فضيحة توظيف ممثلين للتظاهر ضد قطر Posted: 25 Jul 2018 02:22 PM PDT مثير حقا ما كشفته وكالة «إكسترا بيبول» لتنسيق العروض الفنية والترفيهية من أن شركة للعلاقات العامة تواصلت معها لتوفير 500 شخص للمشاركة في «وقفة احتجاجية مدفوعة الأجر» أمام مقر رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بالتزامن مع لقائها بأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. صحيفة «إندبندنت» البريطانية التي نشرت القصة الغريبة قالت إن شركة «نبتون للعلاقات العامة» تواصلت مع وكالة تأمين الممثلين المذكورة، وأن الشركة أرسلت عرضا عبر البريد الالكتروني لقاعدة من المتعاملين مع الوكالة للمشاركة في فعالية الاحتجاج المزيف مقابل مبلغ تافه هو 20 جنيها استرلينيا للممثل الواحد، وقد أشارت، صراحة، في عرضها للممثلين أنهم لن يمثلوا في فيلم أو إنتاج تلفزيوني وأن المطلوب منهم فقط هو «ملء مساحة خارج داوننغ ستريت» وأنه غير مطلوب منهم فعل أو قول شيء. الملاحظة الأولى على هذه الحادثة (والإشارات تدل على أنها من صنع دولة بعينها من دول الحصار) هو اعتبار مموليها أو مخططيها أن الممثلين الذين توظفهم وكالات التوظيف في بريطانيا هم مجرد أدوات أوتوماتيكية يقبلون مهمتهم تنفيذ أي نصوص موضوعة لهم، وأن لا اعتبارات سياسية أو أخلاقية تمنع من استخدام مهنة التمثيل والممثلين هؤلاء في التظاهر ضد هذه الدولة أو تلك مقابل حفنة قليلة من الجنيهات، وفي هذا ما فيه من احتقار للبشر واستكبار عليهم، وجهل كبير بالواقع السياسي للمواطنين البريطانيين. والملاحظة الثانية هي أن ممولي الخطة الركيكة لم يجدوا، على ما يبدو، شخصا معارضا واحدا لقطر في بريطانيا، ولعلهم فكروا أن عدد موظفيهم أقل من 500 شخص، أو لعلهم أرادوا أن يوفروا الكلفة الكبيرة للموظف الخليجي أو العربي الذي يعمل في مؤسساتهم ولن يقبل ترك عمله لقضاء نصف نهار مقابل 20 جنيها، أو أنه سيحتج عليهم أن التظاهر ضد قطر ليس من شروط عقد عمله. والمثير للسخرية أن هذه الحادثة (التي أدى انفضاحها لانسحاب الشركة) ليست الأولى فقد سبقها تعاقد جهة سعودية قبل أشهر مع عدد من الألمانيات وفتيات من أوروبا الشرقية لحضور ندوة مناهضة لقطر في ألمانيا. يأتي هذا الإحراج الجديد لدول الحصار بعد مجموعة من النجاحات التي حققتها الدبلوماسية القطرية، سواء عبر تواجد الأمير في روسيا لاستلام عهدة كأس العالم المقبل في قطر، أو في تبدل الموقف الأمريكي، أو في استقبال زعماء الدول الكبرى له، والتي كان آخرها استقبال رئيسة الوزراء البريطانية موضوع الحادثة المذكورة. يضاف إلى ذلك صدور توصية من محكمة العدل الدولية يلزم الإمارات بلم شمل العائلات القطرية والإماراتية إلى حين صدور حكم نهائي وذلك في القضية التي رفعتها قطر ضد أبو ظبي بسبب الانتهاكات التي تعرض لها مواطنون قطريون لديها جراء الحصار، وهي تسبق مرحلة الحكم واختصاص المحكمة بنظر القضية، وأخيرا الحكم النهائي الذي قد تتبعه مرحلة تقدر فيها المحكمة الأضرار والتعويضات. يأتي ذلك مع إعلان القائم بالأعمال الأمريكي في الدوحة، راين كليها، أن واشنطن ستكثف جهودها خلال الأشهر المقبلة لضمان إنهاء الأزمة في الخليج عبر قمة خليجية أمريكية تعقد قبل نهاية العام، وهو أمر يزيد الضغط على دول الحصار ويعلن، من جديد، فشل أساليب شراء مواقف الدول… والأفراد. فضيحة توظيف ممثلين للتظاهر ضد قطر رأي القدس |
الرواية كسلعة… الرواية كقيمة إنسانية Posted: 25 Jul 2018 02:22 PM PDT أتيح لي في الفترة الأخيرة قراءة روايتين، الأولى من كوريا، مدفوعا بفوزها بجائزة مان بوكر الدولية، والثانية من الصين، مدفوعا بحماسة بعض القراء، الذين أشاروا إلى رواية أخرى للمؤلفة عنوانها: شنغهاي بيبي. في رواية (النباتية) للروائية الكورية هان كانغ، تكتشف أنك متورط، من الصفحات الأولى، بأحداثها البسيطة، ولكنها العميقة، الصادمة. لقد قررت بطلة الرواية، يونغ هيه، أن تصبح نباتية، ومع أن قرارا كهذا يبدو طبيعيا، وخيارا إنسانيا عاديا، إلا أن الرواية تقوم على متواليات الأحداث التي تعقب هذا القرار، والتي يمكن أن توصف، بأنها مدمِّرة، بدءا من ردّ فعل الزّوج، جونغ، وانتهاء بردّ فعل أسرتها؛ أبيها بشكل خاص. عالم كامل من الهدوء، الذي يستهلّه الزوج بمديح غير عادي لزوجته، ينهار محوِّلا الحياة كلها إلى جحيم لا يطاق، وصرخة كبرى ضد هذا التحكم الدامي بامرأة بسيطة، وخيارها الطبيعي. تتجاوز الرواية حالتها الصغيرة هذه، نحو ذلك الوضع الذي تعاني منه نساء كثيرات على سطح هذا الكوكب، إذا ما قررن أن يفتحن أفواههن ليقلن كلاما واضحا عن أنفسهن، أو يطبقن أفواههن ممتنعات عن قبول الكلام أو الطعام الذي يزج في هذه الأفواه عنوة. إنها صورة قاسية عن الشراسة التي يمكن أن تنفجر في وجه المرأة لأوهى سبب، وكل ذلك عبر سرد بسيط، يبدو سهلا للغاية، وإن كان محتشدا بدم يُسفك أمامنا، وروح تُمزَّق بوحشية، بطريقة تقشعرّ لها الأبدان والقلوب أيضا. ما كنت أتمناه في هذه الرواية ولم أجده، ما يمكن أن ندعوه عدالة السّرد، فقد منحت الروائية الزوج الفرصة ليسرد القسم الأول من الرواية، وسرَدَ الراوي العليم القسمين الثاني والثالث، وقد كان من حقّ البطلة أن تكون هي الساردة لحكايتها، في القسم الأخير، ليحدث ذلك التوازن في البناء الكلي لهذا العمل الجميل. في الرواية الثانية (الزواج من بوذا) للروائية الصينية وي هيوي، نعثر على مساحة أخرى لصورة المرأة، فهي على النقيض من بطلة (النباتية)، إنها المرأة الصينية المنطلقة، الحرة، في نيويورك! التي تنتقم من كل ما عانت منه في الصين، والغريب أنها ليست امرأة متخيلة، بل هي الروائية نفسها، التي تسرد حكايتها، وتسترجع حرق نسخ روايتها الأولى، شنغهاي بيبي. في أحد فصول الرواية -ودائما هناك اقتباسات في مطلع كل فصل، أشبه بالمقبّلات، حول الجنس والطعام، بشكل خاص- تورد الروائية قولا تنسبه للاوتزو يقول فيه: الذين يعرفون لا يتكلمون، والذين يتكلمون لا يعرفون. ينطبق القسم الأول من القول على بطلة رواية (النباتية)، في حين ينطبق الثاني على شخصية بطلة (الزواج من بوذا)، إذ ليس ثمة حبكة كبرى في النص، إنه سيل اليوميات، والذكريات، والكلام الذي لا يتوقف المندفع على لسان البطلة/ الروائية، في رواية تنتمي للأدب المكشوف، الذي يبدو وكأنه انتقام من الماضي. لكن التأمل الحقيقي للعمل يمكن أن يوصلنا إلى نتيجة مغايرة، وهو أن الرواية كتبت بكل هذا الانكشاف لتلبي نداء الأعين المتلصصة على الصين اليوم، صين المنافسة، الصين الصاعدة، القوة الجبارة، إذ تبدو الرواية وكأنها كتبت لتكون فضيحة للصين، وملبية لفضول القارئ الأمريكي، الأوروبي، ولتكون بالتالي في قائمة الكتب الأكثر مبيعا. تزداد مصداقية الرواية بالنسبة لنمط واسع من القراء، حين تكون بمنزلة اعترافات روائية، من لحم ودم، وشبق لا حدود له، وقد حولت الروائية نفسها هنا إلى سلعة، برخص لا حدود له، سواء وهي تتفنن في حياكة الأحداث المثيرة التي تعيشها، أو التي تتخيلها. ليست الرواية هنا سوى نمط من الصفقات مع قارئ ممتلئ بالفضول، ويريد أن يرى ويعرف، وبما أن البطلة هي الروائية، فهو، القارئ، ليس في حاجة إلى تخيّل صورتها، كما يحدث حين نرسم صورا ما لشخصيات الروايات، بل هي الروائية، التي تغدو نفسها مصدرا للفتنة، ووسيلة غير عادية للتعلق بها، لا كشخصية، ولا كراوية، بل كامرأة ماثلة أمام الأعين، ولعل في ذلك أيضا إشباعا غير عادي لشخصية كاتبة تبخل بتقديم شخصية متخيّلة، لأنها هي الأحق بأن تكون الفاتنة، والمشتهاة، التي تسحب الرواية من خانة التصنيف: رواية، إلى خانة السيرة والاعترافات، بل والفُرجة! في الرواية كما أشرت، هناك وصفة جاهزة قائمة على: رشَّة من الحكمة الشرقية المغرية للغرب، فائض الجنس، البذخ، أصناف الطعام، السفر، اللباس، وهي تتفنن هنا في تعداد ماركات الثياب التي ترتديها، من ملابس وأحذية وحقائب، حتى كأن صفحات الرواية قد تحولت فعلا إلى عدد هائل من لوحات الإعلانات، وإذا تذكرنا أن ورود أسماء سيارات أو ماركات أو أي سلعة أخرى في الروايات (كما في الأفلام) يكون في الغرب نوعا من الدعاية، يتقاضى الكتّاب مقابله أموالا عبر وكلائهم الأدبيين، فإن الرواية كانت فعلا حائطا هائلا للإعلانات. لكن الرواية تذكرنا بشكل أو بآخر بروايات هاروكي موراكامي، الياباني الأكثر انتشارا في الغرب، مع فارق أن الروائية هنا لم تأخذ من موراكامي غير إكسسوارات روايته، وإن استبدلتها، ففي وقت يبدو أبطال موراكامي، صغيرهم وكبيرهم، مولعين بالثقافة الغربية، وبخاصة الموسيقية، مع إهمال شديد للثقافة اليابانية، عموما، تأتي صاحبة الزواج من بوذا لتحتفي بالثقافة الغربية المتمثلة في تعدد العلاقات وسخونتها، وبما تنتجه الصناعات الغربية من ملابس وأحذية وحقائب، وحين تريد أن تطرح مصدرا ثقافيا فنيا، فإنها لا تجد غير مسلسل (الجنس والمدينة) الذي تستشهد به كثيرا، كما لو أنه كتاب الحكمة الأكبر! الزواج من بوذا هنا، ليست أكثر من رواية استهلاك متفاخر لكل ما هو غالي الثمن، عكس رواية (النباتية)، التي تنتمي إلى أدب رفيع ينتمي للإنسان، ولا يقبل أن يكون مجرد سلعة. الرواية كسلعة… الرواية كقيمة إنسانية إبراهيم نصر الله |
”بابوج” راغب علامة وعضلات نجوى القاسم بين حوصلة “العربية” والحشرات الفضائية! Posted: 25 Jul 2018 02:21 PM PDT طَلّقَها وَبَعْدو يُبَصْبِص على سيقانها عملا بمبدأ: «إفّي ونفسي فيه»، هذه هي حال بعض الفنانين والإعلاميين العرب، الذين يثيرون الشوشرة «الضجة» حول مواقفهم من التطبيع مع الصهاينة، ولا أستثني منهم أحدا، سواء أولئك الذين يدخلون إلى السياسية «متل الداخل بتنكة الكناسة» أو مثل «الفرفور ذنبو مغفور»، طالما أن الشرطة الفضائية في وطننا العربي، لا تلقي القبض سوى على المشاهد، أما فريق «السبعة وذمتها»، فيتم تكريمهم في المهرجانات كشبّيحة أو نبّيحة أو ردّيحة أو غسلة جثامين هناك منهجان للتطبيع الإعلامي والفني، الأول: استدراج العدو كضيف، ثم التحاور معه بندية استعراضية أو التحرش به بعدائية مفتعلة، وأما الثاني: فبالاختباء فيه منه، على طريقة الصور الحميمة غير المقصودة، والدعايات المشبوهة، وضرورات التفاعل في المحافل الدولية، و»الذي منو»! ولكن هل يتحول العدو ضمن هذه الأساليب إلى ضحية إعلامية؟ أم أنه يتواطأ مع كل تلك ألآلاعيب التافهة والمكشوفة، ليعزز حضوره في المشهد الإعلامي العربي مستغلا الحيط الواطي للمنابر المنحنية، كي يقفز فوقها؟ ثم ماذا سيخسر العدو؟ وماذا سيكسب العرب؟ راغب علامة يحتال أم يتحايل أم يحاول؟ الفصاحة والتناحة، ينقلبان على صاحبهما بأبشع الصور، وخير مثال على ذلك، ما ورط الفنان راغب علامه به نفسه، وهو يصر على إثارة البلبلة وتوابعها حوله، لإشغال الناس به، وخطف الأضواء من القضايا الكبرى والجليلة، لتسليطها على أخبار زائفة أو رخيصة أو خدع وفخاخ إعلامية تافهة، سرعان ما يتراجع عنها، متهما المشاهد بإثمها، ولا تدري متى سيتوقف هذا الفنان عن إثارة الزوابع المحملة بالنفايات، والشوائب والأمراض المعدية! هناك فرق بين أن تلفت نظر الإعلام بموقف ثمين وبطولي وإنساني، وبين أن ينفلت عقالك، فتتحرر من كل الضوابط الأخلاقية والوطنية، وتنتشر في مواقع التواصل كخبر رديء، يثير شهية النشطاء للشتيمة أكثر من أي شيء آخر، وهذا تحديدا ما يبرع فيه علامة، الذي واجه حملة واسعة ضد شبهة تعاونه مع شركة سويسرية احتفلت بالذكرى السبعين للكيان الصهوني، بإطلاقها سبعين ساعة فاخرة تحمل النجمة السداسية، حيث رفض في البداية توضيح الأمور، واكتفى بالتمسك بالدعاية ومماحكة المشاهدين بالتشطر على الحكومة اللبنانية والحكومات العربية، التي تسمح لهذه الشركات بالاستثمار في أسواقها، معلنا أنه وجه إعلامي لا دخل له بالسياسة، كأنه يجس نبض المشاهد أو يتحايل عليه ليحاول كسر الحواجز بينه وبين التطبيع، فيعوده على هذه الثقافة، قبل أن يكشف احتياله على الإعلام، حين أعلن أن عقده مع الشركة انتهى عام 2015، فهل كان غموضه دعوة مبطنة منه لتجديد العقد يا ترى؟ ولكن! لماذا يضع «علامة» نفسه في مواقف «باااايخة أوي»؟ من يا ترى يحوله إلى طعم يصطاد به أمة بأكملها؟ ومن الذي مارس معه الدفع الخلفي نحو الواجهة، مختبئا وراءه؟ ثم هل أثبت المشاهد العربي أنه أقوى من كل القوى، ما ظهر منها وما بطن، ليتراجع علامة عن موقفه متهما الحساد بشن حرب على مشروعه الفني الجديد؟ ويهدد بزج المشاهد في السجن واللجوء إلى القضاء! الله أكبر إنهم عرب! يكشف المشاهد هذه الأحابيل، التي ينطفئ نجمها فتفقد فعاليتها وقيمتها حتى عند أعدائها، الذين يبحثون عن ماركات فنية، يزجون بها في مستنقع التطبيع، كعلامة تجارية قابلة للتداول، حتى لو لم تكلفهم «تعريفة»، طالما أنها رخصت في نظر جمهورها، وفقدت تأثيرها كبومة بائرة في سوق الطيور، يفوتها الصياد، ولا يفكر برمي «فتفوتة» أو طعم لها ولو من قبيل الحركشة أو النغنشة! فما الذي سيجنيه راغب علامة من التبرع بالتهمة لمنافسيه؟ أليس الأولى به أن يعتذر عن تخويثه؟ ألم يئن الأوان لإخراج هذا الفنان من ذاكرتنا وأرشيفنا، وأحلامنا، وإعلامنا، ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه الاستهانة بذكاء المشاهد وكرامته؟! بعد أن نفدت غنائمه من هذه المغامرات المشوهة، ولم يتبق له سوى أمل زائف بإجراء عمليات فضائية لتجميل صورته على طريقة «اللي إجريها عوج وبدها تلبس بابوج»! حويصلة نجوى القاسم هل تصدق أيها المشاهد المثل القائل: «صابون العرب لحاها»؟ هلق خلصت المماسح في هذا العالم، ولم يتبق لدينا سوى شواربنا ولحانا لنمسح بها دنس غزاتنا؟ «العربية»، لم تدخر لحية في مراياها، إلا ومسحت فيها ما هدرته من كرامة وعزة مُهانة، والحبل على الجرار، فهي إذ تكسر وتجبر، تفقد ماء وجهها، أمام مشاهد يضحك على محاولتها لغسل كاميراتها بشرق «مطقوق» أو «مصدي»، ليس هذا فقط، بل وينْفُقْ حنكه من القهقهة وهو يتابع نجوى القاسم في حوارها مع أحد الضيوف الأعداء، حين أجاب على سؤالها بلباقة القاتل وخبث المخاتل: «سيدتي العزيزة»! بشرفك أيها المشاهد، إوعك تضحك، بزعل منك! كل ما عليك فعله هو مواراة لحيتك، فـ»العربية» تُجهِز على العدّة، على طريقة «لغلوغ» الزعيم الأباصيري، و»كل واحد يخلي بالو من لغليغوه»، كلما لعب موس «العربية» بدقنه! العدو، ضيف مكرم على «العربية»، أمر عادي طبعا، خاصة وأنها جعلته البطل الضحية، ولكن أن يجامل العدو نجوى القاسم، ناعتا إياها: بسيدتي العزيزة، فهذه ثقيلة على حوصلة «العربية»، التي تدخر كل السموم الفضائية القابلة للهضم، أو الأفكار التطبيعية القابلة للتخصيب، فلماذا يتحول الحوار فجأة مع الضيف الصهيوني الناعم، إلى سفرجلة حامضة، كل عضة حب فيها بغصة؟! نجوى القاسم، اعتذرت للضيف، لأنه جاملها بلطف، ثم صارحته أن عبارة سيدتي العزيزة من إسرائيلي أمر لا تقبله، ولكنها لا تمانع أبدا في الترحيب بالمجرمين، وإفساح المجال لهم، والقيام بواجب الضيافة معهم، يا عيني يا عيني، «أيوة يا عم… إشْ إشْ، شفلك هالمسخرة عادْ»! لم ينقص القاسم سوى البكاء وهي ترجو القاتل ألا يجامل؟! رغم أن المخلوق كان يحاول رد الجميل لـ«العربية»، حتى رد الجمايل مستكثرينه على حالهم، لأنهم لا يطلبون ثمنا لكرامتهم حين يكرمون أعداءهم ، فهذه عادات الأصايل… وأهلا أهلا! احتقارات علنية للعرب هل بعد كل هذا التعري الأخلاقي سيهم القاسم وعلامه ما يتداوله النشطاء على «الواتس آب»، من فيديوهات تضم مجموعة تصريحات لقادة العصابات الصهيونية، يستهينون فيها بالعرب ويحقرونهم وهم يؤكدون لك، أن كل ما يستطيع العرب القيام به حين يستوطن الصهاينة أرضهم هو الهرولة كالصراصير المخدرة في داخل الزجاجة، ثم يتساءل ناحوم غولدمان في كتابه «المفارقة اليهودية»، عن سبب قبول العرب احتلال اليهود لأرضهم، رغم أنهم أعداؤهم وربهم ليس هو ذات الرب، بينما يرى الحاخام ياكوف بيران أن مليون عربي لا يساوون ظفر يهودي واحد، كما نشرت «النيويورك تايمز» في صفحتها الأولى مطلع التسعينات، أما المصرفي الصهيوني بول ولبرج فقد أعلن أن الوطن العربي سيخضع لإسرائيل، سواء بالاحتلال أو بالاتفاق، لأنهم هم آلهة الكوكب وأسياد العالم، «لأننا لا نقارن الأمة اليهودية بالحشرات والبهائم والفضلات من الأمم الأخرى، التي ستلعق أقدامنا كالعبيد»، كما صرح مناحيم بيغن في خطابه للكنيست؟ طبعا، لن يهم المطبعين كرامة المشاهدين، طالما أن فاقد الشيء لا يعطيه، ولكن لا بد لك أن تنفضهم من وقت لآخر، كرمى للتاريخ، الذي يجلس الآن في خانة العار، بكامل خجله وخزيه، من هذه الشرائح البكتيرية المتفشية، في وطن لم يعد يراه بالعين المجردة أو حتى بالمجهر، لأنه تحول إلى حشرة فضائية… فهل أكتفي أم أزيد؟! كاتبة فلسطينية تقيم في لندن |
هل هو تتويج لفرنسا أم خسارة لأفريقيا! Posted: 25 Jul 2018 02:21 PM PDT لا يزال تتويج فرنسا بكأس العالم 2018 يثير التعليقات وردود الفعل الفنية، السياسية والاجتماعية في فرنسا وخارجها، خاصة أنه لم يكن متوقعا قبل المونديال ولم يكن ليتحقق لولا تركيبة المنتخب الذي يضم في صفوفه عددا كبيرا من اللاعبين من أصول افريقية جعل البعض يصف التتويج الفرنسي بالإفريقي، وينسب الفضل الى أبناء القارة السمراء، في وقت ذهبت تعليقات الى اعتبار تتويج المنتخب الفرنسي بمثابة خسارة كبيرة لإفريقيا التي تبقى تتفرج على أبنائها وهم يصنعون أمجاد الغير من دون القدرة على احتوائهم والاستثمار فيهم مثلما تفعل المدارس الكروية لمختلف الأندية الفرنسية! فنيا، يعتقد الكثير من المحللين بأن فرنسا لم تكن هي الأحسن في هذا المونديال، وتتويجها يعود بالدرجة الأولى إلى تراجع مستوى المنتخبات الكبيرة بنجومها الكبار، ولو كانت ألمانيا وإسبانيا والبرازيل في أحسن أحوالها لما بلغت فرنسا المربع الأخير بطريقة لعبها الدفاعية وأدائها الذي كان خاليا من الابداع الفني الفردي والجماعي. في حين أرجع البعض الآخر من الفنيين تتويج فرنسا إلى الواقعية التي تحلى بها في طريقة تعامله مع المباريات التي خاضها وفاز فيها بدون أن يكون صاحب أعلى نسبة استحواذ على الكرة حيث لم يتعد معدل امتلاك الكرة في كل مبارياته 40%. تتويج فرنسا في نظر الكثيرين كان أمرا منطقيا لأن منتخبها كان الأفضل تكتيكيا وصاحب أحسن منظومة دفاعية، وتحلى لاعبوه بروح عالية وإصرار كبير لم نلمسه لدى المنتخبات الكبيرة الأخرى، كما أنه كان بمثابة تتويج لنجاعة مدارس ومراكز التكوين الفرنسية التي أنجبت أجيالا متعاقبة من اللاعبين المتميزين، بما في ذلك أولئك الذين يتحدرون من أصول افريقية والذين تمكنوا من الانسجام والتأقلم مع مقتضيات المستوى العالي في وسط كروي أفضل بكثير من ذلك الذي ينشأ فيه اللاعب الافريقي الذي يمارس اللعبة في بلده الأصلي. أغلب التحاليل والتفسيرات الفنية أجمعت على أحقية فرنسا بالتتويج امتدادا لوصول منتخبها الى نهائي كأس بطولة أوروبا للأمم منذ سنتين، لكن الاختلاف كان واضحا بين من اعتبر التتويج انتصارا لإفريقيا التي كانت ممثلة بخيرة أبنائها في المنتخب الفرنسي بمختلف جنسياتهم الأصلية، وبين من اعتبر التتويج انتصارا لفرنسا المتنوعة والثرية وخسارة لإفريقيا التي تملك الكثير من أمثال بوغبا وكانتي وأومتيتي ومبابي لكنها لا توفر لهم المناخ الملائم والامكانية اللازمة للتألق. وفي المقابل أجمع الكثير من التعليقات في أوروبا وأمريكا الى التذكير بأفضال الأفارقة والعرب على الكرة الفرنسية، واعتبرت فوز فرنسا بمثابة تتويج للقارة السمراء ما دام المنتخب مشكلا في غالبيته من لاعبين أفارقة أبدعوا مثل سابقيهم في عهد زيدان وتورام ودوسايي وكاريمبو وفييرا وتريزيغيه وغيرهم، وهو الأمر الذي أعاد الى السطح ذلك النقاش حول أفضال الأفارقة على فرنسا أو أفضال فرنسا عليهم! الرد على هؤلاء وأولئك جاء من فرنسا وخارجها على لسان فنيين كرويين ومحللين سياسيين اعتبروا التتويج بمثابة انجاز فرنسي محض واخفاق افريقي بامتياز، لأن فرنسا في نظرهم هي صاحبة الفضل على اللاعبين من أصول افريقية، كونهم استفادوا من تكوين عال المستوى في مختلف مدارس ومراكز التكوين التي تزخر بها الأندية الفرنسية واستفادوا من الاندماج في مناخ ملائم للإبداع والتميز، واستفادوا من امكانات كبيرة سمحت لهم بالتألق مع أنديتهم المحترفة ومع المنتخب الفرنسي الذي جعل من التنوع ثراء وقوة ووسيلة لإثبات الذات في مجتمع يؤمن بالأفضل ولا يتوانى في حشد كل الطاقات حتى ولو كانت من أصول افريقية لصناعة مجد فرنسا الرياضي. دعاة هذا الطرح تساءلوا عن مصير هؤلاء اللاعبين لو كانت نشأتهم الرياضية إفريقية ولعبوا في منتخباتهم الأصلية! هل كانوا سيتميزون ويتألقون؟ هل كانوا سيلعبون في أفضل الأندية الأوروبية؟ هل كانوا سيفوزون بكأس العالم مع بلدانهم الأصلية؟ وهل كان بإمكان زيدان أن يكون زيدانا لو لعب للمنتخب الجزائري مثلا؟ بالنظر لكل هذا وذاك فان تتويج فرنسا هو انجاز فرنسي بامتياز، ولا يمكن اعتباره خسارة لإفريقيا، والتتويج الفعلي للقارة السمراء سيتحقق عندما يفوز منتخب افريقي بكأس العالم، خاصة وأن سياسة فرنسا الكروية أكدت بما لا يدع أي مجال للشك بأن أبناء القارة السمراء يملكون كل مقومات الابداع والنجاح، وهم بحاجة الى رعاية وعناية تسمحان لهم بتفجير طاقاتهم في بلدانهم مثلما يفعلون مع فرنسا كل مرة، وهو الأمر الذي ينطبق على مختلف المجالات، الخامة الرياضية في افريقيا موجودة لكن صناعتها وتشكيلها غائبة أو مغيبة، فبدل التساؤل عن إفريقية كأس العالم بقميص فرنسي، وجب الاتجاه مباشرة نحو التساؤل عن كيفية إلباس كأس العالم ثوبا إفريقيا خالصا حينها تسقط جميع المقارنات ويصبح التساؤل باطلا. إعلامي جزائري هل هو تتويج لفرنسا أم خسارة لافريقيا! حفيظ دراجي |
عبد الحكيم عبد الناصر يرفض مصافحة حمدين صباحي وخلافات السياسة تصادر الأتيكيت الإنساني Posted: 25 Jul 2018 02:20 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: كان الموضوع الرئيسي في الصحف المصرية الصادرة أمس الأربعاء 25 يوليو/تموز هو قيام الرئيس السيسي بافتتاح عدد جديد من محطات الكهرباء الجديدة العملاقة، ولوحظ أنه كان في أفضل حالاته سعادة وثقة، للدرجة التي تعهد فيها للشعب بأن البلاد مقبلة على مرحلة متقدمة جدا في الاقتصاد، واستخدم تعبيرا جديدا لم يستخدمه من قبل وهو سترون العجب العجاب. وأتبع ذلك بعقد اجتماع موسع مع رئيس الوزراء وعدد من الوزراء والمسؤولين عن المستشفيات الحكومية والعسكرية والجمعيات الخيرية، للتأكيد على توفير الأموال والمعدات لتنفيذ برنامجه للقضاء على قائمة المرضى أصحاب الحالات الحرجة ومعالجة غير القادرين على نفقة الدولة، وهي الخطوة التي أثارت اعجاب وتقدير الغالبية، وإن كان هناك من لا يريدون تصديق ذلك. كما أخبرتنا الرسامة في جريدة «الأهالى» سحر فقد ذهبت لزيارة قريب لها يعمل طبيبا نفسيا فوجدت مريضا يقول له: مرعوب يا دكتور يفضلوا مكملين في الإصلاح الاقتصادي ده. ولكن ظلت الغلبة في المقالات والتحقيقات والصور لذكرى ثورة يوليو وعبد الناصر، حيث تحل اليوم الخميس ذكرى مغادرة الملك فاروق مصر متوجها إلى مدينة نابولي في إيطاليا، التي ذهب إليها معززا مكرما على «يخت المحروسة» وتوديع كبار المسؤولين له، وإطلاق المدفعية واحدا وعشرين طلقة تحية له. ومن الأخبار التي وردت في صحف أمس إعلان وزارة الداخلية عن تمكنها من قتل ثلاثة عشر إرهابيا كانوا مختبئين في منزل تحت الإنشاء في العريش، وكانت صحف الأيام الماضية قد أشارت إلى جنازات في بعض المدن لعسكريين، بدون توضيح إن كان هذا حدث نتيجة أعمال ارهابية أم لا. وإلى ما عندنا أخبار.. ثورة يوليو والمرأة وإلى أبرز ردود الأفعال التي لا تزال تتوالى بمناسبة ذكرى ثورة يوليو/تموز وزعميها خالد الذكر حيث ذكّرت الأديبة إقبال بركة من نسي أو تناسى ما كانت عليه أحوال المرأة المصرية في العهد الليبرالى وما نالته في عهد الثورة، فقالت يوم الثلاثاء في مقالة لها في «المصري اليوم» عنوانها «ليس إنصافا لثورة يوليو بل لتاريخ مصر»: «المرأة المصرية هي خارج دائرة الانتقام غير المبررة من ثورة يوليو، فقد منحتها الثورة صك العتق من أسر التخلف والتبعية، وحطمت الأغلال التي كانت تطوق عنقها باسم ادعاءات مضللة، وإلى المتباكين على الأسرة التركية المسكينة التي انتُزع منها الحكم وجُردت من أملاكها التي لم تتعب ولم تشق لتكسبها، بل ورثتها عن غير حق، أذكر بعض ما قدمته الثورة للمرأة المصرية في «العهد الذهبي» وبعد ثورة عظيمة طالبت السيدة هدى شعراوي أثناء كتابة دستور 1923 بإدراج حقوق المرأة السياسية، ولم يستجب لطلبها سياسي واحد، وعهد «المفترى عليه الملك فاروق» طالبته السيدة درية شفيق بإصدار قانون بمنح المرأة المصرية حقوقها السياسية، وعندما التقى في نادى الصيد بزوجها قال له: قل لزوجتك إن هذا لن يحدث طول ما أنا عايش في الدنيا. أما زعيم حزب الوفد مصطفى النحاس فقد أمر باعتقال درية شفيق وتحويلها للمحاكمة، لأنها أصرت على لقائه، فماذا فعلت ثورة يوليو؟ أعلنت المساواة بين كل أبناء الشعب، وألغت الألقاب التي كانت تميز «الارستقراطية» فهذا بك وهذا باشا وذاك «سمو الأمير» وتلك «ربة العفاف» وفي دستور الثورة الجديد 56 مهدت للتغيرات الجذرية التي أحدثتها الثورة في المجتمع المصري وفي حياة المواطن المصري، وبالذات المرأة المصرية، اعترف الدستور لأول مرة في تاريخ مصر بحقوقها السياسية، وفي أول انتخابات بعد صدوره فازت السيدتان راوية عطية «القاهرة» وأمينة شكرى «الإسكندرية» بعضوية مجلس الأمة، ومازال تمثيل المرأة للشعب المصري مستمرا حتى يومنا هذا. وفي قوانين العمل منحت الثورة المرأة المصرية حقوقا لم تكن تحلم بها من قبل فساوت بينها وبين زميلها في الأجر وفرص التدريب والترقي والحصول على كل المناصب، وأضافت امتيازات أخرى لها بصفتها راعية الأسرة والطفل». ثورتان فقط وفي «الوطن» أكد محمود الكردوسي انه لا يعترف الا بثورتين فقط في تاريخ مصر هي ثورتي يوليو والثلاثين من يونيو وقال تحت عنوان «ثورة ضباط»: «لا أعترف بثورات مصرية إلا اثنتين: 23 يوليو/تموز و30 يونيو/حزيران الأولى قدمت للعالم جمال عبدالناصر والثانية قدمت عبدالفتاح السيسي وكلاهما آتٍ من ثكنة عسكرية، حيث الوطن في أعلى سلم القيم ودونه الموت. لست بصدد مقارنة، لكنني لا أفهم كيف يدّعي المرء أنه «ناصري» ويعادي نظام السيسي، بل يتحالف مع خصومه «عصابة الإخوان» ولا أفهم كيف يحب نظام السيسي ويدافع عنه وهو يرى أن عبدالناصر «خرّب مصر وقعد على تلها» لا أحد يستطيع الحكم على «30 يونيو» لأننا ما زلنا في كنفها، أما «23 يوليو» فقد تعرضت منذ وفاة عبدالناصر لعملية تشويه وتجريف منظمة ورهيبة، ومع ذلك لم تمت وما زلنا نحتفي بها كأنها حدثت بالأمس لماذا؟ لأنها ثورة ضباط لا مدنيين يطلون على بؤس الغلابة من وراء زجاج غرفهم المكيفة». ناصر والسادات والسيسي ما زلنا في الإشارة إلى أبرز ما نشر عن ثورة يوليو أولها للكاتب أسامة غريب في «المصري اليوم» الذي نبه إلى أنه لا يوجد دراويش لعبد الناصر، وإنما منحازون إليه بسبب سياساته نحو الفقراء، وغفروا له هزائمه بعد وقوف السادات ضدهم وسياساته مع إسرائيل وقال: «في كل عام عندما تقترب ذكرى الثالث والعشرين من يوليو/تموز يمتلئ الأفق السياسي والإعلامي بحوارات وكتابات بعضها يمجد عبدالناصر وبعضها يلعنه، وهذا ليس جديداً، فالخلاف محتدم حول 23 يوليو منذ عشرات السنين، لكنني رغم هذا أجدني متطلعاً لمعرفة أسباب تعلق ألتراس جمال عبدالناصر بزعيمهم أكثر من تطلعي لمعرفة أسباب كراهية من يكرهونه، فالكارهون معروف أنهم إما تعرضوا للتأميم أو تعرضوا للتعذيب والإهانة. لكن أسهل هجوم يمكن أن تقرأه هو القول بأن أنصار عبدالناصر هم مجموعة من الدراويش. هذا الهجوم يجافي الحقيقة لأن عشاق عبدالناصر ليسوا دراويش، لكن المسألة أعقد من هذا التفسير الساذج. في تقديري أن استمرار تعلق قطاعات من الجماهير بعبدالناصر عائد بالأساس إلى أنّ مَن أتوا بعده كانوا سيئين للغاية، وكان هذا من حسن حظه، فالسادات سار على نهج سلفه نفسه الذي خنق الناس وتركهم يعيشون بلا روح، لكنه أضاف إلى غياب القانون إشاعة النهب وفتْح بوابات الشره والجشع على مصراعيها، فجعل الناس يضربون صفحاً عن الجرائم التي ارتكبها نظام عبدالناصر في حق المصريين، ويتذكرون طبق الفول ورغيف الخبز، الذي أوشك السادات أن ينتزعه من الأفواه. كذلك يمكن الحديث عن الهزائم العسكرية المروعة التى ألحقها بنا عبدالناصر عندما هزمته إسرائيل في 56 و67.. هذه الهزائم وآثارها الكارثية نسيها الناس بسبب أن الأداء السياسي للسادات بعد حرب أكتوبر/تشرين الأول مكّن الإسرائيليين من تحقيق ما فشلوا في تحقيقه بالحرب عندما استطاعوا بالسلام أن يُجهزوا على مصر تماماً، ويتخلصوا من خطرها للأبد. اعتبر المصريون عبدالناصر المهزوم أفضل من السادات الذي لم يجلب هزائم عسكرية مذلة لمجرد أن ناصر لم يضع يده في يد من هزموه، بينما فعل السادات ما هو أشد وأنكى. يعني نستطيع القول إن السادات كان يمكن أن يكون بطلاً لو أنه أبقى على السياسات الاجتماعية المنحازة للفقراء ولم يهدمها، وكان يمكن عندها أن يكون الناصريون الحاليون ساداتيين بصرف النظر عن سجل السادات في ملف الحريات. وكان يمكن للمصريين أن يتذكروا عبدالناصر فقط باعتباره القائد المهزوم لو أن السادات لم يستسلم لإسرائيل، ذلك أن سجل عبدالناصر في الصراع العربي الإسرائيلي لا يتضمن انتصارات من أي نوع.. فقط يتضمن أنه لم يستسلم، وقد اعتُبرت هذه ميزة كبرى في زمن الهوان العربي. يمكن القول إذن إن رداءة سياسات السادات على أغلب الأصعدة هي التي كفلت لعبدالناصر السيرة الحسنة لدى قطاعات من الشعب المصري رأت أن نصف العم أفضل من العمى الكامل». المتباكون على العصر الملكي وهذه المقارنة التي عقدها أسامة بين ناصر والسادات أكملها في «اليوم السابع» دندراوي الهواري بالمقارنة بين أحوال مصر قبل الثورة وبعدها، وقال ساخرا من المتباكين على العصر الملكي: «إذا رأيت صور «الأبيض والأسود» لكوبري قصر النيل بشكله الجميل في عهد الملكية وقبل ثورة يوليو 1952 وأبهرتك نظافة شوارع وسط القاهرة وسلبت عقلك شياكة الباشوات والأمراء وأبناء الذوات، فلا تنس أن عوامل الإبهار في هذه المناطق فقط ولا تتعدى نقطة لا ترى بالعين المجردة في الخريطة الجغرافية والسكانية المصرية، وستصاب بتلوث بصري وأذى شديد في إنسانيتك عندما تتجه للأطراف في حواري القاهرة وأزقتها، وفي محافظات ومدن وقرى الصعيد والوجه البحري، وتجد المصريين حفاة القدمين يرتدون الملابس الرثة وينامون فوق الأفران البلدي في منازلهم للتدفئة، لعدم قدرتهم على شراء ما يغطيهم ويقيهم من برد الشتاء القارس. كنت ستتألم وتصاب باكتئاب شديد وأنت ترى أراضي مصر وثرواتها في يد 350 عائلة فقط من العائلات الأجنبية التي تقطن مصر، بينما المصريون أبناء وأصحاب هذا الوطن لا يملكون من حطام الدنيا شيئا فتسمع عن الخواجة «ميتشو» الذي يمتلك عشرات الآلاف من الأفدنة في الأحوزة العمرانية المختلفة في محافظة قنا وتجد البرنس يوسف كمال الذي يسيطر على أراضي شمال قنا وجنوب سوهاج وأبناء الباشوات يسيطرون على أسيوط والمنيا والقليوبية والقاهرة والجيزة وتجد الخواجات يتحكمون في بورصة القطن، كنت ستلعن اليوم الذي ولدتك أمك فيه عندما تجد حملة كبرى تنادي بتلقى التبرعات لشراء أحذية وشباشب وقباقيب وتوزيعها على المصريين لمحاربة السير حفاة». الوزير في خدمة المواطن بهاء أبوشقة في «الوفد» يقول: «من المهم جدًا أن يعمل الوزراء على خدمة المواطن بالدرجة الأولى، ويبتعدون عن كل الوسائل التقليدية المتبعة في التعامل مع الجماهير، فهذه السياسة التي يبتعد فيها المسؤولون عن قضايا الجماهير باتت عقيمة وتصيب بالإحباط الشديد وتتسبب في مشاكل لا حصر لها، وقد عانى المواطنون معاناة شديدة على مدار ما يزيد على ثلاثين عامًا من سياسة اللامبالاة وعدم الاهتمام. إن أقصر الطرق لمكافحة الفساد هو التقاء المسؤولين سواء كانوا وزراء أو محافظين أو رؤساء أحياء أو مدن بالناس وجهًا لوجه. إن أهم وسيلة لمكافحة الفساد هي النزول للناس في الشوارع ومناقشة مشاكلهم على الطبيعة وإيجاد الحلول المناسبة لها في التو والحال. أما سياسة التجاهل و«الطناش» وخلافه مما يتم اتباعه، فهى مرفوضة جملة وتفصيلاً، وبما أننا الآن في ظل بناء دولة مدنية، فلابد من أن يكون هناك مسؤولون وعلى درجة عالية من تفهم كل المشكلات والأزمات التي عانى منها المواطنون طوال فترة زمنية طويلة. أما المكوث في المكاتب وعدم تفعيل القانون، فهؤلاء لا ينفعون مع الواقع الجديد للبلاد حاليًا، فالناس بحاجة شديدة إلى من يسعى إلى حل مشاكلهم ومن يأخذ بيدهم إلى ما ينفعهم، ولذلك فإن مكافحة الفساد بحق تبدأ من القضاء على كل المصاعب التي تواجه الناس. ولو فعل المسؤولون على كل مستوياتهم وتخصصاتهم ذلك لاختلف الوضع. مكافحة الفساد ليست فقط مواجهة إهدار المال العام أو الرشوة، وإنما هي الاهتمام بمشاكل المواطنين، وقضاء مصالحهم في سهولة ويسر، بعيدًا عن تعقيدات الروتين والبيروقراطية. مصر الجديدة بعد ثورتي 25 يناير/كانون الثاني و30 يونيو/حزيران تحتاج إلى مسؤولين من نوع خاص، لديهم الوعؤ السياسؤ الكامل، ويساعدهم ذوو الخبرة من التكنوقراط، للالتحام بالناس وإشراكهم في الأزمات التي يعانون منها، ومصر الجديدة لا تعرف اللامبالاة والتجاهل والإهمال، وإنما تعرف أصحاب العطاء الذين يعملون من أجل رفعة هذا البلد ونهضته». جذب الاستثمار حازم منير في «الوطن» يقول: «كنت وما زلت من أشد أنصار العاصمة الإدارية الجديدة، وتحدثت في ذلك ببرامج إذاعية وتلفزيونية كثيرة، وكتبت مقالات عدة عن أهميتها، واعتقادي أننا تأخرنا كثيراً في هذا الملف، وأن مبررات عدم تنفيذها في الماضي ما زالت قائمة وستستمر، لأنها مبررات مزمنة لا حل لها. مصر منذ قديم الأزل تعاني من الفقر، وضعف ونقص الخدمات، ومشكلات نقص أعداد المدارس والمستشفيات، وتعاني من عجز موازنة عامة، وقلة الموارد، وتكدس الثروة وتركزها، لذلك فإن استمرار التعلل بهذه الأسباب يعني أننا لن نتحرك من مكاننا، وستستمر مشكلاتنا لسنوات طويلة مقبلة، وستظل العاصمة في أحد ملامحها واحدة من أهم عقبات جذب الاستثمار، ولو كنا قررنا خوض هذا المعترك منذ عهود سابقة لاختلف الحال من حيث الكلفة والوقت والجودة وخلافه. إذن ما الجديد الآن؟ ولماذا هذه المقدمة؟ السبب أن ظواهر وملامح سلبية بدأت تطل برأسها من خلف ستائر الإنجاز، وتفرض تساؤلات عديدة عن بعض الجوانب تحتاج إلى ردود. صحيح أن العاصمة مصممة لتستوعب أشكالاً وخدمات ومنشآت متعدّدة المستويات الاجتماعية والعلمية والثقافية، وقادرة على تلبية المتطلبات لكل مستوى من هذه المستويات. لكن هل ما نتلقاه من رسائل في الآونة الأخيرة هو الانطباع المطلوب ترسيخه في أذهان المصريين عن العاصمة الإدارية الجديدة وما ستكون عليه في المستقبل. إعلانات تلفزيونية متكرّرة ومتنوعة عن مستويات لتجمعات سكانية تثير العجب وتدفعك بعد المشاهدة مباشرة للتساؤل: «هو إحنا في مصر؟» وتتحسر إذا كان ذلك هو المستوى الشائع والمنتشر. رسائل إعلانية نصية على هواتف المحمول تتحدث عن خدمات يمكن تقديمها للحجز والبيع وخلافه، واستعداد هذه الشركات للتعاون معك، وتطالع أرقاماً تصيب المتلقي بالذهول، حتى الإعلانات الرسمية الحكومية عن التجمعات السكانية والمباني والمنازل وأسعار الأرض وإجمالي قيمة المباني المتوسطة صادمة للعقل والقدرة على الاستيعاب ومثيرة للتساؤل: مين حيقدر على هذه الأسعار؟ أعلم وأكرر أن العاصمة الجديدة ذات مستويات اجتماعية مختلفة، وهي متدرّجة في الخدمات، وبالتالي في الأسعار، وفي التكاليف، لكن ليست هذه هي القضية. المشكلة الحقيقية في الانطباعات التي بدأت تسود في أذهان الناس عن شكل العاصمة الجديدة وسكانها ومستوياتهم، ولمن ستُخصص في سياق هذه الأسعار والأشكال التي نراها؟ المشكلة الحقيقية أن الانطباع الأول يدوم.. والحكومة لم تقدم أي محاولة لتسويق انطباع مغاير للانطباع السائد أنها عاصمة الأغنياء». اساس القبول في الجامعات «مع أنني قاربت على الستين سنة، يقول علاء عريبي في «الوفد»، إلا أنني أتفاجأ كثيراً بأنني ما زلت أنظر لبعض الأمور بسذاجة، وأن الواقع أعنف وأغلظ وأعقد مما أظن. حتى يومين ماضيين فقط كنت أعتقد أن الجامعة التي أسسها العالم الراحل أحمد زويل، هي جامعة لاحتضان النابهين من أولادنا لتعليمهم وإعدادهم، واكتشاف مواهبهم وتسخيرها لخدمة العلم والبحث العلمي، وظننت أيضاً أن الأساس في القبول في الجامعة الموهبة وليس المال، العقل وليس الطبقة، لأن الموهبة غالباً ودائماً لا تتواجد مع المال، ومعظم المبدعين والعلماء خرجوا من أسر فقيرة وكادحة. قبل يومين قرأت بالمصادفة خبرا عن جامعة «زويل» وفوجئت بأنها ليست مجانية للموهوبين، كما فهمنا من العالم الراحل، بل بمصروفات سنوية، وأن المصروفات تجاوزت المئة ألف جنيه، وهو ما يعني أن جامعة «زويل» ليست لاحتضان المواهب الشابة وعلماء الغد، بل هي مجرد مشروع استثماري لتعليم أبناء الذوات. في أول الأمر شككت في الخبر، وقلت: ربما قد التبس على المحرر الأمر، اتصلت بالصديق والزميل زكى السعدني، مدير التحرير لشؤون التعليم، وأكد المعلومة، وقال: إنها تعطي بعض المنح. عدت لموقع المدينة واتضح أن الجامعة تلزم الطلاب بتسديد المصروفات كاملة قبل بدء العام الدراسي، وتسمح بتسديد 50٪ منها بعد الحصول على موافقة مكتب التسجيل بشؤون الطلاب، بشرط تسديد بعض الرسوم الإدارية. المفاجأة الثانية كانت في أن الجامعة تفرض غرامة 500 جنيه على الطالب الذي يتأخر يوما واحدا عن تسديد المصروفات، وتفرض الغرامة مع بداية الدراسة. المفاجأة المؤسفة والمخجلة في لائحة الجامعة أن الطالب غير القادر على تسديد المصروفات كاملة، عليه أن يسدد المصروفات أولا، ثم يتقدم بالتماس لكي يعفي من جزء من المبلغ، تسمي الجامعة الإعفاء بالمساعدة: يُرجى من الطلاب المتقدِّمين بالتماس للحصول على مساعدة مالية دفع الرسوم الدراسية الخاصة بهم، لحين إتمام الموافقة لهم على المساعدات المالية وتسويتها، أو من الممكن أن يتقدموا بطلبات على نموذج «الدفع المؤجل، وعندما يتم خصم المعونة المالية من الرسوم الدراسية، يجب على الطالب مراجعة الرصيد والمبلغ، ودفع الرسوم الدراسية المتبقية». السؤال: هل أحمد زويل، رحمة الله عليه، كان يفكر في بناء مشروع استثماري؟ هل كان يخطط لاحتضان المواهب أم للتربح من أبناء الأثرياء؟ هل جامعة زويل أنشئت لأبناء الطبقة الراقية فقط؟ هل ما كان يردده زويل عن إعداد جيل جديد من العلماء ورجال الأعمال.. جيل قادر على التفكير الناقد والإبداعي، كان مجرد وهم؟ أم أنا الذي فهمت ما قيل وتردد على سبيل الخطأ؟ أم أن الذين تحملوا المسؤولية بعد رحيله هم الذين قاموا بإقصاء أبناء الفقراء والكادحين وحولوا الجامعة إلى مشروع لتعليم أبناء القادرين والطبقة الراقية؟». مجانية التعليم أما محمود خليل في الوطن» فكان مقاله عن الكذبة الكبرى، التي اسمها مجانية التعليم: «كلام كثير قيل حول مجانية التعليم والدور الذي لعبته ثورة يوليو/تموز في تأكيده كحق لكل المصريين. كثيرون لا يعرفون أن الثورة لم تقر المجانية سوى في التعليم الجامعي، أما التعليم المدرسي بجميع مراحله فقد كان مجانياً في مصر الملكية (قبل 1952). وقد ذكر الدكتور طه حسين في أحد لقاءاته التلفزيونية المؤرشفة، أنه لما عرض على الملك مسألة جعل التعليم الجامعي حقاً مجانياً للمصريين مثل الماء والهواء، ضحك وقال له إنه يريد نشر الشيوعية.. هناك أكذوبة كبرى تقول إن ثورة يوليو هي التي منحت الفقراء المصريين حق التعليم المجاني في كافة مراحله. هذا الكلام عار تماماً من الصحة، لأن مجانية التعليم المدرسي كانت مقررة بشكل كامل قبل قيام الثورة. في عهد حكومة أحمد نجيب الهلالي باشا، تم إقرار مجانية التعليم الابتدائي، ثم اتخذ الدكتور طه حسين قراراً بمجانية التعليم الثانوي والفني. ويعنى ذلك أن التعليم المدرسي في كل مراحله كان حقاً للجميع مثل الماء والهواء قبل ثورة يوليو 1952، كان الاستثناء هو التعليم الجامعي، حيث كانت المجانية تُمنح للمتفوقين فقط. ولعلك تعلم أن الجامعات الحكومية حتى يومنا هذا تدفع للمتفوقين في الجامعات مكافآت، تعادل تكلفة التعليم الجامعي قبل الثورة (من 84 إلى 120 جنيهاً). هذه المكافأة منحتها حكومة الثورة للمتفوقين داخل الجامعات حتى تعوضهم عن الحق الذي كان ممنوحاً لهم أيام الملك، وتم تعويمه بين الجميع، المتفوقين وغير المتفوقين أيام الثورة. والخلاف حول مجانية التعليم الجامعي يبدو طبيعياً. فمن المنطق أن يكون التعليم في هذا المستوى مجانياً للمتفوقين فقط. وذلك هو النهج في أغلب دول العالم، فلكي تمنح خدمة تعليمية حقيقية وجيدة لا بد أن تحاصر الأعداد داخل الجامعات في التخصصات المختلفة من خلال عاملين: عامل التفوق، الذي يمنح الحق في المجانية، وعامل الدفع، لمن يملك رفاهية التعليم الجامعي داخل الجامعات ذات المصروفات. وعلينا ألا ننسى أن منح الحق في التعليم الجامعي لكل الحاصلين على الثانوية العامة في عهد عبدالناصر أدى إلى الإضرار بمستوى الخدمة التعليمية المقدمة أشد الضرر، بسبب الأعداد الكبيرة، وعدم قدرة الجامعات على الاستيعاب. فارق كبير بين أن تكون المجانية أداة لتحقيق الشعبية واستجلاب هتاف الجماهير، وبين أن تكون وسيلة لمنح المتميزين والمتفوقين حق الحصول على خدمة تعليمية حقيقية تؤدي إلى إفراز عناصر قادرة على إفادة المجتمع. أرجو أن يكون مفهوماً أن هذا الكلام ليس المقصود منه النيل من ثورة يوليو التي حققت الكثير للفقراء من أبناء هذا الشعب، لكن تلك هي حقائق التاريخ في ما يتعلق بمسألة مجانية التعليم». الملف الصحي وعن الملف الصحي كتب علاء غنام في «الشروق» قائلا: «أثار قرار أخير صدر من وزارة الصحة الكثير من التعليقات، أغلبها كان مزيجا من الاندهاش والاستهجان وهو ما دعا صاحب القرار إلى إلغائه في موقف يتسم بالاستجابة السريعة لتأثير وقوة الرأي العام، وقدرته على المساءلة عبر أدوات مختلفة منها آليات التواصل الاجتماعي والإعلام. والاستجابة السريعة كانت أيضا ترجع لحرج الواقع الصحي بشكل عام، وتردي مستوى الخدمات الصحية في ظل ظروف اقتصادية بالغة التوتر والحساسية. والواقع أن ردود الفعل دفعت الحكومة في المقابل إلى الإعلان عن وضع ملف الصحة على أجندة الأولويات ومتابعة تنفيذ تكليفات الرئاسة بشأن تطبيق الإجراءات الإصلاحية للقطاع الصحي، والنهوض بالخدمات الصحية المقدمة لغير القادرين من المواطنين. وقامت وزيرة الصحة بعرض ما تم من إجراءات في إطار تطبيق الإصلاح في ما يتعلق بمشروع القضاء على قوائم الانتظار وتفعيل غرفة عمليات لمواجهة الأزمة، وعمل موقع إلكتروني لتسجيل قوائم الانتظار للعمليات الجراحية العاجلة، وتوجيه بعض الحالات إلى المستشفيات، وتضمن ذلك كما أعلن عمليات القلب المفتوح والقسطرة القلبية والمفاصل والعيون وقوقعة الأذن إلى آخره. وأعلنت أن عدد الحالات على قوائم الانتظار في أول يوليو/تموز الحالي بلغت (12127 حالة عاجلة) تم إجراء اللازم لنحو (3577 حالة) وتبقى (8550 حالة) في الانتظار. كما كثفت الجهود للانتهاء من أعمال المسح والعلاج الطبي الخاص بفيروس سي وتأمين الاحتياطي الاستراتيجي من الأمصال واللقاحات والألبان الصناعية للأطفال. والواقع أن كل ما حدث في الشهر الأخير في مربع الأزمة للملف الصحي، يجعلنا نتساءل سؤالا يبدو بديهيا حول مسؤولية وضع سياسة صحية استراتيجية في اللحظة الراهنة في ظل ما أعلن عن الموافقة على قرض من البنك الدولي بقيمة 530 مليون دولار أخيرا، يهدف إلى المساعدة في ضمان حصول المواطنين على خدمات الرعاية الصحية ويأتي على رأسها المساهمة في تطبيق قانون التأمين الصحي الشامل وتدعيم الحملة القومية للمسح والعلاج الخاص بفيروس سي والأمراض الأخرى غير المعدية كالسكري وارتفاع ضغط الدم إلى آخره. وهنا نطرح أهمية وجود لجان لحقوق المرضى في مختلف أماكن تقديم الخدمة الصحية إلى جانب مبادرة قدمت للحكومة في مطلع عام 2014 لإعادة تأسيس مجلس أعلى للصحة بقرار جمهوري بناء على الحاجة الملحة لإصلاح استراتيجية المنظومة ليكون كيانا فعالا ومستداما لحوكمة النظام ويقوم ببلورة سياسات استراتيجية تهدف إلى تحقيق الإنصاف والكفاءة في الرعاية الصحية لكل المصريين بدون تمييز وتحقيق مشاركة حقيقية للمواطن المصري في صنع وتصميم السياسات العامة الصحية ومراقبة تنفيذها بشفافية ونزاهة». في ضريح عبد الناصر وقع حادث أثار استياء البعض في ضريح عبد الناصر، عندما رفض عبد الحكيم عبد الناصر نجل الزعيم جمال عبد الناصر استقبال حمدين في الصالون أو مصافحته فقال عنه طارق الشناوي في «المصري اليوم»: «لم أتعاطف سياسيا ولا فكريا مع الأستاذ حمدين صباحي، خطابه السياسي لا أستشعر أنه يجد مساحة في عقلي أو قلبي لأسباب عديدة، ليس الآن قطعا محل ذكرها ولكن عندما يرفض عبدالحكيم جمال عبدالناصر استقباله في الضريح وهو من المفروض أن يتسع لكل العشاق ولكل الأطياف، حتى من لديه آراء سلبية في الزعيم، أراه استخدام سلاح غير مشروع طبعا من حق الأستاذ عبدالحكيم أن يعلن على الملأ خلافه مع كثير ممن يعلنون انتماءهم للناصرية مؤكدا أنهم بعيدون عن مبادئ ناصر ولكن هذه نقرة وتلك نقرة». لغة الحوار كذلك كان موقف خالد منتصر في «الوطن» الذي قال: «انتقدت بشدة تحالف حزب حمدين صباحي مع الإخوان في انتخابات ما بعد يناير/كانون الثاني 2011. ويواصل كلامه، واعتبرتها من وجهة نظري سقطة تاريخية وتضحية بالاستراتيجية الفكرية من أجل التكتيكات اللحظية السياسية العابرة، لكنني في الوقت نفسه أعترض بشدة على موقف المهندس عبدالحكيم عبدالناصر، الذي رفض مصافحته واستقباله في ضريح الزعيم الراحل، وتسويقه إعلامياً على أنه إنجاز ثوري ومدعاة للفخر والتباهى، فهذا خلط للذاتي بالموضوعي، ومبالغة شديدة في الانفعالات تزيد من ضبابية رؤيتنا وتعمّق من خلافات من يقفون، أو المفروض أنهم يقفون في الخندق نفسه. فلو قابلت أنا حمدين صباحي شخصياً، رغم اختلافي معه في هذه النقطة، فسأصافحه بحرارة لأنه على الرغم من هذا الموقف الحزبي السياسي السابق، لا أستطيع وصمه بالخيانة أو أتعمد إهانته بعدم مصافحته ورفض استقباله، فأنا ضد الاغتيالات المعنوية للوطنيين، وحمدين رجل وطني، شئنا أم أبينا، أصاب وأخطأ في مسيرته السياسية، ونتفق ونختلف معه في إطار من الموضوعية، ولا نعتبر المتلفظ باسمه بمثابة القابض على الجمر، والسياسة دوماً ممارسة مليئة بالفخاخ والمطبات والألغام. وهمسة في أذن المهندس المحترم ابن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر رداً على انتقادك لحمدين صباحي بأنه يتحدث باسم الناصرية وبأنه لا يحق له هذا، أقول له ولا أنت أيضاً يحق لك احتكار الحديث باسم الناصرية، فليس معنى الوراثة البيولوجية أن تكون بالضرورة ملتصقة كالتوأم السيامي بالوراثة السياسية والفكرية والأيديولوجية، وليس معنى أنك تحمل لقب عبدالناصر الأب، الذي هو بالضرورة لقب فخر واعتزاز وقيمة كبرى، لكنها في النهاية قيمة شخصية لا تتعدى حدود القرابة، ولا تمنح حضرتك هذا الاحتكار، فمن الممكن جداً، بل ومن الطبيعي والمألوف أن يتفهم الفكر الناصري شخص من غير أبناء عائلة عبدالناصر، فإنجلز ولينين اللذان ينتميان إلى بلد آخر، وحتى محمود أمين العالم ولطفي الخولى وفيليب جلاب، الذين ينتمون لقارة أخرى كانوا ماركسيين أكثر من ابنته جيني ماركس. عزيزي المهندس المحترم عبدالحكيم عبدالناصر.. علينا أن نتدرب على لغة الحوار، وألا نجعل خلافات السياسة تصادر الإتيكيت الإنساني». السودان ومصر واهتم زملاء آخرون بقضايا عربية ففي «الأهرام» أثارت أسماء الحسيني المتخصصة في الشؤون الإفريقية العلاقة بين مصر والسودان، وقالت في مقالها الذي جاء تحت عنوان «الإعلام المفقود في مصر والسودان»: «مصر والسودان لم يتبن معظم الإعلاميين خطابا ثابتا للحفاظ على العلاقات التاريخية المشتركة وتطويرها، ويجب أن نعترف بأن هناك قصورا شديدا في وسائل الإعلام المصرية والسودانية على هذا الصعيد، وأعتقد أن هناك فقرا شديدا في المعرفة لدى المصريين بجوانب السودان وأوجهه المتعددة، وللأسف الشديد فإن إهمال الإعلام المصري ملامح الشخصية والحياة في السودان يعود إلى عقود طويلة، مع وجود بعض الاستثناءات، ومع الإشارة إلى أنه جزء من إهمال عام لمحيطنا العربي والإفريقي، وقد حان الوقت لإحداث تغيير جذري في تناول إعلامنا للشخصية والثقافة والمجتمع والتاريخ في السودان، لأن جزءا كبيرا من مشكلاتنا مع السودان ثقافية ومعرفية، وهي أكبر خطر من أي مشكلات سياسية عابرة، حيث تترسخ في وجدان السودانيين وإدراكهم وتشكل وعيهم تجاه العلاقة مع مصر، كما ينعكس أيضا هذا التناول على تعاطى المصريين مع السودان». عبد الحكيم عبد الناصر يرفض مصافحة حمدين صباحي وخلافات السياسة تصادر الأتيكيت الإنساني حسنين كروم |
سوريا مستقرة هي البديل الأفضل Posted: 25 Jul 2018 02:20 PM PDT الشمال، من شرق حدود هضبة الجولان، يجتاز أحداثًا أمنية. فالحرب الأهلية السورية التي تقترب من نهايتها، تجلب معها احتكاكًا متصاعدًا بين الجيش السوري الذي لا يوفر الوسائل، والثوار الذين يتواجد قسم كبير منهم على حدود دولة إسرائيل. مع أخذ ذلك بالحسبان، فإني لو سئلت قبل أسبوع، في ضوء تقدم قوات نظام الأسد من حدودنا، عن فرص وقوع حدث من نوع تسلل الطائرة السورية، لأشرت إلى احتمالية عالية. تستحق القوات الجوية الإسرائيلية التقدير العميق على العمل السريع والناجع، ولكن بالتوازي يجب فحص نجاعة «العصا السحرية» التي لم تعط نتائج، أمس الأول. يقترب نظام الأسد من حسم الحرب، حتى لو لم نكن نحب القاتل المقيت، ومع ذلك فإن سوريا مستقرة على حدودنا الشمالية، ولكن في الخيار بين البدائل يظل هو الأفضل. علينا أن نأخذ بالحسبان أن الوسائل القتالية السورية قديمة، وأن جيشها مستنزف من حرب طويلة، وأن المادة البشرية الموجودة لديهم بعيدة سنوات ضوء عن تلك المعروفة لنا من الجيش الإسرائيلي. ومن ثم، فإن أخطاء من النوع التي أخمن بأن تقع اليوم، لا بد ستقع. ومع ذلك، لا ينبغي لنا أن نستخف بالأمر. في الماضي، عندما كان تقديرنا بأن نظام الأسد على حافة الانهيار، عرف الجيش الإسرائيلي كيف يحتوي حالات شذوذ مشابهة. علينا أن ننقل رسالة حادة إلى الطرف الآخر بأن فترة الاحتواء انتهت. علينا أن نشدد «على كل حرف» بأن الحدود الجديدة ستصمم وفقًا لاتفاقات فصل القوات في 1974. كل شذوذ إلى داخل أراضينا يستوجب عملاً مصممًا، كذاك الذي تم حين إسقاط الطائرة القتالية السورية. بعد كل هذا مطلوب منا تفكر عميق وحذر، كي لا نتدحرج إلى معركة غير مرغوب فيها في نظر كل الأطراف: إسرائيل، سوريا وكذا روسيا. منعًا للاحتكاك الزائد، يجدر بنا أن نفحص تعزيز التنسيق بين إسرائيل وروسيا وتأثيره على منع تسللات سورية محتملة في الزمن الحقيقي. إن الموضوع الأكثر إثارة للقلق، الذي يحتاج إلى عناية سياسية وعسكرية متشددة، هو الإصرار على طلب إخراج إيران من سوريا. يمكن لاقتراح «مئة كيلومتر» أن يكون مرحلة في الحوار مع الروس، ولكن لا يمكن أن يكون أبدًا قرارًا نهائيًا. فبقاء الإيرانيين في المنطقة هو وصفة مؤكدة لعدم الاستقرار الإقليمي، الذي يمكنه أن يتدحرج إلى معركة واسعة. يجدر بنا أن نمنع ذلك. وختاما، وبنبرة متفائلة: بصفتي مقيمًا في الجليل، أدعو شعب إسرائيل إلى مواصلة الوصول إليه، ولا سيما في هذه الأيام الحارة. فمن خطط للوصول إلى هنا في رحلة عبر نهر الأردن لا يوجد ما يدعوه لأن يلغيها. الخطر موجود خلف الحدود، والأحداث الأخيرة تثبت فقط أن الجيش الإسرائيلي يقف منيعًا في حماية الشمال. ايال بن روبين ٭ عضو لجنة الخارجية والأمن ولواء احتياط معاريف 25/7/2018 سوريا مستقرة هي البديل الأفضل حتى ولو لم نكن نحب القاتل المقيت فإن مصلحة إسرائيل في بقائه صحف عبرية |
سيناتور أمريكي: نظام الملالي هو إمبراطورية شيطانية يتحكم فيها خامنئي Posted: 25 Jul 2018 02:20 PM PDT لندن ـ «القدس العربي» ووكالات: مع مواصلة المسؤولين الإيرانيين الحرب الكلامية والتهديدات بإغلاق مضيق هرمز واستهداف القوات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، صرح وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تسير بالاتجاه الخطأ. وأفادت صحيفة «هيل» الأمريكية، أن جيمس ماتيس خلال إلقائه كلمة في معهد «هوفر» للأبحاث الأمريكي في السياسة العامة الذي يقع مركزه في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا، أشار إلى أن إيران لا تزال تواصل نشاطها المزعزع للاستقرار في المنطقة، وقال إن الرئيس دونالد ترامب من خلال رسالته الموجهة إلى نظيره الإيراني حسن روحاني، على شبكة «تويتر» للتواصل الاجتماعي، أراد أن يوصل هذه الرسالة بأن إيران تسير في الاتجاه الخطأ. وفي السياق، قال السيناتور الأمريكي البارز عن الحزب الجمهوري المرشح السابق للانتخابات الرئاسية، ليندسي غراهام، إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي إمبراطورية شيطانية يتحكم فيها علي خامنئي لوحدة. وصرح «يجب علينا أن نسقط نظام الملالي من خلال دعم الشعب الإيراني». وأكد أنه لا يوجد فرق بين أجنحة النظام الإيراني، وأن المحافظين والمعتدلين والإصلاحيين يتقاسمون الأدوار فيما بينهم، وأن خامنئي لوحده يدير البلاد. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن التهديدات الصادرة عن بعض السياسيين الأمريكيين «رخيصة ولا تستحق الرد». ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عنه القول إن «الشعب الإيراني صمد أمام عناد وسوء معاملة الحكام الأمريكيين وانتهاكاتهم لعهودهم في جميع المجالات… بعض السياسيين الأمريكيين يطلقون اليوم المزيد من التصريحات العبثية التي لا أساس لها وما هي إلا تهديدات سخيفة وخاوية ورخيصة، ولا تستحق الرد عليها». وشدد على أن «التماسك والوحدة والمقاومة، هو أقوى رد على تصريحاتهم السخيفة». وصرح بأن الحكومة، وبالإضافة إلى جهودها المحلية «بدأت إجراءاتها القانونية والدولية ضد الولايات المتحدة في محكمة العدل في لاهاي، لكون العقوبات الأمريكية تتعارض مع قراراتها والتزاماتها السابقة». وكان ترامب، الذي انسحب في أيار/مايو الماضي من الاتفاق النووي الدولي المبرم مع طهران عام 2015، هدد روحاني مؤخرا بالقول: «إياك وتهديد الولايات المتحدة مرة أخرى، وإلا ستعاني من عقوبات وخيمة لم يعان منها سوى القليل عبر التاريخ». وجاء هذا بعد تهديدات أصدرها روحاني وحذر فيها ترامب من «اللعب بذيل الأسد»، وأكد فيها أن أي حرب مع إيران «ستكون أما لكل الحروب والمعارك». وتتخذ إدارة ترامب موقفا متشددا من إيران وتسعى إلى فرض المزيد من العزلة عليها. وتحذر الولايات المتحدة من أنها ستفرض عقوبات على الجهات التي تستورد النفط الإيراني بعد الرابع من تشرين ثان/نوفمبر المقبل، وهو الموعد الذي حدده ترامب لإعادة تطبيق العقوبات الأمريكية على إيران. وكان رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، قد حذّر يوم الإثنين من أن المواقع والمصالح الأمريكية في متناول قدراتهم الدفاعية العلنية والخفية، وأن هذه القوات ستتلقى رداً لا يمكن تصوره وعلى نطاق واسع جداً في المنطقة والعالم. وأشار إلى مواقف الإدارة الأمريكية الداعية للحرب وعلى قمتها رئيسها قليل الحكمة، مؤكداً أن أي تهديد وفي أي مستوى كان ضد الشعب الإيراني سيواجه برد مدمر وباعث على الندم من قبل القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية. وعلى صعيد آخر ذي صلة بالموضوع، صرح المتحدث باسم الخارجية الإيراني بهرام قاسمي، أنه على الولايات المتحدة أن تنسى للأبد التفاوض الأحادي مع إيران تحت لغة التهديد ومن منطق الغطرسة. وحسب وكالة «مهر» للأنباء التابعة لمنظمة الدعوة الإسلامية الإيرانية، أشار بهرام قاسمي أشار في تعليق على آخر تصريحات الرئيس الأمريكي الذي قدم خلالها اقتراح مفاوضات مع إيران بهدف التوصل إلى ما وصفه باتفاق حقيقي، إلى أن الشعب الإيراني شجاع ومتحضر، وكان على طول التاريخ قد رد دائماً التهديد بالتهديد والتكريم بالتكريم، وأنه لم يتوان أبداً في الدفاع عن حقوقه وحماية سيادة بلاده واستقلاله في وجه الطامعين وقوى الهيمنة. وطالب قاسمي مرة أخرى المسؤولين في إدارة ترامب، بالتخلي وإلى الأبد، عن فكرة التفاوض الأحادي مع إيران تحت لغة التهديد والاطماع ومن منطق الغطرسة، وأن لا يكرروا تجاربهم الفاشلة والبالية السابقة. وأضاف أنه يجب على أمريكا أن تعرف حجمها ومكانتها في هذا العصر، وأن تبذل جهداً أكبر لفهم مكانة إيران ودورها، مؤكداً «اليوم كما في الأمس وقبله ليست هنالك ثقة بأقوال وسلوكيات المسؤولين الأمريكيين للحوار وبالذات من الطراز الأمريكي». سيناتور أمريكي: نظام الملالي هو إمبراطورية شيطانية يتحكم فيها خامنئي روحاني: تهديدات بعض السياسيين الأمريكيين رخيصة ولا تستحق الرد محمد المذحجي |
ما حقيقة تحرر تركيا من اتفاقية لوزان عام 2023 وتمكنها من استخراج النفط والسيادة على المضائق؟ Posted: 25 Jul 2018 02:20 PM PDT إسطنبول ـ «القدس العربي»: مع حلول كل ذكرى سنوية لاتفاقية لوزان التي وقعت في الرابع والعشرين من تموز/ يوليو عام 1923بين تركيا ودول الحلفاء المنتصرة عقب الحرب العالمية الأولى تسري الكثير من التحليلات والكتابات حول وجود مدة زمنية محددة تنتهي بموجبها هذه الاتفاقية ما يعني تحرر تركيا من القيود التي فرضت عليها بموجبها. هذه التحليلات والتي تسري في السنوات الأخير على نطاق واسع بين الكتاب والمهتمين العرب بالشأن التركي إلى جانب شريحة أقل من الشارع التركي تقول إن الاتفاقية تنتهي بعد 100عام على توقيعها ما يعني انتهائها في الرابع والعشرين من يوليو/تموز عام 2023. ويحاول الكثير من أصحاب هذه النظرية التأكيد على صحة رؤيتهم كون هذا التاريخ هو نفسه الذي أعلنه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لتحقيق نقلة تاريخية في مكانة تركيا بكافة المجلات وجعل الاقتصاد التركي من بين أقوى 10اقتصادات في العالم، وهو ما بات يطلق عليه رؤية تركيا 2023. نظرية انتهاء اتفاقية لوزان عقب 100عام على توقيعها والمتداولة بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي لا يوجد لها أي أساس علمي أو قانوني أو حتى تصريحات رسمية تدعمها، ولم يسبق أن تحدث أي مسؤول تركي رسمي عن أن الاتفاقية سوف تنتهي عام 2023. وفي نص الاتفاقية المنشور على شبكة الإنترنت، لا يوجد أي بند يتحدث عن وجود تاريخ لانتهاء الاتفاقية ولا إمكانية حصول تغيير عليها بعد 100عام أو فترة زمنية أخرى، كما لا يتضمن نص اتفاقيتي «لوزان» و«مونتيرو» أي بند ينص على منع تركيا من استخراج النفط، وعلى الرغم من حديث بعض الجهات عن وجود ملاحق سرية بالاتفاقية تتضمن هذه البنود إلا أن خبراء قانونيون استبعدوا ذلك. وعملياً، وضع اردوغان2023 تاريخاً رمزياً له لتحقيق إنجازات للدولة التركية استناداً إلى أن هذا التاريخ يصادف حلول الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية على يد مصطفى كمال أتاتورك والذي تم في الثالث والعشرين من أكتوبر عام 2023 أي بعد 4 أشهر فقط من توقيع اتفاقية لوزان التي رسمت حدود الجمهورية على أنقاض الدولة العثمانية. وإلى جانب أهداف عام 2023المرتبطة بالذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية، وضع اردوغان أيضاً أهدافاً لعام 2053الذي يصادف الذكرى الـ600لفتح مدينة إسطنبول، وأهداف لعام 2071الذي يصادف الألفية الأولى لانتصار المسلمين في معركة «ملاذكرد». وفيما يتعلق بأن الاتفاقية تمنع تركيا من استخراج النفط والموارد الطبيعية حتى عام 2023، لم يسبق أن دعم أي مسؤول تركي هذا الطرح، ويقول خبراء أتراك إن ما يمنع الحكومة التركية من العمل على محاولة استخراج النفط هو سببان أساسيان أن البلاد ليست غنية كثيراً بالنفط، وأن الاقتصاد التركي لا يتحمل في الوقت الحالي تكاليف البحث ومحاولة استخراج النفط الباهظة جداً. وما ينسف هذا الطرح أيضاَ، أن تركيا كثفت مساعيها في السنوات الماضية من أجل العمل على التنقيب عن النفط في الأراضي التركية وعن الغاز الطبيعي في سواحلها، دون أن تصل إلى اكتشافات كبيرة حتى الآن. في السياق نفسه يقول أصحاب النظرية السابقة، إن انتهاء الاتفاقية في عام 2023سوف يشمل انتهاء العمل بالنظام الحالي بالمضائق في تركيا، لا سيما مضيف البوسفور الاستراتيجي الذي يربط البحر المتوسط بالبحر الأسود ويعتبر أبرز الممرات المائية في العالم، وبالتالي سوف تتمكن تركيا من فرض رسوم مالية عالية على مرور السفن من المضيق كون الاتفاقية تمنع تركيا من التحكم فيها أو تحصيل رسوم مرور وتكتفي بتحصيل رسوم تنظيم عملية المرور وهي مبالغ مالية رمزية لا تشكل أي إضافة لخزينة الدولة. ويمكن الرد على هذا الطرح من جانبين أساسين، وهما أولا، أن الممرات المائية تحكمها بشكل مباشر «اتفاقية مونتيرو» التي وقعت عام 1937عقب مفاوضات استمرت لـ13عاماً بعد توقيع اتفاقية «لوزان»، ولا يوجد بها أي تاريخ انتهاء. ثانياً، يتعارض ذلك مع مساعي الرئيس التركي لوضع حجر الأساس هذا العام لمشروع شق «قناة إسطنبول» وهي قناة مائية على غرار مضيق البوسفور تهدف إلى تقليل الضغط عن المضيق وجني عائدات مالية عالية، ويقول مراقبون إنه لو كان هناك تاريخ لانتهاء العمل باتفاقية لوزان أو مونتيرو لما توجه اردوغان لهذا المشروع الذي سوف يكلف الدولة عشرات المليارات. وفي حديث خاص غير موجه للإعلام قال مسؤولون أتراك إنه لا يوجد أي تاريخ لانتهاء الاتفاقيات الدولية ومنها اتفاقيتي «روزان» ومونتيرو» وإن رؤية اردوغان تقوم على تعزيز مكانة تركيا وقوتها واستقلاليتها من حيث القوة الدفاعية والاقتصادية والسياسية، معتبراً أن هي الخطوة الأولى على طريق التحرر من الاتفاقيات الدولية، قائلاً: «الدولة القوية يمكن أن تلغي الاتفاقيات من جانب واحد، وعندما تصل تركيا إلى هذه المرحلة ربنا تلجأ إلى القيام بذلك». وانتقد اردوغان في الكثير من المناسبات اتفاقية لوزان التي اعتبر أنها ظالمة ومجحفة بحق تركيا لا سيما فيما يتعلق بالجزر اليونانية، وهو ما أثار مخاوف يونانية وغربية بشكل عام من توجهات الرئيس التركي المستقبلية. ما حقيقة تحرر تركيا من اتفاقية لوزان عام 2023 وتمكنها من استخراج النفط والسيادة على المضائق؟ تركيز اردوغان على العام يتيح الفرصة للتكهنات إسماعيل جمال |
رئاسة «الأونروا» تصم آذانها وتقر سياسة الفصل ووقف برنامج الطوارىء.. والموظفون واللاجئون يهددون Posted: 25 Jul 2018 02:19 PM PDT غزة – «القدس العربي»: لم تكترث رئاسة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» بالاحتجاجات القائمة حاليا، رفضا لسياسة التقليصات، رغم استمرار اعتصام مئات الموظفين لليوم الثالث داخل المقر الرئيسي، وبعثت برسائل تفيد باستغنائها عن الموظفين العاملين في «برنامج الطوارىء»، وهو ما من شأنه أن يدفع الأمور نحو التأزيم بشكل أكبر، ليصل إلى حد وقف الموظفين لكامل الخدمات المقدمة للاجئين بعد ثلاثة أسابيع. ورسميا تلقى يوم أمس نحو 1000 موظف من العاملين على «برنامج الطوارئ» في غزة، رسائل من «الأونروا» حسب الموعد المحدد سابقا، تفيد بإلغاء هذا البرنامج كليا، من خلال الاستغناء الكامل عن 13٪ من الموظفين وتحويل ما نسبته 57٪ إلى دوام جزئي حتى نهاية العام، وتحويل الباقين للعمل في برامج أخرى. وتحمل هذه الخطوة إلغاء برنامج كامل يقدم خدمات للاجئين، دلالات كبيرة على مخططات «الأونروا» المقبلة، بوقف أو تقليص خدمات كثيرة لقطاعات اللاجئين الفلسطينيين المقدر عددهم بنحو ستة ملايين، في مناطق العمليات الخمس، وهي قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان، وترجع رئاسة «الأونروا» السبب في ذلك إلى تفاقم الأزمة المالية التي تعاني منها موازنتها العامة. وجاءت قرارات الفصل وتحويل العمل من كامل إلى جزئي، بالرغم من الاحتجاجات المستمرة ضد هذه السياسة من قبل موظفي «الأونروا» الذين يعتصم المئات من العاملين في «برنامج الطوارىء» منذ ثلاثة أيام، في داخل المقر الرئيسي، واحتجزوا مدير العمليات في غزة ماتياس شمالي في مكتبه، قبل أن يخرج برفقة قوة من الشرطة. موظف حاول الانتحار وفور وصول الرسائل التي تفيد بالاستغناء عن مئات الموظفين، أصيب الكثير منهم بحالات إغماء أمام مقر «الأونروا» الرئيس، حيث يتواصل هناك الاحتجاج، فيما حاول أحدهم الانتحار، قبل أن يوقفه رفاقه، حسب ما أكد معتصمون من داخل المقر الرئيسي، في الوقت الذي تصاعدت فيه حالة الغضب الشديد في صفوف الموظفين الذين هتفوا ضد القرارات. وأكد رئيس اتحاد موظفي «الأونروا» في غزة، أمير المسحال قرار الاستغناء الكامل عن 125 موظفًا، لافتا إلى أن بقية الموظفين سيتم بموجب قرارات «الأونروا» تغيير عقود عملهم بدوام جزئي حتى نهاية العام الحالي. وشدد على أن الاتحاد أرسل عقب تلك الخطوة، رسالة خطية لمدير عمليات الوكالة في غزة ماتيس شمالي تفيد بـ «بدء «نزاع عمل»، لممارسة الأعمال النقابية التي تتضمن إغلاق مقار «الأونروا» ليوم أو يومين، وصولاً إلى الإضراب الشامل بعد 21 يوما». ومن أجل سد العجز المالي، كان اتحاد الموظفين قد قدم اقتراحا بالتبرع بيوم عمل كامل لصالح موظفي «برنامج الطوارئ» ضمن خطة ترتكز على تقنين رواتب كبار الموظفين، وتقليص نفقات الوقود، غير أنه جرى رفضها من رئاسة «الأونروا». يشار إلى أن «الأونروا» تعاني حاليا من عجز مالي قدره 217 مليون دولار، بعد أن جرى تقليص العجز إلى النصف تقريبا، حيث بلغ مطلع العام نحو 450 مليون، ويعود السبب في ذلك إلى امتناع الإدارة الأمريكية أكبر المانحين لهذه الوكالة عن دفع ما عليها من مستحقات سنوية قدرها 350 مليون دولار، والاكتفاء فقط بدفع 65 مليونا. ومن المقرر أن يستمر الاعتصام الذي بدأه مئات الموظفين خلال الأيام المقبلة، داخل المقر الرئيس لـ «الأونروا» وصولا إلى الإضراب الشامل عن العمل الذي لوح به رئيس الاتحاد. تواصل الاحتجاجات وفي سياق تواصل الاحتجاجات الشعبية على قرارات تقليص الخدمات وإنهاء عقود موظفين، نظمت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة، اعتصاما نسويا امام مقر «الأونروا»، وحذرت إحدى المشاركات في كلمة ألقيت هناك من اللجوء إلى سياسة التقليص، وتحميل اللاجئين عبء العجز المالي، أو المساس بـ «الأمن الوظيفي» للاجئين، وتعهدت بالاستمرار في الاحتجاجات حتى التراجع عن قرارات الفصل. وطالبت بتحويل ميزانية «الأونروا» لتكون تابعة للأمم المتحدة، وعدم إخضاعها لتكون للتبرعات، وشددت على التمسك بقرار حق عودة اللاجئين لديارهم التي هجروا منها. وأعلنت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة، الإضراب الشامل في جميع مؤسسات «الأونروا» في قطاع غزة اليوم الخميس، في ضوء عدم التوصل إلى أي نتائج مع إدارة الوكالة التي تصر على إلغاء عقود وفصل مئات الموظفين. ودعت جميع العاملين في مؤسسات «الأونروا» للمشاركة في الإضراب لتوجيه رسائل ضاغطة على إدارة هذه المنظمة الدولية، للتراجع عن قراراتها التي تحاول فيها القضم المتدرج والسريع للخدمات، وقالت إن هناك متابعات ولقاءات واتصالات مكثفة مع كل المعنيين «من أجل وقف حالة التغّول على الموظفين». وأكدت أنها ستواصل لقاءاتها الوطنية بمشاركة كافة القوى ولجان اللاجئين واتحاد الموظفين وأولياء الأمور والموظفين المعنيين من أجل وضع برنامج فعاليات ضخمة ومتدرجة ضد إجراءات إدارة «الأونروا». وبعد قرار «الأونروا» إلغاء «برنامج الطوارئ» الذي يشمل تقديم خدمات من خلال موظفيه في برامج التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية، باتت هناك خشية كبيرة على إعلان هذه المنظمة تأجيل انطلاق العام الدراسي الجديد كما هو مخطط الشهر المقبل، وهو ما من شأنه أن يمنع نصف مليون طفل لاجئ من حقوقهم في التعليم، ويهدد مستقبل 12 ألف موظف. وكان العديد من الجهات الفلسطينية الرسمية والفصائلية واتحاد موظفي «الأونروا» قد حذروا في وقت سابق، من انتهاج هذه المنظمة الدولية أي تقليصات لمعالجة الأزمة المالية. وقال رئيس تجمع النقابات المهنية سهيل الهندي، قبل صدور القرار الجديد إنه في حال استمر مخطط «الأونروا» القاضي بإعفاء الموظفين على «برنامج الطوارئ» سيكون بمثابة «صب للبنزين على النار». رئاسة «الأونروا» تصم آذانها وتقر سياسة الفصل ووقف برنامج الطوارىء.. والموظفون واللاجئون يهددون محاولة انتحار وإغماءات بين الموظفين وإضراب شامل اليوم في كافة المرافق أشرف الهور: |
إسرائيل تستعد لـ «مسيرات العودة» غداً وتواصل تشديد الحصار والأمم المتحدة تطالب بعدم السماح باندلاع حرب جديدة Posted: 25 Jul 2018 02:19 PM PDT غزة – «القدس العربي»: استعدادا للأحداث المرتقبة في «مخيمات العودة الخمسة» المقامة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، نفذ جيش الاحتلال عملية توغل برية، في الوقت الذي واصل فيه إجراءات تشديد الحصار على القطاع، والمستمرة منذ أسبوعين. ودخلت عدة آليات عسكرية وجرافات في منطقة حدودية تقع إلى الشرق من مدينة غزة، وتحديدا قرب «مخيم العودة»، وشرعت بأعمال تسوية وتجريف قرب السياج الأمني، وذلك بغطاء من الطائرات الاستطلاعية التي كانت تحلق في سماء المكان. وتأتي عملية التوغل في ظل استعدادات جيش الاحتلال للمواجهات التي تندلع بالعادة مساء كل يوم جمعة، ضمن المشاركات الجماهيرية الواسعة في فعاليات «مسيرة العودة»، حيث تقوم تلك القوات في أغلب الأحيان، بوضع أسلاك شائكة، لمنع وصول المتظاهرين إلى مناطق قريبة من السياح الفاصل. إلى ذلك واصلت سلطات الاحتلال إجراءات تشديد الحصار على سكان غزة، التي بدأت بفرضها قبل أسبوعين، وسمحت فقط بدخول الوقود، دون أن ترفع هذه الإجراءات بشكل كامل. وتتذرع إسرائيل بأن الأمر مرده استمرار فعاليات «مسيرة العودة»، وكذلك استمرار عمليات إطلاق «الطائرات والبالونات الحارقة»، تجاه أراضيها القريبة من الحدود. واعتقلت قوات الاحتلال تاجرا فلسطينيا من غزة، لدى مروره عبر معبر بيت حانون «إيرز»، شمال القطاع، وذلك ضمن خطوات بدأتها منذ أشهر شملت التضييق على حركة التجارة من وإلى القطاع. وكان وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، قد نشر رسالة مصورة، على موقع منسق أعمال حكومته في الأراضي الفلسطينية، موجهة الى أهل قطاع غزة، واستغلها للتحريض على حركة حماس. وجاء في رسالته «أنصح سكان قطاع غزة أن يأخذوا هم المسؤولية عن مستقبلهم، وأن يقولوا للقيادة المتطرفة كفى». وزعم أن إسرائيل تستطيع توفير 60 ألف عمل بشكل فوري لسكان غزة، لكنه قال «هذا الأمر يتطلب قرارا حاسما والكرة في ملعبكم». كما زعم ليبرمان أن إسرائيل من الممكن أن تكون «شريكا ممتازا» لسكان غزة، وأنه من الممكن أن تحول قطاع غزة إلى «سنغافورة الشرق الأوسط». لكنه اشترط من أجل ذلك «الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود في سلام ونزع السلاح في قطاع غزة، وتسوية مسألة الاأسرى والمفقودين». وطالب ليبرمان سكان غزة ضمن رسالته التحريضية على حماس بـ «الاختيار بين الفقر والبطالة أو العمل والرزق»، وقال مخاطبا «إذا لم تكن قيادتكم مستعدة لهذا، بدلوا القيادة». وجاءت رسالة ليبرمان على وقع تحركات المبعوث الأممي للشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، بين تل أبيب وغزة، بهدف العمل على استمرار الهدوء على الحدود، ومنع تكرار ما حدث يوم الجمعة الماضي، إذ كادت الأمور أن تصل لحد الدخول في مواجهة عسكرية شاملة. وكان في وقت سابق من أول من أمس قد التقى برئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، بعد لقائه في إسرائيل برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. إلى ذلك نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» وقائع ما حدث في جلسة اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، التي عقدت في نيويورك. وأشارت إلى أن السفراء في الأمم المتحدة، أدانوا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وطالبوا بوقفه فورا وثمنوا الجهود المصرية وجهود الأمين العام للأمم المتحدة في هذا الشأن، وأعربوا عن أملهم في أن يلبي تقرير الأمين العام بشأن الحماية للسكان المدنيين الفلسطينيين الاحتياجات الفلسطينية الضرورية في هذا الجانب. يشار إلى أن مجلس الأمن عقد هو الآخر جلسة لمناقشة الأوضاع في المناطق الفلسطينية، وتخللتها كلمة عبر الربط التلفزيوني لميلادينوف، شدد فيها على ضرورة عدم السماح باندلاع حرب في قطاع غزة. وقال إن الأمم المتحدة تعمل على توفير المساعدات الإنسانية للقطاع، وشدد على ضرورة «معالجة القضايا الإنسانية في غزة»، وحل الأزمة الإنسانية، ودعم عملية المصالحة الفلسطينية الداخلية والمضي في تحسين البنى التحتية في قطاع غزة. وقال إن عملية خلق فرص عمل تعد أساسيا في قطاع غزة، وطالب بتمويل المساعدات الإنسانية. وأضاف أن عمل الأمم المتحدة منصب على توحيد غزة والضفة الغربية تحت مظلة حكومة ديمقراطية، مضيفا «تحقيق ذلك يعني تفادي التصعيد والتخفيف من معاناة السكان ورفع القيود المفروضة عليهم». إسرائيل تستعد لـ «مسيرات العودة» غداً وتواصل تشديد الحصار والأمم المتحدة تطالب بعدم السماح باندلاع حرب جديدة ليبرمان وجه رسالة تحريضية ضد حماس وزعم قدرته على تحويل غزة لـ«سنغافورة» |
الأحمد: لا حوارات جديدة مع حماس وردنا على المقترحات المصرية الأسبوع المقبل وسيكون إيجابيا Posted: 25 Jul 2018 02:19 PM PDT غزة – «القدس العربي»: قال عزام الأحمد رئيس وفد حركة فتح في حوارات المصالحة، إنه لن تكون هناك لقاءات حاليا بين حركته وحركة حماس، وإنه سيسلم رد فتح على «المقترحات» المصرية الجديدة لتطبيق اتفاق المصالحة الأسبوع المقبل، مؤكدا أن الرد سيكون إيجابيا. وأضاف في مقابلة مع التلفزيون الفلسطيني الرسمي، أن ما قدمته مصر مؤخرا لفتح وحماس، هي «مسودة اقتراحات»، وأن ذلك أبلغ به بشكل رسمي من قبل رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، وأنه تسلمها من أجل دراستها والرد عليها. وكان الأحمد يرد على حماس، التي قالت إن الورقة المصرية المقدمة هي وثيقة جديدة للحل، وإن مصر طلبت الرد بالموافقة او بعدمها عليها. وأشار إلى أنه كان قد تناقش مع المسؤولين المصريين في نقطتين تضمنتهما المقترحات الجديدة، وأن مدير المخابرات أبلغه حقه في ذلك، وطلب منه «ردا كاملا». وأضاف «جهزنا الرد كاملا على المقترحات المصرية بشكل مقتضب». وتابع «بداية الأسبوع المقبل سنذهب ونسلم ردنا الرسمي، ولن يكون إلا إيجابيا»، مؤكدا على موقف حركة فتح القائم على ضرورة إنهاء الانقسام. واتهم الأحمد قيادة حماس بالعمل على «وضع عراقيل» أمام الجهود المصرية الجديدة لإنهاء الانقسام، ونفى صحة ما نشر أخيرا حول ورقة المقترحات المصرية، وخاصة حول ملف الجباية ودفع رواتب الموظفين الأمنيين، وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال إنه اتصل بالمسؤولين المصريين المشرفين على ملف المصالحة، بعد تصريحات قيادات من حماس حول المقترحات المقدمة، وإنه أكد أن ذلك يهدد بـ «تشويه الحقائق»، لمنع استكمال جهود مصر لإتمام المصالحة. وأشار إلى أن حركة فتح لا تريد حوارات أو اتفاقات أو رعاية جديدة للمصالحة، وقال «لن تكون اجتماعات مع حماس الآن، نحن نحاور مصر وهي حماس تحاور مصر، لا نريد اتفاقيات أو حوارات جديدة، نحن نريد تنفيذ ما تم الاتفاق عليه». وأكد أنه في حال تمت الجهود المصرية الحالية وفق ما هو مخطط لها، سيعقد مؤتمر صحافي في القاهرة، للإعلان عن العودة لتنفيذ اتفاق المصالحة من حيث توقف. وشدد عضو اللجنة المركزية لفتح على ضرورة البدء في تطبيق بنود المصالحة المتفق عليها، من حيث انتهت في مارس/ آذار الماضي، عندما وقعت عملية تفجير موكب رئيس الحكومة ومدير المخابرات في شمال غزة. وأوضح الأحمد أنه عرض في وقت سابق على المسؤولين المصريين تقرير «لجنة غزة» المشكلة من قبل المجلس الوطني، الخاصة بإنهاء الانقسام، وأكد على تمسك فتح باتفاق المصالحة الوحيد الموقع في أيار/ مايو من عام 2011، مشيرا إلى أن كل ما تلا ذلك الاتفاقيات كان عبارة عن تفاهمات وآخرها اتفاق 12 اكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، الذي ينص على تسلم الحكومة كامل المهام في غزة. وفي السياق أشاد الأحمد بمدير المخابرات المصرية، وبفريق العمل الجديد في الملف الفلسطيني، وقال إنه يدير الملف بـ «أسلوب جديد وحرارة جديدة، وطريقة عمل جديدة لم أشهدها سابقا»، لافتا إلى أنه أبلغ من قبل مدير الجهاز أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتابع شخصيا ملف المصالحة، وأنه طلب بحل الملف نهائيا. وأكد أن مصر شددت خلال اللقاءات السابقة على رفضها لمخططات «صفقة القرن»، وأنها أكدت محاربتها لأي محاولة من أي جهة تريد إقامة دولة في غزة ، وحددت دعمها لقرارات الشرعية الدولية. وفي السياق، وجه الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأسير أحمد سعدات، رسائل عدة بخصوص المصالحة، في ظل التحركات المصرية الجديدة. وعبر في تصريح صحافي تلقت «القدس العربي» نسخة منه، عن أمله في أن تلتقط حركة فتح الفرصة التي فتحتها الورقة المصرية الأخيرة، وأن يبادر الرئيس محمود عباس بوصفه رئيساً للجنة التنفيذية والسلطة الوطنية الى «الدعوة لحوار وطني شامل لنقاش وإقرار ما طرحته من حلول عملية للقضايا المباشرة والمعلقة، وإعادة تفعيل اللجان المكلفة بمتابعة هذا الملف». وأكد سعدات الحاجة إلى «تحصين الوضع الداخلي» لإنهاء ملف الانقسام الأسود، وتحقيق الوحدة الشعبية والوطنية الديمقراطية في إطار منظمة التحرير، وتعزيز دورها كممثل شرعي ووحيد لشعبنا بكل ألوان طيفه السياسي والاجتماعي وفي كل أماكن وجوده. ودعا لتفعيل الإطار القيادي المؤقت للمنظمة لإنجاز ملف إعادة بنائها وإقرار النظام الانتخابي، كما طالب سعدات قيادة حركة فتح والسلطة بالإعلان عن «وقف كل الإجراءات العقابية، التي اتُخذت ضد أهلنا في قطاع غزة»، وإعادة الأمور إلى منطقها السائد الذي يجمع بين رفض «صفقة القرن» وتوحيد برنامج وأدوات مواجهتها وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني. الأحمد: لا حوارات جديدة مع حماس وردنا على المقترحات المصرية الأسبوع المقبل وسيكون إيجابيا |
استعدادات لتظاهرات موحدة غداً… والإفراج عن 176 ناشطا عراقياً Posted: 25 Jul 2018 02:18 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: خرج المئات من سكان مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار، أمس الأربعاء، في تظاهرة حاشدة احتجاجا على الأوضاع الخدمية السيئة في المحافظة، مطالبين بإقالة المحافظ ومجلس المحافظة. وقال عضو مجلس محافظة، ذي قار، شهيد الغالبي، في تصريحالت إعلامية: إن «المئات من أهالي الناصرية يخرجون يومياً في تظاهرات تطالب بإقالة محافظ ذي قار وحل مجلس المحافظة». وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو، يظهر المئات من المحتجين وهم متجمعون أمام مجلس محافظة ذي قار. وردد المتظاهرون هتافات تطالب بتوفير الخدمات الاساسية ومنها الكهرباء والماء وتوفير فرص العمل. في السياق، تستعد التنسيقيات الجماهيرية في بغداد والمحافظات الجنوبية والوسطى، للخروج بتظاهرات موحدة يوم الجمعة المقبل. وسميت التظاهرة المقبلة بـ«جمعة الحقوق»، حيث يجري التنسيق بين متظاهري العاصمة بغداد والمحافظات الجنوبية وكذلك محافظات الفرات الأوسط. وقال الناشط من محافظة البصرة علي الأسدي، في تصريحات صحافية : «نعمل بالتنسيق مع المحافظات الأخرى لتوحيد تظاهراتنا ومطالبنا، ولسنا بعيدين عن كل ما يجري في بغداد وبقية المحافظات». وأضاف: «نعمل أيضا على خلق علاقة إيجابية مع القوات الأمنية لمنع أي احتكاك يؤدي فيما بعد إلى تصادم وسقوط ضحايا من الطرفين». إلى ذلك، أعلنت المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان، الإفراج عن 176 ناشطا، جرى توقيفهم خلال الاحتجاجات. وقالت المفوضية (مرتبطة بالبرلمان تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان)، في بيان إن «السلطات القضائية في محافظة واسط (جنوب) أفرجت عن جميع المعتقلين على خلفية الاحتجاجات الشعبية في المحافظة». وأوضحت أن عدد المتظاهرين الذين اعتقلوا في واسط بلغ 176 متظاهرا. وأشارت أن 18 منهم أفرج عنهم بشكل نهائي، أما الـ158 الآخرين أفرج عنهم بكفالات. وذكرت أن أغلب المعتقلين لم يحتجزوا أكثر من 48 ساعة. ولفتت إلى وجود شكاوى ضد متظاهرين بسبب التعدي على مركبات الشرطة ورجال الأمن. والجمعة الماضية، أعلنت المفوضية عن إفراج السلطات العراقية عن 336 ناشطا أوقفوا خلال احتجاجات الجنوب في محافظات النجف والمثنى وميسان. وشهدت محافظات وسط وجنوبي العراق، ذات الأكثرية الشيعية، احتجاجات شعبية واسعة على مدى أكثر من أسبوعين بدءا من 9 تموز/يوليو الجاري، طالبت بتوفير الخدمات العامة وفرص العمل ومحاربة الفساد. وتخللت الاحتجاجات أعمال عنف وإحراق ممتلكات عامة ومكاتب أحزاب، خلفت 13 قتيلا فضلا مئات المصابين من قوات الأمن والمتظاهرين، حسب أرقام مفوضية حقوق الإنسان. لكن وتيرة الاحتجاجات خفت إلى درجة كبيرة منذ مطلع الأسبوع الجاري. وتقول الحكومة العراقية إن «مخربين» يستغلون الاحتجاجات لاستهداف الممتلكات العامة، متوعدةً بالتصدي لهم. كما تشير إلى أنها تتبع القانون فيما يتعلق بأي توقيفات بشكل عام، دون الإعلان عن توقيف أحد على خلفية تلك المظاهرات. ومنذ سنوات طويلة يحتج العراقيون على سوء الخدمات العامة والفساد المستشري في بلد يتلقى سنويًا عشرات مليارات الدولارات من بيع النفط. استعدادات لتظاهرات موحدة غداً… والإفراج عن 176 ناشطا عراقياً المئات في ذي قار طالبوا بإقالة المحافظ وتوفير الخدمات |
يشنون هجوما على محافظة السويداء لتخفيف الضغط عن «جيش خالد» في ريف درعا الغربي Posted: 25 Jul 2018 02:18 PM PDT إسطنبول – «القدس العربي»: الهجوم المباغت الذي شنه تنظيم «الدولة» من محورين على ريف السويداء، استهدف قريتي السويمرة والمتونة في الريف الشمالي الغربي، وقد تصدى له مقاتلو القرى الدرزية وأرجعوا التنظيم من حيث انطلق في منطقة اللجاة الوعرة، المحور الثاني كان في الريف الشمالي الشرقي وهو الأكبر، واستهدف قرى عراجة والشريحي والشبكي ورامي وغيضة حمايل ودوما وطربا والكسيب والمتونة ولاهثة وسويمرة. وتمكن التنظيم من اقتحام الشريحي والشبكي وغيضة حمايل لساعات قبل هجوم مضاد. وبسبب تمركز التنظيم في تلة مشرفة على بلدة الكسيب وهي تل بصير فإن المعارك تواصلت لساعات، وحوصرت بلدة رامي المجاورة قبل تعرض التنظيم لقصف مدفعي من النظام وهجوم القوى المحلية من أبناء القرى. التنظيم انطلق من معاقل صحراوية يسيطر عليها منذ شهور في بادية السويداء، تمتد من تلال الصفا شرقاً حتى مدرسة العورة غرباً ومن منطقة الكراع جنوباً حتى تلول ثليوث ومحيط تل دكوة في الشمال الشرق. وتقدر أعداد التنظيم بنحو 500 عنصر مع عائلاتهم، بضمنهم عناصر التنظيم الذين كانوا في مخيم اليرموك والحجر الأسود. كما يتواجد في منطقة في البادية تسمى الوعر وهي مكان وعر، ويتواجد في سد الزلف والرحبة وهي مناطق مناسبة للتخفي وشن عمليات ضد قوات النظام كما يسيطر على مناطق في شرق السويداء قرب قرى اصفر والمشيرفة وعليا. وتشير مصادر في فصائل جنوب دمشق مقربة من التنظيم تحدثت إليهم «القدس العربي»، إلى أن الهجوم يهدف بالدرجة الأولى لتخفيف الضغط عن الجيب الأخير المتبقي لتنظيم «الدولة» في سوريا، حيث «جيش خالد» في ريف درعا الغربي، الذي يتعرض لحصار قوات النظام بعد تصفية باقي مناطق المعارضة في درعا، وقد اشترك في تنفيذ الهجوم بقايا تنظيم «الدولة» في مخيم اليرموك الذي سبق وأن انسحبوا من المخيم ومنطقة الحجر الأسود نحو بادية السويداء. وهؤلاء يشترك جزء كبير منهم بصلات قرابة مع مقاتلي «جيش خالد» في ريف درعا الغربي، كونهم من عشائر الجولان النازحة، حسب قحطان الدمشقي، وهو قيادي معارض سابق في جنوب دمشق، الذي يرى أن أكثر المواقع تحصينا للتنظيم في ريف السويداء، هو جيب بادية السويداء، فهو منطقة صحرواية صخرية يمكن التحصن بها عكس البادية السورية بالعمق ذات الطبيعة السهلية والرملية. ويضيف الدمشقي لـ «القدس العربي» قوله إن «الهجوم لن يتطور إلى هجوم سيطرة إنما هو استنزاف وذلك لتخفيف الضغط عن جيش خالد الذي يتعرض لحملة قصف بري وجوي عنيفة من النظام، كما التنظيم يدرك أن الوجهة التالية للنظام بعد ريف درعا الغربي هي معاقل التنظيم الصحراوية في بادية السويداء، وما ساعد التنظيم على تنفيذ هذا الهجوم هو الخبرة القتالية التي اكتسبها مقاتلو مخيم اليرموك والحجر الأسود، الجولانيون في معظمهم». وحسب الانباء فان اكثر ضحايا هجوم التنظيم كانوا من مقاتلي ميليشيا «نسور الزوبعة» وهي الجناح العسكري للحزب السوري القومي الاجتماعي ، الذين يتشكلون في اغلبهم من قرى الدروز في السويداء ، كما قتل العشرات من المدنيين الذين استهدفهم التنظيم داخل مدينة السويداء، عبر انتحاريين و»انغماسيين» باحزمة ناسفة، ويقول مطلعون الهجمات والاشتباكات قد تستمر في الايام المقبلة في بادية السويداء تزامنا مع هجوم النظام على مناطق جيش خالد. يشنون هجوما على محافظة السويداء لتخفيف الضغط عن «جيش خالد» في ريف درعا الغربي عناصر تنظيم «الدولة» المنسحبون من مخيم اليرموك وائل عصام |
أكثر من 220 قتيلا حصيلة الهجوم Posted: 25 Jul 2018 02:17 PM PDT دمشق – «القدس العربي»: شن تنظيم «الدولة» أمس الأربعاء هجمات على محافظة السويداء جنوب سوريا بينها عمليتان انتحاريتان ما أدى إلى وقوع أكثر من 220 قتيلا، وقرابة 200 جريح، وفق ما أعلنت مديرية صحة المحافظة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 30 عنصراً من تنظيم الدولة قتلوا بينهم أربعة انتحاريين، فجروا أنفسهم بأحزمة ناسفة، خلال الاشتباكات مع قوات النظام السوري في محافظة السويداء، في حين قتل 67 من أبناء القرى والبلدات في ريف المحافظة، أثناء محاولتهم صد الهجوم. المرصد، أشار إلى تمكن المسلحين من الأهالي من معاودة التقدم واستعادة السيطرة على عدد من القرى والمواقع التي خسروها في هذا الهجوم، فيما تسود حالة من التوتر في المدينة والقرى المتصلة مع باديتها، من تصاعد الهجوم من قبل التنظيم، وعدم تمكن قوات النظام من معاودة السيطرة عليها، حيث تترافق عمليات الاشتباك مع قصف استهداف مناطق تواجد التنظيم في ريف السويداء. هجوم تنظيم «الدولة الإسلامية»، المباغت، والذي امتد على جبهة بطول نحو 20 كلم في ريفي السويداء الشرقي والشمالي الشرقي، يعتبر أعنف هجوم تشهده محافظة السويداء من اندلاع الثورة السورية. وذكرت صفحة «السويداء 24»، بأن قتلى تنظيم «الدولة» في السويداء، يحمل عدداً منهم هويات شخصية تثبت أنهم من مخيم اليرموك جنوب العاصمة، والذين نقلتهم قوات النظام السوري وروسيا بحافلات وشاحنات إلى بادية السويداء قبل أشهر، ثم هاجمهم النظام السوري، وانسحب من البادية، تاركاً الريف الشرقي للمحافظة في خط المواجهة الأول مع التنظيم، وفق المصدر. وهاجم تنظيم «الدولة» عبر أربعة انتحاريين مناطق متفرقة داخل مدينة السويداء، وهي منطقة المسلخ وبالقرب من سوق الخضار ودوار المشنقة ودوار النجمة، مما أدى إلى ارتفاع أعداد القتلى والجرحى، بينما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، أن قوات النظام تمكنت من قتل اثنين من المهاجمين الانتحاريين «قبل تفجير نفسيهما». كما قالت «الإخبارية» التابعة للنظام السوري، إن «التفجيرات داخل مدينة السويداء، تزامنت مع هجوم عنيف للتنظيم على قرى «المتونة ودوما وتيما» في ريف السويداء الشرقي والشمالي الشرقي أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، فيما تتصدى وحدات من الجيش لمحاولات تسلل عناصر إضافيين من التنظيم إلى هذه القرى». تباينت التصريحات الإعلامية بين النظام السوري وأهالي السويداء، حول الجهة العسكرية التي تصدت لهجمات التنظيم، إذ قال الإعلام السوري الرسمي، بأن قوات النظام هي من تصدت للتنظيم، وأجبرته على إخلاء المناطق التي تقدمت إليها. أما روسيا، فقد استغلت بدروها، الموقف لصالحها، مشيرة إلى إن تنظيم «الدولة» هاجم السويداء انطلاقاً من مواقعه في منطقة «التنف» شرقي سوريا، حيث تسيطر وتنتشر القوات الأمريكية. في حين أكد الإعلام المحلي في المحافظة بأن حركة «رجال الكرامة» بمساعدة الأهالي الذين حملوا بنادق الصيد هم من أوقفوا تقدم التنظيم وأجبروه على التراجع، وبأن الحركة تكبدت خسائر في صفوف قياداتها وعناصر الذين شاركوا في الدفاع عن بلداتهم وقراهم. الناشط الإعلامي ميلاد خليل أوضح لـ «القدس العربي» أن الجهات التي تصدت لهجمات تنظيم «الدولة» في المحافظة، هي «الدفاع الوطني» التابع للنظام السوري، وفصائل محلية من أبناء الطائفة الدرزية، لافتا إلى ان «تنظيم الدولة نقله النظام السوري بإشراف روسي منذ ثلاثة أشهر من جنوب دمشق إلى شرقي السويداء للدفع بهم إلى هذه المحافظة الآمنة وقت الحاجة». وتعد السويداء، الواقعة على مسافة 128 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من العاصمة دمشق، أهم مركز سكني للأقلية الدرزية في سوريا، وتعتبر آخر مرة تعرضت فيه لهجوم من هذا الحجم كان في نوفمبر/تشرين الثاني 2013 حيث تعرض فرع المخابرات الجوية في المدينة لتفجير بسيارة مفخخة ما أسفر عن مقتل ثمانية من قوات النظام، في مقدمتهم رئيس الفرع ونائبه. وأدان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، هجوم تنظيم «الدولة» ووصفه بالإجرامي الذي استهدف مدنيين في السويداء امس من خلال سلسلة من التفجيرات وإطلاق النار، مما خلف عشرات القتلى والمصابين. واكد الائتلاف «مسؤولية قوات النظام تجاه تمكّن تنظيم الدولة من تنفيذ هذه العمليات الإجرامية، وذلك بالنظر إلى تمكُّن المهاجمين من قطع مسافات طويلة، وتجاوز حواجز عدة، والدخول إلى المدينة لارتكاب جريمتهم، وكذلك استناداً إلى الدور الأصلي للنظام في إنشاء ودعم هذا التنظيم الإرهابي وتركه يرتكب جرائمه». وجدد الائتلاف إدانته لكل أشكال الإرهاب، ويؤكد رفضه التمييز بين إرهاب نظام الأسد، وإرهاب التنظيمات المتطرفة والعنصرية والطائفية، مشدداً على ضرورة محاربة الإرهاب، والعمل على تخليص سوريا منه. أكثر من 220 قتيلا حصيلة الهجوم |
رئيس الهيئة العليا السورية للتفاوض نصر الحريري لـ «القدس العربي»: ننسق مع تركيا ونعمل على تشكيل جسم عسكري تحت قيادة واحدة Posted: 25 Jul 2018 02:17 PM PDT إسطنبول – «القدس العربي» : بعد الاقتراب من إنهاء ملف المنطقة الجنوبية في سوريا، وتورط بعض الشخصيات المعارضة بالتعاون مع الروس في تسليم مدينة بصرى الشام، لا سيما خالد المحاميد نائب رئيس الهيئة العليا السورية للتفاوض نصر الحريري، وتعاظم التهديدات على محافظة ادلب ومنطقة خفض التصعيد شمالا، التقت «القدس العربي» بالحريري وتطرق الحديث إلى ضرورة حماية المنطقة بحل التنظيمات الجهادية وتبديد أيديولوجيتها، من بوابة الانصهار مع باقي التشكيلات المعتدلة تحت مظلة جيش تشرف عليه انقرة. وأكد الحريري على أهمية الحراك السياسي ورفض المطالب الشعبية لهيئة التفاوض بتقديم الاستقالات، مبررا عدم استقبال جمهور المعارضة له ولوفده في مدينة الباب بريف حلب، كما لفت إلى أهمية عمل اللجنة الدستورية وإمكانية مقاطعة المسار السياسي في حال سلخها عن العملية السياسية الكاملة، وفي ما يلي نص الحوار: ■ تتهم هيئة التفاوض بالتفريط بحقوق السوريين والقفز فوق مراحل القرار الدولي بتجاوز مرحلة هيئة الحكم الانتقالي؟ □ هذا الكلام غير صحيح، لأننا في هيئة التفاوض لم ندخل ابدا في تطبيق القرار 2254، نحن في العملية التفاوضية نناقش كل ما ورد في القرار الدولي 2254، وهذا القرار الصادر عن مجلس الأمن، يضم قضايا عديدة منها تشكيل جسم الحكم الانتقالي، وفيه الدستور والانتخابات، وفيه مبادئ عامة، وقضايا دستورية. وفي العملية السياسية التي هي متوقفة أصلا منذ أشهر، نحن الآن في طور النقاش فقط، لم يتم حتى اللحظة تطبيق أي كلمة أو أي بند من القرار 2245، وباعتقادنا أنه لا ضير في عملية النقاش من تناول أي شيء، وهذا الموضوع ليس جديدا، ولا يدعو للاستغراب، لأننا في هيئة المفاوضات نقلنا للمبعوث الخاص إلى سوريا ستيفان دي مستورا، استعدادنا ضمن الإطار العام لمناقشة كل شيء مع الإلزام بالمبدأ التفاوضي الذي أقر بأنه «لا يتم الاتفاق على أي شيء، حتى يتم الانتهاء من الاتفاق على كل شيء». جزء من العملية السياسية ■ ماهي ضماناتكم بأن تكون العملية الدستورية جزء من العملية السياسية وليست مسارا بحد ذاتها؟ □ أوصلنا رسالة إلى الأمم المتحدة تتألف من تسع نقاط تؤكد على محددات هيئة التفاوض فيما يتعلق باللجنة الدستورية، بداية أن يكون هناك تطبيق كامل للقرار الدولي، وأن تكون اللجنة الدستورية هي جزء من تطبيق هذا القرار. ثانيا المبدأ التفاوضي المذكور أعلاه. ثالثا تحديد جدول زمني، وتحديد آلية عمل اللجنة، والتفاصيل المتعلقة بعمل هذه اللجنة، وهذه المحددات إذا تم الالتزام فيها، من قبل الأمم المتحدة هي تشكل ضمانا بأن تكون اللجنة الدستورية جزءا من العملية السياسية ولا يمكن أن تكون مسارا بحد ذاتها منفصلا، أو سلخها عن العملية السياسية. ■ لا أهمية للعملية الدستورية في ظل «هزيمة الثورة»؟ □ الدستور ليس مشكلتنا الأساسية في سوريا، لكنه إحدى المشكلات الهامة الموجودة فيها، وهذا ما يعيدنا إلى 2011 عندما خرجت المظاهرات وكان هناك مجموعة من المطالب فإنها كانت تضم مادتين دستوريتين، الأولى أن يتم إلغاء المادة الثامنة من الدستور، والثانية إلغاء حالة الطوارئ التي كانت لعبة بيد النظام، فالجميع يعرف أن الدستور الموجود حاليا يحوي على كوارث، وإلا لماذا تبنت المعارضة خلال سبع سنوات تغيير دستور 2012 وعدم القبول فيه. لكن أنا مع الرأي القائل إنه إذا اختصرنا جميع مشاكلنا بالدستور، فهنا يكمن الخطأ الفادح، فبالتالي عندما نتحدث عن تغيير النظام السياسي، فإن هذا التغيير لا يأتي خطوة واحدة أو خطوتين، بل هناك جملة من الإجراءات، على مستوى الحكم والحكومة والدستور، والقضاء على مستوى القوانين والاقتصاد والحريات، وبالتالي التغير هو جملة كاملة متكاملة. ■ ماذا تملكون في عملية المفاوضات؟ وهل مازلتم تعولون على جلسة مباشرة مع النظام؟ □ النظام السوري لن يفاوض لأنه، ومنذ بداية الثورة، قراره هو الحسم العسكري، ونحن وجودنا في العملية السياسية ليس ترفا، بل لأنه لا يزال لدينا بقايا أمل بدعم المجتمع الدولي للحل السياسي. ■ بعد كل هذه الخيبات ودعم المجتمع الدولي للنظام فقط، ما هو معنى وجود الهيئة في مسار جنيف؟ □ إذا كان الخيار بأن النظام لا يريد التفاوض والمجتمع الدولي لن يدعم العملية السياسية فهل ينبغي علينا مثلا أن نعلن الهزيمة؟ لا، بل يجب أن نستمر في عملنا السياسي والحقوقي والمدني، وفي كل الطرق التي يمكن أن تؤدي حاليا أو مستقبلا إلى تغيير في هذا النظام وهذا التوحش الموجود في سوريا، ولكن لن نعلنها هزيمة. ■ ما هو موقفكم في حال الكشف عن لعبة دولية تفضي عن التخلي عن الانتقال السياسي؟ □ عندما نرى أن هذه العملية ستخرج عن مسارها وستكون عملية منفصلة عن القرار الدولي 2254، وبيان جنيف واحد، فأعتقد أن قرار المعارضة لن يكون صعبا بأنها ترفض المشاركة في هكذا لعبة. ■ ماهي آلية الضغط على النظام وسط هذا الضعف الذي يعتري المعارضة؟ □ إذا غابت الإرادة الدولية عن تفعيل العملية السياسية فلن تكون هناك أي عملية سياسية. الثورة إرادة وحراك ■ ماذا عن شعور السوريين بهزمة الثورة واتهامكم بتحمل مسؤولية ذلك مطالبين الهيئة بالاستقالة؟ □ لا يجب أن يقتصر مفهومنا بتعريف الثورة على البعد العسكري. إذا أردنا أن نقول ذلك، فأنا أبرر للناس الذين يقولون بأن الثورة هزمت لكن الأمر غير صحيح، لأن الثورة عندما قامت لم يكن لها أي بعد عسكري، ولم تكن تلخص بالسيطرة العسكرية على المساحات الجغرافية، الثورة هي إرادة وهي حراك مدني وسياسي وقانوني وحقوقي، ودولي ولا يمكن للثورة أن تنتهي في روح الشعب. نحن غير سعيدين بوجودنا هنا، ثم أننا نتحمل تبعات وضغوطا شديدة في هذا المكان ونقدر أن الشعب الذي يتعرض لكل أنواع القتل في ظل صمت دولي انه سيأتي ويطالب بالاستقالات، وهذا الأمر أخذناه بعين الاعتبار ولكننا لم نقم بالاستقالة لأننا نعتقد بأنها بمثابة انتصار كامل للنظام وهذا لن يحدث. ■ هل كنتم طرفا في الاتفاقيات التي أبرمت وأفضت إلى تسليم مناطق المعارضة ولماذا؟ □ لم نشارك في أي من الاتفاقيات التي جرت في سوريا، لا من قريب ولا من بعيد، لا بشكل رسمي ولا بشكل غير رسمي، لأن مهمة هيئة التفاوض هي المفاوضات السياسية لتنفيذ القرارات الدولية، وبيان جنيف في العملية التي تقودها الأمم المتحدة. ■ نائبكم خالد المحاميد متهم بأنه ذراع روسيا في المنطقة، ومتورط في قصم ظهر الثوار وتسليم بصرى الشام والسلاح الثقيل.. ماهو موقف الهيئة؟ □ إذا كان هناك دليل على أن أي عضو من أعضاء الهيئة بما فيهم الدكتور خالد المحاميد قد شارك بشكل مباشر وكان مسؤولا بالفعل عن تسليم مناطق في سوريا «بصرى الشام» مثلا أوغيرها، فعندها أتمنى أن يتم تقديم أدلة إلى هيئة المفاوضات حتى تتمكن من اتخاذ القرار المناسب. ■ وبالنسبة إلى تصريحات خالد المحاميد؟ □ خالد المحاميد يشغل منصب نائب رئيس الهيئة لكن التصريحات التي قالها لا تمثل موقف الهيئة، ولم يكلف بالحديث عنها باسم الهيئة، إنما عبر عن موقف شخصي، بالرغم من إيعازنا له بشكل واضح ومباشر بعدم العودة إلى مثل هذه التصريحات بقرار من هيئة المفاوضات، ونحن في الهيئة لسنا راضين عن هذه التصريحات وهذه لا تعني انخراط الهيئة في ذلك. وفي اجتماع الهيئة المقبل سنناقش كل القضايا المدرجة على جدول الأعمال، بما فيها هذه التصريحات وإدانة خالد المحاميد، لما أدى ذلك إلى ردود شعبية ساخطة على الهيئة، علما بأن الهيئة يحكمها نظام داخلي، ولا يستطيع أي أحد في الهيئة اتخاذ قرار على مزاجه إلا بالعودة إلى النظام الداخلي. محض كذب وافتراء ■ ماهي مبررات جمهور المعارضة بعدم استقبالكم وطرد الوفد من حلب؟ وهل له علاقة بالإشاعة عن تورط الهيئة في تسليم مناطق المعارضة جنوبا. □ هذا الأمر تم تضخيمه إعلاميا، نعم عندما أنهينا لقاءاتنا وهممنا بالخروج من مدينة الباب، كان هناك مجموعة من الشباب، يشرح عددهم الفيديو الذي تم تداوله، وبعد المهاجمة، أرسلنا رسالة لهؤلاء الشباب عن جاهزيتنا للحوار، وهم الأقدر على معرفة الأسباب التي دفعتهم لمهاجمة الوفد، علما أن السيارة التي ظهرت في الفيديو لم أكن موجودا فيها. كل ما أشيع عن دخولنا في عمليات تسليم في الشمال أو الجنوب، كلام محض كذب وافتراء، فنحن دخلنا إلى سوريا وقابلنا الكثير من الفعاليات، لو كنا مدانين حقا لما قابلتنا الهيئات والشرفاء فيها، حتى الشبان الذين هاجموا الوفد، لو ثبتت الادعاءات الكاذبة لكان فعلهم أقسى وكانوا طردونا شر طردة. وقبل زيارة سوريا وصلنا تهديدات كثيرة، وبالرغم من ذلك، لم تثننا عن المضي في رحلتنا وإجراء اللقاءات الهامة، وليس لدينا مشكلة في تعزيز الديمقراطية التي هي عبارة عن مظاهر وممارسات منها المظاهرات وإبداء الرأي والاعتصامات وغير ذلك، لكن بشرط أن لا تترافق بأعمال تخريبية، وأنا مستعد لعقد جلسات حوار في طول سوريا وعرضها بأي طريقة لكن ليس لتبادل التهم والتخوين بل اجتماعات تؤدي إلى نتائج مثمرة. ■ ماذا عن مستقبل ادلب؟ □ علينا جميعا تحمل مسؤولية مستقبل ادلب، ويجب أن نستفيد من الأخطاء السابقة عن طريق علاج كل مظاهر الشرذمة والانقسام بتشكيل جسم عسكري واحد، تحت قيادة عسكرية منضبطة، تعرف واجباتها وتكون صاحبة القرار في الحرب والسلم، مع وجود جسم مدني موحد يضم الفعاليات الموجودة على الأرض. نحن لدينا نقطة ضعف، يجتمع كل العالم على محاربتها، من وهنا يجب التخلص من كل المجموعات أو الأشخاص الذين ينتمون إلى تنظيمات إرهابية. ■ ماهي خطتكم العملية على الأرض من أجل حماية ادلب وتسليم أو إخراج قيادات التنظيمات وحلها؟ □ هناك تنسيق ما بين الفصائل العسكرية وما بين الحكومة المؤقتة والائتلاف مع الجمهورية التركية من جل حل كل التنظيمات الجهادية. وبالرغم من القلق الذي يعترينا بخصوص ادلب، لكننا مرتاحين على أن المحافظة تدخل فيها دولة ضامنة مثل تركيا. وأشير هنا إلى وجود دول كبرى ممكن أن تتفق ضد الشعب السوري، عندها سيكون من الصعب مواجهة هذا الاتفاق، لذلك أركز على عاملين لحماية ادلب أولهما التنسيق الكامل مع تركيا التي تتقاطع مصالحنا معها، والثاني جسم عسكري موحد تحت قيادة واحدة، ينهي حالة التشرذم. ■ الجيش الوطني تحت إشراف تركي؟ □ الجيش الوطني هو تجميع للفصائل العسكرية الموجودة في شمال وشمال غرب سوريا، باندماج كل الفصائل المعتدلة، وتحت مظلة الحكومة السورية المؤقتة، وتنسيق مباشر مع القوات التركية. أنقرة كدولة جارة ودولة تتقاسم معها فصائل المعارضة والهيئات المدينة الكثير من المصالح المشتركة. ■ موقفكم من الخوذ البيضاء بعد عبورها إلى الأردن بحماية إسرائيل □ هؤلاء نذروا أنفسهم وتطوعوا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المدنيين الذين استهدفتهم آلة القتل الاجرامية، وصلوا إلى درجة أنهم لن يكترثوا بالجسر المحرم في سبيل النجاة بعد أن وسمت منظمة الخوذ البيضاء بالإرهاب من قبل النظام وحلفائه، كونها أكثر جهة تملك الدلائل الموثقة على جرائم النظام وحلفائه. رئيس الهيئة العليا السورية للتفاوض نصر الحريري لـ «القدس العربي»: ننسق مع تركيا ونعمل على تشكيل جسم عسكري تحت قيادة واحدة هبة محمد |
وزير الدفاع الأمريكي: لا تغيير في سياسة ترامب بشأن سوريا Posted: 25 Jul 2018 02:17 PM PDT واشنطن – «القدس العربي»: ذكر جيمس ماتيس، وزير الدفاع الأمريكي، أن الجيش لم يغير موقفه من القوات الروسية في سوريا منذ قمة هلسنكى بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين . وقال في معهد هوفر في جامعة ستانفورد في ولاية كاليفورينا إن «ما نقوم به مع الاتحاد الروسي هو عدم الاشتباك في العمليات، نحن لا ننسقها ولكن نعمل على عدم تشابكها». وأضاف ماتيس، الذي كان يتحدث إلى جانب وزير الخارجية مايك بومبيو، أن وزارة الدفاع لا تفعل أي شيء مختلف حتى يتم التوصل إلى النقطة التى يجب أن نبدأ فيها إلى جانب الحلفاء مع روسيا في المستقبل. وقال «لم يحدث هذا بعد، وسيكون من السابق لأوانه الدخول في أي تفاصيل أخرى في هذه المرحظلة». وتدعم الولايات المتحدة وروسيا الأطراف المتنازعة في الحرب الأهلية السورية التي دامت أكثر من سبع سنوات ولكن ترامب وبوتين أوجزا خططا واسعة لزيادة التعاون بين بلديهما في مسائل الأمن الدولي . وقالت وزارة الدفاع الروسية، في وقت لاحق، انها مستعدة لتكثيف التعاون مع الجيش الأمريكي في سوريا. ويحظر القانون الأمريكي الحالي البنتاغون من التنسيق مع الجيش الروسي. وكان رئيس القيادة المركزية الأمريكية جوزيف فولت قال للصحافيين الأسبوع الماضي إنه سيتعين على الكونغرس إجراء تغييرات تشريعية قبل أن يتمكن الجيش الأمريكي من العمل بشكل كامل مع القوات الروسية. ولا يزال من غير المعروف ما هي الاتفاقيات الشفهية التي تم التوصل إليها بين ترامب بوتين ولكن وزير الخارجية مايك بومبيو، الذى تحدث إلى جانب ماتيس، قال إنه تحدث مع ترامب عن الاجتماع وكان واضحا بشأن بعض الأمور التي تم الاتفاق عليها . وقال بومبيو الذي سيشهد يوم الاربعاء أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ أن هناك العديد من الأشياء التى جاءت من الاجتماع المهم بين ترامب وبوتين مشيرا إلى أنه يدلي بشهادة حول الكثير من الأشياء بما في ذلك العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا. وزير الدفاع الأمريكي: لا تغيير في سياسة ترامب بشأن سوريا رائد صالحة |
مستشار الغنوشي يدعو لتأسيس «كتلة تاريخية» تترجم التوافق بين الشيخين لإنقاذ تونس Posted: 25 Jul 2018 02:16 PM PDT تونس – «القدس العربي»: أثارت دعوة المستشار السياسي لرئيس حركة «النهضة» إلى تاسيس كتلة «تاريخية» تترجم التوافق بين قائد السبسي والغنوشي لإنقاذ الجمهورية الثانية، ردود فعل إيجابية لدى عدد من السياسيين وخاصة داخل الحزب الحاكم، حيث اعتبر البعض أنها قد تشكل حلا «نظريا» للأزمة السياسية المستمرة في البلاد. وكتب لطفي زيتون مستشار رئيس حركة النهضة على صفحته في موقع «فيسبوك» مقالا بعنوان «الفرصة الأخيرة»، حذر فيه من «انهيار» الجمهورية الثانية في حال إعلان فشل «التوافق التاريخي» بين رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ورئيس حركة «النهضة» راشد الغنوشي، مشيرا إلى أن هذا التوافق «ليس تكتيكا سياسيا ينتهي بانتهاء صلاحيته بل هو المفتاح الذي يحمل شيفرة اشتغال الدستور، وانهياره هو انهيار الجمهورية الثانية، ولن ينتظر التونسيون طويلا حتى يبحثوا عن تاسيس جديد اذا استمرت هذه الاوضاع». وأضاف « لم تضع الفرصة بعد لو ينهض رجال المدرستين، مدرسة التاسيس الاول والتاسيس الثاني، الدستوريون الوطنيون والاسلاميون الوطنيون والقوى الاجتماعية الوطنية (اليسار) للملمة شتات الجماعة الوطنية وتاسيس الكتلة التاريخية الكفيلة بترجمة الالتقاء التاريخي بين الشيخين، رافعين شعار المصالحة الوطنية الشاملة: المصالحة بين الماضي والحاضر، بين المرجعيات والتيارات. المصالحة بين الجهات وبين الاجيال وبين الدولة ومواطنيها. المصالحة العملية التي تنبني على اعادة الحقوق والتجاوز عن مقولات الثار والانتقام». ورحب عدد كبير من السياسيين والنشطاء بما طرحه زيتون، حيث كتب برهان بسيّس المكلف بالملف السياسي في حزب «نداء تونس»: «في أجواء السطحية والتفاهة المسيطرة على التناظر السياسي حول الأزمة الحالية ، يبدو نص السيد لطفي زيتون بارقة أمل لإمكانية نقاش سياسي عميق في بلد سيطرت على سياسته ثقافة الفايسبوك كسقف نظري». وأضاف ناشط يُدع حبيب زردوم « كلام عاقل ورصين لكن سترى انه في تونس لدينا من لايمكن ان يثبت ذاته الا في التضاد والغاء والشيطنة وهلما جرا». وأضاف ناشط آخر يُدعى حسن منسي « رغم إختلافي الفكري والايديولوجي معك إلا اني اوافق طرحك لانه الحل الوحيد قبل البيان الرقم 1 الذي لن ياتي لان من اعتلى الحكم منذ الثورة الى الان قام بقطع كل الطرق على هذا الخيار، وعليه فان الفرصة الاخيرة تعني اما تبقى الدولة التي تضم الجميع او ان تنهار بالجميع لا اريد ان احكم على النوايا وانت تفهم قصدي لكن المشكل هو غياب الثقة وانعدامها في اي طرف سياسي. وعليه فان الحل الوحيد لانقاض البلاد هو تعين مجلس وطني متكون من النخب الوطنية المستقلة مهمته تعين حكومة. كفاءات وطنية غير حزبية لمدة 10 سنوات او اكثر تقوم بجميع الاصلاحات الضرورية ووضع البلاد على الطريق الصحيح في جميع القطاعات وتنكب الاحزاب بتكوين جيل سياسي جديد وطني وواعي وقادر ان يتحمل مسوولية قيادة البلاد». مستشار الغنوشي يدعو لتأسيس «كتلة تاريخية» تترجم التوافق بين الشيخين لإنقاذ تونس سياسيون ونشطاء يرحبون بالمبادرة ويعتبرونها حلا «نظريا» للأزمة المستمر في البلاد حسن سلمان: |
باحثة إسرائيلية: هكذا تدمر إسرائيل التعليم العالي الفلسطيني Posted: 25 Jul 2018 02:16 PM PDT الناصرة – «القدس العربي» : تكشف باحثة إسرائيلية عن الوسائل التي تعتمدها حكومة الاحتلال لتدمير التعليم الفلسطيني العالي في الأرض المحتلة عام 1967. وتوضح البروفيسورة دفنا جولان، المحاضرة في الجامعة العبرية، في القدس أنه في هذه الأيام التي ينهي فيها الطلاب الإسرائيليون امتحانات نهاية العام الدراسي، لا يعرف الطلاب الفلسطينيون في الأراضي الفلسطينية المحتلة ما إذا كان العام الدراسي القادم سيفتح في مؤسساتهم، وما إذا كان محاضروهم سيواصلون التدريس. وكشفت في مقال نشرته «هآرتس» انه يجري حاليا ترحيل عشرات المحاضرين الذين يحملون الجنسية الأوروبية والأمريكية من الجامعات الفلسطينية. وتابعت «وقد تلقى نصف المحاضرين الأجانب الذين يقومون بالتدريس في الجامعات الفلسطينية رسائل، في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، تبلغهم برفض طلبات تمديد التأشيرة، لأنهم «ظلوا في المنطقة لأكثر من خمس سنوات». وبالإضافة إلى ذلك، يُطلب من أزواج وزوجات المحاضرات والمحاضرين الأجانب، التوقيع على بيان يفيد بأنهم لا ينوون العمل. ومن أجل ضمان وفائهم بوعودهم، يُطلب منهم دفع ضمان يتراوح بين 5-10 آلاف دولار التي ستتم مصادرتها إذا ثبت أنهم عملوا رغم الحظر». وقالت إن هذه ليست جامعات في غزة، حيث يخضع كل من الأساتذة والطلاب للحصار ولا يستطيعون المغادرة على الإطلاق، بينما لا يُسمح للمحاضرين الأجانب بالدخول – بل في الضفة الغربية، منوهة أنه في هذا العام حظيت بتدريس طلاب من الفلسطينيين والإسرائيليين في الجامعة العبرية في القدس وكذلك طلاب من البيرو وكينيا وقبرص وكندا واليونان. وضمن مقارنة الجامعات الفلسطينية والإسرائيلية تضيف «في العام الدراسي، كما هو الحال في كل السنين، عُقدت مؤتمرات دولية في الجامعة بمشاركة باحثين من الخارج، في حين يتم احتجاز عشرات الطلاب والمحاضرين من الخارج ممن يرغبون في الدراسة والتدريس في الجامعات الفلسطينية، على الحدود وترحيلهم». وضمن الأمثلة التي تقدمها تشير المحاضرة الجامعية الإسرائيلية إلى أن ليؤورا فيك وزوجها، البروفيسور روجر هيكوك، كانا من بين أولئك الذين أجبروا على المغادرة بعد 35 عامًا من التدريس والبحث في جامعة بيرزيت، لأنه لم يتم تمديد تأشيراتهم. وتوضح أن فيك باحثة متخصصة في طب الرضع، وهيكوك أستاذ في التاريخ الأوروبي، أحد مؤسسي مركز الدراسات الدولية في جامعة بير زيت. وتستذكر أنه في رسالة عامة نشرت على الشبكات الأكاديمية الدولية، وصف هيكوك كيف أصبح هو وزوجته «غير قانونيين». وتلفت إلى أن ذلك كان عندما عادا من زيارة للولايات المتحدة. وفي المطار، حصلا على تأشيرة سياحية لمدة أسبوعين، وقيل لهما إن عليهما تمديدها لدى السلطات العسكرية. وفي وصف واقع الاحتلال الذي يتهرب الإسرائيليون من الاعتراف به ويتهربون منه تقول إن وصف محاولاتهما «الكافكائية» لدخول المعسكر العسكري في مستوطنة بيت إيل من أجل تمديد التأشيرة، والمكالمات الهاتفية والفاكسات، التي لم يتم الرد عليها طوال شهور، تثير الحزن واليأس. وتؤكد أن وجود الباحثين الدوليين في الجامعة يشكل مع مرور الوقت، معيارًا دوليًا في التدريج الأكاديمي لمؤسسات التعليم العالي وبدون هذا الوجود تعاني الجامعة مما يسمى «غيتو المعرفة». علاوة على ذلك، فإن نسبة كبيرة من المحاضرين الذين طُردوا هذه الأيام هم فلسطينيون درسوا في الولايات المتحدة أو أوروبا، وبعضهم ولدوا في الأراضي المحتلة وذهبوا للدراسة في الخارج. وتضيف «يجري هذا في حين تبذل إسرائيل جهوداً كبيرة وتستثمر الملايين في «إعادة الأكاديميين» الإسرائيليين الذين يعملون في الخارج، فإنها تجعل من الصعب جداً على المحاضرين الفلسطينيين الذين درسوا وعملوا في الخارج وتسمح لهم بالتدريس في الجامعات الفلسطينية لمدة أقصاها خمس سنوات». وتشدد على أن طرد الأساتذة الفلسطينيين، ومنعهم من الحصول على التثبيت وتطوير مهنة أكاديمية في المناطق، سيؤدي بالطبع إلى التدمير البطيء للجامعات الفلسطينية. وعلى سبيل المثال في جامعة بير زيت، يُطلب من جميع الطلاب دراسة فلسفة وتاريخ أوروبا وهذه هي أيضا أول جامعة في الشرق الأوسط التي تنفذ برنامج دراسات المرأة. إلا أن التلاميذ والطلاب لا يملكون، تقريبا، أي إمكانية للسفر والدراسة في الخارج، أما الأساتذة الذين يُدرّسون اللغة الإنكليزية، والتاريخ الأوروبي أو الأمريكي، والثقافة والآداب الأجنبية، فيجري ترحيلهم. كما تستذكر الأستاذة الإسرائيلية أنه خلال الانتفاضة الأولى أغلق الجيش الإسرائيلي الجامعة لسنوات، والمدارس ورياض الأطفال لعدة أشهر، وخلق ما يسمى «الجيل الضائع». وتوضح أن هذا الجيل الذي أصيب تعليمه بشكل يائس ومنه كان يمكن أن ينشأ المحاضرون اليوم. وتتساءل هل تريد إسرائيل خلق أجيال ضائعة أخرى من الفلسطينيين غير المتعلمين وغير المطلعين على الأفكار والمعرفة الأجنبية؟ هل يسهم تدمير التعليم العالي في الأراضي الفلسطينية في تطوير إسرائيل؟ في أعقاب العنف البيروقراطي الذي تتبناه إسرائيل، هل سيتم فرض قيود مماثلة على الطلاب والأكاديميين الإسرائيليين؟ وفي سياق الجامعات أعلنت مجموعة من الأساتذة الجامعيين في جامعة تل أبيب مناهضتها لقانون القومية. وبعث نحو 150 محاضرا إسرائيليا عريضة مشتركة لهم لإدارة المؤسسة الأكاديمية طالبوا فيها بتسجيل موقف رافض لقانون القومية والتعبير عن تكافلها مع الأقلية الفلسطينية في إسرائيل على غرار رفضها لقانون يحرم المثليين مما يعرف بـ «استئجار الرحم» و ما يسمى «الحمل الفندقي». كما يطالب المحاضرون الإسرائيليون بتغيير رمز جامعة تل أبيب بحيث يشمل كلمات باللغة العربية أيضا. وتوضح الدكتورة ياعيل شطرنهيل المبادرة للعريضة في جامعة تل أبيب أن قانون القومية يحمل ملامح فاشية. ودعا محرر شؤون الشرق الأوسط في صحيفة «هآرتس» دكتور تسفي بار إيل أمس فلسطينيي الداخل للتحدث بلغة الأم والحرص عليها من تأثيرات العبرية، وذلك ضمن ردودهم على قانون القومية الذي يعرف إسرائيل كدولة اليهود فقط. باحثة إسرائيلية: هكذا تدمر إسرائيل التعليم العالي الفلسطيني وديع عواودة: |
إسرائيل تطلع روسيا على ملابسات إسقاط الطائرة السورية Posted: 25 Jul 2018 02:15 PM PDT الناصرة – «القدس العربي»: قالت مصادر في إسرائيل إنها أطلعت روسيا على ملابسات إسقاط الطائرة السورية من طراز سيخوي الروسية، فوق الجولان قبل يومين، وإن التنسيق بينهما حول الوجود الإيراني شهد تقدما خلال زيارة وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف، للقدس المحتلة قبل أيام. وقال محلل الشؤون الاستراتيجية في صحيفة «معاريف» ، يوسي ميلمان إن روسيا أرسلت احتجاجًا لإسرائيل في أعقاب إسقاط الطائرة السورية، موضحا أن الاحتجاج الروسي «دفع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى تسليم القوات الجوية الروسية لقطات شاشة الرادار التي أظهرت بوضوح أن طائرة من طراز «سوخوي 22 « اخترقت أجواء الجولان» السوري المحتل إسرائيليًا قبل اعتراضها بصواريخ باتريوت تم إطلاقها من محيط مدينة صفد في الجليل الأعلى. ورسميا قالت إسرائيل إنها أسقطت طائرة سورية عبرت إلى هضبة الجولان المحتل، فيما أكدت دمشق أن الطائرة تعرضت لإطلاق نار لدى مشاركتها في طلعات جوية ضد مقاتلي «الدولة الإسلامية» (داعش) داخل سوريا. وكرر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، رونين منليس، مزاعمه أمس بالقول إن استخدام جهاز التنسيق مع الروس أثناء الحدث»، أي أثناء مراقبة الطائرة منذ تحليقها وحتى إسقاطها. وأضاف أن «الجيش الإسرائيلي حذر مسبقا بعدة لغات وبعدة قنوات بخصوص المصالح الأمنية الإسرائيلية، وبموجبها إننا لن نتحمل خروقات لوقف إطلاق النار من 1974». وفي شريط مسجل بالصوت والصورة قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالعبرية إن إسرائيل لن تسمح باختراق الأجواء السيادية، ولن تبدي أي قدر من التسامح. وادعى في وقت سابق من أمس، أن «اختراق الطائرة السورية للمجال الجوي الإسرائيلي كان انتهاكًا صارخًا لاتفاقات فض الاشتباك بيننا وبين الجانب السوري الموقعة عام 1974». وأضاف مهددا «كررت التأكيد على أننا لن نقبل أي انتهاك من هذا القبيل، ولن نقبل أي تسلل أو تجاوز إلى أراضينا، سواء كان ذلك من الأرض أو من الجو». وخلص نتنياهو للقول «نحن نصر على أن على سوريا أن تحترم تماما اتفاقيات فض الاشتباك بيننا وبينهم». كما أبلغ مندوب إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة داني دانون أعضاء مجلس الأمن أن «إسرائيل لن تتسامح إزاء أي انتهاك لسيادتها، سواء من قبل سوريا أو من قبل غزة أو من قبل أي عدو آخر يهدد أمننا». يشار الى أن مسؤولا إسرائيليا قال في أعقاب لقاء نتنياهو مع وزير الخارجية الروسي، قبل يومين إن روسيا تطمح في المرحلة الأولى إلى إبعاد كل القوات الموالية لإيران في سوريا مسافة 100 كيلومتر عن خط وقف إطلاق النار في الجولان المحتل. وأضاف المسؤول نفسه أن نتنياهو ووزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، ورئيس أركان الجيش، غادي آيزنكوت، عرضوا على الوفد الروسي الوجود الإيراني في كل سوريا، كما عرضوا خرائط ومعلومات استخباراتية بهذا الخصوص. وقال أيضا إن نتنياهو أبلغ لافروف أن إسرائيل لن تتقبل التموضع الإيراني في سوريا، سواء على مقربة من الحدود أم في العمق السوري. يذكر هنا أن القناة التلفزيونية الإسرائيلية الأولى أشارت إلى أن إسرائيل رفضت القبول بالمقترح الروسي، وأصرت على خروج القوات الإيرانية من كل سوريا. وفي المقابل، قالت القناة التلفزيونية الثانية إن إسرائيل طلبت ذلك، وأن روسيا أكدت أنها تضمن إبعاد القوات الإيرانية لمسافة 100 كيلومتر من الحدود. ونوه المسؤول الإسرائيلي أن هدف إسرائيل هو إخراج القوات الإيرانية من جميع أنحاء سوريا، وأن الروس يريدون في المرحلة الأولى إخراج القوات الإيرانية من هذا الحزام البالغ عرضه 100 كيلومتر، مشيرا إلى أن ذلك «على ما يرام»، ولكنه استدرك بالقول «يجب إخراجهم من كل سوريا في نهاية المطاف»، على حد قوله. وجاء أن نتنياهو قال خلال اللقاء إنه يجب على إيران أن تخرج كل الصواريخ البعيدة المدى من سوريا، وأن توقف إنتاج الأسلحة الدقيقة في أراض سورية، وأن تخرج بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات منها. كما طالب بإغلاق المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان، وذلك بذريعة منع نقل أسلحة إلى حزب الله. كما طالب نتنياهو بإغلاق المعابر الحدودية بين سوريا والعراق، وذلك بذريعة منع انتقال أسلحة أو قوات موالية لإيران. وأوضح موقع «واللا» أن زيارة الوفد الروسي لإسرائيل تمت بالتنسيق خلال اتصال هاتفي، يوم الجمعة، بين نتنياهو والرئيس بوتين، بغرض التباحث وتنسيق المواقف بين البلدين بخصوص تطورات الأحداث في سوريا. وقالت وكالة الأخبار الروسية «تاس»: «وزير الخارجية ورئيس الأركان العامة الروسيان يلتقيان نتنياهو في القدس بتوجيه من الرئيس بوتين، لبحث جملة من القضايا يتصدرها الوضع في سوريا. وكان بوتين ونتنياهو، قد بحثا في اتصال هاتفي جرى بينهما في يوم الجمعة الأخير، التطورات الأخيرة في الأزمة السورية. والتقى نتنياهو الرئيس الروسي بوتين في الـ11 من تموز/ يوليو في موسكو، حيث بحث الطرفان عدة قضايا، وأكد نتنياهو أن المباحثات الروسية الإسرائيلية خلقت فرصة جيدة لضمان تحقيق الأمن وتعزيز الثقة في منطقة الشرق الأوسط. وتأتي هذه الزيارة على وقع التوتر والتصعيد العسكري على جبهة سوريا والغارات التي ينفذها السلاح الحربي الإسرائيلي ضد منشآت عسكرية في سوريا. إسرائيل تطلع روسيا على ملابسات إسقاط الطائرة السورية |
سلطات الاحتلال تهدم مراكز تابعة لتجمع بدوي في القدس وتضع مخططات لبناء 270 وحدة استيطانية في بيت لحم Posted: 25 Jul 2018 02:15 PM PDT رام الله – «القدس العربي»:في سياق تمرير مخططات الاستيطان الجديدة في الضفة الغربية، هدمت سلطات الاحتلال عدة مراكز تعليمية في تجمع «جبل البابا» البدوي، الواقع جنوب مدينة القدس المحتلة، في الوقت الذي كشف فيه عن مخطط لبناء 270 وحدة استيطانية جديدة، كما واصلت حملات الاعتقال التي طالت العديد من المواطنين وبينهم طلبة جامعيون. وهدمت جرافات الإدارة المدنية الإسرائيلية بحراسة أمنية مشددة روضة الأطفال والمركز النسوي في تجمع جبل البابا البدوي، القريب من بلدة العيزرية جنوب شرق القدس المحتلة. وتدخل هذه العملية ضمن مخطط للاحتلال للقضاء على التجمعات البدوية في بادية القدس، وأكبرها تجمع «الخان الأحمر» شرق المدينة، لصالح مخططات ومشاريع استيطانية كبيرة وخطيرة على مستقبل مدينة القدس. وكانت محكمة إسرائيلية قد أجلت هدم تجمع الخان الأحمر حتى منتصف أغسطس/ آب المقبل، بناء على احتجاج فلسطيني، وتريد إسرائيل هدمه إلى جانب 46 تجمعا آخر، لصالح تنفيذ مشروع «E1» الاستيطاني، الذي يهدف إلى فصل مناطق الضفة عن بعضها البعض، وعزل مدينة القدس المحتلة عن الأراضي الفلسطينية. وفي السياق كشف النقاب عن مصادقة الحكومة الإسرائيلية على بناء 270 وحدة استيطانية في مستوطنة «دانيال» والبؤرة الاستيطانية وكفار الداد، جنوب شرق بيت لحم. وقال حسن بريجية ممثل هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في المدينة، إنه صودق على إقامة 170 وحدة استيطانية في بلدة الخضر جنوب بيت لحم المحاذية لمستوطنة «دانيال»، وإضافة 100 وحدة في البؤرة الاستيطانية «كفار الداد» المقامة على أراضي المواطنين شرقا وتحديدا منطقة التعامرة. وأشار إلى أن هناك سياسة متصاعدة من قبل الاحتلال بتوسيع حدود كافة المستوطنات والبؤر الاستيطانية، وكان آخرها الشهر الماضي عندما أعلن عن إضافة 500 وحدة استيطانية في البؤرة الاستيطانية «الداد». وشهدت مناطق بيت لحم أخيرا حملات واعتداءات واسعة لقوات الاحتلال والمستوطنين، تمثلت في هدم منازل وتخريب أبار مياه، من أجل مشاريع لها علاقة بالتوسع الاستيطاني. وضمن مشاريع الاستيطان الجديدة، قامت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، بشق طريق جديدة، وتدمير خط مياه، في منطقة الرأس الأحمر، جنوب شرق طوباس القريبة من منطقة الاغوار. كذلك قامت جرافات احتلالية بشق تلك الطريق في الأراضي الزراعية، كما دمرت أحد الخطوط الناقلة للمياه في المنطقة، وذلك بعد أن أعلنت تلك المنطقة «منطقة عسكرية مغلقة». الجدير بالذكر إن تلك المناطق تتعرض بشكل متكرر لانتهاكات يقوم بها الاحتلال من تدمير وتجريف، وتدريبات، وملاحقة عمال واعتقالهم. كما أغلقت قوات الاحتلال خطوط مياه تغذي قرية فروش بيت دجن شرق نابلس، بحجة أنها غير قانونية، وهو ما يهدد القرية بالجفاف، بحرمان سكانها من المياه. إلى ذلك واصلت قوات الاحتلال حملات الدهم والتفتيش في مناطق عدة في الضفة الغربية، انتهت باعتقال 13 مواطنا. واعتقلت قوات الاحتلال أربعة فلسطينيين من مدينتي نابلس وجنين شمال الضفة الغربية، وذلك بعد دهم منازل ذويهم، وتفتيشها، كما نصبت قوات الاحتلال عدة حواجز عسكرية في محيط قرى وبلدات طولكرم، وكثفت من وجودها العسكري، وشرع الجنود بإيقاف مركبات المواطنين والتدقيق في هوياتهم. كما اعتقلت فلسطينيا من بلدة بيرزيت شمال رام الله، وآخر من بيت لحم، وشنت أيضا حملات تفتيش في مدينة الخليل وضواحيها، انتهت باعتقال ثلاثة فلسطينيين. واقتحمت قوات الاحتلال قرية سنجل شمال رام الله، وعلقت ملصقات تهديد لسكان القرية، من الاتصال بالأسير المحرر والمبعد إلى قطاع غزة عبد الله عرار، وشملت الملصقات التي وضعها جيش الاحتلال صورا لأسرى وزعم أنهم اعتقلوا على خلفية تواصلهم مع المبعد عرار. وأعلنت الاستيلاء على قطعة سلاح أثناء حملات المداهمة، إضافة إلى استيلائها على مبالغ مالية من مدينة يطا بزعم استخدامها في تمويل أنشطة مقاومة. وفي مدينة القدس، اعتصم عدد من الأطفال، أمام مركز التوقيف والتحقيق المعروف باسم «القشلة» عند باب الخليل في البلدة القديمة، احتجاجا على تحطيم دراجاتهم، والاعتداء عليهم، من قبل جنود الاحتلال خلال لهوهم قرب منطقة «باب الحديد». وجددت مجموعات من المستوطنين المتطرفين عمليات الاقتحام للمسجد الأقصى المبارك من جهة «باب المغاربة»، حيث دخل نحو 120 مستوطنا و110 طلاب يهود وعناصر مخابرات، بحماية من الشرطة الخاصة. سلطات الاحتلال تهدم مراكز تابعة لتجمع بدوي في القدس وتضع مخططات لبناء 270 وحدة استيطانية في بيت لحم واصلت حملات المداهمة والاعتقال ومصادرة الأموال |
اليمن: مبعوث الأمم المتحدة يصل صنعاء لاستلام رد الحوثيين حيال المباحثات المقبلة Posted: 25 Jul 2018 02:15 PM PDT تعز ـ صنعاء ـ «القدس العربي»: وصل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث إلى العاصمة اليمنية صنعاء أمس لمواصلة لقاءاته مع الانقلابيين الحوثيين واستلام ردهم على مقترح مشروع الأمم المتحدة بشأن المباحثات اليمنية لوقف الحرب وفي مقدمتها وقف العمليات العسكرية في مدينة الحديدة، غربي اليمن. وعلمت (القدس العربي) من مصدر مقرب من الحوثيين أن «زيارة غريفيث تأتي استمرارا للقاءات التي عقدها خلال الشهور الماضية مع قيادات حوثية بصنعاء، آخرها لقاؤه مع زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي الشهر المنصرم». وأضاف ان «غريفيث يسعى من خلال هذه الزيارة إلى استلام رد جماعة الحوثي بشأن مشروع خريطة طريق تبناه لوقف الصراع المسلح في اليمن وفي مقدمة ذلك وقف معركة الحديدة، وفتح مطار صنعاء، وحل مشكلة رواتب الموظفين الحكوميين، ومحاولة إقناع أطراف الصراع اليمني بهذا المشروع». وذكر أن مبعوث الأمم المتحدة يسعى إلى أن يكون مشروع خريطة الطريق لحل الأزمة في اليمن، أرضية مشتركة لبدء المباحثات اليمنية المزمع تدشينها خلال شهر أيلول (سبتمبر) المقبل، بعد ان تم تعديل هذا المشروع مرارا بعد استيعاب ملاحظات الأطراف المختلفة عليه. وقبيل مغادرته العاصمة السعودية التقى مبعوث الأمم المتحدة صباح أمس الاربعاء في الرياض رئيس الحكومة اليمنية احمد عبيد بن دغر، حيث ناقش معه آخر المستجدات بهذا الصدد واستلم منه رد الحكومة الشرعية على مشروعه لخريطة الطريق، المتضمن ملاحظات الحكومة اليمنية على آخر صيغة من مشروع غريفيث لحل الأزمة اليمنية. وتزامنت زيارة مبعوث الأمم المتحدة لصنعاء مع إعلان الانقلابيين الحوثيين عن استهداف قواتهم لبارجة عسكرية سعودية في عرض البحر الأحمر، في تحوّل جديد بشأن التطور العسكري للانقلابيين الحوثيين. وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي تديرها جماعة الحوثي من صنعاء «أعلنت القوات البحرية والدفاع الساحلي اليوم (أمس) الأربعاء عن استهداف بارجة تابعة للعدوان السعودي قبالة السواحل الغربية». ونسبت الوكالة إلى مصدر مسؤول في القوات البحرية التابعة للحوثيين قوله انه تم استهداف البارجة التي أسموها (الدمام) قبالة السواحل الغربية اليمنية على البحر الأحمر. وكان التحالف العربي بقيادة السعودية، قال في بيان صحافي إن ميليشيا الحوثيين، هاجمت ناقلة نفط سعودية في البحر الأحمر يوم أمس الأربعاء، ما تسبب في إلحاق الضرر بها. وأوضح التحالف ان هناك «محاولة هجوم إرهابي حوثي على ناقله نفط سعودية بالبحر الاحمر». مؤكدا أن ناقلة النفط السعودية تعرضت لأضرار بسيطة، غير أن الميليشيا الحوثية بهذا الاعتداء كادت أن تتسبب في كارثة بيئية في البحر الأحمر. وذكر التحالف العربي أن هذه الحادثة «تؤكد استمرار تهديد الميليشيا الحوثية الإرهابية لحرية الملاحة والتجارة العالمية بالبحر الأحمر». والثلاثاء، قال وزير الخارجية اليمني، خالد اليماني، في تصريحات صحافية، إن مبادرة غريفيث واضحة للغاية وتتكون من 3 نقاط رئيسية». وأوضح أن «النقطة الأولى تتمثل في الانسحاب الكامل من الحديدة مقابل إحلال قوة من وزارة الداخلية اليمنية محل المليشيات الحوثية». وأضاف: «النقطة الثانية تتعلق بتحويل موارد ميناء الحديدة إلى البنك المركزي في الحديدة تحت إشراف البنك المركزي للحكومة الشرعية في عدن». فيما تعنى النقطة الثالثة ـ وفق اليماني ـ بـ«إدخال مراقبين من الأمم المتحدة للمساعدة في تحسين أداء الموانئ والتحقق من أنه لا يتم فيها انتهاك المادة 14 من قرار مجلس الأمن رقم 2216 الخاصة بإجراءات حظر توريد الأسلحة». وتابع اليماني: «إذا لم ينسحب الحوثيون من الحديدة والساحل الغربي اليمني فإن لدى الحكومة والتحالف العربي كل الخيارات المفتوحة وتحت غطاء ومباركة القانون الدولي، لتحرير كامل أراضينا وصولا إلى صنعاء (معقل الحوثيين)». ولوحت الإمارات القوة الثانية بقوات التحالف، الأحد الماضي، باستئناف معركة الحديدة العسكرية ضد جماعة الحوثي، والمجمدة منذ أكثر من شهر، وفق تغريدة وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، أنور قرقاش. ويعاني اليمن منذ أكثر من 3 سنوات، حربا مستمرة بين القوات الحكومية وجماعة «الحوثي»، المسيطرة على محافظات بينها صنعاء منذ 21 سبتمبر/أيلول 2014. وفي السياق، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنه تم تسوية مشكلة طائرتها التي اعترضتها قوات التحالف وأجبرتها، خلال رحلتها من مطار صنعاء إلى جيبوتي، على الهبوط في مطار جازان (الثلاثاء). وأوضحت اللجنة، أمس (الأربعاء)، إنه تم التوصل إلى حل للمسألة، وتمكنت الطائرة من التوجه إلى جيبوتي في اليوم نفسه، مؤكدة التزامها «بالقواعد المنظمة للملاحة الجوية لطائراتها». وحسب بيان اللجنة الدولية للصليب الأحمر؛ فإن طائرتها، التي اعترضتها قوات التحالف، كانت قد «غيّرت مسارها بسبب سوء الأحوال الجوية». ووفقاً للبيان؛ الذي أطلعت عليه «القدس العربي»؛ فإن الطائرة بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار صنعاء باتجاه جيبوتي غيّرت مسارها المحدد بـ15 ميلاً إلى الجنوب. وأشارت اللجنة إلى أنه بعد فشل الاتصال بالطائرة قامت طائرتان سعوديتان بمرافقة طائرة اللجنة الدولية إلى مطار جازان لإيضاح أسباب تغيير مسارها. وسبق وأعلن التحالف اعتراض طائرة الصليب الأحمر في اليمن وإجبارها على الهبوط في مطار جازان في السعودية بعدما غيرت مسارها المفترض من صنعاء إلى جيبوتي، لتطير فوق منطقة عمليات عسكرية وفق ما ورد عن المتحدث باسم التحالف تركي المالكي. اليمن: مبعوث الأمم المتحدة يصل صنعاء لاستلام رد الحوثيين حيال المباحثات المقبلة الصليب الأحمر يعلن تسوية مشكلة طائرته التي اعترضتها قوات التحالف خالد الحمادي وأحمد الأغبري |
الأردن: رسالة «هادفة» من الرزاز لأنصاره في الشارع تمنع الاعتصام التضامني وأزمة فساد التبغ تواصل مسيرتها ومفاجآت محتملة في «التحقيق» Posted: 25 Jul 2018 02:14 PM PDT عمان- «القدس العربي»: رغم كل الملاحظات النقدية المباشرة أصر رئيس الوزراء الأردني الدكتور عمر الرزاز على إحالة ملف قضية «السجائر» المتدحرج إلى محكمة أمن الدولة الاستثنائية باعتبارها جريمة اقتصادية. وقد بدا لافتا أن حكومة تحسب نفسها على التيار المدني تتجاوب مع تطلعات الشارع فتحيل أحد أهم ملفات الفساد إلى محكمة «استثنائية» لا يعترف بها النظام القانوني الدولي. وجهة نظر الرزاز واضحة في هذا السياق فهو يريد استخدام الأذرع الخشنة في مؤسسات الدولة لتوجيه رسالة سياسية رفيعة المستوى لكل الأطراف المعنية داخل وخارج البلاد. عدد الموقوفين يصل إلى 30 شخصا خلافا لأنه يريد إظهار «تضامن» جميع المؤسسات العميقة في المملكة مع خطته في مواجهة الفساد وبضوء أخضر ملكي تحدث عنه الرئيس نفسه وأعلنته لاحقا المتحدثة الرسمية الوزيرة جمانة غنيمات. لم يعرف بعد ما إذا كان التكييف القانوني سيسمح لمحكمة أمن الدولة بالتعاطي مع حيثيات القضية التي وصل عدد الموقوفين فيها إلى 30 شخصا على الأقل ليس من بينهم أي عضو في مجلس النواب أو شخصية بارزة خصوصا وإن هذه المحكمة يتيح قانونها التعامل مع خمسة أصناف من الجرائم ليس من بينها التزوير والتهرب الجمركي. بكل حال الاتجاه القانوني قد يتعامل مع المسألة باعتبارها قضية لها علاقة بالمخدرات في بعض الحيثيات وهذا وضع يعني بأن تسليم الملف لمحكمة أمن الدولة خطوة في الاتجاه السليم . والعنصر الأخير أشارت له فقط التسريبات الإسرائيلية التي تحاول الإيحاء بوجود»تجارة مخدرات إقليمية» في الأردن وبخلل في المنظومة الأمنية الأردنية وهو ما أعلنه أصلا الصحافي المتحرش بالأردن والمقرب من السلطات السعودية إيدي كوهين وهو يبتكر الحديث عن شبكة مخدرات عملاقة مقرها الأردن. وإلى أن تحصل عملية المتابعة القانونية وبصورة أوضح تسلم الادعاء في أمن الدولة ملف قضية الدخان رسميا ولم يصدر بعد في إشارة جديدة على هندسة الرزاز قرار بـ «حظر النشر» خلافا للعادة حيث سيباشر الادعاء الاستماع لأقوال الموقوفين والمتهمين أولا وسط تقديرات بأن تقدر أمن الدولة نفسها وبموجب صلاحياتها حسـب مـجريات التحـقيق النشـر من عدمه. يعني ذلك أن قضية الدخان والسجائر التي شغلت الرأي العام مؤخرا مضت في سياقها القانوني وبعد أسبوع متكامل من الإثارة والضجيج وتبادل وتدوير تسريبات وشائعات، الأمر الذي يراهن عليه المقربون من الرزاز لتخفيف وطأة الجدل والنقاش في الشارع على أمل الانصراف لبقية الملفات والقضايا. ورغم الانتقادات التي وجهت لحكومة الرزاز على أساس خطأ في تقديرها القانوني و»شعبوية» في توجيه الملف لمحكمة تختص بقضايا أمن الدولة إلا أن التحقيقات قد تتوسع وتغرق في الاحتمالات مع المضي قدما بالإجراءات خصوصا وأن الحكومة لم تتقدم بعد بطلب رسمي عبر الإنتربول أو غيره لتسليم رجل الأعمال عوني مطيع النجم الأبرز لهذه العملية برمتها والذي لا زالت شبكة علاقاته العامة غامضة حتى بعد اعتقال نجله وشقيقه. مطيع وبعد تصريحه الأخير لتلفزيون محلي اختفى تماما عن الأنظار ولم يلتزم بما وعد به سابقا بالعودة إلى البلاد والتنقيب بكل ما يخصه يتواصل خصوصا عبر وسائط التواصل الاجتماعي التي تطالب أيضا بالتحقيق معه ومع السياسيين والبرلمانيين المقربين منه وغيرهم من الشخصيات النافذة إضافة لمساءلة رئيس الوزراء الأسبق الدكتور هاني الملقي بحيثيات قصة تمكن مطيع من عدم دفع ما قيمته 155 مليون دينار لمصلحة الجمارك. وورد ضمن مساجلات هذه القضية العديد من الأسماء الوزارية السابقة والحالية والأسماء المعروفة لكن ذلك كان فقط عبر نظام التوسع في التسريب والمعلومات غير الدقيقة في الوقت الذي لم تشمل فيه التوقيفات ولا التحقيقات الاولى أيا من الشخصيات البارزة. سياسيا ورغم أن المطلوب من تسليم ملف القضية لمحكمة أمن الدولة تهدئة الشارع العام واحتواء النقاش والعمل ضمن الأسس القانونية فقط إلا أن مستوى الاشتباك والاحتكاك كبير بين العديد من الأطراف ومراكز النفوذ بسبب خلفية قضية الدخان والسجائر والمناخ مفتوح أمام حملات تشويه منظمة أو تصفية حسابات وبصورة قد تخرج المقصود حكوميا عن السكة المرسومة. منع اعتصام وسياسيا أيضا لم يفهم بعد قرار وزارة الداخلية بمنع اعتصام على منطقة الدوار الرابع بناء على دعوة مجهولة بهدف التضامن مع الرزاز في وجه الفاسدين وهو إجراء يعتقد أن الرزاز نفسه لا يتحمس له رغم الإغراء الذي يشكله بسبب سعيه لوضع مواجهة الفساد في الإطار القانوني قدر الإمكان واهتمامه بأن لا تبدو حكومته شعبوية في وقت التركيز على الأضواء الخضراء ملكيا التي منحت له. وفي الأثناء تتواصل فصول الإثارة في هذه القضية التي يبدو أنها ضخمة وشائكة حيث بدأت مصلحة الجمارك تتوسع في حملتها وأعلنت عن مداهمة مزرعة ضخمة متخصصة بالتبغ و»مزروعات الكيف» على سعة 200 دونم من الأرض مع مصادرة معدات صناعية لتغليف السجائر . تم الإعلان أيضا عن مخابئ سرية جديدة دوهمت وسط انتعاش بغطاء سياسي وأمني هذه المرة لأعمال ومداهمات رجال المصالح الجمركية. الأردن: رسالة «هادفة» من الرزاز لأنصاره في الشارع تمنع الاعتصام التضامني وأزمة فساد التبغ تواصل مسيرتها ومفاجآت محتملة في «التحقيق» المداهمات متواصلة لمزارع «الكيف» وأطراف في إسرائيل «تشاغب» بسام البدارين |
البرلمان المصري يمنح الثقة للحكومة… وتكتل «25 ـ 30» ينتقد برنامجها Posted: 25 Jul 2018 02:14 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: وافق البرلمان المصري، في جلسته العامة أمس الأربعاء، على منح الثقة لحكومة مصطفى مدبولي، بعد استماعه إلى تعقيب الأخير على ملاحظات النواب، خلال مناقشة تقرير اللجنة البرلمانية الخاصة بالرد على بيان الحكومة، والتي أوصت بالموافقة ومنح الثقة. مدبولي تعهد بالأخذ بملاحظات أعضاء مجلس النواب على برنامج الحكومة، مؤكداً أن «مناقشات النواب للبرنامج كانت عميقة وجادة ولا هدف من ورائها سوى مصلحة الوطن والمواطنين ونصح الحكومة». وأكد أن «الملاحظات البناءة التي أبداها أعضاء البرلمان على برنامج الحكومة اتسمت بالحرفية والموضوعية». وسجل أعضاء تكتل 25 ـ 30 المعارض، اعتراضهم على برنامج الحكومة. وقال النائب هيثم الحريري، عضو التكتل : «الأولوية يجب أن تكون لبناء الإنسان والاستثمار في البشر»، رافضا أن «يخصص 15٪ من الموازنة العامة للانفاق على الصحة فقط، وتحميل التعليم فوائد الديون». وأضاف: «مطلوب بناء 266 ألف فصل دراسي بمعدل 66.5 ألف سنويا ومطلوب زيادة موازنة الـبنية التعليمية من 7 مليارات جنيه إلى 20 مليار جنيه مصري». وزاد: « مصر تعاني من نقص شديد في المعلمين والإداريين والعمال في وزراة التربية والتعليم، مما أثر سلبا على العملية التعليمية». وطالب الحريري بـ«الاستعانة بخريجي كليات التربية ورياض الأطفال». وانتقد «تحميل المعلمين تكاليف مادية أو اجتماعية لاستخراج رخصة التعليم، كما رفض أن تكون رخصة مزاولة التعليم ذريعة لتقليص أعداد المعلمين». وطالب بـ«ربط الحافز والأجر بالأداء ويكون بعد زيادة الراتب بما يكفل حياة كريمة للمعلمين»، كما دعا لـ«عرض خطة الحكومة لتطوير التعليم على مجلس النواب والاهتمام بالطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة والاستعانة بالمعلمين المدربين والمؤهلين لذلك». أما عن الصحة فقال : «يجب حل الأزمة في نقص أسرة العناية المركزة وحضانات الأطفال، والتي يؤدي نقصها إلى حالات وفاة أو تحميل المواطنين أعباء مالية». وبين أنه «برغم التحفظ على بعض بنود قانون التأمين الصحي إلا أن هناك تضاربا في المدى الزمني لتطبيق القانون». ورفض ما جاء في بيان الحكومة عن تجهيز المستشفيات في سنة والتطبيق في سنة أخرى ثم التقييم في سنة ثالثة. وتابع: لا غنى عن الذكر أن تطوير منظومة الصحة يبدأ برفع مستوى الطاقم الطبي ماليا وعلميا». وأضاف: «في ظل تعويم الجنيه ورفع الدعم عن الكهرباء والمياه وأسعار قرارات العلاج على نفقة الدولة الحالية والتي لا تغطي القيمة الحقيقية للعمليات والمستلزمات والأجهزة الطبية، لا بديل عن مضاعفة موازنة العلاج على نفق الدولة». وحث على «زيادة مخصصات المستشفيات الجامعية لاستمرار قيامها بدورها المهم والضروري، وأيضا تحويل مراكز رعاية الأسرة ومستشفيات التكامل لتقديم الخدمات الطبية الأساسية». البرلمان المصري يمنح الثقة للحكومة… وتكتل «25 ـ 30» ينتقد برنامجها تامر هنداوي |
ألفيل سالامون مقدّما نفسه لأوروبا Posted: 25 Jul 2018 02:13 PM PDT كان الأمر يتعلّق بالهدية التي رأى دُن جوان، ملك البرتغال والجرابيين، إرسالها إلى ابن عمه الأرشيدوق ماكسيميليانو حاكم إسبانيا، الذي سيصبح لاحقـــا إمبراطور النمســــا. قـــال الملك لزوجته في الدقائق التي تسبق النوم إن الهدية التي قدّمها للأرشيدوق من أربع سنوات، لمناسبة زواجه، لم تكن لائقة بما يكفي. الآن عليه أن يرسل له شيئا ذا قيمة ولافتا للانتباه. فكّر في القربان المقدّس، لكنه عدل عن ذلك بعد أن انتبه إلى أن الأرشيدوق ابن عمه كان قريبا إلى البروتستنتيين. إذن ماذا؟ سأل الملك زوجته التي بلحظة إلهام ذكرت له سالومون الفيل كهدية لا بد ستلقى الترحاب. وقد أُحضر الفيل معه قيّاله، الهندي سوبهرو، إلى باحة القصر للتحقّق من حسن مظهرهما. كان جلد الفيل سميكا وخشنا، وثمة بقع توزّعت في أنحاء جسمه، لكن رغم ذلك أٌّقرّ ما كان اتُفق عليه بعد إرسال مبعوثين لسؤال الأرشيدوق إن كانت هذه الهدية تعجبه. وقد أعلن موافقته، من فيينا، بل رغبته في أن يأتي إلى بلد «الوليد» ليتسلّمه من هناك بنفسه. رواية جوزيه ساراماغو تسرد تفاصيل رحلة الفيل الشاقة من البرتغال إلى بلد الوليد فإلى إسبانيا فإيطاليا ومن هناك، عبورا بجبال الألب الباردة، إلى النمسا. كان على تلك الرحلة التي تقلبت بين حرارة الطقس غير المحتملة وبرودته التي تكسر العظام، أن يراعي مسيرها، رغم ذلك، البروتوكول الملكي أو الإمبراطوري. في القسم الأول من الرحلة، وصولا حتى إسبانيا، جرى توزيع من رافقوا الفيل تبعا لترتيب عملي يتقدّم فيه الفيل القافلة، لتتلوه فرقة الحرس ثم سائسو الثيران، التي تجر المؤن ثم فرقة الخيالة إلخ. كان ذلك الجزء من الرحلة شاقا، إذ تبين بعد أيام من انطلاقها أن حمولة المؤن تحتاج إلى ثورين آخرين. وقد أمكن تأمينهما، لا السطو عليهما، من قرية مرت بها القافلة، إذ كانت تسود البرتغال شرعة الاعتراف بحق البشر في ما يملكونه. وهذا ما أدى، في أي حال، إلى أن تعبر القافلة كل هذه المسافات من دون أن تواجه عصابات متعدّية أو أعداء أو قطاع طرق. فقط الطقس ووعورة الطريق، هما ما كان على القافلة الاحتساب له، أما البشر فكانوا مضيافين مرحّبين على طول الطريق. حتى فرقتا الجيشين، النمساوي والبرتغالي، اللتان كان عليهما أن تظهرا مستفزّة إحداهما الأخرى، عندما التقيا في النقطة المتفق عليها في بلد الوليد، لم يعمدا إلى ذلك، بل إن النمساويين، الأقوى من البرتغاليين والأكثر عددا، آثروا المهادنة، بما حمّلهم وزر تهمة الإسراع إلى إعلان الانهزام. كانت تلك هي المرة الأولى التي أتيح فيها لأوروبا أن تشاهد فيلا، ومن هنا ربما كانت الرحلة الطويلة بين البلدان أهمّ من الوصول إلى مستقرّها. لم تكن شعوب تلك البلدان قد عرفت حيوانا بهذا الحجم، ناهيك عن ضخامة قوائمه، وفوق ذلك الخرطوم الذي كان يلتقط الطعام ويقذفه بتلك السرعة إلى الأسنان التي لا تظهر أبدا للمتفرّجين. حتى الفيّال الهندي سوبهرو كان يشعر بالزهو وهو يجلس في ذلك المكان العالي، على رقبة الفيل، ناسيا لساعة أو ساعتين أنه مقيم أو متنقل في بلاد ليست هي بلاده. أما فرقة الخيالة البرتغالية وقائدها فقد أتيح لهم أن ينعموا بنصر من دون حتى أن يخرجوا سيوفهم من أغمادها. لكن قس كنيسة سانت أنطونيو في بادوا أراد أن يفيد من مرور القافلة في كفاحه ضد البروستانتينية. لم يتأخّر في استدعاء سوبهرو (وكان هذا ما يزال محتفظا باسمه، ذاك الذي أجبره الأرشيدوق على تغييره إلى فريتس، كما غيّر اسم الفيل من سالومون إلى سليمان) وطلب منه أن يعلّم الفيل، في غضون ساعتين أو ثلاث ساعات، كيف يركع وإن على قائمة واحدة في ساحة الكنيسة. أما إن فشل الفيال في ذلك فسيعلنه القس محتاجا للتوبة، طالما أن الفيال الهندي كان قد عُمّد مسيحيا في البرتغال. وقد تحقّقت الأعجوبة الإلهية بجثوّ الفيل أمام الكنيسة، على قائمتين وليس على واحدة، محققة لكنيسة سانت أنطونيو ولراعيها شهرة بلغت بلدان أوروبا القريبة، حتى أن الفيل المقدّس، وقد كان مقدّسا أيضا في الهند، حسب ما صار يقول فيّاله، بلغ صيته النمسا قبل وصوله بأيام إليها. وقد عزّز الفيل مكانة الأرشيدوق في فيينا، في اللحظة التي كاد أن يثير احتجاجا ضدّه. في اللحظة التي كان يخرج فيها الفيل مزيّنا بما يلائم ظهوره الأول في إحدى مدن النمسا، ركضت طفلة إليه، منفلتة من بين الجموع، فكادت قوائمه الضخمة تدوسها محوّلة الاحتفال إلى مقتلة. لكن الفيل، بحكمته التي أبداها يوم كنيسة سانت أنطونيو، حيث ركع مدركا بأن ذلك سينقذ سائسه، مدّ خرطومه لانتشال الطفلة قبل لحظة من سقوطها تحت قدميه. كان هذا نصرا آخر للأرشيدوق منقذ الطفولة، ومعرّف النمساويين، والأوروبيين عامة، أن الضخامة والقدرة لا تدفعان من يمتلكهما إلى أن يكون عنيفا وساحقا بالضرورة. وعلى الأغلب كان ماكسيميليانو الأمبرطور المقبل قاصدا، بإحضار الفيل، إلى ما يتعدى مجرد التسلية والترفيه، فنجاح لقاءات واسنبرغ ومولدهورف يرجع لحضور حيوان كان لا يزال مجهولا في النمسا، «كأن ماكسيميليانو أخرجه من العدم ليكسب رضا رعاياه، بالإضافة لكون ذلك الحضور سببا لاستلهام فنانين وشعراء من كل مكان عبرته القافلة أو حلّت فيه، إذ سيظهر في لوحات ونقوش، في ميداليات تذكارية، في تدوينات الإنسانوي الشهير كاسبار بروشيس المهداة إلى مجلس بلدية لينز». ثم أن مؤرّخا من مدينة هول الساحلية اسمه فرانتس شويجر كتب: عاد ماكسيميليانو بزهو من إسبانيا محضرا معه فيلا فئرانيّ اللون، له أرجل طولها اثنا عشر مترا»، لكن الفيل، حسب ما قال جوزيه ساراماغو على لسانه، احتج على ذلك قائلا: ليس الفيل من له لون فئراني، بل الفأر له لون فيلي. بعد عامين من انتهاء رحلته في سنة 1551 ميلادية، مات الفيل من دون أن يعرف سبب وفاته. «فضلا عن سلخه، قطعوا قائمتيه الأماميتين لاستخدامهما كأوعية عند مدخل القصر الأمبراطوري، كما لوضع العصيّ والعكاكيز والشمسيات وقبعات الصيف». لم ينفعه، حسب راوي رحلته، تحقيقه للأعجوبة أمام كنيسة سانت أنطونيو ولا إنقاذ الطفلة عند وصوله إلى النمسا، ولا تعزيزه لمكانة ماكسيميليانو تجاه أعدائه وحلفائه معا. رواية جوزيه ساراماغو «مسيرة الفيل» صدرت بالعربية عن «منشورات الجمل» في 190 صفحة، ترجمة أحمد عبد اللطيف، 2018 ٭ روائي لبناني ألفيل سالامون مقدّما نفسه لأوروبا حسن داوود |
الأونروا تفصل مئات الموظفين في قطاع غزة! Posted: 25 Jul 2018 02:13 PM PDT الأونروا تفصل مئات الموظفين في قطاع غزة! |
العرب: بين الحروب وأدوار الدول المحيطة Posted: 25 Jul 2018 02:12 PM PDT تستمر سلسلة الحروب في قلب العالم العربي، بعض هذه الحروب تبدو وكأنها في الطريق للانتهاء، لكنها في حقيقتها غير قابلة للتوقف بقدر ما إنها تتحول نحو أشكال مختلفة من المواجهات. إن طبيعة الوضع العربي وتناقضاته تسهل قيام الحروب ولا تحد منها على الإطلاق. التحديات العربية تأتي من عناصر كثيرة منها أن بنية الدول العربية المكونة من 22 دولة التي تتحدث ذات اللغة إلا أنها تختلف فيما بينها على قضايا عديدة بينما تطوقها من جانب الحركة الصهيونية وتحيط بها من جانب آخر القوة الصاعدة والثابتة للدولة التركية وللدولة الإيرانية. القومية العربية غير مكتملة التكوين والتشكيل، وهذه نقطة ضعف أساسية في بنية العالم المتشكل من دول. فبينما تكونت القومية التركية في حاضنة واضحة وتشكلت القومية الإيرانية هي الأخرى في كيان جمع بين الدولة والامة، وبينما تقيم الصهيونية عقيدتها على تحويل الدين اليهودي (الذي لم يكن يمثل قومية) لقومية يهودية مستمرة في تمددها، الا أن العرب هم القومية الوحيدة في هذا الإقليم( إضافة للكردية) التي لم تتشكل في دولة أمة. تاه العرب في 22 دولة عربية، فتحولت كل منها لأزمة أمن وحقوق، وازمة حدود وأطماع وتناقضات عرقية ودينية وطائفية وإقليمية ودولية. وتنفجر الحرب في الاقليم مرة أو مرات كل عدة اعوام، حروب العرب واسرائيل جانب رئيسي من الصورة، لكن هناك حروبا كحرب العراق مع إيران عام 1980، وقبلها حرب مصر في اليمن في ستينات القرن العشرين، ثم حرب صدام في احتلال الكويت عام 1990، ثم الحرب المضادة لاحتلال صدام عام 1991 من قبل تحالف دولي، ثم احتلال الولايات المتحدة لكل من أفغانستان والعراق في 2001 ثم 2003. ويجب ان لا ننسى الحرب الأهلية اللبنانية والتدخل السوري في لبنان والحرب الاهلية في السودان التي حصدت مئات الالوف، كما والحرب الأهلية الجزائرية في ثمانينيات القرن العشرين بالإضافة لحروب أخرى حدودية ومناوشات بين دول عربية عدة. ان مشهد الحروب منذ 2011 استمر مخاطبا الحروب السابقة، فالحرب السورية التي تحولت أهلية وعسكرية ثم الليبية بعد سقوط نظام القذافي، والحرب في العراق التي استمرت بعد تغير النظام وحرب داعش والدولة الإسلامية، وحرب اليمن، وحروب إسرائيل على غزة منذ 2008، كلها حروب خاطبت الضعف العربي وتناقضات القوة في الساحات العربية. إن حصار قطر كما وقع أسلوبا وروحا شكل من اشكال الحرب. وما يقع في سيناء في مصر شكل آخر للحرب. الحروب الجديدة هي الاخرى ممكنة. على سبيل المثال الوجود الروسي ثابت في سوريا وكذلك وجود للولايات المتحدة، بينما يستمر الوجود الإيراني ويزداد تخندقا على أكثر من صعيد، اما الوجود التركي فهو مثبت ومتخندق في شمال سوريا. صراع القوى في سوريا مرتبط بموازين القوى وبالنزاع بين مصالح واحتياجات هذه الدول. كل هذا يجعل من سوريا مركز استقطاب ونزاع لا حل قريب له. الحل في سوريا سيبدو في جانب منه حل بين هذه القوى، بحيث يطرح تصوراتها ويعالج حاجاتها ويلبي التعامل مع مخاوفها، لكن بنفس الوقت إن عدم الاتفاق بين هذه القوى سوف يعني استمرار الصراع الذي يتضمن امكانية مواجهات عسكرية. وضمن هذه التوازنات يبحث الشعب السوري الذي نكبته الحرب عن مكانه ودوره وحقوقه، كما تبحث الدولة السورية عن استمرارها بين ديكتاتورية مقيتة وبين حاجات المجتمع لعقد جديد. ومن الواضح أن إيران لم تعد في جنوب لبنان فقط،، بل امتد دورها لمناطق محاذية لإسرائيل في الجانب السوري، فإسرائيل تتواجه مع واقع جديد على حدودها. إن إيران وحزب الله ليسوا في صدد الانسحاب من تلك المناطق. بل يمكن التأكيد وربما يصح القول بوجود صفقة أمريكية روسية على حساب الدور الإيراني في سوريا، لكن إيران من جهة اخرى ستتمترس وستجد طريقها في التعامل مع روسيا، خاصة وان روسيا ليست في صدد تلبية المطالب الأمريكية. الامور متداخلة، فالقرار الإيراني للمشاركة في الصراع العربي الاسرائيلي أخذ في زمن سابق وقديم، فبعد الثورة الإسلامية في إيران، وبعد بدء الحرب العراقية الإيرانية، وبسبب عجز العرب عن مواجهة التقدم الاسرائيلي باتجاه بيروت وجدت إيران فرصتها عندما قامت إسرائيل بغزو لبنان عام 1982. إيران قامت بتعبئة الفراغ الناتج عن خروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان. قامت سوريا ايضا من جهتها بتعبئة الفراغ لكن التطابق بين سوريا وإيران لم يكن شاملا. يبدو ان إيران في ذلك الوقت وجدت ان فراغا سينشأ وأن تعبئته تتطلب عدة قوى، وانها مواجهة الغرب والولايات المتحدة والعقوبات الدولية ستتطلب موقعا مؤثرا في الحدود مع دولة اسرائيل، ومن هنا علاقة الثورة الإسلامية في إيران بنشوء حزب الله بصفته اداة مقاومة للغزو الاسرائيلي، لكن بصفته امتدادا لدور إيران في المواجهة مع اسرائيل. الإستراتيجية الإيرانية منذ 1982 وبصورة أدق منذ نهاية الحرب الأهلية اللبنانية في 1991 حولت تواجدها الحدودي في الجنوب اللبناني لأداة ضغط واضحة على اسرائيل. إن صراع الموازين وصراع عض الأصابع بين إيران وعدد من الاطراف الدولية انطلق نحو لبنان، وهو نفسه وفي ظل ظروف اخرى انطلق نحو الاراضي السورية. الفراغ العربي مهد للدور الإيراني، ومهد للدور التركي، لكن قبل ذلك مهد للدور الاسرائيلي العسكري والسياسي الذي اقتحم عوالم العرب ودمر الكثير منها ووجه لها الضربات عبر سلسلة من الحروب منذ العام 1948. وهذه الأدوار فتحت الباب للدور الأمريكي السياسي والعسكري والامني في العالم العربي وفي منطقة الخليج، ثم للدور الروسي القادم من بعيد. في مناطق العالم العربي لم ينجح ابناؤها أو نخبها وقادتها في قيادة مشروع يشمل العرب او أجزاء اساسية منهم، لهذا سيبقى الفراغ سيد الموقف. وتكمن المشكلة العربية في فراغ القوة الذي تعيشه الدول العربية، فهي ضعيفة بحكم حجمها الجغرافي وطبيعة حدودها وطبيعة مشروعها القطري المنكفئ على ذاته او الذي يزداد تركيزا على أمور تمس مصالح ضيقة. كانت في السابق الاقطار العربية في كل من فلسطين وسوريا والاردن ولبنان تشكل سويا بلاد الشام، وكانت مصر مع السودان وحدة واحدة، وكانت مناطق مختلفة من الخليج تشكل وحدة واحدة في مراحل ممتدة وذلك من خلال تحكم كبرى القبائل بمكوناتها. ضرورة مشروع عربي يعظم التداخل بين العرب ويطور الحقوق والمساءلة، ويضمن استقلالية القرار العربي أصبحت قضية حياة موت لأمة ممتدة وشعوب تزداد اختناقا. ٭ استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت العرب: بين الحروب وأدوار الدول المحيطة شفيق ناظم الغبرا |
من «قانون القومية» إلى «الصهيونية شكل من أشكال العنصرية» Posted: 25 Jul 2018 02:12 PM PDT أخيرا، وبعد سبعين سنة من إقامة إسرائيل، وبعد مئة واثنتين وعشرين سنة على عقد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل، أقر البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، أن الصهيونية حركة عنصرية، وأن إسرائيل دولة ابرتهايد. «تكرّمت» إسرائيل، بغبائها، (ولكل محتل ومستعمِر ومعتد وظالم، صفات سلبية عديدة، إحداها الغباء)، وقدمت للفلسطينيين، في الأسبوع الماضي، على طبق من فضة، منقوش عليه بأحرف عبرية واضحة نصّا رسميا، لـ«قانون أساسي» إسرائيلي، وفّر للفلسطينيين سلاحا غالبا، ومنصة عالمية مشرفة عالية، لأخذ المبادرة وإعادة الأمور إلى نصابها. لن يشعر الفلسطينيون العرب في اسرائيل، بمسلميهم ومسيحييهم بجميع طوائفهم، الذين يحملون بطاقة الهوية الاسرائيلية، ويشكلون خُمس عدد السكان في «الدولة اليهودية»، أي تغيير جذري على مجريات حياتهم، جرّاء هذا القانون الإسرائيلي الجديد. ذلك ان معاناتهم منذ النكبة سنة 1948 وحتى اليوم، لم تنقطع، وهم الضحايا المزمنون. هم ضحايا: مصادرة أراضيهم وممتلكاتهم، ومصادرة حقهم الطبيعي في التنقل داخل وطنهم، على مدى أيام «الحكم العسكري» من سنة 1948 إلى سنة 1966، ومصادرة حقهم في التعبير عن آرائهم وحرمانهم من إصدار أي صحيفة أو أي من وسائل الإعلام، طوال تلك الفترة، ووضع عراقيل أمام ذلك حتى يومنا هذا، والتفنن في التمييز ضدهم، على غرار سن قانون «الحاضر الغائب»، و«القيِّم على املاك الغائبين» وما شابه ذلك، ووضع اليد على كل مُلك عام في المدن والقرى الفلسطينية العربية داخل خطوط الهدنة مع «دول الطوق»: مصر والأردن وسوريا ولبنان، سنة 1949، الذي سمته إسرائيل «الخط الأخضر»، واعتمدته غالبية دول العالم كحدود لإسرائيل، كل ذلك بالإضافة لجميع الاوقاف الإسلامية في إسرائيل، ومعاملة تلك الأوقاف كتعاملها مع «أملاك الغائبين»، الامر الذي أوحى للأول من شعراء المقاومة في فلسطين 48، راشد حسين، بقصيدته المعروفة، الله أصبح لاجئا»، ويقول فيها: الله أصبح غائبا يا سيدي صادر إذن حتى بساط المسجد وبع الكنيسة فهي من أملاكه وبِع المؤذن بالمزاد الأسود الأهمية العملية الوحيدة لقانون القومية الإسرائيلي، هي انه ينزع القناع عن وجه اسرائيل، ويكشف وجهها العنصري القبيح، ويفضح نظامها، ويعرّيه كنظام ابرتهايد، على غرار نظام جنوب إفريقيا البائد، الذي أدانته جميع شعوب ودول الأرض (التي تحتفل هذا الايام بالذكرى المئوية لولادة الزعيم الإفريقي الخالد، نيلسون مانديلا)، مع فائدة التذكير أن اسرائيل كانت آخر حليف لذلك النظام عند سقوطه المدوي، قبل نحو ثلاثة عقود. لا بديل عن أن يكون لمنظمة التحرير الفلسطينية، رد فعل مناسب على تشريع الكنيست الاسرائيلي لقانون القومية هذا، يتضمن ترجمته إلى العديد من اللغات، وتوزيعه وتعميمه على كافة البرلمات في العالم، مع الشروحات عليه، والمقارنات والتطابقات بينه وبين القوانين العنصرية في نظام الابرتهايد السابق، وتأكيد تثبيته نقطة دائمة في جداول أعمال مؤتمرات الاتحاد البرلماني الدولي، وكل المؤتمرات المشابهة. على أن كل ردود الفعل الفلسطينية على هذا القانون، ومهما بلغت أهميتها، لا تغني عن الفرصة الذهبية التي وفّرها لمبادرة فلسطينية فورية، لإعادة اعتماد مركز الشرعية الدولية، الأمم المتحدة، لقرار اعتبار الصهيونية شكلا من اشكال العنصرية. سبق واعتبرت الأمم المتحدة، في دورتها لعام 1975، أن الصهيونية شكل من أشكال العنصرية، ويومها بلغ الضيق الإسرائيلي من هذا القرار منتهاه، عبّر عنه مندوب اسرائيل في الأمم المتحدة في حينه، حاييم هيرتسوغ، بتمزيق نسخة من القرار، اثناء كلمته من على منصة الجمعية العامة، ردا على ذلك القرار. لكن هذا القرار ظل قائما حتى تم الغاؤه سنة 1991، بضغط أمريكي، وسكوت من الدول العربية والدول الصديقة، لتأمين سير أعمال «مؤتمر مدريد»، الذي شكل بداية لمرحلة جديدة من مراحل الصراع، وانتهى إلى اتفاق أوسلو، وعقد اتفاقية السلام بين إسرائيل والأردن في وادي عربة. الآن، وقد وصل اتفاق اوسلو إلى طريق مسدود، وأقر البرلمان الاسرائيلي قانونا يشمل كل ارض فلسطين، حتى تلك التي سجِّلت تحت خانة «أراض متنازع عليها»، فقد انزاح سبب رفع «الصهيونية» من قائمة الانظمة العنصرية، وصار واجبا أن تبادر منظمة التحرير الفلسطينية إلى دفع الشرعية الدولية، إدراج الصهيونية ووضعها في سلة واحدة مع النازية والفاشية ونظام الابرتهايد والفصل العنصري، تمهيدا لإسقاطها، كما تم إسقاط الأيديولوجيات المشابهة لها في الشكل والجوهر. تسبح حكومة إسرائيل اليمينية العنصرية المتطرفة الحالية، في هذه المرحلة، في مستنقع تلائم مياهه العنصرية الآسنة توجهاتها وسياساتها. فهي تتقدم وتبالغ في انزلاقها إلى مستويات غاية في الانحدار، مستندة إلى حماية حليف قوي، هو إدارة الرئيس الأمريكي الاكثر يمينية منذ عقود، والمحاط باعضاء إدارة أكثر يمينية وتخلفا وعنصرية من كل من سبقهم في مناصبهم، من مندوبته في الأمم المتحدة إلى وزير الدفاع في إدارته، إلى وزير خارجيته وسفيره في اسرائيل، إلى مستشاره للأمن القومي. ويسبح خلف اسرائيل في هذا المستنقع، حكومات دول عديدة في اوروبا وغيرها، من هنغاريا إلى بولندا والنمسا وايطاليا إلى حد ما. لكأننا نعيش أجواء شبيهة بالاجواء التي سبقت الحرب العالمية الثانية، عند صعود النظام النازي في المانيا، (بانتخابات ديمقراطية)، والنظام الفاشي في إيطاليا، وبعض من حلفاء آخرين في ذلك المحور، الذي تسبب في نشوب تلك الحرب، مع ملايين كثيرة من الضحايا في العالم، وفي اوروبا اساسا. هذا القانون الاسرائيلي الفاقع العنصرية، يستدعي تركيز القائمة العربية الموحدة في الكنيست الاسرائيلي، (وهي القائمة الثالثة حجما فيه)، التحول الجدي إلى الساحة البرلمانية الدولية، لبناء تحالفات واتفاقيات تعاون مع أحزاب وكتل برلمانية في العالم، مع تركيز خاص على الدول الديمقراطية المعتدلة المتقدمة، خاصة في أوروبا الغربية، وفي شمالها على وجه أخص، وتركيز على جنوب إفريقيا، لما لها من وزن نوعي في ضمير ووجدان شعوب العالم، وغيرها من الدول. لا يجوز ان ينسينا ما نحن فيه ونواجهه من سياسات حكومة اسرائيلية مغرقة في العنصرية والفاشية، اننا لسنا ضحاياها الوحيدين، بل ان من ابرز ضحاياها في المجتمع الاسرائيلي اليهودي اليميني، على سبيل المثال، رئيس دولة اسرائيل ذاته، رؤوفين ريفلين، لانه يميني «مستنير» وليس يمينيا عنصريا فاشيا بما فيه الكفاية. نظرة سريعة لما يمكن تسميته «ميزان الكراهية» في اسرائيل، تكشف لنا حقائق مذهلة. فمنذ ربيع 2015 ولغاية ربيع 2018، زادت نسبة الكراهية والتحريض على الرئيس الاسرائيلي، في وسائل التواصل الاجتماعي بنسبة 314٪. وزادت ضد الصحافة الاسرائيلية، في الفترة ذاتها، بنسبة 500٪. وضد القضاء والمحاكم بنسبة 231٪. وضد «جيش الدفاع الاسرائيلي» بنسبة 114٪ بل تضاعف التحريض والإدانة ضد رئيس اركان جيشهم، بعد ان ادان قتل جندي اسرائيلي لجريح فلسطيني لا يشكل خطرا، خمسة اضعاف عما كان عليه. «إصبِر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله» بدون أن يعني الامر ابدا دعوة للصبر. فالحال يتطلب المبادرة، لا الصبر ولا الصمود ولا رد الفعل فقط. ٭ كاتب فلسطيني من «قانون القومية» إلى «الصهيونية شكل من أشكال العنصرية» عماد شقور |
لن نفقد الأمل Posted: 25 Jul 2018 02:11 PM PDT في الأول جاء الخبر المفجع بوفاة مي سكاف، بلا إنذار مسبق، فلم يعرف أحد عن مرض ما كانت تعانيه، في حين ألمح مقربون منها إلى «ظروف غامضة» قد يكشفون عنها لاحقاً. على أي حال، وقع الخبر وقع الصدمة بين سوريي الشتات، كأن موتها المفاجئ أعادهم إلى حال بلدهم الذي خسروه، ويستمرون في خسارته قطعة وراء قطعة. لم يكد يفيق السوريون من هذه الصدمة، حتى عاجلهم النظام الكيماوي، في اليوم نفسه، بأخرى: خبر مقتل الأخوين يحيى ومعن شربجي تحت التعذيب… منذ خمس سنوات! كأنها رسالة منه إلى كل من له أحبة مغيبين في جحيم معتقلاته، مفادها أن تخلوا عن الأمل بعودتهم. لكننا لن نتخلى ولن نفقد الأمل، هكذا أوصتنا مي في منشورها الأخير على فيسبوك، بخلاف جملة دانتي الرهيبة على باب الجحيم. يحيى ومعن من ناشطي درايا الأوائل، لم يغفر لهما نظام البراميل نضالهما السلمي من أجل الحرية والكرامة، مسلحين بزجاجة الماء المعززة بالوردة، في مواجهة الجيش المسلح بالرشاشات والقناصات. جاء خبر الأخوين شربجي في إطار حملة جديدة بدأها النظام، منذ أسابيع، فراح يسجل وفيات من قتلهم في جحيم معتقلاته، في سجلات النفوس! لا حدود لعبقرية النظام في ميدان الجريمة، وفقط في هذا الميدان. أما مي التي هربت، في العام 2013 خارج البلاد، فنجت من مصير مماثل، فقد قتلها المنفى والشوق وأخبار الجنوب. ففي ذلك الجنوب الذي طالما شكل شوكة في خاصرة دمشق المحتلة، انتهت المعركة، كالعادة، بترحيل السكان، وعودة قوات النظام إلى تنكب مهمتها المألوفة، منذ «الحركة التصحيحية»، ككلب حراسة لحدود إسرائيل. كان على النظام أن يصدر شهادتي وفاة الأخوين شربجي على وقع وصول وفد روسي «رفيع» إلى إسرائيل برئاسة وزير الخارجية لافروف ورئيس أركان الجيش الروسي، للتباحث مع نتنياهو حول مصير الجنوب السوري بما يحفظ أمن إسرائيل، على ما تم الاتفاق عليه بين كل من إسرائيل وروسيا والرئيس الأمريكي دونالد ترامب. لا يمكن الحديث، في هذا الإطار، عن «تنازلات» قدمها النظام بنتيجة ضغوط. فهو ليس في وضع المفاوض حتى يقدمها. بل هو في وضع الخاضع لإملاءات ولي أمره الروسي، ينفذ، بلا نقاش، ما يتفق عليه الروسي والإسرائيلي فيما بينهما، ويبصم الرئيس الأمريكي ترامب، من جهته، على الاتفاق. فيكون على العبد المأمور أن ينفذ وحسب. أما تنمره فيظهر في مكان آخر: حين يتعلق الأمر بنجاة عناصر من الدفاع المدني من قبضته، فيُحرَم من قتلهم قصفاً أو تحت التعذيب، ومن إصدار شهادات وفاة لكل منهم. إنه ككلب شرس خسيس منعه سيده الممسك برسنه من الافتراس، كاظماً غيظه، نابحاً على الناجين من أنيابه بكل ما أنتجت «الممانعة» من صديد الشتائم. يريد النظام لشهادات الوفاة، بحق من قتلهم تحت التعذيب في السنوات السابقة، أن تكون بمثابة شهادة وفاة لثورة السوريين، كما يريدها دستوره للتعامل مع من تبقى منهم تحت قبضته. وللوهلة الأولى، تبدو الشروط الميدانية والدولية مواتية له لتحقيق حلمه بالعودة إلى ما قبل 2011. ولكن فقط للوهلة الأولى. ذلك لأنه لا يملك، اليوم، من أمره شيئاً. مصيره يتحدد في موسكو وتل أبيب وطهران وواشنطن. بل كذلك في مناطق سيطرته بالذات حيث يحكم أمراء حربه من قادة الشبيحة وعصابات القتل والتعفيش. قد يتوهم أنه يخرج من عزلته بمهارات جبران باسيل المستعجل على تطبيع العلاقات معه، أو إيمانويل ماكرون المتلهف على فتح سفارة فرنسية في دمشق، يساهم في إغاثة الغوطة الشرقية المحتلة كبادرة حسن نية، أو جماعة صالح مسلم التي تفاوضه «بلا شروط مسبقة»، استباقاً لانسحاب أمريكي محتمل يسعى إليه ترامب. كل هذه التطورات لن تنفع النظام في استعادة سوريا، ما دام هناك ملايين من أمثال مي ويحيى ومعن، مشتتين في أرجاء الأرض، بانتظار تغير الأحوال، ليعودوا إلى بلدهم المنكوب، اليوم، بعصابة الإجرام الأسدية والمحتل الروسي الداعم لها. نعم، هم في حالة انتظار، غير قادرين على الفعل ضمن الشروط القائمة الآن. ربما العمل الوحيد المجدي الآن هو الحفاظ على جمرة الأمل. فثمان سنوات من الحرب علمتنا أن الشروط السورية سيالة، متغيرة، لا تستقر على حال لشهرين متتاليين. سيموت كثير منا، غرقاً في البحر، أو قنصاً على الحدود، أو شوقاً في المنافي. لكننا أكثر مما يمكن للبحر أن يبتلعه، أو للشوق أن يفنيه. مسلحين نحن بوصية مي، لن نفقد الأمل، فبلادنا قد لا تكون عظيمة، كما قالت، لكنها ليست سوريا الأسد. ٭ كاتب سوري |
التغيير السياسي أم التحول الاجتماعي؟ Posted: 25 Jul 2018 02:11 PM PDT عندما خرج الجمهور في «ثورات الربيع العربي» ناشداً «التغيير السياسي»، كان هذا الجمهور نفسه في أمس الحاجة إلى «تغيير اجتماعي»، ثقافياً وفكرياً، كان بحاجة إلى التخلص من قيوده الاجتماعية قدر حاجته إلى التخلص من قيوده السياسية، لم يكن ذلك الجمهور يدرك أن السلطة الحاكمة ما هي إلا الانعكاس السياسي للواقع الاجتماعي. ولأن جماهير الربيع كانت مأخوذة بدهشة الشعار، منفعلة بحضور اللحظة التي تراكم فيها التاريخ، ولأن تلك الجماهير انطلقت بمنطق «عاطفة القلب» إلى الزمن الجميل، لا «وعي العقل»، عن هذا الزمن، لذا حجبتْ عنها أشواقها حقيقة أنها هي أولى بالتغيير، وأن في صفوفها من هو أسوأ من النظام، الذي طالبت بإسقاطه، وأن انطلاقتها من دون وعي سياسي واجتماعي أوقعها في شرك البنية العميقة للنظام الذي طالبت بإسقاطه. تصوروا أنه في اليمن – على سبيل المثال- خرج ثوار2011 للمطالبة بإسقاط نظام علي عبدالله صالح، وكان من بين المطالبين بإسقاط «النظام العائلي» جماعة الحوثي التي تزعمها في الماضي حسين الحوثي، وبعد مقتله تزعمها أخوه عبدالملك، الذي ملأ أجهزة الدولة اليمنية الأمنية والعسكرية والمدنية من عائلته والمقربين منها، بشكل بدا معه نظام صالح أقل بمراحل من «عائلية» حكم مليشيات الحوثيين. كما أن الرئيس الراحل كان يعين أقاربه وأقاربهم في السلطة، لكنه لم يكن ليجرؤ على القول إن ذلك أمر من الله، فيما يقول الحوثيون اليوم إن ولاية عبدالملك وعائلته هي أمر إلهي، حيث يردد أتباعهم «ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺘﻮﻻﻙ ﻭﻧﺘﻮﻟﻰ ﺭﺳﻮﻟﻚ ﻭﻧﺘﻮﻟﻰ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﻭﻧﺘﻮﻟﻰ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﺗﻨﺎ ﺑﺘﻮﻟﻴﻪ ﺳﻴﺪﻱ ﻭﻣﻮﻻﻱ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﺪﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺒﺮﺃ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﻋﺪﻭﻙ ﻭﻋﺪﻭ ﺭﺳﻮﻟﻚ ﻭﻋﺪﻭ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﻭﻋﺪﻭ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﺗﻨﺎ ﺑﺘﻮﻟﻴﻪ، ﺳﻴﺪﻱ ﻭﻣﻮﻻﻱ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﺪﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ». يمكن القول إن الثقافة القبلية هي التي انتقل بموجبها الجمهور في اليمن- مثلاً – من «نظام عائلي» يعتمد على شرعية عسكرية، إلى نظام عائلي يعتمد على شرعية دينية، وهذه أدهى وأمر. وفي هذا السياق، ينبغي التذكير بأنه لا يحق لأنصار أي نظام سابق أن يحمّلوا ثوار 2011 مسؤولية مآلات الأمور، لأن الفساد الذي كان في تلك الأنظمة كان الرافعة الحقيقية لخروج الجماهير، وليس التيارات الإسلامية التي انضمت إلى الثوار، في ما بعد، ولم تكن هي من أخرج الجماهير، ولأنه إذا تحمل ثوار 2011 مسؤولية دخول الحوثيين صنعاء في 2014، حسب رؤية أنصار نظام صالح، فإن النظام نفسه يتحمل مسؤولية خروج الجماهير عليه في 2011. واليوم يجب أن نقول بكل وضوح إن الحنين إلى ماضي الأنظمة التي ثار عليها الجمهور لن يجدي، وإن تحميل ثوار 2011 المسؤولية، هو هروب من مواجهة حقيقة أن الأنظمة كانت فاسدة، وفسادها كان السبب في الثورة عليها، وأن الخروج من هذه الدائرة المفرغة يتطلب الوصول إلى أنظمة غير فاسدة، وجماهير غير ثائرة، ولن يكون ذلك إلا بإصلاح العلاقة بين الجمهور والنظام، بين الحاكم والمحكوم، وهذا الإصلاح لا يتطلب أكثر من حق الجمهور في اختيار حاكمه ومحاسبته، لا كما يقول الحوثيون بوجود «اختيار إلهي» مسبق للحوثي، ولا كما كانت الأنظمة السابقة تفعل بتزوير إرادة الناس الحرة. وللوصول إلى هذا المستوى من العلاقة بين الطرفين، فإننا بحاجة إلى جهود كبيرة للعمل على التغيير الثقافي والفكري والاجتماعي، كخطوة لا بد منها لوجود تغيير سياسي سليم، لأن أي تغيير سياسي لا يستند إلى تغيرات اجتماعية جوهرية، لن يكون أكثر من استبدال غرسة بغرسة في التربة ذاتها، التي تُسقى من الماء ذاته. الحقيقة أننا بحاجة ماسة لتغيير طبيعة الجمهور بالتحول عن البنية القبلية إلى البنية الاجتماعية، والانتقال من «شيخ القبيلة» إلى رئيس الجمهورية، والتخلص من هذا النفاق الاجتماعي الذي يفرض علينا العيش في حالة من الفصام المرضي بين القبيلة والمجتمع، بين الأعراف والقوانين، بين الخيمة والقصر الجمهوري، والخلط المعيب بين «الاختيار الإلهي» و»الانتخاب الشعبي». وهنا نقول إنه لا يجوز بالطبع أن نظن أن في المسألة انتقاصاً من القبيلة ودورها، أو انتصاراً لصالح المجتمع، ولكن يجب فهم المسألة ضمن سياقاتها الوظيفية، بحيث لا تتداخل وظيفة شيخ القبيلة مع وظيفة رئيس الجمهورية، وحتى لا تأخذ البادية مكان المدينة، ولا تحل الخيمة محل القصر الجمهوري، أو تحل كذبة «الاختيار الإلهي للإمام»، محل ضرورة «الانتخاب الشعبي للرئيس»، بل تظل كل بنية اجتماعية ومكون اجتماعي ضمن سياقاته البيئية والثقافية والوظيفية، حتى يحدث نوع من التكامل الاجتماعي المنشود، الذي لا يحدث فيه صراع على الصلاحيات والنفوذ. في 2011 كتبت مقالاً بعنوان «إسقاط النظام أم إسقاط الثقافة»، طرحت في مقدمته السؤال التالي: لماذا وجدت فكرة التوريث في الجمهوريات العربية؟ وكان الجواب بكل بساطة منطلقاً من أن «الفكرة موجودة في ثقافتنا القبلية الضاربة بجذورها في عمق تاريخنا القديم، التي لم نستطع التخلص منها رغم دخولنا عصر الحداثة التقنية والمعرفية، حيث لا يزال داخل كل منا «بدوي صغير» منطو تحت سترة شفيفة من قماشة حياة القرن الواحد والعشرين، حيث الشعب قبيلة كبيرة، والرئيس شيخ القبيلة أو العشيرة في البلاد التي أنبتت بكرا وتغلب وأشياخ العشائر». ومع أن فكرة توريث الحكم تاريخيا موجودة لدى معظم الأمم والشعوب في الشرق والغرب، فإن الفكرة لم تعد موجود في الجمهوريات الديمقراطية المعاصرة، وإن كانت لا تزال ضمن سياقات ملكية محددة، لكن في إطار دستوري، حيث لا يكون للعائلة المالكة ـ في الغرب- دور سياسي، ويصبح الحاكم الفعلي حتى في الملكيات الدستورية، هو من يختاره الناس في انتخابات حرة. بنية العقل، بنية الثقافة، بنية المجتمع- إذن- هي ما ينبغي أن يتم الاشتغال عليها. الشغل على التغيير الاجتماعي هو الأصعب والأطول مدة، ولكنه الأعمق تأثيرا، والأطول مدى، وهذا يحتاج إلى المسجد والمدرسة والجامعة والمسرح والتلفزيون والصحيفة والملعب الرياضي، وغيرها من أدوات ووسائل «التحول الاجتماعي» الذي يؤدي بالتأكيد إلى «التغيير السياسي» المنشود، الذي يمكن إذا استند إلى تحول بنية المجتمع، أن يسهم بلا شك في إتمام التحولات الاجتماعية الضرورية، في عملية تأثر وتأثير مستمرين، كما في حديثين نبويين عميقي الدلالة، هما: «كيفما تكونوا يولَّ عليكم»، الذي يؤكد على الأبعاد الاجتماعية للتغيير السياسي، وكذا الحديث «إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن»، الذي يشير إلى العامل السياسي في عمليات التحول الاجتماعي. كاتب يمني من أسرة «القدس العربي» التغيير السياسي أم التحول الاجتماعي؟ د. محمد جميح |
خيانة ذوي الخوذات البيضاء Posted: 25 Jul 2018 02:11 PM PDT حاول النظام السوري وأنصارُه النيل من ذوي الخوذات البيضاء، من خلال وصفهم بالعملاء، وشبّهوهم بقوات الضابط أنطوان لحد، الذي انشق عن الجيش اللبناني في عام 1984 والذي أسّس ما سُمّي بجيش لبنان الجنوبي، وفي عام 2000 بعد تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي وعملائه، هرب إلى دولة الاحتلال وعاش فيها حتى وفاته في باريس عام 2015. تأتي تهمة الخيانة والعمالة الوضيعة لذوي الخوذات البيضاء، استمرارًا لسياسة منهجية اتّبعها النظام السوري ومؤيّدوه، ضد كل معارض منذ اليوم الأول للثورة السورية، بغض النظر عن موقعه وفكره وما يفعله والجهة المنتمي إليها. هذه اللهجة التخوينية تصاعدت قبل يومين، عندما سمح جيش الاحتلال بمرور بضع مئات من ذوي الخوذات مع أسرهم، عبر منطقة يسيطر عليها في الجولان المحتل، ليمرّوا منها إلى مخيم مؤقت في الأردن، ريثما تستقبلهم الدول التي تعهدت باستيعابهم وهي- ألمانيا وبريطانيا وكندا- بينما بقي الآلاف من ذوي الخوذات في مناطق غير آمنة من غدر وبطش النظام وشبيحته، وذلك بعدما دُمغوا بتهمة الخيانة. أولا وقبل كل شيء، فإن حياة الإنسان هي القيمة العليا، دينيا ومدنيا وقانونيا وغريزيا، منذ وجود البشرية، فإذا كان الإنسان في حالة خطر الموت، وهو ليس محاربا ولا مسلحا، فمن حقه أن ينجو بروحه بكل وسيلة ممكنة، بغض النظر عن اليد التي قد تمتد لإنقاذه من موت حتمي وربما من اعتقال وتعذيبٍ سيكون الموت أرحم منه. وبما أن النظام وحليفه الروسي والإيراني ومطبّليهم اعتبروا ذوي الخوذات البيضاء خطاً أحمر، ولا سبيل للتفاهم أو للتفاوض حول مصيرهم، وتعرّضوا لهم في الغارات، وقتلوا أعداداً كبيرة منهم، بنسبة وصلت إلى واحد من كل أربعة متطوعين، فهذا يعني أن مصير هؤلاء إذا ما وقعوا بيد النظام ومجرميه هو القتل أو التعذيب والقهر الذي يتمنون معه الموت. يعود حقد النظام وحلفائه على هؤلاء المتطوعين غير المسلحين، لأنهم عملوا على فضحهم، من خلال المشاهد الكثيرة التي نقلوها إلى العالم، لمدنيين وعائلات تحت أنقاض البيوت جراء غارات النظام، وجمعهم لدلائل على استخدام النظام للسلاح الكيماوي، وتوثيق جرائم لا تحصى بحق المدنيين، إلى جانب إطفاء الحرائق، وإخراج عالقين من تحت الأنقاض تحت القصف ومحاولة إسعافهم، هذا هو السبب الأساسي الذي دعا النظام وحلفاءه لدمغ هؤلاء بالخيانة، وشتّان بين هؤلاء الأبطال وجيش العميل أنطوان لحد، الذي تأسس لأسباب تتعلق بالتوازنات الطائفية وسيطرتها في لبنان. التخوين نهج، اتّبع منذ انطلاق الثورة السورية، فكل إنسان أظهر تعاطفا مع الثورة، أو حاول نقل صورة حقيقية لما يجري على أرض الواقع، اعتبر خائنا، والخيانة عقوبتها الموت، ولهذا ليس من حق أحد أن يزاود على من يحاولون إنقاذ أنفسهم وعائلاتهم. كثيراً ما رأينا تسجيلات من مختلف أرجاء العالم كيف تبذل سلطات بلد ما جهوداً جبّارة وأموالا هائلة لإنقاذ حياة إنسان اختفى في عاصفة ثلجية، أو تاه في صحراء أو في عرض البحر، رأينا كيف جنّدت كثير من الدول مختصين في الغوص لإنقاذ فتية الكهف في تايلند، ورأينا كثيراً من الأفلام الحقيقية عن إنقاذ كلب أو قط أو حوت أو إوزة أو دبّ وغيرها، حرصاً على حياة الحيوانات. إلا أن حياة الإنسان لا تساوي قشرة بصل عند النظام السوري وحلفائه، كان الهدف الأسمى بالنسبة لهؤلاء هو إبقاء الأسد في السلطة، حتى لو كان على حساب تخوين ملايين السوريين، وبالتالي استباحة أرواحهم وممتلكاتهم وتهجيرهم. بلا شك أن دولة الاحتلال تستغل كل فرصة لتُظهرَ للعالم بأنها منقذةٌ لأناس معرّضين للموت، وهذا جزء من اللعبة الإعلامية ومن الصراع، علما أن الجميع يعرف أن دولة الاحتلال ليست رحيمة تجاه الآخرين، ولا تفعل شيئا إلا بثمنه، فهي قد تجنّد طائرة مروحية لإنقاذ حياة فلسطيني في حادث طرق مثلا، وتصوّر مشهد الإنقاذ وتنقله إلى العالم، وفي اليوم التالي قد يقتل أحد جنودها جريحا فاقدا لوعيه لا يشكل أي خطر على أحد، ثم تهدم بيته وتشرّد عائلته وتبرّئ قاتله، إلا أنها تستغل كل ثغرة لصالحها عسكريا واقتصاديا وإعلاميا، هذا لا يعني أن يرفض المعرّضُ للموت إنقاذه على يد جيش الاحتلال، بل هذا حقه، ومن يستحق العقاب هم أولئك الذين أوصلوا قطاعات واسعة من شعبهم إلى هذا المصير. قبل اندلاع الثورة السورية، كان تفاح وكرز وخوخ الجولان العربي السوري المحتل، يُنقل إلى الشام بشكل منظم وطبيعي جدًا، عبر بوابة على شريط وقف إطلاق النار، وهو ما تعتبره دولة الاحتلال حدودها، وقريبا سيعود إلى ما كان عليه، هذا التسويق ما كان ليجري من دون موافقة جيش الاحتلال الإسرائيلي وختم ضباطه، كان النظام يقول إنه يفعل هذا دعماً لصمود أهل الجولان المحتل، بينما كان جيش الاحتلال يسمح بهذا، لأنه مربح له أيضا سياسيا واقتصاديا وإعلاميا، فهو بهذا يطبّع العلاقة مع بلد يحتل جزءاً من أرضه، وكذلك يحافظ على أسعار التفاح والكرز المرتفعة في السوق الإسرائيلية ويحول دون هبوطها، وبلا شك أنه كان يتلقى ثمنا لفتح البوابة وعبور الشاحنات، وبهذا يستفيد المزارع السوري في الجولان وإلى جانبه المستوطن المزارع في الجولان وغير الجولان، كذلك يُظهر جيش الاحتلال نفسه كفاعل خير للمزارع العربي، فالربح والفائدة متبادلة للجميع ولا بأس في ذلك. ولكن إذا كان مسموحاً للنظام استيراد التفاح والكرز والخوخ من الجولان المحتل بختم ضباط الاحتلال، في معادلة مربحة لجميع الأطراف، فلماذا يُتّهم من يحاول إنقاذ أرواح الناس وروحه وأرواح أبناء أسرته بالخيانة؟ فهل إنقاذ التفاح والكرز والخوخ من الكساد أولى من إنقاذ حياة البشر؟ لا حدود للحقارة والحضيض الذي ممكن أن يصله هذا النظام وشبيحته، إضافة لاتهام ذوي الخوذ البيضاء بالخيانة، فها هم يبثون إشاعات بأن الفنانة الشُجاعة مي سكاف ماتت بتأثير جرعة سموم زائدة، ثم يهجون الفنانة أمل عرفة الموالية للنظام، لمجرد ترحّمها على زميلة سابقة لها، فهل يوجد انحطاطٌ وإجرام أكثر من هذا؟ كاتب فلسطيني خيانة ذوي الخوذات البيضاء سهيل كيوان |
ذكرى ثورة يوليو بين عهدين في مصر والمنطقة Posted: 25 Jul 2018 02:10 PM PDT ما يشدك إلى الماضي، هو سوء الواقع العربي الحالي سياسيا واقتصاديا وإثباتا للوجود في المجتمع الدولي. قامت الثورة المصرية بعد إقامة دولة الكيان الصهيوني، وقد قاتل عبد الناصر في الفالوجة ورأى الفساد بأمّ عينيه. كانت الإمبراطوريتان البريطانية والفرنسية حينها تهيمنان على المنطقة، وقد حددّتا وظائف إسرائيل العدوانية فيها. الحنين إلى عهد عبدالناصر، ليس نوستالجيا إلى زعيم، فالرئيس كان إنساناً، له إيجابياته وسلبياته وأخطاؤه، لكن أحداً لا يستطيع الإنكار أن مصر في عهده هي غير مصر الحالية، التي جرى تقزيمها ودورها وكأنها دولة صغيرة، أصبحت تابعة بعد أن كانت رائدة، تبيع جزيرتين من أرضها مقابل حفنة من الدولارات، ذلك انسياقا مع المشهد العربي الرديء والرّث والمهين، والأكثر انحطاطاً مما يمكن للمرء ان يتخيله، خاصة في ظل ثروات عربية لم تتوفر لدول عديدة، ويجري تبديدها في الحروب العبثية وصفقات الأسلحة وتمويل خطط لتكريس الفوضى والحروب الأهلية والإرهاب في أكثر من دولة عربية، فضلاً عن شراء الذمم والأقلام ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام، التي من فرط تبعيتها تكاد تنطق بكل لغات الأرض. نعم لا تتورع دول عربية كثيرة عن التخلي عن كل القيم والمبادئ والروابط بين الشعوب العربية، وقد باتت تشخص نحو العواصم والدول غير العربية، بما فيها إسرائيل، علّها تجد لديها ما يساعدها على البقاء. المشهد العربي في زمن عبدالناصر كان هو غير الذي عليه الآن، فقد بذل كلّ جهده في سبيل بلده مصر، وفي سبيل القضايا التحررية العربية، من الجزائر وفلسطين، والتي قال عن مقاومتها بأنها «أنبل ظاهرة عربية ولدت في التاريخ»، مرورا باليمن وغيرها وصولا إلى دول عربية كثيرة أخرى، كما القضايا التحررية في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية. كان للزعيم كاريزماه الوطنية غير القابلة للنسيان، ولذلك من بعده حاول كثيرا تبهيت صورته لكنهم فشلوا، بل أخفقوا. ذهبوا هم وسيذهب غيرهم، وبقي عبدالناصر متألقا. نعم، لم تعش الأمة العربية على المستويين الوطني والقومي فترة عزّ وشعور بالكرامة الوطنية كما عاشتها في مرحلة عبد الناصر. رفعت الثورة في عهده شعارات الحرية والكرامة وتحقيق العدالة الاجتماعية. حاول الانتقال بمصر إلى مرحلة التصنيع الثقيل، وكان له ما أراد. اعتمدت مصر في زمنه على البرامج التنموية المنتجة. بنى السد العالي رغم امتناع الغرب والبنك الدولي عن تمويله، كسر احتكار استيراد السلاح بعد امتناع الغرب عن توريده لمصر، فاشتراه من الاتحاد السوفييتي ودول المنظومة الاشتراكية التي موّلته أيضا بقروض مؤجلّة خاصة في بناء السد. حاولت المخابرات المركزية الأمريكية رشوته بـ5 ملايين دولار، فضحها وحوّل كامل المبلغ لتشييد برج القاهرة. سارت وراءه جماهير امتنا العربية وهي الطامحة إلى تحقيق الإنجازات الوطنية الملموسة والتقدم، ومجابهة المخططات الاستعمارية التي تستهدف عموم منطقتنا العربية، تاريخا ووجودا وحضارة. سار أبناء أمتنا العربية وراء الرئيس الخالد تحت شعاره: ضرورة تصفية بقايا الاستعمار من المنطقة ومن آسيا وإفريقيا وامريكا اللاتينية، «الذي يتوجب عليه ان يحمل عصاه على كاهله ويرحل». توحدت جماهيرنا العربية مع القائد في رؤيته للصراع مع الكيان الصهيوني، وأن «ما اغتصبه هذا العدو من الأرض والحقوق العربية لا يسترد بغير القوة». كان عبدالناصر زعيما إقليميا وعالميا، فاتسعت أحلامه لكل المناضلين والمقهورين في القارات الثلاث. في زمنه كانت القاهرة محجاً لكل المناضلين من أرنستو تشي جيفارا إلى أحفاد باتريس لومومبا وأحمد بن بلة وكل قادة الثورة الجزائرية. سطع نجمه في الدول النامية فأسس مع نهرو وتيتو وبندرانايكة ونكروما كتلة عدم الانحياز، التي ابتدأ تنظيمها في مؤتمر باندونغ عام 1955 واستمرت حتى اللحظة. تآمروا عليه في مصر وحاولوا اغتياله في ما يعرف بحادثة المنصة، لكنهم فشلوا واستمر في خطابه. جمعوا جيوشهم بعد أن قام بتأميم قناة السويس لتصبح مصرية خالصة، حشدوا قواتهم في العدوان الثلاثي: البريطاني – الفرنسي – الصهيوني وأشعلوا حرب السويس على مصر في عام 1956. لم تهتز شعرة في رأسه. وقف مع الشعب المصري والأمة العربية وكل الشرفاء على صعيد العالم، وألقى خطابا من على منبر جامع الأزهر، أعلن فيه أنه سيبقى في مصر مع شعبه حتى آخر نفَس في حياته، وأنه لن يترك القاهرة. انهزمت إسرائيل وحلفائها في محور العدوان. آمن بالوحدة العربية من المحيط إلى الخليج، وكانت الوحدة بين مصر وسورية في عام 1958، لكن المتآمرين الغربيين والصهاينة والبعض العربي، واصلوا خططهم السوداء والتآمر على الوحدة، وكان الانفصال في عام 1961. في عام 1967 وبعد الهزيمة التي رفضها وتحمل مسؤوليتها بشجاعة واستقال على أثرها من منصبه، صرّح ديان وزير الحرب الإسرائيلي آنذاك تصريحاً شهيراً بأنه ينتظر مكالمة هاتفية من عبدالناصر، تعلن استسلام مصر واستسلامه! ردّ عليه الزعيم الخالد بالجملة الشهيرة: «خسارة معركة لا تعني الهزيمة في الحرب»، وأجابه بلاءات مؤتمر قمة الخرطوم في عام 1968: لا مفاوضات، لا صلح، لا اعتراف بإسرائيل. انتفضت الجماهير العربية بعد إعلانه الاستقالة وامتلأت شوارع مصر والبلدان العربية بلا استثناء بالناس، وفي الكثير من مدن العالم قامت الجاليات العربية فيها بمظاهرات عارمة، والكل يطالبه بالعدول عن الاستقالة.استجاب الرئيس لها. ورُدت الروح إلى أمتنا العربية، التي أصرّت على النضال وهزيمة إسرائيل. انطلقت المقاومة الفلسطينية للرد على الهزيمة. ابتدأت مصر حرب الاستنزاف، التي خسرت فيها إسرائيل كثيراً، وكانت البروفة لحرب عام 1973 التي أرادها السادات حربا تحريكية لا تحريرية. امتثل الأخير لنصائح عزيزه هنري (كيسينجر) وآمن بأن 99% من أوراق الحل بيد أمريكا، لم يؤمن مثل سلفه بقدرات الجماهير ولا بقدرة الجيش المصري، أو الجيوش العربية على صنع المعجزات، وارتد عن الحلفاء السوفييت ودول المنظومة الاشتراكية، وقام بطرد الخبراء وتنكر لكل ما فعلته تلك الدول لمصر. وكانت اتفاقية كمب ديفيد التي كبّلت مصر وأخرجتها من إطارها العربي، وأصبحت تبعيتها المطلقة للولايات المتحدة وإسرائيل. تآمر جونسون والكثيرون من قادة الغرب والبعض العربي في أواسط الستينيات لهزيمة مصر وإقصاء عبد الناصرعن موقعه ( اقرأوا المذكرات اليومية للرئيس ليندون جونسون، وكتاب هشام شرابي بعنوان «فلسطين عبر ستين عاما»، ومؤلّف محمد حسنين هيكل بعنوان»1967 الانفجار»، وغيرها كثير). بعد وفاته حاولوا الإساءة إلى منجزاته وله شخصياً، اعتبروا أن بناء السد العالي كان خطأً، وظهرت بعض وجهات النظر التي طالبت بهدمه (إلى هذا الحد!). كتب عمرو موسى في مذكراته: إن عبد الناصر كان يستورد طعاماً خاصاً له من الخارج، وتحديداً من سويسرا، لاهتمامه بنظام غذائي يؤدي لخفض الوزن! وكان يرسل من وقت إلى آخر من يأتي له بأصناف معينة من الطعام الخاص بالريجيم من سويسرا، ووصف جمال عبدالناصر بالديكتاتور الذي قاد مصر للهزيمة، مضيفاً أن مظاهرات التنحي مسرحية، وأن عبد الناصر اختصر مصر في شخصه، فكل ما هو جيد له جيد لها. هذا غيض من فيض التهم التي كالها للرئيس الأسبق، من أفل نجمه السياسي ليعيد الأضواء إلى شخصه، حاولوا إثبات بعض التهم على الزعيم، فلم يجدوا في حسابه البنكي سوى ثلاثة آلاف جنيه. حاول رؤساء مصر جميعهم وبعض الرؤساء العرب من بعده التشبه به، ومنهم من زال يحاول! فشلوا جميعاً، فقد ظلوا في حقيقتهم رؤساء لدولهم، وفشلوا في أن يكونوا زعماء للأمة العربية. عبد الناصر كان رئيساً وزعيماً كبيراً بحجم أمته العربية وامتداد الخريطة العربية، ولهذا عشقته أمتتنا. كان محكوماً بأيديولوجيا الجماهير وحسها العفوي نحو القضايا واتجاهها السياسي. لم يكن تابعاً لأحد ولم يكن محكوماً بأيديولوجيا حزب معين. زاوج بين الإيمان النظري والمسلكية الشخصية، فلم يستغل منصبا ولا نفوذاً من أجل أفراد عائلته وأقاربه. وُلد جمال عبدالناصر بسيطاً، وعاش بسيطاً ومات بسيطاً. كان قريباً من الجماهير ومتحدثاً رسميا باسمها. في ذكرى ثورة يوليو، آن للذين ناصبوه ويناصبونه العداء منذ الثورة، خاصة أيام حكمهم الأسود لمصر، وهم يعتبرونه العدو رقم واحد لحركتهم ولتنظيمهم العالمي، وما يزالون، وآن لغيرهم من الحاقدين أن يكفوا عن حقدهم الأسود على هذا الزعيم الخالد، وسوء ظنونهم به، ومحاولتهم المستمرة لاغتيال شخصيته وتاريخه، هذا في الوقت الذي لا ننكر فيه كلّ أخطائه، لكننا نقارن بین فترتین زمنیتین ما تزالان ماثلتين أمامنا ونقصد ھنا الفترة التي سبقت وفاة عبدالناصر، وتلك التي ما نزال نعیش فصولھا المتدحرجة، في انھیارات وانكسارات وھزائم وتراجع للمد القومي والفكر الوطني التحرّري، لصالح قوى الرجعیة والتخلّف من أصحاب المؤامرات المتواصلة أنظمة وأحزابا وأشخاصاً، التي حاربت عبدالناصر في حياته وتآمرت لإسقاطه. لكنهم خسروا جميعا لم يستطيعوا ولن يستطيعوا. عبدالناصر : ستظل ذكراك خالدة. كاتب فلسطيني ذكرى ثورة يوليو بين عهدين في مصر والمنطقة د. فايز رشيد |
في مواجهة قانون القومية اليهودية Posted: 25 Jul 2018 02:10 PM PDT عندما بنت سلطات الكيان الصهيوني جدار الفصل العنصري، وقلبت الضفة الغربية من فلسطين المحتلة إلى سجن كبير، وعندما استمرت في عملية قضم لصوصي لأرض الضفة الغربية، مدان من قبل العالم كله، ومتعارض مع كل الحقوق والقيم الإنسانية، وذلك لبناء مستعمرات استيطانية للأغراب على حساب أصحاب الأرض وكيانهم الحقوقي المعترف به من قبل كل دول العالم، وعندما ظلت تتحدى العالم بسجن الألوف من شباب وأطفال عرب فلسطين، وهدم البيوت، واقتلاع الأشجار، واستباحة غزة وأهلها.. عندما مارست تلك السلطات الاستعمارية العنصرية كل تلك القبائح الهمجية اعتبرناها تمارس أبارثهايد لا أخلاقيا مماثلا للأبارثهايد الذي مورس في جنوب إفريقيا. اليوم تنتقل سلطات ذلك الكيان إلى مستوى أعلى في ميزان الشرور الشيطانية، إنها بقوانينها الجديدة، وعلى الأخص قانون الدولة القومية اليهودية، تهيئ الأجواء لممارسة رذائل التحقير والاستعباد للإنسان العربي الفلسطيني، ولاجتثاث وجوده المادي والمعنوي في كل الأرض الفلسطينية، بل في كل منافي ومخيمات لجوئه البائسة. هذه هي الصورة التي تغيب عنها الأخلاق والقيم الإنسانية ومشاعر التضامن البشري، وكل وحي جاءت به الديانات السماوية. يغيب الله في ذلك المشهد لتحل محله الشياطين وهي ترقص وتغوي وتزين. لسنا معنيين بسلطات الكيان الصهيوني، التي أصبحت تجسد عقلية المافيا، التي لا تعرف إلا صنعة القتل والابتزاز واللصوصية. لقد فقدنا الأمل في أن توجد لديها صحوة ضمير، أو حتى أقل التزام بأي عرف دولي. هذا كيان أصبح خارج المجتمع البشري، إذ يهذي بأنه شعب الله المختار المميز. ولسنا معنيين بالاعتماد على الحس الإنساني واحترام المواثيق الدولية وحقوق الإنسان عند أمريكا، أو أوروبا، أو روسيا، أصحاب النفوذ النسبي لدى الكيان الصهيوني، فهؤلاء لا يعرفون إلا المصالح النفعية، حتى لو قامت على أشلاء الدول والمجتمعات والبشر. تاريخهم وتجارب العرب يشهدان على ذلك. لكن ماذا عن الفلسطينيين وإخوانهم العرب؟ فإذا كان ذلك لا ينهي كل صراع، وكل خلاف، وكل انقسام مصلحي، وكل مماحكة، بين كل فصائل الفلسطينيين وأحزابهم وأفرادهم ودياناتهم وأيديولوجياتهم، فإننا لن نستطيع إلا الحكم بأن ضحية الاغتصاب الصهيوني بدأت ترضى الاغتصاب السياسي والثقافي والوجودي، وتتلذذ به وتطلب المزيد. لن نجامل بعد الآن، ولن نتستر على حفلات الزار والجنون والبلادات والهمز واللمز والكوميديات، فقد تعب الشعب الفلسطيني من تقديم التضحيات، بينما يقوده البعض من محنة إلى محنة. وإذا كان كل ذلك لا يقنع العدد المتزايد من الحكومات العربية المتجهة نحو التطبيع بصور علنية وسرية، بأن سلطات هذا الكيان وقسما كبيرا من مؤسسات المجتمع المصطنع الذي أقامه، كانوا ولا يزالون يتحدثون عن اغتصاب ممتلكات المواطنين الفلسطينيين، واقتلاعم من وطنهم وترحيلهم خارج ذلك الوطن، والتمييز ضدهم في الحقوق الإنسانية كلها، تمهيدا لإخراجهم من التاريخ وجعل حاضرهم جحيما لا يطاق، وإدخال مستقبلهم في مهب الريح، أي التنفيذ الكامل للأيديولوجية الصهيونية الاستعمارية الاستيطانية الاجتثاثية، إذا كانت تلك الحكومات لم تقتنع بعد بذلك، حتى بعد القرارات الأخيرة بجعل فلسطين وطنا قوميا لليهود فقط، وجعل مدينة الإسراء والمعراج حصريا أبديا لهم، فإننا لا نلام إن شممنا رائحة التخلي عن التزاماتها القومية العروبية، بل الإعلان بأنها لا تنتمي إلى أمة العرب ووطن العرب. وهي بانهائها للمقاطعة السياسية، بعد أن نجحت في إنهاء المقاطعة الاقتصادية، وبوجود دلائل لاندماجها الاستخباراتي الكامل وتنسيقها الاستراتيجي الأمني المتعاظم، تهيئ الطريق لتدمير النظام الإقليمي القومي العروبي في السياسة والاقتصاد والثقافة والأمن والدين. وإذا كانت مجموعة صغيرة من أفراد هذه الأمة، وجلهم في خدمة الاستخبارات ودوائر النفوذ الصهيوني ومن النفعيين، لا يرون في القانون الجديد خطرا يستحق مراجعتهم لمواقفهم الجاهلة، تماما كما مارسوا العمى عن سبعين سنة من ممارسة الكيان الصهيوني لكل الجرائم والانتهاكات والكذب والتلفيق، فإننا إضافة إلى شم الأخطاء والخطايا، سنبدأ بشم الخيانة والطعن في الخاصرة وممارسة ثقافة البغاء السياسي. نحن إذن أمام ملحمة كبرى، تتنامى بسرعة مذهلة لتصبح تراجيديا قومية وإنسانية كبرى. وهذا العالم يجب أن يخبر بأنه سيتعامل منذ الآن مع جنون صهيوني شمشوني سيدمر نفسه ومعه العالم كله. لا مبالغة في ذلك، فالأخطبوط الصهيوني في كل مكان، وأدواته المالية والإعلامية والابتزازية في تعاظم. ولذا أصبح الآن واضحا بأن وجود دولة يهودية، كما يخطط لها عتاة الصهاينة ومن يناصرهم، سيعني أن الأرض العربية لن تنعم قط بالنمو الحضاري والاستقلال والعيش في سلام وتوحد أجزاء مكونات أمتها، فهذه الدولة المزمع إنشاؤها لن تسمح بذلك قط. وما عادت مطالبات العالم كله بالإفراج عن المساجين الفلسطينيين، أو التقليل من العنف الإرهابي الصهيوني، أو تخفيف الحصار عن غزة، أو إيقاف الاستيطان الصهيوني، أو معاودة المفاوضات تحت تلك المظلة أو تلك، أو قبول صفقة القرن الأمريكية الكاذبة الصهيونية في روحها ومضامينها، ما عادت تلك المطالبات وتلك الحلول مجدية. ما هناك إلا حل واحد: العمل على قيام دولة فلسطينية موحدة، يتعايش فيها المسيحيون والمسلمون واليهود، تقوم على أسس ديمقراطية مواطنية بحتة، مندمجة ومتناغمة مع محيطها العربي والإسلامي، جاعلة القدس محجة مرحبة بكل أتباع الديانات السماوية، وبمعنى آخر بلد محبة وسلام. وإلى حين مجيء ذلك الوقت علينا، نحن العرب، أن نبني سدا منيعا في وجه أي علاقة اقتصادية أو سياسية أو أمنية أو ثقافية مع ذلك الكيان المجنون، وعلينا أن نحاول إقناع المجتمعات المدنية، في الغرب على الأخص، بمقاطعة هذا الكيان، في حدها الأدنى الثقافي والرياضي والعلمي. رجال مثل نتنياهو وليبرمان ودونالد ترامب وكوشنر لن يتراجعوا إلا أمام ذلك السد. كاتب بحريني في مواجهة قانون القومية اليهودية د. علي محمد فخرو |
عالم جديد.. متوتر! Posted: 25 Jul 2018 02:10 PM PDT لا أعرف ما الذي كان يحدث ولكن كان هناك صوت ما ينطق في الغرفة ويطلب مني الكلام، وأنا يجدر بي أن أتحدث أو أجيب، كان يجلس أمامي، خلف مكتبه الأنيق بالنسبة لهُ، ولكنني أعرف كيف تكبر هذه المكاتب وتكتسب هذا اللون القريب من الدم.. لربما هو الدم ذاتهُ.. كنت أريد أن أسألهُ: هل أنت الذي تتحدث ؟ ولكن ماذا لو كان هو حقاً من يتحدث؟ كم سيكون الموقف مضحكاً! كنت أريد أن أسأله أيضاً : أين فمك إنني لا أراه ؟! كان وجهه المتكدس مثل بقع الطين يعاني من بعض اللطخات الحمراء، لطخات تدل على حساسية ربما بسبب طبيعة الجلد، أظنهُ لم يُصفع أبداً.. لماذا لا أصفعهُ أنا … للتأكد لا أكثر. هو يتحدث وأنا أحدق بشفاهه المتماهية مع لون الجلد لدرجة لا يمكنك من خلالها التمييز بينهما.. وأحاول أن أصل للحظة التي يمكنني فيها أن أكتشف موقع فمه.. أفوق عينيه؟! أم يمين أنفه؟! لربما هو من الأشخاص الذين خلقهم الله على عجل، هؤلاء البشر الذين خلقهم الله بالسر وأخفاهم عن الملائكة كي لا يكتشفوا فظاعة ما قد يرتكبه البشر عندما يتحدثون نيابة عن أشخاص آخرين مقابل المال… اكتشفت يومها لذة أني خلقت بدقة وتمعن، ولا يخفيني أحد في السماء، فأنا واضح، وفمي موجود وكبير قليلاً يتسع لكل الكلمات التي أريد أن أقولها.. أظن أن هذا يكفي.. أو لا يكفي… الصوت ينتشر وأنا يجب أن أتحدث أو أجيب… لربما المشكلة فيَّ أنا، لربما تحولت إلى شيء في هذا العالم لا يستطيع أن يلاحق تطور الجنس البشري، لربما تطوروا وأنا في هذا المكتب، واكتشفت الآن هذا التطور.. ونشأ نوع جديد من الشركات، شركات تخفي شفاه الناس لكي تشتريها وتتحدث عنهم من مكان سري في هذا العالم… وبالتأكيد إذا كانت هناك شركة روسية ستكون هناك شركة أمريكية، وإذا كانت هناك شركة قطرية ستكون هناك شركة سعودية، وإذا كانت هناك شركة شيعية ستكون في مواجهتها شركة سنية. وأنا سقطت في الوسط.. انظروا حولكم..أغلبهم صاروا بلا أفواه، أين ذهبت الشفاه، كيف يقبلون سيداتهم هؤلاء السفهاء، هل تنازلوا عن هذا الجمال وهذه اللحظة من أجل التحدث نيابة عن غيرهم؟! أنا أعتذر عن هذه الوقاحة ولكني لن أتنازل عن التقبيل أبداً أو عن فمي.. ستقولون لي هذا الأمر همجي وفوضوي، ولكنكم واثقون من أنكم قد ألفتم هذا.. اتفقتم مع هذه المصالح، صرتم جزءاً من هذه التركيبة. أنا معكم.. ستقولون أن كل هذا عبارة عن كلام فارغ، أن ما أكتبه الآن يشبه إعلانات أدوات التجميل التي تقودها دائماً سيدة جميلة تحاول أن تظهر للسيدات الأخريات شيئاً غير موجود لديهن، حتى تشتري سيدة ما المنتج وتكتشف أنه لا وجود للسيدة التي في الإعلان أبداً … وقد تقولون لي نحن نعرف هذا ونتحكم بهِ، وأن لكم قدرة رهيبة للتمييز، ولكن الواقع يدفعنا لإلغاء المصلحة الشخصية، وهو عبارة عن فم ومهما قالوا به يمكننا غسلهُ وإعادته إلى مكانه، وسوف تقولون أنه لم يصبح هذا العالم همجياً بعد للحد الذي ينهي به فم حياة أي إنسان… أغرب ما في الأمر أن الإنسان يألف كل شيء، أو أخطر ما فيه أنه يستطيع أن يلمع أي فعل وأن يجعل من نفسه شيئاً بريئاً، وأن إرادة أخرى تقوده دائماً نحو أقذر الأفعال، لا يهم إذا كان يعلم، المهم أن الإنسان قادر على تصديق نفسه عندما يريد، أن يسقط بلا رغبة أو إرادة.. لربما هو العصر الذي صار فيه الإنسان مسماراً في آلة.. لربما الأمر لا يبدأ بمساعدة الغباء، أو أنا متأكد من هذا، ولا حتى من النوايا، فالإنسان طالما خُلق فسيبقى مستمراً بسجية سحرية لإدراك النوايا… ولكن متى تم ترتيب كل شيء؟ متى تم تحديد كل شيء بهذه الطريقة؟! ما هي الحرية التي ما زلت أملكها وأنا أجلس في مكتب كبير في هذا العالم الذي يبيع ويشتري الشفاه والأفواه؟! يمكنكم أن تقولوا أنني لا أفهم، وأظن أنكم تستغربون أني ما زلت أحتفظ بفمي حتى الآن، ولربما تنعتونني بشتائم بأفواه غيركم، أو تعتبرون ما أقوله وأفعلهُ نوعاً من أنواع الغباء… وهذا ليس كل شيء بعد، فالإنسان سيكتشف دوافع جديدة لحياته ولأفعاله.. وسنصل للحد الذي نعتبر فيه الشخص الذي يعتذر أضحوكة، وسوف تصير كلمة شكراً نكتة.. ماذا يمكن أن نتوقع من الإنسان.. ؟! كاتب سوري عالم جديد.. متوتر! المعتصم خلف |
مغربيات يطلقن حملة على مواقع التواصل الاجتماعي دفاعًا عن حرية اللباس Posted: 25 Jul 2018 02:09 PM PDT الرباط- أ ف ب: أطلقت شابات مغربيات على مواقع التواصل الاجتماعي حملة «كوني امرأة حرة» دفاعًا عن حرية اللباس، وذلك ردًا على الدعوات «الأبوية والظلامية» التي تملي عليهن ما يجب ارتداؤه. وجاءت هذه الحملة إثر دعوات على مواقع التواصل قبل أيام تدعو الرجال إلى «عدم ترك نسائهن يخرجن بلباس فاضح»، وخصوصًا لباس البحر على الشواطئ المغربية التي تشهد إقبالاً كبيرًا في موسم الصيف. وأثارت هذه الدعوات، رغم أنها لم تلاق انتشارًا كبيرًا، جدلًا وردود فعل مؤيدة وأخرى مستهجنة على مواقع التواصل، فضلًا عن بعض التعليقات في وسائل إعلام محلية. وبادرت مجموعة «مالي» التي تضم نشطاء يدافعون عن الحريات الفردية، إلى إطلاق الحملة المضادة تحت وسم «كوني امرأة حرة»، داعية إلى احترام حق النساء في اختيار لباسهن والتجول بحرية. واستجابت مدونات ومدونون لهذه الدعوة، مستغربين في تعليقاتهم الأفكار الداعية إلى «الوصاية» على النساء. ونشرت بعض المدونات صورًا لهن بملابس البحر تأكيدًا لحقهن في ذلك. ولا يوجد أي قانون يمنع النساء في المغرب من ارتداء لباس البحر على الشواطئ، بيد أن الانطباع السائد منذ بضع سنوات يشير إلى تراجع عدد النساء اللواتي يرتدين هذا اللباس. وقالت دراسة للأمم المتحدة نشرت عام 2017م إن ما نسبته (72%) من الرجال و(78%) من النساء في المغرب يعتقدون أن لباسًا غير محتشم «يبرر التحرش بالمرأة في الشارع». وعادة ما تثير النقاشات حول الحريات الفردية الجدل في المغرب بين أوساط محافظة تناهض هذه الحريات باسم التقاليد وتأويلات معينة للدين من جهة، ونشطاء حقوقيين من جهة أخرى. وباتت مواقع التواصل الاجتماعي ساحة لهذه النقاشات. مغربيات يطلقن حملة على مواقع التواصل الاجتماعي دفاعًا عن حرية اللباس |
متاعب رجل الأعمال الجزائري إسعد ربراب مع السلطات في تزايد! Posted: 25 Jul 2018 02:08 PM PDT الجزائر «القدس العربي»: عادت متاعب رجل الأعمال إسعد ربراب مع الحكومة الجزائرية إلى الواجهة، بما يعطي الانطباع أن السلطات قررت تقليم أظافر رجل الأعمال الأغنى في الجزائر، في وقت يفضّل فيه ربراب عدم الذهاب إلى المواجهة، مؤجلاً الصدام إلى حين، وهو تأجيل لن يدوم طويلاً، في ظل ما تتعرض له شركاته في الجزائر. قال موقع «كل شيء عن الجزائر»:«إن إدارة ميناء سكيكدة شرق العاصمة، رفضت السماح لشركة ربراب بإدخال تجهيزات، رغم أنها كانت تقوم بذلك منذ بضعة أشهر بشكل عادي، بعد أن نقلت الشركة وارداتها من معدات وتجهيزات إلى هذا الميناء، بسبب الصعوبات والعراقيل التي كانت تتعرض لها في ميناء بجاية، وبسبب رفض إدارة هذا الميناء السماح لشركة «سيفيتال» التي يملكها رجل الأعمال إسعد ربراب، بإدخال معدات وتجهيزات عن طريق الميناء ببجاية، فيما كانت أصابع الاتهام توجه إلى مدير الميناء، الأمر الذي جعل الشركة تقرر تغيير الميناء. وكانت شركة «سيفيتال» قد قررت استيراد معدات مصنع لوحدة سحق البذور الزيتية، وتتكون الشحنة من (16) حاوية آتية من بلجيكا، التي وصلت إلى ميناء سكيكدة بتاريخ 2 يوليو/ تموز الماضي، وتمت جمركتها بعد حوالي أسبوع، وقامت الشركة بتخزينها في مكان خاص تحسبًا لنقلها إلى بجاية التي يوجد بها مصنع «سيفيتال». وفوجئت الشركة بإقدام إدارة ميناء سكيكدة بمساعدة من الجمارك وأجهزة الأمن بحجز الحاويات في المستودع وإعادتها إلى الميناء، وذلك في 17 يوليو/ تموز، وبرر مدير ميناء سكيكدة في قراره في مراسلة وجهها إلى المدير العام لمجمع «سيفيتال» بأن إدارة الميناء لم تتلق موافقة السلطات المختصة على استيراد المعدات الصناعية، وطلب منه اتخاذ الإجراءات الضرورية لإعادة هذه الحاويات من حيث أتت في أقرب وقت. وأضاف الموقع أن مدير ميناء عنابة قد وجه مراسلة بتاريخ 19 يوليو/ تموز إلى مختلف الوحدات بالميناء يطلب منهم اتخاذ جميع التدابير لمنع إدخال أية حاويات تحتوي على التجهيزات والمعدات الخاصة بمصنع «سيفيتال» لسحق البذور، وتضمنت المراسلة أنه «في حالة العثور على هذه المعدات والتجهيزات على متن البواخر، فإنه يمنع إنزال الحاويات إلى الميناء». جدير بالذكر أن العلاقة بين السلطات ورجل الأعمال إسعد ربراب ليست على ما يرام منذ سنوات، ويبدو أنها زادت سوءًا في الفترة الأخيرة، إذ كان رجل الأعمال قد دخل في سجال مع وزير الصناعة الأسبق عبد السلام بوشوارب الذي اتهمه بإدخال معدات وتجهيزات قديمة لمصنع الأجهزة الإلكترونية والكهرومنزلية، في حين أنه اقتنى تجهيزات جديدة لمصنعه في فرنسا، وبعد تلاسن دام عدة أيام غادر ربراب الجزائر، معلنًا من الخارج أنه لن يعود إليها وأن لديه معلومات تقول إن السلطات تنوي اعتقاله، قبل أن يتدخل قائد أركان الجيش الفريق أحمد ڤايد صالح، الذي طلب منه العودة، وقدم له ضمانات بأن أحدًا لن يتعرض له، لكن استثماراته وتجارته بقيت تتعرض إلى مضايقات؛ فبعد أن كان المنتج الوحيد تقريبًا للسكر، ظهر له منافسون، وبعد أن كان يسير محطات الاستراحة على الطريق السريع الذي يربط شرق البلاد بغربها، سحبت منه هذه المحطات ومنحت إلى غيره، كما منع من إتمام صفقة شراء مجمع «الخبر» الإعلامي، بعد أن طعنت وزارة الإعلام في الصفقة أمام القضاء الإداري ونجحت في إفشالها، قبل أن تبدأ أزمة استيراد المعدات والتجهيزات الخاصة بمصانع الزيت التابعة لمجمع «سيفيتال». ورغم أن الكثير من المراقبين يبررون ما يتعرض له رجل الأعمال إسعد ربراب بوجود نية لديه للترشح للانتخابات الرئاسية، الأمر الذي يكون قد أغضب الممسكين بالسلطة، إلا أن المقربين من ربراب أكدوا مرارًا وتكرارًا أن الرجل ليس لديه أي طموح سياسي، وأنه مجرد مقاول يريد المساهمة في بناء وطنه. متاعب رجل الأعمال الجزائري إسعد ربراب مع السلطات في تزايد! |
هل أحبَّ أحمد لطفي السيد مي زيادة؟ Posted: 25 Jul 2018 02:08 PM PDT في شهر يناير/كانون الثاني 1962 نشر مدير تحرير مجلة «الهلال» طاهر الطناحي مقالاً بعنوان «غرام لطفي السيد» محدثا ضجة في أرجاء مصر والوطن العربي. ما كان أحد يتوقع أن تكون أيقونة الأدب العربي ميّ زيادة (1886-1941) قد أسرت قلب الأديب الحكيم والمفكر، أحمد لطفي السيد (1872-1963) مثلما فعلت مع نخبة من كبار الأدباء والمفكرين. إعجاب من أوّل نظرة في عام 1911، كان لطفي السيد يصطاف في لبنان. وبينما كان يتناول عشاءه في فندق بسول في بيروت رفقة صديقه خليل سركيس ووالده سيد باشا أبو علي، شاهد مي تتحدث مع قنصل فرنسا في مصر. أثارت اهتمامه، فسأل عنها صديقه، فأبلغه أنها ماري زيادة ابنة الصحافي الكبير إلياس زيادة صاحب صحيفة «المحروسة». مي زيادة لم تكن تجيد اللغة العربية! كانت مي تتحدث مع القنصل الفرنسي بالفرنسية بطلاقة. وما كان ذلك مطلقا من باب الصدفة. فقد كانت ثقافتها ثقافة فرنسية، حيث اطلعت على الأدب الفرنسي وسير نوابغه في المدرسة، التي كانت الدراسة فيها بالفرنسية. «فلما شهد والدها إتقانها الفرنسية، وعدم إجادتها اللغة العربية وهي عربية المنبت، بدأ ينبهها ويحثها على ضرورة إجادة لغة قومها» (مي زيادة سيرة حياتها وأدبها وأوراق لم تنشر). الحديث عن عدم إتقان مي زيادة لغة كتبت بها قد يفاجئ الوطن العربي لكن ثمة ما يبرر ذلك في مؤلفاتها. حثّني الفضول على تصفح إحدى رواياتها، فقرأت في أولى صفحاتها: «لو عاشت ابنتنا لكانت بلغت إلى هذا العمر» («رجوع الموجة»). فِعل «بلغ» متعدّ ينصبُ مفعولاً ولا يحتاج إلى حرف «إلى»: «بلغ الشيءَ بلوغا: وصل إليه (معجم الوسيط). لطفي آخذ مي زيادة على أخطائها اللغوية لم يكن والدها الوحيد الذي انتبه إلى ضعفها وعاتبها. فقد لاحظ ذلك لطفي السيد نفسه عندما بدأ يقرأ لها. فقد تجدد اللقاء بينهما بعد عودتهما من بيروت، حيث أهدته نسخة من روايتها بعنوان «ابتسامات ودموع» التي ترجمتها من اللغة الألمانية. وكانت مي زيادة تنشر مقالات بعنوان «يوميات فتاة» في صحيفة والدها. فراح لطفي السيد يتابعها باهتمام، فيشير إلى أخطائها ويبعث لها بملاحظاته ومؤاخذاته اللغوية. من خصاله القدرة على التأثير أخذ يلتقيها ويتحدث معها عن اللغة والأسلوب وينصحها بقراءة القرآن، وكتب الأدب العربي لتحسين الأسلوب. ووفر لها كتبا عربية مثل ديوان محمود سامي البارودي. وأعانها على الاهتداء إلى مناهل الثقافة العربية. ومرن لسانها وقلمها على التعبير والقراءة، وجعل القرآن سبيلها في تعلم البيان. فتمكنت بفضل تأثيره من إجادة العربية قراءة وكتابة وتحسين الأسلوب، وهو ما اعترفت به مي زيادة نفسها: «ابتدأت أفهم من لطفي السيد اتجاه الأسلوب العربي». من خصالها حسن الإصغاء وتقبل الآراء ومن صفات مي النبيلة حسن الإصغاء والظن، وتقبل النصح والنقد، وعدم التعصب. وهي من الصفات التي يفتقدها كثير من الأدباء، الذين لا يتقبلون نصائح، ولا آراء، ولا حتى نقدا بناء من شأنه أن يعود عليهم بالفائدة، بل بلغت سعة صدرها حد تقبل اقتراحه تلاوة القرآن، ولم تكن مسلمة، للاستفادة من فصاحة أسلوبه، وبلاغة معانيه. فقالت: «ابتدأت أفهم من لطفي السيد ما في القرآن من روعة جذابة ساعدتني على تنسيق كتابتي، ورقي أسلوبي.» تعلق لطفي السيد بمي زيادة وإن كان لطفي قد أثّر في مي زيادة إلى هذا الحد، فقد كان لقربها منه أثر في نفسه أيضاً، حتى أنه اشتاق إلى رؤيتها بعد أسبوع واحد من الفراق، فعبّر لها عن ذلك في رسالة 15 يوليو/تموز 1913 الشهيرة: «سيدتي، مضى أسبوع كامل من يوم كنت عندكم أستأذن في السفر إلى الإسكندرية، وما كان من عادتي أن أغيب عنك أكثر من أسبوع. إذا مضى كان يدفعني الشوق إلى حديثك الحلو وأفكارك المتينة الممتعة، إلى زيارتك». أمضى لطفي السيد ما يناهز شهرين في الإسكندرية ثم قفل إلى بلدته (برقين) حيث راسلته مي فردَّ عليها بخطاب سبتمبر/أيلول 1913، مما جاء فيه: «جاءني كتابك اليوم وأنا في الجنينة، جاءني ولا أكذبك أنني كنت في انتظاره فقرأته، ثم قرأته، وذكرت تلك الليلة التي لها في حياتي تاريخ ومركز خاص، وذكرت إذ استمتعت برؤيتك وتهولني قدرتك على هذا الشباب الغض». وتواصلت رسائله إليها مفعمة بالمودة والحنين. قال لها في إحداها بتاريخ 16 نوفمبر/تشرين الثاني 1913: «ما أسعد حظ الشعراء. مازال طيفك يسرى معي، وكلانا تغمره أشعة القمر الباهتة، ويظرفه السكون الشامل حتى وصلت البيت، وكأن الطريق قد انطوى تحتي، فلم أحس طوله. والوقت قصر فلم أشعر بأجزائه، بل ندمت على أنني اتبعت الطريق المستقيم وكان أولى أن أقطع المسافة خطاً متكسراً يطول به وقت الائتناس بك. أشكرك، وأرجوك ألا تظني أن طيفك الرقيق الحاشية، الجريء القلب الذي ينزل عليّ ليسايرني وسط الخلاء المخيف في الليل، لا تظني أنه يغني غناء قلمك فتتباطئين في رد كتابي كما عودتني بعض الأحيان.» الأكثر توافقا من بين كل الأدباء والمفكرين المحليين المحيطين بمي زيادة ، انفرد أحمد لطفي بأنه الأكثر تحرراً. فقد عُرف باسم «أبو اللبرالية المصرية»، و«رائد حركة النهضة والتنوير في مصر». ولم يخطئ العقاد حينما لقبه «أفلاطون الأدب العربي». وكيف لا والسيد كان يقدس العقل. وكان متأثرا بمفكرين غربيين من أمثال كونت وجان جاك روسو، مؤيدا الحضارة الغربية، ولم يكن متعصبا لأي معتقد.. وقد بلغ ولعه بالغرب حد رغبته في الحصول على الجنسية السويسرية. ومثلها، كان يحسن اللغة الفرنسية ومنها ترجم مؤلفات أرسطو إلى العربية. فكان بشخصيته هذه الأقرب إلى شخصية مي المتحررة والمنفتحة على الغرب مقارنة بمعجبين آخرين كالعقاد والرافعي المحافظين. إن لم يكن أبديا فهو ليس حقيقيا لكن هل كان هذا التآلف كافيا لبناء صلة حب حقيقي دائم بينهما؟ الجواب يكون حتما بالسلب لجملة من الأسباب، نذكر منها: *اختلاف الظروف الشخصية: ففي الوقت الذي كانت فيه مي زيادة عزباء متحررة من الأعباء الأسرية، كان أحمد لطفي السيد مرتبطا بأطفال. ولم يكن يبدو مهتماً بالتورط في علاقة مع امرأة ثانية بعد وفاة زوجته. ومعروف من سيرته أنه بقي أعزب بعد وفاة زوجته إلى آخر عمره. *فارِق السن: اختلاف السن بينهما كان معتبراً، إذ كان لطفي يفوقها بنحو 14 سنة مقارنة بجبران (3 سنوات فحسب). *الانشغال بالنشاط السياسي والفكري: كان لطفي منشغلا بعمله السياسي وقضية التحرر. فبعد ثورة 1919، سافر مع الوفد المصري إلى باريس للمشاركة في مؤتمر السلام المنعقد في فرساي. واشتغل مديرا لدار الكتب، ووكيلا للجامعة المصرية الأهلية، ولاحقا رئيسا لمجمع اللغة العربية حتى وفاته. *تعلّق مي بجبران: التقت مي لطفي السيد سنة 1911. ومعروف أنه في تلك السنة بدأت المراسلات بينها وبين جبران. فقلبها كان متعلقا بالأديب المهجري الذي كان يحيا بعيداً عنها. التوافق لا يعني التفوّق لا شك أنَّ من بين كل الأدباء والمفكرين المعجبين بمي زيادة، انفرد أحمد لطفي السيد بأن يكون الأقرب إليها بشخصيته المتفتحة والمؤيدة للغرب، والمتقبلة للأديان الأخرى والمدافعة عن حرية المرأة. لكن هذا التوافق لم يكن كافيا ليفضي إلى علاقة حب حقيقي دائم لما كان بينـــهما من اختـــلافات في السن والظروف الشخصية، فضلاً عن ارتباط لطفي السيد بنشاطه السياسي وقضية التحرر، وتعلق مي زيادة بأديب آخر يحيا في مغارب الدنيا يدعى جبران، فلا نرى شيئا من مي يوحي بتعلقها به. وإن تأملنا رسائل أحمد لطفي إليها وجدناها في مجملها تصب في مجرى المودة والاحترام والتقدير، وعلاقة المدرِّس بتلميذته، عدا القليل منها كرسالة 15 يوليو/تموز 1913 التي بلا ريب تعبر عن مشاعر عميقة عابرة قد تستبد بأي رجل يجد نفسه بجوار فتاة ساحرة في مقام مي زيادة، والنفس البشرية ضعيفة، تتلاطم في أغوارها أمواج الأحاسيس والرغبات والفانتازيا. لكنّ لطفي السيد كان معروفا بنظرته العميقة الواقعية التي سرعان ما نبهته إلى أنّ حياته المليئة بالمشاغل والمسؤوليات لا مكان فيها لامرأة اسمها مي زيادة، ولا لأي امرأة أخرى بعد وفاة زوجته. فلا عجب أن بقي أعزب مدى الحياة. ٭ كاتب جزائري ـ بريطانيا هل أحبَّ أحمد لطفي السيد مي زيادة؟ مولود بن زادي |
فرض رسوم جمركية على السيارات سلاح ذو حدين للولايات المتحدة Posted: 25 Jul 2018 02:05 PM PDT واشنطن – أ ف ب: تبدو الرسوم الجمركية على قطاع السيارات، التي يهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرضها، سلاحا ذا حدين للولايات المتحدة، إذ انها فعالة سياسيا لكنها تنطوي على مجازفة كبيرة اقتصاديا. وستكون هذه القضية في صلب اللقاء بين ترامب ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، رغم أنها ليست حاليا سوى مجرد تهديدات وما زالت تدرس في وزارة التجارة الأمريكية. إلا انها تشكل وسيلة قوية للضغط على شركاء الولايات المتحدة الأوروبيين والأمريكيين الشماليين. يقول ايسوار براساد، أستاذ السياسة التجارية في جامعة كورنل الأمريكية، ان الحديث عن رسوم جمركية تصل إلى 25 في المئة يوجه إلى الشركاء التجاريين للولايات المتحدة «رسالة واضحة» حول تصميم الرئيس الأمريكي على ان يبقى «ثابتا» قي سياسته الحمائية. لذلك وللدفاع عن قطاع السيارات الألماني الذي يمكن ان يخسر الكثير في هذا النزاع، عبرت المستشارة انغيلا ميركل عن «استعدادها» للتفاوض مع الولايات المتحدة حول خفض عام للرسوم الجمركية في هذا القطاع. وأكدت المفوضة الأوروبية للتجارة سيسيليا مالمستروم التي ترافق يونكر في زيارته «نتوجه إلى هناك بأفضل النوايا» على أمل «خفض التصعيد». وتفرض الولايات المتحدة رسوما جمركية ضئيلة جدا على السيارات المستوردة، بينما يطبق الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية والصين إجراءات تتضمن قيودا أكثر. والتهديد بفرض رسوم جمركية إضافية على السيارات المستوردة هو ايضا وسيلة للي ذراع كندا والمكسيك في اعادة التفاوض حول اتفاقية التبادل الحر لأمريكا الشمالية «نافتا». وينتج البلدان، اللذان يدخلان حاليا بحرية إلى السوق الأمريكية، حوالي 60 في المئة من السيارات المصدرة إلى الولايات المتحدة (4.27 مليون سيارة)، متقدمتين على اليابان (21 في المئة) وألمانيا (11 في المئة) وكوريا الجنوبية (8 في المئة). وقال براساد ان ما يمكن ان يزيد من تشدد البيت الابيض هو ان هذا القطاع الذي يشكل «رمز الصناعات التحويلية للولايات المتحدة» هو المساهم الرئيسي في الاقتصاد الأمريكي. ويعكس القطاع وحده الخلل التجاري الذي يدينه الرئيس الجمهوري باستمرار. ففي 2017، استوردت الولايات المتحدة 8.27 مركبة آلية وصدرت 1.98 مليون، حسب أرقام وزارة التجارة. ومنذ العام 2000، ارتفعت الواردات بنسبة أكبر من الصادرات (بزيادة 42.7 في المئة للواردات، و33.7 في المئة للصادرات). ويقول الخبير الاقتصادي تشارلي شيسبرو، من مجموعة «كوكس أوتوموتيف» لأبحاث سوق السيارات «خلال الطفرة الاقتصادية في مرحلة ما بعد الحرب، كانت صناعة السيارات قطاع التوظيف الرئيسي، ولم تكن المنتجات المستوردة تشكل سوى جزء صغير من حصة السوق». ويريد الرئيس الأمريكي بشكل واضح العودة إلى هذا العصر الذهبي لصناعة السيارات الأمريكية. لكن فرض رسوم على قطاع السيارات ستكون له عواقب بالتأكيد، كما يرى الخبراء في هذا القطاع. فشيسبرو يرى ان عولمة هذه الصناعة أعادت خلط الأوراق، وقطع السيارات بات يتم انتاجها في كل مكان في العالم. وتقول المحللة ماريان كيلر، من مجموعة «إم. كي.أند.إيه.أوتوماتيف أنه لا يمكن لاي شركة منتجة للسيارات أن تغير مصانع إنتاجها بين ليلة وضحاها، وتدع إدارة ترامب إلى ان تتذكر كلمتي «سموت وهولي»، في إِشارة إلى قانون هولي-سموت الذي أقر في 1930 في الولايات المتحدة على الرغم من تحذيرات عدد كبير من الخبراء الاقتصاديين. وفرضت حينذاك رسوم جمركية نسبتها 60 في المئة على اكثر من عشرين ألف منتج زراعي وصناعي مستورد. ورد الشركاء بقيادة كندا بفرض رسوم على صادرات الولايات المتحدة التي تراجعت حينذاك 61 في المئة بين 1929 و1933. وأشار بيتر ويلش، رئيس اتحاد بائعي السيارات، مؤخرا إلى أن مثل هذه الرسوم يمكن ان تؤدي إلى فقدان 715 ألف وظيفة في الولايات المتحدة وستين مليار دولار من إجمالي الناتج الداخلي الأمريكي خصوصا بسبب تراجع المبيعات وارتفاع كلفة القروض للسيارات. وقبل العاملين في قطاع السيارات بفترة طويلة، حذر المزارعون من الأضرار الجانبية التي قد يتعرضون لها. ولمواجهة ذلك افرجت ادارة ترامب أمس الأول عن مساعدة عاجلة بقيمة 12 مليار دولار للتعويض عن خسائر عائدات منتجي الصويا ولحم الخنزير والفاكهة والأرز والحليب، معترفة ضمنا بأضرار لحقت بهذه القطاعات نتيجة الحمائية. فرض رسوم جمركية على السيارات سلاح ذو حدين للولايات المتحدة |
أوزيل يركز على خوض مباريات ودية مع أرسنال ويتجنب الحديث عن اعتزاله الدولي Posted: 25 Jul 2018 02:00 PM PDT سنغافورة – رويترز: تجنب مسعود أوزيل لاعب أرسنال الخوض في أي أحاديث بشأن الجدل الدائر حول اعتزاله دوليا، مع اختيار لاعب الوسط الالماني التركيز على البطولة الودية التي يخوضها فريقه الانكليزي قبل بداية الموسم في سنغافورة. واعتزل اللاعب البالغ 29 عاما اللعب دوليا مع منتخب المانيا الاحد الماضي بسبب «العنصرية وقلة الاحترام» التي قال انه تعرض لهما نتيجة أصوله التركية، مشيرا الى الانتقادات التي واجهها عقب خروج المانيا من دور المجموعات بكأس العالم الأخيرة في روسيا. وفي أول ظهور علني له منذ تسبب بيان اعتزاله في جدل شديد في المانيا حول العلاقة مع أكبر جالية من المهاجرين في البلاد، بدا اوزيل مبتسما دوما في حدث خاص بالمشجعين في سنغافورة. وقال أمام تجمع لجماهير أرسنال قبل يوم من مباراة ودية أمام اتلتيكو مدريد: «انا في غاية السعادة لوجودي في سنغافورة. انها المرة الثانية لنا هنا. نستمتع بقدومنا الى هنا». وسيلعب الفريق ايضا أمام باريس سان جيرمان. وأضاف اوزيل: «نتوقع خوض مباراتين جيدتين أمام باريس سان جيرمان واتلتيكو مدريد. انهما فريقان كبيران يملكان مجموعة من اللاعبين الرائعين. انه اختبار لنا للاستعداد للموسم الجديد. هذا ما نتطلع اليه». وتعرض اوزيل لانتقادات بسبب لقاء جمعه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مايو/آيار الماضي حيث التقطت صورة لهما وهما يحملان قميص ارسنال. ولم يعلق اوزيل على اعتزاله منذ اعلانه عنه عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وكان المهاجم ريس نيلسون ولاعب الوسط اليكس أيوبي يجلسان الى جانب أوزيل خلال الحدث الخاص بالجماهير فلي سنغافورة. وأكد أيوبي ان المدرب الجديد أوناي ايمري كان في غاية النشاط في الحصص التدريبية الاولى له مع النادي. وقال لاعب منتخب انكلترا للشباب والبالغ 18 عاما: «التدريبات كانت جيدة وكان لايمري أكبر الاثر على ما نقوم به في ملعب التدريب». وأضاف: «انه يتطلع للدفع باللاعبين الشبان ايضا وتحفيزهم ليكون لديهم الاحساس بقدرتهم على التألق تحت قيادة المدرب الجديد». وحل الاسباني ايمري، الذي سبق له تدريب بلنسية واشبيلية وباريس سان جيرمان، محل الفرنسي آرسين فينغر الذي درب الفريق على مدار 22 عاما. أوزيل يركز على خوض مباريات ودية مع أرسنال ويتجنب الحديث عن اعتزاله الدولي |
اكتشاف بحيرة شاسعة من المياه السائلة… في المريخ Posted: 25 Jul 2018 02:00 PM PDT تامبا (الولايات المتحدة) ـ أ ف ب: اكتشفت بحيرة جوفية شاسعة للمرة الأولى في المريخ الذي لم يسبق أن رصدت فيه هذه الكمية من المياه السائلة التي هي شرط لا غنى عنه لتوافر الحياة، على ما أعلن علماء أمس الأربعاء. وجاء في مقال نشرته مجلة «ساينس» الأمريكية، أن عرض البحيرة الواقعة تحت طبقة من الجليد يبلغ (20) كيلومترًا. ويشير وجود البحيرة إلى احتمال وجود مزيد من المياه، لا بل الحياة على الكوكب الأحمر. اكتشاف بحيرة شاسعة من المياه السائلة… في المريخ |
هل قصد وائل كفوري زوجته بقوله «مهما تعَلّي للصُّلح مطرح خَلّي»؟ Posted: 25 Jul 2018 02:00 PM PDT بيروت – «القدس العربي» ;أعرب النجم اللبناني وائل كفوري عن انزعاجه مما يدور حوله من أخبار تروّج عن انفصاله عن زوجته بالتزامن مع طرح أحدث أغنية له بعنوان «أخذت القرار»، التي اعتبرها البعض بأنها تجسّد واقع الحال، الذي يمرّ به كفوري، والذي يرفض تداول حياته الشخصية عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. وتوّقف الناشطون عند الرسالة، التي وجهّها عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «انستغرام» تعليقاً على صورته، التي بدا فيها عابساً ومنزعجاً، ووصفت رسالته بأنها عالية النبرة وقاسية بحقّ من قصدهالفنان، قائلاً: «الذي يتكلم في حضوري كلاماً مضموناً أحترمه، رغم كل الحجج، ولا أحترمه عندما يتكلم من وراء ظهري». وغرّد لاحقاً عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» كلمات لأغنيته الجديدة «أخذت القرار» نصح فيها قائلاً: «نصيحة… مهما تعَلّي في وادي… بعد التَّلِّه يمكن!! تجمعنا الأيام للصُّلح… مطرح خَلّي». وقد حظيت هذه التغريدة بردود فعل، منها ايجابيّة، واعتبر البعض أنّ المقصود من هذه الرسالة هي زوجته التي ارتبط بها منذ العام 2010. الى ذلك، أفيد أن كفوري لم يجدّد عقده مع شركة «روتانا» لأسباب بقيت مجهولة بناء على معلومات خاصة لموقع «نواعم» أشارت الى أنّ الخلاف أو الأزمة سببها مادي بالدرجة الأولى، وتُرجّح أنّ كفوري لم يمنح الحقّ بأغنيته الجديدة «أخدت القرار» لشركة «روتانا» لأنّه كان ينتظر تجديد العقد، الأمر الذي لم يحصل. وأضافت المعلومات عينها أن «روتانا « تواصل مساعيها ومفاوضاتها معه لانتسابه اليها في حال قرّر إصدار ألبوم غنائيّ كامل بعد الأغنية المنفردة، وبالفعل يستمع وائل إلى مجموعة من الأغاني الجديدة التي سيضمها إلى عمله المرتقب صدوره في نهاية السنة الحالية. تجدر الإشارة الى أنّ كفوري سيفتتح مهرجانات أعياد بيروت في 2 اغسطس / آب في أمسية لبنانية ضخمة شبيهة بسابقاتها في الأعوام الماضية، مع إضافة بعض المفاجآت الخاصة التي يحضّرها لجمهوره اللبناني والعربي، الذي سيلتقيه ليقدّم له باقة منوّعة من أجمل أغانيه القديمة والجديدة، التي ينتظرها جمهوره بفارغ الصبر، ويستعد أيضاً الى السفر الى تركيا لاحياء حفل في فندق هيلتون أواخر الشهر الحالي. 7AKH هل قصد وائل كفوري زوجته بقوله «مهما تعَلّي للصُّلح مطرح خَلّي»؟ لم يجدّد عقده مع «روتانا» بعد أغنية «أخذت القرار» ناديا الياس |
سيرينا تقول إن «التمييز» وراء خضوعها المتكرر لاختبار المنشطات Posted: 25 Jul 2018 02:00 PM PDT برلين – د ب أ: قالت نجمة التنس الأمريكية سيرينا وليامز إنها ترى أن «التمييز» هو السبب الذي يقف وراء تكرر اختيارها للخضوع لاختبارات الكشف عن المنشطات. وكتبت سيرينا عبر «تويتر»: «هذا هو التوقيت من اليوم الذي تجرى فيه الاختبارات العشوائية، ويجرى اختبار سيرينا فقط.» وأضافت: «من بين كل اللاعبات، تأكد أنني الأكثر خوضا للاختبارات. هل هو تمييز؟ أعتقد ذلك.» وفي تغريدة أخرى، كتبت: «لكنني مستعدة لفعل أي شيء لازم من أجل رياضة نظيفة، لذلك، هيا، أنا متحمسة.» وخضعت سيرينا (36 عاما) لاختبارات المنشطات خمس مرات من الوكالة الأمريكية لمكافحة المنشطات (يوسادا) منذ بداية عام 2018 وحتى 20 تموز/يوليو الجاري. وفي الفترة نفسها، لم يخضع للاختبارات من لاعبي ولاعبات التنس، أكثر من مرتين، سوى الأمريكي بوب براين (أربع مرات) ومواطنه جون إيسنر (ثلاث مرات). وتواصل سيرينا (36 عاما)، الحائزة على 23 لقبا في بطولات «غراند سلام» الأربع الكبرى، عودتها إلى المنافسات خلال الموسم الجاري بعد أن أصبحت أما في أيلول/سبتمبر الماضي. وكانت سيرينا أبدت تذمرها في وقت سابق لتكرر خضوعها لاختبارات المنشطات خلال مشوارها نحو نهائي بطولة ويمبلدون في وقت سابق من تموز/يوليو الجاري. سيرينا تقول أن «التمييز» وراء خضوعها المتكرر لاختبار المنشطات |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق