Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الجمعة، 26 يناير 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


حصار قطر يهزّ العلاقات السعودية ـ الكويتية

Posted: 25 Jan 2018 02:30 PM PST

اتخذت الكويت موقفا واضحا من تصعيد السعودية والإمارات والبحرين ومصر ضد قطر ومحاصرتها برّيا وجويّاً وبحرياً، يتوخّى إبعاد الخطر عن الخليج العربي عموماً، وتخفيف التوتّر، وصولاً إلى اتفاق يحترم سيادة الدوحة ويخفض فاتورة المطالب التعجيزية لدول الحصار.
والحقيقة أن للكويت تاريخاً مشرّفاً في دعم القضايا العربية والعالمية، وكان مشهوداً لها دعمها الكبير للفلسطينيين (الذين تعرّضوا، مثل الكويتيين، لكارثة بعد اجتياح العراق للكويت عام 1990)، وكانت تجربتها الليبرالية والديمقراطية ووسائل إعلامها و»ديوانياتها» مثارا للإعجاب في منطقة تشكو من ثقل التقاليد وسيادة الأيديولوجيات المحافظة.
رغم تفرّدها في تجربتها السياسية والإعلامية فإن بنية الكويت الاجتماعية لا تختلف كثيراً عن بنى دول الخليج الأخرى، فأغلب قبائلها، كالعوازم ومطير والعجمان والرشايدة وعنزة وعتيبة وشمر موجودة في السعودية وباقي دول الخليج، بشكل لا يمكن حدّه بالحدود الجغرافية، وهذا قد يفسّر أحد أسباب مواقفها من الصدع الاجتماعي والسياسي الكبير الذي اجترحته دول الحصار على الضدّ من التاريخ والجغرافيا والمنطق وطبائع الأمور.
للكويت دالّة على حكام السعودية حيث وقفوا إلى جانبهم خلال حربهم ضد إمارة رشيد في القرنين التاسع عشر والعشرين، وهو جميل قامت حكومة السعودية بردّه حين شاركت في إنشاء تحالف لقتال القوات العراقية في حرب الخليج، ولكن هذه العلاقات الوثيقة بين البلدين لم تمنع الكويت من رؤية الخطر الفادح الذي شكّله قرار نظيراتها الخليجيات، في السعودية والإمارات والبحرين، حصار قطر، وهو ما جعل أميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح يقود بنفسه محادثات الوساطة بين الطرفين.
ويبدو أن رؤوساً «حامية» ضمن معسكر الحصار تجد في دعوات الأمن المشترك لمنطقة الخليج، والتعاضد بين دوله، والعلاقات المتشابكة بين مواطنيه، والاحترام المتبادل لسيادة نظمه، خطراً على خطط التأجيج والتحريض والتآمر، فبدأت تتوجه لرموز الكويت بالتعريض على وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام، وما لبث هذا الاتجاه أن كشف عن نفسه بشكل شبه رسمي مع تغريدة لتركي آل الشيخ، المستشار في الديوان الملكي السعودي، رئيس الهيئة العامة للرياضة في السعودية تصف وزير الدولة لشؤون الشباب الكويتي خالد الروضان بالمرتزق.
جريمة الروضان «الموصوفة» كانت لقاءه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وشكر بلاده على ما قدمته من دعم ومساندة للرياضة الكويتية، وهو شكر واجب، لأن ذلك الدعم والمساندة ساهما عملياً في رفع الاتحاد الدولي لكرة القدم إيقاف فريق الكويت عن اللعب عام 2016 لأن تلك الهيئة الدولية وجدت بنودا في قانون الرياضة الكويتي تتعارض مع قوانينها.
الخطوة السعودية أدّت إلى استدعاء السفير السعودي في الكويت، وهي خطوة دبلوماسية تصعيدية، وتلت ذلك زيارة الشيخ ناصر صباح الأحمد، النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الدفاع الكويتي إلى قطر، وهي أيضاً نقلة ذات مغزى تتناسب مع الاستفزاز الذي تقوم به دول الحصار ضد الكويت.
الدرس المستفاد مما يحصل أن لجوء دول الحصار إلى هذا النهج الذي يقوم على تهشيم التاريخ والجغرافيا الخليجيتين يستجلب ردود فعل تتناسب مع حجم العدوانية والاستفزاز.
التصريحات الإماراتية والقطرية الأخيرة حاولت وضع حدود للتصعيد لكنّ الطريقة الوحيدة لانتهاء هذا الصدع الكبير هو أن تقتنع دول الحصار بأنها لا يمكن أن تخضع قطر (أو الكويت) لنفوذها.

حصار قطر يهزّ العلاقات السعودية ـ الكويتية

رأي القدس

الشيء الفريد

Posted: 25 Jan 2018 02:29 PM PST

استكمالا لموضوع الأسبوع الماضي، حول غياب العقل النقدي في المجتمعات العربية الإسلامية، أود الإشارة إلى كتاب ذي قطع صغير ومحتوى خطير، لكاتبه الياباني نوبوأكي نوتوهارا بعنوان: «العرب .. وجهة نظر يابانية». يقدم الكتاب تجربة لكاتبه الذي تخصص في الدراسات العربية، بجامعة طوكيو، ثم أصبح مدرسا فيها للأدب العربي المعاصر، حيث يشير الكاتب في مقدمة كتابه الى تجربته الفريدة في السفر للعواصم العربية والأرياف والبوادي، متأملا في الثقافات العربية المختلفة. يتحدث الكاتب بشكل مباشر وصريح وموثق برؤاه وتجاربه حول غياب العدالة الاجتماعية والديمقراطية، في المجتمع العربي، اللتين بغيابهما استتب الأمر للقمع، واستبدت الرقابة بالناس، ما أثر بشكل مؤلم في استقلالية الفرد العربي، الذي تجده يفضل دائما أن ينتمي لنمط واحد: قيمة واحدة، دين واحد، حاكم واحد، شكل واحد ورأي واحد.
والرأي الواحد هذا؛ هو أحد أهم آثار غياب العقل النقدي، وفي تحليل آخر هو المتسبب في غيابه، ولكن بعيدا عن نقاش الدجاجة والبيضة، تبقى المشكلة المعضلة في وجود «حقائق جديدة لا بد أن نواجهها» كما يقول نوتوهارا، والتي يصعب جدا التعامل معها برؤية موحدة وإستقاء من مصدر وحيد. يحلل نوتوهارا السبب قائلا: «بالنسبة للرأي السائد لدى معظم المسلمين، فإن القرآن الكريم يحتوي على الحقائق كلها جاهزة كاملة! إذا كيف يواجه الناس الوقائع الجديدة؟» مضيفا إن «عندنا في اليابان مثلا؛ الناس يستنتجون أفكارهم من الوقائع الملموسة التي نحياها كل يوم، وفي مجتمع كمجتمعنا نضيف حقائق جديدة. بينما يكتفي العربي باستعادة الحقائق التي قد اكتشفها في الماضي البعيد. يستدرك الكاتب بعدها قائلا: «هناك أفراد عرب يتعاملون مع الواقع والحقائق الجديدة، لكنهم أفراد فقط، لا يشكلون تيارا اجتماعيا يؤثر في حياة الناس» (10 ـ 11).
وحيث أن الأغلبية المسلمة تعتقد أن كل المعلومات الحياتية والتشريعية، بل العلمية كذلك، قد وردت في القرآن الكريم وذكرت في الدين، فإن الحاجة للتفكير النقدي والتحليل الفلسفي تنتفيان بكل تأكيد بالنسبة لهذه الأغلبية، فلا مجال للتفكير وتدبر شؤون الحياة، إذا كانت قد أُقرت وفُصلت وكُتبت منهاجيتها كاملة منذ ألف وأربعمئة سنة، هي عمر الدين الإسلامي. في هذا المجال يحكي الكاتب عن تجربته مع الدكتور حسن المسني الذي عرفه معلما للغة العربية في جامعة طوكيو، ليصبح لاحقا زميله وصديقه، حيث يشير الكاتب للدكتور على أنه «كان دائما مسلما متدينا مستقيما ينفذ ما جاء في القرآن الكريم، في طعامه وعلاقاته وحياته الخاصة والعامة» (60). يحكي الكاتب عن تجربة له مع الدكتور حين زارا معبد «توجي» في كيوتو الذي هو «معبد قديم مشهور «بالباغودا» ذات الخمس طبقات الجميلة للغاية». يقول الكاتب إن الدكتور في عارض إبداء إعجابه بالمبنى، أصر على أن الله هو من أنشأه قائلا: «كل شيء عظيم أو جميل هو من خلق الله». ثم إن الدكتور المسني رأى الكاتب ذات يوم يقرأ «بين القصرين» لنجيب محفوظ فسأله حول قراءته «للروايات التافهة» ناصحا له أن «إقرأ القرآن، لأن كل الكتب التي كتبها البشر تافهة». يعلق نوتوهارا قائلا: «لقد تابعت حياة ذلك الصديق ـ رحمه الله ـ أكثر من عشرين سنة وكان في مكانه لا يتقدم. لقد بقيت حياته وأفكاره ثابتة لا تتغير ولا تتقدم. هل هي صورة مسلم فرد أم صورة عامة للمسلم المتدين؟» (60). يقيس الكاتب البوذيين المتدينين بصورة صديقه المسلم المتدين حيث يؤكد أن «الكاهن البوذي يتقدم وقد يصل الى مكان بعيد عال. نحن نعطي الدين مكانا خاصا، ونتوقع شيئا فريدا من تجربة التدين الشخصي الطويلة» (60 ـ 61).
إن هذا «الشيء الفريد» هو تحديدا ما يفتقده العالم العربي الإسلامي، كنتاج لتجربة الإنسان المتدين فيه، حيث المطلوب المتوقع من الإنسان عموما والمتدين خصوصا في عالمنا هو أن يبقى في حيز الماضي وأن يفكر اعتمادا على مصادر ماضوية، وأن ينظر لكل حداثي بعين الشك، وبروح من نفور. في عالمنا، نحن نمتدح هؤلاء المتمسكين بالسنن الماضوية، الذين يعتمدون الملبس والمأكل وحتى المنظر الماضويين، نعظم هؤلاء الذين يستخدمون اللغة الأقدم ونبجل من لا يحيدون عما «كان عليه آباؤنا.» في الواقع نحن ننتظر من الشخص المتدين إيغالا في الطبائع والفكر القديمين، حيث أن أية محاولة تحديثية أو خطوة تغييرية منه ينظر لها بعين التشكك والارتياب، ويتم تقويمها على أنها محاولات اختراقية وتخريبية وتغريبية للدين.
وهكذا، بغياب العقل النقدي والرؤى التجديدية تحت سطوة الماضي الخارق القوة والعظيم السيطرة، تغيب الحياة الحديثة بصورها الجديدة المختلفة، تقمع الثورات الفكرية وتلوى أذرعة الأفكار التجديدية، حيث ينظر لكل خارج عن الصف المنتظم الممتد منذ ما يزيد على ألف سنة على أنه خائن مارق، والأخطر والأهم على أنه متربص شرير متؤامر على الدين. لربما وضعنا لا يختلف عن مسيحية القرون المظلمة والوسطى إلا أننا لا نمتلك الألف سنة التي كانت لهم، لنغير الحال ونبدل الأوضاع. الزمن يتسارع ولن ينتظرنا أحد، حان الوقت لكي نتوقف عن الخوف ونبدأ التفكير.

الشيء الفريد

د. ابتهال الخطيب

أوجاع بريطانيا في وثائقيات صادمة: بلاد مقسمة وصمت لا يُكسر وطبقة عاملة عبدة للنخبة

Posted: 25 Jan 2018 02:29 PM PST

عواصف من نقاشاتٍ حادة اندلعت وتكاد لا تعرف طريقها إلى الانحسار على مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والمنابر العامة تسببت بها ثلاثة أفلام تلفزيونيّة وثائقيّة عرضت مؤخراً على تلفزيونات بريطانية بين المتابعين لتلك الشاشات المتعددة في انقسامهم الدّائم حول قضايا اجتماعيّة حساسة لا تجد عادة تغطية كافية لها – هذا إن حدث وغطّيت من حيث المبدأ. البرنامج الاستقصائي المشهور بانوراما ( بي بي سي) استعاد تحت عنوان (بريطانيا المقسّمة) حلقة قديمة له من مدينة صغيرة هامشيّة بُثت قبل عشر سنوات عن الانقسام العامودي الحاد بين السكان المحلييّن ذوي البشرة البيضاء والآخرين سواء مهاجرين أو حتى بريطانيين من أصول متنوعة وألوان بشرة غامقة (وتصادف في تلك البلدة حينها أن معظم هؤلاء كانوا من المسلمين). البرنامج حاول إعادة تنفيذ الحلقة مؤخراً بغرض تلمس مدى التغيير بما خص اتجاهات التعايش بين المجموعات الإثنيّة المختلفة في بريطانيا المعاصرة اليوم ، ليخلُص إلى أن الانقسام قد تجذّر وتعمّق. كذلك قدّمت القناة الثالثة في ال (بي بي سي) وثائقيّاً جديداً بعنوان كسر الصمت:ما يتعلّق باغتصاب الذّكور مسلطا الضوء على جانب مسكوت عنه من ضحايا العنف الجنسي داخلالمجتمع البريطاني، بينما انفردت القناة الرّابعة بعرض «أولاد الطبقة العاملة البيضاء البشرة) الذي كان بمثابة زيارة لعقل ستةٍ من أبناء ذلك المجتمع الغامض الذي غيّرت توجهاته الانتخابيّة من شكل الأفق السياسي في العالم «البريكست، انتخاب ترامب، صعود التيّار اليميني في السياسة الأوروبيّة».
وللحقيقة فإنّه لا يكاد يجادل أحد بأن القنوات التلفزيونيّةالبريطانيّة سواء العامة منها كـ «بي بي سي» أو حتى الخاصة كال «آي تي في» مروراً بالقناة «الرّابعة» باتت تشغل معظم فضاءاتها في عرض برامج تهدف أساساً إلى التسليّة سواء من خلال المسلسلات والأفلام الدراميّة «جرائم وغراميّات وفضائح عائليّة وتاريخيّات» أوعبر برامج مباشرة لما يدعى بتلفزيون الواقع (أغان ومواهب وأفكار للإثراء واستعراض سيارات أو حتى مسابقات الخَبْز وصناعة الحلويات)، وهو تماماً دورها المحدد وفق تموضعها في منظومة المجتمع الرأسمالي الحديث. إذ توفر تلك البرامج إلى جانب صياغة توجهات الرأي العام واهتماماته نوعاً من سلوى لا تستدعي إعمال كثير من الفكر أو النظر للمتلقين لا سيما أفراد الطبقة العاملةالّذين يقضون سحابة يومهم في عمل مضن ثم يعودون إلى منازلهم لاسترداد الأنفاس، فيلقون بأنفسهم في سرير الشاشة الفضيّة لعدة ساعات من لحظات استهلاك سلبي لمضمون مبسّط مسطّح قبل أن يغلبهم النوم.
ولهذا فإن هذي الأفلام التلفزيونيّة الثلاثة – وغيرها – بدت كعودة الأيّام الذهبيّة للوثائقيّات في القرن العشرين والتي كان البريطانيّون حينها روادها وجعلوا منها فناً قائماً بذاته متفننين في استكشاف طاقة الفيلم الوثائقي على تشكيل ثقافة قطاعات عريضة من المواطنين وهندسة سلوكهم الاجتماعي العام – لا سيّما بعد أن خبا نجم الدّين أو كاد، ولم تعد الكنيسة بقادرة على لعب ذلك الدّور التوجيهي. لكن ذلك النجاح المبكّر لفن الوثائقيّات كان استُنفِذَ لاحقاً نهاية القرن بعدما تحولت أشكاله ونحت موضوعاته نحو الأعمال السياسيّة أو المسائل الجزئيّة بشأن الحياة والطبيعة والغرائبيّات، لينتهى شكلاً آخر من أشكال التسلية المكثّفة أكثر منه محفزاً اجتماعيّاً.

ليس بالكعك وحده يتحقق التعايش

بلاكبيرن مدينة إنكليزيّة صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها ال 150 الف نسمة ينقسمون بين أغلبيّة ثلثين بيضاء البشرة وأقليّة (مسلمة) تنحدر أصول معظمها من شبه القارة الهنديّة. وقد زارتها كاميرا برنامج البانوراما قبل عشر سنوات للكشف عن مستوى تعايش الفئتين في المدينة. النتيجة الصادمة وقتها كانت أن المجموعتين لا تتعايشان أبداً، بل هما كما أقنومين منفصلين لا يلتقيان. سائق سيارة أجرة مسلم من المدينة عبّر في مقابلة مع طاقم البرنامج خلال الحلقة عن صرامة الفصل بين المجموعتين مشيراً إلى شعوره بالتشاؤم من آفاق القادم من الأيام.
وهكذا انطلقت كاميرا البانوراما من جديد لقياس مدى التقدم بعد عقد كامل لتجد أن الأمور اصبحت أسوأ بدرجات، وأن مخاوف ذلك السائق قد تحققت بالفعل في المدارس، في المناطق السكنيّة والأهم في التقاليد المجتمعيّة للمدينة.
لا شك أن الإرهاب الدّاعشي الّذي ضرب بريطانيا عدّة مرات قد أدى إلى استقطاب حاد يفسّر جزءاً هاماً من هذا الشقاق بين المجموعات المجتمعيّة بالإثنيّات المختلفة، لكن الجزء الأهم يبقى هيمنة التيّار اليميني المحافظ على الحكم داخل بريطانيا معظم الوقت، وتجاهل القابضين على مقاليد السلطة لعقود متتابعة والمنتمين قطعاً إلى الأغلبيّة البيضاء وجود ألوان بشرة أخرى من أجيال هاجر أجدادها منذ عقود وصار أبناؤها بريطانيين بحكم المولد والقانون. فالبريطاني عند المحافظين هو حكماً أبيض، والباقون مجرد إضافات شكليّة لا قيمة حقيقية لهم في صلب النظام.
سكان المدينة من ذوي البشرة البيضاء الذين تحدثوا للبرنامج أعربوا عن خشيتهم من فقدان ثقافة مدينتهم الإنكليزيّة قطعة قطعة دون أن يمتلكوا أدوات لوقف ذلك النزيف. بينما يحس الآخرون بقلق دائم من استهدافهم في لحظة ما بسبب العواطف الفائرة التي تتسبب بها الأعمال الإرهابيّة، لا سيما مع تصاعد أصوات اليمين الفاشي المتطرف في البلاد. والطرفان اتفقا على أن الحكومات المتعاقبة لم تبذل أي جهد لكسر واقع الحواجز التي هي وصفة حرب أهليّة مستقبليّة. «لقد فعلت ناديا حسين من برنامج مسابقة خبز الكعك في تعريف الطرفين ببعض ما لم تفعله الحكومة في عقود» يقول أحد المعنيين. وحسين هي بريطانية مسلمة محجبة فازت العام الماضي بالمركز الأول في مسابقة لخبز الحلويات والكعك ذات شعبيّة كبيرة على التلفزيون «.

كسر الصمت: عن الضحايا الذكور

يبدأ هذا الوثائقي الجرىء بعرض إحصائيّات صادمة. ففي بريطانيا واحد من كل ستة ضحايا لجرائم الاغتصاب هو من الّذّكور. وبينما يعترف المجتمع بضحايا الاغتصاب من النساء ويبدو أقدر اليوم على مساندتهن وإدانة المعتدين عليهن وتوفر لهن السلطات نوعاً من بيئات آمنة في الأماكن العامة، ينتهي معظم الضحايا من الذّكور إلى المعاناة الصامتة وربما الإصابة بأمراض نفسيّة عميقة تدمّر حياتهم. وبرغم أن جميع الضحايا الذين تحدثوا للبرنامج نقلوا تفاصيل مفزعة عن تلك المعاناة إلا أن أبلغ الصور كانت لضحيّة في الثالثة والسبعين من عمره كان يرتجف رعباً وغضباً بعد خمسة وخمسين عاماً على تعرضه للاعتداء.
«كثيرون مستعدون للاستماع لضحايا الاعتداءات الجنسيّة من النساء، لكن لا أحد تقريباً هناك لسماع صوت الذّكور منهم» يقول أحد الضحايا. «أنا قبلت التحدث علناً في هذا الوثائقي من أجل آخرين يعانون بصمت»، بينما الإحصاءات تقول إن 26 عاماً هي معدل فترة الانتظار قبل إفصاح الضحايا الذكور عن تجربة الاغتصاب المفجعة. أي بقايا بشر تعسة يتركها المجتمع لظلام أرواحها؟

أولاد الطبقة العاملة البيضاء البشرة: عبيد النخبة الغربيّة ومصدر قوتها

تاريخيّاً هذه الفئة من الجمهور تشكّل أغلبيّة في معظم دول الغرب ولذا فإن النخب المهيمنة تعتبرها دائماً خزّان قوتها وحصانها – الأبيض – الذي يتقدّم في أوقات الشدّة والرخاء ليضمن لها اوقاتاً مديدة في السلطة والنفوذ انتخاباً وتأييداً وحتى عنفا إن تطلّب الأمر. العالم كله شاهد هؤلاء يحملون أمثال دونالد ترامب من الشعبويين إلى مقاعد السلطة وكانوا هم وراء ترجيح كفة قرار البريكست الشهير.
وبالطبع فإن العمال سواء كانوا بيضاً أم سوداً هم سواء بسواء في الماكينة الرأسماليّة التي توحدنا جميعاً بمسطرة العبودية والقهروالاستهلاك، لكنها تواجهنا ببعضنا من خلال فروقات اللون أو اللغة أو الدين أو الأصول والمنابت كي تبقى طبقة الهيمنة فوق الجميع.
(وثائقي الطبقة العاملة) يذهب بنا إلى ستة نماذج ممن يصنفون ضمن فئة العمال ذوي البشرة البيضاء. ورسالته الحاسمة: الفقر والجهل وقلة التعليم تقود أياً منا إلى اتّباع ذوي الأصوات العالية حتى لو كانوا فعليّاً ضد مصالحنا. «يجب أن نتعلم» يقول صانع الفيلم، – وهو يعتبر نفسه من ذات الفئة – «التعليم فقط سيخرجنا من الحلقة المفرغة».
هذه الأفلام التي أُنتجت بميزانيات محدودة، لكن بحرفيّة عالية ألقت حجارة كبيرة في مياه المجتمع البريطاني الراكدة. أليست تلك المهمة الحقيقية للثقافة، لا التجهيل والأدلجة وتبرير الهيمنة؟

إعلامية لبنانية تقيم في لندن

أوجاع بريطانيا في وثائقيات صادمة: بلاد مقسمة وصمت لا يُكسر وطبقة عاملة عبدة للنخبة

ندى حطيط

بنس في إسرائيل: ماذا أبقى الأنغليكاني الصهيوني لأحفاد أينشتين؟

Posted: 25 Jan 2018 02:29 PM PST

في خطابه أمام الكنيست الإسرائيلي كان مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي، قد بدأ بإسباغ شرف ذاتي على نفسه، إذْ يقف أمام «هذه الديمقراطية النابضة»؛ متعامياً عن واحدة من قبائح هذه «الديمقراطية»، جرت أمام سمعه وبصره: مسارعة عناصر الأمن الإسرائيليين إلى طرد النوّاب العرب، أعضاء اللائحة المشتركة»، ثالث تكتل نيابي في الكنيست؛ شرّ طردة كما يتوجب القول، بفظاظة وإغلاظ، وذلك لأنهم مارسوا الحقّ البسيط في التعبير السلمي، والصامت، عن رأي آخر مخالف يخصّ وضعية مدينة القدس. كانت بلاهة النظرة التي اكتسى بها وجه نائب الرئيس، لا تخفي مقدار الابتهاج لمرأى «الديمقراطية» الإسرائيلية وهي تكشر عن أنياب الضباع القاطعة.
شرف ثانٍ، «كبير»، هذه المرة، استذكره بنس وهو يتفاخر بأنه أوّل نائب رئيس أمريكي يوهب فرصة مخاطبة الكنيست، وأين؟ «هنا، في القدس، عاصمة دولة إسرائيل». ذلك لأنّ الفرصة الذهبية هذه لا تكتسب بعدها «التاريخي» التالي إلا إذا اقترنت بوضع القدس على منبر الخطابة؛ بوصفها الهدية الأثمن التي جاء بنس يحملها نيابة عن رئيسه، الذي «فعل لتقريب بلدينا العظيمين أكثر من أي رئيس طيلة 70 سنة مضت». بالطبع، سوف تتململ عظام رؤساء مثل هاري ترومان (الذي اعترف بالكيان الصهيوني)، ولندون جونسون (الذي زوّد إسرائيل بأسلحة ستراتيجية لم يحظَ بها أي بلد حليف للولايات المتحدة)، وريشارد نكسون (بطل الجسر الجوي الشهير، خلال حرب 1973)، ورونالد ريغان (صاحب «مذكرة التفاهم» حول الدفاع الستراتيجي)؛ ناهيك عن الأحياء، من جيمي كارتر وجورج بوش الأب، إلى بيل كلنتون وبوش الابن وباراك أوباما.
لعلّ من المفيد، هنا، أن يعود المرء إلى تعريفين اثنين، ضمن عشرات التعريفات التي وفّرتها أدبيات السخرية الأمريكية لمنصب نائب الرئيس. «الرجل الذي يشغل المهنة الأفضل في العالم هو نائب الرئيس. كلّ ما عليه القيام به هو الاستيقاظ في كلّ صباح، وتكرار القول: كيف حال الرئيس؟»، حسب الممثل الكوميدي الأمريكي وِلْ روجرز. جوني كارسون، المذيع والكوميدي الشهير، اعتبر أنّ «الديمقراطية تعني فرصة أيّ كان في أن ينضج ليصبح رئيساً، وتعني فرصة أيّ عاجز عن النضج في أن يصبح نائباً للرئيس». وأمّا إذا تهافت نائب الرئيس على موقع المؤرّخ والباحث في التوراة والأنغليكاني الصهيوني ورجل الدولة، في آن معاً، فإنّ حصيلة الطامة سوف تتجسد في شخص مايك بنس، خطيباً أمام الكنيست الإسرائيلي!
خذوا هذا الاقتباس من الخطبة العصماء: «في قصة اليهود، رأينا دائماً قصة أمريكا. إنها قصة الخروج، رحلة من الاضطهاد إلى الحرية، قصة تُظهر قوّة الإيمان والوعد بالأمل. إنّ أولى المستوطنين في بلدي رأوا أيضاً أنهم حجّاج، بعثت بهم العناية الإلهية، لبناء أرض الميعاد الجديدة. وأغاني شعب إسرائيل وقصصه كانت أناشيدهم، ولقنّوها بإيمان مخلص إلى أطفالهم، وهم يفعلون هذا حتى اليوم. وأجدادنا المؤسسون، كما قال الآخرون، التفتوا إلى حكمة التوراة العبرية من أجل الرشد، والتماس الهداية والإلهام». هل هذا قسّ أنغليكاني صهيوني، وهم كثر في الولايات المتحدة بالطبع، أم نائب رئيس القوة الكونية الأعظم؛ القادم وهو يلوّح بـ»صفقة القرن» في المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، بعد تسليم مفاتيح القدس إلى دولة الاحتلال والاستيطان والتمييز العنصري؟
كاتب خطبة بنس تناسى، عامداً بالتأكيد، أنّ تاريخ أمريكا التأسيسي لم يكن صهيونياً إلى هذه الدرجة المطلقة، بل حدث أنّ بعض فصوله احتوت نزعات عداء للسامية أين منها أنماط عصورنا الراهنة. كان بيتر ستايفسنت، القسّ الأشهر في التاريخ الأبكر لمدينة نيويورك عند تسميتها الأولى هذه، سنة 1664، يدعو إلى طرد اليهود من أمريكا، «أرض الله الصغيرة»، بوصفهم «الأعداء الأشدّ مدعاة للمقت، المجدّفين على يسوع والأناجيل». وأمّا في الاحقاب الحديثة، فلعلّ بنس تناسى تلك العريضة الشهيرة، التي وقعها ألبرت أينشتين وحنة أرندت وسدني هوك وسيمور ميلمان، ونُشرت في صحيفة «نيويورك تايمز» أواخر العام 1948، احتجاجاً على زيارة إلى أمريكا كان مناحيم بيغن ينوي القيام بها.
العريضة حذّرت يهود أمريكا من استقبال ودعم «بطل الصعود الفاشي»، الذي يبشر بخطّ إرهابي «يمزج الغلوّ القومي بالتصوّف الديني والتفوّق العرقي»؛ وهذه «علائم صريحة على ولادة حزب فاشي أداته الأولى هي إساءة التمثيل وممارسة الإرهاب ضدّ اليهود والعرب والبريطانيين على حدّ سواء، وغايته الكبرى هي دولة عليا فوق المجتمع». يومها كانت عصابات أرغون وشتيرن قد فجّرت ثقباً في جدار سجن عكا لإنقاذ 29 من «أخوة السلاح»، وتوفّر مسرحي أمريكي يهودي مثل بن هيكت لامتداح هذا «العمل البطولي»، فكتب: «يهود أمريكا تحت تصرفكم. أنتم أبطالهم ومثلهم الأعلى. كلما فجرتم ترسانة بريطانية أو هدمتم سجناً بريطانياً أو قذفتم بقطار بريطاني إلى أعالي السماء أو سطوتم على مصرف بريطاني أو أعملتم بنادقكم في أجساد البريطانيين الخونة، غزاة بلدكم الجبيب… كلما حدث ذلك أقام يهود أمريكا عيداً صغيراً في قرارة قلوبهم»!
ولعلّ بنس تجاهل، عامداً هنا أيضاً، ما لقيه أحد رجال الإدارة الأمريكية من عنت، رغم ديانته اليهودية؛ وذلك لأنه التزم ـ قليلاً فقط، في الواقع، وعلى استحياء ـ بالقانون الدولي حول وضعية مدينة القدس. ففي سنة 1995، حين استعدّت إسرائيل لتدشين الاحتفالات بالذكرى الألفية الثالثة لاختيار الملك داود القدس عاصمة لـ»الكومنولث اليهودي»، اعتذر السفير الأمريكي مارتن إنديك عن المشاركة؛ وقدّم ثلاث حجج بدل الواحدة، لتبرير غيابه: أنّ الحدث «ثقافي» في الجوهر وهو يعني الملحق الثقافي الأمريكي، الذي تواجد بقوّة وتعمّد لفت الأنظار إليه حتى بدا كالطاووس أو كأمّ العروس؛ وأنّ السفير كان، في الآن ذاته، يرعى وليمة شواء في تل أبيب بمناسبة يوم العمل (الإسرائيلي أيضاً)؛ وأنه، ثالثاً، كان مدعواً للمشاركة في افتتاح ملجأ محصّن في هرتزليا، لصالح أمن اسرائيل أيضاً وأيضاً.
النار التي فُتحت على إنديك لم تقتصر على إسرائيل، بل امتدّ لهيبها إلى الولايات المتحدة، وغمز الكثيرون من قناة هذا «اليهودي الصبي»، الضعيف أمام دنيس روس (وكأنّ هذا ليس يهودياً!)، والمؤتَمِر بتخريفات وارن كريستوفر وحثالة جيمس بيكر في وزارة الخارجية. رئيس تحرير أسبوعية «نيو ريببليك» كتب توبيخاً شديد اللهجة ضدّ إنديك، وذكّره بأنّ قرار التخلف عن الاحتفال هو «سخف في سخف»، وينمّ عن معاناة من عقدتين: أنّ إنديك سفير أمريكي يهودي في دولة يهودية تحتفل بحدث يهودي تاريخي عمره ثلاثة آلاف عام، وأنه سفير أمريكي من أصل أسترالي. ولقد انتقل رئيس التحرير من توبيخ الإدارة إلى توبيخ أمريكا بأسرها، فكتب: «ثمة سخف ومهزلة وراء انعدام الاكتراث الأمريكي بعيد يهودي ألفيّ، لا يمرّ كلّ يوم أو كلّ سنة أو كلّ قرن». ثمّ تساءل: «دلّونا بحقّ السماء على العلاقة بين احتفال ديني، وسيرورة السلام؟ الفلسطينيون يا سعادة السفير ليسوا اليبوسيين، ولم يكونوا في الديار حين ترك ابن يسّي عاصمته الخليل، ويمّم شطر الشمال نحو قلعة صهيون، وبنى عاصمته هناك».
وإذْ اقتبس بنس التوراة على نحو انتقائي، في مديح جنائن فردوس الديمقراطية الإسرائيلية، وتماثل المصائر بين أرض الميعاد هذه وأرض الميعاد الثانية التي بشّر به أسلاف أمريكا؛ فإنه لم يكن يردد أقوال سيده في البيت الأبيض، كما هو خليق بوظيفته، فحسب؛ بل كان يعزف أعذب الموسيقى في آذان الصهاينة وعتاة اليمين واليمين الديني المتشدد.
فما الذي أبقاه لأحفاد أينشتين وأرندت.

٭ كاتب وباحث سوري يقيم في باريس

بنس في إسرائيل: ماذا أبقى الأنغليكاني الصهيوني لأحفاد أينشتين؟

صبحي حديدي

إنهم يكتبونني

Posted: 25 Jan 2018 02:28 PM PST

ـ «قال، إنهم هكذا، يرددون الكلام نفسه الذي رددناه، يعيشون الأفكار نفسها التي عشناها، التي جمّعت الكثيرين منا، والتي فرّقت الكثيرين منا، الأفكار التي يمكنك أن تقول إنها خانتنا، والتي يمكنك أن تقول إننا خُنّاها، إنهم يعيشون الأحلام القديمة نفسها التي عشنا نحن من أجلها، والتي خابت، ثم إنه ضحك، لم تَخِب تماما، ولكنها شاخت، ونحن أيضا قد شِخنا، وأنت، أنت لا تريدهم أن يسلكوا الطريق نفسها والخطأ نفسه، وفي كل مرة تريد أن تقول، تحاول، مع أن الوقت سوف يمضي، وستعرف أنت الآخر أن عليك ألا تقول شيئا، ذلك أنهم صاروا يروننا أفضل حالا، وأكثر ميلا إلى التخاذل والتسليم، قال، إنهم هكذا، دائما».
إبراهيم أصلان من «يوسف والرداء» ـ صدرت في طبعات متعددة أحدثها عن دار الشروق.
ـ «المتشككون محقون عندما يؤكدون أن تاريخ الإنسانية سلسلة غير متناهية من الفرص الضائعة، ولحسن الطالع، وبفضل سخاء الخيال الذي لا ينضب، سنسد الخُلَل مالئين الثغرات بأفضل ما يمكننا، فاتحين معابر في الحارات المسدودة، التي ستظل مسدودة، مخترعين مفاتيح لفتح أبواب صارت بلا أقفال أو لم تكن بأقفال ذات يوم».
جوزيه ساراماجو من رواية «مسيرة الفيل» ـ ترجمة أحمد عبد اللطيف ـ صدرت عن سلسلة الجوائز ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب.
ـ «ليس عمل الكاتب تبرير الواقع، بل تفسيره، والدعوة إلى تغييره إذا كان يتطلب التغيير، والكاتب القويم مكتشف ورائد، ومن أجل هذا يتحتم عليه أن يتحرر من كافة القيود التي تعيق حركة عقله الحر. وولاؤه أولا يجب أن يكون للحقيقة، مهتديا إليها في ضوء القيم الإنسانية وحدها، وعليه ألا يُقيِّد تفكيره باعتبارات السياسة أو العرف، حتى لا يضائل هذا التقييد من نفوذه في البحث عن الحق. إن الكاتب يرتبط باعتبارات السياسة والقانون والعرف، بوصفه مواطنا، بيد أنه يتخطى كل هذا ويجاوزه ويتفوق عليه بوصفه مفكرا.. ولو استطاع الكاتب في حياته كلها أن يترك لنا عشرة من قرائه اكتسبوا بتأثيره عادة البحث الحر، والشجاعة في إبداء الرأي فإن هذا الكاتب سيكون بطلا قوميا».
خالد محمد خالد من كتابه «في البدء كان الكلمة»
ـ «ثمة في البلادة مقدار من الجد، لو وُجّه بشكل أفضل، لأمكن له أن يضاعف محصولنا من الروائع».
إميل سيوران من كتاب «المياه بلون الغرق» ترجمة آدم فتحي ـ منشورات الجمل
ـ «فقد صارت الدنيا في نظري مدرسة حقيقية سوى أنها سخيفة، يتلقى المرء دروسه فيها حين يكون بين الناس سابحا معهم على متن الحياة يصارع أمواجها ويغالب أشباحها، حتى إذا كر على الشاطئ وارتمى على رماله ليريح أعضاءه ويستجم لخوض العباب مرة أخرى، شرع يفكر في ما لقيه ويجيل نظره فيه كالتلميذ، بعد أن ينصرف عن المدرسة، يُقلِّب صفحات كتبه ودفاتره ليستظهر ما فيها ويثبته في ذاكرته، ولكنها كما قلت مدرسة سخيفة يقضي فيها المرء حياته ليتعلم كيف يعيش، وتنصرم أيامه وهو يحذق الدرس ولم يفز بالجائزة».
إبراهيم عبد القادر المازني من «قبض الريح» ـ صدرت له طبعات متعددة، من بينها طبعة إلكترونية متاحة للتحميل والقراءة مجانا على موقع مؤسسة هنداوي على الإنترنت.
ـ «ليس لديّ أي شعور بالذنب بشأن الكتب التي لم أقرأها وربما لن أقرأها أبدا، فأنا أعرف بأن كتبي لديها صبر لا حدود له، سوف تظل تنتظرني حتى نهاية العمر، وهي لا تطلب مني أني أتظاهر بأني أعرفها كلها، ولا تطالبني أن أغدو واحدا من معالجي الكتب المحترفين الذي تخيله فلان أوبريان وهو الشخص الذي يجمع الكتب بشراهة لكنه لا يقرأها، والذي يمكنه أن يكسب مورد عيشه من معالجة الكتب لقاء أجر زهيد، حيث يجعلها في الظاهر تبدو مقروءة، إذ يملأ بالحواشي هوامش الكتاب بتعليقات وكتابات مزيفة، وحتى يدخل في الكتاب برامج لعروض مسرحية أو أشياء سريعة الزوال كمؤشر بين الصفحات العذراوات.. الكتب المنسية في مكتبتي تحيا حياة صامتة لا تلفت النظر، مع هذا فإن ميزة كونها منسية تتيح لي، أحيانا، إعادة اكتشاف قصة معينة، قصيدة معينة، كما لو أنها جديدة بالنسبة لي، افتح كتابا، كنت أظن أني لم أفتحه من قبل أبدا، فألتقي مصادفة بمقطع رائع، فأعزم على حفظه، ومن ثم أغلق الكتاب وأكتشف، على الورقة الأخيرة أن ذاتي الأصغر والأحكم كانت وضعت إشارة على المقطع الخاص حين اكتشفته أول مرة في عمر الثانية عشر أو الثالثة عشر».
ألبرتو مانغويل من كتاب «المكتبة في الليل» ـ ترجمة عباس المفرجي ـ دار المدى
«إن محبة الشعب بإطلاق لغو لا طائل منه أو فيه، فالشعب مضلل، وبسبب هذا التضليل فإنه عرضة لعيوب كثيرة، والحب عادة أعمى، فما نفع حب الشعب إذا كان ثمنه عدم تنبيهه إلى أخطائه؟، ما نفع حب الشعب إذا لم يكن هذا الحب موجها نحو فتح عيون الشعب على الحقيقة؟ ثم ما نفع حب الشعب، إذا كان هذا الحب سكوتا على الخرافات التي تجعل الشعب قطيعا من القُطعان؟».
حنا مينه من رواية «عاهرة ونصف مجنون» ـ دار الآداب
ـ «الحلم والثورة مصنوعان ليتعاهدا، لا ليستبعد الواحد الآخر. الحلم بالثورة ليس التراجع عنها، بل صنعها بشكل مزدوج، ومن دون تحفظات ذهنية. إحباط ما لا يُحـــتمل عيشـــه ليس للهرب من الحياة، بل الاندفاع نحوها كليا ودونما رجعة».
جورج حنين ـ ترجمة ساران ألكسندريان من كتابه الصادر عن منشورات الجمل

٭ كاتب مصري

 

إنهم يكتبونني

بلال فضل

بعد أن انتهى حال المرشحين لمرعوب ومخطوف ومعتذر… مصر على مشارف حكم ديكتاتوري

Posted: 25 Jan 2018 02:28 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: أفضل حل للهروب من القصف الإعلامي الذي تمارسه أذرع النظام الإعلامية، التي تستهدف أدمغة الجماهير ما قاله الروائي إبراهيم عبد المجيد: «أحسن حاجة اليومين دول تتفرج على ناشيونال جيوغرافيك وتعيش مع القرود..». غير أن أنور الهواري رئيس التحرير الأسبق لـ«المصري اليوم» يصر على السير في المنحنيات الخطيرة مؤكدا: «في المرة الأولى خدعها ثم اغتصبها، في المرة الثانية صوب السلاح فوق رأسها وقد اعتزم أن يغتصبها، اغتصاب علني على رؤوس الأشهاد (السيسي والرئاسة باختصار شديد).مؤكدا أن الاستمرار في معارضة ديكتاتورية قاسية وصريحة وواضحة مثل ديكتاتورية السيسي خير من المراهنة والجري وراء سراب ديمقراطي مراوغ وغير ذي أساس. «السيسي أسس بنية تحتية صلبة لديكتاتورية غيرمسبوقة». خطأ السيسي أنه لم يترك لغيره مدخلا ولم يترك لنفسه مخرجا. «نفق مظلم ومغلق».
لكن أسامة صابر كان أشد حسما حينما أبرق: «عاجل.. انسحاب الانتخابات من أمام الرئيس السيسي..».
وفي الصحف المصرية الصادرة أمس الخميس 25 يناير/كانون الثاني كان المشهد الانتخابي هو المسيطر على الصفحات الأول، التي احتفت بخطاب الرئيس السيسي بمناسبة أعياد الشرطة وذكرى ثورة الخامس والعشرين من يناير، حيث أشاد السيسي بكلا الحدثين. ومن أبرز ما قاله، إن مصر لن تتغير ولن يستطيع أحد أن يغيرها. وعلى الرغم من منع النشر في التحقيقات التي تجرى مع رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق سامي عنان إلا أن صحف أمس الخميس شهدت هجوما عليه من قبل أعوان السلطة بشكل لافت، فيما واصل كتاب تلك الصحف الثناء على الرئيس السيسي وعلى المشاريع التي يفتتحها، فيما ذهبت الصحف المستقلة والمعارضة للتشكيك في إمكانية أن ينافس أي مرشح السيسي في الانتخابات المقبلة بسبب الشروط الصعبة، التي وضعتها اللجنة العامة للانتخابات وإلى التفاصيل:

الويل لمن ينافسه

«لا يهم كثيرا ما يُقال رسميا.. ما يهم حقا، حسب كريمة كمال في «المصري اليوم»، هو ما يستقر لدى الناس بالفعل، سواء كان الحقيقة بعينها أو كان غير ذلك.. ما جرى مع الضابط قنصوة بعد أن أعلن عن نيته الترشح للرئاسة.. وما جرى بعد ذلك مع الفريق أحمد شفيق بعد أن أعلن عن نيته الترشح للرئاسة، ثم ما جرى أخيرا مع الفريق سامي عنان بعد أن أعلن عن نيته هو الآخر الترشح للرئاسة، لا يرسخ سوى شيء واحد، وهو استهداف كل مَن يتقدم للترشح للرئاسة. هل يصب ذلك في صالح المعركة الانتخابية؟ أم المؤكد أنه يصب في غير صالح المعركة الانتخابية؟ فهو لا يصدر سوى شيء واحد فقط، وهو أن هناك استهدافا لكل مَن يقدم على الترشح للرئاسة، ما يعيدنا إلى السؤال نفسه الذي طرحناه في المقالات السابقة، وهو هل يُقبل الناس على النزول للإدلاء بأصواتهم في المعركة الانتخابية المقبلة؟ هذا السؤال تستقر الإجابة عنه في شيء واحد، وهو ما استقر لديهم منذ الآن، هل استقرت لديهم القناعة بأن هناك معركة حقيقية تستدعي النزول للمشاركة؟ أم أن الأمر قد انحسر إلى حد أنه تحول إلى استفتاء على الرئيس الحالي؟ ونتيجته محسومة، لا تستدعي أصلا النزول للمشاركة، فالنتيجة لن تتغير في أي حال من الأحوال؟ علينا أن ندرك أن حملات «علشان تبنيها» ومثيلاتها من الحملات التي ملأت أفيشاتها الشوارع، والإقدام على الحشد في استخراج التوكيلات من أجل الرئيس عبدالفتاح السيسي، التي تمت على مستوى الوزارات والمصالح الحكومية، قد رسخت تماما هذا الإحساس بأننا أمام استفتاء على شرعية الرئيس، ولسنا أمام انتخابات رئاسية بمنافسين عديدين».

ليس سواه

أصاب محمد عارف الحقيقة عندما قال في «التحرير»: «لا يوجد عاقل في الكون يقول إن هناك منافسا حقيقيا للرئيس السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فكل من أعلن النية في الترشح، أو لم يزل ينوي لن ينال من الأصوات أكثر ممن سيرشحونه بتوكيلات، والحقيقة التي لا تحتاج إلى إيضاح أن في مصر مرشحا واحدا هو الرئيس الحالي، وأن حالة العمل السياسي في مصر لا تستطيع أن تفرز غير هذا، وأن مصر لا تحتمل تغييرا في بنية الدولة وإدارتها في المرحلة الحالية، وأن ما قام به الرئيس السيسي في السنوات الأربع الماضية جدير بأن يعطيه الفرصة في دورة ثانية لإكمال ما بدأ، وتحقيق انطلاقة حقيقية لمصر بعد أن كانت في تابوت التحنيط لنصف قرن أو يزيد. الانتخابات ستحدث، وحقيقتها إهدار للمال والوقت والجهد، ولكنها لا بد أن تحدث لأن مشايخ الديمقراطية سيصبون لعناتهم على مصر، إن لم تقم بذبح الديك وإتمام حفلة الزار لإرضاء الأسياد، وإفساد السحر، وطرد الشياطين، الانتخابات في معظم دولنا هي طقوس دراويش، وحفلات زار، وممارسات غرائبية لا علاقة لها بالواقع الحياتي للناس، النتائج محسومة بفعل الواقع، وليس بافتعال التزوير، مصر فيها مرشح واحد للرئاسة، وعلى عباد العجل الديمقراطي أن يزيدوا له من البرسيم، لعله ينجب ديمقراطية حقيقية في المرة المقبلة، مع افتراض أن الدستور لن يتم تعديله ليكمل الرئيس الأمانة التي حملها من كان قبله في مصر وغيرها من الجمهوريات الأبدية العربية؛ وآخرها المشير عمر البشير الذي أكمل ثلاثة عقود».

هل ينافسه هتلر؟

هتلر أبوسعدة، رجل لا يعرفه أحد، إلا منتصر جابر الذي حدثنا عنه في «الوفد»: «فجأة قرر من مقهى علي بابا في ميدان التحرير، وكنت حاضرا هذه اللحظة التاريخية، أن يعلن، ترشيح نفسه للاستفتاء عليه، بعد اغتيال الرئيس أنور السادات، لينافس نائب الرئيس وقتها، حسني مبارك، الذي وافق مجلس الشعب في أكتوبر/تشرين الأول 1981، على ترشحه للاستفتاء الشعبي.. بينما وافق على ترشح «هتلر» رواد مقهى علي بابا! وهتلر أبوسعدة.. شخصية حقيقية، وكان من المترددين على المقهى الذي كان رواده من السياسيين والأدباء والفنانين. ظل هتلر أبوسعدة لغزا عجيبا بين رواد المقهى. فقد كان يأتي في وقت متأخر من الليل ويجلس على «ترابيزة» بمفرده، ويطلب الشاي، ولا يشربه.في إحدى الليالي كسر هتلر أبوسعدة هذا النظام الصارم ووقف وسط المقهى معلنا نفسه للترشح في الاستفتاء منافسا لحسني مبارك.. وقام كل من في المقهى بالتصفيق والهتاف باسمه في سخرية درامية لاذعة، لا تقل عن التراجيديا التي كانت تعيشها البلاد بعد اغتيال السادات. وقام ليلتها عدد كبير من رواد المقهى برفع هتلر على الأعناق ووضعوه في سيارة مكشوفة ظلت تدور به حول الميدان وكل رواد المقهى، يهتفون باسمه بالروح بالدم نفديك يا هتلر. وقد انتابته حالة عظمة الرؤساء، حيث وقف في العربية وهو يشير.. وانتهى هذا المشهد الساخر.. بحالة من الكوميديا السوداء، حيث انهال عليه الجميع بالشتائم وألقوا عليه أعقاب السجائر، وعندما هبط من السيارة كان صوت الضرب على قفاه يرن في الميدان كله»

متى تعود الجماعة

«الرسالة الأساسية التي تصل إلى أي متابع أو مراقب للتطورات السياسية والانتخابية خلال الأيام الماضية، هي أن هناك قضايا يبدو أنه لم يحن وقت مناقشتها بعد، من أبرز هذه القضايا، كما يرصدها عماد الدين حسين في «الشروق»، أول قضية في هذا الصدد هي إعادة دمج واستيعاب جماعة الإخوان في المشهد السياسي مرة أخرى. من الواضح أن غالبية القوى السياسية المدنية وقطاعات شعبية كبيرة ما تزال ترفض هذا الأمر. ورئيس الجمهورية رفض الفكرة تماما، رابطا بين عودة الإخوان وغياب الأمن والاستقرار. ما يساعد على صعوبة مناقشة الموضوع، أن الجماعة لم تقدم أي بادرة لمراجعة أفكارها أو ممارساتها، ولم تقم بإدانة العنف والإرهاب في سيناء، بل أن جماعات كثيرة محسوبة عليها تتباهى وتسارع إلى تبني عمليات إرهابية متعددة. يوم الاثنين الماضي سارعت قيادات وكوادر كثيرة في الجماعة إلى تأييد ترشح سامي عنان لانتخابات الرئاسة، لكن الذي كان لافتا للنظر أكثر، أن القيادي الإخوانى المعروف يوسف ندا طرح على عنان ستة شروط لكي تقوم الجماعة بتأييده، ومنها تطهير الشرطة والقضاء والإفراج عن المسجونين، أما أغرب شرط فكان أن «يستأذن عنان، حال فوزه، من الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي» وأتصور أن هذه المسارعة في الاصطفاف والتأييد كانت قبلة الموت لعنان. اللافت أيضا أن الجماعة لم تقرأ حقيقة المشهد حتى هذه اللحظة، لأنها تسارع بفرض الشروط، وليس لمحاولة استغلال أي ثغرة ومراجعة مواقفها وأفكارها وسياساتها كي تعود للساحة مرة أخرى. القضية الثانية هي النشاط الاقتصادي للقوات المسلحة. صحيح أن البعض ناقشها بصورة أو بأخرى، قبل ذلك. وصحيح أن رئيـــس الجمهورية تحدث عنها أكــــثر من مرة قائلا، إن حجمها لا يتجاوز 2 أو 3٪ من النشــاط الاقتصادي للبلاد، لكن من الواضح أن المناقشة الواسعة والشاملة لهذا الملف سوف تستغرق وقتا لا نعرف مداه.

عنان وما عليه

الحرب ضد المرشح الرئاسي سامي عنان تزداد وتيرتها في الصحف الموالية للنظام، ومن أبرز المهاجمين في «اليوم السابع» دندراوي الهواري: «بما أن عنان، لم يحصل على الموافقات اللازمة قبل إعلانه رسميا خوض الانتخابات الرئاسية، ثم والأخطر تزوير محررات رسمية تمكنه من تسجيل اسمه في قوائم الناخبين، حسب بيان القيادة العامة للقوات المسلحة، ثم محاولة الوقيعة بين الجيش والشعب، فجميعها جرائم تستوجب القبض عليه، ومثوله أمام جهات التحقيق. عنان، أعماه عشقه المحرم لجماعة الإخوان، وشبقه الشديد للسلطة، من رؤية المعارك الخطيرة التي يخوضها جيش مصر، على مدار السنوات الأربع الماضية، سواء ضد الإرهاب الأسود الذي يبتغي النيل من مكانة مصر والافتئات على دورها التاريخي في محيطها العربي والإفريقي والإسلامي، أو تربص عناصر داخلية وخارجية متعددة للنيل من استقرار البلاد، بجانب معركة البناء والتعمير، والأهم الدور الجوهري الذي تلعبه القوات المسلحة للحفاظ على الدولة المصرية وإرساء دعائمها. افتتنته سحر السلطة، ودغدغت مشاعره وعود وعطايا وهبات الجماعات المتطرفة، لذلك فقد بصيرته عما يجري في الداخل المصري، وعبر حدودها المختلفة، وما يحدث من حراك قوي ومزلزل، إقليميا، ودوليا، فارتكب كل هذه الحماقات. فعلا، عنان، ينطبق عليه القول المأثور، اللي اختشوا ماتوا».

نزيهة في إجازة

«باتت مصر، كما يتوقع أشرف البربري في «الشروق» على بعد خطوات قليلة من الانتخابات الرئاسية الأكثر نزاهة وشفافية، ليس فقط في تاريخ مصر وإنما في تاريخ العالم منذ عرفت البشرية كلمة الانتخاب. وما يؤكد حقيقة أن الانتخابات المقبلة ستكون نزيهة وشفافة وخالية من أي تجاوزت انتخابية يمكن أن يتوقف عندها المراقبون أصحاب الغرض الذين يريدون الإساءة لمصر ولعرسها الانتخابي، هي أنها ستجري في غياب تعددية المرشحين، ومعهم الناخبون الذين لن يجدوا دافعا قويا لتحمل عبء الذهاب إلى مراكز الاقتراع لأنه ببساطة لا يوجد من يقترعون عليهم. والقاعدة الانتخابية الذهبية تقول إنه كلما غاب المرشحون والناخبون، جاءت الانتخابات أكثر نزاهة وشفافية، وتراجعت فرص حدوث الانتهاكات والتجاوزات وهو ما تتجه إليه مصر بعد أيام قليلة عندما يغلق باب الترشح في الانتخابات الرئاسية، بدون أن يتقدم سوى مرشح واحد استطاع جمع مئات الآلاف من التوكيلات الشعبية والمئات من تزكية أعضاء مجلس النواب. فقبل نحو 4 أيام من غلق باب الترشح لم يتمكن سوى مرشح واحد هو الرئيس عبدالفتاح السيسي من ضمان النصاب المطلوب لخوض الانتخابات من التوكيلات الشعبية أو تزكية نواب البرلمان».

في ذمة الله

«الأحداث الأخيرة أصابت كثيرين باليأس والإحباط لدرجة أن صحافيا شهيرا كتب على صفحته في فيسبوك ينصح الشباب بالابتعاد عن السياسة والاهتمام بالتعليم. هذا ما بدأ به فراج إسماعيل مقاله في «المصريون مواصلا: نصيحة لا تعبر عن إيمان ذلك الصحافي بقيمة السياسة في إعلاء مفهوم الدولة، ولكنها وليدة الصدمة مما حدث. وحقيقة الأمر أنه تمت إماتة السياسة بالضربة القاضية وأصبحت في ذمة الله، تجوز عليها الرحمة كما تجوز على الأشخاص الطبيعيين. كانت الدولة في عهد حسني مبارك أكثر سياسة وحصافة وذكاء. حتى وهو يعاد اختياره من مجلس الشعب للرئاسة وطرحه للاستفتاء قبل تحويلها إلى انتخابات تعددية، لم تنزلق المؤسسات إطلاقا لما انزلقت إليه اليوم. هل لأنه أحيط بمجموعة خبرت السياسة وأدركت قيمتها؟ أم لأنه نفسه استفاد مما تعلمه في منصب نائب الرئيس؟ ونقل عن الرئيس الراحل أنور السادات ذكاؤه ومناوراته وقدرته على الإمساك بشعرة معاوية؟ لست أدري.. كلنا في حالة صدمة ودهشة. مؤسسات الدولة بما فيها مترو الأنفاق والسكك الحديدية ولم يتبق سوى كوبري أكتوبر انطلقت تعلن تأييدها ووقوفها خلف مرشح واحد، وربما يكون مرشحا وحيدا، فنحن لا نعرف ما تخبئه لنا الأيام المقبلة من مفاجآت.
لقد توقعت في مقالي الأخير وفي أول سطرين منه ما جرى، لكنني لم أتوقع هذا السيناريو. كان بعيدا تماما عن مخيلتي وعن مخيلة أي محلل مهما علا شأنه وصدقت توقعاته».

ثورة وراحت

«ثورة يناير/كانون الثاني قامت وغيَّرت أنظمة سياسية لكنها،على حد رأي محمود خليل في «الوطن»، لم تحكم. وذلك منطق الأشياء، وطبائع حركة التاريخ. عندما تقوم أي ثورة من الطبيعي أن يحاول الانتهازيون ركوبها. وقد حدث ذلك عام 2012، ثم اجتهدت قوى النظام القديم في توظيف كل أدواتها في سبيل تسييل الثورة وتذويب أثرها على الواقع، لكنها لا تزال تضرب كفا بكف، وبعد 7 سنوات من الجهود المحمومة المتصلة لم تصل إلى شيء، والدليل على ذلك أن هناك مَن يجتهد بيديه وأسنانه في تشويه ثورة يناير بدون جدوى. في كل الأحوال بانت الثورة مثل الشجرة المثمرة التي يلقيها أعداؤها بالطوب فتلقى ثمرها على الأرض. يقول التاريخ أن كل الثورات التي قام بها المصريون هوجمت وشوّهت في سنواتها الأولى، بل وظلت تهاجَم وتُشوه سنين طويلة، لكن أفكارها وآثارها بقيت على الأرض. وقيمة أي ثورة ترتبط بالتغيير في أفكار البشر، وإحداث نقلة نوعية في سلوكياتهم، أبرز مظاهرها «السعي إلى إصلاح الواقع» وتحدّي مَن يقف في سبيل طموحهم نحو الإصلاح. ويؤكد خليل على أن كل محاولات ابتزاز المصريين وإقناعهم بقبول مقايضات من نوع «الضغوط المعيشية خير من التحول إلى سوريا أو اليمن أو ليبيا» دليل على أن يناير ما زالت باقية وقادرة على إخافة الجميع».

لماذا تعثرت؟

يجيب على السؤال عمرو الشوبكي في «المصري اليوم»: «يناير تعثرت لأنها لم تبن مسارا إصلاحيا قائما على دولة القانون، لا لكونها لم تنتقم ثوريا من خصومها السياسيين، كما روج البعض، والمؤسف أن البعض ما زال يحرص على أن يبدأ الفيلم من أوله، حيث يلبس الثورة ثوبا دينيا مثلما عاشت أفغانستان والسودان تجارب فاشلة تحت غطاء الدين، والبعض الآخر ما زال يبحث عن نظام ثوري يكرر به تجارب فشل أخرى، من حيث بدأ صدام حسين والقذافي وبشار الأسد، وكل التجارب التي حصنت استبدادها تحت مسمى الشرعية الثورية. الثورة حدث استثنائي كبير تضطر إليه الشعوب حين تشعر بالقهر والتهميش، وبعدها تصبح مهمتها هي بناء الديمقراطية ودولة العدل والقانون وليس دولة الثورة والقوانين الاستثنائية.
الثورة لا تستدعى حسب الطلب والمصلحة، واحترام القانون هو في صلب مبادئها وأهدافها، والمشكلة ليست أساسا في شخوص أي نظام قديم سابق على الثورة، إنما في المنظومة القديمة التي حمت وأنتجت هؤلاء، ولن تتقدم مصر إلا حين تتغير تلك المنظومة التي ما زالت تقريبا كما هي، رغم تغيير الأشخاص والرموز. إن الثورة، في تاريخ أي مجتمع من المجتمعات، حدث استثنائي، وهي ليست هدفا ولا غاية، إنما هى وسيلة اضطرارية لتحقيق هدف آخر هو تقدم ونهضة المجتمع، وهناك تجارب أخرى كرّست فيها الثورات لنظم استبدادية تحت مسمى الشرعية الثورية والقرارات الثورية والحفاظ على الثورة من أعدائها. البديل هو بديل إصلاحي ديمقراطي مدني مؤمن بقيم الثورة ومبادئها، وليس ثوريا يحصن سياساته وتسلطه باسم الثورة، أو يعطي لنفسه حقوقا استثنائية».

لولاها لاختلف الوضع

مجموعة من الأسئلة المهمة يطرحها جلال عارف في «الأخبار»: «هل كان من الممكن أن تستمر الأوضاع في مصر على ما كانت عليه قبل 25 يناير/كانون الثاني؟ هل كان ممكنا أن يبقى البلد رهينة لدى تحالف الثروة مع السلطة من ناحية، والتمدد السرطاني للجماعات المتاجرة بالدين وفي مقدمتها «الإخوان»‬ في المجتمع، من ناحية أخرى؟وهل كان ممكنا أن يستمر التدهور في كل شيء، بدءا من التعليم إلى الصحة إلى رغيف الخبز الذي أجبر الفساد الناس على أن يأكلوه مخلوطا بالحشرات، لكي تزداد مكاسب كبار اللصوص؟ وهل كان ممكنا أن يستمر الظلم الاجتماعي في ظل أوضاع يذهب فيها معظم الثروة إلى قلة قليلة، بينما الفقر والجوع والعوز يفترس الغالبية من الفقراء؟ وهل كان ممكنا أن يبقى شبح التوريث يخيم على المشهد السياسي، وأن يبقى التراجع سيد الموقف، ويبقي الجمود ينتقص من قوى مصرالاقتصادية والثقافية والسياسية؟ وهل كان ممكنا أن يستمر تراجع دور مصر، وأن تحاصر قوى الاستنارة فيها، وأن يبقى المستقبل بعيدا عن إرادة الناس وعن المصالح الحقيقية للدولة؟ كان الكثيرون يتوقعون انفجار الأوضاع ويخشون من عواقبه، حتى جاء تحرك الشعب في يناير ليضيء ميادين التحرير بالقيم النبيلة لشعب متحضر لا يطلب إلا العيش الكريم والعدل والحرية، كان ذلك قبل أن يختطف «الإخوان» الثورة، بدعم أمريكي وإقليمي، استغل افتقاد الثورة للقيادة وافتقاد الشباب للخبرة، لكن جذوة الثورة التي اشتعلت في يناير لم تنطفئ، بل أنارت الطريق أمام الشعب».

ليست نعمة

من بين من هاجموا ثورة يناير/كانون الثاني مرسي عطا الله في «الأهرام»: اليوم يوافق زمنيا موعد الذكرى السابعة لأحداث 25 يناير، التي ما زال البعض يعتبرها أمجد ثورة في التاريخ، بينما يرى غالبية المصريين عكس ذلك تماما منذ الخروج الكبير في 30 يونيو/حزيران 2013 لأنه بعد أن توهموا في البداية أنها نعمة من السماء، إذا بالأيام تثبت لهم أنها كانت نقمة من الأقدار وأن رائحة المؤامرة فيها غلبت على رائحة الغضب. يدرك المصريون اليوم أن الربيع الموعود تمخض عن خريف تساقطت معه العديد من أوراق القوة للوطن المفدى الذي بدأ يلملم جراحه ويجفف دماءه ويسابق الزمن لاستعادة عافيته من خلال تنظيم وترشيد تجارة الاحتجاجات والاعتصامات والتظاهرات وإخضاعها للقانون حتى يمكن دفع عجلة العمل الوطني لإعادة الدوران بكل قوة. وفي ظني أن مصر العظيمة سوف تتمكن بعون الله من تحويل هذه المحنة إلى منحة باتجاه البناء المنشود لوطن تتكافأ فيه الحقوق والواجبات، وتعلو راية العدالة الاجتماعية فوق كل الرايات وفق سياسات اقتصادية جريئة، قد تبدو بمنظور اللحظة سياسات قاسية ولكنها في مضمونها تمثل جراحة الشفاء الكامل للجسد الاقتصادي العليل التي لم تعد تجدي معه المسكنات والحقن المهدئة».

عام على المأساة

«عامٌ مرّعلى صدور حكم المحكمة الإدارية العليا بتأييد حكم محكمة القضاء الإداري في مجلس الدولة المؤكِد لمصرية جزيرتي تيران وصنافير، وأنه لا وجود لسيادةٍ أخرى تُزاحم مصر في هذا التواجد، بل إنه كما يؤكد يحيى حسين عبد الهادي في «البداية»، لم تكن هناك دولةٌ غير مصر تمارس أي نشاطٍ عسكري أو أى نشاطٍ من أي نوعٍ على الجزيرتين، باعتبارهما جزءا من أراضيها.. كما لم يثبت على الإطلاق ممارسة المملكة العربية السعودية لأي مظهرٍ من مظاهر السيادة على الجزيرتين، سواء قبل إعلان المملكة عام 1932 أو بعدها».. وأحكام المحكمة الإدارية العليا هي أحكامٌ نهائيةٌ وباتة ولا يجوز الطعن عليها، وواجبة التنفيذ على أكبر مسؤولٍ في الدولة. لكن أكبر مسؤولٍ في الدولة امتنع عن تنفيذ الحُكم الذي كان من شأنه أن يوفر له تراجعا كريما ومخرجا آمنا من الكارثة الوطنية التي ما كان له أن ينزلق إليها أصلا».

ثورة باقية

ونبقى مع ذكرى ثورة يناير/كانون الثاني التي اهتم بها عمرو جاد في «اليوم السابع»: «لم تعد كتابة التاريخ حكرا على المنتصرين فقط، فاليوم أصبح من حق الجميع أن يروون تواريخ من وجهة نظرهم، وحسب موقعهم من العالم حتى لو كانوا متشردين وأوغادا أو أصحاب قنوات أو ناشطين على الفيسبوك، لذلك ليس مناسبا أن نبدأ اليوم جدالا حول نظرة التاريخ لثورة 25 يناير، لأنها لم تدخل ضمن نطاقه بعد، لأنها حالة فرضت نفسها على كل ما جاء بعدها، لكن الذين توقف بهم الزمن في ميدان التحرير، هم فقط من خسروا سباق المستقبل، وأضاعوا أعمارهم انتظارا لجمعة غضب سعيدة، أو ثلاثاء تطهير بلا تخوين، ولم تكن 25 يناير شعلة وانطفأت كما يراها البعض من باب التشفي، ولا هي جنة مفقودة كما يتغنى بها الحالمون، الذين يجدون ذواتهم بالبقاء في الشوارع والميادين.. هذه الثورة نقطة فارقة غيرت كثيرا من مسارات المستقبل وما زالت تغير، ومنحتنا أيضا دروسا كثيرة ما زلنا نحاول فهم البعض منها».

الأقنعة تتساقط

التسريبات التي أذيعت قبل اسبوعين اهتم بها حلمي القاعود في «الشعب» مؤكدا على: «أنها كشفت أن السلطة لم تتغير، ولم تحاول أن تأخذ دروس الماضي في الحسبان، فما زال الخوف من مواجهة العدو قائما، والرغبة في التنازل عن المقدسات مسألة ملحة طلبا للرضا النازي اليهودي، والاعتماد على الكتاب والإعلاميين المنافقين، وأهل الفن (الهلس) من أصحاب الأيدي الموجوعة أو الطامحين لمنفعة، واستخدامهم في شرشحة الأحرار والشرفاء أمرا قائما، ووصلت المسألة إلى المساومة على مواطن مصري تم سحله في بلد عربي لتغيير سياسة هذه الدولة، ومعنى ذلك ببساطة أن المواطن المصري المظلوم والمهان، يتم سحقه إذا غيرت الدولة المذكورة سياستها، فمصر الكبرى لا يعنيها أمر أبنائها أو كرامتهم أو حقوقهم بغض النظر عن الاتفاق مع سياسة الآخرين أو الاختلاف.. نحن إذا أمام أوضاع لا تبشر بخير أبدا، الظلم سمتها، والقهر ديدنها، والتشهير بالشرفاء والأطهار منهجها.. يقول ابن خلدون في مقدمته: «عندما تنهار الدول يكثر المنجمون والشحاذون والمنافقون، والمدّعون والكتبة والقوّالون والمغنّون النشّازون والشعراء النظّامون والمتصعلكون وضاربو المندل وقارعو الطبول والمتفيقهون، وقارئو الكف والطالع والنازل، والمتسيسون والمداحون والهجاءون وعابرو السبيل والانتهازيون.. تتكشف الأقنعة ويختلط ما لا يختلط، يضيع التقدير ويسوء التدبير، وتختلط المعاني والكلام ويختلط الصدق بالكذب والجهاد بالقتل».

المسألة معقدة

نتحول لسد النهضة ومكرم محمد احمد في «الأهرام»: «تتعرض مصر لسيل من التسريبات غير الصحيحة بهدف تشويه مواقفها من قضية سد النهضة، مثل الادعاء بأن مصر تريد استبعاد السودان من التفاوض، وهذا غير صحيح بالمرة، وأظن أن أول ما فعله وزير الخارجية سامح شكري بعد عودته من زيارة أخيرة إلى أديس أبابا، أن اتصل بوزير الخارجية السوداني ليبلغه ما حدث من تفاوض شفاهة وكتابة. ومن المؤكد أن التفهم المتبادل لمصالح الدول الثلاث، مصر وإثيوبيا والسودان، في مياه نهر النيل، وتنظيم إدارة السدود المقامة على النهر، بما لا يضر مصلحة أي دولة، خاصة في ظروف الفيضانات، أمر ضروري يوسع دائرة المصلحة المشتركة ويعزز علاقات الدول الثلاث، وأظن أن زيارة رئيس الوزراء ديسالين الأخيرة إلى القاهرة كانت إلى حد كبير زيارة ناجحة، تؤكد حرص إثيوبيا على بناء علاقات ثقة وثيقة مع مصر والعكس صحيح، ولأن ديسالين يمثل ضلع الحمائم في تحالف الحكم الراهن الذي يضم صقورا، كثيرا ما تفتئت على مصر بادعاءات غير صحيحة، فإن القاهرة تثمن كثيرا جهود رئيس الوزراء الإثيوبي في تعزيز العلاقات مع مصر، خاصة مع وجود نخبة من رجال الأعمال المصريين تسهم على نحو جاد في مشروعات التنمية الإثيوبية، ومع ذلك يبقى هذا السؤال المهم، لماذا لم يعلن ديسالين تحفظاته على إشراك البنك الدولي، طرفا فنيا محايدا أثناء وجوده في القاهرة بدلا من إعلانها في أديس أبابا بعد عودته، وما هو البديل إن عجزت الأطراف المعنية عن حل المشكلة الفنية».

من ولاه المنصب؟

«القبض على محافظ المنوفية مؤخرا في تهمة فساد، قُبيل زيارة الرئيس المعلنة للمحافظة، مؤشر إيجابي، معناه وفقا لمي عزام في «البديل» أن الدولة وجدت أن الأمور لا تتوقف على شخص بعينه، ولو كان على رأس السلطة التنفيذية في المحافظة. تم افتتاح المشاريع المعلن عنها بحضور السيسي وكوكبة من مسؤولي المحافظة ورجالات الدولة، وتم الأمرعلى خير ما يرام. المحافظ هشام عبدالباسط عين قبل 3 سنوات تقريبا، ومنذ ذلك الحين وهناك تهم كثيرة تلاحق المحافظ، وعلى رأسها أنه قام بتزوير الشهادات الدراسية المقدمة منه، أولها شهادة ليسانس الآداب التي عدل بها وضعه الوظيفي (كان أول تعيين له أمين معمل بالشهادة الإعدادية) وثانيا شهادة الدكتوراه التي ادعى أنه حصل عليها، بالإضافة إلى اتهامات بالرشوة والفساد. مهم جدا، أن يعرف الشارع المصري بعد القبض على موظف عام ذي حيثية، من المسؤول عن تعيينه وليس فقط من صاحب الفضل في القبض عليه، حتى لا تتكرر الواقعة، التي لا تدين النظام بالفساد، لأنه في النهاية لا يتستر عليه، ولكن تدين أداء القيادات وتشكك في كفاءة الأجهزة الرقابية والأمنية».

المزور ينشر الفتنة

«زار مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي، مصر والأردن، وأخيرا إسرائيل، وجاء خطابه في الكنيست الإسرائيلي، الذي تصفه جيهان فوزي في «الوطن» بأنه صهيوني بامتياز، وهدية للمتطرفين، أثبت بنس أن الإدارة الأمريكية جزء من المشكلة وليس الحل، فقد جاءت رسالته واضحة إلى بقية دول العالم أن بإمكانها خرق القانون الدولي والقرارات الدولية إذا ما تعلق الأمر بإسرائيل، وسوف تكافئك الولايات المتحدة! قال بنس في خطابه: «أنا الآن في إسرائيل من أجل الاحتفال بالعلاقة بين البلدين. نحن نقف معا في المعركة ضد الإرهاب الإسلامي المتطرف. سأغادر إسرائيل وكلي ثقة بأنه مع الرئيس ترامب في البيت الأبيض، ومع القيادة القوية لك (نتنياهو) في إسرائيل، فإن أفضل الأيام بالنسبة للولايات المتحدة وحليفتنا الغالية إسرائيل سوف تأتي». مايك بنس هو المحرض الأول على نقل السفارة للقدس، ويقول إن الاعتراف بالقدس جاء لتحريك عملية السلام، وإننا بدأنــــا بإجراءات نقل السفارة إلى القدس قبل نهاية هذا العام، وإن قضية إسرائيل هي قضيتنا، وسنقف دوما إلى جانبها.
من يتابع خطاب نائب الرئيس الأمريكي لا يستطيع أن يفرق بينه وبين خطاب نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي، إن في فحوى الكلام أو طريقة التصفيق الحاد وقوفا. نجح بنس في خلق حالة من الرضا والارتياح في إسرائيل وإغضاب الفلسطينيين واستفزازهم، زيارته للدول الثلاث كان هدفها أن يقول للرئيس الفلسطيني نستطيع تجاهلك، وزيارته لمصر والأردن بهدف السعي لإحداث اختراق في ملف الصراع».

بعد أن انتهى حال المرشحين لمرعوب ومخطوف ومعتذر… مصر على مشارف حكم ديكتاتوري

حسام عبد البصير

السيسي يبحث عن منافس «شكلي»… ولجنة الانتخابات تعلن 3 أسباب لاستبعاد عنان

Posted: 25 Jan 2018 02:28 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر (مستقلة)، أمس الخميس، عن ثلاثة أسباب وراء استبعاد رئيس أركان الجيش الأسبق، الفريق سامي عنان، من قاعدة بيانات الناخبين للرئاسيات المقررة في مارس/آذار المقبل.
وقالت الهيئة، التي تتخذ من القاهرة مقرا لها، في بيان إن قرار الاستبعاد الذي يعني انتفاء حق الترشح والتصويت «جاء في ضوء مستندات رسمية تثبت استمرار الصفة العسكرية للفريق سامي عنان، وأنه لا يزال ضمن ضباط القوات المسلحة، ويتمتع بصفته العسكرية ويخضع لكافة قوانينها».
وينص قانون مباشرة الحقوق السياسية في مصر على «إعفاء ضباط وأفراد القوات المسلحة الرئيسية والفرعية، وضباط وأفراد هيئة الشرطة طوال مدة خدمتهم، من مباشرة الحقوق السياسية»، وفق ما أورده بيان الهيئة من سبب ثان.
وأشارت الهيئة إلى أن قانون خدمة الضباط المصري يحظر على الضباط «إبداء الآراء السياسية أو الحزبية، أو الاشتغال بالسياسة، أو الانتماء إلى الأحزاب أو الهيئات أو الجمعيات أو المنظمات ذات المبادئ أو الميول السياسية».
كما لفتت إلى سبب ثالث وأخير، وهو مرسوم بقانون صادر في نوفمبر/تشرين الثاني 2011، ينص على «استدعاء أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة الموجودين بالخدمة في تلك الفترة فور انتهاء خدمتهم ببلوغهم السن القانونية، وذلك للاستفادة من خبراتهم»، والذين كان من بينهم الفريق عنان.
والثلاثاء الماضي، استبعدت الهيئة الوطنية للانتخابات اسم عنان من كشوف الناخبين، بعد 3 أيام على إعلانه اعتزام الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة في البلاد.
وجاء الإعلان بعد ساعات من إعلان الجيش استدعاء عنان للتحقيق في «مخالفات» تتعلق بإعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية، دون الحصول على موافقته (باعتباره تحت الاستدعاء)، قبل أن يعلن منسق حملة عنان خارج البلاد محمود رفعت، في تغريدة الثلاثاء، توقيف الفريق.

«تحرير البلاد من السيسي»

وخرج حازم حسني استاذ الاقتصاد والعلوم السياسية والمتحدث باسم حملة عنان عن صمته الذي دام ليومين عقب اعتقال عنان.
ودعا في تغريدات على صفحته الرسمية على «الفيسبوك»، «جموع المصريين على اختلاف رؤاهم وانتماءاتهم، للعمل معاً على تحرير بلادهم من حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظامه، وبناء منظومة للعدالة السياسية قادرة على إدارة التنوع والاختلاف».
وانتقد من «يلعبون على خطوط التنابذ والاختلاف بين القوى السياسية»، مؤكدا أنهم «سيتحملون وحدهم مسؤولية خروجهم من الصورة الجامعة».
وأشاد بالمشروع الذي تبناه عنان، قائلاً: «يخطئ من يعتقد أن المشروع الذي قدمه الفريق سامي عنان وصل إلى نهايته، أو أنني والمستشار هشام جنية قد تخلينا عنه، مرة أخرى، لمن يروم الفهم، فإن القضية لم تعد قضية انتخابات رئاسية، وإنما هي قضية وطن، أو حكاية وطن يضيع منا، ولا بد من الحكمة للحفاظ عليه».
واتهم حسني، السيسي بـ«العمل على التشويش على المشروع الذى احتواه البيان الذى ألقاه الفريق سامي عنان وتشتيت الانتباه بعيداً عنه باختلاق أشياء لا تمت للحقيقة بصلة»، مؤكدا، أن «المشروع أزعج السيسي ومن معه، وأن هناك من ساعده ويساعده بشخصنة الأمور وإهمال جوهر المشروع».

أشبه باستفتاء

وكان اعتقال عنان، وانسحاب خالد علي المحامي الحقوقي من السباق الرئاسي، وضع النظام السياسي المصري في مأزق، بعد أن باتت الانتخابات أشبه باستفتاء على بقاء الرئيس السيسي في منصبه.
وبدأ إعلاميون محسوبون على النظام في الحديث عن اقتراب ظهور مرشحين لمنافسة السيسي.
وقال عضو مجلس النواب والإعلامي، مصطفى بكري، في تصريحات صحافية، إن الساعات المقبلة ستكشف عن مفاجآت في انتخابات الرئاسة.
وبين أن «هناك اتصالات تجرى بين مرشح من حزب الوفد، وعدد من النواب لجمع 20 تزكية برلمانية للترشح للرئاسة، خاصة أن هناك نحو 50 نائبًا لم يوقعوا استمارات تزكية للسيسي حتى الآن».
وتابع، «من المتوقع أن يتخذ المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي قراره بالترشح، خلال الساعات المقبلة، خاصة أنه يدرس الأمر حاليًا ويعمل على جمع توكيلات شعبية له في المحافظات».
وأوضح أن «كل هذه التحركات تؤكد أن السيسي لن يكون المرشح الوحيد».
حزب تيار الكرامة الذي أسسه صباحي، نفى كلام بكري.
وقال محمد البسيوني أمين عام الحزب لـ «القدس العربي»، إن «حمدين صباحي أعلن قبل شهور عزمه على عدم الترشح في الانتخابات وانه لن يتراجع عن قراره».
وأشار إلى أن صباحي «كان يؤيد المرشح المحتمل خالد علي، وحرر توكيل تأييد له، قبل أن يشارك في اتخاذ قرار المقاطعة وانسحاب علي من الانتخابات».
واعتبر أن «حديث بكري عن ترشح صباحي ليس له علاقة من قريب أو بعيد بالواقع، وأنه يهدف إلى تشويه حمدين وتقديمه باعتباره يحلل الانتخابات».

لا مرشح من الوفد

كذلك، أكد المستشار بهاء أبو شقة، سكرتير عام حزب الوفد، أن «الحزب ما زال حتى هذه اللحظة متمسكا بموقفه بعدم الدفع بمرشح رئاسي من بين أعضائه»، مشيرا إلى أن «هذا القرار اتخذته الهيئة العليا في وقت سابق، ومن الصعب الآن تجهيز مرشح فى فترة قصيرة».
وأضاف: «إذا حدث جديد في هذا الأمر، فإن الوفد سيُعلن موقفه أمام الجميع»، مؤكدا أن «الحزب متمسك بدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة».
وحتى الأن لم يتقدم بالترشح رسميا للهيئة الوطنية للانتخابات سوى السيسي المنتهية ولايته.
وأعلنت الهيئة أن «لجنة تلقي طلبات الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة انتهت من فحص أوراق ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي، سواء نماذج تأييد المواطنين أو تزكيات النواب، إضافة إلى المستندات الأخرى المقدمة، وكل الأوراق مستوفاة وسليمة».
وأشار مصدر في الهيئة، إلى أن «تأييدات المواطنين التي قدمتها حملة السيسي، بلغت 173 ألف تأييد من أكثر من 15 محافظة»، مشيرا إلى أن «محمد أبو شقة، المتحدث باسم الحملة، قال إن لديهم 600 ألف تأييد، لكنهم قدموا 173 ألفا فقط، حتى يتم الفحص في اليوم نفسه وتحصل الحملة على إيصال باستيفاء الأوراق دون تأخير».
وتابع المصدر أن «أبو شقة تسلم إيصالا بصحة الأوراق، كُتب فيه (تحت القيد والفحص)، وهذا قبل انتهاء الفحص بشكل فعلي، وتسلم لاحقا ما يفيد باستيفاء كل الأوراق وسلامتها».
ووفق المصدر «اللجنة فحصت التأييدات وتأكدت من صحتها، ووجدت ما يزيد على ألف تأييد من كل محافظة، وكل النماذج كانت لها 3 أو 4 صور، استبعدتها اللجنة من الأوراق ونظرت في الأصول فقط».

لا يجوز تزكية المرشح الوحيد

وحال لم يتقدم أحد للترشح خلال الثلاثة أيام الماضية على غلق باب الترشح في 29يناير/كانون الثاني الجاري طبقا لجدول الانتخابات التي أعلنته الهيئة، سيكون السيسي وفقا لقانون الانتخابات مطالباً بالحصول على 5٪ من أصوات الناخبين المقيدة في جداول الانتخابات، وحال لم يحصل على النسبة المطلوبة يعاد فتح باب الترشح من جديد.
صلاح فوزي، أستاذ القانون الدستوري، أكد إنه لا يجوز تزكية المرشح الوحيد، وفي حال عدم قدرة المنافسين على اجتياز شروط الترشح، فإن المادة 36 من قانون الانتخابات الرئاسية تحسم الأمر.
وتنص المادة 36 على أنه «يتم الاقتراع لانتخاب رئيس الجمهورية حتى لو تقدم للترشح مرشح وحيد أو لم يبق سواه بسبب تنازل باقي المرشحين، وفي هذه الحالة يعلن فوزه إن حصل على 5٪ من إجمالي عدد الناخبين المقيدة أسماؤهم في قاعدة بيانات الناخبين، فإن لم يحصل المرشح على هذه النسبة تعلن لجنة الانتخابات الرئاسية فتح باب الترشح لانتخابات أخرى خلال خمسة عشر يوما على الأكثر من تاريخ إعلان النتيجة».
وأكد فوزي للأناضول: «الاقتراع يجب أن يتم حتى لو تقدم للترشح شخص وحيد أو تنازل له الآخرون».
كذلك بيّن أستاذ القانون الدستوري، شوقي السيد، أن قانون الانتخابات الرئاسية نظم حالة خوض مرشح وحيد للسباق الرئاسي، وبالتالي لا اجتهاد مع النص الصريح «سنكون أمام انتخابات بشقها القانوني، ولكن الأزمة الحقيقية تأتي في تأثير هذه الحالة على الحالة السياسية في الداخل، وصورة الدولة المصرية في الخارج».
وأضاف الفقيه الدستوري، في تصريحات صحافية: «وجود مرشح منفرد في الانتخابات الرئاسية ردة سياسية، وعودة للاستفتاء الشعبي، وتعكس الفراغ السياسي الذي تعيشه مصر من مناخ سياسي وحزبي لا يشجع على إفراز كوادر جادة في ممارسة العمل السياسي».

المقاطعة لن تضعف النظام

عاطف سعداوي، الخبير في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية (حكومي) رأى أن فكرة وجود مرشح لديه فرص «أصبح حلما» لدى الناس حتى تكتمل الصورة الديمقراطية، حيث أن معيار نجاح أي انتخابات هو نسبة المشاركة، وهو ما يتحقق عندما تكون النتيجة غير محسومة عبر منافسة قوية.
وأشار إلى أن الخريطة غير واضحة وملتبسة، وبعد تراجع شفيق وخالد علي واستبعاد عنان عن العملية الانتخابية لم يعد هناك مرشح يستطيع منافسة الرئيس الحالي.
ومضى قائلا: «كلما زاد عدد المرشحين كانت الصورة أفضل، لكن النتيجة محسومة للسيسي بكل تأكيد كما حدث في 2014».
واعتبر أن «مقاطعة الانتخابات لن تضعف من شرعية النظام أو عدد المرشحين أو قوتهم»، لافتا إلى أن المجتمع الدولي أيضا لديه معايير في الانتخابات، ومنها هل كانت نزيهة أم شابتها خروقات؟».

السيسي يبحث عن منافس «شكلي»… ولجنة الانتخابات تعلن 3 أسباب لاستبعاد عنان
الرئيس الحالي يحتاج 5٪ من أصوات الناخبين في حال لم ينافسه أحد
تامر هنداوي

الأردن: لهجة «تعايش مع الواقع» تتصاعد وحسابات تخشى «مطرقة ترامب»

Posted: 25 Jan 2018 02:28 PM PST

عمان- «القدس العربي»: يمكن ببساطة التقاط ما هو جوهري أكثر في تلك المعركة التي تستهدف الضغط على الأردن تحديدًا، من خلال قراءة ما بين سطور التصريح الذي أدلى به الملك عبد الله الثاني للإعلام الإسرائيلي، على هامش المشاركة الأردنية في منتدى دافوس أمس الأول، مباشرة بعد قراءة أردنية تعمّقت في الكواليس لسلوك وأداء وتعليقات نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس عندما زار تل أبيب والقدس.
ما صدر عن الأردن في دافوس موقف جديد، يبدو أكثر واقعية وتأطيرًا لمصالح الأردن الأساسية، خصوصًا على أساس تجنّب حصول فراغ مع الإدارة الأمريكية، وعبر الإيحاء بأن الأردن مستعد لاستئناف علاقاته واتصالاته مع إسرائيل بعد انتهاء أزمة جريمة السفارة. ذلك طبعًا بالتوازي مع لغة صارمة مجددًا عبر الإعلام الأمريكي نفسه، تحدث فيها عاهل الأردن عن القدس باعتبارها مفتاح السلام والاستقرار من عدمه في المنطقة، مع تجديد رفض خيار الدولة الواحدة الإسرائيلي، التي في حال قيامها ستستهدف المسلمين والمسيحيين العرب.
الأهم؛ تلك الإشارات الملكية الأردنية، التي تقترح إمكانية التعايش مجددًا مع إطلاق عملية سلام بشأن المسار الفلسطيني، حتى بعد قرار الرئيس دونالد ترامب بشأن القدس. تلك الواقعية العميقة، لم تكن ترافق الموقف الأردني التصعيدي، عندما انطلقت تفاعلات قرار ترامب حول القدس.
لكن اللغة الجديدة للأردنيين، قد لا تكون فقط محصلة لما مورس عليهم من ضغط خلف الستارة، من إدارة الرئيس ترامب، بقدر ما هي في الوقت ذاته في الأرجح نتيجة لقناعة الأردن بأنه قام بواجبه، وسيواصل القيام بواجبه في دعم الشعب الفلسطيني، كما أوضح أمام «القدس العربي» الناطق باسم الحكومة الدكتور محمد المومني. الخيار الواقعي في اللهجة الأردنية مرتبط بما يُعتقد أنه ضمانة بريطانية، وأخرى أمريكية بعدم الاعتداء ــ ضمن مسار هجمة السلام الجديدة لواشنطن ــ على المصالح الأردنية العليا.
ومفردة المصالح عند تعريفها في هذه الحالة تحديدًا، وفي السياق الفلسطيني بصورة حصرية، لا تعني بالمطلق إلّا التأشير على دور الأردن في القدس، ورعاية مقدساتها، وهو دور ألمح إليه نائب الرئيس الأمريكي، عندما زار عمّان، لكنه بلغة خشنة، ربطه إلى حد نسبي، حسب مصادر «القدس العربي» بدعم الأردن لخيار العودة للتفاوض. هنا تبدو الحسابات أوضح من أي وقت مضى، فعمّان استنفدت خيارات التصعيد بشأن القدس ضدَّ إدارة ترامب. وعمّان تتصور أنها قامت بواجبها، ولا تريد البقاء وحيدة في مساحة المجازفة مع البيت الأبيض، بوضعه الحالي، خصوصًا في ظل البرود المصري والسعودي.
وليست بطبيعة الحال بصدد تغيير تموقعها في المنطقة ضمن بوصلة السياسة الأمريكية، كما أن وضعها الاقتصادي والمالي ثم الجيوسياسي والأمني، لا يسمح لها بالعبث مع المطرقة الأمريكية العمياء، وهو تعبير استخدم فعلًا في اجتماعات مغلقة.

الانحناء لعاصفة

والوضع المصلحي نفسه يتطلب اليوم ضبط النَّفْس وإعادة إنتاج المشهد مع إسرائيل تحديدًا، وتفويت الفرصة أمام اليمين الليكودي الحاكم بتوفير ذرائع بين يديه وفي أحضانه للانقضاض على المصالح الأردنية العميقة، الأمر الذي تطلب الانحناء قليلًا لعاصفة أزمة السفارة مع إسرائيل والنزول المشترك مع نتنياهو عن الشجرة، وفقًا لتعبير رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري. فالأردن في هذه المرحلة يبدو مهتمًا بأن لا يوفر ذخيرة أمام اليمين الإسرائيلي، لاستثمار حالة التفلت العربي والشرخ الذي يحدثه وسط النظام العربي المصري الملف الإيراني.
وذلك يعني ببساطة شديدة، حسب التعريف المتفق عليه في أروقة القرار في عمّان، عدم تمكين نتنياهو او حزب الليكود من السيطرة التامة على القدس، بالتوازي مع إخراج الأردن من حصته في الرعاية والوصاية بدعوى استغلال تصعيده ضد قرار ترامب. ويعني بمعنى آخر، حسب التعريفات والشروحات نفسها تجنب التشبيك الليكودي غير العقلاني الذي يعزف على وتر الوطن البديل، أو الخيار الأردني خصوصًا، وأن التسريبات الإعلامية الليكودية بدت في الشهر الأخير وكأنها في حالة حرب مع الدولة الأردنية. يحصل ذلك ليس فقط في سياق محاولة منع الليكود ونتنياهو من الاستفراد بالأردن، بسبب انشغال السعودية في وضعها الداخلي وإيران وانشغال مصر بأزماتها الداخلية.
ولكن أيضًا في سياق استعادة ما تيسر من العلاقة مع الأمريكيين الذين بدأوا إصدار سلسلة من التلميحات السياسية المغرضة، على عدة أشكال، بدلًا من التعامل مع فراغ في حلقة التواصل مع واشنطن يمكن أن يؤدي إلى «وضع هش جداً» للأردن في الاشتباك الإقليمي خصوصًا في ظل التقديرات الأمنية التي تتوقع استنساخ نسخة جديدة من تنظيمي داعش والقاعدة قريبًا، بعدما انتهى الأمر بما انتهى إليه في العراق وسوريا.

اتفاق على الاختلاف

الأردن الرسمي يُقر أن ضعف هوامش تأثيره في معادلة القرار الأمريكي أضعفت هوامش المبادرة والمناورة أمامه، خصوصًا في المجال الفلسطيني الذي كان يشكل دوما بيت الخبرة والمرجعية. مقابل ذلك التقطت البوصلة الرسمية ما ينبغي التقاطه من تهديد استراتيجي عميق، تضمنته عبارة غامضة حمّالة أوجه، قالها نائب الرئيس مايك بنس بعد تناوله الغداء في الأردن، وهي تلك العبارة التي يقول فيها الأخير.. «اتفقنا على الاختلاف».
تبدو العبارة ودودة ودبلوماسية، لكن المجسات الخبيرة في المؤسسة الأردنية التقطتها بصورة أعمق على أساس أنها عبارة مغرقة في الحساسية، والرسائل المرمزة، لأنه ليس سهلًا على تقاليد السياسة الأردنية أن يتحدث الرجل الثاني في الإدارة الأمريكية عن اختلاف مع الأردن بشأن مدينة القدس تحديدًا، ثم يذهب في اليوم التالي ويزور المسجد الأقصى، مستفزًا الجميع ويصرح بقنبلته السياسية الثانية، قائلًا: إن عملية السلام تبدأ من القدس وقاصداً أنها تبدأ من القدس بوضعها الجديد.
بنس أيضاً طرق على العصب الحيوي الأردني المشدود، عندما تحدث عن عملية سلام جاهزة لن تبدأ عمليًا، إلّا بعد عودة الأطراف المعنية إلى طاولة التفاوض. وبعد هذه الرسائل من المطرقة الأمريكية يميل المحللون إلى اعتبار ما قاله الأردن في دافوس حول التعايش الواقعي مع الظروف الجديدة، هو بمثابة الرد الأردني المباشر الذي يقول ضمنيًا، إن عمّان بدلت فعلًا من لهجتها وموقفها وأوقفت نمو لهجة التصعيد.

الأردن: لهجة «تعايش مع الواقع» تتصاعد وحسابات تخشى «مطرقة ترامب»
هل هدد نائب الرئيس الأمريكي عمان بصورة مبطنة؟ «تنفيسات» في قمة دافوس
بسام البدارين

الوحدات الكردية تعدم عناصر في الحسكة بتهمة الخيانة

Posted: 25 Jan 2018 02:27 PM PST

حلب – «القدس العربي»: قال ناشطون في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا ، إن وحدات حماية الشعب الكردية الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، أعدمت 25 من عناصرها المنشقين بتهمة الخيانة، في حين واصلت حملة اعتقالات واسعة للشبان، وذلك بهدف تجنيدهم إجبارياً ضمن صفوف قواتها. وأكد موقع الخابور المحلي ابراهيم الحبش لـ«القدس العربي»، على إعدام وحدات الحماية الكردية 25 عنصراً من عناصرها المنشقين، بالقرب من مخيم الحريجي في ريف دير الزور الشمالي، وذلك بتهمة الخيانة والفرار من جبهات القتال في ريف ديرالزور الشرقي.
ووفق رواية الحبش فإن ميليشيا الاستخبارات العسكرية التابعة «لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي» أقدمت عقب إعدام العناصر رمياً بالرصاص قرب مخيم الحريجي، على التمثيل بجثثهم، منوهاً إلى أن العناصر كانوا قد انشقوا عن جبهات القتال في وقت سابق، وتم اعتقالهم في حملة التجنييد الأخيرة التي شملت أرياف محافظة الحسكة. وقال الحبش إن «الوحدات الكردية» قامت بتسليم الجثث لذويهم يرافقها حشد أمني تحسباً لردة فعل الأهالي، واعلموا الأهالي على أنهم قتلوا في المواجهات مع تنظيم «داعش» في ريف ديرالزور الشرقي.
وأوضح الحبش أن الضحايا الذين تمت تصفيتهم من السكان العرب من قرى ناحية تل حميس وهي: الحشر، خربة عمر ، بلقيس ، المطلق ، أبو جرن ، حيث كانت مليشيا (ب ي د) قد جندتهم ضمن صفوفها إجبارياً وزجت بهم على جبهات القتال، بينما عرف منهم (محمد شرف الأحمد، فاتح عزيز الحمدوش ، لقمان التوفيق ، هلوش صالح الجبير ، عبد طه الحشر ، شرف شويب الأحمد).
وفي السياق ذاته أكدت مصادر محلية لـ«القدس العربي»، على أن وحدات الحماية الكردية تواصل حملة الاعتقالات في مناطق سيطرتها بهدف التجنيد الإجباري بريف محافظة الحسكة شمال شرقي البلاد. ولفتت إلى انتشار الشرطة العسكرية التابعة لميليشيا PYD في ريف رأس العين لاستكمال حملة التجنيد الإجباري ونشر حواجز طيارة في عموم المنطقة، حيث نفذت حملات دهم واعتقال في قرى ريف رأس العين بهدف التجنيد الإجباري طالت أكثر من 200 شاب دون التمييز بين المؤجلين وغير المؤجلين.
وحسب المصادر فإن القيادية في ميليشيا (ب ي د) المعروفة (روي)، وهي مقاتلة من جبال قنديل قامت برفقة محمد حسن العبود، أبو حرب، وهو مسؤول لدى «الإدارة الذاتية الكردية» بالتجول في القرى العربية، وفرض عليهم التجنيد الإجباري، أو دفع هذا المبلغ وذلك بعد منحهم مهلة لمدة 3 أيام فقط مهددين الأهالي، بمداهمة منازلهم ومصادرة سيارتهم في حال عدم الدفع. وأضافت، أن بعض الأهالي من قرى الحمزاوي وهم عائلة (حجي إبراهيم ، وعائلة خليل الحسون ، وعائلة هندي الحسون وأخيه بدر) قاموا بدفع المبلغ خشية سوق أبنائهم القصّر إلى التجنيد الإجباري.
بدوره اعتبر المحامي والناشط الحقوقي السوري ممتاز الحسن أن ما تقوم به وحدات الحماية من اعتقالات وفرض التجنيد الإجباري على الشبان مخالفة واضحة لقواعد القانون الدولي والاتفاقيات الدولية من خلال إجبار الأهالي على الخدمة العسكرية في صفوف قوات استعمارية. وأكد في حديث لـ«القدس العربي»، أن ممارسات وحدات الحماية الكردية باطلة بطلاناً مطلقاً وفقاً للقانون الدولي والوطني والقواعد الاخلاقية الإنسانية.
الجدير بالذكر أن موجة الانشقاقات في صفوف «قوات سوريا الديمقراطية» التي تقودها «وحدات حماية الشعب الكردية « تزايدت بعد إعلان الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية، انطلاق معركة «غصن الزيتون» في منـطقة «عفرين» الـتي يسيطر علـيها «حزب الاتحاد الديـمقراطي الكـردي ( ب ي د)».

الوحدات الكردية تعدم عناصر في الحسكة بتهمة الخيانة
تنفذ اعتقالات واسعة بهدف التجنيد الإجباري
عبد الرزاق النبهان

«السمكة الذهبية» .. مخطط لاغتيال عرفات فشلت إسرائيل في تحقيقه مرات كثيرة

Posted: 25 Jan 2018 02:27 PM PST

الناصرة – «القدس العربي»: يستدل مما نشرته وسائل الإعلام العبرية أمس حول مضامين كتاب «تاريخ الاغتيالات» أن إسرائيل كرست جهودا هائلة بلغت حد الهوس، لاغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات منذ انطلاق الثورة الفلسطينية . أما السؤال هل قتل شارون عرفات؟ فيبقيه الكاتب مفتوحا. لكن حدس أبو عمار الأمني وتدابير الحيطة والحذر التي اتخذها علاوة على «حظه الكبير» تسببت بإفشال محاولات متكررة أشرفت عليها قمة المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل.
ويكشف الكتاب أن إسرائيل غداة حرب لبنان الأولى عام 1982 شكلت طاقما خاصا مهمته قتل عرفات، ويدعى «سمك مالح»، أما عملية الاغتيال فسميت بـ «السمكة الذهبية».
يشار الى أن كتابا إسرائيليا آخر للكاتب وعميل جهاز المخابرات العامة «الشاباك» الأسبق روني شاكيد بعنوان «ما وراء الكوفية» قد كرس فصلا لمحاولات الاحتلال اعتقال أو قتل عرفات.
والحديث هنا عن كتاب «أسبقه واقتله: التاريخ السري للاغتيالات الإسرائيلية» للكاتب الصحافي الإسرائيلي المقرب من المؤسسة الأمنية، رونين بيرغمان، الذي نشرت أول من أمس صحيفة «نيويورك تايمز» فصلا منه. وفي الفصل المذكور وردت تفاصيل محاولة إسقاط طائرة عرفات التي أوقفت في الدقيقة الأخيرة بعدما تبين أن شقيقه فتحي عرفات كان برفقة 30 طفلا من جرحى صبرا وشاتيلا على متن الطائرة التي رصدت في طريقها من بيروت للقاهرة، واعتقدت اسرائيل أنها طائرة عرفات. 
وأوضح بيرغمان في حديث للقناة الإسرائيلية العاشرة أمس أن محاولات إسرائيل المتكررة لاغتيال عرفات تنبع من مفهوم أمني استراتيجي يهدف لاصطياد عصفورين بحجر واحد. مشيرا إلى أن إسرائيل اعتقدت بضرورة فعل الكثير من أجل تجنب الحروب الطويلة إلا بالضرورة القصوى، ولذلك فهي تستخدم قبل ذلك وسائل متنوعة سرية منها الاغتيالات. كما تعتقد إسرائيل، برأيه، بأن تصفية القادة يتيح تغيير مجرى التاريخ. ويتابع « قبل رحيله قال لي رئيس الموساد مئير دغان» استهدفنا عرفات لأنه ليس مجرد قائد فلسطيني بل هو أب الأمة الفلسطينية، نجح ببناء شبكة علاقات واسعة في العالم جعلت منه قائدا مؤثرا جدا. اعتقدنا أن المساس بعرفات كان سيؤدي لإشعال نزاعات داخلية كبيرة في منظمة التحرير ويحبط قدرتها على اتخاذ قرارات استراتيجية بعد رحيله».
طبعا يبرز بيرغمان في كتابه معارضة أن بعض الأوساط الإسرائيلية القيادية ألغت وحالت دون تنفيذ مخططات لاغتيال عرفات منعا للمساس بالأبرياء المدنيين، منسجما بذلك مع مقولة «طهارة السلاح» التي تروج لها إسرائيل رغم ما ارتكبته من جرائم ضمن سجل دموي طويل.
وحسب الكتاب، فإنه بعد تأسيس حركة فتح نهاية خمسينيات القرن الماضي، فإن الموساد لم يأخذ ذلك بجدية، واعتبرها مجرد حركة طلاب ومثقفين. ولكن بعد ست سنوات، وبعد أن بدأت بتنفيذ عملياتها الأولى طلب المسؤول عن نشاط الموساد في أوروبا من رئيس الجهاز إصدار أمر لوحدة «قيسارية» باقتحام مكتب في فرانكفورت في ألمانيا، كان يستخدمه عرفات كقاعدة له، وذلك بهدف اغتياله.

محاولة تجنيد أسير

وللتدليل على الاحتياطات الأمنية لدى عرفات يقول الكتاب حسب فصل نشرته «يديعوت أحرونوت» أمس، إنه في أعقاب معلومات وصلته قام الجيش الإسرائيلي باقتحام منزل كان يمكث فيه عرفات في منطقة القدس، ولكنه كان قد غادرة قبل دقائق من الاقتحام حيث تبين لهم أن الطعام الذي كان على الطاولة لا يزال ساخنا. ويضيف الكتاب محاولة أخرى استمرت نحو ثلاثة شهور عام 1968، جرت خلالها محاولة تحويل أسير فلسطيني، بواسطة غسيل للدماغ، إلى عميل في صفوف الموساد ليقوم باغتيال عرفات. ولكن المهمة فشلت، وقام الأسير، بعد خمس ساعات من إطلاق سراحه، بتسليم نفسه للشرطة  الأردنية وسلمها المسدس الذي كان بحوزته، وصرح أن الاستخبارات الإسرائيلية حاولت إجراء عملية غسيل دماغ له لدفعه لاغتيال عرفات. 

عملية أوليمبيا

أصدر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي في حينه، رفائيل إيتان، تعليمات إلى القائد العسكري لمنطقة الشمال أفيغدور بن غال تتضمن قتل جميع قادة منظمة التحرير الفلسطينية. وتم تعيين مئير دغان، الذي أصبح لاحقا رئيسا للموساد، مسؤولا عن تنفيذ التعليمات الجديدة في جنوب لبنان. وفي عام 1981 عين أريئيل شارون وزيرا للأمن، وجعل من عرفات هدفا له. وحسب الكتاب فقد أعطى شارون الضوء الأخضر لبن غال ودغان بالتخطيط لعملية أطلق عليها «عملية أوليمبيا»، وكان الهدف هو أن تقوم وحدة، لا تبدو مرتبطة بإسرائيل، بزرع قنابل تحت مقاعد «الشخصيات المهمة جدا» في مبنى ملعب بيروت، الذي كان يفترض أن تجتمع فيه قيادة منظمة التحرير في الأول من كانون الثاني/يناير عام 1982، لاغتيال جميع قادة المنظمة.

تفجير ملعب بيروت

وحسب الكتاب، فإن كل شيء كان جاهزا، بما في ذلك القنابل التي تم زرعها، إضافة إلى ثلاث مركبات محملة بمواد متفجرة كان يفترض أن يتم ركنها في الشوارع القريبة من الملعب، التي يفترض أن تنفجر عندما يحاول الناجون الفرار من المكان. إلا أن مجموعة من ضباط الاستخبارات العسكرية الذين عبروا عن مخاوفهم من العملية، توجهوا إلى رئيس الحكومة في حينه، مناحيم بيغين، وطالبوا بإلغاء العملية بداعي أنه «لا يمكن تفجير ملعب كامل.. سيلاحقنا العالم كله»، وعندها أصدر بيغين تعليمات بإلغاء العملية.
ويضيف الكتاب أن شارون كان يعمل في حينه على خطة أكبر وأوسع، حيث أن إسرائيل بادرت إلى حرب لبنان الأولى في مطلع حزيران/يونيو 1982، وتم تشكيل وحدة خاصة أطلق عليها «سمك مالح» هدفها اغتيال عرفات. وكانت تضم في صفوفها دغان ورافي إيتان، ويقودها الجنرال عوزي ديان القائد الأسبق لدورية هيئة الأركان في الجيش. وحاولت الاستخبارات العسكرية طوال الوقت تحديد تحركات عرفات، وكانت الطريقة المثلى لهم هي استهدافه من الجو، إلا أن القنابل أخطأت الهدف، نظرا لأن عرفات كان يتجنب اتباع روتين ثابت ضمن تدبير السلامة الصارمة والذكية التي اعتمدها.

زيارة صحافيين إسرائيليين لبيروت

ويضيف، أنه في الثالث من حزيران/ يونيو 1982 توجه ثلاثة صحافيين إسرائيليين أبرزهم أوري أفنيري إلى بيروت لإجراء مقابلة مع عرفات. وعندها قررت الوحدة الخاصة استغلال وصولهم من أجل إدخال مجموعة تغتال عرفات مباشرة، لكن عرفات اشتبه بأن الموساد يتعقب اوري أفنيري، ولجأ إلى التضليل الذي جعل رجال الموساد يفقدون آثاره وآثار أفنيري في بيروت.
ويتابع الكتاب أن رغبة شارون في اغتيال عرفات لم تتراجع، وحسب أحد المسؤولين في الاستخبارات العسكرية، عاموس غلبوع، فإن شارون وإيتان كانت لديهما رغبة شديدة في قتل عرفات.
كما يشير إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي أعد خطة أخرى لاحقا، حيث اكتشف عناصر سلاح الجو منطقة فوق البحر المتوسط تمر فيها طائرات الركاب ولكن دون أي تغطية من أي رادار لأي دولة. ولهذه المهمة تم تخصيص طائرة من طراز «بوينغ 707» مجهزة برادار وأجهزة اتصال. وتحت إمرة شارون المباشرة جرت عملية رصد متواصلة لتحركات عرفات، بينما كانت طائرات من طراز «أف 15» و»أف 16» على أهبة الاستعداد.

قائد الأركان يحاول بنفسه اغتيال عرفات

ويروي بيرغمان انه خلال تسعة أسابيع، من تشرين الثاني/ نوفمبر 1982 وحتى مطلع كانون الثاني/ يناير 1983، تم استنفار الطائرات الحربية خمس مرات على الأقل، وذلك بهدف قصف الطائرات التي يفترض أنها تقل عرفات، ولكن كان يتم إلغاء المهمة بعد انطلاق الطائرات العسكرية. ويكشف بيرغمان أن رئيس الأركان وقتها إيتان قرر التصرف بمفرده وبشكل «غير معقول ومجنون»، واستدعى رئيس قسم العمليات في سلاح الجو أبيعام سيلع، وطلب منه أن يحلق به فوق بيروت، وسيجهز أنظمة الأسلحة بنفسه ويسقط القنبلة التي ستقتل عرفات. وصعد سيلع وإيتان إلى الطائرة وحلقت معهما ثلاث طائرات أخرى. وقام رئيس الأركان بنفسه بتشغيل منظومات الأسلحة وتمت مهاجمة الهدف ثلاث مرات، لكن الهجمات لم تصب عرفات، لأنه وصل إلى هناك بعد ذلك بفترة وجيزة. وبعد نحو شهرين جرت محاولة لاغتيال عرفات من الجو، حيث كان يفترض أن يكون في مبنى مكاتب في بيروت تم إرسال طائرات فانتوم لقصفها، إلا أنه نجا مرة أخرى، حيث سقطت القنابل قبل وصوله.
ويعرض بيرغمان مناقشات جرت في مكتب رئيس الوزراء تتناول مسألة كيفية التخلص من الزعيم الفلسطيني الذي توفي في تشرين الثاني 2004 في ظل ظروف غامضة. ويترك بيرغمان سؤالا مفتوحا حول ما إذا كان عرفات قد مات موتا طبيعيا أو تمكن شارون من الوصول إليه كما ادعى الفلسطينيون والباحثون. 

«السمكة الذهبية» .. مخطط لاغتيال عرفات فشلت إسرائيل في تحقيقه مرات كثيرة

وديع عواودة:

واشنطن تستضيف الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي الاثنين المقبل

Posted: 25 Jan 2018 02:26 PM PST

الدوحة ـ «القدس العربي»: علمت «القدس العربي» من مصادر دبلوماسية أن العاصمة الأمريكية واشنطن ستستضيف يوم الاثنين المقبل، الحوار الاستراتيجي القطري ـ الأمريكي، بحضور نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي سينتقل إلى واشنطن، قادماً من دافوس، حيث يشارك في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس للتزلج في سويسرا.
وكان البلدان قد ناقشا الاستعدادات للحوار الاستراتيجي القطري ـ الأمريكي خلال الاتصال الهاتفي، الذي تلقاه نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، الدكتور خالد بن محمد العطية مع نظيره الأمريكي جيمس ماتيس، حيث بحثا آخر تطورات الأزمة الخليجية الراهنة، والعلاقات الثنائية بين قطر والولايات المتحدة، في المجال الدفاعي والعسكري وسبل تعزيزها وتطويرها. كما جرت مناقشة الاستعدادات في ما يتعلّق بالحوار الاستراتيجي الثنائي بين البلدين.
وفي شهر كانون الأول/ نوفمبر الماضي، عقد البلدان جلسات الحوار القطري الأمريكي لمكافحة الإرهاب، في واشنطن، بهدف تعزيز التعاون الثنائي في هذا المجال، في خطوة تلت توقيع قطر والولايات المتحدة في 11 يوليو/تموز الماضي «مذكرة تفاهم للتعاون في مجال مكافحة تمويل الإرهاب»، تشمل التعاون بين الجانبين في المجالات الأساسية لمكافحة الإرهاب كالأمن والاستخبارات والمالية.
وتشهد العلاقات القطرية ـ الأمريكية تطورا مستمرا، ترجمته تصريحات مسؤولي البلدين والاتصالات المستمرة بين القيادتين؛ وآخرها الاتصال الهاتفي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يوم 15 الشهر الجاري، حيث وجّه الرئيس ترامب الشكر لأمير قطر على اتخاذ «إجراءات لمكافحة الإرهاب والتطرف بأشكاله كافة». كما «جدّد ترامب دعمه مجلس تعاون خليجي قوي ومتحد يركز على التصدي للتهديدات الإقليمية».
وذكر البيت الأبيض أن «قطر من الدول القليلة التي وقعّت مذكرة تفاهم ثنائية معنا»، مشيراً أن «الزعيمين بحثا مجالات يمكن للولايات المتحدة وقطر المشاركة فيها لتعزيز الاستقرار في المنطقة وهزيمة الإرهاب».
وفي مجال الدفاع والأمن، يشهد التعاون الثنائي العسكري بين قطر والولايات المتحدة تطوراً لافتاً، سيما منذ بدء الحصار المفروض على قطر منذ الخامس من حزيران/ يونيو الماضي، حيث أجرت القوات الخاصة المشتركة بالقوات المسلحة القطرية مناورات مشتركة مع العمليات الخاصة المركزية بالقوات الأمريكية في منطقة سيلين جنوب قطر.
كما شهدت قطر مناورات بمياه دولة قطر (جنوب الدوحة) بمشاركة سفينتين من قوات البحرية الأمريكية وقطع بحرية من القوات الأميرية القطرية. وجاءت تلك المناورات بعد يومين من إعلان قطر توقيع اتفاقية شراء طائرات مقاتلة من أمريكا من طراز اف 15 بتكلفة مبدئية تبلغ 12 مليار دولار.
وفي شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، قام أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بزيارة القاعدة العديد الجوية بمنطقة العديد، تفقد خلالها القوات الجوية الأميرية القطرية ومركز العمليات الجوية المشتركة للقيادة المركزية الأمريكية الوسطى، تفقد خلالها عددا من الطائرات الجوية المقاتلة والعمودية وطائرات النقل، إضافة لبعض الآليات والقطع العسكرية الجوية. واطلع على خطة العمليات الجوية والمهام والواجبات التي تقوم بها القوات الجوية الأميرية القطرية.
والتقى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في مركز العمليات الجوية المشتركة للقيادة المركزية الأمريكية الوسطى مع الفريق جيفري هاريجيان قائد القوات الجوية المركزية الأمريكية، وعدد من كبار الضباط الأمريكيين، حيث تم استعراض أوجه التعاون الدفاعي العسكري القطري الأمريكي المشترك وتعاون البلدين في مكافحة الإرهاب.
وأشاد التقرير السنوي للخارجية الأمريكية بشأن الإرهاب لعام 2016، بالشراكة بين واشنطن والدوحة في مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أن قطر شريك كامل وعضو فاعل في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وأكد تقرير الخارجية الأمريكية أن قطر تعاونت وعملت على تعزيز التعاون الإقليمي والدولي ضد الإرهاب، مشيراً إلى أن الوكالات الأمنية الأمريكية ونظيراتها القطرية تربطها علاقة قوية وبناءة، ولا سيما على صعيد تبادل المعلومات، وبأنها كانت شريكاً كاملاً وعضواً فاعلاً في التحالف الدولي للحرب على تنظيم الدولة، حيث قدمت دعماً وتسهيلات للعمليات العسكرية.

واشنطن تستضيف الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي الاثنين المقبل
في حضور نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية
إسماعيل طلاي

الحزب الاشتراكي الموحد يطالب بسحب القوات المغربية من اليمن

Posted: 25 Jan 2018 02:26 PM PST

الرباط – «القدس العربي» : طالب حزب مغربي بـ«سحب القوات المغربية من اليمن وعدم التورط في تدخلات مماثلة تسيء لسمعة المغرب وموقعه» ودعا إلى مبادرات نضالية ضد «الإجراءات التخريبية للنظام وحكومته الرجعية».
وأكد الحزب الاشتراكي الموحد (يسار معارض)، في البيان الختامي لمؤتمره الرابع، أن «المشروع الديمقراطي هو الخيار الوحيد القادر أن يصنع أفقا جديدا للمغرب، ويجنبه مخاطر التطرف»، وقال إن «مشروع الحزب في تناقض وصراع مستمر مع مشروعين: المشروع المخزني والمشروع الأصولي المناهض للديمقراطية» ودعا تيارات وأحزاب اليسار المغربي إلى ترك «السلطوية المخزنية والأصولية الدينية المتطرفة» والابتعاد عنها.
واعتبر الحزب أن المغرب يعيش "تفاقم الأزمة على مختلف الواجهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإجهاز على أهم مكتسبات الشعب المغربي في الصحة والتعليم والشغل والحقوق والحريات وتردي أوضاع الخدمات العمومية بما يعمق الفوارق الاجتماعية خاصة بعد إغلاق قوس ما بعد 20 فبراير". واستنكر قرار تحرير سعر صرف الدرهم، الذي جاء "استجابة لإملاءات المؤسسات المالية العالمية، هذا القرارالذي ستكون له انعكاسات خطيرة على بلادنا في ظل ميزان تجاري مختل ومرتبط بالأورو وبالدولار وحيث الواردات تمثل ضعف الصادرات وبلادنا تعاني من الفساد والريع وتهريب الأموال إلى الخارج، ما ينذر بانهيار قيمة الدرهم مستقبلا ومعه القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين وتهديد السلم المجتمعي." واكد الحزب اليساري مواقفه بخصوص الملِكية البرلمانية وقال في بيان مؤتمره إن "نظام الملِكية البرلمانية هو المدخل الرئيسي نحو الديمقراطية"، وإن "المشروع الديمقراطي هو الخيار الوحيد القادر أن يصنع أفقا جديدا لبلادنا". واعتبر أن «الحراك الشعبي في الريف وفي باقي أطراف المغرب المنسي المهمش والمقصي، يظهر «غياب أية رؤية للخروج بالمنطقة من التهميش وتوفير أسباب الحرية والكرامة والعدالة لأبنائها، وعلى الفساد المستشري في المنطقة وتبديد الأموال العمومية، في ظل دولة الإفلات من العقاب». وقال الحزب الاشتراكي الموحد إن "الحراك الشعبي في الريف الأبي الصامد وفي باقي أطراف مغربنا المنسية، المهمشة والمقصية التي تقف مواجهة القمع شرقا وجنوبا في الجبال والسهول، يسلط الضوء على غياب أية رؤية للخروج بالمنطقة من التهميش وتوفير أسباب الحرية والكرامة والعدالة لأبنائها، وعلى الفساد المستشري في المنطقة وتبديد الأموال العمومية، في ظل دولة الإفلات من العقاب، و في ظل تغول السلطة وعدم جبر الضرر لجهة بكاملها يعتبر ذلك أكبر دليل يؤكد فشل مقاربة الدولة في المشروعات المهيكلة وفي معالجتها لملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وعدم تطبيق التوصيات الداعية لعدم تكرار ما جرى". وطالب بإطلاق سراح كافة معتقلي حراك الريف وتندرارة، فورا من دون قيد أو شرط، وإيقاف الاعتقالات والمحاكمات التي تطال العديد من النشطاء وفي مقدمتهم أعضاء الحزب المشاركين في هذه الاحتجاجات.
ودعا إلى «اتخاذ مبادرات نضالية» ضد ما سماها «الإجراءات التخريبية للنظام وحكومته الرجعية»، التي قال إنها «تفكك المكتسبات الاجتماعية وتغرق عموم الجماهير الشعبية في مستنقع الفقر والبطالة والهشاشة» وجدد مطالبته بـ«إنصاف المرأة المغربية والمساواة بين النوعين وجعل آلية مقاربة النوع أساسا للتحديث والتنمية والتحرر والديمقراطية الحقة والمواطنة الكاملة».

الحزب الاشتراكي الموحد يطالب بسحب القوات المغربية من اليمن

محمود معروف

أوهام حول «خطة السلام» الأمريكية المرتقبة

Posted: 25 Jan 2018 02:26 PM PST

«ما الذي تقترحونه إذا؟»، هذا السؤال كان على مدى سنوات كثيرة هو السؤال الذي بدد ادعاءات الوطنيين والمسيحانيين الذين يرفضون الاتفاق الدائم، والذين عملوا على إقناع الجمهور بوجود مرضى بفكرة الدولتين لشعبين. وبرغم مرور أكثر من عقدين على التوصل إلى اتفاق أوسلو، فإن صلاحية هذا السؤال لم تنته. إضافة إلى ذلك، في السنوات الأخيرة زعماء هذا المعسكر نجحوا في ذر الرماد في أعين عدد من الجمهور عن طريق إطلاق «أفكار» و«خطط» للحل، حتى لو كانت مدحوضة من أساسها وتنقصها أية إمكانية عملية أو سياسية للتحقق.
خلافًا لمن ينفون ويتجاهلون تاريخ النزاع والروايات المتناقضة للطرفين، والذين يريدون فيدرالية وكونفيدرالية ووطنا واحدا لدولتين أو دولة كل مواطنيها، فإن هذا المعسكر يحرص على عرض وعيه بعدم إمكانية ضم الضفة الغربية جميعها لإسرائيل. وهو يسكب في أفكاره «حلولا» للتوتر القائم بين رغبة الضم للأرض والتهديد الموجود في اكتساب الجنسية، «العروس الفلسطينية»، على هُوية إسرائيل اليهودية.
لقد انضمت إدارة الرئيس ترامب التي تبنّت، وهي تروج لخطة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إلى قائمة مخترعي هذه الخطط ـ استمرار الوضع الراهن لبني بيغن، خطة «كانتونات» لمردخاي كيدار، خطة «الحسم» للاتحاد الوطني، خطة «التهدئة» للبيت اليهودي وقرار مؤتمر الليكود ضم «مناطق الاستيطان المحررة» ـ وإذا كانت هذه تتباهى بعنوان «دولتين لشعبين» فهي تستخف بالفلسطينيين، ومثل الخطط الأخرى القائمة على الجهل والانقطاع عن الواقع والبلطجة وتجاهل القانون الدُّولي وأغلبية المجتمع الدُّولي وإعادة كتابة مشوهة للتأريخ.
بني بيغن لا يريد ثورات. في تشرين الأول الماضي كتب «يجب عدم التمكين من إقامة سيادة أجنبية في غرب نَهَر الأردن… وطالما أن الأمر يتعلق بنا وفي حدود الأخطار الأمنية فيجب تمكين السكان العرب في يهودا والسامرة من العيش برفاهية، بما في ذلك العمل في إسرائيل. وفي المستقبل تمكينهم من التطور الاجتماعي والاقتصادي في سياق إدارة ذاتية لشؤونهم». ولخص أقواله بأنه «لا يوجد في هذه الأقوال أي جديد، ولا يمكن التجديد»، أي أنه طالما أن الفلسطينيين يناضلون على حقهم بدولة كما تم الاعتراف بها من المجتمع الدُّولي فإن إسرائيل ستمنعهم من الرفاه والتطور الاجتماعي والاقتصادي من خلال مواصلة السيطرة والاحتلال.
مردخاي كيدار الذي يستخدم «بوقًا» للمعسكر في العالم العربي، قال في مقابلة أجريت معه في تموز 2016 «أنا غير متعمق في جذور الهندسة، أنا فقط أقوم برسم النموذج العام»، وهو الأمر الذي لم يمنعه من وضع خطة غير منطقية لضم أريحا ورام الله ونابلس والخليل وطولكرم وقلقيلية وغزة، «التي كل واحدة منها هي على شكل مدينة ـ دولة». مثلا «لنابلس والقرى المحيطة بها جواز سفر خاص بها وحكومة خاصة بها وهيكل للحكم والاقتصاد». هل يحتمل أن كيدار لا يدرك أن هذا النموذج كان يناسب العصور القديمة والعصور الوسطى؟ والذي لا يمكن أن يوجد في القرن الواحد والعشرين؟ وإذا افترضنا أن كيدار يتجاهل بشكل متعمد شرق القدس مع الـ 350 ألفا من سكانها الفلسطينيين الذين سيحصلون تلقائيا على الجنسية الإسرائيلية، فنحن لا نستطيع عدم التساؤل هل هو لم يسمع عن تجمع المدن المتصلة، بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور، مع الـ 200 ألف من سكانها، ولذلك لم يقم بضمها. هل جنين ومحيطها أيضا التي يعيش فيها ربع مليون فلسطيني من دون مستوطنات يهودية، لم يلاحظها كيدار؟
كيدار يستمر ويؤكد: «الفضاء القروي الذي ستفرض عليه إسرائيل سيادتها سيضم تقريبا 10 في المئة من السكان العرب، وستعطى لهم إمكانية الحصول على المواطنة الإسرائيلية الكاملة.
هل كيدار لم يلاحظ حقيقة أن الفضاء القروي المحيط بـ «الكانتونات» المقترحة يضم نحو 70 في المئة من السكان الفلسطينيين؟ كيدار لم ينس حتى تحديد أن «المعابر بين إسرائيل وكل دولة من هذه الدول ستكون معابر حدودية وسيتم السماح بالحركة في هذا الفضاء من خلال تأشيرات».
هل من الواضح له أنه من اجل تطبيق ذلك يجب بناء عائق أمني حول كل كانتون من هذه الكانتونات؟ البناء والإشراف على مئات بوابات الخروج إلى العمل في فلاحة الأراضي؟ الرقابة والإشراف على الحركة بين «الكانتونات» التي لا يعارض كيدار أن تقيم فيدرالية على طول مئات الكيلومترات؟.
بتسلئيل سموتريتش واوري اريئيل تعمقوا في التاريخ أكثر من كيدار، ولخطة تشكل العلاقات المطلوبة مع الفلسطينيين اليوم، قدموا خططا قائمة على أيام يهوشع بن نون، الذي أرسل حسب «المدراش» ثلاث رسائل لسكان البلاد قبل دخوله إليها: «من يريد التسليم فسيسلم»، أي ضم الضفة لإسرائيل وإنشاء ست مقاطعات إدارية للفلسطينيين (خطة «الكانتونات»)؛ «من يريد الذهاب فليذهب»، أي إدارة نظام تمويل وتعويض يتجاهل «الصمود الفلسطيني»؛ «من يريد الحرب فليحارب»، أي «نحن سنحارب الفلسطينيين الذين سيستمرون في الكفاح المسلح ضد إسرائيل»؛ وفي «الحرب مثلما في الحرب»، أي فرصة ذهبية لنكبة أخرى.
نفتالي بينيت وأصدقاؤه من البيت اليهودي يحسنون الصنع «بدقة»، «خطة التهدئة» وكمية الرمال التي تنثرها. بينيت اعترف أن «ضما كاملا ليهودا والسامرة مع مليوني مواطن فيها» غير قابل للتحقق وهو يعرض للخطر «مستقبل دولة إسرائيل لأسباب أمنية وديمغرافية وقيمية». لذلك هو يريد «عرض حل عقلاني يخدم مصالح دولة إسرائيل» على شكل ضم مناطق (ج) لإسرائيل التي تمتد على مساحة 60 في المئة من الضفة الغربية، وإبقاء الحكم الذاتي الفلسطيني على مناطق( أ و ب) حقا؟.
نظرة سريعة على الاتفاق المرحلي تظهر أن مناطق (أ و ب) ليست مناطق حقيقية تظهر في فيلم الحزب، بل في الواقع يوجد فيها نحو 169 كتلة وقرية فلسطينية معزولة. هكذا أيضا مناطق (ج) تتكون من بضع عشرات من الممرات الضيقة التي تخترق كل مناطق الضفة الغربية. كيف ينوي بينيت تنفيد تعهده بخلق «تواصل مروري كامل للفلسطينيين»، يمكن «السكان العرب من الوصول إلى أية نقطة في الضفة الغربية من دون حواجز أو جنود»؟ بوساطة شق عشرات الشوارع الرابطة والجسور العلوية والأنفاق بكلفة المليارات؟ هل سيشرف عليها بوساطة مئات الحواجز والطائرات من دون طيار ودوريات الجيش؟.
هل ينوي حقا منح المواطنة الإسرائيلية للسكان الفلسطينيين في مناطق (ج)؟ إذا كانت الحقائق الجافة تعد 300 ألف شخص يعيشون هناك وليس 50 ألفا، كما تشير الخطة؟
كيف ينوي الإشراف على الدخول إلى إسرائيل من مناطق الحكم الذاتي، هل من خلال تفكيك الجدار الأمني القائم الذي استثمر فيه 15 مليار شيقل، وإقامة جدار جديد على طول 1800 كم بتكلفة 27 مليار شيقل، والذي يحتاج إلى صيانة سنوية بكلفة تقدر بـ 4 مليارات شيقل وحمايته تحتاج إلى وحدتين؟. كيف ينوي ضمان حق المِلْكية للفلسطينيين الذين هم أصحاب أكثر من نصف مناطق (ج) التي تم ضمها لإسرائيل. هل من خلال فتح مئات البوابات الزراعية لـ 350 قرية فلسطينية في مناطق الحكم الذاتي، التي جزء من أراضيها تم ضمه لإسرائيل؟ هل يدرك الحاجة إلى آلاف الجنود الذين سيستدعون لهذه المهمة الروتينية؟
ربما هو لا يلاحظ حجم التهديد في كل بوابة من هذه البوابات، مثلما كتب ذات مرة الجيش الإسرائيلي لمحكمة العدل العليا: «كل نقطة عبور تزيد الخطر الذي يكمن في تسلل مخربين إلى إسرائيل، وتشكل نقطة احتكاك تزيد الأخطار على قوات الأمن التي تشرف على هذه النقاط».
حزب الليكود صادق بالاجماع على قرار فرض سيادة إسرائيل على مناطق الاستيطان ـ الكتل الاستيطانية اليهودية. هل أعضاء الحزب يدركون أنه باستثناء غوش عصيون وغوش قطيف المخلى، فان المستوطنات لم تتم إقامتها في أي يوم حسب هذا النموذج. حيث أنه في كتلة غور الأردن متوسط البعد بين مستوطنات المجلس الإقليمي يصل إلى 21 كم؟ وأن 60 من مئة من المستوطنات معزولة؟ وأنه في ثلث هذه المستوطنات تعيش نحو 60 عائلة وفي نصفها أقل من ألف نسمة؟ وأن الأغلبية الساحقة في 15 مستوطنة من هذه المستوطنات الكبيرة توجد على حدود الخط الأخضر أو قرب القدس؟.

إدارة ترامب والسلام

آخر وذروة حملة الأوهام هذه هو بنيامين نتنياهو، بدعم وتشجيع من اللإدارة الأمريكية. لو كان من الصعب تفويت الحماسة في صوت رئيس الحكومة في الوقت الذي أعلن فيه أثناء زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس أنه سيدعم كل جهد لترامب من أجل السلام، والأكثر صعوبة هو الافتراض أن مصدر هذه الحماسة هو عدم معرفته لتفاصيل الاقتراح المتبلور. الوثيقة التي قدمها صائب عريقات لمحمود عباس تكشف مضامين تناسب مدرسة نتنياهو التي تستند إلى الجهود الكبيرة التي استثمرها السفير رون ديرمر والسفير ديفيد فريدمان في بلورة المضامين وتسويقها. ولمن نسي، الأخير يعتقد أن إسرائيل تحتل فقط 2 في المئة من الضفة الغربية.
«خطة أمريكية» تنفي حدود 1967 كقاعدة وتمكن إسرائيل من ضم 10 في المئة من الضفة الغربية من دون تبادل للأراضي هي خطة بعيدة عن قرارات المجتمع الدُّولي وعن مواقف الفلسطينيين. التنازل عن عاصمة فلسطينية في شرق القدس يضع العالم الإسلامي والعربي خلف الفلسطينيين «الرافضين». احتمال تدخل إسرائيل العسكري في دولة فلسطين منزوعة السلاح يقدم مفهوما جديدا لمصطلح «سيادة». بناء على ذلك فإن احتمال الموافقة على هذه الخطة التي تفقد القرارات الدُّولية من المضمون والتي تقوم على البلطجة وعلى ميزان القوة بين إسرائيل والفلسطينيين، ليس أكبر من احتمال تبني «خطة الكانتونات». في المقابل، احتمال رفض الفلسطينيين للخطة سيسوغ في نظر إسرائيل تبني أحد الخطط الأخرى أو ما يشبهها «ضم معاليه أدوميم أو القدس الكبرى»، هو احتمال أعلى بكثير.
يبدو أن من صاغوا هذه الأفكار يشبهون الذي اقترح الاكتفاء بخط سكة حديد واحد. وعند سؤاله كيف سيستجيب ذلك لحركة القطار في اتجاهين قال «أنا فقط اقترح». هذا الشخص كان يهوشفط هركابي الذي كتب عن سقوط متسادا وحذر من أن «حجم الحلم الكبير، الذي يشترط تحققه هو واقعيته التي تكمن في أنه برغم أن الحلم يريد التسامي على الواقع، أرجله دائما منغرسة في هذا الواقع. هذا هو الفرق بين الحلم والخيال الذي يحلق على أجنحة الوهم».
يكفي مما تم طرحه من أمور أن نفهم أن هذه الخطط لا تعتبر حلما، بل خيالا يتجاهل الواقع ومتطلباته. الأمل بأن الأفكار عديمة المضمون ستشكل واقعا مرغوبا فيه هو وصفة مضمونة للانحدار نحو الكارثة. نحن نأمل أن لا نحتاج إلى مكيف للواقع من اجل أن ينثر في كل اتجاه غبار المسيحية، ونكتشف مجددا هذا الصراع بكامل شدته. والفهم المطلوب هو أن احتمال تسويته يكمن في فكرة الانفصال وإقامة دولتين أو في تصفية الحلم الصهيوني.

شاؤول اريئيلي
هآرتس 25/1/2018

أوهام حول «خطة السلام» الأمريكية المرتقبة
الأفكار التي تطرحها خطة «كانتونات» أو اقتراح الضم لا تعتبر حلما بل هي بعيدة عن الواقع
صحف عبرية

اسبانيا تقيم حراسة جوية وبحرية وبرية لمنع رئيس كتالونيا المقال من العودة إلى برشلونة

Posted: 25 Jan 2018 02:26 PM PST

مدريد ـ «القدس العربي»: تعيش اسبانيا فيلما حقيقيا من أفلام السياسة والتجسس بعدما تجندت مختلف الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإسبانية لمنع عودة رئيس حكومة كتالونيا السابق كارلس بويغدمونت إلى برشلونة حتى لا يصبح رئيسا لحكومة الحكم الذاتي.
وتعيش اسبانيا على إيقاع ملف كتالونيا منذ شهور لا سيما بعدما كان برلمان هذا الاقليم قد أعلن نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي قيام جمهورية كتالونيا المستقلة وتدخل الحكومة المركزية في مدريد لفرض الفصل 155 من الدستور للحيلولة دون تفكك وحدة البلاد.
وجرت انتخابات تشريعية في الاقليم خلال نهاية كانون الأول/ ديسمبر الماضي ومنحت الفوز للأحزاب القومية المؤيدة لاستقلال كتالونيا وتعهدت بالعمل على تطبيق هذا الاستقلال. وبدأ القوميون في التحكم في هيئات كتالونيا، فقد جرى اختيار رئيس البرلمان الكتالاني روجر تورنت من حزب اليسار الجمهوري الكتالاني الذي يعتبر من أكثر الأحزاب راديكالية في ملف المطالبة بالاستقلال.
وينتظر انتخاب رئيس حكومة كتالونيا نهاية الشهر الجاري أو بداية المقبل، وهناك اتفاق على تعيين كارلس بويغدمونت رئيسا للحكومة رغم قرار القضاء الإسباني باعتقاله حيث يعيش في بلجيكا رفقة وزراء سابقين من حكومته.
وتعتقد الحكومة المركزية في مدريد بأن بويغدمونت قد يتسلل من بلجيكا إلى برشلونة بطريقة سرية للحضور إلى البرلمان والتصويت عليه، وإذا وصل إلى البرلمان سيكون من الصعب اعتقاله، وإذا جرى التصويت عليه سيتمتع بالحصانة. وأقدمت الدولة الإسبانية على إقامة حراسة مكثفة في الحدود البرية مع فرنسا وفي المطارات وفي الحدود البرية لمنع تسلل رئيس حكومة كتالونيا المقال إلى برشلونة، عاصمة هذا الاقليم. ونشرت قناة أنتينا ترس ربورتاجا تحدث عن انتشار أفراد الحرس المدني (شرطة شبه عسكرية) في نقط الحدود وفي الطرق الثانوية والرئيسية حيث يتم تفتيش بعض السيارات التي يشتبه في أن يكون بويغدمونت على متنها. كما فرضت حراسة مشددة على المطارات الصغيرة التي تستقبل الطائرات الصغيرة والمروحيات. وتبرز القناة التلفزيونية إخضاع المخابرات الإسبانية بويغدمونت لمراقبة شديدة في بروكسيل لتفادي تسلله إلى اسبانيا، بنيما قال وزير الداخلية خوان إغناسيو زويدو «لن نسمح لبويغدمونت التسلل إلى اسبانيا ولو في صندوق سيارة».
ويعتبر بويغدمونت بارعا في التخفي، فقد راوغ أجهزة الأمن الإسبانية يوم فاتح أكتوبر/تشرين الأول الماضي وصوت في استفتاء تقرير المصير، ونجح رفقة آخرين في إخفاء آلاف من صناديق الاقتراع الخاصة بالاستفتاء حتى يوم إجرائه، وغادر اسبانيا نحو برشلونة بطريقة سرية قبل اعتقاله.
ولم يسبق لإسبانيا أو دولة ديمقراطية أن شهدت سيناريو مماثل لما يجري في كتالونيا، حيث تصف بعض وسائل الاعلام ما يجري بـ«جيمس بوند يلاحق رئيس كتالونيا المقال».

اسبانيا تقيم حراسة جوية وبحرية وبرية لمنع رئيس كتالونيا المقال من العودة إلى برشلونة

حسين مجدوبي

العراق يتسلّم من لبنان وزيراً سابقاً متهماً بـ9 قضايا فساد

Posted: 25 Jan 2018 02:25 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: تسلم العراق، أمس الخميس، وزير التجارة الأسبق عبد الفلاح السوداني المدان بقضايا فساد، بعد أكثر من أربعة أشهر على إلقاء القبض عليه في لبنان من قبل المُنظَّمة الدوليَّة للشرطة الجنائيَّة «الإنتربول».
وعلمت «القدس العربي» من مصادر في مطار بغداد الدولي، إن الطائرة التي تقل السوداني، التابعة للخطوط الجوية العراقية، وصلت بعد ظهر، أمس إلى مطار العاصمة، وسط إجراءات أمنية مشددة في المطار.
وطبقاً للمصادر، فإن مدرج إقلاع وهبوط الطائرات في المطار كان شبه خالياً لحظة هبوط طائرة السوداني، إضافة إلى إشعار الموظفين في المدرج بالمغادرة قبل وصول الوزير المدان.
وأكدت المصادر إن عدداً كبيراً من العجلات، نوع شفروليه «تاهو» سوداء، تابعة لجهاز المخابرات العراقي، ووزارة الداخلية، كانت بانتظار طائرة الوزير، وأخذته فور وصوله.
ومن المتوقع أن يخضع السوداني إلى «إجراءات إدارية» فقط، لتسوية قضيته، بكونه مشمولاً بقانون العفو العام. وفقاً لمراقبين.
وأحال القضاء العراقي في أيلول/ سبتمبر عام 2015 السوداني ( وزير التجارة آنذاك) إلى محكمة الجنايات لمحاكمته غيابيا بتهمة سوء الإدارة، متهماً إياه بإحداث ضرر متعمد في قضية تتعلق باستيراد زيت طعام من قبل الشركة العامة لتجارة المواد الغذائية.
وسبق لوزارة التجارة أن استوردت عام 2009 نحو 30 ألف طن من زيت الطعام النباتي غير المطابقة للمواصفات وخزنها في ظروف سيئة مما أدى لتلفها.
وأخبر مصدر سياسي مطلع «القدس العربي»، بأن «القضية المدان بها السوداني مشمولة بقانون العفو العام»، مضيفاً أن «شموله بالعفو لا يتطلب تنازل وزارة التجارة، بل أن عليه تسديد قيمة الضرر فقط».
وعلى حدّ قول المصدر، فإن السوداني يعدّ الوزير العراقي الوحيد بعد عام 2003، الذي يدان بقضية فساد ويتم القبض عليه.
وتنص المادة ثانياً من تعدل قانون العفو العام، «لا يشترط تنازل الممثل القانوني عن الحق العام اذا ثبت (…) تسديد ما ترتب بذمة المشمولين باحكام قانون العفو العام من أموال ترتبت بذمتهم في الجرائم الواردة في الباب الخامس من قانون العقوبات رقم (111) لسنة 1969 المعدل المخلة بالثقة العامة الواردة في المواد (274، 276، 277، 279، 286، 287، 288، 290، 291، 292، 293، 294، 295، 296، 297، 298، 299) والجرائم الواردة في الباب السادس من الجرائم المخلة بواجبات الوظيفة العامة، المنصوص عليها في المواد (315، 316، 317، 318، 319، 320،331، 332، 340، 341).
كما ينص قانون العفو العام على شمول جميع جرائم هدر المال العام بالعفو، بعد تسديد المدان قيمة الأضرار التي لحقها من جراء فعله. ويرى مراقبون، إنه وفقاً لذلك فإن فرص السوداني في شموله بقانون العفو العام أصبحت أقوى.
وفي أول تصرح رسمي، كشفت هيئة النزاهة، عن تكلُّل جهودها بالنجاح في تسلُّم المُدان (عبد الفلاح السودانيِّ) وزير التجارة الأسبق من السلطات اللبنانيّةَ، والذي صدرت بحقِّه أحكامٌ غيابيَّةٌ بالسجن لإضراره المال العامَّ، مؤكدة وصوله إلى مقرِّ دائرة التحقيقات في الهيئة.

جهود استثنائية

وأوضحت في معرض حديثها عن عمليَّة الاسترداد، أنَّ «جهوداً استثنائيةً بذلتها الهيئة على مدى عدَّة سنواتٍ في إعداد وتجهيز الملفَّات الخاصَّة باسترداد المُدان المُتضمِّنة قرارات الأحكام الصادرة بحقِّه، والتي نال الجزء الأكبر منها الدرجة القطعيَّة، وإرسال تلك الملفَّات إلى المُنظَّمة الدوليَّة للشرطة الجنائيَّة (الإنتربول)، فضلاً عن المملكة المتحدة التي يحمل المدان جنسيتها، والتي زارها فريقٌ عالي المستوى من الهيئة في الأشهر المنصرمة لتفعيل ملف الاسترداد».
وبينت أنَّ «جهودها أثمرت عن إصدار(الإنتربول) النشرة الحمراء في حزيران/يونيو 2014، التي تعني توقيف أشخاص مطلوبين على الصعيد الدوليِّ استناداً إلى مُذكَّرة توقيفٍ وطنيةٍ سارية المفعول أو إلى قرار محكمةٍ، إضافة إلى إصدار (إذاعة البحث) في 29 تشرين الأول/اكتوبر 2014، التي تعني توقيف المطلوبين على المستوى العربيِّ».
وأعلنت هيئة النزاهة في 10 أيلول/ سبتمبر 2017، أنَّ «دائرة الاسترداد فيها وبالتعاون مع الانتربول الدوليِّ، وشعبة اتِّصال بيروت، تمكَّنت من القبض على المُدان عبد الفلاح السودانيِّ في 7 أيلول/سبتمبر 2017، في مطار رفيق الحريري في بيروت، بعد إعمام النشرة الحمراء على جميع دول العالم وإذاعة البحث العربيَّة».
وأشارت إلى أنَّ المُدان مطلوبٌ للقضاء العراقيِّ في (9) قضايا، وإنَّ الهيئة في الوقت الذي توضح للرأي العام تفاصيل القضيَّة، فإنَّها تشكر لبنان الشقيق على تعاونه مع هيئة النزاهة، وكذلك تشكر كلَّ الجهات الساندة الأخرى ولاسيما (الشرطة الجنائيَّة) والادِّعاء العام وسفارة جمهورية العراق في لبنان.
وشغل المدان منصب وزير التجارة للمُدَّة من حزيران/يونيو 2006 لغاية أيار/مايو 2009، صدرت بحقه ثمانية أحكامٍ غيابيةٍ تقضي بالسجن والحبس الشديد، على خلفية إضراره العمديِّ بالمال العامِّ في قضايا استيراد مفردات البطاقة التموينيَّة خلافاً للضوابط والقوانين والمنشأ المعتمد ووجود مغالاة في الأسعار، إضافةً إلى إصداره أوامر بتسلُّم مواد تالفةٍ وتجهيز أخرى غير صالحةٍ للاستهلاك البشريِّ وتغيير في العقود، وأوامر بإيقاف توزيع مفردات البطاقة التموينية؛ الأمر الذي أفضى إلى تأخرها وانتهاء صلاحيتها وتلفها، وإصداره أوامر أخرى بعدم تسلُّم مواد مجهزة إلى الوزارة، فضلاً عن إصداره أوامر بعدم الالتزام بتعليمات مجلس الوزراء، الأمر الذي أدَّى إلى إلحاق الضرر بالمال العامِّ. طبقاً للبيان.

خارج حزب الدعوة

وأكد حزب الدعوة الاسلامية ـ بزعامة نوري المالكي، في 8 أيلول/ سبتمبر 2017، أن السوداني، انفصل عن تنظيم الحزب منذ عام 2000، وشغل منصبه عام 2006 ممثلاً لكتلة أخرى. وفي 12 كانون الثاني/يناير الجاري، أصدر لبنان مرسوما جمهوريا يقضي بتسليم السوداني إلى بغداد، وفقاً لأحكام الاتفاقيات المعقودة بين العراق ولبنان، التي تنص على تسليم المطلوبين.
ويأتي وصول السوداني إلى العراق بالتزامن مع لقاء رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي برئيس «الانتربول» جورجن ستوك، على هامش مؤتمر «دافوس».
وذكر بيان لمكتب العبادي إن اللقاء تضمن «بحث التعاون مع العراق لملاحقة الجريمة المنظمة والإرهاب والمتورطين بقضايا الفساد».
ونقل البيان تأكيد جورجن ستوك على «تعاون الانتربول مع العراق في هذا المجال، وأنه سيقوم بزيارة للعراق قريبا للتعاون بشكل أكبر بين الانتربول والعراق».

العراق يتسلّم من لبنان وزيراً سابقاً متهماً بـ9 قضايا فساد
هيئة النزاهة تحقق معه… وتوقعات أن يشمله قانون العفو
مشرق ريسان

أزمة سياسية وأمنية في واشنطن بسبب «رسائل نصية» ضائعة تبادلها عشاق من مكتب التحقيقات الفدرالي

Posted: 25 Jan 2018 02:25 PM PST

واشنطن ـ «القدس العربي»: طلب محققون فدراليون إجابة واضحة من مكتب التحقيقات الاتحادي حول مصير رسائل نصية مفقودة بعثها موظف مناهض للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما ترك وكالة إنفاذ القانون الرئيسية في البلاد تتدافع للدفاع عن سمعتها، وسط طوفان من الانتقادات الآتية من البيت الأبيض والكونغرس ووسائل الإعلام المحافظة.
وفتحت وزارة العدل تحقيقا حول كيفية فشل مكتب التحقيقات الاتحادي في الحفاظ على الرسائل النصية المرسلة بين بيتر سترزوك، ضابط مكافحة التجسس «أف بي آي» وليزا بيج، وهي محامية كبيرة في مكتب التحقيقات، وأبلغ المكتب الفدرالي المفتش العام لوزارة العدل هذا الاسبوع أن البيانات لم يتم الاحتفاظ بها بسبب قضايا فنية متعلقة بالبرمجيات على أجهزة الهاتف.
وطلب ترامب من شركة «سامسونغ» المصنعة للالكترونيات الكشف عن الرسائل النصية الضائعة المتبادلة بين اثنين من مسؤولي مكتب التحقيقات، وقال «هناك 50 الف رسالة نصية مفقودة متبادلة بين عشاق مكتب التحقيقات ليزا وسترزوك، اللوم على سامسونغ!».
وقال مراقبون للأزمة أن الرسائل النصية التي لم يتم حفظها من قبل مكتب التحقيقات، رغم ضخامة عددها كانت بسبب خلل في برنامج على بعض هواتف سامسونغ 5 في حين ذكر النائب العام جيف سيسيونس أن مفتشي وزارة العدل يستعرضون سبب عدم الاحتفاظ بالرسائل وما إذا كانت هناك امكانية لانعاشها.
وجاءت تغريدات ترامب بعد أن تناول شون هانينتي، المذيع المعروف في قناة «فوكس نيوز»، هذه القضية حيث لوحظ أن ترامب غالبا ما ينشر تغريداته بعد مشاهدة قناته التلفزيونية المفضلة التي يحرص على متابعتها.
وتحولت قصة الرسائل النصية الضائعة إلى أزمة سياسية حينما أثار العديد من الجمهوريين مخاوف بشأن التحيز السياسي بين صفوف مكتب التحقيقات الاتحادي، ووفقا للمعلومات القليلة المتسربة عن مضمون الرسائل، فقد كانت تحوي نقاشا بين سترزوك وعشيقته ليزا حول ترامب خلال انتخابات عام 2016 وكان من الواضح ظهور مشاعر غير ودية تجاه الرئيس الأمريكي.
ووصفت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض سارة هوكابي ضياع الرسائل بأنه عمل فاحش، وقالت إنه من الممكن أن يكون سلوكا غير ملائم أو غير قانوني، وتعهد وزير العدل «بقلب كل حجر» للعثور على الرسائل المفقودة في حين دعا العديد من المشرعين بالاستعادنة بمحام خاص ثان للتحقيق.
ولا يوجد دليل على أنه تم التخلص من الرسائل عمدا، ولكن الجدل خلق مشكلة كبيرة أمام مكتب التحقيقات في الوقت الذي يتعرض له لهجوم من حلفاء ترامب الذين اتهموا المكتب بالتغاضي عن مخالفات وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون في قضية التعامل مع المواد السرية.
ودعم البيت الأبيض علنا مدير مكتب التحقيقات كريستوفروراي ولكنه هاجم نائب المدير اندرو ماكابي بسبب قبول زوجته تبرعات سياسية من حاكم ولاية فيرجينيا السابق تيري ماكزليف الذي يعد حليفا لكلينتون.
وسرب المشرعون الجمهوريون مجموعة من النصوص المتبادلة بين سترزوك وليزا، ومن بينها ملاحظات خاطئة حول ترامب ونقاشات حول الجهود الرامية إلى تقويضه، وقال الجمهوريون ان هناك ادلة واضحة على التحيز وانه لا بد من معالجة المشكلة.
ورد الديمقراطيون بشراسة على هذه الضجة وقالوا بانها محاولة من الجمهوريين لتشويه مكتب التحقيقات الاتحادي وصرف الانظار عن المياه الموحلة حول قضية التحقيقات مع روسيا، وقال السناتور مارك وارنر من لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ إن الجمهوريين يشنون هجوما على مصداقية مكتب التحقيقات، وهذا نشاط خطير، مشيرا إلى أن هناك ثقة في سلامة كيانات انفاذ القانون في الديمقراطيات.

أزمة سياسية وأمنية في واشنطن بسبب «رسائل نصية» ضائعة تبادلها عشاق من مكتب التحقيقات الفدرالي

رائد صالحة

الذكرى السابعة لـ25 يناير: شباب متمسكون بمبادئها… وثورة أخرى مضادة تحكم

Posted: 25 Jan 2018 02:24 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: حلّت الذكرى السابعة لثورة 25 يناير 2011، أمس الخميس، في مفارقة بالتزامن مع بدء إجراءات الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها حتى الآن الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي وحيداً، بعد دحض كل محاولات المنافسة الجادة من المرشحين الآخرين بالاعتقال والإجبار على الانسحاب.
ويرى عدد من ثوار 25 يناير الذين رفعوا شعار «العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الإجتماعية» كشعار رئيسي للثورة، أنه بعد مرور 7 سنوات على تلك الانتفاضة الكبرى، لا تزال «الثورة المضادة» تحكم مصر، ويطرح التساؤل «ماذا تحقق من شعارات يناير؟ وهل عزف الثوار عن مطالبهم؟».
عمرو بدر أحد شباب ثورة يناير الفاعلين، وهو العضو الحالي في مجلس نقابة الصحافيين المصريين، كان أكثر تفائلا وتمسكا بمبادئ الثورة، وهو ما عبر عنه بعدم القلق على ثورة يناير ومطالبها.
وقال: «صحيح أن الثورة المضادة تحكم حاليا برأسها الموجودة في السلطة الحالية، لكني لست قلقا على ثورة يناير. عدم القلق نابع من أن ثورة 25 يناير ليست مجرد خروج جماهيري ولكنها أعمق بكثير».
وأضاف: «ما غيرته الثورة في وعي الناس والعديد من الأجيال وخصوصا الشابة منها هو من سينتصر في النهاية، وأي مُراهن على هدم ثورة يناير سيخسر».
وتابع : «إذا أخذنا انتخابات الرئاسة كمؤشر على تأثير الثورة بعد 7 سنين من اندلاعها، الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي ينافس وحده على السلطة، فذلك دليل أن الناس واثقة من أن الثورة المضادة هي التي تحكم البلاد، وأن الحالمين بثورة يناير وبشعاراتها وببلد جديد في اتجاه آخر».
وبين أن « ثورة يناير ستمر مثل كل الثورات في العالم بفترات مد وجزر لكنها في النهاية ستنتصر».

لحظات الانكسار

أمين إعلام حزب «المصري الديمقراطي الاجتماعي»، تامر سامي، شدد على أنه لم يتحقق أي من شعارات الثورة إلى الآن، حتى وإن كانت هناك محاولات فتكون غير جادة ومنقوصة.
وقال: «على سبيل المثال، الحرية والممارسة الديمقراطية لم يتحقق منها شيء، فلدينا إسلام مرعي، أمين تنظيم حزب المصري الديمقراطي وهو حزب مشهر ويمثل اليسار الوسط تم اعتقاله والحكم عليه بالحبس بتهم الانضمام لتنظيم محظور».
وعدد سامي انكسارات الثورة، قائلاً «وجهة نظري أن أساس الخلاف مع السياسات التي يتبعها النظام الحالي هي توزيع الثروة والعدالة الاجتماعية، لأن السبب الأساسي لمشاركة المواطنين الذين ليس لهم انتماءات سياسية في الثورة هي الضغوط الاقتصادية، وما يتبعه النظام الحالي هو في اتجاه زيادة هذه الضغوط».
أما أمين إعلام حزب المصري الديمقراطي، فاعتبر أن «هناك محاولات في العامين الأخيرين للعدل الاجتماعي، لكن المشكلة هي الفارق بين أن تكون تلك المحاولات جزءا أصيلا من السياسة، أو أن تكون مجرد عمل خيري وما يشبه التصدق من النظام على المواطنين والفقراء».
ما يحدث في مصر حاليا، وفق المصدر «ليس وليد العام الأخير ولكن يتم بشكل ممنهج منذ اللحظات الأولى للثورة في 2011، والطبقات الحاكمة أدركت تماما دروس يناير وعملوا على عكس ما تنادي به ثورة يناير بداية من إدارة المجلس العسكري للأمور وصولا للانتخابات التي أتت بالرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي للحكم، وحتى الآن، كلها سياسات ممنهجة تسيرعكس اتجاه الثورة، لذلك من يحكم حاليا هي الثورة المضادة».

«انقلاب جاء بدبابة»

جماعة الإخوان المسلمين، إحدى أكبر الكتل السياسية التي شاركت في الثورة، دعت في الذكرى السابعة للثورة إلى الاصطفاف مرة أخرى.
وأصدر المكتب العام للجماعة المعبر عن «تيار الشباب» بيانا مساء أول أمس، قال فيه: «سبعة أعوام مرَّت على ثورة يناير العظيمة، وشبابها يُقتلون ويُسجنون، ولا يزال العسكريون يُحاربونها، ويَقمعون كل مَن نادى بالحرية والديمقراطية».
وأضاف: «لم يكتفِ العسكريون بالاستيلاء على السلطة، وإضاعة الوطن، فأفقروا الجميع، وأغرقوا الوطن في ديون داخلية وخارجية ستتحمّل تبعاتها أجيال قادمة. كل هذه الجرائم ـ ومعها وفي القلب منها ـ جرائم المحاكمات العسكرية والقضاء المُسيّس وأحكام الإعدام، والقتل خارج إطار القانون، وجرائم الإخفاء القسري، فمصر لم تعد سوى غابة يحكمها قانون قطّاع الطرق». وتابع: «في الذكرى السابعة للثورة المصرية التي انقلب عليها الجيش بقيادة مجلسه العسكري، ما زالت هذه الثورة تؤكّد أن الانقلاب بأي حال لا يقبل القسمة على اثنين، فانقلاب جاء بدبابة وداس على صندوق الانتخابات لن يحتكم بأي حال لذات الصندوق إلا شكلاً يحفظ له وجوده وفقط، حتى ما سميت انتخابات رئاسية حوّلها السيسي لاستفتاء عار بعدما اعتقل وضغط على مناوئيه».
وفي نهاية البيان، أكد المكتب العام للإخوان أنه «رغم ما بَات عليه حالنا جميعا من ضعف، إلا أنه ليس أمامنا سوى التمسك بالحلم، والاتحاد، والتجمُّع المبني على قِيَم الثورة النّقيّة، وأن نتنازل جميعاً عن صراعاتنا الأيديولوجية، لا تزال هناك فرصة فلنغتمها، فلنغتنمها الآن، وليكن تاريخ ثورتنا نقطة انطلاق وطنية حقيقية، وما الثورة إلا إرادة مخلصين».

«وحدة الصف الثوري»

في الوقت نفسه، أصدرت جبهة القيادات التاريخية للإخوان بيانا بشأن الذكرى السابعة للثورة المصرية.
قالت فيه: «قبل سبع سنوات، شاركت جماعة الإخوان المسلمين الشعب المصري، بكل طوائفه، في إبداع أعظم ثورة شعبية في العصر الحديث، والتي أبهرت العالم بسلميتها وقوتها، وانصهار كل طوائف الشعب المصري في بوتقتها، وتقديم نموذج لأرقى سلوك ثوري حضاري، قوامه الإصرار على إزالة الحكم المستبد، وفي الوقت ذاته الحفاظ على الوطن، وترابه ومؤسساته ومقدراته ووحدة أبنائه، وتقديم حلم الشعب المصري في الحرية والعدالة الاجتماعية على كل المصالح والجماعات والأحزاب والأيديولوجيات».
وأوضحت أن «تلك الثورة كانت هي ثورة الشعب المصري كله، بلا استثناء؛ حيث اختفت كل الشعارات، وارتفع شعار واحد يهتف للحرية، ويطالب بالعدالة الاجتماعية، وظلَّل علم مصر فوق رؤوس الجميع، واستطاع الثوار إسقاط رأس النظام القمعي المستبد خلال ثمانية عشر يومًا فقط، ولولا خيانة الانقلاب وتآمرهم على حلم الشعب المصري وانقلابهم على التجربة الديمقراطية الوليدة، واختطافهم أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، وأول دستور يمنحه الشعب المصري لنفسه؛ لكان للثورة والوطن والشعب اليوم شأن آخر».
وأكدت الجماعة في بيانها «ضرورة العمل على وحدة الصف الثوري على قاعدة إنهاء الانقلاب، ومشاركة الجميع دون استثناء في بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة، وتحمّل الجميع التضحيات التي يتطلبها إنقاذ الوطن من مخالب هؤلاء العسكر، وكذلك التمسك بأهداف ثورة 25 يناير في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، واستعادة استحقاقات الشعب الديمقراطية وشرعية اختياره، إضافة إلى التمسك بحقوق الشهداء والجرحى والقصاص العادل لدمائهم الطاهرة».

الذكرى السابعة لـ25 يناير: شباب متمسكون بمبادئها… وثورة أخرى مضادة تحكم

مؤمن الكامل

العريضي لـ «القدس العربي»: تحدثنا في موسكو عن جرائم بشار الأسد واجتهدنا لإعادتها إلى «جنيف»

Posted: 25 Jan 2018 02:24 PM PST

دمشق – «القدس العربي»: قال المستشار السياسي للهيئة العليا للتفاوض والناطق الرسمي باسمها الدكتور يحيى العريضي ان اجتماع وفد الهيئة مع وزير الخارجية الروسي ومندوبين عن وزارة الدفاع الروسية أثمر عن تغير الموقف الروسي تجاه المعارضة بكليتها، وأوجد نوعاً من القبول بالتواصل المستمر بين موسكو ووفد الهيئة العليا للتفاوض، وكسر الجليد حيث بدد الاجتماع الهالة السوداء المرسومة حول المعارضة السورية، فيما قدمت موسكو خطابا متوازنا له مصداقية مبنيا على حقائق وثوابت.
وقال العريضي في حوار مع «القدس العربي» ان موقفنا كان نابعاً من حالة قوة من منطق صاحب الحق، وتمحور حديث وفد الهيئة في تبيان أمور حساسة واهمها بأن الصراع في سوريا ليس صراعاً على سلطة او صارع معارضة ودولة، وانما شعب يقاوم سلطة استبدادية، مؤكدين على ان ممثلي المعارضة «لا يوجد بينهم طامع بسلطة او كرسي وانما نقوم بهمة تقتضي مقاومة سلطة متسلطة على رقاب السوريين».
وعن البحث في مصير بشار الأسد قال العريضي «استفضنا في الحديث عن بشار الأسد وعن جرائمه دون هوادة، ولم يتم اعتراض حديثنا، او حتى ثنينا عن ذلك بعكس ما روجت له موسكو سابقاً، مضيفاً «من يقبل منا – كسوريين- بوجود شخص تسبب على مدار سبع سنوات بالكارثة السورية وما حدث لسوريا، فهل يعقل ان يقبل سوري ببشار الأسد؟».
اما عن الأمور التي استفاض وفد الهيئة في شرحها فتلخصت برؤية جديدة حول الحالة الكردية واتفاق خفض التصعيد الذي بات في مهب الريح، ووجوب تفعيل الدور الروسي الذي اخذ شكل الضامن، وأشار العريضي إلى أن هناك «توازناً بالطرح الذي شمل جميع الجوانب السورية خلال أربع ساعات متواصلة».
وأكد العريضي ان وفد الهيئة لم يعط قراره بشأن حضور اجتماع سوتشي بل أجّل البت فيه إلى حين الانتهاء من المباحثات المرتقبة في فيينا، مضيفاً «هناك مسعى روسي لترجمة فعلها العسكري إلى جني سياسي وتصورت موسكو انها ستصل إلى هدفها من خلال «سوتشي»، فيما اجتهدنا لاعادة روسيا إلى الالتزام بالقرارات الدولية، ومسار «جنيف» مؤكدين انه لا مجال لان تفرغ موسكو القرارات الدولية من مضمونها، حيث عملنا باتجاه معاكس تماماً، بهدف افراغ اجتماع سوتشي من مضمونه».
وأوضح ان وفد الهيئة أوصل لموسكو رسائل سياسية محملة بالايضاحات حول مؤتمر سوتشي المزعوم وتركيبته وبنيته الأساسية ودفع روسيا إلى الالتزام بالقرارت الدولية ومسارات جنيف، وخاصة ان سوتشي يتجاوز القرار الدولي الذي نص على ان يكون الحوار الوطني حوار «سوري سوري» بيد ان ما يجري التخطيط له من قبل موسكو «الجهة الراعية» لمؤتمر سوتشي لا يراعي «البيئة الشرعية اللازمة» وهو تجاوز للقرارت الدولية التي يؤكد على ان تكون الجهة الراعية والناظمة للمباحثات، سورية بحتة.
مفارقة وجهها العريضي لضابط روسي برتبة فريق، وهو مندوب عن وزارة الدفاع، حيث قال المتحدث الرسمي باسم وفد الهيئة خلال حديثه مع «القدس العربي»: توجهت بالسؤال إلى فريق روسي «ان مناطق خفض التصعيد تشهد المفارقة العجيبة، فبينما نحن حريصون على انجاحكم ضمن مناطق خفض التصعيد فإن الجهة التي تؤمنون لها الحماية هي من تحرص على افشالكم ونسف الاتفاق الذي ابرمتموه مع المعارضة».
ودلل العريضي على اهتمام موسكو بمواقف وفد الهيئة العليا للتفاوض بحرصها على استمرار المباحثات مع الوفد، حيث طلب لافروف بشكل رسمي من وفد المعارضة التواصل المستمر والتنسيق الدائم، مرحّباً بأي ملف تطرحه المعارضة للتشاور والبحث، الأمر الذي رأى فيه العريضي تطوراً وتغيراً مذهلاً سوف يحدث فارقاً في الملف السوري، مؤكداً ان «الثعبان الروسي لن يغير سياسته ولن ينقلب إلى حمل وديع لكن الاجتماع أسفر عن نقلة نوعية وأحدث تغييراً كبيراً».

العريضي لـ «القدس العربي»: تحدثنا في موسكو عن جرائم بشار الأسد واجتهدنا لإعادتها إلى «جنيف»
زيارة روسيا: رسائل سياسية محملة بالإيضاحات الشرعية
هبة محمد

الأوضاع في غزة مرشحة للانفجار كل يوم والمستشفيات من دون أدوية أساسية

Posted: 25 Jan 2018 02:23 PM PST

الناصرة – «القدس العربي»: يؤكد الدكتور إياد خمايسي من كفركنا داخل أراضي 48، والعائد من زيارة طبية إلى غزة، أن الأوضاع الإنسانية هناك كارثية وباتت تقف على شفا الهاوية في ظل استشراء الفقر لحد الجوع وفقدان مئات من الأدوات الطبية وأنواع الأدوية الأساسية.
وشارك في الوفد  مدير العيادات الميدانية في جمعية أطباء من أجل حقوق الإنسان والأطباء العرب: عرين الحاج يحيى، وعبد الله بويرات، وجمال حجازي، وفراس أبو عكر، ورائد حاج يحيى، وعزيز بدير وجمال دقدوقي.
ويوضح الدكتور خمايسي مدير وحدة تنظير الجهاز الهضمي المتقدم في مستشفى «رمبام» في حيفا، أن طاقما طبيا فلسطينيا من الداخل والقدس وخبراء في مجالات مختلفة، زاروا غزة لمدة يومين تقريبا برعاية منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان.
وفي حديث لـ «القدس العربي» أشار إلى أن الأوضاع في غزة مأساوية وفي تدهور من زيارة لزيارة، وقد توافق أعضاء الطاقم الطبي على أن الوضع بلغ شفا الهاوية وأن المصالحة زادت من خيبة الأمل لدى عامة الناس في غزة. ولفت خمايسي إلى أنه لم ير بؤسا في حياته في أي بقعة من العالم كما رأى في غزة، في ظل النواقص، وأن الناس مستعدون للأسوأ وقد باتوا في حالة نفسية صعبة في ظل حصار خانق والأوضاع على حافة الانفجار. وقال «هذه المرة لمسنا اليأس المطبق نتيجة انعدام أي أفق وسمعت الكثيرين يقولون لا بد من حرب وليكن ما يكون لأن استمرار الأوضاع الراهنة مستحيل، فالموت أرحم من الحرمان والاضطهاد».
وكشف ضمن الحديث عن الحالة الاقتصادية أن الطبيب المبتدئ المتدرب يتلقى 1000 شيكل شهريا، والطبيب العادي يتقاضى 1800 والطبيب المختص يتقاضي 2500 شيكل فقط. لافتا إلى أن الراتب يدفع مرة واحدة كل 45 يوما وقد تتعرض الرواتب بعد المصالحة إلى خصم ما، وهناك شريحة من الأطباء الجدد يعملون مجانا لعدم وجود خيارات أخرى في غزة.

مشاهد مجاعة

واضاف «هذه المرة شعرنا بأن هناك بداية مجاعة وشهدنا عدة أشخاص عاديين يفتشون في أوعية القمامة بحثا عن طعام»، لافتا إلى أنه شاهد ذلك بأم عينه في منطقة الميناء. وتابع «هذا في المدينة ولك أن تتخيل بؤس الأوضاع في المخيمات «، مشيرا إلى «وجود انتقادات ومشاعر غضب وتحامل كبيرين على الأوضاع الراهنة وعلى كافة القيادات الفلسطينية في غزة وخارجها. هذا هو الانطباع من الأحاديث مع الناس العاديين بشكل عام».
ويستنتج هو وزملاء له في الطاقم الطبي الزائر أن أوساطا واسعة من أهالي غزة وبعد مدة طويلة من الحصار وصلوا في اليأس الى نقطة اللا عودة ولم يعد أمامهم سوى الانكسار أو الانفجار وهم يفضلون الخيار الأخير لأنه لم يعد هناك ما يخسرونه، وأن هذا لسان حال الكثيرين ممن التقيناهم».
خمايسي الذي شارك في زيارة غزة ضمن وفد أطباء فلسطينيين للمرة السابعة يوضح أن حواجز حركة حماس قد اختفت من الطرق المؤدية إلى مستشفيات القطاع بعد إعلان المصالحة بينها وبين السلطة الفلسطينية. وأشار الى أنه زار المستشفى الأوروبي في خان يونس حيث كان ينتظره العشرات من المرضى المحتاجين لعمليات جراحية وفحوصات طبية عاجلة. وتابع «لاحظنا أن الأوضاع المعيشية في تدهور من زيارة لزيارة وفي المجال الطبي الوضع كارثي ومرعب حيث هناك نحو 500 نوع من المعدات الطبية والأدوية الأساسية قد فقدت من المخازن، فحتى البوليدين( اليود) يوشك على النفاد خلال أيام. وتابع «هذا لا يصدق ففي الأوضاع العادية يعني نفاد اليود إغلاق المستشفى». ونوه إلى أن إجراءات  التفتيش في الجانب الإسرائيلي من المعبر باتت صارمة جدا
ويقول إنه زار المستشفى الأوروبي بالذات لمعالجة مرضى الكبد  والبنكرياس لوجود أجهزة ملائمة، لافتا إلى أن الأطباء في غزة على درجة عالية من الكفاءة المهنية لكنهم محاصرون ويحرمون من الاستكمال والتدرب خارج القطاع. ولفت خمايسي الى أنه والطاقم الطبي معه اضطروا ليلة الخميس الفائت للعمل 12 ساعة بشكل متواصل حتى ساعات الفجر الأخيرة من أجل معالجة كل المرضى المحتاجين. ويتابع «كان هناك مريض قد شارف على الموت نتيجة إصابته بفشل في الكبد بعد زرعه في مستشفى مصري هدد حياته ومنع من عيادة طبيبه في القاهرة طيلة شهرين لأن مصر أغلقت معبر رفح وإسرائيل رفضت طلبنا بإدخاله لمستشفى حيفا لأسباب، هناك قمنا بعملية جراحية عاجلة أنقذنا بها حياته من خلال عملية تتمة للمرة الأولى في غزة وهي زرع دعامة في القنوات المرارية».

من دون كهرباء

وردا على سؤال كشف خمايسي أنه اصطحب معه بعض العتاد الطبي الناقص الذي يفتقد في غزة اليوم نتيجة الحصار وسد الأنفاق. ويضيف «يضطر أطباء غزة لابتكار أدوات بدائية لسد النقص في بعض المعدات نتيجة الحصار لأن الحاجة أم الاختراع». وأشار إلى أن مستشفيات غزة تعمل على مولدات كهربائية معظم ساعات اليوم وبدون مكيفات مما يضطر الأطباء للعمل في ظروف قاسية. وتابع «في الصيف كنا نغرق في عرقنا نتيجة ارتفاع درجة الحرارة لا سيما أن الأطباء يرتدون سترة من رصاص لتحميهم من أشعة الأجهزة خلال عمليات وفحوصات الناظور» .
كما يقوم الأطباء الزائرون بورشات طبية اختصاصية للأطباء المبتدئين في غزة تنقل لعدة مستشفيات بالفيديو كونفرانس، وتشمل مداخلات وأسئلة ومداخلات ضمن عملية تعلم تفاعلية.
ويشير الى أن الدورة التدريبية الثالثة عقدت في المستشفى الأوروبي في خان يونس، لافتا الى ان عمليات جراحية بالمنظار تجرى في غرفة العمليات وتبث إلى قاعة حيث يوجد  أطباء مختصون في الجهاز الهضمي من جميع مشافي القطاع، «وأقوم بمناقشة تفاصيل العمليات معهم».
وتشترط السلطات الإسرائيلية عودة الأطباء من الداخل والقدس في اليوم التالي قبل الساعة الثانية عشرة ظهرا، ولذلك فهم يضطرون لاستقبال المرضى داخل الفندق لكسب أكبر قدر من الوقت. واستذكر الدكتور خمايسي أن عددا كبيرا من المرضى ينتظرون عدة أشهر للعلاج. وتابع «ما زالت هناك قائمة طويلة لمرضى ينتظرون العلاج في الزيارة المقبلة». 

الأوضاع في غزة مرشحة للانفجار كل يوم والمستشفيات من دون أدوية أساسية
وفد طبي من القدس ومناطق 48 عائد من القطاع:

ووزير البيئة سخر من «فيلمه الاستعراضي» لحملته الانتخابية

Posted: 25 Jan 2018 02:22 PM PST

بيروت – «القدس العربي»: مرة جديدة يدخل الوسط السياسي في لبنان في جدل عقيم حول ازمة النفايات بعدما استفاق اهالي كسروان على وجود كميات كبيرة من النفايات على شاطئ زوق مصبح قرب المجمعات السياحية البحرية.
وما فاقم هذا الجدل هو مبادرة رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل إلى الاستفادة من مشهد النفايات ليصوّب في اتجاه ما سمّاه بالسلطة السياسية، محمّلاً إياها مسؤولية الفشل في سياسة المطامر البحرية في برج حمود والجديدة والكوستابرافا . وإتهم الجميّل الحكومة بعدم مراقبة الاعمال ومن بينها اقامة حاجز بحري يمنع تسرّب النفايات إلى البحر ، وطالب بإستقالة رئيس وأعضاء مجلس الانماء والاعمار وبإستقالة وزير البيئة طارق الخطيب ، ملوّحاً باللجوء إلى القضاء الدولي لمقاضاة السلطة السياسية على افعالها.
غير أن حملة النائب الجميّل دحضها مجلس الانماء والاعمار في بيان لفت فيه إلى أن مصدر النفايات ليس مطمر الجديدة وبرج حمود بل مجرى نهر الكلب. وأوفد وزير البيئة فريقاً من وزارته لمعاينة مصدر وصول النفايات إلى مجرى نهر الكلب، وانتقل الوزير في اليوم التالي لمعاينة مصدر النفايات فإكتشف 3 مكبات عشوائية في خراج بلديات بيت شباب ومار بطرس ودير شمرا في منطقة المتن الشمالي التي يمثّلها رئيس الكتائب، فدعاه إلى أن يأتي ويرى من أين تأتي النفايات بدلاً من تضليل الرأي العام والقول إن النفايات خرجت من المطامر الصحية فيما هي تخرج من بلديات محسوبة سياسياً عليه. ورأى «أن الفيلم الاستعراضي الذي مثّله الجميّل لم يكن ناجحاً».
وفي وقت عملت الهيئة العليا للاغاثة بسرعة على تنظيف الشاطئ من الزلقا إلى زوق مصبح بتوجيهات من رئيس الحكومة سعد الحريري فإن رئيس الكتائب ردّ على وزير البيئة ساخراً لجهة قوله إنه «اكتشف البارود من خلال اكتشافه مكباً عشوائياً من اصل 941 مكباً منتشراً في لبنان»، ودعاه إلى التفتيتش عن المكبات المتبقية.
وردّ وزير البيئة بدوره على الجميّل، فقال: «مرة جديدة يقع في مغالطات، محاولاً تضليل الرأي العام وباحثاً عن تسجيل نقاط وهمية على من يسميها السلطة السياسية». واضاف: «تعليقاً على الاخبار المتداولة عن سجال بيني وبين النائب الجميل، فأنا لست بصدد التساجل مع نائب، بل بصدد توضيح حقائق وتصويب أمور حاول النائب الكريم تحويرها، من خلال القول إن مصدر النفايات التي تكدست على شاطئ زوق مصبح كان مطمر الجديدة وبرج حمود، فيما ثبت بما لا يقبل الشك، أنها متأتية من مجرى نهر الكلب واستطراداً من بلديات في المتن الشمالي ليست بعيدة سياسياً عن النائب المذكور». واضاف «قلنا إننا ضد وجود النفايات سواء على الشاطئ أو على الارض ولم نستقل من مهمتنا بل نبذل كل الجهد سواء في مجلس الوزراء أو اللجنة الوزارية أو بالتعاون مع لجنة البيئة النيابية لايجاد وإقرار الحلول المستدامة لأزمة النفايات الموروثة والتي تفاقمت بعد تحرك فتيان الكتائب وإغلاقهم الطريق إلى مكب برج حمود».

دعوة مردودة

واعتبر الوزير الخطيب «أن دعوة وزير البيئة للتفتيش عن 940 مكباً عشوائياً، هي دعوة مردودة لمطلقها لأن وزارة البيئة ولعلم الشيخ سامي هي التي إكتشفت هذه المكبات العشوائية المنتشرة على طول الاراضي اللبنانية، ونشرت بياناً حول تحديث المخطط التوجيهي للمكبات في 19 ايلول الفائت ودعت المواطنين إلى الاطلاع عليه على الموقع الالكتروني للوزارة».
واكد ان «لغة التذاكي والتشاطر قد تنجح لبعض الوقت مع بعض الناس، لكنها لا تنفع كل الوقت مع كل الناس، لذلك ندعو النائب الجميل إلى التوقف عن استخدام هذا الاسلوب المكشوف من الاستعراض السياسي ووقف هذه اللغة التي باتت بائدة. واذا كان كل همه منصباً على كيفية إنجاح حملته الانتخابية وتحقيق مكاسب انتخابية، فنقول له: فتش عن طرق أنجع وأفضل بدل تضييع وقتك بالنفايات».
في غضون ذلك، علمت «القدس العربي» أن وزير البيئة وجّه أمس إلى النائب العام البيئي في جبل لبنان كتابين يطلب في أحدهما الادعاء على رئيس بلدية بيت شباب الياس الاشقر بجرم رمي عشوائي للنفايات وتلويث النهر وشاطئ البحر لأن هذه الافعال تشكّل مخالفة صريحة لقانون حماية البيئة.كذلك طلب في كتاب آخر الادعاء على مجهول بنفس الجرم.
تزامناً، أصدر رئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عطية قراراً رقمه 27/م/2018 يتعلق بتشكيل لجنة تحقيق خاصة في موضوع مطامر ومكبات النفايات المنتشرة على الأراضي اللبنانية كافة وطرق معالجتها من قبل الإدارات والبلديات المعنية، وتحديد الأثر البيئي والصحي لطرق معالجة وطمر هذه النفايات، إضافة إلى المسؤوليات الناجمة عن عدم اعتماد الأصول في معالجتها، ووضع التوصيات اللازمة بهذا الشأن.على أن تعطى اللجنة المذكورة مهلة ثلاثة أشهر لإنهاء مهمتها ورفع التقرير إلى رئاسة التفتيش المركزي.

ووزير البيئة سخر من «فيلمه الاستعراضي» لحملته الانتخابية
الجميّل استغل مشهد النفايات على شاطئ كسروان ليصوّب على الحكومة
سعد الياس

أنقرة تخيّر واشنطن بين وقف دعمها للوحدات الكردية أو المخاطرة بالمواجهة

Posted: 25 Jan 2018 02:22 PM PST

إسطنبول – «القدس العربي» : حثت تركيا الولايات المتحدة أمس الخميس على وقف دعمها لوحدات حماية الشعب الكردية أو المخاطرة بمواجهة القوات التركية الموجودة في سوريا، وذلك في أحد أقوى تصريحات أنقرة حول احتمال حدوث مواجهة بين البلدين العضوين بحلف شمال الأطلسي. وتسلط التصريحات التي أدلى بها المتحدث باسم حكومة الرئيس التركي طيب إردوغان الضوء على التوتر المتزايد بين البلدين بعد سبعة أيام من إطلاق تركيا عملية جوية وبرية باسم «غصن الزيتون» في منطقة عفرين بشمال غرب سوريا.
وتعيش الأوساط السياسية التركية وعلى أعلى المستويات لا سيما في مكتب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حالة من الذهول والصدمة المتجددة من التناقضات التي يتبعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تعامله مع تركيا وسط حالة من التناقض بين الأقوال والأفعال والاختلال في تصريحات هيئات سياسية وعسكرية أمريكية جعل القيادة التركية غير قادرة على فهم الموقف الأمريكي ولو بالحد الأدنى.
وحسب ما أفاد مصدر مقرب من الرئاسة التركية لـ «القدس العربي» فإن حالة غير مسبوقة من الغضب والامتعاض تسود مكتب الرئاسة التركية عقب الاتصال الهاتفي الذي جرى بين إردوغان وترامب، مساء الأربعاء، والتناقض الكبير الذي حصل بين بيان الرئاسة التركية والبيت الأبيض عن فحوى الاتصال.
وكشف المصدر عن أن تركيا وعلى الرغم من التوتر الكبير مع الإدارة الأمريكية منذ وصول ترامب إلى الحكم إلا أنها حاولت حتى فترة قريبة عدم التصعيد الكبير معها وفضلت انتظار أي أمل أو أفق لتعاون أفضل لا سيما أنها كانت تسمع وعود متتالية من ترامب وكانت على أمل أن ينجح الرئيس الأمريكي تنفيذ وعوده، لكن الأيام الأخيرة شهدت انهيار آخر الآمال التركية في هذا الإطار.

«ترامب لا يسيطر»

ويشير المصدر إلى أن قناعة تامة باتت راسخة لدى الرئاسة التركية بأن الرئيس الامريكي لا يسيطر على زمام الأمور في بلاده، ويقول: «بعد الخلافات الواضحة بين مواقف ترامب من تركيا ووزارة الخارجية والدفاع وغيرها من الهيئات الأخرى، وصلت هذه الفوضى والتناقضات إلى مستوى العلاقة بين ترامب شخصياً والبيت الأبيض والمتحدثين باسمه».
ومساء الأربعاء، جرى اتصال هاتفي بين ترامب وإردوغان بطلب من الرئيس الأمريكي، وعلى الفور وعقب صدور بيان من الرئاسة يشرح محتوى الاتصال، صدر بيان مماثل عن البيت الأبيض قالت تركيا إنه يحمل تناقضات كبيرة ويعاني من عدم الدقة في توصيف الملفات والعبارات التي جرى التباحث حولها واستخدامها في الاتصال، واتهم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بكتابة البيان حول فحوى الاتصال قبيل حصوله.
وقالت مصادر تركية إن ترامب «لم يتحدث عن قلق إزاء العنف المتصاعد» بخصوص عملية عفرين، كما أنه لم يستخدم عبارة «التصريحات المدمرة والخاطئة القادمة من تركيا»، وقالت إنه تطرق للحديث عما تسببه الانتقادات الواضحة للولايات المتحدة من إزعاج، كما أكدت المصادر التركية أن المكالمة الهاتفية لم تتطرق إلى حالة الطوارئ في تركيا، كما أن إردوغان رفض التجاوب مع طلب ترامب إطلاق سراح عدد من المواطنين الأمريكيين في تركيا معتبراً أن القضاء وحده هو من ينظر في هذه الملفات.
وتصاعد الغضب التركي من الإدارة الأمريكية في الأسابيع الأخيرة وذلك عقب تعهد الرئيس الأمريكي لإردوغان هاتفياً بأن بلاده سوف توقف تماماً تسليح الوحدات الكردية في سوريا، ثم أعقبته تصريحات تنفي وجود نية لذلك من قبل الخارجية الأمريكية والبنتاغون، واتهام أنقرة لواشنطن بمواصلة تسليح الوحدات الكردية.
وخلال الأيام الماضية حصل جدل واسع بين أنقرة وواشنطن بعدما أعلنت الأخيرة نيتها تكوين جيش من الوحدات الكردية مهمته الانتشار على الحدود السورية مع تركيا والعراق، وما أعقب ذلك من تصريحات متناقضة من الخارجية والبنتاغون والبيت الأبيض والمتحدث الأمريكي باسم التحالف التي تداخلت تصريحاتها بين النفي والتأكيد وتغيير اسم القوة ومهمتها وبين تصريحات تضغط على تركيا وأخرى تحاول تهدئة مخاوفها.

استغراب تركي

وفي استمرار لهذا التناقض، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو أن نظيره الأمريكي عرض عليه التعاون المشترك في إقامة منطقة عازلة على الحدود التركية، وقال الخميس: «سألته عن التفاصيل وأكد ان الطرح يشمل إقامة حزام على طوال الحدود التركية السورية 913 كيلومتراً بعرض 30 كيلومتراً»، وهو ما أثار استغراب الرئاسة التركية التي تطالب منذ سنوات واشنطن في التعاون لإقامة منطقة آمنة على الحدود وسط تجاهل أمريكي كامل، وتناقض هذا الطرح مع معارضة واشنطن لعملية عفرين التي قال رئيس الوزراء التركي إنها تهدف إلى إقامة حزام أمني بعرض 30 كيلومتراً. ورداً على هذا الطرح، قال جاويش أوغلو إن بلاده لا يمكن أن تنظر بجدية إلى هذه الطروحات قبل خطوات ملموسة لإعادة بناء الثقة بين أنقرة وواشنطن، فيما شدد الناطق باسم الحكومة التركية بكير بوزداغ على أن الثقة منهارة بين الجانبين وأن تركيا تنظر بعين الريبة لهذا الطرح الأمريكي المفاجئ.
وعلى صعيد متصل، زاد التوتر الميداني بشكل لافت بين أنقرة وواشنطن وسط تصاعد احتمالات العسكري بين الجانبين في سوريا لا سيما في مدينة منبج التي تهدد تركيا بمهاجمتها وتنتشر فيها قوات أمريكية. وخلال الاتصال الهاتفي عاد ترامب لتذكير إردوغان بأن هناك قوات أمريكية تنتشر في منبج، مطالباً أنقرة بأخذ الحيطة والحذر لمنع «حصول اشتباكات ساخنة هناك»، فيما طالب إردوغان مجدداً بسحب القوات الأمريكية والوحدات الكردية من منبج التي وعدت إدارة أوباما تركيا بسحب الوحدات الكردية منها عقب انتهاء طرد تنظيم الدولة.

انسحاب من منبج؟

وعرض إردوغان على ترامب انسحاب الوحدات الكردية من منبج «وعند انسحابها ستتم حماية «منبج» من أي تهديد محتمل لتنظيم «داعش» من خلال الجيش السوري الحر بدعم عسكري تركي». لكن عقب الاتصال بساعات، ادعت مصادر كردية في شمالي سوريا أن الطائرات الحربية شنت غارات جوية على مواقع لقوات سوريا الديمقراطية في منبج ليل الأربعاء الخميس، وهو ما لم تؤكده مصادر رسمية تركية، ونفته مصادر تركية خاصة لـ»القدس العربي».
وقالت المصادر التركية إن ما حصل هو إطلاق نار من ريف منبج باتجاه الأراضي التركية وهو ما تطلب رداً من المدفعية التركية على مواقع إطلاق النار بالمثل وبموجب قواعد الاشتباك. وعلى الرغم من هذ النفي إلى أن تطور الأحداث وتهديد تركيا بتدمير أي امدادات عسكرية تصل إلى عفرين يزيد بشكل كبير من احتمالات الاحتكاك بين القوات الأمريكية والجيش التركي في شمالي سوريا.
وأمس، أعرب مسؤول أمريكي رفيع، عن قلق بلاده حيال أمن جنودها العاملين في منطقة «منبج»، لافتاً إلى أن «واشنطن أبلغت أنقرة عن قلقها من احتمال امتداد غصن الزيتون نحو منبج»، وأضاف: «لا أدري كيف سيكون مستقبل منبج، لكن أعتقد أنه يجب أن يسيطر السكان الأصليون على منطقتهم، فالمسؤولون الأتراك أبلغونا رغبتهم في عدم رؤية عناصر «ي ب ك» في غربي نهر الفرات».
وبينما هدد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أمس، بأن بلاده سوف تستهدف الوحدات الكردية في غربي أو شرقي نهر الفرات إذا لم تسحب أمريكا الأسلحة منهم، ألمح وزير الخارجية التركي إلى إمكانية تنفيذ تركيا عمليات أخرى في منبج وشرقي نهر الفرات في سوريا مستقبلًا على غرار عملية «غصن الزيتون»، فيما قال إردوغان، الأربعاء، إن منبج ستكون بوابة الهجوم المقبل ضد الوحدات الكردية.
وفي السياق ذاته، قال الناطق باسم الحكومة التركية بكير بوزداغ في تصريحات تلفزيونية، أمس الخميس: «إذا كانت واشنطن لا ترغب في مواجهة أنقرة، علماً أنها لا تريد ونحن لا نرغب بذلك، فإنّ الطريق معروف وهو وقف دعم الإرهابيين»، في إشارة إلى الوحدات الكردية.

أنقرة تخيّر واشنطن بين وقف دعمها للوحدات الكردية أو المخاطرة بالمواجهة
تناقضات ترامب تغضب تركيا وشبح الصدام العسكري بينهما يحوم فوق منبج
إسماعيل جمال

وزير الشؤون ‏الدينية الجزائري: من الصعب تحريم وخطب الهجرة غير الشرعية ‏

Posted: 25 Jan 2018 02:21 PM PST

الجزائر «القدس العربي»:‏ قال محمد عيسى وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري إنه ‏من الصعب تحريم ظاهرة الهجرة غير الشرعية، مشيرا الى أن وزارته ستجند ‏الأئمة من أجل إلقاء خطب الجمعة حول الهجرة غيرالشرعية، خاصة في المنطق المتضررة أكثر من هذه الظاهرة.‏
وأضاف الوزير في تصريحات صحافية أمس الخميس أنه لا يجب الاعتقاد أن الأئمة قادرون لوحدهم على وضع حد لهذه الظاهرة التي تعرف تزايدا مقلقا في الفترة الاخيرة، مشددا على أن إعلان الهجرة غير الشرعية حرام شرعا، لانها تعرض حياة من يغامر بها الى الخطر، لا يمثل حلا لهذه الظاهرة.‏
وأشار إلى أن الخطب التي سيلقيها الأئمة خلال صلاة الجمعة لايمكن التعويل ‏عليها كثيرا للقضاء على هذا النوع من الهجرة، وأن الحل يجب أن يشارك فيه الجميع من أجل نشر خطاب إيجابي وتفادي كل ما بإمكانه نشر اليأس والقنوط.‏
وكانت ظاهرة الهجرة غير الشرعية في الجزائر أو ما يسمى بـ«الحَرْڤَة» قد تزايدت خلال الأشهر القليلة الماضية بشكل مقلق،في وقت تبدو فيه السلطات عاجزة عن وضع حد لتنامي الظاهرة،بدليل الكلام الصادر عن وزير الشؤون الدينية والأوقاف، وكذلك التصريح الصادر عن رئيس الوزراء أحمد أويحيى قبل أيام،والذي أكد أن ظاهرة الهجرة غير الشرعية تتسبب في تهديم العديد من العائلات، معترفا أنه لا يفهم الأسباب التي تجعل الشباب الجزائري يقدم على الهجرة غير الشرعية، وهو التصريح الذي أثار الكثير من الجدل! ‏
وتتداول الصحف الجزائرية منذ أشهر بشكل يومي تقريبا أخبارالمهاجرين غير ‏الشرعيين الذين يغادرون يوميا الشواطئ الشرقية والغربية للبلاد نحو الاراضي الأوروبية، وهي الظاهرة التي عادت لتصبح جزءً من يوميات الجزائريين، بعد أن كانت قد اختفت تقريبا طوال سنوات، وهو الامر الذي كانت السلطات تفخربه، لأنها كانت تعتبر أن تراجع الظاهرة دليل على تحسنالاوضاع المعيشية وعودة الأمن والاستقرار، وأضحت تلك الظاهرة مقتصرة بشكل كبير على المهاجرين القادمين من افريقياالسوداء، والذين أصبح جزء كبير منهم يفضّل الاستقرار في الجزائر، بدل السعي إلى مواصلة رحلتهم نحو الاراضي الأوروبية.
‏ لكن الأمور تغيرت خلال الأشهر القليلة الماضية وعادت الى سابق عهدها، واندلعت موجة هجرة غيرشرعية‏ نحو أوروبا، والشيء اللافت للانتباه هو أن الهجرة غيرالشرعية على متن زوارق صغيرة بكل ما تمثله من أخطار لمتعد قاصرة على الشباب، بل أصبحت تشمل أشخاصا مسنين أطفال صغار، بدليل أن انقلاب زورق قبل ايّام كان ‏على متنه17 شخصا كانوا ينوون الوصول الى الشواطئ الاسبانية أدى إلى وفاة ‏طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات وهو الخبر الذي أثار جدلا واسعا، حول مسؤولية هذه المأساة، هل هي عائلة الطفلة التي غامرت بها من أجل حياة أفضل، أم ‏هي السلطات التي يرى البعض أنها نشرت اليأس في أوساط المواطنين، خاصة ‏خلال الثلاث سنوات الاخيرة، التي لم تعرف سوى سياسات تقشف وزيادات في الأسعار والضرائب وتراجع قيمة العملة الوطنية الامر الذي أدى إلى انهيار القدرة الشرائية وانسداد الأفق.‏

وزير الشؤون ‏الدينية الجزائري: من الصعب تحريم وخطب الهجرة غير الشرعية ‏
مع تفاقم الظاهرة وتسارع وتيرتها في الأشهر الأخيرة

ناشطون وحقوقيون مغاربة يطالبون بإطلاق سراح المعتقلين المتبقين بقضية «خلية بليرج»

Posted: 25 Jan 2018 02:21 PM PST

الرباط – «القدس العربي»: دعا ناشطون حقوقيون مغاربة وعائلات معتقلي «خلية بليرج» الى إطلاق سراح بقية المعتقلين وإغلاق هذا الملف المثير للجدل منذ إعلان السلطات 2008 تفكيك شبكة تنشط وتخطط لتنفيذ هجمات انتحارية وقدمت دلائل لاتهاماتها تعود الى بداية التسعينيات، وهو ما أحرج السلطات خاصة مع بلجيكا التي يحمل جنسيتها من وصفته السلطات زعيم الشبكة «عبد القادر بليرج».
وأثار تدبير السلطات لهذا الملف استنكارا حقوقيا وسياسيا واسعا خاصة مع وجود نشطاء سياسيين ينتمون لتيارات يسارية وإسلامية اعتقلوا وأدينوا وحكم عليهم بالسجن وتبين فيما بعد عدم صحة ما وجه إليهم من اتهامات.
وقام موقع لكم المغربي بتحريك هذا الملف بمناسبة الذكرى العاشرة لإعلان السلطات المغربية تفكيك «خلية بليرج»، والدعوة بضرورة إطلاق السراح الفوري لمن تبقى من المعتقلين وفي مقدمتهم الزعيم المفترض للخلية عبد القادر بليرج، وذلك بعد أن تم إطلاق سراح القيادات السياسية الستة في الملف بتأريخ 14 نيسان/ أبريل 2011 .
ورسمت زوجة عبد القادر بليرج صورة قاتمة عن أوضاع عائلات باقي المعتقلين، ووصفتها بـ»الكارثة الإنسانية بكل ما تحمله الكلمات من معاني المآسي»، وطالبت بإنهاء هذه المعاناة بإطلاق سراح باقي السجناء، خاصة أن متوسط عمر المعتقلين الباقين في هذا الملف 63 عاما، وأكبرهم تجاوز السبعين، وهو مقعد لا يقوى على الحركة إلا بمساعدة .
ودعا الحقوقي محمد زهاري إلى معاودة طرح ملف من تبقى من سجناء «خلية بليرج» على الساحة من جديد، خاصة على مستوى الإعلامي لدفع الحركة الحقوقية للرصد والمتابعة، ودعا المنابر الإعلامية بمختلف تلاوينها إلى مواكبة الذكرى العاشرة لهذا الملف .
وقال إن الملف يعرف فتورا، وأن جزءا من هذا الفتور يتعلق كذلك بأسر هؤلاء المعتقلين وبالسجناء أنفسهم، مضيفا إلى أن العمل الحقوقي بطبعه يشتغل بناء على الإفادات والشكايات والمراسلات وعلى ما يصله من طرف من يعنيهم الأمر، وطالب عائلات المعتقلين والمعتقلين أنفسهم بتجديد التواصل مع الإطارات الحقوقية الوطنية والدولية. واعتبر الرئيس السابق للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان إلى أن ملف «خلية بليرج» لم يحظ بالشكل الكافي من الاهتمام الإعلامي والحقوقي، ومن المتابعة المستحقة خاصة في المدة الأخيرة، وأن الملف لا يعدو أن يكون ملفا انتقاميا لا أقل ولا أكثر، وظف فيه مع كامل الأسف القضاء، لتصفية حسابات سياسية مع مجموعة من القادة السياسيين الحزبيين الذين عبروا وأعلنوا مرارا وتكرارا عن توجههم الفكري السلمي والحداثي يهدف إلى تحقيق الأمور التي تطالب بها كل التنظيمات الشرعية بالبلاد».
وذكر أن الحركة الحقوقية كانت «دائما تطالب بإطلاق سراح جميع المتابعين على خلفية ملف بليرج، وعلى رأسهم السياسيون الستة وهذا ما تم يوم 14 نيسان/ أبريل 2011، وكنا نريد أن يتم طي هذا الملف بشكل نهائي بإطلاق سراح كل المتابعين الذي اعتبرتهم الدولة لهم علاقة بالملف، لكن وللأسف لم يتم الأمر بإطلاق سراح المعتقلين الآخرين، ونحن نطرح سؤالا له سنده على مستوى الشرعية: كيف تطلق الدولة سراح من اعتبرتهم قادة، وتترك الباقين خلف القضبان».
وقالت الرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان خديجة رياضي «إن المعطيات التي كانت متوفرة لدى الحركة الحقوقية آنذاك اعتقدت معها أن هناك مجموعة كانت بعض الحجج ضدها، واستغلت تلك المجموعة كفرصة لتمرير معها مجموعة من السياسيين والغرض هو الانتقام منهم»، و»اعتبرنا في ذلك الوقت أن الضحايا هم القيادات الستة، ولم تكن لنا معطيات دقيقة وكافية عن باقي المعتقلين». وأكدت «أننا تداركنا الأمر ونعتبر اليوم أن المجموعة كلها واحدة»، ولدينا قناعة اليوم أن المجموعة التي ما زالت معتقلة، هي الضحية الحقيقة في إطار تصفية حسابات الدولة مع السياسيين المفرج عنهم، يعني هم الأكثر ضحايا في هذه القضية برمتها، مضيفة «تداركنا الأمر وعبرنا بوضوح عن مطلب إطلاق سراحهم، وشكلت لهذا الغرض لجنة تضامنية معهم تتكون من الجمعيات الحقوقية وذلك بعد إطلاق سراح السياسيين الستة» .
وقالت إن هذا الملف «أثبت عند الجميع بما في ذلك الدولة أنه فارغ، والدليل على ذلك أنها أطلقت سراح من اعتبرتهم زعماء لهذه المجموعة، وهناك من أكمل مدة محكوميته وخرج من السجن، وما زالت هناك مجموعة معتقلة ظلما وعدوانا». وذكرت بقرار لفريق الاعتقال السياسي التابع للأمم المتحدة الذي يؤكد أن محاكمة عبد القادر بليرج كانت غير عادلة، وليس هناك أي دلائل على التهم الموجهة إليه وبأنه يجب إطلاق سراحه، معتبرة أن «قضية بليرج» من قضايا الظلم، وفيه استغلال سياسي، وكذلك استغلال كبير للقضاء، وبالتالي يجب إطلاق سراحه ومن معه فورا من دون قيد أو شرط.

ناشطون وحقوقيون مغاربة يطالبون بإطلاق سراح المعتقلين المتبقين بقضية «خلية بليرج»

اليمن: الجيش يسعى إلى تحقيق تقدم في تعز وتكهنات بمفاوضات وشيكة بين الحوثيين والرياض

Posted: 25 Jan 2018 02:20 PM PST

تعز ـ «القدس العربي»: كشف مصدر عسكري أمس الخميس عن تدشين الجيش اليمني عملية عسكرية واسعة ضد الانقلابيين الحوثيين لفك الحصار عن مدينة تعز، وسط اليمن، فيما أعلن وزير الخارجية الأسبق عن إجراء مباحثات سرية لحل الأزمة اليمنية.
وأوضح المصدر أن القوات الحكومية في تعز بدأت بتنفيذ واحدة من أكبر عمليات فك الحصار عن مدينة تعز، مدعومة بطائرات قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وأنها بدأت تحقق مكاسب عسكرية وتقدماً كبيراً في الجبهات التي دارت فيها مواجهات مع الميليشيا الانقلابة.
وأوضح الناطق الرسمي باسم محور تعز العقيد عبد الباسط البحر، أن قوات الجيش اليمني هاجمت مواقع الانقلابيين الحوثيين في أكثر من جبهة ومحور عسكري، وأن «الجيش حقق تقدماً ميدانياً باتجاه منطقة الزنوج، والدفاع الجوي، والحوجلة، وجبل الوعش، والأربعين، وسط انهيارات وفرار المسلحين الحوثيين».
وقال ان «الجيش اليمني تمكن من تفجير مخازن للأسلحة والاستيلاء على معدات عسكرية خفيفة ومتوسطة».
وشنت طائرات التحالف العربي صباح أمس شن 12 غارة جوية استهدفت مواقع المسلحين الحوثيين غربي مدينة تعز، وأحدثت خسائر كبيرة في صفوف الحوثيين وفي مواقعهم العسكرية.
في غضون ذلك كشف وزير الخارحية اليمني الأسبق، والأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام، جناح علي صالح في الخارج، الدكتور أبو بكر القربي أن هناك تحضيرات لجولة جديدة من المباحثات الوشيكة لحل الأزمة في اليمن.
وأكد القربي ان هذه المفاوضات لن تحقق سلاماً دائماً وقد تفشل من بدايتها، إذا «لم تلتزم بالشفافية والعدالة وضمان حماية حقوق كل الأطراف»، في إشارة إلى طرف حزب المؤتمر الجناح الموالي للرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي كان مشاركا بفاعلية في المباحثات اليمنية خلال 2015 ـ 2017.
وأوضح في تغريدة له في (تويتر)، «يتم التحضير لمفاوضات سرية لحل أزمة اليمن لم تتضح معالمها بعد، والمهم الا تؤسس هذه السرية لفرض الحل أو لإقصاء طرف أو تقديم تنازلات على حساب أطراف اخرى».
وأمام وصول المباحثات اليمنية بشأن حل الأزمة هناك إلى طريق مسدود والتي على إثرها اعتذر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد عن مواصلة مهمته في اليمن، يسعى الحوثيون إلى الالتفاف على مسار مفاوضات السلام، بمحاولتهم فتح مفاوضات مباشرة مع المملكة العربية السعودية، وتجاهل الحكومة الشرعية، بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، وكذا إقصاء حزب المؤتمر الشعبي العام (جناح صالح)، شريكه الرئيس السابق في العملية الانقلابية.
وذكرت بعض المصادر أن الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام وصل إلى العاصمة العمانية مسقط للقيام بمهمة فتح قنوات جديدة للمفاوضات مع السعودية وغيرها، وأن هذه المساعي الحوثية تأتي وفق رؤيتها الجديدة لوقف الحرب بعد إعدامها لشريكها الرئيس في الانقلاب الرئيس السابق علي عبدالله صالح في الرابع من الشهر الماضي وذوبان القوات العسكرية المناصرة له التي كانت تعمل تحت قوات الحرس الجمهوري.
وعلمت «القدس العربي» أن جماعة الحوثي تحاول إقناع أطرافا دولية لفرض واقع جديد في مسار المباحثات حول وقف الحرب في اليمن، وأنها تشترط أن تكون هذه المفاوضات بين الحوثيين وبين الرياض، وأن بعض الأطراف الدولية تميل إلى هذا التوجه، غير أن أغلب الأطراف الدولية المؤثرة ترفض هذا التوجه تماما وتحاول الحفاظ على بقايا حزب الرئيس السابق علي صالح في أي تسوية سياسية مقبلة، لاستيعابهم سياسيا وخلق نوع من التوازن في الحانبين السياسي والعسكري.

اليمن: الجيش يسعى إلى تحقيق تقدم في تعز وتكهنات بمفاوضات وشيكة بين الحوثيين والرياض

خالد الحمادي

داعية تونسي: الفرق بين مصر وتونس كالفرق بين السجين والحر

Posted: 25 Jan 2018 02:19 PM PST

تونس – «القدس العربي»: أشار داعية تونسي معروف إلى وجود فرق كبير بين بلاده ومصر بعد الثورة، مشيرا إلى أن الأمر يشبه إلى حد كبير الفرق بين السجين والحر، داعيا المصريين إلى الاستمرار في الثورة السلمية ضد نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وكتب الشيخ بشير بن حسن على صفحته في موقع «فيسبوك»: «قيل لي ما قولك في ما يجري في مصر، فأقول: قوموا الى ثورتكم سلميا يرحمكم الله. الفرق بين تونس الآن ومصر كما بين السجين والحُرّ، في إشارة إلى الأوضاع السيئة التي تعيشها مصر مع استمرار الحكم العسكري بقيادة السيسي.
وتفاعل عدد من النشطاء مع ما كتبه ابن حسن، حيث كتب ابتسام «الظلم في مصر هذه الأيام غير عادي، إعدام واغتصاب وسجن وقتل للأبرياء، وجيش مصر المرتد غير جيش تونس. فرق كبير، أما بالنسبة لإعلام العار فهو نفسه: الكذب والتلفيق والتزوير»، وأضافت مريم ضيد الله «يارب عليك بالسيسي الظالم. يارب عبادك في مصر يعذبون، اكشف عنهم العذاب يارب من لهم غيرك، اللهم أرنا في السيسي آيات عذابك عاجلا غير آجل».
وتساءل أبو عمر «عن أية ثورة تتحدث يا شيخ؟ السيسي يقتل ويعتقل كل من يريد أن يتنفس، وأنت مازلت تدعوهم للثورة! مصر انتهت منذ الانقلاب الدموي»، وأضاف مستخدم آخر يستخدم حسابا بعنوان «أنصار السنة»: «كيف تكون هيئة هذه الثورة؟ وكيف ستنصر من يقتل ويسجن منهم بيدي المجرم السيسي؟ عن طريق البطولات الفيسبوكية؟ هل يجرؤون على الثورة التي تدعو إليها؟ وهل من لزم بيته يأثم؟ لِمَ لا تشاركهم الأجر إذا وتعرض صدرك لرصاص السيسي؟».
فيما اعتبر مستخدم آخر يُدعى فارس أن الثورة يجب أن تكون في المنزل أولا، وأضاف مخاطبا ابن حسن «عذرا يا شيخ، لكن أعتقد أنه علينا قيام ثورات في منازلنا ضد أنفسنا وبناتنا وعائلاتنا حتى نصلح ما بيننا وبين الله، وليس مع حكامنا لأن ما نعيشه هو نتيجة أعمالنا وابتعادنا عن الدين».
وعادة ما تثير آراء ابن حسن، الذي يتابعه الآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي، جدلا كبيرا في تونس، حيث دعا في وقت سابق إلى وقف الحج إلى مكة بذريعة أن عوائده تذهب للولايات المتحدة، واقترح أيضا استثمار التظاهرات في إيران في دعوة الإيرانيين إلى «العقيدة الصحيحة» على المذهب السنّي، كما اتهم الإمارات بدعم الاحتجاجات ضد ارتفاع الأسعار في بلاده.

داعية تونسي: الفرق بين مصر وتونس كالفرق بين السجين والحر

حسن سلمان:

الشيخ يعلن تَوجّه وفد فتحاوي إلى غزة لمناقشة المصالحة ويطالب بمسارات متوازية لإنهاء الانقسام

Posted: 25 Jan 2018 02:19 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»: من المتوقع أن يشهد ملف المصالحة الداخلية بين حركتي فتح وحماس «حراكا» الأسبوع المقبل، مع وصول وفد قيادي كبير من حركة فتح إلى قطاع غزة، حسب ما أعلن حسين الشيخ عضو اللجنة المركزية للحركة.
يأتي ذلك عقب اتفاق جرى قبل أيام بين الحركتين على وقف «التراشق» والتحضير الجيد لإنجاح الزيارة.
وقال الشيخ في تصريح صحافي إن هناك توجها لدى قيادة فتح بأن يتوجه معظم أعضاء اللجنة المركزية إلى غزة، وتوقع أن تكون الزيارة خلال الأيام المقبلة، للاطلاع على الأوضاع بشكل عام والتواصل مع أطر الحركة، وعقد اجتماعات مع حركة حماس وباقي الفصائل.وأكد أن عملية المصالحة «تسير ببطء شديد»، مشددا على أن هذا الأمر لا يخدم المصالح الوطنية، وطالب حماس بأن تدفع بكل قوة باتجاه إنجاز الملفات المتفق والموقع عليها، وأن «تعطي الروح من جديد لعملية المصالحة، وإحداث تقارب جدي وحقيقي»، لمواجهة «التحدي السياسي الكبير» المتمثل في «المؤامرة الكبرى» التي تستهدف القضية الفلسطينية ومستقبلها.
وأكد مسؤول في حركة فتح في غزة لـ «القدس العربي» أنه جرى عقد لقاء قبل ثلاثة أيام، بين أحد قادة الحركة ومسؤول كبير في حركة حماس في مدينة غزة، جرى خلاله التأكيد على ضرورة تطبيق بنود المصالحة، لافتا إلى ان الاجتماع ناقش التحضير الجيد لوصول قيادة للجنة المركزية للقطاع.
وأشار إلى أن وصول وفد فتح من رام الله، ستتخلله اجتماعات على مستويات قيادية رفيعة، كاشفا عن توافق لوقف «التراشق» في هذه الأوقات، من أجل تسهيل عملية المصالحة، وتسريع خطواتها.
وتعقد آمال كبيرة على هذه الزيارة لحلحلة ملفات الخلاف بين الحركتين، حول تطبيق ملفات المصالحة، وفق اتفاق القاهرة الأخير، حيث أشار إليها إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس، في خطابه قبل أيام.
وبالعودة إلى تصريحات الشيح فقد أكد أن وزراء حكومة التوافق الوطني، يتواصلون ويتوجهون للقطاع بشكل مستمر ودائم، لافتا إلى وجود تطورات بشأن معبر رفح الفاصل عن مصر، وقال إن «الجانب المصري يدرك أهمية فتح المعبر لأسباب وطنية وإنسانية، لافتا كذلك إلى أن الجانب المصري وعد بأن يقوم بفتح المعبر «حال توفر الإمكانية والظروف الملائمة لذلك». وقال «نحن نثق بذلك، وأن الأشقاء في مصر سيساهمون إيجابا بذلك في حال توفر الظروف الملائمة».
وأكد المسؤول الفتحاوي، الذي شارك في وضع بنود اتفاق تطبيق المصالحة الأخير مع حماس في القاهرة، أن التغييرات الأخيرة في مصر التي شملت إقالة مدير جهاز المخابرات العامة الذي يشرف على رعاية ملف المصالحة تعتبر «شأنا داخليا مصريا، ولا تعنينا إطلاقا», وقال إنه خلال زيارة الرئيس محمود عباس قبل أيام لمصر، كان هناك تواصل مع الجانب المصري، حول ملف المصالحة الوطنية، وأنه جرى الحديث عن بعض التفاصيل والعقبات.
وقال «جرى إبلاغ الجانب المصري بأن هناك آلية بطيئة في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه»، مشيرًا إلى أن من ضمن الملفات العالقة، ملفي جباية الضرائب في غزة، وموظفي غزة الذين عينوا بعد الانقسام، مضيفا «لا أستطيع أن أقول أن هناك تطورا في ملف الموظفين»، لافتا إلى أن كل ملفات المصالحة مرتبطة ببعضها البعض.
وأشار إلى أن اللجنة الادارية القانونية التي شكلت لحل ملفهم «لم تنته من أعمالها بعد»، وأنها ستقدم تقريرًا كاملًا عقب انتهاء أعمالها لرئيس الوزراء، الذي بدوره سيقدمه للرئيس عباس.
ويعد ملف الموظفين من أكثر الملفات الصعبة التي تواجه تطبيق اتفاق المصالحة الأخير، حيث يوجد نحو 40 ألف موظف عينوا من قبل حماس بعد الانقسام، ويتطلب دمجهم مع الموظفين السابقين في المؤسسات الحكومية.
وطالب الشيخ بأن تكون هناك «مسارات عديدة تسير بخط متواز»، لإنجاز الجزء الأول من المصالحة والمتعلق بـ «تمكين» الحكومة من مسؤولياتها وصلاحياتها «كي ندخل في غمار مجموعة من الملفات الرئيسية والمهمة، ونجد صيغة للاتفاق والشراكة مع الأخوة في حماس».
وأشار إلى أن «الإجراءات» التي اتخذتها  السلطة تجاه غزة سابقا «ستسقط فورا» حال أنجزت عملية المصالحة.
إلى ذلك أكد الشيخ أنه خلال لقاء جمعه قبل يومين مع منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، ناقش جملة من الملفات السياسية، الخاصة بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير تجاه القدس، وقرار تقليص موازنات وكالة «الأونروا»، لافتا إلى أنه وضع المسؤول الدولي في صورة تطورات ملف المصالحة، وقال إن الحديث تطرق أيضا إلى جملة من القضايا والمشاريع الخاصة بغزة، التي تحتاج الى دعم جدي.

الشيخ يعلن تَوجّه وفد فتحاوي إلى غزة لمناقشة المصالحة ويطالب بمسارات متوازية لإنهاء الانقسام
توافق بين حركته وحماس على «وقف التراشق»

غسان الشكعة في ذمة الله بعد صراع مع مرض عضال

Posted: 25 Jan 2018 02:18 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: انتقل الى رحمة الله تعالى مساء أمس إثر مرض عضال، غسان الشكعة (أبو الوليد) عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عن عمر يناهز 75 عاماً. أعلنت ذلك عائلة الشكعة المقيمة في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية وقالت إن دفن الجثمان سيتم اليوم الجمعة من مسجد الشهداء بعد صلاة الجمعة وستقبل التعازي لمدة خمسة أيام في ديوان ال الشكعة.
وهاتف الرئيس محمود عباس، مساء أمس، أسرة  الراحل معزيا في وفاته. وتقدم في الاتصال «بأحر التعازي والمواساة إلى شقيق الراحل وأبنائه باسمه شخصيا، وباسم شعبنا وقيادته، داعيا الله عز وجل بأن يرحمه ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان». وقال في بيان نعيه إنه بوفاة الشكعة خسرت فلسطين رجلا مناضلا وقامة وطنية شامخة. وعدد مناقب الراحل، الذي أفنى حياته في العمل الكفاحي وخدمة أبناء شعبه، وفي الدفاع عن حقوقه.
وكان الشكعة الذي شغل منصب رئيس بلدية نابلس، قد أدخل خلال الشهر الماضي إلى المستشفى وهو يعاني من مرض بالكلى اضطر إلى زراعة كلى قبل عدة سنوات.
وشغل الى جانب عضوية اللجنة التنفيذية للمنظمة اعدة مناصب منها رئاسة بلدية نابلس.
كذلك نعت حكومة الوفاق الوطني برئاسة  رامي الحمد الله بكل الحزن والاسى الشكعة، الذي «انتقل الى جوار ربه بعد حياة حافلة بالعطاء والنضال والكفاح، من اجل تحقيق الحلم الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران حسب قرارات الشرعية الدولية». وتقدمت الحكومة الوفاق الوطني من ذوي الفقيد ومن أبناء شعبنا باحر التعازي والمواساة.
ونعته حركة فتح بمزيد من الحزن والأسى  الشكعة، وقالت في بيان صادر عن مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية للحركة، أن الأخ غسان الشكعة كان وسيبقى نموذج للنضال وللعطاء والتضحية والصبر.
ونعت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، «القائد الوطني الكبير، المناضل المحامي غسان الشكعة». واكد الامين العام للجبهة عضو اللجنة التنفيذية احمد مجدلاني ، على عمق انتماء الفقيد الكبير لوطنه فلسطين، ودفاعه المتواصل عن قضية شعبه الوطنية العادلة وتمسكه وإصراره على الوحدة الوطنية، وعلى الحقوق الوطنية العادلة المشروعة .

غسان الشكعة في ذمة الله بعد صراع مع مرض عضال
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس سابق لبلدية نابلس

رئيس حزب تونسي يدعو «النهضة» إلى النأي بنفسها عن متطرفين متعاطفين معها

Posted: 25 Jan 2018 02:18 PM PST

تونس – «القدس العربي»: دعا رئيس حزب تونسي حركة النهضة إلى النأي بنفسها عن بعض الشخصيات المتطرفة التي قال إنها متعاطفة مع الحركة، محذرا من تأثير هذه الأطراف في صورة «النهضة» كأكثر حزب يحظى بشعبية في البلاد.
وكتب رياض الشعيبي رئيس حزب «البناء الوطني» على صفحته في موقع «فيس بوك»: «لا أعتقد حقيقة أن أيا من القيادات السياسية لحركة النهضة يمارس التكفير أو يحرض على الإرهاب. كما لا أجد في أدبياتها الرسمية لما بعد الثورة ما يتضمن هذا أو ذاك».
وأضاف «لكن حركة النهضة تيار ثقافي واجتماعي واسع، لا شك تستفيد من حالة التعاطف مع نزعتها المحافظة في مجتمع بطبعه مشدود لهُويته العربية الإسلامية وحساس جدا تُجاه المس بثوابته الدينية ولو على سبيل الاجتهاد والتجديد وليس على مأخذ الانكار أو التشكيك. إلا أن صورتها المحافظة التي تجعلها صاحبة أكبر وعاء انتخابي في هذه المرحلة، تثير حولها كذلك كثيرا من الغبار. فالعديد من المتعاطفين وحتى أعضاء قاعدين في حركة النهضة يصدرون خطابا تكفيريا وتحريضيا مباشرا وهذا لا يستدعي أي دليل».
واعتبر أن حركة النهضة اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما «إما المحافظة على صورتها التقليدية بما يجعلها قبلة كل المتطرفين والتكفيريين ويلقي عليها بذلك مسؤولية لا مهرب منها تُجاه ما يتعرض له عديد الأشخاص من انتهاكات وتهديدات. وإما أن تتمايز فكريا وسياسيا عن جزء من قاعدتها الافتراضية التي تنحو اتجاه التكفير والإرهاب».
وكانت حركة «النهضة» أصدرت قبل أيام بيانا نددت فيه إدانة بـ»دعوات التخوين أو التكفير أو التحريض التي تنال من الأشخاص أو الهيئات»، وطالبت بـ»تتبع كل من يقف وراء ذلك، وتنقية الفضاء العام من كل المنابر والصفحات والمواقع المشبوهة التي تحاول زرع الفتنة بين التونسيين».

رئيس حزب تونسي يدعو «النهضة» إلى النأي بنفسها عن متطرفين متعاطفين معها

وزير الأوقاف الفلسطيني يستنكر قرار حكومة الاحتلال إعادة طرح مشروع قانون «إسكات الأذان» للنقاش

Posted: 25 Jan 2018 02:17 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: استنكر يوسف ادعيس وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني، إعادة مناقشة مشروع قانون «إسكات الأذان» لإعداده للتصويت. واعتبره انتهاكا واضحاً وصريحاً للمقدسات الإسلامية وضربا بعرض الحائط بمشاعر المسلمين الذين يعانون مع إخوانهم المسيحيين من هذه الانتهاكات التي تحاول المس بهوية هذه الأرض وحضارتها الدينية والتاريخية والثقافية.
وأوضح في بيان صحافي أن الانتهاكات الإسرائيلية اليومية في القدس والمسجد الأقصى تزايدت بعد إعلان الرئيس الأمريكي المشؤوم، وتنوعت بأساليبها من الاقتحامات اليومية التي تزايدت بشكل كبير في العام الماضي، إلى منع الترميم وأعمال الصيانة في داخل المسجد الأقصى، الأمر الذي يضرُّ بواقعه المعماري والتاريخي، والفني، ما سيؤدي بالمحصلة إلى الإضرار بإمكانيات الصلاة، وأداء العبادة فيه مستقبلاً.
وأضاف «الواقع الحالي في القدس في ظل التطورات السياسية الأخيرة، والمؤامرات التي تتعرض لها لربما هو الأكثر خطورة في الوقت الحالي منذ احتلالها في عام 1967، ما يدفعنا بالضرورة للعمل بكامل الجهد والطاقة للوقوف بحزم وقوة أمام هذه المؤامرات، وعدم التقاعس عن القيام بكل ما يلزم فلسطينياً، وعربياً، وإسلامياً، ودولياً»، داعياً إلى «العمل بمنهجية واضحة ومتفق عليها».
وتأتي تصريحات ادعيس في وقت أعلن فيه أعضاء الكنيست من أحزاب «يهدوت هتوراة» و»شاس» أنهم لن يصوتوا لصالح قانون المؤذن الذي يحد من استخدام المكبرات في المساجد. وبدون دعم الكتل الدينية لهذا القانون، لن يتمتع الائتلاف بغالبية للمصادقة عليه في الكنيست.
وكان نواب «يهدوت هتوراة» و»شاس» قد صوتوا إلى جانب القانون في القراءة التمهيدية في العام الماضي، بعد أن استثنيت منه صفارات الإنذار بحلول السبت. وتعهد النائبان موشيه غافني من يهدوت هتوراة واسحق فاكنين شاس، بعدم دعم مواصلة دفع القانون.
وكان النائب أحمد الطيبي من القائمة المشتركة قد طلب منهما خلال جلسة لجنة المالية البرلمانية الالتزام على الملأ بإحباط دفع القانون. وأوضح غافني أنه يلتزم بوعده، في حين أضاف فاكنين: «قلت لك إن يدي ستقطع على أن تصوت تأييدا لقانون المؤذن».
وقال الطيبي خلال الجلسة: «نشر أن الائتلاف قرر دفع القانون المهووس – قانون المؤذن. أريد التزاما هنا أنه لن يتم دفع هذا القانون في لجنة القانون. أولا، يجب تنفيذ التفاهمات، صحيح؟… ثانيا، هذا قانون مهووس قدمه أناس أصابهم الهوس. هناك أناس لا يفوتون أي فرصة لغرس إصبعين في عيون الجمهور العربي».
وكتب يوئيل حسون من كتلة المعسكر الصهيوني على «تويتر» ان «قانون المؤذن لن يطرح للتصويت لأنه ببساطة لا يتمتع بالغالبية». وقالوا في حزب العمل إن الكتلة ستصوت ضد القانون بصورته الحالية. ولا يوجد في المعارضة حاليا حزب يمكن أن يؤيد هذا القانون.
ومن المتوقع أن تعقد لجنة الدستور والقانون في الكنيست أول نقاش حول طرحه للقراءة الأولى، يوم الأربعاء المقبل. وتمت الموافقة على مشروعي القانون المتعلقين بالموضوع في القراءة الأولى في آذار/مارس الماضي، بتشجيع من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ولكن لم يتم دفعهما منذ ذلك الحين.
وطرحت الحكومة تحفظين مهمين يقيدان دفع القانون. الأول هو تعيين فريق وزاري لإعداد صيغة موحدة لمشروعي القانونين الخاصين اللذين وافق عليهما الكنيست. أما الثاني فهو مطلب اللجنة الوزارية المعنية بالتشريع الموافقة على الصيغة الجديدة، قبل عرضها للتصويت في لجنة الدستور والقانون وفي الهيئة العامة.
ومن أجل دفع مشروع القانون العالق، بادر رئيس اللجنة، النائب نيسان سلوميانسكي، الى الدعوة لعقد الجلسة المقبلة لمناقشة القانون. وقال إن «المناقشة لن تجرى بالضرورة من أجل التصويت على النص بل لتحفيز الحكومة على دفع القانون».
ويأتي هذا القانون لتعديل قانون منع الضجيج، الذي يمنع تفعيل مكبرات صوت في دور العبادة بادعاء أنها «تسبب ضجيجا غير محتمل». وجاء في نص مشروع القانون انه يمكن لوزير شؤون البيئة، وبموافقة وزير الداخلية، تحديد الحالات التي يسمح فيها باستخدام المكبرات. وتم طرح مسودتين للقانون، الأولى من قبل النائب روبرت إليطوف، من «يسرائيل بيتينا»، والثانية من قبل النائب موطي يوغيف، من «البيت اليهودي» والنائب دافيد بيتان من «الليكود». وتفرض صيغة يوغيف وبيتان غرامة مالية يصل الحد الأدنى منها إلى 5000 شيكل على دور العبادة، خاصة المساجد، التي تستخدم المكبرات خلال الساعات الممنوعة. ويمكن أن تصل الغرامة إلى 10 آلاف شيكل على كل خرق للهدوء.
وقال يوغيف معقبا «أعضاء الكنيست العرب لن يُملوا جدول أعمال دولة إسرائيل، ولا سيما امتياز إزعاج نوم مئات الآلاف من المواطنين. ومن المفضل أن يعرف النواب المتدينون انه يجري هنا «سلب ساعات نوم» لا يمكن استردادها. لم نأت للمس بصلاة المسلمين. قبل مئة عام لم تكن هناك مكبرات صوت والعديد من الدول في عصرنا حظرت هذا الضجيج، وسيحظر مشروع القانون صوت المؤذن الصاخب خلال ساعات الاستراحة في الليل بين 23:00 ليلا وحتى 7:00 صباحا».

وزير الأوقاف الفلسطيني يستنكر قرار حكومة الاحتلال إعادة طرح مشروع قانون «إسكات الأذان» للنقاش

فادي أبو سعدى:

البرلمان الموريتاني يقر أول قانون للإعلان بعد انتظار طويل دام عقدين

Posted: 25 Jan 2018 02:17 PM PST

نواكشوط ـ «القدس العربي»: أعلن أمس في نواكشوط مصادقة الجمعية الوطنية الموريتانية على أول قانون لتنظيم وترقية الإعلان في البلاد وذلك بعد انتظار طويل لصدور هذا النص الذي سينهي احتكار وسائل الإعلام العمومية للإعلانات.
وأدرجت حوا الشيخ سيديا تنديا وزيرة العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني في شروح قدمتها للنواب، إصدار هذا النص «ضمن الإصلاحات التي تنفذها الحكومة في قطاع الاتصال التي بوأت موريتانيا الصدارة في حرية التعبير على مستوى البلدان العربية».
وأضافت إن «القانون يهدف إلى تنظيم وتنمية قطاع الإعلان الذي يشكل رافدا اقتصاديا واجتماعيا أساسيا ومصدرا حيويا بالنسبة لوسائل الإعلام التي تكتسب منه الجزء الأوفر من مواردها».
وأوضحت «إن النشاط الإعلاني في موريتانيا يمارس لحد الساعة في ظل غياب مدونة قانونية تنظم القطاع وفي جو يتطلب تعزيز واحترام القواعد الفنية والأخلاقية للمهنة»، مشيرة إلى «أن كل هذه الأسباب دفعت إلى إصدار هذا القانون الذي يأتي في إطار الإصلاح الضروري الذي تقوم به الحكومة من أجل إكمال الترسانة القانونية الموجودة من جهة وتأمين علاقات واضحة مبنية على الثقة والمسؤولية بين مختلف الفاعلين في الميدان من جهة أخرى».
وأكدت الوزيرة «أن قانونا للإعلان يمثل العمود الثالث المسير لقانون حرية الصحافة والسمعيات البصرية في موريتانيا، وهو مطلب قديم للفاعلين في قطاع الاتصال من صحافة ووكالات وقنوات».
وأضافت «هذا المشروع يأتي لدفع عجلة الاقتصاد وحماية المستهلك وإنارة الرأي العام الوطني ورصد موارد مالية لقطاع الاتصال من خلال إعلانات شفافة»، مبرزة «أن القانون الجديد يتناول إشكاليات القطاع بتحديد الفاعلين في مجال الإعلان وتعريف الإعلان والعقوبات والجهات التي تسيره».
ويلبي القانون الجديد مطلب الفاعلين الإعلانيين من معلنين ووكالات إعلان ووسطاء ووسائل إعلام وجمهور متفاعل مع الرسائل الإعلانية؛ ويتكون القانون من 245 مادة موزعة على 9 أبواب يضم كل منها مجموعة من الفصول ويكرس مبادئ أساسية من أهمها، حسب الوزيرة، حرية ممارسة النشاطات الإعلانية على عموم تراب الجمهورية الإسلامية الموريتانية وفق أحكام قانون الإعلان وطبقا للتشريعات والنظم المعمول بها».
وينهي القانون الجديد أي احتكار للإعلان أيا كان مصدره وأيا كانت مسوغاته ويضع آليات تشاركية ممكنة من الولوج إلى الخدمات الإعلانية بصورة شفافة.
ـويضع القانون إطارا تنظيميا لكل النشاطات الإعلانية، ويصون حقوق الفاعلين المختلفين من معلنين ووسطاء ووكالات إعلان ووسائل بث ونشر وعرض، ويحدد واجباتهم المهنية والأخلاقية، ويضع معالم واضحة لأشكال ومضامين الرسائل الإعلانية ويتعاطى مع آثارها وقائيا وعلاجيا.
وأكد أحمد مصطفى مستشار وزير الاتصال الموريتاني «أن القانون الجديد يولي، عناية مبررة لإنعاش الاقتصاد الوطني وحماية المستهلك ويكرس حق المواطن في معرفة حقيقة المنتجات والخدمات والأفكار المروج لها من خلال الجمع بين مقاربة الإعلان الإعلامي المتسم بالنفع العام والإعلان الترويجي بما يضمن احترام الثوابت والقيم وينسجم مع الأنماط الاستهلاكية السائدة ويخدم النهج الاقتصادي المتبع».
وقال «إن القانون يرسم معالم الحدود الاصطلاحية بين الدعاية والدعوة والإعلان بصورة واضحة، كما يعطي بعدا حقيقيا لحماية حقوق الإنسان وخصوصياته الأساسية ويمنع أي استخدام لصور نمطية تخدش الكرامة الإنسانية». ويوفر القانون، حسب المستشار، مصادر شفافة لتعبئة موارد مالية لأقطاب الإعلام العمومي والخصوصي والجمعوي ويوفر مصادر دخل للمجموعات الإقليمية على عموم التراب الوطني، وينشئ آليات تشاركية لتسيير تلك الموارد كي تسهم في تطوير المنتج الإعلامي الإعلاني الوطني وتجعله في مستوى ما تفرضه العولمة التجارية والإعلامية من تنافس.»
وأكد أحمد مصطفى «أن قانون الإعلان يشكل إلى جانب قانون حرية الصحافة والنشر وقانون تحرير الفضاء السمعي البصري، ثالثة أثافي منظومة الحريات الإعلامية في موريتانيا ويفتح آفاقا جديدة لإعلام مواطنة جديد تلبى خدماته تطلعات وحاجيات الجمهور الموريتاني الجانح دوما للرقي والتطور».
وأوضح المستشار «إن القانون صدر بعد أن تعاقب على الوزارة المكلفة بالإعلام طوال 19 سنة، سبعة عشر وزيرا ووزيرة خدموا بإشراف 5 رؤساء».
«وكما يقول نابليون بونا بارت «الهزيمة نكرة وللنصر آباء كثيرون»، يضيف المستشار، فقد تحقق النصر بإصدار هذا القانون، وآباؤه هم كل من شارك بتوجيه أو رأي أو فكرة في منح موريتانيا قانونا وطنيا متكاملا للإشهار».
وقال «لقد انتهت مرحلة الإعداد والإصدار وبدأت معركة إنفاذ القانون وهي أم المعارك وتتطلب إسهام الفاعلين جميعهم كل باسمه ووسمه ومن موقعه المهني».
ويرجع مسيرو القنوات العجز المالي لمؤسساتهم لاحتكار مؤسسات الإعلام الحكومية لسوق الإعلان وهو ما جعل الحكومة تفرج عن قانون الإعلان».
ويتزامن إصدار قانون الإعلان مع إغلاق قنوات التلفزة الخاصة في موريتانيا بسبب مشاكل مالية، حيث لم تتمكن هذه القنوات من تسديد ديونها لشركة البث الموريتانية.

البرلمان الموريتاني يقر أول قانون للإعلان بعد انتظار طويل دام عقدين
الناشرون متفائلون بالقانون ومنشغلون بجوانب تنفيذه

العثماني يترأس اجتماعا للجنة المكلفة بوضع تصور حول إصلاح المراكز الجهوية للاستثمار

Posted: 25 Jan 2018 02:16 PM PST

الرباط – «القدس العربي»: ترأس سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية، الاجتماع الثالث للجنة المكلفة بوضع تصور حول إصلاح المراكز الجهوية للاستثمار، وذلك بعد شهرين من الاعتكاف على إعداد تصور للمهام الجديدة للمراكز وإنجاز تقرير بشأن الخلاصات والتوصيات والرؤية الجديدة التي ستحدد أدوار ومهام المجالس الجهوية للاستثمار.
وأوضح أن هذا الاجتماع يأتي من أجل متابعة تدارس مختلف الجوانب المتعلقة بورش إصلاح المراكز الجهوية للاستثمار، في أفق بلورة تصور شامل حول هذا الإصلاح.
وركزت مختلف المداخلات على أن الإصلاح المرتقب يجب أن يأخذ بعين الاعتبار ضرورة إعطاء هذه المراكز اختصاصات واضحة في مجال تدبير وتحفيز الاستثمار على المستوى الجهوي، ومنحها الوسائل والموارد الضرورية للاضطلاع بمهامها، مع العمل على تبسيط المساطر الإدارية المرتبطة بمعالجة الملفات الاستثمارية.
ويأتي هذا الاجتماع الثالث للجنة، بعد الاجتماعين اللذين ترأسهما رئيس الحكومة، وتنفيذا لتعليمات الملك محمد السادس الداعية إلى تقديم مقترحات بخصوص إصلاح المراكز الجهوية للاستثمار، وتأهيلها للقيام بمهامها في تحفيز الاستثمار والنهوض بالتنمية.
وأقر المجلس الأعلى للحسابات، في تقرير له بوجود اختلالات في عمل المجالس الجهوية للحسابات، وصدر في إثره بلاغ الديوان الملِكي دعا الحكومة للعمل مع المجلس الأعلى للحسابات على رفع اقترحات في ظرف شهرين لإصلاح هذه المراكز.
وأكد، ضعف التمثيل الفعلي للإدارات لدى هذه المراكز، ذلك أن هناك أربعة منها فقط تتــوفر على شباك وحيد تمثل فيه جميع الإدارات المعنية.
و في الوقت الذي يتفق فيه متتبعون للشأن التنموي على تراجع صورة المراكز الجهوية للاستثمار خلال السنوات الأخيرة، جاء الخطاب الملِكي نهاية تموز/ يوليو الماضي ليرفع كل لبس في هذا الشأن بإقراره بكون معظم هذه المراكز أصبحت مشكلة وعائقا أمام عملية الاستثمار.
داعيا إلى ضرورة تحضير مختلف الإجراءات بغرض إصلاح وضعها، وإعداد تصور لمهامها الجديدة.
ومن المقرر ان يتم تشكيل خلية عمل لإعداد مشروع قانون جديد حول إصلاح المراكز الجهــويــة للاستثمـار، يرتقب أن يلج القنوات التشريعية، تنسـق عملها مديرية التنسيق والشؤون الاقتصادية بوزارة الداخلية، إذ ستناط بالمراكز في إطارها التشريعــي الجديد، مهام تنزيل السياسات الوطنية على المستوى الترابي الوطني، مشددة على أن أطر الداخلية يعملون بالتنسيق مع برلمانيين، وبالاستعانة بخــلاصـات دراسة مكتب الدراسات الخاصة «ماكينزي» حول عمل المرافق المذكورة.

العثماني يترأس اجتماعا للجنة المكلفة بوضع تصور حول إصلاح المراكز الجهوية للاستثمار

فاطمة الزهراء كريم الله

الهوية: النواة الصلبة والمدار

Posted: 25 Jan 2018 02:16 PM PST

هناك موقفان اثنان في النظر إلى الهوية: موقف يُنادي بضرورة النظر إليها من زاوية ثباتها في الزمان (الموقف العقلاني ـ الجوهراني)، وموقف يَعُدها متغيرة (الموقف التجريبي، والموقف ما بعد الحداثي)؛ وكل من الموقفين يتصل برؤيتين مختلفتين تعكسان التضاد الذي يكمن خلف تاريخ الفلسفة الغربية: الثبات والتغير.
ولنبسط  الإشكالية التي ينبغي مراجعة الموقفين في ضوئها، واقتراح موقف ثالث مستند إلى التضافر التجديلي؛ حيث يُنظر فيه إلى الثبات من خلال ممكنات التغير والعكس واردٌ أيضا.
وتقوم هذه الإشكالية على الأسئلة الآتية: هل يُمْكِن الحديث عن وجود هوية معينة بدون وجود الذي هو عينه؟ وهل يُمْكِن أن يوجد هذا الذي هو عينه بدون استمراره في الزمان كما هو؟ وإذا كانت الهوية فعل تعرف إلى هذا الذي هو عينه ألَا يعني فعلها هذا تذكر شيء مستمِر في هذا الذي هو موضوع تعرف؟ لكن ألَا يعني الاستمرار ثبات الشيء وعدم قبوله التغير في الزمان، والحال أن الموضوعات؛ سواء أكانت كائنات حية أم جمادية، هي في حالة صيرورة من التغيرات؟ وإذا ما كانت الكائنات عرضة للتغير ألا ينتج عن هذا حدوث مشكلات في التعرف إليها كما هي؛ وما يترتب على هذا من مشكلات أخلاقية في تعاطي أفعالها؟ فهل يصح أن يُحاسب من تعرضت هويته للتغير في الزمان الحاضر (أ) على ما اقترفه من فعل قبْل التغير في زمان ماضٍ (ب)؟ فلا بد ـ إذن في هذه الحالة الأخلاقية ـ من وجود شيء قابل للاستمرار في الهوية ـ على الرغم من التغير ـ لكي يتحمل مسؤولية المحاسبة الأخلاقية. لكن هل تتساوى الأوضاع المستمرة في الدلالة على الهوية مع الأوضاع المتغيرة، حتى من زاوية المنظور الأخلاقي لها؟ هل يتساوى استمرار وضع الذات بوصفها ذات تكوين من الملامح الخلْقية ـ في التعرف إليها من قِبَل الآخرين ـ مع وضعها المتغير بوصفها مُقْعَدة أو مجنونة مثلا؟ ومعنى هذا إثارة البعد القيمي في تحديد هوية الذات بما يعنيه من تفهم وتعاطف وشفقة أيضا؛ فهناك ـ إذن تجديل بين ما كانت الذات عليه وما هي عليه الآن في التعرف إليها، لا في الزمان الماضي أو الزمان الحاصر فحسب، بل أيضا في المستقبل وفق ما يُتوقع منها.
نحتاج لكي نتجاوز المشكلات المثارة أعلاه إلى بناء أساس نظري مرِن له القدرة على تفسير التجديل بين خاصيتي الثبات والتغير في سريان الهوية؛ وتحديد الأمكنة التي تشتغل فيها كل من هاتين الخاصيتين. ويُقام هذا الأساس النظري على مفهومين رئيسين هما: النواة الصلبة والمدار. ومن الأكيد أن ما هو كوسمولوجي وارد في استخدام هذين المفهومين، بما يدلان عليه من تفاعل بينهما قائمٍ على الجبذ والنبذ. ونقصد بالنواة الصلبة ما يُشكل مركزُا مُكونا من خاصية أساس ملازمة له أو خاصيات أسس ملازمة، وتُعَد هذه النواة الضامن لاستمرار حياة الشيء أو الكائن، ويُفضي كل تدمير يُصيبها إلى فقدان الشيء أو الكائن هويتهما، بل زوالهما. ويُعَد المدار مُحددا في ما يُحيط بهذه النواة الصلبة من موضوعات وكيانات متعددة، وخاصيات غير أسس أو برانية غير ملازمة لها بالضرورة، ويُؤثر َما يشتمل عليه المدار من موضوعات في النواة الصلبة؛ كما لا تقبل النواة الصلبة التفاعل مع كل ما هو موجود في مدارها؛ بل مع ما هو متلائم معها. ومن ثمة لا تقبل الهوية التفاوض حول صلاحيتها ومدى إمكان تغير بعض من خاصياتها إلا على مستوى مع التفاعل المدار. ويأخذ هذا التفاوض مظهرين: الإضافة التي تتمثل في قبول بعض الخاصيات غير الملازمة والملائمة، والحذف أو التعليق المؤقت اللذين يطولان بعض الخاصيات الملازمة. ويُعَد هذان المظهران نتاج التفاعل بين النواة الصلبة والمدار؛ حيث يكُون هذا الأخير مجال استضافة الغيري ومحاورته، لكن كيف يحدث التفاعل بين النواة الصلبة والمدار في بناء الهوية؟ لا بد للنواة الصلبة ـ في هذا النطاق ـ من أن تُشكل قاعدة مرجعية تتضمن خاصيات بيولوجية (عضوية ـ عصبية) تتكرر وتفرض نفسها بوصفها عناصر ماهياتية؛ إنني لا أستطيع أن أغير شكلي الفيزيقي الكلي وتكويني العصبي، وإذا ما فعلت ففي أجزاء معينة؛ وهناك أيضا خاصيات نفسية تنتمي إلى النواة الصلبة، لكنها نصف ثابتة ومرِنة. إن الأمر يتصل ـ إذن ـ بما هو معطى في التكوين العضوي ـ الذاتي؛ وهو شكل حضور الذات في العالم؛ وهذا الشكل قار وموضوع رهن إشارة محتويات زمانية ـ ثقافية ـ أخلاقية. ومن ثمة فإن الفعل غير وارد في مستوى النواة الصلبة، بل هو وارد بوصفه مظهر التفاعل الحادث بينها والمدار الذي يتضمن موضوعات وكيانات غيرية ذات خاصيات مغايرة. وهكذا يُمْكِن الجزم بأن التغير الذي يطول الهوية ماثل في المحتويات التي تلحق بالشكل الذي يُمثل النواة الصلبة، من جراء التفاعل مع المدار الذي هو مجال الأخلاقي. وما أن نصل إلى هذا التحديد، تُثار مسألة القدرة والفعل؛ فالقدرة تنتمي ـ من حيث هي إمكان عمل مرتبط بالاستعداد للفعل ـ إلى النواة الصلبة؛ لا أستطيع الفعل إلا بما هُيئ لي من قدرة محددة وفق تكويني العضوي ـ النفسي والعصبي. بينما ينتمي الفعل إلى مجال التفاعل مع المدار؛ حيث يَرِدُ التضافر بين الغيرية الدالة على الأخلاقي وارتباط التحققات بنماذج الكينونة التي يضعها المجتمع والثقافة أمام الفرد من أجل أن يُثبت شكل بقائه الجيد. إن تحديد الذات نفسها لا يبدأ إلا في اللحظة التي يصير فيها التفاعل بين النواة الصلبة والمدار ممكنا؛ بما يعنيه هذا من وعي الذات لنفسها في نطاق تجريب استعدادها لأن تكُون محاوِرة للعالم وللآخـــر؛ أي كونها مؤولة لعلاقتها بهما وتقويم فعلها في هذا الإطار. ومن ثمة تُعَد الهوية نتاج هذا التأويل الناتج عن تفاعل النواة الصلبة مع ما يُشكل مدارا لها.
وإذا كان المدار يعمل على التأثير في النواة الصلبة وفق مظهري الإضافة والحذف اللذين أشرنا إليهما سابقا فإن عناصره تقبل بدورها التغير بفعل تأثير النواة الصلبة فيها؛ ويتحدد تأثيرها هذا في مظهرين هما، التبني والتحوير؛ فالمظهر الأول يتجلى في إسناد النواة الصلبة العنصر المتفاعل كما هو إلى نفسها بجعله متلائما مع أسسها المميزة، ويتجلى المظهر الثاني في تحويرها العنصر المتفاعل معها حتى يصير متلائما معها.

٭ أكاديمي وأديب مغربي

الهوية: النواة الصلبة والمدار

عبد الرحيم جيران

الإعلامي اللبناني هشام حداد نصح ولي العهد السعودي بعدم تناول الوجبات السريعة فاستدعاه النائب العام

Posted: 25 Jan 2018 02:16 PM PST

بيروت – «القدس العربي» : طلب المدعي العام التمييزي الادعاء على الإعلامي هشام حداد على خلفية تطرقه في حلقة من برنامج «لهون وبس» على شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال «أل بي سي» لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث نصحه بعدم تناول الوجبات السريعة في اطار السخرية من توقعات ميشال حايك ليلة رأس السنة، الذي قدم نصيحة لولي العهد بالابتعاد عن تناول الوجبات السريعة.
وقد أحالت النائب العام الاستئنافي القاضية غادة عون الادعاء إلى محكمة المطبوعات بجرم المادة 23 من القانون104/77. وعلّق هشام حداد على الموضوع عبر حسابه الخاص على تويتر قائلاً: «حتى المقطع المقصود كان للتهكم على توقعات ميشال حايك … على كل، للحديث تتمة الثلاثاء المقبل» …. وأرفق التغريدة بهاشتاغ: #لهون_وبس_لدولة_القمع.
كذلك، كان لرئيس ​حزب التوحيد العربي​ الوزير السابق ​وئام وهاب تعليق ​ على موضوع الادعاء على حداد، فقال «أنصح مدعي عام التمييز بعدم المغامرة بالادعاء على هشام حداد إذا كان لا يستطيع الادعاء على من يشتم ​سوريا​ وبقية الدول الشقيقة إما قانون على الجميع وإما ممنوع الاستنساب».

الإعلامي اللبناني هشام حداد نصح ولي العهد السعودي بعدم تناول الوجبات السريعة فاستدعاه النائب العام

سعد الياس

بِنس يرافق إسرائيل واليهود… حتى الهاوية!

Posted: 25 Jan 2018 02:15 PM PST

كيف يمكن لخبر جيد عن حدث ما، ان يتحول إلى خبرٍ سيّئٍ لحظة وقوعه؟.
مهما يكن من امر، فإن الفلسطينيين سيمرّون بهذه التجربة المزعجة، ويشعرون بوقعها الأليم، عندما، او في حال تم ابعاد الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، عن سدّة البيت الأبيض.
كثيرة هي الدلائل حتى الآن، التي تجعل سيناريو تطورات الاحداث في واشنطن، تتقدم نحو نقطة ارغام الرئيس ترامب على مغادرة البيت الابيض، سواء بقرار قضائي، جراء هذه القضية او تلك، من القضايا التي يتردد فيها اسم ترامب، كمشتبه به او شاهد او متهم، او ربما باي وسيلة اخرى.
في حال تم اخراج ترامب من البيت الابيض، فإن من سينصّب خلفا له، رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، هو نائبه الحالي، مايك بِنْس، وذلك خلال دقائق، ان لم يكن ثوانٍ، على غرار ما جرى في تنصيب ليندون جونسون رئيسا لأمريكا، خلفا للرئيس جون كنيدي، فور اغتياله يوم 22.11.1963، وذلك تمشيا مع بنود الدستور الأمريكي الذي يمنع شغور منصب الرئيس ولو لساعات، نظرا للمسؤوليات الكبيرة الملقاة عليه كرئيس قد يضطر إلى اتخاذ قرارات مصيرية خلال لحظات، وعلى غرار «مات الملك.. عاش الملك».
لا يُحزن الفلسطينيين نبأ طرد ترامب من كرسي الرئاسة الأمريكية. لكن ما سيقلقهم، وربما كثيرا، هو تربّع مايك بِنس على ذلك الكرسي. فمن هو بنس هذا، وما هي خلفياته العقائدية والفكرية والسياسية؟، وما هي الاسباب التي تدعو للقلق؟، وما هو، بداية، الفرق بين ترامب وبنس؟.
ليس معروفا عن ترامب التشبث بالاستقامة والتصرفات الاجتماعية والانسانية، بل وحتى الجنسية، اللائقة والمتعارف عليها. وليس معروفا عنه الإلتزام بالوفاء بوعوده، رغم ما يحاول اظهاره مؤخرا من الالتزام، والذي جاء ارضاء لليهود ولاسرائيل، لاسباب لا علاقة لها بالإستقامة، وانما في محاولة لتخفيف النقد والرفض له من وسائل الاعلام الأمريكية، الخاضعة في غالبيتها للحركات المناصرة للصهيونية، وذات التأثير البالغ في تشكيل الرأي العام الأمريكي. وترامب، إلى ذلك، شخص كثير الإقدام على تصرفات واتخاذ قرارات غير متوقعة، ولا يمكن التأكد من معرفة خطوته اللاحقة، وردة فعله على أي تطور او حدث، والتي غالبا ما تكون فوريّة، ودون تروٍّ. ولعل «ادمانه» على نشر ردوده وتعليقاته، المضحكة في احيان كثيرة، على ما يستجد من احداث، وما يخص شخصه بشكل خاص، في صفحته على التويتر، دليل كاف على ما نقول.
بِنس، في مقابل ذلك، قد يكون اشبه بالنقيض. صحيح انه يميني ومتعصب مثل ترامب، الّا ان تعصبه وعنصريته وشوفينيته ليست مزاجية، وغير متقلبة، وانما تستند إلى ايديولوجية عقيدية راسخة ومتواصلة ومتأصلة. فهو لا «ينتمي فقط» إلى طائفة الإفنجلست البروتستانتية الأمريكية، وليس مندوبها في تولي المناصب السياسية فقط، والارتكاز إلى تصويت اعضائها لصالحه في كل انتخابات يخوضها، بل هو احد قادة تلك الطائفة البارزين. وهو لذلك شديد الإلتزام العلني بمعتقدات طائفة الإفنجلست، التي تعتمد التوراة مرجعا اساسيا لمعتقداتها، رغم ان اسمها يعني «الإنجيلية» وليس «التوراتية» مثلا، علما ان كلمة «انجيل» ذاتها تعني « البُشرى»، او التبشير، وكثيرا ما يسمى اعضاء الطائفة بالمبشِّرين او التبشيريين.
تصل الأمور احدى ذرواتها عندما يتم البحث عن جواب لسؤال بسيط ومنطقي، هو : بماذا يبشِّر اتباع وقادة هذه الطائفة؟.
انهم يبشِّرون استنادا إلى بعض اساطير «الكتاب المقدس» الذي يجمع بين دفّتيه التوراة، تحت اسم «العهد القديم»، والأناجيل الاربعة ورسائل الرُّسُل وبعض النبوءات والتنبؤات تحت اسم «العهد الجديد». وفي هذه الاساطير والتنبؤات التي تؤمن وتبشر بها طائفة الإفنجلست، نبوءة تتحدث عن «آخر الزمان»، حيث يجيء المسيح ثانية إلى الارض، مسبوقا بقرع الطبول ونفخ ابواق الزمامير، ليقود الحرب الاخيرة على الارض، حرب الايمان والخير والسلام، ضد الكفر والشر والقتال، فينتصر الخير على الشر، بإبادة الكافرين جميعا، و«تمتلئ الارض خيرا وسلاما» إلى «آخر الدهور».
لكن هذه الاساطير والنبوءات، لا تتوقف عند الإشارات العامة، ولا تترك مجالا للتقدير واعطاء تقديرات قد لا تكون متطابقة تماما، بل تصل إلى التفاصيل، بل وتفاصيل التفاصيل، فتحدد شرط البدء في هذه الحرب التي تبيد «الكافرين اليهود» الذين ينكرون القدوم الاول للمسيح، بان يتم تجميع كل يهود العالم في فلسطين، ولتنطلق حرب ياجوج وماجوج عند جبل او تلّ مَجِدّو، على الطرف الشمالي الغربي لمرج ابن عامر، شمال جنين وجنوب حيفا.
هذا ما يؤمن به بِنس وطائفته ويبشرون به. ولما كان موضوع عودة المسيح إلى الارض، ليقود المعركة النهائية والفاصلة، فأنه كثيرا ما يطلق على طائفة الإفنجلست اسم «المسيحيانيين».
يلتقي اتباع هذه الطائفة والحركة الصهيونية عند نقاط خط دعم اسرائيل وتقويتها وحمايتها وجعلها جاذبة لليهود من جميع انحاء العالم، ولا يفترقون، ربما، الا عند نقطة النهاية، نقطة استلال «مسيحهم» لسيفه لإبادة «اليهود الكافرين بقدوم المسيح»!!.
تحضرني، في هذا السياق، قصة طريفة تداولها الاسرائيليون كثيرا في ستينيات القرن الماضي. بطلا الرواية هما يهوديان: الوزير وعضو الكنيست (البرلمان الاسرائيلي)، الراباي يوسف بورغ، احد مؤسسي وقادة الحزب الديني القومي «المفدال»، [ايام كان حزبا معتدلا، على عكس ما تطور اليه ليصبح حاليا حزب «البيت اليهودي» المغرق في العنصرية]؛ وعضو الكنيست وامين عام الحزب الشيوعي عن الحزب الشيوعي، ماير فلنر. تقول الرواية ان يوسف بورغ كان حريصا على عدم الاحتكاك والتحدث إلى الشيوعيين الملحدين. وصدف في احد الايام ان كان بورغ في مصعد الكنيست، ودخله فلنر واغلق الباب ليكونا وحدهما لثوان قليلة، خاطب فلنر يوسف بورغ خلالها قائلا له: «المستقبل لنا يا سيد بورغ». فرد عليه بورغ: «ارجو ان يكون الامر كذلك».
وعندما روى ماير فلنر ما دار بينه وبين بورغ، وانتشر ذلك في صحف اليوم التالي، شكّك البعض بصدق الرواية، ولكن بورغ اكد صحّتها. وعندما سأله بعض اعضاء الكنيست عن سرّ وفحوى رده على فلنر، ردّ عليهم بما معناه: تحدث فلنر ويتحدث الشيوعيون عن المستقبل، وما يهمني انا هو الحاضر، فارجو ان يكون لنا الحاضر، وليكن «المستقبل» للشيوعيين، وتعلمون ان لا احد يصل المستقبل، فكل لحظة نصلها تصبح حاضرا، وتصبح بعد اللحظة التالية ماضيا، ولذلك انا اتمنى ان يظل الحاضر لنا، ويظل امل المستقبل، الذي لا يصله احد، لهم.
بِنس وطائفته والادارة الأمريكية تتحدث وتؤمن بالمستقبل، والحركة الصهيونية واسرائيل العنصرية تنعم بالحاضر، بفضل دعمهم لها.
لكن، بعيدا عن الفذلكات اللفظية والذهنية المتذاكية، يظل المستقبل القريب والمنظور والبعيد، وغير المستند إلى اساطير ونبوءات، ما انزل الله بها من سلطان. فالمستقبل الحقيقي والمضمون والأكيد، هو الابن الشرعي لما يبذله الفرد والجمهور والشعب من جهد، وما يزرعه ويبذره الشعب من عمل وتضحيات، مستندة إلى سياسة حكيمة وتخطيط سليم، تتجاوز العقبات مهما بلغت قوتها.

٭ كاتب فلسطيني

بِنس يرافق إسرائيل واليهود… حتى الهاوية!

عماد شقور

صور من تناقض اتجاهات السياسة الدولية

Posted: 25 Jan 2018 02:14 PM PST

تعكس ديناميات السياسة الدولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حجم تخبط النظام الدولي، فلحد الآن ـ وبسبب التناقض والفوضى في الاتجاهات ـ لم ترتسم معالم هذا النظام، ولا يبدو في الأفق تبلورها في السنوات القادمة.
نعم، ثمة حديث عن الفوضى واللانظام، لكنها سمات تعكس أزمة مخاض النظام الجديد، أكثر مما تعكس سماته الجديدة.
والمثير في هذه الاتجاهات، أنها قلبت صورة الديناميات التي سادت لأكثر من قرن من الزمان، سواء ما تعلق بتوتر العلاقات الدولية، أو بلحظات التوافق الحذر، أو بانشطار المجتمع الدولي إلى معسكرات ثلاثة، ثنائية قطبية بين القوتين العظميين أمريكا وروسيا، ودول عدم الانحياز. فالظاهر، أن مسرح السياسة في المنطقة، أصبح يتغذى بفعل الإرادات الإقليمية أكثر منها بسياسة الفاعلين الدوليين الكبار مثل أمريكا وروسيا والاتحاد الأوروبي، وصار التناقض بين مخرجات هذا الفعل هو الصانع للحدث وتطوراته، وربما المفسر لما سيكون عليه النظام الدولي في المرحلة الجديدة.
نماذج هذا التناقض كثيرة، وتظهر في المنطقة برمتها. خليجيا، وبعد أن كانت وحدة مجلس التعاون الخليجي، خطا أحمر في كل السياسات الدولية في المنطقة، تحول هذا المعطى بشكل كامل، بالأزمة الخليجية بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة وقطر من جهة أخرى، ولم تفض مخرجات إدارة الصراع إلى هذه النتيجة، ولا إلى تلك. فبالقدر الذي كسرت فيه قطر الحصار، لم تستطع وساطات الكويت ودروها في إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل نشوب الأزمة، وبقي التوتر مفتوحا، مع قدر من الحيطة والحذر.
وعلى مستوى الدور الإيراني، فد ظهرت مؤشرات متناقضة، بعضها يزكي تنامي نفوذ إيران في المنطقة، وبعضها الآخر، يؤشر على دخول رهان الامتداد في المنطقة إلى مرحلة الانسداد. فمن جهة، سجلت الوقائع قتل الحوثيين لعلي عبد الله صالح في اليمن، مما يعني إفشالا جزئيا لرهان سعودي إمارتي في اليمن للالتفاف على الدور الإيراني فيها. ومن جهة مقابلة، اندلع الحراك الإيراني على خلفية مطالب اقتصادية واجتماعية، وعلى خلفية انتقاد أثر الإنفاق على السياسية الخارجية الإيرانية في إفقار الشعب الإيراني، ولم تنته هذه الدينامية إلى اليوم، إذ رغم إصرار إيران على الاستثمار في نفس سياساتها الخارجية، لا تزال تبحث عن صيغة لاحتواء الحراك، وتدبير صراع مراكز القوى داخلها.
أما على مستوى الدور التركي، فقد برز مؤشران متناقضان، الأول تمثل، في دينامية أكراد العراق واتجاههم نحو إعلان استقلال كردستان، وهو ما يشكل تحديا كبيرا للسياسة الخارجية التركية وتهديدا لأمنها القومي، ومن جهة ثانية، سجلت الوقائع، تحركا عسكريا كبيرا لتركيا في عفرين من أجل خلق وقائع على الأرض على الحدود التركية السورية، تخدم الحسابات التركية. مخرجات هذه الدينامية، أن تركيا لا تزال تنفذ أجندتها في التدخل العسكري، غير مبالية بالتحذيرات الأمريكية والأوروبية.
أما على مستوى ملف الصراع العربي الإسرائيلي، فقد برز مؤشران متناقضان أيضا، الأول، وهو تحرك دينامية واسعة رعتها القاهرة للمصالحة بين فتح وحماس، انتهت باتخاذ حماس لقرار حل اللجنة الحكومية المكلفة بإدارة قطاع غزة، والدعوة لانتخابات عامة بها، ودعت حكومة رامي الحمد الله لممارسة مهامها في غزة في مقابل دعوة محمود عباس باتخاذ خطوات عملية برفع الإجراءات العقابية ضد غزة. لكن في المقابل، تحركت دينامية أخرى للمقاومة على خلفية قرار الرئيس الأمريكي ترامب بنقل سفارة الولايات المتحدة ألأمريكية من تل أبيب للقدس وإعلان القدس عاصمة ابدية لإسرائيل، ذلك القرار الذي انتهى أمميا، بفعل التحرك الدبلوماسي العربي الإسلامي برفض الجمعية العامة له.
في مصر، بينما كانت تسير المؤشرات لتكرس هذا التناقض، خصوصا بعد أن قدم الفريق عنان ترشيحه للانتخابات الرئاسية بمصر، انقلبت الصورة بشكل سريع، بعد أن انسحب الفريق أحمد شفيق من سباق الرئاسيات، ثم اعتقال الفريق عنان واتهامه من قبل المؤسسة العسكرية بالتزوير، بما يعني انتهاء هذه الدينامية في بعدها السياسي- على الأقل ضمن هذه التطورات المحدودة- باستمرار الوضع السابق.
أما على مستوى شمال إفريقيا، فقد ارتسمت تقريبا نفس السمات المتناقضة، إذ في الوقت الذي عرفت فيه تونس والمغرب ارتباكا سياسيا، برزت صورته في إحداث تغييرات حكومية مطردة على مدى سبع سنوات منذ الربيع العربي، تعكس تعديلا مستمرا لموازين القوى، انتهت في الأخير ـ على الأقل في المرحلة الراهنة ـ إلى ترسيم وفاق محكوم بإضعاف موقع الإسلاميين في موازين القوى. وفي المقابل، برزت مؤشرات عودة الحراك الاجتماعي مع تبني المغرب وتونس للمقاربة الأمنية في التعاطي معه.
وهكذا، فما عدا مصر التي استمر الرهان على ثقلها الاستراتيجي في رسم اتجاهات السياسية الدولية في المنطقة، يلاحظ تجاوز الدور الإقليمي للدور الدولي، وانكماش الدور الأمريكي والأوروبي. ما يبرر ذلك أن نتائج التوتر بين مخرجات الإرادات الإقليمية، لم ترتفع بعد إلى تغيير الحسابات في المنطقة، فلا زالت الرهانات نفسها، مع مسارعة للتدخل حين تصل رهانات القوى الإقليمية إلى تجاوز الخطوط الحمر.
مثال إيران واضح، فحين استهدفت الصواريخ الرياض، شغلت إيران بداخلها، ونفس الشيء يقال بالنسبة للتغيير الوضع لسياسي في مصر، أما سوريا، فلحد الآن لا زالت الرهانات في مستوياتها المعهودة، وموازين القوى بين النظام السوري ومعارضيه لم تتغير كثيرا، ودور تركيا، رغم تدخلها العسكري في عفرين، لم يجاوز منطق الدفاع عن الاستهدفات التي تتعرض لها باستعمال الورقة الكردية. أما بالنسبة للصراع العربي الإسرائيلي، فالوضع لا يزال يتأرجح بين ديناميات مترددة لاستئناف مسار السلام، وتهديدات تشعل الانتفاضة من جديد. أما في منطقة المغرب العربي، فالحاكم هو استقرار المنطقة، والأمن القومي الأوروبي الذي تبدأ دائرته في جنوب المتوسط، أما ما عدا ذلك، فعمليات تسوية وضغوط لترتيب التموقعات.

٭ كاتب وباحث مغربي

صور من تناقض اتجاهات السياسة الدولية

بلال التليدي

فتوى: تكاليف العمرة تقدم لميزانية الأونروا

Posted: 25 Jan 2018 02:14 PM PST

عام 1993 التقيت المرحوم الدكتور حيدر عبد الشافي في بيت السفير الفلسطيني السابق الدكتور ناصر القدوة في نيويورك، وكان عائدا من جولة مفاوضات جديدة مع الإسرائيليين في واشنطن تحت المظلة الأمريكية.
سألناه عن سير المفاوضات فقال لم يحدث أي تقدم على الإطلاق، بل ما زلنا في المربع الأول. ولماذا؟ سألناه. فقال مواقفنا متباعدة تماما، نحن نصر على إقرار أن المستوطنات غير شرعية ويجب أن تتوقف تماما، وهم يرفضون ذلك. ونحن نصر على تثبيت حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وهم لا يقبلون ذلك نهائيا. ونحن نصر على أن القدس الشرقية أرض محتلة ينطبق عليها ما ينطبق على بقية الأراضي التي احتلت عام 1967 وهم يرفضون ويصرون على أن القدس عاصمتهم الموحدة والأبدية. ونحن نصر على أن حدود دولتنا الفلسطينية يجب أن تكون خاضعة للسلطة الفلسطينية لتثبيت معنى السيادة وهم يرفضون.
وقال تلك هي الخطوط الحمر التي لن أوقع على أي اتفاقية بدون تثبيتها. قلت له يومها مازحا «أخشى يا أبا خالد أن تطعن في الظهر ويتم الالتفاف عليكم. يستغلونكم ثم يتخلون عنكم». وهو ما حدث بالضبط بعد شهرين أو ثلاثة من ذلك اللقاء. قام فريق المفاوضات السري في أوسلو بتأجيل الحديث عما سمي «قضايا الوضع النهائي»، وتحدثوا عن السلطة والمعابر وأنواع البطاقات والتنسيق الأمني ووقعوا اتفاقية مذلة، ما زال الشعب الفلسطيني بكامله يدفع ثمنها.
إذن ضم القدس وإلغاء حق العودة حلم إسرائيل الدائم. وبما أن القانون الدولي كان واضحا في النقطتين، فقد عملت إسرائيل بطريقة بطيئة ومحكمة وواضحة على تهويد القدس، وتوسيع النشاط الاستيطاني، خاصة في القدس الشرقية والعمل على إلغاء حق العودة تماما. وأذكر أن إيهود باراك قال أثناء المفاوضات «لن أسمح لفلسطيني واحد أن يرجع في إطار تطبيق حق العودة. قد أسمح لعدد من الفلسطينيين أن يرجعوا لأسباب إنسانية، كجمع شمل العائلات مثلا، ولكن ليس تحت يافطة حق العودة». الآن جاء ترامب وفريقه الذين لا يقيمون أي وزن للقانون الدولي، فاعترفوا بشكل أرعن بأن القدس عاصمة إسرائيل. ولكي يكتمل تنفيذ خطة اليمين الإسرائيلي المتطرف في تدمير أركان القضية الفلسطينية قرر ترامب أن يقطع المساعدات الإنسانية عن اللاجئين، والعمل على تدمير وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، المكلفة بالعناية بخمسة ملايين ونصف المليون لاجئ حسب قرار 302 الصادر عن الجمعية العامة بتاريخ 8 ديسمبر 1949.

حرب على الشعب الفلسطيني

بقرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقطع المعونات عن الأونروا، تكون إدارة دونالد ترامب الأمريكية المتصهينة قد أعلنت الحرب على الشعب الفلسطيني بكافة تشكيلاته – لا فرق بين سلطة أو حزب، فصيل أو منظمة، مجتمع مدني أو لاجئين، مدنيين أو رجال أمن، نساء أو شيوخ. هذه الإدارة الأكثر تطرفا في دعم الكيان منذ الرئيس ترومان، يقف على رأسها الثنائي ترامب وبنس، ويساندهما إحدى عشرة شخصية من غلاة الصهاينة لا يقلون تطرفا عنهما. من بين الدائرة الأقرب إلى الرئيس، إضافة إلى ابنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنير المتطرف دينيا والداعم للمستوطنات، ديفيد فريدمان، سفير هذا التجمع في إسرائيل الذي يرفض أن يستخدم مصطلح «الأرض المحتلة» وجاسن غرينبلات الوسيط الدولي، الذي وضع اللمسات الأخيرة على صفقة العصر أو صفعة العصر.
ومنهم ستيفن ميللر (32 سنة) كبير مستشاريه وأحد المتطرفين الصهاينة، ومنهم ستيفن منوحين، مسؤول الحقيبة المالية، ومنهم مارل إيكان، مستشار للقضايا التنظيمية، ومنهم غاري موهين، رئيس المجلس الاقتصادي، ومنهم بوريس إيبشتاين (34 سنة)، مساعد خاص لترامب مسؤول الاتصالات، ومنهم ستيفن مونخن الذي أشرف على جمع ملايين الدولارات لحملة ترامب الانتخابية، وغيرهم الكثير.
على الفلسطينيين والعرب الشرفاء أن يعرفوا أنهم يتعاملون مع رئيس ووزارة مفصلة على مقاس غلاة الصهاينة والمستوطنين والجماعات الأكثر تطرفا في كراهية العرب والمسلمين في التاريخ المعاصر.
ومن بقي يراوده شك في ذلك فليستمع مرة أخرى لخطاب العنصرية والتطرف والتدين الذي القاه نائب الرئيس، مايكل بنس، أمام الكنيست الإسرائيلي يوم الإثنين الماضي، ليعرف أن الذي كان يتكلم، مقتنع من ناحية عقائدية كأحد الأنجليكيين، الذين يؤمنون بضرورة جمع اليهود في هذه البلاد وطرد غيرهم كي يعود المسيح. لقد كتبنا الكثير عن قرار الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان ودعني أسلط بعض الضوء على قرار تدمير الأونروا.
أهمية الأونروا ماديا ومعنويا تكمن أهمية الأونروا ليس في كونها تقدم الخدمات الصحية والتعليمية للاجئين الفلسطينيين فحسب، بل لأنها تجسد الشاهد الأممي الحي على مأسىاة الشعب الفلسطيني، الذي اقتلع من أرضه ووطنه بغير حق، وتجسد حق العودة وتذكر العالم بأن مأساة اللاجئين ما زالت تنتظر الحل العادل. رئيس وزراء الكيان نتنياهو دعا إلى تفكيك الوكالة، لأن وجودها «يعزز الوهم لدى الفلسطينيين بحق العودة الذي لن يحدث أبدا». ودعا إلى ضم اللاجئين إلى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لخلطهم مع ملايين آخرين، تقتصر قضاياهم على كمية الرز والطحين والخيم بانتظار عودة الهدوء إلى بلادهم لتصبح كل الطرق مفتوحة لعودتهم.
الأونروا تقدم الخدمات في 59 مخيما وتدير 700 مدرسة تحتضن 525000 طالب في غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان. كما تقدم الوكالة الخدمات الصحية من خلال 420 عيادة في دول اللجوء، وبعضها في مناطق مهمة جدا مثل حلب ودمشق وبيروت. كما تقدم الوكالة خدمات طوارئ لمليون ونصف مليون لاجئ، إضافة إلى الخدمات العادية لخمسة ملايين ونصف المليون لاجئ. والوكالة تختلف عن بقية وكالات الأمم المتحدة، فهي أكثر وكالة إنسانية تشغيلية في منظومة الأمم المتحدة، حيث توظف نحو 30000 موظف 98% منهم من الفلسطينيين، من بينهم معلمون وأطباء وممرضون ويبلغ عدد الموظفين الدوليين نحو 200 موظف. والغريب أن ميزانيتها تقوم على التبرعات، وهو ترتيب خبيث من الدول التي كانت تسيطر على الجمعية العامة آنذاك، لتبقى الوكالة عرضة للضغوط متى شاء المتبرعون، خاصة الولايات المتحدة التي كانت أكثر الدول حماسة لإنشائها وصوتت هي وإسرائيل لصالح القرار 302 الذي يأتي على ذكر القرار 194 وحق العودة مرتين.
إذن من المهم أن تستمر الوكالة في تقديم هذه الخدمات ومن المهم أيضا التعويض عن ملايين الدولارات التي أوقفتها الولايات المتحدة. ولهذا الغرض أطلق مؤخرا المفوض العام للأونروا، بيير كرينبول، حملة دولية للتبرعات تحت عنوان «كرامة اللاجئ لا تقدر بثمن». وهدف الحملة جمع مبلغ 500 مليون دولار، بداية من الفلسطينيين في الشتات والقطاع الخاص في دول استقبال اللاجئين الفلسطينيين وبقية الدول الأعضاء في الجمعية العامة، لحثهم على زيادة المساهمة كما فعلت مؤخرا بلجيكا والصين والبرازيل وروسيا. لقد زادت أعباء الأونروا في الآونة الأخيرة بسبب تفاقم حالات الصراع في المنطقة، خاصة في غزة وسوريا، ما أضاف أعباء على الوكالة، خاصة في ميدان حالات الطوارئ لتصل ميزانيتها كل سنتين إلى 1.2 مليار دولار.
ما يضطر الأونروا لأن تطالب بزيادة في المساهمات للتعامل مع الحالات الطارئة.
الفتوى مع أنني لست فقيها في علم الدين والفتاوى وشروطها، وإن كنت قارئا جيدا للإسلام وأدرس الإسلام من الناحية الفكرية والحضارية والتراثية، إلا أنني أستطيع أن أصدر هذه الفتوى من الناحية الإنسانية، حيث أرى مصلحة الجماعة ترتقي فوق مصلحة الفرد: هناك خمسة ملايين ونصف مليون لاجئ فلسطيني، تحاول إدارة ترامب أن تدمرهم وتذلهم وتبعثر حلم العودة لديهم، وتحولهم إلى متسولين أو متطرفين أو جهلة أميين.
لنقف معهم ونلتزم بسد الثغرات في ميزانية الأونروا. إنه نداء موجه للأغنياء الفلسطينيين والعرب، خاصة في الساحة الأمريكية الذين يقدرون بالآلاف، بل إن بعضهم أصبحوا مليارديرات، ولذا أقول بنية صادقة: بدل تأدية سُنة العُمرة، التي هي من النوافل لدى معظم علماء المسلمين، (رغم بعض الاختلافات والاجتهادات) ليتبرع كل فلسطيني أو عربي أو مسلم بتكاليف العمرة لمرة واحدة لميزانية الأونروا، وإذا كان قادرا من الناحية المادية ويود أداء العمرة فليقدم مبلغا مماثلا للأونروا – فالخمسة آلاف دولار التي سيصرفها المعتمر تذهب لميزانية دولة تؤيد ضم إسرائيل للقدس وتتحالف معها، وعلى لسان بنس نفسه. فلتذهب بدل ذلك لدعم صمود اللاجئين وصيانة كرامتهم وحقهم في الحياة الكريمة.

محاضر في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة رتغرز بنيوجرسي

فتوى: تكاليف العمرة تقدم لميزانية الأونروا

د. عبد الحميد صيام

بروفة حية في الكنيست

Posted: 25 Jan 2018 02:13 PM PST

قرار نواب القائمة المشتركة بضرورة التشويش على خطاب نائب الرئيس الأمريكي بينس أمام هيئة الكنيست كان صائبًا، على الرغم مما استجلبه من مواقف منتقدة، أو متحفظة أو ساخرة أو ناصحة، فلقد أوصل المشهد، على قصره وما صاحبه من فوضى، الرسالة وتحول إلى حدث «معطل»، فخلق توازنًا إيجابيًا في جيوب مهمة في الإعلام العالمي، وعكّر حميمية الأجواء، كما أرادوا أن يشاهدها العالم، وترك في مخيّلات المشاهدين تذكارًا على تعقيد الواقع في بلادنا وعلى وجود سرديات تتناقض مع ما عبّر عنه بينس وتحمس له المصفقون.
في المقابل لا يمكن طي ما شاهدناه واحتسابه حدثًا عاديًا أو عابرًا، فقرار رئيس الكنيست بطرد جميع نواب القائمة المشتركة إلى خارج القاعة، هو قرار غير مسبوق في حياة هذه المؤسسة، وسرعة انقضاض حرس الكنيست على النواب مجتمعين بهمجية وكراهية فياضتين، عرّت كمية الحقد الدفين في نفوس ذلك الحرس الذي أنهى مهمته بثوان معدودات، وفي فضاءات عدائية ومسعورة، رافقها صمت أحزاب المعارضة بما فيه النواب من حزب «ميرتس».
لقد شاهدنا ما هو قريب لعملية عسكرية، كان ميدانها هذه المرة قاعة الكنيست، وتجلت فيها، بمجاز شفيف، جميع العناصر لما قد يواجهه المواطنون العرب باسم الديمقراطية وأمام أعين كل العالم وعلى ايقاع تصفيق معظم قادته، وفي طليعتهم قادة أمريكا وحلفائها.
يمكننا اعتبار ما رأيناه بمثابة «البروفا» الناجحة لعمليات مستقبلية يتم فيها طرد مواطنين عرب في ظروف مختمرة و»مواتية»، تستوجبها ضرورة دفاع «الديمقراطية الإسرائيلية» عن نفسها من أعدائها الذين في الداخل.
منذ سنوات ومؤسسات كثيرة ترصد وتائر انهيار «الأسوار الواقية» لسلطة قانون حمت ولو بشكل نسبي ومنقوص حقوق المواطنين العرب الأساسية، وتعايشت بهشاشة مع شرعية نشاطهم السياسي والاجتماعي الجمعي والمؤسساتي، ونحن نشهد منذ سنوات تحولا جذريا في علاقة الدولة ومؤسساتها مع الجماهير العربية، ونواجه تبعات نشوء نظام تستعدي منظومات حكمه خمس مواطنيه، بشكل مؤدلج وممنهج، وتتصرف هذه المنظمات بما ينتجه ذلك الاستعداء وأهمه، مسح شرعية وجود الأقلية بقسماتها الجمعية المكتسبة في العقود الماضية، وإلغاء الشرعية عن المؤسسات القيادية الناشطة بين صفوف هذه الأقلية.
نحن اليوم نخضع لعملية إذابة وجودية تدريجية، ولمحاولات صهر الهوية الجمعية وتفتيتها، من خلال استيعاب أفراد ومؤسسات وقيادات محلية جديدة، وقبول هؤلاء للعيش تحت سقف يهودية الدولة وصهيونيتها، كما يعبر عن ذلك معظم مركبات الحكومة الحالية والأكثرية اليهودية. إنها مرحلة جديدة في حياة الجماهير العربية، وفي حياة الدولة وفيها تنحسر جميع الهوامش ويلاحق بدون هوادة كل صوت لا يتناغم مع نهج السرب المهيمن، وقد نجد في قرار وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان بحق الشاعر والكاتب يوناتان جيفن، دلالة رمزية جديدة عمّا وصلت إليه غطرسة النظام وما هي حدود انتقامه وقمعه.
فمجرد أن تجرأ هذا الشاعر الصهيوني وكتب قصيدة قصيرة في الأسيرة عهد التميمي، وقارنها مع بعض أسماء المناضلات من أجل حرية الإنسان، أصدر الوزير تعليماته لإذاعة الجيش مطالبًا حظر نشر أي قصيدة له أو إجراء مقابلات معه، لأنه يصف «مخربة» بأنها، « تاة جميلة عمرها 17 ربيعًا، أقدمت على فعل «فظيع»، فعندما داهم ضابط إسرائيلي فخور بيتها، صفعته، لقد ولدت الفتاة في هذا الواقع، وفي هذه الصفعة جمعت خمسين سنة من الاحتلال والاذلال، في اليوم الذي سيقصّون قصة النضال، أنت، عهد التميمي، حمراء الشعر، ستكونين مثل داود الذي صفع جوليات، وستكونين في الصف نفسه، مع جان دارك، وحنة سينش وآنا فرانك».
أعرف أنه حدث صغير مقارنة بالملاحقات السياسية للقادة والحركات والمؤسسات العربية، وأنه خربشة خفيفة بالمقارنة مع رزمة القوانين التنينية التي شرعتها الكنيست ضد العرب ومواطنتهم العرجاء، لكنه يبقى، كما قلنا، مؤشرًا على فداحة ما وصلت إليه حالة الحكم ونهم قادته ويعكس، في الوقت ذاته، صورة «المعسكرات» البشرية القائمة في الدولة، فإلى جانب الضحايا العرب قد نجد فئات صغيرة تختلف مع سياسة القمع والحقد والطمس الرائجة، ومن المنطق والضرورة أن نسعى إلى استمالتم وموضعتهم في خنادقنا، فبدونهم نحن أضعف ومهمة ابتلاعنا الناجزة، ستصير أسهل وأقرب. لا يمكن فصل السيرورات السياسية والاجتماعية المتفاعلة في كلا المجتمعين، اليهودي والعربي، فقط لأن الأكثرية اليهودية مرت بعملية كي قيمية وسياسية خطيرة، تحول من جرائها الأفراد إلى مجرد كائنات صنمية فقدت قدرتها على التفكير والاختيار، فصاروا جيشًا محرضًا على العرب لكونهم عربًا وحسب؛ فعلى الرغم من هذا الواقع ما زالت هنالك تناقضات واضحة داخل المجموعات السكانية اليهودية المختلفة والى جانبها قد نجد، في الهوامش، بعض المصالح المشتركة مع قسم منهم، ونتوصل إلى مواقف وقيم متشابهة لأنها تستشرف المستقبل المنشود ذاته عندنا وعندهم على حد سواء.
لن ننجو من سوء ما ينتظرنا، اذا تخلينا عن واجبنا بإيجاد هؤلاء الحلفاء، ففي الماضي نصحنا ببذل كل المحاولات للوصول إلى تلك الجيوب التي تتعارض قيمها ومواقفها ومصالحها مع السياسات السائدة في أوساط الأحزاب السياسية، التي تتبعها أكثرية المجتمع اليهودي، ومهما كانت تلك الأصوات خافتة أو شاذة أو نادرة، علينا جذبها الينا والتحالف معها، فيونتان جيفن كتب ما كتب، رغم تاريخه الصهيوني، ومثله فعل في الماضي عديدون من الأدباء والشعراء والفنانين والأكاديميين، ومعهم وقف بعض السياسيين الذين خرجوا من قوالبهم، لكننا لم نبحث عنهم، وعن كيف من الممكن «التجبهن» معهم، بل تركناهم على أرصفة الوحدة والعثار، فسكتوا وضعفنا.
لقد حرم قرار رفع نسبة الحسم في الانتخابات السابقة معظم الأحزاب والحركات العربية من ممارسة حرياتها الفكرية، وأجبرها، في لحظة اندهاش سياسية، على إقامة القائمة المشتركة، التي ولدت عمليًا في ظروف غير مختمرة، وبقيت حتى ساعتنا تتصرف كـ»ابنة السبعة» غير مكتملة البلوغ والنضوج.
كانت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة أول الأحزاب التي جمدت مشاريعها السياسية الكبرى من أجل إنجاح إقامة القائمة المشتركة، وقد رافق ذلك تنازلها عن مبادرات متقدمة لإقامة تحالفات واسعة مع فئات وشخصيات يهودية وصهيونية، عبّرت في حينه عن استعدادها للالتحاق بصفوف الجبهة، بهدف إقامة جسم عربي يهودي مختلط سيحاول الوقوف في وجه قوى اليمين المستوحشة والمتنامية.
كان موقف الجبهة مبررًا، فالسياسة أولويات، والوحدة المفروضة، كما أتاحتها تداعيات المرحلة بين مركبات المشتركة، كانت مطلب الساعة وضرورة وجودية، على الأقل لبعض تلك المركبات، فحتّمت على الجميع تبني التجربة وخوضها والعدول عن بدائل حزبية فردية.
ما زالت تجربة القائمة المشتركة فجة، وهي تواجه في هذه الايام أزمة كشفتها مشكلة التناوب والمحاصصات، لكنها بنظري أعمق من هذه الجزئية وأخطر، وبما أننا لا نعرف كيف ستنتهي هذه الأزمة وما سيكون في الانتخابات المقبلة، وبما أن الاتفاق بين مركبات القائمة على مبدأ التحالف مع القوى اليهودية والصهيونية حول مسائل عينية، سيبقى موضوعًا مبدئيًا خلافيًا، وبما ان الجبهة ما زالت مقيدة بتصرفها منفردة في هذه المسألة، وبما أن هنالك خلافات جوهرية وعوائق بنيوية تمنع مجابهة قضايا مصيرية أخرى يعاني منها مجتمعنا، مثل العنف المستشري ومكانة المرأة، والاعتداءات على الحيزات العامة، وطريقة التعامل مع مؤسسات الدولة وغيرها، لا يمكننا ان نستبشر بتغيير أحوالنا ولا بوجود أمل جدي بالتصدي لما يحدق في مصائرنا من مخاطر حقيقية وجودية. هنالك من يفترض أن بقاء القائمة المشتركة هو خيار حتمي ومصيري، والبعض يقترح تطوير التجربة عن طريق اسنادها بتوافقات سياسية فكرية تساهم بتمتينها وتسهيل عملها المثمر في المستقبل، أما انا فلا اتصور أن هذا الامر ممكنا، لأن الاختلافات العقائدية بين مركباتها جذرية وأساسية، ولا يمكن التجسير بينها أو إلغاؤها.
على جميع الأحوال فستبدي لنا الايام ما نجهله، والى ان يتم ذلك أذكر بفكرة تشكيل مجلس طوارئ قطري، يتابع، بالتوازي وليس كبديل لأي مؤسسة قائمة، بعض هذه القضايا التي لم تنل عناية جوهرية مؤثرة.
ترمي الفكرة إلى إقامة جسم من خمسين شخصية اعتبارية تمثل قطاعات واسعة من الشعب (الرقم مجرد اقتراح يمكن تغييره حسب الحاجة والاتفاق) ولا يعتمد الانتماءات الحزبية الرسمية شرطًا للعضوية. يتمتع هذا المجلس بحرية العمل من غير روابط حزبية مقيدة، أو مصالح شخصية ضيقة، مما سيتيح لاعضائه إمكانية ابتكار وسائل عمل جديدة واساليب مستحدثة وطرق ابواب لم تطرق، وتعد كلها كمقترحات تعرض أولا على المؤسسات القيادية ومن ثم على الناس. إنها مجرد فكرة أولية ما زالت بحاجة الى تفكيك ودراسة وإعداد، واعرف انها قد تروق للبعض وقد يعترض عليها آخرون ، لكننا في زمن المخاطر الكبرى ولأننا فيه فنحن بحاجة الى خوض غمار المستحيل وتجريب ما قد يسهم ويفيد، فطوبى لمن يسعى ويحاول وفي قناديلنا ما زال بعض من زيت.

كاتب فلسطيني

بروفة حية في الكنيست

جواد بولس

الذكرى العاشرة لرحيل الدكتور جورج حبش

Posted: 25 Jan 2018 02:13 PM PST

تحل الذكرى العاشره لرحيل شريك العمر ورفيق الدرب النضالي الطويل والشاق، إنه الحكيم الدكتور جورج حبش فقيدنا الغالي وفقيد الوطن الغائب الحاضر بين أهله وفي وجدان شعبه. وإنني ولغاية اليوم أرفض فكرة الرحيل، كيف يرحل من يعيش بيننا ويسكن قلوبنا ويحتل وجداننا ويشغل مخيلتنا، كيف يرحل من ترك كل هذا الإرث النضالي الكبير، الذي أثرى به تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة، وترك بصمة للاجيال فهو يتجسد كل يوم في المواجهات اليومية لشعبنا مع العدو الصهيوني. نفتقده في هذا الزمن الرديء ونحن أحوج ما نكون لحكمته ومشورته وإنسانيته، ولكل ما يمثله من قيّم ومبادئ وتفان وعطاء وإنكار الذات.
أراه في القدس وفي جنين والخليل وفي غزة، وفي كل شبر من فلسطين، أراه من خلال شباب الانتفاضة المجيدة وشاباتها وأطفال فلسطين وشيوخها، يحثهم على المقاومة، ويشد أزرهم ويتدفق حماسا ليعيش الأمل الذي تحقق له من خلال الاشتباك اليومي لشعبنا وهو يتصدى لجيش الاحتلال المدجج بالسلاح بصدور عارية سلاحهم الإرادة الحديدية والإصرار على المقاومة. هذا الداء الذي ابتلينا به منذ الطفوله، داء مزمن لكنه ليس عصيا على الحل، فشعبنا قادر على اقتلاعه من الجذور. من رأى الفتاه الجميلة الشقراء المناضلة عهد التميمي وهي تصفع الجندي الصهيوني بكل قوه وعنفوان، يستطيع أن يدرك أن هذا الشعب ما زال قادرا على التضحية والعطاء، وقادرا على أن يوجه الصفعة تلو الصفعة للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية الصهيونية. ومن المدهش حقا أن الجندي الذي صفعته عهد صمت صمت القبور من هول الصدمة.. هذه الفدائية الثائرة على القهر والظلم، التي ابتكرت أسلوبا جديدا للمقاومة الشعبية، أربكت جنرالات العدو الصهيوني بقدر ما أربكهم صمت الجندي الذي صُفع. لقد نقلت مصادر الصحافة الإسرائيلية بنفسها القول الآتي «من المفارقة أن نتبين أنه بعد الحجارة والسكاكين والزجاجات الحارقة والعبوات الناسفة فإن السلاح الأقوى لدى الفلسطينيين هو فتاة داهية ابنة الـ16 عاما».
إنها جان دارك فلسطين، أيقونة تستحق منا كل التقدير والاحترام والدعم المعنوي. أوجه لها تحيه إكبار وإجلال، وللأب الفاضل المناضل الذي يدافع عن ابنته بكل شموخ وكبرياء، وللأم المناضلة التي أرضعت أبناءها حليب الانتماء للوطن والدفاع المستميت عن الأرض وعن الهوية الفلسطينية، وعن حقنا التاريخي بهذه الأرض المقدسة. وكذلك أحيي جميع المناضلين الشرفاء الصامدين في وجه أعتى القوى المعادية للإنسانية والرحمة لجميع الشهداء الأبرار.
أما «صفقة القرن» التي ابتدعها ترامب وقراراته الجائرة بأن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، فعليه أن يقرأ تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، وأقول له إنني ابنة القدس، عشت تداعيات النكبة عام 1948، كنا ننام ونصحو على أزير الرصاص، ودوي الانفجارات ما زال يطن في أذني، والاشتباكات بباب العامود بين الجيش الإسرائيلي والمناضلين الفلسطينيين، وهم يحاولون التسلل عبر الأسلاك الشائكة التي كانت تفصل القدس الشرقية عن القدس الغربية، يحاولون العودة إلى ديارهم التي هُجّروا منها، ومشهد الجنود الصهاينة وهم يعتلون أسوار المدينة المقدسة ويطلقون النار على المدنيين العزل عشوائيا.
لقد مارست إسرائيل التطهير العرقي، واقتلعت شعباً بأكمله من جذوره، واحتلت 78% من فلسطين التاريخية عام 1948. كل ذلك حصل أمام مرأى ومسمع العالم بأسره، وأن الانحياز الأعمى لإسرائيل الذي تمارسه أمريكا لن يجدي نفعا، لأن فلسطين لها أهلها وشعبها، ولن نفرّط بذرة تراب من أرضها، وأن قوافل الشهداء الأبرياء لن تتوقف دفاعا عن حقنا في الوجود فوق تراب وطننا. وأن الجيل الصاعد الذي يقف في وجه إسرائيل هم من الشباب الواعي المثقف الذي يؤمن بعدالة قضيته ويريد أن يخلع شوكه بيده مهما طال الزمن.
أمام هذا المشهد الدامي على الساحتين الفلسطينية والعربية جاءت قرارات ترامب لتصب الزيت على النار، تصريحات غير مسؤولة ومستفزة. إن الاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل لن يتحقق إلا على جثث مناضلينا، وإن القدس عربية رغما عن أنفه، ونحن ابناء القدس قد وطأت أقدامنا ثراها منذ الطفوله قبل أن تدنسها أقدام الغزاه الصهاينة. في خضم هذه الأحداث الخطيره دعت السلطة في رام الله إلى اجتماع المجلس المركزي، بدون الإخوة في حماس والجهاد، مع أنهم في اشتباك متواصل مع العدو، وخاضوا العديد من الحروب مع الكيان الصهيوني، وقدموا آلاف الشهداء، وفُرض عليهم حصار مُحكم دفع شعبنا ثمنا باهظا له. وما زال يعاني من قطع الكهرباء وتلوث المياه والبطالة والفقر المدقع وشح الموارد الغذائية وتدمير البنية التحتية، إضافة إلى آلاف البيوت التي دمرت. كل ذلك والقيادة الفلسطينية تقف موقف المتفرج على معاناه الناس، ما يعمق الانقسام ويزيد الأحقاد، والمستفيد الوحيد هو العدو الصهيوني.
وفي ظل هذا الوضع المأساوي جاءت قرارات المجلس المركزي دون المستوى المطلوب، ولم ترتق الى طموحات شعبنا وتضحياته الجسيمة، بدلا من العمل على تجسير الهوة التي تفصل بين السلطة وحماس، والتأكيد على الوحدة الوطنية في مواجهة هذه الظروف الخطرة والمعقدة، وتشكيل قيادة موحدة لحماية الانتفاضة ومساندتها وتطويرها ودعمها ماديا ومعنويا وإعلاميا، والعمل على حماية المناضلين والحرص على حياتهم. وهذا يتطلب أن تعلن القيادة الفلسطينية بكل حزم ووضوح وقف التنسيق الأمني والتحرر من جميع القيود والاتفاقيات السياسية والاقتصادية المجحفة والمذلة بحق شعبنا، التي تنص على حماية إسرائيل وأمنها أولا وآخرا، والتي يتم تطبيقها من طرف واحد والخروج من مستنقع أوسلو. كان على المجلس أن يقف وقفة نقد وتحليل لكل ما نتج عن أخطاء القيادة التي أعلنت عن فشلها بعد 24 عاما من توقيع الاتفاقيات المشؤومة، التي انعكست سلبا على شعبنا وأوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم. عندما تتحدث السلطة عن دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران، ما هي حدود الدولة وما هي مساحتها بعد التوغل الاستيطاني الذي ابتلع مساحات شاسعة من القدس والضفه الغربية.
800 ألف مستوطن يقبعون فوق صدورنا، ماذا بقي من مساحة الضفة الغربية بعد التمدد الاستيطاني والكتل الاستيطانية التي تطوق جميع المدن الفلسطينية وجدار الفصل العنصري الذي ابتلع أكثر من 10% من مساحة الضفة، وفصل أكثر من 65 ألف مواطن عن محيطهم، وإقامة الحواجز، وإغلاق الطرق وشق الطرق الالتفافية وابتلاع أكثر من 45% من مساحة الضفه الغربية؟ اين ستقام تلك الدولة العتيدة التي يطالبون بها؟ هل هناك عصا سحرية للحل؟
في كتاب «التجربة النضالية الفلسطينية حوار مع الدكتور جورج حبش» مؤسسة الدراسات الفلسطينية يقول الحكيم: « منذ البداية برز نهجان في النظرة إلى الانتفاضة، النهج الأول مثلته القيادة المتنفذة في م. ت. ف وكان يدفع في اتجاه السيطرة على الانتفاضة والتعامل معها بصورة استخدامية متسرعه بدلا من الارتقاء بها وإسنادها بكل الطاقات. النهج الثاني الذي حملت رايته الجبهة الشعبية كان يدفع في اتجاه اطلاق ابداعات الانتفاضة، إلى أبعد حد، واعتبار إسنادها بمقومات الصمود ماديا وسياسيا وإعلاميا مهمة أولى، مع ضرورة إعطاء قيادتها الوطنية، الحرية في إدارة الصراع وفق معطيات الواقع. والأهم حمايتها سياسيا وعدم تبديد إنجازاتها. إنني اعتبر النهج الاول وتفرده هو الذي أدى بالانتفاضة إلى أن تصبح ورقة مساومة على طاولة المفاوضات في اوسلو. في الواقع أن خيار أوسلو بعدما بدد إنجازات مرحلة الكفاح المسلح، بدد أيضا إنجازات الانتفاضة في الوطن المحتل، بل إن وقف الانتفاضة كان شرطا إسرائيليا للموافقه على اتفاق أوسلو. لا يمكن فهم الانتفاضة وإدراك دروسها إلا من خلال رؤيتها كعملية تاريخية، أي باعتبارها تتويجا لتراكم نضالات الشعب الفلسطيني.. إنها استمرار إبداعي لكفاح شعبنا المستمر منذ العشرينيات والثلاثينيات والاربعينيات… إلى حين هذه اللحظة، وإنني أرى فيها أهداف وآمال عشرات الآلاف من الشهداء الذين سقطوا خلال عقود النضال الطويلة. ارى فيها محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير والشيخ عز الدين القسام وعبد القادر الحسيني وغسان كنفاني وخالد نزال وأبوجهاد ووديع حداد والشيخ أحمد ياسين ويحيى عياش وجميع الشهداء الابرار». بقدر ما كان قاسيا غيابك يا حكيم بقدر ما تتوهج ذكراك وحضورك في وجدان شعبك عاما بعد عام. لقد استحق الحكيم لقب ضمير الثورة عن جدارة وبامتياز لأنه كان الحارس الأمين على مكتسباتها ولم يفرط يوما بالثوابت الوطنية وبحقوق الشعب الفلسطيني وبالعودة إلى وطنه وإقامة دولته الحرة المستقله فوق تراب وطنه الغالي فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر.
تحية إكبار وإجلال إلى روح الحكيم النقية الثائرة وإلى جميع شهداء الثورة الفلسطينية الأبرار. كما أوجه تحية اعتزاز واجلال إلى جميع الأسرى والمعتقلين الأبطال في سجون الاحتلال الإسرائيلي البغيض. وإن الفجر آت لا محالة

أرملة المناضل جورج حبش

الذكرى العاشرة لرحيل الدكتور جورج حبش

هيلدا حبش

التدخل التركي في عفرين وباروميتر الأعراق والطوائف

Posted: 25 Jan 2018 02:13 PM PST

توفي نور الدين زنكي في القرن السادس الهجري (الثاني عشر الميلادي)، واعتادت المناهج العربية أن تقدمه ضمن ترسانة أبطالها التاريخيين لدوره الكبير في التصدي للحملات الصليبية، ولكن صورة القائد والسياسي السلجوقي التركي مهددة لدى جمهورها التقليدي القديم في مدارس الدول العربية، لأن تنظيما صغيرا انطلق من ريف حلب قرر أن يستعير اسم القائد التاريخي ليطلقه على مقاتليه، الذين وصفوا أنفسهم بالحركة، وبذلك سيصبح تراث الرجل الذي يرتاح في قبره منذ قرون، عنواناً لصراع جديد ينطلق في المنطقة التي أرهقتها الحرب المستمرة لتتم السبع العجاف في هذا العام.
تدخل تركيا على خط عفرين لا بنور الدين زنكي وحده، فمعه أيضاً لوائي السلطان محمد الفاتح والسلطان مراد، وكأن ثقباً أسود يلقي بحممه المقبلة من أعماق التاريخ لتحرق المستقبل.
ومع أن تركيا تعرف حدود اللعبة التي تجري ضمنها عمليتها العسكرية الواسعة في عفرين، وقدمت لأجلها ثمناً مناسباً للسوريين من خلال الوكيل أو الكفيل الروسي، ولكن لا أحد يفكر في المخاطر المحتملة والحصاد الذي ستخلفه البذور المسمومة التي تبذرها أطراف الصراع في سوريا، فالتوافق على ضرب الأكراد في الشمال السوري، مقابل تخفيف الضغوطات في محيط أدلب سيخلق مسألة تركمانية في سوريا، تنضاف إلى قائمة الرعب الطائفي والعرقي القائمة أصلاً، وبالطبع، سيبقى التركمان بعد التورط في ثأر تاريخي جديد مع الأكراد، تحت ضغط البحث عن تحالفات ستتوزع بين السنة والعلويين في هذه المنطقة المعقدة.
تبدو دمشق مرتاحة لتكفل الأتراك برفع الحرج الذي قد يرافق أية خطوات لاحتواء الأكراد المنتعشين بانتصاراتهم على تنظيم «داعش»، في وقت سابق من مسلسل الحرب الطويلة في سوريا، والدعم الذي يلقونه من الأمريكيين، والتصريحات السورية التي تحدثت عن السيادة، تصب في خانة البروتوكول والأدبيات السياسية، ويصعب تحويلها إلى مواقف فعلية تجاه التدخل التركي الذي لم يكن بالطبع بدون تفاهم مع الروس، الذين وجدوا أنفسهم بحاجة إلى معركة جديدة بعد الضربة المحرجة بطائرات بدائية لقاعدتهم في حميميم، وإذا كان على أحد أن يدخل في حرب شوارع ومغامرات التورط مع تكتيكات حرب العصابات المكلفة، فالأتراك يمتلكون المبرر الذي يمكن أن يقدموه في أنقرة وإسطنبول، ولديهم رصيد من التعصب لقوميتهم ومشروعهم الوطني يمكن أن يغطي خسائرهم الميدانية في سوريا.
يتعمد الأتراك أن يحدثوا بصورة مستمرة عداد خسائرهم البشرية، وأن يبقوه مقبولاً للرأي العام لديهم، وفي المقابل يركزون على الخسائر الفادحة التي يلحقونها بالأكراد والقوات الأخرى المتواجدة في عفرين، ولا يشمل التقرير التركي الخسائر التي تلحق بالألوية والفيالق والجيوش والحركات الزاحفة من بطن التاريخ، التي تتشكل من السوريين التركمان، وبذلك تتجنب الحديث عن عشرات القتلى في صفوفها، لتبقي العدد دون عشرة جنود نظاميين اشتركوا في العملية التركية الحذرة في عفرين.
مبدئياً، ستتمكن تركيا من تحقيق انتصار سريع لتضعه على الطاولة، ليبرر مشاركتها في الحل السياسي الذي يبدو أنه أصبح الطريق الوحيد المفتوح في وسط الضباب الكثيف في شمال سوريا، وستحاول الحصول على حصة مناسبة من المكتسبات التي تحافظ على صورتها في الإقليم، وتجعلها تحتفظ بزخمها فيه، بعد أن تواضعت عن حلمها القيادي الواسع الذي واجهته جبهات متسعة ومعقدة، خاصة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة صيف 2016، ولكن كل ذلك يبقى ذا قيمة في المدى القريب فقط، لأنه يحمل داخله مشكلات جوهرية في المدى المتوسط والبعيد، ويعمق أزمة تركيا التي لن تنحصر في علاقاتها مع جيرانها، ولكنها ستترافق مع احتمالات الارتداد للداخل التركي، بعد أن تمكن أردوغان خلال عقد من الزمان من تحييد التوتر مع الأكراد وتهدئة قروحه الديموغرافية والثقافية إلى حد بعيد. تلاعب الأمريكيون بالأكراد في العراق وبعد ذلك في سوريا، فالدعم الأمريكي يبقى دائماً ضمن سقف إدراكهم لضرورة التحالف التاريخي مع الأتراك، بوصفهم الدولة التي بقيت متأهبة لحماية شرق المتوسط من المد الشيوعي لعقود طويلة، وما زالت مرشحة أيضاً لأدوار مستقبلية مع تراجع جدوى الورقة الباكستانية، التي كانت تخدم الأمريكيين تقليدياً على محوري آسيا والشرق الأوسط. يسعى الفاعل السياسي الكردي للحصول على شعبية في أوساطه الشعبية، ويتجاهل من أجل ذلك قراءة التوجهات الأمريكية الحقيقية، ويستغرق في الرومانسية السياسية التي تدفع لتصديق الوعود الأمريكية، خاصة عندما تترافق بالكلام المعسول عن الحرية وتقرير المصير، أمر يتحمله الأكراد الذين يتعاملون مع سياسة المنطقة، والذين يتعامون أو يتجاهلون حقيقة وجود توافق دولي مكرس على عدم تمكينهم من وطن قومي على الأقل في المدى المنظور.
دخلت تركيا لتزاحم إيران في سوريا، والإيرانيون يبدون إحباطهم من هذه الوضعية تلميحاً وتصريحاً، ولا يغير ذلك من حقيقة أن تركيا لا يمكن إزاحتها عن مستقبل الإعمار في سوريا لأسباب جغرافية وديموغرافية واستراتيجية، فالأتراك يملكون مقارنة ببقية الدول المتنافسة على مستوى الإقليم، ميزة تنافسية تتمثل في توافر البنية التحتية والاقتصادية التي تمكنهم من الاستحواذ على حصة كبيرة من الكعكة السورية، بينما تبدو دول مثل ايران ومصر مستغرقة في مشاكلها المحلية، ولا تمتلك شيئاً لتقدمه في مشروع بضخامة اعادة إعمار سوريا. تصاعد الحديث عن إعادة الإعمار يؤشر إلى أن الجميع يبحث عن بوابات الخروج المتاحة، ويفكر في ترتيبات ما بعد هذه الحرب الطويلة والعنيفة التي شهدتها المنطقة، وأشد لحظات الليل عتمة هي تلك التي تسبق الفجر، والبعض سيجد نفسه مضطراً للقتال بشراسة غير مسبوقة وظهره للحائط، بينما سيبحث آخرون عن أهداف انتقامية، وكل هذه المعطيات يجب أن تحضر في ذهنية القائمين على المرحلة الأخيرة من الأزمة السورية، إذا كانوا يمتلكون النية لاجتثاث التوتر من سوريا. كان الحديث عن تقسيم العراق أعلى نبرة من كل الأحاديث التي تداولتها القوى الدولية عن تقسيم سوريا، والخروج من فخ التقسيم يمكن أن يعتبر خطوة جيدة لمستقبل الإقليم، الذي لا يتحمل إعادة هندسة جذرية كالتي كان يدور الحديث حولها مع مشروع الشرق الأوسط الجديد، ولكن يجب الانتباه إلى أن الملفات التي فتحت بكل التفاصيل التي تسكنها الشياطين، لن تغلق بين يوم وليلة، وأن جزءاً من الميراث المرير الذي شهدته سوريا يمتد لمجزرتي الطلبة العلويين في مدرسة المدفعية بحلب 1979 ومجازر حماة 1981 و1982، وربما لتواريخ سابقة بتتبع باروميتر التوتر الطائفي منذ 1860 بمجازره الكبرى ضد المسيحيين، والحل يكمن في دولة ديمقراطية تقوم على أساس المواطنة والتساوي في الحقوق والواجبات، وهو المشروع الذي تحتاجه سوريا ومعها تقريباً معظم الدول العربية.

كاتب أردني

التدخل التركي في عفرين وباروميتر الأعراق والطوائف

سامح المحاريق

منطق القوة المتغطرسة وصناعة الرأي العام

Posted: 25 Jan 2018 02:12 PM PST

يُمكن أن يتحول الإعلام إلى أداة لتفريغ المواطن من الداخل، وإعادة صياغة تطلعاته، وفق أجندات يُتفقُ عليها مُسبقا، فداخل المجتمع الأمريكي يحرص الإعلام بجميع أشكاله في جعل صورة فلسطين صورة مختزلة إلى حد كبير وبلا ملامح، في المقابل يتم إظهار إسرائيل كبلد محاصر بالأعداء من كل الجوانب، وضحية تثير التعاطف يعاديها العرب لأنهم معادون للسامية.
وهذا الجهد الإعلامي المزيف للحقائق حدث أيضا عندما تجاهلت الولايات المتحدة وبريطانيا احتجاج الجماهير في أكثر من بلد غربي رفضا للحرب على العراق، ولم تلتفتا لقرارات مجلس الأمن الذي أعطى مهلة للمفتشين الدوليين للبحث عن أسلحة الدمار الشامل. وتم غزو العراق استنادا إلى مبررات ثبُت فيما بعد أنها كاذبة ومُلفقة ولا أساس لها من الصحة. وتلك كانت مغامرة عدوانية مجنونة قام بها توني بلير وبوش الابن، فعن أي قيم ديمقراطية يمكن أن تتحدث بريطانيا وأمريكا؟
والعداء السافر والتدخل في شؤون الدول حدث ويحدث باسم القيم الأمريكية، لقد قالها بوش إننا سوف نقاتل لأجل نصرة الخير مقابل الشر، وإننا سوف ننشر القيم الديمقراطية، القيم الأمريكية في كل أنحاء العالم. بهذا المعنى وقع ما وقع، وفي الحقيقة لا يمكن أن نتحدث سوى عن ديمقراطية بترولية مرجعيتها الدولار والسوق والهيمنة عند غياب القيم الأخلاقية الانسانية العليا، كمرجعية نهائية يحتكم إليها الجميع.
لم تهتم الولايات المتحدة يوما بالشعوب، بل حرصت على دعم الحكومات الديكتاتورية وضمان بقائها في السلطة ضد تطلعات شعوبها. والمبدأ الأكثر شمولا هو إذا لم تخدم منظمة دولية مصالح السياسة الأمريكية، فهناك سبب ضئيل للسماح لها بالحياة، والشأن ذاته مع الأنظمة في الدول ذات السيادة، وعقيدة الدولة المارقة مازالت سارية المفعول، سواء تولى الديمقراطيون الحكم أو عاد الجمهوريون إلى البيت الأبيض. وهو المعطى الذي جعل الولايات المتحدة تعمل على إنهاء المشروع المادي والفكري لأي دولة عربية قابلة للنمو والتطور، وقادرة على الاصطفاف مقابل إسرائيل، ما يُفسر أعمالها التخريبية لدول الطوق التي تُحيط بالكيان الصهيوني، دمرت العراق البلد القوي بموارده وطاقاته البشرية عن طريق العقوبات الاقتصادية، ومن ثمة التدخل العسكري المباشر. ثم جاء دور سوريا وحدث ما حدث. وأحلت أنظمة عميلة تتناغم والرغبة الصهيونية في القضاء على أعدائها، من حاصل رغبة أمريكية اسرائيلية مشتركة في تغيير خريطة الشرق الأوسط، بحيث تُتاحُ لأمريكا السيطرة المباشرة على أكبر احتياطات النفط في المنطقة، وتكسب اسرائيل مقومات السيطرة والقوة، ومثل هذه الرغبة عبر عنها ترامب في أكثر من تصريح إعلامي قبل توليه الحكم وأيضا بعد وصوله إلى البيت الأبيض.
ثمة ركيزتان أساسيتان للسياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط، أولها ضمان أمن اسرائيل وتفوقها العسكري وهو ما يبرر كل ما تقوم به الولايات المتحدة سياسيا وعسكريا ودبلوماسيا في الهيئات الأممية منذ عقود، وازداد اتضاحا هذه الأيام ضمن معركة القدس. وثانيها أن تضمن واشنطن لنفسها تدفق النفط من منطقة الخليج، وتحديدا من المملكة العربية السعودية. ولكن ما حدث في الجمعية العامة أياما خلت جدير بأن يُثبت للقادة السياسيين في الكيان الصهيوني أن خرق القانون الدولي وتجاوز قرارات الأمم المتحدة لم يعد في متناول اسرائيل وظهيرها الأمريكي ، فأغلب دول العالم لم تسمح لدولة مارقة دفعت باتجاه فرض كيان وظيفي بالقوة أن تختار له العاصمة التي تريد. وبالمحصلة النهائية لا يمكن للقوة والعسكرة والاخضاع أن تدوم، وهي استراتيجية عقيمة لا تخلف سوى الدمار وتزرع بذور الحقد والكراهية لأجيال.

كاتب تونسي

منطق القوة المتغطرسة وصناعة الرأي العام

لطفي العبيدي

الخطاب الرئاسي يكشف أزمة القيم في أمريكا

Posted: 25 Jan 2018 02:12 PM PST

يمثل الخطاب في البلاغة القديمة أداة من أدوات التأثير على الجماهير، إذ كان ينبغي للخطيب أن يمتلك ناصية مع الحرص على إعادة موضعة أدوات التأثير مع تقدم الزمن، غير أن العصر الحديث ما انفك يشهد تحولاً في تكوين الوعي الجماهيري، من خلال اللجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي شكلت قاعدة جديدة، يخاطب فيها بعض المسؤولين الجماهير مباشرة، بمعزل عن وسائط التواصل التقليدي، علاوة على توفر منصات تتيح الخطاب ضمن مدى واسع، يعاد إنتاج، وتوزيعه.
ولعل المطلع على تغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة، وخطابه عامة، سيلحظ بأن مكوناته الخطابية تستند إلى آلية إنتاج قائمة على مسلكين، أو سياستين: الأولى خارجية، تتصل بمحور الاختيار لمستوى المفردات التي يلجأ إليها الرئيس في خطابه الموجه للداخل الأمريكي أولاً، والعالم الخارجي ثانياً، وهي مفردات تبدو وليدة بيئة لا تتصل بأي صيغة دبلوماسية، فهي تتكئ على مفردات تجنح إلى تدن واضح في كيفية التعبير عن الأفكار، من منطلق أن اللغة المستعملة تنطوي على الكثير من الاحتقار للآخر، ومع أن الموجهات الأيديولوجية ينبغي أن تكون واضحة في الخطاب، حيث يمكن التعبير عنها عبر تعديل المستوى اللغوي، كي يكون أكثر ملاءمة، غير أن خطاب الرئاسة ممثلاً بتغريدات الرئيس ترامب، التي بدأت تشغل العالم، تبدو أقرب إلى تشكيل نسقي يهدف إلى تحقيق الصدمة، فلغته لغة كراهية، واستعلاء عنصري، فضلاً عن كونها لا تعكس وعياً بتداعياتها، ولكن الأهم من ذلك أنها لغة تنطوي على الكثير من التهديد، وهذا يتأتى من منطلق الإحساس بأن منتج هذه اللغة تتمثل قوته، وبأنه قادر على توجيه الشتائم لمن يريد، وتهديد الآخرين، بل واحتقارهم، فلا جرم ـ إذن- أن تظهر الكثير من التحليلات التي تحاول أن تعكس جانباً من جوانب هذا الخطاب المضطرب، والشخصية الكامنة خلفه، ما حفّز عددا من المؤلفين لنقد هذا السلوك، كما في الكتاب الصادر حديثا بعنوان «النار والغضب في البيت الأبيض».
لا ريب في أن القيمة المنوطة بتحليل مفردات ترامب، الهدف منها يتجاوز توصيف توجه بلاغي، كون هذا الأمر يمكن أن نتوسله بأبسط طرق الملاحظة، ومستويات التحليل البلاغي، ولكن الأهم من ذلك ما ينطوي عليه الخطاب من تداعيات، ومضمرات لاشعورية، فضلاً عن توليده أزمات كامنة في الوعي الجديد، الذي بدأت الولايات المتحدة تنتهجه، بوصف هذا السلوك مناقضاً لفلسفة، أو مبادئ دولة، نهضت أسسها على منظومة قيمية عميقة، أنتجتها المؤسسة الأمريكية لا الأفراد، وهو ما يحيلنا إلى المستوى الثاني من التحليل، حيث بدأت أمريكا تتحلل من بعض الاتفاقيات الدولية على مستوى الممارسة.
لا شك في أن المنظومة الأمريكية التي كانت تشكل قاعدة للسياسة الخارجية الأمريكية التي يحكم سلوكياتها من مسوغات تحقيق قيم، ومبادئ معينة، منها حفظ الأمن والسلم الدوليين، بالإضافة إلى المحافظة على حقوق الإنسان، كما البيئة، بالإضافة إلى تحقيق التنمية، ودعم الثقافة، والفنون، وغير ذلك، التي تقوم فلسفياً على إعلان الاستقلال التاريخي، الذي كتبه توماس جيفرسون، ويعد من أبرز ثوابت السياسة الأمريكية، بالإضافة إلى كونه المرجعية الرئيسة، أو الحافظة للقيم التي نهضت عليها الولايات المتحدة، ولعل أهمها الجملة الثانية التي تتصل بحقوق الإنسان وكرامته، فضلاً عن حق الثورة، ونبذ القيم الاستعمارية، ومنها على سبيل المثال «أن جميع البشر خلقوا متساويين»، فهذه الجملة وضعت كي تعيد تقديم الحرية في مواجهة الإمبراطوريات الاستعمارية التقليدية، من منطلق أن الولايات المتحدة كانت تمثل أكبر المستعمرات البريطانية.
ربما يرى البعض أن أمريكا لم تكن في يوم من الأيام دولة قيمية بامتياز، لكونها غير محايدة في بعض سياساتها، وتحديداً تجاه القضية الفلسطينية، ولكنها مع ذلك، كانت أقرب إلى الامتثال للحد الأدنى من القيم التي نشأت عليها، وتأسست للدفاع عنها، وهذا ربما يجعل من الولايات المتحدة تشكيلاً جدلياً، فنحن لا يمكن أن نراه بوصفها شيئا متجانساً، ومطلقاً، فهي رائدة العلوم والثقافة والفنون والآداب، وهي أيضاً رائدة الاحتلال والغزو والانحياز اللاأخلاقي لدولة الكيان الصهيوني، بيد أن الأمر على عهد ترامب، قد اتخذ وضعية جديدة، ما يستدعي رؤية هذا الجانب ثقافياً، وهذا يلخص بتوصيف الأزمة القيمية التي بدأت تعاني منها الولايات المتحدة على يد ترامب، ولو على المستوى اللغوي وانعكاساته، وما لم تسارع المؤسسة الأمريكية بالتدخل، فإن أمريكا بوصفها دولة حضارية ستكون معرضة للانهيار، كون منظومتها القيمية قد أصابها العطب الذي سوف ينتقل من المستوى اللغوي إلى الممارسة الثقافية، والأهم إلى البعد السياسي.
لا شك في أن لغة ترامب، أو قراراته لا تعكس أمريكا المتعددة المستويات، ولكن والواقع، يقول غير ذلك، فخطاب الرئيس يعدّ الموجه للسياسة، والوجه الذي نعاين فيه صوت أمريكا، والأهم من ذلك فهو المنتج المباشر للخطاب الذي يتوجه فيه إلى العالم، والذي لا يبدو معنياً بترجمة المعنى القيمي والمطلق، ولا على ما يبدو ثمة تشكيل أيديولوجي عميق خلف الصادر من عقل منشئه، وهنا أستحضر على سبيل المثال مقولة فرانسيس بيكون، حين ميّز بين خطابات الإنسان، وتأثيرها على أخطاء العقل، فهناك اللغة التي تأتي من لدن العالم، وهناك لغة الفيلسوف، ومن ثم تلك التي تأتي من لدن التاجر، وهي لغة السوق والعامة، التي يتمخض عنها سوء فهم كبير في التكوين والإحالة، فالخطاب الأمريكي الرئاسي في تغريداته يعدّ تجسيداً لظاهرة التنمر اللغوي على بعض الدول التي على خلاف معها، أو حتى مع أصدقائها، ولكن مبدأ تعامله مع الآخر لا ينطلق من الخلاف الأيديولوجي، أو لكون بعض هذه الدول لا تتوافق مع المبادئ والقيم التي نهضت عليهما الولايات المتحدة، وتدعو إليهما، ومنها الحرية، واحترام حقوق الإنسان، إنما يتم النظر لها أو لبعضها بوصفها دولاً تشكل تهديداً للغطرسة اللغوية الترامبية، التي من منتجاتها الجديدة أنها حيّدت خطاب الدولة «الولايات المتحدة»، في حين تقدم الرجل، وبذلك نزعت القيم، وتفككت المؤسسة، فلا جرم أن تأتي تغريداته تجاه تلك الدول، وزعمائها أقرب إلى تحد ذاتي، لا ينطلق من خطة دبلوماسية، أو تخطيط استراتيجي.
لا شك في أنه ثمة عوار واضح في التشخيص الجديد للولايات المتحدة، من خلال وجهها الترامبي الجديد، حيث بدأت تقترب في خطابها من خطابات الدول النامية التي تختزل في الذات الحاكمة، أو الدول التي تبدو فيها نبرة الذات الحاكمة أعلى من نبرة الدولة المؤسسة، ولعل هذا مؤذن بالانهيار والخراب، فحين تتحول الدولة أو تختزل إلى ذات، يكاد لا يعبر عنها سوى هرمها «الذات الفردية»، فهذا يعني أن ثمة خللاً قيميا، وأن المبادئ، وقيم الحرية والديمقراطية، باتت في أزمة.
لا شك في أن عظمة أمريكا – شئنا أم أبينا- تكمن في أنها نتجت بفعل قيم ومبادئ عليا، سواء اتفقنا أم اختلفنا بِشأنها، فنحن لا نستطيع أن نتناسى أن الأنساق التي وسمت الوجود الأمريكي « ثقافياً» بعد الحرب العالمية الثانية، كان تنهض على أن أمريكا تسعى للعب دور أخلاقي في العالم، مع كل ما يمكن أن يشوب ذلك من خلاف أو رفض لهذا التوصيف، لقد تبنت هذا الوجه الحضاري، وبوجه خاص عند التحدث، أو التوجه إلى العالم، سواء على مستوى متلفظ المؤسسة، أو على مستوى متلفظ الرئيس، ففي أسوأ مراحل الغزو الأمريكي للعراق، كانت هنالك هندسة للخطاب الموجه من قبل المؤسسة، بالإضافة إلى الرئيس جورج بوش الابن بهدف تبرير الغزو الأمريكي للعراق، من منطلق أن هذا الغزو سوف يحمل معه الديمقراطية، فضلاً عن سعيه للتخلص من أسلحة الدمار، التي اتهم العراق بامتلاكها، فضلا عن التهديد الإرهابي، لقد نزعت الشخصنة، وقدم خطاب القيم، ومصلحة البشرية على أي خطاب سواه، فخوض الحروب في العقلية الأمريكية القيمية يمثل نهجاً مرفوضاً إلا إذا كان يهدد الوجود، أو كان يتنافى مع المصلحة الكونية، ومفهوم الأمن والسلم الدوليين، وهذا يفسر على سبيل المثال في التدخل الأمريكي الذي أقره كلينتون في حرب يوغسلافيا مع نهاية الألفية الثانية، ولكن الإشكالية تنتج حين يحمل الخطاب الأمريكي الجديد نزعات الكراهية والاستعلاء والطبقية، وتنميط الشعوب والأمم، ما يقودنا إلى نتيجة قوامها أن أسس الإمبراطورية الأمريكية بدأت تتآكل قيمياً وحضارياً، ما لم تسارع المؤسسة لتدارك الأمر وتعديل نمط الخطاب.

كاتب فلسطيني – أردني

الخطاب الرئاسي يكشف أزمة القيم في أمريكا

رامي أبو شهاب

في مئوية ميلاد عبد الناصر… ماهي فلسفة ثورته كما رآها؟

Posted: 25 Jan 2018 02:11 PM PST

سجل عبد الناصر في كتابة (فلسفة الثورة) أنه ليس أستاذاً للتاريخ لكتابة فلسفة هذه الثورة ويقول أنه تلميذ مبتدئ في كتابة التاريخ إلا أن كتابة عن ثورة 23 يوليو/تموز يعد مصدراً تاريخياً هاماً عن هذه الثورة. فيقول عبد الناصر أن الثورة قامت لتحقيق الأمل الذي راود شعب مصر منذ بدأ في العصر الحديث يفكر في أن يكون حكمه بأيدي أبنائه وفي أن تكون الكلمة العليا له في تحديد مصيره.
ويسرد محاولات الشعب المصري للتحرر. قام الشعب المصري بمحاولة لم تحقق له الأمل الذي تمناه يوم تزعم السيد عمر مكرم حركة تنصيب محمد علي والياً على مصر باسم شعبها في عام 1805، وكذلك لم تحقق الثورة العرابية وثورة 1919 الأمل نفسه هو حرية مصر من الاستعمار وأن يحكم مصـر أبـناء مصـر.
ويقول عبد الناصر ليس صحيحاً أن الثورة قامت بسبب النتائج التي أسفرت عنها حرب فلسطين 1948م وليس صحيحاً أنها قامت بسبب الأسلحة الفاسدة التي راح ضحيتها جنود وضباط وكذلك أبعد عن الصحة أن تكون بسبب أزمة انتخابات نادي ضباط الجيش. ويقول كنا نحارب في حرب فلسطين ولكن كانت أحلامنا كلها في مصر. ويقول عبد الناصر في فلسطين كانت خلايا الضباط الأحرار تدرس وتبحث وتجتمع في الخنادق والمراكز فاجتمعتُ مع صلاح سالم وزكريا محيي الدين وكمال الدين حسين وقال له الأخير ذات مرة أن البطل أحمد عبد العزيز(1907- 1948 (قال له قبل استشهاده (أن ميدان الجهاد الأكـبر هو في مصـر).
ويقول إنه شعر بالحسرة من سيطرة الاستعمار البريطاني على مصر والذي ظهر في حادث 4 شباط/فبراير 1942م حادث محاصرة الدبابات الانكليزية لقصر عابدين وإجبار رئيس حزب الوفد مصطفى باشا النحاس على تشكيل الحكومة. وهذا الحدث كما يقول عبد الناصر حرك في نفوس ضباط الجيش التضحية والاستعداد لبذل النفوس في سبيل الكرامة. فكان على الجيش أن يفعل شيئا ؟ ويسأل عبد الناصر هل كان يجب أن نقوم نحن الجيش بالذي قمنا به في 23 تموز/يوليو؟ الجواب نعم ولم يكن هناك مهرب أو مفر؟ ويقول إن لكل شعب من شعوب الأرض ثورتين ثورة سياسية يسترد بها حقه في حكم نفسه بنفسه من يد طاغية فُرض عليه أو من جيش معتد أقام في أرضه دون رضاه وثورة اجتماعية تتصارع فيها طبقاته ثم يستقر الأمر فيها على ما يحقق العدالة لأبناء الوطن الواحد,وثورتنا عاشت الثورتين في وقت واحد. ويقول إن ثورتنا الاجتماعية كان لابد أن تغضب من يعمل لغير صالح الوطن فقد أغضبنا كبار ملاك الأراضي هل كان يمكن أن لا نغضبهم وهم يملكون عشرات الآلاف من الأفدنة وفينا من لا يملك قطعة أرض يدفن فيها بعد موته؟
وأغضبنا الساسة القدماء ولكن هل كان يمكن ألا نغضبهم ونترك الوطن فريسة لشهواتهم وفسادهم وصراعهم على مغانم الحكم. أغضبا عددا كبيرا من الموظفين فهل كان ممكن أن نعطي أكثر من نصف الميزانية مرتبات ولا نوفر أموالا للمشروعات الإنتاجية.
و فلسفة الثورة كما رآها عبد الناصر أن تحقق لمصر الريادة في ثلاث دوائر هي الدائرة العربية والدائرة الأفريقية والإسلامية. ففي الدائرة العربية لقد أكدت الثورة على البعد القومي العربي لمصر، وعملت على تطوير وترسيخ فكرة القومية والعربية. وأكد جمال عبد الناصر على هذه الفكرة في كل المناسبات والمحافل المحلية والدولية.
وأكد على أن عروبة مصر ليست مسألة سياسية ولا مسألة تكتيكية وإنما قدر وجود وحياة أمة، صف واحد. نضال واحد، ومصير واحد، وأعاد ليؤكد بأن الدائرة العربية هي أهم الدوائر وأوثقها ارتباطاً بنا فقد امتزجت معنا بالتاريخ وعانينا المحن نفسها.
ولقد كانت قضية فلسطين من أهم القضايا التي شغلت بال عبد الناصر الذي لم يتوقف عن عرض القضية في كل محفل دولي واعتبرها قضية مصرية وعربية، وأكد هذا في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر 1960.
دعم عبد الناصر ثورة الجزائر التي اندلعت من القاهرة عام 1954، وتأييد عبد الناصر المطلق وبلا حدود للثوار، وما ترتب على هذا الدعم من غضب فرنسا وانكلترا وإعلان العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وصمود عبد الناصر أمام هذا العدوان ورفضه التنازل عن دعم الثوار الجزائريين رغم كل الإغراءات التي قدمتها له فرنسا من دعم في السلاح، وتمويل للسد العالي. لكنه رفض إيمانا بالفكر القومي العربي، واستمر هذا الدعم للثوار رغم العقبات والمشكلات التي واجهها الثوار وكانت جهوده المخلصة لحل كل الخلافات حتى نالت الجزائر استقلالها في الأول من تموز/يوليو 1962 م وفي الإطار نفسه واصل عبد الناصر الدعم للثوار في تونس والمغرب حتى نالتا استقلالهما عام 1956 م.
ساعد الرئيس جمال عبد الناصر أيضا الثورة في اليمن والعراق، هذا فضلا عن الدعم الناصري للثورة في ليبيا في الأول من أيلول/سبتمبر 1969 م والتي اعتبرها عبد الناصر امتدادا لأفكاره، وكانت مصر أول دولة تعترف بهذا النظام الثوري، هذا فضلا عن اتجاه ناصر إلى قيام الوحدة المصرية السورية تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة، وهى أول دولة وحدة في تاريخ العرب الحديث في الثاني والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر 1958 م والتي تحالفت القوى الغربية ضدها حتى تم الانفصال في أيلول/سبتمبر1961.
لم يقتصر دور عبد الناصر على الدائرة العربية ولكن امتد هذا الدور إلى الدائرة الثانية ويعنى الدائرة الأفريقية فكانت أزهى فترات العلاقات المصرية الأفريقية في عهد عبد الناصر حيث أدرك عبد الناصر أنه لا يمكن تجاهل القارة الأفريقية لأن القدر شاء أن تكون مصر فيها وكانت صرخة عبد الناصر في القضاء على الاسـتعمار وأعـوانه قـد وجـدت صـداها في ظـل ربوع القـارة خاصـة في أفريقـيا جنوب الصـحراء.
لقد نجح عبد الناصر في المساهمة في حركة التحرر الأفريقي وإذا كانت عدد الدول المحررة قبل قيام الثورة أربع دول فإنه بفضل الجهود المصرية تحررت ثلاثون دولة في عام 1963، وكانت نواة لمنظمة الوحدة الإفريقية التي اتخذت من أديس أبابا مقراً لهـا.
وساعد عبد الناصر جميع حركات التحرر الوطني سواء في الجانب العربي أو الأفريقي، حيث ساهمت مصر في حركة التحرر الوطني في الصومال وكينينا، وغانا والكونغو الديمقراطية، بل وساندت كل الدول التي طالبت بالاستقلال حتى صارت أفريقيا تنعم بحرية بعد الثورة المصرية.
نجح عبد الناصر أثناء انعقاد القمة الأفريقية الثانية في القاهرة في عام 1964 م أن يحسم مشكلة الحدود التي صنعها الاستعمار في القارة الإفريقية وأن يحصل على قرار يضمن الاستقرار، وأن الحدود التي ورثناها هي حدود الدول المستقلة، وحتى لا يحدث صراع دموي بين دول القارة. وكان إنشاء مدينة البعوث الإصلاحية والتوسع في استقدام أبناء القارة للدراسة في الأزهر الشريف لخير دليل على إيمان عبد الناصر بأهمية القارة الأفريقية التي تعد العمق الإستراتيجي والحيوي لمصر العربية.
أما الدائرة الإسلامية باعتبارها من أهم محاور الاهتمام المصري الإسلامي خاصة وأن القاهرة هي بلد الأزهر الشريف وأقدم الجامعات الإسلامي.
لقد نالت الدائرة الإسلامية اهتماما من جمال عبد الناصر حيث ذكر أنه لا يمكن تجاهل عالم إسلامي تجمعنا معه روابط لا تقر بها العقيدة الدينية فحسب، وإنما تشهد بها حقائق التاريخ حيث أن تلك الدوائر تمتد عبر قارات ومحيطات، وهي دائرة الأخوة في العقيدة.
وحققت ثورة 23 تموز/يوليو بقيادة عبد الناصر العديد من الانجازات أولها استقلال مصر من الاستعمار البريطاني بمفاوضات شاقة للجلاء عن مصر وكللت باتفاقية الجلاء في التاسع عشر من تشرين الأول/أكتوبر 1954، وتمت آخر مرحلة منه وانسحاب أخر جندي بريطاني في الثامن عشر من حزيران/يونيو 1956.
حققت الثورة الاجتماعية قدرا من العدالة الاجتماعية من خلال قوانين الإصلاح الزراعي. كما أحدث نهضة صناعية (مصانع الحديد والصلب في حلون) وغيرها. كذلك بنى السد العالي من أعظم المشروعات في مصر في تاريخها المعاصر وكذلك أمم شركة قناة السويس. وإن كان قد هزم في حروبه المختلفة وخاصة النكسة 1967 م إلا أنه لم يستسلم بل قاوم حتى آخر لحظة في حياته. ففلسفة الثورة كما رآها عبد الناصر هي التحرر من الاستعمار وتحقيق العدالة الاجتماعية وتحقيق الريادة لمصر عربياً وإفريقياً وإسلاميا.
ورغم ذلك فقد أخفق في حروبه التى قادها ولم ينتصر في معركة ولم يهتم لسقوط الحكم العربي في زنجبار وساعد الهند ضد باكستان وفي النهاية اتضحت جوانب من شخصية عبد الناصر وثورته وما أخفق فيه.

باحث وكاتب في التاريخ الحديث والعلاقات الدولية

في مئوية ميلاد عبد الناصر… ماهي فلسفة ثورته كما رآها؟

د. صالح محروس محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق