Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الثلاثاء، 2 أكتوبر 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


ترامب و«البقرة الحلوب» السعودية: من يهن يسهل الهوان عليه

Posted: 01 Oct 2018 02:29 PM PDT

بات مألوفاً أن يستغل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأجواء الشعبوية التي تكتنف التجمعات الانتخابية للحزب الجمهوري تمهيداً لانتخابات الكونغرس النصفية، فيتفاخر بإنجازات إدارته زاعماً أنه لم يسبق لها مثيل في تاريخ الولايات المتحدة من حيث النمو الاقتصادي وانخفاض الفقر وازدياد الوظائف. كذلك بات معتاداً أن يتباهى بما تجلبه سياساته من أموال طائلة إلى الخزينة الأمريكية، سواء عبر فرض الرسوم الجمركية، أو خفض المساهمات الأمريكية في المنظمات الدولية، أو إجبار بعض «الحلفاء» على سداد ما أنفقته أمريكا في ضمان أمنهم.
وفي هذا الصدد صارت المملكة العربية السعودية هدفاً مفضلاً لدى ترامب لجهة ما يترتب عليها من واجبات مالية، ليس في تغذية الصناعات العسكرية الأمريكية عن طريق توقيع عقود تسليح بعشرات المليارات فحسب، ولكن أيضاً على صعيد الدعم المباشر لمشاريع البيت الأبيض السياسية في المنطقة وتمويل «صفقة القرن» على سبيل المثال. وفي هذا السياق لم يعد الرئيس الأمريكي يكترث حتى بالحدود الدنيا من اللباقة في التخاطب الدولي، فصار يستخدم لغة تمزج بين الإهانة والتهكم والابتزاز والوعيد، على رؤوس الأشهاد.
ففي أيار/ مايو 2017، خلال زيارته إلى الرياض، وقع ترامب مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز عقود تسليح بلغت قيمتها 110 مليارات دولار، ولكنه لم يكتف بهذا بل توجب أن يستغله إعلامياً وسياسياً أيضاً، عند استقباله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في آذار/ مارس هذه السنة. وخلال مشهد جدير بالمسرح الهزلي الهابط عرض ترامب رسوماً بيانية توضح تفاصيل العقود، وكاد أن يضع رسماً بقيمة 525 مليون دولار على صدر بن سلمان وهو يقول إنها «فتات» بالنسبة إلى المملكة.
ومؤخراً، خلال تجمع انتخابي في ولاية فرجينيا، أضاف ترامب دفعة جديدة من الإهانات للمملكة، حين أعلن التالي أمام حشود من أنصاره: «أنا أحب السعودية. إنهم رائعون، تحدثت مع الملك سلمان هذا الصباح. قلت له يا ملك، لديكم تريليونات من الدولارات. ومن دوننا، من يعرف ما الذي سيقع. معنا هم في أمان». ولهذا فلا بد من الدفع، وليس عبر المشتريات العسكرية أو تغطية السياسات مالياً فقط، وإنما أيضاً في ميدان النفط وإجبار المملكة على الانشقاق عن خطط منظمة الأوبك، وتهدئة الأسواق وأسعار الخام عن طريق ضخ 500 ألف برميل إضافي يومياً، وهذا كان مضمون التهديد الذي أطلقه ترامب قبل أيام خلال خطبته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وخلال حملته الانتخابية كان المرشح دونالد ترامب قد اختار أن يطلق على المملكة العربية السعودية صفة «البقرة الحلوب» التي سوف تُساق إلى الذبح حين يجف ضرعها. وبعد انتخابه لم يتوقف عن الدعوة إلى مزيد من «حلب» هذه البقرة، وكأنه ينوي استنزافها تماماً قبيل أن تنتهي ولايته الأولى. ولكن الإنصاف يقتضي التذكير بأنه لم يكن أول رئيس أمريكي يعتمد هذا النهج، إذ كان سلفه باراك أوباما قد دفع الرياض إلى توقيع عقود بقيمة 115 مليار دولار، وبين أعوام 2011 و2015 انفردت المملكة بنسبة 10٪ من كامل مبيعات الأسلحة الأمريكية. المملكة هي التي هانت، ومن يهن يسهل الهوان عليه.

ترامب و«البقرة الحلوب» السعودية: من يهن يسهل الهوان عليه

رأي القدس

ما تبقّى منكم

Posted: 01 Oct 2018 02:29 PM PDT

يبدو العيش في هذه اللحظة العربية أشبه بالعقاب الذي ينزل بلا رحمة على العقول والقلوب، كأننا في كابوس لا نستطيع أن نصدّق حقيقته، لكن هذه الحقيقة تصفعنا كل يوم.
نحن الذين نعيش في هذا الزمن، في أي مكان من المشرق العربي، نشعر بأننا ابتلينا بالحياة، صار موتنا عنوان حياتنا، وفقدنا القدرة على الكلام، لأن من استحوذ على الكلام هم السفهاء الذين جبلوا لغتهم بدماء الضحايا.
لا نقول لأن اللغة لا تمتلك رديفا ماديا يسمح لها بأن تتحوّل إلى فعل.
أما سفهاء هذا الزمن، سواء أكانوا إسرائيليين أو أمريكيين أو عربا، فهم لا يقولون إلّا لأنهم يمتلكون قوة تحويل كلامهم إلى وقائع تعلن دخول العرب في عتمة البؤس والقهر والتفكّك.
لا أحد يردع الأمريكان عن إعلان نهاية وجود اللاجئين الفلسطينيين، بل نجد في حكّام العرب من ينحني موافقا، كأنه كان ينتظر هذه اللحظة كي يكشف عن أن قضيته الوحيدة هي البقاء في سدّة التسلّط وتبذير الثروة النفطية، والارتماء في أحضان إسرائيل.
و لا أحد يردع الصلف والتكبّر والتجبّر الإسرائيلي، الذي كشف الوجه الحقيقي للصهيونية، باعتبارها مشروع تسلّط عنصري، وامتدادا للاستعمار في أكثر أشكاله قبحا وفجورا. نتنياهو يمتطي منصة الأمم المتحدة ولا يحكي في الموضوع، أي في الاحتلال، لأن إسرائيل، وبفضل انحطاط العرب، أذابت احتلالها في محلول الصراع السني الشيعي، وتسعى إلى البقاء قوة عسكرية واقتصادية وحيدة في المنطقة.
ولا أحد يتصدّى لايقاف المقتلة السورية التي تحوّلت إلى نكبة مستمرة، بفضل الجيوش الروسية والإيرانية التي استباحت سوريا وأطاحت استقلالها، وحوّلتها إلى ملعب تتنافس فيه خمس قوى: روسيا والولايات المتحدة وإيران وتركيا وإسرائيل، ولا وجود لطرف سوري يستطيع أن يكون شريكا في معادلة هذه النهاية.
ولا أحد يوقف المجزرة اليمنية، التي حوّلت أرض اليمن إلى مرتع للبؤس والموت والفقر.
ولا أحد يلتفت إلى لبنان، الذي يتأرجح في فراغ كونفدرالية طوائفه، ويصير مزبلة للسياسة، ويتحوّل إلى مريض بالخوف من مجهول صار معلوما: مجهول الأزمة الاقتصادية التي لا وجود لحلّ لها لأن من يمسك بها هي مافيات اللصوص، ومجهول الخوف من انفجار المنطقة التي تسعى إسرائيل للوصول إليه.
حين أقول لا أحد فأنا لا أقصد ما يسمّى المجتمع الدولي الذي لا وجود له، والذي أنهى الرئيس الأمريكي وجوده الرمزي. بل أقصد العرب، أي أهل هذه البلاد بنخبهم المهاجرة أو التي هي في طريقها إلى الهجرة، وبما تبقى من مثقفيهم داخل أوطانهم، وهم يواجهون الخوف والقمع، وبمجتمعاتهم التي ينخرها التفتت الطائفي والقبلي، ويستوطنها الفقر ويجتاحها الجهل.
هذه اللاأحد هي نحن أو ما تبقّى، في الماضي روى غسان كنفاني عن «ما تبقى لكم»، أما اليوم فإن سؤالنا هو «ما تبقّى منكم، أي منّا».
في هذا السؤال تكمن قدرتنا على مواجهة أنفسنا في هذه اللحظة الصعبة، حيث علينا أن نغسل الكلمات بالمعاني التي فرّت منها، ونبدأ من المكان الذي يبدأ فيه كل شيء حيّ، أي من ماء اللغة.
عندما التقيت في العام الماضي إسماعيل فهد إسماعيل، تكلّم الروائي الكويتي الكبير عن استعادة القدرة على أن نحكي قصتنا. هذا ما قام به في روايته الأخيرة الجميلة «السبيليات»، التي ذهب فيها إلى مناخات الجرح العراقي من خلال حكاية بسيطة تروي عن صناعة الحياة وسط الموت والخراب.
تكلّم الروائي عن القدرة على رواية الحكاية بصفتها المدخل الضروري إلى الخروج من نفق الصمت والانهيار اللغوي الذي تعيشه العرب اليوم.
تذكّرت وأنا أستمع إلى كلماته كيف صنع أجدادنا نهضة العرب الأولى بالشعر، فمن صيحة اليازجي «هبّوا واستفيقوا أيها العرب»، بدأت حكاية انكسرت عام 1948، في هزيمة فلسطين بأيدي العرب قبل أن يهزمها الصهاينة. وبعدها عدت إلى بدايات نهضة الحداثة التي ارتسمت أولى معالمها في النقد الحديث على يد طه حسين قبل أن تصل إلى ذروتيها في الشعر الحديث وفي الرواية الطبيعية المحفوظية، وهي نهضة تفتّتت في الهزيمة الحزيرانية التي صنعتها أنظمة الانقلاب العسكري.
نحن اليوم نعيش هزائم ما بعد الهزيمة، ولعل السمة الأبرز لهذه الهزيمة هي فقدان معنى الكلام الذي يدوسه اللغو ويمحوه الألم.
من هنا نبدأ.
المهمة الأولى اليوم هي غسل اللغة بماء الألم. لغة العرب في حاجة اليوم إلى أن تغتسل بالألم الذي يحتلّ حياتنا، كي تخرج وتُخرجنا من الحضيض.
وهكذا يصير الأدب حاجة، وليس تعبيرا عن حاجة.
عندما مات الروائي الكويتي أحسست أن الرجل ودّع الحياة برواية أودعها حنوه وانغماس لغته في لغة الحياة اليومية، بحيث بدت المرأة العجوز وهي تعود إلى قريتها شبه المدمّرة وكأنّها تلخّص كل النساء العربيات هنا وهناك، من فلسطين إلى سورية ومن العراق إلى اليمن.
ما تبقى منّا هو لغتنا، والمهمة الأولى هي اسعادة الكلام وإعادة خلق اللغة وتأسيس قيم الحريّة والعدالة والمساواة.
أعرف أن هذا العمل لا نتائج مباشرة له، فالنفق الذي تمرّ به العرب طويل ومعتم، لكنني أعرف أيضا أن الخروج يبدأ حين ننجح في رواية حكاياتنا، معيدين اللغة إلى مصدرها، أي إلى الكلام وإلى الناس الذين يصنعون الكلام.

ما تبقّى منكم

إلياس خوري

البحرين والوزير- الرسالة… مخرج سوري على منصة «مهرجان الجونة السينمائي»… ماذا قال؟ فندق دمشقي للقطط.. هل يستفزّك؟

Posted: 01 Oct 2018 02:29 PM PDT

يحدث أن يذهب المرء، من كل عقله، وراء عنوان فيديو على «سي أن أن» يحمل عنوان «مهرجانات السينما… نجوم وفساتين وأفلام وماذا أيضاً؟»، فلعلّه يأمل بكشفٍ ما، أو نظرة جديدة تتأمل في واقع المهرجانات. سيواجه المشاهد مزيداً من التشويق مع العبارة المسجلة في بداية الفيديو: «هذا التحليل يعبر عن رأي صاحبه، ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر الشبكة».
ستقول سامية عايش، صاحبة البرنامج، واسمه «بوستر»: «لما بنحكي عن مهرجان سينما بيخطر ببالنا سجادة حمرا وفساتين نجوم وأفلام، لكن مهرجان السينما أكتر من هيك بكتير». هذا يعني أننا بتنا أمام خطوة صغيرة ونكون في قلب الاكتشاف.
تروح المذيعة تعدّ: «هو أولاً منصة لعرض أفلام لجمهور ونقاد تقام إلى جانبها ورش عمل ومراجعات فنية ولقاءات يمكن تنتج عنها صفقات لمشاريع مستقبلية أكبر، ثانياً، تقام مهرجانات السينما لمشاهدة الأفلام التي لا تعرض إلا في المهرجانات. ثالثاً لتجربة أنواع جديدة من العروض السينمائية، مثل السينما الموسيقية وسينما الواقع الافتراضي، رابعاً هناك الجوائز، وفي ذيل القائمة الفستاين والسجاد وما إلى ذلك».
كان هذا كل ما جاء في فيديو «بوستر»، أي أنها باختصار لم تقدّم رأياً ما، كل ما هنالك أنها جهدت في تفسير الماء.
وكنا قد حسبنا أن العنوان سيأخذنا للحديث عن المهرجانات وعلاقتها بالواقع المكرس، هل تستعملها السلطات القائمة لأغراض سياسية، إلى أي مدى يمكن أن تحمل التغيير لواقع بلدانها، وكذلك لواقع السينما، كيف تمنح الجوائز، وكيف يجري التحكيم، وكيف يجري اختيار لجان التحكيم أساساً، إلى ما هنالك من أسئلة لا يبدو أن متابعي السينما بالذات مشغولون بفتحها، فقد يكون من شأن إثارتها أن لا يدعى أحد إلى الدورات التالية من المهرجان.

من دون كلام!

حاز المخرج السينمائي السوري طلال ديركي جائزة أفضل فيلم عربي وثائقي طويل عن فيلمه «عن الآباء والأبناء»، وهو فيلم يخترق صفوف الجهاديين في الشمال السوري ليتابع حياة أطفالهم، وأي مصير رهيب يواجهون.
وصل ديركي إلى منصة «مهرجان الجونة السينمائي»، وفيلمه وثيقة سينمائية مشغولة تستحق التصفيق بالفعل، لكن يبدو أن الأضواء شغلت المخرج عن قول كلمة لبلده. كل ما قاله «ما في كلام»، ثم استدرك، بالعامية المصرية «ربنا يحمي مصر».
كثر ينتظرون الوصول إلى منصة مماثلة لتسليط الضوء على قضية، كما شهدنا في عدد كبير من المرات من نجوم سينمائيين وأدباء ومخرجين، بل كما فعل راعي وممول «الجونة» (نجيب ساويرس) نفسه عندما أشار إلى مأساة السوريين.
كنا ننتظر كلمة من المخرج المجتهد، خصوصاً في ظل تشكيك وجدل تصاعد في قلب ذلك المهرجان حول فيلمه.
كلمة فقط يا طلال، صحيح أن الأضواء قد تكون مربكة أحياناً، لكنها من دون شك فرصة مواتية للقول، على الأقل للدعاء من أجل سوريا، تماماً كما دعوت من أجل مصر.

الوزير-الرسالة

العالم يضيق على السوريين. هذه المرة الصفعة تأتي من البحرين، فبعد صور التلاقي الحار بين وزير الخارجية البحريني ونظيره السوري على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الذي أصرّ المتفائلون على اعتباره مجرد مصادفة أو مجاملة دبلوماسية، أصرّت «العربية» على أن تضع الحقيقة أمام الجميع، عندما استضافت الوزير البحريني في مقابلة لبرنامج «الشارع الدبلوماسي»، أكد فيها أن اللقاء رسالة، قيلت في أكثر من مكان سابق، في الجامعة العربية وغيرها، مفادها أن لا تعامل إلا مع حكومة النظام السوري.
غير أن الوزير، وهو هنا ممثل لمجموعة من دول الخليج، لم يقل كيف حدث أن انقلب على سنوات من الدعم لمعارضي تلك الحكومة الرسمية، وفيما إن كان عليهم، بالجملة، عندما يجدون أنفسهم على ضلال، أن يفقأوا عيونهم قبل الظهور بهذه السعادة على الشاشات.

مربى الدلال

قد يستفز فيديو لـ «سي أن أن» بعنوان «جولة داخل أول فندق دمشقي للقطط في سوريا» كثيرين، وربما يقولون على الفور كلاماً معتاداً حول رخص حياة البشر مقابل هذه المبالغة بتقدير حياة الحيوانات ورعايتهم.
لكن نظرة إلى هذا الفيديو، الذي يلقي الضوء على تجربة زوجين سوريين قررا افتتاح «فندق» للقطط، من شأنه أن «يوفر كل ما تحتاجه القطط من رعاية، والكثير من المرح وسط بيئة آمنة»، قد تأخذك إلى مطرح حنون في الذاكرة، إذ تحيل القطط خصوصاً إلى منزل دافئ وعائلة ولمسات وحنان، فكيف إذا عرفنا أن الدمشقيين معروفون بتدليلهم الزائد للقطط.
كثيرون شاهدوا فيديوهات لحيوانات الحرب الأليفة التي تقضي، أو تعاني، في ظروف الحرب، لا نحسب إلا أنها كانت شاهداً آخر على الفظاعة التي حلّت بالبلاد.
إن فندقاً للقطط هو الأول من نوعه في دمشق، حسب الوصف المرفق، لا يعني أن «الأزمة خلصت وسوريا بخير»، بل يعني أن البلاد ما زالت من دون نصف أهلها، على الأقل.
كاتب فلسطيني سوري

 

البحرين والوزير- الرسالة… مخرج سوري على منصة «مهرجان الجونة السينمائي»… ماذا قال؟ فندق دمشقي للقطط.. هل يستفزّك؟

راشد عيسى

عن اضطرابات صعود اليمين المتطرف خارج الغرب

Posted: 01 Oct 2018 02:28 PM PDT

إذا كانت النظم الديمقراطية في الغرب تشهد أفول أحزاب اليمين واليسار التقليدية وصعود الحركات اليمينية المتطرفة التي تصارعها سياسيا وانتخابيا وتقف في مواجهتها اجتماعيا وثقافيا مجموعات يسارية تقدمية، فما هو حال الديمقراطيات خارج الغرب؟ ما الذي يحدث في بلدان كالبرازيل والهند والمجر وبولندا؟ هل تمر هي أيضا باضطرابات صعود اليمين المتطرف، وما هي أجندة اليمنيين في تلك البلدان إن كانوا بها من النافذين؟ وكيف تتأثر المؤسسات التشريعية ومؤسسات دولة القانون من جراء المواجهات بين اليمين المتطرف واليسار التقدمي إن كانت مثل تلك المواجهات ذات أهمية سياسية أو اجتماعية أو ثقافية؟
الإجابة المباشرة على السؤال الأول هي أن الديمقراطيات خارج الغرب تعاني من أزمات حادة تتراجع معها شرعيتها (معرفة كقبولها الشعبي) وتتهدد بفعلها مبادئ حكم القانون وتفقد في سياقها البرلمانات المنتخبة والسلطات التنفيذية المنتخبة الكثير من قدرتها على صناعة وتنفيذ سياسات عامة رشيدة وعادلة. في البرازيل، وهي تشهد حاليا سباق الانتخابات الرئاسية، تنجرف على سبيل المثال الحياة السياسية باتجاه أحزاب يمين تخلت عن أجنداتها المحافظة وتبنت خليطا من الأفكار الشعبوية والوطنية المتطرفة التي تستخف بالنظام الديمقراطي وتغازل المؤسسات العسكرية والأمنية لإخراجها من معسكراتها وتتحالف مع الأغنياء (أرستقراطية الأرض والبرجوازبة الصناعية التقليدية وأصحاب الاستثمارات الرأسمالية في الصناعات الحديثة) للإبقاء على سيطرتهم الاقتصادية ونفوذهم الاجتماعي وحمايتهم من المحاسبة على جرائم فساد تراكمت طوال عقود مديدة ومواصلة تهميش أغلبية السكان (خاصة السود وعموم غير ذوي الأصول الأوروبية).
يتطرف اليمين في البرازيل، ويتورط في الترويج لسياسات عامة غير عادلة وغير رشيدة تخدم مجددا مصالح جنرالات المؤسسات العسكرية والأمنية وكبار الكنيسة الكاثوليكية والنخب الحزبية القديمة والأغنياء، وينقلب على الأغلبية التي يخصم من حقوقها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ذلك الرصيد الذي حققته سنوات رئاسة اليساريين لولا دا سيلفا وديلما روسيف (2003 ـ 2016).
وبينما تلاحق الفضائح الأخلاقية وقضايا الفساد بعض سياسيي اليمين، يظل تأثيرها على الفرص الانتخابية لأحزاب اليمين شديد المحدودية. فناخبو اليمين في البرازيل لا يغيرون وجهة أصواتهم الانتخابية بسبب قضايا فساد، بل يعني أكثريتهم تغيير النظم الضريبية لمحاباتهم على حساب الفقراء والمهمشين وتبحث أقلية بينهم عن حماية من الملاحقة على خلفية ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان (الجنرالات) أو على خلفية وقائع فساد مالي وأخلاقي (كبار الكنيسة الكاثوليكية).
أما اليسار التقدمي، فلم يتعاف بعد من كارثة سجن الزعيم النقابي والرئيس الأسبق دا سيلفا الذي فقد الكثير من مصداقيته السياسية، ومن مأزق عزل الرئيسة السابقة روسيف التي قرر البرلمان (مجلس الشيوخ) أنها خالفت قوانين الموازنة وأطاح بها. يترك تراجع اليسار في البرازيل الأغلبية الفقيرة والمهمشة دون تمثيل انتخابي حقيقي، ويمكن المؤسسات العسكرية والأمنية من التغول على حقوقهم وحرياتهم مثلما يحفز اليمين على الانقضاض على حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية. وذلك في الجوهر هو ما يحدث يوميا في الأحياء المهمشة في المدن البرازيلية (والمسماة بالفافيلاس) والتي صارت مساحات خارجة ليس فقط على ولاية وحكم القانون بل وعلى السيطرة الأمنية أيضا (فانتهاكات الحقوق والحريات لا تولد غير عنف شعبي يقارع العنف الرسمي).
أما السؤال الثاني المتعلق بتفاصيل أجندة اليمينيين في النظم الديمقراطية البعيدة عن الغرب، فيقدم حزب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ـ بهاراتيا جاناتا ـ نموذجا جيدا للإجابة عليه. في المجال الاقتصادي يطبق حزب مودي سياسات نيوليبرالية ويتبنى برامج لتحديث الأجهزة الحكومية وإصلاح قطاعات كبرى كالتعليم والصحة، وهو هنا لا يختلف عن غيره من أحزاب اليمين التقليدية التي تحولت تدريجيا باتجاه التطرف والشعبوية. اجتماعيا، ليس الحزب سوى قوة طائفية توظف التوترات المتواصلة بين الهندوس والمسلمين للترويج لخطاب كراهية وعداء وللإفادة منه في صندوق الانتخابات. يقدم مودي نفسه كزعيم «للأغلبية الهندوسية» يعمل على الحد من حضور ونفوذ وثروة «الأقلية المسلمة»، والحصيلة هي اعتداءات على ممتلكات ودور عبادة المسلمين وأعمال عنف ضدهم وخطاب كراهية صريح يحرض على الأسر المسلمة ويشرعن زورا للتمييز ضدهم.
سياسيا، يتحايل مودي ومعه حزبه صاحب مقاعد الأغلبية في البرلمان على حكم القانون وأدواته فيمنع ملاحقة المتطرفين الهندوس ويحمي الفاسدين المتحالفين معه انتخابيا ويتورط في الفساد من موقع رئيس الوزراء (كما في صفقة طائرات الرفال التي ابتاعتها الحكومة الهندية من فرنسا وأصر مودي على أن يحصل أحد رجال الأعمال المتحالفين معه وليس شركة ذات ملكية عامة على حقوق التصنيع المشترك مع الطرف الفرنسي، وهي الصفقة التي تثير حاليا عاصفة سياسية كبيرة وغضبا في أوساط اليسار). ولا يقف تحايل اليمين المتطرف ذي النكهة الطائفية الكريهة عند حدود السياسة، بل يمتد إلى المجال الثقافي الذي يسعى به حزب بهاراتيا جاناتا إلى تغيير المقررات التعليمية في المدارس والجامعات لكي تنناسب مع الديانة الهندوسية. تريد حكومة مودي اليوم تجريم تدريس نظريات التطور الإنساني في المدارس (فالرواية الهندوسية لبدء الخلق وحياة البشر مختلفة)، وتبحث في سبل القضاء على الطابع العلماني لنظام التعليم في الهند دون إدراك لمركزية علمانية التعليم في بلد متعدد الديانات والأعراق والطوائف.
في الهند، إذا، تتشكل أجندة اليمين المتطرف من سياسات اقتصادية نيوليبرالية وسياسات اجتماعية وثقافية رجعية ونزوع للاستخفاف بحكم القانون وأدواته.
وما يقال في شأن مودي وحزبه، يصح أن يقال أيضا في المجر عن رئيس الوزراء اليميني فيكتور أوربان وفي بولندا عن حزب القانون والعدالة اليميني الذي يكون الحكومة منذ 2015. كل المطلوب هو حفنة من الاستبدالات «السهلة»، فعنوان الكراهية ليس أقلية مسلمة تسكن الهند منذ مئات السنين بل مهاجرين ولاجئين مسلمين قدموا القارة الأوروبية هربا من ويلات وفظائع الحروب. والاستخفاف بحكم القانون في المجر وبولندا لا يتعلق بحماية الفاسدين ماليا أو أخلاقيا، بل جوهره هو تمكين المؤسسات الأمنية في المجر من التغول على حقوق وحريات الناس وعلى المجتمع المدني بالإبقاء على وضعية تشبه حالة الطوارئ كانت قد أعلنت في صيف 2015، وعزل القضاة المناوئين في المحكمة الدستورية البولندية من خلال تمرير قانون يخفض الحد الأقصى لأعمار القضاة.

٭ كاتب من مصر

عن اضطرابات صعود اليمين المتطرف خارج الغرب

عمرو حمزاوي

«غمزة» بيروقراطية أردنية تلاعب «النظام السوري»: معبر «نصيب» عقدة في طريق «استعادة الثقة»

Posted: 01 Oct 2018 02:28 PM PDT

عمان- «القدس العربي» : بدت لافتة جداً تلك العبارة النقدية ضمنياً التي صدرت عن الأمين العام لوزارة النقل الأردنية أنور الخصاونة وهو يستغرب سلوك السلطات السورية عندما يتعلق الأمر بإعادة فتح معبر نصيب. فبينما كان يتحدث عبر وكالة «روسيا اليوم» عن أزمة المعبر غمز الخصاونة بيروقراطياً الجانب الآخر عندما اشار إلى اعلان منفرد وأحادي بإعادة تشغيل معبر نصيب مع اشارة إلى ان الجانب السوري لا يلتزم بالإجراءات السورية اللوجستية الأمنية المتفق عليها.
قبل ذلك وبعدما حدد الجانب السوري موعداً مرتين مؤخراً لإعلان جهوزية معبر نصيب المغلق تدخلت الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الوزيرة جمانة غنيمات في حالة نفي للاتفاق على موعد إعادة تشغيل المعبر. وقد يكون «للتنمر البيروقراطي» الأردني خلفيات أمنية او سياسية تبرره لكن حتى اللحظة لا أحد يعلم نوايا تلك الرسائل الغامضة التي يتم تبادلها بين عمان ودمشق. فالعاصمة السورية تحاول بوضوح إظهار نظيرتها الأردنية وهي في حالة مماطلة وتسويف وتأخير لإعادة فتح المعبر. والحكومة الأردنية لا ترد بوضوح على هذه الجزئية وما يبدو عليه المشهد في الإعلام على الاقل ان الأردن هو الذي طالب بإعادة فتح المعبر طوال الوقت ومنذ عامين وان حكومته وبعدما تقدم السوري بخطوات عملية بتنفيذ الطلب هي التي تراجعت.

رسائل وغموض

ووسط زحمة الرسائل التي ترد من هنا وهناك لا يمكن تلمس أو إدراك خفايا هذا المشهد الغامض فقد تحول معبر نصيب الحدودي الضخم والذي يستفيد منه الطرفان عملياً إلى مواجهة غامضة الاسباب وعقدة بعدما تخلص البلدان عملياً مما سمي بأزمة الجنوب او بالحسم العسكري. وثانياً بما كان يسميه الوزير الأردني الاسبق الدكتور محمد المومني بعودة مظاهر ورموز سيادة الدولة السورية إلى الطرف الاخر من الحدود.
عملياً انتهت الخلافات والتقاطعات حول الجنوب السوري بما يرضي الطرفين. وزير الخارجية السوري وليد المعلم ارسل مبكراً وعبر شخصية أردنية ووطنية مهمة رسالته التي تقول بأن تحفظ الأردن بخصوص وجود قوات للحرس الثوري او ميليشيات لبنانية في درعا سيحترم وقد احترم فعلاً. الرسالة المنقولة من المعلم لفتت النظر إلى أن الوجود الايراني العسكري في سوريا تنطبق عليه مقولة «مكره أخوك لا بطل».
مؤخراً ايضاً قيل للأردنيين بأن التضحيات العسكرية الإيرانية من اجل سوريا لا تقارن بتلك الروسية «الخبراء الايرانيون العسكريون يمكنهم المغادرة في أي وقت بطلب سوري» وانهم تحت سيطرة النظام في الواقع فيما وجودهم له مغزى استراتيجي مرتبط بالبعد الإسرائيلي في المشهد حصرياً.
يفترض بهذه الرسائل التي نقلها الروسي للأردني طمأنة عمان والتي دفعت بدورها كلفة اعباء الجنوب واللجوء وتعاونت مع غرفة التنسيق الروسية العسكرية بملفات محددة مثل تسليم اسلحة واستسلام فصائل. في الأثناء وخلال مراحل الحسم العسكري السوري في الجنوب قاد الجيش الأردني والاجهزة الأمنية بكفاءة المرحلة وسيطر على الحدود وظهرت ملامح تعاون مع الجيش السوري في الوقت الذي اختفت فيه من القاموس السوري «درعا مشكلة أردنية».
قالها وزير الخارجية الأردني الذي لا ترتاح له دمشق مبكراً ايمن الصفدي على هامش نقاش مع «القدس العربي»: لدينا مصالح وحسابات امنية ونعمل لصالح الاستقرار النهائي في سوريا وأجهزتنا حرست الحدود لصالح البلدين طوال الوقت وبلادنا تحملت العبء الاكبر. بمعنى آخر حصل نوع من الانسجام وتقاطع المصالح بين البلدين على هامش كل فعاليات الحسم العسكري عند استعادة الجنوب. وكان المناخ إيجابيا آنذاك ويسمح ببدء عملية استعادة الثقة بين مؤسسات البلدين.
هنا رحبت قيادة الأركان علناً بوجود الجيش السوري في معبر نصيب وانشغلت قنوات الامن الأردنية بالتواصل وأرسل رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز رسالة مع صديق تقول ضمنياً: «مستعدون لإعادة فتح السفارة الأردنية في دمشق وإرسال كوادرنا ونرغب بإعادة فتح نصيب للتجارة والحركة والعبور ونحب استقبال «وزيري النقل والسياحة للتفاهم في عمان».

مفاوضات معقدة

كانت تلك رسالة تقول ضمنياً بأن الرئيس الرزاز على الأقل مهتم جداً بإعادة فتح وتشغيل معبر نصيب لأن نحو 34 % من تجارة النقل الأردنية كانت تستفيد من هذا المعبر والرد السوري كان إيجابياً ويتضمن التقدير للرزاز ونوايا حكومته مع التحفظ على مفردتي «النظام السوري» اللتين يستخدمهما مسؤولو الخارجية الأردنية في الاجتماعات والتصريحات ضمن طاقم الوزير الصفدي.
في أثناء المفاوضات المعقدة حول معبر نصيب طلب الأردنيون تنظيف الطريق الدولي بين عمان ودمشق وازالة العوالق والعوائق من معبر نصيب في الجانب السوري وتأمين حماية أمنية وعسكرية للطريق الدولي. يرسل السوريون وعبر قنوات أردنية تلك الرسالة التي تقول بأنهم التزموا بتنفيذ كل المطلوب أردنياً لكنهم لا يستطيعون تقديم ضمانات من أي نوع لها علاقة بحصة الأردن من مشاريع إعادة الإعمار.
اليوم يبدو السوري إعلامياً على الأقل جاهزاً في ملف معبر نصيب ويخفق الأردن الرسمي في شرح تحفظاته مع ان فتح هذا المعبر طلب ملح جداً من الرزاز ومن القطاع الاقتصادي والتجاري الأردني. والصورة النمطية التي يحاول السوري ترويجها بالخصوص تتحدث عن «تلكؤ» أردني في مسألة المعبر له علاقة بسيناريو امريكي وسعودي وبضغط إسرائيلي تحديداً.
والرواية الأردنية تعتبر مثل هذه التلميحات اصطياداً في المياه العكرة ومؤشرات على سوء النوايا وتعيد مجمل الموقف من ملف تشغيل معبر نصيب إلى حرص الأردن على منظومة أمنية يتجاهلها السوري حتى اللحظة وتتعلق بأسئلة محددة وبروتوكولات مفصلة لحركة عبور الناس والشاحنات والبضائع في الاتجاهين، الأمر الذي يشير له الخصاونة له عملياً دون ان يحدده.
لكل ذلك تبقى أزمة معبر نصيب مفتوحة على الاحتمالات. لكنها اليوم العنوان الرئيسي لاختبار كل امكانات نوايا استعادة الثقة بين البلدين فالأمني في الذهنية الأردنية يسبق الاقتصادي والتجاري وفي كثير من الأحيان السياسي خصوصاً وان دمشق لا تبذل الجهد الكافي لتمكين مواطنيها اللاجئين في المملكة من العودة إلى بلادهم.

«غمزة» بيروقراطية أردنية تلاعب «النظام السوري»: معبر «نصيب» عقدة في طريق «استعادة الثقة»
هواجس وخفايا ورسائل تبرر «تلكؤ» الطرفين… ودمشق تخفق في «طمأنة» عمان
بسام البدارين

عمرو دياب يتعرض للهجوم على مواقع التواصل بعد نشره صورة مع آل الشيخ

Posted: 01 Oct 2018 02:28 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: انتقادات واسعة واجهها المطرب المصري عمرو دياب بعد نشره صورا تجمعه برئيس هيئة الرياضة السعودية تركي أل الشيخ على موقع انستغرام.
ونشر عمرو دياب عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي (إنستغرام) صورة تجمعه بآل الشيخ، وعلق عليها « في زيارة لحبيبي أبوناصر للاطمئنان عليه»، فيما أغلق التعليقات على الصورة.
وأغلق دياب إمكانية التعليق على الصورة من متابعيه، خوفا من التعرض لهجوم من قبلهم بسبب نشرها. وكان دياب نشر تغريدة أخرى على موقع تويتر قال فيها: « يا ساحر ـ ملاك الحسن.. شكرا شاعر العرب»، قبل أن يحذفها خوفا من الانتقادات.
وكتبت سامية صلاح على «فيسبوك»: « نجح عمرو دياب طول السنوات الماضية أن يبعد عن السياسة، حتى جاء تركي آل الشيخ بأمواله، وأقحمه فيها».
وأضافت: «عمرو دياب لم يحترم الجمهور أو بلده، كرامتنا أهم منك بكثير».
أما شريف دياب، فقد أكد أنه «لا يراهن أحد على حبنا له حتى لو كان عمرو دياب نفسه، والذي لا يحترمنا، لا يغضب عندما نهاجمه».
وكتب وليد سليمان: «عمرو دياب شهرة بلا حدود وأموال طائلة وبصرف النظر عن تقييمنا له كمطرب، لكن السؤال ما الداعي الذي يجعله يطبل لتركي آل الشيخ».
لم يكتف عمرو دياب بنشر صورته مع آل الشيخ بل نشر صورة أخرى تجمعه بحسام البدري، رئيس نادي «بيراميدز» المملوك للمستشار السعودي، ما أغضب جمهور النادي الأهلي المصري.
وطالب عدد من مشجعي النادي الأهلي بمقاطعة الألبوم الجديد الذي أطلقه دياب، باعتباره يقصد الإساءة للنادي، ويعلن الوقوف بجانب المستشار السعودي في الخلاف الأخير الذي نشب بينه وبين النادي.
وتعاون دياب مع اَل الشيخ خلال ألبومه الجديد، من خلال كتابة أغنيات «الساحر» و«هدد». ووصلت الخلافات بين آل الشيخ والنادي الأهلي المصري إلى حد إعلان الأول سحب استثماراته في مصر، بعد الهتافات المسيئة التي أطلقها جمهور النادي خلال مباراة الفريق، في مواجهة نادي هورويا الغيني في الدور ربع النهائي لبطولة الدوري الأفريقي.
ويرى الكثيرون من مشجعي كرة القدم المصريين أن آل الشيخ حاول السيطرة على الرياضة المصرية من خلال دفع أموال للأندية واللاعبين.

عمرو دياب يتعرض للهجوم على مواقع التواصل بعد نشره صورة مع آل الشيخ

تامر هنداوي

إدلب: فصائل المعارضة ترفض وجوداً روسياً في «المنطقة العازلة» و«فيلق الشام» ينفي انسحابه منها

Posted: 01 Oct 2018 02:27 PM PDT

عواصم – «القدس العربي» : أبلغت الجبهة الوطنية للتحرير التي تضم أبرز الفصائل المعارضة في محافظة ادلب ومحيطها، الجانب التركي رفضها أي وجود روسي في المنطقة المنزوعة السلاح المرتقبة، بموجب اتفاق أبرمته موسكو وأنقـرة قبل أسـبوعين.
وأفاد الناطق الرسمي باسم الجبهة الوطنية للتحرير النقيب ناجي مصطفى، في بيان نشره عبر صفحته على تطبيق تلغرام، في وقت متأخر من ليل الأحد عن «لقاء مطول مع الحليف التركي بخصوص بنود الاتفاق وموضوع التواجد الروسي في المنطقة المعزولة على وجه التحديد». وقال إن الجبهة ابدت خلال الاجتماع «رفض» هذا التواجد «وحصل وعد بعدم حصوله وهذا ما تم تأكيده أمس من الجانب التركي».
وجنّب اتفاق توصلت آلية روسيا وتركيا في السابع عشر من الشهر الماضي، محافظة ادلب هجوماً واسعاً لوحت به دمشق على مدى أسابيع. وينص الاتفاق على إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 إلى 20 كيلومتراً على خطوط التماس بين قوات النظام والفصائل عند أطراف إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة، على أن تنتشر فيها قوات تركية وشرطة روسية.
وتأسست الجبهة الوطنية للتحرير مطلع شهر آب/أغسطس، وتضم غالبية الفصائل غير الجهادية المقربة من تركيا، أبرزها حركة أحرار الشام وفيلق الشام وحركة نور الدين الزنكي وجيش الأحرار. ويبلغ عديد مقاتليها قرابة ثلاثين ألفاً حسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
ويتوجب على الفصائل كافة، بموجب الاتفاق الروسي التركي، سحب سلاحها الثقيل من المنطقة المحددة بحلول العشر من الشهر الحالي، وينسحب الجهاديون تماماً منها بحلول منتصف الشهر. وجاء موقف الجبهة الوطنية للتحرير بعد ساعات من تأكيدها عدم سحب أي فصيل تابع لها آلياته الثقيلة بموجب الاتفاق الذي يسري على محافظة ادلب وريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي وريف اللاذقية الشمالي.
وكان المرصد أفاد صباح الأحد عن بدء فيلق الشام سحب آلياته الثقيلة من ريفي حلب الغربي والجنوبي، وهو ما نفاه الفصيل لاحقاً. وسبق لجيش العزة، أحد الفصائل الناشطة في ريف حماة الشمالي، أن أعلن السبت رفضه اقامة المنطقة العازلة على مناطق سيطرة الفصائل فقط، مؤكداً رفضه تسيير روسيا أي دوريات في نطاق سيطرته. كما أبدى خشيته من أن يشكل الاتفاق مقدمة «لقضم المناطق المـحررة».
وتعكس هذه المواقف حالة من الارتباك في صفوف الفصائل المعارضة ازاء الاتفاق، بعدما كانت فصائل الجبهة الوطنية للتحرير رحبت بمضمونه وأكدت استعدادها التعاون مع تركيا لتطبيقه، وإن كانت أبدت في الوقت ذاته «عدم ثقتها» في روسيا. وتشكل هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) عملياً العقبة الأبرز أمام تنفيذ الاتفاق، مع سيطرتها ومجموعات متشددة متحالفة معها على نحو سبعين في المئة من المنطقة العازلة المرتقبة.
ولم يصدر حتى الآن أي موقف رسمي من الهيئة التي كانت أعربت سابقاً عن رفضها «المساومة» على السلاح، معتبرة الأمر «خطاً أحمر»، في حين أعلن تنظيم حراس الدين قبل أسبوع في بيان جرى تناقله على مواقع التواصل الاجتماعي وأكد المرصد رفضه «لهذه المؤامرات وهذه الخطوات كلها».

نفي الانسحاب

ونفت جماعة فيلق الشام المعارضة في شمال غرب سوريا تقريراً يفيد بأنها سحبت قواتها وأسلحتها الثقيلة من المنطقة منزوعة السلاح التي اتفقت على تأسيسها تركيا وروسيا. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قال الأحد إن الجماعة هي أول من بدأ الانسحاب من المنطقة منزوعة السلاح في منطقة إدلب.
ووفقاً للاتفاق الذي توصلت إليه أنقرة مع موسكو، حليف الرئيس السوري بشار الأسد الرئيسي، في منتصف أيلول سبتمبر ستمتد المنطقة على طول خط التماس بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية وستنظم القوات التركية والروسية دوريات بها. ويقضي الاتفاق بانسحاب مقاتلي المعارضة منها بحلول منتصف أكتوبر تشرين الأول.
وقال الشيخ عمر حذيفة أحد قادة فيلق الشام لرويترز مساء الأحد «ما تم ذكره من المرصد السوري هو كذب و افتراء ولا صحة له». وقال عبد السلام عبد الرزاق القيادي في تحالف الجبهة الوطنية للتحرير إنه زار جبهة في ريف حلب أمس ولم يكن هناك أي تغيير في الوضع على الأرض. وأضاف «ما في شيء حصل على الجبهات حتى الآن. أغلب السلاح الثقيل يوضع في الخطوط الخلفية وليس على خطوط الدفاع مع النظام».

10 آلاف مقاتل

وكشفت معلومات للحكومة الألمانية أن أكثر من عشرة آلاف مقاتل يعملون في صفوف الجماعات «الإرهابية» في محافظة إدلب السورية، آخر معقل رئيسي لفصائل المعارضة السورية. وحسب معلومات داخلية للحكومة الاتحادية فإن أقوى جماعة مسلحة هي ميليشيات هيئة تحرير الشام التي لديها علاقات وثيقة بتنظيم القاعدة. وتقول البيانات إن هذه الجماعة لديها ما يزيد على ثمانية آلاف مقاتل تقريباً. وحسب البيانات، يضم «الحزب الإسلامي التركستاني» في صفوفه في سوريا ما يزيد على 1500 مقاتل تقريباً، مقابل نحو ألف مقاتل لتنظيم «حراس الدين».
ولكن لا تتوافر بيانات موثوقة بالنسبة لتنظيم «الدولة» (داعش)، ومن المحتمل ألا يتجاوز عدد المقاتلين منه 300 مقاتل. ووفقاً لمعلومات الحكومة الاتحادية، تضم ميليشيات ليست على صلة بتنظيم القاعدة، في صفوفها ما يزيد على 55 ألف مقاتل على الأقل في منطقة إدلب، والجماعة الأقوى هي الجبهة الوطنية للتحرير، بما يصل إلى 50 ألف شخص، وهي عبارة عن تحالف جماعات إسلامية معتدلة. وتسيطر هيئة تحرير الشام على أجزاء كبيرة من منطقة إدلب، وقد انشقت رسمياً عن تنظيم القاعدة، إلا أنها لا تزال تعتبر في كثير من الدول بمثابة الفرع السوري للتنظيم. يذكر أن ستافان دي ميستورا المبعوث الخاص للأمم المتحدة لدى سوريا كان قد قدّر عدد مقاتلي هيئة تحرير الشام في إدلب بما يصل إلى عشرة آلاف مقاتل.

إدلب: فصائل المعارضة ترفض وجوداً روسياً في «المنطقة العازلة» و«فيلق الشام» ينفي انسحابه منها
برلين: أكثر من 10 آلاف مقاتل يعملون في صفوف الجماعات المسلحة
هبة محمد وكالات

«الحرية لمصر»… حملة تدوين للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين

Posted: 01 Oct 2018 02:27 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أطلق عدد من النشطاء المصريين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حملة تدوين للمطالبة بالإفراج عن معتقلي الرأي، ونشر صورهم وتاريخ اعتقالهم.
وبدأت الحملة، أمس الإثنين، على أن يتم تغيير الصور على الصفحات الشخصية كل 48 ساعة لتضم معتقلين جددا.
وتداول مستخدمو «الفيسبوك» و«التويتر» مجموعة من صور المعتقلين تحت هاشتاغ «الحرية لمصر».
وتضمنت المجموعة الأولى، اثنين من المعتقلين اللذين جرى القبض عليهما ثالث أيام عيد الأضحى، وهما السفير معتصم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق، وصاحب نداء مبادرة إلى الشعب المصري، التي طالب فيها بإجراء استفتاء شعبي على بقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والخبير الاقتصادي رائد سلامة.
وكانت أجهزة الأمن المصرية شنت حملات اعتقال، طالت سياسيين ونشطاء على مدار الأشهر الماضية، كان أشهرها ما عرف بحملة اعتقالات العيد التي اعتقل فيها إضافة إلى مرزوق سلامة، يحيى القزاز استاذ الجيولوجيا في جامعة حلوان وأحد مؤسسي حركة كفاية التي لعبت دورا في الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك.
كما تضمنت القائمة الأولى المدون الشهير وائل عباس، والناشطين محمد أكسجين وأمل فتحي، والمحامي اليساري هيثم محمدين، والناشطة عبير الصفتي، فضلاً عن أيمن موسى وأحمد الخطيب اللذين تم إلقاء القبض عليهما في 2014 و2013.
في السياق، جددت منظمة العفو الدولية دعوتها للإفراج فورا عن الناشطة السياسية أمل فتحي عضو حركة 6 أبريل.
وقالت في بيان صدر عقب الحكم على فتحي بالسجن عامين، إن «حبس أمل هو حالة فظيعة من الظلم، حيث تم معاقبة ضحية التحرش الجنسي بينما ظل المعتدي طليقا».
وحسب المفوضية المصرية للحقوق والحريات، فإن «محكمة جنح المعادي قضت بالحكم على الناشطة أمل فتحي بالحبس سنتين وغرامة 10 آلاف جنيه وكفالة 20 ألف جنيه لإيقاف التنفيذ في القضية 7991 لسنة 2018 جنح المعادي المعروفة إعلاميا بفيديو التحرش».
وأوضحت دعاء مصطفى، المحامية في المفوضية المصرية أن «أمل ستظل محبوسة حتى بعد الكفالة لصدور قرار من نيابة أمن الدولة بحبسها احتياطيا على ذمة القضية 621 لسنة 2018».

إهانة الحق

ودعت نجية بونعيم، مديرة حملات شمال أفريقيا لمنظمة العفو، السلطات المصرية إلى «الإفراج فوراً ودون قيد أو شرط عن أمل فتحي وإسقاط جميع التهم الموجهة لها»، مشيرة إلى أن «حبسها بسبب التعبير عن آرائها إهانة للحق في حرية التعبير المضمون بموجب دستور مصر والتزاماتها الدولية، فضلاً عن التزامات مصر المتكررة بمكافحة التحرش الجنسي».
وقالت إن «انتقاد الحكومة في مصر صار أكثر خطورة من أي وقت مضى، حيث يعامل المصريون الذين يعيشون تحت حكم الرئيس السيسي كمجرمين لمجرد تعبيرهم عن آرائهم سلمياً «.
وكان عدد من مقرري الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، قد ناشدوا السلطات المصرية، أمس، لضمان محاكمة عادلة لأمل فتحي.
وأعرب المقررون والخبراء في بيان أصدروه عن قلقهم بشكل خاص بشأن هذه المعتقلة، التي قالوا إنها «تواجه اتهامات في قضيتين منفصلتين تتعلقان بالتحريض على الإطاحة بالنظام والإرهاب ونشر أخبار زائفة، تتعلق بجهودها لتعزيز حقوق المرأة».

اختفاء قسري

وفي مواجهة استمرار عمليات الاختفاء القسري التي تطال عددا من المواطنين، طالبت الشبكة العربية لحقوق الإنسان، النائب العام بالتحقيق في واقعة القبض على مواطن وعدم الإفصاح عن مكانه أو عرضه على النيابة، رغم مرور 12 يوما على اعتقاله.
ووفق الشبكة «تم القبض على المواطن معاذ الشرقاوي في كمين للشرطة بين مدينتي دهب وشرم الشيخ في جنوب سيناء شرق مصر يوم 19 سبتمبر/ أيلول الماضي».
وتقدم محامو الشبكة ببلاغ للنائب العام بالواقعه يوم 25 سبتمبر/ أيلول 2018 ورغم مرور 12 يوما على الواقعة و5 أيام على تقديم البلاغ، فإن معاذ لم يظهر ولم يتم التحقيق في البلاغ حتى الآن. وبينت الشبكة العربية أن «على النائب العام أن يلزم وزارة الداخلية باحترام الدستور والتقيد بنصوصه، وأن يجري تحقيقا في البلاغ المقدم له من يوم 25 سبتمبر/ أيلول عن واقعة إلقاء القبض على معاذ الشرقاوي من حافلة سياحية، أثناء رحلة لمدينة دهب تنظمها شركة سياحية بتاريخ 19سبتمبر/ أيلول الماضي، حتى لا تصبح مصر دولة بلا قانون».
وكان معاذ الشرقاوي وهو صاحب شركة سياحية يبلغ من العمر 25عاما، في طريقه إلى مدينة دهب مع رحلة سياحية تنظمها شركته، ومرت الحافلة التي كان يستقلها على أكثر من 4 لجان وكمائن لقوات الأمن في الطريق، حتى استوقفته قوات الأمن في كمين، وطلبت منه النزول لعدة دقائق، لكن هذه الدقائق امتدت لـ 12 يوما كاملة، دون تحويله للنيابة أو الإعلان عن أسباب احتجازه أو مكانه.

«الحرية لمصر»… حملة تدوين للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين
نشر صورهم على «الفيسبوك» و«تويتر» وتغييرها كل 48 ساعة

انتخابات برلمان كردستان: مؤشرات على تصدر حزب بارزاني وسط اتهامات بالتزوير

Posted: 01 Oct 2018 02:27 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: أوردت مواقع إخبارية كردية، مقرّبة من الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني، نتائج أولية «غير رسمية»، أفادت بفوز الحزب بـ 42 مقعدا في انتخابات برلمان الاقليم التي جرت أمس الأول، مقابل 24 مقعدا لغريمه الاتحاد الوطني الكردستاني.
وأعلنت مفوضية الانتخابات في إقليم كردستان، مساء أمس الأول، أن نسبة التصويت بلغت نحو 57٪ في مناطق الإقليم. وذكرت أن نسب المشاركة توزعت بنحو 58 ٪ في محافظة أربيل، و53 ٪ في السليمانية، و61 ٪ في دهوك، و60 ٪ في حلبجة.
ودفعت النتائج «غير الرسمية» المفوضية إلى توضيح موقفها، مؤكدة إنها ستعلن النتائج النهائية «بعد حسم جميع الشكاوى الواردة من الكيانات السياسية»، مشيرة في بيان لها، إلى أن «جميع النتائج المعلنة عبر وسائل الإعلام ليست رسمية». ولف الغموض موقف الاتحاد الوطني الكردستاني من الانتخابات، فقد أعلن المتحدث باسمه سعدي بيره، عن رفض حزبه نتائج الانتخابات التي جرت في الاقليم، عازياً السبب في ذلك إلى «الخروقات» التي رافقت العملية الانتخابية.
لكن عضو المكتب السياسي للاتحاد، حاكم قادر حمه جان، أشاد بالانتخابات البرلمانية في الإقليم، واصفاً إياها أنها «انتصار» لحزبه وشعب كردستان كافة.

انتصار للاتحاد

وقال، في مؤتمر صحافي عقده في السليمانية، إن الانتخابات البرلمانية التي جرت هي «انتصار للاتحاد الوطني الكردستاني، وإقليم كردستان وشعبه قاطبة».
وأضاف أن «إقليم كردستان لنا جميعا»، مشدداً على أن «الاتحاد الوطني حريص في الحفاظ على وحدة الصف والموقف الكردستاني».
وتابع: أن «وحدة الصف والموقف هو السلاح الوحيد بيد شعب كردستان»، مؤكداً على ضرورة «الحفاظ على حقوق شعب كردستان في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة».
كذلك، دعا رئيس كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني، قباد طالباني، السكان في الإقليم إلى «التعبير عن فرحهم أو قلقهم بعد إعلان النتائج بطرق حضارية والابتعاد عن اللجوء إلى العنف».
وقال في رسالة وجهها إلى الرأي العام في كردستان : «لحسن الحظ انتهت عملية التصويت لانتخابات برلمان كردستان بلا مشاكل وعوائق كبيرة».
وأشاد، بقوات وزارة الداخلية والجهات ذات العلاقة «الذين تمكنوا بنجاح من الحفاظ على الأمن خلال عملية التصويت»، داعياً إياهم إلى الاستمرار على نفس المنوال حتى إعلان النتائج النهائية للانتخابات».
وطالب المواطنين «عند ظهور نتائج الانتخابات أن يعبروا عن فرحهم، أو قلقهم بطريقة حضارية، وأن يبتعدوا عن اللجوء لسبيل العنف والطرق غير الحضارية لأن استقرار إقليم كردستان فوق كل شيء»، معتبراً أن «أي شخص أو جهة تلجأ إلى التخريب ستواجه عقوبة قانونية شديدة».
ويأتي تصريح طالباني، بعد أن شهدت أغلب مناطق الإقليم إطلاق رصاص بشكل عشوائي من قبل أنصار الكيانات التي تدل المؤشرات الأولية على فوزها، تعبيراً عن فرحهم، الأمر الذي أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص بجروح.
وأعلنت شرطة منطقة كرمیان في بيان لها، تسجيل ثلاث إصابات.
وقال مدير اعلام شرطة المنطقة الرائد جمال قدوري إن «بسبب اطلاق العيارات النارية تعبيرا عن الفرح والسرور أصيب أربعة مواطنين بجروح في ناحية رزكاري التابعة لقضاء كـلار»، مشيرا إلى أن «هؤلاء المصابين يرقدون حاليا في قسم الطوارئ في مستشفى الشهيد هزار لتلقي العلاج اللازم».
وأضاف أن «الحالة الصحية للمصابين مستقرة»، داعيا المواطنين في الحدود الإدارية لمنطقة كرميان إلى «إيقاف إطلاق العيارات النارية كي لا تتعرض أي جهة للضرر».
كذلك، أصيب شخصان آخران بإصابات «طفيفة» جراء إطلاق نار بشكل طائش في قضاء جمجمال التابع لمحافظة السليمانية، تم نقلهما إلى مستشفى القضاء وتلقيا العلاج اللازم.
كذلك، أعلن «حراك الجيل الجديد» برئاسة شاسوار عبدالواحد، أمس الاثنين، رفضه لنتائج الانتخابات أيضاً.
وذكر بيان صادر عن الحراك، أن الأخير «يرفض نتائج الانتخابات، وسيعلن عن موقفه النهائي بهذا الصدد خلال الأيام المقبلة».

«إدعاءات باطلة»

الحزب الديمقراطي الكردستاني، اعتبر «إدعاء» بعض الجهات الكردية بحدوث عمليات تزوير في الانتخابات البرلمانية بإقليم كردستان أنها «باطلة» ولا صحة لها.
وقالت القيادية في الحزب أشواق الجاف، إن «ادعاء بعض الجهات الكردية بحدوث عمليات تزوير بانتخابات الاقليم لا تجدي نفعا فهي باطلة»، مبينة أن «الانتخابات كان عليها إشراف دولي وكان هناك حضور للأمم المتحدة، وهذه الجهات أكدت سلامة الانتخابات ونزاهتها».
وبينت أن «على الأحزاب التي أطلقت هذه الادعاءات إعادة حساباتها مع جمهورها، وعليها مراجعة مواقفها وكيفية الدفاع عن كردستان وحقوق الشعب الكردي، وعدم التهرب عن المسؤولية في الأزمات».
وأكدت أن «الشعب الكردي لديه وعي كامل ويعرف من ينتخب ويعرف من هو الذي دافع عنه وحل الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالإقليم».
تأكيد حزب بارزاني بـ«سلامة الانتخابات»، قابلته المفوضية المستقلة لحقوق الإنسان (تابعة للبرلمان) بالتأكيد على حدوث خروقات في العملية الانتخابية.
عضو المفوضية فاضل الغراوي، قال في تصريح له، «سجلنا إقبالاً ضعيفاً جداً من الناخبين، أكثر من 3 ملايين و500 ألف شخص سمح لهم بالاقتراع، ولكن من سجلت بيانتهم 300 ألف شخص فقط».
وأكد «وجود خروق بسيطة لكن لم يثبت لدى المفوضية حصول خروق حمراء»، مشيرا إلى «حضور مراقبين من الكيانات السياسية والأمم المتحدة وإعلام كثيف».
وأضاف: «لم نجد أي استخدام للأجهزة الالكترونية الحديثة في عملية الاقتراع، ما يجعل الانتخابات معرضة للطعن» مشيرا إلى «تطبيق التمثيل النسبي والدائرة الانتخابية الواحدة وهي عملية جديدة تختلف عما حدث في انتخابات مجل النواب الاتحادي».
وكشف عن «قيام جهات أمنية في السليمانية بالضغط في أحد مراكز الاقتراع على التصويت لجهة معينة».
وعزا عزوف الناخبين عن التصويت إلى «التعقديات الانتخابية»، متوقعاً «بقاء الحزبين الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستانيين في صدارة النتائج».
وأيضاً، كشفت منظمة «تموز» العراقية لمراقبة الانتخابات، عن وجود خروقات رافقت انتخابات برلمان إقليم كردستان.
وقالت رئيسة المنظمة فيان الشيخ، في تصريح صحافي إن «رجال الأمن تدخلوا وطردوا المراقبين من بعض المراكز الانتخابية وحدثت مشاكل مع ممثلي الكيانات السياسية، الأمر الذي ولد ضغطا عليهم ثم انسحبوا ليدخل رجال الأمن لملء الاستمارات، وهذا خرق قانوني واضح».
وأضافت، «راقبنا في محافظة أربيل مركزين فقط، وفيهما حدثت مشاكل عدة منها وجود توقيع على أسماء ناخبين لم يدلوا بأصواتهم».
وتابعت: «عندما كان الأشخاص يأتون للمركز يجدون تواقيع بأسمائهم، وكأن هناك من وقع وصوت بالنيابة عنهم».
في الأثناء، كشفت منظمة «فريدريتش إيبرت» الألمانية التي راقبت الانتخابات، عن نسبة مشاركة «غير واسعة» في الانتخابات البرلمانية.
وقال مدير برامج العراق في المؤسسة يوسف إبراهيم، في بيان،: «كنا نتوقع مشاركة واسعة بسبب التنافس الكبير الذي كان بين الأحزاب قبل الانتخابات، لكن هذا ما لم يحدث، وكان حضور الناخبين أقل من المتوقع منا كمراقبين، وكذلك من الأحزاب السياسية التي دخلت الانتخابات».
وأضاف: «خلال مراقبتنا لنتائج الانتخابات في مدينة أربيل شاهدنا إقبالا ضعيفا على مراكز الاقتراع، لكن العملية تمت بسلاسة رغم وجود بعض الملاحظات التي نعتقد أنها لن تؤثر على نتائج الانتخابات بشكل مباشر».

انتخابات برلمان كردستان: مؤشرات على تصدر حزب بارزاني وسط اتهامات بالتزوير
42 مقعداً للديمقراطي… ومنظمات تتحدث عن خروقات

فلسطين من بحرها إلى نهرها تشهد إضرابا شاملا للمرة الأولى منذ ثورة 1936

Posted: 01 Oct 2018 02:26 PM PDT

الناصرة – رام الله – غزة – «القدس العربي»: للمرة الأولى منذ الإضراب الكبير في ربيع 1936 شهدت فلسطين أمس إضرابا شاملا من البحر إلى النهر إحياء لذكرى هبة القدس والأقصى واندلاع الانتفاضة الثانية، واحتجاجا على تشريع قانون القومية العنصري الذي يستهدف كل الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية.
وزارت القيادات المحلية والوفود الشعبية أضرحة الشهداء ووضعوا الأكاليل عليها وتلوا الفاتحة على أرواحهم، فيما أكد القادة السياسيون على تصميم الشعب الفلسطيني على إفشال ما تعرف بـ «صفقة القرن».
وفي انتفاضة الأقصى في مطلع شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2000 عقب اقتحام أريئيل شارون لباحات المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة استشهد 13 شابا داخل أراضي 48 برصاص أفراد الشرطة الإسرائيلية خلال المواجهات الدامية التي اندلعت. والشهداء هم: رامي غرة، وإياد لوابنة، ومحمد جبارين، وعلاء نصار، وليد أبو صالح، وعمر عكاوي، ومصلح أبو جراد، ومحمد خمايسي، وأحمد صيام، وأسيل عاصلة، وعماد غنايم، ورامز بشناق ووسام يزبك.
وطافت بلدة جت داخل أراضي 48 مسيرة شعبية حملت صور الشهداء ولافتات نددت بـ «صفقة القرن» وبقانون القومية وبالعنصرية الإسرائيلية. وأحيت المدارس العربية الثانوية في الداخل الذكرى بفعاليات تربوية تحت عنوان «ماتوا لنحيا»، لكن المسيرات الشعبية المحلية وخلافا لسنوات خلت ورغم الالتزام التام بالإضراب فقد لوحظ أن عدد المشاركين فيها قليل مقارنة بعدد القيادات المحلية والقطرية.
وفي الناصرة أكبر المدن العربية الفلسطينية داخل أراضي 48 قال رئيس بلديتها علي سلام إن «الشهداء الثلاثة ضحوا بدمائهم من أجل الحفاظ على مدينتهم والدفاع عنها أمام الشرطة الإسرائيلية». موضحا أن بلدية الناصرة تعمل على أحياء ذكراهم كما يجب في كل عام، في ذكرى من ضحى بنفسه من أجل حماية الناصرة.
وخلال وضع أكاليل الزهور على أضرحة الشهداء في مدينة سخنين أشار النائب مسعود غنايم لأهمية الوفاء للشهداء، وتطرق إلى أجواء الانتخابات المحلية، محذرا من حالة الانقسام الداخلي، وقال إن «رصاص الشرطي الذي استهدف شبابنا في هبة القدس والأقصى لم يسأل أي شاب عن اسم عائلته أو لأي طرف ينتمي». وتابع «وحدتنا هي الأهم».
وفي تجواله بين البلدات العربية في الداخل أشاد رئيس لجنة المتابعة العربية العليا محمد بركة بنجاح الإضراب العام، في كل فلسطين التاريخية تجاوبا مع دعوة لجنة المتابعة العليا في الداخل وإجماع الفصائل الفلسطينية في الأرض المحتلة عام 1967 ردا على قانون القومية الصهيوني الاقتلاعي العنصري، وإحياء للذكرى الـثالثة لهبة القدس عام 2015 وانتفاضة الأقصى عام 2000، وشهداء شعبنا عامة». وردا على سؤال «القدس العربي» قال بركة، إن «نجاح الإضراب العام لكل الشعب الفلسطيني، مثير للاعتزاز، وهو قرار اتخذناه سوية بالإجماع مع الفصائل الفلسطينية كلها.» وردا على سؤال آخر حول تحريض وزارة التعليم الإسرائيلية وبعض الناطقين بلسانها على الإضراب تابع بركة «قد نتفهم أصواتا في داخلنا، تطرح بدافع الحرص والإخلاص، رؤية أخرى حول شكل الإضراب، خاصة في ما يتعلق بجهاز التعليم. ولكن في المقابل، هناك أصوات تنطق بلغة عربية، ولكن بعقلية صهيونية وكيلة للسلطة الحاكمة، تهاجم الإضراب والقيادات العربية، بسبب هذا الإضراب». وأوضح إنه «منذ عام 2000 وحتى اليوم، تصاعدت العنصرية الإسرائيلية المؤسساتية والحزبية، وباتت أشد سفكا لدماء شعبنا، وتزيد من الحصار والتجويع. وأضاف «حتى ظاهرة العنف والجريمة التي تتفشى في مجتمعنا برعاية السلطة الإسرائيلية الحاكمة، بهدف ضرب شعبنا من داخله».
وقال رئيس حزب التجمُّع الوطني الديمقراطي، ورئيس الكتلة للقائمة المشتركة، النائب جمال زحالقة، إن الإضراب العام للشعب الفلسطيني في كافة أماكن وجوده هو دليل على فشل مشاريع التجزئة والتفتيت، فها هو شعبنا يعلنها أمام العالم أنه شعب واحد، موحّدٌ في رفضه لتصفية قضيته عبر قانون القومية أو صفقة القرن، وكلاهما وجهان لعملة واحدة».

زحالقة: الاضراب خطوة غير مسبوقة

وفي تصريح لـ «القدس العربي» اعتبر زحالقة أن الإضراب العام والشامل للكل الفلسطيني هو خطوة غير مسبوقة منذ النكبة، وسيكون لها ما بعدها، حيث أن «قانون القومية» يستهدف الشعب الفلسطيني كله، فهو يلغي حق اللاجئين في العودة عبر التأكيد على يهودية الدولة، ويشطب الدولة المستقلة، مؤكدًا ان تقرير المصير لليهود فقط، ويمنح الشرعية للاستيطان ولضم القدس ويؤسس دستوريًا للتمييز والعنصرية ضد الفلسطينيين داخل الخط الأخضر».
وشدد زحالقة على «رفض إدخال تعديلات تهدف إلى شرعنة القانون عبر إضافة كلمة مساواة أو ديمقراطية، فهذا لا ينقذه من عنصريته، مؤكدا أن «إلغاء القانون غير كاف لأنه يعيدنا إلى ما كان قبله، والمطلوب هو إلغاء كل القوانين العنصرية وتفكيك نظام الأبرتهايد الإسرائيلي».
وتعهد زحالقة أمام أضرحة الشهداء بـ»مواصلة النضال من أجل القضية التي استشهدوا من أجلها وهي قضية القدس والأقصى وقضية شعب فلسطين بأسره». وخلص الى القول «إنها في البداية والنهاية قضية واحدة لشعب».
وعم الإضراب أيضا أمس كافة مناحي الحياة في الضفة الغربية وقطاع غزة موازاة للإضراب الشامل للجماهير العربية في مناطق 1948، رفضا لـ «قانون القومية» الإسرائيلي العنصري وإحياء لانتفاضة الأقصى وهبة القدس.
وأغلقت المؤسسات العامة والخاصة والمدارس والجامعات وحتى رياض الأطفال أبوابها، وانضمت كذلك للإضراب الشامل المحال التجارية والمؤسسات الاقتصادية والبنوك، تلبية لنداء الإضراب.
وشمل الإضراب كذلك مؤسسات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» التعليمية، بعد قرار اتخذه مجلس أولياء الأمور يقضي بالمشاركة في الإضراب.
جاء ذلك بعدما أعلنت قيادة القوى والفصائل الفلسطينية في الضفة وغزة، المشاركة في الإضراب، بالتنسيق مع لجنة المتابعة العربية في أراضي الـ48، احتجاجا على «قانون القومية».
وفي مدينة غزة بدا الإضراب ظاهرا بإغلاق المحال التجارية لأبوابها في أكثر الأماكن رواجا ، بعد التزام أصحابها بدعوات الإضراب، واقتصرت فقط الحركة في الشوارع على المارة والمركبات.
وساد الإضراب كذلك مدينة القدس المحتلة، حيث طال كافة مناحي الحياة، حتى المدارس التابعة لبلدية الاحتلال، وتوقفت حركة المواصلات والنقل العام من وإلى مركز المدينة المقدسة، كما توقفت سيارات النقل العمومي عن العمل في ضواحي وبلدات القدس التي تقع خارج الجدار الفاصل، وشمل الإضراب كذلك أسواق ومتاجر القدس القديمة ومحيطها والأحياء والبلدات المتاخمة لها.
وانطبق الأمر على مدن الضفة الغربية وبلداتها ومخيماتها. وفي مدينة رام الله أوصدت المؤسسات الحكومية أبوابها، إلى جانب المحال التجارية والشركات والمؤسسات الخاصة، كما أعلنت نقابة سائقي المركبات العمومية في المحافظة دعمها وإسنادها للإضراب.
وعم الإضراب كذلك مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

ومخيمات لبنان تشارك

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» عن أمين سر اللجان الشعبية في لبنان أبو إياد الشعلان قوله إن الاضراب يشمل كافة مناحي الحياة في المخيمات، ويضم بعض الفعاليات الأخرى، مشدداً على ان الشعب الفلسطيني في لبنان «متمسك بحقوقه كافة وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير»، مجددا رفض اللاجئين لـ «المؤامرات والمشاريع التصفوية « التي تستهدف المشروع الوطني الفلسطيني. وأعلنت القوى الوطنية والإسلامية في الضفة الغربية، إسنادها لقرار لجنة المتابعة العربية العليا في الداخل الفلسطيني المحتل باعتبار يوم أمس الإثنين إضرابا عاما شاملا، رفضًا لهذا القانون.
ودعت إلى الالتزام بالإضراب العام والشامل لكافة مناحي الحياة، مشددة على أهمية الالتزام بالفعاليات الجماهيرية والشعبية «رفضا للقانون العنصري الذي يأتي في سياق صفقة القرن الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية».
وأكدت على أهمية تضافر كل الجهود وتوحيدها في المواجهة الشاملة للموقف الأمريكي والإسرائيلي الهادف لـ «المساس بالثوابت وإجماع شعبنا على حق عودة اللاجئين وحق تقرير المصير، وإقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف».
ودعا البيان الفلسطينيين للاستمرار بـ «المقاومة الشعبية» وتكثيفها في كل الأراضي المهددة بالمصادرة أو الهدم، ورفع وتيرة التضامن والمساندة لأهل تجمع الخان الأحمر. وطالب كذلك العالم بـ «رفع الغطاء» عن الموقف الأمريكي المعادي لحقوق الشعب الفلسطيني، ورفض سياسة «العقاب الجماعي»، ومحاولة تمرير ما يسمى «قانون القومية» الذي ينكر وجود الشعب الفلسطيني ويؤسس لسياسة الاقتلاع والتهجير ضد الفلسطينيين في المناطق المحتلة عام 48.
يشار إلى أن الرئيس محمود عباس، قال في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة «إن إسرائيل أقدمت على إصدار قانون عنصري تجاوز كل الخطوط الحمراء»، ينفي علاقة الشعب الفلسطيني بوطنه التاريخي، ويتجاهل حقه في تقرير المصير في دولته، وروايته التاريخية، وقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والاتفاقات الموقعة.
وأكد أن القانون يقود إلى قيام «دولة واحدة عنصرية (دولة أبرتهايد) ويلغي حل الدولتين»، وأنه «يشكل وصمة عار أخرى في جبين دولة إسرائيل، وفي جبين كل من يسكت عنه».

فلسطين من بحرها إلى نهرها تشهد إضرابا شاملا للمرة الأولى منذ ثورة 1936
إحياء لذكرى شهدائها ورفضا لقانون القومية وصفقة القرن

درعا بعد «المصالحة»: اعتقالات بالجملة وجثث متفحمة والموت تعذيباً مصير معتقلين

Posted: 01 Oct 2018 02:26 PM PDT

درعا – «القدس العربي»: لا يبدو حاضر محافظة درعا جنوبي سوريا، مماثلاً لما عاشته على مدار السنوات السبع الماضية تحت كنف الثورة السورية، التي شكلت مدينتها شرارتها الأولى، فالمحافظة التي تغنت بالحرية تعيش اليوم على وقع الاعتقالات التي شملت الذين جنحوا للتسوية والمصالحة من عسكر ومدنيين.
ناشطون حقوقيون في محافظة درعا، وثقوا خلال شهر أيلول/ سبتمبر الفائت، اعتقال مخابرات النظام السوري ل 39 شخصاً موزعين ما بين قيادات عسكرية كانت تتبع للجبهة الجنوبية من الجيش السوري الحر، ومقاتلين من تشكيلاتهم العسكرية السابقة، فيما ذهبت النسبة العظمى للمدنيين ومن كان يعمل في المجالات الطبية والإنسانية تحت كنف الثورة في المحافظة.
«مكتب توثيق الشهداء» في درعا، أكد بدوره، أن من بين المعتقلين تسعة قياديين سابقين في الجيش السوري الحر، وسبعة من مقاتليه، اعتقلتهم شعب المخابرات العامة والجوية والعسكرية التابعة للنظام السوري من مدن عدة في درعا، خلال الشهر الفائت.
كما أكد المكتب الحقوقي، وفاة 12 مدنياً في سجون النظام بينهم ستة تحت التعذيب، وسبق أن اعتقلت قوات تابعة للنظام يوم 4 أيلول الفائت، القيادي السابق في السوري الحر «أيهم الجحماني» من بلدة نوى بدرعا على الرغم من توقيعه على ورقة «تسوية» معها، بعـد اتهـامه بالتعـاون مع إسـرائيل.
أما المتحدث الرسمي باسم «تجمع أحرار حوران» – أبو محمود الحوراني، فقد ذكر لـ»القدس العربي» عبر تصريحات خاصة، بعضاً من اسماء قيادات المعارضة المسلحة الذين اعتقلتهم مخابرات النظام السوري، والمناصب التي كانوا يتقلدونها.
والقيادات هي: «أديب البيدر – قيادي في تجمع ألوية العمري، أحمد الفروخ – قائد لواء الأنصار، أيهم الجهماني – قائد لواء شهداء المنصور، أبو أحمد قيطة – قيادي في الفرقة 46، بالإضافة إلى شخص يُدعى «سنجر» من بلدة المسيفرة – قيادي في هيئة تحرير الشام».
وعلى جانب الاعتقالات بحق الجهات المدنية، قامت مخابرات النظام السوري باعتقال مسؤولين في اللجان المحلية الإغاثية وأطباء وممرضين، ووثق «تجمع أحرار حوران» بدوره، اعتقال ما يقارب 200 شخص، من بينهم مدنيون ومقاتلون وقيادات سابقة في المعارضة، فيما أفرجت قوات النظام السوري عن ما يقارب 100 معتقل، كانت قد اعتقلتهم قبل شهرين في منطقة اللجاة في ريف درعا.
أهالي بلدة «خربة غزالة» شرقي درعا، كانوا قد عثروا في 29 من أيلول/سبتمبر الفائت على سبع جثث متفحمة في منازلهم التي عادوا إليها مؤخراً.
وأوضحت المصادر أنّ بقايا الجثث التي عُثر عليها داخل منازل المدنيين كانت تعتقلها قوات النظام، أثناء هيمنتها العسكرية على البلدة منذ سنوات. ونقل «تجمع أحرار حوران» عن مصادر محلية، أنّ أهالي البلدة قاموا بدفن بقايا الجثث المتفحمة والمجهولة وسط تعتيم كبير منهم، لتجاوز أي مشكلة قد يحدثها النظام السوري على إثر ذلك، ورغبةً منهم في الاستمرار بالتوطين في منازلهم، بعد أن هجروها قسرًا لمدة تجاوزت الخمس سنوات.
ومنعت قوات نظام الأسد يوم أمس، أهالي درعا من الدخول إلى محافظة القنيطرة المجاورة، مع شن حملة اعتقالات واسعة في قرى المحافظة بذريعة التعامل مع تنظيم الدولة، كما منع حاجز بلدة العالية التابع لجهاز مخابرات أمن الدولة شمال مدينة درعا، عبور حافلات الأهالي إلى القنيطرة، دون إعلامهم بالأسباب، مطالباً الأهالي بإحضار أوراق تثبت ذلك من قبل الأجهزة الأمنية بهذه القرى.
ونوّه نشطاء محليون إلى أن حواجز نظام الأسد كانت من قبل تمنع الدخول إلى المنطقة العازلة مع الجولان المحتل، إلا أنها الآن شرعت بمنع الدخول إلى محافظة القنيطرة بكاملها.
وحسب الائتلاف الوطني المعارض فإن الاعتقالات في ريف المحافظة تركزت في بلدة كفرشمس والقرى المحيطة بها في دير العدس ودير البخت والصنمين، وذلك بتهمة الانتماء للتنظيم والتعامل معه في وقتٍ سابق.
ولفت النشطاء إلى أن حملة المداهمات بحجة الانتماء الدولة تأتي استكمالًا لحملات أخرى مشابهة كانت قد شملت بلدة عتمان في الريف الشمالي أيضًا، اعتقلت خلالها قوات الأسد عشرات الشبان بتهمة الانتماء لتنظيم الدولة. يشار إلى أن قوات النظام كانت قد انتهجت هذه الأساليب التضييقية بحق السكان مع أبناء مدينة داريا غرب دمشق النازحين إلى دمشق، حيث منعتهم من دخول مدينة الزبداني دون إثبات أنهم قاطنون أو لديهم أقارب فيها.

درعا بعد «المصالحة»: اعتقالات بالجملة وجثث متفحمة والموت تعذيباً مصير معتقلين
اعـتقال 39 شخصـاً خـلال شهر بينـهم 9 قيادات سابقة من الحر

رعب الخميس يسيطر على الشخصيات المشهورة في العراق

Posted: 01 Oct 2018 02:26 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: يترقب الناشطون المدنيون ومشاهير العراق على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم الخميس المقبل بقلق شديد، خشيّة من استهدافهم في عملية اغتيال جديدة قد تطال أحدهم، كما حدث مع الموديل شيماء القاسم، وقبلها الناشطة البصرية سعاد العلي، وخبيرة التجميل رفيف الياسري.
اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد، اتهمت جهات «دينية متشددة» في السعي لتحويل العاصمة إلى قندهار ثانية، مشيرة إلى وقوف جهات سياسية أيضاً وراء عمليات الاغتيال.
عضو اللجنة الأمنية في مجلس بغداد، سعد المطلبي، قال لـ«القدس العربي»، إن «هناك مجموعة من العوامل المؤثرة على المشهد الأمني. هناك صراع بين التحضر والتخلف، إضافة إلى الصراع السياسي الواضح»، مبيناً أن «هذه الصراعات تؤثر على الطبقة الأضعف في المجتمع».
وأضاف: «حتى الآن، لم يتضح من المسؤول عن عمليات اغتيال النشطاء والمشاهير في العراق. الأمر يبقى مجرد فرضيات لحين القبض على الجناة»، موضّحاً أن من بين الفرضيات هي «الصراع بين التمدّن والتخلف. هناك جهات تسعى إلى جعل الطابع العام في بغداد ديني. يريدون جعل بغداد قندهار».
وتابع: «هناك فرضية تصف عمليات الاغتيال والتصفية على أنها جرائم جنائية، فيما يوجد تحليل آخر، يفيد بوجود نيّة لإخلاء بغداد من بعض الوجوه الإعلامية ونقلها إلى محافظات أخرى أو الإقليم»، في إشارة إلى إقليم كردستان العراق.
وتساءل: «لماذا يعيش الناشط المدني أو الشخصية الإعلامية التي تمتلك متابعين، حياة مُنعّمة في أربيل، بينما يقتل عند قدومه إلى بغداد؟».
وشخّص عضو اللجنة الأمنية في مجلس بغداد، إحدى المشكلات التي يعيشها سكان العاصمة، والتي تتمثل بـ«انتشار السلاح غير المرخص»، داعياً إلى «ترخيص جميع الأسلحة، حتى يدخل في قاعدة بيانات موحدة لدى وزارة الداخلية، وفي حال استخدام أي سلاح يمكن الوصول إلى صاحبه بسرعة».
وطبقاً للمصدر، فإن «الحكومة الحالية طالبت أكثر من مرة بحصر السلاح بيد الدولة، لكنها لم تقم بأي خطوات في هذا الجانب، والأمر ذاته لدى الجهات السياسية التي تمتلك أذرعاً مسلحة. قالت إنها ستتعاون مع الدولة، لكن ذلك أيضاً لم يحدث. لا توجد إرادة سياسية لتحقيق ذلك».
ولم يستبعد وجود «جهة دينية متشددة تقف وراء عمليات الاغتيال. هذه الجهات تنظر إلى السافرات بأنها بدعة جديدة، وتسعى لفرض الحجاب، مع انتشار النساء غير المحجبات في العراق، وفي بغداد على وجه الخصوص».

«الدور عليك»

وتلقى عدد من مشاهير العراق، والشخصيات الإعلامية البارزة والناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، مجموعة من الرسائل النصية، التي تحمل كلمتين فقط «الدور ألك»، في إشارة إلى إنهم سيكونون الهدف المقبل.
وعلى إثر ذلك، أعلنت عدد من تلك الشخصيات، إغلاق حساباتها الشخصية، أو السفر خارج البلاد، خشية من القتل والتصفية.
في هذا الشأن، أوضح المطلبي، أن «من واجب جهاز الأمن والوطني والمخابرات، الوصول إلى الجهات التي ترسل هذه الرسائل، واعتقال أصحابها. هذا من أبسط أدوار العمل الاستخباري»، مشيراً في الوقت ذاته إلى «وجود مشكلة لدى القيادات الأمنية العليا، هي عندما نطرح عليهم فعلاً ما يطالبون بالدليل، في حين أن وظيفتهم البحث عن الدليل والتحقيق في أي ملف يعرض عليهم».
وأضاف: «تلك القيادات لا تفهم واجبها الحقيقي وحجم التحدي المجتمعي. للأسف الشديد هناك نوع من استرخاص الدم العراقي».
ولفت عضو اللجنة الأمنية في مجلس بغداد إلى ظهور حالة جديدة بالتزامن مع عمليات الاغتيال، تتمثل بـ«استصغار الضحية، وانتقادها بسبب ظهورها في الإعلام، أو عملها في مراكز التجميل أو الموديل، حتى تتحول الضحية إلى جان، ويصوّر على إنها سبب المشكلة»، مؤكداً أن «المرأة في المجتمع العراقي تعاني من الظلم، والدولة والأجهزة الحكومية أسهمت في ذلك».
ولم تشهد العاصمة العراقية بغداد وحدها عمليات اغتيال ممنهجة، بل أن الأمر وصل إلى محافظة البصرة الجنوبية، إذ تم الكشف عن حالتين وقعتا في الأيام الأخيرة.
وقال المطلبي: «ما حصل في البصرة هي احتجاجات اعتيادية، لكن بعض الجهات استغلت ذلك، وأقدمت على حرق المقار الحزبية، لوضع لمسة سياسية للحراك الاحتجاجي الطبيعي للمواطن البصري»، مبيناً أن «ردّة الفعل لهذا الاستغلال السياسي شاهدناها أخيراً بعمليات الاغتيال والقتل والتصفيات في البصرة». وأكد وقوع عدد من الحالات من هذا النوع «لكن ما سمعنا به هو اغتيال الناشطة سعاد العلي، والمعاون الطبي. هناك حالات جرت قبل ذلك لم يتم تسليط الضوء عليها إعلامياً».
واتهم، جهات سياسية «كانت منتفعة من وضع البصرة السابق»، بالوقوف وراء تلك التصفيات.
المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان (تابعة للبرلمان) انتقدت عدم تعاطي الجهات الحكومية معها بشأن التحقيق في جرائم الاغتيال، وحذّرت من انتشار «خطاب الكراهية» في المجتمع العراقي.
عضو المفوضية، علي البياتي طالب في حديث لـ«القدس العربي»، الحكومة العراقية بـ«كشف تفاصيل الحوادث الإجرامية التي تطال النساء والفتيات العاملات في مجالات مختلفة وفي وضح النهار».
وقال: «مفوضية حقوق الإنسان تتابع إجراءات التحقيق في كل هذه الجرائم وفقا للتخويل القانوني المذكور في قانون المفوضية رقم 53 لسنة 2008، الذي يعطي لها كل الحق بطلب أي وثيقة أو أوراق رسمية للتأكد من التزام جميع مؤسسات الدولة بجميع المعاهدات وبنود الدستور والقوانين، ولكن في هذا الموضوع خصوصاً ـ أي قضية الاغتيال ـ لم تلمس المفوضية أي تعاون من قبل الجهات المعنية لتزويدها بالوثائق لمتابعة اجراءات التحقيق والقضاء».
وطالب، الحكومة بـ«توجيه جميع الدوائر بالتعاون مع المفوضية للحفاظ على شفافية الإجراءات وتحقيق العدالة وكشف كل ملابسات الموضوع ومحاكمة المجرمين»، مشدداً في الوقت نفسه على أن «انتشار السلاح بشكل كبير وبدون ضوابط حكومية يسهم في امكانية حدوث هكذا جرائم وارتفاع وتيرتها بشكل كبير جداً كما يحدث، لذا من الضروري اتخاذ الاجراءات اللازمة للحفاظ على السلم الاهلي وحماية المواطن».
وأشار عضو المفوضية المعنية بمتابعة قضايا حقوق الإنسان إلى أن «المجتمع العراقي يعاني من خطاب الكراهية والدعوة الى العنف والتطرف بسبب الحروب المستمرة وعدم الاستقرار والكوارث المتكررة، وهو يحتاج إلى برامج حقيقية للخلاص من خطاب العنف والكراهية والدعوة إلى إقصاء الآخر بمجرد اختلافه في الرأي أو العقيدة أو المظهر».

آلة الإجرام

واعتبر البياتي أن الهدف من استهداف المشاهير في العراق، هو «خلق الرعب في نفوس العراقيين، وإرسال رسائل نوعية أن آلة الإجرام موجودة دائما في كل مكان أو زمان، وإن بامكانها استهداف أي شخص».
واعتبر أيضاً أن إثارة «النعرات والتفرقة بين المجتمع العراقي بسبب الاختلافات العقائدية والايديولوجية الموجودة في تركيبة المجتمع، واحدة من أهم الأهداف التي عملت عليها الجهات الداعمة للإرهاب ولا تزال بمسميات مختلفة، فاستهداف أي شخصية أو رمز أو مؤسسة تتعاطف معها أي مجموعة كانت مع توجيه وسائل الاعلام بخطاب كراهية ليكون محل ترحيب عن مجموعة ومحل سخط عند جهة اخرى، هي ذات الاستراتيجية المستخدمة ولكن بأدوات حديثة بعد أن استهلكت الأدوات القديمة».
وحث الدولة بمختلف مؤسساتها أن «تكون واعية وعلى قدر المسؤولية لحماية المواطن بمختلف توجهاته وميوله، ولا يكفي هنا تقديم تبريرات لأسباب الاستهداف والقتل والاعتداء، فمجرد استهداف المواطن هو فشل المؤسسات في حماية المواطن».
وأضاف: «انتشار السلاح بشكل عشوائي وفوضوي أمر خطر جدا ويحتاج الى تصدي حقيقي من قبل الحكومة العراقية لمنع تكرار هكذا حوادث ومعرفة من يقف وراءها»، مشدداً على أهمية «العمل على رفع مستوى الوعي لدى المواطن العراقي، والقضاء على ثقافة العنف والتطرف والكراهية من خلال برامج وخطة وطنية».
وفي آخر ردّة فعل دولية، أدانت السفارة البريطانية في العراق، مقتل شخصيتين نسويتين، داعية الحكومة إلى محاسبة مرتكبي هذه الجرائم بإحالتهم إلى العدالة.
وقالت السفارة في بيان لها «الأسبوع الماضي، شهدنا مقتل شخصيتين نسويتين مختلفتين في التوجهات لكنهما مشتركتان في الشهرة: سعاد العلي و تارة فارس»، مضيفة «تدين المملكة المتحدة مثل هذه الجرائم وبدون تحفظ».
وتابعت: «يجب محاسبة مرتكبي هذه الجرائم بإحالتهم الى العدالة كما في أي جريمة قتل أخرى، وعلى اختلاف الحالتين فإن هاتين القضيتين توضحان الأمور التي على المحك والتي يجب أن يطورها العراق في المستقبل».
وأوضحت أن «العنف ضد النساء ومحاولة الرجل فرض الهيمنة بالقوة على المرأة سيسهم في إضعاف العراق بطرق مختلفة».
ونوهت إلى أن «العراق بطبيعته هو بلد متنوع، تكمن قوته في الاختلافات الثقافية، الدينية، اختلاف التطلعات واختلاف طرق الحياة فيه ما دام الجميع متفقا على الحقوق والمسؤوليات وبناء المؤسسات لحماية وتضمين العدالة المدنية للمرأة والرجل على حد سواء على أسس المواطنة».
وكما «أظهر تاريخ العراق، فإن كل المحاولات لفرض هوية موحدة وضيقة على العراق وشعبه والتي تتطلب مستويات متطرفة من العنف فشلت كلها بسبب قوة العراقيين واستقلال عقولهم مع صعوبة التخلي عن هوياتهم الفرعية».
واشار إلى أن «هذا ينطبق على المرأة العراقية كما ينطبق على الرجل العراقي»، موضحا أن «الطريق الوحيد الخالي من إزهاق أكثر لأرواح الناس في العراق هو في احترام اختلافات الآخرين، مبتدئين بالاختلاف بين الرجل والمرأة ومتقبلين أن هنالك وجهات نظر مختلفة جدا حول الدين، السياسة والقضايا النوعية».
وزاد البيان أن «الخطأ والصواب يمكن أن تتم مناقشته والجدال حوله وسيتبين الصواب بقوة بدون الحاجة إلى العنف وبطريقة تعيد بناء الحضارة ولا تحطمها، وأن الدين والإنسانية هما أول وازعين لاحترام الاختلافات».

رعب الخميس يسيطر على الشخصيات المشهورة في العراق
عمليات اغتيالات تكررت في هذا اليوم… والجناة مجهولون
مشرق ريسان

المغرب: تسعة متظاهرين أمام النيابة العامة للتحقيق في احتجاجات على مقتل حياة بلقاسم

Posted: 01 Oct 2018 02:25 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: قرر قاضي التحقيق في تطوان متابعة 6 أشخاص مشتبه في ضلوعهم في قضية « الفانتوم » الذي أوقفته فرقة تابعة للبحرية الملكية، الثلاثاء الماضي، باستعمال الرصاص، ما أدى إلى مقتل الشابة حياة بلقاسم وإصابة 3 آخرين في ظل استمرار الاحتجاجات على مقتل الشابة برصاص البحرية المغربية، فيما حمل رئيس الحكومة مافيا التهريب مسؤولية مقتلها.
وتابع قاضي التحقيق هؤلاء الأشخاص بتهم الاتجار بالبشر وتكوين عصابة إجرامية، ويتعلق الأمر بالسائق الإسباني ومساعده وثلاثة وسطاء آخرين، إلى جانب « معاذ.ش » الذي أصيب في الحادث.
وأودع المتهمون سجن تطوان باستثناء معاذ الذي تقرر متابعته في حالة سراح، ولا يزال المصابان الآخران في المستشفى تحت حراسة أمنية مشددة.

إسقاط الجنسية

وخرج طلبة كلية الآداب والعلوم الإنسانية في مارتيل/ تطوان في احتجاجات على مقتل زميلتهم حياة بلقاسم رافعين صورًا وشعارات تضامنية، مع «شهيدة الهجرة» ومطالبين بـ»حق الشهيدة» ومحاسبة المسؤولين عن إصابتها وسط البحر.
وكات الراحلة حياة بلقاسم قد حصلت على الإجازة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية في مدينة مارتيل، قبل أن تقرر الهجرة بطريقة سرية إلى إسبانيا عبر «فانتوم» لشبكات التهجير شمال المملكة.
وأدت وفاة الراحلة حياة بلقاسم إلى خروج تظاهرات في مدينة تطوان، رفع من خلالها المحتجون علم إسبانيا، ما أدى إلى اعتقال عدد من المحتجين وعرضهم أمام النيابة العامة حيث تم، أمس الإثنين، تقديم 9 أشخاص، من بينهم ستة قاصرين أمام النيابة العامة، وذلك للتحقيق معهم حول أحداث الشغب والفوضى التي عرفتها مدينة تطوان الجمعة الماضية عقب انتهاء مباراة لكرة القدم شهدت نهايتها من الفوضى وإثارة الشغب والتخريب، فيما ردد البعض شعارات تطالب بإسقاط الجنسية، وتطالب بالكشف عن «قتلة» الطالبة حياة بلقاسم، وبادر المحتجون إلى تخريب الأغراس الموجودة في جنبات الطريق، ورمي الحواجز الحديدية وسط الطرقات، كما تم إلحاق خسائر بسيارة أحد المواطنين التي كانت مركونة جانب الرصيف.
وتم توقيف أكثر من عشرة أشخاص على خلفية تلك الأحداث، معظمهم قاصرون، إلا أن الأمن احتفظ فقط بتسعة منهم، ممن رصدتهم الكاميرات أو ممن تم توقيفه متلبسًا بإحداث الشغب. واستدعت الشرطة عددًا من أفراد «الألتراس» للاستماع إليهم وتوبيخهم على أحداث الشغب التي وقعت، وعدم امتثال مجموعة من المشجعين لتوجيهات رجال الأمن الذين حرصوا على سلامة المواطنين والممتلكات العامة.
وجدد رئيس الحكومة المغربية الدكتور سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، تأكيده أن القاتل الحقيقي للطالبة التطوانية حياة بلقاسم التي قتلت برصاص البحرية الملكية لسواحل المضيق، هي شبكات التهريب وليس القوات البحرية. وأضاف العثماني في تجمع لنساء حزبه، مساء أول أمس الأحد بطنجة، أن الكل تألم لوفاة حياة، مشددًا على أن الحكومة لا تريد الأذى لأي مغربي.
وقال إن شبكات التهريب «التي قتلت حياة تصنع الوهم للناس، لأن التهريب بكل أنواعه من تهريب المخدرات والسلاح والبشر، يدمر الاقتصاد والوطن»، داعًيا المغاربة إلى التعاون مع السلطات لمحاربة هذه الشبكات، وقال إن النيابة العامة فتحت تحقيقًا لتحديد المسؤوليات في الحادثة، «البحرية الملكية لم تستهدف حياة، لأن المهربين كانوا يخبئون المهاجرين داخل الزورق».
وقالت بسيمة الحقاوي، وزيرة التضامن والأسرة والتنمية الاجتماعية والمساواة، إن «قضية حياة أصبحت اليوم عنوانًا لوضعية فئة من النساء والشباب الذين يهاجرون»، وأن حياة «في وضعية الطالبة الجامعية التي كان من الممكن أن تكمل دراستها وتتلمس طريقها نحو الشغل وتندمج في مجتمعها تنفع بعلمها وتنتفع من وطنها». وأضافت أن الأقدار شاءت أن تتلقفها أيد وسط الطريق قطعت عليها الطريق وكان ما كان».
وأوضحت أن هناك «تحقيقًا وتدقيقًا فيما وقع بالضبط، حتى يتجلى الأمر لتوفير المعطيات الضرورية من أجل اعتمادها قصد أخذ المبادرات الضرورة والإجراءات المناسبة في الموضوع»، وإن تحميل المسؤولية لشبكات التهريب لا يعني عدم وجود ظروف اقتصادية واجتماعية تحفز ضحايا تلك الشبكات.
وشددت الوزبر المغربية على ضرورة اعتماد مقاربات شاملة تأخذ بعين الاعتبار الوضعيات الاقتصادية والاجتماعية، مع إجراءات ردع شبكات تهريب البشر والمخدرات والسلاح، وإن «الهجرة بكل أبعادها في صلب اهتمام الحكومة، واليوم مع هذه النازلة نحتاج لتطوير آليات تطويق الظاهرة وتوفير الإمكانيات اللازمة للوقاية من الوقوع في هذا التمظهر من الهجرة».
وتتواصل محاولات شبان مغاربة للوصول سرًا إلى الضفة الشمالية للبحر المتوسط، وقالت أجهزة الإنقاذ البحري في إسبانيا، أول أمس الأحد، إنها أنقذت 675 مهاجرًا خلال عطلة نهاية الأسبوع، وإن نصفهم من المغرب، والنصف الآخر من إفريقيا جنوب الصحراء، بالإضافة إلى 7 أطفال، فيما لم تبلغ أجهزة الإنقاذ عن وجود مفقودين.

شكوى

ونقلت وكالة «فرانس برس» عن متحدث إسباني الأحد تم إنقاذ 270 كانوا على متن سبعة زوارق، فيما تم إنقاذ 405 مهاجرين يوم السبت الماضي.
وقالت المنطمة الدولية للهجرة إن أكثر من 40 ألف مهاجر وصلوا إلى أسبانيا منذ بداية العام الحالي، بينهم نحو 35 ألفًا بحرًا ونحو خمسة آلاف برًا عبر سبتة ومليلية المغربيتين اللتين تحتلهما إسبانيا.
وتشكل هذه الأعداد 40 في المئة من مجمل المهاجرين السريين الذين وصلوا إلى أوروبا والذين يبلغ عددهم نحو مئة ألف، وقضى أو فُقد أكثر من 1700 مهاجر في البحر المتوسط ​​منذ بداية العام، بينهم 362 قبالة سواحل إسبانيا.
ودعت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان إلى فتح تحقيق في ملابسات مقتل الطالبة الجامعية حياة بلقاسم وإصابة بعض الشباب بعاهات مستديمة ناجمة عن رصاص أطلقته عليهم، يوم الثلاثاء الماضي، البحرية المغربية عندما كانوا على متن المركب الذي كان يستقله مهاجرون في طريقه إلى إسبانيا.
وقررت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان رفع شكاية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ضد الحكومة المغربية بسبب «ممارستها التعسفية وانتهاكاتها المتكررة للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية».
وحملت الجمعية، في بلاغ أرسل لـ«القدس العربي»، الحكومة المغربية كامل المسؤولية فيما آلت إليه أوضاع المواطنات والمواطنين من تدهور اجتماعي واقتصادي وثقافي وبيئي، الأمر الذي أدى إلى إجهاض أحلام الشباب المغاربة وعموم المواطنات والمواطنين بغد أفضل وبالحرية والكرامة والعيش اللائق في البلد.
وعبرت الرابطة عن إدانتها القوية لهدم قرابة 2000 سكن صفيحي في 5 أحياء صفيحية في الدار البيضاء من قبل السلطات المحلية، مدعومة بعدد كبير جدًا من قوات الأمن، وقالت إن السكان (الذين خرجوا في احتجاجات يطالبون بالهجرة من المغرب واللجوء إلى إسبانيا) أبانوا عن وعي حقيقي بعدم المواجهة مع السلطات لتفادي مجزرة حقيقية خصوصًا أمام استفزازات رجل السلطة.
وأضاف البلاغ أن مندوبها ومنسقها بالدار البيضاء، حسان الميساوي، أكد في مهمة تقصي وتتبع ميدانية لهذا الملف أن السلطات المغربية نفذت عملية الإخلاء القسري دون مراعاة الظروف الإنسانية المأساوية لساكنتها، ودون إعادة إسكانهم في مكان تتوفر فيه شروط العيش الكريم ولا سيما وأن مكان الإيواء لا تتوفر فيه شروط الصحة والسلامة لقربه من مطرح النفايات، بعيدًا عن مصدر القوت اليومي وعن المؤسسات التعليمية، ما سيشكل عاملًا مهمًا لحرمان الأطفال من التمدرس وارتفاع الهدر المدرسي، ما يجعل الأغلبية الساحقة من الساكنة غير قادرة على الاستقرار لكونها تصنف في وضعية اجتماعية هشة لا تمكنها من الاستفادة من بناء هذه البقع، في الوقت الذي يستمر الفساد الكبير باستفادة مسؤولين باعوا لأنفسهم بقعًا أرضية، وفيلات لم يتم تسويقها، وغياب للشفافية في الصفقات وتحويلها من مؤسسة عمومية إلى ضيعة خاصة تخدم مصالح لوبيات العقار وكبار الموظفين والمسؤولين.

سياسات فاشلة

وطالبت الرابطة بفتح تحقيق قضائي نزيه حول «مقتل» (ع.ف) يوم الأربعاء الماضي إثر تدخل لقوات السلطة من أجل منع مسيرة احتجاجية، قام بها مواطنون للمطالبة بحقوقهم المشروعة في أراضيهم وقالت إن سياسات الدولة اتسمت بالفشل وتحدثت عن «الإصلاحات الترقيعية للدولة من قبيل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وسياسة الإنعاش الوطني، والحديث فقط عن إصلاح صندوق المقاصة وحكومة ضعيفة غير منسجمة وبدون مشروع تنموي واضح الأهداف واستراتيجية فعالة للحد من الفقر والتخفيف منه، واستمرار السلطة التنفيذية والمجالس المنتخبة في تنفيذ قرارات خطيرة (الإخلاء القسري، وإغلاقات) دون أحكام قضائية، ما أفرز إحصائيات وأرقامًا تهم حوالي 38% من الأطفال المغاربة الذين تقل أعمارهم عن17 سنة، ويعانون الفقر في مختلف أبعاده، خاصة المتعلق بالعلاج والتأمين الصحي، و الوصول إلى الماء الصالح للشرب، والسكن، والتربية والتعليم، وخدمات الصرف الصحي. كما أن من 46 في المئة من الأطفال المتراوحة أعمارهم بين 15 و17 سنة محرومون من الاستفادة من التغطية الصحية، و53 في المئة من الأطفال تحت سن الأربع سنوات محرومون من الخدمة ذاتها، بالإضافة إلى 35,3 في المئة من الأطفال المتراوحة أعمارهم بين 15 و17 سنة محرومون من التربية والتعليم، و8,4 في المئة من الأطفال بين 13 و14 سنة لم يكملوا تعليمهم الابتدائي. كما أن 60 في المئة من المغاربة يعيشون الفقر والحرمان على مستوى فئتين؛ الأولى تعانيه بشكل حاد، والثانية بشكل متوسط، وحرمانهم من حقوقهم الأساسية.

المغرب: تسعة متظاهرين أمام النيابة العامة للتحقيق في احتجاجات على مقتل حياة بلقاسم

محمود معروف

اليمن: غضب شعبي عارم ضد الحكومة والحوثيين جراء انهيار سعر الريال مقابل الدولار

Posted: 01 Oct 2018 02:25 PM PDT

تعز ـ «القدس العربي»: عمّت حالة من الغضب الشعبي العارم وغير المسبوق ضد الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي وأيضا ضد الانقلابيين الحوثيين إثر الانهيار الكبير والمتسارع لسعر صرف الريال خلال الأيام الماضية والذي خلق حالة من الخوف والهلع في أوساط المواطنين اليمني، تجاوز خوفهم من الحرب الراهنة في اليمن.
وأصيب الشارع اليمني بحالة من الذعر غير المسبوق يوم أمس إثر التضخم المتسارع والانهيار الكبير لسعر صرف الريال اليمني أمام العملات الصعبة، حيث تجاوز سعر الدولار الأمريكي عتبة 800 ريال يمني، والذي سجل ارتفاعا تجاوز 100 ريال يمني خلال يوم واحد فقط، في حين كان سعر الدولار قبل اندلاع الحرب نهاية 2014 مستقر عند عتبة 215 ريال للدولار.
وطالب الكثير من المواطنين اليمنيين في وسائل التواصل الاجتماعي بإسقاط سلطتي الانقلابيين الحوثيين والحكومة الشرعية على حد سواء، وطرد القوات الإماراتية من الأراضي اليمنية، لاعتقادهم بمساهمة هذه السلطات في انهيار سعر صرف العملة المحلية في اليمن، وعدم السعي الجدي لوضع حد لانهيار سعر صرف الريال، وعدم وضع المعالجات الناجعة لذلك.

أسباب الأنهيار الكبير

وأرجع محللون اقتصاديون لـ(القدس العربي) اسباب الانهيار الكبير والمتسارع لقيمة سعر صرف الريال اليمني الى «أيادي خفية» تحاول إسقاط حكومة الرئيس هادي وكذا إحراج سلطة الانقلابيين الحوثيين، والدفع باليمن الى حالة الانهيار الكبير ومضاعفة معاناته الانسانية.
وأوضحوا أن «الأمر خرج عن سلطة الحكومة الشرعية وسيطرة الانقلابيين الحوثيين، ولم يعد بمقدور أي منها وقف حالة الانهيار لسعر صرف الريال، لخروج الوضع عن سيطرتهم وتحكم الأيادي الخفية بالوضع الاقتصادي بشكل مخيف، عجزت السلطات المحلية عن احتواء ذلك رغم كل المعالجات الآنية خلال الفترة السابقة التي بدأت فيها قيمة العملة المحلية بالانهيار التدريجي».
وفي الوقت الذي لم تكشف فيه المصادر الاقتصادية الاطراف التي تقف وراء هذا التلاعب والانهيار الكبير لسعر صرف الريال اليمني واكتفت بوصفها بـ(الأيادي الخفية)، اتهمت مصادر سياسية أبوظبي صراحة بالوقوف وراء هذا الانهيار للعملة اليمنية، عبر تحريك أدواتها في المحافظات اليمنية التي تسيطر عليها القوات الاماراتية.
وذكرت أن شركات صرافة كبييرة أسستها أبوظبي خلال الفترة الماضية بواسطة تجار محليين موالين لها، قامت بسحب العملات الصعبة من السوق اليمنية وتصديرها الى الإمارات العربية المتحدة بواسطة طائرات إماراتية لا تخضع لرقابة سلطة الحكومة الشرعية، وذلك لافشال كافة المعالجات والاجراءات الحكومية اليمنية التي اتخذتها خلال الفترة الماضية.

إسقاط سلطة هادي

وأشارت هذه المصادر الى أن «أبوظبي ربما تسعى الى إسقاط سلطة الرئيس هادي إثر تصاعد حدة الخلاف بين أبوظبي والرئيس هادي، بسبب التدخلات الإماراتية السافرة في الشئون السيادية اليمنية، والتي يحاول هادي الحد منها والمحافظة على ما تبقى لديه من سلطة سيادية».
وأشار وزير النقل اليمني صالح الجبواني الى وقوف أبوظبي وراء انهيار سعر صرف العملة اليمنية، في محاولة منها لاسقاط سلطة الرئيس هادي، فقال في تغريدة له أمس في صفحته الرسمية فيم موقع التغريدات المصغر (تويتر) ان «الرئيس والحكومة هما المكونان السياديان اللذان بقيا من اليمن الواحد قبل الإنهيار والتشظي الذي تسعى له أطراف عدة على الأرض. وحينما صمدت الحكومة في معركة كانون أول/يناير ثم أزمة سقطرى، تم دفع العُملة للانهيار والهدف اسقاط الحكومة ثم ابتزاز الرئيس (هادي) لتشكيل حكومة تضفي على التشظي والانهيار صبغة رسمية».

إقالة الحكومة

وطالب البرلماني اليمني صلاح باتيس الرئيس هادي بإقالة الحكومة اليمنية لإنقاذ الوضع الاقتصادي قبل استفحال أزمة انسانية يصعب السيطرة عليها فقال في منشور له في صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) «لإنقاذ الريال والاقتصاد من الانهيار والشعب من كارثة إنسانية أقيلوا الحكومة الحالية وشكلوا حكومة إنقاذ وطني مصغرة من أبرز الكوادر اليمنية كفاءة ونزاهة وخبرة».
الى ذلك عقد الرئيس هادي أمس إجتماعاً باللجنة الإقتصادية العليا بحضور نائبه الفريق الركن علي محسن صالح ورئيس الوزراء الدكتور احمد عبيد بن دغر، تناول القضايا والموضوعات المتصلة بالوضع الاقتصادي وأسباب تراجع سعر العملة الوطنية والمضاربة بأسعارها وتداعيات ذلك على واقع الوطن ومعيشة المواطن اليمني.
وقالت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) الحكومية ان هادي «وجّه في هذا الصدد الحكومة واللجنة الاقتصادية بمواصلة اجتماعاتها للوقوف على الأسباب التي أدت إلى تلك التحديات واتخاذ الإجراءات العملية الناجعة الكفيلة بخلق الطمأنينة وتحقيق الأمن والاستقرار المنشود… مشدداً على ضرورة رفع نتائج أعمالها وتوصياتها بصورة سريعة لاتخاذ مايلزم بشأنها».
وشدد هادي في اجتماع مماثل مع هيئة كبار مستشاريه على تكثيف الجهود المبذولة من قبل الحكومة واللجنة الاقتصادية لتحقيق الاستقرار التنموي والاقتصادي في البلاد في ظل الظروف الصعبة واتخاذ التدابير العاجلة لتجاوز واقع التحديات الراهنة.
والملاحظ أن الرئيس هادي لم يوجه الحكومة في الاجتماعين السابقين باتخاذ التدابير والاجراءات الحكومية اللازمة لـ(وقف تدهور) سعر الصرف للريال اليمني، في إشارة واضحة وصريحة لخروج الأمر عن سيطرة الحكومة اليمنية وعدم وجود القدرة لديها لايجاد معالجات لذلك، إثر استفحال السيطرة الاماراتية على كافة المفاصل السيادية للدولة في اليمن.
وكانت مصادر إعلامية يمنية ذكرت ان رجال أعمال محليون يمتلكون استثمارات في دولة الإمارات أنشأوا شركات صرافة في المحافظات اليمنية «لاستنزاف العملات الصعبة وسحبها من السوق اليمنية».
ونسبت الى مصدر مسؤول في البنك المركزي اليمني قوله ان «رجال أعمال إماراتيين طلبوا من موظفين في البنك المركزي معلومات حساسة حول وضع النقد الأجنبي في البنك».

اليمن: غضب شعبي عارم ضد الحكومة والحوثيين جراء انهيار سعر الريال مقابل الدولار
هادي يجتمع باللجنة الاقتصادية في الرياض
خالد الحمادي

9 منظمات حقوقية تتهم النظام المصري باستخدام الإعدام للانتقام السياسي

Posted: 01 Oct 2018 02:25 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أعلنت 9 منظمات حقوقية مصرية رفضها للحكم الذي أيدته محكمة النقض المصرية في 24 سبتمبر/ أيلول الماضي، الذي يقضي بإعدام 20 شخصًا في حكم نهائي بات، في القضية رقم 12749 لسنة 2013 جنايات مركز كرداسة، والمقيدة برقم 4804 لسنة 2013 كلي شمال الجيزة، والمعروفة إعلاميا بـ «قضية اقتحام مركز شرطة كرداسة» التي تعود وقائعها ليوم 14 أغسطس/ آب 2013 بالتزامن مع أحداث فض اعتصام مؤيدي الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي في ميداني رابعة العدوية والنهضة.
وأكدت المنظمات في بيان حمل عنوان «الانتقام السياسي بحكم القانون أحكام إعدام نهائية واجبة النفاذ أيدتها محكمة النقض بحق 20 مصريا»، رفضها لعقوبة الإعدام، وجددت مطلبها بـ«الوقف الفوري لأحكام الإعدام الجماعية، ووقف تنفيذ ما صدر من أحكام سابقة بالإعدام، وإعادة النظر فيها».
وتضمنت قائمة المنظمات الموقعة على البيان، مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، والجبهة المصرية للحقوق والحريات، كوميتي فور چستس، ومركز النديم، والمفوضية المصرية للحقوق والحريات، ومؤسسة حرية الفكر والتعبير، والمركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، والمؤسسة العربية للحقوق المدنية والسياسية ـ نضال، ومركز عدالة للحقوق والحريات.
وقالت المنظمات في بيانها، إن «الحكم جاء بعد أيام قليلة من الحكم الصادر عن محكمة جنايات القاهرة في 8 سبتمبر/ أيلول 2018 بإعدام 75 شخصًا في القضية المعروفة إعلامياً بقضية فض اعتصام رابعة، الذي وصفته مفوّضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بأنه حكم يحمل إساءة فاضحة لتطبيق أحكام العدالة».
وزادت المنظمات: «أصدرت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي بيانًا في 11 سبتمبر/ أيلول الماضي، اعترضت فيه على عقوبة الإعدام وطالبت مصر بوقفها وإلغائها، وذلك ردًا على الحكم نفسه. هذا بالإضافة إلى البيان الصادر عن ستة من المقررين الخواص بالأمم المتحدة في 17 سبتمبر/ أيلول الماضي مطالبًا مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي باتخاذ إجراء بشأن أحكام الإعدام في مصر، وإرسال رسالة قوية إلى جميع الدول مفادها أنهم ملزمون بموجب القانون الدولي بالتحقيق في عمليات القتل التعسفي ومقاضاة المسؤولين عنها وتطبيق معايير الإجراءات القانونية والمحاكمة العادلة». وتابعت: «تأتي هذه الأحكام ضمن موجة غير مسبوقة وارتفاع مفزع في وتيرة أحكام الإعدام الجماعية الصادرة عن المحاكم المصرية بما فيها محكمة النقض، على خلفية محاكمات تفتقر في معظمها للحد الأدنى من معايير المحاكمات العادلة والنزيهة».
وكانت محكمة جنايات الجيزة الدائرة الخامسة برئاسة المستشار محمد ناجي شحاتة أصدرت حكمها في مايو/ أيار 2015 بإعدام 188 شخصًا في قضية كرداسة في مراحل المحاكمة الأولى، وفي 3 فبراير/ شباط 2016 ألغت محكمة النقض الحكم، وقضت بإعادة المحاكمة أمام دائرة أخرى بعدما أقرت بطلان بعض إجراءات المحاكمة وإخلال المحكمة بحقوق الدفاع.
وفي المحاكمة الجديدة، قضت الدائرة 11 برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي في 2 يوليو/ تموز 2017 بإعدام 20 متهماً؛ وهو الحكم الذي أيدته محكمة النقض في 24 سبتمبر/ أيلول 2018، لتصبح بذلك الأحكام نهائية باتة واجبة النفاذ، وترتفع بها أعداد الأشخاص المنتظر تنفيذ عقوبة الإعدام بحقهم والمستنفدين لكافة إجراءات التقاضي لأكثر من 50 شخصًا في قضايا سياسية مختلفة.
ووجهت النيابة العامة للمتهمين اتهامات بقتل 13 فردًا من عناصر قوات الشرطة بينهم مأمور القسم ونائبه واثنان آخران من الأهالي تصادف وجودهما في المكان، والشروع في قتل 30 آخرين من قوة مركز شرطة، وإتلاف مبنى القسم، وحرق عدد من سيارات ومدرعات الشرطة، والتجمهر وحيازة أسلحة وذخيرة.
وجددت المنظمات الموقعة على البيان، استنكارها، ورفضها لهذه الأحكام، وطالبت السلطات المصرية بـ«التوقف الفوري عن إصدار أحكام الإعدام، ومراجعة مدى اتساق تلك الأحكام مع التوجه العالمي لإلغاء عقوبة الإعدام، والأخذ في الاعتبار المطالبات الدولية والمجتمعية بالتوقف عن إصدار تلك الاحكام وتنفيذها، خاصة في القضايا التي لم يراع فيها القضاء المصري حقوق المتهمين في محاكمة عادلة ونزيهة».

9 منظمات حقوقية تتهم النظام المصري باستخدام الإعدام للانتقام السياسي

«النهضة» تحكم تونس من وراء حجاب وتوافقها مع «النداء» زواج مصلحة

Posted: 01 Oct 2018 02:24 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: قال الأزهر بالي، رئيس حزب «الأمان»، إن «التوافق» بين حزبي «نداء تونس» و»النهضة» الذي أعلن الرئيس التونسي أخيرًا أنه انتهى، لا يعدو كونه «زواج مصلحة» بين تيارين متناقضين، معتبرًا أن حركة «النهضة» تحكم تونس «من وراء حجاب».
كما استبعد لجوء الرئيس الباجي قائد السبسي لإقحام نجله في «دوامة التوريث»، واستبعد أيضًا انخراط اتحاد الشغل بشكل مباشر في العملية السياسية، مشيرًا إلى أنه مطالب دومًا بالوقوف في خانة السلطة المضادة كرقيب ومعدل للمشهد السياسي ومدافع على حقوق العمال وضامن لمكتسبات الدولة. واعتبر – من جهة أخرى- أنه لا يمكن الحديث عن قوى وسطية في تونس، «بل هناك زعامات حزبية محاطة بتشكيلات هشة مستعدة لتغيير ولائها بين حين وآخر».

استعادت دور مفقود

واعتبر الأزهر بالي، في حوار خاص مع «القدس العربي»، أن الحوار الأخير للرئيس التونسي كان «محاولة يائسة لاستعادة دور مفقود». واعتبر أيضًا أن «التوافق» المعطّل حاليًا بين «النداء» و»النهضة» هو «كلمة حق أريد بها باطل، ولا تعدو أن تكون زواج مصلحة ومتعة بين تيارين نقيضين؛ نصّب أحدهما نفسه حاملًا للمقدسات وتلحف ثانيهما بلحاف الحقوق والحريات، وقد كنت مثلت هذا التوافق بسفينة نوح التي حملت شيخين اثنين وحزبين كبيرين ومكونين أساسيين من المجتمع المدني (الاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد الأعراف)، وتمنيت أن لا يكون بعدها الطوفان. وشعبنا المسالم يرضى بركوب قشة ما دام فيها أمل لإيصاله إلى شاطئ السلام، ويرضى بتوافق يعلم أنه منافق ومغشوش ما دام فيه تجنب للاصطدام والتناحر، ولكن اليوم هذا الشعب وصل إلى حدود تضحياته وقدرته على التحمل، وإذا أصر سياسيو اليوم على التعنت وإدارة الظهر لمشاكل الشعب اليومية ومعاناته، فكل خوفي حينها من غرق السفينة بمن فيها».
وحول دعوة الرئيس التونسي لكل من نجله ورئيس الحكومة للانسحاب من الحياة السياسية، قال بالي: «موازين القوى اليوم لا تخدم رئيس الدولة ودعوته لرئيس الحكومة ولابنه للانسحاب، ولا تعدو أن تكون تكتيكًا لحفظ ماء الوجه أمام الشعب وللاستهلاك الإعلامي، فلو كانت الموازين تسمح لقائد السبسي بإزالة رئيس الحكومة للجأ إلى الفصل 99 وأزاله بطريقة دستورية. ومن جهة أخرى لا أعتقد أن قائد السبسي سيُقحم ابنه في دوامة التوريث، لأنه يعلم جيدًا أن الحكم في تونس لم ولن يُورث أبدًا، وحتى إن أراد ذلك، فالقدر اليسير من الديمقراطية التي اكتسبتها تونس لن يمكّنه من ذلك».
وفيما يتعلق بدعوة قائد السبسي لتغيير الدستور التونسي بعد انتهاء فترته الرئاسية، قال: «حركة النهضة التي تمرست على فن حروب البقاء والتمكين والاستنزاف السياسي تعلم أن السلاح الأساس والأول في ذلك هو الدستور، فقد انخرطت بحنكة في اللعبة الديمقراطية وقد كان دورها محوريًا في إرساء منظومة تضمن تشرذم السلطة بين متداخلين عدة، وتمنع تمركزها بيد شخص واحد بذريعة صد الطريق أمام مستبد جديد».
وأضاف: «لكن في عمق الأمور فإن حركة النهضة بعدما شهدته من ضربات الرافضين لها في الداخل والخارج في فترة حكمها (فترة الترويكا) وما عاينته من مآلات تجربة الإخوان في مصر، فقد قررت أن تنحني في اتجاه العاصفة، فلا تكون لها شوكة لتكسر، ولا لون ليفسخ، ولا حدود لتعصر. الحركة قررت أن تحكم من وراء حجاب بجماعات تجيء وتمضي وبشخصيات تدبر وتولي، ولن تسمح أن يكون يومًا لكيان ما أو لشخص ما فرصة تجميع الحكم المطلق بيده. وفي تقديري، فإن علم الباجي بذلك جيدًا جعله يرجئ معركة خاسرة إلى ما بعد حقبته».
وكانت قيادات بارزة في اتحاد الشغل أكدت وجود نية لديها للمشاركة في الانتخابات التشريعية (البرلمانية) المقبلة، وهو ما اعتبره مراقبون «نقلة نوعية» في مسيرة الاتحاد الذي حافظ «ظاهريًا» على حياديته تجاه السلطة.
وعلّق بالي على ذلك بقوله: «الاتحاد العام التونسي للشغل لم يكن يومًا بعيدًا عن الحياة السياسية، فهو بشكل أو بآخر ومنذ فجر الحركة الوطنية كان الرقيب والمعدل ومؤسسه الزعيم فرحات حشاد وكان زعيم حركة وطنية قبل أن يكون نقابيًا. ولا أظن أن الاتحاد سوف ينخرط في عملية مباشرة؛ لأن هدف الاتحاد لم يكن يومًا منصبًا أو جزءًا من الحكم، ولكن تأمينًا لحقوق الطبقات الكادحة وضمانًا لعدم التفريط في مكاسب الوطن، فالكل يعلم أن الاتحاد يكون أقوى كلما ساءت ظروف الطبقات الضعيفة وكلما داهم الخطر تونس».
وأضاف: «منظومة الحكم تقوم دومًا على السلطة والسلطة المضادة، والاتحاد في اعتقادي لا بد أن يتموقع والاتحاد العام التونسي للشغل في خانة السلطة المضادة كرقيب ومعدل للمشهد السياسي ومدافع على حقوق المستضعفين والكادحين وضامن لمكتسبات الدولة والتونسيين».
كما اعتبر أن الإضرابات التي لوّج بها الاتحاد أخيرًا «حق دستوري مضمون، ولكنه بالنسبة لي هو أبغض الحلال، وهو تعبيرة قاسية على تونس عن انسداد سبل الحوار وتكريس القطيعة بين الاتحاد والسلطة القائمة، وهو الطبق الأدسم لتغذية الاحتقان الاجتماعي ولن يكون الإضراب هو ما يخيفني إذ يؤمن في معناه النبيل تنفيسًا لاحتقان الطبقة الشغيلة وتعبيرًا عن عدم رضاهم وتشبثًا بالدولة ومكاسبها، ولكن ما يخيفني هو الانزلاقات الهدامة والاستعمال الخبيث من طرف بعض المندسين لزرع الفوضى وزلزلة الاستقرار، ولهذا، فإني أدعو الاتحاد لعدم إعطاء فرصة للمتربصين بتونس».

زعامات حزبية

وحول انسحاب حزب «الأمان» من الحركة الديمقراطية، أوضح بالي: «أحمد نجيب الشابي هو من أطلق الحركة الديمقراطية، وقد انضم حزب الأمان لهذه المبادرة ضمن المؤسسين، وتطرح الحركة نفسها كبديل بشري وسياسي لمكونات المشهد السياسي القائم. وقد تم بعث الحركة على أساس استبعاد الوجوه السياسية المرسكلة والمجموعات المبتذلة والتي نحملها مسؤولية تشرذم العائلة الوسطية وتشظّي المشهد السياسي. ومن بين هذه المجموعات مشروع تونس، وآفاق تونس، والمستقبل، وتونس أولًا، وغيرها. ولكن في أول محطة انتخابية (البلدية) هرعت الحركة الديمقراطية لمعانقة هؤلاء في إطار الاتحاد المدني، ما استدعى انسحابنا في سلاسة وهدوء».
وبخصوص فشل هذه التجرية وتجارب مماثلة تتعلق بتجميع القوى الوسطية التونسية، قال: «في تونس اليوم لا يمكن الحديث كثيرًا عن قوى وسطية بقدر ما نتحدث عن شخصيات وزعامات حزبية محاطة بتشكيلات هشة لا يكاد لونها يبين. وهذه التشكيلات هي في حركة دائمة بين التحام وانفصال وتشكّل وتفكك وربما يُعزى هذا لطبيعة المرحلة الانتقالية التي يبحث فيها كل عن مكانه وتوازنه، وربما يعزى أيضًا لتاريخ التصحر السياسي الطويل الذي عاشته تونس في ظل ديكتاتورية دامت أكثر من 40 سنة. ولكن من المؤكد أن للزعامتية والامتيازية والنرجسية دورًا في فشل كل تجارب تجميع القوى الوسطية في تونس، فالكل يريد الزعامة والكل يريد من الوسط مخزونًا استراتيجيًا لانتخابه ووقودًا لمشروع شخصه».
لكنه أبدى استعداد حزبه للتحالف مع القوى والتيارات المشابهة لتأسيس «نواة صلبة لمشروع وطني واسع، وحينها يكون حزب الأمان أحد روافده ويشارك في الانتخابات البرلمانية تحت غطائه. ولكن المشكل القديم المتجدد هو من سيقود هذا التكتل ولصالح من سيُسخر في الانتخابات لنسقط بذلك في المربع الأول. في كل الحالات يبقى موضوع الانتخابات سابقًا لأوانه إذ يفصلنا على آجاله حوالي سنة».
كما أبدى أيضًا رغبته في خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، «ولكني على وعي بما يمكن أن يسخّره من يمسك بخيوط اللعبة السياسية من أموال قذرة طائلة وتجنيد لجيوش الثلب والتجريح، سواء على الميدان أو عبر شبكات التواصل الاجتماعية، لاستبعاد كل من يحاول اختراق أبواب السياسة الموصدة».
من جانب آخر، استبعد فوز أي حزب تونسي بنسبة كبيرة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، فـ»إذا نجحت العصبة السياسية القائمة في المحافظة على الشعب بعيدًا عن الصندوق فسوف تضمن بقاءها وستجد حركة النهضة نفسها في طليعة المشهد، لكن بأقل من 10 في المئة من الجسم الانتخابي، وسوف نجد التيار الديمقراطي يبني نفسه على أنقاض حزب المؤتمر واليسار بشكل محتشم والوسط في شكل شظايا مبعثرة هنا وهناك، ولا أرجح حدوث رجة إيجابية تجمع هذا الوسط، وعلى عكس ذلك لا أستبعد رجوع الدساترة والتجمعيين إلى واجهة المشهد السياسي، ولا أرى أي دور مباشر للاتحاد في هذه المرحلة الانتخابية. ولا ننسى شق الشاهد الجديد الذي يمكن أن يقوم على أنقاض نداء تونس ويمكن أن يكون حليف حركة النهضة المستقبلي، حركة النهضة التي ستواصل الاعتناء بمريديها وستعمل على استدراج وافدين جدد تحت شعار الانفتاح على المستقلين وستعزز تمكنها من مفاصل الدولة عبر جحافل من القوى الناعمة».

«النهضة» تحكم تونس من وراء حجاب وتوافقها مع «النداء» زواج مصلحة
الأزهر بالي رئيس حزب «الأمان» لـ «القدس العربي:
حسن سلمان:

أمناء الشرطة يشوهون العلاقة بين المواطن والبدلة ومنافقون من أزمنة رحلت يعيدهم الإعلام للشاشة مجددا

Posted: 01 Oct 2018 02:24 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: يمكن القول إن الحكومة تعيش أياما سعيدة تتباهى فيها بإنجازاتها في أكثرمن مجال، وأولها طبعا إعلانها عن وقف استيرادها من الغاز المسال، وحققت وفرا سنويا مقداره مليارين ونصف المليار دولار، ما أشاع جوا من التفاؤل لدى الفقراء والذين يعانون من الارتفاعات المستمرة في الأسعار في حصولهم على نصيب من هذا المبلغ.
وأخبرنا الرسام عمرو سليم في «المصري اليوم» أنه زار جاره البائس فوجده وزوجته يشاهدان نشرة الأخبار في التلفزيون فقال الزوج للمذيع: بتتكلم بجد؟ يعني وقف استيراد الغاز هيوفر 250 مليون دولار شهريا؟ على كدة بقى الواحد يطلع له بكام دولار في الشهر. وفوجئ المسكين بمقدم النشرة يرد عليه قائلا: يخرب بيت اللي يقول لكم حاجة تاني.
كما أعلن وزير المالية الدكتور محمد معيط أنه سيتم خفض الدين العام ليكون 70٪ بالنسبة لحجم الناتج المحلي في مدة أربع سنوات، بزيادة الإنتاج وتعظيم موارد الدولة وخفض نسب الاقتراض الداخلي والخارجي.
أيضا تتباهى الحكومة بالبدء في تنفيذ المرحلة الأولى من خطة الكشف الطبي على أكثر من خمسين مليون مواطن، ابتداء من سن الثامنة عشرة في عشرات الآلاف من مراكز الشباب والمستشفيات، للكشف عن أمراض فيروس الكبد الوبائي والسكري والقلب وضغط الدم والسمنة، باعتبارها الأمراض المتسببة في معظم الوفيات، بالإضافة إلى استمرار إجراء العمليات الجراحية لأصحاب الحالات الحرجة من غير القادرين، على نفقة الدولة، وبمساهمة من البنك الدولي بمبلغ أربعمئة وتسعة وثلاثين مليون دولار.
وتواصل الحكومة تنفيذ مخططها لزيادة حجم التواجد الاقتصادي لها بأكثر من طريقة، الأولى إصلاح شركات القطاع العام المتعثرة والخاسرة وتطوير الإدارة فيها، وإنشاء مصانع جديدة تتبع جهاز الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، وأيضا الدخول شريكا مع المصانع والمؤسسات الأجنبية التي تنفذ مشروعات للدولة بأن تلزمها بأن تكون وزارة الإنتاج الحربي مكلفة بأن تنتج المكون المحلي للآلات والأجهزة بنسبة 40٪ وهو ما حدث مع تحالف شركتي برافس ماس الروسية المجرية لتوريد ألف وثلاثمئة عربة قطار حديثة. كما أسندت وزارة النقل إلى وزارة الإنتاج المحلي مهمة تطوير مزلقانات السكك الحديد، وإصلاح محركات ومواتير الجرارات، وإنشاء مصانع للثلج ومحطات تحلية مياه ومعالجة مياه الصرف الصحي في مينائي أبو رماد وشلاتين على البحر الأحمر. كما أن الخطة التي ينفذها النظام تستهدف ملكية الدولة بما لا يقل عن نسبة 40٪ من حجم الاقتصاد. ومع ذلك فإن كل هذه التطورات لا تهم إلا قطاعات محدودة، بينما الأغلبية الشعبية لا تزال تركز اهتماماتها على التعليم، والأسبوع الثاني لبدء العام الدراسي الجديد، وخطة التطوير الجديدة ومدى تحقيقها لأهدافها، والصراخ المتواصل من ارتفاعات الأسعار وفقدان أي أمل في توقفها عند حد، وكذلك أزمة رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور مع الكاف، ومباريات كرة القدم. أما بالنسبة للمقالات والتعليقات فالجزء الأكبر منها موجه لذكرى وفاة عبد الناصر والهجوم على أمريكا بسبب ما تثيره حول مشروع جديد لحل الدولتين في فلسطين، كما بدأت الكتابات عن قرب حلول ذكرى انتصارات حرب أكتوبر/تشرين الأول وعن وفاة المفكر والكاتب الدكتور جلال أمين. وإلى ما عندنا…

النظام والإعلام

ونبدأ بالمعارك والردود ومنها ما هو خاص بالإحساس المتنامي بالضيق الشديد من حملات النفاق التي يشنها الإعلام، سواء في الصحافة أو الفضائيات للنظام وتصدر المشهد شخصيات من عهد مبارك وبعضها تمت ادانته في قضايا فساد، وكذلك من عدم مهنية المنافقين الآن وتسببهم في الاساءة للنظام وللرئيس والمطالبة بالتخلص منهم: «هناك وجوه من أزمنة رحلت كان حولها غبار كثيف وكانت لها سجلات من الخطايا والأخطاء، وبعضها ارتكب جرائم وربما قضى في السجون أوقاتا طويلة.. وكان ينبغي أن تختفي هذه الوجوه وتأخذ مكانا بعيدا عن ذاكرة الناس، حسب رأي فاروق جويدة في «الأهرام»، لأنه يكفي ما فعلوه في الماضي خاصة إننا لم نحاسب أحدا رغم ضخامة المسؤولية.. لقد عادت هذه الوجوه تطل علينا في وسائل الإعلام والمناسبات، وهي لا تستحي من أن تتحدث عن أحلام وأفكار كانت سببا في ضياع فرص كبيرة للنهوض بهذا البلد.. لا أدري بأي حق يتحدث أحد عن الشرف وهو مدان، وبأي فكر يتحدث عن الإنجازات ولم يكن يوما شريكا فيها، وبأي حق يتحدث عن الأمانة وخلفه سجلات طويلة من سوء الأعمال والأخلاق والسلوك؟ هناك أشخاص انسحبوا من الساحة بكرامة، منهم من حصل على البراءة أمام القضاء، ومنهم من أدين ولكنهم فضلوا الانسحاب من كل شيء ويعيشون الآن حياتهم بعيدا عن الأضواء.. ولكن بجانب هؤلاء هناك من يتحايل على الناس حتى يبدو في صورة تخالف الحقيقة، لأن الملفات مازالت في مؤسسات الدولة، والأخطاء يعرفها الجميع، وكان على هؤلاء أن يختفوا تماما.. إن الشيء الغريب أن تجد هؤلاء يتصدرون الحفلات واللقاءات إلى جانب كبار المسؤولين، وهنا تختلط الأوراق بين حقيقة مواقفهم وتاريخهم المشبوه، وصورة يحاولون فيها خداع الناس مرة أخرى.
إن الإعلام يشارك في مثل هذه الجرائم حين يخصص الصفحات والشاشات لهم، وهم يتحدثون عن أمجادهم الغابرة، رغم أن التاريخ يحفظ كل الخطايا والأخطاء. ينبغي أن لا يضلل الإعلام الناس مرتين كانت الأولى حين كشف أخطاءهم السابقة وها هو الآن يضلل الناس مرة أخرى حين يتحدث عن أدوارهم.. هناك أشياء وحقائق لا يمكن التغاضي عنها لأنها ثابتة في ضمير الناس، ولا يمكن أن يتساوى من أفسد ومن أصلح أو من كان صوتا للحق.. ومن كان مروجا للباطل.. أمامنا وجوه كثيرة حتى من باب الحياء يجب أن تختفي، لأن اختلاط الوجوه والأدوار يترك آثارا سيئة في صورة المجتمع حين يفقد القدرة على أن يميز بين من يبقى ومن يختفي».

بين الأمس واليوم

وفي «الوطن» سخر مستشارها الإعلامي وأستاذ الإعلام في جامعة القاهرة الدكتور محمود خليل من منافقي النظام الحالي وكراهية الناس لهم وانعدام الكفاءات المهنية بينهم بينما أشاد بالمنافقين في عهد عبد الناصر والعهد الملكي، وأكد أن هناك الآن مشكلة تعاني منها ظاهرة النفاق وقال: «ظهرت أشكال وأنواع متعدّدة من المنافقين قبل ثورة 1952 كان هناك من ينافق حكام أسرة محمد علي ويُدبج فيهم قصائد المديح، وبعد الثورة انبرت هذه الأقلام لكشف عورات الأسرة المالكة واجتهدت في إلصاق كل نقيصة بها نفاقا لحكام العصر الجديد. عرفت الصحافة المصرية في الستينيات أقلاما لامعة لم تكن تجد غضاضة في الدفاع عن الحكم أو الحكومة، لكنها كانت تعرف كيف تؤدي دورها، كانت «تتفنّن» حتى في نفاقها للقائمين على الأمر حينذاك، والتجربة تقول إنهم نجحوا في التأثير في المصريين، انقلبت بعض هذه الأقلام في ما بعد على نظام عبدالناصر، وهي تؤدي دورها بأمانة في نفاق الرئيس السادات، ورغم ذلك بقي أثر نفاقها لعبدالناصر في وجدان الناس، وظل قطاع كبير من المصريين على ولاء تام للعهد الناصري، والفضل في ذلك يعود إلى إجادة الأقلام التي كانت تنافق ومراعاتها لـ«فنون الشغلانة». ولا أريد أن أذكرك بأقلام كبار دافعوا عن عصر السادات من أمثال موسى صبري وأنيس منصور ومصطفى محمود وغيرهم، هؤلاء الذين جمعوا بين كراهية عصر عبدالناصر ومحبة السادات، إلى حد الولع والدفاع عنه إلى حد لا تستطيع أن تفصل فيه بين خطوط النفاق الهادف إلى تحقيق مصالح معينة وخطوط الإيمان الحقيقي بسياسات الرجل، خصوصا بعد الخطوة التي اتّخذها السادات بزيارة إسرائيل وإبرام معاهدة سلام معها. فن النفاق زمان كان أكثر ازدهارا مما هو عليه الحال هذه الأيام، النفاق حاليا يمارس بطريقة يمكن وصفها بـ«الكاريكاتيرية» منافقو اليوم مضحكون ويضرون أكثر مما ينفعون ويزهدون الناس في ما يدافعون عنه، ولا أجدني بحاجة إلى ذكر أسماء لنماذج تعرفها جيدا، ومؤكد أنك تضحك عليها ولا ينطبق هذا الأمر على المنافقين فقط، بل يمتد أيضا إلى المعارضين زمان كان المعارضون أكثر فنا في إقناع الجمهور برسالتهم، أما اليوم فالمعارضون لا يقلون كاريكاتيرية عن المنافقين دفاعا عن الواقع».

حفاظا على الرئيس

واذا تركنا «الوطن» واتجهنا إلى جريدة «البوابة» سنجد بشير حسن يواصل حملته على الحملات الإعلامية التي يشنها بعض أنصار النظام ضد منتقديه ومعارضيه واعتبرهم أكبر خطر على الرئيس السيسي مطالبا النظام بالتخلص منهم حفاظا على الرئيس نفسه ومما قاله:
«هذه النماذج التي أكلت على كل الموائد ونافقت في كل العصور أصبح حماية الرئيس من ادعاءاتها أمانة في أعناق الجميع. نماذج أخرى تحاول الترويج لكبت الحريات وإسكات كل الأصوات التي يشتم فيها نبرة معارضة هؤلاء خطر على الرئيس وحتى لو ادعوا حبه، فلا بد من حمايته منهم هذا إذا كنا أمناء على الرئيس، فقد رصدت بعض التصرفات التي جعلتني على يقين من أن بعض القائمين على القنوات والصحف ملكيون أكثر من الملك ولذلك يتخذون قرارات بحجب آراء وإزاحة أخرى تحت ادعاء رفض النظام لهم، في الوقت الذي لا يعرف النظام شيئا عن حجب هذا أو إزاحة ذاك فهؤلاء متطوعون للإساءة إلى النظام ويتعمدون خلق أجواء يتخذها الإعلام المتربص قاعدة ينطلق منها للهجوم على مصر والرئيس. وظهرت نماذج تدعى قربها من مسؤولين كبار لذلك رأيناهم يواصلون ابتزاز المحيطين بهم بعض هؤلاء «بواقي» فساد أنظمة سابقة، وعلينا مجابهتم لأن السكوت عليهم إخلال بالأمانة وإساءة إلى الرئيس ومن حوله، لأنني على يقين من أنه لا الرئيس ولا المحيطون به يعلمون عن هذه النماذج شيئا. وهناك نماذج سعت للاقتراب من دائرة صناعة القرار ثم عادت لتتاجر بمن اقتربت منهم ومجابهة هؤلاء فرض عين أيضا حتى لو امتلكوا ما يدعون أنه قادر على إسكات من يكشف زيفهم فلن تخيفنا بلطجة يهددون بها ولا صحف ولا قنوات هم قائمون عليها».

تفتيت اللحمة والنسيج الاجتماعي

وفي «الأهرام» اشتكى الدكتور صبحي عسيلة من حالة الإعلام بعد ثورة الثلاثين من يونيو/حزيران، الذي ترك دوره الأساسي في إعلام الناس بالحقائق والالتزام بالمهنية والانشغال بالدفاع السياسي عن النظام وقال: «في الحقيقة فإن أسوأ صور طغيان الدور السياسي للإعلام على دوره المهني في مرحلة ما بعد 30 يونيو، تتمثل في تغليب اعتبارات المصلحة الشخصية الضيقة، سواء لبعض الإعلاميين أو ملاك القنوات والصحف أو القوى السياسية المختلفة على الصالح العام، ومن ثم تفرغ العديد من وسائل الإعلام لإدارة المعارك الشخصية والهامشية، ومحاولة شيطنة المختلف وإثارة العديد من القضايا التي لا طائل منها، مقابل إهمال القضايا التي تهم وتشغل المجتمع، أو على أقل تقدير سوء التعامل مع تلك القضايا، وقد أدى طغيان الدور السياسي للإعلام إلى تسهيل مهمة الهجوم عليه والنيل منه وتحميله مسؤولية ما يحدث من سلبيات في المجتمع، وتصويره على أنه أحد أهم العوامل التي تهدد بتفتيت اللحمة والنسيج الاجتماعي وتحويل المجتمع إلى جزر منعزلة يهدد بعضها بعضا».

التعليم المسلوب

«يتذكر محمد زكي في «الوفد» مشهدا من مسرحية «مدرسة المُشاغبين» والحال والأحوال هذه الأيام.. مثار جدل و«هري مجتمعي» حول مدى نجاح منظومة التعليم الجديدة، هذا المشهد في مسرحية «مدرسة المُشاغبين» كان بين المُدرسة (عفت) سهير البابلي حيث تحدث فصل المشاغبين عن أهمية العلم قائلة: العلم لا يكيل بالمال، فيعلق زعيم المشاغبين بهجت الأباصيرى (عادل إمام) موجها كلامه إلى مرسي الزناتي (سعيد صالح): آآآآآه بيقولك: العلم لا يكيل بالبتنجاااااان هذا المشهد الساخر، لخص بصدق حال التعليم في مصر منذ سنوات طويلة، وما آلت إليه العملية التعليمية، حتى وصل بنا الحال إلى ما نطلق عليه اليوم «السرطان التعليمي» الذي مازال ينهش في جسد الوطن وأبنائه في واقعنا المرير.. لا أحد ينكر أن الدروس الخصوصية، تلتهم الجزء الأكبر من ميزانية الأسر المصرية، والواقع يؤكد إنفاق أكثر من 35 مليار جنيه ما بين الدروس الخصوصية والكتب الخارجية ومجموعات التقوية، لدرجة أن الدروس الخصوصية أصبحت مسألة حتمية، لا يمكن للطالب أن يستغني عنها في ظل تدني المستوى التعليمي، لدرجة أن أولياء الأمور بات لديهم اعتقاد بعدم التنازل عن بند الدروس الخصوصية حتى لو حصل التعليم المصري على المرتبة الأولى عالميا، لذلك أعد عضو لجنة التعليم في البرلمان فايز بركات سؤالا مباغتا لوزير التربية والتعليم أمام البرلمان في دورته الجديدة غدا: ما الحل في ظاهرة انتشار سناتر الدروس الخصوصية؟ يا ساتر يا ساتر.. ذلك الوحش الذي يفترس ميزانية الأسر، وأصبح الدواء المُر الذي تتجرعه أملا في وصول أبنائها إلى بر أمان التعليم الجامعي، ورغم التصريحات النارية لقيادات التعليم عبر منصات الصحافة والإعلام في مواجهة هذه السناتر التعليمية.. فإنها لم تكن سوى فقاقيع ملونة في الهواء.. وما استفزني شخصيا مؤخرا تصريح على لسان أحمد خيري المتحدث الرسمي باسم التربية والتعليم بأن الوزارة ليست مختصة بإغــــلاق السناتر، وإذا كان الوضـــــع كذلك في وزارة التعليم فإننا نطــــالب وزير العدل منح أعضاء قانونيين في مديريات التعليم في المحافظات صفة الضبطية القضائية لإغلاق هذه السناتر بالتعاون والتنســــيق مع مديري الأمن والمحافظين حتى لا نتركها «سبههـــلة» أو خارج السيطرة هنُــــاك حملة مُمنهجة من أعداء النجاح تسعى لإفشــال منظومة التعليم الجديدة من خلال حرب الشائعات والتربص.. هذا هو الوضع الكارثي الذي عبّر عنه وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي في صفحته الشخصية على الفيسبوك.. والسؤال المباغت الذي يطرح نفسه أمام توغل السناتر كجزء مُمنهج لإفشال المنظومة التعليمية: بماذا أنتم فاعلون يا معالي وزير تعليمنا الجديد؟ أم سيأتي يوم نبكى فيه على التعليم المسلوب».

قضية مزمنة

وعن قضية ملاك العقارات القديمة الذين ظلموا نتيجة الإيجارات الزهيدة التي يتقاضونها منذ سنوات، يقول نصر زعلوك في «الأهرام»: «حان الوقت لأن يناقش أعضاء البرلمان في دور الانعقاد المقبل هذه القضية المزمنة التي يجب عدم السكوت عنها، كما كان يحدث من قبل، بحجة تهديد الأمن الاجتماعي وخشية من طرد المستأجرين. فقد أصبحت قضية رأي عام مثل كرة الثلج تشغل الجميع، نتيجة ارتفاع الأسعار والخدمات، ولعدم التصدي لها بشكل جذري يحقق العدالة الاجتماعية. لا بد من نزع فتيل هذه الأزمة المتفاقمة. معظم أصحاب العمارات القديمة يتقاضون ما يعادل قيمة كيلو لحمة لكل الشقق السكنية والمحال التجارية ومنها المغلقة وأصحابها أو ورثتهم يمتلكون شققا فاخرة وفيلات، وما زالوا يحتفظون بشققهم القديمة ولا يتنازلون عنها، بل يضعون قيمة الإيجارات سنويا في المحكمة لتأمين أنفسهم ضد رفع أي قضايا.. أين العدالة؟ هذه الظواهر المجحفة معروفة للجميع ويتم الرد عليها من البعض بأن الملاك تقاضوا أسعار الإيجارات منذ سنوات، وقد غطت هذه القيمة الزهيدة ثمن الشقة أضعافا، ويستمرئون الإقامة بدون أي غضاضة، في الوقت الذي يدفعون فيه قيمة استهلاكهم للكهرباء والمياه أرقاما كبيرة للغاية، تفوق قيمة الإيجار بكثير بصدر رحب وبدون مناقشة، والبعض يصرخون بأن الاقتراب من هذه القضية سيهدد الأمن الاجتماعي وسيؤدي لطرد المستأجرين فأين يذهبون؟ رغم أن الحل بعيد تماما عن فكرة الطرد. ليس هناك عقد إيجار للأبد.. فقيمة الإيجار ينبغي زيادتها تدريجيا وهذا ما يأمل الجميع تحقيقه بشكل عاجل في مناقشات الدورة الجديدة للبرلمان.. فهل ينجح في التصدى لهذه القضية وعلاجها؟».

الدورة البرلمانية الجديدة

أما عمرو هاشم ربيع في «المصري اليوم» فله مطالب من البرلمان في دورته الجديدة يقول: «بعد أيام قليلة تبدأ الدورة البرلمانية الرابعة لمجلس النواب، دورة يرجى منها أمور كثيرة. فكلما قرب الاستحقاق الدستوري لإنهاء البرلمان مهمته، المقرر لها منتصف عام 2020، عظمت المهام في مجال التشريع، ما زال عالقا العديد من مشروعات القوانين التي نص الدستور على سنها ولم تسن بعد. على رأس ذلك قانون الإدارة المحلية، الذي يعتقد البعض عنه عبثا أن تطبيق اللامركزية سيقسم مصر، أكثر دول العالم مركزية، إلى دويلات. تطبيق اللامركزية هو أحد أهم مجالات دعم الاستثمار، لا يقل- وربما يزيد- عن شبكة الطرق والمواصلات التي شهدت تطورا كبيرا. ناهيك عن جدوى القانون في مواجهة الفساد ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وهناك قانون العدالة الانتقالية، الذي حتم الدستور سنه منذ 3 سنوات مضت، لكن تعريف البعض عبثا بأن العدالة الانتقالية تعني العفو، وأن التوقيت المذكور بالدستور تنظيمي وليس جبريا، سد منافذ سن هذا القانون. العدالة الانتقالية تعني العقاب والتعويض والاعتراف بالذنب إلى جانب العفو، كل ما سبق يفتت جماعة الإخوان ويجعل قادتها ينقلبون على بعضهم بعضا. المؤكد أن هناك أمورا أخرى، تخص أوضاعا اقتصادية واجتماعية كثيرة. من ذلك مهمة المجلس كغيره من البرلمانات المتمدينة، وهى مراجعة التشريعات بعد استقصاء رد الفعل لها في الشارع. أحد تلك القوانين قانون الضريبة العقارية الذي سبب خلافا كبيرا بين فئات الشعب، وقانون الجامعات الذي يحتاج إلى تعديل جذري، وقانون التأمين الصحي على ضوء تجربته في بعض المحافظات الحدودية والصغيرة. واحد من أبرز القوانين المطلوب مراجعتها خلال هذه الدورة أو الدورة الخامسة هو قانون انتخاب مجلس النواب نفسه، بعد أن انتهت الكوتات أو الحصص المفروضة للشباب والعمال والفلاحين وغيرهم، ما جعل الحجة في بقاء النظام الفردي أو الأغلب لا محل لها، لا سيما ونحن ننادي بإنعاش الأحزاب السياسية، وهو أمر يستحيل حدوثه إلا بنظام القوائم أو النظام النسبي. في مجال الرقابة، ما زال البرلمان عاجزا عن مناقشة استجواب واحد خلال الفصل التشريعي الحالي، أي منذ ثلاث سنوات. هنا نذكر ببرلمان مبارك الأخيرالذي أتم مدته، أي برلمان 2005- 2010. هذا البرلمان ناقش وحده 107 استجوابات منها 25 تخص ارتفاع الأسعار والفقر، وقتما وصل الدولار 725 قرشأ، ومنها 36 استجوابا يخص الصحة والأغذية الفاسدة والمبيدات المسرطنة، ومنها 10 و9 و18 و6 و3 استجوابات تخص البيئة والتعليم والبطالة والطرق وتصدير الغاز لإسرائيل على التوالي. اليوم كأن مصر خلت من المشكلات، أو أن شئت القول كأن مناقشة استجواب واحد سيسم إدارة البرلمان بأنها غير إيجابية، على الرغم أن ذلك هو العكس، حتى لو كانت الحجج التي يسوقها المستجوب في مذكرته الشارحة محدودة. من ناحية أخرى، ورغم قرب انتهاء الفصل التشريعي للبرلمان، ومدته 5 سنوات، إلا أن عجز مركز البحوث البرلمانية عن أداء مهام تدريب النواب، رغم حصوله على دعم كبير من الاتحاد البرلماني الدولي، أدى إلى مشكلات كبيرة في مجال الرقابة ربما أكثر من مجال التشريع. خذ على سبيل المثال تركيز كافة مجالات الرقابة المقدمة على مشكلات أبناء الدائرة، صحيح أن النظام الانتخابي الفردي وغياب المجالس المحلية كرس ذلك، إلا أن تغليف مشكلات الدائرة بتحويلها لمشكلات عامة، يعطي لها إيجابية في النقاش من قبل البرلمان، وكذلك في التعاطي الحكومي معها. واحد من أبرز القوانين المطلوب مراجعتها خلال هذه الدورة أو الدورة الخامسة هو قانون انتخاب مجلس النواب نفسه».

بناء أسوأ من الهدم

إذا كنت أحد الذين ضايقهم وصفي للأبراج التي تقوم مكان الفيلات المغدورة في المهندسين بأنها «قصة فساد كبيرة»، يتساءل عمرو جاد في «اليوم السابع» فاسأل نفسك أولا لماذا يرتفع سعر المتر في تلك المنطقة ومثيلاتها، وماذا سيكون مصيرها حين تتحول لعلب كبريت ضاغطة على المرافق، سنرى فيها عما قريب مياه الصرف طافحة في الشوارع حين لن تتحمل شبكاتها ذلك الضغط، لست أنا من يقول لك أين تضع أموالك، فمصر مليئة بفرص عقارية تجعلك مليونيرا أو أكثر، لكن ما يشغلني ويشغل آلاف المصريين هو السبب وراء عملية التدمير الذاتي التي نديرها لمعاني الجمال في بلادنا وأعيننا على أرصدة البنوك، ربما لن يفيدنا توجيه اللوم لأصحاب الأموال الذين لا يهتمون بتلك المعاني الجميلة ويعتبرونها تفاهة مثقفين، اللوم هنا كله تستحقه الحكومة ووزارة التنمية المحلية وهيئة التنسيق الحضاري التي تركت البناء يفعل أسوأ مما يفعله الهدم».

«فوت علينا بكرة»

«حتى لا أتهم يقول يوسف أيوب في «صوت الأمة»، بأنني متحامل على جهاز تنمية مدينة القاهرة الجديدة، ورئيسه المهندس عادل النجار، فإنني أتابع نشاطهم في إعادة المظهر الجمالي للمدينة التي فقدت الكثير من رونقها بسبب الإهمال الذي عانت منه لسنوات، لكن هذا لا يمنع من الحديث عن كثير من السلبيات المنتشرة في الجهاز. الأخبار الواردة لنا من الجهاز تؤكد وجود حالة من النشاط غير العادي في الشوارع من العاملين فيه، لإزالة التعديات والمخالفات، لكن فات المهندس عادل النجار ورجاله أن ينظروا إلى ترتيب البيت من الداخل، قبل أن يخرجوا للشارع، والبيت الذي أقصده هنا هو مبنى جهاز تنمية مدينة القاهرة الجديدة والمرافق التابعة له، فمن الواضح أن المهندس عادل لا يرى ما يحدث في المبنى، ولا العذاب الذي يلاقيه كل المتعاملين معه، بسبب عقلية الموظفين التي عفا عليها الزمن، فضلا عن أمور أخرى أعتقد أنه ملم بتفاصيلها، لكن من الواضح أنها لم تدرج على جدول أولوياته. زيارة وحيدة لمبنى الجهاز ستجعلك تدرك أنك مع مؤسسة بيروقراطية لا علاقة لها بالنشاط الذي يظهر خارجه، ولا صلة لها بكل التوجيهات التي يصدرها كل يوم الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء ووزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة، ولكي أكون واضحا ومحددا فإنني أدعو المهندس عادل النجار إلى أن يدخل أيا من المكاتب التي تتعامل مع الجمهور في مبنى الجهاز ليرى بنفسه «البيروقراطية القاتلة والمكبلة» التي تجعل التعامل مع جهاز تنمية مدينة القاهرة الجديدة نوعا من العذاب، سواء في ردود الموظفين، أو ممارستهم هواية «فوت علينا بكرة». الأمر أمتد إلى الهيئات الأخرى التي أدرجت مؤخرا تحت إدارة الجهاز ومنها «محطة المياه» سواء الموجودة في القطامية أو شارع التسعين، فبداخلهما موظفون لا يرقون إلى مسؤولية التعامل المباشر مع الجمهور، وسأضع أمامه مثالا واحدا، فقد باتت مسألة الحصول على عداد مياه لوحدة سكنية في القاهرة الجديدة أمنية صعبة المنال، والرد عليك «لسه الطلبيات ما وصلتش، وإذا كنت عاوز عداد ممكن تروح تشتريه من شركة معتمدة وبعدها نركبه»، وإذا قلت لهم إن الجهاز وشركة المياه قاما بتحصيل ثمن العداد، فيكون الرد «أشتري، واللي أنت دفعته للشركة أو للجهاز هانرجعهولك أقساط من خلال فاتورة المياه، وإذا مش عاجب حضرتك ممكن تستنى 3 أو 4 شهور لحد ما العدادات توصل». هذا مثال لما يحدث في جهاز تنمية مدينة القاهرة الجديدة، والغريب أنك اذا طلبت لقاء مسؤول في الجهاز، سواء كان رئيسه أو أيا من نوابه، فيقابلك مسؤولو الأمن برد واحد «الباشا مش موجود، روح للموظف المختص وهو هايحل المشكلة».. وطبعا «طالما الباشا مش موجود يبقى الموظف مش هايعمل حاجة». أرجو من المهندس عادل النجار أن يلتفت لما يحدث داخل الجهاز، لأن جولاته في شوارع المدينة لن تشفع له إذا أستمر العذاب داخل المبنى».

«كلنا واحد»

وإلى المعارك والردود المتنوعة وأولها في «الأخبار» لحازم الحديدي وإشادته بوزارة الداخلية وهجومه على أمناء الشرطة إذ قال: «لا أعرف من هو «‬الرجل العبقري» صاحب فكرة مبادرة «‬كلنا واحد» التي تتبناها وزارة الداخلية لمساندة الناس والتخفيف عنهم مثل هذا الرجل يتمتع بذكاء حاد ورؤية ثاقبة وحس إنساني كنا نشكو غيابه، وفي رأيي أن عنوان المبادرة «كلنا واحد» ينبئ عن نية خالصة ورغبة صادقة في ترميم الشروخ وعلاج السحجات والكدمات والأورام التي خلفتها سنوات العشرة بين المواطن والداخلية، ورغم أنني أدعو من كل قلبي أن تصبح هذه المبادرة هي القاعدة والأساس في مستقبل هذا الزواج «الاضطراري» بين المواطن والداخلية إلا أن هذه الدعوة «بالذات» ستظل معلقة بين الأرض والسماء، إذا لم ينصلح حال أمناء الشرطة الذين يلعبون دور البطولة في تشويه العلاقة بين المواطن والبدلة».

النضال الافتراضي والوهمي

وفي جريدة «روز اليوسف» دافع رشدي الدقن عن وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي وهاجم مهاجميه الذين تكاثروا عليه بسبب خطة التطوير الجديدة وقال عنه: «الدكتور طارق شوقي الذي يهاجمه الفسدة المفسدون ويساندهم مدمنو الجلوس على الكيبورد لممارسة النضال الافتراضي والوهمي، خبير تعليم في اليونسكو ومسؤول عن تطوير أنظمة التعليم في 23 دولة وعالم رياضيات وميكانيكا وعميد كلية العلوم والهندسة في الجامعة الأمريكية واستاذ دكتور في أعرق المؤساسات التعلمية ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT حاصل على الجائزة الرئاسية الأمريكية للتفوق البحثي عام 1989، قاد تنفيذ العديد من المشروعات حول العالم في مجال تطبيقات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في التعليم والعلوم والثقافة، حتى تبوأ منصب مدير مكتب اليونسكو الإقليمي في الدول العربية، هذا هو العالم الذي نهينه ليل نهار، هذا هو الرجل المسؤول عن 22 مليون طالب يدرسون في 55 ألف مدرسة ويعلمهم نحو مليون و300 ألف معلم، هذا هو الرجل الذي وضع برنامج تطوير التعليم وجدد حلم إعادة صياغة التعليم المصري هذا هو الرجل الذي يهاجمه رعاة الفساد وحولناه بجبروتنا لراجل لا يفهم جاء ليجرب لا نعترف بأنه جاء ليصلح ليغير أخطاء ورثناها ونعيش فيها والعجيب أننا نشكو منها».

أمناء الشرطة يشوهون العلاقة بين المواطن والبدلة ومنافقون من أزمنة رحلت يعيدهم الإعلام للشاشة مجددا

حسنين كروم

73 سفيراً لبّوا دعوة الخارجية اللبنانية لكشف «كذب نتنياهو» عن مخازن صواريخ لـ «حزب الله» قرب مطار العاصمة

Posted: 01 Oct 2018 02:23 PM PDT

بيروت- «القدس العربي» : لبّى 73 سفير دولة ومنظمة دعوة وزارة الخارجية اللبنانية، للمشاركة في الجولة على المواقع المزعومة إسرائيلياً أنها مخازن صواريخ لحزب الله في منطقة الاوزاعي في الضاحية الجنوبية الواقعة في محيط مطار رفيق الحريري الدولي وذلك بناء على دعوة وزارة الخارجية جميع السفراء المعتمدين في لبنان، إلى الحضور الثالثة بعد ظهر أمس إلى مقر الوزارة في قصر بسترس، للاستماع إلى ردّ لبنان الرسمي على ادعاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ما خص مخازن الصواريخ في بيروت وعلى مقربة من المطار، وتلا العرض زيارة لاحد المواقع التي تحدث عنها نتنياهو وهو ملعب نادي العهد الرياضي في الاوزاعي.
وكانت «إسرائيل» زعمت أن حزب الله يقيم مخازن للصواريخ في منطقة الأوزاعي في الأحياء السكنية وبين المدنيين.

رسائل إسرائيلية

وتوجّه المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»، إلى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بالقول: «حضرة وزير الخارجية بحكومة تصريف الأعمال.. إنّو شو بدك تقول يا باسيل للسفرا؟ المفروض أول شي توقف إرهاب حزب الله وتسحب سلاحه من قرب مطار بيروت؟». واضاف «فحصت منيح إذا الحزب الإلهي بعدو مستملك المواقع اللي كشفنالكن عنا أو على عينك يا تاجر؟».
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي واصل رسائله المتعلقة بما تقوله إسرائيل عن وجود محاولات من حزب الله لاقامة بنية صاروخية قرب مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت ومناطق في الضاحية الجنوبية .وكتب ادرعي عبر تويتر رسالة حول فندق الساحة، قائلاً «يقع فندق الساحة ذو التصميم الفني والذي يبدو وكأنه قرية لبنانية أصيلة على بعد أقل من 4 كلم عن مطار رفيق الحريري. فهل يعي طاقم الفندق انه في أقل من ٤ كلم من الفندق الرائع حاول حزب الله إقامة بنية صاروخية؟ وهل ستنظم جماعة نصرالله رحلات مجانية إلى مستنقعها الإرهابي؟».
في المقابل، أكد الوزير باسيل للسفراء من وزارة الخارجية والى جانبه وزير الدفاع يعقوب الصرّاف « أن إسرائيل لا تحترم المنظمة الدولية ولا تطبّق قراراتها، وفي لبنان لم تحترم القرار 1701 وقد انتهكت ارضنا وجونا وبحرنا ما يقارب 1500 مرة خلال الاشهر الثمانية الأخيرة». وأكد «أن لبنان ملتزم بالقانون الدولي والقرارات الدولية وهو لا يلتزم النأي بالنفس عندما يتعلق الامر بالدفاع عن أرضه وشعبه ويملك حق المقاومة حتى تحرير كل اراضية المحتلة».
وقال «من دون أي براهين تحدث نتانياهو عن 3 مخازن صواريخ في محيط مطار بيروت»، وتوجّه إلى نتنياهو بالقول «ما ادعيته في الأمم المتحدة كذبة أخرى غير منطقية»، مشيراً إلى «أن إسرائيل تسعى لتبرير عدوان آخر على لبنان بمزاعم عن مواقع صواريخ حزب الله».
وأعلن وزير الخارجية «أننا نرفض أن تكون هناك منصات صواريخ قرب المطار ونقول لحزب الله إنّ نَشر المصانع ان كان صحيحاً فهو لا يصب في مصلحة المطار ولبنان، ولكن نرجّح الا يكون صحيحاً فلا بعقل وحكمة حزب الله ولا بمصلحة لبنان يمكن ان يتم تخزين صواريخ من النوع الذي زعمته إسرائيل من دون ان تكون مرئية». ولكن ايضاً يجب عدم استخدام منبر الأمم المتحدة لتبرير اعتداء ويجب وضع حد من قبل دول العالم لارهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل وهذه مسؤولية الأمم المتحدة «. وقال «سنذهب إلى المواقع التي تحدث عنها نتانياهو قرب المطار وستكونون شهود زور على كذب نتانياهو ، ونقوم بهذه الجولة لمرة واحدة، ونحن لسنا لجنة تقصي حقائق ولسنا كشافة لمصلـحة العدو الإسـرائيلي».
وأدرج باسيل خطوة وزارة الخارجية في سياق المعركة الدبلوماسية ضد إسرائيل. ولدى سؤاله عن تغريدات أدرعي قال ان «رئيس الاركان الإسرائيلي يرد عليه الجيش اللبناني، أما انا فأتكلّم لان المزاعم الإسرائيلية صدرت من على منبر الأمم المتحدة، مضيفاً «عندما تهدد إسرائيل ندرك مدى ضعفها».
وكان الوزير باسيل سارع قبل مغادرته نيويورك إلى الرد على نتنياهو عبر «تويتر» بالقول: ها هي إسرائيل مجدداً تختلق الذرائع لتبرّر الاعتداء، ومن على منبر الشرعية الدولية تحضر لانتهاك سيادة الدول، متناسيةً ان لبنان دحرها وهزم عدوانها وغافلةً ان غطرستها و»صداقاتها الجديدة» مجدداً لن تنفعها».
ورداً على التهديدات الإسرائيلية رأى رئيس مجلس النواب نبيه بري أن هذا «الأمر لا يستهان به ويدعو جميع اللبنانيين إلى التنبه والحذر». ورحّب بري بدعوة وزير الخارجية السفراء المعتمدين في لبنان إلى الاستماع إلى رد الوزارة على ادعاءات نتنياهو . وقال «برافو على باسيل هذه الدعوة جيدة ومطلوبة. الكلام الإسرائيلي أشبه ما يكون بمقدمات لإلغاء الاتفاق النووي (مع ايران). هذا الموضوع خطير جداً ويجب ألا نتجاهله أو نقاربه ببساطة بل المطلوب وقفة وطنية للتصدي له وعدم الاستهتار. ومن العيب أن يحصل هذا الأمر ونحن نتلهى ونتسابق على حقيبة من هنا أو هناك».

تمهيد لعمل عسكري

تزامناً ، لفتت صحيفة «الاخبار» القريبة من حزب الله إلى أنه «رغم التقدير بأن العدو الإسرائيلي لن يجرؤ على شن عدوان على لبنان، ربطاً بالتوازن الذي أرسته المقاومة، وخاصة منظومتها الصاروخية، إلا أنه لا يمكن التعامل مع خطوة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو من على منبر الأمم المتحدة، وتوجيهه اتهامات للبنان وحزب الله ببناء معامل للأسلحة في المناطق المأهولة قرب مطار بيروت، سوى كتمهيد لعملٍ عسكري وعدوان إسرائيلي على لبنان، يتمّ خلاله قصف مناطق مأهولة بالمدنيين. وهي السياسة ذاتها التي ينتهجها العدوّ دائماً بخلق الذرائع أمام الرأي العام العالمي للقيام باعتداءات ضد لبنان وقطاع غزّة وسوريا، عبر تلفيق التهم واختلاق الأكاذيب».

73 سفيراً لبّوا دعوة الخارجية اللبنانية لكشف «كذب نتنياهو» عن مخازن صواريخ لـ «حزب الله» قرب مطار العاصمة
باسيل تخوّف من سعي إسرائيل لتبرير عدوان… وأدرعي دعاه إلى سحب سلاح الحزب
سعد الياس

المستوطنون ينفذون اعتداءات ضد سكان القدس والاحتلال يشنّ حملة اعتقالات تطال أطفالا

Posted: 01 Oct 2018 02:23 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: نفذ مستوطنون إسرائيليون بحماية من جيش الاحتلال، هجوما عنيفا على عدد من سكان مدينة القدس المحتلة، ما أسفر عن وقوع إصابات، في الوقت الذي تواصلت فيه المواجهات الشعبية التي تصدت لعمليات الدهم والتفتيش والاعتقال التي نفذها جيش الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، وطالت أطفالا.
وأصيب خمسة شبان مقدسيين، جراء اعتداء المستوطنين على عدد من المتسوقين والمحال التجارية في البلدة القديمة من القدس، بحماية جيش الاحتلال، وأقدموا على مهاجمة المحال التجارية في حي المصرارة قرب باب العمود.
وشملت اعتداءات المستوطنين كذلك مواطنين من باب الواد وهاجموا هناك عددا من المنازل والمحال التجارية وحطموا عشرات المركبات، فيما انتشرت عناصر من شرطة الاحتلال بشكل كثيف في أنحاء البلدة القديمة، دون أن تتحرك لمنع الاعتداءات.
وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز والصوت صوب المواطنين الذين هبوا للدفاع عن أنفسهم وممتلكاتهم.
وكانت تلك القوات الإسرائيلية قد أغلقت محيط منطقة باب العمود، ووضعت حواجز حديدية، ودققت في هويات المقدسيين، للتسهيل على المستوطنين الذين تجمعوا في المكان، للاحتفال بالأعياد اليهودية.
كما اعتدت قوات الاحتلال على شاب مقدسي، أمام المسجد الأقصى المبارك من جهة باب الأسباط، وأصابته برضوض في كافة أنحاء جسده، فيما اعتقلت أيضا شابين من المُصلين المرابطين في منطقة «باب الرحمة» داخل الأقصى.
إلى ذلك قامت مجموعات من المستوطنين يوم أمس، بتجديد عملية اقتحام باحات المسجد الأقصى، بناء على دعوات جماعات متطرفة، للاحتفال بالأعياد اليهودية، وتعمد هؤلاء إقامة «طقوس تلمودية»، واستفزاز الفلسطينيين.
وفي سياق التضييق على المقدسيين، أبعدت سلطات الاحتلال 14 فلسطينيا بينهم سيدة عن المسجد الأقصى لفترات تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر بعد أن استدعتهم للتحقيق.
وشمل قرار الإبعاد موظفين من لجنة الإعمار في دائرة الأوقاف الإسلامية، والسيدة آسيا أبو سنينة بعد اعتقالها أول من أمس، من منطقة باب العمود.
وأصيب عدد من المواطنين، بحالات اختناق، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال، اندلعت جنوب مدينة جنين شمال الضفة. وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال نصبت حاجزا عسكريا على شارع جنين – نابلس، وآخر في منطقة الفوارة، وشرعت بتوقيف مركبات المواطنين وتفتيشها، ما أدى إلى اندلاع مواجهات أطلق خلالها جنود الاحتلال قنابل الغاز باتجاه المتظاهرين، كما اندلعت مواجهات خلال عمليات دهم وتفتيش قام بها جيش الاحتلال لبلدة عزون قرب قلقيلية.
وأصيب عدد من المواطنين، بحالات اختناق، جراء إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع على منازلهم في مدينة الخليل، وذلك بعد اقتحام حارتي غيث والسلايمة في المنطقة الجنوبية في المدينة، كما قامت باعتقال مواطن من بلدة الفوار التابعة للمدينة.
واعتقلت أيضا عددا من المواطنين من أنحاء متفرقة في الضفة الغربية، بينهم أسرى محررون وأطفال أربعة منهم من بلدة نحالين غرب بيت لحم، بينهم الطفلان خلف فادي نجاجرة (14 عاما)، ومحمود أحمد نجاجرة (14 عاما) بعد دهم منازل ذويهم وتفتيشها.
إلى ذلك، شيعت جماهير غفيرة يوم أمس جثمان الشهيد، محمد الريماوي (24 عاما)، ظهر يوم أمس، من بلدة بيت ربما التابعة لمدينة رام الله، بعد أن سلم جثمانه من قبل سلطات الاحتلال، مساء الأحد.
وكانت قوات الاحتلال قد أعدمت الريماوي بالاعتداء عليه بالضرب الوحشي فجر يوم 18 من الشهر الماضي، بعد أن داهمته في غرفة نومه، وبينت نتائج عملية التشريح، تعرضه للاعتداء والضرب، الذي كان سببا رئيسيا في استشهاده. من جهتها أدانت الحكومة الفلسطينية «التصعيد المستمر والمتواصل» الذي تقوده حكومة الاحتلال والمستوطنون ضد الشعب الفلسطيني والمقدسات.
وقال المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود في تصريح صحافي «إن نهج التصعيد الذي تنتهجه حكومة الاحتلال ضد عاصمتنا المحتلة وفِي القلب منها المسجد الأقصى المبارك وسائر أنحاء أرضنا الفلسطينية بمشاركة عناصرها وجنودها والمستوطنين، واستمرار فرض الحصار الجائر على قطاع غزة، يشكل هجمة خطيرة تستهدف أبناء شعبنا ووجوده الوطني».
وأكد أن هذه الهجمة المتمثّلة بالاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى والاقتحامات الأخرى الموازية للمدن والبلدات والقرى والمخيمات، وملاحقة المواطنين واعتقالهم وإطلاق النار عليهم «تسير وفق مخطط احتلالي شامل لفرض مزيد من الهيمنة وترسيخ الاحتلال وتنفيذ مخططات الاستيطان والتهجير ومصادرة وسرقة أرضنا الفلسطينية».

المستوطنون ينفذون اعتداءات ضد سكان القدس والاحتلال يشنّ حملة اعتقالات تطال أطفالا
مواجهات عدة شمال وجنوب الضفة تسفر عن إصابات

جهود مصرية للوصول لـ «نقطة التقاء» لتطبيق المصالحة تشمل تفسيرات للمقترحات وحماس تؤكد وجود «تقارب ملموس»

Posted: 01 Oct 2018 02:22 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: تواصلت المباحثات في مقر جهاز المخابرات العامة المصرية، بين مسؤولي الجهاز ووفد قيادي رفيع من حركة حماس، في مسعى لحل الخلاف الفلسطيني القائم حول تطبيق بنود اتفاق المصالحة.
وعلمت «القدس العربي» أن المصريين قدموا لوفد حماس تفسيرات جديدة حول ملاحظات حركة فتح من أجل تقريب وجهات النظر. ولا يتوقع ان يلتقي الأحمد مع وفد حماس.
وبعيدا عن الإعلام وبطلب مصري، ناقش مسؤولو المخابرات مع قيادة حركة حماس التي وصلت من قطاع غزة والخارج، طرقا جديدة لحل الخلافات القائمة مع حركة فتح، حول تطبيق بنود اتفاق المصالحة، في محاولة تعتبر الأخيرة، قبل انفجار الملف، الذي سيخلف تبعات كثيرة، وهو أمر لا يرغب فيه الوسيط  المصري.
ولم تتحدث حماس إلا بالقليل عن مباحثات اليوم الأول في القاهرة، التي دامت لساعات عدة في مقر جهاز المخابرات، وناقشت بالتفصيل حلولا مرضية لإنهاء الخلافات القائمة، وأساسها ملف «تمكين» حكومة التوافق من أداء عملها في غزة، وكذلك سيطرتها على قوى الأمن، والجباية، والأراضي، والقضاء.
واكتفت بإصدار بيان الليلة قبل الماضية، عقب انتهاء جولة المباحثات الأولى، أعلنت فيه أن وفدها الموسع برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري، سيواصل الإثنين(أمس)، لقاءاته مع القيادة المصرية في القاهرة لليوم الثاني على التوالي.
وقالت إن الوفد عقد «لقاءً مطولًا» مع المسؤولين المصريين في مقر قيادة المخابرات «حول جملة من القضايا التي تهم الشعب الفلسطيني والأشقاء المصريين».
وشارك في اللقاءات أعضاء المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق وخليل الحية ونزار عوض الله وعزت الرشق وحسام بدران وروحي مشتهى، والقيادي طاهر النونو.
وأشارت حركة حماس إلى أن تلك اللقاءات التي عقدت شهدت «عمقا وتفهما وتقاربا ملموسا لمواقف الطرفين»، دون أن تعطي تفسيرات إضافية تشير فيها إلى نوعية التقارب، أو الملفات التي شهدت تقاربا خلال النقاش.
وكثيرا ما كان المسؤولون المصريون المشرفون على ملف المصالحة، يطلبون من قادة فتح وحماس، خلال لقاءات ونقاشات سابقة، عدم الإدلاء بأي تصريحات، للحفاظ على سير العملية، والعمل على نجاحها، وهو أمر استخدم خلال المباحثات التي انطلقت بين الطرفين في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، ونجم عنها التوصل إلى اتفاق لتطبيق المصالحة، وقع في مقر جهاز المخابرات المصرية يوم 12 من الشهر ذاته ، الذي تختلف الحركتان حاليا على كيفية تطبيق بنوده، رغم أنه يحمل مواعيد محددة لتطبيق بنود الاتفاق الشامل الذي وقعته الفصائل الفلسطينية كافة في القاهرة في مايو/ أيار 2011.

الدعاليس: حماس ترغب بمصالحة حقيقية

وفي السياق قال عصام الدعاليس، نائب رئيس الدائرة السياسية في حركة حماس غزة، إن حركته لديها الرغبة في أن تكون هناك مصالحة حقيقية تقوم على قاعدة «الشراكة الوطنية»، وأن تلتزم فتح بتطبيق تفاهمات 2011.
وأوضح في تصريحات نقلها موقع «الرسالة نت» المقرب من حماس، أن الزيارة التي يقوم بها حاليا وفد من الحركة للقاهرة، تأتي في سياق التأكيد على استمرار مساعي مصر للتهدئة، التي تعد أحد أطرافها الأساسية، إضافة لتأكيدها على استمرار الجهود المتعلقة برعاية المصالحة، لافتا إلى أن مصر أضافت ملفًا جديدًا فيما يخص «علاقتها الاستراتيجية مع حماس».
وكشف الدعاليس محددات الحركة لاستئناف ملف المصالحة مع فتح، وتتمثل بـ «رفع العقوبات» عن غزة، والتوجه لتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة، وكذلك التوجه لتشكيل مجلس وطني توافقي، كون حماس لا تقبل بالحالي.
وعلمت «القدس العربي» من مصادر، أن المسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية، قدموا لوفد حماس، قبل وصوله إلى القاهرة، تفسيرات جديدة حول ملاحظات فتح على المقترحات المقدمة سابقا، من أجل تطبيق اتفاق المصالحة، من شأنها أن تقرب وجهات النظر.
ومن شأن هذه الخطوة أن تحد أيضا من حجم الخلاف القائم بين الطرفين، حول عملية «تمكين» الحكومة، والإشراف على أجهزة الأمن، وكيفية دمج الموظفين الذين عينتهم حركة حماس بعد سيطرتها على غزة، حيث هناك صيغة قدمت مؤخرا تشمل استيعاب المدنيين كخطوة أولى، إضافة إلى حل مشكلة سلطة الأراضي والقضاء، حيث قدم مقترح مصري بإشراف شخصية معروفة على ملف القضاء في غزة.
وكان مسؤولو المخابرات المصرية قد أرسلوا قبل أيام، نسخة من ورقتهم الجديدة لحل الخلاف، إلى مسؤولي فتح في رام الله، وناقشتها الحركة، دون أن تتحدث عن ردها في وسائل الإعلام حتى اللحظة.
ومن المتوقع أن تكون هناك اتصالات ولقاءات مصرية مع حركة فتح، خلال الأيام القادمة، خاصة في ظل وجود عزام الأحمد رئيس وفد الحركة في مباحثات المصالحة، في القاهرة في هذه الأوقات، لحضور اجتماعات البرلمان العربي، حيث اعتاد أيضا على إجراء لقاءات مع المصريين خلال زيارات مماثلة قام بها للقاهرة خلال الفترة الماضية.
وأكد مسؤولون فلسطينيون زاروا العاصمة المصرية أخيرا، والتقوا قيادات جهاز المخابرات المشرفين على الملف الفلسطيني، أن هناك رغبة مصرية في إنهاء الخلافات، من خلال تقريب الطرفين «فتح وحماس» إلى نقطة التقاء، حول الملفات الخلافية، التي فجرت في السابق العديد من التفاهمات والاتفاقيات الموقعة.

جهود مصرية للوصول لـ «نقطة التقاء» لتطبيق المصالحة تشمل تفسيرات للمقترحات وحماس تؤكد وجود «تقارب ملموس»
طالبت بـ «رفع العقوبات» وتشكيل حكومة وحدة ومجلس وطني
أشرف الهور:

موقف باكستاني أكثر ليونة بشأن الإفراج عن الطبيب الذي ساعد على اغتيال أسامة بن لادن

Posted: 01 Oct 2018 02:22 PM PDT

واشنطن ـ «القدس العربي» سارت الأمور من سيء الى اسوأ بالنسبة الى الدكتور شاكيل أفريدي الذي تعتبره وكالة المخابرات الأمريكية بطلا بعد أن ساعدها في عملية اغتيال مؤسس تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، في باكستان من خلال إدارة برنامج مزيف للتطعيم بهدف جمع الحمض النووي إذ بقي طوال الفترة الماضية وراء القضبان.
ولكن وزير الخارجية الباكستاني الجديد، شاه محمود قريشي، الذي مثل بلاده في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الأسبوع الماضي، أخبر وسائل إعلام أمريكية أن القضية لم تنته بعد.
وأكد أن النقاش يبقى مفتوحا بهذه القضية، وقال إنهم «ينظرون إليه على أنه خائن، وفي الولايات المتحدة ينظرون اليه على أنه صديق، لذا يتعين علينا سد هذه الفجوة»، ولكنه أوضح ان مستقبل أفريدي لا يكمن في السياسة بل في المحاكم.
وقال في حديث مع (فوكس نيوز) اليمينية «لدينا عملية قانونية، وهو خاضع لهذه العملية القانونية، لقد اتيحت لي فرصة عادلة للمرافعة في قضيته، لقد حكم عليه، وأدين وهو يقضي العقوبة، نحترم الإجراءات القانونية. ولا يوافق النقاد في الولايات المتحدة، بما في ذلك العديد من المسؤولين الكبار، على أن أفريدي حصل على محاكمة عادلة، وقالوا أنه تعرض للسجن «ظلما» وأن الإجراءات في ظل النظام القبلي ما زالت موضع شك إذ يتيح النظام جلسات استماع مغلقة ولا يتطلب وجود دفاع، وعلى الرغم من التصور العام بأنه ارتكب خيانة من خلال العمل مع الولايات المتحدة فإن عقوبته التى تصل الى 23 سنة هي بحجة روابط مع جماعة مسلحة غير شرعية إلا أن محاميه يقول إن الاتهامات زائفة.
وقال محللون إن الإفراج عن أفريدي سيكون له تأثير كبير على تحسين العلاقات الثنائية المتوترة، وأوضح عدنان خان، رئيس مجموعة السياسات في باكستان، وهي مجموعة تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها، إن قضية الطبيب هي سبب كبير من أسباب وصول العلاقات الأمريكية الباكستانية الى أدنى مستوياتها مشيرا الى انه يمكن لباكستان أن تطلق سراحه ليحصل بعد ذلك على حق اللجوء السياسي في الولايات المتحدة لأن حياته في خطر في الباكستان.
وقال محامي أفريدي في أعقاب زيارة لوزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، لباكستان في أيلول/ سبتمبر إنه تم إعادة تهيئة «بيئة جديدة» للقضية مع أمل في الإفراج عنه، وكانت الولايات المتحدة قطعت مساعدات قيمتها 300 مليون دولار الى إسلام اباد من خلال صندوق دعم التحالف.
وأوضح قريشي أن بلاده تتلقى الكثير من اللوم بشكل ظالم على عدم الاستقرار في أفغانستان وقال «عندما تكون في موقف صعب فأنت تبحث عن كبش فداء، باكستان هنا للمساعدة والتسهيل، نحن ندرك أن أفغانستان مستقرة وسلمية في مصلحتنا».

موقف باكستاني أكثر ليونة بشأن الإفراج عن الطبيب الذي ساعد على اغتيال أسامة بن لادن

رائد صالحة

أزمة إسقاط الطائرة الروسية: ماذا بعد؟

Posted: 01 Oct 2018 02:22 PM PDT

بعد إسقاط الطائرة، وعلى ما يبدو قبل أن ينتهي التحقيق في الحدث، نفت إسرائيل التقرير الأمريكي بأن الطائرة اعترضها السوريون، ووجهت الذنب نحو سفينة من الأسطول الفرنسي كانت في المنطقة في أثناء الهجوم الإسرائيلي. بعد بضع ساعات بلورت وزارة الدفاع الروسية الصيغة الرسمية لوسائل الإعلام، اتهمت فيها إسرائيل بعملية «استفزازية» و«عديمة المسؤولية» في أن طائرات الـ اف16 الإسرائيلية «اختبأت» خلف طائرة الـ يو20 الروسية. وهدد وزير الدفاع الروسي بأن روسيا تحتفظ لنفسها بحق الرد على الحادثة.
لقد حظي الموضوع بتغطية واسعة للغاية في القنوات الروسية التي يتحكم بها الحكم، تغطية تميزت بحماسة مناهضة لإسرائيل على نحو جارف، دعوات للانتقام وعقوبات ضد إسرائيل. كما أن الناطق بلسان بوتين، باسكوف، ساند في هذه المرحلة وزارة الدفاع. من الجانب الإسرائيلي، يبدو أن الغموض الذي بث في البداية لم يخدم مصالحها. وفي وقت لاحق غير الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي السياسة وأكد العملية الإسرائيلية في سوريا، وأعرب عن الأسف على فقدان حياة الروس، ولكنه ألقى بالذنب كله على سوريا التي اعترضت الطائرة (عندما كانت طائرات سلاح الجو قد أصبحت في الأراضي الإسرائيلية) وعلى إيران التي تعمل في سوريا. بعد بضع ساعات لطف الرئيس بوتين رد الفعل الروسي واعتبر الحادثة «سلسلة أخطاء مأساوية»، أكد المسؤولية السورية عن إسقاط الطائرة، ولكنه أيد أيضًا ـ بلغة معتدلة ـ المواقف التي عرضتها وزارة الدفاع.
إن الرد الروسي يعكس ظاهرًا غضبًا حقيقيًا على إسرائيل التي عملت على مسافة غير بعيدة من خلف انتشار القوة العسكرية الروسية في سوريا (قاعدة حميميم)، وفي الوقت الذي كانت فيه طائرة روسية في الجو في طريق عودتها إلى هناك. وهكذا خلقت وضعية يكون فيها خطأ منظومة الدفاع الجوي السوري في غاية المعقولية. يحتمل أيضًا أن ثمة رغبة من المؤسسة الأمنية الروسية في إبعاد الذنب عن القوة الروسية في سوريا، لأن هذه تعمل بتعاون كامل وباندماج مع سلاح الجو والدفاع الجوي السوري، وكان ينتظر منها منع مثل هذه الأخطاء. ولكن جملة ردود الفعل الروسية، وعلى رأسها الانفلات المنظم والمناهض لإسرائيل في وسائل الإعلام، يمكنها أن تشير إلى نية روسية لاستغلال الحدث لتعظيم الأزمة، كي يكون ممكنًا استخدامها لاحقًا لتحقيق أهداف روسية في المنطقة.
في هذه الأثناء أعلنت روسيا عن إغلاق جزء من المجال الجوي والبحري غرب الشاطئ السوري أمام نشاط كل طيران وطائرات في أثناء الأسبوع القادم، وإن كان معقولاأن تفتح المنطقة لاحقًا أمام الحركة بسبب المواصلات المدنية. هناك خطر في أن يتضمن الرد الروسي أيضًا أعمالاً لتعزيز الدفاع الجوي السوري، بما في ذلك نقل منظومات دفاع جوي أكثر تطورًا تجري سوريا مفاوضات عليها منذ الآن. وإلى ذلك، ينبغي أن نأخذ بالحسبان بأن عناصر في الحكم الروسي ليست منسجمة مع حرية العمل التي أعطتها روسيا لإسرائيل للعمل ضد التواجد الإيراني، ستستغل هذه الحادثة للمس بالعلاقات الروسية مع إسرائيل والمس بحرية عمل إسرائيل في سوريا. يحتمل أن يكون هذا وجد تعبيره منذ الآن في شدة النقد على إسرائيل في وسائل الإعلام الروسية.
ومع ذلك، وفي الصورة الأكبر، يبدو أن عمق المصالح الإسرائيلية والروسية سيسمح للطرفين بالتغلب على الحادثة. ليس معقولاأن تكون روسيا معنية الآن بأن تمس بشكل جوهري بالعلاقات الحيوية لها أيضًا مع إسرائيل. وعليه، فمن المتوقع أن تسوى الأزمة في الأيام القريبة القادمة من خلال الوصول إلى تفاهمات بين زعيمي الدولتين، اللذين تسود بينهما علاقات ثقة. لقد أصاب رئيس الوزراء نتنياهو إذ اتصل وأعرب عن أسفه، بل ووقف أيضًا عند حقيقة أن الذنب ليس في الملعب الإسرائيلي. ينبغي الأمل في أن يجد الموضوع حلامتفقًا عليه بين الطرفين، في صيغة التسوية المعروفة حتى الآن في المجال السوري إلى هذا الحد أو ذاك، مع قيود بالحد الأدنى على حرية العمل الإسرائيلية وآلية لمنع الاحتكاك.
ومع ذلك، توجد إمكانية تشديد ما على حرية العمل في سوريا، ويحتمل أن يطلب الروس من إسرائيل الامتناع عن أعمال في مناطق انتشار قواتها، وللأسف إعطاء القوة الروسية اخطارًا أطول. ستحاول روسيا، على عادتها، أن تستغل هذا الحدث أيضًا لتحقيق مزيد من مصالحها. في هذا السياق، من المتوقع لزيارة قائد سلاح الجو، اللواء عميكام نوركين، في موسكو، لأهداف إيضاح الموقف الإسرائيلي، أن يعطى بعد إعلامي من جانب الروس. فهؤلاء سيتطلعون إلى استغلال الحدث كرافعة تأثير على إسرائيل وسلوكها في سوريا، بل ولاستعراض مكانتهم السائدة في الدولة وحاجة كل الأطراف إلى مراعاتها.
حادثة من هذا النوع كانت ممكنة آجلاأم عاجلًا، بسبب النشاط المكثف لسلاح الجو الإسرائيلي ضد التواجد الإيراني في سوريا، ونقل السلاح المتطور لحزب الله. أما الأسباب التي أدت بإسرائيل لأن تتبنى هذه الاستراتيجية فما زالت سارية المفعول، وإسرائيل ستتطلع إلى مواصلة سياستها. سيتعين على سلاح الجو، الذي حقق في الحدث بعناية، أن يستخلص الدروس وأن يشدد الشروط التي ينفذ فيها هجومًا كهذا في مناطق الانتشار والنشاط للقوة الروسية، في ظل مراعاة أكبر للنشاط الجوي للقوة الروسية، حتى إن لم يكن قريبًا من مسار طائراتها. معقول أن يتقلص نشاط سلاح الجو في سوريا في الفترة القريبة على الأقل ويكون خاضعًا لرقابة وثيقة أكثر من القيادة السياسية. يحتمل أيضًا أن يكون ممكنًا إجراء تغييرات طفيفة على آلية الاخطار ومنع الاحتكاك مع الروس، بثمن المخاطرة بأن تنقل هذه الاخطارات إلى الدفاع الجوي الروسي.
كما لا بد من استغلال الحادثة للإيضاح للجانب الروسي بأن نقل منظومات دفاع جوي أكثر تطورًا إلى السوريين سيزيد الخطر على قوتهم، وذلك لأن الحادثة تجسد الأداء العليل للدفاع الجوي السوري. كما أن هذه فرصة أخرى للإيضاح لروسيا بأن تواجد قوات إيرانية ومليشيات تخضع لنفوذها يخلق في سوريا وضعًا متفجرًا مرشحًا لحالات من الخلل وحوادث من هذا النوع.

عاموس يدلين وآخرون
نظرة عليا 30/9/2018

أزمة إسقاط الطائرة الروسية: ماذا بعد؟
جملة ردود الفعل في موسكو يمكنها أن تشير إلى نية لاستغلال الحدث والمبالغة فيه
صحف عبرية

مالي: نقل مقر قوة مجموعة الساحل من المواجهة المسلحة في سافاري إلى باماكو

Posted: 01 Oct 2018 02:21 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: استغرب مراقبون لتطورات الأمن في منطقة الساحل القرار الذي تواصل تنفيذه، أمس، والمتعلق بنقل مقر قوة مجموعة دول الساحل الخمس العسكرية من بلدة سافاري في الشمال المالي القريبة من خطوط التماس مع المجموعات المسلحة، إلى العاصمة المالية باماكو التي تبعد 600 ميل نحو الجنوب.
وفسر هذا القرار الذي استهل به قائد القوة الجديد، الجنرال الموريتاني حننه ولد سيدي، إدارته لهذه القوة بأنه تأمين لمقر القيادة الذي تعرضت أواخر العام الماضي لهجوم مسلح كاسح، واستفادة كذلك من المواصلات الضرورية للعمل والمتاحة في باماكو وغير المتوفرة في سافاري.
وأسند قادة دول الساحل للجنرال الموريتاني، ولد سيدي، مهام قيادة هذه القوة في ظرف خاص يتميز بانعكاسات الهجوم الإرهابي الذي تعرض له المقر العام لهذه القوة في بلدة سافاري في يونيو/حزيران الماضي.
وأكد الجنرال ولد سيدي «أنه سيطلق قريبًا العمليات الميدانية لمواجهة المجموعات المسلحة»، مبرزًا «أن الانتقال إلى العاصمة باماكو تمليه عوامل عدة، منها حاجة القيادة للمواصلات؛ فهي أولًا وقبل كل شيء مسؤولة عن التنسيق الإداري مع وزارات الدفاع في البلدان الأعضاء».
وتتألف القوة العسكرية المشتركة لدول الساحل من خمسة آلاف جندي ينتمون لدول المجموعة الخمس، وهي موريتانيا ومالي والنيجر وبوركينافاسو والتشاد.
وتمارس فرنسا التي تواجه قوة تدخلها في مالي مشاكل جمة، ضغوطًا على الممولين وعلى حكومات دول الساحل، للتعجيل ببدء العمليات الميدانية للقوة المشتركة حيث تسعى حكومة باريس لجعل قوة الساحل جدار حماية يقي الجنود الفرنسيين المرابطين في الشمال المالي ضربات المجموعات الإرهابية المسلحة التي استطاعت تنفيذ هجومين ضد الجنود الفرنسيين.
وفي هذا النطاق، قابل الجنرال فريديريك ابلا شون قائد القوات الفرنسية في مالي، الأسبوع الماضي، الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، حيث كان تنسيق العمل العسكري في شمال مالي موضوع المباحثات الأساسي بينهما.
وتواجه القوة العسكرية المشتركة لدول الساحل مشاكل مالية حيث تأخر وفاء المانحين الدوليين بالتزاماتهم المالية لها.
وتبذل مجموعة دول الساحل، وهي من أفقر دول العالم، جهودًا كبيرة لجمع تمويل قدره 250 مليون يورو ضروري لبدء العمليات، حيث التزم كل بلد من بلدان المجموعة بتقديم مساهمة التمويل قدرها عشرة ملايين يورو، والتزم الاتحاد الأوروبي بتقديم 50 مليون أورو، كما التزمت فرنسا بتقديم ثمانية ملايين أورو لهذه القوة معظمها على شكل تجهيزات عسكرية، وتعهدت العربية السعودية بتقديم 100 مليون دولار، والتزمت الولايات المتحدة هي الأخرى بتقديم عون مالي ثنائي لكل من دول المجموعة على بميلغ إجمالي قدره 60 مليون دولار.
وتسعى مجموعة دول الساحل الخمس لتوظيف هذه المنظمة المشتركة في تنسيق سياسات التنمية والأمن في المجال الجغرافي للدول الأعضاء بحيث تتحكم المجموعة في محركات التنمية وتسيطر بآليات أمنية وعسكرية على الإرهاب والعنف الذي يهدد شبه المنطقة.
ويسعى رؤساء البلدان الساحلية الخمسة لجعل هذه المنظمة إطارًا مؤسسيًا لتنسيق ومتابعة التعاون الإقليمي، ولتجسيد الرغبة المشتركة في مواجهة جماعية لمشاكل المنطقة ذات التجانس والتماثل الكبير.
وضاعفت المجموعات الجهادية المسلحة مؤخرًا من عملياتها في مالي بعد أن فرقها التدخل العسكري الفرنسي عام 2013، ويلاحظ ازدياد نشاط هذه المجموعات حاليًا وسط وشمال مالي، رغم حضور قوات حفظ السلام الأممية التي يبلغ تعداد عناصرها 12 ألف جندي، ورغم وجود أربعة آلاف جندي فرنسي ضمن قوة برخان الفرنسية.
ووسعت المجموعات المسلحة من نشاطاتها خلال عام 2017 في وسط وجنوب مالي، وعلى حدود مالي مع النيجر وبوركينافاسو التي عانت مؤخرًا من عمليات الجهاديين المسلحين.
وتعتبر هذه القوة المشتركة التي تتشكل من خمسة آلاف رجل آخر رصاصة في مواجهة المجموعات الإرهابية المسلحة التي فشلت القوات الأممية والقوات الفرنسية في دحرها.
ويأتي تشكيل هذه القوة بعد تجارب فاشلة في هذا المجال، بينها لجنة قيادة الأركان العملياتية التي شكلت في تمانراست بالجزائر عام 2010 تحت قيادة الجزائر وعضوية موريتانيا والنيجر ومالي التي لم يعد يوجد منها اليوم سوى الاسم.
ويستلزم هذا أن يستخلص قادة مجموعة الساحل الخمس الدروس من إخفاق التجارب التنسيقية العسكرية الماضية. ويظل الأمر المؤكد في كل هذا هو أن الجانب العسكري وحده لا يكفي للقضاء على الإرهاب المعشش منذ عقود في منطقة الساحل، وهو ما يؤكده فشل عملية برخان الفرنسية التي حلت فاتح أغسطس 2014 محل عملية «سرفال» المطلوقة مستهل عام 2013 في مالي، وكذا فشل قوة «منوسما» الأممية؛ فالشمال المالي لم يعرف الهدوء بعد، بل إن أوضاعه على حالها أو أشد.

مالي: نقل مقر قوة مجموعة الساحل من المواجهة المسلحة في سافاري إلى باماكو

اردوغان لن يتمكن من حسم الانتخابات المحلية بدون دعم حليفه بهتشيلي

Posted: 01 Oct 2018 02:21 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي»: يسعى حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا ورئيسه رجب طيب اردوغان بقوة من أجل الحفاظ على تحالفه مع حزب الحركة القومية المعارض (تحالف الجمهور) استعداداً لخوض الانتخابات المحلية/البلدية المقبلة والمتوقع أن تكون الأصعب على الحزب الحاكم بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد في الأشهر الأخيرة.
وعملياً بدأت الأحزاب التركية المختلفة استعداداتها منذ أسابيع لخوض الانتخابات المقررة في آذار/مارس المقبل، وذلك من خلال ترتيب صفوفها الداخلية وبدء مباحثات عقد تحالفات انتخابية تساعدها على حسم البلديات الكبرة مع انعدام حظوظ أكبر حزبين في البلاد في إمكانية حسم البلديات الكبرى بمفردهم.
ويسلم حزبا العدالة والتنمية الحاكم والشعب الجمهوري المعارض بعدم قدرتهم على حسم هذه الانتخابات والفوز بالبلديات الكبرى دون عقد تحالفات انتخابية مع الأحزاب الأخرى التي قد تساعد أحد الطرفين على تعزيز حظوظه في الفوز بهذه الانتخابات التي تحمل أهمية كبيرة للحزب الحاكم والمعارضة على حد سواء.
ويعمل العدالة والتنمية على الحفاظ على تحالفه الذي عقده مع حزب الحركة القومية تحت اسم «تحالف الجمهور» والذي خاض من خلاله الانتخابات البرلمانية والرئاسية الأخيرة التي فاز فيها التحالف بنسبة لم تتجاوز الـ52٪ من أصوات الناخبين لكنها ضمنت لاردوغان البقاء في كرسي الرئاسة والحفاظ على الأغلبية البرلمانية من خلال التحالف عقب الفشل في الحفاظ عليها من خلال العدالة والتنمية فقط.
ونتائج الانتخابات التي جرت في حزيران/ يونيو الماضي كانت بمثابة تأكيد للحزب الحاكم بحتمية تمكنه من حسم الفوز في البلديات الكبرى بمفرده، لا سيما بلديتي أنقرة وإسطنبول لما تحملانه من أهمية سياسية ورمزية إلى جانب أهمية إسطنبول الاستثنائية كونها تعتبر أكبر محافظة تركية من حيث عدد السكان حيث تضم قرابة سدس عدد الناخبين البلاد.
لكن المفاوضات مع حزب الحركة القومية (اليميني) هذه المرة تبدو أصعب بكثير من السابق، كون الحزب يعتبر حالياً بمثابة المنقذ للعدالة والتنمية ويعتبر نفسه العنصر الأساسي في حسم وصول اردوغان للرئاسة وضمان الأغلبية البرلمانية للحزب، وهو ما يعطيه أفضلية أكبر في التفاوض مع العدالة والتنمية المضطر على ما يبدو لتلبية كافة شروطه.
ويعمل العدالة والتنمية بقوة من أجل ضمان عدم خسارة البلديات الكبرى في الانتخابات المقبلة وذلك خشية أن يؤدي ذلك إلى خلافات بين البلديات الرئيسية في حال السيطرة عليها من قبل المعارضة وبين الحكومة والرئيس وهو ما قد يؤدي إلى اضطرابات سياسية في البلاد قد يقودها لانتخابات مبكرة.
وعلى الدوام كانت الانتخابات المحلية الاختبار الأسهل للعدالة والتنمية منذ وصوله للحكم قبيل 16 عاماً كونه سجل نجاحاً منقطع النظير في إدارة البلديات في عموم البلاد وتطوير خدماتها وهو ما لاقى استحساناً كبيراً من قبل المواطنين الذي منحوه أفضلية متزايدة في الانتخابات المحلية السابقة.
لكن هذه الانتخابات تأتي لأول مرة في وقت تمر فيه البلاد بأصعب أزمة اقتصادية في ظل حكم العدالة والتنمية، ويخشى اردوغان أن تنعكس على توجهات الناخبين الذين قد يتجهون إلى التصويت لصالح المعارضة بشكل أوسع من السابق كإجراء عقابي للحزب الحاكم، لا سيما وأن هذه الأزمة خلفت مصاعب متزايدة على حياة المواطنين قد تتزايد كلما اقترب موعد الانتخابات وذلك من حيث ارتفاع نسبة التضخم وزيادة الأسعار بشكل كبير وزيادة نسبة البطالة وغيرها من المشاكل التي تؤثر على توجهات الناخبين بشكل كبير.
ومبدئياً، يبدو أن العدالة والتنمية سوف يتمكن من الحفاظ على تحالفه مع حزب الحركة القومية، ولكنه سيكون مضطراً لتقديم الكثير من التنازلات العلنية والخفية ربما يكون أولها دعم مقترح قانون العفو الذي قدمه الحركة القومية للبرلمان التركي ويهدف إلى إصدار «عفو عام» عن قرابة 160 ألف معتقل وموقوف في السجون التركية من أصل 250 ألف، رغم إعلان الحزب في السابق معارضته لقانون العفو.
وفي أول مؤشر على استمرار التحالف، أعلن حزب الحركة القومية رسمياً عدم تقديم مرشح مستقل له لمنصب رئيس بلدية إسطنبول، فيما قالت مصادر غير رسمية مقربة من الحزب إنه لن يقدم أيضاً على إعلان عن مرشحين له لرئاسة بلديتي أنقرة وإزمير، وهو ما يعني دعم مرشحي حزب العدالة والتنمية الحاكم في البلديات الثلاثةالأكبر في البلاد.
ومنذ أيام جرى أول لقاء بين مسؤولين من الحزبين لبحث تفاصيل التحالف في الانتخابات المقبلة، والاثنين، التقى اردوغان وزعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشيلي على هامش افتتاح الدورة التشريعية في البرلمان التركي بحضور رئيس البرلمان عن العدالة والتنمية بن علي يلدريم، وعقب اللقاء قال اردوغان إن «بهتشيلي ينظر بإيجابية أيضاً إلى استمرار التحالف الذي سيجري بحثه بشكل أكبر خلال الأيام المقبلة».
وتعمل المعارضة التركية أيضاً على استمرار تحالفها الذي خاضت فيه الانتخابات البرلمانية والرئاسية الماضية، مع محاولة تفادي الأخطاء التي وقعت فيها ومنعتها من الفوز في الانتخابات رغم تمكنها من جمع أوسع قاعدة من المعارضة.
وبدرجة أساسية، يهدف حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة، إلى التحالف مع «حزب الجيد» المشكل مؤخراً، والدخول في تحالفات سرية مع حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، الذي تعتبر أصواته منذ سنوات كتلة مرجحة في الانتخابات.
لكن حزب الشعب الجمهوري ما زال يعاني خلافات داخلية كبيرة لا سيما بين زعيمه كمال كليتشدار أوغلو الذي يسعى لاستمرار إحكام قبضته على الحزب وبين تكتل مؤيدي محرم إنجي مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية السابقة والذي تمكن من رفع أصوات الحزب لأكثر من 30٪ لأول مرة منذ فترة طويلة، وهو ما يمنع تطور أداء المعارضة وفشلها في القدرة على قلب نتائج الانتخابات لصالحها رغم التراجع الكبير في أصوات العدالة والتنمية في السنوات الأخيرة.

اردوغان لن يتمكن من حسم الانتخابات المحلية بدون دعم حليفه بهتشيلي
مباحثات لضمان استمرار التحالف بين العدالة والتنمية والحركة القومية
إسماعيل جمال

262 صحيفة إلكترونية تلائم وضعها القانوني في المغرب مع أحكام مدونة الصحافة الجديدة

Posted: 01 Oct 2018 02:21 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: بلغ عدد الصحف الإلكترونية التي لاءمت وضعيتها القانونية في المغرب مع أحكام ومقتضيات مدونة الصحافة والنشر الجديدة، 262 صحيفة إلى غاية متم شهر أيلول/ سبتمبر الماضي.
وقالت وزارة الثقافة والاتصال في بلاغ أرسل لـ«القدس العربي» إنه، وبالنظر لأهمية رصد تطور الصحافة الإلكترونية على الصعيد الوطني، ولا سيما فيما يتعلق بالتصاريح المتوصل بها من مختلف المحاكم الابتدائية للبلاد وملاءمتها لمقتضيات قانون الصحافة والنشر، تمكنت 200 صحيفة إلكترونية من ملاءمة وضعيتها القانونية مع أحكام ومقتضيات مدونة الصحافة والنشر الجديدة، وفقًا للمادة 125، إلى حدود حزيران/ يونيو 2018، وذلك من مجموع 700 تصريح متوصل به.
وأضاف البلاغ أن 121 صحيفة إلكترونية لاءمت وضعيتها إلى حدود نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2017، من مجموع 656 تصريحًا تم تسجيله، موزعة بين تصاريح الإصدار وفق مفهوم قانون الصحافة والنشر السابق وشهادات إيداع الصحف الإلكترونية من النيابات العامة وفق القانون الحالي المتعلق بالصحافة والنشر، انطلاقًا من مراسلات النيابات العامة التي توصلت لها الوزارة.
وأكدت الوزارة حرصها على التتبـع الدائم لمؤشرات القطاع، في أفق استثمارها في تطويره وتأهيله، وذلك انطلاقًا من جهودها الرامية إلى تفعيل وتتبع تنفيذ مقتضيات مدونة الصحافة والنشر المؤطرة للمهنة، التي جاءت بعدد من البنود الضامنة لحرية واستقلالية القطاع، والتزامًا بالمقتضيات الدستورية المتعلقة بضمان حرية الفكر والرأي والتعبير واحترام الحق في الحصول على المعلومات وتكريس مبدأ إقرار الحماية القضائية لسرية المصادر، واعتبارًا لمكانة الصحافة الإلكترونية على وجه الخصوص في بناء مجتمع المعلومات والمعرفة.

262 صحيفة إلكترونية تلائم وضعها القانوني في المغرب مع أحكام مدونة الصحافة الجديدة

استنفار شعبي في الخان الأحمر مع انتهاء مهلة الهدم والمتضامنون يكثفون الوجود داخل خيمة الاعتصام

Posted: 01 Oct 2018 02:20 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»: يراقب المتضامنون وسكان بلدة الخان الأحمر مجريات الأمور خلال الساعات المقبلة، بعد أن جرى رفع درجة الجهوزية والاستعداد في هذا التجمع إلى أعلى الدرجات، عقب انتهاء المدة التي حددتها سلطات الاحتلال لتنفيذ قرار هدم المكان الذي يضم منازل بدائية ومدرسة، وتشريد سكانه بمن فيهم الأطفال وحرمانهم من الدراسة.
وتشير المعلومات الواردة من التجمع البدوي الواقع شرق مدينة القدس المحتلة، الذي تريد سلطات الاحتلال هدمه، لتنفيذ مخطط استيطاني كبير، الى أن أعداد المتضامنين من نشطاء المقاومة الشعبية الذين قدموا من مناطق عدة من الضفة الغربية، وكذلك الأجانب، بدأت بالازدياد منذ ليل الأحد وفجر الإثنين، في خيمة الاعتصام الدائمة وسط التجمع.
ويبيت المتضامنون وعددهم بالمئات في الخيمة، رغم افتقارها لأبسط مقومات الحياة، للمساعدة في التصدي لعملية الهدم المتوقعة، ومن بينهم من أمضى عدة أيام متواصلة في هذا المكان.
ولا يخشى هؤلاء ومعهم سكان التجمع الذين يقترب عددهم من الـ 200 شخص، وبينهم نساء وأطفال، المواجهة مع الاحتلال، لتعطيل عملية الهدم، خاصة بعد دخول قرار الهدم الإسرائيلي مرحلة جديدة، بانتهاء المهلة التي حددتها إسرائيل لذلك، وهي يوم أمس الإثنين الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي.
وقد شرع المتضامنون بالاعتصام المفتوح داخل التجمع منذ شهر، حين أصدرت المحكمة العليا في إسرائيل، قرارا استجابت خلاله لطلب حكومة اليمين الإسرائيلية بهدم المكان، الذي سيكون مقدمة لإقامة مشروع استيطاني كبير يعرف باسم «E1»، وهو مشروع الهدف منه فصل مدينة القدس عن المناطق الفلسطينية، وكذلك فصل شمال الضفة عن جنوبها، بامتداده إلى هدم 46 تجمعا آخر مشابها، مقامة قبل احتلال إسرائيل للضفة الغربية عام 1967، في مناطق متفرقة في الضفة. وكانت المحكمة الإسرائيلية العليا قد رفضت في الخامس من سبتمبر/ أيلول الماضي، التماس أهالي القرية ضد إخلائهم وتهجيرهم وأقرت هدم القرية التي تضم مدرسة تقدم خدماتها لـ 170 طفلا من التجمع وأماكن مجاورة خلال أسبوع,
يذكر أن أطفال التجمع يمثلون 53٪ من سكان المنطقة، فيما تبلغ نسبة اللاجئين المسجلين لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» 95 ٪ من السكان.
ويعتمد المتضامنون الذين تساندهم هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، وهي جهة حكومية فلسطينية، وكذلك قيادة فتح في مدينة القدس، على أنفسهم في تنظيم أمور إقامتهم خلال المشاركة في الاعتصام، من خلال تحضير وجبات الطعام، وكذلك المبيت في المكان.
وكثيرا ما يقوم المتضامنون بترديد أغان وطنية فلسطينية، خلال ساعات الليل، داخل خيمة الاعتصام المفتوح، ضمن الفعاليات الهادفة لشحذ الهمم.
وقد أعلنت حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، رفع وتيرة جهوزيتها في الخان الأحمر، داعية الجماهير الفلسطينية إلى «الاستنفار وشد الرحال» للقرية للدفاع عنها.
وقالت في بيان لها مع انتهاء المدة المحددة للهدم «إننا في حركة فتح ومعنا كل الأحرار من فصائل وفعاليات ومؤسسات ونحن نحذر الاحتلال الإسرائيلي من مغبة ارتكاب مثل هذه الحماقة، لنتوجه إلى كوادرنا وأبناء شعبنا بضرورة زيادة حجم المشاركة والمبيت في القرية».
وأكدت الحركة أن الشعب الفلسطيني يعيش «لحظات تاريخية فارقة هذه الأيام، وهو يقف على أعتاب جريمة جديدة للاحتلال الإسرائيلي يمزق فيها أرضنا ويستبيح مقدساتنا»، مشيرة إلى خطاب الرئيس عباس أمام الأمم المتحدة قبل أيام، الذي حمل فيه العالم أجمع والمجتمع الدولي مسؤولية حماية قرية الخان الأحمر وسكانها من الاستهداف، لما تمثله من مكانة استراتيجية كـ «بوابة شرقية للقدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين»، إضافة إلى أنها تمثل نقطة الوصل ما بين شمال الضفة وجنوبها.
والمعروف أن هذه المنطقة التي قامت الحكومة الفلسطينية باعتمادها كقرية، محاطة بعدد من المستوطنات الإسرائيلية التي تحاصر مدينة القدس المحتلة.

استنفار شعبي في الخان الأحمر مع انتهاء مهلة الهدم والمتضامنون يكثفون الوجود داخل خيمة الاعتصام
الموجودون لا يخشون مواجهة قوات الاحتلال لمنع التهجير

عريقات يطالب الأمم المتحدة بإدراج إسرائيل في تقريرها حول انتهاك حقوق الأطفال

Posted: 01 Oct 2018 02:20 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: طالب الدكتور صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، بإدراج إسرائيل كـ «دولة تنتهك حقوق الأطفال» في التقرير السنوي للأمم المتحدة حول الأطفال والنزاع المسلح.
وأكد على ذلك باعتبار التقرير إحدى الأدوات المتاحة للأمم المتحدة والمبنية على الأدلة الكثيرة لاستهداف إسرائيل للأطفال الفلسطينيين، إضافة إلى التقرير الذي قدمه الأمين العام بشأن هذه المسألة يوم 14 من الشهر الماضي.
وقدم عريقات في رسالة رسمية وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، احتجاجا على استهداف إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، للأطفال الفلسطينيين الأبرياء بالاغتيال والقنص المباشر، وأن هذه الخطوة الأساسية «تنسجم مع طلبنا العاجل للحماية الدولية لسكان فلسطين المدنيين».
وجاء في مطلع الرسالة التي وجهها عريقات «كما تعلمون مما يردكم من التقارير العديدة التي تحصلون عليها من وكالات الأمم المتحدة العاملة في فلسطين المحتلة، أو من خلال قنواتنا الثنائية، فإنه يتضح بالدليل مواصلة إسرائيل، قوة الاحتلال، انتهاكاتها الخطيرة لالتزاماتها بموجب اتفاقية جنيف الرابعة، كما هو الحال في العديد من المعاهدات الأخرى، بما في ذلك اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل».
وأشار إلى قيام قناصة جيش الاحتلال يوم الجمعة الماضي، بـ «اغتيال» الطفل عبد الناصر مصبح (12 عاما)، وزميله محمد نايف الحوم (14 عاما) الذي أصيب في صدره، بينما كانا على بعد مئات الأمتار من قوات الاحتلال الإسرائيلية المنتشرة حول قطاع غزة، وأكد أن محمد وناصر لن يكونا آخر الأطفال الفلسطينيين الضحايا الذين يقتلون على يد الجيش الإسرائيلي.
وأشار عريقات إلى أن إسرائيل مارست العديد من الانتهاكات الخطيرة الستة التي وضعها مكتب الممثل الخاص للأمين العام المعني بالأطفال والنزاع المسلح وصادق عليها مجلس الأمن، ومنها القتل والاختطاف والهجمات على المدارس والمستشفيات، إضافة إلى منع وصول المساعدات الإنسانية.
وأكد المسؤول الفلسطيني أن إسرائيل تستمر في حرمان الأطفال الفلسطينيين من طفولتهم، كما تنص عليها اتفاقية حقوق الطفل، لافتا الى أن انتهاكاتها الصارخة وعدم احترامها لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والمعاهدات الدولية، «حقيقة معروفة لمكتبكم».
وأضاف «على الرغم من حقيقة أن عضوية إسرائيل الخاصة في المنظمة، من خلال قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 273، كانت مشروطة بالتزام إسرائيل باحترام ميثاق الأمم المتحدة وتنفيذ قراراتها، بما في ذلك قرار الجمعية العامة181 و194، فإن ثقافة الإفلات من العقاب في إسرائيل سمحت لها بمواصلة انتهاك التزاماتها لأكثر من 70 عاما».

عريقات يطالب الأمم المتحدة بإدراج إسرائيل في تقريرها حول انتهاك حقوق الأطفال

اغتيال قيادي بارز لدى «هيئة تحرير الشام» في ريف إدلب

Posted: 01 Oct 2018 02:20 PM PDT

إدلب – «القدس العربي»: اغتال مجهولون مساء الاحد، قيادياً في «هيئة تحرير الشام»، التي تمثل جبهة النصرة ثقلها، حيث قضى «أبو معاوية التركماني»، برصاص مباشر في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.
وحسب مصادر ميدانية فإن «أبو معاوية التركماني» لقي حتفه إثر إطلاق عيارات نارية استهدفته بشكل مباشر، على الطريق الواصل بين مدينة كفرنبل وقرية حزارين، بريف إدلب الجنـوبي.
ويرتفع بذلك عدد الذين اغتيلوا في ادلب وارياف حلب وحماة إلى 325 شخصاً على الأقل، منذ الـ26 من نيسان / أبريل الفائت من العام الجاري، وحتى الـ 30 من شهر أيلول من العام الحالي، حسب المرصد السوري لحقوق الانسان، وهم زوجة قيادي أوزبكي وطفل آخر كان برفقتها، إضافة إلى 65 مدنياً بينهم 10 أطفال و6 مواطنات، اغتيلوا من خلال تفجير مفخخات وتفجير عبوات ناسفة وإطلاق نار واختطاف وقتل ومن ثم رمي الجثث في مناطق منعزلة.
وحسب المصدر فإن «226 مقاتلاً من الجنسية السورية ينتمون إلى هيئة تحرير الشام وفيلق الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية وجيش العزة وفصائل أخرى عاملة في إدلب، و32 مقاتلاً من جنسيات صومالية وأوزبكية وآسيوية وقوقازية وخليجية وأردنية وتركية، اغتيلوا بالطرق ذاتها، كذلك فإن محاولات الاغتيال تسببت بإصابة عشرات الأشخاص بجراح متفاوتة الخطورة، بينما عمدت الفصائل لتكثيف مداهماتها وعملياتها ضد خلايا نائمة اتهمتها بالتبعية لتنظيم "الدولة الإسلامية».
وتسود حالة من الفلتان الأمني في محافظة إدلب، والأرياف المحيطة بها، حيث كان قد قتل الاحد الفائت، قيادي لدى تنظيم «حراس الدين» المبايع لتنظيم «القاعدة» بعد يوم واحد من اعلان التنظيم رفضه لاتفاق بوتين – اردوغان في سوتشي الروسية، حيث دعا «حراس الدين» في بيان إلى بدء عمليات عسكرية في المنطقة، لكن بعد أقل من 24 ساعة، أعلن التنظيم، مقتل القائد العسكري لديه الملقب «سياف» برصاص مجهولين بالقرب من بلدة كنصفرة بجبل الزاوية في ريف ادلب الجنوبي.

اغتيال قيادي بارز لدى «هيئة تحرير الشام» في ريف إدلب

تراشق في الجمعية العامة بين السعودية وقطر حول الإرهاب

Posted: 01 Oct 2018 02:19 PM PDT

نيويورك (الأمم المتحدة) «القدس العربي»: حصل تراشق بين السعودية وقطر بعد انتهاء مداولات اليوم الرابع للجمعية العامة حيث طلبت قطر استخدام حق الرد، وقال مندوبها طلال آل خليفة إن بيان السعودية تضمن افتراءات باطلة وإساءة غير مقبولة إلى بلادي».
وأضاف المندوب القطري: «بعد أكثر من عام على الحصار الظالم على دولة قطر، دون أن يتمكن من تحقيق أهدافه ودون أن يقتنع أحد بالادعاءات الباطلة التي استند عليها، تعاد الافتراءات من ممثلي السعودية التي تهدف إلى الإساءة إلى سمعة بلادي».
وأشار أل خليفة إلى أن سجل قطر في التعاون الدولي يتحدث عن نفسه، وأن قطر ليست بحاجة إلى تفنيد الادعاءات. وأكد أن تكرار هذه الاتهامات من نفس الأطراف لا يجدي إلّا في تقويض مصداقية من يعيدها بدون أدلة أو أي حقائق». وتابع المندوب القطري: «إن قطر أكدت في محافل عدة على مكافحة الإرهاب. فمن المعروف أن الإرهاب وجد حاضنة في الغلو الديني الذي تم توظيفه من قبل السعودية لتحقيق أهداف سياسية تخدم ظروفا معينة. ومن المفارقات أنه بين ليلة وضحاها أريد لهذا الغلو الديني المتأصل والهوية المتشددة أن تطمس وأن يتم إلباسها بالتحضر المصطنع أمام العالم».
وقال ممثل قطر «إن السعودية تعتقل المعارضين والناشطين والنساء والمعتدلين من رجال الدين، علاوة على محاولة إلباس انتهاكات القانون الدولي بلباس المساعدات الإنسانية».
ورفضت عبير دانش، مندوبة السعودية، البيان الذي تقدمت به قطر واستنكرته. وقالت إن «قطر منذ منتصف التسعينيات تدعم الأصوليين وتقوم بتحريض الشعوب منذ عقدين. وهي مقر لقيادات الإخوان المسلمين، التي ولدت جماعات أخرى، مثل التكفير والهجرة والقاعدة وجبهة النصرة. كما سمحت لقيادات دينية متطرفة بالظهور على شاشات التليفزيون لتبرير التفجيرات الانتحارية. وتأوي مجموعات إرهابية، فأحد قادة القاعدة دخل إلى المملكة بجواز قطري».
وأضافت أن قطر دعمت منشقين في البحرين والكويت والإمارات والسعودية في محاولة لزعزعة الاستقرار في المنطقة، حسب قولها. وقالت إن المملكة ليست الممول والداعم للإرهاب، بل هي قطر.
ونفت اتهام قطر للسعودية بمنع القطريين من أداء مناسك الحج، مؤكدة أن «وزارة الحج ترحب بقدوم الأشقاء القطريين لأداء مناسك الحج والعمرة بعد تسجيل بياناتهم لدى السلطات السعودية واتباع الإجراءات التي يتبعها الحجاج من أي مكان آخر».
وبعد ذلك طلبت قطر استخدام حق الرد للمرة الثانية أمام الجمعية العامة، وأعرب مندوبها عن الأسف لوصول ما وصفها بالافتراءات إلى المداولات العامة.
وكان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير قد قال في كلمته أمام الجمعية العامة الجمعة إن مقاطعة بلاده، إضافة إلى الإمارات والبحرين ومصر للدوحة، يأتي في ظل جهود مكافحة الإرهاب. وأضاف الجبير في كلمته: «لا يمكن لدولة تدعم الإرهاب وتحتضن المتطرفين وتنشر خطاب الكراهية عبر إعلامها، ولم تلتزم بتعهداتها التي وقعت عليها في اتفاق الرياض عام 2013 واتفاق الرياض التكميلي عام 2014، أن تستمر في نهجها». وأردف قائلا: «قطر تمادت في ممارساتها، وهو ما جعل من مقاطعتها خيارا لا مفر منه».
وردت الخارجية القطرية على لسان مدير الإعلام فيها أحمد الرميحي قائلا: «عندما تترك السعودية كل قضايا العالم الإسلامي المؤلمة وتتحدث عن قطر عبر كلمة وزيرها بالأمم المتحدة في أهم محفل دولي، عندها فقط ندرك المستوى الذي وصلت إليه السياسة السعودية من شيخوخة وهوان».!

تراشق في الجمعية العامة بين السعودية وقطر حول الإرهاب

عبد الحميد صيام

نقابة الصحافيين الفلسطينيين تطالب بمقاطعة دعوة السفارة الأمريكية في القدس

Posted: 01 Oct 2018 02:19 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: دعت نقابة الصحافيين الفلسطينيين، كافة الصحافيين الفلسطينيين إلى مقاطعة الدعوة التي وجهتها السفارة الأمريكية في القدس المحتلة، لحضور لقاء يعقد فيها.
واستهجنت النقابة في بيان لها «تجرؤ» السفارة الامريكية، التي وصفتها بـ «المستوطنة الأمريكية» في القدس عاصمة دولة فلسطين، على دعوة عدد من الصحافيين الفلسطينيين لحضور لقاء فيها.
ووصفت الدعوة بأنها تمثل «وقاحة غير مسبوقة»، لافتة إلى أن الادارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب «تعمل على تصفية القضية الفلسطينية بكل أبعادها السياسية والوطنية والتاريخية».
وأشارت إلى أنه رغم ذلك «تحاول الاستغباء من خلال دعوة صحافيين فلسطينيين لحضور لقاء في سفارتها التي نقلت في مخالفة سافرة للقوانين والمواثيق الدولية».
وأعلنت النقابة وثوقها بالصحافيين الفلسطينيين، ودعتهم لمقاطعة الدعوة الأمريكية، التي تأتي من جهة تعمل ليل نهار على تصفية القضية الفلسطينية، من خلال انحيازها المطلق الى جانب دولة الاحتلال.
وتعتبر نقابة الصحافيين الفلسطينيين ان الاستجابة لهذه الدعوة في حال حدوثها «تمثل خروجا على الإجماع الوطني وتشجيعا لأمريكا وإسرائيل للإمعان في سياساتها العدوانية على شعبنا وقضيتنا، واعترافا بشرعية وجودها على أرض القدس العاصمة الأبدية لدولتنا العتيدة».
يشار إلى أن الإدارة الأمريكية نقلت سفارتها من مدينة تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، في 14 مايو/ أيار الماضي، غير مكترثة بحالة الغضب الفلسطيني العارمة، وذلك في إطار تطبيق قرارات الرئيس ترامب، بالاعتراف بالمدينة عاصمة للاحتلال، وقرر الفلسطينيون على أثر ذلك عدم الاعتراف بالسفارة أو التعامل معها، في إطار الخطوات التي اتخذت وشملت قطع الاتصالات مع واشنطن.

نقابة الصحافيين الفلسطينيين تطالب بمقاطعة دعوة السفارة الأمريكية في القدس

لبنانيون شبّهوها بجورجينا رزق… وتاجها من 1800 حبة ألماس بقيمة 700 ألف دولار

Posted: 01 Oct 2018 02:19 PM PDT

بيروت – «القدس العربي» : في حدث جماليّ فنيّ بامتياز نظّمته ونقلته مباشرة على الهواء محطة «أم تي في» برعاية وزارة السياحة توجّت طالبة الصيدلة الأنسة مايا رعيدي بلقب ملكة جمال لبنان للعام 2018 من بين ثلاثين صبية تنافسن على اللقب.
وحلّت كلّ من ميرا طفيلي وصيفة أولى ويارا بو منصف وصيفة ثانية وفانيسا يزبك وصيفة ثالثة وتاتيانا ساروفيم وصيفة رابعة.
وهذه هي المرة الأولى التي يُجمع فيها قسم كبير من اللبنانيين على جمال الملكة، وصدرت تعليقات أنها المرة الأولى التي تُتوّج ملكة جميلة بعد ملكة جمال العالم جورجينا رزق، حتى أن البعض ذهب الى تشبيه مايا بجورجينا رزق.
وتميّز الاحتفال الذي أحياه راغب علامة ومايا دياب ومساري وفرنش مونتانا بالابهار والضخامة عبر استخدام مؤّثرات بصرية وسمعية عالية الجودة. وقد حضره ممثل رئيس الجمهورية وزير السياحة أواديس كيدانيان والنائب نزيه نجم ممثلاً الرئيس سعد الحريري، الى جانب حشد كبير من أهل الفنّ والسياسة والاعلام. وكان لافتاً للغاية حضور ملكات الجمال السابقات وأبرزهنّ روزاريتا طويل، رهف عبدالله، رينا شيباني، سندريلا رزق، كريستينا صوايا، نادين ولسن نجيم وسواهن.
وقد تمكّنت الملكة رعيدي من أن تحصد في المراحل الثلاث التي قطعتها أعلى العلامات التي وضعتها اللجنة التحكيمية التي ضمتّ النجمة نانسي عجرم وملكة جمال لبنان للعام 2004 الممثلة نادين نسيب نجيم وملكة جمال العالم لعام 2017 ديمي لي نيل بيترز، والاعلامي جورج قرداحي والفنان الكوميدي المقدّم عادل كرم، وخبير التجميل بسام فتوح، والمصمم العالمي نيكولا جبران، ومصمم المجوهرات ضومط زغيب والموسيقي غي منوكيان.
وتسّلمت مايا التاج الذي صمّم على شكل أرزة من ملكة جمال العام الماضي بيرلا حلو على وقع أغنية «للصبية الملكة».وقُدّرت قيمة التاج الذي ضمّ 1800 حبة ألماس ب 700 ألف دولار أمريكي.
وأشرفت على الحفل الذي قدّمه الاعلامي مارسيل غانم وانابيلا هلال، ملكة جمال الولايات المتحدة اللبنانية الأصل ريما فقيه.
وانسحب هذا الحدث الجمالي عبر مواقع التواصل الاجتماعي الى تعليقات لم تخل من السياسة والسخرية وصولاً الى المنافسة الحادة بين العاملين في المؤسسة اللبنانية للارسال انترناشونال ومحطة»أم تي في«وانتشر هاشتاغ #MissLebanon2018 في عدد من الدول العربية، منها لبنان ومصر والجزائر والسعودية والعراق والسودان وليبيا والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة، وتصّدر قائمة أكثر الهاشتاغات انتشاراً في عدد من هذه الدول حاصداً أكثر من 30 ألف تغريدة عبّر من خلالها المغردون عن رأيهم في المسابقة وفي حاملة اللقب.
ومن التعليقات الطريفة التي رصدناها في «القدس العربي»، ولا سيما بعد زجّ السياسة في أيّ حدث لبنانيّ ما ورد في هذا التعليق من قبل معارضي عهد الرئيس ميشال عون: «مصادر موثوقة: تكتل لبنان القويّ يتوّجه غداً الى مجلس شورى الدولة للطعن في نتائج ملكة جمال لبنان لعدم توفر أيّ مرشحة من آل عون».
وتعليق آخر: «من انجازات العهد خلال السنتين انتخاب ملكة جمال لبنان، شكراً جبران باسيل، بس ما تنسى تنزل عن الطبلية حتى تتشكل الحكومة».
وقد اعتبر البعض أن الملكة رعيدي محسوبة على التيار الوطني الحرّ، وبدأت التعليقات والسجالات تطفو في هذا المجال ولا سيما بعد تغريدة وزير الخارجية رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل الذي هنأ رعيدي بقوله «مبروك مايا رعيدي ملكة جمال لبنان 2018 … نفتخر بك وكلنا ثقة أنك خير من يحمل رسالة الخير والجمال من تنورين والبترون ولبنان الى العالم كله». لكن مناصري القوات اللبنانية نشروا صور مايا وأفادوا أنها إبنة رئيس مركز القوات السابق في تنورين.
واعتبر آخرون أنّ ملكة جمال لبنان هي أكبر من كلّ الأحزاب، ومن كلّ الطوائف ومن كلّ المناطق «ملكة ومستحقة» عقبال التاج العالمي».
وبعد احتدام التعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي على هاشتاغ «#ملكة جمال لبنان» وما دار من انتقادات من بعض العاملين في المؤسسة اللبنانية للارسال انترناشونال التي توّلت لسنوات تنظيم ونقل هذا الحدث كتب الموقع الالكتروني لمحطة «أم تي في» ما يلي:
«ما يجدر التوقف عنده، بموضوعيّة تامّة، حالة الهستيريا التي أصابت بعض العاملين في «أل بي سي»، جرّاء ما شاهدوه، فهم كانوا يتابعون أدقّ التفاصيل، وبالطبع، ينتقدون، حتى جعلوا من أنفسهم محطّ سخرية، خصوصاً حين كتبت المديرة التنفيذية في قسم الأخبار في المحطة «كان ناقص وقعة الموتو تتكمل معكن، صار وقت تعرفو حجمكن». حجمنا عرفناه فعلاً، وخصوصاً مع ضخامة الإنتاج. لعلّكم بحاجة، أيضاً، لمشاهدة «صار الوقت» الخميس المقبل، لتعرفوا حجمنا».
واضاف موقع «أم تي في» «عدا نقطة الغيرة المهنيّة، التي بلغت حدّ الهستيريا عند البعض، ثمّة نقطة أخرى يجدر التوقف عندها. ما أن تُوّجت الملكة مايا رعيدي، حتى تسابق بعض الناشطين الحزبيّين الى إبراز انتمائها الى هذا الحزب أو ذاك، وفي ذلك تفاهة تضاف الى ما تحفل به مواقع التواصل الاجتماعي من تفاهات في لبنان.
إنّها ملكة لكلّ لبنان، لا لحزب ولا لمحطة تلفزيونيّة. مبروك لمايا رعيدي ووصيفاتها، وللمشاركات اللواتي عشن خبرة استثنائيّة. ومبروك لـ»أم تي في»، لأنّها قدّمت أبهى صورة عن لبنان، لا تشبه أبداً تلك التي يصرّ بعض السياسيّين على تشويهها يوميّاً».

لبنانيون شبّهوها بجورجينا رزق… وتاجها من 1800 حبة ألماس بقيمة 700 ألف دولار
مايا رعيدي ملكة مستحقة على عرش الجمال اللبناني للعام 2018
ناديا الياس

الاسترسال ووهن الثنائيات

Posted: 01 Oct 2018 02:18 PM PDT

تحكم إدراكنا للأشياء في الكون مقولاتٌ كبرى منها مقولة الثنائيات. نعني بالثنائيات أن ندرك الأشياء في شكل زوج أو ثالوث أو أكثر من ذلك، تجمعها علاقاتُ تضاد أو تقابل. فالنهار والليل في إدراكنا زوج متضاد لا يعرف فيه طرف إلا بالنسبة إلى الثاني. فأنت تقرأ الآن هذا المقال وتعلم أنك تقرؤه ليلا أو نهارا، حسب وعيك المفارق بأن غياب قرائن النهار من النور وشعاع الشمس مثلا هي التي تجعل الزمان ليلا، أو أن عدم قرائن النهار من الظلمة ونور القمر هي التي تجعل الزمان نهارا. كذا تدرك الأشياء الكثيرة الحسية أو النفسية، فالقر لا يُدرك إلا بالحر، ولا يدرك الجمال إلا بالقبح.. إدراكنا في تصورنا الثنائي يحكم ضبط الأشياء في أزواج تعمل تفارقيا لكي تيسر علينا مَقْوَلَةَ العناصر في الكون. هذا المبدأ الإدراكي والمقولي صاغه الناس في مبدأ عام: إنه بأضدادها تتمايز الأشياء. وصار هذا المبدأ قاعدة معرفية عامة بنيت بمقتضاها أفكار كثير من العلوم القديمة ونُظْمِتْ بما في ذلك علوم اللسان.
بنى النحو العربي القديم أفكاره على ثنائية عميقة هي ثنائية الأصل والفرع. فصنع الأقيسة النحوية بهذه الثنائية التي نجدها تحكم علوما أخرى تعتمد على تأسيس الأصول وتنظر في انعدال الأشياء عن تلكم الأصول. وما تزال ثنائية الأصل والفرع تحكم إدراكنا لكثير من الأشياء والعلاقات، بل تنظم كثيرا من قوانيننا. وفي اللسانيات الحديثة صاغ العلامة دي سوسير فكرة النظام على مبدأ التقابل، الذي ضمنه في فكرة القيمة؛ ومن التئام عناصرها صنع مفهوما أغرى كثيرا من العلوم غير اللسانية هو مفهوم البنية الذي ما يزال ذا بريق وإن خفت جماله قليلا قليلا.
فكرة البنية فكرة عبقرية تقول إن الأشياء والمفاهيم لا توجد إذ توجد شَتاتا وبعثرة بل لا بد أن تجمعها علاقة ما، وأن العلاقة الأهم هي علاقة التقابل. علاقات المشابهة مفيدة في انتساب الأشياء إلى مقولة واحدة، ولكن التقابل أكثر إفادة لأنه يجعل الأشياء تنماز بعضها من بعض وتخلق هويتها وماهيتها التي تحتاجها كي تتمقول وتترتب في باب. وتقابُلُ العناصر بمكوناتها الذرية أو الكبرى يجعلها منتظمة في مقولة تصنع لها انسجامها وشكلها وصلابة انتمائها إلى تلك المقولة. صارت فكرة البنية تستخدم في كثرة كاثرة من الأشياء؛ فنحن نتحدث عن بنية التربة وعن بنية اجتماعية وعن بنية في الثقافة، وغيرها من البنى التي تدل على أن وعينا بهذه العناصر استوعبها، وهي في شكل نظام تتقابل عناصره وتعمل إذ تعمل في شكل تقابلي لكل منها صفات وأعمال ووظائف تميزها من غيرها.
لكن لم يعد للثنائية بريقها الذي كان لها بعد أن حل محلها مفهوم عرفاني في ثمانينيات القرن الماضي، هو الاسترسال الذي استفادت منه الدراسات اللسانية. فلقد تقرر مع علماء من أمثال لنغاكر وكروفت، بأن الخط الفاصل بين معجم لغة معينة وإعرابها، إنْ هو إلا وهم. فبعد أن سادت لدهر فكرة أن دراسة لغة يمكن أن تكون من منظارين كبيرين: معجمي وتركيبي إعرابي بأن ننظر في وحداتها المعجمية، وفي جملة القواعد الإعرابية التي تمكن الوحدات من أن تتألف في مركبات وجمل؛ قال اللسانيون العرفانيون إنه لا يوجد فاصل دقيق حقا بين مستوى الوحدة المعجمية ووحدات التركيب، ولا توجد حجج تدعم هذا الفصل فما بينها لا علاقة تضاد، بل هي في مسترسل.
يقتضي المسترسل مجموعة من الأشياء يمكن أن ندركها لا بشكل تقابلي ثنائي أو ثلاثي أو أكثر، بل ندركها على أنها عناصر متتابعة في استرسال؛ وهذا الاسترسال يقتضي أن نرى عناصر متدرجة يكاد لا يتضح الخلاف بينها بيسر إلا بعد تدريج، ولا يمكن أن يظهر اختلافها في نقطة فاصلة يمكن تعيينها بدقة، بهذا المعنى نحن لا ننتقل فجأة من ليل إلى نهار، بل هناك مناطق من النهار أقرب إلى الليل والعكس صحيح. أفضل مثال على ذلك هو الألوان في قوس قزح، فإنها مسترسل من الألوان تمر فيه من الأسود إلى الأحمر إلى الأصفر إلى الأخضر إلى الأزرق، بشكل تتابعي مسترسل، ولا يمكن أنْ تدعي في نقطة من ذلك المسترسل أنك انتقلت من لون معين إلى آخر. لا يمكن لأي كان وهو بالعين المجردة أن يدعي أن نقطة ما في بعد ما هي ما يفصل الأخضر عن الأزرق. كذلك الشأن بالنسبة إلى المسترسل في اللغة لا يمكن أنْ ندعي في مستوى معين بأننا انتقلنا من المعجم (أي الدلالة) إلى الصرف ومن الصرف إلى النحو أو العكس.
ما جعل اللسانيين العرفانيين يفكرون في المسترسل، أنهم ألفوا مستحيلا أحيانا أن تفكر في الوحدات المعجمية بشكل مستقل عن أشكال العَقْد فيها والتركيب. فعلى سبيل المثال لا يمكن لي أنْ أعرف معنى الفعل (رَغِبَ) مطلقا من علاقته التركيبية بحرف الجر فـ(رغبت في السفر) هي نقيض (رغبت عن السفر) في الأولى معنى الرغبة الفعلية أو الطرازية وفي الثانية نقيضُ الرغبة؛ وما دام الفعل أفاد الشيء ونقيضه بتغيير حرف الجر، فيعني ذلك أنه من المستحيل أن يكون للفعل (رغب) معنى معجمي نقول إنه يفيد ما قرره له صاحب «لسان العرب» بقوله: «رغب يرغب رغبة إذا حرص على الشيء وطمع فيه» (1/422) فهذا المعنى لا يفيده إلا (رغب في).
إن التفكير في الاسترسال هو تفكير يحاول أن يتخلص من الثنائيات الخانقة، بأنْ يوسع دائرة المفاهيم لا عددا، بل انتشارا ففي الثنائيات لا يقبل عقل المتدين إلا الإيمان والكفر، وفيها لا يقبل عقل السياسي إلا الموالاة والمعارضة، ولا يقبل قلب العاشق غير الحب والكره، وعقل المتعلم الفهم وعدم الفهم، وعقل الفقيه غير الحلال والحرام.. وهذا تصور ينحاز إلى هذا الطرف أو ذاك، ويجعل أحد الطرفين محورَ التوازن والأصالة، والآخر مقاما للخلل وانخرام التوازن. باسم الثنائية يكفرُ الناسُ ويُتهمون بالمعارضة ويخونون لأدنى الملابسة لأنه لا وجود لمنطقة أخرى لغير الخير سوى الشر. لكن في تفكير الاسترسال توسع الدائرة فتكون المعارضة درجات والموالاة درجات بين أقصيَيْن. ليس في هذا التصور انغلاق، بل انفتاح أكثر، فهو تصور يستجيب أكثر من غيره للتسامح مع الآخر، ويبدو أكثر انفتاحا على التعدد، ولكنه لا يمكن أن يخلق في سياق من يتموقع في وضعية يرى غيره ضدها، بل يراه بعيدا أو قريبا في مسترسل من الوضعيات الممكنة. ليس عيبا أن تتموقع وأن ترى غيرك بالنسبة إلى ذلك الموقع؛ العيب أن ترى أن موقعك هو الصحيح وموضع غيرك هو الصواب.
لكنْ هل يمكن للعقل أن يفكر إذا تعلق الأمر بالذات إلا بطريقة ثنائية منحازة إلى موقع من يفكر؟ عقلنا نرجسي أحيانا يزين لنا جمال موقعنا وقبح موقع الآخر. لا بد لمتعقل ذاته وتموقعها من تدريب شديد حتى تنسب المواضع ويقبل مواضع غيره مع موضعه فلا يضيق الكون.

٭ أستاذ اللسانيات في الجامعة التونسية

الاسترسال ووهن الثنائيات

توفيق قريرة

قتل المرأة في العراق حلال!

Posted: 01 Oct 2018 02:17 PM PDT

أضيفت الى سلسلة التصفيات المستشرية، في جميع انحاء العراق، أخيرا، حملة تصفية، منهجية، تستهدف نساء يعملن في المجال العام. يفصل بين ارتكاب الجرائم فترة زمنية قصيرة لا تتعدى الأسابيع، وأحيانا، أياما معدودة. ففي شهر آب/ أغسطس أعلن عن وفاة اثنتين من خبيرات التجميل هما رفيف الياسري ورانيا الحسن في «ظروف غامضة»، بقيت بلا تفسير من الجهات المعنية. تلاها اغتيال ثلاث نساء هن الدكتورة سعاد العلي، عضو منظمة الود لحقوق الانسان، وكانت ناشطة بشكل خاص اثناء انتفاضة البصرة، على مدى شهور، وسحر الإبراهيمي مديرة مركز مساج والموديل تارة فارس ذات الحضور اللافت للانتباه على صفحات التواصل الاجتماعي.
ولأن ما يجمع النساء المستهدفات هو العمل، في المجال العام، على اختلاف طبيعته، تم تسليط الضوء، على اغتيالهن أكثر من عمليات الاغتيال الأخرى سواء كانت سياسية أو بفعل الانتقام الشخصي، سواء من قبل افراد او ميليشيات أو جهات حكومية. ومع انتشار التفاصيل، بدون القاء القبض على الجناة او تقديم توضيح من الجهات المسؤولة، امتد تأثير اغتيالهن ليرسخ حالة الخوف بين النساء خصوصا بين الناشطات من جهة والنساء العاملات في مجال التجميل من جهة أخرى..
هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف النساء بالعراق، بل ان هناك من الاحصائيات والتقارير الحقوقية المحلية والدولية ما يثبت ان المرأة استهدفت، لمنعها من ممارسة أي نشاط عام أو غير عام، بشكل مستمر، ومستويات مختلفة، وبأشكال متعددة من الصعب حصرها، تراوح ما بين الاختطاف والقصف والتهجير والاعدام، منذ ان وطأ الغزاة أرض العراق، بذرائع مختلقة، كان من بينها «تحرير» المرأة. حتى باتت مفردة «التحرير» تساوي، عمليا، التحرير من الحياة.
وإذا كان المحتل مسؤولا، بشكل مباشر، عن ارتكاب جرائم قتل واغتصاب شملت النساء والرجال، معا، بحكم طبيعة المحتل المبنية، بجوهرها، على تركيع أهل البلد المحتل، تحت مسمى ديمقراطية وحقوق انسان انتقائية فأن ساسة حكومات الاحتلال، العراقية، المتعاقبة، أضافت الى ذلك النكهة المحلية، المتمثلة بما يسمونه، تباهيا، «تقاليدنا وعاداتنا وموروثنا الديني». وكلها، كما أثبتت سنوات حكمهم، تقاليد وعادات وتشريعات دينية، منتقاة بشكل دقيق، لتلائم الساسة الذين نجحوا في مأسسة وتكريس قيما مجتمعية، جديدة، مبنية على الفساد العام، الشامل، لكل النواحي الأخلاقية والمالية والإدارية. هكذا ساهموا، بشكل فعال، في تخريب ما لم يتمكن المحتل من تخريبه بداية وهو اللحمة المجتمعية الوطنية وبوصلته الأخلاقية.
من هذا المنطلق، وضمن الجدل الواسع الذي تخللته الشائعات والاقاويل، كتب البعض، على صفحات التواصل الاجتماعي، معلقا على حملة اغتيال النساء، باعتبارها استهدافا سياسيا منهجيا لبنية المجتمع. بينما كتب آخرون تعاملوا معها من منظور قمع حرية المرأة، وابقائها حبيسة التقاليد العشائرية البالية والفتاوى الدينية، وقتلها بذريعة الدفاع عن الشرف أو « غسل العار»، خاصة مع تزايد اعداد الشباب المنضمين الى الميليشيات، ذات القوة المطلقة، والمعصومة من العقاب بحكم قوة السلاح و»القوة الإلهية» المقدسة التي يتسربلون بها.
وفي الوقت الذي تعددت فيه أسباب ادانة قتل النساء، عموما، تصاعدت، أصوات تركز على التمييز ما بين اغتيال امرأة وأخرى. أصوات من الواضح انها تؤيد، فكرة قتل نساء معينات، دون غيرهن، وتشرعن جريمة القتل وفق منظورها الشخصي أو المجتمعي أو الديني. هنا تصبح ادانة ارتكاب الجريمة مشروطة بتفسيرات تتيح للقتلة تنفيذ جريمتهم بل والتفاخر بها. لتصبح جريمة قتل المرأة وساما يتقلدونه وليس فعلا اجراميا يستحق المساءلة القانونية والعقاب.
وقد برزت شرعنة قتل المرأة بأوضح صورها في محاولة البعض توجيه تهمة الدعارة الى المرأة ـ الضحية. كان من بينهم مقدم البرامج، في شبكة الاعلام العراقي، حيدر زويد، الذي أرسل تغريدة أثر اغتيال تارة فارس، واصفا إياها بأنها عاهرة. مما يمكن ترجمته، على ارض الواقع، بأنها استحقت القتل في وضح النهار.
وهذه ليست المرة التي تقتل فيها امرأة أو يحط من قيمتها كإنسانة من خلال اتهامها وتلويث سمعتها بهذه التهمة. فقد شهدت مدينة البصرة، مثلا، منذ 2003 – 2008، حملة قتل جعلت النساء حبيسات البيوت رعبا. بلغ عدد ضحايا القتل، بأبشع صوره، ما يزيد على الثلاثمائة أمرأه، عثر على جثث، أغلبهن، في الشوارع بعد تعذيبهن. أيامها، عاشت نساء البصرة تحت سيف ميليشيات مسلحة أرادت اخضاعهن للمفهوم الميليشياوي للإسلام، واجبارهن على ارتداء الحجاب والامتناع عن وضع الماكياج أو الانتقام الشخصي او العشائري، وتم ذلك كله في ظل صمت حكومي مدو. من بين الميليشيات التي ساهمت في الحملة جيش المهدي وحركة ثار الله بالإضافة الى فيلق القدس من الحرس الثوري الإيراني. وكانت لمقولة مقتدى الصدر، قائد التيار الصدري، وجيش المهدي، التي تم بثها تلفزيونيا حول ارتداء الحجاب بأن كل شعرة ظاهرة من شعر المرأة ستكون نارا تلسع الحسين، اذنا شرعيا بجواز تهديد والاعتداء على كل من لا ترتدي الحجاب.
الجدير بالذكر ان توجيه تهمة الدعارة لا يقتصر على المليشيات والتقاليد والتأثير الديني المتطرف، ولا تقتصر التهمة على العاملات في مجال عروض الأزياء أو خبيرات التجميل، بل طالما استخدمت، من قبل الأجهزة الأمنية، لعديد الحكومات، ضد الناشطات مجتمعيا أو المنخرطات بالنشاط السياسي، لمنعهن من مزاولة أي نشاط عام أو حتى العمل خارج البيت. فالمعروف، انه حالما يتم القاء القبض على المرأة حتى يبدأ رشها بالبذاءات واتهامها، مهما كانت خلفيتها الاجتماعية أو السياسية، بأنها عاهرة. وفي هذا يتساوى الجلاد الإسرائيلي الصهيوني مع أمثاله من الجلادين العراقيين والتونسيين، في التفنن بالبذاءة اللفظية والتعذيب الجسدي، كما حدثتني اسيرات فلسطينيات، محررات، وسجينات تونسيات، وعراقيات. انها أداة تشهير معروفة تستهدف اقصاء المرأة وتهميش دورها، بشكل عام، ولا تسلم منها أية امرأة مهما كان موقعها. ولن تتمكن المرأة، من التحرر من هذه الصبغة وغيرها من القيود، الا حين يتم إرساء دولة المواطنة وتطبيق القانون على الجميع بلا تمييز، وان يكون «الشرف» قيمة مجتمعية، يتميز بها ويحافظ عليها الجميع بلا تمييز أيضا.

٭ كاتبة من العراق

قتل المرأة في العراق حلال!

هيفاء زنكنة

مساهل لا يشرفني والجزائر لن تكون فرنكوفونية

Posted: 01 Oct 2018 02:17 PM PDT

وصلني المقطع المصور لوزيرة خارجية النمسا وهي تجتهد للحديث باللغة العربية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مرارا وتكرارا. من جزائريين أرفق كثيرون منهم الفيديو بعبارات من الحسرة والشعور بالهوان، ومن عرب من جنسيات مختلفة يبحثون عن أبطال غير موجودين بين ظهرانيهم.
عندما يتعلق الأمر بمسألتي اللغة والهوية، الجزائر تصبح «حالة» مثالية للدراسة والبحث بسبب المسخ الخطير الذي تعيشه في هذين الأمرين. في نفس السياق الزماني والمكاني، بينما حاولت الوزيرة النمساوية، كارين كنايسل، الحديث بالعربية التي لا ناقة لها فيها ولا جمل، أصرَّ وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل على الحديث بلغة ليست لغته، وليست لغة البلد الذي كان موجوداً فيه، وليست أكثر اللغات انتشاراً في الأمم المتحدة والعالم. بل هي لغة المستعمر الذي ذهب وترك خدَمه من أمثال مساهل.
لو كان مساهل حالة شاذة لهان الموقف وأمكن علاج الأمر. القضية أعمق والمصيبة أخطر وتبدأ من رأس الدولة. قبل مساهل (الذي ألقى كلمته في قاعة شبه مهجورة) بنحو أسبوع زارت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الجزائر فأحيطت باللغة الفرنسية في لقاءاتها والمؤتمرات الصحافية التي كانت طرفا فيها. كأنها في باريس! لم يحضر بينها وبين مضيفيها الجزائريين مترجم من العربية إلى الألمانية، بل من الألمانية إلى الفرنسية. وقبل زيارة ميركل، عندما كان الرئيس بوتفليقة يصول ويجول بين البلدان والقارات، كان يرافقه مترجمون من الفرنسية إلى لغة البلد الذي يحل فيه! وكان بوتفليقة يتباهى بالحديث بفرنسية تغلفها لكنة الأجنبي المستعمَر، حيثما حل.. لندن، موسكو، فيينا، برلين.. لا فرق، بلا اكتراث وبلا أدنى شعور بالكرامة اللغوية.
تخيلوا إيمانويل ماكرون يزور روسيا أو البرتغال ثم يتحدث لمضيفيه بالألمانية! لا تخطر حتى في الخيال، لأن ماكرون حر متحرر لا يعاني من عقدة لغة وهوية وثقافة وتاريخ. لكنها مع الجزائريين أمر واقع يتكرر بلا انقطاع، لأنهم غارقون في عُقدهم اللغوية والثقافية والتاريخية، ولا يفعلون شيئا للتخلص منها.
وحتى توضع الأشياء في سياقها، ليس وحده بوتفليقة ورجال الحكم من يصرون على استعمال اللغة الفرنسية في عملهم وحياتهم الخاصة والعامة. المجتمع في أغلبه أيضا مريض بعقدة اللغة، بمتعلميه وجهلته، فأصبحت اللغة الفرنسية، وهي في الغالب المطلق مهشَّمة، أفضل وأقرب لقضاء الحوائج من العربية مهما كان مستوى مستعملها.
تتزامن واقعة مساهل التي لا تُشرِّف أي جزائري متوازن، وهي ليست الأولى من هذا الرجل، مع صدور مذكرات السفير الفرنسي السابق بالجزائر، برنار باجولي، الذي من بين ما قال فيها، أن الرئيس جاك شيراك حذره بوضوح وبشدة عشية سفره لاستلام مهامه: «لا تخاطب الجزائريين باللغة العربية. إنهم فرانكوفيليون!». لم تكن وصية شيراك سياسية أو اقتصادية أو أمنية كما يؤمل من رئيس لسفيره الجديد في دولة توصف بالهامة ولبلاده. بل وصية ثقافية لغوية لسفير ملمٌّ بالعربية بحكم ثقافته وعمله الأمني والدبلوماسي. شيراك أوصى من موقف العارف بعُقد النخبة السياسية الجزائرية، من الرئيس (بوتفليقة) نزولا إلى أفشل وزير.
رغم كل هذا، ولسوء حظ فرنسا ولغتها وورثتها وأذنابها في الجزائر، الجزائر ليست فرنكوفونية، وقد فاتها الأوان لأن تكون. والذين يروجون إلى أن الجزائريين مفرنسون، إما جاهلون بالواقع أو مكابرون يعيشون حالة إنكار ترفض تقبل أن الأجيال الجديدة في الجزائر لا تعرف الفرنسية (ولا أي لغة أخرى مع الأسف) ولا تكن أيّ مشاعر خاصة لهذه اللغة الملغومة (وحدها الشعوب التي استعمرتها فرنسا تعاني من اضطرابات لغوية وثقافية وتعيش أزمات هوية).
ومع ذلك، مستقبل اللغة الفرنسية في الجزائر ـ كما في العالم ـ إلى زوال. إنها حتمية تاريخية ومسألة وقت لا غير. سنوات، وربما عقود، معدودة وتبدأ فرنسا تلقي العزاء في موت لغتها في أكثر مستعمراتها خرابا ثقافيا واضطرابا ذهنيا، الجزائر.
لكن النخب المسخ المتحكمة في القرار السياسي والثقافي والإداري ترفض الإقرار بالأمر الواقع، وتصر على منع قطار اللغة من التحرك إلى الأمام حتى لو كانت النتيجة أجيالا هجينة لا تتقن أيّ لغة.. عليَّ وعلى أعدائي. هذا أرحم عند مَن يحنون إلى فرنسا ولغتها في الجزائر، من اندثار الفرنسية.
المستقبل في العالم للغات أخرى، وفي الجزائر للإنجليزية. لن أكشف سراً إن قلت إن الأمريكيين والبريطانيين يعملون بهدوء وثقة على نشر لغتهم وثقافتهم في العمق الجزائري، في العاصمة وبعيدا جدا عنها. بينما تبقى الفرنسية لغة محافل ضيقة ومنغلقة في العاصمة ومدينتين أو ثلاث أخرى في اقصى شمال البلاد. وبحوزتي معلومات عن أن الأمريكيين لا يقلون نشاطا، ثقافيا ولغويا، عن المركز الثقافي الفرنسي، وأن ثقتهم تكبر وتتعزز بعد أن فهموا العقلية الجزائرية وعثروا على أدوات مخاطبتها.

٭ كاتب صحافي جزائري

مساهل لا يشرفني والجزائر لن تكون فرنكوفونية

توفيق رباحي

حل الدولتين في عُرف دونالد ترامب

Posted: 01 Oct 2018 02:17 PM PDT

«يروق لي حل الدولتين.. هذا ما أعتقد.. هذا شعوري»، بهذه الكلمات أعرب الرئيس الامريكي دونالد ترامب وللمرة الأولى، عن تفضيله لحل الدولتين في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، متعهدا بعرض خطة متوازنه في غضون أربعة أشهر لهذا الموضوع.
للوهلة الأولى وقبل كل شيء يمكننا أن نقرأ في هذا التصريح كيف يتعامل الآخرون مع قضايانا، بحيث أن الدولة الأقوى والأعظم في العالم، التي يفترض أن تكون حامية للأمن والسلم العالمي والراعية الأولى لحقوق الشعوب والدول، تبحث قضايا العالم بما يروق لها وما لا يروق، وبما تريد ولا تريد، وليس وفق مبادئ حقوق الشعوب والأوطان، التي هي من ثبتتها في ميثاق الأمم المتحدة. وهذه ليست مفاجأة بالنسبة لنا نحن العرب، فلقد تعامل المجتمع الدولي مع قضايانا، وخاصة القضية الفلسطينية، بما يروق له منذ سبعين عاما. وتلاها بالصيغة نفسها من التعامل مع القضايا الأخرى التي مرت على الأمة العربية. لكن الطامة الكبرى هي أن الزعامات العربية مازالت، رغم كل الإحباطات والغش والخداع، يركضون خلف هذا السراب الذي اسمه الولايات المتحدة الامريكية. السؤال الأهم اليوم هو ما الذي تغير عندما يطرح الرئيس الامريكي مجددا حل الدولتين؟ وماذا تريد الإدارة الامريكية الحالية من وراء هذا الطرح؟
هنا لابد من التذكير أن كل الرؤوساء الامريكيين أطلقوا وعودا ومشاريع كثيرة لحل القضية الفلسطينية، والنزاع الفلسطيني الاسرائيلي. وكانت كل تلك المشاريع تأتي متزامنة مع عدوان أو تآمر على دولة عربية أخرى. والهدف كان واضحا وهو حشد جهد النظام العربي الرسمي معها، والجائزة هي مشروع لحل القضية الفلسطينية، وبذلك كانت كلها مجرد تسويق لبضاعة فاسدة، ومناورات ومواقف كاذبة، وأن الإدارة الحالية ليست استثناء من بين أولئك.
عندما وصل ترامب الى السلطة كان يقول إنه مع الحل الذي يختاره الطرفان الفلسطيني والاسرائيلي، وأن حل الدولتين ليس الحل الوحيد، ما أعطى انطباعا بأن الولايات المتحدة كدولة راعية للمفاوضات، لم تعد تتبنى حل الدولتين، كهدف للوصول الى حل شامل وحقيقي لهذا النزاع الدائم. في حين كان حل الدولتين مبدأ ثابتا في سياسات الولايات المتحدة على اختلاف الزعماء الذي توالوا عليها. اليوم هو يقول بأنه الطريق الأكثر فاعلية للوصول إلى السلام والأمن في المنطقة.
إذن عند مقارنة تصريحه الحالي مع ما سبق يظهر لنا وجود تغيير كامل في الموقف، لكن لو أمعنا النظر جيدا سنجد أن التغيير شكلي لا أكثر، لأن المضمون غير واضح تماما، فهو لم يتحدث عن حدود الدولتين، ولا عن مصير القدس، ولا عن عاصمتي الدولتين، ولا عن الالتزامات والضمانات التي تستطيع الولايات المتحدة تقديمها لتحقيق هذا الحل. ولو ذهبنا للتمحيص أكثر في جدية تصريح الرئيس الامريكي، لوجدنا أن كل ما قام به لا يستقيم مع منطق حل الدولتين الذي يطرحه الان، فكل قراراته التي تخص هذا الصراع الدائم كانت ضد هذا الحل، بل إنه وعلى خلاف من سبقوه، الذين اختاروا الانحياز الى إسرائيل، هو اختار تبني السياسة الاسرائيلية كاملة ووضعها في جوهر ولب السياسة الامريكية، حتى من قبل أن يصبح رئيسا. وعندما تولى الإدارة هو من قرر نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس، وهو الذي اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل خلافا للقرارات الدولية، وهو من أوقف المساعدات المخصصة للأونروا التي ترعى اللاجئين الفلسطينيين. وهذه كلها إجراءات عملية قضت على حيادية الطرف الأمريكي، كي يقبله المنطق بصفة وسيط بين الجانبين.
لقد تعود المجتمع الدولي سماع تصريحات الإدارة الحالية اللامنطقية والبعيدة كل البعد عن السياقات العامة في العلاقات الدولية. وأن كل تصريحات ترامب غالبا ما تأتي نتيجة لعدم فهم طبيعة الحدث، أو لنيل الرضى والقبول من لدن قاعدته الانتخابية، أكثر مما هي سياسة واقعية يمكن التعويل عليها من قبل الآخرين. لذلك لا يمكن قبول تصريحه بحل الدولتين شكلا لا مضمونا، خاصة أن هذا الحل لم يعد ممكنا في ظل الإدارة الحالية المعادية تماما للحق الفلسطيني. فإذا كان المضمون كما تشير إليه بعض التسريبات من أنه، دولة في قطاع غزة بسيادة أمنية إسرائيلية – مصرية أو إسرائيلية فقط، وحكم ذاتي محدود في بعض المناطق من الضفة الغربية تحت السيادة الامنية الاسرائيلية، أو بالاشتراك مع السيادة الامنية الاردنية، وضم أجزاء من الضفة الى إسرائيل، مع نسيان القدس تماما، فإن هذا الحل هو ما تريده إسرائيل، لأن الفلسطينيين يريدون دولة على حدود الـ67. بمعنى القدس الشرقية وقطاع غزة والضفة الغربية. وبذلك يتبين بوضوح أن هذه الإدارة تريد أن تضع مبادرة وحلا وتسوية نهائية للقضية الفلسطينية بما تريده إسرائيل. هي تتبنى من خلال هذا الطرح وجهة النظر الاسرائيلية وبعض من يوافقونها من العرب، التي تقول بأن جعل المنطقة تعتمد على التكامل الاقتصادي والمشاريع الاستثمارية الكبرى، كفيلة بخلق علاقات متميزة بين كل الاطراف، وبذلك يتم قبول إسرائيل شريكا وتكون فيها آمنة ومستفيدة.
قد يكون طرح حل الدولتين الحالي جزءا مما يطلق عليه صفقة القرن، التي يقول البعض بأن الرئيس الامريكي يتأنى في طرحها الآن، لانه لا يريد أن يخسر أصوات مؤيدي إسرائيل، في الانتخابات النصفية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، على اعتبار أن في الصفقة بعض المقترحات التي قد تغضبهم، لكن مع ذلك فإن مضمون الطرح الحالي مازال يكتنفه الغموض والضبابية وعدم الوضوح، وربما حتى عدم وجود شيء محسوم في هذه القضية. قد يكون مجرد جس نبض لسماع نقاط الرفض والقبول من جميع الأطراف كي يتم بناء موقف عليها. بالنسبة للفلسطينيين قالوها صراحة بأنهم لا يعولون على الموقف الأمريكي بعد الآن، وأنهم ذهبوا لخيار السلام معولين على حسن نية الطرف الاخر من الصراع، وكذلك على المجتمع الدولي. لكنهم اليوم لا يجدون حكومة إسرائيلية يمكن الحوار معها، ولا وسيطا دوليا نزيها ومحايدا.
أما الإسرائيليون فإن نتنياهو قال موقفه بصراحة أيضا أمام عدد من الصحافيين في الأمم المتحدة مؤخرا. قال بأن كل طرف يفسر مفهوم الدولة بشكل مختلف، وطالما بقيت أنا على رأس السلطة فلن أتخلى عن السيادة الامنية على كل الأراضي. لقد بذلت السلطة الفلسطينية كل ما في جعبتها من جهود لتحريك عملية السلام، بل إنها كادت أن تفقد مصداقيتها عندما كانت في كل منعطف حاسم ومؤلم تؤكد على أن المفاوضات مع إسرائيل هي خيار استراتيجي، حتى أن الانقسام الفلسطيني كان أحد نتائج هذا الخيار الصعب. واليوم لم يعد أمام القيادة الفلسطينية إلا إعادة النظر في كل السياسة التي أنتهجتها، فلم يعد مقبولا التشبث بطريق لن يوصل الى المستقبل.
باحث عراقي في الشأن السياسي

حل الدولتين في عُرف دونالد ترامب

د. مثنى عبدالله

الضحك ليس على ترامب وحده

Posted: 01 Oct 2018 02:16 PM PDT

صحيح أن الضحكات الهادئة التي قوبل بها خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأمم المتحدة، تشير إلى موقف واضح من سياساته التي يسعى بها إلى عزل بلاده والانسحاب من مشكلات العالم، لكنها تشير أيضاً إلى استخدام الهذيان الترامبي للتغطية على أعطاب ونواقص لغة «الصواب»، التي بات زعماء العالم يرددونها في الأمم المتحدة في كل دورة من دورات الجمعية العامة.
فالصواب السياسي المتعارف عليه في الغرب، بوصفه لغة حقوقية تراعي الحساسيات الثقافية والأقليات العرقية والدينية، وتحرّم الإساءة العلنية للسود والمثليين والنساء، تحول إلى لغة عالمية تقضي بوضع إجماعات حول قضايا المناخ والبيئة وحقوق الإنسان والمهاجرين، ورفض الحروب والعنف والسلاح النووي، بحيث تنتقل المخاطر التي تحدق بالعالم من موقع الكوارث، إلى موقع الاتفاقات والمواثيق والتعهدات والإنجازات، أي يجري ضبطها وتقنينها، والاستثمار فيها سياسياً، بدل العمل على إزالة العوامل التي أنتجتها والتي غالباً ما تقف خلفها قوى عابرة للدول. وعليه، فإن خطاب الإجماع العالمي الذي نسمعه بالتقسيط على لسان قادة الدول يغطي على العجز، وينحو بالقضايا منحى فوقيا ليخفي أسبابها. والمفارقة أن هذا الخطاب، مرن، يمكنه امتصاص أي مفهوم حتى لو كان الدعوة إلى إصلاح الأمم المتحدة نفسها، كما حدث في الدورة الأخيرة للجمعية العامة، حيث خرجت دعوات بهذا الشأن من عدة رؤساء.
ورغم أن كلام ترامب الخارج عن الصوابية العالمية، والمهتم بمصالح الولايات المتحدة، بدا نشازاً واستحق الضحك من الذين يستمعون إليه، لكنه في عمقه جواب منطقي على الخطابات المجانية التي تفرّغ القضايا من أسبابها وتحيلها إلى عناوين إعلانية. فلو نحينا الجانب الترويجي حول إنجازات إدارته في الكثير من الملفات، فإن الرئيس الأمريكي ركز في كلمته على الوطنية وهاجم العولمة، في انشقاق واضح عن الإجماعات الأممية، الذي يرتاح لها قادة العالم، فإذا حضروا إلى الجمعية العامة تحدثوا بالعموميات التي تعفيهم من تذكر الانهيارات التي تصيب مجتمعاتهم، حيث صعود اليمين المتطرف وأزمات المهاجرين وتقلص الخدمات والارتباك في التعامل مع الإسلام، والسجال حول التمثيل السياسي، وسيطرة الشركات، واستبعاد غير الفاعلين اجتماعياً. هذه الانهيارات، وإن كانت تختلف ظروفها من بلد إلى آخر، لكنها ترتبط ببعضها بعضا بوصفها نتاج عالم ما بعد الحرب الباردة وما تبعه من تركيب صيغ جديدة لعلاقات القوة تتجاوز حدود الدول. وترامب ليس إلا نتيجة سلبية لهذه الانهيارات، بمعنى أنه يتلاعب بالفجوات التي يحدثها النظام السياسي في بلده ويتسلل عبرها ويصنع لنفسه شرعية، بصورة شعبوية مبتذلة وعلى حساب الفئات المتضررة التي يدّعي تمثيلها. وخطابه في الأمم المتحدة امتداد لهذه التكتيك مع إضافة أعداء خارجيين مثل الصين.
والحال، فإننا حيال لغتين في الأمم المتحدة، يتغذيان من بعضهما بعضا، واحدة يمثلها قادة العالم، وأخرى يمثلها ترامب، الأولى، تنحو منحى تعميم المشكلات وتأطيرها في عناوين عامة، تستجدي الحلول عبر المعاهدات والاتفاقيات، وثانية تجتزئ المشكلات وتخرجها عن مسبباتها الموضوعية لتختلق أعداء وخصوما، من هنا يأتي استغراب ترامب للضحك عليه، فهو الجزء المكمل للكلام الأنيق الذي نطق به حكام الأرض.
كاتب سوري من أسرة «القدس العربي»

الضحك ليس على ترامب وحده

إيلي عبدو

السِّيسي: المستبدُّ الخائف!

Posted: 01 Oct 2018 02:16 PM PDT

تتوالى مِن أرض الكِنانة الإشاراتُ التي تؤكِّد التأزُّم في هرم السلطة، رئيسها عبد الفتاح السيسي، في وسط سياسة أمنية تزداد تفردا وقسوة وتوجُّسا، كان من أمثلتها حملة أمنية شملت شخصيَّات معارِضة، أو سياسية حاولت إبداءَ الرأي؛ للخروج من الحالة السياسية والاقتصادية الصعبة التي تعيشها مصر، وشملت الحملة اعتقال صاحب مبادرة الاستفتاء على شعبيَّة السِّيسي، مساعد وزير الخارجية السابق معصوم مرزوق، والاقتصاديّ البارز رائد سلامة، وعضو حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات يحيى القزاز، والناشط السياسي سامح سعودي، والصحافية نرمين حسين.
تبع ذلك إقرار آليَّات لمراقبة الإعلام، أقلُّ ما توصف به، هو سيطرة النظام المركزية على الكلمة. قد يتوهَّم بعضُ الناس، للوهلة الأولى، أنَّ اعتماد هذه القبضة الأمنية هو علامة قوَّةٍ وتمكُّن، ولكنها تنطوي على اليأس والضَّعْف والهَوَس السُّلْطَويّ، مِن أيّ معارض، أو مِن أيّ مبادرة تمسُّ «استقرار» السلطة.
وحين يضيق صدرُ أيِّ سلطة بالآراء المعارِضة، على الرغم من أنها لا تعتمد إلا الرأي، في وجه سلطة تحتكر القوَّة، وتتفوَّق تفوُّقا كبيرا بامتلاك الأجهزة السُّلْطويَّة، مِن إعلام وأمْنٍ، وتعليم واقتصاد وغيرها، فهذا يَشِي بمقدار الاهتزاز في شخصيَّة الحُكَّام، ومدى الفقر الفكريّ، في مواجهة الرأي بالرأي. ومقارنة سريعة بين الرئيس المخلوع حسني مبارك، والرئيس بالانقلاب عبد الفتاح السِّيسي، تُرِي مقدارَ الفارق؛ فلم يكن مبارك، على عِلَّاته، يضيق بهذا المقدار، بالخصوم والمعارضين. ولو كان السِّيسي يحقِّق للمواطن العاديِّ فروقا إيجابيَّة ملموسة في حياته اليومية، وفي قُوته، وقُوت عياله، لكان بإمكانه أن يتقوّى بتلك الحالة الشعبيَّة المسانِدة، ولكنه لا يفعل، بل إنه يفاقم من أعباء الحياة على المواطن البسيط، ويفاقِم الفجوة الاقتصادية المعيشية بين الأغنياء الذين يزدادون غنى فاحشا، والفقراء الذين لا يجدون الكَفاف.
هذه الحالة الاستبداديَّة التي تكاد تدعِّي الإلهامَ الإلهي، ما كان لها أن تستمرّ، وتتجرَّأ لولا ارتكانُها على دعمٍ خارجيّ تُؤمِّنه من أمريكا/ ترامب، ومن دولة الاحتلال؛ فهل يدوم للسِّيسي ترامب؟ ماذا لو تفاقمت أزماتُه وأفضت إلى عَزْلِه؟ وهل يدوم له دعمُ دولة الاحتلال التي يزداد فيها النزوعُ الدينيُّ العنصريُّ والمتطرِّف، المنغلق على اليهود واليهوديَّة؟ ولا سيِّما بعد أن تَبلور ذلك في ما يُسمَّى بـ»قانون القومية» الذي لا يرى في فلسطين، وربما غيرها؛ إلا «أرضَ إسرائيل» التي لم تُحَدَّد حدودُها، ولا يرى شعبا في فلسطين يستحقُّ حقّ تقرير المصير غير الشعب اليهودي. فهي بهذه (الطموحات) خطرٌ موشِك على أمن مصر القوميّ، وهي فعلا، وراهنا، كذلك، من خلال ابتزاز غير مباشر لمصر على مياه النيل، بالتعاون مع إثيوبيا!
نادَى بعضُ الناس، بـ»المستبدِّ العادل»، وصفةً للعالم العربيّ، حديثا، مع أنه مفهوم مشوَّش، يَحتمِل أنه عنى القوة والحزم والضبط، بعيدا عن الظلم والتحيُّزات، ويحتمل المفهوم أنّ الحاكم الذي يشوب وصولَه إلى الحكم شوائب، تشكِّك في نيله رضا شعبه، قد ينجح في اجتراح سياسات عادلة تُرضي عنه الشعب، بعد أن لم يكن راضيا، وهذا قريب مما قاله فقهاء قدامى، من التعايش مع «السلطان المتغلِّب»، إذا رأى عامة الناس المصلحة في بقائه؛ فالركيزة الواقعية هنا هي النتائج العملية الإيجابية التي قد تدعو الشعب، أو الأمة إلى منح ذاك الحاكم الثقةَ والرضا. أما في ضوء مفهوم الاستبداد حديثا فهذه الدعوة إلى مستبدٍّ عادل تقوم على نوع من المفاضلة بين خيارين سيِّئين، المشترَكُ بينهما هو الاستبداد، مع أن الحالة الطبيعية التي تستحقُّها الشعوب تخلو من الاستبداد الذي يقوم على الانفراد بالحكم، السلطة المطلقة، بنزعة أبويَّة متعالية، من دون مؤسسات حاكمة للدولة، ومن دون مساءلة، وغير ذلك من سماته التي أسهب في تفصيلها المفكّر عبد الرحمن الكواكبي في كتابه الشهير:» طبائع الاستبداد» فهذا الاستبداد ينبغي أن لا تخضع أنواعه، أو أشكاله للمفاضلة.
ومع أنّ الاستبداد في الحكم يترك آثارا سلبية خطيرة على الشعوب، حين يخرِّب طبيعتَها إلى الخوف والنفاق والخضوع، ثم الانقسامات العميقة بين فئات منتفعة تستأثر بالثروات والمنافع، وفئات واسعة تَشعُر بالحرمان والتهميش والازدراء؛ الأمر الذي يفضي إلى نتائج عامَّة ضارَّة، ما بين ضعف في الانتماء، وجنوح نحو حالات هروبية، بالارتماء في أحضان الإدمان، مثلا، بأنواعه، أو بالجنوح إلى التبرُّؤ من الدولة، وقد يكون لدى ضعاف النفوس، التبرُّؤ من الوطن، إلى أحضان الأعداء، أو بالانسلاخ، والهجرة التامَّة والقاطعة، أو أنَّ الاستبداد قد يُفضِي إلى التطرُّف، كردَّة فعل، عنيفة، وإلى استباحة دماء الناس، وأموالهم، وهذا ينذر باقتتال داخلي يُنهِك الشعب والدولة. فماذا عن استبداد السِّيسي؟ (وليس وحدَه عربيا) فما هو بالاستبداد العادل، اقتصاديا، واجتماعيا؛ حتى يضمن سكوت عامة الناس، من غير السياسيين، ولا هو بالعاقل، أو الرشيد، في استخدام السلطات والمقدَّرات التي يجثم عليها، حتى يضمن (احتواء) المعارضين، بالحوار، وقبول المساءلة. والواقع أنه لا تقوم الدول الطبيعية، بالتضليل الإعلامي الذي لن يقوى على تكذيب الناس في ما يحيَوْنَ ويُحسُّون، كما لا تدوم الدول بالدعم الخارجي الذي لن يكون مطلقا، ولا مجانيًّا.
قد تكون تقديرات المحيطين بالسِّيسي ومُمَالئيه، أنّ الشعب قد استُنفِدتْ طاقتُه على الثورة، بعد أن جرى تنفيسُها وتبديدُها، بخبثٍ إستراتيجي، يقوم على تراجُعات مستمرَّة، حتى الانتكاس إلى ما قبل مبارك، وإلى عوامل ظلم وقمع أشدّ، كأنه بذلك ينتقم من الشعب وقواه التي طمحت في التغيير للأفضل، لكن دروس التاريخ تثبت أن الشعوب لا تستنيم طويلا لظالم، وأن أساليب الخداع وتزييف الوعي لا يمكن أن يستمرا، ويصبحا أصعبَ وأبْعَدَ في عالم اليوم العَصِيِّ على احتكار المعلومة، والعَصِيِّ على قولبة الوعي، وتدجينه. ولا يزال العالم العربيُّ ينظر إلى مصر على أنها المؤشِّر الأهمُّ في إشراقة الأمل، نحو استعادة زمامها، وبناء نفسها؛ من أجلها، ومن أجله.
كاتب فلسطيني

السِّيسي: المستبدُّ الخائف!

د. أسامة عثمان

هل حقا: المغرب أحسن من فرنسا؟

Posted: 01 Oct 2018 02:16 PM PDT

لا تبدع الدولة المغربية في إيجاد حلول للوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي المتأزم، بل تستعمل خيالها في تقديم وصفات مثيرة وغريبة تدخل في ما يسمى «فيك نيوز»، وهي الأخبار التي تعمل على تضليل الرأي العام، خاصة عند الأحداث الكبرى مثل الأزمات أو الانتخابات. ولعل ذروة هذا النوع من الأخبار الصادرة عن الدولة المغربية هو ما قاله رئيس الحكومة سعد الدين العثماني نهاية الأسبوع «المغرب أحسن من فرنسا»، نعم «المغرب أحسن من فرنسا»، لا تضحكوا من فضلكم.
ويعيش المغرب في الوقت الراهن جدلا قويا بشأن موضوع الهجرة، التي يصطلح عليها «سرية»، بينما أصبحت في وقتنا الراهن علنية، بل وهناك تظاهرات لمواطنين يرغبون في التخلي عن الجنسية، ويهتفون باسم دول أوروبية. ومرد هذا الاهتمام هو، أولا: تردي الأوضاع الاجتماعية في البلاد، ما جعل الشباب يفكر في الهجرة كحل وحيد أمام انعدام الأفق. وثانيا: مقتل الطالبة نجاة بلقسام (19 ربيعا) برصاص البحرية الملكية يوم الثلاثاء الماضي، ما خلف صدمة في البلاد. ووسط هذا الجدل، تتناسل التصريحات، بين الغث والسمين، بين التعقل والطيش، أما الدولة المغربية فتميزت بتصريحات مثيرة تدخل في ما يسمى في علوم الإعلام «فيك نيوز» المشار إليها أعلاه. لقد فاجأ رئيس الحكومة سعد الدين العثماني ليلة السبت بقوله «المغرب أحسن من فرنسا» لتأكيد الاستقرار وازدهار الاقتصاد المغربي. وأكد أن الوزير الفرنسي السابق دومنيك دوفيلبان أخبره بهذه المقارنة. لا ندري هل دوفيلبان صدر عنه مثل هذا التصريح حقا؟ ولكن نتساءل، هل رئيس الحكومة المغربية العثماني يصدق مثل هذه المقارنة.
لا يكلف المرء نفسه في البحث عن أرقام للمقارنة بين البلدين في مجال التعليم والشغل والصحة والبحث العلمي ونسبة البطالة والتقدم التكنولوجي، فهي صارخة لصالح فرنسا، ويكفي الاطلاع على تقديم فرنسا للمغرب قرابة نصف مليار دولار سنويا مساعدات لإتمام ميزانيته، فأي نوع من «فيك نيوز» هذا ما يردده رئيس الحكومة. في حالة واحدة سيكون الخبر له مصداقية: إذا كان العثماني يتحدث عن وضع الوزراء المغاربة مقارنة مع نظرائهم الفرنسيين، فهم يتوصلون بمرتبات عالية ولا يخضعون للمحاسبة عكس الفرنسيين.
وحول الموضوع نفسه، كان وزير حقوق الإنسان والحريات مصطفى الرميد مبدعا بدوره، فقد صرح حول مقتل حياة بأن الهدف كان هو إطلاق النار على ربان القارب، لأنه اخترق المياه الاقليمية المغربية، ووصف الربان بتنفيذ عملية الغزو للمغرب، واضطرت البحرية الملكية للدفاع عن الحدود الوطنية. تصريح بدوره يدخل في خانة «فيك نيوز» ويزيد من مشاعر الاحتقان، بسبب اعتبار الدولة المواطنين أغبياء، فهل قارب للهجرة متجه نحو إسبانيا محمل بمهاجرين مغاربة سيغزو المغرب؟ ويمتلك الوزير سجلا في «فيك نيوز»، فقد صرح في الماضي عندما كان وزيرا للعدل، عند انفجار الفضيحة العالمية للحسابات البنكية السرية في سويسرا، وجاء ذكر مسؤولين كبار من المغرب من العائلة الملكية ووزراء سابقين ورجال أعمال، وبينما فتحت حكومات الكثير من الدول تحقيقات قضائية، ابتلع لسانه عندما وجهت له أسئلة حول هذه التحقيقات في الحسابات قائلا: «إن وزارة العدل المغربية لا تمتلك خبراء للتحقيق في مثل هذه الملفات». ورأى المغاربة في هذا التصريح تزكية لفساد المسؤولين الكبار واحتقارا لمكاتب المحاسبات المغربية.
وتتنوع تصريحات الوزراء المغاربة حول الهجرة التي تدخل في خانة «فيك نيوز». واعتاد الناطقون باسم الحكومة المبالغة في تضخيم المنجزات، ولكن الناطق باسم الحكومة المغربية ذهب أبعد وربما يستحق كتاب غينس للأرقام القياسية. ففي ذروة الأزمة الاقتصادية التي يمر فيها الوطن، خرج خلال منتصف سبتمبر/أيلول الماضي قائلا «المغرب يتوفر على فرص شغل هائلة». تسبب تصريح الخلفي في موجة من السخرية الأليمة في شبكات التواصل الاجتماعي، وتساءل أكثر من مغربي: كيف يصدر تصريح عن وزير يفترض فيه الوعي بالواقع المغربي، ومطالب بتجنب التصريحات المستفزة للشباب والمغاربة عموما الذين يعانون من بطالة خطيرة؟ الحكومة الحالية لديها باع في «فيك نيوز»، ومن تلك الأخبار التي تثير الرأي العام بين الحين والآخر، تصريح لوزيرة الشؤون الاجتماعية بسيمة الحقاوي، في تقييمها لتكلفة المعيشة في المغرب، ادعت أن المواطن المغربي يمكنه العيش بـ 20 درهما (دولارين في اليوم)، وتسببت في موجة من السخرية والنقد، بحكم أن هذا يتناقض مع الواقع، وفي الوقت ذاته، هناك مغاربة يعيشون بتقاعد لا يتجاوز 300 درهم في الشهر، بينما فاتورة الماء والكهرباء تصل إلى مئة دولار في المعدل.
وتستمر إبداعات الدولة في أخبار «فيك نيوز»، منها ما جاء في خطاب يعتبر المغرب وقد دخل مصاف الدول الصاعدة، وإذا به يصعد في سلم الفقر والهشاشة ليصل الى المرتبة 123 في التنمية البشرية. في الوقت هناك تصريح آخر، عندما قالت الدولة إن المغرب تحول الى دولة يحسدها الكثيرون.
وها هو شباب المغرب يريد التخلي عن الجنسية للمسؤولين ومغادرة البلاد، لكن هناك أخبارا تبدو مثل «فيك نيوز» ويصعب تصديقها ولكنها حقيقة. في هذا الصدد، استعرضت الدولة المغربية منذ أسبوعين الشطر الثالث من مشروع التنمية البشرية، وسيكلف كميزانية قرابة ملياري دولار. لم يثق الشباب في المبادرة والوعود، فهي الوعود نفسها التي رافقت الشطرين السابقين من المشروع ومن نتائجه السراب. وبالموازاة مع تقديم مشروع التنمية، ظهر زورق من زوارق «الفانتوم»  في شواطئ المغرب ورافقته دعاية بنقله المهاجرين مجانا الى أوروبا، هذا الاعلان كان كافيا لجعل آلاف الشباب يتوافدون من مختلف مناطق البلاد وينتظرون أمام السواحل المتوسطية في انتظار «الزورق المنقذ».
كان الزورق حلما جميلا للشباب وتعلق المغاربة به رغم طابعه الأسطوري أو ربما أنه كان «فيك نيوز» في صيغة إيجابية، لكن رصاص البحرية الملكية وضع حدا للحلم، بعدما أردى حياة بلقاسم قتيلة الثلاثاء الماضي. رحمك الله يا حياة أنت وآلاف الشباب المغاربة ومن جنسيات أخرى لقوا حتفهم في البحر المتوسط في سبيل الحلم الأوروبي الذي تحول إلى كابوس.
كاتب مغربي من أسرة «القدس العربي»

هل حقا: المغرب أحسن من فرنسا؟

د. حسين مجدوبي

لماذا يطردون العباقرة والعلماء؟

Posted: 01 Oct 2018 02:15 PM PDT

يتوزع عباقرة العرب وعلماؤهم ونوابغهم ومثقفوهم ومبدعوهم على دول العالم المتحضر، بينما تغرق بلدانهم في مزيد من الحروب والجهل والتخلف، والسبب في ذلك أن بلادنا العربية أصبحت بيئات طاردة للعقول وغير حاضنة للتميز والإبداع، بينما تطورت الدول المتحضرة بفضل احتضانها للعقول أياً كانت.
في مستشفى بريطاني يُعتبر الأهم، أو واحداً من بين الأهم، على مستوى العالم، يتجول بين غرف المرضى طبيب يحسبون وقته بالثانية وليس بالدقيقة أو الساعة، ويُعتبر أحد أهم المراجع في مجاله على مستوى بريطانيا والعالم، ليتبين أن اسمه مثنى العبيدي، وهو طبيب عربي عراقي يحمل درجة رفيعة في علاج أمراض العظام والروماتيزم. وفي المستشفى ذاته طبيب فلسطيني مهم يُدعى أحمد مسعود، وطبيبة أخرى مبدعة تعود أصولها الى السودان وتخرجت أصلاً من جامعة الخرطوم هي الدكتورة ابتهال محمد.. والى جانب هؤلاء ينام عشرات الأطباء العرب ومعهم آلاف المبدعين بمختلف المجالات في الغُربة بعيداً عن بلادنا العربية التي تغرق يوماً بعد آخر في الجهل والفساد والحروب ونزيف الدماء الذي لا يتوقف.
يظل السؤال: لماذا يهرب العباقرة والعلماء والمبدعون والمميزون من الدول العربية؟
الجواب بسيط والمعادلة بالغة السهولة، فالدول التي يحكمها ويديرها فاسدون ومستبدون لا يمكن أن تنتج بيئة حاضنة للإبداع والتميز والإنجاز، ولا يمكن أن تكون ملاذاً للعباقرة والعلماء والأطباء.. وبجواب أبسط وأسهل، فإن الأغبياء عندما يمتلكون القوة والسلطة يطردون الأذكياء اعتقاداً منهم بأن هذه العقول تشكل خطراً على وجودهم واستمرارهم.. إنهم ببساطة يقتاتون على الجهل والفساد.
الطبيب الفلسطيني في العالم العربي يطلبون منه الاصطفاف في طوابير الإقامة، ودوائر الهجرة ويستدعونه الى أجهزة الأمن والمخابرات أكثر مما يستدعونه لغرف المرضى، وفي بعض الدول يطلبون منه “كفيلا”، وفي دول أخرى يقولون له إن العمل كطبيب يقتصر على المواطنين دون غيرهم، وفي دول أخرى يسألونه عن “الرقم الوطني” أو “الرقم القومي” بدلاً من سؤاله عن شهاداته وأبحاثه وإنجازاته العلمية!
في إحدى الدول العربية شوهد أستاذ جامعي عراقي يصطف في طابور طويل بوزارة داخلية ذلك البلد لينتهي أمره الى قرار برفض تجديد إقامته، أصدره ضابط يحمل شهادة “الابتدائي”.. في ذلك البلد يتعاملون مع عمال البناء الوافدين وأساتذة الجامعة المبدعين على حد سواء، وفي نهاية المطاف يبقى العمال ينعمون بالراحة في ذلك البلد بينما يهرب أساتذة الجامعات الى دول تنظر بعين التقدير والاحترام لهم!
ثمة واقع مأساوي في عالمنا العربي ازداد سوءاً في ظل الأنظمة الجديدة التي رفعت من منسوب استبدادها وقمعها، كما ازداد هذا الواقع مأساوية بجملة الحروب والصراعات الدموية التي أغرقت منطقتنا العربية مؤخراً، أما من يدفع الثمن في نهاية المطاف فهي شعوبنا وحضارتنا، فقد وصلت بلادنا الى مستوى بات معه إصلاحها يحتاج الى عقود طويلة من الزمن، وربما قرون، من أجل إعادة الإعمار، والأهم من إعادة إعمار البلدان هو بطبيعة الحال إعادة إعمار العقول والشعوب التي تم تدميرها على كافة المستويات.
هجرة العقول وهروب المبدعين والعباقرة والأطباء والعلماء ليس سوى واحد من المظاهر السلبية لأنظمة الاستبداد، وليس سوى أحد الأثمان التي تدفعها بلادنا العربية نتيجة أنها تنام على أنظمة مستبدة وفاسدة، وحتى نستعيد عقولنا المهاجرة ونستفيد منها يتوجب أولاً أن نُصلح بلادنا وأنظمتنا السياسية والإدارية.
كاتب فلسطيني

لماذا يطردون العباقرة والعلماء؟

محمد عايش

بُنية الثيوقراطية الإيرانية وآليات صناعة القرار

Posted: 01 Oct 2018 02:15 PM PDT

تُعرف الثيوقراطية أنها نظام حُكم يَستمد الحاكم فيه سُلطته مباشرة من الإله ففي النظام السياسي الإيراني يقوم مجلس الخبراء (المنتخب من الشعب) وهو مكون من رجال دين بتعيين الفقيه الإسلامى في منصب المرشد الأعلى للجمهورية ويحكم باسم الله مدى الحياة.
ويوجد رافدان أساسيان للنظام السياسي الإيراني، الرافد الأول: نظام ولاية الفقيه والذي مَنح مرشد الثورة صلاحيات واسعة في ظل البُعد الديني الذي أحاط بالمنصب وصاحبه وقراراته، أما الرافد الثاني: فهو الدستور الإيراني الذي تم وضعه في العام 1980م ولكن حتى هذا الرافد تأسس على قاعدة الرافد الأول في ظل ما منحه الدستور الإيراني من صلاحيات واسعة بل شاملة لصلاحيات الولي الفقيه أو القائد . ففي الدستور الإيراني في الباب الأول الأصول العامة المادة الثانية التي تبدأ بعبارة يقوم نظام الجمهورية الإسلامية على أساس ( الإيمان بالإمامة والقيادة المستمرة ودورها الأساسي في استمرار الثورة التى أحدثها الإسلام وفي المادة الخامسة في زمن غيبة الإمام المهدي (عجل الله فرجه ) تكون ولاية الأمر وإمامة الأُمة في الجمهورية إيران الإسلامية بيد الفقيه العادل المتقي البصير بأمور العصر .
فيعد دستور جمهورية إيران الإسلامية أقوى وأغنى مصدر لسياستها الخارجية حيث يرسم لها ويوجهه إليها في مبادئه العامة وفصوله القانونية. ولا شك أن المبادئ الأربعة الواردة في الفصل العاشر من دستور جمهورية إيران الإسلامية تعد من أهم محددات السياسة الخارجية الإيرانية وتعد بمثابة المنار الهادي لسبيلها المؤطر لها حيث توضح المبادئ المذكورة وهي 152، 153، 154، 155 المفاهيم الأساسية لسياسة جمهورية إيران الإسلامية.
ويتميز النظام السياسي الإيراني عن سائر النظم السياسية العالمية بميزة دستورية فريدة، وهي وجود مؤسسة اسمها «الولي الفقيه» أو «المرشد الأعلى» تتربع على قمة هرم السلطة ويخولها الدستور الإيراني صلاحيات واسعة و»الولي الفقيه» أو»المرشد الأعلى» لفظان مترادفان مرتبطان بالنظرية السياسية الدينية التي قال بها الإمام الخميني وهي «ولاية الفقيه».

نظرية ولاية الفقيه

وقد نشأت نظرية «ولاية الفقيه» على يد الشيخ أحمد النراقي مؤلف كتاب «عوائد الأيام» في أصول الفقه والمتوفى عام 1829م وطبقها الإمام الخُميني لأول مرة عام 1979م . وبلا شك فإن حدود سلطة الولي الفقيه ونطاقها بالنسبة للسياسة الخارجية الإيرانية تنطوي على أهمية كبيرة لأن مفهوم السلطة بالنسبة لولاية الفقيه بوصفها القاعدة الفلسفية التي قامت عليها الحكومة الإسلامية أوسع بكثير مما ذكره النص الدستوري حولها. وقد ذكر الإمام الخُميني في كتابه «ولاية الفقيه» رؤيته الموضحة لحدود ولاية الفقيه وسلطاتها بقوله (إذا نجح شخص جدير ومتصف بصفتي العلم والقانون والعدالة في إقامة الحكومة وأصبح له ما كان لرسول الله(صلي الله عليه وسلم) من الولاية بشأن إدارة المجتمع وجب طاعته على جميع الناس)، وبالتالي فان ما ذكره الخُميني على أن حدود سلطة الولي الفقيه أوسع مما حدده الدستور له ومن ثم فان تناولنا لها يتم بما أوردناه من نظرية الخُميني التي طرحها في حياته حول ولاية الفقيه والتي اعتبر من خلالها أنها ولاية مطلقة تسري على جميع أمور المسلمين وهذا يعني أن الولي الفقيه إذا رأى يوماً أنه لا حاجة للدستور أو رأى أن المصلحة تقتضي حذف أي مبدأ من مبادئه فما ذلك عليه بعسير ومن ثم يمكن أن يسقط الدستور أو يحذف هذا المبدأ بمجرد أن يعلن الفقيه ببساطة وهذه هي مقتضيات الولاية والتزاماتها».
يتم انتخاب المرشد الأعلى من طرف مجلس الخبراء (المنتخب من قبل الشعب)، وكان الإمام الخميني أول من أنيطت به ولاية الفقيه إلى أن توفي عام 1989 فتولى المرشد الحالي السيد على خامنئي هذا المنصب.
ويمكن لمجلس الخبراء – نظرياً – أن يعزل المرشد في حالتين هما الأولى :عجز المرشد عن أداء واجباته الدستورية. والثانية : فقدانه صفة من صفات الأهلية التي نصت عليها المادتان (5) و(109) من الدستور، أو إذا تبين أنه لا يملك تلك الصفة من الأساس. أما مجلس الشورى الإسلامي أو»مجلس النواب»: يشرف عليه القائد بحكم منصبه إلا أن مكانة الأمة ونوابها في المجلس مكانة رفيعة وأن سلطة الحكومة نفسها إنما هي محصلة لإرادة الأمة. أما مجلس صيانة الدستور هو أحد المؤسسات التشريعية في إيران يمكن أن يكون له دور مؤثر في السياسة الخارجية الإيرانية ويتكون هذا المجلس من فقهاء القانون وعلماء الدين ويقوم بدوره في مطابقة قرارات مجلس الشورى الإسلامي مع الدستور والشريعة الإسلامية واستناداً على هذه القناة أصبح قادراً على الإشراف على السياسة الخارجية والتأثير عليها.
فمجلس صيانة الدستور أو مجلس الرقابة على القوانين هو أعلى هيئة تحكيم في إيران ويتكون من 12 عضواً، 6 أعضاء فقهاء دينيين يعينهم المرشد الأعلى للثورة، أما الستة الباقون فيكونون من الحقوقيين الوضعيين ويعينهم مجلس الشورى بتوصية من رئيس السلطة القضائية، وتتبع للمجلس لجان مراقبة تشرف على تطبيق وتنفيذ صلاحياته. تناط بأعضاء مجلس صيانة الدستور مهمة مزدوجة هي: مرة عند الترشيح لعضوية المجالس التشريعية‏، ومرة عند إصدار المجالس للقوانين واللوائح‏، فهو يشرف على جميع الاستفتاءات التي تجرى بدولة إيران، سواء تعلقت بالبلديات أم التشريعيات أم الرئاسيات أم اختيار أعضاء مجلس الخبراء، فلمجلس صيانة الدستور تقييم المرشحين وإعلان رأيه بشأن أهليتهم للترشح. ومن معايير المجلس في تقييم المرشَّح صحة العقيدة الإسلامية والولاء للنظام، وكثيراً ما ألغى المجلس ترشح الشيوعيين والقوميين والأكراد وأعضاء حركة حرية إيران أو كل من لا يؤمن بمبدأ ولاية الفقيه.

صيانة الدستور

ثم إن لمجلس صيانة الدستور أيضاً الحق في تفسير الدستور وتحديد مدى توافق القوانين التي يجيزها مجلس الشورى (البرلمان) مع مقتضيات الشريعة الإسلامية، وله حق النقض تجاه تلك القوانين.
وكثيراً ما ألغى مجلس صيانة الدستور قرارات مجلس الشورى بحكم صلاحياته مما حد من قدرة البرلمان على إصدار تشريعات حتى مع وجود أغلبية من الإصلاحيين داخل مجلس الشورى نفسه. وقد سبب إشراف مجلس صيانة الدستور على لوائح الترشيحات حدوث أزمة مع البرلمان بداية العام 2004 حين رفض المجلس 3605 مرشحين للانتخابات من أصل 8157. وكما رفض مجلس صيانة الدستور الكثير من تشريعات البرلمان ومن أهمها قانون زيادة صلاحيات رئيس الجمهورية وتعديل شروط الترشيح والانتخابات، فقد رفض البرلمان بدوره تشريع زيادة ميزانية مجلس صيانة الدستور وتشريع مراكز أبحاث ومكاتب معلومات تابعة للمجلس.‏

السياسة الخارجية

أما الحكومة وتتكون من: رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء. وقد أعطاهما الدستور بعض الصلاحيات المباشرة في السياسة الخارجية الإيرانية ونص عليها البند الخامس والسادس عشر من المبدأ الثالث من الدستور الإيراني وينص على: (حكومة جمهورية إيران الإسلامية مكلفة بطرد الاستعمار ومكافحة النفوذ الأجنبي وتنظيم السياسة الخارجية للبلاد طبقاً للمعايير الإسلامية).
وتم تأسيس مجلس الأمن القومي برئاسة رئيس الجمهورية بهدف تأمين المصالح الوطنية وحراسة الثورة الإسلامية ووحدة أراضي البلاد والسيادة الوطنية ويقوم بالمهام التالية ويتكون من رؤساء السلطات الثلاث. ورئيس هيئة أركان القيادة العامة للقوات المسلحة. ومسؤول شؤون التخطيط والميزانية، ومندوبين يعينهما القائد نيابة عنه. و وزراء الخارجية والداخلية والمخابرات. ثم تقوم وزارة الخارجية بعد تخطيط ( القائد – مجلس الشورى- الحكومة أو السلطة التنفيذية) بالتنفيذ السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية.

كاتب وباحث في التاريخ الحديث

بُنية الثيوقراطية الإيرانية وآليات صناعة القرار

د. صالح محروس محمد

العواصم العربية ومفهوم «المدن الذكية»

Posted: 01 Oct 2018 02:10 PM PDT

«المدينة الذكية»، من المصطلحات الحديثة المعقدة التي يستعصي فهمها حتى على الطبقة المثقفة. فقد أكدت دراسة أجراها معهد الهندسة والتكنولوجيا البريطاني (IET) عام 2016 أن المواطن البريطاني لا يحسن فهم معنى «المدينة الذكية». ففي مجتمعٍ معروف بتطور العلوم والتكنولوجيا، وبشغف أبنائه بالمطالعة، وتُعتبر عاصمته أذكى مدينة في العالم 18٪ من السكان لم يسمعوا هذا المصطلح من قبل! وهو ما يدعونا إلى التساؤل عما تعرفه الجماهير العربية عن هذا المصطلح، وهي تحيا في أمم أقل حظا في اكتساب العلوم، وأقل اهتماما بالمطالعة؟

مصطلح واحد بمعانٍ مختلفة

إنه أحد المصطلحات العجيبة التي تعني أشياء مختلفة، وهذا ما استخلصته دراسة معهد الهندسة والتكنولوجيا. فقد يعني ذلك مدينة تفوق فيها نسبة الجامعات والمعاهد المعدل (8٪ من المشاركين حسب التقرير)، أو مدينة تتمتع بانتشار أوسع للإنترنت السريعة المتطورة، أو تتوفر فيها الوسائل التكنولوجية المختلفة… أو ربما مدينة مجرّدة من الخرفان وهو ما ذهب إليه الروائي الجزائري أمين الزاوي في مقالة بالفرنسية في جريدة «ليبرتي» في عدد يوم 16 أغسطس/آب 2018 بعنوان «البداوة الإسلامية، الجزائر العاصمة وخرافها» دعا فيها إلى إيقاف الخرفان التي يُقبل على شرائها المواطنون للاحتفال بعيد الأضحى، لتناقضها مع «المدينة الذكية» بدون اقتراح حلول أو بدائل عملية، في قوله: «قبل بضعة أسابيع، عقد مؤتمر دولي في الجزائر العاصمة وكان موضوعه: «المدن الذكية»!! واو، الأغنام تغزو شوارع المدينة الذكية». وقد أثار الموضوع سخط الجماهير وفجّر جدلا تسيره تيارات دينية وعلمانية متصارعة.

مفهوم «المدينة الذكية» في الواقع

فماذا يعني هذا المصطلح الذي أخذ في السنوات الأخيرة يتردد في وسائل الإعلام، مرفقا بعقد مؤتمرات وعرض مقترحات وبرامج لتجسيد هذه المدينة في الواقع؟ وما الذي يميّز «المدينة الذكية» عن المدينة التقليدية؟ ولماذا تعدّ العاصمة البريطانية مثلا أذكى مدينة في العالم؟
ما يلفت انتباهنا، ونحن نبحث في الموضوع، هو عدم وجود إجماع على تعريف «المدينة الذكية». ولعلّ التعريف الأقرب والأكثر شعبية هو أنها مدينة تستخدم تكنولوجيا الاتصالات الرقمية الحديثة أو حلولا تكنولوجية مبتكرة لأجل تحسين مستوى الحياة والخدمات لمواطنيها، وتحسين أساليب استفادتهم من البنى التحتية والخدمات المقدمة لهم، وتوفير الوقت والتكاليف لسكان المدينة وزوارها، بتوفير وسائل وخدمات مثل شبكة النقل، شبكة التزويد بالمياه، شبكة الكهرباء، ضبط الأمن، خدمات إطفاء الحرائق، الرعاية الصحية، وما شابه ذلك. فتصورات البشر لهذا المفهوم وبرامج «المدينة الذكية» ستختلف حتما من مدينة إلى أخرى، ومن دولة إلى أخرى، بل ومن قارة إلى أخرى حسب الهياكل القاعدية والثروات والموارد المالية والأوضاع الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وما تحقق فيها من نمو وتطور، فضلا عن طموحات سكان المدينة وأفراد المجتمع.

مجالات تحقيق
المدينة الذكية

تتحقق «المدينة الذكية» في مجالات مختلفة مثل: العمران: ويشمل المباني والحدائق والأماكن العامة. والنمو الاقتصادي: فاستخدام التقنيات الحديثة يساهم بشكل فعال في ترقية المدن وازدهارها ورفاهية سكانها. والطاقة: ومن جملة ذلك استبدال الطاقة التقليدية بالطاقات المتجددة. والصحة والخدمات البشرية: فتطبيق التكنولوجيا الرقمية الحديثة في القطاع العام والخاص معا يسهل حصول المواطنين على الخدمات. والدفع: بما في ذلك أجور العمال ونفقات المستهلك والضرائب من خلال دفعٍ ذكي يساهم بشكل فعال في تحسين مستوى المعيشة. ضمان سلامة المواطن وأمنه: فالتقنيات الذكية تسمح بتحديد أماكن الأخطار والحد منها أو منع حدوثها. والاتصالات السلكية واللاسلكية: بتوفير وسائل اتصال متطورة للمواطنين. ووسائل النقل: وذلك بتوفير وسائل مواصلات راقية لضمان تنقل المواطنين في أنحاء المدينة بطرق أفضل وأسرع وأقل تكلفة. وإدارة النفايات: فاستخدام التقنيات الحديثة يساعد على إيجاد حلول ذكية لمشاكل النفايات المتزايدة في المدن. واستغلال المياه ومعالجة مياه الصرف: فالتكنولوجيا الحديثة تسمح بالتقليل من النفايات ومعالجتها والحد من تسرب ثروات المياه وتقليص تكاليف استغلالها.

«مدن ذكية» مُرتّبة وفق مقياس متطوّر

شرع مؤشر (Innovation Cities Index) عام 2007 في نشر تقارير تتعلق بترتيب المدن اعتمادا على مقدار النمو والازدهار ومستوى المعيشة والصحة وما قطعته المدن في مجال التخطيط وتطبيق مبادرات ومقترحات «المدن الذكية». ويعتمد هذا المؤشر على عناصر أساسية مثل الممتلكات الثقافية من معارض فنية ومنشآت رياضية ومتاحف، والمرافق البشرية من وسائل نقل ومدارس وجامعات ومرافق صحية ومكتبات ومحلات تجارية… فحسب التقرير الرسمي للمؤشر الصادر عام 2016-2017، جاءت لندن البريطانية في المرتبة الأولى، تليها نيويورك الأمريكية، ثم طوكيو اليابانية، ثم سان فرانسيسكو وبوسطن ولوس أنجليس في الولايات المتحدة الأمريكية، ومدينة سنغافورة عاصمة سنغافورة، وتورنتو في كندا، وباريس عاصمة فرنسا، واحتلت فيينا عاصمة النمسا المرتبة العاشرة. وفي الوطن العربي، حققت دبي نتيجة جيدة باحتلالها المرتبة الثامنة والعشرين! بينما تخلفت العواصم المغاربية حيث احتلت مدينة الرباط المرتبة 468، والجزائر 475، وتونس 477 وهي مراتب أخيرة ضمن خمسمئة مدينة مشاركة. وبذلك، تبدو العواصم الخليجية، بإنجازاتها، أكثر تقدما، وفي أفضل وضع للتنافس على المراتب المتقدمة من العواصم الشمال إفريقية التي يبقى أمامها مشوار طويل لاستدراك الفارق.

هل الحيوانات الأليفة تتعارض مع «المدن الذكية»؟

ونحن نفحص تقرير «استراتيجيات المدن الذكية ـ مراجعة شاملة 2017» (GRSCS)، لا نلمح أي إشارة سلبية إلى الحيوانات في مقترحات «المدينة الذكية». وعكس ذلك تماما، نتفاجأ بمشاهدة صورة تحت عنوان «تطور المدينة الذكية» تُظهر رجلا يقود كلبه في شوارع المدينة الذكية! فالرجل الغربي الذي صمم مصطلح «المدينة الذكية» يدرك أنّ الحيوانات تحيا رفقته في مدينته منذ مئات السنين ولا يمكنه التخلي عنها. وقد بلغ اهتمامه بهذه الحيوانات حدَّ الاحتفال بها على منوال مدينة (يوركشاير) بشمال بريطانيا التي تنظم سنويا مهرجان «ماشام» للأغنام (Masham Sheep Festival)، ويحتفل به يومي 29 و30 سبتمبر/أيلول ويباع فيه نحو 70.000 رأس غنم! كما تحتفل لندن سنويا بمهرجان «لندن بريدج» للأغنام (London Bridge Sheep Drive) حيث تسير الخرفان في قلب لندن. هذه الخرفان التي تخرج في شوارع المدينة، تضاف إليها قطط يفوق عددها 7.4 مليون تجوب شوارع المدن البريطانية وتكاد تعادل سكان لندن نفسها (8.7 مليون نسمة)، لم تمنع مدينة لندن من الفوز بالمركز الأول لتكون أذكى مدينة في العالم! كما أن «غزو» ما يناهز ربع مليون كلب شوارع باريس الفرنسية لم يمنع هذه المدينة من احتلال المرتبة التاسعة! ولن يمنع غزو الثيران الشوارع الإسبانية في مهرجانات الثيران التقليدية فوز المدن الإسبانية!

عراقيل في طريق بناء «المدينة الذكية»

فلا شك أن وجود خرفان «عابرة» في شوارع مدن عربية لأيام معدودة، تبث البهجة في نفوس الأطفال، ولا يبقى لها أثر بعد العيد، لا يعيق في أي حال من الأحوال مساعي بناء «مدن ذكية». ما يهددها فعلا هو انتشار البناء العشوائي ورمي الفضاءات في الشوارع وتلوث الهواء ومياه الشرب (ما سبب انتشار مرض الكوليرا في الجزائر هذه السنة)، وقلة الوعي لدى المواطن. «المدينة الذكية» ـ حتى لا يساءُ فهمُها – هي المدينة التي تكفل لمواطنيها أسباب العيش الكريم والأمن والرعاية الصحية، وتوفر لهم الوظائف ووسائل التواصل وشبكة طرقات ومواصلات متطورة وتستبدل مصادر الطاقة التقليدية الملوثة بأخرى متجددة، ووسائل نقل تقليدية بأخرى مطورة كالسيارات والحافلات الكهربائية التي بدأت تغزو شوارع لندن والمدن الغربية، وتستخدم نظاما ذكيا لإدارة حركة المرور في طرقات ذكية مزودة بأحدث التقنيات التي تسمح بالحد من حوادث المرور، بعيدا عن فوضى المرور التي تميز شوارع مدننا (أكثر من 25 ألف حادث في الجزائر 2017!)
اقتراحات «المدينة الذكية» في المجتمعات العربية لن تكتمل إلا بتركيز هذه المجتمعات على فتح المكتبات العمومية في أحياء المدن التي تهيمن عليها أماكن العبادة. وأيضا باقتراح نشر الوعي بين المواطنين لمساعدتهم على فهم هذه المشاريع والمشاركة في تجسيدها في الواقع إلى جانب سلطات مدينتهم وحكومتهم.

٭ كاتب جزائري ـ بريطانيا

العواصم العربية ومفهوم «المدن الذكية»

مولود بن زادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق