Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الأربعاء، 24 يناير 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


لماذا اعتقل الجيش المصري رئيس أركانه الأسبق؟

Posted: 24 Jan 2018 02:30 PM PST

بالطريقة الفكاهية المصرية المعتادة قام أحد الناشطين بوضع جملة واحدة لتلخيص حدث اعتقال سامي عنان، رئيس الأركان الأسبق (2005-2012)، بعد إعلانه رغبته بالترشح في مواجهة الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي. الجملة تقول: «إنت جاي هنا مخدرات ولا آداب؟ لا والله ترشيح!».
لا تفعل حادثة اختطاف عنان، وهو الذي كان في رتبة أعلى من رئيسه الحالي، وقبلها واقعة ترحيل الفريق أحمد شفيق من الإمارات بعد إعلانه رغبته في الترشح وإجباره على «اعتزال» السياسة برمتها، وأيضاً سجن العقيد أحمد قنصوة لإعلانه رغبته الترشح، غير توضيح الواضح وهو أن الرئيس المصري لا يريد عمليّاً أي منافسين حقيقيين له في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وخصوصاً القادمين من المؤسسة العسكرية.
المؤسسة العسكرية قامت بإعلان أسباب ثلاثة للقبض على عنان أولها أنه لم يحصل على موافقتها في قراره الترشح وهذا يتناقض مع ما حصل عام 2014 حين ترشح للانتخابات (قبل أن ينسحب لصالح السيسي) وحينها لم يتم استدعاؤه أو اعتقاله، وثانيها ارتكابه «جريمة التزوير» بما يفيد إنهاء خدمته، وهو ما ردّت عليه حملة سامي عنان بالقول إن الأخير طلب إنهاء خدمته، كما فعل السيسي عام 2014 ولكنه لم يحصل على ذلك ما يعني تحيّزا مقصودا ضده.
«الجريمة» الثالثة التي ارتكبها عنان حسب بيان القوات المسلحة، وهي «التحريض الصريح ضد القوات المسلحة بغرض إحداث الوقيعة بينها وبين الشعب المصري» تحتاج تحليلا بحد ذاتها، فبالرجوع إلى الخطاب القصير الذي ألقاه عنان لإعلان رغبته بالترشح نجد أنه وضع عمليّاً أصبعه على الجرح المصريّ الكبير فقد ربط أشكال التردي العميق للبلاد، من الإرهاب، إلى أوضاع الشعب المعيشية، إلى تآكل قدرة الدولة في التعامل مع ملفات الأرض والمياه والثروة القومية إلى «سياسات خاطئة حمّلت قواتنا المسلحة وحدها مسؤولية المواجهة»، داعياً إلى نظام يسمح للقطاع المدني للدولة بالقيام بدوره، وإلى نظام سياسي تعددي يؤمن بالحريات ويحافظ على قيم العدالة وتقاسم السلطة بين المؤسسات.
واضح أن لهذه السياسات الخاطئة عنوانين: الأول هو عبد الفتاح السيسي، والثاني هو القوات المسلحة نفسها، ومجلسها العسكري الحاكم. لقد أدّى السياق التاريخي الذي جاء بالسيسي رئيساً إلى مركزة هائلة للسلطات في يد فئة محددة هي مجموعة من ضباط القوات المسلحة والمخابرات العسكرية، وهو اتجاه لا يني يتعاظم ويهرس في طريقه حتى كبار قادة المؤسسة العسكرية السابقين أمثال عنان وشفيق.
من المفارقات التاريخية أن مواجهة ثوار 25 يناير/كانون الثاني للمخابرات العامة والداخلية أدّت إلى ضرب هاتين المؤسستين وهو ما استغلته المخابرات الحربية، التي كان السيسي رئيساً لها، فانتقلت ملفات البلاد إليها من مؤسسة «أمن الدولة» التي كانت الأقوى بين تلك المؤسسات، إضافة إلى أن السيسي كان مقبولا من الأمريكيين الذين درس عندهم، والسعودية حيث كان ملحقا عسكريا فيها، وكان استغلال السيسي لمنصبه وزيرا للدفاع، ونجاح مؤسسة أمن الدولة بترويع القوى السياسية من الإخوان، فتحا الطريق واسعا أمام السيسي.
مع اعتقال عنان وتجريمه، وانسحاب المرشح المدني خالد علي من الانتخابات، وإعلان السيسي ترشّحه يصحّ التساؤل: ما هو معنى أن تقوم انتخابات أصلاً، ولماذا يصرّ الدكتاتور على لعبة لم يحترم أركانها؟

لماذا اعتقل الجيش المصري رئيس أركانه الأسبق؟

رأي القدس

هل تملأ الحكومات بطونها حين تُجوّع العقول؟!

Posted: 24 Jan 2018 02:29 PM PST

لو كان ثمة عقل للحكومات العربية، لكانت دعمت الكتاب وسهلت وصوله للناس، وفتحت حدودها له، وحوّلت موظفيها العاملين في مجال الرقابة، للعمل في مؤسسات أخرى، قد تساعد كثير منهم في أن تتفتح عقولهم، هم الذين يمكن أن نطلق عليهم صفة الضحايا، لا لشيء، إلا لأنهم حُشروا طوال أعوام وأعوام في أضيق الزوايا، باحثين عن كلمة هنا أو كلمة هناك، ليقوموا بعزلها عن السياق العام، لكي يمهدوا الطريق لسياسة الأنظمة، من أجل إعدام أي كتاب مشتبه به، حتى قبل أن تثبت إدانته.
لو كان ثمة عقل للحكومات العربية، لسهلت وصول الكتب للمدارس، ودعمت الكتابة، وصناعة النشر، وأخرجت وزارات الثقافة ومطبوعاتها من حالة الموت السريري، فلا كتبها توزع عادة، ولا مجلاتها، ولا ميزانياتها قادرة على مساعدة أي جديد في أن يولد، وإن كان ثمة ميزانيات، فهي تكفي لأن تبقيها قادرة على التنفس، لا على النهوض والسير لتغدو نَهَرًا من أنهار الحياة.
لو كان لدى الحكومات العربية عقل، لأدركت أن الثقافة يمكن أن تكون صناعة كبرى، تسهم في دخلها الوطني، وتعززه، لا ماديا وحسب، بل إنتاجيا، وحضاريا، لأن من ينتجون هم الذين يعرفون، ويفقهون، ويرون أكثر من مدى كثير من الكتب المدرسية الفقيرة، التي يُحشر رأس الطلاب فيها، كما تُحشر رؤوس الخيول في أكياس العلف المعلقة في آذانها.
يورد الكاتب البرتغالي أفونسو كروش في نهاية روايته (هيا نشتر شاعرًا) بعض الأرقام عن الدور الاقتصادي التي تلعبه الثقافة في حقولها المتعددة في الحياة الاقتصادية البرتغالية، فيقول: إن قطاع الثقافة يعادل 2٪ من المنتج العام في البرتغال ونحو 1.7٪ من القيمة الإضافية الخام، ويسهم بـ 2.7 مليار يورو في السنة متجاوزا قطاعات كالزراعة والصناعات الغذائية، وذلك حسب أرقام المعهد الوطني للإحصاء. وفي أرقام أخرى فإن هذا القطاع يشغّل 127 ألف شخص، متفوقا على الصناعات النسيجية والغذائية والمشروبات..
لا نريد أن نظل في البرتغال، ولكن كل تلك الأرقام تعيدنا إلى مربّعنا الأضيق من ذلك الأفق الذي تتمتع به دوائر المطبوعات، لأن هذه الحكومات التي لم تستطع أن تنشئ صناعات أو قطاعات زراعية منتجة تكفي مواطنيها، تحوّلت إلى حكومات متسوِّلة بالقوة، لأن على المواطن أن يدفع لها إلى ما لا نهاية، ضرائب مضاعفة، وضرائب على الضرائب، إلى أن وصل الأمر إلى فرض ضريبة على الكتب، كما تفتقت عنه العقلية الرسمية الأردنية التي لم يعد ينقصها إلا أن تنشر دوريات ضريبة في الشوارع، لتجبر الناس بالقوة، على إفراغ ما في جيوبهم، بعد أن عملت الحكومات على إفراغ عقول الناس، بتصحيرها للتعليم، وتسخيفها للعقل، وعزلها الطلاب عن عالم يتسع بعلمه ومعرفته واختراعاته، ومنطقه، فأوصلتنا إلى زمن باتت فيه قدرة الدواعش ومشتقاتهم ميسرة لالتهام عقول شبابنا وتحويل أوطاننا إلى حقول دم وموت وتخلف ودمار.
الحكومة الأردنية تقرُّ إذا ضريبة مقدارها 10٪ على كل مواطن يريد أن يشتري كتابا، أن يعرف، أن يفهم، أن يضيء عقله، الذي لا يضاء أي وطن لو تمّ تعتيمه، في وقت تقوم فيه الحكومة برفع الضريبة عن الجهل، ودعمه، وهي تعمل على رعاية كل أولئك الذين يعيشون عالة على اقتصادها، بالبطالة، أو بالبطالة المقنعة، أو بانعدام الفكر الخلاق الذي تقوم عليه أية تنمية.
.. والحكومة بذلك تعيّن نفسها كاتبا ثانيا لأي كتاب نكتبه، وليس غريبا أن تضيف اسمها قريبا على غلاف كل كتاب يصدر، كمؤلف ثان! فإذا كان معظم الكتاب العرب لا يتقاضون أكثر من 10٪ حقوق تأليف، هذا إذا حصلوا على حقوق، فإن الحكومة ستأخذ ما يأخذه الكاتب، مع أننا اعتدنا منها أن تعكر صفو حياة الكتّاب، وتحرمهم من أي فرص حقيقية للعمل، والنشر المحترم في وسائلها المختلفة التي تتحكم فيها، واعتدنا منها ألا تحمي الكتاب، فهي تغض النظر، عينا وأدوات تنفيذية، عن ملاحقة أولئك الذين لا يدفعون للكتّاب حقوقهم، والذين يزورون في عدد النسخ المطبوعة، والذين يقرصنون كتبنا ويبيعونها على الأرصفة. ومن المفارقات أن من يريد إرسال كمية قليلة من الكتب إلى الخارج فإن عليه أن يحصل على موافقة من دائرة المطبوعات والنشر، التي تتأكد من سعر الكتاب ودار النشر، والمنشأ، واسم المؤلف وعدد الصفحات، لكن كتبنا المزوّرة تدخل من دون تدخّل يمنع تسريبها إلى السوق، وكل كتاب يعتبر، اليوم، جيدا يتم تزويره وبيعه.
لا تتردد الحكومة وأجهزتها في إغلاق أي مطعم أو محل تجاري، وإلغاء رخصته إذا ما تبين أنه يبيع بضاعة مسروقة، ولكنها لا تقوم بإغلاق مكتبة تبيع كتبا مسروقة، لأن ذلك ليس من حق أصحاب هذه (المَسْرَقَة!)، وليس من حق من اتخذوا السرقة حرفة، ويكفي أن يمرّ أي شخص ببسطات الكتب والأكشاك وعديد المكتبات ليرى أن حجم الكتب المقرصنة فيها يفوق عدد الكتب الأصلية، كما أن كثيرا من المؤسسات ترعى معارض لأناس يكوِّنون ثرواتهم من الكتب المزورة التي تباع في تلك المعارض علانية؛ وللحقيقة هنا فإن هذه المعضلة من مسؤوليات اتحادات الناشرين أيضا.
الدولة تدفع نفقات التعليم، لكنها تأخذ ضريبة على أي إمكانية للتفكير. ومن يعرف سوق الكتاب اليوم، يعرف أن الفئة الأكثر إقبالا عليه هي فئة الشباب والشابات بشكل خاص، فهل تريد الحكومة أن تدفعهم إلى مكان آخر يُغرقون عقولهم فيه، وليس ثمة هناك سوى بحيرات من طين الجهل، التي دفعت منطقتنا الكثير في السنوات الأخيرة بسببها: دماء وأموالا وأرواحا وخوفا ونفقات أمنية.
كنا نتمنى أن تستطيع الحكومة الأردنية، وكثير من حكوماتنا العربية أن تنشئ لها صناعة، وزراعة، ومراكز أبحاث واختراعات لكي يكون لنا في هذا الكون بعض من كرامة حضارية، لكنها، وهي التي كان شغلها الشاغل على الدوام، سحق كل صاحب رأي في السنوات السبعين الأخيرة، وكل من يملك بصيرة، لم تكتف بذلك، لأنها باتت مقتنعة أخيرا بأن (الوقاية خير من العلاج) والوقاية هنا وأد الفكر والتنوير في مهده، إذ تقوم بتقييد حركة الكتب، لا عبر حدودها وحسب، بل تقييد حركتها في عقول مواطنيها.
وبعد:
كان الشعار الذي رفعه المحتجّون على القرار، بليغ إلى أقصى الحدود:
لا لتجويع العقول.
فهل ستملأ الحكومات بطونها حقا، حين تُجوّع العقول؟

هل تملأ الحكومات بطونها حين تُجوّع العقول؟!

إبراهيم نصر الله

عبد القادر الجزائري ماسوني: نصدق «آر تي» أم نكذب التاريخ؟ أولادنا من المحيط إلى الخليج!

Posted: 24 Jan 2018 02:29 PM PST

طلقت ميلانيا ترامب مرتين خلال رحلة زواجهما الغريب، بعد أن اضطرها إفلاسها في شبابها المبكر للإرتباط به، وبيني وبينك أيها المشاهد مش عيب، ولكن العيب هو ما كشفت عنه قناة «فوكس» الالكترونية، حين وجهت اتهاما مباشرا للرئيس وحرمته بالكذب على «الميديا» والشعب، عندما صرحا، أنهما لا يعرفان في حياتهما مصطلحا اسمه «الشجار الزوجي»، علما بأن ترامب «الزوجة» ترى في زوجها نسخة مطابقة من أبيها في الهيئة والطباع، رغم اختلاف المكونات الثقافية والاجتماعية بينهما، فكيف تتلقى أنت كمشاهد عربي هذه التهمة التي تختصر مصفاة عرقية ضخمة وطاحنة، بحبل كذب، طوله لا يزيد عن نصف متر حسب قصة المثل الشهير؟ وهو بشكل أو آخر يتماهى مع أحد ألقابه: صاحب «الأصابع القصيرة»، كما يحلو لأطفال بلاده أن يتمسخروا عليه!
إنه مرض الصورة، الآتي من عالم والت ديزني «الماسوني»، أروع ملكوت على وجه الأرض للأحلام، وقصص المغامرات الأسطورية وعوالم الفرسان والحوريات، والنبلاء من أصحاب الدم الأزرق، والأميرات الشقراوات اللواتي ارتبطت بهن صورة ترامب، في أذهان الصغار الذين أجابوا على استفتاء حول أول ما يتبادر إلى مخيلتهم مجرد سماعهم اسم ترامب! وهي ذاتها الصورة التي تحيط بالأمير الخليجي المترف، والباذخ، تعيد إلى الذاكرة أساطير «ألف ليلة وليلة»، عن ملوك الإنس والجان، وقصور المردة ونسوان السلطان، وأولاد جهنم في «ريتز كارلتون» الخليج، وأحفاد الإيوان المحرم في أصفهان!

حجر النرد وروشِتّة الميعاد!

الفارق بين ترامب وحكم السلمانيين في السعودية، ليس التناقضات، ولا الصورة الإعلامية – رغم أنها تثير ما تثيره من شغف مجنون لدى المتتبعين – تحليليا وتجاريا – إلا أن ما يجمعهما عروة وثقى، تكمن في سبب وصولهما إلى رأس الحكم، فترامب لم يدخر أي تصريح عنصري ضد الأعراق المغايرة، وربما نجح باختلاله العقلي والأخلاقي، فما أن تولى منصبه حتى انقلب عليه منتخبوه، لماذا؟ في حين أن السلماني جاء باستيراتيجية تلبي كل التطلعات الإعلامية والاجتماعية للتغيير، ولم يواجه سوى السخط والغضب والاعتراض، كمان لماذا؟
إنه حجر النرد، الذي يتحكم به أصحاب المحفل الأكبر، يحركون السلم ويبقون على الثعبان في وضع متجمد، على طريقة أفاعي الزلازل في اليابان، التي تضرب رأسها بالحيطان حتى تهلك، لتموت قبل أن ترتجف أعصاب الأرض أو تهتز قصباتها!
الطريف في الأمر، أن النبوءات أو التنجيم الإعلامي يحدد لك ملامح المراحل، فلو عدت إلى ما كتبه توماس فريدمان عن مستقبل أمريكا تحت عنوان «الأرض مسطحة»، تعثر على الحائط الذي يلتصق برأس ترامب، طالما أنه يجر امبراطوريته المغرورة إلى ما وراء سور غليظ من العزلة المطبقة، اشتدت وطأته بعد منحه الصهاينة «روشيتة الميعاد»، كمحاولة طبية فاشلة لمعالجة تاريخهم المصاب بأعراض التيه!
طيب، عد إلى قناة «فجر النهاية» الالكترونية، لتلتقط أعراض الفتنة الخليجية بعد الفتنة العراقية والشامية، التي يدخل على إثرها الشرق في غيبوبة وعي، لا يستفيق منها إلا على القيامة، فقد صنف النبي الكريم الفتنة إلى أربع: فتنة الدم، ثم المال، ثم الفروج، ثم الفتنة الإعلامية، التي وصفها بالصماء العمياء، تمور مور الموج في البحر، تبدأ في سوريا ثم بابل وتنتهي في الجزيرة… مما يعني بالضرورة وحدة مصير قوامها: الفكفكة أو التفكك… فماذا بعد!

البرنامج والتاريخ!

لو عدت إلى برنامج «رحلة في الذاكرة»، الذي تبثه قناة «روسيا اليوم»، وتحديدا لقاء «خالد الرشد» مع الباحث الروسي «أندريه سيركوف»، ستعرف كيف انهزم القياصرة في روسيا؟ ومن أين تحديدا انبثقت ثقافة الثورات والانقلابات؟
وكيف استطاعت حركات التحرر أن تشكل حلقة انشطارية من حمل عنقودي، يتولد عنه نشاطات حرارية مدمرة؟ لأن الماسونيين في روسيا استندوا إلى تعاليم ومبادئ الثورة الصناعية في فرنسا، ليشكلوا كيانا جديدا بثورة فبراير/شباط 1917 – يشغل فيه «محفل الدوما» كتلة ثقيلة في البرلمان الروسي، يتفرع عنها محفل عسكري يضم الضباط المتنفذين في الجيش الأحمر، ثم محفل للصحافيين وكبار الأدباء والشعراء والفلاسفة والمفكرين الروس، عداك عن المحفل القانوني الذي ينتنمي إليه كبار المحامين والهيئات الحقوقية والمنظمات الاجتماعية في الامبراطورية، قبل أن يطيح بهم البلاشفة، تاركين شكوكا تاريخية حول ماسونية لينين، التي نفاها ضيف البرنامج، بل عدّها ظلما أحاق به، مستندا إلى عِدّة بحث وأرشيف يخرجانه من دائرة اليقين، في الوقت ذاته الذي نفى فيه أن تكون الماسونية يهودية في تعاليمها السرية، بل نسبها إلى المسيحية، لا تدري هل هو بذلك يدافع عن الماسونية أم يهاجم اليهودية؟ في الوقت ذاته الذي بدا فيه حريصا على المحايدة أكثر من الدقة، فلا هو نفى ولا هو أثبت بشكل قطعي، رادا كل معلومة إلى ذمة الوثائق، دون أن يعلن ثقته بها!
الطامة ليست هنا، إنما وهو يؤكد للمذيع أن المناضل الجزائري الأمير عبد القادر، ماسوني، وأنه تعامل مع حركة التحرير الماسونية في فرنسا، وانتمى لأحد محافلهم في المنفى، علما بأن هناك العديد من المصادر الجزائرية على الشبكة العنكبوتية تثبت تهمة عمالته لفرنسا، بوثائق صريحة ومترجمة احتوت على نصوص معاهدات بينه وبين جنرال الاستعمار «بيجو»، أهمها معاهدة التفنة عام 1837، التي تعترف بسيادة فرنسا، لا بل إن أحد فصول كتاب «حياة عبد القادر « الصادر في لندن 1867، أكد تقاضي الأمير من نابليون الثالث مبلغ 4000 ليرة سنويا، وأنه انضم للنادي الماسوني في مصر وقدم خدمات جليلة على صعيد الاستثمار!

خبطة مخ!

طيب، بين لعبة التشويه والدعاية، من يملك الحق في الاستغناء عن التاريخ واستبدال الحقيقة؟ ثم كيف تصبح صناعة الأبطال حكرا على الغزاة لا الحماة؟ الخطر إذن لا ينتهي حين نخرج الأعداء من بلادنا، بل يبدأ من هناك! لأن ارثنا لا ينتمي لحلمنا إنما للوهم الذي نصبح جزءا منه مع الزمن، حتى ليبدو أنه ضحيتنا لا نحن ضحاياه!
عندما كتب هذا القلم في هذه الزاوية أكثر من مرة، يؤكد أن الحرب في سوريا لم تنته بل بدأت للتو، وأن الأسد إلى زوال ما دام البلد راحت، اتهمنا البعض وقتها بأننا نشمت في دمار الشام، يا لقبحهم، وأنت تراهم اليوم يعترفون بوهمهم، لتتأكد أن الوهم، ينتمي لسلالة الحبال، ولكنه هذه المرة، حبل إنقاذ فقط لمن يتعربشون به كلما تلولحت بهم الهاويات… وأن اللعبة أكبر من الدمى التي يتقاتل عليها الصغار، ويقعون في غرام وثنيتها، ويُتَمْثِلونَها كآلهة، لأنهم مصابون بداء ترامب: الصورة!
لا تدري هل يصبح الأبطال بعد اختمار الزمن، مجرد صدمة ذاكراتية أو تاريخية، يعني بالمشرمحي: خبطة مخ، في الوعي الوطني لا أكثر ولا أقل! أم أن ساحة «صقر الصحراء» التي يؤمها السياح والزوار للبكاء على أمير الثوار، ستستبدل التمثال بشجرة الدردار، كتعويض دعائي عن التشويه الإعلامي! أم أنه عليك أن تتحول إلى كائن فضائي، ينتمي للمحطته التلفزيونية، لا تاريخه، بعد تحول التاريخ إلى جدار عازل، لا ترى فيه سوى من ظلوا وراءه لا من سبقوه إليك!

كاتبة فلسطينية تقيم في لندن

عبد القادر الجزائري ماسوني: نصدق «آر تي» أم نكذب التاريخ؟ أولادنا من المحيط إلى الخليج!

لينا أبو بكر

الثورة في الملعب؟

Posted: 24 Jan 2018 02:29 PM PST

هل المجتمع السوي المثالي هو المجتمع المستقر الذي لا تحدث فيه ثورات أو اضطرابات داخلية؟ ستوصلك أي دراسة متأنية لتاريخ المجتمعات البشرية إلى أن الإجابة هي لا، لأن أسباب الاضطراب والثورة متوطنة في المجتمعات كلها، خذ عندك مثلاً إنكلترا التي تمتلك تاريخاً طويلاً من الممارسة السياسية التي يفترض بها أن تكون سبباً في الاستقرار، لتجد أن ب. أ. سوركين في الجزء الثالث من كتابه «الديناميكية الاجتماعية والثقافية لإنكلترا»، يسجل وقوع 162 اضطرابا داخليا، ما بين سنة 656 وسنة 1921، بمعدل مرة كل ثماني سنوات تقريباً، تتراوح في الخطورة ما بين الثورة الكبرى والحرب الأهلية والحوادث العابرة، وهو ما يمكن رصده في مجتمعات أخرى عريقة سياسياً، ما يدفع إلى التأكيد على أنه إذا كان المجتمع المستقر أو السوي، يعني في رأي البعض المجتمع الذي ليس فيه أي تعبيرات عن السخط على النظم القائمة، فلا توجد إذن مجتمعات مستقرة أو سوية، وأقصى ما يمكن توقعه من مجتمع ندعوه سوياً، ألا تكون فيه مغالاة شديدة في التوترات، حين يتصرف معظم الناس فيه من منطلق شعورهم بأن مجتمعهم، رغم كل أخطائه، مشروع ناجح.
هكذا يستنتج المفكر الأمريكي كرين برنتون في كتابه «دراسة تحليلية للثورات» الذي درس فيه أربعا من كبريات الثورات في التاريخ الحديث: الأمريكية والإنكليزية والفرنسية والروسية، مستنتجاً أن الثورات ترتبط في الأساس بصعود الآمال والأحلام، أكثر من ارتباطها باليأس أو الخراب الشامل، كما يعتقد البعض، وأن ما تظنه بعض الحكومات تأخيراً للثورة بتحقيق حالة من الرواج أو النمو الاقتصادي وهم كبير، فالثورات الأربع الكبرى لم تحدث في مجتمعات متخلفة اقتصادياً، أو تعاني بؤساً شاملاً، رغم وجود مشكلات خطيرة فيها.
يشير برنتون إلى فشل محاولات إثبات أن الذين صنعوا الثورة الفرنسية كانوا يعانون حرماناً اقتصادياً خطيراً، كذلك كان الحال في السنوات التي سبقت الثورة الأمريكية، التي كانت فيها ضغوط اقتصادية وأزمات، لكنها لم تصل إلى حد الدمار الشامل. ولا يختلف الوضع كثيراً في إنكلترا، وكذلك في روسيا التي كانت القدرة الإنتاجية للمجتمع فيها قبل الثورة، أكبر من أي فترة أخرى من التاريخ الروسي، ما يعني أن تلك الثورات لم تولد في مجتمعات ضعيفة أو منهارة، بل في مجتمعات مأزومة كانت فيها جماعات تعاني صنوفاً من الضيم الاقتصادي، ومع ذلك فقد رغب الكثيرون من أبناء المجتمع في التغيير، ليصبح مجتمعهم أفضل، حتى لو لم يعانوا شخصياً من ذلك الضيم.
ويستنتج من دراسته للمجتمعات الأربعة، دلائل أولية للثورة من بينها: عجز الحكومة المالي، الشكاوى من فداحة الضرائب، محاباة الحكومة لمجموعة من المصالح الاقتصادية على مصالح أخرى، التعقيدات والارتباكات الإدارية، سيل من الاحتجاجات ضد طغيان الحكومة، وتفجر في نشاط الجماعات الضاغطة صاحبة المصلحة، ومحاولات حكومية طاغية لكبت المعارضة الثائرة، فقدان الثقة بين كثير من أعضاء الطبقة الحاكمة، وفقدان الثقة الجماهيرية فيهم، خاصة حين يسود الاعتقاد بأن امتيازاتهم غير عادلة أو ضارة بالمجتمع، واشتداد حدة المناقشات الاجتماعية، وغلق أبواب العمل أمام ذوي الكفاءات، والتمييز الاجتماعي. عندما يحدث ذلك كله، وتسود في المجتمع آمال ومخاوف، تنتشر كعاطفة عامة في المجتمع، كأنها أشبه بالملكية العامة، عندها نعتبر كل ذلك علامة نهائية من علامات الثورة، ومع ذلك كله، كان الناس في تلك البلاد، لا يتوقعون الثورة أبداً في زمانهم وإنما في زمن أولادهم، وكانت الثورة الفعلية دائماً تجيء مفاجأة، حتى في روسيا التي ظلت الثورة فيها متوقعة لفترة طويلة.
ينبهنا كرين برنتون إلى أن الثورات الأربع شهدت كلها جدلاً عمّا إذا كانت مؤامرة أم لا، فقد أصرّ المعارضون للثورة الفرنسية على أنها كانت من فعل أقلية مدبرة خبيثة من الماسونيين والمهيجين المحترفين، الذين سيطروا على الصحف واعتادوا العمل المنظّم. معارضو الثورة الروسية ظلوا يؤمنون لسنوات بأنها من تدبير أقلية من البلشفيك المتآمرين مع قوى أجنبية، وفي نظر أنصار أسرة ستيورات التي أطاحت بها الثورة الإنكليزية، كانت الثورة مؤامرة ناجحة لسوء الحظ، قام بها الكلفانيون عشاق المال ضد إنكلترا ذات التقاليد العريقة. وفي الثورة الأمريكية لم تختف نظرية المؤامرة من محاولات تفسيرها. وهو ما يجعل برنتون يستنتج قانوناً عاماً للثورات، يقول إن الثوار المنتصرين ينسبون نجاحهم إلى قيام الغالبية في وجه الطغيان الرهيب، أما مؤيدو النظام القديم المهزوم فإنهم ينسبون فشلهم إلى خطط أقلية من الأشرار المهرة، الذين لا ضمير لهم، وهو يرى أن التفسيرين يهدفان إلى إرضاء العواطف البشرية بعيداً عن التفسير العلمي للحقائق، وهو ما يجعل تفسير الثوريين يتلمّس طريقة لتجنب العنف، فيبدو أنه يستحي من حقيقة الثورة إلى حد ما، وحتمية ارتباطها بالعنف.
ويرى أن مدرسة ارتباط الثورات بالظروف المحيطة، تعتبر الثورات نمواً بــرياً وطبيعـــياً، تُلقى بذوره وسط الطغيان والفساد، تحدد تطوره قوى خارج نطاقه، هي قوى الطغيان التي ستفجر الثورة حتماً، حتى لو لم يكن وراء ذلك مجهود منظم للمعارضة. أما مدرسة ارتباط الثورات بالخطط والمؤامرات، فتعتبر الثورات نمواً إلزامياً ومصنوعاً، تُزرع بذوره بعناية في أرض أُعدت تربتها وخصّبها البستانيون المتآمرون، وأنها تبلغ النضج بطريقة غامضة، مؤكداً رفضه لهذين الطرفين النقيضين لأن كليهما هراء، معقباً بقوله: «الثورات تنمو فعلاً من بذور غرسها أناس يريدون التغيير، يبذلون جهداً كبيراً في تنظيم الحدائق، ولكنهم كبستانيين لا يعملون ضد الطبيعة، وإنما بالأحرى يعملون في تربة وفي طقس ملائم لعملهم، والثمار الأخيرة تمثل تعاوناً بينهم وبين الطبيعة المحيطة بهم».
بالتفكير في نتائج برنتون، يمكن أن تفهم لماذا لا يتسامح نظام عبد الفتاح السيسي مع أي من مظاهر الانفتاح الإعلامي والسياسي، التي انتزعها الصحافيون والسياسيون والناشطون والحقوقيون عبر سنوات عصر مبارك، لأنه أدرك بالتجربة أن السيطرة الأمنية والعسكرية على البلد تفقد تأثيرها، حين يُسمح بتشكيل مناخ منفتح تقترن فيه المخاوف بالآمال في التغيير، ففي ظل ذلك المناخ يمكن أن ينزل الناس غاضبين إلى الميادين والشوارع، حتى لو لم يكونوا يعانون شخصياً من الأزمات الاقتصادية، على أمل أن تؤدي مشاركتهم في الثورة إلى تغيير يعم المجتمع كله، أما حين يسود مناخ من الخوف وحده، يفضل الناس الاستسلام للوضع القائم مهما كان كارثياً، مقنعين أنفسهم بأن البديل سيكون أسوأ، مع أنه لم يُتح لهم أصلاً بحكم وطأة القمع مناقشة البدائل المطروحة وتبينها، وفي ظل ذلك الوضع يستسلم كثير من الذين كان يمكن لهم أن يستفيدوا من تحقق أهداف الثورة، إلى فكرة أنها كانت ولا تزال مؤامرة خطيرة، ويستسلم كثير من المعارضين إلى وهم أن الطغيان بمفرده ـ وبدون وجود بدائل ملهمة وواعدة بالأمل ـ يمكن أن يكون سبباً في ثورة تطيح به.

ـ «دراسات تحليلية للثورات» ـ كرين برنتون ـ ترجمة عبد العزيز فهمي ومراجعة محمد أنيس ـ طبعة دار الكتب والوثائق القومية مصر. وقد صدرت ترجمة عن دار الفارابي قام بها سمير الجلبي لطبعة منقحة وموسعة قبل وفاة المؤلف حملت عنوان «تشريح الثورة».

٭ كاتب مصري

 

الثورة في الملعب؟

بلال فضل

تحطيم أكبر حزب في الجزائر!

Posted: 24 Jan 2018 02:28 PM PST

على غرار ما فعلته منذ بداية الألفية بتحطيم الأحزاب السياسية وتفكيك الحركة الجمعوية وتهديم النقابات المهنية وتركيع للصحافة المستقلة، عملت السلطة في الجزائرعلى النفخ في منتخب كرة القدم لاستغلاله في إلهاء الشعب وتنفيذ كل مخططاتها السياسية والاجتماعية، وعندما عجز عن التأهل الى مونديال روسيا راحت السلطة تحرض الرأي العام وبعض وسائل الاعلام على اللاعبين وعلى الاتحاد الجزائري لكرة القدم لامتصاص غضب الشارع، فاستحوذ رجال المال والجماعة المحيطة بشقيق الرئيس على الاتحاد والمنتخب، بتحالف مع بضعة مهرجين ومنتفعين حطموا أكبر حزب في الجزائر وهو «حزب الكرة» بحملتهم الشرسة الممنهجة على اللاعبين والمدربين والمسيرين.
الجماعة التي اختطفت اتحاد كرة القدم في جمعية عمومية سارت على الطريقة الستالينية برعاية رسمية من وزير القطاع، راحت بعد ذلك تقتسم الغنيمة من خلال تعيين حاشيتها من الإداريين والفنيين بعد فشل صفقة المدرب الاسباني ألكاراز، الذي ما يزال لحد الآن يدين بملايين الدولارات تعويضا لإقالته بعد فترة وجيزة، ثم جاء الدورعلى مكافأة ماجر بإعتماده مدربا للخضر، وهو الذي لا يملك حتى إجازة تدريب ولم يمارس المهنة منذ أكثر من عشرة أعوام، ويسوق لأفكار ومشاريع بدائية متخلفة تجاوزها الزمن مقابل راتب شهري خيالي يعادل راتب 20 سنة لموظف عمومي!!
مسلسل تهديم «أكبر حزب في الجزائر» منتخب الكرة بدأ بالتشكيك في وطنية والتزام اللاعبين المغتربين من مزدوجي الجنسية، والدعوة بالمقابل الى تطبيق نظام الكوتات في استدعاء اللاعبين الى المنتخب على أساس المولد والإقامة، وليس على أساس الجدارة والامتياز. نفس الأمر طال حتى لاعبات المنتخب النسوي لكرة القدم اللواتي خضعن بدورهن لنظام الكوتات في سابقة فريدة يتم فيها التمييز بين أبناء البلد الواحد ما أثار موجة استنكار شديدة في أوساط المغتربين وأوليائهم!
لقد بلغ الصدام بين المدرب الجديد واللاعبين المغتربين درجة أفضى الى تحديد المكتب الفدرالي لشروط ومعايير يجب أن تتوفر في اللاعب المغترب ليتم استدعاؤه، وأهمها ابداء الالتزام بالدفاع عن الألوان الوطنية للاعبين، أعطونا دروس في الوطنية على مر السنين ليجدوا أنفسهم تحت رحمة اتحادية وإطار فني يوزع صكوك الغفران وشهادات الوطنية على اللاعبين، ويقرر عدم استدعاء نجوم المنتخب على غرارمحرز وبن طالب وابراهيمي وسليماني وقديورة قبل أن يتراجع المختطفون، أو القراصنة، عن القرار تحت ضغط الشارع.
الجماعة لم تتردد مثلا في التشكيك في التزام غولام، وفي التقارير الطبية لنادي نابولي، عندما أصيب وتخلف عن مباراة رسمية للخضر وراحت ترسل طبيب المنتخب الى نابولي للتأكد من صحة الاصابة، في سابقة أولى أحرجت اللاعب وأساءت لصورة الاتحاد وسمعة الجزائر، وعندما توج نفس اللاعب بلقب الكرة الذهبية الجزائرية راحت نفس الجماعة ومن يدور في فلكها تثني عليه وعلى التزامه وتكرم والديه بعدما كانوا يشككون في وطنيته برفقة زملائه، المعايير المزدوجة أصبحت موضة عندهم!
المنتخب الجزائري الذي احتل المركز الثالث عشر عالميا والأول افريقيا وعربيا سنة 2014، صار اليوم يحتل المركز الخامس والستين عالميا والثامن افريقيا، وصار مدربه يفتخر بمنتخب محلي واجه رواندا في مباراة ودية «بدون عقدة»، كما صرح بعدما كنا نفوز عليه وعلى أمثاله بالستة والسبعة، وصار يفتخر بأداء كبير في مباراته الودية أما افريقيا الوسطى، وبتعادله أمام نيجيريا في الجزائر، الذي تحول الى الفوز على البساط بقرار من الفيفا، لكن الفوز لم يستفق له رجل الاتحاد أو من معه، ولم يكونوا على دراية بأن نيجيريا اقحمت لاعبا معاقبا!
عندما نتحدث عن تهديم المنتخب بداعي تصفية الحسابات والانتقام ممن صنعوا أفراح الجزائريين فإننا لن نتغاضى عما يحدث على مستوى الاتحاد الذي أكمل سيناريو الاختطاف بسحب التفويض من الرابطة الوطنية المكلفة بتسيير الدوري الجزائري المحترف، والدخول في صراع مع الاتحاد الافريقي لكرة القدم تبعا لفضيحة تأخر وصول ملف ترشيح نائب رئيس الاتحاد لعضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الافريقي، الأمر الذي أدى بلجنة الانضباط في الكاف الى تقديم اقتراح للجنة التنفيذية بمعاقبة رئيس الاتحاد الجزائري لمدة عامين وغرامة مالية قدرها عشرون ألف دولار بسبب تجاوزات لفظية تجاه الأمين العام ورئيس الاتحاد الافريقي على هامش افتتاح نهائيات بطولة أمم افريقيا للمحليين الجارية وقائعها في المغرب.
معاقبة الهيئة القارية لرئيس الاتحاد الجزائري اذا تم ترسيمها ستكون سابقة في تاريخ الكرة الجزائرية تقودها الى مزيد من العزلة قاريا ودوليا مما ينعكس سلبا على مختلف المنتخبات الوطنية لكرة القدم في سيناريو يوحي بأن الذي يحدث هو أمر مقصود ومدبر من طرف الجماعة التي راحت تهدم ما تم تحقيقه على مدى عقد من الزمن في بضعة أشهر لتعيدنا الى نقطة الصفر في كل المجالات!
تحطيم حزب منتخب الكرة في الجزائر رافقه تهديم لكل الرياضات والاتحادات التي تعيش مشاكل مادية وتنظيمية انعكست على مختلف المنافسات والمنتخبات، زادتها تعقيدا مشاكل لا حسرة لها بين وزير الشباب والرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية أفضت الى انسداد كبير انعكس سلبا على معنويات الرياضيين والفنيين واستعداداتهم للمنافسات الاقليمية والدولية المقبلة. يحدث كل هذا التحطيم لأكبر حزب في الجزائر بعدما اجتمع الجهل والحقد مع الغيرة والحسد للانتقام من التميز والنجاح غير المسبوق الذي عرف به المنتخب الوطني خلال آخر مونديالين، ويحدث كل هذا أيضا نتيجة اللامبالاة واللاوعي بأهمية كرة القدم والرياضة في يوميات مجتمع جزائري وجد في كرة القدم على مدى سنوات متنفسا يهرب اليه من همومه ومتاعبه اليومية الكثيرة، بل إن نجاح المنتخب غطى على فشل المنظومة الحالية في بناء مجتمع سوي ومتوازن، الآن شجرة المنتخب سقطت وعرت مصالح حزب الرداءة والانتهازية الذي صار الحزب الأقوى بفعل فاعل يسعى الى عهدة خامسة مهما كان الثمن.

اعلامي جزائري

 

تحطيم أكبر حزب في الجزائر!

حفيظ دراجي

مسلسل الفساد يتواصل والمسؤول الفاسد يعتمد على طاعته لأجهزة حكومية وثغرات في القوانين واللوائح الإدارية

Posted: 24 Jan 2018 02:28 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي» : لا حديث للأغلبية الساحقة من المصريين الآن إلا عن قضية الفريق سامي عنان، وبيان القيادة العامة للجيش باتهامه بمخالفة اللوائح العسكرية، واستدعائه للتحقيق، بعد أن أعلن أنه سيرشح نفسه للانتخابات، وما سبق ذلك من اتهامه بالتحالف مع الإخوان والأمريكان، ومحمد أمين المقرب من النظام يتساءل عن أسباب السماح لعنان بالتقدم للترشح عام 2014 بدون مساءلته. كما قام الرئيس السيسي بإجراء الكشف الطبي عليه، كما ينص القانون.
وحتى الآن لم يتمكن المرشح المحتمل المحامي خالد علي من جمع التوقيعات المطلوبة، وأصبح هناك مأزق في أن يخوض السيسي الانتخابات منفردا، وفي هذه الحالة فان الدستور ينص على أن يحصل على نسبة خمسة في المئة من أصوات الناخبين، أي على ثلاثة ملايين صوت من أصل ستين مليونا لهم الحق في التصويت. وخبر في «الأهالي» يؤكد أنه سيتم تقديم المستشار يحيى الدكروري، الذي أصدر حكما بتبعية جزيرتي تيران وصنافير لمصر للترشح.
كما اهتمت الصحف المصرية الصادرة أمس الأربعاء 24 يناير/كانون الثاني، كثيرا بذكرى ثورة يناير، والاحتفال بها بالتزامن مع احتفالات الشرطة بعيدها. ومن الأخبار الأخرى التي وردت في صحف أمس إعلان الشرطة أنها قتلت ستة إرهابيين في العريش كانوا يختبئون في منزل مهجور لتجهيز عمليات ضد الشرطة. ومع ذلك فإن الاهتمام الجماهيري الواسع استمر بمباريات كرة القدم، وأزمة حسام حسن المدير الفني لفريق المصري. وتحليل لافلام السينما التي عرضت في إجازة نصف السنة، وإعلان الحكومة زيادة نسبة النمو الاقتصادي وتراجع في البطالة وعجز الموازنة العامة للدولة. ومقارنة بين الفساد في عهد عبد الناصر وعهود السادات ومبارك والسيسي. وإلى ما عندنا من أخبار متنوعة..

الانتخابات

وإلى الانتخابات وعدم تقدم قوى سياسية لمرشح منافس للسيسي واختلاق أعذار سخرت منها أمينة النقاش رئيسة تحرير صحيفة «الأهالي» لسان حال حزب التجمع اليساري بقولها: «تجري انتخابات الرئاسة في 26 مارس/آذار المقبل، على أن تعلن النتيجة في أول مايو/أيار طبقا للمواعيد الدستورية، ولأن أحدًا لم يجهد نفسه في قراءة الدستور والنصوص الخاصة بانتخابات رئاسة الجمهورية، التي تنص على أن إجراءات انتخاب رئيس الجمهورية تبدأ قبل انتهاء مدة الرئاسة القائمة بمئة وعشرين يومًا على الأقل، وأن تعلن النتيجة قبل نهاية هذه المدة بثلاثين يومًاً على الأقل ويشترط لقبول الترشيح للرئاسة، أن يزكي المترشح عشرون عضوًا على الأقل من مجلس النواب، أو أن يؤيده ما لا يقل عن خمسة وعشرين ألف مواطن، ممن لهم حق الانتخاب في خمس عشرة محافظة على الأقل، بحد أدنى ألف مؤيد من كل محافظة. معنى ما سبق أن شروط الترشح معروفة سلفاً ومنصوص عليها في الدستور حتى قبل تحديد الهيئة الوطنية للانتخابات التواريخ النهائية لها، وكان على من ينوون خوضها أن يستعدوا لها قبل عام على الأقل، لكن لأن «الغرض مرض» كما يقول المثل الشعبي الحكيم، فقد بدأت حملة التشويش العميق على الانتخابات الرئاسية مع الإعلان النهائي عن موعدها، بالتعلل الذي يشي بالغرض بقصر المدة الممنوحة للدعاية وجمع التوكيلات. ومن المعلوم بالضرورة أن الرئيس السيسي حتى يوم إجراء الانتخابات وإعلان نتيجتها هو رئيس الدولة ورئيس السلطة التنفيذية يرعي مصالح الشعب كما يلزمه بذلك الدستور، ومن حقه كمسؤول تنفيذي أن ينبه الناخبين إلى ضرورة الاختيارات الرشيدة في التصويت، لاسيما أن نواياهم الحسنة في السابق قد ساهمت في استيلاء جماعة الإخوان على البرلمان، وعلى مقعد الرئاسة. وليس من حق منافسي السيسي الاعتراض على ذلك، بل عليهم التوجه لجماهيرهم بنصائح مماثلة حتى لا نعيد تجارب حكم عليها بالفشل، فالأوضاع في مصر لم تعد تتحمل أي هزات أخرى لسبب بسيط للغاية هو، أن الاستقرار الذي يستخف معارضو الحكم الراهن بأهمية التمسك به، يظل هو المدخل الذي بات وحيدًا لرفع الإنتاج وضخ الاستثمارات والحد من البطالة ومكافحة الفقر، وصولا لتحقيق العدالة الاجتماعية وتحقيق كامل الحريات الديمقراطية».

جوقة كل عصر

وفي «الأهرام» شن شريف عابدين هجوما كاسحا على من اتهمهم بأنهم منافقون للرئيس وقال عنهم تحت عنوان « الرئيس يتبرأ من هؤلاء»: «لن يضر التجربة الديمقراطية الوليدة في مصر شيء أكثر من تهافت المنافقين في مواسم الانتخابات، وهو الشيء الملحوظ في أداء بعض المنصات الإعلامية والمواقع الإلكترونية، التي طفح فيها كيل النفاق والمداهنة. فما أن اتضحت الخريطة الرئيسية للمتنافسين في الانتخابات الرئاسية المقبلة، التي ستشكل تتويجا جديدا لملحمة ثورة 30 يونيو/حزيران، وعنوانا متجددا لاختيار الشعب لحاكمه في تجربة تعددية تحترم رأي الناخب، كونه الرقم الأهم في المعادلة السياسية، حتى فوجئنا بموجات إعلامية هجومية زاعقة تصاحبها رياح تشويه عاتية «تتزامن مع الأحوال الجوية المتربة» تستهدف المنافسين للرئيس السيسي في الانتخابات، في محاولة من هؤلاء تثبيت مكاسب راهنة يرغبون في تعظيمها، ينافسهم آخرون يحاولون مزاحمتهم في أي مصلحة واهية. الرئيس ليس بحاجة لهؤلاء المنافقين، وسبق أن أبدى تبرمه من بعض حالات التزايد الإعلامي، لأن الرئيس يسبق هؤلاء ذكاء، ويعلم أنهم جوقة كل عصر، وأنهم لا يقدمون خدماتهم من أجل الوطن، بل تحركهم المصالح وتشهد عليهم عصور سابقة، ويكفي أن طوابير منهم كانت تلهج بالثناء على حكم الإخوان ولم تقعدهم حمرة الخجل عن التحول نحو دعم ثورة يونيو/حزيران».

بين الماضي والمستقبل

وفي «الدستور» قال رئيس مجلس إداراتها وتحريرها الدكتور محمد الباز مؤيدا السيسي: «على من يخوض السباق الرئاسي، أيًا كان اسمه، أن يقدم نفسه للناس من أرضية ما يستطيع أن يقدمه هو، بدون المقارنة بما قام به السيسي، ليس لأن المقارنة ستكون ظالمة حتمًا، ولكن لأن الرئيس فعليًا قدّم ما وعد به، ولديه ما سيقدمه خلال السنوات المقبلة، لكن أن تتحول المعركة إلى اتهامات فارغة وانتقادات بلا أساس، ومحاولة للنيل منه ومن دوره وما قدمه، فهذا هزل كامل. فليس مطلوبًا منّا في كل انتخابات رئاسية أن نبدأ البناء من الصفر لا تثقوا كثيرًا فيمن يخوضون السباق وعيونهم على كرسى الرئاسة، فهؤلاء لا خير فيهم ولا منهم، إجعلوا ثقتكم فيمن يعلى شأن الوطن على نفسه وعلى كل ما يملك، لا تركنوا لمن يبتزكم ويعدكم بما لا يملك، وضعوا كلمتكم في صف من يصارحكم بما لديه، ويدلكم على الطريق، ولا يخدعكم في ما هو مقبل من أيام. لا نحتاج دليلًا على أن الوطن الذي يقوده رئيس يعرف قدره لا خوف عليه، لكن يبدو أن هناك من غامت الصورة أمامهم ويحتاجون إلى أن نذكرهم ونشير لهم على طريق المستقبل، لأن من يريدون أن يظهروا في الصورة يصرون على جرنا إلى الماضي وهذه هي حقيقة الصراع، فمصر في معركة بين ماضٍ مريب وغامض وأسود، ومستقبل نصنعه بأيدينا ولذلك لن أقول لكم لا تخذلوا عبدالفتاح السيسي ولكن سأقول لكم بصراحة لا تخذلوا أنفسكم».

سرقة

أما المرشح المحتمل خالد علي فلم يقدم حتى الآن التوكيلات المطلوبة منه ونشرت جريدة «روز اليوسف» خبرا لفريدة محمد قالت فيه: «إن خالد علي قال إنه تمت سرقة أربعمئة توكيل لصالحه من مركز تلا في محافظة المنوفية وتقدم بشكوى رسمية للهيئة الوطنية للانتخابات، وأكد أن سرقة التوكيلات قد تؤجل تقدمه بالتوكيلات للجنة الترشح».

سامي عنان

وإلى إعلان سامي عنان تقدمه للسباق الرئاسي، وقبل التحقيق معه بساعات قال عنه في مجلة «المصور» أحمد النجمي تحت عنوان «من حقه أن يترشح ومن حقنا أن نكشف لماذا اختار عنان جنينة وحسني نائبين له»: «من السهل أن نحيل القارئ إلى بلاغات أمام النائب العام اتهم مقدموها هشام جنينة، أحدها أنه سرب وثائق ومستندات المركزي للمحاسبات إلى قناة «الجزيرة»، أو أن نقول إن إعلانه للأرقام المضروبة التي ذكرناها، كان خطة أشرفت عليها مجموعة من المخابرات المركزية، ضمن رغبتها في خلخلة الأرض تحت أقدام السيسي، وإضعاف نظامه وجعله يخضع لفكرة المصالحة مع التنظيمات الإرهابية، لكن الأصعب بكثير أن يأتي سامي عنان برجل تحوم حوله كل هذه الشبهات وغيرها وعيّنه الإخوان في موقعه رئيسا لجهاز المحاسبات، وهم لم يكونوا يعينون في هذا الموقع إلا من يحوز ثقتهم، وبعد كل هذا يأتي به عنان مرشحا ليكون نائبا له! بالتأكيد الصورة واضحة، الطريف أن الهجوم المتكرر لحازم حسني على القوات المسلحة عاد ليعلن براءته منه في اليوم التالي لترشح عنان صباح السبت الماضي تحديدا، ليقول إنه لم يكن يهاجم المؤسسة العسكرية، ولا يقصد الإساءة لها، ولا يريد تفكيك مؤسسات الدولة، وكان شخصا آخر هو من كان يكتب هذه البوستات منذ 2013 على صفحة حازم حسني، الذي هو النائب الثاني لعنان، في انتخابات ستقام وفق دستور ثورة الشعب في 30 يونيو/حزيران 2013، وهي الثورة التي لا يعترف بها حازم حسني رسميا. الآن من وراء هذه الاختيارات التي أعلنها المرشح المحتمل سامي عنان؟ يقول حازم حسني في تصريحاته الصحافية التي انتشرت انتشار النار في الهشيم صباح اليوم التالي لإعلان عنان ترشيحه نفسه، إنه التقي بعنان أكثر من مرة في الفترة الماضية، وتناقشا وجرى تضييق الخلاف بينهما إلى أضيق الحدود، حول بعض المسائل، والتقيا بهشام جنينة وجرى التوافق الثلاثي بينهما وبين عنان، وأن هذه الشلة الثلاثية التي التأم شملها، إذا سلمنا برواية حازم حسني، صاغت مشروعا متكاملا لمصر والمصريين في الفترة المقبلة، ومن ثم أعلن سامي عنان ترشحه للرئاسة. نعتقد أن صفقة جرت بين هذا الثالوث بمباركة الجماعة الإرهابية، لكي تعود إلى الظهور مجددا، أن يخرج الإخوان من السجون، وأن يعودوا للعمل السري مجددا والعلني أيضا، وأن يعفى عن كبار الأسماء من محابيس الإرهابية عفوا صحيا».

الخيال التآمري

أسدلت الهيئة الوطنية للانتخابات الستار على الفصل الأكثر إثارة في الانتخابات الرئاسية الحالية، بإعلانها شطب اسم الفريق سامي عنان من قوائم الناخبين، وبالتالي خروجه رسميا من سباق الترشح للانتخابات أمام الرئيس السيسي، وجاء ذلك بعد بيان القيادة العامة للقوات المسلحة بإدانة عنان بارتكاب عدة مخالفات استدعت تحويله إلى التحقيق بمعرفة القضاء العسكري، حيث جرى توقيفه بالفعل، كما تواترت الأخبار، وقد حظر القضاء العسكري النشر في التحقيقات، وبالتالي سيكون على الجميع الانتظار لمعرفة الوضع القانوني للفريق عنان بعد انتهاء التحقيقات، التي لا نعرف كم ستستغرق من الوقت، خاصة أنها تتعلق بأكثر من تهمة، ولكن في كل الأحوال، وعلى المستوى السياسي، تم غلق صفحة «المرشح» سامي عنان.
ما جرى مع عنان أبطل نظرية بعض أطراف المعارضة، خاصة الخارجية، التي روجت لفكرة أن ترشح عنان مجرد تمثيلية بالتنسيق مع قيادات هنا أو هناك لإخراج الانتخابات بصورة لائقة تقنع الرأي العام الدولي وتضفي شرعية على مخرجاتها، ما جرى أوضح أن عنان فاجأ الجميع في ما يبدو، وأن ترشحه لم يكن بضوء أخضر من أي جهة رسمية، وأكد على أن قطاعا لا يستهان به من المعارضة المصرية مهجوس بالخيال التآمري والتفسير التآمري للأحداث بصورة مضرة بإيجابية أداء المعارضة وقدرتها على التعاطي بعقلانية مع واقع معقد ومفتوح على المفاجآت. ترشح عنان كان مربكا للجميع، سواء القيادة السياسية أو المعارضة أو عموم الناس، وكثرت التساؤلات، وتعددت الاحتمالات، وكان هناك رأي يتزايد يوميا بأن فرصة عنان في الفوز في الانتخابات كبيرة للغاية، وتهدد السيسي فعليا، كما أن بعض المتحدثين باسم الفريق عنان أعلنوا بثقة أنه الرئيس المقبل لمصر، وتسربت أخبار عن أنه لامس حدود المئتي ألف توكيل في عموم مصر لدعم ترشحه في الانتخابات، وهي معلومة يصعب تأكيدها إلا من الهيئة الوطنية للانتخابات، وبدأت حالة من التفاؤل السياسي بالتغيير تسري في مصر، وعاد الناس للحديث في الشأن السياسي وما يمكن أن تكون عليه صورة مصر. ترشح عنان كان الحالة الوحيدة التي أضفت نوعا من الجدية على الانتخابات، وكان يمكن أن تؤكد شرعيتها إن جرت حتى لو فاز بها السيسي، وبخروج «المرشح القوي» من المشهد عادت فكرة الانتخابات إلى ما يشبه الاستفتاء، لأن عاصفة عنان أرسلت الرسالة إلى الجميع، وأغلقت الطريق، وأصبح الناس أمام اختيار واحد، باعتبار أن المرشح الباقي خالد علي في طريقه إلى الانسحاب حسبما تسرب ، كما أن بقاءه ـ إن قرر البقاء ـ لن يكون له أي معنى لتغيير «الرسالة» التي تلقاها الناس، وسيفهم على أنه مجرد «تجميل» للمشهد لا أكثر، أو أنه نوع من الحسابات الشخصية على حساب القضية الوطنية».

من سينافس السيسي؟

ولكن المشكلة أصبحت هي من تكون الشخصية الأخرى التي ستنافس السيسي؟ هذا السؤال أجاب عنه في «الأهالي» ثروت شلبي بان هناك جهات سياسية وحقوقية حدثته عن: «احتمال حدوث مفاجأة جديدة في الانتخابات الرئاسية قبيل إغلاق باب الترشح، عقب استبعاد ترشيح الفريق سامي عنان رئيس أركان الجيش المصري، وإحالته للمحاكمة العسكرية. وقالت المصادر إن الإخوان وبعض القوى السياسية كانت تعول على ترشح عنان لمنافسة السيسي، لدعمه في مواجهته والثأر منه. تجري الآن مفاوضات مع المستشار يحيى الدكروري رئيس المحكمة الإدارية العليا والنائب الأول لرئيس مجلس الدولة، الذي حكم ببطلان القرار الجمهوري للسيسي بالتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية وتأكيده مصريتهما لخوض المعركة الرئاسية».

بيان القوات المسلحة

اما البيان الذي أصدرته القيادة العامة للقوات المسلحة فنورد نصه كما أورده في «الأهرام» عاطف زايد : «على الرغم مما يواجهه جيش مصر العظيم على مدار السنوات الأربع الماضية من حرب شرسة ضد الإرهاب الأسود، الذي يبتغي النيل من مكانة مصر والافتئات على دورها التاريخي في محيطها العربي والإفريقي والإسلامي، في ظل تحديات غير مسبوقة تواجهها، وتربص من عناصر داخلية وخارجية متعددة، فقد كانت القوات المسلحة على الدوام في مقدمة صفوف المواجهة للحفاظ على الدولة المصرية، وإرساء دعائمها ودعم كل مؤسساتها، ويحكمها في ذلك إطار منضبط من القواعد والقوانين الصارمة، التي حافظت عليها كمؤسسة قوية ودعامة أساسية من دعائم الدولة. وفي ضوء ما أعلنه الفريق مُستدعى سامي حافظ عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، من ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية فإن القوات المسلحة لم تكن لتتغاضى عما ارتكبه المذكور من مخالفات قانونية صريحة، مثلت إخلالا جسيما بقواعد ولوائح الخدمة بضباط القوات المسلحة طبقا للآتي: إعلانه الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية بدون الحصول على موافقة القوات المسلحة، أو اتخاذ ما يلزم من إجراءات لإنهاء استدعائها له. ثانيا ـ تضمين البيان الذي ألقاه المذكور بشأن ترشحه للرئاسة على ما يُمثل تحريضا صريحا ضد القوات المسلحة، بغرض إحداث الوقيعة بينها وبين الشعب المصري العظيم. ثالثا ـ ارتكاب المذكور جريمة التزوير في المحررات الرسمية وبما يفيد إنهاء خدمته في القوات المسلحة على غير الحقيقة، الأمر الذي أدى إلى إدراجه في قاعدة بيانات الناخبين بدون وجه حق. وإعلاء لمبدأ سيادة القانون باعتباره أساس الحكم في الدولة فإنه يتعين اتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال ما ورد من مخالفات وجرائم تستدعي مثوله أمام جهات التحقيق المختصة والله ولي التوفيق».

صحيفة اتهام

لكن محمد أمين وهو من مؤيدي السيسي انتقد بيان الجيش وقال في «المصري اليوم»: «الرأي العام تابع أمس مشهدين متناقضين، الأول مشهد الرئيس وهو يتقدم للفحص الطبي كمرشح رئاسي. المشهد الثاني تحريك الإجراءات ضد عنان ليدخل في الدوامة ويخرج من السباق الرئاسي، ولا شك في أن الناس أُصيبت بدهشة، مَن يؤيد الفريق ومَن لا يؤيده مثلي، تحولت الدهشة إلى حالة دوار يشبه دوار البحر، خاصة أن عنان ترشح من قبل بدون استئذان الجيش. ولا أتصور أن الأمر يتعلق بنية عنان الترشح فقط، فقد أعلن نيته الترشح في 2014 وأصدر بيانات وأسس أحد الأحزاب السياسية، وكانت له حملة انتخابية، ثم جرت مياه كثيرة في النهر، أو حدثت تفاهمات سياسية وغيرها، فطلب طلبات واستُجيب له، وبعدها أصدر بيان الاعتذار عن عدم الترشح، والبيان موجود فما الذي حدث الآن؟ ما حدث أنها نية حقيقية لا مناورة، وحتى تكتمل الصورة هناك مشهدان آخران لافتان قبل مشهد الختام وإسدال الستار في قضية سامي عنان، الأول استقالة رجب هلال حميدة منذ الصباح الباكر لكنه مشهد مثير للتساؤل فلم يكن أحد يتذكر حميدة حتى ظهر في مؤتمر مصنوع لا يختلف عن يوم استقالته من «الغد». المشهد الثايى مشهد الدكتور سمير صبري يرفع دعوى لاستدعاء عنان مرة أخرى للقوات المسلحة، فكرة الاستئذان لم تخطر على بالنا أبداً فقد ترك الخدمة منذ سنوات والفريق وحده مَن ذكّرنا بضرورة استكمال الإجراءات في «بيان الفجر»، الذي أعلن فيه الترشح وكان هناك سيناريوهان الأول أن يحصل على الإذن بمجرد تقديم الطلب رسمياً. الثاني أن يُقال إن الجيش في حاجة إليه وشكراً بدون إبداء حيثيات. وأعتقد أن الأمر يتعلق بما جاء في البيان من مفردات عنيفة. القضية الآن لم تعد في الإذن ولا اتخاذ الإجراءات، القضية الآن أكبر من كل هذا خاصة بعد صدور بيان القوات المسلحة، ولاسيما أنه انطوى على جرائم عديدة حددها البيان، نحن أمام صحيفة اتهام واضحة لا لبس فيها، أولها عدم الحصول على إذن، ثم التزوير والوقيعة بين الجيش والشعب، وبالتالي لم تعد زيارة إنهاء إجراءات ولكنها «اعتقال» سوف ينتهي بالمحاكمة».

خطأ في قراءة المشهد السياسي

أما عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة «الشروق» فقال: «ظني الشخصي أن عنان لم يقرأ المشهد السياسي في مصر قراءة دقيقة، وهو الخطأ نفسه الذي وقع فيه أحمد شفيق قبل انسحابه. تقديري أن شفيق يمكن أن نلتمس له عذرا كبيرا لأنه كان مقيما في الإمارات منذ مغادرته القاهرة إلى أبوظبي منتصف يونيو/حزيران عام 2013 عقب خسارته الانتخابات الرئاسية بفارق ضئيل أمام مرشح جماعة الإخوان الرئيس الأسبق محمد مرسي. شفيق لم يرَ كل التطورات التي حدثت في مصر وتصور الرجل أن الحياة تجمدت في مصر عند اللحظة التي غادرها فيها، ولم يتخيل أن غالبية المصريين التفوا حول عبدالفتاح السيسي الذي غامر وخلصهم من كابوس الإخوان، لكن ما هو عذر عنان؟ الرجل مقيم في مصر ويعرف إلى حد ما كامل الصورة والتحديات والظروف وكل شي،ء والمؤكد أكثر أنه يدرك أن التجربة الديمقراطية المصرية لا تشبه ما يحدث في دول اسكندنافيا أو غالبية بلدان الغرب. أقول ما سبق ليس ذما أو إدانة لعنان أو شفيق، ولكن أتحدث من زاوية سياسية وليست قانونية أو دستورية. العقبات أمام عنان كانت كثيرة من أول ضعف التوكيلات مرورا بالبلاغات الموجودة في القضاء، وبعضها يتحدث عن كسب غير مشروع واتهامات بالتزوير في محررات رسمية، نهاية بعدم قراءة الواقع بشكل صحيح. وتلك هي الخطيئة الكبرى التي وقع فيها. سيقول البعض ولكنك تنسف أساس التعددية واللعبة الديمقراطية وتحاول التماس أعذار لإجراءات قد تكون انتقامية؟ والإجابة هي لا وإطلاقا، لكن من المهم أن نفهم الواقع الذي نعيش ونتحرك فيه وكل الظروف المحيطة».

ثورة يناير

وإلى ثورة يناير/كانون الثاني وأسرارها وما قاله عنها عضو الهيئة العليا للحزب الوطني وامين الإعلام في الحزب أيام مبارك الدكتور علي الدين هلال، في حوار له في «الوفد» اجراه علاء عريبي فقال معلقا عليه يوم الثلاثاء في عموده اليومي «رؤى»: «هلال بمساعدة المذيعة حاول أن يغسل يديه، ويرتدي ثوبا نظيفا من مساوئ وأخطاء النظام الذي كان أحد رجاله. أغلب حكاياته ظهر فيها بدور الناصح للنظام أو المفكر السياسي الذي يتابع القرارات والسياسات، ويبدي انتقاداته واقتراحاته، كما أنه للأسف عصرن الأحداث، وأدخل على كثير منها الرؤية المعاصرة لها، حيث أقحم على المشاهد القديمة، المعلومات التي ترددت مؤخرا حولها، إضافة إلى تهربه من ذكر بعض الحقائق . الدكتور هلال رفض تماما ذكر المسؤول الذي اقترح قطع الإنترنت والاتصالات، وقال إنها أسرار دولة. الدكتور هلال ذكر أن اقتراح البعض بتسيير مظاهرات مضادة ومؤيدة للرئيس مبارك كانت فكرة فاشلة ولم تصل إلى شيء لأنها سارت في أماكن بعيدة عن المواقع التي كان يتظاهر فيها معارضو الرئيس، ورفض الإفصاح عن أصحاب هذه الفكرة. والذي يعود إلى الأيام السابقة لـ«موقعة الجمل» سيتذكر جيدا أن رجل الأعمال محمد كامل عضو لجنة السياسات في الحزب الوطني صرح لوسائل الإعلام بتسيير مظاهرات مؤيدة للرئيس، ونزل العشرات بالفعل إلى الشوارع، واتجهوا حسب الصحف والفضائيات يومها إلى مبنى ماسبيرو، ومنعوا من دخول ميدان مصطفى كامل، لكن بعد فترة رفعت الحواجز ودخلوا الميدان واشتبكوا مع المتظاهرين المعارضين، وسقط ضحايا ومصابون، بعد فشل هذه المظاهرات وتغلب المعارضين عليهم اختلقت فكرة موقعة الجمل الشهيرة. الدكتور هلال ساير المذيعة وحاول تشويه ثورة يناير/كانون الثاني ونفى عن مبارك جميع الاتهامات التي وجهت إليه، وأرجع عملية عزله إلى طول فترة مدته، وتأخره في اتخاذ القرار خلال الثورة، وازدواج المال بالسلطة وأنكر تماما فكرة توريث الحكم، كما أنه زج بقطر وإيران وحماس وبمخابرات أغلب البلدان في حكاياته، فقد أكد علم السفارة الأمريكية المسبق بقيام الثورة وبالتوقيت الذي خرجت فيه الجماهير. شهادة الدكتور علي الدين هلال بحالتها يجب ضمها إلى ملف الثورة وملف الشهادات التي يمكن جمعها من جميع من عاصروا السنوات الأخيرة من نظام مبارك، خاصة رجال النظام الذين شاركوا واستفادوا منه بشكل مباشر أو ضمنا بالترويج والتبرير والتجميل والتسويق وللتاريخ في النهاية كلمته».

من حرّك الثورة؟

أما أغرب ما قيل عن أن الأمريكان هم من حركوا الثورة للضغط على مبارك فكان في «الجمهورية» في مقال للسيد البابلي: «لم يكن الأمريكان وأجهزتهم وتوابعهم يبحثون عن إسقاط نظام مبارك، أو يتخيلون سيناريو السقوط كانوا يريدونها وسيلة ضغط على النظام من أجل تغيير أسلوب الحكم، وتحجيم دور الدولة المصرية مثلما فعلوا مع أنور السادات، عندما اغتالوه بعد تزايد نفوذه، وبعد أن أصبح خارج نطاق السيطرة وعندما قدر لمظاهرات الاحتجاج أن تتحول إلى ثورة، بعد أن فضل النظام المصري عدم المواجهة مع شعبه، وبعد أن انسحب الأمن من الميدان وقامت القوات المسلحة المصرية بتأمين المظاهرات الشعبية، فإن إرادة كل الأجهزة والجماعات والمؤسسات المناوئة لنظام مبارك تجمعت لتتحول الثورة إلى مؤامرة متعددة الأطراف حاولت إسقاط الدولة كلها وليس إسقاط النظام فقط».

مشاكل وانتقادات

وإلى المشاكل والانتقادات ومنها مشكلة الفساد وكيف كان عبد الناصر يعالجها وكذلك السادات ومبارك والسيسي وهو ما تناوله الكاتب والسياسي وعضو مجلس الشعب الأسبق جمال أسعد عبد الملاك في مقاله في جريدة «اليوم السابع» بقوله: «في ستينيات القرن الماضي تحدث رئيس الجمهورية عن عسكري المرور الذي يتعاطى رشوة خمسة قروش، وكان الرئيس يعتبر أن هذا سلوك يهدد سلامة الدولة، وكانت أكبر جريمة وأكبر عار يلتصق بالأسرة وبالعائلة إلى الأبد عندما يكون أحد أفرادها مرتشيًا. كانت الفتيات والنساء لا يلبسن حجابًا ولا نقابًا، بل يلبسن «مينى جيب» ولا نجد هناك نسبًا للتحرش تذكر ذلك الحين، بل لم يكن التحرش هذا قد تم تداوله، كان التدين تدينًا حقيقيًا نابعًا من إيمان حقيقي واقر في القلب ويصدقه العمل إيمان موجّه إلى الله وحده بلا مزايدة ولا مظاهر ولا متاجرة، ولذا كان الصدق حاضرًا فكانت الأقوال تتسق مع الأفعال وهنا قد ضربنا المثل بالستينيات، حيث كانت هناك نتائج عملية معيشة لعدالة اجتماعية طالت الجميع، وتقارب وإزالة للفوارق بين الطبقات أشعرت المواطن بقيمته وكينونته كمصري يشعر بأنه قد أصبح شريكًا في ملكية وطنه، ولذا كان من الطبيعي أن تكون هناك حالة انتماء حقيقي لا مظهري ولا شكلي ولا شعاراتي لمصر، وطن كل المصريين. ولكن رويدًا رويدًا كانت قد تغيرت السياسات وتناقضت التوجهات وتبدّلت المبادئ وغابت المشروعات القومية فعادت طبقات جديدة بأساليب جديدة وعصرية، كان هدفها ومحتواها تزاوج الثروة بالسلطة، فوجدنا أصحاب الملايين المتوارين وراء السلطة نفاقًا وتملقًا، يسيطرون على كل شيء.
جاءت 30 يونيو/حزيران لتعيد الأمن والأمان وهيبة الدولة وهناك محاولات للسير في كل الطرق التي تحدثنا عنها سابقًا، خاصة إعلان السيسي محاربة الفساد بلا هوادة وبلا استثناء، وجدنا هيئة الرقابة الإدارية تقوم بالمهمة بشكل يعيد الثقة في الدولة وفي القانون، الشيء الذي يعيد الانتماء إلى مكانه الصحيح. وجدنا الوزير فاسدًا ونائبة المحافظ ورؤساء مؤسسات ورجال أعمال ومحافظين إلخ، هذا يعنى أن الأمور يجب عدم التهاون فيها، بل يجب أن نضع الأمور في نصابها الصحيح، فالفساد بهذه الصورة لا يقل خطورة عن الإرهاب، فلا موقف السيسي ولا دور الرقابة الإدارية وحدهما يمكن أن يواجه الفساد ولكن مثل الإرهاب لابد من إعمال القانون بلا هوادة في المراقبة الواعية من جميع الأجهزة الرقابية وليس الرقابة وحدها. لابد من تصحيح الفكر الديني والقضاء على المتاجرة بالدين حتى يعود للدين جلاله وللإيمان مكانه. دور الإعلام في كشف الفساد بلا انحياز ولصالح الوطن».

الاختيار الخاطئ

ونظل مع ظاهرة الفساد التي قال عنها في «المصري اليوم» الاستاذ في كلية الطب في جامعة القاهرة الدكتور صلاح الغزالي حرب تحت عنوان «الاختيار الخطأ هو أساس الفساد» وهو يحلل هذه الظاهرة بعد القبض على محافظ المنوفية: «المعنى الواضح والدرس المستفاد هو أن طريقة اختيار القيادات في بلدنا تحتاج إلى مراجعة شاملة وإلى وقفة مع النفس ودرجة عالية من الشفافية والنقاء نحن ما زلنا ـ مع الأسف ـ نعتمد في اختياراتنا على رأى الأجهزة الأمنية والذي من المفترض أن يكون رأيها هو المرحلة الأخيرة في عملية الاختــــيار، ولذلك كانت النتيجــــة التي نراها يومياً في مسلسل الفساد حيث يعتمد المسؤول الفاسد على قربه وطاعته لهذا الجهاز أو غيره وعلى معرفته بالثغرات التي تحفل بها القوانين واللوائح الإدارية، وفي الوقت نفسه، فإنه غالباً لا يجرؤ على إحداث تغيرات نوعية في مؤسسته، حتى لا يقع وينكشف أمره هذه النوعية من المسؤولية رأيناها كثيراً في معظم قضايا الفساد وفي الآونة الأخيرة».

مسلسل الفساد يتواصل والمسؤول الفاسد يعتمد على طاعته لأجهزة حكومية وثغرات في القوانين واللوائح الإدارية

حسنين كروم

خالد علي يعلن انسحابه من الانتخابات… وسامي عنان محتجز في مكان غير معلوم

Posted: 24 Jan 2018 02:28 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: أعلن المحامي الحقوقي، خالد علي، أمس الأربعاء، انسحابه من الانتخابات الرئاسية المصرية المقررة في شهر مارس/ آذار المقبل.
وقال في مؤتمر صحافي إن «المشاورات مع أعضاء حملته وقوى سياسية داعمه له، انتهت إلى أن الأجواء التي تشهدها الانتخابات لن تسمح بمنافسة نزيهة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأغلقت (الطريق لبكره)»، في إشارة إلى شعار حملته الانتخابية.
وأضاف: «لم نتخذ قرارنا بالترشح في انتخابات الرئاسة إلا رهانا منا على إمكانيات في الواقع رأيناها تظهر أمام أعيننا عاما بعد عام، منذ معركة رفض التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير وما كشفت عنه من رغبة في التغيير وأمل في بدائل لهذا النظام وسياساته السيئة الذي تسير ببلدنا إلى الإفقار والفشل في التعامل مع الإرهاب».
وحسب علي «الرغبة في التغيير تجاوزت قطاع الشباب، وامتدت لأطياف المجتمع المختلفة، خاصة بعد القرارات الاقتصادية الأخيرة التي زادت من الأعباء المعيشية، إضافة إلى ارتفاع موجة القمع».
وزاد: «من منطلق المسؤولية السياسية والإيمان بأهمية خوض الصراع من أجل نيل الديمقراطية، رأينا أن الاستحقاق الرئاسي فرصة لفتح حوار حقيقي حول مستقبل هذا البلد بعيدا عن أجواء التخوين والانتهاكات المجانية بالتمويل أو دعم الإرهاب».
وبين أن «رهانه لم يكن متوقفا وبالطبع على عقلانية السلطة الحالية أو استجابتها لتوفير أجواء تسمح بهذا الحوار بقدر ما كان رهان على قدرة الناس على التغيير».
وتطرق علي إلى الانتهاكات التي طالت حملته «بدءًا من اعتقال شباب الحملة في المحافظات حتى قبل أن يعلن رسميا عن ترشحه، وإحالة بعضهم إلى محاكمات عاجلة وفقا لقانون الإرهاب الذي صدر لترهيب الناس، وتلفيق قضية له لمنعه من الترشح أو لفتح الباب لاتهامات مزيفة، قبل إعلان جدول زمني مجحف يلزم الجميع بالبدء في جمع التوكيلات بعد ساعات من إعلان الهيئة العليا للانتخابات قراراتها في تحد صارخ للواقع وطبيعة الأمور التي تسمح للمرشحين لتجهيز المتطوعين وتدريبهم أو حتى تدريب موظفي الشهر العقاري».
واتهم الأجهزة الأمنية، بـ«سرقة توكيلات حملته، ورفض الهيئة العليا للانتخابات الإفصاح عن عدد التوكيلات التي حررها مواطنون له، إضافة إلى استخدام نظام السيسي ضحايا سياسات السلطة في مواكب مبايعة بالمال والابتزاز لاحتياجات ناس، من أجل تحرير توكيلات للرئيس الحالي والمرشح المحتمل للرئاسة».
ووصف إعلان الفريق سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق عزمه الترشح في الانتخابات «خطوة غير محسوبة أو محمودة لم تسفر سوى عن مزيد من القمع»، مطالبا بـ«محاكمة عادلة ونزيهة ومنصفة لعنان».
وأكد أن «ما تشهده مصر هو صراعات بين أجهزة ليس له فيها ناقة أو جمل».
وبانسحاب علي من الانتخابات ومنع عنان من خوض الانتخابات، وتراجع كل من الفريق أحمد شفيق رئيس وزراء مصر الأسبق و محمد أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية عن الترشح، لم يعد هناك منافس للسيسي، في وقت لم يتبق سوى 4 أيام على إغلاق باب الترشح.
ولا يزال مكان عنان غير معلوم، منذ إلقاء القبض عليه والتحقيق معه في النيابة العسكرية أمس الأول.
وقالت حملته في بيان مقتضب: «الفريق سامي عنان محتجز في مكان غير معروف عقب التحقيق معه في النيابة العسكرية، لا مدير مكتبه، ولا المتحدث باسمه ولا أسرته قادرين على التواصل معه».
واعتذر حازم حسني، المتحدث باسم حملة عنان لـ«القدس العربي» عن الإدلاء بأي تصريحات تخص وضع الحملة والظروف الطارئة الأخيرة.
وقال في تغريدة على صفحته الرسمية على الفيسبوك: «لا أظنني قد تخليت عن الفريق عنان كي يطالبني البعض بعدم التخلي عنه في محنته، فأنا لم أخذل الفريق أحمد شفيق رغم أنني لم أكن من فريقه، ولا هو كان قد استجاب لأفكاري، المشكلة هي أنني لا أستطيع الآن التحدث باسمه كي لا أتسبب في ضرر له، فأنا لا أعرف أصلاً أين هو».

إدانات حقوقية لاعتقال عنان

وأدانت 5 منظمات حقوقية اعتقال عنان معلنة أن «السيسي أكد باستبعاد عنان، التوقعات والاستنتاجات التي سبق وحذرت منها المنظمات الحقوقية في 20 ديسمبر/ كانون الأول الماضي في بيان لها، بأن الانتخابات المقبلة هي مجرد استفتاء على تجديد البيعة للرئيس الحالي».
وطالبت المنظمات، وهي مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، ونظرة للدراسات النسوية، والشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، ومركز أندلس لدراسات التسامح، والمفوضية المصرية للحقوق والحريات، في بيانها «المنظمات الدولية والبعثات الدبلوماسية بعدم المشاركة في تلك الانتخابات المفتقرة للحد الأدنى من المعايير والضمانات، وعدم إرسال بعثات للمراقبة تستخدمها الحكومة المصرية لإضفاء شرعية على إجراء صوري».
واعتبرت أن «مثل هذه الإجراءات يؤدي إلى مضاعفة اليأس من حدوث تداول سلمي للسلطة، ويشكل دعمًا هائلاً لدوافع العنف السياسي والإرهاب، وركائز عدم الاستقرار السياسي في مصر».
وأعربت عن «بالغ القلق إزاء التدخل والانحياز الفاضح لكافة مؤسسات وأجهزة الدولة للرئيس السيسي المنتهية ولايته، والمرشح في الانتخابات الرئاسية، الذي تجلى بشكل فاضح وعنيف مع الفريق سامي عنان».
وأكدت أن «مثل هذا الإجراء لم يكن الأول من نوعه في هذا الصدد»، مشيرة إلى «إعلان أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية أنه لن يخوض العملية الانتخابية، رافضًا أن يكون منافساً شكلياً أو جزءا من مسرحية».
وتابعت: «في السياق نفسه تراجع الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق عن قرار ترشحه للانتخابات، بعدما تم ترحيله من دولة الإمارات رغماً عنه، ووضعه رهن الإقامة الجبرية لفترة إلى أن أجبر على التراجع عن قراراه بالترشح. وبالمثل قضت محكمة عسكرية بسجن العقيد مهندس بالقوات المسلحة أحمد قنصوة لمدة 6 سنوات بعد إفصاحه عن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية».
وحثت منظمة العفو الدولية في بيان، السلطات المصرية على التوقف عن التدخل في سير الانتخابات، كما طالبتها بوضع ضمانات للترشح الحر.
وقالت في بيان، إن توقيف المرشح المحتمل رئيس الأركان السابق الفريق سامي عنان هو «اعتداء على حقوق المشاركة العامة وحرية التعبير، عن طريق التخلص من أي معارضة جدية للرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة».
واعتبرت أن «التوقيف التعسفي لمرشح رئاسي محتمل يظهر تجاهلا صارخا لحقوق حرية التعبير وتكوين التكتلات وحق المشاركة العامة».
وحثت نجية بونيم مديرة حملات شمال أفريقيا في المنظمة السلطات المصرية على «البقاء على الحياد، وأن تكف عن تفضيل مرشح بعينه على آخر».

قمع غير مسبوق

و أدان السيناتور الأمريكي جون ماكين، رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي، اعتقال السلطات المصرية لمرشحي انتخابات الرئاسة وإجبارهم على الانسحاب، مشككا في إمكانية إجراء انتخابات حرة وعادلة في ظل المناخ القمعي وغياب أي منافسة حقيقية.
وطالب، في بيان له بمناسبة الذكرى السابعة لثورة 25 يناير في مصر، السيسي وحكومته بالوفاء بالتزامهما بإصلاح سياسي حقيقي واحترام حقوق الإنسان
وأكد أن «السبيل الوحيد لتحقيق السلام والأمن الدائمين في مصر هو خلق مؤسسات ديمقراطية خاضعة للمساءلة تعطي جميع المواطنين المصريين حصة في مستقبل أمتهم»
وأوضح أن «الانتخابات الرئاسية لعام 2018 تتيح فرصة هامة للحكومة المصرية لإشراك المواطنين في العملية السياسية وإعادة فتح المجال العام للمناقشة والنقاش الحقيقيين، لذلك ينبغي أن تتاح لجميع المرشحين فرصة متساوية، بما في ذلك الوصول إلى وسائط الإعلام والفضاء العام للحملات الانتخابية»
وأشار السيناتور الأمريكي إلى «تدهور أوضاع حقوق الإنسان والديمقراطية في عهد السيسي، بعد سبع سنوات من ثورة الشعب المصري اللاعنفية التي ألهمت العالم والتي دعت إلى الخبز والحرية والمساواة الاجتماعية، وشجعت من يسعون إلى الديمقراطية والحرية»
وتابع: «شهدنا على مدى السنوات القليلة الماضية عودة مصر إلى الوراء بشكل خطير، فقد أدى القمع غير المسبوق الذي قام به السيسي على النشاط السياسي وحقوق الإنسان إلى سجن عشرات الآلاف من المعارضين، منهم حوالى 19 مواطنا أمريكيا وحوالى 3500 شاب».
وزاد : «تمت مقاضاة العاملين في منظمات المجتمع المدني المصرية بمن فيهم أفراد من (المعهد الجمهوري الدولي) الذي يترأسه، وحكم عليهم بأحكام مشددة بسبب عملهم السلمي من أجل الإصلاح الديمقراطي»
وأردف: «تصف التقارير الموثوقة الصادرة عن منظمات حقوق الإنسان الدولية الظروف اللاإنسانية في السجون المصرية، حيث يتفشى التعسف والتعذيب. وفي الشهر الماضي وحده، نفذت الحكومة المصرية أكثر من 20 حكما بالإعدام في محاكمات صامتة تفتقر إلى المعايير الأساسية للإجراءات القانونية الواجبة، وهناك مئات آخرون ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام».
وأوضح السيناتور الأمريكي أن «هذه الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان إدت إلى تغذية التطرف في الماضي»، محذرا من إمكانية أن تفعل ذلك مرة أخرى.
وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية أصدرت بياناً، حول ترشح عنان، اتهمته فيه بارتكاب 3 مخالفات، تمثلت في إعلان الترشح لرئاسة الجمهورية دون الحصول على موافقة القوات المسلحة، أو اتخاذ ما يلزم من إجراءات لإنهاء استدعائها له، و تضمين البيان بشأن ترشحه للرئاسة على ما مثل تحريضًا صريحًا ضد القوات، ومحاولة الوقيعة بينها وبين الشعب المصري العظيم، و ارتكاب جريمة التزوير في المحررات الرسمية، وفيما يفيد إنهاء خدمته في القوات المسلحة، الأمر الذي أدى إلى إدراجه في قوائم الناخبين دون وجه حق.

مرشح واحد

ورغم أن الفترة المتبقية على غلق باب الترشح وإعلان قائمة المرشحين النهائية لا تتجاوز الأربعة أيام طبقا للجدول الذي أعلنته الهيئة الوطنية للانتخابات، فلم يتقدم سوى السيسي بأوراق ترشحه.
وقال المستشار علاء فؤاد رئيس لجنة تلقي طلبات الترشح في الهيئة الوطنية للانتخابات، إن الحملة الانتخابية للرئيس عبد الفتاح السيسي تقدمت أمس بأوراق ترشحه في الانتخابات الرئاسية، إلى الهيئة الوطنية للانتخابات، وذلك عن طريق وكيله الرسمي محمد بهاء الدين أبو شقة.
وقام محمد أبو شقة المستشار القانوني للسيسي، بالتوقيع علي الإقرارات التي أعدتها الهيئة الوطنية للانتخابات الرئاسية، كوكيل للمرشح الرئاسي ومنها إقرار بأن المرشح مصري ووالديه مصريان ولا يحملون جنسية اخرى ولا زوجته وإقرار بأنه لم يحكم عليه فى جريمة.
واختار السيسي السفير محمود كارم منسقاً عاماً لحملته الانتخابية، ومحمد بهاء الدين أبو شقة ممثلا قانونيا عنه ومتحدثاً رسمياً للحملة.

دعوات المقاطعة

وتعالت الأصوات المطالبة لمقاطعة الانتخابات الرئاسية، معتبرة أنها تمثل مسرحية هزلية، وقال عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية والمرشح الرئاسي السابق في تغريدة على الفيسبوك: «حفاظاً على كرامة الوطن الذي نعتز بالانتماء إليه، وصوناً لقيمة الإرادة المصرية الحرة، والتي تم العدوان عليها من النظام الحالي، أدعو كافة المصريين الشرفاء لمقاطعة مهزلة الانتخابات الرئاسية الحالية ترشيحاً وتصويتا».

خالد علي يعلن انسحابه من الانتخابات… وسامي عنان محتجز في مكان غير معلوم
السيسي يُقدّم أوراق ترشّحه… و«العفو الدولية» تطالب بضمانات للترشح الحرّ
تامر هنداوي

هكذا خططت إسرائيل لتفجير طائرة عرفات وألغت العملية في الدقيقة الأخيرة

Posted: 24 Jan 2018 02:27 PM PST

الناصرة – «القدس العربي» : يكشف كتاب إسرائيلي سيصدر بعد أيام، أن إسرائيل خططت خلال اجتياح لبنان عام 1982 لاغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وعدم الاكتفاء بطرد قواته والقضاء على الثورة، وفي الدقيقة الأخيرة ألغيت العملية بعدما تبين أن 30 طفلا من أيتام مذبحة صبرا وشاتيلا كانوا في الطائرة المستهدفة سوية مع شقيق عرفات، فتحي عرفات.
والحديث عن كتاب «إنهض واقتل أولا» الذي يتناول تاريخ الاغتيالات الصهيونية، وهو للكاتب الصحافي رونين بيرغمان المختص بالشؤون الاستخباراتية والمقرب من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية. ونقلت بعض تفاصيله أمس صحيفة «نيويورك تايمز». ويكشف بيرغمان حسب الصحيفة الأمريكية في كتابه الذي سيصدر بعد أسبوع أن خطة اغتيال الرئيس عرفات تم تجميدها في اللحظة الأخيرة. ويقول إن عرفات كان الهدف الأول في قائمة المستهدفين الإسرائيلية.
يشار الى أن كتبا وتقارير إسرائيلية كثيرة تناولت موضوع اغتيال شخصيات فلسطينية في العالم قبل سنوات، يميل الكثير منها لاعتماد الإثارة ومحاولة استعراض العمليات كأنها أسطورية وبطولية لأهداف لا تخلو من المجهود الدعائي أيضا.

تحركات الموساد

ويروي بيرغمان أنه في ساعات الظهر من يوم 22 أكتوبر/تشربن أول 1982 بلغت الموساد معلومات من مصادر داخل المنظمة مفادها أن ياسر عرفات سيسافر على متن طائرة خاصة ستقلع باليوم التالي من أثينا للقاهرة. ويشير إلى أن عنصرين من قسم «قيسارية» المختص بالاغتيالات داخل الموساد قد وصلا إلى مطار أثينا من أجل التثبت مباشرة من أن عرفات فعلا سيصعد للطائرة. وقتها مارس وزير الأمن أرييل شارون ضغوطا كبيرة على قائد الجيش الإسرائيلي رفائيل إيتان لإخراج الخطة لحيز التنفيذ من خلال إصدار تعليمات لمقاتلتين من طراز إف 16 للطيران من مطار «تل نوف» تمهيدا لتفجير طائرة عرفات.
ويقول إن قائد سلاح الجو الإسرائيلي الجنرال دافيد عبري أصدر تعليماته للطيارين بعدم الإقلاع وإطلاق صاروخ نحو طائرة عرفات دون أوامر شخصية منه. ويتابع «بعد الثانية والربع من عصر 23 أكتوبر أرسل عملاء الموساد معلومات من أثينا لمقر قيادة الجيش في تل أبيب مفادها أن ياسر عرفات موجود فعلا في المطار اليوناني. ويقول عبري في الكتاب إنه لم يفهم لماذا كان عرفات ينوي السفر للقاهرة طالما أنه لا يوجد ما يفعله هناك، ولذا كان عليه أن يتثبت من أن عرفات موجود حقا في مطار أثينا فتوجه للموساد طالبا المساعدة للتأكد من هوية «الإرهابي».

من أثينا للقاهرة

كما أوصل عملاء الموساد معلومات أخرى من أثينا مفادها ان ياسر عرفات صعد للطائرة عند الساعة الرابعة والنصف مساء، وعندها تلقى قائد سلاح الجو الإسرائيلي تعليمات من قائد الجيش بتفجير الطائرة، وفعلا صدرت الأوامر للطيارين بالإقلاع من القاعدة العسكرية. ويتابع الكتاب «عندما بدأت الطائرتان بالاقتراب من الهدف ازدادت الشكوك في قلب عبري حول وجود عرفات في الطائرة فعلا لكن الموساد ظل مصمما على أنه موجود داخل الطائرة».
وحسب الكتاب فقد مارس قائد الجيش رفائيل ايتان ضغوطا على عبري من أجل تلقي معلومات عملياتية حول تطور الخطة فأجابه بالقول «لا يوجد لدينا تشخيص مؤكد ونهائي بأنها طائرة عرفات»، عندئذ توجه إيتان للاستخبارات العسكرية والجيش والموساد من أجل تلقي صورة الطائرة المستهدفة. وقبيل الساعة الخامسة بخمس دقائق وبعدما كانت الطائرتان العسكريتان في الجو في الطريق لتفجير طائرة عرفات وصلت مكالمة هاتفية عاجلة تقول إن هناك مصادر توضح أن عرفات غير موجود على متن الطائرة وإنه ليس في اليونان أصلا. وعلى خلفية ذلك أصدر عبري تعليماته للطيارين بعدم إطلاق النار داعيا لهم للانتظار والبقاء في الجو وإبقاء عيونهم مفتوحة على الطائرة التي اعتقدوا أن عرفات في داخلها. وبعد نصف ساعة بلغت الموساد والاستخبارات العسكرية معلومات تقول إن رئيس الهلال الأحمر شقيق الرئيس طبيب الأطفال دكتور فتحي عرفات هو الذي داخل الطائرة ومعه 30 طفلا من الناجين من مذبحة صبرا وشاتيلا وكانوا في طريقهم للقاهرة. ويخلص الكتاب للقول حسب «نيويورك تايمز» إن عبري أدرك أنه كان محقا عندما طلب التريث والتثبت في تلك المرحلة وعندها أمر الطيارين بالعودة للقاعدة العسكرية.

محاولات فاشلة

ويتطرق الكتاب لمحاولات اغتيال فاشلة أخرى للرئيس الراحل ياسر عرفات منها قيام الموساد بمحاولة إقناع أسير فلسطيني بالعمل لمصلحتهم والقيام بتفجير احتفالية في بيروت كان موجودا فيها عرفات الذي رحل عام 2004 بظروف مريبة دفعت جهات فلسطينية رسمية وشعبية لاتهام إسرائيل باغتياله.
يشار الى أن مصادر إسرائيلية كثيرة سبق وأشارت لتورط إسرائيل باغتيال عرفات، تارة بالتلميح وتارة بالتصريح، ومنها عضو الكنيست الأسبق الكاتب الصحافي أوري أفنيري الذي اتهم شارون بقتل عرفات بالسّم. ويؤكد أفنيري أن بعض وسائل الإعلام المحلية رصدت حديثا لوزير الأمن الإسرائيلي الأسبق شاؤول موفاز مطلع عام 2001 وهو يهمس بأذن رئيس الوزراء حينها أرييل شارون، الذي مات بالجلطة في مطلع 2014 بعد غيبوبة استمرت نحو8 سنوات، وهو يقول «لا مفر من التخلص من عرفات».

مكالمة جورج بوش

يشار الى أن الكاتب الصحافي الراحل أوري دان الذي كان مقربا جدا من شارون قال في كتابه ( في سر شارون) عام 2007 إنه قد توقف عند ذلك، معترفا بدور إسرائيل في الاغتيال. وقتها روى دان في كتابه «في 2002 تلقى شارون مكالمة هاتفية من الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن أنذره فيها بعدم قتل عرفات وقال له دعه يموت موت ربه. فقال شارون «هذا صحيح هو شغل ربنا، ولكن الله يحتاج لمساعدة البشر أحيانا، وعندها صمت بوش وفسّر شارون صمته بالرضى والموافقة».
ونفى وقتها المحامي دافيد فايسغلاس – مدير ديوان شارون- وجود صلة لإسرائيل بموت عرفات. وقال لموقع «والا» الإخباري الإسرائيلي إن أجهزة الأمن الإسرائيلية قدمت عدة اقتراحات للتخلص من عرفات من بينها خطفه وطرده. وتابع «لكن شارون لم يصادق على المقترحات خوفا من وقوع خلل في التنفيذ واتهام إسرائيل بقتله».
في المقابل كان فايسغلاس قد أوضح في كتابه الصادر في 2015 (أرييل شارون رئيس حكومة، نظرة شخصية) أن شارون لطالما كان يلهو بفكرة اقتحام المقاطعة في رام الله، لخطف عرفات ونقله للسودان. ويتابع «ربما يكون صحيحا اكتشاف السم في دم عرفات، لكن بوسعي القول بثقة عالية إن شارون لم يصدر تعليماته بقتل عرفات».
 

هكذا خططت إسرائيل لتفجير طائرة عرفات وألغت العملية في الدقيقة الأخيرة

وديع عواودة:

 منحنيات حرجة في الأردن بسبب الأسعار: تكرار السطو على بنوك يقرع جرس الإنذار

Posted: 24 Jan 2018 02:27 PM PST

عمان – «القدس العربي» : بدأت الأمور في الحالة الداخلية الأردنية، وتحديدًا في المسألة الاقتصادية والمالية، تتخذ منحنيات حرجة أحيانًا واستدراكية وفوضوية احيانًا أخرى، بعد موجة كبيرة من رفع الأسعار والضرائب، جازفت بها الحكومة مقابل ثبات الرواتب والدخل بصورة تُعيد إنتاج القناعة بأن الخيار السياسي الإقليمي بدأ يضغط بشدة على الوضع الداخلي الأردني.
الجرس الأمني قرع بشدة مجددًا أمس الأربعاء، بعدما تكرر مشهد المحاولة الفردية للسطو على فرع أحد البنوك التي أصبحت فجأة خاصرة رخوة يمكن الاعتداء إجراميا عليها من دون حتى اعتراض من قبل الرأي العام. لا بل مع بعض التعاطف مع مثل هذه الحالات الفردية من الانحراف الجنائي.
قبل ذلك سجلت الأجهزة الأمنية رسالة قوية في السيطرة والتحكم عندما قبضت على لص آخر في أقل من ساعة سرق بنكاً في ضاحية عبدون غربي العاصمة عمان ولإظهار الهيبة الأمنية نشرت صورة اللص الشاب أمام الرأي العام بعد أقل من ساعة على القبض عليه وبحوزته المسروقات.
هذه التداعيات يمكن اعتبارها نموذجاً مصغراً لما يمكن أن ينتج على الحالة الأمنية بسب موجة رفع الأسعار والضرائب البشعة، حيث تصر الحكومة على تصلبها، ودخل الجميع في حالة قلق عامة عبر عنها عضو البرلمان المخضرم خليل عطية، وهو يعلن تحت القبة في خطاب انفعالي أن على الحكومة التراجع فورًا لأن الشارع يغلي وقد ينفجر حتى قبل يوم الرفع الكبير المقرر في بداية الشهر.
حوادث السطو على بنكين في وقت قصير أعادت إنتاج المخاوف التي يحذر منها قادة العمل الشعبي والبرلماني خصوصًا أن الحكومة توسعت في فرض معادلة ضريبية رفعت أسعار السلع والخدمات بصورة غير مسبوقة، كما يؤكد عطية نفسه لـ»القدس العربي» وهو يحذر ليس فقط من الفوضى والارتباك في الأسواق والشارع، إنما أيضا من ضعف الواردات للخزينة في حالة الركود، بصورة تؤكد إخفاق الرهانات الرقمية لتوقعات الحكومة.
في المسألة الأمنية لا يقتصر الأمر على الجاهزية للتعاطي مع أي انحرافات إجرامية الطابع يمكن أن تنتج عن الارتفاع الكبير في الأسعار، سواء تعلق الأمر بسرقة بنوك على أساس اجتهاد فردي، او بسرقة محطات وقود او باقتحام صيدليات.
ذلك عبء كبير على المؤسسة الأمنية، وإحدى الهزات الارتدادية التي باتت متوقعة، خصوصًا بعد دعوة بعض نشطاء المعارضة إلى ما يشبه العصيان ومقاطعة السلع والبقاء في دائرة الاحتجاج على التسعير والتصعيد الضريبي الجديد.
مجلس النواب من جهته بدأ يتحرك فعقد جلسة للأسعار كان قد تهرب منها الأسبوع الماضي، و«القدس العربي» بدأت تستمع لقادة المجلس وهم يطرحون معادلة تتحدث عن ضرورة أن تفهم الحكومة الفارق بين إقرار الميزانية كقانون وتشريع، وعدم وجود تفويض لها بعد إقرار الميزانية على صعيد الرفع الجنوني للأسعار.
يتحدث عن هذا الأمر بلغة تشعر بقدر من الإحراج مع الشارع رئيس المجلس عاطف الطراونة ويحذر من التداعيات باللغة ذاتها اليوم نائبه خميس عطية.
والنواب عموما بدأوا يحاولون الحفاظ على هيبتهم عند الناس عبر الهجوم على وزير المالية عمر ملحس الذي اتهمه النائب محمود النعيمات علناً بأنه يتجاهل بغرور مجلس النواب.
في الأثناء رفع قطاع الصيادلة وإنتاج الدواء صوتهم بالاحتجاج الشديد، وبدا الارتباك يسري في المثلث البيروقراطي الذي يجمع لجان الضريبة بوزارتي المالية والصناعة والتجارة ورئاسة الوزراء، وهو مثلث بدأ يكتشف يوميا أخطاء ناتجة عن التسرع في قوائم السلع المرفوعة والخاضعة للضريبة الجديدة.
في الأثناء ارتبك أيضاً السوق وتحديداً القطاع التجاري، لأن اللجان البيروقراطية المعنية بالتسعير والتوثيق الضريبي تتلقى بسرعة أوامر سياسية مضطربة غير منسقة، تصدر عن وزيرين في الحكومة، فيما يحاول مكتب رئيس الوزراء ومعه الأجهزة الأمنية احتواء هذا المشهد المهم والمستجد وتداعياته على نظام القطعة.
لغة التحذير والاحتجاج، بدأت تتجاوز الحكومة، وتخاطب مؤسسة القصر الملِكِي وتدعوها للتدخل، وقد حصل ذلك أمس الأربعاء عندما أعلن رئيس الحكومة تراجعه بأمر ملكي مباشر عن رفع الضريبة الجديدة على الأدوية.
لا يخلو الأمر أيضاً من اعتراضات خشنة وتحضيرات لاعتراضات أخشن في قطاع المزارعين وضغوط تمارس على النقابات والنواب والأحزاب، وتساؤلات فوضوية حول ما سيجري الأسبوع المقبل في اليوم الأول من شهر شباط، حيث دعوات على الفيسبوك وعبر المجموعات التواصلية للاحتجاج في الشارع.
وتلك دعوات احتاجت فعلًا الأسبوع الماضي إلى جهد أمني جبّار تحت عنوان المتابعة والتدقيق والاختراق والتهدئة والتخدير، بعد صدمة الرفع الكبير للأسعار والضرائب، التي لم يعد من الممكن تجاهلها او حتى التراجع عن أسبابها، لأن الحكومة في النهاية قد تقدم بعض التنازلات، لكنها بكل حال ليست بصدد التراجع عن البرنامج نفسه، وقبل 24 ساعة فقط من الاستقبال الخامس لبعثة صندوق النقد الدُّولي التي يفترض ان تصل إلى عمان ظهر اليوم الخميس.
يعبر المختصون عن خوفهم من الانفلات في التسعير الضريبي ومن لجوء التجار إلى التهريب والرشوة بديلاً لتعويض الفوارق، ومن نشاط السوق السوداء على أساس معادلة اقتصادية معروفة مهنيا قوامها أن السوق قد يدخل في حـالة فوضـى، لكنه لا يقبل الفـراغ.

 منحنيات حرجة في الأردن بسبب الأسعار: تكرار السطو على بنوك يقرع جرس الإنذار
ارتباك «بيروقراطي» وفوضى محتملة في السوق
بسام البدارين

«غصن الزيتون» في عفرين تكشف تفاصيل «مركز إدارة العمليات» في قصر إردوغان

Posted: 24 Jan 2018 02:27 PM PST

إسطنبول – «القدس العربي» : كشفت وسائل الإعلام التركية لأول مرة، عن مركز إدارة العمليات الذي أسسه الرئيس رجب طيب إردوغان في القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة ويهدف إلى إدارة شؤون الدولة في الأزمات والحروب والظروف الصعبة.
وفي أول اختبار عملي للمركز الجديد، عقد إردوغان اجتماعاً سياسياً وعسكرياً موسعاً فيه لبحث عملية «غصن الزيتون» التي ينفذها الجيش ضد الوحدات الكردية في مدينة عفرين السورية باستخدام سلاح الجو والمدفعية والقوات البرية التي تحاول تطهير المدينة من المسلحين الأكراد.
وبينما بثت الرئاسة التركية عدداً من الصور للاجتماع تظهر فيها لأول مرة بعض تفاصيل المركز الذي يتمتع بإمكانيات هائلة، سُمح لعدد من وسائل الإعلام المقربة من الحكومة الإطلاع على بعض التفاصيل المتعلقة بالمركز.
وجرى بناء هذا المركز في أحد أركان القصر الرئاسي الذي يمتد على مساحة شاسعة في العاصمة أنقرة، وأكدت التفاصيل المنشورة أنه بُني من خليط معقد من الإسمنت والفولاذ بحيث يكون مقاوماً لأصعب الهجمات حتى الهجمات النووية والكيميائية وأحدث أنواع الصواريخ التي قد يصل وزنها إلى 10 آلاف كيلوغرام من المتفجرات، وهو ما يؤشر إلى أنه يقع على مسافة عميقة أسفل القصر الرئاسي تحت الأرض.
وإضافة إلى ذلك، تم تجهيز المركز بمخارج طوارئ وإمكانية للتعامل مع جميع أنواع الهجمات والأزمات لا سيما إمكانية تسرب غازات سامة أو هجوم كيميائي محتمل، بالإضافة إلى وسائل تشويش وحماية للمعلومات كونه مركز إدارة الدولة وتدار منه معلومات لا يسمح بوصولها لأي جهات خارجية.
ونصبت في القاعة الرئيسية للمركز والتي تعتبر بمثابة مركز إدارة المعلومات شاشة ضخمة تمتد حسب الصور على طول ما لا يقل عن 20 متراً تعرض بشكل مباشر صوراً من الأقمار الصناعة وأخرى من الطائرات الاستطلاعية بدون طيار وكاميرات المراقبة وغيرها من أنظمة التصوير.
وإلى جانب الصور، تم ربط مركز المعلومات بمراكز وأركان الدولة كافة وصنع القرار من الجيش والأمن والوزارات والسفارات ومراكز الجيش داخل وخارج البلاد، بحيث يمكن للرئيس التركي التحدث عبر تقنية الفيديو كونفرانس مع أي من أركان الدولة السياسية والعسكرية، حيث يدير هذه الغرفة المركزية قرابة 120 موظفاً مختصاً في مجالات الأمن والاتصالات وغيرها مزودين بأحدث أجهزت الاتصالات وأدوات التحكم عبر قاعة مدرجة ضخمة.
وخلال الاجتماع أجرى الرئيس التركي اتصالات مصورة عبر الفيديو كونفرانس مع القوات المنتشرة داخل مدينة عفرين السورية وأطلع على سير العمليات من خلال تصوير الطائرات بدون طيار.
ويوجد في المركز غرف اجتماعات فرعية موسعة تتسع لجميع الوزراء وقادة الجيش ورئيس الاستخبارات، وغرف أخرى صغيرة مزودة بأجهزة تشويش ومنع التنصت للاجتماعات الأكثر حساسية والمغلقة بين الرئيس وقائد الجيش أو رئيس الاستخبارات.
وجرى بشكل أساسي تطوير هذا المركز عقب محاولة الانقلاب الفاشلة التي كانت تستهدف الإطاحة بإردوغان في الخامس عشر من تموز/يوليو الماضي.

«غصن الزيتون» في عفرين تكشف تفاصيل «مركز إدارة العمليات» في قصر إردوغان

المصري ينفي لـ «القدس العربي» اتهامات إسرائيلية لحماس بنصب «منصة صواريخ» في الجولان ويتوعّد بتدفيعها فاتورة «الاغتيالات»

Posted: 24 Jan 2018 02:26 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»: نفى القيادي في حركة حماس مشير المصري لـ «القدس العربي»، صحة الإدعاء الإسرائيلي بتلقي حركته أوامر من إيران، لإنشاء منصات صواريخ في منطقة الجولان السوري، لاستخدامها لاحقا في ضرب إسرائيل. وأكد أن حركته لا تتلقى أوامر من أي جهة إقليمية أو دولية، وأنها تلتزم بنهجها القائم على إبقاء عملها العسكري ضد الاحتلال داخل الأراضي الفلسطينية.
وقال إن الاحتلال «يمارس سياسة الدجل السياسي والتضليل الإعلامي، في محاولة لخلط الأوراق في المنطقة، وإرباك المشهد العربي لتغذية حالة الفرقة والتشرذم في المواقف في المنطقة».
ورأى أيضا أن الاتهام الإسرائيلي الجديد لحماس جاء بهدف «تأليب الأطراف الدولية على الحركة»، مشيرا إلى أن استراتيجية حماس واضحة وتقوم على «قتال العدو الصهيوني على أرض فلسطين».
وشدد القيادي في حماس على أن هذه تعد «استراتيجية ثابته تبنتها حماس ومارستها ولا زالت على مدار تاريخها»، مؤكدا كذلك على حق المقاومة في مقارعة الاحتلال، حسب ما أقرته القوانين والشرائع الدولية.
وأكد أن ما ورد في الإعلام الإسرائيلي يهدف إلى إظهار حماس على أنها «خضعت» لأوامر من أطراف إقليمية أو دولية، مؤكدا أن هذا الأمر «متناقض مع سياسة الحركة».وقال «قرار حماس السياسي مستقل، وفلسفة حماس تقوم على قتال العدو الصهيوني على ارض فلسطين».
وأشار المصري وهو من نواب حركة حماس في المجلس التشريعي، أن حركته «تراكم القوة ونعمل على تعزيز مقومات الصمود والثبات للشعب الفلسطيني»، مضيفا «المقاومة وصلت إلى حالة  من التوازن في أدوات الرعب مع الاحتلال»، وشدد في ذات الوقت على ضرورة وجود دعم عربي وإسلامي لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني»:
وسألت «القدس العربي» القيادي في حماس، إن كان الاتهام الإسرائيلي يأتي في سياق مخطط لتنفيذ عمليات اغتيال جديدة على غرار محاولة الاغتيال قبل أيام التي نجا منها القيادي في الحركة محمد حمدان في لبنان، فقال «الادعاء من قبل الاحتلال جاء متزامنا مع محاولة اغتيال محمد حمدان»، مضيفا «وهو محاولة لـ«التغطية على الفشل» في الوصول إلى هذا القيادي.
وتوعد المصري بأن تدفع إسرائيل «فاتورة الحساب»، ردا على محاولة الاغتيال في لبنان ضد القيادي حمدان، أو في الإمارات ضد القيادي محمود المبحوح في عام 2010، أو في تونس ضد المهندس محمد الزواري أواخر ديسمبر/ كانون الأول من عام 2016.
وكان تقرير إسرائيلي قد ذكر أن حركة حماس تلقت إيعازا من إيران بتشكيل قوة في سوريا، تكون قادرة على إطلاق قذائف صاروخية على إسرائيل.
وحسب ما نقل التقرير الذي أوردته شبكة «كان» الإسرائيلية، عن مصادر في تل أبيب، فإن حماس تسعى أيضا للتموضع في جنوب لبنان، بهدف توسيع نشاطاتها العسكرية إلى خارج قطاع غزة.
وأشار التقرير إلى أن العلاقات بين إيران وحماس شهدت تحسنا في الآونة الأخيرة، وأن هذا الأمر تخلله دعم اقتصادي، وتعاون ضد إسرائيل، وأن إيران طالبت حماس بإنشاء قوة فلسطينية من التنظيم نفسه، في الجولان السوري المحتل، للعمل على إطلاق الصواريخ خلال المعارك والحروب مع إسرائيل وممارسة الضغط عليها.
وزعم الموقع أن إسرائيل كشفت أخيرًا عن محاولات حركة حماس للقيام بالعمل العسكري من جنوب لبنان، وأن وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان قال إن حماس «تجد صعوبة في تنفيذ عمليات من الضفة الغربية، لذلك تحاول فتح جبهة أخرى في جنوب لبنان»، لافتا إلى أن بلاده تراقب عن كثب علاقات الصداقة المستجدة بين نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري، والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، مؤكدا أن أي تطور في هذا المجال «سيلاقي ردا مناسبا».
وكان حمدان قد نجا في الأسبوع الماضي من محاولة اغتيال بتفجير عبوة ناسفة في سيارته، في مدينة صيدا في جنوب لبنان، ووجهت أصابع الاتهام لإسرائيل بالوقوف خلفها.
وذكرت أنباء أن السلطات الأمنية التركية،سلمت لبنان شخصا متهما بتدبير الهجوم، بعد وصوله إلى أراضيها عقب تنفيذ محاولة الاغتيال.
يشار إلى أن حماس أعلنت قبل عدة سنوات خروجها من الأراضي السورية، حيث كانت قيادة الحركة تتخذ من العاصمة دمشق مقرا مركزيا لها، وذلك بعد تأجيج الأوضاع السورية ونشوب الثورة هناك.
وبسبب ذلك الخروج واجهت الحركة خصومة وقطيعة من النظام السوري، كما توترت العلاقة وقتها مع النظام الإيراني الحليف الأبرز لسوريا، غير أن تلك العلاقة بدأت تتحسن أخيرا، ولوحظ تكرار زيارات قادة حماس لطهران.

المصري ينفي لـ «القدس العربي» اتهامات إسرائيلية لحماس بنصب «منصة صواريخ» في الجولان ويتوعّد بتدفيعها فاتورة «الاغتيالات»

أشرف الهور:

عون عاد من الكويت بوعد بمساعدة لبنان والحريري عرض «النأي بالنفس» مع العاهل الأردني

Posted: 24 Jan 2018 02:26 PM PST

بيروت- «القدس العربي» : لا جلسة لمجلس الوزراء اليوم بسبب وجود رئيس الحكومة سعد الحريري في مؤتمر دافوس والمشاركة في أعمال المنتدى الثامن والأربعين الذي يعقد هذا العام ‏تحت عنوان «خلق مستقبل مشترك في عالم ممزق».
وعلى هامش المؤتمر التقى الحريري العاهل الأردني الملك ‏عبد الله الثاني ورئيس جمهوريتي سويسرا آلان بيرزي والبرازيل ميشال تامر وارمينيا كارين كارابيتيان والنرويج ‏ايرنا سولبيرغ ورئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد.
وأكد الحريري بعد زيارته الملك الأردني أنه «شرح القرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية بالنأي بالنفس وإبعاد لبنان عن كل المشاكل والنزاعات والحروب والصراعات التي تجري في المنطقة». وقال «أكدت له أن كل المكونات السياسية التزمت قرار الحكومة هذا». وأضاف: «نحن حريصون على أن تكون علاقتنا مع كل الدول العربية ممتازة ومميزة، وقد وجدت من جلالته دعماً كبيراً للبنان في المرحلة التي يمر بها، سواء في موضوع النازحين أو غيره». وختم: «كذلك اتفقت مع جلالته على أن أقوم بزيارة عمل للأردن في وقت قريب للتنسيق في ملف النازحين مع الدولة الأردنية، قبل عقد مؤتمر بروكسيل في نهاية شهر نيسان المقبل».
وفي بيروت ، ابتعد رئيس مجلس النواب نبيه بري امس عن اثارة الخلاف بينه وبين رئيس الجمهورية ميشال عون حول مرسوم اقدمية الضباط، لكنه اثار مسألة مطالبة رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل بتعديل قانون الانتخاب لتمديد مهلة تسجيل المغتربين، فلفت إلى « أن أي محاولة او حديث عن تعديل اصبح وراءنا وهو في غير محله، ولو كنا دخلنا المجلس لأي تعديل كان لشكّل ذلك خطراً على القانون».
ونقل النواب عن الرئيس نبيه بري بعد لقاء الاربعاء «أن الإرادة اللبنانية الجامعة تؤكد ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، وهذا الموضوع اصبح امراً واقعاً لا شك فيه». واضاف: «إن كل اللبنانيين مصرون على اجراء هذه الانتخابات في موعدها المحدد رغم معارضة بعض الخارج. وكان نواب نقلوا عن بري قوله إن هناك دولتين لا تريدان إجراء الانتخابات في لبنان من دون أن يفصح عن هوية هاتين الدولتين. لكن التحليلات تشير إلى أن رئيس المجلس يقصد المملكة العربية السعودية وربما الولايات المتحدة الأمريكية بسبب وجود انطباع بأن نتائج الانتخابات النيابية في 6 ايار ستكون لمصلحة حزب الله وقوى 8 آذار.
وأطلع بري النواب على المواقيت المحددة في القانون لجهة فتح باب الترشيحات في 5 شباط وإقفالها في 7 آذار، مشيراً إلى أن «الحملات الانتخابية تبدأ مع بداية هذا التاريخ، أي 5 شباط».
الى ذلك، عاد رئيس الجمهورية ميشال عون من الكويت التي أبلغه أميرها الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ان الكويت لن تتردد في تقديم اي ‏مساعدة للبنان سواء بشكل مباشر او من خلال المؤتمرات الدولية. وقد تناول الرئيس عون وامير الكويت الاوضاع العامة في العالم العربي، ولفت الشيخ الصباح إلى ان بلاده باتت ‏عضواً في مجلس الامن ويمكن ان تساعد في دعم القضايا العربية المعروضة على الأمم المتحدة. كما تطرق البحث ‏الى الوضع في فلسطين المحتلة بعد القرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل. والتقى الرئيس عون ‏والشيخ الصباح على رفض هذه الخطوة، محذرين من التداعيات التي يمكن ان تنتج عنها. وفي هذا السياق، عبّر ‏الرئيس عون عن أسفه لعدم قدرة الأمم المتحدة على تطبيق قوانينها وشرعتها‎.‎
وتطرق الحديث إلى مسألة النازحين السوريين، فشدد الرئيس عون على ان لبنان يعاني من حمل كبير في هذه ‏المسألة وامل مساعدة الكويت والدول العربية في تأمين عودة النازحين إلى بلادهم، ودعم ‏لبنان في هذا المجال من خلال المشاركة والمساهمة في المؤتمرات التي ستعقد قريباً وهي: مؤتمر روما ومؤتمر ‏سيدر الذي دعت اليه باريس، ومؤتمر دعم الدول المستضيفة للنازحين في بروكسل‎.
وتحدث الرئيس عون عن الوضع الاقتصادي في لبنان في ظل الخطة الاقتصادية الجديدة التي ستأخذ طريقها إلى ‏التنفيذ قريباً، داعياً المستثمرين الكويتيين إلى توظيف اموالهم في لبنان، والمساهمة في تحسين البنى التحتية ‏الملحوظة ضمن الخطة، وخصوصاً ان لبنان ينعم باستقرار امني قلّ نظيره في العالم، بعد انتصار الجيش اللبناني ‏على الإرهاب وداعش، ومطاردة الأجهزة الامنية اللبنانية للخلايا الإرهابية بنجاح‎.
وابلغ امير الكويت الرئيس عون انه سيعطي توجيهاته للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية من اجل مساعدة لبنان ‏في خطته الاقتصادية والتجاوب مع حاجاته، مشيراً إلى ان الكويت ستقوم بكل ما في وسعها ولن تخذل لبنان‎.

عون عاد من الكويت بوعد بمساعدة لبنان والحريري عرض «النأي بالنفس» مع العاهل الأردني
بري: دولتان لا تريدان إجراء الانتخابات
سعد الياس

اتفاقية أضنة وميثاق الأمم المتحدة… مسوغات قانونية تركية «تُشِّرع» التدخل العسكري في سوريا

Posted: 24 Jan 2018 02:26 PM PST

إسطنبول- القدس العربي» : منذ انطلاق عملية «غصن الزيتون» التي ينفذها الجيش التركي إلى جانب مسلحي «الجيش السوري الحر» ضد وحدات حماية الشعب الكردية في مدينة عفرين السورية، يؤكد كبار القادة الأتراك على ان العملية تأتي في إطار القانون الدولي و»حقها الطبيعي في الدفاع عن النفس».
وبينما تؤكد تركيا أن العملية تجري في إطار الحقوق التي تمنحها الأمم المتحدة في ميثاقها للدول الأعضاء، وأنها تأتي في إطار «الحق الطبيعي بالدفاع عن النفس»، يشير خبراء قانون وباحثون اتراك إلى ان اتفاقية أضنة (1998) بين تركيا وسوريا هي أبرز الأرضيات القانونية التي تستند عليها العمليات العسكرية التركية في شمالي سوريا.

ميثاق الأمم المتحدة

وتضمن بيان إطلاق العملية والبيانات المتلاحقة لرئاسة أركان الجيش تأكيدات بأن العملية «تجري في إطار حقوق تركيا النابعة من القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن حول مكافحة الإرهاب، وحق الدفاع عن النفس المشار إليه في المادة 51 من اتفاقية الأمم المتحدة، مع احترام وحدة الأراضي السورية».
ويرد في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة استثناء لحظر استعمال القوة المنصوص عليه في المادة 2 (4) من الميثاق. فالحق الفردي والجماعي في الدفاع عن النفس يمكن أن يمارس إذا «اعتدت قوة مسلحة» على أحد أعضاء الأمم المتحدة. وعلى الدول أن تبلّغ المجلس فورًا بالتدابير المتخذة وأن تتوقف عن اتخاذها حالما يتخذ هذا الأخير الإجراءات الضرورية لحفظ السلم والأمن الدوليين. ويغطّي المرجع أي استظهار بحق الدفاع عن النفس في قرارات المجلس وفي مداولاته وفي الوثائق الرسمية الواردة من الدول الأعضاء.
وفي محاولة لسد الثغرات القانونية في العملية التركية، عملت أنقرة على تقديم رسالة خطية إلى القنصلية السورية في إسطنبول تبلغها فيها ببدء العملية وأهدافها، كما أبلغت خطياً الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وكازاخستان التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي بأهداف العملية وسندها القانوني.

ملاحق «أضنة» السرية

وعلى الرغم من أن تركيا تركز في بياناتها الإعلامية على استنادها على قرارات الأمم المتحدة وميثاقها إلا أنها ترتكز بدرجة أكبر على اتفاقية أضنة التي وقعت بين أنقرة ودمشق عام 1998 واحتوت على بنود تعتبر تركيا أنها تتيح لها التدخل العسكري في شمالي سوريا، بموجب الاتفاقية.
وبعيداً عن السرد التاريخي الطويل في العلاقة بين البلدين، إلا أن أبرز الخلافات بين تركيا وتمثلت بالدرجة الأولى في لواء الإسكندرون (هاتاي حالياً) الذي ضمته تركيا من سوريا، وخلافات أخرى تركزت حول دعم المتمردين الأكراد وملف المياه والمواقف السياسية.
أبرز الخلافات تصاعدت في العقود الأخيرة حول ملف الأكراد واتهام تركيا لدمشق بدعم تنظيم العمال الكردستاني والسماح له بإقامة معسكرات عسكرية على أراضيها وتوفير الحماية عبد الله أوجلان زعيم التنظيم، وهو ما أدخل علاقات البلدين في نفق خطير وكادت الخلافات أن تؤدي إلى اشتباك عسكرية مباشر.
هذه الأزمة وصلت ذروتها عام 1996 عندما حشدت تركيا قواتها وهددت بالتدخل عسكرياً في شمالي سوريا ما لم تتراجع دمشق عن دعم المتمردين الأكراد وعقب وساطات عربية ودولية واسعة تم التوصل إلى اتفاق أضنة عام 1998 بين أنقرة ودمشق برعاية العديد من الدول وهو ما فتح الباب امام صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين التي تطورت لاحقاً إلى مستوى التعاون الاستراتيجي الذي سرعان ما انهار مع بداية الثورة السورية.
الاتفاق غير المعلن بشكل كبير يتضمن بنوداً توصف بالعلنية وملاحق تعتبر سرية، شملت العديد من الملفات أبرزها الاتفاق على «مكافحة الإرهاب عبر الحدود وإنهاء سوريا كل أشكال الدعم لتنظيم العمال الكردستاني وإخراج أوجلان من الأراضي السورية ومنع المسلحين الأكراد من التسلل للأراضي التركية».
لكن البند الأبرز تحدث عن «احتفاظ تركيا في ممارسة حقها الطبيعي في الدفاع عن النفس وفي المطالبة بتعويض عادل عن خسائرها في الأرواح والممتلكات، إذا لم توقف سوريا دعمها للحزب الكردستاني فوراً»، وإعطاء تركيا «حق ملاحقة الإرهابيين في الداخل السوري حتى عمق خمسة كيلومترات»، و»اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة إذا تعرض أمنها القومي للخطر».
وبناءً على هذه البنود، رأت تركيا أن الاتفاقية تتيح لها الحق في ملاحقة المسلحين على الجانب السوري من الحدود واعتبار تواجدهم تهديداً لأمنها القومي ما يتيح لها الدخول لمحاربتهم برياً في شمالي سوريا، حيث اعتبرت الاتفاقية تتيح الغطاء القانوني لعملية درع الفرات التي نفذها الجيش التركي في شمالي سوريا واستندت عليها المعارضة السورية لمطالبة أنقرة بالضغط على المجتمع الدولي لإقامة منطقة آمنة لحماية المدنيين من قصف طائرات الأسد في السنوات الماضية.

اتفاقية أضنة وميثاق الأمم المتحدة… مسوغات قانونية تركية «تُشِّرع» التدخل العسكري في سوريا
منحت تركيا حق ملاحقة الإرهابيين داخل الأراضي السورية
إسماعيل جمال

لِمَ لَمْ يقم نتنياهو بإدانة زيارة يئير لنوادي التعري؟

Posted: 24 Jan 2018 02:25 PM PST

شمعون دوفنوف، المؤرخ المعروف لتأريخ شعب إسرائيل والمحارب المواظب من أجل حكم ذاتي قومي في الشتات، شعر في عشرينيات القرن الماضي برضا معين من وضع الحقوق القومية ليهود وسط وشرق أوروبا بعد الحرب العالمية الأولى. لقد كان راضيا من أن بعض البنود التي تدافع عن حقوق الأقليات التي تم شملها في أعقاب مؤتمر السلام في فرساي في المواثيق بين دول الاتفاق العظمى والدول المهزومة والجديدة، هذه البنود اعترفت باليهود كأمة، وهو الاعتراف الذي لم يكن موجودا في أوروبا الشرقية والوسطى قبل الحرب.
ولكن منذ بداية الثلاثينيات وما فوق فإن وهم دوفنوف وأتباعه بخصوص المساواة المدنية ـ القومية لليهود في هذه المناطق تبعثر. مواثيق الأقليات انهارت، المزاج القومي في الدول القومية الجديدة و الدول القومية القديمة ـ الجديدة تعزز، وإقصاء اليهود وأقليات قومية أخرى تعمق أكثر من يوم إلى آخر. برغم أنه لا يمكن التوصل إلى استنتاج من مصير اليهود في وسط وشرق أوروبا بين الحربين العالميتين، نطبقه على مكانة النساء في الغرب وفي إسرائيل في هذه الأيام، إلا أنه يصعب التحرر من انطباع أن عددا لا بأس به من المؤيدين والمؤيدات للنضالات النسوية الحالية، يوجدون في حالة نشوة تشبه نشوة دوفنوف وأتباعه في حينه بعد مؤتمر فرساي.
على سبيل المثال نشرت صحيفة «هآرتس» مؤخرا مقال حماسي منقول عن «نيويورك تايمز» عن الاستعدادات الحثيثة والاحتفالية تقريبا لإحياء الذكرى السنوية لمسيرة النساء ضد ترامب. في هذا المقال تم التحدث عن المعنويات المرتفعة وصرخات الانتصار في أوساط المنظمات النسوية في الولايات المتحدة في أعقاب نجاح حملة هشتاغ الاحتجاجية «مي.تو» في ضعضعة كم الأفواه لضحايا التحرش الجنسي ودفع عدد أكبر من النساء إلى النشاط السياسي.
من دون إنكار إنجازات حملة «مي.تو» يبدو أنه مع مرور سنة على الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة فإن الكثير من المناضلات والمناضلين من أجل حقوق النساء والحصول على المساواة والاحترام لم يعطوا بعد الاهتمام المطلوب للمعنى العميق لحقيقة انتخاب ترامب رئيسا، حيث من المؤكد أن عددا كبيرا من مواطنات ومواطني الدولة الذين حتى الآونة الأخيرة طلبوا رفع راية التنور والديمقراطية، وضعوا على رأس الأمة شخصا يتفاخر بموقفه الشوفيني المتطرف.
ولأن الشوفينية الفاضحة له ليس فقط لم يتم إخفاؤها خلال الحملة الانتخابية، بل حتى تم إبرازها أمام الجميع المرة تلو الأخرى. الأمر الذي يعني أن ترامب انتخب ليس برغم الجنسوية واحتقاره للنساء وحقوقهن، بل بالتحديد بفضل ذلك. معنى ذلك أن أمريكيين كثيرين جدا يتماثلون مع شوفينية رئيسهم المنتخب ويأملون استئصال نضال النساء وتعميق هيكلية النوع الاجتماعي.
الفجوة مشابهة بين صورة التقدم المتسارع لنضال النساء والواقع الذي فيه لا وجود لأفكار نسوية في وعي الجمهور الواسع، وهذا ما نلاحظه مؤخرا في إسرائيل. هذا صحيح بشكل خاص على خلفية قضية التسجيل ليئير نتنياهو في الوقت الذي تنقل فيه مع حماية ممولة من الجمهور في نوادي التعري في تل أبيب.
عدد من المحللين المتفائلين في «هآرتس» اعتقدوا أنه لدى معظم الجمهور الإسرائيلي، أثار تصرف نتنياهو الابن الاحتقار الكبير («الشعور بالاشمئزاز قبض أنفاس دولة كاملة»، كتب يوسي فيرتر قبل نحو أسبوعين). ولكن يبدو أن نتنياهو الأب لم يعتقد هكذا. هو في الحقيقة تحفظ من التصريحات القاسية ليئير ضد النساء («علمنا أولادنا احترام المرأة كونها امرأة»)، لكنه حرص على عدم إدانة أعماله ـ أي الخروج للاستجمام في نوادي التعري.
هذا ليس إلا لأن نتنياهو، الذي لا مثيل له بقدرته على حل لغز ما يدور في عقل الإسرائيلي العادي، افترض كما يبدو، أنه في نظر إسرائيليين كثيرين جدا فإن الأمر هنا لا يتعلق أبدا بظاهرة مرفوضة. بالعكس، في نظر هؤلاء الإسرائيليين فإن جعل جسم المرأة شيء، هو جزء من الحقوق الأساسية المقدسة للمستهلك الذكوري الإسرائيلي ـ هكذا لن يخاطر سياسي حذر وعقلاني مثل نتنياهو بقيام الإسرائيلي العادي برفع حاجبيه استغرابا في أعقاب إدانة متهورة لحقوقه الذكورية.
إذا كان الأمر هكذا، وخلافا للتفاؤل المبالغ فيه الذي يظهر في الخطاب النسوي الحالي، يجب الاعتراف بأنه ليس فقط أن الطريق لتعميق عقيدة المساواة في النوع الاجتماعي في أوساط الجمهور الواسع في الغرب وفي إسرائيل ما زال طويلا، بل في الظروف القائمة يمكن أن يكون أطول.
ومثل من يؤيدون حقوق الأقلية القومية اليهودية في شرق ووسط أوروبا بين الحربين العالميتين، هكذا أيضا فإن المتحدثين والمتحدثات باسم النضال النسوي اليوم، يتحدثون باسم أقلية في أوساط المواطنين في دولتهم. أيضا إذا كان الأمر لا يتعلق بالضرورة بأقلية صغيرة ـ لأنه محظور على الأقلية إنكار الواقع وتخيل نفسها في مكان من يسير حثيثا نحو النصر. هذا غير صحيح، فإنكار الواقع يمكن فقط أن يسرع الهزيمة.

دمتري شومسكي
هآرتس 24/1/2018

لِمَ لَمْ يقم نتنياهو بإدانة زيارة يئير لنوادي التعري؟
يعتقد رئيس الحكومة أن الإسرائيلي العادي لا يرفض أفعال ابنه ويعتبرها أمورا عادية
صحف عبرية

قيادي إصلاحي: الاحتجاجات ستعود إلى إيران بزخم أكبر

Posted: 24 Jan 2018 02:25 PM PST

لندن «القدس العربي»: استمر التصعيد في أروقة مراكز صُنع القرار والأجهزة الأمنية في إيران وبلغ مستويات خطيرة، خاصةً بعد وفاة علي أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي مات بسبب تسممه بمواد مشعّة ويعتقد أفراد أسرته ومقربوه بأنه تمت تصفيته. وكان أخطر تسريب يتعلق بالفيديوهين اللذين تم الكشف من خلالهما عن أنه تم اختيار خامنئي بشكل مؤقت ولفترة شهرين لإدارة شؤون القيادة، وأن رفسنجاني ورئيس مجلسي خبراء القيادة وصيانة الدستور الإيراني الحالي، آية الله أحمد جنتي، تحايلا في عملية تعيين خامنئي قائداً للبلاد.
وكشف موقع «سحام نيوز» التابع للزعيم الإصلاحي الإيراني، الذي يقبع تحت الإقامة الجبرية منذ 2010 في طهران، مهدي كروبي، أن جهات متنفذة في أكبر مركز للمذهب الشيعي، أي حوزة قُم، في إيران والحرس الثوري والأجهزة الأمنية تقف خلف التسريبات الأخيرة التي وضع شرعية المرشد الأعلى الإيراني تحت علامات استفهام كبيرة، مضيفاً أنها فعلت ذلك بهدف ضرب شرعية سلطة خامنئي على البلاد.
فيما صرح أحد قادة التيار الإصلاحي الإيراني، سعيد حجاريان، لصحيفة «دنياي اقتصاد» أن الاحتجاجات التي عمّت أنحاء واسعة من البلاد، ستعود وهذه المرة بزخم أكبر مما حصل قبل أسابيع قليلة في إيران.
وفي تطور تصعيدي آخر، قدّم 7 من مستشاري الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، طلباً لوزارة الداخلية لإصدار ترخيص لمظاهرة يقومون بها ضد أداء حكومة حسن روحاني والسلطة القضائية في طهران.
وأوضح «سحام نيوز» أن الجماعة المحسوبة على محمود أحمدي نجاد دخيلة في الانتشار الواسع للتسريبين عن الاجتماع المغلق لمجلس خبراء القيادة الإيراني في يوم وفاة مؤسس الجمهورية الإسلامية، روح الله الخميني، في 4 حزيران/ يونيو 1989.
وأكد أن جهات قوية في حوزة قم والحرس الثوري والأجهزة الأمنية تعتقد بأنه للحفاظ على النظام يجب أن يتم تعيين أحد كبار حوزة قم ومراجع التقليد الشيعة قائداً لإيران، وأن يتم إبعاد المعممين السياسيين من أمثال خامنئي وجنتي ورفسنجاني عن المناصب العليا للبلاد بهدف استعادة الهدوء والاستقرار الداخلي، لأن هذه الجهات المتنفذة ترى أن الصراع بين المعممين السياسيين أدى إلى الحالة التي تمر بها إيران، فضلاً على أنها تعارض سياسات خامنئي في تداخلاتها الواسعة في عدة بلدان في المنطقة، لأنها أضرت البلاد وكلفته كثيراً.
ولفت «سحام نيوز» النظر إلى أن جهات قوية في الأجهزة الأمنية الإيرانية لديها مشاكل حادة مع النظام وحتى مع خامنئي نفسه، ولهذا السبب سرّبت هذه الجهات الأمنية الفيديوهين من الاجتماع المغلق لمجلس الخبراء القيادة بهدف ضرب شرعية خامنئي.
وأكد الموقع الشهير الإيراني أن لوبيات داخل إيران تدعم توجهات بعض القوى العظمى، تعمل بشكل جادّ ومتواصل على نشر الفوضى داخل البلاد وحتى بين مسؤولي وأجنحة النظام الإيراني.
وتم نشر التسريبات الجديدة أيام قليلة بعد تصريحات أحمد خاتمي، عضو هيئة رئاسة مجلس خبراء القيادة الإيراني، حول أن المجلس درس بشكل سري مؤهلات المرشحين لخلافة المرشد الأعلى الإيراني.
وتظهر هذه التسريبات بأن تعيين خامنئي قائداً للبلاد تم بشكل غير شرعي وخلافاً للدستور الإيراني، ومن خلال عملية تحايل أدارها علي أكبر هاشمي رفسنجاني وأحد كبار صُناع القرار الإيراني، آية الله أحمد جنتي. وأن أعضاء مجلس خبراء القيادة عارضوا تعيين خامنئي قائداً للبلاد لأنه لا يتمتع بالمؤهلات العلمية وفق المذهب الشيعي وأن خامنئي لا يعتبر من العلماء الطراز الأول في حوزة قم، لكن هاشمي رفسنجاني تدخل في الموضوع، وقال للمجتمعين أن يصوتوا على أن يدير خامنئي شؤون قيادة البلاد بشكل مؤقت ولفترة شهرين فقط، وبعد تعديل الدستور يتم انتخاب قائداً للبلاد في اجتماع آخر. وبعد ذلك، طالب أحمد جنتي ورفسنجاني من أعضاء مجلس خبراء القيادة ألا يتم الإعلان عن النتائج التي توصل إليها مجلس خبراء القيادة نظراً للظروف الحساسة التي كان حينها يمر بها البلاد بعد وفاة الخميني.
لكنه وبعد انتهاء ذلك الاجتماع وفي اليوم ذاته، أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني أن مجلس خبراء القيادة عيّن علي خامنئي لمنصب ولاية الفقيه، وتم استغلال انشغال الجميع في إيران بمراسم وفاة الخميني، وتم أخذ بيعة العديد من قادة الحرس الثوري والمسؤولين الإيرانيين لصالح خامنئي.
وعلى صعيد آخر، حذر القيادي الإصلاحي البارز من أن إيران ستشهد المزيد من الاحتجاجات خلال الفترة القادمة وبزخم أكبر من الأخرى التي شهدتها البلاد خلال الأسابيع القليلة الماضية، مؤكداً على ضرورة منع أن تؤدي الاحتجاجات المحتملة القادمة إلى الإطاحة بحكومة روحاني.
وأضاف سعيد حجاريان أن الإطاحة بحكومة روحاني من شأنها أن تؤدي إلى انهيار نظام الجمهورية الإسلامية في إيران، مطالباً بدعم روحاني لإكمال ولايته الحالية حتى النهاية.
وعلى صعيد متصل، طالب 7 من مستشاري محمود أحمدي نجاد، وزارة الداخلية بإصدار التراخيص اللازمة لقيامهم بمظاهرة احتجاجية ضد روحاني والسلطة القضائية.
وأكد إسفنديار رحيم مشائي وحميد بقائي وعلي أكبر جوان فكر وحسن موسوي وعبد الرضا شيخ الإسلامي وعلي ذبيحي ومرتضى تمدن «المسؤولون المعنيون بالأمور في الحكومة والأجهزة الأمنية لم يتعاملوا بالشكل المطلوب مع مطالب الشعب الإيراني الذي خرج إلى الشوارع»، وأضافوا أن هناك ثمّة حاجة لتوفير الأرضية والظروف المناسبة لإدلاء الشعب بآرائه عن سياسات النظام وأداء المسؤولين الاقتصادي والقضائي والاجتماعي بشكل شرعي وبعيداً عن الشغب.

قيادي إصلاحي: الاحتجاجات ستعود إلى إيران بزخم أكبر
موقع إيراني: جهات في حوزة قم والحرس الثوري والأمن خلف التسريبات الأخيرة بهدف ضرب شرعية خامنئي

وزير الدفاع الكويتي في الدوحة بدعوة من أمير قطر لحضور تخريج «كلية أحمد بن محمد العسكرية»

Posted: 24 Jan 2018 02:25 PM PST

الدوحة ـ «القدس العربي»: وصل الشيخ ناصر صباح الأحمد الجابر الصباح، النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الدفاع الكويتي إلى الدوحة مساء الأربعاء في زيارة رسمية للبلاد، حيث كان في استقباله الدكتور خالد بن محمد العطية، نائب مجلس الوزارء وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري في المطار.
وقالت رئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي على حسابها في «تويتر» إن «الزيارة الرسمية لوزير الدفاع تأتي تلبية لدعوة من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر لحضور حفل تخريج كلية أحمد بن محمد العسكرية المقرر اليوم الخميس.
وكان أمير قطر قد حضر صباح أمس حفل تخرج الدفعة الخامسة (طيارين)، في كلية الزعيم محمد بن عبدالله العطية الجوية، في قاعدة العديد الجوية، بحضور عدد من الوزراء، وكبار الضباط في القوات المسلحة ووزارة الداخلية وعدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى الدولة وضيوف الحفل.
وشهد أمير قطر عرضا جويا لعدد من طائرات القوات الجوية الأميرية وكلية الزعيم محمد بن عبدالله العطية الجوية، شملت طائرات القوات الجوية الأميرية عددا من طائرات ميراج 2000 و طائرات الفاجت وطائرات C130 و C17 وطائرات اوغستا، بالإضافة إلى طائرات كلية الزعيم الجوية حيث شملت طائرات PC ـ 21 وطائرات سوبرموشاك وطائرات غزال.
وتأتي زيارة النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الدفاع الكويتي، بعد زيارة مماثلة قام بها الأحد الماضي، الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، أين استقبل من قبل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت. كما استقبل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري من قبل الشيخ جابر المبارك الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الكويتي.
وتشهد العلاقات بين قطر والكويت زخماً من تبادل الزيارات الثنائية، على المستويين السياسي والاقتصادي، وباقي المجالات الأخرى، في خطوة تعكس توجه قطر لتكثيف علاقات التعاون مع الكويت وسلطنة عمان، والانفتاح إلى باقي الأسواق العالمية، سيما الدول التي أبدت مواقف إيجابية مع قطر ضد الحصار الذي تتعرض له منذ الخامس من حزيران/ يونيو الماضي.

وزير الدفاع الكويتي في الدوحة بدعوة من أمير قطر لحضور تخريج «كلية أحمد بن محمد العسكرية»

إسماعيل طلاي

إردوغان يهدد بتوسيع «غصن الزيتون» إلى منبج وتيلرسون يقترح خطاً أمنياً بعمق 30 كلم

Posted: 24 Jan 2018 02:24 PM PST

عواصم – «القدس العربي» ووكالات: شنت طائرات تركية غارات على مواقع وحدات حماية الشعب الكردية في باصوفان جنوب غربي عفرين وسط هجمات متبادلة بين الجيش السوري الحر والقوات الكردية، وذلك في اليوم الخامس من عملية غصن الزيتون.
وأفيد بأن الجيش السوري الحر بات على مشارف مدينة راجو في محيط عفرين من ثلاث جهات، ويبعد عنها كيلومتراً واحداً فقط، وذلك بعد أن سيطر على أغلب التلال المطلة عليها، ووصل إلى الطريق السريع المؤدي إليها. وأن الجيش التركي قصف أيضاً نقاط تمركز وحدات حماية الشعب الكردية في محيط عفرين من جهة مدينة إعزاز الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وتقدمت قوات الجيشين التركي والحر باتجاه المدينة ولكن ببطء وسط مقاومة شديدة من الوحدات الكردية حيث قصفت مقاتلات تركية مواقع عدة لها ببلدة باصوفان، ونقل عن مصادر في الجيش السوري الحر أن هذه المواقع التي تم قصفها حاولت وحدات حماية الشعب أمس التقدم خلالها باتجاه نقاط التماس مع الجيشين التركي والسوري الحر، قبل أن يتم صدها. بينما استمر قصف المدفعية التركية مواقع وحدات حماية الشعب الكردية غربي عفرين، خصوصا جنديرس.
من جهته قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم أمس ، إن عملية «غصن الزيتون» مستمرة كما هو مخطط لها ونجحت في ضرب وتدمير 214 هدفًا للتنظيمات «الإرهابية» حسب تعبيره. وجاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره النيجري، بريجي رافيني، في العاصمة أنقرة. وأشار إلى أن عملية غصن الزيتون تهدف لتحقيق وحدة التراب السوري، والقضاء على التشيكلات الإرهابية في المنطقة، ورفع الظلم عن العرب والأكراد والتركمان فيها.

قوات خاصة

وذكرت وكالة الأناضول أن شاحنات تحمل دبابات وناقلات جنود مدرعة وقوات خاصة تتوجه إلى ولاية هطاي المحاذية للحدود مع سوريا لتعزيز الوحدات العسكرية المنتشرة على الخط الحدودي. ويأتي القصف التركي وسط معارك كر وفر بين الوحدات الكردية والجيش الحر في بعض المحاور بريف مدينة عفرين، في وقت يعمل فيه الجيشان التركي والحر بهذه المرحلة من العملية العسكرية على تحصين مواقعهما. وكشف قائد عسكري في غرفة عمليات «غصن الزيتون» أن «تعزيزات عسكرية تركية جديدة أرسلت إلى جبهات القتال في منطقة عفرين بريف حلب». وأكد القائد العسكري، الذي طلب عدم نشر اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) «وصلت مجموعات من القوات الخاصة التركية اليوم الاربعاء إلى جبهات القتال مع وحدات حماية الشعب الكردي في مناطق عفرين الجبلية، بعد نقلهم من مناطق شرق تركيا حيث لدى هؤلاء العناصر خبرة في القتال بالمناطق الجبلية خلال معاركهم مع حزب العمال الكردستاني شرق تركيا».
من جانبه، قال المستشار الاعلامي لوحدات حماية الشعب الكردي ريزان حدو لـ(د.ب.أ) إن «الطيران التركي قصف قرية قسطل جندو وبافلونة، وشن الجيش التركي ومسلحي المعارضة هجوماً على قرية تل باطمان في ناحية راجو بعفرين، وقصفت الطائرات التركية ناحية شيراوا كما قصف منطقة قريبة من سد ميداني دون وقوع أضرار في جسم السد، الذي يروي أغلب مناطق شرق مدينة عفرين، كما تعرضت مناطق دير جمال ودارة عزة لقصف من الطيران الحربي التركي».
وأعلن المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) قيام قواتها «بتنفيذ عمليات نوعية استهدفت نقاط تمركز للجيش التركي والفصائل المتطرفة المتحالفة معه بالقرب من مدينة مارع إثر عملية تسلل ناجحة أدت لمقتل ثلاثة عناصر على الأقل وإصابة عدد آخر دون التأكد من هوية القتلى أو الجرحى» وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان نقلاً عن مصادر إن عشرات المقاتلين قتلوا منذ أن بدأت تركيا الهجوم في منطقة عفرين يوم السبت. وأضاف المرصد أن القصف والضربات الجوية التركية في عفرين قتلت 28 مدنياً بينما لقي مدنيان حتفهما قرب مدينة أعزاز الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية نتيجة قصف وحدات حماية الشعب الكردية التي تدافع عن عفرين. وأعلنت تركيا مقتل ثلاثة من جنودها. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن 48 مقاتلاً سورياً من جماعات منضوية تحت لواء الجيش السوري الحر وتدعمها تركيا قتلوا مضيفاً أن عدد القتلى في صفوف وحدات حماية الشعب الكردية يقف عند 42 مقاتلاً حتى الآن. وقال الجيش التركي في بيان أمس الثلاثاء إن 260 مقاتلاً من الوحدات الكردية وتنظيم الدولة الإسلامية قتلوا في عملية عفرين. ونفت قوات سوريا الديمقراطية التي تمثل وحدات حماية الشعب الكردية المكون الرئيسي لها والمدعومة من الولايات المتحدة بيانا للجيش التركي يقول إن تنظيم الدولة موجود في عفرين. واتهمت قوات سوريا الديمقراطية تركيا بالمبالغة في عدد القتلى.
وفي ظل تعطل الدعم الجوي في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة نتيجة السماء الملبدة بالغيوم تحقق تقدم محدود واستطاع المقاتلون الأكراد استعادة بعض الأراضي. وقال رامي عبد الرحمن «تركيا لم تتمكن بعد من تعزيز سيطرتها على القرى التي تقدمت إليها» مرجعا ذلك إلى مقاومة شرسة من قبل وحدات حماية الشعب الكردية والطبيعة الوعرة للمنطقة.

… وإصابة مصلين

وأصيب عدد من المصلين، بينهم من هم بحالة حرجة، أمس، إثر سقوط قذيفة صاروخية، على مسجد بولاية كليس جنوبي تركيا، أطلقها عناصر تنظيم «ب ي د/ بي كا كا» انطلاقًا من منطقة عفرين . وفي تصريحات للأناضول، قال والي كليس «محمد تكين أرسلان»، إن قذيفة صاروخية أطلقت من سوريا أصابت مسجد «جالق» أثناء إقامة الصلاة، وهناك مصابون «بينهم من هم حالتهم حرجة».
وشدّدت رئاسة الأركان التركية في بيان سابق، على أن العملية «تجري في إطار حقوق تركيا النابعة من القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن حول مكافحة الإرهاب وحق الدفاع عن النفس المشار إليه في المادة 51 من اتفاقية الأمم المتحدة مع احترام وحدة الأراضي السورية». وأكدت أنه يجري اتخاذ كافة التدابير اللازمة للحيلولة دون إلحاق أضرار بالمدنيين.

إردوغان… ومنبج

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس إن تركيا «ستحبط اللعب» على حدودها بداية من منطقة منبج السورية. ويأتي تصريح إردوغان مع دخول العملية التركية في منطقة عفرين بشمال سوريا يومها الخامس. ودعا إردوغان، الذي كان يتحدث أمام مسؤولين محليين في أنقرة، المنظمات غير الحكومية الدولية إلى دعم عملية تركيا ضد وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة. وقال «لدي شكوك في إنسانية من يساندون هذا التنظيم (وحدات حماية الشعب الكردية) ويصفون تركيا بالغازية». وحذر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من أن بلاده ستوسع عمليتها العسكرية في سوريا لتشمل مدينة منبج في خطوة قد تضع القوات التركية في مواجهة مع الولايات المتحدة حليفتها في حلف شمال الأطلسي. وأي تقدم باتجاه منبج الواقعة على بعد مئة كيلومتر تقريباً شرقي عفرين قد يهدد الخطط الأمريكية الرامية لبسط الاستقرار بمنطقة كبيرة في شمال شرق سوريا. وأضاف قائلاً «بدءاً من منبج سنواصل إحباط لعبتهم».
وقال مسؤول أمريكي كبير إن الرئيس دونالد ترامب يعتزم إثارة القلق الأمريكي بشان الهجوم التركي في اتصال هاتفي مع إردوغان. وفي مقابلة مع رويترز، قال متحدث باسم الحكومة التركية إن احتمالات حدوث مواجهة بين القوات التركية والأمريكية في منبج ضئيلة.

منطقة أمنية

واقترح وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، على نظيره التركي، مولود جاويش أوغلو، إقامة خط أمني بعمق 30 كيلومترًا في منطقة عفرين، شمال غربي سوريا. وأفادت مصادر دبلوماسية للأناضول، الأربعاء، أن ملف عفرين تصدّر جدول أعمال اللقاء الثنائي الذي جمع جاويش أوغلو وتيلرسون، أمس الثلاثاء، في العاصمة الفرنسية باريس، على هامش مؤتمر «شراكة دولية ضد الإفلات من العقاب». وأضافت المصادر، أن تيلرسون اقترح خلال اللقاء إقامة خط أمني بعمق 30 كلم، بما يلبي المخاوف الأمنية لأنقرة.
وقال متحدث باسم مقاتلين تدعمهم الولايات المتحدة في منطقة منبج بشمال سوريا أمس إن المقاتلين انتشروا في الخطوط الأمامية للتصدي لهجوم هددت تركيا بشنه كما أنهم على تواصل مع التحالف الذي تقوده واشنطن بشأن حماية المدينة. وقال شرفان درويش من مجلس منبج العسكري «نحن مجلس منبج العسكري بالتأكيد أخذنا التدابير اللازمة وقمنا بنشر قواتنا على خطوط الجبهات».
وعلى النقيض من عفرين فإن منبج منطقة يوجد فيها عسكريون أمريكيون الأمر الذي يخاطر باحتمال وقوع مواجهة بين البلدين الشريكين في حلف شمال الأطلسي في ظل غضب تركيا من دعم الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب. وتتاخم منبج من الغرب منطقة تسيطر عليها جماعات الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا.
وقال المتحدث باسم التحالف الكولونيل ريان ديلون «بالطبع نحن في حالة تأهب لما يحدث لا سيما في منطقة منبج لأن هذه هي المنطقة التي توجد بها قواتنا للتحالف». وتابع قوله «قوات التحالف موجودة في تلك المنطقة ولها حق متأصل في الدفاع عن نفسها وستفعل ذلك إذا لزم الأمر».

إردوغان يهدد بتوسيع «غصن الزيتون» إلى منبج وتيلرسون يقترح خطاً أمنياً بعمق 30 كلم
قوات خاصة إلى عفرين ومعارك كر وفر بين الوحدات الكردية والجيشين التركي والحر

وزيره تونسية تُروّج لحملة انتخابية مبكّرة للسبسي ونائب يتهم الحزب الحاكم بـ«رشوة» الناخبين

Posted: 24 Jan 2018 02:24 PM PST

تونس – «القدس العربي»: دعت وزيرة تونسية إلى ترشح الرئيس الباجي قائد السبسي مجددا للانتخابات الرئاسية، معتبرة أنه الأكفأ لقيادة البلاد، فيما اتهم أحد نواب المعارضة حزب «نداء تونس» الحاكم بـ»رشوة» الناخبين قبل أشهر من الانتخابات البلدية، معتبرا أنها محاولة مبكرة لتزوير الانتخابات المقبلة.
وقالت ماجدولين الشارني وزيرة الشباب والرياضة إن ما قام به قائد السبسي لأجل تونس يؤهله للترشح مجددا للرئاسة، وأضافت «لأني أحب تونس وأخاف عليها أرشح الباجي قائد السبسي»، معتبرة أنها «الضامن» الوحيد لعدم عودة عمليات الاغتيال ودعوات التكفير إلى البلاد، كما أشارت إلى أن سنه الكبير (92 عاما) لن يعوقه في هذا الأمر على اعتبار أن «إدارة الدولة لم تكن يوما بالسن بل بالحكمة والقرارات الصائبة».
تصريح الشارني عرّضها لمجموعة من الانتقادات، حيث كتب الباحث عامر بوعزة بتهكم «لا خوف على تونس الإ من الطريقة التي تفكّر بها ماجدولين الشارني»، وأضاف «كنت دائما ضد الحملات التي تستهدفها، لكن تعليقها على ترشيح السبسي لفترة رئاسية جديدة مسألة مختلفة تماما».
وكتب أحد النشطاء ويدعى أحمد البوسالمي «ليس خوفا على مستقبل تونس بل على شهرية (راتب) الوزيرة وامتيازاتها»، وأضاف آخر مخاطبا الشارني «لو أنكِ بحثتِ عمن قتل أخاك، لكان أحسن من استمرارك في هذا المنصب الذي ليس لديك فيه أي خبرة».
من جانب آخر، كتب النائب عماد الدائمي نائب رئيس حزب «حراك تونس الإرادة» على صفحته في موقع «فيسبوك»: «تزوير الانتخابات بدأ من الآن: المشاركة في القائمة الانتخابية مقابل خلاص (تسديد) الضرائب المتخلدة بالذمة وتسوية الوضعية مع القباضة، هذا هو العرض الذي يقدمه الحزب الحاكم حتى يملأ قوائمه للانتخابات البلدية في جهات عديدة من البلاد».
وأضاف «هذا نوع من التزوير ومن الرشوة السياسية وشراء الضمائر قبل يوم الانتخاب، ومن شأنه التأثير في نتائج الاقتراع بالمال السياسي الفاسد. ومثل هذه السلوكات تضرب مصداقية العملية الانتخابية وتشوّه المسار الديمقراطي الوليد. ثم بالله كيف يمكن للتونسيين أن يستأمنوا شخصا ترشّح في قائمة مقابل خلاص ديونه تجاه الدولة ومنها ضريبة النظافة، وقبض مبلغا تحت الطاولة بشكل غير قانوني لإدارة الشأن البلدي وتطبيق القانون ومنح الرخص وضمان خلاص المواطنين لأداءاتهم البلدية مثل «الزبلة والخروبة» وغيرها!».
وكتب الناشط مجدي تريمش «الفساد يجري في دمهم، بعد تسخير الوزراء وكتّاب الدولة للإشراف على قوائم المترشّحين في الجهات في خلط رديء بين الدولة والحزب، يجاهرون التهرّب الجبائي والرّشوة لكلّ من يدخل تحت عباءتهم القذرة، يتعمّدون تبليغ إشارات واضحة لحرفائهم القدم».
فيما شكك ناشط آخر يُدعى محمد في مصداقية المعلومات التي نشرها الدائمي، وأضاف «ليس لنزاهة الحكومة، ولكن لا أظنها تدفع دينارا لمواطن لتزوير إنتخابات يمكن تزويرها من دون أي مقابل».
وأضاف «زورت الانتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية فما بالك في تونس خاصة أن نصف الشعب منتفع من السرقة والحكومة الحالية (…) المشكلة ليست في الانتخابات ولكن في العقليات ونسبة التعليم لدينا»، وتابعت ناشطة تُدعى دُرة «تتعاملون مع ناس خبرة في التزوير وقلة المعروف. انتخابات ألمانية كمثال ليس ببعيد، برغم انتصار العياري الذي مردّه أن أغلب مواطنينا بالخارج مثقفون»، وتساءل ناشط ثالث «أين أنتم من هذا؟ أين المعارضه؟ لم تنفعونا لا في الحكم ولا في المعارضة، والحزب الحاكم يعمل ما يشاء بسبب ضعفكم».
وكان عدد من السياسيين التونسيين عبّروا مؤخرا عن خشيتهم من تزوير الانتخابات البلدية المقبلة عبر ما سموه بـ«تزوير إرادة الناخبين» من خلال استغلال وسائل الإعلام ومؤسسات استطلاع الرأي لإقناع الرأي العام بجدوى هذا الطرف وتشويه صورة الطرف الآخر.

وزيره تونسية تُروّج لحملة انتخابية مبكّرة للسبسي ونائب يتهم الحزب الحاكم بـ«رشوة» الناخبين

حسن سلمان:

انتقادات واسعة لزيارة وفد هيئة التفاوض إلى موسكو وناشطون يطلقون هاشتاغات ضدها

Posted: 24 Jan 2018 02:23 PM PST

حلب – «القدس العربي» : أثارت زيارة وفد هيئة التفاوض إلى موسكو ولقاء وزير خارجيتها انتقادات واسعة في أوساط السوريين، خاصة بعد المجازر التي ارتكبها الطيران الروسي الذي تسبب في قتل وتهجير مئات الآلاف من السوريين، في حين أطلق ناشطون سوريون عبر مواقع التواصل الإجتماعي هاشتاغ «طلعت ريحتكم» يدعون من خلاله لمقاطعة أي عملية سياسية تخوضها المعارضة دون الرجوع للرأي العام والشعب السوري الحر.
واختتم وفد هيئة التفاوض السورية زيارته إلى العاصمة الروسية موسكو، متحدثًا عن «نتائج إيجابية»، حيث أكد رئيس الوفد «نصر الحريري» على أهمية «الدور الروسي» وضرورة التزامه بتعهداته.
وعبر ناشطون عن استيائهم من تلك الوجوه والتصريحات التي كانت تملأ الشاشات بأن المعارضة لن تحضر مؤتمر سوتشي، حيث اعتبروا أنها الآن تضع النقاط الأساسية للمؤتمر، وذلك بعد لقاء جمع وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف وأعضاء هيئة التفاوض العليا للمعارضـة في موسـكو.

آهات النازحين

وفي هذا الصدد يرى عضو هيئة التفاوض السورية المستقيل القاضي خالد شهاب الدين: أن الجلوس مقابل العدو للتفاوض أمر طبيعي، لأجل أن تقوله له بأنه قاتل للأطفال ومدمر البلاد وتطالبه بالكف عن ارتكابه للمجازر وتفاوضه على خروجه وتضغط عليه للتخلي عن دعم القاتل الذي جلبه ليقتل السوريين الذين ثاروا عليه.
وأردف شهاب الدين قائلا لـ«القدس العربي»،أما أن تجالسه كحمامة للسلام وضامن لوقف المجازر التي يرتكبها بطائراته وتوسع الضحكات على دماء الشهداء واغتصاب المعتقلات والمعتقلين وآهات وصرخات النازحين والمهجرين فهذه قمة العار والاستهزاء على حد تعبيره. وأشار شهاب الدين إلى أن وزير الخارجية الروسي قد صرح مراراً وتكراراً ان اجندتهم لا تتعدى اصلاحات دستورية وانتخابات مفبركة تبقي على الأسد كشماعة لاتفاقاتهم وشرعنة جرائمهم، بينما تصر هيئة التفاوض على الكذب والسير قدماً في تنفيذ المؤامرة.
واعتبر أن هيئة التفاوض منذ قبولها بضم منصة موسكو رغم تحفظها على رحيل بشار الأسد في بداية المرحلة الانتقالية، بل وتحفظها على ذكر إيران كمحتلة، وإخفاء ذلك التحفظ لما بعد تشكيل الهيئة المشبوهة قاصدين بذلك تنفيذ ما هو مخطط ومدبر بليل وينفذ الآن. ويرى أن هيئة التفاوض السورية ستسقط وتحاسب على أفعالها ، وسيبقى الشعب السوري الحر وينتصر بثورته ولن تضيع الدماء الذكية ولن يضيع حق المغتصبات والمعتقلين والمهجرين.

سوتشي… بقاء الأسد

وفي سياق متصل أصدر ثوار سوريا بياناً قالوا فيه أن أجندة مؤتمر سوتشي الروسي واضحة الأهداف، حيث ترمي لبقاء بشار الأسد في السلطة لشرعنة كافة جرائمه وجرائم الروس في سوريا كما تشرعن بقاءه الاتفاقيات التي عقدها مع الروس والإيرانيين.
واعتبر البيان الذي تسلمت لـ«القدس العربي»، نسخه منه: أن مؤتمر سوتشي مسار مضاد تماماً للمرجعية القانونية التفاوضية في سورية بل ينسفها ويفرض الحل الروسي في تأهيل بشار الأسد واعتبار كل من ثار عليه إرهابي تجب معاقبته قانوناً. وأشار إلى أن الانتقال السياسي للسلطة في سوريا هو جوهر الحل السياسي وما عدا ذلك إنما يناقش من خلال الانتقال السياسي ولا يمكن الحديث عن العملية الدستورية والانتخابات قبل الانتقال السياسي وهو مخالف لما نص عليه بيان جنيف 1 والقرارين 2118 و2254 وعلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي منع روسيا من انتهاك الشرعية الدولية ونعي هذه المنظمة الدولية وتهميشها وإثبات مصداقية قراراتها التي نسفها الفيتو الروسي. كما اعتبر كل من سيحضر سوتشي باسم الثورة السورية متدخلاً في الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها نظام بشار الأسد والاحتلالان الروسي والإيراني سيما منها القتل العمد والاغتصاب للمعتقلات في سجون نظام بشار لأنه يشد من عزيمة المجرم لارتكاب المزيد من الجرائم بحق السوريين بل ويشرعن كل جرائم نظام بشار الأسد والاحتلال الروسي والإيراني.
و أشار المعارض السوري المنسحب من مؤتمر الرياض بريتا حاج حسن إلى أنه في الوقت الذي تقصف به طائرات روسيا ادلب وريفي حماة وحلب كان وفد هيئة التفاوض في موسكو. ورأى حاج حسن أنه يجب تعليق المؤتمرات كافة لحين الوصول إلى جدول عمل تنفيذي بخصوص القرارات الدولية، خصوصا بعد التصريحات الروسية المتكررة بعدم مناقشة رحيل الاسد، ناهيك من أنها ليست دولة حيادية وانما محتلة، وبالتالي هي تريد تعويم الاسد والالتفاف على القرارات الدولية.
واعتبر في تصريح لـ«القدس العربي»، أن هدف زيارة هيئة التفاوض لموسكو هو تغيير الموقف الروسي، لكن أي خطوة يجب ان يكون لها تخطيط ومقومات نجاح، وبالتالي فإن هذه الخطوة كانت مطباً أوقع الوفد وهيئة التفاوض وحتى الائتلاف في فخ السقوط المدوي. وأوضح: صحيح أن روسيا هي كل المشكلة وبالتالي هي جزء كبير من الحل، إلا أن تصريحاتها المتكررة وعملها الدائم للحفاظ على الاسد يصبح من الغباء السياسي وليس الحنكة السياسية اللجوء اليها، حيث كان الاحرى بالمعارضة ان تضع خطة كاملة للمرحلة الانتقالية وتشارك بها الشعب وتطرحها من القاعدة إلى القمة، لكنها ما زالت تخوض التجارب نفسها وتتوقع نتائج مختلفة.

انتقادات واسعة لزيارة وفد هيئة التفاوض إلى موسكو وناشطون يطلقون هاشتاغات ضدها

عبد الرزاق النبهان

نائب وزير في مكتب نتنياهو يزعم أنها جزء من مسرحية فلسطينية

Posted: 24 Jan 2018 02:23 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: بادر مايكل اورن نائب الوزير في مكتب نتنياهو، إلى إجراء نقاش في الكنيست حول ما إذا كانت عائلة التميمي من قرية النبي صالح غرب رام الله، هي عائلة «حقيقية». وحسب أورن، فقد طرح الموضوع للنقاش قبل أكثر من عامين، عندما ترأس لجنة فرعية سرية في لجنة الخارجية والأمن. ففي حينه أثار الاشتباه بأن المقصود «عائلة ليست حقيقية تم تركيبها بشكل خاص في خدمة الدعاية الفلسطينية». 
وقالوا في مكتب اورن ان «التكهن النهائي هو أن المقصود عائلة انضم اليها تدريجيا، أولاد يلائمون الصورة التي يبحثون عنها» ، لكنه وفقا لمكتب اورن «لا يوجد استنتاج قاطع في الموضوع». 
ووصف اورن «المسؤول عن الدبلوماسية» في ديوان نتنياهو، وسفير إسرائيل السابق لدى الولايات المتحدة، تسلسل الأمور، قائلا «فحصنا الكثير من الجوانب المتعلقة بظاهرة التميمي. مثلا، كان هناك طفل ينتمي ظاهرا إلى العائلة ولكنه اختفى قليلا. وكان يصل إلى التظاهرات مرة مع جبس على يده اليمنى، وفي اليوم التالي مع جبس على اليد اليسرى، أو بدون جبس. فحصنا مظهر العائلة، وما إذا كان مظهر أفرادها قد اختير كما هم، وجوه منمشة، فاتحة، واللباس، أيضا، لباس أمريكي تماما غير فلسطيني، مع قبعات بيسبول معكوسة، حتى أن الأوروبيين لا يرتدون قبعة البيسبول معكوسة. كل شيء كان جاهزا، بعد الاستفزاز أو الشجار كانت تصدر ملصقات أو حتى قمصان تحمل صور الولد. كل شيء كان جاهزا. هذا ما يسمى «باليوود» دمج بين كلمتي فلسطين وهوليوود بالإنكليزية. وتدعي إسرائيل أن الفلسطينيين يستخدمون مجموعات لتمثيل أمور غير صحيحة في إطار حربهم الدعائية ضد إسرائيل.
وأضاف نائب الوزير:» لقد شاهدنا أشرطة الفيديو ورأينا أطفالا مختلفين، وما يثير الاهتمام هو أن القاسم المشترك بين الأطفال هو مظهرهم ولباسهم، وبالفعل طرح السؤال حول ما إذا كانوا هم نفس أفراد الأسرة أم أن هناك من يعزز الأسرة بأطفال يتم اختيارهم حسب مظهرهم الخارجي». 
وطبقا لما ذكره اورن، فقد تم أيضا اختيار لقب لمجموعة المتظاهرين. وقال «بيني وبين فريقي نعتناهم باسم برايدي بانتش – التي لم تكن عائلة حقيقية، بل كانوا ممثلين». وبطبيعة الحال علينا أن نفحص هذه المسألة، كم ينتمون حقا إلى أسرة التميمي. في النهاية، لم نتمكن من نفي الإمكانية أو تأكيدها». ويقول أورن إنه «على الرغم من أنه كان هو الذي أثار إمكانية أن تكون هذه العائلة غير حقيقية، فإن مسؤولي الأمن يعرفون التقييم. لقد شارك الشاباك ومجلس الأمن القومي ومنسق أعمال الحكومة في المناطق (الضفة الغربية المحتلة)، ولم نتوصل إلى نتيجة قاطعة نهائية، حول ما إذا كان الجميع ينتمون حقا إلى أسرة التميمي». ويدرك نائب الوزير أن هذا يبدو وكأنه مؤامرة، ولذلك أراد التأكيد على أنه «لم نصل إلى استنتاج، وإنما درسنا الإمكانية». 
ويضيف أورن أن الشكوك لم تنشأ عبثا. وقال «نحن نعرف عن باليوود منذ سنوات». ووفقا له، عندما كان سفيرا في فترة عملية «عامود السحاب» في غزة، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» صورة كبيرة لأب يحمل حزمة وتحيط به نصف دائرة من الحجارة، وكان العنوان: أب فلسطيني يبكي ابنه الرضيع الذي قتل في تفجير للقوات الجوية. نظرت إلى الصورة، أنا لست خبيرا، ولكن شاهدت ان نصف الدائرة هذه كان مثاليا جدا، والجميع يقفون هناك مع نفس التعبير.» وقال اورن إن صحيفة «واشنطن بوست» أكدت له أن هذه الصورة لم تكن ملفقة وهي من وكالة فرانس برس. ولكن بعد ستة أسابيع «أصدرت الأمم المتحدة، وبالذات هي من بين جميع العناصر، بيانا مفاده أن الصورة ملفقة، ولكن الضرر كان قد حدث بالفعل. إنها الصناعة نفسها. إنهم يعرفون كيفية استغلال وسائل الإعلام الدولية». 
ويعتقد أنه لم يتم قول الكلمة الأخيرة بعد. وقال في حديث لصحيفة «هآرتس»: «يجب أن نواصل التحقيق، وأن نصل أيضا إلى مصادر النشاط، من هم المخرجون؟.. ومن هم الممولون، ومن هم منتجو باليوود؟.. هذا يسبب لنا الضرر ويسبب أيضا الضرر لأولئك الأطفال الفلسطينيين».
ورغم محاولة أورن التشكيك بوجود عائلة التميمي، إلا أن «القدس العربي» كانت قد تحدثت سابقًا مع باسم التميمي والد الطفلة المعتقلة عهد وزوج الأسيرة ناريمان التميمي، من قرية النبي صالح القريبة من رام الله. وأكد باسم أن كافة سكان النبي صالح من عائلة التميمي، وكذلك قرية دير نظام القريبة منها فإن غالبية سكانها من العائلة ذاتها.

نائب وزير في مكتب نتنياهو يزعم أنها جزء من مسرحية فلسطينية
إسرائيل تشكك في وجود عائلة التميمي

زيارة بنس تجدد الجدل حول تمثيل الفلسطينيين في برلمان إسرائيل إن كان يخدمهم أو يخدمها

Posted: 24 Jan 2018 02:22 PM PST

الناصرة ـ «القدس العربي»: «فور بدء مايك بنس بتقديم خطابه في البرلمان الإسرائيلي رفع النواب العرب لافتة كتب عليها بالعربية والإنكليزية «القدس عاصمة فلسطين»، وسرعان ما انقض عليهم رجال الأمن وطردوهم بقسوة من القاعة، فهل يمكنك أن تتخيل طرد نواب سود من الكونغرس بحالة مماثلة؟». هكذا تساءلت أندريه ميتشال الصحافية الأمريكية الشهيرة العاملة في شبكة «إن بي سي» أمس، في تقريرها عن زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس لإسرائيل.
هذا التساؤل لم يجد له صدى في إسرائيل عدا أصوات قليلة باتت أشبه بالصرخة في الصحراء، منها صحيفة «هآرتس» التي كرست افتتاحيتها أمس لهذا التصرف العنيف غير الديمقراطي، وسط تساؤل :ممثلية فلسطينيي الداخل في الكنيست تخدم مصالحهم أم تضع الذخائر الدعائية بيد إسرائيل؟. وحملت «هآرتس» على المعارضة الإسرائيلية التي صمتت على طرد نواب القائمة العربية المشتركة وتماثلت بذلك مع الحكومة. موضحة أن صمت أعضاء المعارضة ينسجم تماما مع التصفيق الحاد من قبل كبار مسؤولي الحكومة اليمينية الخطيرة، أثناء الطرد غير المسبوق لكتلة كاملة من الكنيست، ومع الصمت على التحريض الدموي من قبل وزراء على النواب العرب ونعتهم بالخونة والطابور الخامس.
وتابعت في قراءتها لما حصل «كان رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، بالذات، الذي شارك بالتصفيق هو الآخر لطرد النواب العرب قد رسم حدود الرسمية الإسرائيلية: تلك التي تتكشف، مرة بعد أخرى، في لحظات الاختبار الديمقراطي، بأنها ليست أكثر من مرادف للقاسم اليهودي المشترك بين جميع المعسكرات السياسية. قاسم مشترك أضيق من أن يستوعب المواطنين العرب».
واستذكرت «هآرتس» الصحيفة المتميزة بتوجهات صهيونية ليبرالية تصريحات رئيس القائمة المشتركة، النائب ايمن عودة الذي قال انه «يفاخر بقيادة القائمة في هذا الاحتجاج القوي والمشروع ضد نظام ترامب – نتنياهو، ضد اليمين المتطرف، الذي يمجد العنصرية والكراهية ويتحدث عن السلام كضريبة شفوية، بينما يفعل كل شيء من أجل إبعاد السلام». واقتبست ما قاله عودة بأن «احتجاجنا في الكنيست كان باسم كل المواطنين الذين يعارضون الاحتلال ويحلمون بالسلام». وتابعت «إنه على حق، فنواب القائمة المشتركة كانوا الوحيدين الذين مثلوا بإخلاص المعارضين للاحتلال وأنصار السلام والديمقراطية في إسرائيل». وخلصت لتجديد هجمتها على المعارضة بالقول «أثبت نواب المعارضة في عدم مبالاتهم المعتادة، أن من يقف على رأسهم ليس إلا نتنياهو بشحمه وعظمه، وأنهم يستحقون دورهم الهامشي في مسرح الدمى القومي الذي يديره رئيس الحكومة».

الائتلاف يعيد «قانون المؤذن» للنقاش

ومن باب الانتقام من النواب العرب دفع الائتلاف الحكومي مجددا قانون المؤذن، الذي يحد من استخدام المكبرات في المساجد. عمليات تضييق الخناق على النواب العرب وإبداء الحساسية الهستيرية من قبل إسرائيل حيال يهوديتها اليهودية وإمعانها في إقصاء المواطنين العرب فيها (%17) أثارت في الأيام الأخيرة نقاشا قديما حول هل ولماذا يحتاج فلسطينيو الداخل للتمثيل البرلماني، وهل هم يجنون ربحا سياسيا من ذلك أم أن إسرائيل تستغل تمثيلهم هذا كباقة ورد على طاولتها ولتزيين ديمقراطيتها في العالم؟ هذا الجدل تجدد خاصة في منتديات التواصل الاجتماعي والمحافل السياسية داخل أراضي 48.

عالقون معنا

هذه الممثلية العربية الفلسطينية في الكنيست تعكس معضلة المتبقين في وطنهم، المواطنون الفلسطينيون العالقون منذ 70 عاما على خيط رفيع بين وطنهم ومواطنتهم، خيط أبو النحس المتشائل بطل رواية إميل حبيبي الذي تنازعته هويتان مدنية ووطنية. هؤلاء السكان الأصليون عالقون في وضع حساس في ظل دولة بنت كينونتها على أنقاض شعبهم وعلى حسابهم، ترى بذاتها دولة اليهود وتمارس كل صنوف الإقصاء والتمييز العنصري وغمط الحقوق المدنية والسياسية ومحو الهوية الوطنية، فكيف يمكن لهم دخول برلمانها منذ الانتخابات الأولى عام 1949؟
يرى قادة العمل السياسي بأغلبية فعالياته السياسية أنه ليس هناك خيار سياسي آخر أو أفق حقيقي خارج المواطنة. لذا فإن التمثيل العربي في الكنيست قرار سليم، وهو يتيح منبرا لصوت سياسي احتجاجي تطمسه إسرائيل ولا يسمعه العالم، ومنصة لمقارعة الظلم وإبراز أحد تجليات الدولة ثنائية القومية وتعزيزها، في مقابل محاولات إسرائيلية لمنع نشوئها وتطورها، مما يفسر الصدمة الكبيرة التي ألمت بها يوم نجح فلسطينيو الداخل بتوحيد صفوف أحزابهم من الإسلامي حتى الشيوعي في تشكيل قائمة عربية مشتركة عام 2015 وتشكل اليوم الكتلة الثالثة في الكنيست بكل ما تحمله هذه الحقيقة من معان لمفاعيل نفسية وسياسية. ويرى النواب العرب أنفسهم أنه علاوة على الناحية الرمزية و التمثيلية – السياسية لفلسطينيي الداخل كأقلية وطن قومية الرمزية يساهم وجودهم في الكنيست كما في الماضي البعيد في صيانة بقائهم من العبث به، إضافة إلى خدمة قضايا مطلبية تتعلق بالحقوق المدنية والميزانيات.

وجود العرب في برلمان إسرائيل يخدم دعايتها

هذا ما يراه أيضا المحاضر في العلوم السياسية البروفسور أسعد غانم الذي يسارع للتنبيه للحجم الحقيقي لهذا التمثيل بالقول، إن من ينتظر تغييرا جذريا استراتيجيا في واقع المواطنة من خلال هذه المندوبية البرلمانية وعبر أداء مختلف ( مهادن أو معتدل أكثر) على يد النواب العرب فهو واهم. في المقابل رفضت الحركة الإسلامية المحظورة بقيادة الشيخ رائد صلاح القابع في السجن الآن، المشاركة في انتخابات الكنيست وتحرمها. بل إن الانشقاق في الحركة الإسلامية الفلسطينية في الداخل بين «شمالية» بقيادة رائد صلاح، وبين جنوبية بقيادة الشيخ الراحل المؤسس إبراهيم نمر درويش قد وقع عام 1996 على خلفية أن أحد أجنحتها أراد خوض الانتخابات من منطلق حماية المشروع الناشط «في بطن الحوت الإسرائيلي».
وتتفق مع الحركة الإسلامية حركة «أبناء البلد» التي تعتبر امتدادا للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وتنادي بالعمل الميداني، وترى بالمشاركة في انتخابات الكنيست وقوعا بالحرام السياسي.
ويدلل الطرفان المعارضان للكنيست على رؤيتهما بالإشارة إلى أن الدروز الفلسطينيين ( 10 ٪ من فلسطينيي الداخل) ورغم خدمة أبنائهم في الجيش الإسرائيلي فإن بلداتهم لا تختلف عن بقية البلدات العربية من ناحية البنى التحتية والفوقية. وهذا ربما ما دفع الكاتب مرزوق حلبي ابن الطائفة المعروفية للتعقيب على طرد النواب العرب للدعوة للتفكير ببديل استراتيجي للفلسطينيين في الداخل يشمل نضالا شعبيا ميدانيا من خارج الكنيست وبالشراكة العربية ـ اليهودية.

فيل في الغابة

لكن أوساطا أخرى تحذر من أن انسحاب الأحزاب العربية من الكنيست لن يبقيها فارغة من العرب لأن إسرائيل ستشجع «عربا معتدلين على مقاساتها» لدخول برلمانها بدلا من النواب الحاليين « لاستمرار تحقيق غايات دعائية حول «ديمقراطية الفيلة وسط الغابة الشرق أوسطية». لا شك أن هذا مفيد لإسرائيل وحتى بنس نفسه رد على رفع اللافتات من قبل النواب العرب بالإشارة لـ « الديمقراطية الفوارة الحيّة « مشيدا بها بحرارة.
ولذا يرى رائف زريق المحاضر في الفلسفة في جامعة تل أبيب أن فلسطينيي الداخل عالقون في وضع سياسي مركب، وأن مندوبيتهم في برلمانها لها ما لها وعليها ما عليها، لافتا لاستفادة إسرائيل أيضا من هذه اللعبة البرلمانية. في المقابل يقول أيضا إن الأغلبية اليهودية المهاجرة عالقة مع من هم سكان أصليون وباتوا أقلية مهمة كما وكيفا، منوها إلى أن هذه الأغلبية اليهودية تعي أن الأقلية الفلسطينية في داخلها ستحول الدولة اليهودية يوما ما لثنائية القومية من داخل وخارج الكنيست، داعيا لترشيد العمل السياسي بتغليب الوطن على الحزب وبابتكار أدوات عمل غير مهترئة.

زيارة بنس تجدد الجدل حول تمثيل الفلسطينيين في برلمان إسرائيل إن كان يخدمهم أو يخدمها

محكمة مصرية تقضي بعدم اختصاصها في سحب نياشين وأوسمة مرسي

Posted: 24 Jan 2018 02:22 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: قضت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة في منطقة عابدين، أمس الأربعاء، بعدم الاختصاص الولائي في الفصل في الدعوى المقامة من المحامي أشرف فرحات، والتي تطالب بسحب النياشين والأوسمة الممنوحة للرئيس المعزول محمد مرسي.
وأحالت المحكمة الدعوى إلى محكمة القضاء الإداري في مجلس الدولة، وحددت جلسة 28 فبراير/ شباط المقبل لنظرها.
واختصم فرحات في دعواه كلا من رئيس الجمهورية بصفته، والنائب العام، ووزيري الداخلية والخارجية.
وطالبت الدعوى بضرورة سحب جميع النياشين والأوسمة التي حصل عليها الرئيس الأسبق المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي؛ لانعدام صفته في الحصول على هذه الأوسمة.
وأكدت أن تلك السابقة، وهي أن يمنح رئيس جمهورية هذا الكم من النياشين والأوسمة والأنواط لنفسه، تعد الأولى من نوعها في تاريخ الرئاسة المصرية.
وتابعت: ليس من اللائق أن يحمل مرسي كل هذه الأوسمة وهو مُدان بالإضرار بمصالح مصر العليا وتهديد الأمن القومي المصري من خلال اتهامه بالتخابر مع دول وجهات أجنبية، حسب الدعوى.
كما استندت الدعوى إلى أن استمرار تلك الأوسمة والأنواط الشرفية ممنوحة للرئيس الأسبق «تمثل خطرا واضحا وإضرارا بمصالح البلاد وإهدارًا للمال العام؛ لأنه في حالة وفاته وهو حاصل على هذه الأنواط الشرفية سيكون لزاما على الدولة تشييع جثمانه في جنازة عسكرية»؛ حسب ما ورد في الدعوى.
وفي أثناء حكم مرسي لمصر من يوليو/تموز 2012 حتى يوليو 2013، حصل على عدد من الأوسمة والنياشين الرئاسية من بينها «قلادة النيل وقلادة الجمهورية، ووسام النيل الأكبر، وميدالية الجمهورية، ووشاح النيل، ونوط الجمهورية من الدرجة الأولى، ونوط الاستحقاق من الدرجة الأولى، ونوط العمل من الدرجة الأولى، ونوط العلوم والفنون من الدرجة الأولى، ونوط الرياضة من الدرجة الأولى، ونوط الاستحقاق من الدرجة الأولى، ونوط الامتياز من الدرجة الأولى»، وبعض هذه الأوسمة يترتب عليها مقابل مادي، والبعض الآخر هو مجرد تكريم رمزي.
وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية في عهد مرسي، ياسر علي، إن مرسي لم يحصل على أوسمة أو نياشين عسكرية، وبالتالي لن يتمتع بأي مميزات مادية كما يحدث مع من يمنح هذه الأوسمة.
وأوضح في تصريحات صحافية أن مرسي حصل فقط على أوسمة ونياشين مدنية وفقا للقانون رقم 12 لسنة 1972 الذي نص في مادته الثالثة على أن «يمنح الرئيس هذه الأوسمة»، مشيرا إلى أن هذه الأوسمة جاءت بمنطق وقوة القانون حيث لم يصدر بها أي قرار ولم يتخذ بشأنها أي إجراء، وأن هذه الأوسمة ليس لها أي مردود مادي.
وكانت محكمة مستأنف القاهرة للأمور المستعجلة قضت في حكم نهائي بعدم الاختصاص في دعوى مماثلة من المحامي ذات، طالبت أيضا بسحب النياشين والأوسمة الممنوحة للرئيس الأسبق محمد مرسي.

محكمة مصرية تقضي بعدم اختصاصها في سحب نياشين وأوسمة مرسي

مؤمن الكامل

القمة الافريقية الثلاثين في أديس أبابا تنافس قضية الصحراء

Posted: 24 Jan 2018 02:22 PM PST

الرباط – «القدس العربي» : يشارك العاهل المغربي الملك محمد السادس في القمة الأفريقية الثلاثين التي تعقد نهاية الأسبوع الجاري ‏في العاصمة الاثيوبية/ أديس أبابا، التي تعرف مشاركة أكثر من 40 من رؤساء الدول والحكومات ‏الأفريقية.‏
ومن المقرر ان يشارك ناصر بوريطة وزير الخارجية، اليوم الخميس في اجتماعات المجلس التنفيذي ‏لوزراء خارجية الدول الأعضاء، وتستمر يومين تمهيدا لاجتماعات رؤساء الدول والحكومات يومي ‏الأحد والاثنين، وهي المشاركة الثانية للعاهل المغربي بقمة أفريقية منذ عودة المغرب بداية العام ‏الماضي وقراره الالتحاق بالاتحاد الأفريقي والعودة للعمل الأفريقي المؤسساتي الجماعي، بعد غياب ‏دام 32 عاما احتجاجا على قبول منظمة الوحدة الأفريقية (الاتحاد الأفريقي لاحقا) عضوية الجمهورية ‏الصحراوية التي أعلنتها جبهة البوليساريو من جانب واحد.‏
وأعلنت إثيوبيا امس الأربعاء، استكمالها لجميع الترتيبات اللازمة لاستضافة القمة الأفريقية الثلاثين ‏تحت شعار «الانتصار في مكافحة الفساد: نهج مستدام لتحويل أفريقيا»، وانطلقت يوم الاثنين ‏الماضي، الأعمال التحضيرية للقمة على مستوى المندوبين الدائمين بالاتحاد، وتبدأ اليوم الخميس ‏اجتماعات المجلس التنفيذي لوزراء خارجية الدول الأعضاء، وتستمر يومين تمهيدا لاجتماعات ‏رؤساء الدول والحكومات يومي الأحد والاثنين.‏
وقال وزير الخارجية الإثيوبي ورقينه جبيوه، إن أكثر من 40 من رؤساء الدول والحكومات ‏الأفريقية سيشاركون في القمة، إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس وأضاف أن جميع ‏التسهيلات الضرورية اللازمة لاستضافة المشاركين في القمة قد اكتملت، وأن حكومة بلاده كعادتها ‏ملتزمة بإنجاح القمة، وجاهزة لاستقبال جميع المشاركين.‏
وقال إن القمة الأفريقية الثلاثين التي يشارك بها نحو 3 آلاف مشارك بينهم قادة الدول الأعضاء في ‏الاتحاد الأفريقي، ستشهد مشاركة إعلامية واسعة، بحضور أكثر من 400 صحافي من وكالات ‏الإعلام العالمية والأفريقية.‏
وقالت جبهة البوليساريو التي تناهض مغربية الصحراء التي كانت حتى 1976 تحت الاستعمار ‏الإسباني، وتسعى لإقامة دولة مستقلة عليها، إن نزاع الصحراء يستحوذ على حيز مهم في التقارير ‏المقدمة لاجتماعات المندوبين التي ستقدم للمجلس الوزاري قبل رفعها للقمة، خاصة تقرير اللجان ‏التخصصية المعنية بشؤون اللاجئين والنازحين في أفريقيا والتعاون متعدد الأطراف وتقرير اللجنة ‏الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب.‏
وقالت وكالة الأنباء التابعة لجبهة البوليساريو إن مسودة التقرير المقدم من اللجنة الأفريقية لحقوق ‏الإنسان والشعوب تطالب الاتحاد الأفريقي بالعمل على استكمال مهمة اللجنة وزيارة المناطق ‏الصحراوية التي أعلنت سنة 2012، ولم تستكمل وإن الاتحاد الأفريقي سيصادق على مقررات ‏تدعو المجتمع الدُّولي الى الاسهام في تحسين الوضع الصعب والقاسي للغاية الذي يعيشه اللاجئون ‏الضعفاء الذين ينتظرون تنظيم استفتاء بشأن تقرير المصير بإشراف الأمم المتحدة.‏
وتسعى الأمم المتحدة الى تفعيل الجزء الوارد في قرارات مجلس الأمن الدُّولي ذات الصلة بالنزاع ‏الصحراوي التي تتحدث عن دور للاتحاد الأفريقي في عملية السلام التي ترعاها المنظمة الدُّولية، ‏وهي إحدى النقاط التي بحثها الموفد الخاص للأمم المتحدة للصحراء، هورست كوهلر، في وقت سابق ‏من الشهر الجاري مع عدد من المسؤولين الأفارقة، وهو ما يتحفظ عليه المغرب بحكم الموقف غير ال‏متوازن للاتحاد من النزاع.‏
ووجه المبعوث كوهلر، وهو رئيس ألماني سابق وعين موفدا للصحراء بداية العام الحالي، دعوة ‏للمغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريو إلى برلين لإجراء مباحثات عن هذه المنطقة المتنازع ‏عليها، وذلك بعد توقف مثل هذه اللقاءات منذ 2009.‏
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة أمس الأول الثلاثاء في بيان «إن الموفد الشخصي للأمين العام ينوي ‏في كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير تنظيم مباحثات ثنائية مع الأطراف والدول المجاورة. وبعث ‏دعوات إلى وزير خارجية المغرب، ناصر بوريطة والأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي ‏ووزيري خارجية الجزائر وموريتانيا».‏
وقالت الأمم المتحدة إن المشاورات برعاية الرئيس الألماني السابق التي لم يحدد أي موعد لها، ‏ستجري في برلين.‏
ويأتي إعلان المشاورات بين أطراف النزاع الصحراوي في وقت تعرف به المنطقة توترا بعد ‏توغل قوات جبهة البوليساريو في الكركرات الواقعة في المنطقة الفاصلة الواقعة على حدود المغرب ‏مع موريتانيا.‏
وقال محمد الزهراوي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاضي عياض في مراكش، إن هورست كوهلر قام ‏قبل توجيه الدعوة بعدة جولات للعديد من الدول و»قد بدا من خلال زياراته لكل من مقر الاتحاد ‏الأوروبي والاتحاد الأفريقي، وعقد لقاء مع كل من الرئيس الرواندي ورئيس مفوضية الاتحاد ‏الأفريقي ومفوض السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي، أنه يبحث عن الدعم الدُّولي لإحياء عملية ‏المفاوضات بين الطرفين، غير أن إقحام كوهلر للاتحاد الأفريقي في جولته برغم درايته برفض المغرب ‏هذا التوجه، ربما كان الهدف منه هو الضغط على المملكة والتمهيد لجرها الى طاولة المفاوضات مع ‏البوليساريو».‏
ونقل موقع فبراير عن الزهراوي «من الواضح أن كوهلر في مقاربته الجديدة يحاول أن ينهج سياسة ‏الأمر الواقع، بحيث أن الدعوة الى التفاوض بهذه الطريقة المفاجئة، يضع المغرب أمام خيارين اثنين، ‏الأول، رفض العودة الى التفاوض، والتمسك بشرط التفاوض مع الطرف الرئيسي في الصراع وهو ‏الجزائر، والتمسك بعدة شروط أهمها حل الجمهورية الصحراوية المعلن عنها وتفكيك كافة الهياكل ‏والمليشيات التابعة لها.‏
وقال إن الخيار الثاني «وهو بمثابة انتكاسة للموقف المغربي وهو قبول التفاوض، لأن هذا ‏الخيار يخدم فقط أجندة خصوم المغرب، لاسيما وأن البوليساريو قامت بعدة مناورات آخرها في ‏الكركرات لجر المغرب الى المفاوضات حيث أن «عودة المغرب إلى طاولة التفاوض تعتبر هدية ‏مجانية للبوليسايو خاصة أن هذا التنظيم يعيش على إيقاع أزمات داخلية وانتكاسات دُولية وإقليمية ‏متعددة تنذر بقرب تفككه واندحاره.»‏

القمة الافريقية الثلاثين في أديس أبابا تنافس قضية الصحراء

محمود معروف

الأمم المتحدة: القتال قرب عفرين أدى إلى نزوح 6 آلاف شخص وتعليق القوافل الإنسانية

Posted: 24 Jan 2018 02:21 PM PST

نيويورك – «القدس العربي»: أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن قلقه الشديد إزاء تقارير القتال والعمليات العسكرية في منطقة عفرين بشمال غربي سوريا بالقرب من الحدود مع تركيا، حسبما جاء على لسان المتحدث باسم الأمم المتحدة ستافان دوجاريك. ويقدر مكتب الشؤون الإنسانية أن 324 ألفاً من الرجال والنساء والأطفال يعيشون في المنطقة، بمن فيهم 126 ألف نازح من الأراضي السورية.
وجاء في البيان: «لقي عدد من المدنيين مصرعهم بسبب القصف والقتال خلال الأيام القليلة الماضية. وفي حين أفيد بأن معظم القصف يتركز على المجتمعات القريبة من الحدود، فقد أبلغ عن وقوع غارات جوية على بلدة عفرين والمجتمعات المحلية المحيطة بها. كما تلقينا تقارير عن عمليات قصف عبر الحدود من سوريا إلى تركيا».
ويشير مكتب الشؤون الإنسانية إلى نزوح ما يقدر بخمسة آلاف شخص من المجتمعات المحلية الحدودية من بلدات بلبل وشنكال وادمانلي وحتى الأجزاء الوسطى من عفرين إلى القرى المجاورة، فضلاً عن نزوح ألف شخص آخر إلى أحياء مدينة حلب. وذكر دو جاريك أن الأمم المتحدة قد علقت مؤقتاً يوم الجمعة الماضي قوافل عبر الحدود التركية بسبب الحالة الأمنية، مما أثر على حركة 123 شاحنة كان من المقرر أن تجلب الغذاء والمأوى والمساعدات الصحية إلى سوريا هذا الأسبوع. هذا وتحث الأمم المتحدة جميع الأطراف، وتلك التي تتمتع بنفوذ عليها، على ضمان حماية المدنيين، والسماح لجميع الجهات الإنسانية بالوصول دون معوقات لتقديم المساعدة المنقذة للحياة لجميع المحتاجين.

الأمم المتحدة: القتال قرب عفرين أدى إلى نزوح 6 آلاف شخص وتعليق القوافل الإنسانية

عبد الحميد صيام

القطاع التجاري في غزة يدرس وقف استيراد البضائع رفضا لـ «الانهيار الاقتصادي» ودعوات للاحتجاج

Posted: 24 Jan 2018 02:21 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»: بشكل رسمي وضع القطاع التجاري الخاص في قطاع غزة على طاولة البحث، وقف عملية استيراد البضائع، بسبب ما تشهده الأسواق حاليا من حالة  «ركود اقتصادي» غير مسبوقة، بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض منذ 11 عاما، وعدم إنهاء حالة الانقسام، التي كان لها أثر كبير على تردي هذا الوضع الاقتصادي. في الوقت ذاته دعت فيه الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الى خروج مسيرات شعبية في كافة مناطق القطاع، احتجاجا على الوضع القائم.
وناقش رجال أعمال وتجار كبار تنفيذ خطة يتوقفون بموجبها عن استيراد البضائع للقطاع، في ظل حالة الكساد التي تواجهها الأسواق الغزية، وأثرت بشكل كبير على الحركة التجارية، وكبدت هؤلاء خسائر مالية كبيرة، دفعت بالكثيرين لإغلاق مشاريعهم.
وقال ماهر الطباع مدير العلاقات العامة والإعلام في الغرفة التجارية والصناعية في قطاع غزة لـ «القدس العربي»، إن التجار ناقشوا هذه العملية، وإن ما تبقى لهم فقط هو الاتفاق على آلية تطبيق هذا المقترح، كـ»خطوة احتجاجية تحمل رسائل لعدة أطراف».
وفي حال طبقت خطوة وقف عمليات الاستيراد من قبل تجار غزة، للسلع الواردة من معبر كرم أبو سالم، المنفذ التجاري الوحيد الذي تشرف عليه إسرائيل، فإن ذلك من شأنه أن يزيد من حجم الانهيار الاقتصادي الذي يعيشه القطاع منذ 11 عاما، وزادت آثاره منذ تسعة أشهر، بعد خصومات وضعتها السلطة الفلسطينية على رواتب الموظفين خاصة إذا ما طال السلع الأساسية.
وتحدث الطباع بشكل مفصل عن آثار الأزمة الاقتصادية التي يمر بها قطاع غزة، وكبدت القطاع التجاري خسائر تزداد يوما بعد يوم.
وقال إنه بسبب الحصار المفروض على سكان غزة من قبل إسرائيل، وما تلاه من خطوات اتخذتها السلطة الفلسطينية تجاه القطاع، شملت خصم نسب من رواتب الموظفين الحكوميين، منذ تسعة أشهر، تلقى القطاع الاقتصادي «ضربة قوية أدت لحالة الانهيار القائمة».
وأوضح أن الخصومات التي طالت رواتب الموظفين تقدر بـ 20 مليون دولار شهريا، وأنه بسببها فقدت أسواق غزة 180 مليون دولار خلال الأشهر الماضية، لافتا إلى أن هذه الأموال «الخصومات» هي ما كان يستخدمها الموظف بعد خصومات البنوك أو دفع إيجار المنازل ومصاريف الجامعات، في عمليات الشراء من الأسواق، مشيرا إلى أنها كانت حسب وصفه «المحرك الرئيس» للأسواق في غزة.
وأشار إلى أن هذه العملية وما تلتها أيضا من إحالة أعداد كبيرة من موظفي الحكومة في غزة الى»التقاعد المبكر» أدى إلى نقص كبير في السيولة المالية المتوفرة في الأسواق، وهو ما أثر على مجمل القطاعات التجارية سواء الصناعية أو محلات البيع، كاشفا النقاب عن لجوء الكثير من التجار خلال الشهرين الماضيين لإغلاق محالهم بشكل نهائي، قبل الدخول في السنة المالية الجديدة، التي تتطلب دفعه إيجار المحال، والتي لا تكفي إيراداتها الشهرية للمصروفات التي يحتاجها التجار.
وأكد الطباع كذلك أن هناك ورشا ومصانع بعضها أغلق وبعضها قلص نشاطه التجاري، للسبب ذاته ، ما أدى إلى ارتفاع نسب الفقر والبطالة بشكل أكبر في قطاع غزة.
يذكر أن نسبة البطالة في غزة كما أوردتها الأرقام الرسمية تقدر بـ 46 %، حيث يوجد ربع مليون شخص من عدد السكان الإجمالي المقدر بـ 2 مليون نسمة، من العاطلين عن العمل، وأن نسبة الفقر قفزت إلى %65، في حين ينعدم الأمن الغذائي عند %50 من أسر القطاع.
وفي غزة يمكن مشاهدة الكساد التجاري في الأسواق من خلال انعدام حركة البيع والشراء تقريبا، على مدار أيام الشهر، وذلك رغم العروض الكبيرة على السلع بشتى أنواعها، وفي مقدمتها اللحوم والملابس.
وسجل انخفاض اللحوم الطازجة إلى نحو النصف، وبات سعر كيلو لحم العجل 30 شيكلا، «الدولار يساوي 3.5 شيكل»، وطال الانخفاض سلعا غذائية مستوردة.
ويرجع تجار التجزئة الأمر إلى حاجة التجار الكبار للسيولة المالية، لتغطيه احتياجاتهم المالية، ودفع ما عليهم من أقسام مستحقة للبنوك، غير أن ذلك لم ينشط الحركة التجارية على النحو الذي يريده هؤلاء التجار.
وفي سياق حديثه لـ «القدس العربي»، أشار الطباع إلى أن الغرفة التجارية والقطاع الخاص في غزة، وجها رسالة إلى الرئيس محمود عباس، شملت شرحا لواقع الاقتصاد الغزي، في ظل الوضع القائم حاليا، تضمنت تقييم الجهات الدولية والمحلية لما يحدث.
يشار إلى أن تجار غزة نفذوا يوم الإثنين الماضي إضرابا عن العمل، أوصدوا بموجبه أبواب محالهم التجارية وأوقفوا العمل في الورش والمصانع، استجابة لقرار الإضراب، وجرى تشكيل «خلية أزمة»، من قبل الغرفة التجارية  حتى إنهاء الأزمة،  ووجهت خلاله دعوة عاجلة للمجتمع الدولي من أجل التدخل لتقديم المساعدة قبل «الانفجار».
وقال الطباع إن المشاركة الواسعة من قبل التجار في الإضراب، تعكس مدى تأثرهم من الواقع الاقتصادي، مشيرا كذلك إلى أن هناك خطوات احتجاجية أخرى ستنفذ خلال الفترة المقبلة.
وفي السياق أكد الخبير الاقتصادي عمر شعبان، أن النسب والأرقام «لم تعد كافية للتعبير عن حجم وعمق الكارثة الإنسانية في غزة». وكتب على صفحته على موقع «فيسبوك» يقول «الوضع في قطاع غزة بحاجة لتوصيف جديد لم تتناوله الأدبيات الاقتصادية والتنموية سابقا»، مضيفا «لا يمكن فهم أو إدراك حجم وعمق المأساة التي يرزح تحتها سكان قطاع غزة باستخدام النسب والمؤشرات الرقمية المعتادة مثل نسبة البطالة و الفقر وغيرها».
وأكد أن تداعيات الأزمة المتراكمة منذ سنوات بفعل عوامل الحصار والانقسام والتهميش «تنخر بقوة في النسيج الاجتماعي والضمير الجمعي لفلسطينيي القطاع»، لافتا إلى ارتفاع نسب الإعالة المباشرة وغير المباشرة، وإلى معاناة آلاف التجار من «الإفلاس وانهيار القوة الشرائية لمعظم الناس». وأشار إلى أن الركود الاقتصادي «غير مسبوق»، وتحدث كذلك عن «تزايد مرعب في مؤشرات التطرف والإحباط والرغبة في الانتحار». وأكد أنه بفعل الأزمة التي يعيشها القطاع دخل المجتمع كله في «حالة اكتئاب جماعي».
وقال إن الكارثة الإنسانية ليست من صنع الاحتلال وحده، مشيرا إلى أن الانقسام والتشتت الفلسطيني «قد عمق الكارثة».
وتشهد الساحة الغزية حاليا مطالبات للمحاكم والنيابة العامة، بوقف إصدار أوامر الحبس للمواطنين والتجار الذين عليهم «ذمم مالية»، للغير بسبب الأزمة.
إلى ذلك دعت الجبهة الشعبية، سكان غزة للمشاركة في فعاليات احتجاجية «رفضاً لإنهاك واستنزاف غزة وأهلها وشبابها ومؤسساتها بالجوع والفقر والحصار والفوضى والفئوية والحزبية».
وحددت الجبهة تواريخ وأماكن للاحتجاج، تشمل كافة مناطق القطاع، ودعت الأهالي للخروج للدفاع عن الحقوق الوطنية والسياسية والحياتية. وأكدت أن إنجاز اتفاقات المصالحة يعد «مفتاحا لحل المشكلات الوطنية والحياتية والمعيشية التي أثقلت كاهل المواطن».

القطاع التجاري في غزة يدرس وقف استيراد البضائع رفضا لـ «الانهيار الاقتصادي» ودعوات للاحتجاج
مدير الغرفة التجارية لـ «القدس العربي»: محال ومصانع كثيرة أغلقت بسبب الأزمة

سكان مدينة جرادة المغربية يعلقون لافتات على أبواب المنازل والمحال التجارية للتنديد بالوضع الاقتصادي

Posted: 24 Jan 2018 02:20 PM PST

الرباط –« القدس العربي»: إختار سكان مدينة جرادة المغربية صباح يوم أمس الأربعاء مواصلة احتجاجهم المندلع منذ عدة أسابيع بتعليق لافتات على أبواب المنازل والمحال التجارية والأسواق للتنديد بالوضع الاقتصادي.
ورفع السكان على أسوار منازلهم وفوق الأبواب وفي مداخل المحال التجارية تعليق لوحة على المنازل مكتوب عليها « منزل للبيع »، فيما اختار بائع ملابس وضع «جرادة للبيع ».
وجاء هذا الشكل الاحتجاجي في إطار برنامج لحراك جرادة التي تستعد لتنظيم مسيرة اليوم الخميس نحو حي المسيرة ذاتها المدينة، ويوم الجمعة بعد الزوال مسيرة نحو المقبرة لتجديد القسم.
وتعيش مدينة جرادة على وقع احتجاجات متواصلة للمطالبة بتوفير بديل اقتصادي بعد وفاة شابين شقيقين في مقتبل العمر«شهيدي الفحم»، جدوان والحسين، في بئر للفحم الحجري داخل إحدى الساندريات.
وبعد الشعارات في الشوارع و«الطنطنة»، لجأ أهالي المدينة إلى أشكال احتجاجية أخرى لتعبير السكان عن رفضهم مقترحات الحكومة، التي حملها إليهم كل من عزيز رباح وزير الطاقة والمعادن وعزيز أخنوش وزير الصيد البحري. وأطلق سكان جرادة، خلال الأسبوع الجاري، برنامجا نضاليا جديدا، بدأ، أمس الأول الثلاثاء، بمسيرة احتجاجية على تردي أوضاع مدينة، يقال إنها «مشلولة»، مطالبين ببديل اقتصادي، يغنيهم عن التوجه نحو «آبار الموت». وبعدما شيع جثماني «شهيدي الفحم» في مسيرة حاشدة، يوم 25 من شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي نحو مقبرة المدينة، وجهت قيادات «حراك جرادة» دعوة إلى السكان، للانضمام إلى مسيرة نحو المقبرة، يوم غد الجمعة، لتجديد القسم أمام مرقد الشهيدين، على الاستمرار في النضال حتى لا تبتلع «الساندريات» المزيد من شباب المدينة.
كما يخطط «حراك جرادة» لمسيرة إقليمية نحو ساحة الشهداء، يوم الأحد المقبل، إذ ينتظر أن يحمل المتظاهرون 43 نعشا، دلالة على عدد شهداء الساندريات، فيما لا تزال الشعارات الرافضة لمقترحات المسؤولين المحليين لوقف مظاهر الاحتجاج مرفوعة في جرادة.
واجرى عزيز رباح، لقاءات ماراثونية مع مختلف مكونات النسيخ المدني، والسياسي للمدينة للتوصل إلى حل يوقف الاحتجاجات، إلا أن عرضه ووجه بالرفض من طرف المحتجين، وهو الرد ذاته، الذي تلقاه عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بعد زيارته لجرادة، نهاية الأسبوع الماضي.

سكان مدينة جرادة المغربية يعلقون لافتات على أبواب المنازل والمحال التجارية للتنديد بالوضع الاقتصادي

العراق «يحشد» في دافوس لإعمار المناطق المدمّرة… تمهيداً لمؤتمر الكويت

Posted: 24 Jan 2018 02:20 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: يخطط العراق لحشد الدول، لمساعدته في إعادة إعمار المدن التي دمرتها الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، قبل موعد إجراء الانتخابات التشريعية في 12 أيار/ مايو المقبل، وتنفيذ شروط أبرزها إعادة النازحين وإعمار المدن المحررة، التي التزمت الحكومة بتنفيذها قبل ذلك الموعد.
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، التقى، على هامش مؤتمر دافوس الاقتصادي، برؤساء كبرى الشركات العالمية الاستثمارية، إضافة إلى كبار المستثمرين في مختلف المجالات، لـ«حشد الدعم للعراق قبل انعقاد مؤتمر إعادة الإعمار في العراق الذي سيعقد في الكويت». حسب بيان لمكتبه الإعلامي.
وقدّم طبقاً للبيان، «رؤية العراق المستقبلية لتطوير جميع القطاعات، والفرص الاستثمارية الكبيرة، بعد أن تحقق الانتصار على عصابات داعش الإرهابية وأهمية إعمار واستقرار العراق»، مبينا أن «العراق اصبح قصة نجاح كبيرة تحققت بفضل وحدة العراقيين، واننا مقبلون على عملية نهوض في الاقتصاد العراقي وخلق فرص العمل».
كذلك، حضر العبادي اجتماع زعماء منتدى الاقتصاد العالمي حول الحلول المشتركة للشرق الأوسط، بحضور عدد من رؤساء دول العالم والوزراء.
مشاركة العراق في مؤتمر دافوس تأتي تمهيداً لمؤتمر الكويت المخصص لدعم العراق، والذي من المقرر أن يعقد في شباط/ فبراير المقبل.
وعلى الرغم من الأضرار التي ألحقتها العمليات العسكرية في المحافظات الثلاث نينوى، وصلاح الدين، والأنبار، غير أن نسبة الضرر في محافظة نينوى يعدّ الأكبر، وخصوصاً في المدينة القديمة في الجانب الأيمن للموصل.

100 مليار دولار

وفي ظل الأزمة المالية التي يشهدها العراق بسبب انخفاض أسعار النفط، الذي يعدّ المورد المالي الوحيد للموازنة الاتحادية، تعوّل الحكومة على الدعم الدولي في توفير المبالغ اللازمة، التي تصل إلى ما يقارب 100 مليار دولار، لإعادة إعمار المرافق الحيوية في المناطق المحررة.
رئيس لجنة الخدمات والإعمار في مجلس محافظة نينوى، عبد الرحمن الوكاع، قال في مؤتمر صحافي، إن «الموازنة التي تأتينا من الحكومة المركزية تكاد لا تذكر أمام احتياجات المحافظة، لذلك نحن نعول على المؤتمرات الدولية، من بينها مؤتمر الكويت المرتقب، والدول المانحة والمنظمات الأممية لمساعدتنا في إعادة إعمار محافظة نينوى».
وأكد أن «أغلب نازحي نينوى هم من مناطق مدمرة كلياً، وخصوصا المدينة القديمة في الساحل الأيمن»، كاشفاً عن «أكثر من 11 ألفاً و200 وحدة سكنية مدمرة بالكامل في المدينة القديمة لوحدها».
وطبقاً للمصدر، فإن الحكومة المحلية تمتلك دراسة كاملة بشأن إعادة إعمار نينوى، لكن تنفيذها يحتاج إلى أموالٍ تفوق طاقة المحافظة بكثير.
ولم تخصص الحكومة الاتحادية أي مبالغ لإعادة إعمار نينوى، والمناطق الأخرى، في مشروع قانون الموازنة المالية لعام 2018، الأمر الذي قد يدفع أهالي نينوى إلى اللجوء إلى القضاء «لاسترداد حقوقهم».

دعوة قضائية ضد وزارة المالية

وقالت النائبة عن نينوى فرح السراج لـ«القدس العربي»، إن «مشروع قانون الموازنة لم يتضمن مبالغ لرواتب موظفي نينوى المنقطعة منذ ثلاث سنوات وثلاثة أشهر تقريبا، كما أنها لم تتضمن مبالغ البطاقة التموينية المنقطعة عن أهالي نينوى في الفترة ذاتها».
وأضافت أن «المحافظة تستحق سبعة آلاف درجة وظيفية لثلاثة أعوام (2014- 2015- 2016)، ولم نذكر موازنة 2017، بكونها لم تتضمن تعيينات للمحافظات».
ووفقاً للسراج، فإن الحال وصل في مدينة الموصل لدرجة أن «معلماً واحداً يدرس خمسة صفوف، بسبب نقص الكادر التدريسي، الذي لا يتناسب وعدد الطلاب في نينوى، خصوصاً إن تربية المحافظة سجلت دخول مليون طالب في العام الدراسي الحالي».
ورأت أيضاً إمكانية «جمع تواقيع خمسة آلاف موظف، لرفع دعوى قضائية على وزارة المالية للمطالبة بصرف رواتبهم المدخرة»، مبينةً إن «الطريق القانوني والقضائي سيكون مفتوحا أمام أهالي نينوى لاسترداد حقوقهم».
وتابعت: «أرسلنا مطالبنا بشأن الموازنة (11 فقرة) إلى الحكومة، لكنها لم تأخذ بها، ولم تجر أي تعديلات على الموازنة»، موضحة إن «القضية ليست سياسية أو تهدف إلى إحراج رئيس الوزراء، بل إنها مسألة حقوق يجب أن تعاد».
ولا يختلف الوضع كثيراً في نينوى عن محافظة الأنبار الغربية، التي تعان هي الأخرى من دمار كبير في البنى التحتية، نتيجة عمليات التحرير.
وأوضح النائب عن محافظة الأنبار سالم العيساوي لـ«القدس العربي»، أن «مناطقنا ومحافظاتنا أنهكت بسبب الحرب ضد داعش»، مضيفاً ان «البنى التحتية مدمرة».
وتعتزم الحكومة الاتحادية إعادة إعمار المناطق المحررة وعودة النازحين إليها، قبل موعد إجراء الانتخابات.
غير إن العيساوي يرى أن ذلك المسعى لا يمكن تحقيقه في ظل «عدم توفر الإمكانات الفنية في مناطقنا»، لافتاً إلى ان «مطالب تأجيل الانتخابات واقعية ومنطقية، وعلى الحكومة توفير البيئة المناسبة لإجراء الانتخابات قبل الذهاب إليها».
كما أشار إلى أن «مفوضية الانتخابات تحتاج إلى مبالغ مالية لإجراء الانتخابات في موعدها، وحتى الآن لم تتسلم شيئاً».
لكن النائبة عن التحالف الوطني حمدية الحسيني، أكدت لـ«القدس العربي»، استعداد الحكومة لتوفير الأموال اللازمة لمفوضية الانتخابات من أجل إجراء العملية الانتخابية في وقتها المحدد، «سواء في حال صادق مجلس النواب على موازنة 2018 أو لم يصادق».

العراق «يحشد» في دافوس لإعمار المناطق المدمّرة… تمهيداً لمؤتمر الكويت
بينها أكثر من 11 ألف وحدة سكنية في الموصل القديمة
مشرق ريسان

الأمم المتحدة: الوضع الأمني في مالي في تدهور مستمر

Posted: 24 Jan 2018 02:20 PM PST

نيويورك (الأمم المتحدة) ـ «القدس العربي»: يتواصل تدهور الوضع الأمني في مالي في ظل زيادة الهجمات ضد بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام وقوات الدفاع والأمن المالية، وتمكنت الجماعات الإرهابية وخاصة جماعة نصرة الإسلام والمسلمين من تحسين قدراتها وتوسيع نطاق عملياتها، جاء ذلك في أحدث تقرير يقدمه الأمين العام للأمم المتحدة حول الوضع في مالي، إلى مجلس الأمن الدولي.
ويذكر التقرير أن الحالة الأمنية في شمال ووسط مالي تثير القلق البالغ، وخاصة في منطقتي موبتي وسيغو حيث وقع عدد من الحوادث والأعمال الإرهابية يفوق ما شهدته مناطق مالي الشمالية مجتمعة. جون بيير لاكروا وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام استعرض التقرير أمام مجلس الأمن، قائلا: «عززت بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي (مينوسما) دعمها لقوات الدفاع والأمن المالية في وسط البلاد، بعد توقيع مذكرة تفاهم مع الحكومة في الثامن من نوفمبر.
وتساعد البعثة في تحديث الإجراءات الأمنية لست قواعد تابعة للقوات المسلحة المالية، بالإضافة إلى استمرار تقديم المساعدة لعمليات إجلاء المرضى والضحايا. أود أيضا أن أرحب بالتقدم المحرز على المسار التشغيلي للقوة المشتركة لدول المجموعة الخماسية لمنطقة الساحل، وأيضا بقيام الأمانة العامة للمجموعة بتشكيل خلية تنسيق للإشراف السياسي على عمل القوة المشتركة».
والدول الخمس هي موريتانيا ومالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو. وأثنى تقرير الأمين العام على التزام الدول الأعضاء في المجموعة الخماسية لمنطقة الساحل بالتصدي للإرهاب والجريمة المنظمة عبر الوطنية والأخطار التي تهدد السلم والأمن، من خلال تشكيل القوة المشتركة.
وأشار الأمين العام، في تقريره، إلى أن عملية السلام لم تسفر سوى عن بعض النتائج الملموسة. وقال إن إجراء انتخابات شفافة ونزيهة وسلمية أمر أساسي لتنفيذ الاتفاق. وكما ورد في التقرير فإن استكمال الانتخابات الرئاسية والتشريعية خلال عام 2018، سيمهد السبيل أمام استعادة سلطة الدولة وسيكون حاسما بالنسبة لمستقبل مالي. وأعرب الأمين العام، في تقريره، عن الحزن إزاء الخسائر المتواصلة والكبيرة في الأرواح في صفوف قوات الدفاع والأمن المالية وحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة.
وأشار إلى الفريق الذي عينه بقيادة الجنرال البرازيلي كارلوس ألبرتو دوس سانتوس كروز للنظر في عمل جميع بعثات حفظ السلام التي تحدث فيها وفيات وإصابات بسبب العنف ومنها بعثة المينوسما. وحول التوصيات المقدمة من الفريق، قال وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام جون بيير لاكروا»: «عملية المراجعة التي أجراها مؤخرا الجنرال سانتوس كروز سلطت الضوء على الحاجة إلى تعزيز جهودنا لضمان تلقي جميع حفظة السلام التدريبات والمعدات الضرورية للعمل في مثل هذه الظروف العدائية. ونعمل حاليا مع المينوسما لاتخاذ كل التدابير الضرورية لتطبيق توصيات التقرير».
وفي تقريره أبدى الأمين العام امتنانه لممثله الخاص في مالي محمد صالح النظيف لجهوده الدؤوبة ومساعيه الحميدة التي ساهمت في استعادة بعض الزخم لعملية السلام. وشجع الجزائر، بوصفها الوسيط الرئيسي، على مواصلة دعم الزخم المتجدد لتنفيذ اتفاق السلام.

الأمم المتحدة: الوضع الأمني في مالي في تدهور مستمر

عبد الحميد صيام

حراك الريف يتحول إلى الهدف الرئيسي للاستخبارات والدبلوماسية المغربية في أوروبا 

Posted: 24 Jan 2018 02:19 PM PST

مدريد-«القدس العربي»: يحتضن برلمان الأندلس ذات الحكم الذاتي غدا الجمعة نشاطا حول تطورات حقوق الإنسان في حراك الريف وكذلك العلاقات المغربية-الأندلسية. ويأتي هذا النشاط السياسي والحقوقي ليبرز مدى تحرك الحركات الحقوقية المغربية ولاسيما الأمازيغية في القارة الأوروبية بعد الحراك.
ويحمل النشاط اسم «الوضع في الريف والأندلس: النضال وحقوق الإنسان في الضفة الجنوبية»، وهو من تنظيم جمعيات حقوقية، ويشهد مشاركة حقوقيين من المغرب مثل عزيز قطوف مسؤول الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في الناضور شمال البلاد والمحامي عبد الصادق البوشتاوي الشهير بدفاعه عن معتقلي الحراك ثم بعض أفراد عائلات المعتقلين وعلى رأسهم أحمد الزفزافي والد ناصر الزفزافي قائد الحراك.  ومن المحتمل عدم حضور الأخير بسبب عدم منحه تأشيرة من القنصلية الإسبانية في الأقل حتى مساء أمس الأربعاء. كما يشارك الصحافي إغناسيو سيمبريرو المتخصص في شؤون المغرب في هذا النشاط.
ويحظى حراك الريف في إسبانيا بدعم قوي من بعض الأحزاب القومية واليسارية وعلى رأسها ائتلاف وحدة الشعب الكتالاني ثم حزب اليسار الجمهوري الكتالاني وحزب بوديموس واليسار الموحد، بينما أخذ كل من الحزب الشعبي الحاكم والحزب الاشتراكي المتزعم للمعارضة مسافة من الحراك.
ويأتي النشاط المنظم في برلمان الأندلس ضمن تحركات الجالية المغربية وأساسا المنحدرة من الريف، الأمازيغ، التي استطاعت في ظرف شهور خلق دينامية سياسية في القارة الأوروبية للدفاع عن معتقلي الحراك وكذلك عن الأجندة الاجتماعية لمطالب الحراك. وعمليا، فقد نجح نشطاء الجالية من الريف ومناطق أخرى من المغرب استحضار ملف حراك الريف في برلمانات وطنية مثل بلجيكا وهولندا ودُولية مثل البرلمان الأوروبي علاوة على تنظيم عشرات التظاهرات في مختلف المدن الأوروبية شملت دولا مثل إسبانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا والدنمرك والنروج والسويد ضمن أخرى.
وتؤكد مصادر أوروبية لـ«القدس العربي» أن ملف نشطاء الأمازيغ في القارة الأوروبية تحول الى هدف رئيسي للاستخبارات والدبلوماسية المغربية خلال الثلاثة أشهر الأخيرة، واكستب أهمية أكبر من ملف التعاون في مجال الإرهاب وملف نزاع الصحراء الغربية. وعمليا، لم تكن الدولة المغربية تنتظر تحركا من هذا الحجم من طرف الجالية المغربية المنحدرة من الريف، ولا تعلم الأبعاد التي سيكتسبها مستقبلا في ظل وجود جيل جديد من الأوروبيين المنحدرين من شمال المغرب ولهم رؤية سلبية على تصرف السلطات المركزية المغربية مع منطقة الريف تأريخيا.
وكان حراك الريف قد اندلع خلال تشرين الأول/ أكتوبر من سنة 2016 في الحسيمة بعدما طحنت شاحنة للقمامة شابا اسمه فكري يتاجر في الأسماك، وانخرطت المدينة ونواحيها في نضال من أجل مطالب اجتماعية، لكن الدولة المغربية قامت بحملة اعتقالات كبيرة وأعطت للملف طابعا سياسيا بعدما تحدثت عن الانفصال وجلب أسلحة، وهي الاتهامات التي ينفيها المعتقلون وتثير سخرية المجتمع المدني في الشق المتعلق بالأسلحة.

حراك الريف يتحول إلى الهدف الرئيسي للاستخبارات والدبلوماسية المغربية في أوروبا 
حسين مجدوبي:

حزب «الوسط» المصري يدرس تجميد نشاطه بعد اعتقال أمينه العام

Posted: 24 Jan 2018 02:19 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: يدرس حزب الوسط المصري تجميد نشاطه، عقب اعتقال الأجهزة الأمنية أمينه العام محمد عبد اللطيف، أمس الأول، من منزله في منطقة الشيخ زايد، قرب القاهرة.
وقال الحزب في بيان، إن «إحدى قيادات الحزب تواصل مع بعض الجهات الرسمية فور القبض على عبد اللطيف، والتي أخبرته بأنَّ الأمر لا يعدو كونه سوء تفاهم وسيخرج خلال ساعات».
واستنكر الخطوة، معتبرا أن «اعتقال عبد اللطيف الذي لم يُخالف القانون يومًا ويلتزم بالدستور والقانون؛ يعد أمرا غير مفهوم».
وتساءل: «لا ندري هل هناك ارتباط بين اعتقال عبد اللطيف وما يجري في الوطن الآن؟»، في إشارة إلى منع عنان من الترشح في الانتخابات الرئاسية.
وحسب الحزب: «عبد اللطيف مارس النشاط العام السلمي القانوني منذ نعومة أظفاره، منذ كان طالبا في طب القصر العيني في أواسط السبعينيات من القرن الماضي، حيث اختير نائبًا لرئيس اتحاد طلاب كلية الطب».
وتابع أن «عبد اللطيف اختير عضوًا لمجلس إدارة اتحاد الناشرين المصريين عدة مرات، وأمينًا عامًا له، وبعدها رئيسًا لاتحاد الناشرين العرب لدورتين كاملتين، كما ساهم في تأسيس حزب الوسط منذ عام 1996 حتى ظهوره رسميًا في فبراير/ شباط عام 2011، واختير أمينًا عامًا للحزب منذ المؤتمر العام الأول عام 2012، ثم أعيد انتخابه أمينا عاما في المؤتمر العام الثاني الذي عُقد في 2016، وكان ريئسًا للهيئة البرلمانية لحزب الوسط في مجلس الشورى».
وكان عبد اللطيف تولى مسؤولية رئاسة حزب الوسط، بدلا من أبو العلا ماضي رئيس الحزب، في الفترة من يوليو/ تموز 2013 حتى أغسطس/أب 2015 التي سجن فيها الأخير.
وأكد حزب الوسط أنه يدرس تجميد نشاطه، بسبب استمرار اعتقال أمينه العام والمحامي عصام سلطان نائب رئيس الحزب، وحسام خلف الأمين العام المساعد للحزب وزوجته ابنة الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي.

حزب «الوسط» المصري يدرس تجميد نشاطه بعد اعتقال أمينه العام

موريتانيا: محامون فرنسيون يبدؤون مهمة الدفاع عن السيناتور غدة

Posted: 24 Jan 2018 02:18 PM PST

نواكشوط ـ « القدس العربي»: تابعت بعثة محاماة فرنسية برئاسة المحامي الفرنسي الشهير جان بيير منيار أمس في نواكشوط لقاءاتها للاطلاع على حيثيات ملف السيناتور الموريتاني محمد ولد غدة المعتقل منذ أشهر وكذا ملفات المتابعين الآخرين في ملف الرشاوى، وهم 11 عضوا في مجلس الشيوخ المنحل ونقابيان وأربعة صحافيين.
والتقت المحامون الفرنسيون رفقة محامين موريتانيين مباشرين لهذه الملفات، القاضي المكلف بهذه القضية، كما زاروا موكلهم السيناتور محمد ولد غدة في سجنه الذي يقيم فيه منذ الفاتح من سبتمبر/أيلول 2017.
وقابل المحامون الثلاثاء قاضي التحقيق بالديوان الثاني بمحكمة نواكشوط الغربية المكلف بالتحقيق في هذه الملفات.
وأكد المحامي منيار في تصريحات صحافية قوله «التقيت السيناتور غدة فوجدته رجلا معتزا بكرامته ومقاوما صابرا، وقد رفض إطلاق سراحه بحرية مؤقتة مطالبا بقرار براءة كاملة إنقاذا لشرفه، وهو الطلب نفسه الذي تفرضه المجموعة الخاضعة لإجراءات المتابعة».
وقال «الأشخاص الذين قابلناهم رجالا ونساء لا يمكن أن يكونوا أعضاء في جمعية أشرار، ويجب على موريتانيا وعدالتها أن يبقوا بعيدا عن متابعة أشخاص مارسوا بصورة نظامية حقهم الذي تمنحه لهم مواقعهم القانونية». ويشمل هذا الملف إضافة، لأعضاء مجلس الشيوخ المنحل وللنقابين والصحافيين، رجل الأعمال الموريتاني محمد ولد بوعماتو ومدير أشغاله محمد ولد الدباغ الموجودين خارج موريتانيا واللذين أصدر القضاء الموريتاني بحقهما مذكرات توقيف دُولية.
وبدأت تفاعلات هذه القضية يوم 17 مارس/أذار 2017 تأريخ تصويت مجلس الشيوخ المنحل ضد تعديلات دستورية تقدم بها الرئيس للبرلمان، واضطر بعد إسقاطها في مجلس الشيوخ، لتقديمها لاستفتاء شعبي نظم يوم الخامس من أغسطس 2017 وقاطعته المعارضة.

موريتانيا: محامون فرنسيون يبدؤون مهمة الدفاع عن السيناتور غدة

وقفة تضامنية اليوم مع أربعة صحافيين يتابعون أمام المحكمة الابتدائية في الرباط

Posted: 24 Jan 2018 02:18 PM PST

الرباط –« القدس العربي»: تنظم النقابة الوطنية للصحافة المغربية، اليوم الخميس، أمام المحكمة الابتدائية في الرباط، وقفة تضامنية مع أربعة صحافيين يتابعون على خلفية تسريب معلومات حول مناقشات برلمانية بشأن صندوق التقاعد.
ودعت النقابة كل الصحافيين والصحافيات الانخراط في الوقفة التضامنية مع «الزملاء الصحافيين الأربعة وهم: عبد الحق بلشكر- عبدالإله سخير- محمد أحداد- كوثر زكي، المتابعين في ملف لجنة تقصي الحقائق الخاصة في صناديق التقاعد».
وأثارت الدعوى القضائية التي رفعها مجلس المستشارين (الغرفة التشريعية الثانية) ضد الصحافيين الأربعة إضافة الى برلماني عن الكونفدرلية الديمقراطية للشغل، احتجاجات واسعة بالأوساط الصحافية والحقوقية، خاصة أن المجلس لم ينف ما ورد في تقارير الصحافيين، في وقت تدعو فيه الحكومة والنقابات الصحافية والمنظمات الحقوقية الى حرية تداول المعلومات.
وبعد إعلان الاحتجاجات، نفى رئيس المجلس الاستشاري، عبد الحكيم بن شماس، رفع الدعوى وقال إن مهمته كانت تحويل رسالة وصلته من رئيس لجنة ناقشت موضوع صندوق التقاعد، تتضمن دعوة وزير العدل لمتابعة الصحافيين.
ونشرت أمس الأربعاء وثائق تتحدث عن المسؤولية المباشرة لرئيس مجلس المستشارين في المتابعة الصحافيين والبرلماني أمام القضاء، على خلفية تسريبات لجنة تقصي الحقائق حول صندوق التقاعد.
وتظهر الوثائق، أن بنشماش راسل وزير العدل والحريات، بتأريخ 30 كانون الأول/ ديسمبر 2016، من أجل قيام النيابة العامة بإجراء بحث لتحديد المسؤوليات وترتيب المتابعات القضائية بشأن خرق سرية أعمال لجنة تقصي الحقائق حول الصندوق المغربي للتقاعد.
وأبانت الوثائق التي تحمل توقيع بنشماش أنه قدم معلومات دقيقة في المراسلة التي بعثها إلى مصطفى الرميد تحمل أسماء الصحافيين المتابعين حاليا والمنابر الإعلامية التي يشتغلون فيها وتواريخ نشرهم للمقالات التي تحتوي على معلومات حول ما توصلت به لجنة تقصي الحقائق بمجلس المستشارين حول صندوق التقاعد.
وحسب الوثائق التي نشرها محمد أحداد عبر حسابه على فيسبوك فإن حكيم بنشماش قام بتكليف كل من المحامين محمد باريكو وحسن السملالي لمتابعة القضية والترافع عن مجلس المستشارين في المحكمة.
وانكر في بلاغ أصدره، مسؤوليته في متابعة الصحافيين، محمد أحداد، عبد الحق بلشكر، كوثر زاكي، عبد الإله سخير، إضافة للمستشار البرلماني عبد الحق حيسان، في الملف المتعلق باللجنة النيابية لتقصي الحقائق حول الصندوق المغربي للتقاعد، موجها أصابع الاتهام إلى عزيز بنعزوز الرئيس السابق للجنة تقصي الحقائق، وأنه قام فقط ببعث مراسلة توصلها منه بخصوص خرق سرية أعمال اللجنة إلى وزير العدل.

وقفة تضامنية اليوم مع أربعة صحافيين يتابعون أمام المحكمة الابتدائية في الرباط

الاتحاد الأوروبي يقدم 11 مليون يورو لدعم الأسر المحتاجة في فلسطين

Posted: 24 Jan 2018 02:17 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: أعلن الاتحاد الأوروبي تقديم 11.28 مليون يورو إلى السلطة الفلسطينية، وهي المساهمة الرُبع سنوية للاتحاد الأوروبي في المُخَصَصات الاجتماعية التي تُدفع للأسر الفلسطينية الفقيرة في الضفة الغربية وقطاع غزة. 
وأكد الاتحاد الأوروبي أن هذا المبلغ سَيُساهم في الدفعات المقدمة إلى حوالى 67,500 عائلة منها حوالى 80% في قطاع غزة. 
ويعمل الاتحاد الأوروبي على دعم الأسر الفلسطينية الفقيرة من منطلق التزامه بنظام الرفاه الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، من خلال دعم وزارة التنمية الاجتماعية في الخدمات التي تقدمها إلى ما مجموعه 115 ألف أسرة فقيرة من خلال نظام حماية اجتماعي شامل وعادل.
وقال توماس نيكلسون نائب ممثل الاتحاد الأوروبي، في تعليق على هذه المساهمة: «تبقى معدلات الفقر في فلسطين، خاصةً في قطاع غزة، مرتفعة جداً. ويبقى القضاء على الفقر بمثابة تحد كبير بالنسبة للسلطة الفلسطينية، ما يتطلب توفير نُظُم حماية اجتماعية قوية وفعالة، الأمر الذي دفع الاتحاد الأوروبي للعمل عن قُرب مع وزارة التنمية الاجتماعية لمواجهة هذا التحدي وضمان تلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية للفئات الأكثر فقراً. ويتم ذلك من خلال توفير الدعم الفني لتحسين قدرات وزارة التنمية الاجتماعية والمساهمة في دفع المخصصات الاجتماعية للمحتاجين. التحديات في هذا المجال كبيرة جداً إلا أن التصميم على النجاح استثنائي». 
وتُوَجَه معظم مساعدات الاتحاد الأوروبي إلى السلطة الفلسطينية من خلال آلية PEGASE للدعم المالي المباشر للسلطة الفلسطينية، وهي الآلية المالية التي أُطلقت عام 2008 من أجل دعم خطة الإصلاح والتنمية (2008-2010) التي وضعتها السلطة الفلسطينية وخطط التنمية الوطنية الفلسطينية التي أتت بعدها. 
وبالإضافة إلى تقديم مساعدات إلى السلطة الفلسطينية من أجل تغطية جزء لا يُستهان به من نفقاتها الجارية، يقوم الاتحاد الأوروبي بتمويل برامج كبرى تعمل في مجالات الإصلاح والتنمية في وزارات رئيسية من أجل مساعدة السلطة الفلسطينية على الاستعداد لإقامة الدولة. 
وتقدم المخصصات الاجتماعية إلى الأسر التي تعاني من الفقر الشديد المسجلة في برنامج المساعدات النقدية لدى وزارة التنمية الاجتماعية. فمنذ شهر شباط/ فبراير 2008، تم صرف أكثر من 2.3 مليار يورو عبر آلية PEGASE لبرامج الدعم المالي المباشر، بالإضافة إلى مساعداته للشعب الفلسطيني عبر الأونروا ومن خلال عدد كبير من المشاريع التعاونية الأخرى.

الاتحاد الأوروبي يقدم 11 مليون يورو لدعم الأسر المحتاجة في فلسطين

الفيلمان العربيان «آخر الرجال في حلب» و«قضية 23» يترشحان لجوائز الأوسكار

Posted: 24 Jan 2018 02:16 PM PST

لوس أنجليس – «القدس العربي»: للعام الثاني على التوالي يُرشح فيلم سوري يتناول شخصيات «الخوذ البيضاء» لجائزة الأوسكار وهو «آخر الرجال في حلب»، من اخراج فراس فياد وكريم عبيد. وسوف يتنافس هذه المرة في فئة أفضل فيلم وثائقي طويل، بينما تنافس العام الماضي فيلم «الخوذ البيضاء» في فئة أفضل فيلم وثائقي قصير وفاز بها.
عُرض «آخر الرجال في حلب» للمرة الأولى في مهرجان «صندانس» للأفلام المستقلة قبل عام، حيث فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي عالمي أيضا. وأذكر أن المشاهدين انفجروا بكاء خلال عرض الفيلم هناك من المشاهد المرعبة، التي طرحها أمامهم. واستمر الفيلم بحصد الجوائز القيمة في دربه إلى جوائز الأوسكار.
فيلم عربي آخر حقق ترشيحا في فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية وهو الفيلم اللبناني «قضية 23»، من المخرج زياد الدويري. ويدور حول خلاف بين فلسطيني مسلم ولبناني مسيحي يصل إلى المحاكم ويتفاقم ليصبح محور الحديث والجدل في المجتمع اللبناني. وكان عُرض للمرة الأولى في مهرجان «فينيسيا» السينمائي، حيث فاز بجائزة أفضل ممثل لبطله الفلسطيني كامل الباشا. وهذه أول مرة يُرشح فيها فيلم لبناني لجائزة الأوسكار. وسوف ينافسه على الجائزة الفيلم التشيلي «إمرأة رائعة» والروسي «بلا حب» والهنغاري «عن الجسد والروح» والسويدي «ذي سكـوير».

«شكل الماء» أفضل الأفلام

تصدر فيلم المخرج المكسيكي غييرمو ديل تورو «شكل الماء» ترشيحات أوسكار هذا العام بـ 13 منها ومن ضمنها: أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل سيناريو أصلي وأفضل ممثلة لسالي هوكينغ وأفضل ممثلة مساعدة لأوكتافيا سبينسر وأفضل ممثل مساعد لريتشارد جينكينز وأفضل لحن وأفضل تصوير. ويحكي قصة غرام بين إمرأة بكماء وكائن مائي. وكان عرض للمرة الأولى في مهرجان «فينيسيا» السينمائي، حيث فاز بجائزة الأسد الذهبي. كما أن نقابة المنتجين الأمريكية منحته جائزة أفضل فيلم الأسبوع الماضي، مما يعزز من امكانية فوزه في أوسكار أفضل فيلم.
وتلاه فيلم المخرج الايرلندي مارتين ماكدونه «ثلاث لوحات اعلانية في ايبينغ ميسوري» بتسعة ترشيحات، ومن ضمنها أفضل فيلم، أفضل ممثلة لفرانسيس ماكدونالد، وأفضل ممثل مساعد لسام راكويل ووودي هارلسون وأفضل لحن، ولكن من المفارقات أن ماكدونا نفسه لم يرشح في فئة أفضل مخرج. ويحكي الفيلم قصة أم تطالب الشرطة بالبحث والقبض على مغتصب وقاتل ابنتها. وكان فاز بجائزة جمهور مهرجان «تورنتو» السينمائي، وتصدر جوائز «الغلودن غلوب» بخمسة منها بداية هذا الشهر وحاز على جائزة أفضل طاقم تمثيل من نقابة ممثلي الشاشة نهاية الأسبوع الماضي. ولهذا يعتبر المنافس الأقوى لشكل الماء.
واحتل فيلم كريستوفر نولن «دنكيرك» المرتبة الثالثة بسبعة جوائز، ومن ضمنها أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل تصوير. ويتناول الفيلم اخلاء الجنود البريطانيين من ساحل دينكرك خلال الحرب العالمية الثانية، بينما كانوا يتعرضون للقصف الألماني. وكان قوبل بمديح النقاد وتصدر ايرادات شباك التذاكر الصيف الماضي.
وسوف تواجه الأفلام الثلاثة ستة أفلام أخرى في فئة أفضل فيلم وهي فيلم ستيفن سبيلبرغ «ذي بوست»، الذي حصل على ترشيح في فئة أفضل ممثلة لميريل ستريت، و«نادني باسمك»، الذي حاز على ترشيح في فئة أفضل ممثل لتيموثي شالاميت وأفضل سيناريو مقتبس، و«أخرج»، الذي حاز على ترشيح لافضل ممثل لبطله دانييل كالويا وأفضل مخرج وأفضل سيناريو أصلي لجوردان بيل، و«لادي بيرد»، الذي حقق ترشيحا في فئة أفضل مخرج وأفضل سيناريو أصلي لغريتا غيرويغ وفئة أفضل ممثله لسورشي رونان، و«فانتوم ثريد»، الذي فاجأ المعلقين بنيل ترشيحات في فئة أفضل مخرج لبول توماس اندرسون وأفضل ممثلة مساعدة ليزلي مانفيل فضلا عن ترشيح لداني داي لويس في فئة أفضل ممثل، و«أكثر الساعات ظلمة»، الذي نال أيضا ترشيح في فئة أفضل ممثل لبطله غاري اولدمان.

التعددية الجنسية والعرقية

واضح أن التغييرات التي اتخذتها الأكاديمية في الأعوام الأخيرة من خلال ضم أكثر من ألفي عضو من الملونين والنساء ترك أثرا ملحوظا على ترشيحاتها، التي كانت تهيمن عليها أفلام الرجال البيض اذ أن معظم الأفلام المرشحة هذا العام هي أفلام نسائية وأفلام عرقية على غرار «لادي بيرد»، الذي يتناول نضوج فتاة وعلاقتها مع امها. وحقق الفيلم رابع ترشيح لامرأة في فئة أفضل مخرج لمخرجتها غريتا غيرويغ. كما رُشح بجانبها المخرج الأسود جوردان بيل، عن فيلمه «اخرج»، الذي يكشف عن نفاق الليبراليين البيض في تعاملهم مع السود.
وفي فئة أفضل ممثل ينضم دينزل واشنطن لكالويا في المنافسة امام زملائهم البيض شامالات واولدمان وداي لويس بينما تتنافس ماري بلايج واوكتوفيا سبينسر زميلاتهن البيض اليسون جيني ولوري ميتكالف ومانفيل في فئة أفضل ممثلة مساعدة.
كما رشحت الاكاديمية لأول مرة في تاريخها أمرأة في فئة أفضل تصوير وهي راتشيل موريسون عن تصوير فيلم «مادباوند»، الذي يعالج العنصرية ضد السود في الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية.

التحرشات الجنسية وعواقبها

بلا شك أن فضائح التحرشات الجنسية وعواقبها أثرت على التصويت لجوائز الأوسكار ومن أبرز ضحاياها جيمس فرانكو، مخرج ومنتج فيلم «الفنان الكارثي»، الذي فاز بجائزة الغولدن غلوب بداية هذا الشهر لأفضل ممثل في عمل كوميدي وكان متوقعا أن يرشح لجائزة الأوسكار في فئة أفضل ممثل ولكن يبدو أن اتهامات خمس نساء له بتصرفات بذيئة تجاههن قبل اغلاق حملة التصويت لجوائز الأوسكار دفعت مصوتو الأوسكار إلى تجاهله وحرمانه من الترشيح.
ومن جهة اخرى هناك من استفاد منها وهو كريستوفر بلامر، الذي بدّل كيفين سبيسي المفضوح في دور بول غيتي في فيلم ريدلي سكوت «كل المال في العالم» ورُشح في فئة أفضل ممثل مساعد بجانب ويليام دافو، راكويل وهارلسون وجينكينز. وقبل غرقه في الفضائح، كان سبيسي يعتبر المنافس الاقوى للحيز بهذه الجائزة.
وبلا شك أن الاعتداءات على النساء ساهمت في منح أعضاء الأكاديمية أكبر عدد من الترشيحات لأفلام نسائية فهل ستأثر أيضا على الجوائز نفسها؟
الجواب على هذا السؤال سوف يُكشف في الرابع من شهر مارس/آذار في حفل توزيع جوائر الأوسكار، الذي سيكون مضيفه الكوميدي جيمي كيميل وسوف يبث حيا على شاشة ABC.

الفيلمان العربيان «آخر الرجال في حلب» و«قضية 23» يترشحان لجوائز الأوسكار
صراع بين مخرجين مكسيكي وإيرلندي على أفضل إخراج وسيناريو
حسام عاصي

من المسؤول عن عملية عفرين؟

Posted: 24 Jan 2018 02:15 PM PST

بدأت قوات الجيش التركي، بصحبة قوات من المعارضة السورية، عملية كبيرة في منطقة عفرين، شمال غربي سوريا، منذ صباح السبت 20 كانون الثاني/يناير. هدف العملية، طبقاً لأنقرة، تطهير عفرين وجوارها من المسلحين الموالين لحزب العمال الكردستاني، ومعسكرات التنظيمات اليسارية التركية الأخرى، التي وجدت ملاذاً آمناً تحت مظلة الحزب. وتقول تركيا أن العملية ستمتد بعد ذلك إلى منبج، التي كان يفترض تطهيرها من السيطرة الكردية أثناء عملية درع الفرات، التي أطلقت في آب/أغسطس 2016، وتأمين منطقة بعمق 30 كيلومتراً على طول الحدود السورية ـ التركية غرب الفرات.
دفعت تركيا بقوة عسكرية كبيرة إلى عفرين، تقدر بأكثر من عشرين ألفاً من القوات المحمولة والمدرعة، القوات الخاصة، وآلاف آخرين من المعارضة السورية، والذين سبق أن لعبوا دوراً رئيسياً في عملية درع الفرات. إضافة إلى ذلك، شاركت 72 طائرة من سلاح الجو التركي في اليوم الأول من العملية، التي أطلق عليها، في دلالة لا تخفى، اسم «غصن الزيتون». قوة بهذا الحجم لا يجب أن تثير الاستغراب؛ لأن أهداف العملية لن تكون سهلة. فإلى جانب عشرات القرى العربية والكردية المأهولة، يعيش في مدينة عفرين عدة مئات الآلاف من السوريين، أغلبهم من السوريين الكرد، ولكن بينهم الكثير من العرب والتركمان، ونسبة ملموسة من المهاجرين من مناطق الحرب الأخرى، كذلك. بفضل صمت أو تشجيع نظام حافظ الأسد، اعتبرت عفرين منذ التسعينيات منطقة نفوذ للعمال الكردستاني، ومركز تجنيد هام لمسلحيه.
ولذا، فإن كانت درع الفرات، التي استهدفت وجود داعش في مثلث جرابلس-إعزاز-الباب، استمرت لما يقارب الثلاثة شهور، فإن غصن الزيتون قد تتطلب وقتاً لا يقل عن ذلك. لن تقل عملية غصن الزيتون تعقيداً عن درع الفرات؛ وقد تكون خسائرها أكبر، سواء بين القوات المتحاربة، أو المدنيين. والمحزن أن هذه المواجهة هي بالمعنى السياسي فقط معركة بين الجيش التركي والمسلحين الأكراد. بالمعنى الإثني، تضم قوات الجيش التركي جنوداً أتراكاً وعرباً وكرداً، إضافة إلى وحدات المعارضة السورية العربية، يقف في مواجهتهم مسلحون أكراد، وعدد من مسلحي تنظيمات اليسار التركي، وربما بعض العرب المنضوين في ما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية. هذا صدام أهلي مشرقي بامتياز.
فمن المسؤول فعلاً عن هذه العملية، وعن عواقبها؟
مهما كانت الانتقادات للطريقة التي أدارت فيها أنقرة الأزمة السورية، في سنواتها السبع، فالمؤكد أن تركيا لم يعد أمامها من خيار. يتعهد حزب العمال الكردستاني حرباً ضد تركيا وشعبها، بما في ذلك كل من يختلف معه من الكرد الأتراك، منذ 1984. وبالرغم من أن حكومات العدالة والتنمية المتعاقبة تبنت مقاربة جديدة للمسألة الكردية، وأن عملية سلمية لحل شامل أطلقت بالفعل في 2013، كان العمال الكردستاني هو من انتهك وقف إطلاق النار في صيف 2015. وعندما بدأت الأجهزة الأمنية التركية حملتها من جديد ضد الإرهاب المسلح، أكتشفت أن العمال الكردستاني كان يكذب ويخادع طوال فترة العملية السلمية؛ وبدلاً من سحب السلاح والمسلحين من البلاد، استغل الحزب فترة الهدوء لتكديس المتفجرات ونشر الخلايا المسلحة. خلال العامين الماضيين، هزمت انتفاضة العمال الكردستاني المسلحة في جنوب شرقي تركيا، وفككت العشرات من خلاياه. كما أخفق الحزب، خلال فترة الاضطراب التي أعقبت صعود داعش، في تأسيس موقع صلب له في كردستان العراق.
في سوريا، كانت حظوظ العمال الكردستاني، وفروعه، أفضل. تعاونت امتدادات الحزب السورية مع النظام في سنوات الثورة الأولى لتوكيد سيطرتها في عفرين وشمال شرقي سورية، منتهجة سياسة فاشية لاجتثاث كل القوى المعارضة، سيما تلك المنضوية في المجلس الوطني الكردي. ومنذ بداية عملية تحرير عين العرب – كوباني في 2014 – 2015، وضع الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني تحت رعاية أمريكية. بفضل هذه الرعاية، تسلمت الوحدات الكردية عشرات شحنات السلاح الأمريكية، سواء عبر مطارات سورية صغيرة، سيطر عليها الأمريكيون، أو عبر شمال العراق. لم يصل السلاح الأمريكي للوحدات التي تقاتل داعش وحسب، بل وإلى كافة مناطق تواجد المسلحين الأكراد، بما في ذلك عفرين. وسرعان ما بدأ السلاح الأمريكي في التسرب إلى داخل تركيا نفسها، لتستخدمه خلايا حزب العمال في هجماتها الإرهابية ضد الدولة والشعب التركيين. إضافة إلى ذلك، قام الأمريكيون، حتى الآن، بتدريب الآلاف من الأكراد على القتال. في بعض المواقع المهددة من تركيا أو المعارضة السورية المسلحة، دفع الأمريكيون قواتهم أو رفعوا أعلامهم لتوفير الحماية الضروية للوحدات الكردية.
ومن أوهام القوة، التي وفرتها الحماية والإمدادات الأمريكية، مضى الديمقراطي الكردستاني السوري وأذرعه المسلحة، بتوجيه مباشر من قادة العمال الكردستاني في جبال قنديل، نحو إقامة منطقة حكم ذاتي كردية، تمتد من حدود العراق إلى ساحل المتوسط، على طول الحدود مع تركيا. لتحقيق هذا الهدف، تعهدت وحدات حماية الشعب الكردية حملة تطهير عرقي للعرب والتركمان، طالت عشرات القرى العربية والتركمانية في كافة المناطق التي وقعت تحت السيطرة الكردية المسلحة.
بيد أن المسؤولية لا تقع فقط على كاهل العمال الكردستاني. الولايات المتحدة مسؤولة أيضاً. ليس ثمة متابع لشؤون المشرق، كردياً كان أو غير ذلك، لا يعرف العلاقة العضوية بين العمال الكردستاني، التركي، والديمقراطي الكردستاني في سوريا، بكافة المسميات والمنظمات التابعة له. الأمريكيون، الذين يصنفون العمال الكردستاني منظمة إرهابية، وتربطهم بتركيا صلات تحالف تاريخية، وحدهم من يدعي أن التنظيمات السورية مستقلة عن العمال الكردستاني. ولأن تركيا أصبحت من القوة بحيث يصعب إخضاعها لإرادة واشنطن، وجد الأمريكيون في الأكراد السوريين أداة مناسبة لتحقيق أهدافهم في المنطقة. يسعى الأمريكيون لتأسيس وجود بعيد المدى في سوريا، يستند إلى حلفاء طيعين، يؤمن لهم شراكة آمنة في تقرير مصير سوريا. كما يعملون على قطع طريق التواصل الإيراني نحو المتوسط، وتقليص نفوذ إيران وحلفائها في الإقليم. منع داعش من العودة لإقامة منطقة نفوذ آمنة، بات في الحقيقة هدفاً ثانوياً. ولتحقيق هذه الأهداف، لا يكترث الأمريكيون كثيراً بأمن تركيا، ولا بوحدة سوريا.
خلف كل هؤلاء، ثمة مسؤول أولي عن هذه الفوضى الدموية التي تغرق سوريا وشعبها، يجب أن لا يجري تجاهله أو نسيانه: الأسد وحلفاؤه الإيرانيون. الأسد وحلفاؤه في طهران هم من قرر مواجهة حراك الشعب السوري السلمي ومطالبه المتواضعة في الإصلاح بالسلاح وسفك الدماء. وهم من دفع ثورة الشعب من أجل الحرية والعدالة إلى هوة الحرب الأهلية؛ وهم من انتقل بالثورة من مستوى الأزمة الداخلية إلى الحرب الإقليمية. وبعد أن عجزوا عن هزيمة الشعب وقواه، لم يبالوا بتحول الأزمة إلى نزاع دولي، متعدد الأطراف.
ستضطر أنقرة لعقد صفقات وتقديم تنازلات سياسية، لروسيا أو غيرها، لإنجاز أهدافها من عملية عفرين ومنبج. وليس من المستبعد أن تتعرض تركيا لضغوط أمريكية، أو حتى لانتقام أمريكي. ولكن المؤكد أن الشمال السوري لن يصبح دولة كردية، لا تحت سيطرة العمال الكردستاني ولا السيطرة الأمريكية. لم ينته عصر تدخلات الدول الكبرى، ولكن انتهى بالتأكيد العصر الذي تقرر فيه القوى الأجنبية مصير المشرق وشعوبه. وإن كان لعملية عفرين من دلالة، فهي أن سوريا لم تزل بعيدة عن رؤية الضوء في آخر النفق.

٭ كاتب وباحث عربي في التاريخ الحديث

من المسؤول عن عملية عفرين؟

د. بشير موسى نافع

قانون الانتخابات البرلمانية: مقال في العبث

Posted: 24 Jan 2018 02:14 PM PST

أخيرا، وفي سيناريو مكرر للمرة الثالثة، يتم تمرير تعديل قانون الانتخابات البرلمانية في العراق على عجل، وفي اللحظة الأخيرة، تبعا لتوقيتات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات! فقد تم قبل ذلك، تمرير قانون انتخابات مجلس النواب لعام 2010 في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر 2009، قبل أربعة أشهر فقط من الانتخابات التي جرت يوم 7 آذار/ مارس 2010، وايضا قانون انتخابات 2014 في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2013 قبل خمسة أشهر فقط من الانتخابات التي جرت في 30 نيسان/ أبريل 2014، وها هو قانون انتخابات 2018 يمرر اليوم قبل 110 أيام فقط، من موعد إجراء الانتخابات المقررة في 12 أيار/ مايو 2018! أي بعد عشرة أيام من بدء المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بإجراءاتها الخاصة بجدولها الزمني انطلاقا من تشكيل التحالفات وتقديم أسماء المرشحين، مع أن هاتين المسألتين ترتبطان ارتباطا وثيقا بالقانون واحكامه؛ إذ يفترض ان طبيعة التحالفات تتأثر تأثرا شديدا بالمعايير التي يحددها هذا القانون.
فقد اعلنت المفوضية يوم 7 كانون الثاني/ يناير موعدا نهائيا لتسجيل التحالفات، ثم مددت هذا الموعد إلى يوم 11، واضطرت أخيرا إلى تمديد هذا الموعد ضمنيا، عبر الصمت المطبق، لخمسة أيام اخرى تقريبا، بسبب عدم توصل «الأقوياء» إلى الاتفاق على تحالفاتهم في الموعد المحدد! فحزب الدعوة الاسلامية لم يحسم الصراع بين الأمين العام للحزب نوري المالكي ورئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، إلا يوم 13 عندما أصدر الحزب بيانا قرر فيه عدم دخوله في التحالفات السياسية والانتخابية بصفته كحزب سياسي، وأعطى لأعضائه الحرية بالمشاركة في الانتخابات بعناوينهم الشخصية! وهو بيان يضرب قانون الاحزاب عرض الحائط ويكشف طبيعة اللادولة الحاكمة في العراق!
ثم أعلن في اليوم نفسه «رسميا» عن تشكيل ائتلاف «نصر العراق» بين ائتلاف النصر الذي يقوده رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، وتحالف «الفتح» المشكل من ميليشيا الحشد الشعبي بقيادة هادي العامري. وأعلن في اليوم التالي عن التوقيع الرسمي على تشكيل هذا الائتلاف! ثم أخيرا الإعلان يوم 16 عن تفكك هذا الائتلاف حين أعلن هادي العامري «رسميا» انسحاب تحالفه! وكل هذا تم بعد الموعد المحدد الذي اعلنته المفوضية وامام اعينها، خضوعا لإرادة «الأقوياء».
واستمرارا لسلسلة التواطؤات، اصدرت المفوضية «المستقلة» يوم 16 كانون الثاني/ يناير، جدولا بالتحالفات وضعت فيه كتلة «الحكمة» بزعامة السيد عمار الحكيم ضمن ائتلاف النصر برئاسة العبادي على الرغم من ان هذا التحالف لم يتم تشكيله إلا في يوم 14 من الشهر نفسه، أي بعد انتهاء المهلة الرسمية المعلنة بثلاثة أيام!
لقد تضمن القانون المعدل خمسة شروط على السلطة التنفيذية توفيرها، وهي: توفير البيئة الآمنة لإجراء الانتخابات، وعودة النازحين إلى مناطقهم، وأن يكون التصويت «إلكترونيا» في جميع المناطق، وان لا يكون للأحزاب، التي تخوض الانتخابات، اجنحة مسلحة، واخيرا ان تتولى وزارتا الدفاع والداخلية تأمين إجراءات العملية الانتخابية أمنيا. وهي شروط عبثية بكل معنى الكلمة! وقد وضعت لحفظ ماء وجه الأطراف التي كانت تدعو لتأجيل الانتخابات، مع علم الجميع ان أيا من هذه الشروط لن يتحقق! فقد عجزت السلطات التنفيذية عن ضمان «البيئة الآمنة لإجراء الانتخابات» في جميع الانتخابات السابقة! كما لا يمكن تخيل عودة أكثر من 3.385 مليون شخص ما زالوا نازحين تقريبا، تبعا لآخر احصائية أصدرتها وزارة الهجرة والمهجرين في17 كانون الثاني/ يناير 2018، أو ما يقرب من 2.6 مليون شخص ما يزالون نازحين تبعا لآخر احصائية أصدرتها منظمة الهجرة الدولية في 13 كانون الثاني/ يناير 2018، مع وجود إرادة صريحة لأطراف، مغطاة سياسيا، بمنع عودة النازحين إلى مناطق عديدة تمت استعادتها منذ أكثر من ثلاث سنوات، كما هو الحال في مناطق جرف الصخر وسليمان بيك ويثرب وعزيز بلد، ومناطق عديدة أخرى في محافظة ديالى! أما الشرط الثالث فهو يعكس إشكالية الصياغات القانونية في عراق ما بعد 2003! فالواقع يقول انه ليس ثمة تصويت إلكتروني أصلا لكي يدعوا إلى الاعتماد عليه في جميع المناطق، والمفارقة أن تعديل القانون نفسه قد تضمن فقرة تحدثت عن إجراء «عملية الفرز والعد باستخدام جهاز تسريع النتائج الالكتروني»، وهو التوصيف الصحيح. ويبدو ان التسرع كان السبب الرئيسي في هذا التناقض الفاضح!
اما الشرط الرابع فيبدو عبثيا بشكل واضح جدا! فقد عجز مجلس النواب نفسه عن ضمان الالتزام بالمادة الدستورية التي قررت حظر تكوين ميليشيا مسلحة خارج اطار القوات المسلحة (المادة 9/ ب)، وقبل بإنشاء ميليشيا خارج إطار القوات المسلحة! او بالمادة التي قررت أنه لا يحق لعضو مجلس النواب الجمع بين عضوية المجلس وأي عمل او منصب آخر (المادة 49/ سادسا)، فسمح لأعضائه بتشكيل ميليشيات مسلحة وقيادتها! كما أن المجلس لم يتوقف للحظة لمساءلة دائرة الاحزاب في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، التي سجلت عشرات الأحزاب التي هي في الأساس ميليشيات مسلحة، او لديها ميليشيات مسلحة، على الرغم من ان قانون الاحزاب رقم 36 لسنة 2015 الذي أقره مجلس النواب نفسه قد اشترط لتأسيس أي حزب ألا يكون «متخذا شكل التنظيمات العسكرية أو شبه العسكرية، كما لا يجوز الارتباط بأية قوة مسلحة»! وقد فشل المجلس نفسه في إنفاذ قانون هيئة الحشد الشعبي رقم 40 لسنة 2016 الذي أقره مجلس النواب نفسه، والذي قرر فيه فك الارتباط بين منتسبي هذا الحشد وكافة الأطر السياسية والحزبية والاجتماعية! فقد بقيت هذه الميليشيات تحت إمرة زعمائها! بل ان قيس الخزعلي، زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق، تحدث صراحة عن ضرورة التمييز بين الانتماء من الناحية العسكرية للحشد الشعبي والانتماء من الناحية التنظيمية للميليشيات!
الشرط الخامس والأخير كان إشارة ضمنية إلى التحفظات تجاه نفوذ ميليشيا الحشد الشعبي في المحافظات ذات الغالبية السنية، فالحديث عن تولي وزارتي الدفاع والداخلية تأمين إجراءات العملية الانتخابية، يعني ضمنا ابعاد هذه الميليشيات عن التدخل والتأثير في العملية الانتخابية.
وبالتأكيد لن يتمكن المجلس من إلزام السلطة التنفيذية بهذا الشرط! خاصة وأن المادة قابلة للتأويل، كما كان يجري دائما! من خلال تسويق أن الميليشيات هي جزء من القوات المسلحة، وأنها تحت امرة القائد العام للقوات المسلحة، وبالتالي هي من ضمن القوات الرسمية التي يحق لها أن تؤمن إجراءات العملية الانتخابية! لا سيما ان هذه الميليشيات عمدت إلى انتاج قوى محلية، أطلقنا عليها تعبير «سنة الحشد»، والتي ستدعمها بشكل مباشر عبر المال السياسي وسياسة الخدمات من جهة، وبشكل غير مباشر عبر التأثير على نتائج الانتخابات لضمان فوز أتباعها. وهي إمكانية متاحة بالنظر لضعف توزيع البطاقات الانتخابية الإلكترونية في هذه المناطق، ولإشكاليات توزيع اجهزة العد والفرز الإلكترونية (توزيعها على مستوى المراكز وليس على مستوى المحطات الفرعية، وبالتالي إمكانية التزوير عبر «التسويد» في هذه المحطات)، وللقدرة على التأثير على قرارات الناخبين بالقوة من خلال مسلحيها، او منع الناخبين غير الموالين من الوصول إلى المراكز الانتخابية اصلا!
إن السيناريوهات المتكررة للهاث اللحظة الأخيرة لإقرار قانون الانتخابات، تعكس مرة اخرى أزمة الدولة، او بالأحرى اللادولة في العراق! كما يعكس أزمة حقيقية في طبيعة تعاطي ممثلي الشعب المفترضين مع التزاماتهم السياسية والقانونية، بل وحتى الاخلاقية. وليس ثمة مؤشر واحد على إمكانية تجاوز هذه الحالة قريبا!

٭ كاتب عراقي

قانون الانتخابات البرلمانية: مقال في العبث

يحيى الكبيسي

عفرين وحرب «غصن الزيتون»

Posted: 24 Jan 2018 02:14 PM PST

صحيح أن جميع المبادرين إلى الحروب يغطون دوافعهم العدوانية بمبررات مصطنعة غالباً، وشعارات مفارقة لاستهلاك الرأي العام، ولكن يبدو أن تركيا تتفوق في هذا الميدان على الجميع. فمن كان يخطر بباله تحويل الرمز الأشهر للسلام والوصول إلى بر الأمان بعد الطوفان، على ما تخبرنا قصة سفينة نوح، إلى اسم لحرب عدوانية خارج الحدود، غير تركيا صاحبة السابقة القبرصية، حين اجتاح الجيش التركي الجزيرة الصغيرة بعملية عسكرية أطلق عليها اسم «عملية السلام لقبرص» التي ما زالت تذكر في جميع المصادر التركية، إلى اليوم، بهذا الاسم؟
لا شك أن شجر الزيتون الذي تشتهر به منطقة عفرين أوحى لمتخذي القرار بهذه التسمية الآيرونية، في حين رأت مجلة دير شبيغل الألمانية فيها غصن زيتون تمده أنقرة إلى النظام الكيماوي القابع في دمشق، بعد سبع سنوات من العداء المعلن. ألم يعلن رأس النظام، قبل حين، القوات الكردية المتحالفة مع الأمريكيين بوصفهم عملاء، وعن نيته في استعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية؟ وبالنظر إلى عجز النظام عن تنفيذ تهديداته الخلبية بشأن الشمال، هو العاجز عن السيطرة على جوار عاصمته نفسها (معركة إدارة المركبات مثلاً)، فها هي تركيا تقوم بالمهمة بدلاً منه. دون أن ننسى المسار الطويل والمتعرج لعودة العلاقات بين الطرفين، بإشراف روسي، منذ اعتذار أنقرة من موسكو، تموز/يوليو 2016، على إسقاط طائرة السوخوي الروسية.
غير أن هذه القراءة لرمزية غصن الزيتون، من دير شبيغل، لا تفي العملية العسكرية التركية حقها من التحليل. فأن يحصل أردوغان على ضوء أخضر من واشنطن وموسكو معاً، ومن قسم كاسح من الرأي العام المحلي، بعد فترة طويلة من التوتر مع واشنطن، ومن الاستتباع لموسكو، ومن شبه عزلة داخلية باستثناء قاعدته الثابتة من الموالاة، فهذا ما يحتاج إلى تفسير، علماً بأن الجهة الوحيدة التي أبدت اعتراضها على عملية عفرين هي إيران وتابعها السوري.
بالنسبة لهذا الأخير، قيل إن موسكو طلبت من حزب الاتحاد الديمقراطي تسليم المنطقة للنظام لتجنب الاجتياح التركي، فرفض الحزب الأوجالاني هذا العرض. لكن الأمر ربما يتجاوز موضوع عفرين إلى محافظة إدلب المجاورة التي تسيطر عليها فصائل إسلامية محسوبة على أنقرة، أبرزها جبهة تحرير الشام (النصرة سابقاً). وبالقياس إلى واقعة تسليم شرقي حلب إلى النظام، مقابل التوغل التركي وصولاً إلى مدينة الباب، أواخر 2016، يمكن الافتراض أن روسيا وافقت على فتح المجال الجوي أمام الطيران التركي لضرب عفرين، وسحبت قواتها المتمركزة في بلدة كفرجنة، مقابل سحب أنقرة لفيلق الشام وفصائل أخرى من جبهة جنوب إدلب إلى جبهة عفرين. هذا ما يفسر انقلاب موازين الصراع في الجبهة الأولى لمصلحة النظام، بعدما تكبدت قواته المهاجمة خسائر كبيرة على أيدي «الفيلق» وحلفائه من الفصائل، بصورة متزامنة مع بدء عملية غصن الزيتون الدامي.
المفاجئ أكثر كان الموقف الأمريكي. فقد تخلت واشنطن عن حليفها الكردي بصورة صادمة لهذا الأخير، حين أعلنت صراحةً عن أن منطقة عفرين هي خارج منطقة عمليات التحالف. صحيح أن التصريح لم يأت بجديد، بالنظر إلى أن الأمريكيين سبق وحددوا منطقة نفوذهم بشرقي نهر الفرات، لكن القوات الكردية المسيطرة على عفرين هي امتداد لتلك التي قاتلت داعش من أجل الأمريكيين طوال السنوات الثلاث الماضية.
يمكن تفسير الموقف الأمريكي على أنه محاولة لرأب الصدع مع أنقرة وإبعادها عن موسكو. فتركيا، بموقعها الاستراتيجي ووزنها العسكري وانتمائها إلى العالم الإسلامي، تبقى محافظة على أهميتها بالنسبة لواشنطن، على رغم كل الفتور والتوتر السابقين بين البلدين. وبما أن «دولة داعش الإسلامية» تم القضاء عليها، إلى حد كبير، في كل من العراق وسوريا، يمكن القول إن أهمية الحليف الكردي بالنسبة لواشنطن قد تراجعت عما كانت عليه قبل ذلك. من غير أن يعني هذا استغناء أمريكياً كاملاً عنه. فالاستراتيجية الأمريكية الجديدة في سوريا لا تكتفي بالقضاء على داعش، بل تسعى إلى بقاء عسكري مديد شرق نهر الفرات، ومناطق أخرى، بما يوازن الوجود العسكري الروسي، وصولاً إلى «انتقال سياسي» في سوريا، يتضمن إبعاد النفوذ الإيراني.
كان لافتاً أن لوم الناطقين باسم حزب الاتحاد الديمقراطي وإعلامه قد انصب على موسكو أكثر مما على واشنطن، مما يشير إلى أن الخيارات الضيقة التي تركت له (بين موسكو وواشنطن) ربما تدفعه إلى القطيعة مع الروس واستمرار التحالف مع الأمريكيين، بصرف النظر عن مصير عفرين غير القابل للتكهن الآن.
ذلك أن من سيرسم هذا المصير ليس تركيا ولا حزب الاتحاد الديمقراطي. فالعمليات العسكرية ستتوقف، بعد فترة لن تطول، بتسوية ما بين الروس والأمريكيين. واضح أن الأمريكيين لن يمدوا منطقة نفوذهم غرباً من أجل منطقة صغيرة معزولة، فهذا أمر مكلف سياسياً. لكنهم يستطيعون كف يد أنقرة عن عفرين بتسليمها لنظام دمشق الكيماوي، الأمر الذي يناسب روسيا أيضاً، وكذلك تركيا. ولكن ليس بلا مقابل طبعاً. والمقابل الظاهر منذ الآن هو العودة إلى مسار جنيف، والتخلي عن مشروع سوتشي للحل الروسي. ولعل في انعقاد الاجتماع القادم في فيينا، بدلاً من جنيف، رسالة تعني العودة إلى تفاهمات فيينا الدولية بشأن سوريا، قبل 3 سنوات، التي ولد منها قرار مجلس الأمن 2254 الصادر في 18/12/2015.
داخلياً، ذهبت الحكومة التركية بعيداً جداً في استخدام عملية عفرين في الصراع السياسي الداخلي. فقد هدد أردوغان علناً أي محاولة للنزول إلى الشارع تنديداً بالحرب على عفرين. وبالفعل تم قمع عدة محاولات للتجمع في إسطنبول وأنقرة من قبل ناشطين من البيئة الكردية. وتجاوز عدد حالات التوقيف بسبب مشاركات على وسائل التواصل الاجتماعي التسعين حالة، بينها الصحافية نورجان بايصال التي حطمت الشرطة بابها واعتقلتها، إضافة إلى عدد من نواب حزب الشعوب الديمقراطي في البرلمان. وبلغت حالة الهياج ذروتها حين دعا مقدم برامج إذاعية إلى قتل كل من يرفض العملية العسكرية، سواء كانوا صحافيين أو نواباً في البرلمان. ومن طرائف تصريحات أركان الحكم بشأن العملية، قول الناطق باسم حزب العدالة والتنمية إن عناصر داعش قد حلقوا لحاهم، في عفرين، وتنكروا في هيئات مقاتلي وحدات حماية الشعب!

٭ كاتب سوري

عفرين وحرب «غصن الزيتون»

بكر صدقي

أخبار وأفكار

Posted: 24 Jan 2018 02:14 PM PST

جلست في الرياض إلى عدد من المسؤولين اليمنيين مدنيين وعسكريين، تجاذبنا أطراف الحديث حول الوضع الحالي في اليمن.
أزمة الريال اليمني، تصاعد المعارك ضد مليشيات الحوثي، شكوى نقص العتاد العسكري، أزمة تأخر المرتبات، الفساد والمحسوبية داخل أجهزة الدولة، علاقة الشرعية والإمارات، الضغوط الدولية على التحالف والحكومة في ما يخص التسوية السلمية، وضع المؤتمر الشعبي العام بعد رحيل الرئيس السابق، وغيرها من المواضيع ذات العلاقة.
هناك اتفاق على أن الوضع الميداني لقوات الحكومة اليمنية تحسن بشكل كبير، وأن مليشيات الانقلاب في تراجع بعد أن تم تحرير بيحان وأجزاء من البيضاء، وأصبح معظم الجوف تحت سيطرة القوات الحكومية، وبعد دخول هذه القوات مديريات في الحديدة، ناهيك عن السيطرة على مواقع مهمة في نهم. هذا جانب من الصورة الإيجابية في الوضع.
لكن في المقابل علمت أن واشنطن تضغط على التحالف العربي وعلى الحكومة اليمنية لعدم إكمال تحرير ميناء الحديدة من قبضة المليشيات الحوثية. وكنت-سابقاً- أقدر أن القول بأن الأمريكيين يفرضون خطوطاً حمراً على تحرير صنعاء أو الحديدة هو ضرب من الدعاية غير الصحيحة، لكن لقاءاتي في الرياض أكدت أن واشنطن تسعى جاهدة لمنع سيطرة القوات الحكومية على الحديدة. الذين تحدثت إليهم ذكروا أن حجج واشنطن تدور حول الوضع الإنساني الذي يمكن أن تتسبب به عملية كبيرة كتحرير الحديدة، وأذكر- هنا- أن الروس قبل شهور رفعوا هذه الورقة عندما كانت القوات الحكومية مدعومة بغطاء جوي من التحالف تتحرك صوب المخا في طريقها إلى الحديدة.
هناك من يذهب إلى أن الولايات المتحدة لا ترغب في تقليم أظافر الحوثيين في اليمن، رغم شعارات الحوثيين التي يرددونها صباح مساء عن موت أمريكا وإسرائيل. ترى واشنطن أن الحوثيين قوة مهمة يمكن أن تضطر حلفاءها في السعودية والخليج إلى الإبقاء على علاقة وطيدة تبتز بموجبها أمريكا هؤلاء الحلفاء، وتواصل عمليات بيع السلاح لهم بفعل توترات يثيرها الحوثيون تصب في الأخير لصالح الولايات المتحدة، ثم إن الحوثيين يمثلون جزءاً من المشروع الإيراني الذي تريده واشنطن قوياً، بالقدر الذي يضر العرب، وضعيفاً لا يتعدى الإضرار بمصالح الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين على وجه الخصوص.
وعلى أية حال فإن وزارة الخارجية اليمنية، وسفارة اليمن في واشنطن، يمكنهما أن تلعبا دوراً كبيراً في القيام بحملة دبلوماسية كبيرة لإقناع الأمريكيين بضرورة بسط القوات الحكومية سيطرتها على ميناء الحديدة، ومخاطر استمرار سيطرة المليشيات عليه، وتأثير ذلك على عمليات الإغاثة الإنسانية، وعمليات إدخال السلع التجارية إلى البلاد، ومكافحة تهريب السلاح إلى الحوثيين التي أثبتت تقارير أممية أنه لم ينقطع، وأن إيران زودت الحوثيين بالصواريخ البالستية التي انطلقت باتجاه الرياض على وجه الخصوص. دارت أحاديث حول أزمة مرتبات الموظفين المدنيين، وحول تأخر مرتبات الجنود المرابطين في الجبهات، وجرى الحديث عن عمليات فساد كبيرة تدور حول وجود قوة عسكرية كبيرة وهمية على الورق، فيما القليل من المقاتلين موجودون في الجبهات، جرى الحديث عن أسماء وهمية تصرف عليها مليارات الريالات كمعاشات ومخصصات، تذهب في الحقيقة إلى جيوب من وضعوا هذه الأسماء الوهمية، وهذا جانب من جوانب الفساد التي ورثتها المؤسسة الشرعية من أيام النظام السابق، وزادت عليها بشكل كبير.
جرى الحديث حول أعداد كبيرة من الموظفين يستلمون مخصصات مالية ومرتبات من أكثر من جهة مدنية وعسكرية، فيما المرابطون الحقيقيون في الجبهات ينتظرون أكثر من ثمانية أشهر ليصرف لهم راتب شهر أو شهرين.
تم الحديث حول وجود محسوبية واستغلال للوظيفة العامة، وتم ذكر عدد غير قليل من المسؤولين الذين قاموا بتوظيف أقاربهم في نطاق مسؤولياتهم أو بعيداً عنها ضمن سياسة «إخدمني أخدمك».
وكنت قد وصلتُ الرياض على وقع تمكن عدد من المسؤولين المدنيين والعسكريين ضمن النظام السابق في اليمن من الفرار من قبضة الحوثيين في صنعاء إلى مأرب أو عدن، مع وصول البعض منهم إلى الرياض. وفي هذا الخصوص، هناك جدل داخل مؤسسة الشرعية حول هذا الموضوع، حيث ينقسم معسكر الشرعية إلى قسم يؤيد استقبال المنشقين عن سلطة الانقلاب لإضعاف هذا المعسكر، ولأن الواجب الإنساني يحتم ذلك، وقسم يتحفظ على استقبال المنشقين ويدعو إلى الحذر من وجود عيون للحوثي بينهم، ويرى أن انشقاقهم المتأخر أشبه ما يكون بتوبة بعد طلوع الشمس من مغربها، بالإضافة إلى وجود فريق منتفع يخشى على مصالحه من تلك الانشقاقات. والحديث حول هؤلاء المنشقين يجر إلى الحديث عن المؤتمر الشعبي العام، على اعتبار أن معظم الذين أفلتوا من قبضة مليشيات الحوثي هم مسؤولون عسكريون ومدنيون ووجاهات اجتماعية مقربة من الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح.
وبالطبع تعرض حزب المؤتمر (جناح صالح) لضربة قوية بمقتل الرئيس السابق، الأمر الذي جعله يبدو منقسماً بين مؤتمر الداخل ومؤتمر الخارج، وضمن مؤتمر الخارج هناك (مؤتمر الشرعية) ومؤتمر آخر لا يزال يعارضها، رغم محاولات الابتعاد عن الحوثيين، حيث اجتمع في أبوظبي خلال الأيام الماضية عدد من أعضاء اللجنة العامة الذين لا يزالون يرفضون الاتفاق مع مؤتمر الشرعية الذي يصر على ضرورة الاعتراف بشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي كشرط لإعادة توحيد المؤتمر الذي عصفت به انتفاضة 2011، ثم ضعضعه انقلاب 2014، ثم جاءت الحرب فزادت من انقساماته الكثيرة. هناك بالطبع اهتمام دولي وإقليمي بضرورة توحيد المؤتمر، وهناك ميل لأن يلعب هذا الحزب دوراً كبيراً في مرحلة ما بعد الحوثي. لكن السؤال هو كيف يمكن أن توحد صفوف المؤتمرين، وما هي طبيعة الأدوار التي ستقوم بها المكونات الأخرى، وما هو دور المقاومين الحقيقيين على الأرض، وما طبيعة العلاقات المستقبلية بين كل تلك الأطراف؟
حدثني قيادي في المؤتمر- فرع أبوظبي أن مؤتمر صالح يمكن أن يسير في تفاهمات محددة مع الرئيس هادي، تضمن اعتراف «مؤتمر صالح» في الخارج بشرعية هادي، على أن يترك هادي رئاسة المؤتمر لشخصية مؤتمرية أخرى، بحيث ينضم المؤتمر مع غيره من مكونات الشرعية لاصطفاف وطني كبير يهدف إلى إسقاط الانقلاب تحت مظلة الشرعية. لكن هل سيقبل الرئيس هادي بالتنازل عن رئاسة المؤتمر، الذي يقول فريقه إن لوائح المؤتمر تقول إن رئيس الجمهورية هو رئيس المؤتمر، وماذا سيكون عليه الحال إذا أصر «مؤتمر أبوظبي» على موقفه؟ هنا يمكن الحديث عن ضرورة وجود تفاهمات بين الرياض وأبوظبي لترتيب أوضاع المؤتمر، بحيث تتم الدعوة إلى انعقاد مؤتمر موسع في الرياض لكافة القوى المعارضة للانقلاب، للتهيئة لاصطفاف وطني شامل لإسقاط سلطة المليشيات. ومهما يكن من إخفاقات لمؤسسة الشرعية هنا أو هناك إلا أن مقارنة ما تم إنجازه بدعم كبير من التحالف العربي مع ما كانت عليه الأوضاع في 2014، هذه المقارنة تشير إلى أن الكفة عسكرياً وسياسياً تميل لصالح الشرعية، شريطة أن يكون هناك قدر من التنسيق داخل تلك المؤسسة، وفي ما بينها وبين التحالف العربي. وينبغي أن تكون النقاشات ضمن الحقول التالية:
طبيعة العلاقة وحدود المسؤولية بين مؤسسة الشرعية والتحالف العربي، مناقشة أسباب تأخر الحسم عسكرياً بشفافية وبروح المسؤولية. مناقشة ملفات الإغاثة الإنسانية والتحديات التي تواجهها، وإيجاد منافذ بديلة لدخولها، على ضوء الجسر الإغاثي الجوي الذي أعلن عنه يوم الإثنين في الرياض، مع بحث إعادة تحريك عجلة الاقتصاد بتفعيل حركة الملاحة عبر الموانئ والمطارات، وتصدير النفط والغاز، وإعادة الإعمار، وتفعيل الأجهزة الرقابية ومكافحة الفساد والازدواج الوظيفي، والوظائف الوهمية.
وأخيراً: وجدت في الرياض إصراراً كبيراً على ألا يكون اليمن نسخة من النموذج اللبناني بوجود دولة داخل الدولة، ورفضاً لبقاء الحوثيين محتفظين بسلاحهم في اليمن وعلى حدود المملكة، مع الترحيب بهم ككيان سياسي بعد تنفيذ مضامين القرارات الدولية الخاصة باليمن، واتساقاً مع المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، كما أن هناك اتفاقاً على ضرورة أن تنطلق أية جهود مسلحة لمواجهة الحوثي تحت راية الجيش الوطني، لأننا لسنا في حاجة إلى المزيد من المليشيات الخارجة عن سيطرة الشرعية، حتى إن كانت تلك المليشيات تهدف إلى مواجهة الحوثيين.
كاتب يمني من أسرة «القدس العربي»

أخبار وأفكار

د. محمد جميح

«يخرب بيوت الفلسطينيين والبيوت اللي جنب بيوتهم»

Posted: 24 Jan 2018 02:13 PM PST

تلقف الإسرائيليون بانتهازيتهم المعهودة، سلاح الرعب الجديد، «يخرب بيتك» ائتلافا ومعارضة، وأعلنوا رفضهم واستنكارهم لتهديد حياة ملايين الأمريكيين، لأن يخرب بيتك يقصد منها الأعاصير، وانفجارات الترسانات النووية الأمريكية، والهزات الأرضية، وذوبان الجليد وارتفاع منسوب مياه المحيط، لتغرق مدنا ساحلية، وزيادة الجريمة، حتى أن رئيس المعارضة من حزب المعسكر الصهيوني هبّ لنجدة الضحايا الأمريكيين، فقال مخاطبا نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، إن هذا البيت ويقصد الكنيست، يدعو لكم بالنجاة من لعنة يخرب بيتك، نتمنى لكم البركة في الاقتصاد والنمو والازدهار وقيادة العالم الحر.
إلا أن يخرب بيتك تعبر أيضا عن إعجاب بعمل ما، مثلا عندما تقوم لاعبة جمباز بحركات بهلوانية يتحول فيها جسدها كأنه معجونة تطويها كما تشاء، نقولها بلا شعور يخرب بيتك، وفي مسرحية «العيال كبرت»، يقولها الأب رمضان السكري لأولاده، يخرب بيوتكم والبيوت اللي جنب بيوتكم والبيوت اللي جنب جنب بيوتكم». أما «يلعن أبو البابور اللي جابك»، فهي شتيمة فلسطينية ساحلية أصلية عريقة، وجّهت غالبا للمهاجرين اليهود إلى فلسطين، وذلك أن أكثرهم جاء على ظهر باخرة من البحر، فإذا تخاصما شتمه الفلسطيني: يلعن أبو البابور اللي جابك، ولكنها تحولت إلى دعابة بين اليهود أنفسهم، واستخدمتها أشهر الفرق المسرحية الكوميدية العبرية، لوصف الموقف العربي الرافض للهجرة اليهودية إلى فلسطين. اختفت هذه الشتيمة مع انقلاب الموازين لصالح الحركة الصهيونية وتطوّر المواصلات والأجيال الصاعدة لم تعد تذكرها إلا نادرا، وإذا كان لا بد منها فيلعن أبو البوينغ والإيرباص اللي جابتك. هذه الشتيمة الأقرب للدعابة، قد تعتبر في لحظة انتهازية ما مشروعا لإغراق اليهود المهاجرين في البحر، ولا سامية موجهة للناجين من المحرقة النازية. إذا قلت ليهودي يلعن أبو بلدك، وهي شتيمة يتداولها العرب بين بعضهم بعضا، قد توجه لك تهمة التخطيط والنوايا لتدمير دولة إسرائيل، لأنك شتمت بلده، وبلده هي دولة إسرائيل، وهذه الشتيمة تنم عن لاسامية وكراهية عميقة لليهود، ولن يغفر لك قولك إنها بلادي وأنا لا أشتم بلادي، فقد ظهرت نواياك التخريبية.
كانت أمهاتنا تهددننا إذا ما ارتكبنا حماقة ما بقولهن: والله لأخلي أبوك يذبحك، أو: طيّب بتشوف لأذبحك بالسكّينة، وقد تقسم.. والله لأذبحك، في البداية تكون لهذه الجملة قوة ردع لدى الطفل ابن السنوات الأربع أو الخمس، خصوصا إذا تم تحديد آلة الذبح، لكن بعد تكرارها الذي تتبعه قبلات واحتضانات تفقد ردعها، وتجعل الطفل يركض منتصرا ضاحكا عند سماعها.
باحث عبري لا يحضرني اسمه، رأى بأن جذور العنف الفلسطينية تبدأ من تهليلة الأم التي تقول لابنها.. نام يا حبيبي نام لاذبح لك جوز الحمام. فينشأ الطفل على الذبح والدم، الباحث يتجاهل تتمة التهليلة.. روح يا حمام لا تصدق بضحك على ريما لتنام، كما تقول فيروز.
الإسرائيليون يحاربون الفلسطينيين منذ أكثر من سبعة عقود، وفي كل مرحلة يخترعون أو يتلقفون مقولات فلسطينية أو عربية تبرر جرائمهم، وتبرر لهم احتلال الأرض وطرد سكانها والتنكيل بهم، وفي أحيان كثيرة ارتكاب مجازر ضدهم، فقد زعموا في حقبة ما أن الحاج أمين الحسيني نازي وصديق لهتلر، بل إن نتنياهو لم يستح قبل عامين فقط من الادعاء بأن الحاج أمين هو الذي أقنع هتلر بإبادة اليهود، حتى اليهود أنفسهم رأوا فيها مبالغة غير أخلاقية وتمس بقدسية ضحايا المحرقة، ولكن الهدف المنحط يبرر الوسيلة المنحطة. في مرحلة ما زعموا أن العرب يهددونهم بإلقائهم في البحر، كان هذا في حقبة هزيمة حزيران وخطابات أحمد سعيد، فخططوا وانتظروا الفرصة، وشرّدوا مئات الآلاف من العرب إلى الصحراء، ودفنوا آلافا أخرى ومن بينهم أحياء في رمال سيناء. هكذا فإن كل ممارسات الصهيونية تتضاءل لمجرد كلمة ينبس بها فلسطيني أو عربي، حتى إن كانت مجرد مبالغة تعبيرية تتضمن نوعًا من الدعابة، أو اليأس أو المبالغة الخطابية، وتبدأ حملة على العالم بأن ينسى الجرائم ضد الإنسانية التي تجري على أرض الواقع ضد الفلسطينيين، وأن ينتبه لسلاح الإبادة الجماعية الذي كان آخره»يخرب بيتك».
كانت إحدى جاراتنا عندما تغضب من أولادها تقول: والله لآكلكم بأسناني، ولم ينج محمود درويش من التهمة أكل لحوم البشر عندما قال: «فإني إذا جعت أكلت لحم مغتصبي». جيد جدا أن نواب المشتركة في الكنيست لم يقولوا لنائب الرئيس الأمريكي بنس أثناء خطابه «أنا هشرب من دمك»، على طريقة يوسف وهبة بك، واكتفوا برفع شعار القدس عاصمة فلسطين، وإلا لكانوا أعلنوا أن القائمة المشتركة بايعت البغدادي وانضمت إلى «داعش» وسعوا لإقامة تحالف دولي لمحاربتها.
على الجانب الآخر، فإن الشتيمة الدينية اليهودية الأكثر انتشارا وشعبية منذ ألفي عام مصدرها اسم يسوع بالذات، فكلمة (يشو) عند كثيرين من اليهود، خصوصًا المتدينين هي اختصار لثلاث كلمات، يمحى اسمه وذكره، (ييمح شموه وزخروه).. أي ليمت وأن لا يذكره أحد من بعد موته، هكذا فإذا ذكروا شخصية مقاومة مثل ياسر عرفات أو أحمد ياسين أو القسام وغيرهم أتبعوها بكلمة (يشو)، أي فليمح اسمه وذكره، ولم ينج محمود عباس صاحب سلاح يخرب بيتك من هذه الدعوة، فمعظمهم يرون فيه عقبة في وجه السلام القائم على قاعدة يخرب بيوت الفلسطينيين والبيوت اللي جنب بيوتهم والبيوت اللي جنب جنب بيوتهم.
كاتب فلسطيني

«يخرب بيوت الفلسطينيين والبيوت اللي جنب بيوتهم»

سهيل كيوان

 يسرقون تراثنا وحكاياتنا

Posted: 24 Jan 2018 02:13 PM PST

معروف خطر العدو الصهيوني على الفلسطينيين والعرب، الصهاينة لم يستولوا على أرضنا الفلسطينية والعربية الطاهرة فقط، إنما يريدون الاستيلاء على تاريخنا الفلسطيني العربي الكنعاني اليبوسي الأصيل، يريدون سرقة الزي الشعبي الفلسطيني، فهم ألبسوه لمضيفات شركة «إل عال».
روجوا في العالم من قبل أن الفول والحمص والزعتر «تراث يهودي إسرائيلي» لذلك فإن الخطر الصهيوني غير مُدرَك من قبل الكثيرين من الفلسطينيين والعرب على مختلف مناحي حياتنا، هؤلاء الذين يتوهمون بإمكانية قيام «سلام» مع إسرائيل. يحاولون بكل الوسائل اختلاق تاريخ قديم لهم، كما يحاولون عنوة إلصاق أنفسهم بتاريخ المنطقة. نقول تعليقا مثلما «رائحة البن جغرافيا»، فإن البنّ أيضا: جغرافيا فلسطينية بامتياز.. رائحة القهوة هي المميزة… في صباحات المدن والقرى الفلسطينية والعربية الربيعية الجميلة والدافئة. الجديد، أنه في الكتاب الصادر عام 2017 في رام الله بعنوان «حكايات الحجّة فِرسَة»- وهو كتاب دونت فيه الكاتبة عروبة ربيع عن جدتها خمسين حكاية تراثية فلسطينية، أشرف على إعدادها الباحث الفلسطيني نبيل علقم، الذي أورد (وفقا لكتاب منعم حداد بعنوان «الاستشراق والصهيونية والتراث الشعبي») إحصائية عما لجأ إليه العدو الصهيوني من تسجيل، لما يعتبره تراثاً إسرائيلياً، وأنه سجّل حتى عام 1986 ما عدده (18500) حكاية «تراثية إسرائيلية»، حدّاد صنّف منها (11944) حكاية تراثية عربية، – سجلها من يهود الدول العربية والإسلامية – ومن بينها (215) حكاية فلسطينية. هذا يثبت بما لا يقبل مجالاً للشك السرقة الإسرائيلية للتراث العربي، خاصة الفلسطيني، من أجل تزييف تراث للدولة الصهيونية، ومحاولة شطب التراث الفلسطيني.
شكّلت سرقة التراث الفلسطيني نهجاً استراتيجيا إسرائيليا قديما، حيث جرى تشكيل لجان إسرائيلية متخصصة للإشراف على هذه السرقات، كان ذلك في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي. وحتى النباتات الفلسطينية والعربية، لم تسلم من القرصنة الصهيونية، حيث اختارت إسرائيل زهوراً برية ونباتات فلسطينية لتمثيلها في حديقة النباتات والورود، التي أقامتها الصين بمناسبة استضافتها للألعاب الأولمبية عام 2008. وعلى سبيل المثال وليس الحصر فإن زهرتي»قرن الغزال»و»شقائق النعمان»، وشجرة الزيتون، ثبّتت باسم الكيان الصهيوني في الحديقة الصينية. أما عن سرقة المأكولات الفلسطينية فحدث ولا حرج عن اللصوصية الإسرائيلية، التي وصلت إلى حد المشاركة في المهرجان السنوي «للمفتول» الذي انعقد في مدينة سان فيتو لوكار الإيطالية عام 2000، لتفوز بالجائزة الأولى لأحسن طبق مفتول، وكذلك المشاركة في مسابقات عالمية أخرى للطهو بالأطباق الفلسطينية كـ»الفلافل» و»المسخّن» وبعض الأنواع الأخرى، وتسويقها معلبة أو تقديمها في المطاعم العالمية على أنها أكلات شعبية إسرائيلية. وبالافتراء نفسه تظهر الفرق «الفولكلورية الإسرائيلية» في الحفلات العالمية بالزي الشعبي الفلسطيني، وتؤدي رقصة الدبكة وتعزف «الشبابة والأرغول» وغيرها من الألحان الفلسطينية والعربية الأصيلة، والشهيرة جدا، ولكن بلكنة عبرية، مثل أغنية «الدلعونا». كما سعت إسرائيل إلى الاستحواذ على الأثواب المزركشة القديمة لأرشفتها في الموسوعات العالمية، لعرضها في المعارض على أنها «تراث إسرائيلي»، وما ساعد على ذلك سرقة دولة الكيان للملابس التراثية القديمة مع كثير من النحاسيات والصكوك المعدنية ومصنوعات الفخار وأدوات زجاجية تراثية ومنتجات فنية، ووضعتها في مختلف المتاحف الإسرائيلية لتنضم إلى ما يسمى «بالتراث الشعبي الإسرائيلي» لتعرض على أنها «آثار العبريين القدماء».
نعم، إن حربا صامتة يشنها الاحتلال في محاولاته الفاشلة لشطب الهوية الفلسطينية، وإحلال الهوية اليهودية الإسرائيلية مكانها، بالموازاة مع ما يجري على الأرض من تهويد واستيطان وتغيير لمعالمها. ويشير الدكتور إدريس جرادات، مدير مركز «سنابل للدراسات والتراث الشعبي الفلسطيني»، وأحد أبرز المهتمين بقضايا التراث والآثار في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلى أن محاولات طمس الهوية الفلسطينية تأخذ أشكالا عديدة، مستشهدا بعبارة للمستشرق فيليب حتي، التي يقول فيها إن «اليهود شعب همجي بلا حضارة، وكلما احتلوا منطقة سرقوا تراث أهلها ونسبوه إليهم»، ويؤكد على أن مصنوعات الفخار التي يعرضها الإسرائيليون في متاحفهم ومتاجرهم هي من إنتاج عربي وبأيد فلسطينية انتقلت إليهم من أجدادهم الكنعانيين.
كل ما يقوم به الإسرائيليون من سرقات لصوصية يهدف إلى استكمال عناصر ما يسعون لبنائه من «ثقافة يهودية/إسرائيلية واحدة»، وهي التي يفتقدها الكيان بعد سبعة عقود من إنشاء دولته، وسيظل يفتقدها مهما طال زمنه. الشارع الإسرائيلي يفتقد أدنى حدود «الوحدة الثقافية» بين مكوناته، وهي أحد الشروط اللازمة لانطباق كلمة المجتمع على فئة بشرية معينة. في عام 1948 جمع ديفيد بن غوريون كل استراتيجيي الحركة الصهيونية والكتّاب الذين كانوا بين المستوطنين المهاجرين اليهود الى فلسطين، وطلب منهم «صهر الثقافات المتعددة» للمهاجرين الجدد، وخلق «الثقافة اليهودية – الإسرائيلية الواحدة». ما الذي حصل بعدها؟ هل تولّدت الثقافة الواحدة لديهم؟ الجواب كلا، بل من المستحيل إيجاد هذه الثقافة، لأن كل ثقافة لها خصوصيتها المحدّدة لهويتها، وهي تنشأ وتتراكم بفعل عوامل مختلفة، ووفقاً لما تجتازه من مراحل زمنية وحتمية، ارتباط هذه الحقب بما مرّت وتمر به هذه الثقافة من ظروف، استعمارا، نهضة وغيرهما.
كاتب فلسطيني

 يسرقون تراثنا وحكاياتنا

د. فايز رشيد

أمام شباب وشابات العرب الكثير ليتعلموه

Posted: 24 Jan 2018 02:12 PM PST

يخطئ من يعتقد بأن مجتمعات الوطن العربي ستقبل صاغرة أو طواعية بالأوضاع الحالية المزرية التي وصلت إليها، بعد أحداث وفواجع الحراكات الجماهيرية العربية الكبيرة، التي اجتاحت الأرض العربية عبر الثماني سنوات الماضية. هذا قول يتناقض مع تاريخ المسيرة الإنسانية، ومع المنطق، ومع رياح التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية والتواصلية الكبرى التي تهب على العالم كله.
وبالطّبع فإن فترات لعق الجراح وتضميدها تتصف عادة بالهدوء الخادع، لكن المستقبل لا يمكن إلا أن يحمل في أحشائه ما يصّحح الحاضر، ولذلك فإن مظاهرات الجياع والعاطلين عن العمل والمهمشين التي جابت شوارع العديد من عواصم العرب وأريافها، ما هي إلا النسائم التي تشير إلى عواصف الأفق البعيد.
ولأن شباب وشابات الأمة العربية هم الذين سيصنعون ذلك المستقبل، فإن الحاجة ماسة لأن يذكروا بأهمية دراسة ووعي مسيرات بعض الأنساق السياسية والفكرية، التي صنعت عالم اليوم. في مقدمة هذه الأنساق النسق الذي صنعته الأيديولوجية الليبرالية عبر مسيرتها خلال القرنين الماضيين. لقد ولدت تلك الأيديولوجية من رحم الحداثة، التي بدورها ولدت من رحم الثورتين الفرنسية والأمريكية اللتين رفعتا شعارات تغييرات راديكالية اجتماعية وسياسية.
لكن الليبراليين أصابهم الذعر من إمكانية حدوث فوضى وصراعات دموية، ولذلك قرروا أن تكون أيديولوجيتهم وسطية، بين الراديكالية اليسارية واليمينية المحافظة. في قلب تلك الوسطية كان شعار الإصلاح التدريجي وعدم اختصار الوقت. وقدم الليبراليون صفقة متوازنة، تقوم على تقليص امتيازات الطبقة المحافظة القديمة، ولكن من دون اجتثاثها، وعلى تحسين أوضاع الطبقات العاملة والفقيرة، من خلال السماح بتواجد تنظيماتها المدافعة عن حقوقها من جهة، ومن خلال القبول بدولة الرعاية الاجتماعية، في حقول التعليم والصحة والإسكان والبطالة من جهة ثانية.
وعلى الرغم من قيام الثورات الاشتراكية هنا أو هناك، وعلى الرغم من محاولة الانتقال إلى النظام الشيوعي في الاتحاد السوفييتي السابق، إلا أن النسق الليبرالي في الحكم والاقتصاد والعلاقات الاجتماعية ظل هو السائد والثابت عبر قرنين كاملين. من هنا ساد المجتمعات الغربية الهدوء والسلم الأهلي بصورة عامة. لكن الليبرالية انقلبت على نفسها عندما انتقلت من أصولها الكلاسيكية إلى صورتها الجديدة: الليبرالية الجديدة العولمية البالغة التوحش والاستقطاب، بل حتى المعادية لبعض جوانب الديمقراطية.
لقد تم كل ذلك خلال الثلاثين سنة الماضية، بعد أن ادعى الليبراليون من أمثال، مارغريت ثاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة، وأمثال رونالد ريغان الرئيس الأمريكي السابق، بأن العمال والفقراء قد بالغوا في مطالبهم، وأنهم بنقاباتهم القوية المنظمة يعرقلون الاقتصاد الرأسمالي الإنتاجي.
اليوم يجري الحديث عن نهاية الليبرالية، بعد أن فشلت في تحقيق وعودها من خلال الإصلاحات البطيئة، وقيام دولة الرفاهية الاجتماعية. فالإصلاحات تتراجع ودولة الرعاية الاجتماعية يجري بناء حيادها الكاذب من خلال تخليها عن مسؤولياتها الاجتماعية، ومن خلال هيمنة متطلبات حرية الأسواق التجارية على كل تصرفاتها.
أي أن الليبرالية أصبحت، بقصد أو من دون قصد، تعادي الديمقراطية الشاملة العادلة، التي تشمل السياسة والاقتصاد، والتي تصر على التوزيع العادل للثروة، ولا تكتفي بوجود انتخابات وبرلمانات فقط.
ما الهدف من سرد تفاصيل تلك المسيرة على شباب وشابات الأمة العربية؟ الهدف هو تحذيرهم من الأهداف الخفية وراء الناقدين والشامتين لما جرى في الأرض العربية، وذلك بقصد إقناع الناس بالتخلي عن شعارات الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، التي نادت بها حناجر الملايين من شعوب الأمة العربية، واستبدالها بشعارات غامضة تبطئ، بل تعيق، انتقال المجتمعات العربية من أوضاعها المتخلفة الدموية الحالية، ومن علاقاتها الاجتماعية التسلطية الاستغلالية السابقة، إلى أنظمة ديمقراطية تقوم على أسس الحرية والكرامة والمساواة والعدالة والمواطنة الحقة.
سيكثر الحديث عن العقلانية والسلم الأهلي ومخاطر الفوضى وجهالة الغوغاء، وتدمير فرص الاستثمارات الخارجية وحركة السياحة، إلخ. ولكن سيجري القفز فوق قيم العدالة في توزيع الثروة والسلطة والجاه، وفجيعة الاستباحة الاستعمارية والصهيونية لكل الأرض العربية، وتصدع التضامن العربي، وتجديد الثقافة العربية والفقه الإسلامي، وغيرها الكثير الكثير.
للشباب العربي عبرة في مسيرة الأخطاء والخطايا لليبرالية الكلاسيكية الغربية، التي لا تزال تنقل تلك المجتمعات من أزمة إلى أزمة، ومعها مجتمعات العالم كله.
وإذا كنا قد فصلنا مسيرة الأيديولوجية الليبرالية فلأنها النسق المطلوب في عصرنا. لكن هناك دروسا وعبرا في مسيرة الأيديولوجيات الكبرى الأخرى. وهي الأخرى، تحتاج إلى أن يؤخذ ويترك منها. مسيرة هذا العالم التاريخية مليئة بالوعود والأحلام الكاذبة، والذين يريدون أن يتصدوا للمستقبل من شباب وشابات هذه الأمة عليهم دراسة ذلك التاريخ، إذ حتى الآن ظلت تلك الأحلام والوعود وراء ألف قناع وقناع، والنتيجة هي عالمنا المريض التائه المأزوم الذي نراه أمامنا.
كاتب بحريني

أمام شباب وشابات العرب الكثير ليتعلموه

د. علي محمد فخرو

شيخ المصوِّرين واعتقال لحظة هاربة

Posted: 24 Jan 2018 02:12 PM PST

زاول مهنة التصوير في وقت كانت تمارس كهواية من قبل الأثرياء في أوروبا، وأسهم في تطوير أسلوب تصوير حياة الشارع العراقي، مما أثرى الصورة الفوتوغرافية بموهبته، ولديه قابلية غير معتادة لتصوير الأماكن، واصطياد اللحظات في العراق والدول التي سافر إليها، ويعد أرشيفه من صور وأفلام وثائق هامة للحياة الاجتماعية.

الباب العتيق والصالون الأدبي

حانوت الفلوجي لم يكن للتصوير فقط، فمساحته الداخلية تقدر بـــ(90) مترا مربعا استوعبت رواد(صالون الفلوجي الأدبي) صالون الجمعة وعقدت فيه مناظرات وأحاديث في الشعر والأدب، ومن بابه العتيق المصنوع من الخشب القديم دخل الكبير محمد مهدي الجواهري، والدكتورة عائشة بنت الشاطئ، وأحمد رامي، والدكتور أحمد الوائلي، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشبيبي، والمظفر ومستشرقون أجانب وآخرون – كما يذكر الأستاذ قيس الفلوجي.

لحظات عالمية (الفقاعة، الحاسمة، نظام المنطقة)

المصور والفيلسوف الفرنسي هنري بريسون توج بلقب (عين القرن) عندما بلغت شهرته مداها، ومنحته عبارته الشهيرة (الكاميرا مغناطيس حقيقي ومن خلاله تحبس العالم في العلبة الصغيرة، بتفاصيله المعبرة لجمال الوجود) شيخاً لمصوري فرنسا، وهو الذي أطلق تسمية (اللحظة الحاسمة)،أما اللحظة لدى المرهف الفلوجي فقد وصفها بــ(لحظة الفقاعة) وهي التي ألهمت المبدعـين وأسست لمدرسـة التصـوير الفوتوغرافي.
تميز الفلوجي بخبرته المتراكمة وأسلوبه في تنظيم أبعاد وقياسات الناس والأجسام في المشهد والتقاط الفقاعة عندما تكون هذه العناصر في توازن مرئي، والصندوق الخشبي القديم بعدسته الساحرة التي أنتجت روائع الفلوجي هي العناصر نفسها التي استخدمها (انسل ادامز) المصور الأمريكي الذي اشتهر بلقب أسطورة (الأبيض والأسود) والذي مارس الفن بتزامن تاريخي مع مشوار الفلوجي، وله تعود تسمية (نظام المنطقة) لضبط التباين في اللحظة النهائية لالتقاط الصورة كما في صورته الشهيرة (شروق القمر) التي وصفت بانها (دمج مثالي ومضبوط للتصوير النقي).
إن توظيف وتسويق الفن عبر المؤسسات الغربية المختصة يعد نجاحاً باهراً ومنصفاً للمواهب وحالات الإبداع، لذلك اقتصرت الشهرة وصناعة النجومية في مجال الفن بالمبدعين في الغرب دون سواهم، وتغييب نظراء لهم في الشرق، وعدم تسليط الأضواء على عطائهم والافتقار لمؤسسات رصينة وفاعلة في الشرق، والحالة السطحية في التعاطي من قبل الإعلام والصحافة المحلية شكلت سبباً في أخفاء ريادية الأعمال.

الدراما الصامتة تتحدث

يتحدث أحد معاصري السيد الراحل (حين يخرج من حانوته يتبعه عموم الناس والمغرمون متبعين خطواته، ويرددون أن هنالك حدثاً هاماً، والمصور ذاهب لتوثيقه) – يعتبر أمين اللحظة ومراقب الحدث.
نوري الفلوجي يمتلك كتلة من الأحاسيس الداخلية وعمل من أجل بلورتها عن طريق تصوير واختيار اللحظة أو الفقاعة، وهذه الفقاعة كانت تستدعي منه معاناة قبل امتلاكها، وقام برسم خيالي مسبق لتلك الفقاعة، وهذا هو الفرق بين الفن في عهد الفلوجي والتقنيات الحديثة التي بدورها استباحت الذوق والذاكرة ومحت لونيها (الأبيض والأسود) لتأتي بـــ (الفلاتر) المرشحات والبرامجيات والقوالب الجاهزة.
الدراما الصامتة تتحدث بألوان السياسة والتاريخ والجغرافية والطبيعة، فقد وثق الراحل نهايات العهد العثماني، والحقبة الملكية حين كانت النجف الأشرف حلقة مفصلية في تأسيس شكل الدولة الملكية، والزيارات الماراثونية لملوك العراق فيصل ومن بعده غازي ثم فيصل الثاني ورؤساء الوزارات والأعيان ورجال الأعمال، والوفود العربية والأجنبية، وثقت بعدسته، واستمرت قرابة 38 عاماً.
تغير بعدها شكل الحكم في العراق من ملكي إلى انقلابات عسكرية متوالية، لكن لم تتغير عدسة الفلوجي، وشهد العراق فترات قلقة لكن عين الفن تلتقط اللحظات قبل أن تنفجر.
وثقت عدسته حلقات الدرس والأسواق الشعبية وحياة البسطاء والدراويش مثل بائع
(الجوز واللوز)، والمهنة المزدوجة (حلاق – حكيم) ووسيلة النقل (عربة الخيول) وأغلب المهن والحرف الفلكلورية، وصور إعلان الدعاية لماكنة الخياطة (Singer).

فقاعة لم تنفجر

أمام الباب العتيق لحانوت التصوير الشعبي في النجف تأملت سيدة الأدب العربي غادة السمان تلك العبارة الرائعة، لكنها لم تدخل إلى الحانوت لتلتقط لنفسها صورة، ولقاء بين السمان والفلوجي لم يتحقق، لكن حالة أدبية استمرت أكثر من أربعة عقود أثمرت واستقرت في ذاكرة الأيقونة وحملت معها وفاء لفنان لم تعرف اسمه، وكلما سنحت لحظة حرية لتذكر الفقاعة التي لم تنفجر وقد اعتقلت(70) لحظة في كتابها الموسوم (اعتقال لحظة هاربة).
حظيت العبارة باهتمام كبير من الإيقونة، ولا أعلم ما ستكتب عن الفلوجي وعبارته بعد اليوم، معتقدا أن إبداعها سيستمر في اعتقال لحظات إنسانية.
الباب العتيق والعبارة القديمة والرجل المحترف والياسمينة الشامية عناصر رسمت لوحة الأبجدية.

كاتب من بغداد

شيخ المصوِّرين واعتقال لحظة هاربة

نجم الدراجي

في تذكر صبري موسى

Posted: 24 Jan 2018 02:09 PM PST

كنت مندهشا بروايته الصغيرة «حادث النصف متر» وروايته الأخرى «فساد الأمكنة»، ومندهشا كذلك باختلاف الأسلوب بينهما حين التقينا معا، ولمرّة واحدة لم تتكرّر. كان ذلك في كوبنهاغن مع كتّاب عرب آخرين، وكانت برفقتنا فرقة موسيقية مصرية، أذكر من عازفيها مهارة ناقر الدفّ في ما هو يؤدّي عزفا منفردا فاق كثيرا ما يمكن توقّعه من تلك الآلة الصغيرة، القليلة التعقيد. «شايف بيطَلّع منها إيه؟» قال لي صبري موسى، الجالس إلى جواري. كنا قد تعارفنا للتو، قبل أن ندخل إلى القاعة التي أقيم فيها الحفل الموسيقي. كان صبري موسى في منتصف ستينياته كما قدّرت، ولا أعرف إن كنت قد شاهدت صورةً له من قبل. ذاك أنني أذكر كيف فوجئت بوسامته الهادئة. ولشدة تعلّقي بكتابيه، كنت أنتظر خروجنا من الصالة لأقول له إني أغرمت بـ«حادث النصف متر»، هكذا في مخالفة لما كان يسمعه على الأرجح من إحلالها مرتبة ثانية بمقارنتها مع «فساد الأمكنة».
حين صرنا في الخارج، قلت له: أنا من معجبيك أستاذ صبري. ابتسمَ كمن تلقّى هدية، إذ أحبّ ربما أن تكون كتبه قد وصلت إلى بلد آخر وهي، علاوة على ذلك، قرئت فيه. وحين أخبرته عن طرافة «حادث نصف متر» وجِدّتها، سألني إن كنت شاهدت الفيلم السينمائي الذي اقتبس منها.
أجبته بأني أقصد الرواية، تلك التي كان من السهل تصوّرها في شريط مصوّر في أثناء ما كنت أقرأها، بل إنه، على صفحات الرواية تلك، عمد إلى إرفاق صور مرسومة ببعض الفقرات، ليس لعجز الكتابة عن إيضاح ذلك، بل لأنه كان مدركا أن إضافة الرسوم كتكرار لما كان جرى وصفه بالكلام يدفع القارئ إلى مواصلة اندهاشه بما يقرأ، أو إلى العودة إلى دهشته مباشرة بعد توقّفها، هكذا مثلما تعقب ضحكةٌ قوية ضحكةً سبقتها.
كانت القراءة آنذاك، أقصد قبل انقطاع الطرق بين الكتب العربــــية وإبقــــاء ما يصدر منها في مكان صدوره، واكتفائه بقرّائه المحليين، موسعة مجال معرفتنا بما يُكتب. كنا نقرأ ما يصدر في البلدان العربية، آتيا من مصر أو من المغرب أو من سوريا، أو مطبوعا عندنا هنا في لبنان. هكذا رأيت آنذاك، بعد قراءة «حادث النصف متر»، ثم «فساد الأمكنة» من بعدها، إنني اكتشفت كاتبا وإن عالم الرواية لن يتوقف عن الاتساع.
وعلى غرار ما كانت روايته الصغيرة مفاجئة بحيويتها وراهنيتها وجانبية موضوعها وأساسيته في آن (إذ تدور حكايتها عن موظف يسعى للقاء حبيبته في بيت مقفل، وهو، في صفحات الرواية الأولى يبحث بين معارفه عمن يمكن أن يزوّده بمفتاح، ما ينقل هذه الثيمة الأكثر حضورا في مجتمع ما قبل الزواج، وربما بعده، إلى موضوع كتابي) فوجئت بمطلع «فساد الأمكنة»، بدقة تصويره وخياليته الفائقة في الوقت نفسه.
إلى الآن ما تزال عين ذلك الطائر الناظرة إلى الصحراء، من علوّه ذاك، ماثلة في الذاكرة، محدّقة في كل شيء مهما بلغ صغره، حتى ليبدو ذاك الطائر كأنه حارس للأرض المنبسطة اللانهائية حوله. صبري موسى كتب ذلك باللغة ذاتها التي تكتب بها الروايات الكبيرة، أقصد تلك التي تُكتب فيها الرؤيا، أو اللغة التي تسعى إلى بلوغ غرابة العالم الذي تصفه.
لقد جرى الاحتفاء بهذه الرواية من محبّي هذا النوع المترفّع الأكثر أدبية. في لقائي ذاك مع صبري موسى لم يشر إلى أنني، بإطالتي الكلام عن روايته المرحة الصغيرة، إن كنت قرأت حقا روايته الأخرى «فساد الأمكنة». كان خجولا، ولم يتح لي أن أقول كل ما أحببت قوله.
لكنني ربما تمكنت من أن أمرّر كلمات أخرى أو جملا عن أدبه، بادئا بذلك عن كلام المودّة التي نشأت بيننا. ذاك لأني كنت راغبا في أن يصله كاملا تعلّقي بما كتب.
لم أعد إلى الالتقاء به مرة ثانية، بل إنني أبقيت تعلّقي بروايتيه (حيث أني لم أقرأ روايته الثالثة، «السيد من حقل السبانخ») في ذلك الزمن الذي قرأتهما فيه. كما لم أعد أسمع، أو أقرأ، خبرا عن شيء كتبه أو عن مناسبة أدبية كان حاضرا فيها. كأنه كتب ما كتبه في وقت ما من حياته ثم وضع قلمه جانبا، وراح هو يبحث عن شيء لم يبلغ أحدا ماذا هو.

٭ روائي لبناني

في تذكر صبري موسى

حسن داوود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق