Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الخميس، 4 يناير 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


ترامب وإسرائيل يصعّدان فماذا يفعل الفلسطينيون؟

Posted: 03 Jan 2018 02:18 PM PST

فتح إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها الباب لمعركة دولية كبيرة عبر مجلس الأمن الدولي (الذي صوّت 14 من أعضائه على قرار معاكس لقرار ترامب) ثم تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي انتهى أيضاً بنصر دبلوماسي للقضية الفلسطينية.
على الجبهة الأخرى استغلت إسرائيل إعلان ترامب مباشرة وبدأت استكمال خطتها القديمة الممنهجة لشرعنة احتلالها لمدينة القدس من خلال قرارات الكنيست الذي صوّت على قانون يعتبر المدينة «موحدة» يمنع الحكومات الإسرائيلية من اتخاذ أي قرار بشأن تقسيم القدس إلا بموافقة ثلثي أعضائه.
وبعد تهديد ترامب وممثلة بلاده في الأمم المتحدة نيكي هيلي بإيقاف المساعدات عن أي دولة تعارض قراره انتقل إلى تهديد الفلسطينيين أنفسهم بوقف المساعدة المالية الأمريكية التي تقدّر بـ300 مليون دولار.
انتفاضة الشعب الفلسطيني الكبيرة ضد القرار ووجهت بأشكال القمع الإسرائيلية المعتادة من قتل وجرح واعتقالات وقصف لمواقع في غزة وضغوط سياسية وأمنية كبيرة على السلطة، وردّ الكنيست على ذلك بموافقة أولية على مشروع قانون يجيز الإعدام، فيما انتقلت آثار هذه المواجهة إلى شوارع العالم عبر مظاهرات واعتصامات وأشكال من التضامن الهائل مع الفلسطينيين، وأعطت الغطرسة الأمريكية الهائلة وتهديدات ترامب الفاضحة لدول العالم في خلق جوّ عالمي متوتّر بشكل غير مسبوق في العالم، وقد شهدنا أمس توتّرا كبيراً بعد تهجم ترامب على باكستان التي ردّ عليها رئيس وزرائها بطلب وقف المساعدات الأمريكية، وباستخدام العملة الصينية في التجارة والاستثمار، وكذلك مع كوريا الشمالية بعد «تغريدة» عجيبة لترامب عن أن لديه «زراً نوويا أكبر وأقوى»، كما شهدنا إلغاء الهند، وهي حليف كبير للولايات المتحدة الأمريكية صفقة شراء صواريخ إسرائيلية قبل زيارة مزمعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إليها.
وقف المساعدات المالية الأمريكية سيؤدي إلى تقليص حادّ للإمكانيات المالية للسلطة الفلسطينية وهو ما سينعكس بشكل مباشر على قدراتها على تنفيذ مشاريعها ودفع رواتب موظفيها كما سيؤدي إلى ضيق اقتصادي على الفلسطينيين عموما، وإذا لم تتقدم دول أخرى قادرة على تعويض هذا المبلغ (الاتحاد الأوروبي ودول عربية وأجنبية) فإن الأمور قد تتجه إلى تأزم سياسيّ فادح لا أحد يستطيع التحكم بنتائجه النهائية، وستنعكس آثاره على المنطقة العربية، المتفجرة أساساً، وكذلك على العالم.
السيناريو الثاني سيكون من خلال ضغوط الدول الكبرى، والدول العربية المرتبطة بالموضوع الفلسطيني، على إدارة ترامب لمراجعة مواقفها، بالتوازي مع دعم حركة الاحتجاجات الشعبية الفلسطينية، والتصعيد الدبلوماسي عبر الذهاب مجددا لمجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول على منصب دولة كاملة العضوية وكذلك التوجه لمحكمة العدل الدولية والجنائية الدولية، والعمل على دمقرطة أكبر للمؤسسات الفلسطينية وتفعيل الوحدة الفلسطينية.
تظهر سوابق تاريخية عديدة أن بعض القرارات العدوانية تؤدي إلى نتائج معاكسة تماماً لما هو مطلوب منها، فاجتياح أمريكا للعراق أدّى إلى خسائر كبرى وإلى ظهور أجيال من المتطرفين وصعود نجم إيران، ودخول الاتحاد السوفييتي إلى أفغانستان وهي دولة جبلية فقيرة ومطوّقة بجيران أقوياء أدّى لانهيار هذا الاتحاد.
… أما محاولة إخضاع الفلسطينيين منذ أكثر من سبعين عاماً فلم تؤدّ إلا إلى خراب هائل وفشل مستمر وحروب لا تنتهي.

ترامب وإسرائيل يصعّدان فماذا يفعل الفلسطينيون؟

رأي القدس

دعاميص المستنقعات…

Posted: 03 Jan 2018 02:18 PM PST

لم أعتد الخروج في ليلة رأس السنة الميلادية إلى أي مكان، سوى مرة واحدة كنت فيها خارج البلاد.
قبل بضع سنوات وقد اقتربت الساعة من التاسعة مساء قررت أن أغير التقليد ودعوت زوجتي لنعيش اللحظات الأخيرة من العام لنستقبل العام الجديد في مطعم.
تجهزنا وتوكلنا وخرجنا من البيت.
ــ شو رأيك نذهب للساحل أم الجبل؟
ـ اذهب أينما تحب أنت؟
ـ أنا لا فرق عندي..
ـ هل في بالك مكان معين…
ـ لا…
ـ فلنذهب إلى الساحل..
توجهنا إلى الساحل وقبيل مدخل عكا سألتها:
ـ شو بتحبّي عكا ولا حيفا؟
ـ انت كيف بدك..
عكا هي عشقي. بدأنا البحث عن مطعم لنحتفل بتلك اللحظات التي يظهر فيها عقرب الثواني وهو يلتهم الدقيقة الأخيرة من العام، لم أجد موقفا للسيارة، وبرغم ذلك توقفت أمام أكثر من مطعم، وهرولت لأفحص هنا وهناك ولكن كلها مختنقة بالناس.
دخلت البلدة القديمة، كان واضحا أنها أكثر ازدحاما ولا مكان فيها لقطّة، إذا فلنسرع إلى حيفا، شعرت أنني في سباق مع عقرب الثواني، قطعت المسافة في رقم قياسي.
ـ شو رأيك نذهب إلى البلد أم الهدار؟
ـ مش مهم…
توجهت إلى الهدار ثم هبطت إلى وادي النسناس، المحال القليلة فيه ممتلئة، انتقلت إلى حي الألمانية المكتظ بالمطاعم والأضواء، وطبيعي أن تكون ممتلئة، تجاوزت الحادية عشرة، صعدت إلى الكرمل مرورا بحي عباس ثم ستيلا مارس ـ الخضر،لا مكان.
الساعة تجاوزت الحادية عشرة والربع، تحول الأمر إلى توتر وصمت مريب، عقرب الثواني بدا مستشرسا في التهام الخمس والأربعين دقيقة المتبقية من العام.
هبطت من الجهة الأخرى الغربية الجنوبية للكرمل، أتوقف عند إشارة ضوئية، أتعثر بسائق يسير على مهله، أخيرا اقتربت من منطقة المراكز التجارية في محيط طيرة حيفا، بحثت عن موقف ولم أعثر، أخيرا أوقفت السيارة في مكان ممنوع الوقوف فيه، قد يكلفني غرامة مالية، لا بأس، المهم أن لا أضيّع اللحظة التي سيظهر فيها عقرب الثواني وهو يلتهم الستين ثانية الأخيرة من العام.
انتقلت بسرعة من مكان إلى آخر وأنا أسأل ولم يبق سوى سبع دقائق، هي عبارة عن أربعمئة وعشرين ثانية، يلتهم العقرب منها بلا توقف، شعرت أنه صار مجتهدا جدا في التهام الدقائق الأخيرة، وقفت في باب أحدها يائسا، فأطل رجل خمسيني نحيل شعره رمادي يرتدي سروالا أسود وقميصا أبيض ليقول في غاية التهذيب ـ أهلا وسهلا،كم واحد أنتم!
ـ اثنان فقط؟
ـ أهلا وسهلا تفضلا..
تنفست الصعداء، أخيرا عثرنا على مكان نرى فيه عقرب الثواني وهو يلتهم الدقيقة الأخيرة من العام..
قال الرجل: عفوا الحساب مقدما…
ـ كم؟
ـ خمسمئة شيقل فقط للزوج يشمل العشاء ومشروبا خفيفا.
أعرف أن أفخر عشاء لا يصل ثمنه إلى مئتي شيقل للزوج، ولكنها الليلة التي سأرى فيها عقرب الثواني وهو يلتهم الدقيقة الأخيرة، إن مشهده وهو يزدرد الثواني الستين الأخيرة من العام فيه نشوة خاصة ينتظرها مليارات الناس، فلندفع والمهم أن نكون خطوة أو اثنتين داخل المطعم وليس خارجه، يعني لو دخلنا المطعم في الساعة الثانية عشرة ودقيقتين فكأننا لم نفعل شيئا.
لم يبق سوى أربع دقائق كي يظهر العقرب على الشاشة وسنرى كيف سيفترس الدقيقة الأخيرة من العام ثانية بعد ثانية.
حُشرنا إلى جانب أزواج آخرين، المكان ضيّق لدرجة أنك لا تستطيع الالتفات يمنة أو يسرة إلا بعينيك، ولكن المهم أن الجميع سعداء لأنهم سيعيشون مشهد عقرب الثواني وهو يفصفص آخر دقيقة من العام. لقد شاهد مليارات الناس في دول الشرق الأقصى هذا العقرب نفسه، لم يبق سوى مئة وعشرين ثانية.
وضع النادل أمامنا طبقا صغيرا من ملفوف أحمر بالمايونيز، ثم انحنى باحترام وسأل: دجاج أم سمك؟
ـ سمك..
ـ آه فليكن سمكا…
الأعناق كلها اشرأبت والأعين صُوّبت إلى شاشة التلفزة الكبيرة المعلقة على الجدار في مكان مرتفع، ظهر البطل، ظهر عقرب الثواني، ظهر مثل عدّاءٍ يقترب من الخطوات الأخيرة للفوز.
عشرات وربما مئات الملايين ينظرون إليه، لقد قطع خمس عشرة ثانية وها هو يتقدم ويقترب من الثلاثين ثانية الأخيرة من العام، لم يبق سوى عشرين ثانية ويغمض العام عينيه إلى الأبد، إنه يندفع بقوة إلى العشر ثوان الأخيرة، سبع ست خمس أربع ثلاث اثنتان، أطفأ أحدهم النور، تفرقعت الأضواء على الشاشة، وتبادل بعض من حولنا القبلات ورفعوا الأنخاب وقلت لزوجتي: كل عام وأنت بخير.
ـ وأنت بخير..
الحمد لله أننا كنا داخل المطعم في هذه اللحظات ولسنا خارجه. وصل العشاء.
أشهرتُ السكين والشوكة فوق الطبق، حاولت أن أعثر على شيء من اللحم، ولكن كانت هناك عظمة محترقة إنها عظمة بالفعل وليس مجازا، نظرت إلى طبق زوجتي فرأيتها تبحث مثلي.
قالت مستغربة ـ أظن أن هذه عظمة، حتى قطة لن تجد عليها شيئا يؤكل.
نظرت حولي مستكشفا، فانتبهت لمن ينظر إلينا ويبتسم، ويشير إلى عظمة مثلها في طبقه، بينما أشار جاره إلى عظام دجاج، وهمس لي جاري الذي لم أر وجهه جيدا برغم أن كتفي ملتصقة إلى كتفه بسبب ضيق المكان: مليح اللي ما جاب لك ملقط غسيل بدل الطعام..
دنا النادل من طاولتنا وانحنى باحترام: هل كل شيء على ما يرام…
قلت وقد بت على يقين بأن هذه الوجبة كانت بمخالب وأنياب قِط قبلي، وأنها مرت في عملية تدوير وقليت من جديد أكثر من مرة وبزيت محترق، بل ربما بزيت سيارات ـ شكرا على العظمة..مياو مياو…
فرد مبتسما وقد فهم ما دار في خلدي ـ مياو مياو.
يوجد في اليوم الواحد 86400 ثانية، فإذا ضربناها في عدد أيام السنة عرفنا عدد الثواني في العام، فإذا ضربناها بعدد سنوات معدل عمر الإنسان المتوقعة لعرفنا عدد ثواني عمرنا التي لا يتوقف عقرب الثواني عن التهامها بالسرعة نفسها التي يلتهم فيها الدقائق الأخيرة من عام منصرم، ولكننا لا ننتبه إلى وحشية هذا العقرب إلا في اللحظات الأخيرة.
في الربيع كنا نراقب الملايين من دعاميص الضفادع في مستنقعات سهل القرية، تبدأ المياه بالانحسار عنها فتنحشر كلها في بقع الماء الموحلة المتبقية في محاولات يائسة لضمان مكان لها كي لا تختنق، ولكن الماء ينحسر بلا توقف، تتخبط الدعاميص وتصارع بعضها في الأوحال لتكسب أكثر ما يمكنها من ثوان من الحياة حتى تلقى حتفها…

دعاميص المستنقعات…

سهيل كيوان

معركة كرامة أردنية خارج التغطية … حرب التنجيم والفلك على الشرق عام 2018 … وبطولة فضائية لجعفر وخليفة!

Posted: 03 Jan 2018 02:18 PM PST

هل هي صدفة، أن تتفشى عدوى الفوضى في شوارع إيران، في الوقت ذاته الذي تسري فيه شائعات الانقلاب على الملك الهاشمي، مسرى النار في الهشيم؟ أم أنها لعنة «الويجا»، التي تحصد الدول والممالك واحدة تلو أخرى، عبر «لوح الأرواح» الذي يتحرك بإرادة شيطان العصر: أمريكا؟ يبدو أن بعض العرب الذين دخلوا اللعبة من باب التسلية، أو العبودية، التزموا بأهم شرط لـ «اللّعّيبة الشطار» وهو الاستعداد التام لبيع أرواحهم للعالم السفلي، متناسين المثل القائل: «إن حَلَقَ جارُك، بُلّ ذقنَك»!
ولكن هل تبطل كل التصريحات الإعلامية، التي تؤكد على إجراءات إعادة هيكلة تم التحضير لها قبل عام، دون أن تُخِلّ بنظرية النموذج، الذي عكسته الإرادة الملكية حين التزمت بالنهج القرآني: « الأقربون أولى بالمعروف» لتدل عمليا على أنه «ما في لحية ممشطة» عندما يتعلق الأمر بالمصلحة الوطنية العليا، في حين يُستبعد تماما أن يشارك الأمير علي بأي انقلاب ضد الملك، خاصة في هذه الظروف التي يخوض فيها الأردن، أشرف معركة كرامة في تاريخ الأمة، وهو يتحدى ترامب وعملاءه، في ظل أزماته الاقتصادية المتفاقمة، للتصدي لأي صفقات ومؤامرات تهدف لاختطاف الوصاية الهاشمية على بيت المقدس، والأمراء ليسوا بهذه السذاجة ليشاركوا في عقاب وطنهم وشعبهم، ويتاجروا بمعركة الشرف!

جريمة شرف إعلامية من الدرجة الرابعة!

حين تتصدر الشائعة الصفوف الأمامية، وتنتقل الفتنة من الطابور الخامس إلى غرف القيادة الإعلامية، ويغيب التلفزيون الأردني، فأنت أمام جريمة شرف، من الدرجة الرابعة، حيث لا بد أن يؤدي الاضطراب الوظيفي إلى البتر التام، طالما أن التلفزيون خارج التغطية، ولا يمكنك حتى أن تعتبره حتى من جنود الاحتياط حين تحتدم الصحون الفضائية، لأنه يتبنى سياسة «الهريبة ثلثين المراجل»، فيفر دون أن يخلف وراءه دخان سيجارة «مقرمشة»!
من المسؤول إذن عن هذا التشنج الأدائي؟ وتجاهل حق المواطن بالحصول على المعلومة من مصدره الوطني لا من مصادر أعدائ ؟ إلى متى يظل المشاهد الأردني آخر من يعلم، ويظل الغموض أو التكتم، هو الموقف الوطني الوحيد للإعلام الأردني الرسمي؟ إلى متى يصل التلفزيون إلى الحدث متأخرا، كالذي «أعطاه الله الحج والناس مروحة»؟ ألا يليق بالشعب الأردني، وقيادته أن يحظيا بإعلام مقدام، يتقدم الجموع، وليس جبانا يغادر المعركة، قبل إطلاق صفارة الانطلاق!
إن كان ادخار الحقيقة هو آخر الجمرات في حرب تسريب المعلومات المُغرضة، فإن الحقيقة وحدها لن تكفي ليتم التفريط بها، بل يجب على الأردنيين أن يتجاوزوها، ويتخلوا عن تلفزيونهم كما يتخلى عنهم، دون أن يتنازلوا عن حكمة الغموض، حين يتطلب الأمر أن لا يتهافتوا لالتقاط المعلومة من وراء الحدود، بل لانتظارها، ولو على طريقة «انتظار غودو»، لأن المعلومات أصبحت مسرحا للعبث، وتفريغِ الذهن، كفخ دعائي، ولم تعد أبدا صدمة إيجابية لاختبار الوعي والانتماء!

تنبؤات الغرب للشرق في عام 2018

حين تستعين بالحديث الشريف كمصدر علمي لا ديني، تدرك تماما أن شيفرات نوستراداموس الرباعية (1503-1566)، وتنبؤات الأمريكي إدغار كايس (1877-1945)، والبصارة البلغارية العمياء «بابا فانغا» (1911-1996)، تلتقط الكثير من رؤى السنة النبوية عن ملامح المستقبل وحروب القيامة، ونهاية العالم، مع إضافة بصمة التتويريين، ورؤيتهم الماسونية، التي تدير بلورة النجوم، وحروب الفلك، حسب ما تحب وتشتهي!
كنا تناولنا في إحدى حلقات برنامج «سبعة أيام» – الذي تفتقده الصحافة – قبل أعوام، على قناة «بي بي سي» مع الإعلامي عرفان عرب، شيئا من هذا العلم، حين تحدثنا عن الفوضى لا الخلاص، في الشرق الأوسط المضطرب فكريا وفلكيا، وهو ما تداولته القنوات الالكترونية على اليوتيوب قبيل العام 2018، حيث تنبأ الفرنسي نوستراداموس باستخدام الروس للأسلحة الكيميائية في سوريا، وحروب إزهاق الأرواح على الهوية الطائفية في الشرق العربي، ثم عن اضطراب في العلاقات السياسية بين أمريكا وحلفائها، ومن ثم منافستها الأخطر، الصين، مما سيضعف الدولار الأمركي لصالح اليوان، علما بأن جميع المنجمين يتفقون على صعود اقتصادي وصناعي للتنين، في ظل انهيار حاد للاقتصاد في أوروبا وأمريكا.
العرافة الضريرة «بابا فانغا»، تنبأت بغزو إسلامي لأوروبا بعد عام 2016، وحملة دمار شاملة تجتاح القارة لسنوات ما يجبر سكانها على الرحيل، وقد وضعت بوسترا فلكيا مؤرخا، تتحول فيه أوروبا لخلافة إسلامية مزدهرة، تتخذ من روما عاصمة لها في العام 2043، مع العلم أنها تؤكد على نجاح أمريكا باستخدام سلاح مناخي جديد يعينها باسترداد روما المسيحية عام 2066، قبل أن تعود الشيوعية للحياة من جديد في 2076، فهل تصدق هذا أم تشك فيه وأنت ترى سهمها الأعمى يصيب عين الثور في لوحة الفلك؟
الكوارث الطبيعيىة تأتي في قائمة اهتمامات الشعوب، فالفيضانات في بريطانيا، والثلوج في أمريكا، ثم الصقيع الذي يهدد أمن المساكن، وعدوانية الطبيعة التي ستغير مدار الشمس، والبراكين، ونفاذ موارد الطاقة على الأرض، ثم التواصل مع كائنات في الأرض الأخرى أو الكواكب البعيدة وحرب المريخ والكائنات الفضائية تحت الماء، واكتشاف محيطات ومدن وحضارات غارقة في قيعانها، وهذه كلها ضمن عمليات استعادة الأرض لشكلها الطبيعي والتي ستنتهي عام 3000، بولادة الطبيعة من جديد، كل هذا على قائمة النجوم، دون إغفال نبوءة خلق شمس صناعية في العام 2100، وبالفعل بدأ بها العلماء 2008 عبر استخدام تكنولوجيا الصهر النووي… هناك أيضا اختراع إكسير الشباب، وأنواع تواصل جديدة تعتمد على نظام الأبعاد والتخاطر عن بعد، بحيث يستغني سكان الكوكب عن الهواتف، ومواقع التواصل الاجتماعي ونظام الميديا. إلى أن يجتاح الجفاف الأرض… وينتهي العالم… الذي تنفخ قيامته في صور هذا الشرق المنكوب… ويلاه!

أبطال العام الفضائيون

تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي شريطين مصورين، أثارا الكثير من الحماس والإعجاب، الأول للإعلامي طوني خليفة، ففي حواره مع والد الطفلة عهد التميمي على قناة «الجديد» اللبنانية، بادر بمساهمة وطنية لا تقدر بمال، بقدر ما تنم عن نخوة وشهامة إنسانية، لها مؤشرها الأخلاقي وحكمتها التفاعلية، حين عبر عن تشرفه بتسديد الغرامة المالية، التي أقرتها سلطة الاحتلال، في قضية عهد وعائلتها، وبالطبع فإن الموقف لا يستمد قيمته من رقميته، بقدر ما هو تحرك إيجابي في اتجاه الحدث، وتفاعل حي ومؤثر يعلي من شأن التعاطي مع القضايا الإنسانية والنضالية، حيث ينتقل الإعلامي من وراء الشاشة إلى موقع الفعل، ويبرهن على مقدرة فذة على خضخضة المعلومة والخروج من عباءتها، لصناعتها، وإعادة هيكلتها بطريقة مشرفة وأشد تأثيرا، على تكتيكات الوعي والنظام الأخلاقي العام في المجتمع.
على الضفة الأخرى من هذا الفضاء، تبرز بطولة حوارية لملاك جعفر في «بي بي سي» العربية، وهي تتصدى للمحلل الصهيوني، حين وصف أهل عهد التميمي بأشباه الرجال، متسائلة: هل تسمح لأحد أن يصف الأهالي الإسرائيليين، الذين يحرضون أطفالهم على قتل الفلسطينيين بأشباه الرجال»؟
جعفر، تخرج من الإطار، وتتصدى للمعايير المهنية الساذجة التي تسطح وعي الإعلامي، وتشوه انتماءه للقضايا الإنسانية والأخلاقية، بذريعة الحياد، إنها تنتصر للبصيرة على الصورة، وللموقف والتفاعل الحر على التجرد والانصياع للبروتوكولات الفضائية الجامدة، وهذا بحد ذاته إعادة هيكلة للتعاطي الإعلامي، الذي يتناول الخبر بالشوكة والسكين، مراعاة للإيتيكيت السياسي!

كاتبة فلسطينية تقيم في لندن

معركة كرامة أردنية خارج التغطية … حرب التنجيم والفلك على الشرق عام 2018 … وبطولة فضائية لجعفر وخليفة!

لينا أبو بكر

«جيش الاحتلال الرحيم»

Posted: 03 Jan 2018 02:18 PM PST

في 12 أغسطس/آب 1949، قامت فصيلة من الجنود الإسرائيليين، كانت مرابطة بالقرب من بيت حانون، بأسر فتاة فلسطينية عمرها 12 سنة، واحتجزتها في موقع تمركز الفصيلة بالقرب من كيبوتس نيريم ـ شمال قطاع غزة ـ وفي الأيام القليلة التي أعقبت احتجازها، حلق الجنود شعرها وتناوبوا على اغتصابها، ثم قتلوها. وصلت الواقعـة إلى مكتـب القائد الإسرائيلي ديفـيد بـن غـوريون الذي قــام بتسجـيل الواقعـة في يومياته، لكن محــرري اليومـيات قامـوا بحذفـها من النسخـة المنشورة، وفي 29 أكتوبر/تشرين الأول 2003 كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية تفاصيل الواقعة، استناداً إلى شهادات أحد المغتصِبين، مؤكدة اشتراك 22 جنديا في عملية الاغتصاب البربرية والقتل، حين تم تقديمهم للمحاكمة، كان أقسى حكم أصدرته المحكمة، السجن عامين فقط لمن قام بقتل الفتاة.
في سرده لوقائع الاغتصاب التي تعرضت لها النساء الفلسطينيات، خلال احتلال القرى الفلسطينية بعد نكبة 1948، يستند المؤرخ الإسرائيلي البارز إيلان بابيه إلى توثيق موظفي الأمم المتحدة والصليب الأحمر لعدد من الحالات، مثل ما حدث بعد فترة وجيزة من احتلال يافا، حين رفع مندوب الصليب الأحمر دو ميرون تقريراً روى فيه كيف اغتصب جنود فتاة وقتلوا أخاها، ملاحظاً أنه بشكل عام عندما يؤخذ الرجال الفلسطينيون أسرى إلى المعتقلات، فإن نساءهم يبقين تحت رحمة الإسرائيليين. في رسالة إلى بن غوريون يكتب يتسحاق تشيزيك عن «مجموعة من الجنود اقتحمت أحد المنازل، فقتلت الأب وجرحت الأم واغتصبت الابنة»، وفي رسالة أخرى يكتب تشيزيك «أما عن حوادث الاغتصاب سيدي فلا بد من أنك سمعت بها».
تغطي الأرشيفات الإسرائيلية الحالات التي أحيل فيها المغتصِبون للمحاكمة فقط، والتي اطلع عليها بن غوريون وسجلها في يومياته، التي وجدت فيها كل بضعة أيام فقرة تحمل عنوانا فرعيا يقول: «حالات اغتصاب»، في واحدة منها ذِكر لحالة في عكا «حيث أراد جنود اغتصاب فتاة، فقتلوا والدها وجرحوا أمها، وغطّى الضباط على فعلتهم، واغتصب جندي واحد على الأقل الفتاة». كانت يافا أيضاً ساحة للقسوة وجرائم الحرب التي ارتكبها الجنود الإسرائيليون، حيث كانت كتيبة معينة ـ الكتيبة رقم 3 التي ارتكبت مجازر في الخصاص وسعسع وصفد ومحيطها ـ «متوحشة في سلوكها، بشكل جعل جنودها مشبوهين بارتكاب معظم حالات الاغتصاب في المدينة»، لدرجة أن القيادة العليا قررت أن من الأفضل سحبها من المدينة، أما في الصفصاف فقد اغتُصبت أربع نساء وفتاة أمام أهالي القرية، وطُعنت امرأة حامل بحربة بندقية.
لأسباب تتعلق بخوف الضحايا من العار، بقيت جرائم الاغتصاب أقل الجرائم الإسرائيلية توثيقاً ورصداً، على عكس جرائم التطهير العرقي، التي تضيق المساحة عن ذكر أمثلتها التي يُفصّلها إيلان بابيه في كتابه، الذي افتتحه بمقتطف من خطاب وجهه ديفيد بن غوريون في يونيو/حزيران 1938 إلى اللجنة التنفيذية للوكالة اليهودية، قال فيه: «أنا أؤيد الترحيل القسري ولا أرى فيه شيئاً غير أخلاقي»، وهو ما لن يسعد به المتصهينون الجدد الذين يحاول بعضهم تصوير الجرائم الإسرائيلية كرد فعل مرتبط بحرب 48، أما مروجو أكذوبة أن الفلسطينيين باعوا أرضهم وتركوها اختياراً لإسرائيل، فلن يرضيهم ما يجدونه في الكتاب من عرض مفصّل لوثائق الخطة (دالت) التي وُضعت في 10 مارس/آذار 1948، ونُفذت بالحرف أساليبها البشعة من ذبح المواطنين ومحاصرة وقصف القرى، إلى حرق المنازل والأملاك والبضائع، إلى طرد السكان وهدم البيوت وزرع ألغام وسط الأنقاض لمنع السكان المطرودين من العودة إلى منازلهم، وتلويث القنوات الموصلة للمياه بجراثيم التيفود، وبعد ستة أشهر فقط من تنفيذ الخطة، كان أكثر من نصف سكان فلسطين الأصليين، أي ما يقارب 800 ألف نسمة، قد اقتُلعوا من أماكن عيشهم، بعد تدمير 531 قرية وإخلاء 11 حيا مدينيا من سكانه، في واحدة من أبشع عمليات التطهير العرقي، التي ستبقى جريمة ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم و»الطرمخة».
وفي حين يروي الكتاب وقائع لمجازر إسرائيلية نالت بعضاً من الذيوع مثل مجازر دير ياسين والطنطورة والصفصاف وسعسع، فإنه يلفت انتباهنا إلى مجازر مجهولة، رغم أنها تفوق في وحشيتها مجزرة دير ياسين، مثل مجزرة قرية الدوايمة التي يعتبرها أسوأ ما حدث في تاريخ الجرائم التي ارتكبت خلال النكبة، والمؤسف أن الفيلق العربي الذي كانت المنطقة تحت سيطرته، خشي من إذاعة أخبار المجزرة لكي لا يوجه إليه اللوم على تقاعسه، وادعى بعض مسؤوليه في ما بعد أنهم خافوا من انتشار أخبار المجزرة، لكي لا تحدث التأثير الذي أحدثته مجزرة دير ياسين في معنويات الفلسطينيين، فينزحون في موجة لجوء جديدة، ولذلك تم التعتيم لسنوات على جرائم اعترف بها بعض الجنود الذين شاركوا فيها: تحطيم جماجم أطفال رضّع، اغتصاب نساء وحرق بعضهن داخل بيوتهن، فتح النار من 20 عربة مصفحة على سكان القرية البالغ عددهم 6 آلاف نسمة، وقتل الذين هربوا منهم إلى جامع القرية أو إلى كهف «مُقدس» قريب من القرية يُدعى عراق الزاغ، كان مختار القرية قد غادرها وحين عاد إليها في اليوم التالي للمجزرة، روّعه مرأى أكوام الجثث في الجامع والشوارع لرجال ونساء وأطفال، وحين ذهب إلى الكهف وجده مسدودا بعشرات الجثث، وهو ما سجلته روايات لم تنشر بعد أعوام لنظن بها المبالغة والتهويل، بل نُشرت في تقارير تم رفعها إلى القيادة الإسرائيلية خلال أيام قليلة من وقوع المجزرة.
في ظل توفر كل هذه الحقائق وغيرها على الإنترنت، لم تكن ستخرب الدنيا، لو سعى البعض للتحقق مما ينشرونه من هراء انفعالي، يقارن بين «إنسانية» الاحتلال الإسرائيلي وجرائم الحكام العرب، خاصة أن أحداً لم يجبرهم على اختيار جهة وحيدة لإدانتها. بالطبع أفهم أن يغضب البعض من متاجرة «مجرمي أنظمة الممانعة» بفلسطين وأهلها، وأن يحزنهم تأييد بعض الفلسطينيين لأنظمة تقتل الأطفال في سوريا، لكنني لا أفهم أن يدفعهم ذلك الغضب للوقوع في فخ تبرئة احتلال استيطاني يمارس جرائم التطهير العرقي منذ عقود ولا يزال.
صحيح، ليس في أيدينا الكثير لنفعله من أجل فلسطين ـ ولا من أجل أوطاننا ـ في هذه الأيام النَكِدة، لكن إذا لم تكن لدينا مجرد الرغبة في قراءة التاريخ ونشره لمنع تزييف الذاكرة، وذلك أضعف الإيمان بالإنسانية والعدالة، فلماذا ننشط فقط في السعي لتبرئة قتلة محتلين، لكي ندين قتلة محليين، مع أن أجدادنا أورثونا حكمة بليغة في هذا الصدد تذكرنا في ظروف كهذه بأنه «لا خيرةً في الخ٭٭٭ خيار».
٭٭٭
ـ التطهير العرقي في فلسطين ـ إيلان بابيه ـ ترجمة أحمد خليفة ـ مؤسسة الدراسات الفلسطينية.

٭ كاتب مصري

 

«جيش الاحتلال الرحيم»

بلال فضل

كيف قسّم الكلاسيكو عالمنا العربي!

Posted: 03 Jan 2018 02:17 PM PST

ما يصطلح على تسميته كرويا بكلاسيكو الأرض الذي يتكرر مرتين على الأقل كل موسم كروي بين الريال والبارسا، يستقطب اهتمام كل هواة الكرة في العالم بالنظر لما يحمله من متعة وفرجة واثارة بين فريقين عريقين وجماهير عاشقة تنتظر الموعد بشغف وتتفاعل معه بشكل حضاري في اسبانيا لا يتعدى حدود اللعبة والآداب العامة وأخلاقيات التشجيع بالرغم من كل ما يحيط بالموعد من تنافس كروي وتراكمات تاريخية، سياسية واجتماعية بين الكتالانيين والمدريديين.
في اسبانيا يحل الكلاسيكو وينتهي في سلام يتفاعل فيه اللاعبون والمدربون وتعلو أصوات الجماهير في المدرجات والساحات العمومية، ويزداد التفاعل في وسائط التواصل الاجتماعي ويكتب عنه الاعلام ويتكلم، لكن الحياة تستمر في اليوم التالي لدى الخاسر والرابح وكأن شيئا لم يكن، لأن الكل يعي ويدرك بأنها مجرد مباراة كروية وليست حربا.
آخر كلاسيكو بين الغريمين جاء في ظروف سياسية واجتماعية تميزت بحراك كبير بين دعاة انفصال مقاطعة كتالونيا عن اسبانيا ودعاة الوحدة الوطنية على اختلاف الثقافات واللغات، وانتهى بفوز الضيف برشلونة على الريال بالثلاثة في مدريد، وكانت نتيجة كارثية على الريال من الناحية الفنية، لكن مقاطعة كتالونيا لم تنفصل عن اسبانيا، ولم نسمع عن تجاوزات في أوساط الجماهير، ولم تحدث أعمال شغب في المدرجات أو في شوارع مدريد، ولم يقل من منصبه المدرب أو رئيس النادي. أما عندنا نحن العرب فان الدنيا قامت ولم تقعد قبل وأثناء وبعد المباراة وانقسمنا الى مدريديين وكتالانيين أكثر من الاسبان في حد ذاتهم، وبلغ التعصب كالمتعاد درجة كبيرة وكأن الأمر يتعلق بنوادينا ومنتخباتنا، أو يتعلق بوطننا وشرفنا ومعتقدنا!!
لقد وصل الأمر في بعض المرات الى حد الاقتتال وزهق الأرواح بين أبناء البلد الواحد من أجل البارسا أو الريال، وبلغ الأمر درجة كبيرة من التذمر في أوساط شبابنا لدرجة أدهشت الاسبان والأوروبيين الذين لم يفهموا هذا الاحتقان والتعصب الكبيرين في عالمنا العربي لفريقين اسبانيين.
الاسبان يعتبرون الكلاسيكو عرسا كرويا وحدثا رياضيا للمتعة واثباتا للذات ينتهي بانتهاء المباراة بدون أن تتوقف الحياة عندهم وبدون حقد أو كراهية لبعضهم البعض أو تداعيات نفسية واجتماعية، لأن الكرة عندهم مجرد لعبة ومتعة وفرجة لا تتعدى حدود المستطيل الأخضر ولا تسيء للقيم والأخلاق والأداب العامة أو النظام العام، لكن عندنا صار الأمر بحاجة الى دراسة سيكولوجية معمقة لفهم هذا الذي يحدث لشبابنا مع نواد لا تربطنا بها أية علاقات روحية اجتماعية أو ثقافية وحضارية. صحيح أن المتعة التي تمنحها مباريات البارسا والريال لمتابعيها والكثير من مباريات النوادي الأوروبية لا نجد لها أثرا في دورياتنا العربية، وصحيح أن دورياتنا تعيسة وكرتنا مريضة ووسائل الترفيه عندنا قليلة، صحيح أيضا أن شبابنا يعيش فراغا روحيا وثقافيا وفكريا رهيبا، لكن أن يصل به وبنا الأمر الى حد التعصب للبارسا أو الريال وربما الاقتتال من أجلهما، فيه الكثير من المبالغة والكثير من الجهل والتخلف الفكري والثقافي وحتى الرياضي. الكرة عندهم هي وسيلة للترفيه والمتعة، وعندنا أصبحت وسيلة احتقان وتذمر وعنف، الحديث عن الكرة عندهم يقتصر على يوم واحد في الاسبوع لكن حياتنا وكل أيامنا حديث عن الكرة وبالضبط عن البارسا والريال بتعصب كبير حتى لدى الأطفال الصغار الذين ينشأون على حب أو كره البارسا أو الريال أكثر من حبهم لبعضهم بعضا وحبهم لفرقهم ومنتخبات بلدانهم ولأوطانهم! قد يجوز التعصب للوطن ويكون محببا في غالب الأوقات، وقد يكون التعصب للدين والعرض والشرف مطلوبا، وقد أتعصب لفريقي أو منتخب بلادي عندما تقتضي الضرورة، لكن ليس لفريق أجنبي يمنحني مجرد متعة ظرفية عندما يفوز ويقلب كياني عندما يخسر. لقد بلغ الأمر بشبابنا حدا لا يطاق من التفسخ والانسلاخ عن القيم، لا يمكن تبريره خاصة عندما يصل الى درجة الاحتقان والاقتتال أحيانا لمجرد خسارة أحد الفريقين أو خطأ تحكيمي يصبح حديث العام والخاص لأيام بل لأسابيع! الاعلام الرياضي العربي ساهم بدوره سلبا في «تفشي» ظاهرة البارسا والريال في أوساط مجتمع فقد هويته ومقوماته من خلال إعطاء الكلاسيكو أكثر مما يستحق، والتسويق له باعتباره حدثا كرويا عالميا هو الأكبر والأفضل على الاطلاق وأكبر حجما من كل أفراحنا و همومنا وانشغالاتنا، وأكبر من كل حدث أخر في عالمنا، تتوقف الحياة عنده ونحزن أو نفرح به لحد الجنون. الاعلام نفسه مطالب بالقيام بدوره التوعوي والتحسيسي مرفوقا بالتربية والتثقيف باعتبار أن الكلاسيكو هو مجرد مباراة في كرة القدم بين فريقين اسبانيين، وليس معركة حياة أو موت، ومطالب بإيجاد بدائل أخرى تساهم في الترفيه والتنفيس عن أبنائنا الذين يحاصرهم الروتين والفراغ والقمع والكبت والانفصام وكل الهموم التي جعلتهم يتعلقون بالكلاسيكو والبارسا والريال بشكل مخيف.

ناقد رياضي جزائري

كيف قسّم الكلاسيكو عالمنا العربي!

حفيظ دراجي

خبراء دوليون يطالبون بضرورة رفع قضايا دولية سريعة لوقف جريمة سد العطش بدون إعلان الحرب على إثيوبيا

Posted: 03 Jan 2018 02:17 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: لا تزال الأعمال الإرهابية ضد أشقائنا المسيحيين موضع اهتمام الصحافة والمواطنين معا، مع إعجاب شديد بما قام به المواطن صلاح الموجي والشيخ طه رفعت والعميد أشرف عبد العزيز مأمور قسم حلوان، وقيام المصريين بالكشف عن معدنهم الأصيل وشهامتهم التي كانوا يتصفون بها. ورفض الاقباط محاولات امريكا التدخل في المشكلة، وبحث سبل الحماية لهم، واتهام الصحف لها بأنها وراء كل المصائب، وهي التي انشأت «داعش» وسارعت إلى نقل عناصر منهم من سوريا وإرسالهم إلى ليبيا لمهاجمة مصر.
والدليل أن رسام «الأهرام» أنس الديب شاهد بنفسه فئران داعش والإرهابيين وهي تدخل إلى مخبأ أمريكي تم إعداده لهم.
ولردع الإرهابيين قامت السلطات بإعدام أربعة كانوا قد ألقوا قنبلة على أتوبيس في كفر الشيخ، يُقِل عددا من طلبة الكلية الحربية، وقتلوا ثلاثة منهم. ويأتي ذلك بعد أيام من إعدام عشرة كانوا قد شاركوا في هجوم على الجيش في شمال سيناء. أما بالنسبة لباقي القضايا فاستمر الاهتمام بمباريات كرة القدم، واقتراب الأهلي من الفوز بالدوري العام، وبدء الحكومة مراقبة المحال التجارية للتأكد من الالتزام بوضع السعر على كل عبوة. والاهتمام كذلك ببدء رحلات الطيران بين القاهرة وموسكو أولا، ثم رحلات طائرات الشارتر إلى المنتجعات السياحية في شرم الشيخ والغردقة، ما سيؤدي إلى إنعاش الاقتصاد. واستمرار حملات التأييد لترشيح الرئيس السيسي.
وإلى ما عندنا من أخبار متنوعة..

مصر بعد كنيسة مار مينا

ونبدأ بأبرز ردود الأفعال على حادثة كنيسة مار مينا في حلوان، حيث وجه وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، وعضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب اللواء فؤاد علام، انتقادا شديدا للدولة لعدم انعقاد المجلس منذ تأسيسه، وذلك في حديث نشرته له جريدة «الأهالي» لسان حال حزب التجمع، وأجراه معه علاء عصام ومما جاء فيه: «قال اللواء فؤاد علام عضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب ونائب رئيس جهاز الدولة الأسبق، إنه لا يعرف حتى الآن أسباب عدم اجتماع المجلس سوى مرة واحدة منذ تأسيسه، لافتا إلى أن المرحلة الحالية تتطلب أن يعمل المجلس 24 ساعة في 24 ساعة. وتابع: «أدعو رئيس الجمهورية بدعوة المجلس للعمل ليضع استراتيجية مكافحة الإرهاب في أسرع وقت ممكن» وأضاف علام، أن الدولة لن تستطيع القضاء على الإرهاب بالمواجهة الأمنية فقط، موضحا أن القضاء على الإرهاب يكون من خلال 6 محاور «المواجهة الإعلامية والثقافية والاقتصادية والسياسية والتعليمية والأمنية». لافتا إلى أن وظيفة المجلس الأعلى للإرهاب تتلخص في وضع استراتيجية متكاملة وتنفيذها في أسرع وقت ممكن. ووجه التحية ليقظة رجال الأمن في حادث حلوان الذي راح ضحيته 10 مواطنين بسبب هجوم الإرهابي منذ عدة أيام على كنيسة مار مينا في حلوان. كما أكد على بسالة المواطنين المصريين الذين تصدوا للإرهابيين مع الشرطة وأردف «الأمن مسؤولية جماعية وهذا ترجمه المواطنون في التصدي للإرهابيين بدون أن يجدوا من يوجههم».

المواطن الفاعل

ولكن أمينة الشريف في مجلة «المصور» لم تكترث بعدم انعقاد المجلس، وأبدت إعجابها الشديد بصلاح الموجي الذي انقض على الإرهابي، بعد أن أصابه العميد أشرف عبد العزيز مأمور قسم حلوان في رجله، وسحب منه سلاحه وضربه إلى أن قبضت عليه الشرطة، وكذلك بالشيخ طه رفعت إمام المسجد وقالت: «ما هذه البطولة وما هذه الشجاعة؟ ويا لها من جرأة وهي المعهودة دائما من المصري في المواقف الصعبة، وما دون ذلك هو الاستثناء. خمسينية الموجي لم تجعله يفكر ثانية واحدة في ما يمكن أن يتبقى من عمره قد يقضيه مع أولاده وأحفاده ساترا نفسه بالحيط، ولم يقل و»انا مالي»، ما يؤكده ما ذكره في تصريح صحافي لأحد المواقع الإلكترونية حينما قال شارحا أسباب فعلته الشجاعة، اللي يقدر ينقذ روح في الموقف ده مينفعش يتردد. والمدهش في الأمر أن ما فعله الموجي لم يقدم عليه شباب آخرون كانوا يترقبون الموقف عن كثب في محيط الهجوم، لكنه دافع عن حاضره ومستقبله ومستقبل أولاده. ويعد هذا الموقف تطورا مثيرا للإعجاب والاحترام، ومنعطفا جديدا في تعاطي المصريين مع الأحداث الجارية، خاصة الإرهابية التي تحاول أن تفتت عضد الجسد المصري بدون فائدة. وأثبت بذلك أن المصري لم يعد متفرجا أو ناقدا أو ناقما على ما حوله فقط، بل أضحي مشاركا فعلا. وأيضا الشيخ طه رفعت إمام مسجد الدسوقي في حلوان الذي فتح ميكروفونات الجامع بمجرد سماع أصوات الرصاص، بعدما رمق أحد المسلحين يسير في الشارع يحمل سلاحا يضرب به في كل اتجاه، فإذا بهذا الشيخ يطلب من الأهالي في الحي من خلال الميكروفونات بصوته الجهوري، النزول من البيوت والتوجه إلى الكنيسة لحمايتها من عدوان غادر. ولا فرق بين مسيحي ومسلم وشيخ وقس، فالكل يعيش تحت عرش الرحمن فمن طلب من هذا الشيخ أن يفعل هذا إلا كونه مواطنا مصريا أصيلا».

صنيعه يطوق الأعناق

وتوالت حفلات الإعجاب والدهشة والأمل في روح جديدة بدأت تسري في مصر فقال حمدي رزق في «الأخبار»: «عم صلاح نموذج ومثال لشعب فاهم وواعٍ ومسيس ومثقف، يأتي هذا الشعب عجباً يوم تظن به الظنون. ربك، خلاف الظنون، يقيد من بين ظهرانينا من يرفع اللواء ويعلي الجواب ويحرر الرسالة خالصة لوجه الوطن. فليكرمه الرئيس في قصر الاتحادية يكرم عم صلاح بطلاً شعبياً، يكرم شعباً في شخص هذا البطل، حفظ دماء الأبرياء مضحياً بحياته، صنيعه يطوق الأعناق. ممتنون لمن يعلمنا درساً لمن يهبنا الأمل لمن يبرهن أن البسطاء دوماً عظماء ولا يتولون الأدبار عند الزحف، وإذا تهدد الوطن ينفرون بجسارة للذود عن الحياض المقدسة. عم صلاح مواطن طيب من أصل طيب من شعب طيب ترضيه، تاخد منه عينيه، تداويه يدعيلك بالصحة، تستره يتمنى لك الستر. شعب صابر وقانع وغلبان وعاوز يربي عياله ويستّر بناته، وفي الدنيا منيته أربعة حيطان يتداري فيها من غدر الزمان، وفي الآخرة حفرة وقطنة وموتة كريمة وربع قرآن مما تيسر من آيات الذكر الحكيم ويا أيتها النفس المطمئنة».

خطأ النخب

وفي «الأهرام» قال أحمد عبد التواب ساخرا من أفراد النخبة المصرية الذين لا هم لهم إلا مهاجمة الشعب ووصفه بالجهل: «بعد أن أثبتت الجماهير الشعبية خطأ بعض النخب السياسية والثقافية عدة مرات خلال السنوات القليلة الماضية، ها هي تؤكدها مجدداً بما قام به تلقائياً مواطنون مسلمون من الطبقات الشعبية في حلوان، دفاعاً عن كنيسة مار مينا وعن الأقباط، بتحفيز من شيخ المسجد، فتصدوا بأياديهم العزلاء لإرهابي مدجج بالسلاح يرفع شعارات إسلامية، فجاء موقفهم البطولي على نقيض اليأس الذي شاع في أوساط كثير من هذه النخب عن أنه لم يعد هناك أدنى أمل في توحيد صفوف الشعب المصري، لأنهم يرون أن تخريب الوعي قد ضرب الجميع وراحوا يروِّجون إلى أن التطرف قد تغلغل في أدمغة الجماهير العريضة، بما رأوا أنه صار يصعب علاجه إلخ. لاحظ أن هذه النوعية من متعاطي السياسة والفكر لم يعترفوا يوما بأي خطأ وقعوا فيه، ولا بأي تقاعس عن القيام بمسؤولياتهم، بل إنهم دأبوا عبر تاريخهم في العمل العام على تسفيه الجماهير، ووصمها بالجهل والتخاذل وفساد الفكر، والإذعان للقهر والانصياع لاستبداد الحكم إلخ. ولم يُصحِّحوا ولم يعتذروا عندما جاء خروج 25 يناير/كانون الثاني العظيم بعشرات الملايين، ليدحض أفكارهم وكذلك مع الحدث التاريخي الجلل عندما أخطأ بعض هذه النخب وساعدوا الإخوان على الاستيلاء على المنصب الرئاسي في مشهد مخيف، ولم ينتبه من صنعوا هذه الكارثة إلا بعد أن صاروا أعجز عن إعمال أي إصلاح، فكان الخروج المهيب الثاني للجماهير في 30 يونيو/حزيران أيضاً بعشرات الملايين في طول البلاد وعرضها، ليحسم الأمر جذرياً، وليلقى بالإخوان خارج المسرح. وأدركت الجماهير بخبرات التاريخ أن الجيش هو القادر على الإنقاذ فكان التفويض الذي منحوه للسيسي لإكمال المهمة، وحتى هذه راح بعضهم يتفذلك فيها ويستخرج التناقضات المبدئية في قواعد العمل الديمقراطي واجب الاتباع إلخ. ما حدث في حلوان يتجاوز فضح هذه الأخطاء وأصحابها، ويبعث الأمل في أن الردة الهمجية سوف تنحسر إلى حدها الأدنى بضمانة الإيجابية الجماهيرية، مع التطلع إلى أن تكون الخطوة الجماهيرية التالية لإنقاذ البلاد من أصحاب أغرب الفتاوى ومن دعاة التحريض والكراهية والعنف، ما دام أن بعض النخب يرتبكون أمامها ويعتبرونها مما يدخل في حرية التعبير التي يقدسونها».

الرد الصاعق

كما قال زميله شريف عابدين في العدد ذاته: «الموجي كغيره من المصريين لديه مواجعه الخاصة وآلامه من منغصات الحياة، مثله مثل الملايين على هذه الأرض، لكنه تمترس خلف راية حماية الوطن والذود عنه أمام المارقين من بنى جلدته، ممن تحركهم أموال الخارج، وهانت عليهم دماء وأرواح إخوانهم في الوطن. اندفعوا ليفتكوا بالإرهابي، قدموا الرد الصاعق على «سوقة» السوشيال ميديا من ظنوا يوما أن بإمكانهم أن ينجحوا في خطتهم الفاجرة في تأليب الشعب على جيشه وشرطته تحت مزاعم واهية لا تليق بعظمة التضحيات التي يقدمها رجال المؤسستين، ورأينا الجموع التي قامت بتأمين رجال الشرطة في موقع سقوط الإرهابي بينما يتم إبطال مفعول ما يحمله من أسلحة ومتفجرات. لن ترى مشهد اندفاع رجل الشارع نحو من يهدد أمن بلاده، كما رأيته في شوارع حلوان، وتكرر في مواقع سابقة، فقد اعتدنا في عمليات إرهابية في الخارج وجود رجال الأمن وحدهم في مكان الحادث، بينما يحمل الفزع رجل الشارع بعيدا نحو مكان آمن للاحتماء، بدون مشاركة شعبية إيجابية، وهو ما يعكس طبيعة الانتماء هنا وهناك. شعبنا كان دوما عصيا على الغزاة وكبّد الاحتلال الإنكليزى خسائر جمة، ومعاركه من أجل تراب هذا الوطن تسطرها الكتب وسجلات المعارك الأشهر في التاريخ، ولن يتورع عن أن يأكل بأسنانه من تسول له نفسه أن يمنع عنه المياه أو يطمع في أرضه أو يهدد سلامه الاجتماعي».

المسجد لحماية أبناء الوطن

ومن «الأهرام» إلى «الجمهورية» وصلاح عطية ومقاله بعنوان «عودة الروح» وقوله فيه:
«شارك المواطنون بكل ما يملكونه في مواجهة الإرهاب وانقض مواطن عادي شجاع على الإرهابي يشل حركته ويجرده من سلاحه، ويمنعه من مواصلة إطلاق النار، كانت ملحمة شعبية أظهرت أصالة هذا الشعب، فالمواطن الذي انقض على الإرهابي لم يهتم بسلامته الشخصية، ولم يهتم باحتمال تعرضه للخطر وهو الأعزل إلا من إيمانه بالله وبوطنه، وكان من حسن الحظ أن سجلت هذه الملحمة على كاميرات الأهالي، ولم يكن الأبطال الذين قدموا هذه الصورة المبهرة للمواطن المصري يعرفون أن هناك كاميرات تسجلها، والذين قاموا بالتصوير يستحقون منا كل التقدير، فقد نقلوا إلى العالم كله صورة رائعة عن شعب مصر الذي يقف كله متضامناً في مواجهة الإرهاب، ولذلك فإنه يجب علينا أن نقدم التحية والشكر لكل من سجل بالكاميرا هذه الملحمة. كما أن الشكر والامتنان أيضاً واجبان لكل من شارك في هذه الملحمة بداية من الشهداء الذين تصدوا للإرهاب ومأمور قسم حلوان العقيد أشرف عبدالعزيز الذي استطاع اصطياد الإرهابي بطلقاته، بدون أن يقتله وبدون أن يصيب أحداً غيره بالخطأ، حتى يبقيه حياً ليقودنا إلى باقي القتلة. والشكر أيضاً إلى المواطن يونس مصطفى الموجي «الذي يعرف باسم صلاح» والذي سيطر على الإرهابي وجرده من سلاحه وأمَّن هذا السلاح حتى انقض الأهالي معه على القاتل، ليعرف الجميع أن شعب مصر لا يمكن أن يرضى أو يقبل بأي إرهاب يوجه إلى أي مواطن مسيحي أو مسلم، أو يوجه إلى أي جندي من جنود الوطن في شرطتنا أو جيشنا الباسل، ولا إلى أي منشأة من منشآت الوطن، أو مسجد أو كنيسة. أما إمام المسجد الشيخ طه رفعت، فقد ضرب مثلاً للإمام الواعي المستنير، الذي يؤدي دوره في الحي الذي يعمل فيه ويجعل للمسجد دوره في حماية وحدة أبناء الوطن».

مشهد نهاية العام

وفي «الدستور» قال المحامي ثروت الخرباوي: «هذا المشهد العبقري الذي ختمنا به العام، يجب أن نعيده ونظل نتذكره دائمًا، فعم صلاح الموجي ذلك المواطن المسلم البسيط يهجم بفروسية على الإرهابي الذي هاجم كنيسة حلوان. لم يفكر عم صلاح في حياته ولو للحظة، بل فكر فقط في السيطرة على الإرهابي وشل حركته. هذا المشهد هو التهنئة الحقيقية من مسلم لكل أقباط مصر بعيد الميلاد المجيد، ومع ذلك فإنني لست من المؤيدين لفتوى دار الإفتاء التي تسمح بتهنئة المسلمين للأقباط بأعياد الميلاد! لا تتعجب أنا معترض فقط على أن يلجأ مسلم إلى المفتي كي يسأله عن أمر إنساني ومشاعري ووطني، وكأنما الدين تحول على يد كهنة المعبد إلى سياج كبير أو سجن ضيق، حيث نضطر بسببه إلى اللجوء للمفتي لسؤاله عن كل كبيرة وصغيرة في حياتنا. ومع ذلك فإن المسألة أصبح لها بُعد آخر، ذلك أن تراكم الفتاوى المسيئة عبر عقود أدى إلى خلل في العقلية المسلمة، خاصة بعد أن تسلطت الأفكار السلفية على عقول العوام، فمن ابن حنبل لابن تيمية لابن خزاعة لابن السميدع، حتى وصلنا لابن الوهابية وابن البنا وابن لادن وابن قطب، وعبر هؤلاء كلهم تناثرت وتكاثرت الفتاوى التي تحرم تهنئة المسيحيين بكل أعيادهم وتحريم الترحم عليهم، وتحريم إلقاء السلام عليهم ثم انتقلت هذه الفتاوى لمرحلة أخرى على يد الحويني بن حجازي وياسر بن برهامي ومحمد بن حسان وحسين بن يعقوب هذه المرحلة هي مرحلة تكفير ـ وليس تحريم تكفير».

مواقف مشرفة

وإلى جريدة «البوابة» لنكون مع عمرو عبد الراضي وهو يقول: «ويبقى الأمل في عم صلاح وأمثاله هذا الرجل المسلم كبير السن، الذي لم يتردد لحظة في الدفاع عن كنيسة مار مينا وإنقاذ مئات الأرواح، وانقض كالأسد على الإرهابي فقد مرت على مصر فترات تاريخية عديدة منها أزمات لا يمكن أن ينساها التاريخ، ومنها لحظات انتصار حفرت في وجدان المصريين، ففي أوقات الشدائد والحروب يقف المصريون بجوار بعضهم بعضا بمختلف «انتماءاتهم ومعتقداتهم وأفكارهم». التاريخ يشهد على عشرات المواقف والأحداث التي أظهرت عمق الوحدة الوطنية المصرية، ومنها مواقف البابا شنودة الشهيرة في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973؛ عندما قام قداسة البابا شنودة بعقد اجتماع مع الكهنة والجمعيات القبطية لحثهم على الإسهام في دعم المجهود الحربي وطلب من كل كنيسة وجمعية تقديم تقرير يومي له عما قدمته. وخطبته الشهيرة التي وجهها للشباب القبطي عقب الأحداث المؤسفة التي وقعت خلال السبعينيات، وكان الشباب القبطى غاضبا وثائرا جدا عندما قال «مستعد أن أبذل حياتي من أجل أي واحد منكم، كذلك أنا مستعد أن أبذل حياتي من أجل أي مسلم في هذا البلد فإن الحب الذي فينا لا يعرف تعصبا ولا تفريقا فنحن أخوة في هذا الوطن. إن وطنية الأقباط لم تكن في يوم من الأيام موضع سؤال ولن تكون، وإن تاريخ مصر ليسجل في كل حين مواقف مشرفة ووطنية للأقباط إلى جوار إخوانهم المسلمين».
الذئاب المنفردة

لكن مستشار جريدة «الوطن» وأستاذ الإعلام في جامعة القاهرة الدكتور محمود خليل لم تعجبه إجراءات الأمن ولذلك قال: «الإرهاب يطور تكتيكاته وأساليبه وطرق تنفيذ العمليات للنيل من الآمنين، في حين يتمسّك المسؤولون في مواجهته بالنمطية واللامرونة والتفكير الخطأ والأساليب العقيمة، أو بعبارة موجزة بـ»أسلوب الموظفين». قبل الاحتفال بليلة رأس السنة بأيام أعلنت وزارة الداخلية عن خطتها لتأمين الاحتفالات، وهو جهد يُشكر، لكنه يعكس طريقة تفكير قديمة أساسها الأمن المرئي. مدير أمن الغربية ـ على سبيل المثال ـ قاد موكباً شرطياً يتكون من 30 سيارة وسار به في شوارع المحافظة، وقال تعليقاً على هذا الأمر إنه يأتي في سياق طمأنة المواطنين، وإثبات القوة. الأمن الناجح هو الأمن غير المحسوس الذي يعتمد على المعلومات أكثر مما يعتمد على العضلات. الإرهاب بدأ التحرّك في الشوارع الخالية والتمشّى فيها وتنفيذ عملياته على مهل وأصبح تقييم العمليات الإرهابية يرتكز على فكرة العدد، أقصد عدد الضحايا وكأن سقوط 9 ضحايا أو ضحيتين فقط في عملية يعني نجاحاً «الحسبة الكمية» في هذا السياق تعكس أيضاً تفكير «موظفين». العمليتان الإرهابيتان في حلوان والعمرانية بحسابات العقل والسياسة تحملان خطورة بالغة الدلالة، فهما تعيدان من جديد فكرة «القتل على الهوية»، وفي الوقت نفسه تحملان دلالة على ما هو أخطر في المستقبل فإذا كانت ذئاب الإرهاب تنفذ اليوم عمليات إطلاق نار منفردة في الشوارع، وينفذ الذئب الواحد أكثر من عملية حتى يسقط كما حدث مع إرهابي مار مينا الذي قتل وأصاب العشرات قبل القبض عليه في آخر عملية فعلينا أن نتوقع ما هو أخطر خلال الأيام المقبلة».

مسلمون وأقباط

وإلى قضية الاحتفال بعيد الميلاد المجيد وعداء بعض المتطرفين الإرهابيين لأشقائنا المسيحيين وتجريمهم الاحتفالات بموالد الأنبياء، التي رد عليها بقوة وبعلم وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان في مقاله في جريدة «صوت الأزهر» التي تصدر كل اربعاء عن مشيخة الازهر بقوله: «اعتاد المسلمون الاحتفال بميلاد رسولنا الأكرم واعتاد الإخوة المسيحيون شركاء الوطن وجزء نسيجه، الاحتفال بميلاد سيدنا عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام. واعتاد كثير من المسلمين الاحتفال بأعياد الميلاد، من غير إدراك كثير منهم لارتباط المناسبة بميلاد المسيح عليه السلام، وإنما هي عندهم لنهاية عام ميلادي وبداية آخر. واعتاد فريق آخر إثارة حكم هذه الاحتفالات جميعًا كل عام، وهؤلاء تفرقوا فرقًا فبعضهم يجيز الاحتفال بميلاد الأنبياء عمومًا، وبعضهم يمنعه ويحرمه، وبعضهم يجيز للمسلمين الاحتفال بميلاد سيد الخلق محمد «صلى الله عليه وسلم» في حين يمنع مشاركة المسيحيين الاحتفال بأعياد الميلاد، بل يحرم تهنئتهم بهذه المناسبة. ونقر ابتداء أن ما يثار من لغط وجدال عقيم كل عام في هذا الشأن ما هو إلا مسلك خاطئ ومضيعة للوقت بلا طائل، في وقت تحدق بأبناء الوطن جميعًا المخاطر من كل جانب، ففضلًا عن التراجع الأخلاقى والقيمي والضعف الاقتصادي والتردي التعليمي والصحي، الذي لا تخطئه عين ولا يخفي على ذي لُب؛ هناك التطرف والإرهاب الذي يحصد أرواح الأبرياء مسلمين ومسيحيين، ويهدد استقرارهم ويزعزع أمنهم، ويبدد مقدرات وطنهم، بل إنه يدمر دولًا كاملة في مسعى لإفقاد العرب قوتهم وعزتهم وإضعاف لُحمة مجتمعاتهم ووحدة نسيجهم الوطني، ولم يعد يخفى على أحد تربص أعداء الأمة بنا.
ولعل هذا الاستغراق والانشغال بهذه الجزئيات الفرعية التي لن تُحسم هو جزء من مخطط كبير رسمه أعداء الأمة، ولم ينسوا وضع دور فاعل لنا فيه، حتى نُشغل عنهم بل ونعينهم علينا بضعفنا ووقوعنا في شَرَك التلهية الذي نصبوه لنا، فلو كنا فطناء حقًّا لما درنا في هذه الحلقات المفرغة مهما اختلفت وجهات نظرنا حولها، فما على غير المقتنع بجواز الاحتفال بميلاد الأنبياء قاطبة إلا ترك الأمر برمته، وعدم الانشغال باحتفال الآخرين، ولو أن المنشغلين ببيان الحكم الشرعي في أمر الاحتفال بميلاد الأنبياء والتهنئة بهذه المناسبات كانوا من العلماء حقًّا لما حاروا كل هذه الحيرة، وما أصدروا أحكامًا ما أنزل الله بها من سلطان في هذا السياق، فالاحتفال بميلاد رسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو رأي السواد الأعظم من المسلمين، وأدلتهم على ذلك كثيرة منها اعتزازه باليوم الذي وُلد فيه وقد كان من بين الأيام التي يصوم فيها، ففي صحيح مسلم: أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ صَوْمِ الِاثْنَيْنِ فَقَالَ: «فِيهِ وُلِدْتُ وَفِيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ» وتحريم بعض المسلمين احتفال شركاء الوطن بميلاد المسيح عليه السلام لا وجه له ولا حق لنا، نحن المسلمين، فيه فهو تزيد وتدخل في شؤونهم التي أمرنا شرعنا الحنيف بعدم التدخل فيها، وتركهم وما يعتقدون، فضلًا عن أننا كما لا نقبل منهم التدخل في ما نعتقده في ديننا، يجب علينا أن نكف عن التدخل في شؤونهم كمسيحيين، ولو أردنا استقصاء أدلة جواز احتفال المسلمين بميلاد عيسى وغيره من الأنبياء عليهم السلام لطال بنا المقام، ولكن الأهم في هذا السياق هو كيفية الاحتفال وليس حكمه وهو ما ينبغي أن يتحدث الناس فيه، فكثير من احتفالات الناس مخالفة لقواعد شرعنا، فالاحتفال برأس السنة أو ميلاد عيسى عليه السلام لا يكون بسهرات صاخبة وارتكاب الموبقات التي حرمتها المسيحية قبل الإسلام.
واحتفالنا بميلاد سيد الخلق ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يكون بشراء بعض الحلوى وتوزيعها على الأهل والأقارب، ولا أقصد بطبيعة الحال تحريم الحلوى بيعًا وشراء في هذه المناسبة، ولكن أقصد الاكتفاء بها كمظهر للاحتفال، فالاحتفال بميلاد نبي من الأنبياء يكون بإحياء سنته ونشر سيرته والتأسي ببعض صفاته وأخلاقه وتطبيق شريعته واتباع تعاليمه التي جاء بها».

المواجهة الحقيقية

وإلى «الشروق» ومقال سامح فوزي ومما جاء فيه: «أصدرت جريدة «صوت الأزهر» عددا خاصا الأربعاء الماضي عن عيد الميلاد، وهي سابقة الأولى من نوعها، تصدرها مقال مؤثر للأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب تناول فيه موعظة السيد المسيح على الجبل، ومقالات وتحقيقات أخرى عن هذه المناسبة. تحول لافت، وخطوة جريئة، تحسب لمؤسسة الأزهر، ورئيس تحرير المطبوعة الزميل أحمد الصاوي. بعد يومين وقع حادث كنيسة القديس مار مينا في حلوان، الذي استشهد فيه عدد من الأقباط برصاص إرهابي، وبرفقتهم فرد الأمن المسلم المكلف بحراسة الكنيسة. رافق ذلك استشهاد مواطنين أقباط في محلاتهم التجارية، سواء يوم الجمعة ذاتها، أو ليلة الاحتفال برأس السنة الميلادية. أرى أن هناك تلازما بين الأمرين: العدد الخاص من «صوت الأزهر» والحادث الإرهابي الذي تلاه، لأن مواجهة التطرف لن تكون إلا عن طريق مواجهة فكرية شجاعة وجريئة، ونقد التطرف بجسارة، ولغة لا تعرف المواربة أو توازن الحسابات. إذا لم نفعل ذلك فإننا للأسف خاسرون في المعركة إن أجلا أو عاجلا. أن تنشر جريدة الأزهر عن احتفال عيد الميلاد خطوة جريئة، خاصة في ضوء تكفير السلفيين له، ولكن ينبغي أن تتبعها خطوات أخرى من المؤسسات الدينية، والتعليمية والثقافية. التطرف يعشش في عقول الناس ما يرفع درجة جاهزيتهم للانخراط في العنف، وممارسة القتل على النحو الذي نراه. المواجهة ليست فقط بين الأمن والعناصر الإرهابية، ولكن أيضا في المدرسة، والإعلام، والشارع. هذا الكلام يٌقال كثيرا منذ سنوات، وفي أعقاب كل حادث إرهابي، ثم ما يلبث أن يخبو إلى أن نستيقظ على حادث آخر. وقد لا نكون مبالغين لو قلنا إن المواجهة الحقيقية هي مع ماكينة صناعة التطرف الفكري، التي لم يشتد عودها بعد، وما زلنا متعثرين في خطواتنا، نفتقر إلى الاستراتيجية الواضحة المتكاملة في هذا الخصوص. ليس مقبولا أن نغض الطرف في أحيان كثيرة عن التطرف فكرا وممارسة، ويشغلنا فقط التطرف المسلح، في حين أن الارتباط بين الأمرين وثيق. ليس مفهوما أن يغلق مكان للعبادة على خلفية أن السكان المحليين يرفضون ذلك، وكأن مناط الأمر بأيديهم، أو بأيدي العناصر المتشددة منهم، أو أن نلجأ إلى تسوية أحداث جنائية من خلال جلسات عرفية، وليس عن طريق تطبيق القانون.
مواجهة التطرف ينبغي ألا تعرف المواءمات أو نظن أن بالإمكان تحقيقها بدون أن نكون جادين فب تطبيق القانون، والحفاظ على مدنية المؤسسات العامة، والحفاظ على التعددية، وحقوق المواطنة، والتأكيد على الإصلاح الفكري، ومواجهة الأفكار السلبية التي تعج بها وسائل الإعلام، وتروجها تيارات دينية معروفة».

أين الأمم المتحدة؟

وأخيرا مع محمد بسيوني في «الوطن» وقوله: «مع تزايد الخطر على شعوب مصر والسودان وإثيوبيا من آثار سد النهضة الذي تبنيه الحكومة الإثيوبية بدون انتظار للمفاوضات مع الأطراف المعنية أو الرأي الفني الدولي المحايد، وبالمعاندة للمعارضة الشعبية الإثيوبية ذاتها، يرى الخبراء الدوليون ضرورة رفع قضايا دولية سريعة، لوقف جريمة سد العطش التي تُهدّد بإبادة جماعية للشعوب وللحياة ذاتها خلال شهور قليلة مقبلة.. وتعتمد القضايا المفترض تقدم مصر، حكومة وشعباً، بها على الاتفاقيات الدولية الآتية: ـ بروتوكول روما سنة 1880 وقد تم توقيعه بين بريطانيا (تحتل مصر والسودان آنذاك)، وإيطاليا من أجل تحديد مناطق نفوذ الدولتين فى شرق إفريقيا.. ولقد نصّت الفقرة الثالثة على ألا تقيم إيطاليا (تحتل إثيوبيا آنذاك) أي إنشاءات على نهر عطبرة، الذي يصب في نهر النيل حتى لا تتأثر حصة مصر والسودان من المياه، وكانت إيطاليا نيابة عن إثيوبيا. اتفاقية أديس أبابا سنة 1902 وهذه المعاهدة كانت بين بريطانيا العظمى (مصر والسودان) وإيطاليا (إثيوبيا)، وفيها تعهّد الإمبراطور منليك الثاني ملك إثيوبيا في الفقرة الثالثة بعدم بناء، أو السماح بقيام أي مشروع على النيل الأزرق أو بحيرة تانا أو نهر السوباط يؤثر على حصة مصر والسودان. اتفاقية لندن سنة 1906 وقد وقعتها بريطانيا وزائير (الكونغو الديمقراطية حالياً) بعدم إقامة منشآت من شأنها تخفيض المياه التي تصب في بحيرة ألبرت إلا بالاتفاق مع حكومة مصر والسودان وبريطانيا. اتفاقية سنة 1925 وهذه الاتفاقية عبارة عن مذكرات تفاهم بين بريطانيا وإيطاليا، وفيها اعتراف رسمي من الحكومة الإيطالية (تمثل إثيوبيا) بحق مصر والسودان في مياه النيل الأزرق والأبيض، والأهم عدم إنشاء أي إنشاءات يمكن أن تؤثر على حصة مصر والسودان من المياه. اتفاقية سنة 1929 وهي اتفاقية بين بريطانيا ومصر، نيابة عن السودان وأوغندا وكينيا وتنظم ضبط استخدام مياه النيل. ويتّضح لنا من الاتفاقيات أنها كلها تمت تحت إشراف بريطانيا وإيطاليا.. وللوصول إلى نتيجة مباشرة وأسرع من المفاوضات الحالية، وكذلك بدون إعلان الحرب على إثيوبيا يكون الحل في تحريك قضايا دولية لوقف أخطار الجرائم ضد الإنسانية المحتملة، التي أصبحت تُهدد الحياة الإنسانية».

خبراء دوليون يطالبون بضرورة رفع قضايا دولية سريعة لوقف جريمة سد العطش بدون إعلان الحرب على إثيوبيا

حسنين كروم

الأردن معني برسالة «المحاور» والسعودية أولويتها إيران لا القدس

Posted: 03 Jan 2018 02:17 PM PST

عمان- «القدس العربي» : ليس سرًا أن عمان بذلت خلال الأيام القليلة الماضية جهداً معقداً وراء الكواليس لضمان تمثيل بمستوى لائق وحضور جميع الأطراف لاجتماع وزراء الخارجية العرب المصغر المقرر سابقًا بعد غد السبت على أمل التوصل إلى استنتاجات محددة بشأن الخطوة التالية في استراتيجية الدفاع عن القدس.
ست دول يفترض أن تحضر هذا الاجتماع والبند الرئيسي على جدول الأعمال هو آلية ووسائل التصرف بعدما حصل في الجمعية العمومية للأمم المتحدة وتقرير مصير القمة الطارئة على مستوى الزعماء العرب التي تقرر الشهر الماضي أن تعقد بعد أسابيع في الأردن. ولا توجد مؤشرات مقنعة توحي بأن انعقاد القمة العربية سريع وفعال او ممكن من دون خلافات لأن بيع المواقف على المستوى العربي تحت لافتة القدس هو اللغة المسيطرة اليوم على خطاب وزراء الخارجية العرب أكثر من البحث في التقنيات والوسائل وفقاً لما سربه لـ «القدس العربي» مصدر سياسي فلسطيني مشتبك مع التفاصيل.
عمّان في المستوى الدبلوماسي تتحمس لهذا اللقاء ليس لإكمال مشوارها فحسب، في مجال مواجهة تداعيات ما بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة، ولكن أيضاً لأنها مهتمة بصفة خاصة بأن يحضر الطرفان الأساسيان بهذا الاجتماع على مستوى وزير الخارجية وليس السفراء ضمن محور أبو ظبي – الرياض – تحديداً وبهدف إعادة انتاج الانطباع بأن الأردن لا يزال في محوره القديم عربيًا، ويؤمن بالتنسيق ولا يخطط لمغادرة هذا المحور كما يوحي العديد من التقارير الإعلامية والسياسية.
الأردن أيضاً مهتم بأن يحضر وزراء خارجية اللجنة الرباعية حيث مصر والأردن نفسه مع السعودية والإمارات إضافة إلى الممثل الفلسطيني للقضية بطبيعة الحال ووزير الخارجية المغربي بصفته رئيساً للجنة القدس في الجامعة العربية.
يفترض أن يحضر أيضاً أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية على أمل انتاج تواقيت موثقة واقحام الجامعة ومؤسساتها بتفاصيل المواجهة المطلوبة في ملف القدس ضمن كلاسيكيات الرباعية العربية نفسها ومعسكر الاعتدال العربي حيث هجمة جديدة دبلوماسياً تحاول الاستثمار في الاتجاه الأوروبي وحيث المبادرة العربية والهتاف مجدداً لخيار الدولتين، الأمر الذي يبرر عملياً حرص الأردنيين على إحياء اللجنة الرباعية العربية.
يحب الأردن أن يحضر وزيرا خارجية الإمارات والسعودية شخصيًا لكن لا يوجد ضمانات أكيدة لحضورهما قبل 48 ساعة من انعقاد الاجتماع. كما يحب وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أيضاً تطوير آليات لمواجهة تداعيات ملف القدس تتجاوز من دون تجاهل الكلاسيكيات والتراثيات المشار إليها وثمة اقتراح سيبحثه الاجتماع تحت عنوان إنجاز اختراقات جديدة من بينها رعاية أممية او متعددة الأطراف هذه المرة ومن دول محورية كبيرة مثل روسيا وتحت مظلة الاتحاد الأوروبي.
قد لا تحصل عمان على مرادها هنا، لأن التكتيكات المرتقبة للدول الست في اجتماع عمان قد تصطدم بالأجندات الثنائية والفردية حيث يبدو وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي مستعداً للحضور مع ورقة تطلب الدعم للسلطة في استثمار خيارات دُولية من طراز تقديم شكوى لمجلس الأمن ضد القرار الأمريكي. أو اللجوء للمحكمة الدُّولية او حتى إكمال المواجهة تحت لافتة البند السابع لوثيقة الأمم المتحدة التي تعتبر قرار الجمعية العمومية الأخير ملزماً، لأن الاجتماع الذي اتخذ القرار انعقد أصلاً تحت بند قانون يلزم الدول الأعضاء بالتصويت.
الأجندة الإسرائيلية المتسارعة ضغطت بدورها مسبقا على برنامج اجتماع عمان الوزاري الذي يسبق قمتها الطارئة حيث فرض قرار الكنيست الإسرائيلي الأخير بضم القدس إيقاعاً مختلفاً كما فرض قرار تصويت حزب الليكود على ضم القدس والضفة إيقاعاً استفزازياً يرهق المبادرات العربية ويقحمها في الكثير من التفاصيل. لذلك استبق الوزير الصفدي الاجتماع بتصريح مبكر أمس الأول شكك فيه بشرعية القرارات الإسرائيلية الأخيرة وعلى المنوال ذاته أعلنت السلطة الفلسطينية بعد التهديد الأمريكي بقطع المعونات عنها أن القدس ليست للبيع ولو بالمليارات كما قال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة.
واستبقت عمان ايضاً الاجتماع بالاتصال الهاتفي الودي بين الملك عبد الله الثاني وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد وبصورة تسمح فيما يبدو بإحياء شكلي في الأقل للرباعية العربية في الوقت الذي لا يزال فيه الموقف السعودي غامضاً لأن الإشارات التي تلتقطها مجسّات الدبلوماسية الأردنية من الوزير عادل الجبير تؤشر مجدداً إلى رفض فكرة استهداف الراعي الأمريكي للمفاوضات.
وتؤشر بالوزن عينه تقريباً إلى أولويات سعودية قد لا يكون من بينها التصعيد ضد الإدارة الأمريكية في ملف القدس خصوصاً في اللحظة التي تضطرب فيها الأوضاع في إيران وتزداد سخونة في اليمن وهما بوصلتان ينقل مقربون أردنيون من الوزير الجبير قوله بأنهما الأهم في الأجندة السعودية.
يعقد اجتماع عمان أيضاً فيما يزداد شعور الأردنيين بتراجع كبير في مستوى التنسيق بينهم وبين السعودية، ويعقد أيضاً في ضوء محاولة إنعاش غير مضمونة النتائج للاتصالات مع أبو ظبي ووسط توجّه قوي في الدَّولة الأردنية بدأ يشعر بأن أجندة الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعود إلى مربع الاحتفاظ بالمعلومات وعدم مشاركة الأردن بها.
وسط هذه التعقيدات يجلس ممثلو ست دول عربية في اجتماع لا يقل تعقيداً في العاصمة الأردنية يوم السبت على أمل إكمال برنامج أقر سابقًا على مستوى مجلس وزراء الخارجية العرب في الجامعة، وهو البرنامج نفسه الذي تاهت تفاصيله الإجرائية بسبب تباين المواقف والاتجاهات وتعاكس وأحياناً تقاطع الأجندات والأولويات.
بالنسبة للحلقة الأردنية في المشهد انعقاد الاجتماع بحد ذاته مكسب صغير وقد يفيد في مستويات لا علاقة لها بملف القدس.

الأردن معني برسالة «المحاور» والسعودية أولويتها إيران لا القدس
وزراء خارجية ست دول عربية يجتمعون في عمّان مع بوصلة متفككة
بسام البدارين

محللون أمريكيون يتوقعون استمرار الأزمة الخليجية في عام 2018 ويسخرون من إضافة تركيا إلى قائمة أعداء الإمارات

Posted: 03 Jan 2018 02:16 PM PST

واشنطن ـ «القدس العربي»: توقع محللون أمريكيون استمرار الأزمة الخليجية التى قطعت فيها السعودية والامارات العربية والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع قطر، وقالوا ان القطيعة والخلافات ستكون ببساطة عنوانا للنظام الجديد في المنطقة.
واضاف المحللون انه لا يوجد أى دليل على ان السعودية وتحالفها في المنطقة مستعدون للتفاوض حول العقوبات التى فرضوها بدون اسباب مقنعة على قطر منذ حزيران/ يونيو الماضي، بما في ذلك مزاعم دعم الإرهاب، وقالوا ان محاولات عزل قطر لم تنجح بل اسفرت عن معادلات جديدة في تحالفات المنطقة، بما في ذلك زيادة نفوذ تركيا وعودة العلاقات بين قطر وإيران إلى مستويات معقولة.
واكد خبراء أمريكيون من معهد ( ثنك بروغرس) ان قطر لم تمثل تهديدا للسعودية ولكنها ارسلت اشارات متعددة إلى المنطقة بأن لها خيارات كثيرة للرد على الحصار، ووفقا لاراء العديد من المحللين الأمريكين، فإن هناك اشارات مزعجة بشكل لا يصدق من انه سيكون من الصعب اصلاح العلاقات داخل مجلس التعاون الخليجي في أى وقت قريب وانه من المرجح ان تزداد علاقات قطر مع تركيا وإيران.
وتحدث محللون أمريكيون عن نزاعات داخل الامارات العربية بشان العلاقة مع إيران وقالوا ان دبي تحت ابو ظبي على استمرار العلاقة التجارية القوية مع طهران، وقالوا بأنه لا يوجد أى امل في الوقت الحاضر في تشكيل تحالف سنى ضد إيران.
وسخر المعلقون الأمريكيون من محاولة السعودية والامارات العربية فرض اشكالها في الحكم على دول المنطقة بسبب عدم وجود نماذج حقيقية للحكم في هذه الدول تستطيع الصمود امام النقد او المعارضة الجدية، وفي الواقع، توصل العديد من المحللين في واشنطن إلى استنتاج مهم للغاية هو ان محاولة عقاب قطربسبب عدم معارضتها لاشكال سياسية معينة تثبت ان السعودية او الامارات او غيرها من دول الحصار لا تريد التسامح مع اى شكل من الاشكال السياسية المعارضة.
واستنتج المحللون ان التصريحات الاخيرة الصادرة عن العديد من المسؤولين الخليجيين تشير إلى ان الخلافات والشقوق ستتعمق اكثر في عام 2018 بعد سنة من المعارك السياسية المريرة التى قسمت منطقة الخليج العربي إلى معسكرين.
ولاحظ محللون أمريكيون اتساع قائمة اعداء تحالف السعودية والامارات إلى تركيا والاتهامات الرسمية لاسطنبول بمحاولة فرض النفوذ على العالم العربي بما في ذلك التصريحات والتغريدات التى نقلتها منصات اعلامية أمريكية عن العديد من مسؤولي الامارات بان إيران وتركيا لن تلعب ادوارا قيادية في العالم العربي، وذلك ردا على موافقة السودان وتركيا بالتعاون في مشروعات المؤاني العسكرية والمدنية في البحر الاحمر، وهي منطقة كانت الامارات العربية تطمح في تكون نقطة جديدة لتوسيع النطاق العسكري.
وقال خبراء ان السعودية والامارات العربية تنظران في الاتجاهات الخاطئة في محاولة لتحديد التاثيرات غير المبررة، وعدم الاشارة إلى الانتشار المتنامي لروسيا في المنطقة وعلاقات موسكو الوثيقة مع إيران وتركيا ومصر وزيادة نفوذها العسكري في سوريا وربما ليبيا.
واكد محللون أمريكيون ان السعودية والامارات اتخذتا خطوات جدية كبيرة في محاولة لتخريب مجلس التعاون الخليج العربي الذى يضم قطر واطرافا خليجية اخرى محايدة مثل الكويت وعمان عبر تشكيل لجنة جديدة لدول المنطقة.
واضاف الخبراء إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعب بشكل غير مباشر في توسيع الخلافات وابعاد الاطراف عن نقاط الاتفاق في منطقة الخليج والتركيز على محاربة إيران ولكن سياسته فشلت في جذب دول المنطقة إلى معركة مع طهران بما في ذلك مصر التى ابدت اهتماما ضيئلا في اظهار العضلات امام إيران بسبب انشغالها في الحرب الكبيرة ضد عناصر تنظيم (الدولة الإسلامية) على اراضيها، وعلى النقيض من ذلك، حاول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تقوية العلاقات مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين حيث وقعت مصر وروسيا اتفاقيات في وقت سابق لبناء منشات نووية واستئناف الرحلات بين البلدين.
وتوقع المحللون الأمريكيون استمرار ما يسمى بالأزمة الخليجية التى قطعت فيها السعودية والامارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع قطر.
واكد المحللون الأمريكيون ان الولايات المتحدة لم تكن وسيطا فعالا في الأزمة ولكنها اسهمت، ايضا، في اشعال نيران الخراب في الخليج مع رسائل ترامب المختلطة المضمون حيث اشاد ترامب بقطر ثم زج اليها اتهامات غير مدروسة كما صدرت تصريحات متضاربة من البيت الابيض ووزارة الخارجية، ولغاية الان، لم تتحدث الحكومة الأمريكية في لغة واضحة بشان ازمة الخليج ولم تصدر عن واشنطن تحركات او اجراءات فعلية صادقة للمساعدة في حل الأزمة.

محللون أمريكيون يتوقعون استمرار الأزمة الخليجية في عام 2018 ويسخرون من إضافة تركيا إلى قائمة أعداء الإمارات

رائد صالحة

فصائل المعارضة السورية تجبر قوات النظام على التراجع في محيط قاعدة «المركبات العسكرية» وتأسر 11 جندياً

Posted: 03 Jan 2018 02:16 PM PST

دمشق – «القدس العربي»: أحرزت فصائل المعارضة المسلحة تقدماً جديداً في ريف دمشق، وأحكمت سيطرتها على «كراج الحجز» أحد أكبر حصون قوات النظام بالقرب من وزارة الري ومبنى المحافظة، وتمكنت من أسر 11 جندياً من صفوف قوات النظام في المعارك الدائرة قرب قاعدة «إدارة المركبات العسكرية» في مدينة حرستا في محيط العاصمة دمشق.
ووفقاً لمصادر ميدانية لم تستطع قوات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة والفرقة العاشرة وباقي التعزيزات العسكرية والميليشيات المحلية والأجنبية من فك الحصار عن ادارة المركبات، فيما تدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين، باتجاه مبنى محافظة ريف دمشق، التي تحاول فصائل المعارضة انتزاع السيطرة عليه، إضافة إلى المواجهات الدائرة في محيط مبنى الأمن الجنائي، وفرعي المرور والمواصلات والرحبة 411.
إدارة المركبات في حرستا شرقي دمشق، تتألف من كتل عسكرية ومبان إدارية عدة، كما يتواجد فيها المعهد الفني العسكري، وهو مخصص مركز تدريبي للمجندين السوريين، وهذه المباني هي مناطق محاصرة بالكامل من قبل قوات المعارضة السورية.
مصدر مطلع قال لـ «القدس العربي» ان اسرى النظام البالغ عددهم 11 جندياً بعضهم مصاب نقلوا إلى أماكن احتجاز آمنة، فيما تواصل فصائل الثوار تقدمها بعد احكامها على الطريق الواصل بين حرستا وعربين، وسيطرتها على كراج الحجز باتجاه مبنى الري والمحافظة، متابعة حصارها لإدراة المركبات بمن فيها من عناصر وضباط كبار. وأضاف ان «الثوار الآن في وضع الهجوم ومستمرون في تمشيط منطقة قاعدة إدارة المركبات العسكرية، وقد حاصروا المعهد الفني ومبنى المحافظة بشكل كامل» فيما تدخل تدخل الطيران الحربي الروسي ضمن مساعيه لإنقاذ قوات النظام وتغطية تحركاتهم.

تعزيزات عسكرية

وفي المقابل كثف النظام السوري، المدعوم بمقاتلات روسية، قصفه لمواقع المعارضة وخطوط الاشتباك لكسر الحصار المفروض على عناصره في ادارة المركبات، حيث زاد عدد الغارات خلال يوم الأربعاء عن 40 غارة، حملت كل واحدة منها 6 صواريخ شديدة الانفجار، وتركز القصف بالقرب من مبنى المحافظة، إضافة إلى استهداف الأسواق الشعبية في كل من مدينتي دوما وعربين، والأماكن السكنية والبنى التحتية.
ودفعت النظام السوري بثلاث فرق عسكرية من نخبتها إلى مواقع المواجهات، من الفرقة الرابعة، إلى الحرس الجمهوري، والفرقة العاشرة»، بالإضافة إلى ميليشيا «درع القلمون» وغيرها من الميليشيات المحلية، وتحدث المصدر عن أن التعزيزات العسكرية كافة للنظام يتم توجيهها نحو معارك «حرستا» خوفاً من سقوط إدارة المركبات وكتلة المباني المحاصرة بيد المعارضة.
فالمعارك الدائرة عبارة عن قتال شوارع، ومواجهات قريبة، وخطوط المواجهات متداخلة، وهذا ما عزز معادلة سقوط المزيد من قتلى النظام السوري، الذي كثف قصفه جوي حيث شهدت المنطقة غارة جوية كل دقيقتين على مناطق حرستا وعربين وجبهات القتال. وتزامناً مع جبهات حرستا، أقدمت قوات النظام السوري على فتح معركة جديدة في الجبهة الشرقية من الغوطة الشرقية، وهي جبهة «جيش الإسلام»، إذ تحاول قوات النظام التخفيف عن جبهات حرستا «شرقي دمشق» عبر فتح معارك في الجبهة الشرقية من غوطة دمشق، في محاولة منه لتشتيت التشكيلات العسكرية للمعارضة.

عنصر المفاجأة

المعركة التي بدأتها المعارضة السورية، اكتسبت عنصر المفاجأة للنظام السوري، خاصة مع نجاح مقاتلي المعارضة من التقدم لمساحات كبيرة خلال زمن قياسي، فيما سعت قوات النظام لتلافي الخسائر المتزايدة عبر زج أعداد كبيرة من مقاتليها في المعارك، وتعزيز قواتها بسلسلة من الهجمات الجوية على المواقع المدنية تـارة وعلى خطـوط التمـاس تارة أخـرى.
وتوقع خبير عسكري في لقاء مع «القدس العربي» عدم قدرة النظام من فك الحصار عن إدارة المركبات، خاصة مع التكتيك العسكري الجديد الذي بدأته المعارضة ضد قواته، والذي أثمر عن حصار الإدارة بشكل كامل، والتقدم والسيطرة على مناطق أخرى بعيداً عن الإدارة، مما يعني قطع أوصال طرق الإمداد العسكري للنظام، لا سيما أن قوات المعارضة تجاوزت إدارة المركبات بحوالي الكيلو متر، مما يعني إلزام النظام باستعادة مساحة كيلو متر على أقل تقدير، لفك الحصار عن قواته المحاصرة في إدارة المركبات والوصول لمشارفها.
وأكدت وسائل إعلام موالية للنظام السوري تقدم فصائل المعارضة على حسابها وفقدان الاتصال مع المحاصرين الذي يفوق عددهم الـ 200 مقاتل بينهم ضباط كبار، وذكرت انه «كان من المقرر ان تنطلق صباحًا العملية العسكرية لفك الحصار عن المحاصرين في الادارة ولكن تم تأجيلها بسبب بعض الاختلافات في تحديد آلية التحرك بعد وصول الفرقة الرابعة ومشاركتها في العملية، ومهمة الرابعة الأولية كانت التمهيد الصاروخي عبر صواريخ جولان والاقتحام سيكون بمجموعات المشاة وعلى رأسها اسود ال 402 وعناصر حامية الإدارة وتم استقدام عناصر مشاة اضافية من «الرابعة» للمشاركة، إضافة لمشاركة درع القلمون وغيرها من عناصر المصالحات، فالمعركة ليست سهلة وصعوبتها متمثلة بالطبيعة المعقدة للمنطقة وبسبب وجود نقاط محاصرة داخل الادارة لذلك مهمة القصف تحتاج لتركيز دقيق ولمنع اصابة النقاط الصديقة داخل الإدارة، فالمحاصرون ما بقي معهم شحن والاتصال معهم يقتصر على اساليب محددة ومحصورة».
وفي الاحياء السكينة البعيدة عن جبهات الغوطة الشرقية وثق فريق الدفاع المدني في ريف دمشق مقتل 3 مدنيين، طفلان وامرأة واصابة 10 مدنيين بجروح بينهم 8 أطفال وامرأة، بقصف جوي لقوات النظام على مدن وبلدات الغوطة، فضلاً عنتسببه بدمار في الأحياء السكنية والممتلكات العامة والخاصة.

فصائل المعارضة السورية تجبر قوات النظام على التراجع في محيط قاعدة «المركبات العسكرية» وتأسر 11 جندياً
«الحرس الجمهوري» والفرقتان الرابعة والعاشرة تفشل في فك الحصار
هبة محمد

ردا على تغريدة لترامب هدد بها بقطع المساعدات عن الفلسطينيين أبو ردينة: القدس ليست للبيع لا بالذهب ولا بالفضة… وعشراوي: نرفض الابتزاز

Posted: 03 Jan 2018 02:16 PM PST

رام الله – «القدس العربي» : قال نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، إن «مدينة القدس ومقدساتها لليست للبيع لا بالذهب ولا بالفضة». جاء ذلك رداً على تصريحات الولايات المتحدة التي أعلنت فيها أنها ستتخذ قرارا بوقف تمويل برامج دعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، حال عدم عودة فلسطين إلى المفاوضات مع إسرائيل.
وقال إن السلام الحقيقي والمفاوضات يقومان على أساس الشرعية العربية والدولية، وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وأكد أنه إذا كانت الولايات المتحدة، حريصة على مصالحها في الشرق الأوسط، فعليها أن تلتزم بمبادئ ومرجعيات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وإلا فإن الولايات المتحدة تدفع المنطقة إلى الهاوية.
و قالت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ردا على تغريدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول فلسطين «إن الحقوق الفلسطينية ليست للبيع، وقيام ترامب بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل لا يشكل انتهاكا للقانون الدولي فحسب، وانما تدميرا شاملا لأسس ومتطلبات السلام، كما انه يكرس ضم اسرائيل غير الشرعي لعاصمتنا».
وأضافت «لن نخضع للابتزاز، لقد أفشل الرئيس ترامب سعينا للحصول على السلام والحرية والعدالة، والآن يقوم بلومنا والتهديد بمعاقبتنا على نتائج سياساته هو المتهورة وغير المسؤولة».
كما اعتبر سلطان أبو العينين رئيس هيئة شؤون المنظمات الأهلية، أن قرار ترامب وما تبعه من إجراءات اتخذها حزب الليكود الإسرائيلي بالسيادة على أجزاء من الضفة الغربية «المستوطنات» وكذلك تصويت الكنيست على إخراج القدس من المفاوضات، قد أسقط أي رهان على تسوية سياسية. وأضاف «ان التهديدات الأمريكية بوقف الدعم عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا واشتراط ذلك بأن يعود الجانب الفلسطيني لطاولة المفاوضات مع إسرائيل، إنما يأتي في سياق الانحياز الأمريكي السافر للاحتلال الإسرائيلي، والتأكيد على أن أمريكا باتت طرفاً في الصراع وليست وسيطا».
وأعرب عن رفض الشعب الفلسطيني لأي إبتزاز مالي من قبل أمريكا من أجل انتزاع مواقف سياسية تنتقص من حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، قائلا «بئست الأموال الأمريكية المرهونة بمصير فلسطين».
وقال «على مدار العام الماضي انشغلت الأروقة السياسية بصفقة القرن التي لم يرشح منها إلا الاسم»، واتجهت العيون والافئدة نحو بلاد العم سام، التي صفعت ضيوفها بإعلان الرئيس دونالد ترامب في السادس من ديسمبر/ كانون الأول الماضي القدس عاصمة لإسرائيل. واستطرد قائلاً «هذا الإعلان الذي تلقفه اليمين المتطرف في إسرائيل ليختتم حزب الليكود الحاكم في تل أبيب عامُه بالتصويت على السيادة المطلقة على «المستوطنات في يهودا والسامرة»، لأنهم لا يعترفون أصلاً بشيء اسمه الضفة الغربية.
وذكر أن هذا التصويت فتح شهيّة الكنيست (برلمان الاحتلال) على التصويت بأغلبية على رفض المفاوضات نهائياً بشأن مدينة القدس، درة تاج الدولة الفلسطينية الناجزة وعاصمتها الأبدية، لتخرج بذلك من أي مفاوضات ممكنة مستقبلا، ونحن ما زلنا نتلمس لبعضنا، عرباً ومسلمين، الأعذار للاستمرار في التخاذل تحت مسميات «رومانسية» نبرر فيها عجزنا عن حماية مقدساتنا ونواسي فيها أنفسنا على ما فقدنا.
وأعرب أبو العينين عن تخوفه من العودة للمفاوضات بتبريرات غير مبررة، تحت وصاية العم سام، الذي منحناه على مدار عقدين من الزمن توكيلاً حصريا ووصاية، شجعته على منح ما لا يملك لمن لا يستحق. ودعا مؤسسات القرار الفلسطيني على اختلاف مسمياتها إلى اتخاذ قرارات مصيريه ردا طبيعيا على قرارات ترامب والليكود والكنيست الإسرائيلي وما يحمله قادم الأيام الذي ربما يكون أعظم. وكان ترامب قد قال إن واشنطن قد لا تدفع بعد الآن «مئات الملايين من الدولارات سنويا للفلسطينيين وذلك في ظل «عدم استعدادهم للمشاركة بمحادثات السلام».
.وجاء التصريح عبر تغريدة له على تويتر قال فيها «ليست فقط باكستان التي ندفع لها مليارات الدولارات من أجل لا شيء، ولكن أيضا العديد من البلدان الأخرى، وغيرها. على سبيل المثال، ندفع للفلسطينيين مئات الملايين من الدولارات سنويا ولا نحظى بأي تقدير أو احترام. هم لا يريدون حتى التفاوض على معاهدة سلام طال أمدها مع إسرائيل».
وأضاف قائلاً «لقد أبعدنا القدس، أصعب جزء من المفاوضات عن الطاولة، لكن إسرائيل في مقابل ذلك عليها أن تدفع الكثير. طالما أن الفلسطينيين ما عادوا يريدون التفاوض على السلام، لماذا ينبغي علينا أن نسدد لهم أيا من هذه المدفوعات المستقبلية الضخمة؟».

ردا على تغريدة لترامب هدد بها بقطع المساعدات عن الفلسطينيين أبو ردينة: القدس ليست للبيع لا بالذهب ولا بالفضة… وعشراوي: نرفض الابتزاز

فادي ابو سعدى

جديد الحملة التونسية ضد الفساد: رفع الحصانة عن وزير داخلية سابق

Posted: 03 Jan 2018 02:16 PM PST

تونس – «القدس العربي» : قرر القضاء التونسي رفع الحصانة عن وزير الداخلية الأسبق ناجم الغرسلّي تمهيدا لمحاكمته بتهم تتعلق بـ»التآمر على أمن الدولة»، في إطار الحملة ضد الفساد التي يقودها رئيس الحكومة يوسف الشاهد.
وأكد عماد الخصخوصي المتحدث باسم المجلس الأعلى أن المجلس قرّر رفع الحصانة القضائية عن وزير الداخلية الأسبق وسفير تونس السابق في المغرب ناجم الغرسلي، تمهيدا للتحقيق معه كـ «متهم» في قضية «التآمر على أمن الدولة الداخلي والتخابر مع جهات أجنبية» المتعلقة برجل الأعمال الموقوف حاليا شفيق الجراية، بعدما تم استجوابه شاهدا في القضية المذكورة قبل أشهر.
وجاء القرار القضائي الجديد ليحسم الجدل حول «تلكؤ» القضاء فيما يتعلق برفع الحصانة القضائية عن الغرسلي بعدما تلق طلبا بهذا الشأن من قبل القضاء العسكري في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وكانت مصادر إعلامية تحدثت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي عن إيقاف الغرسلّي، فضلا عن استجواب رئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد في القضية ذاتها، إلا أن الغرسلي نفى خبر اعتقاله مؤكدا أنه تم الاستماع إليه شاهدا في القضية، فيما أشارت مصادر من وزارة الخارجية التونسية إلى أنه تم إنهاء مهام الغرسلي سفيرا لبلاده في المغرب من دون ذكر الأسباب.
وجاء قرار رفع الحصانة القضائية عن الغرسلي بعد شهرين من إصدار المحكمة العسكرية في تونس قرارا يقضي بسجن المدير العام الأسبق للمصالح المختصة بوزارة الداخلية عماد عاشور، وذلك في إطار القضية ذاتها المتعلقة بـ»التآمر على أمن الدولة الداخلي والتخابر مع جهات أجنبية» الموقوف فيها كل من رجل الأعمال شفيق الجراية والمدير الأسبق لمكافحة الإرهاب صابر العجيلي.
وعلّقت المحامية ليلى حداد (محامية شهداء الثورة) حينها على القضية بقولها «عماد عاشور الموقوف، رافق شفيق الجراية في عدة زيارات لليبيا بعد ان تم اخذ الإذن من وزير الداخلية الأسبق ناجم الغرسلي ومنحه أربع رخص للسفر لليبيا، الذي بدوره تشاور مع رئيس الحكومة حبيب الصيد ورئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، وكانا على علم، من المفروض ان يتم سماع البقية في قضية التآمر على أمن الدولة من قبل قاضي التحقيق العسكري وإصدار بطاقات الإيداع في حق من تورط في التخابر مع جهات أجنبية».
وكتب المحامي عماد بن حليمة مقالا على صفحته على موقع «فيس بوك» بعنوان «ماكينة الدولة تلتهم أبناءها فهل من مزيد؟» قال فيه «في خطوة مخيّبة للآمال أصدر المجلس الأعلى للقضاء بتأريخ 02/01/2018 قرارا في رفع الحصانة عن القاضي ناجم الغرسلي وزير الداخلية الأسبق ليكون قربانا يضاف الى ما يعرف بقضية التآمر على أمن الدولة المنشورة أمام القضاء العسكري والتي أوقف فيها كل من صابر العجيلي المدير السابق للوحدة الوطنية لمكافحة الإرهاب وعماد عاشور المدير العام للمصالح المختصّة بوزارة الداخلية في عهد حكومة الحبيب الصيد، على خلفية ما ينسب لهم من علاقة مع شفيق جراية الصديق السابق المقرّب جدّا من عديد القيادات الحالية من حركتي نداء تونس والنهضة».
وأضاف «في بداية النصف الثاني من شهر ماي 2017 كانت حكومة يوسف الشاهد على حافة السقوط والتهاوي على خلفية أحداث تطاوين وزادت سهام بن سدرين الطين بلّة لمّا بثّت جلسة استماع علنية بالتلفزة الوطنية أتى فيها عماد الطرابلسي على ذكر عديد الأشخاص في علاقة بملفات فساد محتملة في فترة حكم ابن علي في الوقت الذي كانت رئاسة الجمهورية تروّج فيه بقوة لمشروع قانون المصالحة الاقتصادية. الحلّ كان في نقل رحى المعركة من حكومة تواجه احتجاجات اجتماعية تنذر بسقوطها الى حكومة تعلن الحرب على الفساد و تحظى بالدّعم الشعبي وفي هذا الاطار أعطي الضوء الأخضر لقطف رأس شفيق الجراية في إطار قضية أمن الدولة سعيا في توفير الأمن لحكومة الشاهد».
وأضاف «الأكيد أن تلك القضية لا علاقة لها بأمن الدولة فهي قد انطلقت برسالة تفيد وجود شبهة على محاولة موظف مكلّف بالبحث في جرائم الإرهاب التدخل لفائدة طرف موقوف على ذمّة قضية إرهابية وهي بالتالي من الاختصاص المطلق للقطب القضائي لمكافحة الإرهاب. مرّة أخرى يغيب بُعد النظر والاستراتيجية عن مهندسي السلطة ليقع تسبيق الحسابات لشخصية و السياسية عن المصلحة الوطنية العليا و يتمّ الطعن المبرّح في مصداقية الأجهزة الأمنية التونسية في قضية جوفاء». واعتبر ابن حليمة أن «مسلسل ملف شفيق الجراية والاعتداء على أمن الدولة قد يتواصل الى حدّ سنة 2019» محذّرا من «تصفية» الجراية داخل السجن «في إطار لعبة الكراسي المقلوبة بين الأطراف السياسية الفاعلة ذات العلاقة السابقة به».
وأضاف «شفيق الجراية محلّ عديد التتبعات الجزائية في قضايا تدليس عقود بيع وقعت لفائدته وموضوعها أملاك ترجع في الأصل لعائلة الطرابلسية (عائلة زوجة الرئيس السابق زين العابدين بن علي) وهو لا شك متمتع بقرينة البراءة الى حين ثبوت إدانته في محاكمة عادلة، وعليه فلا حاجة للنفخ في مزمار قضية الاعتداء على أمن الدولة والدفع بمزيد الضحايا الى المحرقة في نمط استعراضي يعود وبالا على صورة تونس في الخارج، فماذا نقول اليوم إزاء تتبّع وزير داخلية سابق وسفير فوق العادة بالمملكة المغربية من أجل شبهة التورّط في قضية ذات طابع إرهابي؟».
وكان رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد أطلق منتصف العام الماضي حملة كبيرة ضد رموز الفساد في البلاد طالت العشرات من رجال الأعمال، حيث تم تجميد أموالهم ومنعهم من السفر فضلا عن اعتقال عدد كبير منهم بتهم متعددة تتعلق بالفساد والمساس بأمن الدولة والتخابر مع جهات خارجية.

جديد الحملة التونسية ضد الفساد: رفع الحصانة عن وزير داخلية سابق

حسن سلمان

القدس في وجدان الموارنة هي أورشليم… وإسقاطها في نظر بري نهاية لكل العواصم العربية

Posted: 03 Jan 2018 02:15 PM PST

بيروت – «القدس العربي» :حضرت قضية القدس والقضية الفلسطينية أمس في أكثر من مناسبة في لبنان. ففي بكركي ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الاجتماع الدوري لمجلس المطارنة الموارنة حيث ثمّن في بيانه «القمة الروحية التي انعقدت في بكركي، وموقفها الرافض لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ما يخص تحويل القدس عاصمة لدولة إسرائيل «. وأكد « أن القدس كانت وستبقى في وجداننا أورشليم مدينة السلام، مدينة دينية بامتياز تخص الديانات التوحيدية الثلاث. لذا لا بد من أن يكون لها وضع دولي خاص بها كمدينة مفتوحة طبقاً لقرارات الأمم المتحدة».
وأعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري «ان محاولات إسقاط القدس هي البداية بل نهاية إسقاط كل العواصم العربية بالضربة القاضية». ودعا في كلمة مسجلة خلال الوقفة البرلمانية التي نظمها المجلس التشريعي في غزة الى «وقفة رجل واحد من أجل فلسطين لأن الوحدة هي السلاح الأمضى في وجه الاحتلال فإذا لم تجمعنا القدس فلن نجتمع بعد ذلك».
وجاء في الكلمة: « صباح الخير يا فلسطين، صباح الخير يا قدس .. يا غزة .. يا ضفة ..يا نقب .. يا الجوار الفلسطيني في الجليل. صباح الخير أيها الفلسطيني حتى المجد (ابراهيم ابو ثريا) .. صباح الخير يا شمس فلسطين الصبية يا (عهد التميمي) صباح الخير يا زهرات ويا أشبال فلسطين الذين تتفتحون براعم ورد في أحواض القدس، بسم الله الرحمن الرحيم «ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون» صدق الله العظيم.
لقد تعلمنا في مدرسة المقاومة .. مدرسة الإسلام والإيمان .. مدرسة الإمام الصدر: ان شرف القدس يأبى ان يتحرر إلا على أيدي المؤمنين. لذلك أقول لكم يا أخوتي ان قرارات آلهة الأرض لا تؤخر شيئاً وما صنعه الله لا يمكن ان يزيله توقيع ولا يمكن لأحد كائنا من كان ان ينقض شرعية صادرة من السماء التي جعلت من القدس المدينة المرجع للأديان السماوية أولى القبلتين وثالث الحرمين وجعلت من العرب ومن الفلسطينيين على وجه الخصوص حماة ثغورها وهم عبر التاريخ أسقطوا كل المحاولات لإخضاعها وإلغاء طابعها الشرقي التوحيدي التعايشي الذي تميز بالمحبة والتسامح»….
وختم بري: «اخيراً أدعوكم الى الانتباه الى ان محاولات إسقاط القدس هي البداية، بل نهاية إسقاط كل العواصم العربية بالضربة القاضية والى أننا حسب المثل الشعبي نؤكل عندما يؤكل الثور الأبيض».
تزامناً ، عقد اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية (IRTVU)، أمس، لقاء إعلامياً موسعاً بعنوان «مسؤولية الإعلام ما بعد قرار ترامب، حماية القدس وإنهاء الاحتلال»، في فندق غولدن توليب بمشاركة سياسية وبرلمانية وإعلامية واسعة من لبنان، سوريا، العراق، اليمن، فلسطين، إيران، تونس، البحرين، تركيا وباكستان.
واستهل اللقاء بكلمة لسفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، قال فيها: «ان ما يراد الآن هو إنهاء وتصفية القضية الفلسطينية كاملة، واعتماد العدو على حالة التشرذم التي نعيشها»، مؤكداً ان «علينا ان نتوحد ونوحّد كلمتنا باتجاه البوصلة الأساسية وهي فلسطين».
وأعلن ان «لدينا العديد من الخطوات التي سنبدأ بها تباعاً، منها الانضمام الى منظمات دولية جديدة والذهاب الى محكمة الجنايات الدولية والتقدم للحصول على العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة على الرغم من توقعنا بحصول فيتو أمريكي ضد فلسطين».
اما نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، فقد أكد «ان قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحق القدس يكشف الخلفية الأمريكية في احتكار رعاية التسوية لإبقاء الاسرائيلي في موقع الإملاء على الفلسطينيين في المفاوضات». وأكد ان «المقاومة هي الحل، والانتفاضة جزء منها، وان عملية السلام هي خدعة وتضليل لتنظيم كيان الدولة الاسرائيلية والاعتراف بحدودها».

القدس في وجدان الموارنة هي أورشليم… وإسقاطها في نظر بري نهاية لكل العواصم العربية

سعد الياس

شيخ تونسي: يجب استثمار تظاهرات إيران لدعوة الشيعة إلى المذهب السنّي

Posted: 03 Jan 2018 02:15 PM PST

تونس – «القدس العربي»: دعا رجل دين تونسي معروف إلى «استثمار» التظاهرات في إيران التي قال إنها ستؤدي لانهيار النظام في دعوة الإيرانيين إلى «العقيدة الصحيحة» على المذهب السنّي.
وكتب الداعية بشير بن حسن سلسلة تدوينات على حسابه على موقع «فيس بوك» أكدت فيها أن «انهيار النظام الصفوي يجب أن يستثمره أهل السنّة المجاورون على كل المستويات خاصة العلماء والدعاة، بدعوة الفُرس الى العقيدة الصحيحة»، وأضاف «بات سقوط الدولة الصّفوية المجرمة (إيران) وشيكا ولن تهدأ أبدا بعد اليوم، إنه انتقام الله لأهل السنّة الذين قتلتهم أيادي الشيعة. الشعوب إذا جاعت وظُلِمت ثارت كثوران البركان الخامد. من إيران رسالة تتجدد الى السيسي وحكام العُربان». وكتب في تدوينة أخرى «بسقوط إيران تقطع أياديها في المنطقة بإذن الله تعالى كحكومة العراق وحزب اللات والحوثيين. الخريف الإيراني تشتد عواصفه ليسقط نظام الإجرام والضلال، صدق رسول الله (لا كسرى بعد كسرى)، والعربان لا تفرحوا كثيرا الدور عليكم»، وأضاف بتهكم «الى هيئة كبار العلماء في المملكة: هل يجوز الخروج على حاكم إيران؟ وهل المظاهرات والاحتجاجات هناك بدعة؟».
وأثارت تدوينات ابن حسن جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتب أحد النشطاء ويدعى حسان مخاطبا ابن حسن « يا شيخ، النظام الإيراني مجرم من دون شك ، لكن كما يقول المثل العام عندنا في تونس «من هنا سخونة ومن هناك تكوي»، انهيار النظام الشيعي في إيران يعني توسع إسرائيل أكثر فأكثر وتضييق الخناق خاصة على تركيا وفلسطين، فهو من دون شك قيام إسرائيل الكبرى»، وتساءل آخر ويدعى أحمد « ولكن ماذا جنينا من آل سعود وآل زايد المحسوبين على أهل السنّة والجماعة، وهم الأشد فسقا وإجراما وقد فاقوا النظام الصفوي في البشاعة والتقرب من أمريكا والكيان الصهيوني؟».
فيما انتقد الإعلامي محمد بوغلاب إساءة ابن حسن لبعض دول الخليج ووصفهم بـ»العربان»، حيث أشار إلى أن ابن حسن «كان تلميذا في الحرس المكي واليوم يهاجم من علموه ومنحوه المال والسيارات»، وأضاف مخاطبا ابن حسن «بلاد الخليج جعلتك رجلا ومنحتك المال بعد أن كنت صانع دهان في فرنسا».
ورد ابن حسن «الى المرتزِق المأجور محمد بو غلاب، بشير بن حسن دهان واتشرف آكلها بعرق جبيني خير من بيع شرفي وذمّتي ووطني للعُربان».
وكان ابن حسن أثار جدلًا آخر قبل أيام بعد دعوته إلى وقف الحج إلى مكة على اعتبار أن عوائده تذهب إلى أمريكا التي قال إنها تسعى لإذلال العالم الإسلامي، مضيفا «الـ 480 مليار دولار (قيمة الاتفاقيات التي وقعها ترامب مع الرياض) والتي تعادل 10 آلاف طن من الذهب التي رجع بها ترامب، تؤتي اليوم أكلها! تلك الأموال منها عوائد الحج والعمرة والبترول».

شيخ تونسي: يجب استثمار تظاهرات إيران لدعوة الشيعة إلى المذهب السنّي

المالكي يجدد مطالبة بريطانيا بالاعتراف بدولة فلسطين لمواجهة قرارات الاحتلال

Posted: 03 Jan 2018 02:15 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: طالبت حكومة الوفاق الوطني المجتمع الدولي والأمتين العربية والإسلامية بتحرك فوري إزاء الإجراءات الاحتلالية الإسرائيلية «المتصاعدة ضد المسجد الأقصى المبارك وعاصمتنا مدينة القدس العربية المحتلة». وقال يوسف المحمود المتحدث الرسمي باسم الحكومة «إن تأدية مستوطنين طقوس زواج داخل المسجد الأقصى خلال اقتحامه يعتبر اعتداء فاحشا ومزدوجا ضد أقدس مقدسات العرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ويعتبر استفزازا سافرا لمشاعر أبناء شعبنا إذ يتم الاعتداء على عاصمته المحتلة والمساس بمقدساتها ويتم منعه من الوصول اليها».
وشدد على أن مدينة القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية وعاصمة قلوب وأرواح العرب والمسلمين والمؤمنين والأحرار في كل مكان من العالم لم تخضع طوال تاريخها لاحتلال ولَم تستسلم لغزاة، بل قاومت وصمدت وظلت تتمسك بجوهرها وبوجهها العربي الذي ميزها منذ فجر التاريخ .
وأكد أن «لا طقوس الزواج ولا الاقتحامات ولا استيلاء الجنود على مقدساتنا يمكن أن يغير أو يبدل في دفاعنا عن مدينتنا المقدسة وعروبتها وكونها عاصمة دولتنا المستقلة، لأن شعبنا العربي الفلسطيني وقيادته أشد تمسكا بمدينتهم وعاصمتهم وتراب وطنهم، وكل ما تفعله مجموعات المستوطنين يجري تحت حماية حكومة الاحتلال وهي بذلك تتحمل المسؤولية الكاملة لأنها تسعى الى إثارة مزيد من التوتر والدفع بالمنطقة لحرب دينية مريرة مرفوضة ومدانة لن نقبل بها وهي غريبة عن أهلنا وعن بلادنا التي عاشت على مر التاريخ تحت عناوين التآخي والمحبة والاحترام وضربت في ذلك مثلا يحتذى».
في غضون ذلك استقبل رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني في مقر الوزارة في مدينة رام الله، القنصل العام البريطاني فيلب هول، وأطلعه على آخر المستجدات السياسية والدبلوماسية والزيارة المرتقبة له الى العاصمة البريطانية لندن في قادم الأيام. وتطرق الى الحراك السياسي والدبلوماسي الفلسطيني والعربي في محاولة لمواجهة قرار الرئيس الأمريكي ترامب بخصوص الاعتراف بمدينة القدس «عاصمة لإسرائيل»، محذرا من تبعات هذا الاعتراف الذي سيقود في النهاية الى حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة والعالم.
واستعرض الوضع الميداني في الأرض الفلسطينية واستمرار اسرائيل بسياستها التهويدية في القدس، ومصادرة الأراضي الفلسطينية لبناء مستعمرات استيطانية جديدة وعدم الاستجابة للقرارات الدولية بخصوص وقف الاستعمار الاستيطاني، وسياسة الحكومة اليمينية المتطرفة في اسرائيل الساعية دوماً الى ضم ما تبقى من أراضي الدولة الفلسطينية وفرض سيادتها عليها، ضاربة بعرض الحائط كافة المواثيق والأعراف الدولية.
واعتبر أن تصويت الكنيست الأخير حول فرض السيادة الاسرائيلية على مناطق الضفة الغربية وعلى مستعمراتهم واعتبار القدس العاصمة الموحدة لإسرائيل دليل آخر على عنجهية الساسة الاسرائيليين ذوي الأفكار المتطرفة، والذين بدوا وكأنهم يستقوون بالانحياز الأمريكي لطرفهم.
ووضع المالكي القنصل البريطاني بصورة التحضيرات الجارية لعقد جلسة المجلس المركزي الفلسطيني، الذي من المتوقع أن يعقد دورته الـ 28 في 14 كانون الثاني/ يناير الحالي، بعنوان «القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين»، وسط تأكيدات أنه سيجري اتخاذ قرارات مهمة، حيث سيتم بحت «التطورات السياسية الأخيرة، ومن ضمنها العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية عقب قرارها حول القدس».
وأكد أن القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس سيتابع ويناقش ما الذي سيتمخض عن المجلس ويطلع الأشقاء القادة العرب ليضعهم بصورة مجمل مخرجات المجلس. ولفت إلى حرص القيادة الفلسطينية على الدفع قدماً لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ومن أجل حماية مبداً حل الدولتين.
وطالب الحكومة البريطانية مجدداً بضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدا أن الاعتراف البريطاني في الوقت الراهن بمثابة رسالة قوية للحكومة الاسرائيلية مفادها أن جميع الإجراءات والقوانين التي يتم فرضها على الأرض إجراءات لاغية وباطله ولا تُغّير شيئا في أي اتفاق مستقبلي ورسالة أيضا لرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو الذي صرح أخيراً في العاصمة البلجيكية بروكسل «أن القدس عاصمة لدولة إسرائيل، وأن الاعتراف بالواقع يشكل جوهر السلام وإنه بمثابة الدعامة الأساسية للسلام». وأكد أن من شأن هذا الاعتراف حماية مبدأ حل الدولتين الذي تحاول اسرائيل دوماً وأبداً وأده عبر إجراءاتها الباطلة والتعسفية، معتبراً أن الاعترافات الدولية هي السبيل لإجهاض جملة القرارات الاسرائيلية الباطلة المعطلة لقيام دولة الفلسطينية ذات سيادة.
وبحث المالكي ترتيبات زيارته المرتقبة الى المملكة المتحدة والمناقشات التي ستتم خلال هذه الزيارة المهمة في هذا الوقت، حيث شدد على ضرورة انجاحها نظراً لطبيعة الظروف في المنطقة، مؤكداً على ضرورة احترام القرارات الأممية حول الوضع الراهن، وأن خلاف ذلك سيقود الى مزيد من العنف في المنطقة، مشدداً أن القرارات هي ردة فعل يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.

المالكي يجدد مطالبة بريطانيا بالاعتراف بدولة فلسطين لمواجهة قرارات الاحتلال

«إخدم وجاهد وأعط شهرتك للشاهد» شعار التونسيين للعام الجديد

Posted: 03 Jan 2018 02:15 PM PST

تونس – «القدس العربي»: تحول إعلان الحكومة زيادة أسعار الوقود في مطلع العام الحالي إلى مادة للتهكم في تونس، حيث أطلق عدد من النشطاء عدة وسوم على مواقع التواصل الاجتماعي من قبيل «تونس تؤدّب شعبها» و»إخدم وجاهد وأعط شهرتك للشاهد» (اعمل بجد وامنح راتبك لرئيس الحكومة)، معتبرين أن الأخير مثل «شعارا» لعام 2018.
واستخدم أحد النشطاء القول المعروف للمفكر التونسي عبد الرحمن بن خلدون «إذا كثرت الجباية أشرفت البلاد على النهاية» منتقدا زيادة الضرائب في قانون المالية لعام 2018، وأضاف آخر «كيف لبرلمان يضم 30 رجل أعمال أن يسن قوانين لمصلحة المواطن البسيط»، وتساءل ثالث «أين ذهبت الأموال المصادرة من رجال الأعمال الفاسدين، ولِمَ يجب أن يدفع المواطن دوما الفاتورة؟».
ونشر السياسي هشام عجبوني صورة سابقة للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي خلال حملته الانتخابية وهو يبكي بسبب الأوضاع المتردية للتونسيين، وأرفقها بتعليق ساخر « و نحن نبكي على وضع تونس تحت حكم الباجي السعيد!». وأضاف في تدوينة أخرى «سبق أن حذّرنا من أنّ قانون المالية لسنة 2018 سيكون قانونا «تضخميّا» وستكون انعاكاساته خطيرة على القدرة الشرائية للتونسيين التي شهدت بطبعها تدهورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة! وقد بلغت نسبة التضخّم في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 نحو 6.3% وستتجاوز في سنة 2018 هذه النسبة نتيجة للزيادات المهمة في الأداءات (معاليم الاستهلاك والمعاليم الديوانية) وأسعار الوقود والرّفع في نسبة الأداء على القيمة المضافة!».
وتابع «حكومتنا العزيزة ترفض مكافحة المهرّبين والمتهرّبين وبارونات الاقتصاد الموازي وتتهاون في وضع آليّات جدية للحدّ من الفساد في الصفقات العمومية وتتغاضى عن الفساد في استخلاص الديون العمومية المثقّلة وتعطّل مسار العدالة الانتقالية وتتردّد في دعم القطب القضائي الاقتصادي والمالي وهيئات الرّقابة العمومية هيئة مكافحة الفساد ولا تضع مبادئ الحوكمة الرّشيدة، ولكنها تقوم كل سنة بإثقال كاهل المواطنين والمؤسسات الاقتصادية المنظّمة، وهي أسهل الحلول التي يمكن اتّباعها، هذه السياسات اللاشعبيّة ستزيد من تعقيد واحتقان الأوضاع الاجتماعية وستؤدي إلى ما لا يُحمد عقباه».
وكان سياسيون واقتصاديون تونسيون انتقدوا لجوء الحكومة إلى زيادة أسعار الوقود في مطلع العام الجديد، محذرين من تبعاتها على أسعار المواد الأساسية وانخفاض المقدرة الشرائية للتونسيين، فيما بررت الحكومة هذا الأمر بارتفاع أسعار النفط في العالم وانخفاض قيمة الدينار التونسي.

«إخدم وجاهد وأعط شهرتك للشاهد» شعار التونسيين للعام الجديد

هل تنجح تركيا في «تحسين» العلاقات مع الاتحاد الأوروبي؟

Posted: 03 Jan 2018 02:14 PM PST

إسطنبول ـ «القدس العربي»: تأمل تركيا مع بداية العام الجديد في فتح صفحة جديدة في العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، وذلك عشية زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى فرنسا، الجمعة، ومحاولات احتواء الأزمة مع ألمانيا، وذلك بالتزامن مع تولي بلغاريا القريبة من أنقرة الرئاسة الدورية للاتحاد.
وباستثناء اليونان التي زارها الشهر الماضي، توقفت زيارات أردوغان إلى أوروبا لأشهر طويلة بفعل الأزمات المتلاحقة بين أنقرة وبروكسل، حول العديد من الملفات المتعلقة بملف انضمام تركيا للاتحاد وتطوير اتفاقية الاتحاد الجمركي والتطورات الإقليمية والدولية وملف اللاجئين وملف الحقوق والحريات في تركيا.
وفي أول اختراق لهذا الانقطاع، يتوجه أردوغان، الجمعة، إلى باريس للقاء نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث من المقرر أن تتركز المباحثات حول «أمن المنطقة، والأوضاع في سوريا والعراق، وملف القدس، والعلاقات الثنائية مع فرنسا والاتحاد الأوروبي»، وذلك حسب الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين.
وقال قالين: «سيناقش أردوغان مع نظيره الفرنسي، العلاقات القائمة بين تركيا والاتحاد الأوروبي، إلى جانب سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين أنقرة وباريس على كافة الأصعدة والقطاعات»، مضيفاً: «فرنسا تعدّ من أهم شركائنا الاقتصاديين، وعلاقاتنا التاريخية معها تمتد لأكثر من 6 قرون، وتأتي في مقدمة حلفائنا في مجال مكافحة الإرهاب، ونواصل حوارنا معها فيما يخص التحديات الإقليمية والدولية».
في المقابل، ركزت مصادر فرنسية على أن ماكرون سوف يطرح بقوة «ملف حقوق الإنسان في تركيا» خلال مباحثاته مع أردوغان، حيث تتهم فرنسا والدول الأوروبية أنقرة بالقيام بحملة تطهير عشوائية عقب محاولة الانقلاب أدت إلى فصل أكثر من 100 ألف موظف واعتقال 50 ألف آخرين، والقيام بحملات تضييق على الحريات العامة والقيام بمحاكمات غير نزيهة، وهو ما تنفيه أنقرة بطبيعة الحال وتقول إن إجراءاتها تأتي في إطار القانون واحترام الحريات العامة.
وتعتبر هذه أول زيارة للرئيس التركي إلى فرنسا ولدولة أوروبية كبيرة منذ محاولة الانقلاب التي جرت في تركيا تموز/ يوليو عام 2016، وكانت سبباً في تصاعد الأزمة بين الجانبين عقب اتهام أنقرة لدول الاتحاد بالتأخر في إدانة الانقلاب، ولاحقاً اتهمتها بدعم الانقلابيين ومنحهم حق اللجوء على أراضيها.
وتولي فرنسا أهمية كبيرة للتعاون مع تركيا في ملفي مكافحة الإرهاب لا سيما في سوريا والعراق والتعاون الاستخباري فيما يتعلق بالمقاتلين الأجانب واحتمال عودتهم من سوريا إلى أوروبا من خلال تركيا، وملف اللاجئين حيث ترى باريس في أنقرة شريك استراتيجي للسيطرة على موجات الهجرة التي انهالت على أوروبا السنوات الماضية وتسببت في مشاكل سياسية واقتصادية داخل أروقة الاتحاد.
وبعد أشهر طويلة من الهجوم المتلاحق على الدول الأوروبية ومؤسسات الاتحاد، لجأ أردوغان قبل أيام إلى لغة تصالحيه عندما أعرب عن أمله في إقامة علاقات أفضل مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي، مشدداً على أن بلاده سوف تسعى خلال الفترة المقبلة إلى خفض الأعداد وزيادة الأصدقاء.
وقال أردوغان: «نريد علاقات جيدة مع الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية، أقول ذلك دائما. يجب تقليص عدد أعدائنا وزيادة عدد أصدقائنا»، وأضاف: «ليس هناك أي سبب لعدم الذهاب إلى ألمانيا وهولندا»، وسعى لاتخاذ تصويت دول الاتحاد لصالح قرار القدس الذي سعت إليه تركيا في الأمم المتحدة مدخلاً لتحسين العلاقات، وذلك عندما أشاد بالموقف الفرنسي والألماني «ووقوفهم إلى جانب تركيا».
وشهد العام الماضي أبرز الخلافات بين الجانبين على خلفية تبعات محاولة الانقلاب ومنح اللجوء إلى المتهمين بالمشاركة في محاولة الانقلاب، إلى جانب الأحداث التي رافقت الاستفتاء على تحويل نظام الحكم في تركيا إلى رئاسي واتهام أنقرة للدول الأوروبية بمحاولة التدخل في تغيير نتيجة الاستفتاء، حيث وجه أردوغان آنذاك اتهامات لهذه الدول بـ«النازية والفاشية والعنصرية».
ورغم الخلافات المتصاعدة، دعت الدول الأوروبية الكبرى لا سيما ألمانيا وفرنسا على الدوام للحفاظ على استمرار العلاقات مع تركيا و«تجنب القطيعة» بأي شكل من الأشكال، وهي الدعوة التي كررها ماكرون مؤخراً، وكررتها ألمانيا مراراً بصفتها أبرز الدول المعنية باتفاق اللاجئين مع تركيا.
ويشهد ملف انضمام تركيا للاتحاد منذ سنوات جمود كبير وصل حد «الجمود التام» في الأشهر الأخيرة، ولا يتوقع أن يؤدي التقارب الأخير إلى إحداث اختراق في هذا الملف، لكن الجانبين يسعيان إلى تحسين العلاقات الثنائية والتعاون في ملفي الأمن واللاجئين، بالإضافة إلى تطوير العلاقات الاقتصادية وإمكانية تحسين الاتفاق الجمركي بين أنقرة وبروكسل وهو أبزر ما تطمح إليه تركيا في هذه المرحلة.
وكما تدعم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل كما العديد من الزعماء الأوروبيين الإبقاء على العلاقات مع تركيا لمنع توجهها أكثر نحو روسيا، فيما تركز تركيا بالدرجة الأولى على الحفاظ وتطوير العلاقات الاقتصادية مع باريس وبرلين أبزر الشركاء الاقتصاديين لها في العالم.
وبالتزامن مع زيارة أردوغان لفرنسا، أقدمت أنقرة وبرلين على عدد من الخطوات لتهدئة التوتر بينهما كان أبرزها إطلاق السلطات التركية سراح عدد من الألمان كانوا معتقلين في تركيا بتهم مختلفة، وهو ما رأت فيه برلين «إشارة إيجابية»، وأعقب ذلك اتصال هاتفي بين وزير الخارجية التركي ونظيره الألماني.
وقال جاويش أوغلو، إن بلاده تتطلع إلى علاقات أفضل مع ألمانيا خلال العام الحالي، مبينا أن «العلاقات بين البلدين لم تكن جيدة خلال العام الماضي، ولكن في نهاية العام تم تسجيل بعض التقدم في العلاقات»، مضيفاً: «البلدين على استعداد لتحسين العلاقات الثنائية».
وقبل أيام، تعهدت الحكومة البلغارية التي تسلمت رئاسة الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، بمواصلة العمل باتفاق إعادة القبول المبرم بين تركيا والاتحاد سنة 2016، واعتبرت أن «استمرار العمل بالاتفاق سيجنّب دول الاتحاد الأوروبي مآزق كبيرة قد تحدث في حال عاد المهاجرون واللاجئون للتوجه مجدداً نحو أوروبا»، وتعهدت أنها ستعمل جاهدة خلال فترة ترأسها للاتحاد الأوروبي والتي تستمر حتّى 30 حزيران/ يونيو، من أجل إقامة حوار بنّاء بين تركيا والاتحاد الأوروبي.

هل تنجح تركيا في «تحسين» العلاقات مع الاتحاد الأوروبي؟
أردوغان يزور فرنسا ومحاولات لاحتواء الأزمة مع ألمانيا

الهند تريد قصة غرام مع إسرائيل لا علاقة دائمة

Posted: 03 Jan 2018 02:14 PM PST

من الصعب الامتناع عن إجراء مقاربة تأريخية بين احتفالات السبعينيات والتصويت في الأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني، والتصويت ضد اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل. برغم أن الظروف مختلفة، إلا أن هناك تشابهًا بين التصويتين، في الأقل من ناحية معارضة الهند.
القرار أثار ناخبي حزب السلطة الهندي وخيب آمال سياسيين إسرائيليين. «قصة الغرام» التي اتسعت إلى ما هو أبعد من التجارة الأمنية المهمة، وتضمنت في السنوات الأخيرة لحظات إعجاب متبادل ـ بما في ذلك تبادل التهاني في تويتر بين ممثلي الدولتين، التعاون في الزراعة والمياه وحتى زيارة أولى لإسرائيل من رئيس الحكومة الهندي. المصالح المشتركة بين الدولتين في الأمن والاقتصاد شكلت أساسا مهما في قصة الغرام، التي يتوقع أن تستمر مع الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة نتنياهو إلى نيودلهي بعد بضعة أسابيع.
ولكن إذا فحصنا جدية العلاقة بين إسرائيل والهند حسب ما يحدث في الأمم المتحدة، فإن نمط التصويت التأريخي للهند يدل على الولاء للرواية الفلسطينية إلى جانب مناهضة إسرائيل الواضحة. إن ازدهار «قصة الغرام» أدت إلى تغيير صغير في هذا التوجه. دلائل على ذلك كانت في امتناع الهند عن التصويت على إدانة إسرائيل، في أعقاب تقرير لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول أحداث الجرف الصامد، والامتناع عن التصويت على قرار اليونسكو الإعلان عن إسرائيل «قوة محتلة في القدس». الهند أيدت قرار الأمم المتحدة في إدانة قرار الرئيس ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
إن التفاؤل والحماسة التي جرت الصحف الإسرائيلية والهندية عانت من سطحية معينة. الحديث عن عهد جديد في العلاقة بين إسرائيل والهند يشير وبحق إلى الميل للتقارب بين الدولتين، لكن لم يعرض في أي يوم في إسرائيل التعقيد الذي تواجهه الهند في إدارة علاقاتها مع العالم العربي والإسلامي، ولا سيما شبكة العلاقات المعقدة بين المؤسسة الحالية والجالية الإسلامية في الدولة.
إن تجاهل جوانب مهمة من الواقع الاستراتيجي للهند يغيب جوهر التغيير: الانتقال من الميل الحاسم للجانب الفلسطيني إلى سياسة متزنة أكثر. لذلك، بعد كل خطوة تعتبر مؤيدة لإسرائيل، تهتم وزارة الخارجية في الهند بالقيام بخطوة موازية مثل استضافة احتفالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس. الهند لا تتنازل عندما يتعلق الأمر بذكرى هندية مؤلمة كما تبين من الاحتجاج على مشاركة السفير الفلسطيني في الباكستان في مسيرة مشتركة مع منظم الهجوم الإرهابي في مومباي قبل عشر سنوات.
هناك عدد من التفسيرات للتصويت ضد إسرائيل: أولا، إصلاح السياسة التاريخية والانتقال إلى استراتيجية سياسية واقتصادية متزنة أكثر تحتاج إلى السير بحذر بين النقاط. توجد للهند مصالح أيضا في السعودية وإيران وروسيا ودول أخرى، تعارض سياسة إسرائيل، في الأقل في المجال العام لمؤسسات دُولية مثل الأمم المتحدة. لذلك فإن التهديد الأمريكي «تسجيل الأسماء» خلال التصويت ليس في مكانه ـ تصويت الهند لم يكن تصويتا متحديا ضدَّ الدولة العظمى، بل جهدا للحفاظ على الاستقلال السياسي. تفسير آخر هو محاولة التقليل من الاحتكاك بين حكومة مودي والجالية الإسلامية في الدولة على خلفية الأحداث على الحدود مع باكستان وعلى عدد من التعيينات لشخصيات هندية كبيرة مختلف عليها. إضافة إلى ذلك هناك حاجة إلى نضال في الانتخابات في ولاية غوجرات، وهي الملعب البيتي لرئيس الحكومة الحالي من أجل أن يحظى حزبه بأغلبية الأصوات في الجمعية العمومية، وإن كان بخسارة 16 مقعدا موازنة مع الولاية السابقة. إن رد وزيرة الخارجية الهندية، سوشما سوارج، على تهنئة سياسي مسلم بالنجاح تضمن إشارات واضحة يمكن من خلالها الادراك أن هناك صفقة سياسية وهناك توقعا للحصول على مقابل.
في قصة الغرام مثلما في قصص الغرام ـ ثورة المشاعر الهائجة من شأنها أن تهدأ وتُخلي مكانها لتفكير عقلاني. مع الرغبة في توسيع القوة الجيوسياسية للهند في السنوات المقبلة، فقد زادت الرغبة في طرح رؤية واضحة فيما يتعلق بمواضيع مختلف عليها. دور الوسيط في نزاعات مختلفة هو طريق للحصول على مكانة واحترام، ويبدو أن الهند تهتم بالسير فيه. إن شوق إسرائيل إلى تحويل قصة الغرام إلى علاقة عميقة ودائمة تجبرها على الاعتراف بالتيارات العميقة الجديدة في المؤسسة الهندية. ومثلما يحدث في قصص الغرام الأدبية، فإن التردد والشك جزء من الأمور التي تواجهها حكومة مودي بشجاعة.
الخريطة الجيوسياسية المتغيرة وتبلور محور سعودي ـ أمريكي ـ إسرائيلي، خفي وعلني، تضع تحديات أمام متخذي القرارات في نيودلهي. السياسة الخارجية فيما يتعلق بالموضوع الفلسطيني هي لبنة اخرى في هذه المواجهة. من الصعب توقع ما إذا كانت الهند ستختار تسريع العلاقة مع إسرائيل وتبني سياسة مؤيدة تشبه العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة، لكن لا يكفي السير المشترك نحو الهروب، من أجل توفير الأمن والإيمان المهمين لذلك.

اوشريت برفادكر
هآرتس 3/1/2018

الهند تريد قصة غرام مع إسرائيل لا علاقة دائمة
نيودلهي لا ترغب في علاقة دائمة مع إسرائيل بسبب تعقيد الوضع الداخلي
صحف عبرية

إسرائيل تخشى استهداف منصات الغاز البحرية من حزب الله وحماس

Posted: 03 Jan 2018 02:14 PM PST

الناصرة – «القدس العربي» : بعد يومين من اعتبار الجبهة الشمالية الخطر الأول على إسرائيل ضمن خريطة تهديدات عام 2018 من قبل قائد جيش الاحتلال غابي ايزينكوت، ومن قبل معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، كشفت جهات عسكرية أمس أن حزب الله يمتلك قدرات تتيح له ضرب منصات الغاز الإسرائيلية في البحر المتوسط.
ونقلت صحيفة «هآرتس» أمس عن ضباط كبار في الجيش الاسرائيلي تقديرهم أن حزب الله تسلح بقدرات جديدة من بينها صواريخ تمكنه من ضرب منصات الغاز في البحر المتوسط مقابل حيفا. ووفقا لقائد البحرية، الجنرال إيلي شربيت، فقد شخص حزب الله المحفزات الكامنة في الحيز البحري وبنى لنفسه «منظومة هجومية استراتيجية من كل النواحي».
يشار الى ان البحرية الإسرائيلية قامت مؤخرا بتركيب منظومة القبة الحديدية على سفن ساعر 5، التي تحمي منصات الغاز، كرد فوري قبل استلام سلاح البحرية لأربع سفن حربية من طراز ساعر 6 في 2019. ونقلت الصحيفة عن  هؤلاء الضباط قولهم إن حزب الله «عمل على بناء منظومة صواريخ هجومية وكبيرة». ووفقا لأقواله فقد «بنى حزب الله أفضل أسطول صواريخ في العالم – لديه الكثير من الصواريخ، ولا يمكن أن يغرق. وتابعت «أن قدرة العناصر العدائية على ضرب الأصول الاستراتيجية الإسرائيلية لا تقتصر بالضرورة على الصواريخ.
وكتب الكولونيل يوفال ايلون، قائد قاعدة البحرية في أشدود، في مقال في نشرة تابعة للجيش الإسرائيلي بهذا السياق: «يمكن الافتراض أنه في المواجهات المقبلة سيتم تهديد قاع البحر بشكل كبير من قبل العناصر المهتمة بضرب حصانة إسرائيل». وحسب أقواله فإن تشكيلة الوسائل والقدرات واسعة ومتعددة، بدءا من الغواصين الانتحاريين، مرورا بتفعيل قوارب مفخخة، وحتى تفعيل غواصين في المياه العميقة والمتفجرات، بما في ذلك تفعيل غواصات صغيرة ومنظومة ألغام وتخريب من صنع ذاتي».
ورغم قدرة حزب الله على ضرب منصات الغاز، يعتقد الجيش الاسرائيلي أنه لن يستعجل ضربها. وقال ضابط في سلاح البحرية لصحيفة «هآرتس»: «نحن لا نراه يرتكب عملا متطرفا لمجرد إثارة استفزاز، ففي الجانب الآخر يدركون أن الإضرار بهذه المنصات هو إعلان حرب لبنان الثالثة». ومنذ اكتشاف حقول الغاز في المياه الإسرائيلية، تعتقد إسرائيل أنها يمكن أن تكون عامل تفجير، وخاصة مقابل حزب الله. ووصف ضابط في البحرية حقول الغاز بأنها «شعلتان تشتعلان أمام أعينهم». وتستذكر «هآرتس» قول المعلق اللبناني فيصل عبد الستار في وقت سابق إن «حزب الله قد يهاجم منشآت الغاز الاسرائيلية إذا واصلت اسرائيل سرقة النفط والموارد الطبيعية الأخرى من لبنان». ونقلت عنه القول «إذا واصل العدو سرقة البترول من لبنان فإن حزب الله سيكون له الحق في مهاجمة منشآته الغازية والنفطية». وأشارت «هارتس» الى انه في العام المقبل سيبدأ العمل في مواقع حفر أكثر شمالا في مياه البحر المتوسط، «كريش» و»تنين» وستضاف هذه المواقع إلى المهام الدفاعية للبحرية ومن شأن موقعها، الأقرب إلى الحدود مع لبنان، أن يثير التوتر مع حزب الله. وتكشف أنه في الوقت نفسه، يشخص الجيش الإسرائيلي أيضا محاولة من قبل حماس للحصول على قدرات لضرب منصات الغاز. وأوضح الضابط المذكور ان «أحد أهداف حماس في المواجهة المقبلة سيكون ضرب المنصات، وخلق حدث مؤثر في الوعي». لافتا الى ان المسافة بين قطاع غزة والمنصات هي 40 كيلومترا، وهي ليست مسافة لا يمكنهم الوصول إليها».
كما يستعد الجيش الإسرائيلي لنوع آخر من التهديد: عملية موضعية تقوم خلالها عدة سفن صغيرة تحمل عبوات أو غواصين، وتحاول ضرب المنصات، وسيكون الضرر الفعلي لهذه العملية صغيرا، وسيكون غرضها في المقام الأول التأثير على الوعي، لكن من شأنها ان تصعب استمرار عمل المنصة المصابة. وخلصت «هآرتس» الى القول غير أن الجيش الإسرائيلي يشعر في الوقت نفسه بقلق أقل إزاء التهديد الذي يشكله قطاع غزة مقارنة بالتهديد الذي يشكله حزب الله.

إسرائيل تخشى استهداف منصات الغاز البحرية من حزب الله وحماس

وديع عواودة

حرب العبادي ضد الفساد من دون إجراءات معلنة ومشككون يعتبرونها «دعاية انتخابية»

Posted: 03 Jan 2018 02:14 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: لم يكشف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، عن أبرز النتائج التي حققتها «حملة» مكافحة الفساد التي يقودها بالتعاون مع فريق من المحققين الدوليين، بغية كشف ملفات الفساد واسترداد الأموال العراقية «المهربة» إلى الخارج.
اختيار العبادي لتوقيت «حملته» بالتزامن مع قرب موعد إجراء الانتخابات التشريعية المقررة أواسط أيار/ مايو المقبل، يدفع «المشككين» بأنها لا تبتعد كثيراً عن كونها «دعاية انتخابية».
مصدر سياسي رفيع في حزب الدعوة الإسلامية، بزعامة نوري المالكي، وينتمي إليه العبادي قال لـ«القدس العربي»، إن «العبادي يتحدث عن محاربة الفساد لكن من دون إعلان أي شيء حتى الآن عن النتائج المتحققة في هذا الملف».
وأضاف: «الحديث عن قوائم مسربة لفاسدين ظهرت أو ستظهر خلال الفترة المقبلة، غير دقيق»، مشيراً إلى إن «تبني العبادي الحرب ضد الفساد في هذه المرحلة لا يبتعد عن كونه دعاية انتخابية».
وطبقاً للمصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، فإن «نوايا العبادي لم تتضح للعلن كإجراءات فعلية، على الرغم من أن ملف الفساد حساس ولا ينبغي التطرق لنتائجه وإجراءاته في الإعلام»، لافتاً إلى أن «العبادي يعتزم عرض هذه الملفات على القضاء بشكل مباشر».
وتابع: «اختيار العبادي لتوقيت حديثه عن الحرب ضد الفساد، لا يفسر سوى دعاية انتخابية، في حال كشف بالفعل عن إجراءات ضمن هذا الإطار أو لم يكشف، كما اقتربنا من موعد إجراء الانتخابات».
وفي آخر تصريح لرئيس الوزراء الحالي بشأن الفساد، قال :»لا يمكن التعايش مع الفساد، وبالأخص في الأجهزة الأمنية، كما لا يجب أن نسمح به».
ودعا في كلمة له على هامش مشاركته في احتفالية «النصر الكبير» التي أقامها جهاز مكافحة الإرهاب، أمس الأربعاء، القادة والآمرين والضباط إلى «عدم السماح للفساد بالدخول إلى الاجهزة الامنية»، مبينا بانه «يجب العمل على كشف الفساد، للحفاظ على النصر الذي تحقق بدماء الابطال». على حدّ قوله.
وفي سياق آخر، أكد العبادي، ضرورة الحفاظ على التنوع الديني والمذهبي، مشددا على أنه هوية العراق ومصدر قوته.
وذكر بيان لمكتبه أن «رئيس الوزراء هنأ خلال لقائه امس رؤساء الطوائف المسيحية بأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية وتمنى للجميع عام محبة وسلام، مؤكدا رعاية الدولة لجميع مواطنيها بغض النظر عن انتمائهم الديني او السياسي، مشيرا إلى أن كل العراقيين متساوون في الحقوق والواجبات وأننا نسعى لتعميق هذا الفهم لدى جميع شرائح المجتمع ومنها قواتنا الأمنية في كل مناطق العراق لاسيما المناطق المحررة».
واضاف، أن «العبادي تطرق إلى ضرورة الحفاظ على التنوع الديني والمذهبي لأنه هوية العراق ومصدر قوته، مبينا أن الإرهاب حاول محو هذه الهوية لكنه فشل بفضل توحد أبناء شعبنا».
وأوضح، أن «العبادي أشار إلى مسؤولية رجال الدين من المسلمين والمسيحيين في إرساء الأمن من خلال تقوية روح الايمان والعدالة والوحدة لدى المواطنين وتوجيههم إلى الطريق الصحيح والعمل على تنمية روح التعايش السلمي بين المكونات العراقية والذي يحقق انتصارا آخر على الفكر الإرهابي ويُسقط هدفه».
واستمع رئيس الحكومة، وفق مكتبه «إلى ملاحظات رؤساء الطوائف المسيحية والاقتراحات المتعلقة بقضايا النازحين والمناطق المحررة بشكل عام والمواطنين المسيحيين بشكل خاص.

حرب العبادي ضد الفساد من دون إجراءات معلنة ومشككون يعتبرونها «دعاية انتخابية»
أكد خلال استقباله رؤساء الطوائف المسيحية على ضرورة الحفاظ على التنوع الديني والمذهبي
مشرق ريسان

الهند تلغي صفقة سلاح ضخمة مع إسرائيل عشية زيارة نتنياهو لدلهي

Posted: 03 Jan 2018 02:13 PM PST

الناصرة – «القدس العربي»: بعد أسبوعين من تصويتها مع قرار الجمعية العامة ضد تصريح الرئيس دونالد ترامب بشأن القدس، وجهت الهند ضربة جديدة لعلاقاتها مع إسرائيل بإلغائها صفقة سلاح ضخمة عشية زيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لدلهي. وأعلنت شركة رفائيل الإسرائيلية للأسلحة، أن الحكومة الهندية أبلغتها رسميا إلغاء صفقة ضخمة كانت ستبرم بين الطرفين، بقيمة 850 مليون دولار.
يأتي ذلك قبل أيام من زيارة نتنياهو إلى الهند منتصف يناير/ كانون الثاني الحالي وتستمر أربعة أيام، وذلك ردا على الزيارة التي أجراها رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، إلى البلاد في يوليو/ تموز الماضي التي اعتبرها نتنياهو زيارة تاريخية وقتها.
وبعثت وزارة الخارجية الإسرائيلية رسالة احتجاج للهند لموقفها المناهض لقرار الرئيس الأمريكي وتوصيتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل. وأوضحت شركة «رفائيل» أن هذه الصفقة كانت تشمل صواريخ مضادة للدروع، وأن إلغاءها ناجم عن صراع سياسي داخلي في الهند، دون ذكر تفاصيل.
ووقعت إسرائيل والهند في نيسان/ أبريل الماضي اتفاقية عسكرية، تبلغ قيمتها حوالى ملياري دولار، تضمن تزويد الهند على مدى عدة سنوات، بصواريخ متوسطة المدى جو- أرض، ومنصات إطلاق وتكنولوجيا اتصالات. ورغم إلغاء صفقة السلاح أعلنت وزارة الدفاع الهندية، في بيان نقلته صحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية موافقة الحكومة على شراء صواريخ من شركة «رافائيل أدفانس دفينس سيستمز ليمتد» الإسرائيلية بتكلفة تصل إلى حوالى 72 مليون دولار.
يشار إلى أن المفاوضات بشأن الصفقة الملغية قد بدأت عام 2014، إلا أنها لم تكتمل سوى في العام الماضي، بعد أن واجهت الأطراف صعوبة في تحديد سعر يتوافق عليه الطرفان، ووفقا لشروط الصفقة، كان من المفترض أن تشتري الهند صواريخ بقيمة 550 مليون دولار. وهذه المنظومة الصاروخية عبارة عن نظام متحرك مصممة لضرب الدبابات، تتميز بالقدرة على تحديد الهدف حتى قبل إطلاق الصاروخ. وتستثمر الهند، أكبر مستورد للمعدات الدفاعية في العالم، عشرات المليارات من الدولارات لتحديث معداتها العائدة إلى الحقبة السوفييتية لمواجهة التوترات مع الصين وباكستان.
يذكر أن نتنياهو قال خلال زيارة رئيس حكومة الهند في الصيف المنصرم إنه يسعى إلى تعزيز العلاقات مع الهند، معتبرا هذه العلاقة إستراتيجية وتهدف الى تدعيم القوة العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية لإسرائيل، مشيدا بزيارة نظيره الهندي التي وصفها بـ «التاريخية».
واستمرت زيارة مودي وهي أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء هندي لإسرائيل، ثلاثة أيام، لم يزر خلالها رام الله مقر السلطة الفلسطينية والمحطة المعتادة للزعماء الزائرين الذين يحاولون الحفاظ على التوازن في العلاقات السياسية.
واعتبر نتنياهو أن هذه «خطوة مهمة للغاية في تعزيز العلاقات بين البلدين». وأضاف وقتها» يصل إلى إسرائيل صديقي ناريندرا مودي، رئيس وزراء الهند، التي هي أكبر دولة ديمقراطية في العالم. إنها زيارة تاريخية والأولى التي يقوم بها رئيس وزراء هندي لإسرائيل بعد 70 عاماً وتُعدّ تجسيداً لتوطيد العلاقات بيننا والهند تدريجياً خلال السنوات الأخيرة». وأوضح أن هذه الزيارة سترسخ التعاون في تشكيلة واسعة من المجالات بما فيها الأمن والزراعة والمياه والطاقة وأي مجال تقريباً تعمل فيه إسرائيل.
وفي سياق متصل قالت مصادر إعلامية إسرائيلية إن رئيس الشعبة الأمنية-السياسية في وزارة الأمن سابقا، الجنرال بالاحتياط عاموس غلعاد، كان من بين الأسماء المرشحة لتولي منصب السفير الإسرائيلي في الأردن، خلفا للسفيرة عنات شلاين، التي يرفض الأردن عودة البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية إلى عمان  بعد جريمة ارتكبها حارس السفارة في عمان قبل شهور.
وبدأ «التوتر الدبلوماسي» بين البلدين على خلفية قيام حارس السفارة الإسرائيلية في عمان، زيف مويال، بقتل مواطنين أردنيين اثنين، هما عامل نجارة واسمه محمد جواودة، والطبيب بشار حمارنة، خلال وجودهما في شقة الحارس قرب السفارة.
ولا تزال السفارة الإسرائيلية في عمّان مغلقة منذ وقعت الجريمة في 23 تموز/ يوليو الماضي، وسط تأكيدات أردنية على أنها ستبقى كذلك إلى حين تقديم الحكومة الإسرائيلية الاعتذار عن مقتل المواطنين الإردنيين، والتزامها بإحالة الحارس القاتل إلى القضاء، واستبدال شلاين. كما تحاول إسرائيل ابتزاز الأردن باشتراط استئناف العمل بمشروع «قناة البحرين» باستئناف العلاقات الدبلوماسية لسابق عهدها قبل جريمة القتل.

الهند تلغي صفقة سلاح ضخمة مع إسرائيل عشية زيارة نتنياهو لدلهي

تركيا تحسم وقوفها إلى جانب «الاستقرار في إيران» وتقول إن ترامب ونتنياهو فقط يدعمان المظاهرات

Posted: 03 Jan 2018 02:13 PM PST

إسطنبول ـ «القدس العربي»: بعد أيام قليلة من الصمت والتردد، حسمت تركيا موقفها بالانحياز إلى جانب النظام الإيراني الذي يواجه مظاهرات واسعة منذ أيام في عموم البلاد خلفت أكثر من عشرين قتيلاً، واعتبرت أن هذه الأحداث لا تخدم الاستقرار في المنطقة وتصب في صالح أمريكا إسرائيل، حسب ما قاله وزير الخارجية التركي بشكل غير مباشر.
وقال مولود جاويش أوغلو، أمس الأربعاء: «شخصان فقط من يدعمان المظاهرات في إيران هما (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب، و(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو»، وأضاف: «نريد أن تتوقف الاشتباكات ويعود الاستقرار في أقرب وقت، يجب على الدول التي توجه انتقادات لإيران الابتعاد عن المعايير المزدوجة، قالوا إنهم ضد الانقلاب ودعموا الانقلاب في مصر».
وفي وقت سابق، الأربعاء، هاتف الرئيس رجب طيب أردوغان نظيره الإيراني حسن روحاني مؤكداً على أن بلاده تولي أهمية للمحافظة على السلم والاستقرار الاجتماعي في إيران، حسب ما ذكرت الرئاسة التركية التي قالت إن المكالمة تركزت على بحث التظاهرات في إيران.
وأشار إلى أن «تصريحات روحاني كانت صائبة، بخصوص تجنب انتهاك القوانين خلال استخدام الشعب حقه في المظاهرات السلمية»، ولفتت الرئاسة التركية إلى أن «روحاني أعرب عن شكره لأردوغان حيال اهتمامه، وعن أمله في انتهاء المظاهرات والاحتجاجات خلال الأيام القليلة المقبلة».
وقال المتحدث باسم الحكومة التركية، بكر بوزداغ، الأربعاء، إن بلاده تعارض تولي وتغيير السلطة في بلد ما عن طريق التدخلات الخارجية أو استخدام العنف أو الطرق المخالفة للدستور والقوانين، على حد تعبيره.
وأشار بوزداغ الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس الوزراء إلى أن «تركيا تتابع عن كثب الأحداث التي تشهدها إيران، وتولي أهمية لحفظ الهدوء والسلم والاستقرار»، مضيفاً: «الهدوء والسلم والاستقرار في إيران مهم بالنسبة إلى إيران وشعبها والمنطقة»، معتبراً أن «وقوع أزمات أو فوضى أو نزاعات في إيران سيلحق الضرر بها وبشعبها والمنطقة»، ودعا «للتحرك بحكمة وحذر أمام التحريض والاستفزازات المخطط لها».
في السياق ذاته، قال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، ماهر أونال إن «بعض القوى العالمية تستغل هذه الأحداث لتحقيق ميزة تنافسية لصالحها»، وأضاف في تصريحات تلفزيونية: «أنتم قد تعيشون بعض المشكلات، فيأتي الخصوم ويستغلونها، وتحويلها إلى ميزة تنافسية لصالحهم، وهذا بالضبط ما يحدث في إيران».
ولفت إلى أن «المنطقة تشهد منذ ما يزيد على 5 سنوات مشكلات كبيرة بدأت بالربيع العربي.. القوى العالمية تستغل بعض المشكلات الاجتماعية التي تحدث، والمطالب الشعبية، وبعض نقاط الضعف، كي تتمكن من تمرير أهدافها وسياساتها الخاصة بها في المنطقة»، وتابع: «الشيء نفسه يحدث في إيران حالياً».
وأشار أونال إلى أن بلاده لا تريد مزيداً من عدم الاستقرار في المنطقة، قائلاً: «سيادة واستقرار دول الجوار أمران لهما أهمية كبيرة بالنسبة لاستقرار تركيا، لذلك فإن حالة عدم الاستقرار بإيران أمر لا تريده أنقرة».
وكانت الخارجية التركية دعت، الثلاثاء، إلى «تغليب الحكمة للحيلولة دون تصاعد الأحداث في إيران، وتجنب التدخلات الخارجية المحرضة التي من شأنها مفاقمة الأوضاع»، مؤكدةً أن تركيا تولي أهمية كبيرة للسلم الاجتماعي والاستقرار في إيران «الصديقة والشقيقة».

تركيا تحسم وقوفها إلى جانب «الاستقرار في إيران» وتقول إن ترامب ونتنياهو فقط يدعمان المظاهرات
أردوغان هاتف روحاني وأكد أن بلاده «تولي أهمية للسلم» في بلاده
إسماعيل جمال

الدوحة تدشّن رسمياً «قطر غاز» الشركة الوطنية الوحيدة المتخصصة في تصديره

Posted: 03 Jan 2018 02:13 PM PST

الدوحة –   «القدس العربي» : أعلنت شركة قطر للبترول البدء الرسمي لأعمال شركة قطرغاز الجديدة في أعقاب الانتهاء الناجح لعملية ضم أنشطة شركتي «راس غا»ز و»قطر غاز» التي أُعلن عنها في ديسمبر/كانون الأول 2016.
وجاء الإعلان في مؤتمر صحافي للمهندس سعد بن شريده الكعبي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للبترول، عقده أمس الأربعاء في المبنى الرئيسي لقطر للبترول بحضور ممثلين من إكسون موبيل، وتوتال، وكونوكو فيليبس، وشل – الشركاء الدوليين في قطرغاز وراس غاز.
وقال « كان هدفنا من خطة ضم أنشطة شركتي قطرغاز وراس غاز هو دمج الموارد والقدرات المميزة للشركتين لخلق مشغل طاقة عالمي فريد من نوعه من حيث الحجم والخدمة والموثوقية، ولتعظيم القيمة المضافة لنا ولشركائنا، ولتعزيز المكانة التنافسية لقطاع الغاز القطري."
وأضاف: «جدير بالذكر أن دمج الشركتين سيوفر سنويا حوالي ملياري ريال قطري من التكلفة التشغيلية.»
وأعلن خلال المؤتمر الصحافي عن ولادة قطرغاز الجديدة، قائلا: «اعتبارا من الأول من يناير/كانون الثاني 2018، أصبحت جميع المشاريع التي تديرها قطرغاز وراس غاز سابقا تدار الآن من قبل شركة قطرغاز الجديدة، والتي هي نتيجة ضم هذين المركزين المتميزين في صناعة الطاقة في قطر. اليوم يسرني أن أعلن أننا حققنا هدفنا بنجاح كبير وفي الوقت المحدد». وأكد الكعبي أنه «بانتهاء عملية الضم أصبحت قطرغاز الجديدة هي الشركة الوحيدة التي تصدر الغاز القطري المسال للعالم، برؤية واحدة، ونظام إدارة واحد، وثقافة عمل واحدة. ويسعدني أن أعلن عن تعيين الرئيس التنفيذي الحالي لقطرغاز الشيخ خالد بن خليفة آل ثاني رئيسا تنفيذيا لشركة قطرغاز الجديدة.»
وختم بتقديم شكره لمشتري الغاز القطري قائلا: «أود أن أتقدم بجزيل الشكر لكل المشترين للغاز القطري حول العالم على ثقتهم بقطر للبترول وبدولة قطر، ونتعهد لهم ببذل قصارى جهدنا للوفاء بالتزامنا لتوصيل الغاز المسال لدولهم الصديقة.» هذا، وستستمر عملية التكامل في التركيز على توفير خدمات متقدمة تتصف بالموثوقية والكفاءة والفعالية، فضلا عن تعزيز المشاريع التي تديرها والتي لم تتأثر عملياتها بعملية التكامل، حيث أعطيت الأولوية العليا لضمان استمرارية الأعمال على نحو سلس ومستمر وخالٍ من المخاطر.
وتعد قطر التي تبلغ مساحتها 11 الفا و600 كلم مربع المنتج والمصدر العالمي الأول للغاز الطبيعي المسال. وقد ساهمت الأرباح التي حصلتها الدولة من قطاع الغاز في جعلها أحد أغنى دول العالم.
وكانت الدوحة أعلنت في كانون الاول/ ديسمبر 2016 عن عملية الدمج التي أشارت حينها إلى أنها تحتاج إلى 12 شهرا لكي تكتمل.
وكانت "قطر غاز″ أكبر شركة منتجة للغاز الطبيعي المسال في العالم. أما "راس غاز″، فكانت تشرف وتدير كل الأنشطة المرتبطة بالغاز الطبيعي المسال في البلاد. وتأتي خطوة دمج الشركتين في وقت تحاول قطر ومعها دول الخليج الأخرى التأقلم مع انخفاض أسعار النفط. وتملك قطر العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) والتي تنتج بين 700 الف و800 الف برميل يوميا، ثالث أكبر احتياطات الغاز الطبيعي في العالم بعد روسيا وإيران المجاورة. وإلى جانب احتضانها لمقر منتدى الدول المصدرة للغاز والذي يضم 12 دولة، تبحث قطر عن أسواق جديدة في الشرق الأوسط وفي العالم، في وقت تواجه عقوبات تجارية واقتصادية من قبل الدول المقاطعة لها وهي السعودية والبحرين والإمارات ومصر.

الدوحة تدشّن رسمياً «قطر غاز» الشركة الوطنية الوحيدة المتخصصة في تصديره
من أجل دمج موارد وقدرات الشركتين لخلق مشغل طاقة عالمي متميز
إسماعيل طلاي

البردويل لـ «القدس العربي»: مشاركة حماس في «المركزي» تحددها المشاورات الداخلية ومعنيون بصوت يعطي النصيحة للسلطة وفتح

Posted: 03 Jan 2018 02:12 PM PST

غزة ـ «القدس العربي» : أكد القيادي في حركة حماس الدكتور صلاح البردويل لـ «القدس العربي»، أن حركته لم تتسلم بعد «دعوة مكتوبة» للمشاركة في جلسات المجلس المركزي المقرر عقده في 14 يناير/ كانون الثاني الحالي في مدينة رام الله، وأنها لم تقرر بعد المشاركة من عدمها. وقال إن الأمر سيخضع لـ «نقاشات داخلية»، ودعا المجلس لإلغاء اتفاق أوسلو ووقف التنسيق الأمني وإنهاء حصار غزة، في الوقت الذي أعلن فيه رئيس المجلس الوطني، أن الجلسة ستحدد وظائف السلطة الفلسطينية، وتحويل مهامها لدولة فلسطين، وتقوية مؤسسات منظمة التحرير، للرد على القرارات الأمريكية والإسرائيلية الأخيرة.
وقال لـ «القدس العربي» إن حركته لم تتلق «دعوة رسمية مكتوبة» حتى هذه اللحظة من رئاسة المجلس الوطني الفلسطيني، وإنها لم تقرر المشاركة من عدمها في جلسة المجلس المركزي المقبلة.
وأكد أن حركة حماس ستدرس موضوع المشاركة وشكلها «وما إذا كانت ستقدم مضمونا معينا يساعد السلطة على التفكير بطريقة جديدة»، ويساعد حركة فتح على التخلص من أوهام عملية التسوية».
وأشار إلى أن المشاركة في تلك الجلسة ولو بكلمة أو من خلال مندوبين عن الحركة ستحدده مشاورات الداخلية، مضيفا «الشكل والمضمون تحدده المشاورات داخل حركة حماس».
وقال البردويل عضو المكتب السياسي لحماس في غزة إن حركته معنية بأن يكون لها صوت من داخل المجلس أو من خارجه «يعطي نصيحة للسلطة وفتح لتغير وتبدل من نهجها الذي أثبت فشله»، وكان بذلك يشير إلى نهج مفاوضات التسوية السلمية.
يذكر أن حماس وكذلك حركة الجهاد الإسلامي، لا تنضويان تحت مظلة منظمة التحرير، وستكون هذه هي المرة الأولى التي توجه لهما الدعوة بشكل رسمي للمشاركة في جلسة للمجلس المركزي.
وحال مشاركة الحركتين فإن الأمر سيعطي «إشارات إيجابية» حول تسهيل مهمة دخولهما في مرحلة لاحقة في المنظمة، وفق ما جرى التوصل إليه في اتفاق المصالحة الموقع بين الفصائل الفلسطينية في العاصمة المصرية القاهرة عام 2011.
يشار إلى أن منظمة التحرير قررت عقد جلسة للمجلس المركزي يوم 14 ديسمبر، ضمن خطوات القيادة لمواجهة قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه القدس، وكذلك لمواجهة القرارات الإسرائيلية التي اتخذت خلال الأيام السابقة، التي تتساوق مع قرارات واشنطن، باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وإصدار قرارات أخرى تطالب بضم مناطق الضفة الغربية.

نطالب بوقف التنسيق الأمني

وسألت «القدس العربي» القيادي في حماس، حول إمكانية دعم الحركة للقيادة الفلسطينية، حال اتخذت قرارات قوية في جلسة المجلس المركزي المقبلة، مثل التوجه للأمم المتحدة والجنايات الدولية لإخراج الاحتلال من دولة فلسطين، فقال «نحن في حماس نرى أن الطريق الأصوب أن نبدأ بأنفسنا وأن يبدأ المركزي في إلغاء اتفاق أوسلو، ووقف التنسيق الأمني ووقف الحصار على غزة». وأضاف «هذه قرارات تراها مهمة، إضافة إلى تنفيذ قرارات المجلس المركزي السابق»، لافتا إلى أن هذه القرارات حال اتخذت ستكون «الأهم لمواجهة القرارات الصهيونية والإسرائيلية الأخيرة».
يذكر أن الكنيست الإسرائيلي الذي استغل قرارات الرئيس الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها، أقر مساء يوم الإثنين الماضي بالقراءتين الثانية والثالثة قانون «القدس الموحدة»، الذي يقضي بضرورة وجود غالبية ساحقة للتنازل عن أي حي في القدس لصالح أي جهة أجنبية، وفقًا لنص القانون.
 وفي سياق متصل قال البردويل إن ملف المصالحة الداخلية يشهد حاليا عملية «توقف وجمود»، وأرجع السبب في ذلك إلى السلطة الفلسطينية، لافتا إلى أن الفترة السابقة شهدت قطع شوط طويل في الملف، بعد أن قدمت حركته «تنازلات»، قال أن الشارع الفلسطيني والراعي المصري شهد عليها. وأضاف «نحن لم نقطع الطريق والحبال، ونأمل أن تكون الإجراءات الصهيونية والأمريكية الأخيرة، رافعة للمصالحة وليست سيفا عليها». وأشار إلى أنه وفق اتفاقات سابقة، تقرر أن يعقد في العاصمة المصرية في الأول من فبراير/ شباط المقبل، اجتماع تشارك فيه كل الفصائل الفلسطينية لبحث الملف. وعبر عن أمله في أن يجري عقد هذا اللقاء، موضحا أن هناك اتصالات حاليا بين فتح وحماس، بشأن ملفات المصالحة لكنه قال إنها «بعيدة عن الدخول في العمق».
يشار إلى أن رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، قال إنه جرى إرسال دعوتين لحماس والجهاد الإسلامي، للمشاركة في أعمال دورة المجلس المركزي. وأكد أن التحضيرات «شارفت على نهايتها»، حيث استكمل توجيه الدعوات لأعضاء المجلس المركزي داخل الوطن وخارجه، وشدد على أن هذه الدورة «تكتسب أهمية بالغة بحكم القضايا المصيرية التي ستناقشها»، لافتا إلى أنها ستشكل «منعطفا مهما» في مسيرة العمل الوطني الفلسطيني سواء على صعيد بناء الاستراتيجية والشراكة الوطنية، وإعادة النظر في المرحلة السابقة بكافة جوانبها.

قرارات مهمة للمركزي

وأكد أن المجلس المركزي سيتخذ قرارات مناسبة، وسيعتمد «رؤية نضالية مستقبلية ضمن استراتيجية عمل وطنية على المستويات كافة»، لافتا إلى أنه سيكون على رأسها «تنفيذ قرارات المجلس المركزي الأخيرة، وإعادة النظر في وظائف السلطة الوطنية الفلسطينية، ودراسة خيارات أخرى في مقدمتها تحويل مهام هذه السلطة إلى وظائف، ومهام دولة فلسطين، والعمل على تقوية مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية لحمايتها، وتفعيل دورها، وتعزيز مكانتها بصفتها الممثل الشرعي والوحيد لشعب». ووصف الزعنون المرحلة الحالية بـ «الدقيقة جدا»، وقال «تتعاظم فيها التحديات والأخطار، الأمر الذي يتطلب منا جميعاً رص الصفوف وتوحيد الطاقات للتصدي بكل ثبات وقدرة لجرائم وإرهاب الاحتلال الغاصب ومن يسانده، والخروج من دورة القدس بقرارات تحمي حقوقنا الوطنية في إقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم». ودعا الزعنون حماس والجهاد لتلبية «دعوة الوطن ودعوة القدس» للمشاركة في دورة القدس لمواجهة الإعلان الأمريكي، وقرار الكنيست الإسرائيلي، مؤكدا أن من خلال الوحدة الوطنية وتعزيزها يمكن «مواجهة العدوان الأمريكي الإسرائيلي المزدوج على حقوق شعبنا الثابتة في عاصمة دولته القدس».
وفي سياق الحديث عن عقد جلسة المجلس المركزي المقبلة، عقدت اللجنة السياسية التي شكلها الرئيس محمود عباس أخيرا أمس اجتماعا لها لوضع تصور حول مجمل القضايا السياسية وخطوات التحرك المقبلة. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير محمود اسماعيل، في تصريحات للإذاعة الفلسطينية إن مجموعات العمل التي كلفت حول كل قضية ستقدم أوراقا وسيتم قراءتها، على ان توحد في ورقة واحدة تقدم لاجتماع المجلس المركزي، لاتخاذ قرارات مهمة تضمن حقوق شعبنا، وأيضا مواجهة التعنت الإسرائيلي إضافة الى تحديد العلاقة مع اسرائيل.وعلق على قانون الكنسيت الإسرائيلي الأخير بشأن القدس بالقول «إسرائيل لا تريد السلام وتقوم الإدارة الأمريكية بتشجيعها على ذلك، وعلى مواصلة عدوانها على الشعب الفلسطيني وأرضه»، مطالبا المجتمع الدولي بأن «يكف عن صمته أمام كل هذا العدوان وأن يضع حدا لذلك».

البردويل لـ «القدس العربي»: مشاركة حماس في «المركزي» تحددها المشاورات الداخلية ومعنيون بصوت يعطي النصيحة للسلطة وفتح

أشرف الهور

لبنان: أول جلسة للحكومة هذا العام وسط خلاف مستحكم حول مرسوم الضباط

Posted: 03 Jan 2018 02:12 PM PST

بيروت- «القدس العربي» : يعقد مجلس الوزراء اللبناني اليوم أول جلسة له في السنة الجديدة في ظل استمرار الخلاف المستحكم حول مرسوم الاقدمية لضباط دورة 1994 في الجيش بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يصرّ على توقيع وزير المال علي حسن خليل على المرسوم الموقع من عون ورئيس الحكومة سعد الحريري لاعتباره نافذاً ودستورياً في وقت تفيد مصادر قصر بعبدا بأن المرسوم يعتبر نافذاً من حين توقيع رئيس الجمهورية عليه من دون حاجة إلى نشره في الجريدة الرسمية بعدما طلب الحريري من الامانة العامة لمجلس الوزراء عدم نشره إرضاء للرئيس بري.
ونقل النواب عن رئيس مجلس النواب امس قوله ان «الوضع لا يزال على حاله بالنسبة إلى مرسوم الضباط»، مجدداً تأكيد «وجوب التزام الاصول والقوانين والدستور في هذا الشأن». واللافت امس كانت زيارة قائد الجيش العماد جوزف عون وضباط القيادة إلى عين التينة للتهنئة بمناسبة الاعياد وقد كان المرسوم محور تداول في اللقاء مع تبني وزارة الدفاع وجهة نظر قيادة الجيش حول أحقية الاقدمية في جوابها على وزارة المال.
ونقل امس عن مصادر بعبدا أن « من يجد نفسه متضرراً من مرسوم الأقدمية فليلجأ إلى شورى الدولة أو هيئة الاستشارات والرئيس عون مستعد للالتزام بقرار القضاء «. ولفتت إلى «أن وزير المال ليست له صلاحية الرقابة على عمل زملائه الوزراء الاخرين وفق القرار الصادر عن مجلس شورى الدولة عام 1991 «. أما مصادر عين التينة فرأت أنه «إذا تمت اعادة المرسوم لتوقيعه من قبل وزير المال تنتهي المشكلة»، معتبرة أن «ما يقوله رئيس الجمهورية بأن المرسوم نافذ من دون نشره خطأ لا يجوز».
وعلى خط سياسي آخر، جال السفير السعودي الجديد وليد اليعقوب امس على كل من رئيس الجمهورية حيث قدم اوراق اعتماده ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة سعد الحريري في زيارة هي الاولى منذ أزمة الاستقالة. واكتفى السفير االسعودي بالتفاؤل بعودة العلاقات الايجابية بين لبنان والسعودية.

لبنان: أول جلسة للحكومة هذا العام وسط خلاف مستحكم حول مرسوم الضباط

سعد الياس

استشهاد قاصر فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام الله وتهديد البرغوثي بالعزل بعد اقتحام قسمه ومصادرة الكتب

Posted: 03 Jan 2018 02:12 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أمس عن استشهاد القاصرمصعب فراس التميمي (17 عاماً)، متأثراً بجروح خطرة أصيب بها برصاص الاحتلال في قرية دير نظام شمال رام الله.
وكانت مصادر إسرائيلية قد أعلنت أن قوات الاحتلال أطلقت النار على فلسطيني بحجة الاشتباه بأنه يحمل السلاح.
وقالت مصادر فلسطينية إن مواجهات اعتيادية اندلعت في قرية دير نظام إثر اقتحام الاحتلال للقرية، استخدمت خلاله الرصاص الحي ما أدى لإصابة التميمي بجروح بالغة الخطورة. كما أصيب ثلاثة فلسطينيين آخرين على الأقل برصاص معدني مغلف بالمطاط.
في غضون ذلك قالت هيئة شؤون الأسرى إن نحو 200 من عناصر القوات الخاصة التابعة لإدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، اقتحمت قسم 3 في سجن هداريم، واستولت على الدفاتر الخاصة بالأسرى، وثلاثة آلاف كتاب من مكتبة السجن، بحجة أنها لم تصدر إذنا خاصا بالدراسة والتعليم.
وقيدت إدارة السجون خلال الاقتحام الذي استمر من الساعة الثالثة صباحا وحتى ساعات ما بعد ظهر أمس الأربعاء، عشرين أسيرا وعزلتهم في الزنازين، واعتدت عليهم ووجهت الإهانات لهم.
وهددت إدارة السجون عضو اللجنة المركزية لحركة فتح النائب مروان البرغوثي بعزله بشكل دائم، وكانت قد منعت زوجته من زيارته لمدة عامين، أي حتى مطلع عام 2019، على خلفية قيادته لإضراب الحرية والكرامة.
كما نقلت إدارة السجون النائب العربي السابق في الكنيست الإسرائيلي باسل غطاس المعتقل في القسم ذاته إلى عيادة المستشفى بعد إصابته بالإغماء، ثم أعيد إلى الزنازين. يذكر أن قسم 3 في سجن هداريم، يضم عددا من القيادات السياسية والميدانية والعسكرية، ويوجد فيه حاليا 60 أسيرا من حركة فتح، و25 من حركة حماس، و15 من الجهاد الإسلامي، إضافة إلى 10 من الجبهتين الشعبية والديمقراطية.
كما هدد عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين بمقاطعة محاكم الاحتلال الاسرائيلي في حال إصرار حكومة اليمين الاسرائيلي على إقرار القانون العنصري وغير الشرعي بإعدام الأسرى، معتبرا ان هذا سيؤدي الى انتفاضة وتمرد ضد الجهاز القضائي الاسرائيلي وعدم التعاطي مع المحاكم العسكرية الاسرائيلية.
وقال إن سلسلة القوانين الاسرائيلية هي قوانين عنصرية وفاشية وتنتهك القانون الدولي الإنساني وكرامة الأسرى، وتستهدف تجريم النضال الوطني الفلسطيني ونزع الشرعية عن نضال الاسرى ومكانتهم القانونية كأسرى حرية ومقاومين في سبيل حق تقرير المصير.
ودعا برلمانات العالم كافة الى التصدي للقوانين الاسرائيلية المعادية لحقوق الإنسان وللعدالة الإنسانية وللشرعية الدولية والتي تعمق الاحتلال والقمع والبطش بحق شعبنا الفلسطيني.
وأضاف «سنتوجه الى محكمة العدل الدولية لاستصدار فتوى حول المكانة القانونية للأسرى وفق القانون الدولي وسوف نستخدم كل الأدوات القانونية للدفاع عن شرعية نضال المعتقلين وصفتهم القانونية والشرعية، ولن نخضع للقوانين العنصرية الإسرائيلية، وسوف نستمر في حماية أسرانا وعائلاتهم ضحايا الاحتلال الإسرائيلي وإرهاب دولة إسرائيل المنظم».

استشهاد قاصر فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام الله وتهديد البرغوثي بالعزل بعد اقتحام قسمه ومصادرة الكتب

12 منظمة ومبادرة حقوقية مصرية تدين إعدام 19 شخصاً في أسبوع

Posted: 03 Jan 2018 02:11 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: أدانت 12 منظمة ومبادرة حقوقية مصرية، قيام الحكومة المصرية بتنفيذ حكم الإعدام على 4 أشخاص في القضية رقم 22 لسنة 2015 جنايات عسكرية طنطا، المعروفة إعلاميًّا بقضية «إستاد كفر الشيخ».
وقالت في بيان «بتنفيذ حكم قضية استاد كفر الشيخ، تكون الحكومة أعدمت 19 شخصا على الأقل في خلال أسبوع واحد فقط في سابقة لم تشهدها مصر في تاريخها الحديث».
وتضمنت قائمة المنظمات والمبادرات الموقعة على البيان، كلا من الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، والمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، والمفوضية المصرية للحقوق والحريات، ومجموعة ضد الإعدام، ومركز عدالة للحقوق والحريات، ومركز النديم لمناهضة العنف والتعذيب، ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، ومركز هشام مبارك للقانون، ومؤسسة حرية الفكر والتعبير، ومؤسسة قضايا المرأة المصرية، ولا للمحاكمات العسكرية للمدنيين.
وعبر الموقعون عن خشيتهم من أن «يكون تنفيذ تلك الأحكام جاء كرد فعل على سياسي بعد أيام من وقائع استهداف مسلحين لمدنيين وعسكريين في يومي 28 و29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي. ففي يوم 28 ديسمبر لقي الحاكم العسكري لمنطقة بئر العبد ورمانة المقدم أحمد الكفراوي مصرعه، عقب استهداف مسلحين سيارة (همر) بعبوة ناسفة، في منطقة السبيكة غرب العريش في محافظة شمال سيناء، بينما قُتل مجند بالقوات المسلحة وأُصيب 2 في هجوم استهدف مقر الكتيبة 103 في وسط سيناء في اليوم نفسه، وفي 29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي وقع هجوم على كنيسة مارمينا في حلوان أسفر عن مقتل 8 مواطنين مسيحيين وأحد أفراد الشرطة».
وناشدت المنظمات «الحكومة أكثر من مرة لتعليقَ العمل بعقوبة الإعدام ووقف التنفيذ على المتهمين الصادرة ضدهم أحكام نهائية بالإعدام، وأكدت على أهمية ما قاله المقرر الخاص المعنيُّ بحقوق الإنسان أثناء مكافحة الإرهاب، من أن اللجوء إلى هذا النوع من العقاب لكبح الإرهاب يعدُّ أمرًا غير قانوني بقدر ما هو غير مجدٍ. فهناك نقص في الأدلة المقنعة على أن عقوبة الإعدام يمكن أن تسهم أكثر من أيِّ عقوبة أخرى في مكافحة الإرهاب، كما أنَّ عقوبة الإعدام تمثِّل رادعا غير فعَّال، لأن الإرهابيين ممن تنفذ فيهم عقوبة الإعدام قد يكتسبون مكانة متميزة هم وقضيتهم».
وأضافت أن «الأشخاص الأربعة تم إعدامهم في قضية استاد كفر الشيخ التي شابها العديد من الانتهاكات، بالإضافة إلى أن المحاكمة أمام محكمة عسكرية».
وتتسم المحاكمات العسكرية في مصر، حسب البيان بـ»السرعة الفائقة التي قد تؤثر بشكل جدي في استيضاح الحقائق والتيقن منها وتحرم المتهم من حقه في الوقت الكافي لتحضير دفاعه وعرضه، وكلها أمور قد تشكل تأثيرًا سلبيًّا في النتيجة النهائية للمحاكمة، وبعد صدور الحكم يعرض على وزير الدفاع للتصديق عليه وفي أحكام الإعدام يلزم أن يتم عرض ملف القضية على المحكمة العليا للطعون العسكرية».
وتابعت المنظمات الحقوقية في بيانها: «في سبتمبر/ أيلول الماضي، قبلت الحكومة المصرية تعليق عقوبة الإعدام من حيث المبدأ مع ربط هذه الخطوة بفتح حوار مجتمعي حول العقوبة، وما تقوم به الحكومة الآن من تنفيذ لأحكام إعدامات يتناقض مع مقترحاتها لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أثناء دورته السادسة والثلاثين».
ورصدت «وقائع تنفيذ عقوبة الإعدام خلال السنوات الماضية»، معتبرة أن «إعدامات قضية استاد كفر الشيخ، ليست الواقعة الأولى التي تستخدم فيها الحكومة المصرية عقوبة الإعدام بشكل سياسي، فقد تم تنفيذ حكم الإعدام في يوم 17 مايو( أيار) 2015 على 6 أشخاص في القضية رقم 43 لسنة 2014 جنايات عسكرية شمال القاهرة والمعروفة إعلاميًّا باسم قضية «خلية عرب شركس» في اليوم التالي على جريمة اغتيال 3 قضاة في العريش، وتم تنفيذ الإعدام في يوم 26 ديسمبر/ كانون الأول 2017 على 15 متهما في قضية رقم 411 جنايات كلي الإسماعيلية لسنة 2013 والمعروفة إعلاميًّا بـ«خلية رصد الضباط» بعد استهداف وزير الدفاع ووزير الداخلية في يوم 19 ديسمبر/كانون الأول 2017.
وأكدت أن «المجتمع لا يحتاج إلى الثأر بقدر ما يحتاج إلى معرفة حقيقة ما يحدث من عمليات عنف وهجوم مسلح وتحديد المسؤولية في الفشل للتصدي لها، وتفعيل إجراءات المساءلة لضمان عدم تكرار هذه العمليات في المستقبل، وكذلك الاطمئنان إلى سير إجراءات العدالة أمام القضاء الطبيعي».

12 منظمة ومبادرة حقوقية مصرية تدين إعدام 19 شخصاً في أسبوع

تامر هنداوي

الحملة الدولية لمقاطعة الإمارات: أبو ظبي تجلب المزيد من المرتزقة للصومال

Posted: 03 Jan 2018 02:11 PM PST

جنيف ـ باريس ـ «القدس العربي» كشفت الحملة الدولية لمقاطعة الإمارات الثلاثاء أنها تلقت معلومات من مصادر موثوقة بأن دولة الإمارات جلبت حديثا أكثر من ثلاثة آلاف عنصر من المرتزقة إلى أرض الصومال بغرض تعزيز نفوذها في البلاد.
وذكرت الحملة الدولية في بيان صحافي بهذا الخصوص، أن العدد المذكور من المرتزقة إلى الصومال تمركز جزء كبير منهم في قاعدة (بربرة) العسكرية التابعة للإمارات، وأماكن دعم لوجستي في مناطق لا تخضع للسلطة المركزية لحكومة الصومال.
وحسب مصدر الحملة فإن تدفق المرتزقة تم على فترات زمنية تمتد من مطلع سبتمبر/أيلول 2017 حتى 25 كانون أول/ ديسمبر من نفس العام.
وأوضح المصدر أن إيصال الإمارات المرتزقة إلى الصومال تم من خلال نقل جوي عبر طائرات الهليكوبتر ومن خلال نقل بحري في إحدى سفن الشحن التي تمركزت في ميناء قريب من قاعدة بربرة.
ويشار إلى أن الإمارات تستخدم عدة قواعد عسكرية في أرض الصومال ودول أفريقية أخرى لتعزيز نفوذها في القرن الأفريقي وفي حربها المتواصلة منذ عدة أعوام على اليمن. فيما تعمل بشكل حثيث على شراء الولاءات داخل المؤسسات الرسمية والتشريعية الصومالية.
وتستهدف الإمارات تعزيز تواجدها العسكري بشكل غير مسبوق في الصومال في إطار خطة لتوسيع انتشارها العسكري في مضيق هرمز وساحل اليمن وباب المندب وحتى سواحل القرن الأفريقي. ويعتمد هذا التواجد الإماراتي في القرن الأفريقي على استراتيجية شراء واستئجار وإدارة موانئ ومطارات ذات أهمية عسكرية واقتصادية متنوعة كما في حالتي عدن وجيبوتي، إضافة إلى بناء القواعد العسكرية كما في بربرة شمال غرب الصومال.
وفي أعقاب التدخل العسكري السعودي الإماراتي في اليمن، وسعت الإمارات شراكتها العسكرية مع أرض الصومال بشكل ملحوظ عبر تسليح المقاطعات الصومالية.
ومع مرور الوقت أصبح من الواضح أن الإمارات حولت تواجدها الاقتصادي والتجاري إلى التواجد العسكري فقط، خاصة بعد أن تولت إدارة الأمور في عدن بعد مشاركتها في حرب اليمن، قبل أن تتخذ خطوة أكبر نحو عسكرة وجودها في القرن الأفريقي، عبر تأسيس أول قاعدة عسكرية لها خارج حدودها في ميناء «عصب» على سواحل إريتريا أواخر عام 2016.

الحملة الدولية لمقاطعة الإمارات: أبو ظبي تجلب المزيد من المرتزقة للصومال

لجنة حرية الأديان الأمريكية تطالب مصر بحماية الأقليات

Posted: 03 Jan 2018 02:11 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: هاجم تقرير للجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية، وهي حكومية فيدرالية مستقلة تابعة للولايات المتحدة، عن عام 2017، أوضاع الحريات الدينية في مصر.
وقال : «على الرغم من القمع الشديد الذي تمارسه الحكومة على حقوق الإنسان، فقد تحسنت ظروف الحرية الدينية في عدة مناطق خلال العام الماضي، لكن لا تزال بعض القوانين والسياسات التمييزية والقمعية التي تقيد حرية الدين أو المعتقد سارية»، مشيرا إلى أن اللجنة «رغم قلقها العميق إزاء أوضاع حقوق الإنسان المؤسفة في مصر، تصنف مصر في المستوى الثاني».
وأوصت اللجنة حكومة الولايات المتحدة بـ«ضمان استخدام جزء من المساعدة العسكرية الأمريكية لمساعدة الشرطة المصرية في تنفيذ خطة فعالة لتوفير حماية خاصة لمجموعات الأقليات الدينية ولأماكن عبادتهم، والضغط على الحكومة المصرية لإجراء المزيد من الإصلاحات لتحسين ظروف الحرية الدينية بما في ذلك إلغاء القوانين والقرارات التي تحظر ممارسة الأقلية الدينية لشعائرهم، بمن في ذلك البهائيون، علاوة على إزالة خانة الدين من وثائق الهوية الرسمية، وتمرير قوانين تتفق مع المادة 32 من الدستور بشأن إنشاء هيئة مستقلة لمحاربة التمييز». وأوصت كذلك بحث الحكومة المصرية، على إلغاء أو تعديل المادة 91 مكرر من قانون العقوبات، التي تجرم ازدراء الدين أو التكفير، وكذلك الضغط على الحكومة لمقاضاة ومعاقبة مرتكبي أعمال العنف الطائفي من خلال النظام القضائي، وضمان عدم مسؤولية جهاز الأمن الداخلي عن الشؤون الدينية، الذي يجب أن يتعامل فقط مع مسائل الأمن القومي مثل القضايا التي تشمل استخدام العنف أو الدعوة إلى استخدامه.
كما طالبت بالضغط على الحكومة المصرية لمواجهة دعاوى التحريض على العنف والتمييز ضد المسلمين المنبوذين وغير المسلمين، بما في ذلك عن طريق مقاضاة رجال الدين الممولين من الحكومة الذين يحرضون على العنف ضد الطوائف المسلمة أو غير المسلمة، وكذلك مراجعة جميع الكتب المدرسية والمواد التعليمية الأخرى، لإزالة أي لغة أو تحريض يعزز من التعصب أو الكراهية أو العنف تجاه أي مجموعة من الأشخاص على أساس الدين أو المعتقد، وإضافة مفاهيم التسامح واحترام حقوق الإنسان لجميع الأفراد، بما في ذلك الحرية الدينية، إلى جميع المناهج التعليمية والكتب المدرسية ومواد تدريب المعلمين.
ودعت لتقديم الدعم لإصلاح التعليم وتقديم مبادرات لتدريب المعلمين، وتقديم الدعم لحقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني الأخرى أو المنظمات غير الحكومية لتحسين أوضاع حرية الدين أو المعتقد لجميع المصريين.
واللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية، يعرفها مسؤولوها بأنها لجنة حكومية فيدرالية مستقلة تابعة للولايات المتحدة الأمريكية ومتفق عليها من قبل الحزبين الجمهوري والديمقراطي. وقد تم إنشاؤها من قبل القانون الدولي للحرية الدينية لعام 1998، الذي يتابع الحق العالمي لحرية الدين أو المعتقد في الخارج، وتستخدم اللجنة معايير دولية لمراقبة انتهاكات الحرية الدينية وتقدم توصيات للرئيس ووزير الخارجية والكونغرس، كما أنها تعد كيانا مستقلا منفصلا ومميزا عن وزارة الخارجية وتقدم التقرير السنوي لعام 2017 تتويجا للأعمال التي قام بها المفوضون وفريق العمل المهنيون خلال العام، لتوثيق الانتهاكات التي تحدث على أرض الواقع وتقديم توصيات مستقلة لسياسات الحكومة الأمريكية ويغطي التقرير السنة الميلادية.
ويأتي التقرير في وقت يتعرض فيها أقباط مصر لهجمات، وكانت آخرها في حلوان قرب القاهرة، حيث استهدف مسلح كنيسة مارمينا، مما أسفر عن مقتل عدد من الأقباط ورجال شرطة، وكذلك قتل شقيقان قبطيان كانا موجودين في محل للخمور في منطقة العمرانية في القاهرة.

لجنة حرية الأديان الأمريكية تطالب مصر بحماية الأقليات

مؤمن الكامل

 إدارة السجون المغربية: 33 معتقلا من حراك الريف أوقفوا إضرابهم عن الطعام

Posted: 03 Jan 2018 02:10 PM PST

الرباط –« القدس العربي» : خلق موضوع الإضراب عن الطعام الذي يخوضه قادة حراك الريف المعتقلون في الدار البيضاء، جدلّا بين إدارة السجون والنيابة العامة من جهة وهيئة الدفاع عن المعتقلين.
وقالت المندوبية العامة لإدارة السجون، إن 33 معتقلا من أصل 49 معتقلا على خلفية حراك الريف في سجن عكاشة في الدار البيضاء، أوقفوا إضرابهم عن الطعام في بداية كانون الثاني/ يناير الحالي، وأن 6 معتقلين لم يقوموا به أصلا. فيما لم تكشف المندوبية عن وضع 10 معتقلين من معتقلي الحراك.
وأوضح بلاغ للمندوبية أن الوضع الصحي للمعتقلين عادي، وأن بعض «من نصبوا أنفسهم للدفاع عن معتقلي الحراك يلجؤون إلى الكذب والبهتان بخصوص أوضاع هؤلاء السجناء الصحية» وأن أحد محامي حراك الريف حرض أحد المعتقلين الثلاثاء بالتظاهر بالإغماء وسط المحكمة، وقالت أن هذه السلوكات «تزج بمصالح المعتقلين في متاهات لا تخدمهم» وتنم عن استهتار من قبل هيئة الدفاع بمصالح موكليهم».
ونددت المندوبية بـ «التصرفات المشينة والحاطة التي تسيء إلى مهنة المحاماة» وقالت إنها ستقوم بالتطبيق الصارم والحازم في تطبيق القانون من دون أي تمييز بين المعتقلين، وفي احترام وصون تام لحقوقهم.

صحة الزفزافي متدهورة

وقالت المحامية عن هيئة الدفاع بشرى الرويسي إن صحة ناصر الزفزافي ورفاقه الثلاثة الذين تخلفوا عن حضور جلسة الثلاثاء «متدهورة» وأكدت أنها بمعية هيئة الدفاع، زارت المعتقلين المتغيبين في سجن عكاشة عقب رفع الجلسة، وتبين لها أنه نتيجة خوضهم الإضراب عن الطعام تدهورت صحتهم».
وقررت غرفة الجنايات في محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، في ختام جلسة تواصلت إلى ليلة الثلاثاء تأجيل النظر في ملفات المتابعين على خلفية «حراك الريف»، إلى يوم غد الجمعة بناء على طلب دفاع المتهمين.
وقال الوكيل العام للملك (النائب العام) لدى محكمة الاستئناف في الدار البيضاء، إن الجلسة أحضر لها المتهمون جميعهم مؤازرين بدفاعهم وفي بداية هذه الجلسة تناول الكلمة ممثل النيابة العامة لمواصلة رده على الطلبات والدفوعات الشكلية المثارة من طرف الدفاع «حيث أوضح أن المتهمين يحاكمون من أجل ما نسب إليهم من أفعال إجرامية ، وليس بسبب المطالب الاجتماعية التي عبروا عنها، وأن محاضر الضابطة القضائية تتضمن تفريغات للأدلة الرقمية».
واستعرض ممثل النيابة العامة في مرافعته التي امتدت حتى الثامنة ليلا، الأسس القانونية والواقعية التي تفند مزاعم بعضهم حول تعرضهم للتعذيب أمام الضابطة القضائية، وأكد أن هناك العديد من الأشرطة والفيديوهات التي تدين المعتقلين، وتبرر الاستمرار في متابعتهم في حالة اعتقال.

النيابة تنفي التعذيب

ونفت النيابة العامة ممارسة التعذيب على المعتقلين، كما ورد في الدفوعات التي تقدمت بها هيئة الدفاع في الجلسات السابقة، وقال ممثل النيابة العامة حكيم الوردي «لو صدقنا الكلام الذي جاء به دفاع المعتقلين حول التعذيب لكنا قرين الكفر بالإنسانية» وأضاف «لا أرضى لمواطني بلدي أن يعذبوا»، وقال إنه ظل يستمع لكلام الدفاع عن التعذيب وسوء المعاملة التي تلقاها المعتقلون من قبل المحققين، «كنت أسمع كلاما لو جنحت إلى تصديقه لكفرت بالإنسانية من هول ما قيل، وهو أمر لا يمكن أن أقبله في مغربنا الذي صادق على الاتفاقية الدُّولية لمناهضة التعذيب، وتم إقرار الآلية الوطنية لمحاربة كل أشكال التعذيب، والفضل يعود في هذا كله إلى الجسم الحقوقي المغربي ومن بينه المجلس الوطني لحقوق الإنسان وجزء من هيئة الدفاع الحاضرة معنا». وهو ما جعل المحامين ينتفضون ويؤكدون تعرض المعتقلين للتعذيب والتعنيف.
واستشهد الوردي بتصريحات المتهمين أنفسهم بحضور دفاعهم عند استنطاقهم أمام النيابة العامة حيث نفوا تعرضهم لأي تعذيب، وكذلك بما خلصت إليه نتائج الخبرات الطبية القضائية المنجزة من طرف الطبيب الشرعي خلال مرحلة التحقيق الإعدادي، التي أكدت عدم تعرض أي متهم للتعذيب».
ويتابع المعتقلون بتهم جنائية «المشاركة في المس بسلامة الدولة الداخلية عن طريق دفع السكان إلى إحداث التخريب في دوار أو منطقة، وجنح الإسهام في تنظيم مظاهرات بالطرق العمومية وفي عقد تجمعات عمومية من دون سابق تصريح، وإهانة هيئة منظمة ورجال القوة العامة في أثناء قيامهم بوظائفهم، والتهديد بارتكاب فعل من أفعال الاعتداء على الأموال، والتحريض على العصيان والتحريض علنا ضد الوحدة الترابية للبلاد.
كما يتابعون من أجل جنح المشاركة في المس بالسلامة الداخلية للدولة عن طريق تسلم مبالغ مالية وفوائد لتمويل نشاط ودعاية من شأنها المساس بوحدة المملكة المغربية وسيادتها وزعزعة ولاء المواطنين لها ولمؤسسات الشعب المغربي ، والإسهام في تنظيم مظاهرات بالطرق العمومية وعقد تجمعات عمومية من دون سابق تصريح والمشاركة في التحريض علنا ضد الوحدة الترابية.
ولم تصل جلسة محاكمة معتقلي حراك الريف، إلى مرحلة النقاش المعمق للقضية والاستماع إلى المتهمين من طرف رئيس الجلسة علي الطرشي، حيث شهدت الجلسة توترا آخر، بعد إحضار ناصر الزفزافي بالقوة في إثر رفضه الحضور في الفترة الصباحية.
وأوضح المحامي أن موكله الزفزافي، خلال زيارته له في السجن من أجل إقناعه بالحضور إلى المحكمة لمواصلة الجلسة، أكد عدم جاهزيته وقدرته على متابعتها بالنظر إلى تدهور صحته، وهو ما جعل القاضي يرفع الجلسة بسبب مضي الدفاع في الكلام.
ودعا النقيب عبد الرحيم الجامعي إلى مراعاة الوضع الصحي للزفزافي، الذي أحضر بالقوة من السجن، وطالب بإجراء خبرة طبية عليه، ونقله إلى المستشفى قصد الخضوع للعلاجات الضرورية إن تطلب الأمر ذلك.

تسريع المحاكمات

وقررت هيئة الحكم تسريع النقاش في الملف، وحددت يوم الجمعة المقبل لمتابعة المناقشة، برغم إلحاح هيئة الدفاع عن المعتقلين على ترك المحاكمة تسير وفق النمط الذي شهدته طوال الأشهر الماضية وبعد إعلان القاضي علي الطرشي رئيس هيئة المحكمة، رفع الجلسة، رد ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف، من داخل القفص الزجاجي إنه مستعد لتفنيد «ادعاءات النيابة العامة في الجلسة المقبلة» وقال الزفزافي «إن الأموال التي صرفت ضد الحراك، لو تم استثمارها في محاربة الفساد والمفسدين لكان المغرب أفضل من فرنسا وسويسرا وبلجيكا» وقال إن ما يحدث هو تشويه لسمعة المغرب.
وأضاف الزفزافي إنه «من الآن قوي، وإنه برغم الزنزانة والسجون مازال صامدا» وخاطب رئيس المحكمة «إنكم بهذه المحاكمة تشوهون صورة البلاد»، مضيفا «نحن الوطن وعاش الريف، والموت ولا المذلة»، قبل أن يتعالى الصراخ عقب إخراج المعتقلين من القاعة «خلّونا نشوفو عائلاتنا»، بينما رفعت الأسر شعارات مدوية بداخلها.
واتهمت لجنة عائلات معتقلي حراك الريف المندوبية العامة لإدارة السجون بنهج أساليب انتقامية ولا قانونية من خلال استمرارها في استفزاز وإهانة عائلات المعتقلين عند قيامهم بزيارة ذويهم في السجن، إضافة إلى استمرارها في عزل المعتقلين كل على حدة، الشيء الذي دفعهم إلى مواصلة الإضراب عن الطعام.
وقال بلاغ صادر أمس الأربعاء عن «لجنة عائلات معتقلي حراك الريف»، أرسل لـ«القدس العربي» إن معتقلي حراك الريف في سجن عكاشة يخوضون منذ أسبوع إضرابا عن الطعام بسب استمرار حبس ناصر الزفزافي في زنزانة إنفرادية، وعدم توفير الماء الساخن وتحسين وجبات الطعام وغيرها من ظروف الاعتقال غير الإنسانية، وإن المعتقلين الحبيب الحنودي ومحسن أثري تعرضا للعنف والعزل في زنزانة انفرادية والحرمان من الاتصال وزيارة عائلاتهم لمدة شهر.
وأضاف البيان إن المعتقل رضوان أفاسي المعتقل في سجن راس الماء بفاس، دخل من جديد في إضراب عن الطعام بدأه منذ 25 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بسبب عدم التزام إدارة السجن بالوعود التي تلقاها من وكيل الملك في إثر خوضه إضرابا تحذيريا عن الطعام مدة يومين.

استهداف القاصرين

واتهم البلاغ الدولة بنهج سياسة انتقامية في الريف «إن مقاربتها الأمنية استهدفت حتى القاصرين الذين تعرضوا في مقرات الشرطة للتعنيف الجسدي والنفساني والمعاملة القاسية الحاطة بالكرامة كما حصل عند اعتقال طفل في مدينة امزورن».
وطالبت العائلات، بوضع حد للعبث الذي يطال المعتقلين وإنهاء معاناتهم عبر الاستجابة لكافة مطالبهم، وإطلاق سراح كافة المعتقلين، مشددة على أن الجهات القضائية والأمنية والسجنية المعنية في الملف ينبغي أن تتحمل كامل مسؤوليتها إزاء الأذى والظلم اللذين يتعرض لهما المعتقلون.

 إدارة السجون المغربية: 33 معتقلا من حراك الريف أوقفوا إضرابهم عن الطعام

محمود معروف

اعتقال فرنسي يشتبه في «اعتدائه جنسيا على قاصرتين» في فاس المغربية

Posted: 03 Jan 2018 02:10 PM PST

الرباط –« القدس العربي»: فتحت الشرطة القضائية في مدينة فاس المغربية بحثا قضائيا مع سائح فرنسي، يبلغ من العمر 58 سنة، للاشتباه في تورطه في قضية تتعلق بالاعتداء الجنسي على فتاتين قاصرتين.
وأوضح بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أن عناصر الفرقة السياحية في مدينة فاس تدخلت، مساء الثلاثاء، في محل للخياطة في المدينة العتيقة، بعدما احتشدت مجموعة من المواطنين حول المواطن الفرنسي المذكور، وذلك بعد الاشتباه في قيامه بممارسات إباحية على فتاتين قاصرتين، تبلغان من العمر 13 و10 سنوات.
وأضافت إن المعطيات الأولية للبحث تشير إلى أن المعني بالأمر كان مقيما عند عائلة إحدى الفتاتين، وأنه يشتبه في قيامه بالاعتداء الجنسي على القاصرتين، خصوصا أنه تم حجز مجسم بلاستيكي لعضو تناسلي كان يستعمل في إيحاءات جنسية.
وأوضحت المديرية العامة أنه تم الاحتفاظ بالمواطن الفرنسي، وصاحب محل الخياطة الذي ضبط فيه، تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث، الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية.

اعتقال فرنسي يشتبه في «اعتدائه جنسيا على قاصرتين» في فاس المغربية

مصير ترشح خالد علي في انتخابات الرئاسة لا يزال غامضا

Posted: 03 Jan 2018 02:10 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: لا يزال مصير ترشح المحامي الحقوقي خالد علي في انتخابات الرئاسة المصرية غامضا، بعد أن أجلت محكمة جنح مستأنف الدقي أمس، نظر جلسة استئنافه على حكم حبسه 3 أشهر في قضية «الإشارة البذيئة» إلى 7 مارس/ آذار المقبل، لسماع لجنة الإذاعة والتلفزيون التي أعدت التقرير الفني عن المقطع المصور الذي اعتمد عليه المدعي في اتهام علي، وتغريم كل من أعضائها الثلاثة 400 جنيه لتخلفهم عن حضور جلسة أمس الأربعاء..
وتمسك علي بعدم ارتكابه لإشارة الفعل الفاضح أمام المحكمة، قائلاً: عقب عرض الفيديوهات المحرزة: «والله لم أفعلها، هناك اختلاق كبير في هذا الأمر، مشكلتي ليست في سمعتي السياسية، لكن خسارتي في مهنتي، والقضية ملفقة ولدي مشكلات مع رجل الأعمال محمد أبو العينين، مالك قناة صدى البلد التي بثت الفيديو؛ لأني محام لعدد من العاملين معه».
وأضاف: «بصراحة القضية والبلاغ قدموا لأني أعلنت ترشحي في انتخابات الرئاسة، ولأني أؤسس لحزب سياسي، وفوجئت بالبلاغ يقيد ضدي مع تجهيزي للترشح لانتخابات الرئاسة».
وعرضت المحكمة مقطع فيديو لقناة «صدى البلد» وبرنامج «على مسؤوليتي»، وهو الحرز الرئيسي بالقضية، ظهر فيه علي يقود الهتاف عقب حكم المحكمة الإدارية العليا بمصرية جزيرتي تيران وصنافير، ويلوح بإشارات.
واستمعت المحكمة لأقوال مديرة ومنتجة سينمائية، صفاء الليثي، شاهدة نفي في القضية، وقالت الشاهدة إنها تعمل في مجال الإنتاج السينمائي منذ عام 1975، وبعرض الفيديوهات المنسوبة لعلي أمامها تبين لها العبث في فيديو الفعل الفاضح، إذ ظهر علي بإشارة بذيئة في الكادر رقم 604 حتى الكادر 608.
وتبين للشاهدة أن هناك تلاعبا بالفيديو حيث ظهر إصبع زايد باليد اليسرى له، أثناء هتافه أمام محكمة القضاء الإداري بـ«مصرية جزيرتي تيران وصنافير»، وهذا الإصبع لونه يختلف عن لون بشرة علي، فضلا عن أن الإصبع كان أضخم من باقي الأصابع.
وأضافت الشاهدة أنها لاحظت ظهور الإصبع الزائد فجأة، ودليلها على فبركة الفيديو المنسوب لعلي، هو أن الفيديو الذي أذيع بقناة صدى البلد، ليس بنقاء الفيديوهات الأخرى التي التقطتها كاميرات مجلس الدولة، وأرجعت سبب عدم جودة فيديو صدى البلد إلى إدخال المونتاج.
وسألت المحكمة شاهدة النفي، عما إذا كانت استدعيت من قبل أمام أي محاكم للإدلاء بشهادتها باعتبارها خبيرة سينمائية، فأجابت بـ«لا».
وفي شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، أدانت محكمة جنح أول درجة علي بارتكاب فعل فاضح بصورة علنية من شأنه خدش الحياء العام في أعقاب صدور حكم المحكمة الإدارية العليا في مجلس الدولة في شهر يناير(كانون الثاني) الماضي المتعلق بجزيرتي «تيران وصنافير». وأثار الحكم تساؤلات حول مدى إمكانية مباشرة المحامي البارز لحقوقه السياسية بالترشح للانتخابات البرلمانية أو الرئاسية أو أي مناصب عامة أخرى. وتنص المادة 278 من الباب الرابع من قانون العقوبات على أن: «كل من فعل علانية فعلا فاضحًا مخلا بالحياء يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة أو بغرامة لا تتجاوز 300 جنيه».

مصير ترشح خالد علي في انتخابات الرئاسة لا يزال غامضا
بعد تأجيل النظر في قضية «الفعل الفاضح» لـ 7 أذار

مزاد لبيع الماضي

Posted: 03 Jan 2018 02:09 PM PST

كُرهاً خرج نعمان، مدرّس اللغة العربية، مع زوجته رنا وابنهما الصغير، من منزلهما في إحدى ضواحي بيروت. العائلة كأنها طردت طردا إلى واحد من بيوت المدينة.
كان هذا البيت ضيّقا وقديما تصدّعت جدرانه وأنهكه عفنُ الرطوبة. وكان ذلك في واحدة من سنوات التسعينيات، حيث ظلّت الزوجة رنا تسمع هدير الآلات التي تعمل، ليل نهار. وظلّت تتساءل عن مصدر هذا الصوت، قبل أن تدرك أن هناك جزءا واسعا من المدينة يهدم لكي ترتفع مكانه مدينة جديدة. مدركة هكذا أن إقامتها لن تطول في هذا البيت الذي، كأن كارهة في البداية، جعلت رنا تراقب العائلات الثلاث المقيمة في جواره، أو في عقاره كما في لغة المالكين والمستأجرين.
البيوت الأربعة، بعد أن يُضاف إليها البيت الذي استأجرته العائلة الصغيرة الوافدة، تتوزع، أو تتجاور، بما يخالف الهندسة المعروفة في تقسيم المباني إلى شقق متساوية ومتوازية، هو بناء قديم إذن ويرجع إلى زمن سبق، وهذا سبب آخر يدلّ على أنه مقبل على الانهيار أو الهدم. أما العائلات المقيمة في بيوتها فقديمة هي أيضا، لذلك بدا حلول العائلة الجديدة، العائلة الصغيرة، كأنه يُدخل المكان كلّه في السؤال عن صلاحه للسكن، وعن السنوات التي بقيت له، وكذلك عن إمكان انضمام بشر آخرين إلى هذه المساكنة القائمة بين تلك العائلات.
الثيمة التي يدور حولها نصف الرواية الأوّل هي ذلك الانتقال من بيت الضاحية، بيت الهناءة، إلى هذا البيت الضيّق العتيق، وأيضا تلك النقمة الآسية من الزوجة التي انتُزعت من مكان تحبه لتجد نفسها في مكان آخر لا تعرفه. ولنضف إلى ذلك، وهذا ما سيستمر على مدار صفحات الرواية كلّها، شعورها المستمرّ بأنها غريبة قدمت إلى لبنان من بلد مجاور له، تاركة عائلتها هناك، في بلدها. كل ذلك يُبقي مراقبتها للآخرين، الجيران، خارجية فقط، خوفا من التورط.
كان على الرواية أن تستمرّ متمهّلة في كشفها هذا العالم، بمكانه المشرف على الانهيار، إزاء نهوض عالم جديد يجري بناؤه بعنف الجرافات الضخمة ومتفجّرات الهدم. وكان أنطوان أبو زيد يحفر في هذا العالم العميق، الداخلي والأليف، حين خرج إلى سرد أكثر اتساعا وأكثر حركة، بادئا بذلك وجهة جديدة لروايته. ففيما كان بطله نعمان، الزوج والأب، مقيما على الطرف من التحوّل الضخم الجاري في المدينة، سكناً وسلوكا وحياة، نراه وقد أُنزل إليه لينخرط فيه. حصل ذلك بما يشبه الاستدراج، بعد أن وجد نفسه مع عائلته بلا إقامة على إثر سقوط ذاك البيت وتهاوي حجارته على ما تمتلكه العائلة من أثاث. لم يتأخّر العرض الذي أتاه، وهو واقف مع عائلته أمام أنقاض بيته، من شركة «التنين»، وهي التي تقوم بأعمال الحفر، بأن يتأمن له بيت في مبنى مكاتبها. هناك بدأ يعمل سائقا مسائيا أو ليليا، إذ كان ما يزال يعمل في التعليم، الذي لا يكفي عائده لتأمين العيش على أي حال.
من عمله في شركة «التنين»، سائقا في البداية، ثم متردّدا إلى مواقع الحفر، بدأ يتعرّف على العمليات التي يجريها أولئك المكلّفون بتجديد بيروت وإعادة بنائها. كان قد انزلق إلى أن يكون واحدا منهم، عاملا على نقل الآثار المُكتشفة وإخفائها ونقلها من مكان إلى آخر لتهريبها. في ذلك القسم من الرواية، وهو القسم الثاني، نقرأ عن عصابات وعمليات تطويق ومطاردة يقوم بها رجال الأمن وزوارق تهريب وحفلات مزاد علني على الآثار يشترك فيها رجال غامضون هم، حسب ما يورد الكاتب، «رجال أعمال من أولئك المهتمين بإعادة إعمار الوسط التجاري، ومهندسين معماريين على شكل رسّامين خارجين لتوّهم من معارض، وفنانين ومسرحيين لم يفتّ أوانهم بعد، ومخلّصي بضائع ممن آلت إليهم بوابات المدينة الجديدة»… كلّهم مشتركون في حفل السرقة الكبير لتراث المدينة التي يعملون على إعادة بنائها. وإذ كان ذلك شاملا الجميع لم يجد الزوج نعمان صعوبة في أن يكون واحدا منهم، وإن من تحت، من الأسفل. كان ذلك كافيا لتحويله إلى رجل آخر مختلف، أو منفصل عما كانه، فها هو يهمل عائلته ويقيم علاقة جنسية مع زوجة رئيس عصابته…إلخ.
هما عالمان روائيان مختلفان في كتاب أنطوان أبو زيد. ما جعلهما كذلك هو التمكّن البنائي والسردي، واللغوي الكتابي، في العالم الأوّل، وهذا ما جعل الصفحات التالية مختلفة عما كنت كقارئ واعدا نفسي بالاستمرار فيه. ذاك أن تلك الفتنة الكتابية أبقتني عندها، وإذ تبدّلت بتّ كأنني أشتاق إليها. ربما كان هذا انحيازا مني لواحد من أسلوبين أراد الكاتب أنطوان أبو زيد أن يختبر إمكان جمعهما معا، تاركا إياي، كما قرّاءه الآخرين، نفكّر في الروابط التي أنشأها بين ذينك الفصلين الكبيرين من روايته.
«الحفّأر والمدينة» رواية أنطوان أبي زيد صدرت عن «منشورات ضفاف» و«منشورات الاختلاف» في 263 صفحة ـ 2018.
روائي لبناني

مزاد لبيع الماضي

حسن داوود

هوليوود تودع عاما عاصفا وسط عزلتها عن واشنطن وتآكل إيراداتها وسط تغُّول شركات البث الالكتروني

Posted: 03 Jan 2018 02:09 PM PST

لوس أنجليس – «القدس العربي» : تودعُ هوليوود سنة الفينِ وسبعةَ عشر، في وضعٍ أسوأَ مما كانت عليه عندما استقبلتْها. فهي ما زالت معزولةً عن واشنطن، التي يقطنُها عدوُّها دونالد ترامب وتواجه استوديوهاتُها أزمةً وجوديةً، بسببِ تقلصِ إيراداتِ أفلامِها في شبّاكِ التذاكر، وتوسعِ نفوذِ شركاتِ البث الاكتروني، وتقبعُ في مستنقعِ فضائحِ الاعتداءاتِ الجنسية، التي اطاحت بأبرزِ رموزِها ونجومِها.
في بدايةِ العام، كانت هوليوود في حالةِ هلعٍ وترقبٍ وإحباط، بسببِ فوزِ دونالد ترامب المفاجيءِ على حليفتِها هيلاري كلينتون في انتخاباتِ الرئاسةِ الأمريكية. وفي مقابلات مع نجومها ومسؤوليها عبّرَوا لي عن صدمتهم وغضبِهم تجاهَ الشعبِ الأمريكي، وخاصةً النساء، اللواتي صوتنَ بأغلبيةٍ لشخصٍ كان متهما بكراهيةِ جنسِهنَّ وبعدائِه للمسلمينَ والمكسيكيين، ونكرانِه للتغيرِ المناخي.
وبعد الصدمة جاءت الصحوة. في الثمانية أعوام الآنفة نسّقت هوليوود فعاليتها مع البيت الأبيض والرئيس، الذي كان يقيم فيه باراك أوباما وفجأة وجدت نفسها تستعد لخوض معارك على عدة جبهات ضد الرئيس المحافظ المنتخب للدفاع عن المبادئ الليبرالية والديمقراطية، التي تحتضنها وتدعمها بالفعل والأموال من خلال الضغط السياسي والترويج لها في أفلامها.

حرية الصحافة واستغلال القوة

الجبهة الأولى فتحتها النجمة العريقة ميريل ستريب من على منصة توزيع جوائز «الغولدن غلوب» في بداية العام الماضي في خطاب قبولها لجائزة «سيسيل ديميل»، تكريما لتحقيقاتها المهنية في التمثيل. وبدون ذكر اسمه، اتهمت ستريب الرئيس المنتخب، ترامب، بالبلطجية والتبجح والعنصرية.
«كانت تلك اللحظة عندما قام الشخص، الذي يريد أن يجلس على أوقر مقعد في بلادنا، بتقليد مراسل معاق، تفوق عليه بالامتيازات والنفوذ والقدرة على المواجهة»، قالت ستريب «عندما يستغل ذوو النفوذ مناصبهم للتحرش بالآخرين، كلنا نخسر. نحن بحاجة للصحافة ذات المبادىء أن تحاسب ذوي النفوذ وتكشف كل عمل شنيع».
وقوبل خطاب ستريب بتصفيق حار من الحضور وبترحيب من الاعلام، الذي كان أيضا في معركة شرسة مع ترامب، الذي اتهم معظم وكالات الاعلام وخاصة البارزة منها على غرار، «سي أن أن»، «أن بي سي»، «نيويورك تايمز»، «واشنطن تايمز»، بنشر الأخبار المزورة. وكان يهددها بدعوات قضائية ويحرّض مناصريه ضدها في خطاباته الشعبية ومن على صفحات تويتر.
وبعد سماع خطاب ستريب، توقف المخرج العريق ستيفين سبيلبرغ عن انتاج فيلم خيالي كان يعمل عليه واتصل بها، عارضا عليها صنع فيلم عن عداء رئيس محافظ سابق، وهو ريتشارد نيسكون، للصحافة ليحذر الناس من ترامب. الفيلم تدور أحداثة عام 1971 حين حاول نيسكون منع «نيويورك تايمز» و«واشنطن تايمز» من نشر وثائق سرية كشفت عن عدم نية الحكومات الأمريكية في إنهاء حرب فيتنام التي كانت مشتعلة آنذاك.
وفي حديث مع سبيلبرغ، أكد لي على أهمية صنع هذا الفيلم في هذا الزمن «كان الوقت المناسب. وجمعت ستريب وتوم هانك (الذي أيضا شارك في بطولة الفيلم) ونظرنا إلى بعضنا البعض وقلنا: علينا أن نغتنم هذه اللحظة لنسرد هذه القصة الآن. لا يمكننا الانتظار سنة أو سنتين. هذا هو الوقت الذي تكون فيه أذن الناس مفتوحة لمثل هذه الروايات».
ولكن في الخامس من شهر أكتوبر/تشرين الأول، انقلبت الصحافة علي هوليوود. فبدلا من سبر أعمال ترامب الشنيعة، وجّهت مدافعها تجاه هوليوود. بداية كشفت عن استغلال نفوذ واعتداءات جنسية ارتكبها، أهم منتجيها، هارفي واينستين، الذي كان من اشد مناهضي ترامب. وردت هوليوود بنبذه منها ونكران معرفة جرائمه.
أصدقاؤه مثل مات ديمون، بن افليك وجورج كلوني وغيرهم، اعترفوا بأنهم كانوا يدركون أنه كان يلاحق النساء ولكن أنكروا معرفة أي شيء عن تحرشاته الجنسية واغتصابه لبعضهن واستنكروا أعماله بشدة وتبرأوا منه، واصفينه بالمجرم. كما أنكرت النجمات، التي كانت مقرّبة منه مثل جينفير لورنس وميريل ستريب، تعرضهن لاعتداءات جنسية من قبله أو معرفتهن أي شيء عن تصرفاته البذيئة تجاه الممثلات الأخريات.
وقامت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة بسحب عضويته، وتلتها كل النقابات المهنية مثل نقابة المنتجين الأمريكيين بفصله منها، ولكن دون جدوى. الفضيحة توسعت وتحولت إلى سيل عارم جرف معه عشراتٍ من مسؤولي هوليوود ونجومِها على غرار داستين هوفمان، برينت راتنار، داستين هوفمان وجون لاساتير. ومن أبرزهِم كان النجمُ كيفين سبيسي، الذي رغمَ اعتذارِه لضحاياه، قام المخرج ريدلي سكوت بشطبِه من فيلمِه «كلُ المال في العالم» وإعادةِ تصويرِ مشاهدِه مع ممثليه، كريستوفر بلامر، ومارك وولبرغ وميشيل وليامز الذين تبرعوا بوقتِهم مجانا.
ورغم الجهدِ، الذي بذلتْه هوليوود في شجبِ ونبذِ المتهمين، إلا أنها لم تعدْ تملكُ سلاحَ المصداقيةِ الأخلاقيةِ في مواجهتِها لترامب. ووجد نجوم هوليوود أنفسهم يدافعون عن أنفسهم بدلا من الدفاع عن مبادئهم السياسية والاجتماعية. ولكن رفض جورج كلوني أن تحاسب هوليوود لوحدها على التحرشات الجنسية ضد النساء.
«لا أتقبل جدلية مسؤولية هوليوود الأخلاقية لأن مصداقية البلد الاخلاقية محط تساؤل»، يقول كلوني «نحن شاهدنا هذه التصرفات في تلفزيون «فوكس نيوز» وفي واشنطن ومن الرئيس نفسه».
أما ستريب، التي أشعلت شعلة الحرب على استغلال القوة، فما بقي لها إلا أن تعترف أن زملاءها الليبراليين ليسوا أفضل من عدوها ترامب «أعتقد أن علينا أن نطالب بالتزامات ليس فقط من الناس، الذين لا نوافق معهم سياسيا، بل علينا أن نطالب أصدقاءنا وحلفاءنا، الذين يتبعون خط سياساتنا، الالتزام بالمعيار نفسه».

البيئة وتغير المناخ

خلال حملته الانتخابية، استهتر ترامب بنظريات الاحتباس الحراري والتغير المناخي، مدعيا أنها كانت علما مزوّرا. ووعد بإلغاء «اتفاق باريس للمناخ» وقوانين حماية البيئة، التي سنّها سابقه أوباما ووقف مشاريع الطاقة البديلة. وردا عليه قامت هوليوود بإنتاج أفلام روائية ووثائقية، لتحذرَ الناسَ من سياستِه المعاديةِ للبيئةِ وعواقبِها المدمرةِ على الإنسانيةِ وكوكبِها.
آرون اورونفسكي حذرَ من تدميرِ البيئةِ في فيلم «الأمْ»، فيما اقترحَ اليكساندر بين تصغيرَ البشر، من أجلِ تقليلِ الاستهلاكِ المفرَطِ لمواردِ الأرضِ في «تصغيرْ» ، بينما كشفَ نائب الرئيس السابق آل غور عن عواقبِ الاحتباسِ الحراري المدمرة، في «تكملةْ غيرْ مريحة» أما أرنولد شوارزنغر فـروّجَ لحمـايةِ المحيطـاتِ في «عجـائبْ البـحر».
وفي حديث مع شوارزنغر عبر لي عن ثقته بالناس وإيمانه بأنهم سوف يتدفقون لمشاهدة هذه الأفلام، التي سوف تحثهم على حب الطبيعة والعالم والدفاع عنها أمام ترامب «ترامب سوف يدرك في النهاية أهمية حماية البيئة ولكن علينا أن لا ننتظره لأن حركة التغيير تأتي من الشعوب، وهم يسوف يفرضون ذلك على ترامب والسياسيين»، يقول الحاكم السابق لولاية كاليفورنيا.
لكن الناسَ تجاهلوا هذه الأفلام ولم يتدفقوا لمشاهدتها مما أسفر عن فشلها في شباك التذاكر. بينما وفى ترامب بوعوده لمؤيديه إذ سحب الولاياتِ المتحدةَ من «إتفاقِ باريسَ للمناخ»، وفتحَ مناجمَ الفحم وألغى قوانينَ حمايةِ البيئة، التي سنها أوباما، ومشاريعَ الطاقةِ البديلة.

العرب والمسلمون

كان العربُ والمسلمون المستفيدينَ من المعركةِ بين ترامب وهوليوود. إذ أن عداءَ الرئيسِ الأمريكي لهم ساهمَ في تحسينِ نظرةِ هوليوود تجاههَم، وفتح أبوابَها التي كانت مغلقةً امامَهم منذ تأسيسِها قبل مِئةِ عام.
في مهرجانِ «صندانس للأفلام» بداية العام، اشتعلتْ مناقصةٌ بين استوديوهاتِ هوليوود على «المرض الكبير»، وهو أولُ فيلمٍ كوميديٍ يدورُ حولَ شابٍ مسلمٍ يقعُ في حبِ فتاةٍ بيضاءَ، ويقومُ ببطولتِه كوميديٌ باكستانيُ الأصل كوميل نانجياني. ودفعت شركة أمازون 12 مليون دولار مقابله وهذا ثاني أعلى ثمن يُدفع مقابل فيلم في هذا المهرجان المهم. وقوبل الفيلم بمديح النقاد وحصدَ خمسةً وخمسينَ مليون دولار في شباكِ التذاكر.
كما انتجت «فوكس توينتيث سينشري» فيلم «الجبلْ بيننا»، أولَ فيلم هوليوودي يخرجُه عربي، وهو الفلسطيني هاني أبو أسعد. وشاركَ في بطولتِه النجمان كيت وينسلت وادريس البا.
واعترف مخرجون ومنتجون عرب مثل هاني أبو أسعد وسام اسماعيل أن فرص الاخراج والانتاج في هوليوود امامهم تحسنت كثيرا وأن الاستوديوهات اصبحت معنية بطرح وجهة نظرهم الاصلية بدلا من الاعتماد على النظرة الاستشراقية في طرح قضايا العرب والمسلمين.
لكن ترامب فازَ حتى في هذه المعركة، اذ وافقتْ المحكمةُ العليا الأمريكية على قرارِه بمنعِ دخولِ مواطني ستةِ دولٍ ذاتِ أغلبيةٍ مسلمةٍ إلى الولاياتِ المتحدة بداية الشهر الماضي.
الخطرُ الأكبرُ على وجودِ هوليوود، ليس ترامب، وإنما الأجهزةُ الجوالةُ وشركاتُ البثِ الإلكتروني على غرارِ «نيتلفكس» و»أمازون»، التي ألْهتِ الجماهيرَ عن الذهابِ إلى دورِ السينما لمشاهدةِ افلامِها مما اسفر عن هبوط اسهم شركات دور العرض في البورصات العالمية بنسب هائلة. أسهم شركة أي ام سي، علي سبيل المثال، نزلت 70% هذا العام.
أفلامٌ ضخمةٌ مثلَ «المومياء» و«فلاريان ومدينة الألف كوكب» و«فرقة العدالة»، و«برج الظلام» و«ترانسفورمرس: آخر فارس» و«الملك ارثور: اسطورة السيف» و«بيواتش» تساقطتْ في شباكِ التذاكر، التي هبطَ دخلُها هذا الصيف، بمعدلِ خمسَ عشرةَ بالمئة، مقارنةً بالعامِ الماضي، مما اوقعَ استوديوهاتِها في أزمةٍ ماديةٍ، جعلتْها عرضةً للالتهامِ من قبلِ شركاتِ التكنولوجيا الغنية. ومؤخرا قامت شركةُ اي تي اند تي للاتصالات، بشراءِ استوديو وورنرر بروز وابتلعت ديزني استوديو فوكس توينتيث سينتشري.
ولكن مؤسس ومدير استوديو دريم ووركس بدا متفائلا عندما سألته عن توقعاته بشأن مستقبل هوليوود. «التكنولوجيا تخلق مجموعة من التغيرات لم يكن ممكن تخيلها قبل 7 اعوام وخاصة التلفونات الذكية. ومع ذلك هي تغيرات تحويلية من حيث امكانية الحصول على أشياء وسلوك الناس. الأطفال والشباب، هذه الايام، لا ينظرون إلى التلفزيون بل يستخدمون الهواتف الذكية للترفيه وهذا تغير مذهل. هذا ليس تحد فقط بل أيضا فرصة كبيـرة جـداً».
فعلا فهذه ليست الأزمة الوجودية الأولى التي تواجهها هوليوود، اذ سارع الكثيرون في توقع خرابها عندما ظهر التلفزيون في الخمسينيات ثم اشرطة الفيديو في الثمانينيات وثم أقراص الدي في دي في التسعينيات. لكن هوليوود نجحت في تحويل تلك التحديات إلى فرص تجارية مربحة، اذ ان التلفزيون عزز من دخلها من خلال شراء رخص منها لبث أفلامها وساهمت أشرطة الفيديو واقراص الدي في دي في وصولها إلى جمهور اوسع وخلق دخل جديد. فهل ستنجحُ هذه المرة في تحويلِ التحدي الوجوديِّ الراهنِ إلى فرصةٍ تجاريةٍ مربحة ما فعلت في الماضي؟ سؤالٌ قد يجد اجابتَه في العام المقبل.

هوليوود تودع عاما عاصفا وسط عزلتها عن واشنطن وتآكل إيراداتها وسط تغُّول شركات البث الالكتروني

حسام عاصي

المعضلة الإيرانية: من الاحتجاجات المعيشية إلى سؤال شرعية النظام

Posted: 03 Jan 2018 02:09 PM PST

تشهد إيران منذ نهايات كانون الأول/ديسمبر انتفاضة شعبية واسعة النطاق. عندما تندلع مظاهرات احتجاجية من شمال البلاد إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها؛ وفي أغلب المدن الرئيسية، من مشهد إلى كرمنشاه، ومن آراك إلى طهران، فلابد أن تكون هذه انتقاضة شعبية. ليس ثمة طريقة لإعطائها وصفاً مختلفاً. أما كيف بدأ هذا الحراك الشعبي، ولماذا، وإلى أين سينتهي، فأسئلة من نوع آخر.
في الأيام الأولى للحراك الشعبي، وقبل أن يصل بعد إلى المدينتين الكبريين، طهران وأصفهان، افترقت أوساط الحكم في قراءتها للموقف إلى وجهتي نظر: الأولى، حملت المحافظين مسؤولية استخدام الأعباء الاقتصادية لإطلاق حراك شعبي معارض للرئيس روحاني.
الثانية، عكست حكمة الدولة، وقالت أن الاحتجاج السلمي هو حق دستوري وأن حكومة روحاني تتفهم حجم المشكلة الاقتصادية وطبيعة شكوى المواطنين. بعد أيام قليلة من التظاهر، تراجع الخطاب العقلاني، وارتفع خطاب المؤامرة الخارجية وتهديد المتظاهرين بيد الدولة الحديدية؛ وبدأ سقوط القتلى في الشوارع.
تعيش إيران وضعاً اقتصادياً بالغ السوء؛ ولم يساعد الإفراج عن مليارات الدولارات في الخارج، بعد الاتفاق النووي، في إحداث تحسن ملموس في حياة الأغلبية الإيرانية. إيران دولة نفطية، ومنتج رئيسي للغاز؛ ولأن أسعار الغاز أكثر استقراراً، فلابد أن تكون إيران أقل تاثراً من انخفاض أسعار النفط من نظيراتها النفطية. ولأن الاتفاق النووي رفع الكثير من العقوبات عن الاقتصاد الإيراني، فالمفترض أن مقدرات إيران التصديرية في مجالي النفط والغاز قد تحسنت إلى قدر كبير. ولكن إيران ليست دولة نفطية وحسب؛ بل تتمتع أيضاً بقاعدة صناعية كبيرة، وتعتبر دولة مصدرة للمنتجات الزراعية. إضافة إلى ذلك، فإن معظم الأرقام الديمغرافية للمجتمع الإيراني، مثل الشريحة الشابة ومستويات التعليم، تصب لصالح إقامة رفاه اقتصادي، يستند إلى قاعدة صلبة ومستديمة. ولكن الأوضاع في إيران لم تزل بعيدة عن مستويات الرفاه. دخل إيران القومي هو ثلث نظيره التركي، بالرغم من أن تركيا ليست دولة نفطية، وتستضيف ثلاثة ملايين من اللاجئين.
ثمة من يعزو سوء الوضع الاقتصادي إلى سنوات الحصار والعقوبات الممتدة، التي أوهنت بنية البلاد التحتية، الصناعية والتقنية. هذه هي وجهة نظر الطبقة الحاكمة. ولكن الحقيقة أن لا الحصار ولا نظام العقوبات كان محكماً في أي من مراحله؛ وقد نجحت إيران، مثلاً، في تطوير صناعة عسكرية ونووية، حتى في ظل العقوبات الدولية. في المقابل، يرى قطاع من المثقفين الإيرانيين المستقلين، وقطاعات شعبية واسعة، أن المشكلة تتعلق بجملة أسباب أخرى.
فبعد إطاحة نظام الشاه في نهاية السبعينات من القرن الماضي، في ثورة شعبية مدوية، لم توضع نهاية للأقلية الحاكمة وسيطرتها على مقاليد القوة والثروة، بل استبدلت. وكما كل طبقة حاكمة، عرضة لقليل من المراقبة والمحاسبة، يعتبر الفساد القاسم المشترك الأعظم بين المسيطرين على مقاليد الحكم في الجمهورية الإسلامية.
ما يختلفون فيه، وحوله، هو أنصبة الفساد. والفساد في نظام الجمهورية الإسلامية لا يعتبر مسألة هامشية، كما هو المعتاد في الدول الحديثة، بل يتعلق بنسب كبيرة من الدخل القومي. وإن كان لسنوات الحصار والعقوبات من دور، فقد عملت على تفاقم ظاهرة الفساد وتضخمها.
بيد أن هناك مصدراً آخر لأزمة إيران الاقتصادية وتدهور مستوى معيشة الأغلبية، يعود إلى أولويات الجمهورية المختلة. تعيش الطبقة الحاكمة في الجمهورية الإسلامية وهماً إمبراطورياً متضخماً، وشعوراً مزمناً من التهديد، في الآن نفسه. لتحقيق الوهم الإمبراطوري، تتعهد الجمهورية الإسلامية نفقات هائلة في جوارها المشرقي، من العراق إلى لبنان، ومن اليمن إلى سوريا.
وبدافع من شعور التهديد، تنفق مليارات أخرى على برامج تسلح، ليس ثمة ضرورة لها، من المشروع النووي إلى تطوير منظومة صواريخ متوسطة وبعيدة المدى. كلاهما، وبالرغم من التكاليف الهائلة، انتهى إلى خسارة كاملة، كما في حالة المشروع النووي، أو إلى عقوبات أمريكية إضافية، كما هو حال منظومة الصواريخ. والمشكلة، أن إيران لم تزل تعتمد على الاستيراد لسد حاجاتها الدفاعية التقليدية.
محسنين الظن بحكامهم، والمبررات التي يتقدمون بها لسوء الوضع الاقتصادي، انتظر الإيرانيون زمناً كافياً، بعد توقيع الاتفاق النووي، لرؤية الآثار الإيجابية لرفع العقوبات. ولكن آمالهم في حياة أفضل لم تتحقق. وهذا ما أطلق الحراك الشعبي في نهاية كانون الأول/ديسمبر. المزعج، من وجهة نظر الطبقة الحاكمة، أن ما بدأ حراكاً احتجاجياً ومطلبياً، مدفوعاً بثقل الأعباء المعيشية، سرعان ما تحول إلى حراك سياسي، يرفع شعارات تندد بدكتاتورية الولي الفقيه، وبنظام الحكم برمته. وهنا تقع معضلة نظام الجمهورية الإسلامية، المزمنة، التي ما إن تتراجع إلى خلفية الساحة السياسية حتى تعود من جديد.
كانت الجمهورية الإسلامية هي وعد الثورة الشعبية، التي أطاحت نظام الشاه واستبداده.
ولأن الجمهورية ولدت من ثورة عارمة، ومن حلم عشرات الآلاف من ضحايا الثورة، كان يفترض أن تصبح الجمهورية تعبيراً حقيقياً عن إرادة الشعب. ولكن ذلك الوعد لم ينجز. ما جاءت به الثورة في النهاية كان جمهورية تستند إلى حكم ولاية الفقيه، وليس ولاية الشعب. في لحظة الانتقال الحرجة من النظام الشاهنشاهي إلى نظام الجمهورية الإسلامية، غلب رأي المؤمنين بولاية الفقيه، ما يمكن وصفهم بالشيعة الإحيائيين، الذين لم يجدوا حلاً لأزمة الفكر السياسي الشيعي إلا بإخضاع الجمهورية للولي الفقيه، النائب المفترض للإمام الغائب. بذلك، ولد نظام جمهوري يحمل نقيضه في داخله. فمن ناحية، تشهد إيران انتخابات رئاسية وبرلمانية، بصفة دورية، يختار فيها الإيرانيون رئيسهم بين عدد من مرشحي الرئاسة، أو نوابهم البرلمانيين بين عدد من المرشحين لعضوية البرلمان، أو مجلس الشورى. ولكن ثمة إرادة أخرى، تعلو إرادة الناخبين والمنتخبين معاً. يمثل الولي الفقيه المرجعية العليا للدولة، وليس لهيئة منتخبة، لا الرئاسة ولا البرلمان، أن تمضي قراراً يخالف قرار الولي الفقيه. وثمة مؤسسات موازية، تعكس إرادة الولي الفقيه، لا تقرر من يصلح مرشحاً للرئاسة أو البرلمان وحسب، بل ويمكن أن تسقط تشريعاً برلمانياً باعتباره مخالفاً لمرجعية النظام أو مصلحته.
يعرف الإيرانيون أن جمهوريتهم ليست جمهورية بالمعنى المتعارف عليه؛ وهذا ما يجعل الأزمات الإيرانية تنتهي إلى مواجهة مع النظام نفسه. كما في 2009، الأزمة التي انطلقت بفعل تزييف نتائج الانتخابات الرئاسية، انتقل الحراك الشعبي الأخير من الاحتجاج على الفساد وإضاعة أموال المواطنين في بنوك أعلنت إفلاسها بصورة مفاجئة، وعلى إجراءات الحكومة الاقتصادية، إلى الدعوة لموت الولي الفقيه. بمعنى، أن هناك اعتقاداً راسخاً لدى قطاع كبير من الإيرانيين بأن معاناتهم ليست وليدة الحكومة أو الرئاسة أو البرلمان. هذه، في النهاية، ليس المؤسسات صاحبة القرار. نظام ولاية الفقيه هو المشكلة الأساسية!
بيد أن من المبالغة تصور قدرة هذا الحراك الشعبي على إطاحة نظام الجمهورية الإسلامية. كما كل شعوب المشرق، ينقسم الإيرانيون إلى معارض ومؤيد، ولم يزل قطاع ملموس بينهم يؤمن بنظام الجمهورية الإسلامية، بكل مساوئه. والأهم، أن النظام يتمتع بأدوات تحكم وسيطرة لم تعرفها إيران في تاريخها كله، ولا حتى في ذروة سيطرة نظام الشاه. صنع الحراك الشعبي في 2009 هوة واسعة في العلاقة بين قطاع كبير من الإيرانيين ونظام الحكم؛ وما سينجم عن الحراك الحالي هو تعميق هذه الهوة واتساعها. شرعية النظام تتآكل، ولكن قدرته على الاستمرار لم تنفد بعد.

٭ كاتب وباحث عربي في التاريخ الحديث

المعضلة الإيرانية: من الاحتجاجات المعيشية إلى سؤال شرعية النظام

د. بشير موسى نافع

إيران: الاحتجاجات… وأزمة النموذج

Posted: 03 Jan 2018 02:08 PM PST

تواجه النماذج دائما تحديات البقاء والاستمرار، وغالبا ما يتم ذلك من خلال عوامل ذاتية بحت، بمعنى آخر فإن استمرارية أي نموذج: نظريات علمية، أنظمة سياسية، أيديولوجيات، مدارس فنية.. الخ، يبقى رهنا بوصول النموذج إلى لحظة يعجز فيها عن تقديم أجوبة معرفية على الأسئلة أو الوقائع المستحدثة.
كان غاستون باشلار أول من تحدث عن ذلك، فيما أطلق عليه مفهوم «القطيعة الإبستمولوجية/المعرفية»، ويعبر المصطلح عنده عن التحولات الكيفية في تاريخ العلوم. وقد وجد ميشيل فوكو هذا المصطلح صالحا للنقل من حقل تاريخ العلوم إلى تاريخ الثقافة عموما، وأنه صالح للتطبيق في «الفروع المعرفية التي تدعى تاريخ الأفكار والعلوم، والفلسفة والفكر والأدب كذلك»، كما أوضح في كتابه حفريات المعرفة. ونجد عند توماس كون في كتابه «بنية الثورات العلمية» توصيفا وافيا لهذه الفرضية، يتحدث كون عن أن أي نظام معرفي، وهو ما يطلق عليه مصطلح «البراديم Paradigm» يتحول إلى نموذج معترف به في لحظة ما، ولكن هذا البراديم/النموذج قد يتحول إلى عائق عندما يعجز عن التفسير أو الحل، عندها، يعمد العلماء إلى التلفيقات النظرية، وعندما يثبت عجز هذه البدائل التلفيقية، تخرج الثورات العلمية؛ أي أن النظام المعرفي عندما يواجه أزمة فهذا يعني بالضرورة أننا أمام لحظة تاريخية لظهور باراديم/نموذج آخر.
من هنا يأتي السؤال حول نموذج «ولاية الفقيه».. هل وصل إلى لحظة الأزمة؟
من المعروف أن مفهوم/نظرية «ولاية الفقيه»، أي «النيابة العامة» للفقيه الجامع للشروط في عصر الغيبة، ترجع في تاريخها إلى المحقق «علي الكركي» في القرن العاشر الهجري، الذي شارك الشاه الصفوي الحكم بوصفه «نائب الإمام المهدي: الفقيه العادل»، ولكن التأطير النظري لم يبدأ إلا مع «أحمد بن المولى النراقي» في بداية القرن التاسع عشر، الذي حاول في كتابه «عوائد الأيام» بيان «ولاية الفقهاء الذين هم الحكام في زمان الغيبة والنواب عن الأئمة، هل أن ولايتهم عامة فيما كانت الولاية فيه ثابتة للإمام الأصل أم لا؟» وانتهى فيه إلى أن « كل ما كان للنبي وللإمام… فيه الإمامة وكان لهم، فللفقيه أيضا ذلك»، أي ان لهم «الولاية العامة». ومع آية الله الخميني وكتابه «الحكومة الإسلامية»، سنكون أمام نظرية حكم قائمة على هذا المبدأ.
ففي الفصل المعنون «نظام الحكم الإسلامي»، يتحدث عن شرطين للحاكم: العلم بالقانون الإسلامي والعدالة، لينتهي إلى: «وإذا نهض بأمر تشكيل الحكومة فقيه عالم عادل، فانه يلي من أمور المجتمع ما كان يليه النبي (ص) منهم، ووجب على الناس ان يسمعوا ويطيعوا». وإلى ان: «كل من يتخلف عن طاعتهم، فان الله يؤاخذه ويحاسبه على ذلك».
والطاعة هنا مطلقة وليس للمكلف حق الاعتراض أو العصيان، كما يصفها أية الله محمد هادي معرفة: «لأن الطاعة المفروضة على الناس تجاه أوامر النبي وأولي الأمر الشرعيين هي الطاعة المطلقة، سواء استصوبها رعاع الناس وعامة أفرادهم أم لم يستصوبوها، الأمر الذي يعني أعرفية ولاة الأمر بمصالح العامة من أنفسهم، فلولاة الأمر حق التصرف في شؤون العامة إدارياً وسياسياً، ويكون تصرفهم هو النافذ إطلاقاً، وليس لعامة الناس حق أي اعتراض» (ولاية الفقيه أبعادها وحدودها).
بعيدا عن النظرية، قريبا من الواقع، فقد نص الدستور الإيراني على أن المرشد أو القائد هو أعلى سلطة في إيران وله السيادة السياسية والدينية، وأنه «في زمن غيبة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه تكون ولاية الأمر، وإمامة الأمة، في جمهورية إيران الإسلامية بيد الفقيه العادل، المتقي، البصير بأمور العصر، والشجاع القادر على الإدارة والتدبير»(المادة 5). كما نص على ان «السلطات الحاكمة في جمهورية إيران الإسلامية هي السلطة التشريعية، والسلطة التنفيذية، والسلطة القضائية، وهي تمارس صلاحياتها بإشراف ولي الأمر المطلق وإمام الأمة» (المادة 57)، وقد فصلت المادة 110 هذه الوظائف والصلاحيات بانها تتضمن: رسم السياسات العامة للدولة والإشراف على حسن تنفيذها! أي ان المرشد الأعلى يقف على هرم السلطة التنفيذية عمليا وغير منفصل عنها!
وفي العام 2009، اندلعت مظاهرات واسعة للإصلاحيين من مؤيدي مرشح الرئاسة الإيرانية حينها مير حسين موسوي، يومها طالب المرشد الأعلى أية الله خامنئي في خطبة له في جامعة طهران، بعد أن نفى فيها تماما حصول التزوير في انتخابات الرئاسة، بإنهاء ما أسماه «استخدام الشارع لأغراض سياسية»، وبعد ردود الثنائي الخاسر في الانتخابات، مير حسين موسوي ومهدي كروبي الرافضة ضمنا لهذا المنطق، والإصرار على «حق» الاعتراض، بل والدعوة إلى استمرار التظاهرات، رفضا أو حدادا لا فرق، المهم هنا هو استخدام مفهوم «الحق» في مواجهة ما يفترض أنها أوامر «المرشد الأعلى»، والتي هي «أحكام ولائية» واجبة الطاعة، وليس للمكلف الاعتراض عليها وإن كان مختلفا معها، فإننا عمليا في لحظة صدام حقيقية بين نسقين لكل منهما خطابه الخاص: مبدأ التكليف ومبدأ الحق. مبدأ المكلف ومبدأ الإنسان الفرد، ما هو ديني وما هو دنيوي، ما هو مطلق وما هو نسبي.
لم يكن كلام الرافضين ضمنا لكلام المرشد الاعلى مجرد «مرشحين» لانتخابات رئاسية أو مؤيدين لهم، بل كانوا جميعا من رجال الصف الاول في النظام! فقد شغل مير حسين موسوي منصب وزارة الخارجية في العام 1981، ثم كان آخر رئيس للوزراء قبل إلغاء المنصب في عام 1989، وعضوا في مجمع تشخيص مصلحة النظام. أما مهدي كروبي فقد كان ضمن اللجنة التي اختارها الخميني لإعادة النظر في الدستور الجمهورية الإسلامية سنة 1989، وترأس البرلمان من 1989 إلى 1992، ثم من 2000 إلى 2004. ومن خلفهما هاشمي رفسنجاني الذي ترأس اول برلمان بعد الثورة بين عامي 1980 و1989، ثم كان رئيسا للجمهورية 1989ـ 1997. ومحمد خاتمي وزير الثقافة لدورتين 1982 ـ 1989، ثم رئيسا للجمهورية 1997 ـ 2005!
اليوم نعود مرة اخرى إلى ازمة النموذج ذاته، فبعد القمع العنيف لحركة الاحتجاجات عام 2009، وفرض الإقامة الجبرية على موسوي وكروبي، وتحييد رافسنجاني (الذي منعه مجلس صيانة الدستور من الترشح لانتخابات الرئاسة في العام 2013 وهو رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام!) وخاتمي، تواجه إيران موجة ثانية من الاحتجاجات، وهي تختلف عن الاحتجاجات الاولى بأنها بدأت في اوساط الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع الإيراني وليس الطبقة الوسطى كما كان عليه الحال في احتجاجات 2009، أي الطبقة التي يستند اليها النظام نفسه. كما انها احتجاجات شعبية لا قيادات سياسية لها. وإذا كانت هذه الحركة، كما كانت حركة الاحتجاجات الاولى، لم تتحول إلى ثورة يمكن أن تشكل خطرا على النظام القائم، فأنها تمثل تحديا حقيقيا للنموذج الذي قامت عليه الجمهورية الإسلامية في إيران.
ليس الأمر عودة إلى اختلاف الخطابات بين القائلين بمبدأ الولاية العامة والرافضين لها في فضاء الفكر الشيعي عموما، وليس عودة إلى الاختلاف بين الشرعية المستمدة من فضاء الدين التي قال بها الخميني في «الحكومة الإسلامية»، والشرعية السياسية المستمدة من الشعب التي قال بها النائيني في «تنبيه الأمة وتنزيه الملة». إنها لحظة أزمة حقيقية في النموذج، نموذج «الولاية العامة المطلقة للفقيه» نفسها، فهي أزمة ذاتية بالكامل.

٭ كاتب عراقي

إيران: الاحتجاجات… وأزمة النموذج

يحيى الكبيسي

تفجر البركان الإيراني

Posted: 03 Jan 2018 02:08 PM PST

بقدر ما فاجأتنا حركة الاحتجاجات القوية في إيران، بقدر ما كانت متوقعة أيضاً. فالتوقع لا يتضمن الجواب على أسئلة متى وكيف؟
ثمة بلد كبير منغلق على نفسه بواسطة نظام شمولي ذي إيديولوجيا دينية متشددة، منذ نحو أربعين عاماً، ومتدخل بنشاط في محيطه الجغرافي، في آن معاً. مجتمع مكبوت بقوة الأجهزة القمعية وإرهابها، والإيديولوجيا الدينية ـ المذهبية – القومية، مقابل نظام تدخلي ذي طموحات امبراطورية توسعية قائمة على أساس مذهبي. في حين أنه، أصلاً، ذي بنية امبراطورية متعددة القوميات والأديان والمذاهب، بنظام لا يعترف بهذا التعدد، بل يبقيه معاً تحت الضغط القمعي وحده. فإذا أضيفت المصاعب الاقتصادية، سواء تلك الناتجة عن تدهور أسعار النفط، أو عن الحصار الاقتصادي القاسي الذي لم يكسره الاتفاق النووي، أو عن الكلفة الباهظة للحروب الإقليمية التي تخوضها ميليشيات موالية بالوكالة عن إيران، وتجلت في تضخم منفلت وبطالة مرتفعة وفساد الجماعات المرتبطة بمركز النظام.. اكتملت عوامل انفجار اجتماعي كبير شهدنا قمع أقرب بروفا له في العام 2009، حين خرجت مظاهرات كبيرة احتجاجاً على تزوير الانتخابات الرئاسية لمصلحة محمود أحمدي نجاد الذي كان مقرباً من مركز السلطة، ولي الفقيه علي خامنئي.
غير أن الموجة الحالية التي مضى على بدايتها أسبوع واحد، تبدو أكثر راديكالية بكثير من «الثورة الخضراء» التي كانت «ثورة» من داخل النظام تهدف إلى إصلاحه لا تغييره. في حين أن حركة الاحتجاجات الواسعة اليوم، ترفع شعارات تستهدف نظام ولاية الفقيه مباشرة، وتنبئ بالإطاحة بحكم الملالي إذا ما قيض لها النجاح.
ويأتي توقيت الاحتجاجات الشعبية حساساً أيضاً في ظل «عقيدة ترامب» التي ارتسمت في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي، وتضع في هدفها تقويض النظام الإيراني من خلال مواجهة نفوذه الإقليمي بصورة رئيسية. ولا بد أن حركة الاحتجاجات التي لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً مهماً في الدعوة لها وتنظيمها، ليست على جهل بهذا الاستهداف الأمريكي، وربما تأمل بالاستفادة منه لضرب النظام في أصعب أوقاته. من غير أن تفقد، بسبب ذلك، من مشروعية تحركها. وهذه هي نقطة ضعف الحركة الاحتجاجية، من وجهة نظر النظام وإعلامه ومناصريه في إيران والاقليم، خاصة مع صدور موقفين أمريكي وإسرائيلي داعمين لفظاً للحركة الشعبية المناهضة للنظام.
وهكذا يتكرر المشهد ذاته الذي بات مألوفاً لنا منذ الثورة الخضراء في 2009، مروراً بثورات الربيع العربي، وثورة حزيران 2013 في تركيا: شارع محتقن وجد فرصة مؤاتية للمطالبة بالتغيير، على أرضية أوضاع لا تطاق تراكمت منذ عقود في ظل أنظمة متكلسة متعفنة. والرد واحد من قبل تلك الأنظمة جميعاً: رفض المطالب الشعبية، وقمع الحركة الاحتجاجية، ثم المزيد والمزيد من القمع، وصولاً إلى تفخيخ المجتمع بمنظمات إرهابية واستدراج التدخل العسكري من قوى ودول خارجية، وتحويل البلد إلى ساحة حروب أهلية أو إقليمية أو كليهما معاً. وإذا كانت تونس استثناء من هذا المسار المأساوي، فلم تفلت مصر من عملية وأد ثورتها العظيمة بواسطة انقلاب السيسي، وتم تخريب المسار الثوري في كل من ليبيا واليمن بعد الإطاحة بالعائلتين الحاكمتين. أما في سوريا، فقد «صمد» نظام البراميل والكيماوي ولم يخطر في باله لحظة واحدة التنحي والفرار على طريقة بن علي، للحفاظ على «الدولة ومؤسساتها» على ما صدع الروس رؤوسنا، نحن السوريين، قاصدين بهما الأسرة الحاكمة وأجهزة بطشها.
لا أحد يتمنى لإيران أن تمضي في تكرار هذا السيناريو المدمر ذاته، ربما باستثناء الإدارة الأمريكية وإسرائيل. لكن ردود فعل النظام على حركة الاحتجاجات لا تبشر بالخير. فهو يتهم المحتجين بأنهم أدوات للخارج، وبإطلاق النار على قوات الأمن (كذا!) وبتخريب الممتلكات العامة. في حين يبدو من افتتاحية جريدة الأخبار الصادرة في بيروت، والممولة من إيران، كأن هناك اتجاهاً داخل النظام يميل إلى تقديم الرئيس حسن روحاني «المعتدل» كبش فداء لامتصاص الحركة الاحتجاجية بقدر أقل من الدماء. فهي تكاد تصف الحركة الاحتجاجية بأنها محقة، وتعيد سبب هذا الغضب الشعبي إلى أن الاتفاق النووي لم يؤد إلى النتائج المأمولة منه فيما خص رفع العقوبات الاقتصادية. فوفقاً لهذه الوصفة يصبح «مهندس الاتفاق النووي» حسن روحاني هو سبب كل بلاء أصاب عامة الشعب. بالمقابل كان ولي الفقيه علي خامنئي يعلن رفضه للاتفاق قبل توقيعه. وهكذا تمنح وصفة «الأخبار» مخرجاً محتملاً من أزمة النظام، على الأقل في اللحظة الراهنة.
لكن الإيرانيين يعرفون، كما يعرف غير الإيرانيين أيضاً، أن رئيس الجمهورية في النظام السياسي في إيران لا يعدو أن يكون شبيهاً، إلى حد ما، برئيس الوزراء في أنظمة حكم دكتاتورية يمسك الرئيس فيها بجميع الصلاحيات المهمة، تاركاً للحكومة ورئيسها سلطة تنفيذية لتوجيهاته، تقتصر غالباً على الشؤون الخدمية.
السوريون المعارضون الذين شتتتهم الحرب في مشارق الأرض ومغاربها لا يخفون ابتهاجهم بما يدور في شوارع المدن الإيرانية، يصدرون غالباً عن مشاعر أقرب إلى الشماتة بنظام الملالي الذي قاتل في سوريا، بواسطة الميليشيات الشيعية المستوردة، للحيلولة دون سقوط النظام الكيماوي، وربما بأمل ساذج في أن تؤدي حركة الاحتجاجات إلى الإطاحة بالنظام الإيراني، وإلى انسحاب إيران من مسارح تدخلاتها الإقليمية، وضمناً سوريا.
في حين يجدر بهم إظهار التعاطف مع حركة شعب يطالب بالحرية، كحال السوريين أنفسهم قبل سبع سنوات، بصرف النظر عن تأثير ذلك على توازنات القوى في سوريا.

٭ كاتب سوري

تفجر البركان الإيراني

بكر صدقي

كيف ندعم احتجاجات إيران؟

Posted: 03 Jan 2018 02:08 PM PST

أسباب الاحتجاجات التي تعصف بإيران، مركبة، فيها قدر من الاقتصادي يستمد جذره من أسلوب حكم رجال الدين الشعبويين، الذين يولون أولوية لأجهزة العسكر على حساب بقية مناحي الحياة، وللخارج ومليشياته، على حساب الداخل ومشاكله، ما زاد من الفئات المفقّرة، وحرمها أي أمل بتغيير أوضاعها.
والبعد الاقتصادي هذا، معطوف على صراع بين أجهزة النظام، وعلى ضيق من قمعه السياسي وتشدده الديني والاجتماعي. المتظاهر الذي يهتف اليوم في شوارع طهران «الموت للديكتاتور» هو حصلية كل هذه العوامل، نزع الحجاب، وحرق مقرات الباسيج، ومهاجمة الثكنات والحوزات العلمية، سلوكيات مكثفة لمواجهة سلطة أخطبوطية تمارس القمع بأسلوب شبكي، وتحيل أي معارض لها إلى ما يتعدى السياسة وينحو إلى التكفير و»معاداة الله» نفسه.
النظام في إيران، مزيج من «شرعية ثورية»، تقمع المعارض السياسي، ودينية تضطهد، من يختلف مع ولاية الفقيه من الشيعة، وتضطهد كذلك أبناء بقية القوميات والمذاهب، لها بناء اقتصادي تتحكم به «مؤسسات» عسكرية هدفها حماية السلطة وضمان استمرارها، وهو أيضاً نظام يعادي الغرب ويفرض على شعبه نموذجاً مغلقاً للعيش. وعليه، فإن أي معارضة لهذه السلطة المزاجية، يتطلب تأييداً يبتعد عن التركيز على سلوكيات طهران الخمينية في المنطقة، ويتطلع إلى المتظاهرين أنفسهم الذين يواجهون قوة عقائدية بألف مخلب ومخلب. صحيح أن المحتجين هتفوا ضد تدخل نظامهم في سورية وفلسطين، لكن ذلك ليس سوى جزء من حركة الاعتراض التي تشمل جميع البنى التي يتشكل منها الحكم الملالي.
التعامل مع ما يحدث في إيران من قبل بعض الجماعات العربية كونه تخفيفا عن سورية، وتدخل المليشيات الشيعية هناك، وعن لبنان الذي يختنق بسلطة طهران، والعراق واليمن، لا تفسير له سوى أن النظام الحالي في إيران نجح في تحويل الأخيرة في الوعي العربي، تحديداً السني، إلى شر سوف يتقلص إذ ما انشغلت السلطات باحتجاجات ضدها، وفي هذا تسليم بالصورة التي يريدها حكم الملالي الذي، نكره ونعادي.
إسقاط من يقتلنا في سوريا واليمن والعراق ولبنان، يتطلب تغيير صورته وتحويله في وعينا من كونه مليشيا دينية طائفية غازية، إلى شعب له طموحات ويواجه، ليس نتيجة من نتائج نظام وحشي، (تدخل ودعم أنظمة ومليشيا) وإنما النظام كله.
دعم احتجاجات إيران يتطلب دعم الحركة المعارضة بمجملها وليس أجزاء تخصنا، دعم يمهد لوعي جديد للدولة الجارة، يتأسس على اقترحات المحتجين ويدير ظهره للنظام. عدا ذلك، فإن التأييد الجزئي للاحتجاجات ينقلب سريعاً إلى تأييد جزئي للنظام، وهو ما يتبين بوضوح بما كتبه صحافي سعودي مقرب من سلطات المملكة من أن بلاده لا تريد إسقاط النظام وإنما تغيير سلوكه فحسب.

٭ كاتب سوري

كيف ندعم احتجاجات إيران؟

إيلي عبدو

«صرخة ضد المستكبرين» في إيران

Posted: 03 Jan 2018 02:08 PM PST

عندما يهتف المحتجون الإيرانيون «الموت لروحاني»، فهذا أمر غير مألوف، في البلد المحكوم وفق أيديولوجيا دينية تقوم على مزج الديني بالسياسي، والشخصي بالعام، والذاتي بالقومي، لكن عندما يهتف الإيرانيون «الموت للديكتاتور» في إشارة إلى مرشد الثورة والولي الفقيه علي خامنئي، وعندما يحرقون صوره، فهذا انتهاك لقداسة الرموز الدينية.
ومع كل ذلك فإن الأمر يظل، وإن في حدود الاحتمالات الضعيفة، في حكم الوارد. ولكن عندما يحرق الإيرانيون صور مؤسس «الجمهورية الإسلامية»، ورمز النقاء والطهارة الدينية والسياسية في إيران، «آية الله»، «روح الله» علي خميني، فهذا يؤشر إلى أن المواطن الإيراني، إلى حد ما، قد أسقط الرمزية القدسية لنظام استمر لعقود طويلة رافعاً شعارات دينية، تقوم على مزج الغيبي بالواقعي، في نوع من الدمج بين المفاهيم الميثولوجية والثيوقراطية، لغرض التحكم في مقدرات الشعب في إيران.
الخميس الماضي، خرج آلاف الإيرانيين في حركة احتجاج عفوية ضد غلاء الأسعار وارتفاع مستويات المعيشة، واتساع الهوة بين الطبقة الحاكمة من رجال دين وحرس ثوري من جهة، وبقية شرائح المجتمع الإيراني.
وَمِمَّا زاد الأمر سوءاً أن مئات آلاف الإيرانيين أودعوا أموالهم لدى بنوك ومؤسسات مالية حكومية، لتعلن هذه البنوك والمؤسسات عن عدم قدرتها على دفع تلك الودائع المالية لأصحابها، بسبب ممارسات الفساد في تلك المؤسسات الحكومية، التي تورط فيها مسؤولون كبار.
وَمِمَّا زاد الطين بلة أن تقارير الفساد طالت مسؤولين في القضاء والبرلمان والحوزات الدينية والحرس الثوري، ممن يضفي عليهم المرشد الأعلى حمايته.
وتتضاعف مرارة المواطن الإيراني الذي يعيش في بلد نصف سكانه مصنفون فقراء، رغم احتياطيات النفط والغاز الضخمة، تتضاعف هذه المرارة، والإيرانيون يَرَوْن أموالهم ترسل للخارج لدعم منظمات تخريبية، الكثير منها مصنف على قوائم الإرهاب، كل ذلك خدمة لأهداف امبراطورية قومية لا علاقة لها بطموحات المواطنين في إيران.
أثناء فترة الاحتجاجات الحالية في إيران تناقل الناشطون هناك مقطعا من شريط فيديو لأمين عام حزب الله في لبنان حسن نصر الله، وهو يعلن بـ»شفافية» حسب مصطلحه أن كل «مصاريف حزب الله ومعاشاته وأكله وشربه وسلاحه وصواريخه كلها من إيران»، قبل أن يقول بشكل واضح: «طالما في إيران فلوس، يعني نحن فيه عندنا فلوس».
وفِي مقابل فيديو حسن نصر الله الذي استعمل أموال الإيرانيين لمشاركة نظام الأسد في ارتكاب جرائم مروعة ضد السوريين، تداول الناشطون في إيران، خلال الفترة الماضية، كثيراً من أشرطة الفيديو، التي يظهر فيها مواطنون إيرانيون في حالة مزرية يشكون من عدم القدرة على توفير الحاجات الضرورية لأسرهم، فيما تكشف وسائل إعلام عالمية عن ثروات طائلة تخص كبار رجال الدين وقادة الحرس الثوري الإيراني، وعلى رأسهم المرشد علي خامنئي.
كل ذلك مما ضاعف الشعور بالغضب لدى عامة الناس في إيران من الطبقات المعدمة إزاء رموز النظام من رجال دين وقادة عسكريين وماليين.
وإزاء كل هذا الخراب الذي شارك فيه النظام في طهران في المنطقة من اليمن إلى العراق وسوريا ولبنان، وإزاء الوضع المتفجر داخلياً، تبدو واحدة من أهم مشاكل النظام الإيراني أنه اعتنق مجموعة من المعتقدات الدينية والسياسية، التي رفعها إلى مرتبة المسلمات التي لا يمكن نقضها، في حين أن هذه العقائد كانت بحق نكبة على النظام والشعب في البلاد. إن اعتقاد النظام بمبدأ «ولاية الفقيه» و»نيابة الإمام» المبنيين على أساس أن من يتولى المنصب الأعلى في إيران سياسياً ودينياً، لديه قناة تواصل مع «الإمام الغائب» المتصل أصلاً بالله، يعطي لمن يتبوؤه حصانة ضد المساءلة، إذ كيف يمكن أن يساءل رجل على اتصال بالعالم الغيبي؟
هذا المعتقد، الذي هو حجر الزاوية في هرم النظام الإيراني، ما هو إلا نتيجة خيال شعبوي واسع، لا يقره الكثير من مراجع الشيعة، وهو الذي أعطى النظام في إيران قدراً من القداسة والحصانة ضد المساءلة، على اعتبار أنه نظام تتجسد فيه إرادة الله العادلة، وأنه يجسد انتصار السماء للمظلومين، وصرخة العالم ضد المستكبرين. ولكي يستيقظ الإيرانيون من أوهام القداسة التي يلف النظام نفسه بعباءتها، كان لابد من خضة شعبية تأتي من أبناء الحواري والشوارع الخلفية، الذين همشتهم إيران الثورة، رغم أن الخميني وعدهم بتوفير الماء والكهرباء وبقية الخدمات بشكل مجاني، وهو ما لم يتحقق يوماً من الأيام.
والمشكلة الأخرى بالنسبة للنظام في إيران تكمن في معتقد آخر سياسي- ديني، وهو أن إيران منتدبة لمقارعة الظالمين، ونشر «مذهب أهل البيت» الذي يمثل الإسلام الصحيح، رغم أن تسعين في المئة من المسلمين لا يتدينون بما يتدين به نظام إيران، ورغم أن أكثر من تسعين في المئة من الشيعة لا يؤمن بنسخة النظام الإيراني من التشيع.
هذه الفكرة تجسد مشكلة معقدة للنظام الإيراني، إذ من خلالها يعتقد قادته أنهم يستطيعون أن يغيروا الخرائط الديموغرافية في العالم الإسلامي، بتغليب فريقهم ضد أكثر المسلمين، في نزعة شوفينية تغذيها أوهام قومية فارسية لا علاقة لها بالدين أو بالتشيع. معضلة النظام في طهران، إذن تكمن في جوهر بنيته وعقيدته السياسية والدينية، ولذا من الصعب تخيل وجود إصلاحات داخل هذا النظام، لأن أية عملية إصلاح له ستكون الخطوة الأولى نحو انهياره من داخله، وما لم يتخل النظام عن مبدأ «ولاية الفقيه»، وعن شعارات مقارعة قوى الاستكبار العالمي، التي خدع بها المستضعفين في إيران، فإنه لن تكون هناك إصلاحات حقيقية، لأن فكرة الإصلاحات تتعارض أصلاً مع الأفكار المؤسسة لهذا النظام.
وبالعودة للاحتجاجات الحالية، قد تستطيع أجهزة أمن النظام القضاء على حركة الاحتجاجات اليومية في إيران، وقد تستطيع تلك الحركة الصمود لتحقيق بعض المطالب، لكن المؤكد أن هذه الحركة، على أية حال، قد نجحت في تعرية نظام طهران من شعاراته الدينية والسياسية، وأثبتت فشله في تلبية احتياجات شعبه المعيشية الدنيا، الأمر الذي ألجأ الإيرانيين إلى الخروج لترديد «الصرخة في وجه المستكبرين» من فاسدي النظام، حيث إن هذه هي الصرخة الحقيقية التي حاول النظام أن يغطي عليها بصرخته «الفارغة» ضد المستكبرين من أمريكيين وإسرائيليين.
ومهما تكن المآلات فإن إيران تستحق بفعل تاريخ شعبها وحضارتها نظاماً طبيعياً منسجماً مع شعبه وجيرانه ومع العالم، نظاماً لا يزايد باسم الدين، ولا يخوض حروب دونكيشوت ضد «المستكبرين» خارج إيران، ولكن يخوض معارك بناء ورفاه لمصلحة «المستضعفين» داخل إيران.
أخيراً: أثبتت احتجاجات الإيرانيين ضد النظام الديني الفاسد أن المكان الحقيقي لـ»الصرخة ضد المستكبرين»، يوجد داخل إيران لا خارجها، كما أثبتت أن «الشيطان الأكبر» موجود داخل ذلك النظام لا خارجه.
كاتب يمني من أسرة «القدس العربي»

«صرخة ضد المستكبرين» في إيران

د. محمد جميح

أسئلة نهاية العام المصري

Posted: 03 Jan 2018 02:07 PM PST

ليس من أسوار صينية فاصلة بين نهاية عام وبدء الذي يليه، إنما هي خطوط مراجعة وحساب في دفاتر أعمار الأفراد والأمم، وقد كانت نهاية عام 2017 في مصر مبشرة داخليا، فقد بدأ الإنتاج مبكرا من حقل «ظهر» الأكبر للغاز الطبيعي، وانتهى حفر أربعة أنفاق عملاقة تحت قناة السويس إلى سيناء، وجرى إطلاق إشارة البدء في مشروع «الضبعة» النووي.
ولا نظن أن وطنيا عاقلا ينكر ما جرى من إنجازات هائلة في السنوات الأخيرة، قامت إدارات الجيش بالدور الجوهري في الإشراف عليها، بالدقة والانضباط الحازم المعروف عن تقاليد الجيش المصري، وبمشاركة مئات من شركات المقاولات، وما قد يصل إلى ثلاثة ملايين مهندس وفني وعامل مدني، وبما عجل بإتمام مشروعات كبرى، بينها سلاسل المدن الجديدة الأحدث بمعايير عالمية، وشبكة الطرق غير المسبوقة في امتدادها وجودتها، ومحطات الطاقة الكهربية التي تجاوز إنتاجها حد الاكتفاء الذاتي، والدفعة المميزة في التنقيب عن البترول والغاز الطبيعي، وتحويل مصر إلى مركز إقليمي متقدم لإمدادات وتداول الطاقة، والشروع في إنشاء مناطق اقتصادية وصناعية طموحة.
ناهيك عن الطفرة المذهلة التي جرت في تسليح الجيش، والقفز بمكانته المتقدمة بين جيوش العالم العظمى، وإنعاش الصناعات العسكرية والمدنية في مصانع الإنتاج الحربي والهيئة العربية للتصنيع، والتقدم الجاري في صناعات الكيماويات والبتروكيماويات بالذات، من مجمع مصانع الكلور و»الشبة» في الفيوم، إلى «مجمع ايثيدكو» العملاق في العامرية، وإلى أكبر مصانع الأسمدة المقرر افتتاحه قريبا في «العين السخنة»، والتحضيرات الجارية لإنشاء أكبر مصانع الأدوية، وغيرها من إنجازات مرئية في تطوير محطات تحلية المياه ومحطات الصرف الصحي والمعالجة الثلاثية للمياه، ومزارع الأسماك وتربية مليون رأس من المواشي وزراعة الصوب بالآلاف.
وإن كان مشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان، قد شهد تعثرا ملموسا، وقد لا تكون تلك هي نقطة النقص وموضوع التساؤل الوحيد، فقد كان بالوسع ولا يزال، توجيه دفة الإنجازات إلى مجالات أكثر حيوية، خصوصا أن موارد هائلة قد توافرت على نحو ما، ومن خارج موازنة الحكومة، وبما لا يقل بحال عن تريليوني جنيه مصري إلى الآن، جرى إنفاقها في المشروعات الجديدة، وكان ممكنا، ولايزال، أن يجري تخصيص نصف الموارد المهولة إلى هدف آخر، هو التصنيع الشامل للبلد، وبناء مصانع كبرى، استنادا إلى مجمع صناعي عسكري مدني جديد، توفر فرص عمل حقيقية دائمة منتجة لملايين العاطلين، وتحل محل الواردات المصنعة، وتضاعف طاقة التصدير، وتخلق اقتصادا إنتاجيا لا ريعيا، يكون التصنيع عموده الفقري، وعلى نحو يعوض ويتجاوز هدر الطاقة الصناعية وتجريف القلاع الكبرى، الذي جرى في عقود «الخصخصة». وربما يكون عام 2018 فرصة لمراجعة أهداف طاقة الإنجاز، والتقدم من الأعمال الإنشائية إلى المشروعات الصناعية، وبدون انتظار لا يعول عليه لتدفق استثمارات أجنبية ذات مغزى مؤثر.
وبالطبع، لا يصح فصل تساؤلات الإنجاز عن حالة الاقتصاد الراهنة، فلا تزال الحالة منهكة، رغم بعض التقدم في المؤشرات الكلية، والديون الخارجية صارت عبئا ثقيلا متزايدا، ونظن أن التوقف عن الاستدانة والاقتراض صار واجب الوقت، ويكفي ما لدينا من ديون خارجية وداخلية، صار عبء تسديد أقساطها وفوائدها غاية في الإرهاق، ويكبل أعناق أجيال حالية ومقبلة، وهو ما يدعو إلى مراجعة وتساؤل عن دواعي وجدوى الاستمرار في تنفيذ الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، فقرض الصندوق المقرر استكماله، والبالغ 12 مليار دولار في جملته، هو دين جديد يرهن مواردنا ويستنزف أصولنا، وشروطه فادحة في تكاليفها الاقتصادية والاجتماعية، وبالذات شروط «الخصخصة» الضمنية أو الصريحة لبنوك عامة ومحطات طاقة وشركات بترول استراتيجية، وألف باء الاتعاظ بما جرى من قبل، أن يتوقف أي اتجاه للخصخصة المنتهية دائما إلى مصير «المصمصة» وخلع الأصول وتجفيف الموارد.
وبالوسع تخليق موارد ذاتية تغنينا عن ذل الاستدانة ومد اليد السفلى، بالتقدم إلى نظام ضريبي عادل، والتطبيق الجاد المدروس لمبدأ «الضريبة التصاعدية» المعمول به في دول تحترم نفسها وشعوبها، فلا يعقل أن يبقى الحد الأقصى للضرائب على أعلى شرائح الدخل عند نسبة 22.5%، والمطلوب مضاعفة الحد الأعلى لضرائب الدخل لا الشركات، وهو ما يقفز بموارد الموازنة العامة، ويشفينا تدريجيا من داء الاقتراض الخارجي، خاصة لو جرى فك تجميد العمل بضريبة الأرباح الرأسمالية في البورصة، وتخليص هيئات تحصيل الضرائب من الفساد المتفشي، وتحصيل تراكمات التهرب الضريبى للكبار، التي تبلغ نحو 400 مليار جنيه سنويا بحسب الأرقام الرسمية، وهي تساوي عشرة أمثال المبلغ الذي وفرته الحكومة برفع أسعار البنزين ومشتقاته، وقد جرى رفع أسعار المحروقات لثلاث مرات في السنوات الأخيرة، ومن المقرر رفعها مجددا في السنتين المقبلتين تنفيذا لشروط صندوق النقد الدولي، وهو ما يثير التساؤل، ويدعو إلى مراجعة حان وقتها، فلم يعد أي معنى عادل لرفع أسعار الكهرباء والبنزين وتوابعه، خاصة بعد اكتشافات البترول والغاز الطبيعي، وبدء إنتاج حقل «ظهر» بالذات، الذي يوفر الآن نحو 60 مليون دولار شهريا، أي 720 مليون دولار في السنة، أي 13 مليار جنيه سنويا بأسعار الصرف الحالية، تتصاعد إلى 2 مليار دولار، أي نحو 36 مليار جنيه سنويا، مع زيادة إنتاج «ظهر»، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، والتوقف تماما عن استيراده، والغاز المكتشف هو ملك للشعب، ومن العدل أن يعود خيره على الشعب، وعلى طبقاته الفقيرة والوسطى أولا، لا أن يجري التفكير فقط، كما يحدث الآن حكوميا، في خفض أسعار توريد الغاز لمصانع بارونات الحديد والسيراميك والأسمدة وغيره، وكأن خير البلد لابد أن يذهب دائما إلى خدمة الكبار، الذين لا يدفعون ضرائب تذكر، ولا يخفضون أسعار منتجاتهم، بينما تذهب الطبقات الفقيرة والوسطى إلى مزيد من جحيم الغلاء، وأبسط دواعي الإنصاف تقتضي التوقف من الآن عن زيادة أسعار الطاقة المقررة سنويا، فغلاء الطاقة يشعل أسعار كافة السلع والخدمات الأساسية، ويحمل الفقراء والطبقات الوسطى وحدها فواتير ما يسمى «إصلاح» الاقتصاد، بينما تبقى مصالح الكبار والناهبين محصنة بغير مساس.
ولا يمكن فصل أحوال الاقتصاد عن داء الفساد المسيطر، وتحكم امبراطورية الفساد في مفاصل الاقتصاد والبيروقراطية، ومص دم البلد وموارده، والنظام القائم يعترف بتفشي الفساد، ويقول إنه يخوض حربا ضده، وما من مظهر مرئي للحرب المعنية، سوى نشاط جهاز الرقابة الإدارية الذي لا ينكر، وقد تلاحقت حملات ضباط الرقابة الإدارية، وبلغت ذروتها عام 2017 المنقضي، وكشفت أرقاما مذهلة لنهب وثروات موظفين كبار وصغار، في وزارات ومحليات وهيئات قضائية، وهذا جهد مقدر، لكنه لا يكفي بالطبع، فقصة الفساد في مصر أكبر من ملاحقات متفرقة لجهاز الرقابة الإدارية، وهو ما أبرزته عناوين نهاية العام، وعلى نحو ما جرى في حجب سويسرا لأموال منهوبة من مصر، وتبجح المخلوع مبارك وعصابته في الادعاء بنظافة اليد، وتأخر القبض على حبيب العادلي لتنفيذ الحكم الصادر ضده في قضية «فساد الداخلية»، والإفراج «القضائي» عن أمواله وأصوله المهولة داخل مصر، وعودة رجال ونساء جماعة مبارك ونجله إلى تصدر مواقع مؤثرة في عالم البيزنس والسياسة والإعلام، وتهريب الحيتان لمئات مليارات الدولارات، والميل التشريعي إلى عقد مصالحات صورية مع كبار الفاسدين، والشلل شبه التام في عمل الجهاز الإداري للدولة، ووقف مفعول مبادرة استعادة الأراضي المنهوبة، التي أمر بها الرئيس السيسي قرب أواسط العام المنقضي، وكشفت عن نهب قرابة المليوني فدان زراعي من أراضي الدولة، إضافة إلى 165 مليون متر مربع من أراضي البناء، وبعد الرصد الأول، توقف كل شيء تقريبا، ولم يجر تحصيل المقابل المستحق لنهب الأراضي، والمقدر بنحو ثلاثة تريليونات جنيه مصري، تكفي لسداد ديون مصر الداخلية والخارجية معا، وهو ما يثير التساؤل الجدي عن مصير الحرب المعلنة على الفساد، فالفساد لا يهزم بغارات متقطعة، بل باجتثاث شامل شرط توافر إرادته السياسية.
وربما يتبقى حديث الإرهاب والسياسة، فمصر تخوض حربا ضد جماعات الإرهاب الحليفة موضوعيا لكيان الاغتصاب الإسرائيلي، ولا بديل عن كسبها الممكن، وقد تعهد الرئيس بتصفية البؤرة الرئيسية للإرهاب بسيناء، قبل ربيع عام 2018، والمصريون ينتظرون تحقق الوعد، وعندهم تمام الثقة في كفاءة الجيش المصري، وإن كانت الثقة أقل في أجهزة الأمن المدنية، التي يقع عليها عبء رئيسي في الحرب ضد الإرهاب، وهو ما يثير التساؤل عن دور الأجهزة، وعن ميلها للقمع العشوائي، وعن تدخلاتها الفظة في السياسة والصحافة، وقد آن الأوان لفك التداخلات المهلكة، وضرورة التمييز الصارم بين الإرهاب والسياسة، فالإرهاب يستحق حربا ومحاكمات بلا سقف، بينما السياسة تستحق نظرة أخرى، تفكك احتقانا سياسيا متزايدا، وترد الاعتبار للحريات العامة، وتقيم حوارا وطنيا عن مستقبل النظام السياسي، وتخلي سبيل آلاف المحتجزين بالسجون في غير تهم العنف والإرهاب المباشر، وبقانون عفو عام.
كاتب مصري

أسئلة نهاية العام المصري

عبد الحليم قنديل

 أيجهل زيدان أم يتجاهل تاريخ القدس؟

Posted: 03 Jan 2018 02:07 PM PST

عوّدنا الروائي يوسف زيدان، على أنه قبل نهاية كلّ عام أن يطلع علينا بتصريح يفتي فيه بأن المسجد الأقصى غير موجود في مدينة القدس، إضافة إلى تصريحات أخرى يشي مضمونها بـ«يهودية» المدينة.هذا الافتراء قاله في عام 2015، وها هو يكرره نهاية عام 2017 مستعيرا المقولة الصهيونية «إكذب.. إكذب.. ثم اكذب حتى يصدّقك الناس».
حقيقة الأمر، إن كاتب هذه السطور لم يجعل مهمته الرّد على أضاليل بعض العرب، لكن رسالة الشكر والامتنان التي أرسلتها السفارة الصهيونية للروائي، وشكره وامتنانه العميق لها، يستفز كلّ عربي شريف ووطني فلسطيني، وهو ما يجعلك ككاتب تغيّر ما نويت كتابته في مقالتك، في الرّد على الأضاليل الصهيونية، فالأكاذيب هي الأكاذيب ذاتها، أياً كان مصدرها، فكثير من المحسوبين على العرب، هم صهيونيون على يمين نتنياهو وجابوتنسكي وشامير وبيغن وغيرهم من أعداء شعبنا وأمتنا، وكل ما هو إنساني. نعم، لقد نشرت صفحة سفارة دولة الكيان في القاهرة على حسابها على «فيسبوك» رسالة شكر موجهة لزيدان، قالت فيها «أسعدنا سماع أقوال الكاتب والمؤرخ يوسف زيدان، ووصفه للعلاقات الحميدة بين اليهود والمسلمين حتى قبل ظهور النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وحتى أيامنا هذه، مشيرا إلى أن جذور الحروب بين الطرفين تعود إلى المتطرفين».
قوبلت تصريحات زيدان بالرفض من قبل عدد من الكتاب المصريين، عبر موقع «تويتر»، كما شن عدد من نواب البرلمان المصري هجوما عليه، بسبب تطاوله وتشكيكه في وجود المسجد الأقصى. وكان قد وصف صلاح الدين الأيوبي في لقاء تلفزيوني بأنه «أحقر شخصية في التاريخ»، واتهم في لقاء آخر البطل الوطني المصري أحمد عرابي بأنه خرّب مصر وجاء بالإنكليز إليها.
لعل الروائي المتهم باستنساخ روايته «عزازيل» الفائزة بجائزة البوكر العربية عام 2009 عن رواية بعنوان «أعداء جدد بوجه قديم»، للكاتب الإنكليزي تشارلز كينغسلي (صدرت عام 1853 والمعروفة باسم «هيباتيا»)، التي ترجمها عزت زكي إلى العربية، والمتهم بأنه استعار فصولا بكاملها من رواية «أسابيع الحديقة» للروائي والكاتب الإسباني خوان غويتسولو، لعله يسعى إلى جائزة نوبل للآداب، كونه يدرك أن الطريق إلى الجائزة يمر من واشنطن وتل أبيب. غريب أمر منطق يوسف زيدان، فإما أنه يجهل تاريخ القدس، وإما أن في خلايا دماغه تكمن مشروعات مجهولة، وانصحه والحالة هذه ان يكون بعيدا عن السياسة وقضاياها، وأن يقصر كتاباته فقط على الأدب غير المنقول ولا المستنسخ، ذلك أن المرحلة الذي يظهر فيها هذا الرأي وأمثاله، هي مرحلة ما بعد اعتراف ترامب بالقدس «عاصمة للدولة الصهيونية»، التي يشدد فيها الكيان ويعمل جاهداً على «تهويد القدس»، وآراء زيدان وأشباهه تعطي للكيان الحق في ادعاءاته. في الوقت الذي يؤكد فيه مؤرخون عالميون (بمن فيهم يهود إسرائيليون) عروبة القدس قلبا وقالبا. 
وحول تناول روائيين عرب لموضوع القدس، قرأت ثلاث روايات، الأولى بعنوان «مدينة الله» للروائي والقاص الفلسطيني الذي يعيش في سوريا، حسن حميد، في روايته يفتح حسن حميد أبواب القدس، والعديد من المدن الفلسطينية. هي رواية للتاريخ والأجيال تنطق بأن «مدينة الله» رغم كل الآلام والجراحات، ستظل عربية. الرواية الثانية هي «سوناتا لأشباح القدس» لواسيني الأعرج، تقف للأسف على الحياد في الصراع الفلسطيني العربي- الصهيوني. أما رواية «ترانيم الغواية» لليلى الأطرش، فهي منحازة إلى القدس الفلسطينية العربية بكل إسلامييها ومسيحييها وأهلها.
وهذا هو أحد مضامين جوهر الصراع مع العدو الصهيوني، ولهذا يحاول تهويدها منذ احتلالها في عام 1967 وحتى هذه اللحظة بكافة الأشكال والوسائل. يحاولون تهويد الأقصى واقتسامه زمانيا ومكانياً مع المسلمين.. عن طريق تقويضه، تمهيداً لبناء الهيكل المزعوم، ورغم أن علماء الآثار العالميين أكدوا عدم وجود أي آثار يهودية في القدس، بما يعني تأكيد عروبتها، من هؤلاء المؤرخة كاتلين كينون في كتابها «علم الآثار في الأرض المقدسة»، المؤرخ بيتر جيمس في كتابه «قرون الظلام»، توماس تومسون في كتابه «التاريخ المبكر لليهود»، حقائق أرنولد توينبي، غوستاف لوبون في كتاب «تاريخ الحضارات الأولى».
نعم، فلسطين عربية خالصة، هذا ما يقوله التاريخ. المؤرخ الإغريقي هيرودوت يؤكد «أن فلسطين هي جزء من بلاد الشام» المؤرخون الفرنجة يؤكدون بإجماع بالنص»أن فلسطين ديار عربية»، المؤرخ الشهير هنري بريستيد يذكر بالكلمة «أن القدس هي حاضرة كنعانية»، بالطبع الكنعانيون هم قبائل عربية، ولهذا أطلق على فلسطين اسم «بلاد كنعان». اليبوسيون العرب استوطنوا الأرض الفلسطينية منذ 4000 عام قبل الميلاد، واستوطنوا منطقة القدس عام 2500 ق.م. القدس عربية قبل ظهور الدين الإسلامي الحنيف، والتأريخ لعروبتها لا يبدأ من الفتح العربي الإسلامي لها في عام 638 م مثلما يذهب العديد من المؤرخين للأسف. القدس جزء أساسي من فلسطين، ولذلك فالتأريخ للبلد ينطبق على مناطقه ولا يكون منفصلاً.
الخليفة الأموي مروان بن عبدالملك بنى مسجد قبة الصخرة، والقبة ذاتها، تأكيداً لدخول الإسلام إلى المدينة. أما أصل ما يعتمد عليه اليهود من تسمية القدس بـ»أورشاليم» فالأصل في هذه التسمية، أن اليبوسيين العرب هم من أطلقوا عليها الاسم وسموها «أورسالم» أي «مدينة السلام» من الأصل، بالتالي لا علاقة للاسم باليهود لا من قريب أو بعيد، ولا علاقة لهم بمدينتنا الخالدة. 
بالمقابل اعترف أبو الآثار إسرائيل فلنكشتاين من جامعة تل أبيب، بعدم وجود أي صلة لليهود بالقدس. جاء ذلك خلال تقرير نشرته مجلة «جيروزاليم ريبورت» الإسرائيلية، توضح فيه وجهة نظر فلنكشتاين، الذي أكد لها: أن علماء الآثار اليهود لم يعثروا على شواهد تاريخية أو أثرية تدعم بعض القصص الواردة في التوراة، كانتصار يوشع بن نون على كنعان. من جانبه، قال رفائيل جرينبرغ وهو عالم آثار يهودي ويحاضر في جامعة تل أبيب: «إنه كان من المفترض أن تجد إسرائيل شيئاً حال واصلت الحفر لمدة ستة أسابيع، غير أن الإسرائيليين يقومون بالحفر في القدس لأعوام بدون العثور على شيء».
من زاوية ثانية، اتفق البروفيسور يوني مزراحي وهو عالم آثار مستقل، عمل سابقاً مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع رأي سابقيْه قائلاً: لم تعثر إسرائيل حتى لو على لافتة مكتوب عليها ـ مرحباً بكم في قصر داود- واستطرد قائلاً: ما تقوم به إسرائيل من استخدام لعلم الآثار بشكل مخّل يهدف إلى طرد الفلسطينيين الذين يعيشون في القدس وتحويلها إلى يهودية. مقالة نتمنى على زيدان قراءتها.
كاتب فلسطيني

 أيجهل زيدان أم يتجاهل تاريخ القدس؟

د. فايز رشيد

دعاء السنة الجديدة وسنن الكون

Posted: 03 Jan 2018 02:07 PM PST

سأخالف الآخرين وأتوجه إلى الله العلي القدير، بمناسبة حلول العام الميلادي الجديد، بدعاء غير انتهازي، وغير مخالف لسنن الكون التي وضعها. فيا رب العالمين لن أطلب منك أن تشمل أمة العرب ووطنها الكبير بالسلام والمنعة والخروج من الجحيم الذي تعيشه شعوبها، خارج السنن التي أوضحتها للبشر في رسالاتك الإلهية وعلى ألسنة رسلك.
فأنت الذي قلتها بصوت مجلجل بأنك لن تغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وأنت الذي قرنت الإيمان بالعمل الصالح، وقرنت الحق بحمل مسؤولية الأمانة، ولذلك فدعاؤنا، غير البليد وغير الانتهازي، هو أن تعيننا، نحن العرب، على أن نغير ما بأنفسنا وما حولنا قبل أن نطلب رحمتك وتحقق الاستعانة المؤمنة بك.
بدون ذلك سيكون السلام الذي نطلبه كاذبا، وستكون المنعة التي نرجوها مؤقتة.
تغيير ما بأنفسنا وما حولنا، وحمل الأمانة يتطلب أن تقتنع الشعوب العربية بجملة منطلقات تناضل من أجلها ليل نهار، ولا تتنازل عنها تحت أية ظروف وبافتعال أية ذرائع.
أولا، هناك موضوع استرجاع الدين من يد الذين اختطفوه من ساسة مستبدين وعلماء دين فاسدين ومؤسسات دين متخلفة. لقد عانت شعوب الأمة، عبر تاريخها الطويل، من الاستغلال الانتهازي للدين في سبيل أطماع جاه السلطة وتركيزها في يد أقليات، وفي سبيل تبرير تجمع الثروات في يد أقليات جشعة أنانية، وفي سبيل تبرير ادعاءات بأفضليات قبلية أو عائلية نسبية أو مذهبية أو عسكرية أو تاريخية. ولقد تم كل ذلك من خلال إضفاء القدسية على مدارس ومذاهب وضعها أحيانا بشر مجتهدون وأحيانا بشر مغرضون.اليوم نحتاج، نحن العرب، أن نخرج أنفسنا من فوضى اختلاط الدين بالسياسة والاقتصاد والصراعات الاجتماعية، حتى نعيد للدين وهجه ونقاءه ليصبح مصدرا لنمو الإنسان الروحي ولقيم وأخلاقيات وسمو حياة المجتمعات وعلاقات مكوناتها.
ثانيا، لقد عانت مجتمعاتنا وشعوبنا من غياب فكر سياسي واقتصادي منطلق من مقتضيات العدالة والحرية والمواطنة الجامعة والحقوق الإنسانية المتزنة السامية واحترام الكرامة الإنسانية. هنا أيضا جرى استعمال قراءات خاطئة للدين لتبرير ذلك الغياب، بل لتجذيره في الوجدان العربي. فكانت النتيجة فاجعة الغياب شبه الكامل للنظام الديمقراطي السياسي والاقتصادي العادل، المبني على الشرعية التعاقدية في السياسة والعدالة الاجتماعية في الاقتصاد والمواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات. على ضوء فواجع تاريخ الأمة وحاضرها، والتلاعب بمقدراتها من قبل أقليات لابسة لأقنعة بمسميات كثيرة، أصبح موضوع الديمقراطية والأسس التي تقوم عليها، هو أحد المداخل الكبرى المفصلية التي يجب ألا نتنازل عنها قط، تحت أية ظروف ولأية مبررات، بل إن حل الفوضى في حقل الدين لن نصل إليه إلا بتوفر الحدود الدنيا من متطلبات الديمقراطية الحقة وغير المزيفة والمتلاعب بها.
ثالثا، هناك موضوع تلاعب الخارج، المتمثل في الفكر والممارسات والاحتلال الصهيوني لفلسطين، وفي القوى الاستعمارية الغربية وفي التدخلات الإقليمية، المتعددة الأشكال. إنه موضوع بالغ التعقيد، لكنه أصبح أكبر المصادر المهددة لأية نهضة لأمة العرب، لقد أصبح تكالب تلك القوى كابوسا يعيشه العرب يوميا، وأصبح وطن العرب أكثر الأوطان استباحة وضعفا وتمزقا. وعلى الرغم من كل ذلك ابتلي العرب بأصوات تتعايش مع هذه الأخطار، وتتلاعب بأولويات الأمة، وتزيف قائمة أعدائها باعتداء مفجع على التاريخ والجغرافيا، ومنطق السياسة والهوية العروبية.
رابعا هناك موضوع الطريق المفصلي المؤدي إلى الاستقلال السياسي والاقتصادي الصحيح، وإلى مقارعة الأعداء، وإلى التنمية الإنسانية الشاملة، إنه موضوع وحدة الأمة والوطن.
لقد أثبتت السنون، والإحن والمحن المفجعة، وتعثر محاولات النهوض من التخلف الحضاري، أن الدولة الوطنية العربية لا تستطيع أن تنهض بدون محيطها العربي، وبالتالي بدون نوع من توحد العرب في كيان واحد. ليست التفاصيل هنا مهمة، وإنما التمسك الشديد بالمصير المشترك ووحدة السيرورة في التاريخ، وما يعنيه كل ذلك في تطبيقات السياسة والاقتصاد والثقافة. بدون نوع من الوحدة العربية سيسير العرب عكس منطق العصر، وعكس متطلبات بناء القوة الحضارية. وبالتالي أصبح رجوع وهج المشاعر والشعارات والنضالات القومية العروبية الواحدة، التي تكالب الأعداء في الخارج والداخل على تشويهها، أو إنكارها أو محاربتها، أصبح ضرورة وجودية للجميع.
لقد أثبتت تجربة دول الخليج العربي أن المال وحده لا يكفي، وتجربة مصر أن الكتلة السكانية وحدها لا تكفي، وتجربة العراق أن القوة العسكرية وحدها لا تكفي. منطق الوحدة هو وحده القادر على سد الثغرات وتجييش القوى وتهيئة كل المتطلبات المادية والمعنوية الفاعلة.
دعائي، يا الله، بأن تهدي العرب لوعي كل ذلك، والإيمان بأهمية كل ذلك، والنضال من أجل كل ذلك، وأن يتوجهوا إليك بطلب مباركتك وإحسانك بعد أن يكونوا قد غيروا ما بأنفسهم وما حولهم.
قبل أن يتم كل ذلك أعتقد، أنا المؤمن بك وبرحمتك وبقدرتك، بأن الأدعية ستكون استهزاء بسننك الكونية الصارمة وبالأمانة التي طلبت منا حملها.
اللهم أجعله عام فكر وعمل.
كاتب بحريني

دعاء السنة الجديدة وسنن الكون

د. علي محمد فخرو

مدونة التقويم العربي

Posted: 03 Jan 2018 02:07 PM PST

نتبادل التهاني والأماني، ونحتفل لقدوم عام افتراضي، متشحاً باللون الأبيض، ويحمل نقاوة الأفئدة وصفاء النفوس، ونرسم خطوطاً وهمية بألوان بريئة على أسوار القادم، لتزيين أركانه وباحاته.
لنسأل أنفسنا…
كم مرة حاولنا فيها الهروب إلى الأمام؟
أي مصير ينتظر تركات العام الماضي؟
في لحظات استثنائية الحضور قدمنا أعمالا عظيمة.. هل ستتكرر؟
صمتنا عن إبداء الرأي ولم نفكر بصوت عال في الكثير من الأحداث بحجة عدم التمحور؟
لماذا لم نخلق مساحة عريضة لأنفسنا لنعبر عن استقلالنا؟
سددنا فواتير ( الجيوغرافيا ) نيابة عن الآخرين!
استباح نقيق الضفادع أنغام زرياب وإبراهيم الموصلي!
سخرية ( الدولة الإسلامية ) أخجلت الحضارة الإسلامية!
نطوف حول الكعبة موحدين، ثم نفترق متناحرين!
امحق الهلال وتحطم الصليب!
بوصلة فلسطين متأرجحة بين أشعة الشمس وضياء القمر!!
وننشد سلاما لمدن الدمار.. لمدن الخراب… لمدن النفط والدم ، وإذا ذكرناها ضاع بعضها بين مصطلحات الأغلبية والأقلية في أطلس التقويم العربي لنعتذر ونبادر في مجاملتها نفاقاً.
آلاف الضحايا وقوافل المهاجرين..
هل أحصت مدونة العالم العربي كل هؤلاء؟
زرعنا أفكاراً نبيلة في عاصفة التطرف..
لعل مدن الياسمين العربي ترتدي ثوب السلام..
سجل لنا سيد ( ترامب ) بأننا منحنا للمرأة ترخيصاً لقيادة السيارة!!!
عام مضى نودعه بسعادة النسيان!!
كم وددنا أن لا نراجع شريط الأحداث حتى لا نجرح النسيان.
هل نخطط لنحافظ على قوالب صنعها العام الماضي أم نفكر بكسر المحددات ومواجهة التحديات؟؟
في ميزان التبادل الإنساني تتأرجح نسب التعاملات بين نمو وحيود، وفي طبيعة الإنسان الراغبة في الاستحواذ على المكاسب يتعثر بالمواقف والواقع والآراء والأخطاء، ليته يفكر في تصحيح متباينة بطريقة العقل المفتوح، ويسمو نحو فضاء الانتماء للإنسانية ويتقبل الآخر مهما كان هذا الاخر، ولتتسع مساحة مدونة التقويم العربي كما اتسعت خارطة الهند العجيبة.
في لحظات الفرح من ذلك العام قفز شبح الحزن، وكأنه يخبرنا أن السعادة التي تغمرنا سرعان ما سوف تزول، معللاً.. أن الأشياء الجميلة لا يمكنها مقاومة التلاشي، ولا بد من نهاية… تثبت واقعية هذه الحياة التي اتفقنا على أنها بخيلة.
نحن في مواجهة مع هذا الشبح، ولطالما ترقبنا الفرصة لقدوم تواريخ الأعياد في ( روزنامة ) التقويم العربي المشبع بالصفعات والخيبات، وأحيانا بالسكون والسبات، نحاول مقاومته وإقناعه ، بان أوقات الفرح هي استحقاق في مدونة التقويم، وسنعيشها بحاضرها ونخلد ذكراها حين نقلب صفحاته، بحيث نصنع لكل الأفراح ميلاداً نحتفي به ونوقد من أجله الشموع، ونتشارك مع بعضنا في أطلاق عبارات جميلة وأنيقة عبر العالم الافتراضي.
بعض نهايات مدونة العام الماضي مثيرة بسبب ما يترك الطرف الخاسر من ردة فعل، ونهايته كطعنة خنجر في جسد الماضي لا تشفى ولا تندثر ولنا أن نتخيل..
لعل (الروبوتات) التي وصلت إلى العالم العربي مع الفصل الأخير من العام الماضي، ستعيد صياغة التقويم العربي وتمارس التفكير الصناعي، لتعيد رسم التأريخ والجغرافية والسياسة…
هل ستتمكن هذه الدمى الصناعية الناطقة بلسان عربي من التغيير؟
ربما! سيتولى أحد ( الروبوتات ) مسؤولية إدارة إحدى المقاطعات العربية ولايهم إن كان على هيئة رجل أو أنثى!!، بعمامة أو طربوش!!، ملتح أو حالق لذقنه!، المهم من الفكرة زعامة (روبوت) بدلاً عن…
وربما تصدر فتاوى متباينة لإجازة الزواج من (روبوت أو روبوته ) أو تحريمها، ربما سيذهب آخرون إلى تكفيرها…!!!
الحلقة المفقودة في مدونة التقويم العربي هي الاستقلال، وكل المآسي بسبب فقدانه، الذي دفعنا من أجله أثمان باهظة، لكن أضاع المتحالفون من أجل المصالح والإرادات تلك الحلقة الحاكمة.
ليس لنا إلا أن نسدل الستار عن معركة التأريخ (داحس والغبراء ) ونعلن بأن أشهر الله الحرم اثنا عشر، ولنتفق على محو فصول الحقد والكراهية، ونستبدلها بالتراث العربي بفصول الحكمة والنبل والشهامة والمصداقية والولاء للأرض.
الزمن الجميل الذي يعيش في قلوبنا يمكنه الولوج مره أخرى إلى عقولنا وإلى الفضاء العربي من جديد شريطه أن نتعاهد بصدق الانتماء للإنسانية بمختلف ألوانها.
بعد أن عجز أصحاب الجلالة والفخامة عن تحقيق تطلعاتنا، أخاطب ( روبوت ) مسلوب الكنى والألقاب، وباعتباره أحد مسؤولي العالم الافتراضي القادم أن يعيد أطلاق صفة السعيد إلى اليمن، ويهدي لسوريا طوق الياسمين، ومع ليبيا الأحرار يتضامن، ويحترم ألوان لبنان، ويعترف بعراق النهرين، ويقر بأن :
القدس عاصمة فلسطين الأبدية.

كاتب من بغــداد

مدونة التقويم العربي

نجم الدراجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق