Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الاثنين، 30 يوليو 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


لماذا تراجعت السعودية في باب المندب؟

Posted: 29 Jul 2018 02:27 PM PDT

أعلنت المملكة العربية السعودية وقف عبور ناقلاتها النفطية عبر مضيق باب المندب «إلى أن تصبح الملاحة فيه آمنة»، وذلك بعد أن تعرضت ناقلتا نفط عملاقتان تابعتان للمملكة لهجوم من قبل ميليشيات الحوثيين اليمنيين خلال عبورهما للمضيق.
قال السعوديون إن الهجوم أدى لإصابة طفيفة في الناقلة، لكن القرار يكشف عن رعب كبير لدى السعوديين، فإعطاب إحدى هاته السفن العملاقة، التي تحمل مليوني برميل من النفط الخام، يعني خسارة لوجستية واقتصادية كبيرة للمملكة، كما أنه قد يؤدي لتلوث كبير للبحر الأحمر، سيؤثر على بلدان الخليج اقتصاديا وسياحيا وبيئيا.
تزامن الهجوم الحوثي على الناقلتين مع تصريحات عنيفة لقائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني تقول إن البحر الأحمر لم يعد آمنا للقوات الأمريكية، وهو ما يجعل الهجوم قابلا للتأويل باعتباره يتجاوز استهداف المصالح السعودية إلى اعتباره «دفعة على الحساب» لـ»الشيطان الأكبر»، الذي بدأ حرباً اقتصادية وسياسية فعلية على إيران، كان آخر آثارها وصول سعر الدولار إلى 110000 ريال وهو الرقم الأكثر انخفاضا في تاريخ العملية الإيرانية.
وإذا كان الهجوم الحوثي البحري على السعودية يعتبر أقلّ من التهديد الإيراني باستهداف الأمريكيين أنفسهم، وهو استكمال، بالتالي، لـ»الحرب بالوكالة»، أو عزوف عن مواجهة غير محسوبة النتائج النهائية مع الأمريكيين، فإن رد الفعل الأمريكي والغربي البارد تجاه قرار السعودية لا يتناسب مع الحدث، ويضعف موقف الرياض، الذي يستقوي بالأمريكيين.
حاولت وسائل إعلامية سعودية العزف على هذا الوتر من خلال المطالبة بـ»مواجهة التصعيد الإيراني بالتصعيد»، وبـ»توجيه ضربة حاسمة وقاصمة لإيران»، ولعلّ التجاهل الأمريكي للمسألة دفع وسائل أخرى للتوجه إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن لاتخاذ إجراءات تضمن سلامة الممرات المائية.
القرار السعودي يعني، بوضوح، نجاحا للهجوم الحوثي، ومن ورائه لإيران، فهو يؤكد أن المملكة لا تستطيع وقف هذه الهجمات، وأنها مضطرة لهذا الحلّ المكلف كثيرا، الذي سيضطرها لاستخدام الطرق البرّية وصولا إلى موانئ أخرى لا يمكن للحوثيين، ومن ورائهم الإيرانيون استهدافها.
يشير القرار أيضاً إلى أن السعوديين لم يتمكنوا من إقناع الأمريكيين بحماية ناقلاتهم النفطية، أو أن «تسعيرة» الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو الذي لا يكف عن مطالبة دول الخليج بدفع ثمن «حمايتها»، أعلى من أكلاف تغيير الطرق البحرية، ولو اعتبر الإيرانيون وحلفاؤهم الحوثيون في ذلك انتصارا لهم.

لماذا تراجعت السعودية في باب المندب؟

رأي القدس

تنميط آداب العرب

Posted: 29 Jul 2018 02:27 PM PDT

خلال محاضرة حول حضور الأدب العربي في أوروبا، ألقيتها في العاصمة الأردنية عمّان بدعوة من منتدى عبد الحميد شومان، وشرّفني بتقديمها وإدارتها الصديق الشاعر والتشكيلي الفلسطيني زهير أبو شايب؛ حرصت على تحديد ما أعنيه شخصياً بالمفردات الأربع التي تشكل موضوع المحاضرة.
«الحضور»، في يقيني، هو مجموعة الظواهر والاستجابات وردود الأفعال التي تقترن بتلقّي نصّ ما، أو مجموعة نصوص؛ على صعيد القارئ المنفرد أولاً، بما في ذلك الدارس والمختصّ والمراجِع والناقد؛ ثمّ على صعيد شرائح الرأي العام الأعرض، سواء لجهة الاتفاق أو الاختلاف. وأنحاز، من جانبي، إلى نظرية في الاستجابة ترى أنّ التلقي الأعمق أثراً هو ذاك الذي يتجاوز ردود أفعال الأفراد في سياقات زمنية ومكانية وجمالية محددة، إلى طراز من ردّ الفعل يتنامى جَمْعياً فيصبح أكثر رسوخاً وديمومة. على سبيل المثال، لست أرى أنّ تلقي «ألف ليلة وليلة» في ترجمة الفرنسي أنطوان غالان، القرن الثامن عشر، يطابق تلقي 78 ترجمة أخرى للعمل ذاته، ظهرت على امتداد قرنين ونيف؛ ولكنّ للنصّ مساحة دلالية وثقافية تأصلت خارج خصائصه الفنية، كعمل سردي، وبالتالي فإنّ له رسوبات عميقة في أعمال كثيرة تستوحيه، أو توحي به، لدى قارئ عريض وقياسي.
ولهذا فإنّ «الأدب» ليس مجرد نصوص مستقلة في ذاتها، فنياً وزمانياً ومكانياً، فحسب؛ بل هو، كذلك، تلك النصوص التي قد يحيلها القارئ إلى نماذج قابلة للتماهي، على هذا النحو أو ذاك، مع القيمة المعيارية لـ«ألف ليلة وليلة». على سبيل المثال، يمكن للقارئ الأوروبي أن يقرأ عمل نجيب محفوظ «أولاد حارتنا» في أبعاده الفلسفية والميتافيزيقية المركبة والثرية؛ ويكرر الممارسة ذاتها مع رواية الياس خوري «باب الشمس»، بوصفها الرواية الفلسطينية الكبرى في الجليل؛ ولكن ليس للتفسيرين أن يحجبا عن القارئ حقّ تلمّس تقنيات «ألف ليلة وليلة» في العملين، من حيث تناسل الحكايات من بعضها البعض.
و«الأدب العربي» هنا، واستطراداً، هو ذاك الأدب المترجم من اللغة العربية إلى اللغات الأوروبية، والذي يتوجب تمييزه عن أدب يكتبه فرنـسيون من أصول عربية، مباشرة بالفرنسية (أو أي لغة أوروبية أخرى)، ولكن موضوعاته هي الفيصل الأول في تحديد ما إذا كان ينتمي إلى كتلة الأدب العربي الحاضر في أوروبا، أو كتلة الأدب الوطني الفرنسي. الفيصل الثاني هو أحادية اللغة أو ثنائيتها لدى الأديب، وكيف تنعكس الحال على النصّ لغوياً، ثمّ ثقافياً. على سبيل المثال، قد لا تتوازى، بل قد تتقاطع، أنساق تلقي القارئ الفرنسي إزاء عمل مثل»النول» للجزائري محمد ديب، وعمل مثل «ليون الأفريقي» للبناني أمين معلوف.
وأمّا أوروبا فإنها، بالطبع، ليست واحدة موحدة في طبائع استقبالها للأدب العربي المترجم إلى لغاتها. ثمة مجموعة دول ذات ماضٍ استعماري (فرنسا، بريطانيا، هولندا، البرتغال، إسبانيا…)؛ ودول كانت على احتكاك بالثقافة العربية، ودّي أو عدائي (إسبانيا، عبر التاريخ الأندلسي)؛ ودول تحمل إرثاً نازياً أو فاشياً، وتسعى اليوم إلى التكفير عن ذنوب الماضي (ألمانيا وإيطاليا). الأدب العربي لا يُستقبل على قدم المساواة في إطار هذا التنوّع، حتى حين تتوفر قواسم مشتركة ذات صفة دينية (الحروب الصليبية)، أو سياسية/ دينية معاً (الصراع مع الإمبراطورية العثمانية)، أو الموقف من الإرهاب المعاصر الذي يرفع ألوية الجهاد الإسلامي.
وفي مقالة مشهودة بعنوان «أدب محظور»، تعود إلى عام 1990، روى إدوارد سعيد الحكاية التالية: «قبل ثماني سنوات من فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل للأدب، كان ناشر تجاري أساسي من نيويورك، معروف بآرائه اللبرالية وغير الإقليمية، قد طلب مني اقتراح روايات من العالم الثالث للترجمة والإدراج في سلسلة ينوي إصدارها. وكانت القائمة التي سلمتها له تتصدرها روايتان من أعمال محفوظ، لم تكن أيّ منهما موزعة في الولايات المتحدة (…) وبعد أسابيع على تسليمه قائمتي استفسرت عن الروايات التي اختارها، فأعلمني أنّ ترجمة محفوظ لن تُنفذ. وحين سألت عن السبب، أُعطيتُ إجابة ما تزال تسكنني منذئذ: المشكلة أنّ العربية لغة إشكالية».
ويضيف سعيد بأنه عجز عن فهم المعنى الذي قصده الناشر، الليبرالي والمنفتح، إلا إذا كان يرى أنّ العرب ولغتهم «أقلّ احتراماً»، وبالتالي «أكثر خطورة» من أن تقترب منها منشوراته. ولهذا، في تلك الحقبة من الزمان كما هي الحال اليوم، ما تزال الآداب العربية غير معروفة نسبياً في الغرب، بالقياس إلى سواها من الآداب العالمية الرئيسية؛ وذلك في أزمنة تشهد تطوّر الأذواق الغربية لصالح النتاجات غير الأوروبية، كما أنّ الآداب العربية تشهد من جانبها تبدلات نوعية بالغة الأهمية يُفترض أنها تشجع على التلاقي بدل التنافر، خاصة من حيث السمات الحداثية والعصرية التي باتت تلك الآداب تتصف بها.
وعلى نحو ما، في الوسع القول إنّ المحتوى الجوهري لتلك الإشكالية ما يزال قائماً، وبقوّة في الواقع؛ بل لعله اتخذ وجهة من التطيّر أكثر شدّة من تلك التي شاعت في مطلع تسعينيات القرن الماضي، حين كتب سعيد مقالته تلك. كذلك فإنّ تنميطات الماضي توالدت ذاتياً، أو تنوّعت وتجددت؛ ومثلها المحاذير والحساسيات المسبقة.

تنميط آداب العرب

صبحي حديدي

إمبراطورية «التبغ الحرام» و «المملكة»: أين الخبر والمبتدأ في الأردن؟ وعندما تتبرع مخرجة سعودية بـ«القدس» للمحتل

Posted: 29 Jul 2018 02:27 PM PDT

سوء حظ عاثر يرافقة توقيت أسوأ ليس أكثر وضع محطة «المملكة» الأردنية الوليدة حديثا أمام أصعب الاختبارات بعدما انفجرت ألغام «التبغ والتهريب والسجائر» بالتزامن مع بدء البث في المحطة، التي وعدت الجمهور بان تكون «خبر المبتدأ الأردني».
ما الذي يمكن أن يقدمه مايكروفون ولد بعسر للتو إزاء واحدة من أضخم فضائح الفساد التي كشفت في آخر ربع قرن؟
أشفق من قلبي على الزملاء، لأن شاشة «المملكة» حديثة الولادة لديها من التقنيات ما يفوق تقنيات التلفزيون الحكومي وتدربت فنيا على ذراع فريق خبير من «بي بي سي» وأعفت نفسها مسبقا من منافسة تلفزيون الحكومة ومحطة «الجزيرة» إخباريا عندما قالت إنها شاشة خدمة المجتمع الأردني فقط .
طبعا كان يمكن استغلال اللحظة.. وكان يمكن التلوين في تقديم تغطية مختلفة للشعب المتشوق لأي تفاصيل لها علاقة بخديعة السجائر الكبرى.
لكن لا يُلام الطاقم، فالمحطة وليدة وتتلمس طريقها، ومن الصعب أن تبدأ مسيرتها باشتباك مع قضية ضخمة جدا لا أحد في الأردن يعرف حتى اللحظة، كيف ولماذا نكش عش دبابيرها وكيف ولماذا ستنتهي، فالخصم هنا مجهول وابن ليل وقد تكون له أذرع في عمق الجهاز الرسمي.
المفارقة المضحكة أن محطة المملكة تأخرت عشرة أشهر على الأقل بسبب دائرتين في الحكومة هما «المواصفات والمقاييس» و«الجمارك» عند المصادقة على المعدات.
هما الدائرتان نفسهما اللتان تبين للشعب اليوم أنهما على الأقل «في الماضي» لم تقوما بالواجب الوطني والقانوني في «منع تسرب» عشرات المعدات الصناعية المهربة، التي تستعمل لسنوات في زراعة وانتاج التبغ الحرام.

العالم السفلي والتبغ

لكن الأردن بـ«المملكة» وبدونها على خريطة الشاشات العالمية اليوم والسببت حجم فساد التبغ المكتشف حديثا، والذي أخطر ما فيه أنه يوضح لنا نحن معشر المواطنين السبب المتواصل لأزمة «عجز الميزانية»، حيث يدخن الأردنيون بمعدل 5 مليارات دينار سنويا وتدفع الشركات المحترمة، فيما يتهرب من حقوق الدولة عشرات «الشبيحة» من تجار الغفلة وشبكة كبار اللصوص.
لا يريد التلفزيون الأردني التعامل مع المشهد، ويصر على أسطوانة «العرس عند الجيران»، لكن «بي بي سي» مثلا ومعها «سكاي نيوز» تعتبران ما يجري في «المبتدأ الأردني» خبرا كونيا وله علاقة بالإقليم، فيما تصر القناة الثانية في التلفزيوني الإسرائيلي على أن المسألة لا تتعلق بمجرد رجل أعمال مغامر يزرع ويصنع سرا السجائر، بل بشبكة إقليمية لتهريب التبغ والتجارة الحرام والمخدرات.
حكومة عمان لا تقول شيئا محددا وملتزمة بـ«النص» فقط، وهي تمارس الشفافية الموعودة حتى أن زميلنا الإعلامي أسامة الشريف سأل علنا: بماذا تختلف شاشة «المملكة» عن شاشة التلفزيون الأردني؟
عموما، قالها عضو البرلمان مصلح طراونة مبكرا.. «الباقي أعظم» فقد أكتشف الأردني أنه يسبح فوق بحر من المصانع السرية وأن بعض تلك المزارع المسماة كمناطق معزولة عن الدولة والقانون بأسماء شيوخ عشائر أو مسؤولين سابقين ما هي إلا أوكار للجريمة في الأساس.
هو العالم السفلي في الحالة النخبوية الأردنية والاكتشاف الصادم حصل بمجرد قرار «إداري» اتخذه رئيس وزراء جدي.. تخيلوا معي هول الصدمة لو صدر قرار سياسي سيادي بالإستمرار.

فيلم سعودي في القدس

كدت أفقد القدرة على التمييز بين عرض فيلم سعودي في القدس المحتلة بواسطة «التطبيع» مع إسرائيلين وبين دعم صمود القدس والدعوة إلى تحريرها من العهد الجديد في المملكة العربية السعودية.
أصابني هذا الفصام وأنا أتابع تلك الصورة النادرة أمام الكاميرا للمخرجة السعودية هيفاء منصور، التي التقطها الموقع الإلكتروني لمحطة «سي أن أن» وهي تطرح رأيا على طريقة «سمك… لن… تمر هندي».
الشابة السعودية مدحت أولا ولي العهد.. «الأمير محمد بن سلمان رائع» ثم فجأة تحولت إلى«ما يحصل في السعودية شيء رائع» وعلى طريقة أبو عنتر رحمه الله في مسلسل «غوار الطوشه» الشهير تنتقل الصبية للعبارة، التي احتفت بها القناة الثانية في تلفزيون العدو، حيث قالت إنها «مستعدة للعمل مع منتجين إسرائيليين عبر السلطات الرسمية لبلادي».
السيدة حرة في خياراتها الانتاجية، وقد نقول إنها حرة في التطبيع، لكن حريتها تقف عند أصغر حجر يلهو به طفل فلسطيني عندما يتعلق الأمر بالتصفيق، لأن فيلمها المقبل سيعرض في القدس وعلى أساس أنه خبر سار وفتح مبين لهذه الأمة.
عرض الفيلم في القدس وعبر الإسرائيليين، وبموافقة محمد بن سلمان، وبعد التسحيج له، لا يعطي أي جهة في الكون حقوق التبرع بالقدس لإسرائيل، فالقدس لها أهلها وأصحابها، وأفلام التطبيع السعودي هي خنجر في خصر الشعب الفلسطيني العظيم، بصرف النظر عن كل المشهيات والمغريات.
مجددا نقولها بملء الفم لا يملك كائن من كان التبرع بفلسطين، وإذا رغب الشقيق السعودي يمكنه إقامة دولة قومية لليهود في أي بقعة داخل السعودية ومجددا… أي بوصلة لا تشير للقدس عربية إسلامية فلسطينية منحرفة حتى لا نقول خائنة… نقطة أول السطر.

مدير مكتب «القدس العربي» في عمان

7gaz

إمبراطورية «التبغ الحرام» و «المملكة»: أين الخبر والمبتدأ في الأردن؟ وعندما تتبرع مخرجة سعودية بـ«القدس» للمحتل

بسام البدارين

المفاضلة بين الاستبداد والاستعمار: عودة إلى «نموذج» جيمس ميل

Posted: 29 Jul 2018 02:27 PM PDT

ليس هناك ما هو أكثر عدمية وعبثية من مماحكات المفاضلة المعادة المكرّرة بين الاستبداد بالمطلق وبين الاستعمار بالمطلق. منها ما نراه بشكل مؤسف اليوم عند المفاضلة بين ما يكابده السوريون وما يرزح تحته الفلسطينيون، ومنها ما يدمن عليه «الفكر اليومي» لكثير من المتبلّدين بين نوستالجيا الاستعمار الأوروبي المباشر لبلداننا، وبين نوستالجيا لصفحات استبدادية ما قبل أو بعد استعمارية.
في جنوب آسيا أيضاً، لم يغادر التفكير تماماً دوامة هذه المفاضلة، مع فارق، وهو أساسي، أنها مفاضلة أقل إطلاقية بين «جوهرين» استبدادي واستعماري من تلك الرائجة بين النخب العربية، ذلك أنها بقيت متأثرة بقالب وضعه جيمس ميل في كتابه الضخم «تاريخ الهند البريطاني» مطلع القرن التاسع عشر.
لم يكلّف ميل نفسه عبور المحيطات والسفر إلى الهند، بل نظر إلى هذه المسافة عن موضوعه كدليل موضوعية. أراد درء مغريات «الإستشراق» والإفتتان بغرائبية الآخر الآسيوي. عاب على المستشرقين أنهم يحابون الشرقيين ويستعينون بهم على العقلانية في حواضر الغرب نفسها. يشغفون بترهات الشرقيين وأباطيلهم وأنساقهم القهرية وكلّ ما فيه ابتعاد عن ملكة العقل والحس السليم. لا يمكن أن يعمر الاستعمار وأن يؤتي ثماره للمستعمِرين والسكان الأصليين على حد سواء بالنسبة إلى جيمس ميل ما لم يقطع هذا الاستعمار مع الإحتفاء الإستشراقي بالشرق وغيبياته وقهرياته.
نجد عند جيمس ميل إذاً منطقاً مختلفاً تماماً عن منطق ربط الاستعمار بالإستشراق عند ادوارد سعيد. بالنسبة إلى سعيد الإستشراق مهّد للإستعمار الأوروبي للهند والبلدان الإسلامية مثلما أنه واكب كل مراحل هذا الاستعمار أوّلاً بأوّل. أما بالنسبة إلى جيمس ميل مطلع القرن التاسع عشر يعتبر هذا الإستشراق «عقبة معرفية» أساسية تعترض سبيل الاستعمار. صحيح أن جيمس ميل يكتب على قاعدة القسمة بين الشرقيين والغربيين، لكنه يكتب أيضاً على قاعدة الإقتناع بأنّ الغرب قادر على تحطيم هذه القسمة، وليس تأبيدها من بعد تدويرها لمصلحته.
كذلك، لم يعتبر جيمس ميل أن الشرقيين بلا تاريخ، بل عارض النظرة الإستشراقية بمحاولته المسهبة والشيّقة حين تقرأ اليوم، لتحقيب تاريخ الهند. للهند تاريخ عند ميل، مثلما لأوروبا تاريخ. لئن كان مألوفاً في عصر جيمس ميل تقسيم التاريخ الأوروبي قسمة ثلاثية إلى عصر ذهبي قديم، وقرون وسطى، فأزمنة حديثة، فقد اعتمد القسمة نفسها فيما يتصل بالهند. عاشت شبه القارة عصراً ذهبياً في ظل إمبراطوريات قامت داخلها ودانت طبقتها الحاكمة بالبوذية، ثم دخلت ظلمات قرونها الوسطى حين انتصرت الردّة البراهمية على السلالات البوذية من ناحية، وخضعت معظم شبه القارة للفاتحين المسلمين الأتراك والأفغان من ناحية ثانية، فوقعت الهند أسيرة للإستبداد الشرقي السلطاني وفقهائه من ناحية، وظلامية الكهنوت البراهماني الهندوسي من ناحية ثانية، إلى أن كتب للأوروبيين التمدّد على سواحلها، ثم الشروع في إخضاع أقاليمها مع إستعمار «شركة الهند الشرقية» البريطانية للبنغال. لقد كتب جيمس ميل مجلداته قبل نصف قرن من الاستعمار البريطاني الشامل للهند في أعقاب قمع إنتفاضة السباهي ثم قيام إمبراطورية الهند البريطانية «الراج».
ركّب جيمس ميل إطاراً أيديولوجياً لتحقيب تاريخ الهند يعكف المؤرخون منذ عقود طويلة على تفكيكه، لكنه ما زال يتصف بالحيوية والقدرة على التنبيت بأشكال مختلفة. بالنسبة إلى ميل ينقسم تاريخ الهند إذاً إلى ثلاث مراحل، تماماً كما هو حال تاريخ أوروبا، عصر ذهبي انقضى حين خسر البوذيون المُلك، وظلمات وسيطية تمدّدت بالاستبداد السلطاني الإسلامي وتحجّر البراهمة على رأس مجتمع الطبقات الوراثية المقفلة الهندوسي (نظام الكاست)، ثم عصر حديث يفتتحه الاستعمار البريطاني، من حيث هو في آن، على ما توخاه ميل، عصر التحرر المزدوج، من الاستبداد السلطاني الإسلامي ومن ظلامية البراهمة ومعتقداتهم القهرية التي لم يتمكّن حتى الفاتحون المسلمون من استئصال سوئها في المجتمع. تحمّس جيمس ميل مثلاً لإلغاء تحريق الأرملة مع زوجها، أو طقس «الساتي»، في وقت كان لا يزال معظم العاملين في إدارة الشركة البريطانية في البنغال يوصون بتجنّب الإقتراب من هكذا موضوع إشكاليّ، وترك الهندوس يتدبّرون تحت قيادة البراهمة دنياهم ومعادهم بمعرفتهم.
بالنسبة إلى جيمس ميل، الاستعمار يحرّر، لا بل يحرّر المسلمين والهندوس من بعضهما البعض. بمعنى: السلاطين المسلمون كافحوا دوماً للحدّ من غلواء المعتقدات والطقوس الهندوسية الصادمة بالنسبة إلى التوحيد الإبراهيمي ككل، سواء كان إسلامياً أو مسيحياً، ولم يتمكنوا على سبيل المثال من إنهاء طقس «الساتي»، لا بل تمادى الشرك والإستعانة النضالية بميثولوجيا الملاحم، لا سيما «الرامايانا»، في سياق المقاومة الضارية لسلاطين دهلي ودكان. والهندوس كافحوا من جهتهم دوماً لمقاومة السلالات الغازية الأجنبية المسلمة التي تبتغي القطيعة مع التراكم الحضاري المديد لشبه القارة الهندية. إذاً، الاستعمار يأتي ويحسم المسألة. يفكّك منظومة الاستبداد السلطاني الإسلامية، ويقوّض منظومة الهيمنة المجتمعية البراهمية. هذا ما توخّاه جيمس ميل، في مجرى كتابه الموسوعي المصمّم أيديولوجياً.
«لم يطبّق» الاستعمار البريطاني للهند «الوصايا» المخزنة له في كتاب جيمس ميل على نحو تام. كان الاستعمار بحاجة لتمدّده ليشمل كل الأقاليم إلى البراهمة، وساهم في تقوية نفوذهم الإجتماعي الثقافي في المجتمع، إلى درجة ظهر فيها «الراج البريطاني» في بعده المحليّ على أنّه تمكين لـ«الراج البراهماني».
في نفس الوقت، غلبت حتى أواخر القرن التاسع عشر في الهند نظرة المستعمر البريطاني إلى النخب الإسلامية على أنّها الأكثر قابلية لحماية سيطرته السياسية، وأكثر جدارة بالإحترام كونها تمتلك تقاليد قتالية ومعادية للشرك. كذلك، وعلى رغم من اتخاذ الإدارة الكولونيالية قرارها بحظر طقوس تحريق الأرملة «الساتي»، فإنّ الاستعمار البريطاني للهند أعفى نفسه إلى حد كبير من رطانة «رسالة التحديث الحضاري» التي كان يتشدّق بها الاستعمار الفرنسي، وفي المقابل كان تكريس اللغة الإنكليزية كلغة تدريس للنخب الوسيطة بين المستعمر والسكان، على حساب اللغة العالمة والأدبية الأساسية للحضارة الهندية بمسلميها وهندوسها طوال قرون: الفارسية.
بالتوازي، غذّت الهيمنة البراهمانية على المجتمع أشكالاً مختلفة من إحياء اللغة المقدسة القديمة، السنسكريتية، ليس ببعثها إلى الحياة مجدّداً، وإنما بـ«سنسكرتة» اللغات التي يتداولها الهندوس في العصر الحديث، لتغذية التباعد مثلاً بين ما أصبح لاحقاً يعرف بلغة «الهندي» في مقابل لغة «الأوردو»، مع أنهما في الأصل واحد.
رغم كل هذا، لعب كتاب جيمس ميل دوراً مفصلياً في صياغة سرديات الهنود، هندوس ومسلمين، لماضيهم وحاضرهم على امتداد القرنين الماضيين، وتقريباً إلى اليوم، سواء في الهند أو في باكستان. القسمة الثلاثية التي اعتمدها استعادتها التيارات الفكرية المختلفة بأساليب مختلفة، لكنها أثرت خصوصاً في السردية الغالبة، على المؤرخين في مرحلة الإستقلال الوطني. فعند هؤلاء ينقسم تاريخ شبه القارة ثلاث مراحل أساسية، ذهبية ومظلمة وحديثة. الأخيرة تبدأ بحلول الاستعمار وتتجذر بانسحابه طالما أنّ مناط الحركة الوطنية (أيديولوجيا «حزب المؤتمر») كان «القانون البريطاني من دون العسكري البريطاني». مع هذا، لم يكن سهلاً التعامل مع قرون ما قبل الاستعمار البريطاني على أنّها «قرون وسطى مظلمة». عملت الأيديولوجيا شبه الرسمية لمرحلة ما بعد الاستعمار في الهند على التركيز على نموذجين مختلفين في هذه القرون الوسطى. جلال الدين أكبر، سلطان المغول: مستبد عقلاني وتنويري يعمل على توحيد الهنود بصرف النظر عن أديانهم، بل يعمل على توحيدهم الديني مسلمين وهندوس مبتدعاً «الدين الإلهي». وفي المقابل، حفيده السلطان اورنكزيب: رمز لإضطهاد الأكثرية الهندوسية وتدمير معابدها.
رغم هذا السعي للموازنة بين نموذجين ايجابي وسلبي للإستبداد السلطاني، فقد ظلّت النظرة المهيمنة في الهند بعد الإنفصال، تستعيد النظرة إلى تاريخ السلاطين المسلمين فيها «كإستعمار خارجي» منقسم بين مستنيرين وظلاميين، إستعمار خارجي تكفّل الاستعمار البريطاني بتحرير الهنود منه. في المقابل، اعتنت السردية المهيمنة في باكستان بالشطر الآخر من نظرة جيمس ميل، وهي أنّ هيمنة البراهمة على المجتمع كانت المتسبّب الأوّل بالظلام، وأنّ خطيئة الاستعمار البريطاني الأصلية أنّه لم يأخذ بنصائح جيمس ميل المعادية للبراهمة ومعتقداتهم وعاداتهم، بل طوّعه البراهمة لمصالحهم وغاياتهم.

٭ كاتب لبناني

المفاضلة بين الاستبداد والاستعمار: عودة إلى «نموذج» جيمس ميل

وسام سعادة

«كيندل» عربي

Posted: 29 Jul 2018 02:26 PM PDT

منذ فترة قليلة، لا تتعدى الشهرين أو الثلاثة، أتاح موقع أمازون للتسوق الإلكتروني، وغالبيته كتب، فرصة للإنتاج العربي أن يتواجد في الموقع بطريقة جيدة وسلسة، ويمكن تحميل الكتب وقراءتها من الموقع، عبر قارئ الكتب المعروف بكيندل، وأيضا يمكن قراءتها عبر الآيباد والأجهزة الأخرى التي تسمح بالقراءة. وبذلك تصبح للكتب العربية فاعلية كبرى ويمكن العثور عليها عالميا جنبا إلى جنب مع الكتب الأجنبية، التي كان تطبيق كيندل حكرا عليها حتى عهد قريب.
وحين تتصفح موقع أمازون العربي، تسعد كثيرا بوجود عشرات الآلاف من الكتب، فيها الكتاب الإبداعي وغير الإبداعي، لكتاب وشعراء ومفكرين وسياسيين، قدامى ومعاصرين، وأيضا قائمة بالكتب الأكثر مبيعا، وبعض الكتب المهمة التي تعامل بطريقة جيدة للفت أنظار القراء، بعرض صفحات منها وهكذا.
وقد سارعت دور نشر عربية كثيرة إلى المشاركة في هذا الطرح، منها دار الساقي والدار العربية للعلوم وهاشيت أنطوان، وغيرها من الدور ذات الاسم العريق، والقاعدة الكبيرة من الكتاب الذين يكتبون لها، وأظن أن الأمر كان حيويا لهذه الدور، ويمكن أن يخفف كثيرا من القرصنة الإلكترونية التي أضحت نهجا عاديا، حيث يتولى البعض سرقة الكتاب الورقي وتصويره، وإتاحته للقراءة مجانا، في زمن وجيز جدا من تاريخ نشره، وقبل أن يكتمل توزيعه على المكتبات ومعارض الكتب، وتوجد مواقع بعينها أضحت الآن قبلة لعشاق القراءة المجانية، يغشونها كلما صدر كتاب وأرادوا مطالعته، أو كلما لمع كتاب فجأة لسبب أو لآخر، وهي في الغالب تلبي الأذواق كلها، وتتم تغذيتها باستمرار من دون الالتفات لأي حقوق لأي شخص.
القراءة من جهاز الكيندل عربيا، تدفعني أيضا للتساؤل عن حجم المتعاملين بهذا النوع من القراءة، وأعني القراء الجادين الذين تكلفهم القراءة تكاليف معينة، ولا يفرقون بين شراء كتاب وشراء رغيف خبز، وغالبا لا يلجأون للمواقع التي تستلب الكتب وتعرضها بلا ثمن.
أعتقد أن الأمر مشجع، وشركات كبرى مثل أمازون لا تطرح فكرة كهذه من دون دراسة واسعة، وغالبا هناك قراء إلكترونيون سيقتنون الكيندل ويستخدمونه في المعرفة، ربما جنبا إلى جنب مع الكتاب الورقي الذي اتضح أن لا غنى عنه مطلقا، مهما تعددت وسائل أو تقنيات القراءة في هذا الزمن، إنه أشبه بمعنى راسخ، يتجاوز كل المعاني، أو يعيش معها من دون أي حرج، سيقرأ الناس إلكترونيا، وفي الوقت نفسه سيقرأون ورقيا، قد تجد غلبة عند البعض لنمط معين لكن لا مشكلة، إنها قراءة من أجل المعرفة أو المتعة أو كليهما، في النهاية.
فقط تأتي ميزة الكيندل في خفة وزنه وسعة ذاكرته التي تستوعب آلاف الكتب، ويستطيع الشخص أن يسافر به، يقرأه في المطارات وساعات الانتظار في أي مكان مثل دوائر العمل الروتينية، وعيادات الأطباء وغير ذلك. بالطبع يستطيع أن يقرأ كتابا ورقيا أيضا، لكن الكتاب يظل واحدا بينما الكيندل آلاف الكتب كما ذكرت.
تطبيق آخر بدأ ينتشر في هذه الأيام، ويجذب إليه بعض المهتمين بالكتب، وهو تطبيق الكتاب الصوتي، وأعني الكتاب العربي المحول إلى كتاب مسموع لأن الكتاب الأجنبي يتبع هذه التقنية منذ فترة طويلة، وتجد دائما في مواقع بيع الكتب، ومنها أمازون، كل التطبيقات المتاحة للقراء بما فيها الكتاب المسموع.
أعتقد أن تقنية الكتاب الصوتي العربي انطلقت من السويد في الفترة القريبة الماضية كون السويد بلدا مزدحما بالمهاجرين العرب، وتعيش فيه اللغة العربية مسالمة وآمنة بجانب لغة البلاد الأصلية، وربما لغات أخرى أقل أهمية، لأن شركات الكتاب الصوتي التي خاطبت المؤلفين العرب، خاطبتهم من هناك. والآن توجد قاعدة ضخمة على تطبيق الكتاب الصوتي فيها عشرات الآلاف من الكتب ويمكن الاستماع لها في أي وقت لا يكون الشخص مستعدا فيه للقراءة، مثل قيادة السيارة أو الجلوس في الطائرة، أو وسط ثرثرة يود الشخص الخروج منها، وحقيقة استمعت لعدة كتب منها كتاب لي، تمت صياغتها بهذه التقنية، وأعجبتني أصوات القراء وقدرتهم على التفاعل مع القصة والسرد الأدبي، وأيضا خلو قراءتهم من الأخطاء. إنهم أشخاص مدربون بلا شك على مثل تلك القراءات، ولم يدخلوا الأمر عشوائيا.
كما قلت هذه التقنية انتشرت بشدة والآن نسمع بين حين وآخر ظهور شركة جديدة تود أن تتعاقد مع كاتب، وصارت لبعض تلك الشركات أركان خاصة في معارض الكتب يستطيع القارئ المراد استقطابه ليصبح مستمعا، أن يجرب بنفسه الاستماع لفقرات من كتب، وبالتالي يقرر إن لاءم الأمر ذوقه أم لا؟
أعتقد في النهاية، أن كل جديد يستهدف القراءة والقراء، هو تقنية في صالح الكتاب، وعلى الرغم من رائحة البيزنس التي تنبعث من مشاريع كهذ،ه لكن لا مناص من الاعتراف بأن البيزنس أضحى طبعا في كل فكرة وكل منحى وكل درب، ربما لا يكون المبدعون العرب شركاء فعليين في الصفقات المربحة، على الرغم من وجود مؤلفاتهم لكنهم لن يمانعوا في انتشارها بأي كيفية.
لذلك مرحبا بالكيندل الأمازوني والكتاب الصوتي، وبأي تقنية تساهم في خدش الركود وانتشار الكتاب.

٭ كاتب سوداني

«كيندل» عربي

أمير تاج السر

علاقات مدمِّرة

Posted: 29 Jul 2018 02:26 PM PDT

■ تبدأ هذه العلاقات تحت غطاء عاطفي يوهمنا دوما بأن العلاقة التي تربطنا ضرورية ويجب علينا أن نتقبلها كما هي، قد يكون الطرف الآخر في العلاقة والدك أو أمك أو أخاك أو صديقك أو زبونا أو طبيبا أو معلما… أو حبيبا.
الاحتمالات مفتوحة أمام هذه العلاقة التي قد تنجح وقد لن تنجح أبدا مهما حاولنا إصلاحها وتصحيحها. الأسهل من بين تلك العلاقات، تلك التي بمقدورنا أن ننهيها، لنتخلّص من تأثيراتها المدمرة لنا، كقطع العلاقة بصديق يتفنن دوما في جعلنا نحزن وننهار ونتوتر ونفقد أعصابنا بوجوده، أمّا الأصعب فحين تكون العلاقة مبنية على رابط عائلي قريب، مثل الأم التي تقلب حياتك نكدا بملاحظاتها، والتي لا تعجبها تصرفاتك حتى وأنت في الثلاثين من عمرك، أو في الأربعين، أو حتى وأنت قد تجاوزت الخمسين، فتتلف أعصابك وهي تنتقدك أمام عائلتك بـ»يا ولد»، أو تندب حظها لأنها فقدتك إلى الأبد منذ تزوجت وأصبحت زوجتك ملاصقة لك في كل كبيرة وصغيرة، ومثلها مثل الأب الذي يجعلك تشعر دوما بأنك طفل فاشل، وأنك ضائع بدونه، وأن أي كلمة تتفوه بها تصبح غلطة تُحسب عليك، حتى تتمنى لو أنّك ولدت أخرسَ، كل سلوك أو تصرف منك هو خاطئ سلفا، كل مبادرة منك لبناء العلاقة من جديد هي محاولة فاشلة تزيد من إذلالك وإفشالك.
على هذا النّسق تكون العلاقات المُدمِّرة، التي تمصُّ طاقتك شيئا فشيئا، حتى تتحوّل إلى كائن مفرغ من الحياة، جثة متوترة تتحرّك، تأكل وتشرب وترى الكوابيس حين تنام. ثمّة علاج حقيقي لكل هذه المتاهة المُروِّعة، لكننا نخافه، يسمّى علاج البتر، بقطع تلك العلاقات نهائيا، أو خلق جدران تفصلنا عن أصحابها، أو على الأقل مسافات تمنحنا فرصة لنتنفّس هواء نقيا.
الأزواج الفاشلون في إنشاء علاقات هادئة، وأسر طبيعية، هم أكثر عرضة لأمراض العلاقات المدمرة، وهم في الحقيقة يبدأون بتدمير بعضهم بعضا في تلك المؤسسة التي تبدأ من أجل إنشاء أسرة وتنتهي لأنها كان يجب أن تُبنَى على المحبة والاحترام، أو ما نعرفه من مرجعيتنا القرآنية على «المودّة والرّحمة». ثمة علاج آخر لفهم تلك العلاقات والتخفيف من حِدّة تأثيرها عليك، وهو متوفر في «أكزخانة الكتب» كما كان يقول لي صديق مصري قديم، دواء لا نجده سوى في الروايات العظيمة والنصوص الشعرية التي أقامت إلى الأبد في قلوبنا، وسكنت أرواحنا بكل أحلامها الغضة. هناك نرى حقيقة العلاقات الإنسانية كاملة، نرى المدمِّر منها والبنّاء. المحفِّز، والدّاعم، والمُفَجِّر لطاقاتنا، والمنكِّس لها، وقد يفهم قارئ الأدب الجيد بشكل عفوي أن «دراكولا» ليس أكثر الشخصيات شرا في المخيلة الأدبية، ولا حتى «هانيبال ليكتر» الذي أكل قاتلي أخته بالطريقة نفسها التي أكلوها فيها، ولكنه نوع آخر، يتسلل إلى ذاتك مثل فأر صغير، يقضم داخلك كل ليلة بطقطقة القوارض المزعج، يأكلك شيئا فشيئا حتى تصاب برهاب القوارض والأصوات المتكررة التي تمنعك من النوم والشعور بالسكينة، هذا النوع وجدناه عند شكسبير في «هاملت»، حين وضع مرايا تعكس واقع الإنسانية جمعاء في مسرحيته الخالدة، فرأينا أنفسنا في «هاملت» بأوجهه المتعددة، المظلوم والظالم، الشرير والطيب، المخدوع والخادع.
كثيرا ما رأينا أنفسنا فيه، قبل أن نخسر طيبتنا ونتحوّل إلى أشرار مع مبررات كافية لإطلاق شرورنا على الآخر. كما رأى البعض نفسه في «غرترود» والدته، بدون الحاجة للاعتراف بذلك، ورأى البعض الآخر نفسه في « كلوديس» ماقِتا نفسه من شدة خسته وإجرامه، وحتى «أوفيليا» هناك من يرى نفسه فيها، بل إنّ «أوفيليا» بالذات عندنا منها الكثير، في ما أعتقد أن مجتمعنا العربي يرى نفسه أكثر في «فولتموند، وكورنيليوس» لو أنّه قرأ المسرحية أو على الأقل تابعها على شكل فيلم ولماذا يقرأ؟ إنه يؤدي الأدوار بشكل جيد على مسرح الحياة الواقعي.
ولأنّ «هاملت» مسرحية معقدة وصعبة، وحتى الطبعات المختصرة لها لا تقل صعوبة عن النص الأصلي، فإن الأقرب لنا ولثقافتنا البسيطة شكسبير العرب ـ بعد إذنكم – نجيب محفوظ الذي ترك لنا ما يكفي لنفهم علاقاتنا، في نماذج كثيرة من أدبه، خاصة توصيفه الدقيق لشخصيات «بين القصرين» و«قصر الشوق» و«السكرية» وبراعة تشريحه لمكنونات مجتمعنا الذي يعيش طيلة الوقت بالأقنعة، ولكنّه خلف تلك الأقنعة هو «سي السيد» و«أمينة» و«زنوبة» وهذا يفسد حياة ذاك، والحياة تستمر غير آبهة بمن يحترم من؟ ومن يخاف مِمّن؟ ومن يحب بصدق، ومن يحب بخبث؟ ومن يحلم بالثورة فيمارسها في الشارع لأنها هناك أسهل من أن يطبقها في بيته.
إن لم نقرأ الأدب ونحن خلال فعل القراءة بدون تلصص على ما تخفيه الأقنعة فإن قراءتنا ناقصة، لهذا نحن أكثر المجتمعات حاجة للأدب، كون الحقيقة مغطاة في كل مكان أمام أعيننا، في بيوتنا المسيجة، في مؤسساتنا الغامضة، في شوارعنا الباهتة، وحتى في الإنسان نفسه، هو المصقول حسب قوالب معينة. أليست كل هذه المعطيات كافية لتحريضنا على الهروب أحيانا إلى حيث تكتمل الرؤية لنرى الأشياء واضحة؟
خوسيه ساراماغو نموذجا، في روايته «العمى» وهو يكشف لنا الهلع من الآخر حين تنعدم رؤيته، ألم يُبسِّط معضلتنا وما نعانيه في مجتمع يتقن التخفي والإخفاء وتغطية الحقائق؟
لعلّها قراءتي الخاصة لرائعته، ولغيري قراءة مغايرة، لكن ما أريد أن أخلُص إليه هو أن ما نسميه مجاملة أحيانا، واحتراما للآخر، ومراعاة لمشاعره، وتفادي كسر خاطره، هو في الغالب نوع من الهدم والرّدم الذاتي لدواخلنا، فالاحترام حين يزيد عن حدّه يصبح إلغاء للذات، ومراعاة مشاعر الغير على حساب مشاعرنا نوع من جلد الذات، وتفضيل كسر خواطرنا وإبقائها سليمة عند الغير مازوشية مبالغ فيها تجاه أنفسنا، وأعتقد أن احترام الذات يبدأ من إدراك هذه الأشياء، وما إن نحترم ذواتنا حتى يقابلنا الآخر بالاحترام. هذا في العلاقات المفروضة علينا فرضا، أمّا علاقاتنا الاختيارية فلنا متسع لتنقيحها، أما جراحنا التي لا تبرأ جرّاء نهاية مأساوية لعلاقة ما فلا أدري إن كان الحل متوفرا في «زغرب»… في كرواتيا يوجد متحف خاص وفريد من نوعه للعلاقات المنكسرة، يدخله مكسور القلب ويكتب اسم محبوبه الذي طعنه، تاركا أثرا من آثاره، ويخرج. أما فكرة المتحف فقد بدأت معرضا متنقلا، ابتكره أحدهم ثم استقر عام 2011 في متحف، ليعطي صبغة معينة للمكان، نال إثرها جائزة «كينيث هيدسون» لأكثر المتاحف الأوروبية ابتكارا…هل هذا ما يلزمنا للتخلُّص من أعباء علاقاتنا المسمِّمَة لحياتنا؟

٭ شاعرة وإعلامية من البحرين

علاقات مدمِّرة

بروين حبيب

السيسي في مؤتمر الشباب: بكاء وطعام ورفض للرحيل ودفاع عن سياساته الاقتصادية

Posted: 29 Jul 2018 02:26 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: على مدار يومين، هما مدة المؤتمر الشبابي السادس الذي تنظمه الرئاسة المصرية، واستضافته جامعة القاهرة، واصل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إطلاق التصريحات المثيرة للجدل والمتناقضة، التي تنوعت بين الدفاع عن سياساته الاقتصادية، ورفض أي نقد يوجه لها.
أكثر التصريحات جدلا، جاءت في اليوم الأول للمؤتمر، وجمع فيها السيسي بين تقديم نفسه باعتباره المنقذ للبلاد وللمصريين من حالة الفقر ورفضه أي دعوات لرحيله عن الحكم، وقال: «بينما أحاول إخراج المصريين من حالة العوز، أجد من يطلق هاشتاغ ارحل ياسيسي. من حقي أن أزعل».
وجاءت تصريحات السيسي في المؤتمر مخالفة لكل تصريحاته السابقة التي أعلن فيها أنه سيرحل حال مطالبة المصريين له بذلك، حيث سبق له أن صرح مرتين، الأولى في ديسمبر/ كانون الأول 2015، في سياق حديثه عن مطالب رحيله أيضا عن الحكم قائلاً: «والله ولا ثانية واحدة ضد إرادة الناس، الكرامة الإنسانية والأخلاقية لا تتحمل أن أجلس ثانية واحدة ضد إرادة الناس، لو الشعب لا يريد بقائي، سأرحل فورا». أما التصريح الثاني، فجاء في لقاء آخر في أبريل/ نيسان 2017، حيث أكدد : « لا أستطيع أن أسمح لكم أو لي بالبقاء في هذا المكان دون إرادتكم».

زيادة الأزمات

كلام السيسي الأخير دفع عدد من السياسيين والاقتصاديين للرد عليه على صفحاتهم الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.
نور فرحات، أستاذ فلسفة القانون في جامعة الزقازيق، علق على حديث السيسي حول هاشتاغ «ارحل يا سيسي»، في 10 نقاط، نشرها على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
وكتب: «كثير من المصريين، مقتنعون أن سياساتك لن تخرج مصر من أزماتها، بل على يقين أنها ستزيد الأزمات، وستغرق مصر في الديون».
وأضاف: «أنت لا تريد سماع وجهة النظر الأخرى وتعتبر كلامك وكلامك فقط هو عنوان الحقيقة، زيادة الأزمات وعادة توجه تهم نشر أخبار كاذبة وتودع في السجن، كل من يعارضك».
وتابع: «مفهومنا للحكم يختلف عن مفهومك، مفهومنا عبارة عن بدائل وأولويات، وانت تراه أوامر وتعليمات، نحن نرى أن الحكم سياسة وأنت تكره السياسة وترى أن الحكم أمن وضبط وربط. سلطات الدولة فقدت وظائفها وأصبحت مهمتها التصفيق لك ولأجهزتك».
وزاد: «أصبحنا كمصريين نعاني التمييز وعدم المساواة، وهناك مواطنون، لا يجدون الطعام، ومنابر الرأي الآخر تقريبا كلها جرى إغلاقها، وجرى تأميم الإعلام في عهدك».
إلهامي الميرغني، نائب رئيس حزب التحالف الشعبي رد أيضاً على تصريحات السيسي على حسابه على «الفيسبوك»، وكتب: «كيف تتحدث عن انتشالنا من العوز، كم كان معدل الفقر عام 2010 وكم وصلت نسبته في 2014، وكيف أصبح بعد تعويم الجنيه ؟».
يذكر أن تقارير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تشير إلى أن معدلات الفقر في مصر ارتفعت من 16.7٪ عام 2000 إلى 27.8٪ عام 2015 أي نحو 25 مليون مصري تحت خط الفقر.
حديث السيسي عن اختياره الطعام أو بناء مصر أو علاج المواطنين، بات تصريحا ثابتا في كل اللقاءات أو المؤتمرات التي يحضرها، حيث قال أمس بعد أن ظهر أمام الكاميرات وهو يبكي بعد تقرير أذاعه المؤتمر عن انتهاء حالات الانتظار على قوائم العلاج، خلال جلسة التأمين الصحي: « لو خيرت أن آكل أو أعالج هؤلاء المرضى، سأختار علاج هؤلاء».
ولم تكن تلك المرة الأولى التي يتحدث فيها السيسي عن الطعام، فقبل أيام، قال لو كانت الدول تبنى بالطعام، لاخترت أن أتناول وجبة واحدة ما تبقى من عمري.
ودافع عن سياساته الاقتصادية، مؤكداً أن «ما تحقق في السنوات الماضية كان محاولة للحفاظ على الدولة المصرية وتثبيتها وعدم الانزلاق لما يحدث في الدول الأخرى».
وأضاف أن : «الدول التي ينادون بنجاحها، مثل اليابان وأمريكا وبريطانيا ودول أخرى، لم تتعرض في تاريخها المعاصر لحالة من عدم الاستقرار العميق».
وتابع : «لولا الإجراءات الاقتصادية الصعبة التي اتخذتها الدولة لما كنا استطعنا أن نسيطر على تطور خدمة الدين، وأنا أضغط لأننا لا نملك سبيلاً آخر».

معلومات مغلوطة

وفيما يخص تطوير التعليم، قال، إنه لو أراد زيادة رواتب المعلمين 1000 جنيه شهريا فإنه يحتاج 15 مليار جنيه سنويا، وتسأل، هل باقي الفئات مستعدة للتضحية، دون أن تطلب هي الأخرى زيادات.
لكن الخبير الاقتصادي عبد الخالق فاروق، بين أن السيسي قال مجموعة من المعلومات المغلوطة.
وأضاف، أن كلام السيسي عن زيادة رواتب المعلمين «يعكس مغالطة وسوء إدارة للموارد معا، فمن ناحية تعتبر وزارة التربية والتعليم في مصر هي أكبر الوزارات من حيث عدد العاملين، حيث يعمل فيها حوالي 1.7 مليون موظف منهم 1.3 مليون مدرس وإدارة مدرسية، وهؤلاء يحصلون على أدنى الدخول الوظيفية فى البلاد، حيث يحصلون على مرتبهم الوظيفي والأجور المكملة لا تزيد على 1200 جنيه كحد أدنى وتصل إلى 3500 جنيه للمدرسين الذين قاربوا سن الستين، في المقابل قام السيسي بزيادة أجور وحوافز فئات وظيفية أخرى بصورة كبيرة جدا خلال سنوات حكمه مثل ضباط الجيش والشرطة وأفراد الشرطة والقضاة والعاملين في السلك القضائي والسلك الدبلوماسي والقنصلي وأعضاء مجلس النواب والوزراء والعاملين في أجهزة الاستخبارات بكافة فروعها، بحيث أن حصة العاملين في وزارة التربية والتعليم وبقية العاملين في المحافظات (وعددهم يزيد على 3.5 مليون موظف) لا يزيد على 45٪ من كعكعة الأجور والمرتبات الواردة فى الموازنة العامة، بينما العاملون فى وزارات الجهاز الإداري (وعددهم لا يزيد على 1.3 مليون موظف منهم 830 ألف فى الشرطة) يحصلون على 55٪ من كعكعة الأجور والمرتبات».

حوافز مقابل الولاء

وأضاف: «جوهر الخلل يكمن في إدارة الموارد المالية، والتحيز لصالح فئات معينة بسبب حاجة النظام والحكم إلى ولائها وطاعتها مثل القضاء والشرطة والجيش والوزراء وأعضاء مجلس النواب، على حساب الفئات الوظيفية الأضعف التي ينظر إليها نظام السيسي بإزدراء واستهانة كما قال بالنسبة للمدرسين».
وتابع: أن «إعادة تنظيم موارد وزارة التربية والتعليم من شأنها زيادة دخلهم الشهري بحوالي 750 جنيها شهريا إلى 1000 جنيه شهريا لكل مدرس من خلال إعادة النظر فى طريقة صرف بعض المخصصات المالية مثل مكافأة الامتحانات التي تصرف في نهاية العام الدراسي، وبمتوسط 3500 جنيه إلى 5000 جنيه للمدرس أو العامل في قطاع التربية والتعليم بينما يظل المدرس طوال العام يحصل على أدنى المرتبات والدخول في المتوسط بين 1200 جنيه للمدرس الحديث إلى 3500 جنيه للمدرس الذى أمضى فى الخدمة حوالى 30 عاما)، فإذا أعدنا توزيع المخصص المالي لمكافآت الامتحانات على مدار العام، يزيد دخل المدرس فى المتوسط بين 750 جنيها شهريا إلى ألف جنيه شهريا، ومن شأن ذلك تخفيف حدة العوز والحاجة للمدرسين الذي يدفعهم دفعا إلى تعاطي جريمة الدروس الخصوصية».
وطالب فاروق، بـ«إيقاف الإسراف في كثير من الجوانب الحكومية مثل مكاتب الوزراء والمسؤولين وغيرها من الجهات، ووقف الهدر في بعض أبواب الموازنة العامة للدولة مثل المجموعة الخامسة من الباب السادس (الاستثمارات)، خاصة مخصصات الدراسات المتعلقة بالمشروعات التي تحصل عليها غالبا مكاتب استشارية لوزراء سابقين ولاحقين وأبناؤهم وأقاربهم».
تجديد الخطاب الديني، كان حاضرا في كلمات السيسي، حيث قال: أنتم خائفون من أن نضيع الدين، هل هناك ضياع للدين أكثر مما نحن فيه، مشيرا إلى الهجوم الذي تعرض له، عندما طالب بتوثيق الطلاق، وعدم الاعتداد بالطلاق الشفهي.
وأضاف : «أنا قلت هذا الكلام كثيرا، هل أنتم مستعدون لأن تتقبلوا في السينما والمسرح والتلفزيون سلوكيات لا تليق، وبعد ذلك تقولون حرية إبداع»، ما اعتبره كثير من الفنانين بداية لرغبة في تقييد حرية الإبداع.

السيسي في مؤتمر الشباب: بكاء وطعام ورفض للرحيل ودفاع عن سياساته الاقتصادية
انتقد «هاشتاغ» طالب برحيله… وقدم نفسه باعتباره منقذ مصر

العراق: التظاهرات تتحول إلى اعتصامات في البصرة… وتلويح بإغلاق المنافذ الحدودية

Posted: 29 Jul 2018 02:25 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: جدد أهالي محافظتي ذي قار والمثنى (جنوباً)، أمس الأحد، تظاهراتهم الاحتجاجية على سوء الخدمات وانعدام فرص العمل، فيما شهدت محافظة البصرة أيضاً موجة احتجاجات جديدة، سرعان ما تحولت إلى اعتصام أمام أحد الحقول النفطية.
وعلمت «القدس العربي» من مصادر متطابقة (صحافية وشهود عيان) أن العشرات من المتظاهرين خرجوا في تظاهرات أمام ديوان محافظة البصرة للمطالبة بالتعيينات والخدمات، فيما أقيم اعتصام مفتوح أمام حقل نفط غربي القرنة، وبالقرب من موقع البرجسية النفطي غرب البصرة، ونصب المتظاهرون عددا من السرادق.
وطبقاً للمصادر، فإن عدداً من شيوخ عشائر البصرة، طالبوا بتشكيل لجنة مشتركة، مكوّنة من اللجان التنظيمية للتظاهرات، ووجهاء البصرة، إضافة إلى الحكومة المحلية والمنظمات الدولية لـ«متابعة إنفاق المبالغ التي خصصتها الحكومة الاتحادية (نحو 3 مليارات دولار) لتلبية مطالب المتظاهرين».
وأكدت أن شيوخ العشائر، أبرزهم عشيرة شمّر، هددوا بإغلاق المنافذ الحدودية التي تربط البصرة بالكويت وإيران، في حال لم تستجب الحكومة الاتحادية لمطالب المتظاهرين.
وفي محافظة ذي قار تظاهر العشرات من أهالي أقضية الدواية والإصلاح وسيد دخيل، أمام مبنى مجلس المحافظة للمطالبة بتوفير فرص عمل للعاطلين والخدمات كالماء الصالح للشرب وتحسين واقع الكهرباء.
كما تجمّع نحو ألفي متظاهر في محافظة المثنى، في ساحة الاحتفالات وسط مدينة السماوة تمهيدا لتنظيم اعتصام مرتقب، حسب المصادر التي أكدت نشر قيادة عمليات الرافدين 62 ألف عنصر أمني في أربع محافظات هي ذي قار والمثنى وميسان وواسط لحماية المتظاهرين والبنى التحتية والمنشآت الحيوية.
في الأثناء، أصدر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، قراراً بسحب يد وزير الكهرباء قاسم الفهداوي.
وقال بيان مقتضب لمكتب العبادي، إن الأخير «أصدر أمراً بسحب يد وزير الكهرباء». وأضاف أن «هذا الأمر جاء بسبب تردي خدمات الكهرباء، ولحين إكمال التحقيقات». من دون ذكر مزيد من التفاصيل.

هدر 126 مليار دولار

وتقرّ الطبقة السياسية بأنها أخفقت في إدارة الدولة منذ عام 2003، وأهدرت مليارات الدولار بسبب الفساد وغياب البرامج الاستراتيجية، حسب عضو اللجنة المالية في مجلس النواب السابق، رحيم الدراجي، الذي قال لـ «القدس العربي» إن «الأحزاب السياسية التي حكمت العراق في الفترة الماضية لم تكن تمتلك برنامجاً فاعلاً، بدليل فشلها».
وبين أن «هذه الأحزاب أهدرت أكثر من 126 مليار دولار من الأموال العراقية، ولم نشهد منها شيئا على أرض الواقع، سوى الرواتب والامتيازات والمنافع الشخصية. شهدنا هدراً للمال العام بشكل غير طبيعي».
واعتبر الدراجي، وهو الأمين العام لتجمع «كفى صرخة للتغيير»، ما يشهده الحراك الاحتجاجي هذه الأيام «ليس هدوءا، بل انسحاب بعض المتظاهرين من الساحة»، مرجّحاً في الوقت ذاته أنه «بعد خطاب المرجعية ستخف التظاهرات أكثر، وسيمنح المواطنون الطبقة السياسية فرصة لمراقبة أداءهم».
لكنه رأى أن الأيام المقبلة ستشهد «تظاهرات عارمة لم يشهدها العراق على مدى تاريخه»، عازياً السبب في ذلك إلى «عدم قدرة الطبقة السياسية على الاستجابة لمطالب المرجعية والمتظاهرين».
وتابع: «الحكومة الحالية هي حكومة مؤقتة وتصريف أعمال، ولا يمكن أن نحملها مسؤوليات أكثر من طاقتها، خصوصاً وهي لم تقدم شيئا على مدار السنوات الأربع الماضية، فكيف لنا أن نأمل منها خيراً خلال الأشهر القليلة المقبلة».
وأضاف: «المتظاهرون وعوا مسؤولية هذه الحكومة المؤقتة، وانسحبوا من الساحة، لكن هذا لا يعني غض النظر عن الجرائم التي حصلت بحق المتظاهرين»، محمّلاً في الوقت عينه «الحكومة والقوات غير المنضبطة مسؤولية ممارسة أعمال تعسفية ضد أبناء الشعب العراقي».
ووصف وعود الحكومة في تلبية مطالب المتظاهرين بأنها «تشبه وعودها في مكافحة الفساد وضرب الفاسدين بيد من حديد»، مشيراً إلى أن «الحكومة تنوي ذلك لكن ماذا فعلت كإجراءات وخطوات عملية؟».

عملية تهدئة

وفيما رأى الدراجي أن «الحكومة تمارس عملية التهدئة مع المتظاهرين وشيوخ العشائر»، أعرب عن أسفه من «الإجراءات الأخيرة التي استخدمتها الحكومة باستدعاء بعض وجهاء العشائر، وبعد كل زيارة تمنحهم أموالا من ميزانية الدولة العراقية بعنوان هدايا».
وأضاف: «لكل شيخ عشيرة يتم منح مبلغ يتراوح بين المليون دينار (نحو 800 دولار) إلى مليوني دينار (نحو ألف و600 دولار)، ضمن أساليب الغرض منها تمزيق حقيقة المظلومية التي خرجت من أجلها هذه الجموع»، لافتاً إلى إنه «للأسف الشديد، لا يزالُ هناك وعّاظ للسلاطين، ومن يعمل على حماية المفسدين». على حدّ قوله. وعن أسباب عدم وجود «مركزية» لمطالب المتظاهرين ولجنة تنسيقية موحّدة، أكد الدراجي أن «مطالب المتظاهرين تختلف بين محافظة وأخرى بحسب احتياجاتها والأضرار التي لحقت بها»، مضيفاً: «نأمل في المرحلة المقبلة أن تكون هناك لجان تنسيقية لكل محافظة، كون أنه في حال فشل الحكومة المقبلة، سيكون هناك موقف للمرجعية والمتظاهرين».
وتابع قائلاً: «بعد أن بُحّ صوت المرجعية، منحتهم اليوم الفرصة الأخيرة لمراقبة أدائهم المقبل، رغم كل الظروف وعمليات التزوير التي شهدتها العملية الانتخابية الأخيرة»، مشيراً إلى أن «المرجعية وجهت نداءً واضحاً إلى الطبقة السياسية للإسراع بتشكيل الحكومة، لأنها تخشى ذهاب العراق إلى الفوضى أو المجهول».
ورجح الأمين العام لتجمع «كفى» أن تكون الحكومة المقبلة «تختلف عن الحكومات السابقة، بكون أن المرجعية أرادتها حكومة خدمة للمواطن العراقي، وليس فيها خدمة للأحزاب والشخصيات. حكومة يكون فيها رئيس الوزراء قويا حازما ولديه برنامج إجرائي وليس إنشائياً، كما اعتدنا عليه في الحكومات السابقة».
أما المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان (منظمة أممية غير حكومية) فرجّحت «تصعيداً» على مستوى التظاهرات في حال «عدم إيفاء» الحكومة بالتزاماتها تجاه المواطنين، فيما أبدت قلقها من وجود «تكميم للأفواه» في قضية الإفراج عن المتظاهرين المطلق سراحهم بكفالات ضامنة.
وقال عضو مفوضية حقوق الانسان فاضل الغراوي في بيان، إن «المفوضية لم تؤشر أي خروقات او عنف متبادل خلال تظاهرات الجمعة الماضية في بغداد والمحافظات»، موضحا أن «فرق المفوضية أشارت إلى وجود أمني مكثف وبأكثر من طوق حول ساحات التظاهرات».
وتوقع «تصعيدا على مستوى التظاهرات الشعبية في حال لم توفِ الحكومة بالتزاماتها تجاه المواطنين»، لافتا إلى أن «قضية الإفراج عن المتظاهرين المطلق سراحهم بكفالات ضامنة ما زالت تثير لدينا القلق من وجود تكميم للأفواه وعدم إعطاء الحرية الكاملة لمساحة التعبير عن الرأي».
وفي إجراء حكومي لامتصاص الغضب الجماهيري، صادق مجلس الوزراء العراقي على عدّة قرارات لـ«تنفيذ مطالب المتظاهرين»، تكلّف ميزانية الدولة العراقية أكثر من 18 مليون دولار.
وقال المكتب الإعلامي لمجلس الوزراء في بيان له، إن المجلس في قرار له، «وجّه وزارة المالية بتمويل مشاريع تأهيل الماء العاملة، وتنفيذ 52 مدرسة في البصرة، وإنجاز أعمال محطة تعزيز شط الرميثة».
وأضاف أن «قرار المجلس نص على تخصيص وتمويل النفقات الجارية بمبلغ 3 مليارات دينار (مليونان و500 ألف دولار) من احتياطي الطوارئ لعام 2018 إلى محافظة البصرة لتغطية تكاليف تأهيل مشاريع الماء العاملة حاليا، وفقا للأحكام العليا بتنفيذ الموازنة، وتخصيص مبلغ 3 مليارات دينار أخرى، من احتياطي الطوارئ لمشروع ماء أم قصر المدرج ضمن برنامج تنمية الأقاليم لعام 2018».
وبين أن «القرار نص، أيضا، على قيام وزارة المالية بتخصيص وتمويل مبلغ 9 مليارات دينار (7 ملايين و500 ألف دولار) من احتياطي الطوارئ لإكمال تنفيذ 52 مقاولة مدرسة خلال ثلاثة أشهر»، مشيرا إلى أنه «جاء في القرار أيضا تخصيص وتمويل مبلغ 7 مليارات دينار (أكثر من 5 مليارات و800 ألف دولار) من احتياطي الطوارئ إلى وزارة الموارد المائية لإنجاز الأعمال المدنية لمحطة تعزيز التعزيزي لشط الرميثة ب‍المثنى، وتنصيب وتشغيل المضخات العمودية المجهزة من الوزارة، وايصال التيار الكهربائي للمضخات».

العراق: التظاهرات تتحول إلى اعتصامات في البصرة… وتلويح بإغلاق المنافذ الحدودية
الحكومة تمتص المطالب بـ18 مليون دولار… والعبادي يغدق على شيوخ العشائر هدايا من ميزانية الدولة
مشرق ريسان

مفاوضات لمبادلة المختطفين الدروز لدى تنظيم «الدولة» بمعتقليه وإخراج عناصره من اليرموك

Posted: 29 Jul 2018 02:25 PM PDT

أنطاكيا – «القدس العربي»: عبر تسجيل مصور لاحدى السيدات الدرزيات المختطفات، اعلن تنظيم الدولة عن مطالبه للإفراج عن المختطفين المدنيين الدروز، وقد تلتها السيدة المختطفة، قائلة ان تنظيم الدولة «سيقوم بقتلنا» ما لم يفرج النظام عن اسرى ومعتقلي التنظيم في سجون النظام وما لم يوقف الحملة على حوض اليرموك .
وكانت «القدس العربي» قد نشرت قبل يومين نقلاً عن مصدر مقرب من تنظيم «الدولة»، ان اهداف العملية التي شنت في السويداء هي اطلاق المعتقلين من سجون النظام وايقاف الحملة العسكرية للنظام على حوض اليرموك، حيث يتواجد آخر معقل حضري لتنظيم الدولة في سوريا، ممثلاً بجيش خالد ، الفصيل المحلي في ريف درعا المبايع للتنظيم. وبما ان ايقاف الحملة العسكرية على حوض اليرموك يبدو امرًا مستبعدًا ، فانه يتوقع ان يهدف التنظيم للضغط على النظام لإخراج مقاتلي جيش خالد المحاصرين من حوض اليرموك ونقلهم لمواقع نائية ما زالت بيد التنظيم في البادية.
كما تناقلت مواقع الجهاديين، تفاصيل للمفاوضات الجارية، والتي تهدف على ما يبدو للضغط على النظام للقبول باخراج مقاتلي «جيش خالد» للبادية الشامية، كما سبق وحصل مع عناصر التنظيم في مخيم اليرموك الذين تسببوا بإنهاك جيش النظام في معارك طاحنة اضطرت النظام للقبول بإخراجهم تجنباً للمزيد من الخسائر في صفوفه.
ومن ضمن النقاط التي طالب بها تنظيم الدولة حسب انباء متداولة ومقربة منه، النقاط التالية:
- أولاً: فك أسرى تنظيم الدولة في سجون النظام.
- ثانياً: وقف اطلاق النار على مناطق سيطرة تنظيم الدولة في حوض اليرموك في قاطع حوران، ووقف قصف النظام على منطقة الكراع ومحيطها في قاطع السويداء.
ثالثاً: توقيع وثيقة متاركة بين تنظيم الدولة والدروز لمدة عام دون اي قتال ويكون كل طرف مسؤول عن خرق الاتفاق.
- رابعاً: سحب قوات النظام من قاطع السويداء التي تمثل تهديداً مباشراً لمناطق تنظيم الدولة وخاصة تلك المتمركزة على البادية بعمق 25 كيلومتراً غرباً.
- خامساً: عدم مشاركة الدروز بمعارك النظام وعدم السماح للنظام باستخدام اراضي الدروز في قتال التنظيم).
من جانب آخر، اعتقل المسلحون في القرى الدرزية عدداً من سكان البادية من العشائر البدوية، وظهر في شريط فيديو عدد من المقاتلين الدروز وهم يستجوبون احد العناصر وهو شاب في مقتبل العمر، ويسألونه عن مواقع اختبأ بها مقاتلو تنظيم الدولة في المغاور الجبلية وعن اماكن احتجاز المختطفات الدرزيات.

مفاوضات لمبادلة المختطفين الدروز لدى تنظيم «الدولة» بمعتقليه وإخراج عناصره من اليرموك

وائل عصام

تحقيقات «التبغ» الأردنية: «إف بي آي» وسيجارة مارلبورو الأمريكية «على الخط» وارتباك وتجاذب داخل «القرار»

Posted: 29 Jul 2018 02:25 PM PDT

عمان- «القدس العربي»: يمكن ببساطة تلمس حجم الارتباك الذي تثيره عاصفة ملف فساد التبغ داخل عمق الدولة الأردنية من خلال مؤشرات حيوية ومفصلية عدة أبرزها صمت حكومة الرئيس الدكتور عمر الرزاز عن الكلام المباح وغير المباح فيما ينسج الشارع القصص التي يريدها وتنفلت المعلومات وتنهش التسريبات يومياً الجميع وتتقلص المساحة بين «أزمة مصداقية» إلى اتهام باطني لكل الصف الرسمي.
خلافاً للمرة اليتيمة لم تظهر الناطق الرسمي باسم الحكومة الوزيرة جمانة غنيمات في توضيحات وشروحات اضافية بعدما «لقحت» عملياً وسياسياً المناخ الداخلي بالتفصيلات الأولى الشفافة عن ملابسات الخيط الاول في ملف التبغ برعاية رجل الأعمال الغامض عوني مطيع. ذلك يحصل لسبب وفقاً للغرفة الداخلية في القرار الحكومي وعلى أساس ان المسألة الآن بين يدي نظام العدالة والقانون وحتى لا تحصل اي إعاقة للتحقيقات. لكن المسألة لم تعد تحقيقات وفقط بعدما اصر نشطاء في المجتمع بالحفر عميقاً في الحيثيات والتفصيلات والأهم الدلالات.
بدت مفارقة نادرة جداً هي الأولى من نوعها ان تسعى دائرة الجمارك تحديدا للإستدراك سياسيا دون غيرها من المؤسسات تجنبا لإدانة حكومة بأكلمها هي حكومة الرئيس الدكتور هاني الملقي بخصوص ما تردد أنه 155 مليون دينار جراء مخالفات تم التسامح فيها بعهدة سلسلة مؤسسات غير شرعية يعمل بظلها مطيع. أي توضيحات بالخصوص ليست وظيفة دائرة الجمارك بل وظيفة وزير المالية عز الدين كناكريه الذي غاب تماما عن الحدث رغم انه كان أميناً عاماً للوزارة في عهد الملقي وبصورة تثبت بأن بعض وزراء الرئيس الرزاز لا يوافقونه الرأي في مشهد «الشفافية والانفتاح».
في كل حال استدركت «الجمارك» وأعلنت للجمهور بان المبلغ المشار إليه لا علاقة له بمؤسسة او شركة واحدة مخالفة بل بعدة مؤسسات فرضت عليها غرامات جمركية وفي العام نفسه مع التأكيد أن أي قرار بالاعفاء لم يصدر عن الحكومة السابقة وأن الملف برمته لا يزال تحت التحقيق في إدعاء الجمارك ولم يحسم بعد. بوضوح شديد تحاول الجمارك هنا «تبرئة» ساحة حكومة الملقي من تهمة التساهل مع المال العام والخضوع لابتزاز شبكة التبغ المزور وليس فقط «قول الحقيقة» التي لم يعد الشارع أصلاً متهيئاً للاستماع لها بكل الأحوال بعدما أفتت الرواية الرسمية والأمنية ولم تعد مقنعة. ولا يمكن الان معرفة ما اذا كان توضيح الجمارك مبرمجاً مع رئيس الوزراء الرزاز الذي اوقف بدوره حتى مداخلاته المباشرة عبر تويتر مع الناس رغم الضجيج المثار حوله. وثمة من يتصور بان هذا التوضيح المثير للجدل الذي يحاول الدفاع أمام الرأي العام عن حكومة الملقي له علاقة بمن يترأس سياسياً وبيروقراطياً هذه الدائرة المهمة الان وهو الوزير كناكريه .
في كل حال لا تضع روايات الصف الرسمي حدا لإنتهاكات المعلومات والشارع. إذ تصل قصة التبغ المزور إلى أكثر المنحنيات إثارة وتشويقاً عندما تنشر صحيفة إلكترونية مثل «عمون» على لسان «مصدر رسمي» تصريحًا ينفي فيه ما تردده الوسائط عن إقامة جبرية فرضت على رئيس سابق للوزراء وسبعة من افراد طاقمه. ولا تبدو المعلومة هنا دقيقة او صحيحة بكل حال. لكنها تعكس مستوى تداول الجمهور الرغائبي برؤية شخصيات بارزة قيد التحقيق خصوصا وان غالية نشطاء الفسبوك وطوال الوقت يعبرون عن القلق من ان تطال تحقيقات التبغ «صغار العمال والموظفين» وتترك «الكبار» مع ترويج تبرير لهذا القلق على شكل تذكير بأن لوائح التوقيف الاولى ضمت طفلاً ومتوفى.
وصول حمى التسريبات إلى مستوى اتهام رئيس وزراء سابق وسبعة وزراء مع نخبة من كبار البرلمان في المخيلة الشعبية على الاقل يعكس محطة في غاية الحساسية وصلت إليها مصداقية الاجهزة الرسمية وقد يعكس في حال التعمق فيه بروز صنف من التجاذب القوي والعاصف بين مراكز قوى مع انقسام داخل الدولة… هذا مستجد أخطر على مسار تحقيقات التبغ التي تتوسع يوماً بعد آخر. ليست صدفة في المقابل ان تدخل «جهات أمريكية» على الخط فأصل الحكاية بدأ مع شكوى تقدمت بها شركات تبغ أمريكية بخصوص تزوير منتجها في الأردن ودائرة الجمارك الأردنية اعلنت مساء السبت مداهمة خمسة مخابئ سرية جديدة لمادة الدخان والمراقبون في الميدان يشيرون الى أن سيجارة «مارلبورو» الأمريكية المزورة كانت الأكثر ضبطاً خلال المداهمات في الحالة الاخيرة حيث تضبط بمعية خطوط تغليف وطباعة للعبوات الكبيرة. وطبيعي بهذه الحالة ان تتدخل جهات أمريكية في مسار القضية لأن ما تتحدث عنه السفارة الامريكية في عمان خلف الستارة يتحدث عن استقرار شبكات واسعة لتزوير السجائر والتبغ بكميات هائلة ثم المتاجرة به ونقله إلى السعودية ولبنان عبر التصنيع السري في «العالم السفلي الأردني». ويبدو هنا أن لدى الامريكيين وفي مقر سفارتهم بيانات مختلفة عن تلك التي تتحدث عنها الاوساط الأردنية ووفقاً لمعلومات خاصة جداً حصلت عليها «القدس العربي» ثمة لجنة متابعة مرتبطة بإف بي آي تتولى التنسيق مع السلطات الأردنية في متابعة تحقيقات التبغ في مؤشر لم يحسب حسابه كثيرون على «تدويل القضية» وحضور جهات خارجية نافذة في عمقها وبصورة توحي بأن المسألة أبعد من «تهريب سجائر» أو تصنيع سجائر ثم تهريبها وبيعها فقط. فصل مثير وجديد يحتاج لتوضيح الآن.

تحقيقات «التبغ» الأردنية: «إف بي آي» وسيجارة مارلبورو الأمريكية «على الخط» وارتباك وتجاذب داخل «القرار»

بسام البدارين

الرئيس اليمني يناقش الاختلالات الأمنية في عدن مع قيادة قوات التحالف العربي والأجهزة العسكرية والاستخبارية

Posted: 29 Jul 2018 02:24 PM PDT

تعز ـ «القدس العربي»: ناقش الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الاختلالات الأمنية في العاصمة المؤقتة عدن مع قيادة قوات التحالف العربي والأجهزة الأمنية والاستخبارية والعسكرية اليمنية إثر تصاعد حدة موجة الاغتيالات بشكل ملفت للنظر خلال الأيام الماضية، توحي بتسييس القضية الأمنية.
وعقد اجتماعا طارئا في عدن مساء امس الأول، ضم قيادة قوات التحالف العربي في عدن وكافة القيادات الأمنية والعسكرية والاستخبارية في اليمن، لتدراس الوضع الأمني في محافظة عدن والفلتان الأمني الذي شهدته المدينة خلال الأيام الماضية والتي انحدر فيها الوضع بشكل يدعوا للقلق إثر تصاعد حدة الاغتيالات إلى أعلى مستوى منذ العام الماضي بالاضافة إلى مناقشة السبل الكفيلة بالخروج من هذه الحالة المقلقة للجميع.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الحكومية ان هذا الاجتماع شمل حضور نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية احمد الميسري، وقائد القوات الاماراتية قائد قوات التحالف العربي في عدن العميد الركن عوض الأحبابي، وقائد القوات السعودية نائب قائد قوات التحالف بعدن العميد الركن سلطان سلام، ورئيسي جهازي الأمن القومي والسياسي ونائب وزير الداخلية ومدير مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة ونائب رئيس هيئة الأركان العامة وعددا من الوكلاء والقيادات الأمنية والعسكرية.
وذكرت أن هادي استعرض جملة من التطورات والأحداث الأمنية على الساحة اليمنية والجهود الحكومية المبذولة لتطبيع الحياة وإرساء الأمن والاستقرار والبناء والتنمية والإعمار في مختلف المحافظات المحررة وفي مقدمتها العاصمة المؤقتة عدن.
واتهم الرئيس اليمني العديد من القوى والجهات المرتبطة بأهداف مشروع الانقلاب والتطرف والإرهاب الذي يزعجها استقرار الأمن في عدن والمحافظات المجاورة لها بالعبث بالوضع الأمني في عدن.

فلتان أمني

وذكر عددا من حالات الفلتان الأمني في مدينة عدن وشدد بالقول انه «يجب وضع حد لها وتحديد المسؤوليات والمهام ومايترتب عنها من محاسبة المقصرين ومكامن الخلل أينما وجد».
وهدد قيادة الأجهزة الأمنية المختلفة بمحاسبة صارمة وحازمة للمقصرين أو المتواطئين في ما تشهده عدن من اختلالات أمنية فقال «ستشهد عدن مرحلة جديدة عنوانها الثواب والعقاب باعتبار أمن الوطن والمواطن مسؤولية مجتمعية وأمنية في المقام الأول».
وشدد على ضرورة توحيد الصف الوطني والجهود الأمنية والعسكرية لمكافحة الظواهر الدخيلة ومحاربة قوى التطرّف والإرهاب التي قال انها «تمثل الوجه الاخر لأذرع إيران في المنطقة مع المليشيا الحوثية الانقلابية».
وأكد الرئيس اليمني على أهمية تفعيل الجهود الأمنية وأعلن عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة ترتبط بمختلف مديريات ومناطق العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المجاورة لها تحت إشراف وزير الداخلية وقيادة قوات التحالف العربي بعدن بالتنسيق مع مختلف الأجهزة الأمنية في محافظات عدن ولحج وابين وتشارك بها مختلف فروع الأجهزة الأمنية والوقائية.
وذكر أن هذه الخطوات والإجراءات الأمنية «تأتي في إطار التعاون والتنسيق والتفاهمات مع الاشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة شركاء الهوية والمصير المشترك».
وقال «إن العالم من حولنا ينظر إلى واقع المحافظات المحررة كنموذج لاستعادة الدولة وبناء وطن تسوده العدالة والمساواة والحكم الرشيد».
وأضاف «ان الاستقرار المنشود كفيل بعودة عجلة التنمية لتلامس احتياجات المواطن في تذليل سبل معيشته وتوفير متطلباته». مؤكداً ان استتباب الأمن هو مفتاح البناء والنماء في اي دولة ومجتمع وفي كل زمان ومكان باعتباره مؤشر الاستقرار والانطلاق صوب المستقبل المنشود.
إلى ذلك قال نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية احمد الميسري ان هذا اللقاء يأتي في إطار التشاور ووضع النقاط على الحروف لمصلحة الأمن وتعزيز أواصره واستقراره.
واستعرض صورة موجزة عما وصلت إليه الأوضاع والاختلالات الأمنية الراهنة في محافظة عدن والجهود والتصورات الكفيلة بتعزيز عمل مختلف الأجهزة الأمنية بالتعاون مع قوات التحالف العربي في اليمن وصولا إلى أفضل النتائج المرجوة لخدمة المواطن والمجتمع اليمني.
وأشار الميسري إلى تقييم عمل المرحلة الماضية والمضي في البناء اعتمادا على الايجابيات وتجاوز سلبيات وقصور المرحلة السابقة «للوصول إلى نتائج مثمرة تعكس هيبة ووجود الدولة واجهزتها المختلفة».

نزوح جماعي في الحديدة

وفي السياق، أعلنت منظمة الهجرة الدولية أمس الأحد عن نزوح أكثر من 50 ألف أسرة، من محافظة الحديدة الساحلية غربي اليمن.
وقالت في بيان صحافي أمس، إنه تم تسجيل 50 ألفا و990 أسرة نازحة من محافظة الحديدة، منذ الأول من شهر حزيران/يونيو الماضي.
وأشارت إلى أن عدد هؤلاء النازحين في هذه الأسر، بلغ 306 آلاف، أكثر من 100 ألف منهم، نزحوا إلى العاصمة صنعاء.
وقالت إن 96 ألفا و120 شخصا، نزحوا من عدة مناطق في الحديدة إلى مناطق أخرى آمنة، في المحافظة ذاتها. ونزح عشرات آلاف آخرين، من إجمالي هؤلاء، إلى محافظات تعز وذمار ولحج والمحويت وحجة، وفقا للمنظمة.
ولفتت إلى أن محافظات الجوف وحضرموت والمهرة وشبوة، استقبلت عددا أقل من النازحين، المقبلين من محافظة الحديدة.
وأشارت المنظمة إلى أنها تستخدم أداة تتبع الطوارئ لجمع المعلومات اليومية، حول النازحين في اليمن، من مختلف الشركاء، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية والسلطات المحلية والوطنية.
وقبل أيام، كانت المنظمة نفسها، قد أعلنت عن نزوح أكثر من 47 ألف أسرة، من محافظة الحديدة، جراء الأوضاع القتالية هناك.
يشار إلى أن قوات الجيش اليمني الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، أطلقت في حزيران /يونيو الماضي عملية عسكرية، تحت مسمى(النصر الذهبي) بإسناد كبير من قوات التحالف العربي خصوصا القوات الإماراتية، بهدف السيطرة على مدينة وميناء الحديدة الواقعين تحت سيطرة مسلحي جماعة أنصار الله الحوثية، ما أدى إلى موجة نزوح كبيرة.

الرئيس اليمني يناقش الاختلالات الأمنية في عدن مع قيادة قوات التحالف العربي والأجهزة العسكرية والاستخبارية
الهجرة الدولية: نزوح أكثر من 50 ألف أسرة من الحديدة
خالد الحمادي

السياح السعوديون يتدفقون إلى تركيا بقوة رغم الخلافات السياسية وحملات المقاطعة والتخويف

Posted: 29 Jul 2018 02:24 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي»: يتدفق السياح السعوديون إلى الأماكن والمدن السياحية في تركيا بنسب غير مسبوقة وذلك على الرغم من الخلافات السياسية الكبيرة بين البلدين وحملات الترهيب والتخويف والمقاطعة التي احتدمت في الأشهر الأخيرة وأسفرت عن نتائج عكسية على ما يبدو.
وإلى جانب الأرقام الرسمية حول أرقام السياح السعوديين الذين زاروا تركيا في السنوات الأخيرة، يمكن ملاحظة هذه الزيادة الكبيرة في أعداد السياح بالعين المجردة في شوارع إسطنبول السياحية ومراكزها التجارية إلى جانب المناطق السياحية الأخرى المفضلة للسعوديين في مدن بورصة وطرابزون وسابنجا وغيرها.
وفي الأشهر الأخيرة، وتزامناً مع احتدام الخلافات السياسية بين أنقرة والرياض، نظمت جهات سعودية مختلفة حملات واسعة لدعوة السياح السعوديين لعدم قضاء عطلتهم في تركيا معتبرين أن ذلك يعتبر بمثابة دعماً للرئيس التركي رجب طيب أردوغان المعادي للسعودية ـ على حد وصفهم.
واعتمدت هذه الحملات على تشويه صورة تركيا والتحذير من وجود جرائم قتل واعتداءات على السياح إلى جانب غلاء الأسعار وكراهية السياح السعوديين ووجود سرقات وتفجيرات وغيرها من الوسائل التي وصلت حد الترهيب والتخويف.
لكن وبدلاً من أن تتراجع أرقام السياح السعوديين إلى تركيا، شهدت تصاعداً لافتاً في السنوات الأخيرة ما يؤكد فشل هذه الحملات في اقناع المواطنين السعوديين بعدم السفر إلى تركيا والذي يكون في أغلب الأحيان بهدف السياحة أو شراء العقارات.
وحسب البيانات التي حصلت عليها «القدس العربي» من الموقع الرسمي لوزارة الثقافة والسياحة التركية فقد وصل عدد السياح المقبلين من السعودية إلى تركيا عام 2017إلى أكثر من 650ألف سائح، بعد أن لم يتجاوز الـ530ألف في عام 2016، والـ450ألف في 2015، والـ341ألف في عام 2014، كما أن هذه الأرقام لم تكن تتجاوز الـ20ألف حتى عام 2008.
وعلى الرغم من أن الموسم السياحي الحالي في بدايته ولم تظهر أرقامه بعد، إلا أن إحصائيات الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي تشير إلى زيارة قرابة 200ألف سعودي إلى تركيا في هذه الفترة ليكونوا بذلك ثاني أكثر العرب زيارة لتركيا بعد العراقيين، وهو ما يعطي مؤشراً قوياً على أن أرقام السياح السعوديين إلى تركيا هذا العام ستكون أكبر بكثير من الأعوام الماضية، رغم كل العوامل السابقة.
وفي مول «استينيا مول» أحد أرقى وأغلى المراكز التجارية في حي «استينيا» الراقي بإسطنبول الأوروبية تكاد ترى قرابة نصف المتسوقين في المركز من السعوديين المميزين بلباسهم التقليدي، وتجد المئات منهم منهمكين بشراء الملابس والهدايا ويحملون أعداد كبيرة من أكياس المشتريات.
المشهد نفسه يتكرر في شارع الاستقلال المتفرع من ميدان تقسيم والذي يعتبر أبرز المناطق السياحية في إسطنبول، ومناطق سلطان احمد والسوق المصري، إلى جانب المقاهي والمطاعم الفارهة على مضيق البوسفور التي تعج في أوقات الغذاء والسهرات المسائية بالسياح السعوديين الذين باتوا يشكلون أكثرية في أغلب هذه الأماكن.
ولا يتوقف الأمر على إسطنبول فقط، حيث تعتبر الآن مناطق ساحل البحر الأسود لا سيما طرابزون وريزة من أكثر أماكن السياحة تفضيلاً للسعوديين الذين فتحت شركات الطيران التركية والسعودية لهم خطوط طيران مباشرة من المدن السعودية إلى هذه المناطق.
وإلى جانب السياحة، يتجه السعوديين إلى شراء العقارات بشكل أكبر من السابق في تركيا، وباتت الكثير من المجمعات السكانية في إسطنبول يقطنها أعداد كبيرة من السعوديين، بينما يكتفي آخرين بشراء الشقق للاستثمار أو تركها مغلقة لاستخدامها لأيام معدودة في العام فقط.
كما بات مئات السعوديين يمتلكون بيوتاً مستقلة وفيللاً راقية في مناطق ساحل البحر الأسود ومنطقة بحيرة سابنجا وبولو وغيرها من المناطق السياحية الجميلة، حيث يعتبر السعوديين حالياً ثاني أكثر الأجانب والعرب بشكل عام تملكاً للعقارات في تركيا.

السياح السعوديون يتدفقون إلى تركيا بقوة رغم الخلافات السياسية وحملات المقاطعة والتخويف
ثاني أكثر الأجانب والعرب تملكاً للعقارات فيها
إسماعيل جمال

رجل دين إيراني مقرب من خامنئي يُحذِّر من «تضاؤل» ولاية الفقيه ومعارضة بعض مراجع حوزة «قم» لها

Posted: 29 Jul 2018 02:24 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: صرح أحد كبار جمعية مدرسي حوزة قم ورئيس مركز الخميني للأبحاث الدينية، آية الله محمد تقي مصباح يزدي، أن مبدأ ولاية الفقيه بدأ يتضاءل في البلاد، وأن بعض المسؤولين الإيرانيين والبعض الآخر في حوزة قم يعارضونه.
وحسب موقع «انتخاب» الإخباري الإيراني، قال مصباح يزدي إن البعض في النظام الإيراني وحوزة قم وصل إلى هذه القناعة بأنه طالما والشعب يصوت، وأنه يختار رئيس البلاد، فلا حاجة بعد للولي الفقيه، وإن هؤلاء بدأوا يطرحون تساؤلا حول ضرورة إلغاء مبدأ ولاية الفقيه.
وأكد رجل الدين المقرب من علي خامنئي، بأن الولايات المتحدة تستهدف النظام الإسلامي وليس إيران، وأعرب عن بالغ أسفه إزاء تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين حول تشكيكهم في مخططات واشنطن ضد إيران، مطالباً بتعزيز القيم الثورية على جميع الصعد وفي جميع المؤسسات. وكان موقع «سحام نيوز» التابع للزعيم الإصلاحي الإيراني الذي يقبع تحت الإقامة الجبرية منذ 2010 في طهران، مهدي كروبي، قد كشف بأن جهات متنفذة في أكبر مركز للمذهب الشيعي أي حوزة قُم في إيران والحرس الثوري والأجهزة الأمنية تقف خلف التسريبات حول وضع شرعية المرشد الأعلى الإيراني تحت علامات استفهام كبيرة.
مضيفاً أن تلك الجهات فعلت ذلك بهدف ضرب شرعية سلطة خامنئي على البلاد. وأوضحت هذه التسريبات بأن مجلس خبراء القيادة الإيراني صوت على أن يدير شؤون قيادة البلاد لفترة شهرين وبشكل مؤقت، لكن التلفزيون الإيراني حينها زور الحقيقة وروّج بشكل زائف بأن خامنئي أصبح قائداً للبلاد.
وفي مؤشر واضح لتصعيد الصراع في عمق أروقة مراكز صنع القرار الإيراني، كان وزير المخابرات الإيراني السابق والقيادي في جهاز استخبارات الحرس الثوري ورئيس «منظمة صيانة قيم الحرب الإيرانية العراقية»، حيدر مصلحي، قد صرح بأن العدو اخترق حوزة قم الشيعية، وأنه زرع فيها جواسيس بهدف إيقاف الثورة الإسلامية والإضرار بها، وقال إنه يجب على الحوزات الشيعية وخاصةً حوزة قم أن تهيئ الظروف لتدويل الثورة الإسلامية بحيث تصبح ثورة عالمية، وإن تدشن هذه المرحلة في أقرب وقت ممكن. وكان المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، قد انتقد البعض في النظام الإيراني والحوزات الشيعية، قائلاً إن «ما يقوله البعض من أن الثورة كانت حدثاً تحقق وانتهى، وعلينا اليوم أن نعود إلى حياتنا الطبيعية، يعدّ خيانة للثورة، ذلك أنّ الثورة لا نفاد لأمدها»، محذراً من المخطط الرامي لإضعاف مبادئ الثورة الإسلامية في حوزة قم الشيعية من قبل الاستكبار العالمي، وتطرق إلى المكانة المتميزة والدور المؤثر لحوزة قم في انتصار الثورة الإسلامية، وقال إن الحوزة في قم يجب أن تظل حوزة ثورية ومهد الثورة، وإن تحقيق هذا الهدف يستلزم الفكر والتدبير والتخطيط الدقيق، مضيفاً «إذا أردنا ان يبقى النظام الإسلامي إسلامياً وثورياً فيجب أن تبقى الحوزة ثورية، لأنه إذا لم تكن الحوزة ثورية، فان النظام الإسلامي سيكون معرضاً لخطر الإنحراف».
وسبق لعضو المجلس الرئاسي لمجلس خبراء القيادة الإيراني وخطيب جمعة طهران، أحمد خاتمي، أن صرح بأن التزام حوزة قم بالمبادئ المقدسة للثورة الإسلامية أصبح ضعيفاً وليس كالسابق، مشدداً على أنه يجب على مراجع الشيعة وكبار حوزة قم أن يراقبوا الأوضاع بدقة متناهية، وأن يقفوا أمام مخطط إضعاف مبادئ الثورة الإسلامية في الحوزة.

رجل دين إيراني مقرب من خامنئي يُحذِّر من «تضاؤل» ولاية الفقيه ومعارضة بعض مراجع حوزة «قم» لها

محمد المذحجي

مجهولون يغتالون قيادياً في الجيش «الحر» اتفق مع القوات الروسية في درعا

Posted: 29 Jul 2018 02:23 PM PDT

درعا – «القدس العربي»:اغتال مسلحون مجهولون، السبت- ليل الأحد، القيادي البارز في الجيش السوري الحر ياسر طويرش أمام منزله في مدينة إنخل بريف درعا الشمالي، جنوب سوريا.
وكان طويرش يشغل منصب قائد الفرقة «46 مشاة» في الجيش السوري الحر، قبل اتفاقه مع القوات الروسية على إبرام صفقة معهم، ويعتبر القيادي، وفق ما تداولته مواقع سورية معارضة، من أوائل قيادات المعارضة التي وقعت اتفاقاً مع القوات الروسية في محافظة درعا.
المسلحون المجهولون، أقدموا على اغتيال القيادي طويرش عبر مهاجمته بالأسلحة أمام منزله، وإصابته بشكل مباشر، مما أدى إلى مقتله على الفور، فيما لاذت العناصر المهاجمة بالفرار من المنطقة، دون معرفة هويتها، حيث تم دفن القيادي بذات الليلة في مقبرة المدينة.
ورجحت مصادر ان يكون تنظيم الدولة وراء عملية الاغتيال كون القيادي طويرش معروفاً بعدائه الشديد لجيش خالد بن الوليد في حوض اليرموك، المبايع لتنظيم الدولة.
وكانت قد سيطرت قوات النظام السوري على التلال الاستراتيجية في مدينة «إنخل» منتصف شهر تموز، بموجب اتفاق بين القوات الروسية والجيش الحر في المنطقة، بعد اتفاق أولي بين الجيش الحر وتحرير الشام، أفضى إلى إخراج الهيئة من التلال.

مجهولون يغتالون قيادياً في الجيش «الحر» اتفق مع القوات الروسية في درعا

لبنان: تبعات الانقسام الدرزي بين جنبلاط وأرسلان وتأثيراته على الجبل

Posted: 29 Jul 2018 02:23 PM PDT

بيروت- «القدس العربي»: في غياب المعطيات الأكيدة حول مصير التشكيلة الحكومية الموعودة، بقي الاهتمام الداخلي منصباً على تتبّع الانقسام السياسي الدرزي الذي تفاعل نتيجة العقدة الدرزية في تأليف الحكومة بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان وتداعياته على أبناء الطائفة ومنطقة الجبل.
وجاء الهجوم المروّع على دروز محافظة السويداء في سوريا ليزيد من حالة الانقسام الجنبلاطي الارسلاني حيث في كل مرة يغمز جنبلاط من قناة النظام السوري محمّلاً إياه مسؤولية معينة خلف هذا الهجوم ، ينبري ارسلان للدفاع عن الرئيس السوري بشار الاسد وعن علاقة دروز جبل العرب بالنظام.
وفي خلال حفل عزاء في دارته في خلدة بضحايا السويداء شارك فيه السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي وممثلون عن حزب الله والتيار الوطني الحر، رأى أرسلان «أن المجزرة استهدفت من خلال السويداء الدولة السورية بأكملها وهي فصيلة المجازر الصهيونية».وإعتبر أن « دول التحالف المسؤول عن كل نقطة دم بسوريا لا تتوقف عن فضح بعضها البعض في التورط بالتنظيمات الارهابية»، لافتاً الى اننا «لا نستغرب كيف أن الدول المشغلة للمنظمات الارهابية امتنعت حتى عن التنديد بالمذبحة في السويداء»، مضيفاً: «أهلنا في الجولان الصامد يرصدون منذ سنوات التنسيق بين التنظيمات الارهابية والجيش الإسرائيلي».
وكان ارسلان اشار الى « أن عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي انطلقوا من مواقع قريبة من التواجد الأمريكي لتنفيذ هجوم السويداء «. وأكد أنه «على تواصل دائم مع الرئيس السوري بشار الأسد، الذي انتصر نتيجة موقفه الثابت والحازم «، معتبراً « أن النائب جنبلاط متآمر على سوريا وعلى الدروز في سوريا «، قائلاً: «جنبلاط مستمر في الاعيبه ضد سوريا وينفذ أجندات خارجية»، مشيراً إلى أن جنبلاط ذهب إلى تركيا وطلب تهجير الدروز من أدلب «.وشدد أرسلان على « أن قانون التجنيد الاجباري لا يستهدف فئة معينة وانما يسري على جميع المواطنين للدفاع عن سوريا»، مؤكداً «أن القرار الدرزي في جبل العرب والجولان وجبل الشيخ واضح وهو الإنتماء القومي والوطني للدولة السورية».
ولاحظ أرسلان أنه «في إجتماع عبيه كان هناك تضليل للمشايخ، لأن الإتفاق كان بأن لا تكون هناك خطابات سياسية»، لافتاً إلى أن «معظم المرجعيات الدينية التي كانت في الإجتماع أبلغتني رفضها كلام جنبلاط ضد دمشق». تزامناً، كان شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن يتلقى التعازي في دار الطائفة الدرزية في فردان التي أمّتها شخصيات سياسية وحزبية تقدمها ممثلو رئيس الجمهورية وممثلو رئيسي المجلس النيابي والحكومة، وغابت عن المناسبة المواقف السياسية.
اما في بلدة الجاهلية ، فقال رئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهاب في كلمة له خلال تقبل التعازي بضحايا السويداء، «ذهبت الى السويداء من يومين واهلها اعطوني الدعم ولم احضر دفناً بل عرساً وهم فقط بحاجة لموقفنا الاخلاقي».ولفت الى «أننا وراء أهل السويداء ومشايخها وهذا موقف مشايخنا في لبنان وسنبقى على هذا الموقف، نتضامن في الموقف واذا احتاجوا لنا نتضامن معهم بالجسد ونذهب الى السويداء أما اعطاء الدروس لهم فهم واعوون وليسوا بحاجة لدروسنا». وأكد وهاب أن «خيار الدروز واضح، خيار الدروز العروبة ولا خيار آخر غيره»، مشيراً الى أن «الجيش السوري بدأ الانتشار منذ يومين في المنطقة الشرقية وترك بعض المواقع المهمة، انتشرت فصائل من الفرقة الرابعة والفرق الأخرى».
وأضاف: «بعض أهلنا في السويداء يقولون نريد السلاح، أنا أقول لهم نظموا أنفسكم والسلاح موجود وهذا أهم حتى لا يصبح السلاح في الشوارع ومصدر ازعاج للآمنين»، معتبراً أنه «خلال اشهر هذه المذبحة ستكون ايذاناً بنهاية تنظيم داعش، وهذا التنظيم قد يستطيع القتل والتخريب لكن هذه المذبحة ستكون بداية نهايته». وجزم وهاب «أننا لا نريد نقاشاً داخلياً يؤدي الى مشكلة داخل الطائفة الدرزية، الخلاف الداخلي ممنوع ولا يوجد شيء لنختلف عليه»، متوجهاً الى رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قائلاً: «في السياسة مشاريع وأنت أكثر من تعرف ذلك ولديك معلومات كثيرة، المشروع الذي أراد اسقاط سوريا سقط، يجب أن نقتنع في الساسية لا شيء اسمه حقد واصرار على الموقف، في السياسة هناك عقل ومصالح ناس، هذه العمائم التي سلّمتنا أمانة معينة يجب أن نحفظ الامانة، ونحن دين العقل». أما جنبلاط الذي لم يقم أي حفل عزاء أمس مكتفياً بالمشاركة في المناسبة التضامنية للمشايخ قبل ايام في عبيه، فغرّد خارج موضوع السويداء واختار التكلم عن اطلاق سراح عهد التميمي حيث قال «مهما طال الزمن فان فلسطين كل فلسطين ستتحرر. التحية لبطلة الصمود والتحدي عهد التميمي».

لبنان: تبعات الانقسام الدرزي بين جنبلاط وأرسلان وتأثيراته على الجبل

سعد الياس

النظام السوري يعلن وفاة أكثر من 4000 معتقل تحت التعذيب في سجونه

Posted: 29 Jul 2018 02:23 PM PDT

أنقرة – «القدس العربي»: وثقت «القدس العربي» بالاستناد الى إحصائيات زود بها النظام السوري، دوائر النفوس في المدن والمحافظات، خلال الأسابيع الفائتة، وفاة أكثر من 4465 معتقلاً، تحت التعذيب.
وتتوزع قائمة الضحايا من المعتقلين على النحو التالي، 1000 من أبناء مدينة درايا، و550 معتقلاً من حلب، 550 معتقلاً فلسطينياً، 750 من الحسكة، 800 من مدينة معضمية الشام.
كما سلّم النظام السوري قائمة الى دائرة النفوس في مدينة يبرود بريف دمشق، وتضم اسم 30 معتقلا، ونحو 35 الى بلدة كناكر في ريف دمشق، قضوا تحت التعذيب في سجونه، إضافة الى 120 آخرين تم تسليم أسمائهم الى مدينة حماة، و150 في مدينة حمص، إضافة الى 480 الى مدينة تلكلخ بريف حمص.
ويرى معارضون سوريون أن إعلان النظام السوري عن وفاة آلاف المعتقلين السوريين في سجونه ومعتقلاته، ما هي إلا محاولة من روسيا لطي ملف المعتقلين بالتوازي مع بوادر حسم الملف العسكري، وفي هذا الاطار قال الباحث السوري عبد الوهاب عاصي، إنه على هذا الأساس تسارع روسيا لفتح ملف اللاجئين، وسوف تماطل بالملف السياسي الذي اختصرته باللجنة الدستورية، لحين الانتهاء من الملفات السابقة كافة.
وشدد نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، بدر جاموس، على أن تسليم النظام قوائم بأسماء المعتقلين المتوفين تحت التعذيب لسجلات النفوس، يكشف حجم جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية داخل معتقلات النظام، والتي اعتبر أنه لا يمكن للأمم المتحدة أو لجنة التحقيق الدولية التغاضي عنها.
وأضاف، ان استمرار الكشف عن هذه الجرائم التي تحدث تحت جنح الظلام، وتؤكد للمجتمع الدولي عدم جدية نظام الأسد للعمل مع الأمم المتحدة وتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بالشأن السوري، داعياً لجنة التحقيق الدولية إلى البحث في تلك الجرائم وضمها إلى آلاف الجرائم التي ارتكبها النظام على مدى الأعوام السابقة.
وأكد أن كل ما يحدث هو ردات فعل انتقامية ينفذها النظام ضد المشاركين في الثورة، محمّلاً النظام وحلفاءه المسؤولية، والأمم المتحدة بسبب عدم اتخاذها أي إجراءات رادعة لوقف هذه المجازر.
وشهدت الأيام الأخيرة تسليم النظام لسجلات النفوس في مختلف المحافظات السورية، قوائم بأسماء الشهداء الذين ماتوا تحت التعذيب في المعتقلات، وذكر ناشطون حقوقيون أن القوائم ضمت ألف شهيد من مدينة داريا في ريف دمشق، و«750 شهيداً من الحسكة»، و550 شهيداً من حلب، و460 شهيداً من المعضمية، و30 شهيداً من يبرود».
من جهته لفت نائب رئيس الائتلاف الوطني إلى أن الهدف من الكشف عن تلك القوائم هو «تخفيف الكارثة عندما يتم إعلان الإفراج عن المعتقلين بأوامر من روسيا»، وأضاف أن النظام قتل عشرات الآلاف من المعتقلين والكشف عن ذلك دفعة واحدة سيشكل صدمة كبيرة، وتابع قائلاً: «وأيضاً لدينا خوف من استمرار القتل فى المعتقلات لتصفية أكبر عدد ممكن مع هذا الصمت الدولي». وأشار أيضاً إلى أن تسليم تلك القوائم للنفوس وإسقاط هويات المتوفين وإصدار شهادات وفاة لهم، سيساعد النظام في مصادرة أملاكهم ضمن القانون رقم 10 الذي يخطط النظام من خلاله لإجراء عمليات تغيير ديموغرافية واسعة في البلاد.

النظام السوري يعلن وفاة أكثر من 4000 معتقل تحت التعذيب في سجونه

هبة محمد

العثماني يشخَّص داء العطب في النموذج التنموي المغربي ويؤكد أن «الفساد علة البلاد»

Posted: 29 Jul 2018 02:22 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي» : قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربي، إن داء الفساد يكلف البلاد مالاً كثيرًا ويؤخر عجلة التنمية، موضحًا أن العدالة الاجتماعية وتقليص الفوارق الاجتماعية ما زالا يتطلبان بذل مجهود كبير.
واستعرض خلال يوم دراسي السبت في الرباط، التحديات الكبيرة التي تواجه النموذج التنموي قائلًا: «هناك العديد من التحديات الكبيرة التي تواجه النموذج التنموي، إذ رغم المجهودات المبذولة، فما زال هناك خصاص في منظومة الحكامة ومحاربة الفساد وأداء الإدارة، إضافة إلى تحديات أخرى مرتبطة بالسياسات الكبرى التي تضيع فيها الجهود نتيجة عدم اعتماد الالتقائية والتنسيق بين المتدخلين «.
حديث العثماني خلال كلمته الافتتاحية التي ألقاها في اليوم الدراسي الذي نظمته جمعية مهندسي العدالة والتنمية، لم يقف فقط عند مكامن العطب في الإدارة المغربية التي قال إنها تعاني من البيروقراطية والبطء وضياع الوقت والمال، بل حاول تلمس بعض المنجزات وإن كانت غير كافية على حد تعبيره، حينما قال إن منظومة الحكامة تحسنت بشكل كبير خلال السنوات الماضية لكنها غير كافية، وبأن المغرب يحقق نسبة نمو متوسطة.
غير أن الفساد يظل أكبر عطب في وجه أي نموذج تنموي برغم التدابير للرفع من أداء الإدارة المغربية، فحسب ما جاء على لسان رئيس الحكومة فإن المغرب يفقد ما بين 5 و7 في المئة من الناتج المحلي الخام بسبب الفساد، وهو رقم ضخم على حد وصف العثماني، ويدل على أن البلد في حاجة لبذل المزيد من الجهد للحد من نسبته. وتبقى محاكمة المتورطين في الفساد أمرًا ضروريًا للحد منه. يقول العثماني: «يجب معاقبة المسؤولين الذين يتجاوزون القانون ويستعملون المال العام من أجل مصالحهم الشخصية»، مشيرًا إلى أن هناك العديد من المسؤولين الذين يحاكمون بسبب الرشاوى أو استغلال المال العام أو مخالفة القانون، وهذه المحاكمة مست مسؤولين بمختلف الإدارات العمومية بما في ذلك الأمن الوطني والدرك الملكي، وفق ما جاء في كلام رئيس الحكومة.
وفي الوقت الذي ما زال الرأي العام المغربي ونخبه تتداول في أعطاب النموذج التنموي الذي أجمعت الآراء على فشله من أعلى سلطة في البلاد إلى الفاعلين المدنيين وغضب المواطنين المحتجين في بقاع مختلفة من المغرب، وما زال النقاش حول أي نموذج تنموي جديد يمكن أن يصلح ما أفسد الفساد سابقه، تحدث عن أن النقاش حول النموذج التنموي الجديد لا يجب أن ينصب فقط في اتجاه الجانب الاقتصادي المادي، لأنه أوسع من ذلك بكثير، فهو مرتبط بجوانب أخرى غير مرئية لا تقاس بالمقاييس المادية، كالثقافة والقيم الناظمة لأي مجتمع، معتبرًا أن هذا الجانب غير المرئي يشكل ثروة غير مادية تسهم في نهضة الشعوب قائلًا: «هناك جوانب لا تقاس بمقاييس رياضية، وهي في غاية الأهمية، كقيمة العمل، مثلًا، كأن نعرف كم يعمل الفرد المغربي، وكم يعمل الفرد في اليابان والدول الإسكندنافية، فإذا كان لدينا شخص يعمل أربع ساعات في الأسبوع فسيخلق ثروة ضعيفة، بينما الفرد الذي يعمل أربعين ساعة في الأسبوع يخلق ثروة مضاعفة».
ودعا العثماني إلى القطع مع المحسوبية والزبونية والولاءات الحزبية والقبلية، كونها من الأمور التي تشكل داء العطب في النموذج التنموي المغربي مؤكدًا: «يجب أن يكون نموذجنا التنموي قائمًا على ثقافة الاستحقاق، من يعمل أكثر يجب أن يجازى، ومن لا يعمل لا يجب أن يجازى، بل يجب ألا يقبل شيئًا إذا أعطي له وهو غير مستحق له».
البحث عن نموذج جديد يتجاوز كبوات القديم الذي ما زال ساريًا، كان محط تفاعل متدخلين آخرين، فمحمد صديقي، رئيس جمعية مهندسي العدالة والتنمية وعمدة العاصمة الرباط، قال: «يجب البحث عن نموذج تنموي يمكن من تجاوز كل العراقيل ويخلق مزيدًا من الثروة والشغل».
وأكد عمر الفاسي الفهري، نائب رئيس منتدى خبراء وأطر حزب العدالة والتنمية، أن النموذج التنموي المغربي الحالي وصل إلى حده قائلاً: «يجب أن تكون هناك نقلة نوعية والمرور إلى مرحلة جديدة» معتبرًا أن المغرب قادر على إرساء نموذج تنموي جديد قوي بفعل امتلاكه مقومات الاحترام لدى كل القوى المؤثرة في العالم.
موضوع النموذج التنموي وفشله وأي نموذج آخر يمكن اعتماده في سياق سياسي واجتماعي مأزوم حسب تحليلات سياسيين وفاعلين مدنيين مغاربة، وكذا تقارير منظمات دولية وتحاليل في جرائد عالمية ذائعة الصيت، هو موضوع هيمن على ساحة النقاش السياسي في المغرب منذ أن أعلن العاهل المغربي فشله. وبتنامي وتيرة الاحتجاجات الاجتماعية وما خلفته من أصداء كبيرة خاصة الأحكام الصادرة في حق معتقلي حراك الريف، الحركة الاحتجاجية التي اندلعت شمال المغرب، تنامت الانتظارات للحلول التي من شأنها أن تخرج النموذج المغربي من عنق الزجاجة وتضع الحد لاحتقان اجتماعي وسياسي، وتتطلع الأنظار لخطاب العرش وما إن كان سيبسط خارطة مصالحة جديدة ونموذج جديد بعد أن دشن العاهل المغربي لما أصبح يعرف إعلاميًا بالزلزال السياسي بإعفاءات سابقة لمسؤولين كبار، فماذا بعد الزلزال، وهل من جديد في هذا العيد؟ إنه السؤال المطروح بالبند العريض على غالبية الصحف المغربية ولدى المهتمين بالشأن العام.

العثماني يشخَّص داء العطب في النموذج التنموي المغربي ويؤكد أن «الفساد علة البلاد»

سعيدة الكامل:

هل تتم إعادة تشكيل «جيش الفتح» من الفصائل المعارضة في إدلب؟

Posted: 29 Jul 2018 02:22 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: تناولت الأخبار أمس موضوع إعادة تشكيل «جيش الفتح» من الفصائل المعارضة في إدلب في الشمال السوري، تزامناً مع محاولة الروس وضع اللمسات الأخيرة على ما اعتبروه حلاً للملف السوري مع الحفاظ على مصالح كل المتداخلين فيه، باستثناء الشعب السوري، في ضوء التحضيرات الجارية للقاء دولي في سوتشي اليوم، الذي يتوقع ان يشارك فيه ممثلو الدول الثلاث الضامنة للهدنة في سوريا (روسيا، إيران، تركيا)، والمبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، وتبقى المصالح التركية الاساسية تتلخص في جزء كبير منها باستثمار ملف إدلب التي تعد أكبر خزان للمعارضة السورية ومقاتليها، حيث يجري الحديث عن ملفها رسمياً عبر تصريحات روسية وايرانية وحتى سوريّة.
وضمن سياق السياسة التركية لتجنيب إدلب الهجوم المحتمل من النظام السوري، وجعلها منطقة آمنة، كشف مصدر مقرب من هيئة تحرير الشام لـ»القدس العربي» عن تنسيق عالي المستوى بين الحكومة التركية والهيئة، انتج انخراطاً كاملاً لقيادات «النصرة» ضمن غرفة عمليات مشتركة تضم جميع الفصائل التي تملك إمكانية التسليح والمنتشرة في ادلب والمناطق المحيطة فيها من اقصى الشرق الى اقصى الغرب، مشيراً الى عدم اهتمام غرفة العمليات المشتركة والجسم الذي سوف ينبثق عنها بالتصنيف الدولي.

مساحة الاختلاف وأوراق القوة

ولفت المصدر الى أن الجانب الروسي لم يزل يصنف هيئة تحرير الشام على قائمة الارهاب حتى الان، بينما بدأ الجانب التركي بالتنسيق بالحد الادنى من العلاقات مع الهيئة، حيث كشف عن ادخال أنقرة لبعض عناصر من الهيئة الى نقاط المراقبة التركية المنتشرة داخل سوريا، مرجحاً ان تشهد المنطقة نوعاً من الادارة المدنية بالتوازي مع الانصهار التدريجي للفصائل في كيان عسكري موحد، فيما سيبقى أفق الحل وفق رؤية المتحدث متعلقاً بما يمكن ان يتمخض عنه الاتفاق الروسي – التركي في اجتماع سوتشي، كونه سيناقش موضوع إدلب بشكل تفصيلي، مستبعداً الحل العسكري حتى نهاية شهر أيلول المقبل، أي حتى انتهاء مدة اتفاق خفض التصعيد.
من جانبه يرى الباحث السياسي سعد الشارع ان المنطقة الشمالية من سوريا تشهد نوعاً من المنافسة الحادة بين موسكو وأنقرة، على أوراق القوة الكبيرة والمنطقية التي يملكها كل طرف، حيث ان روسيا باتت منتشية بالانتصارات في عموم سوريا، بالتوازي مع الانسحاب الامريكي التدريجي من الملف السوري، حيث أصبح الملف كاملاً بيد الروس، فيما تملك أنقرة الكثير من الأوراق معظمها ميدانية، فهي تتحكم بالنفوذ العسكري وآلاف المقاتلين االذين يمكن ان تستفيد منهم في حال وجود صدام عسكري مفتوح، إضافة الى نقاط مراقبة.
الورقة الاساسية لدى الاتراك هي القوى العسكرية المعارضة التي يناهز تعدادها عشرات الآلاف بينهم الالاف من الحزب الاسلام التركستاني، والقوى «القاعدية» المتواجدة، فهذه الورقة القوية برأي البعض، تمكن تركيا من اللعب على أمرين، اولهما اذا ما حصل صداماً عسكرياً فإن هذه الفصائل سيكون لها دور فاعل في المعركة، لاسيما اذا تلقت هذه دعماً عسكرياً كافياً، والثانية اذا ما حصل تفاهم تركي – روسي على هذه المنطقة، واجزاء منها، فيمكن ان تستغل تركيا هذه الفصائل كما تشاء في سبيل المحافظة على أمن المنطقة.

غرفة عمليات مشتركة

من جهته أكد المحلل السياسي السوري، والخبير في شؤون الجماعات الجهادية، د. رامي الدالاتي، ان كامل الفصائل العاملة في ادلب والمنطقة المحيطة بها، أسست غرفة عمليات مشتركة ضمت فصائل الجيش الحر وتحرير الشام وجيش العزة وجيس النصر، وجبهة تحرير سوريا، وغيرها من الفصائل، كما استنفرت جميع هذه القوات وعززت مواقعها في الداخل السوري المحرر الذي يقابل نقاط قوات النظام والمراقبة الروسية.
وأمام هذه التطورات والحديث عن جيش ضخم بإشراف تركي في إدلب قوامه 75 ألفاً، فإنه ليس ما يشير الى اهتمام امريكي بمستقبل المحافظة ومحيطها، حيث يرى الكثيرون أن موقف واشنطن هو موقف انسحاني وخاصة بعد ان أوقفت دعمها لفصائل المعارضة في المنطقة المغلقة الشحيحة الموارد إلا زراعياً، والتي يقطنها سكان من السنّة فقط، ولا تحوي ثروات باطنية وهي ليست منطقة صناعية أصلاً، فهي منطقة أقل أهمية للنظام السوري مرحلياً على الأقل، وللروس وللأمريكان أيضاً لذلك توقف الأمريكان على حدودها ولم يقتربوا منها.
ويرى محللون وخبراء ان واشنطن غير معنية بالمنطقة الشمالية، اذ انها تركت تلك الامور لتفاهمات او انعكاسات مواقف بين التركي والروسي، وذلك بعد ان دعمت لمدة طويلة فصائل ارتبطت مباشرة ونسقت مع النصرة ضمن «جيش الفتح» وقتذاك، وحينها كانت النصرة تابعة لتنظيم القاعدة، حيث قال الدالاتي لـ»القدس العربي» «الآن وبعد أن اعلنت هيئة تحرير الشام انفصالها عن القاعدة، اعتقد ان الموقف الامريكي اقل حدة، وهو ما يشير اليه الواقع أيضًا، لان واشنطن أوقفت عمليات الاغتيال للشخصيات المتشددة في الشمال منذ نحو العام والنصف، أمثال «ابو الفرج المصري، ابو عمر المصري».
مضيفاً أن «طائرات الدرون لم تعد تشاهد في سماء الشمال طيلة الفترة المذكورة، وهذا ما يشير الى ان الجانب الامريكي لديه تفهم واضح للتغيرات الفكرية والسياسية التي قامت بها هيئة تحرير الشام، وبالتالي فإن ذلك يوضح تغير الموقف الامريكي من الهيئة».
فيما ذهب الباحث السياسي سعد الشارع الى ان واشنطن تعمل على تخفيف مستوى الحضور الامريكي، وهذا ما برز من خلال اجراء قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن مفاوضات مع بشار الاسد في دمشق، وهذا ان لم يكن برضا الامريكان فهو على الاقل بعلمهم، مضيفاً ان «الموقف الأمريكي هو انسحابي تدريجي، حيث يتواجد في منطقتين فقط، شرق الفرات لدعم قوات قسد، إضافة الى منطقة التنف».

انسجام الفصائل

ورجحت مصادر واسعة الاطلاع لـ»القدس العربي» ان تكون هناك امكانية كبيرة، للانسجام بين الفصائل في الجسم العسكري المرتقب شمالاً، حيث شهدت ادلب خلال الساعات الفائتة اجتماعات عدة كانت قد بدأت منذ شهرين بمساعٍ من انقرة وبالتنسيق مع بعض الشخصيات الرفيعة في الداخل، لاعادة بلورة ما يسمى بـ«جيش الفتح».
وبحسب المصادر فقد اجتمع امس معظم ممثلي الفصائل المنتشرة في الشمال، ووضعوا اللمسات الاخيرة لاعادة تشكيل «جيش الفتح»، أو جيش تحت مسمى آخر، تمهيداً للإعلان عن هذا التشكيل، انطلاقاً من غرفة عمليات موحدة، مهمته حماية الشمال ووضع جميع القوى العسكرية وحتى مستودعات السلاح والذخيرة في يد هذه الغرفة. ورجح المصدر ان تكون الامور قد سارت بهذا المنحى بعد ضغط شعبي هائل على الفصائل في سبيل توحيدها ودفع المخاطر المحدقة بالمنقطة.

أوتوستراد دولي

وبالرغم من تجهز الفصائل الجهادية والمعتدلة للسيناريوهات كافة ، فإن مستقبل المنطقة مرهون بحجم التفاهمات التركية – الروسية، التي تقابلها تلبية رغبات الطرفين، في ظل الحديث عن حل اقتصادي، تدخل فيه اعادة افتتاح أوتوستراد دولي أو ما يسمى بـطريق «إم 5» الذي يمر من حلب حتى حماة مرورًا بمدن سراقب، ومعرة النعمان وخان شيخون، وينتهي بمعبر نصيب الحدودي مع الأردن. وإذا ما تم افتتاح هذا الطريق، فإن الوضع الاقتصادي سوف يتغير في البلدان الثلاث، سوريا، تركيا والأردن، ففي حال التوصل الى تفاهم يبدد مخاوف العمليات العسكرية في المنطقة، فهذا لا يعني حماية ريف اللاذقية الذي يشهد مناوشات ومواجهات أحياناً.
مصدر عسكري من ريف اللاذقية أوضح لـ«القدس العربي» ان الصدام بين المعارضة والنظام في المنطقة امر مفتوح، عازيًا السبب الى الرغبة الروسية في حماية مصالحها في تلك المنطقة الممتدة ايضاً على اجزاء من ريف حماة الشمالي، كون البلدات الخلفية لهذا الريف تعتبر خزاناً او مستودعاً لما يسمى «الشبيحة» خشية وجود حالات ثأرية بين الطرفين.

هل تتم إعادة تشكيل «جيش الفتح» من الفصائل المعارضة في إدلب؟

الصوت المعارض أو المستقل في الإعلام المصري حائط الصد الأساسي ضد الشائعات والكلاب الضالة تهدد أمن المواطنين

Posted: 29 Jul 2018 02:21 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: الموضوع الرئيسي في الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد 28 و29 يوليو/تموز كان عن المؤتمر الوطني السادس للشباب، الذي ترأسه الرئيس السيسي ودعا إلى حضوره ثلاث آلاف من شباب الجامعات والمعاهد وأعضاء هيئات التدريس، بما يعكس اهتمامه بالشباب والتحاور معهم والاستماع إلى مطالبهم، وبعضها تم تشكيل لجان لتحقيقها، مثل مطالب الإفراج عن الشباب المحتجزين لأسباب سياسية، وبالفعل يتم من وقت لآخر الإفراج عن مجموعات منهم، من الذين لم يرتكبوا أعمالا إرهابية، أو هم أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين.
كما اهتمت الصحف بقضية الشائعات التي أشار إليها الرئيس في خطابه بمناسبة ذكرى ثورة يوليو، وتخريج دفعة جديدة من طلبة الكلية الحربية، حيث ذكر أن مصر تعرضت خلال الأشهر الثلاثة الماضية إلى واحد وعشرين ألف شائعة، هدفها تفتيت الجبهة الداخلية، وتأليب الشعب على النظام، ومع ذلك فإن مركز معلومات مجلس الوزراء يرد أولا بأول على هذه الشائعات وينقلها التلفزيون والقنوات الفضائية والصحف. وفي رأيي أن هناك خطة حكومية للتهويل من هذا الخطر الوهمي، لإثارة خوف الناس حتى ينسوا ارتفاع الأسعار وتراجع الدخول نتيجة ذلك. ووصل الأمر إلى أن الرسام في مجلة «روز اليوسف» مصطفى سالم أخبرنا أنه كان مع قريب له أصيب بمرض وتم نقله للمستشفى وفوجئ بأن الطبيب بعد الكشف عليه يقول له: هنعملك عملية نستأصل فيها جيوبك اللي بتشتكي منها علطول دي.
بعد ذلك تفاوتت اهتمامات كل فئة أو مدينة أو محافظة فأولياء أمور طلاب الثانوية العامة الناجحين يتابعون أخبار المرحلة الثانية للقبول في الجامعات. ومن يتابعون كرة القدم مهتمون ببدء مباريات الدوري العام، ومباريات البطولة الإفريقية، ومن سيؤدون الحج يتابعون أسعاره التي ارتفعت، وشكاوى الشركات والمصابون بأمراض حرجة يتابعون ما يتم معهم لتنفيذ قرار الرئيس السيسي بالانتهاء من قوائم الانتظار، في ظرف ستة اشهر، وعلاج غير القادرين على نفقة الدولة. وأهالي أسوان وغيرها اهتموا بوصول أول طائرة شارتر من إسبانيا تنقل سائحين كمقدمة لتوالي هذا النوع من الرحلات، حتى شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وهو ما سيحقق انتعاشا جزئيا. ولوحظ استمرار الاهتمام الكبير من صحافيين وكتاب بالقانون العنصري الذي أصدره الكنيست الإسرائيلي ما يعكس اهتماما كبيرا بالقضية الفلسطينية. وإلى بعض مما عندنا من تفاصيل الأخبار وأخرى غيرها متنوعة..

مؤتمر الشباب

ونبدأ بأبرز ما نشر عن المؤتمر الوطني السادس للشباب، الذي عقده الرئيس السيسي في جامعة القاهرة بحضور ثلاثة آلاف شاب من خريجي الجامعات والمعاهد وطلبتها وأعضاء هيئات التدريس والمعاهد، وقال عنه يوم السبت في «الوطن» محمود الكردوسي في بروازه «كرباج» مؤكدا على ظاهرة حقيقية وهي عدم اهتمام الشباب بالسياسة وقوله: «كنت في الجامعة في سبعينيات أنور السادات عندما كانت الجامعات تذهب إلى السلطة في عقر دارها، تعبر الشوارع والأزقة والميادين حاملة مطالب شبابها وصراخهم ولافتاتهم، الآن تغير كل شيء الجامعات ترهلت والشباب لم يعد مهتماً لا بالولاءات السياسية، ولا بحب البلد، ولا بالدفاع عن الفقراء، بل بالهجرة إلى أوهام العولمة، هذا ما يحاول الرئيس السيسي أن يعالجه: يذهب إلى الشباب ويدعوهم إلى لقائه في عقر دارهم يضرب المثل- من خلال تباسطه معهم وفتح أحضانه لهم- على أن السلطة ليست خصماً، بل جاءت لتخدمهم وتحقق أحلامهم وتبني لهم بلداً يحبونه وينتمون إليه. المستقبل هو المشروع الوطني للسيسي، والشباب هم جوهر هذا المستقبل، ندعو الله ألا يأتي بعد السيسي من يفسد على الشباب هذا المشروع فهي بدعة فرعونية أصيلة».

تفسير لسياسات الحكومات المتعاقبة

وأمس الأحد نشرت «المصري اليوم» مقالا كتبه أحمد الدريني أشار فيه إلى الحوار في المؤتمر ليس بين الدولة والشباب وإنما بين الدولة ونفسها وقال: « مع فعاليات المؤتمر السادس للشباب، وبعد عشرات الجلسات الحوارية، التي أديرت بحضور رئيس الجمهورية على مدار المؤتمرات السابقة، يبدو أن تقليدًا سياسيًا موفقًا قد نشأ وترسخ مع الوقت، من حيث لم يدبر أحد أو يعتقد. فقد باتت الجلسات الحوارية بمثابة محاضر شرح وتفسير لسياسات الحكومات المتعاقبة، في مسائل الاقتصاد والتخطيط والتنمية. وربما هي المرة الأولى التي يعاين فيها المواطن المصري وزراءه ومسؤوليه يسعون لشرح الأوضاع وتوضيح الخطط، بصورة دورية تتزامن مع هذه المؤتمرات وعناوينها المختلفة. ولعل هذا التقليد الذي ارتسم مع الوقت قد استدرج الوزراء إلى مواجهات مباشرة مع ملايين المصريين، وإن كان عبر الشاشات، مطالبين بالشرح والتفسير والتعليل، لعله يضبط العلاقة الملتبسة بين الحكومة والشعب، لتتفهم الأولى أنها موظفة عند الثاني. وإذا كان رأس الدولة هو المسؤول الوحيد الذي جسُر على التحدث للمواطنين عن الغلاء ورفع أسعار السلع، معترفًا بالألم الشعبي في شجاعة سياسية تحسب له – فإن الحوار المجتمعى حول هذه الإجراءات يصبح أكثر ضرورة ووجاهة، ويصبح المضي قدمًا في مثل هذه الإجراءات الموصوفة بالإصلاحية مدعاة لحوار أكثر عمقًا. وليس أصلح فى هذه الحالة من مؤتمرات الشباب. أما موضوع الشباب أنفسهم والعلاقة بينهم وبين الدولة، فيحتاج إلى ما هو أبعد وأعمق من مجرد الحوار مع نماذج بعينها من الشباب، دون البعض الآخر، في حوار يبدو كثيراً حواراً بين الدولة ونفسها».

ملف المعتقلين

أما أعنف ما كتب والأكثر صراحة، فكان في العدد نفسه من «المصري اليوم» للدكتور عمرو الشوبكي، الذي طالب فيه بالإفراج عن الشباب المحتجزين على ذمة قضايا، رغم أنهم ضد الإخوان، وضرورة إفساح المجال أمام ديمقراطية وتفاعل أوسع ومما قاله: «عادة ما تحاول الدولة أن تتفاعل مع الجزء الصحي من شبابها، وتتخذ سياسات وقائية من أجل عدم انحراف الشباب، سواء في آرائه السياسية أو ممارساته السلوكية والاجتماعية، معادلة تعامل الدولة مع الشباب في مصر يجب أن تقبل بأن الهوى العام للشباب في سن الجامعات احتجاجي وساخط، وغالبا ما يكون معارضا في السياسة وغير السياسة، وهى معادلات لا يمكن حلها بالملاحقة الأمنية، إنما بالحوار والاحتواء السياسي. والحقيقة أن التعامل مع الشباب المحتج يجب أن لا يكون بالطريقة الأمنية، وهناك أسماء رأت الدولة أنها متجاوزة، وحرضت على التظاهر وتم توقيفها مثل، شادي الغزالي حرب، رغم أنه من الشباب المدني الذي واجه الإخوان وجماعات العنف، وتولى عمه الدكتور أسامة الغزالي حرب بقرار رئاسي مسؤولية الإفراج عن الشباب المعتقل، فوجد ابن شقيقه واحدا منهم. يجب إعادة فتح ملف المعتقلين بصورة أكثر حسما، خاصة أن بعضهم تجاوزت فترة محبسه الفترة القانونية «عامين»، مثل هشام جعفر وآخرين. نعم هناك تيار واسع في مصر ومن الشباب يؤيد النظام الحالي، وكثير منهم عن قناعة حقيقية فهم يرون الإخوان خطرا حقيقيا على البلد، ورفضوا بعد أشهر قليلة من ثورة يناير/كانون الثاني الخطاب الثوري وغياب أي بدائل سياسية لنظام مبارك، وظل تأييدهم للرئيس حقيقيا وعن قناعة. احتواء الشباب والحوار معهم لا يعني ضمهم جميعا للبرنامج الرئاسي، إنما الاحتفاظ فقط بالمؤيدين الحقيقيين والحوار مع المعارضين من خارج تيارات العنف، وفتح الآفاق لهم لكي يتحولوا من معارضة ترفض بشكل جذري النظام الحالي، إلى معارضة إصلاحية تراهن على المستقبل، وتحترم المؤيدين للنظام، وهذا لن يتم إلا إذا أفرج عن كل المعتقلين السلميين في عفو رئاسي شامل، وفتح مسار سياسي يعطي أملاً بأن التنمية في مصر تسير على قدمين سياسية واقتصادية».

الرئيس زعلان!

أما الرئيس فإنه شارك بمداخلات في بعض الجلسات، وكان أبرزها تلك المخصصة لقضية استراتيجية بناء الإنسان المصري، وكان غضبه واضحا لأنه عبّر عنه صراحة بسبب رفض قطاع من التيار الديني تطوير الخطاب الديني، وكذلك بعض المواقف لمواجهة مشكلة تزايد الطلاق وضياع الأبناء، ما أوجد مشكلة اجتماعية خطيرة قال السيسي عنها نقلا عن «الجمهورية»: «لو عايزين تتكلموا عن قيم أخلاقية طيب انتو مستعدين تقبلوا في التلفزيون والسينما والمسرح سلوكيات لا تليق، وفي الآخر نقول هذا إبداع وحرية إبداع في خيط رفيع عايزين تصلحوها ولا مش عايزين؟ بتقولوا القوانين والتشريعات طيب أنتم شايفين قضايا مجتمعية موجودة عندنا، يعني مثلا هم قالوا نسب الطلاق 44٪ يعني كل 100 حالة زواج يحدث بها تقريبا 50٪ طلاق. بيقولوا هناك 9 ملايين طفل بدون أب وأم بشكل مباشر، طيب في كمان 15 مليونا بشكل غير مباشر يعني انفصال بشكل خفي معملوش وثيقة انفصال هل تتصدوا كمجتمع. عندما طالبت بضرورة إصدار تشريع لتوثيق الطلاق هوجمت، ‬أنتم عايزين تحولوا ولادنا الـ9 ملايين إللي بدون أب وأم بشكل أو بآخر والـ15 مليون إللي بشكل غير مباشر عاوزين تحولوهم لأيه؟ هل هذا مجتمع سوي ولا إحنا رايحين للعدمية، أنا بقول الكلام لنا كلنا، لكل إنسان ماشي في الشارع، لكل موظف لكل رجل دين، للبرلمان، لكل الشعب المصري، عملية بناء الإنسان المصري هي عملية مجتمعية وليست عملية حكومية، إنما تعتقدوا أن إحنا معانا عصا سحرية نقدر نحل بيها المسألة في بناء الإنسان، لا دي عملية فيها تفاعل ‬دخلونا في أمة ذات عوز عارفين أمة العوز أمة الفقر، دخلونا فيها، ولما آجي أخرج بكم منها يقولك هاشتاج «‬إرحل يا سيسي» لما أجي عاوز أخرجكم من العوز وأخليكم أمة ذات شأن بفضل الله سبحانه وتعالى تعملوا هاشتاج إرحل يا سيسي أزعل ولا مزعلش؟ في دي أزعل لازم نخرج من العوز، العوز الأخلاقي العوز العلمي والعوز الاقتصادي والعوز المعنوي والعوز الاجتماعي، أوعوا تفتكروا هنقدر نخرج منه بالحكومة أو بأي حد لأ».

عبد الناصر وثورة يوليو

ورغم الابتعاد عن ذكرى ثورة 23 يوليو/تموز 1952 إلا أنها لا تزال تجتذب اهتمامات الكثير من الزملاء والكتاب، وقد فاجأنا واحد من أنصار نظام مبارك وهو خالد أبو بكر المحامي الذي انتابته موجة غضب هائلة بسبب إعجاب الرئيس السيسي بعبد الناصر وتشبيه البعض للسيسي بأنه مثل عبد الناصر فقال في مقاله الأسبوعي في جريدة «أخبار اليوم» تحت عنوان «عبد الناصر والسيسي لا وجه للربط أو المقارنة»: «‎لا يوجد إجماع من المصريين على هذه الثورات التي مرت في تاريخنا المعاصر، ‎وكعادة الرئيس السيسي في هذه المناسبة ألقى كلمة للمصريين أشاد فيها بثورة يوليو وبالرئيس جمال عبدالناصر، ‎وكان اليوم كله على الشاشات يوما ناصريا صبح وظهر وليل، ‎ولا أعتقد أن الأمر كان سيكون بهذا الاهتمام لو لم يظهر اهتمام الرئيس بعبدالناصر بشكل واضح، فلو كان الرئيس لا يميل لعبدالناصر لكان حال الإعلام تغير وده اتعودنا عليه، ‎لكن ليس معنى أن الرئيس يحب عبدالناصر أن بالضرورة الشعب كله لازم يحبه. ‎والأهم واللي لفت نظري واستفزني جدا هو مقولة إن الرئيس السيسي هو عبدالناصر الثاني، أو هو امتداد لعبدالناصر، لدرجة أن هناك كاركاتير نشر في إحدى الجرائد يحمل هذا المعنى، ‎الحقيقة يا سادة وأقولها ونحن في عصر الرئيس السيسي، أن لا مجال للمقارنة إطلاقا، ولا أرى أنه إلزام على أحد أن يأخذ وجهة نظر الرئيس السيسي نفسها في حبه الواضح لعبدالناصر‎، ولا يمكن أن يكون ما قدمه ناصر لمصر، كما قدمه السيسي، ولو أن كلامي هيزعل الناصريين، أو يقال عليه مدح للحاكم الحالي، فإليكم مبرراتي، ‎هناك نقاط واضحه تبين لك الفرق:‎ أولا: عبدالناصر خطط للوصول للحكم وثار على الملك بخطوات تنظيمية، في 2013 الشعب هو من ثار على الإخوان والسيسي أعطى لهم فرصة 48 ساعة لكي يبقوا في الحكم ،ويحلوا مشاكلهم، بدون تدخل من الجيش. ‎ثالثا: عبدالناصر هزم في كل معارك خاضها وحمل الشعب المصري كما هائلا من الخسائر في الحروب التي شارك في بعضها باختياره، والسيسي كان من يومه الأول بعيدا عن أي صدام، وعندما حارب الإخوان والإرهاب انتصر بقوة. ‎رابعا: وجود عبدالحكيم عامر بجوار عبدالناصر إلى أن وصلنا إلى النكسة، أمر يتحمله عبدالناصر وكان وجوده لمجرد أنه شريك في الثورة. الرئيس السيسي لا يبقي على أحد في منصبه إلا باعتبارات الكفاءة والتغييرات التي مرت طوال الأربع سنوات الماضية خير شاهد. ‎خامسا: حتى إن كنت غير راض عن الديمقراطية وحرية الرأي في هذه الأيام إلا أنه لا يمكن إطلاقا أن تقارن بعهد ناصر وما كان به ‎السيسي حكم مصر بعد أن كان قائد جيش ورئيس مخابرات ووزير دفاع. ناصر كان ضابطا في الثلاثينيات من عمره، أيا ما كان الأمر كلاهما قدم لوطنه الكثير أصاب واخطأ، لكن الربط بينهما أو تشبيههما ببعض خطأ تاريخي كبير، أرجو ألا نقع فيه من وجهة نظري».

حزب الفساد

ولم يكن المحامي يدري ما ينتظره في العدد نفسه على يد نقيب الصحافيين الأسبق جلال عارف، الذي أشار إلى من هم في الخارج ويهاجمون ثورة يوليو وزعيمها ثم قال عن الذين في الداخل: «في الداخل سوف نرى حزب الفساد الذي مارس النهب للمال العام لسنوات، وكان أحد أسباب خروج الملايين طلبا للعدل والكرامة في يناير/كانون الثاني، كما كان أسلافه قبل ثورة يوليو/تموز سبباً في سقوط النظام ودافعا لتحرك الضباط الأحرار، ليكونوا طليعة ثورة أصبحت إحدى أعظم ثورات العصر، بعد أن قضت على هذا الفساد وفتحت أمام مصر كل الأبواب، لكي تتحرر وتنهض وتبني دولتها الحديثة. حزب الفساد الذي سقط مرة ثانية بعد أن استعاد عافيته في ظل الانقلاب على يوليو منذ السبعينيات، يتصور أنه قادر على أن يتجاوز ثورة يناير واستكمالها في يونيو/حزيران، وأن يعيد عهده غير السعيد، رغم الضربات الهائلة التي يتلقاها الآن، وربما لهذا السبب نجد – حتى الآن – هذا التقاعس غير المبرر عند «‬البعض» عن المشاركة في جهود التنمية، وهذا التوجه عندهم للاستثمار في الخارج بدلا من الاستثمار داخل الوطن – رغم الاستجابة لكل مطالبهم وتوفير المناخ الذي يتيح لهم أفضل العوائد لاستثماراتهم، وكأنهم يكررون ما فعله أسلافهم مع ثورة يوليو، ولا يدركون ما أكده شعب مصر على الدوام من أنه قادر على تخطي الصعاب مهما كانت، وأن مصلحة الوطن في النهاية هي التي ستنتصر.

الإشاعات

ومنذ قول الرئيس السيسي محذرا من خطورة الإشاعات وأن مصر تعرضت في الأشهر الثلاثة الماضية إلى واحد وعشرين ألف شائعة امتلأت الصحف بالتحقيقات الصحافية والمقالات والتعليقات عن الإشاعات والقوى التي تطلقها في الخارج والداخل وخطورة ما تبنته وسائل التواصل الاجتماعي عندما تنقلها بدون تدقيق، لدرجة دفعت محمد السيد صالح رئيس تحرير «المصري اليوم» السابق لأن يتساءل عن الجهة التي أمدت الرئيس بهذا العدد من الشائعات وقال مشككا في الرقم في بابه المتميز جدا «كل سبت»: «لا أعرف من الذي حدد عدد الشائعات التي ترددت مؤخراً وبأنها في حدود 21 ألف شائعة، معظمها انتشرت عبر الوسائط الاجتماعية، وإذا كان الرئيس هو بنفسه الذي قالها، وفي خطاب سياسي كبير، خلال حفل تخرج الكليات العسكرية وذكرى ثورة يوليو/تموز، فإن الرقم محسوب بدقة من جهة سيادية ما، اللافت أن حديث الرئيس تواكب مع حملات مضادة تقوم بها الفضائيات الرسمية وشبه الرسمية، لتفنيد عدد من هذه الشائعات. لاحظت بالطبع أنها لم تتجاوز في عددها سبع أو ثماني شائعات، لكن هذه قصة أخرى. ما شغلني الجهة التي حسبت كل هذا العدد الضخم من الشائعات وكان لديها الجرأة، أن تقدم الرقم رأسًا للسيد الرئيس، لجأت إلى عدد من الأساتذة المتخصصين بشكل مباشر، أو من خلال متابعة ما كتبوه عن هذه القضية، فلم أجد ما يفيدني أو ما يجيب عن تساؤلاتي المشروعة من صحافي يهتم بالمعلومات ورصدها، وإذا كانت لي نصيحة هنا بعد كل ما ذكرته وكتبه زملاء غيري، فأرى أن الأجواء المشجعة والمحفزة للشائعات موجودة ولن يصلح معها هذه الإدارات المركزية لتحديد ما هو حقيقي وصالح، وما هو فاسد وخاطئ. تجاوزنا زمن الإعلام الموجه والصوت «الأبوي» جعلتنا وسائل الإعلام الدولية العابرة للحدود ثم الوسائط الاجتماعية أقزامًا أمام أنفسنا وقرائنا ومشاهدينا، عندما نفقد مصداقيتنا فلن يصبح لنا أي تأثير، ستكون الساحة مفتوحة فقط أمام الأفاكين معدومي المهارة والموهبة أو لأصحاب الشائعات، وما أكثرهم في الداخل والخارج. كان الصوت المعارض أو المستقل في الإعلام المصري هو الأكثر حرصًا للوصول إلى الحقيقة، حافظوا على أصحاب هذه الأصوات أيًا كانت مواقفهم أو صفاتهم فهم حائط الصد الأساسي ضد الشائعات».

العلاقة بين الحكومة والشعب

أما الدكتور محمود خليل أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة ومستشار جريدة «الوطن» فلم يكتف بالإشاعات الآن، وإنما حلل أسبابها ونوعيتها منذ عهدي عبد الناصر والسادات قائلا وهو يغمز النظام: «في الحالات الطبيعية تروج الشائعات في حياة أي شعب وقت الحروب والأزمات، ولكن عندما تصبح الشائعة جزءاً من نسيج الثقافة العامة، فعليك أن تراجع «منسوب الثقة» داخل المجتمع، سواء منسوب الثقة في الذات الجمعية، أو منسوب الثقة في العلاقة بين الحكومة والشعب. الرئيس جمال عبدالناصر رحمه الله ،كان يميل إلى الإخفاء، الناس في عصره كانت تعيش في الكلمات والصور أكثر مما تعيش في الواقع، عبدالناصر كان وطنياً مخلصاً حكم البلاد بعد ثورة، ومؤكد أن أطرافاً عديدة كانت تستهدف البلاد وقتها، لكن ذلك لم يكن يبرر إخفاء الحقائق عن الشعب، وقد اضطر عبدالناصر إلى المصارحة بالحقيقة المرة، ولكن بعد فوات الأوان، عندما خرج يحدث الشعب عما حدث في حرب 1967 تكرست الشائعات كجزء من الثقافة العامة للمصريين. أيام السادات – رحمه الله- لسبب مختلف يتمثل في عدم ميل الرئيس إلى «الشرح والتوضيح والتفسير»، كان السادات رجلاً ذكياً ولا شك، مجيداً في علم الحسابات السياسية، لديه القدرة على اتخاذ القرار، لكنه كان لا يكترث بشرح مغزى ودلالة وأبعاد قراراته للناس، ومن يقرأ مذكرات بعض من رافقوا السادات في مباحثات كامب ديفيد، يلاحظ أنه كان يتخذ القرار ويحاول فرضه على أعضاء الوفد المصري، بدون شرح، ويسخر ممن يكشف له عن بعض الثغرات فيه. إحجام السادات عن الشرح والتفسير كان يدفع الناس إلى اختراع شروحات وتفسيرات لم تكن تعدو بالبداهة دائرة «الشائعات» وكان أداؤه هو السبب».

مشاكل وانتقادات

وإلى المشاكل والانتقادات، ومنها مشكلة قوائم الانتظار الطويلة من أصحاب الحالات الحرجة من غير القادرين، الذين يطلبون إجراء جراحات، وتدخل الرئيس لحلها بإصدار أمره لوزارة الصحة بالقضاء على هذه المشكلة في ظرف ستة أشهر، وأتضح أنه لم يفعل ذلك فجأة، وإنما بعد أن كان قد كلف وزيرة الصحة الجديدة الدكتورة هالة زايد بعد تعيينها في وزارة الدكتور مصطفى مدبولي وتكليف وزير المالية بتدبير الاعتماد المالي اللازم، وهو ما أوضحه الدكتور أحمد الانصاري رئيس هيئة الإسعاف في حديث نشرته له مجلة «الإذاعة والتلفزيون»، وأجرته معه هانم الشربيني قال فيه: «كلف الرئيس الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة عقب حلفها لليمين مباشرة، بوضع خطة للقضاء على قوائم الانتظار في 6 شهور، وبدأنا بحصر كل البيانات عبر إنشاء غرفة تحكم تتجمع عندها كل البيانات الخاصة بقوائم الانتظار، من كل الجهات الطبية، سواء المستشفيات التابعة لوزارة الصحة، أو المستشفيات الجامعية، وحساب التكلفة المبدئية للمشروع، أو احتياجات للبنية المعلوماتية، ولذلك في غرفة الانتظار نعمل على عدة محاور منها، توفير قاعدة بيانات خاصة بالمرضى، ومنها إنشاء غرفة تحكم واتصال مع الجهات الطبية المختلفة. قوائم الانتظار تعني أن مريضاً ذهب لمستشفى ما وتم تحديد جراحة حرجة له، لكنها لم تنفذ وهي واحدة من 9 جراحات، وهي القسطرة القلبية التداخلية، زراعة القلب والكلى، زراعة المفاصل أو جرحات العظام، أمراض العمود الفقري والأوروام والقلب والصدر، زراعة الكلى والكبد والقرنية والقوقعة، وبالتالي المريض لا يستطيع الاستمرار تحت العلاج بالدواء في مثل هذه الحالات، ويحتاج لتدخل جراحي سريع، والجراحة إجراء حتمى بالنسبة له، وبالتالى قوائم الانتظار مخصصة لهذه الحالات خصيصاً وتأخذ مسار مرضى الطوارئ في مصر».

المرضى أصحاب الحالات الحرجة

وعن الموضوع نفسه نشرت «الأهرام» يوم السبت تحقيقا لرانيا رفاعي جاء فيه: «شهد معهد القلب في إمبابة (أمس) حالة من الاستنفار الطبي للانتهاء من جميع قوائم الانتظار للمرضى أصحاب الحالات الحرجة، الذين لم يتسع وقت وجهد المستشفى لإجراء عمليات القسطرة لهم جميعا، وقد شكّل العاملون في معهد القلب بالأمس ابتداء من الدكتور أحمد فتحي عميد المعهد وكبار الأطباء، مرورا بالممرضات والإداريين حتى عمال النظافة وأفراد الأمن كتيبة عمل تطوعية 100٪ لإجراء جراحات القلب العاجلة للمرضى الذين لا تتحمل حالتهم الطبية المزيد من الانتظار. ويقول الدكتور أحمد فتحي عميد المعهد، إن معهد القلب ليس مجرد صرح طبي عظيم يعود تاريخه إلى ستينيات القرن الماضي، لكنه مؤسسة وطنية عريقة، وجودها من أهم صمامات الأمن والاستقرار في هذا الوطن، لذلك شارك في هذه الملحمة ثلاثة أجيال من كبار أطباء جراحات القلب في مصر والوطن العربي، بل ربما العالم».

تبعات ارتفاع الأسعار

وآخر المشاكل حدثنا عنها أمس الأحد في «الأهرام» خالد الأصمعي، وكانت عن الكلاب الضالة التي زادت أعدادها في كل مكان وأصبحت تعقر الناس بسبب جوعها، لأنها لم تعد تجد ما اعتادت على أكله من أكوام الزبالة، لأن الناس لم تعد تلقي فضلات كثيرة من الطعام بسبب ارتفاع الأسعار وقال: «إذا كان الأمن السياسي والأمن الجنائي هما أساس انضباط الشارع المصري، فإن ظواهر أخرى تهدد الأمن وتهدد حياة المواطنين مثل الكلاب الضالة، وهو حيوان ولد في الشارع وكبر وتربى وتكاثر بين أكوام القمامة، ومع ارتفاع سقف الأسعار قلت المخلفات العضوية، وضاقت فرص الطعام للكلاب الضالة، ومع تكاثرها الضخم الذي وصل إلى المئات في بعض المناطق الشعبية، وأصبح الجوع هو الحاكم، اختل التوازن بين الإنسان والكلب وزادت حوادث العقر إلى أن وصلت طبقا لإحصاءات وزارة الصحة إلى 430 ألف حالة عقر عام 2017 منها 59 حالة وفاة، كان في الماضي «السماوي» وهو مسمى الشرطي الذي يطوف الشوارع ويحمل بندقيته الخرطوش ويصوبها تجاه الكلب الضال، هو الحاكم في إبقاء الكلاب عند حدودها الآمنة، حتي اختفى هذا الشرطي بسبب ضغوط مارستها جمعيات الرفق بالحيوان، واختفى صوت جمعيات حقوق الإنسان، التي لا ترى غير الوجه السياسي للإنسان، وأصبح الشارع المصري مرتعا للكلاب الضالة بغير مقاومة، أو أدنى جهد لتقليصها، فتكاثرت وأصبحت قنبلة موقوتة تهدد حياة المواطنين، وتروع الأطفال في القرى والمدن والأحياء الشعبية والراقية على حد سواء، ومع تفاقم الخطورة، وصل الأمر إلى مجلس النواب وزادت طلبات الإحاطة، حتى اجتمعت لجنة الإدارة المحلية في المجلس لوضع استراتيجية ناجزة وبشكل علمي يضعها المسؤولون في وزارة الزراعة والطب البيطري، وأشرف البرلمان على انتهاء الفصل التشريعي، ومازالت اللجنة تناقش الأسباب وتستعرض الحلول بدون أن تصل إلى قرار قطعي يلزم الحكومة ببرنامج وخطة عمل واضحة ومحددة بسقف زمني للتغلب على ظاهرة الكلاب الضالة».

ذكريات الوحدة

وإلى «الجمهورية» التي أخذنا فيها أحمد العطار من مصر إلى سوريا قائلا: «في كل مرة نحتفل بذكرى ثورة يوليو/تموز يتبادر إلى الذهن سوريا الشقيقة، وتمر ذكريات الوحدة وأمجاد الجمهورية العربية المتحدة في أول تجربة حية على الأرض لوحدة وتكامل قطرين عربيين، بعيدا عن شعارات التكامل العربي والوطن الواحد والسوق الواحدة، ورغم عدم اكتمال الحلم وانفصال الوطن الواحد سريعا إلى وطنين وبلدين وشعبين، بعد سنوات قليلة، إلا أننا توقعنا ظهور تجارب أخرى ثنائية أو ثلاثية أو خماسية، وراودتنا أحلام النجاح والاستمرار، لعلها تكون نواة ونقطة انطلاق لحلم الوطن العربي الواحد، ولكن للأسف تبدد الحلم وبات سرابا ووهما مستحيلا، رغم أن الله خلقنا كعرب وخلق معنا كل مقومات الوحدة والتكامل، لغة وديناً وتاريخاً وجغرافيا ومصيراً ومستقبلاً واحداً، ولكن يبدو أن الشعوب والحكومات اتفقت على الخلاف والتشتت والتشرذم. صحيح أنه ظهرت بعض التجمعات الإقليمية داخل الوطن العربي، مثل التعاون الخليجي، والتعاون العربي والتعاون المغربي، لكن التجارب كلها فشلت في إرضاء غرورنا كعرب، وتحقيق حلمنا الأكبر والأعظم بتكتل اتحاد عربي مشابه للاتحاد الأوروبي، الذي صب في بوتقته الشتات ووحّد الأضداد وجمع الشرقي والغربي والشيوعي والليبرالي، وبات أكبر قوة اقتصادية وتجارية وسياسية ومركز ثقل وضغط دولي يعمل له ألف حساب على الساحة الدولية».

مذبحة الدروز

وإلى المذبحة المروعة التي ارتكبها «داعش» ضد الدروز في منطقة السويداء في سوريا، حيث سارع خالد منتصر في «الوطن» يوم السبت باتهام ابن تيمية بأنه الذي ارتكب المذبحة لا الأحزمة الناسفة، وذلك بتكفيره لهم والتحريض على قتلهم، بل وتكفير من لا يقتلهم ونقل عن فتاوى اللجنة الدائمة في السعودية المجلد 28: «سئل شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله، عما يحكم به في الدروز والنصيرية فأجاب بما يأتي: « وهؤلاء الدرزية كفار باتفاق المسلمين لا يحل أكل ذبائحهم ولا نكاح نسائهم، بل ولا يُقَرون بالجزية فإنهم مرتدون عن دين الإسلام، ليسوا مسلمين ولا يهوداً ولا نصارى، لا يقرون بوجوب الصلوات الخمس، ولا وجوب صوم رمضان، ووجوب الحج ولا تحريم ما حرم الله ورسوله من الميتة والخمر وغيرهما، وإن أظهروا الشهادتين مع هذه العقائد فهم كفار باتفاق المسلمين. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضاً رحمه الله: رداً على نبذ لطوائف من الدروز: كفر هؤلاء مما لا يختلف فيه المسلمون بل من شك في كفرهم فهو كافر مثلهم. ثم تساءل في النهاية: هل عرفتم الآن من فجّر الدروز في السويداء؟ وهل هذا سؤال طبعا نعرف أكثر من هذا، فأشقاؤنا الدروز منتشرون في سوريا ولبنان أكثر من أي مناطق أخرى، وفي إسرائيل أيضا، وأيام احتلال الدولة العثمانية للشام، سوريا ولبنان وفلسطين وشرق الأردن، الآن وبعد أن تحولت إلى الرجل المريض كثرت التدخلات الأجنبية فيها وكل طائفة عرقية أو دينية كانت تلجأ لدولة أوروبية تستمد منها الحماية، فرأينا الدروز يحتمون ببريطانيا بعد تعرضهم للمذابح، والكاثوليك والموارنة يستعينون بفرنسا ويلقبونها بالام الرؤوم، والأرثوذكس استعانوا بروسيا القيصرية، لأن مذهبها المسيحي كان أرثوذكسيا، ودروز لبنان سيطرت عليهم عائلتان، الأولى عائلات جنبلاط التي لها علاقات سيئة مع النظام السوري، منذ حكم الرئيس السابق حافظ الأسد، الذي اتهموه باغتيال زعيمهم كمال جنبلاط، وما زال ابنه وليد جنبلاط الذي خلفه في الزعامة على علاقة سيئة بها. والعائلة الأخرى وهي عائلة أرسلان، وكان رأسها شكيب ارسلان على علاقة حسنة مع سوريا، وليس لديّ أي معلومات الآن عن مدى وجودها ونفوذها، إلا أن الأنباء التي تواترت بعد الهجوم الإرهابي كشفت عن حقائق لافتة وهي أن دروز السويداء اتخذوا موقف الحياد في الصراع بين النظام السوري والإرهابيين ورفضوا التجنيد في الجيش».

الصوت المعارض أو المستقل في الإعلام المصري حائط الصد الأساسي ضد الشائعات والكلاب الضالة تهدد أمن المواطنين

حسنين كروم

الجزائر: احتجاجات في الجلفة بسبب تجاهل السلطات جنازة العقيد أحمد بن الشريف!

Posted: 29 Jul 2018 02:21 PM PDT

الجزائر- «القدس العربي»: شهدت مدينة الجلفة (300 كيلومتر جنوب العاصمة الجزائرية) أمس الأحد تظاهرات احتجاجية شارك فيها المئات من المواطنين على خلفية ما يعتبرونه إقصاء وتهميشًا بسبب عدم حضور المسؤولين جنازة الراحل العقيد أحمد بن الشريف إحدى الشخصيات التاريخية البارزة وأول قائد لجهاز الدرك، وذلك رغم محاولات السلطات تدارك الأمر، ولكن بعد تأخر الوقت.
للتنديد بما وصفوه بـ«الحقرة والتهميش والإقصاء»، التي تتعرض له المنطقة على حد قولهم، مع التأكيد على أن حركتهم الاحتجاجية ليست لها أية خلفية سياسية، ولا تقف وراءها لا أحزاب ولا جمعيات.
ورفع المتظاهرون الذين جابوا المدينة استجابة لنداءات التظاهر ضد التجاهل الرسمي الذي قوبلت به جنازة بن الشريف، شعارات منددة بالطريقة التي تصرفت بها السلطات بداية بوالي ولاية الجلفة، ومرورًا بوزير المجاهدين ووزير الداخلية، ووصولاً إلى رئيس الوزراء أحمد أويحيى، كما طالبوا باستقالة كل الذين كان يفترض أن يحضروا الجنازة وتجاهلوها.
وأكد المتظاهرون أن مظاهرتهم سلمية ولا تقف وراءها لا أطراف سياسية ولا جمعيات لها أهداف أخرى، وأن ما يطالبون به هو رد الاعتبار للمنطقة وللراحل أحمد بن الشريف، الذي يستحق الاعتراف والتكريم على التضحيات والجهود التي بذلها خلال ثورة التحرير وبعد الاستقلال.
وصدر بمناسبة تنظيم التظاهرة هذه بيان ثان يحمل توقيع «الشرفاء والأحرار» جاء فيه «إن مصابنا جلل بفقدان أحد أبطال ثورة التحرير وأحد مؤسسي أجهزة الدولة الجزائرية بعد الاستقلال، وهو العقيد أحمد بن شريف (..) نندد بما رافق هذه الفاجعة الأليمة من إهانة وتهميش، اللذين كانا بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس».
وتأتي هذه التظاهرة نتيجة منطقية للغليان الذي تشهده المنطقة منذ عدة أيام، وبالتحديد من جنازة الراحل أحمد بن الشريف، إذ فوجئ سكان المنطقة بغياب المسؤولين منذ وصول الجثمان إلى العاصمة، علمًا أن بن الشريف توفي في أحد المستشفيات الفرنسية، كما تغيب كبار المسؤولين بداية بوالي (محافظ) ولاية الجلفة، وكذا وزير الداخلية ووزير المجاهدين، ورئيس الوزراء وكل المسؤولين الذين يحضرون عادة جنائز المسؤولين السابقين وقدماء المجاهدين، الأمر الذي جعل المنطقة تشتعل غضبًا، على ما اعتبروه إهانة في حق الراحل وفي حقهم وتقصيرًا غير مبرر من طرف السلطات، ما جعل الأخيرة تحاول الاستدراك بأية طريقة، وسارع وزير الداخلية نور الدين بدوي ووالي ولاية الجلفة للمشاركة في تأبينية الراحل أحمد بن الشريف، لكن سكان المنطقة وأقارب الراحل استقبلوهما بهتافات الاستهجان واحتجاجات طالب المشاركون فيها منهما الرحيل فورًا، الأمر الذي جعل الوزير والوالي يغادران على عجل، خوفًا من وقوع الأسوأ.
وكان العقيد أحمد بن شريف قد توفي بأحد المستشفيات الفرنسية عن عمر يناهز 91 سنة، وقد بن الشريف بالجيش الفرنسي ثم فر منه والتحق بثورة التحرير، وكلف بعد الاستقلال بتأسيس جهاز الدرك الوطني، ولما قام العقيد هواري بومدين وزير الدفاع بالانقلاب على الرئيس أحمد بن بلة في 19 يونيو/ حزيران 1965، وقف أحمد بن الشريف إلى جانب بومدين، وعين بعدها عضوًا في مجلس الثورة الذي شكله هواري بومدين لتسيير البلاد، كما بقي العقيد بن الشريف، على رأس جهاز الدرك الوطني طيلة 15 سنة كاملة.
ورغم أن السلطات الرسمية لم تقدم أي تفسير لهذا الغياب الرسمي للمسؤولين في جنازة أحمد بن الشريف، إلا أن الشكوك تتجه نحو مواقف الراحل من حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ومعارضته له في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2004 و2014، مع أن الرئيس بوتفليقة بعث ببرقية تعزية لأسرة العقيد بن الشريف رثاه فيها بكلمات قوية.

الجزائر: احتجاجات في الجلفة بسبب تجاهل السلطات جنازة العقيد أحمد بن الشريف!
رغم أن الرئيس بعث ببرقية تعزية لأسرته رثاه فيها بكلمات مؤثرة

عهد التميمي: ما زلت مشدودة إلى عشرات الأسيرات اللواتي يقبعن خلف القضبان

Posted: 29 Jul 2018 02:21 PM PDT

النبي صالح (رام الله) – «القدس العربي»: شاركت «القدس العربي» في استقبال الأسيرتين المحررتين عهد التميمي ووالدتها فريال على مدخل بلدة النبي صالح غرب رام الله، صباح أمس الأحد، بعد انتهاء محكوميتهما ومدتها ثمانية شهور.
وأبلغ باسم التميمي، والد عهد، «القدس العربي» أن نقطة إطلاق سراحها كانت قرب حاجز جبارة العسكري الواقع في جنوب مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، وأن ساعة تسلمها من الجانب الإسرائيلي غير معروفة تماما، إلا أن الاحتمال الأرجح هو الساعة السادسة صباحا. غير أن سلطات الاحتلال، وكعادتها، عادت وغيرت المكان إلى حاجز رنتيس شمال غرب رام الله بهدف تشتيت الصحافة. ثم تم تغيير المكان مرة ثالثة إلى حاجز جبارة وأخيرا تم تسليمها على مدخل القرية نفسها التي كانت موصدة بحاجز حديدي يمنع دخول السيارات.
وتجمع في المكان مئات الصحافيين وأبناء البلدة وأقاربها وأخوها سلام، وتم بث إطلاق سراحها مباشرة على العديد من القنوات الفضائية.
وكان شباب البلدة والمتجمهرون يهتفون: عهد عهد حنكمل النضال – عهد عهد يا رمز الأجيال. بالروح بالدم حنكمل المشوار – حرية – فلسطين عربية. ثم تعارك أحد الشبان مع جنود الاحتلال عندما حاول الجندي أن يبعد الجمهور عن السيارة التي كانت تحمل «عهد» وأمها فريال بطريقة عنيفة.
وتحرك جمهور الصحافة خلف الوالد باسم وعائلته المحررة إلى بيت الشهيد عزالدين التميمي، وهو أحد شباب العائلة الذين استشهدوا بعد اعتقال عهد ووالدتها وتحول بيته إلى مركز استقبال ونشاطات وطنية.
وكان الإرهاق باديا على الفتاة عهد ووالدتها ناريمان لشدة تدافع وسائل الإعلام.
وطلب من الصحافة الانتظار في الخارج، غير أن «القدس العربي» ظلت مع العائلة وأدلت عهد بتصريح مقتضب قالت فيه: «إنني ما زلت أفكر في الأسيرات اللاتي عشت معهن طيلة ثمانية أشهر وقدمن ا لي الدعم وظللن معي وأتمنى لهن الحرية بسرعة».
ثم خرجت عهد برفقة والدها إلى جماهير الصحافيين المنتتظرين خارج «بيت الشهيد عز الدين» وأدلت بالتصريح التالي: «من بيت الشهيد أقول إننا سنبقى نقاوم حتى زوال الاحتلال وتحرير الأسرى جميعا وأحيي كل شخص وقف معي أثناء اعتقالي». وكانت عهد التميمي (17 سنة) قد اعتقلت في كانون الأول/ ديسمبر عام 2017 وحكمت بالسجن ثمانية شهور بتهمة إهانة ولكم أحد جنود الاحتلال.
وقد وصفها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي استقبلها في مقر الرئاسة، بأنها تمثل النموذج المثالي للمقاومة الشعبية للشعب الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال.
وقد تحولت عهد إلى أيقونة المقاومة بعد أن التقطت صورتها الكاميرا وهي تصفع اثنين من جنود الاحتلال اللذين حاولا اقتحام البيت.
وتوجهت عهد ووالدتها ناريمان ووالدها باسم التميمي بعد ذلك إلى ضريح الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات لوضع إكليل من الزهور.
وفي وقت لاحق من أمس عقدت عهد مؤتمرا صحافيا في قريتها شمال غرب رام الله دعت فيه إلى مواصلة الحملات التضامنية، التي كانت تنظم لمساندتها، حتى تحرير كافة الأسيرات والأسرى من سجون الاحتلال الإسرائيلي. وأعلنت خلال المؤتمر مقاطعتها لوسائل الإعلام العبرية، وقالت إنها لن تجيب عن أية أسئلة قد توجهها لها، مبررة ذلك بأن الصحافة العبرية عملت على تشويه القضية التي تدافع عنها.
وتحدثت خلال المؤتمر عما تتعرض له الأسيرات الفلسطينيات داخل سجون الاحتلال، ومن بينهن الأسيرات القاصرات، وإلى المعاملة غير الإنسانية التي يتعرض لها الأسرى بشكل عام خلال الاعتقال ونقلهم بين السجون.
وأشادت بصمود سكان الخان الأحمر، ودعت إلى التضامن معهم في مواجهة الاستيطان، كما أشادت بسكان قطاع غزة.

عهد التميمي: ما زلت مشدودة إلى عشرات الأسيرات اللواتي يقبعن خلف القضبان
الرئيس عباس استقبلها في مقر الرئاسة… و«القدس العربي» كانت في انتظارها ساعة الإفراج
عبد الحميد صيام:

حنين الزعبي لـ«القدس العربي»: «القانون» حسم الجدل وانتصرت يهودية إسرائيل على ديمقراطيتها

Posted: 29 Jul 2018 02:20 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي» من عبد الحميد صيام: قالت حنين الزعبي، النائبة عن حزب التجمع في الكنيست الإسرائيلي، إن قانون القومية اليهودية الجديد الذي اعتمده الكنيست يوم 19 تموز/ يوليو بأغلبية بسيطة، يفتح مرحلة جديدة من المواجهة مع كل أطياف الشعب الفلسطيني في كل فلسطين. وأضافت في لقاء معها في الناصرة، أكبر المدن العربية في الداخل الفلسطيني التي يزيد عدد سكانها عن ثمانين ألفا، ان هذا القانون يستلزم إعادة النظر في رؤيتنا السياسية كشعب فلسطين. وتابعت القول «هذا ليس قانونا عينيا تقول أنا ضده. هذا قانون أساسي يمكن استنباط قوانين أخرى منه ولا يجوز فقط معارضته بل يجب تقديم البديل».
وأوضحت الزعبي أن هناك 65 قانونا عنصريا وتستطيع أن تقول أنا ضد قانون الاستيطان أو التجنيد ولكن هذا القانون مختلف. إنه بطاقة هوية لإسرائيل. بطاقة صهيونية لمشروع كولونيالي «إسرائيل لأول مرة تقدم لنا على طبق من فضة اعترافا بأنها مشروع كولونيالي».
وقد صادق على قانون القومية اليهودية 62 عضوا من أعضاء الكنيست الـ 120 وعارضه 55، إلا أن العودة إلى إلغائه يتطلب الثلثين. فاعتماده بأغلبية بسيطة لم يكن سهلا لكن إلغاءه شبه مستحيل.
وتابعت حنين الزعبي، وهي إحدى أعضاء القائمة العربية المشتركة في الكنيست التي تضم 13 نائبا يمثلون التيارات العربية المختلفة داخل فلسطين التاريخية، ان هذا القانون يحيي التعاليم التوراتية التاريخية في بنده الأول ويتحدث عن الأرض والتاريخ وبقية البنود تتحدث عن الدولة، أي أنه يربط بين الأرض والتاريخ والدولة. واستطردت «القانون هذا يخالف الشعار الذي ترفعه إسرائيل من أنها دولة يهودية وديمقراطية. إنه يحسم الجدل حول  ثنائية اليهودية والديمقراطية لصالح اليهودية».
وقالت إن حزب التجمع كان منذ 2003 يطالب بحسم الجدل لصالح الديمقراطية لأن ثنائية اليهودية والديمقراطية مستحيلة. هذا القانون حسم الجدل مرة وإلى الأبد وانتصرت اليهودية على الديمقراطية».
وقالت محللة أسباب اعتماد هذا القانون الذي تعتبره نوعا من الرد على قانون طرحه التجمع بأن تكون الدولة لكل مواطنيها المتساوين في الحقوق، كما أن نتنياهو الذي رفض طرح مشروع التجمع لمناقشته في الكنيست يريد أن يسد جميع الطرق التي قد تؤدي يوما إلى إلغاء قانون يهودية الدولة.
وأضافت أن هذا القانون يعامل كل الفلسطينيين كجسم واحد لا فرق بين فلسطيني يسكن الناصرة أو رام الله أو غزة. لم يفصل القانون بين المواطنين بل تحدث عن اليهود.  وهو كما ينزع حق الفلسطينيين بالتحدث عن أنفسهم نزع أيضا عن اليهود الذين لا يتفقون مع هذا القانون حق التكلم عن أنفسهم، فادعى أنه يتحدث عن كل اليهود أينما كانوا. أي أنه صادر حقوق كافة اليهود الذين يرفضون هذا القانون العنصري وادعى أنه يمثلهم. وتساءلت «كيف يحق لهذا القانون أن يتحدث  نيابة عن الفلسطينيين وكذلك نيابة عن يهود العالم. هناك يهود يرفضون أن يكونوا  جزءا من مشروع كولونيالي ويرفضون أن يكونوا جزءا من كيان عنصري».
ورأت زعبي أن هذا القانون لا يتحدث عن مواطنين، بل دولة لليهود فقط متجاهلا العرب مسلمين ومسيحيين أو من يسمونهم العرب في إسرائيل بمن فيهم الدروز والبدو، فالقانون من بند 2 إلى بند 9 كولونيالي بطبيعته. إنه يعامل كل من هو غير يهودي كأفراد وبالتالي يسحب منهم حقهم في التجمع والارتباط بالجماعة والتعبير عن أنفسهم من خلال التمثيل الجمعي».
وأضافت «أن المرحلة الآن تتطلب أولا، رؤية جماعية من كافة أبناء الشعب الفلسطيني أينما كانوا وعلى رقعة جغرافية محددة هي فلسطين التاريخية. وثانيا يجب العمل على دفع أو إقناع أوروبا بأن إسرائيل تمأسس لنظام أبرتهايد جديد. هذه الرؤية يجب أن تبدأ ليست من مفاوضات السلام بل من المربع الأول وهو تعريف إسرائيل لنفسها. هناك وضوح الآن بتعريف الدولة لنفسها منكرا حقوق الآخرين، وهذا هو جوهر الأبرتهايد. والقانون لا يحسم مسألة الدولة بل مسألة الحديث عن السلام أيضا لصالح الرواية الإسرائيلية كالحديث عن القدس الموحدة عاصمة إسرائيل الأبدية. كما أن ظاهرة الاستيطان، حسب القانون الجديد لم تعد عائقا لعملية السلام، بل أصبحت قيمة يجب دعهما وتعزيزها. الصالح العام أصبح صالحا يهوديا. ما هو صالح لليهود يصبح جزءا من الصالح العام. القانون الآن يكون لصالح اليهودي. ولو ذهبت للمحاكم فالمحاكم ملزمة أن تتبع مسألة الصالح العام الذي هو الصالح اليهودي.
وقالت زعبي إن هذا القانون يفتح الباب على مصراعيه للشعب الفلسطيني لإعادة تأسيس خطابه السياسي، فما دام هذا القانون نقطة تحول في تاريخ هذه الدولة فليكن نقطة تحول بالنسبة للفلسطينيين أيضا بدءا من الإقرار بأنه ليس هناك علاقات طبيعية بين الفلسطينيين وإسرائيل، لأنها أصبحت دولة لليهود فقط، دولة ذات طبيعة كولونيالية باعترافها هي. فهو يكرس دونية العرب ويميز ضد الآخرين».  وقالت «إن إسرائيل تجيب عن الحلقة الضعيفة في ذاتها. البطن الرخو لإسرائيل هي شرعيتها كدولة يهودية. هذا القانون يحاول أن يسد هذه الثغرة، يجيب عن سؤال الهوية. عينها ليست على المفاوض وحسم الصراع بل هي محاولة لتعريف إسرائيل لنفسها بالابتعاد عن دولة لكل المواطنين إلى دولة لليهود فقط».  المطلوب الآن إعادة بلورة لمشروع وطني شامل يبدأ من فلسطينيي الداخل ويشمل كافة أطياف الشعب الفلسطيني. إنها فرصة تاريخية للفلسطينيين لأن يعيدوا النظر في كل خطابهم السياسي وبناء مشروعهم الوطني الشامل انطلاقا من نقطة التحول هذه».

حنين الزعبي لـ«القدس العربي»: «القانون» حسم الجدل وانتصرت يهودية إسرائيل على ديمقراطيتها

اللاسامية البولونية تحظى بحياة جديدة في إسرائيل

Posted: 29 Jul 2018 02:20 PM PDT

في 16 كانون الأول 1922، وأثناء افتتاح معرض فني في وارسو، اغتيل رئيس بولونيا غبرئيل نروتوفيتش الذي انتخبه الجسم الناخب الخاص بالبرلمان البولوني قبل أسبوع من منصبه، وكان ذلك على أيدي متعصب يميني اسمه اليغيوش نايبيادومسكي. لقد سبق القتل تحريض منفلت العقال من جانب رعايا حزب «الديمقراطية القومي» وهو حزب اليمين القومي واللاسامي. الانديكين (اختصار للحروف الأولى لحزب اليمين القومي اللاسامي) والجمهور الذي تم تحريضه من قبلهم احتجوا على شرعية انتخاب نروتوفيتش الذي كان مرشح اليسار، وكل هذا بسبب أنه اختير بفضل أصوات كتلة الأقليات القومية في البرلمان، الذي أنشئ بمبادرة النواب اليهود.
«الديمقراطيون القوميون» البولونيون اعتقدوا أنه في حالات الحسم الهامة جدًا في الدولة، ومنها انتخاب الرئيس، من العدل أن يشارك فقط «أغلبية بولونية»، أي أبناء الشعب البولوني الذين هم بالنسبة لهم «الأصحاب الوحيدون للدولة».
من الصعب عدم رؤية التشابه الجوهري بين حملة الغضب اللاسامية للاندكين التي أدت إلى مقتل نروتوفيتش وحملة التحريض المسمومة لليمين الإسرائيلي قبل أكثر من عقدين، والتي أدت إلى قتل إسحق رابين. فمثلما أن اليمين في بولونيا دعا نروتوفيتش «رئيسهم» ورفض انتخابه بدعوى أن ذلك انتخاب «فرض» على أيدي اليهود والأقليات خلافًا لرغبة «الأغلبية البولونية»، فهكذا كان اليمين قد حرض ضد رابين بسبب اعتماده على دعم أعضاء كنيست عرب عندما أراد المصادقة على اتفاقات أوسلو من خلال «خيانة» رغبة «الأغلبية اليهودية».
في أساس هذا التشابه، تقف مقاربة قومية أيديولوجية مشاركة للاندكين في بولندا بين الحربين العالميتين وبين البيبيين في إسرائيل قبل قتل رابين وبعده. أساسها كراهية الآخر القومي الداخلي ـ اليهودي البولندي في بولندا والعربي الفلسطيني في إسرائيل.
إزاء التقارب الفكري هذا بين اليمين البولندي التاريخي واليمين الإسرائيلي الحالي، يجب الاعتراف بأنه خلافًا لرأي أغلبية المحللين الإسرائيليين ليس بالإمكان أن نرى في الإعلان الإسرائيلي البولندي المشترك ـ الذي يفصل العلاقة بين القومية البولندية وقتل اليهود على أيدي البولنديين أثناء الحكم النازي في بولندا وبعده على الفور ـ نتيجة لمصالح وحسابات سياسية مجردة. لا شك في أن سعي رئيس المحرضين ضد رابين واليسار للتوصل إلى مصالحة تاريخية مع الورثة الروحيين والسياسيين للمحرضين ضد نروتوفيتش واليسار البولندي تعبر أكثر ما تعبر عن توق بنيامين نتنياهو لتشجيع وتطوير حوار ثنائي قومي أيديولوجي مع شركائه في المفاهيم الأساسية للمركزية العرقية والعنصرية.
علاوة على ذلك، فالتشابه التاريخي بين دولة العنصرية لنتنياهو وبين بولندا القومية في الفترة بين الحربين ـ الأمر الذي له علاقة بفهم أكثر عمقًا لبيان نتنياهو ـ ماتيوش مورفتسكي ـ لا يتعلق فقط في استبداد الأغلبية القومية في بولندا في حينه وفي إسرائيل الآن، بل بالردود المضادة للأقليات القومية المضطهدة أيضًا. مثلما أن نواب البرلمان لمواطني إسرائيل الفلسطينيين يحاربون من أجل مساواة مدنية كاملة والتي هي ليست ممكنة بدون اعتراف الدولة بحقوقهم القومية الجماعية وبدون إعادة تأسيس إسرائيل كدولة كل مواطنيها، هكذا أيضًا رفض مندوبو الجمهور اليهود في البرلمان البولندي ـ في نظر القوميين البولنديين بوقاحة ـ الرؤيا الانديكية التي حسبها بولندا ومواردها تعتبر ملكية حصرية للأغلبية القومية البولندية.
أجل، إسحق غرينبويم ـ من رؤساء الحركة الصهيونية في بولندا بين الحربين، ومن البرلمانيين البارزين في العهد البولندي (وبعد ذلك أصبح وزير الداخلية الأول لدولة إسرائيل) ـ كان بالنسبة لبولندا الانديكية ما يشكله أعضاء الكنيست من «بلد» الآن بالنسبة لإسرائيل نتنياهو: شوكة في حلق العرقية القومية الرسمية. على الرغم من الاندكين ومؤيديهم، نظم غرينبويم في البرلمان قائمة كتلة الأقليات القومية التي شملت إلى جانب المندوبين اليهود زعماء الأقليات القومية الأوكرانية والبلروسية والألمانية. وكذلك حارب غرينبويم بتصميم وشجاعة من أجل إشراك كامل للأقليات غير البولندية في سيادة الحكم الداخلي وتحويل بولندا من دولة قومية لأغلبية بولندية إلى دولة كل مواطنيها.
اللاسامية البولندية المتوحشة، التي ازدادت عشية اندلاع الحرب العالمية الثانية، وتمثلت بعمليات القتل في يدفبنا، وكاينسا، وفي أماكن أخرى في بولندا في فترة الاحتلال النازي وبعده، كانت تعتبر «رد بولندي مناسب» على الرفض المتشدد لليهود من أجل قبول التفوق القومي المدني للأغلبية البولندية في دولة متعددة القوميات.
على الأغلب، حيث المسؤولية التاريخية والقومية لحدوث الكارثة على أراضي بولندا لا تقع على البولنديين ـ هم بأنفسهم كانوا ضحايا النازية ـ إنما هي مسؤولية النازية الألمانية، ولكن المشاركة المباشرة وغير المباشرة للبولنديين في قتل أبناء بلادهم اليهود، حوالي 200 ألف شخص حسب تقدير البروفيسور يان غربوفسكي، كانت بدون شك نتيجة متأصلة لمعاداة السامية الوطنية البولندية. هذه رأت في الاحتلال النازي فرصة لمحاسبة الأقلية القومية «الوقحة» التي قبل الحرب لم تسلم بقمع حقوقها القومية والمدنية ووضعت صعوبات بقدر استطاعتها أمام تطبيق الحلم القومي العرقي المركزي، الذي أعلن عن بولندا لمواطنيها البولنديين فقط.
إزاء هذا، من الصعب عدم التأثر من أن موافقة نتنياهو على تطهير القومية البولندية من قتل اليهود على أيدي جيرانهم البولنديين أثناء الكارثة، سيعطي إشارات لشركائه الأيديولوجيين في اليمين البولندي الحالي بأنه من شأنه أن يفهم أفكار آبائهم اللاسامية. بعد كل هذا فإنه هو نفسه مثل الاندكين في بولندا القومية، اضطر إلى مواجهة أقلية قومية مارقة، التي من شدة وقاحتها غير مستعدة لقبول فكرة «القومي الديمقراطي» بشأن دولة كملك جماعي حصري للأغلبية القومية.
لهذا القانون بعد أكثر من كونه نزرًا قليلا من الرمزية، فهذا القانون القومي العنصري المرفوض، «قانون القومية»، دخل إلى دستور إسرائيل بعد أقل من شهر من الإعلان الإسرائيلي البولندي المرفوض هو أيضًا، بشأن تبييض جرائم القومية العنصرية البولندية. إذا كان التصريح عبر عن توق نتنياهو لحوار فكري مع ورثة اللاسامية الانديكية فإن قانون القومية الذي استهدف أبعاد «الآخر» العربي من الجسم القومي المدني لإسرائيل ومحو وجوده القومي من الفضاء العام والسياسي للدولة، يعبر عن ويجسد بصورة مخجلة المقاربة العرقية ـ القومية للانديكيين، كما وجدت تعبيرها في الماضي بالنسبة ليهود بولندا.
وهكذا فإن اللاسامية البولندية التي تلطخت يداها بدماء الضحايا اليهود، تحظى بحياة جديدة في دولة اليهود.

دمتري تشومسكي
هآرتس 29/7/2018

اللاسامية البولونية تحظى بحياة جديدة في إسرائيل
هناك تشابه بين دولة العنصرية لنتنياهو وبولندا القومية في الفترة ما بين الحربين
صحف عبرية

استقالة بهلول من الكنيست احتجاجا على قانون القومية تثير أصداء واسعة في إسرائيل

Posted: 29 Jul 2018 02:20 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: قدم عضو الكنيست العربي في حزب «المعسكر الصهيوني» زهير بهلول، استقالته احتجاجًا على قانون القومية، الذي تمت المصادقة عليه الأسبوع الماضي. وفي الوقت نفسه، وقع المئات من الفنانين والمثقفين الإسرائيليين عريضة ضد القانون وطالبوا رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بإلغائه، وتظاهر مئات الأشخاص ضد القانون في تل أبيب ليل أول من أمس السبت ضد القانون.
ولم يفاجأ حزب العمل باستقالة بهلول، الذي يعتبر عضوًا في الكنيست من دون قوة سياسية، وهدد بالاستقالة عدة مرات، وكان على خلاف مع رئيس حزبه آفي غباي، الذي أعلن المقربون منه، قبل شهور، أن بهلول «لن يكون في الكنيست المقبل». وفي معرض تسويغه لقراره قال بهلول المعروف بمناصرته المتحمسة للعمل العربي – اليهودي إن الحكومة تخضع الكنيست لنزواتها»، مضيفا أن البرلمان أصبح ختما مطاطيا لتشريعات الإقصاء والعنصرية، ومن الأفضل أن يهرب قبل ان تغرق هذه السفينة». وتابع «لن أنافس على عضوية الكنيست، سأبتعد عنها كما أبتعد عن لهيب النار». يشار الى ان بهلول عمل صحافيا رياضيا طيلة أربعة عقود وطالما نشط من أجل الشراكة العربية اليهودية، لكنه طالما تعرض للانتقادات بأنه يعتمد الخطاب الاسرائيلي بمصطلحاته ولغته ومنطلقاته.

شعور بالانكسار

بالإضافة إلى ذلك، انتقد بهلول الكنيست على حسابه في فيسبوك مساء، وكتب أن «الدورة الأخيرة للكنيست تمثل ذروة الاتجاه المناهض للديمقراطية بقيادة نتنياهو وحكومته المتطرفة التي تسعى لتدمير كل أثر للديمقراطية والمساواة لأقلياتها. معتبرا ان الشعور بالانكسار أمام سن قانون القومية، الذي يرسخ لأول مرة، رسميا، اعتبار المواطنين العرب كمواطنين من الدرجة الثانية، لا يمكن رأبه. وأضاف «قانون القومية يعتبر خيانة للعرب الذين يشكلون 20٪ من مواطني الدولة، ويجسد تنكرا من قبل الحكومة للقيم التي استندت إليها الدولة، كما هو مذكور في إعلان الاستقلال».

معسكر السلام

يشار إلى أنه منذ انتخاب آفي غباي لرئاسة حزب العمل، حدثت عدة مواجهات بينه وبين بهلول، وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلن مقربون من غباي أنه «ضاق ذرعا بالتطرف»، بعد أن أعلن بهلول عن مقاطعة احتفال الكنيست بالذكرى المئوية لوعد بلفور. كما كان بهلول عضو الكنيست الوحيد في حزب العمل الذي انتقد تصريحات غباي فيتشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بعد قوله إنه «لا توجد حاجة لإخلاء المستوطنات ضمن اتفاق سياسي». وقال في ذلك الوقت «أنا مندهش من تصريح الشخص الذي انتخب ليكون قائدا لـ «معسكر السلام»، واتهم رئيس الحزب بمحاولة تحويله إلى «حزب ليكود اخر».
ووقف العديد من أعضاء حزب العمل خلف غباي في المواجهة بين الاثنين.
ووفقاً لمسؤولين بارزين في حزب «المعسكر الصهيوني»، فإن بهلول لم يستقل حتى الآن لأنه كان يأمل في أن ينقسم المعسكر الصهيوني وأن يبقى عضو كنيست مع الجناح اليساري.
وبعد انتخاب النائب يتسحاق هرتسوغ لرئاسة الوكالة اليهودية، قرر غباي تعيين تسيبي ليفي رئيسة حزب الحركة، الشريك في ائتلاف المعسكر الصهيوني، رئيسة للمعارضة البرلمانية، الأمر الذي يعني مواصلة الشراكة بين الحزبين في الانتخابات المقبلة. وترك هذا التطور النائب بهلول بدون بدائل سياسية. وأعلن أن استقالته ستدخل حيز التنفيذ في نهاية عطلة الكنيست، وسيحل محله موشيه مزراحي، النائب السابق عن حزب العمل.
وأثار إعلان بهلول ردود فعل واسعة، فكتب رئيس الحزب على تويتر أنه «يحترم قرار عضو الكنيست بهلول، وسنحرص في الانتخابات المقبلة على تمثيل للسكان العرب.»
وقالت ليفني «يؤسفني إعلان زهير بهلول، لا سيما في هذه الأيام التي يمس فيها استبداد الأغلبية والقومية المتطرفة بمجتمعات وأقليات في المجتمع». وتابعت «حان الوقت لتكثيف قوى جميع الذين يؤمنون بدولة إسرائيل اليهودية والديمقراطية والمساوية للجميع».
وقالت عضو الكنيست شيلي يحيموفيتش (المعسكر الصهيوني) إنه رغم أن الذي سيدخل الكنيست بدلا من بهلول هو موشيه مزراحي، الشخص الأكثر جدارة والصديق الشخصي، فإن استقالة زهير، الرجل الرفيع المستوى، المعتدل والمندمج في المجتمع الإسرائيلي كله، هي أمر مؤسف جدًا ومشؤوم للغاية. وأضافت «حقيقة أن عربيًا إسرائيليًا لم يعد قادرًا على البقاء في الكنيست هو أحد ثمار الكثير من الثمار الفجة لقانون القومية العنصري الذي يدمر المجتمع الإسرائيلي».

عايدة توما

وقال حزب العمل في بيانه «نأسف لسماع قرار عضو الكنيست زهير بهلول. قانون القومية هو ركلة في رأس أكثر من خمس سكان إسرائيل، التي هي دولة يهودية معهم أو بدونهم. عندما نعود إلى السلطة، سنقوم بتعديل هذا القانون أيضا، وسنضيف ما يفترض أن يكون واضحًا، كلمة المساواة».
وكتبت رئيسة حزب ميرتس، تمار زاندبرغ على تويتر»إن الاستقالة المؤسفة لزهير بهلول هي شهادة أخرى على التمزق الفظيع الذي خلقته الحكومة الإسرائيلية بين مواطنيها اليهود والعرب، وعلى الإهانة التي ينطوي عليها هذا القانون غير الضروري». وتابعت «لقد رأينا كيف تسبب له حتى آفي غباي وحزب العمل بالشعور بعدم الرضا وأدعو بهلول للانضمام إلينا والنضال معنا ضد قوى الظلام».
وانتقدت ابنة عكا مدينة زهير بهلول ايضا، النائب عايدة توما – سليمان (القائمة المشتركة) زميلها في البرلمان ودعته للاعتراف بأنه أخطأ في اختيار بيته السياسي، «المعسكر الصهيوني» الذي تنكر لحقوق المواطنين العرب في المفارق المهمة. وتابعت «نحن دخلنا إلى الكنيست بعيون مفتوحة وبتفهم عميق وقناعة بأن البرلمان الاسرائيلي ليس الساحة الوحيدة للنضال ضد التمييز والعنصرية، وإنما حلبة أخرى مهمة لكبح الفاشية المتفشية. صحيح أننا لا ننجح دائما في صد الثور الجامح، لكن من المهم عرقلته، واستنزافه، وإغراقه بالحواجز. ولكن من أجل القيام بذلك، يجب أن تكون هناك معارضة حقيقية، مقاتلة ولا تشكل ورقة التين لاستبداد الائتلاف» «موضحة ان المعارضة الصهيونية التي تعمل كجوقة خلفية لليمين المتطرف الذي يجلس في الائتلاف، لا يمكنها أن تعلن بأنها اليسار ولا حتى اليسار – الوسط».
من ناحية أخرى، قال رئيس حزب البيت اليهودي، نفتالي بينت، رداً على الاستقالة: «هناك هجوم غير مبرر على قانون القومية، والذي يتضمن الآن استقالة زهير بهلول، الذي قال إن هويته الفلسطينية أقوى من الهوية الإسرائيلية. الكنيست لن تبكي على هذا. فليستقل».

عريضة للمثقفين الإسرائيليين

في الوقت نفسه، نشر مئات من الفنانين والمثقفين في اسرائيل عريضة، أمس، تطالب نتنياهو بإلغاء قانون القومية والتمييز ضد المثليين في قانون الأرحام. وكتب هؤلاء، ومن بينهم ديفيد غروسمان، وعاموس عوز، وأشكول نيفو، وسمدار شير، وعدنا مازيا، وهيلل ميتيلبونكت»هناك جرائم تخص المحكمة. لكن هناك خطايا تمس بجوهر وجود الشعب اليهودي ووطنه، وهي مسائل تخص المثقفين ومحكمة التاريخ».
وكتب المثقفون الاسرائيليون لنتنياهو مستخدمين القاموس السياسي- الطائفي الاسرائيلي الرسمي المعتمد على «فرق تسد»: «هذا القانون يستثني من المجتمع الإسرائيلي العرب والمسيحيين والمسلمين والشركس والبدو. إنه ينضم إلى قائمة طويلة من الخطوات التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية بقيادتكم، وألحقت الضرر بقطاعات أخرى من المجتمع الإسرائيلي، بمن في ذلك اليهود الإصلاحيون والمحافظون والمرضى والمسنون والناجون من المحرقة والمعاقون والأمهات الأحاديات الوالدين والمهاجرون الإثيوبيون وغيرهم».

استقالة بهلول من الكنيست احتجاجا على قانون القومية تثير أصداء واسعة في إسرائيل

وديع عواودة:

موريتانيا: الشيوخ يطلون من جديد ويطالبون بانتخابات رئاسية مسبقة

Posted: 29 Jul 2018 02:19 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: بعد غياب طويل، أطل من جديد متمردو أعضاء مجلس الشيوخ الموريتاني المنحل في استفتاء آب/ أغسطس الماضي على المشهد السياسي ليطالبوا «بإجراء انتخابات رئاسية سابقة لأوانها في أقرب الآجال تشرف عليها حكومة وحدة وطنية، ولا يسمح فيها بمشاركة أي عسكري».
وأكد المجلس الذي يرأسه الدكتور الشيخ ولد حننه، في بيان وزعه أمس «أنه تدارس الوضعية الراهنة للبلد في ظل الأزمة الخانقة التي تهدد كيان الدولة والسلم الأهلي»، حيث توصل إلى «أن الخروج من الأزمة التي تمر بها موريتانيا حاليًا يتطلب تنظيم انتخابات رئاسية سابقة لأوانها في أقرب الآجال تشرف عليها حكومة وحدة وطنية».
وحذر المجلس المنحل، الذي يعقد اليوم الإثنين جلسة أخرى للتشاور حول الانتخابات المرتقبة، «من خطورة الزج بالجيش الوطني في الصراعات الجهوية»، مشددًا على «عدم تكليف القوات المسلحة وقوات الأمن بمهام خارج الحوزة الترابية».
وأكد المجلس «أن الحكومة والبرلمان الحاليين لا يجوز لهما إبرام الاتفاقيات والعقود والتراخيص ذات التأثير، نظرًا لفقدانهما الأهلية»، مبرزًا «أن أي إجراء من هذا القبيل سيكون غير ملزم للدولة الموريتانية».
وسبق للسيناتور الشيخ ولد حننه رئيس مجلس الشيوخ (غرفة منحلة رسميًا منذ استفتاء الخامس من أغسطس 2017)، التأكيد على «أن موريتانيا تمر حاليًا بأزمة سياسية خانقة بسبب خرق الدستور، ولذا فإن تنظيم انتخابات في ظرف كهذا يعدّ خيانة للشعب ولنشطائه السياسيين»، مضيفًا قوله «لا أعتقد أن نشطاء الساحة السياسية سيدخلون في مغامرة انتخابية قائمة مسبقًا على قواعد فاسدة ومغرضة».
وأضاف «أن الخرق المتكرر الذي تعرض له الدستور الموريتاني خلال الفترة الأخيرة على يد السلطات، يحول دون تنظيم أي انتخابات ذات مصداقية».
ويطعن السيناتور الشيخ ولد حننه، رئيس مجلس الشيوخ المنحل، في شرعية الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، ويعلل ذلك الطعن بما يعتبره «انتهاك الرئيس للدستور وتنظيمه لاستفتاء غير شرعي». وقال في تصريحات أخيرة له «إن غرفة الشيوخ التي يرأسها هي وحدها الهيئة الدستورية الشرعية في موريتانيا اليوم، لأن الرئيس فقد شرعيته بانتهاكه الدستور، والجمعية الوطنية لا يمكنها أن تشرع لأن البرلمان الموريتاني مؤلف، وفقًا للدستور، من غرفتين؛ إحداهما موجودة دستوريًا، حسب قوله، لكنها ملغاة بقرار من الرئيس تم تمريره عبر استفتاء مزور، حسب تعبيره».
وأعلن رئيس مجلس الشيوخ المعارض «أن أعضاء المجلس (المنحل) لن يترشحوا للانتخابات النيابية المقبلة لأنهم يعتبرونها انتخابات غير شرعية، وغير شفافة ولا نزيهة ما دامت مؤسسات الدولة ومالها سيستخدم لصالح مرشح السلطة وحده».
ودعا «الرئيس الموريتاني لتنظيم حوار شامل وحقيقي بين أطياف المشهد السياسي الموريتاني كافة، من أجل الترتيب لانتخابات نزيهة تشرف عليها هيئة حيادية توافقية وتلتزم فيها الإدارة بمؤسساتها ووسائلها الحياد التام».
ويرأس السيناتور ولد حننه لجنة أزمة في مجلس الشيوخ المنحل يرفض أعضاؤها- وهم غالبية في المجلس- حل غرفتهم ويعتبرون مجلسهم غرفة شرعية ويرفضون الاعتراف بالتعديلات الدستورية التي ألغت هذ الغرفة.
وكان مكتب مجلس الشيوخ المنحل بموجب استفتاء الخامس من أغسطس/آب الماضي قد دعا في بيان نشره بعد الإعلان عن نتائج الاستفتاء «الرئيس محمد ولد عبد العزيز إلى التعقل والتراجع عما سمّاه المكتب «الدوس على الدستور»، وإلى احترام رأي الشعب واحترام المؤسسات».
وساءت علاقات مجلس الشيوخ المنحل بالرئيس محمد ولد عبد العزيز وبالحزب الحاكم بعد رفض الغرفة التي يتمتع فيها الحزب بالأغلبية، تعديلات دستورية في مارس/آذار 2016، تقدم بها الرئيس وعبأ لها. وجاءت ردة فعل الرئيس الموريتاني غاضبة وصارمة، حيث أعلن في مؤتمر صحافي نظمه بعد عملية الرفض «أنه لن يترك 33 شيخاً يختطفون البلد». وذهب الرئيس إلى حد التشكيك في شرعية المجلس، حيث قارن عدد أصوات الرافضين بعدد المصوتين لصالح التعديلات في الجمعية الوطنية التي اعتبرها شرعية، في حين قال إن مجلس الشيوخ منتهي الصلاحية.
وأمر الرئيس بالتحضير للاستفتاء الشعبي الذي نظم في الخامس من أغسطس/آب 2017، وأعلن المجلس الدستوري عن نجاح إقرار التعديلات التي عرضت على الشعب بنسبة 85 في المئة، وهي النتائج التي رفضها أعضاء مجلس الشيوخ المنحل في التعديلات ذاتها ورفضتها المعارضة واعــتبرتها نتائج مزورة.

موريتانيا: الشيوخ يطلون من جديد ويطالبون بانتخابات رئاسية مسبقة

شهيدان في غزة… وحماس تؤكد استمرار «مسيرات العودة» وترحب بلجنة تقصي الحقائق

Posted: 29 Jul 2018 02:19 PM PDT

غزة – «القدس العربي»: استشهد شابان فلسطينيان في شمال قطاع غزة. وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، عن استشهاد الشابين أيمن النجار (24 عاما)، ومهند حمودة (24 عاما)، وهما من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وقال إنهما وصلا المستشفى الأندونيسي شمال قطاع غزة وقد فارقا الحياة. ونفى جيش الاحتلال الإسرائيلي اي علاقة له باستشهاد الشابين.
وذكرت مصادر فلسطينية أن الشابين قضيا خلال قيامهما بمهمة كفاحية دون تحديد ماهية هذه المهمة في منطقة حدودية تقع إلى الشرق من مخيم جباليا شمال غزة.
في غضون ذلك يواصل المبعوث الدولي للشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف جهوده الرامية لاستتباب الأمن والهدوء بشكل أكبر في غزة، من خلال التوصل إلى تفاهمات بين الأطراف المعنية، تشمل إدخال تسهيلات على الحصار الإسرائيلي المفروض على السكان، بهدف تحسين الوضع الاقتصادي بشكل أفضل.
ويجري ميلادينوف الذي زار قطاع غزة يوم الخميس الماضي مرتين خلال ساعات، وأجرى خلال اليوم ذاته لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين لتهدئة الأوضاع، مباحثات في العاصمة المصرية القاهرة، وهي ثاني زيارة له خلال الشهر الجاري، خاصة في ظل اشتراك القاهرة في الوساطات الرامية للتهدئة وجلب مشاريع دولية لغزة، بغية تخفيف الحصار.
وكان مسؤول دولي قد أكد في وقت سابق أن ميلادينوف يحمل خطة لإنعاش غزة، تقوم على أساس مشاركة السلطة الفلسطينية فيها، وتستند إلى إتمام عملية المصالحة، وتلاقي قبولا من عدة أطراف منها مصر. وسبق أن أكد ميلادينوف على وجوب حل مشاكل غزة الاقتصادية، لمنع انهيار الأوضاع بشكل أكبر مما هي عليه، محذرا من تبعات ذلك.
وكان المبعوث الدولي قد أدان في وقت سابق قتل جنود الاحتلال الإسرائيلي للطفل مجدي رمزي (12 عاما)، خلال مشاركته في مسيرات العودة شرق رفح جنوب قطاع غزة الجمعة الماضية.
وكتب ميلادينوف على حسابه على موقع «تويتر» «مقتل صبي فلسطيني في الثانية عشرة من عمره بنيران إسرائيلية في قطاع غزة أمر مروع ومأسوي»، وتابع «الأطفال ليسوا هدفا. الكثير من الأطفال قضي عليهم، حان الوقت لوضع حد لهذا».
وفي خضم الوساطات الرامية لتثبيت التهدئة وإنهاء حالة التوتر على الحدود، أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، خليل الحية، أن مسيرات العودة ستتواصل، وتوعد إسرائيل بـ «دفع الثمن» جراء الجرائم التي ارتكبتها.
وقال «الاستقرار في المنطقة رهن بكبح العدوان ورفع حصار غزة». وقال خلال كلمة ألقاها في حفل تأبين ثلاثة من أعضاء الجناح المسلح للحركة «لن نقبل أن تكون المعادلة أن يكون أبناؤنا أهدافاً لرصاص الاحتلال ومدافعه، وسيدفع العدو ثمن جريمته النكراء»، مؤكدا استعداد حماس لـ «دفع الثمن»، وقال أيضا «لن نقبل أن يبقى أطفالنا يتضورون جوعاً… ولن نقبل أن يبقى مرضانا لا يجدون دواء ولن نقبل لموظفينا أن لا يجدوا راتباً ولن نقبل باستمرار هذا الحال».
وأكد «الاستقرار في المنطقة وأمانها رهن بكبح العدوان ورفع الحصار»، وتابع وهو يشير إلى الوساطات الرامية لإعادة الهدوء «من أراد استقرار المنطقة فعليه رفع الحصار عن غزة».
وفي السياق رحبت حماس على لسان الناطق باسمها فوزي برهوم، بإعلان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تعيين لجنة تحقيق خاصة بالانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين مؤخرا، وخاصة ما تعرض له المتظاهرون السلميون في غزة.
وقال برهوم في تصريح صحافي «ما جرى قرار مسؤول للوقوف على جرائم وانتهاكات الاحتلال ومعاقبته، وإنصاف الشعب ورفع الظلم عن غزة وسكانها المحاصرين، وحماية المتظاهرين العزل».
وأعلن استعداد حماس لتسهيل مهام هذه اللجنة وتقديم كل الأدلة والقرائن والبراهين بين يديها «في سبيل أن تأخذ العدالة الدولية مجراها، ويتضح للعالم حقيقة هذا الاحتلال».
يشار إلى أن فعاليات «مسيرة العودة» الشعبية انطلقت في 30 مارس/ آذار الماضي، في «مخيمات العودة الخمسة» على حدود غزة، للمطالبة برفع الحصار، وتفعيل «حق العودة» للاجئين وفق قرارات الأمم المتحدة.
وتتعمد قوات الاحتلال استخدام «القوة المفرطة» ضد المشاركين، حين سقط أكثر من 160 شهيدا، بينهم أطفال، وآخرهم اثنان سقطا الجمعة الماضية، إضافة إلى سقوط أكثر من 16 ألف مصاب، بينهم من أصيب بجراح خطرة، ومن ضمن المصابين من تعرض لعمليات بتر في الأطراف.

شهيدان في غزة… وحماس تؤكد استمرار «مسيرات العودة» وترحب بلجنة تقصي الحقائق
ميلادينوف يجري في القاهرة لقاءات لخفض التوتر وتحسين وضع القطاع

سائحة ألمانية تكسب دعواها ضد الخطوط الملكية المغربية

Posted: 29 Jul 2018 02:19 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي»: بينما يستمر إضراب الطيارين المغاربة وتأخر الرحلات الجوية لشركة الخطوط المغربية وإلغاء رحلات أخرى، ترتفع أصوات منادية باللجوء إلى تطبيق القانون لفائدة المتضررين من تعثر أسفارهم والإضرار بمصالحهم.
ويستدل البعض بالحكم القضائي الذي صدر لفائدة سائحة ألمانية أواخر أيار/ مايو المنصرم، حيث قضت محكمة العدل الأوروبية بتغريم «الخطوط الملكية المغربية» لفائدة سائحة ألمانية نتيجة عدم تأمين رحلتها من الدار البيضاء إلى أغادير والتسبب في تأخير رحلتها.
كانت السائحة الألمانية قد استقلت الطائرة من برلين في اتجاه أغادير مع التوقف في مدينة الدار البيضاء، غير أن المسافرة وجدت مقعدها في مطار الدار البيضاء قد حجز لراكب آخر، فاضطرت إلى انتظار الرحلة الموالية، ما تسبب لها في تأخر حوالي أربع ساعات.
ورفضت الخطوط الملكية المغربية تقديم تعويض مادي للسائحة الألمانية المشتكية، بمبرر أن التأخر وقع في جزء من رحلة بين مدينتين مغربيتين. فلجأت إلى رفع دعوى ضد الشركة المغربية في إحدى محاكم برلين التي أحالت القضية على محكمة العدل الأوروبية التي أصدرت حكمها لفائدة السائحة، معللة قرارها بأن الرحلة بين برلين وأغادير كانت موضوع حجز واحد.
ويقضي القانون الأوروبي بضرورة تقديم تعويض مادي للمسافر الذي يقع له تأخير في رحلته الجوية بين الاتحاد الأوربي والبلدان الموجودة خارج هذا النطاق، حيث تكون شركة الطيران مطالبة بأداء تعويض مالي للمسافر إذا حدث التأخير خلال توقف الطائرة خارج الأراضي الأوروبية. وتتراوح التعويضات بين 250 يورو و3500 يورو حسب مسافرة الرحلة الجوية.
على صعيد آخر، ذكر موقع إخباري أن برلمانيًا مغربيًا سابقًا يعتزم مقاضاة «الخطوط الملكية المغربية»، بسبب ما اعتبره، تعرضه للنصب من قبل الشركة العام الماضي. وأوضح أنه في أيار/ مايو من العام الماضي كان قد حجز تذكرة للسفر عبر شركة «الخطوط الملكية المغربية» إلى برشلونة لحضور اجتماع يتعلق باتفاقية مع الاتحاد الأوروبي، غير أنه عند موعد السفر قيل له إن «الطائرة ممتلئة عن آخرها وعليك تأجيل السفر إلى الغد»، رغم أنه حجز التذكرة في وقت سابق وحددوا له موعد الرحلة.
وبسبب هذا القرار، تقدم البرلماني السابق بشكاية كتابية إلى الخطوط الملكية. وبعد مرور ثلاثة أشهر، ردت الشركة على المشتكي واعترفت بخطأها واعتذرت عنه، والتزمت بأداء تعويض مالي للمتضرر في حدود 30 في المائة من تكلفة تذكرة الطيران الخاصة بسفره، غير أنه بعد مرور أكثر من سنة لم يتلق أي تعويض. وتتواصل متاعب بعض المسافرين مع شركات الطيران، وهذه المرة مع شركة طيران فرنسية/ هولندية، إذ رفضت شركة «ترانسافيا»، الأربعاء المنصرم، سفر شاب مغربي مصاب باعتلال عضلي (Myopathe) على متن إحدى رحلاتها انطلاقًا من مطار «نانت أتلانتيك» الفرنسي نحو المغرب، مقترحة رحلة على «الخطوط الملكية المغربية» لحل المشكل.
وكان ربان الطائرة قد أمر بإنزال المسافر الذي كان برفقة والدته، بسبب خمس آلات تنفس كانت معه وضمن أمتعته. وفيما حاول المسافر (22 عامًا) ووالدته التفاوض مع الشركة من أجل إتمام السفر لم يجدا آذانًا صاغية، فـ»أقام إخوته الدنيا» في مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع مسؤولاً عن الشركة للاتصال بالمعنيين لحل المشكلة.
ونقلت Ouest- France عن الشاب المسمى نسيم قوله «لقد اعترفوا بارتكابهم خطأ.. لقد أرسلت لهم في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، رسالة إلكترونية تتضمن لائحة الأجهزة التي أرجو السفر بها نحو المغرب، لكنهم لم يبلغوني رفضهم السفر بهذه الأجهزة».
واقترحت «ترانسافيا» إرجاع سعر حجز تذاكر السفر للشاب المريض ووالدته، وحجز رحلة لهما، الجمعة الماضية، على متن طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية، التي تسمح بالسفر رفقة هذه الأجهزة الطبية للقدوم إلى المغرب.

سائحة ألمانية تكسب دعواها ضد الخطوط الملكية المغربية

إدارة ترامب تحث على الصبر مع كوريا الشمالية

Posted: 29 Jul 2018 02:18 PM PDT

واشنطن ـ «القدس العربي»: حثت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الصبر مع كوريا الشمالية وسط موجة من التطورات، يبدو أنها تتضارب مع الجهود الدبلوماسية للولايات المتحدة، وأشاد ترامب بعودة رفات الجنود من الحرب الكورية، وشكر زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، على «حفاظه على كلمته «.
وأشارت إدارة ترامب إلى البدء في تدمير موقع اختبار صاروخي كامتداد لتعهدات بيونغيانغ بالالتزامات التي قطعها كيم في قمة الشهر الماضي في سنغافورة.
وعلى الرغم من اعتراف وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، لأعضاء مجلس الشيوخ، هذا الأسبوع، بأن كوريا الشمالية لا تزال تنتج المواد اللازمة لصنع قنابل ذرية إلا أن الخبراء قالوا ان هذا أمر متوقع، وليس بالضرورة علامة على تعثر الدبلوماسية، مع تطور المحادثات الثنائية.
وقالت جينى تاون، الباحثة في شؤون كوريا الشمالية، إن كوريا الشمالية لم تتعهد بالوقف الفوري لجميع الأنشطة، وأضافت «ليس من المستغرب ان نرى استمرارا لهذا النشاط، ولكن يمكننا القول إن هذا النشاط توقف عند مستويات منخفضة، ولم يتم متابعة أى مشاريع جديدة».
وظهرت عدة تقارير تثير الشك في رغبة بيونغيانغ في التخلى عن قدراته النووية، منذ قمة ترامب مع كيم في حزيران/ يونيو كما اشارت تقارير اخبارية، نقلا عن معلومات استخبارية أمريكية، إلى أن كوريا الشمالية تعمل على إخفاء مرافق الإنتاج ن وقد ظهرت تحليلات صور الاقمار الصناعية توسعا مستمرا في المنشأت النووية والصاروخية.
ولم تحرز رحلة بومبيو في وقت سابق من هذا الشهر، وهي الثالثة له لكوريا الشمالية، سوى القليل من التقدم، ولم يتقى كيم معه خلال الزيارة.
وجاءت الاخبار الاكثر إيجابية، هذا الاسبوع، حينما اظهرت 38 صورة التقطتها الاقمار الصناعية في الشمال ان كوريا الشمالية بدأت في تفكيك منشأت رئيسية في محطة سهاى، وقد وافق كيم في سنغافورة على تدمير الموقع ن ولكن الالتزام لم يكن جزءا من البيان المشترك الذى أصدره هو وترامب في اجتماعهما.

إدارة ترامب تحث على الصبر مع كوريا الشمالية

رائد صالحة

العبادي يلتقي وجهاء واسط ويُحذِّر من «محاولة الفاسدين ركوب الموجة»

Posted: 29 Jul 2018 02:18 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: شدد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أمس الأحد، على أهمية «توحيد الجهود» للحفاظ على الأمن وتقديم الخدمات.
جاء ذلك خلال استقباله وجهاء وعشائر وأهالي محافظة واسط والحكومة المحلية، بحضور أعضاء لجنة الخدمات والإعمار في المحافظات.
وقال، وفقاً لبيان مكتبه الإعلامي، إن «استتباب الأمن جزء مهم للنهوض بالبلد وتقديم الخدمات، وإن قواتنا ما زالت تقوم بملاحقة ما تبقى من جيوب الإرهاب، وإن جهدنا الاستخباري قد تطور بشكل كبير ونحن نعمل للقضاء على فكر الإرهاب وإيديولوجيته الفاسدة».
وأوضح أن «عمل الحكومة هو من أجل خدمة المواطن ونعمل من أجل توفير فرص العمل التي هي أوسع بكثير من الدرجات الوظيفية»، مبينا أن «أمامنا نهضة اقتصادية بعد أن حققنا الانتصار في الحرب على عصابات داعش الإرهابية ونتجه للإعمار والبناء».
وحذر «من محاولة الفاسدين ركوب الموجة»، مبينا أن «هؤلاء يحملون شعارات برّاقة ويجب التعاون لكشفهم».
وعلى ضوء ذلك، وجه العبادي بـ«اتخاذ الأجراءات اللازمة لضمان إنجاز مشروع مجاري الصويرة، ومتابعة العمل من قبل وزارة الإعمار والبلديات والمحافظة وغرفة عمليات لجنة إعمار وخدمات المحافظات ثم المباشرة بإجراءات الإكساء وإكمال النواقص البلدية المرتبطة بها»، إضافة إلى «تغطية النفقات المالية التي يتطلبها إنجاز إكساء الشوارع لاسيما في قضاء الصويرة وقضاء الحي».
ووجه أيضاً بـ«تنفيذ الممر الثاني لشارع الصويرة ـ حلة»، فضلاً عن «صرف تعويضات أصحاب حقول الدواجن المتضررة نتيجة الإصابة بأنفلونزا الطيور».
ووجه رئيس الوزراء العراقي بـ«إجراء التدقيق الفوري بعملية توزيع مواد البطاقة التموينية سواء من حيث عدد المواد وكمياتها خلال السنة، أو من حيث الكلفة التي يتحملها المواطن خلافا للمبلغ المحدد من قبل وزارة التجارة».
ومن بين التوجيهات أيضاً «تأمين الحصة المقررة من الكهرباء إلى مناطق المحافظة، بما في ذلك المناطق الزراعية لضمان السقي باعتباره الحاجة الحقيقية لإدامة الزراعة فيها»، فضلاً عن «تولي وزارة المالية تأمين التخصيصات اللازمة في قضاء الحي لإعادة تأهيل أو تحسين البنى التحتية بما في ذلك الخدمات البلدية وإنجاز الخط الناقل في قضاء الحي»، فضلاً عن «توفير عدد مناسب من المحطات التحويلية K132 لتحسين الطاقة الكهربائية في الاقضية المختلفة»، و«تحسين الواقع الصحي في مناطق المحافظة وبأولويات تتناسب مع الاحتياجات الآنية مع دراسة توسيع مستشفى فيروز في قضاء الحي، وإكمال المستشفى التركي في الكوت والعمل على توفير المستلزمات الصحية، وتأمين العدد المناسب من الأطباء وذوي المهن الصحية». ووجه كذلك بـ«العمل على إنشاء ملعب الحي الرياضي»، إضافة إلى «العمل على تشغيل المصانع المتوقفة وإعادة تأهيلها لتحسين الوضع المعيشي في مناطق المحافظة».
ومن المقرر «إجراء تدقيق فوري للاحتياج من الأبنية المدرسية وإكمال الأبنية التي وصلت نسبة الإنجاز فيها إلى معدلات عالية وتحسين الواقع التربوي في مناطق المحافظة كافة»، ناهيك عن «إطلاق التعيينات في محافظة واسط بحسب حركة الملاك وضمان توزيعها على أقضية ونواحي المحافظة، وتتولى وزارة المالية تأمين التخصيصات اللازمة وتتولى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ووزارة الصناعة والجهات الأخرى التي تمتلك منشآت إنتاجية وخدمية تأمين فرص عمل لتشغيل أبناء المحافظة».
ومن بين توجيهات العبادي «دعم القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، وتتولى الجهات ذات العلاقة اتخاذ إجراءات فاعلة في هذا الاتجاه»، و«الاستفادة من الدرجات الشاغرة في حركة الملاك لتثبيت العقود التي تمت سابقا في قطاع الكهرباء».
وطبقاً للبيان فإن التوجيه شمل أيضا «إنجاز عملية توزيع الأراضي السكنية التي أنجزت معاملاتها وتخصيصها للشرائح المختلفة»، مشيراً إلى «إكمال مشروع ماء الكوت الكبير».
وختم البيان بالتوجيه بـ«اعادة جدولة الديون والقروض والفوائد المترتبة على قروض المزارعين نتيجة شح المياه او العوامل الأخرى».

العبادي يلتقي وجهاء واسط ويُحذِّر من «محاولة الفاسدين ركوب الموجة»

الرئيس المصري يبحث مع رئيس الكونغرس اليهودي العالمي المصالحة الفلسطينية وحل الدولتين

Posted: 29 Jul 2018 02:17 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس الأحد، رئيس الكونغرس اليهودي العالمي في حضور اللواء عباس كامل، رئيس المخابرات العامة المصرية.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية في تصريحات صحافية، إن السيسي «أكد مساندة مصر لمختلف الجهود الرامية لاستئناف عملية السلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، وفقاً للمرجعيات الدولية المتفق عليها وعلى أساس حل الدولتين وفقاً لحدود1967، بما يساهم في توفير واقع جديد في المنطقة يساعد في عودة الأمن والاستقرار لمختلف دولها».
وأضاف المتحدث الرئاسي، أن الرئيس المصري بين أن تحقيق المصالحة الفلسطينية وعودة السلطة الشرعية إلى تولي مسؤولياتها في قطاع غزة، يساعد فى دفع مساعي إحياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
وتابع: السيسي «أوضح خلال اللقاء، حرص مصر على تطوير علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة والاستمرار في التواصل مع مختلف أطياف المجتمع الأمريكي، بما يساهم فى توضيح الصورة بشأن حقيقة التحديات التي تواجه المنطقة، ويعزز من المواقف المشتركة للجانبين وجهودهما لإعادة الاستقرار والأمن إلى منطقة الشرق الأوسط، واستعرض الجهود التي تبذلها مصر للتوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تشهدها المنطقة، وفق مبادئ احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية».
وحسب المتحدث الرئاسي، فإن «رونالد لاودر رئيس الكونغرس اليهودي العالمي، أشاد بقوة العلاقات التي تجمع بين مصر والولايات المتحدة، معرباً عن تقديره للجهود المصرية ودورها الهام في مواجهة خطر الإرهاب الذي بات يهدد أمن واستقرار الشرق الأوسط والعالم، وذلك بالتوازي مع جهودها لدفع عملية التنمية وتحقيق نهضة اقتصادية شاملة، وأعرب لاودر في هذا الإطار عن إعجابه بالإنجازات التي حققتها مصر خلال فترة قصيرة، مؤكداً أن ما تشهده مصر حالياً من تطورات اقتصادية يساهم بشكل كبير في جذب الاستثمارات الخارجية وعودة الاقتصاد المصري للمكانة التي يستحقها عالميا».
وذكر أن اللقاء «تطرق إلى التباحث بشأن عدد من القضايا الإقليمية، وعلى رأسها عملية السلام في الشرق الأوسط».

الرئيس المصري يبحث مع رئيس الكونغرس اليهودي العالمي المصالحة الفلسطينية وحل الدولتين

تامر هنداوي

عشرات المثقفين الفلسطينيين يطالبون «المشتركة» بالاستقالة من الكنيست ردا على القانون العنصري

Posted: 29 Jul 2018 02:17 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: دعا عشرات المثقفين وأساتذة الجامعات والحقوقيين الفلسطينيين داخل أراضي، 48 القائمة المشتركة لتقديم استقالتها من البرلمان الإسرائيلي في دورته الحالية، احتجاجا على تشريع قانون القومية، مطالبين قادة العمل السياسي بالتصعيد والعمل بموجب خطة بما يرتقي للتهديدات المحدقة بفلسطينيي الداخل.
وجاء في عريضة/ بيان لها «أن الدعوة هذه هي ثمرة تحمل مسؤولية تاريخية تجاه فلسطينيي الداخل وتجاه مستقبل أجيالهم القادمة ومن منطلق الفهم بأن قانون القومية العنصري يجسّد تحولا جديا وجذريا في دسترة التمييز العنصري كـخطوة نحو نزع شرعية حقوقنا بالمواطنة المستمدة من حقيقة كوننا أبناءها الأصليين».
كما جاء في مقدمة البيان العريضة «واستنادا لقناعتنا بأن القانون يشرعن ويحّصن ممارسات وقوانين عنصرية سابقة ويمهد لقوانين لاحقة تستهدف مجمل حقوقنا وتترتب عليه تبعات عملية على مجمل مجالات حياتنا ومكانتنا وحقوقنا المدنية والسياسية الفردية والجماعية وعلى رسوخ بقائنا في وطننا معزّزين مكّرمين، نرى بالضرورة الملحة بأن يرتقي فعلنا السياسي والاحتجاجي بالمنظورين القريب والمستقبلي لمستوى الخطر المتمثل بهذا القانون وبكل التشريعات العنصرية وهي خطيرة وكثيرة «.
وعليه دعا هؤلاء الفعاليات والهيئات السياسية وعلى رأسها لجنة المتابعة العليا والقائمة المشتركة واللجنة القطرية والأحزاب إلى تصعيد ومواصلة النضال حتى إلغاء هذا القانون وكافة القوانين والتشريعات والسياسات التي تشرعن التفوق العرقي لليهود، واستبدالها ببديل ديمقراطي حقيقي. كما دعوا لتعليق عضوية نواب المشتركة في الفترة المتبقية من الدورة الحالية للكنيست وبناء «برلمان ظل شعبي» كأداة لمواصلة الاحتجاج وكمركز سياسي ديمقراطي فعال وبديل للتوجهات والتشريعات العنصرية، ولترميم ثقة الجمهور العربي بمؤسساته الوطنية وعلى رأسها المتابعة والمشتركة، مع التأكيد على أهمية تعزيز قوتها وزيادة مناعتها. وطالبوا بتصعيد التحضيرات والتعبئة لإنجاح الفعاليات التي أقرتها المتابعة بالمديين القريب والأبعد مثل المؤتمر الوطني العام، المظاهرة الجماهيرية الواسعة المزمع تنظيمها في تل أبيب ومواصلة الاحتجاج في مدن مركزية أخرى مع قوى إسرائيلية تؤمن بتساوي الحقوق الديمقراطية بشكل كامل وبالتزامن وبالتزامن التوجه لمنصات دولية بشأن القانون ومجمل التمييز العنصري ضد المواطنين العرب».
ويؤكد الموقعون على الحاجة للقيام بنشاط دبلوماسي جماعي مدروس ومثابر في المرافق الدولية الحكومية وغير الحكومية يوضح جذور وتجليات التمييز العنصري البنيوي الإسرائيلي ومطالبة الجهات العالمية ذات الصلة باتخاذ موقف أكثر جدية وصلابة من السياسات الإسرائيلية التي تحول العرب لمواطنين من الدرجة الثانية، ورفع مستوى التعاون مع كافة القوى الفلسطينية لفضح قانون القومية ومجمل السياسات الإسرائيلية العنصرية التي تلغي خيارات السلام والمساواة الحقيقيين، والمساهمة في العمل الجاري لإسقاط «صفقة القرن» والتأكيد على الهوية الفلسطينية الوطنية الجامعة.
وطالبوا بتكثيف العمل الشعبي ورفع وتيرة وحجم التواصل الميداني مع المجتمع العربي والسعي لزيادة مناعته الذاتية بترتيب البيت الداخلي بالعمل الجماعي والمدروس وتحاشي التعويل المفرط على المسارات القضائية لمواجهة القوانين العنصرية.
ويدعو المثقفون الفلسطينيون الأحزاب لإعادة بناء وتعميق دورها وتفعيل العمل الشعبي «وإشراك قطاع الشباب بالتخطيط والتنفيذ والإفادة من الطاقات الكبيرة الكامنة في شعبنا، وكل ذلك ضمن خطة بالاستفادة من قانون القومية كطفرة ننطلق منها لتنظيم أنفسنا. كذلك العمل على تعزيز اللغة العربية ومحاربة اتجاه العبرنة واضطلاع السلطات المحلية العربية بواجبها من هذه الناحية».
وخلص بيان المثقفين الذي جاء بعنوان «نستمد شرعية مواطنتنا من وطننا» للقول إن قانون القومية وما رافقه يذكّر بالحاجة الماسة لتجدد وتحول عميق بالسياسة العربية، خاصة ما يتعلق بأدائها وأدواتها وأولويات نضالها ضمن خطة ورؤية إستراتيجية مفقودة حتى اليوم.
ومن بين الموقعين البروفيسور سعيد زيداني والبروفيسور أسعد غانم والبروفيسور علي فطوم والبروفيسور رياض اغبارية والكتاب ماجد كيالي وعلاء حليحل والفنان علاء حليحل والباحث مرزوق حلبي والكاتب المحامي أسامة حلبي والمحاضرة الجامعية رولا هردل والباحثة همت زعبي وآخرون.

عشرات المثقفين الفلسطينيين يطالبون «المشتركة» بالاستقالة من الكنيست ردا على القانون العنصري
«قانون القومية خطير ويحتاج لمواجهة جدية»

شخصيات من الموصل تطالب الحكومة بإيقاف تجاوزات الميليشيات

Posted: 29 Jul 2018 02:17 PM PDT

نينوى ـ «القدس العربي»: وجهت مجموعة من الشخصيات في مدينة الموصل نداء مفتوحا إلى رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، وإلى القياديين في «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس وهادي العامر،٫ لوقف تجاوزات الميليشيات، محذرين من أن عدم معالجة ما يحدث في محافظة نينوى سيؤدي إلى «ماساة كبيرة ومخيفة جدا».
وقال أحد شيوخ العشائر، من الموقعين على النداء، رفض الكشف عن اسمه، إن: «لقاء موسعا ضم عددا من شيوخ العشائر ومسؤولين محليين من مختلف أطياف المجتمع عقد على خلفية عمليات سلب واسعة لدور المواطنين تنفذها عناصر مسلحة تابعة لفصائل الحشد الشعبي بذريعة التفتيش عن أسلحة أو مطلوبين». ومن بين عمليات السلب، حسب المصدر «إفراغ بعض الدور من كل محتوياتها وسرقة كل ما فيها باستخدام قوة السلاح»، واصفا ما يحدث بـ«عمليات سطو مسلح بسلاح الدولة وعناصر الدولة».
وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي أنباء عن اعتقال شيخ عموم عشيرة الحديديين في الموصل، خالد الحديدي، مشيرة إلى أن «عناصر من الأمن الوطني نفذت عملية مداهمة فجر الخميس لمنزل الشيخ خالد الحديدي واقتادته معها، ولا يزال مصيره مجهولا».
وحذرت مصادر من «احتمالات تصفية الحديدي»، مؤكدة على أن «أمرا كهذا سيؤدي إلى خلق حالة من عدم الاستقرار في المدينة قد تجر إلى حمل السلاح من قبل أبناء عشيرة الشيخ، ومهاجمة مقرات الحشد الشعبي ومقرات الأحزاب الشيعية».
وفقا للمصادر»بدأت فصائل الحشد الشعبي في الموصل بالتجاوز والسيطرة على أملاك بلدية الموصل والاستحواذ على أراضيها والبناء عليها، دون أن تستطيع السلطات المحلية وقف مثل هذه التجاوزات».
وأكدت أن «حجم التجاوزات بالغ الخطورة ولا يمكن أن تتم دون علم السلطات المسؤولة في الحكومة المركزية»، متسائلا عن «دور الأجهزة الأمنية والدوائر الاستخباراتية التابعة للأمن الوطني والشرطة الاتحادية والمحلية والشؤون الداخلية وعشرات غيرها في رفع مثل هذه المعلومات عن تجاوزات الحشد الشعبي إلى المسؤولين في بغداد».
كما تمارس «عناصر تابعة للحشد الشعبي عمليات ابتزاز مالي للأغنياء وكبار التجار بعد عمليات اعتقال لأبنائهم دون مذكرة قبض قضائية ومساومتهم مقابل الإفراج عنهم، وهي عملية اختطاف مكتملة الأركان»، وفق المصادر.

شخصيات من الموصل تطالب الحكومة بإيقاف تجاوزات الميليشيات

غزة تصعّد ضد «الأونروا» وإضراب عن الطعام للمفصولين وأطفالهم

Posted: 29 Jul 2018 02:16 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي» : هدد موظفو وكالة غوث وتشعيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» بالدخول بإضراب مفتوح عن الطعام، ينضم إليه ذووهم خلال الأيام القليلة المقبلة، في حال لم تتراجع رئاسة الوكالة عن قراراتها الأخيرة القاضية بوقف «برنامج الطوارىء» وتسريح 1000 موظف، ضمن عملية تقليص ستطال العديد من الخدمات المقدمة لنحو ستة ملايين لاجئ، بذريعة العجز المالي.
وصعد اتحاد موظفي «الأونروا» في غزة من لغة التحذير لرئاسة هذه المنظمة الدولية، مستندا بذلك إلى حجم الدعم الشعبي الكبير لفعاليات الموظفين، من قبل لجان اللاجئين والفصائل الفلسطينية والسكان.

اعتصام أمام مقر الاونروا

وفي هذا السياق نُظم أمس اعتصام كبير أمام المقر الرئيسي لـ «الأونروا» غرب مدينة غزة، شارك فيه الموظفون وذووهم واتحادات اللاجئين، على أن ينظم اعتصام آخر غدا الثلاثاء، ضمن الخطوات الشعبية الرافضة لتقليص خدمات «الأونروا».
ورفع المشاركون وبينهم أطفال ورجال طاعنون بالسن لافتات كتب عليها «إنهاء دور الأونروا يعني موت الفقراء»، و»مستمرون حتى نيل حقوقنا». وتخلل الاعتصام كلمة باسم الفصائل الفلسطينية، جرى خلالها تجديد التأكيد على رفض أي عملية تقليص تطال الخدمات المقدمة للاجئين، أو تمس الأمن الوظيفي للعاملين في «الأونروا»، باعتبار أن خطوات خفض عدد الموظفين، تنذر بوقف تقديم خدمات عدة للاجئين في مجالات التعليم والصحة والخدمة الاجتماعية.
وقالت سميرة، وهي موظفة شاركت في الاعتصام، وهي في منتصف الخمسينيات على هامش الفعالية لـ القدس العربي «ما يحدث مهزلة كبيرة»، مشيرة إلى أن «الأونروا» بخطوات تقليص الخدمات تكون قد تخلت عن «الدور الذي أنشئت من أجله». وتابعت وقد بدا على وجهها الغضب «سنستمر في الفعاليات حتى نيل حقوقنا، وإسقاط قرارات تقليص الخدمات».
وواصل في الوقت ذاته عشرات الموظفين العاملين في «برنامج الطوارئ» اعتصامهم داخل المقر الرئيسي للوكالة، وبالتحديد أمام مكتب مدير العمليات ماتياس شمالي، الذي غادره الأسبوع الماضي بعد حصاره لساعات من الموظفين الغاضبين.
ويقيم الموظفون في داخل المقر منذ أسبوع، ويربطون وقف اعتصامهم واحتجاجاتهم المتصاعدة، بتراجع «الأونروا» عن قرارات الاستغناء عنهم.
والأسبوع الماضي أرسلت «الأونروا» رسائل لموظفي «برنامج الطوارىء»، أبلغت عددا منهم بوقف عملهم بشكل كامل، وآخرون أحيلوا للعمل بشكل جزئي حتى نهاية العام، وعدد قليل أحيل للعمل بوظائف أخرى.
وتذرعت «الأونروا» بوجود عجز في الموازنة وصل إلى 217 مليون دولار، بعد أن كان مطلع العام الجاري 450 مليون دولار، حيث لم تتمكن من سد العجز رغم عقدها مؤتمرين للمانحين في روما ونيويورك.
ويرجع السبب في العجز إلى وقف الولايات المتحدة دعمها الأكبر لـ «الأونروا» والمقدر سنويا بـ 350 مليون دولار، ودفع 65 مليون دولار فقط ، بعد أو وضعت شروطا سياسية لوقفها هذا القرار، وهو ما رفضه الفلسطينيون.

الاتحاد يرفض الحلول الجزئية

ومن مكان الاعتصام قالت آمال البطش نائبة رئيس اتحاد موظفي «الأونروا» لـ « القدس العربي»، إنه حتى اللحظة لم تتم الاستجابة من قبل المسؤولين في المنظمة الدولية لطلبات الاتحاد والموظفين، باعتبار قرارات الاستغناء عن موظفين، وإحالة آخرين للعمل بشكل جزئي، لاغية.
وأكدت البطش أن اتحاد الموظفين يرفض «الحلول الجزئية» للأزمة، والاستغناء عن الـ 1000موظف، مشيرة إلى أن الاتحاد يرى في هذه السياسة مقدمة لفرض تقليصات أخرى ستطال عددا كبيرا آخر من الموظفين.
وحذرت من خطورة ما جرى اتخاذه من قرارات لتقليص الخدمات، في ظل ما يعانيه سكان غزة من أوضاع صعبة للغاية، كما حذرت من تأجيل العام الدراسي في مدارس «الأونروا» المقرر افتتاحه الشهر المقبل، ودعت المفوض العام لإعلان صريح بانتظام الدراسة في موعدها.
وحذرت من أن أي عملية تأجيل للعام الدراسي، ستكون لها مخاطر كبيرة من خلال حدوث «انفجار» في المنطقة، محملة المسؤولية عن ذلك لمن وصفتهم بـ «المتآمرين»، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن تأجيل العام الدراسي في مدارس «الأونروا» التي تقدم خدماتها المدرسية لنصف مليون لاجىء فلسطيني، يهدد الأمن الوظيفي لـ 22 ألف موظف يعملون في قطاع التعليم.
وسألت «القدس العربي» البطش عن الخطوات المقبلة التي ينوي اتحاد الموظفين اتخاذها، فقالت إنهم مستمرون في «نزاع العمل» الذي بدأ نهاية الأسبوع الماضي، ويعطي الاتحاد الحق في اتخاذ قرار بالإضراب الشامل عن العمل في كافة مراكز «الأونروا» بعد 21 يوما من إبلاغ مسؤولي «الأونروا» بذلك القرار.
وأشارت أيضا إلى وجود تخطيط لاعتصام 13 ألف موظف من العاملين في «الأونروا» داخل المقر الرئيس وخارجه، إضافة إلى وجود قرارات ستنفذ خلال الفترة المقبلة، من بينها انضمام الموظفين المعتصمين داخل المقر وعائلاتهم للإضراب المفتوح عن الطعام.
يشار إلى ان منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في فلسطين المحتلة جيمي ماكغولدريك، رجح قبل يومين عدم قدرة «الأونروا» على فتح أبواب مدارسها في موعدها المحدد نهاية أغسطس/ آب المقبل.

غزة تصعّد ضد «الأونروا» وإضراب عن الطعام للمفصولين وأطفالهم
مسؤول باتحاد الموظفين لـ «القدس العربي»: انفجار سيحدث لو أجلت الدراسة
أشرف الهور:

إسرائيل تقرصن «أسطول الحرية الخامس» قبل الوصول إلى غزة وتقطر «سفينة العودة»

Posted: 29 Jul 2018 02:16 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: كما كان متوقعا، استولت قوات الاحتلال الاسرائيلية على سفينة تقل متضامنين أجانب وتحمل قليلا من المساعدات الطبية، عند اقترابها من شواطئ مدينة غزة، بعد أشهر من انطلاقها من أحد الموانئ الاوروبية، في رحلة جابت عدة مدن لحشد التأييد للسكان المحاصرين.
ومع اقتراب سفينة «العودة» التي تقل عددا من المتضامنين الأجانب من سواحل غزة، حذرها سلاح البحرية الإسرائيلي من الاستمرار في مسارها، غير أن ذلك لم يجد نفعا في ظل حرص المشاركين على تأدية مهمتهم، إلى غزة، فاعترضتها بحرية الاحتلال وقطرت السفينة إلى ميناء أسدود القريب.
وقالت هيئة كسر الحصار في غزة، إن الاتصال بالسفينة انقطع وهي على بعد 50 ميلا من القطاع، وهي المسافة التي انقضت بها قوات البحرية عليها، ومنعتها من الاقتراب من شواطئ غزة، على غرار ما قامت به في تعاملها مع رحلات بحرية كثيرة انطلقت من أوروبا، لكسر الحصار المفروض على غزة.
ولم تنجح الدعوات من قبل القائمين على حملة انطلاق السفينة «اللجنة الدولية لكسر حصار غزة» للمجتمع الدولي للتدخل لحماية السفينة، من ردع إسرائيل ووقف مخططها العسكري.
وقالت اللجنة الدولية لكسر الحصار ظهر أمس الأحد، إن «سفينة العودة» المتجهة لكسر الحصار، جرت السيطرة عليها من قوات البحرية الإسرائيلية، مستنكرة «القرصنة الإسرائيلية»، وحذرت من الاعتداء على النشطاء الدوليين، وطالبت بتدخل دولي لضمان سلامة المتضامنين السلميين على متنها.
وقال أدهم أبو سلمية، الناطق باسم اللجنة الهيئة الوطنية لكسر الحصار، إن السفينة التي جرت السيطرة عليها، جاءت ضمن «أسطول الحرية الخامس».
وكانت هذه السفينة قد مرت بقرب المياه المصرية قبل أن تتجه صوب غزة، بعد انطلاقها من ميناء إيطالي، كان آخر محطة لها في القارة الأوروبية.
ولا تزال هناك سفينة أخرى هي «سفينة الحرية» تقل نشطاء آخرين متضامنين مع غزة، وتقترب من السواحل، ومن المتوقع أن تقوم البحرية الإسرائيلية بالسيطرة عليها وقطرها.
وفي مرفأ مدينة غزة الصغير المخصص للصيادين، أجريت خلال الساعات التي سبقت عملية «القرصنة» على السفينة، استعدادات لاستقبالها من قبل هيئة كسر الحصار.
وقال أبو سلمية في مؤتمر صحافي عقد صباح أمس قبل الإعلان عن قطر السفينة، إن «المتضامين خاضوا البحار في محاولةٍ لإيصال رسالة عن الظلم الذي يعاني منه شعبنا وتذكير المجتمع الدولي بوجود مليوني محاصر في غزة».
وانطلق هذا الأسطول الجديد الذي يحمل مساعدات طبية رمزية لغزة التي تعاني من نقض حاد في الأدوية، منتصف شهر مايو/ أيار الماضي، من أحد الموانئ النرويجية بغرض كسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.
وكان رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار زاهر بيراوي، قد طالب  وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت، بالتدخل لحماية سفن كسر الحصار من الاعتداء الإسرائيلي، وذلك في رسالة وجهها يوم أمس، أكد خلالها أن اثنين من المشاركين على متن سفينة العودة هما من الرعايا البريطانيين، وهما الصحافي ريتشارد سودان، والناشطة سوي آنغ.
والمعروف أن السفينتين «الحرية» و»العودة» تقلان 36 ناشطا دوليا من 15 دولة من العالم، أبرزها بريطانيا، والنمسا، والنرويج، والسويد، ونيوزيلندا، والجزائر، ودول شرق آسيا، وسنغافورة، وماليزيا، وإندونيسيا.
وفي هذا السياق كشفت تقارير إسرائيلية النقاب عن وجود طيار حربي إسرائيلي سابق على متن السفن المتجهه الى غزة، يدعى يونتنان شبيرا، وانه أرسل رسالة الى جنود البحرية الإسرائيلية، يطالبهم بعدم اعتقاله، أو اعتقال زملائه على متن السفينة، والسماح لهم بالوصول الى شواطئ غزة.

إسرائيل تقرصن «أسطول الحرية الخامس» قبل الوصول إلى غزة وتقطر «سفينة العودة»
طيار احتلالي سابق ضمن المشاركين في رحلة كسر الحصار

وفد رفيع من فتح يبدأ لقاءات مع مسؤولي المخابرات في القاهرة لتقديم الرد على ورقة لتطبيق المصالحة

Posted: 29 Jul 2018 02:15 PM PDT

غزة – «القدس العربي»: من المقرر أن يبدأ وفد قيادي رفيع من حركة فتح، لقاءات مع مسؤولي جهاز المخابرات العامة المصرية، لتقديم رد حركة فتح على مقترحات القاهرة الأخيرة لإنهاء الانقسام، حيث يحمل الوفد تصورا إيجابيا.
ووصل القاهرة يوم أمس وفد الحركة المكون من أعضاء اللجنة المركزية، عزام الأحمد وحسين الشيخ وروحي فتوح، بالإضافة إلى رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية اللواء ماجد فرج.
وقال منير الجاغوب رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم في حركة فتح، إن الوفد توجه للقاهرة بإيعاز من الرئيس محمود عباس، لتسليم تصور القيادة الفلسطينية، حول الأوضاع الحالية وملف المصالحة.
وكان رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل، قد سلم مقترحات مصر الجديدة لإنهاء الانقسام لوفدين من فتح وحماس قبل أسبوعين، حيث أعلنت الأخيرة قبولها بتلك المقترحات، فيما أعلنت فتح عن إعداد تصور للحل، مشيرة حسب رئيس وفدها عزام الأحمد أن ما نشر حول المقترحات المصرية من قبل حماس غير دقيق.
وأكد عزام أن المسؤولين المصريين طلبوا وضع أي اقتراحات على التصور الجديد لحل معضلة إنهاء الانقسام، لافتا إلى أن رد فتح لن يكون إلا إيجابيا. وأول أمس قال الرئيس عباس، في كلمة استهل فيها اجتماعا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إن «الأشقاء المصريين أرسلوا لنا موضوعا أو فكرة عن موضوع المصالحة، وغدا (الأحد) سيذهب وفد يحمل موقفا فلسطينيا واضحا بخصوص المصالحة الوطنية».
وقال «الوفد الفلسطيني لا يحمل ردا على أحد، لأنه عندما نتحدث في هذا الموضوع، فإننا نتحدث عن الموقف الفلسطيني الذي اتخذناه في 12 اكتوبر/ تشرين الأول الماضي»، وقال «وهو الموقف الذي نحن ثابتون عليه».
ووقعت حركتا فتح وحماس في ذاك التاريخ على اتفاق لتطبيق بنود المصالحة ويشمل «تمكين» حكومة التوافق الوطني من إدارة قطاع غزة بشكل كامل، كما الضفة الغربية.
وتوقف العمل في هذا الاتفاق في مارس/ آذار الماضي، بعد حادثة التفجير التي طالت موكب رئيس الحكومة ومدير المخابرات العامة، لحظة دخولهم إلى غزة، حيث حملت الرئاسة الفلسطينية وحركة فتح حماس المسؤولية عن الحدث.
وتريد حركة فتح حاليا أن يتم البدء بتطبيق بنود اتفاق المصالحة، من حيث انتهت إليه الأمور قبل حادثة التفجير، حيث كانت الحكومة الفلسطينية قد تسلمت جزءا من مهامها، بإشرافها على إدارة المعابر في القطاع.

وفد رفيع من فتح يبدأ لقاءات مع مسؤولي المخابرات في القاهرة لتقديم الرد على ورقة لتطبيق المصالحة
يضم الأحمد والشيخ وفتوح واللواء فرج

الشعبوية تهدد الأمن والسلم الدوليين

Posted: 29 Jul 2018 02:14 PM PDT

يمكن القول ان الظاهرة الشعبية او «الشعبوية» التي يطلق الغربيون عليها «بوبيوليزم populism» اصبحت داء خطيرا يهدد النظام العالمي الذي تبلور بعد الحرب العالمية الثانية. هذه الظاهرة التي تجسدت بصعود دونالد ترامب إلى الرئاسة الأمريكية ودفعت بالتيارات اليمينية المتطرفة في الدول الاوروبية إلى الواجهة السياسية هي نفسها التي ادت قبل ذلك إلى ما عانت منه امتنا العربية والإسلامية في السنوات الاخيرة من تصدع المجتمعات وفق خطوط التمايز الديني والمذهبي.
تتأسس هذه الظاهرة على اثارة المشاعر الجماهيرية باتجاه تغليب الذات على المصلحة الاجتماعية، وبذلك تتحول من شعور انساني عادي بالخصوصية والتميز الطبيعي عن الآخرين إلى ظاهرة اجتماعية ترى في الآخر عدوا او مناوئا او منافسا على اقل تقدير.
على الصعيدين العربي والإسلامي كان هناك امل لدى رواد النهضتين العربية والإسلامية بان يتعمق الشعور بالهوية الخاصة من اجل خدمة المصلحة العامة. فعلى الصعيد العربي طرحت المسألة القومية بهدف التحول إلى هوية جامعة للشعوب العربية لتجمع امرها من اجل مواجهة الاستعمار الغربي من جهة والتصدي للاحتلال الاسرائيلي لفلسطين من جهة اخرى. وكذلك الامر بالنسبة للهوية الإسلامية التي صاحبت تنامي الصحوة الإسلامية. وبموازاة ذلك تصاعدت ظاهرة «الوعي الاسود» في جنوب افريقيا بهدف رص صف الجماهير على ارضية التصدي للنظام العنصري الجاثم على صدور تلك المنطقة. وتبلورت تلك الظاهرة ايضا لدى جيل السود الأمريكيين في الخمسينيات والستينيات لمواجهة العنصرية التي كانت تميز بين المواطنين على اساس اللون، باستضعاف السود وتهميشهم في الحياة العامة. هذه الظواهر تختلف عما شهدته دول اوروبية بصعود النازية المؤسسة على مقولة تفوق العرق الآري على من سواه، وكان اليهود من ضحايا تلك الظاهرة. وجميع هذه الظواهر تهدف لتحريك المشاعر العامة باتجاه اهداف سياسية واضحة. الفرق ان بعضها عادي وبعضها ينطوي على بعد عنصري. ونظرا للوعي العام الناجم عن معاناة الشعوب الغربية خلال النصف الاول من القرن الماضي والحربين العالميتين اللتين عانى الغربيون منهما، فقد مال الاتجاه العام منذ العام 1945 لرفض العنصرية وترويج ثقافة التحمل وتأصيل منظومة حقوق الانسان، وصدرت بذلك كافة القوانين والمواثيق والعهود الدولية التي وضعها رواد العمل الانساني المشترك ضمن غطاء الامم المتحدة.
واذا كانت ألمانيا النازية التجسيد العملي لواحدة من ابشع الظواهر العنصرية، وتوازى معها انظمة عنصرية في جنوب افريقيا وروديسيا (زيمبابوي) والولايات المتحدة، فان من المنطقي الادعاء بان الولايات المتحدة أطلقت ظاهرة العنصرية التي تتصاعد باضطراد منذ صعود الرئيس الحالي إلى منصبه. ويمكن الزعم بان اية محاولة للتفرد بالقرارات والمواقف والانتماء تؤسس للظاهرة العنصرية مهما كانت تبريرات القائمين بذلك. وقد ادرك زعماء الدول الاوربية الجنوح الأمريكي نحو ما اسموه «يونيلاتيراليزم» Unilateralism اي الانكماش على الذات ورفض العمل المشترك مع الآخرين. فالعمل المشترك ينطوي على قناعة بالتساوي مع الآخر في الإنسانية وكذلك الحقوق والواجبات، بالاضافة للرغبة في الترويج لعالم متجانس يشترك افراده في خيراته بقدر من المساواة، وبدون تمييز على اسس اللون او العرق او الثقافة. كما يقوم على احترام التعددية واعتبارها عامل اثراء للجنس البشري، وليس اساسا للتمايز والاستعلاء. ولتوضيح جوهر الفكرة يمكن استعراض عدد من الحقائق ذات الصلة:
الاولى: ان الحكومات التقليدية الاوروبية حتى وقت قريب كان تؤمن بمستلزمات العمل الدولي المشترك، فتدعم الامم المتحدة راغبة، وتروج مقولات الديمقراطية وحقوق الانسان كقواسم مشتركة بين البشر وحقوق طبيعية لهم، وترفض التطرف الذي تمثله المجموعات اليمينية المتطرفة. وكانت تدعو الولايات المتحدة للتخلي عن نزعة التفرد والتخلي عن مقولة «يونيلاتيراليزم»، وترى في ذلك تقويضا للعمل المشترك سواء على صعيد الامم المتحدة ام المنظمات الدولية مثل منظمة التجارة العالمية والاتفاقات الدولية حول البيئة والمحكمة الجنائية الدولية ومجلس حقوق الانسان، ام المنظومة الغربية وما يتفرع عنها من اتفاقات تجارية وعسكرية خصوصا حلف الناتو.
الثانية: ان الفرحة التي عمت الغرب بسقوط الاتحاد السوفياتي دفعته في البداية لترويج مقولات التعايش العالمي المشترك ضمن المنظومات المذكورة، وان الجهود المستنزفة خلال الحرب الباردة يجب ان توجه لتشكيل عالم افضل تسوده الديمقراطية وحقوق الانسان وتحكمه اطر التعاون الدولي المشترك. مع ذلك كانت اوروبا تخشى من قيام نظام دولي مؤسس على القطب الواحد، فكانت تراقب التصرفات الأمريكية وسعت لمسايرة واشنطن لمنعها من التوجه نحو التفرد. وكات من نتائج الجهود الاوروبية تراجع مجموعات التطرف اليمينية وتهميشها في صناديق الاقتراع، فلم تكن هناك خشية مباشرة من تهديد المنظومة الغربية التي كانت تتسم بشيء من الاعتدال بعد تجربة الحروب السابقة.
الثالثة: ان أمريكا، حتى قبل صعود ترامب، كانت لها نزعات مختلفة. وتعمقت تلك النزعات بعد حوادث 11 سبتمبر الإرهابية، فسرعان ما اتضح انها تبتعد تدريجيا عن العمل المشترك، وتسعى لخلق عالم مؤسس على قطب واحد يتصرف كما يشاء. في البداية كان هناك الرفض الأمريكي لتوقيع بروتوكولات روما التي تنظم عمل المحكمة الجنائية الدولية. هذا الامر اوحى للعالم ان أمريكا ترفض ان تساوى مع بقية الدول من حيث المسؤولية والالتزام بالقانون الدولي. وبدأت الضغوط على الامم المتحدة تارة بخفض المساهمة المالية الأمريكية للمنظمة الدولية، واخرى برفض توقيع الاتفاقات العديدة، وثالثة بالانسحاب من المعاهدات التي سبق لأمريكا الانتماء اليها. هذه النزعة تأكدت بعد صعود دونالد ترامب إلى الرئاسة الأمريكية. وخلال عام واحد سحب بلاده من منظمة اليونيسكو بدعوى انها معادية لـ «اسرائيل»، في الأول من حزيران/يونيو 2017، أعلن الرئيس الأمريكي انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة باريس للمناخ التي وقعتها 195 دولة عام 2015، ونيتها السعي إلى التوصل إلى «اتفاق عالمي جديد» بشأن التغير المناخي. وفي 12 اكتوبر 2017 انسحبت من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) متهمة إياها بأنها «معادية لإسرائيل» على أن تبقى في المنظمة بصفة مراقب إلى أن يدخل انسحابها حيز التنفيذ نهاية عام 2018. وفي يناير 2018 أخرج ترامب واشنطن من «اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي» التي وقعتها 11 دولة عام 2015 من منطقة آسيا والمحيط الهادي باستثناء الصين.
الرابعة: ان صعود ترامب وفر دفعة قوية للمجموعات اليمينية في اوروبا واصبحت الاحزاب التقليدية تخشى من ذلك كثيرا. فقد اصبح حزب «الحرية» شريكا في الائتلاف الحكومي النمساوي. وفي فرنسا قفزت حظوظ اليمين المتطرف ممثلا بـ «حزب الجبهة الوطنية» الذي تقوده جان ماري لوبان الذي فاز بعدد من المقاعد. وفي المانيا حقق حزب «البديل» 13 بالمائة من الاصوات في انتخابات العام الماضي.وصعد اليمين المتطرف في المجر وبولندا وايطاليا لتدخل اوروبا بذلك مرحلة تنذر بعد الاستقرار، وتشبه إلى حد كبير اوضاعها قبل الحرب العالمية الثانية. القادة الاوروبيون التقليديون يعلمون ان «الظاهرة الشعبوية» في بلدانهم تعمقت بفوز دونالد ترامب الذي لم يخف طرح اجندة عمل خطيرة ضد المهاجرين والمسلمين والعمل الدولي المشترك. وقد سبق له ان دعا لانفصال بريطانيا عن الاتحاد الاوروبي.
الخامسة: ان «الظاهرة الشعبوية» تقوم على اساس اثارة القضايا الخلافية وتحويلها إلى مانفستو سياسية، ومن ذلك رفض استقبال المهاجرين، ومعاداة الإسلام، وترويج روح الاستعلاء والتباين، واعتبار الآخر المختلف «عدوا». هذه الظاهرة وصلت هي الاخرى إلى العالمين العربي والإسلامي، ولكن بنسخة اخرى ذات منطلقات مذهبية ادت إلى حمامات من الدم ما تزال تسيل حتى الآن. وثمة ادراك للدور الاسرائيلي في ما يحصل، سواء بطرح اجندة العمل للرئيس الأمريكي ام التحالف مع حكومات عربية تماهت مع «الظاهرة الشعبوية» في نسختها العربية كأسلوب آخر من التصدي للظاهرة الثورية الساعية للتغيير السياسي وتحرير فلسطين والحد من الهيمنة الغربية. انه انقلاب حقيقي على التراث السياسي الانساني في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

٭ كاتب بحريني

الشعبوية تهدد الأمن والسلم الدوليين

د. سعيد الشهابي

الوطن لا يُبنى بالايديولوجيا

Posted: 29 Jul 2018 02:14 PM PDT

مصطلح تأسيس، أو إعادة بناء، دولة ما بعد الإستقلال، يقصد به التصدي لإنجاز القضايا والمهام التأسيسية التي بموجبها يتم بناء دولة ما بعد خروج المستعمر، إي استكمال الاستقلال السياسي في هذه الدول ببناء الدولة الوطنية المستقلة التي يتوافق الجميع على العيش فيها بمختلف مكوناتهم القومية والفكرية والسياسية والايديولوجية. وهذا التوافق يتطلب ويشترط الإتفاق والقبول بناتج وإجابات عملية التصدي لتلك القضايا أو المهام التأسيسية للدولة المستقلة حديثا، ومن بينها قضايا شكل الحكم، علاقة الدين بالدولة، الهوية الوطنية، مؤسسات وهياكل الدولة وقوانينها، الدستور الدائم…الخ.
ومن الواضح أن كل الدول التي لم تنجز مهام التأسيس تلك، دخلت في أزمات حادة حد الحروب الأهلية المدمرة، وهذا للأسف، حال السودان، حيث منذ فجر الإستقلال وحتى اللحظة، فشلت كل القوى، المدنية والعسكرية، التي تعاقبت على حكمه في إنجاز مهام تأسيس دولة السودان الوطنية المستقلة. وبسبب ذلك، وخاصة في ظل نظام الإنقاذ الذي تصدى لمهام التأسيس هذه بمعالجات قاصرة وفق نظرة ايديولوجية ضيقة مما أوصل الأزمة إلى مداها الأقصى، دخلت البلاد في نفق مظلم، نشهد فيه مظاهر التفكك والتشرذم، والذي بدأ بانفصال الجنوب، مثلما نشهد إستيطان الحرب الأهلية ونتائجها المدمرة في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق.
صحيح أن القوى السياسية والاجتماعية السودانية تختلف رؤاها لتحقيق مشروع إعادة بناء الدولة السودانية، فهنالك من يسعى لذلك وفق مرجعية دينية إسلامية، وآخرون من منطلق مشروع التنمية الرأسمالي، وهناك من يطرح البرنامج الوطني الديمقراطي، والذي تلتقي فيه شعارات قوى اليسار السوداني مع شعارات وبرامج العديد من القوى التي تناضل من أجل تغيير جذري في البلاد لصالح المجموعات أو القوميات التي تعبر عنها، مثل حركات دارفور وحركات الشرق..الخ. لكن، من الضروري جدا الإشارة إلى أنه خلال مسيرة الصراع السياسي والإجتماعي والإثني في السودان، أصبحت كل القوى السياسية والحركات الإجتماعية، ماعدا تلك المجموعات المستمسكة بمرجعيتها الدينية، تطرح العدالة في المشاركة في السلطة وفي توزيع الموارد وإقتسام الثروة، وتطرح الديمقراطية المرتبطة بلقمة العيش أو ذات المضمون الإجتماعي، كما تتحدث عن إدارة البلاد وفق صيغة أو معادلة تعكس التنوع والتعدد في إطار الوحدة. والدعوة لإعادة بناء الدولة الوطنية السودانية، تلقي بواجبات وتحديات ضخمة في جبهات عديدة، في صدارتها خلق وحدة حقيقية لما تبقى من السودان، ورتق نسيج المجتمع السوداني، وكل ذلك على قاعدة التنوع والتعدد الإثني والثقافي والديني واللغوي…الخ. إن تأسيس الدولة الوطنية السودانية ما زال هدفا ينتظر التحقيق منذ الإستقلال، وهو هدف مشترك يجمع كل القوى السياسية والإجتماعية، ومن هنا دعواتنا المتكررة حول المؤتمر القومي الدستوري، ومشروع الإجماع الوطني، فبناء الوطن أكثر تعقيدا من أن يتم وفق وجهة نظر طرف واحد، أو أيديولوجية بعينها.
وكما أسلفنا في عدة مقالات سابقة، نحن ننطلق من فرضية رئيسية، ومن المؤكد يشاركنا فيها الكثيرون، تقوم على أن الصراعات الدائرة اليوم في السودان، سواء ذلك الصراع الممتد على مساحة الوطن بين حكومة الإنقاذ ومعارضيها، أو الصراعات و«التمردات» التي تدو رحاها في هذا الإقليم أو ذاك، وما تفرزه من حروب أهلية في البلاد..، هي ليست مجرد صراعات حول السلطة بين المعارضة والحكومة تنتهي بإسقاط النظام، كما لا يمكن حصرها في أنها معركة بين الحكومة المركزية والحركات المسلحة في الأطراف، مثلما لا يمكن توهم حلها بمجرد وقف القتال بين المتحاربين، أو بمجرد توقيع القوى المختلفة على ميثاق سلام شامل، فضلا عن أنها لم تحسم ولم تنته بانفصال الجنوب. كل هذه الصراعات، ترتبط، بهذا الشكل أو ذاك، بغياب المشروع القومي، منذ فجر الاستقلال وحتى اليوم، الذي يتصدى للمهام التأسيسية لبناء الدولة الوطنية الحديثة.
هذا هو جوهر الأزمة الوطنية في السودان. ومن هنا، فإن أي مشروع للتغيير في واقع البلاد الحالي لا يخاطب هذا الجوهر، ولا يهز، في نفس الوقت، البناء السياسي والاجتماعي والاقتصادي الراهن، سيظل مشوها وناقصا، ويحمل في طياته إمكانية الانتكاسة، موفرا الوقود اللازم لاستمرار الحلقة الشريرة. ومن الواضح أن أي مشروع لانتشال الوطن من الهاوية، والنهوض به للحاق بركب الحضارة والتقدم نحو بناء الدولة الوطنية السودانية الحديثة، يتطلب ويشترط تنفيذ عملية ذات ثلاث مراحل متداخلة ومتشابكة: وقف الانحدار نحو الكارثة، والسعي لإصلاح الحال، ثم الانطلاق لتحقيق مشروع البناء. هذه العملية بمثابة مهمة تاريخية، ومن غير الممكن أن ينجزها فصيل أو فصيلان، بقدر ما هي مهمة الشعب بأسره. صحيح أن حجمها وما يواجهها من تحديات، كفيلان بإشاعة الإحباط، وربما اليأس، لدى أكثر الناس همة وحماسا. لكن، البديل لهذه المهمة التاريخية هو الانزلاق إلى هاوية الهمجية المرعبة، حيث التفتت والدمار الشامل. وعموما، قد يكون الإحباط في حد ذاته حافزا للإرادة، إرادة العمل من أجل وقف الانحدار نحو الكارثة.
لكن، هذه الفرضية الرئيسية حول جوهر الأزمة السودانية لا تعني تجاوز، أو القفز فوق، الصراع الآني المتفجر بين مجموعة الإنقاذ الجاثمة على صدر هذه البلاد بقوة الحديد والنار قرابة نصف فترة الاستقلال، والتي ترفض الاعتراف بالفشل، والجماهير التي تطالب بأبسط حقوقها، وعلى رأسها حقوق المواطنة والعيش بحرية وكرامة.
فبالنظر إلى إنحدار البلاد نحو الكارثة، حيث الدمار والخراب طال كل شيء، على المستوى المادي المحسوس ومستوى القيم، من جراء سياسات وممارسات نظام الإنقاذ، فإن التصدي لعلاج الأزمة السودانية، أزمة بناء الدولة الوطنية، يبدأ بالتغيير وذهاب هذا النظام.
وعموما، فإن التاريخ البشري أثبت، بما لا يدع مجالا للشك، إن أي مشروع يدعي امتلاكه لمقومات قيادة عملية النهضة الحضارية، وفي نفس الوقت يقوم على تطوير أدوات قمع وسحق الآخر، لا يمكن أن يكون مصيره إلا الزوال.

٭ كاتب سوداني

الوطن لا يُبنى بالايديولوجيا

د. الشفيع خضر سعيد

قانون «تمزيق» إسرائيل

Posted: 29 Jul 2018 02:14 PM PDT

كأنهم يريدون حجب نور الشمس بأصابعهم الملطخة بالدم، هكذا بدا نواب الكنيست الإسرائيلي، وهم يقرون ما يسمى «قانون الأساس» أو «قانون القومية» الإسرائيلي، الذي يعطي اليهود كل شيء حصريا في فلسطين بكاملها، ويحرم الفلسطينيين من أي شيء، حتى من مجرد الاعتراف بوجودهم الفيزيائي كبشر، وقد صدر القانون بأغلبية 62 صوتا مقابل 55 معترضا، وانفرد النواب العرب بتصرف موحد ذي مغزى، ومزقوا أوراق القانون على الهواء، ونزلت مزق الأوراق على رأس نتنياهو كأنها طائرات ورقية حارقة.
القانون العنصري الصهيوني بامتياز، الذي يكشف حقيقة كيان الاغتصاب الإسرائيلي كدولة أبارتايد وفصل وامتهان عنصري بلا شبهة، وبلا رتوش، ولا مساحيق تجميل، ينص كما هو معروف على الحق الحصري لليهود في أرض فلسطين، ويصف ما يسمى بدولة إسرائيل بأنها «الوطن القومي» لليهود وحدهم، ويجعل «اللغة العبرية» لغة رسمية وحيدة، ويعطي اليهود وحدهم حق تقرير المصير، وحق القدوم إلى فلسطين، وحق اكتساب المواطنة الكاملة، وحق الاستيطان الذي يلزم به الدولة، وجعل القدس بكاملها عاصمة أبدية موحدة لإسرائيل، وكأن لا أحد آخر غير اليهود يقيم في دولة الاحتلال، بينما عدد الفلسطينيين يفوق الآن عدد اليهود في فلسطين المحتلة بكاملها، وهم في ازدياد مطرد، يجعلهم في عقود مقبلة أغلبية سكانية ساحقة، وعددهم وراء ما يسمى «الخط الأخضر»، أي في الأراضي المحتلة منذ نكبة 1948، يصل الآن إلى نحو ربع سكان ما تسمى دولة إسرائيل، وكل هؤلاء يتنكر القانون المريض لمجرد وجودهم، وكأن واضعي القانون زمرة من العميان المصابين برمد عنصري مزمن، أو كأنهم يعيشون خارج التاريخ وخارج الجغرافيا، ويتصورون أنه بالإمكان إطفاء نور الشمس، وحجب الحقائق التي لا راد لدلالاتها الساطعة.
والمشهد كله ينطوي على عبث لا يخفى، وعلى عجرفة عنصرية جاهلة بما يجري على الأرض، وكأن التاريخ دار دورته الكاملة، فقد كان العرب في وضع الصدمة بما يجري زمن نكبة 1948، واعتصموا وقتها بحبل إنكار الغزو والاغتصاب الذي جرى، وقيام دولة لكيان الاغتصاب الإسرائيلي، وكانوا يسمون دولة الاغتصاب بالعصابات الصهيونية المزعومة. كانت النكبة فوق طاقة احتمال العرب نفسيا، وأرادوا وقتها التعويض عن بؤس الواقع بفسحة الخيال، وبعصب العين فلا ترى هول ما وقع، وبعد سبعين سنة على حدث النكبة المزلزل، آن للصهيونية وحركتها، أن تتجرع من الكأس نفسه، وأن يتصور قادتها، أنه بالوسع افتراض ما لم يعد ممكنا، وأن فلسطين تحولت إلى دولة يهودية خالصة، بينما الواقع في واد آخر بالجملة، فلم يكن كيان إسرائيل في نقطة أبعد عن المعنى اليهودي الخالص، كما هو الآن، فإسرائيل وجدت ككيان استعماري استيطاني إحلالي، وجعل فلسطين كيانا يهوديا خالصا، يستلزم جلب المادة البشرية اليهودية من كافة جهات الدنيا، وإحلالهم محل الفلسطينيين كسكان أصليين، والإجلاء الكامل للفلسطينيين عن الأرض، لكي يتحقق زعم الصهيونية الخرافي، بتصوير فلسطين كأرض كانت بلا شعب، يجري منحها لشعب يهودي مفتعل بلا أرض، ويريد استيطان أرضه الموعودة بأساطير التوراة، وقد فعل المشروع الصهيوني كل ما في وسعه، بل كل ما في وسع الغرب الاستعماري المحتضن للصهيونية، وجلب من اليهود ما استطاع، لكن حصيلة المباراة السكانية بدت مفزعة لصانع المشروع الصهيوني، فلم يعد ممكنا جلب يهود جدد بأعداد مؤثرة لاستيطان فلسطين، بينما الفلسطينيون الذين طردوا وشردوا في حروب العدوان، كان بوسعهم، وبوسع صمود من صمد منهم على أرضه، أن يلدوا شعبا فلسطينيا جديدا على أرضه التاريخية المحتلة بكاملها الآن، وأن يغيروا المعادلات السكانية فوق الأرض، وأن يصبحوا في اطراد أغلبية سكانية في وطنهم المقدس، وهو ما يريد اليهود الصهاينة أن يعصبوا أعينهم فلا يرونه، وأن يعوضوا عن بؤس الواقع الإسرائيلي بإطلاق الخيال اليهودي، وأن يصفوا واقعا بأغلبية فلسطينية متكاثرة بالدولة اليهودية الخالصة، وعلى نحو ما يذهب إليه القانون البائس المسمى بقانون «القومية» الإسرائيلي.
وبعبارات أخرى، فإن القانون الذي صوروه انتصارا عظيما لإسرائيل، لا يعدو أن يكون ستارا للتخفي بإحساس الهزيمة الغريزية عند الصهاينة، بينما يبقى الواقع ناطقا، ومثيرا لشعور الخيبة العميقة عند قادة الصهاينة المهووسين، الذين يفزعون من طائرات الأطفال الورقية الحارقة المقبلة من غزة، كما يفزعون غريزيا من الحضور الفلسطيني الكثيف المتزايد فوق الأرض، فعدد الفلسطينيين لا يتفوق فقط على عدد اليهود فوق الأرض المقدسة، بل إن عدد الفلسطينيين وحدهم في الدنيا يتفوق الآن على عدد اليهود جميعا في أربع جهات المعمورة، والأرض تنطق بناسها لا بالحراب، فلم يترك مخطط المشروع الصهيوني شيئا لم يتذكره ولم يفعله، ولم يترك سلاحا ولا تكنولوجيا، إلا وسعى إلى حيازتها، وهو الكيان الوحيد الذي يملك ترسانة ذرية متطورة في المنطقة، لكن السلاح وحده لا يخلق حقائق جديدة غير قابلة للمحو، وقد أفرطت إسرائيل في استخدام سلاحها، بمعية السلاح الغربي كله، وتمكنت بسلاحها من خلق جيب يهودي صهيوني فوق الأرض الفلسطينية، وطردت من الفلسطينيين ما أمكنها طرده، وفي حملات حرب، بدأت بطرد 800 ألف فلسطيني في نكبة 1948، وصار هؤلاء الآن نحو ستة ملايين في عوالم الشتات واللجوء، لكن تلك لم تكن نهاية القصة، فقد توالد على أرض فلسطين ما يزيد على ستة ملايين آخرين، وهو ما مزق أوراق القاعدة المثلى للاستيطان اليهودي في فلسطين، فلا ينجح أي مشروع استيطاني إحلالي سوى بشرط جوهري، هو إجلاء أو إفناء السكان الأصليين، وعلى نحو ما جرى في الأمريكتين واستراليا، بينما فشل المشروع الاستيطاني في الجزائر وجنوب إفريقيا لعدم توافر الشرط المذكور، وهو ما يبدو جليا الآن في حالة فلسطين، فقد استنفد المشروع الاستيطاني الصهيوني كل مخازن اليهود الذين يمكن جلبهم، وكان جلب ما يسمى «اليهود السوفييت» هو نهاية المطاف، وبإضافات محدودة من «فلاشا» إثيوبيا وغيرهم، بينما كتلة اليهود الأساسية المتبقية خارج فلسطين، والممثلة بملايين اليهود في أمريكا بالذات، لا يمكن جلبها إلى فلسطين، وتكتفي بدور الدعم المالي، وتجيير قرارات واشنطن لصالح إسرائيل، والمحصلة ظاهرة، وهي أن منابع جلب اليهود المتاحة إلى فلسطين جفت أو كادت، بينما ثبات الفلسطينيين على أرضهم يزداد رسوخا، وفوارق معدلات الإنجاب لصالحهم باطراد.
وهذا هو جوهر المأزق الوجودي الذي يواجه المشروع الصهيوني الاستيطاني، وما من حل نظريا له سوى بطرد الفلسطينيين من فلسطين مجددا، وشن حروب «ترانسفير» جديدة على طريقة ما جرى في نكبة 1948، وقد يرغب بذلك قادة الصهاينة، لكن الفارق بين الرغبة والقدرة هائل، فالشعب الفلسطيني الذي عايش المحنة الفريدة، يبدو الآن شعبا آخر مختلفا، فليست قوة الفلسطينيين في تكاثر أعدادهم لاغير، بل في نوعية المادة البشرية التي صاروا عليها، وهم أكثر الشعوب العربية تعليما، وأكثرهم صبرا على المكاره، وقدرة على الثبات والتمسك بالأرض، وأعظمها إبداعا في أساليب الكفاح المدني والشعبي، وأكثر ما يفزع إسرائيل هو بقاء ظل الفلسطيني على أرضه، و»قانون القومية» البائس لن ينفع إسرائيل في شيء، فنصوصه العنصرية السافلة ظلت تمارس عمليا لسبعين سنة مضت، والفلسطينيون سيظلون في القدس كما في كل فلسطين، ودم الفلسطينيين يهزم السيف الإسرائيلي في مواجهات يومية كبيرة وصغيرة، وأصوات الفلسطينيين تنطق بالعربية، رغم فرض «العبرية» لغة رسمية وحيدة، وقوة إسرائيل الفائقة في السلاح والتكنولوجيا لن تنفعها إلى النهاية، فلم تنتصر إسرائيل في حرب واحدة بعد حرب 1967، كانت تلك آخر انتصارات كيان الاغتصاب الإسرائيلي، ثم حلت عليه من بعدها لعنة العجز عن النصر، ليس لأن الوضع العربي صار أفضل، بل العكس هو الصحيح تماما منذ نهاية حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، وانسحاب الأنظمة من خطوط المواجهة ضد إسرائيل، ثم خيانة الأنظمة لأبجديات الحق الفلسطيني، وتحالفها الضمني، فالظاهر مع الكيان الإسرائيلي، وكل ذلك قد يغري بتقبل فكرة يروج لها كثيرا، هي أن بؤس الوضع العربي يؤدي بالضرورة لعصر ازدهارغير مسبوق لإسرائيل، وهو ما تثبت الحقائق الصلبة عكسه بالضبط، فقد أصبحت إسرائيل، سواء بسواء مع الأنظمة العربية في خانة البؤس التاريخي، وانظر إلى ما تخافه إسرائيل الآن، وهو نفسه ما تخافه الأنظمة العربية الحليفة عمليا لإسرائيل، فأكثر ما تخشاه إسرائيل هو المقاومة الشعبية من نوع مختلف، التي بدأت مع سيرة «حزب الله»، ثم انتقلت إلى الداخل الفلسطيني، وبإبداع جديد، يضيف المقاومة الشعبية السلمية إلى أختها المسلحة، وهذا هو قانون الشعب الفلسطيني الجديد، الذي يمزق أوراق قوانين إسرائيل، ويمزق استيطانها المرتعب من وجوه الفلسطينيين.
كاتب مصري

قانون «تمزيق» إسرائيل

عبد الحليم قنديل

عبد الناصر ظاهرة تاريخية لا يمكن استعادتها في عصر الانحطاط

Posted: 29 Jul 2018 02:13 PM PDT

تساءلت قبل أن أقرأ كتاب «جمال عبد الناصر: «الحلم والحضور» ما دافع مؤلفه هاني سليمان الحلبي إلى إنتاجه؟ هل هو فعل تكريم في الذكرى المئوية لولادة القائد التاريخي؟ أم تعبير عن حزن عشيةَ مرور نحو خمسين سنة على غيابه الفاجع؟ هل هو للبرهان على قدرة المصريين وسائر العرب على استعادة هذه الظاهرة في زماننا؟
الجواب وقعتُ عليه في إهداء الكتاب كما في تحليلاته المعّمقة وباقة توصياته في الخاتمة، الدافع مزدوج:
«تحية إلى الرجال والنساء الناهضين، العاملين بصبر وعزم لوحدة الأمة وحريتها، ولاسيما رجال المقاومة ونساءها، أحياء وشهداء».
«فسحة نقاش محبّ لغلاة العقائد والأفكار ودعوة للنقد الذاتي والتصويب وتوسيع المشترَك وتعميقه لنكون معاً مثالاً يستحق الانتصار».
في أثناء قراءة الكتاب تأكدت من صدق دعوة الكاتب وجدّية السعي إلى تحقيقها. ذلك أن المؤلف، الذي أسمح لنفسي بتوصيفه باحثاً خلدونياً، اعتمد منهجيةَ رائد علم الاجتماع السياسي العربي والعالمي عبد الرحمن بن خلدون في مقاربة الواقعات والظاهرات، التي انطوت عليها شخصية جمال عبد الناصر في حلمه وحضوره. أجل، كتاب هاني سليمان الحلبي هو، بحق، دراسة رائدة في تاريخ التجربة الناصرية من منظور اقتصادي اجتماعي، خلافاً لدراسات وتحقيقات سابقة كانت في معظمها عبارة عن رواية او تسجيل لواقعات سياسية وعسكرية فحسب.
إلى ذلك، كنتُ ظننتُ، عندما تفرّست في فهرس الكتاب، أن باقة التوصيات في خاتمته هي خلاصة الدروس والعِبَر والنصائح التي يودّ المؤلف تزجيتها الى جمهور القراء، كما إلى أهل الرأي والقياديين والمقاومين «الناهضين العاملين بصبر وعزم لوحدة الامة وحريتها» وفق ما جاء في صفحة الإهداء، لأكتشف أنها توصيات موجهة، بالدرجة الأولى، إلى الباحثين المهتمين بمقاربة موضوع عبد الناصر، أو سواه من الموضوعات والقضايا الأساسية والاستراتيجية في ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا.
في باقة التوصيات يشرح هاني سليمان الحلبي أسلوبه المعتمد في تأريخ التجربة الناصرية وتحليلها (ومقاربة قضايا وموضوعات مشابهة) من حيث التدرج في التحليل من عرض خصائص الإقليم المصري الطبيعي، وخصائص البناء الاجتماعي والنفسي المصري لرصد علاقات التأثر والتأثير المتبادلة بين الاقليم والخصائص النفسية للشعب في النمط القيادي الناصري.
في تحليل النهج القيادي الناصري نقع على ظاهرات لافتة، أبرزها مركزية الدين الاجتماعية والسياسية، وبالتالي انتشار التفكير الغيبي، وتبؤ النزوع الديني والاستجابة له مرتبةً عالية عند المصريين، ما أدى إلى اجتماع سلطة الدين والسياسة لدى القائد المصري على مرّ العصور وتكريس اتوقراطية مطلقة متوارَثَة في الأسر الحاكمة.
يلاحظ المؤلف أيضاً ان السيطرة المطلقة للمؤسسة الدينية، واضطرار السلطة السياسية الى مراعاة ذلك، أسهم في تكوين استنقاع وطني عام، اصبحت معه «دعوة التجديد هجينة ومساعي التطوير والتغيير مستنكرة او مستغربة». نجم عن ذلك تقديس السلطة وتعظيمها، وتقديس القائد وتعظيم شخصه، ما أدى إلى خلو الواقع المصري عموماً من حراك تغييرٍ يخلق دينامية منتجة.
يستشهد المؤلف بظاهرة لفتت ابن خلدون في زمانه، مفادها أن السلوك المصري التقليدي، والنزوع المحافظ على الموروث بتدينٍ أولي وفطري قد يولدان تسليماً وسكوناً، مدللاً على ذلك بملاحظة ذات دلالة: «ثمة بُلدان لا يعرف القلق منها سبيلاً الى قلب السلطان لندرة الثورات فيها. ففي مصر، مثلاً، لا تجد غير السيد المطاع والرعية المطيعة». تكررت هذه الفكرة في رأي أحمد حسين، زعيم ومؤسس حزب «مصر الفتاة» وأحد مُلهمي عبد الناصر، بقوله: «أدى (عبد الناصر) دوره في حياة مصر كحاكم مطلق، وهو ليس أول حاكم مطلق في تاريخ مصر، ولن يكون آخرهم، فالشعب المصري أسلس الشعوب انقياداً للحاكم، وهو يغري دائماً حكامه، بل يدفعهم إلى الانفراد بالحكم ويحوّلهم إلى طغاة مستبدين».
بعكس ما يوحي به هذا الكلام، لم يكن عبد الناصر طاغيةً مستبداً. صحيح انه ابن مجتمعه وموروثاته الثقافية والاجتماعية، لكنه تمكّن بوعيه وكفاءته ورؤيته الثاقبة إلى واقع وطنه والتحديات التي تواجهه من تخطي هذه المعوّقات وأن يعلن: «نجتمع معكم لنضع التقاليد الجديدة لمستقبل الوطن الحرية التي نسعى إليها تبدأ من تحرير الفكر أولاً، وهي الحرية التي تُبنى على الكرامة وتحرير الفرد والرزق، والتي لا يمكن لأي فرد ان يستبدّ باسمها ، لأنها تدعو الى المُثُل العليا».
ولا تحجب شعبيته الكاسرة عن ناظريّ عبد الناصر متطلبات الواقع فتراه يعلن في خطابٍ له في مدينة حلب بتاريخ 1960/2/18: «إن اي نظام ثوري يستند الى الجماهير وحدها لا يكفي. لا يكفي أن يكون الشعب وراءه راضياً ومؤيداً، إنما يحتاج الى اكثر من ذلك. يحتاج إلى أن يكون الشعب أمامه موجهاً وقائداً». وعملاً بهذا المفهوم، اعتبر نفسه مسؤولاً عن هزيمة 1967 فتنحّى مفسحاً في المجال أمام الشعب ليولي غيره مهمة القيادة.
هذه السلوكية الوطنية الغيرية لا تشفع لعبد الناصر عند باحثين كثر أخذوا عليه ابتعاد نظامه عن الديمقراطية البرلمانية، وتركيزه السلطة في شخص الرئيس القائد ومراكز قوة غير منتخبة. هاني الحلبي يتصدّى لهؤلاء مُذكّراً بأن ديمقراطية صندوق الاقتراع وحدها في غياب المجتمع المدني ومؤسساته هي ديمقراطية عاجزة عن تطوير الدولة، كما عن تعميق وعي المواطن. هذا التخلّف في وعي الشعب وإدراكه لمسؤولياته الوطنية والاجتماعية والتلذذ بشقشقة الكلام، دفعت عبد الله القصيمي يوماً الى وصف العرب، وليس المصريين فقط، بأنهم «ظاهرة صوتية».
لا يتوانى المؤلف عن تحديد مواطن الضعف في التجربة الناصرية، وتعداد أخطاء قائدها في ميادين وازاء تحديات عدّة، لكنه يبقى متوازناً في التحليل والتقييم، إذ يحرص على إبراز إنجازات ثرّة حفل بها سجل عبد الناصر القيادي، وهي إنجازات تاريخية بكل المعايير الموضوعية، ليس أقلها:
بناء السيد العالي، وهو أضخم سد في العالم.
إطلاق ثورة صناعية ولاسيما في ميدان التصنيع الحربي.
تطبيق مجانية التعليم ومحاربة الأميّة وإقرار حقوق المرأة.
إبرام اتفاقية الجلاء البريطاني عن مصر عام 1955.
تأميم قناة السويس عام 1956.
إقامة الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا 1958.
الإسهام الرئيس في تأسيس حركة الحياد الإيجابي ومن ثم منظمة عدم الانحياز.
تحقيق الإصلاح الزراعي وتحديد الحد الأدنى للرواتب.
غير ان إنجازه الأعظم، بحسب السجين السياسي السابق شريف حتاته، هو «أن العالم لن يرى مرّة اخرى خمسة ملايين من الناس يبكون معاً».
قد يتساءل القارئ: هل تسليط الكتاب الأضواء على الجوانب الحية من تجربة عبد الناصر محاولة لزرع الاعتقاد بأن بالإمكان استعادتها في زماننا؟
جوابي: إن جمال عبد الناصر ظاهرة تاريخية فريدة يصعب تكرارها، ولاسيما في زمن القنوط والحبوط والانحطاط العربي الراهن.
كاتب لبناني

عبد الناصر ظاهرة تاريخية لا يمكن استعادتها في عصر الانحطاط

د. عصام نعمان

الأمني والسياسي في الجزائر

Posted: 29 Jul 2018 02:13 PM PDT

ما زالت أتذكر فحوى المقابلة التي أجريتها مع المدير العام للأمن الوطني (1977/87) الهادي لخضيري في منتصف التسعينيات، بمنزله بالعاصمة في إطار بحث جامعي، فقد أخبرني الهادي الذي احتل موقع وزارة الداخلية (1987/88) والنقل لاحقا (1989/90) أن الرئيس بومدين كان يطلب مني كمدير للأمن الاجتماع بشكل دوري مع ممثل الدرك الوطني، الذي كان يمثله في تلك الفترة النقيب محمد تواتي، بهدف حل أزمة التنسيق بين الجهازين وتوزيع المهام بينهما.
ما لاحظناه نحن الاثنين، يقول لخضيري، أن بومدين كان يطلب منا الاجتماع كل مرة، بعد ان نكون قد انتهينا من حل المشاكل العالقة بين الجهازين الفعلي منها والمفتعل، الناتج عن نوع من التنافس المهني الذي تعرفه كل بلدان العالم، لنكتشف في الأخير وبعد اجتماعات دامت لسنوات ان «بومدين السياسي» ورجل السلطة، لم يكن يريد ان نتفاهم وتختفي بيننا تلك النزاعات على تقاسم الصلاحيات والأدوار، لهذا كان يصر على أن نجتمع كل مرة، حتى لو لم يكن هناك ما يستدعي فعلا الاجتماع، وكأنه يريد أن نبقى مختلفين وعلى خصام كجهازين! فالرئيس كان في حاجة دائما الى أكثر من رأي وتقرير قبل اتخاذه لأي قرار تصله من أجهزة متصارعة، لا تنسق في ما بينها. هو الذي كان مهموما بشكل كبير باستقرار نظامه، الذي بناه بعد انقلابه العسكري سنوات قليلة، بعد استقلال البلاد.
تذكرت بعض ما جاء في هذه المقابلة مع رجل الأمن الأول، في تلك الفترة، وانا استمع هذه الأيام لسلسلة الإقالات الكثيرة التي مست جهازي الأمن، الدرك والجيش على المستوى الوطني، بعد انفجار فضيحة الكوكايين، وما تزامن معها من تصريحات أطلقها المدير العام المقال، أثارت الكثير من نقاط الاستفهام حول الأداء الوظيفي للمؤسسة الأمنية في الجزائر و»الاختراقات» التي تكون قد عاشتها بمناسبة انفجار فضيحة الكوكايين، التي أخذت أبعادا دولية ووطنية مدوية، مازالت لم تكشف كل أسرارها.
فضيحة، تم تعيين مدير أمن جديد على أثرها العقيد مصطفى لهبيري كان مثل سابقه اللواء عبد الغاني الهامل المقال، الذي كان قبله العقيد علي تونسي من أصحاب الخلفية العسكرية. نصبوا على رأس مديرية الأمن الوطني التي يفترض فيها أنها أقرب للمدني من العسكري، في مهامها وتنظيمها ومحيطها الوظيفي، ما حرم الكثير من أبناء المؤسسة من الوصول إلى موقع المدير العام الذي قرر السياسي أن يكون من نصيب العسكري. لنكون بذلك أمام أحد مظاهر التنافس بين المؤسستين الأمنيتين الكبيرتين (الدرك والأمن الوطني)، رغم انه تنافس لا يتوقف عند مسألة التعيينات، بل حول الصلاحيات والأدوار كذلك، بكل ما اعتراها من تغيير في العقود الثلاثة الأخيرة. وسعت فيها مؤسسة الدرك من أدوارها داخل الفضاء الحضري بشكل واضح، هي التي كانت في الأصل مكلفة بأمن المناطق الريفية. ضمن التقسيم الكلاسيكي الذي ورثته الجزائر عن النموذج الفرنسي. واستغلت فيه مديرية الأمن الوطني (التابعة للداخلية وليس الدفاع، كما هو الحال بالنسبة للدرك) فترة عشرية الإرهاب للزيادة من إمكانياتها المادية والبشرية، فحسنت من مستوى أدائها وانفتحت أكثر على الشباب المؤهل من الجنسين، على غرار كل المؤسسات الأمنية الأخرى التي حافظت على الطابع الوطني في التوظيف، وعرفت كيف تستفيد من تحسن المستوى التعليمي للجزائريين.
تنافس يمكن ملاحظته بالعين المجردة ونحن نشاهد كيف تنتج كل مؤسسة أمنية من الاثنين إحصاءاتها المختلفة، حول حوادث الطرق والسرقات وحالات الانتحار وغيرها من أبسط مؤشرات الاهتمام بالأمن العام التي تنجزها يوميا وكأننا في دولتين مختلفين. معطيات يحير في قراءتها كل مهتم بالوصول إلى صورة واضحة ومتناسقة للوضع الأمني للبلاد، في وضع زادت فيه التحديات من كل نوع وتعقدت فيه المسألة الأمنية في الجزائر. وضع يقول لنا إن الجزائر قد تكون في حاجة الى مؤسسة أكبر تهتم بتنسيق الوضع الأمني، لتجاوز سلبيات التعدد الحاصل الذي تكون قد تجاوزته متطلبات الوضع الأمني بالجزائر (وزارة للأمن الوطني. لما لا؟)، بدءا من مرحلة إنتاج المعطى الإحصائي الذي من دونه لا يمكن التحكم في تسيير المجتمع والتعرف على مؤشرات التحول داخله، يحتاجها المواطن المهتم بالشأن العام والباحث والسياسي صاحب القرار.
لمن يعرف الوضع في الجزائر تبقى هذه الصورة الأمنية مبتورة ما لم نتحدث عن المؤسسة الأمنية الثالثة، صاحبة الشأن العظيم في المجال بالسياسي، مؤسسة مخابرات الجيش التي تعد العلبة السوداء للنظام السياسي الجزائري. عرفت هي الأخرى عدة تحويرات هيكلية وتنظيمية أنجزها كل رئيس جمهورية وصل الى قصر المرادية، كوسيلة للتحكم في هذه المؤسسة التي يخشاها الجميع، بمن فيهم الرئيس نفسه الذي أوصلته للحكم. مؤسسة عرفت رغم ذلك فترات استقرار طويلة في عهدي قاصدي مرباح (1962/80) وتوفيق مدين (1990/2015). تزامنت مع نوع من الاستقرار على مستوى الرئاسة مع الرئيسين بومدين وبوتفليقة، فالنقاش الحاصل هذه الأيام الذي تعيشه الساحة السياسية حول علاقة الجيش بالسياسة ودوره المتصور خلال العملية الانتقالية، يدور في حقيقة الأمر حول الأدوار المطلوب من المؤسسة الأمنية العسكرية أداؤها، والجزائر على أبواب انتخابات رئاسية يفترض أنها مهمة في إخراجها من سباتها السياسي الطويل. مهام يطالب الجزائريون في أغلبيتهم ان تكون مختلفة نوعيا عما كانت تقوم بها تقليديا هذه المؤسسة المتغلغلة، في مراكز القرار المركزي والمحلي، وهي تنحاز لأطراف سياسية ضد أخرى وتعيق المجتمع الجزائري في التعبير عن تنوعه وتعدده السياسي المكرس دستوريا، ما يحيلنا مباشرة الى علاقة الأمني بالسياسي في جزائر ما زالت العقيدة الأمنية الرسمية للنخب الحاكمة ترى فيه ان مهمة المؤسسة الأمنية الأولى، هي ضمان أمن النظام ورجاله، قبل ضمان أمن المجتمع والدولة. فهل آن الأوان لبناء عقيدة أمنية جديدة، للتكيف مع التحديات الأمنية وطنيا وإقليميا، تكون أكثر انسجاما مع روح العصر، في اتجاه بناء دولة مدنية، تراعي فيها قبل كل شيء مصالح الجزائريين في حياة آمنة ومستقرة. تكون فيها المؤسسة الأمنية، كل المؤسسة الأمنية، تحت مراقبة المؤسسات الشرعية المدنية، من برلمان وقضاء وحكومة، ليس في آليات تسييرها فقط، بل في ميزانيتها واستراتيجياتها وعلاقاتها بالمواطن الذي يبقى الحكم الأول على حسن أدائها وفعاليتها.
كاتب جزائري

الأمني والسياسي في الجزائر

ناصر جابي

جولة في أخبار العرب

Posted: 29 Jul 2018 02:12 PM PDT

«عش رجبًا، ترَ عجبًا»، يُقال في أصل هذا المثل، أن الحارث بن عُباد طلّقَ بعض نسائه بعدما أسَنَّ، فخَلَف عليها من بعده رجل كانت تُظهر له من الوجْد به ما لم تكن تُظهره للحارث بن عُباد، فلقي زوجُها الحارثَ بن عباد فأخبره بمنزلته منها، فقال له الحارث: عش رجبًا ترَ عجبًا، فأرسلها مثلًا في تحوُّل الدهر وإتيان كل يومٍ بما يُتعجب منه.
رأيت العجب، كل العجب، وأنا أقلب بصري في أخبار العرب، حيث طغيان اللامنطق واللامعقول، حين تغيب عن الكلمات فواصلها وهمزاتها وحركاتها وضبْطها، فتصبح ضربًا من السباحة في الفراغ، وإذا بي أُعالج ضحكًا باكيًا، أو بكاءً ضاحكًا.
وقتَ خسوف القمر، كلٌ يرى بمنظاره ومن نافذة اهتماماته، فبعضهم يثير الخسوف في نفسه النظر إلى آيات الله الكونية، وإنذار الناس بحالة تحاكي أحداث يوم القيامة «إِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ» (القيامة: 7 – 10)، ويفزع إلى صلاة الخسوف المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وبعضهم ينظر إليها كظاهرة فلكية تتعلق بتمَوْضع القمر من الأرض والشمس، وبعضهم ينظر إليه كمشهدٍ فريد ينبغي أن لا يفوته وقد لا يدركه في حياته مرة أخرى، فيمتزج عنصر الترفيه والمتعة، فربما تسوقه رغبة المتعة والترفيه إلى أن يصعد مرتفعًا أو يذهب بعيدًا عن العمران مُجهزًا آلة التصوير.
غير أن أحد المُتطفلين على روائع البيان عبث بالصورة الأدبية، وحاول فرض ذائقته الشاذة على الموقف بالقوة والعسْف، ورأى في صورة الخسوف ما لا يراه الخلق، أو حاول على وجه الدقة استغلال الصورة سياسيًا، فغرّد على حسابه معلقًا على صورة خسوف القمر: «وكأن القمر يخجل من تصرفات نظام الحمدين تجاه الأمة العربية».
أي قمرٍ هذا الذي لم يخجل للتفريط العربي في القدس، ولا لضياع العراق، ولا لدمار سوريا، ولا لهواننا على الأمم، ولا للظلم والجهل والفقر والتخلف الذي طوق بلادنا، ولا للعمالة والخيانة، ثم أصابته حمرة الخجل من تصرفات القيادة القطرية؟
ثم أمضي في مطالعة ما استجلب به لنفسي شيئًا من الكدر المُستفز لإطلاق الهمة والقلم، فأقرأ على صفحات الحياة السعودية مقالًا لكاتبٍ ليبرالي مصري يأكل صنم التمر، ويتباكى على ضياع سطوة العسكر في تركيا، وإقصائه عن الحياة السياسية ودخوله «في عهدة النظام الرئاسي».
لا تندهش، فنحن فاشلون في الاستيراد، حتى في استيراد المناهج والأفكار فاشلون، ليبراليو الغرب ثابتون على مبادئهم، وليبراليو العرب أكلوا الصنم، وتخلّوا عن مبادئهم عندما دعت الحاجة، والحاجة كانت مُسايرة موجة الهجوم على النظام التركي وشيطنته، فليذهب الحكم المدني إلى الجحيم، ومرحبًا بالعسكر وبكل ما يأتينا منه من قمع ولغة عنف وتهاون بالحريات وابتلاع للديمقراطية.
ألا ليت الكاتب – وهو مصري الموطن – يدرك حصاد ما يزيد على ستين عامًا على حكم العسكر في بلاده بكل ملامحه، بعد أن ثار على الملك الذي رفض قبول السيادة الأمريكية على المنطقة، وتمسّك بإعادة إمبراطورية محمد علي، الملك الذي أذعن لرفض مجلس الشيوخ تجديد باخرته بـ120 ألف جنيه، وكانت هناك حياة نيابية وحريات في عهده.
أليس هو حكم العسكر الذي يعني حكم الفرد؟
أليس هو الحكم المعتمد على العسكرتاريا ويضع القوانين التي تخدم المؤسسة العسكرية ومصالحها؟
أليس هو الحكم الذي يعتمد على الحكومة البوليسية (سجون- اعتقالات- قانون طوارئ)؟
أليس هو الحكم الذي يعتمد على الأقلية الفاسدة (رأسمالية اللصوص)؟
أليس هو الحكم الذي يُطوع لخدمته علماء الشريعة (تسييس الدين)؟
أليس هو حكم النجوم الذين لا حدَّ أقصى لأجورهم (أهل الفن والسياسة والرياضة والإعلام)؟
وكالعادة كنت أتابع أخبار الزعيم الملهم، فألفيته في خطابه الأخير يُمارس هوايته في التحدث إلى الكواكب الأخرى، ويصرح بأنه (زعلان) بسبب الهاشتاغ الذي اكتسح مواقع التواصل ويطالبه بالرحيل، بعد أن أخذ بأيديهم من العوز والفاقة.
نعم أخذ بأيديهم من العوز، وعلى من يُكذّب ذلك أن يُلقي بنفسه تحت إطار أول سيارة تمر في طريقه.
لكنها لم تكن سقطة الزعيم الوحيدة، فإن للاسترسال سخونة لافحة ربما ينكشف بها المكنون في لحن القول، لقد ذهب الرجل إلى أن هناك إشكالية في الأديان، وهي الاصطدام بالتطور، وأن علينا أن نفهم النصوص بما يتوافق مع الواقع الجديد.
يبدو أنه وصل إلى مرحلة صعبة في سياق الحديث عن تطوير الخطاب الديني الذي يهرول وراءه منذ توليه الحكم. وهل يصطدم ديننا مع التطور والازدهار؟ فأين حضارتنا الإسلامية التي أذهلت أهل المشارق والمغارب؟ أم لعله لم يسمع عنها. كان الأحرى أن يتحدث عن تعاليم ديننا التي تحض على التعلم والأخذ بأسباب القوة والحضارة وإعمار الكون، ثم ينتقد التخلي عن المنهج وما استتبعه من تخلف، غير أنه قد عوّدنا على معنى ثابت في دعوته لتجديد الخطاب الديني، وهو العبث في الثوابت.
ما زلت في جولتي مع أخبار العرب، لأجد نفسي هذه المرة مع (كيكي)، ليس اسم فتاة ولا أكْلة شعبية، إنما يعلم المتابعون أنها عنوان رقصة جديدة مستوردة، أصبحت الشغل الشاغل لوسائل الإعلام، ويتبارى نجوم الفن والرياضة في تصوير أنفسهم أثناء أداء تلك الرقصة، وأصبح الأمر مُثيرا للاشمئزاز، خاصة بعد أن شاهدتُ شابا من الغرب يهاجم العرب على تقليدهم لكل ما يصدر عن الغرب بشكل أقرب إلى السباب.
هل أصبحت هذه الأمور التافهة هي أكثر ما نحتاج لاقتباسه من غيرنا؟ هل فرغنا من اقتباس تميزهم العلمي والتقني والعسكري والتنظيمي، لكي نتفرغ لاستيراد الرقصات؟
وهل عجز إعلامنا أن يجد مادة خصبة تشغل الناس غير رقصة «كيكي؟ أشعر برغبة في لطم الخدود، وربما احتجت على قول صديقتي المصرية إلى (لطّامة كهربائية) حتى تفي بالغرض. هيا نرقص كيكي وإخواننا في فلسطين وسوريا ترقص أجسادهم، ليس طربًا، وإنما رقصة الذبيح الممدد إذ يلفظ أنفاسه.
هيا بنا نرقص كيكي وما وطن لنا إلا وجياعٌ أهله، فقراءٌ، مرضى، صرعى مظالم.
هيا بنا نرقص كيكي وغيرنا يرقص في المختبرات العلمية ومصانع السلاح فرحًا بالإنجاز. يا أمة قد ضحكت من جهل مسوخها الأمم، شيءٌ من حمرة الخجل، شيءٌ من الدين والعقل، شيءٌ من الشعور بالواقع ومآسيه. ليت المقام اتسع لمزيد من أخبار العرب، ربما لا تجد يا قارئي فائدة في ما كتبتُ، لكننا شركاء الطريق، ولا بأس أن أكون أنانية معك اليوم، ولا ضيْر في أن تتحمل بعض فضفضتي واحتراقي، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
 كاتبة أردنية
 

جولة في أخبار العرب

إحسان الفقيه

مجتمعاتنا العربية عندما تواجه أسوأ كوابيسها!

Posted: 29 Jul 2018 02:12 PM PDT

منذ عام 2013 وبعد نحو عامين على انطلاق شرارة المظاهرات الشعبية في بلادنا العربية -والتي عرفت اصطلاحاً بـ «الربيع العربي»-، بدا واضحاً للعيان أن ما كان يبدو حلماً جميلاً، ومشعل نورٍ لاح في نهاية نفق مظلم طويل، قد انقلب رأساً على عقب، وتعرّض لطفرة عجائبية جعلت منه وحشاً كاسراً، ومسخاً يثير الرعب والفزع، ويهدّد بخلخلة بنيان المجتمعات العربيّة وإعادتها إلى حقبة ما قبل التاريخ.
بعيداً عن التحليلات السياسية -والتي ناقشناها من قبل-، يجدر بنا إلقاء نظرة عميقة إلى دواخل نفوسنا وما يوجد فيها من أفكار ومعتقدات، وأن نعيد النظر فيما نحمله من مبادئ وقيم، نعتز بها ونظن بأنفسنا خيراً من خلالها.
لقد ثبت بالوجه القاطع، أن هذه الثورات والحركات الشبابية، ودعوات المطالبة بتحقيق العدالة والحرية، قد استفزّت وحرّضت كل التيارات المجتمعية، لإظهار كل ما في داخلها، بل كل ما هو مكدّس في عقلها الباطن، من مشاعر دفينة مكبوتة، بحيث طفت على السطح دفعة واحدة، دون وعي منا ولا ترتيب أو تخطيط مسبق.
ولعلنا في تلك اللحظات ولأول مرة في عمرنا، شاهدنا أنفسنا على حقيقتها دون مكياج ولا صورة تجميلية، ودون عناية بانتقاء الكلمات او رسم الابتسامات وتبادل المجاملات، ودون أن نضحك كي (تطلع الصورة حلوة!)
الأهم من كل هذا، أننا –ولأول مرة في عمرنا أيضاً-وقفنا امام المرآة ونظر الواحد فينا إلى داخله فأبصر بوضوح تام، نوازعه ورغباته وأفكاره وكل ما كان يحاول أن يخفيه حتى عن نفسه، فكان بصرنا يومئذ حديدا!
لم يحتمل الواحد فينا الاختلاف مع الآخر، لقد كنا على متن سفينة يتلاطمها الموج، والواحد فينا لا يكاد يثق بأحد سوى نفسه لقيادة تلك السفينة إلى بر الأمان، كلٌ منا أراد السيطرة على الدفّة والدفع بالآخرين بعيدا عنها، وفي سبيل ذلك لم تكن الوسيلة ذات معنى أو ذات أهمية، فالمهم هو الغاية التي صوّرها كل واحد منا لنفسه، على أنها نبيلة تحمل طابع الإنسانية وخدمة الغير.
وهكذا، كان الحق مع كل واحد فينا، والباطل هو الآخر ولا أحد سواه، فالنظام السياسي القائم هو الوطن، وهو التعويذة اللازمة للأمن والأمان في نظر البعض، فيما سقوط النظام والقضاء على رموزه هو الحل الوحيد للنهوض بالبلد، في نظر البعض الآخر، وفي وسط هذه «الهوجة» وجد فيها المنافقون والطابور الخامس والسادس والسابع فرصة ملائمة لاقتناص الفرصة وتحقيق أهدافهم، سواء بالحصول على مركز في السلطة أو رفعة في المجتمع أو مكاسب اقتصادية ومادية وشهرة إعلامية…الخ القائمة الطويلة.
لقد تغلّب المشاكس الصغير المختفي فينا على دبلوماسيتنا، وعلى الأنموذج الذي كنا نظن أننا نمثله، وحاول هذا المشاكس المنفلت، بكل ما أؤتي من قوة التغلب على الآخرين وعلى كل النماذج الأخرى بل والقضاء على كل من يختلف معه، وهذا يستدعي بالضرورة النزاع والعداء، ولم لا القتال!
أصبحت الأرض العربية ساحة قتال لتصفية حسابات تاريخية لم نكن نلق لها بالاً من ذي قبل، لقد تخندقنا خلف هوياتنا والتي بدا وكأننا اكتشفناها للتو، فأنا سنّي وذاك شيعي، وهذا مسلم وذاك قبطي، وهذا من صنعاء وذاك من عدن، هذا يساري وذاك إسلامي، وهذا إخونجي وأنا ناصري!
لقد تحركت المياه الراكدة لتظهر أبشع وأوسخ ما فينا، إلى درجة القرف من أنفسنا وفقداننا الأمل في القادم، وهذا هو بيت القصيد.
لن أتحدث عن السياسة -ليس في هذا المقال على الأقل-، ولن أقول إن هذا مخطط ومقصود وإن خطة الإنقاذ التي وضعتها، الأنظمة السلطوية لاستعادة زمام الأمور قد تم تمريرها ونجحت بالفعل، ولكني سأعود وأتكلم عن المجتمع ودور الفرد.
يعتمد «فرويد» في نظريته الأساسية للتحليل النفسي، على أن العلاج النفسي، يتم من إخلال إحداث صدمة نفسيّة عميقة تهز كيان المريض صاحب العلاج، وتحدثُ هذه الصدمة عندما يتواجه وعي هذا الشخص مع لا وعيه، بمعنى عندما يواجه كل واحد فينا كابوس الخوف الذي يهرب منه، عندما يتواجه مع نفسه ويقرّ بأخطائه ويتعلّم منها، عندما نكشف الغطاء عن عقلنا الباطن ونرى ما في ظلمات ذلك الصندوق العميق، فنخرجه إلى النور ونتعامل معه.
في روايته الأخيرة (حرب الكلب الثانية) يطرح الأديب إبراهيم نصر الله، فكرة استشرافيّة عن حروب العالم العربي المستقبلية، وأخطرها فتكاً، تلك التي تشتعل بين الأشباه لا الفرقاء!
وأقتبس هنا النص التالي: (أتعرفين ما الذي يثير دهشتي؟ ما يثيرها حقاً، هو أن الإنسان يمكن أن يتقبّل وجود شبيه لغيره، لكنه لا يتقبل وجود شبيه له، فالذين يقتلون بعضهم بعضاً منذ الظهيرة السوداء هذا اليوم، هم الأشباه لا المختلفون…. لأن البشر لا يريدون المختلف ولا يريدون الشبيه، وعلى أحدهم أن يقول لنا بوضوح، ما الذي يريده الإنسان!)
وكأن الكاتب يقول، إن الأصعب من قبول الآخر الذي يخالفك، هو قبول الآخر الذي يتشبّه بك، فيصبح شبيهك حقيقة وواقعاً، ليس بالتفكير وروح الشخصية فقط بل وبالملامح أيضاً!
أعتقد أننا اليوم، كمواطنين في بلاد أقل ما يقال فيها أنها تفتقد لاحترام الفرد لذاته، بل هي مجتمعات تحترم السلطة والجاه والنسب والحسب، وتراعي النفوذ ورجال المال والأعمال، على حساب القيم والقانون والدستور، أقول إذا كنّا ما زلنا نؤمن بكل ما عبّرنا عنه في شوارع بلادنا، وإذا كنا ما زلنا نؤمن بضرورة تحرَرنا من قيودنا، وألا نرضى بأنصاف الحلول مجدداً، فنحن أمام فرصة تاريخية لمواجهة كل مخاوفنا ومجابهة أسوأ الكوابيس التي لم نكن نجرؤ الحديث عنها، وتجاوزها نحو إعادة الحلم من جديد. لقد جرّبنا وأخطأنا وفشلنا، نعم فشلنا جميعنا، ولكننا خسرنا معركة ولم نخسر الحرب، نحن اليوم أقوى من ذي قبل، بتنا نعلم أن اختلافاتنا قوة وليست ضعفاً، وأن السفينة لن تعبر الموج بفعل ربّان سفينة منفرد، بل بفعلنا جميعاً.
لقد اجتزنا أصعب اختبار وأكثره ظلمة، ولم نعد نخاف من «الغول»، لأننا رأيناه بأم عيننا، رأيناه في مرايانا وشاركناه ليلنا الطويل!

كاتب ومُدوّن من الأردن

مجتمعاتنا العربية عندما تواجه أسوأ كوابيسها!

أيمن يوسف أبولبن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق