تنظيم «الدولة» والنظام السوري: مقايضات الإخضاعَ Posted: 26 Jul 2018 02:27 PM PDT يتأكد كل يوم في سوريا أن تنظيم «الدولة الإسلامية» هو أحد أكبر استثمارات النظام الحاكم فيها، وأن رهان المجموعة الأمنية ـ العسكرية الحاكمة في دمشق تركز على استغلال هذا التنظيم السلفي المتشدد منذ زمن طويل، وأنه حقق للنظام نتائج كبيرة. تظهر تفجيرات مدينة السويداء التي وقعت الأربعاء الماضي، وأدت إلى مقتل 250 شخصا بين مدني وعسكري، مثالا مهما على المعادلة المعقدة بين الطرفين، فالمدينة التي تعتبر عاصمة لأقلية الموحدين (الدروز) كانت عملياً خارج إطار عمليات التنظيمات السورية المسلحة (مع محاولة واحدة لـ«جبهة النصرة» للسيطرة على مطار الثعلة العسكري)، ولم يقترب منها تنظيم «الدولة» منذ ظهوره بعد قرابة عامين من الثورة السورية مع انحدار الثورة نحو العسكرة واصطباغها بالطابع السني السلفي المتطرف، وهما العنصران اللذان ركز النظام جل دهائه ووحشيته لتأمين إحلالهما مكان التنظيمات ذات الطابع السلمي والمدني والديمقراطي في الثورة، وكذلك محل ما سمي «الجيش الحر» وفصائله، بقصد جعل البديل الوحيد له هو فصائل إسلامية متشددة ومتنازعة ومرفوضة عالميا. التحليل الذي قدمته الصحف، اعتمادا، كما هي العادة، على «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، لاستهداف السويداء بعد تحييدها كل هذه الأعوام، كان عسكريا محضا، حيث جرى الحديث عن تعرض جيب لـ«جيش خالد بن الوليد» المبايع لـ«الدولة» لقصف مكثف في جنوب غرب درعا، واعتبر هذا التحليل أن تفجيرات السويداء هي لتخفيف الضغط العسكري الكبير على «جيش خالد» المذكور. في المقابل قام عدد من النشطاء السوريين، وبعضهم من مدينة السويداء نفسها، بتفسير سياسي أكثر عمقا للهجوم، تدخل في معطياته استراتيجية النظام المستمرة منذ الثورة لإخضاع السويداء ومنع حالات المعارضة أو الوقوف على الحياد فيها، وقالت إن التفجيرات جاءت بعد يومين من فشل مفاوضات الضباط الروس مع رجال الكرامة، (وهم ممثلو الطرف المعارض للنظام، والذي سبق للنظام أن اغتال رئيسه الشيخ وحيد البلعوس عام 2015)، موضحة أن في السويداء آلاف المتخلفين عن الخدمة في جيش النظام، وعشرات الألوف من المطلوبين للاحتياط، وكان هؤلاء موضوع المفاوضات وطلب الروس عودتهم للخدمة في جيش الأسد وتم رفض الطلب. في السويداء إضافة لذلك فهناك الكثير من المعارضين المطلوبين للنظام طلب الروس تسليمهم للنظام وتم رفض الطلب. يمكن الربط، على ضوء المعطيات المذكورة، بين استهداف التنظيم هذه المدينة لأول مرة بذلك الهجوم الإرهابي الكبير، معطوفا على عمل روسيا والنظام السوري للانتهاء من كل حالات المعارضة والعصيان ورفض الخدمة العسكرية وأي شكل من أشكال الاستقلال عن القرار الرسمي السوري، أو حتى أي شكل من أشكال الحياد أو «الكرامة» والتعاطف مع المناطق السورية الأخرى المنكوبة، بما في ذلك ما قام به مشايخ المنطقة من تحريم شراء البضائع المسروقة والمنهوبة من درعا وريفها، وامتناع الناس الحكيم والعفوي عن هذه الأفعال الشائنة التي أصابت جيرانهم في بلدات وقرى ومدن حوران. تكشف هذه الحادثة، ما يمكن أن نسميه «مقايضات الإخضاع» التي يقوم خلالها النظام بغض النظر، أو فتح باب للتنظيم، للهجوم على مدينة يريد النظام إخضاعها بالكامل، فيقوم التنظيم بكل ما هو مطلوب منه، دافعا بانتحارييه وعناصره للهجوم الوحشي على المدنيين، ثم يأتي النظام لـ«تحرير» المنطقة، لا من التنظيم فحسب بل كذلك من أي جذوة باقية لأي شكل من أشكال المعارضة ورفض المشاركة في المذبحة، عبر الامتناع عن الخدمة العسكرية، أو حتى أشكال الحياد والتعاطف مع المناطق الثائرة. تنظيما النظام و«الدولة» متكاملان وضروريان لبعضهما ويتقايضان على إخضاع سوريا وسحق كرامة أهلها. تنظيم «الدولة» والنظام السوري: مقايضات الإخضاعَ رأي القدس |
«خِلف خلاف» Posted: 26 Jul 2018 02:26 PM PDT كلما انفجرت أزمة أخلاقية في محيطنا العربي الإسلامي، يحضرني مباشرة التناقض الذي نعيشه بين مجتمعات غارقة في المحافظة، وفي الوقت ذاته غارقة في أنواع الفساد المختلفة، ويبدو أحيانا أن هناك علاقة طردية غريبة وغير منطقية بين المحافظة والفساد، من حيث إنه كلما تشدد مجتمع ما وارتفعت نسبة تدينه ارتفعت نسبة الفساد والممارسات اللامبدئية فيه. تبدو هذه المعادلة غريبة، ذلك أن المنطق يقول إن العلاقة بين الفساد والتدين يفترض أن تكون عكسية؛ فالورع يفترض أنه يرقق القلب ويرسخ القيم الأخلاقية، كما أن الإيمان بنظام إثابي عقابي متمثل بجنة بنعيمها اللامحدود ونار بعذابها اللامتخيل يفترض أن يزرع خوفا عميقا في نفس المتدين يمنعه تماما من الإقدام على المخالفات البسيطة، «دع عنك الكبائر الأخلاقية». ما هو يا ترى سر هذه العلاقة الطردية إذن، في مجتمعاتنا تحديدا، بين المحافظة والفساد؟ إحدى النظريات تقول بأن للعقل البشري قدرة عجيبة انتقائية عند التعامل مع مفردات الحياة اليومية، قدرة تمكنه من تبرير اشتياقه لأمر ما عن طريق بناء سد بين نفسه وتناقضاتها إلى حد إصابته بالعمى الكامل تجاه هذه التناقضات. في إحدى دوراتنا الانتخابية، إحدى اللواتي أعرفهن قررت مساندة قريب لها يخوض الانتخابات، سألتها: أتعلمين بعدم صلاحه للمهمة؟ أجابت: نعم، ولكنه يبقى قريبي، قلت ألا تخافين الله في هذا التصويت؟ وكان الرد حرفيا هو «وما علاقة الله بالموضوع؟» بدا ردها صادقا وتلقائيا، حيث قطع عقلها كل الصلات بين فعلها المنتوى وقيمته الأخلاقية وتقييمه الإلهي اللاحق، فبدا أن مهمة الخالق محتكرة بالنسبة لها على تقييم العبادات، «مدى إخلاص صلاتها أو صحة وضوئها»، أما في ممارسات الحياة السياسية مثلا، فلم يكن للخالق دور واضح أو دخل مباشر. النظرية الأخرى تقول إن التدين عادة ما يصنع غلافا وقائيا حول الفرد يشعره بالأمان والفوقية، الأمان من حيث أنه ينتمي لمنظومة ستحميه مهما كبرت أخطاؤه، فمرده للجنة ونعيمها إن هو التزم بقاءه في المنظومة الدينية حتى ولو بعد فترة من العقاب، أما الفوقية فمن حيث شعوره بالانتماء «للفرقة الناجية» أو لجماعة الحقيقة الخالصة، فهذا الانتماء يضعه مباشرة على طريق الحق الأوحد الذي ينعش شعوره بالفوقية الأخلاقية تجاه كل الآخرين. هذه الفوقية ستسهل تبرير الأخطاء وإيجاد مخارج لها، حيث تتوالى الفتاوى والآراء الدينية التي توجد التبريرات والمخارج لهذا الشخص لضمان انتمائه ولتسهيل حياته ولإشعاره بالخصوصية والتميز الدنيوي كذلك. الفتاوى التبريرية والتسهيلية عندنا هي خير مثال، ولربما أوضح الأمثلة يتركز في زواجات «الفريند»، والمتعة، والعرفي، التي تصبغ العلاقات خارج الزواج التقليدي بصبغة الشرعية وتفتح الباب على متسعه للرجل لممارسة رغباته، ما يسهل حياته ويبرر رغباته، ويضفي عليه خصوصية ويشعره بالفوقية (بسبب هذه الحقوق المكتسبة) فقط بسبب انتمائه الديني! أتذكر كذلك البزوغ القوي قبل سنوات للفتاوى التي تحلل السرقة من «الكفار» والتي بررت للآلاف من الشباب العربي الهروب من أمريكا وأوروبا دون تسديد مديونياتهم على بطاقاتهم الائتمانية بواعز من أحقيتهم وفوقيتهم كمسلمين على غيرهم من «النصارى والكفار». بالطبع، ليست المشكلة في المنظومة الدينية، فهناك مجتمعات متدينة لا تعاني من هذا الفصام الأخلاقي الذي نعانيه، إلا أن الشعور بالفوقية وبالانتماء للفرقة الناجية يمكن أن يكونا عاملين مؤثرين، من ضمن عوامل أخرى كثيرة، في تبرير الأخطاء وتسهيل سبل الفساد. أعتقد أن الظروف السياسية والصعوبات الحياتية وضعف المنظومة الحقوقية عندنا في العالم العربي الإسلامي دوافع تدفع الإنسان لاستخدام تدينه لتبرير أخطائه، خالقة هذه العلاقة الطردية بين المحافظة والتشدد والفساد، وهي ذاتها التي تقوي قدراته الانتقائية التي تضع حواجز ضخمة بين الأخطاء واستشعارها، ثم الخوف من أدائها. من الضروري جدا، محافظة على صحة المجتمع وصحة المنظومة الدينية، استعادة العلاقة العكسية الصحية بين التدين والفساد، إلا أنه وفي ظل ظروفنا العسيرة الحالية ستكون المهمة صعبة، إذ أصبح الاستغلال أسلوب بقاء على قيد الحياة، وأصبحت بعض صور التردي القيمي وسائل تنفيس وتخفيف من الضغوط اليومية والقمع السياسي والمظالم المتكررة. الطريق طويل، لكن الأمل يبقى في أن الطبيعة من شأنها أن تصحح معادلاتها المعكوسة، وإلى أن يحدث ذلك سنبقى مجتمعات غريبة الأطوار متعاكسة المنطق، «تسمع كلامها تصدقه تشوف أمورها تستعجب». «خِلف خلاف» د. ابتهال الخطيب |
نقد الرأسماليّة لا يجب أن يكون مؤتمراً شيوعيّاً… «المالُ القذر» وثائقي يتحوّل إلى ظاهرة سياسيّة مبهرة Posted: 26 Jul 2018 02:26 PM PDT لنصف قرن تقريباً، طغت الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي على كل نقد يوجه للمنظومة الرأسماليّة وآليات عملها القاتلة في المجتمعات الحديثة، فالتصق هذا النقد بالشيوعيّة وأدوات البروباغاندا السوفيتية – كما يسميها تجار البروباغاندا الأمريكيّة – حتى لم يعد يجرؤ أحد تقريباً من المفكرين أو المبدعين في الغرب بعد سنوات المرحلة المكارثيّة المظلمة على مواجهة حالات الفساد الفاقع المعزولة، ناهيك عن نقد أسس النظام الرأسمالي الذي يوفّر البيئة اللازمة لاستمراريّة سّرطان يفتك بالبشريّة رويداً رويداً. لكن غياب الاتحاد السوفيتي، وانضمام جميع منسوبي الكتلة الشرقيّة إلى الحفلة الرأسماليّة، أسقط عن النظام الرأسمالي في الغرب تلك الغلالة الرقيقة التي كانت أضفتها عليه سياسة القرن العشرين، فظهر عارياً بسوءاته الكثيرة، وإن لم يرها بعد الإعلام التقليدي الذي قرر منذ وقت طويل أن يُشيح بوجهه عن الحقيقة. إلا أن العقول المبدعة التقطت هذا العري فانطلق بعضها في أدويسات خالدة لمواجهة التنين المُنفلت، فمنها من سلك طريق الدراما (كما في المسلسل الدّرامي الأهم الذي أنتجته أمريكا عبر تاريخها وحتى اليومBreaking Bad – 2013)، في الوقت الذي سلك فيه آخرون – ومنهم أليكس غيبني – طريق الوثائقيّات ( أنتج وأخرج الفيلم الوثائقي الشهير عن صعود وفساد وسقوط شركة الطاقة الأمريكية الأكبر Enron: The Smartest Guys in the Room – 2005). هذه الأعمال على قلّتها في ظل نهر الرداءة الجارفة التي تقدّمها هوليوود وأخواتها، نجحت في كسر كل الحواجز وأقبلت عليها أعداد غير مسبوقة من المشاهدين. حديثا تأتي السلسلة الوثائقيّة التلفزيونية الجديدة المسماة بـ«المال القذر» 2018 – متوفرة الآن على نيتفليكس – لتقدّم نماذج أمريكيّة من الفساد والاحتيال ذات الأحجام الاستثنائيّة – إن جاز التعبير – وتُزيح أكثر وأكثر النقاب عن أوجه الحال المتردي الذي انتهت إليه الصحافة كما الإعلام المرئي في عالم اليوم. فها هو مُنتج يتحول إلى ضمير متنقل، وبميزانية محدودة، يقود فريقا من خمسة مخرجين يطلقون ست حلقات وثائقيّة عن حكايات فساد شركات وشخصيات تملكها الجشع فلم يعد يرويها مال أو شهره، ولتتحول لاحقا كل ثيمة من ثيماتها إلى نقاش سياسيّ حاد، وتتسبب باطلاع عدد هائل من المواطنين على حقيقة الفساد المُعلن الذي فشل الإعلام التقليدي – المنخرط أبداً في خدمة المنظومة الرأسماليّة – في تفسيره لهم، بل وتتسبب بعض حلقاته في فرض ضغوط غير مسبوقة على الفاسدين. هذا الإنجاز يُسجل لصناعة الوثائقيّات الجديدة التي فتحت الأبواب لمبدعين مثل الأمريكي أليكس غيبني لتقديم تنوير يسهل تناوله من قبل الأغلبيّة دون الوقوع في أفخاخ التقريريّة المملة أو الأدلجة المباشرة أو حتى التقاليد الباليّة التي حكمت صناعة الوثائقيّات زمن خضوعها لهيلمان التلفزيونات التقليديّة كمنافذ عرض حصريّة قبل أن تحرر ولو جزئيّاً في عصر الإنترنت. في الوقت ذاته تتلعثم الصحف، وتبلى شاشات الفضائيّات وينتهي الصحافيون الحقيقيون إما إلى التخلي عن مهنتهم أو إلى الموت البطيء فقراً، ثم يتساءلون لماذا إفرنقع عنا المشاهدون لمصلحة نوافذ التكنولوجيات الحديثة! ليس مجرد سلسلة بل مهرجان وثائقي غيبني في «المال القذر» يقدّم من خلال وثائقيّات تلفزيونية متألقة فنيّاً أقذع نقد ممكن للإفلاس الأخلاقي لنخبة الـ 1% التي تدير رأسماليّة الولايات المتحدة – الإمبراطوريّة المهيمنة على الكوكب، ويكشف من خلال حلقاته الست عن نماذج من جشعهم – القاتل – مركزاً في طروحاته على ثيمة واحدة توحد بين أشكال الفساد ومواقعه المختلفة: تلك الحالة السيكولوجية التي تستهلك ذوات الجشعين وتجعلهم يقعون في دائرة لا متناهيّة من السعي الحثيث لكسب مزيد من المال وتعظيم الأرباح رغم أنهم قد امتلكوا فوق ما يمكن للإنسان أن يستهلك في حياته البائسة القصيرة مهما بذخ. وهو دونما خطابيّة مفتعلة يظهر كيف أن الدّولة الأمريكيّة نفسها – والتي هي بيد ذات المجموعة من الجشعين – تحولت إلى حاضنة لوحش الفساد هذا ومرضعة حنون له، تُكبّره وتراعه وتمنعه من العقاب عندما يرتكب جرائم فاضحة لا يعد ممكناً التستر عليها. الحلقة الأولى أخرجها غيبني بنفسه وقدّم فيها فضيحة الانبعاثات من سيارات الديزل الألمانية VW بوصفه مواطناً عادياً متضرراً من الاحتيال. إذ يقول انه و زوجته تعمدا شراء أحد موديلات VW بوصفها – وفق الإعلانات التي بثتها كل وسائل الإعلام الكبرى – السيارة الصديقة للبيئة، ليكتشفا فيما بعد كيف أن الانبعاثات السامة التي كانت تبثها سيارتهما فاقت الحد المُعلن بخمسين مرّة وكيف تواطأت الشركة والسلطات بشكل أو بآخر على تجاوز الاختبارات الحكومية بهذا الشأن ولسنوات عديدة. وقد سارعت الشركة لدى علمها بأن غيبني يعمل على وثائقي عن الفضيحة إلى قبول غرامة المحكمة الأمريكيّة كاملة وأوقفت الاستئناف الّذي كانت تعتزم تقديمه لأنها كانت تعرف أن هيئة المحلفين ستنقلب معادية لها بالكليّة إن هي شاهدت وثائقي غيبني. مع ذلك لا يخفي المخرج النبيل خيبة أمله لأن الحكم اقتصر على دفع الأموال وإدانة موظفين اثنين فقط من العاملين في مكاتب الشركة في أمريكا، بينما بقيت الشركة الأم في ألمانيا محميّة بالقرار السياسي ودون أي مساءلات وكأن شيئاً لم يكن! الحلقات الخمس اللاحقة والتي تولى غيبني إنتاجها بينما أخرجها زملاء له تنقل كشّاف الضوء نحو فضائح أخرى موازية في فظاعتها عبر صناعات الأدوية والقروض وتجارة المواد الأساسيّة لكن أكثرها إثارة للسخريّة المرّة بالفعل كانت حلقة بنك كارتيلات المخدرات (بنك ال HSBC) الذي تبين أنه كان يبيّض الأموال بالمليارات وعلى نحو منهجي لمصلحة كارتيلات المخدرات المكسيكيّة، واكتفت السلطات الأمريكيّة لدى انكشاف الأمر بفرض غرامات ماليّة دون أن يُسجن أحد أو يقفل البنك. تتراوح الحلقات في منهجية طرحها للفضائح، ورؤية مخرجيها، لتجعل «المال القذر» أكثر من مجرد سلسلة وثائقيّة، بل وربما مهرجاناً وثائقيّاً مخصصاً في هجاء الرأسماليّة المتأخرة كما في قعرها الأمريكي وبأدوات تواصل لا تستعصي على المواطن العادي. ترامب: قصّة الاحتيال الأكبر الحلقة الخامسة من «المال القذر» ربما تكون أخطرها من الناحية السياسيّة، إذ هي وتحت عنوان «الرّجل الثقة The Confidence Man» تكشف أن دونالد ترامب الذي نجح في الوصول إلى منصب الرئاسة الأمريكيّة بوصفه رجل الصفقات والملياردير الألمعي الذي سمح وقته في مرحلة ما بتعليم الأمريكيين أصول التعايش مع النظام الرأسمالي في البرنامج الشهير «The Apprentice» لم يكن في الحقيقة سوى تاجر فاشل أفلس عدة مرات محتالاً على البنوك ومتورطاً في صفقات مشبوهة عبر العالم، قبل تولّي صانعي برنامج تلفزيون الواقع إطلاقه في غلاف برّاق مخادع – حتى مقر شركته الذي كان يظهر في الحلقات كان استديو مؤقت وليس مكتبه الحقيقي المغبّر – فصنعوا من اللاشيء نجماً – تماماً كما فعلوا لاحقاً بالظاهرة الكارديشيانيّة الكوكبية وسيفعلون مستقبلاً مع القادم من النجوم المُخترعة كما التركيبات الكيميائية. ولا شك أن تولي «الرجل الثقة» هذا المنصب التنفيذي الأهم في العالم يقول الكثير عن طبيعة المنظومة التي أضاء عليها غيبني في الحلقات الخمس الأخرى. إنه مستقبل مظلم لل 99 % من البشر تقودنا إليه شبكة جهنميّة متقاطعة من مراكز النفوذ ورؤوس الأموال «القذرة»، تغطيها المنابر المستقيلة من مهمتها، لكن بفضل غيبني ورفاقه، لقد أمكننا على الأقل البحلقةَ في عين التنين مباشرة. إعلامية وكاتبة لبنانية تقيم في لندن 7gaz نقد الرأسماليّة لا يجب أن يكون مؤتمراً شيوعيّاً… «المالُ القذر» وثائقي يتحوّل إلى ظاهرة سياسيّة مبهرة ندى حطيط |
ذكرى يوليو تُذكِّر الفقراء بحقوقهم الغائبة وتعكر صفو السلطة وتضع الحكومة في مأزق Posted: 26 Jul 2018 02:26 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: جلبت الذكرى الـ66 لثورة يوليو/تموز المزيد من النكد للحكومة التي تدير ظهرها للأغلبية الفقيرة، وتسير على روشتة صندوق النقد الدولي، وهو الأمر الذي من أجله دق كثير من الكتاب أمس الخميس 26 يوليو المزيد من الهجوم، منددين بعواقب السير على خطى دول تعرضت للفناء لأنها استسلمت للصندوق ذاته. من جانبه سأل الحقوقي جمال عيد: «ماذا ينتفع الشعب، لو استطاعت الحكومة الوصول للقمر، ولم يستطع المواطن الوصول لرغيف العيش أو العلاج أو لكرسي لابنه داخل مدرسة». أما الفقيه الدستوري نور فرحات وبمناسبة ذكرى ثورة يوليو انتقد بعض المحللين: «لو أفرد المعلقون المتفرغون كل عام للهجوم على نظام يوليو نزرا ضئيلا من جهدهم لتحليل واقعنا الحالي، لتقدمنا خطوة للأمام، ولكنه الهروب إلى الماضي ففيه السلامة». أما عبد الخالق عياد فمضى في سياسة وخز الضمير: «عشت عمرا لا بأس به فيها، أشاهدها تحتفل بمناسبات كثيرة وأعياد كثيرة وإنجازات توصف بالأعظم والأكبر، وكل مرادفات صفة الأفعل، حتى النكسة والله احتفلنا بها وقلنا عنها إنها مناسبة اثبتنا فيها للعالم أن ارادتنا لا تهزم، وإننا قد نسكن المقابر ولكن لن نفرط في الزعيم الذي سوف يجعلنا أسياد العالم ويحقق لنا مجتمع الكفاية والعدل ويجعل المصري رأسه في السماء يناطح بها ناطحات سحاب أمريكا». فيما وصف أنور الهواري الحالة التي ما زالت تراوحها مصر منذ عقود: «مشروع التوريث كان يجمع بين: السلطة والثروة. مشروع الإخوان كان يجمع بين: السلطة والثروة والدين. المشروع الحالي يجمع بين: السلطة والثروة والدين والقوة (هذا هو تطور الأحداث باختصار شديد)». سليمان الحكيم توصل لتلك الحقيقة: «حينما تغيب الحقيقة تكثر الإشاعات». ناصر الهوليوودي «يعتبر جمال عبد الناصر، كما يصفه محمود سلطان في «المصريون» شخصية شديدة الغرابة، ومع ذلك لم يوضع (ناصر/ الشخص/ الإنسان) موضع دراسة جادة بقدر ما خضعت «ناصر ـ التجربة».. حتى الأخيرة من الصعب أن تخرج منها بنتيجة مرضية، أو بمقاربة تقدم لنا تفاصيل ما خفي منها.. فوثائق تلك الفترة، استولى عليها الأستاذ هيكل، بل هربها إلى الخارج.. بحسب حوار له متلفز مع لميس الحديدي. ولكن من المؤكد أن عبد الناصر «الإنسان»، يبقى شخصية محيرة، وتشجع أي مراقب على ألا يفتر حماسه في سبر أغوارها. المسألة لا تتعلق بالدهشة من قدرة تحول ضابط مجهول بالجيش، إلى زعيم شعبي حقيقي، لفت انتباه العالم كله إليه، وإنما تتعلق بالموقف من عبد الناصر: قد تختلف معه، وقد تعتبره ديكتاتورا، ولكن لا تستطيع أن تكرهه هذا هو صلب وقوام «عبقرية» ناصر الحقيقية. ليس بوسع أحد أن يكرهه، حتى من اختلفوا معه. صحيح أن ناصر، أحال الإعلام إلى إدارة ملحقة بالتوجيه التعبوي بالرئاسة.. والكل غنى لـ«جمال» حبا أو خوفا أو نفاقا.. والصحف حقنت «إنجازاته» بهرمونات التسمين والتضخيم.. وأنزلوه منزلة «الأنبياء» حتى كتب نزار قباني بعد وفاة ناصر: «قتلناك يا آخر الأنبياء». هذا كله ربما يكون حضانات داخلية، ولكن تبقى قدراته لا تتجاوز معامل بدائية لصناعة زعيم محلي، يقنع القرويين والأميين وأنصاف المتعلمين بزعامته وقدراته «الخارقة» كزعيم «سوبر» و«خاتم» الزعماء الهوليوديين». سليمان يتذكر نبقى مع ذكرى ثورة يوليو مع محمود خليل في «الوطن»: «سليمان حافظ، المهندس القانوني لعزل الملك فاروق من الحكم عام 1952. وهو محامٍ ورجل سياسة انتمى إلى الحزب الوطني الذي أسسه مصطفى كامل. بمجرد تحرّك الجيش عام 1952 كان تفكير سليمان مركزا على خلع الملك، وتحرك سريعا من أجل وضع هذه الفكرة على مائدة تفكير الضباط الأحرار، يحكى رجل القانون في مذكراته أن الضباط كانوا مهيَّئين لها قبل أن يقذف بها إليهم. تولى سليمان حافظ مع الدكتور عبدالرزاق السنهوري صياغة وثيقة تنازل الملك عن العرش لصالح ابنه الأمير أحمد فؤاد، وكان رسول الضباط وحكومة علي ماهر إلى الملك ليقوم بالتوقيع على الوثيقة. سليمان حافظ نموذج لرجال قادرين على منح رؤاهم بُعدا وطنيا، ولا يترددون في مزج الخاص بالعام في تفكيرهم، لتجدهم يتخذون القرارات طبقا لمزاجهم الشخصي، من أبرز ما يركز عليه سليمان حافظ في مذكراته الحديث عن الكيفية التي هرول بها الساسة ورجال أحزاب ما قبل الثورة نحو مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، ليقدموا فروض الولاء والطاعة والتأييد لمحمد نجيب ورجاله. في كل اجتهاداته التي قدمها سليمان حافظ لمجلس قيادة الثورة حاول استبعاد «الوفد» من الصورة، والتمكين لهم، لم يطلب منه أحد من الضباط ذلك، لكنه كان من ذلك النوع الذي يعرف ما يريده، من يستخدمه بالضبط ويجهزه له على أكمل وجه. سليمان حافظ مجرد نموذج لشخصيات شتى من الساسة والقانونيين والمفكرين والأدباء والفنانين، الذين امتدحوا حكمة شباب كانوا يرون أنهم يفتقرون إلى الحكمة، وتغنوا بمهارة وقدرة ثوار لم تكن لديهم قناعة كافية بمهارتهم وقدرتهم. سليمان وجوقته هم النخبة التي تمثل أصل العلة داخل هذا البلد منذ عقود طويلة». إلعنوا الديكتاتورية الفقيه الدستوري نور فرحات يطل أسبوعيا على القراء عبر صحيفة «المصري اليوم» لكن بسبب الظروف يضطر للهروب عبر صفحته على الفيس بوك: «ينشب العراك بين المصريين كل عام حول ثورة 23 يوليو/تموز وإذا كان لا بد من حصر الآثام في حق الوطن، فالسادات هو من باع القطاع العام في مصر بثمن بخس للأفاقين من كل حدب وصوب، من انتهج سياسة الانفتاح سداح مداح فكانت الباب الملكي لعبور الفساد واستشرائه، من غض الطرف عن سفر شباب الإسلاميين لمحاربة السوفييت في أفغانستان، ثم عادوا ألغاما بشرية تنفجر في أنحاء المنطقة، من أمر قواته في حرب أكتوبر/تشرين الأول بالتقدم بدون غطاء جوي، ما تسبب في حدوث الثغرة (مذكرات الشاذلي)، من نقل استراتيجية الحرب إلى كيسنجر فكانت تحت نظر إسرائيل وتقدمت حتى الكيلو 101 من طريق القاهرة السويس (هيكل) من ذهب إلى إسرائيل وعقد اتفاقيات العار التي نزعت سلاح سيناء ورفعت عن أغلبها السيادة المصرية وأخرجت مصر بكل ثقلها من معادلة الصراع، من انتهج سياسة الارتماء في أحضان أمريكا لأنها تملك 99٪ من الأوراق، من ترك سيناء مرتعا للنمو التدريجي لجماعات الإرهاب بعيدا عن الأعين المصرية، من سلم مصر لمبارك ليجهز على ما تبقى فيها، أن كان لكم أن تلعنوا فالعنوا الديكتاتورية». السيدة الصامتة تتكلم «في خضم الاحتفال بالذكرى الـ66 لثورة يوليو/تموز المجيدة، خرجت حرم الزعيم الراحل خالد محيي الدين بتصريحات في حوار صحافي قلبت الطاولة على الجميع، كما أكد طلعت المغربي في «الوفد»، حيث اعترفت بأن عبدالناصر أخطأ بترقية المشير إلى منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة ونائب أول رئيس الجمهورية، وأن عامر كان يركز على جماهيرته وليس على تحديث القوات المسلحة تدريبا وتسليحا، ما أدى إلى هزيمة يونيو/حزيران 1967. لم يكن هذا الكلام جديدا، حيث يعرفه القاصي والداني، واعترف عبدالناصر فعلا بخطئه بعد الهزيمة، وتقصير عامر، ما أدى إلى الهزيمة. الجديد في الأمر وفقا للمغربي أن حرم خالد محيي الدين اعترفت أيضا بأن لديها معلومات خطيرة عن المشير عبدالحكيم عامر، وأنها لن تبوح بها لأحد حتى وفاتها. وأعتقد أن مثل هذا الكلام ينبغي أن لا يؤخذ بهذه البساطة، فإذا كان لديها فعلا مثل هذا الكلام فيجب أن تذكره للحقيقة والوطن والتاريخ، يساعد على ذلك رحيل عبدالناصر وعبدالحكيم عامر من الساحة، فلا شك أن شهادة حرم خالد محيي الدين يمكن أن تكشف الكثير عن المخبوء في تاريخ مصر، خصوصا في ما يتعلق بهزيمة عامر أو انتحاره، وبالتالي هذه المعلومات ليست ملكا لحرم خالد بل هي ملك للوطن والتاريخ؛ لذا ينبغي أن تتكلم وتكشف ما لديها من معلومات، كما كشف زوجها الراحل ما لديه من ذكريات سياسية في كتابه الشهير «الآن أتكلم». ليس بعد الكفر ذنب قياسا على قاعدة ليس بعد الكفر ذنب يؤكد يحيى حسين في المشهد: «فلنُسّمِ الأشياء بأسمائها الحقيقية.. هذا ليس صندوقا سياديا لتنمية الأصول، وإنما الاسم الأقرب للحقيقة هو صندوق بيع مصر.. بل هذا ليس برنامج إصلاحٍ.. وإنما هو برنامج صندوق النقد الذي بعثر فيها جبالا من الديون والهبات على مشروعاتٍ لم يستشر فيها أحدا، بل استبعد كُلَ من حذّر من كوارثها، واثقا (بدون أمارةٍ واحدة) من أن الحل سيأتي من السماء التي ستفجر له من الأرض ينابيع بترولٍ وغاز، بدون حاجةٍ لتخطيطٍ ولا تصنيعٍ ولا عملٍ ولا دراسات جدوى.. فلّما أغلقت أَنّاتُ المظلومين أبواب السماء.. انزلق للدائرة الخبيثة. ديون جديدة لسداد فوائد ديون قديمة وهكذا.. إلى أن استسلم تماما لوصفة صندوق النقد.. مضيفا إليها بعضا من لمساته وأفكاره الجبائية والبدائية عن الاقتصاد والتنمية. فوفقا لشروط الصندوق والتصريحات الرسمية والقراءة المباشرة لقانون إنشاء هذا الصندوق (بعيدا عن الأكاذيب الرسمية) فإن كل الأصول المملوكة للدولة معروضةٌ للبيع والرهن والمقايضة (بدون أي قيدٍ على جنسية المشتري) وفقا لقرار فردٍ واحدٍ ليس عليه رقيبٌ إلا نفسه، بعد أن جمع في يده كل السلطات، وهى أصولٌ بُنِيَت على مدى قرنٍ ونصف القرن.. بدءا من محاولات صغار الرأسماليين المصريين والمتمصرين، بل حكومات الاحتلال.. مرورا بالبنَّائيْن العظيمين طلعت حرب وجمال عبد الناصر.. انتهاء بالمشروعات الناجحة لبعض أقطاب الرأسمالية الوطنية المُحاصَرين الآن بين فَكَّي القرارات العشوائية وابتزاز الدولة وإتاواتها.. الموجة المقبلة لن تقتصر على التهام شركات قطاع الأعمال المتبقية المنهكة (150 شركة بحجم الألومنيوم والسكر والإسمنت والدخان وغيرها) بل ستمتد إلى البنوك.. التأمين.. البترول.. الطيران.. المرافق والهيئات». مبادرة جديدة للصلح كشف السفير عبدالله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق، عن أنه بصدد تشكيل «لجنة الوفاق الوطني»، بغرض الخروج من حالة الانقسام، ووضع حلول للأزمات التي عصفت بمصر خلال السنوات الأخيرة. وأضاف الأشعل لـ«المصريون»: «اللجنة لن يكون هدفها إجراء مصالحة بين جماعة الإخوان المسلمين مثلا والسلطة، أو بين السلطة واليساريين أو القوميين أو غيرهم، وإنما تسعى إلى إيجاد حلول علمية مبنية على خبرات الشخصيات التي تشارك فيها؛ بغرض إخراج مصر من أزماتها السياسية والاقتصادية وغيرها من أزمات. واقترح 15 شخصية تتشكل منهم اللجنة التي يدعو لتشكيلها، وأبرزهم عبدالرؤوف الريدي، سفير مصر الأسبق في واشنطن، والإعلامي عماد الدين أديب، والدكتور مجدي يعقوب أستاذ جراحة القلب، والدكتور محمد أبوالغار رئيس الحزب المصري الديمقراطي السابق. كما تضم الدكتور أسامة الغزالي حرب المحلل السياسي، ورئيس لجنة العفو الرئاسي، والدكتور فاروق الباز عضو المجلس الاستشاري العلمي لرئيس الجمهورية، والدكتور محمد غنيم رائد زراعة الكلى في مصر، وجورج إسحاق عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، والدكتور نبيل العربي الأمين العام السابق للجامعة العربية، وفق ما كشف الأشعل من أسماء مقترحة. مساعد وزير الخارجية الأسبق، أشار إلى أن هناك قراءات متعددة للمشهد، تثير انقساما شديدا داخل المجتمع المصري، لدرجة أن الأسرة الواحدة صارت منقسمة حول الكثير من القضايا والمشكلات، لذلك من الواجب السعي نحو التوصل لقراءة موحدة للموقف المصري، بحيث يجد سبيلا لإنهاء ذلك الانقسام. وحدد الأشعل 10 ملفات قال إنها تمثل خطرا على مصر، أبرزها الاقتصاد والديون وعدم الشفافية والانقسام، موضحا أن اللجنة المقترح تشكيلها، ستقوم بدراسة تلك الملفات، على أن تقدم خلاصة تجاربها إلى الرئيس السيسي». مطلوب شوارع لـ«الكيكي» نتحول نحو الرقصة التي تجتاح العالم ويهتم بها أيمن المهدي في «الأهرام»: «إذا كنت ممن تعجبت من انتشار أغنية «in my feelings» للنجم العالمى دريك، ويعرفها الجمهور باسم كيكي، بعدما تجاوزت أكثر من 150 ألف فيديو في أسبوع واحد، أو ممن انتقد أداء البعض مشهد الأغنية التمثيلي – معظمهم فنانون ولاعبو كرة – وهو عبارة عن سيارة ينزل عنها صاحبها أو صديقه – غالبا صديقته – ويبدأ في الإيحاء بالغناء وترديد كلماتها وهو يسير مهرولا بجوار السيارة التي تتحرك ببطء وبابها مفتوح، أو كنت ممن لاحظت أنه يتم تصوير هذا المشهد في شوارع غاية في النظافة والاستواء، وغالبا داخل كمبوندات كما فعلت الممثلة دينا الشربيني، التي استبدلت كيكي بأغنية لصديقها المطرب المحبوب عمرو دياب، أو على طريق صحراوي كما فعل عصام الحضري. إذا كنت من هؤلاء فعليك أن تشاركني السؤال: ماذا يفعل البسطاء الذين يريدون الــ«كيكي» مثلهم كمثل مشاهير الفنانين ولاعبي الكرة؟ وإذا فرضنا أن هؤلاء الفقراء يستطيعون الاستعانة بتوك توك بديلا عن السيارة وبمصاحبة كاسيت «أبو شريط» إلا أنهم لن يستطيعوا توفير شارع مستو ليست فيه «نقر ولا دحديرة» ويقينا لن يستطيعوا أن يستمتعوا بكلمات الأغنية التي تتحدث بلغة لا يفهمونها عن المشاعر والحب، بينما هم غارقون في هم الحصول على لقمة العيش أو يفكرون في التغلب على غلاء الأسعار وانهيار قواهم أمام اشتعالها؟ طبعا أنا لست من أنصار الحقد الطبقي ولا من أصحاب نظرية توزيع الفقر بين الناس هو عين العدل، ولا أحبذ النكد ونشر الإحباط بين المصريين، ولكنني على العكس لا أطلب سوى العدل كما أرجو أن تتوافر للمواطن البسيط نظافة واستواء وحلاوة طرق وسعادة وجوه وخدمات الكمبوندات، فهل هذا بالكثير؟». المصارع الهارب يتحدى «موعدنا أولمبياد طوكيو».. كتبها لاعب المصارعة المصري محمود فوزي الهارب إلى أمريكا منذ فترة، مرفقا بها صورة له على موقع «فيسبوك» وهو بقميص وعلم أمريكا، في إشارة منه كما تؤكد «الوطن» إلى أنه سيمثل واشنطن في الألعاب الأولمبية، بعد عامين، في وزن 82 كغم في المصارعة الرومانية. فوزي اشتكى من أنه صبر كثيرا حتى يحصل على فرصة حقيقية لإثبات نفسه، وسيسعى لتحقيق ميدالية، والرد على ما حدث له من جانب شخصيات رياضية مصرية بـ«الحرمان من المشاركة في دورة ألعاب البحر المتوسط الأخيرة، والدفع بلاعب آخر بالواسطة»، حسب تعبيره. عصام نوار، رئيس اتحاد المصارعة، نفى ما ردده اللاعب حول خروجه من المنتخب لصالح لاعب آخر، قائلا أن فوزي تم إيقافه من قبل الاتحاد لمدة عامين بسبب تجاوزاته ضد اتحاد اللعبة، وإنه لم يمثل المنتخب منذ أكثر من عام. نوار أوضح أن القانون الدولي يمنع فوزي من اللعب لدولة أخرى، قبل مرور 4 سنوات، على آخر تمثيل له بالجنسية الأصلية، وبالتالي لن يستطيع فوزي اللعب في أولمبياد طوكيو 2020 تحت الراية الأمريكية، موضحا أنه حال طلبت دولة أخرى مشاركة المصارع باسمها، سيتوجب أولا رفع الإيقاف الذي أقره الاتحاد المصري على اللاعب، مشددا على أن الاتحاد لن يتراجع عن إيقاف اللاعب، مضيفا: حتى لو عرضت أي دولة دفع مبالغ مالية نظير ذلك، لأن إيقافه مسألة انضباطية». الصحراء تبتسم من بين المتفائلين أمس عباس الطرابيلي في «المصري اليوم»: «لم تكن حكايتنا عن بترول الصحراء الغربية طيبة، أو حتى متفائلة.. رغم أن هذه الحكايات تبدأ عام 1954 مع عدد من الشركات الأمريكية.. إذ سرعان ما فشلت هذه الشركات في الوصول إلى البترول، ثم انسحبت عام 1958. ولكننا لم نيأس.. وتم منح امتيازات أخرى للبحث في هذه الصحراء.. وشهدت هذه الصحراء صعود ثم هبوط البحث عن البترول فيها.. حتى قيل الكثير عن مؤامرة غربية – أمريكية توحي بأن هذه الشركات لم تكن تريد خيرا لمصر.. أو دعما للقيادة الناصرية، وتكونت عدة شركات: منها «خالدة» التي نجحت في العثور على البترول في كشف طارق، ولكنه كان كشفا غازيا.. وحقل مليحة لشركة «عجيبة» لنبدأ تشغيل حقل الأبيض، وكان أيضا غازيا، ثم حقل «الفرس» في منطقة منخفض القطارة، الذي يعد أول حقل منتج للزيت هناك، ثم حقل برج العرب. ولكن هذه كلها أنتجت أرقاما هزيلة جعلتنا نهجر هذه الصحراء. وجاء المهندس طارق الملا وزيرا للبترول في سبتمبر/أيلول 2015، وبفكره المنفتح بسبب خبرته عندما عمل مع الشركات الأجنبية قرر العودة إلى هذه الصحراء الغربية.. وقامت فلسفته على أساس أن برميلا زائد برميل يعطي برميلين، أي يمكننا أن نحصل على بترول أكثر من هذه الصحراء.. فجاءت خطوته بالاتجاه غربا، بحثا عن الزيت، مع تركيزه للبحث عن الغاز، ليس فقط في المياه الدولية لمصر، بل أيضا في المياه الاقتصادية شمال شرق بورسعيد ودمياط، فأثمرت هذه عن الكشف عن حقل ظهر للغاز، الذي يعيد مصر – من جديد- دولة مصدرة للغاز مع الاكتفاء الذاتي». حقنة مناعة يسأل محمد أمين في «الوفد»: «هل هناك علاقة طردية بين تحريك الأسعار وتحريك الشعوب؟ ولماذا لم يتحرك المصريون تحت ضغط الأسعار حتى الآن؟ هل هناك مخاوف رسمية من هذا الاتجاه؟ هل الشائعات اليومية هدفها إحداث هذا التحريك؟ من الذي يريد تحريك المصريين؟ ولماذا يريدون إثارة الشعب كي يتحرك مرة أخرى؟ هل من السهل أن «يتحرك» الشعب بعد ثورتين؟ ومهمتي هنا طرح الأسئلة.. وهناك جهات أخرى مهمتها الإجابة.. فحين تحدّث الرئيس عن ثورة الشائعات التي تستهدف مصر، كان يريد أن يتحدث بكل وضوح، عن مؤامرة تحريك الشعب لتدمير نفسه من الداخل.. وربما قال، في أكثر من مناسبة، أن الشعب إذا تحرك هذه المرة سيقضي على الأخضر واليابس.. السؤال: لماذا نخشى «التحريك» ولا نقوم به رسميا؟ فإذا كان هناك من يريد «تحريك المصريين»، وإذا كان هناك من يحرض على «ثورة ثالثة».. وإذا كان هناك 21 ألف شائعة تستهدف الأمن القومي، كما ذكر الرئيس نفسه، فهل ننتظر القضاء والقدر؟ هل هناك وسائل حمائية للرأي العام؟ هل نحن في حاجة إلى حقنة مناعة فعلا؟.. كان علينا دراسة تحريك الشارع في اتجاه إيجابي، ليكون مشاركا ومنتجا، عن طريق مبادرات شعبية، وعن طريق الانتخابات المحلية، وعن طريقة حكومة «شوارع» تدعم كل فكرة جيدة.. ولكننا للأسف نخشى على الشعب من «التحريك»، ونخشى على مجلس النواب من «الاختطاف».. كأننا في سن الحضانة، وكأنهم نواب كي جي وان، فينبغي أن لا ننسى أبدا أن هذا الشعب هو الذي تحرك لتصحيح مسار ثورة 25 يناير/كانون الثاني، وهو الشعب نفسه الذي تحمل فاتورة الإصلاح الاقتصادي والتعويم ورفع الأسعار.. ولم يتحرك حتى الآن». الله يرحمه «الرحيل المفاجئ للصحافي أحمد الشرقاوى خسارة كبيرة مهنيا وإنسانيا لجريدة «الشروق»، ولا يبالغ أشرف البربري الذي ينعى الشرقاوى زميله في الصحيفة نفسها، أن يؤكد أن رحيل صحافي شاب واعد، قادر على جمع المعلومات من مصادر شتى ثم تحليلها وربطها للخروج بحقائق ومعلومات وليس استنتاجات ولا تحليلات، كما كان يفعل الرائع أحمد الشرقاوي، خاصة في ملف تنظيم «داعش» الإرهابي، الذي أحاط الشرقاوي بكل قضاياه المطروحة على القضاء المصري، هو خسارة لمستقبل الصحافة. قبل أكثر من 20 عاما كتب الراحل يوسف جوهر يقول، مرّ علينا زمن كنا إذا فقدنا فارسا من فرسان الثقافة والإبداع في مصر عزينا النفس بوجود آخرين على الساحة، حتى خلت هذه الساحة أو كادت فأصبح ألم الفقد أشد، وحزن الخسارة أقوى. والآن نقول إن الصحافة المصرية المأزومة لا تحتمل خسارة موهبة صحافية شابة، في ظل الحصار والمعاناة التي تواجهها المهنة المقدسة والسلطة الرابعة في المجتمع، رغم أنف من يرفض الاعتراف بها، فلم يعد العثور على شاب لديه من الاستعداد والموهبة ما يجعل منه أملا للمستقبل مهمة سهلة. لذلك فخسارة مثل هذه الموهبة هو خصم من رصيد مستقبل مهنة تعاني من الحصار والقيود بدعاوى مختلفة. لم نكن في «الشروق» نحمل هم أي تحقيقات تجريها نيابة أمن الدولة، في أي قضية لأن الراحل الرائع أحمد الشرقاوي كان قادرا دوما على الوصول إلى المعلومات، أن لم يكن من مصادرها المباشرة، فمن مصادرها غير المباشرة التي نجح على مدى سنوات عمره المهني القصير في نسجها كأفضل ما يكون إنسانيا ومهنيا». أهلا بالأبطال نتحول نحو الساحة الفلسطينية بصحبة مصطفى يوسف اللداوي في «الشعب»: «عجز جيش العدوان الإسرائيلي الأقوى في المنطقة، والأكثر تسليحا بين جيوشها بمضاداته الأرضية، ومنصاته الحديثة، وبطاريات حيتس المحلية الصنع المتطورة بمختلف أجيالها، وباتريوت الأمريكية الحديثة، عن مواجهة ظاهرة الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، المحلية الإنتاج، المتقنة التصنيع، التي تستخدم الهواء وقودا لطيرانها، وتحلق في السماء بعيدا وتصل إلى حيث تريد عميقا في الأراضي الفلسطينية، فتحرق وتدمر وتخرب، وتسبب الرعب والفزع، وتعطل الحياة، حيث لا تحتاج إلى جهاز توجيه ولا إلى أنظمة تحكم، وإنما يطلقها الصبية والأطفال والشبان وغيرهم، في سباقٍ محمومٍ وتنافسٍ كبيرٍ، إذ يتقنون جميعا صنعها. قلق الإسرائيليون من ظاهرة المقاومة الجديدة، إذ أنها كالحجارة متوفرة بلا حدودٍ ولا تنتهي، وهي في متناول الجميع، وسهلة التصنيع والاستخدام، ومتعددة الأجيال والأطوار، فشعروا بأنها ستكون عليهم في الأيام المقبلة أشد وبالا وأكثر خطرا، وستلحق بهم أضرارا أكبر، وذلك في حال طور الفلسطينيون طائراتهم الورقية وزودوها بأجهزة تحكم آلية، تحدد مسارها وتختار هدفها، وتمكنها من التحليق لمسافاتٍ أبعد، أو زودوا بالوناتهم الحارقة بمواد أشد احتراقا وأكبر تأثيرا، أو في حال زودوا طائراتهم المسيرة بمواد شديدة الاشتعال، وقابلة لإحداث حرائق أكبر، وعندها القدرة على الانتشار بصورةٍ أوسع. لكن قلق سلطات الاحتلال أشد وخوفها أكبر من أن تنتقل هذه الوسيلة النضالية الجديدة، التي هي فعالة ومؤثرة إلى الضفة الغربية، القريبة من مستوطناتهم، والمتاخمة لبلداتهم والمجاورة لمدنهم، حيث أن أغلب مدن وبلدات الضفة الغربية متداخلة مع مستوطنات العدو وقريبة من شوارعه العامة ومعسكرات جيشه وثكناته، فضلا عن وجود أحياء يهودية ملاصقة للأحياء العربية، حيث يسهل على الفلسطينيين استخدام الطائرات الورقية والبالونات الحارقة بدلا من الحجارة». إسرائيل تنتحر «أقر الكنيست الإسرائيلي واحدا من أكثر القوانين عنصرية وحماقة في التاريخ، على حد رأي محمد عصمت في «الوفد»، وهو قانون القومية الذي يتضمن التشديد على أن إسرائيل هي دولة اليهود فقط، والعبرية لغة الدولة الوحيدة، وإلغاء العربية كلغة رسمية كان معترفا بها من قبل، واعتبار القدس عاصمتها الأبدية، واقتصار حق تقرير المصير على اليهود فقط. خطورة هذا القانون أنه ينسف كل الجهود المبذولة من عشرات السنوات، لبدء مفاوضات سلام جادة مع الفلسطينيين، ويحرم 7 ملايين فلسطيني من حق العودة الذي يعطيه لهم القانون الدولي، ومواثيق الأمم المتحدة، كما يخرج القدس من هذه المفاوضات، ويعطي «الشرعية » لأي حكومة إسرائيلية في التوسع في الاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية، بل وطرد من تبقى من الفلسطينيين من أراضي أجدادهم. باختصار، هو قانون شن الحرب الدائمة على الفلسطينيين وعلى هويتهم، وتصفية قضيتهم، بل وتصفيتهم هم شخصيا كشعب ضارب بجذوره في أعماق التاريخ، رغم أن وجوده في أرض فلسطين التاريخية يسبق الوجود اليهودي العابر عليها، هذا عن العنصرية، لكن الحماقة في هذا القانون تبدو جلية حينما ندرك أن تعريف « اليهودي» لا يزال محل جدل ساخن في إسرائيل، لا يوجد تعريف متفق عليه بين كل القوى والأحزاب والجماعات اليهودية، بل والمؤسسات الدينية في إسرائيل عن هذا الإنسان اليهودي الذي أصبحت له فجأة دولة خاصة به وحده». الفلسطيني لا ينسى «لم تدخر الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، كما يذكرنا إبراهيم البهي في «الأهرام»، وسعا في سبيل تحقيق المخطط الصهيوني الداعي إلى التوسع لبسط السيطرة الإسرائيلية على أكبر قدر في المنطقة العربية، وفرض سيطرتهم على مناطق جديدة تمكنهم من تحقيق حلم إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، وتحقيق حلمهم بإنشاء وطن قومي لليهود في منطقة فلسطين العربية. القانون الإسرائيلي الجديد فرض واقعا جديدا على منطقتنا العربية مفاده، أنه لا فائدة من الكلام العربي بإنشاء دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، أصبح هذا الكلام العربي في خبر كان بعد إقرار القانون الإسرائيلي منذ أيام، قانون القومية الذي اعتبر القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل. ماذا فعل العرب لمواجهة هذا القانون العنصري المتطرف الظالم للحقوق الفلسطينية؟ للأسف لم يحركوا ساكنا، فكل ما يحدث في إسرائيل من إجراءات وما يتخذ فيها من قرارات إنما يكون بموافقة أمريكية غربية غاشمة مسبقا، وهذا ما يجعل العرب لا يقدمون على اتخاذ موقف ضد هذه القرارات أو القوانين التي تسلب الفلسطينيين حقوقهم، وتكشف ضعف الجانب العربي. موافقة الكنيست الإسرائيلي على القانون يأتي ضمن سلسلة من الإجراءات لاستكمال السيطرة على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية، ويعمل على تشجيع الاستيطان اليهودي في كل مكان داخل الأراضي الفلسطينية، سواء التي احتلتها بالفعل أو التي لم تتمكن من احتلالها حتى الآن. هذا القانون سيقضي على اللغة العربية وعلى الهوية العربية داخل الأراضي الفلسطينية خلال السنوات المقبلة. يجب أن يقف الشعب الفلسطيني بكل قوة ضد هذا القانون العنصري، وليثبتوا للعالم أن إسرائيل لا تريد سلاما مع العرب، إنما تريد غطرسة وتوسعا واستيطانا في ما ليس لها حق فيه ويجب أن يكون للعرب موقف آخر مع إسرائيل». روسيا لن تنسى «يتبنى جميل مطر في «الشروق» الرأي القائل أن باراك أوباما كان القائد الذي يعود إليه الفضل في التنبيه إلى خطورة الوضع الذي تدنت إليه أمريكا في معيار القوة الذاتية، ثم القوة المقارنة. أوباما أراد أن يلم تشتت الانتباهات الأمريكية في الخارج ويركزها على آسيا. كان مدركا لحقيقة أن أمريكا أصيبت إصابة بالغة في جناحها العسكري خلال ـ وبسبب ـ حربها في العراق، ووجودها في الشرق الأوسط. كان مدركا أيضا لحقيقة أن الولايات المتحدة يجب ألا تتورط فتطير خارج حدودها بجناح عسكري مَهِيض وجناح اقتصادي منهك بسبب الأزمة المالية والاقتصادية وتداعياتها. لم يكن هذا الأمر غائبا عن بعض قادة أوروبا، ولم يكن غائبا بالتأكيد عن العقل الاستخباراتي الحاكم في موسكو. هكذا ــ في رأيي ــ بدأت تستفحل أزمة الثقة داخل معسكر الغرب. كان واضحا لمعظم القادة الغربيين أن روسيا التي عادت تنهض لم تغفر للغرب ما فعله، وحاول أن يفعله في دول جوارها فور انفراط هيمنتها على هذه الدول. ولن تبقى طويلا صامتة وغير فاعلة في مواجهة توغل حلف الأطلسي نحو حدود روسيا الغربية. في الوقت نفسه لم يكن غائبا عن فكر هؤلاء القادة الأوروبيين أن أمريكا تنسحب وتتخلى عن مسؤولياتها في قيادة المواجهة مع روسيا، خاصة عندما أعلن الرئيس أوباما نيته فتح فصل جديد في سجل العلاقات الأمريكية مع روسيا». ذكرى يوليو تُذكِّر الفقراء بحقوقهم الغائبة وتعكر صفو السلطة وتضع الحكومة في مأزق حسام عبد البصير |
واصلي يا عهد التميمي Posted: 26 Jul 2018 02:25 PM PDT في يوم الأحد، من المفروض أن يطلق سراحك أخيرًا من سجنك، أنت وأمك. ربما من الأفضل عدم الحديث عبثًا، «الشباك» ما زال يمكنه إصدار أمر اعتقال إداري ضدك. لقد سبق وقرر قبل بضعة أسابيع أنك ما زلت تشكلين «خطرًا محتملًا»، ولكن يمكننا الأمل بأنه بعد ثلاثة أيام ستكونين أنت وأمك حرتين في بيتكما. وقد يكون من المسموح، ومن المأمول أيضًا، القول بأن الإمكانية الكامنة وراء خطرك لن تتلاشى خلال أشهر سجنك الطويلة منذ الشتاء الماضي، وأنك ما زلت تشكلين خطرًا على الاحتلال، وأن لن تتوقفي عن المعارضة على طريقتك. من معرفتي لعائلتك التي يسميها رجال الدعاية في إسرائيل «عائلة إرهاب» و«عائلة قتلة»، أعرف أنه ما من احتمال لحدوث ذلك، فروحك لن تنهزم و«خطرك» لن يتلاشى. ثمانية أشهر وأنت وأمك سجينتان دون ذنب عدا المقاومة الطبيعية والعادلة للاحتلال الذي اقتحم فناء بيتكما. ضربتِ جنديًا مسلحًا ومحميا بيديك العاريتين بقدر ما تستطيع ابنة الـ (16) سنة أن تضرب جنديا مسلحا ومحميا بيديها، فيما أمك تصوّر ذلك، هذا هو ذنبك. في عهد الاحتلال مسموح للجنود فقط أن يضربوا، لقد فعلت ما كان يجب على أي شخص شجاع يعيش تحت الاحتلال أن يفعله؛ ضربتِه، فالاحتلال يستحق أكثر من ذلك. هذا حدث بعد أن أطلق الجنود النار على رأس ابن عمك محمد التميمي ابن الـ (15) سنة في بداية الشارع الذي يوصل إلى بيتك، فبقي يعيش بنصف جمجمة. لعلمك، لقد اعتقلوه مرة أخرى منذ ذلك الحين رغم إعاقته، ثم أطلقوا سراحه. شقيقك أيضًا اعتقل منذ ذلك الحين ولم يطلق سراحه حتى الآن. «النبي صالح» تنتظر بناتها، باسم ينتظر نريمان وعهد، وثمة إسرائيليون أيضًا ينتظرون إطلاق سراحكما. في الأسبوع الماضي كشف عن حادثة أخرى لمقاومة قوات الاحتلال؛ شبان رشقوا بحجارة شرطة حرس الحدود وأصابوا شرطية، نقلت إلى المستشفى. الحجر يمكن أن يقتل، وهناك سياسة جديدة متشددة تجاه راشقي الحجارة. تم اعتقال ثلاثة شبان، ثم أطلق سراحهم على الفور؛ فقد كانوا مستوطنين من «يتسهار». أما عهد فلم تصب أحدًا، وقضت ثمانية أشهر في المعتقل! لا، لا يوجد أبرتهايد في المناطق. عهد سيطلق سراحها يوم الأحد إلى واقع جديد، لقد تحولت إلى أيقونة. أثناء وجودها في السجن، انتفضت غزة ودفعت ثمنًا هو (160) شخصًا من أبنائها الذين تم إطلاق النار القاتلة عليهم على أيدي قناصة إسرائيليين، وعشرات باتوا معاقين، وعدد منهم لأن إسرائيل منعتهم من تلقي العلاج المناسب. في الوقت الذي كانت فيه عهد مسجونة، كانت الضفة غارقة في سباتها، منشغلة بالانقسامات والخصومات الداخلية. الضفة بحاجة إلى عهد، والمقاومة بحاجة إلى عهد، ليس لأن باستطاعة فتاة أن تغير، لكن جيل عهد يجب أن يكون جيل المقاومة القادم، فالجيل الذي سبقه مفقود؛ أبناؤه قتلوا وأصيبوا واعتقلوا ويئسوا وتعبوا وهاجروا أو أصبحوا برجوازيين. أجل، يمكنك أن تكون إسرائيليًا وتؤيد الفلسطينيين الذين يقاومون الاحتلال، مثل عهد التميمي، وتتمنى النجاح لهم. في الحقيقة يجب فعل ذلك. بيديها العاريتين ومظهرها المؤثر تظل عهد أمل المستقبل وملهمة الآخرين. بالنسبة للشباك الذي عارض إطلاق سراحها المبكر، قيل إن «الأقوال التي قالتها تدل على الأيديولوجيا المتطرفة التي تتمسك بها، وسوية مع الوضع الأمني… تدل على الإمكانية الكامنة الخطيرة لها إذا تم إطلاق سراحها مبكرًا». لقد مر شهران، ويمكننا الأمل بأن الشباك يعتقد أن عهد غيرت أيديولوجيتها بفضل الشهرين الآخرين في السجن، وإلا فلن يطلق سراحها. ولكن الشباك يعرف أنه ـ باستثناء التنكيل والانتقام وإرضاء الرأي العام الإسرائيلي ومحاولة يائسة للقمع بالقوة ـ لن يكون هناك أي مبرر لحبس فتاة «البوستر» من النبي صالح. والشباك أيضًا يعرف أن أيديولوجيتها المتطرفة هي أيديولوجية كل من يعيش تحت الاحتلال. الآن يجب أن نقول لعهد: لقد كان ذلك يستحق، فواصلي، واصلي مقاومة الاحتلال، واصلي الخروج في كل يوم جمعة في تظاهرات قريتك الشجاعة، واصلي التحريض ـ الحديث ضد الاحتلال وتوثيق جرائمه. واصلي صفعه أيضًا إذا هو أعاد الكرّة واقتحم فناء منزلك، أو أطلق النار على رأس ابن عمك الفتى. جدعون ليفي هآرتس 26/7/2018 واصلي يا عهد التميمي الأيديولوجيا التي تتبناها هي تلك التي يتبناها كل من يعيش تحت الاحتلال صحف عبرية |
نظام السيسي يُمهِّد لمحاصرة المعارضة في البرلمان: إحالة نائب من تكتل «25ـ 30» للتحقيق Posted: 26 Jul 2018 02:25 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: قبل أيام هدد علي عبد العال، رئيس مجلس النواب المصري، بإسقاط عضوية عدد من نواب ائتلاف 25 ـ 30 البرلماني المعارض. وإذا اعتبرت تلك التهديدات مؤشرا على التضييق على المعارضة في البرلمان، جاءت إحالة النائب هيثم الحريري عضو التكتل، أمس الخميس، إلى لجنة القيم، تأكيدا لذلك. الحريري قال في بيان حمل عنوان «إلى الرأي العام»: «سأخضع للتحقيق أمام لجنة القيم، يوم الأحد، الخامس من أغسطس/ أب المقبل في شكاوى جرى تقديمها من نواب بحقي على خلفية الأحداث التي وقعت أثناء مناقشة اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية بين مصر والمملكة العربية السعودية، التي انتقلت بموجبها السيادة على جزيرتي تيران وصنافير المصرية إلى السعودية». وأوضح أن «الشكوى الأولى تتعلق بوقائع الجلسة العامة للمجلس التي عقدت يوم الثالث عشر من يونيو/ حزيران 2017، وهي الجلسة السابقة لإقرار مجلس النواب اتفاقية تيران وصنافير المصرية». وتابع أن:»الشكوى الثانية قدمتها النائبة مي محمود أحمد عن وقائع جلسة إقرار البرلمان للاتفاقية، وبعدها بيوم واحد، تقدمت النائبة غادة عجمي بشكوى جديدة». وأشار إلى أن «الشكوى الأخيرة، تقدم بها النائب محمد زكي السويدي رئيس ائتلاف دعم مصر، واتهمه فيها بأنه قام بأفعال تقع تحت طائلة القانون وفقا للمادة 375 من قانون العقوبات، وهي التحريض وتعريض حياة نواب ائتلاف دعم مصر للخطر بنشر أسمائهم عبر حسابه الشخصي في الفيسبوك، والحديث عن موافقتهم المسبقة على اتفاقية تعيين الحدود بين مصر والسعودية، وأن عددا من نواب الائتلاف تلقوا مكالمات ورسائل تتضمن تهديدهم بالقتل وتوجيه عبارات السب والقذف لهم». وتحدث الحريري عن التضييق الذي يواجهه نواب المعارضة داخل البرلمان وخارجه، وذكر واقعتين تعرض لهما خلال الأسبوع الجاري. وقال : «تقدمت بإخطار لمأمور قسم محرم بك في مدينة الإسكندرية التي تقع فيها دائرتي الانتخابية، في منتصف شهر يونيو/ حزيران الماضي، بخصوص إقامة حفل تكريم الطلاب المتفوقين في المرحلة الإعدادية في إحدى القاعات في نطاق قسم محرم بك، ولم أتلق ردا سلبيا أو إيجابيا على هذا الأخطار حتى الآن». وأضاف: «حجزنا قاعة خاصة لإقامة الاحتفال يوم الإثنين 23 يوليو/ تموز الجاري، ودعونا قيادات التربية والتعليم في الإسكندرية، قبل أن نفاجأ، يوم الأحد 22 يوليو/ تموز الجاري، بمسؤول القاعة يخطرنا بإلغاء الحجز بسبب انصهار كابل الكهرباء الخاص بالقاعة، على الرغم من عرضنا توفير فني كهرباء لإصلاح العطل وتوفير مولد كهربائي، إلا أن القاعه أصرت على إلغاء الحجز بدون أي سبب منطقي». وتابع: في مساء يوم الأحد 22 يوليو/ تموز الجاري، وقبل موعد الحفل بساعات قليلة، حجزنا قاعة أخرى لإقامة الحفل، وتم الاتصال بكل الطلاب وأسرهم وإبلاغهم بتغيير مكان إقامة الحفل، وبعد مرور حوالى ساعة على بدء الحفل تلقى المسؤولون في القاعة اتصالات من بعض كبار المسؤولين الأمنيين في محافظة الإسكندرية بضرورة إلغاء الحفل وإخلاء القاعة». وأشار إلى أن «الأجهزة الأمنية سبق ورفضت إقامة ندوة بعنوان كشف حساب مع أهالي الدائرة، وبحضور أعضاء تكتل «25 ـ 30» في منتصف عام 2017، كما رفضت إقامة حفل لتكريم الطلاب المتفوقين في العام الماضي». واختتم بيانه بالقول «قناعتي أن مصر تستحق منا جميعا أن نقدم كل التضحيات، مهما كانت تضحياتنا لن تقارن بمن قدموا أرواحهم وعيونهم وحريتهم حبا وتقديسا وفداء لمصر، أعلم يقينا أن المواجهة ليست عادلة، وأن الآخر يستخدم أساليب ليست نزيهة، ولكن إيماني بحق الشباب والكبار والأجيال القادمة في مستقبل أفضل يستحق منا بذل كل ما نملك وكل ما نستطيع». ويضم تكتل « 25 ـ 30» المعارض داخل البرلمان 16نائبا فقط، حيث لا تتجاوز نسبتهم الـ 2.8٪ من عدد النواب البالغ 595 نائبا. ورغم قلة عددهم، ما يجعل تأثيرهم في قرارات البرلمان تكاد تكون منعدمة، أمام ائتلافات وتكتلات مؤيدة للنظام الحاكم في مصر، إلا أنهم لعبوا أدوارا مثلت صداعا في رأس النظام من خلال فضح مساوىء القوانين التي تتقدم بها الحكومة. وكانت القضية الأكثر تأثيرا التي اشتبك فيها نواب التكتل، وقادوا معركة ضد نظام السيسي، هي رفضهم تمرير اتفاقية ترسيم الحدود مع المملكة العربية السعودية، التي عرفت إعلاميا باتفاقية جزيرتي تيران وصنافير. ويعد أعضاء تكتل «25 ـ 30»، من المنتمين لليسار المصري، ورفضوا منح الثقة للحكومات المتعاقبة منذ تشكيل مجلس النواب. واتخذ أعضاء التكتل من « 25 ـ 30» اسما لهم، للتعبير عن إيمانهم بثورة الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني 2011، ودعمهم لخروج المواطنين في أحداث 30 يونيو / حزيران 2013 التي أطاحت بالإخوان من الحكم. نظام السيسي يُمهِّد لمحاصرة المعارضة في البرلمان: إحالة نائب من تكتل «25ـ 30» للتحقيق هيثم الحريري أكد منعه من إقامة ندوة جماهيرية… وزملاؤه قدموا شكاوى ضده |
رئيس تحرير «الأهرام» الأسبق يُحذِّر السيسي من مصير القذافي وعلي عبد الله صالح Posted: 26 Jul 2018 02:25 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: سخر الكاتب الصحافي المصري عبد الناصر سلامة، رئيس تحرير جريدة «الأهرام» الأسبق، أمس الخميس، من سياسات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ووجه عدة أسئلة من خلال صفحته الرسمية على «الفيسبوك»، للسيسي دون أن يذكر اسمه، قائلاً: «متى تعترف أنك فاشل، وكم من الوقت وعدد السنوات، يجب أن تمر حتى تفهم أنك فشلت في مهمتك». وأضاف:»ما عدد المنتحرين، وكم شخصا يجب أن يجوع، وكم تقريرا من جهة دولية، للحديث عن فشلك». وتابع: «متى تفهم أنك فرطت في أرض وثروات البلد، وما تعريف الوطنية والانتماء من وجهة نظرك، وما تعريف الخيانة والعمالة، الغدر والكذب والسادية». وزاد: «إلى متى يمكنك خداع الناس، وكم من الوقت يمكن أن يتحملك المواطنون». وسخر من دعوة السيسي للمواطنين بالصبر والتحمل، وذكر مقولاته المتعددة بشأن اصبروا 6 أشهر قبل أن تزيد المدة لعام ثم عامين. وانتقد ما سماها المشروعات الفاشلة التي يتبناها الرئيس المصري، موجهاً كلامه للأخير: «ألا يمكن أن تترك خط رجعة للمشروعات الفاشلة، وهل الفشل هو طبيعة المرحلة الراهنة، أم ليس هناك مجال للتراجع». سلامة خاطب السيسي أيضاً بالقول «إلى متى ستظل تقول الكلام ونقيضه»، وانتقد رفضه الاستماع للآراء المعارضة، متهكما من حديثه عن رؤيته لنفسه باعتباره طيبا وفيلسوفا يفهم في كل شيء. وكتب: «لماذا لا تعترف بالمرض والشيفونية والبارانويا وتسعى للعلاج». وتساءل حول مصير المساعدات الخارجية التي قدمت إلى مصر في عهد السيسي، قائلاً: «أين ذهبت المساعدات الخارجية والتبرعات الداخلية والقروض الدولية؟». واتهم الرئيس المصري بإضاعة هذه الأموال، واعتبره متهما حتى يبرىء ذمته. وتناول كذلك حديث السيسي عن الشائعات التي تهدف لتدمير مصر قائلا: «ألا تعلم أن الشائعات على المستوى الرسمي هي الأصل في الأزمة، وألا تعلم أن لجانك الإلكترونية فشلت في مواجهة الجمهور الطبيعي». وعن أزمة سد النهضة وطريقة تعامل مصر مع السعودية والإمارات، طرح سلامة سؤالا: «هل هذه هي مصر بجلالة قدرها بين الأمم، وهل هذا هو حجم مصر في التعامل مع إثيوبيا والسودان وأوغندا، هل هذا هو حجم مصر في التعامل مع بن زايد وبن سلمان وغيرهما؟». وتابع: «أين ذهبت هيبة مصر وقوة مصر واقتصاد مصر وجنيه مصر؟». وتطرق إلى حديث السيسي عن تخليه عن الحكم في مصر إذا طالب المواطنين بذلك، وكتب: «كيف نقول لك أمشي، وبأي لغة». واختتم حديثه، محذرا الرئيس المصري من مصير تشاوشيسكو والقذافي وعلي عبد الله صالح. رئيس تحرير «الأهرام» الأسبق يُحذِّر السيسي من مصير القذافي وعلي عبد الله صالح |
بالخلّ وقطعة قماش متظاهرو العراق يستعدون لـ«جمعة الحق» اليوم… والأمن يفرّق اعتصاماً في البصرة Posted: 26 Jul 2018 02:24 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: يحشد الناشطون والقائمون على الحراك الاحتجاجي في العراق لـ«جمعة الحقوق»، حيث من المرتقب أن تشهد العاصمة العراقية بغداد، ومدن البلاد الأخرى، تظاهرات منسقة احتجاجاً على سوء الخدمات وانعدام فرص العمل. وتابعت «القدس العربي» إطلاق ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً «فيسبوك»، منشورات تدعو إلى الخروج مساء اليوم في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، بتظاهرات حاشدة تحمل شعار «جمعة الحقوق». واتفق الناشطون على منشور موحد، يدعو المتظاهرين إلى جلب «خل وقطعة قماش»، للوقوف بوجه الغازات المسيلة للدموع، التي غالباً ما تستخدمها قوات «مكافحة الشغب»، إضافة لخراطيم المياه، لتفريق جموع المحتجين. وبدأت القوات الأمنية، كما الحال قبل كل تظاهرة، الاستعداد بتكثيف انتشارها في المناطق القريبة من ساحة التحرير، وعلى جسر الجمهورية الرابط بين مكان التظاهرات المرتقبة، وبين المنطقة الخضراء، شديدة التحصين، حسب شهود عيان. في الاثناء، فضّت قوات الأمن العراقية، اعتصاماً لعشرات المحتجين على سوء الخدمات وقلة فرص العمل، بالقوة، بعد إغلاقهم الطريق المؤدي إلى حقل نفطي عملاق، جنوبي البلاد. وقال الملازم في الجيش ضمن قيادة عمليات البصرة، محمد خلف، إن «قوات أمنية مشتركة تدخلت وفضّت اعتصاماً للعشرات من المتظاهرين بالقوة أمام حقل غرب القرنة 2 شمالي محافظة البصرة»، الذي تديره شركة لوك أويل الروسية. وأوضح أن «تدخل قوات الأمن جاء بعد أن أغلق المحتجون الطريق المؤدي إلى الحقل النفطي بإحراق إطارات السيارات وسط الطريق». وأشار إلى أن قوات الأمن استخدمت الهراوات لتفريق المحتجين ما أدى إلى إصابة 3 منهم بجروح. وبيّن أن «قوات الأمن أعادت فتح الطريق المؤدي إلى الحقل النفطي». في الأثناء، يستعد الصحافي والأديب والناشط المدني، أحمد عبد الحسين، إلى المشاركة في تظاهرات اليوم، وهو «مفصول» من وظيفته الحكومية، بسبب رفضه توقيع «تعهد» يقضي بعدم كتابة أي منشورات «على صفحته الشخصية» في مواقع التواصل الاجتماعي، «تنتقد» رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي والحكومة. وكتب عبد الحسين منشوراً في صفحته على «فيسبوك»، وأرفق معه صور (التوجيه، والتعهد وكتاب الفصل)، من «شبكة الإعلام العراقي ـ الحكومية، قائلاً: «تم فصلي من عملي في شبكة الإعلام العراقي»، مبيناً أن السبب هو «منشورات نشرتها في فيسبوك تساند انتفاضة الشعب وتنتقد رئيس الوزراء». وأضاف: أرسل لي السيد أبو الهيل (رئيس شبكة الإعلام العراقي الحكومية) صيغة تعهدٍ قال إن عليّ أن أوقّع عليه، ويقضي بتعهدي أن لا أنشر شيئاً ينتقد رئيس الحكومة. فكتبت رفضي توقيع التعهد كما هو مبين في الصورة وأرسلتها له. واليوم (أمس الأول) قرر فصلي». وتابع: «هذه المرة الثالثة التي أفصل فيها من عملي لأسباب تتعلق بالاحتجاجات». وتستند وثيقة الفصل، إلى «مخالفة» الناشط لـ«توجيهات الأمانة العامة لمجلس الوزراء» واستخدامه «أسلوب السب والقذف بحق كبار المسؤولين الحكوميين والرموز السياسية للبلد»، إضافة إلى امتناعه «عن التوقيع على التعهد». وفي وثيقة أخرى، نصّ التعهد على «عدم مخالفة التعليمات الصادرة من الأمانة العامة لمجلس الوزراء، والالتزام بعدم السب والقذف بحق كبار المسؤولين الحكوميين والرموز السياسية للبلد». وفي الوثيقة ذاتها، كتب الناشط هامشاً جاء فيه: «امتنع عن توقيع التعهد لأنه اعتداء على حريتي ويمثل قمعاً للرأي، خاصة إن ما كتبته لم يكن في مطبوع يخصّ الشبكة بل في صفحتي الخاصة في فيسبوك. هذا الإجراء يمثل أسلوباً يذكرنا بفترة الديكتاتورية التي ظننا إننا تخلصنا منها». الإفراج عن المعتقلين وشهد الحراك الاحتجاجي اعتقال مئات الناشطين والمتظاهرين، لكن السلطات العراقية أفرجت عنهم. فقد أعلن عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان (منظمة أممية غير حكومية) فاضل الغراوي، أعلن، «إطلاق سراح 237 من المتظاهرين المعتقلين في محافظة ميسان، إضافة إلى اطلاق سراح آخر 12 معتقلا من المتظاهرين الموقوفين وفق المادة 230 وبكفالة ضامنة». كما أكد أيضاً، «إطلاق سراح كافة المتظاهرين المعتقلين في محافظة ذي قار»، فيما أعلنت المفوضية إطلاق سراح جميع المعتقلين خلال التظاهرات في واسط. وقالت في بيان، إن «خلية الأزمة زارت محكمة استئناف واسط والتقت رئيس استئناف واسط القاضي غالب عامر شنين»، مبينة أن «جميع المعتقلين الذين اعتقلوا خلال تظاهرات المحافظة أطلق سراحهم». وأضافت أن «عدد المعتقلين خلال تظاهرات واسط بلغ 176 متظاهراً»، مشيرة إلى أن «18 منهم افرج عنهم نهائياً، أما الـ158 الآخرين فأفرج عنهم بكفالات ضامنة». وتابعت: «أغلبهم لم يبقوا في الحجز أكثر من 48 ساعة»، موضحة أن «هناك شكاوى على المتظاهرين بسبب التعدي على عجلات الشرطة ورجال الأمن وفقا للمواد القانونية (230و470)». في هذا الشأن، قالت نقيب المحامين العراقيين، أحلام اللامي، لـ«القدس العربي»، إن «حق التظاهر والتعبير عن الرأي مكفول دستوريا وأممياً، وفي جميع القوانين. لكن للأسف هناك بعض الجهات الأمنية تجهل هذا الحق». وأضافت: «هناك سوء فهم لدى القوات الأمنية عندما اعتقدت بأن هؤلاء المتظاهرين هم أناس تمردوا على الدولة، وكان من الواجب أن يعلموا بأن من حق أي مواطن أن يتظاهر ويعبر عن رأيه بكل حرية». ورأت أن تعرض مئات المتظاهرين إلى الاعتقال، يتعلق بـ«الجهل بالقانون من قبل بعض الجهات الأمنية، الأمر الذي تسبب باعتقال متظاهرين، رغم أن إجراءات القضاء كانت سريعة بالافراج عنهم». وتابعت: «نحن لم نحص عدد الضحايا الذين سقطوا منذ انطلاق التظاهرات، سواء بين صفوف المتظاهرين أو القوات الأمنية، لكن هناك تواصلا مع فرق المحامين المشكلة في جميع المحافظات، ونتلقى تقارير دورية منهم بشأن الأعداد الدقيقة، تمهيداً لعرضها على وسائل الإعلام فور الانتهاء منها». يأتي ذلك بالتزامن مع الكشف عن تفصيلات جديدة عن حادثة مقتل المحامي جبار البهادلي في محافظة البصرة، والذي يعدّ من أبرز الناشطين المشاركين في تظاهرات المدينة، وسبق له أن أعلن وقوفه للدفاع عن المتظاهرين مجاناً. وأشارت اللامي إلى أن «الحادث هزّ شريحة المحامين بشكل خاص، والمجتمع العراقي بشكل عام»، مبينةً أن «بعد متابعة الموضوع مع زملائنا في غرفة محامي البصرة، اتضح أن سبب الوفاة هو نزاع عشائري وعمليات ثأر». وطبقاً لها فإن «العشائر تسيطر على محافظة البصرة، وفي هذه المسائل هي أقوى من القانون»، مشيرة إلى أن «الحادث مؤلم ومحزن. بغض النظر عن الدوافع والأسباب التي أدت إلى مقتل زميلنا، لكن القاتل هو واحد، شخص خارج عن القانون استسهل العملية التي نفذها، في ظل غياب القانون وضعف الجهاز الأمني في البصرة، الأمر الذي مكنّه من قتل المحامي بدم بارد». وتابعت: «نحن لم نصرح عن الجهة التي تقف وراء الحادث إلا بعد أن تأكدنا من خلال متابعتنا واتصالنا بذوي المغدور، الذين أكدوا لنا بأن سبب الاغتيال عشائري». أزمة ثقة كذلك، أقرّت نقيب المحامين العراقيين، بوجود «أزمة ثقة» بين الحكومة والشارع العراقي، معتبرة أن «الحكومة كانت متسرعة جداً بإطلاق وعودها. نعلم أنها صعبة التحقيق في الوقت الحاضر، بكون إن الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال، وليس بمقدورها توفير هذه الدرجات الوضيفة، فضلاً عن إن المبالغ المخصصة يجب أن تكون ضمن الموازنة المالية الاتحادية للدولة العراقية». وزادت «لو كانت هذه الدرجات الوظيفية والأموال موجودة، فليس من مصلحة الحكومة أن تبخل بها على المواطن العراقي في تلك الفترة. كان الاجدى بالحكومة أن تكون أكثر مصدقاية، بإطلاقها وعودا يمكن تنفيذها». وشددت على أهمية أن «يكون هناك ضغط شعبي على الجهات السياسية بالإسراع بتشكيل الحكومة، كما أن على الحكومة الجديدة تقديم برنامج محدد للشعب، يمكن من خلاله تنفيذ الوعود التي قطعتها على نفسها أمام المتظاهرين». واعتبرت أن «في حال تم تشكيل الحكومة الجديدة بأسرع وقت، فإن المتظاهر سيشعر بالأمان والثقة، بعد أن أسهم صوته في تسريع هذه العملية»، لافتة إلى أن «في حال لم يكن هناك ضغط من قبل الشارع، فإن السياسيين سيماطلون تشكيل الحكومة الجديدة ربما لسنوات». وتعرضت «الوعود الحكومية» التي أعلنها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الرامية لتلبية مطالب المتظاهرين، إلى «التشكيك» من قبل خصومه السياسيين، الذين أبرزهم ائتلاف دولة القانون ـ بزعامة نوري المالكي. آخر التصريحات المشككة بإمكانية حكومة العبادي صرف الأموال التي خصصتها لتلبية مطالب المتظاهرين، جاء على لسان النائب السابق عن ائتلاف المالكي، منصور البعيجي. وقال في بيان أورده مكتبه الإعلامي، إن «مطالب المتظاهرين مشروعة، وأغلبها تتطلب جنّبة مالية، ويجب أن تكون هناك رقابة على ما تصرفه الحكومة من استحقاق لمحافظاتنا، لأنه من غير المعقول أن تعطى محافظة وتترك أخرى أو نسمع بصرف أموال بوسائل الإعلام فقط. يجب أن تكون هناك رقابة على عمل الحكومة». وأضاف: «الحكومة الحالية منتهية الولاية، ولا يمكن أن تقوم بصرف أموال دون الرجوع إلى مجلس النواب، على اعتبار أننا نريد أن تكون هناك مصداقية على ما تقوم به الحكومة وليس مجرد شعارات أو تخدير لأبناء الشعب». ودعا، القضاة المنتدبين إلى «الإسراع بعملية العد والفرز الجزئي، ويعلنوا النتائج بأسرع وقت ممكن حتى نستطيع أن نتجاوز الأزمة الحالية ونحقق أكبر قدر ممكن من حقوق الشعب». بالخلّ وقطعة قماش متظاهرو العراق يستعدون لـ«جمعة الحق» اليوم… والأمن يفرّق اعتصاماً في البصرة وعود العبادي تصطدم بتشكيك خصومه… وفصل ناشط معارض من وظيفته الحكومية مشرق ريسان |
قضاء الطارمية شمال بغداد تحت وطأة الميليشيات… عمليات خطف وتهجير Posted: 26 Jul 2018 02:24 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: يشكو مواطنو قضاء الطارمية التابع لحزام بغداد الشمالي ذات الغالبية العشائرية السُنية من أعمال التهجير والتطهير العرقي والخطف وحملات الاعتقالات العشوائية التي طالت مؤخراً عددا من الأشخاص، من قبل ميليشيات مسلحة شيعية. مواطنون من القضاء، أكدوا وجود «نشاط واسع لعناصر الميليشيات، خارج القانون، موضحين أن بعد كل عملية تهجير أو قتل تستهدف السكان السُنة أو جماعات مسلحة أخرى داخل القضاء، فإن القوّات الحكومية لا تتحرك إزاء هذه الانتهاكات ولا تلاحق من نفذوا الجريمة». هذه القوات، تقوم بـ«مداهمة البيوت بطريقة عشوائية وتعتقل الشباب والرجال، إضافة إلى ذلك تشن عمليات تفتيش داخل المنازل بحجة البحث عن الأسلحة ومطاردة المنفذين». مصدر أمني في الشرطة العراقية، قال لـ«لقدس العربي»، إن «القضاء يشهد انفلاتا أمنيا مستمرا بسبب ازدياد الحوادث الإجرامية على يد الميليشيات والتي تتمثل بأعمال التصفية الجسدية لشيوخ العشائر والشخصيات البارزة، علاوة عن عمليات تطهير غالبا ما تستهدف القرى السُنة، بهدف إجراء تغييرات ديمغرافيّة وتهجير المواطنين «. وأضاف المصدر، هو نقيب، رفض ذكر اسمه، أن «هذه الميليشيات المسلحة باتت تفرض سيطرتها بشكل علني وواسع داخل مناطق القضاء دون أن يحاسبها أحد»., وبين أن «مخافر الطارمية تسجل يوميا ارتكاب أعمال مخلة بأمن السكان، وأبرزها حملات اعتقال تعسفية، دون مذكرات قبض صادرة من القضاء العراقي، فضلا عن تكرار عمليات الابتزاز المالي للأشخاص مسيوري الحال والأطباء والمقاولين عبر اختطافهم ومساومة ذويهم على آلاف الدولارات مقابل إطلاق سراحهم ومن لا يدفع يتعرض للاغتيال مباشرة «. المواطن أحمد الحيالي، ترك منزله الواقع في مركز ناحية الطارمية ورحل لاستئجار منزل آخر في بغداد خوفا على حياته وحياة أولاده الشباب من استهداف الميليشيات النافذة عقب بعد تكرار حوادث التصفيات الجسدية من خلال اقتحام ملثمين ببزاة عسكرية وبملابس سوداء منازل المدنيين ليلا وقتلهم السكان بدم بارد. وحسب ما أكد لـ«القدس العربي»، «القضاء لم يعد أمناً، عناصر المليشيات ينتشرون بكثافة وسط بلدة الطارمية التي أصبحت محاصرة بالثكنات العسكرية والجدران الإسمنتية العازلة». قضاء الطارمية شمال بغداد تحت وطأة الميليشيات… عمليات خطف وتهجير |
دعم فرنسي بأكثر من نصف مليون دولار لإزالة الألغام والمتفجرات من مناطق كان يسيطر عليها «الدولة» في الموصل Posted: 26 Jul 2018 02:24 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: رغم مرور أكثر من عام على تحرير الموصل، مركز محافظة نينوى الشمالية، من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية»، لكن المدينة لم تشهد «عودة كاملة» لسكانها، نتيجة حجم الدمار الكبير الذي خلفته العمليات العسكرية، فضلاً عن انتشار العبوات الناسفة، والقنابل غير المتفجرة بشكل واسع. الحال في الجانب الأيمن من المدينة يختلف إلى حدٍ كبير، عن نظيره في أيسر الموصل، الذي يعيش أوضاعاً اعتيادية وحالة مدنية مستقرة. وتركز الحكومة العراقية والمنظمات الدولية والدول الداعمة للعراق، على تطبيق خطة «إعادة الاستقرار»، التي تمهد لمشروع أكبر يُطلق عليه «إعادة الإعمار». ونالت «المدينة القديمة» في الجانب الأيمن من الموصل، الحصّة الأكبر من الدمار، وسط جهود حكومية «اتحادية ومحلية» خجولة، لتأهيل المدينة مرة أخرى، وعودة سكانها إلى منازلهم. لكن ذلك لم يمنع عودة بعض أهالي الموصل القديمة إلى منازلهم ومحالهم، ومحاولة إعمار ما دمرته الحرب «بجهودٍ ذاتية»، رغم خطورة انتشار المتفجرات في كل مكان. الأمم المتحدة، تلقت أخيراً، أولى المساهمات المالية الدولية، الرامية إلى إزالة المتفجرات، وتدريب كوادر عراقية محلية على رفع المخلفات العراقية، بهدف الإسراع بعملية إعادة الاستقرار وعودة جميع النازحين إلى مناطق سكناهم الأصلية. ورحبت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام بمشاركة أولية بقيمة 500 ألف يورو (590 ألف دولار) من الحكومة الفرنسية، مخصصة لإدارة المخاطر المتفجرة، دعماً للعمليات الإنسانية و جهود إعادة الاستقرار. وأفاد بيان للدائرة الأممية، بأن «سيستمر وجود المخاطر المتفجرة ضمنها العبوات الناسفة المبتكرة، في المناطق المحررة من تنظيم الدولة، بإعاقة جهود فرض الأمن والإستقرار حتى يتم تطهير المناطق والإعلان عن سلامتها». ويوجد ما يقارب 1.9 مليون نازح مدني في العراق نزحوا بسبب الصراع والظروف «غير الآمنة» التي تمنع رجوعهم، حسب البيان الذي قدّر «وجود 21٪ من النازحين الذين يخططون لعدم العودة إلى مناطقهم، بسبب وجود المخاطر المتفجرة والعبوات الناسفة». وأضاف: «تُبقي حكومة العراق قدرات إدارة المخاطر المتفجرة بين عدد من الجهات الحكومية وسلطات الأعمال المتعلقة بالألغام الوطنية، برغم أن الحاجة للمساعدة تفوق الموارد الموجودة حاليا»، مشيراً إلى أن «ستتمكن دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام من خلال المساهمة الأولى من فرنسا، من زيادة القدرات لعمليات المسح والإزالة في المناطق المحررة التي يشتبه تأثرها بالمخاطر المتفجرة في محافظات الأنبار ونينوى وكركوك وصلاح الدين وديالى». وتعهدت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في العراق بـ«التنسيق بصورة اكثر تحديداً، لنشر جهود الإزالة في المناطق ذات الأولوية، مستندة بذلك على البيانات، وبدعم مباشر من حكومة العراق وخطط الأمم المتحدة وجهود المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى التنسيق مع الجهات المعنية من وكالات الأمم المتحدة». وسيتم، حسب البيان، تقديم التوعية بالمخاطر بالتعاون مع دائرة شؤون الألغام لهؤلاء الذين يعيشون في المناطق المحررة والعائدون اليها والمعروفة بكونها ملوثة بالمخاطر المتفجرة. وأعتبر البيان إن المنحة الفرنسية «ستساعد دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام على تحسين قدرات السلطات الحكومية لإدارة وتنسيق وضبط الإستجابة للتلوث الحالي من خلال الدعم التدريبي والإستشاري». وقال السفير الفرنسي في العراق، برونو اوبرت، وفقاً للبيان، أن «هذه المشاركة لا تشهَد فقط على إلتزام فرنسا الملموس لتكون بجانب العراقيين، ولكنها أيضا تشهد على الرغبة بالتعاون الفعّال مع كل شركائنا لتكوين مشاريع ملموسة لإعادة بناء العراق». ووفق بير لودهامار، المدير الأقدم لدائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في العراق، «سوف تحدث المساهمة الأولى من حكومة فرنسا فرقاً كبيراً. هذه المساهمة لن تدعم جهود دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام للاستجابة لتهديد المخاطر المتفجرة فقط، ولكن ستساهم في العودة الآمنة والكريمة للمجتمعات النازحة». ورغم تأكيد الحكومة العراقية انتهاء العمليات العسكرية ضد تنظيم «الدولة»، وإعلان «النصر النهائي» على التنظيم وتحرير جميع الأراضي التي كان يسيطر عليها، غير إنها لا تزال تواصل «عملياتها الأمنية» بهدف البحث عن «الخلايا» وتطهير المدن من العبوات الناسفة والمخلفات العسكرية. آخر نشاطات الحكومة في هذا الجانب، جاء في إعلانها تطهير 381 داراً سكنية في محافظة نينوى الشمالية، إضافة إلى ضبط كميات من العبوات الناسفة والمتفجرات. العميد يحيى رسول،المتحدث باسم مركز الإعلامي الأمني برئاسة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، قال في بيان إن «القوات الأمنية في قيادة عمليات نينوى، عثرت عصر اليوم (أمس)، على قنبرتي هاون و4 صواعق هاون، وعبوة ناسفة، و3 هاونات محلية الصنع عيار 120 ملم، وركيزة هاون وصاروخ محلي الصنع في وادي الصالح في المحافظة». وأضاف: «قيادة عمليات نينوى، تمكنت أيضاً من تطهير 318 داراً سكنية، وعثرت على 6 عبوات ناسفة من مخلفات عصابات داعش، و3 قنابر هاون في مجمع تل قصر، واتلافها». وأشار المسؤول العسكري إلى أن «القوات الأمنية، عثرت على 80 عبوة ناسفة في منطقة عيونة العلك، وعملت على معالجتها من دون حادث، كما عثرت على كدس للعتاد احتوى حزاماً ناسفاً تالفاً وصاروخاً تالفاً من نوع كاتيوشا وقنبرتي هاون وسلكاً بطول 20 مترا يستخدم لتسليك العبوات في منطقة باخيرة». دعم فرنسي بأكثر من نصف مليون دولار لإزالة الألغام والمتفجرات من مناطق كان يسيطر عليها «الدولة» في الموصل القوات الأمنية تطهر نحو 400 دار سكينة في نينوى |
السعودية توقف صادرات النفط عبر باب المندب بعد هجوم للحوثيين على ناقلة سعودية Posted: 26 Jul 2018 02:23 PM PDT عواصم ـ وكالات: قالت السعودية أمس الخميس إنها ستعلق شحنات النفط التي تمر عبر مضيق باب المندب الاستراتيجي في البحر الأحمر بعد هجوم على ناقلتي نفط كبيرتين من قبل جماعة الحوثيين اليمنية المدعومة من إيران. وقالت مصادر في قطاعي النفط والشحن إن من المستبعد أن يؤثر التعليق على إمدادات النفط السعودية إلى آسيا، لكنه قد يزيد تكاليف الشحن للسفن السعودية المتجهة إلى أوروبا والولايات المتحدة بسبب زيادة المسافات. ويقول تجار إن أمر التعليق يقتصر على السفن المملوكة للسعودية، لذا فمازال بمقدور شركة أرامكو السعودية المملوكة للحكومة تأجير سفن أجنبية لنقل خامها. ولدى السعودية أيضا خط الأنابيب بترولاين البالغة سعته خمسة ملايين برميل يوميا ويمتد مساره إلى مدينة ينبع على البحر الأحمر مما سيحافظ على تدفق جيد للإمدادات إلى أوروبا والولايات المتحدة. وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح في بيان أرسلته وزارته إن الحوثيين هاجموا ناقلتي نفط عملاقتين في البحر الأحمر صباح الأربعاء مما ألحق ضررا طفيفا بإحداهما. وقال البيان «المملكة ستعلق جميع شحنات النفط الخام التي تمر عبر مضيق باب المندب إلى أن تصبح الملاحة خلال مضيق باب المندب آمنة، وذلك بشكل فوري ومؤقت». تمر معظم الصادرات من الخليج التي تُنقل عبر قناة السويس وخط الأنابيب سوميد أيضا عبر مضيق باب المندب. وتدفق نحو 4.8 مليون برميل يوميا من النفط الخام والمنتجات البترولية المكررة عبر هذا الممر المائي في 2016 صوب أوروبا والولايات المتحدة وآسيا وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية. ولا يزيد عرض مضيق باب المندب، حيث يلتقي البحر الأحمر بخليج عدن في بحر العرب، على 20 كيلومترا، مما يجعل مئات السفن هدفا سهلا. وقالت الوزارة إن الناقلتين اللتين تعرضتا للهجوم تشغلهما الشركة الوطنية السعودية للنقل البحري التي قالت في وقت سابق إن إحدى الناقلات العملاقة التابعة لها لحقتها أضرار طفيفة بسبب حادث في البحر الأحمر دون أن تذكر تفاصيل. وقال الفالح «تعرضت ناقلتا نفط عملاقتان تابعتان للشركة الوطنية السعودية للنقل البحري تحمل كل منهما مليوني برميل من النفط الخام لهجوم… وقد أسفر الهجوم عن إصابة طفيفة في إحدى الناقلتين». وأضاف «لم تقع، بحمد الله، أي إصابات أو انسكاب للنفط الخام في البحر الذي كان ـ لا قدر الله ـ سيؤدي إلى كارثة بيئية، ويجري الآن سحب الناقلة المتضررة إلى أقرب مرفأ سعودي». وقال تلفزيون المسيرة التابع للحوثيين على تويتر إن الجماعة استهدفت سفينة تدعى الدمام قبالة الساحل الغربي لليمن فيما أطلقت عليه الجماعة في وقت لاحق بأنه هجوم صاروخي. وقال القيادي محمد علي الحوثي أمس إن القدرات البحرية للجماعة تمكنها من الوصول إلى «مساحات كبيرة في وسط البحر.. وإلى موانئ النظام السعودي». وأضاف في تغريدة على تويتر «(لكننا) حرصنا في كل المرحلة الماضية على أن تبقى الملاحة البحرية في مرورها من باب المندب آمنة مطمئنة». ويرى خبراء أن هجوم المتمردين اليمنيين على ناقلتي النفط في مضيق باب المندب في البحر الأحمر يوفّر للسعودية والإمارات فرصة للعمل على استقطاب دعم دولي أكبر لحربهم في أفقر دول شبه الجزيرة العربية، ولهجومهم القائم باتجاه ميناء الحديدة. ويحذّر الخبراء من ان الهجوم، ورغم ان تأثيره على أسواق النفط سيكون محدودا، الا انه قد يدفع دولا كبرى في مقدمتها الولايات المتحدة وروسيا للانخراط بشكل أكثر مباشرة في النزاع المستمر في اليمن منذ سنوات. وعقب هجوم الاربعاء، أوقفت السعودية، أكبر مصدر للخام في العالم، بشكل مؤقت كل شحنات النفط عبر الممر المائي الرئيسي. وأعلن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح في بيان نشرته وسائل الإعلام الرسمية «تعليق جميع شحنات النفط الخام عبر مضيق باب المندب بشكل فوري مؤقت…الى ان تصبح الملاحة خلاله آمنة». وحسب شركة «ارامكو»، عملاقة النفط السعودي، فإن ناقلتي النفط العملاقتين تابعتان للشركة الوطنية السعودية «البحري»، وكانت كل منهما تحمل مليوني برميل من النفط لدى تعرضهما للهجوم في مياه البحر الاحمر. وأضافت الشركة أن إحدى الناقلتين تعرضت «لأضرار طفيفة دون أن تقع أية إصابات». إلا أن المتمردين أكدوا عبر قناة «المسيرة» المتحدثة باسمهم، أنهم استهدفوا «بارجة» سعودية «بصاروخ مناسب»، من دون يشيروا إلى ناقلتي النفط. وقال الخبير في شؤون الشرق الأوسط جيمس دورسي إن تعليق شحنات النفط «يوفر للسعودية والامارات فرصة لدفع المجتمع الدولي نحو التركيز على إيجاد حل للحرب الأهلية» في اليمن. وتابع «تعليق شحنات النفط قد يؤدي إلى تصاعد النزاع مع احتمال تدخل قوى خارجية لمساندة السعودية». وتقود السعودية منذ آذار/مارس 2015 تحالفا عسكريا دعما للقوات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها وفي مواجهة المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء ومدينة الحديدة ومناطق أخرى. والامارات شريك رئيسي في التحالف. ويشن التحالف منذ 13 حزيران/يونيو هجوما على ساحل البحر الأحمر، تقوده الإمارات، باتجاه مدينة الحديدة للسيطرة على مينائها، وقد علق هجومه بعدما وصل إلى مشارف المدينة، مطالبا المتمردين بالانسحاب منها وتسليم مينائها. ويقول التحالف ان الميناء يشكل منطلقا للهجمات التي يشنها المتمردون في البحر الاحمر. كما يتهم إيران، الخصم اللدود للسعودية في المنطقة، بتهريب السلاح للحوثيين عبره. وكتب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش على حسابه على «تويتر» أمس الخميس ان «استهداف ناقلتي النفط السعوديتين في البحر الأحمر يؤكد ضرورة تحرير الحديدة من ميليشيات الحوثي. الاعتداء الممنهج على الملاحة البحرية تصرف إرهابي أهوج». وكان المتحدث الرسمي باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي قال في بيان نشرته وكالة الانباء السعودية الأربعاء ان «الهجوم الإرهابي يشكل تهديداً خطيراً لحرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية بمضيق باب المندب والبحر الأحمر». وتابع ان «استمرار هذه المحاولات يثبت خطر هذه الميليشيا ومن يقف خلفها على الأمن الإقليمي والدولي، ويؤكد استمرار استخدام ميناء الحديدة كنقطة انطلاق للعمليات الهجومية الإرهابية». وتزامن الهجوم واعلان السعودية تعليق شحنات النفط مع وصول المبعوث الدولي لليمن مارتن غريفيث إلى صنعاء لاجراء محادثات مع المتمردين بهدف استئناف عملية السلام وتجنيب مدينة الحديدة الحرب. ويربط باب المندب البحر الأحمر ببحر العرب، ويعتبر أحد أبرز مسارات النفط والتجارة في المنطقة والعالم. وتعبر ناقلات النفط الخليج عبر المضيق للدخول إلى البحر الأحمر متوجهة نحو أوروبا عبر قناة السويس. ويعبر نحو 4.8 ملايين برميل نفط الممر يوميا، حسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية. وتمثل كمية النفط هذه 8٪ من امدادات النفط العالمية، مقارنة بـ30٪ تمر عبر مضيق هرمز. السعودية توقف صادرات النفط عبر باب المندب بعد هجوم للحوثيين على ناقلة سعودية الرياض وأبوظبي تسعيان إلى الاستفادة من الهجوم سياسياً |
بومبيو يرفض إبلاغ المشرعين الأمريكيين بتفاصيل اتفاقيات ترامب وبوتين في قمة هلسنكى Posted: 26 Jul 2018 02:23 PM PDT واشنطن ـ «لقدس العربي»: رفض مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، إخبار المشرعين بما ناقشه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشكل خاص، مع الرئيس الروسي فلادميير بوتين، الاسبوع الماضي في هلسنكي، مما زاد التوتر في الكونغرس بسبب سياسة البيت الأبيض مع روسيا. وتضمنت شهادة بومبيو أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ مناورات غير مريحة أثناء اشتباكات لفظية تتمحور حول ضرورة معرفة تفاصيل الاجتماع المغلق بين ترامب وبوتين، والذى استمر لمدة ساعتين مع وجود مترجمين فقط. وقال رئيس اللجنة، بوب كوركر، أثناء جلسة الاستماع إن الكونغرس لديه فكرة بسيطة عن الاتفاقيات التى تم التوصل اليها في هلسنكي على الرغم من أن ترامب وجه دعوة لبوتين للقدوم إلى واشنطن لمناقشة تنفيذ هذه الاتفاقيات غير المحددة. وكان الكونغرس مهتما، على وجه الخصوص، لمعرفة ما إذا كان ترامب قد تحدث عن تخفيف العقوبات على روسيا، والتى يمكن أن تؤثر على تحقيقات المحامى الخاص روبرت مولر التى تبحث فيما إذا كانت حملة ترامب الانتخابية قد تواطأت مع الحكومة الروسية خلال انتخابات عام 2016. وأصر بومبيو على أن سياسة الولايات المتحدة بشأن العقوبات الروسية لم تتغير منذ هلسنكي، ولكنه رفض القول ما إذا كان ترامب وبوتين قد بحثا إمكانية تخفيف العقوبات التى فرضها الكونغرس في العام الماضي ردا على التدخل الروسي في الانتخابات. وتوترت المناقشات بين بومبيو وبين السيناتور بوب مينيدييز، وهو ديمقراطي بارز في اللجنة، وصلت إلى حد قول وزير الخارجية الأمريكي إنه يحق للرئيس اختيار من هم في اجتماعاته، وإنه يحق لأى شخص عقد اجتماعات خاصة، وعلى الفور، قاطعه السيناتور قائلا بأنه طرح سؤالا بسيطا ولا يريد إضاعة الوقت وإنما يريد معرفة ماذا جرى في الساعتين؟ وقال بومبيو انه أجرى عددا من المحادثات مع ترامب حول لقاء بوتين ولكنه اعترف بأنه لم يتحدث إلى المترجم الذى كان في الغرفة اثناء الاجتماع الخاص، ولم يراجع ملاحظات المترجم، ورفض بومبيو القول ما إذا كان الزعيمان ناقشا تغيير العقوبات في المستقبل. وكانت جلسة الاستماع استعراضا جيدا للديمقراطيين، بمن فيهم كوري بوكر وكريس مورفي من ولاية نيوجرسي حيث اتهم بوكر ترامب بأنه فتح الباب للتدخل الروسي خلال حملة 2016 عبر دعوة المتسللين الروس للمساعدة في العثور على رسائل البريد الالكتروني الضائعة من هيلاري كلينتون على الرغم من أن ترامب قال في تصريحات لاحقة بأن تعليقاته كانت مزحة. واتهم مورفي ترامب بأنه يضع السياسة الخارجية على أساس يومي، وتحدى بومبيو للرد على الشكوك التى أثارها ترامب حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدافع عن مونتنييغرو، حليف الناتو، إذا تعرضت لهجوم. وشعر المشرعون بإحباط عندما رفض بومبيو، أيضا، الكشف عما إذا كان ترامب وبوتين ناقشا تغيير بنية القوات الأمريكية في سوريا، وقال إنه يسمح للرؤساء بإجراء محادثات مع أعضاء مجلس الحكومة بدون تردديها في جلسات عامة. وقال محللون إن احجام بومبيو عن مشاركة تفاصيل ما ناقشه ترامب وبوتين قد يؤجج الدعم في مجلس الشيوخ لمطالب الديمقراطيين بأن يسلم البيت الأبيض ملاحظات من الاجتماع، وحاول بومبيو أن يغلق الباب على هذا الاحتمال. بومبيو يرفض إبلاغ المشرعين الأمريكيين بتفاصيل اتفاقيات ترامب وبوتين في قمة هلسنكى الكونغرس يهدد باستدعاء المترجم رائد صالحة |
نائب أمير قطر يبحث التعاون العسكري ومكافحة الإرهاب مع قائد القيادة المركزية الأمريكية Posted: 26 Jul 2018 02:23 PM PDT الدوحة ـ «القدس العربي»: استقبل نائب أمير قطر الشيخ عبدالله بن حمد آل ثاني أمس الخميس، في مكتبه في الديوان الأميري، الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأمريكية، وذلك للسلام عليه، بمناسبة زيارته للبلاد، حسب ما أوردته وكالة الأنباء القطرية (قنا). وأضافت أنه «جرى خلال المقابلة استعراض العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين خاصة في مجال التعاون العسكري والدفاعي وآفاق تعزيزها، إضافة إلى الجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب من خلال قاعدة العديد الجوية، وعدد من الموضوعات الأخرى ذات الاهتمام المشترك». وتأتي زيارة قائد القوات المركزية الأمريكية إلى الدوحة، ضمن زخم من الزيارات التي يقوم بها المسؤولون الأمريكيون إلى قطر لتنسيبق التعاون الثنائي، ولا سيما في مجال مكافحة الإرهاب. وزادت وتيرة اللقاءات بين المسؤولين القطريين والأمريكيين بشكل لافت منذ بدء الحصار المفروض على قطر في الخامس من حزيران/ يونيو 2017، وما تلاه من توقيع قطر لأول اتفاقية ثنائية لدولة خليجية مع الولايات المتحدة الأمريكية في مجال مكافحة الإرهاب. وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عقد اجتماعا مع الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأمريكية في مقر القيادة في قاعدة ماكديل الجوية، في أول محطة له بعد وصوله الولايات المتحدة الأمريكية، شهر نيسان/ أبريل الماضي، حيث جرى خلال الاجتماع استعراض علاقات التعاون الاستراتيجية العسكرية والأمنية والدفاعية المشتركة وسبل تطويرها، بالإضافة إلى جهود البلدين المبذولة في التصدي للإرهاب ومكافحته. وعلى هامش تلك الزيارة، أكد قائد القيادة المركزية تقديره لدور دولة قطر المحوري ومشاركتها الفعّالة في مكافحة الإرهاب والعمل على استقرار الأمن في المنطقة من خلال قاعدة العديد الجوية ومن خلال تعاونها المشترك مع الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الإطار. وأكد أمير قطر أن التعاون الاستراتيجي بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية قوي ومستمر في هذا المجال، بالإضافة إلى العديد من المجالات الأخرى التي تحكمها المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين، موضحا أن تعميق التعاون الاستراتيجي الثنائي عسكريا وأمنيا ضروري من أجل مكافحة الاٍرهاب ولتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. نائب أمير قطر يبحث التعاون العسكري ومكافحة الإرهاب مع قائد القيادة المركزية الأمريكية إسماعيل طلاي |
التوتر يهيمن على «جبهة غزة» والمقاومة تعلن «الاستنفار» وميلادينوف يعود لتهدئة الموقف Posted: 26 Jul 2018 02:22 PM PDT غزة – «القدس العربي»:استمرت حالة التوتر الشديد في قطاع غزة والمناطق الإسرائيلية الحدودية بعد ليلة من القصف المتبادل وسقوط شهداء وإصابة جندي اسرائيلي. ولوح مسؤولون كبار في تل أبيب بشن «حرب رابعة»، فيما أعلن الجناح العسكري لحركة حماس حالة «الاستنفار» في صفوف ناشطيه، بعدما تجددت الاعتداءات التي أسفرت عن استشهاد ثلاثة وإصابة جندي إسرائيلي. وبعد ليلة ساخنة شن فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة اعتداءات على مواقع المقاومة، أسفرت عن استشهاد ثلاثة من نشطاء الجناح العسكري لحركة حماس، وردت خلالها المقاومة بقصف بلدات حدودية، أعلنت كتائب القسام عن رفع درجة الجهوزية لـ «الدرجة القصوى»، واستنفار جميعِ جنودها وقواتها العاملة في كل مكان. حماس تتوعد وتوعدت حماس الاحتلال بـ«دفع ثمن غالٍ من دمائه» بسبب الجرائم التي ارتكبها، ودعت في بيان لها، جميع فصائل المقاومة – من خلال الغرفة المشتركة – إلى «رفع الجهوزية والاستنفار للدرجة القصوى»، وقالت «العدو سيدفع الثمن غاليا من دمائه جراء هذه الجرائم التي يرتكبها يوميا بحق شعبنا ومجاهدينا». وأشارت إلى أن إعلانها هذا جاء بعد «فصلٍ جديدٍ من فصول الإجرام والعدوان أقدمت قوات الغدر الصهيونية على قصف نقطةٍ لمجاهدي قوة حماة الثغور مساء الأربعاء». وفسرت وسائل إعلام إسرائيلية، إعلان الجناح المسلح لحماس، بأنه يحمل «دلالات خطيرة» وتحذيرا من هجوم قادم على السياج من جانب حماس أو منظمات أخرى. وزير اسرائيلي يهدد بحرب رابعة وهدد وزير إسرائيلي بشن «حرب رابعة» على قطاع غزة. وقال جلعاد اردان وزير الامن الداخلي «اسرائيل تسير بخطى متسارعة لجهة شن عملية واسعة النطاق في قطاع غزة في أعقاب التصعيد على الجبهة الجنوبية». وقال في تصريحات أوردتها وسائل إعلام إسرائيلية «نحن نقترب بخطوات متسارعة لمواجهة جديدة مع حماس.» وتابع «من الواضح أنه بعد أربع سنوات من الهدوء، يعود السكان إلى واقع لا يطاق، وهناك إنذارات في الليل وأطفال في الملاجئ وإذا كانت حماس لا تفهم رسائلنا فسيتم فرض عملية واسعة مثل الحروب السابقة إن لم يكن أكثر». وأوقف جيش الاحتلال بسبب تصعيد الموقف على الحدود، أعمال البناء بـ «الجدار الإسمنتي» المحاذي لغزة. وكان الجيش ينوي شن عدوان واسع ضد قطاع غزة، يوم السبت الماضي قبل ان يتم التوصل الى العودة لاتفاق لتهدئة الأوضاع بعد وساطات من عدة جهات. ومن أجل تطويق الحادثة ومنع التصعيد، وعلى غرار المرات السابقة، وصل منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف إلى القطاع، حيث بحث العودة إلى التهدئة مع إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وهي الزيارة الثانية له خلال الأسبوع الحالي، حيث التقى قبل ثلاثة أيام بهنية، لذات السبب. ووصفت مصادر مطلعة لقاء الأمس بالمهم، وذكرت أن الحادث الأخير الذي وقع مساء الأربعاء هيمن على اللقاء، وأنه جرى بحث التخفيف عن قطاع غزة المحاصر. وفي السياق شيعت جماهير غفيرة من غزة ظهر أمس، جثامين الشهداء الثلاثة، بمشاركة قيادات من حركة حماس، في مقدمتهم هنية. وكانت سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، قد أكدت أن «جريمة الاحتلال لن تمر دون عقاب»، مضيفة «المقاومة ستحمي دماء شعبنا وستدافع عن هذه الدماء الطاهرة»، مؤكدة أنه تتم دراسة «كل الخيارات للرد على هذه الجريمة»، وجددت في الوقت ذاته تمسكها بمعادلة «القصف بالقصف»، وقالت إنها»لن تسقط هذه المعادلة» من حساباتها. وجاء التصعيد الجديد بعد خمسة أيام من الهدوء الحذر، عقب جولة قتال مشابهة، جاءت بعد قيام جيش الاحتلال بشن سلسلة اعتداءات، قال إنها رد على إطلاق قناص فلسطيني النار صوب قوة عسكرية، ما أدى إلى إصابة أحد الجنود بجروح، حيث شبه الحدث بعملية قنص وقتل جندي اسرائيلي يوم الجمعة الماضية في هجوم مماثل. وليل أول من أمس الأربعاء وفجر أمس الخميس، ردت المقاومة الفلسطينية على الاعتداءات الإسرائيلية بإطلاق عدة قذائف صاروخية تجاه المناطق الإسرائيلية القريبة من الحدود، وهو ما دفع قيادة الجبهة الداخلية، للطلب من سكان البلدات القريبة، البقاء قرب الملاجئ، بعدما ألغت رحلات التنزه والتجمعات خشية من تصاعد الأمور. وقال الناطق باسم جيش الاحتلال إن منظومة «القبة الحديدية» اعترضت قذائف أطلقت من جهة قطاع غزة. وفي إسرائيل أجرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سلسلة مشاورات هاتفية مع وزير الجيش افيغدور ليبرمان، ورئيس أركان الجيش غادي ايزنكوت، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك»، ورئيس مجلس الأمن القومي. وفي خضم التصعيد خرجت دعوات إسرائيلية بضرورة تحسين وضع غزة لتجنب التصعيد، ونقل عن العضو في المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر «الكابينيت يواف غالانت قوله «يجب أن نسمح بمخرج إنساني للسماح بالحياة في قطاع غزة»، مضيفا «عندما تكون الحياة أكثر راحة ستقل الضغوط «. وكان جيش الاحتلال قد هدد بشن عدوان واسع ضد قطاع غزة، يوم السبت الماضي. غير أن هذه التهديدات قوبلت برد فعل غاضب من المقاومة الفلسطينية، التي توعدت إسرائيل بـ «مفاجآت» عدة في حال أقدم على شن الحرب. وأكدت حماس على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم، أن استهداف الاحتلال المتعمد للمقاومين «يعكس نوايا الاحتلال المبيتة للقتل». وأشار إلى أنه «لا يمكن السكوت عن ممارسات قيادة الاحتلال وجرائمها»، مبيناً أن المقاومة «لن تتخلى عن واجبها في الدفاع عن شعبنا وحمايته والرد على العدوان». اسرائيل تمنع 4 سلع عن غزة منها البالونات وفي السياق، قامت سلطات الاحتلال بضم أربع سلع لقائمة الممنوع دخولها الى غزة، وهي غاز الهيليوم وكل المنتجات المطاطية القابلة للنفخ وبالونات الاطفال وإطارات السيارات، كونها تدخل في عمليات «الاستخدامات المزدوجة»، وذلك لاستخدامها في إطلاق «البالونات الحارقة»، وإشعال إطارات السيارات خلال الاحتجاجات. وسمحت سلطات الاحتلال يوم أمس، بفتح معبر كرم أبو سالم التجاري، الذي يعمل بشكل مقنن، لدخول شاحنات تحمل وقودا وأغذية لسكان غزة. التوتر يهيمن على «جبهة غزة» والمقاومة تعلن «الاستنفار» وميلادينوف يعود لتهدئة الموقف الاحتلال يدخل «بالونات الأطفال» وغاز الهيليوم ضمن السلع المحظورة أشرف الهور: |
انتقادات إسرائيلية: الحكومة فقدت قوة الردع في الجنوب والشمال وتاهت في الطريق Posted: 26 Jul 2018 02:22 PM PDT الناصرة – «القدس العربي»:قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أمس، إن إسرائيل تعمل على جبهات معقدة في الجنوب وفي الشمال وتخوض الآن معركة تنطوي على تبادل الضربات.وبالتزامن تتزايد الانتقادات للحكومة بسبب غياب سياسة واضحة تجاه مستقبل قطاع غزة. وفي لقاء بمجندين على حدود غزة جدد نتنياهو القول إن ما يجري هو اختبار لقوة عزيمة إسرائيل، وإنها ستستنفد جميع الإمكانيات وإنها حازمة جدا جدا على حماية حدودها. وتابع «سنعمل اللازم من أجل الحفاظ على أمننا ليس فقط أمن البلدات في غلاف غزة بل أمن دولة إسرائيل ككل وهذه المهمة أوكلت لكم. نعتمد عليكم ونثق بقدراتكم». وقال عضو الحكومة المصغرة وزير الأمن الداخلي غلعاد أردان للإذاعة العامة أمس، إنه لا يوجد هناك حل كامل في غزة يغيّر الواقع الراهن اليوم. وتابع «يبدو أننا نقترب من معركة واسعة مع حماس». وفي هذا السياق قال مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات إن لإسرائيل حقا في الدفاع عن نفسها. واعتبر معلقون إسرائيليون إعلان حركة حماس الجاهزية تصعيدا ورسالة مفادها أنها لا تخشى الحرب. وانتقد المحلل العسكري رون بن يشاي حكومة الاحتلال، وقال إنها فقدت قوة الردع ووصلت لطريق مسدود مقابل حماس في غزة وبنفس الوقت لم تنجح بصد النفوذ الإيراني في سوريا. معتبرا أن إطلاق صاروخين من سوريا نحو بحيرة طبريا وإصابة ضابط في حدود غزة يقولان إن إسرائيل ستضطر لاتخاذ قرارات درامية قريبا لكنها حاليا تاهت في الطريق. وقال إن إستراتيجية الردع والاحتواء المنتهجة من قبل الحكومة والجيش في إسرائيل قد وصلت الى طريق مسدود، لافتا إلى فشل تثبيت هدنة مع غزة ومنح الإسرائيليين في جنوب البلاد شعورا بالأمن يفتقدونه منذ مارس/ آذار الماضي وفي نفس الوقت لا تنجح في منع تموضع عسكري إيراني في سوريا بل تنجح بإبطائه فقط. ويقول في تحليل نشره موقع «واينت» إن إسرائيل تنجح في ردع نظام بشار الأسد وتفشل في ذلك مقابل القوات الإيرانية على الأراضي السورية. ويزعم أن أوساطا متشددة داخل حماس وأخرى سلفية خارجها تبحث عن استفزاز إسرائيل بمثل عمليات قنص جنودها بغية جرها لحرب تتيح إلحاق خسائر بشرية موجعة بقواتها وأسر جنود ومبادلتهم بالأسرى. ويرى أن الجيش مطالب بمراجعة طرق تحركه مقابل الحدود مع غزة دون تعريض الجنود للخطر. موضحا أن ذلك لن يحل المشكلة وأن فقدان التهدئة قائم لعدم رغبة حماس بها حتى يحقق أهدافه دون تقديم تنازل حقيقي. وادعى أن حماس تريد ميزانيات من السلطة الفلسطينية، والماء والكهرباء من إسرائيل ومعبرا مفتوحا في رفح من مصر. ويقول بن يشاي أيضا إن إسرائيل مستعدة لمنح حماس مساعدة إنسانية بشرط وقف «إرهاب الطائرات الورقية»، بل هي مستعدة لترميم القطاع في حال وافقت على إعادة جثمانين الجنديين المحتجزين. ويضيف «لكن حماس غير معنية ولذا تتيح لحركات صغيرة العمل على «نار هادئة» وبنفس الوقت تواصل تفعيل خلايا الطائرات الورقية، هكذا تكرس التوتر على الحدود مثلما تكرس حاجة إسرائيل ومصر والأمم المتحدة للاستجابة لمطالبها». ويعتقد أن سياسة «العصا والجزرة « التي تستخدمها إسرائيل مع غزة فشلت وأن تقليص عدد الشاحنات الوافدة لها عبر معبر كرم أبو سالم مثله مثل «كاسات الهواء» في معالجة ميت، وهكذا أيضا مساعي مصر والأمم المتحدة يتكرر إخفاقها. ويتابع «ويعمل التكتيك الحمساوي في منطقة الشمال. فتنظيم داعش يحاول استدراج إسرائيل لقصف قوات الأسد من خلال إطلاق صواريخ على الجليل، كما حصل قبل يومين بتوجيهه صاروخين من طراز غراد نحو بحيرة طبريا، وهكذا لا تنجح إسرائيل بإنتاج قوة رادعة لا في الشمال ولا الجنوب». ويخلص بن يشاي الى القول إنه حتى لو تقدمت إسرائيل نحو اجتياح القطاع والتسبب بانهيار حكم حماس والبقاء هناك أو الانسحاب، فلن تكفل الهدوء للمستوطنات المحيطة بغزة لأن الحالة معقدة وإسرائيل ضلت الطريق حاليا». كما انضم لهذه الانتقادات رئيس الاستخبارات العسكرية السابق الجنرال بالاحتياط عاموس يادلين بقوله إن إسرائيل وحماس تدعيان أنهما أنتجتا معادلة ردع جديدة لكنهما غير مقنعتين. وقال في مقال صادر عن معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب الذي يديره إن حماس تعرضت لضربات وخسائر موجعة على الأرض . ويحذر من اعتقاد حماس بأن إسرائيل غير معنية بمواجهة واسعة ولذلك فهي اليوم غير مرتدعة. ويستنتج يادلين بضرورة صياغة استراتيجية تبادر فيها إسرائيل بهدف تغيير حالة التعادل المستمر مع حماس. ويرى أن هناك تشكيلة من الإمكانيات كالخطوات الدبلوماسية والعسكرية والدمج المتوازن بينها. ويرى أنه في حال لم تنجح مساعي ترتيب الأمور وتتشبث حماس بمواقفها مستمرة في تحدي الجيش الإسرائيلي، فلن يكون هناك مناص من حملة عسكرية واسعة على غزة تهدف بالحد الأدنى للمساس بحماس بقوة خاصة بذراعها العسكرية من أجل خلق ردع حقيقي ناجع طويل الأمد يتيح فرض تسوية مستقرة أكثر على شكل هدنة مؤقتة، ويدعو بنفس الوقت لمبادرات تلبي حاجة الأزمة الإنسانية في غزة وتؤمن الأمن والهدوء في الجانب الإسرائيلي وسط ضمان عدم قدرة حماس على بناء قدرات عسكرية جديدة وتحقيق نجاحات سياسية تعزز قوتها في الحلبة الفلسطينية. انتقادات إسرائيلية: الحكومة فقدت قوة الردع في الجنوب والشمال وتاهت في الطريق وديع عواودة: |
الإضراب يشل مؤسسات «الأونروا» في غزة رفضا لفصل الموظفين .. ومسؤولون دوليون يحذرون من وقف الخدمات وعدم دفع الرواتب Posted: 26 Jul 2018 02:22 PM PDT غزة – «القدس العربي»: شل إضراب شامل مرافق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في قطاع غزة، احتجاجا على قرارات تقليص الخدمات وقرار فصل مئات الموظفين، بذريعة العجز المالي، فيما عقد اجتماع طارئ للمؤتمر العام لاتحاد الموظفين، لبحث خطوات التصعيد، وسط تهديد بوقف العمل بشكل كامل بعد ثلاثة أسابيع. وتوقف موظفو «الأونروا» عن العمل بشكل كامل في كافة المرافق أمس، بناء على قرار الإضراب، الذي اتخذته الهيئة العليا لمسيرة العودة، فيما ظل موظفو «برنامج الطوارئ» معتصمين داخل المقر الرئيس غرب مدينة غزة، احتجاجا على إلغاء البرنامج بشكل كامل، والاستغناء عن مئات الموظفين، وإلحاق آخرين بوظيفة «عمل جزئي» حتى نهاية العام. ويترقب أن تشهد الأيام المقبلة مزيدا من التصعيد الميداني الضاغط على رئاسة «الأونروا» لوقف قراراتها الخاصة بتقليص الخدمات، ووقف هذا البرنامج، خاصة وأن الموظفين والفصائل الفلسطينية وقطاعات اللاجئين، يرون فيه مقدمة لخطوات أخرى قاسية، من ضمنها فصل موظفين آخرين من العمل، وتأجيل أو إلغاء العام الدراسي، وتقليص خدمات أخرى من التي تقدم لنحو ستة ملايين لاجئ يقيمون في مناطق العمليات الخمس. الاتحاد يعلن عن بدء «نزاع عمل» وأعلن اتحاد موظفي «الأونروا» في غزة عن البدء في «نزاع عمل» مع هذه المنظمة الدولية، وصولًا للإضراب الشامل بعد 21 يوما من الفعاليات النقابية للموظفين، بعد أن وجه بذلك رسالة رسمية للمسؤولين عن «الأونروا». واستمرت ردود الفعل المنددة بقرارات تقليص الخدمات، وفصل المئات من الموظفين، وأكدت حركة فتح وقوفها الى جانب موظفي «الأونروا». وقال المتحدث باسم الحركة عاطف أبو سيف «القوى الوطنية والإسلامية وعلى رأسها حركة فتح تقف خلف الموظفين الذين تم إنهاء خدماتهم وستناضل معهم من أجل إزالة هذا الظلم الوظيفي». وأكد ان قرار «الأونروا» إنهاء خدمات عدد من الموظفين في غزة، يأتي في إطار سياسة التقليص التدريجي»، لافتا إلى أنه جزء من خطة أكبر تهدف الى تصفية قضية اللاجئين، مؤكدا أن المجتمع الدولي بذلك يدفع غزة الى «مزيد من التدهور الاقتصادي من أجل تمرير صفقة ما». أما حركة حماس، فقد أكدت أن عملية فصل الموظفين تعد «قرارا مجردا من كل معاني الإنسانية»، واعتبرته «خطوة أولى على طريق تقزيم الأونروا وتفكيكها ضمن مخطط دولي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية». وفي غزة أيضا أعلنت شبكة المنظمات الأهلية، عن دعمها لمطالب موظفي «الأونروا». وقالت هذه الشبكة التي تضم عشرات المنظمات الناشطة في مجالات تنموية وصحية وحقوقية، إنها تنظر بـ «خطورة بالغة» تجاه الخطوات والإجراءات التي أقدمت عليها «الأونروا» بإنهاء عقود أكثر من مئة من موظفي «برنامج الطوارئ» وإحالة حوالى 900 آخرين للدوام الجزئي حتى نهاية العام الحالي. وطالبت في بيان لها المجتمع الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة بـ «الوقوف أمام مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه الأزمة المالية الخانقة التي تمر بها الأونروا»، الناجمة عن عدم تسديد الولايات المتحدة، حصتها المالية، وذلك في إطار مخطط الإدارة الأمريكية الرامي إلى «تصفية قضية اللاجئين». وقالت الشبكة أن خطوات وإجراءات إدارة «الأونروا» لا تساهم في مواجهة المخطط الأمريكي «بل تشكل فرصة لتنفيذ هذا المخطط المعادي لحقوق شعبنا خاصة لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194 والذي يكفل ويضمن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين للديار التي هجروا منها». وطالبت الكل الوطني بالتحرك على كل المستويات لدعم مطالب الموظفين العادلة ومواجهة المخطط الأمريكي الإسرائيلي والتواصل مع المجتمع الدولي لتغطية العجز المالي الذي تتعرض له «الأونروا». إغلاق مكتب مدير الوكالة في طوباس وفي الضفة الغربية، أغلق موظفو «الأونروا»، مكتب مدير الوكالة في مخيم الفارعة جنوب مدينة طوباس، احتجاجا على تقليص خدماتها وقرار بفصل مئات الموظفين. في المقابل حذر مسؤولون في رئاسة «الأونروا» من استمرار خطوات التصعيد التي يقوم بها الموظفون، منذرين بتعليق العمل في كافة الموافق بشكل كامل، في حال استمرت عملية منع دخول الموظفين لممارسة عملهم في المقر الرئيس، والإرباك الذي أحدثه الاعتصام المفتوح داخل المقر منذ أربعة أيام. وقال رئيس هيئة العاملين في «الأونروا» حكم شهوان، إن الوكالة «لا تستطيع صرف رواتب موظفيها في قطاع غزة، في ظل منع العاملين والإدارة من حرية الوصول والعمل في المكتب الرئيسي». وأضاف في تصريحات أدلى بها لوكالة «سوا» المحلية «يجب أن نعود للعمل الكامل وليس الدخول لمرة واحدة؛ كي نستمر بكافة الخدمات»، معتبرًا أن الإجراءات التي يقوم بها اتحاد الموظفين في غزة «مخالفة لقوانين الأونروا»، معتبرا أن الدعوة لوقف الخدمات يعد «أمرا خطيرا». وقال إن «الأونروا» تقوم بجهود مكثفة لضمان بدء العام الدراسي والاستمرار بتوفير «الكوبونات الغذائية» دون انقطاع. وحمل الاتحاد المسؤولية الكاملة عن أعماله التي وصفها بـ «غير المسؤولة»، داعيا العاملين جميعا ومن ضمنهم الذين تأثروا بقرار عدم التمديد لـ «استخدام لغة العقل»، مشيرا إلى اعتماد أكثر من مليون لاجئ على خدمات الأونروا، وقال «اللاجئ الفلسطيني في غزة وخدمته جديرة أن نقوم جميعا بحمايتها وليس تهديدها». وأشار إلى أن العجز في موازنة «الأونروا» لا يزال كبيرا. وأوضح أن هناك جهودا مكثفة للحصول على التمويل، لافتا إلى أن «الأونروا» تعمل على حماية البرامج الأساسية كافة وبرنامج الغذاء، وطالب باقي العاملين بـ «عدم القلق». الإضراب يشل مؤسسات «الأونروا» في غزة رفضا لفصل الموظفين .. ومسؤولون دوليون يحذرون من وقف الخدمات وعدم دفع الرواتب استمرار التنديدات بقرارات التقليص والفصل وتحذيرات من خطوات إضافية |
السويداء تشيع الضحايا وارتفاع حصيلة هجوم تنظيم «الدولة» إلى 250 قتيلاً Posted: 26 Jul 2018 02:21 PM PDT بيروت – أ ف ب: بدأت محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية أمس الخميس تشييع العشرات من أبنائها الذين قتلوا في هجمات تنظيم الدولة التي ارتفعت حصيلتها الى 250 قتيلاً، في أكبر عملية للمتشددين في هذه المنطقة منذ بداية النزاع في 2011. وتمكنت قوات النظام مع مسلحين محليين من صد هجوم الجهاديين في مدينة السويداء وقرى في ريفيها الشمالي والشرقي، فيما أفادت آخر حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل 246 شخصاً بينهم 135 مدنياً، والباقون من المقاتلين الموالين للنظام، وغالبيتهم «سكان محليون حملوا السلاح دفاعاً عن قراهم». وارتفعت الحصيلة تدريجياً منذ صباح الأربعاء حتى منتصف الليل مع العثور على جثث المزيد من المدنيين قال المرصد انه «تم اعدامهم داخل منازلهم بالاضافة الى وفاة مصابين متأثرين بجراحهم». وبدأ التنظيم هجومه صباح الأربعاء بتفجير أربعة انتحاريين أحزمتهم الناسفة في مدينة السويداء تزامناً مع تفجيرات مماثلة استهدفت قرى في ريفها قبل أن يشن هجوماً على سبع قرى ويتمكن من السيطرة لساعات على ثلاث منها، بحسب المرصد. وتحدثت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن مقتل «العشرات» واصابة عشرات آخرين بجروح جراء الهجمات. وأوردت أن وحدات الجيش «تصدت لهجوم نفذه ارهابيو تنظيم داعش على منازل المواطنين فى قرى المتونة ودوما وتيما والشبكي» في ريف السويداء الشمالي. وقتل 56 من مقاتلي التنظيم، بينهم سبعة انتحاريين، وفق المرصد. ونقل التلفزيون السوري الرسمي الخميس مشاهد مباشرة من مراسم تشييع القتلى الذين سقطوا في ريف السويداء وسط أجواء من الحزن والغضب. ووضعت نعوش ملفوفة بالعلم السوري وسط قاعة تجمع فيها المئات من الشباب والمشايخ الدروز. وحمل بعض الشباب صور القتلى التي وضعت أيضاً فوق كل نعش، وحمل اثنان منهما على الأقل وهما يرقصان رشاشين على وقع التصفيق وترداد الأهازيج. مخابئ في البادية وتبنى تنظيم الدولة الأربعاء في بيانين منفصلين الهجمات التي قال ان «جنود الخلافة» نفذوها في مدينة السويداء وريفها. ونشر فجر الخميس على حساباته على تطبيق «تلغرام» صوراً تظهر قيام مقاتليه بذبح شخصين على الأقل، قال انهما من الجيش السوري والموالين له في ريف السويداء. ويعد هذا الاعتداء الأكبر على المحافظة التي بقيت الى حد كبير بمنأى عن النزاع منذ اندلاعه في العام 2011. وتسيطر قوات النظام على كامل المحافظة فيما يقتصر تواجد مقاتلي التنظيم على منطقة صحراوية عند أطراف المحافظة الشمالية الشرقية. وبعد طرده من مناطق واسعة في سوريا والعراق المجاور، لا يزال التنظيم قادراً على التسلل من الجيوب والمناطق الصحراوية التي يتحصن فيها لتنفيذ هجمات دموية. وتمكنت قوات النظام في أيار/مايو بعد هجوم واسع من طرد التنظيم من أحياء في جنوب دمشق، وتم اجلاء المئات من المقاتلين من مخيم اليرموك واحياء مجاورة في جنوب العاصمة الى البادية السورية الممتدة من وسط سوريا حتى الحدود مع العراق وتتضمن جزءاً من أطراف محافظة السويداء. ومنذ اجلائهم من جنوب دمشق، ينفذ الجهاديون هجمات على نقاط تواجد النظام وحلفائه في البادية والمناطق المحيطة بها، وفق المرصد. ونشرت شبكات اعلامية محلية على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً قالت إنها تعود لمقاتلين من التنظيم قتلوا خلال الاشتباكات الأربعاء. وأفادت عن العثور على بطاقات هوية بحوزتهم تظهر انهم من مخيم اليرموك. استنفار في قرية المتونة شمال السويداء، روت زينة لفرانس برس الخميس ما شهدته من الهجوم، وقالت «استيقظنا عند الخامسة والنصف صباحاً (2,30 ت غ) على أصوات اطلاق نار. كانت القنابل تسقط قرب منزلنا واستمرت الاشتباكات قرابة نصف ساعة». وقالت السيدة التي قتل الجهاديون ابن عمها وزوجته «أطلق أحد أقربائي النار على واحد منهم خارج منزلنا وسمعناه يصرخ «الكفار يقتلونني». وأشارت الى «أجواء حذر سادت المنطقة ليل الاربعاء الخميس مع استنفار الشباب» تحسباً لأي تسلل. وعلّق الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله مسؤولاً روسياً الأربعاء على ما حدث بالقول إن «جريمة اليوم تدل على أن الدول الداعمة للإرهاب تحاول إعادة بث الحياة في التنظيمات الإرهابية لتبقى ورقة بيدهم يستخدمونها لتحقيق مكاسب سياسية». ونددت وزارة الخارجية الروسية الأربعاء بـ«أعمال العنف الجماعية ضد السكان المسالمين» في السويداء. وندد حزب الله اللبناني، أبرز حلفاء دمشق، الخميس بـ»الجريمة النكراء ومرتكبيها ومن يقف خلفها والفكر التكفيري الذي تتبناه هذه المجموعات الإرهابية». وقال إنها «تأتي في أعقاب الانتصارات» التي «حققتها سوريا وحلفاؤها في الآونة الآخيرة خاصة في الجنوب السوري». وتوشك قوات النظام على استعادة كامل جنوب البلاد الذي يشمل محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، بعد سيطرته إثر هجوم واتفاقات تسوية مع الفصائل المعارضة على أكثر من 90 في المئة من درعا والقنيطرة. ويتعرض فصيل مبايع للتنظيم منذ أيام لهجوم عنيف تشنه قوات النظام في آخر جيب يتحصن فيه في محافظة درعا المحاذية للسويداء. وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه في العام 2011 بمقتل أكثر من 350 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها. السويداء تشيع الضحايا وارتفاع حصيلة هجوم تنظيم «الدولة» إلى 250 قتيلاً |
لبنان: عون وبري والحريري يبحثون مع وفد روسي إعادة النازحين السوريين Posted: 26 Jul 2018 02:21 PM PDT بيروت – «القدس العربي» : المبادرة الروسية لاعادة النازحين السوريين إلى بلادهم طُرحت أمس في قصر بعبدا في اجتماع لبناني – روسي ضمّ عن الجانب اللبناني رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، وزير الدفاع يعقوب الصراف، قائد الجيش العماد جوزف عون، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، مدير المخابرات في الجيش العميد الركن انطوان منصور ومدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية والمغتربين السفير غدي خوري، المدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير، المستشار العسكري العميد الركن المتقاعد بول مطر، والمستشار الديبلوماسي السفير شربل وهبه، مدير الإعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا والمستشار في وزارة الخارجية اسامة خشاب. وضم الاجتماع عن الجانب الروسي الموفد الخاص للرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف، نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين، القائم باعمال السفارة الروسية في بيروت فاتشلاف مقصودوف، الجنرال ستانيسلاف غادجيما غوميدوف والجنرال فانسييف، إضافة الى عدد من الديبلوماسيين والضباط والمستشارين في وزارتي الخارجية والدفاع الروسيتين والسفارة الروسية في بيروت. وقد عرض الوفد الروسي الخطة التي اعدتها وزارة الدفاع الروسية بالاشتراك مع وزارة الخارجية الروسية لتنظيم اعادة النازحين السوريين الى بلادهم. وأعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي في تصريح له « أن المحادثات مع الجانب اللبناني كانت ممتازة حول عودة النازحين «.وأشار إلى « أن اعادة النازحين مهمة والمطلوب توفير الظروف الملائمة لهذه العودة ، والحكومة السورية مستعدة للقبول بمن يريدون العودة»، مؤكداً أن «الدعم الدولي مهم لتحقيق العودة ونرى عودة يومية لنازحين ما يدلّ الى ان لا تهديدات من قبل الحكومة السورية وهذه اشارة مشجعة»، لافتاً إلى أن «اعادة النازحين مهمة والمطلوب توفير الظروف الملائمة لها «. وكان الوفد الذي وصل الى مطار بيروت انتقل فوراً الى بيت الوسط حيث التقى الرئيس الحريري بحضور وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وزير شؤون النازحين معين المرعبي، الوزير السابق باسم السبع ومستشار الرئيس الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان وجرى البحث في تفاصيل ما يحمله من مقترحات حول الخطة المرتقبة لاعادة النازحين السوريين الى بلدهم. وكان حصل تشاور تمهيدي بين الرئيسين عون والحريري قبل وصول الوفد الروسي ، وإتفق على التعبير عن موقف لبناني موحّد ولاسيما بعد التأويلات حول مواقف الاطراف السياسية من موضوع عودة النازحين السوريين الى اراضيهم ما دفع بالحريري الى إصدار بيان جدّد فيه «الترحيب بكل ما من شأنه ان يساهم في طي صفحة النزوح السوري ووضع حدٍ لمعاناة ملايين الاشقاء الذين يتوقون لعودة آمنة وكريمة الى بلادهم».وشدد الرئيس الحريري، على « أن دوره في ملف عودة النازحين ، توجبه مسؤولياته القومية والوطنية والحكومية، وهو يرفض رفضاً مطلقاً ادراج هذا الدور في خانة بعض المزايدات والسباق السياسي المحلي على مكاسب إعلامية وشعبوية لا طائل منها ، وهو لا يخوض في هذا المجال السباق مع أحد، بل هو يسابق الزمن لمساعدة الاشقاء السوريين على توفير مقومات العودة الآمنة والسريعة الى ديارهم، ورفع أعباء النزوح الاجتماعية والاقتصادية عن كاهل المجتمع اللبناني ». لبنان: عون وبري والحريري يبحثون مع وفد روسي إعادة النازحين السوريين سعد الياس |
إدلب: النظام يتوعدها وتركيا تبني سوراً إسمنتياً فيها ووفد روسي في أنقرة عقب الحديث عن «مفاوضات تسليم حلب» Posted: 26 Jul 2018 02:21 PM PDT إسطنبول – «القدس العربي»: تصاعدت التكهنات وتضاربت بشكل غير مسبوق حول مصير الأوضاع في شمالي سوريا وذلك مع اقتراب ساعة الصفر للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين والمتوقع أن يتطرق بقوة إلى مستقبل محافظة إدلب ومصير اللاجئين السوريين في تركيا. وما بين طروحات واقعية تدعمها التطورات السياسية والميدانية على الأرض وبين سيناريوهات وصفت بـ»الخيالية والمفاجئة»، تحدثت وسائل إعلام تركية وروسية وأخرى تابعة للنظام والمعارضة السورية عن سيناريوهات متضاربة تتعلق بحسم مصير الشمال السوري وملف اللاجئين. ومن المقرر أن يلتقي أردوغان وبوتين على هامش قمة بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا) التي تعقد منذ الأربعاء إلى الجمعة في جوهانسبرغ، وأكد أردوغان قبيل مغادرته أنقرة إلى القمة أنه سوف يبحث مع بوتين الملف السوري «بكامل تفاصيله». وأوضح أردوغان أنّه سيتناول مع بوتين، المستجدات الشائكة في محافظة درعا جنوبي سوريا، وملف إدلب في الشمال، مشيراً إلى إمكانية وقوع أحداث طارئة وغير متوقعة في هاتين المحافظتين، قائلاً: «نريد أن يكون الشعب السوري محمياً من الهجمات، وخاصة تلك التي تنفذها بعض المنظمات الشرسة، وسنعمل على تأمين هذه الحماية من خلال التباحث حول هذه القضايا»، كما لفت إلى أنه سيتطرق إلى ملف منطقة تل رفعت إلى جانب ملف منبج، معبراً عن عدم رضاه عن التطورات «التي لا تسير في الاتجاه المطلوب» في المنطقتين. من جهته، أعلن مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف أن التسوية في سوريا ستكون من أهم ملفات لقاء أردوغان وبوتين. ومع تزايد التكهنات باحتمال قرب بدء هجوم كبير للنظام السوري على محافظة إدلب مع قرب إنهاء عملياته العسكرية في جنوبي سوريا، قالت وكالة «سبوتنيك» الروسية إن الجيش السوري أنهى استعداداته العسكرية واللوجستية لبدء هجوم بري واسع من محاور عدة لتأمين كامل ريف اللاذقية الشمالي الشرقي المتاخم لريف جسر الشغور غربي إدلب، وهي الخطوة الأخيرة التي ستمهد للهجوم على إدلب المدينة. وتزايدت في الأسابيع الأخيرة خشية تركيا من حدوث هجوم عسكري روسي سوري على إدلب قد يؤدي إلى مقتل أعداد كبيرة من المدنيين ونزوح أعداد هائلة من أكثر من 3 ملايين مدني يقطنون المحافظة، وهو ما دفع المسؤولين الأتراك إلى التحذير من انهيار مسار أستانة كما أكد المتحدث باسم الخارجية التركية قبل أيام أن تركيا «لا تريد أبداً أن يتكرر في محافظة إدلب السيناريو الذي شهدته الغوطة الشرقية وشمال حمص، ويشهده الآن جنوب غربي سوريا». وفي هذا الإطار، جرى الحديث عن تقديم تركيا للعديد من الطروحات إلى روسيا من أجل التوصل إلى حل يضمن تجنيب إدلب هجوماً عسكرياً وإنهاء تواجد التنظيمات الإرهابية في المدينة، وقالت مصادر روسية وسورية إن أنقرة قدمت خطة تتضمن إعادة التيار الكهربائي والمياه وعودة المرافق الحياتية والخدمية وفتح طريق حلب دمشق وإزالة السواتر والحواجز من منطقة دارة عزة نحو حلب الجديدة، ومقابل ذلك سوف تسعى أنقرة في اجتماعات موسعة ستعقدها خلال الأيام المقبلة إلى اقناع جميع الفصائل العسكرية العاملة في إدلب بتسليمها جميع الأسلحة الثقيلة على أن تضمن تركيا عدم هجوم النظام وأن تبقى هذه المناطق تحت إدارة تركية أوسع في الفترة المقبلة. وفي مقال بعنوان «نظرة إلى الشمال» للكاتب الروسي أندريه أونتيكوف، نشره موقع «روسيا اليوم»، اعتبر الكاتب أن تمكن تركيا من تنفيذ طرحها بسحب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة للمسلحين في إدلب سيكون «إنجازاً كبيراً»، إلا أنه حذر من أن ذلك سيعني مماطلة تركيا في إعادة المحافظة لسيطرة النظام السوري. وفي تطور آخر لافت، قالت مصادر تركية وسورية إن السلطات التركية بدأت خلال الأيام الأخيرة بتشييد جدران عازلة في بعض مناطق إدلب شمال سوريا، دون الكشف عن تفسير رسمي لهذا الإجراء الذي اعتبرته مواقع موالية للنظام السوري محاولة من تركيا لعزل إدلب والسيطرة عليها. وقالت المصادر إن الحديث يجري عن إدخال أكثر من 300 شاحنة تحمل قطعاً إسمنتية ضخمة تستخدم في بناء الجدران العازلة يتم إدخالها إلى مناطق متاخمة لنقاط المراقبة التركية في محيط إدلب ومنها تلة العيس ومناطق الصرمان وتل الطوقان الحاضر بريف إدلب، معتبرة أن الحديث يدور عن جدار خارج إطار نقاط المراقبة. وبالتزامن مع تصاعد التكهنات حول مستقبل إدلب، فجرت صحيفة تركية مقربة من الحكومة ما وصف بـ«القنبلة» بحديثها عن وجود مفاوضات تركية – روسية لتسليم حلب لأنقرة بهدف إعادة إعمارها وضمان عودة حوالي 3 ملايين لاجئ سوري من تركيا وبلدان أوروبية إليها. وعلى الرغم من أن الطرح السابق وصف من قبل معظم المراقبين بـ«الخيالي» و«غير الواقعي»، إلا أنه سبق بأيام فقط قرب وصول وفد روسي متخصص إلى تركيا ضمن جولة تشمل الأردن ولبنان أيضاً بهدف دراسة خطة تضمن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم خلال المرحلة المقبلة، وذلك td حسب ما نشرت وكالة «نوفوستي» الروسية. إدلب: النظام يتوعدها وتركيا تبني سوراً إسمنتياً فيها ووفد روسي في أنقرة عقب الحديث عن «مفاوضات تسليم حلب» إسماعيل جمال |
أرسلان رداً على جنبلاط: نعجب ممن يتساءل كيف وصلت فلول الإرهاب إلى السويداء؟ Posted: 26 Jul 2018 02:20 PM PDT بيروت- «القدس العربي» : الخلاف الدرزي – الدرزي لا يقتصر على توزيع الحصص الوزارية داخل الحكومة العتيدة بل يطال النظرة الى الملف السوري، وتباينت الآراء في قراءة التفجيرات الإرهابية في محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان الذي ردّ على تساؤل جنبلاط عن كيفية وصول مجموعات «داعش» الى السويداء بقوله « نعجب ممن يتساءل كيف وصلت فلول الإرهاب الى السويداء وكأن لا أحد يفقه او يعرف بأن ظهر الارهاب محمي من إسرائيل التي ويا للاسف لم يعد لها وجود في عقول البعض». وقال أرسلان «ان مشايخ الشرف والكرامة هم الذين لم يراهنوا يوماً على تفتيت سوريا ولا تقسيمها ولا إخضاعها للحمايات الدولية والمخططات المشبوهة دولياً وإقليمياً، ولولا ذلك لما استبسلوا البارحة واليوم في الدفاع عن الارض السورية الواحدة وعن الشرف والعرض الذي يتاجر به البعض في المحافل الدولية بيعاً وشراء التماساً للرضى وزيادة في الرخاء المالي ». وأضاف: «إذا كان التهويد قد أصاب في مكان ما، فلا شك بأنه قد اصاب العقول المريضة التي لم تقتنع لتاريخه بأن المنطقة قد حسمت هويتها الممانعة والمقاومة، وبأن التهويد هو مرض عقلي قبل ان يكون واقعاً مألوفاً وعلاجه معروفاً، وهو الحس بالقومية العربية ومركزية القضية والسيادة على النفس قبل ان تكون على الارض، لان لا ارض لغير المؤمنين بها وبوجودها ووحدتها». وختم قائلاً: «فعلاً من استحى مات. وسلمت أيادي المجاهدين الأشاوس من أهلنا في جبل العرب الصامد». أرسلان رداً على جنبلاط: نعجب ممن يتساءل كيف وصلت فلول الإرهاب إلى السويداء؟ سعد الياس |
المغرب: تأجيل مواصلة محاكمة الصحافي توفيق بوعشرين إلى أيلول المقبل والمحكمة ترفض إطلاق سراحه مؤقتاً Posted: 26 Jul 2018 02:20 PM PDT الرباط ـ «القدس العربي»: قررت غرفة الجنايات في محكمة الاستئناف في الدار البيضاء، أول أمس الأربعاء، تأجيل جلسة إعلان نتائج الخبرة على الفيديوهات الجنسية المفترضة في قضية الإعلامي المغربي توفيق بوعشرين مؤسس صحيفة «أخبار اليوم»، إلى 10 أيلول/ سبتمبر المقبل، وذلك للمرة الرابعة على التوالي. وكانت المحكمة قد وافقت، أواخر حزيران/ يونيو المنصرم، على إجراء خبرة تقنية على الفيديوهات الجنسية المنسوبة إلى بوعشرين والتي تقول النيابة العامة ومحاضر الشرطة القضائية إنه هو «من كان وراء تصويرها». وأحالت المحكمة إجراء الخبرة على «المختبر الوطني للدرك الملكي»، كما رفضت طلب السراح المؤقت الذي تقدم به دفاع بوعشرين. وجاء قرار التأجيل الجديد بعد حوالي ثلاث ساعات من الأخذ والرد بين دفاع الصحافي المذكور من جهة ودفاع المشتكيات والنيابة العامة من جهة أخرى، حول مسألة الخبرة التقنية. وقال المحامي محمد حسين كروط، عضو هيئة الدفاع عن الضحايا المفترضات المطالبات بالحق المدني، إن تأخر الخبرة التقنية لا يؤثر على مسار الملف، مشيرًا إلى أن هناك «ملفات تتأخر فيها الخبرة لمدة أطول». وأضاف في تصريح لصحيفة «هسبريس» الإلكترونية قوله إن «الدفاع متيقن من كون الشخص الظاهر في الفيديوهات هو نفسه المتهم توفيق بوعشرين. أما دفاع مدير صحيفة «أخبار اليوم المغربية» فأعرب عن استغرابه لتأخر هذه الخبرة، وقال المحامي حسن العلاوي: «كنا نتوقع إنجازها اليوم فإذا بنا نفاجأ بعدم إنجازها رغم أن لنا ملاحظات في هذا الإطار». وتابع قوله: «لقد تم حرماننا من إبداء ملاحظاتنا بخصوص الخبرة، ونعتبر بأن تأخرها غير طبيعي». وأوضح المحامي نفسه أن هذا التأخير «يؤكد الشك الذي انتابنا حول الفيديوهات، لأنها لو كانت صحيحة ما كانت الخبرة لتتأخر». وعبّر في تصريح للصحيفة الإلكترونية المذكورة عن أسفه لكون هذا التأخير يطيل أمد بقاء الصحافي بوعشرين في السجن. وكشف المحامي محمد زيان، عضو هيئة دفاع الصحافي بوعشرين، أن تأخير الجلسة إلى شهر أيلول/ سبتمبر المقبل لإعلان الخبرة على الفيديوهات التي تقول الشرطة القضائية إنها وجدتها مسجلة في مكتب الصحافي بوعشرين، يؤكد أن الملف غير جاهز، وأن اعتقال بوعشرين منذ شباط/ فبراير الماضي اعتقال تعسفي يخالف النصوص القانونية. وتساءل المتحدث في تصريحات صحفية، كيف أن الشرطة القضائية قامت بتفريغ الفيديوهات وإجراء الخبرة عليها في مدة لم تتجاوز ساعة، في الوقت الذي استغرق الدرك الملكي حوالي الشهر لإجراء الخبرة نفسها وعلى الفيديوهات نفسها؟ واعتبر زيان ملف بوعشرين غير جاهز، لكن المحكمة مصممة على متابعته في حالة اعتقال، رغم أن القانون الجنائي ينص على أنه عندما يكون الملف غير جاهز لا يمكن إحالته على الجلسة للنظر فيه بل يعاد إلى التحقيق، وفي حالة ما أحيل الملف على المحاكمة يتم ذلك في حالة سراح. ويتابع توفيق بوعشرين بتهم «الاتجار بالبشر باستغلال الحاجة والضعف والهشاشة، واستعمال السلطة والنفوذ لغرض الاستغلال الجنسي عن طريق الاعتياد، وكذا التهديد بالتشهير، وارتكابه ضد شخصين مجتمعين، وهتك عرض بالعنف والاغتصاب ومحاولة الاغتصاب». المغرب: تأجيل مواصلة محاكمة الصحافي توفيق بوعشرين إلى أيلول المقبل والمحكمة ترفض إطلاق سراحه مؤقتاً |
المجلس الوطني للصحافة في المغرب: ولادة عسرة وشبح الشلل يهدد المولود Posted: 26 Jul 2018 02:20 PM PDT الرباط – « القدس العربي» : قبل أن يتم تنصيبه رسميًا، توالت الأحداث التي تنذر بأن المجلس الوطني للصحافة في المغرب والذي تم تشكيله حديثًا لتنظيم المهنة والنهوض بأوضاع العاملين فيها، صار مهددًا بالجمود ويحتاج لإنقاذ نفسه قبل أن ينقد «مهنة المتاعب» في المغرب من منحدر باتت تجمع أصوات عديدة ومنظمات محلية ودولية على وقوفها على المنحدر بالنسبة للمتفائلين، أما آخرون فيرون أنها قطعت أشواطًا على درب الانحدار في أخلاقيات المهنة واستقلايتها وحريتها . والمنقذ المنتظر الذي جاء في قانونه أنه يهدف إلى تطوير حرية الصحافة والنشر وتمكين الصحافيين من إدراتهم أنفسهم لقطاعهم بكيفية أكثر استقلالية وأن من مهامه وضع نظام داخلي وميثاق أخلاقيات المهنة، هو الآن يعيش على وقع انقسامات وانسحابات وتجميد عضوية واستقالات وطعون توالت وجعلت شبح الشلل يحوم بهذا المولود عسير الولادة، بعد أن صار استكمال المسار الانتخابي للمجلس الوطني للصحافة على شفا الهاوية. وآخر حلقات هذا المسلسل من التعثر هو ما خلفته استقالة محمد البريني، الشخصية الإعلامية المعروفة في المغرب، من عضوية المجلس الوطني للصحافة من رجة داخله وداخل الجسم الصحافي، كما أعادت للواجهة النقاش حول الظروف التي أحاطت بانتخابه والصراعات داخله التي تعكس من جهة وضعية المشهد الصحافي في المغرب وتذكي واقعه بدل النهوض به، وهو ما يستفاد من رسالة الاستقالة التي وجهها البريني إلى الفدرالية المغربية لناشري الصحف ليعلن قرار انسحابه من فريق الناشرين . وقال البريني (75سنة)، عضو في فريق الناشرين المعين من طرف الفدرالية بصفتها الهيئة الأكثر تمثيلية في رسالته: «إنني مقتنع بأنني سوف أكون غير جدير بالثقة إن قبلت أن أصبح عضوًا في مجلس تحيط بتكوينه ظروف غير سليمة تهدد بأن تجعل منه مؤسسة مشلولة، فاقدة المصداقية، وعاجزة عن إنجاز الحد الأدنى مما ينتظره منها الجسم الصحافي والمواطن الذي يريد أن تتمكن صحافة بلاده من تلبية حقه في الإخبار والإعلام»، متحدثًا عن الجو الذي خيم على المشهد الصحافي منذ انطلاق مراحل تشكيل المجلس، معتبرًا أنه جوّ لم يزد إلا تكدرًا وتعكرًا، قائلًا: «إن هذا الجو كرس- واأسفاه- الصورة السلبية التي كونتها عن الصحافة المغربية فئات واسعة من المواطنين، ويهدد بتجريد المجلس من المصداقية ومن السلطة المعنوية حتى قبل تنصيبه» . وأضاف في رسالته إلى رئيس الفدرالية نور الدين مفتاح أنه رأى من واجبه التنازل عن العضوية في المجلس قبل الإعلان عن تنصيب المجلس قائلًا: «هذا اختيار شخصي لا رجعة فيه، أملاه علي خوفي من أن أجد نفسي وأنا في أواخر عمري أزكي وضعًا، لست متأكدًا من أنه لن يخذل المهنة التي أعطيتها من دون حساب الكثير من حياتي «. وأعلن المكتب التنفيذي للفيدرالية المغربية لناشري الصحف أنه يزكي قرار فريق الناشرين بتجميد مساهمته في مسلسل هيكلة المجلس إلى حين تصحيح المسار وتنقية الأجواء الكفيلة بأن تجعل من المجلس جزءًا من الحل، وليس جزءًا من المشكلة، معربًا في بلاغ له عن أسفه لاستقالة البريني، العضو الثامن المعين من طرف الفدرالية، معتبرًا أنها استقالة مليئة بـ»الدروس والعبر»، كما أكد على ذلك نور الدين مفتاح رئيس فدرالية الناشرين، الذي اعتبر أن تنصيب المجلس في ظل هذه الأجواء والنقاش العام الذي واكب تأسيسه والمنازعة حول تشكيله، سيكون غير سليم، قائلًا في تصريحه لـ«القدس العربي»: «الطريق إلى إخراج المجلس إلى أرض الواقع أفقده قوته المعنوية وتهدده بأن يولد وهو فاقد لقوته، بفعل ما عرفه من نزاعات حول نمط الاقتراع وخلال كل مراحل تكوينه، حيث تفاعل الجسم الصحافي بشكل سلبي مع ما أفرزه هذا الطريق، فرأينا الانسحابات وااللجوء إلى الطعون»، مضيفًا: «نحن بصفتنا ناشرين قيمنا هذا الوضع بعد إجراء انتخابات غير مطعون فيها ورأينا أن الأجواء لم تكن إيجابية، ونحن لم نشارك في هذا المجلس من أجل مصالح أو امتيازات، بل لأمل أن نكون جزءًا من الحل وليس جزءًا من المشكلة، لذلك قررنا تجميد مساهمتنا إلى أن تنفرج الأجواء أو تتغير، وحتى نوجه رسالة إلى الجسم الصحافيه مفادها: حذار أن نطلق الرصاص على أقدامنا» . وأكد عبد الله البقالي، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أن لائحة النقابة ليست مسؤولة عن استقالة أو تجميد عضوية أي طرف في المجلس قائلًا في تصريحه لـ»القدس العربي»: «النقابة الوطنية للصحافة المغربية لا تعليق لها على هذه الأحداث»، مضيفًا: «تهمنا لائحتنا ولسنا معنيين بما يصدر عن مؤسسات أخرى» . ولم يقتصر الوضع داخل المجلس عما أثارته استقالة البريني وتجميد فدرالية الناشرين لعضويتها، بل زاد الوضع تأزيمًا ما صدر عن اتحاد كتاب المغرب، أحد أعضاء المجلس، بعدما بادر نائب رئيسه، عبد الدين حمروش، وليلى الشافعي عضو بالمكتب التنفيذي، إلى مراسلة وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج، من أجل إيقاف عضوية أحد أعضاء الاتحاد في المجلس الوطني للصحافة، بسبب إشكالات يعيش على وقعها الاتحاد داخليًا، حيث جاء في معرض الرسالة الموجهة للوزير: أن تعيين سعيد كوبريت ممثلًا للمنظمة الثقافية بالمجلس أمر غير قانوني، بسبب ما عرفه المؤتمر الأخير من مشاكل تنظيمية حالت دون استكمال المؤتمر وتشكيل لجنة تحضيرية جديدة تعمل على التهييء لمؤتمراستثنائي في ظرف ستة أشهر، معتربين في الرسالة أن المكتب التنفيذي الذي اقترح اسم العضو للمجلس هو منتهي الصلاحية منذ ثلاث سنوات . وكانت الخلافات داخل المجلس قد بدأت وتنامت بشكل مضطرد منذ صدور القانون المنظم للمجلس وتشكيل لجنة للإشراف على انتخاباته ، حيث أثير جدل حول اعتماد نظام الترشيح باللائحة لانتخاب سبعة من ممثلي النقابة الوطنية للصحافة المغربية، وهو ما اعتبره صحافيون آخرون تضييقًا على حقهم في التشرح بشكل فردي، في حين أصرت النقابة على هذا النمط من الاقتراع، خاصة أنه جرى اعتماد الترشيح الفردي لاختيار ممثلي الناشرين، وتطورت الأمور أن انسحبت في آخر لحظة لائحتان منافستان للائحة النقابة، بل وإلى طعون أمام القضاء في شرعية الانتخابات التي فازت فيها لائحة النقابة وخلافات داخل النقابة نفسها بعد بسبب اختيار العضو الشرفي للمجلس من طرف النقابة . ويتألف المجلس الوطني للصحافة من (21) عضوًا، (7) أعضاء ينتخبهم الصحافيون المهنيون بينهم ، و(7) أعضاء يختارهم ناشرو الصحف من بينهم، ومن (7) آخرين يمثلون كلاً من المجلس الأعلى للسلطة القضائية، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، والمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، وجمعية هيئات المحامين في المغرب، واتحاد كتاب المغرب، وناشر سابق تعينه هيئة الناشرين الأكثر تمثيلية، وصحافي شرفي تعينه نقابة الصحافيين الأكثر تمثيلية. المجلس الوطني للصحافة في المغرب: ولادة عسرة وشبح الشلل يهدد المولود سعيدة الكامل |
سياسيون تونسيون يستغلون عيد الجمهورية للتشكيك في استقلالية الدولة Posted: 26 Jul 2018 02:19 PM PDT تونس – «القدس العربي» :شكل الاحتفال بعيد الجمهورية مناسبة لتجديد الجدل حول كيفية إعلان الجمهورية والتخلص من الحكم الملكي، فضلًا عن «التشكيك» بمدى استقلالية القرار الداخلي للبلاد والتزام منظومة الحكم بالقيم والمكتسبات التي جاءت بها الثورة. وكتب النائب عماد الدائمي على صفحته في موقع «فيسبوك»: «لن أشارك في الاحتفال الذي ينظمه محمد الناصر في قصر مجلس نواب الشعب بباردو بمناسبة الذكرى 61 لعيد الجمهورية. لن أشارك في إضفاء شرعية تعددية على حفل بروتوكولي صوري يراد منه إيهام التونسيين بأننا نتقدم في مسار تعزيز أسس النظام الجمهوري وتكريس مبادئه وتركيز مؤسساته. لن أقبل أن أكون كومبارس في مسرحية بطلاها رئيس مجلس نواب الشعب الذي قاد مؤامرة المنظومة القديمة لضرب منظومة العدالة الانتقالية، ورئيس الجمهورية الذي يتصرف وكأنه رئيس لـ»جملكية» والذي عاد بتونس الثورة إلى ممارسات دولة الحزب والعائلة واللوبيات النافذة والمسؤول الكبير». وأضاف: «لا معنى للاحتفال بعيد الجمهورية تحت إشراف من يخرق مبادئ الجمهورية كل يوم ومن يخطط لتأجيل الانتخابات وتعطيل التداول على الحكم ومن يكرس نظامًا سياسيًا لا يعبر عن سيادة الشعب وإرادة المواطنين، وإنما عن توازنات فوقية مصلحية تحت رعاية أوصياء أجانب يتحكمون في اقتصادنا وسياستنا ودبلوماسيتنا أكثر من أي وقت مضى. لن أشارك في الاحتفال بعيد الجمهورية تحت إشراف أشخاص يعتبرون أنهم نجحوا في العودة بتونس وجمهوريتها وأجواء احتفالاتها إلى ما قبل الثورة. سأشارك في الاحتفالات مستقبلًا عندما يستأنف التاريخ مسار تكريس الجمهورية الحقيقية ويغلق قوس منظومة الجمهورية المزيفة». فيما وصف النائب ياسين العيّاري أجواء الاحتفال بعيد الجمهورية بقوله: «تجمّع سفراء وعسكريون ونواب ووزراء في احتفال لا شيء فيه يرمز لأي قيمة من قيم الجمهورية. (فقط جنينة فيها ناس عندها لحمة عزمت ناس عندها لحمة من أجل أن يأكلوا لحمة!)». وعلّق الباحث سامي براهم على الانتقادات الموجهة لـ«عيد الجمهورية» بقوله: «تابعت بعض التّدوينات التي كتبت بمناسبة عيد الجمهوريّة، حيث اعتبر أصحابها أنّ إعلان الجمهوريّة هو انقلاب على العائلة الحسينيّة ويعبّر عن إرادة فرديّة لا إرادة شعبيّة، وبقطع النّظر عن ملابسات إعلان الجمهوريّة والطّريقة التي تمّ بها إنهاء الملكيّة وما صاحبها من تجاوزات لحقت الباي وعائلته، وبقطع النّظر عن الانحرافات التي شابت النّظام الجمهوري منذ الاستقلال إلى قيام ثورة الحريّة والكرامة، وبقطع النّظر عن كلّ ذلك، فإنّ الانتقال من النّظام الملكي إلى النّظام الجمهوري المدني حدث نوعيّ في تاريخ الانتظام السياسي ومنظومة الحكم في البلد». وأضاف: «مقارنة بسيطة بين وضع المغرب ووضع تونس اللتين تشتركان في مخاضات الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، تكشف حجم الفرق بين التّجربتين، حيث الصّراع في التّجربة المغربيّة داخل شروط اللعبة التي رسمتها المؤسّسة الملكيّة وأسندت لنفسها لاعتبارات تاريخيّة الوظيفة التحكيميّة والتحكّميّة، بينما الصّراع في التّجربة التّونسيّة حول شروط اللعبة الديمقراطيّة ومعاييرها وقواعد الانتظام السياسي ومنظومة الحكم نفسها. كانت الحركة الوطنيّة ذات نفس جمهوريّ رغم عدم صدامها مع القصر الملكي إلا في علاقة بالخيارات الوطنيّة ، كما أنّ بقاء الملكيّة كان سيكون شكليًّا أمام حجم الحسّ الوطني الشّعبي الذي لو ترك لإرادته لاختار الجمهوريّة على الحكم الملكي العائلي الوراثي. الجمهوريّة استحقاق ومكسب وطني رغم كلّ الانحرافات والتحريفات التي طالتها والتي فتحت الثّورة مسارًا لتصحيحها وتصويبها». ودون هشام العجبوني القيادي في حزب «التيار الديمقراطي» تحت عنوان «الانسجام استحقاق»: «في عهد الترويكا ثمة جماعة كانت في كل عيد جمهورية تثير ضجة حول غياب مظاهر الاحتفالات الشعبية وعدم نشر أعلام تونس في الشوارع الرئيسية، ويفسّرون ذلك بأن الترويكا لا تؤمن بالجمهورية وبقيم الجمهورية وبأنّ هنالك خطرًا يتهدد الجمهورية! في عهد التّوافق السّعيد ليس هنالك أي مظاهر للاحتفال بعيد الجمهورية وليس هنالك أعلام مرفوعة في الشوارع الرئيسية، ولكن من كانوا يثيرون الضجة في السابق انقرضوا ولم تعد أصواتهم تسمع. طبعًا هؤلاء، التّوريث وخرق الدستور والقوانين واحترام المؤسسات، لا يقلقهم ولا يمسّ بتاتًا من قيم الجمهورية!». وكان المجلس القومي التأسيسي (برلمان الاستقلال) أعلن في الخامس والعشرين من شهر تموز/يوليو عام 1957 الجمهورية التونسية الأولى، حيث ألغى الملكية بشكل تام، وكلّف رئيس الحكومة أنذاك الحبيب بورقيبة برئاسة الجمهورية. سياسيون تونسيون يستغلون عيد الجمهورية للتشكيك في استقلالية الدولة انتقدوا عدم التزام منظومة الحكم بقيم الثورة ومكتسباتها حسن سلمان: |
تونسيون يتظاهرون لسحب تقرير مثير للجدل حول الحريات والمساواة Posted: 26 Jul 2018 02:19 PM PDT تونس – من يامنة سالمي: تظاهر العشرات، أمس الخميس، أمام مقر البرلمان في العاصمة تونس، للمطالبة بسحب تقرير لجنة الحريات الفردية والمساواة، الذي اعتبروه «شنيعًا»، ووصفوه بـ«الفضيحة». تأتي الوقفة بدعوة من التنسيقية الرافضة لتقرير لجنة الحريات الفردية والمساواة، التي تضم جامعة الزيتونة (تعليم عال في علوم الدّين والشّريعة)، والجمعية التونسية لأئمة المساجد، وجمعية الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، وجمعية الثورة والدستور، وجمعيات أخرى غير حكومية. ورفع المتظاهرون، خلال الوقفة، لافتات كتب عليها «لا عدل ولا مساواة إلا في القرآن والسنة»، «لا للمثلية الجنسية»، «لا لزواج المسلمة بغير المسلم»، «لا لإلغاء الفاتحة من عقد القران»، و»لا لإلغاء عبارة الإسلام والمسلمين من الدستور.» وقال لطفي العمدوني، واعظ في وزارة الشؤون الدينية التونسية وإمام خطيب وعضو بالتنسيقية الرافضة للتقرير، إن «لجنة الحريات الفردية والمساواة ذهبت في خيارات خطيرة جدًا لا تتجاوز الهوية العربية والإسلامية والقرآن فحسب، بل القيم الإنسانية.» ورأى العمدوني، في حديث للأناضول، على هامش الوقفة، أن «اللجنة لا تمتلك لا مرجعية إسلامية ولا حضارية إنسانية ولا حتى مرجعية مجتمعية غربية؛ لأن كثيرًا مما اقترحوه مجرّم في المنظومات الغربية»، حسب قوله. وأوضح أن «هناك إرادة من اللجنة لعدم تجريم المثلية الجنسية ولتحرير جسم الإنسان والدخول في منطق الإباحية على حساب تفكيك الأسرة، ومس منظومة القيم المتعلقة بالميراث.» وتعهد بمواصلة الاحتجاج إلى حين تراجع الرئيس الباجي قائد السبسي عن هذا التكليف «المشين» للجنة المذكورة وسحب مقترحاتها. وكلف السبسي لجنة الحريات الفردية والمساواة، في 13 آب/أغسطس 2017 بصياغة مقترحات لتعديل التشريعات الحالية بما يسمح بتكريس المساواة التامة بين المرأة والرجل. وقدمت اللجنة تقريرها للرئيس التونسي حزيران/ يونيو الماضي، متضمنًا (233) صفحة على جزأين، الأول مخصّص «للحقوق والحريات الفردية»، وشمل إلغاء تجريم المثلية، وإسقاط عقوبة الإعدام، ورفع القيود الدينية على الحقوق المدنية. وتناول الثاني مسألة «المساواة» التامة بين الجنسين، خاصة في مسألة الميراث، والمساواة بين جميع الأطفال، بمن فيهم المولودون خارج إطار الزواج. وأثارت مقترحات اللجنة جدلاً واسعًا في البلاد بين مؤيد ورافض لها، وعبرت عدة جمعيات مدنية عن دعمها للتقرير والمقترحات الواردة فيه. وينتظر أن يحسم الرئيس التونسي الموقف من التقرير في 13 آب/أغسطس المقبل بالتزامن مع عيد المرأة التونسية، تمهيدًا لطرحه للتصويت أمام البرلمان». «الأناضول» تونسيون يتظاهرون لسحب تقرير مثير للجدل حول الحريات والمساواة |
قوات الاحتلال تعتقل فلسطينيين من الضفة وتصادر أموالا وأسلحة Posted: 26 Jul 2018 02:19 PM PDT رام الله – «القدس العربي»: شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات مداهمة وتفتيش طالت عدة مناطق في الضفة الغربية، وانتهت باعتقال عدد من المواطنين، ومصادرة أموال وأسلحة، بزعم استخدامها في هجمات للمقاومة. واعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيا من بلدة الخضر جنوب بيت لحم، أثناء وجوده في أرضه جنوب البلدة، حيث كثفت قوات الاحتلال خلال الفترة الماضية اعتداءاتها على تلك المنطقة، بغرض الاستيلاء عليها لصالح مشاريع استيطانية، كما نصبت قوات الاحتلال، كاميرات مراقبة في منطقة تقع إلى الشرق من مدينة بيت لحم، لرصد حركة المواطنين. كذلك اعتقلت قوات الاحتلال مواطنا من بلدة عزون شرق مدينة قلقيلية شمال الضفة، بعد إجراء عملية تفتيش دقيقة في منزله، تخللها العبث في محتوياته، إضافة إلى تفتيش منازل أخرى في البلدة ذاتها. واعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة مواطنين من مدينة طولكرم، بينهم شقيقان، وقامت كذلك بتفتيش ورشة لتصليح المركبات. وخلال حملة مداهمات في مدينة الخليل، جنوب الضفة، اعتقلت مواطنا فيما اقتحم مستوطنون بلدة حلحول، وأدوا هناك «طقوسا تلمودية» في محيط مسجد النبي يونس. وداهمت قوات الاحتلال بلدة بيت أمر شمال المدينة، واقتحمت منازل المواطنين وفتشتها وأخضعت عددا من سكانها للتحقيق حول الحرائق التي نشبت قرب مستوطنة «بيت عين» المقامة على أراضي البلدة. ووقعت خلال اقتحام بيت أمر مواجهات أطلق خلالها جنود الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع والصوت نحو منازل المواطنين، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق. وخلال حملة المداهمات والتفتيش التي طالت مدينة الخليل، سلب جيش الاحتلال مبالغ مالية كبيرة، كما زعمت قوات الاحتلال عثورها على قطعة سلاح رشاش وذخيرة. واقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين، باحات المسجد الأقصى، من جهة «باب المغاربة» بحماية من الشرطة الإسرائيلية التي فرضت قيودا مشددة على دخول الفلسطينيين. وفي السياق أكدت حركة فتح أن اسرائيل وضعت خطة وبدأت بتنفيذها منذ زمن، لهدم المسجد الأقصى وذلك من خلال الحفريات المتواصلة تحته، والعبث بأساساته وإضعافها لجعل قضية هدمه «مسألة وقت» وإظهارها على أنها طبيعية وبفعل حدث عرضي. وقال المتحدث باسم الحركة أسامة القواسمي في تصريح صحافي، إن حادثة سقوط حجر قبل أيام من حائط البراق الإسلامي «ما هو إلا مؤشر خطير على ما آلت اليه الأمور في المسجد الأقصى ومحيطه». وجدد الرفض الفلسطيني للحفريات الإسرائيلية أسفل الأقصى، وقال «المسجد الأقصى فوق الأرض وتحتها ومحيطه إسلامي خالص لا حق لليهود فيه، وإن ما يفعلونه في باحاته من اقتحامات يومية وتحت الأرض من حفريات متواصلة جريمة بحق الأديان جميعا، وانتهاك صارخ لحرمة الدين الاسلامي». وأكد كذلك أن أفعال الاحتلال تمثل «دفعا وتشجيعا للتطرف والتعصب الديني الأعمى، وتخطيطا خبيثا من قبل حكومة اسرائيل لوأد أي إمكانية للتعايش في المنطقة، وتحويل الصراع من سياسي وقانوني الى ديني»، مشيرا إلى ان ذلك من شأنه أن «يأكل الأخضر واليابس في المنطقة ولن يسلم منه أحد». وشدد المتحدث باسم فتح على أن القدس بكل ما فيها «فلسطينية عربية خالصة»، مضيفا «لا سلام ولا استقرار دون إنهاء احتلالها من قبل اسرائيل». وأضاف «اسرائيل مخطئة تماما إن ظنت أنها قادرة بفعل اختلال موازين القوى الحالية على إجبار الشعب الفلسطيني وقيادته على التنازل وقبول الأمر الواقع». وأكد كذلك على أن عنوان المرحلة للقيادة والشعب الفلسطيني يكمن في الصمود والصبر واستمرار النضال المشروع ورفض القرارات والإجراءات الاسرائيلية والأمريكية، وتكريس الحقوق الوطنية الفلسطينية في كل مكان في العالم، وفضح نظام «الأبارتهايد» الاسرائيلي. قوات الاحتلال تعتقل فلسطينيين من الضفة وتصادر أموالا وأسلحة فتح اتهمت إسرائيل بتنفيذ خطة لهدم الأقصى |
نتنياهو يرفض تعديل قانون القومية والدروز يعتبرونه خيانة وطعنة في الظهر Posted: 26 Jul 2018 02:18 PM PDT الناصرة – «القدس العربي»: رفض رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، تعديل نص قانون القومية العنصري، ضاربا بذلك عرض الحائط بالمطالبات والمناشدات التي وجهتها أوساط واسعة من المواطنين الدروز ممن يعتبرون القانون طعنة بالظهر وخيانة لهم، لأنه يعتبرهم مواطنين من الدرجة الثانية رغم كونهم يخدمون في جيش الاحتلال. وخلال لقاء بمشاركة وزراء الأمن والمالية والاتصالات أيوب قرا وثلاثة نواب دروز هم أكرم حسون، وحمد عمار، وصالح سعد وكافتهم في أحزاب صهيونية أمس، وعد نتنياهو بتوفير حلول لمشاكل دروز الداخل ( 10٪ من فلسطينيي الداخل). ومن المتوقع أن يلتقي اليوم بالزعيم الروحي لبني معروف الشيخ موفق طريف، لكن النائب صالح سعد (المعسكر الصهيوني) رفض توجهات نتنياهو، وقال إنه يحاول احتواء الدروز بالكلام المعسول والمناورات الفارغة. ويعكس موقفه هذا موقف أغلبية الدروز ممن عبروا عن خيبة أملهم من القانون الذي يعتبر إسرائيل دولة اليهود فقط وأعلنوا أمس عن قرارهم بمواصلة الاحتجاج عليه بكل السبل القانونية. جاء ذلك غداة تصريح وزير التعليم نفتالي بينيت، الذي أيد قانون القومية وصوت لصالحه، بأنه أدرك أن القانون يضر بشدة بمشاعر الدروز. وكتب على تويتر «هذا بالطبع ليس نية الحكومة الإسرائيلية». وتابع « هؤلاء إخواننا في الدم الذين يقفون معنا في ساحة القتال وعقدوا معنا تحالف الحياة، ونحن، حكومة إسرائيل، نتحمل مسؤولية إيجاد طريقة لرأب الصدع». ولكن وبعد توجيه انتقادات إسرائيلية له على الشبكات الاجتماعية، نشر بينيت تغريدة أخرى كتب فيها أن قانون القومية ضروري ولن يتم إلغاؤه. وتابع: «أصبح قانون القومية حيويا لأن المحكمة العليا، في سلسلة من الأحكام، أفرغت تدريجيا الجانب اليهودي منها لقد عززوا «الديمقراطية» وأخفوا «اليهودية». كان هناك خلل محدد في مسألة إخواننا الدروز، ويجب تصحيح ذلك». واتخذ الموقف نفسه وزير المالية زعيم حزب كلنا موشيه كحلون ورد النائب صالح سعد وهو أحد أعضاء الكنيست الثلاثة الذين قدموا التماساً للمحكمة العليا ضد القانون، على تغريدة بينيت وكتب: «نفتالي، أنت خلقت الخلاف بأيديك! بسببك وبسبب رفاقك، تم تمرير هذا القانون». وردت عضو الكنيست تسيبي ليفني (المعسكر الصهيوني) على تغريدة بينيت وكتبت:» إن صرخة إخواننا الدروز وصلت إلى الحكومة في الوقت المناسب. كما تم وضع الحل على الطاولة – لكن الحكومة اعترضت على إضافة كلمة «مساواة» في قانون القومية، وبالتالي أضرت بإعلان الاستقلال ومشاعر المواطنين الإسرائيليين». في هذا السياق، تكتب «يديعوت احرونوت» أنه بعد أقل من أسبوع على إقرار قانون القومية في الكنيست، بدأ الصدع العميق مع الطائفة الدرزية يحمل ثمناً باهظاً: فقد بدأ العشرات من ضباط الدروز والسياسيين، وبعضهم من الآباء والأمهات الثكلى، في النضال ضد القانون المثير للجدل، بادعاء أنه يحولهم إلى «مواطنين من الدرجة الثانية»- ويضر بشدة بوضعهم. وقال العميد (احتياط) أنور صعب، وهو قائد لواء سابق أصيب في حرب لبنان الثانية: «لا توجد سياسة، بل ديمقراطية، وهذا القانون ليس سوى خيبة أمل لطابع دولة إسرائيل. المس هو ليس بالدروز كدروز، وإنما خرق فظ للحلف الذي تم عقده بين الطائفة الدرزية واليهود. أنا واثق من أن بن غوريون يتقلب في قبره». وقال إن الهدف من الاحتجاج هو «تعديل القانون الأحمق». ويستعد فلسطينيو الداخل لتصعيد تصديهم للقانون الذي يستهدفهم، برفع مستوى الاحتجاج وتدويل قضاياهم، كما أكد رئيس لجنة المتابعة العليا محمد بركة في بيانه. نتنياهو يرفض تعديل قانون القومية والدروز يعتبرونه خيانة وطعنة في الظهر بعد مطالبة وزيرين كبيرين |
مصادر فرنسية: باريس أصبحت عاصمة الموساد وملعبا له Posted: 26 Jul 2018 02:18 PM PDT الناصرة – «القدس العربي»: حول جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية «الموساد» العاصمة الفرنسية باريس لواحد من ملاعبه ومقاره، ومنها تم التخطيط والتوجيه لاغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في دبي، في بناير/ كانون الثاني 2010. هذا ما كشفت عنه صحيفة «لوموند» الفرنسية وتناولته وسائل إعلام في إسرائيل التي التزمت الصمت رسميا دون التعقيب على مضامينه. وهذه الرواية حول اغتيال المبحوح لم تنشر من قبل، ونشرتها الصحيفة الفرنسية تحت عنوان «ظل الموساد يحلق في باريس»، وذلك استنادا إلى مسؤولين كبار في الأجهزة الاستخباراتية الفرنسية الذين أكدوا أن عملية اغتيال المبحوح ليست الوحيدة التي نفذت من فندق باريسي، وإنما «تحولت باريس إلى مركز للنشاط الدولي للموساد». وطبقا للتقرير الفرنسي فقد جلس عملاء الموساد عند الساعة الخامسة والنصف من مساء التاسع عشر من كانون الثاني/ يناير 2010 داخل غرفة في أحد الفنادق في حي بيرسي في باريس، وهو موقع ليس بعيدا عن وزارة المالية الفرنسية ومؤسسات السلطة هناك. وكانت الغرفة عبارة عن غرفة عمليات مرتجلة تزودوا فيها بشاشات حواسيب وهواتف مشفرة. وكان الهدف هو تفعيل مجموعة عملاء وراء البحار لتنفيذ العملية المعقدة، وهي اغتيال القيادي في حركة حماس، محمود المبحوح، داخل فندق البستان في دبي. وكتبت الصحيفة أيضا أن الموساد يشعر بالراحة في العمل من باريس. ونقلت عن مسؤول استخباراتي فرنسي قوله إن «مدينة باريس هي الملعب بالنسبة للموساد»، مضيفا «رغم أن الصينيين والروس هم أعداؤنا، ولكن يجب ألا ننسى أن الإسرائيليين والأمريكيين يتصرفون بعدوانية كبيرة». وأضاف المسؤول الفرنسي «قدرتنا على رد الفعل على أفعالهم محدودة، فهم يسارعون إلى استخدام الورقة الدبلوماسية، وتقديم شكوى إلى مكتب رئيس الحكومة والرئيس الفرنسي». وحسبه فإن «أيدي فرنسا مكبلة»، لكونها «متعلقة بإسرائيل في الكثير من القضايا الحساسة. الفرنسيون مقيّدون في قدراتهم على منع جهات معينة من اليهود في فرنسا من تقديم المساعدة لهم في التخطيط والجانب اللوجستي». حتى الآن ورغم أن تقارير سابقة تحدثت عن أن اثنين من بين 11 من العملاء الذين شاركوا في عملية الاغتيال وصلا إلى دبي في رحلة جوية عن طريق شركة «إيرفرانس» من باريس، إلا أنه ساد اعتقاد في وسائل الإعلام الأجنبية أن غرفة عمليات الموساد كانت تدار من النمسا أو من أي مكان أوروبي آخر، إلا أن صحيفة «لوموند» تؤكد أن مركز الرصد والتحكم الإسرائيلي كان في قلب باريس. وأوضحت أنه في أعقاب عملية الاغتيال التي أثارت عاصفة دولية، وتسببت بأزمة مع بريطانيا بسبب استخدام العملاء جوازات سفر أوروبية مزورة، كما قدمت فرنسا شكوى إلى رئيس الموساد في حينه، مئير داغان، بسبب استخدام جوازات سفر فرنسية مزورة. ونقلت عن رئيس دائرة التحقيقات في الشرطة الفرنسية قوله إن الشكوى كانت طريقة لنقل رسالة مفادها أن الحديث عن تجاوز للحدود لا يحتمل. كما أكدت الصحيفة أن مخاوف فرنسا كانت بدافع الخشية من أن تشتبه حركة حماس بأن فرنسا اضطلعت بدور في عملية الاغتيال. ولذلك أيضا بعثت فرنسا باثنين من كبار المسؤولين في الأجهزة الاستخباراتية للاجتماع مع داغان. وفي محادثة أجرتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» مع معد التقرير للصحيفة الفرنسية، جاء أن التقديرات تشير إلى أن الفرنسيين هددوا بتجميد عملية تبادل المعلومات بين الأجهزة الاستخباراتية مع نظرائهم الإسرائيليين. وأضاف أن كبار المسؤولين في الأجهزة الاستخباراتية الفرنسية اعتبروا استخدام جوازات السفر الفرنسية «استفزازا». ولم تكن عملية اغتيال المبحوح الوحيدة، حيث يستعرض التقرير عمليات كثيرة، تدعي الصحيفة أن الموساد وجهات إسرائيلية أخرى وضعت أدوارها على الأراضي الفرنسية، وبينها محاولة إسرائيلية فرنسية مشتركة لتجنيد عميل سوري حاول شراء سلاح كيميائي، ومحاولة شركة إسرائيلية تنفيذ عمليات تنصت على المجلس الأوروبي في بروكسل، إضافة إلى نشاط الشركة الأمنية الإسرائيلية «بلاك كيوب» التي تفعّل مكاتب لها في باريس. وكتبت أيضا أن الموساد حاول تجنيد عملاء من المخابرات الفرنسية للعمل كعملاء مزدوجين. ونتيجة لهذا التورط، فإن فرنسا طردت قائد مركز الموساد في باريس، وموظفا آخر في السفارة الإسرائيلية بعد الكشف عن الاختراق الإسرائيلي. وأشارت إلى أن السبب في أن الموساد وأجهزة تجسس أجنبية أخرى جعلوا من باريس عاصمة استخباراتية هو كثرة المؤتمرات الدولية فيها، والزيارات المتواترة لرؤساء الدول الأفريقية، والجاليات الدولية الكثيرة هناك. وخلصت «لوموند» للقول أيضا إنه في الوقت الذي يواصل فيه الموساد العمل في باريس بحرية نسبية، فإن مصدرا في الخارجية الفرنسية يقول إن «الإسرائيليين باتوا أكثر حذرا مقارنة في السابق، فهم لا ينفذون اغتيالات على الأراضي الفرنسية، ويتلقون مساعدات أقل من اليهود الفرنسيين».ولم تعقب إسرائيل على ما نشرته الصحيفة الفرنسية رغم خطورة الاتهامات وربما بسببها. مصادر فرنسية: باريس أصبحت عاصمة الموساد وملعبا له قاد عملية اغتيال محمود المبحوح في دبي منها |
«إمبراطور التبغ» الغامض يضع الأردن أمام محطات «محرجة»: المزيد من الأشرطة المضللة Posted: 26 Jul 2018 02:18 PM PDT عمان- «القدس العربي»: لا تجد الأجهزة الرسمية الأردنية العميقة والسطحية سبيلاً لوقف حد التجاوزات والفبركات والشائعات التي تلتهم الجميع حالياً في البلاد عبر وسائط التواصل الاجتماعي في ظل الغموض الشديد الذي يحيط برجل الأعمال الفار من وجه العدالة عوني مطيع والموصوف باعتباره إمبراطور تهريب التبغ في ملف قضية الفساد الاخيرة. مطيع الموجود حسب آخر الأنباء في لبنان وفي عاصمة أوروبية حسب المستجد منها أصبح «أشهر من نار على علم» في البلاد التي اكتشف الجمهور فيها فجأة بان عمليات التهرب الجمركي كانت اضخم بكثير من ان يستوعبها العقل الجماعي. لافت جداً ان رجل التبغ الغامض لم توجه له سلطات التحقيق بعد أي تهمة محددة وكل ما ذكر في البيان الرسمي بخصوصه يتحدث عن مغادرته للبلاد قبل 24 ساعة من مداهمة لمزرعة تهريب قيل إنه يملكها. اللافت اكثر هو ان مطيع الذي لا أحد يعرف بعد بماذا يعمل ويشتغل بصورة محددة يملك شبكة نافذة جداً من العلاقات حيث تتكشف يومياً معلومات إضافية بعدما اصبح الملف مفتوحاً على كل التسريبات. آخر المعطيات تفيد بأن إمبراطور التبغ المهرب الذي استهدفته اصلاً شركات أمريكية كبرى اشتكت من انه يغرق أسواق المنطقة بسجائر مزيفة ينتجها بالأردن كان يرسل أطناناً من المساعدات للفقراء في غطاء من العمل الخيري على أعماله إلى محافظات متعددة في الأردن وعبر نخبة من أعضاء البرلمان. ظهر الرجل الغامض بأكثر من مناسبة وهو يحمل العلم الأردني ويشارك في أهازيج ورقصات وطنية. والتقط الصور مع شخصيات بارزة وظهر بمعيته في مناسبات عدة رئيس لجنة فلسطين في البرلمان المحامي يحيى السعود والذي اضطر لمغادرة سفينة كانت متجهة لتفكيك الحصار على غزة بسبب ما قيل انه «عارض صحي مفاجئ» مع انه طلب أمام الكاميرات من الله ان يرزقه الشهادة في غزة. لم تعرف بعد طبيعة العلاقة بين رجل التبغ وشخصيات من مجلس النواب لكن الربط يحصل يوميًا بعد نشر الصور وعبر وسائط التواصل الاجتماعي وهو أمر علق عليه السعود نفسه سابقاً قائلاً إنه شارك مطيع في حفلات خيرية لجمع التبرعات لأهالي غزة. وحاول كثيرون الاصطياد في مياه رئيس مجلس النواب عاطف طراونة إلا أنه أكد ومباشرة لـ«القدس العربي» بأنه يلتقط الصور دائماً مع اشخاص لا يعرفهم وأنه شارك في نشاطات لجمع التبرع لصالح اللاجئين في الأردن مؤكداً أنه ليس على اتصال او على علاقة بالمدعو مطيع. بعد الإساءة المقصودة لمجلس النواب ورمزه اعاد الطراونة وعبر «القدس العربي» المطالبة بتحريك الاذرع القانونية لوضع حد للفبركات ومحاولة الاغتيالات الشخصية وهذا الإنحدار في تزييف الحقائق عبر وسائط تواصل إعلامية وإجتماعية مشيراً الى أن ذلك ضمن واجبات الحكومة. واقام رجل التبغ الغامض فيما يبدو علاقات متعددة مع وجهاء ومشايخ عشائر وممثلين في البرلمان والعشرات من صحافيي المواقع وناشريها وشخصيات نافذة قبل انكشاف أمره بمبادرة مباشرة ومركزة من عضو البرلمان القانوني الدكتور مصلح الطراونة والذي قايض ثقته بحكومة الرئيس عمر الرزاز بفتح ملف التبغ تحديداً. الطراونة المشار إليه وحتى أمس الأول بقي في عمق الجدل عندما صرح بأنه يتغيب عن محاضرة دعي إليها لأسباب «أمنية». وجه الطراونة رسالة غريبة للأردنيين عندما قال على صفحته التواصلية: «إذا قتلت ..تعلمون الآن من القاتل». وأضاف: أنا تلميذ في مدرسة وصفي. مثل هذا التلميح من شخصية عامة نادر جداً في الايقاع السياسي الأردني ولو صدقت رواية الطراونة عن احتمالية مطاردته لتصفيته سيفتح المجال أمام مرحلة غير مسبوقة في تاريخ الأردن خصوصاً وأن النائب الذي يحظى الآن بتقدير الشارع وتجاوب معه الرزاز سبق ان صرح بأن «المسبحة فرطت» وبأن «المخفي أعظم في قضية مطيع». التلميحات المرافقة تتحدث عن شبكة حشيش ومخدرات وتبغ مهرب بكميات كبيرة وحجم المزارع والمخابئ السرية التي تعلن سلطات الجمارك الأردنية مداهمتها بعد قصة مطيع صادم إلى درجة كبيرة وغير مسبوقة فقد تم التحدث عن مداهمات ومصادرات لأطنان من مادة التبغ في الأغوار وقرب عمان العاصمة وفي شمالي المملكة وقرب مدينة الزرقاء. في المقابل لا تقول سلطات التحقيق ما تقوله التسريبات والاعترافات والإقرارات وسط حالة مجنونة لم يرصدها الأردني سابقاً من التطوع في كشف معلومات ومن «فبركة» أشرطة فيديو ومعطيات تستهدف شخصيات وطنية أردنية بارزة لتشتيت الذهن عن «المجرم الحقيقي» على الأرجح وقد كان عضو البرلمان البارز خليل عطية آخر ضحايا الفبركة إياها قبل أن يكشف الجمهور نفسه الخديعة والتضليل. وتتوقع مصادر مطلعة جداً في العمق تحدثت لـ«القدس العربي» أن تنمو ظاهرة التضليل الإعلامي والتشتيت القانوني خلال الأيام القليلة المقبلة بسبب فداحة الخسائر بعد الكشف عن إمبراطورية التبغ المزور ومستوى توسع الشبكة التي تدير الامور واحتمالات اتجاهات التحقيق في ظل رقابة رئيس وزراء أعلن انه «انتحاري» في المواجهة مع الفساد. طبيعة التعاطي الإعلامي والحكومي مع قضية ملف الدخان والتبغ مؤشر حيوي على أن التصعيد في الجانبين القانوني والسياسي ينبغي أن يقود الجميع لمحطة محددة سلفاً ومرسومة بعناية. الوضع سيصبح معقداً للغاية إذا لم تصل التحقيقات إلى تلك المحطة حيث لا أحد يمكنه معرفة كيف ستنتهي الأمور بعدما أصبحت الفبركة سيدة الموقف وتقود بوصلة الرأي العام وفي ظل قناعة الجميع بان رجل التبغ عبارة عن واجهة لأخرين اقوى بكثير وبعدما – وهذا الأهم- تكاثرت فجأة تلك الأشرطة المصورة التي تلتهم سمعة الناس وتلهي الرأي العام وتشتت البوصلة وتقلق «الراحة العامة». «إمبراطور التبغ» الغامض يضع الأردن أمام محطات «محرجة»: المزيد من الأشرطة المضللة بسام البدارين |
في الحاجة إلى التواصل المعرفي Posted: 26 Jul 2018 02:17 PM PDT يحتل المكون التعبيري/الأسلوبي، مكانة جد أساسية ومركزية، لدى الباحثين والدارسين بمختلف توجهاتهم اللسانية والإبداعية والفلسفية، باعتبار أن فعل الكلام، كان وسيظل، العنصر الأكثر حضورا في حقل المقاربات العلمية، والمهتمة بالكشف عن القوانين الفاعلة في تأطير العملية التي يتواصل بموجبها الكائن مع ذاته ومحيطه، ما يدل على القوة الإعجازية والسحرية، التي يتمتع بها «القول/ الكلام» منذ فجر التاريخ البشري إلى الآن، حيث لا يُنتظر من المنجزات النظرية بشقيها الفلسفي والجمالي، أن تقف عند حدود تصورات نهائية ومطلقة، من شأنها الحسم في حقائق التعبير اللغوي وأسراره، باعتبار أن استمرارية الكائن في تجديد حضوره داخل المشهد الكوني، تسير بتواز مع تساؤلها المعرفي والنظري، عن مصادر وحيثيات طاقاته اللغوية والتعبيرية، إلى أن يرث الصمتُ برِّيةَ الرحمن ومن عليها. ومن المؤكد أن الثراء الكبير الذي راكمته البحوث المتخصصة على المستوى العالمي، في مقاربتها لمختلف القضايا المتعلقة بالتعبير اللساني، هو ما يغري الباحثَ بِطرح المزيد من الأسئلة، كما ينبهه إلى ضرورةِ توَخّي الحذر في إصدار الأحكام، تفاديا للوقوع في مِطَبَّاتِ تكرارِ المقولات المستنفدة، أو الوقوع في مزالق التحريف. وضمن هذا الإطار، وبالهيبة ذاتها، تشكلت الخطوط العريضة لهذه التساؤلات، على ضوء وعينا بالتَّماسَّات الدلالية الحاصلة بين المسارين المتباعدين، اللذين يمكن أن تنهجهما الفكرة أو الرسالة الواحدة، وهي في طريقها إلى بلورة دلالتها، خلال انتقالها من سياق الحياة اليومية العادية، إلى سياق الخطابات العالمة، والعكس بالعكس، خاصة حينما يكون الفرد ملزما بضرورة الاندماج في منظومة تلك العلاقة الثنائية، التي يكون الفرد فيها مطالبا بنسج خيوط تصله، أولا، بمكونات الفضاءات العامة، التي تمارِس فيها كل الشرائح المجتمعية حضورها اليومي، بما يقتضيه ذلك من تلقائية وعفوية في القول، وفي التعبير، كما تصله ثانيا، بمكونات الفضاءات الخاصة، الممثلة في المؤسسات التعليمية والأكاديمية، التي تتخذ من الحياة اليومية والاجتماعية للأفراد والجماعات، موضوعا للتفكير والإبداع والتفلسف. لأن العمق الإنساني للكائن، يتشكل عادة من صلب هذا التكامل الناتج عن تفاعل التجربة المعيشة في عفويتها وتلقائيتها، مع التجربة ذاتها، بعد أن تتحول إلى موضوع للتأمل والتفكير، المؤطر بلغته العالمة. وهو تفاعل مزدوج لا غنى لأحدهما عن الآخر، ذلك أن الإقامة الأبدية في دِير الفكر والتأمُّل، بعيدا عن معترك الحياة وحرارتها، يقتل في الكائن بشريته، وينفي عنه بعده المجتمعي التشاركي، حيث يتحول المعتكِف في الدير أو البرج التأملي، إلى ملاك مزيف لا حَقَّ له بارتياد منتديات الملائكة، كما أن الانصهار التام في حركية المعيش سيُحوِّل الكائن ذاته إلى شحنة كهربائية ضائعة، لا يقِر لها قرار، ولا تملك من البعد العقلاني ما يتيح لها إمكانية التساؤل عن وظيفتها، أو عن وجهتها ودلالة تواجدها هنا، أو غيابها هناك. وضمن هذا التكامل الجدلي، يمارس التعبير اللغوي حضوره الكبير، مؤكدا قدرته الطبيعية في الجمع والملاءمة بين أهم حدين من حدود التعبير اللغوي، الذين يحيل أولهما إلى تجربة الانتماء إلى المشترك المجتمعي، فيما يحيل الثاني إلى تجربة الانتماء إلى السلط المعرفية، المعنية بتأطير هذا المشترك على المستوى القانوني والفكري والإبداعي. وكما هو معلوم، فإن تحقق هذا التكامل، هو المقياس الموضوعي لاندماج الشعوب في مشاريع التقدم والنماء، كما أنه المقياس الموضوعي للتفاعل المتبادل بين الفضاءات العامة، والفضاءات الأكاديمية، ومراكز البحوث، وكافة مؤسسات التأهيل المعرفي. واصطدامنا بغياب هذا التكامل في الواقع العربي، هو ما يضعنا في صلب الجانب الإشكالي الذي نحن بصدده، حيث تجد الثنائية التعبيرية بحديها الخاص والعام نفسها، عرضة للإصابة باختلالات بنيوية عميقة، يتعذر معها الحديث عن أي تكامل محتمل بين المعيش والمفكر فيه على المستوى المجتمعي، بفعل القطيعة العميقة الفاصلة بينهما، ما يؤدي إلى اغتراب البنيات التعبيرية الموظفة في الفضاءات الخاصة، كما يؤدي إلى ضعف مردوديتها، التي لا يمكن أن تتطور وتتجدد، إلا انطلاقا من قوة تداولها وتغلغلها في المشهد العام، الشيء الذي يساهم في تعدد وجهات النظر، كما يساهم في إغناء الإشكاليات التي تكون عادة موضوع هذه البنيات التعبيرية، فلسفية كانت أو إبداعية أو سياسية، باعتبار أن حضورها في قلب مساحة تداولية شاسعة ومتحركة، يضاعف من نسبة تعميمها الذي يجعلها في متناول السؤال النقدي والتحليلي، بما يزرع فيها بذور الحياة، ويضاعف من إمكانيات تحيينها، لتتحول بذلك إلى عناصر حية وفاعلة، ليس فقط على مستوى النخب المتخصصة، بل أيضا على مستوى العلاقات العامة، وهو ما يساهم في تجسير العلاقات القائمة بين الحياة اليومية والحياة المعرفية، علما بأن هذه الأخيرة، مطالبة بأن تكون جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية، حيث يتحقق التفاعل بين المعيش في صيغته العفوية والتلقائية، وصيغته وقد تحول إلى موضوع للتأمل والتفكير، فبفضل هذا التفاعل، يستطيع الكائن أن يمتلك وعيه بذاته وبآفاق صيرورته، متجاوزا بذلك حالة العمى السلوكي إلى مستوى الرؤية الثاقبة لمجريات الأحداث ومجريات الوقائع، غير أن حدوث هذه القطيعة، وهيمنة البنيات الشعبوية على المشهد، غالبا ما يؤدي إلى تقزيم الذوات المجتمعية، باعتبار أن التواجد التام خارج البنيات التعبيرية العالمة، يعني التواجد خارج اللحظة التاريخية، وبعيدا عن أي أفق حضاري مستقبلي. وهي وضعية تضعنا بالضرورة أمام إشكاليات على درجة كبيرة من الغرابة، لأنها تحيلنا إلى أزمنة هي الآن خارج منطق التطور التاريخي، الذي يفترض في الكائن أن يثبت حضوره فيه. طبعا لسنا هنا بصدد امتهان الأدوار التي تضطلع بها البنيات اللغوية السائدة، في تدبيرها للحياة اليومية، من خلال توفيرها العملي، للشروط الكفيلة بإنجاز ما يمكن توصيفه بالتواصل الظرفي، وهي البنيات التي يمكن أن يوظفها شرطي المرور والصيدلي، المتسول المحترف، والمنشط الإذاعي الفاشل، فضلا عن المبدعين الكبار والفلاسفة الراسخين في العلم والمعرفة، وذلك من منطلق اقتناعنا بحاجة الحياة اليومية إلى أنساق لغوية مسنَّنة، تساعد على تسريع وتيرة التفاهم، وعلى تبسيط مسطرة نسج العلاقات الاجتماعية، لأن سرعة الإيقاع الذي تتميز به الحياة اليومية، يستدعي تصريف لغةٍ قادرة على ترجمة كافة الإشكاليات المعقدة والصعبة والشائكة، التي لا تتسبب في إحداث أي سوء تفاهم بين مختلف الشرائح الاجتماعية، بصرف النظر عن انتماءاتها الطبقية أو العرقية، وبصرف النظر عن مكانتها الثقافية والمعرفية، وفئاتها العمرية، لأن البنيات التعبيرية المعتمدة عادة في التواصل الظرفي، تكون معبأة بمفاتيح دلالية، هي حصيلة تراكمات أزمنة طويلة من القيم والأعراف والتقاليد المتوارثة والمتفق عليها، التي أمست بفعل تداولها متجذرة في أعماق اللاوعي المجتمعي، حيث يعود الفضل إلى عفوية استعمالاتها في تدبير مختلف مناحي الحياة الشخصية والاجتماعية، كما يعود إليها الفضل في ضبط إيقاعات العلاقات الإنسانية، بكل إيجابياتها وسلبياتها، فقد تكون أداة لتوثيق روابط التآزر، كما قد تكون سببا في إلهاب نيران الخلاف والتفرقة، لكن وعلى الرغم من كل هذه الأهمية الكبيرة التي تحظى بها هذه البنيات، إلا أنها ستظل مع ذلك مجرد دائرة مغلقة على واقع معطوب، ومنفصل عن حركية الصيرورة الكونية، ما لم تكن في الآن نفسه، مؤهلة للانفتاح على مسارات خطابات عالمة، ترتقي بها من مستوى التواصل الظرفي، البسيط والعابر، إلى مستوى التواصل المعرفي، وهو مجال ورقة مستقلة غير هذه. ٭ شاعر وكاتب من المغرب في الحاجة إلى التواصل المعرفي رشيد المومني |
الحلم الأمريكي! Posted: 26 Jul 2018 02:17 PM PDT |
العراق: الاحتجاجات وشيطنة السلطة التشريعية Posted: 26 Jul 2018 02:16 PM PDT لا بد من الاعتراف بداية ان فشل السلطة التشريعية في العراق، الذي لا جدال فيه، يأتي في سياق فشل النظام السياسي، وفشل الدولة، بالكامل. أي أنه يأتي في سياق فشل رئاسة الجمهورية، وفشل مجلس الوزراء، وفشل السلطة القضائية، وفشل مؤسسات الدولة كافة. ولكن ثمة محاولة، بدأت مبكرا، لشيطنة السلطة التشريعية، ومحاولة تسويق خرافة، تم تصديقها والتعاطي معها، بأنها مسؤولة مسؤولية كاملة عن فشل الدولة، وان فسادها هو أصل الفساد في الدولة. بين عامي 2010 و2014 وصل الصراع المفتوح بين السلطة التشريعية ورئيس مجلس الوزراء نوري المالكي حينها إلى حد استخدام الأخير للمحكمة الاتحادية كأداة لتحييد السلطة التشريعية، وسلبها اختصاصاتها المقررة دستوريا. كما تم طرح فكرة تعديل النظام السياسي من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي! وكان الجميع شهودا على الصراع الذي دار بين الطرفين فيما يتعلق بمشروع قانون «البنى التحتية والقطاعات الخدمية» الذي قدمه المالكي في العام 2012 (تنفيذ مشاريع بقيمة 40 مليار دولار بطريقة الدفع الآجل مقابل فوائد). وصل الأمر إلى تحديه سلطة مجلس النواب، في جلسة داخل مجلس النواب نفسه، عندما صرح في جلسة استضافة خاصة بالقانون ان حكومته ستمضي في تنفيذ القانون « سواء أقره مجلس النواب أو لم يقره»، وأن حكومته «تملك خيارات اخرى وهي ماضية في تنفيذ القانون»! ويتذكر الجميع كم الاتهامات التي ساقها المالكي ومريدوه ضد مجلس النواب عندما تم رفض مشروع القانون، فقد اتهم المالكي المعترضين على القانون بتهمة البعث التقليدية، وبتخريب البلد، وبالفساد السياسي، قائلا: «الذين خربوا البلد سابقا يريدون تخريبه الآن بعناوين جديدة تنافسية»! وليقول في مناسبة أخرى في سياق حديثه عن القانون نفسه: «لا بد أن نحارب الفساد بقصد سياسي ومن يحاول تأخير المشاريع»! اليوم، وفي مواجهة الحركة الاحتجاجية التي ستنهي اسبوعها الثالث، عمد رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي إلى استخدام سلاح شيطنة مجلس النواب، ليس للدفاع عن فشل الحكومة، وإنما في محاولة منه لصرف الأنظار عن المقدمات التي قادت إلى التظاهرات: سوء الخدمات، البطالة، الفساد، عبر تحويلها باتجاه مجلس النواب المشيطن أصلا! فقد استغل العبادي توقيع رئيس الجمهورية يوم 16 تموز/ يوليو على المرسوم الجمهوري الروتيني الذي يقضي بإحالة اعضاء مجلس النواب إلى التقاعد استنادا إلى احكام قانون مجلس النواب رقم 13 لسنة 2018، ليبدأ هجومه على مجلس النواب وأعضائه بالطريقة نفسها التي كان يعتمدها المالكي فيما سبق! على سبيل المثال لا الحصر فقد أصدر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء بيانا رسميا يوم 20 تموز/ يوليو جاء فيه أن الأخير يرفض قانون «امتيازات مجلس النواب الذي شرعه مجلس النواب بصورة غامضة والذي فعلته رئاسة الجمهورية الآن»! فالبيان لم يكتف بتحريف متعمد لعنوان القانون من «قانون مجلس النواب وتشكيلاته» إلى «قانون امتيازات مجلس النواب»، بل أضاف اليها عبارة «الغامضة» من أجل مزيد من الشيطنة! وأخيرا كان هناك تعريض غير مفهوم برئاسة الجمهورية ليكون إصدار المرسوم الروتيني «تفعيلا» لقانون الامتيازات الغامض، على الرغم من أن القانون تم نشره في الجريدة الرسمية للدولة «الوقائع العراقي» في اليوم نفسه وبالتالي أصبح القانون نافذا بمعزل عن مرسوم رئيس الجمهورية! ليقوم العبادي بعدها بيومين بتقديم طعن لدى المحكمة الاتحادية ضد بعض فقرات قانون «امتيازات مجلس النواب» الذي لا وجود له، وهذه المرة مع عبارة أكثر تشويقا «الذي شرعه مجلس النواب قبل حله»! ليختم حملته في مؤتمره الصحافي يوم 24 تموز/ يوليو بالقول إنه لم يطلع على القانون، وانه «كان عليه تكتم في بعض فقراته»! ثم ليتهم أعضاء مجلس النواب ضمنا بالفساد عندما قال ردا على أحد الأسئلة أن النواب «يكدرون [أي قادرين] يرتبون وضعهم»! والمشكلة هنا أن مجلس النواب قد شرع القانون بتاريخ 5 آذار/ مارس 2018، وهناك شخص يمثل الحكومة في مجلس النواب بشكل دائم، وبالتالي لا يمكن للعبادي أن يدعي أن لا علم له بالقانون! والاهم ان الحكومة نفسها سبق لها ان قدمت طعنا على القانون ثم سحبته، وبالتالي فان الحديث عن التكتم والتوقيتات لا معنى له! اما التعريض بالنواب فهو يرتد على السيد العبادي نفسه، الذي كان نائبا على مدى عشر سنوات قبل تسلمه منصب رئيس مجلس الوزراء، فهل يعني هذا التوصيف أنه هو أيضا كان قادرا على تدبير وضعه حينها؟ وكالعادة، استخدمت المحكمة الاتحادية مرة أخرى لأغراض سياسية بحتة، فقد أصدرت المحكمة قرارا «ولائيا» بتاريخ 23 تموز/ يوليو، أي بعد يوم واحد من تسلمها الطعن، ليكون أسرع قرار تصدره المحكمة الاتحادية في تاريخها! قررت فيه وقف تنفيذ المواد التي طعن فيها العبادي، وهي 25 مادة (تبلغ مواد القانون 73 مادة)، لحين حسم الدعوى بموضوع الطعن بعدم دستوريتها. والطريف هنا أن المحكمة الاتحادية، التي لا تملك إصدار اوامر ولائية أصلا، قد اعتمدت على مادتين في قانون المرافعات المدنية (المواد 51 و 152) التي لا علاقة لها بمسألة الأوامر الولائية لا من بعيد ولا من قريب! والمفارقة الاهم هنا ان المحكمة الاتحادية التي أصدرت أمرا ولائيا سابقا بشأن استفتاء إقليم كردستان نهاية العام الماضي، عادت وقررت في قرار لاحق لها بشان إصدار أمر ولائي ضد التعديل الثالث لقانون انتخابات مجلس النواب «ان الأعراف القضائية المستقرة تحظر على المحكمة ابداء الرأي تصريحا او تلميحا، في موضع الدعوى الأصلية المعروضة عليها إلى حين إصدار الحكم الفاصل فيها، لهذا قررت بالاجماع رد طلب إصدار القرار «الولائي» بوقف تنفيذ احكام قانون التعديل الثالث»! بالعودة إلى المواد المطعون فيها، سنكتشف ان معظمها تتعلق بعمل مجلس النواب وصلاحياته، على سبيل المثال لا الحصر تم الطعن في المادة 5/ اولا من القانون التي تنص على انه «للنائب خلال الدورة النيابية داخل المجلس وخارجه وبما لا يتعارض واحكام الدستور حرية التعبير عن الرأي والفكر والنقد والمعارضة بما في ذلك التشخيص المستند إلى ادلة لحالات الفساد في دوائر الدولة ولا يلاحق قضائياً عن ذلك»! او المادة 15 التي تمس صميم عمل مجلس النواب الرقابي! أو المادة 13/ثانيا التي تنص على انه «يبلغ الرئيس رئيس مجلس الوزراء او الوزراء المعنيين بالطلب لتحديد موعد لطرح الموضوع للمناقشة والذي يجب ان يكون خلال شهر من تاريخ تقديم الطلب». وان المادة الأساسية التي يمكن الطعن فيها هي المادة 13 المتعلقة بتقاعد عضو مجلس النواب، لأنها تضمنت بعض الاستثناءات غير المسوغة، تتيح لعضو مجلس النواب الذي لا يمتلك خدمة «15» سنة بتسديد التوقيفات التقاعدية الشهرية (25٪) من راتبه عن المدة المضافة، لأنها أغفلت شرط الخدمة الفعلية واستندت إلى مسألة التوقيفات التقاعدية دون الخدمة من خلال معادلة منطقية زائفة! عندما تصبح سلطات الدولة، ومؤسساتها، مجرد ادوات في إطار بروباغاندا سياسية، وعندما يتم التدليس على الجمهور وسوقه لقبول شيطنة احدى سلطات الدولة عبر سلطات الدولة الاخرى، فنحن امام تكريس لفشل الدولة، وليس ثمة توصيف آخر! ٭ كاتب عراقي العراق: الاحتجاجات وشيطنة السلطة التشريعية يحيى الكبيسي |
مكافحة خطاب الكراهية في الحالة السورية Posted: 26 Jul 2018 02:16 PM PDT تتعرج دروب خطاب الكراهية وتتلوى تداعياته ومخاطره بين مكونات المجتمع السوري إثر حقبة مديدة من الاستبداد مشكلة متاهة يصعب معها تشخيص الظاهرة ومسبباتها وقواها المحركة بعيدا عن رصد مروحة من المفاهيم والآليات التعبوية التي تعتمدها أحزاب سياسية خارج السلطة وداخلها في سياق الاستخدام السياسي والأيديولوجي لرقعة الموزاييك السورية بألوانها وأشكالها المتنوعة الغنية عن التعريف.ثمة اجماع على أن حال السوريين في اختلافاتهم وتشابهاتهم لم تكن على ما هي عليه الآن في أي مرحلة سابقة لظهور عدد من التيارات والأحزاب السياسية التي تدعي تمثيل هذا المكون أو ذاك وفي مقدمتها التيار البعثي،الذي تمكن من الهيمنة على سائر مفاصل الحياة السياسية في البلاد ولم يسمح بظهور تيارات أخرى إلا على شاكلته وضمن شروط قاسية تبقيها تحت عباءته وتضمن تبعيتها له، وذلك لتأمين سيطرته المطلقة على الفضاء العام كما هو معروف. وكان من الممكن لتلك الصيغة الفتاكة أن تستمر إلى أجل غير مسمى لولا اندلاع الثورة السورية المعاصرة،التي حركت المياه الراكدة على نحو غير مسبوق لكنه مشوه، وسمحت لتيارات أخرى بأن تطل برأسها المحشو بخطاب الكراهية ليس بعيدا عن حمى الاستخدامات السياسية والأيديولوجية ذاتها لآليات عمل هذا الخطاب السقيم في التحشيد والتعبئة بغية خلط اوراق اللعبة وحرف مسار الثورة السياسي باتجاه خلق صراعات جانبية تطغى على الصراع الرئيسي مع سلطة الاستبداد وتمدها بسبل الحياة بوصفها طرفا محايدا أو حتى مغلوبا على أمره، وهذا ما كان في واقع الأمر، فلقد تمكنت مجموعة لا يستهان منها من تلك التيارات من غرز بذرة الكراهية في ثنايا الرأي العام الخاص بكل مكون من مكونات المجتمع السوري على حدة، لا بل والتحالف، في بعض الحالات، مع سلطة لطالما قهرت تلك المكونات وصادرت حقوقها القومية أو الدينية أو السياسية بطبيعة الحال. ضحايا يقتصون من نظراء لهم لمصلحة جلاد لا يرحم ولا يتوانى عن استخدام ضحاياه في نشر هذا الخطاب الرخيص لتأمين نفسه مدركا دون غيره لحقيقة مفادها أن جميع «انجازاته» العسكرية والأمنية الأخيرة ومجموع سبل الدعم والمساندة التي تلقاها من قوى اقليمية ودولية تشبهه على مدار سنوات الصراع لا تساوي نقطة في بحر ترسيخ خطاب الكراهية «الناجز» هذا بين تلافيف ومكونات المجتمع السوري، الأمر الذي من شأنه تأمين وسائل بقائه خنجرا مسموما في خاصرة هذا المجتمع فضلا عن كونه أداة فعالة لتهشيم أي مستقبل للتعايش السلمي بين تلك المكونات بعد سقوطه المحتمل في خطوة استباقية لا تخلو من روح الانتقام والتشفي بمن رفع شعار اسقاطه. في المقابل، وفي محاولة منها للتصدي لخطاب الكراهية ومكافحة آثاره وتأثيره لا سيما على وسائل التواصل الاجتماعي، تعقد رابطة الصحافيين السوريين سلسلة من المؤتمرات لمعالجة هذه الآفة المجتمعية التي تتخطى حدود السياسية والفكر لتلج إلى وجدان أبناء المجتمع الواحد. أحد تلك المؤتمرات عقد في العاصمة الألمانية برلين في منتصف شهر تموز/يوليو 2018 وحضره نحو 35 صحافيا سوريا معظمهم يعيشون مكرهين في القارة العجوز، التي تعاني،بدورها،من تصاعد خطاب الكراهية أيضا، وشاءت الصدف أن جلهم ينتمون إلى مكونين رئيسيين من مكونات المجتمع السوري، والمقصود هنا العرب والكرد، فكان من الطبيعي أن تستأثر علاقة هذين المكونين باهتمام المؤتمرين ونقاشاتهم وحتى توصياتهم وتصويتهم في النهاية على صيغتين للتحرك واحدة تعنى بمكافحة خطاب الكراهية بين العرب والكرد حصرا وأخرى تعنى بمكافحة خطاب الكراهية بين سائر مكونات الشعب السوري عموما، ولقد أحسن المؤتمرون في اختيار الصيغة الثانية لأسباب تبدو جلية. صحيح أن مؤتمر برلين لم يخرج بتعريف ناجز لمفهوم خطاب الكراهية وعلاقته الوثيقة بمفهوم حرية التعبير، وربما هذه ليست مهمته من الناحية الأكاديمية، وصحيح أيضا أنه لم يخرج بآليات عمل واضحة في هذا الاتجاه، لكنه نجح، بلا شك، في فتح باب الحوار بين مكونات المجتمع السوري، وهذا انجاز مشهود له بحد ذاته لجهة أنه يشكل استحقاقا طال أمد التصدي له وأداة لا غنى عنها في استهلال عملية سياسية من شأنها وقف النزيف المجتمعي السوري والبدء بمعالجة قضايا حساسة للغاية مثل خطاب الكراهية الذي لا يمكن أن تستقيم أي محاولة للتغيير السياسي بمعزل عنه. فلقد كسرت مداخلات المؤتمرين حالة من التقوقع على الذات تعد المحرك الرئيسي لتمادي هذا الخطاب مثلما كشفت النقاب عن مجموعة من المفاهيم المشوهة حول مفهوم الضحية والاستئثار بهذا الموقع «خطاب الضحية» في رقعة موزاييك المجتمع السوري كون المكون الكردي، على سبيل المثال، تعرض بالفعل ودون غيره لأبشع أشكال الاضطهاد خلال فترة زمنية طويلة نسبيا، الأمر الذي لا يختلف حوله عاقلان. لكن حالة الاضطهاد المركب التي يتعرض لها مكون دون آخر ينبغي ألا تعمي العيون عن حالة الاضهاد الشامل التي يتعرض لها السوريون كافة بغض النظر عن انتماءاتهم القومية أو العرقية أو الدينية أو الطائفية أو الطبقية وما يترتب على ذلك من الارتقاء بمستوى وعي الذات لجهة القدرة على رؤية الواقع من منظور موضوعي ينأى بالفئات المتضررة من الاستبداد عن الوقوع في مطب الانتهازية والاستئثار بخطاب الضحية، ما يفسح الطريق واسعا أمام موجات من صراع الضحايا مع أنفسهم وترك ساحة الصراع المحورية فارغة يلعب المستبد فيها على هواه وكيفما يشاء، في حين يستدعي وعي الذات، كذلك، امكانيات وقدرات أنجع عندما يتعلق الأمر بقراءة معسكر الخصم وتحديد ملامحه وقواه تمهيدا للتصدي لها بعيدا عن أوهام التقارب والتنسيق معه. والحال من الواقعية بمكان،التأكيد في سياق مكافحة خطاب الكراهية،على ضرورة الفصل بين ما تتبناه مكونات الشعب السوري من قضايا من جهة وبين الأحزاب التي تدعي تمثيل تلك القضايا من جهة أخرى، فللأحزاب أجنداتها الحزبية وسياساتها البراغماتية التي لا تتفق بالضرورة مع مظلومية هذا المكون أو ذاك،لا بل إن مصيبة المصائب، في هذا السياق،تكمن في الدمج بين قضايا الشعوب وبين أحزابها أو أنظمتها السياسية على غرار الشعار الشهير والمقيت «سوريا الأسد» لا سيما إذا أخذنا في الاعتبار تقادم تلك الأحزاب والأنظمة وانتهاء صلاحيتها ومشروعيتها واستنقاعها في ذواتها المهترئة. ٭ كاتب فلسطيني مكافحة خطاب الكراهية في الحالة السورية باسل أبو حمدة |
موريتانيا: سخونة في المشهد مع قرب انتخاب النواب والعمد ومجالس الجهات Posted: 26 Jul 2018 02:15 PM PDT نواكشوط- القدس العربي: بدأ المشهد السياسي الموريتاني، أمس، دخولاً مربكًا في ساحات معركة الانتخابات النيابية والبلدية والجهوية المقررة أول سبتمبر/ أيول المقبل، حيث ارتفعت سخونة الساحة بفعل الاستعداد التنظيمي والسياسي لانتخابات جاء أشراطها واقتربت ساعة تنظيمها. واشتكى حزب التجمع الوطني للإصلاح (محسوب على جماعة الإخوان)، وهو ثاني الأحزاب السياسية بعد الحزب الحاكم ترشحًا وترشيحًا، مما سماه «تدخل شخصيات نافذة في الدولة في مناطق مختلفة من البلاد، وتوظيفها بشكل سافر وعلني لوسائل الدولة ونفوذها في التعبئة لصالح مترشحي طرف معين في مشهد يعيد إلى الأذهان أساليب العهود الاستثنائية وممارساتها المهددة لمستقبل الديمقراطية في البلد وتنميته واستقراره». وقدم الحزب أمثلة على هذا التدخل، حيث أكد أنه في «مقاطعة عرفات (جنوب العاصمة)، يباشر قائد الجمارك الجنرال المامي بنفسه عمليات نقل المنتسبين لقطاعه وعوائلهم وإلزامهم بالتسجيل في مكتب محدد (المكتب رقم 21 في مدرسة العروبة بعرفات) تمهيدًا لممارسة استغلال النفوذ عليهم بهدف التصويت لصالح طرف سياسي معين». «وفي مقاطعة مكطع لحجار (وسط البلاد)، يضيف الحزب «يوجه وزير الاقتصاد والمالية آلية لحفر الآبار لمناطق مختلفة من المقاطعة ويطلق الوعود بإصلاح السدود وحفر الآبار وتوفير الكهرباء للمصوتين لقوائمه، كما تنشط في هذه الأيام آلة حفر أخرى في بعض البلديات التابعة لمقاطعة باركيول (شرق لبلاد)، يتحدث مرشحو الحزب الحاكم في هذه البلديات أنهم وراء الدفع بها في هذا الوقت بالذات لتحقيق مكاسب انتخابية على حساب حياة الناس وظروفهم الصعبة». «إننا في التجمع الوطني للإصلاح والتنمية، نندد بتدخل الشخصيات المذكورة وغيرها واستخدامها لأساليب الترغيب والترهيب بهدف التأثير على إرادة الناخبين والضغط عليهم، في انتهاك صارخ للقانون الذي يلزم كبار موظفي الدولة بالحياد والوقوف على مسافة واحدة من جميع أطراف المشهد السياسي»، يضيف البيان. واعتبر حزب التجمع في بيانه «أن استخدام النظام ورجاله هذا النوع من الأساليب في الأيام الأولى من الاستحقاقات الانتخابية، وبعد النزف المستمر الذي شهده الحزب الحاكم جراء موجات المنسحبين والمغاضبين، هو أبلغ تعبير عن شعور هذا النظام ورجاله بالضعف وإحساسهم بخطر الهزيمة أمام قوى المعارضة الديمقراطية وحلفها الذي يتسع يومًا بعد يوم وتتعزز فرصه في كسب رهان هذه الاستحقاقات». وطالب الحزب «اللجنة المستقلة للانتخابات بتحمل مسؤولياتها الكاملة في ضمان شروط تنظيم انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، والوقوف بحزم في وجه تدخل بعض النافذين وسعيهم المكشوف للتأثير على إرادة الناخبين والضغط عليهم لفرض خيارات لفظها الشعب ولم يعد يلقي لها بالًا». وكان وزير الخارجية الأسبق، محمد فال بلال، الذي عين قبل يومين رئيسًا للجنة للانتخابات، قد وجه في تدوينة له أمس دعوة «لجميع الأطراف ذات الصلة بالعملية الانتخابية، مثل القضاء والحكومة والسلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية والأحزاب السياسية والمجتمع المدني والإعلاميين والمدونين، كل من موقعه، إلى تضافر الجهود مع اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به وطننا العزيز». ويجمع المراقبون على أن موريتانيا مقبلة على انتخابات غير مسبوقة تشارك فيها المعارضة بجميع أطيافها، وتترشح فيها شخصيات ثقافية ودينية وشبابية لم تترشح من قبل. وتحدث السفير مختار ولد داهي، في قراءة دونها أمس للمشهد السياسي الموريتاني، عن خمس ملاحظات جوهرية له على مسار الانتخابات المقبلة، فأكد «أن أولى ملاحظاته هي التضخم العددي للترشحات، حيث تجاوز عدد اللوائح المترشحة لبعض البلديات حاجز الخمسين لائحة متنافسة، كما تجاوزت بعض الدوائر الجهوية خَطّ العشرين لائحة متنافسة!! وهو ما شوش على المنظمين وأربك المراقبين ومثل خصمًا كبيرًا من القيمة المعنوية للمترشحين». ويرجع بعض المحللين ظاهرة التضخم العددي للمترشحين إلى بعض مقتضيات المدونة الانتخابية والقانون المنظم للأحزاب خصوصًا ما يتعلق منهما بالحل والحرمان من التمويل العمومي للأحزاب التي لم تتجاوز عتبتي (1%) و(3%) على التوالي من مجموع المصوتين بالشوط الأول للاقتراع البلدي، وكذا تشجيع «التمثيل النسبي»، وولوج الأحزاب «خفيفة الانتشار» على ولوج المقاعد البلدية والجهوية والبرلمانية. والملاحظة الثانية التي قدمها السفير تتعلق بظاهرة «تشرذم وتفتيت المشهد السياسي، حيث لا تمثل اللوائح البلدية والجهوية المشتركة بين حزبين سياسيين أو أكثر نسبة (10%) من مجموع اللوائح المترشحة، وهو ما يُبَرًرُ بالعجز في مرحلة الشوط الأول، عن بناء تحالفات سياسية كبرى تُسهل على الناخب قراءة المشهد الانتخابي وتُيسر عليه الاختيار بين المتنافسين على أساس الرؤى والبرامج». ولاحظ كذلك «التفاوت في التغطية الترابية بالترشحات لصالح أحزاب الأغلبية الكبرى، حيث تصدر الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، الأحزاب السياسية الوطنية بتغطية (100%) من الدوائر الانتخابية فيما تراوحت الأحزاب الأخرى «واسعة ومتوسطة الانتشار» موالاة و معارضة بين نسبتي تغطية (60%) و(25%) من الدوائر الانتخابية». وتوقف السفير مختار ولد داهي أمام ضغط الآجال الانتخابية، فأكد أن (75%) من اللوائح المترشحة للمجالس البلدية والجهوية تم إيداعها في الساعات العشر الأخيرة قبل انصرام آخر أجل لإيداع الترشحات، كما أن المعلومات المسربة من مصالح اللجنة المستقلة للانتخابات تفيد بأن أكثر من ثلثي اللوائح البلدية والجهوية التي تم إيداعها لما تكمل ملفاتها، في حين لم يبق من الفسحة والرخصة الزمنية القانونية لإكمال الملفات المودعة إلا أقل من (48) ساعة». وتشير القراءات الأولى للمشهد السياسي الموريتاني إلى أن تنافسًا كبيرًا غير مسبوق سيندلع لا محالة، بين مرشحي الحزب الحاكم والمعارضة الموريتانية التي ألقت بثقلها في الانتخابات وهيأت آلياتها الإعلامية والسياسية لمراقبة مجريات الاقتراع، وللضغط على السلطات محاولة فرض تنظيم انتخابات حرة وشفافة، وهو ما يرى كثيرون أنه هدف سيكون من الصعب تحقيقه في الظرف الحالي. ويبقى الجانب الغامض في كل هذا هو المشهد المعاد تشكيله الذي ستتمخض عنه الانتخابات، والذي سيتحكم في مستقبل موريتانيا متعددة الأعراق كثيرة التـــناقضات. موريتانيا: سخونة في المشهد مع قرب انتخاب النواب والعمد ومجالس الجهات عبد الله مولود |
مفارقات التحديث الثقافي في السعودية Posted: 26 Jul 2018 02:15 PM PDT تخوض السعودية هذه الأيام مخاضا قيصريا في مجال التحديث الثقافي، لا يمكن توقع مستقبله ولا الاتجاهات التي يمكن أن يأخذها، ولا يمكن اليقين بقدرة السلطة السياسية على تدبير التوترات التي يمكن أن تنشأ من جراء التحكم في مختلف الفاعلين، وإجبارهم على مسايرة الرهانات الثقافية التي تحاول الدولة حمل المجتمع عليها. في السابق، كان هناك قدر من الذكاء في تنزيل نظرية التحديث من فوق، إذ عمدت السلطة السياسية ـ احتراما منها للمؤسسة الدينية ولهيمنة التيار المحافظ في المجتمع والطبيعة القبلية والعشائرية السائدة ـ إلى تشجيع شبكات تلفزيونية وقنوات فضائية، كان محور اشتغالها على الاختراق الناعم للمجتمع السعودي، وتفكيك بنية المحافظة فيه، وخلق جمهور واسع ينافس جمهور المؤسسة الدينية في السعودية، ولم تكن السلطة في حاجة مطلقا إلى توظيف المؤسسة الدينية، ولا إقحام النص الديني في معركة التحديث الثقافي. بل على العكس من ذلك، قامت برعاية الازدواجية الثقافية والقيمية الناشئة في المجتمع، مع استمرار سياستها في تمكين السلطة الدينية من السيطرة على المظهر العام الخارجي، فكانت قنوات MBC وروتانا وغيرها من القنوات الواسعة الانتشار في السعودية، تشتغل بقوة موازية لقوة الفقيه والمفتي، لكن دون أن تتورط الدولة يوما في دعوة المؤسسة الدينية إلى التخلي عن قناعاتها الفقهية والدينية. المفارقة اليوم، أن الدولة دخلت هذا المعترك بنفسها، وتدير معركة التحديث الثقافي من فوق، وتوظف المؤسسة الدينية، وتخرجها من دورها المعهود، وتريد منها أن تكون مسايرة تماما للدور الذي كانت تقوم به قنوات MBC، دون أن تأخذ بعين الاعتبار أن التحول داخل المؤسسة الدينية ينبغي أن يأخذ مداه في الزمن، وينبغي أن يكون ثمرة تجديد واجتهاد ديني تراكمي، وأن القهر الفوقي للمؤسسة الدينية، وتوظيفها في مثل هذه المعارك يمكن أن تكون له ردات فعل خطيرة وغير متحكم فيها. شيء متفهم أن يستشعر القادة اليوم أن بلدهم متأخرة جدا في مجال التحديث الثقافي، وأن العالم العربي كله يعج بالمسارح وقاعات السينما والمهرجانات ومراكز الأوبرا، في حين تحرم السعودية كل ذلك، وتعتبره مصدرا للاختلاط والفتنة والفسق. وشيء متفهم أيضا أن تستشرف القيادة رؤية أخرى لسعودية الغد، لكن، التحولات في المجتمع، خاصة ما يرتبط منها بالثقافة، وإن كان للدولة دور في مواكبتها وتيسير شروطها، إنما تتم في سياق دينامية مجتمعية تراكمية، تنهض قوى المجتمع بتحمل تبعاتها، وتنخرط في عملية مدافعة ثقافية ممتدة في الزمن من أجل حسمها، بل حتى المؤسسة الدينية، إذا كانت ممانعة للتحولات أو معيقة لها، فالرهان على تحديثها شرط سابق عن التماس دورها في التحديث الثقافي. ما معنى أن تتوحد تعابير المؤسسة الدينية في السعودية كلها بتحريم الموسيقى والمسرح والسينما ومختلف الأشكال الفنية التي تتوسل آلات الطرب أو يلتقي بها رجال إلى جانب نساء، ثم في لحظة يصدر عن مؤسسة الفتوى شيء مختلف تماما، كما ولو كان المجتمع لم يستقبل من هذه المؤسسة فتاوى مناقضة، والنتيجة أنه بدلا من الوثوق بهذه المؤسسة، وبما يصدر عنها، ينشأ توتر طارئ في المجتمع، يشكك في هذه المؤسسة، وفي مصداقيتها وأدوارها ورهاناتها وطبيعة علاقاتها مع السلطة ومع بعض الفاعل الأجنبي. في تجارب التحديث الثقافي الناجحة، دروس كافية على شرطية القوة المجتمعية. تلك القوة التي تتصدرها قياداتها الفكرية، وتتمدد في شكل حالة إصلاحية في المجتمع، ويصل أثرها إلى كافة المؤسسات، بما في ذلك المؤسسة الدينية، فتنشأ داخلها ديناميات ذاتية، تختلف مخرجاتها التفصيلية بين التقدم والتراجع، غير أن مسارها في العموم يكون متقدما، ويكون دور الدولة، ليس أن تحل محل هذه القوى، وتمارس القهر الفوقي على المؤسسات، لتضطلع بأدوار تخالف وظائفها ومواقعها السابقة، ولكن، أن تساير هذه الديناميات، وتجعل التطور المؤسسي والتشريعي، يواكبها ويدعمها بشكل متدرج وممتد في الزمن. لن نخوض في الجدل النظري حول أسبقية التحولات الاقتصادية والديمقراطية على قضايا التحديث الثقافي، فتلك قضية أخرى، يتم في الغالب تجاوزها في العالم العربي، الذي يبحث قادته في الغالب على تنمية مفصولة عن جذورها وأصولها الديمقراطية، ولن نتحدث عن مضمون التحديث الثقافي، وما إذا كان يقوم بوظيفة ضمن الرؤية النهضوية التي تستشرفها الدولة، أو كان مجرد نزوة أو مزاج مغامر يسعى من خلاله بعض القادة التدارك السريع للفجوة الحضارية قصد احتواء الانتقادات، ولكن، ما يهم في ملاحظة مفارقات التحديث الثقافي في السعودية هو ارتباك الآليات، وعدم الوعي بالتوترات الممكنة، وبشروط الزمن التي تتم فيها. ليس المهم أن يشعر العالم فجأة أن السعودية تغيرت، وأن النخبة الثقافية والفنية والإعلامية، والمؤسسة الدينية، انخرطت في رهان التحديث الثقافي الذي ترسم الدولة عناوينه، لكن المهم هو مدى تحمل المجتمع السعودي لهذه التحولات السريعة والفجائية، وتفهمه لهذه التغيرات في المواقع والمواقف، والأهم من ذلك كله مدى انخراطه فيه وردود فعل مختلف قواه إزاءه. بدون شك، هناك شرائح مجتمعية كانت تعيش من قبل «كبتا» ضامرا، ثم وجدت الفرصة مع موجة التحديث الفجائي، فانخرطت بشكل هستيري تجاوز توقعات صانعي هذه الموجة وداعميها من فوق، لكن هذه الشرائح لا تمثل كل المجتمع، ولا تعكس ردود فعله. ما ينبغي الانتباه إليه في مفارقات التحديث الثقافي في السعودية أن تعريف المجتمع وديناميات قواه، يتجاوز محددات التكوين النفسي والفكري والديني، ويتجاوز أيضا محددات التنشئة الثقافية والإعلامية، ويرتبط أكثر بمحددات السياق السياسي والاجتماعي والتحولات الإقليمية والدولية، أي أن المجتمع لا يتفاعل مع موجة التحديث الثقافي من فوق بمعزل عن وعيه بالتحولات التي تجري في بنية الحكم السعودي، والتحولات التي تجري في وظائفه السياسية والإقليمية والدولية. ومن ثمة، فإمكانية نجاح أي رهان ثقافي من فوق، يتطلب، بالإضافة إلى تنهيج التحديث الثقافي بآليات ناعمة تراهن على الديناميات المجتمعية، أن يتم الاشتغال على خلق القابلية لتلقي المضمون الثقافي للفعل التحديثي، ومقاومة كل العوائق والمشوشات التي تشكك في أدوار هذا المضمون بارتباط بالسياق السياسي والإقليمي والدولي. أسوأ سيناريو يمكن أن يواجهه تحديث ثقافي فوقي فاشل أن يكون أداة لإنعاش موجة التطرف في السعودية، وخلق نسخة جديدة من الغلو الديني، تتمرد على البنية الدينية برمتها، ولا تجد المؤسسة الدينية الحالية، بعد استنزاف مصداقيتها في الفتاوى المسايرة لطلب التحديث الثقافي، أي قدرة على مواجهتها وتقديم صورة لإسلام وسطي معتدل مقنع للشرائح الواسعة للمجتمع. ٭ كاتب وباحث مغربي مفارقات التحديث الثقافي في السعودية بلال التليدي |
قانون القومية: «إسرائيل فوق الجميع» Posted: 26 Jul 2018 02:15 PM PDT قد يشهد سيل الكتابات حول مصادقة الكنيست على قانون أساس: «إسرائيل الدولة القومية للشعب اليهودي» على وقوع حدث كبير ومختلف؛ رغم عدم الاتفاق على دواعي تشريعه، وعلى تشخيص مخاطره الحقيقية أو تبعاته المستقبلية. تعدّدت الآراء وانفرجت التقييمات على قوس من المواقف، تبدأ بفرح البعض لأنّ إسرائيل قد «بقّت البحصة» رسميًا، وتعرّت ككيان لا تصلح المواطنة المأمولة فيه ومعه – كما كان يدّعي أصحاب هذا الفرح – وتنتهي بنداءات الإهابة والاستنفار من قبل جهات عديدة، استشعر أصحابها بدنوّ اشتعال «أم المعارك»، في حين ما زالت خيارات مواجهتها الشعبية والجماهيرية ملتبسة وغير ناجزة. أتاح الإعلان عن القانون لمفكري المعسكرات السياسية الراديكالية والدينية القائمة بين المواطنين العرب في إسرائيل، فرصةً لتأكيد صحة معتقداتهم وتبريرها، متعكزين، كل من رصيفه، على تفسيرهم الخاص لتوقيت نجاح التشريع وإشهاره لمبادئ وحقائق كانت قائمة في الممارسة والفضاء الإسرائيليين، وشرعنتها بهذا السفور العنصري المستفز . حاول الكثيرون تصفير أهمية الحدث؛ فستبقى اسرائيل بعده، حسب هؤلاء، كما كانت قبله؛ وهي عندهم ليست أكثر من كيان «ذاهب إلى حتفه» إما بقوة الدعاء أو بغزارة البصاق! واذا لم تصدّقوهم فانتظروا الفرج لأنه قريب، والغدَ لأنه كالأمس شفيف. في المقابل، يتذرّع بتشريع القانون جميع من نادوا بضرورة مقاطعة الكنيست، ويعلنون مجددًا، بسببه، أن ساعة القطيعة، هذه المرة قد أزفت، وأن على أعضاء القائمة المشتركة تقديم استقالاتهم فورًا إلى غير رجعة؛ فالكنيست ليست في نظرهم منصةً مناسبة وكافيةً للنضال ضد سياسات القمع والعنصرية، علاوةً على تأكيد أصحاب مبدأ المقاطعة على أنّ القانون قضى نهائيًا على حلّ الدولتين، وأنّ على الجماهير العربية في إسرائيل أن تستعد للمواجهة الكبرى وللبدء في مراسم الكفاح المرّ، كما يليق بمن ينشدون العيش في وطنهم كرامًا وفي دولتهم أحرارًا. أما أتباع الحركات الإسلامية، فقد وجدوا بهذه المناسبة تعزيزًا لما يؤمنون به، وتسويغًا لكونهم حركة تغمس الدين في مفاصل الحياة اليومية، وتربطه بشؤون الدولة والأمة، كما كتب، على سبيل المثال، الشيخ كمال الخطيب بعيد إقرار القانون مصرحًا: «مع إقرار برلمان اسرائيل لقانون يهودية الدولة، فقد تبيّن لكل عاقل أن الدين منغمس في حياة الإسرائيليين، وأنه التوافق بين الكنيس والكنيست، فالسياسة حاضرة في الكنيس والدين حاضر في الكنيست. فلماذا يصر العلمانيون منّا على قوقعة الإسلام في المسجد والفصل بين الدين والحكم والسياسة؟ وإلا فإنه «الاسلام السياسي» يناصبونه العداء». الى جانب تلك المواقف سنجد مَن أكّد أن القانون يؤسس لمرحلة جديدة في الحياة السياسية الاسرائيلية، وسيؤثر على مكانة المواطنين العرب، لما سيخلقه من ديناميكية طبيعية ترافق العملية التشريعية، خاصة إذا كانت تحظى بمكانة دستورية عليا، كما هو الحال في قوانين الأساس الإسرائيلية. للجميع حق بالتعبير عن موقفه والدفاع عن قناعته وعقيدته وتحمّل مسؤولية ذلك تباعًا. أكثر من قانون، الإعلان عن مملكة إسرائيل الجديدة لا خلاف على كون المواطنين العرب، بجميع فئاتهم ودياناتهم، الضحايا المباشرين لهذا التشريع؛ مع ذلك يستهدف وجهه الآخر قطاعات صهيونية واسعة، علمانية ومتدينة، لا تتساوق تعاليمها مع تلك القوى الصهيونية المتدينة، التي أصرت على تمريره بالنصوص التي توافقت عليها؛ ولهذا سيشكّل يوم تشريع القانون حدّاً فاصلًا بين مفهوم الدولة التي اعلنت عام 1948 وفقًا للمضامين «البن غوريونية» – خاصة في ما يتعلق بعلاقة الدين ومكانته في الدولة، ومكانة الجيش، ومكانة التعليم الرسمي، والنظرة للعلمانية، وللحقوق المدنية، ومكانة المواطنين غير اليهود، وغيرها من ركائز الدولة والمجتمع – وبين جميع هذه المضامين والمفاهيم في الدولة « البينيتية» التي يعكس ملامحها بصرامة قانون القومية الجديد. لم تتردّد القوى السياسية اليمينية المسيطرة بالتعبير عن أهدافها، وعن إصرارها على إتمام مهامها وتدعيمها بتشريعات مناسبة، من أهمها وآخرها القانون الذي نحن بصدده؛ فجميع المتحدّثين الرسميّين باسم هذه القوى الصهيونية الدينية المسيحانية، أوضحوا أنهم يسعون لإحكام سيطرتهم على رقاب الأجهزة القضائية، وفي مقدمتها المحكمة العليا، بدون أن يغفلوا تمكنهم من أجهزة الأمن والجيش وجميع الوزارات السيادية وما يتفرّع عنها. في موازاة هذا التطوّر، بدأنا نلاحظ في السنوات الاخيرة كيف استشعرت جهات صهيونية عديدة مخاطر ما ينمو في أروقة حكم الدولة؛ ومع تصورها بأن العرب سيشكّلون الضحايا المباشرين لذلك التوحش العنصري الفاشي، أحسّت بأنهم ليسوا بعيدين عن فم التنين وعن نيرانه الحارقة، لأنهم في الواقع «غرباء» وخارج فقه قانون الأساس «إسرائيلنا التي فوق الجميع «. لماذا الآن؟ لقد استعان اليمين الاسرائيلي بقفزاته في السنوات الأخيرة بعتبات مدّتها أمامه بعض القوى السياسية والدينية الناشطة بين الجماهير العربية، خاصة تلك التي تؤمن بان إسرائيل ما زالت، كما قامت، كيانًا مزعومًا وباطلًا أقيم على باطل. إلى جانب ذلك سنجد، بالطبع، عوامل خارجية كثيرة ساعدته على إحكام سيطرته في الدولة وعلى إنجاز القانون بعد سبعة أعوام من النقاشات حوله ومحاولات تمريره الفاشلة؛ ومن بينها تعاظم قوة اليمين المتطرف في معظم الدول الأوروبية وغيرها، وتهالك وحدة الدول العربية وتهتك أنسجة الدول الاسلامية، وضعف حالة الشعب الفلسطيني. أعرف أن القوى العنصرية المتطرفة لم تكن بحاجة إلى مدعّمات ومنشّطات كي تمارس نهمها وجشعها وبطشها؛ لكنها نجحت بتجنيد بعض المواقف العربية وبرّرت بطشها بادّعائها ضرورة الدفاع عن مستقبل الشعب اليهودي ودولته، في وجه العرب الساعين من داخل الدولة إلى القضاء عليها وإقامة دولتهم القومية مكانها، أو امارتهم الاسلامية، كما يؤمنون ويصرحون ويكتبون. يجب التصدي ولكن كيف؟ انشغلت، كما كان متوقعًا، مؤسسات المجتمع العربي في إسرائيل بتداعيات القانون، وبادرت جمعيات ومجموعات كثيرة، وفي طليعتها «لجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير العربية في إسرائيل»، لعقد لقاءات تشاورية حول طرق التصدي لتبعات هذا التشريع. كل هذه المبادرات مباركة ولكن.. لن يراهن عاقل على ما قد يحدث قريبًا، وسيبقى أقوى الاحتمالات الواردة ألا نلمس تحرّكات «ثورية» مؤثرة، وذلك ببساطة لأنّ معظم أحزابنا وهيئاتنا التمثيلية ومؤسساتنا السياسية بنيت في عصور دارسة؛ ورغم جميع التحوّلات في العالم وفي المنطقة وفي الدولة، لم تبادر معظمها إلى مواءمة برامجها وآليات عملها لمتطلبات معطيات العصر الجدّية. لقد بقي أكثرها كذلك الشخص الذي يشهر سيفًا في وجه صاروخ «التوماهوك» أو كمن يريد اسقاط طائرة «أف 35 بمقلاع. لا أوافق على الدعوة للهجرة من الكنيست، وأخشى من فشل جميع المحاولات النضالية التقليدية، أو من عدم ارتقائها إلى خطورة الحدث؛ وأن يقتصر جدول «المقاومة» على بعض المبادرات القضائية، التي سيبقى سقفها «عدل» إسرائيل القوية، وإلى جانبها بعض الفعاليات «التحرشية» الحاصلة تحت ما يسمى مظلة الرأي العام الدولي ومؤسساته الغارقة عمليًا بما تمليه مصالح تلك الدول ومرابحات/ مقايضات قادتها الموسمية؛ وكما قلنا في الماضي نكرر أنه بدون كسر القوالب والخروج من فروض «القبيلة» لن ننجح في بناء «كواسر موج» قادرة على درء الهزائم والغرق. فقريبًا سوف نشعر، كمواطنين عرب، بنتائج هذا القانون على حياتنا اليومية وعلى مكانتنا السياسية. لن يقتصر تأثيره المباشر على مواقف الأجهزة القضائية التي ستنحني انصياعًا لروحه الجديدة، وتقتصّ بهدوء من لحم حقوقنا المدنية والسياسية – كحقنا في التأطر السياسي، وحقنا في التظاهر، وحقنا في السكن وفي الحركة وفي التعبير عن الرأي وغيرها- بل سينعكس أثره في علاقة الدولة معنا كأفراد ومجتمع ولن تبقى حياتنا عرجاء كما كانت، بل ستصير تفاصيلها أعقد وأصعب وهوامشها أضيق بكثير. سيكون الآتي أفظع، وسيفرض علينا الواقع المتشكّل، إذا بقي تعاطينا معه بأنماط العمل القائمة، طريقًا من اثنين: فإما مواجهة طاحنة كبرى مع نظام جديد يؤمن بأن الرب حليفه، والأرض سجادته وأننا هنا، نحن العرب، نتحيّن الفرصة «لقتله»؛ وهم يتصرفون بواقع حكمة اجدادهم القاضية بان «من جاء ليقتلك قم واقتله أولًا»، ويعرفون أن العالم يعيش في عصر، تقوم فيه فضائيات «النظام العالمي الجديد» بتصوير موت الملايين من الأبرياء كما تصوّر هوليوود أفلام «الغرب المتوحش». وإما نجاح من يؤمنون باقامة أطر مستحدثة وجبهات عريضة تعمل بأساليب ومفاهيم مبتكرة، وتنطلق من كوننا مواطنين في دولة يريد معظم قادتها التخلص منا، ولكن رغم ذلك يتطلب صراعنا في هذه المرحلة الحرجة، أن نجد فيها حلفاء ونحاول معهم الوقوف في وجه العاصفة وأمام نيران التنين. قد تكون مهمة ايجاد الحلفاء من العرب سهلة، أما من اليهود والصهاينة فصعبة أو عسيرة، ولكن عدم المحاولة، وهي أسهل، سيؤدي إلى ارتكابنا فشلًا خطيرًا، ستكون نتائجه أكبر من كابوس، لكنها، حتمًا، ليست أصغر من نكبة . كاتب فلسطيني قانون القومية: «إسرائيل فوق الجميع» جواد بولس |
حكايات قصيرة من فلسطين المحتلة Posted: 26 Jul 2018 02:15 PM PDT أينما اتجهت في فلسطين المحتلة تسمع قصصا عن المآسي التي يعيشها الشعب الفلسطيني. كل فلسطيني وفلسطينية عبارة عن مشروع رواية طويلة يمكن تحويلها إلى فيلم طويل. شكاوى لا أول لها ولا آخر حول ما يتعرض له الناس من مآسٍ بسبب الدولة المارقة وممارساتها العنصرية، فنسبة السكان هنا التي لم تعرف شيئا إلا الاحتلال قد تصل إلى 80%. كما أن رزمة أخرى من الشكاوى تتعلق بممارسات السلطة واستفزازاتها من ناحية التوظيف والمحسوبيات والفساد والبيروقراطية، أو كثرة الرسوم على المعاملات أو الإهمال الطبي. فقد حدث قبل أيام أن هجم أبناء بلدة كفر مالك على المستشفى الاستشاري، وألقوا الحجارة على الشبابيك فحطموها، احتجاجا على ما قيل «إهمال طبي أدى إلى وفاة الشاب رسمي عبد الرحمن حمايل وعمره 48 سنة». وهذا النوع من الرد على الخطأ بخطيئة منتشر تماما. ولكنني سأختار مجموعة من الحكايات المتعلقة بممارسات الاحتلال نحو الأطفال وهو في نظري الأهم. حكاية شادي شادي طفل مقدسي من مواليد 2003. متفوق في دروسه مدلل من أمه فريهان فراح لإصابته وهو في السنة الأولى من عمره بمرض في الدم. اعتقل يوم 30 ديسمبر/كانون الأول 2015 بتهمة حمل سكين خلال هبة الأقصى، أو ما سمي ثورة السكاكين. كانت والدته تخاف عليه أكثر من حدقتي عينيها بسبب المرض. لكنه عوفي قبل دخوله الروضة. وبسبب هذا الوضع ظل مرتبطا بأمه ارتباطا عاطفيا كبيرا وظلت أمه تخاف عليه أكثر من إخوته وأخواته. تصفه والدته: «شادي طفل ذكي نشيط يحب الرياضة والسباحة وركوب الخيل والدبكة الشعبية. متفوق في المدرسة، نظيف، نشيط، حنون على إخوته ووالديه». لكن طفولته البريئة تعرضت للانتهاك: «ذلك اليوم لا يمكن أن أنساه. تلقيت الخبر كالصاعقة لم أستطع أن أصدق أن طفلي الصغير ابن الـ12 سنة معتقل. كيف وهو ما زال غـِرا لا يعقل ولا يدرك ما يفعل؟». اقتيد شادي لسجن المسكوبية في القدس وتم التحقيق معه، من غير محام أو أحد من العائلة. واستمر التحقيق معه لساعات متأخرة من الليل ثم وضع في زنزانة باردة وتم حلق شعره تماما وبقي هناك ستة أيام في المحكمه الأولى. وقالت القاضية إنه مشتبه فيه لوجود سكين بحوزته، ولكن سيتم إطلاق سراحه كونه لم يرتكب أي جرم ولم يهدد حياة أحد ولم يشهر السكين. وطلبت القاضية إحضار كفلاء من أجل إطلاق سراحه بكفالة مالية نقدية بقيمة 1500 شيقل والتوقيع على كفالة تعهد بقيمة 10 آلاف شيقل. وبالفعل تم دفع الكفالة النقدية والتوقيع على كفالة تعهدية. لكن تغير القاضي قبل جلسة إطلاق سراحه وقبل المحكمة بيوم وقعت عملية فدائية في القدس وتغيرت مجريات المحكمه وقرر القاضي التأجيل، حيث استمرت بعدها المحاكمات لمدة سنة كاملة. تقول فريهان «في كل محكمة كنت أعطي شادي الأمل بأنه سوف يفرج عنه. فمن غير المعقول أن يحكموا على طفل لم يرتكب أي جريمة، بل مجرد حديث دار بينه وبين طفل آخر وسمعه أحد المستوطنين وبلغ الشرطه واعتقلوا الاثنين معا». يوم النطق بالحكم، طلب شادي من أمه أن تحضر معها ساندويتشة الفلافل المفضلة لديه وقطعة من الشوكولاتة على أساس أنه سيأكلهما وهو في طريقه إلى البيت، لكن المفاجأة أنه حكم بـ»ثلاث سنوات سجن مع التنفيذ». وهو ما زال قابعا في السجن كأصغر أسرى الحرية. صاحت والدته فريهان في القاضي: «أنتم صنفتم الطفل شادي إرهابيا حسب قوانينكم العنصرية، لكن بحكمكم هذا حولتم الطفل إلى بطل قومي لدى الفلسطينيين والعرب. انتم غيرتم مجريات حياته. كان بالإمكان الإفراج عنه ليعود إلى حياته الطبيعية يمارس طفولته البريئة، لكنكم بهذا الحكم الجائر عليه حولتم شادي إلى بطل قبل الأوان». حكاية ديما ولدت ديما إسماعيل الواوي في نوفمبر/تشرين الثاني 2003 في عائلة من بلدة حلحول التابعة لمحافظة الخليل مكونة من ثلاثة أولاد وست بنات. فلاحون يعتاشون على الأرض وما تطرحه من تين وعنب ورمان وحبوب وخضار. بقعة سرطانية تسمى مستوطنة «كرمي ناتسور» صادرت جزءا من أرض العائلة فجأة ووضعوا سلكا شائكا يحول دون وصول العائلة لأرضها. ديما بنت الثانية عشرة لا تعرف معنى المصادرة، لكنها تتابع عنف المستوطنين، وأكثر ما أخافها حرق محمد أبو خضير وعائلة الدوابشة. يوم 9 فبراير/شباط 2016 لحقت بوالدتها أم رشيد المتجهة نحو الأرض لقطع بعض الخضروات. وكانت تحمل حقيبتها المدرسية فلعل خيالها أقنعها أن الحقيبة وسيلة حماية، وإذا بالأسلاك الشائكة تقف في طريقها فدارت حول السلك وأضاعت طريقها وسلكت دربا أخرى. «وإذا بها قرب مدخل المستوطنة. صاح بها حرس المستوطنة أن تتجمد في مكانها. وقفت مرتعدة من الخوف. قال لها إرم حقيبتك. فرمت ثم تقدم ذلك الوعل الغليظ فكتف يديها خلف ظهرها وعصب عينيها ورماها على وجهها أرضا وداس ببسطاره القبيح على ظهرها إلى أن رمي بها في سيارة الأمن متوجهين نحو المعتقل. ضربوها ضربا مبرحا أثناء فترة التحقيق، ثم أحضروا سجانة غليظة وفتشتها تفتيشا تاما لحد التعرية»، قالت أم رشيد وهي تروي لي الحكاية. تقلب عليها سبعة محققين. كل واحد أغلظ من الآخر. اتهموها أنها تحمل سكينا لكن يديها الصغيرتين أضعف من أن تحمل سكينا لتضرب هؤلاء المدججين. حكمت عليها محكمة الأطفال العسكرية التي لا يوجد لها مثيل في العالم بتهمة الشروع في القتل بالسجن أربعة شهور ونصف الشهر، وغرامة مالية 8000 شيقل، والتوقيع على كفالة تعهد بقيمة 25000 شيقل. نقلت بعد ذلك إلى سجن «شارون» للبنات وأطلق سراحها بعد 75 يوما من الاعتقال الفعلي. وقد رشح اسمها ليدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأصغر أسيرة في المعتقلات الإسرائيلية وفي العالم وهي في سن الثانية عشرة. حكاية نديم نديم صيام نوارة طالب في الثانوية العامة يعيش مع عائلته في رام الله. ولد بتاريخ 25 مارس/آذار 1997. كان عمره 17 ربيعا عندما أطلق عليه الجندي بن ديري النار بتاريخ 15 مايو/أيار 2014 أثناء مظاهرة سلمية في ذكرى النكبة قرب بيتونيا المحاذية لسجن عوفرا. تابعت قضيته بتفاصيلها منذ البداية وكلما أعود إلى الوطن أتصل بوالده صيام لمعرفة المستجدات. بعد دفنه على أساس أن الجندي كان في حالة دفاع عن النفس، إلا أن والد صيام جمع الأدلة من كافة الأشرطة المصورة التي تثبت أن ابنه قتل عمدا بدم بارد ورفع قضية في المحاكم الإسرائيلية. تم اخراج نديم من القبر وتبين من التشريح أن الرصاصة التي اخترقت قلبه ووجدت في حقيبته تعود للشرطي الذي قتل نديم. كانت قضية مكتملة الأدلة لا يختلف عليها اثنان: شهود عيان، شهود مسعفون، شهود مصورون، ومن بينهم مصور «سي أن أن»، الرصاصة التي قتلت وجدت، وعدة كاميرات صورت القاتل وهو يطلق النار لحظة إصابة نديم باتجاه القاصرين. يقول صيام: «معركتي مع المحاكم الاسرائيلية استمرت أربع سنوات، وكما تعلم أن المقصود بالمحاكم الاسرائيلية محامي القاتل، والقاضي، إضافة إلى النائب العام الاسرائيلي الذي يمثل عائلة نديم أمام المحكمة، ففي القضايا الجنائية لا يوجد محام يمثلنا أمام المحكمة». القاتل في إسرائيل يعتبر بطلا قوميا ويجد بجانبه الشعب والحكومة وحتى المؤسسات المتصهينة. وقد جمعت له التبرعات وتحولت قضيته إلى رأي عام. تحقيق العدالة في المحاكم الاسرائيلية يكاد أن يكون معدوما، لأن اسرائيل تعمل على تغيير القوانين كما يحلو لها، في وقت الحاجة تحت عنوان قانون الطوارئ. يقول صيام «تم عمل صفقة بين المدعي العام الإسرائيلي الذي يمثل نديم والمحامي الذي يمثل القاتل. أما نحن كعائلة فلم نكن طرفا في هذه الصفقة، ورفضنا التوقيع عليها. وكانت الصفقة تغير لائحة المتهم من القتل غير العمد إلى القتل بسبب الإهمال. فالقتل بغير عمد حكمه من 13 إلى 20 سنة، بينما القتل بالإهمال من خدمة مجتمعية إلى 5 سنوات. وللأسف في الجلسة الأخيرة وبعد مماطلات دامت أكثر من أربع سنوات حكم على القاتل بـ9 شهور سجن وغرامة 50000 شيقل». وحتى هذا الحكم المخفف لم يتم تنفيذه واستأنف محامي القاتل الحكم». يقول صيام عندما اعتقل القاتل (وقيل سلم نفسه) بعد عدة أشهر من مقتل نديم ضجت القنوات الاسرائيلية بالخبر لتظهر للعالم أن إسرائيل دولة قانون، ولكن لم تأت على ذكر المماطلات ولا الحكم المخفف ولا التبرعات للقاتل. هذه عينة من ممارسات «دولة القانون والديمقراطية الوحيدة» في الشرق الأوسط كما يحبون أن ينعتوا دولة الأبرثايد بطبعتها المنقحة التي تجعل من جنوب إفريقيا «الأم تريزا». محاضر في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة رتغرز بنيوجرسي حكايات قصيرة من فلسطين المحتلة د. عبد الحميد صيام |
الأمن الناعم يترنح أمام الفساد الخشن.. نحو مقاربات أردنية جديدة Posted: 26 Jul 2018 02:14 PM PDT أظهرت الثورة التونسية مدى الاختلال الذي أنتجته دولة العسس، وبعد جولتين أظهرتا بؤس الحلول الأمنية في تونس ومصر، بدأ الحديث عن ضرورة تغيير النظرية الأمنية السائدة التي كانت تدفع بذريعة الغاية تبرر الوسيلة إلى حدودها القصوى، واستطاع الأردن أن يقرأ المشهد جيداً وأن يمشي على الحبل المشدود في تعامله مع أزمة 14 مارس/آذار 2011 ولم تتحول الزوبعة الأردنية إلى عاصفة، ولم يتحول دوار الداخلية إلى نسخة من ميدان التحرير، ولم يمتلك شيئاً من الزخم، وأتاحت هذه الأحداث الفرصة لمدير الأمن العام وقتها الفريق حسين المجالي لتطبيق نظريته في الأمن الناعم، الذي يسعى لتخفيض التوتر بين المواطنين والأجهزة الأمنية إلى الحدود الدنيا، حتى أن آلة المخالفات المرورية بدت شبه معطلة لأسابيع لتفويت الفرصة على أي احتكاكات محتملة. الأردنيون اعتادوا على التواجد الأمني، وعلى منسوب مرتفع من الهيبة الأمنية مقارنة بالدول العربية الأخرى، وسادت القناعة بالغاية التي تبرر التعسف الأمني أحياناً، لحماية البلد الذي يمتلك أطول خطوط اشتباك مع العدو الإسرائيلي، ولكن الأمن الناعم لم يستطع أن يرتقي من ردة الفعل التكتيكية ليشكل استراتيجية جديدة تستطيع أن تحملها مجموعة من الممارسات والقوانين، ففي فترة الانتظار والترقب بدأت تظهر مجموعة من السلوكيات غير الاعتيادية، تمثلت في خروج أصحاب السوابق ليحاولوا تشكيل جزء من الوجود المافيوي في الأردن، وبعد نحو سنة ونصف السنة كان الأمن يحاول أن يستعيد زمام المبادرة، لينفذ عملية الإطاحة بزياد الراعي أحد رؤوس البلطجة في الأردن، الذي استطاع أن يوظف حتى الفضاء الإلكتروني ليفرض سمعة إجرامية تحمل نبرة غير مسبوقة من الجرأة. الأحداث في سوريا فرضت منطقها في الأردن، وأعادت عملية السير بين الزجاج المكسور إلى ذروتها، وبدت الأجهزة الأمنية مستهلكة تماماً، في محاولة تجنب موجات تختبئ في موجات اللجوء السوري، وكانت الإزاحة السكانية الكبيرة تفرض توسعاً في الأعباء الأمنية، ترك وراءه فراغات كبيرة لم يكن من السهل السيطرة عليها، وأنتجت هذه الوضعية ظواهرها الخاصة، ومنها صاحب مصنع السجائر المزورة، الذي تشغل قصته الأردنيين منذ أيام، خاصة أن التفاصيل التي بدأت تطفو على السطح تؤشر إلى أن الأوراق التي كشفت لا تمثل سوى رأس جبل الجليد، بينما تسود حالة من الترقب في صفوف الأردنيين تتوزع بين التوقعات المعقولة والتكهنات الدرامية. يعيش الأردن أجواء متوترة، ورئيس الوزراء عمر الرزاز الذي تحصل على الثقة مؤخراً يواجه اختباراً حقيقياً لمدى جديته في محاربة الفساد، خاصة أن لعبة التسريبات أظهرت تباطؤاً وتكاسلاً، وربما تغاضياً من سلفه هاني الملقي في التعامل مع قضية السجائر المزورة، التي كبدت خزينة الدولة الأردنية مبالغ طائلة تحت بند التهرب الضريبي، فالمنتجات المزيفة كانت تباع بالأسعار العادية، بدون أن تورد فلساً واحداً لخزينة الدولة، ولكن صاحب المصنع لا يبدو وحيداً في هذه القضية، ولا يبدو أنه ينوي التحول إلى كبش فداء، خاصة أن هروبه خارج الأردن سيجعله متحرراً من أي ضغوط، وسيصعب التعامل مع القضية بشكل عام. لم يكن صاحب مصنع السجائر المزورة شخصاً معروفاً بين الأردنيين، وأتى صعوده السريع في الفترة التي أعقبت سياسة الأمن الناعم ليتحول إلى شخصية مؤثرة في فترة وجيزة، بدون أن يتحدث أحد أو يتساءل عن مصدر ثروته وعن مدى نفوذه، إلا أن شبكة علاقاته بدت مدروسة بعناية، حتى أطلق النائب مصلح الطراونة الشرارة الأولى ليبدأ بعدها (الأكشن) وتبدأ متتالية الأسئلة التي ما زالت تنتظر الإجابة، خاصة أن هروب المتهم في القضية التي تشغل الأردن أتى قبل المداهمة لمصنعه المشبوه بيوم واحد، وبينما تحاول الحكومة أن تتعامل بشفافية يبدو أنها تثير في تصرفاتها مزيداً من القلق والتوتر، خاصة أن النائب الطراونة تلقى تهديدات بالقتل لم تنفها الحكومة أو تنكرها وتعهدت بتقديم الحماية اللازمة، وبذلك يكون الأردن قد انتقل إلى عصر جديد من الفساد الخشن الذي ربما وجد فرصته في ثنايا الأمن الناعم. يسمح بهامش للخطأ يدنو من الصفر، والأمن في الأردن اليوم عليه أن يتعامل مع سقوط نظرية الأمن الناعم وتوابعها، بدون أن يقدم إيحاء بأن يكون ذلك استعداداً للانقضاض على الصورة المبهرة التي أنتجتها أحداث الدوار الرابع، والأردنيون في ظل تغيب الشفافية لفترة طويلة وكنتيجة لمرحلة طويلة من التقاليد الأمنية والتهديدات الموضوعية أو المصطنعة، يميلون إلى بناء نظريات المؤامرة ورعايتها. يفتقر رئيس الحكومة إلى فريق يمتلك الخبرة الأمنية أو السياسية، ويمضي معتمداً على عفويته التي تمنحه قدراً من التعاطف بين المواطنين، وتشكل في الوقت ذاته كعب أخيل أمامه، وفي قضية معقدة أخذت تتوسع لتدخل في لعبة تصفية الحسابات، فإن الرئيس أمامه الحصول على مزيد من الشعبية، أو مواجهة السقوط بصورة مدوية، فالشعبية لا تعتبر دائماً ميزة لأي شخص في موقع سياسي ينتظر منه أن يتخذ قرارات صعبة، والامتحانات أتت مبكرة أمام الرئيس، فهل تدفعه كما يقول بعض المتندرين دعوات أمهات طلبة الثانوية العامة الذين وجدوا في عهده فرصاً للنجاح، مقارنة بمن سبقوه ليواجه امتحانات سهلة على المستوى السياسي؟ أخذت أزمة البؤرة المافيوية ومركزها أو ممثلها الذي هرب إلى خارج البلاد، خطاب الرئيس الرزاز من المشروع النهضوي والعقد الاجتماعي إلى تفاصيل الإجراءات الجنائية والقانونية، ولم يعد أمامه الفرصة ليتحدث في فضاء (ما يجب أن يكون) فالجميع ينتظر منه مواقف واضحة بخصوص (ما هو كائن)، والهبوط الاضطراري والمبكر من فضاء النظرية إلى ميدان التطبيق يتطلب من الرئيس حلفاء يعتمد عليهم ويمكنهم أن يشكلوا قيمة مضافة وليس مجرد أصدقاء أو متعاطفين، فهذه الأرض الصعبة بكل رمالها المتحركة ترسم اشتباكاً معقداً بين الأمن والسياسة، في بلد طالما كانت فيه خطوط التقاطع والتواصل بين الميدانين مرسومة بدقة وعناية. بقيت مقولة التغيير واحدة من الكلاشيهات الغامضة التي تستخدم بإسراف في الخطاب السياسي في المنطقة العربية، فهي تحمل إيحاء إيجابياً بأن التغيير سيكون للأفضل، بينما لا تقدم أي ضمانة في الحقيقة بأن التغيير يمكن أن يذهب للأسوأ، وفي الأردن تأتي طروحات التغيير بكل ما تحمله الكلمة من غموض والتباس وتضليل وخطورة، فإن بات واضحاً بأن الأردن يخلف وراءه مرحلة كاملة بعد تجربة احتجاجات رمضان الأخيرة، فإن مراحل المرحلة المقبلة لم تتضح بعد ولم تتبلور، وتبدو الخطوط الأولية التي تحاول التنبؤ بملامحها مشدودة بتوتر بين حالتين مرضيتين من التفاؤل والتشاؤم، وما زالت توجد جماهير هائمة يحركها (الأكشن) ستقرر خلال الأسابيع وربما الأيام المقبلة أن تنضم إلى صفوف المتشائمين أو المتفائلين، وسيكون دورهم حاسماً في التأثير على البوصلة واتجاهها. كاتب أردني الأمن الناعم يترنح أمام الفساد الخشن.. نحو مقاربات أردنية جديدة سامح المحاريق |
متى تتحقق العدالة الأخلاقية لصالح الشعب الفلسطيني؟ Posted: 26 Jul 2018 02:14 PM PDT ماذا يريدون من فلسطين؟ أن تضمن حالة الهدوء وتتخلى عن المقاومة ولا ترد على قمع إسرائيل أو توسعتها للمستوطنات ومصادرتها الأراضي الفلسطينية، وإن لزم الأمر تتخلى أيضا عن المؤتمرات الدولية، وهي مطالب قديمة اشترطها سفير الولايات المتحدة بتونس في يوم ما على منظمة التحرير الفلسطينية. وإلى الآن لا يُسمح بتسوية سياسية، ما بالك بمطلب الاستقلال الكامل للفلسطينيين. ويعمل القادة المتتالون في إسرائيل «بوصفة رابين» وهي إخضاع سكان الأرض الفلسطينية بالقوة تحت ضغط اقتصادي وسياسي ومالي لكي يقبلوا بالشروط الإسرائيلية من موقع الضعف والانكسار. أما الطرح الإسرائيلي إزاء مقولة الدفاع عن النفس، الذي تُرددُه الولايات المتحدة الأمريكية أيضا في المحافل الدبلوماسية وتلوكُه في كل مرة، إنما يُبرز عقيدة دولة مارقة لا تعترف بالقانون الدولي منذ غزو بنما ونيكاراغوا، وصولا إلى تدمير العراق. وإسرائيل تسير على الدرب الأمريكي نفسه، فرغم ما يظهر للعالم بوضوح على شاشات التلفزيون من قتل وتهجير وعنصرية، فهي تفلتُ بجرائمها وتواصل الدفع باتجاه تدمير البقية الباقية من الحياة الفلسطينية. تأسيسا على ما سبق فإن الحد الأقصى الذي يُمكن أن تُقدمه أمريكا لصالح الفلسطينيين، هو أن يصبح العنف الاسرائيلي «عنيفا» بدلا من كونه «عنيفا جدا» ولا شيء غير ذلك، فمسألة الأراضي الفلسطينية المفتكة والمصادرة محسومة في الذهن الأمريكي الاسرائيلي، وهي خارج التفاوض. ما يؤكد أن هم أمريكا الأكبر في مفاوضات الشرق الأوسط يتمثل في تدعيم أمن إسرائيل على جميع المستويات، ولم يعد الفيتو الأمريكي مستغربا في أي من المحافل الدبلوماسية. فقد استعملت الولايات المتحدة الفيتو لصالح إسرائيل في أكثر من مناسبة، وهي التي عارضت بالفيتو أيضا منذ فترة مبكرة قرار الأمم المتحدة 242 لعام 1967 الذي يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية جنبا إلى جنب مع إسرائيل. ومنذ هذا التاريخ وأمريكا تُعرقل كل طروحات التسوية وإمكانياتها التي يدفع باتجاهها العالم أجمع، فلا سبيل لاستقلال فلسطين واسترجاع أراضيها، ولا سبيل أيضا وفق هذا المنظور إلى تسوية تقوم على وجود دولتين. وحتى المبادرة العربية التي طُرحت في أوائل عام 2002 وأقرتها الجامعة العربية، تُرفض من قبل واشنطن وتل أبيب، وهي التي تنص على الاعتراف بإسرائيل كدولة مندمجة في المنطقة، مقابل انسحابها إلى حدود أراضي 1967 بمعنى التخلي عن المستوطنات، وأخذ الأراضي التي احتلتها بين 47 و67 لا غير. وقوبل مثل هذا الكرم العربي بالرفض على سخائه. ويعد هذا ترجمة أخرى للإجماع الدولي الذي تقف الولايات المتحدة حجر عثرة في طريقه، وترفض إسرائيل في سياقه قبول السلام والاندماج في المنطقة، في تمسك واضح بمبدأ التوسع وعدم الاعتراف بالحدود، وهي في مسارها التاريخي المحدود تُقلص خيارات بقائها لإصرارها على العداء كونها قاعدة لأمريكا في المنطقة، تنفذ كل مطالب البيت الأبيض، فهي ليست سوى كيان وظيفي أمريكي تُصاغ سياستها المتذيلة وفق المتطلبات الأمريكية، وكل الحروب أو الاستفزازات التي تُقْدم عليها، إنما تتم بضوء أخضر أمريكي وبتصريح ومباركة البيت الأبيض. وهي سياسة انتحارية لإسرائيل تنقاد بتعصب مفرط وفوضوية دموية تُراكم مخزونا من الحقد والغضب والغيظ، الذي ستحمله أجيال متعاقبة. وإن كانت عملية الاستيطان هي جزء من اتفاقية أوسلو التي أعطت التفويض لبرنامج الاستيطان الإسرائيلي المؤيد من أمريكا تأييدا كاملا، في تشريع تاريخي مؤسف. فهل يمكن القول الآن إن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي يمكن التوصل إلى حله بالوسائل الدبلوماسية السلمية؟ يصعب ذلك على أقصى تقدير بالنظر إلى مسارات العرقلة على مدار الخمسة عقود الأخيرة على الأقل من تاريخ احتلال الأراضي الفلسطينية العربية. فإسرائيل تحتكم إلى الخيار العسكري وثقافة القوة، ولم تكن لتنسحب من قطاع غزة لولا التكلفة الباهظة التي تكبدها الجيش الصهيوني أمام الانتفاضة الفلسطينية، وبالتالي خيار المقاومة الشعبية أو المسلحة يبقى الأمثل أمام التعنت الاسرائيلي الرافض للسلام بشكل دائم ومطلق، خاصة عندما يزداد حال الفلسطينيين بؤسا وفقرا، في الوقت الذي تنتعش فيه المستوطنات الصهيونية. ومن العيب على هذه الأمة أن تواصل صمتها الرهيب والمخجل أمام كل ما يجري. كاتب تونسي متى تتحقق العدالة الأخلاقية لصالح الشعب الفلسطيني؟ لطفي العبيدي |
التعاون الأمني بين العراق والسعودية: الدلالات والنتائج Posted: 26 Jul 2018 02:13 PM PDT نشرت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية السعودية تصريحا مهما لوكيل وزارة الداخلية العراقية لشؤون الاستخبارات والتحقيقات الاتحادي اللواء «ماهر نجم عبد الحسين» الثلاثاء المصادف10تموز/يوليو2018 يتعلق بتطورات العلاقات العراقية –السعودية في المجال الأمني حيث أكد عبد الحسين «أن رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي رسم على تأسيس مجلس تنسيقي بين المملكة العربية السعودية والعراق يعمل على قدم وساق لتأسيس شراكة استراتيجية على المدى البعيد»، موضحا أن «هذه الشراكة أمنية ، وتجارية ، وأقتصادية ، وعلمية»، وأكد عبد الحسين أن «الأبواب مشرعة لتبادل أي شيء من المعلومات الأمنية ، لأنه مهم جدا وخصوصا مع دول الجوار في مسألة مكافحة الارهاب ، والجريمة المنظمة ، وحفظ الحدود» ويأتي هذا التصريح في ظل التسارع في المشهد السياسي العراقي ، ولكن هذا التعاون تنتابه العديد من الملاحظات وكما يأتي:- 1. أن التقارب الأمني العراقي-السعودي هو خطوة عراقية للابتعاد عن الدخول في محور معين ، والعمل على ترميم العلاقات الدبلوماسية مع دول الجوار وخاصة الخليجية منها. 2. أن التعاون الأمني العراقي – السعودي يتم في ظل التوازن مع علاقات العراق مع إيران ذات العلاقات المثيرة مع السعودية ، بحيث أن العراق قد يكون قد مسك العصا من الوسط بين الطرفين السعودي والإيراني. 3. قد يكون التعاون العراقي السعودي في المجال الأمني هو رسالة اطمئنان إلى إيران خاصة بعد تأكيد العبادي على «أن العراق لن يكون محطة انطلاق لضرب إيران» لأن العبادي يريد أن يقول للإيرانيين أن تطوير علاقته مع الرياض لن يمس جوهر العلاقات العراقية-الإيرانية. 4. أن التقارب الأمني العراقي-السعودي له ما يؤيده داخل الساحة السعودية ، حيث يؤكد محمد بن عبد الله آل زلفه الأكاديمي السعودي في جامعة الملك سعود ، والعضو السابق في مجلس الشورى السعودي الذي أكد على العمق التاريخي للعلاقات العراقية – السعودية بالرغم من ملاحظات العراق على الدور السعودي غير الرسمي في العراق وخاصة تسلل الانتحاريين السعوديين إلى داخل العراق للقيام بعمليات إرهابية ضد المدنيين، والأسواق ، والبنى التحتية إذ يقول زلفه أن «العارفين بتاريخ العلاقات السعودية –العراقية منذ بداية القرن العشرين يدركون تماما أنه من الغريب ألا يكون هناك تقارب عراقي-سعودي حيث الرياض وعلى مدى تاريخها الحديث ظلت تعتبر العراق عمقا استراتيجيا لها» قبل أن يعرج على العلاقة الجدلية بين أمن البلدين الجارين بقوله «أن أمن العراق كان دوما مرتبطا بأمن السعودية، وأن أمن هذه الاخيرة يتأثر طبعا بأمن العراق»، حسب تعبير الزلفه. 5.ترى بعض التحليلات أن أمكانية تطور العلاقات العراقية-السعودية يتم وفق التناغم مع وجهة النظر الامريكية لاجل التحرك في أطار تخفيف النفوذ الإيراني في المنطقة ومنها في العراق. 6. قد يصطدم الاتفاق الأمني العراقي-السعودي باستهجان شعبي عراقي خاصة بعد ظهور أدلة على وجود نفوذ سعودي في العراق في مرحلة أحتلال الموصل من قبل تنظيم الدولة الإرهابي في العاشر من حزيران/يونيو2014، وهناك عدم تقبل شعبي عراقي لأي تقارب عراقي – سعودي ما لم يقدم الجانب السعودي اعتذارا رسميا ، وتعويض لأسر الشهداء العراقيين الذين وقعوا إثر العمليات الارهابية التي كان منفذوها سعوديين. 7. بعض المراقبين يرون أن عودة العلاقات بين بغداد والرياض ستعطي دورا مهما في استتباب الامن الاقليمي ، ويمكن لها أن تكون فاتحة مهمة لايقاف النزيف الدموي الذي يشهده بعض بلدانها مثل العراق ، وسوريا ، واليمن ، وليبيا، فيما إذا تعاون البلدان بشكل جدي للقضاء على المجموعات المتطرفة المدعومة دوليا ، وإقليميا ، وغلق الحدود المشتركة أمام هذه المجاميع لمنع تنقلهم بين البلدين ، فضلا عن إيقاف التوترات ، والنزاعات الحادة الناجمة عن الخلافات ذات الابعاد الطائفية، وبالتالي الوصول إلى تعزيز تحالف إقليمي ضد إرهابيي تنظيم الدولة الذين سيطروا على مناطق في العراق ، وتخفيف التوتر الإقليمي في المنطقة. 8. ترى بعض الدراسات أن أسباب إصرار السعودية على تفعيل التعاون الأمني العراقي-السعودي في هذه الفترة بالذات من باب ما يسمى «الاستثمار السياسي» في العراق في هذا الوقت بالذات خاصة بعد قضاء العراق على تنظيم الدولة الإرهابي ليكون للسعودية مكان في المشهد العراقي من خلال الاستثمار في الأمن ، والاقتصاد ، وإعادة الإعمار ، أي جعل العراق ذي عمق عربي أكثر من الإقليمي في أطار هندسة وتنظيم النفوذ الإقليمي في المستقبل المنظور وخاصة مع الجانب الإيراني والتركي على حد سواء. 9. يرى بعض الباحثين أن التقارب الأمني بين العراق والسعودية في المجال الأمني سيكون إشارة إلى مرحلة جديدة من الحرب الناعمة بين السعودية وإيران في الساحة العراقية. 10. ترى بعض التحليلات أن الدور السعودي في العراق بعد عام2014 كان متوترا بسبب الأموال التي تصل إلى الجماعات المسلحة ، فضلا عن فتاوى التكفير لذا يدعو العراق السعودية لبدء صفحة جديدة بين البلدين لاسيما أن هناك حدودا مشتركة ، ومصالح مشتركة ، ومصيرا مشتركا ، فقضايا التقارب أكثر من الاختلافات الجزئية. بروفيسور العلوم السياسية والعلاقات الدولية التعاون الأمني بين العراق والسعودية: الدلالات والنتائج أ.د.جاسم يونس الحريري |
القوات الحكومية تطلق عملية عسكرية واسعة لتحرير منطقة الملاجم في البيضاء Posted: 26 Jul 2018 02:06 PM PDT تعز ـ «القدس العربي»: بحث المبعوث الأممي إلى اليمن «مارتن غريفث» أمس الخميس، مع قيادات من حزب المؤتمر الشعبي العام استئناف مفاوضات السلام. وقال الموقع الإلكتروني للحزب الذي كان يتزعمه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، إن «رئيس المؤتمر (جناح صنعاء) الشيخ صادق أمين أبو راس، وقيادات أخرى، استقبلوا مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن السيد مارتن غريفيث ونائبه معين شريم أمس الخميس في العاصمة صنعاء». وأكد المؤتمر حسب الموقع، دعمه لجهود المبعوث الأممي وموقفه الحريص على تحقيق السلام من خلال إيقاف العدوان (عمليات التحالف العربي) ورفع الحصار وأهمية تحقيق تسوية شاملة. وأوضح «أبوراس» رؤية المؤتمر لموضوع المشاورات التي تعتزم الأمم المتحدة الدعوة إليها في الفترة المقبلة، دون مزيدٍ من التفاصيل. وأشار «أبو راس» إلى «أهمية تهيئة الظروف الملائمة لإنجاحها (المشاورات) وتعزيز الجوانب الإيجابية وتجاوز السلبيات التي شهدتها جولات المفاوضات السابقة. وأضاف «أبو راس» أن المؤتمر سيكون طرفا رئيسيا وفاعلا من أجل إنجاح أي جهود او مشاورات من شأنها إيقاف العدوان ورفع الحصار وتحقيق السلام الشامل. وأكد «غريفيث» أنه سيواصل جهوده الرامية لتحقيق السلام بين اليمنيين. مؤكدًا أن الأمم المتحدة حريصة على إيقاف الحرب والإسراع في إطلاق مشاورات بأقرب وقت ممكن. ووصل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث الأربعاء إلى العاصمة صنعاء، في مستهل جولة جديدة من المباحثات حول استئناف المفاوضات لحل الأزمة، ووقف العمليات العسكرية في مدينة الحديدة، غربي البلاد. وعلى الصعيد الميداني، قال الحوثيون الموالون لإيران في اليمن أمس الخميس إنهم هاجموا مطار أبوظبي بطائرة دون طيار لكن لم يتضح بعد إن كان هناك أي أضرار أو ضحايا. ولم يرد تعليق بعد من السلطات الإماراتية على التقرير الذي بثته قناة المسيرة التابعة للحوثيين. وذكر مطار أبوظبي في تغريدة في وقت سابق أمس «تؤكد مطارات أبوظبي وقوع حادثة في مطار أبوظبي الدولي تسببت به مركبة لنقل الإمدادات في ساحة المطار التابعة لمبنى المسافرين رقم 1 في الساعة الرابعة من مساء اليوم (أمس)، والتي لم تؤثر على سير العمليات التشغيلية للمطار أو جدول الرحلات الجوية المقبلة والمغادرة». ولم يتضح إن كان ذلك يشير للواقعة ذاتها. إلى ذلك، أفاد الجيش الوطني، الموالي للحكومة الشرعية، في اليمن أمس الخميس بمقتل ما يقارب 25 عنصرا من الحوثيين وجرح العشرات في معارك في محافظة البيضاء. وقال اللواء الركن مفرح بحيبح قائد محور بيحان قائد اللواء 26 ميكا، في بيان للمركز الإعلامي للقوات المسلحة، إن «قوات الجيش أطلقت عملية عسكرية لاستكمال تحرير مديرية الملاجم، بدأت فجر اليوم (أمس) من منطقة الهجفة، وصولاً إلى مفرق عفار». وذكر أن المعارك لا تزال مستمرة «وأسفرت عن خسائر بشرية ومادية في صفوف مليشيات الحوثي الانقلابية، ومنها مقتل ما يقارب 25 عنصرًا من المليشيات إلى جانب عشرات الجرحى، فيما تمكن رجال الجيش من استعادة عدد من الأسلحة والذخائر المتنوعة». وأضاف، أن مساحة المناطق التي تم تحريرها، أمس، «تقدر بنحو 40 كم، ولم يتبق أمام رجال الجيش سوى 18 كم للوصول إلى مفرق عفار الاستراتيجي الذي يقطع خطوط الإمداد عن المليشيات في مناطق متعددة بما فيها مدينة البيضاء». ولفت إلى أن قوات الجيش تجاوزت جميع الصعاب بتحريرها عقبة القنذع ومنطقة فضحة وجبالها «وماهي إلا مسألة وقت وتكون محافظة البيضاء محررة بالكامل»، مؤكداً أن «العمليات العسكرية ضد مليشيات الحوثي الانقلابية مستمرة حتى تحرير كل شبر في اليمن». وكانت قوات الجيش الحكومي، قد حققت تقدما ميدانيا كبيرا خلال الأشهر الماضية، وأعلنت سيطرتها على 50 كيلو مترا من محافظة البيضاء، التي توصف بأنها قلب اليمن، كونها ترتبط بحدود ثمان محافظات. القوات الحكومية تطلق عملية عسكرية واسعة لتحرير منطقة الملاجم في البيضاء اليمن: غريفيث يبحث مع قيادات في حزب «المؤتمر» استئناف مفاوضات السلام خالد الحمادي |
الشبكة العربية لحقوق الإنسان تجدد طلبها الإفراج عن مصور مصري Posted: 26 Jul 2018 02:05 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي» من تامر هنداوي: جددت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، وهي منظمة حقوقية مصرية غير حكومية، أمس الخميس، مطالبتها بالإفراج عن المصور الصحافي محمود أبو زيد الشهير بـ «شوكان»، وتبرئته، وذلك قبل يومين من جلسة الحكم في قضية «فض اعتصام رابعة» العدوية. وأعربت في بيان عن «تمسكها بالموقف القانوني ببراءة موكلها شوكان والمحبوس احتياطياً على ذمة قضية فض اعتصام رابعة العدوية، منذ نحو 5 سنوات، وكذلك إعمال العدالة والقانون وتبرئة كل بريء لم يثبت ضده بالدليل استخدامه العنف». وكانت المحكمة، قررت في جلستها التي عقدت يوم 30 يونيو/ حزيران الماضي، مد أجل النطق بالحكم في القضية لجلسة السبت 28 يوليو/ تموز الجاري، لتعذر حضور المتهمين من محبسهم، ولاستمرار المحكمة في التداول في القضية، مع استمرار حبس المتهمين على ذمة القضية. وأبدت قلقها من «استمرار إطالة أمد المحاكمة، ما يعني استمرار الحبس الاحتياطي الذي استخدم فعلياً كعقاب ضد موكلها، ومتهمين أخرين في القضية». وجددت طلبها السابق بـ«الحكم بتبرئة شوكان من التهم المرسلة، التي وجهت ضده، خاصة مع غياب أي أدلة، وكذلك تقديم محاميه أدلة براءته التي تمثلت في شهادة من وكالة ديموتكس الإعلامية تفيد بتكليفه بالتغطية الصحافية لعملية فض الاعتصام، فضلا عن شهادتين من صحافيين أمريكي وفرنسي كانا بصحبة شوكان أثناء القبض عليه، قبل أن يتم إطلاق سراحهما ووضع شوكان كمتهم في القضية، وهي الوثائق التي تؤكد أن شوكان كان موجوداً في زمان ومكان الاعتصام بمناسبة القيام بعمله الصحافي، كما تم تقديم مجموعة من الصور التي التقطها شوكان في أحداث سابقة على الفض، والتي توضح عدم وجود أي انحيازات أو انتماءات سياسية له». وأعادت الشبكة العربية التذكير بأن «قضية فض اعتصام رابعة العدوية، والذي أسفر عنه وقوع المئات من القتلى في نحو 12 ساعة، لم يقدم فيها أي مسؤول أو ضابط أو جندي للمحاكمة، رغم العدد الهائل من القتلى، واقتصر المتهمون على المعتصمين وبعض الموجودين في مكان الواقعة لأسباب لاعلاقة لها بالاعتصام، مثل شوكان نفسه، الذي وجد لممارسة عمله الصحافي في تغطية وقائع الفض». وبينت أن «محاكمة شوكان الذي ألقي القبض عليه يوم 14 أغسطس/ أب 2013 تزامناً مع فض اعتصام رابعة العدوية، قد استمرت لنحو ثلاث سنوات أمام المحكمة، فضلاً عن سنتين من التحقيقات أمام النيابة العامة، وهي الفترة التي قضاها شوكان كاملة خلف القضبان بقرارات حبس احتياطي جائرة ومخالفة للقانون، أي أنه والكثير من الأبرياء قد قضوا 5 سنوات من الحبس الاحتياطي المطول الذي يدفعونه من حياتهم». وخلال فترة اعتقاله حصل شوكان على العديد من الجوائز الدولية، منها الجائزة الدولية لحرية الصحافة في عام 2016 على مجمل أعماله الصحافية واستمرار اعتقاله. وأعلنت اللجنة الدولية لحماية الصحافيين، منح جائزتها لشوكان في 18 يوليو/ تموز 2016، حيث جاء تكريمه مع 3 صحافيين آخرين من الهند وتركيا والسلفادور نتيجة تعرضهم للقمع في بلدانهم. وفي 23 أبريل/ نيسان الماضي، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) منح شوكان، جائزة اليونسكو الدولية لحرية الصحافة لعام 2018. الشبكة العربية لحقوق الإنسان تجدد طلبها الإفراج عن مصور مصري |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق