة المركبات.
وقال التلفزيون إن الاسد عين العماد علي عبد الله أيوب وزيراً للدفاع ومحمد مازن علي يوسف وزيراً للصناعة وعماد عبد الله سارة وزيرا للدفاع. ويحل أيوب، وهو رئيس الأركان السابق وينتمي للطائفة العلوية، محل الوزير السابق فهد جاسم الفريج. وكان عبد الله سارة رئيسا للإذاعة والتلفزيون السوري.
وتغيير وزراء كبار أمر معتاد حسب إعلام النظام في سوريا، وتأتي التغييرات في مناصب قيادية بالجيش بعد عام من انتصارات ميدانية ضد المعارضة المسلحة المناهضة للأسد وتنظيم الدولة. ويبدو الأسد الآن محصناً عسكرياً من دول لكنه ضعيف ويعتمد بشدة على روسيا وإيران وعلى فصائل إقليمية مدعومة من إيران. ولا تزال بعض المناطق المهمة في سوريا بعيدة عن نفوذه كما يعاني الاقتصاد تحت وطأة العقوبات. وتضغط روسيا في مسار دبلوماسي سعياً للتوصل لتسوية سياسية للحرب.
وكان قُتل 21 مدنيًا، خلال اليومين الأخيرين، جراء هجمات النظام السوري على غوطة دمشق الشرقية المحاصرة والمدرجة ضمن مناطق «خفض التوتر». وقال مراسل الأناضول بدمشق إن النظام السوري واصل الأحد، هجماته الكثيفة على الغوطة الشرقية، من البر والجو. وأكّد أن القوات التابعة للنظام السوري شنّت قصفًا مدفعيًا منذ صباح اليوم على مدينتي دوما وحرستا، وبلدات كفر بطنا وأوتايا ومرج وسقبا، التابعة للغوطة الشرقية. فيما شنّت طائرات النظام غارات جوية على مدينة «حرستا وبلدات مسرابا وعربين ومديرة وعين ترما.

المعارضة تسدد ضربة قوية للنظام وتقتل العشرات من قوات الحرس الجمهوري في معركة حرستا
قد يكون رداً على إخفاق قواته في المدينة… الأسد يعين 3 وزراء جدد أحدهم للدفاع
هبة محمد ووكالات

غرفة عمليات مشتركة لفصائل المعارضة السورية في شمالي سوريا

Posted: 01 Jan 2018 02:13 PM PST

حلب ـ «القدس العربي»: كشفت مصادر في المعارضة السورية المسلحة لـ «القدس العربي»،
أنها بصدد الإعلان عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة ستضم كبرى الفصائل العسكرية في شمال سوريا.
وأكدت المصادر على أن مساعي تشكيل غرفة عمليات عسكرية مشتركة جاءت بهدف التصدي لتقدم قوات النظام في ريفي حماة وإدلب ، حيث ستضم غرفة العمليات: هيئة تحرير الشام، حركة أحرار الشام، فيلق الشام، جيش إدلب الحر، جيش العزة، الحزب الإسلامي التركستاني، جيش النصر، أجناد القوقاز، جند الملاحم، حركة نور الدين الزنكي، جيش الأحرار، جيش النخبة.
وكانت قوات النظام السوري مدعومة بميليشيات أجنبية قد تمكنت من التقدم خلال الأيام الماضية على حساب فصائل المعارضة السورية المسلحة والسيطرة على عدد من البلدات والقرى، في إطار هجومها للسيطرة على ريف إدلب الجنوبي الشرقي والوصول إلى مطار أبو الضهور العسكري إضافة إلى تأمين طريق استراتيجي محاذ له يربط مدينة حلب.

غرفة عمليات مشتركة لفصائل المعارضة السورية في شمالي سوريا

النظام السوري يحشد عسكرياً في درعا وأنقرة تنشر منظومة دفاع جوي شمالي حلب

Posted: 01 Jan 2018 02:13 PM PST

حلب – «القدس العربي»: أفادت مصادر محلية لـ«القدس العربي»، في شمالي حلب، بأن الجيش التركي نشر منظومة صواريخ دفاع جوي من طراز هاوك (HAWAK) في محيط بلدة دارة عزة المحاذية لمدينة عفرين التي تسيطر عليها وحدات الحماية الكردية في ريف حلب الغربي.
تزامن ذلك مع وصول تعزيزات عسكرية لقوات النظام السوري برفقة ميليشيات أجنبية أخرى إلى ريف درعا الشمالي جنوب سوريا وفق ما أكده ناشطون، الأمر الذي يشير إلى قرب بدء النظام عملية عسكرية في المنطقة رغم دخولها ضمن اتفاق خفض التصعيد.
ووفق مصادر فإن منظمة الدفاع الجوي التي نشرها الجيش التركي في محيط بلدة دارة عزة المحاذية لمدينة عفرين في ريف حلب الغربي تشمل معدات اتصال وأجهزة رادار.
وفي هذا الصدد قال مدير قسم العلاقات الخارجية في مركز بابير التركي للدراسات والأبحاث عامر النمر: «إن نشر تركيا منظومة صواريخ الدفاع الجوي «هاوك» مع فرقة عسكرية يأتي نتيجة اتفاق خفض التصعيد الموقع بمؤتمر أستانة، وبالتالي الأمر ليس هجوماً عسكرياً محتملاً على عفرين في الوقت الحالي على الأقل.
وأوضح في تصريح لـ«القدس العربي»، أن منظومة الدفاع الجوي مزودة بمعدات اتصال وأجهزة رادار، مما يعني أنها دفاعية وليست هجومية، وبالتالي هي تمنع حدوث أي اشتباك او تصعيد عسكري في المناطق التي تتولى تركيا ضمانتها وفق ذلك الاتفاق.
ورداً على سؤال حول مستقبل المنطقة في شمالي حلب، قال النمر إن مستقبل هذه المناطق مرهون بالاتفاقيات الدولية، خاصة أن الحرب السورية أصبحت حرباً دولية على الأراضي السورية، وبالتالي على جميع الأطراف السياسية السورية التي تتفاوض الاسراع بعقد اتفاقيات لوقف اراقة المزيد من الدماء ووقف التدخلات الخارجية بقضية السوريين، حيث أن كل طرف يرى داعمه هو الاصح وهذا يدل على فقدان الأطراف المفاوضة للوعي السياسي. بينما كل الأطراف الخارجية تسعى لتحقيق مصالحها فقط وليس مصلحة السوريين كما تدعيمعظم هذه الاطراف.
وفي درعا جنوب سوريا أكد ناشطون لـ«القدس العربي»، وصول تعزيزات عسكرية لقوات النظام السوري ومليشيات أجنبية مرافقة لها إلى ريف درعا الشمالي، حيث أشاروا إلى أن قوات النظام تستعد لعملية عسكرية في المنطقة التي يشملها اتفاق خفض التصعيد.
وقال المعارض السياسي السوري ناصر الحريري لـ«القدس العربي»، إن بعد اتفاقية (مناطق خفض التوتر) التي أبرمتها روسيا وأمريكا والأردن، وبدأت تطبيقها في الجبهة الجنوبية، و التي بموجبها فرضت على فصائل المعارضة عدم فتح أي معارك مع قوات نظام الأسد، دأب النظام على إعادة تجميع قواته وحشدها في منطقة الصنمين وإزرع ودرعا المدينة، بهدف استعادة السيطرة على المنطقة الجنوبية.
وأشار إلى أن إيران عملت خلال الفترة الماضية على تشكيل اللواء 313 في منطقة (إزرع) و تجنيد ما يقارب 300 عنصر كانوا يتواجدون في مدينة (بصرى الشام) قبل تحريرها، حيث تقوم بتدريبهم وتأهيلهم في مركز التدريب في اللواء 12 تمهيداً للمشاركة في معارك يخطط لها نظام الأسد بالتنسيق مع الميليشيات الشيعية للسيطرة على بعض المناطق الاستراتيجية التي تعتبر خطوط إمداد واتصال رئيسية هامة.
ولفت الحريري إلى أن الحشود العسكرية التي استقدمها نظام الأسد تأتي بعد فشله في إجراء مصالحات مع بعض البلدات و المدن، معتبراً كل ذلك يأتي ضمن سياق ما يخطط له الروس ونظام الأسد تمهيداً لعمل المصالحة الكبرى في ما يسمى (مؤتمر شعوب سوريا) الذي دعت إليه روسيا في مدينة (سوتشي)، لإعادة تأهيل وفرض الأسد ونظامه على الشعب السوري وتثبيته في حكم سوريا، و ترويض الشعب للقبول بهذا الحل السياسي بمنطق القوة العسكرية.
وأكد على أن فصائل المعارضة في درعا تراقب كل تحركات وحشود قوات الأسد، حيث يعملون منذ فترة طويلة للاستعداد للمعارك المتوقعة، وقد قاموا بتجهيز السواتر والدشم وبناء خطوط دفاعية، استعداداً لكل الاحتمالات.
يشار إلى أن الدول الراعية لمفاوضات أستانة (تركيا وروسيا وإيران) كانت قد توصلت في 4 أيار/ مايو 2017 إلى اتفاق «خفض التصعيد» القاضي بإقامة أربع مناطق آمنة في سوريا، وشملت محافظة درعا جنوب سوريا ضمن هذا الاتفاق.

النظام السوري يحشد عسكرياً في درعا وأنقرة تنشر منظومة دفاع جوي شمالي حلب
هل يبدأ عملية عسكرية واسعة في المنطقة؟
عبد الرزاق النبهان

اليمن: الانقلابيون الحوثيون يصدرون 26 قرارا بتعيينات وزراء ومحافظين ومسؤولين في الشمال والجنوب

Posted: 01 Jan 2018 02:13 PM PST

تعز ـ «القدس العربي»: أصدرت جماعة الحوثية الانقلابية في العاصمة اليمنية صنعاء أمس 26 قرارا رئاسية تقضي بتعيين وزراء ونواب وزراء ومحافظين ومسؤولين في مواقع سيادية، في إطار سلطتهم الانقلابية، في العاصمة صنعاء والمحافظات الشمالية والجنوبية أيضا التي تقع تحت الحكومة الشرعية.
وأعلنت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) النسخة الحوثية بصنعاء عن صدور 26 قرارا (جمهوريا) تقضي مسؤولية في مواقع سيادية، بدون ديباجة ولا أسس دستورية ولا قانونية كما لم تذكر المسؤول أو الجهة التي أصدرت هذه القرارات.
وقال العديد من المراقبين لـ(القدس العربي) ان «هذه القرارات فاقدة للشرعية حتى في إطار السلطة الانقلابية، لانهيار المجلس السياسي الأعلى الانقلابي المكون مناصفة من جماعة الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح».
وأوضحوا أن «هذه القرارات تشكل مسخرة سياسية لأنها صدرت بدون أي ديباجة أو مقدمة دستورية تبين الأسس الدستورية والقانونية للسلطة أو المسؤول عن اصداراها التي تخوله إصدارها». مشيرين إلى أنها ظهرت وبشكل واضح أن وصلت لهم نسخة جاهزة من زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي وتم نشرها في وكالة سبأ للأنباء، التابعة للحوثيين.
وقضى القرار رقم واحد بتعيين محمود عبدالقادر الجنيد، نائباً لرئيس الوزراء لشؤون الخدمات، في سلطة الحوثيين، والقرار الثاني قضى بتعيين الدكتور حسين عبدالله علي مقبولي نائبا لرئيس الوزراء وزيراً للمالية الحوثية.
وشملت القرارات الأخرى تعيين كل من عبدالسلام علي محمد جابر وزيراً للإعلام، وأحمد عبدالله ناجي دارس وزيراً للنفط والمعادن، وأحمد غالب الرهوي محافظاً لمحافظة ابين، وفيصل أحمد قائد حيدر محافظاً لمحافظة المحويت، وطارق مصطفى محمد سلام محافظاً لمحافظة عدن، وهاشم سعد محمد بن عايود محافظاً لمحافظة سقطرة.
والغريب في هذه القرارات التي أصدرها الانقلابيون الحوثيون، تضمنها إصدار قرارات بتعيين محافظين لمحافظات عدن وأبين وسقطرى، وهي محافظات تقع في الإطار الجغرافي للحكومة الشرعية، بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، وتخلو تماما من التواجد الحوثي.
وشملت هذه القرارات أيضا تعيين الدكتور أحمد محمد هادي دغار رئيساً لجامعة صنعاء، وتعيين الدكتور عبدالله محمد محمد الشامي رئيساً لجامعة الحديدة، وحسين حمود درهم العزي نائباً لوزير الخارجية ونبيل أحمد عبدالرحمن الغولي وكيلاً سياسياً بوزارة الخارجية.
وجاءت هذه القرارات الحوثية لتستكمل السيطرة الحوثية على الحكومة الانقلابية في العاصمة صنعاء، حيث قامت بإزاحة أغلب المسؤولين الحكوميين الممثلين لحزب المؤتمر الشعبي العام فيها، وذلك بعد انهيار الشراكة الانقلابية بين جماعة الحوثي وحزب المؤتمر، باندلاع المواجهات المسلحة مطلع الشهر الماضي وقيام ميليشيا الحوثي بإعدام الرئيس السابق علي عبدالله صالح والأمين العام لحزبه عارف الزوكا، واعتقال العديد من أفراد عائلة صالح وأتباعه وكذا قيادات حزبه.
إلى ذلك، أعلنت قوات الجيش الوطني الموالية للحكومة الشرعية، مساء أمس الاثنين، مقتل ثلاثة قادة ميدانيين موالين للحوثيين في معارك في محافظة الجوف 143/ كيلومترا شمال شرق صنعاء.
ونقل موقع الجيش «سبتمبر نت» عن مصدر ميداني قوله إن «القادة الميدانيين في صفوف الميليشيا الانقلابية (الحوثيون) جحوان الشريف، وابن الشيبة الشريف ،وصالح الخلقة لقوا حتفهم في معارك مع قوات الجيش الوطني شهدتها جبهة مزوية شمالي مديرية المتون مساء الأحد».
وأضاف المصدر أن ذلك «يأتي مواكبا لما تحققه قوات الجيش الوطني من تقدمات ميدانية في جبهة خب الشعف، في عملية عسكرية واسعة تسعى خلالها لتحرير كاملة المديرية من سيطرة الميليشيا الانقلابية».
وأشار إلى أن «ميليشيا الحوثي تشهد انهيارات واسعة حيث بلغ عدد الأسرى من عناصرها الذين وقعوا في يد الجيش 59 اسيرا، علاوة على اكثر من25 قتيلا من عناصرها واغتنام عدد من العربات وكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة».
وحسب المصدر، فقد واصلت الفرق الهندسية التابعة لقوات الجيش الوطني مهامها بكثافة في عملية نزع الألغام، التي خلفتها الميليشيا في حقول مزروعة في اليتمة لتسهيل عودة الأهالي من النازحين إلى ديارهم واستتباب الأوضاع.
كانت قوات الجيش الوطني قد أعلنت الأيام الماضية تحرير مديرية اليتمة، ومواقع اخرى في محافظة الجوف الواقعة قرب الحدود السعودية من قبضة الحوثيين.

اليمن: الانقلابيون الحوثيون يصدرون 26 قرارا بتعيينات وزراء ومحافظين ومسؤولين في الشمال والجنوب

خالد الحمادي

خلافات علنية لأول مرة بين أردوغان وعبد الله غُل وتوقعات بنيته مواجهة الرئيس في الانتخابات المقبلة

Posted: 01 Jan 2018 02:12 PM PST

إسطنبول ـ «القدس العربي» من إسماعيل جمال: لأول مرة، ظهرت إلى العلن الخلافات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورفيق دربه في تأسيس حزب العدالة والتنمية الحاكم الرئيس السابق عبد الله غُل، وذلك عقب سنوات من ابتعاد الأخير عن الحزب والحديث المتزايد عن خلافات عميقة بين الحليفين السابقين.
هذه الخلافات التي حاول الطرفان إبقاءها طي الكتمان الإعلامي وعدم إخراجها إلى العلن للحفاظ على تماسك الحزب الحاكم ظهرت أخيراً بشكل قطعي عقب توجيه عبد الله غُل انتقادات مباشرة لقانون جديد أعلنت عنه الحكومة قبل أيام وأثار جدلاً واسعاً في البلاد، وما قابله أردوغان بانتقادات لاذعة وغير مسبوقة لعبد الله غُل.
وقبل أيام، صدرت حزمة قوانين جديدة في تركيا بموجب حالة الطوارئ المعلنة في البلاد منذ محاولة الانقلاب الأخيرة منتصف تموز/ يوليو 2016، من بينها قانون ينص على إعطاء حماية قانونية شاملة لمواطنين مدنيين شاركوا في افشال محاولة الانقلاب، وذلك في محاولة من الرئيس التركي لضمان عدم محاكمة مواطنين أتراك لا سيما من أنصاره في المستقبل بتهمة القيام بأعمال عنف ضد قوات الجيش والأمن التي شاركت في محاولة الانقلاب.
وتقول الحكومة إن القانون الجديد يهدف إلى ضمان عدم معاقبة الأتراك الذين خرجوا إلى الشوارع لحماية الحكومة المنتخبة أثناء محاولة الانقلاب، حيث ينص على منح الحصانة لمدنيين «سواء كان لهم توصيف وظيفي رسمي أم لا وسواء كانوا قاموا بمهام رسمية أم لا».
القانون الجديد واجه معارضة قوية من عدد من أحزاب المعارضة أبرزها حزب الشعب الجمهوري الذي ينوي التوجه للمحكمة الدستورية، وخلق جدلاً واسعاً في وسائل الإعلام التركية، لكن البارز والجديد بالأمر هو خروج عبد الله غُل عن صمته المعتاد منذ سنوات وتوجيهه انتقادات مباشرة للقانون. واعتبر غُل أن صياغة المرسوم مقلقة، وعبر عن أمله أن تعدل لمنع وقوع مشكلات في المستقبل، مدافعاً عن أن «من واجبه التعليق على الأمور المهمة في البلاد»، قائلاً: «أنا رئيس قضى حياته كلها في خدمة الحكومة والمجتمع. من واجبي تبادل الرؤى والأفكار حول القضايا المهمة، وأعتقد أنه من غير المعقول البحث عن دوافع خفية في هذا الأمر».
وفي أول مرة يوجه فيها أردوغان انتقادات علنية لغُل، قال: «من المؤسف أن يقول الرئيس السابق إن المرسوم يلفه الغموض.. على أي أساس تتحدث عن الغموض؟ هذا أمر محزن «، نافياً أن يكون هناك شك في مضمون المرسوم.
والأحد، جدد أردوغان هجومه على غًل ولكن بلغة أكثر حدة، قائلاً: «بينما كانت تركيا تحترق وكان العالم يشتعل بالتقلبات لم نسمع لهم أي صوت (يقصد عبد الله غل) والآن باتوا ينتقدون كل كبيرة وصغيرة، خيراً؟، من أين كل هذه التخوفات أتت فجأة وبهذه السرعة؟»، مضيفاً: «نحن نخوض حرب استقلال جديدة وما يليق بنا أن نكون سوياً ونعمل في شراكة وطريق واحد».
غُول الذي يلتزم الصمت منذ أشهر طويلة، لا يشارك في أي فعاليات سياسية بصفته أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية ولا بصفته الرئيس السابق للجمهورية كما أنه لا يبدي آراءه في الأحداث السياسية الداخلية والخارجية المتلاحقة، لكنه كسر هذا الصمت مؤخراً بالحديث بشكل مباشر عن القانون الجديد. وعلى الرغم من أن عبد الله غُل يعتبر من أبرز المؤسسين الأوائل لحزب العدالة والتنمية إلى جانب أردوغان، إلا أنه أبدى العديد من المواقف في السابق تعبر عن رفضه لبعض السياسات التي يتبعها أردوغان خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع المعارضين لسياساته سواء من خارج أو داخل الحزب.
الاختلاف الأبرز بين أردوغان وغل ظهر بشكل واضح لأول مرة قبيل الاستفتاء الذي جرى في نيسان/ أبريل الماضي على التعديلات الدستورية التي تشمل تحويل نظام الحكم في البلاد من برلماني إلى رئاسي، حيث لم يشارك غل في أي فعاليات مؤيدة للتعديل الدستوري وقيل إنه صوت بـ»لا» خلافاً لتوجه الحزب وزعيمه أردوغان، لقناعته بضرورة بقاء النظام البرلماني، وهو ما أثار غضب الأخير.
وعمل أردوغان في منصب رئيس الوزراء في فترة تولي عبد الله غول الرئاسة التركية، إلا أن منصبه ظل فخرياً واقتصر على الأمور البروتوكولية بينما استحوذ أردوغان على جميع السلطات التنفيذية، وهو ما قد يكون سبب كافياً، حسب البعض، يدفع غول لمعارضة نقل أردوغان الصلاحيات التنفيذية للرئيس وذلك بعدما تولي هو المنصب.
الكاتب التركي عبد القادر سيلفي المقرب من دوائر صنع القرار في البلاد، قال في مقال له بصحيفة «حرييت» الاثنين، إن أردوغان غاضب جداً من عبد الله غل منذ الاستفتاء وايمانه بأن الأخير لم يصوت لصالح النظام الرئاسي، حيث كان أردوغان يتوقع دعماً أكبر من غل الذي ظل يصفه بـ«أخي ورفيقي عبد الله» لفترة قريبة، رغم الاختلاف الدائم في وجهات النظر بينهم.
ويرى «سيلفي» أن هناك مخاوف كبيرة في حزب العدالة والتنمية الحاكم ومن أردوغان بشكل خاص من احتمال أن يكون غل يستعد لخوض الانتخابات الرئاسية المصيرية عام 2019 ضد أردوغان، مع احتمال أن يكون ذلك من خلال بناء تحالف مع المعارضة التركية، لافتاً إلى ان غل اتخذ قرار عقب الاستفتاء الأخير بالعودة تدريجياً إلى الحياة السياسية وتوجيه انتقادات أكبر للحكومة وأردوغان.
وفي صحيفة «حرييت» أيضاً كتب أحمد حاقان عن ما قال إنها المواد العشرة في استراتيجية غل الجديدة وتشمل حسبه على «محاولة الانتقاد ولكن دون الدخول في جدل مباشر مع أردوغان.. اعتراضات أكثر وانتقادات أوسع، وتحذيرات أكثر»، لافتاً إلى أنه سوف يوسع من نشاطه الشعبي في محافظات مهمة خلال الفترة المقبلة وفي ذلك إشارة مهمة إلى نيته مواجهة أردوغان في الانتخابات المقبلة.

خلافات علنية لأول مرة بين أردوغان وعبد الله غُل وتوقعات بنيته مواجهة الرئيس في الانتخابات المقبلة
كُتاب مقربون من الحكومة اتهموا الرئيس السابق بالاستعداد للتحالف مع المعارضة

المغرب: أهالي مدينة جرادة يستقبلون أول يوم من 2018 بمظاهرات حاشدة

Posted: 01 Jan 2018 02:12 PM PST

الرباط – «القدس العربي» : استعدت مدينة جرادة/ شمال شرق المغرب، للخروج مساء الاثنين، في مظاهرات حاشدة من أجل الاحتجاج على وفاة اثنين من شبابها داخل ساندريات الفحم، والتنديد بالتهميش والإهمال اللذين تشهدهما المدينة، التي تخرج ساكنتها للاحتجاج يوميا منذ وقوع الحادثة.
وقال عبد الصمد هباشي أحد شباب الحراك الاحتجاجي بجرادة إن تنسيقية أحياء المدينة بصدد إعداد ملف مطلبي شامل يتضمن مختلف الحاجيات والخدمات التي تنقص المدينة، ومن بينها إقامة وحدة إنتاجية في المدينة سواء في الجانب المعدني الطاقي أو في الجانب الفلاحي، إضافة إلى إقامة ملحقة جامعية في المدينة من أجل تخفيف الضغط على جامعة وجدة القريبة.
ويتضمن الملف المطلبي أيضا إصلاح البنية التحتية للمدينة خاصة الطريق المزدوجة مع مدينة وجدة، إلى جانب إصلاح طريق جرادة الناظور عبر مدينة العيون مشرع حمادي، وبناء محطة لمعالجة المياه في بني مطهر التي يعاني ساكنتها من أمراض الكُلى نتيجة عدم تنقية وتصفية مياه عين بني مطهر التي يتزودون منها.
ونقل لكم عن هباشي أن لجنة حراك جرادة قاطعت اللقاء التواصلي مع والي (محافظ) جهة الشرق لأسباب تنظيمية محضة منها تنظيم لجان تنسقية في مختلف أحياء المدينة في ملف مطلبي واضح وموحد، مضيفا أن لقاء المنتخبين والجمعيات مع الوالي لم يسفر عن أية نتيجة ولم يقدم خلاله الوالي أية إجابات مقنعة لمعالجة المشاكل التي تعاني منها المدينة.
وأضاف هباشي أنه عكس ما قال والي جهة الشرق بكون أغلب المحتجين من الأطفال، فإن ساكنة مدينة وجدة يخرجون عن بكرة أبيهم للاحتجاج منذ أكثر من أسبوع حيث يصل عدد المحتجين يوميا إلى أكثر من 10 الآف شخص.
وكان الآلاف من سكان مدينة جرادة ونواحيها، قد خرجوا مساء الأحد، ولليوم العاشر على التوالي، في مسيرة تعد هي الأضخم منذ انطلاق شرارة الاحتجاجات عقب مصرع الشابين الشقيقين داخل بئر عشوائي لاستخراج الفحم الحجري.
واتجهت المسيرات الآتية من عدة أحياء، صوب ساحة البلدية بجرادة قصد الاحتجاج هناك، حيث حج الآلاف من الحشود الغفيرة مساء رأس السنة، للمكان للمطالبة برد الاعتبار لضحايا «استغلال الفحم الحجري» في المنطقة.
واختار نشطاء «الحراك» ارتداء لباس «السندريات» التي تستعمل عادة داخل مناجم الفحم، فيما تم طلاء الوجوه بالأسود، في إشارة إلى اللون الذي تُخلفه عملية البحث عن الفحم، وذاك تعبيرا عن السخط الذي تعيشه المدينة.
ورفع عمال أنفاق الفحم التي راح ضحيتها شابين شقيقين في مقتبل العمر على شعارات تعبر عن رفض الاحتفال برأس السنة، حيث رددوا طيلة الشكل الاحتجاجي الشعار المركزي «مامحتفلينش حيث فجرادة معايشينش» (لا نحتفل لاننا في جرادة لا نعيش).
ورفع المحتجون في مسيرتهم شعارات «يا شهيد رتاح رتاح .. سنواصل الكفاح»، و»الشعب يريد بديلا اقتصاديا»، و»هي كلمة واحدة هذه الدولة فاسدة»، «سلمية سلمية لا حجرة لا جنوية»، في الوقت الذي قام فيه نشطاء بحماية رجال الأمن وسيارات القوات العمومية، من خلال سلاسل بشرية.
وتخللت المسيرة التي عرفت مشاركة واسعة من لدن مواطنين قدر عددهم بالآلاف، في حين اتسمت بحضور لافت للعنصر النسوي، كلمات النشطاء وإلقاء قصائد شعرية حول الأوضاع المزرية التي تعيشها المنطقة، كما هاجم المحتجون الحكومة واصفين إياها بـ»الحكومة الوهمية».
ويقول السكان إنهم مصرون على الاستمرار في نضالهم حتى تحقيق ملفهم المطلبي الذي تلخصه شعارات المحتجين في شعار «الشعب يريد بديلا اقتصاديا».
ويأتي حراك جرادة، ليخم سنة 2017 بعد مسار طويل من الاحتجاجات التي عرفها المغرب، والتي قدرت أعدادها حسب ما نشرته الصحف المغربية بـ«17 ألف نشاط احتجاجي» خلال السنة نفسها، وكان أبرزها الحراك الشعبي بالريف.
وقال محمد شلاي، الناشط الإعلامي والجمعوي في المنطقة إن «الاحتجاجات متواصلة لليوم العاشر على التوالي بذات الزخم والحجم»، وأن «الجديد هو تعبير نشطاء الحراك عن عدم اعترافهم بالمنتخبين وممثلي المجتمع المدني الذين التقوا والي الجهة وعامل الإقليم بدعوى عدم امتلاكهم شرعية تمثيل الساكنة».
وأوضح أن «المحتجون مصرون على ضرورة إيفاد لجنة وزارية للمدينة للاستماع مباشرة لمطالب المواطنين وتوفير بديل اقتصادي، وتجديد الدعوة لرحيل العامل والباشا المدينة…من المطالب أيضا إعادة النظر في صيغة الرعاية الصحية لمرضى السيليكوز».
وأكد أن الحراك ما زال يسطر ملاحم في السلمية والتضامن بين المواطنين والتعبير بتحضر وتشكيل لجان في الأحياء لتنظيم وحماية الممتلكات والمرافق العامة.

المغرب: أهالي مدينة جرادة يستقبلون أول يوم من 2018 بمظاهرات حاشدة

محمود معروف

فتح: تصويت الليكود على ضم المستوطنات في الضفة إنهاء لبقايا عملية السلام

Posted: 01 Jan 2018 02:12 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: أكدت حكومة الوفاق الوطني على «فظاعة وخطورة ما أقدم عليه حزب الليكود، وهو ما سمي بالتصويت على ضم أرضنا الفلسطينية». وشددت على أن «أرض وطننا فلسطين وفي القلب منها عاصمتنا القدس العربية، ظلت طوال تاريخها وما زالت عصية على الطامعين والمستعمرين». وأكدت ان «شعبنا العربي الفلسطيني البطل لم ولن يتأخر يوما في الدفاع عن أرضه وحقوقه وتراب وطنه، بل هو في حالة دفاع وكفاح عادل ضد المشروع الاستعماري منذ أكثر من قرن من الزمان». 
وقال يوسف المحمود المتحدث الرسمي باسم الحكومة إن «التصعيد الاحتلالي ضد أرضنا وشعبنا يسير في هذه المرحلة بشكل متسارع وخطير»، مشددا على «ان ما اقترفه حزب الليكود يسجل أحد ملامح هذه الخطورة ويشكل في الوقت نفسه أفظع انتهاك لقرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، كما يسجل سخرية واستهتارا بالمنظومة الأممية برمتها». 
وأشار الى ان كافة أشكال التصعيد الاحتلالي الإسرائيلي المتسارع تستند الى قرار الرئيس الأمريكي الجائر والمخالف لكافة الأصول والاتفاقات والقوانين والشرائع  بخصوص مدينة القدس العربية المحتلة. وطالب المتحدث الرسمي باسم الحكومة المجتمع الدولي بتنفيذ قوانينه وشرائعه وقراراته التي يتخذها والتي من المفترض ان تشكل أساس الاستقرار والسلم العالميين.  وأعلنت حركة فتح عن رفضها واستنكارها وإدانتها، للتصويت الذي جرى من قبل أعضاء مركز الليكود لبسط السيطرة الإسرائيلية على أراضي الضفة الغربية. وقالت الحركة في أول رد فعل رسمي عقب التصويت ان «هذه الخطوة هي بمثابة نسف لكل الاتفاقات الموقعة، واستفزاز لا يمكن السكوت عنه، كما أنه يشكل انتهاكاً صارخاً لقرارات الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، التي كان آخرها القرار رقم 2334 الذي أكد أن الضفة الغربية بما فيها القدس هي أراضي محتلة».  وأضافت أن «إسرائيل بهذا القرار أنهت ومن جانب واحد، كل ما يمكن تسميته ببقايا عملية السلام، وأن إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن تبعات هذا القرار الخطير والمرفوض، وعلى المجتمع الدولي التحرك الفوري لكبح جماح هذا الاستهتار بل الجنون الإسرائيلي». 
واعتبرت ان الاستيطان والمستوطنين، وجودهما غير شرعي، وأن على الحكومة الإسرائيلية أن تعرف أن اللعب بالخطوط الحمر سيؤدي إلى كوارث، وحالة من عدم الاستقرار. وأضافت «للأسف فإن إسرائيل استغلت قرار الرئيس ترامب المرفوض والمنافي للشرعية الدولية، والمتعلق بمدينة القدس، وذلك من خلال التمادي إلى حد الإعلان عن حرب على الشعب الفلسطيني، وعلى أرضه ومقدساته». 
وأكدت الحركة استمرارها بالحفاظ على الثوابت الوطنية، وعدم السماح بمرور أي من هذه الخطوات المدانة والمرفوضة، مشددة على أن شعلة فتح التي أضيئت، ستبقى حامية المشروع الوطني حتى الاستقلال وتحرير القدس الشريف وإقامة الدولة الفلسطينية. 
وكان اعضاء مركز الليكود قد صوتوا بالإجماع، على قرار يلزم أعضاء الحزب على العمل من أجل ضم الضفة الغربية. وجرى التصويت في أعقاب توقيع 900 عضو على طلب كهذا. وصوت أعضاء المركز على نص جاء فيه انه «في الذكرى السنوية الخمسين لتحرير أراضي يهودا والسامرة، بما فيها القدس، عاصمتنا الأبدية، تدعو اللجنة المركزية لليكود مسؤولي الليكود المنتخبين إلى العمل من أجل السماح بالبناء الحر وتطبيق قوانين دولة إسرائيل وسيادتها على جميع مناطق الاستيطان المحررة في يهودا والسامرة».  وشارك في الاجتماع الذي عقد بالقرب من مطار اللد الدولي، حوالي ألف ناشط ليكودي. كان من بينهم الوزير السابق غدعون ساعر الذي القى خطابا قال فيه إن «الليكود قاد كل الخطوات التاريخية. مهمة جيلنا هي إزالة كل علامة استفهام على مستقبل المستوطنات». 
وقالت نائبة وزير الخارجية تسيبي حوطوبيلي في كلمتها إن «الليكود يدعم السيادة، الليكود يسجل فصلا رائعا في التاريخ. بعد القدس وهضبة الجولان، حان الوقت للسيادة في يهودا والسامرة أي الضفة الغربية. يهودا والسامرة هي جزء لا يتجزأ من دولة اسرائيل وهذا ما سنصوت عليه».  وقال الوزير حاييم كاتس إن «مركز الليكود يصادق اليوم على تصويت تاريخي بفرض السيادة الاسرائيلية على يهودا والسامرة والقدس الكبرى. اجزاء الدولة هذه هي جزء لا يتجزأ من أرض اسرائيل وستبقى هكذا الى أبد الآبدين».
وأضاف وزير الأمن الداخلي والشؤون الاستراتيجية جلعاد إردان، في كلمته: «إن الليكود هو الذي فرض السيادة على عاصمة إسرائيل، هو الذي طبق السيادة على مرتفعات الجولان، وهو الذي سيطبق السيادة على يهودا والسامرة. حقنا على أرض اسرائيل يبدأ في القدس، في الحرم الابراهيمي وفي شيلو. لن نطبق السيادة بحكم القوة وإنما بالحق التاريخي والديني والأخلاقي والتوراتي، وسنفعل ذلك». 
وقال الناشط الليكودي، شيفاح شتيرن، المبادر للاقتراح: «قبل خمسة عشر عاما، صادق المركز على قرار لا ينسى أنه لن تقوم دولة فلسطينية، يسألونني ما هي قيمة القرار اليوم، قرار 2002 يطبق حتى اليوم. قرار المركز لا يلزم الحزب من ناحية قانونية وانما من ناحية أخلاقية». وتغيب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن الاجتماع. ويذكر انه كان يمنع في السابق عقد اجتماعات تناقش قضايا ايديولوجية من هذا النوع، بادعاء انه سيكون لها ثمن سياسي في الخارج ومعنى ضعيف في اسرائيل. لكنه هذه المرة قرر عدم التدخل. 
وكانت الوزيرة ميري ريغف قد قالت خلال جلسة الحكومة الإسرائيلية الأخيرة إن «هذا القانون مهم وجيد. انا اؤمن انه سيمر بغالبية كبيرة جدا من أعضاء مركز الليكود، وهذه مقولة مهمة على المستويين العام والأخلاقي».  من جانبه تابع الوزير أوفير أكونيس القول إن «البند الأول في دستور الليكود هو أن الحق على إسرائيل أعطي للشعب اليهودي. فكرة الدولتين لشعبين هي تصور زال من العالم، ولسعادتي فإن الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب، يجلس في البيت الأبيض ولا يقبل هذا الفهم الخاطئ».

فتح: تصويت الليكود على ضم المستوطنات في الضفة إنهاء لبقايا عملية السلام

استمرار الجمود مع الفلسطينيين وتبنيهم خيار الدولة الواحدة وحرب الشمال ستكون أخطر من حرب 1973

Posted: 01 Jan 2018 02:11 PM PST

الناصرة – «القدس العربي» : ترجح التقديرات الاستراتيجية للعام الجديد الصادرة عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي التابع لجامعة تل أبيب، أن الجبهة الشمالية ستشهد تصعيدا يصل مستوى الحرب بين إسرائيل وإيران وأذرعها في سوريا ولبنان خلال 2018 ،فيما يستمر الجمود في الوضع السياسي مع الفلسطينيين، محذرة من تبنيهم خيار الدولة الواحدة، داعية للانتقال من السر الى العلن بالتحالف مع دول «عربية سنية».
وسلم أمس معهد دراسات الأمن القومي في إسرائيل كعادته في مطلع كل عام جديد تقريرا استراتيجيا لرئيس الدولة يتضمن خريطة التحديات التي تواجهها في العام الجديد. وترجح الدراسة التي يشرف عليها رئيس معهد دراسات الأمن القومي الرئيس الاسبق للاستخبارات العسكرية الجنرال بالاحتياط عاموس يادلين أن تعمق إيران نفوذها في سوريا وسط محاولات إرسال أذرعها لمنطقة الجولان مقابل الخطوط الحمر التي حددتها إسرائيل مما يعني توقعات بتصعيد لحد الحرب بين هذه الأطراف خلال 2018. ومن هنا توصي الدراسة بتحسين الجيش جاهزيته لهذا التصعيد المتوقع في الشمال ضد سوريا ولبنان.

أخطر من حرب 1973

وتعتبر أن مواجهة محدودة أو شاملة بين إسرائيل وبين حزب الله بمساعدة إيران هي التحدي الأمني الأهم الذي ينبغي أن تستعد له إسرائيل. وتنوه الدراسة إلى أن إسرائيل وحزب الله غير معنيين بحرب إضافية، ومع ذلك هناك احتمال حقيقي بأن ينزلقا نحوها نتيجة نشاط إسرائيلي يهدف المساس بمحاولات إيران تعزيز وجودها في سوريا لجانب انتهاء حزب الله من مهمته في إنقاذ نظام الأسد.
وتتابع «هذا يعني أن حرب الشمال الأولى لن تقتصر على لبنان». ولا تستبعد الدراسة توسع هذه الحرب مع القوات الإيرانية وإرسالياتها في سوريا لتطول الجيش السوري أيضا، ومن الممكن أن تفتح جبهة أخرى بالتزامن مع حماس في غزة.
وتقول الدراسة إن المواجهة العسكرية المحتملة ستكون أوسع من حرب 1973. ولذا تنبه لحاجة إسرائيل وواجبها الانشغال بأولويات استراتيجية وعملياتية تضطر فيها إدارة معارك في ثلاثة محاور، موصية بالاستعداد لثلاثة خيارات محتملة في الشمال: حرب في لبنان فقط، حرب مع سوريا ولبنان تشمل جهات إيرانية، وحرب شاملة تشمل إيران أيضا بشكل مباشر. كذلك تحذر الدراسة من نشوب حرب غير مخططة نتيجة قراءة خاطئة من أحد الأطراف المذكورة ستشهد إطلاق صواريخ كثيرة على إسرائيل تتسبب بأضرار فادحة ومحاولات للقيام بعمليات كوماندوز داخلها للمساس بمستوطنات في منطقة الحدود وببنى تحتية حيوية.
وتدعو الدراسة لاعتبار سوريا ولبنات كحلبة واحدة في الظروف الحالية، لأن تصعيدا في أي منهما يعني احتمالا واقعيا بتصعيد مع الأخرى بما في ذلك محاولات هجومية في الجولان أيضا. كذلك يرى معهد دراسات الأمن القومي أنه بالتزامن ستشجع إيران المقاومة الفلسطينية في غزة على إرسال صواريخ والقيام بعمليات «إرهابية» من خلال عمليات تسلل واقتحام أعلى وأسفل الأرض علاوة على عمليات في الضفة الغربية أيضا. ويرجح القائمون على هذه الدراسة أن تلتزم روسيا الحياد في مثل هذه المواجهة ولكن من شأنها تقييد حرية التحرك الإسرائيلي.

الجبهة مع غزة

الدراسة التي تتجاهل دور إسرائيل بالتصعيد تزعم أن حركة حماس ما زالت تحت تأثر «الردع الإسرائيلي» لكنها تواصل بناء قوتها العسكرية ولا تستبعد تدهورا على الجبهة مع غزة نتيجة عدم تصعيد غير محسوب يكون خارج السيطرة أو نتيجة مبادرة من «الجهاد الإسلامي» أو نتيجة مصاعب تطبيق اتفاق المصالحة الفلسطينية علاوة على التوتر حول مسألة القدس وبناء إسرائيل منظومة مضادة للأنفاق الفلسطينية من القطاع.

داعش في جوار الحدود

وتوضح الدراسة أن تنظيم الدولة( داعش) ورغم هزيمته وفقدانه مواقعه المهمة في سوريا والعراق، لكن الهزيمة هذه بالذات دفعته للحراك في مناطق أخرى جنوب سوريا قريبا من الجولان وبالأساس في سيناء مما يعني تصاعد احتمالات وقوع عملية « إرهابية « ضد إسرائيل.
وتزعم الدراسة أن إسرائيل كدولة قوية حدودها مستقرة خلال 2017 حافظت على تفوقها العسكري في الشرق الأوسط وعلى قوة ردعها مقابل أعدائها مثل حزب الله، وحماس وداعش. ورغم اعتبارها إدارة ترامب صديقا كبيرا لإسرائيل ترى في تطابق مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة لكنها تحذر من استمرار تآكل نفوذ واشنطن في الشرق الأوسط. وتقول إن البيت الأبيض لم يبلور بعد خطة إستراتيجية لتحقيق أهداف حددها ترامب بنفسه الذي يكرس وقته وطاقاته في قضايا خارج الشرق الأوسط. وتعتبر الدراسة أن روسيا هي المنتصرة الكبرى في الشرق الأوسط في العامين الأخيرين حيث اقتنت لذاتها دور الريادة واللاعب المركزي في صياغة المشهد السوري والعمل على تثبيته واستقراره وسط إقصاء للولايات المتحدة وإضعافها. وتدلل الدراسة الى رؤيتها هذه بالإشارة لبناء مراكز عسكرية روسية بحرية وجوية في سوريا بغية تعزيز سيطرتها الاستراتيجية لعدة أجيال وخلال ذلك تنجح موسكو بنسج علاقات طيبة مع مختلف الأطراف يف المنطقة ومع ذلك ترجع تصادم مصالح بينها وبين تل أبيب لدعمها إيران وحلفائها.

خيار الدولة الواحدة

وتشير الدراسة إلى أن العام المنقضي شهد أيضا استمرار جمود سياسي على مستوى العلاقات بين الفلسطينيين وبين إسرائيل التي نجحت بمواصلة الحفاظ على واقع مريح.
معهد دراسات الأمن القومي الذي يعتبر معهدا بحثيا ملهما للمؤسسة الإسرائيلية الحاكمة في اختيار توجهاتها وخياراتها الاستراتيجية يعتبر أن فشل الفلسطينيين خلال العقدين الأخيرين في خياري « الإرهاب» (في إشارة للانتفاضة الثانية) وتدويل الصراع من شأنه أن يقودهم لتبني استراتيجية الدولة الواحدة. وهذا الخيار تحذر منه منذ سنوات بعض أوساط اليسار الصهيوني المعنية بتسوية الدولتين وترى بخطورة تفويتها. كما تنبه لتطورات تشهدها، بالتزامن، الحلبة الفلسطينية من شأنها الدفع لخطوات جوهرية ضد إسرائيل- استمرار قطع الصلات مع إسرائيل وحتى التصعيد أو تحريك المفاوضات من جديد. ولذا لا تستبعد الدراسة أن يصمم الرئيس ترامب على طرح مبادرته لصفقة القرن، مرجحة أن يستعد الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني « اللذان يخشيان خطوات ترامب» لاتهام الآخر بفشل المبادرة الأمريكية مما يعني أن الدراسة هذه أيضا لا ترى احتمالا بنجاحها بعد تصريحه بشأن القدس المحتلة.
بعد قراءتها للواقع الراهن والمستقبلي توصي الدراسة الإسرائيلية بالاستعداد لاحتمال نشوب حرب الشمال الأولى عسكريا وإعلاميا مقابل أعدائها ومقابل روسيا لاعتبارها دولة عظمى وغير معادية. وتقول إن إسرائيل تملك رافعات ضغط مقابل إيران وروسيا تتمثل بقدرتها على المساس بنجاحهما في تثبيت نظام الأسد واستقرار سوريا.
وتتابع « إن بقاء نظام الأسد وترميم سوريا اقتصاديا هي مصالح روسية – إيرانية تستطيع إسرائيل استغلالها لصالحها». وعلى المستوى العسكري توصي الدراسة الجيش الإسرائيلي بالاستعداد لمواجهة صواريخ باليستية، صواريخ بر – بحر ،أنظمة دفاع جوي، وطائرات بلا طيار ووحدات تحاول السيطرة على بلدات في الجليل. كما تقترح أن تسعى إسرائيل للوصول لتفاهمات مع واشنطن لمنع تعاظم قوة إيران من ناحية السلاح النووي، وتمدد النفوذ الإيراني في المنطقة ودعمها المنظمات «الإرهابية».
وعلى مستوى الصراع مع الفلسطينيين تقترح الدراسة استغلال إسرائيل قوتها الإستراتيجية، واستعداد العالم العربي المساهمة في المفاوضات والدعم الكبير من جهة الرئيس الأمريكي وترى بكل ذلك «فرصة تاريخية «يحظر على إسرائيل تفويتها.
في المقابل تستبعد جدا الدراسة إحراز تسوية دائمة لكنها ترى بما سبق فرصة للقيام بخطوات متفق عليها مع واشنطن ودول عظمى أخرى من شأنها الدفع نحو مكاسب حيوية مفادها تثبيت معايير مستقبلية لاتفاق والدفع نحو ظروف تبلور اتفاقا مستقبليا وتطبيقه بنجاح وبالأساس وقف الانزلاق الحالي إلى الدولة الواحدة التي ستكون بالضرورة غير يهودية و/ أو غير ديمقراطية. وفي حديث للإذاعة العامة أوضح عاموس يادلين أمس أن على إسرائيل تبني خطة فعالة تكفل قدرتها على التوصل مستقبلا لاتفاق في إطاره تصان الأعمدة الأربعة الأساسية للكيان الإسرائيلي في البلاد: دولة يهودية، ديمقراطية، آمنة وعادلة.
ترميم غزة، داعيا لترميم غزة لدواع أخلاقية وأخرى تتعلق بمصالحها وسط ضمان عدم استغلال المنظمات الفلسطينية للمواد الخام لأهداف عسكرية. ويشدد على ضرورة انتقال إسرائيل لتحالف معلن مع دول « عربية سنية» وتعزيزه معها مقابل أعداء مشتركين، معتبرا القيام بخطوات على صعيد الصراع مع الفلسطينيين مفتاحا لذلك.
بكلمات أخرى أشار يادلين بالتلميح لضرورة التحرك من خلال خطوات تسعى لإدارة الصراع والرهان على الزمن. كما يوصي بتسوية الأزمة مع الأردن سريعا والتعاون معه في تحديات مشتركة والقيام بمشاريع اقتصادية تخدم الشعبين. وأشار لضرورة دعم مصر في حربها على تنظيم الدولة في سيناء/ محذرا من عدم الاعتقاد بأنه لم يعد يشكل تهديدا.

يهود الولايات المتحدة

يذكر أن الدراسة تشير أيضا الى خطر نزع الشرعية عن إسرائيل في العالم وتقترح نشاطا منظما حكوميا ومدنيا داخل إسرائيل وخارجها وتطوير القدرات الاستخباراتية الاستراتيجية والتحالف مع جهات غربية صديقة. وتخلص الدراسة للقول «من أجل سد الفجوة السحيقة التي نشأت بين إسرائيل وبين يهود الولايات المتحدة لا بد من حوار مفتوح وودي معهم لجانب قرارات قيادية تهدف لترميم هذه العلاقات وإشفائها».
من جهته أشاد رئيس إسرائيل بالدراسة خلال تسلمها من يادلين أمس، واعتبرها تعزيزا للديمقراطية فيها. وأشاد بعدم اكتفائها بتشخيص التحديات والمبادرة لطرح اجتهادات القائمين عليها لمواجهته خاصة بما يتعلق بالعلاقات المأزومة مع يهود الولايات المتحدة. كما قال ريفلين المعارض لتسوية الدولتين «في النهاية الدراسة تشدد أيضا على التقدم بالمفاوضات مع الفلسطينيين باعتبارها حيوية من أجل مواجهة مجمل التحديات الماثلة أمامنا ومن أجل التقدم بعلاقاتنا مع الدول العربية في المنطقة».

استمرار الجمود مع الفلسطينيين وتبنيهم خيار الدولة الواحدة وحرب الشمال ستكون أخطر من حرب 1973

وديع عواودة

مطالبات بإعلان فلسطين دولة تحت الاحتلال رفضا لضم الضفة

Posted: 01 Jan 2018 02:11 PM PST

غزة ـ «القدس العربي» : انتقدت الفصائل الفلسطينية في غزة بشدة، قرار حزب الليكود القاضي بضم الضفة الغربية إلى إسرائيل، ودعت إلى «إسقاط» مشروع التسوية، وإعادة الاعتبار لمشروع «الصراع الشامل»، والعمل المسلح ضد البؤر الاستيطانية، وهو ما من شأنه أن يساهم في تأجيج لهيب «انتفاضة العاصمة» التي بدأها الفلسطينيون قبل أربعة أسابيع، رفضا لقرارات الإدارة الأمريكية الأخيرة باعتبار مدينة القدس عاصمة لدولة الاحتلال.
واعتبرت حركة حماس على لسان الناطق باسمها فوزي برهوم أن قرار حزب الليكود بضم الضفة والقدس المحتلتين لإسرائيل يعد «إمعانا في سياسة الاعتداء على الحق الفلسطيني استغلالا للمواقف الأمريكية وإعلان (دونالد) ترامب الخطير»، مشددة على أنه يجعلها «أكثر إصرارا على التمسك بخيار المقاومة». وأكد أن هذا القرار يعد «تأكيدا على صوابية مواقف الحركة منذ اتفاق أوسلو ومشاريع التسوية التي منحت الاحتلال فرصة كبيرة لتنفيذ سياسته العنصرية المتطرفة»، مضيفا «هذا سيجعلنا أكثر تمسكا بحقوق شعبنا وبخيار المقاومة لمواجهة هذه المشاريع وإفشالها وحماية حقوقنا والدفاع عنها مهما بلغت التضحيات». واعتبر خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي القرار «عدوانا»، لافتا إلى أنه استند لقرار الرئيس ترامب بـ «سرقة القدس من الأمة العربية والإسلامية». وقال في تصريح صحافي «نعتبر قرار حزب الليكود الحاكم بضم أراضي الضفة المحتلة، إعلان حرب على كل تفاصيل الحياة اليومية للمواطن الفلسطيني في الضفة المحتلة، وهو تأكيد صهيوني بأن مشروع التسوية قد وصل بهم الى نهاية الطريق وحقق لهم ما يريدون سواء بشأن القدس أو الضفة المحتلة».
وأكد أن الرد الفلسطيني على هذه القرارات يكون من خلال «تأكيدنا على السيادة الوطنية والشعبية عليها وتصعيد الانتفاضة الشعبية وكافة أشكال المقاومة، لحماية الأرض والحقوق الثابتة». وطالب البطش شعوب وأحرار الأمتين العربية والإسلامية بـ «دعم جهاد شعبنا في فلسطين»، وطالب كذلك الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي بـ «التحرك للتصدي للقرار الصهيوني ودعم خيار المقاومة». من جهتها اعتبرت الجبهة الشعبية في تصريح صحافي أن القرار يمثل «خطوة إضافية في تجسيد المشروع الصهيوني على كامل الأراضي الفلسطينية، وفِي العمل على تصفية القضية الوطنية». ودعت الى مجابهة قرار حزب الليكود بـ «سياسة حازمة»، تبدأ بإعلان الانسحاب من اتفاق أوسلو والالتزامات التي ترتبت عليه وعلى أي اتفاقيات لاحقه، وسحب الاعتراف بـ»إسرائيل»، وإعادة الاعتبار لـ «الصراع الشامل مع الكيان الصهيوني بالاستناد إلى استراتيجية وطنية تحررية».
وطالبت الجبهة الشعبية المجلس المركزي الذي سيجتمع بعد أيام بـ»تحمل مسؤولياته في إقرار هذه السياسة، وفِي إنجاز المصالحة وتحقيق الوحدة الوطنية، واتخاذ الإجراءات الملزمة في إعادة بناء المؤسسات الوطنية». وكان حزب الليكود الذي يتزعم الائتلاف الحكومي الحاكم في إسرائيل صوت مساء أول من أمس الأحد بالأغلبية الساحقة على مشروع قرار يقضي بفرض القانون الإسرائيلي على المستوطنات وامتداداتها في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة وضمها إلى إسرائيل. ومن شأن هذا القرار الذي جاء عقب قرارات ترامب الأخيرة ضد القدس، أن يزيد من حجم الغضب الفلسطيني الرسمي والشعبي،  الذي ظهر من خلال «انتفاضة العاصمة»، التي انفجرت قبل أربعة أسابيع، رفضا لاعتبار المدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل.
ومنذ قرارات ترامب تشهد مناطق الحدود والتماس في غزة والضفة الغربية مواجهات شديدة بين شبان غاضبين وجنود الاحتلال، أسفرت عن استشهاد 13 فلسطينيا، وإصابة الآلاف بجراح. ومن جهته دعا وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في اجتماعه المقبل لإعلان دولة فلسطين على حدود 67 عاصمتها القدس دولة تحت الاحتلال. وشدد في تصريح صحافي على ضرورة «تجاوز» اتفاق اوسلو وملحقاته، والطلب بعقد اجتماع طارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة وفق القرار 377 (الاتحاد من أجل السلام) لفرض جلاء الاحتلال كاملا عن دولة فلسطين المحتلة، وقال «إن قرار الليكود هذا يمهد لما ينوي الرئيس الأمريكي ترامب فعله بالاعتراف بضم الكتل الاستيطانية الكبرى». إلى ذلك أكدت لجان المقاومة في فلسطين، أن قرار «حزب الليكود» يتطلب «تصعيد المقاومة المسلحة» ضد البؤر الاستيطانية، وشددت على أن «المقاومة هي السبيل الأنجع لردع العدو الصهيوني وإفشال مخططاته الاستيطانية والعدوانية ضد شعبنا وأرضنا»، لافتة إلى أن «حالة الهدوء أو إسقاط خيار المقاومة من المواجهة مدعاة لعربدة العدو وتمدده الاستيطاني الصهيوني». وقالت إن القضية الفلسطينية تتعرض لـ «مخاطر كبيرة»، مؤكدة أن ذلك يتطلب «تعزيز الوحدة الفلسطينية والتمسك بالمقاومة الشاملة في مواجهة المؤامرات».
وطالبت بـ «تصعيد الانتفاضة الشاملة والسيطرة على الطرق الالتفافية الاستيطانية، وعدم السماح بحرية التنقل الآمن للصهاينة في مدن وقرى الضفة الفلسطينية المحتلة». كذلك اعتبرت أن  قرار «حزب الليكود» بضم أراضي الضفة «استمرار لمسلسل العربدة والقرصنة الصهيونية ومواصلة لسياسته الاحتلالية الإجرامية والاعتداء على الحق الفلسطيني».
وقالت «إن العدو ما كان ليتخذ هذا القرار الاجرامي، إلا بعد تيقنه من حالة الصمت والغفلة والتغاضي عن جرائمه من قِبل أمتنا والمجتمع الدولي»، محذرة من «الخطوات الاستفزازية» لإسرائيل، والتي قالت إنها «تفتح المجال أمام مواجهة حتمية وأكثر دموية»، متوعدة بأن «العدو سيدفع الثمن غاليا إزاء ما يرتكبه من جرائم». وأكدت أن القرار الصهيوني يعد «رسالة حرب جديدة وصفعة لنهج التسوية» الذي سلكته منظمة التحرير، ورأت أن الحل الوحيد للخروج من المأزق يكون من خلال «تحقيق الوحدة الفلسطينية وتفعيل المقاومة في وجه العدو بكافة اشكالها وعلى رأسها المقاومة المسلحة».

مطالبات بإعلان فلسطين دولة تحت الاحتلال رفضا لضم الضفة

أشرف الهور

الأردن: عبور «أسرع وأخطر» ميزانية مالية تَرفع ولأول مرة «أسعار الخبز»

Posted: 01 Jan 2018 02:11 PM PST

عمان- «القدس العربي» : أكبر المتفائلين شعبيًا لم يكن يتوقع إحباط مشروع الميزانية المالية للحكومة الأردنية، عمليًا، لأن المطلب الوسطي والمنطقي للمعترضين من أعضاء البرلمان وغيرهم على ميزانية رفع أسعار الخبز، تحدث طوال الوقت عن معادلة تفاوضية مع الحكومة يقودها النواب، تؤدّي ولو من باب ذر الرماد في الأعين إلى تحصيل مكاسب بسيطة تحت عنوان إما حماية الطبقة الوسطى او إنقاذ الفقراء والمسحوقين.
ذلك لم يحصل بكل الأحوال، بل برزت مفاجأة من العيار الثقيل صدمت الجميع، وفاجأت حتى الحكومة مساء أمس الأول الأحد، فالموازنة السريعة أقرها نواب الأمة خلال أقل من خمس ساعات فقط، بعد أن كانت تلتهم أسبوعًا في الأقل من النقاشات والخطابات.
المفاجأة التي لم تكن سارة للشارع هي إقرار النواب الموازنة كما أرسلت تمامًا من الحكومة ومن دون تعديل أو تغيير، وحتى من دون تلك الرتوش الديمقراطية المعتادة التي ترافق نقاشات الثقة البرلمانية في ملفات السياسة المالية.
بطبيعة الحال تدخلت القوى العميقة جميعها في الدولة لمساعدة رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي في إقرار الموازنة المالية التي عبرت تحت شعار الاعتماد على الذات، ولأول مرة ومن دون مساعدات شقيقة او صديقة وعلى أساس علني واضح تميزت الحكومة بمصداقيتها فيه وهو رفع الأسعار وضريبة المبيعات علنًا و»من دون لف ودوران» ولأول مرة. لم يسبق لأية ميزانية مالية منذ التحول الديمقراطي عام 1989 أن عبرت بوقت سريع وخاطف كما حصل مع ميزانية رفع أسعار الخبز.
التكتيك الذي اعتمده الملقي هنا في غاية البساطة، فقط تمكن عبر شخصيتين برلمانيتين فقط، من تأمين عبور موازنته بأصوات لا تزيد على 45 % من إجمالي عدد النواب. مبكرًا؛ ضمن الملقي وجود حليفه القوي النائب أحمد الصفدي في رئاسة اللجنة المالية، ما يعني ضمان الكتلة الأضخم التي قوامها 28 نائبًا، فيما تدخل بوضوح رئيس المجلس عاطف الطراونة لمساعدة الحكومة في عبور الميزانية، من دون الظهور في المشهد وعلى أساس أنها خيار اضطراري للدولة.

حسابات الطراونة

الطراونة لديه حسابات خاصة، ومعقدة، وبرغم أن علاقته مع رئيس الوزراء تدار بالقطعة، ولا تتميز بالتحالف والود، إلا أنه لأسباب متعددة بعضها شخصي وآخر سياسي، لا يستطيع تحمل كلفة حتى الحياد في نقاشات الملف المالي. لأن الحياد هنا قد يؤدي به إلى سيناريوهات؛ من بينها الدخول في أزمة بين السلطتين على خلفية الميزانية المالية، وبالتالي احتمالية حل البرلمان، وقد استعد الرجل لتحصين تكتيكاته برسالة قصيرة لغالبية النواب الذين استفسروا منه تلمحًا، لأن المطلوب من جهات سيادية في الدولة عبور الموازنة وليس من الحكومة فقط.

هندسة العكايلة

وفي التفاصيل اتخذت كتلة الاصلاح المحسوبة على الإخوان المسلمين المسار الذي اعتمده تكتيكيًا مهندس الكتلة الأبرز ورئيسها المخضرم الخبير الاقتصادي أيضا الدكتور عبد الله العكايلة. وهو مسار دُرِس بعناية على أساس الامتناع عن حضور جلسة التصويت على الموازنة، والامتناع عن نقاشاتها أصلًا، برغم أن ممثل الإخوان في اللجنة المالية النائب موسى الوحش هو الوحيد الذي تحفظ على قرارات اللجنة التي تحمست بدورها لمساعدة الملقي ووزير المالية عمر ملحس. المسار التكتيكي لخطة العكايلة كان اتخاذ موقف لا يُسجّل على كتلة الاصلاح الإخوانية أنها شاركت بالزفّة المتعلقة برفع أسعار الخبز، ومن دون الظهور بالمقابل أمام قوى الدولة النافذة بمظهر من يستطيع عمليا تحمل مسؤولية إعاقة ميزانية مالية تتحمس لها كل القوى النافذة في عمق الدولة.
لذلك هندس العكايلة مع رفاقه في كتلة الإصلاح موقفًا مبرمجًا، على أساس مقولة شعبية دارجة هي: «لا يموت الذئب ولا تفنى الغنم» لأن حركة المناورة والمبادرة عند العكايلة أصلاً مرتبطة بإخفاقه قبل نقاشات الموازنة في تأمين لقاءات حيوية مع مسؤولين كبار تنفض الغبار عن برنامجه الذي كان قد شرحه بالتفصيل لـ»القدس العربي» بعنوان العودة للشراكة وإعادة تأهيل وإدماج الحركة الإسلامية. وفي الكواليس حظي العكايلة بمباركة مطبخ الإخوان المسلمين المسترسل بدوره في الترقب والانتظار لتحولات الإقليم. وفي الطريق بحث الرجل عبثًا عن شركاء من النواب المستقلين يمكنهم التلاقي مع كتلة الاصلاح في منطقة تجاذب لمضايقة الميزانية.
لكن حجم التدخل من المؤسسات الموازية لمصلحة الميزانية باعتبارها اتجاه إجباري على مستوى برامج الدولة نتج عنه عبور الميزانية بثقة ضعيفة نسبيًا حيث صوت لمصلحتها 58 نائباً من أصل 99 حضروا جلسة التصويت، فيما جلس 16 مستقلًا إلى جانب كتلة الاصلاح في الأروقة الموازية تفاعلًا مع تكتيكٍ فَشِل تمامًا باسم تهريب النصاب. وسقطت بالتالي في الأثناء مصداقية نحو 100 برلماني تعهدوا سابقًا بعدم حضور نقاشات الموازنة إذا أصرت الحكومة على رفع أسعار الخبز والضرائب، حيث تبخر تمامًا الموقف الذي تضمنته مذكرة شهيرة في هذا الاتجاه.

المُلقي يترقب مصير حكومته بعد «التلقيح» السياسي

في كل حال وفي المشهد الختامي بعد إقرار الميزانية حصل الملقي على تفويض شعبي شرعي لرفع أسعار الخبز، مقابل بدل نقدي للفقراء عن فارق الأسعار، وبرزت مجددًا كتلة المبادرة النيابية وهي تؤيد سياسة توجيه الدعم للفرد بدلا من السلعة، وتعيد تسريب ملفاتها القديمة بخطاب موحد ألقاه النائب عقلة الغمار بما في ذلك أبناء الأردنيات، وكانت تلك إشارة ملموسة إلى أن أدبيات المبادرة الشهيرة التي خضعت في الانتخابات الأخيرة لامتحان عسير تولد من جديد.
الأهم في استحقاقات عبور الميزانية اليوم أن حكومة الملقي في النتيجة تنتهي من عملية التلقيح السياسي المطلوب منها، الأمر الذي يمكن أن ينقل الجميع قريبًا أو حتى في غضون أسابيع لسيناريوهات موازية كانت مستحيلة قبل عبور الميزانية، أبرزها التفكير بالتغيير الوزاري على أساس الإيقاع الإقليمي الحالي… تلك بطبيعة الحال مسألة أخرى.

الأردن: عبور «أسرع وأخطر» ميزانية مالية تَرفع ولأول مرة «أسعار الخبز»
الإخوان المسلمون بقيادة العكايلة: «لا يموت الذئب ولا تفنى الغنم»
بسام البدارين

مقاتلو «الدولة» يظهرون مجدداً غرب كركوك… و«الحشد» يخلي مواقع في طوزخرماتو

Posted: 01 Jan 2018 02:11 PM PST

كركوك ـ «القدس العربي»: عاد مقاتلو «الدولة الإسلامية» (داعش) للظهور مجدداً في بلدة الحويجة جنوب غرب محافظة كركوك، بعد شهور على إعلان القوّات العراقية من تمكنها السيطرة على المدينة، والقضاء على التنظيم وخلاياه النائمة بشكل نهائي.
وقال ضابط مسؤول في الجيش العراقي لـ«القدس العربي»: إن «مسلّحي التنظيم عادوا إلى مدينة الحويجة بشكل مباغت وبتكتيك عسكري جديد أدى لإرباك القوات النظامية العراقية».
عناصر «الدولة» شنوا، حسب المصدر «هجمات نوعية مستهدفين ثكنات ومقار عسكرية وحواجز تفتيش ثابتة ومتحركة مكّنتهم من إعادة الانتشار وفرض السيطرة على نواح في البلدة، إضافة لإحكامهم السيطرة على الطريق الرابط بين الحويجة وكركوك، قبل انسحابهم».
ووفقا للضابط، الذي رفض الإفصاح عنه اسمه، فإن «مقاتلي تنظيم الدولة يتمركزون داخل معسكرات ضخمة تحت الأرض قرب ناحيتي الرياض والرشاد مشابهة لمعسكرات وأودية حوران في الأنبار، ويتملكون دبابات حديثة ومدافع وآليات عسكرية وأسلحة وعتادا متطورا».
وأضاف: «باتت تلك المعسكرات قاعدة ينطلق منها لشن عمليات نوعية وضربات خاطفة استخدمها التنظيم في بسط نفوذه مجددا في الحويجة وأطرافها».
وأشار إلى أن «التنظيم في الأسابيع الأخيرة أعاد ترتيب صفوفه من خلال خلاياه النائمة، فضلا عن جمع عناصره الفارّين ونشر عشرات المسلحين والمدافع والقناصة على مداخل ومخارج أطراف الحويجة تحسبا لأي هجوم قد تشنه القوات العراقية مدعومة بالأمريكيين».
وبين أن «إعلان النصر السريع في استعادة الحويجة كان خطأ فادحا ارتكبته القيادات العسكرية الميدانية، الأمر الذي أدى لإصدار أوامر بسحب كل القطعات القتالية وإبقاء أعداد قليلة منها لحفظ الأمن، وهو ما أفسح المجال أمام التنظيم للظهور وملء الفراغ الذي تركته القوات الحكومية». وأكد أن «عناصر الدولة انسحبوا إلى الأنفاق والمعسكرات كخدعة قتالية منهم منتظرين فرصة انسحاب القوى الأمنية حتى يظهروا ثانية»، مشيراً إلى «تراخي قيادة العمليات المشتركة التي لم تضع خطة أمنية وقائية لمرحلة مابعد طرد عناصر الدولة ومكافحة خلايا التنظيم النائمة والأشخاص المتعاونين معهم والقضاء عليهم واقتلاع جذورهم الإرهابية، ما أسهم بعودة تنظيم داعش وتصدره المشهد الأمني مرة أخرى».
وكشف المصدر أن «القوّات العراقية غير مستعدة حاليا لشن عملية واسعة غرب مدن كركوك لإنهاء تواجد التنظيم، لأن ذلك يتطلب حشد قوّات ضخمة وهذا غير متوفر في الوقت الحالي بسبب انشغال القوات باستكمال مهامها في استعادة وتطهير مدن وصحارٍ وحدود شاسعة في الآونة الأخيرة في الأنبار وصلاح الدين».
إلى ذلك قال الملازم نعمان الجبوري إن «وحدات من قوات الرد السريع تسلمت صباح اليوم ( أمس) مواقع أمنية داخل قضاء طوزخرماتو من فصائل الحشد الشعبي التي شغلتها على مدى الأشهر الماضية».
وأوضح أن «فصائل الحشد الشعبي انسحبت من مواقعها مع آلياتها العسكرية إلى خارج القضاء ضمن خطة تتولى القوات الاتحادية مسؤولية الأمن داخل قضاء طوزخرماتو».
علي الحسيني، نائب رئيس مجلس قضاء طوز خورماتو التابع لمحافظة صلاح الدين والمتاخم لكركوك، أكد تسلم قوات الرد السريع مهام كانت موكلة للحشد الشعبي لحفظ الأمن في القضاء.
وقال إن «قوات التدخل السريع الاتحادية تسلمت مهام موكلة إلى أمن الحشد الشعبي الذي كان يقوم بمهام المشاركة في حفظ أمن قضاء طوز خورماتو مع الشرطة المحلية وفوج طوارئ الطوز والجيش العراقي، حيث كان لقوات الأمن في الحشد الشعبي دوراً مهما في دعم الملف الأمني منع حدوث خروقات أمنية فيها».
وأضاف: «عملية التبادل جرت ضمن تنسيق أمني عالٍ وتأتي في أطار اتمام قوات الأمن في الحشد الشعبي للمهام الموكلة إليه، وجرى تسليم موقع أمن الحشد لقوات التدخل السريع التي باتت جزءا من المنظومة الأمنية في قضاء طوزخورماتو»، مشيراً إلى أن «القوات الأمنية في القضاء تعمل بحرفة ومهنية عالية للاستباب الأمن في القضاء وضرب أوكار الإرهاب التي تريد المساس بأمن القضاء».
وسيطرت قوات مشتركة من الجيش العراقي ومكافحة الإرهاب والحشد الشعبي منتصف تشرين الاول/أكتوبر الماضي على قضاء طوزخرماتو شمالي محافظة صلاح الدين، الذي يضم خليطا من العرب والتركمان والكرد، بعد انسحاب قوات البيشمركه.

مقاتلو «الدولة» يظهرون مجدداً غرب كركوك… و«الحشد» يخلي مواقع في طوزخرماتو
شنوا هجمات نوعية استهدفت ثكنات ومقار عسكرية وحواجز تفتيش

«حلحلة» اليوم على خط بيروت – الرياض مع تسلم أوراق اعتماد السفير السعودي

Posted: 01 Jan 2018 02:10 PM PST

بيروت- «القدس العربي» : للمرة الاولى منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005 تعود الحياة إلى ساحة النجمة في وسط بيروت بعدما ضُربت الحركة السياحية في هذه البقعة بسبب الاضراب العام والاعتصام الطويل الذي نفّذته قوى 8 آذار لاسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة ما انعكس شللاً في وسط بيروت وتسبّب بإقفال المطاعم والمحلات التي كانت تغص بها ساحة النجمة في محيط مجلس النواب.
ومنذ ذلك التاريخ تحوّلت منطقة ساحة النجمة ورياض الصلح وساحة الشهداء إلى منطقة أمنية ومهجورة أقفلت الطرقات منها واليها وباتت منطقة لتنفيذ التظاهرات والاضرابات ومنها تظاهرات الحراك المدني. غير أن رئيس الحكومة سعد الحريري أراد أن يعيد الحياة إلى تلك المنطقة فأوعز إلى رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني لتنظيم احتفال غنائي وموسيقي ضخم مع ألعاب ضوئية ونارية على أن تُفتح المنطقة امام جميع اللبنانيين ليودّعوا سنة 2017 وليستقبلوا سنة 2018 وليسهروا حتى الصباح.
وما أن دقّت الساعة 12 منتصف ليل الاحد الاثنين حتى انطلقت الألعاب النارية في سماء العاصمة بيروت في محاولة لإعادة الفرح إلى قلوب البيارتة والتأكيد على شعار «حب الحياة» عند اللبنانيين بعد سلسلة الأزمات والحروب التي أتعبتهم وأثقلت كاهل الوطن. وفاجأ الرئيس الحريري بحضوره المحتفلين في ساحة النجمة وتوجّه بكلمة عبر وسائل الاعلام بالقول «هذه هي حبيبتنا بيروت التي نريد أن نراها، هذه هي بيروت جوهرة الشرق الأوسط، وهذا هو لبنان، ونأمل أن نرى كل لبنان على هذا النحو، وليس فقط بيروت. آمل أن يكون الجميع سعيداً اليوم، وأنا فخور جداً بهذا الاحتفال برأس السنة، وإن شاء الله يكون ما هو قادم خيراً».
وسبق قدوم الحريري إلى ساحة النجمة جولة قام بها إلى المقار الامنية حيث التقى قائد الجيش والمدير العام لقوى الأمن الداخلي والمدير العام لجهاز أمن الدولة في ظل جو أمني جيد سمح بتمضية ليلة رأس السنة من دون أي مخاوف أمنية. وفي تغريدة له، قال الرئيس الحريري عبر «تويتر»: «الاحتفالات برأس السنة شهادة جديدة للأمان والاستقرار في لبنان. تحية للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي ولكل من شارك في توفير الأمن والسلامة للمواطنين».
وفيما أطفأ اللبنانيون شمعة سنة 2017 وما حملت معها من فرح وانتكاسات إلا أن الملفات الساخنة لم تنطفئ كلها في بلدهم وأبرزها ملف مرسوم الاقدمية لضباط دورة 1994 في الجيش الذي تحمله معها السنة الجديدة مع ما تسبب به من خلاف بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وبدأ الحريري محاولة لترتيب الامور بين الرئاستين الأولى والثانية. أما الرئيس عون فغرّد قائلاً: «بتضامننا وبإرادتنا وبجهدنا نجعل الغد أفضل من الأمس والعام الآتي أفضل من الراحل… كل عام ولبنان وشعب لبنان بخير».
لكن ملف العلاقة الملتبسة بين لبنان والسعودية سيشهد دفعاً ايجابياً اعتباراً من اليوم مع تحديد وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل موعداً للسفير السعودي الجديد وليد اليعقوب تمهيداً لتسليم اوراق اعتماده إلى رئيس الجمهورية بعدما وافقت المملكة على اعتماد السفير الذي سمّته بيروت لدى الرياض. لكن السنة الجديدة ستكون على موعد مع ملفات شائكة كثيرة أبرزها الانتخابات النيابية في ايار المقبل وكيفية حل الإشكالات حول مناقصة بواخر الكهرباء والنفط ومعالجة النفايات والأقساط المدرسية وصولاً إلى مسألة الالتزام الجدي بالنأي بالنفس.

«حلحلة» اليوم على خط بيروت – الرياض مع تسلم أوراق اعتماد السفير السعودي
اللبنانيون استقبلوا السنة الجديدة بإعادة الحياة إلى ساحة النجمة
سعد الياس

قذاف الدم: سيف الإسلام الأوفر حظا للفوز في الرئاسة ومئات «الدواعش» يصلون إلى ليبيا يوميا

Posted: 01 Jan 2018 02:10 PM PST

القاهرة – د ب أ: توقع المسؤول الليبي السابق أحمد قذاف الدم أن يكون سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل ‏معمر القذافي الأوفر حظا لقيادة ليبيا في حال إجراء انتخابات نزيهة، وشدد على أن هذا لن يكون معتمدا على قوة العائلة ‏والتحالفات وإنما لأن الليبيين سئموا من فشل القيادات التي تناوبت السلطة منذ سقوط القذافي.‏
وبرغم إعرابه عن تقديره للدور الذي لعبه المشير خليفة حفتر، المعين من قبل مجلس النواب قائدا عاما للجيش ‏الوطني، والانجازات التي حققها على الأرض، فقد أكد قذاف الدم أن حظوظ سيف الإسلام ستكون الأعلى إذا ما كانت ‏هناك انتخابات عادلة.‏
وأوضح : «نفوذ حفتر قاصر على المنطقة الشرقية، أما في المنطقة الغربية والجنوبية فنعتقد أنه لا يملك هناك الكثير … ‏والحديث عن تعويل على دعم خارجي لا يجدي لأن الليبيين يعدّون هذا تدخلا بشؤونهم».‏
واستبعد ما يتردد عن حدوث صفقة بين الأمم المتحدة وحفتر جرى بمقتضاها دفع الأخير للموافقة على إجراء الانتخابات، ‏مقابل استبعاد أية شخصية لا يرضى عنها من الترشح للرئاسة، كما استبعد أيضا أن يحسم حفتر الأمر بطريقة عسكرية إذا ‏ما فشل الخيار السياسي، وقال إنه يعتقد أن حفتر «لا يملك القوة العسكرية الكافية لذلك».‏
وأبدى قذاف الدم 65/ عاما/ انتقادا واعتراضا كبيرين لتصريحات المبعوث الأممي لليبيا غسان سلامة الأخيرة بشأن رفض ‏الحوار مع سيف الإسلام لكونه مطلوبا دُوليا، واعتبر أن هذا «نوع من الإخلال في العدالة».‏
وتساءل :«ما موقف السيد سلامة من الجرائم التي ارتكبت ليس فقط بحق مؤيدي نظام القذافي وإنما أيضا بحق جماعات ‏عريضة من الشعب الليبي، وهي معروفة وموثقة… تلك الجرائم ارتكبتها قيادات لا تزال موجودة في الساحة والأمم المتحدة ‏تتحاور معها… فلِمَ هذه الازدواجية ؟»، واعتبر أن الاتهامات التي وجهت لسيف الإسلام «غير مدعومة بأي دليل مادي ‏وأغلبها جاء في إطار الانتقام وتصفية الحسابات».‏
وأردف: «الليبيون هم من طرحوا احتمالية ترشح سيف الإسلام، لشعورهم بأنه قد يكون الحل للنجاة من الفوضى… أما هو ‏فلم يتحدث بنفسه، باعتقادي إذا رأى أن المناخ ملائم سيترشح، وحينها لن يحصل فقط على أصواتنا من مؤيدي نظام القذافي ‏وإنما أيضا على أصوات قطاع كبير من الليبيين ممن سئموا كل الوجوه السياسية التي مرت على البلاد منذ 2011 وأسهمت ‏في تدهور أوضاعها… ونحن وهؤلاء نشكل 70% تقريبا من الشعب: أي أغلبية».‏
ويؤمن قذاف الدم «بأن قطاعات ليبية عدة قد أدركت أن مطالبتهم في التغيير عام 2011، وهي حق مشروع بسبب أخطاء لا ‏ينكرها أحد خلال حكم القذافي، قد جرى توظيفها لخدمة أجندات خارجية تستهدف في مجملها إفشال دولتهم ونهب ثرواتها ‏عبر إدامة الصراع بها».‏
أما فيما يتعلق بحظوظ شخصيات أخرى كرئيس الوزراء السابق محمود جبريل ورئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، فقد ‏قال قذاف الدم :«الصندوق هو الحكم بين الجميع… ولكننا نتعجب من وجوه تعاملت مع ليبيا كحقل تجارب وبرغم فشلها فإنها ‏لم تتوار وإنما ترغب في العودة للسلطة، أما السراج فهو في وضعية صعبة بعد انتهاء المدى الزمنى لما يعرف باتفاق الصخيرات ‏… ونعتقد أنه قد لا يفكر في الاستمرار».‏ ورهن قذاف الدم قدرة المبعوث الأممي على تنفيذ خطته في تنظيم الانتخابات بوجود إرادة دوُلية تسعى فعليا لاستقرار ليبيا، ‏مشيرا إلى أن ضعف الإقبال على التسجيل بمفوضية الناخبين ليس ناجما عن مخاوف من الأوضاع الأمنية المضطربة بقدر ‏ما يعكس عدم ثقة الليبيين بالغرب والأمم المتحدة.‏
وقال :»المبعوثون قبل سلامة هدفوا لإدارة الصراع لا إنهائه… الحلول كانت كثيرة أمامهم كالعمل على توحيد القوات ‏المسلحة ودعمها، أو كف أيدي دول كقطر والسودان وتركيا عن تأجيج الصراع بكل وسيلة، وفي مقدمتها العمل على إعادة ‏شرعنة جماعات الإسلام السياسي بإشراكها في الصخيرات وغيرها برغم فشلهم في آخر انتخابات تشريعية».‏
وألمح إلى وجود مؤامرات خارجية لإبقاء البلاد منقسمة كما هي الآن، وقال مستنكرا: «يتم يوميا نقل المئات من عناصر ‏تنظيم داعش ممن فروا من سورية والعراق بعد تآكل تنظيمهم هناك إلى ليبيا، وتحديدا بالمناطق الحدودية مع تونس، … ما ‏الهدف من ذلك؟ هل يهدفون بذلك إلى استقرار ليبيا أم وصمها بالتطرف ثم إعلان تحالف عسكري دُولي لتحريرها من قبضة ‏الدواعش، وما يبتع ذلك من استمرار استنزاف الثروات وإعادة خريطة تقاسم النفوذ والقواعد العسكرية».‏
وأضاف: «يريدون قاعدة في الساحل لتأمين جنوب المتوسط ضد الهجرة غير الشرعية وأخرى في الجنوب لمراقبة دول جنوب ‏الصحراء، وثالثة لاستهداف ومعاقبة أية دولة جوار ليبي ترفض السير في فلك سياسات تلك القوى الدُّولية كمصر وتونس أو ‏الجزائر بعمليات إرهابية ينفذها الدواعش».‏
وقال محذرا: «ليبيا لم يعد لديها ما تخسره، فهي منهارة بالأساس… وأقول للغرب إن الإرهاب الذي دربه بالأساس في لييببا ‏ثم نقله لسورية والعراق واليوم يعيده مجددا إلى ليبيا لا أمان له ويصعب السيطرة عليه… وها هو قد وصل إليكم في عقر ‏دياركم ولن يتوقف».‏
وأعرب عن تقديره للدور الروسي في مكافحة داعش، معتبرا إياه «استثناء فريدا لمواقف الغرب الانتهازية» . وقال :»لقد ‏تصدوا جديا للدواعش في سوريا وأنقذوا المنطقة وقدموا تضحيات من جنودهم… ونرى أن تكرار هذا الدور في ليبيا من شأنه ‏لجم حالة الفوضى بأقل خسائر ممكنة وفي وقت قليل، وإن كنا نستبعد أن تكون ليبيا ضمن إطار اهتماماتهم».‏
واستنكر بشدة طريقة تعامل الحكومة الإيطالية مع بلاده، وقال :«الحكومة الإيطالية مستمرة في معاملة بلادنا على أنها لا ‏تزال مستعمرة لهم… سياساتها غير الإنسانية سترتد عليها قريبا… إنهم يعرفون أسماء وأماكن مهربي البشر… وبدل ‏مساعدة السلطات الليبية في محاربتهم يدفعون لهم لإبقاء المهاجرين هنا وبيعهم كعبيد وإغلاق الساحل الليبي… كل هذا ‏سيخلف مشاعر عدائية… بالأساس لم ننسَ بعد دفعها 25 مليون يورو لمليشيات تنظيم القاعدة في الجنوب مقابل الإفراج عن ‏مخطوفين من رعاياها وتأمين خط الغاز المتوجه إليها».‏
وأعرب عن أسفه لكون بلاده أصبحت مرتعا ليس فقط لمختلف مخابرات الدول الغربية وإنما أيضا لاختراقها من قبل ‏عصابات الجريمة المنظمة سواء تجارة البشر أو أعضائهم، فضلا عن المخدرات والسلاح. كما أعرب عن أسفه لوجود مقار ‏احتجاز غير شرعية يقبع بها الآلاف من مؤيدي نظام القذافي من 2011 وحتى الآن من دون أي اهتمام من الأمم المتحدة.‏
وعن تقديره لحجم السلاح المنتشر في ليبيا، قال :«الخفيف والمتوسط منتشر بكثافة، أما الثقيل مما حصلوا عليه من مخازن ‏النظام أو استقدموه من تركيا وقطر فقد تحول لخردة لعدم صيانته أو تم نهبه من قبل الدواعش وهددوا به دول الجوار».‏
وأضاف :«لقد نهبوا كل شيء: تركنا احتياطات نقدية بمئات المليارات من الدولارات وأطنان من الذهب، حيث كنا نستعد ‏لإطلاق العملة الذهبية… جزء من الأموال مجمد لدى الأمم المتحدة والباقي يسرق بعناوين وهمية… حتى النفط يسرق ‏ويهرب لمالطا وتركيا وغيرهما ولا يحصل أهل ليبيا على نصيب عادل منه، بما في ذلك أهل القبائل التي تقع الحقول في ‏نطاقهم، هؤلاء يحصلون فقط على إتاوات من الشركات العالمية مقابل الحراسة».‏

قذاف الدم: سيف الإسلام الأوفر حظا للفوز في الرئاسة ومئات «الدواعش» يصلون إلى ليبيا يوميا

«الجزيرة» تطلق موقعها الإخباري باللغة الصينية

Posted: 01 Jan 2018 02:10 PM PST

الدوحة – «القدس العربي»: أطلقت شبكة الجزيرة الإعلامية أمس، موقعها الإخباري باللغة الصينية، وذلك في الذكرى السابعة عشرة لإطلاق موقعها «الجزيرة نت». وبانطلاق الموقع الجديد، يكون موقع الجزيرة هو أول موقع عربي يطلق خدماته باللغة الصينية، ويخاطب نحو مليار ونصف المليار صيني بلغتهم.
وتأتي هذه الخطوة بعد تجربة استغرقت أكثر من عام بإطلاق عدة صفحات للجزيرة على مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي باللغة الصينية تكللت بالنجاح من خلال مئات الآلاف من المتابعين والمتفاعلين، سواء على موقع (وي بو) البديل الصيني لتويتر أو على منصة (مياو باي) للفيديوهات، إضافة للتقارير المطولة على موقع ويتشات. وقد أشرف على تنفيذ المشروع المدير الراحل لمكتب شبكة الجزيرة الإعلامية في الصين، الدكتور عزت شحرور، والذي وافته المنية يوم السبت 23 الشهر الماضي.
وتعقيبا على إطلاق الموقع، قال الدكتور مصطفى سواق، المدير العام لشبكة الجزيرة الإعلامية بالوكالة قائلاً: «إننا نقف اليوم أمام إنجاز جديد من إنجازات الجزيرة. نعمل على توسيع نطاقنا العالمي بتقديم محتوى تحريري فريد من نوعه، يسعى لبناء جسر التواصل وتعزيز تبادل المعلومات والثقافات المختلفة بين الشعوب، وهو الأمر الذي كان يسعى إليه زميلنا الراحل، الدكتور عزت شحرور في تقاريره وعمله الدؤوب كمدير لمكتب شبكة الجزيرة الإعلامية بالصين».
وعلق الدكتور ياسر بشر، المدير التنفيذي للقطاع الرقمي، قائلا «يسعى الموقع الجديد إلى سد الفراغ الإعلامي العربي في بلد بحجم الصين تستحوذ على نحو سبعمئة مليون متصفح إنترنت، وليكون بوابة لتعزيز حق الإنسان في المعرفة وقيم التسامح واحترام الحريات والحقوق ومنبراً تعددياً ينشد الحقيقة ويلتزم بالمبادئ المهنية.» وأضاف قائلاً «إن هذا المشروع هو جزء من استراتيجية الجزيرة الرقمية للوصول إلى جمهورها حيثما كان».
بدوره، قال مدير موقع «الجزيرة نت» محمد المختار الخليل «إن الموقع سيهتم بتقديم الأخبار التي تهم المنطقة إلى الصينيين بمعايير الجزيرة، كما سيكون للشأن الصيني المحلي مساحة معتبرة فيه. وخلال الأيام القادمة سيتم إطلاق موقع آخر باللغة الإندونيسية من جاكرتا، على أمل إطلاق مواقع بلغات أخرى في المستقبل ، بناء على تقييم نجاح التجربتين».

«الجزيرة» تطلق موقعها الإخباري باللغة الصينية

العراق بين مسمار جحا الأمريكي والإيراني

Posted: 01 Jan 2018 02:09 PM PST

إذا كانت مفردة «الاحتلال» تعني، سابقا، الاحتلال الانكلو أمريكي للعراق عام 2003، فان المفردة اتسعت وامتدت، في الأعوام الأخيرة لتشمل خلطة قوى أخرى، من بينها أيران ومليشياتها، والقاعدة، وتنظيم «الدولة الإسلامية» بالإضافة إلى «التحالف الدولي» المكون من 64 دولة بقيادة أمريكا، مما جعل مفردة الاحتلال قابلة للتمطيط والاستخدام، الذي يتجاوز ما كان واضحا لدى مواطني الدول المُستَعمَرة سابقا. وقد أصبح العراق، منذ غزوه، شاهدا على تعدد أوجه الاحتلال ومسمياته لا من قبل القوى الامبريالية فحسب بل ومن قبل الاحزاب المحلية و«الأممية»، أيضا. فالحزب الشيوعي العراقي، مثلا، لا يستخدم مفردتي «الغزو والاحتلال»، اطلاقا، بل يُفضل مفردة «التغيير» المائعة، لأنها صالحة للتعاون مع المُستعمِر، وتبا لشهداء الحزب الذين استشهدوا، على مدى عقود، باسم محاربة الامبريالية والاستعمار!
أما الأحزاب الإسلامية، بطائفيتها، فإنها تسربلت برداء حماية أمن أمريكا، ليدفع العراقيون الثمن الباهظ للانتقال من الاحتلال العسكري المباشر إلى اشكاله المتعددة الأخرى تحت راية «الحرب على الإرهاب». فمن عشرات المعسكرات الضخمة، المنتشرة كالبثور المتقيحة، على وجه العراق، التي تضخ سمومها على السكان، إلى مستخدمي الشركات الأمنية والمرتزقة الذين يجدون متعتهم في إهانة وتعذيب وقتل المواطنين، إلى قوات العمليات الخاصة، إلى استخدام الطائرات بلا طيار للاستخبارات وعمليات الاغتيالات (كما في فلسطين واليمن) إلى القصف الجوي المباشر، الذي بلغ ما يزيد على 14 ألف مرة منذ عام 2014، ويُقدر موقع الحروب الجوية عدد ضحايا القصف من المدنيين خلال عام 2017 ما يقارب الأربعة آلاف.
عاش ولا يزال العراقيون يعيشون هذه المتغيرات المتزامنة مع تغيير هيكلية الجيش الأمريكي، وتبني سياسة «مكافحة التمرد»، وسياسة أمريكا الخارجية وصراعها أو تراضيها مع دول إقليمية مثل إيران والمملكة العربية السعودية، على مبعدة من أراضيها. فوجود عدو خارجي، مهما كان أسمه، تنظيما كان أو دولة، ضروري لديمومة الأنظمة التي تعاني من مشاكل كبيرة مع شعوبها. انه أداة تحويل الأنظار ومشاعر الغضب من المُستبِد الداخلي إلى الخارج، أو إلى تنظيم أو مكون داخلي يتم تسويقه، شعبويا، باعتباره أساس كل بلاء ومأساة تصيب الناس. يعزز ملامح هذا الحال، ارهاق المواطن واستنزاف قدرته على التفكير البعيد، خارج اللحظة واحتياجات المحافظة على النفس، جراء الحروب الطويلة، وما تلاها من حصار 13 عاما مريرة، وغزو واحتلال، تركا بوصلته شبه معطلة، والبلد مزدحم بالمباني المهدمة، والمقابر الجماعية، وأنقاض المدن، ومعسكرات النازحين. إزاء هذا كله، ما الذي تحمله الأيام المقبلة لنا؟
عربيا: يقول مصطفى البرغوثي «رُبَ ضارة نافعة»، في تعليق له على قرار دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، بجعل القدس عاصمة للكيان الصهيوني. فالقرار الاحمق أدى إلى استيقاظ العالم من غيبوبة انكار عنصرية المُستَعمِر الاستيطاني ولو بثمن
غال يدفعه المواطن الفلسطيني قبل غيره. عالميا: يستبشر الأكاديمي الإيراني حميد دباشي خيرا ببلادة وحماقات الرئيس ترامب، التي جعلته يقف في جهة معاكسة لغالبية الناس سواء في أمريكا أو بقية العالم. وهي وجهة نظر واقعية، فلترامب يعود الفضل، وهنا المفارقة، في فضح تفاهة الترويج للديمقراطية من قبل الإدارة الأمريكية وفضح مستوى انحطاط الحكام العرب الموالين لها، الا ان أمريكا لاتزال الدولة الأقوى عسكريا. وان قلل لجوؤها إلى القيام بالعمليات الخاصة من استعراضها القوة العسكرية. فالحكومات الضعيفة هي التي يقف قائد قواتها المسلحة على منصة مستعرضا خزين دبابته وصواريخه. ففي عام 2017، نفذت القوات الأمريكية الخاصة عمليات في 149 دولة حول العالم (حسب تصريح عسكري لموقع توم ديسباتش)، أي في حوالي ثلاثة ارباع دول العالم. وهي نسبة اعلى بكثير مما امر به الرئيس باراك أوباما وجورج بوش من قبله. ذريعة العمليات الخاصة كانت في البداية هي «محاربة الإرهاب» في أفغانستان والعراق وامتدت لتشمل بقية البلدان في السنوات التالية وهي، الآن، في مرحلة يُطبخ لها اسم جديد، بعد استهلاك أسم «داعش».
إقليميا: تتفاءل الاكاديمية الإيرانية الماركسية ياسمين ماتهير بمظاهرات الشعب الإيراني، الذي خرج إلى شوارعه، بعد عقد من الصمت، واصفة إياها بأنها ثورة الجياع والمهمشين ضد وضع اقتصادي بائس ونظام ديني فاسد. مفككة، في مقالة لها، اتهامات النظام بوجود قوى خارجية (أمريكا وإسرائيل والسعودية) أو داخلية مسؤولة عن «اثارة الفوضى» حسب ادعاء النظام. تشمل الجهات الإيرانية المُتهمة أو المسؤولة هي مجاهدي خلق، ومناصري الشاه، ومؤيدي الرئيس الإيراني السابق احمدي نجادي، وتيار المصلحين، وثوار الاحواز من بين آخرين.
الجدير بالذكر ان إيران تعاني من العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، بقيادة أمريكا، والتي انعكست سلبا على حال الناس، مما يعيد إلى الاذهان وضع العراق تحت الحصار الجائر، فلا عجب ان تكون أولوية المطالب مركزة على معاناة المواطن المعيشية، ووقف سياسة خوض ودعم القتال في بلدان أخرى، سوريا مثلا، بحجج تتراوح بين المقاومة تارة والدفاع عن المراقد الدينية ونشر الإسلام تارة أخرى.
النقطة الأخرى الجديرة بالذكر هي ان التدخل الأمريكي، بصوت ترامب، في «الدفاع» عن حقوق المتظاهرين لقي استنكارا كبيرا من قبل المؤيدين لحق الشعب الإيراني بالاحتجاج. فازدواجية معايير الإدارة الأمريكية وسياستها الداعمة للكيان الصهيوني، تجعل أكثر الشعوب تحمسا للتخلص من مستبديها، تقف على مبعدة منها. الشعوب تعرف ان «الدعم» الأمريكي الرسمي، سيقود، بالضرورة، كما هو التدخل الصهيوني، إلى نتيجة عكسية ستصب لصالح الأنظمة التي سرعان ما تلجأ إلى تبرير سياستها القمعية ضد المتظاهرين متهمة إياها بالانقياد وراء قوى الشر ضد الجمهورية الإسلامية.
عراقيا: كما في لعبة جر الحبل، يتجاذب العراق الوضعين العالمي والإقليمي. حيث يتزايد عدد القوات الأمريكية، ومعظمها من القوات الخاصة، كلما اقتضت الحاجة. وقد شاركت قوات الاحتلال تحت مُسمى قوات التحالف في قصف المدن، بكثافة أدت إلى قتل آلاف المدنيين، كما ساهمت في القتال على الأرض مستخدمة أسلحة لم ترغب الإدارة الأمريكية بتسليمها إلى القوات العراقية. وتشير تصريحات القادة العسكريين إلى ان قوات الاحتلال الأمريكي باقية «ما دامت هناك حاجة لمحاربة الإرهاب» أو ما دام «مسمار جحا» في البيت العراقي.
وَفَر مسمار جحا لإيران، أيضا، ذريعة التدخل العسكري الصريح في الشأن العراقي سواء عن طريق القتال المباشر أو دعم المليشيات التي يربو عددها على الخمسين والمنضوية تحت مسمى «الحشد الشعبي». وإذا ما اضفنا إلى ذلك كله الفساد المستشري في الحكومة والمؤسسات وانعكاساته على ما تبقى من هيكلية الدولة، واعداد النازحين المليونية والحرمان من التعليم والخدمات، لوجدنا ان مساحة التفاؤل صغيرة ما لم تنزل الجماهير العراقية إلى الشوارع، لاستعادة ملكيتها بأنفسهم، كما يفعل أشقاؤهم في الجارة إيران.

٭ كاتبة من العراق

العراق بين مسمار جحا الأمريكي والإيراني

هيفاء زنكنة

كيف ستكون صورة الشرق الأوسط في عام 2018

Posted: 01 Jan 2018 02:09 PM PST

يقينا لا يمكن فصل الشرق الأوسط عن العالم، لكن أن يصبح الوطن العربي منطقة ضغط واطئ، والآخرون في منطقة ضغط عال، فتلك هي المعضلة الكبرى.
معظم العالم اليوم يوجد فيه نوع جديد من السياسيين الأقوياء إلا نحن. ترامب يقول أمريكا أولا، ومودي في الهند يقول الهندوسية أولا، وبوتين يعمل من أجل الاوراسية أولا، وماكرون يقول فرنسا أولا. وحدنا من لا يعرف أين نحن.
السؤال المهم الذي يراود الكثيرين اليوم هو كيف ستكون صورة منطقتنا العربية والشرق الأوسط في العام الجديد؟ وهل ستُقبل علينا سنوات سمان من بعد عجاف؟ هنا استشرافنا للصورة، لابد أن يرتكز على الأنماط التاريخية المتكررة. هذه الأنماط تحدث وفقا للظروف الحالية التي نمر بها، بمعنى أن أوضاعنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والامنية هي التي تحدد ملامح صورتنا في عام 2018.
إن القراءة الموضوعية للوضع العربي تشير إلى وجود حالة اضطراب مُركّب، في ليبيا انقسام حاد.. غربها معترف به من قبل الامم المتحدة، وشرقها تدعمه مصر والامارات، وهنالك تنظيم الدولة وميليشيات مسلحة تسيطر على أجزاء أخرى. مصر تعاني من وضع اقتصادي مترد وغير مسبوق، ففي سيناء تنشط تنظيمات مسلحة كثيرة تستنزف موارد الدولة، وهنالك ألف علامة استفهام على شرعية السلطة، وتأرجح عسكري بين روسيا والولايات المتحدة. وفي المغرب ينشط حراك شعبي ضد الإقصاء والفساد، لا يكاد يهدأ في ولاية حتى ينفجر في أخرى.
أما المشرق العربي، فاليمن يعاني من حرب تحوّلت إلى كابوس، وجلبت الدمار والخراب والامراض. والعراق يعاني من مشاكل اقتصادية طاحنة كان الفساد عامل خلق لها، وشرعية سياسية مُختلف عليها من قبل الجميع، ونهوض لقوى ميليشاوية تسعى إلى تقدم الصفوف وفرض رؤاها السياسية على البلد بكامله. في سوريا لم يعد من خطر وجودي على النظام، الذي بات وجوده شكليا مقابل وجود فعلي للحلفاء، بعد أن سيطر على المدن الرئيسية في البلاد. وبخصوص لبنان فما زال مختطفا من قبل ميليشيا حزب الله حتى الساعة. والخليج على وقع أزمة لم يعرفها من قبل. هذه صورتنا في العام الماضي فما هي ملامح عام 2018؟
في سوريا ورغم تراجع حدة العنف، لكن وظيفة النزاع لم تنته بعد. روسيا تريد العام الجديد عام سوتشي. هي ستقوم بتجميع مرجعيات وفئات أغلبها تحت سقف النظام، وليس سقف الدولة. وستعمل على محو مسار جنيف تماما، كي تؤهل النظام وتكرّس الحل الذي تتبناه. هي تحاول ترتيب أوراقها الدبلوماسية في هذه القضية، مستفيدة من الفراغ الذي خلّفه الدور الأمريكي، لكن رحلة الحل لن تكون سهلة من دون وفاق مع واشنطن التي لديها وجود كبير في سوريا. إذن سيحصل تقدم لكن ستبقى هنالك ثغرات استراتيجية على طريق الحل السوري. ما يجب قوله هو إن القرار السوري ذهب من أيدي السوريين جميعا، وبات في أيدي روسيا وإيران وربما تركيا والخليج.
أما القدس فستكون أيقونة العام الجديد، بعد قرار ترامب بالاعتراف بها عاصمة لاسرائيل. هذا القرار أعاد وضعها وكل فلسطين وجريمة الاحتلال على الطاولة مجددا، بعد أن تراجعت القضية سنوات عدة في خضم الأحداث الكبرى. كما تأكد سقوط أوسلو وكل عملية السلام التي مضى بها الجميع في عام 1991. وسيجبر رد أهلنا في فلسطين والموقف الدولي كل القوى الفاعلة للبحث عن حل، حتى الصهاينة سيبحثون عن حل، ليس خوفا من القمم العربية والإسلامية، بل خوفا من ردة فعل أهلنا في فلسطين، وستطل ما يسمى بـ»صفقة القرن» برأسها في العام الحالي رويدا رويدا لجس نبض شعبنا لكنها لن تمر.
عراقيا، ستستمر مصادرة قراره الوطني، في ظل الوجود الايراني في بنيته السياسية، والاستثمار الدولي للمساعدة التي قدموها له في الحرب على تنظيم «الدولة». فكل الدول التي ساندته ومولت تلك الحرب تنتظر عوائد اقتصادية وسياسية. وفي العام الجديد سيحصل رئيس الوزراء الحالي على ولاية ثانية بموافقة أمريكية، وستكون الموافقة الايرانية مشروطة بإذعانه التام إلى الاجندة السياسية للحشد الشعبي، الذي يعلن صراحة عن استحقاقاته لمرحلة ما بعد هزيمة تنظيم «الدولة»، وبذلك سينتقل العراق من دولة تسيطر عليها الميليشيات والجماعات المسلحة إلى دولة الميليشيات والجماعات المسلحة، كما سيتضاعف فشل الاسلام السياسي السني وتتشتت حواضنه بولاءات متعددة.
في اليمن سيستمر الحوثيون في إطلاق الصواريخ باتجاه الرياض وربما غيرها، وسيتعرضون للسفن المارة في البحر الأحمر كوسيلة ضغط، لإجبار القوى الكبرى على الاهتمام بالموضوع اليمني. كما ستستمر فصول المأساة الإنسانية فيها، على شكل أمراض وضحايا أبرياء نتيجة الحصار والضربات الجوية، وستتصاعد ضغوط واشنطن وباريس ودول أخرى على السعودية باتجاه إيجاد صيغة حل للحكم المشترك بين الجميع. خليجيا، لن يحصل انفراج في الازمة بين قطر ودول الحصار، فقد حصلت فيها شخصنة شديدة مست الأعراض والأنساب وباتت حالة عناد شخصي، وضّحها بصورة جلية غياب معظم قادة دول الحصار عن قمة الكويت لمجلس التعاون الخليجي، كما كان فيها الكثير من السياسات والمطالب غير المنطقية، التي لا تتفق مع المصلحة الاستراتيجية لقطر ومسلماتها الاساسية. هم يريدون أن يطفئوا الدور القطري المستقل عنهم بصورة تامة، لانهم يعتقدون أن قطر تحرك الخلايا النائمة لما يسمى بالربيع العربي الذي يخافونه.
في السعودية ستستمر صيغة الحكم الجديد في صنع معادلتها الخاصة، والقائمة على تهميش المؤسسة الدينية وإبعاد دورها التقليدي، وإبراز دور ولي العهد، واختصار العائلة المالكة كلها به. خارجيا ستبقى سياساتها في حالة توتر وتهدئة مع دول الجوار العربي وغير العربي، وعلى الرغم من أنها قوة تقليدية في المحيط، لكنها ستبقى تفتقر إلى الدور الموازي لمكانتها بسبب ضيق اختياراتها.
أما مثلث القوى الحقيقية في الشرق الأوسط وهي إيران وإسرائيل وتركيا فتنطبق عليهم مقولة الاقوياء يزدادون قوة، حتى بات لديهم فائض محسوس منها في كل مكان. فالعنجهية الاسرائيلية ستزداد ضد شعبنا في فلسطين، خاصة بعد جرعة السعار الذي بثه ترامب في عروقهم، بالاعتراف بالقدس عاصمة لهم، ومغازلة دول عربية كبرى لهم بزيادة التعاون وصولا إلى التحالف. بالنسبة إلى إيران فإن ميزانية الحرس الثوري لعام 2018، تشير وبكل وضوح إلى تعزيز مبدأ تصدير الثورة، ويعتبر الحرس أداة وحيدة لتنفيذ هذه الايديولوجية. فالميزانية ازدادت لتصل إلى ثمانية مليارات ونصف المليار، بعد أن كانت ستة مليارات ونصف المليار. وهذا يعني تعزيز تواجده في الدول التي فيها نفوذ إيراني، والاستمرار في برنامج الصواريخ البالستية الذي يشرف عليه. أما التظاهرات الاخيرة فهي دخان بلا لهب يلتهم نظام الملالي. اما تركيا، فدورها السياسي والعسكري سيشهد تصاعدا كبيرا خاصة في أمن البحر الاحمر. فجزيرة سواكن السودانية ستكون قاعدة عسكرية مهمة. كما ستعيد تركيا المحاولة مع جيبوتي للحصول على قاعدة فيها، إضافة إلى القاعدة العسكرية في الصومال. هنا لابد من التذكير بالتواجد العسكري الروسي في سوريا، بصيغة قواعد ثابتة في حميميم الجوية وطرطوس البحرية. وسيشهد العام الجديد عودة روسية إلى دول عربية أخرى، بعد أن أعطت انطباعا بأنها تحمي كراسي من يتحالف معها.
أين نحن العرب من كل هذه التحديات؟ لا يوجد أي رد فعل إطلاقا، بل لا موقع لنا على خريطة الاقليم الا بصيغة المفعول به. فالنظام العربي والدولة العربية في حالة سقوط مريع، والصراع الدائر هو جيوسياسي بغطاء ديني، وكل الاستراتيجيات العربية، إن كانت موجودة حقا، ترتكز على إرادات الآخرين ومصالحهم، هذه الحالة من أسوأ الاوضاع التي تمر بها الدول في العالم الاستراتيجي. ويبقى ما هو غير متوقع متوقع أن يحدث أيضا.
باحث سياسي عراقي

كيف ستكون صورة الشرق الأوسط في عام 2018

د. مثنى عبدالله

مصر بين شراء الوهم وبيعه

Posted: 01 Jan 2018 02:09 PM PST

عندما كان الرئيس عبد الفتاح السيسي وزيرا للدفاع ومرشحا للرئاسة كتبت في هذا المكان نفسه في مايو 2014 عما أسميته وقتها «غياب البرنامج وشراء الوهم». كان الاهتمام في تلك اللحظة مرتبطا بإعلان السيسي عن عدم وجود برنامج لحملته الانتخابية، على الرغم من كل ما سبق تصريحاته من أحاديث عن لجنة إعداد للبرنامج، والاسماء الكبرى التي تشكلها.
اعتبر السيسي أن الشعب الذي اختاره وفوضه مسؤولا عن قرار ترشحه، وأن تلك الحالة التي ترتبط بكل ما سبق الانتخابات ومهدت لانتخابه، بوصفه رئيس الضرورة، كافية لانتخابه بدون برنامج مع تحميل الشعب المسؤولية في اللحظة والمستقبل. 
كان البرنامج في تسويقه وإعلان غيابه كاشفا عن حالة الوهم القائمة، فالجماهير كانت مطالبة بشراء الوهم الذي لا يمكنها أن تحاسب أحدا عليه لأنه مجرد وعود مرسلة وكلام عام يسهل التلاعب به، وتصريح السيسي في تلك اللحظة عن غياب البرنامج، كان كاشفا عن كيف يتم اختراع الوهم وتغليفه وبيعه قبل أن نكتشف أنه مجرد «فنكوش» كبير.
وفي السياق نفسه تمت الإشارة لجهاز علاج الإيدز، المعروف باسم جهاز العلاج بالكفتة، بكل ما ارتبط به من أجواء الإعلان والاختفاء. ولكن بعد سنوات على تلك التصريحات والوقائع، يأتي السيسي ليتحدث في افتتاح عدد من المشروعات التنموية في منطقة قناة السويس يوم 23 ديسمبر 2017، عن أنه لا يبيع الوهم، ليعيد حديث الوهم إلى الواجهة قبل أيام قليلة من نهاية العام وبداية عام الانتخابات الرئاسية المفترضة في 2018.
بدأت القصة بوهم مغلف وجد من يشتريه، واستمرت عبر تغليف متجدد للوهم من مرحلة إلى أخرى، ومادام هناك مشتر فهناك عرض. تتطور العلاقة على طريقة الاستعداد لشراء الوهم، بما ينتج طلبا يقابله عرض متجدد، ولأن العرض يتم شراؤه، فالمزيد من الطلب يتولد ومعه المزيد من العرض. 
تبدأ بترويج سلعة غير موجوده على طريقة الفنكوش، ثم تجد من ينتظر ويشترى مقدما، وبدون تحفظات أحيانا، أو بتحفظات لا تغير من جوهر الحقيقة، في ظل سيطرة الصوت الواحد الذي يروج الوهم عند صناعته، ويروج له عند فشله، ويرى في الشيء وعكسه إنجازا تاريخيا. يستمر الطلب ويستمر العرض في دائرة من بيع وشراء للوهم، يبدو أننا نشارك فيه جميعا بنسب، وندفع مع الوطن ثمن وجوده وسيطرته على المشهد بنسب، في حين يدفع الوطن الكثير في اللحظة والمستقبل.
يتحدث السيسي عن أنه لا يبيع الوهم، ويتحدث عن حماية وتنمية سيناء، ويلمح بشكل غير مباشر لعدم وجود صفقات ومخططات تتعلق بسيناء وتثير القلق حولها، متجاوزا أن التنازل عن تيران وصنافير بما أحيط به من إدارة وتنفيذ أكثر من كاف لإثارة المخاوف، واحتمال أن يكون الحديث عن نفي بيع الوهم والمطالبة بالثقة مجرد وهم آخر.
يأخذنا السيسي منذ بدأ في إثارة ما سماه استعادة أراضى الدولة، للحديث غير المباشر على أنه لا يفرط، وهو يؤكد بصور مختلفة على أنه يدافع عما هي أراضي مصر، ولأن تيران وصنافير، من وجهة نظره، ليست أراضي مصرية، فمن الطبيعي إلا يدافع عنها أو يحتفظ بها، متجاوزا عن الوطن وبعض مؤسساته القضائية، وعن القسم  الدستوري الخاص بالسيادة وحماية وحدة الأراضي المصرية. طريقة أخرى في الصياغة تثير المخاوف لأنها تفتح بوابة اكتشافات جاهزة لدولة سيكتب التاريخ كيف تحالف العديد من مؤسساتها الرسمية ووسائل إعلامها للتنازل عن أراض تمتلكها وتقع تحت سيادتها، بدون مبرر إلا اتفاقات الغرف المغلقة، وحديث الفرد الذي يؤكد أن الشعب عليه أن يستمع له ويتوقف عن الحديث عن الجزر بأمره.
يتجاوز السيسي وعودا أخرى خلال حكمه، ومنها الأشهر الستة التي طالب الشعب بأن يقف بجوار مصر خلالها، قبل أن تمر وأشهر أخرى بعدها، بدون أن تتحسن الأوضاع، وبدون أن يحاسب أحد أو يرى أن هناك سببا لتوضيح مطالبته بتلك الفترة، أو عدم تحقق ما وعد به خلالها. ولكن من قال إن المسؤول في عالمنا الذي نعرفه مطالب بأن يفسر ويبرر؟! تبدو تلك نفسها حالة من تصور الوهم على طريقة قصص المكانة والإنجازات التي يصر عليها البعض، ومحاولات البعض تأكيد هذا عبر تحويل المشاكل إلى قضايا تتعلق بالأفراد، وكأن الدولة ليست إلا مشاهد خارجي. يتحول ارتفاع أسعار السلع والخدمات، وفقا لخطابهم، إلى تعبير عن جشع التجار متجاوزين عن سياسات الدولة وما أدت إليه من انخفاض قيمه العملة ورفع أسعار مصادر الطاقة والكهرباء، مع تخفيض الدعم وتراجع دور الدولة بما ساهم في زيادة المعاناة. ناهيك عن الاستمرار في تقديم مشروعات ضخمة تمتص موارد الدولة وتوجهها إلى أوجه إنفاق غير ضرورية، خاصة في اللحظة مثل مشروع قناة السويس الجديدة والعاصمة الإدارية وغيرها الكثير..
هذا المواطن المطحون نفسه يطالبه السيسي بأن يتحمل من أجل مشاريع أخرى، لا يرى المواطن مردودها بالضرورة، وهو يؤكد على ضرورة رفع سعر تذكرة مترو الأنفاق أكثر من ثلاثة أضعاف سعرها الحالي (جنيهان)، وهو الأمر الذي سارع وزير النقل للتأكيد عليه باسم الصيانة والخدمة، مؤكدا في 25 ديسمبر على أن التذكرة سترتفع حسب عدد المحطات لتصل إلى 6 جنيهات للخط الكامل. تبدو بوضوح كيف تعمل الدولة عندما يحكم الفرد وتغيب المؤسسات، وكيف يسهل تنفيذ مثل تلك الأفكار عندما تتعلق بأن يدفع المواطن وليس العكس، وكيف يواجه الرئيس الشعب من مدخل ضرورة الدفع، ولكن عندما يتعلق الأمر بدور الدولة يسارع لتأكيد «أننا فقرا قوي» وأنه «مش قادر» لأنه لا يملك.
بدورها كانت وسائل التواصل الاجتماعي الأكثر سرعة في التعبير عن الغضب، وكشف جزء من حقيقة الأوضاع تحت السطح، وذكر البعض السيسي بأننا - الشعب هنا- «فقرا قوي»، في حين قارن البعض الآخر بين ما يتم إنفاقه على المؤتمرات الشهرية والعاصمة الجديدة وغيرها في مواجهة الحديث الدائم عن التمويل من جيب الشعب المثقل بالكثير من الأعباء.
أما الأصوات التي سارعت للدفاع عن ضرورة الزيادة، في وسائل الإعلام، فأكدت على أن الأموال ستوجه إلى تحسين الخدمة. والغريب أن من يعود للزيادات التي تحدث عبر السنوات، سيجد تعبيرات مشابهة وأوضاع خدمة لا تتغير للأفضل بالضرورة، ولكن في اللحظة والسياق الذي تمر به مصر يتناسى من يطالب الشعب بالدفع حقيقة الأزمات التي يعاني منها الشعب، وأنه أيضا لديه سقف قدرة قد يكون البعض قد تجاوزه بالفعل، إلى جانب أن الدولة بكل مواردها تتحدث عن فقرها، وتنفق في أوجه غير ضرورية ولا تنظر لموارد الشعب واحتياجاته، وعندما تقارن بين أسعار خدمة ما مقارنة بدول العالم تتجاوز عن السياق العام للمقارنة، بما فيه نسبة ما تشغله تلك الخدمة من إجمالى الدخل، وأوجه الإنفاق عموما وما تقدمه الدولة من خدمات وشبكات ضمان اجتماعي وغيرها من الأوضاع التي تجعل المقارنة الرقمية حسب سعر السلعة، مجرد نوع من إخفاء الحقيقة وتبرير المعاناة.
عندما تبحث عن بيع الوهم على الإنترنت ستجد سريعا كتابات تنتقد الإعلانات التي تقوم على استغلال الناس، من خلال وعود براقة لتحقيق أمور مثل «جلب الحبيب وفك الأعمال السحرية…» ولكن يتجاوز البعض أن لدينا وعودا مشابهة في عالم السياسة والحكم ومنها «بكره تشوفو مصر» التي تحولت إلى معنى فلسفي لا يقصد زمنا محددا، في الوقت نفسه الذي لا تحمل العبارة توضيحا محددا لمعنى مصر، التي يفترض أن نراها. وإن كنا نفترض إن مصر أفضل وأجمل وأكثر دفئا وعدلا لعموم الناس، فربما يرى البعض أن هذا أيضا جزء من الوهم، وأن من أطلق العبارة غير مسؤول عن التصورات التي صاحبتها والأحلام التي تصورناها، وأن مصر التي تعقد مؤتمرات شهرية وعالمية، وتخصص سجادا أحمر لموكب سيارات يفتتح مشاريع إسكان لمحدودي الدخل، في الوقت التي يؤكد رئيسها أنها فقيره ويطالب برفع أسعار المواصلات ويطالب وزير آخر بتقليص حصة الخبز المخصصة للمواطن، قد تكون هى مصر الموعودة من وجهة نظر السلطة، حين تكون مجرد صورة أخرى من صور الطبقية وعدم العدالة.
قد تكون ضغوط الواقع ساهمت في شراء الوهم، وربما تكرار الشراء عبر العقود المختلفة لاعتبارات كثيرة، بما ساهم في تأسيس حالة من دائرية بيع وشراء الوهم من كل حاكم وفي كل مرحلة جديدة، وكأن السياسة في عالمنا مجرد سوق لبيع وشراء الوهم، ووسطاء لترويج الوهم وأصوات لتجميله عبر وضعه أغلفة جديدة. ولكن بيع الوهم الذاتي الذي يدفع الفرد ثمنه يختلف عن الوهم الجماعي الذي يدفع الجميع ثمنه في الحاضر والمستقبل الممتد، حينما يكون على الجميع التعامل مع ميراث الوهم على أرض الواقع، الذي تتكشف حلقاته من مرحلة لأخرى وربما يساهم هذا في تفكيك قدرة الوهم على الاستمرار في السيطرة والحكم. فإخفاء الحقائق وإعادة تسمية الأشياء وإنتاج الوهم المعلب، لا تغير الحقيقة ولا تخفي ما يموج في المجتمع من تطورات، كما أظهر الكثير من أحداث المنطقة. وكما أن مطالبة الشعب بالثقة وعدم القلق لا تعني تحقق تلك الثقة، فإن الصمت الظاهر لا يعنى القبول والقناعة بالضرورة. وإن كانت عملية بيع الوهم وشرائه استمرت لعقود، فهناك حاجة لتفكيك أسس تلك العملية عبر تفكيك أوجه الوهم القائمة وإعادة الاحترام لمعنى الأشياء وما هو إنجاز وما هو سراب.
كاتبة مصرية

مصر بين شراء الوهم وبيعه

عبير ياسين

مغرب 2017: سنة الصعود إلى الهاوية

Posted: 01 Jan 2018 02:08 PM PST

تعتبر 2017 في المغرب من أقسى السنوات سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، بل وحتى فكريا وثقافيا، إذ هي السنة التي بدأ الوعي بالواقع المرّ يتعاظم وسط الرأي العام، الذي يتساءل: هل من فرملة لمسلسل الصعود نحو الهاوية الذي تسير فيه البلاد؟
منذ سنوات، عاش المغاربة حلم احتمال انتقال البلاد إلى دولة صاعدة، وهو الوعد الذي كان قد جاء في الخطاب الملكي صيف 2014. وتعددت سيناريوهات التكهن الاستراتيجي بأن سنة 2017 ستكون المنعطف نحو تحقيق المغرب قفزة نوعية لمغرب القرن 21. كما تعددت كتابات منظرين ومن يفترض أنهم مفكرون، بتشبيه المغرب بتركيا الجديدة، أو كوريا الجنوبية أو تايوان. لكن تلك الكتابات التي حملت توقيع باحثين ينتمون إلى الحقل الأكاديمي، كانت على شاكلة قصائد شعراء القرون الماضية الذين تخصصوا في مدح الخليفة أو السلطان، وذم أعدائه، ولم تكن ما يفترض أنه دراسات وأبحاث تمت للعلم بصلة. وحلت 2017 وها هي تنتهي، مؤكدة على أن حلم الدولة الصاعدة لم يكن سوى سراب، فقد تناسلت التقارير الدولية التي تشير إلى الفشل العريض للمغرب في القطاعات الاستراتيجية: وهي التعليم والصحة والشغل، وبدون تحقيق تقدم ونتائج إيجابية في هذه القطاعات يبقى من الصعب على أي شعب ودولة وأمة تحقيق أي نهضة حقيقية في مسارها التنموي والحضاري. واكتشف المغاربة فجأة انهيار هذه القطاعات، إذ لا تستجيب معظم مستشفيات البلاد للحد الأدنى للمعايير الدولية، وتقع الجامعات المغربية خارج أي تصنيف في البرامج الدولية الأكاديمية، بينما تحولت الهجرة وبمآسيها مثل الموت في البحر إلى القطاع الرئيسي الذي يخلق مناصب الشغل، وهذا لا يدخل في باب السريالية.
وبعدما كان الخطاب الرسمي للدولة المغربية حتى الأمس القريب يعتبر التقارير الدولية، بما فيها الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة عدائية، وتصنف صحافة المخزن (التسمية التقليدية للسلطة في المغرب) وسائل الاعلام المغربية التي تنشر مضمون التقارير بمثابة بوق لأعداء الوطن، فجأة أصبح ملك البلاد محمد السادس بنفسه يستشهد بنتائج هذه التقارير الدولية، ويعتبر توصياتها بوصلة للعمل الحكومي ويتبنى منطق وخطاب المؤسسة التي تنشط خارج المؤسسات مثل البرلمان. لكن المفارقة الكبرى هي أنه بينما تبنت الدولة خطاب التقارير الدولية، تستمر في اعتبار الحركات الاجتماعية الاحتجاجية التي تطالب بالتشغيل والصحة والعمل، أعمالا موجهة من الخارج، وتطبق أجندة خفية للأعداء، وتحاكم الناشطين السياسيين والاجتماعيين بتهم المس بالوطن. هذا ما حدث بشكل مؤلم في الحراك الشعبي في الريف، فقد وجد شباب ينتمون الى منطقة شكلت سدا منيعا تاريخيا في وجه الاستعمار، ووقعت على أكبر الانتصارات في التاريخ العسكري للبلاد، مثل حرب الريف ومنها معركة أنوال. ووجد هؤلاء الشباب أنفسهم في السجون، وبالمئات، لمجرد أنهم طالبوا بحياة كريمة في بلد يزخر بالخيرات برا وبحرا، لكنها مقتصرة على فئة محدودة للغاية. والمفارقة أن بلدا يسجل أعلى معدلات الفساد ونهب الثروات ينعم الفاسدون بالحرية والهناء ويقبع الشرفاء في السجون.
سياسة القبضة الحديدية، وتوظيف أطروحة المس بأمن الدولة، ومن عناوينها الرواية المثيرة ليس للجدل بل للعقل، تلك التي وجهتها الدولة إلى الصحافي الحر حميد المهداوي مدير الجريدة الرقمية الموؤدة عنفا وقهرا «بديل» الذي يقبع في السجن، لم تعد آلية مناسبة للدولة المخزنية لإسكات الشعب عن مطالب العيش الكريم في حده الأدنى، لأن هذه السياسات ذات صلاحية منتهية. وما ميز سنة 2017 في المغرب هو التظاهرات والاعتصامات ذات الطابع الاجتماعي، لا أحد يهتم بالحقوق السياسية، بل بالحقوق الاجتماعية، لأن رغيف الخبز يفرض نفسه على باقي المطالب. وبدأت 2017 على تطورات حراك الريف لتنتهي على تطورات انتفاضة «الخبز الأسود» في منطقة جرادة شرق البلاد، وبينهما انتفاضات ومآس مثل مقتل نساء في باب سبتة إبان ممارسة التهريب، وأخريات في الصويرة خلال توزيع مساعدات إنسانية وكأن البلاد حلت بها كارثة طبيعية. 2018 لن تكون مختلفة عن 2017 في دولة تعتمد على المساعدات المالية الأجنبية لتحقيق نمو اقتصادي طفيف، وألغت كل ما هو اجتماعي لتحقيق الموازنة، ولا تعرف سوى الزيادة في الضرائب والرفع من الأسعار للإيحاء بارتفاع الناتج القومي الخام.
لأول مرة، هناك إجماع وطني على كارثية الأوضاع، استنادا إلى نتائج قطاعات التعليم والصحة والشغل، ولكن القليلين يمتلكون الجرأة للمطالبة بالتغيير وضرورة «التفكير في مغرب الغد». لأول مرة هناك شعور بأن «المغرب يتحول إلى دولة فاشلة في ظل الاستقرار» لكنه ليس بالاستقرار الأبدي. الشعب المغربي، هذا الشعب الذي له أمجاد ضاربة في التاريخ، أصبح الهم الرئيسي لأغلبية أفراده هو حلم التمتع بالعيش الكريم في حده الأدنى في ظل غلاء المعيشة، وتفاقم مشاعر اليأس والغبن، وضبابية المستقبل للبلاد وكل مؤسساتها. المغرب يصعد ولكنه نحو الهاوية، مؤشرات الاقتصاد والمجتمع شاهدة عيان.
كاتب مغربي من أسرة «القدس العربي»

مغرب 2017: سنة الصعود إلى الهاوية
 
د. حسين مجدوبي

2018: سنة اللاعبين الخمسة

Posted: 01 Jan 2018 02:08 PM PST

في عالم العرب أكثر من عشرين «دولة»، ليس بينها دولة واحدة متماسكة، فهي متعثّرة أو متهدّمة أو متفككة. بلاد العرب ساحات يتبارى فيها لاعبون من غير العرب، لاعبون كبار وصغار. الكبار خمسة: أمريكا وروسيا وإيران وتركيا و»إسرائيل». الصغار كثر، هم العرب انفسهم: حركة بلا بركة.
شعوب العرب غفيرة، كثيفة. غالبيتها متفرجة، أقليتها منخرطة في ما يجري من أعمال وعمليات أو يُعدّ لها من مسارات ومصائر. كيف يمكن ترجمة هذه اللوحة السريالية إلى خريطة سياسية على عتبة عام 2018؟
أمريكا يرأسها رجل اعمال نَزِق، هوايته إطلاق تغريدات أقرب ما تكون إلى نزوات وأهواء وردود أفعال، يسارع بعدها وزراؤه ومساعدوه إلى تهذيبها وترصينها ووضعها في السياق العام، لسياساتٍ مرسومة تتعهدها مؤسسات وأجهزة متمكّنة ومتجددة. صحيح أن دونالد ترامب نسيج وحده في فرادته التعبيرية، لكنه أيضاً ناطق صريح بلسان تيار عريض من الأمريكيين المحافظين الانكلوساكسونيين البيض والمتبرمين بغيرهم من الجماعات الملوّنة ذات الأصول الإفريقية والأمريكية اللاتينية والآسيوية، ولاسيما منها ذات الديانة الإسلامية.
إلى ذلك، يستشعر قادة الرأي بين هؤلاء المحافظين المتوترين خطراً على مكانة أمريكا ومصالحها من قوى صاعدة، أبرزها الصين وروسيا وإيران والاتحاد الاوروبي. في وجه هؤلاء جميعاً يرفع ترامب وعصبته شعار «أمريكا اولاً».
يجد هذا الشعار ترجمته السياسية في تدابير ثلاثة رئيسة: تقليص مساهمة أمريكا السياسية والمالية والعسكرية في منظمات دولية كانت تعمل لعقود في خدمتها، أبرزها الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي، وتدفيع بعض الدول المحمية اجور حمايتها الامنية كالسعودية، مثلاً، التي غرّمها ترامب اتاوةً لا تقلّ عن 500 مليار دولار، ومحاربة الإسلام والمسلمين بدعوى انهم منبع الإرهاب والإرهابيين ودعاته ومنفذوه.
في عالم العرب والمسلمين تتبدّى سياسة امريكا الترامبية اكثر ما يكون في الاحتضان العضوي للكيان الصهيوني، وفي العداء الغريزي لإيران بما هي التجسيد الابرز لما يسمى «الإسلام الإرهابي». في هذا السياق جرى الإعلان عن القدس عاصمة لـِ«اسرائيل» ونقل السفارة الامريكية إليها، والضغط على بعض دول الخليج لمباشرة، مسارٍ من التطبيع معها، وتكثيف الحضور العسكري الامريكي في سوريا (والعراق) لضمان احتضانِ الكرد السوريين عسكرياً وسياسياً، كي يكونوا مرتكزاً وذريعة لإطالة أمد الحرب في سوريا وعليها، ولعرقلة تواصلها الجغرافي والسياسي والعسكري مع العراق، ولخدمة «اسرائيل» المتخوّفة من إقامة جسر بري يمتد من طهران إلى بيروت، وربما إقامة قواعد عسكرية ايرانية في العمق السوري و/أو على ساحلها المتوسطي.
في مقابل امريكا، وليس في وجهها بالضرورة، تنشط روسيا لتركيز ودعم حضورها ونفوذها في منطقة غرب آسيا الممتدة من شواطئ بحر قزوين إلى شواطئ البحر المتوسط. وفي مقاربتها السياسية والتنفيذية للاحداث، تسعى موسكو إلى دعم سوريا في جهودها الرامية لاستعادة وحدتها وسيادتها على كامل ترابها الوطني، من خلال قاعدتيها الجوية في حميميم والبحرية في طرطوس، ودورها النافذ في مؤتمرات جنيف واستانة وسوتشي، وتعاضدها السياسي واللوجستي مع إيران، وتعاونها السياسي والدبلوماسي مع تركيا، وتنسيقها الميداني والسياسي مع امريكا لتفادي صدامات عسكرية. إلى ذلك، تطمح روسيا إلى تعاون اقتصادي، نفطي وغازي، مع ايران والعراق وقطر وسوريا ولبنان غايته التحكم في نقل النفط والغاز إلى دول اوروبا.
إيران ماضية في ثورتها السياسية والانمائية والتكنولوجية. هي تستشعر عداء أمريكا واسرائيل الغريزي لها وتتحسب لعدوان مرتقب. الحرب الامريكية الناعمة عليها قائمة منذ قيام ثورتها عام 1979 ، لكنها ستتصاعد بأشكال متعددة خلال ولاية ترامب. طهران لا تستبعد هجوماً اسرائيلياً، بالتواطؤ مع امريكا وربما بمشاركتها، يستهدف بالصواريخ والقاذفات الإستراتيجية مراكز صناعتها النووية ومواقع انتاج نفطها وتصديره، بقصد شلّها اقتصادياً وعسكرياً. لذا تقوم بدعم وسائل امنها القومي من خلال خطة استراتيجية ذات اهداف ثلاثة: تسريع ثورتها التكنولوجية ومضاعفة إنتاجها وفعاليتها في ميادين الصواريخ الباليستية والطائرات الحربية المتطورة والاتصال السيبراني؛ وتوسيع دعمها الفني واللوجيستي لحلفائها، ولاسيما قوى المقاومة العربية المشتبكة مع «اسرائيل»؛ والسعي إلى الاقتراب ميدانياً من «اسرائيل» بإقامة قواعد جوية وصاروخية في سوريا لدعم رادعها الدفاعي بقوة نارية هائلة تعوّض نقصها في السلاح النووي الذي يمتلكه العدو.
تركيا يحركها هاجسان رئيسان: الاول حرصها على وحدتها الجغرافية والديموغرافية التي يهددها كُرد الداخل وكرد الجوار الساعين إلى دولة انفصالية، والثاني مواجهة رفض انتسابها إلى الاتحاد الاوروبي، وذلك بالتوجه شرقاً بقيادة رجب طيب اردوغان الإسلامي المترسمل بالارث العثماني، لتزعّم عالم الإسلام المنتشرة شعوبه في قارات ثلاث، ولتكبير اقتصاد تركيا تالياً وتوسيع مصالحها ومشاريعها واسواق صناعتها وتجارتها. في سعيه إلى تحقيق الاغراض سالفة الذكر، يوظّف اردوغان سلاحين جاهزين: موقع تركيا الإستراتيجي الفاصل والواصل بين قارتين وبحرين، والاسلام الاخواني ذا الانتشار المحسوس في بلاد الشام وبلاد الرافدين ووادي النيل والجزيرة العربية وشمال إفريقيا. ذلك كله شجعه على انتهاز احداث دولية واقليمية لبناء حضور تركي سياسي وعسكري في قواعد بقطر والسودان، وقبلهما في الصومال، ولاستغلال نصرته السياسية والاعلامية لقضية فلسطين في زمن التراجع العربي الشامل.
«اسرائيل» ما زالت ممعنة في توسيع رقعة استيطانها ارض فلسطين التاريخية، حتى أضحى أكثر من 78 في المئة من مساحتها الاجمالية في قبضتها، هذا فضلاً عن استيلائها على الجولان في جنوب سوريا، وعلى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا في جنوب لبنان. إلى ذلك، تخطط اسرائيل لتهويد مناطق واسعة في القدس الشرقية والاغوار، وبالتالي طرد سكانها العرب. ولا يستبعد خبراء استراتيجيون أن تقوم «اسرائيل»، تحت حكم بنيامين نتنياهو واليمين العنصري المتطرف، بشن هجوم يستهدف صناعة ايران النووية ومراكز انتاج وتصدير نفطها، كما مهاجمة قواعد ومراكز وبيئات حاضنة ومساندة للمقاومة العربية في قطاع غزة و لبنان، وذلك في محاولة يائسة لتصفية القضية الفلسطينية.
ألعاب وألاعيب وصراعات اللاعبين الكبار والصغار في ساحات العرب وحدائقهم الخلفية، ستتخللها تحالفاتٌ واتفاقات وخلافات، بعضها مديد وبعضها الآخر عابر ومؤقت، لكن الارجح أن فاعليها هم دائماً اللاعبون الخمسة الكبار، وأن المفعول بهم هم دائما العرب الصغار السائرون في ركاب امريكا ومهادنو دول الغرب الاطلسي، وان الاستثناء الوحيد الممكن وغير المرجح هو فعل المقاومة الفلسطينية والعربية، وهو غير مرجّح لأنه سيكون في طبيعته وتوقيته من طراز المفاجآت.
كاتب لبناني

2018: سنة اللاعبين الخمسة

د. عصام نعمان

التغيير الآتي… خطوة في الاتجاه الصحيح ستتبعها موجات من التغيير

Posted: 01 Jan 2018 02:08 PM PST

التغيير الاجتماعي تصاحبه بالضرورة، حالة مؤقتة من الاختلال وعدم التوازن، نتيجة التغيير المفاجئ والحاد في المفاهيم والفرضيات، ولكن الأمور تعود للاستقرار رويداً رويداً مع كل خطوة يخطوها المجتمع في الاتجاه الصحيح. تماماً كما يحدث عندما نقوم بتغيير جهة العمل على سبيل المثال، أو الانتقال إلى مسكن جديد، حيث تكون هناك فترة انتقالية Transition Period تختل فيها الأمور، ويساورنا فيها القلق، ثم تبدأ الشكوك بالتسّرب إلى نفوسنا، ولكن مع مرور الوقت نبدأ بجني ثمار التغيير، ونتمكن في النهاية من عبور هذه المرحلة، ثم ندرك حينها أنها كانت محطة ضرورية للوصول إلى الهدف رغم ما تحمله من قلاقل، ثم ما نلبث أن نتندّر عليها في المستقبل.
صحيح أن ظاهر الأشياء يوحي بأن الأوضاع في عالمنا العربي في أسوأ أحوالها بعد ثورات الربيع العربي، إلا أن من يراقب الحركة العميقة للأحداث يدرك أن الآتي أفضل مما مضى، فالتاريخ ماضٍ نحو الأفضل دوماً. عبرت موجة من الانتفاضة الشعبية دون أن تحقق الأهداف المرجوّة، ولكن ستتبعها موجات إلى أن تتحقق كل مطالب الشعوب المشروعة: صون حريات الرأي والتعبير، تحقيق العدالة والمساواة، والعمل على إعلاء شأن المواطن وصون كرامته.
مع حركات الربيع العربي، ازداد إيمان الشعوب بحقوقهم، وازداد إصرارهم على تحقيق شروط العدالة الاجتماعيّة، لم يعد مُجدياً القبول بأنصاف الحلول أو الركون إلى التسويفات والكلام المعسول.
لم يكن من المعهود قبل أعوام أن نشهد مطالبات علنيّة لمحاسبة الفاسدين وملاحقتهم، أو المُجاهرة بالاختلاف مع توجّه السلطة ونقدها في العلن، ناهيك عن المطالبات بإصلاح النظام او تعديل الدستور … الخ قائمة المطالبات.
لقد ارتفع سقف الطموحات والآمال، وارتفع سقف الحريّات، رغم كل الحالة الضبابيّة التي نراها، مساحة التعبير اتسعت، وتطوّرت أدواتها وارتقت لتواكب هذا التصاعد، أصبح هناك حوارٌ ونقاش علني وتبادل للآراء عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي والإعلامي، أصبحنا نطرح قضايا كانت تعتبر من التابوهات المحرمة. بل إن وسائل الإعلام بدأت بتخصيص برامج خاصة ومساحات واسعة لتعبير الأفراد عن آرائهم ومتابعتها للقضايا التي تشغل المنصات الاجتماعية. صحيح أن تكنولوجيا العصر قد ساهمت بذلك، ولكن الصحيح أيضاً أن المطالبات الشعبية واستغلال النشطاء لمنصات العالم الافتراضي قد فرضت هذا الأمر أو على الأقل سارعت في وتيرته.
هذه الحالة من التغييرات الإيجابية لم تكن ممكنة بدون الاحتجاجات التي حصلت والثورة في المفاهيم التي رافقتها. وللأسف فإن البعض يستخدم هذا الفضاء الجديد من الحريات ليهاجم حركات الربيع العربي، التي لولاها لاستمرت حالة الكبت وتكميم الأفواه والرقابة وعنجهية المسؤولين، على ما هي عليه!
ألا ترون معي، أن بيوتنا قد اختلفت من الداخل، وأن أساليب تربيتنا قد اختلفت، حيث بتنا نحترم الاختلاف ولا نمانعه، نتقبل النقد ونعزّز من آليات الحوار ومحاولات إثراء النقاش وإعلاء قيم الحرية الشخصية.
بل إن التغيير وصل إلى داخلنا، لقد تغيرت نظرتنا إلى الأمور وأصبحنا على يقين بأننا لا يمكن أن نستمر في العيش على هامش الحياة، ولا أن نبقى أحجاراً على رقعة شطرنج، أو مجرد أرقام في سجلات الدولة!
من فوائد الربيع العربي الأخرى أنه عرّانا امام أنفسنا، وأجبرنا على التعامل مع مشكلاتنا التي حاولنا التهرّب منها عبر السنين الماضية، وكنّا نؤجل النظر فيها لعل الزمن يتكفل بها ويريحنا من عبء حلّها!
باختصار، لقد فجّر الربيع العربي في وجهنا كل مشاكلنا المُزمنة، ولم يترك لنا سوى خيار التعامل معها، فإما أن تقضي علينا أو نقضي عليها!
أصبحنا ندرك اليوم أكثر من أي وقت مضى، أن كل من يدعو للفتنة والطائفية والعصبية هو سرطان ينخر فينا من الداخل لا يقل خطورةً علينا من العدو الخارجي، وأنه لم يعد بالإمكان التساهل مع التطرّف في الفكر والتشدّد في الدين او السكوت عنه. صحيح أن الدرس كان قاسياً علينا جميعاً، ولكني أجزم أننا تعلمنا هذا الدرس جيداً، وبتنا أكثر قناعةً من أي وقت مضى بضرورة إجراء مراجعة شاملة لكل مواريثنا ومفاهيمنا المغلوطة.
ومن جهة أخرى، لقد فضحت موجات التغيير والحركات المضادة لها، المتخاذلين والمنافقين من سياسيين ومفكرين وإعلاميين ومشاهير، وكشفت لنا وجوههم القبيحة التي كانوا يخفونها تحت أقنعتهم الجميلة لعقود من الزمن، وكنّا للأسف نحتفي بهم ونصدّقهم!
يا سادة، لن تعود عقارب الساعة إلى الوراء، ولن يعود العالم العربي كما عرفناه قبل الربيع العربي. لقد نجحت الموجة الأولى من الربيع العربي في نقل فكرة التغيير إلى داخل كل واحد فينا، ودفعتنا للتسليم بحتميّته، بعد أن أزالت الغشاوة عن عقولنا فأدركنا حجم المأساة التي كنا نعيش!

كاتب ومُدوّن من الأردن

 

التغيير الآتي… خطوة في الاتجاه الصحيح ستتبعها موجات من التغيير

أيمن يوسف أبولبن

هجوم إسرائيلي على فتح ومنشوراتها الخاصة بالانطلاقة والفدائيين

Posted: 01 Jan 2018 02:07 PM PST

رام الله ـ «القدس العربي» : شنت مواقع إسرائيلية هجومًا على حركة فتح من خلال «بوسترات» نشرتها الحركة في الذكرى الثالثة والخمسين لانطلاقة الحركة الفلسطينية، التي صادفت أمس. ونشرت المواقع أحد هذه البوسترات وكتبت عليها «حركة فتح في ذكرى انطلاقتها تعزز من المنشورات الخاصة بالشهداء الذين أوقعوا أعدادا كبيرة من القتلى الإسرائيليين». وكان البوستر يحمل صورة للشهيدة دلال المغربي.
وكانت دلال المغربي قد اختيرت لترؤس مجموعة فدائية فلسطينية لتنفيذ عملية للسيطرة على حافلة عسكرية إسرائيلية والتوجه إلى تل أبيب لمهاجمة مبنى الكنيست، وعرفت العملية بعملية كمال عدوان، والفرقة باسم «دير ياسين». ونفذت العملية في الثالث من نوفمبر/ تشرين ثاني من عام 1978، وأدت إلى إيقاع قتلى وجرحى في الجانب الإسرائيلي، وعلى ضوء الخسائر العالية قامت حكومة إسرائيل بتكليف فرقة خاصة من الجيش يقودها أيهود باراك آنذاك بإيقاف الحافلة وقتل واعتقال ركابها، حيث استخدمت الطائرات والدبابات لحصار الفدائيين، الأمر الذي دفع دلال المغربي إلى القيام بتفجير الحافلة وركابها، ما أسفر عن قتل الجنود الإسرائيليين، وما إن فرغت الذخيرة، أمر باراك بحصد جميع الفدائيين بالرشاشات فاستشهدوا جميعاً. وما زالت إسرائيل تحتجز جثمان الشهيدة دلال المغربي في «مقابر الأرقام».
من جهتها أكدت فتح في تصريح خاص لـ «القدس العربي» على تمسكها بتاريخ ونضالات الحركة، وعلى مواصلة مقاومة الاحتلال حتى تحقيق الاستقلال الوطني الفلسطيني على الارض». واعتبر منير الجاغوب رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم بحركة فتح إن «الفتحاوي الفلسطيني لا ينفصل عن تاريخه أو شعبه أو أرضه أو ثورته أو قياداته أو ثقافته، سواء كان تاريخا عسكريا أو مدنيا هو جزء لا يتجزأ من الكيانية الفلسطينية، لأن هذا التاريخ يمثل ذخيرة ومددا ومجدا لكل الفلسطينيين والعرب منذ أكثر من 4 آلاف عام أي منذ العهد الكنعاني العربي الأول، ورغم كل المحن والمصائب والنكبات نهض الفلسطيني العربي دوما ليحافظ على بلاده، وقاوم في كافة العصور جلاديه، وفي العصر الحديث لم يتوان عن ذلك فخاض بقيادة حركة فتح الكفاح المسلح وكافة أشكال النضال في سبيل بلاده».
وأضاف «كما يعتز الإسرائيليون بعصاباتهم التي قتلت الفلسطينيين في مجازر يشهد عليها التاريخ مثل مجزرة دير ياسين وقبية وغيرهما فيما اعتبروه (حرب التحرير)، ولاحقا في صبرا وشاتيلا وجنين ونابلس وغزة، وتمتلئ كتبهم بتمجيد قادة المجموعات العسكرية الصهيونية التي أنتجت نشوء الدولة العبرية، بل وتمجيد كل القادة الذين ارتكبوا الفظائع ضد الفلسطينيين حديثا، نحن أيضا في فتح نعتز بشهدائنا الذين حاربوا هذه العصابات». وقال «نحن في حركة فتح وعلى مدار خمسين عاماً من مسيرة الحرية و الاستقلال لم نغير ولم نتغير في أولويات نضالنا تجاه المحتل الاسرائيلي، ولغة حركة فتح كما هي لم تتغير بل وتجدد كل يوم مطلبها الرسمي والشعبي بضرورة إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وعليه فإن إعادة نشر صور شهداء الثورة الفلسطينية ابتداء من أول شهيد مرورا بدلال المغربي وحتى آخر شهيد يرتقي في فلسطين ما هو إلا تعبير شعبي حقيقي يعبر عن حقنا المشروع في الدفاع عن أرضنا الفلسطينية في حدود عام 1967 وحدود دولتنا الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية».

 

هجوم إسرائيلي على فتح ومنشوراتها الخاصة بالانطلاقة والفدائيين

فادي أبو سعدى

أهالي أسرى غزة يتحدون الأمطار والبرد وينظمون اعتصاما للتنديد بالنائب المتطرف حزان ويطالبون بصفقة تبادل مشرفة

Posted: 01 Jan 2018 02:07 PM PST

غزة – «القدس العربي»: رغم عدم مغادرة أي من أهالي أسرى قطاع غزة يوم أمس لزيارة أبنائهم المعتقلين في السجون الإسرائيلية، لغياب مواعيد الزيارات المقررة مرة واحدة كل شهرين، حسب ما أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الجهة التي تنسق هذه الزيارات، إلا أن هذه العوائل تحدت الأحوال الجوية السيئة، واعتصمت أمام مقر اللجنة في إطار فعالياتها الأسبوعية، التي جاءت هذه المرة بعد اعتداء عضو الكنيست الإسرائيلي للمتطرف أورن حزان، على حافلة لهم خلال زيارتهم الماضية.
وأمام مقر اللجنة غرب مدينة غزة، تجمع حشد كبير من أهالي الأسرى والمتضامنين، وشاركوا في الوقفة الاحتجاجية الأسبوعية، متحدين الأمطار الغزيرة وبرودة الجو، في رسالة تحد جديدة لعضو الكنسيت المتطرف حزان، الذي اعتدى خلال الزيارة السابقة قبل أسبوع، على الحافلة التي كانت تقل أهالي الأسرى خلال توجههم لأحد السجون لزيارة أبنائهم.
وكان من بين المشاركين في الوقفة التصامنية جمع من الرجال والنساء كبار السن، الذين كانوا على متن تلك الحافلة، وهتفوا ضد سياسات الاحتلال المتبعة ضد الأسرى، ورفعوا صورا لأبنائهم المعتقلين.
وحمل الاعتصام هذه المرة رسالة للحكومة الإسرائيلية وكذلك لعضو الكننسيت حزان، تؤكد استمرار هذه الفعاليات التضامنية حتى خروج الأسرى من السجون، خاصة وأن جزءا من الهتافات التي رددت في المكان، كانت ضد حكومة تل أبيب، وهذا العضو المتطرف.
وقالت زوجة أحد الأسرى كانت في مكان الاعتصام، إنها تتطلع لإبرام المقاومة الفلسطينية صفقة تبادل «مشرفة» تفضي الى خروج زوجها وباقي الأسرى من معتقلات الاحتلال، وأكدت أن قدومها في هذا الجو البارد والأمطار الغزيرة، يحمل رسالة تحدي لإسرائيل، مفادها أن الفلسطينيين لن ينسوا قضية الأسرى.
وكان حزان الذي اقتحم عنوة حافلة أهالي الأسرى، قد كال سيلا من الشتائم لهم ولعوائلهم، غير أن والدة أحد الأسرى واجهته بكل قوة، وردت عليه بلغة عنيفة حين وصف الأسرى بـ «الحشرات»، وقالت»ابني أرجل الرجال»، ووقتها حملت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إسرائيل المسؤولية  عن الاعتداء.
وقبل الاعتصام أعلنت سهير زقوت الناطقة باسم الصليب الأحمر في غزة، أن أيا من الأهالي لن يغادروا للزيارة حسب الموعد المحدد وهو الإثنين من كل أسبوع، كون أي من المعتقلين الفلسطينيين، لم يأت دوره بالزيارة، التي تحددها إسرائيل مرة كل شهرين.
وجاء الاعتصام الأسبوعي بعد أيام فقط من فعالية احتجاج أقامها أهالي الأسرى على مقربة من الحدود الشرقية لقطاع غزة، وتحديدا في المكان الذي أسرت فيه المقاومة الفلسطينية أحد الجنود الإسرائيليين خلال الحرب الأخيرة على غزة صيف عام 2014، خاصة وأن الجانب الآخر من الحدود كان مخصصا لفعالية احتفالية بعيد ميلاد الجندي اورون شاؤول أقامتها عائلته وعدد من المتضامنين معها.
وخلال فعالية أهالي أسرى غزة، رفعت لافتات كبيرة كتب عليها «لن تحتفل قبل أن احتفل مع أبي»، وذلك في رسالة إلى عائلة الجندي التي تريد الاحتفال معه بعيد ميلاده. ودعا أهالي الأسرى حركة حماس وجناحها العسكري الذي يأسر أربعة إسرائيليين، بينهم جنديان أسرا خلال الحرب، إلى إبرام صفقة تبادل تضمن إطلاق سراح ذويهم وتعمل على «تبييض السجون».
يأتي ذلك لعدم انطلاق أي «مفاوضات رسمية» بين حماس وإسرائيل عن طريق «طرف ثالث» لإبرام الصفقة، على غرار المرة السابقة التي توسطت فيها مصر، وتم خلالها إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط مقابل 1027 أسيرا 2011.
ومن باب كسر الجمود الحاصل في المفاوضات، بسبب تعنت الحكومة الإسرائيلية ورفضها دفع ثمن الصفقة الجديدة التي تطالب فيها حركة حماس، عمل الجناح العسكري لحركة حماس، على إرسال عدة رسائل خلال الأيام الماضية، لدفع عوائل الأسرى إلى التحرك للضغط على الحكومة، كان من بينها التلميح إلى بقاء الجندي أورون على قيد الحياة، من خلال وضع ملصق كبير على أحد مفترقات مدينة غزة، كتب عليه إلى جانب صورة هذا الجندي باللغتين العربية والعبرية «هذا الأسير لن يرى الحرية ابداً طالما أن أبطالنا لا يرون الحرية والنور»، كما وزع المكتب الإعلامي للقسام صورة أخرى للجندي كتب بجانبها عبارة «أين أنا، ما هو مصيري؟».
يأتي ذلك في إطار دحض رواية التي قدمتها الحكومة الإسرائيلية لعائلة هذه الجندي، وعائلة الضابط الآخر هدار غولدن، تفيد بمقتلهما خلال الحرب قبل وقوعهما في أسر حماس.
وفي السياق نقلت تقارير إسرائيلية عن والدة الجندي أرون، قولها إن ابنها لا يزال على قيد الحياة، ووفق ما قالت لصحيفة «يديعوت أحرنوت»، العبرية فإن «الأمل في أن يعود إلى دياره لا يتركني للحظة»، لافتة إلى أنها أخطأت حين أقامت له خلال الحرب الأخيرة على غزة بيت عزاء.
وكان الناطق باسم القسام أبو عبيدة، قد كتب على حسابه على موقع «تويتر» قبل أيام «على العدو الصهيوني امتلاك الجرأة لفتح ملف الجنود الأسرى».

 

أهالي أسرى غزة يتحدون الأمطار والبرد وينظمون اعتصاما للتنديد بالنائب المتطرف حزان ويطالبون بصفقة تبادل مشرفة

تقرير: 94 شهيداً وآلاف الجرحى والمعتقلين في عام 2017 وهدم أكثر من 400 منزل ومنشأة و35 عملية دهس يهودية

Posted: 01 Jan 2018 02:06 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: أصدر مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية تقريره السنوي «حصاد» حول الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني خلال عام 2017 الماضي. ورصد ووثق أبرز انتهاكات الاحتلال من أعداد الشهداء والجرحى والاستيطان ومصادرة الأراضي وهدم المنازل وغيرها من جرائم الاحتلال.
وقال مدير المركز سليمان الوعري إن عام 2017 كان عاماً صعباً على الفلسطينيين نظراً لارتفاع وتيرة اعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين في مختلف المناطق، وان التقرير اشتمل على أبرز الانتهاكات الإسرائيلية فقط، وفيما يخض الاعتداءات في مدينة القدس فسيتم إصدار تقرير منفصل نظراً لحجم الجرائم المرتكبة بحق المدينة المقدسة وسكانها .

الشهداء

وأعدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي 94 فلسطينيا في كل من الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، من بينهم 16 قاصرا وسيدتان، ولا تزال تحتجز جثامين 15 شهيداَ في مخالفة صارخة للقانون الدولي الإنساني .

الجرحى

قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال العام الماضي بإصابة وجرح نحو 8300 فلسطيني أغلبهم باستنشاق الغاز السام المسيل للدموع في كل من الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، وكان شهر كانون الأول/ ديسمبر الأعلى من حيث أعداد الجرحى إذ بلغ عددهم نحو 5400 شخص، على خلفية الاحتجاجات على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب» اعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال، يليه شهر تموز/ يوليو الماضي حيث أصيب وجرح نحو 1400 نتيجة الاحتجاجات على قيام سلطات الاحتلال بوضع بوابات إلكترونية على مداخل المسجد الأقصى .

الاستيطان

اعتبرت الحكومة الإسرائيلية فوز ترامب بالرئاسة بمثابة ضوء أخضر لها للمضي قدماً بمخططاتها الاستيطانية الاستعمارية، حيث عبرت عن نيتها بإخراج عشرات المخططات الاستيطانية التي كانت حبيسة الأدراج وامتنعت عن تنفيذها في السابق بسبب الضغوطات الدولية، وشهد عام 2017 زيادة كبيرة في وتيرة بناء وتوسيع المستوطنات، حيث قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومن خلال أذرعها المختلفة المسؤولة عن البناء في المستوطنات بالمصادقة على بناء نحو 16800 وحدة استيطانية، ثلثها في مدينة القدس المحتلة، فيما باشرت أذرع الاحتلال المختلفة ببناء وتنفيذ نحو 4000 وحدة استيطانية في مستوطنات القدس والضفة الغربية. إلى ذلك أعلن وزير البناء والإسكان الإسرائيلي ان حكومة الاحتلال تخطط لبناء مليون وحدة استيطانية في الضفة الغربية والقدس خلال الأعوام العشرين المقبلة منها من 20-30% في مدينة القدس ضمن ما يطلق عليه مشروع « القدس الكبرى»، وذلك بعد عدة أسابيع من إعلان الرئيس الأمريكي اللامسؤول باعتبار مدينة القدس عاصمة لدولة الاحتلال .

هدم البيوت والمنشآت

وهدمت سلطات الاحتلال خلال العام الماضي 433 بيتاَ ومنشأه في مختلف مناطق الضفة الغربية والقدس، منها 170 بيتا و263 منشأه، تم هدمه في مدينة القدس، بالإضافة إلى إصدار إخطارات هدم لنحو 1030 بيتاَ ومنشأة. وقد أدت عمليات الهدم الى تشريد 128 أسرة تتألف من 700 فلسطيني أصبحوا بلا مأوى، نصفهم من الأطفال .

مصادرة أراض

وضمن سياسة سرقة الأرض الفلسطينية أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مصادرة نحو 2100 دونم، بالإضافة إلى الاستيلاء على مئات الدونمات الخاصة بالمواطنين الفلسطينيين نتيجة توسيع الحواجز الإسرائيلية، وإقامة نقاط مراقبة لحماية المستوطنين في الضفة الغربية، كما تم تجديد أوامر بالاستيلاء على 852 دونماً من أراضي المواطنين في الضفة الغربية.
وتصادر سلطات الاحتلال أراضي الفلسطينيين الخاصة تحت ذرائع واهية سواء لأغراض أمنية أو عسكرية، ثم يصار الى تحويلها لاحقا لصالح المشاريع الاستيطانية، وقد تركزت عمليات المصادرة في بلدات الساوية وقريوت واللبن وعصيرة القبلية في محافظة نابلس، والجبعة بمحافظة بيت لحم، وصوريف والظاهرية ومسافر يطا في محافظة الخليل، وبلدة الزاوية في محافظة سلفيت، وبلدات عابود والنبي صالح وسلواد بمحافظة رام الله، وبردلة والرأس الأحمر وخربتي عين الحلوة وأم الجمٌال وبلدة طمون في محافظة طوباس والأغوار الشمالية.

اعتداءات المستوطنين

وتواصلت اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة خلال 2017، وأسفرت تلك الاعتداءات الممنهجة تحت حماية جيش الاحتلال عن استشهاد معتز بني شمسة من بلدة بيتا ومحمود عودة من بلدة قصرة جنوب نابلس، وإصابة 96 بجروح بينهم أربعة برصاص المستوطنين وإصابة واحدة بمحاولة طعن، فيما حاول المستوطنون اختطاف الطفل بشار مليطات قرب بلدة بيت فوريك شرقي نابلس وسكب مواد مصهورة عليه بقصد حرقه، ما أدى الى إصابته بجروح خطيرة، وشهد العام المنصرم 35 عملية دهس نفذها المستوطنون في أنحاء الضفة الغربية والقدس .

تقرير: 94 شهيداً وآلاف الجرحى والمعتقلين في عام 2017 وهدم أكثر من 400 منزل ومنشأة و35 عملية دهس يهودية

سياسيون تونسيون: تأجيل الانتخابات البلدية والمصادقة على قانون المصالحة أبرز أحداث 2017

Posted: 01 Jan 2018 02:06 PM PST

تونس – «القدس العربي» : شهدت تونس أحداثا عدة خلال عام 2017، يأتي في مقدمتها الحملة التي أطلقها رئيس الحكومة يوسف الشاهد ضد رموز الفساد وتأجيل الانتخابات البلدية والمصادقة على قانون «المصالحة الإدارية»، فضلا عن تغيير خريطة التحالفات السياسية وتشكيل أحزاب جديدة، إضافة إلى الاحتجاجات الاجتماعية التي اجتاحت عددا من المناطق المهمّشة في البلاد.
ويختلف السياسيون التونسيون في رؤيتهم لأهم حدث سياسي شهدته البلاد خلال العام الماضي، فثمة من يرى أن قرار تأجيل الانتخابات البلدية والأزمة التي شهدتها هيئة الانتخابات تتصدر قائمة الأحداث الأكثر أهمية على اعتبار تبعاتها على المسار الديمقراطي الوليد في البلاد، فيما يقلل آخرون أن المصادقة على قانون المصالحة يعتبر من أهم الأحداث التي شهدتها تونس في 2017.
ويرى رياض الشعيبي رئيس حزب «البناء الوطني» أن تأجيل الانتخابات البلدية التي كانت مقررة في 17 كانون الأول/ديسمبر إلى 6 أيار/مايو 2018، يعتبر أهم حدث سياسي خلال عام 2017، مضيفا «كنا نتوقع أن تكون الانتخابات هي الحدث الأبرز ولكن تم تأجيلها. فالانتخابات البلدية هي خطوة مهمة لاستكمال النظام السياسي الجديد الذي نص عليه دستور 2014 وفلسفة الدستور تبقى كُلها معلقة إذا لم يقع تنزيل الباب السابع الخاص بالسلطة المحلية».
ويقول زبير الشهودي القيادي وعضو مجلس شورى حركة «النهضة» لـ «القدس العربي»: «أعتقد أن اختيار رئيس جديد لهيئة الانتخابات هو أهم حدث في 2017، فبقدر ما كانت استقالة رئيس الهيئة السابق شفيق صرصار حدثا سيئا بقدر ما كان انتخاب محمد التليلي المنصري رئيسا جديدا حدثا مهما لأنه يعيد الأمل للدورة الديمقراطية من جديد باعتبار الهيئة هي أحد وسائل تحقيق الاستقرار الديمقراطي في تونس».
ويوضح أكثر بقوله «استقالة صرصار حينها كانت مؤشرا لاهتزاز مؤسسة بُذل جهد كبير من أجلها، وللتذكير فقط فإن هيئة الانتخابات والأجل الانتخابي كانا من أهم التضحيات السياسية التي قدمتها حكومة الترويكا في خروجها من الحكم حتى تؤمن موضوع التداول على السلطة، فثمنهما كان باهظا سياسيا من حيث المنافع الحزبية، لكن قيمتهما الوطنية والرمزية تعتبر هي الحدث الأهم الذي انتقل بتونس بعد صراع 2013 واستشهاد قيادات سياسية كشكري بلعيد ومحمد البراهمي، ولذلك أقول إن استقالة صرصار (المشهود له بالحيادية والأداء الجيد) حينها شكلت صدمة سياسية غير مفهومة ولم تُعرف أسبابها، وقد أدى ذلك لبقاء البلاد نحو نصف عام بلا هيئة انتخابية، ولو كان هناك أي فراغ أو حدث سياسي طارئ لوجدنا أنفسنا في حالة إرباك حقيقي لإعادة الدورة الديمقراطية في تونس».
ويتابع الشهودي «استمرار نسق أي انتخابات (بقطع النظر عن نتائجها) هو توجّه استراتيجي للانتقال الديمقراطي في تونس وتثبيت التداول السلمي، وبالتالي السلم السياسي مسلكه هو الانتقال الديمقراطي والانتخابات والتداول على السلطة، كما أن مسألة الانتخابات الديمقراطية في العالم العربي غالبا ما يحدث فيها انتكاسات، ولذلك يُعد ستقرار هيئة الانتخابات واستمرارها أمرا حيويا واستراتيجيا بالنسبة للانتقال الديمقراطي».
وكان شفيق صرصار أعلن في أيار/مايو الماضي استقالته مع عضوين من هيئة الانتخابات مبررا ذلك بوجود خلافات داخل الهيئة «لم يعد مجرّد خلاف حول طرق العمل بل أصبح يمسّ القيم والمبادئ التي تتأسس عليها الديمقراطية»، فيما نجح البرلمان التونسي (بعد عدة محاولات فاشلة) في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي من انتخاب محمد التليلي المنصري رئيسا جديدا لهيئة الانتخابات.
من جانب آخر، يرى محمد عبو مؤسس حزب «التيار الديمقراطي» أنه «ليست هناك أحداث سياسية مهمة في تونس عام 2017 تختلف عن السنوات السابقة، ولكن يمكن القول إن أهم تطور في تونس بعد الثورة هو وصول نداء تونس للحكم في بداية 2015 حيث يشكل حكمه مع النهضة على تونس منذ ذلك الوقت».
ويضيف لـ«القدس العربي»: «لكن عندما نأتي لعام 2017 نرى – لسوء الحظ – أننا بدل أن نخوض معركة الإصلاح والتنمية بعد قرون من التخلف على مستوى الحريات وعقود من التخلف على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، اضطررنا لخوض معركة أخرى (فُرضت علينا) لحماية دستور البلاد والعدالة الانتقالية، وهذه المعركة كانت ضد قانون المصالحة وقد حُسمت العام الماضي تُجاه خط الثورة، باعتبار أن رئيس الجمهورية تنازل فيما يتعلق بأحد جوانب القانون المتعلق بحماية الفاسدين ومرر جزءا بسيطا منه لن يكون له تأثير عملي في حقيقة الأمر، ولذلك أقول – لسوء الحظ- إن هذا يعتبر حدثا مهما، لأن الأصل هو أن يكون دورنا هو البحث عن حلول لمشاكل التنمية والبطالة والتهميش والفقر في البلاد».
وكان الرئيس الباجي قائد السبسي اعتبر أن سنة 2017 «لم تكن أسوأ سنة او أفضل سنة بالنسبة للسنوات التي مضت»، وأشار إلى أنه تحقّق خلالها نسبة نمو اقتصادي جيدة قياسا بالسنوات السابقة وصلت إلى 2.2 من مئة، معبّرا عن أمله أن تتجاوز هذه النسبة 3 من مئة خلال العام الجديد.

سياسيون تونسيون: تأجيل الانتخابات البلدية والمصادقة على قانون المصالحة أبرز أحداث 2017

حسن سلمان

تقارير: الجزائر تسعى إلى تطوير إنتاجها من الأسلحة لتحقيق الاكتفاء الذاتي 

Posted: 01 Jan 2018 02:06 PM PST

الجزائر – «القدس العربي»: قالت تقارير إعلامية جزائرية إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وافق على برنامج لتطوير قدرات الجيش والقوات المسلحة خلال الـ 13 سنة المقبلة، خاصة ما تعلق بتطوير قدرات الجيش في انتاج الأسلحة محليًا.
وقالت صحيفة «الخبر» (خاصة) إن قيادة الجيش وضعت خلال الأشهر القليلة الأخيرة من السنة الماضية مخططا للعمل، يتضمن 4 أولويات يفترض تجسيدها في الفترة بين 2017 ــ 2030، مشيرة الى أن هذه الأولويات تهدف الى تحقيق نتائج عديدة، أهمها تحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض أنواع الأسلحة، وضمان تأمين الحدود الجزائرية، والقضاء على الإرهاب، والتركيز أكثر على التدريب والحرص على انتقاء أفضل العناصر للانتساب الى المؤسسة العسكرية.
وأضافت الصحيفة نقلا عن «مصدر مطلع» إن جهاز الدراسات والاستشراف في وزارة الدفاع كلف قبل عامين في إعداد دراسة لتحديد الأولويات فيما يتعلق بالأمن القومي وسياسة الدفاع، وأنه قدم تقريرا حدد أربعة أهداف، في مقدمتها تطوير قدرات الجيش في مجالات الصناعة العسكرية والبحث العلمي، من أجل تقليص فاتورة واردات الجزائر من الأسلحة، من جهة، وتصدير الفائض من السلاح إلى السوق الدُّولية، من جهة أخرى.
وذكرت أن القيادة العسكرية تطمح الى توفير 70 إلى 80 ٪ من حاجياتها من السلاح محلية الصنع، في حين يتمثل الهدف الثاني بتطوير وتعزيز الرقابة على مستوى الحدود البرية، التي يفوق طولها 6000 كلم، وهو ما يمثل التحدي الأكبر بالنسبة للجيش والأجهزة الأمنية، خاصة في ظل الأوضاع المتفجرة وغير المستقرة التي تعرفها الكثير من دول المنطقة.
ويتمثل الهدف الثالث في التخلص نهائيا من الإرهاب بتصفيته والقضاء عليه، من خلال تجفيف منابع التمويل، ومحاربة الأسباب التي تؤدي الى التطرّف، وكذا محاربة تنظيمات الاجرام المنظم المتحالفة مع الجماعات الإرهابية.
وتسعى القيادة العسكرية فيما يخص الهدف الرابع، إلى التركيز أكثر على العنصر البشري عبر تطوير التدريب وتشديد شروط الانتقاء فيما يخص الانتساب الى المؤسسة العسكرية، إذ يشدد مخطط العمل على رفع الكفاءة العلمية والعملية لعناصر الجيش، وفروعه الأمنية من أجل مواجهة تحديات المستقبل، وذلك بتطوير مناهج التكوين والتدريب في المعاهد والمدارس العسكرية، وقبلها الانتقاء الجيد والتركيز على الانضباط من أجل المواصلة في سياسة الاحــترافية التي  بدأ العمل بها في عام 2000.

 

تقارير: الجزائر تسعى إلى تطوير إنتاجها من الأسلحة لتحقيق الاكتفاء الذاتي

موريتانيا: بدء تداول العملة الجديدة وسط مخاوف من ضخ أوراق مزورة

Posted: 01 Jan 2018 02:06 PM PST

نواكشوط – «القدس العربي»: مر بسلام أمس اليوم الأول من تداول العملة الموريتانية الأوقية، التي تغيرت قاعدتها من 10 إلى 1، بقسمة قيمة فئاتها النقدية القديمة على 10 حيث ستصبح 10 أواق حاليا أوقية واحدة.
غير أن الشكاوى انطلقت مبكرا يوم أمس من ارتفاع سعر الخبز التي عرضتها مخابز العاصمة أمس بعشرين أوقية من العملة الجديدة وهو ما يعادل 200 أوقية من العملة القديمة ما يعني أن سعر الخبز تضاعف.
وانتقد المدونون على نطاق واسع مضاعفة سعر الخبز وأكدوا أن «تغيير العملة يستهدف إخفاء صعود كبير متوقع للأسعار».
ولم تعلق السلطات حتى عصر أمس على ارتفاع أسعار الخبز وركزت نشاطها على تسيير عملية الانتقال من العملة القديمة للعملة الجديدة، مؤكدة «أن العملة الموريتانية محتفظة باسمها «الأوقية»، كما أن استبدال أوراقها وقطعها النقدية لن يؤثر في قيمتها في الأسواق وفي التداول».
وابتداء من يوم أمس ستتيح 10 أواق موريتانية من الطبعة الجديدة اقتناء ما كانت تتيحه سابقا 100 أوقية من الطبعة القديمة، وسينطبق الأمر ذاته على قيمتها في السوق الدُّولي حيث يصل سعر صرف اليورو اليوم إلى 420 أوقية، وسينتقل إلى 42 أوقية اعتبارا من يوم غد الاثنين.
وأمام الموريتانيين مهلة سنة كاملة لتبديل أوراقهم النقدية القديمة لدى البنك المركزي الموريتاني، ومهلة ستة أشهر لتبديلها لدى شباك المصارف والخزينة العامة والبريد، على أن يتم ذلك بسلاسة وتدرج؛ غير أنه لن يتم تبديل ورقة 5.000 أوقية بعد الشهر الأول إلا لدى البنك المركزي الموريتاني، والأمر نفسه ينطبق على ورقة 2.000 أوقية بعد الشهر الثاني.
وسيكون هناك تداول مزدوج للإصدارين مدة 6 أشهر، فيما ستحتفظ العملة بقيمتها في أثناء ذلك.
وفقدت الأوقية الموريتانية خلال الثلاث ســنوات الأخيـرة، نحـو 13% من قيمـتها، فـفي بداية سنة 2013 كان الـدولار الأمريكـي الواحـد يساوي 299.8 أوقيـة، وفـي بداية عام 2017 الجـاري أصـبح الـدولار يسـاوي 339.6 أوقـية.
وأدرج عزيز ولد داهي محافظ البنك المركزي الموريتاني أمس «تغيير العملة الوطنية ضمن «تنفيذ استراتيجية البنك لا سيما محورها المتعلق بعصرنة وسائل الدفع».
وأوضح «أن تداول السلسلة الجيدة من العملة الوطنية في ظل المستوى المنخفض للتضخم والآفاق الاقتصادية الواعدة سيمكن من تعزيز تطور وسائل الدفع الأخرى».
وأشار المحافظ إلى «أن السلسة الجديدة من العملة الوطنية تتميز بتحديثين أساسيين هما تغيير قاعدة الأوقية وتعميم صنعها من مادة «البوليمير» على كافة أوراقها النقدية وهذا ما سيجعلها أكثر قوة وأمانا واحتراما لمعايير الصحة والنظافة والبيئة».
وأضاف «انطلاقا من الفاتح من تموز /يوليو 2018م ستتم العمليات التجارية كلها بالأوراق والقطع النقدية الجديدة فقط، وبالتالي ستفقد المجموعة النقدية القديمة قدرتها على الدفع لكن استبدالها يظل ممكنا لدى شبابيك البنك المركزي».
وأكد ولد الداهي «أن شبكات الجرائم المالية تنشط عادة في مثل هذه الظروف الانتقالية، مستفيدة من هشاشة السكان، ولمواجهة ذلك اتخذ البنك المركزي بالتعاون مع الجهات المختصة كافة الإجراءات الكفيلة في الكشف عن أية محاولة لتبييض الأموال أو تزوير العملات».
«ويتعين على المواطنين من جانبهم، يضيف المحافظ، تفادي صرف أموالهم خارج القنوات المحددة رسميا والمذكورة أعلاه»، مشيرا إلى «أن البنك المركزي سيقوم بحملة اتصال واسعة النطاق تغطي كافة التراب الوطني ولمدة كافية لإطلاع كافة السكان على التغيير الجاري، وستستخدم في هذه الحملة كافة وسائل ووسائط الاتصال، من وسائل إعلام، وملصقات، وهاتف، وشبكة الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي».
وأشار المحافظ إلى «أنه سيتم إطلاق مركز للاستعلامات الهاتفية وسيوضع بريد إلكتروني وموقع إلكتروني تحت تصرف الجمهور للإجابة عن جميع التساؤلات».وتحدث عن فوائد كثيرة لاستبدال العملة الوطنية بينها «تسهيل التبادلات التجارية، ومكافحة تبييض الأموال، والحد من خطر التزييف، والرفع من مستوى الصيرفة، وبه ستكون العملة أكثر متانة كما سيتم الحفاظ على قيمتها، وستكون أكثر ديمومة وتكون تكاليفها على المجموعة الوطنية أقل بكثير، فضلا عن كونها ستعيد للقطع النقدية حيويتها وستحد من التضخم المقنع»، حسب تعبيره«.
وقدم محافظ البنك المركزي مبررات للتغيير النقدي الجديد فأوضح أن «من بينها التداول الواسع والمفرط للنقد والتكاليف الباهظة لتسيير العملة وانتشار نوعية رديئة من الأوراق النقدية والقيمة الضعيفة للقطع النقدية والتلف المبكر للأوراق ذات القيمة الصغرى فضلا عن مخاطر تبييض الأموال وتزوير العملة». وقدم ولد الداهي عرضا عن تجربة موريتانيا في سحب وإلغاء الأوراق النقدية، مؤكدا أن أول تجربة هي تجربة تأسيس العملة الوطنية عام 1973، تلتها تجارب لم تنفذ سنوات 1977 و1981 و1989، ثم تجربة 2004 التي نفذت.
وتحدث المحافظ عن حالة موريتانيا الاقتصادية، مؤكدا «أن الناتج المحلي ارتفع من 785 مليار سنة 2009 ليبلغ ما يزيد على مليار سنة 2017 أي ما يمثل زيادة قدرها 135%».
وكان صندوق النقد الدُّولي قد حذر في تقرير نشره خلال شباط /فبراير الماضي، من «صــدمة عنيفة» قد تواجه الاقتصاد الموريتاني، مشــيرا إلى «تباطـؤ كبـير في أداء الاقتـصاد خـلال عام 2015 بـسبب تراجع أسـعار الحـديد والنفـط».
وأعلن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في خطاب أخير له بمناسبة ذكرى الاستقلال «أن البنك المركزي الموريتاني سيصدر ابتداء من الفاتح من كانون الثاني / يناير 2018 مجموعة جديدة من الأوراق والقطع النقدية ستكون أكثر أمانا ضد المحاكاة والتزييف وأقوى من خلال إعادة تحديد قيمة العملة وذلك بتغيير القاعدة من 10 إلى 1، ما يسمح للأوقية وقطعها النقدية الجزئية في استعادة مكانتها في المعاملات المالية وحماية القدرة الشرائية للمواطن مع خفض في كمية النقد المتداول».
ومع أن السلطات الموريتانية تصر على تأكيد أن قرار تبديل العملة وقيمها لا يعني تخفيضها، فإن المحللين الاقتصاديين يؤكدون أن «عملية الاستبدال مجرد طريقة ماهرة لتخفيض قيمة العملة من دون أن يشعر السكان».
ويرى المختصون «أن السلطات الموريتانية تتجه لتخفيض قيمة العملة بشكل تدريجي حتى لا تؤثر بشكل كبير في زيادة أسعار المواد الأساسية خاصة أن البلاد تستورد نحو 70% من حاجياتها من المواد الأساسية الغذائية والخدمية والتجهيزية».
وسبق لصندوق النقد الدُّولي أن دعا الحكومة الموريتانية للمزيد من مرونة العملة المحلية «الأوقية»، تفاديًا للتضخم، إلا أن نواكشوط قابلت ذلك بالرفض قبل أن تخضع في النهاية، على اعتبار أن تخفيض قيمة العملة يعتبر شرطًا أساسيًا على الدول التي ترغب بالاستمرار في الحصول على الدعم المالي من الصندوق.
ويأتي تخفيض العملة المحلية في موريتانيا كجزء من الإجراءات التي قدمها صندوق النقد الدُّولي للحكومة الموريتانية، من أجل إنعاش النمو في ظل انخفاض أسعار المواد الأولية على الصعيد الدُّولي.

موريتانيا: بدء تداول العملة الجديدة وسط مخاوف من ضخ أوراق مزورة

الثقافة المصرية في عام 2017: صراعات الجوائز التي لا تنتهي وأزمات مُفتعلة لإلهاء الناس

Posted: 01 Jan 2018 02:05 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي» من محمد عبد الرحيم: تبدو مفردة مثل «الثقافة» ــ بدون المفهوم ــ في العالم الموسوم بالعربي وكأنها إما سبّة أو مصدر شك دائم، ثقة شبه منعدمة تأسست وفق خيال السلطة السياسية الضحل، ورغم إخلاص البعض لهذه المهنة، إلا أن المناخ العام الذي نحياه دائماً ما يوحي بالتورط مع مَن يكتبون أو يتمثلون صوت المثقف، ومدى موقفه مما يحدث، ودوره الذي يختلف حوله الكثيرون، حتى من الموسومين بالمثقفين أنفسهم، تابع مطيع أو مغضوب عليه يحاول الاحتفاظ بكرامته قدر الإمكان.
هذا حال المثقف، وبالضرورة حال الثقافة. فالجوائز الأدبية على سبيل المثال، التي يصاحبها الجدل كل عام، سواء عن ماهيتها أو كيفية توزيعها حسب الهوى والمفاضلات والتوزيع الجغرافي لإرضاء جميع الدول العربية، أو اختلاق موازنات حسب الجو العام السائد، بدون القيمة الحقيقية للعمل الأدبي، ما جعل معظمها يحوز عن جدارة صفة السمعة السيئة. السمة الأخرى لملامح هذا العام تتمثل في افتعال و(فبركة) الأزمات، كمحاولة لإلهاء الناس عما يعيشونه ويعانونه، ولا سبيل في ذلك سوى اللعب على وتر الأحداث والأسماء التي تم تلفيق موقفها السياسي بالديني، فأصحاب الأزمات يدركون تماماً شعوبهم المتدينة بطبعها.
هنا بعض من ملامح المناخ الثقافي المصري الموشك على الانتهاء.. القضايا والجوائز، وبعض المؤلفات اللافتة، وأخيراً الذين رحلوا من الكتّاب والفنانين والشعراء.

يوسف زيدان وتفصيل القوانين

أثار الكاتب يوسف زيدان ــ كعادته ــ الصخب حول مواقفه من بعض الشخصيات التاريخية، إضافة إلى الجدل القائم حول مدى اقتباسه أو سرقته لروايته الأشهر «عزازيل» ذات الحِس الأصولي، التي حازت جائزة البوكر العربية عام 2009. ذلك عن رواية إنكليزية بعنوان «هيباتيا» كتبها تشارلز كينغسلي عام 1853 رواية بعنوان «أعداء جدد بوجه قديم»، والمعروفة أكثر باسم (هيباتيا)، التي ترجمها عزت زكي إلى العربية بعنوان «هايبيشيا» ونشرتها دار الشرق والغرب في الستينيات. فكل من الروايتين متشابهتان في كل شيء، الشخوص نفسها، الإطار المكاني والزماني والأحداث نفسها، كل شيء في رواية «عزازيل» يطابق رواية «هيباتيا»، لم يزد عنه إلا المخطوط السرياني الذي أضافه عليها. (راجع تفصيلاً آراء كل من كمال العيادي ورؤوف مسعد وعلاء حمودة في عدد «القدس العربي» بتاريخ 28 فبراير/شباط 2017). أما تفاهات الجدل وإثارة الرأي حول الشخصيات التاريخية، وفي هذا الوقت الذي تعاني منه مصر، من سوء الأحوال الاقتصادية والسياسية، وقد انشغل الناس بآراء زيدان في (صلاح الدين)، الذي تم تصويره كقائد وطني قومي اشتراكي ناصري! وتبدو الأهمية في كيفية توظيف الرمز التاريخي لخدمة الواقع السياسي، لتظهر المفارقة في تبني الرمز وتأويل مواقفه في خدمة كل فريق، بداية من الحشد مع أو ضد صلاح الدين وفق الخلفية المذهبية، أو تمثله كقدوة من قِبل الأنظمة العسكرية ــ نظام يوليو/تموز 1952 ــ والحركات الإسلامية السنيّة، وكل منهما على النقيض من الآخر. ليصبح رمز صلاح الدين صورة لتصفية الحسابات بينهما.
وهنا نلاحظ كيفية صياغة نسق نفعي في سرد التاريخ الإسلامي، بانتقاء ما يمكن أن يخدم موقفا بعينه، ولكن ما الجدوى وما الهدف؟ يتضح ذلك في كون المعركة المفتعلة سبباً لاستتباب دولة القيم وحرّاسها من العسكر، وسريعاً ترك النواب القوانين الاقتصادية وتفرغوا لرأب القيم الضائعة، فتقدّم أحدهم بمشروع قانون «إهانة الرموز والشخصيات التاريخية»، الذي يحظر التعرض بالإهانة لأي من الرموز والشخصيات التاريخية، وهي الواردة في الكتب والتي تكون جزءا من تاريخ الدولة وتشكل الوثائق الرسمية للدولة، كما يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 3 سنوات ولا تزيد عن 5 سنوات وغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تزيد عن 500 ألف كل من أساء للرموز والشخصيات التاريخية، وفي حالة العودة يعاقب بالحبس بمدة لا تقل عن 5 سنوات ولا تزيد عن 7 وغرامة لا تقل عن 500 جنيه ولا تزيد عن مليون جنيه. هكذا اللعبة إذن، بخلاف موقف زيدان من إسرائيل، كداعية سلام جديد. وهو مثال جيد جداً لمثقف السلطة الأمين، كالكثيرين من قبله، والذين سوف يأتون من بعده بكل تأكيد.

إصدارات مهمة

عن دار الشروق المصرية، صدر الجزء الأول من السيرة الذاتية للدبلوماسي المصري عمرو موسى تحت عنوان «كتابيه». ومن المفترض أن تصدر في ثلاثة أجزاء. يضم الكتاب العديد من المواقف والحكايات التي شهد عليها موسى وشارك فيها، كعلاقته بمبارك المخلوع ورؤساء الخارجية العرب، إضافة إلى كيفية صناعة القرار السياسي، ومدى سيطرة مؤسسة الرئاسة على وزارة الخارجية. أثار الجزء الأول من الكتاب جدلاً واسعاً، خاصة في ما تعلق بآراء موسى في عبد الناصر، وأنه غيّر الصورة المرسومة له في الأذهان. على الغرار نفسه ــ المذكرات أو السيرة الذاتية ــ أصدر الكاتب محمد سلماوي الرئيس الأسبق لاتحاد الكتاب مؤلفه المعنون بـ»يوماً أو بعض يوم»، وهو الجزء الأول أيضاً، حيث يستعرض طفولته وعمله في الصحافة والأدب، إضافة إلى علاقته بكل من محمد حسنين هيكل ونجيب محفوظ. وبالطبع ونحن إزاء سيرة ذاتية عربية علينا أن نتوجس خيفة وألا نعتقد أننا سنعرف الحقائق، قدر الروح البطولية لكاتب السيرة، والآراء القوية، خاصة المتعلقة بالأموات.
من ناحية أخرى لم تزل ثورة يناير/كانون الثاني 2011، تثير المخيلة، فجاءت بعض الأعمال التي تناولت الثورة، كاشفة الملابسات والظروف التي أدت بها إلى هذا الحال، وقد أصبحت سُبّة، بعدما تحول الثوار إلى نزلاء سجون. من هذه الأعمال رواية «كل هذا الهراء» للكاتب عز الدين شكر، ورواية أحمد سمير التي جاءت بعنوان «قريباً من البهجة».
وعن الفئة المحكومة بالنسيان، والمهمّشة في الأدب أتت إصدارات الشاعر والناقد شعبان يوسف، خاصة مؤلفيه «لماذا تموت الكاتبات كمدًا؟» الذي ناقش الموقف من كتابة المرأة ولتاريخ الطويل من التهميش والإقصاء الذي تعرّضن له منذ عائشة التيمورية وحتى ابتهال سالم. منهن المنتحرات ومَن عانين من المرض النفسي. ثم مؤلفه الآخر «ضحايا يوسف إدريس وعصره»، الذي يؤكد من خلاله كيف تحوّل إدريس إلى سلطة، وكيف قضى على الكثيرين من مجايليه أو الذين أتوا من بعده. فالسلطة هي التي جعلت منه سلطة بدوره. «لا بد أن تتوفر فى الشــاعر أو الكاتب المدعوم والمبشر بالحماية من جناب السلطان صفات عديدة، أولها أن يكون موهوبا كبيرا كي يكون قادرا على الإقناع والإمتاع والمسامرة، وكذلك الدفاع عن الحاكم عند الطلب والقدرة على كتابة الخطابات العديدة، وفي أوجهها المختلفة الاجتماعية والسياسية والدينية والثقافية، وأيضا الهجوم على خصوم الحاكم وتسفيههم والسخرية منهم لدرجة التمزيق، ولا بد أن تأتي كل الخطابات في صياغات طبيعية، أو شبه طبيعية وهذا لا يمنع أن يثأر الشاعر أو الكاتب لنفسه عندما تدور الدوائر لإقصائه». ويضيف يوسف «وأؤكد أن كل هذه الأمور لا تنقص من تقديري لموهبة يوسف إدريس العاصفة في القصة القصيرة على وجه الخصوص، ولا تنقص من صدقيته كذلك، فهو كان يفعل كل ذلك منطلقا من شعوره الطاغي بذاته الفنية والأدبية والثقافية، ذلك الشعور الذي جعله لا يرى أحدا قبله أو بعده أو أمامه، وراح يطيح بكل من سبقوه، وقال إنه أول من كتب القصة المصرية، وهكذا ألغى جيلين أو ثلاثة». نذكر من هذه الأجيال، أبو المعاطي أبو النجا، محمد سالم، عبد المعطي المسيري ومحمد صدقي، كذلك إدوارد الخراط ولطفي الخولي، إضافة إلى مجايليه من أمثال.. يوسف الشاروني، عبد الله الطوخي، سليمان فياض، وغيرهم.

الجوائز

جائزة نجيب محفــــوظ للأدب، فازت بهــــا الروائية الفلسطينية حزامة حبايب، عن روايتها «مخمل». كما فازت المصرية سناء عبد العزيز بجائزة الطيب صالح، عن روايتها «فيد باك»، كما حصل كل من الروائي صنع الله إبراهيم والشاعر محمد الشهاوي بجائزة كفافيــس الدولية.
كما فازت الشاعرة إيرين يوسف بجائزة أحمد فؤاد نجم لشعر العامية، عن ديوان «آخر شوية ليل»، وبفرع الجائزة للدراسات النقدية، فاز كتاب «المؤتلف والمختلف/ قراءات في شعر العامية» لمسعود شومان.

الراحلون

رحل هذا العام العديد من الأصوات التي أثرت المناخ الثقافي المصري والعربي، مع اختلاف الآراء حول بعضها، من حيث مواقفها من السلطة، نذكر منهم على سبيل المثال .. الشاعر سيد حجاب (سبتمبر/أيلول 1940 ــ يناير/كانون الثاني 2017)، المخرج وأستاذ السيناريو في المعهد العالي للسينما محمد كامل القليوبي (8 مايو/أيار 1943 ــ 2 فبراير/شباط 2017)، الناقد السينمائي سمير فريد (1 ديسمبر/كانون الأول 1943 ــ 4 أبريل/نيسان 2017)، شادية (8 فبراير 1931 ــ 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2017)، الروائي والقاص مكاوى سعيد (6 يوليو/تموز 1956 ــ 2 ديسمبر 2017)، الكاتب صلاح عيسى (14 أكتوبر/تشرين الأول 1939 ــ 25 ديسمبر 2017)، الناقد عبد المنعم تليمة (1937 ــ 2017)، الأكاديمية والناقدة المسرحية نهاد صليحة (1945 ــ 2017)، الكاتب والمفكر شريف حتاتة (1923 ــ 2017)، الكاتب محفوظ عبد الرحمن (1941 ــ 2017)، والقاص يوسف الشاروني (1924 ــ 2017).

الثقافة المصرية في عام 2017: صراعات الجوائز التي لا تنتهي وأزمات مُفتعلة لإلهاء الناس

واشنطن وحروب 2018: ادارة ترامب لن تتمكن من حل الأزمة مع كوريا الشمالية ولن تطرح استراتيجية بشأن سوريا

Posted: 01 Jan 2018 02:03 PM PST

واشنطن ـ «القدس العربي» من رائد صالحة: سيضطر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التعامل مع بعض القضايا العسكرية والدفاعية الملحة في عام 2018 بعد خبرة قصيرة مع قضايا دفاعية في اول عام له في الرئاسة شملت الغارات المدوية في اليمن وتزايد الازمة مع كوريا الشمالية والهجوم الكيمائي على المدنيين في سوريا.
وحدد عسكريون أمريكيون القضايا الخمسة الملحة التى تحتاج اهتماما خاصا من البيت الابيض للتعامل معها في العام الجديد مع قرب انتهاء الحملة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».
واستمرار الحرب في افغانستان باستراتيجية محدثة وبروز تهديدات جديدة من القارة الافريقية.
واتفق العسكريون على اعتبار الازمة مع كوريا الشمالية في صدارة القضايا الملحة اذ زادت التوترات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية في عام 2017 مع تصاعد في اختباررات الصواريخ في شبه الجزيرة الكورية واتهامات الهجمات الالكترونية والخطابات الغوغائية المكثفة بين ترامب والزعيم الكوري كيم جونغ اون.
وقد حاولت ادارة ترامب بسذاجة الحد من طموحات بيونغ يانغ النووية عبر التهديدات اللفظية، بما في ذلك تعليقات ترامب حول تدمير الجزيرة وحرقها والتهديد بزيادة التدريبات العسكرية في المنطقة ناهيك عن فرض العقوبات الاقتصادية والضغط على الصين لقطع التجارة مع هذا البلد ولكن كوريا الشمالية صمدت وتحدت ترامب والولايات المتحدة، وواصلت تجارب الصواريخ البالستية العابرة للقارات على مدار العام اضافة إلى القيام باختبار واضح لقنبلة هيدروجينية في ايلول/ سبتمبر الماضي.
ومن المرجح، ان تبقى مشكلة كوريا الشمالية امام ادارة ترامب في عام 2018 وستبقى في الصدارة ومع دورة الالعاب الشتوية المقبلة في شباط/ فبراير المقبل التى ستجري في بيونغشانغ في كوريا الجنوبية، على بعد 50 ميلا تقريبا من المنطقة المنزوعة السلاح مع كوريا الشمالية. وقال ترامب مرارا بأنه يجب التعامل مع اطلاق الصواريخ بشكل متكرر كوضع يجب معالجته ولكنه لم يقدم حتى الان الكثير بشأن ما يفعله البيت الابيض بالضبط بما يتجاوز الجهود الدبلوماسيية الحالية والمناورات العسكرية الحالية وزياة تمويل منظومة الدفاع الصاروخي. القضية الدفاعية الثانية الملحة التى ستواجه ترامب تتناول ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية اذ وعد ترامب خلال سباق الئاسة الانتخابي بدعم ضخم في حجم الجيش مع عشرات الالاف من القوات و350 سفينة جديدة وما لايقل عن مئة طائرة اضافية ولكن ترامب اهمل التفاصيل الحاسمة في ميزانية الدفاع التى قدمها بتفاخرحيث لم يتم حتى الان الاتفاق على مقدار التمويل الفعلي، والأهم من ذلك كله، هناك حاجة إلى استراتيجية للمساعدة في تبرير لماذا يحتاج الجيش هذه الدفعة؟ وما هي استراتيجية الدفاع بالضبط؟
وتعهد خلال الحملة الانتخابية بإنهاء مهام (بناء الدولة) في افغانستان، مثل الجهود الرامية إلى تدريب القوات الافغانية وتحقيق الاستقرار في الحكومة حتى تتمكن من التعامل مع طالبان والجدماعات المسلحة الاخرى لكنه ترامب انقلب على افكاره في الانسحاب من افغانستان معلنا عن استراتيجية جديدة في اب/ اغسطس تتضمن التزاما غير محدد بزمن معين وارسال الالاف من الجنود إلى البلاد، وفي الوقت نفسه لا يزال ( داعش ) رغم طرده من عاصمتى الخلافة من قبل القوات المدعومة من الولايات المتحدة يشكل تهديدا في الشرق الاوسط وما زال التنظيم يحتل بعض الجيوب من الاراضي ولديه القدرة على الهام هجمات الذئاب المنفردة.
وقال المحللون الأمريكيون ان هزيمة تنظيم « الدولة الإسلامية » ليست سوى جزء من المعركة وان الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار الدائم في البلدين اصبحت الان على جدول اعمال الادارة ولكن الحرب الأهلية السورية وبقاء الاسد في الحكم سيشكل تحديا لترامب في تحقيق هذا الاستقرار علما بان واشنطن لم تحدد حتى الان دور الولايات المتحدة في سوريا او إلى متى ستبقى القوات الأمريكية هناك.
واضاف المحللون العسكريون ان الجماعات ( الإرهابية ) والجهادية مثل بوكو حرام ما تزال تشكل تهديدا رئيسيا في منطقة الساحل، وهي حزام الدول التى تمتد عبر افريقيا مباشرة جنوب الصحراء الكبرى، وتشمل تشاد والسودان ومالي وبوركينا فاسو ونيجيريا والنيجر اما القضية الاخيرة بالنسبة للقوات المسلحة الأمريكية وادارة ترامب فهي تتمحور حول قضية المتحولين جنسيا ومدى تقبلهم في الجيش.
وأكد قادة الجيش على حقيقة تحاول واشنطن تجاهلها باستمرار وهي ان الطريق المسلح ليس سوى حل قصير الاجل وان الادارة الأمريكية تحتاج إلى استراتيجية دبلوماسية لمنع الجماعات الإرهابية وانه من المرجح ان يجلب عام 2018 تحديات جديدة.

 

واشنطن وحروب 2018: ادارة ترامب لن تتمكن من حل الأزمة مع كوريا الشمالية ولن تطرح استراتيجية بشأن سوريا
لا نهاية للصراع في افغانستان والخطر قادم من افريقيا

مسلح يقتل قبطيّين في استهدف محل خمور في القاهرة

Posted: 01 Jan 2018 02:03 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: أطلق مسلحون النيران على محل لبيع الخمور في منطقة العمرانية في العاصمة المصرية، خلال احتفالات رأس السنة الميلادية، في الساعات الأولى من صباح أمس الاثنين، ما أسفر عن مقتل شقيقين قبطيين كانا يتعاملان مع المحل.
وأمرت نيابة العمرانية برئاسة المستشار باهر حسن، بالتصريح بدفن الشقيقين المسيحيين بعد عرضهما على الطب الشرعي للتشريح، وتسليمهما لذويهما، وطلبت تحريات الأمن الوطني والمباحث، بتفريغ الكاميرات الموجودة في محيط الحادث.
وأفادت التحقيقات أن الحادث وقع في الساعات الأولى من صباح الإثنين، بعدما فتح مسلح كان يستقل دراجة بخارية (توك توك) النار على المجني عليهما أشرف بولس عازر، وشقيقه عادل.
واستمعت النيابة لأقوال مالك محل «بيع الخمور» في الحادث، فيما كلفت المباحث بعمل تحريات لمعرفة المسلح مرتكب الجريمة وبيان ما وراء الجريمة سواء بدافع إرهابي أم جنائي.
وذكرت التحقيقات أن المجني عليهما يمتلكان محلا لقطع غيار السيارات وفاجأهما «مجهول» بإطلاق النار أثناء وجودهما أمام محل بيع خمور، وفر هاربًا باتجاه الطريق الدائري.
وقال جوزيف إسحاق، صهر الشقيقين الضحيتين، أثناء انتظاره انتهاء تشريح الطب الشرعي للمجني عليهما بمشرحة زينهم، إنه في يوم الواقعة طلب رؤوف من الشقيقين مساعدته والعمل معه ليلة الحادث وفي حوالى الساعة الثانية صباحا فوجئ الثلاثة بملثمين يستقلون (توك توك) يطلقون النيران تجاههم، وأصاب الرصاص الشقيقين حيث فارق أشرف الحياة في الحال فيما لفظ عادل أنفاسه وهو في الطريق إلى المستشفى.
وكشفت المناظرة التي أجرتها نيابة العمرانية بإشراف المستشار أحمد الأبرق، المحامي العام الأول لنيابات العمرانية والطالبية لجثامين ضحايا هجوم العمرانية، عن وجود طلق ناري في جثمان أشرف بولس في المنطقة العليا من الجسد، له فتحة دخول وخروج.
كما تبين من مناظرة جثمان عادل شقيق المجني عليه الأول، احتواؤه عيارا ناريا في المنطقة السفلى «الحوض» للجسد وبه ايضا فتحة دخول وخروج.
وأوضحت مصادر أمنية وقضائية مصرية أن الجريمة استغرقت 8 دقائق قتل خلالها المتهم المجهول، الضحيتين وأطلق عدة أعيرة في الهواء لتخويف أهالي المنطقة وفر هاربا.
وأضافت أنه عقب الحادث انتقل فريق من مباحث الجيزة تحت إشراف اللواء ابراهيم الديب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، واللواء محمد عبد التواب مدير المباحث الجنائية في الجيزة، والمقدم محمد داوود رئيس مباحث العمرانية، والرائد محمد نجيب معاون المباحث، إلى موقع الحادث، وتم فرض كردون أمني في محيط الحادث وتمت معاينة المكان.
ومنذ أكثر من أسبوع، شهدت شوارع مصر استنفارا أمنيا وانتشارا لقوات الشرطة تعاونها قوات من الجيش، لتأمين الميادين العامة والكنائس، خلال احتفالات الأقباط بأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية.
ويوم الجمعة الماضي، قتل مسلح ـ قال تنظيم «الدولة الإسلامية» إنه ينتمي إليه ـ عشرة مسيحيين ورجل شرطة مسلما في هجوم على كنيسة ومتجر في منطقة حلوان جنوب القاهرة.
وقال التنظيم إن المهاجم قتل وإن مسلحين آخرين مرافقين له انسحبوا بعد تنفيذ الهجومين. لكن وزارة الداخلية قالت إن قوات الأمن ألقت القبض عليه بعد إصابته.

مسلح يقتل قبطيّين في استهدف محل خمور في القاهرة

عبور دجلة معاناة يومية لأهالي الموصل المدمرة

Posted: 01 Jan 2018 02:03 PM PST

الموصل ـ أ ف ب: دقائق قليلة كانت تكفي ليعبر أحمد بين ضفتي نهر دجلة ويصل إلى جامعته في الموصل، شمال العراق، لكنه يقضي الآن أكثر من ساعتين ليجتاز هذه المسافة بعد الدمار الذي لحق بجسور المدينة نتيجة تسعة أشهر من المعارك لاستعهادتها من تنظيم «الدولة الإسلامية».
وعلى إثر المعارك في محافظة نينوى حيث الموصل، ثاني أكبر مدن العراق التي استعادتها القوات الحكومية من التنظيم في تموز/يوليو الماضي، بات «90٪ من الجسور السبعين» مدمرة سواء كليا أو جزئيا، على ما أوضح مروان عبد الرزاق، مسؤول العلاقات في طرق وجسور نينوى.
بعض الجسور فجرها عناصر»الدولة» بعبوات ناسفة، فيما دّمرت جسورأخرى في ضربات جوية نفذتها قوات التحالف الذي تقوده واشنطن أو طائرات حربية عراقية بهدف قطع طرق الامداد على التنظيم.
كما تعرض قسم كبير من البنى التحتية وخصوصا في الجانب الغربي من الموصل، إلى دمار شبه كامل جراء المعارك لطرد فلول تنظيم «الدولة» الذي سيطر على الموصل في حزيران/يونيو 2014.
ولم يبق من بعض جسور الموصل سوى أعمدة اسمنتية تنبثق من المياه، فيما جسور أخرى انهارت من وسطها نتيجة نسفها فيسلكها بعض المشاة منحدرين على سفحها قبل أن يتسلقوا المقلب الآخر.

زحمة خانقة

رغم مرور خمسة أشهر على استعادة السيطرة على الموصل، ما زال ملايين الأهالي يعانون الأمرين لعبور النهر الذي يقطع الموصل من الشمال إلى الجنوب، وروافده العديدة التي تتفرع في باقي أنحاء المحافظة.
وكان السكان يضطرون في فترة إلى التوجه إلى منطقة حمام العليل، على بعد 30 كليومترا جنوبا، أو حتى أبعد من ذلك إلى القيارة، للتمكن من سلوك جسر عائم أقامته القوات الحكومية لتنقل قواتها خلال المعارك.
أما الآن، وبفضل قرض من البنك الدولي والأمم المتحدة، فقد جرت أعمال ترميم مؤقتة لجسرين فيما تجري الأشغال لترميم ثلاثة جسور أخرى.
وقال عبد الرزاق إن وفدا ألمانيا وصل إلى المحافظة لتقييم الأضرار ووضع خطط لإعادة أعمار سبعة جسور في محافظة نينوى.
وبفضل هذا الفريق، بات بوسع أحمد ميسر (20 عاماً) المرور عبر طريق يؤمن له الوصول إلى جامعته.
لكن الشاب مرغم اليوم على مغادرة منزله «عند الساعة 5.30 أو 6.00» صباحا لـ«يضمن الوصول إلى الجامعة في موعد بدء المحاضرات عند الثامنة «، الأمر الذي يعني رحلة تستغرق ساعتين على أقل تقدير.

أعداد غفيرة

وثمة أعداد غفيرة ممن يضطرون يومياً إلى عبور دجلة في المدينة البالغ عدد سكانها حوالي مليوني نسمة.
وتصطف على طول الجسر الذي يسلكه ميسر مئات السيارات لتشكل طابورا يمتد عدة كيلومترات، وهي ظاهرة يومية على الجسرين اللذين تم اصلاحهما بشكل مؤقت، من أصل الجسور الخمسة التي تربط طرفي المدينة.
وتقول فتحية صبحي (44 عاماً)، وهي أم لطفلين تحمل إحدهما على كتفها، مبررة عبورها الجسر مشياً، إنها «لا تملك نقودا لسيارة الأجرة للعبور إلى الجانب الثاني.
ويستغرق الأمر بها نصف ساعة على الأقل لعبور الجسر الممتد 330 مترا، ماشية وسط زحمة السيارات والدراجات النارية.
وتقول فتحية بحسرة «لا نستطيع العيش على هذا الشكل»، مضيفة «ألم يكن يجدر بالحكومة عندما جاءت (بعد طرد تنظيم الدولة الإسلامية) أن تعيد الإعمار للاهالي؟».
وأرغمت زحمة السير الخانقة يحيى أحمد، سائق التاكسي البالغ من العمر 37 عاماً، والمقيم في الجانب الشرقي من المدينة، على التوقف عن إيصال الزبائن إلى الضفة الأخرى من المدينة..
ويقول يحيى، وهو رب عائلة من ستة أطفال، «كنا في السابق نعبر من جهة إلى أخرى من غير أن نفكر في الأمر، لكننا الآن نحتاج ساعتين ونصف من اجل ذلك» ويضيف «لم أعد أعمل بالتالي الا في جانب واحد من النهر».
يوضح حسين نبيل (40 عاما) وهو مهندس يعمل في ورشة إعادة بناء جسر حديدي في قلب الموصل معروف في المدينة بـ«الجسر العتيق» يعود تشييده إلى العام 1934 إبان العهد الملكي في العراق، أن «إنجاز العمل يتطلب ستة أشهر»، مشيرا إلى انه سيكون بوسع السيارات سلوكه مجددا في آب/أغسطس القادم. ما يعني ان الأمر سيتطلب عاما كاملا من تأريخ اعلان النصر و«تحرير» الموصل من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.
ودفع ظلم تنظيم «الدولة الإسلامية» والمعارك التي شهدتها الموصل، مئات آلاف من الأهالي إلى النزوح واللجوء إلى مخيمات عانوا فيها ظروفا قاسية قبل إعلان استعادة السيطرة على مدينتهم في تموز/يوليو الماضي.

 

عبور دجلة معاناة يومية لأهالي الموصل المدمرة

لجنة عليا برئاسة معصوم للحوار بين بغداد وأربيل

Posted: 01 Jan 2018 02:03 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: كشف أمير الكناني، مستشار رئيس الجمهورية، فؤاد معصوم، أمس الاثنين، عن وجود تفاهمات لتشكيل لجنة عليا للحوار بين بغداد وأربيل، مشيراً إلى أنها ستكون برعاية رئيس الجمهورية.
وقال إن «هناك مبادرة طرحها رئيس الجمهورية للحوار بين بغداد وأربيل وأرسل خلالها رسالة إلى طرفي الأزمة، إضافة إلى الأمم المتحدة»، مبيناً أن «هناك تفاهمات بتشكيل لجنة عليا للحوار برعاية رئيس الجمهورية، ونتمنى أن تسفر الأيام المقبلة عن انضاج تلك الرؤية»، وفق ما نقل عنه موقع «السومرية نيوز».
وأضاف: «جميع الأطراف أبدت رغبتها بالإعداد للحوار لكن حتى اللحظة لا توجد جهة محددة لرعاية الحوار، بالتالي أصبحت الفكرة بأن تشكل لجنة برعاية رئيس الجمهورية»، متمنياً أن «تبدأ تلك الحوارات الأسبوع المقبل، لكن فعليا لم يتم تحديد توقيتات معينة لانطلاقها لحين الوصول إلى خطوط عامة للانطلاق بها».
ويأتي تصريح الكناني في وقت تناقلت وسائل إعلام كردية مقربة من الحزب الديمقراطي الكردستاني- بزعامة مسعود بارزاني، أنباء أفادت بتلقي رئاسة الجمهورية العراقية «ردودا إيجابية» من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ورئيس حكومة إقليم كردستان نجيرفان بارزاني، بشأن مبادرة طرحها معصوم.
وتقول المصادر إنه «قريبا جدا ستكون هناك تطورات بهذا الملف»، من دون إعطاء تفصيلات أكثر.
وبشأن دور الأمم المتحدة في الحوار المرتقب أفادت المصادر بأن «الدور الأممي سيكون حصراُ على تقديم المشورة الفنية وليس رعاية للحوار»، مبينةً أن «رعاية المجتمع الدولي لهذا الحوار قد يعني تدويل القضية».
وفي إقليم كردستان العراق، تعتزم حركة التغيير الكردستانية «إبعاد» الحزبين الكرديين الرئيسين، الديمقراطي والاتحاد الوطني، عن السلطة في الإقليم، مقابل تشكيل «جبهة سياسية» تضم بقية الأحزاب الكردستانية. وقال القيادي في حركة التغيير، كاروان هاشم، إن «حركة التغيير تسعى مع الأطراف السياسية الكردستانية لتشكيل جبهة سياسية في إقليم كردستان»، موضحاً أن «حركة التغيير تجري حوارات مع أطراف سياسية عدة لتشكيل الجبهة باستثناء الحزبين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني».
وأضاف أن «الجبهة تحاول إبعاد الحزبين الديمقراطي الكردستاني والوطني الكردستاني عن السلطة»، ماضياً إلى القول «سنبذل كل الجهود لإنجاح هذا المشروع».
واتسعت الخلافات بين بغداد وأربيل عقب إجراء الأخيرة «استفتاء الانفصال» في 25 أيلول/ سبتمبر الماضي، في إقليم كردستان العراق والمناطق المتنازع عليها خارج الحدود الإدارية للإقليم.
واتخذت الحكومة الاتحادية في بغداد سلسلة إجراءات على خلفية الاستفتاء، أبرزها حظر الطيران الدولي على مطاري أربيل والسليمانية، وإغلاق المنافذ الحدودية في الإقليم، تمهيداً لتسليم ملف إدارتها إلى الحكومة الاتحادية، فضلاً عن فرض خطة فرض القانون في عموم المناطق المتنازع عليها.
ويصف القادة الأكراد إجراءات بغداد بأنها «عقوبة جماعية» للشعب الكردي، وطالبوا بإجراء حوار بين بغداد وأربيل لحل القضايا الخلافية بين الطرفين، غير إن الحكومة الاتحادية تصر على إعلان الإقليم رفض الاستفتاء وإلغاء نتائجه كشرط أساس للحوار.

لجنة عليا برئاسة معصوم للحوار بين بغداد وأربيل
بدون رعاية جهة محددة

الانتخابات النيابية في العراق تضع قادة «الحشد» أمام خيارين: العمل السياسي أم الأمني؟

Posted: 01 Jan 2018 02:03 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي» من مشرق ريسان: يقف قادة «الحشد الشعبي» أمام خيارين لا ثالث لهما، بعد انتهاء العمليات العسكرية في العراق، وإعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي، في 20 كانون الأول/ ديسمبر 2017، تحرير جميع أراضي البلاد من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية».
الخيار الأول، اتخذته عدد من فصائل «الحشد»، يتمثل في «فك ارتباط» قادتها بتشكيلاتهم المسلحة، ووضعهم تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة ضمن «هيئة الحشد الشعبي»، التي تخضع لقانون أقره مجلس النواب العراقي مؤخراً.
وفي هذه الحالة يمكن لقادة «الحشد» التفرغ للعمل السياسي، والمنافسة في عملية الانتخابات المقرر أجراؤها أواسط أيار/ مايو المقبل، تحت إطار سياسي وليس عسكريا.
أما الخيار الثاني، فيتمثل بالاندماج مع التشكيلات العسكرية في الهيئة المقرر تشكيلها رسمياً، بعد ورود التعليمات من مكتب القائد العام للقوات المسلحة.
وتمتلك معظم الأحزاب السياسية أجنحة عسكرية وألوية، منضمّة لهيئة الحشد الشعبي، وشاركت في عمليات التحرير التي شهدها العراق بعد حزيران/ يونيو 2014.
وتسعى تلك الأحزاب إلى خوض الانتخابات التشريعية المقبلة، غير إن القانون لا يتيح مشاركة الحزب ممن يمتلك جناحاً عسكرياً، وهذا ما دفعها للتخلي عن مقاتليها، بغية المشاركة في العملية الانتخابية، سواء بقائمة واحدة أو بعدّة قوائم وتحالفات انتخابية.
النائب عن ائتلاف دولة القانون، عباس البياتي لـ«القدس العربي»، إن «هناك قانونين يحددان مسألة مشاركة الحشد الشعبي في الانتخابات، هما قانون الانتخابات وقانون الأحزاب»، مشيراً إلى أن «القانون الأول لا يجيز لمن هو عسكري سواء كان في الحشد الشعبي أو بقية المؤسسات الأمنية، خوض الانتخابات أو المنافسة في هذا الجانب، أما قانون الأحزاب السياسية، فلا يسمح لأي حزب له تشكيل مسلح المشاركة في الانتخابات».
وأضاف: «بعد الانتهاء من المعركة مع داعش، أمام قادة الحشد طريقان، الأول يتمثل بالانخراط بالمؤسسات العسكرية والأمنية وأخذ دورهم كمقاتلين مستقلين، أو ترك العمل العسكري وينخرطون في عناوين سياسية ويمارسون العمل السياسي اسوة بالآخرين، ويكون لهم حق التنافس».

حركة عطاء

مستشار الأمن الوطني ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، أعلن في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، تشكيل حركة سياسية برئاسته تحمل اسم «عطاء».
وقال الفياض في بيان حينها، إن «الحركة ولدت من رحم المعاناة التي ألمت بالعراق، وما هي إلا رقم صعب في السياسة العراقية الجديدة لتكون عمودا فقريا للعراق والعراقيين»، لافتاً إلى إن «حركة عطاء ليست بديلا عن أحد وإنما هي مكملة لخطوات بناء العراق الديمقراطي».
ولم تتضح بعد معالم مشاركة «الحشد الشعبي» في الانتخابات المقبلة، وهل سيقررون الدخول بقائمة انتخابية واحدة تضم جميع قادة «الحشد» أم أن كل حزب سيخوض غمار الانتخابات بشكل منفرد معوّلاً على جمهوره من «المقاتلين»؟
في هذا الشأن، أشار إلى أن «الذين عملوا في إطار الحشد لم يعبروا عن نواياهم في تشكيل قائمة واحدة»، مبيناً أن «جميع الأحزاب السياسية كان لديها مقاتلون في الحشد الشعبي».
ووقف البياتي، وهو قيادي في حزب الدعوة الإسلامية بزعامة نوري المالكي، إلى جانب الرأي المرجّح بأن «تكون هناك قائمة تضم عدداً محدوداً من الفصائل، لكن ليس كل الحشد، بكون إن الحشد يضم جهات عدة إضافة إلى مستقلين».
وشدد بالقول: «عنوان الحشد يجب أن لا يتم زجه في الانتخابات، بل يجب أن يبقى عنوانا أمنيا لقوات مساندة للجيش والشرطة»، موضّحاً «يمكن لقادة الحشد ترك العمل العسكري، وتشكيل قائمة بالتحالف مع شخصيات سياسية، أو الانسجام مع قوائم أخرى».
وكشف عن «حديث يجري بأن قادة الحشد سيخوضون الانتخابات بشكل منفرد، فيما يتحدث آخرون عن إمكانية ضمهم إلى القائمة الكبيرة العابرة للطائفية ليكونوا جزءاً منها».

مطالبات بحل «الحشد»

في المقابل، لا تزال بعض القيادات السياسية تطالب بحلّ الحشد الشعبي ودمج المقاتلين في المؤسسة الأمنية (وزارتي الدفاع والداخلية)، وعدم زجهم في العملية السياسية أو الانتخابية.
غير إن النائب عن ائتلاف دولة القانون عدنان الأسدي، قال لـ«القدس العربي»، إن «هناك دعوات نسمعها بين الحين والحين الآخر، تطالب بحل الحشد الشعبي. هذه الجهات تخشى من الحشد»، مضيفاً أن «الحشد مؤسسة أمنية شرع لها قانون، فيما لا تزال بعض المؤسسات الأمنية تعمل من دون قانون وتتحرك بأوامر ديوانة، مثل البيشمركه، وجهاز مكافحة الإرهاب، والأمن الوطني، فضلا عن جهاز المخابرات الذي يعمل حاليا بالقانون القديم».
وتابع : «القانون لا يسمح بحل هيئة الحشد الشعبي. البرلمان هو الوحيد الذي يمتلك صلاحية تشريع وإلغاء القوانين أو حل المؤسسات، أما الحكومة فهي جهة تنفيذية تتعامل مع القوانين المشرعة في البرلمان».
وأشار الأسدي، وهو عضو في لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، إلى إن «الحشد الشعبي جهة أمنية، ويجب أن توضع لها ضوابط، وآليات لضبط حركة المقاتلين ومعسكراتهم»، مؤكداً في الوقت عيّنه إن «وجود السلاح داخل المدن أمر مرفوض، ويجب أن يكون داخل المعسكرات، كما في الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى».

اجتماع مرتقب للرئاسات الثلاث

ولا تزال الكتل السياسية السنّية تصر على تأجيل الانتخابات التشريعية، لحين عودة النازحين وتأمين المناطق المحررة وإعادة الاستقرار اليها وإعمارها، الأمر الذي قد يحتاج إلى وقت أطول من المتبقي على موعد الانتخابات.
وكشفت لجنة الاقاليم والمحافظات النيابية، مؤخراً، عن قرب انعقاد اجتماع سياسي واسع بحضور الرئاسات الثلاث لبحث قضية تأجيل الانتخابات.
وقال عضو اللجنة أحمد البدري في تصريح إن «الاجتماع السابق للكتل السياسية بشأن مناقشة تأجيل الانتخابات من عدمها فشل بسبب اعتذار رئيس الوزراء حيدر العبادي بسبب وعكة صحية». وفقاً لموقع «المعلومة».
وأضاف ان «الكتل السياسية ستجري لقاء آخر مع الرئاسات الثلاث لبحث إمكانية إجراء الانتخابات في موعدها بحضور رئيس حيدر العبادي، لاطلاع الكتل على آخر استعدادات الحكومة في إجراء الانتخابات»، موضّحاً ان «جميع الكتل السياسية تتحدث عن إجراء الانتخابات في موعدها، الا أنها تبحث تأجيلها وإيجاد مخارج قانونية لقضية التأجيل».
وعقد في 20 كانون الأول/ ديسمبر 2017، بقصر السلام في بغداد اجتماع برئاسة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، وبحضور رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، ومدحت المحمود رئيس المحكمة الاتحادية العليا، ونواب رئيس الجمهورية نوري المالكي وأياد علاوي وأسامة النجيفي، ونائب رئيس مجلس النواب آرام الشيخ محمد، وعدد من قادة الأحزاب والكتل البرلمانية.
وحسب بيان رئاسي، حينها، فإن الاجتماع جاء «لتدارس مختلف الجوانب اللازمة لتهيئة أفضل الأجواء لمستلزمات الانتخابات التشريعية المقبلة»، مشيراً إلى إن «المجتمعين حثوا الجهات الحكومية والبرلمانية والمفوضية المستقلة للانتخابات لإتمام جميع مستلزمات العملية الانتخابية وتهيئة الظروف اللازمة لإنجاحها بما يؤكد الالتزام بالدستور والقوانين ذات الصلة».

الانتخابات النيابية في العراق تضع قادة «الحشد» أمام خيارين: العمل السياسي أم الأمني؟
لا بوادر لتشكيل قائمة «موحّدة»… واجتماع مرتقب للرئاسات الثلاث يبحث التأجيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق