Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الأربعاء، 3 يناير 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


ثلاث دلالات في معركة حرستا

Posted: 02 Jan 2018 02:18 PM PST

منذ اندلاع أولى المواجهات العسكرية بين جيش النظام السوري وفصائل المعارضة المسلحة حظيت إدارة المركبات، الواقعة في محيط بلدة حرستا على التخوم الشمالية الشرقية العاصمة دمشق، بأهمية استراتيجية كبيرة. وبعد الهجوم النوعي الذي نفذه الجيش الحر للسيطرة على الإدارة، في أواخر العام 2012، لم تنقض سنة دون محاولات مماثلة من جانب الفصائل للسيطرة على الإدارة.
ذلك لأنها الثكنة العسكرية الأضخم للنظام في الغوطة الشرقية، وهي تنبسط على مساحة 4.000 متر مربع تقريباً، وتؤوي وحدات النخبة من الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة، كما تحتوي مخازنها على كميات ضخمة من الأسلحة الثقيلة والمدفعية وراجمات الصواريخ والدبابات. وكانت منصة رئيسية لقصف معظم القرى والبلدات في الغوطة الشرقية، وبقيت بمثابة واجهة أولى للحصار الذي يفرضه النظام على ضواحي العاصمة منذ خمس سنوات.
وفي أواسط تشرين الثاني / نوفمبر الماضي أطلقت «أحرار الشام» معركة جديدة للسيطرة على إدارة المركبات، وتمكنت من تحقيق اختراقات ملموسة فكبدت جيش النظام خسائر جسيمة في الأفراد بينهم ضباط برتب عالية، وحاصرت العشرات منهم، كما نجحت في قطع الكثير من طرق إمداد النظام، وثمة تقارير تتحدث اليوم عن سقوط ما يقارب 60٪ من أقسام الإدارة تحت سيطرة الحركة.
ولعل الدلالة الأولى في هذه المعركة المفتوحة هي أن ما تبقى من جيش للنظام، في ريف دمشق ومحيط العاصمة على وجه التحديد، ما يزال بعيداً عن حسم معركة الغوطة، بل يبدو عاجزاً كذلك عن صد الهجمات المضادة. هذا بالرغم من أنّ وحدات النظام التي تنسحب أو تنهزم في هذه المعركة هي عناصر النخبة الأعلى تسليحاً وتدريباً وتمتعاً بالامتيازات الخاصة، وأن طيران النظام شنّ عشرات الغارات، كما استخدم المدفعية الثقيلة وصواريخ أرض ـ أرض. وهذا، أيضاً، رغم مشاركة ميليشيات «حزب الله» وعناصر «درع القلمون» في القتال إلى جانب وحدات النظام، وقيام القوات الروسية بتنفيذ عشرات الغارات والضربات الصاروخية انطلاقاً من قاعدة حميميم.
الدلالة الثانية هي أن «أحرار الشام» قد تكون أحرزت بعض النجاحات العسكرية في الميدان، ولكن لا يلوح أنها تقطف ثمارها السياسية بمستوى مماثل من النجاح. فالحركة، التي أطلقت العملية باسمها وعلى سبيل إعادة تأكيد وجودها العسكري في الغوطة، سرعان ما استبدلت البيانات بتوقيع «ثوار الغوطة الشرقية»، وذلك لإعطاء الانطباع بأن المعركة لا تخص الحركة وحدها، بل تستوجب مشاركة جميع الفصائل، وخاصة الإسلامية منها. وحتى الساعة لا يلوح أن هذا الغرض قد تحقق، لأن «جيش الإسلام» لم يشارك في القتال عملياً، ومشاركة «فيلق الرحمن» ظلت محدودة ورمزية.
الدلالة الثالثة هي أن اتفاقيات «خفض التوتر» بقيت حبراً على ورق، ولم تمنع النظام من مواكبة الحصار الخانق على الغوطة الشرقية بأعمال قصف وحشية للبلدات والمدن ذاتها التي تقع ضمن خارطة وقف إطلاق النار، كما لم تمنع فصائل المعارضة المسلحة من إطلاق الهجمات المضادة. وضمن هذه الدلالة لم يكن غريباً أن تكون موسكو هي صانعة تلك الاتفاقيات، وضامنتها، والجهة التي تخرقها عسكرياً، في آن معاً!
والدلالات مفتوحة، كما يبدو، على غرار المعركة ذاتها.

ثلاث دلالات في معركة حرستا

رأي القدس

هل ماتت ميّ زيادة مقتولة في القاهرة؟

Posted: 02 Jan 2018 02:18 PM PST

الكثير من المخطوطات العربية ضاعت، أو تعرضت للتلف. وسجل أمامها: ضائعة أو مفقودة. وهي عادة الباحثين لإثبات حالة الإخفاق والفشل، التي كثيرا ما تصيبهم بعد رحلة طويلة، عندما يستسلمون لقدر التسليم بالأمر الواقع.
لكن هذه الظاهرة كثيرا ما ارتبطت مع النصوص القديمة، بوصف أن العرب مجموعة بشرية اعتمدت على الشفوية في نقل تأريخها، وكان للقرآن وجمعه وترتيبه دور كبير في نقل المعرفة والثقافة عن طريق المكتوب. بهذا المعنى؛ فأمر المكتوب لا يتعدى القرن السابع الميلادي حيث القرآن وفكرة جمعه. لكن؛ أن تضيع الكتابات في زمن التدوين والنشر والتوزيع، فهذا يبدو غريبا إن لم يكن من فعل فاعل. بالخصوص مع ما حصل لعلم ثقافي يعرف معنى حفظ الذاكرة والتدوين. لهذا؛ فحظ مخطوطات مَيْ زيادة لم يكن سيئا، فقد تم العثور على الكثير من نصوصها المفقودة، وتمت طباعتها وإلحاقها بأعمالها الأخرى. لكن مخطوطات أخرى كتبتها في ظروف معينة، لا نعرف عنها شيئا ذا قيمة، إلا القليل الذي تسرب عبر كتب أخرى، مثل «في بيتي اللبناني»، «مذكراتي»، و«ليالي العصفورية». طبعا من دون نسيان منجزها باللغة الفرنسية طي النسيان كما صرحت بذلك آخر صديقاتها، الشاعرة الفرانكفونية إيمي خير التي ماتت هي أيضا في عزلة كلّية، في حوار أجراه معها الأستاذ عبد الغني حسن بعد وفاة مي زيادة، ونشره في كتابه: مي، أديبة الشرق والعروبة.
أُدخِلتْ مي زيادة، بشكل ظالم، من طرف ابن عمّها جوزيف زيادة، إلى مستشفى الأمراض العقلية، العصفورية، وبقيت هناك بالقوة مدة تجاوزت السبعة أشهر، قبل أن يتم نقلها إلى مستشفى نيقولا رابيز، بالجامعة الأمريكية، لترتاح قليلا بعد أن تم الكشف عن خيوط اللعبة. ذاقت مي في العصفورية ألوان التعذيب الجسدي كلها والإطعام بالقوة، من أجل فك إضرابها عن الأكل، لكنها رفضت بشجاعة حتى أثبتت صحة عقلها وأخرجت من دائرة المجانين. فقد اتهمت بالجنون وتم الحجر عليها، وعلى أموالها كلها. حتى أن بعض ممتلكاتها العقارية بيعت، وكان عليها، إن أرادت أن تعيش، أن تساير الظلم والجنون المسلطين عليها. وراء هذا الاعتداء كما ذكر أفراد من عائلتها المباشرة، بالخصوص ابن عمها الدكتور الطبيب جوزيف زيادة الذي سلمته أمرها طواعية، بسبب حالة الكآبة التي كانت تعاني منها، ليقودها من القاهرة حيث كانت تقيم بحجة الاستراحة والاستجمام، إلى بيروت، بعد وفاة من شكلوا حائطها الدفاعي من المجتمع الغابي الذي كانت تحس أنها تعيش فيه، والدها وجبران وأمها. وبعد فترة وجيزة اتضحت أركان الجريمة، إذ حجزها جوزيف في بيته في بيروت، تلتقي يوميا بباحث انكليزي مختص في الآداب الانجلوسكسونية، للتخفيف من عزلتها. اتضح بعدها أن العالِم المزيف لم يكن إلا مدير العصفورية الذي ظل يدرس ردود فعلها عندما صرح له جوزيف بجنونها الأكيد، إذ أصبحت خطرا عائليا على الكبار والصغار. وعندما أضربت عن الأكل لإخلاء سبيلها. كانت سيارة العصفورية في انتظارها، فَقُيِّدت بجاكيت المجانين، واقتيدت أمام نظر الجميع إلى مستشفى المجانين. لعبت الصحافة المتواطئة دورا مدمرا لها. إذ بدل أن تقف مع قضيتها، عملت على تثبيت تهمة الجنون. وجدت مي نفسها تحت رحمتها.
زكت جنونها ودفعت بالكثير من المتعاطفين معها إلى التسليم بالأمر الواقع، وكأن صفحتها امتلأت وكتابها أغلق نهائيا على نهاية فجائعية. من هنا بدأ الصراع حول قضيتها. وجدت في النهاية ضالتها في الكتابة، إذ من دونها كانت ستنتهي إلى الجنون الحقيقي المؤكد. دونت في يومياتها: ليالي العصفورية، كل تفاصيلها اليومية التي عاشتها، والعذاب الذي ظلت تتعرض له. شكلت الليالي (ليالي العصفورية) شهادتها ضد الظلم الذي تعرضت له. للأسف تم نسيان؟ هذا النص لعوامل كثيرة أنست الذاكرة الجمعية وجوده لأسباب كثيرة منها فضائحية الليالي على المستوى العائلي، كما ذكرت مي نفسها ذلك لصديقها والمدافع عنها باستماتة أمين الريحاني، إذ وضعت آل زيادة في الواجهة، وفي دائرة الاتهام كعائلة ظالمة معتدية مصابة بالطمع والجشع. بل إجرامية يُفترض أن يقتص القضاء منها. غياب النص يخفي الجريمة في النهاية. كثيرا ما أعلنت خوفها من ابن عمها مِنْ أن يُسمّمها بشر يصل حد التخلص منها. فكانت تتفادى الأكل عنده حتى أصبح وزنها 28 كيلو. ولا تأكل إلا ما يأكله الآخرون أمامها. ترفض كل ما يطبخ لها بشكل خصوصي. عندما سألها طبيب العصفورية عن سبب الإضراب عن الأكل، لم تتردد في القول إنها تخاف من أن تُسمّم في غفلة منها، لأن بعض أهلها يريدون قتلها والاستحواذ نهائيا على ممتلكاتها . طبعا يمكن الميل نحو السهولة والرد الاختزالي على تهم ميّ، وتفسير ذلك بحالة الرهاب أو العصاب أو حتى الانفصام والجنون، وهي تهم سهلة في ظل قلق مي من محيطها العائلي، لكن أيضا استغلال هشاشتها، والدفع بها نحو الباش كاتب لكتابة رسالة تقر فيها بإعطاء توكيل كامل لجوزيف ابن عمها للتصرف في كل ممتلكاتها، قبل أن يحول ذلك إلى حجر قضائي في لبنان ومصر، حقيقي ولا تشوبه أية شائبة وهو جريمة موصوفة. ما الذي يمنع جوزيف من الذهاب بعيدا نحو أقاصي الجريمة بالخصوص بعدما علم بفحوى ليالي العصفورية، ورفض دعوة العروى الوثقى لحضور محاضرة مي في الجامعة الأمريكية التي برأتها من أي جنون. حتى وهي في مصر ظل الخوف يعتريها من انتقام أهلها منها. ورغبتهم في تسميمها. ما قالته للعقاد عن البنايات والأشباح التي كانت تراها ليلا، ليس بعيدا عن هذه الفرضية، للزج بها نحو جنون أكيد. في الأقل هذا ما ظلت تتصوره وتشعر بسلطانه عليها؟ هل هي مجرد أوهام؟ أم لذلك ما يبرره؟ موتها الفجائي بعد أن حُرِّرت من قيد الجنون، يطرح الكثير من الأسئلة أيضا. الكثير من التصريحات والفرضيات لا تهمل هذا الاحتمال. بعض تفاصيل التقرير الطبي غير واضحة، ومرتبكة في خلاصاتها؟ هل سبب الوفاة سكتة قلبية؟ مرض السل؟ أم تسمم غدائي، إذ يمكن أن يكون قد وُضِع سُمٌ في أكلها من طرف أحد الشوام المكلفين بذلك، الذين كانوا يملؤون القاهرة، والذين كانت تخافهم كثيرا. متأكد من أن عائلة جوزيف تملك الكثير من الأسرار؟ أين ذهبت مخطوطة ليالي العصفورية؟ احتمال أن تكون مي قد مزقتها في لحظة غضب. فرضية ممكنة. المعروف عن مي زيادة أنها مزقت وأحرقت الكثير من نصوصها، كما أعلنت هي نفسها في العديد من المرات. ويحتمل أن تكون ليالي العصفورية قد تعرضت لشيء قريب من هذا. لكن هناك فرضية ثانية. كانت مي تحت مجهر العائلة طمعا في مالها وخوفا من الكشف عن السر في الليالي. وتكون بذلك المخطوطة قد سرقت منها. الدليل في ذلك أن مخطوطة الشعلة الزرقاء التي سلمتها عائلة جوزيف للباحثة سلمى لحفارالكزبري لتحقيقها مع سهيل بشروني، ونشرها كانت من المخطوطات الأثيرة على نفسها، وتحفظها كما تحفظ الأشياء الثمينة. كيف وصلت إلى عائلة جوزيف؟ إذا لم يكن قد سرقها منها هو نفسه أو أحد وكلائه في الجريمة؟ فما الذي يمنعه من تدبير كل الحيل للاستيلاء على مخطوطة فضحت تعامله معها بشكل خاص؟ ويقال في رواية أخرى لا تبدو أنها مؤسسة كثيرا، إن مي، عندما انتهت من إنجاز نص يوميات ليالي العصفورية، خبأته عند آخر صديقاتها القريبات منها، الشاعرة الفرانكفونية إيمي خير؟ وأن النص لايزال حيا إلى اليوم، ستأتي مصادفة من المصادفات ويصبح في متناول العاملين في النقد والثقافة الذين، برغم جهودهم، لم يفلحوا في العثور عليه، وضمه إلى أعمالها الكاملة. لِمَ صمتت إيمي عن هذا؟ هل خافت؟ يعطي هذا كله كأننا في فيلم بوليسي كانت ضحيته مي زيادة. هل هناك من هددها؟ بالخصوص إن هذه العلاقة معروفة عند الخواص والعوام. قوة نص ليالي العصفورية هو أنه سِيَري، مباشر، أي يتكلم عن حياة الكاتبة وظروف حجزها بشكل عفوي ومباشر. جزء نابض من مرحلة ربما كانت السبب في عزلتها النهائية قبل موتها. هناك نصوص أخرى تلت خروجها من العصفورية، لم تبق منها إلا العناوين، وغابت كوجود مادي فعلي. عندما غادرت مي العصفورية، بعد تدخلات كثيرة، من شخصيات تأريخية ودينية وأدبية وإعلامية وقضائية و عسكرية كبيرة ومعروفة في وقتها، لم تكن لديها أية رغبة في البقاء في لبنان، وكأن مرحلة ما من حياتها انتهت. قبل أن تغادر إلى مصر، ألقت في قاعة الويست هول الكبيرة، بالجامعة الأمريكية، محاضرة قيمة لم تتحدث فيها أبدا عن أزمتها كما كان متوقعا من طرف الحاضرين، فقد تخطتها نهائيا وركزت اهتمامها على دور الكاتب اليوم، وما عليه القيام به، في ظل حرب عالمية مدمرة كانت ترتسم في الآفاق. محاضرة كانت رهانها الأساسي لمحاولة العودة إلى الساحة الأدبية وإثبات أنها بعقل سليم. وانتهى فصل الجنون الكاذب نهائيا، لكن الجرح السري استمر في النزف. عادت بعدها إلى القاهرة لتتوفى في 1941 في حالة عليا من الهشاشة والخوف من المبهم والعزلة، ودفنت معها يومياتها: ليالي العصفورية. مأساة كاتبة. لا تشبهها إلا مأساة النحاتة الفرنسية كامي كلوديل التي دفع بها أخوها وأمها وصديقها النحات الفرنسي الكبير رودان، نحو مستشفى المجانين، وبقيت كامي هناك أكثر نصف عمرها، حتى وفاتها. يبقى سر ليالي العصفورية معلقا في الفراغ. وهو نص سيكشف عن حقيقة هشاشة مي، ولكن أيضا جرأتها في قول الحقيقة عارية حتى ولو اضطرت إلى دفع ثمنها غاليا؟ الموت في عزلة أو الاعتداء والقتل؟

هل ماتت ميّ زيادة مقتولة في القاهرة؟

واسيني الأعرج

بين أدب حكمت وهبي وبنطال رنا أبيض الممزق وموهبة بيومي فؤاد الكوميدية

Posted: 02 Jan 2018 02:18 PM PST

في حقبة ما قبل الفضائيات كنا مدمني إذاعات راديو على الموجة الطويلة. فاذاعات الـ «أف أم» كانت قليلة أيضا.
في موسم نهاية السنة كنا نتابع إذاعة «مونت كارلو» العربية، وكانت إذاعتنا الأحلى (كان عندي فرح طفل قبل عام حين أجرت مونت كارلو مقابلة معي وقد عبرت عن بهجتي في ذلك اللقاء).
المهم… كان المرحوم الفنان اللبناني الراحل حكمت وهبي واسع الانتشار والشهرة حينها، بوداعته وصوته وحضوره الاذاعي على المحطة، ناهيك عن حضوره التلفزيوني، سواء كمحاور لطيف في البرامج الفنية أو دوره الرقيق والمؤثر مع زميلته اللبنانية سمر الزين، في برنامج الأطفال التعليمي (ملاعب الصغار). وكانت له أغان لبنانية خفيفة ولطيفة أشهرها أغنية (آه يا تمارا).
كان لقب وهبه (أميغو) على مونت كارلو.. وكانت مواسم نهاية العام لا تحلو دون سهرة مع مونت كارلو وأميغو حكمت وهبي، وهو كان صاحب عبارة جميلة ورقيقة تعكس حجم تقدير الإعلام للمتلقي آنذاك فكان يردد: يا رضى الله ورضى الوالدين ورضى السادة المستمعين.
كانت الاذاعات محفزا للخيال كي يحلق بعيدا في الكلمات ويحاول خلق الصور كيف يشاء المستمع.
رحل حكمت وهبي صغيرا في السن.. فجأة في أول أربعينه زفي عز عطائه وأذكر اني كنت ممن حزنوا على فقده.
في نهاية كل عام وبداية آخر (مثل هذه الأيام) يخطر على بالنا «أميغو» وسهرات طويلة مع صوته وضيوفه في برامجه المنوعة من أساطير الطرب والفن الجميل، الذين كانوا أصدقاء له وللمشاهدين أيضا. وفي حين كان للاذاعات سحرها في ذلك الزمن، واليوم نحن أمام الكثير من القنوات والأكثر من الضجيج الصوتي.
رحم الله حكمت وهبي… وذلك الزمن الجميل.

الممثلة ذات البنطال الممزق

لا يوجد أسوأ من ظاهرة الاستعراض على جراح المقهورين، وقد تفوقت ذات البناطيل الممزقة الممثلة السورية رنا أبيض على كل من سبقها ومن سيلحقها بهذا الاستعراض حين انتشرت لها مجموعة صور معدة باحتراف تقف في بنطالها الممزق على الموضة، لا عن حاجة ولا فقر، وبكامل مكياجها، الذي يذكرك أحمر الشفاه به بمشاهد الضباع، وقد تلطخ فمها بالدم بعد التهام الفريسة لتقف بجانب كرام متعثرين مقهورين بواقعهم في شوارع سوريا الحرب في حركات استعراضية تمثيلية ممجوجة، وتحمل طفلا عضه القهر مبكرا فكانت الحقيقة في هؤلاء ماثلة بلا تزويق، وكانت «الفنانة» عديمة الإحساس تماما، كما وصفها ووصف سلوكها شاعر الشام هاني نديم، وقد استفزته فكتب يقول (لم يعد الكثير من الفنانين والمشاهير في وجوههم ماء، ضاربين عرض الحائط بالإعلام لأنه منحط في غالبه كما يريدون تماماً، غير آبهين بالفقراء إلا إن كانوا مجرد «لوكيشن» يتسّق مع ثيابهم، كما هنا، في هذه الصورة للفنانة الممزقة الجينز، حيث أكمل القهر والفقر من حولها «تمزيق» ما ظل غير ممزق..).

كوميديا بطعم حديث

الفرق بين حسن حسني وبيومي فؤاد أن الأخير استطاع بذكاء أن يوظف حضوره الدائم في الأعمال كلها ليكتسب نجومية خاصة به، ولم يحبس حضوره بالأدوار النمطية ذاتها، خصوصا أنه أشهر من أدى دور الطبيب في الدراما المصرية (الكوميدية غالبا).
كوميديات بيومي أفندي، الذي استفاد من دراما السكتشات المنفصلة المتصلة، والتي تنوع فيها الرجل بأداء شخصيات ضمن قالب كوميدي مسل، وقد أدرك جوهر صناعة الترفيه في زمن الفضائيات، ونال نجوميته بامتياز.
السخرية حد الفانتازيا هي ما يميز أغلب تلك السكتشات، التي يقدمها بيومي أفندي، حتى السخرية من واقع الدراما المصرية نفسها من خلال تضخيم الصورة الكاريكاتيرية لهذا الواقع الرديء جدا.
السخرية فن رفيع المستوى، وفارق كبير بينه وبين المسخرة التي تزخر بها الفضائيات العربية غالبا.

قناة «الجديد» خالية من الأخبار

تنافست الفضائيات العربية (غير الإخبارية منها) على تقديم أفضل ما عندها من أفكار مبتكرة احتفالا بنهاية العام، والفضائيات اللبنانية (ما عدا المنار) كانت الأكثر امتيازا في تقديم أجواء الميلاد المجيد ككرنفال فرح وبهجة، ربما يعود هذا إلى أن لبنان منسجم مع ذاته في إحتفالية الميلاد وهو الذي قدم للعالم سيدة الأعياد فيروز.
لكن قناة «الجديد» تفوقت بقرارها في آخر ليلة من سنة 2017 بأن تجعل شاشتها خالية تماما من الأخبار، ونشرة اخبار الجديد غير التقليدية والمميزة أساسا كانت غائبة عن شاشة الجديد التي قررت أن تستبدل كل برامجها المعتادة باحتفالات على الهواء قدمت فيها الجوائز والمساعدات والمفاجآت للبنانيين المغتربين والمقيمين في لبنان على حد سواء.
تلك خطوة مهمة في عالم الفضائيات، وهي خطوة الإنتاج التلفزيوني التفاعلي مع المتلقي، ليصبح هو جزءا من داخل الشاشة ومحتواها بهمومه ومشاكله بعيدا عن أضواء الاستوديو والبهرجة المتكلفة والماكياج وفنون الإخراج المصطنعة.

الفرق في احتفالات أوروبا

لكن وفي أجواء مختلفة تلفزيونيا، هنا في أوروبا، طغت احتفالات المحطات التلفزيونية الأوروربية بليلة رأس السنة، لحيث تلاحظ الفرق بين الاحتفالية الأوروبية في شرق القارة وفي غربها، والفرق جلي وواضح، فطقوس الاحتفال في أوروبا الشرقية أكثر ازدحاما ودفئا برأس السنة، ومرد ذلك يعود إلى أيام الاتحاد السوفييتي، الذي منع الاحتفالات الدينية فكان الاحتفال بالكريسماس ممنوعا كعيد ديني، فانصب الفرح كله اجتماعيا على ليلة رأس السنة احتفالا بالتقويم ونهاية عام لا أكثر، بينما في أوروبا الغربية التي لم تعان من هذا الأمر فإن الاحتفالات المحلية برأس السنة كانت مقتصرة على الترفيه المبهر بالأضواء لا بالطقوس.
في الأحوال كلها، هو عام جديد يحمل لنا فيه ما يحمل من أحداث وأخبار، كل أمنياتنا فيه أن يعم السلام والروح الإنسانية كل المعمورة.

إعلامي أردني يقيم في بروكسل

بين أدب حكمت وهبي وبنطال رنا أبيض الممزق وموهبة بيومي فؤاد الكوميدية

مالك العثامنة

في الحاجة إلى الوسيط الثقافي

Posted: 02 Jan 2018 02:18 PM PST

كان المثقف في المجتمع التقليدي هو من يعرف القراءة والكتابة، ويحفظ شيئا من القرآن الكريم، وبعض الأمور الفقهية. إنه الفقيه الذي يؤدي وظيفة اجتماعية تتصل بطبيعة ذاك المجتمع.
لكن بروز الطباعة، وما أحدثه الاستعمار من بينات تحتية (الصحافة ـ التعليم ـ الإعلام..) أدى إلى تزايد أعداد المتعلمين الذين يحملون ثقافة أوسع بسبب انتشار الكتاب، والمجالس الثقافية والأدبية. فتنوعت معارف المثقف العصري، فلم تعد تقتصر على الجوانب الدينية، أو الأدبية، وصارت منفتحة على علوم جديدة، تتصل بالقانون، والطب، والصحافة.. إلى جانب الاطلاع على الثقافات الأخرى عن طريق الترجمة. وبذلك اتسعت الهوة بين من يمكن اعتباره مثقفا، ومن لا يملك من الثقافة إلا ما تقدمه له الوسائط الجماهيرية، أو ما انتهى إليه من الثقافة الشعبية.
إن هذا المثقف العصري هو من سيكتسب المكانة الرئيسية داخل المجتمع، وسيكون هو المؤهل أكثر من غيره لاحتلال المواقع المهمة داخل المجتمع، بل إن الصراعات السياسية والاجتماعية التي سيعرفها المجتمع هي وليدة التباين بين المثقفين الذين تنوعت مشاربهم الثقافية، ونزعاتهم في التفكير في ما ينبغي أن يكون عليه المجتمع. وما التناقض بين الأصالة والمعاصرة سوى تجسيد لذلك التمايز بين المثقفين، الذين كانوا يتوزعون بحسب علاقتهم بالتراث أو الثقافة الأجنبية.
ظل هذا التمايز قائما مدة طويلة من الزمن، وهو مستمر إلى الآن. وظلت الكتابة هي الأداة الأساسية التي يتميز بها المثقف أيا كان موقعه داخل المجتمع عن غيره من الناس. ولممارسة الكتابة، أيا كان نوعها، لا بد من امتلاك مهارات بلاغية (تقنيات الكتابة)، ومعلومات خاصة يتوفر عليها من خلال اطلاعه على ما لا يعرفه غيره (المعرفة الخاصة) إلى جانب ذكاء خاص بسبب قراءاته وتجاربه. وإذا لم تكن عند هذا المثقف مهارة الكتابة، لا بد أن يعوضها بالقدرة الشفاهية (الخطابة) على التبليغ. أما إذا اجتمعت لديه المهارتان الكتابية والشفاهية فهو المؤهل أكثر من غيره ليكون «الزعيم».
كانت وظيفة هذا المثقف المركزية تتمثل في لعب دور الوسيط الثقافي الذي يكتب القصيدة الحماسية، أو المقالة الاجتماعية النارية أو التحليل السياسي. إنه، بشكل أو بآخر، يعرف ما يجهله الكثيرون عن النظريات الفكرية والسياسية، والاقتصادية، والعلاقات الدولية، وهو يصرِّف هذه «المعرفة» من خلال الصحافة، أو نشر الكتب، أو عبر «المجالس» المختلفة، سواء كانت عامة (ندوات)، أو خاصة (مقرات الأحزاب).
كانت الوساطة الثقافية التي يضطلع بها هذا المثقف تتحدد من خلال الكتابة، وهي تتوجه بصورة عامة إلى من يمتلك آليات القراءة، وينخرط في مسار أو تيار ثقافي معين. لقد أدى بروز هذا النوع من المثقفين إلى ظهور نوع آخر من الـ»مثقفين» من درجة ثانية. يقوم هؤلاء بنقل ما يصل إليهم من إنتاجات ذاك المثقف إلى قطاع أوسع عن طريق التأطير الشفاهي في المجالس المختلفة، وبذلك برز التمايز، حين نربط الثقافة بالسياسة، بين المثقف «العضوي» أو الملتزم، والمناضل. وليس المناضل سوى مثقف يروج للثقافة المراد نشرها، إما عن طريق توزيع الكتب، أو الغناء أو الأدب الملتزم إلى قطاع من المناضلين المحتملين.
هذه هي صورة المثقف كما تحققت في الغرب وفي الوطن العربي إلى نهايات القرن الماضي. إنه المفكر والكاتب في القضايا التي تهم المجتمع في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية العامة، وهو يصل الفكر بالعمل. بدأت هذه الصورة تتشكل في الغرب مع موسوعيي عصر الأنوار، وتكرست في القرن التاسع عشر، عصر الثورة الصناعية، لكن هذه الصورة بدأت تختلف مع ظهور الوسائط المتفاعلة، حيث صارت «المعلومات» مشتركة بين الناس، وصارت الوسائط متعددة لا تقتصر على الكتابة فقط، بل إنها بدأت تفقد سلطتها منذ أن صار الوسيط الرقمي متاحا لكل الناس. وكان لزاما أن تتغير صورة المثقف، ليس في الغرب فقط، بل في العالم أجمع.
برز الحديث في الغرب، منذ بداية الألفية الثالثة، عن «الوسيط الثقافي» ليحتل موقعا ثقافيا متميزا بالمقارنة مع المثقف العصري، الذي ظل موجودا، ولكن تأثيره تراجع بالقياس إلى هذا «الفاعل الثقافي الجديد». ارتبط الحديث عن «الوسيط الثقافي» بدمقرطة الثقافة والثقافة الديمقراطية مع ظهور الوسائط الجديدة. ولما كان المجتمع الغربي مختلفا عن العربي على المستوى التعليمي والثقافي، وحيث الوسائط المختلفة، أيا كان نوعها، تقوم بأدوارها بشكل طبيعي في التواصل بين أفراد المجتمع، برزت الحاجة، بسبب تزايد أعداد المهاجرين، إلى دور «الوسيط الثقافي» الذي يعمل على تكوينهم تكوينا يتلاءم مع متطلبات الإدماج الاجتماعي والثقافي في المجتمع الجديد الذي صاروا يعيشون فيه.
لكي يضطلع الوسيط الثقافي بدوره الثقافي لا بد له من معرفة ثقافية خاصة تتصل بالمجتمع الذي ينتمي إليه من جهة، كما أنه في حاجة، من جهة أخرى، إلى معرفة مِهنية بطرق التواصل والتبليغ، أي إلى تقنيات جديدة لنقل المعرفة وتوصيلها إلى مواطنين محتملين.
يسجل الجميع تراجع «الوساطة الثقافية» التقليدية للمثقف العربي، والحاجة ماسة لوساطة ثقافية جديدة عربية.

٭ كاتب مغربي

في الحاجة إلى الوسيط الثقافي

سعيد يقطين

مناهج التعليم تكرس الطائفية ووزارة التموين تبدأ تطبيق قرارها بوضع أسعار السلع على العبوات

Posted: 02 Jan 2018 02:17 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي» : عدة أحداث سيطرت على اهتمامات الأغلبية أولها ردود الأفعال على العملية الإرهابية ضد أشقائنا الأقباط في كنيسة مار مينا في حلوان، ثم قيام ثلاثة يستقلون «توك توك» بإطلاق النار على محل خمور يملكه مسيحيان وقتلهما، ما سبب جرحا وطنيا كبيرا، لأنه ذكرنا بالعمليات الإرهابية التي استهدفت أشقاءنا الأقباط العام الماضي، ومقتل عشرين منهم في صحراء المنيا، إضافة إلى آخرين في كنيسة طنطا، ووصل الأمر إلى محاولة قتل البابا تواضروس في الإسكندرية.
ومحاولات أمريكا التدخل في المشكلة رغم أنها السبب في كل المصائب التي حلت بالمنطقة العربية بغزوها العراق عام 2003. وما أدى إليه الغزو من تهجير المسيحيين العراقيين واضطهادهم، ونشر الفتنة بين الشيعة والسنة. كما أن الصحف المصرية الصادرة أمس الثلاثاء اهتمت أيضا بتغطية أخبار المظاهرات في إيران، ثم ما ورد من أخبار عن ارتفاع الأسعار، التي تحتل المرتبة الأولى في اهتمام الأغلبية من المواطنين المتابعين لها، وبدء وزارة التموين تطبيق قرارها بأن يضع المصنعون والتجار والباعة أسعار السلعة على العبوات. وكذلك تغطية احتفالات رأس السنة الميلادية. وإلى ما عندنا من أخبار..

مصر بعد كنيسة مار مينا

نبدأ بموجات التفاؤل التي اجتاحت البلاد بعد الهجوم الإرهابي على كنيسة مار مينا في حلوان باستعادة المصريين ثقتهم في أنفسهم، وبان الشكاوى المستمرة من فقدانهم شهامتهم المعهودة التي تميزوا بها وتضامنهم وانتشار الجبن والنذالة، تبخرت في لحظة في عملية الهجوم وظهر معدنهم الأصيل الذي لم يتغير. ونشرت «الأهرام» يوم الاثنين تحقيقا لسماح منصور وهبة جمال الدين جاء فيه: «منذ فترة طويلة لم نجد صورة تجسد انتماء جموع المصريين لبلدهم، وقد عبر سلوك أبناء حلوان في هذه الواقعة على درجة تماسك المصريين ووحدتهم الوطنية، وهو أحد نتائج الاستقرار السياسي الذي نعيشه منذ ثورة 30 يونيو/حزيران 2013. فقد عانينا قبلها من حوادث ومواقف عدة كانت تسعى إلى تمزيق الوحدة الوطنية المصرية. الدكتور قدرى حفني أستاذ علم النفس السياسي في جامعة عين شمس، يشير إلى هذا التصرف الذي أظهر شهامة فائقة لأبناء الوطن الواحد، يجب علينا دعمه على كل المستويات وليس مجرد تكريم هؤلاء، ولا إلقاء الضوء عليهم فقط، بل إبرازهم كنماذج مضيئة يجب الاقتداء بها، فنحن مجتمع عدل وقانون، وبالتالي ضمن واجبات المواطنين أن يكونوا إيجابيين والتصدي للإرهاب الذي يهددنا جميعا. ومن اللافت أنه في الوقت الذي وقعت فيه تلك الجريمة والتصدي لهؤلاء الموتورين، كان شيخ الأزهر يزور الكاتدرائية. وعلى القائمين على التعليم تدريس مادة المواطنة في المناهج الدراسية الأساسية. الدكتورة هالة يسري أستاذة علم الاجتماع وعضو المجلس القومي للمرأة، تؤكد على أن ما حدث صورة جلية واضحة يجب أن نصدرها للعالم أجمع كي يعوا التفرد المصري واللحمة المصرية، والتماسك المجتمعي، ووحدة الصف التي لم تأت بأي من المؤتمرات ولا التصريحات والسلامات، ولكنها الفطرة المصرية الأصيلة. وهذه رسالة أخرى للعالم أجمع أن يتعرفوا من هو المصري وأن يروا نماذج «عم صلاح» و»الشرطي الشجاع» الذي قصد إضعاف حركة الإرهابي وتكبيله، بدون قتله أو تصفيته، لأن ما سيحصلون منه على معلومات مفيدة أهم بكثير من قتله، وهذا هو الأهم. ثم جاء نموذج الشارع المصري بكل من فيه، من سيدات ورجال، سواء في الشارع أو في شرفات المنازل والمناطق المجاورة، فقد سمعنا عبر الفيديوهات أمهات يدعين بسلامة من في الكنيسة والشارع. لا نستطيع أن نفرق بين أصوات من هو مسلم ومن هو مسيحي، الكل يدعو بالسلامة والنجاة. الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة القاهرة وعميد كلية الآداب سابقا، يقول إن هذه الملحمة التي شهدناها تدل على أن أولئك الذين يتحدثون عن أن القيم المصرية اندثرت، قولهم خاطئ فالمجتمع المصري ما زال متماسكا، وما زال فيه الحرص على المبادئ والتعاون والإخاء كامن في قلب المجتمع، وهذا المشهد الأخير عكس روح المجتمع التي لم تمت بعد، والتاريخ الطويل من معاناة الشعب المصري، لم يمس أي شيء من الروح الجماعية، والضمير الجمعي ما زال قويا وما زال الإحساس بالوحدة جليا. وفي الحياة اليومية لا يوجد ما يسمى بالمسلم والمسيحي، وإنما نعيشها معا. وهذا الشكل من التدين والإرهاب وما يترتب عليه من عنف مرفوض، وهذه الجماعة التي تقود هذه العمليات التخريبية جماعة منبوذة، كما أن هذا الهجوم الذي تم من الشعب على الإرهابي إنما هو تعبير رمزى للهجوم على الجماعة الإرهابية وفيه تعبير عن لفظها ورفضها».

فيديو الإرهابي

ومن «الأهرام» إلى «المصري اليوم» ومقال الدكتور عمرو الشوبكي الذي لم يتمالك نفسه من الإعجاب فقال مشيدا بالشعب ومهاجما النظام: «تناقلت المواقع الصحافية فيديو الإرهابي المتجول في أحد الشوارع الرئيسية المجاورة لكنيسة مار مينا في منطقة حلوان، حاملا سلاحه الآلي لمدة تجاوزت العشر دقائق قبل أن يطلق عليه الرصاص ويسقط على الأرض، ثم يهجم عليه أحد المواطنين ببطولة نادرة (عم صلاح) ويلقي القبض عليه، قبل أن يأتي عشرات الأهالي، ويشلون حركته وهم يهتفون ويكبرون في حالة فرح عامرة. الفيديو المتداول مذهل ويظهر فيه أكثر من جانب يحتاج لتحليل علماء اجتماع ونفس، فأولا هناك السهولة التي تحرك فيها الإرهابي لمدة قاربت 10 دقائق، وهي مدة نصفها كاف لانتقال تعزيزات أمنية في الدول المتقدمة، أو نصف المتقدمة، لكنها تمتلك أجهزة أمنية على قدر معقول من الكفاءة والمهنية. وثانيا هناك صورة عربة الشرطة شبه المدرعة، التي ظهرت في الخلفية، ولم تتعامل مع الإرهابي وذهبت لحال سبيلها. أما ثالثا فهو تعامل الأهالي مع الإرهابي منذ ظهوره وهو شاهر سلاحه، فقد قذفوه بالحجارة والزجاجات الفارغة ودعوا عليه، وتسمع في الشريط صريخ وبكاء النساء حين اقترب الأهالي منه، خوفا عليهم من شره، وحين سقط الإرهابي في المشهد الأخير سمعنا الزغاريد والتكبير (الله أكبر) وانهالوا علية ضربا حتى ألقوا القبض عليه. يقينا في هذه المشاهد أهالي حلوان هم الأبطال الحقيقيون، فرغم كل القيود التي يفرضها الحكم على أي عمل أهلي أو سياسي أو نقابي، فقد أظهر الناس معدنهم الأصيل وتحركوا بصورة أكثر فعالية من الشرطة (رغم تضحياتها المؤكدة في مواجهة الإرهاب)، وأن المجتمع الذي تحرص قوى نافذة كثيرة أن تظهره في مظهر القاصر والفاشل، لعب دورا بطوليا في حادثة، الثمن فيها هو فقدان الحياة. فكراهية المصريين للعنف والإرهاب عميقة ومؤكدة، وهنا أي كلام يردده بعض متطرفي العلمانية ومعهم قلة من متطرفي الأقباط، بأن الإسلام والمسلمين يستحلون دماء المسيحيين وكنائسهم ويشمتون في زهق أرواحهم كلام ليس فقط فارغا وتافها، إنما أيضا مغرض ورخيص. نعم هناك إرهابيون يعدون بالمئات في شعب عدد سكانه مئة مليون، يقومون بتلك الجرائم بحق المسيحيين ويستهدفونهم سياسيا ودينيا، ولكنهم في الوقت نفسه استهدفوا مسجدا وقتلوا 310 مصلين بريئين، ويستهدفون رجال الجيش والشرطة، ولا يزال عموم الشعب المصري يرفض أي استهداف لدماء وممتلكات المسيحيين مثل غيرهم. المناخ الثقافي المتعصب والتمييز الذي يقع بحق الأقباط، وتوظيف الحبل السري بين أجهزة الأمن وقوى متعصبة إسلامية في مواجهة بناء الكنائس، أمر يختلف تماما عن موضوع الإرهاب والقتل على الهوية، وانحياز المسلمين النفسي والوجداني لأي مسيحي يتعرض لاعتداء من قبل إرهابيين. فقد قدم أهالي حلوان نموذجا عظيما ورائعا في التعامل مع العنف وزهق الأرواح، ولم يعتبروا الكنيسة المسيحية مصدر خطر، إنما الإرهابي المسلم هو مصدر الخطر، وأن حالة الرفض في شرفات البيوت وفي الشوارع الجانبية لهذا الإرهابي كانت معلنة، رغم مخاطرها الشديدة على حياة الناس. سيبقى المجتمع المصري ينبض بالحياة بصورة أكبر من كثير من مسؤوليه وأجهزته رغم القصف الإعلامي اليومي، الذي يسعى لتخلفه، ورغم القيود المفروضة على إظهار أفضل ما فيه».

شطحات التعصب الأعمى

ونظل في «المصري اليوم» لنكون مع عزة كامل وقولها عن تأصل الإرهاب في مصر: «الإرهاب أصبح حقيقة واقعة تعشش في حياتنا اليومية، وأصبح تاريخنا كله معلقا على شطحات التعصب الأعمى، وعلى حقد وغل وعقيدة إيمانية فاسدة للإرهابيين، الذين وُعدوا بالفردوس وحور العين. وكذلك من لا يحاولون أن يحللوا تحليلا محايدا بعيدا عن التطبيل والطنطنة. الإرهابيون ليسوا فقط الذين يطلقون الرصاص «متسلحين» بالأحزمة الناسفة ويفجرون الكنائس، ولكن الأخطر منهم الذين يبثون سمومهم في الأدمغة ويزرعون الفكر المتطرف ويعطون شرعية للتفجير، ألا وهم أعضاء في قائمة الفتوى الرسمية الذين يكفّرون الأقباط ويحرمون تهنئتهم أو مواساتهم، والذين يحرضون على اقتحام الكنائس وهدمها والاستيلاء على محتوياتها، والتحريض على المستنيرين ببلاغات التكفير ودعاوى الحسبة والسجن، وهؤلاء تستضيفهم الفضائيات المصرية وأحيانا تحتفي بهم، كذلك عندما تحل جرائم الاعتداء على المسيحيين بالجلسات العرفية والحكم عليهم بالتهجير من قراهم».

التكوين الوطني للمسيحية المصرية

بينما أوضح زميلها طارق حسن تأصل المسيحية المصرية في تربة البلاد بقوله: «أهم ما يمكن قوله في وصف حقيقة المسيحية المصرية أنها والوطنية المصرية واحد، إن سألت: ما هي الوطنية المصرية؟ لقلت المسيحية المصرية. ولو سألت: ما هي المسيحية المصرية؟ لقلت إنها بذاتها الوطنية المصرية. ما الذي صاغ المسألة على هذا النحو؟ ما الذي جعل المسيحية المصرية صنو الوطنية المصرية وليست مجرد اعتقاد ديني بحت؟ قدر المسيحية المصرية أنها جابهت أول ما جابهت الرومان، وكانوا في زمنهم كما أمريكا الآن، قوة عظمى ظالمة طاغية تحتل مصر، فبرزت المسيحية المصرية عقيدة للتحرر الوطني وللقومية المصرية في وجه الرومان، إلى جانب أنها عقيدة دينية سماوية من يومها وحتى حينه، لا يمكنك الحديث عن طبيعة المسيحية المصرية بدون تكوينها الوطني، من يومها أيضا لم يكف مستعمر عن محاولة تغيير طبيعة المسيحية المصرية. حاول البريطانيون وفشلوا. تحاول أمريكا الآن وتفشل. وكما تحاول فرق إرهاب «داعش» وإخوته وتفشل».

صناعة مصرية

وإلى «الوفد» وفاطمة المعدول التي اتهمت الأزهر ووزارة التربية والتعليم بتدريس كتب للتلاميذ تحرض على كراهية الأقباط وقالت عن الإرهاب: «الحقيقة أنه صناعة مصرية وضع بذرتها مصريون ورووها وعملوا عليها حتى أتت ثمارها الفاسدة والمسمومة. إنه نتيجة ما صنعناه بأنفسنا وبمجتمعنا طوال سنين طويلة، فهو صنيعة الخطاب الاستعلائي الذي يبثه علينا الأزهر؟ وصنيعة تحريم أعيادنا وأفراحنا وطرق حياتنا حتى أصبح مجتمعا متجهما تعيسا وكئيبا، تم وصم كل طرق حياته التي كانت تميزه بالحرام والخروج على الدين. وصنيعة الظلم الذي يتعرض له المسيحيون المصريون من متعصبين وجهلة بدون عقاب رادع. وصنيعة الدولة التي تهادن كل الأفكار التي تهدم فكرة المواطنة ولا تتصدى لها بالشكل اللائق. وقبل كل هذا وذاك هو صنيعة مناهج التعليم التي تكرس الطائفية ولا تؤصل في الطالب نفسية التسامح. وصنيعة التكدس في الفصول وعدم وجود حصص موسيقى أو رسم أو رياضة، وعدم ممارسة أي نشاط مدرسي. فهل هناك أهم من من قضية الإرهاب الأسود حتى يعلن وزير التعليم حالة الطوارئ. ويطلب وزير التربية والتعليم من العاملين معه تنقية المناهج من كل أنواع التميز في مصر، التي ترفض الآخر أو تتحدث عنه كنوع من المن؟ وأن يقدم للأطفال منذ طفولتهم مناهج تشرح تاريخ مصر، وتعلمهم أن المسيحيين المصريين ليسوا وافدين على مصر ولا يربطهم بالغرب أي رباط وأنهم مصريون ولهم كل حقوق المواطنة».

الشهادات

وإلى الشهادات وأولها من «الأخبار» التي نشرت تحقيقا لدسوقي عمارة ومحمد راضي عن الإرهابي واعترافاته للأمن وجاء فيه: «أكد مصدر أمني رفيع المستوى أن المتهم بعد خروجه من غرفة العمليات تباهى بجميع الوقائع الإرهابية التي ارتكبها، وإنه سعيد بارتكابها. وقال المصدر إن المتهم وهو عامل ألوميتال «33 سنة»‬ مقيم في مساكن أطلس حلوان، انضم إلى التنظيمات الإرهابية منذ عدة سنوات، واقتنع بأفكارهم وتدرب معهم على حمل السلاح وفكه وتركيبه، داخل أوكار الإرهاب في المناطق الصحراوية في الفيوم وبني سويف، وأنه نظرا لإقامته في حلوان ومعرفته بطبيعة الشوارع والمناطق الشعبية فيها، كان يخطط لارتكاب الحوادث الإرهابية، ويراقب المنطقة قبل التنفيذ، ويقوم بتأمين طريق الهروب أولا قبل التنفيذ. وأكد المصدر أن الجماعات الإرهابية قامت بعمل غسيل مخ كامل للإرهابي المتهم وأقنعته أن قتل عناصر الجيش والشرطة أو الأقباط حلال، وأن أبواب الجنة تفتح له فور موته، وسيكون شهيدا ويتنعم بالحور العين في الجنة. ورغم إصابة المتهم والقبض عليه وإجراء ثلاث عمليات له، إلا أنه لم يبد أي أسف في ما ارتكب من حوادث إرهابية، اسفرت عن مقتل وإصابة العشرات. وأضاف المصدر الأمني أن المتهم اعترف تفصيليا بكل جرائمه الإرهابية بالتواريخ، ومنها ما ارتكبه في عام 2016 كان أبرزها استهداف ميكروباص يقل ضباط وجنود قسم حلوان، وأسفر عن استشهاد ضابط وإصابة 7 جنود وأفراد. وبتاريخ 8 أغسطس/آب 2016 أطلق النار على منفذ تحصيل الرسوم في الطريق الإقليمي في العياط وأسفر عن استشهاد ثلاثة من العاملين في المنفذ. وفي ديسمبر/كانون الأول 2017 استهدف مقهي في العياط، وأطلق النار على رواده الذين يلعبون الطاولة، مقتنعا بأن من يلعب الطاولة كافر ولابد من قتله فورا، و»نفذت فيهم حكم الإعدام». وأضاف المصدر الأمني أن المتهم قام بالتعدي على العاملين في مركز تحصيل الرسوم في مركز الواسطي في بني سويف، لأنهم «‬ضباط متقاعدون»، ولا بد من قتلهم لقناعته بذلك. وأضاف المصدر الأمني أن المتهم اعترف بقتل مواطن وسرقة سيارته أيضا لاستخدامها في عملياته الإرهابية، ثم قام باستهداف كنيسة مار مينا في حلوان يوم الجمعة، وأنه خطط لذلك وكان قد راقب المنطقة عقب ارتكابه حادث الهجوم على كمين بني سويف. وأضاف المتهم أنه أصابه الاحباط عندما وجد تأمين الكنيسة بكثافة من رجال الشرطة، وأنه أطلق النار على شخصين داخل محل في مساكن أطلس لجذب انتباه رجال التأمين على الكنيسة وتوجههم إلى المحل، إلا أنهم لم تنطل عليهم الحيلة وظلوا مرابطين حول الكنيسة، وأنه ظل يتجول في الشارع عندما أوصدت أبواب الكنيسة، محاولا تفجير القنبلة التي كانت بحوزته في أي تجمع قبطي، إلا أنه فشل فأطلق الرصاص بشكل عشوائي على المارة وكل من يقترب من الكنيسة معتقدا أنه من الأقباط، وأضاف أنني حاولت دخول الكنيسة وكنت متوقعا أنني سأموت أو يتم القبض عليّ وقد حدث ذلك من الأمن الذي أطلق الرصاص عليّ، والأهالي أوجعوني ضربا حتى فقدت الوعي. وأضاف المصدر الأمني أن الارهابي ليس نادما على فعله».

الإرهابي يتجول بحرية

والشهادة الثانية جاءت في تحقيق في جريدة «البوابة» لميرا توفيق جاء فيه: «يضيف شنودة إبراهيم قضى الإرهابي ما يقرب من أربعين دقيقة، وهو يتجول في المنطقة ويطلق الأعيرة النارية، حتى تمت إصابته من قبل قوات الشرطة وإلقاء القبض عليه، مشيرا كان يتجول بحرية ويقوم «بتبديل خزنة السلاح»، ولولا أمين الشرطة الذي أغلق باب الكنيسة لكانت الخسائر بالعشرات، خاصة أن الكنيسة كانت تحتفل برأس السنة بوجود أطفال مدارس الأحد. ولفت شنودة: ظل القاتل يتجول من منطقة الكنيسة حتى منطقة المشروع وهي مسافة مئة متر حتى قامت الشرطة بإصابته في قدمه، وبينما يحاول النهوض عاجله عم صلاح بضربه على رأسه، وبعدها تكالبنا عليه ووجدنا معه «خزن رصاص» كثيرة وقنبلة. وصمت شنودة قليلا ليعود ويستكمل حديثه قائلا: «بعد أن أمسكه عم صلاح قال له أنت مش فاهم حاجة». فما كان من عم صلاح إلا أن قام بضربه على رأسه. من أمام محل الأجهزة الكهربائية المملوك لروماني وعاطف شاكر، كان أصحاب المحلات يتحدثون عن الحادث بينما بدأ أصحاب المحلات المجاورة تركيب كاميرات المراقبة بعد الحادث».

انتخابات الرئاسة

وإلى انتخابات رئاسة الجمهورية التي سيبدأ فتح باب تلقي طلبات الترشح لها الشهر المقبل والشروط المفروض توافرها في المتقدم للترشيح، وهو ما شرحه المستشار لاشين إبراهيم رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات في حديث نشرته له جريدة «الوطن» وأجراه معه أحمد ربيع وقال فيه: «يُشترط في تلك النماذج أن يكون التأييد من 25 ألف مواطن موزعين على 15 محافظة، ولا تقل عن ألف نموذج تأييد في كل محافظة، وتشمل أيضا إقرار المواطن بتأييده مرشحا واحدا فقط، وستكون كل هذه الإجراءات مجانية وبدون أي رسوم، فقط ببطاقة الرقم القومي. وفي ما يتعلق بتزكيات المرشحين من أعضاء مجلس النواب، فقد أعدت الهيئة نماذج للتزكية، حيث إن من بين شروط الترشح تزكية المرشح من 20 عضوا بمجلس النواب وإقرار عضو المجلس أنه لم يزكِّ مرشحا آخر، حيث يحق لكل عضو برلمان تزكية مرشح واحد فإن الهيئة ملتزمة بما ورد في الدستور الحالي، من ضرورة البدء في إجراءات الانتخابات الرئاسية قبل 120 يوما من انتهاء ولاية الرئيس في 3 يونيو/حزيران من العام المقبل، وأن تُعلن النتيجة قبل نهاية هذه المدة بثلاثين يوما على الأقل، أي قبل 3 مايو/أيار المقبل. هناك تنسيق مع الأجهزة الأمنية المعنية لتأمين جميع لجان التصويت من الخارج حتى نضمن خروج انتخابات تليق بمصر وحضارتها وتاريخها أمام العالم أجمع. الانتخابات المقبلة ستُجرى بشفافية ونزاهة كاملة، خصوصا أن تشكيل الهيئة الوطنية للانتخابات من الشخصيات القضائية المشهود لهم بالحيدة والنزاهة والكفاءة. ونحن حريصون على إخراج العملية الانتخابية في صورة تعكس الوجه الحضاري لمصر أمام دول العالم، من خلال الالتزام بمعايير الشفافية والنزاهة وكذلك الحرص على التواصل مع وسائل الإعلام، إضافة إلى ذلك هناك إشراف قضائي كامل على الانتخابات، بحيث يوجد قاض على كل صندوق، وقد خاطبنا المجالس العليا للهيئات والجهات القضائية لندب أعضائهم للإشراف على الانتخابات الرئاسية المقبلة، وتلقينا موافقتهم وجارٍ حاليا حصر أعداد القضاة المشاركين في الانتخابات، بحيث يكون هناك قضاة باللجان العامة والفرعية، وإلى جانب ذلك سيكون هناك أمناء للجان الفرعية من موظفي وزارات التربية والتعليم والشباب والرياضة والتنمية الإدارية وموظفي المحاكم».

لا يزال يفكر!

وفي «الشروق» طالب محمد عصمت الفريق أحمد شفيق أن ينهي تردده وينزل الانتخابات الرئاسية وتوقع فوزه فيها أو كما قال: «كل ما نعرفه ــ حتى كتابة هذه السطور ــ عن موقف الفريق أحمد شفيق من الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة أنه «لا يزال يفكر ويفكر» وأنه ربما سيظل خلال الفترة المقبلة «يفكر ويفكر». أيضا بدون أن نعرف فيم يفكر بالضبط؟ ولماذا لا يطرح هواجسه أو حتى مخاوفه من الترشح على الرأي العام؟ وهل يخفي ضغوطا تمارسها ضده جهات ما، على الرغم من نفيه أكثر من مرة تعرضه لها؟ تردد الفريق شفيق في حسم موقفه أفقده الكثير من الزخم الذي صاحب إعلانه الترشح في بيانه التلفزيوني الشهير، حينما كان في الإمارات، بل جعله يخسر الكثير من التأييد الجماهيري، الذي كان سيحصل عليه لو استمر على موقفه وأعلن ترشحه، ومع ذلك فلا تزال فرص الرجل في المنافسة، بل في الفوز أيضا متاحة نظريا، على الأقل لو أجريت الانتخابات بحرية ونزاهة، ولكن ما الذي يستطيع الفريق شفيق تقديمه لو أصبح رئيسا؟ مجرد إعلان شفيق الترشح سوف يعطي الانتخابات مذاقا ديمقراطيا حقيقيا، ستكون لها تأثيراتها على زيادة نسبة المشاركة فيها، وطرح العديد من السياسات المتبعة حاليا على النقاش العام، وإبداء المعارضين لوجهات نظرهم فيها بحرية لا تتوافر لهم حاليا، وطرح بدائلهم لها. أما إذا أصبح رئيسا فعلا فالمتوقع أنه سيخفف إلى حد كبير قبضة السلطة على المجال العام، وعلى القوى والأحزاب السياسية المعارضة، وعلى تضييق مساحات الحريات الممنوحة للصحف والفضائيات والمواقع الإخبارية، لكن على المستوى الاقتصادي قد لا يملك الرجل عصا سحرية يحل بها أزماتنا المعيشية التي يكابدها غالبية المصريين، ولكن سيكون هناك بالتأكيد فرملة للاندفاع المبالغ فيه نحو المشروعات القومية الكبرى، التي تثار بشأنها تساؤلات مهمة بلا إجابات قاطعة، حول جدواها الاقتصادية، والحد من النهم الكبير للاقتراض من الخارج، الذي يهدد باستمرار زيادة معدلات الفقر في مصر إلى مستويات غير مسبوقة وآجال غير معلومة. الانتخابات الرئاسية المقبلة يمكن أن تكون موسما سياسيا ساخنا، إذا شارك فيها شفيق لأنها ستعطي الفرصة للكثير من القوى الثورية للمشاركة الفاعلة في الشأن العام وتحريك المياه الراكدة في حياتنا السياسية، حتى لو خسر هو شخصيا الانتخابات. أما إذا قرر الانسحاب منها فستكون انتخابات بطعم الاستفتاء، وهو أمر لن يكون في صالح السلطة الحالية، وسيفتح عليها انتقادات دولية واسعة، وقبل ذلك سيزيد من غضب قطاعات واسعة من الشعب المصري ستختار بالتأكيد مقاطعة هذه الانتخابات لأن نتائجها ستكون محسومة سلفا. إجراء الانتخابات المقبلة بحرية وشفافية ونزاهة أصبح ضمانة لصيانة الأمن القومي المصري وحمايته من الإرهاب، بل ومن احتجاجات اجتماعية قد تتسم بالفوضى التي قد لا تتحملها أوضاعنا الراهنة».

معارك وردود

وإلى المعارك والردود المتنوعة التي بدأتها في «الأخبار» عبلة الرويني وهي في قمة غضبها لدرجة أن عمودها اليومي «نهار» اختارت له عنوانا هو «إعلام الأرصفة» حيث شنت هجوما على مقدم البرامج تامر أمين بسبب العبارة التي استخدمها في وصف رفض البابا تواضروس الثاني بابا الأقباط الأرثوذكس أي تدخل أمريكي بان قال عنه «يا ابن اللذينة» فقالت عبلة ولها كل الحق في ما قالت: «عندما يستخدم المذيع تامر أمين عبارة «يا ابن اللذينة» يقولها ويكررها بوعي وقصدية للتعبيرعن إعجابه بموقف البابا تواضروس الوطني ورده على التقرير الأمريكي حول اضطهاد الأقباط في مصر «بأننا في مصر نستقوي بالله وبإخواننا المسلمين» يكون قد تجاوزكثيرا وتعدى أيضا. وبالتأكيد ما يقصده تامر أمين هو التعبير عن إعجابه بالبابا تواضروس ومواقفه الوطنية، فالرجل جدير بالإعجاب والتقدير لوطنيته ومصريته وإيمانه العميق بصلابة ووحدة هذا الوطن «وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن». بالتأكيد ما يقصده تامر بسيوني هو الإعجاب والتقدير وكامل الاحترام لشخص البابا ومكانته، لكن عندما يستخدم عبارات «يا ابن اللذينة لعبتها صح ضربة معلم»، نكون أمام سفه واستعباط وإعلام أرصفة يفتقد الكياسة واللياقة، ويفتقد الثقافة والوعي، ليس لأن هناك قداسة لأشخاص، ولا لأن هناك قداسة للغة، لكن لأن هناك استخدامات للغة ودلالات تختلف من مناسبة إلى أخرى، ومن شخص إلى آخر يجب أن يكون الإعلامي على وعي بها».

المشاركة السياسية

أما ثاني المعارك فقد شنها عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان جورج إسحق ضد سياسات النظام يقول عنها في «الشروق» وهو يعلق على ضعف مشاركة الطلاب في انتخابات الاتحادات في الجامعات: «المشاركة السياسية تجعل المواطنين يشعرون بقيمتهم وتمدهم بإحساس الثقة بالنفس، وبأهمية إسهامهم في الحياة العامة. المشاركة السياسية إذا مُورست بشكل فعال وحقيقي فإنها دوما وأبدا تكون عاملا أساسيا يعمل دون استبداد الحاكم بالسلطة، ولكن الأهم ألا تكون هذه المشاركة ديكورية لإعطاء صورة غير حقيقية للمشاركة، وإيهام المجتمع داخليا وخارجيا بأن هناك مشاركة وديمقراطية، فلا بد أن تشمل المشاركة المعارضين وأصحاب الأصوات الناقدة البناءة الإصلاحية ولا تستبعدهم بحجة أنهم معارضون، وتتهمهم بهدم الدولة. لا بد ألا يتعرض أي شخص معارض للانتهاك أو للحبس بسبب مشاركته السياسية أو المجتمعية، وألا يشعر بالخطر على حياته لمجرد أنه عبر عن رأيه، لأن ثراء المجتمع في الاختلاف، فالاختلاف رحمة فيجب أن نثمن فكرة الاختلاف وقبول الرأي الآخر واحترامه مع قبوله أو رفضه، ولا يتهم أصحابها بالخيانة والعمالة، ولا كل هذا الهراء الذي نستمع إليه من أبواق الأجهزة الإعلامية الجاهلة المغرضة، التي تعمل على تغييب وعي المصريين حتى يؤمن الناس بجدوى المشاركة، إلى جانب المطالبة بوجود تشريعات تضمن وتحمي المشاركة والمختلفين في الرأي. ونتمنى أن يتوقف الزيف الإعلامي عن تشويه وعي المواطن المصري، وأن تنتهي حالة التحريض والدعوة إلى الكراهية التي يمارسها أغلب الإعلام الحالي، ويتوقف سيل الاتهامات التافهة لكل من له رأي مخالف، معارضا كان أو إصلاحيا. نتمنى أن يكون هناك إعلام هادف يحمس المواطن على المشاركة، لا أن يقوم بتخويفه وتخوينه حتى نحمي المشاركة السياسية والاجتماعية من الانقراض، حتى يشعر المواطن بقيمة وأهمية مشاركته السياسية وأنها حتما سوف تؤدي إلى تغيير في يوم من الأيام مهما تأخر هذا التغيير».

إبراهيم نافع

وأخيرا إلى المرحوم إبراهيم نافع رئيس مجلس إدارة وتحرير «الأهرام» الأسبق الذي وافته المنية في دبي بعد صراع مع السرطان ونقل جثمانه إلى مصر ليشيع فيها وخصصت له «الأهرام» تعليقها الذي قالت فيه تحت عنوان «المؤسس الثالث للأهرام»: «برحيل الأستاذ إبراهيم نافع أمس عن عمر ناهز 84 عاما يكون فصل جديد قد أضيف إلى كتاب الخالدين الراحلين في تاريخ «الأهرام» العريق وكم ذا في هذا الكتاب من صفحات كتبت بحروف من ذهب. وإذا كان سليم وبشارة تقلا هما صاحبا التأسيس الأول لهذه الصحيفة العريقة قبل 143 عاما والأستاذ محمد حسنين هيكل هو صاحب التأسيس الثاني لها في منتصف خمسينيات القرن الماضي، فإن إبراهيم نافع ـ بلا منازع ـ هو صاحب التأسيس الثالث لها في منتصف الثمانينيات. ولم يكن الراحل مجرد صحافي متميز وحسب، ضمن كتيبة استثنائية من المتميزين الذين عاصروه، بل كان عنوانا لحقبة أهرامية كاملة ستظل ذكراها محفورة في ذاكرة الصحافة المصرية والعربية ولسنوات طويلة، لما حققه نافع من إنجازات وقفزات شهد بها الجميع حتى خصومه، وهي إنجازات لم تقتصر وحسب على الإنشاءات والمباني، وإنما امتدت إلى المحتوى الصحافي في الأساس. والذين يعرفون تاريخ الصحافة المصرية جيدا لا شك لن ينسوا للأستاذ إبراهيم وقفته الشجاعة الحازمة ـ والذكية أيضا ـ ضد قانون 93 لسنة 1995 والمعروف بقانون اغتيال الصحافة، إلى أن تم إلغاؤه واستبداله بقانون جديد وكان قانون 93 يتضمن ضمن ــ ما يتضمن ــ حبس الصحافي لمجرد أنه كتب رأيا مخالفا وهو الحبس الذي رفضه نافع «الصحافي» قبل أن يكون نقيبا بكل صلابة».

مناهج التعليم تكرس الطائفية ووزارة التموين تبدأ تطبيق قرارها بوضع أسعار السلع على العبوات

حسنين كروم

تحيا الثورة الشعبية ولتسقط الطائفية!

Posted: 02 Jan 2018 02:17 PM PST

هل تظنّن أن انتفاضة الشعب الإيراني ملأت حكام المملكة السعودية غبطةً؟ الحقيقة هي أنها ملأتهم رعباً أكبر من كل ما أصابهم من جراء السياسات التوسعية التي يمارسها حكام إيران. فإن انتفاضة الشعب الإيراني فاتحة خير عظيمة للعام الجديد، إذ هي أنجع ترياق للسمّ الطائفي الذي استخدمه النظام العربي القديم ضد انتفاضات الشعوب العربية في «الربيع العربي». وقد رأينا كيف شقّت مملكة البحرين انتفاضة شعبها بسيف الطائفية مثلما فعل نظام آل الأسد في سوريا. وبالسيف ذاته قامت الجماعات الحاكمة في كل من العراق ولبنان بقطع الطريق أمام النضال الشعبي الصاعد أثناء ذلك الربيع الزاهر. ثم رأينا حاكم اليمن المخلوع عليّ عبد الله صالح يسعى وراء استعادة حكمه بالسيف عينه، ولو بإعادة تقسيم البلاد. إن الحيلة لقديمة قِدَم شعار الطغيان المعروف: «فرّق تسد».
هكذا يحوّلون الصراع الأفقي بين الشعب الكادح والنخب الظالمة الفاسدة إلى صدام عمودي بين السنّة والشيعة، تتمحور حوله الأقليات الدينية والطائفية الأخرى حيث وُجدت. وفي هذه العملية التخريبية يلتقي العدوّان اللدودان، المملكة السعودية وجمهورية الملالي الإيرانية مع من لفّ لفّهما، في تقاسم وظيفي متميّز. فقد تقاسما الأدوار في الخنق الطائفي لانتفاضة البحرين كما تقاسماها في الخنق الطائفي للثورة السورية، وسوف يتعاونان بلا شكّ في خنق أية ثورة شعبية حقيقية في منطقتنا. ذلك أن الثورة الشعبية تهدد نظاميهما الاستبداديين القائمين على استخدام الطائفية بلباس الأصولية الدينية كوسيلة أيديولوجية رئيسية لإضفاء شرعية رجعية عفنة على سلطتيهما.
وما أشبه حِيَل أنظمة الاستبداد الطائفي! اتّهم الحكم الملكي في البحرين الانتفاضة الشعبية العارمة التي هبّت في الجزيرة عام 2011 بأنها مؤامرة طائفية مدعومة من إيران مثلما اتهم نظام آل الأسد انتفاضة الشعب السوري بأنها مؤامرة طائفية مدعومة من مشايخ الخليج. وها أن نظام الملالي يستخدم الآن الكذبة ذاتها في تبرير قمعه لانتفاضة الشعب الإيراني. إنما جاءت هذه الانتفاضة الباسلة الجديدة لتُظهر بشكل قاطع أن المصالح الشعبية متعارضة مع كافة الأنظمة الاستبدادية، مهما كان الانتماء الطائفي للمتربّعين على السلطة.
ومن أفضال الانتفاضة الإيرانية أنها أثبتت أن «الممانعة» حجة بالية، القصد منها تمرير الاستبداد باستغلال المشاعر الوطنية. فلنتذكّر المقابلة التي أعطاها بشّار الأسد لصحيفة «وول ستريت جورنال» في أواخر كانون الثاني/ يناير 2011، عندما شرح أن سوريا «مستقرة» لأن «الناس لا يحيون بالمصالح فقط، بل يحيون بالمعتقدات أيضاً، خاصة في المناطق الأيديولوجية للغاية»، هذا بعد أن ادّعى أنه «لصيق بشكل وثيق جداً بمعتقدات الشعب». ظنّ الشعب السوري غبياً يغلّب الأوهام على المصالح ويؤمن أن نظام البطش والفساد وفيّ للمعتقدات، فما لبث أن اكتشف أن الشعب ليس بساذج ولا هو منخدع، بل هو غير مستعد للتضحية بمصالحه الحيوية على مذبح «الممانعة» المزعومة.
وها أن نظام الملالي يكتشف بدوره أن نفاقه لا ينطلي على شعبه. فإن هتافاً بارزاً بين الهتافات الرئيسية للانتفاضة الإيرانية يقول: «اتركوا سوريا واهتمّوا بنا!». فإن الشعب الإيراني يعاني من الآفات نفسها التي تعاني منها الشعوب العربية والتي فجّرت الانتفاضة العربية الكبرى: بطالة مستشرية، ولا سيما بطالة الشباب، وغلاء معيشة كاوٍ، وكساد اقتصادي متفاقم يعالجه حكم طهران بالوصفات النيوليبرالية عينها التي تعالج بها الحكومات العربية المشكلة ذاتها، ألا وهي إثقال النير المفروض على رقاب الشعب بإلغاء الدعم عن أسعار مواد الاستهلاك الأساسية. والحال أن عاملاً هاماً ساهم في تفجير غضب الجماهير الإيرانية هو إعلان الحكم قبل الانفجار بقليل عن زيادة أسعار المحروقات بنسبة 50 في المئة. وكأنها قصة تُعاد حكايتها بلا انقطاع، ويمكننا توقع تكرارها في مستقبل قريب في مصر أو المملكة السعودية أو غيرهما من بلدان منطقتنا حيث يجري تطبيق الوصفات ذاتها.
فلم تعد الجماهير الإيرانية مستعدة للعضّ على شفاهها والتضحية بمصالحها وهي ترى جهاز «الحرس الثوري» المتسلط عليها ينفق المليارات في سياسة توسّعية في العراق وسوريا ولبنان لا ناقة للشعب الإيراني فيها ولا جمل. بل هي سياسة يبرّر بها الجهاز ميزانيته الضخمة وامتيازاته الجمّة. ولن نلوم الجماهير الإيرانية لو وضع بعضها قضية فلسطين في السلّة ذاتها اشمئزازاً من متاجرة النظام باسم القدس وتحججه بدعم حركة حماس. فإننا ندرك كيف سئم بعض جماهيرنا العربية من بطش الأنظمة بها متحججة بالقضية الفلسطينية، ولو كنّا نتمنّى بالتأكيد أن يتمكن الجميع من التمييز بين نفاق الحكّام والقضايا العادلة التي يتذرّعون بها.
ونحن نعلم علماً يقيناً أن مصلحة فلسطين الحقيقية ومصلحة النضال ضد الصهيونية وضد الإمبرياليتين الأمريكية والروسية المتواطئتين مع هذه الأخيرة، إنما تمرّان عبر إحلال حكومات شعبية ديمقراطية محلّ أنظمة الاستبداد. وتمرّان بادئ ذي بدء عبر التغلّب على الطائفية، أحد أمضى أسلحة أنظمة الاستغلال والاستبداد ضد المصالح الشعبية. لذا نحن شاكرون للجماهير الإيرانية جزيل الشكر لأنها ساهمت في تبديد الأكاذيب، وأكّدت أن السيرورة الثورية طويلة الأمد التي انطلقت في منطقتنا قبل ثماني سنوات سوف تشهد أكثر من ربيع جديد بعد الربيع الأول. ولن تستقر منطقتنا بدون أن تنتصر فيها مصالح الشعوب التي يشكل الإخاء طريقها الضروري إلى الحرية والمساواة، وهي الشعارات الثلاثة المتلازمة لأُم الثورات على الاضطهاد.

٭ كاتب وأكاديمي من لبنان

تحيا الثورة الشعبية ولتسقط الطائفية!

جلبير الأشقر

ضم أحادي الجانب يلغي اتفاقيات أوسلو

Posted: 02 Jan 2018 02:17 PM PST

فكرة السيادة في المناطق ثارت منذ احتلال يهودا، السامرة وقطاع غزة، هضبة الجولان وشرق القدس في 1967، ولكنها نالت دفعة قوية في السنوات الأخيرة عندما أخذت منظمة تسمى «نساء في الأخضر» مهمة غرسها ودفعها إلى الأمام. وانطلاقا من الرؤية بان ليس لليمين في إسرائيل في واقع الأمر خطة سياسية، عملت «نساء في الأخضر» على بحث الموضوع ومواجهة نواب من اليمين به، كي يفهموا ما هو موقفهم وإلزامهم التفكير واتخاذ موقف في المسألة.
في مجلة تحمل اسم «سيادة» ظهر نواب، وزراء وشخصيات عامة كثيرون، لكل واحد منهم ظل ما في تعريف ما هي السيادة الإسرائيلية في المناطق. وكل هذا انطلاقا من الفهم بأن هذه ليست رغبة الفلسطينيين وانطلاقا من الرؤية بأنه لا توجد مفاوضات سياسية. إن إحلال السيادة هو بالتالي ضم أحادي الجانب للمنطقة، بخلاف موقف الفلسطينيين ومعظم دول العالم.
إن أغلب زعماء اليمين يطالبون بضم مناطق ج، او في الأقل ضمها خطوة أولى لضم المنطقة كلها ـ وهكذا يتم إلغاء اتفاقات أوسلو التي قسمت المناطق إلى ثلاثة أقسام: مناطق أ تحت السيطرة الفلسطينية الكاملة، مناطق ب تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية والمدنية الفلسطينية، والمناطق ج تحت السيطرة الإسرائيلية. في هذه المناطق توجد المستوطنات ومعظم طرق الوصول إليها، ويعيش فيها قرابة نصف مليون نسمة.
من المهم الإشارة إلى أن المستوطنين الذين أخذوا على أنفسهم القانون الإسرائيلي من جهة، لا يحظون بالحقوق من جهة، ويضطرون إلى عبور أروقة بسيطة عبر الإدارة المدنية ـ وهي هيئة عسكرية معقدة، هزيلة بالقوى البشرية، مؤتمنة على حياة السكان في المناطق. لا يمكنهم أن يكونوا أصحاب الأرض التي يبنون عليها بيوتهم، إلا إذا اشتروها من الفلسطينيين، وكل تغيير يجب أن يلقى الإذن من لابس البزّة.
المستوطنون عطشى للحالة الطبيعية. وحقيقة أنهم هم أيضا، مثل الفلسطينيين، يوجدون تحت حكم عسكري، يثقل عليهم حياتهم. فهم مواطنو إسرائيل الذين ينتخبون ممثليهم لكنيست إسرائيل، ولكن الكنيست لا تدير حياتهم، بل قائد المنطقة العسكرية. كل شيء يحتاج إلى إذنه، الأمر الذي يجعل حياتهم متعلقة بنزوات وجدول أعمال رجل واحد. أما السيادة، في مناطق ج في الأقل، فستغير هذا الوضع من ناحيتهم.
بالطبع، ينبغي أن يؤخذ بالحسبان أن مثل هذه السيادة ستتناول أيضا الفلسطينيين الذين يعيشون في المناطق ج (الذين ليس معروفًا عددهم، لأن هذا يعتمد على تقارير غير صادقة من السلطة الفلسطينية، وفي كل الأحوال لا يصل إلا إلى بضع عشرات الآلاف). هنا أيضا الآراء منقسمة: هناك من يعتقدون أنه يجب نقلهم إلى المناطق أ أو ب، هناك من يدعون بأنه يجب منحهم الإقامة، مثلما سكان شرق القدس، وهناك من يقترحون منحهم المواطنة الإسرائيلية الكاملة.

كارني الداد
معاريف 1/1/2018

ضم أحادي الجانب يلغي اتفاقيات أوسلو
الكنيست لا تدير حياة الإسرائيليين بل قائد المنطقة العسكرية
صحف عبرية

27 إعداما خلال حكم السيسي… آخرها لـ4 متهمين في قضية «استاد كفر الشيخ»

Posted: 02 Jan 2018 02:17 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: نفذت السلطات المصرية أمس الثلاثاء، حكما بالإعدام بحق 4 متهمين، في القضية المعروفة إعلاميا بـ«استاد كفر الشيخ» أو «قتل طلاب الكلية الحربية»، بعد صدور حكم نهائي بحقهم من قبل المحكمة العسكرية.
وبذلك يرتفع عدد حالات الإعدام المرتبطة بوقائع عنف وقتل في عهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى 27 حالة.
وكانت محكمة عسكرية، أصدرت في شهر مارس/ آذار 2016 حكما بالإعدام ضد 7 متهمين، 4 منهم حضوريا هم لطفي إبراهيم إسماعيل خليل، أحمد عبد المنعم سلامة علي سلامة، أحمد عبد الهادي محمد السحيمي، سامح عبد الله محمد يوسف، و3 غيابيا هم أحمد السيد عبد الحميد منصور، فكيه عبد اللطيف رضوان العجمي، سامح أحمد محمد أبو شعير.
وأيدت المحكمة المختصة في الإسكندرية، في يونيو/ حزيران الماضي الحكم، ليصبح نهائياً، وواجب النفاذ.
ووجهت للمتهمين تهم قيامهم في 15 أبريل/ نيسان الماضي 2015، بتفجير عبوة ناسفة داخل إحدى الغرف في استاد كفر الشيخ الرياضي، ما أسفرعن مقتل كل من محمد عيد عبد النبي، وعلي سعد ذهني، وإسماعيل محمود عبد المنعم، وجميعهم من طلاب الكلية الحربية أثناء تجمعهم أمام الاستاد، كما أصيب اثنان آخران، من جراء الانفجار.
وكان محامي متهمي قضية استاد كفر الشيخ، قدم التماسا لوقف تنفيذ الحكم للنائب العام، قال فيه إن «وقائع جديدة بأدلة يقينية لم تكن وقت المحاكمة ظهرت من شأنها ثبوت براءات المحكوم عليهم في الجناية».
وقال: «وجه للمتهمين اتهامات ارتكاب جريمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد ضد المجني عليهم 3 طلاب من الكلية الحربية أمام استاد كفر الشيخ»، مشيراً أن «وقائع جديدة بعد صيرورة الحكم نهائيا تدل على براءة المحكوم عليهم من التهمة الصادر بشأنها حكم الإعدام ضدهم».

تنفيذ الحكم «غير قانوني»

كذلك أوضح عزت غنيم، عضو هيئة الدفاع عن الأشخاص الأربعة، وهو أيضا مدير التنسيقية المصرية للحقوق والحريات (غير حكومية، مقرها القاهرة) للأناضول، إن «تنفيذ الحكم يعد غير قانوني؛ حيث أنه من المفترض عدم تنفيذ أحكام الإعدام قبل مرور 15 يوما من التصديق عليها؛ لتقديم التماس لوقف التنفيذ أو طلب بالعفو».
وبين أن «هناك التماسا تم تقديمه لوقف تنفيذ حكم الإعدام في القضية، وهو عبارة عن مستند قدم للمحكمة فيه اعتراف تفصيلي للمجرم الحقيقي المسؤول عن الواقعة، دون تحقيق فيه».
وأضاف أن «من نُفذ بحقهم حكم الإعدام سبق اختفاؤهم قسريا وثابت ذلك في محاضر رسمية وتليغرافات ومستندات رسمية، وأجبروا على الاعتراف بتهمة لم يرتكبوها».

الإخوان: حرب إبادة مفتوحة

وانتقد المكتب العام للإخوان المسلمين، المعبر عن تيار الشباب داخل الجماعة، تنفيذ الحكم، وقال في بيان: «جريمة جديدة تقوم بها السلطات المصرية بقتل أبرياء على يد المحاكم العسكرية سيئة السمعة».
وتابع أن «الأولوية الوطنية تقوم في الأساس على تطهير الجيش والشرطة والقضاء من القتلة، سفاكي الدماء؛ السبب الرئيس والركيزة فيما آلت إليه مصر من لعنة دم الأبرياء، وأعمارهم التي تهدر، وجاء الوقت الذي يكف الجميع فيه عن مشاهدة ثنائية العسكر والإخوان التي صنعها بعض أهل الثورة سياسيًا ورسخوها ثم استفاد بها العسكر في ثنائية حرب إبادة مفتوحة لا هوادة فيها، أراق فيها دماء المصريين، وفِي القلب منهم الإخوان وأهلوهم وأنصارهم».
وأيضاً، انتقد خالد علي، المحامي الحقوقي والمرشح المحتمل في الانتخابات تنفيذ، حكم الإعدام قائلاً:«الحكم بعقاب مرتكبي أي جريمة وتنفيذه لا ينفصل عن الحق في محاكمات علنية وشفافة وعادلة وأمام القاضي الطبيعي، للتيقن من أن هذا المتهم ارتكب هذا الجرم فعلاً، وأنه لم يتعرض لتعذيب أو استعمال قسوة تجبره أو تكرهه على الإدلاء بأقوال أو أفعال لم يرتكبها، وأنه ومحاميه حصلوا على كافة حقوق الدفاع ومن حق المواطنين أن يعرفوا مواطن الخلل التي قادت إلى تفاقم الخطر الإرهابي، وتحديد المسؤولين عنه، بقدر احتياجهم للقصاص من المجرمين الحقيقيين».
وأضاف أن «دغدغة مشاعر المواطنين المكلومين على شهدائهم بدعاوى الثأر والقصاص السريع خارج إطار القانون، أو وفق نظم ومحاكمات استثنائية ليس حلا بقدر ما هو تعتيم على الفشل في مواجهة الخطر الإرهابي».
وتابع أن «تأكيدنا على موقفنا الرافض للإرهاب وضرورة مواجهته بكل السبل، لن يمنعنا من المطالبة بمحاكمات عادلة، للمتهمين به أمام قاضيهم الطبيعي، بما يضمن عدم تحول هذه المحاكمات إلى أدوات للثأر والانتقام خارج إطار القانون أو الاستخدام السياسي لتهدئة النفوس أو التغطية على فشل في التعامل مع خطر الإرهاب بدلا من مواجهته ثقافيا وفكريا ومجتمعيا».
وحسب علي: «ذلك كله لا ينفصل عن موقفنا المبدئي والدائم لرفض عقوبة الإعدام والمطالبة بإلغائها من القانون المصري، فأي محاكمة مهما بلغت ضماناتها فيها دوماً العديد من الثغرات والأخطاء البشرية، وقد علمنا التاريخ أن هناك العديد من الأحكام التي صدرت بحق أبرياء في بلاد كثيرة ثم تم اكتشاف براءتهم بعد تنفيذ كامل العقوبة أو بعد تنفيذ جزء كبير منها».
وكانت السلطات المصرية، نفذت الثلاثاء الماضي، حكم الإعدام شنقا في 15 شخصا مدانين بارتكاب «أعمال إرهابية» في القضية التي تحمل رقم 411 لسنة 2013 عسكري «الإسماعيلية ـ شمال سيناء» المعروفة إعلاميا بقضية «خلية رصد الضباط».
ووصل عدد من نفذ بحقهم حكم الإعدام في قضايا تتعلق بالإرهاب في عهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى 27 شخصا، وكان السيسي أصدر في نهاية أكتوبر/ تشرين أول 2014، قانونًا اعتبر بموجبه المنشآت العامة في حكم المنشآت العسكرية، والاعتداء عليها يستوجب إحالة المدنيين إلى النيابة العسكرية.
وتنتقد منظمات حقوقية محلية ودولية محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية؛ وتقول إنهم لا يتمتعون بحقوقهم القانونية والقضائية.

27 إعداما خلال حكم السيسي… آخرها لـ4 متهمين في قضية «استاد كفر الشيخ»
«الإخوان» يصفونها بـ«الجريمة»… وخالد علي يرفض تحوّل المحاكمات إلى «أدوات ثأر»
تامر هنداوي

الرئيس المصري يمدد الطوارئ 3 أشهر

Posted: 02 Jan 2018 02:16 PM PST

القاهرة ـ « القدس العربي»: أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً بمد حالة الطوارئ المعلنة في جميع أنحاء البلاد، لمدة ثلاثة أشهر إضافية، تبدأ من الساعة الواحدة من صباح السبت الموافق الثالث عشر من يناير/كانون الثاني الجاري.
ونشرت الجريدة الرسمية «الوقائع المصرية» القرار في عددها الصادر أمس الثلاثاء.
وتضمنت المادة الثانية المنشورة في الجريدة الرسمية، أن تتولى القوات المسلحة والشرطة اتخاذ ما يلزم لمواجهة أخطار الإرهاب وتمويله وحفظ الأمن في جميع أنحاء البلاد وحماية الممتلكات العامة والخاصة وحفظ أرواح المواطنين.
وفي المادة الثالثة من قرار السيسي، يُفوض رئيس مجلس الوزراء في اختصاصات رئيس الجمهورية المنصوص عليها في القانون رقم 162 لسنة 1958 بشأن حالة الطوارئ.
وفي المادة الرابعة يعاقب بالسجن كل من يخالف الأوامر الصادرة من رئيس الجمهورية، كما تضمنت المادة الخامسة بأن يعمل بهذا القرار بعد موافقة مجلس النواب «بأغلبية الثلثين».
وتشهد مصر عمليات «إرهابية «على فترات متقاربة استهدفت قوات الجيش والشرطة، وركزت في الشهور الأخيرة على الأقباط المصريين ومنشآتهم، في عمليات أودت بحياة المئات.
وكان السيسي قد أصدر في 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قراراً وافق عليه مجلس الوزراء بإعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة 3 أشهر بعد حادث «هجوم الواحات البحرية» الذي راح ضحيته 17 شرطيا.
في الموازاة، قال وزير الدفاع المصري، الفريق أول صدقي صبحي، إن القوات المسلحة لن تسمح بالمساس بأمن مصر واستقرارها ووحدة شعبها.
وأشاد خلال حضوره تدريبا تكتيكيا بالذخيرة الحية لوحدات المدفعية في الجيش الثاني الميداني، أمس، بالأداء الذي وصلت إليه القوات المنفذة للمشروع وما حققته من مستوى في الإعداد والتدريب.

الرئيس المصري يمدد الطوارئ 3 أشهر

انتخابات الرئاسة المصرية تنطلق أول الشهر المقبل و20 مليون جنيه الحد الأقصى للدعاية

Posted: 02 Jan 2018 02:16 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: أعلن نائب رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، والمتحدث باسمها في مصر، المستشار محمود الشريف، عن عقد مؤتمر صحافي يوم الإثنين المقبل، للإعلان عن الجدول الزمني للانتخابات وكافة القرارات المنظمة للعملية الانتخابية.
وأكد في مؤتمر، أمس الثلاثاء، تشكيل لجنة برئاسة أحد أعضاء اللجنة لتوعية الناخبين بالمشاركة في العملية الانتخابية.
وبين أن «الهيئة حددت سقف الدعاية الانتخابية لمرشحي الانتخابات الرئاسية المرتقبة بحد أقصى 20 مليون جنيه مصري لكل مرشح في الجولة الأولى من الانتخابات، و5 ملايين جنيه في حالة الإعادة».
وأشار إلى أن «كل مرشح له أن يتلقى تبرعات نقدية أو عينية من الأشخاص الطبيعيين المصريين، على ألا يتجاوز مقدار التبرع من أي شخص طبيعي 2٪ من الحد الأقصى المقرر للإنفاق فى الحملة الانتخابية».
ويلتزم المرشح، وفق المصدر بـ»فتح حساب بالعملة المحلية في أحد البنوك التي تحددها لجنة الانتخابات الرئاسية يودع فيه ما يتلقاه من التبرعات النقدية، وما يخصصه من أمواله، وعلى كل من البنك والمرشح إبلاغ اللجنة أولا بأول بما يتم إيداعه فى هذا الحساب ومصدره».
كما يقوم المرشح بـ«إخطار اللجنة بأوجه إنفاقه من هذا الحساب، وذلك خلال المواعيد وعلى وفق الإجراءات التي تحددها، ولا يجوز اإانفاق على الحملة الانتخابية من خارج هذا الحساب».
وتتولى اللجنة توزيع الرصيد المتبقي في ذلك الحساب على من ساهموا فيه بنسب مساهمتهم؛ وذلك وفق الإجراءات التي تحددها.
مصدر قضائي أكد أن «الهيئة تعمل في إطار المواعيد المنصوص عليها في الدستور، حيث تبدأ الإجراءات الانتخابية من آواخر شهر يناير/كانون الثاني الجاري أو بداية فبراير/شباط المقبل، ومن المتوقع أن يتم فتح باب الترشح خلال هذه الفترة».
وتنص المادة 140 من الدستور المصري على أن الانتخابات الرئاسية لا بد أن تبدأ إجراءاتها قبل انتهاء مدة الرئاسة بـ120 يوما على الأقل، ويجب أن تعلن النتيجة قبل نهاية هذه المدة بثلاثين يوما على الأقل.
وبناء على هذه المواعيد المحددة في الدستور ستضع الهيئة جدولها الزمني فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية بداية من دعوة الناخبين للاقتراع، مرورًا بتلقي طلبات الترشح وفحصها والطعون عليها وإعلان القوائم الانتخابية والدعاية الانتخابية، وحتى إعلان النتائج، بحيث يجب أن يكون اسم الرئيس المنتخب معلنا في موعد أقصاه 3 أيار/مايو 2018.
وشدد الشريف، على أن الهيئة الوطنية للانتخابات نسقت مع وزارة العدل ومصلحة الشهر العقاري، الاستعدادات اللازمة لتوثيق توكيلات تأييد المواطنين للمرشحين لمنصب رئيس الجمهورية والبالغ عددها لكل مرشح 25 ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب فى 15 محافظة على الأقل وبحد أدنى ألف مؤيد من كل محافظة منها.
وتنص المادة الثانية من قانون الانتخابات الرئاسية في مصر على أن «يلزم لقبول الترشح لرئاسة الجمهورية أن يزكي المرشح عشرون عضوا على الأقل من أعضاء مجلس النواب أو أن يؤيده ما لا يقل عن خمسة وعشرين ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب فى خمس عشرة محافظة على الأقل وبحد أدنى ألف مؤيد من كل محافظة منها».
كما تنص الفقرة الثانية من المادة 11 من قانون الانتخابات الرئاسية على أنه يكون تأييد المواطنين ممن لهم حق الانتخاب للراغبين في الترشح لرئاسة الجمهورية على النموذج الذي تعده لجنة الانتخابات الرئاسية، ويجب أن يتضمن النموذج على وجه الخصوص البيانات المثبتة لشخصية طالب الترشح، ولشخصية المواطن الذي يؤيده ورقم بطاقة الرقم القومي ومحل الإقامة، وإقرارا بعدم سبق تأييده لطالب الترشح نفسه أو لآخر، ويلتزم بمعرفة أحد مكاتب التوثيق في مصلحة الشهر العقاري والتوثيق أو قلم الكتاب في المحاكم الجزئية، أو أي جهة أخرى تكلفها لجنة الانتخابات الرئاسية، وذلك كله وفق الضوابط التي تضعها.

انتخابات الرئاسة المصرية تنطلق أول الشهر المقبل و20 مليون جنيه الحد الأقصى للدعاية

مؤمن الكامل

المعارضة السورية تطالب بفك الحصار عن ريف دمشق مقابل إطلاق سراح المحاصرين من مجندي النظام

Posted: 02 Jan 2018 02:16 PM PST

دمشق – «القدس العربي»: اعترفت وسائل اعلام تابعة لقوات النظام السوري بمقتل أكثر من 60 جندياً وضابطا بينهم قائد الفوج 138 دبابات التابع للحرس الجمهوري العميد علي ديوب، والعميد الركن حبيب محرز يونس، والمقدم حارس سماعيل جديد، في المواجهات الدائرة في إدارة المركبات في مدينة حرستا على تخوم العاصمة دمشق.
وأكدت شبكة أخبار «عرين الحرس الجمهوري» مقتل 60 جندياً من مرتبات الحرس الجمهوري، ومحاصرة 200 آخرين فضلاً عن وجود مخطوفين وأسرى خلال الهجوم الأخير الذي شنته فصائل المعارضة على مواقع قوات النظام القتالية في ثكنة ادراة المركبات.
واتهمت شبكة الاخبار الموالية وزارة الدفاع السورية بالتواطؤ في المؤازرة وارسال التعزيزات العسكرية اللازمة لامداد القوات المتواجدة في ارداة المركبات، معتبرة «حكومة المصالحة الوطنية» شريكاً في الهجوم ومد اعناق المجندين إلى المذابح حسب وصف المصدر الذي أضاف «أكثر من 60 والجثامين الباقية في أرض المعركة مجهولة العدد، و200 عسكري حتى الآن محاصرون، إضافة إلى المخطوفين والأسرى، هجوم من المسلحين على إدارة المركبات وشريك الهجوم حكومة المصالحة الوطنية…ومن خان خان ومن باع باع ومن مد أعناقنا على المذابح يكافأ، نحنا عساكر ونحنا جيش وبنعرف شو معنى حجم هيك خسارة بساعات قليلة لموقع عسكري….المعنى واضح وهو الخيانة، إدارة المركبات تهاجم للمرة المليون يا وزارة الدفاع وبتعرفي انو المسلحين حاطين عيونهم عليها، قلة الدعم والمؤازة لهك نقطة خيانة بحد ذاتها، ونحن لسنا بصدد المبلغ المدفوع لمن خان وباع، نحن بصدد هالخسارة».
وتقترب المعارضة المسلحة من تسجيل أول انجاز استراتيجي لها عقب سيطرتها على أكثر من 350 بناء في محيط إدارة المركبات بالقرب من مدينة حرستا، والتي تعد أكبر قطعة عسكرية في الغوطة الشرقية والمسؤولة عن قصف معظم مدن وبلدات المنطقة، مما جعلها هدف المعارضة المسلحة الأول من حيث انتزاع السيطرة عليها من قوات النظام السوري.

مجندو النظام مقابل كسر الحصار

الناشط الإعلامي «أسامة المصري» من الغوطة الشرقية قال في اتصال مع «القدس العربي» ان «سيارات الإسعاف التي تنقل قتلى النظام وجرحاه إلى المشافي من مناطق الاشتباكات في إدارة المركبات لا تكاد تتوقف، فضلاً عن إطلاق رصاص كثيف بين الحين والآخر، ومصدرها الشبيحة لفتح الطرقات إلى دمشق، فيما لا تزال المعارك الشرسة مستمرة». واكد من ارض المعركة أن جنود النظام المحاصرين والبالغ عددهم نحو 200 عسكري مازالوا محاصرين في مكانهم يناشدون المعارضة من اجل عقد صفقة مع النظام تفضي إلى إطلاقهم، ونقل المتحدث عن مصدر قيادي قوله «لن يكون اخراج جنود الاسد المحاصرين الا مقابل كسر حصار الغوطة».
ووفقاً لمصادر ميدانية فقد تمكن الثوار من فرض سيطرتهم على عدد من الاحياء والابنية القريبة من إدارة المركبات مع استمرار المواجهات بين الطرفين، ومحاصرة الثوار لمجموعات قتالية تابعة للنظام من مرتبات «الحرس الجمهوري» بينهم ضباط رفيعو المستوى، بعد سيطرة الفصائل المهاجمة على كل من حي الحدائق، حي العجمي، حي الجسرين، حي الإنتاج، حي السياسية، كتلة المدارس، مديرية الأفران في ريف دمشق، جامع عبد الله بن عمر، وجامع أبو بكر الصديق، إضافة إلى فرض طوق عسكري على الادارة والمعهد الفني والرحبة 646.
وتمكنت كتائب الثوار خلال المرحلة الثانية من معركة «بانهم ظلموا»، التي تهدف إلى السيطرة على إدارة المركبات بالكامل، من السيطرة على نحو 70 بالمئة منها التي تمتد ما بين مدينتي عربين وحرستا بمسافة 400 كم²، وتطل على الاتوستراد الدولي ووزارة الري ومبنى محافظة ريف دمشق، ويتمركز فيها عدد كبير من قوات النخبة للنظام السوري، كما وصلوا مدينة حرستا بمدينة عربين بعد قطع النظام لهذا الطريق منذ بداية الأحداث السورية، والوصول إلى اسوار بناء «المحافظة» كما سيطروا على طريق حرستا عربين، وطريق حرستا دوما.
وأرسلت قوات النظام السوري الثلاثاء تعزيزات إضافية إلى جبهة مدينة حرستا، وسط عودة القصف العنيف على محاور القتال شرق العاصمة دمشق. وقالت مصادر إعلامية مقربة من قوات النظام لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن «مجموعات كبيرة من الفرقة الرابعة (قوات الغيث) وصلت إلى مشارف مدينة حرستا ، تتمركز في بساتينها الغربية، مزودة بعربات تحمل صواريخ أرض – أرض وكاسحات ألغام «. وحسب المصادر، فقد انتشر الحرس الجمهوري وقوات درع القلمون في محيط حي القابون من جهة الاتوستراد الدولي، مع وصول تعزيزات جديدة إلى فرع المخابرات الجوية في حرستا .
وأكدت المصادر أن «سلاح الجو السوري قام بقصف مواقع الفصائل المسلحة في مدينة حرستا وعربين في ريف دمشق». وكانت مصادر في المعارضة السورية قالت الاثنين إن القوات الحكومية سحبت مجموعات من قواتها من جبهات ريف حماة ودفعت بها إلى جبهات حرستا.
وقال قائد عسكري في غرفة عمليات معركة (بأنهم ظلموا) أمس:«قصف الطيران الحربي السوري بعدة صواريخ مدينة حرستا وعربين، إضافة إلى قصف عنيف بالمدفعية والهاون وراجمات الصواريخ، بعد فشلهم في تحقيق أي تقدم على جبهات حرستا».

وضع الغوطة كارثي

مصادر أهلية أكدت لـ «لقدس العربي» أن النظام ينتقم من تقدم المعارضة المسلحة على حساب جنوده في المعارك الدائرة، عبر استهداف المحاصرين بالحمم النارية لردع الفصائل المعارضة من اكمال هدفها، حيث وثقت مصادر مطلعة استهداف قوات النظام للغوطة الشرقية بأكثر من 45 غارة جوية خلال ال24 ساعة الأخيرة، بالإضافة لاستهدفها احياء مدينة حرستا السكنية بأكثر من 50 صاروخ أرض – أرض من نوع فيل، و300 قذيفة هاون استهدفت مدن وبلدات الغوطة مما اسفر عن مقتل 10 مدنيين كحصيلة أولية مرشحة للازياد بسبب حالات الجرحى الخطيرة.
وجاءت هذه المعارك رداً على حصار النظام السوري للغوطة منذ أكثر من 4 أعوام على التوالي ومنعه من ادخال المواد الغذائية والطبية لها، في ظل ارتفاع جنوني للاسعار، فكانت المعركة من اجل تخفيف الضغط عن المدنيين الذين يطالهم القصف اليومي وكذلك التخفيف عن جبهات جوبر وعين ترما.
وكانت فصائل المعارضة المسلحة وعلى رأسها «حركة احرار الشام» قد أطلقت منتصف شهر تشرين الثاني /نوفمبر من العام الفائت معركة تحرير إدارة المركبات العسكرية والمنطقة المحيطة بها، وتمكنت من السيطرة على أكثر من 60 في المائة من إدارة المركبات، محاولة التقدم باتجاه المعهد الفني، وأحياء العجمي والحدائق في مدينة حرستا والتي تعتبر أهم طرق إمداد إدارة المركبات العسكرية من خارج الغوطة الشرقية، بيد انها فشلت في ذلك مما اجبرها على الانسحاب والتراجع.

المعارضة السورية تطالب بفك الحصار عن ريف دمشق مقابل إطلاق سراح المحاصرين من مجندي النظام
النظام يعترف بمقتل 60 جندياً بينهم قائد فوج الدبابات… والحرس الجمهوري يتهم «الحكومة» بالخيانة
هبة محمد

«بأنهم ظلموا»… عملية عسكرية للمعارضة السورية متعددة الأهداف والرسائل

Posted: 02 Jan 2018 02:15 PM PST

حلب – «القدس العربي»: «بأنهم ظلموا» عملية عسكرية أطلقتها فصائل المعارضة السورية المسلحة في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، في مسعى للسيطرة على إدراة المركبات التي تعتبر أكبر ثكنة عسكرية لقوات النظام في الغوطة الشرقية، تمتد من حرستا إلى عربين مروراً ببلدة مديرا.
ونجحت فصائل المعارضة السورية منذ انطلاق معركتها في تحقيق خرق استراتيجي من خلال السيطرة على كتل عسكرية في عمق الإدارة المركبات، والتمكن من تثبيت مواقعها وصولاً إلى وصل مدينتي عربين وحرستا ببعضهما.
المرحلة الثانية من معركة «بأنهم ظلموا» والتي انطلقت منذ أيام وذلك عقب اتفاق روسيا وتركيا وإيران، وهي الدول الضامنة لوقف إطلاق النار في سوريا، في أستانة-8 الأخير، على عقد مؤتمر الحوار الحوار الوطني السوري في منتجع سوتشي الروسي يومي 29 و30 كانون الثاني/ يناير الجاري، وبالتالي فإن السؤال المطروح اليوم يتمحور حول دلالات وأهداف المعركة التي أطلقتها فصائل المعارضة وتأثيرها على مجريات السياسية المتعلقة بالشأن السوري.
وفي هذا الصدد رأى الكاتب والمحلل السياسي السوري عبد الجليل السعيد، أن هنالك فصائل في المعارضة السورية تريد تقديم حلول أخرى من خلال العمليات العسكرية الناجحة التي قامت بها نحو محيط العاصمة السورية دمشق، لكنه أشار إلى صعوبة تلك الحلول، خاصة أن الحسم العسكري في أي منطقة في سوريا متوقف، ولا يسمح للنظام أو المعارضة بأن يقول أحدهما إنه انتصر.
واعتبر في تصريح لـ«القدس العربي»، أن ما يجري في حرستا والغوطة الشرقية معقد بشكل كبير وغير معلوم النتائج، خاصة في ظل الاختلاف الروسي الإيراني حول الأولويات في سوريا، حيث أن الإيرانيين يريدون الحل العسكري ومواجهة الثوار أما الروس فيبحثون عكس ذلك وفق تصوره.
وأشار في حديثه إلى وجود إدارة حقيقية للصراع في سوريا من الجانبين السياسي والعسكري، حيث أن ما يجري اليوم في الغوطة الشرقية يدفع ثمنه بالدرجة الأولى المدنيون، خاصة أن النظام وحلفاءه لا يفرقون بين الفصائل المقاتلة أو المدنيين.
ووفق رؤية السعيد فإن ما يجري في الغوطة الشرقية لا يتناسب ابداً مع التحضيرات التي تجريها موسكو من أجل عقد مؤتمر سوتشي للحوار بين السوريين، حيث أن هذا المؤتمر حتى اللحظة لم يتم التوافق عليه بين روسيا وتركيا، إلا أن موسكو في عجلة من أمرها على الأقل قبيل الانتخابات الرئاسية التي من المفترض أن تجدد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولاية حكمه .

تدهور الأوضاع الإنسانية

وقال الناشط السوري مالك عبود وهو من الغوطة الشرقية، أن معركة حرستا جاءت للرد على تدهور الأوضاع الإنسانية، حيث أن النظام رفض قبل أيام إجلاء الحالات المرضية المستعصية، إلا بعد موافقة فصائل المعارضة على إخلاء سبيل 29 أسيراً لديها، بالإضافة إلى عدم ايفاء الجانب الروسي في التزاماتهم التي وافقوا عليها في اتفاق تخفيف التصعيد الذي تم توقيعه في 22 تموز/ يوليو الماضي، ونص على إيقاف العمليات العسكرية وتحسين الوضع الإنساني.
وأوضح لـ«القدس العربي»، أن النقطة الأهم من معركة «بأنهم ظلموا»، هي توجيه رسالة واضحة الملامح للنظام والروس وحلفائهم الذين يراهنون على ضعف الثورة ويحضرون لمؤتمر سوتشي الذي يهدف لإعادة هيكلة النظام وإعطائه شرعية من جديد بعد ظنهم بأن الثوار قد انتهى تأثيرهم وتم ضبط تأمين المناطق الخارجة عن السيطرة كافة.
وربط عبود بين معركة الغوطة ومؤتمر سوتشي حيث قال إن معركة (بأنهم ظلموا) كانت رسالة كافية بأن ثوار الغوطة الشرقية لن يقبلوا بأي عملية تنازل عن مطالبهم، وبالتالي يستطيعون كسر الحواجز كافة التي يحاولون وضعها وتحرير مناطق يسيطر عليها النظام وأهمها العاصمة، لافتاً إلى التقدم العسكري الذي حققته فصائل المعارضة خلال الأيام الماضية، معتبراً أنها أثبتت بأن النظام وقواته لا يملكان أي قوة تساعدهما للاستمرار في الصمود لولا الضغط العسكري والسياسي الروسي.

معركة الغوطة

أما المحلل السياسي حسن النيفي فقد استبعد في تصريح لـ«القدس العربي»، أن تكون معركة الغوطة التي بدأتها فصائل المعارضة السورية جاءت بموافقة من دول إقليمية، حيث يرى أنها تأتي ضمن الحرب الاستباقية للدفاع عن النفس، خاصة أن نظام الأسد استطاع استعادة أكثر المناطق التي كانت تسيطر عليها المعارضة، وتفريغ قواته لجبهات عدة.
وأشار إلى أن الهدف الاستراتيجي للنظام السوري هو اقتحام الغوطة والاستيلاء على إدلب، وبالتالي فإن المعركة التي أطلقتها فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية هي استباقية بعد إدراكها بأن نظام الأسد يسعى لاقتحام الغوطة آجلاً أم عاجلاً، وبالتالي نفذت المعارضة هجوماً مضاداً، استطاعت من خلالها الوصول إلى إدارة المركبات وتحقيق هدف استراتيجي هام.
وأوضح النيفي أن نظام الأسد سعى دائماً إلى الاستيلاء على كامل حرستا وشطر المدينة إلى شطرين ، شمالي وجنوبي، وبالتالي فإن الفصائل داخل الغوطة تدرك تماماً نوايا النظام، لذلك فإن المعركة جاءت من أجل الدفاع عن النفس، لأن النظام إذا أراد اقتحام الغوطة فلن يستطيع أحد إيقافه.
وهو يرى أن على فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية الصمود واستكمال ما حققته من الهجوم، حيث لن يفيدها بهذه اللحظات على الاطلاق انتظار الأجندات الدولية أو الاستجابة إلى الرغبات الإقليمية.

«بأنهم ظلموا»… عملية عسكرية للمعارضة السورية متعددة الأهداف والرسائل

عبد الرزاق النبهان

خلافات تركية – روسية في الملف السوري تطفو على السطح… وتهدد «سوتشي»

Posted: 02 Jan 2018 02:15 PM PST

حلب – «القدس العربي»: مقابل التقارب السياسي الكبير ما بين تركيا وروسيا الذي تُوج أخيراً بالصفقة التي وقعت بين البلدين بشأن شراء أنقرة نظام إس400- الصاروخية، لا زالت بعض القضايا الخلافية بينهما في الملف السوري تطفو من حين لآخر.

الورقة الكردية

ويرى مراقبون أنه رغم التنسيق العالي ما بين أنقرة وموسكو في الملف السوري، فإن أربع نقاط خلافية لا زالت عالقة حتى الآن، من أهمها الورقة الكردية، ومـصير بشـار الأسـد، واسـتيعاب المعارضة في مسـتقبل سـوريا، والنفـوذ الإيرانـي في سـوريا.
وإلى جانب ذلك تهدد المعارك التي يشنها النظام بدعم روسي جوي على مناطق مختلفة في محيط إدلب بنسف اتفاق «خفض التصعيد»، الاتفاق الأهم الذي نجم عن التنسيق ما بين أنقرة وموسكو.
وفي تعليقه على ذلك، اعتبر الباحث في السياسة الدولية جلال سلمي، أن الخلافات ما بين أنقرة وموسكو خلافات استراتيجية قابلة للاستمرارية، وذلك نظراً للخلاف ما بين سياسات البلدين الخـارجية.
وأوضح الباحث لـ «القدس العربي»، أن هناك تضارباً استراتيجياً ما بين مشروع تركيا الحالي المسمى بـ»العثمانية الجديدة»، الذي يسعى إلى إعادة الانفتاح بالبناء على التكامل الاقتصادي والأمني والمجتمعي مع دول المنطقة، وما بين مشروع روسيا «الأوراسية الجديدة» الهادف إلى خلق نقاط نفوذ روسية في البلقان والشرق الأوسط.
أما في الملف السوري، فرأى سلمي أن الخلافات على الورقة الكردية لا زالت الشغل الشاغل للمسؤولين الأتراك والروس، مشيراً إلى أن مخاوف تركيا تتمحور حول مسألة الحكم الذاتي للأكراد في سوريا. ولفت إلى أن تركيا لا تعارض مشاركة الأكراد في حكم سوريا، بل تعترض على القوة العسكرية لهم خارج إطار الدولة السورية.
أما بشأن مستقبل الأسد، فاعتبر أن روسيا تنصلت من التطمينات التي قدمت لأنقرة بشأن بقاء الأسد، وقال «كان حديث موسكو عن دور مرحلي للأسـد، لكنـها الآن بـدأت تتحدث عن بقاء غير مشروط، لأنـها كـما يبـدو لم تستـطع إزاحـة الأسـد عن الحـكم».
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد قبل أيام قليلة رفض بلاده التوصل إلى حل بدون رحيل الأسد عن السلطة، الأمر الذي انتقدته الخارجية الروسية.

مخطط روسي

من جانب آخر تطرق سلمي إلى خلاف جوهري آخر ما بين تركيا وروسيا في الملف السوري، أتى عليه بقوله «للآن تخطط روسيا للقضاء على المعارضة، بينما تسعى تركيا إلى استيعاب هذه المعارضة وخصوصاً الجناح المسلح في بناء الجيش السوري الجديد».
لكن النقطة الخلافية الأكبر من وجهة نظره، هي «النفوذ الإيراني في سوريا» الذي أضاف «بدون أدنى شك فإن الدور الإيراني أحد أهم هواجس أنقرة، ويبدو أن الاجتماعات ما بين الجانبين البعيدة عن الإيرانيين دائما ما تكون معقدة في هذا المسار.
في المقابل قلل آخرون من الحديث عن خلافات ما بين موسكو وأنقرة، واصفين إياها بـ»الخلافات الجزئية وغير الاستراتيجية» التي لا بد من ظهورها في الشأن السوري شديد التعقيد.
وعلى النقيض من رأي سلمي، فقد قلل الباحث السياسي في الشأن الدولي هشام منوّر من الحديث عن خلافات تركية روسية في الشأن السوري، معتبراً أن التنسيق في تحسن مستمر وقد يرقى في الفترة المقبلة إلى تكوين تحالف استراتيجي تاريخي، خلافاً لما كانت عليه العلاقات السابقة المتوترة ما بين روسيا العظمى والسلطنة العثمانية.
وبالتركيز على الملف السوري، قال لـ«القدس العربي»، أن هناك اتفاقاً ما بين أنقرة وموسكو على مؤتمر سوتشي، المؤتمر الذي يمثل المحطة الأهم للتسوية في سوريا، ما يعني حسب الباحث ذاته «أن بعض الخلافات الجزئية ليست بأهمية التوافق على مؤتمر قد ينجم عنه شكل الحل السوري».

خلافات تركية – روسية في الملف السوري تطفو على السطح… وتهدد «سوتشي»
الورقة الكردية ومصير الأسد أبرزها

الكنيست يصادق على قانون يحظر التفاوض حول القدس المحتلة

Posted: 02 Jan 2018 02:15 PM PST

الناصرة – «القدس العربي»: صادق البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) عند منتصف الليلة قبل الماضيةعلى مشروع قانون «القدس الموحدة» بالقراءتين الثانية والثالثة، الذي يحظر نقل أجزاء من القدس المحتلة في أي تسوية مستقبلية إلا بموافقة 80 نائبا. وصودق على القانون في نهاية المناقشة التي استغرقت أكثر من ثلاث ساعات وبعد شطب وإزالة البند والقسم الهادف إلى عزل وفصل الأحياء ذات الأغلبية الفلسطينية إلى سلطة بلدية منفصلة تابعة للاحتلال.
وصوت 64 من أعضاء الكنيست لصالح مشروع القانون و51 اعترضوا عليه، فيما  امتنع عن التصويت نائب واحد. ويقضي القانون بأن أي تغيير في وضع القدس أو قرار تسليم الأراضي من المدينة كجزء من اتفاق سياسي في المستقبل يتطلب موافقة أغلبية خاصة من 80 عضوا في الكنيست، وليس الأغلبية العادية. ومع ذلك، يمكن إلغاء هذا المشروع بأغلبية 61 من أعضاء الكنيست، وقد بادر للقانون رئيس حزب «البيت اليهودي»، الوزير المستوطن نفتالي بينيت.
ويأتي هذا التعديل الذي يحصّن مكانة القدس المحتلة بالقانون الاسرائيلي بعد أقل من شهر على تصريح ترامب حولها، وذلك بمبادرة من حزب المستوطنين «البيت اليهودي» وبتنسيق مع حزب الليكود. كما كانت الجمعية العمومية للأمم المتحدة قد صوّتت بغالبية ساحقة قبل أسبوع ضد قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ورفض الاتحاد الأوروبي القرار الأمريكي.
وقال النائب الدكتور يوسف جبارين، عضو لجنة الدستور والقانون والقضاء البرلمانية عن القائمة المشتركة، إن القانون يأتي ضمن مساعي اليمين في اسرائيل لسدّ الطريق أمام أية فرصة للتوصل الى تسوية سياسية في المنطقة، وذلك من خلال فرض الأمر الواقع وتوسيع الاستيطان ميدانيًا، ومن خلال تشريعات احتلالية ترسّخ سيطرة الاحتلال ونفوذه في القدس وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
و حذرت زميلته النائبة عايدة توما- سليمان (الجبهة – القائمة المشتركة) من تبعات وخطورة القرار الذي تبناه المؤتمر العام لحزب الليكود الحاكم  لضم المستوطنات الواقعة على أراضي الضفة الغربية وتطبيق القانون الاسرائيلي عليها. وقالت توما- سليمان لـ «القدس العربي» إن الخطوتين الإسرائيليتين المذكورتين هما عبارة عن توسيع الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية والقدس المحتلة بما يتناقض مع قرارات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ويخالف القانون والأعراف الدولية، ويشكل مسا خطيرا في حق الشعب الفلسطيني لتقرير مصيرة وإقامة دولته الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
واستذكرت ان رئيس الحكومة والوزراء عن حزب الليكود، دعوا قيادات الحزب للمشاركة في هذا الاجتماع، طالبين منهم التصويت والمصادقة على اقتراح الضم، واصفينه بأنه مشروع مهم ويشكل خطوة تمهيدية لتقديم هذا المشروع كاقتراح قانون على طاولة الكنيست.
وقالت توما- سليمان في هذا الشأن «هذه الخطوة الوقحة أخذت شرعيتها من إعلان ترامب واعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، التي تعطي الضوء الأخضر للمزيد من ضم واحتلال الأراضي الفلسطينية.» وأضافت «هذا المشروع يثبت ما قلناه منذ بداية عمل هذه الحكومة اليمينية العنصرية بأنها تسعى وبشكل حثيث لمحو الخط الأخضر وتثبيت السيطرة الاسرائيلية على أراضي الضفة الغربية، ويساهم في إعطاء شرعية للاستمرار في سياسات سرقة ونهب الأراضي الفلسطينية والقضاء على حقوق الشعب الفلسطيني». وأضافت «هذا إثبات آخر ان كل مشاريع وخطط هذه الحكومة التي تبني لإقامة « أرض اسرائيل» التاريخية، هي مشاريع بعيدة كل البعد على ان تكون خططا جدية لإيجاد حل سياسي سلمي وعادل».

الكنيست يصادق على قانون يحظر التفاوض حول القدس المحتلة

مصادر لـ «القدس العربي»: في مواجهة قرار ترامب الرئاسة تقدم للمجلس المركزي «خطة التحرك المقبلة»

Posted: 02 Jan 2018 02:15 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»: علمت «القدس العربي» أن مؤسسة الرئاسة الفلسطينية شرعت بالاستعدادات لعقد جلسة المجلس المركزي لمنظمة التحرير، في رام الله في 14 يناير/ كانون الثاني الجاري، من خلال وضع الأفكار الرئيسية التي ستشكل «خطة التحرك المقبلة» لإقرارها رسميا من المجلس، كرد قوي وفعلي على قرارات الرئيس الأمريكي الأخيرة تجاه القدس، فيما شرعت رئاسة المجلس الوطني بتوجيه الدعوات للفصائل المشاركة ومن بينها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، غير الأعضاء حتى اللحظة في منظمة التحرير.
وقال مصدر سياسي فلسطيني إن هناك «مخططا سياسيا» تضع الرئاسة الفلسطينية، فيه اللمسات الأخيرة، قبل عرضه على المجلس المركزي، لاتخاذ قرارات قوية، للرد على ما أقره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أخيرا تجاه القدس، بالاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها.
ويشمل المخطط الجديد الذي تريد القيادة الفلسطينية إقراره ليكون «خطة تحرك سياسية» في المرحلة المقبلة، العديد من النقاط، تبدأ بإعلان موقف رسمي من المجلس المركزي كونه يعد «البرلمان المصغر» لمنظمة التحرير التي وقعت اتفاق سلام مع إسرائيل برعاية أمريكية في عام 1993، بأن الإدارة الأمريكية «لم تعد راعيا لأي مباحثات سياسية مقبلة»، وهو الموقف الذي أعلنه أخيرا الرئيس عباس، إضافة إلى قرارات لها علاقة بالتوجه للأمم المتحدة، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي بالكامل عن «دولة فلسطين» التي جرى الاعتراف بها سابقا على حدود عام 1967.
ويتردد كذلك أن هناك أفكارا يتم تداولها بين أطراف سياسية فلسطينية وقادة تنظيمات منضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية، تشمل التقدم بطلب للأمم المتحدة لإعلان فلسطين «دولة تحت الاحتلال»، وهو مخطط جرى تداوله سابقا وعبر عنه سياسيون كثر في مرحلة سابقة، إضافة إلى التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية، للتحكيم في هذا الأمر، بالاستناد إلى اعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة بدولة فلسطين، والقرار الأخير الذي أصدرته حول القدس، والذي أبطل قرارات ترامب.
ووفق المصدر السياسي فإن هذا الطلب يحظى بتأييد كبير من مستويات سياسية فلسطينية، تدفع باتجاه أن يكون أساس خطة التحرك السياسية المقبلة لمواجهة قرارات ترامب، وأن الرئيس عباس الذي أجرى مشاورات خلال الأيام الماضية مع العديد من الزعماء العرب والأجانب حول خطة التحرك المقبلة، لاقى «دعما سياسيا كبيرا» حول الأفكار التي طرحها، كان أبرزها الدعم السياسي من فرنسا، الدولة المؤثرة في سياسة القارة الأوروبية، وأن ذلك ظهر في تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أعلن استعداد بلاده والاتحاد الأوروبي للمساهمة في بناء السلام، خلال لقائه الأخير قبل نحو أسبوعين مع الرئيس عباس في باريس.
ووقتها قال ماكرون أيضا وهو ينتقد سياسة واشنطن حيال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي «عندما يهمش أحد نفسه في عملية بناء السلام، فلا يدعي أنه يشارك في هذا الأمر».
إلى ذلك أعلن خالد مسمار، رئيس اللجنة السياسية في المجلس الوطني، أنه سيتم، بدءا من يوم أمس الثلاثاء، توجيه الدعوات رسميا لحضور جلسة المجلس المركزي المقررة في الرابع عشر من الشهر الجاري في رام الله لكل الجهات المختصة وأعضاء المركزي، والفصائل بما فيها حماس والجهاد الإسلامي وكذلك الضيوف الذين سيحضرون الجلسة.
وقال «إن الدعوة لحركة حماس كانت وجهت شفويا»، مضيفا «اليوم ستوجه رسميا بانتظار ردهم على الدعوة وتشكيل وفدهم للمشاركة في جلسة المجلس المركزي، حيث أن لهم الحرية في اختيار الشكل الذي يريدون المشاركة به».
وأشار إلى ان جدول أعمال جلسة المركزي «مليء بالمبادئ والمقترحات المهمة التي ستناقش والتوجه السياسي للمرحلة المقبلة، وأيضا المصالحة الوطنية وضرورة تحقيقها لمواجهة التحديات المقبلة».
ودعا المسؤول الفلسطيني لـ «الالتفاف حول القيادة والوقوف صفا واحدا لتحقيق هدف واحد وهو هزيمة الاحتلال وتجسيد استقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية». وسبق أن عبر مسؤولون فلسطينيون عن رعبتهم في مشاركة حماس والجهاد في الاجتماع المقبل، من أجل الخروج بموقف فلسطيني أكثر قوة، في مواجهة قرارات ترامب.
وكان مسؤولون من الحركتين قد أكدوا في وقت سابق أنهم سيدرسون الدعوات وسيحددون عقب ذلك قرارهم من المشاركة في هذه الجلسة. يشار إلى أن المجلس المركزي كان قد اتخذ قرارا في جلسة عقدها منتصف مارس/ آذار2015، يقضي بوقف التنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وتكليف اللجنة التنفيذية بمتابعة هذا الأمر، وذلك رداً على تنكر إسرائيل الكامل لكل الاتفاقيات المبرمة مع منظمة التحرير.
وحمل وقتها المجلس سلطة الاحتلال مسؤولياتها كافة تجاه الشعب الفلسطيني في دولة فلسطين المحتلة كـ «سلطة احتلال» وفقاً للقانون الدولي.
وأعلن وفتها عن رفض فكرة «الدولة اليهودية والدولة ذات الحدود المؤقتة»، وكذلك رفض أي صيغ من شأنها إبقاء أي وجود عسكري أو استيطاني إسرائيلي على أي جزء من أراضي دولة فلسطين.

مصادر لـ «القدس العربي»: في مواجهة قرار ترامب الرئاسة تقدم للمجلس المركزي «خطة التحرك المقبلة»

أشرف الهور

عريقات: قانون«القدس موحدة» جزء من مرحلة لتدمير حل الدولتين والخارجية: صمود شعبنا على أرض وطنه سيحقق الانتصار النهائي

Posted: 02 Jan 2018 02:14 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: اعتبر صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تصويت الكنيست على قانون القدس الموحدة وقرار الليكود بفرض السيادة الاسرائيلية على الضفة امتدادا لإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، في إشارة إلى أن كل ذلك جزء من مرحلة أمريكية اسرائيلية جديدة في محاولة لفرض الحل وتدمير حل الدولتين.
وقال في تصريح للإذاعة الفلسطينية الرسمية إن الرئيس محمود عباس حدد الاستراتيجية الفلسطينية لمواجهة مرحلة فرض الحلول التي تسعى لتصفية القضية الفلسطينية، الأمر الذي يتطلب عددا من الخطوات أهمها إنهاء الانقسام وعودة اللحمة لشقي الوطن.
وأكد أن «القيادة ستسقط كل هذه المحاولات الأمريكية والاسرائيلية لفرض الحل عبر التوجه مجددا للحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، وكذلك التوجه لمجلس الأمن ومحكمة العدل والجنائية الدوليتين لمواجهة كل هذه الخطط الرامية لتصفية مشروعنا الوطني».
وشدد على أن «الادارة الأمريكية الحالية تبنت مواقف الاحتلال، وبذلك تبنت نهجا مغايرا لمواقف الإدارات الأمريكية السابقة التي التزمت بحل الدولتين على مدار العقود الماضية»، مشيرا إلى أن هذا التغيير بدأ من تصويت الكونغرس الأمريكي بقطع المساعدات عن دولة فلسطين وعدم التجديد لبعثة المنظمة في واشنطن ومن ثم إعلان ترامب بشأن القدس، الأمر الذي حدد شكل العلاقات الثنائية الفلسطينية الأمريكية.
ولفت عريقات إلى أنه تم عقد 36 لقاء مع الإدارة الأمريكية بهدف الوصول إلى عملية سلام جدية لكنها أخلّت بكل الالتزامات، وهذا ما رد عليه الرئيس محمود عباس بالقول إن هذه الإدارة لم تعد جزءا من الحل وإنما هي جزء من المشكلة وقطع الاتصالات معها، واعتبر أنها لم تعد راعياً لعملية السلام.
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن اليمين الحاكم في اسرائيل يعتقد خاطئا أن تعميق الاستيطان وتسريع سن قوانين الضم والتوسع العنصري قادرة على حل أزماته التاريخية العميقة، الناجمة بالأساس عن احتلاله لأرض دولة فلسطين وتنكره المتواصل لحقوق شعبها المشروعة، ومحاولة السيطرة عليه بالقوة وإخضاعه عنوة لنظام فصل عنصري بغيض. واعتبرت ان سن الكنيست للقانون الأخير بشأن القدس وطرد عشرات الآلاف من المقدسيين وإبعادهم عن مدينتهم المقدسة، والتصويت الأخير في مركز الليكود لصالح فرض سيادة الاحتلال على الضفة الغربية المحتلة، لا تعدو كونها محاولات للهروب الى الأمام، لن تفلح في حل الأزمات الديموغرافية العميقة التي تعيشها اسرائيل بسبب احتلالها لأرض دولة فلسطين وسيطرتها بالقوة على شعبها.
وأكدت ان استمرار إسرائيل كدولة احتلال في تمردها على قرارات الشرعية الدولية وتنكرها للاتفاقيات الموقعة ولحقوق الشعب الفلسطيني، ومواصلة جرائمها وانتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي، ما هي الا إطالة لأمد الصراع وتعميقا للمعاناة والآلام الناتجة عنه وتعقيدا لأبعاده وتداعياته. وأشارت إلى إن صمود الفلسطيني وتمسكه التاريخي والحتمي بالبقاء في أرض وطنه وبحقوقه العادلة والمشروعة، هو الكفيل قبل كل شيء بإفشال واسقاط مخططات الإحتلال، وهو الضامن الحقيقي لوقوف الشعب الفلسطيني رغم معاناته وآلامه الطويلة في الجهة الصحيحة من التاريخ، ولانتصاره النهائي على جبروت الاحتلال وبطشه، ولقدرة وجوده الوطني والانساني على البقاء الفاعل والمتواصل بما يضمن إفشال مخططات التهجير والتغييب والتجزئة. وكان الكنيست الإسرائيلي قد صادق الليلة قبل الماضية على مشروع قانون «القدس الموحدة» بالقراءتين الثانية والثالثة، الذي يحظر نقل أجزاء من القدس المحتلة في أي تسوية مستقبلية إلا بموافقة 80 عضو كنيست. وصودق على القانون في نهاية المناقشة التي استغرقت أكثر من ثلاث ساعات وبعد شطب وإزالة البند والقسم الذي يهدف إلى عزل وفصل الأحياء ذات الأغلبية الفلسطينية إلى سلطة بلدية منفصلة تابعة للاحتلال. وصوت 64 من أعضاء الكنيست لصالح مشروع القانون و51 اعترضوا عليه، فيما امتنع عن التصويت عضو كنيست واحد. وجاء في نص القانون أن «أي تغيير في وضع القدس أو قرار تسليم الأراضي من المدينة كجزء من اتفاق سياسي في المستقبل يتطلب موافقة أغلبية خاصة من 80 عضوا في الكنيست، وليس الأغلبية العادية».ومع ذلك، يمكن إلغاء هذا المشروع بأغلبية 61 من أعضاء الكنيست، وقد بادر للقانون رئيس حزب البيت اليهودي، الوزير نفتالي بينيت، وقدمته رئيسة الكتلة عضو الكنيست شولي معلم رفائيلي. وأدى الضغط السياسي حسب المواقع العبرية إلى تغيير جذري في صياغة مشروع القانون، حيث ألغي البند الذي يقصد به السماح بتقسيم المدينة ونقل وعزل الأحياء الفلسطينية من بلدية الاحتلال إلى سلطة بلدية جديدة تخضع للسيادة الإسرائيلية. وتشمل هذه الأحياء والمخيمات: مخيم شعفاط وكفر عقب الموجودين على الجانب الآخر من الجدار العنصري الفاصل، ولكن ضمن حدود بلدية الاحتلال، وذلك بعد أن كان المقترح الأصلي تسليمها للسلطة الفلسطينية.

عريقات: قانون«القدس موحدة» جزء من مرحلة لتدمير حل الدولتين والخارجية: صمود شعبنا على أرض وطنه سيحقق الانتصار النهائي

فادي ابو سعدى

استمرار الاحتجاجات في إيران وزعماء البلاد يحذرون من جرها لمربع سوريا

Posted: 02 Jan 2018 02:14 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: مع استمرار الاحتجاجات داخل إيران منذ الخميس الماضي، وصف المنظر والقيادي الإصلاحي الإيراني الكبير، عباس عبدي، الاحتجاجات الأخيرة التي عمّت البلاد بعد تقديم الرئيس الإيراني حسن روحاني، مشروع قرار الميزانية العامة إلى مجلس النواب، بأنها «شغب»، مضيفاً أن الهدف من ذلك هو تحويل الحضارة الإيرانية إلى الحالة التي يمر بها العراق وسوريا وليبيا، وشدد على أن الوقوف أمام الاحتجاجات الحالية يجب أن يتم بهدف الحفاظ على إيران وحضارتها.
فيما اعتبر عطاء الله مهاجراني، وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي خلال فترة حكومة الزعيم الإصلاحي محمد خاتمي، بأن المحتجين الإيرانيين ليسوا من الشعب، وأنه ليس لديهم جذور حقيقية.
وفي بيان يظهر مدى قلق حلفاء طهران، وصفت وزارة الخارجية السورية الاحتجاجات الشعبية في إيران بأنها مؤامرة، وبذلك استبقت المرشد الأعلى الإيراني، على خامنئي، في اعتبار ما يحدث في البلاد بأنه مؤامرة الأعداء.
و»على عكس ما تشتهيه السفن» سجل سعر صرف الدولار في إيران مستويات تاريخية جديدة، وبلغ 43 ألف و430 ريال إيراني، ما سيؤثر مباشرة على ارتفاع أسعار السلع والخدمات.
وأفادت قناة البي سي سي الناطقة بالفارسية مساء أمس أن المحتجين أضرموا النار في مبنى المؤسسة التابعة لمكتب مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، روح الله خميني.
وكتب عباس عبدي (وهو من كبار منظري التيار الإصلاحي في إيران ومن مؤسسي جريدة «سلام» التي أدى إغلاقها في حزيران/ يونيو 1999 إلى احتجاجات طلابية واسعة) في مقال له في صحيفة «اعتماد» المقرب من الزعيم الإصلاحي الذي يقبع تحت الإقامة الجبرية منذ 2010، مهدي كروبي، بأن ما نشهده في البلاد في واقع الأمر هو انتقام ما أسماها الدول الرجعية في المنطقة من النظام الإيراني.
وفي تطابق كامل بين مواقفه وبين الموقف الرسمي للنظام الإيراني، وصف عباس عبدي الاحتجاجات بأنها «شغب»، وأنه يجب الوقوف أمامها، وقال إن «فقط السذج ينسبون أسباب هذه الاحتجاجات إلى تدهور الوضع المعيشي».
وأضاف أن الهدف الأساسي من هذه الاحتجاجات هو تحويل الحضارة الإيرانية إلى الحالة العراقية والسورية والليبية.
وانتقد القيادي الإصلاحي بشدة تلكؤ المحافظين في مواجهة الاحتجاجات في إيران، وقال إن المحافظين تصرفوا بشكل انفعالي وضعيف مع الأحداث الحالية في البلاد، لأنهم رأوا فيها احتجاجاً على أداء حكومة حسن روحاني، وأوضح أن وسائل الإعلام المحسوبة على المحافظين خلال الأيام الـ3 الأولى من الاحتجاجات تعاملت معها على أساس أنها احتجاجات حقيقية ولها علاقة بتدهور الوضع الاقتصادي.
لكن حسن روحاني خلال حديثه للتلفزيون الرسمي الإيراني أكد أن مطالب المحتجين هي مطالب حقة، وأنه يجب على الحكومة أن تلبي مطالب الشعب، خاصة فيما يتعلق بتحسين الوضع الاقتصادي. وفي سياق يتعارض مع تصريحات عباس عبدي، أعلن رئيس مجلس النواب الإيراني، علي لاريجاني أن البرلمان لن يصادق على البنود المتعلقة بزيادة أسعار بعض السلع والخدمات في مشروع قرار الميزانية العامة، في محاولةً منه لامتصاص الغضب الشعبي على الارتفاع غير المسبوق للأسعار.
وفي جانب آخر من مقاله، سرد عباس عبدي الأحداث التي تلت إقصاء منظمة مجاهدي خلق من المشهد السياسي عام 1981، وحاول أن يعطي طابعاً بأن الاحتجاجات الحالية من شأنها أن تؤدي إلى حالة أسوأ مما حصلت في البلاد حينها (وتجدر الإشارة إلى أن مجاهدي خلق كان لها دوراً محورياً على الأرض في انتصار ثورة 1979).
وفي تصريحات أخرى تتناغم مع ما ذهب إليها عبدي، قال عطاء الله مهاجراني (الذي يسكن بالعاصمة البريطانية) إن المحتجين الذين خرجوا إلى الشوارع ليسوا من الشعب الإيراني، وأنه ليس لديهم جذور.
وهاجم قناتي البي بي سي وصوت أمريكا الناطقتين باللغة الفارسية بشدة لأنهما غطتا ما وصفها أحداث الشغب في إيران.
وفضلاً على القادة الإصلاحيين، ظهر القلق المتزايد في التصريحات الصادرة من دمشق، حيث استبقت وزارة خارجية النظام السوري خامنئي في وصف ما يحصل في إيران بأنه مؤامرة، مؤكدةً أن القيادة الإيرانية ستقضي على الشغب هناك بحكمة عالية.
وفي السياق، وصف المرشد الأعلى الإيراني ما يحصل في البلاد بأنه ناجم عن مؤامرة الأعداء، وقال إن أن الأعداء تحالفوا للإضرار بإيران من خلال تسخيرهم الإمكانيات المتوفرة تحت تصرفهم ومنها المال والمخدرات والسلاح والسياسة والاجهزة الامنية.

استمرار الاحتجاجات في إيران وزعماء البلاد يحذرون من جرها لمربع سوريا
انهيار في سعر الريال والبرلمان يحاول امتصاص الغضب
محمد المذحجي

جنرال أمريكي: الظروف ما زالت قائمة لعودة تنظيم «الدولة» ولا هزيمة دائمة بدون القضاء على إيديولوجيا الجماعة

Posted: 02 Jan 2018 02:14 PM PST

واشنطن ـ «القدس العربي»: أكد الجنرال الأمريكي المسؤول عن قوات التحالف ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» انه تم استعادة غالبية الأراضي التى كان يسيطر عليها التنظيم ولكن ايدلوجية التنظيم البغيضة لا تزال تشكل تهديدا عالميا.
وقال الجنرال بول فونك في رسالة فيديو نشرها على الصفحة الخاصة لعملية «الحل المتاصل» على موقع الفيسبوك ان قوات التحالف استعادت 65 الف ميل مربع من الأراضي من الجماعة الإرهابية ولكنه حذر، أيضا، من ان هناك المزيد من العمل لمكافحة أيدلوجية الجماعة، وخاصة على الانترنت.
وأوضح فونك ان الظروف ما زالت قائمة لعودة التنظيم إلى الساحة مضيفا بأنه لا يمكن ان تصبح الهزيمة دائمة الا من خلال لائتلاف والجهود الدولية، وقال «اننا ندخل عام 2018 بثقة باننا سنزيد الامن وان الائتلاف الدولي سيساعد السشعبين العراقي والسوري».
وجاءت رسالة السنة الجديدة من فونك وقادة التحالف بعد ايام من قيام عملاء مكتب التحقيقات الاتحادي باقتحام منزل رجل في ولاية فيرجينيا تقول الوكالة بأنه كان يريد الانضمام إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»، ووجهت الوكالة اتهامات إلى شون أندرو دنكان وهو مواطن من مدينة بيتسبيرغ بمحاولة عرقلة التحقيق في الإرهاب وبأنه حاول التخلص من الأدلة لحظة ظهور رجال انفاذ القانون في منزله.
وكان دنكن على اتصال مع احد مؤيدي (داعش) المحتجزين فما كان من الأخير إلا إبلاغ رجال التحقيق بأن صديقه تحدث عن رغبته في الانضمام إلى (داعش) والقيام بهجمات داخل الولايات المتحدة، ووفقا للمعلومات التى نشرتها الأجهزة الأمنية الأمريكية فقد كان دنكن على (رادار) مكتب التحقيقات الاتحادي منذ عام 2016 على الأقل منذ اجراء مقابلة معه بعد عودته من تركيا.
من جهة اخرى، اكدت ادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ان الولايات المتحدة تعتزم ارسال الالاف من القوات إلى افغانستان في محاولة لتحقيق الاستقرار، وقال اقادة الجيش الأمريكي ان هذه الخطوة ستساعد في كسر الجمود في أطول حرب أمريكية ومنع حركة طالبان من العودة للسلطة وسط مخاوف من عودة تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى البلاد.
ولاحظ خبراء الدفاع ان هناك دلائل قليلة على ان التحول في الاستراتيجية الأمريكية تجاه افغانستان سيحل بسرعة المشاكل هناك وقالوا ان الولايات المتحدة يجب ان تتصدى لزيادة وجود (داعش) مع الحفاظ على الاستقرار السياسي في افغانستان والضغط على باكستان للحد من مساحة طالبان وغيرها من الجماعات الإرهابية.
وقال اعضاء من فريق ترامب الانتقالي ان الولايات المتحدة شهدت تدفقا للمقاتلين الأجانب هناك ولاحظت الكثير من التوترات والتحديات الإقليمية للحكومة، وأوضح محللون ان الإدارة الأمريكية تضغط على الحكومة الباكستانية لتدعيم حدودها ولكنهم قالوا، ايضا، بان الأمر سيستغرق سنوات لتحقيق مكاسب من هذا الضغط.
ويناقض ترامب بهذه الخطوات جميع التعليقات والتغريدات التى نشرها اثناء الحملة الانتخابية الرئاسية حيث كتب على تويتر 12 مرة ان جيش الولايات المتحدة يجب ان يغادر افغانستان بسبب الخسائر في الأرواح والأموال، وقال «دعونا نخرج من افغانستان، ان قواتتنا تقتل على أيدي الافغان الذين ندربهم، هذا هراء، يجب بناء الولايات المتحدة وليس افغانستان».

جنرال أمريكي: الظروف ما زالت قائمة لعودة تنظيم «الدولة» ولا هزيمة دائمة بدون القضاء على إيديولوجيا الجماعة
ادارة ترامب تنقل حربها ضد (داعش) إلى افغانستان
رائد صالحة

ألمانيا تلغي الفقرة 103 من قانون العقوبات المثير للجدل والسبب أردوغان

Posted: 02 Jan 2018 02:13 PM PST

برلين ـ «القدس العربي»: أعلن مجلس الولايات الألمانية عن إلغاء الفقرة الخاصة بفرض عقوبة على من يوجه إهانة إلى رؤساء الدول الأجنبية اعتبارا من بداية العام الجديد. وكان المجلس قدم مشروعا لإلغاء الفقرة 103 من قانون العقوبات والتي تفرض عقوبة خاصة على من يوجه إهانة إلى أعضاء وممثلي الدول الأجنبية، وتنص العقوبة على سجن المدان في هذه الحالة لمدة تصل إلى ثلاثة أعوام.
وكانت هذه الفقرة احتلت عناوين الصحف في أعقاب اتخاذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إجراءات، بناء على هذه الفقرة، ضد المقدم التلفزيوني الساخر يان بومرمان الذي كتب قصيدة تضمنت ما اعتبره الرئيس التركي أردوغان «إهانة خطيرة» له. غير أن القضية الجنائية الخاصة بهذه القصيدة الساخرة تم وقفها. وتنص المادة 103 من قانون العقوبات (القانون الجنائي) على أن من يهين رئيس دولة أجنبية، أو شخصا يملك صفة عضو في حكومة أجنبية، ويقيم بصفة رسمية داخل البلد، أو يهين أي شخص ينتمي إلى بعثة دبلوماسية أجنبية معترف بها من الحكومة الألمانية، يعاقب بالسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات أو يدفع غرامة مالية.
وفي حالة التشهير يعاقب المتهم بالحبس لمدة تتراوح بين ثلاثة أشهر وخمس سنوات، تحت الشرط المنصوص عليه في الفقرة 104Aمن قانون العقوبات الألماني، الذي يفيد بأن يكون الشخص المساء إليه حاملا لصفة دبلوماسية. وهذه هي الحالة القائمة في القضية المطروحة بالنسبة للرئيس التركي.
وكانت هذه الفقرة القانونية قد تم استخدامها لأول مرة في فترة الستينات من القرن الماضي، وذلك في قضية تتعلق بشاه إيران، حيث تم اعتبار أن تركيب صورة له من قبل صحيفة ألمانية، عن طريق المونتاج هي إهانة بالنسبة له، وهو ما أكده القضاء الألماني، وألزم العاملين بالصحيفة بدفع غرامة مالية.
وشجع هذا الحكم، أجانب، أو جماعات دينية، بتقديم دعاوي مماثلة، حيث كانت القضية التي رفعها الرئيس التشيلي بينو شيه وسفيره في ألمانيا، وذلك بعد أن رفعت أمام سفارة تشيلي في بون لافتة كتب عليها كلمة «عصابة القتلة»، وهو ما أعتبره الرئيس التشيلي بينو شيه وسفيره مهينا، ورفعوا دعوى قضائية في العام 1975. إلا أن المحكمة الإدارية العليا في شمال الراين وستفاليا رفضت الدعوى، وهو ما دفع التشيليون إلى استئناف الحكم، الذي رفض أيضا العام 1981. وكان تقرير مشترك لصحيفة «شتوتغارت تسايتونغ» و قناة ZDF-Magazin والمجلة التلفزيونية Frontal 21 قد ذكر أن مجموعة تركية قومية تدعى «العثمانيين الجرمان»، خططت لـ «عملية عقابية» ضد الإعلامي الألماني، يان بومرمان، الذي سبق وسخر من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. و«العثمانيون الجرمان» (Osmanen Germania) منظمة قومية تركية تقوم بأعمال «البلطجة»، وتعتبر ذراع حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم في ألمانيا، حسب ما أشار إليه موقع «ميديا» الألماني. فيما تصف المجموعة نفسها بأنها ناد للملاكة والأخوة، بيد أن السلطات الألمانية تشتبه منذ مدة طويلة في تورطها في أعمال إجرامية وعنف، كما يُقدر عدد أعضائها بحوالي 2500.
وكان بومرمان أذاع في الحادي والثلاثين من آذار/مارس(2016) قصيدته بعنوان «نقد لاذع» في مقطع من برنامجه «نيوماغاتسين رويال» في القناة الثانية في التليفزيون الألماني (ZDF)، التي حذفت هذا المقطع في الإعادة، إذ أن أبيات القصيدة تضمنت صياغات بذيئة، وعبارات مهينة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مما أثار غضبا كبيرا في تركيا.
وأوضحت المصادر الإعلامية في تقريرها أن السلطات الأمنية الألمانية رصدت مكالمة هاتفة أجراها، يلماز إلكاي أرين، الرئيس السابق لجمعية «اتحاد الديمقراطيين الأوروبيين الأتراك»، والمقربة من الحكومة التركية، مع الرئيس السابق لمنظمة العثمانيين الجرمان، محمد بخشي، حيث كلفه أن يُعاقب رجال مجموعته شخصا يعمل في القناة الثانية الألمانية بمدينة ماينز ( يان بومرمان).
وحسب المصدر نفسه تلقى، محمد بخشي، بعد أربعة أيام مكالمة هاتفية ثانية تستفسر عن المهمة التي أوكلت له، وأضافت أن بخشي أجاب قائلا: إن رجال منظمته تتبعوا لإعلامي يان بومرمان، واكتشفوا أنه يعيش في مدينة كولونيا. فيما كان يتواجد بومرمان آنذاك تحت حماية الشرطة بعد النقد اللاذع، الذي وجهه للرئيس أردوغان، وتسبب ذلك في توثر كبير في العلاقات بين تركيا وألمانيا. وفي نفس السياق، تشير الجريدة إلى أن محققين تابعين للمكتب الإقليمي للتحقيقات الجنائية، قادوا حملة لفك منظمة العثمانيين الجرمان، التي يتواجد قائدها في الوقت الحالي في الحبس الاحتياطي.

ألمانيا تلغي الفقرة 103 من قانون العقوبات المثير للجدل والسبب أردوغان

علاء جمعة

ما هو الموقف التركي من أحداث إيران؟ وهل ستدعم أنقرة الاستقرار أم التصعيد؟

Posted: 02 Jan 2018 02:13 PM PST

إسطنبول ـ «القدس العربي»: مع تصاعد الأحداث بشكل متسارع في إيران، ودخول أعداد القتلى في خانة العشرات، يتابع الساسة الأتراك ما يحصل في الجمهورية المجاورة عن قرب، بالتزامن مع تسارع الحسابات التركية حول المنافع والمضار المتوقعة لسيناريوهات التصعيد والهدوء وإعادة سيطرة النظام الحاكم على الأوضاع في البلاد.
وعقب سنوات من ثورات الربيع العربي التي لم تنجح في تحقيق أهدافها التي توقعتها أنقرة ودعمتها بناءاً عليها، تكبدت تركيا فاتورة باهظة جداً لهذا الموقف، لا سيما دعم الثورة السورية وما جلبته لتركيا من متاعب أمنية وعسكرية ومخاسر اقتصادية وموجات لجوء واسعة.
هذه الأحداث ونتائجها التي لم تأتي حسب ما اشتهى الساسة الأتراك، دفعتهم للتروي أكثر هذه المرة قبيل اتخاذ أي موقف من الاحتجاجات المتصاعدة منذ نحو أسبوع في إيران ويتوقع البعض أن تمتد وتتوسع حتى إسقاط النظام الذي لم تحسم أنقرة موقفها بعد ما إن كان إسقاطه ودخول إيران في موجة فوضى أمنية وسياسية سيكون بمصلحتها أو ضدها.
وبعد أسبوع كامل على انطلاق الاحتجاجات في إيران، أصدرت وزارة الخارجية التركية، الثلاثاء، بياناً وصفه الكثيرون بـ«الحذر والمتوازن»، فيما ذهب آخرون لوصفه بالمنحاز بشكل أكبر لصالح الدعوة لتهدئة الأمور وأظهر رغبة تركيا في استمرار الاستقرار بإيران وخشيتها من دخولها في موجة عنف.
ودعت الخارجية في بيانها إلى «تغليب الحكمة للحيلولة دون تصاعد الأحداث في إيران، وتجنب التدخلات الخارجية المحرضة التي من شأنها مفاقمة الأوضاع»، فيما أعربت عن قلقها من الأنباء التي تفيد بسقوط قتلى، فضلا عن تضرر مبان عامة، وأكد البيان على إيلاء تركيا أهمية كبيرة للسلم الاجتماعي والاستقرار في «إيران الصديقة والشقيقة».
وجاء في البيان: «نؤمن بضرورة تجنب العنف وعدم الانجرار وراء الاستفزازات، مع الأخذ بعين الاعتبار، تصريحات الرئيس حسن روحاني في هذا الإطار، التي أقر فيها بحق الشعب في التظاهر السلمي، لكن دون انتهاك القوانين والإضرار بالممتلكات العامة»، وأبدت الخارجية تمنياتها في تجنب الخطابات والتدخلات الخارجية المحرضة.
وعقب البيان مباشرة، أجرى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اتصالاً هاتفياً مع نظيره الإيراني جواد ظريف بحث فيه التطورات الداخلية في إيران، فيما لجأت وسائل الإعلام التركية إلى اعتبار هذا الاتصال بمثابة رد بالمثل على قيام وزير الخارجية الإيراني بالتواصل مع كبار المسؤولين الأتراك طوال ليلة محاولة الانقلاب في تركيا أيلول/سبتمبر 2016، وتأكيده وقوفه ضد الانقلاب وإلى جانب الحكومة التركية.
الكاتب التركي «مليح ألتنوك» قال في مقال في صحيفة صباح التركية إن «التحركات الممنهجة في الداخل محركها الأصلي هو الوضع المرحلي في العالم والمنافسة بين الدول، انظروا إلى «الربيع العربي» الذي فرحنا به في البداية لأن «الديكتاتوريات تنهار»، وقدّسناه على أنه «ثورة تواصل»، بيد أنه تحول إلى شتاء في نهاية المطاف»، مضيفاً: «أي من هذه الاضطرابات التي سعت إليها دائمًا الولايات المتحدة كانت فيها الديناميات الداخلية هي العامل الرئيسي؟».
وتابع: «انظروا إلى التصريح الصادر عن الولايات المتحدة ما أن خرج الإيرانيون إلى الشارع، في رأيكم هل تكترث الولايات المتحدة كثيرا لرخاء إيران والإيرانيين؟»، وختم مقاله بالقول: «آمل أن يحمل عام 2018 الوعي والفطنة إلى جميع الشعوب المظلومة التي انتفضت في وجه النظام المؤسس في الولايات المتحدة، حتى تحل مشاكلها في الداخل».
وحول موقف الحكومة التركية من الأحداث المتصاعدة في إيران، يقول الكاتب والمحلل السياسي علي باكير: «أعتقد أنّ على الحكومة التركية عدم الاستعجال في استصدار تصريحات أو ردود أفعال حادّة، فالتروي مطلوب خاصّة أن مسار الأحداث الحاسم لم يتّضح بعد إلى الآن، كما من غير الواضح لمن ستكون الغلبة في نهاية المطاف».
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«القدس العربي»: «لكن لا شك أن الوضع سيتطلب متابعة دقيقة لموازين القوى ولردود أفعال الحكومة الإيرانية على ما يجري، الخارجية التركية أصدرت بياناً بهذا الشأن، وربما يمكن اعتباره بياناً حذراً ومتوازناً في الوقت نفسه، لكن ما يهم الجانب التركي فيه هو مسألة عدم التدخّل الخارجي في الأحداث، سيما وانّ هذا الأمر قد يفتح الباب واسعا فيما بعد أمام تدخلات مشابهة داخل تركيا خاصّة المواقف الدولية إبّان المحاولة الانقلابية الفاشلة في العام 2016 لا تزال ماثلة في الأذهان».
ورأى المحلل السياسي التركي مصطفى أوزجان أن تركيا تتعامل بحذر حتى الآن مع التطورات في إيران، معتبراً أن الموقف التركي له مكاسب ومخاسر وبناءاً على ذلك تسعى تركيا لحساب الأمور بشكل دقيق وانتظار اتضاح سير الأوضاع لاتخاذ موقف أكثر وضوحاً.
ولفت في تصريحات خاصة لـ«القدس العربي» إلى أن تركيا تخشى أن يؤدي أي تطور للنزاع في إيران إلى تأثريره أمنياً واقتصادياً على تركيا، وحصول موجات نزوح نحوها، وأن تتحول إيران إلى سوريا جديدة، على حد تعبيره.
ورأت العديد من وسائل الإعلام والكتاب الأتراك أن تركيا تنظر إلى ما يحدث في إيران من باب التجربة في سوريا، وتولي أهمية كبيرة للحفاظ على الاستقرار في المنطقة ومنع وقوع أزمة كبيرة جديدة على حدودها وذلك بعد سنوات من العمل لمحاولة إطفاء الحريق المشتعل في سوريا.
وعلى الرغم من التضارب الكبير في المصالح التركية والإيرانية والاختلاف في وجهات النظر حول معظم الملفات الكبرى في المنطقة، إلا أن أنقرة وطهران بنتا تحالفاً مبنياً على المصالح السياسية والاقتصادية في المنطقة وهو ما يجعل من أنقرة غير متحمسة لدعم أي تحرك يمكن أن يفتح جبهة جديدة في المنطقة المشتعلة.
ورأى آخرون أن تركيا ربما تكون متحمسة لإسقاط النظام الإيراني ودعم التغيير هناك، لكنها غير مستعدة للمجازفة بدعم أي تحرك يمكن أن يجلب الفوضى دون أن يغير النظام، وهو ما يرجح ميول أنقرة لدعم الاستقرار وبقاء النظام في إيران.

ما هو الموقف التركي من أحداث إيران؟ وهل ستدعم أنقرة الاستقرار أم التصعيد؟

إسماعيل جمال

مركز «بروكنجز»: مستقبل ليبيا لا يزال غامضًا مع اقتراب العام السابع لـ «انتفاضة شباط»

Posted: 02 Jan 2018 02:13 PM PST

لندن – «القدس العربي»: قال مركز «بروكنجز الدوحة» التابع لمعهد بروكنجز الأمريكي إن مستقبل ليبيا لا يزال غامضًا إلى حد كبير مع اقتراب العام السابع لانتفاضة شباط / فبراير 2011، التي أطاحت معمر القذافي.
وذكر في تقرير تحليلي مجمع حول الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نشر أمس الثلاثاء، أن المرحلة الانتقالية التي تلت إطاحة القذافي أفسدتها فترة مطولة من الانقسام السياسي والصراع العنيف والاضطرابات الاقتصادية.
وقال مدير المركز في التقرير إن الليبيين البسطاء يعانون من تداعيات تصاعد حالة انعدام الأمن وتدهور مستويات المعيشة، مضيفًا أن اتفاق الصخيرات لم يلب التوقعات المنتظرة مع تعليق تطبيق بنوده. وذكر أن المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا غسان سلامة يعمل حاليًا على إعادة إحياء اتفاق الصخيرات من خلال خطة عمل طموحة بإمكانها تحسين النظرة السلبية المتزايدة إزاء مستقبل ليبيا، وذلك بهدف تجنب انتكاس البلد إلى حالة عدم اليقين والصراع.
لكن الكاتب قال على عكس الفترة التي سبقت اتفاق الصخيرات، ستُقوِّض البيئة السياسية الدُّولية التي تؤثر في ليبيا جهود سلامة الحالية، مضيفًا أن سلامة لا يمكنه الاعتماد بعد الآن على دعم المجتمع الدُّولي المنقطع له، ممثلًا في الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا، برغم استثمار تلك الدول بصورة كبيرة في العملية السياسية في ليبيا وتوحدها سواء في عملها أو تصريحاتها إلى حد كبير في الفترة بين عامي 2014 و2016.
وأوضح أنه في الوقت الحالي تبقى احتمالات تجديد الولايات المتحدة في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب لالتزامها بدعم العملية السياسية ضعيفة، كما أن بريطانيا مشتتة إلى حد كبير بانفصالها عن الاتحاد الأوروبي، في حين تتنافس غيرها من البلدان الأوروبية على النفوذ أو تركز على كبح تدفقات الهجرة غير الشرعية من ليبيا.
وتابع: وفي أثناء ذلك لا يبدو أن جيران ليبيا من الدول العربية ملتزمون بعد الآن بإطار العمل الذي وضعته الأمم المتحدة. وقال الكاتب مع زيادة استقطاب الليبيين وشعورهم بعدم الأمان فإن السياسيين والعسكرين الهادفين إلى تشتيت الوضع داخليًا سيحظون بجرأة أكبر وتقييد أقل في أثناء ممارسة أنشطتهم. واعتبر أن التوصل لتوافق سياسي سيكون صعبًا، كما أن تطبيق أي اتفاق سياسي جديد سيعاني من نكسات.. وفي ظل هذه الأوضاع فإن التوقعات بشأن ما سيكون عليه الوضع في لييبا في عام 2018 يبقى غامضًا إلى حدٍ كبير.

مركز «بروكنجز»: مستقبل ليبيا لا يزال غامضًا مع اقتراب العام السابع لـ «انتفاضة شباط»

أبرز أمنيات السياسيين التونسيين إنهاء «سوء الطالع» وتحرير القضاء والإعلام

Posted: 02 Jan 2018 02:12 PM PST

تونس – «القدس العربي»: تعددت أمنيات السياسيين التونسيين في العام الجديد، ففي حين اكتفى بعضهم، تمنّى بعض آخر أن يعم الأمن والاستقرار البلاد، أمِل آخرون بإنهاء «سوء الطالع» المتربص بالتونسيين، فيما تمنى طرف ثالث ارتقاء الطبقة السياسية إلى مستوى تطلعات التونسيين وتحرير القضاء والإعلام من قبضة السياسة.
وكتب الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة» على صفحته في موقع «فيس بوك»: «سنة إدارية مباركة إن شاء الله ونسأل الله أن تكون سنة مليئة بالأفراح والخيرات والبركة على تونس وكل الأمة»، وأضاف الرئيس السابق ورئيس حراك تونس الإرادة» منصف المرزوقي «إن سألتم الله فاسألوه البخت. أسأله عزّ وجلّ نهاية سوء الطالع الذي يبدو وكأنه يلاحق شعبنا وأمتنا وحظّا سعيدا لكل واحد وواحدة منكم سنة 2018 وكل السنوات التي تليها».
وكتب هشام عجبوني القيادي في حزب «التيار الديمقراطي»: «أرجو لتونس الحبيبة الازدهار والتقدّم في مسار انتقالها الديمقراطي في بناء مؤسساتها، وأن ترتقي الطبقة السياسية إلى مستوى تطلّعات وآمال الشعب الكريم، ويصبح لدينا قضاءٌ مستقلٌ وعادلٌ لا يخضع للتعليمات والتجاذبات السياسية، وأن يصبح لدينا أمنٌ جمهوريٌ يؤمن أنّ احترام حقوق الإنسان واحترام الدستور والقوانين هو أوَّل خطوة في محاربة الإرهاب، ويصبح لدينا إعلام حر و موضوعي و مهني يرتقي بالوعي العام، وأن يتمّ إعلاء قيم العمل و الجدّ و البذل والتضحية والتضامن من أجل بناء تونس التي نحلم بها، وأن يكفينا الله شرّ العملاء و المتآمرين والفاسدين، وأن يعمّ السّلام في ليبيا وسورية والعراق واليمن والبحرين وأن تقترب فلسطين من التحرّر من الكيان الصهيوني الغاصب».
وكان عدد من السياسيين انتقدوا «هدية» الحكومة للتونسيين في العام الجديد بعد إعلان وزارة الطاقة زيادة أسعار الوقود، محذرين من تبعاتها الكبيرة على أسعار المواد الأساسية وتراجع المقدرة الشرائية للتونسيين.

أبرزها إنهاء «سوء الطالع» وتحرير القضاء والإعلام

الأردن: عباس «يتكتم» على تفاهماته الأخيرة مع بن سلمان بعد استمرار السعودية في «حجب» اتصالاتها مع إسرائيل

Posted: 02 Jan 2018 02:12 PM PST

عمان – «القدس العربي» : لا تقف معاناة الأردن الرسمي السياسية هذه الأيام عند حدود الحجب السعودي الواضح والمقصود لأي معطيات أو معلومات لها علاقة بالاتصالات السعودية الإسرائيلية تحديدًا، بل بدأ الهمس يتكاثر في أروقة الحكومة الأردنية عن خلفيات وأسباب ودوافع التكتم الشديد الذي تظهره السلطة الفلسطينية حصريًا عن آخر تفاهمات حصلت بينها وبين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
التكتم الشديد الذي يبديه الرئيس محمود عباس تجاه تفاصيل وقفته الثانية والأخيرة على محطة الرياض، بدأ يثير شهوة وفضول الأردنيين الرسميين في البحث عن معلومات، خصوصًا أن عباس اتفق مع عمّان سابقًا فيما يتعلق بملف أزمة القدس تحديدًا، على تشكيل خلية أزمة دائمة التواصل والتنسيق تتولى توحيد المواقف، لمواجهة تداعيات قرارات الرئيس الأمريكي بنقل السفارة.
لا يوجد اليوم ما يثبت أن هذه الخلية تعمل على أرض الواقع، مقابل التساؤلات الملموسة التي يطرحها سياسيون ومسؤولون حول ما يخفيه أركان السلطة الفلسطينية في جعبتهم، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بتفاصيل وحيثيات الزيارة الثانية الغامضة التي قام بها للرياض الرئيس عباس، والتي لا يعرف الأردن الكثير عنها وما دار فيها. وهي الزيارة نفسها التي انتهت بتصريح شهير للرئيس الفلسطيني شكر فيه السعودية على موقفها وتضامنها. وهو شكر تؤكد مصادر «القدس العربي» الخاصة بروزه على سطح الأحداث بعد أن أبلغ ولي العهد السعودي الرئيس عباس بأنه قرر إعادة المعونة الشهرية التي ترسل للسلطة الى رقمها القديم وهو 20 مليون دولار شهرياً بعد أن انخفضت نحو عامين الى سبعة ملايين.
السلطة الفلسطينية بهذا المعنى تُخفي من وجهة نظر الأردنيين ورقتها السعودية، ليس لأن المعلومات محجوبة فقط عن التفاصيل، ولكن لأن الرئيس الفلسطيني خلافًا للعادة لم يزر عمّان ولم يُجرِ اتصالات هاتفية كما كان يفعل بين كل محطة وأخرى.
الجانب الأمني له دور أيضاً في توسيع رقعة الهواجس الأردنية السياسية من وجود برنامج تم التفاهم عليه بين الرياض ورام الله، ومن دون وضع الأردن بالصورة، خصوصًا أن رجل الولايات المتحدة القوي في المعادلة الفلسطينية اللواء ماجد فرج هو الذي رتب اللقاء الأخير مع ولي العهد السعودي وهو لقاء أعقب ما تسرب عن اللقاء الأول.
في نظر الأردنيين تكتم عباس على تفاصيل حواره الثاني مع القيادة السعودية، إجراء يدخل في باب حقوق السيادة، لكن يُخالف ما اتفق عليه مع نخبة السلطة الوطنية، بإدامة التنسيق ومنع حجب المعلومات، وقد استمعت «القدس العربي» مباشرة لمسؤولين اثنين في الإطار الرسمي يطرحان تساؤلات حول خلفيات وأسباب تكتم عباس، خصوصًا مع القنوات الأردنية المفتوحة معه والمتضامنة بالمطلق مع برنامجه.
طبعًا لا تريد عمّان المبالغة بمخاوفها، لكنها تنتظر تفصيلات وشروحات من حليف الشرعية الفلسطيني، وقد جرت فعلًا اتصالات مع قيادات قريبة من الأردن من بينها الدكتور صائب عريقات، بقصد الاستفهام والاستفسار، وتبين أن الحلقات القيادية الفلسطينية لا يوجد لديها أيضاً معلومات يمكن أن تنقلها، خصوصًا بعدما اعتبر حضور الوزير المنسق لما يسمى بالشؤون المدنية حسين الشيخ للقاء الرياض الأخير علامة فارقة يمكن أن تفسر في أكثر من اتجاه. بينما يقول الأردنيون في المقابل إنهم لا يمانعون الاتصالات بين العهد السعودي الجديد والجانب الإسرائيلي، ولا يريدون الاستسلام للمبالغة التي يتحدث عبرها الإعلام للاتصالات. لكن الأخطر في القياس الأردني أن البوصلة السعودية قررت في الميدان وعلى أرض الواقع حجب مختلف اتصالاتها مع الإسرائيليين عن الأردن الرسمي، ما ترك مجالًا بين البلدين للاشتباك على صعيد المعلومات، بحثًا عن تفاصيل، وهو أمر مستجد تمامًا ولم يكن بالعادة له دور بالماضي في العلاقات المفتوحة بين الأردن والشقيقة الكبرى السعودية. حتى الإعلام الرسمي الأردني يمنع كثيراً وغالبًا أية محاولة للاسترسال في التحدث عن توتر او أزمة او تقاطع في الاتجاهات والمواقف مع السعودية، وذلك لأسباب عدة أهمها الحرص على مصالح الأردنيين المقيمين في السعودية مع عائلاتهم، لكن بالمقابل؛ تبحث السلطات الأردنية عن آلية لمعرفة ما إذا كان شريكها الفلسطيني العلني في ملف القدس قد حجب المعلومات المحددة بناء على «رغبة سعودية».
هذه المسألة تخضع للنقاش الآن في أضيق قنوات القرار الأردنية خصوصًا أن التقارير الميدانية في الضفة الغربية في الأقل لا تزال مستمرة في الإشارة إلى التقدير الكبير في الشارع الفلسطيني لمواقف الملك عبد الله الثاني الجذرية مؤخرا في مسألة القدس، والشعبية الكبيرة التي يحظى بها وهو ما أقر به القيادي الفتحاوي الذي تربطه اليوم علاقات سيئة في الأردن اللواء جبريل الرجوب، عندما توقف ساعات في عمّان مؤخرًا قادمًا من الرياض ومشتكيًا مما سمّاه معاملة سيئة وعملية تأخير يتعرض لها في مطار عمّان.
بكل الأحوال يزداد مشهد الشراكة الأردنية السعودية العريقة تعقيدًا، والأرجح أنه بدأ يتسرب الى مناطق أخرى من بينها وأبرزها تلك المساحة التي كانت دائما محصورة في تضامن أردني كبير مع الرئيس عباس بصفته يمثل الشرعية الفلسطينية، في الوقت الذي يمكن القول فيه إن تعطيل خلية الأزمة ومن الجانب الفلسطيني في ملف القدس ثم التكتم على بعض التفاصيل فلسطينيًا أصبح من المؤشرات المقلقة للدوائر الأردنية.
المقلق أكثر هو أن العلاقة المتوترة مع السعودية يبدو أنها في طريقها للتأثير بتلك التفاهمات التي برمجت هجمة اردنية فلسطينية مشتركة من أجل القدس ابتداء من قمة اسطنبول التركية الشهيرة.

 

الأردن: عباس «يتكتم» على تفاهماته الأخيرة مع بن سلمان بعد استمرار السعودية في «حجب» اتصالاتها مع إسرائيل
«خلية الأزمة» المشتركة لا تعمل ومعونات الرياض للسلطة عادت إلى 20 مليون دولار
بسام البدارين

لبنان: النائب الماروني نعمة الله ابي نصر يرفض نتيجة إحصاء الفلسطينيين ويشكك في تجنيس 71474 … والبطريرك الراعي إلى القاهرة للقاء شيخ الأزهر

Posted: 02 Jan 2018 02:12 PM PST

بيروت – «القدس العربي» : بعد تأخير نحو سنة ونصف السنة عادت العلاقات الدبلوماسية بين لبنان والسعودية إلى مرتبة السفراء بعدما اقتصر التمثيل الدبلوماسي طوال الفترة الماضية على القائم بالأعمال السعودي وليد البخـاري بعد مغـادرة السـفير السـابق على عـواض العسـيري.
وقد تأخرت بيروت في تحديد موعد لقبول أوراق اعتماد السفير السعودي الجديد وليد اليعقوب الذي حضر إلى العاصمة اللبنانية قبل حوالي الشهر وذلك ربطاً بموافقة المملكة على اعتماد السفير اللبناني فوزي كبارة لديها.
وجاء التأخير في تفعيل التمثيل الدبلوماسي على خلفية عدم رضى المملكة على أداء الحكومة اللبنانية والذي بلغ حد تقديم رئيس الحكومة سعد الحريري استقالة ملتبسة من الرياض احتجاجاً على أداء حزب الله وايران والتدخل في لبنان وشؤون الدول العربية.
وكان السفيروليد اليعقوب قدّم امس نسخة عن اوراق اعتماد إلى وزير الخارجية جبران باسيل تمهيداً لتقديمها اليوم إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
الى ذلك، وبعد زيارته الفريدة كأول بطريرك ماروني إلى المملكة العربية السعودية ولقائه العاهل السعودي وولي العهد وأمير الرياض يستعد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لزيارة مصر في 17 و18 الجاري تلبية لدعوة من شيخ الازهر احمد الطيب، بهدف استكمال الحوار الاسلامي- المسيحي الذي عقد في آذار الفائت في جامع الازهر في القاهرة وتمت متابعته في جامعة سيدة اللويزة في مؤتمر ديني حضره كبار الشخصيات الروحية من لبنان ومصر.
وستكون زيارة الراعي فرصة للاطلاع على أوضاع الأقباط وخصوصاً في ظل الهجمات التي تتعرض لها كنائسهم ولن تكون قضية القدس بعيدة عن المداولات بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
في غضون ذلك، وبعد الإعلان عن اول تعداد رسمي للفلسطينيين في لبنان من قبل ادارة الاحصاء المركزي، إستغرب أحد أركان الرابطة المارونية النائب نعمة الله ابي نصر الرقم الذي اسفر عنه الاحصاء وهو 174 الف نسمة.
ورأى في تصريح أمس « إن هذا الإعلان ستترتب عليه نتائج خطيرة « وسأل «كيف هبط عدد اللاجئين الفلسطينيين من 332 ألف نسمة حسب قيود وكالة الأونروا إلى 174 ألف نسمة حسب الإحصاء المركزي اللبناني؟»، مضيفاً «هل هناك عمليات تجنيس للفلسطينيين خلافًا للدستور، ساهمت في تقليص العدد إلى 174 ألف نسمة؟! وما هو موقف وزير الداخلية؟!وهل هناك عملية تُحضَّر لتوطين الفلسطينيين في لبنان باعتبار أن عددهم أصبح قليلاً؟».
وقال ابي نصر «من الثابت أن مرسوم التجنيس الصادر بتاريخ 20/6/94 رقم 5247/94 والمطعون فيه من قبل الرابطة المارونية منح الجنسية لـ 71747 فلسطينياً أسماؤهم واردة في المرسوم المذكور تحت عنوان مكتومي القيد (14112) وجنسيات قيد الدرس (32564) وقرى السبع (25071) وأسماؤهم واردة في المرسوم من الصفحة 240 حتى 484 ومن 909 حتى 928 وهي مسجّلة كذلك في مديرية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان».
واضاف « إنّني في هذا السياق أُحيّي جرأة السيد صلاح صلاح القيادي الفلسطيني الذي قال أن الأرقام الواردة في الإحصاء غير صحيحة وأنّ العدد الحقيقي هو 450 ألف معبّرًا عن مخاوفه من وجود نيّة لإقفال وكالة أونروا المعنية بإغاثة اللاجئين ممّا سيجعل الحكومة اللبنانية تتحمّل بمفردها كلفة غوث اللاجئين الفلسطينيين.هذا الكلام الصريح والمسؤول يستدعي مناشدتنا؛ فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب وضع اليد على هذا الملف الخطير ومساءلة الإحصاء؟!».
وختم « إن شبح التوطين ومتابعة فضيحة التجنيس يطلّ برأسه من جديد لمصلحة إسرائيل التي هجّرت الفلسطينيين من أرضهم وتضغط لتوطينهم في البلدان التي لجأوا إليها. وإن ما قام به الإحصاء المركزي اللبناني يدعو للريبة والتساؤل ولذلك لا بدّ من كشف حقيقته ووقف هذه المهزلة المسيئة لحقّ الفلسطينيين بالعودة وللدستور وبالدستور اللبناني الذي يحرّم التوطين».

 

لبنان: تشكيك في تجنيس 71474 فلسطينياً قبل إحصاء عددهم… والبطريرك الراعي إلى القاهرة للقاء شيخ الأزهر

سعد الياس

بوادر حلحلة أزمة بغداد ـ أربيل: توجه لدفع رواتب موظفي الإقليم وسط «مؤشرات حسن النية»

Posted: 02 Jan 2018 02:12 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: رحبت حكومة كردستان، أمس الثلاثاء، بـ»المؤشرات والخطوات التي ظهرت في بغداد الأسبوع الماضي»، التي يقرأ منها «وجود نوع من حسن النية»، في مؤشر على أن الأزمة المندلعة بين بغداد وأربيل، على خلفية «استفتاء الانفصال» في 25 أيلول/ سبتمبر 2017، بدأت تأخذ مسار الحل.
وقال المتحدث باسم حكومة الإقليم، سفين دزيي، في بيان إن «حكومة إقليم كردستان ترحب بأي خطوة إيجابية للحوار من أجل تسوية الخلافات بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية العراقية على أساس الدستور».
وأوضح أن «مجلس وزراء إقليم كردستان أكد في آخر اجتماع له على موقفه بالاستعداد لمعالجة جميع الإشكاليات على أساس الدستور العراقي والبدء بالحوار مع الحكومة الاتحادية. وحكومة إقليم كردستان ترحب بأي خطوة تمهد السبيل للحوار بين حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية العراقية».
وبين أن حكومة الإقليم ترحب بـ«المؤشرات والخطوات التي ظهرت في بغداد الأسبوع الماضي وقرأنا من خلالها وجود نوع من حسن النية، مثل زيارة وفد من الحكومة العراقية إلى إقليم كردستان والمطالبة بتشكيل لجنة مشتركة للحوار بشأن المنافذ الحدودية، والمطارات وسدود إقليم كردستان، والمطالبة بتسليم قوائم موظفي وزارتي الصحة والتربية في إقليم كردستان من قبل الحكومة العراقية بغية إرسال رواتبهم».

حوار حول المعابر

وبشأن المعابر الحدودية في إقليم كردستان، قال إن «حكومة إقليم كردستان سعيدة بهذه الخطوة وترحب بها وتثمنها، كما أنها مستعدة للحوار مع الحكومة العراقية من أجل معالجة إدارة المنافذ الحدودية والمطارات وفقاً للآليات المحددة في الدستور العراقي، والتنسيق والتعاون مع بغداد للتوصل إلى حل مشترك يحقق مصلحة الطرفين».
ونفى دزئي، في تصريحات أخرى ما أشيع في وسائل اعلام كردية، حول موافقة الإقليم على تسليم المعابر الحدودية لبغداد.
وقال: «أربيل لم توافق على تسليم المعابر بشكل كامل لبغداد»، مؤكدا أن «الحديث جار عن ادارتها بشكل مشترك».
وأضاف: «لم يرد في القانون والتعليمات التسليم المباشر للمعابر، بل هناك اشراف مباشر من قبل الطرفين، وسبق أن أعلنت حكومة الإقليم استعدادها للعمل المشترك مع بغداد»، مشيراً إلى أن «الإقليم ملتزم بالقوانين التي تنص على الإدارة المشتركة للمنافذ الحدودية والمطارات»، فيما بين عدم وجود كلمة «تسليم» في القانون.
وطبقاً للمصدر فإن «إقليم كردستان كان منذ البداية مع حل المشكلة عن طريق الحوار، وبالتأكيد القضايا الفنية تحتاج إلى حوار اكثر من غيرها»، مضيفاً أن «التعليمات والقوانين تؤكد على الادارة المشتركة او الاشراف على المنافذ الحدودية، والإقليم مستعد لمناقشة هذه المواضيع بالنسبة للمطارات والمنافذ الحدودية».
وزاد «لا توجد أي عبارة في القانون والتعليمات، تخص تسليم المنافذ الحدودية والمطارات، وانما حسب التعليمات والقوانين هناك إدارة مشتركة أو الأشراف»، وتابع: «لغاية اليوم لم يحصل حوار حول هذا الموضوع، ونرى رغبة لدى الاخوة في بغداد حسب تصريحات رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، ونتأمل خيرا لحلحلة المشكلات».

سبعة قرارات للحكومة الاتحادية

وفي بغداد، اتخذت الحكومة الاتحادية «سبعة قرارات» جديدة، حول الأزمة المتفاقمة مع الإقليم.
وكتب إحسان الشمري، المحلل السياسي المقرب من رئيس الوزراء حيدر العبادي، على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، تحت عنون «آخر التطورات مع الإقليم»، : «بناء على قبول الإقليم بالدستور كحاكم والرغبة بإنهاء الأزمة، مع الارتباك الداخلي نتيجة أزمة الرواتب، وصلت عدة رسائل حول تلك المستجدات، الأمر الذي دفع نحو اتخاذ عدة قرارات».
وأضاف في تفصيل القرارات، قائلاً: «استلام الحدود الدولية مع تركيا وإيران، وتشكيل اللجنة العليا لتنظيم عمل (المنافذ البرية والجمارك والمطارات)»، مشيراً إلى أن «اللجنة وضعت أوراق عمل وفق الدستور العراقي والصلاحيات الاتحادية للحكومة، وهي بانتظار وفد الإقليم (الحكومي ـ الفني)».
كما نصت القرارات الاتحادية، وفقاً للشمري، على «تشكيل لجنة (ثانية) لتدقيق أسماء القطاع التعليمي والصحي في حكومة الإقليم»، إضافة إلى «توزيع رواتب الموارد المائية»، فضلاً عن «دعوة المنتسبين الاتحاديين في الإقليم للحضور إلى بغداد والاجتماع بهم كلٌ حسب وزارته»، وإن «الاستفتاء أصبح من الماضي».

الرواتب

وتعكف لجنة خاصة في مجلس الوزراء العراقي على «تدقيق» قوائم موظف إقليم كردستان، بغية توفير بغداد رواتب الموظفين في الإقليم.
وعلمت «القدس العربي» من مصدر رفيع في مجلس الوزراء إن «هناك لجنة حكومية عالية المستوى، في مجلس الوزراء تعمل على تدقيق سجلات الموظفين في إقليم كردستان العراق»، مضيفاً إن «هناك أعداداً كبيرة من الموظفين الوهميين- أو ما يعرف محليا ً بالفضائيين، مثبتة أسماؤهم ضمن القوائم المرسلة من قبل الإقليم إلى بغداد».
وطبقاً للمصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، فإن «عملية التدقيق قد تأخذ وقتا بسبب اسماء الموظفين الفضائيين»، مبيناً أن «هذه الظاهرة (الفضائيين) لا توجد في الإقليم فقط، بل في معظم المؤسسات الحكومية الاتحادية في العراق».
وعن النسبة المخصصة لإقليم كردستان في الموازنة المالية الاتحادية لعام 2018، أكد المصدر أن «النسبة المخصصة لإقليم كردستان العراق ثابتة 12.67٪ واقرها مجلس الوزراء ومن غير الممكن تعديلها».

«التغيير» تطالب بآلية جديدة

وملف رواتب موظفي الإقليم، يعد من بين المشكلات العالقة بين بغداد وأربيل، الذي أسهم في خلق توتر واحتجاجات شعبية داخل مدن كردستان نتيجة تأخر صرف الرواتب لعدّة أشهر، الأمر الذي دفع حركة «التغيير» الكردستاني إلى مطالبة الحكومة الاتحادية باعتماد آلية جديدة لصرف رواتب موظفي وزارتي التربية والصحة في إقليم كردستان.
وقال النائب عن كتلة التغيير، هوشيار عبدالله، في بيان، إن «على الحكومة الاتحادية أن توزع رواتب موظفي وزارتي الصحة والتربية في إقليم كردستان بشكل مباشر من خلال آلية جديدة تتضمن التنسيق مع المصارف الموجودة في الإقليم»، مبيناً أن «هذه الطريقة هي الأضمن في توزيع رواتب الموظفين بشكل كامل، خصوصاً وأن هناك أنباء تفيد بأنه في حال توزيعها من قبل حكومة الإقليم سيتم استقطاع ربعها أو نصفها».
وتابع «نحن في حركة التغيير نسعى للنأي بالموظفين في الإقليم عن التجاذبات السياسية وخصوصاً بين الإقليم والحكومة الاتحادية، وقد آن الأوان لكي يشعر الموظف في الإقليم بأن مصدر معيشته في أمان مهما حصل».
وأوضح أن «رواتب موظفي الإقليم وللأسف كانت تستخدم طيلة السنوات الماضية كأداة للتنافس السياسي من قبل الاحزاب الرئيسية، وقد وصل الحال في كثير من الأحيان إلى فصل موظفين بسبب تصويتهم لجهة معينة، وهذه السياسة تم تطبيقها بشكل واسع ضد حركة التغيير بعد كل انتخابات».
وأعرب عبدالله عن أمله في أن «يتم توزيع رواتب موظفي كافة الوزارات في الإقليم في مواعيد منتظمة وبشكل كامل دون أية استقطاعات، فهذا أبسط حق من حقوق الموظف»، مشدداً على «ضرورة أن تقوم الحكومة الاتحادية بمسؤولياتها تجاه المواطنين في إقليم كردستان، وأن تراعي أحوالهم المعيشية خصوصاً في خضم الأزمة المالية الخانقة التي يمر بها الإقليم».

اجتماع للرئاسات الثلاث

وتترقب الأوساط السياسية في العراق اجتماع للرئاسات الثلاث من المقرر عقده أواخر الاسبوع الجاري أو مطلع الاسبوع المقبل، في قصر السلام ببغداد برئاسة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم وحضور رئيس الوزراء حيدر العبادي، لبحث الأزمة بين بغداد وأربيل.
ومن المرجح أن يخرج الاجتماع بقرارٍ يفضي إلى إجراء حوار بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان العراق، وإبلاغ الأخيرة بإرسال وفدها التفاوضي.
الاجتماع المرتقب سيشهد حضور رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بعد أن غاب عن الاجتماع السابق بداعي «وعكة صحية».

وفد كردي «موحد»

كذلك، ترتب حكومة إقليم كردستان العراق أوراقها، تمهيداً لتسمية الوفد المفاوض، وأن يكون «موحداً» ويضم جمع القوى السياسية الكردستانية.
وحسب السياسي الكردي البارز محمود عثمان لـ«القدس العربي»، «لم يتم تحديد موعد لزيارة الوفد الكردستاني إلى بغداد، لكنها (الزيارة) يمكن أن تحدد بعد الاجتماع المرتقب للرئاسات الثلاث بحضور العبادي، المقرر عقده أواخر الاسبوع الجاري أو مطلع الاسبوع المقبل (…) هناك معلومات تفيد بأن موعد زيارة الوفد إلى بغداد سيتم تحديده خلال الاجتماع».
وأضاف: «الوفد عادة يمثل حكومة إقليم كردستان العراق، كما يضم أيضاً عدداً من القوى السياسية الكردستانية»، مشدداً على أهمية «مشاركة القوى السياسية الكردستانية ـ من خارج حكومة الإقليم، في هذا الوفد حتى يكون شاملاً، ويمثل جميع القوى السياسية الكردستانية، لإجراء المباحثات في بغداد».
وأعرب السياسي الكردي عن رغبته في أن يكون هناك «تمثيل لحركة التغيير» في الوفد المفاوض، لكنه أكد إن ذلك الأمر لم «يُحددّ بعد»، بكونه يعتمد على «مدى التعاون بين الأحزاب الكردستانية».
ورأى أهمية إشراك جمع القوى السياسية الكردستانية في الوفد التفاوضي، عازياً السبب في ذلك إلى أن «المواضيع المقرر بحثها ليست حزبية».

بوادر حلحلة أزمة بغداد ـ أربيل: توجه لدفع رواتب موظفي الإقليم وسط «مؤشرات حسن النية»
اجتماع الرئاسات الثلاث يقرر موعد زيارة الوفد الكردي
مشرق ريسان

إدارة مشتركة في سنجار… وحملات التعريب في كركوك تتواصل

Posted: 02 Jan 2018 02:11 PM PST

كركوك ـ « القدس العربي»: دعت الحكومة العراقية، أمس الثلاثاء، مجلس قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى، إلى العودة لممارسة مهامه في المدينة، لكن المجلس وضع شروطاً للعودة.
وقال رئيس مجلس القضاء، ويس نايف، في تصريح نقله الموقع الرسمي للحزب الديمقراطي الكردستاني، إن «الحكومة العراقية دعت المجلس إلى العودة ومزاولة أعماله في القضاء، لكننا وضعنا شروطاً للعودة إلى العمل كمجلس في القضاء».
وأضاف: «شروطنا تتضمن خروج الحشد الشعبي وقوات حزب العمال الكردستاني من المدينة، كون القوتين غير شرعية وهم يقومون بتوزيع الرتب والمناصب الإدارية في المنطقة حسب أهوائهم على منتسبيهم ومناصريهم».
وقد توصل المجلس إلى قناعة بأن الإدارة المشتركة والتعاون والتنسيق بين حكومتي العراق وإقليم كردستان في ظروف كهذه يضمن نوعاً من الاستقرار، وبهذه الصيغة يتمكن المجلس من العودة والعمل من اجل تقديم الخدمات للمواطنين وإدارة أعمالهم، حيث ان هذه القوات استولت على المدينة منذ احداث ما بعد 16 تشرين الأول/ اكتوبر 2017 وفرضوا سلطاتهم غير الشرعية على المدينة والمناطق الأخرى، على حدّ قوله.
وأشار إلى أن «سعي بغداد لإعادة المجلس إلى العمل في المدينة هو لإضفاء نوع من الشرعية على سلطاتها الإدارية في القضاء، لكننا رفضنا ذلك ولن نعود دون عودة جميع الوحدات الإدارية الشرعية إلى المدينة والبدء بأعمالها».
الأوضاع في سنجار لم تختلف كثيراً عن كركوك وقضاء طوزخورماتو التابع لمحافظة صلاح الدن، والمتاخم لكركوك، إذ لا تزال تلك المناطق تشهد عدم استقرار أمني وإداري عقب «خطة فرض القانون».
وأعرب رئيس كتلة الاتحاد الإسلامي الكردستاني مثنى أمين، عن استنكاره لما وصفه قيام محافظ كركوك بالوكالة وقيادة عمليات صلاح الدين بتوجيه القوات الأمنية لاخراج الكرد من مناطق جنوب كركوك وأجزاء من صلاح الدين، عازيا السبب في ذلك إلى «تعريب» العديد من المناطق في هاتين المحافظتين.
وقال، في مؤتمر صحافي، أن «الكرد تعرضوا للظلم بعد أحداث 16 من شهر تشرين الأول/اكتوبر الماضي عقب دخول القوات العراقية إلى كركوك وصلاح الدين»، مؤكدا انه «تم تعريب العديد من مناطق كركوك واجزاء من صلاح الدين».
وتساءل «اذا كان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يدعي فرض سلطة الدولة وهيبتها، فاين هذه الهيبة من ممارسات محافظ كركوك بالوكالة راكان الجبوري وقيادة عمليات صلاح الدين، الذين وجهوا القوات الأمنية للاسهام في تعريب مناطق جنوب كركوك وأجزاء من صلاح الدين، عبر محاولتهم اخراج العائلات الكردية من مناطقهم الأصلية».
وأضاف: «ممارسات التعريب لا يمكن السكوت عنها أبداً، فالعائلات الكردية في هذه المناطق تمتلك أوراقاً ومستندات أصلية منذ العهد العثماني تؤكد عائدية عقاراتهم واراضيهم ومزارعهم»، مشيرا إلى أن «كتلته ستطرح قضية التعريب في جلسة مجلس النواب العراقي في اول جلسة مقبلة».
وأكد «حدوث حالات قتل ومنع للطلبة من العودة إلى جامعتهم ومدارسهم في كركوك وطوزخورماتو وداقوق وغيرها من المناطق، ويجب ايقاف هذه الممارسات، وإعادة قائممقام داقوق إلى منصبه»، لافتا إلى ان «أزمة التعريب والتهجير متعمدة وهنالك أوامر تصدر بهذا الخصوص».
وطالب، الحكومة الاتحادية «الإسراع في اعادة السكان الكرد إلى مناطقهم الاصلية في جنوب كركوك وصلاح الدين، وايقاف تهجيرهم وتعريب مناطقهم».
وشدد على أن «الحكومة الاتحادية تظلم الكرد وتسعى لمحاصرتهم من دون وجه حق»، مشيراً إلى أن «بغداد لم تقدم مستحقات الكرد من الموازنة رغم سيطرتها على حقول النفط في كركوك منذ 16 من شهر تشرين الأول/اكتوبر الماضي».

إدارة مشتركة في سنجار… وحملات التعريب في كركوك تتواصل

 الزفزافي وثلاثة معتقلين آخرين يتخلفون عن «محاكمة الريف» والنيابة تطلب إحضارهم بالقوة

Posted: 02 Jan 2018 02:11 PM PST

الرباط –« القدس العربي» : أصدر رئيس هيئة الحكم في جنايات الدار البيضاء قرارا بإحضار ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف، وثلاثة معتقلين آخرين، من داخل سجن عكاشة، عن طريق القوة العمومية، معلنًا بعد ذلك رفع الجلسة.
وجاء قرار المستشار علي الطرشي، رئيس جلسة محاكمة معتقلي حراك الريف، أمس الثلاثاء، في أول جلسة 2018 من جلسات محاكة قادة حراك الريف، بعد تدخل حكيم الوردي ممثل النيابة العامة بخصوص غياب الزفزافي ورفاقه جمال مونا ثم جواد الصابري وعبد العلي الحنود، عن المحاكمة، الذي طالب من خلاله بتطبيق فصول القانون الجنائي في هذا الخصوص، والقاضية بإنذار المعتقلين، وإحضارهم بالقوة، ثم متابعة المحاكمة في حال تعذرت الخطوات السابقة.
وقال النائب العام إن المعتقلين المذكورين امتنعوا عن الامتثال لأمر المحكمة القاضي بحضورهم جلسة اليوم (أمس)، وإنه بعدما تم عرضهم على طبيبة بالسجن تبين أن لا وجود لعارض صحي، فيما قال محامي المعتقلين محمد أغناج إنه زارهم يوم الخميس الماضي وأكدوا له أنهم مصرون على متابعة الجلسات برغم خوضهم إضرابا عن الطعام، ملتمسا عدم الأخد بما جاءت به النيابة العامة من ادعاءات وإعلان بطلانها.
واعتبر النقيب عبد الرحيم الجامعي أنه لا ينبغي الالتفات إلى ما تضمنه التقرير الذي تعتبر فيه أن المعتقلين امتنعوا عن حضور الجلسة وقال إن التقرير ليس وثيقة رسمية وإنما مجرد إخبار بالحضور، وأن لا وجود لأي فحص صحي، مطالبا بإجراء خبرة طبية للتأكد من حالتهم الصحية.
وأضاف الجامعي «نحن غير متأكدين هل امتنعوا فعلا أم منعوا من الحضور بإيعاز من أشخاص آخرين»، مردفا « لا يمكن أن يكون أربع أشخاص أكباش فداء لمؤسسة سجنية».
وألح ممثل النيابة العامة حكيم الوردي على ضرورة توجيه إنذار للمتهمين الغائبين، مفيدا بأنه زار المعتقلين يومي الخميس والجمعة في السجن المحلي عكاشة وتم الاستماع إليهم، مفيدا بأن 33 معتقلا علقوا إضرابهم عن الطعام.
وشدد في تعقيبه على أنه في ضوء هذا المستجد فعلى المحكمة توجيه إنذار للمتهمين للحيلولة دون الاستمرار في إطالة المحاكمة، ملتمسا من رئاسة الجلسة تطبيق القانون.
وتوترت الجلسة بعدما صاح مجموعة من المعتقلين الحاضرين من داخل قفصهم الزجاجي، مطالبين بالاستماع إليهم، في حين ظهر نبيل أحمجيق وهو يلوح بأوراق قال إنها موجهة لهيئة الدفاع فيما طلب القاضي الاطلاع عليها صرخ المعتقل نبيل أحمجيق من داخل القفص الزجاجي، قائلا؛ إن "الحالة الصحية للمعتقلين متدهورة بفعل إضرابهم عن الطعام، كما أن إدارة السجن تضغط عليهم من أجل ألا يحضروا للمحكمة".
وقال أحمجيق من داخل القفص الزجاجي «نكذب ما جاءت به النيابة العامة، مشيرا إلى أن المعتقلين يتعرضون للتضييق كي لا يحضروا الجلسة ليتسنى لهم الدفاع عن أنفسهم وصرخ «المعتقلون مضربون عن الطعام ويموتون داخل عكاشة» وتفاعل باقي المعتقلين مع صرخة أحمجيق برفع شعارات منددة باعتقالهم، أبرزها: "الموت ولا المذلة". وانتفض الصحافي حميد المهداوي، مدير موقع بديل، المتابع بالمس بسلامة أمن الدولة، والذي تم ضم ملفه إلى ملف معتقلي حراك الريف، إذ تحدث عن معاناة أسرته وتنقلها أسبوعيا من مدينة سلا صوب الدار البيضاء لمتابعة المحاكمة. وأكد المهداوي قبل أن يتم طرده من الجلسة أن أسرته، خاصة زوجته، تتكبد معاناة التنقل، الذي لا تملك ثمنه، وقال مخاطبا المحكمة: «أخطأتم بضمكم ملفي إلى ملف المعتقلين..والمفسدون هم العصابة التي فضحتها واتصلت معي هاتفيا»؛ وهو يقصد المحادثة الهاتفية مع شخص من هولندا، كانت وراء اعتقاله بسبب عدم التبليغ عنها.
وأعلن القاضي علي الطرشي رفع الجلسة وسط أجواء مشحونة، وانتفض المعتقلون الحاضرون مرددين شعارات من قبيل «الموت ولا المذلة» في حين أغمي على أم محمد جلول وجرى نقلها للمستشفى فيما توجه عدد من المحامين للسجن لمقابلة المعتقلين الذين امتنعوا عن الحضور. وتأخرت، صباح أمس الثلاثاء محاكمة معتقلي حراك الريف، الذين بلغ عددهم 56 معتقلا، 5 منهم متابعين في حالة سراح، إضافة للصحافي المهداوي بعد ضم كل الملفات في ملف واحد وتوافد عدد كبير لهيئة الدفاع عن معتقلي حراك الريف الذين انسحبوا في الجلسة الأخيرة وقرار المحكمة بتعيين محامين جدد للمتهمين في إطار المساعدة القضائية بعد إعلانهم الانسحاب من الجلسة السابقة، الأمر الذي اعتبره المحامون «غير مستقيم قانونيا مادام الدفاع المكلف من طرف المتهمين مازال منتصبا ومستعدا للقيام بمهامه في إطار القانون.»
ويتابع المتهمون من أجل جناية المشاركة في المس بسلامة الدولة الداخلية عن طريق دفع السكان إلى إحداث التخريب في دوار أو منطقة، وجنح المساهمة في تنظيم مظاهرات في الطرق العمومية وفي عقد تجمعات عمومية من دون سابق تصريح، وإهانة هيئة منظمة ورجال القوة العامة في أثناء قيامهم بوظائفهم، والتهديد بارتكاب فعل من أفعال الاعتداء على الأموال، والتحريض على العصيان والتحريض علنا ضد الوحدة الترابية للمغرب.
كما يتابعون من أجل جنح المشاركة في المس بالسلامة الداخلية للدولة عن طريق تسلم مبالغ مالية وفوائد لتمويل نشاط ودعاية من شأنها المساس بوحدة المملكة المغربية وسيادتها وزعزعة ولاء المواطنين لها ولمؤسسات الشعب المغربي ، والمساهمة في تنظيم مظاهرات في الطرق العمومية وعقد تجمعات عمومية من دون سابق تصريح والمشاركة في التحريض علنا ضد الوحدة الترابية للبلاد.

 الزفزافي وثلاثة معتقلين آخرين يتخلفون عن «محاكمة الريف» والنيابة تطلب إحضارهم بالقوة

محمود معروف

 عام الاحتجاجات الاجتماعية بامتياز وطنيًا والنجاحات الدبلوماسية أفريقيًا

Posted: 02 Jan 2018 02:11 PM PST

الرباط –« القدس العربي»: تُجمع الصحافة المغربية في تقويمها لحصيلة 2017 على المستوى الوطني، أنها سنة الحراكات الاجتماعية بامتياز، وهي الحراكات التي اندلعت شرارتها الأولى في غضون السنة الماضية في مدينة الحسيمة الواقعة شمال المغرب، واستمرت طوال السنة الماضية 2017 ومع بدايات السنة الحالية، وتواصلت الاحتجاجات بما تشهده مدينة جرادة شرق البلاد، في إثر مصرع شخصين داخل أحد مناجم الفحم، مرورا بتداعيات ما يعرف إعلاميًا بـ « قفة الموت» في الصويرة جنوب التي راح ضحيتها عدد من النساء، وحادث التدافع في باب مدينة سبتة المحتلة في الشمال الذى أودى بحياة نساء أخريات.
فكل هذه المعطيات مؤشرات على اتساع فضاءات الاحتجاج، وتنم عن تحول عميق، غير متحكم فيه يعبر عن نفسه من خارج التنظيمات السياسية والنقابية المغربية التي أصبحت عاجزة عن قيامها بمهام ووظائف التأطير والوساطة.

الحراك يتميز

وبرغم الأهمية التي أضحت تعرفها الحراكات الاجتماعية في المغرب، نتيجة تواتر هذا الفعل الاحتجاجي في الفضاءات العمومية، بمطالب ذات طبيعة اجتماعية، ليس فقط في المدن والحواضر، وإنما امتد الى البوادي والأرياف أيضا، فإن هناك فراغا ملاحظا في مقاربة هذه الحركات علميا.
وخصصت الصحافة المغربية حيزا مهما لحصيلة السنة الماضية وكتبت يومية «أخبار اليوم» في افتتاحية عددها الأول في السنة الجديدة «كما ودعنا سنة 2016 على ايقاع الاحتجاجات في الريف نودع سنة 2017 على أصوات الغضب في جرادة، وبين الحدثين هناك مياه كثيرة تجري تحت الجسر المغربي سمتها الرئيسية، أن الناس تعبوا من الفقر والتهميش والحكرة، وتقسيم البلاد بين أقلية محظوظة، وأغلبية لا تملك شيئا، وأن الملاذ هو الشارع، إن مكبر الصوت هو التظاهر».
وسجلت صحف أخرى أن ما ميز سنة 2017 هو تواتر الاحتجاجات الاجتماعية، وذهبت صحيفة « المساء» إلى توجيه سهام النقد إلى الإعلام الرسمي خاصة السمعي البصري متهمة إياه باعتماد أسلوب « التعتيم « في تعامله مع الاحتجاجات، وذلك في الوقت الذى « لم يعد بالإمكان محاصرة ما يحدث من احتجاج، فشبكات التواصل الاجتماعي تمكن المواطن من فك شفرة الحظر».
واعتبر كاتب افتتاحية جريدة «المساء» أن « الإعلام الرسمي أضحى متجاوزا كمًا ومعنى، فلا هو قادر على مسايرة السوق الإعلامية وشبكات التواصل الاجتماعي، ولا هو قادر على الدفاع عن وجهة النظر الرسمية، بل في بعض المرات، يصبح مثل الذى يصب الزيت على النار، حينما يقوم بتغطيات تُجانب الصواب، وتسخر من عقول المتلقي وتقفز على الحقائق» على حد قوله.
وبخصوص آفاق وانتظارات سنة 2018 ، اعتبرت الصحيفة «أن 2017 سنة صعبة. والقابل أصعب، كان بودنا أن نتفاءل، بل وأن نسهم في نشر التفاؤل والأمل المشرق، بَيْدَ أن الواقع لا يرتفع « برغم إقرار اليومية بأنه « صحيح أننا نلمس بين الفينة والأخرى بعض المبادرات، بَيْد أنها تبقى محتشمة وخجولة جدا والأهم من ذلك معزولة، ما سيجعل من سنة 2018 سنة المفاجآت، وأزعم أنها ستكون من دون شك، إما تتمة لسنة 2017 أو سنة الانعطافة الكبرى».
وتحت عنوان «إطلالة على فنجان 2018 « توقع الصحافي توفيق بوعشرين مدير جريدة «أخبار اليوم» (إن صمدت حكومة العثماني إلى نهاية السنة، فإنها ستزداد ضعفا على ضعف وذلك راجع إلى ضيق هامش الحركة أمام الطبيب النفساني وراجع الى تنافر استراتيجيات مكونات الأغلبية).
كما توقع أن يتم الاستغناء عن خدمات إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، وأن» تتسع رقعة الاحتجاجات وأن يخرج معتقلو حراك الريف من زنازينهم» فضلًا عن « أن تنزل نسبة النمو الى ما دون 3 من مئة، بفعل جفاف هذه السنة وغياب مناخ اقتصادي قادر على استقطاب رؤوس أموال أجنبية مهمة».
ونحت صحف منحى مغاير واستعملت في تحليلها وتقويمها لحصيلة 2017 حيث اعتبرت أنها كانت «سنة الحسم وكسرت حصار الخصوم أفريقيا، بلوكاج السياسة، وأنهت سطوة السلطة وكابوس الإرهاب».

دروس

وكتبت جريدة «الصباح» تحت عنوان « دروس 2017 « وقعها رئيس تحريرها خالد الحرى إن «التأريخ يكتبه المنتصرون، لكن وحدها الأحداث الكبرى والسنوات الاستثنائية، تخلده وتبقيه حيا في ذاكرة الشعوب، ويمكن القول من دون تردد ، إن 2017 كانت سنة من طينة «الكبار» .
وأوضح إن «المغرب انتقل الى السرعة القصوى في كسب الرهان الأفريقي ليس فقط بتكريس عودته الى مؤسسات الاتحاد الأفريقي ومواصلة التعاون جنوب جنوب والدبلوماسية الاستباقية، بل في قرار غير مسبوق باختراق قلاع خصوم الوحدة الأفريقية تحييد دولة كبرى» هي جنوب أفريقيا». كما « حافظ المغرب على أعلى درجات اليقظة الأمنية والحذر الاستخباراتي للتصدي للمخططات الإرهابية وتفكيك الخلايا النائمة وغير النائمة».
وأضاف إن 2017 كانت سنة الحسم في ملف العدالة وتنزيل استقلالية النيابة العامة عن وزارة العدل. ولأن المغرب المستقر أمنيا وقضائيا والمحصن ضد الإرهاب، يحتاج الى سياق سياسي وحكومي مماثل ومساعد على التنمية، والانطلاق والتقدم، كان لا بد أن تحافظ 2017 على الإيقاع نفسه من « الانجازات» ما لاحظه المواطنون»وقال «2017 سنة أبكتنا وأضحكتنا وأفرحتنا وحملت أملا بحجم الحلم بأن مغربا آخر ممكن أن يولد شرط أن يستمر الإيقاع نفسه في 2018».
كما أن هناك من أفاد استنادا الى محللين بأن المؤسسة الملِكية كانت في صدارة اهتمامات المغاربة خلال 2017، بالنظر إلى القرارات التأريخية الصادرة عنها. ونقلت جريدة « هسبريس» الإلكترونية عن هؤلاء المحللين، إجماعهم على أن قرارات العاهل المغربي سنة 2017 « جعلت المؤسسة الملِكية في صدارة اهتمامات الرأي العام الوطني والدُّولي، مقابل تسجيل ضعف في باقي المؤسسات».
وفي الوقت الذى ركزت الصحافة الورقية على تداعيات الحراكات الاجتماعية التي شغلت بال واهتمامات الرأي العام المغربي، فإن الإعلام العمومي خاصة السمعي البصري، اهتم بالخصوص على الجوانب الإيجابية التي حققها المغرب في بعض الميادين الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، فضلا عن نجاحات المملكة على المستوى الدُّولي والأفريقي، خاصة بعد استعادة مكانة المغرب في الاتحاد الأفريقي وتوسيع حضوره واستثماراته في القارة السمراء.

 عام الاحتجاجات الاجتماعية بامتياز وطنيًا والنجاحات الدبلوماسية أفريقيًا

جمال المحافظ

ليبرمان يتهم جماعات متشددة في غزة وقادة معارضة في إسرائيل بالعمل لجر المنطقة للحرب

Posted: 02 Jan 2018 02:11 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»: ضمن الرسائل التي تريد إسرائيل توجيهها إلى حركة حماس في قطاع غزة، قال وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، إن بعض قادة المعارضة الإسرائيلية، يسعون لتوريط الحكومة في حرب جديدة في القطاع، في إشارة إلى عدم رغبة حكومته في ذلك، وهو أمر عبر عنه بطريقة مماثلة قائد الجيش الإسرائيلي، في الوقت الذي شن فيه الطيران الحربي الإسرائيلي غارة جوية محددة، على أحد مواقع المقاومة، ردا على إطلاق صاروخ على إحدى بلدات الحدود.
ونقلت عن ليبرمان تصريحات أدلى بها للإذاعة العبرية قال فيها «إن حماس غير معنية بمعركة شاملة». وأشار ليبرمان وهو زعيم حزب «اسرائيل بيتنا»أحد أحزاب الائتلاف الحكومي اليميني في تل أبيب كذلك، إلى أن من يحاول جر الحركة وإسرائيل لهكذا معركة هي «تنظيمات سلفية». وتقاطعت مواقف بعض قادة المعارضة في تل أبيب مع رغبة السلفية في غزة بـ «جر المنطقة لحرب جديدة». وأضاف «رؤساء المعارضة والمجموعات المسلحة هدفهم واحد وهو الانجرار نحو حرب مع غزة».
وعبر عن موقف حكومته إزاء ما يحدث على الساحة بالقول إن الجيش «يعالج الأمور بالشكل المطلوب، ويعرف ما الذي يتوجب عليه فعله ومتى يقوم بذلك».
وكان بذلك يشير إلى عدم رغبة الحكومة في شن حرب جديدة على القطاع، على غرار تلك التي شنتها صيف عام 2014، ودامت لـ 51 يوما، وكانت الأعنف في تاريخ الصراع، بسبب إطلاق محدود للصواريخ من غزة على بلدات الحدود الإسرائيلية.
وجاءت تصريحاته هذه بعد أن قال زعيم المعارضة الإسرائيلية، ورئيس «حزب العمل» آفي غباي، يوم الجمعة الماضي إن اسرائيل «فقدت قوة الردع وكامل قوتها تجاه قطاع غزة». ووصف حادثة إطلاق الصواريخ من غزة تجاه إحدى بلدات الحدود في ذلك اليوم بمثابة «شاهد أساسي يدل على ان اسرائيل فقدت قوتها وردعها».
وأظهرت تصريحات وزير الجيش، عدم رغبه الحكومة في ذلك، واستمرارها في الرد على عمليات «تنقيط» الصواريخ، كما يصفها جيش الاحتلال بشن هجمات محدودة.
وترافقت مع رئيس الأركان في جيش الاحتلال الجنرال غادي أزينكوت، الذي قال إن اسرائيل تحاول الحفاظ على الهدوء الذي كان سائدا قبل شهر، مضيفا «نريد وقف إطلاق الصواريخ وحفر الأنفاق ونعمل بقوة لمنع ذلك ، والدعوات لشن معركة جديدة في غزة هي دعوات غير مسؤولة». وأشار الى ان الجيش يبذل «جهوداً سرية وعلنية» لتحديد الأنفاق، موضحاً أنه ومنذ ثلاثة أعوام ونصف لم يصب أي اسرائيلي على حدود غزة، مشيرا إلى ما وصفها بـ «حالة الازدهار» في البلدات الحدودية القريبة. وأضاف «نعمل جاهدين لان يستمر وقف اطلاق النار».
وكان المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر قد ناقش قبل أيام إمكانية توفير حلول من شأنها تخفيف أزمة القطاع، لمنع التصعيد العسكري. وأكد المجلس أن الأوضاع في غزة صعبة، وأن إسرائيل يمكن أن تتحمل الثمن «إذا ما خرجت الأوضاع عن السيطرة».
وفي السياق نفذت طائرات الاحتلال فجر أمس غارة على موقع تابع لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
ووفق مصادر محلية فإن طائرات مروحية أطلقت صاروخين على موقع «البحرية» غرب المدينة، ما أحدث دمارا في المكان، دون أن يخلف القصف أي إصابات. وذكرت المصادر أن عناصر من المقاومة أطلقوا نيران أسلحة رشاشة صوب إحدى المروحيات التي نفذت الهجوم، بعد أن كانت تحلق على ارتفاعات منخفضة.
وجاءت الغارة الإسرائيلية الجديدة بعد أن زعم جيش الاحتلال، قيام نشطاء من غزة بإطلاق صاروخين الليلة قبل الماضية صوب إحدى بلدات الحدود. وذكر الجيش أن صاروخا ثانيا اطلق من قطاع غزة، سقط في منطقة مفتوحة في أحد الكبوتسات الاسرائيلية في النقب، دون ان يخلف إصابات أو أضرارا.
وكانت إسرائيل قد ذكرت أن الصاروخ الأول الذي أطلق من غزة سقط بالقرب من السياج الحدودي الفاصل عن غزة. وقبل ذلك أعلنت إسرائيل كذلك عن قيام عناصر من حركة حماس بإطلاق «صاروخ تجريبي» من قطاع غزة نحو البحر، في سياق تطوير منظومتها الصاروخية.
يشار إلى أن إعلان إسرائيل عن إطلاق صواريخ من غزة، التي لم يتبناها أي من التنظيمات الفلسطينية حتى اللحظة، جاءت بعد القرارات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه القدس، التي أشعلت موجة غضب فلسطينية كبيرة.
وفي إطار موجة الغضب هذه أصيب مواطن برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
وقال الدكتور أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة، أن المواطن أصيب بجراح متوسطة، جراء إطلاق الجنود الرصاص عليه، ونقل لمشفى قريب لتلقي العلاج.
وكان هذا المصاب ضمن مجموعة من الشبان توجهت لتلك المنطقة الحدودية، وقامت برشق جنود الاحتلال بالحجارة.

ليبرمان يتهم جماعات متشددة في غزة وقادة معارضة في إسرائيل بالعمل لجر المنطقة للحرب

المدينة الفاضلة… هل يمكن؟

Posted: 02 Jan 2018 02:10 PM PST

هلّ علينا عام جديد وانهالت التهاني على صفحات الفيسبوك وفي الرسائل الخاصة وعلى صفحات تويتر وغيرهما من وسائل الميديا الحديثة. تأخرت كثيرا في الرد على أصحاب الرسائل لكثرتهم، وقررت كما أفعل كل عام أن أوجه التحية بالعام الجديد إلى الجميع في «بوست» واحد أشكرهم فيه وأهنئهم متمنيا لهم أياما أجمل.
إلا أني تأخرت هذا العام وكان لذلك سبب. سؤالي لنفسي إلى أين انتهت تهاني الأعوام السابقة؟ وتذكرت سؤال المدينة الفاضلة. هذا السؤال القديم قدم البشرية الذي راود الأدباء والمفكرين فصنع بعضهم جمهوريته ـ أفلاطون – أو مدينته الفاضلة ـ توماس مور ـ في محاولة للبحث عن عالم مثالي. وفكرت كما أفكر دائما أن الأفكار الفلسفية كلها وهي تحتار في فهم العالم وتحاول تفسيره تنزع إلى عالم أفضل. فهيغل الذي قال بصراع الأفكار، يفتح الطريق للفكرة الثالثة المقبلة من صراع الفكرتين المتناقضتين، التي تمشي بالدنيا إلى الأمام. وماركس الذي قال بصراع الطبقات، يفتح الطريق للطبقة العاملة. كل المتفائلين يفتحون طريق العالم الأجمل أجل لكن كل المتشائمين كذلك وهم يرون لاجدوى هذا الوجود! يقول كاليغولا في مسرحية البير كامو، «الآن أنا على يقين بأن هذا العالم على النحو الذي وُجد فيه غير مُحتمل. لهذا السبب فأنا احتاج إلى القمر، أو إلى السعادة أو إلى الخلود. شيء ما قد يبدو ربما شيطانيا لكنه ليس من هذا العالم».
رغم أن هذا العالم في الأصل جاء اليه الإنسان بمعصية شيطانية ليعيش كما يحلو له هو. إذن لماذا يقول كاليغولا ذلك؟ ما مر به الإنسان وما فعله البشر جعله يريد عالما أفضل. البير كامو يجعل كاليغولا يبحث عن الخلود الذي هو مطمح إنساني عظيم منذ القدم لعل ملحمة جلجامش من أبرز تجلياته. والإنسان وهو يسعي لذلك يسعى لعالم سعيد حتى إن لم يكن يقصد. لماذا نعجب بالأعمال الأدبية عن الظلم والظالمين، لأنها تشير إلى عالم أفضل ولو من بعيد. هكذا روايات «السيد الرئيس» لأستورياس و»خريف البطريرك» و»الجنرال في متاهته» لماركيز و» أنا الأعلى» لأغستو روا باستوس و»ذيل الحرباء» للويسا بالينثويلا و»حفل التيس» لمارغو فارغاس يوسا. لماذا نعجب بالأعمال التي يمكن أن يقال عنها سوداوية؟ لأنها أيضا تشير إلى عالم أفضل ولو من بعيد. إن غونتر غراس الذي جعل في المدينة قبوا للبصل يذهب إليه المعذبون – في قصته القصيرة – ليقدم لهم صاحب المطعم البصل الذي هو أسرع ما يأتي بالدموع من العيون. غونتر غراس وهو يفعل ذلك يشير إلى ظلم هذا العالم وبحث الإنسان الدائب عن عالم أفضل من هذا الذي لا يستحق غير الدموع. وكفافيس حين جعل الحاكم ورجاله والشعب كله يخرج في انتظار البرابرة الذين لم يأتوا في النهاية وكانوا حلا من الحلول، وهو يشير إلى عالم لا يريده حتى البرابرة، يشير إلى عالم سعيد لا نعرفه وتظل رحلتنا بحثا عنه. وهكذا في كل الروايات والقصائد التي تشير إلى خراب العالم، فهي تعنى بعالم سعيد غائب، وإعجابنا بها لأن في الروح رغبة في ما هو أفضل، رغم أن ما تقرأه يشير إلى قبح وظلم وظلام ما حولك. وحتى في الأساطير القديمة حين سرق بروميثيوس النار ومنحها للبشر كان يريد لهم عالما أفضل ليس بالدفء فقط وسط البرد ولكن بالمعرفة. هناك عالم أجمل إذا لم يكل الإنسان من السعي إليه حتى إذا واجهه الكتاب والفلاسفة بأنه لن يصل إليه. الإنسان يولد مطبوعا على هذا البحث. هل يزين الخطيئة بين الرجل والمرأة مثلا إلا عالم أفضل؟ وهل كانت رحلة صابر سيد سيد الرحيمي في رواية «الطريق» إلا بحثا عن الله «سيد سيد الرحيمي» فهو العطوف الشفوق الرحيم الذي لا نصل إليه أبدا. في رحلة البحث إليه إدانة لما حولنا حقا، لكنها أيضا أمل في ما هو أجمل وأعظم في مكان آخر رغم ما ينهله صابر من لذات مع «كريمة» التي تمثل الروح لا المادة في أعظم تجلياتها. كل هذا لا يكفي صابر الذي يريد عالما أفضل. هذه الأفكار الكبري للبشر، سواء كانوا عالمين بها أو غير عالمين هي محرك حياتهم رغم كل الآلام. الفرق أن العالمين بها يتعذبون ويدفعون الثمن من أرواحهم لأنهم يهفون بقوة إلى العالم الأفضل. وغير العالمين يرون أن هذا العالم الأفضل في بيت صغير أو حب لا يعرف المحبون أبدا أنه يمكن أن يضيع. لا يدرك المحبون أبدا نُذُر النهايات ومن يبدأ قصة حب لا يفكر أبدا أنها ستنتهي، إلا بعد أن تنتهي! وهكذا من آلاف الكتب ومئات الحكايات والأساطير يمكن أن تعرف مشقة الإنسان في البحث عن وطن أجمل أو يوتوبيا. لقد حدث مرة عندما قامت الثور البلشفية في روسيا أن قام «بالحج» إليها عشرات من كتاب العالم باعتبارها اليوتوبيا الجديدة على الأرض. يمكن أن ترجع في ذلك إلى كتاب رائع هو «حجاج سياسيون» لبول هولاندر المفكر الاجتماعي الأمريكي الذي نشره بالإنكليزية طبعا عام 1981 في أمريكا وتابع فيه رحلات أولئك الكتاب والمثقفين من الغرب إلى الاتحاد السوفييتي والصين وكوبا، في ما بعد. لكن سرعان ما انكشف الوجه الآخر لهذه الثورات من نظم حكم ديكتاتورية، كافح الناس للتخلص منها وقُتلوا او اعتُقلوا. وكل الأفكار الشمولية تبشر كاذبة بعالم أفضل. فتكون النتيجة ضحايا بالآلاف قد يصلون أحيانا إلى الملايين، ثم تنتهي الفكرة إلى الزوال حتى يأتي من يقول إن الديمقراطية هي الحل، وللأسف لا يأتي في عالمنا العربي. ولماذا نذهب بعيدا؟ كل ثورات الربيع العربي كانت بحثا عن عالم أفضل على الأرض، لكنها ووجهت بالظلاميين والديكتاتوريين لتعود الأرض إلى ظلمها، ولم تحكم الثورات العربية التي نسمع عن إدانتها كل يوم. تذكرت كل هذا وأكثر منه مما قرأت أو شاهدت وكتبت للجميع عبارة واحدة هي، رغم أن المدينة الفاضلة حلم بعيد المنال، ورغم أن الإنسان يدرك ذلك إلا أنه لا يكف عن البحث عنها وكل عام وانتم بخير.. و هنا أيضا أكرر القول أيها القراء الأعزاء.

٭ روائي مصري

المدينة الفاضلة… هل يمكن؟

إبراهيم عبد المجيد

مؤسسة «الدوحة للأفلام» تعلن عن دعم 35 مشروعاً سينمائياً من قطر والعالم

Posted: 02 Jan 2018 02:10 PM PST

الدوحة – «القدس العربي» : أعلنت مؤسسة الدوحة للأفلام عن المشاريع التي اختيرت للحصول على دعم من برنامج المنح في دورة الخريف، حيث تم اختيار 35 مشروعاً لصناع أفلام يخوضون تجاربهم الإخراجية الأولى أو الثانية من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومختلف أرجاء العالم، بهدف دعم الجيل القادم من المواهب السينمائية.
ومن بين هذه المشاريع، حصلت 7 أفلام لصناع أفلام قطريين و22 فيلماً لمخرجين من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على منح. كما ضمت قائمة الأفلام 18 مشروعاً لمخرجات نساء، تأكيداً على دور المرأة في صناعة الأفلام.
وقالت فاطمة الرميحي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام في تصريح لها ، خلال إعلانها عن المشاريع التي حصلت على منح في دورة الخريف لعام 2017، أن دعم المواهب الواعدة من العالم، وخصوصاً من الدول العربية، يعدّ من المهام الرئيسية التي تلتزم المؤسسة بإنجازها حيث تواصل دعم الجيل القادم من صناع الأفلام بهدف تعزيز ثقافة سرد القصص، مشيرة إلى أن دعم صناع الأفلام من دولة قطر والدول العربية، يأتي من أجل إلقاء الضوء على الأصوات السينمائية المميزة وإبراز هويتنا الثقافية والاحتفاء بقيمنا المشتركة.
وأبرزت، أن الطلبات المقدمة في هذه الدورة كان استثنائيا للغاية، إذ تم اختيار 35 مشروعاً لقدرتها على التأثير في المشاهدين في أي مكان في العالم.
وأضافت: من خلال برنامج المنح، نساهم في تنمية مهارات صناع الأفلام الشباب، خصوصاً في منطقتنا لتحقيق طموحاتهم وإنجاز مشاريعهم الإبداعية.
ودعمت مؤسسة الدوحة للأفلام حتى الآن أكثر من 380 فيلماً من 63 بلداً من ضمنها 310 أفلام من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مراحل التطوير والإنتاج وما بعد الإنتاج من خلال برنامج المنح. ومن بين هذه الأفلام دعمت المؤسسة 26 فيلماً لمخرجين قطريين إلى جانب 23 فيلماً آخر حظيت بالدعم من خلال صندوق الفيلم القطري.
وإلى جانب المخرجين القطريين، تضم قائمة المشاريع التي حصلت على منح في دورة الخريف لهذا العام، مشاريع من الجزائر، الأرجنتين، تشيلي، مصر، هنغاريا، أيسلندا، إيطاليا، الأردن، لبنان، المغرب، فلسطين، صربيا، سوريا، تونس، والمملكة المتحدة.
ويعمل برنامج المنح بمؤسسة الدوحة للأفلام على الترويج للمواهب الناشئة والواعدة من خلال تشجيع التفاعل الإبداعي وتأسيس مجتمع سينمائي مترابط.
وإلى جانب المواهب الجديدة، يدعم البرنامج أيضاً أسماء من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تتميز برؤيتها الإبداعية والمحتوى القوي الذي تقدمه في الأفلام. ومن بين المخرجين المميزين الذين حظيت أفلامهم بمنح في هذه الدورة، المخرج محمد زين الدين عن فيلمه «مباركة» (المغرب، إيطاليا، قطر)، ومرزاق علواش عن فيلم «ريح رباني» (الجزائر، فرنسا، قطر).
وحصلت سبعة مشاريع من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مرحلة التطوير على منح، من بينها أفلام روائية طويلة، وثائقية طويلة وروائية قصيرة. ففي صنف الأفلام الروائية الطويلة، تم دعم فيلم»2030» (قطر) للمخرج علي السليطي، وفيلم «تحت الكثبان» (قطر) من إخراج محمد الإبراهيم، وفيلم «أرض الزعفران» (المغرب، قطر) لياسين الإدريسي.
أما الأفلام الوثائقية الطويلة، فتم دعم أفلام: «فتى الزاوية» (فلسطين، المملكة المتحدة، قطر) للمخرج عمر الخيري، «ابن عمي الإنجليزي» (الجزائر، سويسرا، فرنسا، قطر) من إخراج كريم صياد. بينما تم دعم فيلم: «أنا، حمّص» (لبنان، كندا، قطر) من إخراج روان ناصيف في صنف الأفلام التجريبية/مقالة.
وفي صنف الأفلام الروائية القصيرة، فتم دعم فيلمي «شاشة مقسّمة» (قطر) من إخراج ناديا الخاطر، فهد الخاطر و»البكمة» (قطر) لثامر آل ثاني.
كما حصل خمسة عشر فيلماً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على منح في مرحلة الإنتاج، وهي»الكلب مات» (لبنان، قطر) من إخراج ساره فرنسيس و»نورا في بلاد العجائب» (تونس، فرنسا، قطر) من إخراج هند بوجمعة و«القديس المجهول» (المغرب، قطر) من إخراج علاء الدين الجم. وهو في صنف الأفلام الطويلة.
وفي صنف الأفلام الوثائقية الطويلة، فتم دعم أفلام «فوضى» (سوريا، النمسا، لبنان، قطر) من إخراج سارة فتاحي. و»مشرّد في الجنة» (فلسطين، ألمانيا، قطر) من إخراج خالد جرار و«المفقودون» (لبنان، المملكة المتحدة، قطر) من إخراج ياسمين فضة.
وفي الأفلام التجريبية الطويلة /مقالة، فتضم القائمة فيلما واحدا هو «البعث الخامس» (مصر، قطر) من إخراج خالد يوسف.
وحازت أفلام «أمل» (سوريا، العراق، فرنسا، قطر) من إخراج محمد الشيخو و«بيت بيوت» (الأردن، قطر) من إخراج ميار حمدان و«إذا كنت ستتذكر» (قطر، فرنسا) من إخراج سارة آل ثاني و«مُشَوَّه» (قطر، فرنسا) من إخراج مريم مسراوه و«شجرة الزمن» (لبنان، المملكة المتحدة، قطر) من إخراج سيلين، على الدعم في صنف الأفلام الروائية القصيرة.
وفي الأفلام التجريبية القصيرة/مقالة، حاز على الدعم فيلم «باب سبتة» (المغرب، فرنسا، لبنان، قطر) من إخراج راندا معروفي.
كما حصل 13 مشروعا أيضاً على منح في مرحلة ما بعد الإنتاج، من بينها ستة من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ حاز على الدعم في الأفلام الطويلة فيلم»ريح رباني» (الجزائر، فرنسا، قطر) من إخراج مرزاق علواش. و«يوم أضعت ظلي» (سوريا، فرنسا، قطر) من إخراج سؤدد كعدان و«مْبارْكة» (المغرب، إيطاليا، قطر) من إخراج محمد زين الدين و«الحمولة» (صربيا، فرنسا، كرواتيا، قطر) من إخراج أوجنتين جلافونيتش.
وفي الأفلام الوثائقية، نال الدعم أفلام «خمس فصول للثورة» (سوريا، ألمانيا، النرويج، قطر) من إخراج ليلى أبيض» و«بناء» (الأرجنتين، قطر) من إخراج فيرناندو مارتين ريستيلي و«حرب تسع أشهر» (المجر، قطر) من إخراج لاسزلو سوجيا و«عن الآباء والأبناء» (سوريا، ألمانيا، قطر) من إخراج طلال ديركي و«السيرة المخفية» (فرنسا، تشيلي، قطر) من إخراج نيكولاس لازنيبات. و»الرجل الذي سرق بانكسي» (إيطاليا، قطر) من إخراج ماركو بروسبيرو.
وفي الأفلام التجريبية الطويلة /مقالة، فتم دعم فيلم «هبّت الرياح» (أيسلندا، قطر) من إخراج كاترين أولافسدوتير.
وفي الأفلام التجريبية القصيرة/ مقالة، فحاز على الدعم فيلم «النقاب الأسود» (قطر) من إخراج الجوهرة آل ثاني.
يشار إلى أن مؤسسة الدوحة للأفلام تقدم المنح في دورتين في كل عام. تبدأ الدورة التالية في 10 الشهر الجاري، وتغلق عند منتصف الليل في 22 الشهر الجاري.

مؤسسة «الدوحة للأفلام» تعلن عن دعم 35 مشروعاً سينمائياً من قطر والعالم

إسماعيل طلاي

«العرب» القطرية تؤكد قرصنة موقعها الإلكتروني

Posted: 02 Jan 2018 02:10 PM PST

الدوحة – «القدس العربي»: أكدت صحيفة «العرب» القطرية تعرض موقعها الالكتروني للاختراق صباح أمس، ونشر «الهاكر» موضوعا مكذوبا عن محاولة اختراق حساب المواطن في المملكة العربية السعودية.
وقالت الصحيفة، التي يرأس تحريرها الإعلامي القطري عبد الله العذبة، إنها «تقوم الآن بالتحقيق في الأمر، لمعرفة الجهة التي قامت بالاختراق».
ونوهت الصحيفة إلى أن «الخبر عار تماما عن الصحة، ولم يصدر عن المؤسسة، وما هي إلا محاولة رخيصة لتشويه صورة الإعلام القطري».
وليست هذه أول عملية قرصنة تتعرض لها صحيفة قطرية، بل إن العديد من المواقع والصحف القطرية تعرضت للقرصنة أو محاولة قرصنتها منذ حادثة قرصنة موقع وكالة الأنباء القطرية في الثالث والعشرين من آيار/ مايو الماضي، وبث تصريحات كاذبة على لسان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والتي كانت الشرارة الأولى لاندلاع أزمة خليجية وصفتها الدوحة بانها «مفتعلة»، وان عملية القرصنة «دبرت بليل».
ومن يومها حصنت الكثير من المؤسسات القطرية الإعلامية والرسمية مواقعها الإلكترونية، تفاديا لمحاولة قرصنتها.

«العرب» القطرية تؤكد قرصنة موقعها الإلكتروني

إسماعيل طلاي

«خيار وفقوس» في تأييد ثورات الشعوب

Posted: 02 Jan 2018 02:09 PM PST

هاهي شوارع طهران ومدن إيرانية أخرى تعج بالمتظاهرين الغاضبين، وهاهي الشعارات الساخطة ترفع هنا وهناك بين اقتصادي معيشي وسياسي داخلي وخارجي، والأهم من هذا وذاك ها هي أرواح تسقط ودماء تسيل. هذا أسوأ ما يمكن أن يحدث في بداية أية تحركات احتجاجية لأنه نذير بأن الأمور على الأرجح لن تهدأ سريعا.
ها هي إيران إذن تلتحق، كما تبدو الأمور إلى حد الآن على الأقل، بموجة هزت عددا من البلدان قيل وقتها إنها واحة أمن واستقرار حتى حدث فيها ما حدث: تونس، مصر، ليبيا، البحرين، عُمان، سوريا، اليمن، المغرب. بعض هذه الدول استطاعت أن تتصرف بسرعة وتحتوي المطالب التي رفعها المتظاهرون مثل المغرب وعمان، والبعض الآخر تصرف بسرعة هو الآخر ولكن بطشا وقمعا فأخمد التحركات مثل البحرين أو دمر البلد ليبقى مثل سوريا.
بعض هذه التحركات لم تدم سوى أسابيع قليلة مثل تونس الذي جاء فيها هروب بن علي، أو مغادرته أو الإيقاع به، لم يعد يهم الآن، طوق نجاة للجميع، في حين كلف عناد القذافي وغطرسته ليبيا أنهارا من الدماء والفوضى ما زالت مستمرة إلى الآن وكذلك صالح في اليمن، فيما تمثل سوريا «النموذج» في التقاء الغطرسة بالمكابرة بالقمع بالتدخل الدولي إلى أن أصبحت سوريا على ما هي عليه الآن. كل ذلك لا يهم، ما دام الأسد ما زال في سدة الحكم!!
ومع انطلاق احتجاجات إيران، عادت إلى السطح نوعيتان من التفاعلات، من سياسيين وإعلاميين ونشطاء مجتمع مدني ومواقع تواصل إجتماعي وأناس عاديين، لم يغيبا أبدا في كل الحالات السابقة. كل واحدة منهما متسرعة في اتجاه، كلاهما تحكمه، لاعتبارات مختلفة ومعقدة، الرغبة المسبقة قبل استقراء الوقائع على الأرض:
– النوعية الأولى، متحمسة متعجلة وحتى متهورة في بعض الحالات. مع أول صرخة يطلقها متظاهر في الشارع، ومع أول شعار سياسي وازن، وأكثر من هذا وذاك، مع أول ضحية تسقط، يطلق أصحاب هذا النهج العنان لأكثر أمانيهم طموحا أو جنوحا. يقولون «هذه بداية النهاية لهذا النظام القمعي المتسلط»، إنها «ثورة شعبية لن تتوقف». يستوي هنا المعارض لهذا النظام الذي دغدغت فيه هذه المظاهرات أملا في التغيير كاد أن يختفي، والسياسي الأجنبي الذي لا يكن أي ود لهذا النظام.
قد تجد من بين هؤلاء المتحمسين فعلا للديمقراطية والحريات في إيران وإنهاء الحكم الديني المطلق فيها، وقد تجد من يفعل من باب النكاية ليس إلا فهو من أولئك الذين لا يطيق سماع مفردات كهذه تصيبه بالدوار والهيجان إذا ما تعلقت ببلده هو أو ببلد متحالف معه. بل إن من بينهم من يسخر الآن من ثورات قامت في تونس ومصر ويؤيد أي ثورة مضادة فيهما حتى وإن وصلت إلى انقلاب عسكري دموي. بعض هؤلاء «المحتفلين بــ (ربيع إيران) يكرهون أصلا كلمة (ربيع) وكل ما يذكرهم به» كما قال الصحافي المصري المعروف أيمن الصياد.
- النوعية الثانية، مشككة منذ البداية ولا ترى أي أمل في تحرك هؤلاء المحتجين ولا حتى في شرعية مطالبهم في بعض الأحيان. هؤلاء يسارعون عادة إلى نظرية المؤامرة في تفسير أي شيء وكل شيء فيعتقدون جازمين منذ الأيام الأولى أن وراء ما يجري عملاء في الداخل ومتآمرين في الخارج. هؤلاء معجبون بنظام الملالي فلا يتخيلون للحظة إمكانية الخروج عليه لأي سبب. هنا أيضا يستوي في ذلك سياسيون وإعلاميون في إيران ومحيطها والبعيد عنها. من يفعل هذا، بحسن نوايا أو سيئها، هو نفسه من يكون هلّل من قبل لحراك تونس أو مصر أو البحرين لكنه استنكف أن يفعل ذلك في سوريا مثلا وها هو يكررها مع إيران وما بدل تبديلا.
وبين الصنف الأول والثاني فئة تحاول جاهدة أن تكون إلى المبادئ والقيم أقرب، تسعى إلى أن تنتصر دائما للشعوب وحقها في أن تعبر عن ذاتها وتتحرك لتغيير ما تراه من بؤس إجتماعي وكبت سياسي. إنه خيار صعب ومكلف بل هو امتحان قد لا ينجح فيه غير قلة، ليس من السهل أن يجزم أي منا أنه من بينها. الجميع، إلا من رحم ربي، مزيج من القناعات والمشاعر والأمزجة والمصالح، خليط من مبادئ راسخة وأخرى مهزوزة. وقد ينجح أحدنا في هذا الملف ويسقط في آخر، ومن لمته أنت بالأمس قد يوفق لاحقا بينما يجانبك أنت التوفيق هذه المرة، ومن أصاب سابقا قد يتعثر لاحقا والعكس صحيح. الأمور معقدة ومتداخلة ومن شبه المستحيل أن تعثر على «قديسين» في هذا المجال… كلنا خطاؤون في الغالب وخير الخطائين التوابون عندما يعطون الأولوية للمبادئ قبل أي شيء آخر. هنا قد تكون منظمات حقوق الإنسان الأقدر على النجاح في امتحان كهذا لأنها لا تهتم سوى برصد الانتهاكات مهما كان مقترفوها، أما السياسيون والمسيـّـسون فمن الصعب أن يكونوا في الغالب على «الصراط المستقيم».
هل عرف أي منا أين وقف من قبل.. وأين يقف الآن؟!!

٭ كاتب وإعلامي تونسي

«خيار وفقوس» في تأييد ثورات الشعوب

محمد كريشان

الأردن على «خط النار»… ماذا نحن فاعلون؟

Posted: 02 Jan 2018 02:09 PM PST

البحث عن ثغرة من أي نوع في جدار الدولة الأردنية أصبح أشبه بهستيريا كوميدية تحاول اختلاق وابتكار سيناريوهات متخيّلة خارج المنطق والواقع، لكنّها تؤشر في الوقت ذاته إلى أن هذا البلد الذي حادت عنه موجة الربيع العربي عام 2011 بعبقرية مؤسساته ووطنية شعبه وأخلاقيات مكوناته لسبب او لآخر أصبح فجأة في سياق الاستهداف.
التفاصيل؛ خصوصًا خلال العشرة أيام الماضية، كانت مضحكة للغاية، ليس لأن الأردن مُحصّن ضدَّ فايروس الأقاويل والإشاعات والتكهنات فهو ليس كذلك.
ولكن؛ لأن من يشرف على التقولات والاستهدافات يبدو أنه لا يتميز بالمهارات اللازمة ولا يُراكم المعرفة الضرورية بصورة تعكس أنيميا بائسة في الخبرة بالأردن والأردنيين، وفي تلك التوازنات داخل مؤسسات الدولة الأردنية التي يخفق بعضها بالمناسبة في التعاطي، بالمقابل، مع حرب إشاعات.
إعلامي متقاعد يشعر بالضجر والوحدة، مثلا، في أحد أحياء نيويورك يقترح حصول انقلاب في الأردن فينشر نصًا يثير حساسيات مؤسسات عريقة محلية من دون أي مبرر.
على سبيل المثال أيضًا، تُفبرك صحيفة صفراء في بريطانيا مثلا قصة خيالية، فيندفع الأردنيون على قلب رجل واحد للنفي والتصدي والتحدي وبتلك اللغة الخشبية التي تنتمي للماضي.
او تتقاطع الأجندات في محاولة لتأسيس مجموعة بائسة تزعم أنها تمثل معارضة الخارج فتشاغب وتناكف وكل ما تفعله هو التعامل مع كيس هواء منتفخ فقط، حيث أن تركيبة الأردني بطبيعته وإن وجدت فعلا ما تعارضه لا تقبل فكرة المعارضة بالخارج.
في الأردن وللإنصاف، لا يوجد معارضون في الخارج، يزيد عددهم على أصابع اليد الواحدة، ولا يوجد ولا معارض واحد في الخارج لديه مصداقية أو حضور أو حتى تيار من الوزن الخفيف في الداخل، ولا يوجد أقليات مضطهدة أو مظلومة، بل على العكس تماما، توجد أقليات تشكو من كثرة التضامن الاجتماعي والرسمي معها، ويسهر الأردنيون على أمنها وراحتها.
وحتى عندما يتعلق الأمر بالمظلومية المتعلقة بشرائح اجتماعية يفهم الجميع أن أمن الأردن واستقراره خط أحمر، ولا توجد تجارب مثل التجربة السورية او العراقية والحمد لله طبعا حيث لم تخطف زوجات او بنات ولم تسحق عائلات، وحيث تقاليد راسخة تكرس القناعة أن أقوى عقوبة ]و انتقام لأي معارض أردني قد لا تزيد على سجن مدة عام أو توقيف عدة أيام يعقبهما بالعادة عفو ملِكي.
يعرف الأردنيون في مجتمعهم مواطنا مشاغبا مناكفًا جدًا يعارض النظام، لا بل يشتمه في بعض الأحيان ويطلق على نفسه اسم «رئيس جمهورية الأردن».. صاحبنا ورفاقه يستخدمون هذا الاسم علنًا ومنذ سنوات طوال، وأقسى رد من الدولة تعرض له الرجل هو التوقيف مع التوبيخ عدة أيام.
لذلك تبدو القصة من طراز « ليلة الانقلاب على الملك في الأردن «مثيرة جدًا للسّخرية، ليس لأن الواقع الأردني الموضوعي لا يحتمل الانقلابات من أي نوع بالمناسبة. ولكن لأن ذلك لم يحصل ومن الصعب توقع أن يحصل وتحت أي ظرف، والأهم أن ذلك برز بعد الموقف العلني الجريء للقيادة الأردنية في ملف القدس، وبعدما أصبحت الوصاية الهاشمية على المقدسات شئنا أم أبينا.. اعترضنا عليها أم بصمنا.. هي المعادل الوحيد واليتيم اليوم لمواجهة جبروت العدو الإسرائيلي ومشروعه في تهويد القدس والمقدسات، وهو بكل حال مشروع يؤيده للأسف بعض العرب.
لست شغوفا بخيار الدفاع عن المؤسسات الأردنية، فهي لا تستمع أصلا وطوال الوقت لِي أو لِغيْري من أصحاب الرأي او المستقلين، وهي مليئة جدًا بمن يقتضي واجبهم الدفاع عن خياراتها، سواء من الذين يدافعون بوطنية ومسؤولية، او من الذين تم تسمينهم على حساب حتى الشعب الأردني وأسهموا في السحب من رصيد النظام.
لكن أعرف بحكم العمل المباشر، أن كل ما قيل من قصص وروايات بعد حادثة إحالة ثلاثة من الأمراء على التقاعد، يعبر عن مناكفة بائسة وسقيمة لا أصل لها، وتعاكسها الوقائع، لا بل تؤدي لاحتفال الدولة الأردنية مادام المعارضون لها أو المتآمرون ضدها في الخارج او في دول شقيقة وصديقة وحليفة بكل هذا الضعف والبؤس المهني.
من يخططون لإزعاج النظام في الأردن بقصص وحكايات مفبركة أقرب للتفكير الرغائبي من الواقعي يخدمون في الواقع كل تلك القوى المحافظة والكلاسيكية في المستوى الرسمي، وتحديدا تلك القوى التي لا تؤمن بإشعال الضوء، وتتخذ موقفا سلبيا حتى من الكهرباء، فلو كنت مكان أي مسؤول أردني غير ديمقراطي، لاحتفلت فورًا بسلسلة الأكاذيب التي بدأت تروجها بعض وسائط ووسائل الإعلام التي يبدو واضحا أنها تهرف بما لا تعرف عن الأردنيين.
طبعا ذلك لا يعني أن الدنيا «قمرة وربيع» في بلد مثل الأردن، فالأخطاء كثيرة والنخبة ضعيفة، والحلقات الوسيطة خاملة وكسولة، وطبيعة الردود الرسمية على الفبركات التي تصب في الظلام متهالكة وردة الفعل متأخرة جدا ولا تتميز بالاحتراف والذكاء.
لست سعيدا إطلاقا بالأداء الرسمي عندما ينفعل الجميع مقابل إشاعة او معلومة خطأ.
ولست سعيدا عندما أرى بلدي يتوتر ويتلقف الناس فيه تلك الروايات السلبية، لأن بعض الأذرع الرسمية تخفق تمامًا في ترويج الرواية الإيجابية، والمواقف النبيلة، وفي التحدث عن قصص النجاح مقابل تراكم قصص الفشل والإخفاق وفي عدة ملفات.
هي مجددا وللمرة الألف أزمة الأدوات، حيث الأداء المراهق لبعض الرموز وردة الفعل المتأخرة، وحيث تآكل مصداقية من يتحدث باسم الدولة او لمصلحتها.
الإشاعات ستتواصل والأردن اليوم على خط النار كما يقول المفكر السياسي عدنان أبو عودة. وسؤالي ؛ ليس من باب المعارضة إطلاقًا: ماذا نحن فاعلون؟.. هل حقًا يخطط المستوى الرسمي لمواجهة تزاحم التحديات الكبرى بالعقلية نفسها وبالأدوات والوجوه الحالية ذاتها؟.. أتخيّل أحيانًا أن الاستمرار في طرح هذا السؤال عبثيٌ، لأن القاعدين داخل المؤسسة الرسمية محتفلون بتلك الفبركات التي تخيف الناس وتربكهم أكثر من أي شيء آخر.

٭ إعلامي أردني من أسرة «القدس العربي»

الأردن على «خط النار»… ماذا نحن فاعلون؟

بسام البدارين

المظاهرات الإيرانية… قراءة أولية

Posted: 02 Jan 2018 02:08 PM PST

قبل أن يغادرنا عام 2017 بأيام، انطلق ما أعتبره البعض ربيعا إيرانيا. متظاهرون في مدينة مشهد المقدسة، ثاني أكبر المدن الإيرانية بعد طهران العاصمة، يهتفون بسقوط رئيس الجمهورية ويحرقون صوره وصور المرشد الايراني. وفي ذلك دلالة خطيرة بالنسبة لبلد محكوم بطبقة ثيوقراطية من رجال الدين، تمسك بمقاليد السلطة منذ أربعين عاما بقبضة حديدية.
انطلقت شرارة المظاهرات من مدينة مشهد المقدسة لدى الشيعة، لأنها تضم ضريح الإمام الثامن علي بن موسى الرضا، فقد امتلأت شوارعها بمئات المتظاهرين الهاتفين «الموت لروحاني»، «الموت للديكتاتور» ففي يوم 28 ديسمبر خرج المتظاهرون احتجاجاً على البطالة والفقر الذي فشل الرئيس روحاني في تحقيق وعوده الانتخابية بالقضاء عليها. فهل نحن ازاء ربيع ايراني مقبل يهدد بإطاحة النظام؟ وهل تشبه مظاهرات اليوم مظاهرات 2009 التي عرفت بالثورة الخضراء؟ كيف تعاملت الحكومة مع المتظاهرين؟ وما هي ردود الفعل الإقليمية والدولية على المظاهرات الإيرانية الاخيرة؟
انطلقت شرارة الاحتجاجات نتيجة لتصريح حكومي سبقها بحوالي اسبوع، حيث أعلنت الحكومة نيتها زيادة أسعار الوقود والخبز وعدد من المواد الغذائية الأساسية للمواطن الإيراني، الذي يعاني أصلا من وضع اقتصادي خانق، حيث ذكر مركز الإحصاءات الإيراني في تقريره الأخير لعام 2017 إن نسبة البطالة في جمهورية ايران بلغت 12.4% خلال السنة المالية الجارية، ما يمثل ارتفاعا بمقدار 1.4% عن معدلها في العام الماضي، كما أن هناك نحو 3.2 مليون عاطل عن العمل في إيران من شريحة الشباب في سن العمل.
ومع إلقاء القبض على العشرات من المتظاهرين، حيث ذكرت وسائل الإعلام ان عدد المعتقلين وصل إلى 100 شخص، أطلقت الحكومة الايرانية اتهاماتها الجاهزة في توصيف المحتجين متهمة اياهم بأن هناك مؤامرة أمريكية صهيونية تحركهم، ونقلت وكالة الأنباء الطلابية، وهي وكالة شبه رسمية، عن محمد رحیم نوروزیان حاكم مدينة مشهد قوله «رغم إن المظاهرات غير قانونية، لكن الشرطة تعاملت مع الناس بتسامح». وأضاف «أن عددا من المحتجين اعتقلوا بسبب محاولتهم إلحاق أضرار بممتلكات عامة».
أشار عدد من المراقبين إلى تشابه ما يحصل في الاحتجاجات الحالية وما حصل في الثورة الخضراء عام 2009، لكن خالفهم الرأي عدد أكبر من المحللين المختصين بالشأن الإيراني، حين ذكروا أن محرك احتجاجات 2009 كان سياسيا بالمقام الاول، حيث خرج المتظاهرون احتجاجا على التزوير الحاصل في الانتخابات البرلمانية لصالح حكومة أحمدي نجاد، بينما نجد أن الاحتجاجات الحالية يقف خلفها بشكل أساس المحرك أو الدافع الاقتصادي، كما أن القمع كان شديدا إبان الثورة الخضراء، وقد عزي ذلك الى كون المحافظين هم من كان في سدة السلطة، وهم معرفون باتباع سياسة العصا الغليظة تجاه معارضيهم، بينما الحاصل اليوم ان كتلة الشباب التي دعمت الرئيس روحاني وكتلة الاصلاحيين في الدورة الرئاسية الاولى التي فاز بها، مستخدمين مواقع التواصل الاجتماعي للتحشيد لصالح الاصلاحيين، باتوا يشعرون اليوم بالإحباط مما وصل إليه سوء الاحوال الاقتصادية، لذلك لجأ الشباب للشارع للانقلاب على الإصلاحيين والخروج في مظاهرات لإسماع صوتهم، الأمر الذي اعتبره المراقبون سيئا للرئيس روحاني، الذي يفقد قاعدته الشعبية، ويجب ان يتخذ حلولا حقيقية لكسب مناصريه من جديد.
ولفهم رد الفعل الأمريكي تجاه ما يحصل، يجب أن نقارن ما حصل إبان الثورة الخضراء وما يحصل اليوم، حيث يمكننا ملاحظة أن موقف إدارة أوباما، الذي لم يمض على رئاسته حينها سوى عام واحد، كان مترددا وسلبيا تجاه المظاهرات، ولم يرغب في التدخل في الشأن الداخلي الايراني، وقد أشار المراقبون حينها الى السبب الكامن وراء ذلك، وهو محاولة إدارة أوباما تصدير صورة إيجابية للعالم الإسلامي قائمة على الامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان التي تعاني اضطرابا، بينما نلاحظ تصرف إدارة ترامب اليوم وكأنها مجلس حرب، فالتصريحات نارية منذ اللحظة الاولى لانطلاق المظاهرات، بل حتى قبلها، حيث أشار المحللون الى تصريح وزير الخارجية الأمريكي ريك تيلرسون في شهر يونيو الماضي أمام الكونغرس الأمريكي حين قال، «إن سياسة أمريكا تجاه إيران ترتكز على دعم القوى الداخلية من أجل إيجاد تغيير سلمي للسلطة في هذا البلد». كما دعا رئيس مجلس النواب الأمريكي بول رايان إلى دعم المتظاهرين السلميين في إيران، الذين اتسع نطاق تظاهراتهم الاحتجاجية على سياسات الحكومة الإيرانية، ووصلت إلى العاصمة طهران ومدن أخرى، أبرزها قم أهم مركز ديني في البلاد. وقال رايان في تغريدة على تويتر، إن احتجاجات الإيرانيين هي «نتاج نظام يركز على دعم المنظمات الإرهابية بدلا من التصدي لمشاكل مواطنيه».
أما التصريح الأخطر، فقد جاء على لسان الرئيس الأمريكي ترامب عبر تغريداته على حسابه بموقع تويتر، التي تضمنت لقطات من خطابه الأخير بالجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، حين قال «العالم بأسره يدرك أن شعب إيران الطيب يرغب في التغيير، وإن أكثر ما يخاف منه قادة إيران بخلاف القوة العسكرية الكاسحة للولايات المتحدة، هو الشعب الإيراني». وأضاف «الأنظمة القمعية لا يمكن أن تستمر للأبد. وسيأتي اليوم الذي يواجه فيه الشعب الإيراني خيارا. العالم يراقب!».
وكان لضغوط الرئيس ترامب تحديدا دور كبير فيما يحصل اليوم، نتيجة عرقلته الاتفاق النووي والسعي لإلغائه، ما أدى الى تراجع الاقتصاد الايراني وهذا ولّد السبب الاساس لاحتجاجات اليوم، وكان رهان ادارة روحاني على الانفراج المقبل بعد توقيع الاتفاق النووي، كذلك يجب الا ننسى الاعباء الاقتصادية التي فرضت على ايران نتيجة تورطها في الحرب السورية، ودعم حزب الله اللبناني والحركة الحوثية في اليمن، وكل ذلك أدى الى الضغط على أداء الاقتصاد الايراني حتى وصل الى عتبة الانفجار، فكانت الهتافات تطالب الحكومة بالكف عن التورط في النزاعات الخارجية، والتركيز على الشأن الايراني الداخلي.
لم تقف الحكومة مكتوفة اليدين، كما حصل في احتجاجات الثورة الخضراء، حين اكتفت باستخدام قمع قوات الامن للمظاهرات، التي كادت تفشل في تحقيق انتصار واضح، لولا تدخل قوات البسيج والحرس الثوري حينها، حيث استخدمتا القوة المفرطة التي وصلت حد قتل المتظاهرين، لكن هذه المرة كان هناك ما يمكن اعتباره خطوات استباقية اتخذتها الحكومة، تمثلت في حشد التيارات المؤيدة لولاية الفقيه ولسياسة الحكومة منذ البداية، فبعد مرور يومين فقط على اندلاع التظاهرات، قامت الحكومة بإطلاق تظاهراتها المضادة في 120 نقطة في جميع المدن الايرانية، فيما عرف بمراسم احياء ذكرى ملحمة 30 ديسمبر، والانتصار على ما سمته وسائل الاعلام الايرانية الرسمية «مؤامرة الفتنة الامريكية – الصهيونية عام 2009، الذي مثل انقلابا دوليا للاطاحة بالجمهورية الاسلامية».
وقد عبر البيان الذي تمت قراءته في أهم ساحات الاحتفال الحكومي يوم 30 ديسمبر في جامع الامام الخميني بطهران «ان يوم الله الثلاثين من ديسمبر هو يوم تجلي القدرة الالهية امام الفتنة الامريكية – الصهيونية الكبيرة ضد الجمهورية الاسلامية في ايران، وهو يوم استعراض قدرة النظام الاسلامي المعتمد على الشعب». ولكن ولأضفاء نوع من الجدية في التعامل الحكومي مع الأزمة الحالية أورد البيان إشارات أكدت على «ضرورة الاهتمام الجاد من جانب المسؤولين بحل مشاكل الشعب المعيشية، ومكافحة التضخم المتزايد». مع التشديد على أننا «ندين بشدة اي نوع من الفتنة بذرائع فارغة وخادعة، تصب في مسار مناهضة الثورة، ومواكبة أجهزة الاستخبارات لامريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني الغاصب للقدس الشريف».
فهل سيتمكن المحتجون من الصمود أمام سيل التكفير والاتهام بالخيانة الذي تصبه عليهم الحكومة، بالاضافة لهراوات الشرطة والقنابل المسيلة للدموع؟ هذا ما سنقرأه في الايام المقبلة.
كاتب عراقي

المظاهرات الإيرانية… قراءة أولية

صادق الطائي

حول زيارة أردوغان إلى تونس؟

Posted: 02 Jan 2018 02:08 PM PST

لا أحد من الثلاثة كان حاضرا حين حطت طائرة أردوغان على مدرج مطار قرطاج في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء قبل الماضي. ولا أحد منهم أيضا كان موجودا لما غادر في أعقاب زيارة رسمية استمرت يوما واحدا، بعد أن كان مفترضا أن تدوم يومين كاملين.
لقد تولى وزير الخارجية بدلا من رؤساء الدولة والحكومة ومجلس النواب مهمة استقبال وتوديع الرئيس التركي، وهو ما كان علامة بنظر معظم وسائل الإعلام المحلية على الفشل الذريع لزيارته أواخر العام الماضي للبلاد، لكنه لم يكن المؤشر الوحيد على ذلك، فقد غطى سيل من الأخبار والتعليقات والتحليلات التي اختلط فيها الموضوعي بالانطباعي عن الساعات المعدودة التي أمضاها الضيف بين قصر قرطاج ومقر إقامته في ضاحية قمرت، ليصب في الأخير نحو ذلك الاستنتاج، وليصور الزائر التركي، كما وصفته أكثر من صحيفة، على أنه غاز يحاول التعدي على السيادة التونسية والمس باستقلال تونس.
وهنا تحدث موقع «آخر خبر» مثلا عما قال إنها معلومات تؤكد أن «الأمن الرئاسي التونسي لم يسمح الا لعدد محدود من عناصر الأمن الرئاسي لأردوغان بالنزول من الطائرة التي أقلته مصحوبين بسلاحهم الشخصي، وطلب من نظيره الاكتفاء بما هو ضروري، حسبما تفرضه الأعراف البروتوكولية في مثل تلك الزيارات، مشددا على أن أمن الرئيس التركي في تونس هو من مشمولات الأمن في تونس». ونقلت مواقع اخرى تعليقا نشره عضو بمجلس النواب عن حركة المشروع على صفحته على فيسبوك وقال فيه «يبدو أن السيد اردوغان جاءنا بعقلية السلطان العثماني الفاتح الذي يطأ أرضا مستباحة. كان الاتفاق أن يزور الرئيس التركي مبنى مجلس نواب الشعب ويلتقي مكتب المجلس ورؤساء الكتل صباح اليوم. لكن السيد اردوغان طالب بأن تكون الجلسة برئاسته وان يكون محمد الناصر، رئيس مجلس النواب في المرتبة الثانية بروتوكوليا، وهو ما يتعارض مع أبسط قواعد الاحترام لمؤسسة دستورية في الجمهورية. وأمام ذلك الإصرار وفداحة الإهانة في حال الاستجابة وتفاديا للحرج، قرر محمد الناصر أن يكون الاجتماع في قصر قرطاج، إذ يمكن أن يترأس اردوغان الجلسة مع مكتب المجلس ورؤساء الكتل، وكان أولى به أن يلغي الاجتماع.
وطبعا لم يعلم الكتل النيابية بسبب تغيير مكان الاجتماع وحضر المعنيون ليتفاجأوا بتجهيز القاعة، بحيث يكون اردوغان مترئسا للجلسة، وكأنه صاحب المكان والنواب ضيوفه يتقدمهم محمد الناصر. وأمام هذا الخرق الفاضح والمهين لكل الأعراف قرر عبد الرؤوف الشريف رئيس كتلة مشروع تونس، الانسحاب من القاعة قبل مجيء اردوغان، احتجاجا على ما اعتبره اهانة لتونس.
وقبل دخول أردوغان دخل الأمن التركي وطلب من الحاضرين إخلاء القاعة للتثبت من إجراءات الأمن والسلامة، عندها غادرت رئيستا كتلتي فاق والوطنية القاعة احتجاجا على ذلك التصرف الغريب، ولم يبق للقاء اردوغان سوى ممثلي الترويكا الحاكمة والتيار الديمقراطي». وفوق كل ذلك كادت الدنيا تقوم وتقعد حين رفع أردوغان على مدخل قصر قرطاج وأمام عدسات المصورين شعار رابعة. فقد اصدر الحزب الدستوري الحر، وهو أحد احزاب الفلول في تونس، مثلا بيانا يدين فيه بشدة ما اعتبره شعار «رابعة الإخواني» معتبرا ان «تلك الحركة تنم عن تبن واضح لشعار تنظيم الاخوان الارهابي اثناء زيارة رسمية بحضور رئيس كل التونسيين وبمقر السيادة التونسية، في سابقة لم تشهدها تونس ايام دولة الاستقلال». وقالت رئيسته لإحدى الإذاعات الخاصة إن «البعض اعتبر أن رفع الرئيس التركي لشعار رابعة كان ردا على رفض الرئيس قائد السبسي استقباله في مطار قرطاج»، لكن الإعلام التونسي لم ينقل شيئا اخر بالمقابل عن وجهة النظر المقابلة أو حتى الرسمية، ولم يحاول أن يتحقق أو يستطلع لا من قريب ولا من بعيد رأي رئيس مجلس النواب، أو موقف الرئاسة، أو يتعمق في البحث عن الأسباب الحقيقية لاختصار زيارة اردوغان، ويعرف بعيدا عن الشكليات والمظاهر ما الذي جلبته لتونس؟ وهل أنها كانت مفيدة لها في هذا الظرف أم لا؟
لقد حصل حدثان مهمان عشية وصول اردوغان لتونس، كان الأول تعمق الازمة بين تونس وابو ظبي، على خلفية القرار الاماراتي بمنع التونسيات من ركوب الطائرات الاماراتية، وإعلان الجانب التونسي عن تعثر مفاوضات حلها. أما الثاني الذي لم يلفت اهتمام الإعلاميين بشكل كبير فهو اعتراف الوزير الاسرائيلي موشيه يعالون في برنامج تلفزيوني بأنه اطلق بنفسه واحدة من السبعين رصاصة التي اغتيل بها القائد الفلسطيني أبو جهاد، قبل ما يقارب الثلاثين عاما من الآن في مقر إقامته في تونس. وكان انعكاس الحدثين على استقبال اردوغان وربما حتى على اختصار زيارته، وغياب أي مظاهر احتفاء شعبي أو اعلامي به، كما كان الحال في السودان مثلا واضحا.
لقد حاول المسؤولون التونسيون أن يتجنبوا قدر الإمكان تفسير وصول الرئيس التركي إلى بلادهم في ظرف تشهد فيه علاقاتهم بالامارات حالة من التوتر على انه اصطفاف مباشر، وراء ما بات يعرف بالمحور التركي الايراني القطري. وربما لأجل ذلك نبه بعض المستشارين بقصر قرطاج الرئيس قائد السبسي إلى أن رفع ضيفه لشارة رابعة في عقر قصره، قد يثير مثل تلك المخاوف لدى الطرف المقابل، ما دفعه للتدخل في المؤتمر الصحافي ليقول إن الرايتين التونسية والتركية تتشابهان في اللون الاحمر والنجمة والهلال قبل أن يضيف «لكن ليعلم الجميع، لنا في تونس علم واحد لا اثنان لا ثلاثة لا اربعة لا خمسة… ولنا علم تركيا». فسارع أنصار الإمارات بالطبع لتفسيره على انه رد مباشر على ما اعتبروها اساءة اردوغان المقصودة، لكن هؤلاء لم ينتبهوا لما قاله قائد السبسي بين السطور، حين ردد في المؤتمر الصحافي أن اخواننا الاتراك هم اصدقاء «لأن الاخ يفرض احيانا على اخيه، لكن الصديق دائما يختار صديقه». وهي الاشارة المواربة ربما للظلم الذي لحق تونس من بعض اشقائها الخليجيين بالخصوص، وجعلهم لا يقبلون وضعها الانتقالي. أما الطرف التركي الذي كان يتفهم جيدا ذلك الوضع، كما اقر بذلك الرئيس التونسي نفسه، فقد كان يعرف أن التونسيين لا طاقة لهم بتحمل تبعات تقارب علني وكامل مع انقرة. ولأجل ذلك فهو لم يهتم كثيرا للمظاهر والشكليات، ولم يبحث عن تكرار الضجة الاعلامية التي رافقت زيارة السودان، وكان يدرك جيدا مغزى الرسالة الاسرائيلية عشية القدوم لتونس، وهو أن رصاصة واحدة قد تكفي كما قال الشيخ الغنوشي مرة للقضاء على المسار الديمقراطي في تونس. لقد كان الحفاظ على التجربة أهم بالنسبة له من حصد نجاح اعلامي سريع، قد لا يغير شيئا بقدر ما يزيد من تعقيد الاوضاع وإثارة مخاوف ومؤامرات الاشقاء قبل الاعداء. وكان على وعي تام ايضا بان المسيطرين على الإعلام لن يروا في اردوغان نموذجا ناجحا حتى لو استقبله الرئيس وملايين التونسيين بالمطار، وانه كان مطلوبا وضروريا جدا في تلك الحالة أن يكون عنوان الزيارة هو الفشل ولا شيء سواه.
كاتب وصحافي من تونس

حول زيارة أردوغان إلى تونس؟

نزار بولحية

الجولات التركية الخارجية الأخيرة وسياقها

Posted: 02 Jan 2018 02:08 PM PST

رغم أنها جاءت ضمن سلسلة من الزيارات الخارجية شملت عدداً كبيراً من البلدان داخل وخارج المنطقة، إلا أن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الخرطوم نالت الحظ الأوفر من التغطيات والتعليقات، التي توالت على مدى أيام والتي وصل بعضها للتفاؤل الحالم والمبالغ فيه، في حين غلب على كثير منها التفسيرات التآمرية، لحد اعتبار هذه الزيارة وذلك الاحتفاء بالزعيم التركي جزءاً من مؤامرة كبيرة ضد هذا الطرف أو ذاك.
هذا المقال ليس مخصصاً للتعليق المستفيض على تلك الزيارة بالذات، بقدر ما أنه يهدف لوضعها في سياقها الجيوسياسي، بما يعين على فهم دلالتها العامة. ما أعنيه بالسياق الجيوسياسي هنا هو ذلك المتعلق بالدرجة الأولى بالعلاقة الثنائية بين البلدين، وما تشكله هذه الزيارة من أهمية لكل منهما، كل بحسب نظرته واحتياجاته. يعني السياق الجيوسياسي أيضاً في بعض معانيه السياق الإقليمي الذي لا يمكن قراءة أي تحرك سياسي بمعزل عنه، والذي يبدو في هذه المرحلة كرمال متحركة لا تثبت على قرار. هذا السياق إذا كان مختلطاً ومرتبكاً وذا سياسات متغيرة وغير مستقرة فإن ذلك يؤثر بلا شك على دوله، وعلى جميع العناصر الفاعلة فيه، التي تضطر بين الحين والآخر لمراجعة خريطة تحالفاتها وأولوياتها.
ثم يأتي بدرجة ثانية، أو لعلها الأولى بحسب الأهمية، ما يمكن وصفه بالسياق الدولي، الذي يقسَّم بحسب واقع العلاقات الدولية إلى «دول مركز» تتحكم في القرارات الكبرى، وفي صياغة حاضر ومستقبل العالم، و»دول أطراف» ينحصر دورها في تلقي قرارات الكبار وتنفيذها. بعض دول الأطراف هذه تبدو مقتنعة بالدور الذي وضعها السياق الدولي فيه، وتبدو سعيدة بأن تكون منفذة لسياسات الدول المسيطرة، أو بأن تلعب دور الوسيط أو المقاتل نيابة عن دول المركز، التي لا تحب في كثير من الأحيان تنفيذ المهام الوضيعة بنفسها.
لكن دولاً أخرى ظلت ترفض هذا الدور على مر السنوات، على رأس هذه الدول تركيا، بقيادة حزبها الحاكم «العدالة والتنمية» الذي يشكّل الإحساس بالفخر والثقة بالنفس أحد أهم ركائزه. هذا الرفض الذي تجلى في الانتقاد الصريح للكيان الصهيوني، الذي إضافة إلى كونه غاصباً ومحتلاً، يعد طرفاً من أطراف الإمبريالية الجديدة، سوف يكلّف تركيا الكثير، وسيجعلها في مرمى النيران المباشرة من قبل بعض الدول والقيادات السياسية، وغير المباشرة عبر توظيف بعض الأطراف التي تبرع في هذا المجال، والتي سوف تتبرع بخوض حرب فعلية أو دعائية ضدها.
المنطق التركي الذي يعتبر الكيان جزءاً من الازدواجية التي يتحلى بها الغربيون، والتي تجعلهم ينظرون إلى أنفسهم وحلفائهم بمنظار مختلف، سوف يحاول أيضاً مناقشة موضوع الإرهاب وسوف ينقد النظرية التي أعلنها جورج بوش والمعروفة «بإما معنا أو ضدنا»، والتي كانت تعتبر أن على الجميع أن ينفّذ التوصيات الأمريكية، وأن يشارك بفعالية في الحروب التي ستخوضها، بل يدعم جميع تعريفاتها وإجراءاتها المتعلقة بالحرب على الإرهاب، بما فيها تلك التي تتناقض بشكل صريح مع الحريات العامة وحقوق الإنسان، وذلك إذا كان جاداً في محاربة الإرهاب، وإلا فإن أي تردد تجاه تنفيذ أي توصية أمريكية، بغض النظر عن محتواها، يعتبر تخاذلاً وتهاوناً وتواطؤاً مع الإرهابيين.
تجرأت القيادة التركية على انتقاد هذا المنطق علانية، كما رفض الرئيس أردوغان مصطلح «الإرهاب الإسلامي» الذي راج وأصبح متداولاً، باعتباره يمثّل إساءة لعموم المسلمين. في الوقت ذاته كانت تركيا جادة في الحرب التي تخوضها ضد التنظيمات المتطرفة من جهة، ومع الإرهابيين الانفصالين من جهة أخرى، وكانت تعتبر أن الإرهاب هو الإرهاب مهما تغير مصدره، أو تنوعت أجندته، وأن الاهتمام فقط بإرهاب تنظيم «الدولة» أو «القاعدة» وغض الطرف عما سواهما من تنظيمات وميليشيات، بل التعاون مع بعضها أحياناً ومد يد العون لها، سوف يكون له تبعات أخلاقية ولن يخدم محاربة الإرهاب الحقيقية على المدى البعيد.
في واقع الأمر فإن الأمن هو أحد أهم العوامل التي تساعد على فهم التحركات التركية الخارجية التي تسعى للبحث عن حلفاء يمكن الوثوق بهم، بعد الاهتزاز الذي شهدته العلاقة مع أوروبا وحلف الناتو، لأسباب مختلفة خلال العامين الماضيين، خاصة موقف أولئك، كشركاء مفترضين وحلفاء لتركيا، من محاولة الانقلاب الفاشلة التي كادت أن تعصف بالاستقرار التركي.
العامل الثاني هو الاقتصاد، فقد كان الدرس الذي خرجت به تركيا من التجارب الصعبة التي خاضتها خلال الأعوام السابقة هو ضرورة التنويع على مختلف الأصعدة. تنويع مصادر الاقتصاد وتنويع الشركاء وتنويع الأسواق، بحيث لا يتأثر استقرار السوق بتوتر العلاقات مع أي طرف كان، بما فيها الأطراف الأقرب والأكثر استثماراً وفاعلية داخل تركيا. العام الأخير كان بشكل عام صعباً على الاقتصاد التركي، فقد تم منح الأولوية بعد سلسلة من الأعمال الإرهابية للهاجس الأمني، وبحدود شاسعة كالتي تملكها الدولة التركية، فقد كان ذلك يعني صرف الكثير من الأموال، الأمر الذي تزامن مع «مكايدات» اقتصادية من قبل دول ظلت تروّج، لأن تركيا لم تعد آمنة ولا مستقرة بشكل يساعد على تدفق الاستثمارات، خاصة بعد المحاولة الانقلابية، التي تم فيها تصوير البلاد وكأنها جزء من عالم مظلم ما يزال محكوماً بالانقلابات العسكرية وعدم اليقين السياسي.
وفيما يتعلق بالداخل التركي، كانت الدولة تدخل مرحلة جديدة لإعادة البناء والهيكلة، بعد الاستفتاء الذي قضى بتحول النظام إلى رئاسي، الأمر الذي استغلته أطراف كثيرة وصورته بشكل سلبي، كمحاولة لتكريس السلطات في يد الرئيس.
بحسب التقارير الاقتصادية فقد ارتفع التضخم ونسبة البطالة، كما انخفض سعر الليرة التركية بشكل غير مسبوق مقابل الدولار والعملات الأخرى، إلا أن كل ذلك، على صحته، ليس سوى نصف الحقيقة، أما نصفها الآخر فهو أن تركيا ما تزال متقدمة بحسب مقاييس نسبة النمو العالمية، وأن هذه الآثار مجتمعة تظل ضئيلة جداً مقابل ما تعرضت له البلاد من تحديات متزامنة ومتجاورة، وهي تحديات كانت كفيلة بالقضاء عليها، لولا الحكمة العالية التي ظهرت في محاولة القيادة التركية إرسال الكثير من الرسائل التي تعبر عن الاستعداد للتعاون مع كل الأطراف بلا استثناء، وخلق شراكات يخرج منها الجميع وهم رابحون.
من جهة أخرى، لفتت هذه الزيارات والتحركات التركية لأهمية بعض البلدان كالسودان، فمن يتابع صدى هذه الزيارة والضجة التي أثيرت حولها، يدرك حجم التنافس الإقليمي والرغبة في الشراكة مع هذا البلد النامي والصاعد بقوة، رغم محاولات التغييب. بهذا المعنى كان نجاح الزيارة في حقيقته نجاحاً للدبلوماسية السودانية، التي ظلت تعمل في ظروف صعبة وسط حصار اقتصادي وسياسي ووسط محيط مليء في كثير من نواحيه بالعداء ظاهراً كان أو مستتراً.
أما الأصوات الحاسدة التي ملأت الوسائط الإعلامية بما يتعفف المرء عن نقله، فلا تمثّل سوى انعكاس لخشية بعض الجهات من أن يسترد بلد بحجم وإمكانيات السودان عافيته، وأن يستعيد دوره الفاعل إقليمياً ودولياً بشكل يجعله يتحوّل لإضافة مهمة وحقيقية على الصعيدين العربي والإفريقي.
كاتب سوداني

الجولات التركية الخارجية الأخيرة وسياقها

د. مدى الفاتح

2018: سنة الحملة الانتخابية الرئاسية في الجزائر

Posted: 02 Jan 2018 02:08 PM PST

جرت العادة في الجزائر، أن يهون المسؤولون السياسيون، من الانتخابات الرئاسية، مدعين أن وقتها لم يحن بعد، وأنه لابد من انتظار سنة 2019، للحديث عن الانتخابات الرئاسية وليس قبلها، بل إن من المسؤولين الحزبيين من منع «مناضليه» من الخوض في هذا الأمر، قبل وقته، كما فعل الأمين العام لجبهة التحرير، الذي خالف رأيه هذا بسرعة وبدأ في الحديث المباح حول الانتخابات الرئاسية ومرشحيها المحتملين، بل الفائز بها، الذي لن يكون حسبه إلا من جبهة التحرير.
معلنا في التصريح نفسه أنه الوحيد الذي يعرف من سيكون على رأس الجزائر في 2019، مصرحا، بأن الله هو الوحيد الذي يشاركه في هذه المعلومة السياسية المهمة! موقف غريب من الانتخابات الرئاسية، يجد تفسيره في غرابة النظام السياسي الجزائري نفسه، وانتخاباته الرئاسية المقبلة، التي تؤكد كثير من المؤشرات ان بوتفليقة عبد العزيز، الرئيس الحالي سيكون مرشحها والفائز بها في ابريل 2019، رغم وضعه الصحي المتدهور. عدة مؤشرات، يمكن أن نعرضها للدفاع عن هذا الرأي، من بينها ما هو متعلق بالاتجاهات الثقيلة كثقافة الرئيس السياسية، ونظرته الى نفسه والجزائر. فالرئيس بوتفليقة الذي سينهي عهدته الرئاسية الرابعة في ربيع 2019 لا يتصور نفسه خارج السلطة، وهو على قيد الحياة ولو لدقيقة واحدة، فقد جرب الرئيس ذلك، بعد وفاة بومدين، في بداية الثمانينيات وكاد ان يدفع الثمن غاليا، لهذا الإبعاد عن مركز السلطة. فترة طويلة، عاشها بوتفليقة كمأساة شخصية وعائلية قبل العودة للحكم في 1999.
تجربة لن يسمح بوتفليقة بتكرارها مرة ثانية وهو رئيس جمهورية، بوتفليقة الذي يؤمن أنه ولد ليحكم الجزائر. المصالح الشللية ذات الطابع الجهوي الواضح، لن تسمح للرئيس من جهة أخرى، بالابتعاد عن مركز القرار الأول في الجزائر حتى وهو مريض، وغير قادر عمليا على أداء مهامه الرئاسية، بعد أن أوصل الرئيس بوتفليقة الممارسات الجهوية إلى حدودها القصوى في الجزائر، خلال عهداته الرئاسية الأربع. في وقت، زاد فيه الريع وكثر عدد المستفيدين منه، الذين لن يفرطوا في مصالحهم الكثيرة، بسهولة وسيدافعون عنها بشراسة.
مؤشرات كثيرة هذه الأيام، توحي بأن القرار اتخذ لاستمرار الرئيس بوتفليقة، على رأس السلطة، بعد أن تم إبعاد إمكانية التوريث، عن طريق الأخ. فكرة يبدو أنها لم تجد الكثير من المؤيدين، على مستوى أصحاب القرار الفاعلين، ما صعب من إمكانية تمريرها كسيناريو ممكن. بوتفليقة الذي لم تتحسن وضعيته الصحية، منذ 2012، قادر حسب مقاييس التسيير السياسي الحالي داخل النظام السياسي الجزائري المريض، ان يترشح ويفوز، حتى لو لم يقم بحملة ولم يتفوه بجملة واحدة، طول الحملة الانتخابية، ولم يحضر أي اجتماع انتخابي، فقد جرب ذلك في 2014 وفاز، فما يمنعه من عدم تكرار السيناريو في 2019؟
حملة انتخابية بدأت هذه الأيام، كان قرار الاعتراف بالناير كعيد وطني (رأس السنة الامازيغية في 12 يناير) من بين أهم قراراتها، توجه به بوتفليقة نحو منطق القبائل المتحركة سياسيا. قرارات أخرى، اجتماعية واقتصادية من خلال سياسة السكن، توجه بها بوتفليقة في الوقت نفسه، نحو سكان المدن والعاصمة تحديدا، كبؤرة سياسية ثانية متحركة، لطلب ودها السياسي، كعربون قبول، بعهدته الخامسة. فقد عرف بوتفليقة، بحسه السياسي، أن عليه، ضمان، سكوت منطقة القبائل، حتى لو كانت قناعته السياسية والفكرية العميقة التي عبر عنها بداية عهدته، لا تقره فيما قرره. زيادة بالطبع على اعتبارات أخرى تفسر قرار ترسيم 12 يناير كعيد وطني، كان من بينها بدون شك سحب البساط من التيار الانفصالي بالمنطقة.
ما لم يكن في حسابات بوتفليقة السياسية، تدهور القدرات المالية للدولة، منذ سنتين التي كانت تسمح لها بشراء السلم الاجتماعي، عن طريق سياسة اجتماعية سخية (السكن الاجتماعي. القروض للشباب…. الخ). وضع حتّم عليه الاستعانة «بخبرة» وزيره الأول الحالي، لمدة شهور، لن تطول بكل تأكيد، بعد أن استطاع أن يمرر قانون المالية الجديد وبدأت علامات تحسن أسعار النفط دوليا تلوح في الأفق.
فبوتفليقة لن يسمح لأحمد أويحيى أن يكون، زين العابدين بن علي في الجزائر، لو استمر بالقرب منه، وهو ما سيؤدي الى الاستعانة برئيس وزراء جديد، بدون طموحات رئاسية، في القريب العاجل، إذا سار هذا السيناريو، كما هو مخطط له. فأويحيى يملك الكثير من شروط القوة التي لن تكون لصالحه، للبقاء على رأس الحكومة، في هذا الظرف الانتخابي الحساس كرئاسته لحزب سياسي، حاضر مؤسساتيا، وتجربة تسييره سياسيا طويلة على رأس الحكومة، منذ 1995، زيادة بالطبع على طموح رئاسي واضح، «يشمه»، من يملك الطموح نفسه كبوتفليقة، اشتغل معه لسنين وجربه، في كل الوضعيات، أكدت له هذا الطموح لدى سي احمد. زيادة بالطبع على عامل موضوعي آخر، يتمثل في مرض الرئيس وعجزه عن القيام بمهامه الرئاسية اليومية، ما يجعل الوزير الأول، مهما كانت شخصيته وطموحه، يظهر ويبرز كرجل سياسي، مؤهل لاحتلال أعلى المواقع، بما فيها رئاسة الجمهورية، كما كان الحال مع عبد المجيد تبون، الذي أقيل، أسابيع من منصبه، بعد أن ظهرت علامات توحي بأنه ممكن، أن يطمع في أكثر مما كان مبرمجا له. هو الذي جيء به لمنصب الوزارة الأولى للاستفادة من سمعة مشروع السكن الاجتماعي الذي سيره، لمدة طويلة، كوزير للسكن والعمران. فما بالك بشخصية سياسية قوية وذات تجربة مثل أويحيى، لن تكون صالحة بكل تأكيد، لتسيير سنة الحملة الانتخابية، بقرارات قد تفسد الود الشعبي المطلوب لغاية ربيع 2019؟
كل المؤشرات السياسية، لمن يعرف ثقافة التسيير السياسي للنظام الجزائري وموازين القوى داخله، تقول إن مدة صلاحية أويحيى السياسية قد تنتهي بسرعة، فالحزم والتشدد والاستعداء للمحيط التي يوصف بها، ليست مطلوبة خلال سنة الحملة الانتخابية هذه التي تعيشها الجزائر بداية من 2018، لتمرير عهدة خامسة لرجل مريض، داخل نظام سياسي مريض وغير قادر على إصلاح نفسه، بالطرق المتعارف عليها كالانتخابات والتداول السلمي على السلطة.
كاتب جزائري

2018: سنة الحملة الانتخابية الرئاسية في الجزائر

ناصر جابي

ثورات بطعم الموت والعلقم!

Posted: 02 Jan 2018 02:08 PM PST

حتى وقت قصير، كانت فكرتنا عن الثورة لا تتعدى بعض الحِكَايَات، التي كان أهلنا يرددونها على مَسامِعنا عن ثورة تموز/أيلول في العراق، وكيف قام، من يسمون أنفسهم ثواراً، بتصفية العائلة المالكة، ورموز العهد الملكي تصفيةً وحشيةً، دون تحقيقٍ، ودون محاكمةٍ، ودون رأفةٍ، أو رحمةٍ، ودون احترام لأية حقوق إنسانية. وأخبرونا أيضا، أنهم استيقظوا، يوماً، ليجدوا أن أفراداً من العسكر، يمتطون دبابات، ويتمنطقون ببنادق، قد خانوا عهـدهم للمـلك، وأنقلـبوا عليه، بما أسموها، حينـها، ثورة وطنيـة للشـعب، وضـد النـظام الملكي، الذي قـرروا، هـم، أنه كـان لا يعـمل للشـعب، ولا للعـراق، وأنه كان تابعا للأجنـبي، وواقـعاً تحـت أمـرته وتأثـيره.
كانت الثورة، بالنسبة لنا، نحن الجيل الذي لم يشهدها ويعيش أجواءها، لا تتعدى أن تكون حِكَايَاتٍ شفوية، نسمعها من هنا وهناك؛ فعصر تكنولوجيا المعلومات، والاتصالات، ومواقع التواصل الاجتماعي كان لم يولد بعد. ولم تتوفر، لنا، حتى صور، أو أشرطةً، تحكي لنا قصة الثورة، ودمويتها تجاه العائلة المالكة، ورموز تلك الحقبة.
وبالطبع، فإننا سمعنا عن الثورة المصرية الأولى، التي لم تُنكِّل بالملك وعائلته، بل عاقبته بالنفي، وتعجَّبَنا، وأدركنا أنّ الثورات أنواع، وليست نوعاً واحداً، وأنّ الثوار ألواناً متعددةً، وليسوا لوناً واحداً، بل لون بأطياف كثيرة. وقرأنا كذلك عن الثورة الجزائرية، وعن جميلة بوحيرد، وفرنسة الجزائر، والجزائر التي تحررت من الاستعمار الفرنسي بمليون شهيد وشهيد.
والثورة الفلسطينية، هي الأخرى، رافقتنا دائماً في أشعار سميح القاسم، ومحمود درويش، وغيرهما. كانت كلّ أفكارنا عن الثورة، وعن الثوار مصدرها الحِكَايَات، والكتب، وبعض الأفلام، والصور المبعثرة هنا، وهناك. كلّ تلك الحِكَايَات لم تزرع فينا، الاّ أنّ الثورة جاءت ضد الاستعمار، والاحتلال المباشر، أو الاحتلال غير المباشر، الذي كان يحكم من خلف ستار، عبر دمى يحركها هو.
أخبروننا طويلاً عن قدسية الثورات، وقداسة الثوار، حتى خلناهم بشراً من نوع آخر، نوعٍ لا ننتمي له ; بشرٌ لا يأتي نقيصةً، أو حماقةً، أو شراً، ولا يجترح، إلاّ بِرّاً، وخيراً للإنسان، والأوطان. وأغرقونا بالحديث عن وطنية الثورات، ونزاهتها، وأمانتها لأوطانها، ومواطنيها. تربينا على أنّ الثورة لاتدوم، إلاّ يوماً، أو بضعة أيام ; ثم بعد ذلك، تسير الحياة طبيعية في سلام وهدوء.
هكذا ظننا، حتى إستيقظنا على عهد تكنولوجيا المعلومات، والإتصالات، والصورة الرقمية، ومواقع التواصل الاجتماعي، التي جعلت الثورات العربية المعاصرة تدخل بيوتنا، بيتاً، بيتاً، وتعصف بحياتنا عصفاً، وتهُزّ وجداننا هزاً، و ترُجَّ خزيننا المعرفي المتراكم هزاً عنيفاً، فتغربله، وتصفِّيه، وتنقِّيه، وتخلقه خلقاً جديداً.
الثورات العربية المعاصرة خلقت منا خلقاً آخر، فجاءت صدمتنا عنيفةً، لندرك بعدها أنّ للثورة قوانين إذا لم تحسب حساباً دقيقاً، فإن الثورة قد تنحرف عن مسارها، وقد تشُذّ، وتفقد بوصلتها، وقد تسقط، أو تُجهَضَ، أو حتى تموت، وتُقبَر. دخلت الثورات كلّها بيوتنا، فإذا بنا نفاجأ بمدنٍ كاملةٍ تتحول إلى مَصيَدةٍ لصيد الإرهابيين، والمتشددين، والى مدن أخرى، تُقصفُ، وتُدَّك على رؤوس أهلها دكاً، ومدنٍ تُفنى عن بَكرةِ أبيها، فلا يبقى فيها إنسانٌ، أو حيوانٌ، أو زرعٌ، أو حتى حجرٌ على حجر. ففي بعض المجتمعات العربية، الثورات عصفت بكل شيء، ومزقته إرباً، وجعلت شعوباً كاملةً تعيش مأساة خطف الهوية الوطنية، وتحويل الشعب الواحد إلى شعوبٍ، وقبائل متفرقةً، ومتباغضة، ومتناحرة، وتحويل بلدانٍ كاملةٍ، بكلّ ناسها، وبيوتها، وشوارعها، وأبنيتها إلى لا شيء، سوى عصفٍ مأكولٍ، ممزقٍ إلى ألفِ قطعةٍ وقطعة، وإلى جثثٍ مُقَطَّعةِ الأشلاء، ممسوخة الوجوه، عديمة الملامح.
لم نكن، قبل يوم الثورات العربية العاصرة التي بزغت تترى، ندرك أنّ الثورة يمكنها أن تسقينا دماً، وتطعمنا علقماً ; يمكنها أن تهدينا شوكاً، ودماً، وحزمةَ آهات، وأنّ الثوار، الذين طالما نظرنا لهم كقديسين، يمكن لهم أن يَجُرّوا الخراب معهم لنا، ولايهدوننا إلاّ مُدناً مُدَمِّرةً، خاليةً على عروشها، لاتنبُت فيها أيّة حياة، ولايجري فيها أيّ ينبوع ماء.
فحتى وحشية الإستعمار الفرنسي للمغرب العربي، قد أُخفيت عنا، ولم نعلم إلاّ منذ عهد قريب، أنّ المستعمرين الفرنسيين كانوا، كداعش تماماً، يقطعون رؤوس الثوار، ثم يَصُفّونها جنباً إلى جنب بعض، وكأنها رؤوس دمى، فوق سور حجري ليلتقطوا لها صورة بشعةً، تُعتَمدُ فيما بعد كطابع بريدي.
وقد يسأل سائل، لماذا لا تقوم ثورة في العراق مثلا، لإسقاط الحكومة الحالية، رغم أنّ التذمر من الوضع هو مائة في المائة. والجواب هو، أنّ مستلزمات الثورة غير موجودة لدى الشعب العراقي. الشعب العراقي غير مستعد أن يخسر أكثر مما خسره.
الشعب العراقي أدمن الخسارات، وهو يعيش عليها منذ عقود طويلة. وإدمان الخسارة يجعلك مرعوباً من خساراتٍ جديدةٍ مقبلة، ويقتل روح المجازفة، والثورة فيك. الثـورة لاتنجـح، إلاّ عـندما تكـون كـفة الخسـائر أدنـى بكـثير من كـفة الإنجـازات.
وقد يقول قائل، أنّ الثورة في حاجة لتضحيات، وهذا صحيح؛ لابد من تضحيات في كل ثورة، ولكنّ هذه التضحيات لابد أن تبقى مجرد هامش جانبي في الثورة، وأن لاتُشيِّدَ الثورة على دم، وجماجم شعب بأكمله.
الثورة التي تعني دكّ المدن، وتدميرها فوق رؤوس أهلها مافائدتها ؟ هل فائدتها هي قتل الملايين من الأبرياء، والمدنيين، والعُزَّل ؟ هل فائدتها خلق أجيال من الثَكَالىَ، والأرامل، والأيتام ؟
الثورة التي هي ليست للحياة، بل للموت لا أحد يريدها، ولا أحد يرحب بها. هذه هي قيم عصرنا الآن. نحن، اليوم، في عصر حقوق الإنسان، وكرامة البشر، وخبزهم، وليس في زمن الأنبياء، والائمة. وإذا كانت ثورةً ما، قبل الآف السنين، قد فشلت، فلماذا نقتدي بمن فشل، ولا نقتدي بمن نجح، وفاز. ثورات لاتهدينا إلاّ شوكاً، ودماً، وحزمة آهاتٍ، سنُغلق قلوبنا، قبل أبوابنا دونها.

كاتبة من العراق

ثورات بطعم الموت والعلقم!

شهباء شهاب

صفورية.. «موناليزا الجليل» ما زالت تحّير الزائرين

Posted: 02 Jan 2018 02:06 PM PST

الناصرة – «القدس العربي»: سماها البعض قبل قرون كثيرة «عاصمة الجليل»، ويبدو أن هذا كان لقبها كما تدل آثارها التاريخية النادرة بل المدهشة. هذه هي صفورية أكبر القرى الفلسطينية في قضاء الناصرة داخل أراضي 48 وما زالت شواهدها العمرانية أقوى من الطمس والنسيان وهي تسرد دون كلام توالي الغزاة والحضارات.
تقع القرية على تلة مباركة بينابيع غزيرة تتوسط منطقة سهلية بين الناصرة وحيفا. قامت وتوالت الحياة فيها على امتداد التاريخ حتى دمرتها إسرائيل خلال النكبة الكبرى وأقامت على أنقاضها مستوطنة تحمل اسما مشابها هو» تسيبوري».
منذ الحفرية الأولى على يد بعثة أثرية أمريكية عام 1931 تتواصل التنقيبات الأثرية في صفورية ومنطقتها، وهذا الأسبوع تم استكمال اكتشاف آثار البلدة في العصرين البرونزي والكنعاني.
ويؤكد الباحث الأثري الدكتور محمد خلايلة، المسؤول العلمي عن التنقيبات الأثرية لـ «القدس العربي» أن هذه اكتشفت موجودات عمرها سبعة آلاف سنة. ويشير خلايلة للعثور على ملامح مدينة عمرها أربعة آلاف سنة من بداية العهد الكنعاني، تمتد على مساحة 80 دونما. ويوضح أن الموجودات الأثرية تظهر انتقال الإنسان من الأدوات الحجرية (الصوانية ) للأواني الفخارية التي ساهمت في تطوره وبدء ازدهار الناحية العمرانية. ويضيف «وجدنا تماثيل صغيرة، وصحونا، وأدوات وجرارا فخارية وأدوات زينة وأدوات دينية خاصة بتقديم القرابين وغيرها من الآثار التي تدلل على ازدهار الحياة في المكان».
وقد احتل الرومان صفورية عام 63 قبل الميلاد، وما لبثت أن تحولت لمركز إداري للحكم الروماني في الجليل.
وردا على سؤال يشير خلايلة الى أن سر ازدهار صفورية عبر العصور يكمن بوفرة ينابيعها وآبارها، هذا الى جانب الظهير الزراعي والمراعي ومساحات الصيد كالغابات الكثيفة المحيطة بها. ويتابع «الماء سر الحياة فالقدس التاريخية مثلا نواتها سلوان المتميزة بعيون مائها». ويستخدم هذه المياه العشرات من أهالي القرية ممن نجوا من زلزال النكبة، لكن شركة المياه الإسرائيلية (مكوروت) حرمتهم من استغلالها في زراعة الحقول بدعوى أن هذه المياه مورد وطني ليس من حقهم.

المدرج

وبني المدرج خلال القرن الأول قبل الميلاد: قطره يصل قرابة 37 مترا ويشمل على قرابة 4500 مقعد، كان الدخول إليه من ثلاثة مداخل رئيسية. الجزء الكبير من مدرج المقاعد تم حفره في الصخر الطبيعي، وفقط الجزء الشرقي والغربي من المدرج بني بالحجارة الكلسية.
يشار الى أن صفورية غنية بأرضيات الفسيفساء، حيث عثر فيها حتى الآن على أكثر من 40 أرضية فسيفساء، التي زخرفت المباني العمومية والخاصة أيضا.
كما يشير خلايلة أن تحف الفسيفساء التي يتواصل اكتشافها في صفورية من العصرين  الروماني- البيزنطي تعتبر من أجمل الأعمال الفسيفسائية في العالم. ويقول إن أجزاء كبيرة منها نجت وبقيت طيلة 1500 عام.
ومن ضمنها أرضية بيت كبير (معروف بـ» البيت الروماني») مرصوفة بالفسيفساء المزركش من الحقبة الرومانية وتزدان برسومات في غاية الدقة والجمال. البيت الذي هدم جراء هزة أرضية عام 363 تتخلله ساحة داخلية تحيط بها أعمدة وغرف سكن ومخازن. وداخل صالة طعام  تحتوي الأرضية الفسيفسائية رسومات جميلة تصف الاحتفالات الخاصة بإله الخمر ديونيسيوس وصورة نادرة لامرأة ابتسامتها تحير الناظرين، فهي تلاحقهم بعيونها من كل زاوية يرقبونها مما استدعى تسميتها بموناليزا الجليل. ولقبت المرأة هذه على يد الباحثين والأثريين بـ «موناليزا الجليل» فهي كالموناليزا الإيطالية ترمقك بنظرتها من أينما نظرت اليها. في موقع مجاور اكتشفت أعمال فنية من الفسيفساء داخل  بيت «عيد النيل» تصف احتفالات وأعياد الناس بارتفاع منسوب نهر النيل، وفيها تظهر مدينة الإسكندرية ومنارتها الأسطورية، أحدى عجائب العالم السبع القديمة. كما تشمل أرضية فسيفسائية أخرى مجاورة رسمت فيها بحرفية وجمالية عاليتين أشكال آدمية، وحيوانات عادية وأسطورية ونباتات وزوج من الصيادين. وتعكس هذه اللوحات الفنية، برأي الباحثين، علاقات التعاون بين فلسطين ومصر في الفترة البيزنطية. ويرجحون أنها بنيت على يد فنانين من مصر. وتمتاز البلدة القائمة على موقع أثري بوفرة عيونها وبخصوبة أراضيها وبشبكة طرقاتها المعبدة بالحجارة الجيرية الصلبة. بمحاذاة الشارع المركزي تبدو آثار حوانيت كانت جزءا من السوق ويمكن ملاحظة آثار عجلات العربات في ألواح حجارة الشارع نتيجة تكرار مرورها مدة طويلة.
واكتشفت في المكان أنفاق لتزويد المدينة البيزنطية بالمياه تنبع من جبل الناصرة وهي بطول 260 مترا وبارتفاع عشرة أمتار حفرت في الصخر تحت الأرض وتمت طلاوتها بغلاف من الطين. وتشمل المدينة الأثرية مسرحا رومانيا، على غرار مسارح بيسان وقيسارية وجرش، يتسع لـ 4500 مقعد حجري يعتبره الباحثون دليلا على مدى ازدهار المدينة، وعلى مقربة منها آثار كنيسة وحمامات وبقايا بيوت وبرك للطهارة. على مقربة منها قلعة إسلامية مكونة من طابقين تقوم على أسس قلعة صليبية، بناها حاكم الجليل ظاهر العمر الزيداني في القرن الثامن عشر.

الطريق إلى حطين

واستخدمت في بنائها أحجار منحوتة بعضها يحوي نقوشا فنية ومدافن صخرية من الفترة الرومانية، ومدخل القلعة واسع يزينه بناء قوسي. ويشير الباحث محمود يزبك لـ «القدس العربي» إلى أن صفورية وقعت بيد المسلمين بعدما فتحها شرحبيل بن حسناء عام 13 هجري. ويوضح أن صفورية لم تحتل مكانة بارزة في التاريخ الإسلامي مقارنة بمواقع فلسطينية أخرى، عدا في فترة المماليك حيث شهدت ازدهارا كمركز استراتيجي على منتصف الطريق بين عكا وطبريا.
وفي الفترة الصليبية استخدمت صفورية كمدينة وقلعة حصينة انطلق الصليبيون منها نحو معركة حطين المجاورة عام 1187 حيث هزمهم صلاح الدين الأيوبي وحرّر القدس من احتلالهم. ويقول يزبك إن الحفريات الحالية كشفت عن عدد كبير من حدوات الخيل والأسهم الخارقة للجلد في منطقة عين صفورية التي انطلق منها الصليبون نحو حطين.

صفورية.. «موناليزا الجليل» ما زالت تحّير الزائرين

الثقافة المغربية في 2017: تأجيل مؤتمر الكتاب ومهرجان السينما… وسجال حول «البخاري» ومنع تقديم كتاب.. وتوقيف عرض مسرحي… وجوائز

Posted: 02 Jan 2018 02:05 PM PST

الرباط ـ «القدس العربي» من الطاهر الطويل: موازاة مع العديد من التظاهرات الثقافية والإبداعية التي شهدها المغرب طيلة عام 2017 (معرض الكتاب وملتقيات الشعر والقصة والمسرح والسينما والتشكيل وغيرها)، أثيرت سجالات تتعلق باتحاد كتاب المغرب وقضايا التأليف والإبداع وغيرها.
السجال حول اتحاد الكتاب أثارته الأديبة ليلى الشافعي، ووصل إلى حد تأجيل المؤتمر التاسع عشر لهذه المنظمة الثقافية، الذي كان مقررا انعقاده أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني إلى وقت لاحق لم يحدد بعد. وكانت الكاتبة المذكورة نشرت مقالا طويلا في بعض المواقع الإلكترونية، سردت فيه اتهامات بسوء التدبير الإداري والمالي، موجهة إلى رئيس الاتحاد، وكذا إلى أعضاء آخرين، مشككة في ذمتهم المالية والأخلاقية. وتحدثت الشافعي ـ بوصفها عضوا في المكتب التنفيذي للاتحاد ـ عن علاقتها بالولاية الحالية لهذه المنظمة، وعن دورها فيها والمواقف التي اتخذتها رفقة قلة من أعضاء المكتب التنفيذي (أو عضو واحد تحديدا) وهي مواقف لم تجد آذانا صاغية داخل المكتب، بحسب الكاتبة المذكورة.
واستنكر المكتب التنفيذي، في بيانه، ما وصفه بـ«الحملة التشهيرية» الموجهة ضد اتحاد الكتاب وأعضائه، معتبرا ما قامت به الكاتبة المذكورة مجرد اختلاق للأكاذيب وتلفيق للتهم والإشاعات الباطلة. ومن ثم، قرر إسقاط العضوية عنها وأيضا رفع دعوى قضائية ضدها. وبعد ذلك، قرر المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب إرجاء عقد مؤتمره العام إلى وقت لاحق، واستند في ذلك إلى عدد من الحيثيات، من بينها «صعوبة عقد المؤتمر حاليا في ظل التشهير المجاني القذر المتواصل، الذي يستهدف الاتحاد وأعضاء مكتبه التنفيذي وغيرهم»، و»ضرورة فسح المجال أمام أعضاء المكتب التنفيذي المتضررين لسلك الطرق القانونية من أجل رد الاعتبار لأنفسهم، ضد ما طالهم من تجريح وتشهير، جراء ما تعرضوا له من حملة إعلامية تضليلية وكيدية»، و»ضرورة إتاحة الفرصة للمكتب التنفيذي لمخاطبة مؤسسات الدولة المختصة، وعلى رأسها رئاسة الحكومة ووزارة الاقتصاد والمالية ووزارة الثقافة والمجلس الأعلى للحسابات، في شأن التنسيق معها بكل شفافية ومسؤولية والتزام بخصوص ما يتعلق بميزانية الاتحاد»، مثلما جاء في بيان الاتحاد.
في سياق «التأجيلات» أيضا، غاب المهرجان الدولي للسينما عن مدينة مراكش ـ خلال السنة التي ودعناها ـ للمرة الأولى منذ انعقاده قبل 16 سنة، كأكبر تظاهرة للفن السابع، تستقطب نجوما عالميين وتحظى باهتمام رسمي من مستوى رفيع جدا. وأوضحت المؤسسة المشرفة على المهرجان في بيانها أن قرار تأجيل عقد هذه التظاهرة إلى 2018، يأتي «لتمكين المهرجان من مواصلة مهمته المتمثلة، ليس، فقط، في النهوض بالصناعة السينمائية المغربية، ولكن أيضا، للانفتاح على ثقافات أخرى، وعلى الواقع الذي لا محيد عنه لعالمية الفن السابع»، بيد أن القناة الثانية المغربية، نقلت عن مصادر قولها إن سبب إلغاء هذه الدورة يعود إلى تخلي إدارة المهرجان الدولي للفيلم في مراكش عن الشركة الفرنسية، التي أشرفت منذ سنوات على تنظيم هذه التظاهرة الفنية الدولية.

ضجة حول كتاب «نهاية أسطورة»

على صعيد آخر، شكّـل صدور كتاب «صحيح البخاري نهاية أسطورة» لمؤلفه رشيد أيلال موضوع نقاش ثقافي وإعلامي ساخن، فقد وجد فيه الكثيرون ضالتهم للهجوم على إرث ديني متمثل في أحاديث الرسول محمد (ص) والتشكيك في الكثير من الأحاديث المنسوبة إليه، فيما انبرى آخرون للتقليل من قيمة الكتاب، معتبرين أن صاحبه يرمي من ورائه إلى الشهرة فقط، ووقفت فئة أخرى موقف الوسط محاولة الدفاع عن حرية الكاتب في النقد والمراجعة، لكن من غير تسفيه جهد البخاري في توثيق الأحاديث النبوية، مع ما قد يعتور هذا الجهد من نقص لكونه عملا بشريا.
وفي هذا الإطار، أدلى الداعية محمد عبد الوهاب رفيقي (الشهير بـ»أبوحفص») بدلوه في الموضوع، حيث كتب مقالا أكد فيه أن كتاب البخاري «هو مجهود بشري، لا قدسية له ولا عصمة، معرض للصواب والخطأ قابل للنقد والمراجعة، خاضع لتأثيرات البيئة والمحيط والسياسة. واستدرك بالقول إن «الإنصاف يلزمنا أيضا بالاعتراف بأنه مجهود بشري جبار إذا وضع في سياقاته التاريخية والمعرفية، لابد من الاعتراف بكل ذلك الجهد الكبير في سياق يصعب فيه الوصول إلى المعلومة، وتنعدم فيه وسائل التوثيق المتطورة، فلولا البخاري لكنا أمام ملايين الروايات المتعارضة والمتناقضة والمشكلة وليس فقط أمام عشرات منها هي أساس ما تعرفه الساحة اليوم من سجالات حول الموضوع». وتابع قوله إنه «في مقابل هذا الاحترام لجهد الرجل وتكريسه لجزء من حياته ووقته للإنتاج، لابد من الاعتراف أيضا بأن السياق التاريخي لإنجاز هذا العمل، جعله يتضمن عددا من الروايات التي تصادم العقل والإنسانية، والمقاصد العليا للدين، فلا يمكن اليوم القبول بروايات تتحدث عن سجود الشمس تحت العرش عند غروبها، أو عن اجتماع القردة لرجم قردة زنت، ولا بروايات تهين المرأة وتجعلها نذير شؤم كالفرس والدار، أو تجعلها قرينة للكلب والحمار في إبطال الصلاة، أو تستهين بقدرتها في تولي المسؤوليات، أو تجعلها دون الرجل في الحقوق والاعتبار، ولا بروايات تبيح قتل المخالف وتعارض كل النصوص القرآنية والمبادئ الإنسانية الضامنة لحق الإنسان في الحياة، ولا بروايات تتعارض ومفهوم النبوة كأحاديث السحر والمسيح الدجال».
ومن بين الذين تصدّوا لكتاب «صحيح البخاري نهاية أسطورة» المفكر والباحث الإسلامي إدريس الكنبوري الذي نشر سلسلة تدوينات في صفحته الافتراضية، تحدث فيه عن وجود أخطاء فادحة في مؤلَّف رشيد أيلال، حيث يقدم تفسيرات شخصية لأحاديث نبوية أو لكلمات لعلماء الحديث. كما أنه يفتقر إلى ضوابط منهجية، ويشكو من ضعف في الأسلوب ومن كثرة الأخطاء اللغوية، فضلا عن اعتماده على الإنترنت مرجعا لأفكاره واستنتاجاته.
وفي سياق مناقشة كتاب «نهاية أسطورة»، أكد الأديب والباحث محمد الشغروشني، في تدوينة له، أن المسألة «لا تتعلق بأشخاص بعينهم، ولا بمسألة التقديس، ولا بحرية التعبير، وإنما تتعلق بمسألة مبدئية وجوهرية، مفادها أن العلوم الشرعية هي مجموعة من التخصصات التي تقتضي الإلمام بها عن علم ودراية أولا، وبعدها يمكن الحديث عن الأخطاء البشرية التي تلحق بحثا أو اجتهادا، من منطلق أن ذلك البحث أو العمل هو مجهود بشري، يحتمل الصواب والخطأ». وشدّد على أن «ممارسة النقد في أي صنف من العلوم يقتضي الإحاطة به علما ومعرفة ودراسة، وإلا ستكون هذه الهجمات المتكررة على المضانّ الأساسية للدين الإسلامي ممّن لا علم له، هي اجتهادات مغرضة، تستهدف ركنا أصيلا من هوية الأمة، في سياق ما سمّي بالفوضى الخلاقة وتوابعها».
كما أصدر الكاتب والإعلامي مولاي التهامي بهطاط اليعكوبي كتابا بعنوان «الجامع الصحيح.. مروحة الإمام البخاري التي يذب بها» مما جاء في مقدمته أنه بعد قراءته لكتاب «نهاية أسطورة»، اتضح له أنه لا يحمل من تفاهة التفاهات التي أصبحت اليوم مطية لطلب الشهرة السريعة، والدليل على ذلك تهافت وسائل الإعلام على الكاتب، رغم أنه لم يكتشف لقاحا لمرض عضال، ولا فاز بجائزة نوبل في أي فرع من فروعها، ولا قدم شيئا يمكن أن يعتبر إضافة علمية من أي نوع».
ووسط الضجة الإعلامية حول «صحيح البخاري.. نهاية أسطورة»، أفادت مصادر صحافية أن ممثلا لوزارة الداخلية في مدينة مراكش اقتحم منزل الكاتب رشيد أيلال، مؤلف الكتاب، ومنع قناة «الحرة» من تصوير حوار معه. ورغم أن مراسلة هذه القناة في المغرب أدلت له برخصة التصوير، التي تلزم الصحافي بالإدلاء بها إلا خلال التصوير في الفضاءات العمومية، وليس في المنازل الخاصة، أجابها ممثل السلطة بأن تلك الرخصة غير كافية، وأنه يلزمها استخراج إذن خاص بالتصوير مع رشيد أيلال.

منع لقاء حول «مملكة الكراهية»

وضمن موجة المنع أيضا، أقدمت السلطات المحلية في مدينة سطات (التي تبعد حوالي 80 كيلومترا عن الدار البيضاء) على إلغاء حفل تقديم كتاب «مملكة الكراهية: كيف دعمت العربية السعودية الإرهاب العالمي الجديد» الذي تولى ترجمته إلى العربية الإعلامي والباحث المغربي محمد جليد. وكتب هذا الأخير تدوينة جاء فيها: «حزين وسعيد في الآن ذاته، حزين لأن السلطات منعتني اليوم من التفاعل مع مثقفي وقراء مدينة سطات بخصوص ترجمتي لكتاب «مملكة الكراهية». وسعيد بحجم التضامن الثقافي والإنساني الذي عبّر عنه الأصدقاء والصديقات الغيورون والفعاليات الثقافية المحلية والوطنية».
وأفاد الصحافي المذكور لصحيفة «القدس العربي» بأن جمعية الشعلة للتربية والثقافة (فرع سطات) كانت تعتزم عقد لقاء مفتوح حول كتاب «مملكة الكراهية» الذي نقله من الإنكليزية إلى العربية قبل ثلاث سنوات. وفي غمرة الاستعداد لهذا النشاط الثقافي خلال الأسبوع الماضي، توصلت الجمعية عبر إحدى القيادات المحلية، باتصال مفاده أن السلطات ستمنع اللقاء، بدعوى أن محتويات الكتاب لا تتماشى مع توجهات الدولة ويناقض علاقاتها الدبلوماسية مع العربية السعودية. وفي الآن ذاته، تلقى صاحب المقهى الثقافي «فلسطين»، المعروفة باحتضان اللقاءات الثقافية، استدعاء من الجهة ذاتها، حيث أخبر هو الآخر بأن اللقاء سيلقى المصير ذاته، وهذه المرة كان الإخبار مباشرا».
واللافت للانتباه أن الكتاب الممنوع من المناقشة يُباع في عدد من المكتبات المغربية منذ ثلاث سنوات بشكل طبيعي، بدون أن يثير أي اعتراض. لكن يبدو أن قرار المنع يندرج في سياق ما شهدته الساحة الخليجية من صراع سياسي، على خلفية قيام السعودية والإمارات والبحرين بقطع علاقاتها بدولة قطر، حيث التزم المغرب الحياد إزاء هذا الصراع. ومن ثم، يبدو أن السلطات المغربية لا تريد أن تصب المزيد من الزيت على النار، من خلال منع الترويج لكتاب يتحدث عن دعم السعودية للإرهاب. والجدير بالذكر أن كتاب «مملكة الكراهية» أطروحة للكاتب اليهودي الأمريكي دور غولد، يعالج فيها تأثير المذهب الوهابي في انتشار الإرهاب عبر العالم، حيث يعود الكاتب إلى نشأة هذا المذهب، ويسلط الضوء على مؤسسه محمد بن عبد الوهاب، وكذا العوامل التي ساعدت على انتشاره في شبه الجزيرة العربية. كما يقدم المحطات الأساسية في تاريخ هذا المذهب، دعاواه، وصراعاته، وحروبه، امتداداته الدينية والأيديولوجية، الخ. ويصل في النهاية إلى آفة العصر (الإرهاب) ومدى علاقة هذا المذهب بانتشار ظواهر التطرف والتشدد الدينيين عبر العالم، إذ يركز في فصوله الأخيرة على شخصيات عرفت بتوجهاتها الدينية المتطرفة أمثال عبد الله عزام وأسامة بن لادن وأيمن الظواهري وغيرهم، وكذا الجماعات الإرهابية كـ»القاعدة» و»أنصار الإسلام» وجبهة «النصرة» الخ. على العموم، فالكتاب يربط الإرهاب بهذا المذهب، وينفي أن يكون للدين الإسلامي الحنيف أي صلة بأشكال التشدد التي يشهدها العالم اليوم.
واقعة منع لقاء حول كتاب «مملكة الإرهاب» أعادت إلى الأذهان ما حدث أواسط التسعينيات مع كتاب آخر، هو «البترول والأخلاق» لمؤلفه الدكتور عبد الله أنور، الذي يبحث في أثر النفط على أخلاق وقيم ومثل مجتمع الجزيرة العربية في فترة الطوفان البترولي (1975 ـ 1982)، حيث قامت السلطات المغربية بمصادرة الكتاب، كما أغلقت مطبعة «تينمل» التي طبعته، وهي المطبعة التي أسسها المفكر المغربي عبد الصمد بلكبير بمعية أساتذة آخرين في مدينة مراكش. من جهة أخرى، اهتزت الساحة المسرحية المغربية لحادث غريب اعتُبر إساءة لحرية الإبداع وللحق في العمل الثقافي، ويتعلق الأمر بإقدام ممثل السلطة المحلية في مدينة بويزكارن (جنوب) على منع فرقة مسرحية من مدينة الداخلة من تقديم عرضها المسرحي «أديماس». فمباشرة بعد بداية العرض، أقدم المسؤول المحلي على قطع الكهرباء، بحجة عدم إخباره. وأصدرت «نقابة المسرحيين المغاربة وشغيلة السينما والتلفزيون» بيانا استنكرت فيه هذا «الهجوم الهمجي إزاء فرقة قطعت وتحملت مشاق 1000 كيلومتر لتقديم عرضها المسرحي، لتقابل في الأخير بالمنع والإهانة».

جوائز

بالإضافة إلى ما سبق، كانت 2017 سنة الاحتفاء بالإبداع والنقد والبحث المغربي، من خلال العديد من الجوائز التي فاز بها أدباء وباحثون من مجالات متعددة: مرة أخرى، يُتوّج مغاربة بجائزة «كتارا» للرواية العربية في دورتها الثالثة، فقد فاز محمد برادة في فئة الرواية المنشورة عن روايته «موت مختلف»، فيما حصل مصطفى النحال على جائزة «فئة الدراسات التي تعنى بالبحث والنقد الروائي عن دراسته «الخطاب الروائي وآليات التخييل: دراسات في الرواية العربية»، وفاز طه محمد الحيرش بجائزة فئة «الروايات غير المنشورة» عن روايته «شجرة التفاح».
وشكّل إعلان حصول الشاعر محمد بنطلحة على جائزة «الأركانة» العالمية التي يصدرها بيت الشعر لحظة مميزة داخل المشهد الثقافي المغربي، كما اعتُبر هذا التتويج المستحق تكريما للشعرية المغربية الحديثة. وفاز باحثون مغاربة بجوائز ابن بطوطة لأدب الرحلة في دورتها المزدوجة 2017 ـ 2018، ففي فرع «النصوص الرحلية المحققة» فاز المهدي الغالي عن كتاب «الرحلة الناصرية الكبرى 1782» لمحمد بن عبد السلام الناصري التمكروتي، وعز المغرب معنينو عن كتاب «رحلة حاج مغربي في زمن الحماية» لإدريس بن محمد بن إدريس الجعيدي السلاوي 1930، وسليمان القرشي عن كتاب «من المغرب إلى الحجاز عبر أوروبا 1857» لمحمد الغيغائي العمري الوريكي. وفي فرع «الدراسات»، فاز أحمد بوغلا عن كتاب «الرحلة الأندلسية»، وعبد النبي ذاكر عن كتاب «المغرب والغرب ـ نظرات متقاطعة». وفي فرع «الترجمة»، فاز عبد الرحيم حزل عن كتاب «النجمة والصليب والهلال ـ رحلة إلى الأراضي المقدسة» لريجيس دوبريه، ورشيد أركيلة عن كتاب «رحلة ناصر الدين شاه إلى أوروبا 1873». ونال الشاعر خالد الريسوني جائزة «ابن عربي» الدولية للأدب العربي لسنة 2017 التي تمنحها مجموعة دار النشر «سيال بيجماليون» في العاصمة الإسبانية مدريد. وقررت لجنة التحكيم منح جائزة هذه الدورة للشاعر المذكور عن ديوانه: «كتاب الأسرار»، وعن مجموع الأعمال المترجمة من العربية إلى الإسبانية، وتضم ثلاثية الشاعرة الإسبانية كلارا خانيس التي تشمل: «كسيريات» ويليه: «ملاك الظلمة» و»أسرار الغاب». وتوجت جائزة محمد عفيفي مطر المصرية شاعرين شابين من المغرب هما: وديع أزمانو عن ديوانه «فصول من مملكة الشعر» وخديجة المسعودي عن ديوانها «غصن مسقى بالكلام».
وحصل الباحث المغربي الدكتور محمد بنلحسن على جائزة أفضل دراسة عن فكر عالم المستقبليات الراحل المهدي المنجرة، في مسابقة نظمتها الجمعية المغربية لتحسين جودة التعليم، وذلك عن دراسته التي تمحورت حول موضوع «علاقات الشمال بالجنوب من منظور الدراسات المستقبلية».

راحلون

2017 كانت كذلك سنة حزن وفقدان، فقد ودعت الساحة الثقافية المغربية الأديب محمد غرناط الذي رحل بعد صراع مع المرض لم ينفع معه علاج، مخلفا وراءه إنتاجا غزيرا يتوزع بين القصة القصيرة والرواية والمقالة النقدية. كما ودعت الكاتب والروائي والصحافي والمؤرخ والسياسي عبد الكريم غلاب، الذي توفي عن 98 عاما. واختطف الموت الناقد الشاب عبد الرزاق هيضراني الفائز بجائزة الشارقة للإبداع العربي عن دراسة بعنوان «جداول الكتابة وأوفاقها الثقافية في القصة القصيرة العربية المعاصرة». ورحل الكاتب الصحافي والناشر والإعلامي خالد مشبال، صاحب «سلسلة شراع» التي عملت على نشر مئات الكتب حول عديد القضايا والأسئلة الثقافية والإعلامية والأدبية والفكرية. وودع الشعراء المغاربة زميلهم محمد الميموني الذي انتقل إلى رحمة الله عن 81 سنة، مخلفا وراءه مجموعة من الدواوين والدراسات النقدية.
كما نعى اتحاد كتاب المغرب الأديبة زهرة زيراوي التي اشتهرت بكتابة القصة والرواية والشعر والمقالة الأدبية، وعرفت أيضا بممارستها التشكيل، حيث شاركت في عدة معارض داخل المغرب وخارجه، علاوة على اهتمامها بكتابة النقد الفني.
وفجعت الساحة الثقافية والإعلامية المغربية لرحيل أحد رواد المسرح والإذاعة والتلفزيون: عبد الله شقرون الذي بدأ مشواره الصحافي محررا ومذيعا ومنتجا في الإذاعة المغربية، قبل أن يتقلد منصب مدير التلفزة المغربية، وأيضا منصب مدير عام لمنظمة اتحاد إذاعات الدول العربية للراديو والتلفزيون التابعة لمنظمة جامعة الدول العربية، ومديرا ومستشارا في ديوان وزارة الشؤون الثقافية. وللراحل عدة مؤلفات في التراث والمسرح.
ورحل الفنان محمد حسن الجندي الذي جمع بين التأليف والإخراج والتمثيل، كما توفي الفنان المغربي جمال الدين الدخيسي.

 

الثقافة المغربية في 2017: تأجيل مؤتمر الكتاب ومهرجان السينما… وسجال حول «البخاري» ومنع تقديم كتاب.. وتوقيف عرض مسرحي… وجوائز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق