Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الاثنين، 8 يناير 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


ماذا ستجني المخابرات المصرية من ضم القدس لإسرائيل؟

Posted: 07 Jan 2018 02:18 PM PST

كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية تسريبات تتضمن مكالمات لأحد ضباط المخابرات المصرية لثلاثة إعلاميين من مقدمي البرامج الشعبية على الفضائيات (إضافة إلى الفنانة يسرا) توجههم للعمل على إقناع المشاهدين بعدم مهاجمة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول القدس والترويج لفكرة أن يكتفي الفلسطينيون برام الله عاصمة لهم بدلا من المدينة المقدسة.
حسب أحد التسجيلات التي انكشفت يتوجه ضابط الأمن المصري، المدعو أشرف الخولي، إلى المذيع التلفزيوني عزمي مجاهد بالسؤال: «ما هو الفرق بين القدس ورام الله؟» وهو أمر يوافقه عليه المذيع ثم يسوّقه في برنامجه، وفي اتصال آخر يقول الخولي لمقدم البرامج سعيد حساسين: «اتصلت بك فقط كي أقول لك ما هو موقف أجهزة الأمن المصرية» ويشرح له «الفائدة التي يمكن أن نحققها من إعلان القدس عاصمة لإسرائيل».
يعتبر ضابط الأمن في التسريبات أن موقف النظام المصري مشابه لمواقف الأنظمة العربية في الإدانة اللفظية لقرار ترامب لكنه «بعد كل شيء سيصبح حقيقة واقعة» لأن الفلسطينيين، حسب رأيه، «لا يستطيعون الاعتراض» ولأن النظام المصري «لا يريد بدء حرب. لدينا ما يكفي من المشاكل»، إضافة لذلك، يقول الضابط إن «أجهزة المخابرات خائفة من الانتفاضة لأنها لن تخدم المصالح الوطنية لمصر لأنها ستعزز نفوذ الإسلاميين وحماس».
ربّما لا تكشف هذه التسريبات عن مفاجأة حقيقية للنخب السياسية العربية حول موقف النظام المصري المخزي من المسألة الفلسطينية والقدس لكنّ استهداف المخابرات المصرية للإعلام يعني أنها تراهن على تضليل مواطنيها لمعرفتها بالرمزية الإسلامية الهائلة للقدس في ضمير شعبها، والكره الطبيعي لإسرائيل لدى المصريين.
غير أن لكشف التسجيلات، ربّما، هدفا آخر أيضاً، فإذا كانت التوجيهات الأمنية تستهدف تشويش بوصلة بسطاء المصريين، فإن فضح الأمر قد يكون أحد طرق إدارة الرئيس عبد الفتاح السيسي في إيصال رسالة اعتذارية عن موقف حكومة مصر المعلن، وتضامنها في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة مع قضية القدس، إلى سيد البيت الأبيض وذلك بعد أن هدّد بوقف المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية، وأوقف المعونة العسكرية لباكستان (وهي في حال شبيهة بمصر).
تستحقّ الأفكار التي وردت في التسريبات، رغم ذلك، بعض التحليل، فهي في النتيجة، قد تكون قريبة جدّاً من طريقة تفكير السيسي نفسه وبطانته العسكرية والأمنية.
المطابقة بين الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها (الذي يعاني من طعون كبيرة في أهليته العقلية والسياسية)، هي أحد أفكار التسريبات، وهي فكرة قد تكون مستمدة من مطابقة زعماء الدول العربية لأنفسهم مع بلدانهم، وهذه مسألة ذات حدّين، فمراهنة بعض القادة العرب، كالسيسي ومحمد بن سلمان، على معادلة ترامب = أمريكا قد تفيد على المدى القصير، لكنّ التهوّر الذي نراه في استخدامها، قد يثبت أنه أكثر ضررا مما يعتقد ضباط الأمن ورؤساؤهم.
مفهوم طبعاً أن النظام المصري «لا يريد حرباً» ولكنّ التناقض يقع حين يقول الخولي إن «الفلسطينيين لا يستطيعون الاعتراض» ثم يقول إن «أجهزة الأمن خائفة من الانتفاضة»، فإذا كان الفلسطينيون لا يستطيعون الاعتراض فعلاً فلماذا تخاف أجهزة الأمن المصرية من انتفاضة فلسطينية؟
غير أن قمة الركاكة تكمن في القول إن النظام المصري سيستفيد من إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، أما كيف ستستفيد مصر من انتزاع المدينة المقدسة لكل المسلمين في العالم وضمها لإسرائيل وخنق آمال الفلسطينيين بدولة مستقلة وحصارهم وانتزاع هويتهم وتأجيج الطابع الديني للصراع مع إسرائيل فهذه مسألة لا يستطيع غير «ضابط أمن رفيع» أن يجيب عليها.

ماذا ستجني المخابرات المصرية من ضم القدس لإسرائيل؟

رأي القدس

ماركس بعد 200 سنة

Posted: 07 Jan 2018 02:18 PM PST

تسجّل سنة 2018 استعادات هامة لولادة أو رحيل عدد من الشخصيات التي ما تزال فاعلة في عصرنا، في ميادين شتى. هنالك، من باب الأمثلة فقط، 200 سنة على ولادة الروائية البريطانية إميلي برونتي، والروائي الروسي إيفان تورغنيف؛ وهناك 100 سنة على ولادة والزعيم الأفريقي نلسون مانديلا، والزعيم المصري جمال عبد الناصر، والمخرج السينمائي السويدي إنغمار بيرغمان، والمغني المصري الشيخ إمام، والروائي السوري عبد السلام العجيلي، والمترجم والموسوعي اللبناني منير البعلبكي…
وهناك، بالطبع، 200 سنة على ولادة الفيلسوف الألماني كارل ماركس (ترير، 5 أيار/ مايو 1818 ـ لندن، 14 آذار/ مارس 1883)؛ صاحب صروح فكرية وفلسفية واقتصادية كبرى مثل «رأس المال»، «نقد فلسفة الحقّ عند هيغل»، «حول المسألة اليهودية»، «العائلة المقدسة»، «الأيديولوجيا الألمانية»، «بؤس الفلسفة»، «الصراع الطبقي في فرنسا»، «18 برومير لوي نابليون»، و«البيان الشيوعي»، بالتعاون مع فردريك إنغلز. وبالطبع، إلى ماركس تُنسب الفلسفة الماركسية، التي كانت وتظلّ واحدة من أعمق فلسفات الأحقاب الحديثة؛ والأكثر مطواعية للتطوير والتعميق؛ وبعض التشويه والتزييف والتجميد أيضاً، في السياسة والاقتصاد والعقيدة بصفة خاصة.
وللمرء أن يبدأ من استذكار بعض أقوال ماركس، التي صارت مأثورة حقاً عند أنصاره ومناهضيه على حدّ سواء؛ مثل «التاريخ يكرر نفسه، في صورة مأساة أوّلاً، ومهزلة ثانياً»؛ أو: «لا شيء يمكن أن يكتسب قيمة دون أن يكون موضوع فائدة»؛ أو: «يمكن قياس التقدم الاجتماعي عن طريق الموقع الاجتماعي للجنس المؤنث»؛ أو: «الدين تنهيدة المخلوق المعذب، وقلب عالم لا قلب له، وروح شروط لا روح فيها. إنه أفيون الشعب»؛ أو: «الفنّ هو، دائماً، اعترف سرّي، وفي الآن ذاته بمثابة حركة أبدية لزمانه»؛ أو: «الثورات قاطرات التاريخ»؛ أو: «أفكار الطبقة الحاكمة هي الأفكار الحاكمة في كلّ حقبة، أي أنّ الطبقة التي تشكل قوّة المجتمع المادية هي في الآن ذاته قوّته الفكرية الحاكمة»؛ أو: «حتى الآن قام الفلاسفة بتأويل العالم فقط، والمطلوب تغييره».
وحين انهار المعسكر الاشتراكي، كان طبيعياً أن ترتفع عقيرة يمينية هنا وأخرى ليبرالية هناك تقول بسقوط الماركسية مع انهيار المعسكر الذي كان يرفع رايتها، أو عند تهديم جدار برلين تحديداً. كان هذا الافتراض قياساً ميكانيكياً، لم يصمد طويلاً أمام سلسلة الاختبارات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، أو حتى تلك الثقافية، التي شهدها العالم بعدئذ؛ في قلب «المعسكر الرأسمالي» إياه، أوّلاً. ولقد اتضح، سريعاً في الواقع، غياب الصلة المباشرة بين مصير الجمود العقائدي السوفييتي، أو «الماركسية السوفييتية» في أفضل تسمية شاملة؛ وبين الماركسية، بوصفها منهج تفكير، وأداة تحليل، وترسانة جدل.
في المقابل، وعلى العكس، اتضح أنّ الجمود العقائدي في صفّ «الماركسية الرسمية»، إذا جاز القول، كان عاملاً معيقاً لجهود عشرات الأحزاب الشيوعية والماركسية في صياغة خطّ وطني وطبقي وديمقراطي مستقلّ وأكثر استجابة للشرط الوطني المحلي، من جهة؛ وحركة التاريخ، وتطوّر المجتمعات والأفكار إجمالاً، من جهة أخرى. كذلك ساجل البعض، ليس دون صواب كبير، أن اضمحلال الجمود العقائدي الرسمي سوف يحرّر الماركسية الحقة من القيود، وسيجعلها فلسفة تحرير ومقاومة في وجه العولمة وتطورات الدولة الرأسمالية.
والمرء اليوم لا يلمس الماركسية بوضوح تامّ في فكر وتفكير شخصيات يسارية مثل المؤرخ الكبير إريك هوبسباوم أو الناقد الأدبي تيري إيغلتون أو المنظّر الإجتماعي إعجاز أحمد، أو الفيلسوف الإيطالي أنتونيو نيغري، أو حتى أعمال الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز، فحسب؛ بل يعثر على ماركس وقد بُعث حيّاً وحيوياً، في أعمال فيلسوف التفكيكية الفرنسي الأبرز جاك دريدا، وذلك في كتابه الهامّ للغاية «أطياف ماركس». إلى هذا، ليست مبالغة أبداً أن يعثر المرء على أفكار ماركس حاضرة في منهجيات علاج مأزق الرأسمالية، كما تلجأ إليها دوريات يمينية عريقة مثل أسبوعية «إيكونويست» أو يومية فايننشيال تايمز»!
وفي حوار أجريته سنة 1995 مع المفكر والناقد الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد، حرصت على معرفة موقفه من الماركسية المعاصرة تحديداً، فسألته: أنت تمتدح كثيرا عمل ماركسيين من أمثال لوكاش وغرامشي وأدورنو ورايموند وليامز. كيف ترى الماركسية اليوم؟ وأجاب الراحل: «المسألة عندي هي نفخ الحياة في خطاب معارض هام، يقع على عاتقه اليوم واجب العثور على بدائل للوضعية الجديدة كما يمثلها أشخاص من أمثال ريشارد رورتي، وللنظرة القدرية التأملية للعالم، والتي تكتسح العديد من المثقفين هذه الأيام. «وتابع الراحل: «ثمة حاجة ماسة لإحياء الماركسية كمسألة سياسية وأكاديمية ذات صلاحية في الأزمة الراهنة التي تعصف بالتربية والبيئة والقومية والدين وسواها من المسائل. هذا تحدٌ رئيسي كما أعتقد، وهو عندي سؤال مفتوح، وأجد نفسي معنياً به على نحو جدٌي، ومشدوداً للغاية إلى النموذج الذي أرساه أشخاص مثل غرامشي ووليامز. السؤال أيضاً: أما يزال هؤلاء صالحين اليوم؟ وجوابي الحدسي هو: نعم، أكثر من ذي قبل.»….
وفي الذكرى الـ200 هذه، لعلّ من الخير استعادة قول أخير مأثور، رفعه ماركس في وجه الجمود وعبادة الفرد وتكريس الأصنام: «إذا كان من أمر مؤكد، فهو أنني لست ماركسياً»!

ماركس بعد 200 سنة

صبحي حديدي

«كباب بشري» في إيران… آردوغان في فراش «الدب الروسي» وابتسامة الرجوب لخديجة بن قنة

Posted: 07 Jan 2018 02:17 PM PST

بدت برامج ونشرات أخبار محطة «فرانس24 » شغوفة بمحاولة الإجابة على السؤال التالي: ما الذي يفعله الرئيس رجب طيب آردوغان في الإليزيه فجأة؟
ماكرون، رئيس فرنسا الشاب، وزوج السيدة التي تطالب بوقف بروتوكول وقوف المرأة خلف الرئيس، استقبل نظيره التركي بحماس فيما وجه الضيف التركي تحية خاصة في باحة قصر الرئاسة، أعتقد أنها موجهة لبرلين، التي سارع وزير خارجيتها للإعلان عن التواصل مع أنقرة للتفاوض ومعالجة الخلافات بين الجانبين.
تسأل مذيعة على «بي بي سي» ضيفا عربيا: ما الذي يخطط له عجوز تركيا في قلب أوروبا؟
طبعا نحن العرب لو كنا قادرين على «أي جواب» لكانت أحوالنا غير الأحوال فحتى أسئلتنا لا نستطيع الإجابة عليها، فكيف نجيب على أسئلة مهنية وسياسية تتعلق بآخرين.
عموما استطيع أن أقدم لكم النبأ التالي: ترتيبات ما يسمى بـ «قمة سوتشي» فرطت من اللحظة التي تحدث فيها آردوغان ضد الرئيس بشار الأسد وثمة شكوك بأن يعقد فعلا اللقاء الثاني المقرر بعد يومين وإذا عقد ثمة شكوك في أن ينجح .
تلك كانت معلومة في الأحوال كلها.. إليكم الإستنتاج المباشر: النوم طويلا على فراش «الدب الروسي» غير ممكن ومجازفة كبيرة لتركيا، خصوصا إذا كانت «الزوجة الشريرة والثانية» ونقصد إيران في الغرفة المجاورة .
تلك معاناة تركية لا يعايشها إلا أصحابها، لذلك اقتضى التنويع من أثينا إلى باريس وقريبا جدا غيرهما.

«كباب بشري» في إيران

يبدو أن القصة «ذهنية وأيديولوجية» وليست سياسية أو منطلقة من صدفة على الإطلاق.. الجنرال الذي يحمل لقبا أطول من همومي في الحرس الثوري الإيراني يعلن بحماس على شاشة جامعة طهران التلفزيونية بأنه «يشتم رائحة شواء»، ويقول بلا خجل أو وجل .. «حان وقت الكباب».
صاحبنا يتحدث عن نواياه «الشوائية» تجاه مواطنين إيرانيين هذه المرة خرجوا للشارع إحتجاجا على مغامراته هو و«رفئاته» في الحرس الثوري في بلدان الجوار العرب على حساب جوع الإيرانيين.
نذكر تماما ما بثته محطة «البغدادية» قبل عامين عندما تحدث قائد ميليشيات شيعية عراقي عن تحويل المعارضين في الموصل إلى «أسياخ شاورما» وقد فعلها حقا في صورة بشعة لا يمكنها أن تزول من الذاكرة.
بعضنا قال إن المسألة في فصلها العراقي «طائفية»، لكن جنرال الكباب الإيراني ينسف هذه الرواية فهو يريد تحويل مواطنين إيرانيين شيعة يخالفونه بالرأي إلى أسياخ كباب.
المسألة قد تفيد الجنرال المصري الشهير، الذي صرح يوما بأنه يستطيع شفاء مرض الإيدز بـ «أصابع» كفتة وكباب.
ما بالكم يا قوم في منطقة الشرق الأوسط ..الجميع شغوف بالأشلاء والشواء البشري والإيراني مع العراقي والحوثي والداعشي والسعودي والسوري بشقيه ينافسون الشواء الإسرائيلي المتصدر منذ نصف قرن، حيث شوي الأطفال وتحويلهم إلى أشلاء بقنابل عنقودية وقصف صواريخ وليس على طريقة الإيرانيين والطائفيين بجناحيهم السني والشيعي البدائية .

سحر إبتسامه الرجوب

مباشرة بعد إنتهاء الحوار مع خديجة بن قنة أطلق اللواء جبريل الرجوب إبتسامته المرسومة لجهة غامضة وكأنه فرغ للتو من تسجيل الانتصار المبين على محطة «الجزيرة».
طوال الوقت تسأل المذيعة الرجل عن «ترتيبات الخطوة التالية» في استراتيجية التصدي الفلسطينية.
وطوال الوقت يصر صاحبنا على الهرب من السؤال المباشر والتركيز على «إلقاء محاضرة» على الزملاء في «الجزيرة» وهو يرسل الرسائل للمحطة ولمن ورائها.
كمشاهد عربي اللقاء الإخباري لم يوصل معلومة مفيدة، ورغم إطلالة جبريل البهية على الشاشة التي ينتقدها ويحاضر فيها فما زلنا خارج المعرفة عندما نريد معرفة ما الذي تخطط له السلطة الفلسطينية.
أغلب الظن أنه لا توجد «خطة معينة» فالأخ الرجوب مثل غيره من قادة العمل الفدائي المقاوم قد لا تكون لديه معلومات عن ما دار في اللقاء الأخير بين الأمير محمد بن سلمان والرئيس عباس.
لو كنت مكان الرجوب لاستفسرت من ماجد فرج أو حسين الشيخ، فقد حضرا الفيلم الهندي السري الذي يبحث عنه شعبنا الفلسطيني بهوس طوال الوقت دون طائل.
غير مهم إطلاقا وجود معلومات ولست مهتما في الدفاع عن «الجزيرة» في مواجهة «محاضرات الرجوب» على غرفتها الأخبارية.
ما يهمنا معرفة الجهة التي أرسل لها الرجوب إبتسامته تلك بعدما فرغت منه بن قنة وهي ابتسامة عابرة التقطها الكاميرا في اللحظة الأخيرة والرجل يزيل المايكروفون.
أما الابتسامة الأخرى في البرنامج ذاته، فجاءت في نهايته من زميل بن قنة عبد الصمد ناصر الذي علق على الرجوب بالقول: «ببتسم!» وبإسلوب بعيد عن الموضوعية ومن شأنه فقط إثبات وجهة نظر الرجوب الذي تطلبت ابتسامته لكاميرا «الجزيرة» فقرة خاصة من برنامج «فوق السلطة».

مدير مكتب «القدس العربي» في عمان

«كباب بشري» في إيران… آردوغان في فراش «الدب الروسي» وابتسامة الرجوب لخديجة بن قنة

بسام البدارين

المفارقات المزمنة للثورة الإيرانية على «حزب رستاخيز»

Posted: 07 Jan 2018 02:17 PM PST

قامت الثورة الإيرانية 1978 ـ 1979 على مفارقات لم تستطع تصفية الحساب معها إلى اليوم. فهذه الثورة، هي، وإلى حد كبير، رابعة أربعة، في التاريخ الحديث للثورات، إن من حيث اتخاذ الثورة في هذه التجارب سمة انقلاب «تتلاطم» أمواجه، ويشمل المجتمع بأسره، وبأسر كونيّ عميق، وليس فقط الإطاحة بنظام حكم، أو «تعبئة» الشرعية من بعد نضوبها.. أو من حيث وفرة أنماط المحاكاة، في الثورة الإيرانية، لسابقاتها.
وليس المقصود بالمحاكاة هنا «التمثّل»، بل «تناسخ الأرواح»، و»استعادة» أخيلة ومقولات كما لو كانت الثورات فصول لتراجيديا واحدة تتعاقب على المسرح نفسه، ومحكومة بشيء من «رجعة» الشخصيات، بحيث يمكن تعيّن ملامحها من ثورة إلى الثورة، كمثل رصد «انبعاث» روبسبيير ودانتون ومارا بين أحداث وشخصيات الثورة الروسية، أو انبعاث بوخارين وتروتسكي وزينوفييف في مرايا الثورتين الصينية والإيرانية، أو إعادة كتابة «إعلان الحقوق» لإخراجه من «تجريد» المواطن العام، في الحالة الفرنسية، إلى المواطن الشغيل، في الحالة الروسية، إلى المواطن التقي والذي يمكن أن تختزل حقوق إنسانه في الحيّز الدنيوي، في الحالة الإيرانية.
وهنا فارق أساسيّ بين مقال الثورات الفرنسية والروسية والصينية وبين الثورة الروسية. فالتجارب الثلاث اجتمعت على تركة عصر التنوير الفلسفية (إعادة تأسيس العلاقة مع الأشياء على قاعدة حجّية العقل، المستقى بدوره كعقل من عالم الطبيعة، إنما كمقيم لعالمه هو، عالم الحرّية، الدنيوية بشكل ناجز، في وجه الطبيعة)، وعلى تجذير وتوسيع مدارك التنوير (من البرجوازية إلى البروليتاريا، ومن أوروبا إلى آسيا). أما الثورة الإيرانية، فقد تمازجت فيها تركة «تجذير التنوير» هذه، مع تركة نقض أساساته، وهو تمازج يجعلها، إلى جانب المسرح التراجيدي المشترك التي تتنازعه مع الثورات الفرنسية والروسية والصينية، تحاكي أيضاً، على طريقتها، نماذج الثورات التي نبتت على أرضية بروتستانتية، ما قبل عصر التنوير (الثورة الإنكليزية)، أو بالتفاعل عن بعد معه (الثورة الأمريكية)، هذا مع رفعة إسهام هاتين الثورتين الإنكليزية والأمريكية، «الملتبستين» في علاقتهما مع تركة عصر التنوير الفلسفية، الأولى لنشوبها قبل هذا العصر، والإثنتان لأهمية مرجعيتهما الدينية «الإحيائية» لأسفار العهد القديم، أو الباحثة في هذه الأسفار عن «نظرية سياسية». بل أنّ الإسهام الدستوريّ، للثورتين الإنكليزية والأميركية، يزيد أهمية عن الإسهام الدستوريّ لثورات «تجذير وتوسيع» التنوير (الفرنسية، الروسية، الصينية).
ولئن كانت الحالة الإيرانية، لا تقارن أبداً بطبيعة الحال، بالمساهمتين الدستوريتين الكونيتين، للثورتين الإنكليزية والأميركية، إلا أنّ ما يميّزها أيضاً عن «ثورات التنوير وتجذيره»، القاريّة، هو «استقرار» القالب الدستوريّ الذي رست عليه، منذ نهاية السبعينيات إلى اليوم، والمحكوم بالمزاوجة بين نظرية ولاية الفقيه المطلقة الشرائط وبين النظام الرئاسيّ الجمهوريّ، وعدد من المجالس (الشورى، تشخيص مصلحة النظام، مجلس صيانة الدستور، مجلس خبراء القيادة).
بما أنّ الثورة الإيرانية حاكت إلى حد كبير الثورات القاريّة، فقد تشرّبت الكثير من أنساق «تجذير التنوير» في الوقت نفسه التي تجذّر فيها رفض التنوير نفسه، أو بالأحرى تشرّب أنساق «التنوير المضاد» التي تشدّد على الخصوصية بوجه الكونية، بل دفع التنوير المضاد إلى حالة قصوية لم يبلغها في متنه الأوروبي، من خلال إعادة تعريف العقل نفسه، فلا يعود مستقى من عالم الطبيعة، بل من عالم ما ورائها، بل من عالم ما وراء القبر، ومن انتظارات الظهور والرجعة والقيامة والمعاد، أي بإعادة تقييمه كعقل، بوصفه أداة ملكية للمسارات الأخروية (الإسكاتولوجية) بإمتياز. ارتبط ذلك مع إحياء نظرية «الملك ـ الفيلسوف» الأفلاطونية، التي شكّلت الوعاء الميتافيزيقي لنظرية ولاية الفقيه عند الإمام الخميني، بما طرحه هذا من إشكال حقيقي، من أين يؤتى بـ»ملك ـ فيلسوف» في كل مرّة؟
بيد أنّ مفارقة الثورة الإيرانية أواخر السبعينيات لا تنحصر في طابعها الإشكاليّ هذا. مفارقتها أنّ ردّ على «ثورات من فوق» أعلنها الشاه محمد رضا بهلوي في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. وهي «ثورات من فوق» قادها الشاه، لكنها لم تكن ثورات «معزولة»، وأكثر، كانت ثورات ممهورة بختم الإمبراطور، إنّما أشبه ما يكون بـ»صراع طبقي». فـ»الثورة البيضاء»، أو «ثورة الملك والشعب»، التي أعلنها الشاه عام 1963 وتضمنت الإصلاح الزراعي، وضعته في مواجهة كبار الملاك العقاريين، أما «ثورته الثانية» في منتصف السبعينيات، فوضعته في مواجهة البرجوازية البلدية، وخصوصاً تجار البازار.
ولعلّ الذروة في هذه «السمة الثورية»، البونابرتية بالأحرى، لمحمد رضا بهلوي، ايثاره، عام 1975، الغاء نظام التعددية الحزبية، وتأسيس «حزب البعث»، أو بالفارسية، «حزب رستاخيز»، الذي اتخذ من ثلاثية «الشاه، الشعب، الثورة» شعاراً له، وجمع في بيانه بين عبارتي «قانون اسلامي» و»نظام شاهنشاهي». تباهى هذا الحزب في الأشهر السابقة على سقوط الشاه بأنّه يضم ما يزيد عن خمسة ملايين منتسب، مثلما لعب الحزب بالفعل دوراً تعبوياً لتظاهرات مؤيدة لإستمرار الشاهنشاهية. لم تكن مشكلته في انقطاع القاعدة الشعبية عنه، بل في «رعب» البرجوازية منه. البرجوازية نفسها التي اعتبرها الزعيم الشيوعي البلغاري جيورجي ديمتروف تأتي بالفاشية عندما تشعر بالخطر على مصالحها ووجودها، بحيث تكون الفاشية بحسب ديمتروف هي الوجه المسعور لديكتاتورية رأس المال، حين لا يعود الشكل البرلماني الدستوري يفي بالواجب. لكن ما حدث في إيران بعد تأسيس «حزب رستاخيز» أنّ البرجوازية هي التي نظرت إلى هذا الحزب الواحد، «الثوري»، التخليطيّ بين الإسلام، والقومية الفارسية الإمبراطورية، والشعبوية البرجوازية الصغيرة، على أنّه «فاشية» ضدّها. لم تخف البرجوازية الإيرانية نهاية السبعينيات من «الشيوعية» كي تستعين بـ»الفاشية»، بقدر ما خافت من «المنعرج الفاشي» للشاه، بعد تأسيس «حزب رستاخيز». هذا الحزب الذي سمّى نفسه بما يفيد البعث والقيامة عجّل بسقوط أسرة آل بهلوي، التي لم تعرف منذ قيام حكمها عام 1925، إلى أي قاعدة إجتماعية ترتكز، وعلى أي طبقة اجتماعية تستند. في المقابل، ما جعل التجربة الخمينية مديدة في إيران، كان تدارك الإمام للأمر، من بعد تأسيس حزب طليعي في البداية، «الحزب الجمهوري الإسلامي»، أي «رستاخيز الخمينية»، ومبادرته قبل سنتين من وفاته، إلى حلّ هذا الحزب، الذي كان من المنظمين له محمد بهشتي وأكبر هاشمي رفسنجاني وعلي خامنئي.
كانت الثورة الإيرانية إذاً «ثورة على ثورات الشاه». لم يكن نظام الشاه «تقليدياً» أو «محافظاً»، كان نظاماً بونابرتياً بامتياز، و»ثورياً» بهذا المنحى. وفي المقابل، وجد همّ أساسي عند الخميني، يحاكي فيه همّ الثورتين الروسية والصينية: كيفية تحاشي وصول الثورة إلى «مرحلة بونابرتية». روضت الدولتان المنبثقتان عن ثورتي روسيا والصين هذا الخطر البونابرتي إلى أبعد حد، فلم يحدث مثلاً أنّ استلمت قيادة الجيش الأحمر زمام الأمور في الاتحاد السوفييتي، و»نابليونات» هذا الجيش، إما أعدموا كتوخاتشيفسكي، أو عزلوا من بعد مجد، كجوكوف. هنا، لعبت مؤسسة الحزب الشيوعي الدور الأساسي في احباط أي احتمال بونابرتي. لكن ماذا عن إيران، وماذا عنها تحديداً اليوم.. برسم الأيام المقبلة قد يكون هذا السؤال. هل يمكن أن تعرف تجربة «حرس الثورة» فيها مآلاً بونابرتياً متأخراً؟ تاريخ إيران في القرن الماضي كان تاريخاً يعج بالنزعات البونابرتية، والانقلابات العسكرية، بل أن وصول آل بهلوي في الأساس إلى السلطة عام 1925، أتى في هذا السياق. كان رضا بهلوي يمني النفس برئاسة جمهورية وقتها، لولا أن رجال الدين جاءوا يطالبونه بإعلان نفسه شاهاً، لأنهم لا يريدون مصطفى كمال علمانوي في ديارهم. بالتأكيد، لا خبز اليوم في إيران، لأي من ذرية رضا بهلوي، لكن هل بالمستطاع القول أنّ لا خبز للمشاريع البونابرتية، ممتزجة بخلفيات مهدوية؟ هل يمكن أن تبقى الأمور تحت سيطرة نظرية «الملك ـ الفيلسوف»، وفي منأى عن اغراءات «الضابط المنقذ»؟ سؤال لسنوات إلى الأمام.

٭ كاتب لبناني

المفارقات المزمنة للثورة الإيرانية على «حزب رستاخيز»

وسام سعادة

الممكن في بداية كل سنة

Posted: 07 Jan 2018 02:17 PM PST

ما الفارق المهم بين أيام قضيناها في روتين ممل، ولحظة فاصلة نسميها لحظة الصفر لبداية سنة جديدة نعتقد بإيمان غريب أنها ستحمل لنا أشياء جميلة؟ ذلك الخيط الرفيع الذي لا نكاد نشعر به ونحن نعبره لضفة سنة جديدة، هل هو حقيقي أم وهمي؟
تقول الحكمة: «لا تثق في المستقبل أبدا، إنه خائن» وتصب هذه الحكمة في بحر من المقولات المشابهة، كلها ولدت من صلب التجربة الإنسانية، فلماذا نحتفل ببداية كل سنة إذن؟ لماذا كل هذا التفاؤل للقاء مستقبل غير موثوق فيه؟ كل هذا الفرح بضيف متنكر بقناع مهرّج مبتسم، يخفي تحت ألوان قناعه الكثير من المفاجآت المتقلِّبة. لا تفسير في الحقيقة لتفاؤل بعض الشعوب بهذا اليوم، ولا بفرحهم وهم يدفنون سنة مضت في مقابرهم الوهمية، إنها الجنازة الوحيدة التي يقودون فيها فقيدهم إلى مثواه الأخير، وهم مجتمعون حول وليمة دسمة ومبتهجون، يغنون ويرقصون، حتى آخر لحظة، وهي لحظة عجيبة تلتقي بميلاد سنة جديدة… هل هي حكمة الحياة؟ فكل شيء يؤول للموت، لا خلود لمخلوقات الله على أرضه، لكن كل ميت يأتي ما أو من يعوّضه، في حركة مستمرة لا تعرف التوقف منذ خلق الله الكون إلى اليوم.
أمّا الأسئلة التي أثيرت حول فلسفة الزمان والمكان، ورسمت الكون بما فيه من مخلوقات على معلم رياضي، لم يقرّب لنا الصورة التي رسمت في أذهان الفلاسفة الكبار وعلماء الرياضيات. كل ما قيل ويقال يبقى حبيس جدران الجامعات الكبرى في العالم، أما أسئلتنا نحن فتنطفئ في معتقداتنا التي لها سقف يحمينا من غرابة الأسئلة. كل فكرة أنجبتها حضارات العالم السابقة نسفت عند حدود عقيدتنا بقطيعة عقائدية لا دخل لها بعلوم فهم الكون وماهية الزمن وارتباطه الوثيق بحياتنا. فقدنا بوصلات كثيرة كانت موجودة، إما بإهمال وجودها أو برفضها تماما، ورفض العتبة المتينة التي أسست للمعرفة، ومكنت غيرنا من التقدم، ومكنتنا فقط من البقاء على قيد الحياة ككائنات حية. ولعل أجمل ما قرأت حول مفهوم الزمن ما قاله القديس أوغسطين في اعترافاته «ما هو الزمن إذن؟ إذا لم يسألني أحد فأنا أعلم، وإذا رغبت في شرحه لسائل ما فأنا لا أعلم». شيء بالغ في التعقيد، شيء لا يمكن إلإمساك به، ولا حصره في إطار بعينه إلا إطار الكائن الحي، أو الخَلق بما يشمله من أشياء متناهية في الصغر وأخرى انقرضت رغم ضخامتها وعظمتها.
في ليلة رأس السنة، ذهبت بعيدا بتفكيري في هذا الشيء الذي يربطنا ويتحكم في مصائرنا وأقدارنا ولا نعرفه، شيء ينتهي ولا ينتهي، يولد من حيث يموت، وهو في تفاصيله لا شيء وكل شيء، يتشابك مع وجودنا ووجود كل كائن حي وجامد على هذه البســـيطة، معقد أكثر من العقد التي خلق منها دماغنا. هل يمكـــــن استيعابه وهو ينتهي وينبؤنا أنه انتهى ثم ينبــــثق من اللاشيء ويعيدنا لنقطة صــــفر ما لنعـيـش البداية من جديد؟
في دروس الفلسفة التي درسناها في الثانوية، درسنا باكرا مقولات أفلاطون وأقليدس وبطليموس والحسن بن الهيثم وإيمانويل كانط وغيرهم، ثم نسفنا كل تلك المعطيات المبكرة لدراسة الزمن، وأسئلة الخلق وموجودات الكون، كونها لا تتفق مع الطمأنينة الدينية التي ننعم بها حين نسلم أمرنا للخالق على أنه العالم بما خلق، وأنه مرجع كل أجوبتنا العالقة، لم نتحرّك قيد أنملة نحو عوالم المعرفة النيرة، بل عدنا إلى ما قبل أسئلة الهندوس في الموضوع، وما أثاره علماء حضارات سابقة مثل حضارة الأزتيك والأنكا والفراعنة واليونان، حتى الفلسفة الإسلامية نُقّحت بشكل مثير للحزن، فقد أصبحنا بين ليلة وضحاها بعد حملات التنقيح تلك، شعوبا لا تؤمن بالحياة بقدر ما تؤمن بالموت والحياة الأبدية في الآخرة، لهذا ارتبطت كل نشاطاتنا الدنيوية بتأجيل الحياة لوقت لاحق، بدون التحضير لها تماما كما يجب بالأعمال الصالحة.
شيء لا يُصدق ولكننا نعيشه، التذكير بالموت حتى في قمة أفراحنا وضحكنا، ومحاولة خفض نسب الفرح لأنها على ما يبدو أخذت مفهوما مختلفا يذكرنا بالنقمة «الإلهية» إن أفرطنا في الفرح الدنيوي. ذلك الخط الفاصل بين الحياة والموت وهو متناهٍ جدا في الصغر، بحيث لا يمكننا إدراكه نعطيه أبعادا مخيفة في حياتنا، ما جعلنا نؤسس لحياة كاملة تشبه الاحتضار، فمنذ ولادتنا ونحن نحتضر حتى نحتضر فعلا ونموت.
بالنسبة لليلة رأس السنة لا أعرف متى أصبحت ليلة يحتفل بها «الكفرة» فلا تعنينا لا من قريب ولا من بعيد، مع أنها مرتبطة بتقويم زمني يعمل به أغلب العالم، وكذا كل المواعيد المرتبطة بالزمن في حياتنا، طال التحريم أعياد ميلادنا، وأعياد ميلاد شخصيات مهمة عبر التاريخ، وطال حتى مولد نبينا الكريم محمد، عليه الصلاة والسلام، كان التحريم يلامس ذكرى الولادة كعلامة زمنية مع تناقض غير مفهوم بتقديس الأشخاص.. وبالمختصر يبدو أن الزمن داهمنا بتغيرات لم نستطع مواكبتها، لهذا نقف مشدوهين أمام العالم الذي يحتفل بقدوم سنة جديدة، ويطلق ألعاب النار، ويثمل حتى منتصف الليل، ويتعانق ويتبادل القبلات، حمى عاطفية تصيب أغلب شعوب العالم في هذه الليلة، ونحن بين مقلّد ومتفرج وناقم تبقى مشاركتنا في هذه الاحتفالات بعيدة عن طرح أسئلة حقيقية عن هذا الاحتفال بالوقت، وأعتقد ألا أحد حلل الفكرة على أنها منبثقة منا نحن، لأننا كائنات زمنية بامتياز، سواء أصبنا بهوس الحياة أو الموت، بمعتقد الآخرة والحياة الأبدية أو بنهاية لا حياة بعدها، إذ يبقى الزمن هو المُشَّكِّل الحقيقي لوجودنا، وفرص بقائنا على قيد الحياة مرتبطة بمدى وعينا بقيمة زمننا الخاص بنا، وأكثر من ذلك ما نؤمن به على أنه عمرنا المكتمل، الذي يتحكم فيه الله سبحانه وتعالى هو زمن خارج عن نطاق سيطرتنا، وهذا ما يجعله ثمينا أكثر من أي شيء آخر في هذا العالم.
نعم نظرت هذه المرة للعالم من خلال شاشتي ليلة رأس السنة لأول مرة، وأنا أكتشف أني كائن زمني رقمي، وفي لحظة تشبه ضربة البرق القوية، لاحت لي أهمية اللحظة الحاضرة التي أعيشها، فالماضي لم يعد ملكي، والمستقبل أيضا ليس ملكي، أنا لا أملك سوى حاضري لحظة بلحظة، وهو الممكن والمتاح لي لأحقق فيه ما أريد، كل لحظة أهدرها في عمل غير منتج هي موت ما، كل زمن مهدور مني في علاقات معيقة لمشروعي الحالي نوع من الموت، عمر يسرق من عمري ولن يعود أبدا، كل تعثر عاطفي، كل ثورة مزاج، كل تبذير غير مدروس للوقت خسارة ثمينة لا تعوض.
الذي أريد قوله هو إنه لا بأس من الاحتفال، ولا بأس من الانعزال في لحظة ما، ولتكن لحظتنا الفاصلة بين ما له قيمة وما ليس له قيمة في سلم زمننا الخاص، تلك هي لحظة الصفر الحقيقية لصنع أنفسنا بشكل مختلف، واعين تماما لقيمة الزمن بالنسبة لنا، أما إن لم نبلغ هذا الوعي فيكفي أن نتبع العامة التي تحسب الثواني ليلة رأس السنة وعند بدء سنة جديدة تنفجر فرحا وحبا ولو لبعض الوقت.
و كل عام وأنتم بألف خير…

شاعرة وإعلامية من البحرين

الممكن في بداية كل سنة

بروين حبيب

صديق مقرب من أحمد شفيق طالبه بعدم الترشح أمام السيسي والأحزاب مجرد ديكور في المشهد السياسي المصري

Posted: 07 Jan 2018 02:17 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: كانت فرحة الأغلبية الشعبية كبيرة بحصول لاعب الكرة محمد صلاح على لقب أفضل لاعب في إفريقيا، والمنتخب الوطني على أفضل منتخب ومدربه كوبر على أفضل مدرب. والموضوع الثاني الذي استحوذ على اهتمامات الأغلبية كان الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد وحضور الرئيس السيسي القداس في كنيسة الميلاد في العاصمة الإدارية الجديدة، التي لم يكتمل بناؤها بعد، لتكون أضخم كنيسة في المنطقة العربية، وبجوارها يقوم الجيش أيضا ببناء أضخم مسجد. وألقى الرئيس كلمة كما اعتاد كل سنة، وسط حفاوة بالغة، مؤكدا على أن الأحداث الإرهابية الأخيرة ضد المسيحيين لن تنجح في بث الفرقة بينهم وبين المسلمين.
ويدرك السيسي جيدا أن زيادة الهجمات ضد الأقباط في هذه المرحلة، وقبل فتح باب الترشيحات للانتخابات الرئاسية بأيام، تستهدف تخويفهم من النزول للإدلاء بأصواتهم لصالحه، ولهذا فالتعليمات صارمة للجيش والأمن باستخدام أشد الإجراءات صرامة ضد أي محاولات للاعتداء عليهم.
كما أصدر مجلس الوزراء قرارا بسرعة تسوية أوضاع الكنائس التي لم تصدر لها قرارات بتوفيق أوضاعها، وهو ثالث اجتماع لهذه اللجنة، لكنه الاجتماع الحاسم للبت في ثلاثة آلاف وسبعمئة وثلاثة طلبات، من بينها ألفان وستمئة طلب للكنيسة الأرثوذكسية، وذلك في تحد واضح للمتطرفين الذين يعتدون على الكنائس، وآخرها في أطفيح في محافظة الجيزة.
وتفاخرت الحكومة بزيادة أعداد السائحين وارتفاع الاحتياطي في البنك المركزي، والانتهاء من افتتاح الأنفاق الأربعة تحت قناة السويس لربط مصر بسيناء، ولم تتبق إلا أعمال تشطيبات الإشارات والكهرباء. واهتمت الصحف بالاضطرابات في إيران والأزمة بين مصر والسودان واستدعاء السودان سفيره في مصر بدون أن ترد مصر بالمثل. وإلى ما عندنا من أخبار متنوعة..

الانكشاف أمام العالم!

لا يجوز مُطلقًا، التعاطي مع التسريبات التي نشرتها «نيويورك تايمز» كما يرى محمود سلطان في «المصريون» بتلك الخفة التي نراها الآن: التجاهل أو البيانات المعلبة، من «وكلاء» غير مناطٍ بهم التحدث باسم الحكومة أو على طريقة «صرح مصدر أمني» في ما لا نعرف من هو هذا المصدر الأمني المجهول. «نيويورك تايمز» أُسست عام 1851، وحصلت على 95 جائزة «بوليتزر»، لم تحصل على مثلها أي صحيفة أخرى في العالم. وتحظى «نيويورك تايمز» بمصداقية كبيرة، وشديدة التأثير في اتجاهات النقاش داخل تجمعات النخبة ومؤسسات صناعة القرار في الولايات المتحدة، ولا يمكن بحال أن تجازف بالمغامرة والتضحية بهذا السجل المهني الكبير، من أجل خبر تعوزه المصداقية. نحن هنا ـ إذن ـ لسنا أمام صحيفة «الفجر» أو «صوت الأمة» أو «اليوم السابع»، مثلاً، مع كامل احترامنا لتلك المؤسسات الزميلة ولكل الزملاء الصحافيين العاملين فيها، وإنما أمام «نيويورك تايمز»! فهل نعي ذلك جيدًا؟ التسريبات ربما لا تشير إلى ما هو جديد، بشأن التوجيه الأمني، في صناعة المواد الإعلامية في الإعلام التعبوي الحالي المصري، فنحن نسمع من زملائنا المعدين في تلك القنوات ما يدعو إلى الشعور بالعار، ونُشر عشية الانتخابات الرئاسية الأخيرة، تسريبات «مهينة» لإعلاميين، منسوبة إلى مدير مكتب أرفع مسؤول أمني مصري، وهو يذكر بالاسم «إعلاميين» يعملون بتوجيهات من مكتبه. هذا ـ إذن ـ ليس جديدًا، ولكن ما يثير الانتباه، ما ورد بشأن نوايا القاهرة في ما يتعلق بتسوية القضية الفلسطينية: رام الله بديلاً عن القدس! وهو الطلب الذي أضاف مزيدًا من المصداقية على ما تواتر من تقارير بشأن ما سُمي بـ«صفقة القرن»، خاصةً أن هذه التسريبات بفحواها الذي نُشر، جاءت بالتزامن مع نشر مقتطفات من كتاب «نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض» للصحافي الأمريكي «مايكل وولف»، الذي كشف عن بعض تفاصيل تلك الصفقة، التي جاءت متطابقة تقريبًا مع فحوى تسريبات «نيويورك تايمز». الملاحظة اللافتة والأكثر من خطيرة، تتعلق بالسؤال عن سرية المكالمات السيادية، وتأمينها وحصانتها ضد التنصت والتسجيل والتسريب إلى أي جهة أخرى. المكالمات سُجّلت وسُربت إلى صحيفة أجنبية! كيف؟ ومَن يقف وراء هذا كله؟ وما هي الجهة التي لها مصلحة، في تسريبها؟ هذه الأسئلة مدفوعة بمخاوف عميقة ومشروعة، بشأن أمننا القومي، وما هي الضمانات لحمايته من الانكشاف أمام العالم، ناهيك عن الدول المعادية. دعونا من هذا الخطاب الإعلامي الغوغائي الذي سيقوم بدور الشوشرة على هذا الخطأ الجسيم، نحن ـ هنا ـ لا بد أن نتعاطى مع ما نشرته «نيويورك تايمز» بمسؤولية وطنية.. فما حدث لا يمكن السكوت عليه، فهو بطبيعته يفرض سؤالًا أخطر حول ما إذا كنا في بلد موحد فعلًا؟ أم أن وحدته مهددة ببنية فوقية منقسمة وتتصارع على أشياء خفية لا نعرف عنها شيئًا؟».

انتخابات الرئاسة

وإلى انتخابات الرئاسة التي سيتم فتح الباب للتقدم اليها بعد أيام، بدون أن يظهر في الأفق أي منافس للرئيس السيسي، وإن كان صبري غنيم في «أخبار اليوم» وهو صديق قديم وشخصي للفريق أحمد شفيق قد طلب منه يوم السبت عدم منافسة الرئيس السيسي في هذه الانتخابات قائلا: «لا أعرف ما الذي يدور في دماغ الفريق أحمد شفيق بعد أن استقر على أرضه وعاد إلى حضن بلده؟ هل لا يزال متمسكا بحقه الدستوري الذي لا يمنعه من الترشح في الانتخابات الرئاسية؟ أم أنه يحتاج إلى فترة لإعادة دراسة موقفه، حسبما أعلنه، خاصة أنه يعلم أن منافسه هو الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي سيجبره شعبه على الترشيح للفترة الرئاسية الثانية، ولذلك اتمنى من سيادة الفريق ألا يستسلم لأهل الشر، الذين يريدون الانقسام لمصر، ويحتكم للعقل والمنطق وعن قناعة يعرف أن السيسي الأحق، ورغم تحريض أهل الشر البسطاء الذين يعانون من موجة الغلاء، لكن بالعقل وبنظره إلى مستقبل أولادهم سيمنحونه أصواتهم، ويوم أن تسألني يا سيادة الفريق سوف أعطي صوتي لمن؟ مؤكد أنني سوف أعطيه للرئيس عبد الفتاح السيسي ليس نفاقا ولكن قناعاتي به تجعلني أن أكون منصفا في اختيار الرجل الذي يستحق إدارة البلد».

تطوير الأحزاب

ونشرت «المساء» حديثا مع المهندس حسام الخولي نائب رئيس حزب الوفد، أجراه معه مختار عبد العال المشرف على صفحة «الحياة السياسية» قال فيه عن أسباب تأييده لترشيح السيسي لفترة ثانية: «إنه لا يوجد منافس للرئيس عبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهذه حقيقة يجب التعامل معها. مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه مطلوب من الأحزاب أن تطور نفسها وتقوم بإعداد كوادر وقيادات وأجيال قادرة على المنافسة والظهور في الانتخابات الرئاسية بعد المقبلة. وأشار إلى أن التجربة المصرية شهدت العديد من المتغيرات، فبعد ثورة يناير/كانون الثاني شهدنا حرية ومنافسة وديمقراطية وانتخابات رئاسية قوية جداً، شارك فيها العديد من المرشحين الأقوياء، إلا أن النتيجة كانت محزنة، بعدما فاز الإخوان بالرئاسة، وكانت فترة غريبة على تاريخنا، وتم تشكيل جبهة الإنقاذ، وجاء الرئيس السيسي ليخرج بنا من هذه الفترة السيئة ويبدأ العمل والإنجازات على الأرض، وبدأنا نشعر بالأمن والأمان، وبالتالي كان تركيز كل الأحزاب والقوى السياسية، هو الوقوف خلف الرئيس لاستكمال المسيرة. أوضح أنه يجب على الأحزاب في الفترة المقبلة تطوير نفسها والكف عن الخلافات الداخلية والانقسامات، والبدء فوراً في عملية التطوير الطبيعي التي توقفت لأسباب خارجة عن الإرادة، بعد أن شهدنا فترة ركود كبيرة أيام مبارك، ولم يتم تخريج أو إعداد كوادر وقيادات العمل السياسي والحزبي، وعليها أن تبدأ من الآن إذا أرادت المنافسة في الانتخابات الرئاسية، بعد المقبلة، حتى لا يحدث فراغ سياسي سندفع ثمنه مثلما دفعنا الثمن بعد رحيل مبارك واستيلاء الإخوان على الحكم».

خسوف حزبي

لكن خالد سيد أحمد في «الشروق» شن هجوما على رئيس حزب الوفد السيد البدوي نفسه بسبب تأييده لترشيح السيسي فقال: «لا بديل للرئيس عبدالفتاح السيسي، لأنه رجل بدأ 4 سنوات من الجهد ولا بد أن يستكملها، وإلا سيأتي من يبدأ من جديد، وهذه مسألة خطيرة على تماسك الدولة المصرية والاقتصاد المصري، والحرب الموجهة ضد الإرهاب، والوضع المصري والإقليمي والدولي.. من ينافس هينزل ينافس إيه؟». الكلام السابق جزء من تصريحات، أدلى بها الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، للزميل محمد فتحي، ونشرت الأسبوع الماضي في «الشروق»، وهي بلا شك تصريحات تستحق الوقوف أمامها كثيرا، لأنها صادمة وكاشفة ودالة للغاية على الوضع المتردي الذي وصلت إليه العديد من الأحزاب في مصر، وتعمق الفكرة السائدة عنها لدى غالبية المواطنين، بأنها ليست أكثر من مجرد ديكور في المشهد السياسي المصري. أولا كل التقدير والمحبة لشخص الدكتور البدوي، الذي قد يكون شديد الاقتناع بفكرة أنه لا بديل للرئيس السيسي، شأنه في ذلك شأن كثير من المؤيدين للرئيس، الذين يعتقدون أنه لا يوجد منافس حقيقي في الوقت الحالي، يمكن ان يزاحم في السباق الرئاسي المرتقب، وهذا الاعتقاد سواء للدكتور البدوى أو لمؤيدي الرئيس، هو بالتأكيد حق أصيل لهم، لا نستطيع المجادلة فيه أو التقليل من شأنه. لكننا هنا لا نتحدث عن الدكتور البدوي، المواطن المصري العادي، أو رجل الأعمال الناجح، وإنما نتحدث عن الدكتور البدوي، رئيس أعرق حزب سياسي في مصر والعالم العربي، وبالتالي عندما يقول إنه لا بديل للرئيس السيسي في الانتخابات المقبلة، فإن هذا الكلام يراه البعض معبرا عن رأي حزب الوفد، الذي يفترض أن يكون هدفه الأول والاساسي ــ مثله مثل أي حزب سياسي في العالم ــ هو الوصول إلى السلطة والمنافسة عليها بقوة! الجميع بالتأكيد مع المصلحة العامة للدولة، لكن هذه المصلحة تقتضي بشكل اساسي ان تكون هناك أحزاب قوية، لديها القدرة على ان تصبح بديلا للسلطة الحاكمة في أي وقت، وأن تخوض جميع الاستحقاقات الانتخابية، سواء أكانت برلمانية أو رئاسية، بكل قوة ورغبة حقيقية في حسمها لصالحها، عبر طرح منافسين أكفاء وبرامج واقعية لحل جميع المشكلات التي تواجه الوطن. المصلحة العامة للدولة، تقتضي كذلك ان يشعر الشعب، بوجود خيارات كثيرة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأن تنتهي حالة الخجل أو «الكسوف» التي يلمسها البعض في تصريحات البدوي، وغيره من قادة الأحزاب السياسية الموجودة على الساحة، عند الحديث عن الاستحقاق الرئاسي، وحتى لا تتحول حالة الخسوف الكلي التي تعاني منها معظم الأحزاب المصرية إلى مرض مزمن  مصلحة الدولة تقتضي أيضا، ألا تنضم الأحزاب إلى «حملة المباخر» لاي سلطة حاكمة، وأن تمارس دورها الطبيعي والمنطقي في نصحها وتوجيهها ونقدها، وألا تكون مهمتها فقط مدح الحكومات وتأييدها في كل قراراتها، حتى لو كانت غير منطقية وضد مصلحة الغالبية العظمى من المواطنين، لأنها بذلك تسمح بترسيخ نهج الاستبداد الذي عانينا منه طويلا. إذ لم يكن أي حزب سياسي في مصر، يضع نصب عينيه هدفا وحيدا، هو الوصول إلى كرسي الحكم والمنافسة عليه بقوة وشراسة، فعليه الإعلان صراحة عن حل نفسه والابتعاد عن الساحة.. فنحن لا نحتاج إلى كيانات صورية تستخدم كديكور لتزيين المشهد السياسي، والتفاخر والتباهي بوجود عشرات الأحزاب لدينا، رغم ان الجميع يلمس ويشعر بظاهرة «التصحر» في الحياة الحزبية في مصر، وهي بالمناسبة نتيجة طبيعية لحالة الموت السريري التي أصابت السياسة في بلادنا».
 
فرض العين في انتخابات الرئاسة

وأمس الأحد قال ياسر رزق رئيس مجلس إدارة مؤسسة اخبار اليوم في جريدة «الأخبار» تحت عنوان «فرض العين في انتخابات الرئاسة»: «(غداً) تعلن الهيئة الوطنية للانتخابات الجدول الزمني لانتخابات الرئاسة، بدءاً من موعد فتح باب الترشح وحتى مواعيد التصويت وإعلان النتيجة النهائية. التوقيتات يحكمها الدستور، لابد أن يبدأ فتح باب الترشح قبل 120 يوماً على الأقل من انتهاء مدة الرئيس الحالي التي تكتمل يوم 2 يونيو/حزيران المقبل، أي في موعد يسبق الأول من فبراير/شباط المقبل. ولابد أن تعلن النتيجة النهائية للانتخابات واسم الرئيس المقبل قبل 30 يوماً على الأقل من انتهاء مدة الرئاسة، أي قبيل يوم 2 مايو/أيار المقبل. الجدول الزمني الذي ستعلنه الهيئة الوطنية للانتخابات، ينبغي أن يراعي تحديد موعد لانتخابات الإعادة، الأرجح عندي أننا لن نكون في حاجة إلى انتخابات إعادة، إذا قرر الرئيس السيسي الترشح أياً كان المرشح أمامه، وأياً كان عدد المرشحين، ومن ثم سنعرف اسم الرئيس المنتخب فور فرز الأصوات في الجولة الأولى، وإعلان الفائز في نهاية الأسبوع الأول من إبريل/نيسان، أو في موعد يسبق العاشر من الشهر نفسه على أقصى تقدير. هناك مرشح رئاسي سابق هو المحامي خالد علي أعلن عزمه على تكرار التجربة والترشح في الانتخابات المقبلة، وأتمنى له صادقاً أن ينجح في الحصول على النصاب اللازم دستورياً للترشح وهو 25 ألف مؤيد من 15 محافظة على الأقل، أو تزكية 20 على الأقل من أعضاء مجلس النواب، وتموج الأروقة السياسية بالحديث عن أسماء لشخصيات بعضها لها وزن تدرس أو تفكر في الترشح، وبعضها تظن أن الانتخابات ساحة للمقايضة على مكاسب. اعتقادي أيضاً أن الرئيس السيسي ـ لو قرر الترشح ـ لا يتمنى أبداً انتخابات استفتائية خالية من مرشحين آخرين، لا يلزم للفوز بها إلا الحصول على أغلبية أصوات 2٪ على الأقل من الناخبين، ولا يرغب إطلاقاً ـ لو قرر الترشح ـ في منافسة صورية مع مرشح ضعيف في ظل إقبال جماهيري محدود، حتى لو اكتسحها اكتساحا. اعتقادي أن السيسي ـ سواء قرر الترشح أو أحجم عنه ـ يريد إقبالاً هائلاً من الناخبين على لجان الاقتراع، يعبر عن إرادة الجماهير، بغض النظر عن النتيجة واسم الفائز. في بواكير إبريل المقبل ينتهي صخب الانتخابات وسنعرف اسم الرئيس الجديد الذي يقع اختيارنا عليه. في الثالث من يونيو يتسلم الرئيس المنتخب مهامه في المدة الرئاسية الجديدة وفي الثلاثين من الشهر نفسه، يجنى الرئيس المقبل أهم حصاد 4 سنوات مضت بانتهاء العمل في أكبر مشروعات للبناء والتشييد والتنمية والعمران، في مختلف أرجاء البلاد، فتح المجال رحباً لرفع قواعد المشروع الوطني وتحسين حياة المواطنين».

غياب الحلول الدبلوماسية

وإلى الأزمة المفاجئة بين مصر والسودان، بسبب استدعاء السودان سفيره في القاهرة، ردا على ما نشر في مصر تعليقا على اتفاق السودان مع تركيا على تسليمها جزيرة سواكن لتديرها نكاية في مصر، لتكون تهديدا لها، فقال في «المصري اليوم» عبد الناصر سلامة محذرا مصر من خلق أزمة مع السودان بقوله: «ليس مقبولاً استدعاء سفير من القاهرة، أو آخر من الخرطوم، ليس مقبولاً الحديث عن استعدادات واستفزازات واستنفار من أي نوع، ليس مقبولاً تهديد من هنا أو تلويح بالتهديد من هناك، ليس مقبولاً العمل لحساب آخرين على أي صعيد سياسي أو عسكري، أو حتى شخصي، ليس مقبولاً مجرد الصمت حتى تتفاقم الأوضاع أو حتى الصمت على تجاوزات البرامج التلفزيونية، والتصريحات غير المسؤولة، ليس مقبولاً مجرد القطيعة والجفاء وضرب العلاقات التاريخية والأخوية بعرض الحائط. يجب أن نفهم أن المفاوضات حول السد فشلت، منذ أن ساءت العلاقات مع السودان. يجب أن نفهم أن السودان هو الأهم على الإطلاق في منظومة الأمن القومي المصرية، لنكن أكثر صراحة لنتحدث بانفتاح أكبر، حينما تستدعي الخرطوم سفيرها في القاهرة، فإن هناك شيئاً ما خطأ. حينما يكون رد الفعل المصرى: نبحث الرد المناسب، فإن هناك أيضاً شيئاً ما خطأ. حينما يُختزل حديث القاهرة والخرطوم على الميكروفونات فقط، فإن كل الأوضاع تصبح خطأ بالتالي، حينما تتناول نشرات الأخبار الإقليمية والعالمية تقارير حول مزيد من الأزمات، بل الاستنفار بين القاهرة والخرطوم فإن ذلك بمثابة فشل للجهود الدبلوماسية والسياسية على الجانبين. قد يكون الفشل نتيجة عوامل كثيرة ومختلفة، ذلك أن الأزمات أيضاً كثيرة ومختلفة إلا أنه ليست هناك أكبر من أزمة سد النهضة الذي يقع داخل الأراضي الإثيوبية».

الإعلام المصري

كما نشرت «المصري اليوم» حديثا مع الدكتور سيد فليفل رئيس لجنة الشؤون الإفريقية في مجلس النواب أجراه معه فادي فرنسيس ومسير إبراهيم قال فيه: «إن البرلمان سيترك للدبلوماسية المصرية التأكد من سبب هذه الخطوة، ومن الحكمة عدم اتخاذ البرلمان خطوات تصعيدية. وأضاف فليفل في تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»: ما حدث مسلسل مستمر من التصعيد، خلفه أهداف غير واضحة. وتصرفات الجانب السوداني لا تليق بحجم العلاقات بين الشعبين، ولم يحدث أن مصر تطاولت على الإخوة في السودان، والقضية للأسف موصولة بالهدف الخفي، وهو الضرر بمصالح مصر. وقال السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق إن استدعاء وزارة الخارجية السودانية سفيرها لدى القاهرة للتشاور لا يعتبر تصعيدا دبلوماسيا، ولكنه استهجان لموقف الإعلام المصري. مشيراً إلى أن العلاقات «المصرية ـ السودانية» مرت بين منحنى الصعود والهبوط عبر التاريخ، ثم تعود الأوضاع إلى طبيعتها. وأضاف العرابي في تصريحاته لـ«المصرى اليوم» أنه أثناء زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية للسودان الأسبوع الماضي، لوحظ أن هناك غضبا شعبيا في السودان من الإعلام المصري، خاصة عقب تسليم جزيرة «سواكن» السودانية إلى تركيا لتطويرها، موضحاً أن هناك تحفظا على بعض التصريحات ضد الرئيس السوداني عمر البشير، التي تم اعتبارها إهانة للرئيس، ولكن مصر قادرة على احتواء تلك الأزمات، وقالت السفيرة منى عمر مساعدة وزير الخارجية للشؤون الإفريقية، إن الخطوات التصعيدية الأخيرة من جانب السودان غير مبررة، خاصة بعد تصريحات وزير الخارجية السوداني السلبية تجاه مصر. إن ما قام به السودان أيضاً بإعطاء جزيرة سواكن لتركيا لإقامة قاعدة عسكرية تعتبر خطوة ضد الأمن القومي المصري».

إذكاء النيران

وإلى «الأهرام «أمس ومقال عطية عيسوي المتخصص في الشؤون الإفريقية، الذي كان بعنوان «استدعاء مفاجئ وتسريب مريب» وقوله فيه: «استدعاء السودان سفيره في القاهرة للتشاور لن يتطور إلى قطيعة كاملة بين البلدين، إذا احتوى الطرفان الوضع بسرعة، فليست هذه المرة الأولى التي بلغ فيها التوتر وإطلاق التصريحات والحملات الإعلامية المؤلمة هذا المستوى، وكان الهدف في ما يبدو الرد بخطوة لافتة على ما نقلته وسائل إعلام سودانية عن مصادر إثيوبية من أن مصر اقترحت على إثيوبيا استبعاد الخرطوم من مباحثات سد النهضة، والشروع في مباحثات ثنائية تحت إشراف البنك الدولي، للخروج من حالة الجمود التي وصلت إليها مباحثات اللجنة الفنية الثلاثية، رغم نفي مصر ذلك رسمياً، وكذلك على هجوم الإعلام المصري على الخرطوم لتسليمها جزيرة سواكن الإستراتيجية في البحر الأحمر لتركيا، لاستغلالها ربما لإقامة قاعدة عسكرية تضر بالأمن القومي المصري، مع أن المسؤولين المصريين آثروا الصمت لمنع صب الزيت على النار، فإذا كان ذلك كذلك فمن المرجح أن يعود السفير إلى القاهرة قريباً بعد أن تكون الخطوة قد حققت أهدافها ــ بصرف الانتباه عن تذمر رجل الشارع السوداني من ارتفاع الأسعار الرهيب ــ خاصة في ما يتعلق بتوضيح موقف الخرطوم من القضايا التي تهم البلدين، فضلاً عن استحالة القطيعة بين مصر التي على أرضها نحو ثلاثة ملايين سوداني، وكانت دائماً نصيراً للسودان في كل أزماته، وبين السودان الذي يُعتبر عنصراً مهماً في أمنها من ناحية الجنوب، وشرياناً وحيداً تتدفق عبره مياه النيل، ومصدراً غذائياً هائلاً لما يحتاجه البلدان لو حدث التعاون الاستثماري والتقني المنشود في مجالي الزراعة وتنمية الثروة الحيوانية في الأراضي السودانية. فليكُّف الطرفان عن إذكاء النيران وستنطفئ بمرور الوقت، حتى إن بقيت القضايا المختلف عليها بلا حل إلى حين».

النظرة الماضوية

وفي «الوطن» قال الدكتور محمود خليل مستشار الجريدة وأستاذ الإعلام في جامعة القاهرة محذرا مصر من خطورة التصعيد مع السودان وطالب بحل أي مشكلة بسرعة وقال: «مشكلة الطرفين المصري والسوداني أن كليهما يرتكن في تعامله مع الآخر على «منطق التاريخ». مصر تنظر إلى السودان نظرة ماضوية أساسها أن مصر الأقوى والأكبر، وأنها كانت تحكم في يوم من الأيام هذا القطر، وأن السودانيين مطالبون في كل الأحوال بالالتزام بالمصالح المصرية، بدون النظر إلى حق السودان في البحث عن مصالحه، وبدون حسابات دقيقة لتأثيرات الزمن على علاقات القوة والضعف بين الطرفين. السودان هو الآخر يتعامل مع مصر برؤية ماضوية، مدارها أن مصر كانت دولة مستعمرة له، وأن المصري لم يسقط من ذاكرته بعد أن أجداده كانوا يجلبون العبيد والرقيق من السودان للزج بهم في أعمال السخرة خلال فترة الحكم الملكي. وحقيقة الأمر أن مصر تدير علاقتها بالسودان منذ استقلاله عنها بمبدأ «الندية». في كل الأحوال يبقى أن التوتر العنيف الذي يضرب العلاقات المصرية السودانية الحالية ستكون له توابع جسيمة على كلا البلدين وقد لا أبالغ إذا قلت أن توابعه أكبر وأشد على مصر، خصوصاً خلال الظرف الحالي الذي تواجه فيه تحدياً مرعباً في إطار أزمة سد النهضة الإثيوبي. صانع القرار المصري مطالب بأن يجعل ملف العلاقات المصرية السودانية على رأس أولوياته خلال عام 2018، فهذا العام سيشهد الانتهاء من سد النهضة وبدء الملء، ومؤكد أن مواجهة هذه الكارثة سيتطلب من مصر تحركاً لا يعلم إلا الله مداه، فلا أحد يستطيع التنبؤ بالمحطات التي يمكن أن نصل إليها في سبيل الحفاظ على حصتنا من ماء النيل صلّحوا مع السودان هذا هو الأفيد».

النيابة وحقوق الانسان

والى النيابة العامة وحقوق الإنسان حيث أشاد عبد الغفار شكر عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان في مقاله الأسبوعي في «الأهرام» بالنيابة العامة وموقفها من قضية حقوق الإنسان فقال: «أصدر النائب العام قرارا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بإنشاء إدارة عامة لحقوق الإنسان تلحق بمكتبه وتكون رئاستها لأحد أعضاء النيابة العامة من درجة محام عام على الاقل، وقد حدد القرار اختصاصات هذه الإدارة، شاملة جميع أنحاء الجمهورية، ويعتبر ذلك خطوة مهمة على طريق دعم حقوق الإنسان في مصر، فهذه هي المرة الأولى التي يمكن أن يتحقق فيها التكامل بين هيئات متعددة في مصر، تستطيع النيابة العامة أن تحسمها بما تملكه من سلطات، فقد نص القرار على أن من بين اختصاصات هذه الإدارة تلقي الشكاوى والبلاغات والتقارير المتعلقة بحقوق الإنسان، التي تنطوي على ما يعد اعتداء عليها، وفحصها ودراستها، ومباشرة التحقيق في المهم منها، وإعدادها للتصرف وإحالة باقي الشكاوى إلى النيابات المختصة لاتخاذ اللازم قانونا بشأنها، بعد العرض على النائب العام ومتابعة القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان التي يجري تحقيقها وفحصها في كل النيابات، ومما يضاعف الأمل في هذا القرار أنه ينص على التنسيق مع الجهات الوطنية المعنية بحقوق الإنسان في كل ما من شأنه حماية حقوق الإنسان وتعزيزها، وإعداد الرد على استفساراتها وطلباتها وعرضها على النائب العام، وفحص ودراسة التقارير المقدمة للنائب العام من المجلس القومي لحقوق الإنسان بشأن زيارة السجون، وسائر أماكن الاحتجاز والمؤسسات العلاجية والإصلاحية، وعرضها على النائب العام لاتخاذ ما يراه في هذا الشأن، وهو ما يعزز إمكانية التكامل بين جميع الهيئات المعنية بحقوق الإنسان في مصر، وأن يكون لهذا التكامل مردود عملي، بما تملكه النيابة العامة من سلطة تكفل لها إحالة انتهاكات حقوق الإنسان إلى القضاء، كما تختص الإدارة بمتابعة تطبيق القواعد المقررة في الاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق الدولية والإقليمية المتعلقة بحقوق الإنسان، التي تصدق عليها مصر في ما يدخل في اختصاصات النيابة العامة، ومتابعة تنفيذ ما تضمنته الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تبرمها مع الدول الأخرى، بشأن حسن معاملة المصريين المبعدين أو المرحلين من تلك الدول، للتأكد من احترام حقوقهم المقررة قانونا وكذلك فحص الاستفسارات والمعلومات المطلوبة للأمم المتحدة وأجهزتها المعنية، أو اللجنة الإفريقية أو اللجنة العربية لحقوق الإنسان، وإعداد الردود الخاصة بها لعرضها على النائب العام، والمشاركة في إعداد التقارير التي تلتزم الدولة بتقديمها دوريا إلى لجان وأجهزة حقوق الإنسان، تطبيقا للاتفاقيات الدولية وفي الرد على استفسارات هذه الجهات في هذا الشأن. وهكذا فإن اهتمام النائب العام بحقوق الإنسان في مصر وترجمة هذا الاهتمام عمليا في إنشاء إدارة في مكتبه تختص بهذا المجال، هي بادرة إيجابية للغاية، نأمل أن تكون إضافة حقيقية للهيئات المعنية بحقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية والمجلس القومي لحقوق الإنسان، وأن يكون ذلك إضافة حقيقية للعاملين في هذا المجال، لما له من تأثير إيجابي في المجتمع يمثل دفعة حقيقية لاحترام حقوق الإنسان في مصر».

معارك وردود

وإلى المعارك والردود وسيبدأها في «أخبار اليوم» خفيف الظل محمد عمر الذي قال تحت عنوان «مستر أكس»: «من كام سنة أبلغني المسؤول البرلماني «الكبير» أن لديه خبطة صحافية عن «عرقلة»‬ الحكومة لمشروع سياحي عالمي سيدر على مصر ملايين الدولارات، وتقصيت وبحثت لأكتشف أنه مشروع وهمي، وليس إلا «‬سبوبة» للمستثمر عاوز يلهفها في شكل قروض، وأرادني المسؤول أن «‬اتحمق» وأنشرها ليغضب الرئيس على الحكومة، ولتكون ورقة ضغط عليها لتسارع بالموافقة على المشروع، ويلهف «البرلماني» أتعابه على إنجاز مهمته. «يا أولاد الأبالسة»، مؤخرا طلب أعضاء من مجلس النواب عقد اجتماع عاجل مع إحدى الوزيرات في الحكومة، توقعت الوزيرة أن الأمر «‬جلل» نظرا لإلحاح الأعضاء على إتمام اللقاء وبسرعة، وفي الموعد المحدد عرض الأعضاء على الوزيرة كيف أن محافظتهم «غلبانة» وفي حاجة ماسة إلى إنشاء أو «‬شق» طريق ما بين المنطقة الفلانية والعلانية، وحتى تريح الوزيرة «‬ضميرها» وألا تكون سببا في وقف «‬منفعة عامة» للبلاد والعباد كلفت فريق عمل لدراسة مشروع «الطريق»، لعل ما قيل عن فوائده صحيح «ويخيب ظنها». وتوجه الفريق إلى المحافظة و«‬جاب» الموضوع من أوله لآخره، والتقي بكل من له صلة بالطريق، مسؤولين وأهالي، وفي النهاية يكتشف الفريق أن القصة برمتها ليست إلا «‬نصباية» ولا علاقة لها باستثمار ولا تجارة ولا بطالة، وكل ما وراءها محاولة «‬لتبوير» قطعة أرض زراعية وإدخالها في «‬حيز» العمران لضمها لصالح إحدى الجهات! فأغلقت الوزيرة الموضوع ولم تتكلم فيه حفاظا على سمعة «‬الموقرين» «من كتاب الحزب الوطني لن يموت مستر إكس».

صديق مقرب من أحمد شفيق طالبه بعدم الترشح أمام السيسي والأحزاب مجرد ديكور في المشهد السياسي المصري

حسنين كروم

انتقادات للنظام المصري بعد تسريبات «نيويورك تايمز» عن قبوله قرار ترامب حول القدس

Posted: 07 Jan 2018 02:16 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: أثار تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، عن قبول مصر ضمنياً بقرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، على خلاف ما تظهره للعلن، جدلاً واسعاً في صفوف المعارضة المصرية التي طالبت بإجراء تحقيق في الأمر، ووصفته بـ«الجريمة المكتملة الأركان» ارتكبتها السلطة المصرية في حال صحة ما جاء فيه، في وقت نفت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية ما تضمنه التقرير، واتهمت الصحيفة بـ«عدم المهنية وفبركة التقرير».
وكانت «نيويورك تايمز» نشرت تقريراً، السبت الماضي، أشار إلى امتلاكها فحوى تسجيلات صوتية، قالت إنها لـضابط مخابرات مصري، يدعى أشرف الخولي مع 3 مقدمي برامج حوارية بارزين هم عزمي مجاهد وسعيد حساسين ومفيد فوزي بخلاف الفنانة يسرا، يحثهم على الترويج لموقف يتضمن القبول برام الله عاصمة لفلسطين بدلا من القدس.
وصف السفير معصوم مرزوق مساعد وزير الخارجية الأسبق، ما كشفت عنه صحيفة «نيويورك تايمز» بالجريمة مكتملة الأركان، وطالب بإجراء تحقيق شفاف في التسريبات، وسخر بالقول: «أو يخرج مكرم محمد أحمد رئيس الهيئة الوطنية للإعلام ليتحدث عن شرف المهنة التي أسرف في استخدامها دفاعا عن سعودية الجزيرتين المصريتين».

تثبت تواطؤ النظام المصري

عبد العزيز الفضالي أمين الشؤون العربية والدولية في حزب «تيار الكرامة»، بين أن التسريبات «تثبت تواطؤ النظام المصري في القضية، وعلمه المسبق بماهية القرار الأمريكي، ما يتسق مع تقارير عالمية سابقة أكدت أن ترامب أخذ الضوء الأخضر مسبقا من مصر والسعودية قبل إعلانه للقرار».
وأضاف: «تلك التسريبات ليست صادمة للشارع السياسي المصري الذي يدرك أن سياسة النظام الحاكم في مصر لا تعتبر الكيان الصهيوني عدوا، بل تعده شريكا وحليفا استراتيجيا، وجزءا فاعلا في صفقة القرن التي تواجه صعوبات في التنفيذ بسبب نضال الشعوب العربية، لا بسبب أداء الأنظمة المتخاذلة».
وأشار إلى أن «الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لم يخجل في إعلان حرصه على أمن المواطن الإسرائيلي عبر منصة الأمم المتحدة، أو حديثه عن طموحاته بالسلام الدافىء مع الكيان الصهيوني، أو تعبيره قبيل تنصيبه رئيسا للبلاد بأن كامب ديفيد تسري في وجدان المصريين».
وشدد على أن «الحلف الصهيوأمريكي وأدواته في الوطن العربي، تفاجأ بكم الغضب الشعبي الذي انطلق في غالبية العواصم العربية رفضا للقرار الأمريكي، ومتمسكا بالحق العربي في فلسطين رغم محاولات التجريف العاتية التي تعرض لها الشباب العربي منذ سبعينيات القرن الماضي، ما أثار حفيظة قوى عالمية حرة تضامنت مع القضية الإنسانية الفلسطينية، واتخذت موقفا مشرفا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولم تركع للضغوط والتهديدات الأمريكية».
وأكد أن «الموقف الرسمي المصري لم يخرج عن أداء حفظ ماء الوجه، عبر تبنيه لمشروع القرار العربي في مجلس الأمن، الذي كان يعرف مسبقا أنه سيواجه بالفيتو الأمريكي، ورفض اتخاذ أي موقف حقيقي يعبر عن إدانته ورفضه للقرار الأمريكي، كسحب السفير المصري من واشنطن، أو طلب السفير الأمريكي لدى القاهرة وتبليغه احتجاجا رسميا بالقرار الأرعن لترامب، كما تجاهلت الدول العربية جمعاء في الجامعة العربية تفعيل قرارها الأسبق بقطع العلاقات مع أي دولة تنقل سفارتها للقدس، وهو ما يمثل تواطؤا عربيا رسميا يؤكد رضا الأنظمة العربية بالقرار».
ولفت إلى أن «كل الإجراءات القمعية التي اتخذتها السلطة المصرية لقمع الاحتجاجات الشعبية ضد القرار الأمريكي تؤكد صدق هذه التسريبات الأخيرة، خاصة أن وزارة الداخلية رفضت طلبا لأحزاب التيار الديمقراطي بوقفة احتجاجية سلمية أمام مقر جامعة الدول العربية لنصرة القدس وفلسطين، كما اعتقلت عددا من الصحافيين والشباب علي إثر تظاهرهم أمام نقابة الصحافيين وجامع الأزهر تضامنا مع القضية الفلسطينية».
الكاتب المصري تامر وجيه، علّق على التسريبات بالقول: ربما ما جاء في الـ«نيويورك تايمز» غير صحيح، لكن هذا لا ينفي أشياء معروفة بالضرورة، مثل وجود توجيهات من الدولة وأجهزتها للإعلاميين، وأن مصر اعترضت رسميا على قرار نقل السفارة، لكنها لا تريد التصعيد أو الاشتباك مع الولايات المتحدة أو إسرائيل، وبالتالي ربما تكون القصة غير صحيحة لكن الحقائق التي تريد إثباتها صحيحة.

نفي رسمي

ونفت الهيئة العامة للاستعلامات ما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية. وقالت في بيان إن «الخبر تضمن ذكر أربع شخصيات اعتبرهم من مقدمي البرامج الحوارية المؤثرة في مصر، وهم الصحافي مفيد فوزي، وهو صحافي لا يقدم أي برامج تلفزيونية منذ سنوات، على عكس ما زعمه التقرير».
وحسب بيان الهيئة فإن الإعلامي سعيد حساسين توقف عن تقديم برنامجه قبل إثارة موضوع القدس بأسابيع ولا يقدم أي برامج حالياً».
وتابعت في بيانها: «الاسم الثالث الذي أوردته الصحيفة كمقدم برامج سياسية مؤثرة في مصر فهو للفنانة الكبيرة يسرا، التي من المفترض أن يكون الصحافي ديفيد كيركباتريك بحكم إقامته الطويلة في مصر سابقاً يعلم أنها من أشهر نجمات التمثيل والسينما في مصر والعالم العربي ولا علاقة لها بأي برامج تلفزيونية من أي نوع».
ونقل البيان نفي يسرا معرفتها بأي شخص يدعى أشرف الخولي، وأنها لم تناقش مع أي شخص موضوع القدس مطلقاً، وأنها لم تدل للإعلام بأية آراء تتعلق بموضوعات سياسية، بل إنها لم تكن موجودة في مصر في تلك الفترة، وأنها ستلجأ للقضاء بشأن الزج باسمها في مثل هذه التسريبات المزعومة، الأمر الذي يسيء لها كفنانة كبيرة».
كما تناول البيان، الاسم الرابع الذي تضمنه تقرير «النيويورك تايمز»، وهو عزمي مجاهد، ونقلت نفي الأخير وعدم معرفته بأي شخص يدعى أشرف الخولي.
واعتبر بيان الهيئة أن «تقرير الصحيفة الأمريكية تضمن ادعاءات بشأن موقف مصر من قضية القدس، واستنكرت أن يجري استنتاج مواقف مصر من القضايا الدولية من تسريبات مزعومة لشخص مجهول»، مؤكدة أن «المواقف يعبر عنها رئيس الدولة ووزير الخارجية والبيانات والمواقف الرسمية، وأن جميع هذه الجهات أعلنت مواقفها بشأن القدس وترجمته فعلياً في مواقف وإجراءات في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، دون اكتراث لتهديدات المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة بمسألة المساعدات والتي تضمنت مصر ضمن دول أخرى».

انتقادات للنظام المصري بعد تسريبات «نيويورك تايمز» عن قبوله قرار ترامب حول القدس
معارض اعتبرها «جريمة مكتمة الأركان»… وهيئة رسمية اتهمت الصحيفة الأمريكية بـ«الفبركة»
تامر هنداوي

 عادل الجبير يتجول بدون «سياسة» وبوجود أخطر المفارقات… اتصالات إسرائيل «تنمو» مع السعودية وتتقلص مع الأردن

Posted: 07 Jan 2018 02:16 PM PST

عمان- «القدس العربي»: لأسباب غامضة ولكن يمكن توقعها واستنتاجها تقصّد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وخلال أول زيارة رسمية له للأردن بعد فترة «الأعصاب المشدودة» والخلافات «المكتومة» بين البلدين إضفاء طابع شخصي وعائلي على إطلالته مع خلطها بالقليل من «البعد السياسي». حيث الاضواء رافقت الجبير في عمان أكثر بكثير من اهتمامها بالوفد الوزاري السداسي الذي حضر اجتماع السبت الماضي.
تم التقاط صورة للجبير وهو على باب منزل وزير الخارجية الأسبق ناصر جودة في زيارة خاصة عنوانها تقديم العزاء برحيل والدة الوزير العتيق والمخضرم لـخارجية الأردن في لفتة يمكن في حال أي رغبة في تجـاوز مدلولها الإنسـاني الإشـارة لإيحـاء سياسـي من خـلفها. الصور رافقت الجبير ايضاً في منزل أصهاره الأردنيين حيث أقامت له عائلة زوجته الأردنية حفل غداء ضخماً. وتمكن الوزير السعودي ايضاً من التواصل مع «صديقين شخصيين» على الأقل خلال توقفه في عمان.
الرسالة السياسية الأبرز كانت عقد لقاء رسمي هو الأول من نوعه بعد قمة البحر الميت مع نظيره ايمن الصفدي تخلله إطلاق حزمة من التصريحات العمومية التي لا تعني شيئاً محدداً في المحصلة من وزن تطوير العلاقات الثنائية وحميمية العلاقة والبحث في الملـفات التـي تهـم الجانـبين.
الصورة الإعلامية التي رافقت الوزير الجبير في عمان تحديداً تعكس رغبة مشتركة إلى حد بعيد في تجنب طرح اي خلاف على هامش اجتماع عربي والاسترسال في «كتم» اي تساؤلات حرجة في علاقة من المرجح انها مأزومة بكل الأحوال. حتى عندما تعلق الأمر بالضغط الذي مارسته محطة «الجزيرة» وغيرها من وسائل الإعلام على اجتماع عمان عبر التكثيف من الكلام عن «تحفظ» سعودي مصري يخص القمة الاستثنائية.. حتى في هذا المضمار تجنب الصفدي والجبير أي اشارة من اي نوع تلمح للموضوع لا على صعيد نفي وجود خلاف او تأكيد عدم وجوده ولا على صعيد مناقشة الموضوع اصلاً.
التحفظ السعودي على انعقاد قمة استثنائية في عمان تحت لافتة «القدس» عابر بطبيعة الحال للوزير الجبير وسابق لمشاركته في إجتماعات عمان. بالتالي لا يمكن الارتهان للتسريبات التي تحدثت عن انكشاف هذه الخلافات بين البلدين على هامش لقاء الوزراء الستة.
والوزير الجبير طوال الوقت يصنف نفسه كـ «صديق» للأردنيين ويقدم لهم نصائح عن بعد في العديد من الأوقات. لكنه لا يستطيع تجاوز حدود اللعبة المرسومة والمكشوفة عملياً عندما يتعلق الامر بالعلاقة بين الأردن والحاكم الفعلي للسعودية اليوم الأمير محمد بن سلمان مع أن أوساطاً أردنية تشير بين الحين والآخر لخلافات داخل المؤسسة السعودية بين الجبير وولي العهد إزاء العديد من الملفات.
في المقابل بدا واضحاً لجميع المراقبين بأن الوزيرين الصفدي والجبير خططا جيداً وإن غابت الكيمياء في الاتجاه السياسي لمنع اصطياد الإعلام لأي خلاف من أي نوع بين البلدين وهي مهمة تكفل بجزء منها عملياً الايقاع العائلي والإجتماعي الذي تقصده الجبير عندما زار عمان. من هنا لم يتطرق الإعلام الرسمي الأردني لنفي او الاجتهاد بنفي وجود وجهتي نظر بخصوص القمة الاستثنائية التي قررتها أصلا اجتماعات القاهرة ولا يوجد ما يبرر عملياً البحث بها مجددا في لقاء عمان.
وعليه تعهد مصدر اردني مسؤول ومجهول بتسريب معلومة عبر صحيفة عمون الالكترونية ينفي فيها من حيث المبدأ التطرق لملف القمة الاستثنائية المقررة في عمان.
عملياً وبعيداً عن حركة اللاعب السعودي في هامش الإجتماع العربي يمكن القول إن زيارة الجبير لم تتجاوز في تداعياتها «هزة الغربال» الذي يمنع بناء علاقات استراتيجية وإظهار قدر من السعي المشترك لاحتواء خلافات يقال إنها عاصفة وجوهرية خلف الستارة.
حصل ذلك طبعاً في الوقت الذي أصبحت فيه العلاقات الأردنية – السعودية تحديداً وطوال المرحلة ما بعد قرار الرئيس ترامب محطة تتكهن وتتوقع وتتنبأ فيها كل وسائل الإعلام في الإقليم واحياناً العالم كما اصبحت وخلافاً للمألوف بين الجانبين مرتعاً لاجتهادات وقصص وحكايات تخالف كل تراثيات الماضي.
وهو التكتيك نفسه عبر استدارة مماثلة حاولت احتواء سلسلة طويلة من الشائعات خطفت أضواء الإعلام قبل اسبوعين بعد الاتصال الهاتفي بين الملك عبدالله الثاني وولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد وهو اتصال أعقبه وصول وفد إماراتي يبحث عن «كفاءات أردنية» للتعيين في مجال القطاع الصحي وهو نفسه القطاع الذي تتخلص السعودية بالتدريج من العمالة الأردنية فيه.
ما حصل في المحصلة وبالنتيجة هو تعبيرات تكتيكية بلغات مختلفة تخفي الخلافات العميقة وتؤسس للصمت على التقاطعات وتمرير التفاهمات مرحلياً حتى لا يصل الطرفان في عمان والسعودية إلى مرحلة «انسداد الافق في الحوار السياسي».
يحصل الأمر بالرغم من الإقرار الضمني لسياسيي البلدين بأن العلاقات «لم تعد استراتيجية» والخلافات قابلة للظهور لاحقا والعودة الثنائية للتمحور نفسه بلغة الماضي اصبح صعبا للغاية لعدة اسباب اهمها أكثرها تأثيرا الأجندة الإسرائيلية حيث يرصد سياسي اردني رفيع المستوى مفارقة يقول انها استثنائية واهم من القمة العربية قوامها «ارتفاع ملحوظ» في مستوى التواصل السعودي الإسرائيلي يقابله انخفاض في العلاقات الأردنية الإسرائيلية. تلك بالتحديد مفارقة في غاية الاثارة تحتاج لوقفة تأملية وتطرح تساؤلات لا يجيب عليها أصـدقاء وأنسـباء وأصـهار عادل الجـبير في الأردن.

 عادل الجبير يتجول بدون «سياسة» وبوجود أخطر المفارقات… اتصالات إسرائيل «تنمو» مع السعودية وتتقلص مع الأردن
«صهر الأردنيين» تناول الغداء في منزل أهل زوجته وزار ناصر جودة
بسام البدارين

بغداد تحت سلطة الميليشيات: فرض أتاوات وخطف وقتل وأعمال تخريب

Posted: 07 Jan 2018 02:16 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: يتعرض مدنيون في أحياء بغداد، من أصحاب المحلات التجارية والتجار والأشخاص ميسوري الحال ومالكي مولدات الكهرباء، لعمليات خطف وهجمات بالأسلحة الكاتمة للصوت، وفرض أتاوات من قبل عناصر خارجة عن القانون، تابعة لفصائل شيعية مسلّحة.
حي الشعب، الواقع شمال شرق بغداد، ذات الأكثرية الشيعية، يشهد منذ عدة أيام تدهورا أمنيا وتصاعدا كبيراً في وتيرة أعمال العنف، كالخطف والقتل وزرع العبوات الناسفة.
وتقف وراء هذه الممارسات، عصابات نافذة تتبع بعض الأحزاب الدينية وفصائل «الحشد الشعبي» الشيعية، فضلاً عن تعاون ضباط في استخبارات الجيش والشرطة بالتستر على تلك الممارسات وتسهيل قيامها.
عناصر هذه العصابات، يقومون بإبتزاز أصحاب المحال التجارية والتجار من ذوي أصحاب المهن الحرة، وإجبارهم على دفع أموال طائلة تحت تهديد السلاح، وفقا لشهادة شهود عيان ومصادر خاصة تحدثت لـ«القدس العربي».
المصادر بينت أن «هذه الجماعات المسلّحة تقوم بعمليات ابتزاز وخطف وتهديد المواطنين في وضح النهار، وغالباً ما يرتدي عناصرها لباس أجهزة الأمن العراقية ويكونون مدججين بمختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ويستقلون سيارات دفع رباعي حكومية، وأخرى مدنية لا تحمل لوحات مرورية مرقمة».
ومعظم الضحايا الذين «يتعرضون للخطف والمساومة والابتزاز وحتى القتل أحيانا يتعرفون على مرتكبي هذه الجرائم، لكنهم لايلجأون لسلطة الأجهزة الأمنية لحمايتهم وطلب المساعدة خوفاً من بطش الميليشيات وردود فعلها»، وفق المصادر، التي أوضحت أن «قوّات الأمن في بغداد عاجزة تماما عن وضع حد لممارسات لتلك المجموعات المتنفدة التي باتت تنشر الرعب والهلع بين المواطنين في الحي بصورة يومية».
والعديد من مالكي محلات الصرفية وتجار بيع المصوغات الذهبية والمواد الغذائية، طبقاً للمصادر «تعرض أصحابها للقتل بالأسلحة الكاتمة للصوت. والذي لم تتمكن الميليشيات من قتله تعرض للاختطاف والمساومة ودمر محله بالقنابل الحارقة بعد رفضه إعطاء الإتاوات التي فرضتها العصابات المسلّحة على أصحاب المحلات التجارية في حي الشعب».
أحمد الساعدي، صاحب مولد كهرباء لتغذية المنازل السكنية، في حي الجهاد في بغداد، قال لـ»القدس العربي: إن «مسلحي ميليشيا عصائب الحق»، التابعة لقيس الخزعلي وفصائل أخرى تتبع إلى أحزاب سياسية، يفرضون أتاوات مالية على جميع أصحاب المولدات بملايين الدنانير العراقية».
كما أن هذه الجماعات، حسب المصدر «تجبر أصحاب المولدات في العديد من أحياء بغداد المهمة على بيع المولدات لهم بالسعر الذي تحدده أو مشاركتهم بالقوة والتهديد، وأغلب أصحابها (المولدات) مجبرين على دفع تلك الأموال أو بيعها بأسعار بخسة».
الساعدي، وفق ما قال، «مجبر على دفع تلك المبالغ شهريا تجنبا للاغتيال أو الخطف أو نسف مولدته بالعبوات الناسفة من قبل الميليشيات التي سلطتها فوق سلطة الدولة، وتتحكم بأمن أحياء بغداد العاصمة».
والحال مشابه بالنسبة لنوري عماد، صاحب محل كبير لبيع الأثاث المنزلي في بغداد، الذي تفرض عليه الميليشيات الشيعية أتاوات مقابل تقديم الحماية الأمنية له وللعامل معه.
إذ تقوم عناصر مسلحة ترتدي ملابس عسكرية وتستقل سيارات مدنية مشابهة لجهازين الأمن الوطني والاستخبارات العراقي بجمع مبالغ مالية من أصحاب المحال التجارية كل نهاية شهر بذريعة حمايتهم ومساعدة المحتاجين من عائلات مقاتلي «الحشد الشعبي» الذين سقطوا أثناء المعارك ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، تبعاً لما قاله لـ«القدس العربي».
والكل مجبر على «دفع مبالغ مالية تتراوح مابين 300 دولار إلى 200 مقابل ممارسة أعمالهم بحرية دون مشاكل مع الميليشيات»، وفق المصدر ذاته.
وكان الرئيس الفرنسي، إمانويل ماكرون عبّر عن أمله في نزع السلاح من الميليشيات العراقية غير التابعة للجيش النظامي في العراق.
وقال: «نأمل أن يتم نزع سلاح الميليشيات في العراق التي لا تنتمي للجيش العراقي».
وأضاف، «يجب أن يتم تكثيف الجهود السياسية في العراق وتنظيم انتخابات شهر أيار/مايو المقبل»، مشيرا إلى أن «الحل السياسي ضروري، ويجب أن يكون الحوار قويا بين بغداد والأكراد».

بغداد تحت سلطة الميليشيات: فرض أتاوات وخطف وقتل وأعمال تخريب

أحد مرشحي خلافة خامنئي يخضع للعلاج في ألمانيا بسبب ورم المخ ومطالب بمحاكمته

Posted: 07 Jan 2018 02:16 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: طالب أعضاء في مجلس العموم البريطاني من حزبي المحافظ والعمال، بأن تنصف الحكومة في المملكة المتحدة الحرس الثوري الإيراني على قائمة التنظيمات الإرهابية.
فيما تظاهر مئات من الإيرانيين أمام مستشفى في مدينة «هانوفر» الألمانية الذي يتلقى العلاج فيه رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني وأحد مرشحي خلافة خامنئي، محمود هاشمي شاهرودي، بسبب أصابته بورم المخ، وطالبوا بمحاكمته بسبب ضلوعه في جرائم ضد نشطاء سياسيين إيرانيين وإعدام الأطفال.
وأفادت صحيفة «تلغراف» البريطانية أن 69 نائب في البرلمان طالبوا وزير الداخلية البريطاني، أمبر راد، أن يتم تصنيف الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب، وأن تُفرض عقوبات على كبار المسؤولين الإيرانيين.
وأضافت الصحيفة أن الموضوع الملفت في الأمر هو أن 30 شخص من المطالبين هم من نواب حزب العمال في البرلمان الذي يعتبر معارضاً للحكومة البريطانية.
وعلى صعيد آخر، شارك إيرانيون في وقفة احتجاجية أمام أحد مستشفيات «هانوفر» الألمانية بسبب تواجد رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام ورئيس القضاء السابق، محمود هاشمي شاهرودي، لتلقي العلاج وإجراء عملية جراحية على رأسه لإخراج ورم من مخه.
وأفادت صحيفة «هانوفرشه الغمانية تسايتونغ» الألمانية أنه ما لا يقل عن 200 شخص تجمعوا أمام المركز الدولي لعلم الأعصاب في هانوفر الذي يتلقى شاهرودي العلاج هناك، وطالبوا القضاء الألماني بمحاكمة الأخير لأنه ضالع في إعدام مئات من النشطاء السياسيين الإيرانيين وعشرات الأطفال خلال رئاسته على السلطة القضائية في إيران.
تجدر الإشارة إلى أن شاهرودي يناهز من العمر 65 عاما، وأنه أحد مرشحي لخلافة المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي.
وإلى ذلك، أكدت مصادر برلمانية أردنية أن رئيس مجلس النواب، عاطف الطراونة، قد وضع اللمسات الأخيرة على ترتيبات الزيارة المرتقبة إلى العاصمة الإيرانية طهران، حيث سيغادر الوفد عمان نهاية الأسبوع الحالي.
وحسب ما أكدت المصادر لموقع «الأردن 24» الإخباري فإن الطراونة حدد أسماء النواب المرافقين له في الزيارة، فيما يعكف رئيس المجلس على أعداد الملفات التي سيتمّ طرحها والتباحث حولها خلال الزيارة التي يعتبرها مراقبون «جسّ نبض» لمدى إمكانية التعاون بين البلدين.
ورجحت المصادر أن يتم الإعلان عن أسماء الوفد منتصف الأسبوع تحضيراً لهذه الزيارة، فيما يغادر الوفد عمّان نهاية الأسبوع الحالي.

أحد مرشحي خلافة خامنئي يخضع للعلاج في ألمانيا بسبب ورم المخ ومطالب بمحاكمته
69 برلمانيا بريطانيا يطالبون الحكومة بوضع الحرس الثوري على قائمة الإرهاب

الجزائر: محامي «الجنرال حسان» يؤكد أن موكله يواجه خطر الموت خلف القضبان

Posted: 07 Jan 2018 02:15 PM PST

الجزائرـ «القدس العربي»: قال المحامي والحقوقي الجزائري مقران آيت العربي إن موكله الجنرال حسان المسؤول السابق عن جهاز مكافحة الارهاب في المخابرت الجزائرية يواجه خطر الموت خلف القضبان، بسبب أوضاعه الصحية المتردية، مشيرا إلى أن المحكمة العليا رفضت طلب الإفراج المشروط الذي تقدم به لفائدة موكله.
وأضاف في تصريح مكتوب إلى الصحافة أن الجنرال حسان يقبع في زنزانته بالسجن العكسري منذ 28 آب /أغسطس 2015 بعد أن حكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة مخالفة تعليمات عسكرية، مشيرا إلى أن الجنرال يبلغ من العمر 71 عاما، وأنه قضى 51 عاما من حياته في خدمة الجيش، وأنه معرض إلى خطر الموت بسبب إصابته في أمراض مزمنة لا تسمح ظروف الاعتقال بعلاجها، مما يتطلب المتابعة اليومية لحالته في الوسط العائلي، بحسب المحامي.
وأوضح أن الجنرال حسان المسؤول السابق لمصلحة مكافحة الإرهاب «سكورات» رفع طعنا بالنقض في القرار، وأنه بصفته محاميه أودع مذكرة لدى كتابة ضبط الغرفة الجنائية بالمحكمة العليا بتاريخ 20 كانون الثاني /يناير 2016، وأنه رغم مرور قرابة عامين إلا أن المحكمة العليا لم تفصل بعد في الملف. واعتبر أنه نظرا لسنه ووضعه الصحي المثقل في أمراض مزمنة، تقدم بصفته محاميا بثلاث طلبات إفراج مرفقة بخبرة طبية أنجزتها مصلحة الطب الشرعي بالمستشفى المركزي للجيش، لكنها رفضت، رغم تدهور الأوضاع الصحية للجنرال حسان، ورغم الضمانات التي قدمها للمثول أمام القضاء فور استدعائه، قبل أن يقدم المحامي طلبا رابعا أمام الجهة القضائية نفسها. وذكر المحامي أن المحكمة العليا تفصل عادة في الطعن بالنقض ضد الأحكام العسكرية في مدة أقصاها ثمانية أشهر من تاريخ رفع الطعن، موضحا أنه من المفترض أن تنظر الغرفة الجنائية في المحكمة العليا في قضية الجنرال حسان، باعتبارها الجهة القضائية المختصة، كما تنظر في أي ملف آخر تابع للقضاء العسكري، وهذا طبقا لمبدأ المساواة أمام القضاء.
وشدد آيت العربي على أن من حقه أن يتساءل بعد أكثر من 28 شهرا من الحبس، وبعد حوالي سنتين من إيداع مذكرة الطعن بالنقض حول الخلفيات التي تجعل الجنرال حسان يعامل بهذه الطريقة، مشيرا إلى أن الفصل في هذه القضية يجب أن يخضع للقانون أولا وقبل كل شيء، وبعيدا عن أية اعتبارات غير قانونية وغير نزيهة، وهذا يقتضي الافراج عنه بسرعة، نظرا لحالته الصحية، وقبل وقوع ما لا يمكن تداركه، وهذا في انتظار قرار المحكمة العليا وتحديد موعد جديد للمحاكمة. جدير بالذكر أن قضية الجنرال حسان واسمه الحقيقي عبد القادر آيت عرابي ما تزال لغزا محيرا، فقد تردد منذ عام 2013 أن الجنرال حسان المسؤول السابق عن وحدة مكافحة الإرهاب في دائرة الاستعلام والأمن ( المخابرات) قد تعرض للمساءلة والتوقيف، ثم تبين أنه أفرج عنه، واعتقد كثيرون أن القضية توقفت هنا، لكن حسان أوقف مجددا سنة 2015 في قضية غامضة تتعلق باسترجاع أسلحة من جماعة إرهابية، دون إخطار القيادة العسكرية، وقد صنفت هذه القضية آنذاك في إطار الصراع الدائر بين السلطة الحاكمة وقيادة جهاز المخابرات، والتي انتهت بإقاله الفريق محمد مدين المعروف باسم الجنرال توفيق القائد السابق للجهاز، والذي خرج ببيان هو الأول والأخير حتى الآن يدافع فيه عن الجنرال حسان ويؤكد أنه كان يتلقى تعليماته منه، ولكن ذلك لم يغير من سير القضية في شيء، إذ حوكم الجنرال محاكمة عسكرية وصدر ضده حكم بالسجن لمدة خمس سنوات.

الجزائر: محامي «الجنرال حسان» يؤكد أن موكله يواجه خطر الموت خلف القضبان

طائرات مُسّيرة ومُحّملة بالمتفجرات تُحِّلق فوق «حميميم» الروسية في سوريا

Posted: 07 Jan 2018 02:15 PM PST

دمشق ـ «القدس العربي»: قالت مصادر محلية في مدينة جبلة الساحلية حيث تقع قاعدة حميميم العسكرية الروسية، إن القاعدة تعرضت مساء السبت لطلعات من طائرات صغيرة مسيرة عن بُعد محملة بمواد شديدة الانفجار.
المصادر قالت لـ «القدس العربي» إن عدد الطائرات المسيرة تجاوز الأربع وأن إحداها تمكنت من الوصول إلى فوق القاعدة الجوية لكن جرى تدميرها كما جرى تدمير بقية الطائرات. وقالت المصادر أيضاً إن أصوات صفارات الإنذار التي أُطلقت، سُمعت في محيط القاعدة وأن الأضواء أطفئت فيها أيضاً لأسباب أمنية، وأضافت المصادر أنه كان بالإمكان مشاهدة عيارات نارية تنطلق من أسلحة رشاشة نحو الطائرات المسيرة.
وكانت وكالة الانباء الألمانية ذكرت أن قاعدة حميميم العسكرية تعرضت لقصف جوي بواسطة أسراب من الطائرات المسيرة مساء السبت .وقالت مصادر في المعارضة السورية لـ(د.ب.أ) إن «سماء قاعدة حميميم شهدت معركة جوية بين الطائرات المسيرة والدفاعات الجوية في القاعدة». وأكدت المصادر أن « أسراباً من الطائرات المسيرة التي تحمل قنابل تتجه إلى قاعدة حميميم العسكرية الروسية».
واعترف المتحدث الرسمي باسم قاعدة حميميم أليكسندر إيفانوف بالهجوم الذي يُشن على القاعدة الجوية وقال في تصريح عبر صفحات القاعدة على مواقع التواصل الاجتماعي « التجاوزات الأمنية على منطقة حميميم العسكرية سيدفع مرتكبوها ثمناً باهظاً على ارتكابهم لهذه الحماقات غير المبررة».
وقال مصدر إعلامي مقرب من القوات الحكومية السورية « تتصدى وسائط الدفاع الجوي الروسي والسوري وبمشاركة القطع البحرية السورية لمواجهة أسراب طائرات بدون طيار تستهدف مطار حميميم قادمة من محافظة إدلب شمال غرب سوريا .»
وأضاف المصدر «لا معلومات حتى الآن إن كان هناك خسائر بشرية أو تعرض الطائرات والآليات الروسية لأضرار داخل القاعدة «. وقالت مصادر محلية في مدينة جبلة السورية قرب قاعدة حميميم لـ (د.ب.أ) إن « أصوات المضادات الأرضية تسمع بكثافة داخل القاعدة وانفجارات تحصل في السماء «.
مصادر عسكرية سورية خبيرة بالحرب الإلكترونية قللت من خطورة هذا الهجوم الذي تم عبر الطائرات المسيرة على قاعدة حميميم الجوية وأكدت أن القاعدة محمية بمنظومة مراقبة إلكترونية تتعامل مع «الأهداف العدوة» وفق ارتفاع الهدف المهاجِم أو انخفاضه عن الأرض.
فإذا كان الهدف المعادي دون ارتفاع محدد بحيث لا ترصده منظومات الدفاع الجوي المتطورة مثل الصواريخ الصغيرة والطائرات المسيرة الصغيرة يجري التعامل معها بالأسلحة الرشاشة من عيارات متعددة، أما إذا كان الهدف ضمن ارتفاع يمكن لمنظومات الدفاع رصده فإنه يجري التعامل معه عبر منظومات بانتسير وإس 300 وإس 400.

طائرات مُسّيرة ومُحّملة بالمتفجرات تُحِّلق فوق «حميميم» الروسية في سوريا
المعارضة السورية: سماء القاعدة العسكرية شهدت معركة جوية
كامل صقر ووكالات

اليمن: مركزية المؤتمر الشعبي تُزكِّي أبو راس قائماً بأعمال صالح وغياب السيد والعواضي يُفشِل تكليف أمين عام

Posted: 07 Jan 2018 02:15 PM PST

صنعاء ـ «القدس العربي»: كشفت نتائج اجتماع اللجنة العامة (اللجنة المركزية) لحزب المؤتمر الشعبي العام، أمس في أحد فنادق صنعاء، عن المخاطر التي تتهدد هذا الحزب إثر المواجهات المسلحة التي شهدها جنوب صنعاء في الشهر الماضي، وانتهت بمقتل زعيم الحزب علي عبدالله صالح على يد مسلحين حوثيين.
خلافات ظهرت على السطح عكسها عدد الحاضرين مقارنة بالغائبين وتضارب الأنباء عن تمكن اللجنة من الحصول على النصاب.
ففيما أكدت مصادر أن نسبة حضور اجتماع اللجنة العامة كان بواقع 21 عضواً من أصل 37 عضواً تؤكد مصادر أخرى أن الحاضرين كانوا أقل من النصاب، حيث تغيب الكثير بمن فيهم الأمينان العامان المساعدان ياسر العواضي وفائقة السيد، احتجاجاً على اجراء الانتخابات قبل تنفيذ الحوثيين مطالب المؤتمر والمتمثلة في إعادة المقرات والممتلكات الخاصة بالمؤتمر وإطلاق سراح المعتقلين والمأسورين وكشف مصير المخفيين قسرياً.
ونتيجة لتغيب الأمينين العامين المساعدين ياسر العواضي وفائقة السيد، تعذر انتخاب وتكليف قائم بأعمال الأمين العام وهي أبرز مهمة كان يفترض أن يخرج بها اجتماع اللجنة العامة باعتبار الأمين العام هو المدير التنفيذي لشؤون الحزب.
وينص النظام الداخلي لحزب المؤتمر على اجتماع اللجنة العامة لتكليف نائب الرئيس للقيام بأعمال رئيس الحزب إلى حين انعقاد مؤتمر عام ينتخب قيادة جديدة.
ويواجه حزب المؤتمر في المرحلة المقبلة تحديات كبيرة أبرزها وأد الانقسام الذي يلوح في أفق الحزب، وثانياً متابعة ممتلكات ومقرات الحزب المنهوبة خلال المواجهات التي شهدها جنوب صنعاء أوائل كانون الأول/ ديسمبر.
وكان الحزب كلف في الأيام الماضية عددا من قياداته للتفاوض مع الحوثيين بشأن إعادة ممتلكات المؤتمر وإطلاق سراح أبناء صالح وأبناء أخيه وجميع المأسورين والمعتقلين على ذمة مواجهات جنوب صنعاء… قبيل انعقاد اجتماع اللجنة العامة، إلا أن انعقاد اجتماع اللجنة قبل تنفيذ الحوثيين مطالب المؤتمر يؤكد ـ وفق مصادر من داخل الحزب ـ أن ثمة خلافات بين تيارين داخل المؤتمر: تيار يرى ألا يتم الاجتماع إلا بعد تنفيذ الحوثيين مطالب المؤتمر كمقدمة لإبداء الحوثيين حسن نية تجاه المؤتمر ما لم فان اجتماع اللجنة لن يكون إلا مزيدا من تمكين الحوثيين من الحزب كغطاء سياسي وهو ما مثله الغائبون عن الاجتماع، وتيار يرى بأهمية الاجتماع لتزكية قائم بأعمال رئيس الحزب كضرورة للحفاظ على تماسك الحزب في هذه المرحلة الحرجة من تاريخه وهو ما مثله مَن حضر الاجتماع.
وأوضح مصدر ممن حضروا الاجتماع لـ«القدس العربي» أن جميع الحاضرين رفعوا أيديهم مزكيّن تكليف نائب رئيس المؤتمر صادق أمين أبو راس قائماً بأعمال رئيس المؤتمر حتى انعقاد المؤتمر العام.
فيما تعذر تكليف أمين عام لتغيب كل من الأمينين العامين المساعدين ياسر العواضي وفائقة السيد اللذين تقول مصادر إنهما ينتميان للتيار الرافض لانعقاد اجتماع اللجنة العامة في هذه الظروف… ولهذا اضطر الاجتماع إلى إقرار ما أسماه في بيان الاجتماع بالقيادة التنفيذية الجماعية.
وحسب متابعين فإن وجود هذه الخلافات يؤكد أن حزب المؤتمر في صنعاء منقسم على نفسه فعلاً، وبالتالي دخول الحزب نفقا مظلما، حيث أضاف مقتل صالح انقساماً جديداً للحزب، بالإضافة إلى الانقسام الذي كان حاصلاً في حياته بين قسم يتبع الرئيس عبدربه مصور هادي وقسم يتبع صالح، فيما صار القسم التابع لصالح يتوزع حالياً بين قسم في الخارج: قسم رافض للحوثيين وانقسم المؤتمر في صنعاء إلى قسمين: قسم موقفه غامض من استمرار الشراكة مع الحوثيين وقسم رافض لاستمرارها.
ورأى متابعون أن حزب المؤتمر يعيش في هذه المرحلة ظروفا مشابهة للظروف التي عاشها الحزب الاشتراكي اليمني عقب حرب صيف 1994 إلا أن المؤتمر لم يظفر بقيادة كالتي ظفر بها الحزب الاشتراكي اليمني بادارة علي صالح عباد (مقبل) حينها والذي استطاع تجاوز التحديات، التي كانت تهدد الحزب بالتشظي فيما ما زالت التحديات قائمة أمام حزب المؤتمر، كما ما زال الوقت سانحاً للمؤتمر لتحديد موقف واضح منها؛ وهي القضايا التي لم يتضمن بيان اجتماع أمس أي مواقف ازائها بما فيها قضية الشراكة.
واعتلت صورة صالح برفقة عارف الزوكا واجهة قاعة الاجتماع في موقف لافت.
كما تضمن بيان الاجتماع، الذي اطلعت عليه «القدس العربي»، نعياً (يصدر لأول مرة بتلك اللغة عن حزب المؤتمر) للرئيس الراحل صالح وأمين عام المؤتمر عارف الزوكا.
كما أكد البيان رفضه لما أسماه العدوان (قوات التحالف) «وهو الموقف الذي لا يزال المؤتمر يسير على نهجه بالوقوف صفا واحدا وجبهة واحدة مع مختلف القوى والمكونات اليمنية»، مؤكداً الالتزام بالمبادئ التي رسمها الرئيس السابق صالح حد البيان.
وتم تأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام عام 1982م عقب أربع سنوات من تولي صالح السلطة في شمال البلاد.

اليمن: مركزية المؤتمر الشعبي تُزكِّي أبو راس قائماً بأعمال صالح وغياب السيد والعواضي يُفشِل تكليف أمين عام

أحمد الأغبري

ترامب يرد على الكتاب الذي يصف ولايته بالمصيبة: أنا عبقري ومستقر نفسيا!

Posted: 07 Jan 2018 02:15 PM PST

في الصفحة 79 في كتاب «رجل وغضب داخل البيت الأبيض» يتحدث مايكل وولف كيف أن إبنة ترامب افينكا وصفت لاصدقائها زراعة الشعر التي قام بها والدها: رأسه أصبح أصلع تماما بعد عملية لتصغير الجمجمة وتمت احاطته بزوائد في الداخل بكتل من الشعر تلاقت في الوسط. وقالت إن اللون أصبح فاتح مع مرور الوقت. وشعره الاشقر، اضافت افينكا لزيادة السخرية، هو نتيجة نفاد الصبر.
كتاب «رجل وغضب» اصبح من الكتب الاكثر مبيعا في الولايات المتحدة حيث نفذت النسخ من المكتبات الشهيرة في واشنطن ونيويورك ولوس انجلوس، وأعلنت «الامازون» عن تأخير محتمل في الارساليات بسبب الطلب المرتفع. هذا ليس التقرير الاول عن المؤامرات في البيت الأبيض في عهد ترامب، لكنه التوثيق الاكثر شمولية لمزاج الذي استطاعت وسائل الاعلام في الولايات المتحدة أن تشير اليه بأنه جنون يموه الحدود بين البلاط البيزنطي وروضة اطفال. التأكيد هو على طبيعة وسلوك ترامب الشخصي، وهذا ما يفسر ايضا رد الرئيس الغريب على الكتاب.
توجد في الكتاب ايضا ادعاءات جوهرية فيما يتعلق بادارة ترامب، أحد هذه الادعاءات الذي حظي بالاهتمام هو تصريح ستيف بينون بأن لقاء إبن ترامب مع شخصيات روسية في فترة الانتخابات كان خيانة وليس قومية. ولكن عناوين كثيرة في اعقاب الكتاب تم تخصيصها لنمط حياة الشخصيات المركزية فيه. مثلا، تم وصف ترامب فيه كمن وجد البيت الأبيض مشوش ومخيف إلى درجة ما. فقد صمم على اغلاق باب غرفة نومه، الامر الذي اثار مواجهة مع رجال الاستخبارات. ولأنه وبخ عمال النظافة الذين رفعوا قميصه عن الارض، «اذا كان قميصي على الارض فهذا لأنني أريده على الارض». كما أنه أمر عمال النظافة بعدم لمس معجون اسنانه خوفا من تسميمه.
رجال البيت الأبيض يوصفون كمن عملوا في محاولة لاحتواء الرئيس. وحسب شخصية عامة كبيرة «ترامب حول شخصيات أنانية إلى شخصيات وطنية». جميع المحيطين بترامب اصبحوا يعرفون الوتيرة المتصاعدة للتحدث عن نفسه. في البداية كان يستطيع رواية نفس القصة مرتين خلال ساعة، كلمة كلمة واستخدام نفس التعابير. وفيما بعد اصبح يقوم بذلك كل عشر دقائق. الرئيس لم يتوقف عن قول اقوال محددة. ملك الاعلام روبرت مردوخ قال بعد مكالمة هاتفية مع ترامب «أي شخص تافه هذا، زائر بدعوة». وولف كان صحافي مخضرم ومثير للجدل، وهو مختص بالتقارير الصحافية الهامة للمجلة، وفاز في السابق مرتين بجائزة «المجلة الوطنية»، وهي جائزة توازي جائزة «بولتسر» في عالم المجلات الأمريكية. في المقابل، اسمعت ضده طوال السنين ادعاءات بالمبالغة وعدم دقة تقاريره، جوهر الادعاءات يتعلق بالكتاب الذي نشره وولف قبل عشرين سنة عن الثراء السريع لرؤساء شركات الانترنت في وادي السلكون، الذي قال فيه كثيرون ممن تمت مقابلتهم إنه لم يتم نقل اقوالهم بصورة دقيقة.
كتاب وولف الحالي يستند إلى مئات المقابلات مع شخصيات كبيرة في حملة ترامب الانتخابية، وزيارات كثيرة قام بها في البيت الأبيض في السنة الاولى لترامب فيه. ترامب هاجم مؤخرا بشكل لاذع جدا الكتاب، على خلفية حضورة غير المتوقف في عناوين الصحف. وانضم لهذا الهجوم عدد من الصحافيين المشهورين الذين يغطون اخبار البيت الأبيض، الذي قالوا إنهم وجدوا في الكتاب عدد من الاخطاء في الوقائع. بدء من القصص غير الموثقة وحتى اسماء شخصيات حضروا لقاءات محددة، والذين فعليا لم يشاركوا فيها.
أحد الاحداث التي أدت إلى تأليف الكتاب هو أن وولف أجرى مقابلة مع ترامب في فترة حملته الانتخابية حول مقال نشر في مجلة «هوليوود ريبورتر»، الذي حظي بثناء الرئيس. بعد المقابلة، قال وولف، ترامب أمر مستشاريه بأن يسمحوا له الوصول بحرية إلى محيطه القريب.
انفتاح ترامب على وولف استمر ايضا بعد أن اصبح رئيسا ودخل إلى البيت الأبيض: صحافيون كبار يغطون احداث البيت الأبيض نظروا باحباط في الاشهر الاولى من العام 2017 كيف أنه في الوقت الذي كانوا يتجولون فيه في البيت الأبيض وهم يحملون بطاقة الصحافة التي تمكنهم من وصول معين إلى منطقة عمل الرئيس، كان وولف في كل يوم يحمل بطاقة «زائر بدعوة» مكنته من التجول بصورة حرة نسبيا في الجناح الغربي ـ غير بعيد عن غرفة عمل الرئيس.
في هذه الاثناء، يبدو أنهم في ادارة ترامب يندمون على منح وولف حرية التجول. الكتاب الجديد يشمل معلومات مخجلة عن برنامج الرئيس الروتيني، وعن الصراعات الداخلية بين المستشارين، وعن صورة ترامب في نظر الاشخاص الاكثر قربا منه، الذين حسب وولف يرون في الرئيس طفل كبير يحتاج إلى الرعاية والاشراف طوال الوقت كي يمنعوه من الاضرار بنفسه وبالآخرين.
وولف كتب في الكتاب أن ترامب كان على قناعة، حتى في يوم الانتخابات في 8 تشرين الثاني 2016، بأنه سيخسر الانتخابات لصالح هيلاري كلينتون. وصف وولف الاجواء في مقر الحملة الانتخابية لترامب في ذلك الصباح: ترامب سيتحول إلى الرجل الاكثر شهرة في العالم ـ ضحية خسرت لصالح هيلاري كلينتون الفاسدة ـ إبنته ايفنكا وزوجها جارد سيتحولان من مجرد ولدين ثريين إلى نجمين على المستوى العالمي، وستيف بينون سيصبح زعيم فعلي لحركة «الشاي» (الحركة التي تحارب الحزب الجمهوري وتسعى إلى زيادة تطرف مواقف الحزب في المواضيع الاجتماعية). هذه كانت النتيجة المهدئة التي توقعها الجميع في 8 تشرين الثاني. الخسارة ستكون جيدة للجميع.
بعد الساعة الثامنة مساء، بعد أن اصبح التوجه غير المنتظر قد بدأ في الوضوح، وكان يبدو أن ترامب سيفوز، دونالد ترامب الصغير إبن الرئيس قال لصديق مقرب إن والده «مثل الشبح». ملينيا، التي وعدها ترامب بأنه «لن يفوز في الانتخابات» انفجرت باكية، لكن ليس فرحا.
في نفس السياق قال وولف أنه قبل الانتخابات، عدد من رجال الاستخبارات الأمريكية حذروا مستشار ترامب الامني الاعلى، الجنرال السابق مايكل فلين، من تورطه بسبب حقيقة أن الحكومة الروسية دفعت له 45 ألف دولار مقابل خطاب وظهور في قناة دعائية للكرملين «روسيا اليوم». فلين، قال وولف، رد على هؤلاء بأن هذا المبلغ سيمثل مشكلة فقط «اذا نجحنا في الانتخابات». وبعد أن فاجأة ترامب العالم كله بفوزه، مرت ثلاثة اشهر فقط إلى حين تورط فلين باكاذيب للمخابرات الفيدرالية حول علاقاته مع روسيا واضطر إلى الاستقالة بفضيحة من منصبه كمستشار للامن القومي.
وولف كتب ايضا أن السبب الرئيسي لاقالة رئيس الـ اف.بي.آي جيمس كومي في شهر ايار لم يتعلق مباشرة بالتحقيق الذي يجري حول علاقة ترامب مع روسيا. الرواية التي عرضت في الكتاب هي أن من حث الرئيس على اقالة كومي كانت ابنته ايفنكا وزوجها، بسبب الخشية الاصيلة لهما من أن كومي يشجع محققي الـ اف.بي.آي الذين يبحثون في القضية الروسية على فحص الحسابات البنكية لعائلة كوشنر والشركات التابعة لها. والد جارد كوشنر الملياردير ورجل العقارات تشارلز كوشنر قضى في السجن في السابق بسبب مخالفات ضريبية وخافت العائلة من أن كومي «يقترب اكثر من اللازم» من مركز النشاط المالي للعائلة. حسب ما نشر مؤخرا فان طاقم التحقيق مع روبرت مولر الذي تم تعيينه بعد اقالة كومي، يفحص عن قرب الامبراطورية المالية لعائلة كوشنر بما في ذلك طلبات موجهة لبنوك في اوروبا، التي شركات عائلة كوشنر لديها فيها حسابات ضخمة.

من هو الصارم بما فيه الكفاية

يتبين أن «المصدر النوعي» الاساسي لوولف هو بينون، الذي كان في السابق المستشار السياسي الاعلى لترامب ومدير حملته الانتخابية. الكتاب يشمل اقتباسات مطولة من محادثات خاصة كان بينون شريكا فيها. بينون كان على مدى اشهر كثيرة العدو الاهم لكوشنر في البيت الأبيض، وفي النهاية تمت اقالته من منصبه من قبل الرئيس ترامب في شهر آب، بعد ثمانية اشهر فقط على ولاية ترامب.
الكتاب يعرض العداء بين بينون وكوشنر كجدال اساسي حول صورة ترامب الرئاسية. في الوقت الذي عمل فيه بينون قبل الانتخابات محرر لموقع اليمين المتطرف «برايتبارك» توسل لترامب أن يبقى وفيا لوعوده الانتخابية وأن ينفذ سياسة «شعبوية واقتصادية ووطنية». كوشنر حاول توجيه ترامب نحو سياسة جمهورية «تقليدية». مثلا، بينون قال إنه يجب على ترامب أن يفرض ضرائب أعلى على اصحاب المليارات والشركات الأمريكية، الامر الذي سيمكنه من تمويل توظيف كبير في تطوير البنى التحتية واقامة جدار على الحدود مع المكسيك. في المقابل، كوشنر أيد الاصلاحات الضريبية الجمهورية التي تمت المصادقة عليها في الكونغرس قبل اسبوعين والتي تضمنت تسهيلات ضريبية مهمة لاصحاب المليارات.
الكتاب يشمل اقتباسات مطولة من محادثات خاصة لبينون. في محادثة قال بينون إن عائلة كوشنر في طريقها إلى السقوط في اعقاب التحقيق الذي يجريه روبرت مولر. «شارلي كوشنر في حالة هلع»، قال بينون في تطرقه لوالد جارد، «لقد اصيب بالجنون لأنهم سيحفرون عميقا بخصوص مصادر امواله. وسيقومون بفحص المجوهرات وكل الاشياء التي يحصل عليها من اسرائيل، كل ما يحصل عليه من شرق اوروبا، كل الفتيان الروس وفي كازاخستان. لقد شطب، لقد انتهى». في هذا السياق يصف وولف في عدة مقاطع من الكتاب ايضا العداء الشديد الذي تطور بين بينون وكوشنر بشأن سياسة الادارة تجاه اسرائيل. بينون، حسب وولف، حاول أن يؤيد سياسات يمينية متطرفة في الموضوع الاسرائيلي ـ الفلسطيني بما في ذلك الاعلان عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في اليوم الاول لترامب في البيت الأبيض، واعلان رسمي قال إن الولايات المتحدة تؤيد أن يقوم الاردن باستعادة الضفة الغربية، في حين تقوم مصر بتحمل المسؤولية عن قطاع غزة، الامر الذي سيضع نهاية لكل امكانية لحل الدولتين. في المحادثة التي اجراها بينون مع رئيس القناة الاخبارية اليمينية «فوكس نيوز»، روجر آيلز، قال إن ترامب ونتنياهو والملياردير شلدون ادلسون، المؤيد الهام للرئيسين، يؤيدون ذلك. في النهاية ترامب لم ينقل السفارة مثلما اراد بينون، والادارة لم تتبن، على الاقل حتى الآن، برنامجه السياسي الغريب. بينون من ناحيته اتهم كوشنر بأنه «ليس صارما بما يكفي» في الموضوع الاسرائيلي الفلسطيني.
ترامب قرر تعيين في بداية ولايته كوشنر مسؤولا عن المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. وولف يصف في الكتاب كيف أن بينون حاول تخريب عمل كوشنر بالتعاون مع ادلسون، الملياردير اليهودي الأمريكي. وحسب وولف قال للرئيس ترامب إن بينون هو «الوحيد في البيت الأبيض الذي أثق به» (في الموضوع الاسرائيلي).
وولف قال إن جهود بينون ليصبح موضع ثقة في الموضوع الاسرائيلي أضرت بكوشنر الذي تربى في عائلة يهودية ـ ارثوذكسية. وفقا للكتاب، كوشنر اعتبر افعال بينون لاسامية. «بينون ظهر وكأنه مصمم على عرض كوشنير ضعيف وغير مؤهل»، كتب وولف.
بيتربايكر، مراسل البيت الأبيض المخضرم في «نيويورك تايمز»، الذي نشر بنفسه كتب عن الرئيس كلينتون والرئيس بوش والرئيس اوباما، كتب أنه ربما تكون في كتاب وولف اخطاء حول الوقائع، «لكن الصورة الواسعة التي عرضها تتوافق مع تلك التي تتضح من التغطية الصحافية لترامب في السنة الماضية، استنادا إلى ما قاله رجال طاقمه أنفسهم.

أمير تيفون
هآرتس 7/1/2018

ترامب يرد على الكتاب الذي يصف ولايته بالمصيبة: أنا عبقري ومستقر نفسيا!
تشاجر مع رجال الاستخبارات بسبب المخاوف من تحقيقات مالية جدية حول مصادر عائلته المالية
صحف عبرية

«نيويورك تايمز»: المخابرات المصرية طالبت صحافيين بالترويج لقرار ترامب بشأن القدس

Posted: 07 Jan 2018 02:14 PM PST

الناصرة – «القدس العربي»: تداولت أوساط إعلامية واسعة في إسرائيل باهتمام كبير ما نشرته «نيويورك تايمز» الأمريكية حول تسريبات مفادها أن ضابطا رفيعا في المخابرات المصرية وجه القنوات التلفزيونية في بلاده بعدم مهاجمة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول القدس، فيما لم تصدر تعليقات إسرائيلية رسمية على الموضوع ونفته مصر.
وحسب الصحيفة الأمريكية، فقد تحدث مسؤول في المخابرات المصرية مع مقدمي برامج شعبية في مصر من أجل التأثير على الموقف من بيان الرئيس ترامب بشأن القدس. ويعتمد التقرير على عدة تسجيلات وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» كما توضح.
ووفقا للصحيفة فقد قال الكابتن أشرف الخولي لمقدمي البرامج عبر الهاتف، ان مصر «على غرار جميع إخواننا العرب»، ستشجب القرار علنا، وأوضح ان الصراع مع اسرائيل لا يخدم مصالح مصر، وأنه يتعين على مقدمي البرامج إقناع المشاهدين بقبول القرار بدلا من إدانته على مبدأ ضرورة اكتفاء الفلسطينيين برام الله عاصمة لهم بدلا من القدس. وسُمع الخولي وهو يسأل سؤالا استنكاريا في تسجيلات المحادثات: «ما هو الفرق بين القدس ورام الله؟» فوافق معه مقدم البرنامج الذي تحدث معه، عزمي مجاهد، قائلا«بالضبط».
وأكد مجاهد لصحيفة «نيويورك تايمز» أن التسجيلات أصيلة. بالإضافة إلى تسجيل المحادثة معه، تلقت صحيفة «نيويورك تايمز» ثلاثة تسجيلات مماثلة للمكالمات التي أجراها الخولي. وسلم هذه التسجيلات للصحيفة دعما للنضال الفلسطيني ومعارضة لنظام عبد الفتاح االسيسي، لكن مصدرها غير معروف.
ووفقا لـ«نيويورك تايمز» فقد وعد جميع الأشخاص الثلاثة الذين تحدث معهم الخولي بنقل الرسائل التي طلبها، وكرر بعضهم حججه خلال البث. وقال مجاهد لمشاهديه حول القدس»كفى، لقد اصبحت قديمة بالفعل».
وحسب الصحيفة الأمريكية فإنه كثيرا ما تقدم أجهزة الاستخبارات في مصر توجيهات إلى مقدمي البرامج بشأن الرسائل التي يجب أن ينقلوها إلى الجمهور.
وعادة ما يصف مقدمو البرامج هذه التوجيهات كمحادثة جرت بين الصحافيين ومصادرهم. وقال مجاهد في المقابلة إنه اتفق مع الخولي على انه يجب تجنب اندلاع العنف مجددا. وقال «أنا صديق لأشرف، ونحن نتحدث طوال الوقت». وأضاف «اندلاع انتفاضة أخرى سيكون أمرا سيئا، وليس لدي مشكلة في القول علنا كل ما سمعتموه في تلك المحادثة».
ويسمع صوت الخولي خلال محادثة مع مقدم أحد البرامج، عضو البرلمان سعيد حساسين، وهو يقول: «اتصلت بك فقط لكي أقول لك ما هو موقفنا العلني، لكي تعرف إذا تحدثت على شاشة التلفزيون او في مقابلة، ما هو موقف أجهزة الأمن المصرية وما الفائدة التي يمكن ان نحققها من إعلان القدس عاصمة لإسرائيل» ، ورد حساسين: «أعطني تعليمات، يا سيدي.. أنا تحت أمرك».
وواصل الخولي «نحن، شأننا شأن إخواننا العرب، ندين هذا الأمر، وبعد كل شيء سيصبح حقيقة واقعة، لا يمكن للفلسطينيين الاعتراض ونحن لا نريد بدء حرب. لدينا ما يكفي من المشاكل في كل الأحوال، كما تعلم». وأوضح أن أجهزة المخابرات المصرية خائفة من الانتفاضة. وقال «إنها لن تخدم المصالح الوطنية لمصر لأنها ستعزز الاسلاميين وحماس».
وأضاف: «في نهاية المطاف لن يكون هناك فرق بين القدس ورام الله. الأمر المهم هو وضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني. التنازلات ضرورية وإن توصلنا الى تنازل ينص على ان تكون رام الله عاصمة فلسطين، وهذا سينهي الحرب لكي لا يموت أحد، فسنمضي على ذلك».
واعتبرت صحيفة «هآرتس» ان التحالف الذى يتعزز ضد «الأعداء المشتركين « مثل إيران والإخوان المسلمين وتنظيم الدولة الإسلامية ومتظاهري الربيع العربي، يحث بعض الدول العربية على تعزيز التعاون مع إسرائيل». وتضيف «نتيجة لذلك، تتعارض المواقف العامة للقادة أحيانا مع مواقفهم في المحادثات الخاصة». وتوضح الصحيفة الاسرائيلية انه ورغم احتجاج الرئيس السيسي رسميا على مسمع الرئيس ترامب بشأن تصريحه وتقديم مصر مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي يطالب بإلغاء التصريح المذكور فإن جميع مقدمي البرامج الذين تحدثوا مع ضابط المخابرات استجابوا لطلبه. وكما تنبهت الى ان معظم وسائل الإعلام الحكومية في العالم العربي التي تدعم النظام ظلت صامتة في موضوع القدس.
ويقول شبلي تلحمي، الخبير في شؤون الشرق الأوسط في جامعة ميريلاند ومؤسسة بروكينغز لـ «هارتس» إن «تغيير موقف الدول العربية موجه بدقة. وتابع «اعتقد ان هذا ما كان سيحدث قبل عقد من الزمان لأن القادة العرب كانوا سيوضحون بأنهم لن يكونوا قادرين على التعايش معه.
أما الآن فإن القادة العرب ألمحوا الى أنه رغم عدم رضاهم عن القرار فإنهم سيجدون طريقة للتعاون معه، وكذلك مع البيت الأبيض المستعد للاستئناف على أمور كانت تعتبر طابو سياسيا في سياسة الخارجية الأمريكية سابقا».
ويذكر ان صحيفة «نيويورك تايمز» نشرت قبل شهر أن السعودية عرضت على الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطة سياسية أمريكية تتضمن الإعلان عن أبو ديس عاصمة لفلسطين. وقد نفت المملكة العربية السعودية وحكومة الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية ذلك التقرير.

«نيويورك تايمز»: المخابرات المصرية طالبت صحافيين بالترويج لقرار ترامب بشأن القدس

فلسطينيو الداخل يشغلون إسرائيل كثيرا فانقسمت بين طردهم وبين تطويعهم

Posted: 07 Jan 2018 02:14 PM PST

الناصرة – «القدس العربي» : تكشف محاضر تاريخية عن مخاوف كبيرة لدى المؤسسة الحاكمة في إسرائيل فور قيامها عام 1948 من فلسطينيي الداخل المتبقين في وطنهم الذين اعتبرتهم «طابورا خامسا»، فعملت على محاصرتهم بشكل منهجي من خلال حكم عسكري فرض عليهم نحو عقدين. وأشغل فلسطينيو الداخل الذين بلغ عددهم غداة النكبة نحو 150 ألف نسمة (14%) ويبلغ عددهم الآن نحو مليون ونصف مليون نسمة (%17)، الحكومة الإسرائيلية، فتدارست شؤونهم ضمن «المسألة العربية في إسرائيل» وانقسمت بين توجهين متناقضين حيال الطريق للتخلص من تهديدهم.
ومن المتوقع الكشف لاحقا عن تفاصيل جديدة حول مذبحة كفرقاسم عام 1956 التي استهدفت ترحيل فلسطينيي الداخل. وحسب محاضر الحزب الحاكم في إسرائيل بعد النكبة «مباي»، والمحفوظة في أرشيف حزب «العمل» داخل مؤسسة «بيت بيرل»، فقد انقسم الحزب بين معسكر يدعو لسياسة الفصل واتباع القبضة الحديدية، ومن رموزه دافيد بن غوريون، وموشي ديان وشمعون بيريز، وبين معسكر دعا للاندماج ومن دعاته موشي شاريت وبنحاس لافون وزيلمان أران ودافيد هكوهين وآخرون.
ونشرت صحيفة «هآرتس» جزءا من هذه المحاضر، التي عكست، الخلافات بين بن غوريون وشاريت، الذي شغل منصب وزير الخارجية في حينه، وعكست رؤيتهما للعالم العربي عامة، حيث انتقد شاريت سياسة بن غوريون التي تقول إن «العرب لا يفهمون إلا لغة القوة».
يشار الى أن الكثير من الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية قد أكدت أن الحكم العسكري كان يهدف لخدمة أهداف انتخابية للحزب الحاكم وقتها (مباي) ومحاولة تدجين الفلسطينيين المتبقين في وطنهم، وليس لاعتبارات أمنية حقيقية، وذلك بخلاف مزاعم رسمية لإسرائيل كما يؤكد عدد من قادتها في هذه المحاضر التاريخية.

مداولات الترحيل

وفي حينه تطرق يتسحاك بن تسفي، الذي أصبح لاحقا رئيسا لإسرائيل، إلى هذه البدائل، حيث قال في جلسة لكتلة «مباي» في التاسع من تموز/ يوليو 1950: «السؤال هو ما هو موقف الدولة من الأقليات؟…هل نريدهم أن يبقوا فيها، ويتم استيعابهم أم طردهم منها.. أعلنا المساواة بين المواطنين بدون تمييز في العرق. فهل القصد هو إلى حين يأتي وقت لا يكون فيه عرب في البلاد؟». ويستدل من المحاضر أن المناقشات داخل «مباي» دارت حول عدة قضايا مثل «حق التصويت وقانون» أملاك الغائبين»، مكانة جهاز التعليم العربي، وعضوية العامل العربي في منظمة العمال ( الهستدروت،) وغيرها. وتفيد المحاضر بأنه تم تدارس طرد العرب من البلاد (ترانسفير). وفي الجلسة المشار إليها في تموز/يوليو 1950 عارض شاريت ادعاءات بن غوريون وأعوانه الذين اعتقدوا أن العرب «طابور خامس». ولكن شاريت اعتبر أن تلك «فرضية ساذجة تستوجب الفحص»، معتبرا أن مصير علاقات الشعبين منوط باليهود. ورغم ذلك، فإن شخصيات مثل شاريت وبنحاس لافون، الذي أصبح لاحقا وزيرا للأمن، كانا ينظران بإيجابية إلى خروج العرب من البلاد، ولكن «بطرق سلمية» وهذا يعني بـ «الترحيل الصامت». وفي حين كان ديان يسعى إلى تقليل أعداد العرب في البلاد، بل وبواسطة التراسفير أيضا فإنه حسب شاريت «يجب عدم التوجه لتحقيق ذلك بسياسة قمع قاسية وذلك خوفا من تبعاتها على إسرائيل في العالم. ورغم كون ديان عسكريا( قائد منطقة الجنوب) لكنه شارك في الجلسات السياسية لـ «مباي» وفي وضع سياسة عامة للحزب. وكان من المتشددين تجاه العرب وعارض منحهم مواطنة دائمة، وعارض دفع تعويضات للعرب الذين نهبت أراضيهم، كما عارض كل ما من شأنه أن يبني «جسورا» بين المواطنين اليهود والعرب.
وكان ديان قد قال في حزيران/ يونيو 1950 «يجب أن تكون سياسة الحزب موجهة إلى اعتبار 170 ألف عربي كأنه لم يقرر مصيرهم بعد. وآمل أن تكون هناك إمكانية في السنوات القريبة لتنفيذ ترانسفير لهؤلاء العرب من أرض إسرائيل». وتابع «يجب أن تكون هذه الإمكانية قائمة بالحسبان كل الوقت، ويجب عدم فعل أي شيء يتناقض مع ذلك».
كما نقل عن لافون أنه دعا إلى إلغاء الحكم العسكري. وفي 1955، بعد شهور من استقالته من منصب وزير الأمن، صرح في مؤتمر في «بيت بيرل» أن «إسرائيل لا تستطيع حل مسألة العرب الموجودين فيها بطرق نازية، مؤكدا أن النازية تظل نازية حتى لو مارسها يهود». وفي جلسة لمجلس «مباي» بتاريخ 21/05/1949، قال لافون بسخرية «هذا أمر معروف إننا، الاشتراكيين، الأفضل في العالم.. حتى عندما نقوم بنهب العرب وسلبهم». كما يقر لافون في حديثه في جلسة لكتلة «مباي» بتاريخ 19/01/1950 أنه «لا يمكن العمل لدى المواطنين العرب عندما تكون السياسة هي الترانسفير والقمع». وأضاف» لم يتحقق سوى القمع الشديد والوحشي للعرب في البلاد، ولا يمكن الحديث عن ترانسفير، وإذا لم تندلع الحرب فلن يذهبوا».
وفي كانون الأول/ ديسمبر وافق بن غوريون على منح حق التصويت للعرب بموجب سجل السكان الذي شمل 37 ألف عربي فقط، وتبين أن اعتباراته كانت حزبية وذلك لأن التقديرات كانت تشير إلى أنهم سيصوتون لـ«مباي».
وأقر شاريت وفق أحد المحاضر بـ «حصول أمور رهيبة ضد العرب»، ليخلص إلى نتيجة أنه «إلى حين يشنق يهودي بسبب قتله عربيا دونما سبب وبدم بارد فعندها سيدرك اليهود أن العرب ليسوا كلابا وإنما هم بشر».

عصر الظلمات

وفي جلسة أخرى، بتاريخ 09/07/1950، أبدى عضو الكنيست دافيد هكوفين رأيا مغايرا للادعاء أن التمييز ضد العرب والحكم العسكري ضروريان لأسباب أمنية. كما هاجم بشدة «قانون أملاك الغائبين»، مشيرا إلى أنه بموجب القانون فإن أملاك العربي المتوفى لا تنتقل لزوجته، وإنما لـ»الوصي على أملاك الغائبين». وأضاف «هذه القوانين التي نسنها ضد السكان العرب في إسرائيل لا يمكن مقارنتها حتى بالقوانين التي سنت ضد اليهود في القرون الوسطى».
ويتضح من المحاضر أن صراعا كان يجري داخل «مباي» بشأن استمرار الحكم العسكري. وكان بن غوريون يدافع باستمرار عن إبقائه، بوصفه «قوة رادعة» ضد العرب في البلاد. وأضاف «نحن ننظر إليهم كحمير، وهم لا يكترثون بذلك، بل يتقبلون ذلك». كما اعتبر أن إلغاء الحكم ينطوي على خطورة، حيث قال «إن من يدعم إلغاء أو تخفيف الحكم العسكري سيكون مسؤولا عن ضياع إسرائيل».
ونقلت المحاضر عن ليفي أشكول، الذي كان يشغل منصب وزير المالية، وخلال ولايته في رئاسة الحكومة ألغي الحكم العسكري، قوله «لن أستغرب إذا نشأ، فجأة وضع جديد يرفضون فيه تأجير العربي إسطبلا (وليس غرفة) في مكان ما، وذلك كاستمرار لهذا الوضع».

لماذا هجرت طبريا وحيفا وبقيت الناصرة

وفي جلسة لسكرتاريا «مباي» بتاريخ 05/01/1962، ادعى شيمعون بيريز، الذي شغل في حينه منصب نائب وزير الأمن، أن «الحكم العسكري لا يضايق العرب»، كما ادعى أن «العرب الذين يشكلون خطرا على إسرائيل هم الذين أنشأوا الحكم العسكري.
يشار إلى أن إيسر هرئيل، الذي أشغل منصب رئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» (1950 – 1952)، ورئيس الموساد (1952 – 1963)، قد صرح في 1966 أن «الحكم العسكري ليس ضرورة أمنية.
في المقابل نسب لبن غوريون قوله بتاريخ 05/01/1962 إنه «في اللحظة التي يزول فيها الفارق بين العرب واليهود ويصلان إلى الدرجة نفسها ، وعندما لا يكون هناك حكم عسكري في عالم خال من الحروب، فلا شك لدي بأن إسرائيل سوف تنتهي، ولن يبقى أي ذكر لليهود».
يشار الى أن كتابا بعنوان «نكبة وبقاء» للمؤرخ الفلسطيني عادل مناع قد أسهب في الحديث عن معاناة فلسطينيي الداخل في فترة الحكم العسكري، موضحا أن بقاءهم وصمودهم فوق تراب أرضهم كان مهمة قاسية وبطولية، مشيرا لعدة أسباب للبقاء منها تشبثهم بكل الوسائل بموطنهم، والخوف من ردود فعل في العالم خاصة في ما يتعلق في المناطق المسيحية كالناصرة ومنطقتها، مما يفسر لماذا بقيت هي وهجرت مدن أخرى كطبريا وحيفا وصفد. كذلك أشار لدور قادة صهاينة في الميدان في بقاء بعض القرى، علاوة على بقاء القرى العربية الدرزية وبعض قرى مرج بن عامر التي عرفت بـ «قرى الزعبية» بفضل تعامل وتدخل عضو الكنيست سيف الدين الزعبي الذي تعاون مع المؤسسة الحاكمة وقتها وغيره.

فلسطينيو الداخل يشغلون إسرائيل كثيرا فانقسمت بين طردهم وبين تطويعهم

وديع عواودة

الرئيس عباس تغيب عن عشاء الميلاد وحضر قداس منتصف الليل في المهد اعتراض موكب البطريرك ورشقه بالبيض وتحطيم زجاج سيارته

Posted: 07 Jan 2018 02:14 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: احتفل مسيحيو فلسطين الليلة قبل الماضية بعيد الميلاد حسب التقويم الشرقي، وترافقت الاحتفالات بتظاهرات منددة بالبطريرك اليوناني ثيوفيلوس المتهم ببيع الممتلكات الأرثوذكسية لليهود وتسريب العقارات في البلدة القديمة من القدس وفي كافة أنحاء فلسطين.
وكان الحدث الرئيسي عند وصول موكب البطريرك إلى «دوار العمل الكاثوليكي» بداية شارع النجمة التاريخي في بيت لحم للوصول إلى كنيسة المهد، حيث اعترض المتظاهرون الموكب ورشقوه بالبيض وحطموا زجاج سيارته وبعض السيارات المرافقة، وهتفوا ضده واتهموه بالخيانة.
وتكفلت قوات كبيرة من الأمن الوطني والقوات الخاصة الفلسطينية وأفراد الشرطة بتوفير الحماية لموكب البطريرك حتى وصوله إلى ساحة كنيسة المهد. واشتبك المتظاهرون مع الأمن الفلسطيني أكثر من مرة خلال سير الموكب باتجاه كنيسة المهد.
وقاطع رؤساء بلديات بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور للمرة الأولى مراسم استقبال البطريرك ثيوفيلوس أمام كنيسة المهد. وأعلن انطون سلمان رئيس بلدية بيت لحم ان «القدس أهم من الاحتفالات بعيد الميلاد واستقبال البطريرك».
ودعا المجلس المركزي الأرثوذكسي الفلسطيني والشباب العربي الأرثوذكسي والحراك الشبابي ولجنة المتابعة ولجنة الحقيقة لقرارات المؤتمر الوطني الأرثوذكسي، إلى مراجعة الحسابات مع البطريرك ثيوفيلوس الثالث وسحب الاعتراف الفوري به مقدمة لعزله ومحاكمته. وأكد بيان صادر عن هذه الهيئات أن «البيوعات التي قام بها ثيوفيلوس تتساوق وتكمل المشروع الصهيوني بتهويد مدينة القدس وتنسجم تماماً مع قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير باعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال».
وحضر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قداس منتصف الليل لعيد الميلاد المجيد للطوائف المسيحية الأرثوذكسية التي تسير حسب التقويم الشرقي في كنيسة المهد في مدينة بيت لحم الذي ترأسه بطريرك الروم الأرثوذكس في المدينة المقدسة وسائر فلسطين والأردن.
رغم أن الرئيس قاطع للمرة الأولى عشاء الميلاد الذي يقام على شرف البطريرك.
وقال البطريرك في كلمته «إن كنيسة المهد تشكّلُ القلب والحماية والدرع لمدينة بيت لحم المقدسة، وكنيسة القدس تُصلي في هذه الساعة من هذه المغارة من أجل سلام كل العالم، وسلام الشرق الأوسط والأرض المقدسة ومن أجل التقدم والنجاح والبركة الإلهية والخلاص لزوار الميلاد الأتقياء، وخاصةً للرعيّة الروم الأرثوذكس التي تحيا في دولة فلسطين ومن أجل الشعب الفلسطيني الذي تتعاطف معه كنيسة القدس بكلِّ قوتها».
من جهته حضر رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله عشاء الميلاد، وقال خلاله «إن شعبنا الذي نهض من حطام النكبة والتغريبة الفلسطينية قبل سبعة عقود، وحافظ بإصراره وثباته على هويته رغم مرور خمسين عاما على احتلال إسرائيل لما تبقى من أرض فلسطين، قادر اليوم على مواجهة هذا التحدي السافر الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية بانحيازها ودعمها للاحتلال الإسرائيلي، وبالاعتداء على مكانة القدس وعلى حقوقنا التاريخية الذي حفظتها لنا القرارات والقوانين والاتفاقيات الدولية. لقد أكد الرئيس، بموقف ثابت ومشرف، بأن المؤامرة على القدس لن تمر، وأن شعبنا لن يسمح بالمساس أو العبث بحقوقه وثوابته الوطنية.
وأضاف «في ظل أجواء البهجة والسرور التي تحملها الأعياد المجيدة، يتجدد لقاؤنا كما في كل عام في بيت لحم، مدينة السلام والمحبة، مهد البشارة والأمل، وعلى مقربة من القدس، أرض الأنبياء وزهرة المدائن، العاصمة الأبدية والتاريخية لدولة فلسطين. يشرفني أن أنوب عن الرئيس محمود عباس، في هذه المناسبة، التي تحتشد بأهم وأسمى المعاني الدينية والوطنية، التي بها نأصل إرثنا الحضاري والإنساني والثقافي في التعايش والتسامح والتآخي.
باسم الرئيس ونيابة عن كافة أبناء شعبنا، أهنئ جميع الطوائف المسيحية التي تسير وفق التقويم الشرقي، وأتمنى أن تعاد الأعياد المجيدة، وقد عم الأمن والسلام، وتحققت تطلعات شعبنا في الخلاص من الاحتلال الإسرائيلي، ومن جدرانه واستيطانه».
وتابع الحمد الله: «إننا نعتبر قرار الولايات المتحدة تجميد التمويل المخصص لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ابتزازا مرفوضا وعملا غير قانوني يقوض حقوق اللاجئين الفلسطينيين ويزيد من معاناة وأزمات مخيمات اللجوء، ويعرض لخطر حقيقي حياة اللاجئين الذين يعتمدون على الخدمات الصحية والتعليمية والإنسانية التي تقدمها لهم الوكالة منذ عقود طويلة».
وقال «إن على دول العالم وقواها المؤثرة مسؤولية شاملة وتحديا كبيرا بوضع حد لهذا الخرق والاستهتار المتواصل بحقوقنا التاريخية وبقرارات الشرعية الدولية، والتصدي للمواقف الأمريكية المتلاحقة والانتهاكات الإسرائيلية التي تهدف جميعها إلى حل قضايا الحل النهائي التفاوضية بشكل أحادي، وبالاستناد إلى جبروت الاحتلال وغطرسة القوة، الأمر الذي يهدد السلم والأمن الدوليين، ويدفع المنطقة إلى المزيد من النزاعات التي لن تحمد عقباها».
وأضاف»سنواصل بكل عزم وثبات، تمتين جبهتنا الداخلية وتحقيق الوحدة والمصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام الكارثي. وكما أكدت من قبل، فإن هذا الطريق شائك وطويل لكننا اتخذنا فيه خطوات هامة وأساسية، وسنسير فيه حتى نهايته، للوصول إلى وحدة وطنية راسخة وصلبة، فهي صمام الأمان لمشروعنا الوطني، وبها فقط نعزز صمود شعبنا، ونعطي قضيتنا المزيد من المنعة والقوة والعنفوان».

الرئيس عباس تغيب عن عشاء الميلاد وحضر قداس منتصف الليل في المهد اعتراض موكب البطريرك ورشقه بالبيض وتحطيم زجاج سيارته

قتل المحتجزين في السجون المصرية: تعذيب وإهمال طبي

Posted: 07 Jan 2018 02:14 PM PST

القاهرة ـ « القدس العربي»: شهدت مصر أكثر من حالة وفاة لمحتجزين داخل سجونها خلال الأيام الماضية، وسط تصاعد الاتهامات لجهاز الشرطة بالعودة إلى أساليبه في ممارسة التعذيب، التي كانت إحدى شرارات ثورة 25 يناير.
ومساء الجمعة الماضي، توفي المحتجز الشاب محمد عبد الحكيم، الشهير باسم «عفروتو» داخل قسم شرطة المقطم، ما دفع العشرات من المواطنين لاقتحام القسم. وحسب مصادر فإن المهاجمين تعدوا على القوات وأشعلوا النار في سيارتي شرطة وحطموا زجاج 7 سيارات أخرى تابعة للضباط، كانت تقف أمام القسم، ورشقوا رجال الأمن المكلفين بالحراسة والتأمين بالحجارة، وأطلق بعضهم أعيرة نارية في الهواء لإرهاب القوات الأمنية.
وطبقاً للمصادر تم «التعامل مع المهاجمين وتفريقهم، وألقت أجهزة الأمن القبض على عدد منهم، وفرّ آخرون هاربين بعد وصول قوات إضافية من مدرعات وسيارات أمن مركزي».

سبب الوفاة

وقالت مصادر أمنية، لم تفصح عن هويتها، في تصريحات صحافية، إن المتوفى تناول كمية كبيرة من مخدر يسمى (الإستروكس)، وهو ما تسبب في حدوث ألم حاد في البطن، وعندما حدثت حالة من الفوضى داخل الحجز بسبب صراخه من شدة الألم، تم نقله إلى مستشفى المقطم، وهناك فارق الحياة نظرًا لزيادة كمية المخدر التي تناولها.
لكن مصادر مسؤولة في هيئة الطب الشرعي المصري، سرّبت نتيجة التشريح المبدئي لجثة المتوفى التي أوضحت آثار تعذيب على جسده، لتعود بعدها مصادر أخرى وتؤكد أن الوفاة سببها وجود تهتك بالطحال ونزيف في البطن.
نيابة حوادث جنوب القاهرة بدأت التحقيق مع 40 متهماً من الذين حاولوا اقتحام قسم المقطم، واستعجلت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة، وصرحت بدفن جثة المتوفى، واستعجلت تقرير الصفة التشريحية للوقوف على أسباب الوفاة الحقيقية، وقررت تشكيل لجنة لفحص تلفيات التي لحقت بسيارات الشرطة.
ووجهت النيابة إلى المتهمين عدة اتهامات منها «التجمهر والشروع في تخريب المبانى العامة والأملاك المخصصة للمصالح الحكومية وإتلاف سيارات الشرطة والمواطنين».
وأمر مدير أمن القاهرة، خالد عبد العال، بفتح تحقيق عاجل في الأحداث التي شهدها قسم شرطة المقطم، لبيان ما إذا كان هناك أي تقصير أو تجاوز، واتخاذ الإجراءات اللازمة.
وفي نفس يوم أحداث المقطم، كُشف النقاب عن وفاة طالب هندسة يدعى حسام أحمد مروان، في معتقل سجن العقرب سيئ السمعة، بعد احتجازه منذ أربع سنوات احتياطيا (بالمخالفة للقانون)، نتيجة الإهمال الطبي.
وروت الناشطة سناء سيف، عبر «فيسبوك»، قصة الشاب الراحل قائلة: «حسام اختطف من قبل جهاز أمن الدولة (الأمن الوطني) في 21 ديسمبر/ كانون الأول 2013، وتم إخفاؤه قسرياً لما يقارب الشهر، ثم نقله من مبنى الجهاز في منطقة لاظوغلي في وسط القاهرة إلى مقبرة سجن العقرب، على ذمة قضية أنصار بيت المقدس».
وأضافت: «بعد محاولات عديدة، نقل حسام منذ قرابة الشهرين إلى مستشفى السجن بعد تدهور حالته الصحية، وعدم استطاعته تحريك أي من أعضائه باستثناء عينيه، لإصابته في المعتقل بمرض خطير يسمي (متلازمة الأعصاب) الذي أفقده القدرة على الحركة بسبب الإهمال الطبي. واليوم لقي ربه شهيداً صابرا».
ووثقت «التنسيقية المصرية للحقوق والحريات»، تعنت إدارة سجن العقرب، ورفضها طلبات عدة بنقل الطالب الجامعي إلى المستشفى لتلقي العلاج، متهمة إدارة السجن بالتورط في جريمة القتل البطيء بمنع العلاج، بما يهدر الحق في الحياة، ويتنافى مع أدنى معايير حقوق الإنسان.
وأعلنت أسرة الشاب المتوفى في سبتمبر/أيلول الماضي، أن نجلها أصبح لا يستطيع الحركة إلا من خلال كرسي متحرك، ويعاني من تبول لا إرادي، مناشدة كل من يهمه الأمر من منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني، سرعة التحرك لإنقاذ حياته بنقله إلى المستشفى، ورفع الظلم الواقع عليه.
المحامي الحقوقي، خالد المصري، قال إن «حسام جاء إلى الجلسة الماضية من التحقيقات وهو في حالة غيبوبة تامة، وكل التقارير الطبية التي وصلت المحكمة تقول إن حالته في منتهي الخطورة إلا أن المحكمة رفضت إخلاء سبيله بل ورفضت حتى مجرد نقله لمستشفى المنيل الجامعي ليتم علاجه على نفقته الخاصة، ولكن حسام مات أخيراً ليرتاح من كل ظلم ومن كل قسوة ومن كل عذاب».
وتكررت حالات مقتل المعتقلين بالإهمال الطبي في السجون ومراكز الاحتجاز المصرية طيلة السنوات الأربع الماضية، ووثقت منظمات حقوقية محلية ودولية وقائع عدة، لكن النظام المصري لم يتوقف عن تلك الممارسة.

مخاوف على حياة صحافي

ومساء أول أمس السبت، أصدرت أسرة الصحافي المصري هشام جعفر، المحتجز في سجن العقرب، بيانا أعربت فيه عن بالغ قلقها من تدهور حالته الصحية وتحمل الجهات الرسمية مسؤولية التقاعس عن علاجه، إذ إنه تم الكشف الطبي عليه آخر مرة، نهاية يونيو/حزيران الماضي، وتم تحديد موعد عملية جراحية عاجلة له نهاية أكتوبر/تشرين الأول، وإلى الآن ترفض إدارة سجن العقرب إجراء العملية بحجج مختلفة».
وقالت الأسرة: «ما يجري مع جعفر يمثل تنكيلا ممنهجا وإهدارا لحقه في العلاج، إذ تم إرساله إلى المستشفى عدة مرات في سيارة الترحيلات، ويعود بعد ذلك إلى سجن العقرب دون كشف أو أي إجراء طبي، ولو من باب الحفاظ على ماء الوجه، إن وجد».
وأضافت: «ما يجري مع هشام لأكثر من عامين، يلقي بالكثير من الشكوك حول التصريحات الرسمية عن أوضاع الصحافيين، وما تم نقله سابقا عن وزير الداخلية والذي صرح لنقيب الصحافيين بأن جميع المسجونين يتمتعون بكل سبل الرعاية الصحية، وها نحن نوضح للجميع أن هشام جعفر إلى الآن لم يتم إرساله إلى المستشفى، ولم يتم إجراء الجراحة له، يضاف إلى ذلك هنالك إهمال متعمد للكشف الطبي على الحالة الخاصة ببصره مع تعرضه لظروف حبس سيئة تؤدي إلى الإضرار بما تبقى من نظره الضعيف».

قتل المحتجزين في السجون المصرية: تعذيب وإهمال طبي
وفاة محتجز في «المقطم»… وطالب هندسة في «العقرب»

سقوط أكثر من 40 أسيراً وعشرات القتلى لقوات النظام بمواجهات في محيط دمشق

Posted: 07 Jan 2018 02:13 PM PST

دمشق – «القدس العربي»: أدت المعارك المشتعلة في ريف دمشق الشرقي المحاصر وكثافة القصف بالقنابل والصواريخ الشديدة الانفجار على تجمعات المدنيين في المنطقة، إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى المدنيين وموجات نزوح داخلية ازدادت بالقرب من خطوط المواجهات العنيفة ومرمى مدفعية وطيران النظام الذي استهدف معظم الأحياء السكنية والاسواق الشعبية بقصف ممنهج.
مسؤول العلاقات العامة في المكتب الإغاثي الموحد للغوطة الشرقية محمد عبد الرحيم أطلع «القدس العربي» على تقرير موثق لاعداد النازحين والأوضاع المعيشية للسكان المحاصرين البالغ عددهم نحو 350 الف نسمة، حيث أكد ان الأيام الماضية شهدت ارتفاعا متزايدا لوتيرة القصف على كافة بلدات الغوطة الشرقية، تركز معظمه على بلدات حرستا ومديرا وحزرما وأوتايا، والنشابية، مما أدى إلى تجدد موجات النزوح الداخلي بشكل ملحوظ، حيث بلغ عدد الاسر النازحة من هذه المناطق أكثر من 1897 عائلة، فروا جميعهم من منازلهم دون وجود وجهة آمنة معينة يقصدونها.
ان عدم توفر مقومات المأوى المناسب ووسائل التدفئة واضطرار النازحين في بعض الأحيان إلى التشارك في السكن ضمن الأماكن غير الصالحة، بالتزامن مع اشتداد برودة الشتاء، أدى إلى تعرض الأطفال بشكل خاص إلى الامراض ونقص التغذية، فضلاً عن لجوء عدد كبير منهم إلى التسول، وسط ضيق لدى الاسر والمجتمعات المضيفة وتكرار نزوح العائلات المتشردة.

في الميدان

وتواصلت المعارك في محيط إدارة المركبات وعلى جبهات مدينتي حرستا وعربين بالغوطة الشرقية، التي تهدف بالدرجة الأولى إلى تخفيف وطأة الضغط العسكري على جبهتي جوبر وعين ترما، التي تحاول قوات النظام السوري اقتحامها منذ خمسة أشهر دون جدوى، ومحاولة فصائل المعارضة رصد الطريق الدولي الواصل بين دمشق وحمص، المعروف بالمتحلق الجنوبي.
حيث شنت فصائل المعارضة المسحلة صباح امس هجوماً على قاعدة إدارة المركبات العسكرية بهدف فرض السيطرة عليها بشكل كامل، وذلك بعد رفض العناصر المحاصرين فيها الاستسلام. وعزا الناشط الإعلامي أسامة المصري المطلع على سير المعارك، سبب رفض قوات النظام المحاصرة في ادارة المركبات تسليم انفسهم إلى ان بعض الانباء الواردة اكدت «تهديد النظام للجنود بأنه لن يقوم بأي عملية تبادل لهم في حال قاموا بتسليم أنفسهم».
واكد المصدر وقوع مجموعة مسلحة تابعة لقوات النظام أسرى بيد فصائل المعارضة عقب محاولتها دخول إدارة المركبات لفك الحصار عن الجنود فيها، حيث تمت محاصرتهم من قبل كتائب الثوار، ووقعوا أسرى، حيث بلغ عدد اسرى النظام خلال ثمانية أيام أكثر من 40 اسيراً، و100 قتيل موثقين بالاسماء. وشهدت المنطقة تصاعد عمليات القصف بمختلف أنواع الأسلحة، تزامناً مع تحليق لطيران الاستطلاع (ليلاً) على غير المعتاد، فيما شنّ الطيران الروسي أكثر من ستين غارة على الأحياء السكنية في بلدات حمورية ومديرا وعربين ومسرابا وحرستا.
واستهدفت المقاتلات الروسية والسورية منازل المدنيين بشكل متعمد ومباشر في مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وأغارت على مدينة حرستا بأكثر من 35 غارة جوية، فيما تعرضت مدينة عربين لنصف هذا العدد من الغارات، وترافقت مع قصف بصواريخ الفيل المدمرة وعشرات القذائف والصواريخ، ما أدى لسقوط العديد من الجرحى بين المدنيين، كما تعرضت مدينة حمورية لقصف جوي عنيف استهدف المدنيين الأمر الذي خلّف مجزرة مروعة راح ضحيتها 12 قتيلاً بينهم 3 نساء وطفلان، والعديد من الجرحى، كما سقط مدنيان في كلٍ من عربين وبلدة مديرا جراء الغارات الجوية، بالإضافة لسقوط العديد من الجرحى في مدن وبلدات زملكا وسقبا ومسرابا وجسرين وأوتايا و‏النشابية وحزرما وحوش الصالحية وحي جوبر الدمشقي.

أمراض خطيرة

الدكتور محمد كتوب المطلع بشكل موسع على حالات المرضى والمحاصرين في الغوطة الشرقية قال في اتصال مع «القدس العربي» ان الاهالي يعيشون لليوم التاسع على التوالي في الملاجئ في ظل شتاء قارس وظروف صحية سيئة جدًا، حيث بدأت تظهر على الأهالي امراض تنفسية والتهابات تتعلق بظروف التهوية والطعام والمياه مثل التهاب الكبد، وهذا يحدث في ظل ظروف سيئة جداً فالأدوية شحيحة وقدرة الحركة شبه معدومة.
وأوضح الطبيب كتوب ان الوضع الطبي المتأزم لا يمكن معاجلته ببعض ادوية، ولكن يجب تحسين ظروف الملاجئ التي يضطر الأهالي إلى العيش فيها، وخاصة التهوية والنظافة والتدفئة، تفادياً لانتشار الامراض.
ووفقا لمصادر محلية فقد اسفر التصعيد العسكري وقصف قوات النظام إلى مقتل أكثر من 125 مدنيا ومئات الجرحى خلال الأسبوع الفائت، فيما تصدر بلدة مسرابا قائمة الخسائر البشرية بعد مقتل 20 مدينا معظمهم من النساء والأطفال وسقوط 80 جريحا بعضهم حالات خطيرة، كما قتلت عائلات بأكملها جراء القصف على كل من مدينتي حرستا وعربين، فيما شهد القطاع الطبي والخدمي تردياً غير مسبوق مع اشتداد الحصار واستمرار القصف على مدار الساعة، وتسبب القصف بشلل معظم القطاعات في الغوطة.
إن أهم ما يشغل الأسر النازحة داخلياً في الغوطة الشرقية هو تأمين قوتهم اليومي ويحتل رغيف الخبز المرتبة الأولى في سلم الأولويات لجميع العائلات، إذ ان عدم وجود مشاريع توفر أو تدعم رغيف الخبز وتساهم في خفض حالات نقص التغذية لدى الأطفال، انعكس سلباً على الوضع المعيشي والصحي للأسر النازحة بشكل خاص، وادى إلى تعزيز انتشار الامراض. وناشدت مصادر أهلية جميع المؤسسات الدولية بالتحرك السريع للعمل على فك الحصار الخانق المفروض على ريف دمشق، وتسهيل الدخول الفوري لقوافل الإغاثة والمساعدات والاحتياجات الإنسانية الأخرى، وإخلاء الحالات الطبية الحرجة.

سقوط أكثر من 40 أسيراً وعشرات القتلى لقوات النظام بمواجهات في محيط دمشق
حركة نزوح كثيفة للسكان داخل الغوطة الشرقية وأمراض خطيرة تهدد المحاصرين
هبة محمد

موريتانيا: حزب التكتل يدعو لإطلاق سراح ولد بونه وإلغاء ملاحقة المعارضين

Posted: 07 Jan 2018 02:13 PM PST

نواكشوط-«القدس العربي»: دعا حزب تكتل القوى الديمقراطية المعارض بزعامة أحمد ولد داداه أمس السلطات الموريتانية لإطلاق سراح الشاعر الموريتاني عبد الله ولد بونا المعتقل منذ أسابيع بعد أن سلمته السلطات الإماراتية للسلطات الموريتانية.
وأكد في بيان وزعه أمس «أنه أمام الانتهاكات الخطيرة لحقوق المواطنين، التي أضحت سمة بارزة للنظام الحاكم في موريتانيا، يعلن تنديده واستنكاره لهذه الأساليب الإجرامية، ومطالبته بإطلاق سراح كافة المعتقلين فورا، وإلغاء المتابعة القانونية لكافة المشمولين في القضايا ذات الطابع السياسي».
وأضاف «نعلن تأكيدنا على أن أساليب القمع وسجن المعارضين، والتضييق عليهم إنما هي أساليب بالية، لم تُفلح يوميا في ثني الشعوب عن المطالبة بحقوقها والوقوف في وجه الطغاة المستبدين».
ودعا الحزب «كافة القوى الوطنية من أجل التصدي لغطرسة النظام وممارسته لكل أشكال الظلم في حق المواطنين، حتى يتحقق التغيير الديمقراطي الذي ينشده الشعب الموريتاني الأبي».
وزاد «في مشهد جديد من مشاهد الدوس على كرامة وحقوق المواطنين، التي دأب عليها نظام محمد ولد عبد العزيز، أقدم الجهاز الأمني للجنرال على اختطاف الشاعر عبد الله ولد بونه، دون أن تتمكن أسرته من الاتصال به أو الاطلاع على «التهم» الموجهة إليه أو مكان احتجازه، ناهيك عن الأساس القانوني الذي تم بموجبه ترحيله من دولة الإمارات العربية المتحدة، التي لم توجه إليه فيها أي تهمة، وتسليمه للسلطات الموريتانية؛ وقد عُرف الشاعر ولد بونه بمعارضته لهذا النظام وتسليطه الضوء، بأسلوبه المُتميز، على فساده.»
«ويأتي هذا المشهد، يضيف حزب التكتل، على خلفية اختطاف وسجن مجموعة من المواطنين لم يرتكبوا أي جُرم، سوى الوقوف في وجه طغيان هذا النظام وعبثه بمقدرات الشعب ووحدته الوطنية، كسجناء حركة «إيرا» والسناتور محمد ولد غدة ومحمود ولد المجتبى، كما قام النظام بتلفيق تهم واهية ضد شيوخ وصحافيين ورجال أعمال، في نفس السياق.»
وترتفع في موريتانيا هذه الأيام أصوات محتجة على سجن السلطات الأمنية في نواكشوط للشاعر الموريتاني الشهير عبد الله ولد بونا وكذا على مرور خمسة أشهر على اعتقال السيناتور المعارض محمد ولد غده.
وشددت المعارضة الموريتانية في بيان أخير لها تأكيدها على «أن قضية ولد بونة ليست حالة معزولة، فقبله تم اختطاف الشيخ محمد ولد غدة وهو يتمتع بحصانته البرلمانية وتم تغييبه عن ذويه ومحاميه وتم سجنه وإهانته والتضييق عليه، وتم تلفيق التهم للشيوخ والنقابيين والصحافيين ورجال الأعمال الوطنيين الذين لا يزالون متابعين على أساس ملف لا يحمل في طياته سوى تمادى السلطة في تصفية كل من يقفون في وجه استمرارها في ارتهان البلد لخدمة أجندنها الأحادية التي تقود البلد نحو المجهول».
«إن مثل هذه الأساليب، تقول المعارضة، يعبر بوضوح عن الإفلاس السياسي والأخلاقي للنظام وعجزه عن مواجهة معارضيه بالطرق والأساليب القانونية والديمقراطية».
وأكدت أسرة الشاعر ولد بونه في بيان وزعته حول هذه القضية «..أن ابنها الشاعر عبد الله ولد بونا المقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ ما يقارب ثلاثين سنة، اختفى صباح يوم العاشر من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، وتم ترحيله إلى موريتانيا بناء على طلب من الحكومة الموريتانية التي استلمته يوم الخميس الماضي».
وحملت الأسرة «الجهات المعنية في موريتانيا كامل المسؤولية عن سلامته ووضعه في ظروف قانونية ملائمة»، مبرزة «أنها لم تتلق حتى الآن أية معلومة رسمية عن مكان وجوده والتهمة التي أدت لاعتقاله».
وينشط الشاعر المعارض الموريتاني عبد الله ولد بونا بشكل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، وهو صاحب مجموعة "الباقيات الصالحات" المخصصة لتسجيلات صوتية واسعة الانتشار في موريتانيا عبر تطبيق "الواتساب».
وجاء اعتقاله إثر تداول واسع في موريتانيا لرسائل صوتية ضمن مجموعة "الباقيات الصالحات" على "الواتساب" بصوت الشاعر عبد الله ولد بونا هاجم فيها بشدة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز وطالب بإسقاطه».
‎ ‎كُلُّ حال أكون فيه جميلُ
فلك الحمدُ والثناء الجزيلُ
لكَ فوضتُ كُلَّ أمري فحسبي
أنتَ ربي وأنت نعم الوكيلُ
كيفَ أشكُو اختيار ربِّي وربّي
عالمُ الغيب والعظيم الجليلُ
ورؤوفٌ بخلقِه ورحيمُ
وَهو بالرزق للعباد كفيلُ
تُبت لله من جميع ذنوبي
فأنا عبدُه الفقير الذليلُ
عبد الله ولد بونه
ما الذي سيجنيه النظام من حبس ولد بونه؟ هل يعتقد النظام حقا أن هذه ‏الأساليب ستُرهِبُ الموريتانيين؟‎ ‎
أظهر هذا النظام مؤخرا قدرا كبيرا من الغباء في إدارة بعض الملفات ‏القانونية, لكن تعامله مع ملف ولد بونه ربما يكون الأغبى, و لن يَجنيَ من ‏اختطاف هذا الرجل و حبسه إلا المزيد من مقت المواطنين الموريتانيين الذين ‏سئموا لُعبة تصفية الحسابات, لأن لديهم من مشاكل التعليم و الصحة و التنمية ‏ما هو أهم بكثير من هذه الترهات‎. ‎
أطلقوا سراح ولد بونه و ولد غدّه و باقي السُّجناء‎!‎

موريتانيا: حزب التكتل يدعو لإطلاق سراح ولد بونه وإلغاء ملاحقة المعارضين

سياسي ليبي يدعو إلى الاعتراف بالسلفية كمذهب إسلامي جديد في البلاد

Posted: 07 Jan 2018 02:12 PM PST

تونس – «القدس العربي»: دعا سياسي ليبي ودبلوماسي سابق إلى الاعتراف بالسلفية كمذهب إسلامي ثالث في البلاد، كما طالب – بالمقابل – بعض المتشددن من أتباع المذهب السلفي إلى الابتعاد عن تحطيم الأضرحة وحرق الكتب كمحاولة لفرض «السلفية» على أنها «المذهب الوحيد للإسلام الصحيح»، مشيرا إلى أن هذا الأمر يحمل مغالطة كبيرة تتضمن تجاهلا للمذاهب الإسلامية الأخرى في البلاد.
وكتب الباحث إبراهيم قرادة (سفير ليبي سابق في عدد من الدول الأوروبية): «اليوم، هناك مذهب إسلامي ثالث في ليبيا، هو المذهب الحنبلي (الإمام أحمد بن حنبل)، وفق مدرسة الشيخ «ابن تيمية»، وحسب منهج الوهابية (الشيخ محمد عبد الوهاب)، وبنسخة مدخلية (الشيخ أبو ربيع المدخلي). أو كما يطلق عليه اصطلاحا «السلفية». وله في ليبيا كما هو معروف، شيوخه وأتباعه ومريديه، ومساجدهم ومنشوراتهم وجمعياتهم.
هذا الإعتراف هو إقرار بواقع قائم لا بوضع متخيل ليس موجودا، كما أنه يضع «المذهب الثالث»كمذهب مثله مثل المذاهب الأخرى، وبالتالي اعتباره أحد المدارس الفقهية في ليبيا، وليس كما يقدم البعض أنه المدرسة الوحيدة للإسلام الصحيح».
وأضاف على صفحته في موقع «فيسبوك»: «كما أنه يحق لهم بأن يعترف بهم ووجوددهم.
فيكونوا بذلك جزء من الجماعة الوطنية لا كل جماعة الصواب لوحدهم كما يدّعي بعضهم. وهذا يستوجب من بعضهم المتصف بالتشدد والذي يرفض الآخر ويلاحق المختلف لدرجة التكفير والتضليل والتبديل، وان يتكيفوا مع تنوعات المجتمع ويقبلوا بغيرهم (الصوفية والاباضية والليبرالية) وان يبعدوا أنفسهم ويبتعدوا عن مهاجمة الآثار والأضرحة والمقابر ونبشها، وحرق الكتب وفرض المناهج. قد يكون ذلك مرفوض من عدة أطراف، من طرف بحجة أن «الإسلام الليبي» التاريخي هو «المالكية» المحتضنة تعايشا وتناغما «الاباضية»، أو من طرف آخر بان «السلفية الحنبلية» ليست مذهب من المذاهب بل هي الإسلام الصحيح الذي يجب استعادته وفرضه».
وأوضح قرادة في تصريح مقتضب لـ«القدس العربي» أن ثمة «مذهب ثالث يتشكل في الدول المغاربية وليس مجرد حركة سلفية آيديولوجية»، داعيا إلى «إلقاء الضوء على انتشارهم وتمددهم في جغرافية لم تكن تقليديا تتبعهم. مما قد يؤدي إلى هزات طويلة وعميقة مجتمعيا وسياسيا.
فمثلا في الدول المغاربية كانت المالكية مع الحضور الإباضي هي الصفة العامة، ولا ننسى الصوفية أيضا»، دون أن يستبعد مسؤولية بعض الدول وخاصة السعودية في وجود هذا المذهب الجديد وتمدده في عدد من البلدان المغاربية، مشيرا إلى أن السلفية «تيار قوي في دول الخليج ويتمتع بدعم مالي وخاصة من بعض رجال الأعمال».
وشهدت ليبيا في السنوات الأخيرة عدة حوادث تتعلق بتحطيم عدد من المقامات والأضرحة من قبل أتباع المذهب السلفي، كان آخرها نبش قبر الإمام المهدي السنوسي والد الملك السابق محمد إدريس السنوسي ونقل رفاته إلى مكان مجهول، وهو ما أثار موجة استنكار كبيرة في البلاد، فيما وصف فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الحادثة بأنها «عمل همجي»، داعيا إلى فتح تحقيق أمني وقضائي لكشف الجناة وتقديمهم للعدالة.

سياسي ليبي يدعو إلى الاعتراف بالسلفية كمذهب إسلامي جديد في البلاد

مجلس النواب العراقي يُصوِّت على قرار يدين الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل

Posted: 07 Jan 2018 02:12 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: قررت رئاسة مجلس النواب، أمس الأحد، إبقاء الجلسة الثانية من الفصل التشريعي الأخير مفتوحة، واستئنافها اليوم الاثنين، بعدما شهدت الجلسة التصويت على قرار بشأن القدس.
وطبقاً لمصادر نيابية وصحافية متطابقة، فإن الجلسة شهدت المباشرة بالقراءة الأولى لمشروع قانون هيئة الإعلام والاتصالات، فضلاً عن التصويت على مشروع قرار يدين قرار الولايات المتحدة الأمريكية باعتبار القدس عاصمة لاسرائيل كونه يمثل «تهديداً للأمن والسلم الدوليين».
وصوّت البرلمان بالإجماع على نص القرار الذي تقدم به رئيس كتلة المواطن البرلمانية النائب حامد الخضري، كما أكد القرار أن «القدس عاصمة دولة فلسطين».
كذلك، أخفق مجلس النواب في حسم الجدل بشأن قانون الانتخابات، للشروع بقراءته الأولى قبل خوضه سلسلة نقاشات تنتهي بتمريره.
ولا تزال القوى السياسية «السنيّة» تصرّ على موقفها الرافض لإجراء الانتخابات المقررة أواسط أيار/ مايو المقبل، عازية السبب في ذلك إلى عدم عودة النازحين إلى مدنهم، وحجم الدمار الذي خلفته الحرب في المحافظات الثلاث (نينوى، وصلاح الدين، والأنبار).
وحذر عضو اللجنة الأمنية في مجلس النواب عن تحالف القوى حامد المطلك، من اجراء الانتخابات في موعدها، واصفا اياها بالانتخابات «العقيمة».
وقال إن «ضرر اجراء الانتخابات سيكون خطراً جداً، إذا لم يجد المواطن القدرة على الذهاب إلى صناديق الاقتراع بحرية كاملة»، مضيفاً أن «الأسر غير مهيأة في المحافظات الغربية للانتخابات، ولم يعودوا إلى اماكنهم بعد، كما ان البطاقة الالكترونية لم تحدث بالكامل». وفقاً لموقع «شفق نيوز».
وطبقاً للمطلك، وهو نائب عن محافظة الأنبار، فإن «ذلك سيجعل اصحاب رؤوس الأموال الفاسدين يتحكمون بالاصوات كما يريدون، وعند ذلك ستكون انتخابات عقيمة لا نجني منها إلا الضرر». على حد قوله.
أما محافظ نينوى السابق اثيل النجيفي، فقال إن «مرحلة داعش في البلاد، أقنعت السنة بخطأ مقاطعتهم للعملية السياسية»، مشيرا إلى أن «مستقبل نينوى والمحافظات المجاورة لها مرهون بمستقبل العراق».
وكتب، على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، ان «مرحلة داعش أقنعت المجتمع السني عموما والموصلي خاصة بخطأ مقاطعة العملية السياسية وبهذا اضافت الجزء الأعظم من هذا المجتمع للتفاعل مع الوضع السياسي».
وتابع: «بينما يسود التشويش السياسي ويصعب على الأطراف المتفاعلة التمييز بين الصالح والطالح، هناك من يبحث عن الوجوه الجديدة بحثا عن الامل المفقود»، مضيفاً: «الحقيقة الغائبة أن مستقبل الموصل وما جاورها من محافظات مرهون بمستقبل العراق والقدرة على اعادة بناء مؤسسات الدولة ومكافحة الفساد بأسلوب مؤسساتي واقعي».
وأوضح أن «من يبحث عن مرشحين بلا مشروع أو قدرة على مكافحة الفساد وبناء الدولة فهو يعيش في دائرة وهم جوفاء»، حسب تعبيره.
في الأثناء، اتفقت الأحزاب الكردستانية، المشاركة في الانتخابات العراقية المقبلة بقائمة كردية موحدة.
وجاء القرار، خلال اجتماع للأحزاب، أمس الأحد، عقد في مقر الاتحاد الوطني في كركوك.
وتجمع القائمة، حسب وسائل إعلام كردية، كل من الاتحاد الوطني الكردستاني، والحزب الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الاسلامي، والجماعة الاسلامية، وحركة الحرية، والحزب الشيوعي، والحزب الاشتراكي.

مجلس النواب العراقي يُصوِّت على قرار يدين الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل
السنّة يصرّون على رفض إجراء الانتخابات في موعدها

باسم التميمي لـ «القدس العربي»: عبثية المفاوضات دفعتنا لإطلاق المقاومة الشعبية ونور التميمي خجلت من تجربة الاعتقال لـ 16 يومًا أمام قصص الأسيرات

Posted: 07 Jan 2018 02:12 PM PST

رام الله – «القدس العربي» : كأي قرية في الريف الفلسطيني كانت قرية النبي صالح إلى الشمال الغربي من مدينة رام الله، التي يسكنها ستمئة فلسطيني فقط، تعتاش على زراعة الزيتون والقمح وكافة أنواع الخضار في أراضي القرية الخصبة، لكن امتداد الاستيطان الاسرائيلي والجدار إلى أراضي القرية دمر كل شيء فيها. وبات أهل القرية يعملون كغيرهم من الفلسطينيين في عدد من الوظائف سواء في البنوك أو المؤسسات الرسمية الفلسطينية أو المؤسسات الخاصة.
لكن لا يزال محصول الزيتون يشكل جزءًا مهما من الدخل لسكان القرية، التي ترتفع 570 مترًا عن سطح البحر. وكانت سابقًا تعتمد في تسويق محصولها على مدينتي اللد والرملة في فلسطين المحتلة عام 1948 بسبب قربهما منها، غير ان الحال تغير مع وصول الاحتلال الإسرائيلي إلى فلسطين.
وتعود تسمية القرية إلى مقام النبي صالح الذي بناه صلاح الدين الأيوبي لتعزيز صمود الناس في مواجهة الهجمة الصليبية في تلك الحقبة من الزمن. والنبي صالح محاطة بكثير من الخِرَب الكنعانية والرومانية والبيزنطية والإسلامية، مثل خربة كفر توت وخربة حلبتا. كما فيها الكثير من عيون الماء مثل عين وادي ريا، وعين القوس اللتين صادرتهما سلطات الاحتلال، وعين خالد وعين عامر وعين النحلة وعين الكوابيس.
وقال باسم التميمي لـ «القدس العربي» «بعد عبثية المفاوضات لفترة طويلة، وانفعالية المقاومة المسلحة، أردنا الخروج بنموذج ثالث للمقاومة الفلسطينية يقنع الشعب الفلسطيني. وكان القرار بإطلاق المقاومة الشعبية من قرية النبي صالح في التاسع من كانون الأول/ ديسمبر عام 2009، ولم يكن اختيار التاريخ مصادفة، فهو ذكرى انطلاقة الانتفاضة الأولى انتفاضة الحجارة في وجه الاحتلال الإسرائيلي».
وأضاف «قدمنا نموذجًا مختلفًا عن المقاومة في النبي صالح، وكان الدور الأهم لهذا النموذج هو وجود المرأة الفلسطينية كفاعل أساسي في هذه المقاومة، وكذلك الطفل الفلسطيني الذي مارس دوره بشكل لافت وإبداعي».
وقدمت النبي صالح منذ عام 1967 حتى اليوم 22 شهيدًا، وفيها أعلى نسبة للتعليم العالي بين سكانها في فلسطين. وللقرية تاريخ طويل سقط خلاله الشهداء وعدد كبير من الجرحى برصاص الاحتلال وكذلك المعتقلين، الذين كان آخرهم ناريمان التميمي زوجة باسم، وابنتهما عهد، ونور ابنة عم عهد التي أفرجت عنها سلطات الاحتلال بكفالة قبل أيام معدودة بعد اعتقال دام 16 يومًا.

المقاومة خيار رسمي

وقال باسم «المقاومة الشعبية أصبحت خيارًا رسميًا، ولحظة الاشتباك التي عاشتها ابنتي عهد بالنسبة لجيلها أعادت المقاومة إلى أذهان الفلسطينيين والعالم بأسره بشكل قوي، بدعم من الإعلام وحضور الكاميرات العالمية، ما زاد من وقع تأثير الصور في فلسطين والعالم».
وكشف خلال حديثه أنه طلب من محامي زوجته وابنته العمل على تأجيل جلسة المحكمة المتوقعة اليوم الإثنين، رغم عدم علمه إن كانت سلطات الاحتلال وافقت على ذلك، والسبب وراء هذا الطلب هو التخفيف من معاناة زوجته وطفلته عهد بعدم نقلهن عبر ما تسميه إسرائيل «البوسطة». واعتبر هذا النوع من النقل عبارة عن «قتل» للأسرى، خاصة أنه يأتي بعد تعب كبير بسبب معاناة التحقيق المستمر وقلة النوم.
وقال إن العائلة أمام خيارين لا ثالث لهما الأول يتمثل بعدم الاعتراف بالمحكمة الإسرائيلية ورفض التعامل معها، وهو ما يجعل إسرائيل تتخذ القرار الذي تريده بحق الزوجة والابنة، والخيار الثاني هو الذهاب للمرافعة والاستئناف ورؤية ما يمكن تقديمه للدفاع عنهما. وكشف أن إحدى تهم زوجته ناريمان حسب لائحة الاتهام تتكون من 300 صفحة، ما يعني أن إسرائيل تحاول إدانتهما بشتى الطرق وإمكانية حكمهما بأحكام عالية.
والتقت «القدس العربي» مع نور التميمي ابنة العشرين عامًا وهي في عامها الثاني في الجامعة كطالبة صحافة وإعلام، بعد أن أفرجت سلطات الاحتلال عنها بعد اعتقال دام 16 يومًا قضتها في سجن هشارون الاسرائيلي برفقة الأسيرات الفلسطينيات اللواتي يقبعن هناك.
وروت لـ «القدس العربي» تفاصيل تجربة الاعتقال الذي جرى ليلة التاسع عشر من ديسمبر/ كانون الأول الماضي عند الثالثة فجراً، واقتيدت مباشرة من المنزل إلى مركز بنيامين الاعتقال، للتحقيق. واستمر التحقيق معها ليوم كامل، كانت خلاله تجلس على كرس مقيدة اليدين بسلاسل حديدية «كلبشات»، وممنوعة من النوم أو الأكل.
وقالت «حققوا معي مرتين خلال الساعات الأربع والعشرين، ودامت كل مرة ثلاث ساعات ونصف الساعة تعرضت خلالها لتهديدات وضغوطات نفسية كبيرة كلما رفضت الإجابة على الأسئلة أو رفضت الاتهامات التي وجهت لي. وكان ضابط التحقيق يصرخ بصوت عالٍ ويضرب الطاولة مهددًا باعتقال والدي وتخريب المنزل».
عند انتصاف الليلة الثانية، تم نقل نور من بنيامين إلى سجن هشارون، «لم أكن أعرف أي شيء» قالت نور، لكنها رأت مباشرة عمتها ناريمان وابنة عمتها عهد وهو ما هدأ قليلاً من روع هذه التجربة خاصة أنها خرجت للتو من التحقيق ومعاناة عدم النوم والأكل.
غرفة السجن التي كانت فيها نور برفقة ناريمان وعهد ومعتقلتين أخريين، كانت غرفة صغيرة، فيها أربعة أسرة لخمس معتقلات، وكانت كل منهن تتبرع بالنوم على الأرض في إحدى الليالي، وتحدثت عن وجود مدفئة تخرج الهواء الساخن لكنها بالكاد تعمل، كانت كأنها غير موجودة، تقول نور.
وكانت ساعات اليوم تقضيها نور داخل السجن في الدراسة بسبب وجود معتقلات فلسطينيات ممن يحملن شهادات ماجستير. وكان برنامج الأسيرات اليومي هو عبارة عن حصص دراسية في اللغة العربية والإنكليزية والرياضيات، ثم قراءة رواية بشكل يومي، وعمل مطرزات يدوية وكذلك مسابح من الخرز.

ساعات للخروج من الغرفة

وتحصل الأسيرات على ساعات للخروج من الغرفة، وهو الوقت المعروف باسم «الفورة» ما بين الساعة الواحد إلى السادسة مساء، حيث تخرج الأسيرات من الغرف. وكانت نور تذهب إلى غرف الأسيرات لتلتقي بهن وتتعرف عليهن وتستمع إلى تجاربهن في الأسر، وهو ما ترك فيها أثرًا كبيراً من الأمل والألم كما قالت لـ«القدس العربي».
في غرفة السجن هناك «بلاطة» حسب تسمية الأسيرات، وفيها قطعة حديد دائرية كانت الأسيرات تستخدمها للطهي وتحضير طعام «منزلي»، حيث توضع الطنجرة على هذه البلاطة، رغم رداءتها واحتراقها المستمر لكنها الشيء الوحيد المتوفر للطهي.
ونقلت نور عن عمتها ناريمان أنها كانت دائماً متفائلة وتقول لها ولابنتها عهد «تجربة الأسر يجب أن تُعاش بكل تفاصيلها، ومهما طالت هذه التجربة فإنها بالتأكيد ستكون من الماضي». أما عهد فقالت «عندما سمعت قصص الأسيرات حتى الأصغر مني سنًا شعرت بالقوة أكثر، واقتنعت أن باب السجن لا يستطيع أحد إغلاقه إلى الأبد».
غادرت نور السجن عند انتصاف الليل، بعد لعبة أعصاب مارستها سلطات الاحتلال، وتم نقلها من سجن هشارون إلى حاجز جبارة العسكري القريب من مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية.
ومشت في ظلام الشتاء الدامس مسافة طويلة بين أشجار الزيتون وهي خائفة للوصول إلى الشارع الرئيسي»كنت على يقين رغم الخوف أنني سأرى نورا في نهاية النفق، وسأجد أفراد عائلتي بعد مسافة ما، وبالفعل وجدت والدي وأفراد عائلتي في انتظاري وتم اصطحابي إلى المنزل» قالت نور.

باسم التميمي لـ «القدس العربي»: عبثية المفاوضات دفعتنا لإطلاق المقاومة الشعبية ونور التميمي خجلت من تجربة الاعتقال لـ 16 يومًا أمام قصص الأسيرات

فادي أبو سعدى

السودان: مقتل طالب في تظاهرات ضد رفع أسعار الخبز

Posted: 07 Jan 2018 02:12 PM PST

الخرطوم ـ «القدس العربي» ـ وكالات: تواصلت، أمس الأحد، التظاهرت في السودان، احتجاجاً على رفع الأسعار، خصوصاً الخبز. وقتل طالب وأصيب ثلاثة آخرون خلال تظاهرة في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.
وأفادت مصادر طبية أن «الطالب تعرض لطلق ناري أثناء مشاركته في التظاهرة»، مشيرة إلى أن «الشرطة والقوات الأمنية الأخرى استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين».
وأعلنت حكومة ولاية غرب دارفور السودانية «تعليق الدراسة في جميع مدارس الولاية في المرحلتين الأساسية والثانوية، اعتبارا من اليوم الإثنين، وحتى الأحد المقبل».
جاء ذلك في قرار إداري أصدره وزير التربية والتعليم في الولاية (غربي البلاد)، بشير آدم السنوي.
وأشار القرار أيضاً إلى «وقف إجراء الامتحانات في هاتين المرحلتين الدراسيتين حتى الأحد المقبل».
وكانت وسائل إعلام محلية نقلت حدوث احتجاجات متفرقة، ومحدودة يومي (الجمعة والسبت) في العاصمة الخرطوم، ومدن أخرى، تنديدًا بالغلاء وارتفاع الأسعار.
وأحدثت الزيادات في الأسعار غضبا شعبيا، لا سيما بسبب الخبز، بعد أن أعلنت المطاحن الرئيسية في البلاد، الجمعة، زيادة أسعار شوال الطحين بنسبة 200٪.
شرطة ولاية الخرطوم، نفت أمس، خروج مظاهرات، وتوعدت مروجي الشائعات، وفقاً لتصريحات مدير شرطة الولاية اللواء إبراهيم عثمان. وقال لصحف محلية إن «الأوضاع الأمنية في الخرطوم هادئة، ولم ترصد الشرطة تحرك أي جهة أو عمل غير قانوني بغرض مظاهرة».
والتظاهرات جاءت بعد أن دعت أحزاب معارضة، الشعب السوداني للخروج في احتجاجات سلمية لمناهضة القرارات الاقتصادية.
وقال وزير الدولة في وزارة الداخلية السودانية بابكر دقنة، للصحافيين عقب تقديمه تقريرا لبرلمان البلاد، إن «التعبير بالطرق السلمية مسموح، لكن التخريب ممنوع».
وأضاف: «التجمعات والندوات الجماهيرية تحتاج إذنا مسبقا، وأي تخريب (خلال الاحتجاجات) غير مسموح به».
وفي رده على سؤال حول إمكانية قمع الشرطة للمظاهرات، قال دقنة: «نعم، ما في اثنين ثلاثة (لا شك) في ذلك».
وأقر البرلمان السوداني، الأحد الماضي، الموازنة المالية لعام 2018، التي أقرت رفع الدولار الجمركي إلى 18 جنيها بدلا عن 6.9، فضلًا عن رفع تعرفة الكهرباء لقطاعات الصناعة والزراعة والتجارة. وفي سبتمبر/أيلول 2013، سقط العشرات في مظاهرات اندلعت في الخرطوم وعدة مدن سودانية؛ احتجاجا على رفع الدعم الحكومي عن الوقود والخبز.
ويتجاوز استهلاك السودان من القمح مليوني طن سنويا، في حين تنتج البلاد ما لا يتجاوز 12 إلى 17 في المئة من الاستهلاك السنوي.
وتعاني الحكومة من عجز في توفير اعتمادات العملة الصعبة لاستيراد القمح، والتي تتجاوز ملياري دولار سنويا.
وبعد انتقادها زيادة أسعار الخبز، صادر جهاز الأمن والمخابرات ست صحف سودانية أمس.
وشملت الصحف المصادرة «التيار» و«المستقلة» و«القرار» و«الميدان» و«الصيحة» و«أخبار الوطن».
و«الميدان» و«اخبار الوطن» من صحف الأحزاب المعارضة، بينما الأربع الأخرى مستقلة وتوجه انتقادات إلى الحكومة من حين لآخر.
وقالت رئيسة تحرير «أخبار الوطن» هنادي الصديق: «لم يقدموا أسبابا لمصادرة نسخ صحيفتنا، لكني اعتقد انه بسبب تغطيتنا الشفافة لزيادة أسعار المواد الغذائية».
ويتعرض الإعلام السوداني لهجمات مستمرة في حين تقبع البلاد في ذيل مؤشر حرية الإعلام الذي تصدره مؤسسات رصد عالمية.
في الموازاة، أعلن حزب المؤتمر المعارض في بيان أن اثنين من قيادييه اعتقلتهما السلطات.
وقال المتحدث باسم الحزب، محمد الحسن عربي، في تصريح صحافي إن «رئيس الحزب عمر الدقير جرى اعتقاله في الثامنة والنصف صباح اليوم (أمس) الأحد من مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، بعد ساعات من اعتقال جلال مصطفى أمين أمانة حقوق الإنسان».
وشهد السودان مظاهرات في عام 2016 بعد ان رفعت الحكومة الدعم عن الوقود، ولكن السلطات سرعان ما أخمدتها خوفا من تكرار التظاهرات الدامية عام 2013. وقتل العشرات خلال تظاهرات عام 2013 وفقا لمنظمات دولية.

السودان: مقتل طالب في تظاهرات ضد رفع أسعار الخبز
مصادرة ست صحف… واعتقال معارضين

السلطة تسعى لنيل الاعتراف الدولي بدولة فلسطين وعباس سيطلب ذلك من وزراء الخارجية الأوروبيين

Posted: 07 Jan 2018 02:12 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: قال مصدر فلسطيني إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، سيطلب هذا الشهر من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، العمل لدى حكوماتهم من أجل الاعتراف بدولة فلسطين داخل حدود 67 وبالقدس الشرقية عاصمة لها.
وحسب أقواله فإن «الرئيس الأمريكي ترامب ورجاله يعملون مع إسرائيل على دفن حل الدولتين. وإذا كانت أوروبا لا تزال تؤيد هذا الحل، فإن عليها الانتقال من التصريح الى العمل. والعمل الأكثر حيوية هو الاعتراف بالدولة داخل حدود 67، وعاصمتها القدس الشرقية، وإلا سيبقى كل شيء مجرد كلام غير ملزم لأحد».
وسيلتقي عباس مع وزراء الخارجية الأوروبيين في 22 كانون الثاني/ يناير الحالي في بروكسل.
وقالت الصحف الإسرائيلية إن معركة دبلوماسية أخرى تنتظر إسرائيل في الأمم المتحدة، ففي أعقاب تمرير القرارات بشأن قضية القدس، وعلى خلفية تهديدات الإدارة الأمريكية بخفض أموال المساعدات للسلطة الفلسطينية والأونروا، يخطط الفلسطينيون للتوجه الى مجلس الأمن ومطالبته بترقية وضعهم من مراقب إلى دولة كاملة العضوية وتملك حق التصويت في الأمم المتحدة.
وتعتبر نية الفلسطينيين هذه، التي عرف عنها من خلال تقارير وصلت الى كبار الشخصيات السياسية في إسرائيل، الخطوة الأكثر تطرفا التي يمكن أن يتخذها الرئيس عباس في الأمم المتحدة ضد إسرائيل، والمقصود في الواقع تحطيم للآليات. مع ذلك فإن المقصود في الأساس خطوة إعلانية ورمزية، تتوقع اسرائيل ان تستخدم الولايات المتحدة الفيتو ضدها.
ويشار الى ان الانضمام الى الأمم المتحدة كدولة عضو، يتطلب تأييد القرار من قبل تسعة أعضاء من بين الدول الـ15 في مجلس الأمن، فيما تتمتع كل واحدة من الدول الخمس الدائمة العضوية «الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا» بحق الفيتو. وسيكون من الصعب على الفلسطينيين تحقيق أغلبية، خاصة انه منذ مطلع كانون الثاني، تغير تشكيل مجلس الأمن لصالح إسرائيل مع انضمام بولندا وساحل العاج وغينيا الاستوائية – وهي دول قد تعارض الطلب الفلسطيني. ومن ناحية أخرى، انضمت الكويت إلى مجلس الأمن، وستؤيد بالطبع الطلب الفلسطيني. وتقدر إسرائيل أنه حتى لو فازوا بالأغلبية المطلوبة فإنهم سيواجهون حق النقض الأمريكي.
وقال سفير اسرائيل لدى الامم المتحدة داني دانون، إن «الفلسطينيين لا يفهمون الواقع. بعد سنوات من تجاهل اسرائيل وتشجيع التحركات الانفرادية، اعتقدوا خطأ أنهم يستطيعون تجاهل الولايات المتحدة وفرض الحقائق على الأرض عن طريق الطرق الالتفافية، والطريق الوحيد لتحقيق التقدم هو التخلي عن الإرهاب والتحريض ومن خلال الحوار المباشر مع إسرائيل».
وحسب صحيفة «هآرتس» فإن السلطة الفلسطينية وبشكل خاص في حركة فتح، تدفع نحو مواصلة الاحتجاج الشعبي في أنحاء الضفة الغربية، الذي بدأ مع إعلان الرئيس ترامب عن القدس عاصمة لإسرائيل. ونشرت فتح بيانا يدعو الجمهور للخروج الى الشوارع والحواجز غدا الثلاثاء، والمشاركة في صلوات حاشدة يوم الجمعة المقبل، وعدم إسكات الاحتجاج. وقال مسؤول فلسطيني رفيع وعضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، في حديث لصحيفة «هآرتس»، انه في ضوء تصريح ترامب وتهديداته بتجميد المساعدات، يعمل الفلسطينيون على إبقاء القضية الفلسطينية مطروحة على جدول الأعمال الدولي.
ويحدث هذا كله عشية انعقاد المجلس المركزي الفلسطيني في الأسبوع المقبل، الذي سيقرر كيفية الرد خلال الفترة القريبة. وقال المسؤول الرفيع ان «تصريح ترامب يدفع ظاهرا هذا الموضوع لكي يبقى مطروحا على جدول الأعمال الدولي، خاصة عشية انعقاد المجلس المركزي واللقاء المرتقب بين الرئيس عباس ووزراء خارجية الاتحاد الأوروبي».
وحظي الموقف الفلسطيني هذا بدعم من لجنة المتابعة العربية التي تضم الأردن والسعودية ومصر والمغرب والإمارات المتحدة، والسلطة الفلسطينية. وقال وزير الخارجية الأردني، إن الموقف الذي صاغه وزراء خارجية هذه الدول يحدد انه لن يتحقق الاستقرار في المنطقة بدون دولة فلسطينية على حدود 67. الى ذلك نفى ديوان الرئيس محمود عباس ما نشر عن ان حماس مستعدة لتسليم أسلحتها للسلطة مقابل ضمها الى منظمة التحرير. وتحدثت «هآرتس» الى عضوين في اللجنة التنفيذية للمنظمة، فقالا إنه لم يتم التطرق إلى هذا الموضوع، ولم يصل أي طلب رسمي من حماس. وأشارا الى إعلان حماس بأنه لا مكان للحديث عن السلاح طالما كان الاحتلال قائما، ولذلك، قالا، لم تتم مناقشة هذا الموضوع على أي مستوى.

السلطة تسعى لنيل الاعتراف الدولي بدولة فلسطين وعباس سيطلب ذلك من وزراء الخارجية الأوروبيين

غوتيريش يدعو المغرب والبوليساريو لـ«تجنب التصعيد» في الكركارات في إقليم الصحراء

Posted: 07 Jan 2018 02:11 PM PST

‏الرباط – «القدس العربي» : دخلت الأمم المتحدة لنزع فتيل توتر جديد على الحدود المغربية الموريتانية، بعد اعادة جبهة البوليساريو نشر دوريات مسلحة، في القرب من المعبر الحدودي بين البلدين. وأعرب أنطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه العميق إزاء التوتر المتصاعد في المنطقة، ودعا إلى تهدئة الأوضاع وضبط النفس إلى أقصى درجة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة ان غوتيريس اكد أن «انسحاب عناصر البوليساريو في نيسان / أبريل 2017، إلى جانب الانسحاب المبكر للقوات المغربية من المنطقة العازلة، أمر في بالغ الأهمية لتهيئة أرضية مواتية لاستئناف المفاوضات والحوار تحت رعاية المبعوث الأممي إلى الصحراء، هورست كولر».
وقال المغرب ان جبهة البوليساريو خرقت قبل أيام توصيات الأمم المتحدة باقتحامها معبر الكركارات، على الحدود المغربية الموريتانية، وعمدت إلى عرقلة منظمين لسباق السيارات موناكو- داكار، الذي يمر في الصحراء المغربية في اتجاه موريتانيا.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنه «لا ينبغي عرقلة حركة المرور المدنية والتجارية العادية، ولا يبغي اتخاذ أي إجراء، مما قد يشكل تغييرا في الوضع الراهن على الحدود العازلة».
وقال عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة إنه أخذ علما، وبتقدير، ببيان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الصادر السبت، حول الاستفزازات الأخيرة لجبهة البوليساريو في منطقة الكركارات وأن الأمين العام يشاطر المغرب بشكل كامل قلقها العميق إزاء انتهاكات الاتفاقات العسكرية والتهديدات بخرق وقف إطلاق النار من طرف جبهة البوليساريو.

البوليساريو غادرت بأمر من المينورسو

ونقلت وكالة الانباء المغربية الرسمية عن هلال إن المغرب اتخذ مساعي على جميع المستويات منذ ظهور أولى عناصر جبهة البوليساريو في المنطقة العازلة في الكركارات يوم الاربعاء الماضي وأن هذه العناصر وبعد اعتراض سبيل المشاركين في "رالي تحدي الصحراء"، اضطرت إلى مغادرة المكان بأمر من المينورسو.
وقال إن المغرب عاد يوم الجمعة إلى كبار المسؤولين في الأمانة العامة للأمم المتحدة ونبه أعضاء مجلس الأمن الـ15 لخطورة انتشار عناصر مسلحة جديدة من الجبهة بالكركارات، وتهديداتها بمنع مرور، اليوم الاثنين، رالي "إفريقيا إيكو رايس". وان المغرب دعا كافة محاوريه لتحمل مسؤولياتهم فورا وبشكل حازم ومطالبة جبهة البوليساريو بمغادرة منطقة الكركارات بشكل فوري ودون قيد أو شرط.
وادان المغرب «هذه الأعمال الاستفزازية المتكررة التي تقوم بها جبهة البوليساريو، والتي تنتهك الاتفاقات العسكرية، وتهدد وقف إطلاق النار القائم منذ سنة 1991 وتمس بشكل خطير بالأمن والاستقرار في المنطقة، معتبرا أن هذه التحركات غير المسؤولة من طرف الجبهة تشكل تحديا للمجتمع الدولي وإهانة للأمين العام ولمجلس الأمن.

بيان الأمين العام واضح وقوي

وسجل الدبلوماسي المغربي أن البيان الذي أدلى به الأمين العام للامم المتحدة واضح وقوي في الأمر الموجه إلى جبهة البوليساريو كي لا تعيق، بأي شكل من الأشكال، حرية التنقل المدني والتجاري. وهو ما يشكل رفضا قاطعا وقويا لاستفزازاتها ولعرقلتها لحرية التنقل في المنطقة العازلة في الكركارات.
واضاف هلال ان الأمين العام للام المتحدة وجه رسالة مباشرة وحازمة إلى جبهة البوليساريو من خلال تأكيده على ضرورة "عدم اتخاذ أي إجراء قد يشكل تغييرا في الوضع الراهن في المنطقة العازلة". ولذلك، فإن تواجد الجبهة في الكركارات غير قانوني لأنه ينتهك الاتفاقات السارية ويسعى لتغيير وضع المنطقة. وبالتالي فثمة ضرورة ملحة لانسحاب "البوليساريو" فورا ودون قيد أو شرط، من أجل العودة إلى الوضع الذي كان قائما.
وحذر هلال من أن المناورات الحالية التي تقوم بها جبهة البوليساريو تهدف بشكل يائس إلى تكرار نفس سيناريو أزمة آذار / مارس ونيسان / أبريل الماضيين. وابانت عن قصور في الذاكرة، إذ نسيت أنه تم إجبارها على سحب عناصرها المسلحة من قبل مجلس الأمن الذي منحها مهلة 15 يوما للامتثال لأمر الانسحاب.
وأعرب السفير المغربي عن الأسف العميق لأن تكرار هذا السيناريو هو دليل على أن البوليساريو والجزائر، التي تمولها وتسلحها وتقتني العربات التي تقطع الطريق في الكركارات، لم يستخلصا العبر من فشلهما الذريع في نيسان/ أبريل الماضي.
وحذر من أن أي مسلسل سياسي غير ممكن طالما أمعنت الأطراف الأخرى في انتهاكاتها المتكررة للاتفاقات العسكرية ولوقف إطلاق النار، وكذلك في تكتيكاتها المعتادة لإذكاء التوتر والتأزيم عشية الاستحقاقات الأممية. وقال ان بلاده «أوفت بالتزاماتها منذ أزمة العام الماضي ولم تقم بأي عمل يؤثر على الوضع في المنطقة العازلة في الكركارات، كما أنها تتحلى بضبط النفس انسجاما مع الرغبة المعبر عنها من طرف الأمين العام، غير أن لصبرها حدود".

البوليساريو تحمل المغرب مسؤولية الخروقات

وقالت جبهة البوليساريو أن التوتر الحالي على مستوى الكركارات إنما يعود بشكل كامل إلى الخرق المغربي السافر لاتفاق وقف إطلاق النار والاتفاقية العسكرية رقم 1، من خلال فتح معبر بشكل أحادي الجانب في منطقة نزاع تقع تحت مسؤولية الأمم المتحدة طبقا لقرارات الجمعية العامة و مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.
وقالت ان أمينها العام ابراهيم غالي توصل برسالة جوابية من أنطونيو غوتيريس ألح فيها على تنفيذ إجراءات مستقلة وذات مصداقية لضمان الاحترام الكامل لحقوق الإنسان، وأن الأمم المتحدة تتابع موضوع الثروات الطبيعية للصحراء الغربية على أساس الرأي الاستشاري لمحكمة لاهاي 1975 ورأي المستشار القانوني للأمم المتحدة لسنة 2002.
واضافت ان الأمين العام للامم المتحدة قال أن جبهة البوليساريو ردت بشكل إيجابي على نيته إيفاد بعثة تقنية للمنطقة، وأنه بالنسبة له لم يتم بعد استنفاذ كافة الطرق من أجل التقدم، وأن جهوده ستتواصل لمعالجة المسائل العالقة الخاصة باتفاق وقف إطلاق النار لسنة وان غوتيريس اكد متابعته لموضوع احترام بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) لمعايير عمل بعثات حفظ السلام في العالم، وطرحه إن اقتضت الضرورة على مجلس الأمن الدولي.
وسجلت الجبهة الاهتمام الذي أبداه الأمين العام للأمم المتحدة في الانشغالات المعبر عنها، والتزامه بحل سلمي للنزاع طبقاً لقرارات الأمم المتحدة، ودعوته طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمغرب إلى لقاءات جديدة، إضافة إلى نيته زيارة المنطقة في المستقبل القريب.
واكدت جبهة البوليساريو أنها ليست بصدد القيام بأي عمل من شأنه زيادة التوتر في منطقة الكركارات، وقالت أنه لا يستقيم إطلاقاً الحديث عن وجود طريق تجاري يعبر منطقة عازلة، محظورة على الطرفين، في إقليم هو محل نزاع ولم يتم تحديد وضعه النهائي، ناهيك عن كون هذا الطريق يعود في الفائدة على طرف واحد، وهو قوة الاحتلال المغربي، مما يشجعه على الاستمرار في التعنت والتمرد على الشرعية الدولية.
واكدت تعاونها مع الأمين العام ومبعوثه الشخصي من أجل التوصل إلى الحل السلمي العادل ، على أساس احترام حق الصحراويين في تقرير المصير والاستقلال ، والتزامها التام في هذا السياق بمقتضيات اتفاق وقف إطلاق النار لسنة 1991 وقالت أن اتفاق وقف إطلاق النار لم يأتِ منفصلاً عن المسار السياسي، ولا يمكنه أن يكون مجرد وسيلة لحماية المصالح المغربية ملحة على التعجيل باتخاذ الإجراءات اللازمة، طبقاً لقرار مجلس الأمن 2351، لحل الإشكالات الناجمة عن الخرق المغربي في الكركارات.
و حذرت جبهة البوليساريو من «تجاهل هذا الخرق السافر وغير المقبول، والذي يهدد في نسف الاستقرار في المنطقة ، كونه يضرب في الصميم نص ومضمون اتفاق وقف إطلاق النار.
ويأتي هذا التوتر تزامنا مع وصول كولين ستيوارت، الرئيس الجديد لبعثة الأمم المتحدة، إلى مدينة العيون الأسبوع الماضي، واقتراب المبعوث الخاص إلى الصحراء من إنهاء تقريره السنوي.
ويقوم المبعوث الشخصي للأمين العام للصحراء «هورست كولر» بعدة زيارات عمل ماراثونية لمؤسسات الاتحاد الأوروبي، من أجل تهدئة الوضع ووضع أرضية لإعادة المسار السلمي للملف قبل خروج طرفي النزاع لنقطة البداية.
ويبدأ اجتماعاته يوم غد الثلاثاء بمحادثات مع المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية «فدريكا موغريني» حول الملفات العالقة مع الاتحاد الأوروبي والمتعلقة بملف «الثروات الطبيعية» وملف «حقوق الإنسان» ويلتقي كولر في اليوم نفسه كريستوس ستيليانيديس المفوض الأوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات للحديث عن ملف المساعدات الإنسانية والغذائية التي تقدمها مؤسسة الاتحاد الأوروبي لـ اللاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف والخوض في ملفات الفساد التي تخللت عمليات توزيعها.
ويختتم المبعوث الشخصي لقاءاته بالاجتماع مع المفوض الأوروبي لسياسة الجوار الأوروبية وتوسيع المفاوضات «جواهانس هاهن» لمناقشة ملف الحدود الموروثة عن الاستعمار وطرق تدبير الخلاف والتوتر في منطقة الكركارات على خلفية مرور الرالي موناكو- دكار الدولي (الأوروبي-الإفريقي).

غوتيريش يدعو المغرب والبوليساريو لـ«تجنب التصعيد» في الكركارات في إقليم الصحراء

محمود معروف

قوات النظام تواصل التوغل في ريف إدلب و15 كيلومتراً تفصلها عن مطار أبو الظهور العسكري

Posted: 07 Jan 2018 02:11 PM PST

حلب – «القدس العربي» : تواصل قوات النظام السوري مدعومة بميليشيات أجنبية ومساندة جوية روسية توغلها في الريف الشرقي من مدينة إدلب بعد استكمال سيطرتها على بلدة سنجار الاستراتيجية، حيث بات يفصلها حوالي 15 كيلو متراً عن مطار أبو الظهور العسكري، في حين عقدت هيئة تحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني اجتماعاً طارئاً للمجلس العسكري لبحث تطورات ريف إدلب، بعد التقدم الذي حققته قوات النظام.
وأكدت مصادر محلية في محافظة إدلب لـ«القدس العربي»، سيطرت قوات النظام والميليشيات الأجنبية على بلدة سنجار الاستراتيجي وقرية خيارة بريف إدلب الشرقي بعد تمهيد ناري كثيف من قبل الطيران الحربي الروسي والسوري على هذه المنطقة.
وقالت المصادر إن قوات النظام السوري مدعومة بميليشيات أجنبية فرضت سيطرتها على قرى الناصرية، اللويبدة وقرية تل عمارة ومزرعتها وقرية كفريا بعد قصف جوي ومدفعي كبير على تلك القرى، إضافة إلى تعرض قرى سرجة، أم رجيم وتلتها الاستراتيجية، وقرية الشيخ بركة إلى قصف مماثل.
ووفق المصادر فإن قوات النظام السوري تتبع سياسية الأرض المحروقة خلال تقدمها ضد فصائل المعارضة، حيث تتعرض قرى ريف إدلب الشرقي لقصف جوي بأكثر من 100 غارة حربية وأكثر من 120 لغماً بحرياً وبرميلاً متفجراً، إضافة إلى وجود أكثر من ست طائرات حربية تتناوب على قصف القرى.
وأشارت إلى تفريغ قرى وبلدات سنجار بشكل شبه كامل من المدنيين، بعد توسع دائرة القصف التي يشنها الطيران الروسي ومروحيات النظام على قرى وبلدات الريف الشرقي وصولاً لمنطقة معرة النعمان.
ووصل عدد القرى والبلدات التي سيطرت عليها قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها منذ بدء عمليتها العسكرية على ريفي إدلب وحماة منذ 22 تشرين الأول/أكتوبر من العام 2017، إلى ‏94 بلدة وقرية.
وأصدرت هيئة تحرير الشام بياناً نفت فيه مسؤوليتها عما يحدث من تقدم سريع لقوات النظام بريف إدلب وأنه «تسليم» دون قتال لتطبيق مخرجات مؤتمر أستانة، حيث حملت فصائل أستانة أسباب التراجع، وذلك بعد اتهامها من قبل ناشطين بالانسحاب أمام قوات النظام دون مقاومة.
وجاء في البيان، أنه منذ ثلاثة أشهر ونحن نخوض إلى جانب الجيش السوري الحر «معارك على 4 جبهات مفتوحة في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشرقي، وريف حلب الجنوبي ضد قوات النظام السوري والخوارج، وأدت المعارك لمقتل مئات الجنود لقوات النظام وتدمير عشرات الآليات، وسقط في صفوفنا عشرات الشهداء وأمثالهم من الجرحى».
وقالت هيئة تحرير الشام، «لسنا ممن جلس في أستانة وأسبغ الشرعية على نظام الأسد، واتفق مع المحتلّ، وسلّم إحداثيات مقراته وثكناته لهم، وبارك مناطق خفض التصعيد التي يتقدم النظام إليها اليوم بدعم روسي، في حين دعت الناشطين والصحافيين الصادقين إلى النزول إلى أرض المعركة وتوثيق مجرياتها بعدساتهم، حيث تعهدت بحمايتهم وإيصال من يريد أن ينقل الحقيقة.

قوات النظام تواصل التوغل في ريف إدلب و15 كيلومتراً تفصلها عن مطار أبو الظهور العسكري
«هيئة تحرير الشام» تعقد اجتماعاً طارئاً
عبد الرزاق النبهان

«نداء تونس» يرغب فك ارتباطه بـ«النهضة» وسياسيون يعتبرونها مناورة سياسية جديدة

Posted: 07 Jan 2018 02:11 PM PST

تونس – «القدس العربي» : قال حزب «نداء تونس» إن الإطار السياسي الوحيد الذي يجمعه بحركة «النهضة» الإسلامية هو «وثيقة قرطاج» داعيا إلى منافسة «مشروعها» في الانتخابات البلدية المقبلة، في تلميح إلى أنه يتجه لـ«فك الارتباط» أو التحالف القائم مع الحركة منذ سنوت، وهو ما اعتبره عدد من السياسيين «مناورة» جديدة لكسب أصوات الناخبين في الانتخابات المقبلة.
وفي ختام ندوة وطنية حول الانتخابات البلدية، أصدر «النداء» بيانا أكد فيه أن «الإطار السياسي الوحيد الذي يجمعه ببقية شركائه في الحكم، بمن فيهم حركة النهضة، هو وثيقة قرطاج ،وتوافقه الوحيد مع اي طرف سياسي هو التوافق العام على المصالح العليا للدولة والبلاد، أما خطه السياسي الرسمي فهو خط المنافسة السياسية الذي يتبنى الرؤية الواضحة والمتفردة والمتمايزة عن رؤية بقية المنافسين السياسيين على مستوى المشروع المجتمعي والسياسي الذي تتبناه حركة نداء تونس والمتمثل في الخط الوطني الاصلاحي الحداثي».
وأضاف البيان «حركة نداء تونس ستتقدم للانتخابات البلدية بقائماتها الحزبية المفتوحة على الكفاءات دفاعا عن مشروعها الوطني العصري المدني في منافسة رئيسية للمشروع الذي تمثله حركة النهضة، وتعتبر أن وحدة الصف الوطني والالتفاف حول نداء تونس لتحقيق الانتصار في الانتخابات البلدية هو الضامن الوحيد لبقاء المشروع الوطني العصري الذي بنته دولة الاستقلال على مدى أكثر من ستين سنة هو المشروع القائد للدولة والمجتمع».
بيان «النداء» لم يقنع عدد من السياسيين والمحللين، حيث كتب عبد الوهاب الهاني رئيس حزب «المجد»: «العلاقة بين الحزبيْن الحاكمين (الإخوة- الأعداء) تخرج رسميا من مرحلة «التَّنافُق» إلى مرحلة «التَّنافُس»، حسب «الخروج» الرسمي والتصريح الرسمي لأحد الرسميين في أحد الحزبيْن الرسميِّيْن، في الوقت الذي تصعب فيه الحياة وتختنق فيه الأنفس ويصعب حتى «التنفُّس» على الشعب الكريم بل و«يتنافس» البعض على «التَّنفُّس» من جراء سياسات حكومة الحزبيْن الحاكميْن الأخوين اللَدُودين وإجراءات «التَّنْفِيس» بالاستقطاب-النَّفيس -البخيس.. وما يجمعهُما، لُغة واصطلاحا».
وتحت عنوان «عملية تحيّل سياسي جديدة»، كتب رياض الشعيبي رئيس حزب «البناء الوطني»: «مرة أخرى يسقط الإعلام في الفخ، أو لعله يتقصد ذلك. يطالعنا بأخبار فك الارتباط بين النهضة والنداء بناء على تصريحات النداء. عملية تحيل جديدة يباشرها حزب النداء ليعيد رص صفوفه قبل الانتخابات البلدية. من ادعى أن التوافق بين النهضة والنداء قائم على أساس آخر غير الشراكة الحكومية وعلى أساس وثيقة قرطاج طبعا؟».
وأضاف «من يستطيع أن يفترض أن البلديات القادمة لن تشهد تنافسا بين المترشحين بما في ذلك مترشحي النداء والنهضة؟ ومن يستطيع أن يدخل الانتخابات دون أن يستعين بنقاط ضعف الاخرين حتى لو كانت بينهما شراكة حكومية كما هي حال النداء والنهضة؟ هذه الوثيقة تلاعبت بالألفاظ لكي لا تقول شيئا جديدا سوى البحث عن اقناع الأغبياء من قواعد نداء تونس أن «زوج الأم محرم بالنسبة للأرباء (أبناء الزوجة من غير زوجها الحالي)»، لكن ما لم تقله الوثيقة أن حالة التحريم هذه مؤقتة ورهينة استمرار الزواج. أما والحالة كما نراها اليوم فأعتقد أننا قريبا سنرى النهضة ترث النداء وتستمتع بموروثاته».
واعتبر الباحث والمحلل السياسي عادل اللطيفي أنه «لا توجد أي مصداقية لقرار أو إعلان يأتي من حافظ قائد السبسي (الرئيس التنفيذي لحزب «نداء تونس»). حلف حافظ ومشتقاته مع شق راشد الغنوشي داخل النهضة هو حلف «المتورطين»: فساد شفيق للأول وملفات 2012 / 13 للثاني. ليس زواجا بقدر ما هو مظلة أمنية للإثنين وهذا من بين الأسباب الرئيسية لتعطل العمل الحكومي (الأثنين ضد الشاهد). حتى لو حكينا عن طلاق لا يصح إلا في حالة عزل حافظ وحاشيته عن حزب نداء تونس. وطبعا هذا لن يحل مشاكل البلاد بعدما فقد التوانسيون الثقة في السياسة».
وكانت عدة قيادات من «نداء تونس» اتهمت حركة «النهضة» بالتسبب في فوز الناشط ياسين العيّاري على حساب مرشح «النداء»، ودعت إلى مراجعة العلاقة السياسية معها، وهو ما نفته «النهضة» داعية «نداء تونس» إلى دراسة الأسباب الحقيقية لخسارة مرشحه بدلا من البحث عن كبش فداء لتحميله هذه المسؤولية.

«نداء تونس» يرغب فك ارتباطه بـ«النهضة» وسياسيون يعتبرونها مناورة سياسية جديدة

 69 حالة انتهاك لحقوق الإنسان في أسبوع واحد في مصر

Posted: 07 Jan 2018 02:11 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: رصدت «التنسيقية المصرية لحقوق الإنسان» 69 حالة انتهاك لحقوق الإنسان خلال الأسبوع الماضي، في الفترة من 30 ديسمبر/ كانون الأول الماضي حتى 5 يناير/ كانون الثاني الجاري.
وتنوعت الحالات بين 58 اعتقالا تعسفيا واختفاء قسريا، و3 حالات قتل خارج إطار القانون، و2 قتل بالإهمال الطبي داخل السجون، و4 حالات تنفيذ أحكام بالإعدام، فضلاً عن حالتي انتهاكات في السجون.
وتناول التقرير 58 حالة اعتقال تعسفي واختفاء قسري، تضمنت صحافيين وطلابا وأطباء، منها إلقاء قوات الأمن القبض على حسام الوكيل المدير السابق لمكتب جريدة الدستور في الإسكندرية، فجر السبت 30 ديسمبر/ كانون الأول الماضي من منزله في الإسكندرية. ومن بين الحالات التي تناولها التقرير، اعتقال قوات الأمن لمصطفى جلال، إمام وخطيب في وزارة الأوقاف، من منزله بالشرقية، فجر يوم الخميس 4 يناير/ كانون الثاني الجاري، واقتادته لجهة غير معلومة.
كما أشار إلى إلقاء قوات الأمن القبض على 3 طلاب أثناء توجههم لأداء الامتحانات يوم الأربعاء 3 يناير/ كانون الثاني الجاري، واقتادتهم لجهة غير معلومة، وهم، أحمد جمال عبد المطلب طالب في الفرقة الأولى في جامعة الدلتا، وأسامة إبراهيم فتحي مبارك طالب في الفرقة الأولى في كلية الحاسبات في جامعة المنصورة في الدقهلية، وأسامة محمود السيد عامر طالب في الفرقة الأولى في كلية الهندسة في جامعة الدلتا.
كما جرى اعتقال عبد الواحد محمد علي 40 سنة، طبيب صيدلي، فجر يوم الخميس 4 يناير/ كانون الثاني الجاري، من إحدى المناطق الزراعية، واقتادته إلى جهة غير معلومة.

التصفية الجسدية

وتناول التقرير، إعلان وزارة الداخلية يوم السبت 30 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عبر بيان لها على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، عن مقتل 3 مواطنين خلال مداهمة «وكر إرهابي» على حد وصف البيان، في مزرعة في محافظة الجيزة، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مواطنين إثر تبادل لإطلاق النار، وهم عبد السلام محمد عبد السلام على صالح، أحمد محمد كامل سعيد، وعز الدين أحمد مصطفى عبد اللطيف
وأيضاً تم القبض التعسفي على 10 آخرين، بدعوى «انتمائهم لجماعة أسست على خلاف القانون»، وهم ياسر حمودة إبراهيم، وإبراهيم حمودة إبراهيم، ومحمد فرج عبد الدايم، وحسين إبراهيم محمد، وعمر أب وبكر عبد الواحد، وعبد التواب ربيع عوض، ومحمد عبد التواب محمد، ومحمد مصطفى قرني، وسامح محمد جمعة، وأحمد جمال علي.
كانت «التنسيقية المصرية» وثقت القبض التعسفي بحق عز الدين أحمد مساء يوم الأربعاء 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2017، من كمين أمني في ميدان الرماية في الهرم، على يد قوات الأمن، واقتادته لجهة غير معلومة، جاء ذلك عقب اعتقال والده بأيام وتهديده حتى يسلم نجله نفسه للشرطة.
وفي يوم الأحد 26 نوفمبر/ تشرين الماضي، وثقت التنسيقية، اعتقالا تعسفيا بحق «عبد السلام محمد عبد السلام علي صالح، مهندس في إحدى شركات الصناعات الغذائية، وأحد أبناء مدينة مشتول السوق في محافظة الشرقية، يوم الثلاثاء 21 نوفمبر 2017، على يد قوات الأمن، واقتادته لجهة غير معلومة.

الإهمال الطبي

وحسب التقرير المعتقل حسام أحمد محمد مروان طالب في كلية الهندسة في جامعة الشروق، لفظ أنفاسه الأخيرة داخل مستشفى سجن العقرب، بعد ما يزيد على 4 أعوام من الحبس الاحتياطي.
وكانت التنسيقية وثقت قبل 4 أشهر تعرض المعتقل حسام مروان للإهمال الطبي المتعمد بحقه داخل محبسه في سجن العقرب، وطالبت بحقه في العلاج، بعد إصابته بمرض خطير يسمى (متلازمة الأعصاب) نتيجة إصابته بدور برد شديد دون علاج أو رعاية طبية، ما أدى إلى تردي حالته الصحية حتى فقد الحركة التامة وأصبح يتنقل باستخدام الكرسي المتحرك أثناء جلسات المحاكمة، في وقت رفضت إدارة السجن نقله إلى المستشفى فضلاً عن منعه من العلاج أو إدخال الأدوية له، في ظل أوضاع الاحتجاز الغير آدمية داخل سجن العقرب، وطوال فترة اعتقاله لم يلق أي رعاية طبية ما أدى إلى تردي حالته الصحية وأصبح لا يقوى على الحركة إلا عينيه فقط.
وبعد محاولات عديدة نقل حسام منذ عدة أشهر إلى مستشفى السجن، ولكن دون جدوى حتى توفي يوم الجمعة 5 يناير 2018
وتناول التقرير تنفيذ الأجهزة الأمنية حكم الإعدام فجر يوم الثلاثاء 2 يناير/ كانون الثاني الجاري، بحق 4 أشخاص على الرغم من ثبوت أدلة براءتهم وهم لطفي إبراهيم إسماعيل وأحمد عبد المنعم سلامة وأحمد عبد الهادي السحيمي وسامح عبد الله يوسف، المتهمين في القضية المعروفة إعلاميا بـ»استاد كفر الشيخ».

انتهاكات السجون

وأشارت التنسيقية إلى «استقبالها استغاثات من ذوي المعتقلين السياسيين في سجن طنطا العمومي من تعرض أبنائهم للعديد من الانتهاكات التي تمارس بحقهم داخل محبسهم وحرمانهم من التريض ودخول دورات المياه، فضلاً عن الضرب والسحل اليومي داخل الزنازين و المعاملة غير الآدمية لهم في التفتيش الذاتي التي تعتبر بمثابة التحرش».
كما أشار ذوو المعتقلين إلى أن» أبناءهم يجردون من جميع متعلقاتهم الشخصية إضافة إلى ملء الزنازين بالمياه وإجبارهم على النوم في داخلها مقيدي اليدين من الخلف وضربهم بالكرباج بحسب ما ورد من أبنائهم».
التقرير لفت إلى ما شهده مركز شرطة كرداسة في محافظة الجيزة، يوم الخميس 4 يناير/ كانون الثاني الجاري، من اشتباكات باستخدام الأسلحة البيضاء، عندما هاجمت مجموعة من المحتجزين الجنائيين، إحدى غرف الحجز وانهالوا على المحتجزين فيها من سياسيين وجنائيين ضربًا وطعنًا، ما أدى إلى إصابة 9 معتقلين بجروح قطعية بينهم اثنان في حالة خطرة.
واتهم المعتقلون ضباط مركز كرداسة بالتواطؤ مع «المحتجزين الجنائيين» لارتكاب هذا الاشتباك في صفوفهم، مشيرين إلى أن الجناة استولوا على كافة متعلقاتهم التي كانت بحوزتهم.

 69 حالة انتهاك لحقوق الإنسان في أسبوع واحد في مصر
اعتقال تعسفي وتصفية جسدية وتنفيذ أحكام إعدام

جدول توزيع الكهرباء في غزة يتحسن بعدما ألغت السلطة أولى «الإجراءات الحاسمة»

Posted: 07 Jan 2018 02:10 PM PST

غزة ـ «القدس العربي» : بدأ جدول توزيع الكهرباء في قطاع غزة بالتحسن قليلا يوم أمس، بعد أشهر من المعاناة التي طالت كل تفاصيل حياة السكان المحاصرين، بعد أن أعاد الجانب الإسرائيلي بطلب من السلطة الفلسطينية، كمية الطاقة المستقطعة المقدرة بـ 50 ميغاواط.
وكانت السلطة قد طلبت من إسرائيل في الأسبوع إعادة الكهرباء المستقطعة، لاغية بذلك أحد الإجراءات الحاسمة التي اتخذتها تجاه حركة حماس، وهو ما من شأنه أن يساهم في إثارة أجواء إيجابية تجاه المصالحة. وقالت سلطة الطاقة والموارد الطبيعية، إن الجانب الإسرائيلي أعاد أمس الأحد الـ 50 ميغاواط من الكهرباء الإسرائيلية لقطاع غزة.
وكانت السلطة الفلسطينية قد طلبت من سلطات الاحتلال في مطلع إبريل/ نيسان الماضي تخفيض كمية الكهرباء المغذية للقطاع من 120 ميغاواط إلى 70 ميغاواط ضمن «الإجراءات الحاسمة» التي اتخذتها تجاه حركة حماس، إضافة إلى خصم 30% من قيمة رواتب موظفي السلطة وهو ما خلق أزمة كهرباء طاحنة، وفوق ذلك أزمة اقتصادية، لا تزال تشهدها مناطق القطاع.
وستشرع الشركة المشرفة على توزيع الكهرباء في غزة على زيادة كمية الطاقة الموفرة للسكان، من خلال العمل على استقرار جدول التوزيع، بعد ورود الكميات اللازمة من الطاقة المتوفرة حاليا.
وكان جدول الطاقة خلال الأشهر الماضية التي شهدت تقليص كميات الطاقة يعتمد على أربع ساعات وصل يوميا للسكان، مقابل 12 ساعة قطع.
ومن المقرر أن يتحسن الجدول ليصل إلى ثماني ساعات وصل مقابل مثلها قطع، وهو أمر سيخفف الأزمة الحالية، التي تشهدها كل قطاعات غزة. وأعلنت سلطة الطاقة الفلسطينية، أن رفع قدرة المغذيات إلى قطاع غزة من70 ميغاواط إلى120 ميغاواط، يأتي حسب خطة أعدتها في المرحلة الأولى من مخطط معالجة أزمة الكهرباء في القطاع التي تستهدف إنعاش قطاع الكهرباء، والحد من النقص في إمدادات الكهرباء، وثمنت قرار الرئيس محمود عباس ورئيس الحكومة لـ «مساعيهما في التخفيف من معاناة أهلنا في قطاع غزة». وجاء قرار إعادة الكمية المستقطعة من الكهرباء، في ظل موجات البرد الشديدة، التي يتأثر بها قطاع غزة في فصل الشتاء، ما من شأن زيادة كمية الطاقة أن تساهم في توفير التدفئة لساعات أكثر للسكان. وكان رئيس الحكومة الدكتور رامي الحمد الله، قد أصدر قرارا بإعادة الـ 50 ميغاواط، وعقب ذلك خاطب رئيس هيئة الشؤون المدنية حسين الشيخ الجانب الإسرائيلي من أجل إعادة هذه الكمية. وكثيرا ما طالبت حركة حماس والفصائل الفلسطينية في غزة السلطة الفلسطينية بإلغاء «الإجراءات الحاسمة» التي اتخذت تجاه غزة، مع بدء تطبيق اتفاق المصالحة الفلسطينية، ويتوقع أن تساهم هذه الخطوة في خلق الأجواء الإيجابية، خاصة وأن الطرفين «فتح وحماس» يبحثان حاليا تطبيق الاتفاق بشأن «دمج الموظفين».
يذكر أن جميع قطاعات غزة تأثرت بسبب أزمة الكهرباء الحادة، وعانت المشافي والمراكز الصحية وكذلك المصانع والورش منها كثيرا، إضافة إلى الأهالي حيث أثرت كثيرا على مجريات حياتهم.
يشار إلى أن قطاع غزة يعتمد على ثلاثة مصادر للطاقة، وهي الخطوط الإسرائيلية التي توفر حاليا 120 ميغاواط، وكذلك الكمية التي تنتجها شركة توليد الكهرباء وقدرها أقل من 50 ميغاواط. وكذلك الخطوط المصرية التي تغذي مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وقدرة الحد الأعلى لها 20 ميغاواط، غير أن أعطالها كثيرة، وبالغالب لا تصل كل الكمية للسكان.
وفي حال توفرت هذه الكميات جميعها فإنها توفر أقل من نصف احتياجات القطاع، المقدرة بنحو 600 ميغاواط يوميا.

جدول توزيع الكهرباء في غزة يتحسن بعدما ألغت السلطة أولى «الإجراءات الحاسمة»

أشرف الهور

النائب عن حماس «فقها»: يجب مواصلة الحراك حتى يسقط قرار ترامب

Posted: 07 Jan 2018 02:10 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: دعا عبد الجابر فقها النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس، إلى ضرورة أن يتواصل الحراك الشعبي والعربي والإسلامي الرافض لقرار ترامب حتى يتم إسقاطه، مطالبا الجهات الرسمية وقيادة السلطة الفلسطينية بضرورة سحب الاعتراف بإسرائيل وإلغاء اتفاقية أوسلو ووقف التنسيق والملاحقة الأمنية للمقاومة الفلسطينية. كما شدد على ضرورة قطع العلاقات مع الولايات المتحدة تحديدا في مجال التواصل الأمني الذي وصفه بالأخطر على شباب الضفة الغربية.
وأكد أنه «بعد شهر من قرار ترامب، باتت تخوفات الفلسطينيين واقعا، في إشارة إلى أن القرار شجع على مزيد من الخطوات الخطيرة المتمثلة في زيادة الاستيطان، والاستيلاء على الأراضي والمقدسات»، لافتا إلى أن أخطرها كان تلك التي أقدم عليها الاحتلال وحزب الليكود في رفع توصية بفرض الوصاية على المستوطنات في الضفة الغربية، وإصدار الكنيست قرارا يمنع التنازل عن القدس إلا بتصويت أكثر من 80 نائبا فيه.
وحذر من أن الاستمرار في الصمت إزاء القرار ينذر بتنفيذ مزيد من الخطط الكارثية على الشعب الفلسطيني، تتمثل في أن يقدم الاحتلال على خطوات أكبر من ذلك، كالموافقة على يهودية الدولة الذي سينعكس سلبا على اللاجئين الفلسطينيين وعلى فلسطينيي الداخل، في ظل صمت عربي وإسلامي خجول، كون ردّات الفعل العربية والإسلامية لم تتناسب مع حجم الحدث. واستغرب من عدم التظاهر بالغضب على الأقل، وذلك من خلال سحب السفراء الإسرائيليين.
وشدد النائب عن حركة حماس على ضرورة رص الصفوف، والوقوف أمام المجلس المركزي بقيادة فتح لاتخاذ قرارات حاسمة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، فيما يخص وهم التسوية.
من جانبه أكد عيسى الجعبري وزير الحكم المحلي السابق في حكومة حماس، أن المشكلة التي يعيشها الشعب الفلسطيني لم تبدأ بقرار ترامب، لأن هذا القرار يأتي ضمن سلسلة انتكاسات تعرضت لها الأمة منذ تم احتلال فلسطين، موضحا أن ذلك لا يعني أن يتم إعفاء الأمة من واجب مقاومة هذا القرار، كما أن عليها واجب مقاومة كل ما كان قبله من قرارات وتصرفات هدفت لمصادرة حق الفلسطينيين خصوصًا والعرب والمسلمين عمومًا في فلسطين كلها.
ولفت إلى أن ردّات الفعل على قرار ترامب لم تكن في المستوى المطلوب، لا شعبيًّا ولا رسميًّا، لا فلسطينيًّا ولا عربيًّا، مع عدم إنكار إيجابية ردّات الفعل الشعبية العربية والإسلامية، مؤكدا أن طموحنا كفلسطينيين يجب أن يكون أعلى مما حدث، وذلك بتوجيه الشعوب للضغط على أنظمتها لوقف ما تقوم به من تنازلات وتنسيق من تحت الطاولة وفوقها.
وأضاف «من الواجب تفهم أن جزءًا من ضعف ردات الفعل العربية تلك يعود للقمع الذي تمارسه الأنظمة، ومن خوف الشعوب من استغلال حركتها لتنشيط مسار المفاوضات العبثية».
وطالب الوزير السابق، المستوى الرسمي الفلسطيني بالعودة للالتئام مع إرادة ورغبات الشعب وتحقيق الوحدة، إضافة لوقف التعاون والتنسيق مع الاحتلال، حتى لو أدى ذلك إلى حل السلطة، مؤكدا أن هذه الأمور مجتمعة تحتاج إرادة وتضحية، ولا يبدو أن المستوى السياسي الفلسطيني الرسمي يتمتع بها الآن.
وكان حسام بدران عضو المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس مكتب العلاقات الوطنية فيها قد قال إن حركته ستدرس المشاركة في الاجتماع الدوري الثامن والعشرين للمجلس المركزي الفلسطيني الذي يعقد في مدينة رام الله. وأكد أن حماس تلقت دعوة رسمية من رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون لحضور المؤتمر الذي سينعقد تحت عنوان «القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية». وأضاف «إننا إذ نقدر هذه الدعوة، لنؤكد حرصنا على دعم كل جهد جمعي ينصب في خدمة القضية الفلسطينية والدفاع عنها، ونجدد التأكيد على أن حماس ستعمل مع الفصائل والقوى الفلسطينية كافة على التصدي للتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية على كل صعيد، ونرى ضرورة العمل ضمن إجراءات حقيقية تعيد الاعتبار للعمل الوطني الفلسطيني، وتوفر له آليات تفعيل تقود لتعزيز الشراكة الوطنية».
وأعلن بدران أنه تلقى رسالة من الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأسير الرفيق أحمد سعدات من داخل سجنه، دعا فيها حركة حماس إلى مواصلة جهود المصالحة، وحثها على دراسة إمكان المشاركة في اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني بإيجابية، خاصة إذا عقدت خارج فلسطين.
وأكد سعدات أن موقف الجبهة الشعبية كان وسيبقى إلى جانب خيارات الشعب الفلسطيني وقواه الحية في المقاومة والنضال من أجل تحقيق المصالحة والوحدة الوطنية والانتصار على كل الكوابح المحلية والدولية التي تعيق طريق إنجازها، وفي مقدمتها رفع العقوبات كافة عن قطاع غزة.

النائب عن حماس «فقها»: يجب مواصلة الحراك حتى يسقط قرار ترامب

أربيل تتهم بغداد بـ«عدم الجدية» في إجراء الحوار… ولا موعد محددا لزيارة الوفد الكردي «الموحد»

Posted: 07 Jan 2018 02:10 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: اتهم رئيس حكومة إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، أمس الأحد، الحكومة المركزية في بغداد بـ»عدم الجدية»، بفتح حوار مع أربيل لمعالجة المشكلات المتراكمة منذ عام 2003.
وأكد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي في الاتحاد الوطني الكردستاني ملا بختيار، في محافظة السليمانية : «أكدنا استعدادنا للحوار مع بغداد لدرجة أن الأمر بات معلوما عند الجميع»، مبيناً أن الحكومة العراقية «غير جادة بفتح حوار رسمي مع الإقليم لحل المشكلات العالقة».
وتابع: «نعيش مرحلة سياسية واقتصادية جديدة في كردستان، وخصوصا ما يتعلق بالعلاقة بين الإقليم وبغداد»، موضحاً: «أبدينا الاستعداد للتحاور مع بغداد لحل جميع الملفات منذ عام 2003 وفقا للدستور».
وبشأن زيارة الوفد الكردي «المعارض» إلى بغداد، قال: «كان من المفترض ان يضم هذا ممثلين عن جميع الاحزاب وليست ثلاثة فقط»، مردفا أن «الذهاب إلى بغداد للتفاوض يجب أن يرتكز على شرعية اساسية للتمثيل في كردستان تكون عبر برلمان الإقليم، وأن حكومة الإقليم هي المعنية بالتفاوض».
تصريحات بارزاني تأتي عقب اجتماع جرى بين وفد الحزب الديمقراطي الكردستاني، والمكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني في محافظة السليمانية.
وترأس بارزاني وفد الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى الاجتماع، الذي ضم روز نوري شاويس، وهوشيار زيباري، وفاضل ميراني، ودلشاد شهاب، في حين شمل وفد الاتحاد الوطني على كل من: هيرو ابراهيم، أحمد وملا بختيار، وجعفر شيخ مصطفى، وحاكم قادر، وفقاً لوسائل إعلام كردية.
وقال: «الاجتماع بين الحزبين كان هاماً حيث بحثنا مسألة الحوار مع بغداد»، مبيناً أن «الحزبين اتفقا على وحدة الصف في مواجهة التحديات الحالية التي تواجه الإقليم».
وأشار إلى أن «علاقة الحزب الديمقراطي الكردستاني بالاتحاد الوطني شهدت تطورا وازدهارا»، مبيناً أن «أي شيء يحدث في كردستان ينبغي أن يكون بالتنسيق بين هذين الحزبين وباقي الأحزاب الأخرى».

المطالبة بوفد رسمي

في الموازاة، علق مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي في الاتحاد الوطني الكردستاني، ملا بختيار، على الوفد الكردي الذي زار بغداد مؤخراً، قائلاً إن «الوفد لم يجر مشاورات مع حكومة إقليم كردستان قبل ذهابه إلى العاصمة، إضافة إلى عدم إبلاغ أربيل بنتائج المشاورات».
وأكد أن «الذهاب لبغداد يجب أن يكون لوفدٍ يحمل شرعية برلمان كردستان».
وأوضح السياسي الكردي أن «التفاوض مع بغداد الذي يضمن وحدة العراق وتآلفه يجب أن يكون من خلال وفد رسمي عن الحكومة في أربيل»، مضيفاً أن «في حال استؤنفت المفاوضات نحن يسعدنا أن تكون زيارة الأطراف الثلاثة أثمرت باتجاه حلحلة المشكلات».
وفيما يخص الموازنة، قال بختيار إن «صندوق النقد الدولي أوضح بشكل دقيق موقفه وأصر على أن يكون هناك تفاهم بين بغداد وأربيل».
الحزب الديمقراطي الكردستاني، أكد ترحيب حكومة إقليم كردستان العراق بخطوة بغداد و»إعلان» استعدادها للحوار.
وقالت النائبة عن الحزب في مجلس النواب العراقي، أشواق الجاف، لـ«القدس العربي»: «في الفترة السابقة كانت حكومة الإقليم هي التي تدعو للحوار، وكانت بغداد ترحب بذلك لكن إعلامياً»، مشيرة إلى إن «دعوة بغداد الأخيرة يجب أن تترجم إلى خطوة فعلية على أرض الواقع، وإعادة تنظيم العلاقة بين الحكومتين وفقا للأطر القانونية والدستورية».
وشددت على أهمية أن تحل جمع القضايا الخلافية بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية «وفقا لروح الدستور العراقي وليس بروح المزاج السياسي، الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه الآن»، على حدّ قولها.
وعن موعد زيارة الوفد الكردي المرتقبة إلى العاصمة العراقية بغداد للشروع بالحوار، أكدت أن «موعد زيارة الوفد مرتبط بالحكومة الاتحادية».

ضغوط دولية

أما نائب رئيس كتلة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في مجلس النواب العراقي، بختيار شاويس، فقال لـ«القدس العربي»: «على الرغم من استمرار الأزمة بين بغداد وأربيل، وعدم حسم مسألة الاستفتاء والمطارات والمنافذ الحدودية ورواتب الموظفين في الإقليم، غير إن هناك ضغوطات من دول إقليمية وأوروبا والولايات المتحدة على الحكومة الاتحادية للجلوس إلى طاولة الحوار مع حكومة إقليم كردستان».
وأكد المسؤول الكردي أن «حل الأزمة بشأن المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، مرهون بتطبيق المادة 140، ولو تم تنفيذ بنود هذه المادة لما وصل بنا الحال إلى ما نحن عليه».
وطبقاً لشاويس فإن «تطبيق الدستور روحا ونصا كفيل بحل جميع القضايا الخلافية بين بغداد وأربيل، لكن المشكلة هي أن كل طرف يحاول تفسير الدستور بما يتلاءم ومصلحته».

وفد المعارضة يواصل لقاءاته

ويواصل الوفد الكردي المعارض الذي يزور بغداد حالياً سلسلة لقاءاته بالقادة السياسيين، كان آخرها الاجتماع برئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي همام حمودي.
ونقل بيان للمكتب الإعلامي لرئيس المجلس الأعلى، عن الأخير قوله، إن «العلاقة بين الحكومة الاتحادية والإقليم ماضية نحو تصحيح المسارات السابقة التي أثبتت أنها خاسرة وخاطئة ولم تكن بمصلحة العراقيين على حد سواء»، مرحبا «بحل الإشكالات بين الحكومة والإقليم عبر الحوار والدستور».
وجدد تأكيده «الالتزام بإجراء انتخابات نزيهة وشفافة في موعدها المقرر، التزاما ببنود الدستور»، محذرا من أن «تأجيلها سيفتح نار جهنم على العراق».
وأكد، «سعيه لتشكيل لجنة برلمانية لمتابعة المسائل المتعلقة بين المركز والإقليم طبقا للآليات الدستورية».

أربيل تتهم بغداد بـ«عدم الجدية» في إجراء الحوار… ولا موعد محددا لزيارة الوفد الكردي «الموحد»
«الديمقراطي» و«الاتحاد الوطني» يصفان «الوفد المعارض» بعدم الشرعية… ويتفقان على وحدة الصف
مشرق ريسان

نائب تونسي يتّهم الحزب الحاكم باستمالة القضاء لمنعه من دخول مبنى البرلمان

Posted: 07 Jan 2018 02:10 PM PST

تونس – «القدس العربي» : اتهم نائب تونسي جديد الحزب الحاكم باستعمال القضاء لمنعه من دخول البرلمان، فيما وصفت المعارضة هذا الأمر بأنه «فضيحة سياسية» منتقدة محاولة استعمال القضاء العسكري لتصفية الخصوم السياسيين.
وأصدر الناشط ياسين العيّاري الذي فاز مؤخرا في الانتخابات البرلمان الجزئية في دائرة ألمانيا بيانا للرأي العام عبر صفحته في موقع «فيسبوك» كتب فيه «بعد فوز قائمة أمل في الإنتخابات الجزئية في ألمانيا، تقدمت قائمة نداء التونسيين في الخارج (تحصلت على 34 صوتا) في طعن لدى المحكمة الإدارية. الطعن رفض شكلا، و هذا كان متوقعا، لأن الطاعن طعن في ترشحي، في حين انقضت آجال الطعن في الترشح وأبواب الطعن المفتوحة هي في النتائج التي اعترف بها الجميع، و هذا ما ذهبت إليه المحكمة. و رغم بداهة بطلان الطعن، فإن الطاعن ذهب للتعقيب، مما يوحي أنها مناورة سياسية الهدف الوحيد منها ربح الوقت، و تأجيل الإعلان على النتائج النهائية وبالتالي تأخير تسلمي لمهامي كنائب منتخب ديمقراطيا».
وأضاف «في الأثناء، تحصلت يوم الخميس 04 جانفي «كانون الثاني» 2017 على معلومات أن المحكمة العسكرية حاكمتني غيابيا في قضية: إتيان فعل موحش ضد رئيس الجمهورية والمس من كرامة الجيش الوطني، وأن هذه القضية فتحت مباشرة بعد خروج نتائج الإنتخابات. كلّفت المحاميين الأساتذة بشر الشابي ومالك بن عمر وسيف الدين مخلوف بالتحري في الموضوع. وفي مخالفة واضحة للقانون واستهتار في حقوق الدفاع وبأبسط شروط المحاكمة العادلة، رفضت كتابة المحكمة إعلام المحامين بأي معلومة تخص القضايا المرفوعة ضدي».
وتابع العياري «بعد إصرار المحامين، و طلبهم مقابلة وكيل الجمهورية العسكري، تحصلوا منه على المعلومات التالية : هناك على الأقل قضيتان ضدي في القضاء العسكري فتحتا بعد خروج نتائج الانتخابات. حوكمت غيابيا يوم 2 جانفي (كانون الثاني) وأجّل القاضي الجلسة إلى يوم 6 مارس (آذار)، وقد طلبت النيابة العسكرية رسميا تغيير موعد الجلسة و تقديمه إلى أجل أقرب (يريدون صدور حكم قبل خروج النتائج النهائية). لازالت هناك قضية في التحقيق، فتحت أيضا بعد صدور النتائج الأولية للإنتخابات الجزئية، دون مدهم برقم القضية ولا بالتهمة، في مخالفة واضحة وصريحة لأبسط قواعد المحاكمة العادلة»، مشيرا إلى أنه سيعود في بداية شهر شباط/فبراير المقبل إلى تونس لمواجهة «هذه الفضيحة السياسية والمهزلة القانونية».
وكان رئيس هيئة الانتخابات محمد التليلي منصري أعلن في كانون الأول/ديسمبر الماضي فوز ياسين العيّاري مرشح قائمة «الأمل» المستقلة في المقعد الوحيد للانتخابات البرلمانية الجزئية لدائرة ألمانيا بحصوله على 284 صوتا بنسبة 21.83 من مئة متفوقا على مرشح حزب «نداء تونس» فيصل الحاج طيب بفارق 31 صوتا فقط (19.45 من مئة)، فيما جاء مرشح «التيار الديمقراطي» (معارضة) جميل المثلوثي في المرتبة الثالثة بواقع 135 صوتا (10.43 من مئة).
وكتب زهير إسماعيل القيادي في حزب «حراك تونس الإرادة»: «ما يتعرّض له نائب الشعب ياسين العياري خطيئة يتحمّلها من خطّٰط لها وأمر بها، ومن رضي بتنفيذها باسم الدولة ومؤسساتها. وهي فضيحة لا تكاد تستثني أحدا، وأوّل المؤسسات المعنية: مؤسسة القضاء العدلي والإداري (القضاء العسكري في القضايا المدنيّة!)، ومجلس النواب ونوابه (ياسن العياري زميلهم المنتخب انتخابا ديمقراطياً). هم يعرفون أن دخول البرلمان ياسين سيمثّل إضافة نائب واحد إلى «صفّ المعارضة»، وبقي من الدورة النيابية الحاليّة أقل من عامين. فلا العدد ولا الزمن يحتملان إمكانية تهديد ميزان القوى في مجلس النواب، رغم ما برهن عليه ياسين من قدرات نوعيّة تكاد تقطع حتى مع صورته السابقة والتي اجتهد الإعلام المأجور في التذكير بها للتشويش».
وأضاف المحامي سمير بن عمر رئيس الهيئة السياسية لحزب «المؤتمر من أجل الجمهورية»: «لا لاقحام القضاء العسكري في الخصومات السياسية، سلطة الحرب على الشعب تريد ارجاع القضاء العسكري الى المربع الاول: العصا الغليظة التي يضرب بها الخصوم السياسيون».
وتابع بن عمر «محاولة الالتفاف على نتائج الانتخابات التشريعية الجزئية عن دائرة ألمانيا من خلال استهداف النائب عن الائتلاف الثوري المعارض لمنظومة الحكم يعتبر تآمرا على المسار الديمقراطي سوف نتصدى له بكل الوسائل والطرق القانونية وسنلاحق كل المتورطين في هذه المؤامرة أمرا وتنفيذا وذلك أيا كانت صفاتهم ومواقعهم. ونحذر حكومة الحرب على الشعب من التورط في استعمال هذه الورقة في اطار الحرب المستعرة بين مختلف شقوق منظومة الحكم».
واعتبر القاضي أحمد الرحموني رئيس المرصد التونسي لاستقلال القضاء أن إقحام القضاء العسكري في الخصومات السياسية «يرسخ الاعتقاد بان الالتجاء من قبل السلطة الى المحاكم العسكرية لفض النزاعات المدنية لم يعد مجرد سوابق معزولة بل اضحى توجها مستقرا يهدد الحريات العامة والفردية»، محذرا من أثر ذلك على «تجربتنا الديمقراطية واستقرارنا وعلى ما تحقق لنا – بعد خيبات- على مستوى حماية الحقوق الاساسية والحريات!».
وأضاف «يظهر ان الحكومات لم تتعظ من التداعيات التي يخلفها في كل مرة مرور الاشخاص المدنيين امام القضاء العسكري او جرالقضاة العسكريين الى محاكمات السياسة والراي والصحافة او وقوف النشطاء بعد الثورة – ويا للفداحة – امام محكمة الجرائم العسكرية (قضايا فرحات الراجحي – ايوب المسعودي – حكيم الغانمي – رؤوف العيادي – نجاة العبيدي- ياسين العياري اكثر من مرة». ويبدو ان السيد رئيس الجمهورية «مُغرم» بالقضاء العسكري حتى ان أهالي الشهداء وجرحى الثورة لا زالوا الى الان يتجرعون «عذابات العدالة» منذ إحالة قضاياهم مبكرا الى المحاكم العسكرية وترسيخ اختصاصها بعد صدور المرسوم المؤرخ في 29 يوليو (تموز) 2011 المتعلق بتنظيم القضاء العسكري وضبط النظام الاساسي للقضاة العسكريين في ظل الحكومة المؤقتة للسيد الباجي قائد السبسي».
يذكر أن فوز العيّاري في الانتخابات الأخيرة شكل صدمة كبيرة لأحزاب الائتلاف الحاكم التي تبادلت الاتهامات حول الجهة المسؤولة عن فوز المرشح الذي يتلقى دعما خاصا من قبل الرئيس السابق منصف المرزوقي، فيما اعتبرت المعارضة أن فوزه «هزيمة» للحزب الحاكم الذي قالت إنه أنفق أموالا طائلة كي يُوصل مرشحه إلى قبة البرلمان.

نائب تونسي يتّهم الحزب الحاكم باستمالة القضاء لمنعه من دخول مبنى البرلمان

حسن سلمان

جدل في المغرب بعد قرار رفع تكاليف التكوين في مدارس السياقة

Posted: 07 Jan 2018 02:09 PM PST

الرباط –« القدس العربي»: بعدما أثار قرار فرض غرامة مالية على المشاة الذين لا يحترمون الممر الخاص بهم، أثار قرار تنفيذ رفع تكاليف التكوين في مدارس السياقة وتجديد أسئلة الامتحان، وتدابير أخرى تخص مؤسسات تعليم السياقة.
وتتمثل القرارات الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ، في تحديد السعر الأدنى للتدريب بمبلغ ما يعادل 280 دولار، ورفع ساعات التدريب النظري إلى 20 ساعة، ومثلها في التدريب التطبيقي، علاوة على تحديد سقف النجاح في 34 نقطة من 40 سؤالاً، عوض 30 من 40 التي كانت في السابق. كما سيتمّ تقليص عدد المرشحين لاجتياز امتحان رخصة السياقة إلى 10 عن كل سيارة شهريا بالنسبة لرخصة السياقة (ب)، مع فتحها بالنسبة للرخص الأخرى، أيْ إنّ كلَّ مدرّب لا يمكنه أن يدرّب أكثر من عشرة أشخاص، وذلك بهدف ضمان تكوين جيد للمتدربين. كما أنّ المدّة التي يستوجب أن يقضيها المتدربون في التكوين، النظري والتطبيقي، قبل اجتياز امتحان رخصة السياقة، أصبحت مُحدّدة في 45 يوما. وستعتمد الوزارة المكلفة في النقل لتفعيل هذه الإجراءات، آلية تتمثل في توقيع عَقْد التكوين بين المرشّح ومؤسسة تعليم السياقة، مع المصادقة عليه لدى المصالح الإدارية المختصّة. ويتضمّن هذا العقد، أيضا، تاريخ إجراء الامتحان التطبيقي الأول. وقال الوزير المغربي المكلف في النقل، محمد نجيب بوليف إن «هذه المقتضيات الإدارية والقانونية التي انطلق العمل بها تعد بمثابة تصحيح وتجويد للأوضاع القائمة بشأن سلامة المرور في الطرق وتحسين تدريب المرشحين للحصول على رخص السياقة. مضيفا أنه ما بين 15 و40% من رُخص السياقة التي يحصل عليها المغاربة تُسلَّم بطريقة غير مقبولة، إما بسبب منْحها مقابل رشاوى تقدّم إلى المُمْتحِنين أثناء الامتحان، أو بسبب عدم استيفاء المرشحين لعدد ساعات التدريب، في شقيه النظري والتطبيقي، الكفيلة بجعلهم متمكّنين من قواعد السياقة، مُقرّا بأنَّ تعليم السياقة في المغرب فيه إشكالات حقيقيون». وفي الوقت الذي ترى فيه الوزارة الوصية اتخاذها لهذه الإجراءات ما هي إلا رد للإعتبار لرخصة السياقة، وإضفاء الشفافية على امتحانات الحصول على رخصة السياقة، وكسب رهان التقليل من حوادث السير، عبر عدد من المواطنين عن انزعاجهم من رفع تكاليف التدريب، كونها تثقل جيوب الفئات الفقيرة، ولا يستطيعون سداد هذا المبلغ مقابل نيل رخصة القيادة.
يذكر أن الأمر لم يتوقف عند إجراء رفع تكاليف التكوين في مدارس السياقة، بل تجاوز ذلك إلى تطبيق قرار تغريم أصحاب السيارات الذين ما زالوا يثبتون واقيات الصدمات على مركباتهم، حيث وجّه المركز الوطني للتجارب والتصديق التابع لوزارة التجهيز والنقل واللوجستيك، أوامر إلى مراكز الفحص التقني في مختلف مناطق البلاد، بضرورة منع جميع العربات من تركيب واقي الصدمات، وعدم تسليم شهادات المعاينة للعربات المجهزة بهذه القضبان، مقابل غرامات تتراوح بين 5 آلاف درهم إلى 30 ألف درهم، وفي حالة العود تتم معاقبة المخالف في السجن بين ثلاثة أشهر وسنة واحدة.

جدل في المغرب بعد قرار رفع تكاليف التكوين في مدارس السياقة

فاطمة الزهراء كريم الله

التنوير ومأزق الهوية

Posted: 07 Jan 2018 02:09 PM PST

هل يمكن الحديث عن التنوير في حالة انقطاع البث نهائيا عن شاشة الوجود العملاقة العاكسة لروح العصر ومكوث المفكر التنويري العربي أمام رشّ حباتها البيضاء والسوداء، علّها تذكّره بشريط طموحاته المأسورة بين جملة من الادعاءات: ادعاء المعرفة وادعاء الحداثة وادعاء التنوير في مجتمعات لم تصل بعد إلى مرحلة إرساء الأسس العقلانية، لتحقيق إيٍّ من هذه الشروط على أرض الواقع؟
وماذا لو أن المشكلة التي تؤرق التنويريين في العالم العربي لا تعدو أن تكون مشكلة تنموية بالأساس لا علاقة لها لا بهيمنة الدين، ولا بزيف التديّن، ولا بسطوة التراث؟ وماذا لو أن مشكلة المجتمعات العربية هي مشكلة سياسيّة لا تتطلب من مفكريها المتنورين غير محاولة الانعتاق من زنزانة التفكير داخل أقبية النموذج الغربي، وتحرير أنساق التفكير العربية من الهيمنة الفلسفية الغربية والانتقال، من ثمّة، إلى الاشتغال الجاد والحازم على إيجاد حلول نظرية وآليات تطبيقية فعالة، تؤدي إلى احترام الإنسان وإعادة الاعتبار لقيمة العمل، والتسيير الشفاف لمصادر الثروة، وتوزيعها توزيعا عادلا، وتدوير الحوكمة، وترسيخ أهمية التعليم، والقضاء على الأمية الضاربة أطنابها في عمق التجمّعات السكنية في عواصم المدن الكبرى، ناهيك عن هوامشها الممتدة إلى عمق الريف، حيث لا ماء ولا كهرباء ولا مواصلات ولا عناية صحيّة؟
يستند الخطاب التنويري العربي في ما يقدمه من نقاشات تفاعلية متشنجة في الراهن الافتراضيّ على نعت مجتمعه بالتخلّف حتى ليبدو أنه الوحيد الذي يحقّق التقدّم، ويستند إلى نعت مجتمعه بالجهل المقدّس، بالنظر إلى ما يعتقد التحكم فيه من معرفة مدنّسة، ويستند إلى نعت مجتمعه بالظلامية المعشّشة في عمق أفراده حتى ليبدو أنه الوحيد القادر على إضاءة المدينة الفاضلة التي ستغرق في الظلمات إذا ما حدث وقرر أن يقطع عنها محرّكات أنواره. ولعل في ذلك ادعاءات كبيرة يراد منها أن تأخذ طريقها إلى الترسّخ في واقع الممارسة الفكرية والفلسفية، كما لو أنها حقائق ثابتة.
إنها أزمة الاختصارات الكبرى التي استقاها المثقف التنويري المتعالي من القراءة المستعجلة للتجربة الغربية، وهي تصف حالتها المنضوية تحت أزمنة متباعدة وسياقات تاريخية مختلفة، مُحاولا إلصاقها عنوةً بمجتمعه من خلال تلقيمٍ هجينٍ لشجرة الحداثة الغربية، في بيئة مناوئة تاريخيا واجتماعيا وحضاريا. لقد أصبحت هذه التوصيفات تحيل إلى بؤرة حساسة وخطيرة في بنية الخطاب التنويري، بما أضحى يرافقها من تمركز وأدلجة وإقصاء ونكران وانغلاق تدلّل كلّها على عمق المأزق المنهجي المرتبط بانسداد أفق المبادرة الفكرية، وتوقف الدوافع العقلانية عن النظر إلى المجتمعات العربية في تاريخها المسكوت عنه، وفي راهنها المأزوم، وإلى طبيعة حراكها المعقّد برؤية متوثبة وعقل ناقد، بسبب ما تكبّده الفكر العربي، شأنه شأن الأنظمة السياسية التي تحميه ويدعمها، من فشلٍ في مشاريعه الفكرية، ومن هزائم سياسية انعكست على واقع اجتماعيّ لم يعد من الممكن التحكم في مساراته، ولا اختزال هزّاته الغامضة في المقولات التنويرية الجاهزة.
ربما دلّت هذه الحالة على وصول الخطاب التنويري إلى محطة الوقوف وجها لوجه أمام هذا الجدار الكبير، نظرا لما صار يطرحه مسار التنوير في العالم العربي من أسئلة حرجة تتعلّق بمصيره المرتبط بمدى صلاحية منهجه، وما يعترضه من معوقات الانقذاف العقلاني في حركية القرن الجديد، بالنظر إلى الحلم الحداثيّ الذي راود جيلا كاملا من المثقفين ومن ممتهني الفلسفة في العالم العربي والإسلامي، طيلة ما يفوق القرن من الزمن، قضاها المفكرون الأكثرُ جديّةً وجرأةً في محاولة النقل الحرفي لقيم الحداثة الغربية والتنظير الاستعجالي المشوب بكثير من الرومانسية الحالمة لصدى تجربتها، ما أدّى إلى خلق تراكم كِتابيّ في موضوعات غير محسومة، لم تزد الغموض المحيط بإشكاليات الحداثة والعصرنة والتقدم إلا غموضا، ولم تزد مقارباته للتراث وللتاريخ وللهوية إلاّ تأزيما.
إنه الجدار الكبير الشبيه بالشاشة العملاقة التي لم تعد تبث محاولة جبر صورة الذات المكسورة بالنظر إلى تحديات التحرير والوطن والهزيمة التي كابدها الإنسان في العالم العربي الإسلامي خلال القرن العشرين، وإنما صارت تعكس حقيقة انقطاع البث نهائيا، بالنظر إلى ما آلت إليه هذه الذات من حالة تفكّك، وهي تقف أمام الفجيعة الكبرى المتولّدة عن الفشل الذريع لمشروع تحديثيّ دام أكثر من قرن، ادعى فيه كلّ مدعٍ أحقيته بالتفكير وأسبقيته بالتحرير وأولويته بالتنوير، ولم تعد كل هذه الادعاءات غير رجع صدى قاتل يعوي في فراغ هذه الذات المكسورة فلا يجد ما يواجه به واقعه غير العودة إلى ما كتبه أسلافه في حالة تشبه الحالة المرَضية التي ينتهي صاحبها الفيلسوف، لا بحرق أعماله التي أفنى عمره أو بعض عمره في كتابتها وحسب، وإنما بحرق مكتبة الذات الجمعيّة المتروكة لأَرَضةِ الوقت تفعل فيها ما لم تفعله في عصا النبيّ سليمان.
لقد رسم العديد من ممتهني الفلسفة في العالم العربي لأنفسهم ولقرائهم آفاقا يجب عدم تجاوزها، وسقوفاً يجب عدم التطاول عليها، ومن ضمنها الترويج لفكرة مغلقة وإقصائية عن التنوير، مفادها أن التنوير إما أن يكون علمانيا لائكيا لا دينيا أو لا يكون. وهم بذلك لا يختلفون عمّن اجتهدوا في نقد أفكارهم وتقويض أيديولوجياتهم المغلقة. إن حصر التنوير في هذه النظرة الضيقة لا يدخل في باب تضييق الواسع وحسب، وإنما يتجاوزه إلى السير بالمجتمعات وبنخبها إلى تأزيم الذات بمحدّدات تعطي صورة عن مؤشر الحرية الذي يتخفّى وراء المشاريع التنويرية، التي تصرّ على تسيير المنظورات المستقبلية. وهو يمثل، في أحد أوجهه، سطوا واضحا على آراء الآخرين، ونفيا للاختلاف الذي يدعون إليه، وتضييقا لدائرة التفكير التي ينادون بتوسيعها. وهو، في النهاية، إقصاء لعدد كبير من التجارب التنويرية التي شهدها القرن الماضي. وهي التجارب التي حاولت أن تعي العالم انطلاقا من الذات، كما هو الحال بالنسبة لمفكري عصر النهضة المعروفين، ونكران تجارب راهنة تحاول أن تطرح فكرة تحقّق الذات العربية المسلمة وجوديا، من وجهة نظر مختلفة، من خلال التأكيد على إمكانية تأسيس ممارسة فلسفية تقرأ العالم الغربي بعقل متسيّد لا يخون أصوله الفكرية ولا يقايض راهنه بمنطلقاته الحضارية.

٭ شاعر وأكاديمي من الجزائر

التنوير ومأزق الهوية

عبد القادر رابحي

إيران تستقبل الذكرى الـ39 لثورتها وسط توترات محلية وإقليمية

Posted: 07 Jan 2018 02:08 PM PST

الاحتجاجات التي شهدتها المدن الإيرانية الاسبوع الماضي كانت في اساسها بدوافع اقتصادية، بعد ان تضافرت عوامل عديدة لترفع معدلات التضخم والاسعار ونسب البطالة. ولكنها سرعان ما تحولت إلى حوادث شغب ودعوات تستهدف النظام الاسلامي الذي تأسس بعد انتصار الثورة قبل اربعة عقود. والاحتجاجات من هذا النوع طبيعية خصوصا في الدول الكبرى والديمقراطية. وما اكثرها في العواصم الغربية التي تشهد احتجاجات وتظاهرات للاسباب نفسها. وتشهد عواصم مثل لندن وباريس حوادث مشابهة بين الحين والآخر خصوصا في ظل سياسات التقشف التي تنتهجها حكومات هذه الدول. بل ان جوهر الممارسة الديمقراطية في اغلب هذه البلدان يتأثر كثيرا بالاوضاع الاقتصادية ويتم انتخاب حزب دون غيره لأن سياساته الاقتصادية او أداءه في الحكم يستهوي الناخبين.
ومنذ عقود تعاني الجمهورية الاسلامية الإيرانية من اوضاع اقتصادية ضاغطة لاسباب عديدة: أولها القيود التي فرضت عليها بعد الثورة التي اخرجتها من الفلك الغربي. وساهمت ازمة الرهائن الامريكيين في فرض حصار استمر حتى الآن. ثانيها: ان الحرب العراقية ـ الإيرانية ساهمت في الضعف الاقتصادي، فقد استهلكت قسما كبيرا من الدخل القومي واحدثت دمارا احتاج عقودا لاصلاحه، وقلصت الصادرات النفطية اما نتيجة قصف موانئ التصدير في جزيرتي خرج وسيري او بسبب الحصار وامتناع الدول الغربية عن استيراد النفط الإيراني. ثالثها: بروز الملف النووي قبل خمسة عشر عاما الذي ساهم في إحكام الحصار ليشمل الجانب المصرفي، فلم تستطع إيران استلام العائدات النفطية عبر الوسائل المصرفية المعتادة. رابعها الزيادة الكبيرة في عدد السكان، اذ تجاوز 80 مليونا، مع تراجع العائدات في الوقت نفسه. ويسجل لإيران ان اربعة عقود من الحصار الاقتصادي ساهمت في تحريك ادمغة قادتها وعلمائها ليتوجهوا نحو التصنيع باشكاله المتعددة والاهتمام بالانتاج الزراعي لتحقيق قدر من الاكتفاء الذاتي.
وثمة من يقول ان التحاق إيران بما يسمى «الاقتصاد الحر» كان من عوامل تأزيم الاوضاع الاقتصادية. فبعد توقيع الاتفاق النووي في العام 2015 تصاعدت توقعات الشعب وآماله بانفراج اقتصادي واسع، خصوصا ان الدول التي وقعت عليه (الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الامن بالاضافة إلى المانيا) قدمت وعودا مغرية برفع الحصار واعادة الاموال المحتجزة في الخارج. ويتضح اليوم ان العائد الاقتصادي من ذلك الاتفاق لم يكن بمستوى طموح الجماهير وآمالها. ففي مقابل استعادة إيران جزءا من مستحقاتها المالية من الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية، الا انها قليلة جدا اذا قورنت بالموازنة السنوية التي تبلغ 110 مليارات دولار. وفي الوقت نفسه انخفضت اسعار النفط إلى ما دون النصف مقارنة بما كانت عليه قبل عشرة اعوام تقريبا. ومع ان إيران سعت لزيادة صادراتها النفطية وأطلق مسؤولوها تصريحات تشير إلى امكان رفع الصادرات إلى اكثر من اربعة ملايين برميل يوميا، الا انها لم تتجاوز 3 ملايين في ذروتها في شهر آذار/مارس الماضي. وهكذا تقلصت العائدات النفطية في الموازنة إلى اقل من 40 مليارا في العام. وكان حريا بالرئيس الشيخ حسن روحاني ان يدرك بشكل واقعي الصعوبات الاقتصادية التي يعاني المواطنون منها وان لا يلجأ لرفع الدعم عن بعض الاحتياجات الحياتية الملحة كالخبز والبنزين. وفي خطابه امام البرلمان الشهر الماضي الذي طرح فيه موازنة للسنة المالية المقبلة (التي تبدأ في شهر آذار/مارس) قال انها ستؤدي إلى «توفير فرص عمل وبذلك يتقلص معدل البطالة (الذي وصل إلى 13 بالمائة حسب الارقام الرسمية) وتتراجع حالة الفقر وتتحقق العدالة الاجتماعية». ولذلك فحين اندلعت الاضطرابات تساءل الكثيرون عن مدى واقعية التوقعات من تلك الموازنة. هذا مع العلم ان ارقام صندوق النقد الدولي تشير إلى نمو الناتج المحلي بمعدل 12.5 بالمائة في العام الذي سبقها.
مناهضو النظام الاسلامي يركزون على مخصصات بعض القطاعات العسكرية والامنية، ويرون فيها توسعا غير مقبول. وخلال الاحتجاجات الاخيرة اشار البعض إلى دعم إيران لما تسميه «حركات المقاومة» وهو عنوان ارتبط بهوية الثورة واهداف قادتها منذ اربعة عقود. فهناك دعم لمجموعات المقاومة اللبنانية والفلسطينية، وبعض المجموعات المسلحة العراقية، بالاضافة للانفاق على الحرس الثوري وقوات التعبئة الشعبية ومكتب الولي الفقيه. وليس في هذا جديد، لأن موازنات دول العالم تتضمن بنودا مشابهة. فنظام الحكم الإيراني يعتبر الحرس الثوري ضمانة ضد اية محاولة لزعزعة امن النظام او الانقلاب العسكري عليه. وقد تعلم القادة الإيرانيون درسا بليغا من تجربة الانقلاب على الرمز الوطني التاريخي، محمد مصدق، الذي دبرت الاستخبارات الامريكية والبريطانية انقلابا عليه في 1952.
ولدى الدول الاخرى مؤسسات على غرار الحرس الثوري. فقد كان لدى النظام العراقي في عهد صدام حسين «الحرس الجمهوري» المكلف بحماية النظام ورئيسه وحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم. ولدى المملكة العربية السعودية «الحرس الوطني» الذي بقي عقودا تحت قيادة الامير عبد الله بن عبد العزيز آل سعود. وحتى الحكومات «الديمقراطية» الغربية تمتلك اجهزة استخباراتية او امنية خاصة، فلدى بريطانيا قوات SAS التي تفتخر بها المؤسسة الحاكمة وتستخدمها لحماية النظام في الداخل وبسط النفوذ خارج الحدود. وهكذا اصبحت تعقيدات الدولة الحديثة تتطلب تشكيلات خاصة لحماية نظامها السياسي ومنع الانقلابات او التصدي للارهاب المنظم وكافة محاولات التخريب والشغب. ويعتبر النظام الإيراني من أبلغ مصاديق الادلجة السياسية. فهو لا يخفي طبيعته واهدافه بل يطرحها ويدافع عنها.
إيران بين الضغوط الاقتصادية داخليا والاستهداف السياسي الخارجي، إلى اين تسير؟ وما مدى الاخطار الداخلية والخارجية التي تهدد امنها ونظامها؟ ثمة حقائق يجدر ذكرها: الاولى ان المواطن الإيراني يواجه صعوبات معيشية كبرى لا يجوز التقليل من شأنها، واسبابها عديدة تم التطرق لبعضها اعلاه، الثانية: ان إيران مستهدفة من اعداء يزدادون شراسة، تتصدرهم الولايات المتحدة والكيان الاسرائيلي لاسباب معروفة. ثالثها: ان هناك قوى إقليمية تستهدف إيران بدعوى تمدد نفوذها الإقليمي في العراق وسوريا ولبنان واليمن. رابعها: ان إيران، كغيرها من البلدان، تعاني من تعدد مراكز القوى والتباين الفكري والاختلاف الايديولوجي، وان هناك تيارات تعتقد بضرورة التركيز على الداخل والانكماش في الخارج، وترفض توسع النفوذ الإيراني في المناطق المذكورة. خامسها: ان الاستهداف الخارجي ليس موجها لإيران فحسب، بل ان دولا اسلامية كبرى اصبحت في مرمى ادارة الرئيس الامريكي، دونالد ترامب. فقد استهدفت تركيا العام الماضي بمحاولة انقلابية خطيرة لا تنفصل عن الرغبات الامريكية، ووجه ترامب مؤخرا سهامه نحو باكستان مهددا بقطع المعونات عنها ومدعيا بدعوى ان امريكا تدفع ولا تحصل شيئا في المقابل.
وقال في احدى تغريداته مؤخرا: «ان باكستان لم تعطنا شيئا سوى الخداع والكذب». واضاف ان باكستان «تؤوي الارهابيين الذين نتعقبهم في افغانستان». وقد قررت ادارته الاسبوع الماضي تعليق الدعم المالي الذي يتجاوز المليار دولار سنويا. وباستهداف هذه الدول الثلاث اتضحت الرسالة الامريكية للعالم الاسلامي بانه يسعى لتركيعها جميعا كما فعل بالسعودية. وجاء في الكتاب الذي يعتزم كبير مستشاري الرئيس الامريكي السابق،ستيف برانان اصداره بعنوان «النار والغضب: فى بيت ترامب الأبيض» ان الرئيس الأمريكي أخبر أصدقاءه أنه هندَس انقلابا في السعودية مع صهره جاريد كوشنر، وذلك بعد تولي محمد بن سلمان منصب ولي العهد في السعودية. ونسب إلى ترامب تغريدة تقول: «لقد وضعنا رجلنا في القمة». هذه الحقائق دفعت الرئيس التركي، طيب اردوغان، الذي يزور فرنسا للقول: «لا يمكننا أن نقبل تدخل بعض الدول على رأسها إسرائيل وأمريكا في شؤون إيران وباكستان».

٭ كاتب بحريني

إيران تستقبل الذكرى الـ39 لثورتها وسط توترات محلية وإقليمية

د. سعيد الشهابي

الإحتجاجات المطلبية والسياسة

Posted: 07 Jan 2018 02:08 PM PST

خلال السنوات الماضية، وفي إتجاه مقاومة سياسات الحكومة السودانية، العاجزة تماما عن توفير إحتياجات الناس الأساسية، تفتقت عبقرية الشعب السوداني عن إبتداع شكل جديد للإحتجاج الجماهيري السلمي يطالب الحكومة بتنفيذ مجموعة من المطالب الضرورية للحياة الآدمية، مثل توفير مياه الشرب النقية، تأهيل المستشفيات أو توفير مركز صحي للخدمات الصحية الأساسية، توفير المدارس، توفير الكهرباء ولو لمدة محددة يوميا، وتعويض عادل عن الأراضي والمنازل التي تغمرها بحيرات السدود التي تبنيها الحكومة دون استشارة أهل المنطقة. شكل الاحتجاج الجديد هو افتراش سكان المنطقة المعينة الأرض في أكبر ميادين عاصمة الإقليم المعني، وبدء اعتصام مفتوح، تتعدد جولاته، وتتنوع طبيعته من رفض التعامل مع أجهزة الدولة ومسؤوليها، الإضراب عن العمل والطعام، مقاطعة الانتخابات…الخ، في صورة جعلت هذه الاعتصامات بمثابة ترجمة أخرى لشعار الإضراب السياسي العام. ومن أشهر هذه الاعتصامات اعتصام قبائل المناصير في مدينة الدامر في شمال السودان، احتجاجا على بناء الحكومة لسد «مروي» على نهر النيل، والذي بسببه فقدوا مساكنهم وأراضيهم الزراعية، واعتصام سكان مدينة لقاوة المتآخمة لمناطق الحرب الأهلية في جنوب كردفان، المطالبين بمياه الشرب ومستشفى وطريق مواصلات! والاعتصامان استمرا لأكثر من ثلاثة شهور، ونجحا في تحقيق جزء من مطالبهما.
ورغم أن كل الاعتصامات والاحتجاجات المطلبية، واجهها النظام بالعسف والعنت وممارسات الطاغي المستبد، إلا أنها لم تتنازل عن شعار السلمية ورفض حمل السلاح. ومع ذلك، ومقرونا بإصرارهم الشديد على عدم تسييس قضاياهم المطلبية ورفضهم الشديد لتدخل الاحزاب السياسية، فإن المعتصمين كانوا يعلنون، جليا أو في الضمير المستتر، أن استهتار الحكومة المتواصل بقضيتهم سيولد من هذه الاعتصامات شرارة إسقاط النظام. وفي الحقيقة، فإن رفض التسييس والاستغلال الحزبي للقضية المطلبية، لا يعني رفض السياسة أو الأحزاب، مثلما لا يعني أن تتوهم الاحتجاجات المطلبية، أو نتوهم نحن، أنها بعيدة عن السياسة. لكن، ربما تود هذه الاحتجاجات إرسال إشارتين تحذيريتين، إحداهما إلى الحكومة بألا تبتذل الأمر وتتهرب منه، وتتحلل من مهامها وواجباتها عبر اختزال القضية ووصمها بأنها أحد أوجه الصراع السياسي، متهمة الاعتصامات والمعتصمين بتنفيذ مكائد ودسائس المعارضة. والثانية إلى الأحزاب والقوى السياسية، ناقدة ورافضة لسلوكها وتعاملها تجاه القضايا المطلبية لهذه المناطق. ولكن، الخوف من اتهامات التسييس، لم يمنع لقاوة، المتاخمة لميدان الحرب التي تتشظى فيها امتدادات صلة الدم والعشيرة، من استقبال برقية التضامن معهم من قائد العمليات العسكرية لقوات الحركة الشعبية/شمال المعارضة والتي تقاتل الحكومة. استقبلوا البرقية بكل هدوء واحترام، ودون أي تخوف باتهامهم بالانتماء للحركة، بل وكأنهم يرفضون مواقف الحكومة التخوينية الدامغة لمثل هذه الحالات.
والحق يقال، أن نظام الإنقاذ، بمختلف طبعاته، قد مارس التشويه والتشويش على السياسة بدرجة غير مسبوقة، مبتدرا ذلك، في بدايات انقلابه العسكري، بحملته الشعواء على الديمقراطية وعلى الاحزاب السياسية، معلقا كل أخطاء تجربة الحكم بعد الاستقلال على الحزبية، كأنما الوجود الحزبي هو حالة متخلفة تجاوزتها الشعوب، علما بأن رفض الديمقراطية وقمع الآخر هي الحالة المتخلفة. ثم بدمجه الحزب في الدولة، بعد أن حوّل الحزب إلى نادي لمجموعات المصالح. وباحتكاره المطلق لإدارة البلاد ولأي نشاط في المجتمع، حتى ولو نظمه فرد واحد!، بما في ذلك مساعيه المحمومة للتحكم في سياسة المعارضة، من خلال هجومه المركز والمدروس بعناية على الأحزاب مفسدا فيها وفيما بينها حتى أصابها داء التشرذم والانقسامات، وتمكن منها العجز وتدني الفعالية. وأيضا بصبغه السياسة بلون الدم والعصبية القبلية، وحقنها بالإحن والضغائن، حتى أصبحت السياسة لعنة تصيب من يمارسها بالاعتقال أو التشريد أو الموت أو سكتة الضمير، وحتى بتنا نتساءل، هل تتوهم الإنقاذ إنها، بتشويش السياسة وبتفكيكنا إلى شعوب وقبائل متحاربة، قد كسبت تحدي الجلوس الدائم في ركام وطن؟.
لا أعتقد أن المعتصمين في ميادين الاحتجاجات المطلبية في مختلف مناطق السودان، قد دارت بخلدهم كل هذه «الدوشة» التي أثرتها حول تشويش وتشويه السياسة، ولكني أعتقد أن رفضهم إقحام التحزب والحزبية في قضية الاعتصام، إضافة إلى أنه يأتي تخوفا من تصدي الحكومة الشرس والمتوقع حال ظهرت الاحزاب في الصورة وبالتالي ضياع الحقوق، فهو في الأساس ينبع من فكرة تمتين وحدة وتوحد أهل المنطقة حول القضايا المطروحة، وتحصنا ضد مرض التجيير الحزبي الذي كثيرا ما يفضي إلى الصراعات المضيعة للحقوق، مثلما يفضي إلى الاستجابة لإغواءات كراسي السلطة والسلطان. وأعتقد أن أحاديث قادة المعتصمين حول الحزبية والقيادات السياسية، تعكس أيضا وعيا متقدما يتجلى في إدراك أن تنمية منطقتهم لن تتأتى من خلال مسؤول حاكم، ولو كان متبوئا رتبة رفيعة في الدولة، ما دامت التنمية ليست من هموم الدولة وليست ركنا من أركان استراتيجياتها، كما يتجلى في رفضهم الانضمام لصفوف الحزب الحاكم بهدف تحقيق مطالبهم، ومقاومتهم لاستخدام النظام لابناء المنطقة المنتمين للحزب الحاكم لكسر شوكتهم. ومن هنا اعتقادي بأن الاعتصامات المناطقية تحمل بذرة فعل سياسي جديد سيتعلم بسرعة كيف يضع السياسي / نائب الدائرة / المسؤول في قفص الاتهام، ويجهز له ما يستحق من صحائف ولوائح المحاسبة.
أخيرا، أرى أن الاعتصامات والاحتجاجات المناطقية، تؤكد ما ظللنا نكرره، من ضرورة ربط الديمقراطية بتوفير لقمة العيش والحاجات الأساسية للمواطن، حتى لا تصبح الديمقراطية مجرد شعار أجوف. وأن انطلاق الحراك السياسي، والذي حتى فترة قريبة كان يقتصر على المركز، يمكن أن ينطلق الآن من الأطراف أيضا. وأن التغيير الحقيقي في البلاد يتطلب، ضمن متطلباته الأخرى، تمتين التحالف بين قوى التغيير في المركز، وقوى التغيير في الأطراف، وأنه في إطار التصدي لعلاج الأزمة السودانية العامة، سيتم حل قضايا الأطراف التي عانت طويلا من الإهمال والظلم.

٭ كاتب سوداني

 

الإحتجاجات المطلبية والسياسة

د. الشفيع خضر سعيد

بؤس ترامب يخدم خامنئي

Posted: 07 Jan 2018 02:08 PM PST

ربما لا يحتاج خامنئي إلى تقديم دليل إضافي على التدخل الخارجي في المظاهرات الإيرانية المعارضة، فقد تكفل ترامب بالمهمة، وعلى نحو فاقع ركيك مثير للشفقة، واعتمادا على مليارات منهوبة من خزائن دول خليجية بائسة، لا تتردد في إقامة الأفراح والليالي الملاح، وتروج لسقوط قريب للنظام الإيراني، وهو ما لا تسنده قرينة ولا شبهة قرينة، فلا يزال النظام الإيراني على سوءاته قويا بما فيه الكفاية، وقادرا على امتصاص الضربات.
ورغم أن إيران ظلت محاصرة بالعقوبات على مدى أربعين سنة، فلا تشكل ديونها الخارجية عبئا بأي معنى، وطبقا لدراسات اقتصادية مستندة لأرقام دولية، لا تزيد ديون إيران عن 5.5 مليار دولار، أي بنسبة أزيد قليلا على 1% من ناتجها القومي الإجمالي البالغ 512 مليار دولار، ولا علاقة لإيران بأي مؤسسات مالية عالمية تديرها واشنطن، وما من شروط يفرضها عليها صندوق النقد الدولي، ولا البنك الدولي، ولا تتلقى قروضا من أحد، ولا استثمارات أجنبية يعتد بها، وتتمتع باستقلال اقتصادي ظاهر، لكن إدارة اقتصادها تبدو محدودة الكفاءة، فإيران بلد غني بموارده الطبيعية، تحتل المركز الثاني عالميا في احتياطات البترول بعد السعودية، وتحتل المركز الثاني في احتياطات الغاز الطبيعي بعد روسيا، وصادراتها البترولية السنوية تدر عليها 60 مليار دولار سنويا، بعد أن كانت 110 مليار دولار قبل انخفاض أسعار البترول، وكان هذا هو الخلل الأول الذي ضرب الاقتصاد الإيراني، فلا تزال إيران تعتمد على دخل البترول كمورد أساسي، رغم أنها حققت تطورا هائلا في قدراتها العلمية والصناعية، توجه في غالب أثره إلى القفز بمعدلات التصنيع العسكري، بينما لا يزيد وزن قطاع الصناعات التحويلية إلى الآن عن 10% من جملة اقتصاد البلد، ولا تزيد نسبة الإنفاق العسكري المسجل رسميا عن 3% من الموازنة السنوية، وهو ما يبدو رقما خادعا بالقياس إلى النشاط العسكري الاستثنائي، بينما تبدو معدلات النمو في الناتج القومى متواضعة، نزلت لسنوات إلى ما تحت الصفر، ولم تزد في العام الأخير عن 3.5%، مازاد في معدلات البطالة والفقر والتضخم، معدل التضخم 10.5%، أي أن أسعار المستهلكين تزيد بالقدر نفسه سنويا، ومعدل البطالة 11% رسميا.
وفي الواقع أكثر بكثير، قد يصل عدد العاطلين من خريجي الجامعات إلى أربعة ملايين، فوق أن خرائط توزيع الدخول سيئة المغزى، أفقر 40% من سكان إيران لا يحصلون سوى على 17% من إجمالي الثروة، وأغنى 20% من الإيرانيين يحصلون على 45% من ثروة البلد، ومزيج الفقر والبطالة والغلاء أسباب كافية للغضب في مدن إيران، ففي المدن، يسكن قرابة ثلاثة أرباع السكان المقدرين بنحو 80 مليونا، أغلبهم من الشباب المعاني من الفقر والبطالة وانغلاق المجال الاجتماعي، وسيطرة تقاليد دينية غاية في التخلف والتشدد.
ومن حق الشعب الإيراني أن يتمتع بثروة بلاده، وهو ما لا يحدث غالبا بسبب سوء الإدارة، وبسبب الحروب المتصلة بين الإصلاحيين والمحافظين في بنية الحكم، وضيق هامش السلطات المنتخبة شعبيا، فلا يزيد دور الرئيس الإيراني المنتخب عن دور رئيس حكومة مغلول اليدين، ولا يزيد دور البرلمان (المسمى مجلس الشورى) عن دور مجلس محلي، بينما مفاتيح السلطة الحقيقية في مكان آخر، وفي يد أشخاص لا دور للناس في اختيارهم، فالمرشد الإيراني (علي خامنئي الآن) ليس منتخبا من الشعب، وخلافته محكومة بآراء رجال دين في مجلس خبراء، وسلطات الدولة العسكرية والأمنية أضعف في أدوارها بكثير من «الحرس الثوري»، والأخير جماعة نافذة لا تتلقى أوامرها سوى من المرشد غير المنتخب، والمرشد يفترض في نفسه سلطة إلهية، بيده الحل والعقد، ومن سلطته أن يحدد قوائم المرشحين للرئاسة والبرلمان والمحليات، وأن يعزل من يشاء متى ما شاء، فله سلطة «الولي الفقيه» بحسب تأويل الخميني للمذهب الشيعي، وهو نائب الإمام الغائب، وهو الأمين على عملية انتظار فك كرب المهدي الأسير في أنفاق سامراء، الذي ينتظر الشيعة عودته من الأسر على مدى مئات السنين الفائتة، وحتى يملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت جورا.
وقد يمنع التركيب المعقد للنظام الإيراني من الانقلاب الداخلي عليه، وقد حدث أكبر تمرد داخلي في النظام عام 2009، قاده رجلا الدين مير حسين موسوي ومهدي كروبي، وكانا مرشحين للرئاسة، وأشهرا اعتراضهما وقتها على ما سمياه تزوير الانتخابات لصالح أحمدي نجاد، وحظيت حركة موسوي بتأييد شعبي واسع، وبدعم مظاهرات ضخمة في قلب العاصمة طهران، وكان للمرشد غير المنتخب دوره الحاسم في قمع ما سمي وقتها بالحركة الخضراء، ودفع موسوي وكروبي إلى إقامة جبرية متصلة إلى الآن، فيما تبدو مظاهرات إيران الأخيرة مختلفة، فقد ظهر في طهران شيء يسير منها، لكن مراكزها الكبرى كانت في مدن أخرى، من «مشهد» إلى «عبادان»، وبمساهمة من أطراف معارضة خارجية ممولة خليجيا، وباستثمار مباشر لأزمات اقتصادية حقيقية، ومن خارج النظام لا من أحد أجنحته، وكلها عناصر قد تسهل قمع واحتواء التحركات الجديدة، خاصة أن التدخل الخارجي بدا فاقعا، وظهر فيه صوت ترامب المكروه إيرانيا وعربيا على أوسع نطاق، فلا يعقل أن يكون شخص مهووس كترامب مناصرا للحرية، وهو المتهم في أمريكا نفسها بالجهالة والعمالة، وقد يؤدي تدخله العلني إلى تيسير قمع النظام الاستبدادي الإيراني لحركة المعارضين التلقائيين، ومنح النظام الإيراني مدد بقاء أطول بكثير، خاصة لو جرت قراءة المشهد بعناية، وإتاحة عدالة أكبر في توزيع الثروة، وفك القيود الدينية الثقيلة على الحريات الاجتماعية بالذات، وهو امتحان كبير وإنذار خطر للسلطة القائمة على فرادة تركيبها وتعقيداته.
ومن العبث، أن يتوقع أحد تغييرا كبيرا قريبا في طبيعة النظام الإيراني، وإن كان واردا أن يحدث شيء من ذلك على نحو تراكمي، وعلى مدى طويل نسبيا، فثمة رابطة فريدة بين فكرة «التشيع» الديني، ومبدأ وجود إيران ذاته، فإيران القائمة دولة متعددة القوميات، فيها فسيفساء من نحو ثلاثين عرقا وقومية، أظهرها الفرس والعرب والتركمان والآذريون والكرد والبلوش، ولا يشكل الفرس فيها سوى نحو 40% من إجمالي السكان، بينما الفرس هم الطبقة السائدة في الحكم والاقتصاد واللغة والثقافة، وما من وسيلة لتأكيد الهيمنة الفارسية في إيران، ولا لبناء تماسك إيراني، ما من وسيلة أكثر فعالية سوى تأكيد مبدأ التشيع الجامع، فالشيعة بين كل قوميات إيران هم القاسم المشترك الأعظم، وتزيد نسبتهم على 70%، ومن هنا يبدو «التشيع» في إيران عملا قوميا فوق مذهبيته الدينية، التشيع «قومية بديلة» تمزج وتصهر التنوع الإيراني، وهذه نقطة قوة كبرى للنظام الإيراني الحالي على سوءاته، فقد منح «التشيع» استقرارا داخليا كبيرا لإيران، أضاف إليه التقدم الطفري في التصنيع العسكري والنووي والصاروخي، ثم استفاد النظام في تضخيم نفوذه من الحالة العربية المزرية، بعد تراجع دور مصر بكامب ديفيد، وانهيار المشروع القومي العربي بعد انقلابات السادات والمخلوع مبارك من بعده، وسيطرة الثروات البترولية الجهولة على المشهد، واللعب على المكشوف بأوراق أمريكا وإسرائيل، والتآمر مع أمريكا لغزو العراق، وإسقاط نظام صدام حسين، وإشاعة حروب تكفير الشيعة العرب، من العراق إلى البحرين عبر شواطئ الخليج، وهو ما انتهى موضوعيا إلى تقديم خدمة العمر للنظام الإيراني، وجعل من كل الشيعة العرب جنودا مستعدين لخدمة «الولي الفقيه» في طهران، إلى أن تمددت حدود إيران عمليا من شواطئ الخليج إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط، وهكذا جرى بناء امبراطورية نفوذ إيراني، تعجز أمريكا عن قمعها بحرب مباشرة، وتلجأ الآن إلى حروب ناعمة مع العقوبات الاقتصادية الصارمة، وكلها أساليب غاية في البؤس، حتى إن دعمتها مئات المليارات المستنزفة من خزائن دول خليجية معروفة، فبؤس ترامب كفيل وحده بإنقاذ دولة خامنئي.
يبقى، أن مصير نظام الحكم الإيراني بيد الإيرانيين وحدهم، ومن حق شعوب إيران التطلع للحرية والعدالة والإنصاف القومي، لكن التدخل الخارجي يفسد قضية الإيرانيين، ويسيء إلى الشعب بقدر ما يخدم النظام، ويهدد بتفكيك إيران ذاتها، وهو ما لا تبدو فرص حدوثه راجحة بالمدى المنظور، خاصة أن التدخل الأمريكي ليس معنيا بحقوق الإيرانيين، بل بأهداف إسرائيل في الثأر من النظام الإيراني، وتجنيد المال الخليجي لخدمة تل أبيب، وتصفية المشروع النووي والصاروخي الإيراني، وهو من مفاخر طهران الراهنة، التي يسعون إلى إيقافها وتحطيمها، وعلى نحو ما بدا من شعارات وهتافات مقحمة على خط سير مظاهرات الغضب الاجتماعي أساسا، وعلى طريقة المريب الذي يكاد يقول «خذوني»، ويكشف أدوار اللاعبين والملعوب بهم في مظاهرات إيران الأخيرة.
كاتب مصري

بؤس ترامب يخدم خامنئي

عبد الحليم قنديل

في ضوء ما قاله نصر الله هل «الحرب الكبرى» محتملة؟

Posted: 07 Jan 2018 02:08 PM PST

معظم المسؤولين والمواطنين المعنيين في عالم العرب وغير العرب يصغون باهتمام شديد لما يقوله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. فالرجل قائد مقتدر لتنظيم مقاوم قوي بات له دور إقليمي فاعل، وتتسم سلوكيته الشخصية والسياسية بالصدق والدقة والجدّية، لدرجة أن جمهور «إسرائيل» يصدقه أكثر مما يصدق زعماءه.
السيد نصرالله أدلى منتصفَ الاسبوع الماضي، خلالَ مقابلة تلفزيونية مع الإعلامي سامي كليب، بجملة آراء ومواقف لافتة، تنطوي على أهمية استراتيجية، لعل ابرزها أن «إسرائيل» والولايات المتحدة قد تتجهان إلى شن «حرب كبرى» على تنظيمات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية، وعلى أطراف محور المقاومة الداعمة لها في لبنان وسوريا وحتى في العراق وإيران.
وحرص السيد نصرالله على التأكيد على أن قوى المقاومة، اللبنانية والفلسطينية والسورية، باشرت في اتخاذ تدابير استثنائية، تنظيمية وعسكرية، لمواجهة مخاطر «الحرب الكبرى» وتداعياتها، وإن أهداف قوى المقاومة في هذه الحالة لن تقتصر على اقتحام منطقة الجليل، شمال فلسطين المحتلة، بل ستبادر إلى تحرير القدس، تحديداً، وما بعدها أيضاً.
أهمية كلام السيد نصرالله تنبع من اعتبارين: الأول كونه، في الواقع، المحرّك الرئيس لأطراف محور المقاومة (إيران، سوريا، حزب الله، وفصائل المقاومة الفلسطينية) إلى كونه أيضاً الناطق الميداني باسمها، إن صح التعبير؛ الثاني كونه قدّم استشرافاً منطقياً لتطورات الصراع في الإقليم يرجّح، في الغالب، اندلاع حرب كبرى.
استشراف السيد نصرالله يتعزز بالواقعات الآتية:
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنهى، بقرار الاعتراف بالقدس عاصمةً لدولة «إسرائيل»، إمكانيةَ التسوية ومسار المفاوضات (المعطَّل اصلاً) بين العرب والصهاينة وأجّج النزاع المحتدم بينهما.
القادة الصهاينة تلقفوا قرار ترامب وباشروا فوراً في استغلاله على نطاق واسع بتوسيع دائرة الاستيطان؛ وبقانون من الكنيست يجعل من القدس الموحدة «عاصمة أبدية» لـِ»اسرائيل» وأمراً واقعاً محروساً باستحالة التفاوض بشأنها، أو التخلّي عن أيّ جزء منها؛ وبقرار يكرّس ضمّ المستوطنات (المستعمرات) في الضفة الغربية إلى الكيان الصهيوني نهائياً؛ والتشدد في قمع المتظاهرين والمعترضين ومقاومي هذه التدابير الجائرة، حتى حدود تطبيق أحكام الإعدام بحقهم.
اقتران هجمة امريكا و»إسرائيل» الكاسرة على حقوق الفلسطينيين، بحملة لتطبيع العلاقات بين بعض الدول العربية والكيان الصهيوني، في إطار مسارٍ متدرّج لتصفية قضية فلسطين، مقروناً بمساعٍ حثيثة لإقامة تحالف بين السعودية و»إسرائيل» وما يتيسّر من سائر دول الخليج بغية مجابهة إيران إقليمياً والحدّ من نفوذها، لاسيما في سوريا والعراق.
يستنتج السيد نصرالله أن إنهاء خيار المفاوضات يؤدي إلى تقليص مساحة التعامل، ولو المحدود، بين طرفي النزاع ما يفضي بالضرورة إلى احتدام الصراع وازدياد فرص الصدام.
إلى ذلك، تُدرك «إسرائيل» تعاظم قدرات إيران على جميع المستويات، وبالتالي قدرة حزب الله على تدمير مرافقها الحيوية (الكهربائية والصناعية وموانئها الجوية والبحرية، فضلاً عن مستودعات الأمونيا ومفاعل ديمونا النووي) الأمر الذي يهدد الكيان الصهيوني أمنياً ومصيرياً. من المنطقي، والحال هذه، أن تتحسب «اسرائيل» وأمريكا للمخاطر والتهديدات الناجمة عن الوضع السياسي والعسكري المستجد فتبادر، ربما، إلى ضرب أطراف محور المقاومة للحؤول، استباقاً، دون اكتمال قدراتها ولإجهاض أيّ محاولة من جانبها لتهديد أمنها القومي.
في سياق إبراز هذه الواقعات والتطورات صدر عن السيد نصرالله في سياق مقابلته التلفزيونية تأكيدان لافتان ومهمان: اولهما أن اطراف محور المقاومة ستواجه بقوةٍ احتمال لجوء اسرائيل (وامريكا) إلى خيار «الحرب الكبرى» وإنها تمتلك القدرات اللازمة للرد الفاعل، وثانيهما انه يقتضي تحويل التهديد الصهيوني أمريكي بالحرب إلى فرصة يقتضي اغتنامها لتحرير القدس.
ينهض في ضوء ما تقدّم بيانه سؤال ملحاح: متى تجد «إسرائيل» (ومن ورائها أمريكا) نفسها مضطرة إلى اللجوء لخيار «الحرب الكبرى» ضد اطراف محور المقاومة، ومتى يجد محور المقاومة نفسه، تالياً، مضطراً إلى الردّ الشامل؟
لعل القرار الحاسم، بالنسبة لـِ»اسرائيل» في هذه الحالة، يتوقف على ثلاثة شروط:
أولها، تأكّدها وخشيتها من توافر اسلحة كاسرة للتوازن (صواريخ بالستية، موجهة ودقيقة، ومنظومة صواريخ نوعية للدفاع الجوي، وطائرات متطورة بعيدة المدى وطائرات متطورة وأخرى مسيّرة بلا طيار، وتصنيع أسلحة دمار شامل) لدى أطراف محور المقاومة، ما يمكّنها من تدمير مرافقها الحيوية وتمزيق جبهتها الداخلية.
ثانيها، اختلال راجح في موازين القوى لمصلحة العرب، ولاسيما إذا ما ساندت مصر بشكلٍ او بآخر اطراف محور المقاومة، خاصةً في حال كسرها الحصار والطوق المفروضين على قطاع غزة.
ثالثها، استعداد الولايات المتحدة للمشاركة في «الحرب الكبرى» على أطراف محور المقاومة أو، أقلّه، مساندة «إسرائيل» على نحوٍ وازن ومؤثّر.
يرى البعض، شأني في هذا المجال، استحالة لجوء «إسرائيل» إلى «الحرب الكبرى» ضد أطراف محور المقاومة، ما لم تضمن مشاركة الولايات المتحدة أو مساندتها القوية لها سياسياً وعسكرياً، إلاّ في حالة واحدة شديدة الاستثناء هي جنوح قيادة «إسرائيل»، لأسباب خطيرة وماثلة ويصعب تجاوزها، إلى استخدام «السلاح الأخير»، أي السلاح النووي، بدعوى تفادي «هولوكوست» هائل، يعقب انهيارا وشيكا نتيجة هجوم صاعق لقوى محور المقاومة.
ما الموقف الأرجح لمحور المقاومة إزاء الاحتمالات السالفة الذكر؟
يستشفُّ المراقب الحصيف مما قاله السيد نصرالله أن قوى محور المقاومة تمتلك قدرات وازنة، عسكرياً وتكنولوجياً، وأن بإمكانها الردّ بإقتدار على «الحرب الكبرى» التي تشنّها «اسرائيل» وذلك لتوافر شرطين لديها من الشروط الثلاثة المشار إليها آنفاً: الاول (الأسلحة الكاسرة للتوازن) والثاني (اختلال موازين القوى لمصلحتها عاجلاً او آجلاً) إلّا انها قد تتردد في توسيع دائرة الاشتباك مع العدو، في حال مشاركة الولايات المتحدة في «الحرب الكبرى» أو مساندتها الوازنة له. ومع ذلك فإن أطراف محور المقاومة قد تقدم على الرد بقوة، في حال امتلاكها أحد أسلحة الدمار الشامل، أقلّه الأسلحة الكيميائية أو الأسلحة البيولوجية. ذلك أنها تستطيع باستعمالها تعويض النقص في السلاح النووي الذي يمتلكه العدو وقد يستعمله. كيف؟ بالقوة النارية المتعاظمة لسلاح الدمار الشامل (الكيميائي أو البيولوجي) وبالصواريخ الموجهة وغير الموجهة التي تمتلك منها مئات الآلاف وتستطيع إطلاقها من قواعد قريبة في محيط «إسرائيل» الجغرافي.
يبقى أنه يقتضي، في هذه الحالة، وجود قدرة وازنة لدى أطراف محور المقاومة على تصنيع أسلحة الدمار الشامل، وعلى إشعار العدو بوجودها توخياً لتفعيل عامل الردع، كما على إشعاره بالإرادة الحاسمة لاستعماله بلا تردد، إذا ما استدعى الخطر والضرورة القصوى ذلك.
كاتب لبناني

في ضوء ما قاله نصر الله هل «الحرب الكبرى» محتملة؟

د. عصام نعمان

نعم لزوال ولاية الفقيه… لا لسقوط الشعب الإيراني

Posted: 07 Jan 2018 02:07 PM PST

يقولون في المثل الصيني: «الثعلب النائم يُحصي الدجاج في أحلامه»، وعند بعض الشعوب العربية يسري المثل «الجوعان يحلم بسوق الخبز».
في حِقبة من تلك الحِقب التي اشتدَّ فيها جوع العرب إلى الحرية، فاجأتهم تلك الثورة التي اندلعت في إيران ضد حكم الشاه، وداعبتهم الأحلام في أنها ثورة حقيقية على الفساد والنخبوية والديكتاتورية، تفتح أمام الشعوب العربية آفاق التغيير، وتكون أنموذجا للانقضاض على فساد السلطة يتم تعميمه في الدول الإسلامية والعربية.
بيْد أن قومنا تبدَّدت أحلامهم بعد ظهور الوجه الحقيقي للثورة وأطماعها التوسعية في العالم الإسلامي، ورأوا أنفسهم وجهًا لوجه أمام مشروع إيراني قومي لاستعادة أمجاد الفرس، بركيزة طائفية لضمان التسويق، يطرح نفسه عبر خطاب ديماغوجي للتغلب على الانقسام العربي الفارسي. كانت خيبة أمل كبيرة بمقدار الأمل نفسه، فالأمل الكبير يولّد خيبة أمل كبيرة، كما قال علي عزت بيجوفيتش.
وبعد ما يقرب من أربعين عاما على ثورة الخميني، اندلعت احتجاجات ضربت العديد من المدن الإيرانية، بدأت بمطالب حياتية اقتصادية، سرعان ما تحوّلت إلى التنديد بحكم الملالي وفساد النظام السياسي. لم تكن الانتفاضة مُستبعَدة مع نظام أهْدر مُقدَّرات الشعب وخيرات البلاد في مغامراتِ تصدير الثورة خارج الحدود، وترك الجماهير الإيرانية صريعة الفقر وضعف الإصلاحات الداخلية،
من أجل دعم وتمويل الحلفاء والأذرعُ والجيوب الطائفية في العالم الإسلامي.
لكن الأمر الذي يُصيب بالدهشة حقا، هو موقف العديد من الشخصيات السياسية والإعلامية والكيانات الإصلاحية إزاء انتفاضة الشعب ضد الجور والظلم، حيث عبّر هؤلاء عن رفض ذلك الحراك الشعبي بحجة أنه يزعزع استقرار إيران  والمنطقة، ولا يخدم سوى المصالح الأمريكية والصهيونية، ويُضعف محورالمقاومة، وله انعكاسات خطيرة على القضية الفلسطينية، هكذا قالوا.
كثيرا ما يتناول ابن المقفع صفات العاقل، فمن ذلك قوله «لا يجعل اتقاءه لغير المُخوّف، ولا رجاءه فيغير المُدرك»، وكل لبيب من بني قومي بالإشارة يفهم.
أشد ما أثار دهشتي أن بعض مؤيدي ثورات الربيع العربي، التي انطلقت ضد الأنظمة الديكتاتورية الجائرة، يرفضون ثورة الشعب الإيراني ضد نظام لا  يختلف عن تلك الأنظمة بل هو أشد، وذلك بحجة الدعوة إلى الاستقرار،  وبئست الرؤية وبئس الدافع.
أليس من حق الشعب الإيراني أن يخلع نظام الملالي الفاسد الذي نهب أمواله وصرفها في تمويل الحرس الثوري وحزب الله اللبناني والحوثيين ومليشيات
الحشد العراقية؟ أليس من حقه أن يخلع نظاما انشغل بأطماعه التوسعية  عن  رعاية شعب صار له ترتيبه العالمي المتقدم في تهريب وإدمان المخدرات،  ويعيش 60% منه في فقر مدقع؟ أليس من حقه خلع عمائم غررت به باسم  الدين وأغرقته في العداوة والشقاق مع الشعوب المجاورة؟ أليس من حقه الثورة  على قيادة لم تحافظ على وحدة أراضي الشعب الإيراني، وسامت القوميات المختلفة سوء العذاب مندفعة بنظرة فوقية للقومية الفارسية؟
تتحدثون عن استقرار المنطقة باعتباره مرهونا ببقاء الولي الفقيه، فهل نسيتم أن حكم العمائم هو الذي جعل من العراق محافظة إيرانية بعد تسهيل دخول  الأمريكان إليها وتبادل الأدوار معهم؟ وهل نسيتم أن نظام ولاية  الفقيه هو  الذي دفع قوات الحرس الثوري الإيراني وميلشيات حزب الله لذبح الشعب  السوري ووأد ثورته على بشار الأسد حليف إيران الأول؟ نسيتم ملايين اللاجئين وملايين القتلى، كان من ورائهم الدعم الإيراني لبشار؟ وهل نسيتم دعم الملالي  للانقلاب الحوثي في اليمن، الذي أدى إلى اندلاع حرب لا تلوح لها نهاية في الأفق القريب، خلّفت الدمار والفقر والأوبئة؟ وهل نسيتم دعمها للقلاقل والفتن  والاضطرابات عبر جيوبها في المنطقة العربية؟ ما لكم كيف تحكمون؟
مرحى بالثورة على الولي الفقيه من أجل تعايش سلمي بين السنة والشيعة وجميع الطوائف والقوميات والعرقيات  داخل إيران، ومن أجل وحدة الشعب الإيراني  واستقراره.
مرحى بالثورة على الولي الفقيه من أجل قطع الصلة بين «قُم» وشيعة العرب واندماجهم في الحياة العامة في بلادهم تحت مظلة المواطنة بدون الارتباط  بمرجعيات خارجية تُقنعهم بالمظلومية وتسوِّل لهم التمرد.
مرحى بالثورة على الولي الفقيه من أجل تجفيف منابع الأذرع الإيرانية التي تعيث في الأمة فسادا مُستلهمة مبادئ الثورة الخمينية. مرحى بالثورة على الولي الفقيه  من أجل قمع ذلك المشروع الفارسي الصفوي والحيلولة بينه وبين السيطرة  على دول المنطقة. وعجبا لمن يتحدث عن الانعكاسات السلبية على محور  المقاومة؟ أي مقاومة هذه؟ أعن القضية الفلسطينية تتحدثون؟ وماذا فعل الملالي لفلسطين سوى الجعجعة وإطلاق الشعارات الزائفة؟ ليس هناك أكثر استغلالا  للقضية  الفلسطينية من الساسة الإيرانيين، الخميني بعد اندلاع ثورته قال: «لا قيمة لكل سياساتنا إذا لم تكن لنا يد في القضية الفلسطينية»، كلام جميل، وماذا
بعده؟ ماذا قدموا للقضيةالفلسطينية على أرض الواقع؟
دعوا باحثا مخضرما إيراني الأصل يحدثنا عن ذلك، هو تريتا بارسي الذي قال في كتاب «حلف المصالح المشتركة»: «توفير  إيران الدعم الكلامي كان أسهل  من توفير الدعم العملي، ونادرا ما أُتبعت الشعارات الإيرانية بأفعال  ملموسة حتى بعد اندلاع الانتفاضة الثانية. احتل الإيرانيون موقع الصدارة في إلقاء الخطب الرنانة التي تتحدث عن القضية الفلسطينية، لكنهم نادرا ما التزموا
بالمعايير التي وصفوها في تصريحاتهم».
إن اتباع إيران سياسة الجعجعة حيال القضية الفلسطينية أمر يدركه الشارع الإيراني نفسه بوضوح، حتى أنه سرت في أوساطه طُرفة بهذا الصدد تقول: «لماذا لم تعد توجد أحجار لرجم الزانية؟ فكان الرد في الطرفة: وِفقا لأوامر المرشد الأعلى: تم شحن كل الأحجار إلى فلسطين كمساهمة من إيران في الانتفاضة».نعم هي دعمت المقاومة في بعض الأوقات، لكنه دعم مشروط بالتوافق مع التوجهات الإيرانية شئنا أم أبينا، وعندما رفضت حماس التماهي معها في ملفي اليمن وسوريا، أطلقت إعلامها للنيل من الحركة. غير معقول أن يُرحب البعض ببقاء الولي الفقيه انطلاقا من خلافه مع السعودية وحلفائها.
وغير معقول أن يُرحب البعض ببقاء نظام الملالي لأنه مُستهدف من قبل الأمريكان والصهاينة. فالذي ينبغي أن تُوزن به الأمور: ما هو جدوى وجود هذا النظام للشعب الإيراني؟ وما هي أخطاره على الأمة؟
إيران جزء لا يتجزأ من العالم الإسلامي، واستقرارها أمرٌ يهم الأمة بأسرها، لكن حكم الملالي بعيد كل البعد عن  تحقيق هذا الاستقرار، وإذا سوّغنا للشعب الإيراني الثورة على نظام الشاه القمعي، فلماذا نعارض ثورته على نظام قمعي  توسعي جلب الويلات على هذا الشعب والأمة بأسرها؟ إن كان المؤمن لا يُلدغ  من جحر مرتين، فإلى متى نرضى بأن نُلدغ من كل جحر يقابلنا، ونضرب بالتجارب وخبرات السنين عرض الحائط؟
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
كاتبة أردنية

نعم لزوال ولاية الفقيه… لا لسقوط الشعب الإيراني

إحسان الفقيه

مظاهرات إيران بين محاولات التشكيك والتحريض

Posted: 07 Jan 2018 02:07 PM PST

لا نستطيع أن نفهم ما حدث في إيران بعيداً عن الواقع الاقتصادي والمعيشي الذي تعيشه البلاد، هناك أكثر من ثلاثة ملايين عاطل عن العمل في إيران، بمعدل بطالة 12.7% حسب تقارير البنك الدولي، كما أشارت تقارير نشرت عام 2015 إلى وجود نحو 15 مليون مواطن (من أصل 80 مليونا) يعيشون تحت خط الفقر المدقع.
تشير الدراسات أيضاً إلى نزوح نحو سبعة ملايين طالب عن المدرسة، وتوجههم إلى سوق العمل بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية، حيث تفتقد العديد من المحافظات للخدمات الأساسية وجودة المعيشة.
ومن هنا نستطيع استيعاب الشعارات التي رفعها المتظاهرون، والتي تركزت في الأساس على ارتفاع الأسعار والمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية، وشملت التوقف عن الدعم المالي لحزب الله وبشار الأسد والميليشيات العراقية واليمنية، ثم وصلت ذروتها بالمطالبة بإسقاط النظام وإلغاء ولاية الفقيه.
وقد شملت لائحة المطالبات الرئيسية، إجراء تعديل على الدستور، إجراء انتخابات حرة ونزيهة، فصل الدين عن الدولة، المساواة بين الرجل والمرأة، التوزيع العادل للثروة، الحرية الدينية (إلغاء الحجاب الإجباري وغيره من المظاهر)، استقلال القضاء، وأخيراً حرية الإعلام.
يشعر المواطن الإيراني أنه يعاني ظروفاً صعبة بسبب سوء إدارة البلاد والفساد، وبسبب التعنّت في المواقف السياسية، وتسريب أموال الدولة إلى الخارج، لدعم أنظمة وميليشيات تمارس أعمالاً قتالية لا تعود بفائدة على إيران بشيء، مثل جماعة الحوثي وحزب الله، والفصائل الشيعية في العراق. وزاد تشاؤم المواطن الإيراني، بعد الاتفاق النووي مع الغرب ورفع الحظر والعقوبات الاقتصادية (جزئياً) عن إيران، ففي الوقت الذي كان يأمل فيه أن يعود تحصيل الدولة لأموالها المجمدة في الخارج، بنتائج إيجابية على اقتصاد البلاد، إلا أن المواطن العادي لم يطرأ عليه أي تحسن اقتصادي أو معيشي بل على العكس ازدادت الأوضاع سوءاً، في ظل استمرار معاناة المجتمع الإيراني من مشاكل الفقر والإدمان وارتفاع نسب الطلاق ومعدل الجريمة.
في الحقيقة، إن النظام الإيراني منذ عهد الخميني قد بنى إمبراطورية ضخمة، وحصّن نفسه جيداً من أي قوى للمعارضة، وبالأخص القوى المدنية والسياسية، عبر إحكام القبضة على البلاد من ثلاث دوائر رئيسية، أولاها القبضة الدينية بتطبيق ولاية الفقيه، والحكم بأمر الله على الأرض حيث صادر النظام جميع الحريّات الدينية، ومبدأ حرية الاختيار والاعتقاد الذي ضَمِنه الله لجميع عباده، يقول الله تعالى ((فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ)) بل إنه كرّس مبدأ الطاعة العمياء والانقياد الأعمى للأولياء والمرشدين.
وثاني هذه الدوائر، هي حُكم العسكر، فالنظام الإيراني لديه مؤسسة عسكرية تُحكم قبضتها الأمنية على البلاد وتسيطر عليها، تتمثل في الحرس الثوري الإيراني، والميليشيات المسلحة المنبثقة عنه، مثل فيلق القدس الذي يسيطر عليه قاسم سليماني.
أما الدائرة الثالثة، فهي المؤسسة الاقتصادية وطبقة رجال الأعمال، التي تسيطر على الشركات الوطنيّة التي تمتلك الحقوق الحصرية لاستخراج وتصدير ثروات البلاد (النفطية وغيرها) تحت اسم التأميم الوطني، فعلى سبيل المثال تملك شركة «خاتم الأنبياء» التابعة للسلطة تحت مظلتها أكثر من 800 شركة فرعية، وتقوم بتنفيذ ما مجمله نحو 10 آلاف مشروع اقتصادي سنوياً، فيما تشير تقارير دولية إلى أنها واجهة النظام لغسل الأموال وتحويل الأموال العامة إلى أموال خاصة للسلطة الحاكمة.
وإذا علمنا أن قطاع النفط قد تم تأميمه بعد الثورة الإسلامية عام 1979 بإعطاء حقوق التنقيب والاستخراج للحكومة وشركات وطنية (معظمها تابعة للسلطة)، نستطيع أن ندرك جيداً أن عائدات النفط لا يتم استغلالها لرفد الصناعات الوطنية، ورفع مستوى البنية التحتية والخدمات الأساسية، بل يتم تصريف جزءٍ كبيرٍ منها على أذرعة النظام، كما يتم استخدامها أيضاً في الصناعات العسكرية ودعم الحلفاء.
بناء على ما تقدّم، من السذاجة الاعتقاد أن المظاهرات الشعبية التي شهدتها البلاد في الأيام الماضية ستسفر عن زعزعة كيان النظام أو سقوطه، فهذا مستبعد حالياً، والأمر يحتاج إلى ثورة داخلية يقودها تيار إصلاحي من داخل النظام نفسه، يمتلك بعض مفاتيح السيـطرة ويسـتطيع قلـب المـوازين.
لهذا نقول، إن دعم المتظاهرين والتضامن معهم، هو رسالة إنسانية يجب على كل الأحرار في العالم، أن يتبنّوها وأن يؤمنوا بحق المواطن الإيراني على العيش بكرامة والحصول على حقوق المواطنة الكاملة من عيش كريم، وعدالة اجتماعية، والأهم حرية الكلمة والتعبير والاعتقاد، على أمل إثراء الرغبة بالتغيير وتبنيها سياسياً من قبل النخب السياسية هناك والعمل على تحقيقها في المستقبل القريب.
مما لا شك فيه، أن أي نظام يستقوي على شعبه باسم الله، ويحيك المؤامرات في المنطقة ويغذي النزاعات الطائفية والعنصرية، هو نظام لا يؤمن بالتعايش ولا يمكن ان يكون جزءاً من منظومة إقليمية تعمل على الاستقرار وتعزيز التعاون فيما بينها، وبالتالي فإن أي جهود تدعو إلى إصلاح هذا النظام وإعادة ترتيب بيته الداخلي بما يضمن صلاح شؤونه الداخلية وضمان تعاونه السلمي مع جيرانه وتكثيف الجهود لحل المشكلات الإقليمية والتصدي للمشروع الصهيوني في المنطقة، هي جهود مباركة ومن واجب جميع حكومات وشعوب المنطقة والمؤسسات الأهلية تكثيف هذه الجهود ومساندتها.
لم يكن مستغرباً، أن يقف نشطاء ما يسمى بحلف المقاومة والممانعة، موقف المعارض والمُشكّك من المظاهرات الشعبية في إيران، لا لشيء سوى أنهم يرون في هذه المظاهرات إضعافاً للنظام الإيراني الحليف الأقوى لهم في المنطقة، متجاوزين بذلك كل القيم الإنسانية التي جُبلنا عليها بالفطرة، من نصرة المظلوم والتضامن مع كل إنسان يطالب بنيل حقوقه الأساسية، والعيش بكرامة على أرض وطنه.
لقد تجاوز هؤلاء أيضاً، عن حقيقة أن النظام الإيراني هو الأكثر تجسيداً لنظام «الكهنوت» في العالم، والذي يعارض في تكوينه وأساسه كل ما جاء به محمد، حيث يهب سلطة الحكم لمجموعة من الكهنة ثم يصبغ عليهم القدسيّة للحكم بأمر الله، ويضمن لهم بالتالي الولاء والطاعة بل يعصمهم من المحاسبة والرقابة والملاحقة القضائية!
كما أنه يتعارض بشكل واضح مع كل مواثيق الإنسان وأبسط حقوق الحريّة.
يتعلل هؤلاء، بمنطق المقاومة والممانعة والتصدّي للمشروع الأمريكي في المنطقة، ولسان حالهم يقول للشعب الإيراني: عليكم أن ترضوا بظروفكم المعيشية الصعبة وعدم محاسبة النظام عن الثروات التي يبددها في الفساد ودعم الحلفاء في الخارج بدلاً من أن ينفقها لدعم اقتصاد البلد وتنمية مشاريعه الداخلية، فالعالم العربي وقضية الشرق الأوسـط أهم من حقوقـكم وعيشـكم الكريـم!
هذا بالإضافة إلى استخدام الفزّاعة نفسها (نظرية المؤامرة) التي تم استخدامها وقت ثورات الربيع العربي، للتخويف من التغيير بحجة تخريب البلاد من أجل سيادة إسرائيل على المنطقة، وترهيب الناس بأن النظام القادم بعد التغيير لن يُشكّله سوى عمـلاء إسرائـيل وأمريـكا في المنطـقة!
صدق د مصطفى محمود حين قال ((إن مشكلتك ليست سنواتك التي ضاعت، ولكن سنواتك المقبلة التي ستضيع حتماً إذا واجهت الدنيا بنفس العقلية))

كاتب ومُدوّن من الأردن

مظاهرات إيران بين محاولات التشكيك والتحريض

أيمن يوسف أبولبن

هناك تعليق واحد:

  1. تحية من النظام العظيم للإنليوميناتي إلى الولايات المتحدة وجميع أنحاء العالم ، هذه فرصة مفتوحة للانضمام إلى أخوية المتنورين حيث يمكنك استعادة أحلامك المفقودة ، وأيضًا حيث يمكنك رؤية ضوء الثروة والسعادة بدون أي تضحية بالدم. ونقوم أيضًا بدفع مبلغ 650.000 دولار أمريكي للترحيب بجميع الأعضاء الجدد أثناء انضمامهم إلى الأخوة وأيضًا منزل من اختيارهم وموقعه مع الاستثمارات ، إلى جانب هذه الفرصة في الحياة لكي يصبحوا مشهورين.

    الفوائد الممنوحة للأعضاء الجدد الذين ينضمون إلى ILLUMINATI.
    1. مكافأة نقدية قدرها 650.000 دولار أمريكي.
    2. سيارة أحلام أنيقة جديدة بقيمة 150.000 دولار أمريكي
    3. شراء منزل الأحلام في البلد الذي تختاره.
    موعد شهر مع أفضل 5 في العالم.
    القادة وأهم 5 مشاهير في العالم. إذا كنت مهتمًا ، فيرجى الاتصال بعنوان البريد الإلكتروني السابق: greatilluminate99@gmail.com



    ملحوظة؛ هذه الأخوة المتنورين التي يمكنك الانضمام إليها من أي مكان في العالم ، الهند ، تركيا ، إفريقيا ، الولايات المتحدة ، ماليزيا ،
    دبي ، الكويت ، المملكة المتحدة ، النمسا ، ألمانيا ، أوروبا. آسيا ، أستراليا ، إلخ.


    تحياتي معبد إيلوميناتي الولايات المتحدة

    ردحذف