Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

السبت، 6 يناير 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


أمريكا و«هندسة انقلاب» بن سلمان

Posted: 05 Jan 2018 02:17 PM PST

يفترض بالأنباء الواردة عن إخبار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصدقاءه أنه، وصهره جاريد كوشنر، «هندسا انقلاباً في السعودية» وأنهما «وضعا رجلهما في القمة» أن تطرح أسئلة محرجة مطلوب من ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، وابنه، وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، الإجابة عنها.
توحي الأنباء التي نتجت عن صدور كتاب «النار والغضب: البيت الأبيض في عهد ترامب» (أو تؤكد) أن استلام وليّ العهد السعودي لمقدّرات السلطة كلّها في بلاده لم يكن فعلاً فرضته التطوّرات التاريخية في المملكة بل كان فعلاً مرتّباً ومنسقاً مع البيت الأبيض (كي لا نقول إنه كان مخططا منه)، وهو أمر يسيء في الحقيقة لشخص يفترض به أن يحكم أحد أكبر الدول العربية تأثيراً ومكانة رمزيّة إسلامية، يحوز على منصب يؤهله للقبض على موقع سياسي واقتصادي هائل.
وإذا كانت هذه «التغطية» التي حصل عليها وليّ العهد السعودي من العصبة الضيّقة المؤثرة في البيت الأبيض تمثّل دعماً من أعظم قوّة سياسية على الكرة الأرضية، فإنها، في المقابل، تفترض، كما نلاحظ من طريقة اشتغال ترامب وصهره، «ثمناً» معيّنا لهذه «التغطية».
وإذا كانت المعلومات التي تم كشفها لم يجر تصديقها (أو تكذيبها) بعد من الأشخاص المعنيين، فإن تحليل مسار الأحداث وقراءة التفاصيل العديدة المتعلقة بالموضوع توضّح بجلاء «الأثمان» التي دفعت، والتي كانت على الشكل التالي: صفقات سعودية بمئات المليارات ترافقت مع زيارة دونالد ترامب وعائلته إلى السعودية في أيار/مايو من العام الماضي، تلاها بعد شهر واحد فقط تنحية وليّ العهد السابق محمد بن نايف وتعيين بن سلمان مكانه.
يكشف تحليل الأحداث اللاحقة أن الحدثين المركزيين (صفقات زيارة ترامب وتعيين بن سلمان وليّا للعهد) استتبعا أحداثاً لاحقة مهمة انعكست على السعودية نفسها وعلى المنطقة.
ولعل هذه العلاقة «الخاصة» بين وليّ العهد السعودي وعائلة ترامب، والتي توبعت لاحقا عبر لقاءات مكثّفة بين بن سلمان وكوشنر، لا تفسر ما حصل من أحداث هائلة في السعودية، من قضايا اعتقال الأمراء والمسؤولين باسم «مكافحة الفساد» فحسب، بل الغطرسة الكبيرة التي بدأ نهج وليّ العهد السعودي يتسم بها، والتي تجاوزت ما حصل في السعودية نفسها، إلى استخدام الأسلوب نفسه في ترتيب شؤون الشرق الأوسط، وخصوصاً ما تعلّق منها بالتطبيع مع إسرائيل، التي شهدت زيارة مسؤول كبير لها (قيل إنه بن سلمان نفسه)، وصولاً، كما رأينا، إلى قرار ترامب حول القدس، والضغوط السعودية التي مورست على الأردنيين والفلسطينيين، والتي وصلت حدّ اعتقال رئيس مجلس إدارة «البنك العربي» صبيح المصري، وعلى اللبنانيين، من خلال مسلسل احتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.
أكثر فصول هذه العلاقة الملتبسة بين ترامب/كوشنر ومحمد بن سلمان إثارة للتأمل هو ما كشفه الكتاب المذكور سابقا الذي يتهم فيه مقربون من ترامب صهره بخيانة بلاده عبر التعاون مع روسيا و»تبييض الأموال»، وهي اتهامات رافقت صعود الرئيس الأمريكي وعائلته ودائرته الضيقة من المستشارين قبل وبعد استلامه منصبه، وهذه الاتهامات تفسّر كثيراً «تشابه» الطرق التي يتبعها الطرفان الأمريكي والسعودي، باستثناء أن عهد ترامب ومجموعته الضيقة يمكن أن ينتهي بالانتخابات (أو العزل)، أما «رجلنا في القمة» فسيستمر بطريقة حكمه التي ساهم أسلوب ترامب في استفحالها.

أمريكا و«هندسة انقلاب» بن سلمان

رأي القدس

رسائل الحب، تراث أدبي (يخيف) بعضنا كعرب!

Posted: 05 Jan 2018 02:17 PM PST

نحن لا نجهل «الهياج اللاعقلاني» الذي يثيره نشر رسائل حب بالعربية… وبالذات اذا كانت التي نشرت تلك الرسائل (انثى)… كأن حق (فضح) الحب يخص ذكور القبيلة وحدهم. ومن حق قيس دون ليلى!
ولكن الرسائل تلقي ضوءاً كشافاً استثنائياً على أعماق كاتبها/كاتبتها، وتعري الحقيقة الداخلية. والذين يحبون (تفصيل) حقيقة الآخرين على مقاس ازدواجيتهم ومصالحهم، يعادون رسائل الحب!

ماريا: ماتت مضرجة بحبها!

ذكرني بكل ما تقدم صدور فيلم فرنسي جديد بعنوان: كالاس بقلم ماريا، يروي سيرة حياة مطربة الأوبرا العالمية الشهيرة ماريا كالاس. والجديد في الأمر ان فيلم سيرتها الذاتية السينمائية يتكئ على مراسلاتها للحبيب والأصدقاء والصديقات. والفيلم بطولة فاني آرادن الممثلة الفرنسية الشهيرة، وهي تعير في الفيلم صوتها لماريا كالاس إذ تقرأ الرسائل التي أرسلتها المغنية الشهيرة خلال حياتها إلى عشاقها وأصدقائها، وبالتالي فالرسائل أحياناً سيرة ذاتية بمعنى ما وموثوق بها لأنها بخط يد صاحبها قبل زمن الكمبيوتر. وفي رسالة ماريا كالاس مثلاً إلى حبها الكبير الملياردير أوناسيس الذي طلقت زوجها لأجله تقول له: «أنا بكليتي لك. افعل بي ما تشاء يا أوناسيس». ولكن ما الذي فعله بها وبذلك الحب الكبير من مبدعة استثنائية في حقل الأوبرا؟ لقد تخلى عنها بعدما استولى عليها كمنفعة تجارية لرجل أعمال كبير، وصار في حاجة إلى صفقة جديدة وهكذا مضى إلى غرفة نوم أخرى وتزوج من أرملة الرئيس كينيدي الجميلة جاكلين (وانتهى الأمر بينهما فيما بعد إلى الطلاق) ولكن قلب ماريا كالاس تحطم وتمرد على الحياة يوم فقدت حبها الكبير… وماتت وحيدة في باريس.

كامو، بلزاك ورسائل القلب العاري

دفعني أيضاً لكتابة ما تقدم أنني في زيارتي الأخيرة شبه الأسبوعية إلى المكتبات الباريسية وجدت العديد من كتب المراسلات الأدبية يتصدر الرفوف دون أن (تقوم قيامة) أحد. وجدت كتاباً يضم رسائل البير كامو إلى الممثلة الجميلة ماريا وتقف خلفها حكاية حب مراوغ متقلب يطول سردها. والكتاب بعنوان: «مراسلات البير كامو وماريا كازاريس 1944 ـ 1959 ـ منشورات غاليمار. وجدت ايضاً عن دار النشر نفسها رسائل الأديب فيليب سولرز إلى دومينيك رولان: 1958 ـ 1980 (400 صفحة!).
كما وجدت كتاباً يضم بعضاً من مراسلات بلزاك 1836 ـ 1841 ولا تخلو من رسائل حب إلى الكونتيسة هانسكا التي صارت أرملة.
كما وجدت رسائل من نابوكوف (مؤلف لوليتا) وكان قد أرسلها إلى فيرا وصدرت عن منشورات فايار (856 صفحة).
عثرت أيضاً على رسائل نيتشه عن منشورات ليه بيل ليترو (608 صفحة)… وكلها إصدارات جديدة.
فلماذا تقوم القيامة حين أنشر رسائل لي من مبدعين وأواكب العصر أدبياً، ثم إنه ليس من حقنا أن نطالب أولادنا بأن ينشروا الرسائل بعد موتنا ويخوضوا معاركنا التي قد يهرب البعض من مواجهتها خلال حياته..
الصديق العزيز الراحل رجاء النقاش الذي نشر رسائل المعداوي إلى فدوى طوقان والذي عهدت إليه أديبة عراقية برسائل أديب سوداني لها هو «المجذوب» ولم تصدر الرسائل وطلبت مني التوسط لذلك وفعلت لكنني قلت لها حين شكت من لامبالاة النقاش بذلك انه كان عليها ان تنشرها بنفسها كما افعل دائماً وأتحمل عواقب قناعاتي!… دون الاحتماء بدرع ناقد!

أحب أن تحبني!

بكثير من العمق والرهافة كتب الزميل خيري منصور تحت عنوان «كافكا عاشقاً» ـ القدس العربي ـ 14 ـ 10 ـ 2017 يقول: (حين يتوفر للرسائل المتبادلة بين مبدَعين من يقرأها بحصافة نقدية وعين مدربة على إضاءة الظلال وما بين السطور … فإن ما هو «شخصي» أو يبدو كذلك يصير قابلاً لمستوى من التعميم او التصعيد الذي يرصد ما هو معرفي وجمالي من خلال الرسائل).. وذلك صحيح إلى أبعد مدى… ولا ينسى خيري منصور تنبيهنا إلى ان رسائل كافكا الذي «اختزلته المقولات النقدية إلى مجرد كاتب سوداوي أعماله كابوسية» لم يكن كذلك فقط، ورغم ما في حياته من وحشة واغتراب عبر في إحدى رسائله عن حسده ذات يوم لشخص لمجرد انه كان معشوقاً وليس عاشقا فقط… والقول لخيري منصور الذي اتفق معه…
أليس في رسائل أنسي الحاج لي التي أقامت القيامة على رأسي حين نشرتها ما يلخصها بعبارة: «احب ان تولعي بي»؟ ألم تصرخ ماريا كالاس بالعاشق الخائن الذي طلقت زوجها الطيب من أجله: أحب ان تحبني وأنا لك؟
أما الفيلسوف كيركيغارد الذي احب روجينا وقرر هجرها رحمة بها من نفسه، هل فعل ذلك حقاً لكي لا ينقل إليها «فيروس القلق الوجودي الذي عاناه» كما زعم أم تراه فعل ذلك لتحبه أكثر ولتعلن حبها؟
لقد تصادف صدور رسائل الرئيس الفرنسي الاديب المثقف ميتران إلى حبيبته طوال العمر (دون طلاقه من زوجته!) مع صدور رسائل أنسي الحاج لي. (قامت القيامة) عندنا أما رسائل ميتران طوال أعوام طويلة إلى والدة ابنته مازارين غير الشرعية فلم تثر من الاهتمام ما يثيره صدور أي كتاب آخر جميل في باريس.
متى ننجح في تطبيع العلاقات مع أدب المراسلات وبالتالي مع حقيقتنا السرية ونرتاح من الازدواجية؟
ولماذا، في الغرب يعرفون القيمة الإبداعية والإضاءة الإنسانية لأدب المراسلة وبالذات لرسائل الحب، وعندنا يعتبرون ذلك نشراً للثياب الوسخة؟ ومتى كان الحب انتقاصاً من رجولة العاشق وثياباً قذرة للطرفين؟

رسائل الحب، تراث أدبي (يخيف) بعضنا كعرب!

غادة السمان

كهنة المرحلة… عندما يكون الكاهن جنرالاً!

Posted: 05 Jan 2018 02:17 PM PST

لأن لكل فرعون كاهن، أو أكثر، تكمن مشكلة السيسي في عدم ثقته في المدنيين، ليختار منهم كاهنه، أو كهنته، كما هو معمول به، ومنذ عودة حكم الفراعنة، بحركة ضباط الجيش في سنة 1952، فاختار المذكور كهنته من الجنرالات لهذا السبب، وعندما يتابعهم المرء تلفزيونياً، فإنه يدرك معنى مقولة عباد الله المتصوفة، إن مصر محروسة، أو محمية، ببركة أولياء الله الصالحين. فمع هذا المستوى الضحل في المواقع المهمة، والذي هو كفيل بإسقاط ممالك وإمبراطوريات، فإن مصر باقية!
عبد الناصر، كان كاهنه الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، وقد كتب الكاتب الراحل أيضاً صلاح عيسى دراسة عن «الكاهن والفرعون»، في مجلة «الهلال»، أنهت على علاقته بهيكل، لدرجة أنه عندما أجرى عيسى عملية في القلب، لم يتصل به هيكل ليطمئن عليه، وقد نسي الفضل بينهما، فعندما صادرت السلطات كتاب «خريف الغضب»، الذي صب فيه هيكل جام غضبه على السادات، كانت خطة صلاح عيسى، وكان يشغل مدير تحرير جريدة «الأهالي»، أن ينشر الصفحات سبب المصادرة، على طريقة السؤال والجواب، وباعتبار المنشور هو نتاج مقابلته الصحافية «مع هيكل»!
ما أوغر صدر صاحبنا، أن دراسة صلاح عيسى انتهت إلى أنه، أي هيكل، هو كاهن يبحث دائماً عن فرعون، ويبدو أنه ضغط على «العصب المكشوف»، فكانت القطيعة. وقد جرب هيكل أن يكون كاهناً لعدد من الفراعنة، لكنه لم يوفق، وكان آخرهم السيسي، ونظراً للحرج الذي ينتاب المرء من توجيه الاهانة لفرعون، بهذا التشبيه، وهو مع كفره، كان صاحب وجهة نظر، مع فسادها فإنه نطقها في صياغة مقروءة، على العكس من المذكور، الذي لا يمكنه البتة أن ينطق جملة واحدة مستقيمة. فنظراً للحرج فإني ميال للتفسير الذي يقول إن «فرعون» تعني «الرئيس»، أو «الحاكم»، ليس إلا!

بعيداً عن الدير

عدد من الكتاب، وجدوا في عودة الحكم العسكري، فرصة ليقدموا أنفسهم كهنة في البلاط، بما مثلته لهم تجربة هيكل مع عبد الناصر من اغراءات واجتهدوا في ذلك، والقائمة تبدأ بعبد الله السناوي، ولا تنتهي بعبد الحليم قنديل، وخير الأسماء ما عُبد وحُمد، لكنهم فشلوا، لأن المذكور السيسي، لا يثق إلا في طبقة الجنرالات، فجعل منهم كهنة المرحلة، فمنهم من استدعاه رسمياً لذلك، ومنهم من تركه «كاهناً حراً» يعمل بعد «الدوام الرسمي» على المقهى، ويكون عمله الاضافي ضيفاً في برامج «التوك شو»، وأمامنا نموذجين لذلك، يحسن قراءة شخصيتهم، للوقوف على مستوى ضحالة المرحلة.
الأول هو لواء شرطة متقاعد، والثاني هو لواء جيش متقاعد أيضاً، وفي السابق كان يحظر اسباغ الألقاب العسكرية على من خرجوا للتقاعد، لكن الآن صارت البلاد معسكراً ووحدة عسكرية، فأصبح «المتقاعد» عبد الفتاح السيسي نفسه، لا يجد حرجاً في أن يخاطب «المتقاعدين» بالرتب العسكرية!
الأول هو اللواء «المقرحي»، والثاني هو اللواء «حمدي بخيت»، وهما نجوم المرحلة التلفزيونية التي نحياها!
«المقرحي» كان يعمل ضابطاً في جهة مهمة، هي مباحث الأموال العامة، لكني أدركت مبكراً أنه ليس تحت القبة شيخ، فبعد خروجه للتقاعد ترشح لعضوية مجلس الشعب، وأحدث أزمة عندما نودي عليه للقسم في أول جلسة، فاحتج لمناداته باسمه مجرداً، وليس مسبوقاً بلقب «اللواء» وعبثاً حاول رئيس البرلمان إفهامه أن رتبة «اللواء» وهو في الخدمة، وقد غادرها إلى الحياة المدنية، فقد سقطت بذلك، ولم يوقف الجدل الصاخب، إلا وقوف «البعبع» الراحل كمال الشاذلي منحازاً لصف رئيس مجلس الشعب، (يبدو أنه يوم الراحلين) وبعد هذه الجلسة، لم نسمع صوتاً للمقرحي، الذي عاد واحداً من كهنة المرحلة، لكنه يعمل من منازلهم وبعيداً عن الدير!
وفي الأسبوع الماضي، أعادت «السيوشيال ميديا» تذكرينا بوعد شامخ شموخ الكهنة الجنرالات، فيما يختص بالدولار، إذ كان «المقرحي» على قناة «صدى البلد» وفي ضيافة فلتة زمانه «أحمد موسى»، وفي «الحالة خبيراً» أعلن ضابط مباحث الأموال العامة أن الدولار على اكتوبر- نوفمبر 2017 سينخفض إلى سبعة جنيهات، ومن معه دولاراً لن يجد من يشتريه منه!
ورغم أن أحمد موسي، قال إنه سينتظر هذا التاريخ، إلا أنه لم يفعل، فقد مرت شهور اكتوبر/تشرين الأول، ونوفمبر تشرين الثاني، وديسمبر/كانون الأول، ولم يف بما وعد، وإنما ذكرتنا به السيوشيال ميديا، في بداية العام الجديد، فما يحدث يتم بالتواطؤ، ونحن إزاء ضيوف يروجون الأكاذيب بما يجعل من استمرار استضافتهم على الشاشة جريمة مهنية، لكن لا أحد يتحدث في مصر عن قيم مهنة الإعلام، الذي يستخدم وسيلة للتضليل، وتزييف الوعي، وهو نهج المرحلة، فكل من ينتمون للنظام الحاكم في مصر، لا يجدون حرجاً في نشر الأكاذيب وتزييف المعلومات، وكانت هذه هى البداية الحقيقة للنيل من الحكم المنتخب، واستمر الحال إلى الآن!
على شاشة «الجزيرة»، كان المنتمون للمرحلة، يفعلون هذا، وذات مرة صاح أحدهم حتى خشيت أن «يطق له عرق» وهو يقول إن الرئيس محمد مرسي أفرج عن الإرهابيين، وعن قتلة السادات، ومن سوء حظه أني كنت معه، فأخبرته أن من يصفهم بعتاة الإرهابيين أفرج عنهم المجلس العسكري، بقيادة المشير محمد حسين طنطاوي، وكان قد ذكر اسم شقيق الظواهري، وأخبرته أن من أصدر حكم الإعدام قبل الثورة، هو من حكم له بالبراءة بعد الثورة، ومن هيئة محكمة واحدة، عينها ذات الشخص وهو وزير الدفاع، فالحكم صدر من القضاء العسكري في المرتين!

حدث في الحصاد

وإذا كان الشيء بالشيء يُذكر، ففي برنامج «الحصاد» يوم الأربعاء الماضي، صال وجال ضيف البرنامج من القاهرة، عن القضاء المصري الشامخ، الذي لا توجد سلطة تملك توجيهه، وهو قضاء مستقل وفوق السلطات، ولا يمكن لرئيس الجمهورية أن يتدخل في أحكامه، وكان النقاش هو أحكام الإعدام التي تم تنفيذها، في الأسبوع الماضي!
كان الضيف المقابل «خواجة»، يتحدث عن مبادئ عليا، وليس ملماً بتفاصيل المشهد المصري، وأسفت لتمرير هذه الاكاذيب، استغلالاً لأهم شاشة عربية، فالأحكام لم يصدرها القضاء المستقل، ولو استقلالاً صورياً، ولكنها صدرت من محكمة عسكرية، مهما تعددت درجاتها، فهى ليست قضاء طبيعياً لمحاكمة المدنيين، كما أنها مشكلة من ضباط جيش يعينهم ويعزلهم وزير الدفاع، وليس صحيحاً أن رئيس الجمهورية لا سلطان له على أحكام القضاء، فمن سلطته أن يلغي الأحكام القضائية في المطلق، وأن يخففها، ولم يعد أحد الآن يتحدث عن استقلال القضاء بعد فضيحة ترامب، الذي ذكر أنه طلب من عبد الفتاح السيسي الافراج عن «آية حجازي» التي تحمل الجنسية الأمريكية، فبعد ساعات من الأمر البابوي كانت المحكمة تنعقد وتفرج عنها وعن جميع المتهمين!
كما أنه لا يجوز الحديث عن القضاء الشامخ المستقل على هذا النحو، وبدون مواجهة جادة لمروج الأكاذيب والخزعبلات، وقد كان العالم كله شاهداً على واقعة سفر المتهمين الأمريكيين في فترة حكم المجلس العسكري، بعد قرار قضائي بمنعهم من السفر، وقد تم إلغاء القرار بالأمر، واذ رفض القاضي ذلك، فقد جرى استدعاء قاضياً آخراً بالمخالفة للقانون ليصدر قرار الإلغاء على عجل!
لا بأس فهذا دأب القوم، من المنحازين للانقلاب العسكري في مصر، ولم يكن ما فعله «المقرحي» بعيداً عن الأداء الهابط للمرحلة، فأعلن دون أن يهتز له رمش أن الدولار سينخفض سعره ليصبح بسبعة جنيهات فقط، وحدد الموعد، ولإثبات الجدية، فلم يقل أن هذا سيحدث في شهر اكتوبر، أو نوفمبر 2017، ولكنه قال أنه خلال الشهرين بشكل عام، وقد تصرف على طريقة جحا، الذي قال بقدرته على تعليم «حمار العمدة» الرطن بلغة الخواجات، خلال عشرين سنة، فلما اعتبر البعض أن هذه مغامرة منه تورط فيها، أخبرهم بما لم يحطوا به خُبرا إنه خلال هذه الفترة أن سيكون أحد الثلاثة قد مات «العمدة»، أو «الحمار»، أو «جحا» نفسه!
فات فخامة الجنرال المفدى، أنه سلاح الأرشيف سيفضحه، لكننا أمام قوم لم تعد الفضائح تنال منهم، فوجوههم – كما يقول أهل البداية – مكشوفة!

الكاهن الأعظم

فإذا تركنا الكاهن الشرطي المتطوع، إلى الكاهن الأعظم «حمدي بخيت» سنجد ما يسرنا وما يسري عنا، ذلك بأن القلوب تمل!
اللواء حمدي بخيت، هو في الأصل الاستاذ المعلم لعبد الفتاح السيسي، إذ يجلس الأخير في حضرة الأول مجلس التلميذ من الاستاذ، وهو محاضر في أكاديمية ناصر العسكرية، العقل العسكري الأعلى، وهو عضو في برلمان السيسي، وأحد الكهنة المعتمدين رسمياً في البلاط!
وفي مداخلة على قناة «العاصمة»، قال إن حادث كنيسة الجيزة كشف عن الإجراءات الأمنية باتت مشددة على دور العبادة. مع أن الصورة التي نقلت للعالم ان الإرهابي تصرف بأريحية وقتل أكثر من خمسة أفراد، وهربت منه مصفحة للشرطة قبل أن يتصدى له المواطن «صلاح الموجي»!
وأبلغ ما قاله الكاهن هو تورط الولايات المتحدة الأمريكية في الحادث، وهى لغة يحاول بها كسب الشارع المعادي للهيمنة الأمريكية، دون أن يسأله أحد عما ستفعله السلطة في مصر للرد على واشنطن المتورطة في الدم المصري!
لا عليك، فالجنرال المفدى، سبق له أن أعلن عبر قناة «العاصمة» أيضاً، أن سيناء ليست ملكية مصرية، فكان بهذا يمهد لما هو آت من التنازل عنها لصالح الدولة الفلسطينية، وفيما يُعرف بصفقة القرن.
في مصر نقول على الصناعة المتواضعة «تايواني». فيبدو أننا في زمن «الكهنة التايواني»!

صحافي من مصر

كهنة المرحلة… عندما يكون الكاهن جنرالاً!

سليم عزوز

ليس دفاعاً عن الحركات الانفصالية… ولكن

Posted: 05 Jan 2018 02:16 PM PST

لا شك أن كلمة انفصال كلمة ملعونة في القاموس السياسي العربي. لكن أليس حرياً بالذين يوجهون التهم لأي جماعة عربية تطالب بالاستقلال أو حتى الانسلاخ في هذا البلد أو ذاك أن يعودوا إلى رشدهم قليلاً لا لكي يباركوا النزعات الفيدرالية والانفصالية، بل على الأقل لتفهم دواعيها ومسبباتها وسد ذرائعها وعدم الانجرار وراء التخوين المجاني للمطالبين بها؟
ما الذي يدفع البعض إلى التهديد بالانفصال أو الانسلاخ عما يُسمى بالحكومة المركزية في البلاد العربية؟ هل تهوى بعض الجماعات الانزواء لمجرد الانزواء، أم أنها تدق ناقوس الخطر للأنظمة العربية الحاكمة التي تـعتبر المسؤول الأول والأخير عن دفع بعض الحركات إلى البحث عن الانفصال، مع العلم أنه قد يكون حلاً كارثياً على الانفصاليين قبل غيرهم بحكم أن أقنوم العصر هو التجمعات والوحدات الكبرى، وليس الكيانات القزمية والدويلات الممسوخة؟
إن محاولة هذه الجماعة أو تلك الانفصال عن الدولة الأم ما هي إلا تأكيد فشل ستة عقود من «استقلال» الدول العربية في تحقيق النقلة النوعية المطلوبة من مرحلة الولاءات القبلية والمذهبية إلى مرحلة الولاء للدولة المركزية.
لقد فشلت معظم الأنظمة العربية على مدى أكثر من ستين عاماً في بناء دولة لكل مواطنيها. وبالتالي، كما يجادل أحد الباحثين، فإن ما يسمى بالدول العربية مسؤولة مسؤولية مباشرة عن «تشويه صورة الدولة المركزية « إلى حد جعل شرائح واسعة من مجتمعاتها تتطلع إلى صيغ حكم بديلة قاسمها المشترك تقليص دور السلطة المركزية أو حتى الانفضاض من حولها.
صحيح أن الدول العربية حصلت بعد خروجها من تحت النير العثماني واستقلالها عن الاستعمارين الفرنسي والبريطاني على لقب «دولة»، إلا أن هذه النقلة لم يرافقها تحول مواز في مفهوم «الولاءات»، فبقدر ما كانت الكيانات المركزية مفروضة فرضاً بحكم لعبة تقاسم النفوذ بين بريطانيا وفرنسا كانت فاقدة لشرعيتها الشعبية بداعي ولادتها «سفاحاً»، فتمخض استقلال مجتمعات الشرق الأوسط عن كيانات سياسية هشة» و«أقلوية» حافظت على تماسكها بالحديد والنار لا بالإرادة الجماهيرية». وهذا الأمر ينسحب على كل الدول العربية تقريباً دون استثناء، فكلها فشلت في خلق دول بالمعنى الكامل للكلمة مما جعلها دائماً مهددة بالتفكك والانهيار كما يحدث الآن في أكثر من مكان. فبفضل طريقة الحكم القائمة على الدوائر الضيقة والمقربين جداً وحرمان الناس من المشاركة السياسية حتى في إدارة البلديات تمكنت بعض الأنظمة بشقيها العسكري والإسلامي من تفتيت مجتمعاتها وقطع كل الروابط البسيطة التي كانت تجمع بينها.
إن آفة ما يسمى بالدولة العربية الحديثة كما لا يخفى على أحد هو أنها هي التي تدفع بمكوناتها العرقية والطائفية والاجتماعية إلى خيار الانفصال. وكما يقول المثل الشعبي فإن «الثلم الأعوج من الثور الكبير»، بعبارة أخرى فإن تلك الأنظمة المسماة دولاً زوراً وبهتاناً لم تضرب «لرعاياها» مثلاً يُحتذى في بناء الدولة والحفاظ عليها وجعلها قبلة جميع العرقيات والطوائف والمكونات التي تتشكل منها.
ماذا تتوقع من أي شعب عربي إذن عندما يرى نظامه يحكم على أسس قبلية وطائفية ومناطقية؟ هل تريده أن ينزع باتجاه الاندماج أم باتجاه الانتماء الضيق وربما الانفصال والانسلاخ؟
لقد قال الزعيم السوفييتي ميخائيل غورباتشوف ذات مرة: «لو لم يكن الاتحاد السوفييتي جاهزا للانهيار داخلياً لما انهار ولو تكالبت عليه كل أمم الأرض». بعبارة أخرى فإن النظام الذي كان يقوده هو الذي دمره في نهاية المطاف وليس التآمر الغربي بعدما تحول المكتب السياسي إلى عصابة أو مافيا لا يهمها سوى مصالحها الضيقة.
وكذلك الأمر بالنسبة للكثير من الأنظمة العربية التي تشتكي من المؤامرات الخارجية بينما هي المتهم الأول في دفع البلاد إلى حافة التفكك والتشرذم من خلال مافيوزيتها وفشلها في أن تكون حكومات لكل مواطنيها وانجرارها وراء مصالحها الخاصة الضيقة على حساب الدول والأوطان والشعوب.
وبما أن عملية الوقوف على حاجات المجتمعات بشرائحها ومكوناتها المختلفة عملية صعبة للغاية حتى في ظل النظام الديمقراطي النيابي، فما بالك أن يقوم بها الجهاز الحاكم في الدولة العربية المركزية، فقد غدا من المحتوم أن يقع الغبن والظلم على هذه المنطقة أو تلك أو محاباة هذا الإقليم أو ذاك على أسس مناطقية أو قبلية أو عشائرية أو طائفية أو عرقية أو مصلحية. بعبارة أخرى فإن المواطن العربي لا يحصل على حقوقه كونه مواطناً، بل على أساس أصله وفصله والجهة التابع لها وقربها مما يسمى بالدولة. ولا داعي إلى الإشارة إلى أن بعض المناطق التي تسكنها طائفة أو أناس من مذهب منبوذ معين تبقى مناطق فقيرة معدومة لا تصلها التنمية أو التطوير، ويكون نصيبها من الثروة الوطنية يسيراً جداً وتكون فيها نسبة الفقر والبطالة في أعلى مستوياتها. إنه تمييز قبيح على أساس مذهبي أو طائفي أو عرقي أو جهوي.
وكم من المناطق فيها ينابيع مائية عظيمة بينما يشرب سكانها ماء ملوثاً لأن ليس هناك من يدافع عنها ويطالب بحقوقها في دوائر الدولة.
وهناك مناطق تنتج الكم الأكبر من القمح لكنها تعاني من الجوع والفقر المدقع «كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول».
لقد صدّع البعض رؤوسنا وهو يتهم إسرائيل بأنها دولة ليست لكل مواطنيها على اعتبار أنها تحابي المواطنين اليهود على حساب المواطنين العرب. لكن ألا ينطبق هذا الاتهام الخطير بحذافيره على الكثير من الحكومات العربية؟ هل يستطيع أحد أن ينكر أن هناك «خياراً وفقوساً» فيما يسمى بالدولة العربية؟ فالمناطق غير المغضوب عليها والأخرى التي ينحدر منها مثلاً رئيس الدولة وكبار المسؤولين فيها تكون في أحسن حال وغالباً ما تكون خدماتها العامة أفضل من غيرها بمائة مرة.
هل بعد كل ذلك نلوم الانفصاليين والمتمردين على الدولة المركزية العربية ونتهمهم بالخيانة؟ من هو الخائن الحقيقي بربكم، الذي يطالب بالانفصال كصرخة ضد التهميش والعزل والإهمال والظلم والغبن والمحاباة والأبارتيد العرقي والطائفي والمناطقي، أم أولئك الذين دفعوه إلى الكفر بالوحدة الوطنية المزعومة؟

٭ كاتب واعلامي سوري
falkasim@gmail.com

ليس دفاعاً عن الحركات الانفصالية… ولكن

د. فيصل القاسم

طهران على سطح صفيح ساخن وشعبها يفتش عن الحرية وأحداثها جرس إنذار لأركان الحكم في مصر

Posted: 05 Jan 2018 02:16 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: طهران والخرطوم وأنقرة.. ثلاث عواصم كانت حاضرة أمس الجمعة 5 يناير/كانون الثاني بقوة في صحف القاهرة، وفي الوقت الذي جاء قرار الحكومة السودانية استدعاء سفيرها للتشاور صادما للسلطة وكُتّابها، فُتح الباب نحو مزيد من الهجوم على الرئيس البشير، الذي بات ينعت بأنه من خلايا الإخوان النائمة. وتساءل كثير من الكتاب عن مستقبل الثورة الإيرانية، فيما تخوف بعض كتاب السلطة من أن يرتد تأثيرها على المدن المصرية، التي تحيا اجواء ثورية بامتياز، بعد أن تبددت سنوات أربع من عمر ثورة 30 يونيو/حزيران من غير أن تحصد الجماهير أيا من الثمرات التي وعدتها بها السلطة القائمة.
وكعادته دائما في أن يكون أول المتنبئين، حذر الدكتور حازم حسني ـ الأستاذ في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ـ من احتمالية تكرار الاحتجاجات الإيرانية مرة أخرى.. لكن في مصر وقال في تدوينة عبر حسابه في «فيسبوك» تحت عنوان «لمن تدق الأجراس؟»: «أحداث إيران هى أجراس إنذار لأركان الحكم في مصر، هذا إن كان في السلطة عندنا حكماء يسمعونها… فأسباب اندلاع مظاهر الغضب هناك موجودة وأكثر منها هنا، وهي كما رأينا مباغتة، يمكن نزع فتيل اشتعالها فقط قبل أن تندلع نيرانها، وإلا فهي الجحيم، حتى إن تم قمعها» حسب تعبيره.
وعلى وقع حازم حذّر عادل صبري رئيس تحرير «مصر العربية»: إفهم الدرس يا غبي… تحت نظام الفقيه لم تغن قوة النظام الغاشمة ولا أجهزة منع وسائل التواصل الاجتماعي وحجب المعلومات والمواقع، وإهدار مليارات الدولارات على القنوات التي تدار بأمر الخميني، من ثورة الشعب ضد الجوع والقهر وجر الناس لحروب وهمية. متى يفهم النظام الغبي أن الزلازل تأتي بدون سابق إنذار».
كما سلطت الصحف المصرية الصادرة يوم الجمعة، الضوء على عدد من الأخبار المحلية والعالمية التي تشغل الرأي العام، ويأتي على رأسها: رسميا.. بوتين يوقع مرسوم استئناف الرحلات الجوية بين مصر وروسيا. الوطنية للانتخابات: غلق قاعدة بيانات الناخبين الاثنين المقبل. كاتدرائية العاصمة الإدارية تستعد لاحتفالات عيد الميلاد. المتحدث العسكري: مقتل تكفيريين والقبض على اثنين آخرين. خروج ماكينة الحفر من النفق الثاني في بورسعيد. مليار جنيه مخالفات استيراد مستلزمات الإنتاج، ضبط 75 مسؤولا ومواطنا وأجنبيا بتهمة «الاتجار في البشر». 10 ملايين جنيه حصلة ضريبة «الملاهي» في حفلات رأس السنة، السيسي يوجه بالانتهاء من المخطط الاستراتيجي لتنمية سيناء. وزير النقل: إنشاء الخطوط الرابع والخامس والسادس للمترو بتكلفة 200 مليار جنيه. الرجال يهزمون الإرهاب في سيناء بالضربات الأمنية الاستباقية. القومية للأنفاق: بدء أعمال حفر مترو «العتبة ـ بولاق الدكرور» أول مارس/آذار. اشتباك إيطالي ـ بريطاني بسبب ريجيني. الرئيس يكلف وزارتي الدفاع والإسكان بالانتهاء من مخطط تنمية سيناء.

يا أهلا بالقروض

الكاتب والخبير الاقتصادي في «الأهرام» والوكالة العربية للصحافة قدّم تقريرا كشف خلاله أن: «احتياطي مصر من النقد الأجنبي ارتفع إلى 37.020 مليار دولار في نهاية ديسمبر/كانون الأول 2017 من 36.723 مليار في نوفمبر/تشرين الثاني. الدين الخارجي لمصر قفز إلى 79 مليار دولار في نهاية يونيو/حزيران مقابل نحو 55.8 مليار دولار قبل عام. هذا يعني أن ديون مصر الخارجية زادت بمقدار 23.2 مليار دولار خلال السنة المالية الاخيرة، في حين أن الاحتياطي زاد خلال السنة المنتهية في 31 ديسمبر 2017 بحوالي 12.8 مليار دولار. يجب أن نعلم أيضا أن الحكومة حصلت على قروض أجنبية جديدة خلال النصف الثاني من العام الماضي، وهو ما يجعل قيمة الديون وإصدارات السندات الأجنبية حتى الآن تزحف تدريجيا إلى مستوى يقترب من 90 مليار دولار. هذا يعني أن الحكومة تقترض من الخارج أكثر مما تسدد للدائنين الأجانب، وهذا يسفر عن زيادة أعباء الديون الخارجية (أقساط وفوائد) بمعدلات قد لا يتحملها الاقتصاد».

الصحافيون في انتظار الأسوأ

«يواجه الكتاب واقعا مأساويا بسبب تردي أوضاعهم المادية وتراجع الحريات بشكل غير مسبوق، فضلا عن حزمة تشريعات تزيد الشعور بأيام أشد حلكة مقبلة. وبدوره يرى خالد البلشي في «البداية» أن القضية في تعديلات قانون الإجراءات الجنائية المقدمة من الحكومة للبرلمان، ليست فقط تتعلق بالنص الخاص بحظر النشر بأمر القضاة رغم خطورته، فحصرها في هذه الزاوية هو بداية الخسارة، بتفتيت القضية الأوسع والأخطر إلى قضايا صغيرة. القضية أننا أمام جريمة إهدار عدالة متكاملة الأركان. التعامل مع القانون بالقطعة أمر في غاية الخطورة.. لا بد من حراك مجتمعي وتضافر جهود، فإهدار حقوق المتهمين في إجراءات قانونية سليمة، وما يتضمنه القانون من منح سلطات مبالغ فيها للمحكمة لتجاهل طلبات الدفاع حول الشهود وغيرها من النصوص، ترقى لجريمة إهدار عدالة متكاملة الأركان. ما يهمنا كصحافيين يجب ألا يتوقف عند نص لحظر النشر رغم خطورته الشديدة، واهمية التصدي له إعلاميا ونقابيا.. لكنه يجب أن يمتد إلى حق المتهمين في محاكمات عادلة، وحق المصريين في منظومة عدالة تضمن لهم حقوقهم، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من حقوق المصريين، ومن بينها الحق في المعرفة. التصدي لمعركة تعديلات قانون الإجراءات الجنائية يجب ألا تكون معركة الصحافيين وحدهم.. فالأمر يتجاوز ذلك ولا سبيل للتصدي لها إلا بوضعها في السياق الأعم وهو المعركة ضد الحرية وضد تدمير ما تبقى من نظام العدالة في مصر».

الجرابيع يهددون الدولة

ومن تقارير أمس التي اهتمت بها عدة صحف ورقية وإلكترونة ومن بينها «الشعب» المحاكمات التي يتعرض لها شباب غير مصنفين سياسيا على أي من الأحزاب القائمة. وفي هذا السياق قالت الصحيفة: «قررت محكمة جنح أمن الدولة طوارئ الدرب الأحمر، يوم الخميس 4 يناير/كانون الثاني، تأجيل أولى جلسات محاكمة 9 ناشطين ، بزعم الانضمام لجماعة «اتحاد الجرابيع»، لجلسة 18 يناير/كانون الثاني. وادعت النيابة العامة، أن الواردة أسماؤهم في لائحة القضية، متورطون في عدة تهم هزلية منها، التحريض على التظاهر والانضمام لجماعة «اتحاد الجرابيع»، وحيازة محررات ومطبوعات لنشر أخبار كاذبة تهدف لتعطيل أحكام القانون والدستور، وإثارة الشعب ضد اتفاقية التنازل عن جزيرتي»تيران وصنافير». ومن بين الخلايا التي تم القبض عليها فصيل :لا والنبي يا عبده، الذي وجهت السلطات القضائية لأفراده عدة تهم من بينها العمل على تعطيل الانتخابات الرئاسية والتحريض ضد السلطة الحاكمة والسخرية من الرئيس، وتم تجديد حبس أفراد الخلية على ذمة التحقيقات التي تجرى معهم».

أزمة سكر

عادت أزمة مصانع السكر من جديد، لأسباب يعزو محمد الهواري في «الأخبار» أهمها للمنافسة غير العادلة مع السكر المستورد: «ارتفع مخزون السكر في المصانع إلى عشرات الآلاف من الأطنان، بعد إلزام الشركات ببيع السكر بسعر 9.5 جنيه للكيلو مقابل 8.5 جنيه لكيلو السكر المستورد، خاصة السكر الناتج من البنجر. أعتقد أن الأمر يتطلب فرض رسوم على السكر المستورد، أو تحديد حصة للاستيراد تغطي الفجوة بين المنتج محليا واحتياجات الاستهلاك، حتى لا تتعرض مصانع السكر المصرية للخطر، ونفقد أهم صناعة تاريخية لمصر في إنتاج السكر، وحتى لا ينتهز المستوردون الفرصة لإغراق البلاد بكميات هائلة من السكر المستورد تتجاوز الاحتياجات. لقد طالبت في أزمة سابقة بضرورة تحديد حصة لاستيراد السكر تغطي العجز في الإنتاج المحلي، وفرض رسوم وارد حتى لا نسمح للمستوردين باستغلال السوق والمضاربة في أسعار السكر، بما يخالف الانتظام الذي تحقق في السوق المصري، مع الحفاظ على الصناعة المحلية، خاصة أن الأسعار العالمية لجميع السلع تتعرض للتذبذب بين الارتفاع والانخفاض، ولكي نتمكن من مواكبة الأسواق العالمية، بما يحافظ على صناعتنا المحلية. أعتقد أن الأمر يحتاج إلى مناقشة من الحكومة للتوصل إلى حلول عاجلة تسمح بعرض المخزون من السكر المحلي بأسعار في متناول المواطنين، بدون إضرار بالسوق مع الحفاظ على استمرارية الصناعة المحلية مع السكر وهي صناعة قديمة تغطي أكثر من 70٪ من الاحتياجات».

مناورة شفيق

تفاصيل زيارة الفريق أحمد شفيق لإحدى الكنائس، اهتم بها محمود سلطان في «المصريون» وكان أهم ما ورد فيها قوله: «وبعد أكثر من ساعتين خرج شفيق ليفاجأ الحضور بسيارة مرسيدس سوداء فارهة تقف في انتظاره، وسط موكب أمني مهيب يتكون من نحو 6 سيارات حراسة من بينها 3 سيارات جيب كبيرة، حرص أفراد الحراسة فيها على أداء حركاتهم البهلوانية المعتادة من نوعية القفز داخل سياراتهم لدى تحركها، مع غلق الأبواب بشدة، وعمل حركات أمريكاني تطلق أصواتا منفرة ولافتة، بينما سار عدد من الحراس إلى جوار السيارة وهم يضعون أياديهم على سقفها، رغم أنها كانت داخل ساحة الكاتدرائية وفي منطقة شديدة التأمين. وفي الخارج كانت القوة المكلفة بتأمين الكاتدرائية تغلق شارع رمسيس كلية انتظارا لخروج موكب الفريق! هذا الموكب لا يمكن أن يكون إلا لشخصية كبيرة في وزن «رئيس دولة».. فالمشهد كما روى محروس، لا نراه مع أي وزير أيا كانت منزلته السيادية، هو فقط برتوكول أمني استعراضي، تعودنا مشاهدته مع السيد الرئيس ـ أي رئيس ـ وحسب. ولكن يظل السؤال المحير في هذا السياق، يدور حول ما إذا كانت تلك الإجراءات الأمنية الاستعراضية والبروتوكولية، هي لـ»حمايته» أم لـ»مراقبته»؟ الفارق بين الاثنين يختصر الكثير من تفاصيل مستقبل المقعد الرئاسي عام 2018. هل الدولة ـ ممثلة في أجهزتها الأمنية ـ خائفة على أمن «الرئيس المحتمل ـ شفيق»؟ أم من المرشح المقلق لـ«الرئيس» الراغب في البقاء في السلطة بدون منافسة حقيقية؟ الموكب الأمني «المظهري» الذي رافق شفيق إلى الكنيسة، ذهابا وإيابا، لا يمكن أن يخرج تفسيره بعيدا عن هذين الاحتمالين.. وإن كان الاحتمال الأول هو الأخطر في دلالته بالتأكيد، لأنه يعني ـ حال كان صحيحا ـ أن ثمة ترتيبات وسيناريوهات جاهزة، ربما تكون مفاجأة من العيار الثقيل والصادم، وغير واردة لا في توقعات المراقبين ولا في خيال الرأي العام المصرى في جملته».

الشعب يحرس ديمقراطيته

«المطالبة بضمانات للانتخابات الرئاسية المقبلة، كما يشير علاء ثابت في «الأهرام» موجودة ومعمول بها لم يتوقف عن ذلك الحد، إذ طالب المرشح المحتمل بالرقابة الدولية على الانتخابات، رغم أن الانتخابات الماضية شهدت متابعة وتقارير أداء من عديد من المنظمات الدولية والعربية، وربما يكون الجديد أو الخبيث، إن شئت الدقة، هو تحديد تعريف المرشح للرقابة الدولية في رقابة من الأمم المتحدة، وهو الأمر الذي لا يمكن تسميته إلا محاولة لتدويل الانتخابات، وكأن مصر باتت من وجهة نظره دولة محتلة! إضافة إلى ذلك طالب المرشح المحتمل بضرورة إجراء عملية الفرز داخل اللجان الانتخابية بحضور مندوبي المرشحين وتوقيعهم على محضر الفرز واستلام صورة منه، ورغم أن ذلك قائم بالفعل فإنه برر طلبه بادعاء أن «السلطة تحاول تغيير هذا الأمر!». تبقي الإشارة إلى أن النقطة الوحيدة التي يمكن الاتفاق فيها مع المرشح المحتمل هي قصر فترة الدعاية للانتخابات الرئاسية، وإن كانت ليست بالقصر الذي ادعاه. وبالعودة إلى أصل الموضوع هل توجد ضمانات حقيقية وكافية لنزاهة الانتخابات المقبلة؟ الإجابة بكل تأكيد نعم. فحين لا تكون هناك مصلحة أو حتى شبهة مصلحة لأحد في أن تكون الانتخابات غير نزيهة، فلا بد أنها ستخرج نزيهة. ذلك أن الطامحين لاقتناص السلطة يعنيهم بالطبع أن تكون الانتخابات نزيهة سعيا للحصول على نتائج أفضل، والنظام القائم من مصلحته أيضا وربما أكبر من المعارضة أن تخرج الانتخابات نزيهة وشفافة، تضاف إلى سجله السياسي وتدعم شرعيته القائمة في الشارع. ومع ذلك تبقي الضمانة الحقيقية لنزاهة الانتخابات هي الشعب نفسه».

غدا أفضل

نتحول للمتفائلين وعلى رأسهم كرم جبر في «اليوم السابع»: «الصورة الآن بدأت تتغير كثيرا، لينعم المجتمع كله بثمار التنمية والإصلاح، وأن يشعر الناس بأنفسهم بأنهم شركاء في ثروات بلادهم.. وأضرب نموذجا بنقل كثير من سكان الأحياء العشوائية إلى المناطق الجديدة، ولأول مرة في تاريخ مصر يتم بناء هذا العدد من المساكن للمعوزين ومحدودي الدخل. الاختناق في مصر عمره من أيام محمد علي باشا، بسبب إهمال الريف والتركيز على الحضر، فأصبح جاذبا لكل الحالمين بلقمة العيش، وتركز الضغط كله على القاهرة، مدينة الحياة والمترو والمصانع والأحياء التجارية وكل شيء يجذب الناس، ولو امتدت يد العمران إلى الصعيد والوجه البحري ما وصلنا إلى هذا الوضع المتأزم. بداية الطريق هي العودة إلى مصر التي نحلم بها.. وأضرب نموذجا مغايرا بالإسماعيلية الجديدة، مدينة المستقبل التي تقف كعروس للمدن في شمال القنطرة، بمبانيها الساحرة وأجوائها الرائعة وحدائقها، واكتمال كل المرافق والخدمات، وأهمها المدارس والمستشفيات وأقسام الشرطة والمسجد والكنيسة، وبعد شهور قليلة يمكن أن تستقبل نصف مليون نسمة، كسكان دولة صغيرة، ولكنها رئة جديدة في سيناء الحبيبة، وتجيب عن السؤال الأهم: مصر رايحة على فين؟».

سنجني الثمار

من المتفائلين ايضا طاهر أبو زيد في «الأهرام»: «كثيرا ما تتعرض الدول لأزماتٍ ومحن، إما بأيدى حكامها، أو بفعل مخططات خارجية، بمساعدة بعضٍ من أبناء هذه الدول «الطابور الخامس». وبالنسبة لمصر كانت ثورة الثلاثين من يونيو/حزيران «الحصن والدرع والسند»، لكي يوقف الانهيار، وينهي المأساة. ولأن هناك لحظات فارقة في حياة الدول، فإن الأمر يتوقف برمته على الشخصية القيادية، التي ستقوم بدور المنقذ. ويتوقف نجاح هذه الشخصية القيادية على مدى تمتعه بعدة أمور: الحس الوطني، الذكاء والفطنة، الإلمام بمتطلبات الأمن القومي المصري، الإلمام بخبايا المخططات الخارجية، الإلمام بخريطة موازين القوى الدولية، القدرة على تحديد استخدام مواطن قوة بلاده على الساحة الدولية، وتعظيم منطق المصالح المشتركة مع الخارج بما يخدم مصر. وهنا كان الرئيس عبد الفتاح السيسي عند الموعد، حيث جسد وبصدق شخصية المنقذ واستطاع تحقيق كل هذه الأهداف مجتمعة بنفس هادئ، وأنهى عزلة مصر واستعاد علاقاتها التي انقطعت في عهد الإخوان، واستعاد ثقة المؤسسات الدولية خاصة المالية في مصر المتعثرة اقتصاديّا، رغم كل الصعاب والمعوقات. ولكن لم يكن الخارج هو الكارثة الوحيدة التي واجهت السيسي، وإنما الداخل المنهار أيضا. بنية تحتية منهارة، طرق مهترئة، كهرباء غير مستقرة وغير آمنة، وكل هذا وغيره سبب في غياب الاستثمار والمستثمرين، ناهيك عن عدم ثبات سعر الدولار، وضعف الإيرادات بشكل عام، مع انهيار السياحة، وتراجع عائدات المصريين في الخارج إلخ، ورغم كل هذه الأعباء والضغوط، لم تغب عن السيسي حقيقة في غاية الأهمية، وهي الحاجة إلى تطوير وتحديث قواتنا المسلحة، وهذا أعظم ما فعله الرئيس».

رسالة للرئيس

رسالة قرر أن يكتبها عز الدين شكري في «الشعب» لرئيس الجمهورية: «أدرك جيدا صعوبة الموقف الذي يقف فيه رئيس أي دولة، فعليه اتخاذ قرارات تؤثر على حياة الملايين من البشر، أدرك جيدا أن هناك قرارات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، والعكس. وأدرك جيدا أن استخدام القوة في بعض الأحيان ـ بما يترتب عليه من تضحيات بأرواح بشر ـ يبدو وكأنه ينقذ حياة أعداد أكبر. لكن المحكوم عليهم بالإعدام موجودون في قبضة الدولة بالفعل، ولن يؤدي قتلهم لحماية أحد، بل على العكس. في ميدان المعركة قد لا يجد الجندي مفرا من قتل عدوه، لكنه لا يقتل الأسرى. هذا الأسير الذي نحافظ على حياته ونعالجه عدو لنا، مغتصب وجائر، رفع السلاح في وجه جنودنا وقتل منهم من قتل، وكان سيقتلنا لو لم نمسك به ونرغمه على الاستسلام. لكننا لا نقتله، لأنه أسير. فكيف نربأ بأنفسنا عن قتل الأسرى من أعدائنا ولا نربأ بأنفسنا عن قتل المجرمين من مواطنينا؟ السيد رئيس الجمهورية بحكم مسؤوليتك، تتحمل أنت تبعة تنفيذ هذه الأحكام، لا أحد غيرك. لا يمكنك القول أن هذه مسؤولية المحقق، أو المفتي، أو القاضي، أو المشرع الذي وضع القانون. لأن القانون والدستور أعطياك هذا الحق الذي أطالبك باستخدامه اليوم وبدون إبطاء. وبإعطائك هذا الحق، وضع المشرع المسؤولية النهائية والأكبر على كتفيك أنت. لن يذكر أحد المحقق أو المفتي أو القاضي أو حتى المشرع. مصر كلها، الآن وفي المستقبل، ستذكرك أنت، وستحملك أنت مسؤولية تنفيذ أحكام الإعدام هذه أو تعليقها. وأهم من ذلك، ستقابل الخالق سبحانه وتعالى ويسألك عن هذه الأرواح. ولأن تقابل الله بخطأ وقف تنفيذ الإعدام ـ خير وأبقى من أن تلقاه بخطيئة قتل أنفس عزلاء جردت من سلاحها».

عار إبراهيم

«اختار الدكتور سعد الدين إبراهيم أسوأ توقيت، كما يشير محمد عصمت في «الوفد» ليزور فيه إسرائيل، للمشاركة في ندوة نظمتها جامعة تل أبيب عن «الثورات العربية»، فمنذ عدة أسابيع اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، في تحدٍ سافرٍ للحقوق العربية وللشرعية الدولية، ثم هدد الفلسطينيين بقطع المعونات عنهم عندما مارسوا حقهم في رفض هذا القرار بتجميد مفاوضات السلام، في الوقت نفسه أقرت حكومة نتنياهو ضم الضفة الغربية لها، ووافق الكنيست على إعدام الفلسطينيين، رغم أن هذه العقوبة غير معمول بها في إسرائيل ولا تطبق على اليهود. هذا التوقيت السيئ فتح على الدكتور إبراهيم مرة أخرى أبوابا من الجحيم، حيث طالب النائب مصطفى بكري بمحاكمته عسكريا بتهمة «الخيانة» و«التجسس»، وقدم فيه محامٍ بلاغا للنائب العام يتهمه فيه بـ«الخيانة و«التطبيع»، وتزامن ذلك مع هجوم عدة قنوات فضائية على هذه الزيارة، رغم أنه من الناحية القانونية لا توجد تهمة اسمها «التطبيع» يمكن من خلالها محاكمة الدكتور إبراهيم، أما في ما يتعلق بـ«الخيانة» فهي تهمة تحتاج إلى إثباتات وأدلة قاطعة، ليست بالتأكيد في حوزة بكري أو غيره من معارضي هذه الزيارة، ولن تستطيع إلا أجهزة مخابرات تقديمها للنيابة التي بدورها تحقق فيها قبل تقديم الدكتور إبراهيم للمحاكمة».

سنوات الضياع

«أكد الخبير الاقتصادي، الدكتور وائل النحاس، أن الحكم العسكري لمصر، أضاع ثلث خيرات البلاد، وهو الأمر الذي تسبب في معاناة الكثيرين من أبناء الشعب. وأضاف وفقا لـ»الشعب»، أن مصر دولة مؤسسات، وليس شرطا أن يكون الرئيس المقبل ذا خلفية عسكرية. معترفا بأن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وصديقه عبدالحكيم عامر، وزير الدفاع الأسبق ضيعا ثلثي خيرات مصر. وأشار النحاس إلى أن: «دولة المؤسسات يعني كل مؤسسة بتعمل في تخصصها، إنما لما يكون رئيس الجمهورية مسؤولا عن الجيش ومسؤولا عن المرور ومسؤولا عن التعليم، هيعمل إيه ولا إيه، فين دولة المؤسسات؟». وتابع: «عبدالناصر كان قائدا وخلفية عسكرية وكان قائد جيش هو وعبدالحكيم عامر ضيعوا ثلثي البلد». لافتا إلى أن هذا الكلام مثبت بحقائق تاريخية. وأكد الخبير الاقتصادي على أن الولايات المتحدة، وروسيا، ودولا أخرى أصدرت تقارير تكشف أن الصادرات المصرية ما زالت ممنوعة لأن فيها العديد من العيوب. متابعا.. أين دور وزارة الري، ودور وزارة الزراعة، ووزارة الصناعة. ونفي إمكانية حدوث انخفاض في الأسعار، مؤكدا: «مفيش حاجة هترخص»، مشددا على أن الحكومة غير قادرة على ضبط الأسواق. وهاجم البرلمان قائلا : «أنتوا أسأتوا لسمعة مصر وضيعتوا الصادرات المصرية»، لافتا إلى أن البرلمان لم يناقش هذه التقارير. متوقعا حدوث زيادة في الأسعار خلال أيام، نتيجة ارتفاع أسعار المنتجات النفطية، ما يرفع سعر تكلفة الإنتاج».

لا تلوموا تركيا

«ما حصل عليه أردوغان في السودان من تحالف سياسي، وتعاون اقتصادي واستئجار جزيرة سواكن هو من وجهة عبد العظيم حماد في «الشروق» نقلة نوعية جديدة في مباراة تشمل المنطقة كلها، وتدور المنافسة فيها بين إسرائيل وتركيا وإيران في المقام الأول، وذلك استغلالا لسياسة الانكفاء الأمريكي النسبي من الإقليم، مع أدوار تالية للسعودية والإمارات وقطر، ودور بالغ المحدودية لمصر. وإذا كانت تركيا تتعاون مع إيران في شمال العراق ضد الأكراد، وفي قطر في مواجهة الحصار الرباعي عليها، فإن ذلك لا ينفي تنازع المصالح بينهما في سوريا، وفي عموم المشرق العربي، الذي أدى تفوق النفوذ الإيراني فيه إلى الحد كثيرا من فاعلية الدور التركي هناك، بدون أن ننسى الدور الروسي، خصوصا في سوريا، وكانت إيران، وما زالت متفوقة استراتيجيا ــ كذلك ــ على تركيا في الجنوب العربي، بامتداد نفوذها إلى اليمن، على مضيق باب المندب، ومشارف القرن الإفريقي. وليس جديدا القول إن لإسرائيل وجودا عميقا وراسخا في قرن إفريقيا ومدخل البحر الأحمر، وعلى امتداد الساحل الإفريقي للمحيط الهندي، وصولا إلى رأس الرجاء الصالح، وها هي ذي تشرع لها الأبواب السعودية والخليجية بأوسع وأسرع من خيال بنيامين نتنياهو ذاته! أيضا ليس جديدا أن لجميع الدول الكبيرة وجود سياسي وعسكري مكثف في كل هذه الأماكن، والمعنى أن تركيا كانت هي القوة الإقليمية الوحيدة التي لا تملك موطئ قدم هناك، ومن ثم لم تكن إلا مسألة وقت فقط حتى تتطلع أنظار أردوغان إلى السودان، بعد أن امتلك وجودا عسكريا، وسياسيا كبيرا في الخليج، بدعوة من قطر. بالطبع ليس مستبعدا أن يكون الرد على توثيق مصر لعلاقاتها بكل من اليونان وقبرص هو أحد دوافع الرئيس التركي لهذه النقلة السودانية، ولكنه يبقى دافعا ثانويا، أو عرضا جانبيا».

يناير الإيرانية

«تتواصل المظاهرات الشعبية في إيران لتنتقل من «مشهد» ثاني أكبر المدن في البلاد إلى مدن أخرى عديدة، وتصل العاصمة طهران، وهذا مؤشر كما يرى طه خليفة في «المصريون» على أنها قد لا تكون مجرد فورة طارئة في مدينة واحدة ثم يختفي أثرها، مع ذلك يجب الحرص والتأني في وصف ما يحدث بأنه انتفاضة أو ثورة، لأن إخماد هذا الحراك الشعبي متوقع، فالنظام المستبد لن يسمح بزعزعة وجوده، وأي نظام مستبد في أي بلد يفعل ذلك، ونظام إيران على استعداد للذهاب إلى آخر مدى في قمع أي حراك شعبي. في 2009 فعل ذلك مع حشود المتظاهرين الذين خرجوا للاحتجاج على إعلان فوز الرئيس السابق أحمدي نجاد بالرئاسة. قال المرشحان المنافسان له حسين موسوي ومهدي كروبي إن الانتخابات شابها التزوير لصالح نجاد، انتفض أنصارهما وخرجوا للشوارع، لكن الحرس الثوري أداة حماية النظام القوية تصدى لهم بعنف، عندما بدأت السلطات تتيقن من أن ما سُمي بالحركة الخضراء قد تطيح بها. الاحتجاجات بدأت رافضة للتزوير، ثم تطورت إلى الأوضاع المتدهورة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، وانتقلت إلى المطالبة بإسقاط النظام، لا تساهل في التعامل مع أي حراك شعبي من جانب المرشد الأعلى، الحاكم الفعلي لإيران، والقابض الحقيقي على كل مفاصل السلطة، وصاحب الكلمة الحاسمة في كل صغيرة وكبيرة حتى لو كان هناك رئيس منتخب، وحكومة، ومؤسسة تشريعية، فكل ذلك لتصريف العمل اليومي، أما القرار وصناعته فهو في يد المرشد».

لعله خير

نبقى مع الثورة الإيرانية وكريم عبد السلام في «اليوم السابع»: «ما يحدث في إيران كبير، سواء اختلفنا على تسميته بأنه ثورة أو انتفاضة أو احتجاجات فئوية، وهو لن ينتهى بعودة المحتجين إلى بيوتهم أو باعتقال الآلاف منهم، كما أنه لن ينتهى بلا ثمن سياسي، والمهم من سيدفع الثمن لما يحدث. كرة النار تكبر وتنتشر بين كبريات المدن والمحافظات وتجتذب كل يوم وقودا جديدا، العمال، طلاب الجامعات، جنودا وضباطا بالجيش، أكاديميين، فنانين وشعراء ومثقفين يرفضون حكم الملالي، والأهم فئات كبيرة من الفقراء والمعدمين ومن كانوا ضمن الطبقة المتوسطة، لكنهم سقطوا في الفقر بفعل الإنفاق المهول على الحروب والمغامرات الخارجية لتوطيد أركان الإمبراطورية الفارسية في الخارج، ولكن على حساب الدعائم البشرية التي تحمل أركان الإمبراطورية في الداخل. قدرة أركان السلطة الإيرانية على الإطفاء والتهدئة والاحتواء أقل من معدل انتشار النار ومن تطلع الملايين، الذين يمثلون وقودها الجاهز للاشتعال، إلى الإعلان عن غضبهم في مواجهة ما يرونه ظلما وفسادا وإهدارا للمال في حروب خارجية في سوريا واليمن وغزة والعراق، لا تخصهم في شيء، لا الحكومة قادرة على اتخاذ قرار سريع بابتلاع الزيادة في أسعار الوقود والمواد الغذائية، وإعادة الدعم النقدي للفئات المحرومة والأكثر فقرا، فتمنح المحتجين نصرا معنويا كبيرا، إلى أن تعيد تدبير أوضاعها وتحترز من غضبة الشعب، ولا هي قادرة على تقديم كبش فداء كبير تحمله وزر اتخاذ السياسات الخاطئة وتطهر به عباءتها وتعيد استرضاء الغاضبين مرة أخرى وتتقى انهيار النظام».

الغضب آتٍ

«شعارات المتظاهرين في إيران تعكس حسب جمال طه في «الوطن» مبررات الغضب؛ ارتفاع الأسعار، الفساد، إهدار الثروات لـ«تصدير الثورة» لم تبدأ بمناطق الأقليات القومية، إنما انطلقت شرارتها من مشهد، حيث السكان الأصليون، ومعقل المتشددين، ولذلك دلالاته. ولأول مرة ترتفع شعارات تمس أيديولوجية النظام، ترفض ولاية الفقيه، وتطالب بسقوط المرشد، حتى في قلب «قم»، معقل الملالي.. مفهوم «الجمهورية الإسلامية» طاله الغضب، وفجر الحنين لنظام إمبراطوري لفظوه منذ 39 عاما، ناشدوا الشرطة الانضمام إليهم لمواجهة الحرس الثوري، مخاطرين بحرب أهلية، إيران على سطح صفيح ساخن.
الاعتبارات الاقتصادية كانت على رأس العوامل المحركة، الغلاء ورفع أسعار المحروقات وزيادة الضرائب كانت الشرارة، مدخرات المواطنين ضاعت نتيجة لإفلاس البنوك والمصارف، التضخم يتزايد بـ1.5٪ شهريا، والبطالة 3.2 مليون بنسبة 12.4٪، قطاع النفط يحتاج لاستثمارات 200 مليار دولار لتطوير نشاطه، وتحديث بنيته، روحاني شجع الاستثمارات الأجنبية، لكنها ظلت تراقب الأوضاع، وتأكد عدم ملاءمتها، الدولة خلال ثلاثة عقود نقلت ملكية معظم مؤسساتها الاقتصادية إلى الحرس الثوري، ليهيمن على قطاعات النفط والغاز والاتصالات والتشييد والتعدين والبتروكيميائيات والفنادق والنوادي، إضافة للصحة والزراعة، وشركاته تضم 160 ألف عضو، تستغل نفوذه في ممارسة الفساد، وإعاقة الاستثمار تجنبا للمنافسة، ضخامة مخصصاته عبء على الميزانية، خاصة بعد رفعها لـ7.6 مليار دولار لـ2018.. القمع والتضييق والتمييز، وإهدار حقوق المرأة، أسباب إضافية، ومقاطعة الملالى لموسم الحج، أثارت الغضب، لإسقاطه فريضة قد لا يتسع العمر لأدائها.. الغضب الساطع آتٍ».

طهران على سطح صفيح ساخن وشعبها يفتش عن الحرية وأحداثها جرس إنذار لأركان الحكم في مصر

حسام عبد البصير

4 ملفات فجَّرت الأزمة بين القاهرة والخرطوم: سد النهضة وحلايب وسواكن ودارفور

Posted: 05 Jan 2018 02:16 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: في أقصى رد فعل شهده توتر العلاقات بين مصر والسودان، استدعت وزارة الخارجية السودانية سفيرها لدى القاهرة للتشاور، ولم تعلن أسباب الاستدعاء، فيما ردت الخارجية المصرية بأنها ستقيم الموقف بشكل متكامل لاتخاذ الإجراء المناسب.
سنوات من التوتر شهدتها العلاقات المصرية السودانية، فمنذ عزل الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي في يوليو/تموز 2013، والعلاقات بين الطرفين متأزمة.
وقد خرجت الخلافات للعلن في عدة ملفات، كان أبرزها ملف سد النهضة الإثيوبي، ومثلث حلايب وشلاتين المتنازع عليه بين البلدين، والاتفاق التركي السوداني بشأن جزيرة سواكن، فضلاً عن اتهامات الخرطوم للقاهرة بدعم حركة تمرد دارفور.

صراع على المياه

ملف سد النهضة كان أحد الملفات التي وسع هوة الخلاف بين البلدين حيث تدعم الخرطوم السد وتراه في مصلحتها، فيما ترى القاهرة أن السد سيؤثر على حصتها المائية التاريخية التي تقدر بـ 55 مليار متر مكعب.
واشتعلت الأزمة مع نشر صحف إثيوبية تقارير تفيد بطلب القاهرة رسميا استبعاد السودان من مفاوضات السد، وهو ما نفاه المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد مساء الثلاثاء الماضي.
وكانت الخلافات المصرية السودانية حول السد ظهرت للعلن بعد أن قال ابراهيم الغندور وزير خارجية السودان في تصريحات رسمية إن «مصر استخدمت لسنوات طويلة جزءًا من حصة السودان من مياه النيل».
وأضاف : «مصر منزعجة لأنها ستخسر تلك المياه عند اكتمال بناء سد النهضة لكونه سيمكّن السودان من حصته بالكامل»، ورد سامح شكري وزير خارجية مصر، بقوله إن ما «استخدمته مصر من مياه حصة السودان في السابق كان فائضا عن قدرته الاستيعابية وبموافقته وليس سلفة أو منحة».
كذلك مثل ملف مثلث حلايب وشلاتين، المتنازع عليه بين البلدين أحد أبرز الملفات التي ساهمت في زيادة التوتر بينهما، وكانت آخر ردود الفعل فيه ما أقدمت عليه الحكومة السودانية من إخطار الأمم المتحدة أنها ترفض اتفاقية تعيين الحدود بين مصر والسعودية التي وقعت عام 2016، وذلك لأنها اعتبرت مثلث حلايب المتنازع عليه مع السودان تابعا لمصر، في وقت تعتبر الخرطوم الإجراءات التي تتخذها القاهرة في المثلث تهدف لتثبيت الوضع الراهن.
وسبق ذلك إعلان الهيئة الوطنية للإعلام في مصر، في بيان، أنها ستنقل شعائر صلاة الجمعة المقبلة من حلايب وشلاتين «في إطار الرسالة التي يقوم بها الإعلام الوطني بالاهتمام للوصول إلى كل ربوع مصر».
كما أعلنت أيضاً وزارة الأوقاف المصرية بناء 100 منزل متكامل لأهالي مدينة حلايب الحدودية في إطار تقديم الدعم للفئات الأكثر احتياجا.
وفي بداية كل عام، درج السودان على تجديد شكواه سنويًا أمام مجلس الأمن بشأن مثلث حلايب وشلاتين.
وفي أكتوبر/ تشرين أول الماضي، جدد وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، الدعوة إلى حل قضية المثلث «إما بالحوار أو التحكيم الدولي».
ويتطلب التحكيم الدولي للبت في النزاع حول المنطقة أن تقبل الدولتان المتنازعتان باللجوء إليه، وهو ما ترفضه مصر.
في الموازاة، أثار الاتفاق الذي وقعه الرئيسان السوداني عمر البشير والتركي رجب طيب أردوغان، على تسليم جزيرة «سواكن» الواقعة في البحر الأحمر، شرقي السودان لتركيا من أجل إعادة تأهيلها وإدارتها لفترة زمنية، قلقا مصريا، ومخاوف من الوجود التركي في البحر الأحمر.
وتشهد العلاقات التركية ـ المصرية توترا منذ عام 2013، بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، حيث رفض أردوغان الاعتراف بالنظام المصري الجديد، وتعتبر القاهرة أن الخرطوم سمحت بوجود لأنقرة يهدد أمنها القومي في البحر الأحمر.

اتهام بدعم حركات التمرد

إضافة إلى ذلك، شهدت العلاقات بين البلدين توترا متلاحقا حيث خرجت تصريحات سودانية تتهم مصر بدعم حركات التمرد الدارفورية، وردت القاهرة أنها تحترم سيادة السودان على أراضيه، ولم ولن تتدخل يوما في زعزعة دولة السودان الشقيقة أو الإضرار بشعبها.
ورد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على هذه الاتهامات أيضاً، وقال إن مصر لا تتآمر ضد السودان أو أي دولة أخرى، وسياستها ثابتة وهي عدم التدخل في شؤون الآخرين.
عبد العزيز الفضالي، أمين الشؤون العربية والدولية في حزب «تيار الكرامة»، قال لـ«القدس العربي»، إن «قرار السودان بسحب سفيرها من القاهرة للتشاور في ظل حدة الخلاف بين البلدين حول أزمة حلايب وشلاتين يعد تطورا خطيرا في العلاقة بين البلدين».
وحسب المصدر «العلاقة التاريخية بين البلدين اتسمت بالخلل في بعض الأوقات نتيجة للقصور المصري في ظل حكم سياسي معين وتجاهله لأهمية العمق الاستراتيجي الذي تمثله السودان لمصر، والتدخلات الإقليمية والدولية التي تسعي إلي قطع و تأزم العلاقات بين البلدين عن طريق زرع الفتن بينهما وإثارة المشكلات».

وجدان شعبي مشترك

وأضاف: «إذا كانت العلاقات الثنائية بين البلدين حافظت في سياقها الرسمي على عدم استقرارها طبقاً لتقلبات نظم الحكم ومتغيرات النظام العالمي، فإن المكون العاطفي حافظ على دفئه وحيويته على المستوى الشعبي بفعل الوجدان المشترك الذي يلعب نهر النيل فيه دوراً مرتبطاً بسريانه البطيء كثيراً والهادر أحياناً، فيخلق الوشائج التي عبرت عن ذاتها في النزوح السوداني إلى مصر مع كل أزمة سياسية سودانية، وأيضاً عمليات التزاوج والاختلاط العائلي، وقضاء الحوائج السودانية من الداخل المصري».
وبين أن «كلا النظامين المصري والسوداني يتحملان المسؤولية كاملة عن تدهور العلاقات السياسية بين البلدين، التي اتسمت بتجاهل مصري ومكايدة سودانية، كان آخرها قرار السودان بتأجير جزيرة سواكن لتركيا التي تحمل مشروعا منافسا للمشروع المصري العربي، وما سبقه من تصريحات لوزير الإعلام والمتحدث باسم الحكومة السودانية أحمد بلال عثمان، لتصب الزيت الساخن على النار أكثر بين البلدين، حيث قال في تصريح له نهاية شهر مارس/ آذار 2017 إن السودانيين حكموا مصر».
ورغم تجاهل الدولة المصرية، وفق المصدر «الرد الرسمي على هذه التصريحات المستفزة إلا أنها قد تسببت في إثارة غضب الإعلام المصري، وقام بعض الإعلاميين المصريين بشن هجوم ساخر على التصريحات السودانية، إضافة إلي تخلي السودان عن مصر في قضية سد النهضة، وانحيازها للجانب الإثيوبي».
ودعا إلى «تشكيل لجنة أهلية غير حكومية تضم كل المثقفين وكبار العلماء والنخب السياسية لكل من مصر والسودان ووضع ميثاق مبادئ يحكم العلاقة بين البلدين يسعى لحل جميع أزماتها، ويحافظ على العلاقات التاريخية بين الشعبين، ويزيل خلافات الأنظمة الحاكمة، ويوحد وجهة النظر بما يخدم مصالح البلدين».
وطالب بـ»حلول دبلوماسية تسعى إلى تفاهم السودان مع مصر بشأن حلايب وشلاتين، ما يستدعي إقامة قمة ثنائية بين السيسي والبشير بدلا من الحديث عن التدويل والتحكيم الدولي، خاصة وأن هناك دولا تسعى للتدخل واستغلال الأزمات في الدول العربية».
وشدد على أن «حجم المصالح المشتركة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا بين مصر والسودان أكبر بمراحل من مجرد الصراع الدائر حول تبعية حلايب وشلاتين، وإذا كانت العلاقة التاريخية بين البلدين تشهد تصاعدا وهبوطا منذ الأزل، فان هذا لا يعني أن تقف الجهود الشعبية والسياسية بين البلدين لحل الأزمة أو تجاوزها تقديرا لظروف المرحلة الصعبة التي يتعرض لها الوطن العربي والمنطقة، خاصة في ظل أزمات أخرى متلاحقة تضرب مصالح الدولتين معا».

4 ملفات فجَّرت الأزمة بين القاهرة والخرطوم: سد النهضة وحلايب وسواكن ودارفور
سياسي مصري يدعو لتشكيل لجنة شعبية لحل الخلافات ويشدد على حجم المصالح المشتركة
تامر هنداوي

الأسد «يحجب مؤقتًا» أصوات «التأزيم» مع الأردن لكن «لا يتعاون» مع رسائل مجموعة «تجار الشام»

Posted: 05 Jan 2018 02:16 PM PST

عمان- «القدس العربي» : يبدو أن «القناة الأردنية» التي استخدمت مؤخرًا للتواصل مع النظام السوري لم تفلح بعد في تبديد الانطباعات الواقعية عن صعوبة إجراء اتصالات مع نظام دمشق، حتى تحت بند مستجدات جدول الأعمال الأردني حيث طرقه محسوبة على نافذة بشار الأسد وأخرى صوب إيران وتفاعل حيوي ويومي مع «الحضن التركي».
هنا تحديدًا لا توجد «نتائج ملموسة» وسريعة للزيارة التي قامت بها لدمشق محملة برسائل ودية مجموعة صغيرة من أركان التجارة الأردنية من أردنيي «الأصل الشامي» في الوقت الذي منعت فيه ظروف واعتبارات شخصية كما علمت «القدس العربي» وزير الصناعة والتجارة الأردني الأسبق والشخصية المرموقة الحاج حمدي الطباع من الوقوف على محطة دمشق على الأقل في هذه المرحلة.
ثمة في الأفق الثنائي ما يوحي بأن التصريحات والسياسات «العدائية» بين الجانبين توقفت نسبيًا وانحسرت حيث اختفى لفترة طويلة نسبيًا قياسًا بالمعتاد الصوت السوري الذي احترف الشغب والتوتير مع الأردن وهو صوت السفير السوري المطرود سابقًا من الأردن الجنرال بهجت سليمان.
تعليقات الجنرال سليمان المستفزة ضد الأردنيين لم ترصد خلال الأسابيع الأربعة الماضية.
خلافًا لذلك؛ يحاول نائبه القائم حاليًا بالأعمال في سفارة دمشق في عمّان أيمن علوش بناء تصور إيجابي، والتقدم بعبارات مجاملة أهمها الحديث عن «حتمية العلاقات السورية الأردنية» خصوصًا بعد الاسترخاء بلقاء حميم في مكتب رئيس مجلس النواب الأردني وفي يوم واحد مع سفراء محور المقاومة والممانعة حيث السفيران الإيراني واللبناني.
الاقتراح الذي تلقاه وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي من شخصية سياسية بارزة في عمّان، بعنوان: زيارة ملكية لبيروت ولقاء خاص مع الرئيس ميشال عون، لم يتقدم فعليًا على الأرض لأن الجانب الأردني لا يريد إنجاز زيارة من هذا النوع في الوقت الذي لا تزال فيه الاتصالات جامدة تماماً مع نظام دمشق او لم تتطور.
بوضوح أيضًا توقفت تصريحات التوتير التي طالما صدرت ضد الأردن من شخصيات سورية أخرى مثل بشار الجعفري مسؤول دمشق في الأمم المتحدة المتخصص في اتهام الأردن بالسماح بتسريب وتسلل الإرهابيين عبر الحدود إلى بلاده.
لم يظهر في الإعلام الاجتماعي أيضًا خلال الأسابيع الأربعة الماضية على الأقل نجم التأزيم الأكبر مع الأردن عضو مجلس الشعب السوري الشيخ أحمد شلاش الذي يدلي بتعليقات موتورة خالية من أي أساس سياسي بين الحين والآخر.
في المقابل تختفي تمامًا تلك الافتتاحيات التي تهاجم النظام السوري في الصحافة الرسمية الأردنية، لا بل تظهر بالمقابل مقالات لكتاب محسوبين على السلطة تتحدث عن ضرورة الانفتاح أكثر على «الشقيق السوري» بعد توتر استمر منذ عام 2011.
بالمقابل يعزز رئيس النواب عاطف الطراونة من اتصالاته مع زميله رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري على أمل البقاء في دائرة قريبة تمكنه من الاستثمار في المناخ السائد اليوم وسط النخبة الأردنية نفسها بعنوان «تنويع الخيارات والاتصالات بعد الخذلان في محاور الشراكة».
أوساط عمّان لا تخفي شعورها بالخذلان والتنكر وتقف على عتبة الاستعصاء التام اليوم عندما يختص الأمر بالمحور التقليدي القديم الشريك حيث العلاقات مع السعودية «غير جدية» وتعقيداتها كثيرة وحيث استعادة العلاقات مع الإمارات بحاجة لعمل كثير، وحيث انقلاب إسرائيلي يومي وبالتفصيل على شريك السلام الأردني.
ما حصل خلال الأسابيع الثلاثة الماضية هو «تجريب» طرق باب المصالحة مع نظام بشار الأسد عبر مجموعة من التجار النافذين من أردنيي الأصل الشامي تحديدًا من بناة الاقتصاد الأردني وأصحاب المصلحة في العودة لعلاقات طبيعية في البعد السياسي والأمني مع دمشق.
لا توجد معطيات تؤكد نجاح او فشل تام لأي جهود بذلت في هذا الإطار.
والانطباع في عمّان اليوم أن نظام الأسد يتقصّد «إطالة أمد القطيعة» ومنع التفاعل السريع مع رسائل الغزل الأردنية، منطلقاً من عودة إحساسه بالحسم العسكري والحاجة لسلسلة من الاعتذارات الأردنية التي لا يمكنها أن تقفز أصلاً إلى الواجهة.
الحسم المحوري العسكري في رأي الرجل الثاني في جماعة الإخوان المسلمين الشيخ زكي بني إرشيد واقع موضوعي لا بد من التعامل معه لكن لا يعني أن «الإشكال في سوريا انتهى».
عبر «القدس العربي» يقترح بني ارشيد بأن عودة سوريا إلى مستويات الاستقرار مرتبط اليوم بالحركة التالية في استيعاب الدروس من جهة النظام السوري، لأن بناء المستقبل على أساس عدم التصالح وإنكار الأخطاء وقمع الحريات وعلى أساس الحسم العسكري فقط يطيل أمد الأزمة ويؤدي لصعوبات في العودة. وبرغم تباين المواقع والمنطلقات لا يختلف مسؤولون كبار مع استخلاص بني إرشيد وهم يحاولون تقويم «ردود الفعل الباردة» لنظام دمشق على محاولات التواصل الأردنية.
وفي مكتب رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي تم توثيق الملحوظة التالية: «يلعب نظام بشار معنا لعبته نفسها مع حركة حماس حيث يحاول «تصعيب» مهمة عودة التواصل ويوحي بأنه يستقبل الرسائل من دون رفضها».
مع الشرح تبيّن أن صمت الأقلام التي تكرست لمهاجمة الأردن، ليس إلا محاولة للتّذاكي، لأن قنوات «التجار الشطار» المستخدمة سياسياً لطرق الباب السوري لم يمنحها نظام بشار وللأسبوع الثالث أي «ورقة» ذات قيمة تساعدها في مهمة إقناع عام بعدم «عبثية» محاولات التواصل في لعبة سياسية ودبلوماسية تعرف المؤسسة الأردنية أن النظام السوري يجيدها بكفاءة.

الأسد «يحجب مؤقتًا» أصوات «التأزيم» مع الأردن لكن «لا يتعاون» مع رسائل مجموعة «تجار الشام»
وسط «استعصاء المحاور وضعف القنوات» وتوقف تعليقات الثلاثي
بسام البدارين

أسرار جديدة من البيت الأبيض: ترامب لا يقرأ وصهره جاريد لا يفهم ما يقرأه وابنته ايفانكا غبية جدا

Posted: 05 Jan 2018 02:15 PM PST

واشنطن ـ «القدس العربي»: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يقرا كثيرا، هذا ما كشفه مايكل وولف في كتابه «النار والغضب: داخل بيت ترامب الأبيض»، مشيرا إلى أن الشكوك تحوم حول قدرة ترامب على تنفيذ خططه وان ما يعوقها إلى حد كبير هو نقص المعلومات، بما في ذلك فهم القراءة.
وقال نائب رئيس الأركان السابق كاتي والش إن القضية المركزية لرئاسة ترامب في جميع الجوانب السياسية والقيادية هي عدم معالجته المعلومات بالمعنى التقليدي فهو لا يقرأ، بطريقة تشبه إلى حد ما (اللامتعلم)، وقد اعترف ترامب نفسه بأنه لا يقرأ، بما في ذلك السير الذاتية للرؤساء، بسبب انشغاله، وقال إنه لا يشعر بالحاجة إلى قراءة الكثير لأنه يستطيع اتخاذ القرارات بشكل صحيح وامتلاكه للحس السليم والقدرة على إدارة الأعمال.
ويشارك جاريد كوشنر، صهر (الرئيس الأمريكي) ومستشاره الأول رئيسه ووالد زوجته في عدم الرغبة على التعلم أو القراءة، ووفقا لكايل بوب، الموظف السابق في صحيفة «نيويورك اوبزيرفر»، فان جاريد، ناشر الصحيفة، لم يكن مهتما بالقراءة بما في ذلك قراءة صحيفته، وقال موظفون سابقون إن جاريد لا يفهم أحيانا ما يقرأ ولم يشاهدوه في أي يوم وهو يناقش كتابا أو فيلما أو مسرحية.
وسخر معلقون من أسرار ترامب وعائلته وقالوا إنه لا يستطيع الادعاء بعد اليوم بانه لا يجد وقتا لمشاهدة التفزيون بسبب انشغاله بقراءة الوثائق المهمة لأنه لم يقرأ 55 صفحة من استراتيجية الأمن القومي التي كتبت بأسمه.
الاتهامات الأكثر حدة في كتاب وولف كانت موجهة ضد ايفانكا ترامب، إبنة الرئيس الأمريكي إذ جاء في مقتطفات من الكتاب نشرتها صحف عالمية، من بينها نيويوركر والغارديان، إن ستيف بانون، كبير الاستراتيجين في البيت الأبيض سابقا، قد وصف ايفانكا بأنها غبية جدا مثل حجر الطوب.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يسخر فيها بانون من ابنة ترامب حيث انتقد في ديسمبر/ كانون أول الماضي الجمهوريين لأنهم لم يدعموا مرشح ولاية آلاباما لمقعد السناتور على الرغم من الاتهامات الموجه إليه بالتحرش الجنسي بالقاصرات، وقال «هناك مكان في الجحيم بالنسبة للجمهوريين، الذين يجب أن يعرفوا بشكل أفضل»، هذه التعليقات تشكل توبيخا مباشرا لايفانكا التي قالت في وقت سابق إن هناك مكانا خاصا في الجحيم للأشخاص الذين يؤذون الأطفال مثل مور.
ورد ترامب على هذه التصريحات بالقول إن بانون لا علاقة له به شخصيا أو برئاسته، وأضاف «بعد فصله من العمل، الرجل فقد وظيفته وفقد عقله أيضا»، واتهم ترامب مستشاره السابق بقضاء معظم وقته السابق في البيت الأبيض وهو يسرب معلومات كاذبة إلى وسائل الاعلام لجعل نفسه يبدو أكثر أهمية بكثير مما كان عليه.

أسرار جديدة من البيت الأبيض: ترامب لا يقرأ وصهره جاريد لا يفهم ما يقرأه وابنته ايفانكا غبية جدا

رائد صالحة

الإمارات تنهي أزمتها مع تونس محملة قرطاج «ضمنيا» المسؤولية عنها!

Posted: 05 Jan 2018 02:15 PM PST

تونس – «القدس العربي» : أثار قرار استئناف الرحلات الجوية بين تونس والإمارات جدلًا في البلاد، حيث انتقد سياسيون تونسيون موافقة الحكومة على هذا الأمر برغم عدم صدور «اعتذار» من قبل أبوظبي على «إهانة» النساء التونسيات من السفر، فضلًا عن التناقض بين البيانين اللذين أصدرتهما كل من وزارتي الخارجية الإماراتية والنقل التونسية حول الأسباب التي دعتهما إلى استئناف الرحلات بين الطرفين، الذي بدا فيه الجانب الإماراتي كأنه يحمل تونس مسؤولية ما حدث.
وكانت الخارجية الإماراتية أصدرت بيانا، نقلته وكالة الأنباء المحلية، أكدت فيه عودة الإجراءات المتبعة برحلات الطيران بين الامارات وتونس لما كانت عليه قبل الظرف الطارئ، وبررت ذلك بـ»التواصل الأمني المكثف والمعلومات التي تم الحصول عليها من الجانب التونسي»، وأكدت الوزارة مجددا أنها «تثمن غاليا المعلومات التي أفاد بها الجانب التونسي، وحرصه على تبديد كل دواعي القلق التي كانت لدى الناقلات الوطنية لدولة الإمارات. الأمر الذي يكفل أعلى درجات الأمن والسلامة للرحلات الجوية وركابها».
فيما أعلنت وزارة النقل التونسية استئناف شركة الخطوط الإماراتية رحلاتها الجوية من وإلى تونس، مشيرة إلى أن هذا القرار يأتي «في إثر رفع إجراءات المنع في حق المواطنات التونسيات وبعد اتصالات مع الجانب الإماراتي على مختلف المستويات والتوصل الى اتفاق تلتزم بمقتضاه الشركة الإماراتية باحترام القوانين والمعاهدات الدُّولية وأحكام الاتفاقية الثنائية في مجال النقل الجوي المبرمة بين الجمهورية التونسية ودولة الإمارات العربية المتحدة، والحرص على تفادي ما حدث مستقبلا وكل ما من شأنه أن يمس او يسيء للعلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين بما يحفظ مصالح البلدين وأمنهما المشترك».
وكانت وزارة النقل التونسية أعلنت في كانون الأول/ديسمبر الماضي تعليق رحلات شركة الخطوط الإماراتية من وإلى تونس «إلى حين تمكن الشركة من إيجاد الحل المناسب لتشغيل رحلاتها طبقا للقوانين والمعاهدات الدولية»، فيما طالب وزير الخارجية التونسي خميّس الجهيناوي السلطات الإماراتية باعتذار رسمي لبلاده عن قرار منع النساء التونسيات من دخول البلاد، وهو ما تسبب بأزمة بين البلدين.
وانتقد عدد من السياسيين التونسيين موافقة سلطات بلادهم على استئناف رحلات الخطوط الإمارتية، حيث كتب طارق الكحلاوي القيادي في حزب «حراك تونس الإرادة» على صفحته في موقع «فيسبوك»: «الإمارات تعيد رحلاتها وفقا للاجراءات السابقة اي ترفع الحظر على النساء التونسيات. اولا، صيغة البيان الرسمي تتجاهل الاعتذار رغم الطلب الرسمي التونسي للاعتذار في تصريح لوزير الخارجية التونسي. ثانيا، تواصل السلطات الاماراتية في البيان تحميل المسؤولية ضمنيا للجانب التونسي (انه مدها بمعلومات امنية بما يرفع اسباب الحظر) في حين ممثلي وزارة النقل بينوا بوضوح ان الطلب الإماراتي الاصلي غريب وانه كان يمكن التعاون وفقا لصيغ معروفة وجاري بها العمل منذ البداية اذا كان الامر متعلقا بمخاطر امنية. اعتقد ان الموقف السليم والمعتدل هو تجاهل رفع الحظر الاماراتي الى ان يصدر اعتذار رسمي إماراتي».
وكتب أحد النشطاء «البيان يظهر وكأن الدولة التونسية تستجدي الإمارات لاستئناف رحلات الخطوط الإماراتية الى ما كانت عليه، وقامت بكل الاجراءات الضرورية لذلك. بيان تستعلي فيه الامارات على تونس وتُظهرها في موقف الضعف»، وأضاف آخر «هذا البيان يتجاوز او يتجاهل الازمة من جانب واحد وهو الجانب الاماراتي وكأن الاهانة لم تحصل وتجاوزوا الموضوع بدرجة سخيفة وكان الجانب التونسي ليس له راي في الازمة او كأن الجانب التونسي من اتباعهم!».
وتساءل رياض الشعيبي رئيس حزب «البناء الوطني»: «هل يعد هذا إنجازا للدبلوماسية التونسية؟ وهل ما حصل سيؤدّب بالفعل صانع القرار الإماراتي؟ وهل سيتوقف الاستفزاز الإماراتي لتونس وتدخلها في شأنها الداخلي بعد خسارتها في الأزمة الأخيرة؟»، وأجاب «قد لا نجد أجوبة كل هذه الأسئلة في غياب الاعتذار الذي طالبنا به (قراءة لحسن النوايا وتعبيرا عن سماحة التونسيين) ولكن سنرى في قادم الأيام اجابات واضحة في السياسات الخارجية الجديدة للامارات تجاه تونس».
يُذكر أن قرار منع التونسيات من دخول الإمارات تحولت إلى قضية رأي عام في البلاد، حيث اتهم البعض الإمارات بإهانة المرأة التونسية، فيما اعتبر آخرون أنها «ممتعضة» من التجربة الديمقراطية في بلادهم.

الإمارات تنهي أزمتها مع تونس محملة قرطاج «ضمنيا» المسؤولية عنها!

حسن سلمان

المتحدث باسم فيلق الرحمن لـ «القدس العربي»: سندخل إدارة المركبات في دمشق قريباً

Posted: 05 Jan 2018 02:15 PM PST

دمشق – «القدس العربي»: توقع المتحدث الرسمي باسم فيلق الرحمن، وائل علوان في لقاء مع «القدس العربي» دخول قوات المعارضة إلى القاعدة العسكرية لإدارة المركبات في محيط مدينة دمشق «خلال وقت قريب» مضيفاً ان المعارك مستمرة لصد محاولات النظام السوري كافة الذي يحاول كسر الحصار المفروض على إدارة المركبات. تزامناً حيدت الامطار المصاحبة للاحوال الجوية السيئة سلاح الجو السوري عن المعارك في غوطة دمشق الشرقية، وتكفل سلاح المدفعية بالقصف حيث وقعت اعنف المعارك في محيط مبنى المحافظة .
في هذه الأجواء دخلت المدن والبلدات المحاصرة على تخوم دمشق في منحى جديد حيث اكتسب زيادة في التصعيد وارتفاع منسوب القتل والنزوح الداخلي، وانهمر الرصاص على المدنيين المحاصرين في غوطة دمشق الشرقية، بينما تكمل فصائل المعارضة من هجماتها محاولة انتزاع المزيد من النقاط الاستراتيجية في محيط العاصمة، في ظل فشل النظام السوري والقوات الروسية في تحقيق أي تطور عسكري يذكر. وقالت مصادر اعلامية مقربة من قوات النظام لوكالة الانباء الألمانية (د.ب.أ) «خاضت اليوم القوات الحكومية مواجهات متقطعة مع مسلحي المعارضة في مدينة حرستا شرقي دمشق، وسيطرت على عدد محدود من المباني القريبة من مشفى البشير».
من جانبه، قال مصدر مقرب من غرفة العمليات «خاض مقاتلو المعارضة اعنف المعارك في محيط مبنى محافظة ريف دمشق وتصدوا لهجوم شنته القوات الحكومية، التي خسرت عدداً كبيراً من عناصرها، حيث دمرت سيارة تقل 4 عناصر وتم تفجير نفق للقوات الحكومية وقتل 9 عناصر، بينهم ضابط برتبة ملازم اول، وبعد فشل القوات الحكومية عمدت إلى قصف الأحياء السكنية في مدينة حرستا بـ 5 صواريخ أرض أرض من نوع فيل».

لا تقدم للنظام

ونفى المصدر اي تقدم لقوات النظام على جبهة ادارة المركبات قائلاً: «ننفي ما تناقلته مصادر اعلامية تابعة للنظام بتقدم قواتهم اليوم بل فشلت تلك القوات في تحقيق اي تقدم وتم قتل أكثر من 5 عناصر منهم». وحشدت القوات الحكومية اعداداً كبيرة من المقاتلين والأسلحة لكسر الحصار على عناصرها داخل إدارة المركبات من محاور الأمن الجنائي في حرستا ومحور بناء محافظة ريف دمشق ومحور كراج الحجز.
ورأى الناطق الرسمي باسم فيلق الرحمن ان جميع الاتفاقيات الموقعة بشأن نظام خفض التصعيد بقيت «حبراً على ورق» مضيفاً: وقعنا على اتفاق أنقرة في كانون الأول/ديسمبر 2016 وكذلك وقعنا اتفاقاً ثنائياً لوقف إطلاق النار مع الجانب الروسي، لكن كل هذه الاتفاقيات، وكذلك مخرجات أستانة بقيت حبراً على ورق ولم يلتزم الأسد بها، ولم ينفذ الجانب الروسي تعهداته وضماناته بل بقي يحاول التغطية على جرائم الأسد واستمر في دعمه.
وقال «علوان» ان الهدف من معركة حرستا هو إحباط الهجوم العسكري الذي كان النظام السوري يحشد له، ونحن «نخوض معركة دفاعية، وإن أخذت شكل المبادرة» مؤكداً استمرار مدفعية النظام السوري والمقاتلات الروسية والسورية استهداف الأحياء السكنية في مدن وبلدات الغوطة الشرقية، مشيراً إلى التدخل الروسي في قصف المدنيين وارتكاب المجازر بحق النساء والأطفال، مما ساهم في زيادة معاناة المحاصرين والجرائم المرتكبة بحقهم».

فشل روسي

وقالت مصادر مسؤولة خاصة لـ «القدس العربي» ان المقاتلات الحربية الروسية فشلت في ايقاف تقدم قوات المعارضة السورية المسلحة، ولم تنجح في تحجيم القدرات العسكرية للفصائل المهاجمة، وتكللت هجمات المعارضة السورية بكسر خطوط الدفاع الأولى للنظام السوري داخل إدارة المركبات، وقتل بعض العناصر وأسر أخرى. وعزت المصادر الخسائر البشرية والعسكرية القليلة لقوات المعارضة، لأسباب عدة أهمها «التحضير الكافي للمعركة، التكتيك العسكري الجديد المستخدم، والتكتم عن سياسة المعركة».
أما خسائر قوات النظام السوري ففاقت الخمسة وعشرين قتيلاً، خلال مواجهات يوم امس الجمعة، إضافة إلى أسير واحد، ليرتفع عدد أسرى النظام لدى قوات المعارضة إلى ثلاثين عنصراً منذ بداية المعارضة قبل نحو أسبوع. فيما نجحت استخبارات المعارضة السورية حسب مصارد معارضة في اختراق الجدار الأمني للنظام السوري خلال الأيام الماضية، الأمر الذي أدى إلى مقتل عدد من جنرالات النظام السوري، وايقاع مجموعات تتبع للميليشيات المساندة له بكمائن محكمة.

معركة غير متكافئة

وبينما تهاجم فصائل المعارضة بالأسلحة المتوسطة والخفيفة مقتحمة المزيد من مواقع قوات النظام المحصنة، يحشد الأخير قواته من الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة والتاسعة والعاشرة، وعناصر المخابرات الجوية والأمن العسكري، إضافة إلى الميليشيات الأجنبية والمحلية وعلى رأسها لواء أبو الفضل العباس، وحزب الله وميليشيا درع القلمون، مستخدمين أربعة مطارات وعشرات الدبابات وجميع مرابض المدفعية وآلاف القذائف، ومن خلفهم معامل إنتاج حربية وسفن شحن روسية وذخائر إيرانية وخبراء وجنرالات وأجهزة تنصت ومراقبة ورصد وتعقب وطائرات وقاذفات وراجمات الصواريخ المحيطة بريف دمشق المحاصر، في محاولة من الأخير لصد الهجمات المتتالية واسترجاع السيطرة على المواقع التي خسرها وكسر الحصار عن عشرات الجنود والضباط في إدارة المركبات.
مصدر عسكري مطلع من ارض المعركة في حرستا، قال لـ «القدس العربي» ان الثوار استطاعوا ببنادق كلاشنيكوف ورشاشات متوسطة ومسدسات وقنابل تداولتها أيادي المقاتلين ومن خلفهم دموع الثكالى وصرخات الأطفال اليتامى، من الصمود لأكثر من 250 يوماً رغم القصف بمختلف أنواع الصواريخ والقذائف. مؤكداً ان المعارك الدائرة قد أوقعت عدداً قليلاً من الثوار بين قتيل وجريح، معتبراً ان «هذا أداء جيد للمقاتلين من حيث إعداد المقاتل بالنسبة لما يمتلكه مقاتلو النظام والتجهيزات العسكرية الحديثة والضخمة.
إنسانياً قال الدكتور محمد كتوب من ريف دمشق، ان قائمة الناس التي هي بحاجة لإخلاء طبي سريع من الغوطة بلغ أكثر من 700 اسم، والقائمة ستزيد طالما المعابر مغلقة حتى لو تم إخلاء الـ700 جميعهم. مضيفاً «أن الحالات التسع والعشرين التي تم إخلاؤها في التاسع والعشرين من الشهر الفائت، لا يلقون معاملة حسنة في مشافي دمشق ومرافقوهم ممنوعون من الحركة حتى ولو لشراء طعام وهذا لا يشجع الباقين على الخروج للعلاج». وقال ان ما يحصل هو «برسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تبجحت كفاية بهذه العملية وكأنها نصر مبين ولم تستطع في الأيام الثلاثة التي دخلت فيها لإخلاء المرضى أن تدخل أي احتياجات طبية في سياراتها، الحل هو إدخال الدواء للناس وليس التبجح بانتصارات إنسانية وهمية» حسب تعبيره.

عائلات تحت الركام

مجلس محافظة ريف دمشق قال في بيان له إن النظام السوري صعد من قصفه على الأحياء السكنية ومناطق تجمع المدنيين في الغوطة الشرقية «بالغارات الجوية والقذائف المدفعية والصواريخ والأسلحة المحرمة دولياً مما ادى إلى ارتقاء عدد كبير من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين بينهم حالات بتر خطيرة كما ادى القصف إلى تدمير كبير في الممتلكات العامة والخاصة والبنى التحتية ونزول العائلات إلى الاقبية الغير مجهزة خدمياً او صحياً». مضيفاً ان القاذفات الروسية التي قامت بغارات ليلة يوم الاربعاء الثالث من الشهر الجاري قد استهدفت احياء مدنية خالية من اي تواجد عسكري وبعيدة عن مواقع الاشتباكات الساخنة على الجبهات وان الصور والفيديوهات التي نشرت عن الغارات تؤكد استهداف المدنيين وبينهم النساء والأطفال حيث قضت عائلات بكاملها تحت ركام منازلهم وهو ما يدحض رواية الروسية التي تزعم بانها استهدفت العسكريين بهذه الغارات.
واستنكر المجلس صمت المجتمع الدولي «المخزي ازاء ما ترتكبه طائرات النظام والقاذفات الروسية بحق المدنيين في ظل حصار مطبق دخل عامه السادس» مطالباً المنظمات الدولية والحقوقية بممارسة اقصى الضغوط لاجبار نظام الاسد «الإرهابي» على الالتزام بالقوانين الدولية والقرارات ذات الصلة لتجنيب المدنيين ومناطقهم ومرافقهم آلة الحرب الهمجية.

المتحدث باسم فيلق الرحمن لـ «القدس العربي»: سندخل إدارة المركبات في دمشق قريباً
الأحوال الجوية تجنّب الغوطة الشرقية قصف سلاحي الجو السوري والروسي لها
هبة محمد

حصيلة دعم الأقباط للسيسي: معاناة أمنية وتهجير وقوانين بدون قيمة

Posted: 05 Jan 2018 02:14 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: يحتفل المصريون الأقباط الأرثوذكس مساء اليوم بعيد الميلاد في ظل مخاوف أمنية، بعد عام شهد اعتداءات دامية عنيفة ضدهم، حيث لم يتمكن النظام الحاكم من حمايتهم، رغم دعم قطاع عريض منهم للرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقال أسقف المنيا مكاريوس، لوكالة «فرانس برس»: «هذا العام لن نكف عن مساندة الدولة والرئيس (عبد الفتاح السيسي) وعن لعب دورنا الوطني، ولكن نأمل أن يجد المسؤولون وسيلة للحد من الاعتداءات».
في الثالث من يوليو/تموز 2013، وقف السيسي، الذي كان في هذا الحين قائدا عاما للقوات المسلحة ووزيرا للدفاع والانتاج الحربي، يلقي بيانه الذي أفضى إلى الإطاحة بالرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي الذي أتى به في المنصب.
وكان يجمع السيسي أثناء إلقاء بيانه في الصورة أكبر وأهم رموز الأقباط في مصر، البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
منذ ذلك الوقت اعتبر الأقباط المصريون أهم الفئات الداعمة للسيسي، أملاً في تحسين الوضع الأمني وتوفير الحماية لهم ولمنشآتهم في المقام الأول، وكذلك بدء مرحلة التغيير الجذري في التعامل مع الملف الديني القبطي في مصر، بإصدار قوانين وتشريعات باتت معلقة منذ عشرات السنين.

استهدافات متكررة

لكن تصاعدت وتيرة استهداف الأقباط على الصعيد الأمني، خصوصا في العامين الماضيين، وسقط عشرات القتلى والجرحى، وتهدمت أجزاء من كنائس شهيرة، جراء عمليات إرهابية لم يتمكن الأمن من ردعها. فقد شهدت الكاتدرائية المرقسية في العباسية وسط القاهرة، يوم الحادي عشر من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تفجيرًا ضخمًا، أودى بحياة أكثر من 25 شخصاً وإصابة العشرات.
وفور وقوع التفجير، انتشرت حالة من الغضب بين الأقباط، وخاصة الشباب منهم، والذين توافدوا على موقع الحادث وهم يرددون هتافات وشعارات مناوئة لكل من السيسي ووزير داخليته، متهمين إياهما بالمسؤولية عن حدوث «المذبحة».
وامتد الغضب صوب الإعلاميين المقربين من النظام المصري، أمثال لميس الحديدي وأحمد موسى، اللذين تعرضا للاعتداء والطرد من قبل المتظاهرين؛ في رسالة رافضة لوجودهما ولمحاولاتهما تبرير إخفاق النظام في منع تلك المذبحة.
ونتيجة لتلك التظاهرات التي خشي النظام أن تتفاقم، قررت الحكومة إعلان حالة الحداد في البلاد لمدة ثلاثة أيام، وشارك السيسي في حضور الجنازة، وعوضاً عن إقامة مراسم جنازة الضحايا في الكاتدرائية المرقسية الكبرى الواقعة في وسط القاهرة، كما هو متعارف عليه في مثل تلك الأحداث الكبيرة، فقد أقيمت تلك المراسم في إحدى الكنائس التي تقع في ضاحية مدينة نصر، ولم يُسْمحْ بحضورها إلا لأهالي الضحايا حيث أن كل قبطي حاول الدخول إلى تلك المنطقة في ذلك اليوم بدون تصاريح انتهى مصيره بالقبض عليه، في خطوة أثارت حفيظة الكثير من الأقباط تجاه تلك الإجراءات التي تمت بالتنسيق بين الدولة والكنيسة، وهم يتساءلون: أليس من حق الأقباط توديع «شهدائهم»؟! وكان قد سبق أن أعلن السيسي بنفسه عن المتورط في ذلك التفجير، كما أنه عبر عن رفضه للاتهامات التي تدين أجهزة الأمن بتهمة التقصير أو الخلل.
وحسب تحليل نشره معهد «واشنطن لسياسات الشرق الأدنى»، كانت الرسالة مفادها أن نظام السيسي الذي كان يعتبر الأقباط الداعم الأكبر له؛ صار بين ليلة وضحاها يخشى تظاهرهم الناتج عن الإحساس بخيبة الأمل وانعدام الثقة.
ويبدو أن الرئيس المصري قد أيقن بأن قيادة الكنيسة المتمثلة في البابا لن تستطيع كبح جماح شباب الأقباط الغاضب، ففضل التعامل معهم عن طريق القبضة الأمنية.

«بابا النظام»

ولم تكن قيادة الكنيسة أيضاً بعيدة عن انتقادات الأقباط الذين يرونها تسبح في فلك النظام؛ حتى ولو كان ذلك على حساب الأقباط أنفسهم، حيث أصبح البابا تواضروس الثاني، والذي صاروا يطلقون عليه لقب «بابا النظام»، محل انتقاد نتيجة تورطه في بعض الإجراءات التي ترهن مصير الأقباط بأمور سياسية. والرسالة الأخرى التي حملها تعامل السيسي مع الأقباط أمنياً، هي أنه لن يتردد في استخدام القوة ضد أي من حلفائه المقربين.
ولم تكد الأمور تهدأ حتى عاودت الاشتعال مرة أخرى، حيث شهدت البلاد عدداً من الحوادث في عدة محافظات منها الإسكندرية، حيث قام أحد اتباع الجماعة السلفية المتشددة بذبح أحد التجار الأقباط أمام محله، كما تم العثور على قبطي وزوجته مذبوحين في منزلهما في محافظة المنوفية، ثم في وقت لاحق عثر على طبيب قبطي أيضا مذبوحا في شقته في محافظة أسيوط جنوب مصر، مما يؤكد أن الأقباط مستهدفون في مختلف مناطق ومحافظات مصر.
وفي التاسع عشر من فبراير/شباط المنصرم، بث تنظيم «الدولة الإسلامية» في سيناء فيديو يتوعد فيه الأقباط بالاستهداف أينما كانوا واصفا إياهم بأنهم «مدعومون من الدول الصليبية والولايات المتحدة ولهم علاقات مع دوائر النظام المصري».
واستطرد المتحدث في الفيديو «لزاماً على المجاهدين والموحدين استهداف نصارى مصر وتنغيص عيشهم، وإدخالهم في دائرة الصراع، فهم من جملة المحاربين الصليبيين» على حد قوله.
كما أعلن المتحدث بأن التنظيم هو من قام بتفجير الكنيسة البطرسية في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

الهروب من سيناء

وبالفعل في أعقاب بث هذا الفيديو بدأت عناصر «الدولة الإسلامية» في سيناء بالقيام بعمليات استهداف لعدد من الأقباط في ظل غياب تام وكامل للدولة بالرغم من علمها بأن الأقباط أصبحوا الهدف الأول لتنظيم «الدولة».
وتحت وطأة تلك الهجمات الشرسة التي استهدفتهم وفي ظل غياب أي دور لقوات الجيش أو الشرطة لتأمينهم، أمسى الأقباط الموجودون في سيناء عرضة للتهجير وبدأوا بالنزوح القسري إلى مدينة الإسماعلية في منطقة غرب قناة السويس، تاركين وراءهم منازلهم وممتلكاتهم، ويقدر عدد هؤلاء حتى الآن بـ 133 أسرة بإجمالي 546 فردا.
وحسب معهد واشنطن بدلا من البحث عن حل لمشكلة هؤلاء على أساس أنهم مواطنون مصريون بغض النظر عن الانتماء الديني، أخذ النظام في استخدام أذرعه الإعلامية لنزع صفة النزوح والتهجير عما حدث.
وخرج البابا تواضروس لإصدار بيان في الأول من مارس/ آذار الماضي يرفض فيه استخدام لفظ التهجير لوصف ما يحدث، مما أثار موجة من السخط والاستياء ليس فقط بين الأقباط ولكن أيضاً بين نشطاء حقوق الإنسان والمجتمع المدني الذين يرون في تصريحات البابا نوعا من التدليس للحقائق ومساعدة النظام على التهرب من مسؤولياته أمام المجتمع والقانون الدولي.
وأوضح المعهد أنه «بعد مرور قرابة ثلاثة أعوام على حكم السيسي يجد الأقباط أحوالهم تصاب بحالة من التدهور المستمر الذي صارت نهايته غير معروفة بعد وصول العنف ضدهم إلى مراحل غير مسبوقة، حتى صار ما كانوا يخشون وقوعه من التعرض لنفس مصير الأقليات الأخرى التي كانت في سوريا والعراق أمرا واقعا؛ ومروا بكل تفاصيله من تدمير للكنائس إلى قتل وذبح وحرق للأشخاص ونهب للممتلكات وصولاً إلى مرحلة التهجير القسري والنزوح الجماعي».
كذلك يعاني الأقباط من أزمة تتعلق ببناء دور عباداتهم، حتى بعد إصدار قانون بناء الكنائس الذي أقره البرلمان العام الماضي، إلى أن وصل الأمر بالأنبا كيرلس، أسقف نجع حمادي وتوابعها، جنوب مصر، إلى التصريح بأن «قانون بناء الكنائس لا قيمة له، وأنه حتى مع دخول عام 2018 لم ترخص الكنائس بل يتم غلقها بحجة عدم الترخيص».
وأشار في تصريحات صحافية إلى أنه «تم غلق كنيسة في إحدى قرى نجع حمادي ولا توجد حولها أي مشكلة طائفية، كما أنه قام بالصلاة فيها 3 مرات وتوجد علاقة طيبة بينه وبين مسلمى القرية، وكانوا يستقبلونه بالترحاب ولم يجد مبررًا لغلق تلك الكنيسة».

حصيلة دعم الأقباط للسيسي: معاناة أمنية وتهجير وقوانين بدون قيمة
يحتفلون مساء اليوم بعيد الميلاد وسط مخاوف أمنية

توترات بين «الحشد» والشرطة المحلية في الموصل… والعثور على مقبرة جماعية

Posted: 05 Jan 2018 02:14 PM PST

الموصل ـ بغداد ـ «القدس العربي»: تتزايد التوترات بين فصائل «الحشد الشعبي»، وقوات الشرطة المحلية في الموصل، فيما جرى الكشف أمس الجمعة، عن مقبرة جماعية لضحايا تنظيم «الدولة الاسلامية».
وحسب ما أكد مصدر أمني لـ«القدس العربي»، فإن «التوترات والاحتقانات بين فصائل الحشد وقوات الشرطة المحلية بدأت تزداد يوما بعد يوم لاسيما في الساحل الأسر من الموصل».
وفي هذه المنطقة «توكل مهام مسك الملف الأمني للشرطة المحلية وأفواج من الجيش العراقي، فيما تحاول قوات من الحشد إثبات وجودها، وتفتح مقار أمنية وتنشر حواجز ونقاط تفتيش ما يزيد الاحتقان بين القوات الحكومية وتلك الفصائل».
وكشف المصدر عن «حدوث شجار بين عنصر من الحشد وعنصر آخر من الشرطة المحلية انتهى بسقوط الأخير قتيلاً بعد قيام عنصر الحشد بإطلاق النار عليه في منطقة كوكجلي».
وأوضح أن «الشرطي حاول المرور بسيارته ومعه عائلته ما أدى إلى تعرض عنصر الحشد له وحصول شجار بينهما بالأيدي دون معرفة الأسباب».
كما كشف عن «عراك بالأيدي حدثت بين قوات «سوات» ( الحكومية) وعناصر من (الحشد) في منطقة المنصة، وسط الموصل أسفرت عن إصابات، وانتهت باشهار الأسلحة قبل أن يتم انهاء الاشتباك من قبل عناصر مسلحة أخرى».
ووفق المصدر «هناك اشتباكات تحدث كثيراً بين الطرفين خلال الايام والأشهر الماضية».
وأشار إلى»حصول حالات سرقة وخطف تعود لعدم التنسيق بين الجانبين، وكل طرف يحاول فرض سيطرته، ما يخلق تداخلاً في الصلاحيات، واستغلال العصابات لهذه الفوضى وتنفيذ عمليات داخل المدينة».
وبين أن المدينة «أصبحت تعاني من كثرة الفصائل المسلحة المنتشرة فيها، وحدوث حالات قتل وخطف وسرقة من قبل بعض الفصائل التي تحمل السلاح».
قيادة العمليات، تبعاً للمصدر «أعلمت الجهات العليا بضرورة حصر الصلاحيات ومسك الملف الأمني من قبلها فقط لكي يتم توزيع المهام وقواطع المسؤوليات إلى القوات الحكومية النظامية وسحب الأسلحة من جميع الجماعات المسلحة الأخرى».

22 جثة

في الموازاة، أفاد مصدر أمني في محافظة نينوى، أمس، بالعثور على مقبرة جماعية تعود لشباب من ضحايا تنظيم «الدولة الاسلامية»، وسط الموصل.
وقال النقيب أحمد العبيدي في غرفة عمليات شرطة نينوى: «تم العثور على جثث 22 شخصا، أغلبهم من الشباب خلال عملية تمشيط ورفع الأنقاض بمدينة الموصل القديمة وسط الموصل».
وأوضح أن «القوات الأمنية عثرت على الجثث وعليهم أثار تعذيب في مقبرة جماعية داخل ملجأ قديم في الموصل القديمة». وأضاف أن «القوات الأمنية انتشلت جثث الشباب بالكامل وسلمتهم إلى الطب العدلي الشرعي للتعرف على هوياتهم والاتصال بذويهم».

«توقيتات محددة» لإعادة الإعمار

إلى ذلك، وصل رئيس مجلس النواب العراقي، أمس، إلى الموصل، برفقة فريق هندسي لتقييم الأضرار التي لحقت بالمدينة نتيجة عمليات التحرير.
واستقبل رئيس مجلس نينوى، بشار الكيكي، وعدد من القادة الأمنيين، الجبوري فور وصوله إلى الموصل.
والتقى رئيس البرلمان في زيارته إلى مقر قيادة عمليات نينوى بالقادة الامنيين والعسكريين، وبحث الأوضاع الأمنية في الموصل جهود ملاحقة الفارين من تنظيم «الدولة» وسبل تحقيق الاستقرار الدائم في المحافظة، حسب بيان لمكتبه.
وعقب ذلك، تجول الجبوري في المدينة القديمة، وأكد أن «فريقا هندسيا يرافقه للعمل على تحديد حجم الاضرار من اجل وضع توقيتات زمنية محددة لإعادة الإعمار وإعادة جميع جسور الموصل إلى الخدمة»، وفقا لبيان لمكتبه الإعلامي. وتم إعادة جسرين فقط، يربطان الجانبين الأيسر بالأيمين للمدينة، إلى الخدمة بمدينة الموصل، فيما لا تزال بقية الجسور مدمرة بسبب الحرب.
ونقل البيان عن الجبوري قوله: «الدولة معنية بالتعويض واعادة اعمار المحافظة، ورسالة الدولة هي الوقوف معكم لتحقيق هذا الهدف»، مؤكداً ضرورة «عرض مطار الموصل لإعادة إعماره في مؤتمر الدول المانحة».
ومن المقرر، أن تستضيف الكويت في الشهر المقبل مؤتمراً للمانحين، بغية توفير مبالغ مالية لإعادة إعمار المدن التي دمرتها الحرب، في ظل أزمة مالية يعاني منها العراق.
وكشفت الحكومة العراقية عن جهود التنسيق مع الحكومة الكويتية لدعوة اكثر من 70 دولة إلى مؤتمر المانحين المزمع عقده في دولة الكويت الشهر المقبل.
وقال الامين العام لمجلس الوزراء العراقي رئيس الفريق العراقي للاعداد للمؤتمر مهدي العلاق، في بيان، «من حيث المبدأ لن يقل عدد الدول التي ستدعى إلى المؤتمر عن 70 دولة من الأشقاء العرب والأصدقاء في أوروبا وأمريكا وآسيا ونتوقع أن تكون المشاركة كبيرة في المؤتمر». ولفت إلى أن بغداد والكويت اتفقتا على أن تكون الدعوات على المستوى الوزاري مرجحا الانتهاء من وضع أسماء الدول المدعوة الأسبوع المقبل.
وأشار إلى أن المؤتمر سيشهد كذلك حضورا مميزا للعديد من المنظمات العربية والدولية ومنها منظمات الأمم المتحدة بجميع اختصاصاتها وأخرى من الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي الذي يعد شريكاً في الاعداد للمؤتمر بالاضافة إلى الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.
وبين أن المنظمات التنموية الدولية والإقليمية ستكون حاضرة هي الأخرى في المؤتمر، فضلا عن مشاركة فاعلة لمنظمات المجتمع المدني والتي ستنخرط في المحور المخصص لبحث العمليات الإنسانية ودعم الاستقرار في المناطق المحررة وسبل دعم عمليات المصالحة المجتمعية.

توترات بين «الحشد» والشرطة المحلية في الموصل… والعثور على مقبرة جماعية
الجبوري يزور المدينة برفقة فريق هندسي لرصد الأضرار

تسجيلات خاصة تكشف طرقا يتبعها تنظيم يميني بالابتزاز لتهويد القدس

Posted: 05 Jan 2018 02:14 PM PST

«هل تريد فتاة؟ واحدة، اثنتان، كم تريد؟ كم عمرها؟». المتحدث هو متتياهو دان، رئيس جمعية عطيرت كوهنيم وأحد النشطاء جدًا في مشروع الاستيطان في شرق القدس. «الفتاة» وحبوب الفياغرا، إذا كانت حاجة، يقوم بعرضها على الفلسطيني صاحب العقار الذي تريد الجمعية وضع اليد عليه. هذه المحادثة جرت قبل عقدين. منذ ذلك الحين انتقلت إلى أيدي الجمعية عدة عقارات.
تسجيل هذه المحادثة والتسجيلات الأخرى التي وصلت لصحيفة «هآرتس» تكشف عما يجري من وراء الكواليس بالنسبة لمشروع السيطرة على عقارات الفلسطينيين في شرق القدس. في هذه المحادثة يسمع دان وآخرون في الجمعية بمن فيهم محامي الجمعية ايتان غيفع وهم يتحدثون بحرية عن طرق مختلفة من الوسائل المسموح بها لتحقيق الهدف، إلى جانب الخدمات الجنسية (شريطة أن لا تكون الفتيات يهوديات). وهم يتحدثون أيضا عن طرق للضغط على البائعين الفلسطينيين، مثلا يوضح لهم أنهم إذا قاموا بوضع عقبات فإن إجراء المفاوضات نفسها سيتم الكشف عنه وسيعرضهم للخطر.
في إحدى الحالات وصف المحامي غيفع كيف يجب أن يتم الحديث مع أبناء عائلة صاحب العقار. «الآن هناك طريقتان»، أعطى مثالا على كيفية التوجه إليهم، «إما أن تغلقوا المكان وتنقلوه إلينا وإما أن تذهبوا إلى المحكمة، وهذا الأمر سيكون فضيحة لكم: يتبين أن والدكم أو زوجك فعل ذلك من أجل اليهود، كمندوب عن اليهود. هناك طريقتان للقيام بذلك، إما بهدوء وإما بضجة. من الأفضل لكم أن يتم بهدوء».
من أجل الحفاظ على هذا الهدوء يضيف دان عدة طرق لإخفاء آثار الصفقات: استخدام وسطاء وهميين، شركات مسجلة في الضرائب خارج البلاد وشخص يسمى حي. شخص مقرب من دان في تلك الأيام قال للصحيفة إن حي هو لقب لشخصية رفيعة في الكنيسة اليونانية الأرثوذوكسية، الذي عمل مع رئيس جمعية عطيرت كوهنيم وساعده في وضع اليد على أملاك كانت للفلسطينيين وأصبحت بملكية الكنيسة.
بشكل عام، دان يقيم علاقة وثيقة مع شخصيات عامة كبيرة بينهم وزراء وأعضاء كنيست وكذلك رئيس بلدية القدس نير بركات. إلى جانب ذلك، هو على مدى السنين راكم تجربة كبيرة في العمل الميداني. منذ الثمانينيات وهو يشكل عاملا رئيسيًا في عمليات الشراء والسيطرة على العقارات في شرق القدس من أجل إسكانها باليهود وذلك بطريقتين: استخدام أشخاص فلسطينيين وهميين، والحصول على العقارات من الدولة بعد أن ثبت أنها كانت في السابق بملكية اليهود. هكذا في الحي الإسلامي في البلدة القديمة يعيش اليوم نحو ألف شخص يهودي مرتبطين بالمدرسة الدينية عطيرت كوهنيم وبالجمعية. هكذا أيضا ارتفع في السنوات الأخيرة الوجود اليهودي في قرية سلوان، التي يعيش فيها نحو 20 عائلة يهودية، معظمهم في حي بطن الهوى، الأمر الذي يحتاج إلى مرافقة أمنية لكل خروج من البيت.
في هذه المنطقة قاد دان عملية بناء بيت يونتان، وهو مبنى غير قانوني أقيم من قبل وسيط وهمي فلسطيني. فلسطيني من سكان سلوان حدث في 2005 صحافي في هآرتس هو ميرون ربابورت، كيف تطورت هذه القضية. حسب أقواله، بعد أن قام ببناء البيت وأسكن فيه عائلته، أخذه دان إلى رحلة استجمام في الولايات المتحدة تضمنت لقاء مع فتيات للمرافقة وزيارات في الكازينوهات. ذات يوم تركه رجال الجمعية وحده مع فتاتين واختفوا. في تلك الليلة دخل رجال عطيرت كوهنيم بحماية الشرطة إلى المبنى وأخلوا منه عائلة الفلسطيني. هذه الادعاءات لم يقم دان بنفيها في أي يوم. التصرف الذي يبدو من هذه الحالة من شأنه أن يفاجئ من يذكر أن الزعيم الروحي لعطيرت كوهنيم هو الحاخام شلومو افنير، المعروف بالفتاوى المتشددة فيما يتعلق بحياء المرأة والفتيات الصغيرات وقدسية العائلة. ولكن القصة نفسها من سلوان ليست وحيدة. أيضا ما جاء في التسجيلات التي وصلت لصحيفة هآرتس هناك إشارات على استخدام الطريقة ذاتها. «أنا سأعطيك المال»، قال دان للفلسطيني، «خذ من تريد، هل تريد فتاة، خذ معك فتاة». المحادثة بينهما كانت مفصلة. دان عرض فتاة أو فتاتين من أجل أن يختار صاحب العقار الفلسطيني واحدة منهما. تناقشوا حول عمر الفتاة (أن لا تكون كبيرة، بين 18 ـ 22 سنة) «روسية تفضل الفلسطيني». وتباحثوا أيضا بمساعدة أخرى (مساعدة للحصول على الفياغرا). «لقد كان كل شيء تماما» قال دان لمحدثه بعد أن خرج الفلسطيني من الغرفة وأضاف «هل يريد حقا فتاة؟ ألم تعرضي عليه أمورا كهذه في اي مرة؟ هو لا يعرف تدبر أمره وحده». الرجل الذي تحدث معه دان قال إنه لا توجد مشكلة في الحصول على «عاهرة»، غرفة من أجل اللقاء وحبوب الفياغرا.
في هذه المرحلة طرح دان شرطا على شريكه في المحادثة: «لا تحضر فتاة يهودية». الآخر قال: «لا يوجد اليوم فتيات يهوديات في إسرائيل، كل الفتيات روسيات وغير يهوديات». دان «صحيح، هل أنت متأكد؟».
بعد ترتيب الأمر عرض دان أن يقوم طبيب بفحص البائع الفلسطيني قبل تناول حبوب الفياغرا. في هذه المرحلة ثار محدثه «المشكلة أنك تتحدث عن كل الأمور لكنك لا تنهي شيئا، أنت تقول نحضر هذا ونحضر هذا وكل هذا يحتاج إلى المال». دان أجاب «أنت على حق، هذا يؤلمني ويضايقني».
في محادثة أخرى يعرض دان وسيلة أخرى لتليين البائع: «إذا كان يحب كثيرا الجنس فعندها تتعامل معه عبر هذا المجال».

تعهد للوسيط الوهمي

دان لا يتحدث فقط عن الخدمات الجنسية بصراحة، في محادثاته حول تسويغ الصفقات. في التسجيلات يذكر أيضا عددا من الطرق الأخرى التي تميز عطيرت كوهنيم وجمعيات أخرى تعمل على تهويد شرق القدس. مثلا، تعهد دان للبائع بأن يتم الشراء بوساطة وسيط وهمي. أنا أرتب هذا بحيث يقف شخص قوي له سمعة جيدة في الواجهة، من أجل أن لا يقوم أحد بافتعال أية مشكلة. وسمع وهو يقول «سنقوم بفعل ذلك قريبا، بإذن الله». عندما يطلب البائع نقل المال عن طريق شركة مسجلة في الخارج، فإن رجال عطيرت كوهنيم الذين يملكون أكثر من عشر شركات وهمية مسجلة ضريبيا في الخارج، يتعهدون له بأنهم سيستخدمون شركة في جزر العذراء البريطانية.
في أثناء المحادثة يظهر دان اهتمامه بمشكلات أخرى ربما تقلق البائع مثل مسائل غير محلولة مع ضريبة الدخل والبلدية، ويسأل أيضا بخصوص أبناء العائلة الآخرين وحقوقهم في العقار ويهتم بالوضع الصحي لهؤلاء الأشخاص.
مسألة أبناء عائلة صاحب العقار ظهرت في محادثة أخرى أجراها رجال عطيرت كوهنيم من أجل صفقة أخرى. هناك تم بحث طرق مختلفة لإقناع أبناء عائلة توفي والدهم، وذلك للاتفاق بشأن عقار كبير موجود بحوزتهم في شرق القدس. ولكن الشخص المقرب من دان يسلط الضوء على مرحلة أخرى في هذه الطريقة: مرحلة تخفيض السعر. حسب أقواله، أحيانا بعد أن يتم الاتفاق النهائي على كل شيء والتوقيع عليه، يأتي تهديد موجه للبائعين: إذا لم تتنازلوا عن العقار بسعر أقل بكثير مما تم الاتفاق عليه فسنقوم بنشر موضوع الاتفاق. عمليا، هذه طريقة ثابتة، التوقيع على الاتفاقات مع وجود نية مسبقة بعدم تنفيذها، في الأقل بخصوص السعر المذكور. «ما الذي يمكن للعربي أن يفعله؟» سأل، «أن يذهب ويطالب بالمال؟ أن يذهب إلى المحكمة؟ هم يستغلون ضعفه. عندما سألت ماتي لِمَ تخدعون الناس؟ اجاب نحن لم نخدع، ببساطة لن ندفع. هذه هي الطريقة التي يرى فيها الامور، هذا ليس احتيال حسب رأيه، لا يستطيع أحد أن يقدم دعوى ضدهم».

المخمن أ. والمخمن ب.

أحد الاكتشافات في التسجيلات يتعلق بمعركة قضائية تجري الآن في المحكمة العليا بين عطيرت كوهنيم والبطريركية اليونانية حول مصير ثلاثة مباني في البلدة القديمة بيعت للجمعية من قبل البطريرك السابق. الكنيسة تريد إلغاء الصفقة بادعاء أنها غير معقولة ويقف من ورائها الرشوة داخل المؤسسة في زمن البطريرك السابق اريانوس (الذي تمت تنحيته في أعقاب الصفقة)، المحكمة المركزية رفضت الادعاء بأن الثمن الذي دفع كان غير معقول، وفي هذه الأيام تبحث المحكمة العليا في استئناف الكنيسة. التسجيلات تبين أن ماتي دان عرف أنه في الأقل بالنسبة لأحد المباني، فندق البتراء قرب بوابة يافا، الثمن المدفوع ـ نصف مليون دولار ـ كان منخفضا بصورة كبيرة عن الثمن الحقيقي للعقار. قبل بضع سنوات من توقيع الاتفاق في 2004 ثارت في محادثة بين الجمعية والكنيسة إمكانية شراء «خلو» المبنى (الذي في الأغلب يكون أقل من نصف شراء الملكية أو التأجير على مدى بعيد).
أحد المتحدثين في التسجيلات يقول إن «الخلو» يساوي 4 ملايين دولار، ودان يصححه ويقول إنه يساوي 1.3 مليون فقط. ولكنه يوضح أن هذا سعر حدد من قبل مخمن. الطرف الآخر يقول إنه حسب ما فهمه من المخمن «لو كان العقار مسجلا في الطابو لكان يساوي 10 ملايين دولار». «لو كان مسجلا في الطابو» يصححه دان، «لكان يساوي 100 مليون».
إذا كان دان يبالغ فلا شك الآن بأنه يعرف القيمة الكبيرة للمبنى المكون من أربعة طوابق. وإضافة إلى ذلك النصف مليون دولار الذي دفع تضمن أيضا مبنى آخر محاذيا له باسم «البتراء الصغيرة»، برغم هذا الاسم إلا أنه مبنى كبير جدا، وحسب أقوال شخص له علاقة بالموضوع «هو وحده يساوي في الأقل 2 مليون دولار. وهذا يتضمن فضاءات تحت أرضية واسعة موجودة في مكان مطلوب جدا، ليس هناك سائح يصل إلى القدس لا يمر من هناك».
حسب ما هو معروف فإن التخمينات التي يتحدث عنها دان حول قيمة فندق البتراء لم يتم طرحها في المحكمة، وبدل ذلك قدمت عطيرت كوهنيم تخمينات أخرى قدرت أن قيمة ملكية الفندق تساوي 1.2 مليون شيقل فقط. استنادا إليها قرر قاضي المحكمة المركزية غيلا كلفيه شتاينيتس أن الثمن الذي دفع في نهاية الأمر هو مبلغ معقول.
ولكن التسجيلات بين دان وشركائه تظهر شيئا آخر: كان من الواضح لهم أن حقوق المستأجر المحمية للفلسطينيين في المكان اقتربت من الانتهاء بموت شيوخ العائلة الذين يشغلون الفندق. من هنا فإن قيمة المبنى يجب أن تكون مشابهة للمبنى الذي بيع من دون سكان.
إن تفسير الثمن المفاجئ الذي بيع فيه المبنى في النهاية يمكن إيجاده في اللقاءات التي جرت مع البطريركية اليونانية، حسب ادعاء المقرب (الذي لديه توثيقات كبيرة من تلك الفترة) ربما يكمن التفسير فيما يسمى في التسجيلات حي. ومن المحادثات يتبين أنه يمكنه التأثير في سياسة الكنيسة فيما يتعلق بالعقارات التي كانت عطيرت كوهنيم معنية بها.
مثال على ذلك قدم في التسجيل الذي يتذمر فيه دان بخصوص صعوبة في تجنيد متبرعين لأحد المباني الذي يريدون شراءه، في هذه المرحلة بـ «خلو»، من الفلسطينيين الذين يعيشون فيه (في الوقت الذي تبقى فيه الملكية للكنيسة). «أنت تعرف أن هذا مغامرة» قال دان، «اليوم قليل جدا من الناس في العالم يعرفون ماذا يعني أن تشتري بـ «خلو»، هذا يظهر لهم مثل أخذ النقود ورميها على الأرض». محدثه يسأل: ولكن إذا كانت لك صلاحية من حي؟ والقصد هو إذا كانت الصفقة مصادق عليها من الكنيسة فإن لهذا معنى كبير من ناحية قدرة الجمعية على الاحتفاظ بأيديها بالمبنى لسنوات طوال. «حي، ليس أمر يمكن الكشف عنه»، قال دان.
ماتي دان والمحامي غيفع لم يردا على المقال.

نير حسون
هآرتس 5/1/2018

تسجيلات خاصة تكشف طرقا يتبعها تنظيم يميني بالابتزاز لتهويد القدس
وسط إغراءات لأصحاب العقارات الفلسطينيين بخدمات جنسية
صحف عبرية

«القدس العربي» تقرأ مضمون «وثيقة توجيهية للحرس الثوري» لأغراض الاستهلاك العربي ومستجدات الربيع

Posted: 05 Jan 2018 02:13 PM PST

عمان ـ «القدس العربي»: يوجه وزير الخارجية التركي مولود أوغلو رسالة مزدوجة وهو يربط بين دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو في تصريحه الأخير «التحريض والتصعيد» في إيران.
سياسيًا هي في الأرجح رسالة مزدوجة الهدف، لأنها تخدم عندما يتعلق بمناكفة الأمريكيين والإسرائيليين بعد القرار الشهير الخاص بالقدس وتعمل بالتوازي على تنشيط ذاكرة المجتمع الدُّولي والغرب تحديدًا بأن تركيا يمكنها أن تتضامن مع إيران التي تتعرض حاليًا لمحنة الاضطراب المدعومة أمريكياً وإسرائيلياً، التي يصفها الحرس الثوري بأنها «فتنة».
«القدس العربي» تمكنت من الاطلاع على مضمون وثيقة وجهها جهاز الدعم المعنوي والتوجيه في قوات الحرس الثوري الإيراني لنخبة من المتعاطفين سياسيًا مع المحور الإيراني في لبنان والمنطقة العربية من مثقفين وإعلاميين. في الرسالة نص مباشر يربط بين من يصفهم بمثيري الفتنة وموقف أمريكي وغربي يساند المجموعة المنفلتة في الشارع الإيراني التي تعترض على التضامن مع الشعب الفلسطيني ويتبنى موقف القدس. وفي الوثيقة نفسها أيضًا إشارة مباشرة، إلى أن إيران تدفع ثمن موقفها في مسألة القدس وتذكير بأن الاضطرابات بدأت فجأة فيها بعد ساعات فقط من التواصل التضامني للجنرال قاسمي سليماني قائد فيلق القدس مع قياديين في حركة حماس.
الانطباع الذي تسعى التوجيهات في الحرس الثوري تكريسه هو ذلك المعني بالتشبيك بين الدعم الأمريكي- الإسرائيلي العلني لحراك الشارع الأخير وملف القدس، الأمر الذي يلتقطه الوزير التركي أوغلو وهو يعتبر ترامب ونتنياهو متهمين بدعم الاضطراب في الجمهورية الإيرانية. ويبدو واضحًا في سياق نصوص الرسالة الثورية نفسها أن الحديث يتواصل عن مجموعات تحريضية من الطراز الذي تمنعه القوانين والتقاليد الصارمة من «ممارسة الرذيلة والانحراف الأخلاقي» والجديد المثير تحدث النص عن «جزء معه حق» من المحتجين حيث مطالبات نتجت عن «تقصير لا يمكن إنكاره» في أداء وخطط حكومة الرئيس روحاني وهي دلالة على أن الجسم الإيراني الحاكم غير موحد حتى في نظرته لموجة الاحتجاجات الأخيرة.
المهم في الهامش ذاته أن الموقف التركي تضامني بجرعات إضافية ملموسة مع «الشريك المريب الحديث» في قمة سوتشي والمعادلة السورية والسبب وفقاً لمحللين من الجانبين هو الانطباع بأن موجة الاضطراب الشعبي ينبغي أن تنتقل إلى تركيا في محطتها التالية وبعد العصف بتوازنات القوى في إيران المجاورة. هنا يقرأ خبراء أتراك المسألة من جوانب عدة، فالوضع العام في تركيا خصوصًا بعد الانقلاب الفاشل الأخير أكثر استقراراً برغم بروز خلافات بين أقطاب الحكم الإسلامي فيها، وعلى أساس أن العنصر المشترك الأكبر بين أنقرة وطهران هو السهر معا على منع «تسليح الإرهاب الكردي» في المناطق المحاذية على حدود البلدين.
وبناءً عليه، ترى تركيا أن «تسليح الانتفاضة» الحالية في الشارع الإيراني أو وصولها بدعم دُولي وأمريكي حصريًا إلى مرحلة التسليح هو الخبر السيئ جداً في الترتيب الإقليمي، لأنه يعني ضمنًا ن السلاح المنفلت سيبدأ الضخ للمجموعات الكردية المتشددة تحت لافتة دعم المعارضة الإيرانية، وهو تطور محتمل في مسار الأحداث سيدفع التركي لاقتراح النوم في «فراش إيراني» للتنسيق المشترك، لأن العدو المفترض هنا هو واحد، ولأن التنسيق بين البلدين كان مثاليًا في مواجهة استقلال الكرد في العراق، وإن كان أقل فعالية عندما تعلق الأمر بقمة سوتشي التي جمع فيها الرئيس فلاديمير بوتين الإيرانيين والأتراك معًا.
لذلك تؤكد مصادر دبلوماسية تركية لـ«القدس العربي» أن التضامن التركي مع إيران لا علاقة له بنغمة الخشية من انتقال الفيروس إلى الداخل التركي، فتلك محاولات أخفقت وتعودت عليها تركيا، بل علاقته مباشرة بأن لا ينتهي المشهد بإعادة تأهيل البنية العسكرية والتسليحية للفصائل الكردية «الإرهابية» بدعوى مضايقة إيران، الأمر الذي يشكل مجددا خطرا استراتيجيا على المصالح التركية ينبغي التحوط به ومن أجله.
المستشارون العاملون مع الرئيس أردوغان يميليون بين الحين والآخر لوصف إيران بأنها «زوجة شريرة في المنطقة لا بد من التعامل معها» ومسؤول سياسي تركي قال أمام «القدس العربي» العبارة التالية: الصعب يمكنه أن يصبح مستحيلا عندما يتعلق الأمر بوجود «ثقة حقيقية» بإيران وسياساتها في المنطقة، لكن «التعامل مع إيران ضروري جداً بالقطعة وعلى أساس المصالح».

«القدس العربي» تقرأ مضمون «وثيقة توجيهية للحرس الثوري» لأغراض الاستهلاك العربي ومستجدات الربيع
«تركيا في الحضن الإيراني تحسبا لمرحلة تسليح الأكراد مجددا»
بسام البدارين

أردوغان يجدد التحذير من «مؤامرات خطيرة» بعد محاكمة أتراك في أمريكا وتوقعات بابتزاز وعقوبات اقتصادية

Posted: 05 Jan 2018 02:13 PM PST

إسطنبول ـ «القدس العربي»: تتصاعد بشكل أكبر تبعات المحاكمة المتواصلة في الولايات المتحدة الأمريكية ضد نائب رئيس «هالك بنك» التركي السابق «محمد هاكان أتيلا» ورجل الأعمال التركي الإيراني الأصل «رضا زراب»، الذي تحول من متهم إلى شاهد ضد تركيا، في محاكمة تعتبرها أنقرة «مؤامرة كبيرة ضدها» تهدف للإضرار بها سياسياً واقتصادياً.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جدد، الجمعة، التحذير من أن المحاكمة تأتي في إطار «مؤامرات خطيرة» تتعرض لها بلاده، مطالباً الولايات المتحدة بـ«إعادة النظر في مفهومها للعدالة وعدم إعطاء دروس العدالة للعالم»، وذلك في تصريحات سبقت سفره إلى باريس للقاء نظيره الفرنسي.
وقال: «الولايات المتحدة تقوم حاليا بسلسلة من المؤامرات الخطيرة، مؤامرات قضائية، إنما كذلك اقتصادية»، وأضاف: «إذا كانت هذه هي الرؤية الأمريكية للعدالة فالعالم قُضي عليه».
والأربعاء، أدانت هيئة محلفين أمريكية «أتيلا»، بـ5 تهم من أصل 6 وجهت إليه، خلال محاكمته في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أدين بتهم «خرق عقوبات واشنطن على إيران»، و«الاحتيال المصرفي»، و«المشاركة في خداع الولايات المتحدة»، و«المشاركة في جريمة غسيل أموال»، و«المشاركة في خداع البنوك الأمريكية»، في حين تمت تبرئته من تهمة «غسيل أموال»، فيما المتوقع أن يصدر حكم نهائي بحق «أتيلاد» المعتقل منذ عام خلال جلسة تعقد في 11 أبريل/ نيسان 2018.
هذا الحكم يتوقع أن يشتمل على عقوبة سجن قاسية بحق المسؤول التركي، إضافة إلى تغريم «هالك بنك» الحكومي بمبالغ مالية طائلة قد تصل إلى أكثر من 10 مليارات دولار، الأمر الذي يعني توجيه ضربة قاسية إلى القطاع المصرفي التركي، واحتمال انهيار البنك.
يقول الكاتب التركي «سردار تورغوت» في مقاله في صحيفة «خبر تورك» إن مصادره تشير إلى أن «الإدارة الأمريكية تضع اللمسات الأخيرة على خطة لفرض عقوبات على تركيا»، لافتاً إلى أن سوف تكون في عدة مسارات منها عقوبات تطال تركيا في إطار العقوبات المفروضة على روسيا وذلك على خلفية شراء منظومة إس 400 الدفاعية من موسكو، الأمر الذي أغضب واشنطن، وعقوبات أخرى تشمل خط نقل الغاز «السيل التركي».
ولفت الكاتب إلى أن هناك جناح في الكونغرس يضغط بقوة من أجل فرض عقوبات على تركيا بحجة «تقديم الدعم لمجموعات إرهابية» قد تشمل مؤسسات وأشخاص أتراك، لكن العقوبات الأبرز والمتوقعة قريبا من قبل الخزانة الأمريكية يمكن أن تشمل حسب «تورغوت» عقوبات على بنوك تركية.
في السياق ذاته، توقع الكاتب التركي «ديليك غونغور» في مقال له في صحيفة «صباح»، الجمعة، أن تصل العقوبات الأمريكية على «هالك بنك» إلى ما لا يقل عن 10 مليارات دولار، محذراً من أن الأمر لن يتوقف عند هذا الحد وسيشمل عقوبات أخرى وفتح دعاوى قضائية جديدة بحق أشخاص ومؤسسات تركية لكنها تستهدف الدولة بشكل غير مباشر، على حد تعبيره.
واعتبر أن الفترة المقبلة سوف تشهد صراعاً قضائياً كبيراً، وأنه عقب إصدار الحكم بحق «أتيلا» سوف يقدم محاموه طلباً بالاستئناف ومن ثم سوف يتم التأكيد على أن الأدلة التي جلبها عناصر تنظيم غولن الإرهابي جرى تسريبها بشكل غير قانوني وهو يجعلها غير معتمدة في المحاكم وفق القانون، على حد تفسيره.
لكن أبرز ما نقله الكاتب عن مصادر حساسة ـ حسب تعبيره ـ قولها: «اللعبة لم تنته بعد مع واشنطن، وأنقرة ما زال في يدها الكثير من الأوراق، ويمكن أن نشهد الفترة المقبلة إظهار أدلة على دعم أمريكا لتنظيم بي كا كا والوحدات الكردية الإرهابية، أو أدلة على تمويل القنصلية الأمريكية في أضنة بتمويل تنظيم بي كا كا الإرهابي، أو محاكمة أمريكي في تركيا بهذه التهمة أيضاً».
وبالإضافة إلى التوقعات السابقة، يوجد تخوفات تركية أخرى تتعلق بإمكانية أن يلجأ القضاء الأمريكي إلى إصدار مذكرة اعتقال بحق وزير الاقتصاد السابق ظافر تشاليان لا سيما عقب اعتراف زراب بأنه كان جزءا أساسيا من عملية التحايل على العقوبات الأمريكية بالإضافة إلى عدد من كبار مدراء البنك المركزي التركي و«هالك بنك» وهو ما سترفض أنقرة تطبيقه بطبيعة الحال ما يعني تصعيد جديد في الخلافات والتوتر في العلاقات بين أنقرة وواشنطن.
لكن أكثر ما تخشاه أنقرة هو ما يتعلق بالرئيس أردوغان، حيث كشفت وسائل إعلام أمريكية في وقت سابق أن اعترافات زراب ورد فيها إسم أردوغان أكثر من مرة، ما يعني احتمال اعتبار القضاء الأمريكي أن ما جرى حصل بعلم الرئيس التركي وربما بأوامر منه، وعلى الرغم من أن هذا الأمر ـ إن حصل ـ لا يعني محاولة محاكمة الرئيس أو معاقبته لكنه سيؤدي إلى مزيد من المتاعب للاقتصاد التركي وبالطبع مزيد من الخلافات مع واشنطن.
والخميس، اعتبر وزير العدل التركي، عبد الحميد غُل، المحاكمة «اعتداء على سيادة تركيا وسلطتها القضائية»، مشيراً إلى أن «تطبيق وضع ما منبثق عن القوانين الداخلية الأمريكية على مواطن دولة أجنبية، يثير الشكوك حول صلاحية المحاكمة، وحول توصيف الفعل ما إن كان يشكل جريمة أم لا»، وقال: «تحويل المتهم الرئيسي (زراب) إلى شاهد في القضية، بصورة مشبوهة ومعقدة، واستناد هيئة المحلفين إلى أقواله في قرارها، يظهر بكل وضوح بأنه تم ضرب مبادئ القانون الدولي عرض الحائط»، متهماً «تنظيم غولن» بلعب دور بارز في المحاكمة.
من جهته، شدد المتحدث باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ، على أن هذه المحاكمة «سياسية وجرت بالتعاون بين منظمة «غولن» الإرهابية، و الـ»سي آي إيه»، والـ«إف بي آي»، والقضاء الأمريكي»، محذراً من أن «محاكمة أتيلا ألحقت أضراراً كبيرة بالعلاقات التركية الأمريكية، وأي تطور سلبي جديد يتعلق بهذه القضية، سيكون له انعكاسات على علاقات البلدين».

أردوغان يجدد التحذير من «مؤامرات خطيرة» بعد محاكمة أتراك في أمريكا وتوقعات بابتزاز وعقوبات اقتصادية
كاتب تركي: أنقرة يمكن أن ترد بمحاكمة أمريكيين بتهمة تمويل تنظيم «بي كا كا» الإرهابي
إسماعيل جمال

الجيش اللبناني وقوى الأمن ينفيان ما تناقلته وسائل إعلام عن سبب توقيف ضابط بشبهة مساعدة إرهابيين

Posted: 05 Jan 2018 02:13 PM PST

بيروت – «القدس العربي» : نفت قوى الامن الداخلي وقيادة الجيش اللبناني ما أوردته صحيفة «الاخبار» عن توقيف مخابرات الجيش ضابطاً في قوى الأمن الداخلي برتبة مقدّم، بشبهة تهريب أسلحة ومواد غذائية ومحروقات إلى المجموعات الإرهابية في الجرود. وأصدرت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي شعبة العلاقات العامة بياناً أوضحت فيه ما يلي:
«أولاً: إن الضابط المذكور قد أوقف سابقاً بجرم آخر، ويُلاحق أمام القضاء العسكري، وقد أخلي سبيله، ومن ثم أعيد توقيفه بعد متابعة المحاكمة، بحيث صدر بحقه مذكرة توقيف وجاهية بتاريخ 29/11/2017 بالجرم ذاته. إضافةً إلى ذلك فإنه قد حوكم تأديبياً من قبل المؤسسة، وهو حالياً في حالة انقطاع عن الخدمة. لذلك فإن مضمون الخبر المتداول عارٍ عن الصحّة.
ثانياً: تهيب المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بوسائل الإعلام، توخي الدقة والموضوعية، وتطلب منها نشر هذا التوضيح، وتتمنى عليها استقاء المعلومات الدقيقة من شعبة العلاقات العامة». كما صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه التوضيح الآتي «نشرت إحدى الصحف المحلية خبراً تحت عنوان «توقيف ضابط بتهمة مساعدة إرهابيين» مفاده أن مديرية المخابرات أوقفت ضابطاً في قوى الأمن الداخلي برتبة مقدّم، بناءً على اعترافات الشيخ العرسالي مصطفى الحجيري المعروف بـ»أبو طاقية».
يهمّ قيادة الجيش أن تنفي صحة هذا الخبر وتدعو إلى توخّي الدّقة في تناول أي معلومات تتعلّق بالمؤسسة العسكرية، والعودة إليها للتثبّت من صحة هذه المعلومات قبل نشرها». وأفيد بأن الضابط كان آمراً لفصيلة عرسال، وسبق أن صدر قرار بانقطاعه عن العمل على خلفية التحقيق معه في شبهة مشاركته في ملكية معمل لإنتاج الكبتاغون في البلدة. وقد أوقف سابقاً، قبل أن يُخلى سبيله، لتعيد الاستخبارات توقيفه بشبهة تهريب اسلحة.

الجيش اللبناني وقوى الأمن ينفيان ما تناقلته وسائل إعلام عن سبب توقيف ضابط بشبهة مساعدة إرهابيين

سعد الياس

70 عاما على تفجير «الهاغاناه» لفندق سميراميس في القدس المحتلة

Posted: 05 Jan 2018 02:13 PM PST

الناصرة – «القدس العربي»: صادفت أمس الذكرى الـ70 لقيام العصابات الصهيونية الإرهابية بتفجير فندق سميراميس في مدينة القدس المحتلة ما تسبب باستشهاد20 فلسطينيًا.
ففي يوم 5 كانون الثاني/ يناير 1948، أقدمت منظمة الهاغاناه الإرهابية الصهيونية على نسف فندق سميراميس  في حي القطمون الفلسطيني في الشطر الغربي من القدس، ما أدى إلى استشهاد عشرين مدنيًا فلسطينيًا، وجرح عشرين آخرين. كان من بين ضحايا التفجير الإرهابي نساء وأطفال أكثرهم من عائلة فلسطينية واحدة هي عائلة أبو صوّان التي لجأ أفرادها إلى الفندق لأنه يقع في منطقة بعيدة عن المناطق التي يدور فيها القتال.
ونشطت الهاغاناه لسنوات بدعم من سلطات الانتداب البريطاني في تنفيذ هجمات إرهابية ضد الشعب الفلسطيني هدفت إلى دفعه للهجرة تحت تأثير الإرهاب والفزع.
وأسست هذه المنظمة الصهيونية العسكرية في القدس المحتلة في 1921، وقد أنضم إليها عند تأسيسها عدد كبير من أفراد الفيلق اليهودي، الذي قاتل إلى جانب بريطانيا في الحرب العالمية الأولى. ونفذت الهاغاناه  عدة مجازر بحق مدن وقرى فلسطينية، بدافع الإرهاب خلال عملية تطهير عرقي منهجية وشكلت لاحقًا النواة الرئيسية للجيش الإسرائيلي. وسمحت بريطانيا لـلهاغاناه بتشكيل قوة من الشرطة قوامها 22 ألف جندي، كما ساعدتها على إنشاء قوة ضاربة تابعة لها نعتت بـ « البلماح « بقيادة ييغال آلون، وفرق الفتيان والفتيات.
وحينما دنا موعد إعلان إسرائيل على حساب أراضي فلسطين في منتصف مايو/ أيار 1948 كانت هذه العصابة قد بلغت حدًا من التنظيم والتسليح والإعداد، سمح لها أن تتحول إلى جيش نظامي.
واعتبرت الهاغاناه تفجير فندق سميراميس عملا مطلوبا بحجة ان قياديين فلسطينيين كانوا فيه وقتذاك. ويوضح المؤرخ الفلسطيني البارز عارف العارف أن سيدتين نجتا بعد ان أخرجتا من تحت الركام.  وكان  من بين القتلى نساء وأطفال أكثرهم من عائلة فلسطينية واحدة هي عائلة أبو صوّان التي لجأ أفرادها إلى الفندق لأنه يقع في منطقة بعيدة عن القتال، كما قتل ايضا نائب القنصل الإسباني. ويروى أن القائد الشهيد عبد القادر الحسيني قائد الجهاد المقدس كان في الفندق في ذلك اليوم لبحث المخاطر التي هددت حي القطمون، وانه غادر الفندق قبل وقوع الحادث ببضع دقائق.
كان لهذا الحادث الوقْع الذي كانت تخطط له الصهيونية إذْ أنّ الرعب دبّ على أثره بين سكان الحي، فراحوا يرحلون عن منازلهم. وفي تلك الفترة من مطلع عام النكبة اقترفت العصابات الصهيونية جريمة وحشية في مدينة يافا، في الشارع المقابل للسرايا القديمة.
وتفيد مصادر تاريخية فلسطينية أنه ذهب ضحية التفجيرين العديد من الفلسطينيين، منهم صبحي الطاهر سكرتير تحرير جريدة «الوحدة»، وراغب الدجاني وزكي هاشم الدرهلي وسعيد إسماعيل شنير ويوسف القنة وسعاد الزين ونمر المدهون، من العاملين في مركز الخدمات الاجتماعية، وأربعة أشقاء وأبناء عمومة من عائلة جبر في يافا هم عبد الوهاب، أحمد، إبراهيم وعبد الفتاح جبر، ماتوا تحت أنقاض السرايا القديمة.
ونشرت جريدة الدفاع التي كانت تصدر في يافا في فلسطين، رئيس تحريرها إبراهيم الشنطي، الخبر على صدر صفحتها الأولى في العدد الصادر في السابع من كانون الثاني/يناير عام 48، كما نشرت بيانات نعي من قبل نقابة الصحافيين العرب في القدس، والنادي الرياضي الإسلامي في الرملة، والنادي العربي في يافا، بالإضافة إلى دائرة الشؤون الاجتماعية في القدس ورئيس وأعضاء بلدية يافا.

70 عاما على تفجير «الهاغاناه» لفندق سميراميس في القدس المحتلة

مسؤول في الأمم المتحدة لـ «القدس العربي»: تنفيذ تهديدات ترامب المالية يعني انهيار «الأونروا»… والمانحون العرب لم يلتزموا بتعهداتهم

Posted: 05 Jan 2018 02:12 PM PST

غزة ـ «القدس العربي» : كشف مسؤول في الأمم المتحدة لـ «القدس العربي»، أن وقف تقديم الولايات المتحدة مساعدتها المالية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» يعني «انهيار» هذه المنظمة، كون واشنطن تعد من أكبر المانحين. وأشار في الوقت ذاته إلى أن غالبية المانحين العرب لم يوفوا بالتزاماتهم المالية تجاه هذه المنظمة التي شكلت من أجل مساعدة لاجئي فلسطين في خمس مناطق عمليات. وأعرب عن خشيته من تصاعد الهجوم الإسرائيلي ضد «الأونروا» بعد تصريحات وزير التعليم المتشدد نفتالي بينيت.
وأكد المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن تنفيذ تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بوقف تقديم المساعدات المالية لـ»الأونروا» سيوقف غالبية المشاريع التي تنفذها هذه الوكالة الدولية لقطاعات اللاجئين الفلسطينيين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وسوريا ولبنان، مشيرا إلى أن لاجئي غزة سيصيبهم الجزء الأكبر من النقص، خاصة في ظل وجود برامج كثيرة تنفذها «الأونروا» بهدف منع انهيار الأوضاع في القطاع المحاصر منذ 11 عاما.
وأوضح المسؤول أن الولايات المتحدة تقدم نحو 40% من موازنة «الأونروا» وأنها تعد الداعم الأكبر لهذه المنظمة، وتحدث عن تأثر برنامج الصحة والتعليم والمساعدات الاجتماعية حال نفذ التهديد الأمريكي.
وكشف النقاب على أن «برامج الطوارئ» التي تنفذ في غزة ستتوقف حال طبق قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفي مقدمتها برنامج «الكوبونات الغذائية» الذي يستفيد منه مليون لاجئ في قطاع غزة. وحسب المصدر فإن الموازنة العامة لـ الأونروا» لا تزال تعاني من نقص كبير، وأن نداءها للدول العربية مؤخرا من أجل القيام بسد قيمة العجز الذي هدد قدرتها على دفع رواتب موظفيها لا يزال قائما، كاشفا أيضا أن غالبية الدول العربية لم تلتزم بتقديم الدعم المالي لهذه المنظمة.
وقال أيضا إن قيمة الدعم المالي العربي لـ «الأونروا» خلال السنوات الماضية شكل فقط ما مجموعة 7% من قيمة الاحتياجات.
وكان المفوض العام لـ»الأونروا» بيير كرينبول، قد قال قبل التهديد الأمريكي بوقف المساعدات، إن عجز الموازنة العملياتية للوكالة السنة الماضية بلغ 77 مليون دولار، محذرا من انعكاس ذلك على الخدمات المقدمة للاجئين.
وأوضح أن هذا العجز سيعرض للخطر سبل وصول اللاجئين إلى الخدمات في كافة أقاليم العمليات، وأطلق خلال الاجتماع الأخير للجنة الاستشارية لـ «الأونروا» في العاصمة الأردنية عمان قبل أكثر من شهر «نداءً عاجلا» من أجل القيام بعمل جماعي لإغلاق هذه الفجوة التمويلية الحرجة.
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي هدد بقطع المعونات المالية للفلسطينيين، واتهمهم بأنهم لم يقدروا هذه المساعدات، وذلك ضمن تغريدة كتبها على موقع «تويتر»، وذلك بعد أن كشفت نيكي هيلي، مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة عن خطط أمريكية لوقف تمويل «الأونروا».
وقال الناطق الرسمي بـ «الأونروا» سامي مشعشع، إنه لم يتم إعلامهم بأي تغييرات في التمويل الأمريكي،، مضيفا «سنعمل بلا هوادة مع كافة شركائنا لتغطية المتطلبات التمويلية لعام 2018، ونحن ممتنون لهم على دعمهم».
وأظهرت الأرقام التي أوردها مشعشع حول أموال دعم «الأونروا» من المانحين، أن الولايات المتحدة تأتي في الصدارة، يليها الاتحاد الأوروبي، بأقل من نصف ما تقدمه واشنطن.
وبما يعكس حجم الخشية من تأثر خدمات «الأونروا» كان رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور زكريا الأغا، قد دعا لعقد اجتماع طارئ للجنة الاستشارية لـ «الأونروا»، للوقوف أمام التهديدات الأمريكية، والتباحث عن آليات وبدائل لمواجهة التهديدات، بما يحافظ على استمرارية عمل وكالة الغوث في تقديم خدماتها. وطالب الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها تجاه «الأونروا».
وشدد الأغا في بيان صحافي أصدره على ضرورة ان تتحمل الأمم المتحدة مسؤولياتها تجاه «الأونروا» والخطر الذي يهدد ميزانيتها الاعتيادية من خلال تخصيص ميزانية ثابتة لها من الميزانية العامة، باعتبار الجمعية العامة للأمم المتحدة والدول المنضوية تحت مظلتها هي التي انشأت «الأونروا» بقرار منها، وهي صاحبة الولاية عليها، والمسؤولة عن توفير الموازنة لها.
وفي السياق أعرب المسؤول الأممي عن خشيته من استمرار عمليات التحريض الإسرائيلية ضد «الأونروا»،  وآخرها للوزير بينيت، وقال إن الهدف من ورائها الضغط على متبرعين آخرين غير أمريكا لوقف دعمهم المالي المقدم.
وكان هذا الوزير الإسرائيلي الذي يتزعم حزب «البيت اليهودي» المتطرف قد طالب أمس الإدارة الأمريكية بوقف تمويلها، وانتقد بذلك ما نشر مساء أول من أمس من أن وزارة الخارجية الإسرائيلية تعارض تهديد الرئيس ترامب بإلغاء المساعدات المالية لـ «الأونروا» إذا رفض الفلسطينيون العودة الى المفاوضات مع «إسرائيل»؛ خشية تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع.
وادعى أن «الأونروا» تعد «منظمة تدعم الإرهاب»، وقال إن»وجودها يكرس الوضع السيىء لسكان قطاع غزة».
وتوقع بينت أن تدعم جميع الهيئات الحكومية في إسرائيل قرارا يقضي بتقليص ميزانية منظمة تشغل من وصفهم بـ»إرهابيين حمساويين» وتخبئ صواريخ داخل مدارسها، حسب مزاعمه.
وتقول «الأونروا» إن الدعم المالي المقدم لها لا يواكب مستوى النمو في الاحتياجات، وإنه نتيجة لذلك فإن الموازنة البرامجية لها التي تعمل على دعم تقديم الخدمات الرئيسة، تعاني من عجز كبير.
وتأسست الأونروا كوكالة تابعة للأمم المتحدة بقرار من الجمعية العامة في عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية لحوالي خمسة ملايين لاجئ من فلسطين مسجلين لديها.
وتقتضي مهمتها بتقديم المساعدة للاجئي فلسطين في الأردن وسورية ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة ليتمكنوا من تحقيق كامل إمكاناتهم في مجال التنمية البشرية، وذلك إلى أن يتم التوصل لحل عادل ودائم لمحنتهم.

مسؤول في الأمم المتحدة لـ «القدس العربي»: تنفيذ تهديدات ترامب المالية يعني انهيار «الأونروا»… والمانحون العرب لم يلتزموا بتعهداتهم

مسؤول في «الكتلة التركمانية» لـ «القدس العربي»: سنشارك في «سوتشي» إذا ضمّنا حصولنا على حقوقنا الدستورية

Posted: 05 Jan 2018 02:12 PM PST

حلب – «القدس العربي»: أكد مسؤول العلاقات الخارجية في الكتلة الوطنية التركمانية وعضو منصة القاهرة الدكتور أحمد جقل أن الكتلة الوطنية التركمانية تنتظر أجندة مؤتمر سوتشي، حيث أنه في حال اتضح بأن المؤتمر سينتج عنه ما تجاهلته المعارضات الأخرى في الحصول علی الحقوق الدستورية للتركمان فسنشارك في هذا المؤتمر.
وقال الدكتور جقل في حديث لـ«القدس العربي»، إن التركمان يطمحون لأن يكون لهم دور في مستقبل سوريا وأن يضمن حقوقهم الدستورية والقومية، وبالتالي فإن التركمان «بكل مؤسساتنا أو مستقلين وحزبيين نطمح في أن يكون لنا دور في بناء سوريا ديمقراطية موحدة، مما يعني أن أي مؤتمر يؤمن هذا الطموح نحن مستعدون للمشاركة فيه، بما في ذلك سوتشي».
وتمنى جقل أن تتم دعوة التركمان بمختلف اطيافهم إلى مؤتمر سوتشي لإيجاد حل للأزمة السورية ومناقشة الدستور الجديد و تهيئة الطريق أمام انتخابات ديمقراطية لتحقيق انتقال الحكم لمن ينتخبه الشعب السوري وانهاء معاناة الناس واطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين وتأمين عودة المهجرين.
كما أكد على أن هناك بوادر مشاركة في مؤتمر سوتشي، إلا أن القرار التركماني مرتبط باجندات اقليمية، حيث أن هناك البعض سيشارك في المؤتمر، وهناك أحزاب أخرى مثل حزب النهضة التركماني أصدر قراره بعدم الذهاب إلى سوتشي. وأشار إلى أن المؤتمرات الفاشلة منذ 7 سنوات لم تحقق نجاحاً، حيث أن سوريا اليوم أقرب إلى التقسيم، لذلك فإنهم «حفاظاً على وحدة أراضيها وحقوق مكوناتها سندعم كل عمل سياسي في هذا الاتجاه»، إلا أنه استطرد قائلاً «هذا لا يعني أننا مقررون سلفاً الانخراط في كل المؤتمرات»، حيث نتابع عن كثب التوافقات الدولية والاقليمية، وبالتالي فإن كل مؤتمر يتناقض مع طموحات الشعب السوري ولا يرقی إلى مستوی أهداف الثورة لن نكون جزءاً منه وفق قوله.
وأكد عدم وجود تناقض بين جنيف وسوتشي لافتاً إلى أن البيان الختامي للرياض 2 انحرف عن جنيف 1 والقرار 2254، وبالتالي فإن مؤتمر سوتشي هو مؤتمر موازٍ لجنيف الذي سيناقش فيه السلل نفسها التي نوقشت علی طاولة جنيف، وأي حل نهائي سيكون حتما تحت مظلة الأمم المتحدة (جنيف) وباقرار مجلس الامن.
وردا على سؤال حول دعوة التركمان إلى مؤتمر سوتشي قال جقل «إلى الآن لم تتم دعوة أي مؤسسة تركمانية إلى المؤتمر»، لكنه كشف عن تكليف العقيد أحمد عثمان من الأستانة لدعوة 50 شخصية تركمانية إلى المؤتمر، الذي بدوره يقوم بذلك، لكننا لا نعلم، ما هي الآلية والأجندة لذلك سوى عرضه علی بعض الشخصيات للحضور.
وأوضح أن الكتلة التركمانية ليست الحزب بعينه وانما المجموعة التركمانية الممثلة تحت راية المجلس في الائتلاف وقد صرح رئيس المجلس سابقاً بنيتهم المشاركة في المؤتمر، أما حزب الكتلة الوطنية التركمانية المنقسمة إلى حزبين تحت المسمی نفسه فلم تأتهم دعوة مباشرة، إلا أن العقيد أحمد عثمان يتصل بعدة شخصيات من كل الانتماءات من أجل دعوتهم للمؤتمر.
وأضاف أن التركمان منقسمون بين مؤيد ومعارض لحضور مؤتمر سوتشي، فالمجلس التركماني واحزابه ممثلون في الإئتلاف الوطني السوري، وهناك آخرون في مجموعة القاهرة إضافة إلى المستقلين، وبالتالي فإن كل مجموعة ستحدد قرارها حسب انتمائها بـ»أخذ» المصلحة التركمانية بعين الاعتبار.
يذكر أن روسيا وتركيا وإيران وهي الدول الضامنة لوقف إطلاق النار في سوريا، قد اتفقت في اجتماع أستانة-8 على عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في منتجع سوتشي الروسي يومي 29 و30 يناير/كانون الثاني الحالي، حيث ستعقد الدول الثلاث لقاء خاصاً في منتجع سوتشي يومي 19 و20 من الشهر نفسه في إطار التحضير للمؤتمر، وفق ما جاء في البيان الختامي لاجتماع أستانة.

مسؤول في «الكتلة التركمانية» لـ «القدس العربي»: سنشارك في «سوتشي» إذا ضمّنا حصولنا على حقوقنا الدستورية

عبد الرزاق النبهان

«فاش نستناو» حملة جديدة تجتاح المدن التونسية وتطالب الحكومة بخفض الأسعار

Posted: 05 Jan 2018 02:12 PM PST

تونس – «القدس العربي»: تثير حملة جديدة تدعو للتظاهر ضد ارتفاع الأسعار وتجتاح مواقع التواصل وعددا من المدن التونسية، جدلًا كبيرًا في البلاد، فبعد أيام من إطلاقها من قبل عدد من النشطاء أعلن عدد كبير من الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية دعمها، فيما أوقفت السلطات بعض أعضائها والتحقيق معهم بعد كتابتهم منشورات عدة على الجدران، قبل أن يتم الإفراج عنهم في ظل استنكار عدد من أحزاب المعارضة.
وأطلق عدد من النشطاء حملة جديدة بعنوان «فاش نستناو» (ماذا ننتظر) تطالب الحكومة التونسية بـ «التخفيض في أسعار المواد الأساسية والتراجع عن خوصصة المؤسسات العمومية وتوفير التغطية الاجتماعية والصحية للمعطلين من العمل وتوفير المساكن الاجتماعية للعائلات ذات الدخل المحدود والترفيع في منحة العائلات المعوزة وتشغيل فرد من كل عائلة ومراجعة السياسة الجبائية بما يراعي الدخل الفردي وإطلاق خطة وطنية استراتيجية وشاملة لمحاربة الفساد».
وقال عضو الحملة أنيس الحرّاثي في تصريح خاص لـ «القدس العربي»: «الحملة أطلقها مجموعة من شباب الثورة يوم 3 جانفي /كانون الثاني 2018 في ذكرى اندلاع ثورة الخبز (التي خلّفت عشرات الضحايا خلال حكم بورقيبة)، وهي تهتم بكل ما يتعلق بالمطالب الشعبية في تونس خاصة قانون المالية الجديد والزيادات الأخيرة والخيارات الاقتصادية التي تسير بها الحكومات المتعاقبة بعد الثورة، وهي مفتوحة لجميع الناس بخلفياتهم السياسية والشبابية والاجتماعية».
وأضاف «الحملة انطلقت في تونس العاصمة حيث قمنا بعدة حملات (الكتابة على الجدران) ووزعنا البيانات، وتلقينا بعد ساعات تجاوبا من قبل نشطاء في عدة ولايات أخرى، حيث تم تشكيل تنسيقيات للحملة في ولاية سوسة والمنستير (شرق) والقيروان (وسط) وقابس (جنوب شرق) وغيرها ومن المنتظر أن تنتشر الحملة في كامل التراب التونسي».
وأشار الحراثي إلى أن الحملة تتلقى دعما من عدد من أحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني كالجبهة الشعبية والرباطة التونسية لحقوق الإنسان والجمعية التونسية للمحامين الشبان و»جميع الأطراف التي لديها لديها خيارات اقتصادية واجتماعية تتعارض مع الائتلاف الر جعي الحاكم والتي تبنتها حكومات ما بعد الثورة».
وأضاف «لدينا دعوة لتحرك كبير يوم الجمعة الثاني عشر من الشهر الحالي في مقر ولاية تونس، وسنقوم حتى ساعتها بحملة تعبئة ودعاية للحملة، ونحن نرغب بمجيء المواطنين وتقديم مطالبهم للولاية، حيث قمنا بحملات توعية عديدة داخل بعض الأحياء الشعبية في العاصمة مثل باب الفلة والسيجومي والتضامن والجبل الأحمر وغيرها».
وكانت السلطات التونسية اعتقلت الأربعاء ثمانية من أعضاء حملة «فاش نستناو» بعد قيامهم بكتابة شعار الحملة على جدران المباني في العاصمة وتوزيع منشورات للتعريف بهذه الحملة، قبل أن يتم إطلاق سراحهم فجر الخميس بعدما تطوع خمسة عشر محاميا للدفاع عنهم».
ويتم حاليا التحقيق مع الناشطة والمدونة هاجر العوادي (أحد أعضاء الحملة)، والتي سبق أن نشرت فيديو على صفحتها في موقع «فيس بوك» تناقله عشرات المستخدمين، قالت فيه مُخاطبة التونسيين «ماذا تنتظرون كي تتحركوا، متى ستخرجون وتطالبون بحقكم؟ متى ستتعلمون أن تقولوا: لا؟ جوّعوكم فقّروكم همّشوكم وأنتم ساكتون، قانون المالية بدل أن يقضي على الفقر سيقضي على الفقراء، بلادنا الأولى في التمر والزيت والبرتقال والخضر ومع ذلك أسعارها ترتفع»، متهمة كل من رئيسي الجمهورية والحكومة وأعضاء البرلمان بمحاولة «قتل» التونسيين.
وتفاعل عدد كبير من السياسيين والنشطاء مع الحملة الجديدة واستنكروا اعتقال أعضائها، حيث كتب سمير بن عمر رئيس الهيئة السياسية لحزب «المؤتمر من أجل الجمهورية»: «مهزلة بأتم معنى الكلمة: ايقاف الناشطة هاجر العوادي بسبب نشر فيديو تدعو فيه التونسيين للخروج الى الشارع والاحتجاج على غلاء الأسعار. كما أوقفت معها زميلتها خلود بن حمزة بداعي تصوير الفيديو وزميلها نادر السنوسي الذي اتهم بمصافحتها! والأغرب من كل هذا إحالتهم جميعا إلى الوحدة الوطنية لمكافحة الارهاب بالقرجاني! أدعو كل التونسيين لتحدي سلطة الإرهاب ونشر فيديوات يعبرون فيها عن آرائهم الحرة من سياسات السلطة الساقطة».
وأضاف شيد الترخاني رئيس حزب «جبهة الإصلاح» الإسلامي «اعتقال الحقوقية هاجر العوادي واقتيادها إلى منطقة القرجاني بعد الفيديو الذي نشرته على شبكة التواصل الاجتماعي الذي طالبت فيه المواطنين بالخروج والمطالبة بحقوقهم، سيظل فضيحة وإساءة لمسار الانتقال الديمقراطي وللدستور الذي يضمن الحريات الشخصية وحرية التعبير للتونسيين».
وأشار هشام عجبوني القيادي في حزب «التيار الديمقراطي» إلى أن التظاهر هو حق دستوري، مضيفا «من حق كل تونسي الدعوة إلى التظاهر السلمي وهذا لا يُعتبر منّة من السلطة وإنّما حق من الحقوق التي يكفلها الدستور. الرجوع إلى ممارسات العهد البائد ومحاولة «خنق» الأصوات المعارضة لسياسات السلطة الحاكمة مرفوض ومُدان، و يزيد في حالة الاحتقان التي تعرفها البلاد».
وطالب الناشط السياسي النائب الجديد ياسين العيّاري بمساءلة وزير الداخلية بعد إيقاف أعضاء حملة «فاش نستناو»، وكتب على صفحته في موقع «فيسبوك»: «هذا النظام أصابته حالة من التخبط والسُعار والبارانويا ودخل مرحلة الاحتضار، فأصبح يبحث على مواجهة مفتوحة مع الجميع يستمد منها سببا لتواصل وجوده، الحرب بين أجنحة النظام (القصبة وقرطاج، أو أجنحة أخرى بدوافع وإرتباطات إقليمية) وصلت حدا (غير مقبول). الحرية حالا للموقوفين وإن كان في البلد رجل رشيد فليوقف المهزلة! الناس يائسة وليس هذا وقت الحماقات».
وشهدت تونس في وقت سابق عدة حملات مشابهة من بينها حملة «مانيش مسامح» (لن أسامح) الرافضة لقانون «المصالحة» التي تحولت إلى حراك اجتماعي وسياسي كبير ضم عددا كبيرا من الأحزاب والمنظمات الاجتماعية، فضلا عن حملة «موش على كيفك» التي تطالب بإلغاء مشروع قانون زجر الاعتداءات على قوات الأمن.

«فاش نستناو» حملة جديدة تجتاح المدن التونسية وتطالب الحكومة بخفض الأسعار

الحكومة المغربية تتنصل من مسؤولية المتابعة القضائية لأربعة صحافيين ومستشار برلماني

Posted: 05 Jan 2018 02:11 PM PST

الرباط – «القدس العربي»: قال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية إن حكومته لا دخل لها في موضوع المتابعة القضائية لأربعة صحافيين على خلفية تسريب معطيات لجنة تقصي الحقائق حول التقاعد، وحمل المسؤولية إلى رئيس لجنة التقصي، المنتمي إلى حزب الأصالة والمعاصرة.
وقال مصطفى الخلفي بعد اجتماع لمجلس الحكومة إن بلاغ رئيس مجلس المستشارين، (الغرفة التشريعية الثانية) الذي صدر، االخميس، بخصوص الموضوع، «كان واضحا ودقيقا، عندما قال إن الموضوع نتج عن رسالة من طرف رئيس لجنة تقصي الحقائق في مجلس المستشارين».
وأكد الخلفي أن وزير العدل والحريات في حينه اقتصر دوره على الإحالة فقط، ولم يكن ذلك «بمبادرة من وزير العدل أو الحكومة، والموضوع جاء بناء على رسالة رئيس لجنة تقصي الحقائق، وهو ما أكده بلاغ رئيس المجلس».
ورفض الخلفي التعليق على متابعة الصحافيين قضائيا، وقال »الموضوع في مسطرة قضائية ومن الصعب علي التعليق عليه لأن هناك استقلالية للسلطة القضائية» وأن قانون الصحافة، والنشر نص على أن كل ما وردت بشأنه عقوبة في قانون الصحافة، والنشر لا يطبق عليه أي قانون آخر.
واصدر حكيم بنشماس رئيس مجلس المستشارين بلاغا يؤكد فيه أنه لم يرفع أي دعوى أمام القضاء لمتابعة مستشار برلماني، وصحافيين، وإنما أحال مراسلة توصل بها من قبل عزيز بنعزوز، رئيس اللجنة النيابية لتقصي الحقائق إلى وزير العدل، والحريات، يطلب فيها فتح تحقيق. واستدعى وكيل الملك (النائب العام) في الرباط، يوم الثلاثاء الماضي، كلا من الصحافيين عبد الحق بلشكر، ومحمد أحداد، وكوثر زاكي، وعبد الإله ساخير، إضافة إلى عضو مجلس المستشارين عن الفريق الكونفدرالي في مجلس المستشارين، عبد الحق حيسان، على خلفية نشر مقالات تتعلق بلجنة تقصي الحقائق حول صندوق التقاعد، والمتابعة بتهمة «إفشاء السر المهني والمشاركة في نشر معلومات تتعلق بعمل لجنة تقصي الحقائق حول التقاعد».
وخلف القرار الذي اتخذه رئيس مجلس المستشارين رفقة رئيس اللجنة المؤقتة لتقصي الحقائق حول صندوق التقاعد عزيز بنعزوز والقاضي بمتابعة أربعة صحافيين نشروا خبرا يتعلق بعمل اللجنة إضافة إلى مستشار برلماني، موجة من الغضب في صفوف الجسم الإعلامي المغربي. واعتبر عدد من الإعلاميين، أن متابعة بنشماش وبنعزوز لأربعة صحافيين ومستشار برلماني عن الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، يهدف إلى إخراس الصحافة ومنعها من حق دستوري يضمن حق الحصول على المعلومة، معبرين عن أسفهم للمتابعة التي قد تصل عقوبتها لـ 5 سنوات سجنا.
يشار إلى أن وكيل الملك في المحكمة الابتدائية في الرباط، قرر الثلاثاء المتابعة القضائية لكل من المستشار البرلماني عن الكنفدرالية الديمقراطية عبد الحق حيسان، والصحافيين محمد أحداد، عبد الحق بلشكر، كوثر زاكي، عبد الإله ساخير.
ونقلت صحيفة العمق عن مصدر مقرب من حكيم بنشماش أن ما صرح به المستشار البرلماني عبد الحق حيسان من كون متابعته جاءت بسبب الموقف الذي أبداه من دخول وفد إسرائيلي يرأسه وزير الأمن السابق عمير بيرتس إلى مجلس المستشارين، هو أمر عار من الصحة.
واعتبرت منظمة حريات الإعلام والتعبير «حاتم»، أن المتابعة القضائية لأربعة صحافيين وبرلماني من قبل رئيس مجلس المستشارين، على خلفية شكاية ضدهم بدعوى «إفشاء» معطيات لجنة تقصي الحقائق التي شكلها المجلس للبحث في ملف إفلاس صندوق التقاعد، هو «اعتداء على الفصل 27 من الدستور الذي يضمن الحق في الحصول على المعلومات». وقالت المنظمة إن الإصرار على متابعة الصحافيين بقوانين أخرى غير قانون الصحافة والنشر، «خرق لقواعد حماية حرية الإعلام وأدواره في الكشف عن الحقائق ولاستقلالية الصحافة والصحافيين»، مستغربة هذه المتابعة بسبب العودة للقضية بعد شهور عديدة من إثارتها، عوض متابعة المسؤولين عن إفلاس صناديق التقاعد وتفعيل نتائج و خلاصات التقرير. وأوضحت أن هذه القضية «تمثل نموذجا آخر للتعامل السلبي لمؤسسات الدولة مع حرية الإعلام والحق في الحصول على المعلومات»، وأن هذا الأمر يأتي «ضمن توجه تراجعي لا يستهدف الحقوق والحريات فقط بل يمس أيضا حتى ما ورد في الدستور من منطلقات لبناء الديمقراطية، ومن ذلك المساس بفصل السلط من خلال عرقلة أدوار المراقبتين البرلمانية والإعلامية على الجهاز التنفيذي، والإصرار على الانتقام من المعارضين وذوي الآراء النقدية و الانتقادية لسياسات وممارسات مؤسسات الدولة، وقد وصلت هنا إلى برلماني منتخب كمناضل نقابي».
وسجلت «حاتم» إن مسؤولية مجلس المستشارين «لا تتوقف إزاء هذا الحق عند إقرار قانون جيد للحق في الحصول على المعلومات، بل تمتد إلى أن يقدم النموذج في ممارسته، وتأتي هذه القضية لتشكك في هذا الاتجاه، وتضاف إلى عمل أطراف من داخله على إدخال تعديلات سلبية على مشروع قانون الحق في الحصول على المعلومات داخل اللجنة المعنية، مثل إدراج «سرية أعمال لجن تقصي الحقائق » ضمن الاستثناءات، في الوقت الذي تدعو فيه الخطابات الرسمية للشفافية وربط المسؤولية بالمحاسبة»
وأضافت «لئن كان الكشف عن بعض جوانب أعمال لجان تقصي الحقائق يتطلب انتظار إصدار التقرير كاملا، فذلك لا يعفي اللجنة والمجلس الذي شكلها من إطلاع الرأي العام على أطوار وتطورات عملها، لاسيما وأن القضية تهم فئات واسعة من المواطنات والمواطنين. ولعل عدم تفعيل نتائج عدة لجان للتقصي يعود إلى جانب أسباب أخرى إلى عزل تلك اللجان عن سياقها الزمني وإطارها العام، بما في ذلك التقصير في التفاعل مع الرأي العام عبر وسائل الإعلام في صلب القضايا وفي إبانها». ودعت «حاتم» مجلس المستشارين لسحب الشكاية المذكورة، وطالب مجلسي البرلمان بـ«التفاعل إيجابا مع التعديلات التي اقترحتها الشبكة المغربية للحق في الحصول على المعلومات، وضمنها منظمة حاتم، على مشروع قانون الحق في الحصول على المعلومات لينسجم مع روح الدستور وضمنه الفصل 27، وليكون في مستوى المعايير الدُّولية والحقوقية في المجال»، داعية الفعاليات الحقوقية والديمقراطية للاستجابة للمبادرة التي تطلقها المنظمة من أجل الدعم الجماعي للمناضل البرلماني والصحافيين الأربعة.

الحكومة المغربية تتنصل من مسؤولية المتابعة القضائية لأربعة صحافيين ومستشار برلماني

محمود معروف

28 ألف يهودي يقتحمون الأقصى وتهويد 22 في المئة من البلدة القديمة

Posted: 05 Jan 2018 02:11 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: أصدر مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية تقريره السنوي «حصاد» حول الانتهاكات الاسرائيلية في المدينة المقدسة خلال عام 2017 الماضي. ورصد التقرير أبرز انتهاكات الاحتلال من الشهداء والمعتقلين والاستيطان والمشاريع التهويدية، وهدم المنازل وغيرها من جرائم الاحتلال بحق القدس والمقدسيين.

المشاريع التهويدية

واصلت سلطات الاحتلال سياستها الممنهجة لتهويد المدينة المقدسة خلال عام 2017 لتغيير طابعها العربي الإسلامي والمسيحي، وتزوير الرواية التاريخية. وافتتحت أنفاقاً استيطانية تربط بين مدينة القدس المحتلة وتل أبيب بمدة زمنية لا تتجاوز نصف ساعة، وتم افتتاح نفق في المنطقة الجنوبية للمسجد الأقصى على مسافة 200 متر من باب المغاربة، بالإضافة الى بدء تنفيذ مشروع ربط حائط البراق بالقطار القادم من تل ابيب من خلال حفر نفق بعمق 50 مترا ويصل طوله الى كيلومترين، وبناء قطار هوائي يصل حائط البراق بجبل الزيتون. ونشرت شركة «موريا» تصورا لمشروع في منطقة التلة الفرنسية يشمل شبكة أنفاق بطول 4.5 كيلومترات منها أنفاق ذات مسارين باتجاه مستوطنة معاليه ادوميم الى الشرق.
وصادقت بلدية الاحتلال على ميزانيتها السنوية التي بلغت 7.37 مليار شيكل، وهي أضخم ميزانية في تاريخ المدينة منذ احتلالها عام 1967، فيما أُسس صندوق «ميراث جبل الهيكل» بمبلغ مليوني شيكل لترويج ارتباط اليهود بالمسجد الأقصى، وطرح ما يسمى بـ»صندوق تراث حائط المبكى» عطاء لتشييد البنية التحتية الخاصة بالمشروع التهويدي «بيت هاليباه» الذي سيخصص لأغراض سياحية ويشمل هذا المشروع على بناء تصل مساحته إلى 4 آلاف متر.

أسرلة التعليم

وفرض الاحتلال عطلة الربيع على مدارس مدينة القدس في إطار محاربة المنهاج الفلسطيني، وأضربت المدارس العربية في القدس رداَ على فرض قرارات بلدية الاحتلال عليها. وتمت المصادقة على خطة خماسية طرحتها الحكومة الاسرائيلية تتضمن بناء غرف صفية جديدة في شرق القدس بغية زيادة عدد صفوف الأول الأساسي التي تعمل وفقاً للمنهج الاسرائيلي وزيادة نسبة الحاصلين على شهادة «البغروت» الإسرائيلية، حيث سيتم تخصيص حوافز مالية أكبر للمدارس في شرق القدس التي ستعمل وفقا للمنهاج الاسرائيلي، فيما قامت بلدية الاحتلال بإغلاق مدرسة النخبة في بلدة صور باهر بحجة أن منهاجها يعادي دولة الاحتلال.

سلوان والشيخ جراح

وتواصلت عمليات المصادرة والتهويد للعقارات في أحياء سلوان والشيخ جراح خلال 2017. ففي بلدة سلوان افتتح كنيس يهودي داخل عقار تمت السيطرة عليه عام 2015، وافتتحت السلطات الاسرائيلية ما يسمى بمطاهر الهيكل «المغطس» على أرض القصور الأموية، وقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إقامة مركز تاريخي يهودي في سلوان تحت اسم مركز «كيدم» الذي سيعرض فيه آثار وتاريخ ما يسمى «مدينة داوود»، فيما أبطل أهالي سلوان مشروعا استيطانيا لصالح جمعية «عطيرت كوهنيم» في حي بطن الهوا.
وفي حي الشيخ جراح أخلت شرطة الاحتلال عائلة شماسنة من منزلها الذي تقطنه منذ عام 1964، وصادرت خمسة دونمات من أراضي الحي قرب ما يسمى «قبر شمعون» بادعاء تقديم خدمات لفندق سياحي لم يبن بعد، رغم إقرار بنائه قبل 20 عاما.
وكشف النقاب عن أربعة مخططات بناء للمستوطنين في حي الشيخ جراح. وبحسب أحد المخططات سيتم إخلاء عائلة فلسطينية بهدف إقامة مبنى يتألف من 3 طوابق، يضم 3 وحدات سكنية. وبحسب مخطط آخر سيتم إخلاء 4 عائلات فلسطينية بهدف إقامة مبنى يتألف من 5 طوابق، يضم 10 وحدات سكنية. كما ناقشت اللجنة اللوائية مخططا لإقامة مدرسة دينية تلمودية في الحي قرب محطة الوقود، أما المخطط الرابع فهو إقامة مبنى لمكاتب يتألف من 6 طوابق، من قبل مستثمرين إسرائيليين في داخل الحي.

الاعتداء على المقابر الإسلامية

ولم تسلم المقابر الإسلامية في مدينة القدس من الاعتداءات ومن محاولات تهويدها خلال 2017، حيث أجرت سلطات الاحتلال أعمال حفر وتجريف في المقبرة اليوسيفية وإنشاء بنى تحتية لإقامة حديقة على مساحة من المقبرة التي تم تسييجها، وخلال أعمال الحفر تم نبش عدد من القبور، بالإضافة إلى هدم جزء من سور مقبرة الشهداء والتي تعد جزءا من المقبرة اليوسيفية.

وفي مقبرة باب الرحمة الإسلامية التي تضم أضرحة صحابة رسول الله، بدأت سلطات الاحتلال بأعمال تجريف واقتلاع الأشجار على طول جدار الشرقي للمسجد الأقصى، ويهدف المشروع الى إقامة حديقة توراتية، وصب قواعد خرسانية لتنفيذ مشروع القطار الهوائي «التلفريك».
وفي مقبرة مأمن الله أجرت سلطات الاحتلال أعمال حفر في المقبرة بذريعة تنفيذ أعمال خدماتية مما أدى لنبش عدد من القبور وظهور رفات الموتى، فيما قامت مجموعة من اليهود المتطرفين بتدنيس مقبرة الدجاني وتحطيم بعض شواهد القبور، وقامت سلطات الاحتلال بتسييج المقبرة المحاذية لحوش عويس في حي رأس العامود.

هدم بيوت المقدسيين

وهدمت جرافات الاحتلال 199 بيتاً ومنشأة للمواطنين المقدسيين خلال 2017، منها 95 بيتاَ و104 منشآت، وشملت عمليات الهدم معظم أحياء وبلدات المدينة المقدسة، وأدت الى تشريد نحو 76 أسرة من ضمنها 250 طفلا، فيما بلغت عمليات الهدم الذاتي 18 بيتا و12 منشأة قام أصحابها بهدمها ذاتياً تجنباَ لدفع غرامات مالية باهظه، وهدمت روضة للأطفال في تجمع جبل البابا في بلدة العيزرية جنوب شرق القدس المحتلة، وصادرت كل محتوياتها.

المشاريع الاستيطانية

وصادقت سلطات الاحتلال على بناء نحو 5500 وحدة استيطانية في القدس ومحيطها، كما قررت ضم 250 دونما تقع قرب مستوطنة «ارنونا» التي كانت حتى عدوان 1967 ضمن ما كان يسمى بالمنطقة الحرام قرب بلدة صور باهر ونقل هذه الأراضي وضمها لما يسمى بمنطقة «سيادة» بلدية القدس.
وستنقل سلطات الاحتلال من خلال بلديتها في مدينة القدس، حاجز عين يالو إلى عمق الأرض الفلسطينية في قرية الولجة المحتلة عام 1967 وذلك بمسافة كيلومترين، ما يعني مصادرة أكثر من ألفي دونم من أراضي القرية، بما فيها منطقة الحنية الأثرية، والتي تحتوي على نبع المياه الوحيد الذي تبقى في القرية.

الشهداء والمعتقلون

وقتلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي 12 مقدسيا من بينهم سيدة، وذلك خلال مواجهات أو عمليات أعدام على الحواجز الشرطية داخل المدينة المحتلة. وتصاعدت المواجهات داخل المدينة، نتيجة قيام سلطات الاحتلال بتركيب بوابات إلكترونية على أبواب المسجد الأقصى، فيما عرف «بمعركة البوابات»، بالإضافة إلى إعلان الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس كعاصمة لما يسمى دولة إسرائيل. وشهدت القدس أعلى نسبة اعتقالات باعتقال 2436 فلسطينيا، ثلثهم من القاصرين، علماً أن معظمهم كانوا قد تعرّضوا للاعتقال سابقاً وأُفرج عنهم بشروط، إما بغرامات مالية وكفالات مالية، أو ضمن ما يسمى بـ»الاعتقال المنزلي».

المسجد الأقصى والبلدة القديمة

وتعرض المسجد الأقصى لهجمة تهويدية غير مسبوقة، من خلال محاولة سلطات الاحتلال فرض التقسيم الزماني والمكاني بمحاولة وضع بوابات الكترونية على مداخله التي أفشلها المقدسيون من خلال الامتناع عن الصلاة داخل المسجد والاعتصام بالالاف على أبوابه حتى تمت إزالتها فيما بعد، وافتتح كنيس يهودي أسفل أساسات مصلى قبة الصخرة المشرفة بعد اثني عشر عاما من الحفر والتنقيب، وتكثفت اقتحامات المسجد الأقصى، حيث سجل اقتحام نحو 28 ألفا من المستوطنين والطلاب المتدينين ورجال المخابرات خلال العام المنصرم في ظل الاحتفالات بالأعياد اليهودية.
وفي البلدة القديمة استولى المستوطنون على محل تجاري لعائلة صب لبن، بالإضافة الى محل آخر في عقبة الخالدية بموجب قانون «الجيل الثالث» الذي يمهد للاستيلاء على مزيد من العقارات داخل البلدة القديمة، واجبرت بلدية الاحتلال مواطنا على إغلاق مطعمه بحجة تراكم الضرائب عليه.
وقامت جرافات الاحتلال بأعمال تجريف واقتلاع أشجار في ساحة باب العامود التي قام بالتجول في داخلها الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين، كما تم إنشاء وحدة شرطة جديدة قوامها 200 شرطي خاصة بالمسجد الأقصى ومحيطه، فيما كشف تقرير خاص أن عدد الكنس داخل البلدة القديمة وحولها بلغ 104 منها 75 داخل أسوار البلدة القديمة، وأن 22% من مساحة البلدة القديمة تم تهويدها.

28 ألف يهودي يقتحمون الأقصى وتهويد 22 في المئة من البلدة القديمة

الفلسطينيون يتحدون الأمطار ويشتبكون مع جنود الاحتلال عند حدود غزة والجهاد تطالب بسحب سفراء العرب والمسلمين من واشنطن وإلغاء أوسلو

Posted: 05 Jan 2018 02:11 PM PST

غزة ـ «القدس العربي» : للجمعة الخامسة على التوالي خرج الفلسطينيون في تظاهرات غاضبة ضد قرارات الرئيس الأمريكي الأخيرة تجاه مدينة القدس، وما تلاها من قرارات وتشريعات أصدرها الكنيست الإسرائيلي تكرس الهيمنة على المدينة المقدسة، وتشرع «إعدام الأسرى».
وعلى حدود قطاع غزة الشرقية، تحدى الشبان الظروف الجوية الماطرة، ودخلوا في مواجهات مع جنود الاحتلال.
وكعادة جمع الغضب السابقة تمكن العديد من المتظاهرين من الوصول إلى السياج الحدودي الفاصل، وألقوا من هناك الحجارة صوب الثكنات العسكرية التي يتحصن فيها جنود الاحتلال، بعد اجتيازهم المنطقة الأمنية العازلة.
يشار إلى أن هذه المواجهات اندلعت بعد الانتهاء من صلاة الجمعة، شرق مدينة غزة، وشرق مدينة خان يونس، رغم الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد دفع بالمزيد من التعزيزات العسكرية عند كثير من نقاط التماس مع الجانب الفلسطيني استعدادا لقمع التظاهرات، كما شرع بإجراء تدريبات عسكرية جديدة في مناطق «غلاف غزة» تحسبا لأي طارئ، وأقام خلال الأيام الماضية «سواتر ترابية» في عدة مناطق حدودية.
وجاءت تظاهرات الأمس امتدادا للتظاهرات التي تشهدها المناطق الفلسطينية منذ نحو شهر، رفضا لقرار واشنطن نقل سفارتها للقدس. وأسفرت المواجهات قبل يوم أمس الجمعة عن استشهاد 14 شابا، وإصابة أكثر من 3500 آخرين بجراج متفاوتة.
وعمت قبل هذه المواجهات مسيرات جماهيرية عدة في مناطق مختلقة من القطاع، فور خروج المصلين من صلاة الجمعة، تجمعت في مراكز المدن والمخيمات. ورفع المتظاهرون لافتات تندد بالقرارات الأمريكية، فيما أحرق آخرون صورا للرئيس الأمريكي، وإعلاما أمريكية وإسرائيلية، وسط خطابات حماسية تطالب باستمرار وتصعيد الانتفاضة الحالية المعروفة باسم «انتفاضة العاصمة». وكتب على لافتة رئيسة رفعت في المكان «القدس عاصمة فلسطين الأبدية»، باللغات العربية والإنكليزية والعبرية.
وخلال إحدى المسيرات أكد خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، على أهمية الاستمرار في الانتفاضة، رداً على القرار الأمريكي بشأن القدس، وما تلاه من قرارات لحزب الليكود والكنيست الإسرائيلي، برفض السيطرة على القدس والضفة، وكذلك قانون «إعدام الأسرى». ودعا الحكام العرب لإصدار «قرارات قوية» ترتقي لـ «مستوى الحدث الإجرامي»، مشيراً إلى أن هذه الجماهير التي تخرج في الساحة الفلسطينية والعواصم العربية «تنتظر قرارات قوية بطرد السفراء الأمريكان من العواصم العربية والإسلامية، وسحب سفراء الدول العربية والإسلامية من أمريكا والكيان الصهيوني».
كذلك طالب بسحب السفراء العرب من واشنطن، التي قال إنها «تشارك العدو الصهيوني الذي يخوض هذا الصراع مع شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية». وأكد أن الشعب الفلسطيني لن يسمح بتمرير القرارات التي اتخذها ترامب، ولا تلك التي أقرها الكنيست الإسرائيلي، بضم الضفة الغربية. وشدد حبيب على ضرورة أن توقف السلطة الفلسطينية التنسيق الأمني مع إسرائيل، والمبادرة إلى سحب الاعتراف بها وإلغاء اتفاق أوسلو.
وكان خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، قد أكد خلال ندوة سياسية في مدينة خان يونس نظمتها حركة حماس، أن المقاومة أمام خيارين لمواجهة قرار ترامب، الأول يكون من خلال «التصعيد مع الاحتلال من قطاع غزة»، لكنه أشار إلى أن هذا الأمر «سيحرف الأنظار عن قضية القدس». والخيار الثاني يكون من خلال «تفعيل الانتفاضة الشعبية في الضفة وإسنادها من خلال قطاع غزة»، لافتا إلى أن هذا هو «الخيار الأمثل» في الوقت الراهن.
وطالب البطش سكان الضفة الغربية بأن يجعلوا من حواجز الاحتلال «هدفا للانتفاضة الشعبية، وأن يعملوا على إغلاق الطرق الالتفافية لمحاصرة وشل حركة المستوطنين».
وخلال اللقاء السياسي شدد طلال أبو ظريفة، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، على ضرورة اتخاذ خطوات فلسطينية جادة لمواجهة قرار ترامب بشأن القدس، مشيرا إلى أن أهم هذه القرارات التي يجب اتخاذها «إنهاء الاتفاقيات السياسية مع الاحتلال». واعتبر أن الرد على قرار ترامب بحق القدس، يكون أيضا من خلال تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية، وتعزيز صمود المواطن الفلسطيني في غزة.
وأكد الدكتور صلاح البردويل عضو المكتب السياسي لحركة حماس، مضي حركته بالمصالحة باعتبارها «خيارا استراتيجي»ا، على أن تكون قائمة على «مبدأ الشراكة السياسية لا الإقصاء»، وذلك بهدف مواجهة التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية. وأكد حرص حركة حماس على مشاركة الجميع في القضايا الوطنية.

الفلسطينيون يتحدون الأمطار ويشتبكون مع جنود الاحتلال عند حدود غزة والجهاد تطالب بسحب سفراء العرب والمسلمين من واشنطن وإلغاء أوسلو

أشرف الهور

إصابة رئيس أركان الجيش اليمني في انفجار لغم أرضي ونجاة محافظ الجوف

Posted: 05 Jan 2018 02:10 PM PST

اليمن ـ من محمد السامعي: قال مصدر عسكري حكومي، أمس إن رئيس أركان الجيش اليمني اللواء طاهر العقيلي، أُصيب بجروح، فيما نجا محافظ محافظة الجوف، شمالي اليمن، اللواء أمين العكيمي، من انفجار لغم أرضي.
وأفاد المصدر مفضلاً عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول بالحديث للإعلام، إن العقيلي والعكيمي برفقة قادة عسكريين، كانوا في زيارة تفقدية إلى مواقع القوات الحكومية في مديرية خب الشعف.
وأشار إلى أن اللغم انفجر في السيارة المدرعة التي كان يستقلها العقيلي والعكيمي، مما أدى إلى إصابة الأول ونجاة الآخر من الحادث، بالإضافة إلى إصابة أحد المرافقين.
ووصف المصدر إصابة العقيلي بالخفيفة.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تشهد مديرية خب الشعف، التي تشكل مساحتها 85 بالمائة من مساحة محافظة الجوف، معاركاً عنيفة بين القوات الحكومية والحوثيين، منذ أكثر من شهر.
وحققت القوات الحكومية في المديرية مكاسب عسكرية كبيرة، وسيطرت الأسبوع الماضي، على منطقة اليتمة، وأجزاء من وادي خب، في المديرية.
أعلن الجيش اليمني، الجمعة، مقتل 5 من مسلحي جماعة الحوثي، و3 مدنيين في حادثتين منفصلتين، في محافظة تعز، جنوب غربي البلاد.
ونقل موقع «سبتمبر نت»، الناطق باسم الجيش اليمني الحكومي، عن مصادر ميدانية لم يسمها إن «مدفعية الجيش، استهدفت موقعا للمليشيا الحوثية في منطقة الحود، بمديرية الصلو، جنوب شرقي تعز».
وأوضحت المصادر أن «القصف أدى إلى مصرع 5 من عناصر المليشيا الحوثية، وإصابة 4 آخرين».
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الحوثيين، حول ما أفاد به الجيش اليمني.
وفي حادث منفصل، ذكر الموقع نفسه، نقلا عن مصادر محلية لم يسمها أن «ثلاثة مدنيين لقوا مصرعهم، جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات المليشيا الحوثية في منطقة يختل، شمالي مديرية المخا الساحلية، غربي تعز».
وأفادت المصادر أن القتلى الثلاثة هم «محمد حمدي، وعبد الغفار عادل، وعبد الله الشادلي».
ومنذ نحو ثلاثة أعوام، تشهد اليمن حربا عنيفة بين القوات الحكومية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، مسنودة بقوات التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة، ومسلحي جماعة «الحوثي»، من جهة أخرى.
(الأناضول)

إصابة رئيس أركان الجيش اليمني في انفجار لغم أرضي ونجاة محافظ الجوف
اليمن.. مقتل 5 حوثيين و3 مدنيين جنوب غربي البلاد

طواقم الإنقاذ والأشغال الفلسطينية تدخل في «حالة الطوارئ» لمواجهة المنخفض الجوي

Posted: 05 Jan 2018 02:10 PM PST

عزة ـ «القدس العربي»: دخلت طواقم وزارة الأشغال العامة في حالة طوارئ، لمواجهة أي آثار للمنخفض الجوي العميق الذي يضرب حاليا المنطقة، وتتأثر فيه المناطق الفلسطينية بشكل كبير، وسط خشية من غرق بعض المناطق تحديدا في قطاع غزة على غرار مرات سابقة. وقال وزير الأشغال العامة والإسكان، مفيد الحساينة، إن الوزارة جاهزة بجميع طواقمها الهندسية والفنية لمواجهة آثار المنخفض الجوي. وأوضح في بيان صحافي أنه تم إعلان «حالة الطوارئ» في الوزارة واستنفار طواقمنا الفنية كافة للعمل على مدار الساعة لمواجهة آثار المنخفض الجوي.
وأشار إلى أنه تم تسخير كل آليات ومعدات الوزارة لمواجهة تداعيات المنخفض الجوي في الضفة الغربية وقطاع غزة، لافتا إلى أنه يتابع آليات وطواقم الوزارة مع التطورات في الميدان.
وتختص طواقم الوزارة في فتح الطرق المغلقة والمساعدة في عمليات الإخلاء، وتساهم في العمل إلى جانب طواقم الإنقاذ والدفاع المدني، التي دخلت هي الأخرى في حالة طوارئ.
كذلك أكد الدكتور أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أن الطواقم الصحية في جميع المشافي مستنفرة للتعامل مع تطورات المنخفض الجوي. ودعا القدرة جميع المواطنين إلى اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر واتباع تعليمات السلامة التي أطلقتها الجهات المختصة. ويأتي ذلك تحسبا لأي تطورات، خاصة وأن منخفضات سابقة أدت إلى غرق الكثير من أحياء قطاع غزة، وأدت إلى تشريد سكانها، على غرار ما حدث في منخفض ضرب القطاع قبل شهر، وإلى المنخفض الشهير «أليكسا» عام 2013، الذي أغرق العديد من أحياء مدينة غزة، بمنسوب مياه ارتفع وقتها إلى ثلاثة أمتار، نتيجة نقص الإمكانيات. وكانت دائرة الأرصاد الجوية قد أعلنت في وقت سابق أن المنخفض الجوي المصحوب بكتلة هوائية باردة يتعمق تأثيره بدءا من الجمعة، حيث يطرأ انخفاض آخر على درجات الحرارة ويكون الجو غائما وبارداً إلى شديد البرودة وعاصفا، وتسقط الأمطار على مختلف المناطق تكون غزيرة ومصحوبة بعواصف رعدية وتساقط البرد أحياناً، موضحة أن سرعة الرياح تصل 90 كيلومترا في الساعة.
وحذرت كذلك دائرة الأرصاد الجوية المواطنين خلال المنخفض الجوي من: شدة سرعة الرياح، ومن تشكل السيول والفيضانات في الأودية والمناطق المنخفضة، ومن تدني مدى الرؤية الأفقية نتيجة تشكل الضباب والغيوم الملامسة لسطح الأرض. كما حذرت من خطر التزحلق على الطرقات نتيجة لتساقط البرد وغزارة الأمطار.

طواقم الإنقاذ والأشغال الفلسطينية تدخل في «حالة الطوارئ» لمواجهة المنخفض الجوي

وفد الأحزاب الكردية المعارضة يواصل لقاءاته في بغداد… وحزبا بارزاني وطالباني يعوّلان على الضغط الدولي

Posted: 05 Jan 2018 02:10 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: واصل وفد الأحزاب الكردية الذي يزور بغداد حالياً لتقريب وجهات النظر بين الإقليم و المركز عقب الأزمة التي سببه استفتاء الاستقلال في كردستان الذي نظم في 25 أيلول/ سبتمبر الفائت، والتقى، أمس الجمعة، نائب الرئيس العراقي نوري المالكي، الذي دعا خلال اللقاء، لـ»تأمين رواتب موظفي الإقليم، وتجاوز حالة التوتر بين بغداد وأربيل».
وقال المكتب الإعلامي للمالكي في بيان له إن الأخير «استقبل وفد الأحزاب الكردية الزائر لبغداد، واستعرضت خلال اللقاء مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد، والمسائل العالقة بين المركز والإقليم».
وأكد المالكي، حسب البيان على أهمية «إنهاء المشاكل العالقة بين الحكومة الاتحادية والإقليم بموجب الدستور وتأمين رواتب موظفي اقليم الشمال» داعياً إلى «تجاوز حالة التوتر بما يجنب الشعب العراقي بجميع مكوناته أي خطر أو تهديد».
وشدد على «ضرورة أن لا يدفع المواطن العراقي ثمن الخلافات السياسية».
الوفد أعرب كذلك، حسب البيان عن «امتنانه لمواقف نائب رئيس الجمهورية الداعمة لإنهاء معاناة الشعب الكردي».
وأكد اعضاء الوفد على «ضرورة ترسيخ مبادئ الشراكة الحقيقية في مركز القرار السياسي وإيجاد الحلول الجذرية لجميع المشاكل من خلال المباحثات والحوارات الجادة بين الأقليم والمركز وفق الدستور».
وضم الوفد ممثلين عن أحزاب «حركة التغيير»، و«الجماعة الإسلامية»، و»حركة الديمقراطية والعدالة»، وجميعها كانت معارضة لإجراء الاستفتاء في الإقليم.
وتقف الحكومة الاتحادية في بغداد، أمام مفترق طرق بين مسعيين كرديين اثنين للحوار، أحدهما متشدد يتبناه الحزبان الرئيسيان في الإقليم (الاتحاد الوطني، والديمقراطي الكردستاني) الممثلين لحكومة الإقليم، فيما تسعى القوى السياسية الكردية المعارضة (حركة التغيير، والجماعة الإسلامية) إلى كسب حكومة بغداد.
وتعول حكومة الإقليم، على «الضغط» الدولي والإقليمي في تحقيق الحوار المنتظر، بغية إنهاء الأزمة.

«التغيير» تسعى لتشكيل «جبهة سياسية»

وتسعى حركة التغيير ـ أبرز القوى السياسية الكردستانية المعارضة، إلى تشكيل «جبهة سياسية» تضم المعارضين لحكومة الإقليم، بغية «منع» الحزبين الكرديين الرئيسيين (الديمقراطي، والاتحاد الوطني) من تسلم إدارة الإقليم في المرحلة المقبلة.
النائبة عن كتلة التغيير في مجلس النواب العراقي، شيرين رضا، أوضحت لـ«القدس العربي»، أن «الأزمة بين بغداد وأربيل في طريقها إلى الحل»، مبينةً أن الوفد الذي يزور بغداد حالياً «يمثل قوى المعارضة في إقليم كردستان، والتقى برئيس الوزراء حيدر العبادي ونائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، لبحث حلول الأزمة».
وترى حركة التغيير أن الأحزاب الممثلة في الوفد الزائر تعدّ «محل ثقة» لدى حكومة بغداد، عازية السبب في ذلك إلى مواقفها بشأن ما حدث في إقليم كردستان.
وأكدت النائبة أن «رئيس الوزراء العراقي يريد وفداً كردياً موحداً يمثل جميع القوى السياسية الكردية لإجراء الحوار، وليس وفداً يمثل حزبين حاكمين فقط»، في إشارة إلى (الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني).
وأعتبرت أن «فشل حكومة إقليم كردستان الحالية التي لم نكن طرفا فيها، بعد تجميد عمل البرلمان وطرد وزراء التغيير منذ أكثر من عامين مضت، ألقى بظلاله السلبية على الوضع في إقليم كردستان».
وطبقاً لـ«التغيير» فإن الحركة قد طالبت سابقاً بـ»الشفافية وكشف العائدات النفطية والمنافذ الحدودية في الإقليم، وأن يكون هناك صندوق موحد لواردات كردستان. هذا ما كان يعمل عليه نواب التغيير في برلمان الإقليم»، مشيرة إلى أن «حكومة الاقليم لم تسمح بهذا الأمر، حتى يتسنى لها السرقة بدون أي جهة رقابية، وهذا السبب الرئيسي في تعطيل برلمان الإقليم وطرد وزراء التغيير». على حدّ قولها.
ورأت أيضاً أن من بين الأسباب التي أسهمت في «عدم ثقة» المواطن الكردي بحكومة الإقليم، هي «تفاقم الأوضاع في كردستان، وخسارتنا نحو 50٪ من أراضينا التي استرجعناها من داعش بدماء البيشمركه، خلال أربعة أيام». في إشارة إلى المناطق المتنازع عليها خارج الحدود الإدارية للإقليم. وكشفت رضا «نحن بصدد تشكيل كتلة سياسية كبيرة، تأخذ على عاتقها الدفاع عن حقوق الموظفين والبيشمركه، وتوحيد هذه القوات، وفقا لرؤى مستقبلية من شأنها أن تسهم في تقدم الإقليم وتحسين علاقته مع بغداد ودول الجوار أيضاً».

«الاتحاد الوطني» يعوّل على الضغط الدولي

في المقابل، قلل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني من أهمية الوفد الكردي «المعارض» الذي يزور العاصمة العراقية بغداد.
ورداً على سؤال «القدس العربي» لرئيس كتلة الحزب في مجلس النواب العراقي أريز عبد الله، بشأن إمكانية تشكيل «التغيير» لكتلة سياسية تضم المعارضين، بغية منع الأحزاب الحاكمة في الإقليم من تولي السلطة قال: «يمكن لهم ذلك في حال فوزهم بالانتخابات، وحصولهم على مقاعد تؤهلهم لتولي السلطة في الإقليم»، مشيراً إلى إن «الديمقراطية والعملية الانتخابية كفيلة بتحقيق ذلك من عدمه».
وفي إقليم كردستان العراق، يستمر الحزبان الديمقراطي والاتحاد الوطني، في «التحشيد الدولي» للضغط على الحكومة الاتحادية في إجراء حوار لانهاء الأزمة، وتحقيق مطالب الإقليم.
آخر التطورات في هذا السياق، تمثلت بلقاء القياديين في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني هيرو إبراهميم ـ عقيلة رئيس الجمهورية السابق وزعيم الحزب جلال طالباني، وأحمد ملا بختيار بمدينة السليمانية ـ معقل الحزب، مع السفير الأمريكي في العراق دوغلاس سيليمان. بيان للحزب ذكر، أن «السفير الأمريكي سلط الضوء على موقف بلاده لمعالجة المشكلات العالقة بين بغداد واربيل»، لافتا إلى أن «الانتخابات المقبلة مهمة».
فيما تحدث ملا بختيار، وفقاً للبيان، عن «مستجدات الاوضاع السياسية في الاقليم والعراق، وسبل حل المشكلات والانتخابات المقبلة ومسؤولية القوى الكردستانية وكيفية المشاركة في عملية الانتخابات، وموقف الاتحاد الوطني بضرورة تشكيل قائمة مشتركة لجميع الأحزاب الكردستانية في الانتخابات المقبلة»، موضحا «سياسة الاتحاد الوطني الكردستاني في حل المشكلات والتأكيد على أهمية حماية وحدة الصف».
وطالب السياسي الكردي من الحكومة الاتحادية، طبقاً للبيان، بـ«توفير ارضية ملائمة في العراق والاقليم لانجاح الانتخابات»، مؤكداً إن «حل المشكلات بين بغداد واربيل من شأنه تعزيز ثقة المواطنين والقوى السياسية بالانتخابات، وان الاتحاد الوطني الكردستاني مع تشكيل قائمة كردستانية موحدة في الانتخابات العراقية.
وتضمن اللقاء أيضاً، بحث العلاقات بين اربيل وبغداد وتطوراتها، والتأكيد على ضرورة «بدء المباحثات بالتحاور الجدي في ضوء اسس الدستور، وموقف الاتحاد الوطني الثابت من توجه وفد حكومي موحد إلى بغداد لحل الخلافات»، فيما اعرب الوفد الأمريكي عن «دعمه لحكومة اقليم كردستان ومباحثاتها مع بغداد».

دعم أممي للحوار

إلى ذلك، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس، أمس، دعم المنظمة الدولية لحل الخلافات بين أربيل وبغداد بشكل سلمي وعبر المفاوضات السياسية وفق مبادئ الدستور العراقي.
وذكرت حكومة اقليم كردستان في بيان رسمي أن «رئيس وزراء الإقليم نيجيرفان بارزاني تسلم رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس». واضاف البيان، أن «غوتيرس أكد في رسالته على ضرورة حل الخلافات بين أربيل وبغداد بشكل سلمي وعبر المفاوضات السياسية وفق مبادئ الدستور العراقي، موضحا اننا نشجع الجانبين على ضرورة إيجاد أرضية تمكنهما من الشروع بحوار حقيقي».
وعبر الأمين العام عن سعادته مما أعلنته حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية وفي عدة مناسبات عن انفتاحهما على المفاوضات.
وأشار إلى انه «وسط احراز التقدم نحو تحقيق المصالحة الوطنية، وتزايد الاستقرار قوة في المنطقة، ومواجهة المخاطر التي لا يزال تنظيم داعش يشكلها فمن الضروري الحفاظ على الاستقرار المتحقق».

وفد الأحزاب الكردية المعارضة يواصل لقاءاته في بغداد… وحزبا بارزاني وطالباني يعوّلان على الضغط الدولي
«التغيير» تطمح لكتلة كردستانية كبيرة تدير الإقليم… ودعم أممي لـ«المفاوضات السياسية»
مشرق ريسان

إسرائيل تفرج بكفالة عن نور التميمي المتهمة مع ابنة عمها عهد بضرب جنديين اسرائيليين

Posted: 05 Jan 2018 02:10 PM PST

النبي صالح – أ ف ب: أطلقت إسرائيل فجر أمس سراح الفتاة نور التميمي (20 عاما) المتهمة بالاعتداء على جنديين اسرائيليين مع قريبتها عهد التميمي (16 عاما)، بكفالة، على أن تمثل أمام القضاء لاحقا لمحاكمتها.
وفي منزل العائلة في قرية النبي صالح في الضفة الغربية المحتلة، كان والدها ناجي التميمي يوزع الحلويات على الضيوف الذين جاؤوا مهنئين. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية «أطلق سراح ابنتي فجر هذا اليوم (أمس)، بعد ان قررت محكمة اسرائيلية ذلك لقاء كفالة مالية بلغت خمسة آلاف شيكل (1500 دولار). وأضاف «انا الآن سعيد».
لكنه أوضح أن عائلة التميمي وقعت أيضا على كفالة أخرى بقيمة خمسة آلاف شيكل (حوالى 1500 دولار) ستدفع في حال لم تمثل نور التميمي أمام القضاء لمحاكمتها، بالإضافة الى توقيع كفيل يحمل الهوية الاسرائيلية لم يحدد هويته. وأوضح الوالد أن من شروط الإفراج «أن تتوجه نور كل يوم الى أقرب مركز شرطة اسرائيلية وتوقع على وجودها في المنطقة».
وكان من المفترض ان يتم إطلاق سراح نور قبل يومين بعد صدور قرار محكمة اسرائيلية بذلك، غير أن النيابة العسكرية استأنفت القرار، وتأجل الإفراج عنها حتى صدور قرار من المحكمة مرة أخرى أول من أمس الخميس.
واعتقلت نور التميمي في 20 كانون الاول/ ديسمبر الماضي. ووجهت اليها النيابة العسكرية تهما بالاعتداء مع الضرب على جندي، وإزعاج جنديين أثناء أدائهما واجبهما، بحسب القرار الاتهامي.
وجاء توقيفها غداة اعتقال عهد ووالدتها ناريمان، وذلك بعد انتشار شريط فيديو على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر الفتاتين وهما تدفعان وتضربان جنديين إسرائيليين كانا يقفان أمام منزل عهد التميمي. فيما بدت ناريمان في شريط آخر وهي تطلب كذلك من الجنديين مغادرة المكان.
وحصل ذلك في خضم تحركات احتجاجية في الضفة الغربية على خلفية قرار واشنطن إعلان القدس عاصمة للإسرائيل
في منزلها، انشغلت نور الجمعة في استقبال صديقاتها. وزار المنزل أيضا متضامنون أجانب ومنهم اسرائيليون. وكانت الفتاة تضع على رأسها كوفية فلسطينية، وبدت سعيدة. وقالت الشابة لوكالة فرانس إن اليوم الأول من الاعتقال «كان أصعب شيء بالنسبة إلي. كانت تجربة جديدة… ولم أكن أعرف ماذا ينتظرني». وأضافت «تم التحقيق معي لمدة 21 ساعة، ولم يكن مسموحا لي بأي شيء. وكان التحقيق صعبا تخلله تهديد. وكانوا يقولون لي أنهم سيعتقلون أبي وأخي ويفجرون منزلي».
ووجهت النيابة العسكرية الاسرائيلية 12 تهمة الى عهد التميمي، وتهما أيضا الى والدتها. وبدا الجنديان في شريط الفيديو وكأنهما لم يقوما بأي رد فعل عنيف. وقالت نور إن التحقيق شمل «أشياء لا علاقة لها بالفيديو، وسألوني عن أشخاص من القرية لا أعرفهم». وتابعت «نحن لسنا إرهابيين، نحن أناس نريد ان نعيش، لكن الإنسان لا يستطيع السكوت على الذل والظلم».
وعبرت والدة نور، بشرى التميمي، بدورها عن سعادتها. وقالت بينما كانت تعد القهوة للضيوف، «كنت قلقة كثيرا… اقتحام البيت واعتقال فتاة في العشرين من عمرها وليست لها تجربة في الاعتقال والمعاملة السيئة، كل ذلك أقلقني كأم».
في المنزل، وضعت فتيات كثيرات الكوفية الفلسطينية أو أطلقن شعرهن على أكتافهن، كما تفعل نور وعهد التميمي اللتان تحولتا الى رمز للمقاومة الفلسطينية خلال الأسابيع الأخيرة الماضية، وتحدثت عنهما وسائل إعلامية عدة.
بينما وصف الإعلام الاسرائيلي عهد التميمي بأنها «مستفزة»، لا سيما أنها ليست المرة الأولى التي تشاهد فيها وهي تواجه جنودا اسرائيليين.
وقالت فرح التميمي (17 عاما) «لم أخف حينما اعتقلت قوات الاحتلال عهد ونور، بل على العكس تماما كنت أرغب أن يتم اعتقالي مثلهن»، مضيفة «كل يوم كنت اشعر بمعاناتهن داخل الاعتقال».

إسرائيل تفرج بكفالة عن نور التميمي المتهمة مع ابنة عمها عهد بضرب جنديين اسرائيليين

الأحزاب السياسية المغربية تطالب بفتح حوار مع المحتجين في مدينة جرادة

Posted: 05 Jan 2018 02:09 PM PST

الرباط –« القدس العربي»: أولت الأحزاب السياسية المغربية اهتماما في حراك جرادة ودعت الى فتح حوار مع المحتجين على مقتل عاملي مناجم والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة. ودعا حزب الاستقلال إلى «ضرورة الاهتمام في المناطق الحدودية بالجهة الشرقية وإيلائها الأهمية اللازمة في تدبير السياسات الحكومية، بالنظر إلى الارتفاع المقلق لنسب الهشاشة والفقر والبطالة، والركود الاقتصادي».
وطالبت اللجنة التنفيذية للحزب « الحكومة بالإسراع بإخراج مخطط تنموي استعجالي متكامل للنهوض بإقليم جرادة عبر تعبئة الإمكانات والمشروعات الاستثمارية وتوفير البنيات والخدمات الاجتماعية لتوفير فرص الشغل والعيش الكريم للمواطنين».
وعبر حزب التقدم والاشتراكية، عن تضامنه مع ساكنة جرادة، في حركتها المطلبية السلمية، مطالبا الحكومة ومختلف السلطات والجهات العمومية المعنية بالتعاطي الإيجابي مع هذا الوضع من خلال نهج الحوار والإنصات للمطالب المعبر عنها، والسعي إلى الاستجابة للقضايا المستعجلة، بما يمكن من نزع فتيل هذا التوتر الاجتماعي في أقرب الأوقات». وقرر الحزب تشكيل خلية مركزية للتتبع والتنسيق قصد اتخاذ المواقف والمبادرات التي تستدعيها تطورات هذا الملف. وجدد المكتب السياسي للحزب «دعوته القوية من أجل الانكباب الجدي والسريع على تجاوز أزمة النموذج التنموي الذي اعتمدته بلادنا لعقود وما أبان عنه من محدودية واختلالات، وفي مقدمتها التفاوتات المجالية والاجتماعية الصارخة، وتفاقم المشكلات الاجتماعية والتنموية، في المدن وأحيائها الهامشية، وفي الأرياف وفي المناطق الجبلية والنائية. كما يجدد المكتب السياسي تأكيد أن معالجة مسألة النموذج التنموي يتعين أن تتم بشكل متفاعل مع فتح آفاق جديدة أمام نموذجنا الديمقراطي عبر تجاوز اختلالات ممارستنا السياسية وحقلنا الحزبي والمؤسساتي، بما يحصن ما تحقق من مكتسبات مهمة، وبما يمكن من إعطاء نفس جديد للبناء الديمقراطي والمؤسساتي، وبما يسهم في تحقيق العدالة الاجتماعية وضمان العيش الكريم لأوسع الفئات في مختلف مناطق البلاد».وشدد المكتب السياسي أيضا على ضرورة إعمال مقاربة تنموية خاصة لمواجهة مظاهر الخصاص وتجاوز وضعية التهميش والإجحاف التي تعرفها المناطق الحدودية بمختلف جهات البلاد، بما يمكنها من مقومات الاندماج في المسار التنموي الوطني، والقضاء على التفاوتات والفوارق، وإعادة الثقة إلى المواطنات والمواطنين في هذه المناطق وتعبئتهم للإسهام في بناء المغرب الديمقراطي المتقدم» وقال مصطفى الخلفي الناطق الرسمي باسم الحكومة، إن الحكومة توقفت خلال اجتماعها الخميس عند الحادث المأساوي والمؤلم الذي تسبب في وفاة شقيقين غرقا في جرادة، وأن رئيس الحكومة (سعد الدين العثماني) أكد تأثره وانشغاله وتتبعه للموضوع منذ أول يوم، وأن الحكومة انكبت وفي تواصل مع كافة المتدخلين على عقد اجتماعات متوالية أشرف عليها والي الجهة والاجتماعات التي أشرف عليها عزيز رباح وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة الذي رافقه وفد وزاري مهم إلى جرادة، من أجل الإنصات والتفاعل بإيجابية مع مطالب الساكنة.
وأوضح بأن العثماني، أكد الإنصات باعتباره منهجا للحكومة والتفاعل مع المطالب المشروعة، مضيفا إن « من واجبنا الاستجابة للمطالب برغم الإمكانيات والشروط التي تطرح، لكن ليس هناك من خيار إلا التفاعل الايجابي مع مطالب ساكنة الإقليم». وأكد الخلفي أن عزيز رباح انخرط مع في حوار مفتوح مع الجميع بمن فيهم ممثلي شباب المنطقة، مبرزا بأن أن هنالك مناطق بحكم التأريخ وتراكمات لم تنل حظها من التنمية وعرفت تأخرا على مستوى التطور الاقتصادي، والاستفادة من التنمية وأضاف «مسؤوليتنا داخل الحكومة،هو تحقيق العدالة المطلوبة لمواجهة هذه الفوارق الطبقية، وما سنقوم به هو تفعيل برامج سابقة، وتحقيق برامج تستفيذ منها الساكنة وتسهم في الاستفادة من التنمية في بلادنا «.
وكشف عن أن رئيس الحكومة منح رخصا لمن يمكنهم استغلالها وفق القانون وفي احترام تام لحقوق اليد العاملة، و»سنحرص على هذه الأمور في جرادة وفي غيرها من المناطق علما أنه كانت هناك بعض الوعود بإعطاء رخص جديدة بجرادة أو إيجاد وسائل كدمج البعد الاجتماعي مع البعد الاقتصادي بإنشاء مثلا تعاونيات خاصة بمستخرجي المعادن، فهذه من الحلول المطروحة وغيرها من الحلول الأخرى التي سننكب عليها، في تواصل مستمر مع المواطنين والاستماع إليهم وفاء لشعارنا «الإنصات والإنجاز».

الأحزاب السياسية المغربية تطالب بفتح حوار مع المحتجين في مدينة جرادة

التفكجي لـ «القدس العربي»: إسرائيل تريد القدس عاصمة لليهود في العالم وليس إسرائيل فقط

Posted: 05 Jan 2018 02:09 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: أقر وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، خطة جديدة لتوسيع البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة، من ضمنها مناقصات تسويق أراض لبناء 900 وحدة سكنية في مستوطنة أرائيل، المقامة على أراضي سلفيت شمال غرب الضفة الغربية.
ونقلت القناة العاشرة الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي حكومي، وصفته بالكبير دون تسميته، أنه بالإضافة إلى هذه الوحدات السكنية الاستيطانية الجديدة في مستوطنة «آرائيل»، يعقد «مجلس التخطيط الأعلى للإدارة المدنية» التابعة لسلطة الاحتلال، الأسبوع المقبل، جلسة من المفترض أن يمنح فيها التراخيص اللازمة للشروع ببناء 225 وحدة سكنية إضافية في مستوطنات مختلفة، وكذلك إقرار مخططات لاحقه لبناء نحو 1145 وحدة سكنية جديدة في مختلف مستوطنات الضفة الغربية المحتلة.
وقال خليل التفكجي رئيس دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية في القدس المحتلة، إن ما يجري الحديث عنه في إسرائيل ليس وليد اللحظة ولا ردة فعل على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة إسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها، كما يعتقد البعض.
وأكد في حديث مع «القدس العربي»، أن قرار ترامب ربما أطلق العنان لإسرائيل للمضي قدمًا في مخططاتها. فمشروع 2020 اليهودي نفذ بالكامل، والآن إسرائيل تعمل على مشروع 2050 وهو الأخطر على الإطلاق على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ويعرف مشروع 2050 أيضًا باسم»5800» وفقا للتقويم اليهودي وهو يعني أنه في عام 2050 سيكون عام 5800 حسب التقويم اليهودي، وهي إشارة إلى أن المشروع مرتبط باليهود بشكل رئيسي وليس فقط بالقدس.
وحسب الخطوط العريضة المتوفرة عن هذا المشروع، فإنه سيضم مطاراً ضخمًا يسافر منه 35 مليون مسافر ويستقبل 12 مليون سائح، وكذلك مشروعا للسكك الحديدية، وفنادق كبيرة، وشبكة طرق. ويرتبط المشروع بشكل كبير في البحر الميت عن طريق السياحة العلاجية، كما يرتبط بمدينة القدس عن طريق السياحة الدينية. وحسب التفكجي فإن إسرائيل تريد من القدس ليس عاصمة لدولتها فقط، وإنما تريدها عاصمة لليهود في كل العالم.
وسيصبح ممنوعاً على الفلسطينيين ممن يريدون الوصول إلى رام الله من بيت لحم أو الخليل على سبيل المثال، الدخول إلى محيط القدس، وسيكون الطريق الأوحد لذلك، هو عبر طريق «وادي النار شرق بيت لحم وصولا إلى مدينة أريحا، ومن هناك عبر طريق «المعرجات» للدخول إلى مدينة رام الله. وهو ما كان يعرف بطريق «نسيج الحياة» خلال المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية في عام 2007.
وحسب المخطط 2050 فإن إسرائيل ستعمل على مساحة 35 كيلومترا بعرض عشرين كيلومترا لتشكل من خلال ما اصطلحت على تسميتها «القدس الموحدة» تحت سلطة إسرائيل. وفي هذه المنطقة أيضًا، تعمل إسرائيل على إعادة بناء جسر الملك عبد الله الذي هدم خلال حرب عام 1967، الذي كان الطريق المباشر بين القدس والعاصمة الأردنية عمان.
وتعني إعادة بناء جسر السيطرة النهائية على الحدود في منطقة الأغوار وربط القدس المحتلة بالأردن عبر طريق رئيسي لأي مخطط مستقبلي في تلك المنطقة وإبعاد الفلسطينيين من المنطقة بأكملها.

التفكجي لـ «القدس العربي»: إسرائيل تريد القدس عاصمة لليهود في العالم وليس إسرائيل فقط

فادي أبو سعدى

المغرب: طرد الصحافي المهداوي من قاعة المحكمة يسبب خلافا حادا بين هيئة الدفاع والقاضي

Posted: 05 Jan 2018 02:09 PM PST

الرباط –« القدس العربي»: تسبب طرد الصحافي، حميد المهداوي، رئيس تحرير موقع البديل انفو المتابع في ملف معتقلي حراك الريف، بخلاف حاد بين هيئة الدفاع والقاضي علي الطرشي والنيابة العامة التي احتجت على مقاطعتها المتكررة من طرف الدفاع. كما انتفض ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف، معبرا عن تضامنه مع المهداوي.
وتدخل المهداوي، من داخل القفص الزجاجي في قاعة المحكمة في الدار البيضاء، موجها لومه للنيابة العامة، ومشيرا إلى أن الوكيل العام للملك تحدث أمام القناة الثانية مجانبا للحياد المفروض عليه في هذا الملف، وهو ما تسبب في طرده من طرف القاضي بطريقة أثارت الدفاع.
واحتج الدفاع على الطريقة التي طرد بها المهداوي، معتبرا أن القاضي همس لكاتب الضبط بتدوين الطرد، وأعطى إشارة للشرطي الذي أخرج المهداوي من القفص الزجاجي باتجاه قبو المحكمة. واعتبر الدفاع أن العملية يراد منها إخفاء الطرد عن ممثل المجلس الوطني لحقوق الإنسان.
وأدلى ناصر الزفزافي بدلوه أيضا في القضية التي جعلت القاعة تدخل مرحلة شد وجدب، ليطل من القفص الزجاجي، ويؤكد أنه يضم صوته لصوت المهداوي، لأن هناك مغالطات في القضية، قبل أن يعود الهدوء داخل القاعة ويواصل حكيم الوردي ممثل النيابة العامة مرافعته بشأن الرد على الدفوع الشكلية. واحتجت المحامية خديجة الروكاني على القاضي وقالت إنه لم يخبر الدفاع بقرار طرد المهداوي وكأن الأمر يتعلق بقرار سري، كما اتهمصت الروكاني ممثل النيابة العامة بأنه يتقصد في كل جلسة محاكمة افتعال الخصومة مع الدفاع بدل بناء مرافعته على أسس قانونية. من جهة أخرى وصلت الأحكام الصادرة في حق معتقلي حراك الريف 400 وسنة، بين حكم ابتدائي واستئنافي ووصل عدد المحكومين نحو 300 وخمسة معتقلين، من بينهم من صدرت في حقهم أحكام مدتها موقوفة التنفيذ أو من حكم عليم بالبراءة فيما تستمر في الدار الييضاء محاكمة 53 معتقلا من قادة الحراك.
وتوبع المتهمون الذين ادينوا وحكم عليهم بالسجن بتهم التظاهر من دون رخصة ورشق القوى العمومية بالحجر، إضافة إلى إهانة موظف في أثناء أداء عمله.

المغرب: طرد الصحافي المهداوي من قاعة المحكمة يسبب خلافا حادا بين هيئة الدفاع والقاضي

المبعوث الرئاسي للتحالف الدولي لهزيمة تنظيم «الدولة»: القوات الأمريكية مستعدة للبقاء في سوريا

Posted: 05 Jan 2018 02:08 PM PST

واشنطن – «القدس العربي»: أكد المبعوث الرئاسي الأمريكي للتحالف الدولي لهزيمة تنظيم «الدولة» (داعش) على استعداد الولايات المتحدة للبقاء في سوريا حتى تتأكد من ان (داعش) قد هزم مشيراً إلى امكانية الحفاظ على جهود تحقيق الاستقرار ودعم العملية السياسية التي تتخذ من جنيف مقراً لها بموجب قرار مجلس الامن 2254 من اجل تحقيق اصلاحات دستورية وانتخابات تشرف عليها الأمم المتحدة.
وأوضح بريت ماكغورك المبعوث الرئاسي الأمريكي، في رسالة بعث بها إلى دول التحالف الدولي بشأن التقدم المحرز في العام الماضي ان معركة التحالف ما زالت مستمرة في سوريا حيث تشارك وحدات قوات سوريا الديمقراطية في عمليات ازالة (داعش) من وادي نهر الفرات وقال بأنه يتوقع استمرار العمليات خلال الربع الأول من العام 2018 والتحول بعد ذلك إلى التركيز على الاستقرار. وطالب ماكغورك دول التحالف بالمساهمة في دعم الاستقرار في مناطق سوريا موضحاً بان الاستقرار هو عمل غير سياسي وعمل منقذ للحياة بما في ذلك إزالة المتفجرات من مخلفات الحرب واستعادة المياه والكهرباء والخدمات الصحية.
وطرح المبعوث الأمريكي أمثلة على هذه الجهود مثل ازالة الالغام من البنية التحتية الحيوية في الرقة واعادة تشغيل محطات ضخ المياه او تجديد شبكات الكهرباء بهدف تمكين عودة السوريين النازحين بسبب (داعش) ومساعدة المواطنين على تولي مسؤولية إدارة مناطقهم فيما تعمل الولايات المتحدة على تسوية وطنية في جنيف.
ورحب المبعوث الأمريكي بانضمام جيبوتي وتشاد والنيجر واثيوبيا والكاميرون إلى التحالف مشيراً إلى البدء في التركيز على الشبكات المتطرفة في أفريقيا ودعم الشركاء في ليبيا لاعادة البناء بعد العمليات الناجحة للاطاحة بالتنظيم من سرت الليبية كما رحب بانضمام حلف شمال الاطلسي في وقت سابق من العام الماضي مؤكداً على اهمية دوره في مكافحة الإرهاب وتـدريب القـوات العـراقية.
وأكد ماكغورك على تركيز التحالف الدولي على شبكات «داعش» خارج سوريا والعراق ولاحظ ان الانتربول وهو شريك للتحالف الدولي يملك حالياً 43 ألف اسم في قاعدة بياناته في التنظيم المتطرف بمساهمات من 60 شريكاً ومعلومات جمعت من سـاحات القتـال في سـوريا والعـراق.

المبعوث الرئاسي للتحالف الدولي لهزيمة تنظيم «الدولة»: القوات الأمريكية مستعدة للبقاء في سوريا

رائد صالحة

العبادي يجدد دعمه إجراء الانتخابات النيابية في موعدها

Posted: 05 Jan 2018 02:08 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: جدد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أمس الجمعة، دعمه لإجراء الانتخابات في موعدها المقرر، مؤكداً توفير كل المتطلبات اللازمة لإجراء العملية.
والتقى العبادي في مكتبه رئيس وأعضاء المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.
وخلال اللقاء أكد «دعمه لإجراء الانتخابات في موعدها المقرر في الثاني عشر من شهر آيار/مايو من هذا العام مع توفير جميع المستلزمات الضرورية التي تسهم في إجراء الانتخابات كما هو مقرر».
وشدد على «ضرورة السير قدماً في الجدول الزمني المعد من قبل المفوضية لاستكمال اجراءاتها العملياتية واللوجستية» لافتاً إلى أن «مجلس الوزراء سيوفر كل متطلبات العملية الانتخابية فيما يتعلق بالأموال اللازمة لإجرائها».
ومن المقرر إجراء الانتخابات البرلمانية وانتخابات مجالس المحافظات في 12 آيار/مايو 2018، وسط دعوات لتأجيلها من قبل بعض الأطراف السياسية.
كذلك، ألقى العبادي كلمة، خلال حضوره الحفل المركزي الذي أقامته الأمانة العامة للعتبة الكاظمية في بغداد، دعا فيها إلى الحفاظ على النصر المتحقق بتوحد الجيش والحشد الشعبي والبيشمركه ومختلف صنوف القوات المسلحة، مضيفاً أن العراق قادر على أن ينهض ويصبح في مصاف الدول المتقدمة. وحسب بيان لمكتب العبادي فقد حيا الأخير «فتوى الجهاد الكفائي لسماحة السيد السيستاني والاندفاع البطولي للعراقيين واستجابتهم الكبيرة لهذه الفتوى التأريخية وتطوعهم للدفاع عن وطنهم ومقدساتهم».
وذكر أن «العراق قادر على أن ينهض ويصبح في مصاف الدول المتقدمة بوحدة وإرادة شعبنا الذي استطاع تحقيق المستحيل وإلحاق الهزيمة بعصابة داعش الإرهابية في أصعب الظروف».
وأضاف أن «الشهداء والجرحى هم فخرنا وعزنا ورعاية عوائلهم المضحية واجب علينا، مجدداً التهنئة لهم ولجميع العراقيين بتحرير أرضنا ومدننا وهزيمة عصابة داعش الإرهابية»، داعياً لـ«الحفاظ على النصر الذي تحقق بتوحد الجيش والحشد الشعبي والبيشمركه ومختلف صنوف قواتنا المسلحة»، وفقاً لما ورد في البيان.
وأوضح رئيس الوزراء العراقي: «قبل أربع سنوات كانت داعش على أطراف بغداد وكانت تقصف المدنيين في الأحياء السكنية لكن قواتنا البطلة وصلت إلى أبعد نقطة حدودية وحررنا جميع أراضينا ومدننا».
وأشار إلى «أننا انتصرنا سياسياً بتمسكنا بالدستور ووحدة العراق وعدم التمييز بين أبناء شعبنا، محذراً من الاستماع للأصوات النشاز التي كانت تشكك بتحقيق النصر وعدم السماح لهم باعادتنا إلى الوراء».

العبادي يجدد دعمه إجراء الانتخابات النيابية في موعدها

ديستوبيا عمرها سبعون عاما

Posted: 05 Jan 2018 02:08 PM PST

قبل سبعين عاما كتب جورج أورويل تلك الديستوبيا الروائية بعنوان «1984» وهي على النقيض من اليوتوبيات التي حلم بها فلاسفة ومصلحون على امتداد التاريخ، بدءا من جمهورية أفلاطون المُثلى التي طرد منها الشعراء لأنهم وحدهم المؤهلون على الدوام لرفع اليد احتجاجا وليس القبعة امتثالا.
وما بين اليوتوبيا أو المدينة الفاضلة والديستوبيا أو المدينة الراذلة يسقط الواقع بكل معطياته لصالح واقع آخر مُتخيّل، ومن المعروف أن المدن الفاضلة تزدهر في فترات الانحطاط، وعندما يصبح الواقع عسيرا ولا يطاق، لأنها تعبير عن حلم هو نقيض السائد، أما المدن الراذلة ومنها مدينة أورويل فهي تعبير عن رؤى كابوسية وغالبا ما تكون ذات نبرة نذيرية، لكن التاريخ لا يستجيب دائما للحالمين، وتهب أعاصيره على غير ما تشتهي قواربهم، سواء كانت ورقية أو شراعية، فما حدث عام 1984 الذي تنبأ أورويل بأنه سيكون العام الذي تصبح فيه الحياة جحيما، وينقلب كل شيء إلى ضده لم يكن كما تخيله في نظم شمولية فقط، رغم أن ما حدث في تلك النظم في نهايات القرن العشرين كان بمثابة عصيان آدمي على تعاليم القطعنة، وما حدث بعد ذلك بأقل من ربع قرن هو أن النظم الرأسمالية التي بلغت ذروة التوحش، واستطالت مخالبها وأنيابها، وأصبحت تقطر دما تحولت إلى ديستوبيات، وأصبح الشقيق الأكبر متجسدا في كاميرات الرصد والتنصّت وهدر الحريات بذريعة الحفاظ على الأمن ما دفع أمريكا بعد أحداث سبتمبر/ايلول عام 2001 إلى القول بأن من يتخلى عن حريته في سبيل أمنه سوف يفقد الاثنين معا!
صدرت ديستوبيا أورويل في عام استثنائي من القرن العشرين، فيه طرد شعب من أرضه واستوطنها غزاة بقرار لوزير خارجية البلاد التي ينتسب إليها أورويل، وهو اللورد بلفور، وكانت الحرب العالمية الثانية قد بدأت تعيد رسم التضاريس السياسية لهذا الكوكب، ولم تعد خطوط الطول والعرض جغرافية خالصة، بقدر ما أصبحت أيديولوجية، والزمن الممتد بين الرواية والديستوبيا التي تنبأ بها هو ستة وثلاثون عاما بين عامي 1948 و1984 حدث خلالها ما لم يخطر ببال أورويل، وهو القيامات الوطنية في ثلاث قارات كانت تراوح بين الاحتلال والانتهاك والإلحاق باسطبلات الإمبراطورية التي غابت عنها الشمس، وأصبحت امبراطورية درداء تبحث عمن يقضم لها التفاحة، وقد وجدته بالفعل بعد الحرب العالمية الثانية، وهو التوأم الأنكلوساكسوني الذي حوّل لندن إلى ضاحية نائية لنيويورك سياسيا، خصوصا في تسعينيات القرن العشرين، عندما تحول رئيس وزرائها إلى سانشوا التابع لدون كيشوت وتولى نقل أخبار انتصاراته الوهمية.
ما تخيله أورويل عن معجم جديد ومضاد للكلمات حدث بالفعل، وأصبح السلام الزائف اسما مستعارا لحروب إبادية، وأصبحت الكراهية هي البديل لكل ما عرفته الإنسانية خلال سبع ألفيات، وديستوبيا هذه الألفية منذ مطالعها ليست ماركسية كما تصورها أورويل، لأنها تحققت في قارة لا يوجد فيها حزب ماركسي، واحتكرت تصدير الديمقراطية، لكن على متون الدبابات والصواريخ العابرة لسيادات البلدان وليس للقارات فقط، كما حدث في العراق، وإذا كان لمشهد واحد أن يختصر ديستوبيا فهو لثلاثة جنود مرتزقة يحملون شعارا إسبارطيا وجنسية أمريكية امتطوا أسد بابل والتقطوا الصورالتذكارية، وكان هذا بحد ذاته نوعا من الفيتيشيا السياسية التي جرى تهجيرها من معجم الجنس إلى معجم السياسة، لأن الأسد الذي امتطوه مجرد حجر وليس أسدا بابليا، لأنه لو كان كذلك لخلخل صدى صهيله جدران البنتاغون والبيت الأسود الذي أرسلهم.
والإنسان ذو البعد الواحد الذي اختزل الإنسان من كائن آدمي إلى إسفنجة للاستهلاك، لم يظهر في جغرافيا الديستوبيا الأورويلية، بل في نيويورك ولوس أنجليس وكاليفورنيا وبقية الولايات، ولأن ما ألحقته عدة إدارات أمريكية بالعالم من كوارث استغرق الميديا وشغل المراقبين بإحصاء الغنائم والخسائر، فإن ما سوف يأتي من أيام أو أعوام، سيتيح المجال للعالم كله أن يكتشف أشد الحروب الأمريكية ضراوة وتنكيلا، وأشد تأثيرا من الحرب النووية، وهي الحرب التي أعلنها جورج بوش الابن على العقل الجدلي وعلى أهم منجزات عصر النهضة في أوروبا، حين أعاد العالم إلى الثنائية المانوية وشطره إلى ملائكة معه وشياطين ضده، ثم زعم أنه يستلهم قراراته من السماء، والاعتداء الأمريكي على أوروبا لم يتوقف عند وصفها بالعجوز، كما قال رامسفيلد، بل في تقويض ما شيدته من صروح فلسفية، ومن عقلانية وبُعد ثالث، يتيح للإنسان أن يكون في منزلة بين منزلتين وليس فقط عدوا أو حليفا وشريرا أو خيّرا! من هنا كانت شيطنة الآخر المختلف، هي المعادل الأمريكي لما سمي في أدبيات المعجم الصهيوني «الهَتْلَرَة» أي الاتهام بالنازية.
سبعون عاما منذ ذلك العام الذي ولدت فيه أعظم تراجيديا في التاريخ المعاصر وبين رعاة البقر الذين انتقلت إليهم عدوى جنونها، فاستباحوا الشرائع منذ حمورابي حتى هذا الصباح، وشهروا الفيتو في وجوه الشهود أيضا لأنهم ليسوا شهود زور، ومما تحقق من هذه الديستوبيا قتل الآخرين تحت ذريعة إنقاذهم، وإبادة الفقراء من أجل التخلص من الفقر، حسب تعبير هانكوك في كتابه «سادة الفقر».

٭ كاتب أردني

ديستوبيا عمرها سبعون عاما

خيري منصور

بناء الإنسان: السلطة والقيم

Posted: 05 Jan 2018 02:08 PM PST

إن اهتمام فلسفة التربية ببناء الإنسان، سواء في علاقته بالمؤسسات التربوية أو بالخطاب البيداغوجي، جعلها تقف عند مجموعة من الإشكالات التي تثير تناقضات عدة، وأهم هذه الإشكالات مسألة السلطة، التي يعرفها أليفيي ربول بقوله: «إنها المقدرة التي يمتلكها شخص ما ويدفع بواسطتها آخرين إلى عمل ما يريد هو بدون أن يلجأ للعنف». بمعنى أن السلطة هنا هي ضد العنف، لكنها قوة تجبر الآخر على الانصياع والخضوع دون مقاومة تذكر، فهي قائمة على شرعية ما، خارج نطاق القوة الجسدية. وتتعدد أشكالها بتعدد أصحابها مثل «سلطة العقد» و»سلطة الخبير» و»سلطة الحكم» و»سلطة النموذج» و»سلطة الزعيم» و»سلطة الملك ـ الأب».
وعلى الرغم من صعوبة رفض هذه الأنواع من السلطات، ينبغي أن يكون النقاش حول أي نوع من السلطة يمكن الخضوع إليه، والذي يذهب مذهب الحرية التي يتطلبها فعل التعلم. وهنا يظهر أن التيار الكلاسيكي لا ينفي الحرية في التربية، بقدر ما يقبل بسلطة الخبير والحَكَم، مع العلم أنه يرفض «سلطة الملك ـ الأب». ومن هنا يباح العقاب. فالخبير يعاقب بحكم كفاءته. والحَكَم بحكم سلطته التقويمية والتقييمية.
بينما في التربية الجديدة وإن كانت لا تعارض الأنواع السالفة الذكر، فإنها تذهب نحو «سلطة العقد» باعتبارها من السلط التي يمكن أن تضفي نوعا من الديمقراطية على الفعل التربوي، حيث «يعتبر التلاميذ أحرارا، لكن يتحتم عليهم إنجاز مشروعهم واحترام قرارات من انتخبوا». وهذه السلطة التي من هذا النوع بإمكانها نقل التلاميذ من الإكراه الخارجي نحو الإكراه الذاتي، حين يمارس البالغ على نفسه نوعا من الرقابة في إنجاز ما يطلب منه بوعي وعن طواعية.
إن فعل التربية هنا، لا يعني أنه لا يحتاج إلى السلطة، وإلا سقطنا في الفوضى، كما ينبغي ألا تفهم بمعنى العنف. ولكن بمعنى البحث عن مشروعية الفعل التربوي الذي ينبغي الارتقاء به نحو فعل ديمقراطي. «فمن يحتاج للتربية يحتاج للسلطة. ولكن غاية التربية تكمن في تعلم التخلي عن السلطة»، فبقدر ما نخضع المتعلم إليها، نعلمه في الآن نفسه كيف يتحرر منها، لأن المؤسسة لا يمكن اختزالها في الطابع القانوني أو النفسي، بقدر ما هي ذات مظهر اجتماعي خاص، ينبغي الخضوع إليه لبناء إنسان قادر على تحقيق ذاته داخل المجتمع. وهذا ما يجعلنا نفكر في الفعل الديمقراطي للمؤسسة والتربية معا. وبهذا الصدد يقول أليفيي ربول: «إن دور الدولة الديمقراطية على العكس من كل ذلك، إنها تتيح لكل واحد أن يعثر بنفسه على معنى حياته بطريقة ناضجة. لا تعتبر الدولة ديمقراطية إلا إذا تخلت عن أن تكون كنسية الطابع».
إن فعل التربية الذي ينبغي أن يخضع للسلطة، يكون بمعنى الخضوع للالتزام والصرامة، وتحقيق التوحد على مستوى المناهج، حيث في النظام الديمقراطي ينبغي على الدولة مراقبة المنهاج، تجنبا للتمذهب والتعصب، ونشر العنف. «لأننا بتعليم الضغينة نضفي على العنف شرعية وتبريرا، وعندما نعلّمُ أن العنف هو الوسيلة الوحيدة المجدية ندمر أساس الديمقراطية».
إن مفهوم السلطة، ضمن هذا السياق، يتساوق مع «الصرامة»، فهي وجه من وجوه السلطة التي يتطلبها الفعل التربوي، لكن حين يبالغ فيها «تصبح شرا، وتسقط في الخشونة، التصلب، القسوة واللاإنسانية». وبذلك، فالصرامة لا تكتسب مشروعتها إلا بالاستناد إلى بعض القوانين والقواعد، وإلا انقلبت إلى فظاظة. ولا قيمة لها إذا لم تتحل بالتسامح والمرونة قدر الإمكان. إنها سبيل تحقيق الفضيلة من خلال الفعل التربوي، فكما قال «هوبز» «الرجل الشرير (…) ليس إلا طفلا صلب العود كَبُر في جو من القوة وليس جو الضمير والحكمة». وبذلك حين نتعلم الصرامة معناه نتعلم كيف نصبح راشدين وعقلاء. وباختصار شديد، يتعلم الإنسان كيف يكون إنسانا لذاته وفي ذاته، بدون انفصام العروة الوثقى بالمجتمع في صوره المتعددة والمتنوعة.
وفي نطاق هذا لا يسعنا إلا أن نوافق أليفيي ربول على أنه لا تربية بدون قيم، مادامت التربية هي السعي نحو الأحسن دائما، لذلك، فـ»التعلم معناه النزوع إلى الأحسن، سواء تعلق هذا التعلم بأدب السلوك أو الموسيقى أو العلوم أو التأهيل المهني. إننا نتعلم كيف نفكر أحسن، نتكلم أحسن، ننجز أحسن. يجب ألاّ نتهيب من كلمتي: أحسن وأجود، ففي التربية لا يمكننا أن نتخلى عنهما».
لكن، ينبغي الوعي في مجال التربية، بأن القيم تتأثر بمجموعة من العوامل والظروف، وأولها عامل «النزعة الوضعية»، حيث تستند التربية إلى العلوم الإنسانية، وبذلك، يصعب تحقيق علميتها إلا في ما هو آني. ولا يمكن الخروج من هذا المأزق العلمي ـ إن صح التعبير ـ إلا من خلال التماسك أو الترابط المنطقي في علاقة التربية بالقيم. والعامل الثاني هو نسبية هذه القيم، في مقابل شمولية التربية، وفي هذ السياق يقول أليفيي ربول: «في الحقيقة لا تعني نسبية القيم أن كل فرد بإمكانه اختيار قيمه ولكن على العكس أن قيم الشخص تحددها البيئة والمجتمع والثقافة التي تربى في أحضانها».
من خلال هذا، يصعب تحديد القيم مع العلم أنها جد متحولة مقارنة مع القيم الأخلاقية، إذا جازت هذه المقارنة، وبذلك، فهي ذات طابع نسبي، لكن تطرح هنا مشكلة التراث الذي ينبغي عدم إلغائه، بل التعامل معه في ضوء قيم متجددة. بمعنى لا يمكن أن تكون ثقافة في مجتمع ما حية إلا إذا عملت على الاتصال بمثل هذه القيم المشكلة لهوية الفرد في المجتمع، وتعمل على تجديد هذه القيم انطلاقا من التقليد، وبذلك «يصبح تقليدا يتطور بدون أن ينكر نفسه».
أما العامل الثالث، فيتجلى في «الحياد» الذي ينبغي أن تكون عليه التربية في تعاملها مع الفرد، بمعنى أخذ الحذر من تسليط ذات المربِّي على ذات المربَّى، وهنا يتحول فعل التعلم إلى فعل تشاركي قائم على التنشيط والاقتراح عوض الإكراه، وبذلك، فالتربية «لم يعد الأمر متعلقا ـ فيما يخصها ـ بأن نعلم ولكن بأن نقترح وننشط، بأن نقيم ولكن أن نوحي، ولم يعد الأمر متعلقا أيضا بالتقييم بل بالإيحاء».
وتبعا لهذا، فالتربية لا بد أن تقوم على القيم، في ظل هذه العوامل التي في حقيقة الأمر موجهة لفعل التربية، بعيدا عن التسلط عوض السلطة، والإكراه عوض الرغبة. فالقيم لا يمكن أن تكون إلا في خدمة الإنسان، بدون التخلي عن الدور المجتمعي لها، فليس كل ما تقوم به التربية وثوقيا في حد ذاته، وتحاول فلسفة التربية أن تجد حدودا لهذا، حتى لا تحيد عن غاياتها المنشودة، وهي تكوين الإنسان في ذاته ولذاته.

٭ كاتب مغربي

بناء الإنسان: السلطة والقيم

رشيد طلبي

تكريم المخرج الفلسطيني غالب شعث في مهرجان جمعية الفيلم المصرية

Posted: 05 Jan 2018 02:07 PM PST

القاهرة – «القدس العربي»: قررت إدارة مهرجان جمعية الفيلم في مصر تكريم عدد من رموز السينما المصريين والعرب في الدورة الرابعة والأربعين التي سوف تعقد في الفترة فى الفترة من 27 الشهر الجاري إلى 3 الشهر المقبل.
وقال مدير التصوير السينمائي محمود عبد السميع رئيس مهرجان جمعية الفيلم، في تصريحات خاصة لـ «القدس العربي» إنهم اختاروا شخصيات سينمائية أثرت في تاريخ السينما، مثل النجم فاروق الفيشاوي، الذي قدم للسينما المصرية عددا كبيرا من الأفلام المهمة، مثل « ليه يا بنفسج» و«يوم للستات» و«ألوان السما السبعة» و«فتاة من إسرائيل» و«يا نحب يا نقب» وغيرها من الأفلام، النجم الثاني الذي تقرر تكريمه هو الفنان جميل راتب لما له من تاريخ سينمائي كبير والنجمة لبلبة، التي قدمت أيضا عشرات الأفلام الهامة، وكذلك المخرج غالب شعث، وهو مخرج ومؤلف فلسطيني مواليد 1935 حصل على دبلوم الهندسة من فيينا عام 1963 ودبلوم في الاخراج من معهد السينما في فيينا عام 1967 ويقيم حاليا في بيروت، حيث يخرج الأفلام التسجيلية منذ عام 1967 و بعض سيناريوهات عدد من الأفلام منها «انفجار»، اخراج مايكل انجلو انطونيوني.
كذلك سيتم تكريم المخرج المصري محمد نبيه والدكتور شوقي علي عميد معهد السينما السابق الذي تخرجت على يده أجيال كثيرة من السينمائيين المتميزين، والناقد والباحث محمود علي والناقدة إيريس نظمي.
وأضاف عبد السميع أن التكريم سيكون 10 الشهر المقبل مع حفل توزيع جوائز المهرجان.
ويجرى حاليا الاستفتاء لاختيار أحسن 7 أفلام عرضت تجاريا خلال عام 2017، وتعرض هذه الأفلام على أعضاء جمعية الفيلم والجمهور وعلى لجنة التحكيم.

تكريم المخرج الفلسطيني غالب شعث في مهرجان جمعية الفيلم المصرية
محمود عبد السميع: قررنا تكريم شخصيات أثرت في تاريخ السينما
فايزة هنداوي

تغييب السياسة وبناء دولة وعاصمة موازية ليس حلا

Posted: 05 Jan 2018 02:07 PM PST

بدأ عام 2018؛ عام انتخابات الرئاسة المصرية، المحاطة بالغموض وكأنها سر عسكري، في نفس الوقت بدأت حملة «المشير» الانتخابية قبل كل الحملات؛ بالمخالفة للدستور والقانون، ويوفر لها «المشير» ميزانية مالية ضخمة وإمكانيات بشرية كبيرة، ومع ذلك يتَمَنَّع ولم يفصح عن نواياه الانتخابية حتى هذه اللحظة، وهذه عادة من الزهد المصطنع، والتظاهر بتلبية «رغبة الشعب وضغط الجماهير» ليترشح، ومن خلال هذه العادة يمارس هوايته الرئاسية المفضلة في هَنّدسة مؤيديه ومريديه رئاسيا وأمنيا، وتعتمد حملاته على ذوى الياقات البيضاء والملابس الغالية والمظهر المهندم، وهم الأقرب إلى «النُدُل»؛ جمع نادل أي خادم المأكل والمشرب بالفنادق الفاخرة، ومعروف في اللهجات الدارجة بـ«الجرسون» الذي يلبي وينفذ دون اعتراض أو سؤال، ويحرص «المشير» على إعدادهم وتأهيلهم بنفسه، وتعميق نفسية النادل فيهم؛ وهي نفسية أقرب إلى نفسية أصحاب مبدأ السمع والطاعة لدى بعض جماعات الإسلام السياسي.
ويحرص «المشير» على اللقاء بهم في قاعات فندقية فاخرة؛ بعيدا عن فصول الدراسة، وقاعات المحاضرات، وصالات الدورات التدريبية لتنمية القدرات وإدارة الحوارات واللقاءات وتبادل الخبرات.. وهؤلاء «النُّدُل» ينتقيهم «المشير» للالتحاق بـ«البرنامج الرئاسي» بنفسه.. والتسمية تنطوي على خدعة العمل في مؤسسة الرئاسة،
وإعداد القيادات الشابة له أصول وقواعد وبرامج يضعها متخصصون؛ في التدريب والتثقيف والتربية السياسية والإدارية وتنمية المهارات، والتدريب على الخطابة وإدارة الحوار وحلقات النقاش، والقيام بأعمال ميدانية وخدمية وبيئية في أحياء وقرى ونجوع وأندية ومزارع ومصانع ومعاهد وجامعات ومستشفيات في كل الأنحاء وعلى كل المستويات والأحجام، وهذا حديث يطول..
والغريب في «البرنامج الرئاسي» هو غياب السياسة؛ بينما رجال الأمن ومعاونوهم حاضرون دوما، ولا يخرج «البرنامج الرئاسي» عن أسئلة توجه من المشاركين وردود من «المشير»، الذي يجلس في الصف الأول معطيا ظهره للحاضرين!! وكأنه يخشى المواجهة، وإذا سأل المشارك سؤالا ليس على هوى «المشير» تنقلب النعومة إلى خشونة تصل حد الافتراس، وكل جهده أن يثبت أنه حصان الرهان الوحيد الجدير بالرئاسة، والمدافع عن الدولة وحامي حمى البلاد والعباد.
ولا قيمة عند «المشير» لدستور أو قانون أو رأي أو موقف، وهو القائل عن الدستور أنه وُضِع بـ«نوايا حسنة» وكأن الدساتير تصاغ بالنوايا السيئة، ووُضِع الدستور على الرف، واستُبدِل بإجراءات وقرارات «التأديب والانتقام والتضييق».. وكانت هذه لمحة عابرة تكشف أن مجرد التفكير في انتخابات حقيقية دون «هَنْدسَة أمنية ورئاسية» ضرب من الوهم.
هذا وضع قائم بعد سبع سنوات من قيام ثورة كبرى عام 2011؛ صنعها الشعب وحركها الشباب وشاركت فيها الملايين؛ وبعد ما يقرب من أربع سنوات على وجود «المشير» على رأس الدولة؛ استمر التمادي في «شيطنة» كل الفئات والقوى الوطنية والثورية بلا استثناء.
وتغيرت الملامح، وشاهت الوجوه، وزادت المعاناة.. و«المشير» لا يشعر بأي مسؤولية تجاه شعب اختاره وأوصله لمقعد الرئاسة، ولولا ثورتا يناير، ويونيو؛ لولاهما ما كان قد احتل الموقع أو تبوأ هذه المكانة، ولكان ضمن أرباب المعاشات.. والشعب الذي تطلع إلى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.. يواجه بسادية سلطوية منقطعة النظير؛ توجه إليه الضربات المتلاحقة..
وكان حسن الظن أو قل السذاجة وراء قبول مرشح للرئاسة بلا برنامج وطني.. وتم اكتشاف ذلك بعد فوات الأوان، وكل الشواهد تؤكد بأن «المشير» يملك برنامجا غير معلن، أمكن التعرف عليه من خلال السياق والخط الذي سار عليه من البداية للنهاية، ويوصف بالبرنامج غير الوطني، وأساسه تصنيع «دولة موازية» تلتزم بالتطبيع ومتحررة من القيود السياسية والوطنية والدستورية والقانونية، وبنى لها «عاصمة موازية».
وعلى سبيل المثال حين احتاج «المشير» مالا وضع «ميزانية موازية» من خلال «صندوق تحيا مصر»، وطلب من أباطرة المال ضخ مئة مليارات جنيه فيه؛ يتصرف فيها بعيدا عن الرقابة أو الضوابط الدستورية والقانونية. وحتى شهران مضيا لم يجمع صندوق «تحيا مصر» إلا تسعة مليار جنيه حسب تصريح المدير التنفيذي للصندوق، وحين طلب «المشير» تمويل «قناة السويس الجديدة»، قدم له المواطنون طوعا، وخلال ثمانية أيام ضعف المطلوب جمعه في ستة أشهر؛ وكان المبلغ 64 مليار جنيه بقيمة عملة ذلك الزمن القريب قبل أن تنهار في عام 2016 (سنة التعويم)، وتفقد سبعين في المئة من قيمتها التي كانت قبل ذلك التعويم البائس.
وفي هذه الظروف عرضت هيئة البث البريطانية (بي بي سي) خبرا مفصلا في نشرة العاشرة ليل الثلاثاء الماضي عن قرار الرئيس الصيني بالقضاء على الفقر بنهاية عام 2020.. أي في أقل من ثلاث سنوات من الآن، وحرصه على إضفاء وجه إنساني للحكم يزيد من استقرار البلاد ويقويها.. واستعنت بوسائط «التواصل الألكتروني» لمزيد من المعلومات حول القرار الصيني،لاستكمال بناء «مجتمع الحياة الرغيدة» بحلول عام 2020، والسعي إلى عدم وجود فقير على أرض الصين بحلول ذلك التاريخ.
وكان ذلك مطروحا من نهاية عام 2014، للتخلص من الفقر، وقتها كان عدد فقراء الريف الصيني 70.17 مليون مواطن. وخلال عام انتشلت الصين عشرين مليونا من هاوية الفقر بنهاية عام 2015، وكل مواطن يقل دخله السنوي عن أربعة آلاف يوان في عام 2020 يعد فقيرا، وتبذل الإدارة الصينية المزيد من الجهود لمساعدة الفقراء على التخلص من الفقر خلال الفترة المحددة. مع العلم أن نسبة الفقر في الصين في حدود 4‪٪‬ بين سكان بلغ عددهم مليار و379 مليون نسمة حسب إحصاء 2016.
وذلك هو الفارق بين ما نتابعه عن بعد في الصين، وأثمر جهد قادتها على ألا يبقى فيها فقير بنهاية 2020‪'‬؛ بينما تواجه مصر إفقارا متعمدا يضرب بجذوره في عمقها، وبذلك وضعت الصين أمام تحد إمكانية القضاء على الفقر في سنوات قليلة، وفي بلد بمساحة جغرافية شاسعة، وعدد سكان هو الأضخم عالميا.
والقيادة المصرية ممثلة في «المشير» تفرغت لتأديب مواطنيها، والانتقام منهم، والتضييق عليهم، وتتفنن في تجريدهم من إمكانيات الحياة الكريمة.. وهذا شَغَلَها عن معرفة حقيقة حراك متصاد ،صامت وكامن بين المصريين..
ومع ذلك ما زال «المشير» مصرا على لا يفصح عن نواياه الانتخابية، ويبدو أنه ينتظر معجزة؛ إذا لم تتحقق فليس أمامه إلا التزوير.. وأشرنا لذلك مبكرا، وتنبأنا بإمكانية التزوير وأن تكون انتخابات 2018 هي الأسوأ في التاريخ المصري.

٭ كاتب من مصر

تغييب السياسة وبناء دولة وعاصمة موازية ليس حلا

محمد عبد الحكم دياب

تونس: مرحلة جديدة من النضال المدني

Posted: 05 Jan 2018 02:07 PM PST

لعل من أكثر ما يلفت الانتباه في تونس هذه الأيام كثرة الكلام. سيل من الكلام على الإذاعات والتلفزيونات وشبكات التواصل الاجتماعي (التي تجعل المرء غير اجتماعي، حسب القولة التي نقلتها «القدس العربي» عن ممثلة هندية شهيرة) حول سوء حال البلاد وضبابية المستقبل. ولكن متابعة ما يقال ليل نهار لا تؤدي بالضرورة إلى فهم الوضع العام الذي صار محتبسا منسدّا، متعقدا متعسرا إلى حد استدعاء صورة المتاهة الكافكاوية. ولهذا يجدر بكل مهتم بالشأن التونسي قراءة نص وحيد وجيز يغني عن فائض الكلام. إنه نص بيان الـ250 الذي أصدرته مجموعة من الشخصيات المستقلة، بمناسبة الذكرى السابعة للثورة، وأرادته نداء موجها لجميع التونسيين والتونسيات وتعبيرا عن وجود تيار مواطنيّ قوي متأهب للتصدي لقوى الردّة، والذود عن قيم الثورة وتعهّد آمالها بصدق البذل والرعاية.
يبدأ البيان بتقرير واقع يومي ربما كان في الماضي ملتبسا (ومربكا، بالتباسه، للأفهام)، ولكنه أصبح اليوم صارخا من فرط الوضوح: وهو أن عدم تلبية أيّ من مطالب المواطنين الأساسية على مدى الأعوام السبعة الماضية قد أدى إلى أن يكون «المستفيد الأول من سقوط النظام القديم هو جماعات المال الفاسد والمافيا». ذلك أن سقوط رأس النظام لم يترتب عليه سقوط نظامه الاقتصادي، الذي تتمثل طبيعته الجوهرية في أنه اقتصاد افتراسيّ مافيوزي من ناحية وزبائني ريعي من ناحية أخرى. فقد تنظمت الشبكات القديمة من جديد، ثم «استعادت نفوذها داخل الإدارة والقضاء والإعلام، وداخل الأحزاب السياسية أيضا. أما الحكومات المتعاقبة منذ 2011، فقد تجنبت خوض مواجهة مباشرة ضد الفساد وضد الامتيازات غير المشروعة».
وقد أصاب البيان بتنزيل جميع التطورات الإيجابية التي حصلت منذ الثورة في سياقها الصحيح، حيث شرح أن الإنجازات السياسية – من دستور ديمقراطي حام للحقوق والحريات، ونظام حكم مدني برلماني، ومناخ حياة عامة متميز بالليبرالية – لم تكن تمثل «استجابة لحاجات المواطنين الملحّة». إذ إن العاصفة الرملية السياسية، التي أثارتها التجاذبات الحزبية والأنانيات الفئوية، طيلة السنوات الماضية قد منعت الرؤية فحجبت أبسط الحقائق. وأبسطها أن حاجات المواطنين الملحّة إنما هي حاجات تنموية تتعلق بتعميم فرص الحياة الكريمة، بدء بتوفير وظائف العمل للشباب، وتحسين مستوى المعيشة ونشر العدالة الاجتماعية. ومع ذلك، يؤكد البيان على الأهمية المفتاحية لهذه الإنجازات السياسية، من حيث أنها تمثل تقدما «في اتجاه فتح الطريق أمام مرحلة جديدة من النضال لإنجاز التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تتطلبها البلاد. وهو ما من شأنه أن يحول الانتفاضة إلى ثورة حقيقية، أي إلى تحولات شاملة تتجاوز ما هو سياسي، لتشمل كل أبعاد الحياة الوطنية». والمقصود أن «الدستور الجديد ومساحات الحرية الجديدة هي جميعها مكتسبات ثمينة»، ولكنها مجرد «معبر للمرور إلى الديمقراطية الفعلية».
إلا أن الشخصيات المستقلة التي أصدرت البيان، ومعظمها من الفاعلين في المجتمع المدني، تحذر أن هذه المكتسبات «أصبحت اليوم مهددة على نحو خطير من الباجي قايد السبسي بتواطؤ مع راشد الغنوشي»، حيث أن الشيخين المتحكمين بخيوط اللعبة السياسية قد «توافقا على ضرب البلاد وديمقراطيتها الناشئة». ويعدد البيان الأمثلة التي تدل على تسارع وتيرة «الهجوم على الديمقراطية» منذ أيلول/سبتمبر الماضي، بما في ذلك دفاع الرئيس عن عودة النظام الرئاسوي والحكم المطلق ووصفه الثورة بأنها «قوس ثوري وثأري حاقد»، وإسناد أكثر من نصف الحقائب الوزارية في حكومة يوسف الشاهد الثانية إلى شخصيات من حزب بن علي، بلوغا إلى المحاولة الفاشلة الرامية إلى إسناد مقعد شاغر في مجلس النواب إلى ابن الرئيس. أما تتويج هذا المسار فقد تمثل في تصويت نواب حزبي النداء والنهضة على «قانون المصالحة الإدارية» الذي يلغي جميع الملاحقات القضائية ضد المسؤولين عن الفساد في عهد بن علي.
وبعد تحديد المخاطر الناجمة عن «هجوم سبتمبر الرجعي»، يدعو البيان إلى اتخاذ مبادرات مواطنيّة، في إطار استراتيجية محكمة، تشمل «توحيد الممارسة النضالية على أوسع نطاق ممكن» لأن «واجب المقاومة ليس مقتصرا على أحزاب المعارضة، بل هو ملقى على عاتق جميع التونسيات والتونسيين الحريصين على بلدهم والمتشبثين بحرياتهم».

٭ كاتب تونسي

تونس: مرحلة جديدة من النضال المدني

مالك التريكي

الفلسطينيون لن يكونوا هنود حمر القرن الـ21

Posted: 05 Jan 2018 02:07 PM PST

فلْنُعد انفسنا لما هو مقبل، الذي قد يكون أعظم، فضم المستوطنات وقانون القدس الموحدة، ومشروع قانون الإعدام، والاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، ووقف المساعدات المالية للفلسطينيين، ما هي إلا جزء من مخطط إسرائيلي أمريكي أوسع.
الآن وبعدما ظنوا أنهم أكملوا الدائرة، وأطبقوا الخناق على القدس بهذه القوانين والقرارات، وحصل نتنياهو على مراده لتعزيز وضعه الداخلي، الذي يهز أركانه مسلسل فضائح الفساد المالي، وسوء استخدام السلطة المتورط بها وزوجته سارة، سيحاول إلهاء الجمهور الإسرائيلي بتوجيه مزيد من اللكمات المتسارعة للفلسطينيين لخلق البلبلة في الموقف الفلسطيني، الذي يبدو حتى الآن متماسكا وواضح الرؤية. ويتوقع أن تكون اللكمة الجديدة السعي لوقف استخدام مصطلح الاحتلال لوسم الجيش الإسرائيلي، وكذلك مصطلح المحتلة لوصف الاراضي الفلسطينية عام 1967.
وبدأ نتنياهو وحكومته بالفعل في تحريك المياه الراكدة في هذه القضية، عبر السفير الامريكي في تل ابيب ديفيد فريدمان، الصهيوني الأكثر تطرفا ليس من نتنياهو فحسب بل نفتالي بنيت وايليت شاكيد.
وقد تقدم فريدمان الذي وصف الاحتلال بالمزعوم، ويمتلك شقة في حي الطالبية في القدس، فعلا بمثل هذا الطلب إلى وزارة الخارجية.. والحق يقال إن الخارجية الأمريكية رفضت الطلب. وفي رواية أخرى فإن الخارجية بعدما رفضت الطلب بداية عادت وردت بأنها ستدرس الموضوع في الوقت المناسب، بعد ضغوط من جهة عليا. وعادت الناطقة باسم الخارجية عند الاستفسار منها حول الموضوع، يوم الثلاثاء الماضي، وقالت إن شيئا لم يتغير «بعد!» في هذه القضية.
والشيء بالشيء يذكر فإن صحيفة سعودية شبه رسمية سبقت فريدمان، ومن قبله نتنياهو بسنوات في هذا الفضاء، وأوقفت بـ»فرمان» استخدام مصطلح الاحتلال في وصف جيش الاحتلال والمحتلة في وصف الضفة وقطاع غزة ولها «الفخر» في ذلك وبإمكنها أن تدعي الفوز بالميدالية الذهبية في هذا المجال.
وفي السياق نفسه، احتجت اسرائيل لدى اتحاد كرة السلة في الولايات المتحدة لاستخدامه مصطلح «فلسطين- اراضي محتلة» وفقا لأدبيات الأمم المتحدة، ما اعتبرته دولة الاحتلال موقفا استفزازيا وغير دقيق. وكتبت وزيرة الثقافة والرياضة الاسرائيلية ميري ريغيف في رسالة للاتحاد أن «هذا المصطلح يشرع تقسيم دولة إسرائيل، ويشكل تدخلا سافرا ويتناقض مع الموقف الرسمي للإدارة وإعلان الرئيس ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل». وبالفعل فقد ازالت الرابطة اسم فلسطين والاراضي المحتلة واعتذرت. وقد يأتي اليوم، ولن يكون بعيدا، الذي ستطالب فيه دولة الاحتلال بوقف استخدام كلمة فلسطين والفلسطينيين واستبدالها باسماء أخرى.
هذا كله ليس اكثر من خطوات تعكس محاولات اسرائيلية استغلال الظروف التي خلقها وجود ترامب في البيت الأبيض، وشلة الصهاينة التي تحيط به ممثلة بصهره جاريد كوشنر ومسؤول ملف ما يسمى بعملية السلام جيسون غرينبلات وطبعا السفير فريدمان، وثلاثتهم من اليهود المتزمتين، يضاف اليهم ستيفن منوخين وزير المالية وستيفن ميلر مستشار كبير للسياسات، وكارل أيكان مستشار خاص في قضايا الإصلاح التنظيمي، وغاري كوهين رئيس مجلس الاقتصاد الوطني في البيت الأبيض، وبوريس ابيشتاين المساعد الخاص للرئيس ومدير الاتصالات، وديفيد شولكين وزير شؤون المحاربين القدامى، وريد كورديش مساعد الرئيس للمبادرات داخل الحكومات والتكنولوجيا وافرهام بيركوفيتش مساعد خاص للرئيس.
كل هذا النفوذ والدعم المالي والسياسي والعسكري، لا يخفف من روع دولة الاحتلال التي ترى المعركة معركة وجود مع الفلسطينيين. وصمود أكثر من6 ملايين فلسطيني على أرض فلسطين التاريخية هو مصدر القلق ولن يزول طالما بقي الشعب الفلسطيني وسيبقى.
وبقدر كون الوجود الفلسطيني مصدر قلق لدولة الاحتلال، فهو مصدر القوة للفلسطينيين. ومن مصادر القوة أيضا استعداد هذا الشعب شيبا وشبابا ونساء وأطفالا للتضحية والعمل معا لإسقاط كل المؤامرات، كما فعلوا في الماضي. وثالث قوة هي عدالة قضية الفلسطينيين. ورابعا الدعم الدولي منقطع النظير للموقف الفلسطيني، الذي إن لم يستثمر على نحو صحيح فإنه سيضيع هباء منثورا.
جميع الاجراءات التي اتخذتها حكومة وكنيست الاحتلال باطلة، وهم يدركون بطلانها جيدا، وتعكس خوفا وضعفا، كما هو القرار الامريكي بوقف المساعدات المالية للفلسطينيين، دليل ضعف وعجز لا قوة امام موقف فلسطيني صلب، فالفلسطينيون لا يخضعون للابتزاز، والقدس ومقدساتها ليست للبيع، فلتذهب إلى الجحيم هي ودولاراتها وفتاتها. اما اللاجئون الفلسطينيون فمسؤوليتهم هي مسؤولية سياسية دولية يقع كاهلها على الامم المتحدة المسؤولة عن خلق هذه المشكلة، بقرار تقسيم فلسطين المجحف والاعتراف بدولة الكيان الصهيوني.
وثبات الموقف الفلسطيني ومقاومة كل الضغوط والاغراءات المالية، والتمسك بالثوابت، المقصود طبعا الموقف الرسمي، هو الضامن للصمود والمقاومة بجميع اشكالها. فالموقف الرسمي الرافض للعودة إلى أي مفاوضات والرافض لبقاء واشنطن وسيطا في اي تسوية سياسية، بعد أن دقت آخر مسمار في نعش مصداقيتها، هو الذي جعل الإدارة الامريكية تتخبط باصدار التهديدات يمينا ويسارا، إلى حد إطلاق سفيرها في تل ابيب ديفيد فريدمان، كلمات نابية في وصف الرفض الفلسطيني انه «قبيح واستفزازي ومعاد للسامية» نستطيع أن نتفهم انه قبيح واستفزازي من وجهة نظرهم لانه يشكل تحديا لاقوى دولة في العالم، فكيف يمكن أن يكون معاديا للسامية؟
يجب أن ندرك أو لنقل يجب أن نعمل على اعادة اكتشاف نقاط قوتنا وهي عديدة، كما سلف ذكره واكثر مما نتوقع. وهنا اختلف مع الكثير من المتشائمين، الذين توصلوا إلى قناعات بأن كل شيء معد ومرتب لشطب فلسطين والفلسطينيين والقضية الفلسطينية، وقد يكون هذا ما تصبو إسرائيل وحليفتها إليه، لكنهم لا يدركون انه لا يمكن شطب (الشعب الفلسطيني) الرقم الصعب من حساباتهم. هذا الشعب الذي كان دوما وهذا ليس مبالغة ولا محاولة لرفع المعنويات، بل حقيقة وواقعا، يمسك بمفتاح الحل. لا يمكن تجاوزه مهما حاولوا الالتفاف عليه، فهو أساس المشكلة في الشرق الاوسط، التي ستبقى قائمة طالما لم يحصل على حقوقه، ولن تكون هناك قوة في العالم قادرة على تجاوزه حتى إن تآمر معها «الاشقاء».
ولتأخذ القيادة الفلسطينية من هبة الأقصى في يوليو الماضي عبرة. فبتلاحمها وبقية الفصائل وتظافرها مع الشعب في هبته واصراره، حققوا انتصارا معنويا كبيرا وارغموا سلطات الاحتلال على ازالة الكاميرات والحواجز من محيط المسجد الأقصى وبواباته، وما كان ذلك ليتحقق لولا ذلك التظافر والإصرار والتصميم.
الشعب على اهبة الاستعداد، كما عودنا عند كل ازمة من ازمات القضية والثورة، وعلى القيادة أن تأخذ زمام المبادرة باتخاذ القرارات الصعبة، وإعادة النظر في السياسات التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه، ليس اقلها اتفاق اوسلو وكل تبعاته، ونؤكد كلام ابو مازن أن لا سلطة بلا سلطة ولا احتلال بدون تكلفة. إن القيادة بصمودها وتظافرها مع شعبها تشكل الدرع الواقي للقضية.
نعم إنهم يدركون جيدا انهم عاجزون عن تجاوز هذا الشعب الذي لا يمكن أن يستكين أو يستسلم أو يقبل ظلما طالما بين ابنائه وبناته عهد التميمي، هذه الشابة الفتية التي عجز جنود الاحتلال بعددهم وعتادهم، وعلى مدى سنوات تفوق نصف عمرها في زرع الخوف داخلها أو إرهابها، وبقيت تقاوم هي وجميع أفراد أسرتها وبلدتها.
إن شعبا فيه عهد والملايين مثلها من قبل ومن بعد، لا يمكن أن يهزم ولن يسمح بالتقدم خطوة واحدة إلى الأمام بدونه، وسيحقق الانتصار طال الزمان أو قصر. ولنا في قرن من النضال والصمود عبرة يا أولي الألباب. مئة سنة منذ وعد بلفور البريطاني المشؤوم والشعب يقاوم بكل الوسائل.. مئة سنة وهو يحبط مؤامرات من الاشقاء وغيرهم وكل محاولات لشطب قضيته.. مئة سنة وهو يزداد عددا وتصميما رغم المجازر والمذابح التي ارتكبتها قوات الاحتلال، ولا تزال مئة سنة فشلت فيها كل المؤامرات وحان أن يفهموا أن هذا الشعب لا يمكن أن يكون «هنود حمر» القرن الواحد والعشرين.
كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»

الفلسطينيون لن يكونوا هنود حمر القرن الـ21

علي الصالح

تونس وتركيا الإردوغانية: من المماحكات الأيديولوجية إلى منطق الدولة

Posted: 05 Jan 2018 02:06 PM PST

أثارت الزيارة الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تونس جدلا غير مسبوق، بين فريق يُطالب بالقطيعة الكاملة مع تركيا الأردوغانية، لأن حزبا إسلاميا يقودها، وفريق ثان يُمجد تجربة حزب «العدالة والتنمية» ويعتبرها أنموذجا ناجحا للأحزاب ذات الاتجاه الإسلامي.
انزلق هذا الانقسام في صفوف النخب إلى حرب أهلية في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، استُلت فيها الأسلحة الأيديولوجية وتبادل المتصارعون خلالها الطعنات، بخناجر بلاستيكية.
علاقات تونس مع تركيا ليست كعلاقاتها مع أي بلد إسلامي آخر، فبينهما خمسة قرون من التاريخ المشترك، بدأت مذ أرسل السلطان سليم أحد قادته البارزين خير الدين بربروس إلى السواحل التونسية في 1534، فأخرج منها الإسبان واستولى على البلد. وبعد أقل من سنة وصل الملك الإسباني شارلكان على رأس جيش مؤلف من ثلاثين ألف مقاتل، واستعاد السيطرة على البلد ونصَب الأمير محمد الخامس الحسن (من سُلالة الحُكام الحفصيين) على العرش. لكن العثمانيين استطاعوا أن يطردوا الإسبان من جزيرة جربة الجنوبية في 1560، وهي أكبر الجزر التونسية، ثم استعادوا العاصمة تونس من الإسبان في 1569 واستقروا فيها أربعة أعوام، إلى أن أرسل الإسبان حملة جديدة قادها الملك خوان النمساوي، استطاع معها استعادة السيطرة على تونس وإعادة الحفصيين إلى الحكم.
مشرق ومغرب
غير أن الجولة الأخيرة كانت لصالح العثمانيين الذين تمكنوا، بعد معارك استمرت أكثر من أسبوعين بقيادة سنان باشا، من بسط نفوذهم على كامل السواحل التونسية في 1574. وعلى عكس السياسة العثمانية في بلدان المشرق، لم يستمرَ الحكم العثماني المباشر في تونس أكثر من 16 سنة، سلموا بعدها السلطة إلى حكام محليين هم الدايات (من 1590 إلى 1613) ثم البايات (من 1613 إلى 1881).
بهذا المعنى تصرَف العثمانيون في المغرب العربي كمُخلصين من الاحتلال الإسباني، الذي لم يقتصر على تونس، وإنما شمل أيضا السواحل الجزائرية، خاصة وهران والمرسى الكبير، وكذلك شمال المغرب، ومنه مدينتا مليلية التي مازالت تحت الاحتلال الإسباني منذ 1497 إلى اليوم، وسبتة المحتلة منذ 1580. وهناك من المؤرخين من يعتقدُ أنه لولا الدولة العثمانية لأصبح شمال إفريقيا منذ تلك الحقبة إسباني الثقافة واللسان، مسيحي الديانة والعقيدة. من هنا كانت النخب التونسية تنظر إلى الدولة العثمانية كنصير بخلاف بلاد الشام، حيث نصب الوالي العثماني جمال باشا (المعروف بالسفاح) مشانق للوطنيين. في هذا السياق اكتست العلاقة بين النخبة الإصلاحية التونسية والباب العالي طابعا فريدا لا تُشبهه أي تجربة أخرى، وكان من تجلياتها أن المصلح خير الدين التونسي اختار التوجُه إلى الأستانة بعد فشل مشروعه الإصلاحي في تونس، ففتحت له ذراعيها وعُين صدرا أعظم. وكان موقف رفاقه من أمثال الجنرال حسين والجنرال رستم، من الدولة العثمانية مماثلا لموقفه.
بورقيبة والكمالية
وبعد استقلال تونس توطدت العلاقات الثنائية، خصوصا أن الرئيس حبيب بورقيبة كان مولعا بتجربة التحديث الكمالية في تركيا. غير أنه لم يتمالك، في الخطاب الذي ألقاه في البرلمان التركي سنة 1965، من انتقاد مصطفى كمال لشططه في العلمنة على حساب الهوية الإسلامية لتركيا، وهو موقف نادرٌ، لأن نقد مصطفى كمال، الذي يُلقبُ بـ»أبي الأتراك» (أتاتورك) مُحرَمٌ دستوريا. وأكدت الأحداث وجاهة ذلك النقد، إذ أعطت العلمانية المتطرفة بعد سبعين سنة تيارا إسلاميا أغلبيا متمثلا في حزب «الرفاه» بزعامة نجم الدين أربكان، ثم «حزب العدالة والتنمية» بقيادة أردوغان وعبد الله غل.
زيادة على هذه الخلفية التاريخية تعتبر تركيا اليوم بلدا مهما لتونس من الناحية الاقتصادية، فهي تتبوأ المركز الخامس عشر بين القوى الصناعية في العالم والسابع في أوروبا، وهي جسر اقتصادي وثقافي إلى بلدان آسيا الوسطى. وإذا كانت تونس تعقد اتفاقات اقتصادية وتطور المبادلات مع اليونان ومالطا وصربيا على سبيل المثال، فما المانع من إقامة علاقات مماثلة مع تركيا؟ ليس هناك سوى الحاجز الأيديولوجي، الذي يجعل البعض يُبصر إلى العلاقة مع تركيا من ثقب صغير، مع أن حزب «العدالة والتنمية» لا يتعاطى في الشأن السياسي بمنطق عقدي، فهو يأخذ من إرث مصطفى كمال، وينزع منزعا ليبراليا شجع آلاف رجال الأعمال على الانخراط في صفوفه، فقاعدته الاجتماعية مؤلفة من الطبقة الوسطى.
لكن ما شأن التونسيين بالحزب الحاكم في أنقرة، طالما أن الأمر يخصُ العلاقات الاقتصادية بين دولتين؟ صحيح أن أردوغان بات ينزع منزعا فرديا في الحكم، وأن المحاولة الانقلابية الأخيرة سمَمت الأوضاع الداخلية في تركيا، بفعل الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وضرب الحريات، الذي جسدته حملات اعتقال شملت إعلاميين وقضاة وأكاديميين وعسكريين وموظفين عاديين، وإحالتهم على محاكم استثنائية، إضافة إلى سجن أعضاء أكراد في البرلمان. وألقى النهج التسلطي لأردوغان ظلالا سلبية حتى على علاقاته مع أقرب رفاق دربه عبد الله غل وأحمد داود أوغلو. ومن الظواهر الصحية أن نقابة الصحافيين التونسيين نفذت اعتصاما أثناء زيارة أردوغان لتونس تنديدا باعتقال زملائهم في تركيا ولطلب إخلاء سبيلهم. ووقف المجتمع المدني التونسي إجمالا موقفا مماثلا من الانتهاكات.
مُسوغات القطيعة
لكن هل الاعتداءات الجارية في تركيا مُبررٌ كاف لقفل الباب في وجه المستثمرين والتجار الأتراك؟ وهل ستُقفل الأبواب أيضا أمام المستثمرين والتجار الإيرانيين، لأن الحريات مقموعة في ظل نظام آيات الله؟ ولماذا لا تُؤخذ هذه الأبعاد الديمقراطية في الاعتبار عندما يأتي وفد صيني أو سعودي أو روسي أو إماراتي للتوقيع على اتفاقات تعاون ثنائية؟ سيقول المناوئون لتركيا إن أردوغان تصرف كرئيس حزب إسلامي قبل أن يكون رئيس دولة، مُستدلين بأدائه تحية رابعة، ما جعل عددا من نواب المعارضة يُقاطعون اللقاء الذي تم بينه وبين أعضاء البرلمان. إلا أن الرئيس التونسي ردَ على تلك الحركة فورا بقوله «ليس لدينا سوى تونس واحدة، لا ثانية ولا ثالثة ولا رابعة ولا خامسة». وبتعبير آخر فقد كانت هذه بتلك.
المعطى الآخر الذي يستند إليه الداعون لمقاطعة تركيا يتمثل في انخرام الميزان التجاري بين البلدين، الذي يتسبَب لتونس بخسارة تُقدر بنحو 1200 مليون دولار، ما حدا بالنواب التونسيين، قبل زيارة أردوغان، إلى تقرير الترفيع في الرسوم الجمركية على السلع التركية إلى 90%، وهو قرار أغضب نواب «حركة النهضة» الذين قاطعوا التصويت على القرار. وأثمرت زيارة أردوغان على هذا الصعيد وعدا من الأتراك بشراء كميات من الفوسفات وزيت الزيتون من تونس، بما قد يُعدل ميزان التبادل التجاري، وإن جزئيا. وينسى الداعون للقطيعة مع تركيا أن عجز الميزان التجاري مع الصين يبلغ أكثر من 2650 مليون دولار، كما أن العجز في المبادلات التجارية مع بلدان الاتحاد الأوروبي ليس بعيدا عن هذه الأرقام.
ما يمكن قولُهُ لمن يطلبون كثيرا من الحزم في التعاطي مع تركيا أن يُظهروا المقدار نفسه من الصرامة في المفاوضات مع الأوروبيين الرامية للتوصُل إلى اتفاق شراكة جديد وأشمل يُعرف بـ»الأليكا». كما يُستحسن أن يكونوا صارمين أيضا مع الرئيس الفرنسي إيمانويول ماكرون، الذي سيزور تونس قريبا، والذي يصل العجز التجاري مع بلده إلى مستويات أعلى بكثير من تركيا… إن استطاعوا ذلك.
كاتب تونسي

تونس وتركيا الإردوغانية: من المماحكات الأيديولوجية إلى منطق الدولة

رشيد خشانة

إيران وروسيا ودعاوى الانتصار في سوريا

Posted: 05 Jan 2018 02:06 PM PST

قبل أن تعلن إيران وروسيا موعد الاحتفالات الشعبية بانتصاراتها، وقبل أن ترفع أعلام النصر في الميادين الكبيرة في العواصم والمدن الكبرى الروسية والإيرانية، على ما أنجزوه في سوريا من قتل ودمار، ومساهمتهم مع جيش بشار الأسد بقتل نحو مليون سوري أولاً، وتشريد سبعة ملايين داخل سوريا ومثلهم خارجها ثانيا، وتدمير كل المدن السورية الحضارية بأحدث الطائرات الحربية والصواريخ البالستية العابرة للقارات والبحور والبلدان ثالثاً، وبالأسلحة الكيماوية والقنابل العنقودية والبراميل المتفجرة طوال ست سنوات.
وغيرها من الإنجازات الكارثية، ما جعلهما تتبادلان التهاني والتبريكات، وتوزيع الأوسمة الحربية على الضباط والجنود المشاركين، وقبل أن تنشر القيادتان في روسيا وإيران أجواء الفرح والابتهاج بين شعبيهما وعودة جنودهما منتصرين على النساء والأطفال والشيوخ، بدأت أحداث متزامنة في كلا الدولتين، سببت لهما ورطة داخلية مع شعبيهما، فهل بدأت الدائرة على من قتل الشعب السوري وأخر انتصاره.
إن روسيا وهي تستعد لخوض انتخابات رئاسية محسومة النتائج هذا العام، عمل الرئيس الروسي بوتين على تحسين صورته أمام شعبه، ولو بصورة إعلامية وهمية، بإعلانه الانتصار أولاً، وهو يجلب بشار الأسد ويجلسه إلى جانبه وليس أمامه – مثل رؤساء الدول – في قاعدة حميميم قبل شهر، ثم إعلان سحبه لقواته من سوريا بعد عوته إلى موسكو فوراً. وعقد بوتين حفلاً عسكريا لتوزيع الأوسمة والنياشين على الضباط والعسكريين الروس، الذين قادوا الطائرات الحربية التي قصفت منازل السوريين ومستشفياتهم ومساجدهم ومدارسهم وأسواقهم ودمرتها على من فيها، بينما قامت المخابرات الأمريكية بتهريب مقاتلي «داعش» إلى سيناء وغيرها، بحسب اتهامات موسكو للمخابرات الأمريكية، كما قامت المخابرات الإيرانية بتهريب مقاتلي «داعش» إلى أفغانستان، بحسب اتهام القائد الأفغاني حكمتيار لإيران يوم 4/1/2018.
أدعياء الانتصار الوهمي لم تكتمل اكذوبة الفرحة لديهم أمام شعوبهم، ولا قدرتهم لخداعهم، فروسيا أعلنت في أسبوع واحد عن سقوط طائرة عسكرية ومقتل طيارين فيها، وبعدها بأيام أعلنت عن مقتل جنديين في قاعدة حميميم بقصف القاعدة بقذائف هاون، لم تعلن جهة ما مسؤوليتها عنها، كما لم تعلن موسكو عن الجهة التي قامت بالقصف. وبما أن روسيا عولت على جيش بشار بالكشف عن المنفذين، فإن ذلك مؤشر على اتهام «داعش» وتحميل بشار الاسد مسؤولية ذلك، والأرجح أن موسكو متفاجئة أن يبدأ الهجوم على القوات الروسية في سوريا بعد إعلان الانتصار بأيام، وبعد ادعاء بوتين القضاء على «داعش» أمام جيشه وشعبه.
أما الحدث المهم الثاني فهو انطلاق الاحتجاجات الشعبية في إيران، بعد أن أعلنت إيران انتصارات جيشها وميليشياتها في سوريا، ولا دليل على ذلك الانتصار إلا بقاء بشار الأسد في السلطة، المعترف بها من الأمم المتحدة، أو المعترف به من الولايات المتحدة الأمريكية ونظامها الدولي، وهذا ليس انتصارا لصالح إيران، ولا لروسيا أيضاً، لأن إيران ما كان لها أن ترسل جنديا أو ميليشياويا واحدا إلى سوريا إلا بضوء أخضر من البنتاغون الأمريكي وموافقة إسرائيلية، فإسرائيل وضعت لإيران ومحورها الخطوط الحمر التي لا تتجاوزها في سوريا والمنطقة، وجعلت مهمتها محصورة بمنع انتصار ثورة الشعب السوري فقط، فإسرائيل هي من تمانع إسقاط الأسد حتى إيجاد البديل الذي يحمي الحدود معها أولاً، ويمنع الشعب السوري عن مقاتلتها من أجل الجولان أو غيرها ثانياً.
ولذلك كان من المعيب أن تعلن إيران او ميليشياتها الطائفية انتصارها في سوريا، وهي تعلم انها فشلت في القضاء على الثورة السورية قبل التدخل الروسي وبعده.
أما ما حصل في إيران فإن المشهد الصادق من احتجاجات الشعب الإيراني المكلوم هو المشهد الأول، الذي خرج مطالباً بالإصلاح الاقتصادي ومحاربة الفساد، وهتاف المحتجين ضد التدخل الايراني بدعم بشار الأسد، أو دعم حزب الله اللبناني أو دعم حماس في غزة، لأنهم أولى بهذه الأموال التي اقتطعها الحرس الثوري من ميزانية الشعب الإيراني وقوته اليومي، هذا إذا كانت صادقة في مساعدة المستضعفين، فكيف والشعب الإيراني يعلم كذب هذه الادعاءات، ولذلك أسرعت السلطات الإيرانية لتشويه صورة الاحتجاجات الشعبية في اليوم الثاني مباشرة، وبالأخص بعد أن حاول الرئيس روحاني التعامل مع المحتجين بمصداقية رجل السياسة، والرئيس الذي يتفهم المطالب الشعبية المحقة، ولكن الحرس الثوري الإيراني لم يقبل اللغة الناعمة، ولا تهدئة المحتجين وإرضاءهم بتلبية مطالبهم، فقام الحرس الثوري بتشويه صورة الاحتجاجات أمام الشعب قبل كل شيء، بادعاء أنهم عملاء للخارج ويتلقون الدعم من أمريكا وإسرائيل، وحولوا احتجاجاتهم السلمية إلى أعمال تخريبية واستهداف المصارف والأماكن الدينية، لإثبات التهمة عليهم بأنهم من أتباع «داعش»، وهو ما أعلنه رئيس الحرس الثوري الإيراني في خطابه الأخير الذي أعلن فيه انتهاء الفتنة في إيران يوم 3/12/2018.
فالحرس الثوري في ايران – وهو السلطة الحاكمة فعلاً في إيران – لا يسمح بتكرار التجربة السورية في إيران، لأنه يدرك أن السماح بذلك سيعني اشتعال إيران في حروب أهلية لا نهاية لها، وانهم لن يسمحوا بذلك إلا بتدمير إيران كلها، كما فعلت هي في العراق وسوريا واليمن بمساعدة وتواطؤ أمريكي وروسي.
إن الهتافات الأولى التي خرجت في الاحتجاجات الشعبية في إيران كانت صادقة، والتحول السريع للهتافات السياسية دليل على تورط جهات حاولت استغلال الاحتجاجات الشعبية، سواء من المعارضة الإيرانية الحاقدة على نظام الملالي، أو من المخابرات الإيرانية التي تريد تشريع أو تسويغ استعمال القوة العسكرية ضد المحتجين بأسرع وقت، وقد نجح الحرس الثوري في ذلك، ولكن ذلك لا يعني أن الشعب قد هزم في إيران بحكم أن شعاراته ومطالبه في اليوم الأول كانت صحيحة، فهم أولى بأموالهم كما قالوا في اليوم الأول، وتمكن الحرس الثوري من إسكات الاحتجاجات سريعًا لا يضمن أن يُسكتها غدا، لأن جزءًا كبيرا من الحرس الثوري نفسه سيشارك في الاحتجاجات المقبلة، فهو جزء من الشعب الإيراني المحروم من حقوقه والعاجز عن إطعام أطفاله، ولأن القتلى الاثنين والعشرين في هذه الاحتجاجات لن يمر بدون حساب من الشعب أيضاً.
إن أحداث إيران دليل على فشل إيران في سوريا أولاً، وهي ناقوس خطر لنظام الملالي ثانياً؛ فثلث الشعب يعيش تحت خط الفقر بتقارير رسمية من داخل إيران، ومعدل البطالة 12.4% رسميا، وهي 28% بتقديرات أهلية ومؤسسات إيرانية أيضاً، وأكثر من نصف الميزانية الإيرانية تذهب للتسليح وتوسيع النفوذ الخارجي، فما حصل دليلٌ على غضب شعبي كبير، بدليل أن الاحتجاجات الشعبية توسعت داخل المدن الإيرانية بشكل سريع أيضاً، وهذا مؤشر على أن قسماً كبيراً من الشعب الإيراني هو مع الاحتجاجات وإن لم يكن مع الصدام مع الحرس الثوري، ولا مع أعمال الشغب التي تدمر الممتلكات الوطنية، وبالأخص أن الحل الاقتصادي الذي وعد به روحاني لن يستطيع تنفيذه طالما أن الحرس الثوري لا يوافق عليه.
إن الاحتجاجات الشعبية في إيران لم تتوقف طوال السنوات الماضية، والاحتجاجات الأخيرة استمرت ستة أيام وقدمت 22 قتيلاً، فكيف لو استمرت أكثر من ذلك، والبداية من مدينة مشهد دليل على أن المعاناة عامة في كل إيران، بدليل انتقالها لثمانين مدينة ايرانية بما فيها العاصمة طهران، ولذلك فإن هدوء الاحتجاجات ليس مؤشرا على صحة منهج نظام الملالي، بل هو سبب الأزمة الاقتصادية.
والمظاهرات المليونية – كما قال الإعلام الإيراني – المؤيدة للملالي ليست دليلاً على قوة النظام، لأن كل نظام سياسي له بضعة ملايين من الشعب ينتفعون منه، كما أن ضعف الاحتجاجات أو توقفها ليس مؤشرا على قوة الحرس الثوري، ولا على أنه قادرٌ على حسم هذه الاحتجاجات الشعبية في المستقبل؛ فالقبضة الأمنية تستطيع ان تضمن صعوبة إسقاط النظام بخسائر بشرية واقتصادية كبيرة، والقبضة الأمنية تستطيع أن تضمن تأخير إسقاط النظام، ولكنها لا تستطيع أن تقتل إرادة شعب يسعى للحرية، فالقضاء على الفتنة ليست بإسكات الاحتجاجات الشعبية في الميادين العامة ومطالبها المحقة، ولا بحل المشاكل الاقتصادية فقط، ولا بتهديد الجيش للتدخل أيضاً، وإنما بضرورة بناء دولة ديمقراطية تمثل الإرادة الشعبية المعاصرة، ولا تتبنى الأحقاد التاريخية الطائفية، ولا تحمل أطماع النفوذ الخارجي الذي لا يأتي بخير، وإلا فإن نظام الملالي في إيران ينتظر نهاية الاتحاد السوفييتي سياسيًّا وعسكريا، بل نهاية أوهامه الأيديولوجية الطائفية ولو بعد حين.
كاتب تركي

إيران وروسيا ودعاوى الانتصار في سوريا

محمد زاهد غول

مأساة هذا العصر

Posted: 05 Jan 2018 02:06 PM PST

سِمَة العصر الراهن، أنه عصر التطور الفارق الذي يعبر عن تكنولوجية متقدمة، لا تكف عن التقدم، وكأن خاصية هذا العصر أنه لا يعرف التوقف أو كأنه أعدم «البعد الحاضر». إن هاجس التطلع إلى المستقبل وما ينطوي عليه من الرنو إلى الآتي، وفكرة الاستشراف وفتح الآفاق سمة هذا العصر، لأنه لا يروم التوقف عند لحظة الحاضر، بل يصر ويمْعِن في محاولة تخطيه وصرف النظر دائما إلى المستقبل والعيش فيه.
ومن هنا مصدر مأساة العالم الراهن، الذي يريد أن يتفوق على الحاضر، ولا يتوقف عنده لكي يستوحي ويستلهم قيم الأخلاق، ويستأنس بالروح والعاطفة، وينعم براحة البال، وبتعبير آخر التوقف عند لحظة الحاضر واستغلالها فرصة لمراجعة الذات، والغوص في الداخل الوجداني لتضع الذات العارفة والعالمة في مواجهة العالم الخارجي، وللوقوف على آثار ما فعله الإنسان نفسه، لأننا عرفنا أشياء كثيرة عن الإنسان، لكننا لم نتَمَعّن في آثار ما فعله هذا الإنسان، أي فعل الإنسان مع الطبيعة، البيئة، المجتمع ومع الله.
إن قيمة الحاضر كبعد ميتافيزيقي يُمَكِّن النفس من التفكير المَلِيّ والعاقل في نتائج الفعل الإنساني والإنسانية بصورة عامة. وعليه فإن الإنسانية أحوج ما تكون إلى الأخلاق والقيم الجديدة في العلاقات بين الدول. وإذا كانت العولمة تشير إلى أن التاريخ زادت وتيرته بسبب التطور الهائل في وسائل المواصلات والاتصالات وتكنولوجية المعرفة، لهذا السبب يجب مراجعة الذات الإنسانية لكي يعاد لها الانسجام الطبيعي والعادي لعلاقة الإنسان بالتاريخ. فالزمن زمنان كما يرى برجسون، زمن جواني/ذاتي وزمن موضوعي/طبيعي، ولتفادي كوارث جديدة في عالمنا المعاصر، يجب إعادة ضبط وتيرة التطور لمسيرة الإنسانية مع تاريخها الخاص والحقيقي، بحيث لا نبالغ في الاهتمام بالمستقبل على حساب الراهن والسائد. وعلى خلاف ما ذهب إليه الحداثيون في الغرب والشرق معا، من أن الحداثة هي دائما هاجس التخلص من سلطة الماضي وقيمه، من أجل العيش في الحاضر الذي يحمل دائما على التطلع إلى المستقبل. فالحداثة بهذا التعريف، أي المسكونة بالمستقبل، تكون قد أعدمت نفسها في لحظة التطلع إلى الآفاق. لكن الحقيقة التي لا يمكن أن يماري فيها أحد، هي أن التقاليد والأعراف والعادات وأسلوب العيش والطقوس الموسمية، هي أنماط للتواصل مع التاريخ الحقيقي للمجتمعات، وهي أيضا دليل قوي على عراقة الشعوب والمجتمعات وقدرتها على التواصل مع القرون والأجيال.
الوجه الآخر لمأساة العالم الراهن، هو أنه في الوقت الذي نتحدث فيه، ولم ننته بعد، من أن الحداثة هي الاهتمام بالحاضر في جميع تجلياته وحقائقه، لم نستطع بعد أن نوفر المجال العام اللائق لتواجد كل الأجناس والطوائف والشرائح الاجتماعية. فالديمقراطية كآلية للتغيير نحو الحداثة والمجتمع المدني القائم على احترام حقوق الإنسان والحريات العامة، لم تحقق نتائجها في كل ربوع المعمورة محدثة أثرا سلبيا عكس ما ترمي إليه الديمقراطية نفسها. فالخلل الفاضح والفادح يوجد في صلب المجتمعات التي تعيش في هذا العالم المعولم على نحو مفارق لما يجب أن يكون عليه العصر الراهن. ففي الوقت الذي ينعم فيه قسم كبير من الكرة الأرضية بالرفاهية والديمقراطية، ما زال القسم الآخر من سكانها يبحثون بشكل لاهث عن القيم والمبادئ وطرق تطبيق الديمقراطية وأشكال صيانة حقوق الإنسان والمواطن والحريات العامة، ومحاولة ترسيخها كحقائق لا يمكن الافتئات عليها أو التصرف فيها بسوء.
وهكذا، فاستمرار هذا الوضع المفارق والمتناقض، أعاق التاريخ عن إمكانية فرز مجال عام لجميع الثقافات والحضارات وأنماط حياة سكان الأرض. فرغم التقدم والآثار التي خلفتها تكنولوجية المعرفة ووسائل التقنيات الحديثة، إلا أن الاعتراف العالمي بقيم الحداثة لجميع الشعوب لم يتحقق بعد، إذا لم نقل إن الفجوة لا تني تستفحل، بسبب وسائل التقدم ذاتها التي عملت على إرباك المجتمعات التي لم تعرف كيف تدخل الحداثة، ولم تستوعب بشكل سليم وهادئ آثار العولمة. فتيار العولمة الدافق يجب أن يهيّأ ضمن ديمومة المجال الإنساني العام، الذي يسع الجميع وتفصح في إطاره جميع الثقافات والصنائع وأنماط العيش والحياة، ولعل هذا ما أدى إلى زيادة في حدّة الرعب والإرهاب والخوف، وتفتق عبقرية الإنسان على صور التدمير والإتلاف والحرق، لأنه لا يشعر بقيمة لوجوده خارج منظومة العالم الجديد الذي يجب أن يسع الجميع، والذي يعي قيمة الاختلاف والتنوع كحالة موضوعية مكتسبة عالمياً، أي قيمة التفكير في مصير المجتمع الإنساني برمته.
ثالث أثافي مأساة هذا العصر، انفراط نزوات البشر نحو المادة وتقلص الحياة الروحية، أربك حياة الإنسان بعد فساد العلاقة بين الروح والمادة. فقد أعلنت الحداثة عن نهاية الميتافيزيقا وعالم الروح والله، ولم تسعفه بقيم ومثل أخرى، مما ارتد في نهاية المطاف وبالا على الحياة البشرية برمتها ونغّص عليها وجودها، أي أزمة وجودية. ولعل الصورة التي قدّمها الناقد المفكر لوسيان غولدمان 1970-1913 تفصح بشكل بيِّن الوضع المأساوي الذي انتاب الضمير الغربي في القرن العشرين وما زالت أشباحه تطارد حياة الفرد إلى اليوم. ففي كتابه المهم «الله المتواري»، يظهر أن البطل/الإنسان الحديث ممزق بين موقفين: الأول رفضه للعالم، لكن وجود الله يمنع هذا الرفض، والموقف الثاني هو قبول هذا العالم، إلا أن غياب الله يجعل العالم مستحيلا. هذا ما استخلصه لوسيان غولدمان من أعمال إبداعية ظهرت في القرن التاسع عشر زمن بداية الحداثة الأوروبية، لكن القيمة الحقيقية تتمثل في الأسلوب وطريقة استخلاص المعاني من النصوص الكبرى، حيث تظهر عند التحليل والنقد واستشفاف المعاني أنها تنطوي على فكرة «المأساة» ومدلولاتها، كما أن أساس هذه المأساة هو واقع اجتماعي واقتصادي يعيش في كنفه هذا الإنسان المأزوم. والأمر نفسه ينسحب على الأعمال الروائية والإبداعية الكبرى في القرن العشرين، التي تصور دائما الإنسان في مواجهة مصائر مأساوية. فالقرن العشرون تكاد تغطي فضائعه ومدلهمات أحداثه على كافة جوانب الخير والنِّعم. وهكذا ، فغياب البعد الماورائي/ الرباني، واستمرار ما يعرف بدنيوية العالم وما تجره على المقدس والخيالي والأسطوري والغيبي يطيل من عمر المأساة وسوداوية مصير الإنسانية، كان آخر ما شاهدناه في ذلك اليوم المشهود من 11 سبتمبر 2001، الذي لا تزال رجَّاتُه تتداعى إلى الوقت الراهن.
كاتب وباحث جزائري

مأساة هذا العصر

د. نورالدين ثنيو

تجربة الأردن في توفير التعليم للأطفال اللاجئين (الحالة السورية نموذجاً)

Posted: 05 Jan 2018 02:06 PM PST

يشهد العالم الآن أعلى مستويات النزوح، فقد أجبر 65.3 مليون شخص في كافة أنحاء العالم على الفرار من ديارهم، وهو رقم لم يسبق له مثيل. كما أن من بين هؤلاء حوالي 21.3 مليون لاجئ، وأكثر من نصفهم دون سن الـ 18 عاماً.
يمكننا الآن القول بأن الأزمة السورية هي الأكثر مأساوية في هذا العصر، منذ اندلاعها في عام 2011 وأعداد القتلى والفارين من ديارهم في ازدياد، فقد أجبرت سنوات الصراع 12 مليون سوري على النزوح، ليفوق ذلك أعداد النازحين من أي جنسية أخرى، من ضمنهم 5 ملايين لاجئ سوري مسجل في المنطقة، وما زالت الأسر تكافح من أجل البقاء على قيد الحياة سواء داخل الدولة السورية أو خارجها، منها ما وصل إلى مرحلة البدء بحياة جديدة في الدول المجاورة، ومنها ما زال يخاطر بحياته من أجل الوصول إلى أوروبا، على أمل إيجاد القبول والحصول على فرصة جديدة للحياة.
نعم يحتاج اللاجئون في المجتمعات المستضيفة لهم إلى الدعم الإنساني لتوفير متطلبات الحياة الأساسية كالمأوى والصحة والحماية والتعليم، لضمان على الأقل تلبية الحد الأدنى من متطلبات الحياة، إلا أن أهمية تعليم الأطفال اللاجئين يعمل بشكل فعّال على إيجاد حلول مباشرة للأنشطة غير المشروعة كعمالة الأطفال، والزواج المبكر، وربما المشاركة في الحروب والصراعات، ويساعدهم في إيجاد مستقبل أفضل لهم.
يمكن للتعليم وقت الأزمات أن يعزّز التماسك الاجتماعي ويقدّم الفرصة للوصول إلى المعلومات المنقذة للحياة ويلبّي الاحتياجات النفسية والاجتماعية ويوفر بيئةً مستقرةً وآمنة للأشخاص الذين يحتاجون إلى ذلك بصورة ملحة. وهو يساعد الأفراد أيضاً على إعادة بناء مجتمعاتهم والسعي لعيش حياة ذات معنى يكونون فيها منتجين.

اللجوء في الأردن

الأردن ليس طرفاً في اتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين. ومع ذلك، تعتبر الحكومة السوريين كلاجئين، كما أن مساحة الحماية هي مؤاتية بشكل عام على الرغم من هشاشتها نظراً للتحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها البلاد.
ما زال السوريون الفارون من أعمال العنف المستمرة في سوريا يشكلون غالبية السكان اللاجئين في الأردن على الرغم من الانخفاض الملحوظ في تدفقات اللاجئين الواسعة النطاق التي شهدها النصف الأول من العام 2013 والذي يعود بشكل جزئي إلى صعوبة الوصول إلى الأردن عبر الأراضي المتنازع عليها على طول الحدود الجنوبية مع سوريا.
كان هناك تدفق ثابت ومستمر للاجئين السوريين في البلاد، حيث سجل 470,573 لاجئ سوري لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين اعتباراً من عام 2013، ولكن زاد العدد إلى 100,000 لاجئ آخر بحلول نهاية العام.
في عام 2014، كان عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين هو 618,420 لاجىء، وفي عام 2015، كان عدد اللاجئين (شملت السوريين غير المسجلين لدى المفوضية) أكثر من مليون لاجئ، ويعيش حوالي 20 في المئة من اللاجئين السوريين في مخيمات اللاجئين، أما الباقون فيعيشون خارج المخيمات.
الأردن ويبلغ عدد سكانه حوالي 10,013,855 مليون نسمة، هي أيضاً موطن لأكثر من 2 مليون لاجئ فلسطيني – يحمل الكثير منهم الجنسية الأردنية – وأكثر من 600,000 لاجئ عراقي، ويستضيف الأردن حوالي 5.000 لاجئ وطالب لجوء من جنسيات أخرى غالبيتهم من الصوماليين، والسودانيين، من بينهم عدد كبير أقام في الأردن لفترة طويلة من الوقت. بالتالي يقرب عدد اللاجئين في الأردن من نصف عدد سكانها.
على عكس اللاجئين الفلسطينيين والعراقيين، كان غالبية اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى الأردن ذوي موارد محدودة وبحاجة ماسة إلى أن يتم توفير الخدمات الاجتماعية لهم، الأمر الذي سبب عبئاً غير مسبوق هو استقرار الكثير من اللاجئين في المناطق الشمالية من البلاد (في المقام الأول في محافظات المفرق واربد) بالإضافة إلى الزرقاء، وهي مناطق تميزت بارتفاع مستويات الفقر حتى قبل حدوث الأزمة السورية.
يقيم اللاجئون السوريون بشكل رئيسي في المجتمعات المضيفة داخل المخيمات الرسمية وغير الرسمية أي المخيمات العشوائية، بالنسبة للمخيمات الرسمية؛ تم إنشاء ثلاثة مخيمات لاستضافة اللاجئين.
أولها وأكبرها مخيم الزعتري، والذي افتتح عام 2012 بقدرة استيعابية تصل إلى 100,000 لاجئ، وهو الأكبر في البلاد وثالث أكبر مخيم في العالم بل هو رابع أكبر مدينة في الأردن، ثانيها؛ المخيم الإماراتي الأردني الذي افتتح في عام 2013 بقدرة استيعابية تصل إلى 5,000 لاجئ. أما المخيم الثالث فهو مخيم الأزرق والذي اكتمل في عام 2013، وافتتح رسمياً 2014.
ورابعها مخيم الركبان الذي تم إنشائه في عام 2016 ويقع على الحدود الأردنية السورية باتجاه العراق، ويسكنه أكثر من 85,000 ألف لاجئ.

تعليم أطفال اللاجئين

تشكّل مسألة تربية وتعليم أطفال اللاجئين مصدر قلق كبير، نظراً لأهميتها على صعيد مستقبل المجتمع السوري من جهة، ومستقبل المجتمعات المستضيفة لهم من جهة أخرى،
بلغت نسبة اللاجئين المسجلين في التعليم النظامي 60% (128,000 ملتحق بالمدرسة، مقابل 92,000 لا يرتادون المدارس) ما هو على المحكّ ليس إمكانية وصول أطفال اللاجئين السوريين إلى التعليم فحسب، بل أيضاً مستقبل المجتمع السوري ومستقبل المجتمعات البلدان المستضيفة، إذ سيعتمد استقرار المنطقة وازدهارها على الحرص على توفير التعليم الذي يحتاج إليه الأطفال في سنّ الدراسة ليتحلّوا بالمرونة والقدرة على التكيّف مع الظروف التي تواجههم و إعالة أنفسهم وعائلاتهم.

عوامل أثرت على جودة تعليم أطفال اللاجئين السوريين:

■ خطاب الكراهية في الإعلام: ساهم تدني مستوى المهنية في الإعلام إلى تصدير خطابات الكراهية تجاه اللاجئين السوريين، وكان العام 2013 في الأردن هو عام الكراهية تجاه اللاجئين، حيث ساهمت هذه الخطابات في ثقافة المجتمع المضيف، وعلى مجتمع المدرسة سواء من الطلبة الأردنيين أو المعلمين، مما أدى إلى عزوف الكثير من الطلبة عن إستمرار الدراسة.
■ ساعات التعليم: يختلف تعليم اللاجئين الفلسطينيين والأردنيين عن اللاجئين السوريين، حيث أن الساعات المخصصة للسوريين أقل من تلك المخصصة للفلسطينيين والأردنيين، في الوقت الذي يدرس به الطلبة 7 ساعات دراسية في اليوم الواحد، يدرس السوريين أقل من 5 ساعات دراسية لليوم الواحد.
■ استمرارية الدعم الدولي للتعليم: لم يعد يحتمل المجتمع الدولي مسؤوليته تجاه تعليم أطفال اللاجئين السوريين كما هو في السابق، ولم يرتكز الدعم على خطة استدامة من شأنها على الأقل بناء المدارس للطلبة.
■ عمالة الأطفال: تعاني معظم الأسر السورية في مخيمات اللجوء وخارجها من تدني مستوى المعيشة، ولأن أغلب العائلات تعتمد على الأيدي العاملة، فإن هذه العائلات تعتمد على عمل أبنائها في سبيل تغطية الاحتياجات الأساسية للعيش.
■ الزواج المبكر: ساهم الزواج المبكر بشكل كبير إلى تخلي الفتيات عن الذهاب للمدرسة، ومساعدة العائلة والزوج في العمل وكسب الرزق.
«من بين الأخطاء المرتكبة في تجربة الأردن في تعليم أطفال اللاجئين السوريين هو اعتمادها للمنهاج الأردنية مقررات وطنية لهم».
خطة الأردن للاستجابة في تعليم اللاجئين السوريين (2016-2018)
يعكس مكون التعليم في خطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية بشكل كامل الالتزامات التي تعهد بها الأردن والمجتمع الدولي في إطار العقد مع الأردن، على وجه التحديد يهدف قطاع التعليم إلى ضمان الحصول المستدام على التعليم النوعي والشامل لكل من اللاجئين السوريين والأردنيين من خلال الركائز الرئيسية التالية:
(أ) زيادة الحصول على فرص التعليم الشامل
(ب) تحسين نوعية التعليم التي يتم تقديمها للأطفال المتضررين جراء الأزمة.
(ج) تعزيز قدرات الحكومة على التخطيط للنظام التعليمي وإدارته في ضوء الضغوطات الإضافية المفروضة عليه.
مستقبل التعليم وقت الأزمات:
وجود منهاج أساسي موحّد يساعد المنظمات التي تهتم في التعليم على الاستثمار في التكنولوجيا والإعلام الالكتروني من أجل ضمان وصول التعليم للمناطق التي يحتاجه وقت الأزمات، لم تتمكن المنظمات الدولية المتخصصة في تطوير التعليم من تقييم التعليم الأساسي في مناطق تنتظر ذلك، أبرزها اليمن وليبيا، وذلك بسبب استمرارية الحرب التي يجب علينا ألا ننتظرها أكثر لتنتهي، يجب أن يكون التعليم وقت الأزمات ضمن أولويات المجتمع الدولي، وعليه تحمل المسؤولية تجاه توفير التعليم الأساسي في المناطق التي يصعب فيها توفير التعليم الأساسي للأطفال، التعليم الذي لا يقل أهمية عن الغذاء والدواء، الذي يمكنه توفير هذه الاحتياجات مستقبلاً إذا استثمرنا به وآمنا بأهميته لمستقبل الأجيال المقبلة والشعوب اللاحقة.
«يشكّل الاستثمار في تعليم الأطفال وقت الأزمات الحاجة الأكثر استدامة لمستقبل أفضل للاجئين، ومستقبل أفضل لمجتمعاتهم».

باحث اجتماعي أردني

تجربة الأردن في توفير التعليم للأطفال اللاجئين (الحالة السورية نموذجاً)

عبدالله الجبور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق