مؤتمر منبر الأقصى: فضح الانتهاكات الإسرائيلية ورفض تسييس الحج Posted: 30 Jul 2018 02:25 PM PDT احتضنت مدينة اسطنبول التركية مؤخراً مؤتمراً حاشداً نظمه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وحضره قرابة 500 من المشتغلين بالدعوة الدينية والخطابة الإسلامية، في أكثر من 30 دولة على امتداد العالم. والمؤتمر الذي حمل اسم «منبر الأقصى للخطباء والدعاة» تميز بإقامة دورات عمل وتدريب تستهدف التأهيل العلمي والمهني للكوادر التي تتولى شرح قضية المسجد الأقصى من حيث حقوق المسلمين، وكذلك تبيان واقع السياسات الإسرائيلية في تهويد المسجد ومحيطه، وتطوير طرائق مخاطبة الرأي العام العالمي حول الانتهاكات الإسرائيلية وخرق القانون الدولي وليس المكانة الشرعية للمسجد فقط. وهذه خطوة ضرورية ومطلوبة يمكن أن تكرس برامج دائمة لتأهيل النشطاء المتخصصين في المجالات القانونية والإعلامية، التي لا تقل أهمية عن التخصص في الشؤون الشرعية والتاريخية والثقافية. ذلك لأن المعارف المقدسية باتت علماً متكاملاً يستوجب تطوير الأدوات والمرجعيات معاً، على نحو عصري يتيح مواجهة الآلة الإعلامية التي تسخرها دولة الاحتلال الإسرائيلي في سياق تهويد فلسطين التاريخية، ومدينة القدس خاصة، مدعومة في هذا من مجموعات الضغط الصهيونية في أوروبا والولايات المتحدة. فلم يعد يكفي التركيز على وضوح الحقوق التاريخية للعرب والمسلمين في القدس، وفضح التعديات الإسرائيلية على الآثار والأماكن المقدسة لدى المسلمين والمسيحيين على حد سواء، بل يتوجب مخاطبة الضمير العربي بلغة العصر وبأدوات المعاصرة، والتشديد على ارتباط المقدس بالحياة الراهنة وبالحقوق السياسية وأحكام القانون الدولي. كذلك شدد المؤتمر على رفض ما يُسمى «صفقة القرن»، وإدانة الدول والأنظمة العربية والمسلمة التي تنخرط في تمريرها، انحناء أمام الإرادة الأمريكية، وخدمة لمصالح دولة الاحتلال الإسرائيلي. وهذه نقلة جديرة بالتحية، لأنها تضع الخطباء والدعاة في قلب المعترك السياسي للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، فلا تكتفي بإبقائهم على خشبة المنبر الديني بعيداً عن قضايا الحق السياسية الملتهبة خارج المسجد. كذلك كان لافتاً، إدانة المؤتمر لسياسات المملكة العربية السعودية في تسييس الحج والعمرة، عبر اعتماد أساليب ملتوية تحرم الحاج والمعتمر في دولة قطر من ممارسة حق شرعي لا يجوز لسلطة دنيوية أن تحجبه أو تتلاعب به. وتوقف المشاركون عند لجوء وزارة الحج والعمرة السعودية إلى إجراءات تعجيزية مثل إحالة طالب الحج أو العمرة إلى مواقع إلكترونية مغلقة، أو إلزام القطريين بالحج فرادى وليس عن طريق جهات الحج القطرية الرسمية. ولهذا فقد جاء في البيان الختامي للمؤتمر أنه «من غير المعقول صرف الجهود إلى تسييس الحج لبيت الله الحرام، وحصار الدول بعضها لبعض بدلاً من صرف جهودها لإيجاد حل لإنقاذ الحرم الإبراهيمي والمسجد الأقصى المبارك». انعقاد مؤتمر منبر الأقصى للخطباء والدعاة، خطوة حميدة تُسجل لصالح الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والأمل معقود على أنها سوف تحقق الكثير من أهدافها على مستوى عملي، لجهة الاهتمام بالطرائق العلمية والمنهجية في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية إجمالاً، وحقوق الأقصى ومدينة القدس خصوصاً، واعتماد إعلام متقدم وعلوم اتصال وتواصل عصرية. وهذه كلها كفيلة بتفعيل منبر الخطابة، بحيث يستوعب السياسة ويعكس نبض الشارع الشعبي. مؤتمر منبر الأقصى: فضح الانتهاكات الإسرائيلية ورفض تسييس الحج رأي القدس |
قمر أحمر للشام Posted: 30 Jul 2018 02:25 PM PDT بين موتين تعيش الثورة السورية الذبيح علاماتها الأخيرة: موت في سجون النظام، فقد أعلن في الأيام القليلة الماضية عن مقتل أكثر من سبعة آلاف سجين في زنازين النظام، من بينهم ألف شهيد من داريا وحدها. وموت برصاص الداعشيين الذين نقلتهم باصات النظام إلى بادية السويداء، حيث ارتكبت مجزرة وحشية جديدة في السويداء. وبين الموتين انطفأ القمر وجاء موت الفنانة مي سكاف في منفاها الباريسي، كي تكتمل صورة الذبيحة السورية، التي تقدم قربانًا على مذبحين: مذبح انحطاط النظام العربي، الذي تحول إلى أداة في خدمة القوى الاستعمارية التي تحتل سوريا اليوم، وتستبيح المشرق العربي، وتسهم في وأد فلسطين. ومذبح القيم الأخلاقية في عالم فقد القيم وحوّلها إلى ممسحة، وتحول من متفرج على المذبحة السورية المستمرة منذ سبع سنوات، إلى مصفق ومؤيد للنظام الاستبدادي وحماته الروس، وجزء من لعبة تقاسم النفوذ والصراع على فتات سوريا بين الروس والأمريكان والإسرائيليين والإيرانيين والأتراك. أصيب قمر الشام بالخسوف قبل حادثة خسوفه، وصارت الدماء تقطر منه، دماء حمص ودماء حلب ودماء الغوطة ودماء درعا ودماء السويداء… إنه عار العرب بالعرب، عار الأنظمة المستبدة، وعار النخب التي خرست أو بررت، وعار العالم الذي تفرج على المسلخ السوري. الثورة التي لم يكن لها سوى مطلب واحد هو استعادة الكرامة الإنسانية والدفاع عن حق الإنسان في أن يكون إنسانًا، قام نظام آل الأسد بتلويثها بالدم منذ لحظة انطلاقتها مع أطفال درعا، وانتشر الدم في كل مكان، حَمَلةُ الورود وقناني الماء في داريا أعيدت جثثهم مشوهة إلى أهلهم، متظاهرو ساحة الساعة في حمص أُغرقوا في الدم والأشلاء، وكنا نرى بعيوننا أشرطة الفيديو التي وزعها جلاوزة النظام على وسائل التواصل الاجتماعي التي تنقل صور التعذيب الوحشي وامتهان الكرامة واحتقار الحرية وإجبار الشبان على السجود أمام صورة الديكتاتور وتقديسها. كم كنا سذجًا حين اعتقدنا أن صور التعذيب هي سلاح إدانة للنظام، فالإدانة كانت تفترض وجود نظام قيم إنساني يمكن الاحتكام إليه، أما حين يطرد العرب من نظام قيم عالمي يترنح، فإن هذه الصور والمشاهد تحولت إلى أدوات في أيدي النظام الاستبدادي من أجل إخافة الناس وقهرهم. لم يكن شعار «الأسد أو نحرق البلد»، صحيحًا، فالهدف لم يكن إحراق البلد فقط، البلد مسألة تفصيلية أمام المهمة التي انتدب النظام نفسه لها، وهي إذلال الناس وتخييرهم بين الموت وعبادة الحذاء. هكذا أسس النظام العربي دينًا جديدًا اسمه عبادة الحذاء، انحنت الرؤوس وانطفأ الضوء في العيون، هذا ما يريده المستبد؛ أن يكون المواطن أعمى لا يستطيع أن يرى، وأبكم لا يحق له أن يحكي. ما معنى هذا العدد المخيف من الذين قضوا في سجون النظام؟ ما معنى البراميل والكيميائي؟ ما معنى داعش والنصرة وجيش السلام وكل نفايات أنظمة النفط التي أُرسلت إلى سوريا من أجل تدمير قيم الثورة، فقامت بإضفاء شرعية وهمية على النظام؟ ما معنى الميليشيات التي أرسلها الإيرانيون من كل مكان من أجل الفتك بالجسد السوري وإطفاء روح الناس بالطائفية؟ لن نعتب على غرب لم يكن لنا سوى عدو، من أيام الاستعمارين الفرنسي والبريطاني إلى الزمنين الصهيوني والأمريكي. العتب لا معنى له في هذا السياق، فما يجري اليوم هو محاولة يقوم بها الطغاة لتلقين الشعوب درسًا في لا جدوى المعارضة والاعتراض، لأننا ابتلينا بأنظمة مملوكية جديدة تتستر بشعارات قومية من أجل أن تستبيح كل شيء. يقول لنا قمر الشام المضرج بالدم حكمته البليغة، فالحكمة هذه المرة تولد في الألم وبالألم، يقول لنا قمر الشام أن علينا هنا في سوريا ومصر وفلسطين ولبنان والعراق أن نبدأ من جديد. أشعر أن الكلام عن البدايات في زمن النهايات المأساوية بالغ الصعوبة إن لم يكن مستحيلًا، لكننا لا نملك خياًرا آخر، واجبنا أن نعطي موتنا معنى كمقدمة لنكتشف معنى الحياة من جديد. الموت السوري الكثير والموت العربي الكبير، يحتاجان إلى ثقافة جديدة تصوغ معناهما، وإلى بناء نظام قيم متماسك، يكون مقدمة لاستعادة القيم الأخلاقية التي أطيح بها في هذا الليل العربي الطويل الذي أجهض فجر الحرية لحظة بدايات تكوينه. لم يعد في استطاعة الكلمات أن تتشكل بالمعاني إلا حين نكتشف معنى موتنا، ونضعه في سياق معركتنا التي قد تتخذ أشكالًا شتى من أجل تأسيس قيم الحرية والمساواة والعدالة. من أين نبدأ؟ نبدأ من طريق دمشق، المدينة التي صنعت اسمها من كلمتين: دم وشق، دم هابيل الذي شق الأرض بعدما قتله قابيل، كما تقول أسطورة أقدم المدن وأبهاها. نحن لسنا في زمن الأساطير، وقاتِلُنا ليس أخانا، قاتلنا هو وحش السلطة الاستبدادية، وفي مواجهة هذا القاتل يجب أن تبدأ ثقافة جديدة يصنعها من يعرف أن يستمع إلى الكلام الذي يرشح من صمت الضحايا. لن ينحني الناس حتى وهم يُقتلون وتحرق جثثهم في محارق السجون. وسط هذا الخراب الوحشي الذي أتى به الاستبداد نبحث كيف نبدأ. نسند الأنقاض بالأنقاض كما كتب خليل حاوي مرة، نحمل ألف وردة لنقول لداريا ودرعا والسويداء أن الموتى يعيشون في ضمير عربي آن له أن يستيقظ. قمر أحمر للشام الياس خوري |
وثائقي «الميادين» عن حافظ الأسد: بثينة شعبان شاهد وحيد… لماذا يخشى النظام «الخوذ البيضاء».. غزاوي يحرق نفسه: هل من «ربيع» لأهل القطاع؟ Posted: 30 Jul 2018 02:24 PM PDT بدأت قناة «الميادين» عرض سلسلة وثائقية بعنوان «الرجل الذي لم يوقّع»، وهي تقصد حافظ الأسد. وكما هو متوقع، لن تذهب القناة في عملها الوثائقي الجديد أبعد مما يسرده أي اجتماع بعثي في أقصى البلاد. أي وثائقي هذا الذي لا يريد حتى أن يتصنّع الحياد، حين يعتمد بلا لبس مصطلحات النظام وتسمياته، مثل أن يسمي انقلاب العام 1970، عندما انقض الأسد الأب على السلطة منقلباً على رفاق الدرب بـ «الحركة التصحيحية»؟ أي حقيقة موضوعية ومحايدة يتوخاها المشاهد حين يعتمد وثائقيٌ عن حافظ الأسد المستشارةَ الإعلامية في القصر الرئاسي الآن بثينة شعبان شاهدة وضيفة أساسية تملأ الشاشة طولاً وعرضاً! إن ذهب البرنامج أبعد قد يستعين بماهر الطاهر، عضو المكتب السياسي لـ «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، متحدثاً عن حرب تشرين، مكرراً عبارات مستهلكة للغاية من قبيل «الحرب التي أسقطت أسطورة الجيش الذي لا يقهر»، أو إلى مساعد وزير خارجية مصري، أو سوفياتي، للحديث عن بطولات حرب تشرين 73، وكيف غدر السادات بخطة الحرب، وكيف مدّت الولايات المتحدة إسرائيل بجسر جوي خلّص إسرائيل من قبضة الأسد. لا يعوّل وثائقي «الميادين» على حقائق وأسرار جديدة يقدمها للناس، حسبه أن يكرس العنوان «الرجل الذي لم يوقّع»، في إشارة إلى أن حافظ الأسد لم يتلوث بتوقيع اتفاق مع الإسرائيليين. بإمكان الأسد أن يحتفظ بحدود آمنة مع إسرائيل لأربعين عاماً، وقبل ذلك أن يضيّع الجولان عندما كان وزيراً للدفاع العام 67. أن يطارد المقاومة الفلسطينية، ما تبقى منها بعد العام 82، أن يحوّل الفصائل الفلسطينية إلى مجرد دكاكين، أن ينقلب على رفاقه ويزجّهم في السجون لأعوام مظلمة رهيبة، أن يرتكب مجزرة يذهب ضحيتها عشرات الآلاف، أن يورث الحكم لابنه الذي سيدمر البلاد ويهجر نصف السوريين ويقتل الآلاف في السجون تحت التعذيب، ومئات الآلاف بمجازر متنقلة، وسيبقى مع ذلك «الرجل الذي لم يوقع». بروباغندا الممانعة آخر ابتكارات الإعلام الممانع تعبير «بروباغندا الخوذ البيضاء»، إذ تقول النظرية أن نموذج «الخوذ البيضاء» صنع بحرفية وفقاً لمعايير سينمائية، تجذب المتابعين»، و»استفادت من مواهب وتقنيات ومؤثرات الإعلام الغربي، من دون تجاهل أن مساحات هذا الإعلام كانت مفتوحة لهم دوماً». «الخوذ البيضاء» منظمة للدفاع المدني نشأت على الأرض بعد أن استهدف النظام السوري كل المؤسسات الإغاثية والمدنية والمشافي الميدانية والصحافة الأجنبية، هكذا كان لا بدّ من أن يتطوع أبناء المناطق الخارجة عن سيطرة النظام لإنقاذ الضحايا، ما أفضى لاحقاً إلى تأسيس «الخوذ البيضاء»، التي جرى تمويلها بالمعدات من حكومات المملكة المتحدة وهولندا والدنمارك وألمانيا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية. كيف يقال عن منظمة إغاثية بروباغندا إذاً! إنها محاولة للقول بأن تلك البساطة والعفوية التي ظهرت عليها فيديوهات «الخوذ البيضاء» وهم يخرجون الناس من تحت الأنقاض ويسعفون الضحايا ما هي إلا فبركة، ومصنوعة بقوة السينما. تندرج تلك المنظمة إذاً ضمن عناصر المؤامرة الكونية على النظام السوري، تلك القائمة على مجسمات لمدن سورية يجري فيها تمثيل المظاهرات السلمية، والتي تشترك فيها الولايات المتحدة وإسرائيل وأوروبا والعالم كله، وأخيراً «الخوذ البيضاء». ومع ذلك سينهزم كل هؤلاء ويصمد النظام. لكننا رأينا من بقي، رأينا من هُزم وُشرّد وذبح، وكان عرضة في النهاية لمؤامرة صمت كوني. لكن لماذا يخشون «الخوذ البيضاء» إلى هذا الحدّ، حيث يستنفر ضدها النظام كله، من رأسه، إلى صحافييه، وشعرائه؟ إنها الشاهد الأول على الجريمة، هؤلاء الذين رأوا بأم العين من الذي قصف بالبراميل المتفجرة العشوئية، ومن هم الضحايا. إنهم يخشونهم لأنهم بالضبط الشهود الأنقياء. ربيع غزة! تعرض «بي بي سي» فيديو يتحدث عن الانتحار في قطاع غزة. يبدأ بصور غزاوي يحرق نفسه في الشارع، ويقضي بعد يومين في المشفى. أبوه يقول لا بد أن الشاب سأل نفسه ما هذه الحياة التي نعيشها. ويتابع «أنا أفكر السؤال نفسه، وكل فلسطيني أيضاً». ينسب التقرير نسبة الانتحار العالية إلى عقود من الفقر والحصار والاحتجاجات، من مياه غير صالحة للشرب، وكهرباء تأتي ثلاث ساعات في اليوم فقط. الانتحار حرام في الإسلام، يؤكد التقرير، ويقول «لكن نسبته هي الأعلى في غزة». لكن الأمر لا يتوقف على غزة الراهنة، فهذه جمعية «أنقذوا الأطفال» تطلق صفارات الإنذار: «أنقذوا الجيل القادم، حيث 95 بالمئة من أطفال غزة يعانون من مشاكل نفسية». في تلك «الأزمنة السحيقة»، مع بدايات «الربيع العربي» الذي بدأ بإحراق المواطن التونسي محمد البوعزيزي لنفسه، كان الناس يسأل بعضهم بعضاً إن كان أحد ما أحرق نفسه في هذه الجهة أو تلك، كناية عن انتظار ربيع ما في بلدهم. كانوا يتوقعون أن مجرد إحراق أحد ما لنفسه سيعني تلقائياً اندلاع الربيع. اليوم، صار بالإمكان أن يحترق بلد بأسره، من دون أن يهتم أحد، من دون أن يتوقع أو ينتظر أحد أي ربيع. كاتب فلسطيني سوري 7gaz وثائقي «الميادين» عن حافظ الأسد: بثينة شعبان شاهد وحيد… لماذا يخشى النظام «الخوذ البيضاء».. غزاوي يحرق نفسه: هل من «ربيع» لأهل القطاع؟ راشد عيسى |
الثقة المفقودة Posted: 30 Jul 2018 02:24 PM PDT تتسم حصيلة النقاش العام بعالمنا العربي حول شؤون السياسة والمجتمع بالمحدودية الشديدة. فالأصل في حركة الفضاء العام هو صياغة التوافق حول أولويات المجتمع الأساسية (الصالح العام) في لحظة زمنية بعينها وتطوير تصورات محددة لطرق وبرامج تنفيذها يفترض أن تقبلها الأغلبية. وعلى الرغم من أن إنجاز هذه الوظيفة يرتبط مثالياً من جهة بالإدارة الليبرالية لترابطات الدولة والمجتمع والمواطن ومن جهة أخرى بعلاقات قوة متوازنة نسبياً بين القطاعات الشعبية تسمح لها جميعاً بالتأثير في عملية صنع القرار العام، إلا أنها ليست حكراً على الديمقراطيات وفضائها التعددي. بل أن النظم الشمولية والسلطوية عادةً ما تلجأ بصورة دورية إلى إثارة حوارات حول القضايا الخلافية في وسائل الإعلام والمنتديات الفكرية تدار على نطاق واسع بواسطة النخب الحكومية وتخلق لدى أفراد المجتمع المعني قناعة، هي في التحليل الأخير متوهمة، بإمكانية المشاركة في النقاش وتحديد مضامين الصالح العام بغض النظر عن محدودية اختيارات الفعل المطروحة واقعياً. أما في عالمنا، فترتب الطبيعة شبه الليبرالية لمعظم النظم السياسية وجود فضاء عام شديد التشوه. لدينا ولا ريب في العديد من المجتمعات العربية صحافة حرة وإعلام متنوع ومنتديات للحوار تختلف توجهاتها الأيديولوجية ومواقفها السياسية تثير مجتمعة نقاشات مستمرة حول قضايا السياسة المركزية، إلا أنها وبحكم عاملين رئيسيين لا تنتج توافقاً حول مضامينها: من جهة منطق «النفخ في أرب مقطوعة» أو «دعهم يتكلمون وينتقدون ونحن لنا أذن من طين وأخرى من عجين» المهيمن على تعامل النخب الحاكمة مع الفضاء العام ومن جهة أخرى عدم قدرة الفاعلين غير الحكوميين من أحزاب وجمعيات ومنظمات أهلية ومثقفين على التحديد الموضوعي للمشترك بينهم بل وافتقادهم في بعض الأحيان إلى لغة حوار بناءة تتراجع بها مساحة المحرمات والاتهامات المسبقة. تقل حصيلة نقاشاتنا حول السياسة ثانياً لغياب الشفافية عن مجمل الفاعلين الجمعيين من جهات حكومية وغير حكومية وانعدام مصداقيتهم لدى المواطن بالتبعية. ودعونا اليوم ننحي الطائفة الأولى جانباً، فجميعنا يعلم ما بالدولة ومؤسساتها من فساد ولاعقلانية، ونمعن النظر في الثانية. لا ينبئ مشهد المنظمات غير الحكومية في العالم العربي بالكثير من الإيجابيات. فعلى الرغم من أن بعضها يضطلع بأدوار هامة في قطاعات حيوية مثل حقوق الإنسان ووضع المرأة وإصلاح النظام التعليمي وجهود محو الأمية وغيرها، إلا أنها في مجملها تفتقد الشفافية والديمقراطية الداخلية وتغيب عنها بالتالي ذات المعايير الموضوعية الضرورية لنشر ثقافة توافق ديمقراطية. وفي حين تتميز المنظمات غير الحكومية في المجتمعات الأوروبية على سبيل المثال ببحثها الدؤوب عن آليات غير سلطوية لصنع القرار كما هو الحال في الحركات المناهضة للعولمة التي تخول مؤتمرات أعضائها المنتظمة معظم الصلاحيات التنفيذية في ظل غياب جهاز بيروقراطي بالمعنى الكلاسيكي، تتسم المنظمات العربية، بما فيها الحركات النسوية، بهيمنة النمط الأبوي السلطوي المستند إلى مركزية المدير أو بالقطع المديرة وهي أو هو لا يتغيران في الأغلب الأعم إلا وفقاً لمقتضيات البيولوجيا أو في الحالات الاستثنائية النادرة التي تكتشف بها فضائح فساد من العيار الثقيل. تزداد الصورة الراهنة قتامة عندما نأخذ في الاعتبار الطابع النخبوي الواضح للمشهد غير الحكومي والضعف البنيوي للعلاقات الترابطية بين فاعليه والقواعد الشعبية أو بعبارة أخرى الهامشية الاجتماعية لدورهم. باختصار أدعي أن الجزء الأكبر من الانتقادات التي توجه إلى الدول ونخبها الحاكمة على صعيد غياب المعايير الحداثية في إدارة دورها العام وصياغة أنماط تعاملاتها مع المجتمع والمواطنين ينطبق أيضاً على المنظمات غير الحكومية. ويصبح من الطبيعي في مثل هذا السياق أن يفقد المواطن ثقته في الفضاء العام وفاعليه. ترتبط حيوية الفضاء العام ثالثاً بهيمنة ثقافة سياسية تقبل التعددية. ولا أعني هنا مجرد الاعتراف أو التسليم بوجود الرأي الآخر بمنطق «الأمر الواقع»، بل الإيمان بأهمية التنوع في الرؤى والأطروحات والبرامج بهدف تحقيق الصالح العام. فثقافة التعددية الحقة إنما تستند من جهة إلى رفض الادعاء بقدرة أي طرف من أطراف اللعبة المجتمعية على الاحتكار المطلق والدائم للإجابة الأفضل (بغض النظر عن معايير الأفضلية هذه) على التحديات الراهنة ومن جهة أخرى إلى قناعة مؤداها أن ماهية الصالح العام ذاته إنما تتحدد في ظل حوار متواصل بين قوى المجتمع بمواقفها المختلفة. على النقيض من ذلك تظهر الأوضاع العربية الراهنة غلبة توجهات مضادة. فالنخب الحاكمة راغبة بالأساس في مناقشة أجندة وضعت هي بنودها بمفردها واستبعدت منها ما لا يناسبها، والقوى الأخرى من أحزاب معارضة وهيئات ومنظمات غير حكومية تعيد إنتاج جوهر الاستبعاد هذا فيما بينها إن على أرضية خلافاتها الإيديولوجية أو بالنظر إلى مدى قربها أو بعدها عن الطرح الرسمي. ٭ كاتب من مصر الثقة المفقودة عمرو حمزاوي |
دبلوماسي إيراني: لا إمكانية لإجراء مفاوضات بين طهران وواشنطن إلا من خلال «صدمة عسكرية» Posted: 30 Jul 2018 02:24 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: صرح قاسم محب علي، الدبلوماسي الإيراني والرئيس الأسبق لدائرة شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية خلال فترة حكومة محمد خاتمي، أن استدارة أساسية في سياسة بلاده الخارجية لن تحصل إلا من خلال صدمة عسكرية، واستبعد إمكانية إجراء مفاوضات بين طهران وواشنطن على المديين القصير والمتوسط. وحسب موقع «إيران إمروز (إيران اليوم)» الإخباري، كشف قاسم محب علي أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، رفض استقبال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، واستلام رسالة نظيره الإيراني حسن روحاني، وأن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، رفض مقابلة كبير مستشاري المرشد الأعلى الإيراني، علي أكبر ولايتي، خلال زيارة الأخير إلى بكين. واستبعد قاسم محب إمكانية إجراء أي مفاوضات علنية أو سرية بين بلاده وبين الولايات المتحدة الأمريكية، لا على المدى القصير ولا على المدى المتوسط، مضيفاً أنه لا يمكن أن إجراء أي مفاوضات بين البلدين بشكل سري. وأضاف الدبلوماسي الإيراني أن جميع القوى الكبرى تؤكد على ضرورة استدارة أساسية في سياسة إيران الخارجية حتى توفر الظروف لتدشين مفاوضات جديدة مع واشنطن، مؤكداً أنه لا يرى أي إمكانية لهذه الاستدارة حالياً، وأن ذلك لا يمكن أن يحصل إلا بعد «صدمة عسكرية»، بالإشارة إلى أن النظام الإيراني لن يغير من سلوكه وسياسته تحت ضغط العقوبات الاقتصادية فقط. وأوضح أنه لا أمريكا ولا أوروبا تحت الظروف الراهنة ستتدخل في أي مفاوضات تتعلق بالملفات الأساسية والحساسة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأن الأخيرة أيضاً لن تقبل بأي مفاوضات من هذا النوع مع الولايات المتحدة، مؤكداً أن واشنطن وطهران إذا أرادتا أن تخوضا أي مفاوضات، فلن يحصل ذلك إلا بعد موافقة جميع القادة والمؤسسات السيادية الأمنية والعسكرية والسياسية في البلدين وأخذ ضمانات قوية للالتزام بمخرجات هكذا مفاوضات، نظراً لتجربة الاتفاق النووي الفاشلة. وأشار الدبلوماسي الإيراني إلى أن طلب الأوروبيين من إيران بإعطاء تصريح علني حول موافقة النظام الإيراني على المفاوضات مع الأوروبيين، أرغم علي خامنئي على أن يعلن موافقته على التفاوض مع أوروبا خلال كلمته أمام اجتماع السفراء وأعضاء البعثات الدبلوماسية الإيرانية. ولفت «محب علي» النظر إلى أن الرئيس الروسي لديه نفس التوجه، حيث رفض استقبال محمد جواد ظريف لاستلام رسالة حسن روحاني، ما أدى ذلك إلى أن يرسل خامنئي كبير مستشاريه، علي أكبر ولايتي، إلى موسكو قبل قمة هلسنكي، حتى يسلم بوتين رسالة خامنئي بدل رسالة روحاني. وأكد أن موقف بكين هو أكثر صرامة، حيث رفض الرئيس الصيني استقبال علي أكبر ولايتي خلال زيارته الأخيرة إلى بكين. وعلى صعيد ذي صلة بالموضوع، كتب موقع «ستراتفور» الاستخباري أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تخوض أي مفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية، وأنها ستواصل المماطلة حتى عام 2020، أملاً منها بألا يفوز دونالد ترامب بولاية ثانية. وأضاف الموقع أن طهران تراهن على فوز الديموقراطيين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، حتى تخرج من عنق الزجاجة التي وقعها ترامب فيها. وأوضح الموقع أن النظام الإيراني لا يستطيع الصمود أمام ضغوط النسخة المشددة للعقوبات الاقتصادية التي ستفرضها الإدارة الأمريكية قريباً. دبلوماسي إيراني: لا إمكانية لإجراء مفاوضات بين طهران وواشنطن إلا من خلال «صدمة عسكرية» «ستراتفور»: إيران لن تفاوض ترامب لأنها تأمل ألا يفوز في انتخابات 2020 محمد المذحجي |
ما مصير المقاتلين الأجانب «المهاجرين» في ظل الحديث عن هجوم النظام السوري على إدلب؟ Posted: 30 Jul 2018 02:23 PM PDT أنطاكيا – «القدس العربي»:برزت مسألة وجود المقاتلين الأجانب «المهاجرين» في سوريا بعد الحديث عن قرب فتح ملف إدلب عسكرياً أو من خلال الوصول إلى تفاهمات دولية بشأنها، وباتوا أكثر ترقباً لمصيرهم بعد مؤشرات متزايدة عن قرب شن النظام لهجوم على المحافظة الوحيدة التي يتمركز بها الجهاديون في سوريا. تحدثت بعض المصادر لـ«القدس العربي» عن أن كثيراً من المهاجرين بدأوا يتواصلون فيما بينهم من أجل الخروج بموقف موحد، في حال طلبت منهم الدول المؤثرة في الملف السوري الخروج إلى بلدانهم. ويتواجد بضع مئات من «المقاتلين الاجانب» في صفوف بعض الفصائل السورية، حيث ينتمي معظمهم إلى هيئة تحرير الشام، اضافة الى ان بعضهم يشكلون مجموعات مستقلة تعمل في أرياف حلب وإدلب وريف اللاذقية كـ»الحزب الاسلامي التركستاني» وكتائب «الازبك» ومجموعات «شيشانية». يؤكد أبو حمزة الجزراوي أحد المقاتلين المهاجرين، وهو من السعودية، ان اغلب المهاجرين لن يذهبوا إلى بلدانهم وأنا واحد منهم، «علي حكم في السعودية، فكيف لي ان أرجع وتواجهني تهم خطيرة ؟ فالبقاء بسوريا على كل احواله خير من السجون السعودية» على حد وصفه. وقال الجزراوي الذي ينتمي لتحرير الشام في حديث لـ»القدس العربي» إن هيئة تحرير الشام بكل قياداتها وشرعييها لن يسمحوا لأحد بالمساس بموضوع المهاجرين، وعلى هذا بايعنا الشيخ الجولاني، كما ان تحرير الشام لا تدافع فقط عن المهاجرين في صفوفها، بل تدافع عن كل مهاجر يقاتل ضد الاسد غير مهاجري تنظيم الدولة، الذين انخرطوا بحرب «المجاهدين» من الفصائل، كما ان تركيا لم تتواصل مع أي مهاجر ولم تبلغه بشيء كما يشاع، لأنها تعلم خطورة هذه القضية، كما تعرف مدى حرص تحرير الشام على عدم الاقتراب من هذا الموضوع». «ستضيق الأرض بهم» في هذا الموضوع يقول الباحث في شؤون الجماعات الجهادية أحمد أبو فرحة ان مصير المهاجرين في ادلب مرتبط بمصير الجماعات الجهادية المتحصنة في إدلب، فالتاريخ يقول ان المهاجرين ان رجعوا الى ديارهم ستضيق الارض بهم، ويحدث لهم كما حدث لمهاجري البوسنة و الهرسك. ويضيف الباحث في حديث لـ»القدس العربي»: «اليوم تزداد الحملات الأمنية المكافحة للإرهاب مما يعني أن المهاجر سيفضل الموت في الارض التي هاجر إليها، ففي الحالة السورية المهاجرون المبايعون بالذات لهيئة تحرير الشام هم قوة ضاربة كونهم يحملون عقيدة صلبة ولذا لن تتخلى عنهم الهيئة». وحول الحديث عن ضغوط تركية على المقاتلين الأجانب يذهب أبو فرحة إلى ان تركيا ملتزمة بتفاهمات دولية وتحاول تنفيذ ما امكن من هذه الاتفاقيات، وتسعى إلى تهيئة الرجوع لمن يريد من المهاجرين العودة الى ديارهم. من جهته يرى الكاتب السوري خليل المقداد ان قضية المهاجرين معقدة فكثير منهم لن يستطيع العودة الى بلدانهم مثل المقاتلين «الإيغور»حيث سيفضلون الموت في سوريا على ان يرجعوا الى قبضة الصين، فالمقاتلون الاوروبيون فرصهم أفضل من غيرهم بخصوص الرجعة إلى بلدانهم، بحسب الكاتب. وقال المقداد في حديثه لـ«القدس العربي» جميع الدول تريد حل هذه القضية كون «المهاجرين» هم أكثر المقاتلين عقيدة ولن يستسلموا بسهولة، وسيكون لهم دور كبير في معركة ادلب ان حدثت ، فتركيا لا شك انها تسهل لمن يريد من المقاتلين العودة إلى بلدانهم علماً ان سيناريو وضع المهاجرين سيكون مأساوياً لأن كثيراً من الفصائل انخرطت بالاتفاقيات مع النظام من خلال أستانة وغيرها، وبالتالي ليس فقط النظام من سيقاتلهم بل بعض تلك الفصائل، كما ان المهاجرين ربما سيشكلون فصيلاً موحداً يقاتلون النظام وحلفاءه». مصير ليس ساراً في هذا الاطار قال الصحافي والباحث في شؤون الجماعات الجهادية شمس الدين النقاز ان مصير المهاجرين في الشمال السوري لن يكون سارّاً لهم بقدر ما سيكون كارثيّاً عليهم، نتيجة الرفض الدولي لوجودهم في أي شبر من الأراضي السورية، لأن هناك إجماعاً دولياً على ضرورة القضاء على الجهاديين بمختلف انتماءاتهم، بعد أن نجح التحالف الدولي في تصفية السواد الأعظم منهم، من خلال التصفيات المباشرة أو إشغالهم بمعارك فيما بينهم على غرار ما حدث بين هيئة تحرير الشام وأقرب حلفائها. ويضيف النقاز في حديثه لـ«القدس العربي»: «تركيا ستكون رأس الحربة في قتال المهاجرين لكسب أكثر من عصفور بحجر واحد بعد سنوات طويلة من استغلالهم وتحريكهم لخدمة مصالحها في الشمال السوري وغيره. فعلى سبيل المثال، لا يمكن لتركيا أن تورّط نفسها في إدخال الجهاديين إلى الداخل التركي نتيجة خوفها من ردّ فعلهم وتحوّلهم إلى أعداء قادرين على إلحاق الأذى بها، كذلك فإن الرفض الدولي لخروج آمن للجهاديين سيقف مانعا أمام أي تحرّك تركيّ في هذا السياق، في وقت لا يجب نسيان أن هؤلاء الجهاديين المقاتليين مطلوبين في بلدانهم وسيتعرّضون للتعذيب والسجن المطوّل أوَّل ما يصلون إلى بلدانهم». من جهته رأى القيادي الجهادي المقرب من «المقاتلين الاجانب» الملقب بأبي بكر الدمشقي ان المهاجرين مجمعون على مواصلة الوقوف إلى جانب الشعب السوري ولن ينصاعوا لأي من الضغوطات الدولية عليهم. وقال القيادي في حديث لـ«القدس العربي»: هناك مهاجرون غادروا سوريا مع عائلاتهم لكن معظمهم ينتمون إلى تنظيم الدولة، اما الحديث عن هجرة للمهاجرين باتجاه تركيا ليس صحيحاً، فهو مقتصر على أعداد قليلة ، وربما بعض من يهرب باتجاه تركيا قد يكون منتمياً لأحد اجهزة الاستخبارات وانتهت مهمته، كما حدث لبعض مهاجري تنظيم الدولة ، اما غالبية المهاجرين فهم مصرون على البقاء في سوريا وسيكونون حجر الاساس لمعركة إدلب التي ستكون آخر معركة مع النظام، فهي مصيرية لهم وللثورة السورية». ما مصير المقاتلين الأجانب «المهاجرين» في ظل الحديث عن هجوم النظام السوري على إدلب؟ |
تظاهرات العراق: قائمة أمنية لناشطين معارضين تمهيداً لاعتقالهم… والداخلية تنفي Posted: 30 Jul 2018 02:23 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: لا تزال المحافظات الجنوبية في العراق، تشهد تظاهرات يومية، للمطالبة بتوفير الخدمات وفرص العمل، وإقالة المسؤولين المقصرين بتنفيذ واجبهم، والمتهمين بالفساد. وفي كل تظاهرة، تقدم قوات الأمن على اعتقال عددٍ من المتظاهرين «من دون أوامر قبض قانونية»، قبل أن تقرر فيما بعد بإطلاق سراحهم بـ«كفالات ضامنة»، وتعهدات. في العاصمة بغداد علمت «القدس العربي»، من أحد الناشطين بأن قوات الأمن اعتقلت 16 متظاهراً في تظاهرات الجمعة الماضية، ولم يتم إطلاق سراحهم حتى الآن، مشيراً إلى إعداد «قائمة» بأسماء عدد من الناشطين لدى القوات الأمنية، لغرض اعتقالهم في الأيام المقبلة. في المقابل، نفت وزارة الداخلية الاتحادية،» تلك الأنباء، معتبرة إن الهدف من وراء ذلك هو «إحداث الفوضى» وإضعاف الثقة بين قوات الأمن والمواطنين. وقالت في بيان :»في إطار استمرار حلقات المسلسل التخريبي الذي يظهر مع كل تطور في الشأن الداخلي للبلاد في مسعى محموم لأحداث فوضى وخلق ضبابية حول هذه التطورات، وهو غالبا ما يستهدف القوات الأمنية لإضعاف ثقة المواطنين بها وهذا لم ولن يحدث مطلقا». وأضاف البيان: «بناء على ما تناقلته بعض مواقع التواصل الاجتماعي من أخبار عارية تماما عن الصحة تتلخص في إطلاق هذه المواقع مزاعم أن وزارة الداخلية تعد قائمة مطلوبين للاعتقال من الناشطين والمتظاهرين بعد الاتفاق مع القضاء على إصدار قوائم سلفا على حد ما زعمته هذه المواقع المغرضة». وأشار إلى «وزارة الداخلية وفي الوقت التي تنفي هذه المزاعم جملة وتفصيلا، وتترفع بنفسها والقضاء العراقي العادل عن هذه الأكاذيب تود أن تؤكد أن قواتها الأمنية ستبقى تحمي كل تظاهر سلمي يعبر عن الحقوق ويكون بعيدا عن التخريب والاساءة للمصالح العامة والخاصة لأنها تنفذ توجيهات الحكومة بهذا الصدد وستبقى عيون أبنائها ساهرة على الأمن والقانون وبالمرصاد لكل من تسول له نفسه العمل خلاف ذلك». ودعت، حسب بيانها، وسائل الإعلام المختلفة إلى «اعتماد المصادر الحقيقية للأخبار وعدم الترويج للأخبار الكاذبة كي لا نعطي لمروجيها دعما يمكنهم من الاستمرار في الكذب والخداع»، مشيرة إلى أنها تتمسك بحقها القانوني في اتخاذ الإجراءات الرادعة بحق كل من ينقل أو يلفق أو يفبرك معلومات وأخبار كاذبة عن عملها بهدف تأجيج الأوضاع». وفي ظل تواصل التظاهرات، قال المحلل السياسي، مسؤول مركز الهدف للدراسات الاستراتيجية (غير حكومي) هشام الكندي، لـ«القدس العربي»، إن «المحافظات الجنوبية تعاني من مظلومية كبيرة. يجب أن تكون هناك عدالة بين جميع العراقيين»، مبيناً أن «الدستور العراقي ينص على إن الثروات توزع على حسب نسبة السكان». وأشار إلى أن «البصرة تغذي موازنة العراق، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 4 ملايين نسمة، لكنها تحصل على 1.5٪ فقط من الموازنة المالية الاتحادية، فيما يحصل إقليم كردستان العراق الذي يضم نحو 7 ملايين نسمة 17٪ من الموازنة. هذا ظلم كبير». ورغم ذلك، المحلل السياسي أقرّ أن «الحكومة استجابت لبعض مطالب المتظاهرين مثل إطلاق الدرجات الوظيفية، وتنفيذ بعض المشاريع الخدمية»، لكنه لفت في الوقت عيّنه إلى أن «هناك مطالب تحتاج إلى فترة زمنية». واعتبر «الوعود الحكومية وإن جاءت متأخرة فإنها أفضل من أن لا تأتي». مغازلة الجماهير ودفع الحراك الاحتجاجي الذي دخل أسبوعه الثالث، القوى السياسية في العراق، إلى تبني «خطاب جديد» يغازل مشاعر الجماهير الغاضبة، يستند على «توفير الخدمات» كأبرز الملفات التي ستعمل على تنفيذها الحكومة الجديدة. أفكار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، تطابقت مع رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، في ضرورة أن «تلبي الحكومة المقبلة «مطالب الشعب» في تقديم الخدمات وخلق فرص العمل». جاء ذلك خلال استقبال العبادي لبارزاني ورئيس ديوان رئاسة الإقليم فؤاد حسين أمس، في العاصمة العراقية بغداد. وحسب بيان لمكتب العبادي، فإن اللقاء تضمن «مناقشة الأوضاع السياسية والعامة في البلد، وبحث عدد من الملفات المشتركة بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان، بما يحقق وحدة ومصلحة العراق». كما جرى التأكيد على أهمية «التواصل وتبادل الحوار بما يعزز العمل الوطني المشترك، بعد أن تضافرت الجهود في تحقيق النصر على عصابات داعش الإرهابية والتعاون بين القوات الأمنية بمختلف صنوفها والبيشمركه، وأهمية الحفاظ على هذا التعاون لإبعاد أي خطر عن العراق»، حسب البيان. وشهد اللقاء «تقارب وجهات النظر تجاه معالجة التحديات التي يواجهها البلد، والمرحلة المقبلة والسير قدما لتشكيل الحكومة القادمة بما يحقق مطالب الشعب العراقي في دعم الاقتصاد والاعمار وتقديم الخدمات وخلق فرص عمل». ويرى مراقبون للشأن السياسي، أن هناك «تحديات كبيرة» تنتظر الحكومة الجديدة، أبرزها تلبية مطالب جميع المكونات. الموقع الرسمي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بزعامة الراحل، جلال طالباني، نقل تصريحاً لرئيس المركز العراقي للتنمية الإعلامية (منظمة غير حكومية)، عدنان السراج، أكد فيه أن «أمام الحكومة الجديدة مهام صعبة، وعليها اجتياز العديد من الحواجز والخطوط من اجل الجمع بين مطالب الكتل السياسية، في نفس الوقت طرح مشروع جديد يتناغم مع بناء الوطن الجديد بمشاركة جميع المكونات». وأضاف: «على الحكومة الجديدة تحقيق مطالب الجماهير كافة، وليس المحافظات الجنوبية فقط، وعليها تلبية مطالب الشعب الكردي أيضاً والتي تتعلق بالرواتب والمواد الدستورية والمناطق المستقطعة، بالاضافة إلى تلبية مطالب المناطق السنية التي شهدت معارك كبيرة بالإعمار واعادة النازحين». وتابع: «ستكون أمام الحكومة الجديدة مهمة شاقة جداً، لكن إذا تعاونت الكتل السياسية في اختيار حكومة خدمية قادرة على تجاوز الأزمات فإننا سنحقق الشيء الكثير، وإذا لم تتعاون الكتل وأصرت على النمط نفسه في المحاصصة والشد والجذب فستبقى الأمور عالقة، ويمكن أن تتطور إلى مشاكل وخيمة تهدد أمن العراق». مشروع الكتلة الأكبر في الأثناء، يؤكد زعيم ائتلاف «دولة القانون»، نوري المالكي، أن مشروع الكتلة الاكبر «يشق طريقه بوضوح وقوة»، داعياً في الوقت ذاته إلى «العمل المشترك» لتحقيق الأهداف التي تهم المواطنين، فيما أشار إلى أن مشروع الكتلة الأكبر «يشق طريقه بوضوح وقوة». وقال مكتبه في بيان، إن «رئيس ائتلاف دولة القانون استقبل، اليوم (أمس)، وفدا سياسيا من محافظة الانبار يضم النواب الفائزين عن محافظة الأنبار برئاسة محمد الحلبوسي (محافظ الأنبار)»، مبينا أن «جرى خلال اللقاء تدارس مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد، فضلا عن مناقشة مرحلة ما بعد عملية العد والفرز اليدوي ومصادقة نتائج الانتخابات». وأكد المالكي «على وحدة الكلمة والصف وحمل هموم أبناء الشعب العراقي والتعبير عنها بصدق وجدية»، وفق البيان الذي نقل عنه قوله أيضاً: «مشروع الكتلة الأكبر يشق طريقه بوضوح وقوة وجميع من يُؤْمِن بتشكيل تحالف الأغلبية مدعوون للمشاركة»، داعياً إلى «العمل المشترك لتحقيق الأهداف التي تهم المواطنين جميعا كعودة النازحين والمهجرين وإعمار المدن وحل مشكلة البطالة ورفع مستوى الخدمات وإنجاز برنامج حكومي عبر مشروع أغلبية سياسية وطنية وحكومة قوية تعالج الأزمات والعقبات وتحقق الانجازات للشعب». وفد نواب الأنبار أبدى ترحيبه بـ«الخطوات الرامية لتشكيل الكتلة الأكبر، واستعداده في أن يكون جزءا أساسيا منه لتسهيل عملية تشكيل الحكومة بأسرع وقت». وعلمت «القدس العربي» من مصدر مطلع، إن المالكي توجه أمس إلى دولة الكويت، في زيارة تستمر ليوم واحد، من دون أن يدلي بمزيد من التفصيلات باستثناء إن ملف الزيارة سيكون «بحث الملفات المشتركة بين البلدين». ويخشى ائتلاف المالكي من «زوال» الأحزاب المتنفذة في العراق، على وقع الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تشهدها البلاد. وقال النائب السابق عن «دولة القانون» منصور البعيجي في بيان: «على القوى السياسية أن تتعاون فيما بينها من أجل تشكيل حكومة قوية قادرة على العمل، وأن تدير البلد بعيدا عن أي تدخلات سواء كانت خارجية أو داخلية». وأضاف أن «تشكيل الحكومة من قبل الكتل السياسية بعيدا عن التدخلات الخارجية لن يتيح أي فرصة لأي تدخل من قبل هذه الدول وسيصب في مصلحة البلد من خلال تشكيل حكومة قوية قادرة أن تنهض بواقع البلد وعلى جميع الأصعدة والمجالات الأخرى التي يطالب بها أبناء الشعب». ورأى أن «الأحزاب السياسية أمام اختبار خطير وأخير خلال المرحلة المقبلة لانها إذا لم تقدم شيئا للشعب فإنها ستكون بحكم المنتهية، ولن يكون لها موقع في العراق، والمرجعية أكدت على هذا الأمر، لذلك على الأحزاب جميعا أن تعمل على تحقيق ما أراده الشعب وتترك مصالحها، وإلا ستكون نهايتها قريبة جدا وهي الفشل الذريع ولن يكون لها وجود». حكومة مدنية قوية في الأثناء، دعا بطريرك الكلدان بالعراق والعالم الكردينال لويس روفائيل ساكو، إلى تشكيل حكومة «مدنية قوية» تدير شؤون البلاد، مطالباً باعتبار القدرة والخبرة أساسا لاختيار الأشخاص للمناصب العليا والدرجات الخاصة بعيدا عن المحسوبية، إضافة إلى ضرورة استرجاع المال العام وإحالة الفاسدين إلى القضاء. وقال في بيان: «يجب تدارك الأمور قبل فوات الأوان، لذا ينبغي الإسراع بتشكيل حكومة ائتلاف مدنية قوية لإدارة شؤون البلاد، والبدء بمشروع نهضوي متكامل للتغيير والتطور والتناغم الوطني والدولي، من خلال توفير الأمن والحقوق المدنية والسياسية، وتعزيز القيم الإنسانية الأساسية والديمقراطية، إضافة إلى حصر السلاح بيد الدولة، وتعزيز دور المؤسسة العسكرية وابعادها عن الأحزاب والمحاصصة الطائفية». وطالب، بـ«تطبيق ضوابط صارمة في اختيار الأشخاص للمناصب العليا والدرجات الخاصة، استناداً إلى الاقتدار والخبرة وليس على المحسوبية، وضرورة إحالة الفاسدين إلى القضاء واسترجاع المال العام، وتوظيف أكبر عدد من الشباب العاطلين وتقوية الاقتصاد الوطني، من خلال إحياء مشاريع زراعية وصناعية وسياحية، فضلا عن تشجيع المواطنين الميسورين على الاستثمار»، مؤكدا على «أهمية تحديث البنى التحتية من خلال تخصيص أموال لضمان الكهرباء والماء وتحسين الشوارع والجامعات والمدارس والمستشفيات وتنفيذ هذه المشاريع بمهنية عالية». تظاهرات العراق: قائمة أمنية لناشطين معارضين تمهيداً لاعتقالهم… والداخلية تنفي العبادي وبارزاني يتفقان على برنامج الحكومة المقبلة… وتقارب بين المالكي ونواب سنّة مشرق ريسان |
الأردن: طاقم الرزاز الوزاري قبل 100 يوم… صمت مطبق على جبهة «الوجوه الجديدة» Posted: 30 Jul 2018 02:22 PM PDT عمان- «القدس العربي»: احتجب وطوال اسبوع وزيران في الحكومة الأردنية هما الأكثر إثارة للجدل بعد إعلان الطاقم الوزاري الأخير وفي إطار تكتيك من الواضح أنه منتج يدفع باتجاه أن تتعلم الحكومة التحدث بلسان واحد والتواصل في سياق نسق متفق عليه. وزير الاتصالات الشاب مثنى الغرايبة قد يكون أكثر وزراء حكومة عمر الرزاز تعرضاً للهجوم والنقد ولا بل الاعتداء على خصوصياته في كثير من الأحيان احتجب تماماً عن الاضواء بعدما اعتبر عنواناً لعملية توزير غامضة لشخصية حراكية ومن خارج النادي المألوف. الوزير الشاب نقل عنه القول بأنه يقرأ الملفات الخاصة بوزارة الاتصالات والتي يعتبر التحدي الاستثماري فيها من المعطيات الابرز. ويعرف الغرايبة الذي نشرت بكثافة صوره وهو يضرب من قبل الدرك في احدى المظاهرات أو صورته مع طبلة في إحدى المناسبات بانه قبل واكثر من غيره وبحكم حداثة سنه وسجله المحسوب على المعارضة للنظام سيحظى بأضواء المراقبة لكل صغيرة وكبيرة تصدر عنه او لها علاقة بوزارته. لذلك فضل الرجل «الكمون التكتيكي». وهو ما فعلته أيضاً وزيرة الثقافة الجديدة الكاتبة بسمة النسور التي تعرضت لوابل من القصف العشوائي بدون مبرر. النسور أيضاً توارت عن الأنظار وأغلقت صفحتها على فيسبوك قبل ان تقرر إعادتها ضمن مضمون جديد لموقعها في هرم الحكومة. لاحقاً صدر عن الناطق الاعلامي باسم وزارتها تصريح يتيم ينفي ان تكون الوزيرة هي التي استقبلت المطربة الإماراتية التي زارت عمان مؤخراً للمشاركة في مهرجان جرش بعد تغريدات انتقدتها لأنها بالغت في استقبال أحلام مع ان الوزيرة ليست المستقبلة. في الأثناء وقبل أسابيع قليلة من مهلة الـ100 يوم إثر تشكيل الوزارة بدا ان بعض الوزراء غير جاهزين بعد للتواصل مع طبقات المجتمع ورسائل الاعلام وفقا للمضمون الذي يقترحه رئيسهم الدكتور الرزاز. ثلاثة وزراء على الاقل من الجدد رفضوا من البداية التعاون مع سعي مطبخ الرزاز للرد الفوري على الشائعات التي تطالهم عبر وسائط التواصل الاجتماعي وهو ما فعلته وزيرة التنمية الاجتماعية هالة لطوف وهي تمتنع في البداية ترفعاً عن الرد على التسريبة التي تقول بأنها على صلة قرابة بالرزاز وهو ما نفاه الرجل بكل تأكيد. يبدو أن وزيرة الاتصال الصحافية جمانة غنيمات ستحارب على جبهتين فقد اضطرت للتدخل شخصياً لإقناع زملائها الوزراء بالمبادرة والرد والتوضيح حتى لا يستسلم الشارع للروايات المفبركة او المشبوهة. الوزيرة غنيمات تبذل جهداً ملموساً لإقناع زملائها بتدشين التصرف اعلامياً وفق النموذج الذي اعتمده رئيس الوزراء شخصياً وهو يرد عبر توتير مباشرة وبدون وسائط الاعلام الرسمي على ما يثار وما يقوله الناس. وهو اصلاً ما فعلته غنيمات نفسها عندما تعهدت في اول تغريداتها الوزارية بالشفافية والوضوح ودعم حق الأردني في الحصول على المعلومات. وقد التزمت بالأمر عند التعاطي مع أزمة فساد وملف التبغ الاخير الذي اثار ولا يزال يثير عاصفة من الجدل. لاحقاً قدم وزراء اثيرت حولهم قصص توضيحات وشروحات ثبت أنها ابتلعت الشائعات عبر تكنيك بسيط لم تؤمن به في الماضي الحكومات المتعاقبة وهو تقديم رواية مقابل ما تسربه وسائط التواصل من معلومات وحكايات تتحول بسرعة عاصفة الى انطباعات ووقائع عند الرأي العام. فعل وزير الصحة محمود الشياب ذلك وفعلت معه الوزيرة لطوف واضطر الرزاز شخصياً لنفي شائعة تتعلق بوزيرة الثقافة والدفاع عن خياره بوزير الاتصالات. لاحقاً انضم وزير التربية والتعليم عزمي المحافظة ووزير العمل سمير مراد الى عملية الاشتباك التواصلي التي اوصى بها رئيسهم فشرح الاول خبراته في مجال التربية والتعليم موضحاً انه سيواصل خطة الرزاز وبدأ الثاني يكشف عن بعض اعمال وزارته عبر توتير. في المحصلة لجأ وزير المياه منير عويس الى اسلوب مماثل عندما تسربت معلومات عن حصوله على معلولية طبية الغاها الرجل بكتاب رسمي. ومن المرجح ان هالة زواتي وزيرة الطاقة المتخصصة حصرياً بمشاريع الطاقة البديلة ومعها وزيرة التخطيط الجديدة ماري قعوار في طريقهما الى إظهار انسجامهما مع قناعات مسبقة نشرت باسميهما في بعض المجالات مثل الضريبة على المحروقات والطاقة. بمعنى آخر بدأت نخبة من وزراء حكومة الرزاز بالتواصل عبر وسائط اجتماعية في اطار ما سماه الرئيس نفسه بالاشتباك الايجابي مع الجمهور تنفيذاً لتوجيهات ملكية حيث سبق للملك عبد الله الثاني ان اشاد علناً بعدد قليل من الوزراء المتواصلين قياساً بقاعدة اكبر من الوزراء النائمين. من المرجح ان الرزاز سيلزم جميع أعضاء الطاقم الوزاري بالاشتباك مع القصص والمعلومات التي تثار حولهم أو حول عملهم ووزاراتهم عبر وسائل وتقنيات التواصل الاجتماعي وعلى اعتبار أن تلك الوسيلة هي الاسرع في تشخيص هوية الحكومة والرد على كل أصناف التحرشات الالكترونية بها. الإجراء يهدف إلى التعاطي مع قناعة مؤسسات القرار اليوم بأن العنصر الأبلغ تأثيراً في قيادة الجمهور وانطباعات الشارع هو حصرياً وسائط التواصل الاجتماعي والصفحات الالكترونية للمواطنين ، الأمر الذي تطلب أصلاً فريق محترفين شباب يتولى ادارة البوابة الالكترونية لمقر رئاسة الوزراء بالتوازي مع الاستعانة خلايا عمل الكترونية في مؤسسات اخرى من بينها مركز الأزمات الرئيسي في الدولة. الأردن: طاقم الرزاز الوزاري قبل 100 يوم… صمت مطبق على جبهة «الوجوه الجديدة» بسام البدارين |
ميشيل كيلو لـ«القدس العربي»: نعي «جنيف» في أستانة… إيران باقية في سوريا ولتركيا «غصن» و«درع» هامشيان Posted: 30 Jul 2018 02:22 PM PDT إسطنبول – «القدس العربي»: بناء على تهميش القانون الدولي وبنود الحل السياسي في سوريا قال المعارض السوري ميشيل كيلو لـ«القدس العربي» بأنه لا يوجد أي سبب لاختيار «أستانة» إلا لوضع اللمسة الأخيرة على جثمان «جنيف» على يد الروس، ومن يتعاونون معهم، مضيفاً «إذا كان جنيف، يتحدث عن هيئة حاكمة وانتقال، والهيئة هي من ستشرف على الدستور وتشرف على الانتخابات بعد وضع الدستور، فإن اليوم هنالك من ينشئ دستوراً، ويريد إجراء انتخابات عبر مسار أستانة، وهذا يعني انتهاء «جنيف» بكل قراراته». وأضاف، هذا يعني أن قصة الهيئة الحاكمة انتهت، والانتقال الديمقراطي، وكل المقررات الدولية قد تمت إزاحتها والالتفاف عليها من بدايتها حتى نهايتها، عبر تكتيكات الروس واختراعاتهم، وتحت قرارهم المبرم بعدم الالتزام بجنيف وكل ما يطالب به الشعب السوري. أما عما يمكن ان تقدمه المفاوضات للجانب السوري، فقال كيلو «هي لن تقدم له شيئاً، حتى لو رغب وفد المعارضة بالانسحاب من التفاوض، سيقولون له «مع السلامة، ولا تعد مجدداً»، وبالنسبة إلى تركيا، فهنا الحديث، ماذا سيتمخض بالنسبة لها؟ اعتقد بان أردوغان، ضارب ساقه بالأرض، والسبب هو، إذا ما ذهبت إدلب، ففعلياً لم يعد له مكان في سوريا. خاصة إذا ما قام الروس، ببيعه في «غصن الزيتون» و»درع الفرات»، حتى لو تركوا تلك المناطق في ريف حلب لتركيا، فهي مناطق هامشية وقليلة الأهمية، وبعد فترة زمنية سترى تركيا تلك المناطق ذات عبئ كبير، ربما لوحده يتركها ويمشي، لذلك يجب أن ننتظر ماذا ستفعل تركيا». وأضاف المعارض السوري لـ«القدس العربي»: «الإيرانيون، وهم الجهة المطلوب منها الانسحاب من سوريا، فيبدو أن بوتين قد أبلغ الأمريكان، بانهم لن ينسحبوا، وأن روسيا لا تستطيع إجبارهم على الانسحاب، وهنا يجب أن نرى ماذا ستفعل القوى حول هذا الملف، ويبدو أن الأمريكان ليس لديهم أي رغبة بفعل أي شيء». وقال «بدأنا بأربع مناطق خفض تصعيد، اليوم المنطقة الرابعة والأخيرة، تلفظ أنفاسها الأخيرة، بعد تصفية ثلاث مناطق، مع وجود مناورات روسية إيرانية أسدية، وغير مستبعد تنفيذ هجوم كبير على إدلب، وهنالك أحاديث واضحة يقولون فيها بصريح العبارة، بأنهم يريدون إحداث اختراق في المنطقة عبر مدينة جسر الشغور، ونريد استعادة المنطقة بشكل من الأشكال، حتى لو كان يتواجد فيها بعض نقاط المراقبة التركية، هنا أو هناك، هذا إذا بقيت نقاط المراقبة». وحول ملف المعتقلين قال كيلو، وقد أحضروا السوريين إلى الجولة الثالثة من مفاوضات أستانة، لبحث قضية المعتقلين، اليوم لم يعد هناك قضية معتقلين، وأفهموهم بأن المعتقلين تمت تصفيتهم، وأولى الدفعات يتم تصديرها بالآلاف للأهالي، عبر دوائر النفوس، ولا تتم عملية تقديمها من قبل التي قتلتهم، بل عن طريق دوائر النفوس، وفي الأخيرة إبتزاز وسحب أموال من الأهالي، على إبنك له اسم، وعلى ابنك اسمه غير موجود، ولم يصل اسمه، يعني أن هذه الدوامة ليس لها أول ولا آخر، والغريب، أن العالم، وكأن لا شيء يحدث في هذه الدنيا، فالقيصر «صاحب الصور المسربة»، قدم عشرات آلاف الصور للبشر وهي مجففة وضعوهم في الأفران، ولكن لم يتكلم أحد، وأما اليوم، النظام بنفسه يعترف، لا شهادة من معارضة ولا كاره للنظام. وذهب المتحدث الى ان «النظام يدعي اعتقال ثلاثة آلاف مدني من مدينة داريا، بل ان قوائم القتل وصلت فيها إلى 2126 معتقلاً، يعني أن النظام قتل 75% من المعتقلين لديه، وعمليات الإبادة الفظيعة التي جرت في السجون، هي أفظع بكثير من القتل خارج السجون».. ورأى كيلو أن ملف المعتقلين غير وارد نقاشه في الجولة الحالية من المفاوضات القائمة في سوتشي، فبوتين بمنتهى التبجح، طرح قصة إعادة اللاجئين، ثم إعادة الإعمار، وفي المنتصف، طالب بإخراج قوائم الموت من السجون، لعلمه أن الجميع لن يقوم بأي ردة فعل، بعد الروح المعنوية الهابطة للسوريين، وهذه القوائم يعتبرها بوتين مقابلاً للوعود الكاذبة التي قدمها. وقال: هنا لا يوجد ضمانات لأي لاجئ سوري، وأعطيت ضمانات لكل السوريين بمناطق خفض التصعيد، فبعد الضمانات التي قدمت لأهل الغوطة، وخاصة من سلم في البداية، من الذين سموهم «ضفدع»، فأول حدث أقيم هناك، هو تجميع 150 شاباً، ويلا مع السلامة، وقاموا برشهم بالرصاص أمام القوات الروسية. ميشيل كيلو لـ«القدس العربي»: نعي «جنيف» في أستانة… إيران باقية في سوريا ولتركيا «غصن» و«درع» هامشيان حسام محمد |
«سوتشي ـ 10» ينهي «جنيف» عبر ترويج إعادة النازحين و«اللجنة الدستورية» Posted: 30 Jul 2018 02:22 PM PDT دمشق – «القدس العربي»: انطلقت امس الجولة العاشرة من مسار أستانة بشأن سوريا في مدينة سوتشي، بعد ان تقدمت موسكو بنقل المسار الى رعايتها وعلى أراضيها، معيدة الزخم الى المؤتمر بحضور أممي وتمثيل عن النظام والمعارضة السورية، مع استمرار عقدة الحضور الأمريكي لصالح روسيا، التي وضعت أربعة ملفات إنسانية وسياسية، للنقاش يتصدرها الترويج لإعادة النازحين من دول الجوار وبحث اللجنة الدستورية تمهيداً لتبنيه في «سوتشي» بديلاً عن مظلة الأمم المتحدة في مسار «جنيف»، إضافة الى تسوية ملف المعتقلين الذي تبدو مآلاته واضحة عبر الإعلان عن أكثر من 4000 اسم قتلهم النظام السوري تحت التعذيب، فيما يبقى الملف الأكثر إلحاحاً هو البت في مصير إدلب، آخر المناطق المنخفضة التصعيد والتي تشهد خلافات بين الدول الضامنة. وعلى ضوء تغير ملامح الحل السياسي في سوريا، فسّر البعض اختيار مسار «أستانة» وتحويل أهدافه، بغية وضع اللمسات الأخيرة على نعوة «جنيف» وهو ما ترجم الاتفاف على كل المقررات الدولية وإزاحتها، عبر تكتيكات روسية. ويحضر وفد المعارضة السورية بتمثيل منخفض برئاسة أحمد طعمة ومشاركة وفد عسكري يضم منذر ستراس عن فيلق الشام، أحمد عثمان عن فصيل السلطان مراد، وياسر عبدالرحيم، محمد بيرقدار، طارق صولاق، وايمن العاسمي رئيس اللجنة الإعلامية، إضافة الى تمثيل من الائتلاف الوطني المعارض، وهم «سلوى اكتاو، ياسر الفرحان رئيس اللجنة القانونية، محمد سليم الخطيب ممثلاً عن رئيس الائتلاف الوطني السوري» إضافة الى «محمد يونس، محمد سرميني». ويحضر الوفد الروسي برئاسة المبعوث الخاص للرئيس بوتين إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف، بمشاركة نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، إضافة الى ممثلي الدول الضامنة للهدنة في سوريا (روسيا وإيران وتركيا) . فيما يرأس الجانب التركي نائب وزير الخارجية، سيدات أونال، ووفد إيران، مساعد وزير الخارجية، حسين جابري أنصاري، كما يمثل الأمم المتحدة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، برفقة فريق من خبراء الأمم المتحدة. رئيس وفد المعارضة السورية الى سوتشي احمد طعمة قال لـ«القدس العربي» ان اليوم الأول من المؤتمر انتهى باجتماعات تحضرية منفردة وثنائية، بين أعضاء وممثلي الدول الضامنة، إضافة الى اجتماعات ضمت وفد المعارضة مع الدول الضامنة. وأوضح ان القضايا التي تتصدر طاولة الاجتماعات هي أربعة ملفات، ثلاثة منها سابقة، وهي إدلب، والمعتقلون وملف اللجنة الدستورية، اما الملف الجديد الذي طرحته روسيا فهو عودة اللاجئين والمهجرين. المعتقلون من جانبه قال رئيس اللجنة القانونية لدى وفد «استانة» المعارض، من سوتشي، ياسر الفرحان، لـ«القدس العربي» ان وفد المعارضة يحمل مجموعة من الرسائل الواضحة الى الوفد الروسي والأمم المتحدة، أهمها التركيز على ملف المعتقلين الذي سيكون مفتاحاً أمام تنفيذ باقي الملفات، كعودة اللاجئين الذي «لا يمكن ان ينجح دون فرض اجراءات لازمة لسلامتهم، وهذا يبدأ بوقف اعمال الاعتقال والتعذيب، واطلاق سراح كافة المعتقلين». مضيفاً ان عدم انقاذ المعتقلين ينعكس على جهود التسوية السياسية ويهدد مسار استانة، كما يقوض الجهود التي تبذلها روسيا والامم المتحدة في العملية السياسية» وعبر عن رؤيته بان روسيا «لا يمكن على المستوى المتوسط والبعيد ان تحقق اهدافها في سوريا الا اذا انحازت الى مطالب الشعب السوري من خلال المضي في ملف المعتقلين لتحقيق انجاز حقيقي وملموس». ورداً على سؤاله عن أهمية الحديث عن اطلاق المعتقلين بينما يفرج عن أسمائهم فقط الى دوائر النفوس بعد تسجيلهم كوفيات قال الفرحان ان «قيام النظام بتسجيل المعتقلين على انهم وفيات يثبت بشكل واضح وصريح بانه هو المسؤول عن تصفيتهم»، معرباً عن تخوف المعارضة على مصير مئات الآلاف من المعتقلين الذين لا يزالون يرزحون تحت وطأة التعذيب، وأضاف رئيس لجنة المعتقلين «وجودنا من أجل الضغط على النظام، لفتح السجون امام المنظمات المعنية، ورسالتنا واضحة، سنؤكد من خلالها ان اي ملف آخر لا يمكن ان ينجح الا اذا اثبتت روسيا قدرتها على الزام النظام بوقف اعمال التعذيب، والتصفية في المعتقلات، ونؤكد أن مطالبنا نحملها الى الامم المتحدة ونخاطب جميع الاطراف المعنية ونحتاج الى اتخاذ اجراءات واقعية». وعن التقدم في «مجموعة العمل» التي أنشئت من اجل المعتقلين، منذ النسخة التاسعة من مسار استانة، قال ان اللافت في الأمر هو «إدخال الصليب الأحمر الدولي والأمم المتحدة وتركيا الى هذه اللجنة، وهي اطراف تتعامل بشكل ايجابي مع الملف»، مضيفاً ان التفاهمات التي حصلت تُخضع ملف المعتقلين لأحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان، الذي يهدف الى حماية الافراد من سلوك الحكومات المستبدة، وبالتالي يقضي باطلاق سراحهم كمدنيين لا كأسرى حرب او مجرمين، وهو انتزاع لإقرار من النظام وداعميه بأن الملف يقارب بهذا الشكل، ليس في حسب رؤية إيران والنظام. لم تعقد تفاهمات جديدة من أجل محافظة إدلب، المنطقة الرابعة في اتفاق خفض التصعيد، خلال اليوم الأول من مؤتمر ستوشي، اما عن إجراءات المعارضة من اجل تحويلها الى منطقة وقف اطلاق نار فقال الفرحان «نريد ان نجدد التعهدات الروسية، والحصول على ضمانات لعدم استهداف هذه المنطقة، ونحن ندرك تماماً خطط النظامين السوري والايراني، اضافة الى الانحياز الروسي، وواجبنا الذهاب الى محفل للدفاع عن 4 ملايين سوري في ادلب». اللجنة الدستورية ورأى مصدر من المعارضة في ستوشي، فضل حجب هويته لـ«القدس العربي»، ان اللجنة الدستورية وبالرغم من محاولة موسكو تحويلها الى سوتشي على انه ضمن مسار استانة، المعني أصلاً بالملف العسكري والإنساني فقط، دون السياسي، فإنه لن تتم مناقشتها بشكل كامل خلال المؤتمر الحالي بدلاً عن جنيف، «فهي وفق التفاهمات المنجزة في استانة، ستذهب الى جنيف، وقد انيط بـ «دي مستورا» مهمة وضع اللوائح الداخلية الى اللجنة، وهذه اللجنة تخضع في ولاياتها ووصايتها إلى الأمم المتحدة وبالتالي المناقشات تجري نتيجة أهمية المؤتمر، وحضور الأطراف المعنية والأكثر انخراطاً بالصراع والمتواجدة مباشرة على الارض، اضافة الى المعارضة السورية، وممثلي النظام». «سوتشي ـ 10» ينهي «جنيف» عبر ترويج إعادة النازحين و«اللجنة الدستورية» هبة محمد |
«المشتركة» تطالب النواب العرب في الأحزاب الصهيونية بالاستقالة Posted: 30 Jul 2018 02:22 PM PDT الناصرة – «القدس العربي»: طالبت القائمة العربية المشتركة داخل أراضي 48 باستقالة النواب العرب في الأحزاب الصهيونية، رافضة مطالب شعبية واسعة باستقالة او تعليق نوابها حتى نهاية الدورة البرلمانية في الربيع المقبل، احتجاجا على تشريع قانون القومية العنصري. ودعت القائمة المشتركة، في بيان رسمي «النواب العرب» في الائتلاف إلى أن «يقدموا استقالتهم، خاصة وأن أحزابهم هي التي مررت وأقرت قانون القومية البغيض». كما دعت كذلك إلى الإعلان «عن يوم تمرير قانون «دولة القومية اليهودية» كيوم عالمي لمناهضة الأبرتهايد (العنصرية) الإسرائيلي. وأكدت على أن «هذا قانون كولونيالي عنصري يؤسس قانونيًا للأبرتهايد، ويتنكّر للحقوق التاريخية المشروعة للشعب الفلسطيني ويسد الطريق أمام أي حل عادل للقضية الفلسطينية». وقالت المشتركة إنها أجمعت «على ضرورة العمل على تنفيذ قرارات لجنة المتابعة العليا وإنجاح النشاطات الاحتجاجية التي أقرتها في الأسبوع المنصرم». ودعت «جماهير الشعب الفلسطيني وكل المناهضين للعنصرية للتجنّد للمشاركة في المظاهرة القُطرية في تل أبيب يوم السبت الموافق 11 أغسطس/ آب المقبل. وأكدت المشتركة أيضا في بيانها «على ضرورة الإسراع في تنظيم الإضراب العام للشعب الفلسطيني في أماكن وجوده كافة، وحشد الطاقات الجماهيرية لعقد المؤتمر الوطني للجماهير العربية الفلسطينية في الداخل، والتحرّك الموحّد على المستوى الدولي، وتفعيل حراك شعبي واسع في المناطق وعلى المستويات كافة للتصعيد ضد قانون القومية المعادي لشعبنا وحقوقه التاريخية والحياتية». وأشارت إلى أنّها «في حالة انعقاد مستمر لمتابعة تداعيات قانون القومية، وأنها «أقرّت مجموعة من الخطوات والنشاطات على المستوى المحلي والدولي وتواصل مناقشة قضايا واقتراحات إضافية». وختمت بيانها بالدعوة إلى «المحافظة على وحدة الصف الوطني في هذا المرحلة الحرجة وإلى تصعيد النضال ضد الأبرتهايد الإسرائيلي وضد قانون القومية في الساحات الجماهيرية والبرلمانية والدولية والحقوقية كافة، مع المحافظة على النقاش الجدّي والمسؤول حول أفضل السبل لمواجهة التحدّيات الصعبة التي يواجهها شعبنا». وعبرت أوساط أهلية وإعلامية عن عدم رضاها من قرارات المشتركة واعتبرتها هزيلة ولا ترتقي لمستوى التحديات المترتبة على قانون القومية. وكان عشرات المثقفين الفلسطينيين في الداخل قد وقعوا عريضة دعوا فيها لتعليق عضوية المشتركة في الكنيست حتى الانتخابات العامة المقبلة بعد عدة شهور. كما طالبوا برفع وتيرة الاحتجاجات المتنوعة وتصعيدها وانتقدوا لجنة المتابعة العليا والقائمة المشتركة لعدم وجود خطة استراتيجية تسترشد بها نضالات فلسطينيي الداخل. ويستعد المواطنون العرب الدروز للقيام بمظاهرة كبيرة في تل ابيب يوم السبت المقبل ويواصلون تصديهم لقانون القومية بشكل منفصل عن بقية فلسطينيي الداخل. وفي هذا السياق نقل موقع صحيفة «كل العرب» الصادرة في الناصرة عن نائب عربي في الكنيست محجوب الهوية قوله إن «الرئيس الفلسطيني محمود عباس طالب رئيس لجنة المتابعة العليا محمد بركة، ورئيس القائمة المشتركة أيمن عودة، بعدم الاستقالة من الكنيست بتاتا حتى لو لمدة محدودة جدا ردا على قانون القومية والى خفض مستوى الاحتجاجات». وفي بيان رسمي نفى محمد بركة هذه المزاعم ووصفها بالكاذبة. وأوضح انه اجتمع بالرئيس عباس في رام الله قبل يومين من أجل التنسيق قببل اللقاء مع الفصائل الفلسطينية طبقا لقرارات المتابعة. كما أوضح بركة ان الرئيس عباس استجاب لطلبه بالمساعدة في فضح قانون القومية في العالم بالاستفادة من خدمات السفارات الفلسطينية في العالم. وتابع بركة «الرئيس عباس غاضب على قانون القومية بما لا يقل عن غضب فلسطينيي الداخل». مواجهة أمام السلطة الظالمة لكن النائب في القائمة المشتركة مسعود غنايم اعتبر في اعتراف صريح أن اجتماع القائمة المشتركة لم يبحث قضية استقالة النواب العرب من الكنيست، أو حتى التلويح بالاستقالة الجماعية منه، وذلك في حديث لـ»عرب 48 « اعتبر أن «هذه الخطوة لا تصب في مصلحة الجمهور العربي وتمثيل قضاياه العادلة». وقال غنايم إن المشتركة تناولت «مختلف القضايا في الاجتماع التشاوري عدا تقديم الاستقالة. وأشار إلى عدم رضاه إزاء حجم وجودة العمل السياسي العربي في شأن قانون القومية. واعتبر أن «المشتركة لا تتحمل مسؤولية حالة الهدوء أو الفراغ الحاصلة». وأضاف «نحن نسعى إلى إنجاح الخطوات التي اتخذت في لجنة المتابعة. وقال نائب رئيس الحركة الإسلامية الدكتور منصور لـ «القدس العربي» إن القيادة السياسية والأهلية داخل أراضي 48 فشلت في التعامل حتى الآن مع قانون القومية العنصري الخطير. وأكد ان القيادات السياسية مرتبكة ومتلكئة، داعيا لتدارك الموقف بعمل حقيقي جماعي. في المقابل وفي معرض تسويغه لعدم الاستجابة لمطالب واسعة بتعليق عضوية المشتركة في الكنيست لمدة معينة، ادعى النائب يوسف جبارين، رئيس لجنة العلاقات الدولية في القائمة ان»الكنيست بالنسبة لي هي ساحة نضال ومواجهة وعمل ضد سياسات حكومات اسرائيل وضد التشريعات العنصرية». وتابع «نحن نمثّل اهالينا وقضاياهم ونطرح هذه القضايا بقوّة برلمانيًا وأمام كل المسؤولين، بالإضافة الى تمثيل قضايانا في المحافل الدولية المهمة كمنتخبي جمهور. علينا مواصلة مقارعة الحكومة ومواجهتها، وطرح البديل الديمقراطي الحقيقي لمصلحة الشعبين في هذه البلاد». وردا على سؤال «القدس العربي» قال جبارين «لا. لسنا ورقة توت لأحد، بل نناضل يوميًا للتصدي للتمييز والعنصرية. صمد أهلنا في مواجهة مظالم الحكم العسكري وفي التصدي لمصادرات الأراضي، بفضل وحدة شعبنا الوطنية وعزيمتنا النضالية»، معتبرا ان قانون القومية هو استمرار لتشريعات عنصرية منذ قيام الدولة، وهو لن ينجح بالنيل من صمودنا ومن عزيمتنا، فنحن أصحاب حق ونستمد ثقتنا من انتمائنا لوطننا ومن عدالة قضيتنا». وخلص للقول «سنبقى شوكة في حلوقهم، في الكنيست وفي الميدان، وفي المحافل الدولية.» «المشتركة» تطالب النواب العرب في الأحزاب الصهيونية بالاستقالة قانون القومية يثير جدلا واسعا في أوساط فلسطينيي الداخل وديع عواودة: |
أوساط قيادية تتحدث عن انفراجة في ملف المصالحة وحماس ترسل وفدا للقاهرة بالتزامن مع وجود ممثلي فتح Posted: 30 Jul 2018 02:21 PM PDT غزة ـ «القدس العربي» :بما يشير إلى وجود تقدم في مباحثات المصالحة التي ترعاها مصر، وصل إلى العاصمة القاهرة، وفد قيادي من حركة حماس، في اليوم الأول لبدء وفد حركة فتح مباحثاته هناك مع جهاز المخابرات المصرية، حول الرؤية المصرية الجديدة لتطبيق الاتفاق. وعلمت «القدس العربي» أن وفد فتح الذي حمل «ردودا إيجابية» يريد جداول زمنية محددة، لتطبيق كل بنود إنهاء الانقسام. وقبيل بدء لقاءات وفد حركة فتح مع المسؤولين في جهاز المخابرات المصرية يوم أمس في القاهرة، وصل وفد قيادي من حماس، مكون من سبعة أفراد، برئاسة عضو المكتب السياسي خليل الحية، قادما من قطاع غزة إلى القاهرة، لاستكمال بحث ملف المصالحة. ويشير وصول وفد حماس بالتزامن مع وجود وفد فتح، لوجود إمكانية بعقد الطرفين جلسة حوار شاملة، برعاية مصرية، للاتفاق على تطبيق باقي بنود المصالحة، في ظل الرؤية المصرية الجديدة للمصالحة. وتأتي زيارة وفد حماس، بعد عشرة أيام من زيارة سابقة، قام بها وفد رفيع من الحركة قاده نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري. وأشارت أوساط قيادية من حركة فتح إلى وجود «أجواء إيجابية» في المرحلة الحالية، خاصة وأن الردود التي يحملها وفد الحركة المكون من عزام الأحمد وروحي فتوح وحسين الشيخ، ومدير المخابرات العامة اللواء ماجد فرج سيكون لها أثر في تحريك الملف. وتربط هذه الأوساط اهتمام الحركة العالي بالجهود الرامية لإتمام ملف المصالحة، بالوفد الذي أرسله الرئيس محمود عباس إلى القاهرة. ويؤكد مسؤولون في الحركة أن الوفد ذهب إلى القاهرة، من أجل التوصل لحلول لكل نقاط الخلاف، على أن يكون ذلك وفق جدول زمني معروف ومتفق عليه، بالاستناد إلى ما جرى تحقيقه عقب اتفاق 12اكتوبر/ تشرين الأول الماضي. العالول هدف زيارة الوفد تحريك المياه الراكدة وفي هذا السياق قال محمود العالول نائب رئيس حركة فتح، إن التحركات الحالية للمصالحة، تهدف إلى تحريك المياه الراكدة، وإخراج عملية المصالحة من حالة الجمود، لافتا إلى أن مباحثات المصالحة توقفت منذ مارس/ آذار الماضي عقب عملية تفجير موكب رئيس الحكومة الدكتور رامي الحمد الله، ومدير المخابرات اللواء ماجد فرج عند دخولهم غزة. وأكد في تصريحات لإذاعة «صوت فلسطين» أن الهدف الحالي لزيارة وفد الحركة يتمثل في تطبيق الاتفاقيات السابقة التي اتفق وتم التوقيع عليها، وتوقفت عند حادثة التفجير. وفي سياق الحديث عن تهدئة الأمور ومنع التصعيد في غزة، فإن هناك من يرجح أن يكون لزيارة وفد حماس علاقة بتحركات المبعوث الدولي للشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، الذي التقى خلال الساعات الماضية عددا من المسؤولين المصريين لذات الغرض. وعلمت «القدس العربي» أن لقاءات وفد فتح في القاهرة، تناولت أيضا إلى جانب ملف المصالحة، إنجاح المقترحات التي طرحتها الأمم المتحدة ووافقت عليها مصر، لإدخال تسهيلات على حياة سكان قطاع غزة المحاصرين، بهدف منع انفجار الأوضاع هناك. وتعلم القيادة الفلسطينية جيدا بالتحركات التي يقوم بها ميلادينوف منذ فترة، لإيجاد حل لمشاكل غزة الإنسانية، ولا تمانع تلك التحركات، التي يشترط فيها المبعوث الدولي، إشراف الحكومة الفلسطينية على المشاريع المخطط تنفيذها لتخفيف حدة الحصار. وأجرى ميلادينوف محادثات أول من أمس الأحد وهو اليوم الذي وصل فيه وفد فتح، للقاء وزير الخارجية المصري سامح شكري، ومدير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل. مصر تريد نزع فتيل الأزمة وتريد مصر التي أجرت حوارات واتصالات خلال الفترة الماضية مع قيادة السلطة، أن تنزع فتيل الأزمة في غزة، من خلال إعطاء المزيد من التسهيلات التي من شأنها أن تحسن وضع أهالي القطاع، من أجل منع الوصول إلى مواجهة عسكرية بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وإسرائيل، خاصة أن الأيام الماضية شهدت توترا على الحدود، كاد أن يطيح بكل الجهود المبذولة. ومن أجل ذلك قال مطلعون على تحركات ميلادينوف، إنه يعمل في هذه الأوقات على تسريع تحركاته، التي شملت مصر وقيادة حركة حماس ومسؤولين إسرائيليين، في مسعى للوصول إلى تفاهمات مناسبة تشمل العودة إلى مربع التهدئة من جديد، وإنهاء الأسباب التي من شأنها أن توتر الوضع من جديد. وكان ميلادينوف قد زار غزة الخميس الماضي مرتين، عقد خلالها لقاءات مع رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، كما تخلل اليوم ذاته الذي جاء بعد تصعيد جديد على الحدود ليل الأربعاء، كاد أن يفجر الوضع من جديد، عقد لقاءات مع مسؤولين في تل أبيب، قبل أن يصل هذا الأسبوع للقاهرة، وهي الزيارة الثانية له خلال هذا الشهر، لوضع الترتيبات النهائية على مشروعه الجديد للتهدئة، الذي يشمل دعم جهود مصر في الوساطة بين فتح وحماس. وأعلن ميلادينوف أنه أجرى مناقشات وصفها بـ «الإيجابية» في القاهرة، وكتب في تغريدة له على صفحته على موقع «توتير»:»مناقشات إيجابية جرت مع وزير خارجية مصر سامح شكري حول التطورات الإقليمية وإمكانية السلام بين فلسطين وإسرائيل». وأوضح أن اللقاء ركز على آخر التطورات في الضفة وكيفية تفادي التصعيد في غزة، وحل القضايا الإنسانية ودعم المصالحة. وبخصوص مباحثاته الأخيرة في غزة، التي لم يصدر بيان رسمي يشير إلى فحواها، كانت وكالة «صفا» الفلسطينية المحلية، قد ذكرت أنها جرت في «جو من الجديةِ والوضوح»، وأن هناك «بنودا إيجابية»، يمكن تطويرها والبناء عليها للخروج من حالة التوتر التي تسود المنطقة ومنع التدهور والتصعيد، وأن قيادة حماس بانتظار رده على المطالب التي قُدّمت له والتي من شأنها أن تُفضي إلى رفع العقوبات وكسر الحصار وحل أزمات القطاع. أوساط قيادية تتحدث عن انفراجة في ملف المصالحة وحماس ترسل وفدا للقاهرة بالتزامن مع وجود ممثلي فتح أشرف الهور: |
تواصل الاحتفاء بعهد التميمي وانتقادات لترك العرب فلسطين صيدا سهلا للصهيونية Posted: 30 Jul 2018 02:21 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي» : واصلت الصحف الصادرة أمس تخصيص أوسع مساحاتها، وكذلك فعلت كل القنوات التلفزيونية لنقل وقائع اليوم الثاني والأخير من أعمال المؤتمر الوطني السادس الذي عقده الرئيس السيسي بحضور ثلاثة آلاف مدعو وشارك في الكثير من جلساته وفي حوارات عديدة، وواصل حصد المزيد من الصبر الشعبي رغم استمرار الصراخ والشكوى من ارتفاع الأسعار والخدمات وذلك لاعترافه بأن هناك سلبيات عديدة موجودة يعمل على مواجهتها، وطلبه من الشعب الصبر على إجراءات الإصلاح الاقتصادي، ووعده بحلها بعد عامين ونصف من الآن ولأنه، كما نبهنا مئات المرات إلى أن من هم خارج مصر ويتوهمون حدوث ثورة أو اضطرابات اجتماعية يعيشون في أوهام، واعتمادا على ما تتناقله وسائل التواصل الاجتماعي الفاقدة لأي تأثير يمكن أن يدفع إلى عمل سياسي لعدم وجود بيئة شعبية يمكن أن تشجع على ذلك بل وحتى العمل السياسي السلمي والقانوني والذي يكفله الدستور رغم وجود أكثر من مئة حزب سياسي رسمي لا يحس بها الناس ولا يعرفون أسماءها باستثناء حزب الوفد. وحتى الوفد فلا وجود له أو حركة في الشارع وإنْ حدثت فداخل مقره الرئيسي في القاهرة لا مقراته في المحافظات أو خارجها، وحتى مؤتمرات الشباب والبرنامج الرئاسي المستمر من سنوات لإعداد مئات الألوف من الشباب فتقديري الشخصي أنه لن ينجح في إعداد جيل سياسي إنما جيل يكون مهيئا لتولي وظائف يحققون بها طفرة في أداء الجهاز الحكومي لأن العمل السياسي لإعداد قيادات أو شباب سياسي أمر مختلف تماما قائم على خلافات بين المذاهب السياسية، هذا اشتراكي وذاك وسط وذلك يميني وعلى يسار ويمين كل اتجاه اتجاهات أخرى. المهم إن ما لفت الانتباه إلى كلام الرئيس في اليوم الأول رده على سؤال حول كيفية تعليم الأبناء الانتماء للوطن إذ شن هجوما غير مباشر على انتشار الجامعات والمدارس الأجنبية التي تعلم طلبتها عدم الإحساس بالوطن، وملاحظته صحيحة تماما وتعني اتجاه الدولة لتقييد هذه الجامعات والمدارس الخاصة بتوسعها في إنشاء المدارس التجريبية وتطوير التعليم الابتدائي والثانوي الحكومي واتفاق الجامعات المصرية الحكومية مع أعرق الجامعات الأوروبية على فتح فروع لها في مصر كما حدث مع جامعة ليفربول وإنشاء الجيش كلية الطب. ولوحظ أيضا أن الرئيس انتقد ما تبثه القنوات من برامج لا تتفق مع قيمنا وعاداتنا وقال: إذا أردنا أن نتدخل يقولون لنا الإبداع وتسأل وبعدين؟ أيضا لفت الاهتمام بقوله إن برنامجه للقضاء على قوائم انتظار الحالات الحرجة في ظرف ستة أشهر وعلاج غير القادرين على نفقة الدولة يكلف الميزانية مئة ألف جنية لعلاج كل حالة. ومثلما اهتمت الصحف بأعمال المؤتمر الوطني ومداخلات وكلمات الرئيس فكان الموضوع الثاني الذي استحوذ على اهتماماتها هو الإفراج عن الفتاة الفلسطينية عهد التميمي في صور تعليقات وتحقيقات وإعادة لما نشرته الصحف الأجنبية وصورها وسط إعجاب هائل بها وبشجاعتها وعرضت الفضائيات كل ذلك. وكانت اللفتة الموحية لها هي زيارتها لقبر الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات وهو ما يثبت للجميع أن الشعوب تظل وتحتفظ لزعمائها الحقيقيين بمكانتهم في قلوبها وتوارثها جيلا بعد جيل رغم أي أخطاء لهم أو محاولات تشويههم. وأما عن اهتمامات الناس فلا تزال كما هي من متابعة الكثير من الأسر انتهاء المرحلة الثانية من تنسيق القبول في الجامعات وبدء المرحلة الثالثة والأخيرة ومباريات كرة القدم في الدوري العام وانتقالات اللاعبيين وفوز الأهلي على الفريق البتسواني تاون شيب في مباريات الأندية الافريقية. وتابع كثيرون ما تم عرضه من السماح لمراسلين وقنوات أجنبية بزيارة سيناء والعريش للتأكد من عودة الحياة الطبيعية إليها بعد قضاء الجيش والشرطة على الإرهاب باستثناء عملية يتيمة من وقت لآخر يروح ضحيتها ضابط أو جندي أو اكتشاف لغم في طريق القوات وانفجاره أو تفكيكه وذلك ناتج عن خطة النظام التي أطلقها السيسي عندما قال إنه سيتم استخدام القوة الغاشمة والقوة المفرطة ومعاملة كل شخص يتستر على إرهابي قريب له معاملة الإرهابي والتعليمات بأننا لسنا في حاجة إلى القبض عليهم وملء السجون بهم وإنما تصفيتهم في أماكن الاشتباك معهم. ولوحظ عدم اهتمام الناس أو حتى الإعلام بالحكم الذي أصدرته محكمة جنايات المنيا، التي عقدت جلساتها في معهد أمناء الشرطة في القاهرة، للنظر في قضية محاكمة ثمنمئة وسبعة من الإخوان المسلمين على رأسهم المرشد العام الدكتور محمد بديع بسبب الهجوم بعد فض اعتصام رابعة على نقطة الشرطة وحرقها وقتل اثنين من أمناء الشرطة. وكانت هذه المحاكمة قد بدأت عام 2014 لبديع وحوالي مئتين وحكمت بإعدامه، لكن محكمة النقض ألغت الحكم وتمت إعادة المحاكمة أمام دائرة أخرى من دوائر الجنايات التي أصدرت الحكم بإعدام مبروك سعد محمود فقط وحبس الآخرين، وإلى معظم ما عندنا …. أيقونة نضالية ونبدأ بأيقونة نضال الفلسطينيين التي قال عنها في «الأخبار» ونقيب الصحافيين الاسبق جلال عارف: استمرار نضال شعب فلسطين هو ما تخشاه إسرائيل وهو ما تجسده عهد التميمي ابنة المناضل الذي ترك التعذيب في سجون إسرائيل آثاره الوبيلة علي جسده وابنة المناضلة التي تم اعتقالها من قبل خمس مرات وابنة القرية التي تقاتل يوميا دفاعا عن أرضها ضد قطعان المستوطنين. تخشى إسرائيل من عهد التميمي لأنها ترمز إلى جيل جديد يعطي فلسطين الأمل جيل يخوض النضال اليومي عىي الأرض ضد الاحتلال وضد قطعان المستوطنين، جيل يستوعب دروس الماضي ويتمسك بعدالة قضيته. وفي «الوطن» قالت نادية الدكروري: برزت «عهد» منذ كانت يافعة كناشطة سياسية فلسطينية تتحدى جنود الجيش الإسرائيلى الذين اعتدوا على والديها فى مسيرة سلمية مناهضة للاستيطان فى قرية النبي صالح مسقط رأسها وقامت برفع قبضة يدها الصغيرة فى وجه جندي إسرائيلي عام 2012 في مشهد تناقلته وسائل إعلام عالمية لتعود لتتصدر المشهد من جديد بعدها بخمس سنوات بصفع جندى آخر أطلق الرصاص المطاط على رأس ابن عمها محمد «15 عاما» لتمثُل «عهد» للمرة الرابعة أمام المحكمة الإسرائيلية التي وجهت لها 12 تهمة أبرزها «أنها صاحت فى وجوه الجنود الإسرائيليين تحول وجه «عهد» المضيء بنظرة المقاومة للاحتلال الإسرائيلى على مدار الأشهر الثمانية الماضية إلى شعار للقضية الفلسطينية وهي لا تزال طالبة فى الثانوية العامة- الفرع الأدبي في مدرسة البيرة الثانوية بنات، وتتمنى أن تصبح محامية لتدافع عن وطنها وأهلها وشعبها. وفي العدد ذاته قال محمود الكردوسي عن فلسطين: قبل حوالي عشر سنوات شنت إسرائيل حربا طاحنة على غزة وامتلأت شاشات الفضائيات بوجه عجوز فلسطينية جالسة على أنقاض بيتها وهي تصرخ: «وينكم يا عرب»: هذا سؤال القضية منذ 1948! مؤخرا ومنذ أيام قليلة أقر الكنيست الإسرائيلى قانونا يمنح اليهود فقط حق تقرير المصير في فلسطين وهو قرار عنصري متوقع وطبيعي بعد أن ترك العرب فلسطين صيدا سهلا لهذه العصابة الصهيونية وانشغلوا عنها بتأمين وجودهم وملذات حكامهم وشعوبهم. فلسطين ضاعت أضاعها العرب عمدا بينما الشعوب العربية مشغولة بـ«الكيكى» وكرة القدم و«الأقصى» أصبح مرتعا لجنود إسرائيل ومتطرفيها الدينيين بينما المسلمون أدوات لهدم دولهم أو لتصفية بعضهم البعض . مؤتمر الشباب ونبدأ بأبرز ما نشر عن المؤتمر الوطني السادس للشباب الذي قال عنه محمد أمين في «المصري اليوم»: لا تسألوا الرئيس فى أي وقت عن أي شيء. مهم طبعا أن يكون السؤال المناسب في التوقيت المناسب اسألوا الرئيس في أثناء انعقاد مؤتمرات الشباب إنها أفضل وقت يكون فيه الرئيس مستعدا للإجابة بكل بساطة وشفافية وارتياح أيضا تشعر أنه ينجلي ويكتب الملاحظات ويبتسم ويقبّل الشباب. لذلك أقول لكم انتهزوا الفرصة واسألوا في كل شيء!فحين كنت أشاهد الفيلم التسجيلي «أهل العلم» قفزت إلى ذهني بعض الأسئلة الرئيس أيضا قفزت إلى ذهنه بعض الأسئلة والتعليقات وكان يدونها حتى لا تضيع من رأسه أحب فيه هذه المزيّة لا يتعامل مع الأشياء على أنه الرئيس يُظهر حالة نادرة من الجدية لذلك نجحت المؤتمرات الشبابية ورأينا حالة استدامة كل مؤتمر يؤدي إلى الآخر في انسجام تام! وإلى «الأهرام» التي علق فيها فاروق جويدة على إشارة السيسي إلى التعليم وقال : ينبغى أن نتوقف ونحن نناقش القضية عند العلاقة بين التعليم والاستثمار بعد أن أصبح مصدرا للثراء ودخلت فيه عوامل كثيرة نحن أمام تعليم مختلط فهناك أنواع متعددة من المدارس وهناك جامعات من كل لون: إنجليزي وفرنساوي وألماني وروسي وياباني وكل جامعة تفرض ثقافتها ولغتها وأفكارها. لقد تحدث الرئيس عن الهوية وهي التي تتشكل في الأسرة والمدرسة والإعلام والأسرة المصرية. الآن لا يتحدث أبناؤها اللغة العربية ولا يعرفون شيئا عن تاريخ مصر وقبل هذا كله فإن التعليم أصبح استثمارا ولم يعد مسؤولية إن مصاريف المدارس الخاصة والأجنبية لا تخضع لأي لون من ألوان الرقابة في مناهجها أو الإشراف عليها. هناك مدارس أجنبية لا تعلم اللغة العربية إطلاقا. وقد كان غريبا أن يبدأ حفل افتتاح المؤتمر بفيلم تسجيلي عن جامعة القاهرة ورموزها باللغة العامية وهو يحكي عن تاريخ هذه الجامعة العريقة إن مسؤولية الأسرة غابت تماما في قضية التعليم وكل المطلوب منها أن توفر المصروفات والدروس الخصوصية وما إذا كانت تدفع بالدولار أو الجنيه المصري إن قضية التعليم المختلط هى أخطر ما حدث فى مصر حين انقسم المجتمع على نفسه بين أبناء المدارس الأجنبية وأبناء مدارس العشوائيات ووجدنا أنفسنا أمام أجيال لا يوجد أي رابط بينها من الانتماء والهوية . ثم نغادر «الأهرام» إلى «اليوم السابع» لنقرأ لكريم عبد السلام دفاعه عن المؤتمر وقوله عن إيجابياته: يمكنك أن تتكلم عن ضعف الحياة السياسية المصرية كما شئت وأن تتناول ترهل الأحزاب السياسية القديمة وتهافت الجديدة منها وعدم قدرة أي من الكيانات الحزبية على عقد صلات حقيقية مع الجماهير وبناء قاعدة شعبية واسعة على غرار الوفد مثلا قبل ثورة 1952 لكنك لا تستطيع تجاهل الزخم الكبير الذى أحدثته مؤتمرات الشباب التي انعقدت حتى الآن ست مرات فى محافظات مختلفة وضم بعضها شبابا من مختلف دول العالم المتابع للخط الذي تتخذه مؤتمرات الشباب بحضور السيسي وقيادات الدولة المصرية يلاحظ أنها تسد الفراغ السياسي الكبير الذي نعاني منه كما تستحدث لغة عصرية تخاطب الأجيال الجديدة وتمد الجسور معهم من خلال دعوة شخصيات ناجحة وشباب الجامعات والمتفوقين في مختلف المجالات داخل مصر وكذا في الخارج الأمر الذي يجعلنا نقول باطمئنان إن مؤتمر الشباب هو أكبر حزب سياسي وشعبي فى البلد وإقامته بانتظام ضرورة ملحة للنهوض بالحياة السياسية ومنح الأجيال الجديدة فرصة للتعبير عن نفسها. لكن ذلك لم يؤد إلى القضاء علي حيرة الشباب نحو الوظائف التي يريدونها وهو ما أخبرنا به عمرو سليم في «المصري اليوم» أنه شاهد ثلاثة شبان حائرين نحو الوظائف الأكثر رواجا في مصر وكانت ناشط سياسي أو داعية ديني أومنادي سيارات. عبد الناصر وثورة يوليو رغم تراجع الاهتمام بها بعد أن طفت على صفحات الصحف وبرامج القنوات الفضائية حوالي عشرة أيام بمناسبة ذكراها فلا تزال ثورة يوليو/تموز وزعيمها عبدالناصر تحظى بقدر وافر من الاهتمام إذ قال خالد رزق في «الأخبار» تحت عنوان « حاسبوا عبد الناصر» : لأني شايف إنه أحسن واحد حكم مصر من عيالها بعد فترات انحطاط تاريخي طالت أزمنتها وحكمنا فيها الغرباء أحسن على الأقل في إخلاصه وصدق نواياه بأحزن قوي علي عبد الناصر رجل مهما كان في زمنه من مثالب يعتقد بها من يكرهونه ومعارضيه ـ يبقي ـ ما قدمه لهذا البلد ولما يعرف بالأمة العربية وللأحرار حول الدنيا فارقا في التاريخ كله رجل لا ينازعه أحد في أنه المواطن العربي الأول الذي عبر عن ضمير الأمة فاستأثر بقلوب وعقول شعوبها واستحق أن يبقى في وجدانها رمزا للحرية والكرامة. حاسبوا ناصر بزمنه، حاسبوه وفي عقولكم ما الذي كان يمثله هذا الرمز وكيف أحدث تغييرا في العالم كله. والتقييم هنا بالمناسبة وحتى لا تخدعك ذاتك تقييم يشارك فيه كل أحرار العالم وبعضه مسجل في تواريخ أمم غريبة احتلت بلداننا وأخرى كان ملهما للتحرير وداعمها على سبيله «بعدها» حاسبوه بما أعلنه عن إيديولوجيته وتوجهات حكمه ونفذه منذ اليوم الأول واستمر عليه حتى غادرنا إلى معرض الحق. سبب البلاء وفي «الشروق» حاول الدكتور إبراهيم عوض أستاذ السياسات العامة في الجامعة الأمريكية في القاهرة إقناع المختلفين حول الثورة وقائدها بالتوصل إلى حل وسط بدلا من حالة العداء الشديدة بينهما خاصة بين أنصار العهد الملكي والباكين عليه وعلى أيامه الحلوة وما كانت فيه مصر من نعيم وما بين أنصار الثورة الذين يهاجمونه والحل الذي اقترحه أن يأخذ أنصار الثورة بما سماه الديمقراطية الإجرائية التي كانت موجودة بشكل ما في العهد الملكي والتي نشأت بعد إقرار دستور سنة 1923 خاصة أن كثيرا من أوجه النظامين الملكي ويوليو/تموز زالوا الآن إلا أنه أبدى ميلا واضحا للاعتراف بما أحدثته الثورة وزعيمها من إنجازات قال عنها: نظام ما بعد 1952 فيه قطيعة وتواصل مع ما قبله أعتى الثورات لا تحدث قطيعة تامة مع ما قبلها بدون أن ينطلق من الصفر نجح النظام الجديد فى مرحلته الأولى فى تحقيق الجلاء عن مصر ثم أمم قناة السويس وانخرط فى الوحدة مع سوريا ونشط في تصفية الاستعمار وفي صياغة النظام السياسي والاقتصادي الدولي الجديد فيما بعد تصفيته فحقق رصيدا لمصر كان زادا لها في العقود التالية في النظام الاقتصادي والاجتماعي حدد ملكية الأرض الزراعية ووزع أراضي على معدمين وزاد الإنفاق الاجتماعي على التعليم والصحة والإسكان والثقافة. ثورة يوليو/تموز الأبعد أثرا كانت ترسخ فكرة العدالة الاجتماعية في الثقافة السياسية المصرية ومنحها مضامين في الاقتصاد أمم النظام الشركات الكبيرة وحوّل إلى الدولة ملكية أغلب أدوات الإنتاج في الصناعة الحديثة وفي بعض التجارة كان التأميم سبيله إلى تمويل سياساته الاجتماعية ولكنه كان أيضا صادرا عن تصور أن دور الدولة الأساسي في عملية التنمية لا يمكن الاضطلاع به إلا إن امتلكت هذه الدولة الجانب الأعظم من أدوات الإنتاج في اقتصاد مختلط. هنا نقطة ضعف أساسية في النظام الذي لم يحقق التنمية الضرورية لمساندة الدور الاجتماعي لدولة حديثة قد يحتج أحد بأن الخطة الخمسية الأولى في أوائل الستينيات من القرن الماضي حققت معدلات نمو مرتفعة وأن حرب يونيو/حزيران هي سبب البلاء أول الردّ أن العالم كله حقق معدلات نمو مرتفعة فى الستينيات ولم تكن مصر وحدها في ذلك. أما حرب يونيو/حزيران فهي بالفعل بلاء غير أنه لا يمكن اعتبارها سبب نكبتنا الاقتصادية المقيمة حتى يومنا هذا. لقد انقضت خمس وأربعون سنة منذ الحرب التالية في تشرين الأول/أكتوبر 1973 واستعادة مصر لسيناء واستئناف المرور في قناة السويس، ومع ذلك تفاقمت النكبة الاقتصادية ونتج عنها فشل اجتماعى بل وتصدّع سياسي بلاء حرب يونيو/حزيران تمثّل في احتلال إسرائيل لسيناء ولأراض سورية ولما تبقى من فلسطين ما أدّى إلى استيطانها وشبه ضياع حقوق الشعب الفلسطيني فيها ولكنه كان بلاء كاشفا لعلّة جذرية لما بعد يوليو/تموز 1952 ألا وهي النظام السياسي في هذا النظام طريقة اتخاذ القرار بسيطة وتبسيطية فتقصر عن الإلمام بكل عناصره. مقترح استفتاء لكن كلامه لم يعجب دندراوي الهواري في «اليوم السابع»: لم أنفجر غضبا في وجوه الإخوان المسلمين وأنصار العهد الملكي الذين لا يزالون يهاجمون الثورة وزعيمها الآن بمرارة وكراهية شديدة وعايرهم بأوضاعهم وبأوضاع مصر قبل الثورة كما سخر منهم عندما اقترح إجراء استفتاء شعبي بإلغاء الجمهورية وأن يتحول الرئيس السيسي إلى ملك وقال: الإخوان والنشطاء والبعض من الذين أبهرتهم صور الأبيض والأسود لكوبري قصر النيل وثلاثة شوارع في وسط القاهرة وجمالها وصور البشوات والبكوات والأمراء ومصطلحات «بنسوار يا هانم، ونهارك سعيد، وأفندينا والبرنس فلان، والباشا والبك علان» فجأة يتباكون على عصر الملكية ويلطمون الخدود ويشقون ملابسهم نصفين ألما ووجعا وكأن كل جماعة الإخوان والنشطاء وأدعياء الثورية من أبناء الأمراء والبشوات والبكوات والأعيان أصحاب العزب! وللعلم نقولها بالأرقام لقد رحل قائد ثورة يوليو/تموز 1952 جمال عبدالناصر واقتصاد مصر يفوق اقتصاد كوريا الجنوبية واليابان ولم يكن هناك سنغافورة أو ماليزيا كما بلغت قيمة القطاع العام من مصانع وشركات منتجة تجاوزت مليارات الدولارات وفق تقديرات المؤسسات الاقتصادية الدولية ومن بينها البنك الدولي، فقد بلغ عدد المصانع التي دشنها جمال عبدالناصر وعصر ثورة يوليو/تموز 1200 مصنع معظمها مصانع جوهرية منها مصانع الحديد والصلب ومجمع الألومنيوم في نجع حمادي على سبيل المثال لا الحصر. جمال عبدالناصر بنى السد العالي أحد أبرز وأهم المشروعات التنموية والإنشائية والهندسية في ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍلـ20 وفقا لتصنيف ﺍلأﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪة كما انخفضت نسبة الأمية بين الشعب المصري من ٪80 قبل ثورة يوليو/تموز إلى ٪50 بعد الثورة وكان للتعليم المجاني والجيد عقب الثورة مفعول السحر حيث دفع بعدد كبير من العلماء قيمة وقامة كبرى من عينة عالم الذرة الأشهر يحيى المشد وعالم الكيمياء أحمد زويل ومصطفى السيد ومجدي يعقوب وغيرهم من القامات التي أثرت العلم ونطرح عليهم سؤالا: طالما تتباكون وتلطمون الخدود وتشقون الملابس وتعضون الأيادي ندما على عصر الملكية فهل نجري استفتاء شعبيا بإلغاء الجمهورية وإعادة عصر الملكية وننصب عبدالفتاح السيسي ملكا لمصر العظمى؟! أترك لحضراتكم الإجابة ولك الله يا مصر!! . معارك وردود وإلى المعارك والردود وأولها ستكون من نصيب محمد سعد عبد الحفيظ عضو مجلس نقابة الصحافيين في «الشروق» الذي بلغ به الضيق مبلغه من رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبد العال بسبب رفضه الاستجواب وقال إنه لم يعد معمولا به في فرنسا فقال ردا عليه: الفقيه القانوني الدكتور علي عبدالعال استكمل تبريره لعدم استخدام الحق في استجواب الحكومة وفقا للمادة 131 من الدستور قائلا: «الاستجواب إجراء خشن يترتب عليه سحب الثقة من الحكومة»، مضيفا «الاستجوابات اتلغت من بعض الدساتير ومنها الدستور الفرنسي»لا أعلم كيف جزم خريج السوربون وأستاذ القانون الدستوري وعضو لجنة صياغة دستور 2014 بأن الدستور الفرنسي ألغى الاستجواب كأداة رقابية تمارسها الجمعية الوطنية استنادا إلى المادتين 48 و49 من دستور 1958؟آخر الاستجوابات التي جرت داخل الجمعية الوطنية الفرنسية كان يوم الإثنين الماضي حيث مثل وزير الداخلية جيرار كولومب أمام لجنة تحقيق برلمانية في إطار قضية ألكسندر بينالا الحارس الشخصى للرئيس إيمانويل ماكرون الذي أظهر فيديو نشرته صحف فرنسية ضربه لمتظاهرين فى مطلع مايو/ الماضي. المأسوف عليه وأما ثاني المعارك فكانت لعبد القادر محمد علي في «الأخبار» الذي حدثنا عن واقعة حدثت في الحديقة الدولية في حي مدينة نصر هي: فضيحة بجلاجل تناولتها وسائل الإعلام عندما ظهر فجأة في الحديقة الدولية في مدينة نصر حمار وحشي مخطط ثم تبين بعد ذلك أنه حمار بلدي غلبان مدهون بوية وعندما ارتفعت درجة الحرارة ساحت البوية وانكشف أمره أصحاب الحمار يدرسون الآن عدم تكرار الغلطة نفسها خصوصا أنهم على مشارف موسم اللحم وحلول عيد الأضحى المبارك سيستخدمون ألوانا ثابتة وستشمل عملية الدهان توضيب الحمار وتجميله وتقصير أذنيه وإخفاء ذيله لكي يبدو كخروف استرالي بدون إلِيَّة. أما محمد الحديدي فإنه شن امس هجوما عنيفا على الشعب واتهمه بأن أخلاقه ساءت وانحدرت بسبب حادثة قال عنها: للأسف الأسيف وأنا متأسف ويؤسفني أن أقول إن المأسوف عليه أصبح اسمه «الشعب المصري» وهو مأسوف عليه لأنه تغير وتبدل ولم يعد قلبه عامرا بالخير والمحبة «إلا من رحم ربي» ولم يعد يشتري من الأخلاق إلا أرذلها ومن السلوكيات إلا أقبحها وهو يشهد الآن أكبر عملية هجرة جماعية للرحمة والإنسانية. أقول قولي هذا بمناسبة الحوادث التي تقع على الطرق ويهرع إليها «الأوباش» لتجريد الضحايا من مقتنياتهم وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة وعندما تصبح الساعة أو الولاعة أو المحفظة أغلى وأهم من الروح قل علي الدنيا السلام. وفي الحقيقة فإن تأثر حازم بما حث من مجموعة من الأنذال فاقدي الشهامة والمروءة والأخلاق دفعه للوقوع في خطأ فادح باتهام الشعب كله والحقيقة غير ذلك فالدنيا ما زالت بخير وهؤلاء قله في كل مجتمع وظاهرة سرقة محافظ وساعات وحلي قتلى الحوادث، قبل أن تأتي الشرطة، معروفة يقابلها أخرون يسارعون بحمل الضحايا والجرحى للاسعاف . ليس من الدين أما أعنف المعارك فكانت من نصيب الدكتور محمد الباز رئيس مجلس إدارة وتحرير صحيفة «الدستور» المقربة جدا من النظام ضد الأزهر وشيخه ودار الإفتاء والمفتي السابق الدكتور علي جمعة ومجمع البحوث الإسلامية لأنهم رفضوا دعوة الرئيس بإصدار فتوى بتحريم الطلاق الشفهي وقال الباز: في حديثه أمام أكثر من ثلاثة آلاف شاب من مختلف الجامعات المصرية كشف الرئيس عن مكنون صدره وهو كثير بدا رجل الدولة الأول عاتبا على كثيرين من بينهم مَنْ طالبهم أكثر من مرة بتجديد الخطاب الديني بدون أن يحركوا ساكنا أو يتحركوا في الاتجاه الصحيح كشف الرئيس الغطاء عن هؤلاء الذين يعتصمون بخوفهم بدون مبرر فلم يقتربوا من الخطاب الديني وتركوه على حاله كل ما فعلوه هو حركة في المكان بتكاسل شديد وتثاؤب غلب على المشهد كله. وجّه الرئيس كلامه إلى هؤلاء الذين اعتصموا بآراء فقهية قديمة وبالية عفا عليها الزمن فلم يتجاوبوا معه عندما طلب منهم أن يبحثوا فى أزمة «الطلاق الشفوي» ليجدوا لها حلا. وبدلا من أن يفككوا الموروث أضافوا لعُقدِه عقدة جديدة عندما اجتمعوا ككهنة وأصدروا بيانا أوهموا به الناس أن «الطلاق الشفوي» ليس من الدين في شيء كان يمكن أن يلجأ الرئيس إلى البرلمان أو الحكومة فيتحرك أي طرف منهما بتقديم مشروع قانون يجعل «الطلاق الشفوي» موثقا لكنه فتح أمامهم الباب للاجتهاد وتنقيح الأفكار على أمل أن يدرك مجلس الكهنة أن دورهم العمل من أجل مصلحة الناس لكنهم خذلوه ولَم ينصروه. تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي عن الذين يخافون من تجديد الخطاب الديني اعتقادا منهم بأن هذا الاجتهاد يمكن أن يخرب الدين وتساءل: هل يمكن أن يكون هناك خراب أكبر من الذي نراه ويحيط بنا من كل مكان؟لا أعرف على وجه التحديد وقع هذا الكلام الذي عبَّر السيسي من خلاله عن ضيقه على هؤلاء الذين عطلوا تجديد الخطاب الديني وجعلوا من صدورهم حائط صد لكل محاولات الولوج من هذا الباب؟ هل ناموا ليلهم بلا قلق أو أرق؟ هل وقفوا أمام المرآة وراجعوا موقفهم واعترفوا بتقصيرهم؟ أم أنهم وعلى عهدنا بهم لم يحركوا ساكنا واكتفوا باعتبار كلام الرئيس ليس موجها لهم بل لقوم آخرين لا يعرفونهم ولا يركنون إليهم؟ أن يتصدر كل منهم مشهد تجديد الخطاب وهو ما جعل المشهد عبثيا وارتجاليا بامتياز لا مكان فيه لقيمة ولا أمل من ورائه لنتيجة لا يكف شيخ الأزهر ورجاله عن الحديث وبجرأة عن جهودهم في تجديد الخطاب الديني وعندما تسأل عما قدموه بالفعل على أرض الواقع تسمع ضجيجا ولا ترى طحنا وكأنهم يتحركون في كوكب آخر لا نعرفه ولا يعرفنا رغم أنهم سقطوا جميعا في امتحان تجديد الخطاب الديني الحقيقي عندما طالبهم الرئيس بأن يبحثوا مسألة فقهية واحدة انسحبوا من الحاضر وتعقيداته واعتصموا بالماضي وصيغه الجاهزة التي لا تناسبنا ولا يعرف من وضعها ما وصلت إليه الحياة من أزمات. لقد قرر شيخ الأزهر ورجاله من خلفه أن يحجبوا مَنْ دونهم فوضعوا العقبات والعراقيل في طريق وزير الأوقاف الذي يحاول جاهدا أن يقدم طرحا مختلفا لكن الهوى الشخصي جعل منه خصما ليس من حقه أن يتحدث وكأنه عدو ولا ينتمي إلى المدرسة الأزهرية نفسها ولا يرتدي الزي الرسمي ولا يتحدث اللغة نفسها. الدكتور على جمعة يعمل في سلام وهي مدرسة عصرية حديثة تضم بين صفوفها دعاة جددا وعلماء أزهر ومجتهدين من الصوفية لكنها زاحمتهم وحاربتهم وضيّقت مساحات ظهورهم فى الإعلام الحكومي والخاص وكأنها تقول في تحدٍ للجميع إنه لا صوت يعلو فوق صوتها بل سارع أعضاء هيئة كبار العلماء وضموا الدكتور علي جمعة تحت جناحهم فلم يحتج ولَم يعترض على مسلكهم في التصدي لمسألة «الطلاق الشفوي» ووقَّع إلى جوارهم على بيانهم فهو يعرف أنه لو اعترض لأخرجوه من جنتهم . «طالق بالثلاث» وفي الحقيقة فإن هجوم الباز على الأزهر وشيخه وغيرهما غير موفق بالمرة، ولا أظن أبدا أن الرئيس أراده من وراء التذكير بالحادثة القديمة لأن مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر ودار الإفتاء أصدرا بيانا أكدا فيه أن الطلاق الشفهي يقع لكنهما قالا أن لولي الأمر الحق في تقييده. وكان رد الفعل الشعبي مع شيخ الأزهر وهو ما وضح بعد أيام من البيان عندما دخل إلى القاعة التي كان اتحاد العمال يحتفل فيها بعيد العمال في مقره في شارع الجلاء في القاهرة وقوبل بعاصفة هائلة من التصفيق. والأهم من هذا أنه حتى لو طلق زوج زوجته شفهيا بأن قال لها روحي يا ولية وأنت طالق بالثلاثة فمن حقه أن يرجع فيه. والأهم أن المجتمع لا يعترف به إلا إذا تم توثيقه لما سيترتب عليه من حقوق مثل المؤخر وحضانة الأولاد والسكن . تواصل الاحتفاء بعهد التميمي وانتقادات لترك العرب فلسطين صيدا سهلا للصهيونية حسنين كروم |
في ظل عدم وجود قيادة تحولت عهد إلى رمز Posted: 30 Jul 2018 02:21 PM PDT قبل بضعة أيام عرف أبناء العائلة والأصدقاء أن عهد التميمي وأمها نريمان سيتم إحضارهما في سيارة تابعة لسلطة السجون إلى حاجز جبارة في جنوب طولكرم، ومن هناك سيتم إطلاق سراحهما. أمس الأول تم تلقي مصادقة نهائية على أن هذا هو المسار. ساعة إطلاق سراحهما؟ مثل باقي السجناء الفلسطينيين الذين يتم إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية لا يمكن معرفتها. وبشكل عام (وإن لم يكن ذلك دائمًا) يكون معروفًا مسبقًا الحاجز الذي سيتم إحضار السجين المحرر إليه، لكن ساعة إحضاره تبقى مجهولة، والعائلات تخرج في الصباح وتنتظر ذلك الأسير على مدى ساعات، وكلما زادت الفترة التي قضاها السجين في السجن تكون العائلات مستعدة أكثر لانتظاره. أمس، خرجت العائلة والأصدقاء نحو حاجز جبارة. في الطريق سمعوا من مراسلين إسرائيليين أن الأم والابنة سيتم إطلاق سراحهما في حاجز رنتيس، وهو حاجز منطقي أكثر، من حيث قربه من بلدة النبي صالح. لقد قاموا على الفور بتغيير المسار. في الطريق إلى رنتيس سمعوا أن هذا لن يحدث، وفي نهاية المطاف سمعوا أنه سيطلق سراحهما في حاجز جبارة. مرة أخرى توجهوا شمالاً، وبعد فترة جاء النبأ النهائي: إطلاق سراحهما سيكون في رنتيس. أبناء العائلة والأصدقاء كانوا متأثرين ولم يعرفوا إذا كان هذا خلل داخلي في سلطة السجون أو رغبة في إهانتهم وإهانة المحررتين حتى اللحظة الأخيرة. على الحاجز العسكري قرب رنتيس تم إطلاق نريمان وعهد من سيارة سلطة السجون وهما مكبلتان، لكن أعينهما كانت غير معصوبة. أمل العائلة بأنه سيتم إطلاق سراحهما وتتخلصان من قيودهما وتسيران نحو السيارات التي تنتظرهما، خاب. وقد تم نقلهما بجيب عسكري ليس قبل أن تعصب عيونهما. الطريق من رنتيس إلى النبي صالح غير سرية، فلماذا إذن تعصب عيونهما؟ العائلة والأصدقاء لم يكن بمقدورهم أن يقرروا إذا ما كان هذا إجراء عاديًا للجيش الإسرائيلي مهما كان غير منطقي، أو هو رغبة الجنود في إهانتهما حتى النهاية؟ إذا كان هذا هو الهدف فذلك لم يتحقق. هما لم تشعرا بالإهانة، وكذلك أحباؤهما الذين انتظروهم، حتى ولا عندما توقف الجيب العسكري قرب نقطة المراقبة في مدخل النبي صالح. عهد وحدها خرجت من ذلك الجيب، وعندما شاهد أبناء العائلة والأصدقاء أن نريمان لم تخرج من الجيب العسكري ذاته قاموا بقطع طريق الجيب، حينئذ سمح للأم أيضًا بالخروج. الأم والبنت لم تشعرا بالإهانة، ليس لأنهما كانتا بطلتي اليوم، بل لأنهما خلال الثمانية أشهر وبسبب شجاعتهما ظلت سيرتهما تتناولها الأخبار الدولية والمحلية تقريبًا كل يوم. هما لم تشعرا بالإهانة؛ لأنهما لم تتوقعا سلوكًأ آخر من سجانيهما. قبل أكثر من ثماني سنوات، قررت قرية النبي صالح التي تتكون من عائلة ممتدة واحدة هي عائلة التميمي، الخروج في نضال لإعادة نبع القوس للقرية ولصالح القرية المجاورة دير نظام، بعد أن استولى مستوطنو «حلميش» عليه. وبمساعدة الجيش والإدارة المدنية منعوا الفلسطينيين وأصحاب الأراضي الشرعيين من الوصول إليه وإلى محيطه حتى الآن. أمام أنظار سكان النبي صالح، كانت نجاحات نسبية لنضالات شعبية ماثلة في قرى أخرى ضد جدار الفصل، وتحديدًا: بدرس، وبلعين، وجيوس. وهكذا فإن الخطة الأصلية الملتهمة للجدار تم تغييرها، لكن كان أمام أنظارهم أيضًا عدد من حالات الفشل. النضال الشعبي المغطى إعلاميًا بدرجة لا تقل عن ذلك ضد مسار الجدار في الولجة، لم ينقذ أراضي القرية، التي تعد هي ونبع القرية تحت عملية تحويل إلى متنزه عام لمدينة القدس الكبرى، حيث أصبح وصول الفلسطينيين إليها بمن فيهم أصحاب الأراضي الشرعيين أمرًا محظورًا. سكان القرى الفلسطينية الذين قادوا النضال الشعبي في الـ 15 سنة الأخيرة، بمن فيهم سكان قرية النبي صالح، أملوا بأن كل حالة فردية سيتم تفهمها في كل العالم كرمز وكمثال على السياسة الإسرائيلية المتمثلة بالسيطرة على المزيد من الأراضي، الأمر الذي يناقض تصريحاتها حول استعدادها للسلام. سكان القرى أملوا أن يثمر النضال ثمارًا سياسيًا، ليس محليًا فقط (إعادة جزء من الأراضي)، بل دوليًا أيضًا، مثل استخدام الضغط والدبلوماسية. من أجل ذلك عرفوا أن المزيد من الفلسطينيين يجب عليهم الانضمام إلى النضال الشعبي غير المسلح، فالحديث لا يدور حول شأن شخصي لكل قرية على حدة، بل هو شأن وطني، فلسطيني عام. ثمة سنوات جرت فيها التظاهرات في نحو عشر بؤر في الضفة الغربية، وفي كل واحدة منها حضر ـ رغم قمع الجيش وحرس الحدود العنيف ـ مئات الأشخاص. لكن أغلبية الفلسطينيين صوتوا بالأرجل ولم ينضموا. التواصل والمخاطرة والإصابات والاقتحامات العسكرية الليلية والاعتقالات والقتلى بنار الجيش الإسرائيلي، بقيت بشكل عام من نصيب سكان القرى المذكورة، ونصيب المنضمين إليها من أماكن أخرى. حتى في القرى المنتفضة نفسها مثل النبي صالح، لم يتمكن الجميع من مواصلة تحمل هذا العبء المتمثل بالتمسك بمشعل العصيان المدني. عندما تم اعتقال عهد التميمي تطور حولها تقريبًا نوع من العبادة: في الوقت الذي تحولت فيه القيادة السياسية التقليدية لـ م.ت.ف إلى شيء غير مهم. شلل حركة فتح وتفككها، وانقسام مدمر بين فتح وحماس، دعا الشعب الفلسطيني إلى البحث عن أبطال ورموز أكثر من أي وقت آخر. الشجاعة الشخصية لعهد ونريمان تم إثباتهما المرة تلو الأخرى خلال التسع سنوات الأخيرة، حتى وإن لم تصل إلى وسائل الإعلام. الآن عند إطلاق سراحهما فإنهما وأبطالًا مثلهما قادوا النضال الشعبي في الـ 15 سنة الأخيرة في قرى مختلفة، يأملون أن يتبنى عشرات ومئات الآلاف الآخرين نموذجهم. عميره هاس هآرتس 30/7/2018 في ظل عدم وجود قيادة تحولت عهد إلى رمز عند إطلاق سراحها فإنها تأمل أن يحذو عشرات ومئات الآلاف حذوها صحف عبرية |
موريتانيا واسبانيا توثقان تعاونهما في المجالات الأمنية Posted: 30 Jul 2018 02:20 PM PDT نواكشوط-القدس العربي: كانت زيارة وزير الداخلية الإسباني فرلاندو أوكراند مرلانخا لنواكشوط، أمس، كعادتها خاطفة، لكنها مكنت الوزير من التباحث مع نظيره الموريتاني أحمد ولد عبد الله، ومن عقد جلسة عمل مطولة مع رئيس الوزراء الموريتاني يحيى ولد حدمين. وكانت الزيارة مناسبة لبحث أوجه التعاون الثنائي والعلاقات بين إسبانيا وموريتانيا وفرصة لتعميق النقاش حول تنميته وتعزيزه. وأكد الوزير مرلانخا في تصريح صحافي «أنه استعرض مع المسؤولين الموريتانيين الذين قابلهم واقع العلاقات الموريتانية الإسبانية التي وصفها الوزير «بأنها ممتازة ومتنوعة». وقال «أن التعاون بين موريتانيا وإسبانيا في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة السرية ومحاربة تهريب المخدرات، يدخل عامه العاشر وقد حقق العديد من النتائج المثمرة». وقال «إن اسبانيا تقدر مستوى الضغط الذي تعرضت له موريتانيا خلال الآونة الأخيرة في مجال الهجرة السرية وغير الشرعية، وتثمن مجهودها لمواجهة الظاهرة وتعاونها في سبيل ذلك ليس فقط مع إسبانيا بل مع الاتحاد الأوروبي أيضًا». وأضاف «سنسمع صوت موريتانيا في الاتحاد الأوروبي وسندعم معركتها ضد الهجرة غير الشرعية سبيلًا لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بمساعدة موريتانيا في هذا المجال». وعقد الوفدان الموريتاني والإسباني، مساء أمس، جلسة عمل خصصت لبحث علاقات التعاون القائمة بين البلدين الصديقين، وبخاصة مجالات مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات وغيرها من المجالات ذات الصلة بالجريمة المنظمة والعابرة للحدود. وأكد وزير الداخلية واللامركزية الموريتاني في كلمة بالمناسبة «أن علاقات التعاون الثنائي الموريتاني الإسباني المشترك شهدت تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة وبخاصة بعد التوقيع في مدريد على اتفاقية للتعاون الأمني بتاريخ 26 مايو2015 التي شكلت أساسًا قويًا لشراكة فعالة في هذا المجال الحساس». وأوضح الوزير ولد عبد الله «أن الاتفاقية الموقعة بين قطاعي الداخلية في البلدين والتى تطال بنودها جوانب مهمة مثل مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية، وما يتطلبه ذلك من تبادل للمعلومات والدعم الفني وعصرنة عمل المصالح والتكوين ورصد الكوارث والوقاية منها، ستكون لها انعكاسات إيجابية على الجهود المبذولة لمواجهة كل التحديات الأمنية». وفي كلمة أخرى، أكد وزير الداخلية الإسباني «أن التعاون الأمني بين البلدين الذي بدأ منذ 12 سنة مكن حتى الآن من تحقيق نتائج جد إيجابية، يتطلع الطرفان من خلالها إلى تحقيق مزيد من التقدم بهذا الخصوص خدمة للمصالح المشتركة بين البلدين الصديقين». وقال «أن بلاده تدرك بجلاء حجم المسؤولية التي تقع على عاتق موريتانيا، وتقدر الجهود التي بذلتها لمواجهة التحديات المشتركة في الـــــمجال الأمني، مشيرًا إلى أن شبكات الإرهاب وغيرها من أشكال الجريمة المنظمة تعمل جاهدة لتطوير أدواتها ووسائلها وخططها لبلوغ أهدافها الإجرامية في المنطقة، الأمر الذي يتطلب مواجهة جادة وقوية تأخذ في الحسبان كل متطلبات المرحلة». وشهدت زيارة الوزير الإسباني لنواكشوط اجتماعات مكثفة بدأت بجلسة عمل مع وزير الداخلية ولد عبد الله، تلاها استقبال للوزير الإسباني من رئيس الوزراء الموريتاني يحيى ولد حدمين. وحسب مصادر موريتانية وإسبانية، فإن الزيارة تأتي لتأكيد التنسيق بين إسبانيا وموريتانيا في مجال الإرهاب والهجرة السرية. موريتانيا واسبانيا توثقان تعاونهما في المجالات الأمنية |
العراق يناشد المنظمات الدولية التدخل لمحاصرة حرائق الأهوار Posted: 30 Jul 2018 02:20 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: أسهم ارتفاع درجات الحرارة في جنوب العراق، وقلة التدفقات المائية القادمة من إيران، إلى اندلاع حرائق كبيرة في الأهوار الجنوبية، الأمر الذي دفع السلطات العراقية إلى مناشدة المنظمات الدولية بالتدخل. وزارة الموارد المائية العراقية، أصدرت، أمس الاثنين، بياناً بشأن حرائق هور الحويزة، جنوب العراق، فيما دعت المنظمات الدولية إلى تقديم الدعم والاغاثة لسكان الاهوار. وأوضحت أن «في الآونة الأخيرة ظهرت حرائق في مناطق القصب الكثيف في الجزء الشمالي من هور الحويزة، أحد أهوار جنوب العراق وأحد المواقع الطبيعية الأربعة ضمن ممتلك التراث العالمي، واًول موقع من مواقع اتفاقية رامسار في العراق». وبينت أن «ذلك حدث نتيجة لجفاف أجزاء واسعة منه بسبب ندرة المياه الشديدة وانخفاض التدفقات المائية إلى الهور، والتي وصلت إلى مستوياتها الدنيا هذا العام وبشكل استثنائي». وأضافت أن «ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير المسبوقة ساهم في انتشار هذه الحرائق»، مشيراً إلى أن «ذلك أثر بشكل سلبي على الوضع الصحي للسكان المحليين والتنوع الإحيائي في المنطقة، مع تلوث ملحوظ بالهواء من جراء تصاعد الدخان الناجمة عن هذه الحرائق». ووجهت الوزارة دعوة «للوكالات العالمية والمنظمات الوطنية والدولية لتقديم الدعم والإغاثة لسكان تلك المناطق، وتوفير مياه الشرب لهم، والمواد الغذائية الضرورية، وأعلاف للمواشي، لتخفيف الضرر عنهم ومساعدتهم في تجاوز هذه الأزمة»، مطالبة بـ«التعاون بين العراق وإيران لتوفير الاطلاقات المائية من الجانبين لحماية الموقع». وأعلن قائد العمليات الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني، في وقت سابق، عن إخماد الحرائق التي اندلعت في هور الهويزة جنوب غرب إيران المحاذي للحدود العراقية. وهدد ممثل وزارة الخارجية الإيرانية في محافظة خوزستان، وحيد حاجي أمس، بمقاضاة الحكومة العراقية، في حال ثبت تسببها باندلاع حريق في هور العظيم، في محافظة ميسان المحاذية للحدود الإيرانية. ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية «إيسنا»، عن حاجي قوله: «إذا كان اندلاع الحرائق في هور العظيم متعمدة من قبل بغداد، وحصلنا على وثائق بذلك، فيمكن لوزارة الخارجية الإيرانية مقاضاة العراق ومطالبته بتعويضات مالية». وأفاد، خلال اجتماع إدارة الأزمات في خوزستان، بأن «اشتعال النيران في هور العظيم في العراق، اليوم (أمس) للمرة الثانية، تسبب في مشاكل بيئية للمناطق الإيرانية المحاذية للحدود». وكشف عن طلبه من السفير العراقي في طهران راجح الموسوي، نقل رسالة احتجاج إلى المسؤولين في بغداد»، لافتًا إلى أن «إيران تدرس قضية تجدد اندلاع الحرائق في هور العظيم». وكان المتحدث باسم منظمة الطيران الإيرانية رضا جعفر زاد، أفاد أن «مروحيتين إيرانيتين شاركتا في إطفاء حريق هور العظيم في ميسان». العراق يناشد المنظمات الدولية التدخل لمحاصرة حرائق الأهوار طهران تهدد بمقاضاة بغداد ومطالبتها بتعويضات مالية |
إدارة ترامب تطلب من القوات المدعومة أمريكياً في أفغانستان الانسحاب من المناطق المنعزلة Posted: 30 Jul 2018 02:20 PM PDT واشنطن ـ «القدس العربي»: طلب مسؤولو إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من القوات المدعومة من الولايات المتحدة في أفغانستان الانتقال إلى مناطق أكثر كثافة بالسكان في البلاد لتجنب وقوع هجمات في مناطق منعزلة. وقال مسؤولون أمريكيون لديهم اطلاع على استراتيجية ترامب للحرب، إن الانتقال بعيدا عن المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة سيساعد على تركيز الموارد على مدن، مثل كابول. وتتضمن الاستراتيجية غير المعلنة سيطرة لحركة طالبان على مساحات شاسعة من الأراضي، وتشبه هذه الاستراتيجية تلك المستخدمة في عهد الرئيسين السابقين جورج دبليو بوش وباراك أوباما، مما يخلق المزيد من الشكوك حول الخطط المستقبلية للولايات المتحدة في الحرب المستمرة منذ 17 عاما. وقال مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، في وقت سابق من هذا الشهر، خلال توقف مفاجئ في أفغانستان ان الولايات المتحدة مستعدة للمشاركة في محادثات سلام بين أفغانستان وطالبان. وأضاف أن المناقشات ستكون بقيادة الأفغان، مع قيام الولايات المتحدة بدور الداعم. وأعلن ترامب عن إستراتيجية جديدة، خلال الصيف الماضي، شملت تعزيز القوات الأمريكية ببضعة الاف من الجنود للمساعدة في إنهاء حالة الجمود، لتصل القوات الأمريكية إلى حوالي 14 الفا. واستبعدت استراتيجية ترامب جدولا زمنيا للانسحاب، وقال انها ستستند إلى الظروف على الأرض. إلى ذلك، سيصبح بول مانافورت اليوم الثلاثاء أول مساعد سابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب يمثل للمحاكمة بعد أن اتهمه محققون اتحاديون، يحققون في تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، بالتحايل المصرفي والضريبي. ورغم التركيز على الجرائم المالية فإن المحاكمة قد تتمخض عن عناوين أخبار مضرة سياسيا بشأن رجل أدار حملة ترامب الانتخابية لثلاثة أشهر وحضر اجتماعا في حزيران/يونيو 2016 مع الروس عرضوا خلاله معلومات مضرة عن هيلاري كلينتون منافسة ترامب الديمقراطية أصبحت الآن محور تحقيق المحقق الخاص روبرت مولر المستمر منذ 14 شهرا. وقال مايكل كابوتو وهو مساعد سابق لترامب وأحد المقربين من مانافورت «اعتقادي هو أننا سنشهد هوسا يشبه الهوس بقضية أو.جيه (سيمبسون)… آمل حقا أن يواصل الرئيس المشاهدة وأن يدلي بتصريحات علنية عن القضية». وذكر أن ترامب قد يساعد الرأي العام على فهم ما الذي ينطوي عليه تحقيق مولر من مخاطر. ووصف ترامب وكابوتو التحقيق بأنه «مطاردة ساحرات» تهدف إلى إنهاء رئاسته. ومن المتوقع أن يدفع المدعون بأن إنفاق مانافورت ببذخ على سترات ومنازل وسلع فاخرة لا يتناسب مع الدخل الذي أعلنه في تقاريره الضريبية. وقال جوشوا دريسلر وهو أستاذ في القانون في جامعة أوهايو إن الأدلة ضد مانافورت (69 عاما) تبدو قوية. لكنه يحظى بتأييد القاضي تي.إس إيليس (78 عاما) المعروف بموقفه المتشدد من الادعاء. وأضاف أن الأجواء المشحونة سياسيا تزيد فرص عدم قدرة هيئة المحلفين على التوصل لحكم. ويواجه مانافورت الذي دفع ببراءته 18 اتهاما. وتحمل الاتهامات التسع بالتحايل المصرفي والتآمر عقوبة السجن 30 عاما لكل منها وأشار القاضي إيليس في أبريل/ نيسان إلى أن مانافورت قد يواجه احتمال قضاء ما تبقى من عمره خلف القضبان. وفي السياق، قال الجيش الأمريكي أمس الاثنين إن قواته بدأت نشر طائرات بدون طيار مسلحة في النيجر في منطقة غرب أفريقيا في وقت سابق هذا العام لمهاجمة متشددين إسلاميين. ومنحت حكومة النيجر إذنا للقوات الأمريكية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي بتسليح طائراتها المسيرة بدون طيار لكن أيا من الجانبين لم يؤكد نشرها. وقبل ذلك كانت الطائرات الأمريكية بدون طيار تستخدم فقط في المراقبة. وتوسع نطاق الوجود العسكري الأمريكي في النيجر خلال السنوات الأخيرة ليصل عدد أفرادها هناك إلى 800 يصاحبون القوات النيجرية في عملية جمع المعلومات وغيرها من المهام الأمر الذي يعكس مخاوف الولايات المتحدة من تصاعد مد التشدد في منطقة الساحل بغرب أفريقيا. وأسفر كمين نصبه أفراد تابعون لتنظيم الدولة الإسلامية في غرب النيجر عن مقتل أربعة جنود أمريكيين في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. كما استهدفت جماعات جهادية متمركزة في مالي المجاورة أهدافا عسكرية ومدنية حتى ساحل العاج. وقال متحدث باسم القيادة الأمريكية في أفريقيا في بيان بالبريد الإلكتروني «بالتنسيق مع حكومة النيجر نشرت القيادة الأمريكية في أفريقيا معدات مخابرات ومراقبة وطائرات استطلاع بالفعل في النيجر». إدارة ترامب تطلب من القوات المدعومة أمريكياً في أفغانستان الانسحاب من المناطق المنعزلة أول مساعد سابق للرئيس الأمريكي يمثل أمام القضاء على خلفية تحقيق تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة رائد صالحة |
العاهل المغربي يحدد عددا من الإجراءات المستعجلة لمعالجة الأوضاع الاجتماعية ويؤكد على «فضيلة النقد الذاتي» Posted: 30 Jul 2018 02:19 PM PDT الرباط ـ «القدس العربي» : خصص العاهل المغربي محمد السادس حيزًا وافرًا من خطابه بمناسبة الذكرى الـ19 لعيد العرش للقضايا الاجتماعية في المغرب، داعيًا الحكومة والأحزاب ومختلف الأطراف المعنية إلى تكثيف الجهود والعمل المشترك من أجل تحديد نقاط الضعف وتجاوزها، ومقترحًا عددًا من الإجراءات العملية المستعجلة لمعالجة الاختلالات المتعلقة بأوضاع الصحة والشغل والاستثمار والإدارة. وقال في خطابه الذي ألقاه من مدينة الحسيمة عشية (الأحد): «إن الوطنية الحقة تعزز الوحدة والتضامن، وخاصة في المراحل الصعبة. والمغاربة الأحرار لا تؤثر فيهم تقلبات الظروف، رغم قساوتها أحيانًا، بل تزيدهم إيمانًا على إيمانهم، وتقوي عزمهم على مواجهة الصعاب ورفع التحديات». وأضاف قوله: «إني واثق أنهم لن يسمحوا لدعاة السلبية والعدمية، وبائعي الأوهام، باستغلال بعض الاختلالات، للتطاول على أمن المغرب واستقراره، أو لتبخيس مكاسبه ومنجزاته، لأنهم يدركون أن الخاسر الأكبر من إشاعة الفوضى والفتنة هو الوطن والمواطن، على حد سواء.» وتعهد العاهل المغربي بمواصلة السير والعمل معًا لتجاوز المعيقات الظرفية والموضوعية وتوفير الظروف الملائمة، لمواصلة تنفيذ البرامج والمشاريع التنموية وخلق فرص العمل وضمان العيش الكريم. وأكد أن تحقيق المنجزات وتصحيح الاختلالات ومعالجة أي مشكل اقتصادي أو اجتماعي يقتضي العمل الجماعي والتخطيط والتنسيق بين مختلف المؤسسات والفاعلين، وخاصة بين أعضاء الحكومة والأحزاب المكونة لها. ودعا إلى «الترفع عن الخلافات الظرفية، والعمل على تحسين أداء الإدارة، وضمان السير السليم للمؤسسات، بما يعزز الثقة والطمأنينة داخل المجتمع، وبين كل مكوناته»، موضحًا أن قضايا المواطن لا تقبل التأجيل ولا الانتظار، لأنها لا ترتبط بفترة دون غيرها، وأن الهيئات السياسية الجادة هي التي تقف إلى جانب المواطنين في السراء والضراء. تجديد النخب السياسية وفي هذا الصدد، شدد الملك على ضرورة تجديد النخب السياسية، حيث قال: «الواقع أن الأحزاب تقوم بمجهودات من أجل النهوض بدورها، إلا أنه يتعين عليها استقطاب نخب جديدة، وتعبئة الشباب للانخراط في العمل السياسي، لأن أبناء اليوم هم الذين يعرفون مشاكل الحاضر ومتطلباته. كما يجب عليها العمل على تجديد أساليب اشتغالها وآلياته. فالمنتظر من مختلف الهيئات السياسية والحزبية هو التجاوب المستمر مع مطالب المواطنين، والتفاعل مع الأحداث والتطورات التي يعرفها المجتمع فور وقوعها، بل واستباقها، بدل تركها تتفاقم وكأنها غير معنية بما يحدث». وأشار إلى أن الشأن الاجتماعي يحظى عنده، بصفته ملكًا وإنسانًا، باهتمام وانشغال بالغين، مؤكدًا أنه منذ جلوسه على العرش وهو دائم الإصغاء لنبض المجتمع وللانتظارات المشروعة للمواطنين، ودائم العمل والأمل من أجل تحسين ظروفهم. وتابع قوله: «إذا كان ما أنجزه المغرب وما تحقق للمغاربة، على مدى عقدين من الزمن، يبعث على الارتياح والاعتزاز، فإنني في الوقت نفسه، أحس أن شيئًا ما ينقصنا في المجال الاجتماعي. وسنواصل العمل في هذا المجال بكل التزام وحزم، حتى نتمكن جميعًا من تحديد نقط الضعف ومعالجتها». وأفاد العاهل المغربي أن حجم الخصاص الاجتماعي وسبل تحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية من أهم الأسباب التي دفعته للدعوة، في خطاب افتتاح البرلمان، العام الماضي، إلى تجديد النموذج التنموي الوطني. ولاحظ أنه ليس من المنطق أن نجد أكثر من مئة برنامج للدعم والحماية الاجتماعية من مختلف الأحجام، وترصد لها عشرات المليارات من الدراهم، مشتتة بين العديد من القطاعات الوزارية، والمتدخلين العموميين. وإضافة إلى ذلك، فهي تعاني من التداخل، ومن ضعف التناسق فيما بينها، وعدم قدرتها على استهداف الفئات التي تستحقها. وتساءل: كيف لهذه البرامج، في ظل هذا الوضع، أن تستجيب بفعالية، لحاجيات المواطنين وأن يلمسوا أثرها؟ وذكر بأنه لا يقوم بالنقد من أجل النقد، وإنما يعتبر أن النقد الذاتي فضيلة وظاهرة صحية كلما اقترن القول بالفعل وبالإصلاح. وفي هذا الصدد، تحدث عن المبادرة الجديدة لإحداث «السجل الاجتماعي الموحد» بداية واعدة، لتحسين مردودية البرامج الاجتماعية، تدريجيًا وعلى المدى القريب والمتوسط. وفسر هذا السجل بكونه نظامًا وطنيًا لتسجيل الأسر، قصد الاستفادة من برامج الدعم الاجتماعي، على أن يتم تحديد تلك التي تستحق ذلك فعلًا، عبر اعتماد معايير دقيقة وموضوعية، وباستعمال التكنولوجيات الحديثة. وأوضح أن الأمر يتعلق بمشروع اجتماعي استراتيجي وطموح، يهم فئات واسعة من المغاربة، فهو أكبر من أن يعكس برنامجًا حكوميًا ما لولاية واحدة، أو رؤية قطاع وزاري، أو فاعلًا حزبيًا أو سياسيًا. وبهذا الخصوص، وجه العاهل المغربي الدعوة إلى الحكومة وجميع الفاعلين المعنيين، للقيام بإعادة هيكلة شاملة وعميقة للبرامج والسياسات الوطنية في مجال الدعم والحماية الاجتماعية، وكذا رفع اقتراحات بشأن تقييمها. وهو ما يتطلب اعتماد مقاربة تشاركية وبُعد النظر والنفس الطويل والسرعة في التنفيذ أيضًا، مع تثمين المكاسب والاستفادة من التجارب الناجحة، يقول محمد السادس. مبادرات مستعجلة ووسط مجموعة من المبادرات المستعجلة، يهم أولها إعطاء دفعة قوية لبرامج دعم التمدرس (التعليم) ومحاربة الهدر المدرسي، ابتداء من الدخول الدراسي المقبل، بما في ذلك برنامج «تيسير» للدعم المالي للتمدرس والتعليم الأولي والنقل المدرسي والمطاعم المدرسية والداخليات. وكل ذلك من أجل التخفيف، من التكاليف التي تتحملها الأسر، ودعمها في سبيل مواصلة أبنائها للدراسة والتكوين. ومن بين الخطوات المستعجلة الأخرى التي تحدث عنها العاهل المغربي: إطلاق المرحلة الثالثة من «المبادرة الوطنية للتنمية البشرية»، بتعزيز مكاسبها، وإعادة توجيه برامجها للنهوض بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، ودعم الفئات في وضعية صعبة، وإطلاق جيل جديد من المبادرات المدرة للدخل ولفرص العمل. أما المبادرة المستعجلة الثالثة فتتمثل في تصحيح الاختلالات التي يعرفها تنفيذ برنامج التغطية الصحية المجانية لفائدة الأسر المعوزة، بموازاة مع إعادة النظر، بشكل جذري، في قطاع الصحة الذي يعاني تفاوتات صارخة، وضعفًا في التدبير. في حين تتمثل المبادرة الرابعة في الإسراع بإنجاح الحوار الاجتماعي، وفي هذا الصدد دعا العاهل المغربي مختلف الفرقاء الاجتماعيين إلى استحضار المصلحة العليا، والتحلي بروح المسؤولية والتوافق، قصد بلورة ميثاق اجتماعي متوازن ومستدام، بما يضمن تنافسية المقاولة، ويدعم القدرة الشرائية للطبقة العاملة في القطاعين العام والخاص. وحثّ الحكومة على الاجتماع بالنقابات العمالية والتواصل معها بانتظام، بغض النظر عمّا يمكن أن يفرزه هذا الحوار من نتائج. وارتباطًا بهذا الموضوع، أعرب محمد السادس عن اقتناعه بأن أسمى أشكال الحماية الاجتماعية هو الذي يأتي عن طريق خلق فرص العمل المنتج، والضامن للكرامة، وهو ما لا يتحقق إلا بإحداث نقلة نوعية في مجالات الاستثمار، ودعم القطاع الإنتاجي الوطني. ولهذه الغاية، ألح ملك المغرب على ضرورة إنجاح ثلاثة وراشات أساسية، يتجلى أولها في إصدار «ميثاق اللاتمركز الإداري»، داخل أجل لا يتعدى نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، بما يتيح للمسؤولين المحليين، اتخاذ القرارات، وتنفيذ برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية، في انسجام وتكامل مع الجهوية المتقدمة. أما الورشة الثانية فيتمثل في الإسراع بإخراج «الميثاق الجديد للاستثمار»، وبتفعيل إصلاح «المراكز الجهوية للاستثمار»، وتمكينها من الصلاحيات اللازمة للقيام بدورها، مثل الموافقة على القرارات بأغلبية الأعضاء الحاضرين، عوض الإجماع المعمول به حاليًا، وتجميع كل اللجان المعنية والاستثمار في لجنة جهوية موحدة، وذلك لوضع حد للعراقيل والتبريرات التي تدفع بها بعض القطاعات الوزارية. وثالث الورشات، يضيف العاهل المغربي، اعتماد نصوص قانونية، تنص من جهة، على تحديد أجل أقصاه شهر، لعدد من الإدارات، للرد على الطلبات المتعلقة بالاستثمار، مع التأكيد على أن عدم جوابها داخل هذا الأجل، يعد بمثابة موافقة من قبلها، ومن جهة ثانية على أن لا تطلب أي إدارة عمومية من المستثمر وثائق أو معلومات تتوفر لدى إدارة عمومية أخرى، إذ يرجع للمرافق العمومية التنسيق فيما بينها وتبادل المعلومات، بالاستفادة مما توفره المعلوميات والتكنولوجيات الحديثة. تحسين جودة الخدمات وأعرب عن أمله في أن تشكل هذه الإجراءات الحاسمة حافًزا قويًا وغير مسبوق للاستثمار، وخلق فرص العمل، وتحسين جودة الخدمات التي تقدمها الإدارات للمواطن، والحد من التماطل الذي ينتج عنه السقوط في الرشوة كما يعرف ذلك جميع المغاربة. كما ستشكل دافعًا لإصلاح الإدارة، حيث ستمكن من تفعيل مبدأ المحاسبة، والوقوف على أماكن التعثر التي تعاكس هذا الإصلاح. ولفت الانتباه إلى أن المقاولة المنتجة تحتاج اليوم إلى مزيد من ثقة الدولة والمجتمع، لكي يستعيد الاستثمار مستواه المطلوب، ويتم الانتقال من حالة الانتظارية السلبية إلى المبادرة الجادة والمشبعة بروح الابتكار، «فاستعادة الحيوية الاقتصادية تظل مرتبطة بمدى انخراط المقاولة وتجديد ثقافة الأعمال واستثمار المؤهلات المتعددة التي يتيحها المغرب، مع استحضار رهانات التنافسية الدولية، بل والحروب الاقتصادية أحيانًا»، يقول العاهل المغربي. ومن جهة أخرى، دعا العاهل إلى اتخاذ تدابير استعجالية وتعبئة كل الوسائل لمعالجة الحالات الطارئة، المتعلقة بالنقص في تزويد السكان بالماء الصالح للشرب، وتوفير مياه سقي المواشي، خاصة في فصل الصيف. وهو ما يتطلق اعتماد مخطط وطني للماء، لمعالجة مختلف الإشكالات المرتبطة بالموارد المائية خلال الثلاثين سنة القادمة. وتضمن الخطاب الملكي كذلك إشادة بالعمل الإنساني والاجتماعي الذي تقوم به القوات المسلحة الملكية المغربية داخل الوطن وخارجه، وخاصة من خلال المستشفى الميداني في غزة للتخفيف من معاناة الفلسطينيين، ودعم صمودهم، وكذا في مخيم الزعتري، لينضاف إلى دورها الإنساني والطبي سابقًا، في العديد من الدول الإفريقية. العاهل المغربي يحدد عددا من الإجراءات المستعجلة لمعالجة الأوضاع الاجتماعية ويؤكد على «فضيلة النقد الذاتي» الطاهر الطويل |
حملة اعتقالات في الضفة طالت17فلسطينيا من بينهم 4 صحافيين والاستعداد لتنفيذ مخطط استيطاني في القدس Posted: 30 Jul 2018 02:19 PM PDT رام الله – «القدس العربي»: صعدت قوات الاحتلال من حملاتها العسكرية في الضفة الغربية، واعتلقت 17 فلسطينيا، بينهم أربعة صحافيين، يعملون في «قناة القدس» الفضائية، في الوقت الذي رصدت فيه الحكومة الإسرائيلية مبلغا ماليا كبيرا لإقامة مشروع استيطاني جديد في القدس المحتلة لليهود اليمينين. وخلال حملة مداهمات في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال أربعة صحافيين، هم مدير «قناة القدس» الفضائية في الضفة الغربية علاء الريماوي، ومراسلها محمد سامي علوان، ومصورها حسني انجاص، والصحافي قتيبة حمدان، بعد مداهمة منازلهم. وتخلل العملية تفتيش منازل الصحافيين، ومصادرة مركبتين تعودان للصحافيين الريماوي وانجاص، إضافة إلى مصادرة كمبيوتر خاص وكاميرات تصوير من منزل الصحافي محمد علوان. وكان وزير الجيش الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، قد قرر مطلع الشهر الحالي حظر عمل «قناة القدس» الفضائية، ومقرها الرئيس في العاصمة اللبنانية بيروت. وجاءت العملية في ظل استمرار سلطات الاحتلال بالتضييق على الصحافيين الفلسطينيين العاملين في الميدان، وملاحقتهم واعتقالهم في ظروف صعبة، خلال تغطيتهم الإخبارية. النقابة تستنكر واستنكرت نقابة الصحافيين اعتقال سلطات الاحتلال للصحافيين الأربعة، واعتبرت ما حدث «قرصنة وعدوانا جديدا على الصحافة الفلسطينية، يندرج في إطار حرب الاحتلال المتواصلة والمفتوحة على حرية الكلمة والرواية الفلسطينية، ومحاولة للتعمية على جرائم الاحتلال». وأكدت أنها ستكثف جهودها وخطواتها، لتدويل قضية الصحافيين، ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته لحمايتهم، كما دعت الامم المتحدة إلى «الكف عن صمتها تجاه هذا العدوان الخطير على حرية الرأي والتعبير والعمل الصحافي». ارتفاع ملحوظ في الاعتداءات على الصحافيين وشهد العام الحالي حسب إحصائيات محلية ارتفاع حدة الاعتداءات الإسرائيلية على الصحافيين، حيث تعتقل إسرائيل أكثر من 30 من الضفة الغربية، فيما تعمدت قتل صحافيين اثنين في غزة خلال تغطية فعاليات «مسيرة العودة»، وأصابت العشرات بجراح، غير مكترثة بالنداءات الدولية التي طالبتها بالتقيد بالقانون الدولي الذي يضمن للصحافيين حرية التنقل والعمل. كذلك اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة فلسطينيين من بيت لحم، وبلداتها المجاورة، بعد دهم منازلهم وتفتيشها، كما شملت الاعتقالات أيضا مواطنا من مدينة الخليل جنوب الضفة، ووزعت هناك منشورات تحذر المواطنين من المشاركة في أي اعمال مقاومة ضد الاحتلال في محيط جامعة الخليل، وشارع السلام. وشملت حملة المداهمة لمدينة الخليل إجراء تدريبات في حي جبل أبو رمان، ونصب عدة حواجز عسكرية عند مداخل المدينة الشمالية والجنوبية، ومداخل بلدات سعير وحلحول، وأوقفت مركبات المواطنين، وفتشتها، ودققت في بطاقات راكبيها، ما تسبب في إعاقة تنقلهم. واعتقلت قوات الاحتلال خلال مداهمات واسعة لمدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية ثمانية مواطنين، بينهم شقيقان، كما أجرت حملة تفتيش واسعة طالت العديد من المنازل، كما شملت الاعتقالات شابا من مدينة طوباس. واندلعت مواجهات عنيفة أسفرت عن إصابة شاب فلسطيني في مدينة قلقيلية، فيما احتجز جيش الاحتلال مواطنين. وأقام عدة حواجز على مداخل مدينة نابلس. إلى ذلك واصلت مجموعات من المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى، وترافق ذلك مع قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بتسليم سيدتين مقدسيتين أمر إبعاد عن المسجد لمدة أسبوعين. كذلك اعتدى مستوطنون متطرفون على بلدة المغير شمال مدينة رام الله، حيث أعطبوا إطارات مركبات، وخطوا شعارات عنصرية «معادية» تدعو للانتقام، وتحث على قتل العرب والفلسطينيين. وفي سياق متصل كشف النقاب عن رصد سلطات الاحتلال الإسرائيلي مبالغ مالية كبيرة، لإقامة مشروع استيطاني في بلدة سلوان في مدينة القدس المحتلة، تحت مسمى «مركز تراث يهود اليمن». وأكد مركز معلومات وادي حلوة ولجنة حي بطن الهوى في بلدة سلوان، في بيان مشترك، أن سلطات الاحتلال وجمعية «عطيرت كوهينم الاستيطانية» ستفتح غدا المشروع الاستيطاني في «عقار أبو ناب» في حي بطن الهوى-الحارة الوسطى، الذي تم السيطرة عليه عام 2015. وأوضح أن سلطات الاحتلال تدعي أن «عقار أبو ناب» والمقام على أرض مساحتها حوالى 700 متر مربع، كان في أواخر القرن التاسع عشر عبارة عن «كنيس ليهود اليمن»، وتريد سلطات الاحتلال ضمن مخططها السيطرة على خمسة دونمات و200 متر مربع من حي «بطن الهوى»، بحجة ملكيتها ليهود من اليمن منذ عام 1881. ولفت البيان إلى أن سلطات الاحتلال افتتحت في شهر أغسطس/ آب من العام الماضي كنيسا يهوديا في عقار أبو ناب «بإدخال كتاب توراة» اليه، بمشاركة رسمية من وزراء في حكومة الاحتلال وممثلين عن الجمعيات الاستيطانية. وأكدت المؤسستان الفلسطينيتان في القدس، في تفنيدهما لمزاعم إسرائيل، أن اليهود اليمنيين عاشوا في بلدة سلوان كلاجئين لمدة لا تزيد عن الخمسين عاما، حيث استقبلهم أهالي البلدة بسبب رفض اليهود الغربيين العيش معهم. وجاء في البيان «هذا لا يعني أنهم يملكون الأرض، وإن كان ذلك فهم قاموا ببيع العقارات لأهالي سلوان، حيث يملك أهالي حي بطن الهوى الأوراق الكاملة التي تؤكد ملكية منازلهم». وأوضحت لجنة حي بطن الهوى ومركز المعلومات أن الجمعيات الاستيطانية تحاول السيطرة والاستيلاء على عقارات في حي بطن الهوى بعدة طرق. وأكد البيان أن وجود كنيس ومركز ثقافي في حي بطن الهوى في بلدة سلوان «ذو أهداف سياسية بحتة لبسط السيطرة على الحي واقتحامه من قبل المستوطنين والمسؤولين الاسرائيليين»، لافتا إلى وجود ثماني بؤر استيطانية تقع في الحي أولها تمت السيطرة عليها عام 2004. حملة اعتقالات في الضفة طالت17فلسطينيا من بينهم 4 صحافيين والاستعداد لتنفيذ مخطط استيطاني في القدس المستوطنون هاجموا قرية واقتحموا الأقصى |
سلطات الاحتلال تقرر عقابا جديدا على الأسرى بتخفيض مياه الاستحمام … ونادي الأسير يصفه بـ «العنصري» Posted: 30 Jul 2018 02:19 PM PDT رام الله – غزة – «القدس العربي»: ضمن المساعي المتواصلة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتنغيص حياة الأسرى الفلسطينيين، كشف النقاب عن وجود قرارات اتخذت من أجل تخفيض كميات المياه المخصصة لاستحمام الأسرى، وهو ما اعتبره رئيس نادي الأسير بأنه يمثل «إفلاسا وعنصرية». ومن باب مساندة الروايات والمزاعم التي تسوقها حكومة تل أبيب، زعمت تقارير إسرائيلية أن الأسرى الفلسطينيين القابعين في السجون، يقومون بـ «إهدار المياه عمداً» داخل السجون، كجزء من نضالهم ضد إسرائيل. وفي هذا السياق، أعلن وزير الأمن الداخلي جلعاد اردان، أنه اعطى تعليماته لتقليص ساعات الاستحمام للأسرى الفلسطينيين داخل السجون، والبحث عن سبل لتوفير المياه في جميع السجون. وهذه السياسة الجديدة تجاه الأسرى خاصة في فصل الصيف الذي يحتاج فيه الإنسان للاستحمام بشكل يومي، من شأنها أن تضر بحياة الأسرى، وتتسبب لهم في أمراض جلدية جديدة، خاصة وأنها تأتي في ظل استمرار سياسات الاحتلال ضد الأسرى المتمثلة في «الإهمال الطبي المعتمد»، والعزل في ظروف قاسية ومنع زيارات الأهل عن الكثير منهم، علاوة عن سوء الطعام كما ونوعا، وافتقار الزنازين وغرف الاعتقال لمقومات الحياة. ورد رئيس نادي الأسير قدورة فارس، على ما تردد عن سعي مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي، إلى تقليص كميات المياه المخصصة للأسرى الفلسطينيين في سجونها، بالقول إنه يمثل «إفلاسا وعنصرية». وقال إن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد إردان، شكل لجنة من ضباط سابقين في مصلحة إدارة السجون، لاقتراح أساليب تضييق إضافية على الأسرى. وأضاف أن الاحتلال «يتخبط ولم يعد لديه ما يضيق به على الأسرى، ووصل الحد به إلى التدخل في تفاصيل حياتهم اليومية داخل غرف المعتقل». وأشار إلى أن ادارة مصلحة السجون قلصت في الفترة الأخيرة مواد التنظيف الخاصة بالأسرى، ما يدلل على إفلاسها. وجاء الكشف عن القرار الإسرائيلي الجديد، في الوقت الذي ألغت فيه سلطات الاحتلال زيارة أهالي أسرى قطاع غزة لأبنائهم في سجون الاحتلال لـ «أسباب فنية». وقالت الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر سهير زقوت، وهي الجهة التي تنسق الزيارات، إنهم أبلغوا بذلك من قبل السلطات الإسرائيلية. وأوضحت أن اللجنة الدولية تفعل كل ما بوسعها للبحث في كيفية تسهيل زيارة من لم يتمكنوا اليوم من الخروج في أقرب وقت ممكن. وفي العادة يقوم عدد محدود من أهالي أسرى غزة، بزيارة أبنائهم كل يوم إثنين، باستثناء أهالي أسرى حركة حماس الممنوعين من الزيارة منذ أشهر، ويخرج هؤلاء في دفعات، وتخصص الزيارة مرة كل شهرين للأسير، ويقوم بزياته أقاربه من الدرجة الأولى. وتعتقل قوات الاحتلال في سجونها أكثر من 6500 أسير، بينهم نحو 400 من قطاع غزة، ومن ضمن العدد الكلي هناك أسرى مرضى وكبار في السن وأطفال ونساء. سلطات الاحتلال تقرر عقابا جديدا على الأسرى بتخفيض مياه الاستحمام … ونادي الأسير يصفه بـ «العنصري» ألغت زيارة أهالي أسرى غزة بذريعة «الخلل الفني» |
الأمم المتحدة تخفّض رواتب موظفيها في سوريا… «لم يعد ثمة خطر» Posted: 30 Jul 2018 02:18 PM PDT دمشق ـ «القدس العربي»: كشفت مصادر مطلعة لـ«القدس العربي» أن الأمم المتحدة أبلغت بعثاتها العاملة في سوريا أنها ستخفّض رواتب الموظفين الدوليين والمحليين العاملين ضمن بعثات المنظمة داخل الأراضي السورية أن هذا القار جاء بسبب انخفاض نسبة المخاطر على الحياة في سوريا. وقالت المصادر ذاتها إن درجة تقييم سوريا كبلد خطير تراجعت كثيراً في تصنيفات الأمم المتحدة على مستوى الأمان وذلك بعد أن استقرت الأوضاع الأمنية والعسكرية في أغلب المحافظات السورية وسيطر الجيش السوري على أغلب المدن التي كانت تحت سيطرة المسلحين وبالتالي فإن الخطر على حياة الموظفين الأممين تراجع بنسبة كبيرة وانعدم في بعض المدن حيث استتب الأمن في احدى عشرة محافظة سورية وأكثر ولم يعد من الضروري إعطاء علاوات مالية كانت تضاف إلى رواتب العاملين في بعثات الأمم المتحدة، كما سيتم تخفيض إجراءات الحماية المتعلقة بهؤلاء العاملين. ولفتت المصادر الى أنه لم يعد فندق الفورسيزنز هو المكان الوحيد لإقامة بعثات الأمم المتحدة في سوريا وأنه سيكون بوسع هذه البعثات الإقامة في فنادق أخرى من العاصمة دمشق لأن جميعها صارت آمنة وفق تقييم الأمم المتحدة. وربما يتم تخفيض رواتب الموظفين الدوليين بحدود 2000 دولار شهرياً وبحدود 500 دولار للموظفين المحليين. الأمم المتحدة تخفّض رواتب موظفيها في سوريا… «لم يعد ثمة خطر» كامل صقر |
حملة شعبية في غزة تدعم قرارات تقليص خدمات «الأونروا» للاجئين مقابل شرط واحد Posted: 30 Jul 2018 02:18 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: وسط حالة الغليان التي تشهدها أوساط اللاجئين الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة، رفضا لسياسات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» بتقليص خدماتها، وفصل عدد من موظفيها، والتحذيرات من وجود مخطط لإسقاط قضية اللاجئين، تشهد حملة خاصة انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعلا كبيرا، بعدما أعلن مؤيدوها قبولهم بتقليص هذه الخدمات المقدمة، شرط عودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها. بداية الفكرة كانت تدوينة نشرها الناشط أحمد أبو رتيمة، على صفحته على موقع «فيسبوك»، وهي على شكل رسالة، دعا مؤيدوها للتوقيع من خلال ذكر الاسم أو وضع إشارة موافقة على ذلك، جاء فيها «نحن اللاجئون الفلسطينيون نعلن أننا نوافق على تقليص الأونروا خدماتها المقدمة لنا، وفي ضوء عجز هذه الوكالة الأممية عن مواصلة تقديم خدماتها الكاملة التي أنشئت من أجلها وهي غوثنا وتشغيلنا حتى عودتنا إلى ديارنا فإننا نناشد إدارة الأونروا بتوفير حافلات لنا تقلنا لإعادتنا إلى قرانا وبلداتنا التي هجرنا منها عام 1948 تطبيقا للقرار الدولي 194 علما بأننا مستعدون لتحمل نفقة وقود الحافلات». والشاب أبو رتيمة، هو أحد مؤسسي فكرة «مسيرات العودة الشعبية» التي انطلقت منذ 30 مارس/ آذار الماضي، في «مخيمات العودة الخمسة». ويوضح لـ «القدس العربي» أن هناك آلاف التعليقات المؤيدة للحملة، وصلت إلى صفحته وإلى صفحات أخرى شارك أصحابها منشوره الخاص، وقال إن الحملة ستستمر، وإن عدد المؤيدين لها سيرتفع. وأضاف أن الحملة هذه تحمل رسالة مفادها أن اللاجئين الفلسطينيين «غير متسولين»، وأنهم يريدون العودة إلى ديارهم التي هجروا منها، مؤكدا أن «الأونروا» بخدماتها التي تقدم لجموع اللاجئين «لا تمن» على أحد منهم، وأن ذلك يأتي في صميم عملها التي أسست من أجله، لافتا إلى أن هذه المنظمة تمارس حاليا «الحد الأدنى» من واجباتها، وأنه في حال عجزها عن ذلك كما هو الوضع الحالي، عليها القيام بتطبيق «حق العودة». ويؤكد أبو رتيمة أن هذه الحملة ستتواصل، في قادم الأيام، وأنها تأتي في إطار عمليات «التحشيد الشعبي والإعلامي» لمشاكل اللاجئين جراء سياسة التقليصات. ولاقي المنشور، تفاعلا كبيرا، خاصة أنه جاء في خضم الأزمة الحالية التي تشهدها «الأونروا» بعدما قامت بتقليص خدماتها المقدمة للاجئين، بخطة بدأت بوقف عمل مئات الموظفين بشكل نهائي، وتحويل المئات للعمل بشكل جزئي، من العاملين على «برنامج الطوارئ» الذي ألغي بشكل كامل. ويفسر المنشور في الأصل التعريف الأساسي لـ «الأونروا» الذي وضعته الأمم المتحدة عند تأسيس هذه المنظمة الدولية في عام 1949، الذي ينص على وجوب بقائها وتقديمها الخدمات للاجئين حتى حل مشكلتهم. وتكتب «الأونروا» بالعادة في منشوراتها هذا التعريف «تأسست الأونروا كوكالة تابعة للأمم المتحدة بقرار من الجمعية العامة في عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية لحوالي خمسة ملايين لاجئ من فلسطين مسجلين لديها». وتضيف «تقتضي مهمتها بتقديم المساعدة للاجئي فلسطين في الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة ليتمكنوا من تحقيق كامل إمكاناتهم في مجال التنمية البشرية وذلك إلى أن يتم التوصل لحل عادل ودائم لمحنتهم». وتشتمل خدمات «الأونروا» التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والحماية والإقراض الصغير. وترتاب قطاعات اللاجئين الفلسطينيين خشية كبيرة من أن تكون عمليات التقليصات الحالية التي تقوم بها «الأونروا» حاليا، بسبب أزمتها المالية التي وقعت بسبب وقف الإدارة الأمريكية تمويلها الكبير لهذه المنظمة، مقدمة لإنهاء عمل هذه المنظمة بشكل كامل، ضمن المساعي التي تقودها واشنطن لشطب ملف اللاجئين من على طاولة المفاوضات. ومن أجل ذلك تتواصل في قطاع غزة الاحتجاجات الشعبية المساندة لاعتصام الموظفين الذين أُنهِي عملهم قبل أسبوع بشكل كامل، وسط تحذيرات بزيادة هذه الاحتجاجات خلال الأيام المقبلة، عبر دخول الموظفين المفصولين في إضراب عن الطعام تشارك فيه أسرهم، مع تلويح اتحاد الموظفين بالإضراب الشامل عن العمل. وتقول «الأونروا» إنها تعاني حاليا عجزا ماليا قدره 217 مليون دولار، بعد أن بلغ بداية العام 450 مليونا، حيث جرى الحصول على دعم إضافي، خلال مؤتمرين للمانحين عقدا في روما ونيويورك. وهناك خشية بسبب الأزمة من عدم قدرة هذه المنظمة الدولية على افتتاح العام الدراسي الجديد، وهو ما يشكل خطرا كبيرا، ليس فقط على المسيرة التعليمية، بل أيضا على مستقبل 22 ألف موظف يعملون في قطاع التعليم في مناطق عمليات «الأونروا» الخمس. حملة شعبية في غزة تدعم قرارات تقليص خدمات «الأونروا» للاجئين مقابل شرط واحد |
محامية الدفاع الإسرائيلية عن عهد: ثمانية أشهر لم تحطم معنوياتها Posted: 30 Jul 2018 02:18 PM PDT الناصرة – «القدس العربي»: تؤكد محامية المناضلة عهد التميمي، غابي لاسكي، أن سجن موكلتها ثمانية شهور كأسيرة سياسية لم يحطم معنوياتها. وتقول في مقال نشرته في «هآرتس» إنه ظاهرا، ان الحكم المفرط بالسجن الذي فرض عليها، هو نتيجة مباشرة لجرأتها على مقاومة غزو الجنود لمنزلها. وتابعت «لكن بعد أن تشرفت بتمثيل التميمي في جميع الإجراءات أمام المحكمة العسكرية، من الواضح لي أنه لا توجد صلة بين الصفعة التي وجهتها للجندي والعقوبة التي فرضت عليها. فالحبس لثمانية أشهر، وكذلك الاعتقال الليلي، الذي حظي بتغطية إعلامية واسعة، والتحقيق العدواني مع الفتاة القاصر، هي مجرد محاولة فاشلة أخرى لتحطيم معنويات فتاة تعارض نظام الاحتلال، ولمنع الفلسطينيين الآخرين من التصرف كما يريد أي شخص يعيش في ظل الاحتلال». موضحة أنه فور انتشار صدى الصفعة في جميع أنحاء العالم، عملت منظومة تطبيق الاحتلال على جباية الثمن من فتاة تبلغ من العمر 16 عاماً بسبب مقاومتها. وتؤكد أنه لم يكن بوسع المجتمع الإسرائيلي احتواء «انتهاك الشرف الوطني» الكامن في المقاومة، حيث دعا أعضاء كنيست ووزراء إلى جباية ثمن باهظ وحرضوا الجيش الإسرائيلي على مداهمة منزل التميمي واعتقالها في منتصف الليل. ولهذا الغرض قامت كاميرات الجيش بتصوير الفتاة المكبلة وهي محاطة بجنود ملثمين، وهرعوا لتوزيع أشرطة الفيديو بكل فخر، كما لو كانت تصور عودة رهائن عملية عنتيبي في اوغندا قبل اربعين عاما وليس اعتقال فتاة في قرية تبعد نصف ساعة عن القدس. كما تشير المحامية الإسرائيلية الى تواصل محاولات تحطيم معنويات التميمي حتى بعد الاعتقال. منوهة لاستخدام محققي الشرطة والمخابرات العسكرية أساليب استجواب عدوانية مشكوك في قانونيتها، مثل التهديد باعتقال أقاربها، وبعضهم من الأطفال، والسلوك المزعج لأحد المحققين تجاهها، مشددة على أنه أمام هؤلاء الرجال العنيفين الذين يسعون إلى ترويع أي شخص يجرؤ على مقاومة الاحتلال، وقفت فتاة شجاعة لم تستسلم للحظة. وتلفت الى أنه لم تستطع السلطات الإسرائيلية تجاهل تحديد التميمي كبطلة دولية، تتمتع بدعم واسع النطاق. وتقول إنه أمام الملصقات التي انتشرت في جميع أنحاء العالم، وفيض الدبلوماسيين والصحافيين الذين وصلوا لدعم التميمي أو لتغطية إجراءات المحاكمة، يبدو أن أحدهم تذكر للحظة الخجل الذي ضاع منذ فترة طويلة، وتقرر إجراء المحاكمة خلف أبواب مغلقة، بزعم أن «هذا يصب في مصلحة القاصر»، رغم معارضة الدفاع وعهد وعائلاتها للمحاكمة المغلقة. وتشير الى أن كل من اعتقد أنه سيحطم معنويات التميمي بواسطة العنف والتهديد والسجن المفرط، وجد أن كل هذا يجعلها أقوى. وتتابع «في المكان الذي حاولت فيه السلطات إخفاء الاحتلال وعواقبه، تمكنت عهد من تسليط الضوء على موبقاته. ومع إطلاق سراحها، ستزور التميمي بالذات، قرية خان الأحمر – القرية البدوية التي سيتم هدمها. إن التضامن الذي ستظهره مع القرويين سيلفت انتباه الجمهور إلى الطرد الوحشي للسكان المحليين – الطرد الذي يشكل مثالا آخر على محاولة الحكومة الإسرائيلية منع أي إمكانية للتواصل الجغرافي في الضفة الغربية وتقريبنا من رؤية الفصل العنصري المؤسسي بين النهر والبحر». وقالت أيضا إن أعضاء حكومة الاحتلال باتوا يعرفون في خبايا قلوبهم أنهم ارتكبوا خطأ عندما ضغطوا عليها لاعتقال عهد وسجنها، لم يتمكن المقاتلون المسلحون، ولا المحققون الجامحون، ولا النظام العسكري المتحيز من تحطيم معنوياتها. ومن هنا تخلص المحامية للاستنتاج والقول «الآن وقد تمكنت الفتاة الفلسطينية من تصوير موبقات الاحتلال مع اعتقالها وسجنها المتواصل، يجب على المعارضة الإسرائيلية العمل». داعية للتذكير من على كل منبر بـ»الدرس الذي تعلمناه من قصة حياة عهد: لن تتمكن الطائرات الأمريكية أو الغواصات الألمانية، أو اعتقال القاصرين الفلسطينيين، أو طرد العائلات من وقف مطلب ملايين الفلسطينيين بالاستقلال والحرية والحياة بكرامة». وختمت بالقول «إذا لم نستوعب هذا الآن، ولم ننبه الإسرائيليين من الغيبوبة الأخلاقية التي يعيشون فيها منذ 51 سنة، فسوف نواصل التدهور إلى واقع الفصل العنصري القاسي، الذي يرسل أطفالنا إلى المناطق المحتلة لقمع اللواتي يقاومن نظام الاحتلال بأيد عارية». محامية الدفاع الإسرائيلية عن عهد: ثمانية أشهر لم تحطم معنوياتها أكدت في مقال في «هآرتس» أن دبابات إسرائيل لن توقف الفلسطينيين دون حريتهم |
محمد السادس يعفو عن 1204 شخص بمناسبة «عيد العرش» في المغرب Posted: 30 Jul 2018 02:17 PM PDT الرباط– القدس العربي: أصدر الملك محمد السادس عفوًا ملكيًا عن مجموعة من الأشخاص، منهم المعتقلون ومنهم الموجودون في حالة سراح، المحكوم عليهم من طرف مختلف محاكم المملكة، وعددهم 1204 شخص وحسب البلاغ الذي أصدرته وزارة العدل، فإن عدد المستفيدين من العفو الملكي الذين هم في حالة اعتقال هو 899 سجينًا، موزعين على النحو الآتي :العفو مما تبقى من العقوبة السجنية أو الحبسية لفائدة 07 سجناء، والتخفيض من عقوبة الحبس أو السجن لفائدة 865 سجينًا، وتحويل السجن المؤبد إلى السجن المحدد لفائدة 27 سجينًا. كما استفاد من العفو الملكي من هم في حالة سراح، وعددهم 305 شخص موزعين على النحو : العفو من العقوبة الحبسية أو السجنية أو مما تبقى منها لفائدة 42 شخصًا والعفو من العقوبة الحبسية مع إبقاء الغرامة لفائدة 14 شخصًا، والعفو من عقوبتي الحبس والغرامة لفائدة 6 أشخاص، والعفو من الغرامة لفائدة 243 شخصًا. محمد السادس يعفو عن 1204 شخص بمناسبة «عيد العرش» في المغرب |
هنية للمشاركين في «أسطول الحرية»: رسالتكم وصلت غزة Posted: 30 Jul 2018 02:17 PM PDT غزة – «القدس العربي»: أشاد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، بالمتضامنين المشاركين في «أسطول الحرية الخامس» لكسر الحصار عن غزة، الذين جرى اعتقالهم على متن سفينة «العودة» عند اقترابها من شواطئ غزة، ضمن محاولات كسر الحصار الإسرائيلي. وندد في بيان صدر عن مكتبه، بالاعتداءات الإسرائيلية على سفن كسر الحصار، و»القرصنة البحرية» التي مارسها جنود الاحتلال بحق المتضامنين واعتراض طريقهم على بعد أميال قليلة من غزة. وأكد رئيس المكتب السياسي لحماس، أن رسالة المتضامنين «وصلت غزة بكل قوة رغم الممارسات الإسرائيلية غير الشرعية». وطالب كل أحرار العالم بالتضامن مع القضية الفلسطينية وقطاع غزة، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الفلسطينيين، مرحبا بالجهود الرامية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني. وكانت البحرية الإسرائيلية قد قامت باعتقال النشطاء الذين كانوا على متن السفينة المتجهة لغزة مساء الأحد، بعد أن قطرت السفينة بالقوة إلى أحد موانئها. وافرجت لاحقا عن الركاب الإسرائيليين بعد الحصول على تعهدات منهم، بينما أبقت على غير الإسرائيليين. وهذه السفينة التي جرى الاستيلاء عليها وتسمى «العودة»، هي واحدة من سفينتين انطلقتا في مايو/ أيار الماضي من موانئ النرويج والسويد صوب القطاع، بعد أن جابتا عدة موانئ أوروبية لحشد التأييد لصالح سكان غزة المحاصرين. وتحمل السفينتان «العودة» و«الحرية» 36 متضامنا من عدة بلدان أوروبية وآسيوية، وجاء توقيفها من البحرية الإسرائيلية كما كان متوقعا، بالاستناد إلى عمليات سابقة طالت كل سفن كسر الحصار التي انطلقت صوب غزة، وأشهرها «أسطول الحرية الأول» الذي جرت مهاجمته في نهايات أيار/ مايو من عام 2010، ما أدى إلى مقتل 10 متضامنين أتراك. هنية للمشاركين في «أسطول الحرية»: رسالتكم وصلت غزة |
مسؤول محلي: بغداد لا تتعامل مع مجلس نينوى في ملف إعادة الإعمار Posted: 30 Jul 2018 02:17 PM PDT الموصل ـ « القدس العربي»: قال عضو مجلس محافظة نينوى، محمد عبدالله الجبوري، إن الحكومة العراقية لا تتعامل مع مجلس المحافظة في ملف مشروع إعادة إعمار المدينة، مشيراً إلى أن «هناك أطرافا أخرى في المدينة تحاول مسك ملف الإعمار وإبعاد مجلس المحافظة ومحافظها عنه». وأضاف لـ«القدس العربي» : «حكومة بغداد تتعامل مع شخصيات في ملف إعادة الإعمار متجاوزة المحافظة، وهذا مخالف للقانون والدستور لأن مجلس المحافظة هو منتخب من قبل الأهالي المحافظة، وهو الجهة الوحيدة والمخولة في إدارة شؤون المحافظة». وتابع: «وصلت إلى مجلس المحافظة معلومات، تفيد بوجود شخصيات غير مهنية بين أعضاء اللجنة المشكلة في إدارة مشروع إعمار المدينة، وهذا يجعل ملف الإعمار في خطر كبير لناحية عدم وجود جهة رقابية، مما يسمح بحصول فساد». وحول موازنة تنمية الأقاليم، أوضح الجبوري أن «محافظة نينوى لم تستفد منها لأن الأموال المخصصة لها، ذهبت لتسديد الديون المتراكمة على المحافظة منذ السنوات السابقة». لكنه بين أن «هناك موازنة رصدت لدعم استقرار المدينة، تقدر بـ 180 مليار دينار عراقي، 20 مليار منها رصدت لإعادة إعمار المدينة القديمة غير أن هذا المبلغ قليل جداً وغير كاف لإعمار المدينة، فضلاً عن أن مجلس المحافظة ليس على اطلاع على آلية صرفها لأن الحكومة كلفت لجنة لإدارة هذا الملف المهم الذي يعد من مهام مجلس المحافظة». وأشار إلى أن «المحافظة بحاجة إلى تعينات وظيفية، إذ أن الأخيرة توقفت منذ 2014»، داعياً الحكومة إلى «إعطاء نينوى استحقاقاتها من التعيينات وفرص العمل لاسيما الجانب التعليمي الذي يعاني إهمالا كبيرا، ونقص في الكوادر، فضلاً عن الدمار الذي لحق بالمدارس جراء العمليات العسكرية، ما تسبب بارتفاع معدلات الرسوب عند الطلبة بشكل واسع هذا العام». مجلس محافظة نينوى، وفق المصدر، «بصدد تشكيل لجنة لمتابعة الأموال التي سيتم صرفها لإعمار المحافظة ودعم الاستقرار فيها، كونه الجهة الوحيدة التي يحق لها التصرف بإدارة شؤون المحافظة»، معتبراً أن «أي لجنة تتشكل دون موافقة أعضاء مجلس المحافظة تعتبر غير قانونية، وأي تعامل معها يعتبر غير قانوني وغير دستوري». وحسب الجبوري «المحافظة تحتاج إلى تضافر الجهود، والعمل بشكل جماعي من قبل جميع الأطراف الراغبة بدعم البناء والاستقرار من خلال الحكومة المحلية والمنتخبة من الشعب». كما أن نينوى «تعاني من ارتفاع كبير في معدلات الفقر والبطالة، وهي بحاجة إلى فتح مشاريع لتشغيل الأيدي العاملة، وتقليل معدلات البطالة فيها التي وصلت ارتفاع غير مسبوق»، وفق المصدر، الذي لفت إلى أن «حصة المحافظة 11٪ من مجموع الموازنة العامة للبلد، لكن مجلس المحافظة يسعى لزيادتها بهدف الإسراع في عملية الإعمار، وبناء المدينة التي تعرضت للتدمير خلال المعارك العسكرية التي شهدتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وإنهاء ملف النازحين وإعادتهم إلى مناطقهم». مسؤول محلي: بغداد لا تتعامل مع مجلس نينوى في ملف إعادة الإعمار عمر الجبوري |
وزير التنمية الدولية البريطاني: التسوية السياسية وحدها ما سيحقق الاستقرار في اليمن Posted: 30 Jul 2018 02:16 PM PDT صنعاء ـ «القدس العربي» ووكالات: قالت المملكة المتحدة إن محادثات السلام بين أطراف الأزمة اليمنية هي الأولوية القصوى، ودعا وزير التنمية الدولية البريطاني «اليستير بيرت» جميع الأطراف إلى الانضمام إلى المملكة المتحدة في دعم الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لإيجاد السلام من أجل الشعب اليمني وأمن جيران اليمن، على حد تعبيره في بيان نشره أمس (الاثنين) موقع (رايلف ويب) التابع للأمم المتحدة. وأعرب الوزير البريطاني عن القلق البالغ إزاء الازمة الإنسانية في اليمن والتي تعد الأكبر في العالم، مؤكداً على أن التسوية السياسية فقط هي وحدها ما سيحقق الاستقرار في اليمن على المدى الطويل وأن تنتهي الازمة الإنسانية. جاء ذلك خلال زيارته أمس لمكتب منظمة «ميرسي كور» في وسط ادنبره. وقال: كان من الرائع زيارة مكاتب ميرسي كور في إدنبره والاستماع إلى المزيد حول كيفية مساعدة المملكة المتحدة لعملهم الحيوي في اليمن وجميع أنحاء العالم. فيما قال «سايمون أوكونيل» المدير التنفيذي لمؤسسة «ميرسي كوربس» إن هيئة المعونة البريطانية تلعب دورًا حيويًا في مساعدة «ميرسي كور» على تلبية الاحتياجات الطارئة للعائلات التي اضطرت إلى الفرار من ديارها… وأضاف: يجب أن تكون المنظمات الإنسانية، قادرة على توفير الدعم المنقذ للحياة بشكل آمن ومأمون، ويجب أن نواصل بذل كل الجهود لحماية مساحة العمل الإنساني هناك. وأعلنت الأمم المتحدة الاحد ان غارات جوية استهدفت على مدى ثلاثة ايام محافظة الحديدة اليمنية الواقعة على البحر الاحمر، ما تسبب باضرار في محطة مياه ما يعرض المدنيين «لخطر شديد». وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن في بيان أن «غارات جوية طاولت في 26، 27 و28 تموز/يوليو مركزا طبيا ومختبرا عاما في الحديدة والحقت اضرارا بمرفق للصرف الصحي في زبيد كما وبمحطة توزيع مياه تغذي القسم الاكبر من مدينة الحديدة». وتابع المكتب ان «هذه الغارات تعرض مدنيين ابرياء لخطر شديد». وأضاف البيان أن «الضرر اللاحق بمنشآت الصرف الصحي والمياه والصحة يهدد كل ما نحاول القيام به» محذرا « قد نكون على بعد غارة واحدة من تفشي وباء لا يمكن إيقافه». وتأتي الغارات بعد أقل من شهر على إعلان الامارات، المشاركة في قوات التحالف الذي تقوده السعودية دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، تعليق هجومها على الحديدة افساحا في المجال امام وساطة اممية. وأكد مصدر عسكري يمني مشترطا عدم كشف هويته استئناف الغارات بعد أن أعلن التحالف أن المتمردين الحوثيين هاجموا ناقلة نفط سعودية في البحر الأحمر الأربعاء ما أدى إلى الحاق «أضرار بسيطة» فيها. وأطلق التحالف في 13 حزيران/يونيو هجوما على ساحل البحر الأحمر، تقوده الإمارات، باتجاه مدينة الحديدة. وتضم الحديدة ميناء رئيسياً تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجهة إلى ملايين السكان. لكن التحالف العسكري يعتبر الميناء ممرا لتهريب الاسلحة ولمهاجمة سفن في البحر الأحمر. وتخشى الأمم المتحدة ومنظمات دولية من أن تؤدي الحرب في الحديدة إلى كارثة انسانية في بلد يقف على شفير المجاعة ويعاني من تفشي الكوليرا. ويسيطر المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران على ميناء الحديدة منذ 2014 بعد أن تمكنوا من السيطرة على صنعاء ومناطق شاسعة من البلاد. وفي السياق، اغتال مسلح مجهول، مساء أمس الأحد، ضابط استخبارات يمنيا رفيع في محافظة عدن جنوبي البلاد، حسب مصدر أمني. وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته إن «مسلحا أطلق النار على العقيد ناصر مقيرح، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بالمنطقة العسكرية الرابعة، أمام منزله بمدينة خور مكسر في المحافظة». وتشمل المنطقة العسكرية الرابعة، محافظات عدن ولحج والضالع وأبين وتعز، ويقع مركز قيادتها في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة. وسبق أن عمل العقيد «مقيرح» ضابط استخبارات بمطار عدن الدولي. وعن ملابسات الحادث ذكر المصدر أن المسلح «سار خلف مقيرح، عقب تأديته لصلاة المغرب، قبل أن يطلق عليه النار من مسدس كاتم للصوت أمام منزله، ثم لاذ بالفرار لجهة غير معلومة». وأوضح أنه تم نقل مقيرح إلى مستشفى الجمهورية التعليمي بمدينة خور مكسر، في محاولة لإنقاذه، غير أنه فارق الحياة، رغم المحاولات الطبية. وبينما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الساعة (19.20 تغ)، لم يتسن للأناضول الحصول على تعقيب فوري من السلطات اليمنية بعدن، التي لم يصدر عنها أي بيان بذات الخصوص. وعادت عمليات الاغتيال في العاصمة المؤقتة بشكل لافت خلال الفترة القليلة الماضية، بعد فترة هدوء دامت لأكثر من عام ونصف. ومنذ طرد مسلحي جماعة «أنصار الله» (الحوثي) من عدن، منتصف تموز/ يوليو 2015، تشهد المدينة، عمليات تفجير واغتيال واختطاف استهدفت مقاراً أمنية وحكومية وخطباء وأئمة مساجد وضباطا في الأمن والجيش والمقاومة الشعبية ورجال قضاء. وخلال 3 أسابيع فقط، اُغتيل خمسة أشخاص ونجا اثنان آخران بعدن، في حين تشير أرقام غير رسمية لوقوع نحو 400 عملية اغتيال استهدفت عسكريين وشخصيات اجتماعية ودينية، خلال العامين الماضيين. وزير التنمية الدولية البريطاني: التسوية السياسية وحدها ما سيحقق الاستقرار في اليمن غارات جديدة تستهدف مواقع الحوثيين في محافظة الحديدة أحمد الأغبري |
مقتل رجل دين في دير يثير جدلا بين أقباط مصر Posted: 30 Jul 2018 02:16 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: أثار مقتل الأنبا إبيفانيوس، أسقف ورئيس دير القديس مقاريوس (أبومقار) في وادي النطرون داخل الدير، جدلاً واسعاً في مصر، وبين الأقباط أنفسهم، خصوصاً أن ما حدث يعد سابقة في تاريخ الكنيسة القبطية، التي أعلنت، أمس الإثنين، أن «إقامة صلاة الجنازة على روح الراحل، ستكون اليوم الثلاثاء». وقال جوزيف ملاك، عضو لجنة الدفاع عن الكنيسة وزميل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون الأقليات، إن « البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والموجود حالياً في دير وادي النطرون سيترأس صلاة تجنيز رئيس دير الأنبا مقار بحضور أساقفة عموميين ورهبان الدير». وأوضح، في تصريحات صحافية، أن «هذه الجريمة تحدث لأول مرة في تاريخ الكنيسة وبهذه الصورة البشعة»، مفضلاً «عدم استباق التحقيقات وانتظار تقرير الطب الشرعي والتحقيقات النهائية في الواقعة». وحسب بيان سابق للكنيسة، «فقد توفي في ساعة مبكرة من صباح الأحد الماضي، العالم الجليل نيافة الأنبا إبيفانيوس، أسقف ورئيس دير القديس مقاريوس (أبومقار) بوادي النطرون داخل الدير». وأضافت : «نظرًا لأن غموضًا أحاط بظروف وملابسات رحيله، تم استدعاء الجهات الرسمية وهي تجري حاليًا تحقيقاتها حول هذا الأمر، وننتظر ما ستسفر عنه نتائج هذه التحقيقات». وأمرت نيابة وادي النطرون في البحيرة، بنقل جثمان الأنبا أبيفانيوس، في سيارة إسعاف من الدير إلى مستشفى دمنهور التعليمي، لإجراء عملية التشريح اللازمة للجثمان، لكشف ملابسات وأسباب مقتله، بدلاً من إجراء عملية التشريح داخل مستشفى وادي النطرون، حتى تتم العملية بسرعة ونظرًا لتوافر الإمكانيات في مستشفى دمنهور. وقال مسؤول أمني في محافظة البحيرة:» جار الفحص وعمل التحريات لكشف غموض الوفاة بعد أن عثر على الجثمان في أحد ممرات الدير وبه إصابات في الرأس». وانقسم الأقباط في مصر، بين من يرون أن الواقعة تندرج تحت لافتة الإرهاب، وآخرين يعتبرون أن الخلافات داخل الوسط القبطي دخلت مرحلة القتل. وكتب شفيق منير، على صفحته الرسمية على «الفيسبوك»: «رسالة للأجهزة المعنية أتمنى أن يكون قاتل الأنبا أبيفانيوس ليس المختل عقليا الذي يجري اتهامه كل مرة». أما ماري عبده، فقالت: «وفاة الأنبا أبيفانيوس رئيس دير أبو مقار، وتوجد شبهة جنائية، الصراعات داخل الكنيسة وصلت مرحلة القتل». يشار إلى أن الأسقف القتيل من مواليد 27 يونيو/ حزيران 1954 في مدينة طنطا وخريج كلية الطب. التحق بالدير في 17 فبراير/ شباط 1984 ورُسِمَ قساً في 17 أكتوبر 2002 وكان يشرف على مكتبة المخطوطات والمراجع بكل اللغات في الدير، وهو من الباحثين النشيطين في الدير. وفي يوم الأحد 10 مارس/ آذار 2013 قام البابا تواضروس الثاني بتجليس 4 من الآباء الأساقفة (الأنبا دانيال ـ الأنبا ثيؤدوسيوس ـ الأنبا بطرس ـ الأنبا مينا)، وسيامة 7 من الآباء الرهبان أساقفة (الأنبا أبيفانيوس ـ الأنبا مقار ـ الأنبا صموئيل ـ الأنبا دوماديوس ـ الأنبا يوحنا ـ الأنبا زوسيما ـ الأنبا يوليوس) وتم الاحتفال بالتجليس عشية عيد الصليب يوم 18 مارس/ آذار 2013. مقتل رجل دين في دير يثير جدلا بين أقباط مصر تحقيقات أمنية في الحادثة… والبابا تواضروس يترأس جنازته اليوم تامر هنداوي |
العاهل المغربي يرأس اجتماعًا وزاريًا للشروع في تنفيذ برنامج الإصلاح Posted: 30 Jul 2018 02:16 PM PDT الرباط ـ «القدس العربي»:أفاد بلاغ للديوان الملكي المغربي أن العاهل محمد السادس ترأس، أمس الأول (الأحد)، في مدينة الحسيمة، اجتماعًا خصص لتفعيل التدابير التي تضمنها خطاب ذكرى الجلوس على العرش، بحضور رئيس الحكومة والوزراء المعنيين بأهم القضايا التي تطرق لها الخطاب. وتوجه الملك لأعضاء الحكومة الحاضرين بشأن ثلاثة مواضيع تكتسي أولوية ملحة، ويتعلق الأمر بوضعية منظومة الدعم والحماية الاجتماعية وضرورة إعادة هيكلتها الشاملة، وتسريع تنفيذ الإطار المتعلق بالاستثمار ومواكبة المقاولات، لا سيما من أجل خلق مزيد من فرص العمل، وكذا خطة العمل 2025 في مجال الماء. كما ركز على الإجراءات المرحلية في أفق الدخول الدراسي المقبل ولاسيما في مجال دعم التمدرس، وإطلاق المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتصحيح اختلالات نظام التغطية الصحية. وحث الحكومة على ضرورة التنسيق والتضامن الكامل في العمل بين مختلف الفاعلين المعنيين، واعتماد مقاربة تشاركية، والتركيز على تحقيق الأهداف، لأن المواطنين يتنظرون العمل الجاد والنتائج الملموسة. وأكد حرصه على متابعته شخصيًا لتقدم الأعمال المتعلقة بهذه الأوراش، داعيًا إلى ضرورة اعتماد منهجية جديدة، تقوم على الرفع من وتيرة الإنجاز، وعلى الجدية والالتزام في العمل، مع تحديد مواعيد دورية لتقديم النتائج الملموسة التي تم التوصل إليها، وما قد يعيقها من صعوبات، قصد معالجتها. العاهل المغربي يرأس اجتماعًا وزاريًا للشروع في تنفيذ برنامج الإصلاح |
عهد التميمي في عيون الفنانين والإعلاميين في لبنان: الحرية تليق بك وعيناك تخبراننا عن جمال فلسطين وقوة شعبها Posted: 30 Jul 2018 02:15 PM PDT بيروت – «القدس العربي»: أعرب عدد من الفنانين اللبنانيين والاعلاميين عن سعادتهم بالافراج عن المناضلة الفلسطينية عهد تميمي، التي باتت رمزاً لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، مشيدين بشجاعتها وببطولتها، ونورد هنا أبرز المواقف، راغب علامة وصف عهد بأنها بطلة هذا العصر، موّجهاً كلّ الحبّ والاحترام عبر تغريدة جاء فيها: «عهد التميمي هي مقاومة حقيقية للاحتلال… ليس بالشعارات والمزايدة، كما الكثير من المزيفين في زمننا هذا! كل الحب والاحترام لك يا بطلة هذا الزمن.. صغيرة في السن وأكبر من كبيرة في الكرامة والوطنية… خرجت من سجون الاحتلال، لكنها دخلت التاريخ… حماكِ الله يا بطلة هذا العصر». جوليا بطرس، حيّت بدورها الشابة الفلسطينية المناضلة التميمي، وأهدتها والأسرى الفلسطينيين أغنيتها «أنا بتنفسّ حريّة» أثناء إحيائها حفلاً في العاصمة الأردنية عمّان، إذ علت الصيحات والهتافات تأييداً، وقالت جوليا: «عهد وجهها في بسمة بتقهر المحتل، بتتحدا الغاصب المجرم، تحية مني لها ولكل أطفال فلسطين ياللي عم بعلموا العالم البطولة والكرامة، ولكل الأسرى الفلسطينيين بالسجون والمعتقلات الصهيونية»، لتقدّم من بعدها الأغنية وسط تصفيق وهيصات الحضور . الممثلة نادين نسيب نجيم أشادت ببطولة التميمي وغرّدت فرحةً بالافراج عنها بالقول: «بتلبقلك الحرية صباح الحرية ! #عهد_التميمي #فلسطين». الممثلة جيسي عبدو وجّهت تحيّة حبّ وفخر بقولها «خرجت بسلام.. لأنها دعت له. #عهد_التميمي عادت لأهلها سالمة… مثال لكل صبية عربية لها رأي ولديها قضية… تحية حب وفخر». الاعلامي نيشان ديرهاروتيان رحبّ بإطلاق سراحها على الشكل الآتي «عهد التميمي …الكرامة تتنفّس حرية». الاعلامية غادة ناصر أشادت بدورها بالتميمي، التي قالت لها بك نجدّد الأمل وكتبت «عهد التميمي حريتك وجرأتك وثفتك بنفسك قتلت وسحلت كبرياء العرب والعروبة.. نخجل منك ومن سجنك ابنة 16 عشر عاماً، عيناك الخضراوتان تخبرنا عن جمال فلسطين وقوة شعبها وعن جبن وخوف الصهاينة من قوة الأجيال الصاعدة.. بكم نجدد الأمل بكم ستعود فلسطين والقدس الشريف الينا.. عهد التميمي أنت العهد والقسم». 7akh عهد التميمي في عيون الفنانين والإعلاميين في لبنان: الحرية تليق بك وعيناك تخبراننا عن جمال فلسطين وقوة شعبها |
الذكاء العاطفي Posted: 30 Jul 2018 02:15 PM PDT أجلس في حديقة عامة وأقرأ أخبارا من جريدة لا محلية ولا إقليمية لا كرة ولا سياسة ولا مجتمع .. أصوات السيارات تتعالى عند الاقتراب، ولكنها لا تخفت عند التنائي، وكيمياء من الضجيج متفاعلة مع هواء يريد أن يصبح نقيا، لكنه لا يصفو لا تعرف من أين تدخل إليّ أمن عيني أم من أذني؟ أشرب من قنينة الماء وأنا لا ظمأ عندي ولا ارتواء وآكل شيئا تافها لا هو بالحلو ولا بالمر.. وأقرأ أخبارا يظهر أني قرأتها منذ عقود عن شيء كالخذلان والهزيمة والتطبيع والحرية والثقافة الوطنية واليُتم والعُهر، والصور المخلة بالحياء، والسرقة والخيانة والموضة وموائد الأيتام والحصار، وضحالة مستوى التعليم وغلاء الأسعار والتضخم والحليب المعقم الفاسد والقهوة العبقة. أتوقف عند صور مألوفة لنارجيلة حولها رجال بأزياء عربية وسيدة بجلباب أسود في يدها طفل يتأبط ذراعها، وفي الأخرى شيء كالطبق المكشوف على الرأس الملتحف فيه خبز «العيش»، والمارة يمرون وعيونهم على الرغيف، أو على الرأس لا أدري.. ثبتت الصورة كل شيء حتى حركة المارة.. حركت في ذهني الصورة كي يمشي الواقفون فأرى المرأة من تكون؟ فلم يتحركوا كانوا هم أيضا يريدون أن يعرفوا من تكون السيدة؟ وإلى أين تذهب بتلك الأرغفة.. بذلك العيش؟ غاب الطفل في الزحام.. كان هو الوحيد الذي تحرر من ثبات الصورة .صحيح أنه ما زال بالأبيض والأسود، لكنه ظل يمشي ولا يلتفت إلى أمه. أسرعت أطوي صفحة الجريدة وأشرب المَاء على ظمأ أو أطلب الله ألا يحرك الصورة، فتنتبه المرأة إلى ابنها الذي ذهب في السواد والبياض ولم يلتفت إليها وإلى رغفان «العيش» التي مد المارة ايديهم إليها، رغم أن أقدامهم ثابتة.. التهمتُ شيئا تافها بعد العطش، وأحسست أنه بطعم العيش الذي في الصورة. رأيته، نعم .. الولد رأيته يسير أمامي هناك؛ صحت فيه أيها الولد الذي أضاع أمه.. هاي أنتǃ وعدوت خلفه.. التفت إليّ كل من في الشارع.. صاروا جميعا أولادا، وثبتت الحركة حتى حركتي وصرنا جميعا بالأسود والأبيض.. حتى أنا صرت بالأسود والأبيض. مرّ صبي كذاك الصبي يبيع الجرائد.. مددت يدي أريد أن أوقفه، رأيتني في الجريدة وأنا في الشارع مثبت الحركة وحولي مارة مثبتو الحركة.. فتشت عن الأم فلم أجدها. ليس هذا قصا بالطبع إنما هو وصف لما عشته بيني وبين نفسي وأنا أنظر في صورة بالأبيض والأسود في جريدة. صحيح أن الصورة ثابتة ولكن ذلك لم يمنع خيالاتي من أن تتفاعل معها، وتصنع منها صورا متحركة ترتبط بها في الأصل، غير أنها تتجاوزها وتتوالد منها صور متحركة قابلة لأن تصبح فيلما قصيرا. الصورة التي في الصحيفة رآها بلا شك أكثر من قارئ؛ ربما كانوا بالمئات أو بالآلاف، هذا هو المشترك بيني وبينهم، غير أن تعاطفي مع المرأة وابنها وما ولده ذلك لديّ من انفعالات وصلت درجة دخولي عالم الصورة الثابتة وتحريكها، كان شيئا مما يسمى في بعض البحوث العرفانية الحديثة بالذكاء العاطفي Emotional Intelligence . الذكاء العاطفي يعني مبدئيا أن الإنسان يمكن أن يستفيد من عواطفه ومن عواطف غيره ويحسن استخدامها في معالجة الأنشطة المعرفية المختلفة. ذلك أن أمزجة الأشخاص تؤثر في إدراكهم، فمن يمرون منهم بحالات شعورية سالبة كالشعور بالإحباط والعجز، يؤثر ذلك في أدائهم وفي عملهم العرفاني فينصرفون مثلا عن مواصلة الجهد، أو لا يجدون الطريق اليسيرة لتجاوز الصعوبات. وعلى العكس من ذلك، فإن الأشخاص الذين لديهم حالات شعورية موجبة يقدرون أكثر من غيرهم على أن يناضلوا في سبيل تجاوز الصعوبات أثناء معالجة عمل عرفاني معين. بعض النظريات الحديثة تعتقد أن هناك رابطا قويا بين المشاعر والإنجاز العرفاني للأنشطة المتنوعة، وهنا نتحدث عن نشاط فك شيفرة الصورة في الصحيفة اليومية، هذا الفك صاحبه تفاعل شعوري من الرائي، يمكن القول إنه تفاعل عال جعله لا يقف على الحياد مع أطرافها، ولا مع سياقها الاجتماعي والتاريخي، ولا يفك دلالتها بعيدا عن التأثر الشعوري. لنعد إلى صورة الطفل والمرأة والأرغفة التي رأيتها في الجريدة، وإلى ما أثارته فيّ من انفعالات وصور نقلتها في بداية هذا المقال. فما نقلته دليل على وعيي بما دار في باطني وأنا أرى الصورة، وهذا وصف للحالة العامة لا للشعور. وصف الشعور والوعي به هو أول مراحل بناء الذكاء العاطفي، لأن هذا الذكاء هو القدرة الذاتية على تعيين عواطف المرء وعواطف غيره وحسن إدارتها (لا بمعنى التحكم الذاتي فيها) في معالجة المعارف. يبدأ البناء بما يسمى الوعي العاطفي، فمثلا حين أدخل أنا في خضم الصورة وأنادي الطفل كأنني معه وأراه وأسمعه، فأنا واع بأني في حالة عاطفية هي التفاعل الحركي الأقصى مع المشهد المرئي. وهذا يعني أنني لو كنت أسير مع الشارع نفسه الذي سارت فيه المرأة مع ولدها لاقتربت من الطفل وحادثته وسرت معه، ليس هذا فقط، بل لكنت واعيا تمام الوعي بأن ما جعلني أسير معه وألاطفه هو أنني متعاطف معه. المرحلة الثانية من بناء الذكاء العاطفي هو ما يسميه المختصون توظيف المشاعر في المعالجة العرفانية، ذلك أن الاقتراب من الطفل وأمه وإشعاره بالتعاطف معه وعرض المساعدة عليه هي من أنواع توظيف المشاعر؛ لكن إن كان الطفل في الصورة وأنا أناديه في الواقع فهذا يعني ضربا من تحدي حيثيات الواقع، وتسخير ملكة التخيل للنفاذ إلى العالم الافتراضي للصورة؛ وليس هذا بالضرورة جنونا أو خروجا عن النواميس العقلية، فالتخيل ملكة عرفانية نشيطة ولا علاقة لها بفقدان موازين التعقل في السلوك أو في التفكير. فالتخيل إذن ومثلما ذكر ذلك الفيلسوف كانط «ملكة عرفانية منتجة». فالذهن وهو يستعمل هذه القدرة، قدرة التخيل يخلق عالما آخر، وإن كان منطلقه الواقع. وأخيرا فإن بناء الذكاء العاطفي ينبغي أن يوصلني إلى التحكم في عواطفي وفي عواطف غيري، أي أن أعرف مثلا وأنا في الحديقة وأشاهد هذه الصورة وأتفاعل معها خيالا، أنه من غير المفيد أن أصيح في الفتى بأعلى صوتي، كما فعلت بيني وبين نفسي وبأصواتي النفسية، وحتى لو فعلت ذلك وصحت في هذه المدينة الصاخبة وانتبه إلى من انتبه واتهمني بالجنون أو تلاشت أصواتي، وما انتبه إليّ من أحد فسأكون قد فعلت ذلك، وأنا أعرف أني نكرة في هذه الحديقة وأن أخباري ستموت هنا ولن تحمل أخباري الركبانُ. الذكاء العاطفي في النهاية شيء من ماء الحياة يدخل إلى عقلك من باب مزاجك، ليثبت أنه لا توجد حدود كالتي أخبرونا بها بين عالم عاطفي وعالم عقلي، وأن العاطفة شيء والعقل شيء مخالف. الجسم والذهن والثقافة واللغة والعلامات في تفاعل أبدي، ويظهر لك هذا التفاعل وأنت تعالج شيا بسيطا كرؤية صورة في صحيفة وأنت لا تنتظر في حديقة عامة غير وقت سيأتي ليأخذك. ٭ أستاذ اللسانيات في الجامعة التونسية الذكاء العاطفي توفيق قريرة |
نريد الوطن… عن أي وطن يتحدثون؟ Posted: 30 Jul 2018 02:14 PM PDT المظاهرات مستمرة بالعراق. ثمن المشاركة باهظ يدفعه الشهداء بحياتهم والاحياء بمخاطرتهم بحياتهم. على هامشها، تستمر تصريحات الساسة ورجال الدين المصطفين سوية في ادانتهم العنف والفساد، كأنهم ليسوا غارقين فيهما حتى النخاع، وكأن الضحايا يتساقطون نتيجة عنف غزا العراق من المريخ. بعيدا عن رطانة الساسة والمرجعية وحرباوية مقتدى الصدر والميليشيات، انطلقت اصوات، ربما لأول مرة، مؤيدة للمتظاهرين، بعد ان مشى اصحابها في ظل الحائط فترة طويلة. لم يعد الظل كافيا للحماية من اشعة الشمس الحقيقية. هناك، ايضا، اصوات حافظت على موقفها المبدئي ومساندتها للشعب، بأساليب متعددة، من بينها البرامج التلفزيونية المتهكمة من الساسة بشكل يثير الضحك. ولعل أكثر البرامج نجاحا في هذا المجال هو برنامج « بشير شو» (على القناة الالمانية العربية) من اعداد وتقديم أحمد البشير الذي يتناول هموم الناس ومشاكلهم الناتجة عن الوضع السياسي، بشكل نقدي ساخر، لم يكن معروفا لدى العراقيين، سابقا. لم يتهاون البرنامج، يوما، في وقوفه مع مطالب الناس، وهنا مصدر قوته، محافظا، في الوقت نفسه، على مضمونه الساخر وروح النكتة التي ازدادت، مع ازدياد النكبات الهابطة على رؤوس المواطنين، الا ان احدى حلقات البرنامج المهداة إلى «مظاهرات العراق. إلى البصرة وكربلاء والنجف و بغداد والمثنى وذي قار والى كافة المحافظات» كانت خالية من شحنة الضحك المنتظرة. فهل نهب ساسة الفساد الضحكات بعد ان عجزوا عن اسكات البشير، وبعد ان ادركوا قوة السخرية وقدرتها على كسرها حاجز الخوف والاضطهاد والقمع عن طريق تحطيم سطوة الشخصيات المهيمنة ووضعها بحجم يصبح من السهل الضحك عليه. «يوم بلا ضحك هو يوم ضائع»، يقول تشارلي تشابلن، والضحك، على قساوة الواقع، هو الذي جعلنا البشير، نشاركه فيه، عبر برامجه. فما الذي دفعه إلى التخلي، ولو في حلقة واحدة، عن الضحك؟ انه ذلك الخندق العميق، الذي يفصل عموم الشعب العراقي عن الحكومة، والذي عجز الشعب عن عبوره للامساك بالحكومة، لأسماعها مطالبه. وهو بالضبط عكس ما يجب ان يكون. فالطبيعي ان تقوم الحكومة بتلبية مطالب الشعب، لأنه واجبها وليس منة على الشعب أو احسانا، وان تردم الهوة التي قد تقوم بينهما، في حالات الفساد والظلم وعدم تطبيق القوانين واحترام حق المواطنة. وهذا ما لم يحدث، بالعراق، في ظل حكومات ما بعد 2003. وان كان هذا لا يعني تبرئة نظام ما قبل 2003 من المسؤولية. فالمواطن خاسر بكل المستويات. اذ امتهنت، على مدى 15 عاما الاخيرة، كرامته ولم يتم توفير الخدمات الاساسية الموعودة له، ولم تراع حقوقه كإنسان، وتبخر حق التعبير عن الرأي أمام ناظريه، وكيفية التعامل مع المتظاهرين، سابقا وحاليا، أفضل دليل على ذلك. من الطبيعي، اذن، ان يلجأ البشير، كما غيره من الاعلاميين المتضامنين مع المحتجين، إلى التحليل السياسي ورصد يوميات المظاهرات، وخطب ومقابلات الساسة، وكتابات المدونين، لغربلة الاخضر من اليابس، في ظل تسفيه المظاهرات و«الفوضى الاعلامية والتعتيم الحكومي، والصراعات السياسية، واستغلال مطالب الناس»، حسب تعبيره. فالسخرية والنكتة، ابنتا الاحباط واليأس والخوف والفقر والجوع والظلم، الناميتان كأداتين للمحافظة على البقاء، تراجعتا، لفترة وجيزة، ازاء الغضب، المباشر، الذي لم يعد بالامكان كبته. الغضب العارم الذي جعل الاحتجاج فعلا جسديا يستدعي ازاحة العوامل المسببة له، ومن بينها، الساسة وميليشياتهم ومراجعهم، الذين أهانوا واحتقروا كل خلية بشرية تنبض بالكرامة. ولم يستطع البشير الا ان يتوقف ليراجع مع عموم الناس أفضل السبل للتعامل مع باعة القيم والاخلاق والوطن. الوطن؟ يصرخ المتظاهرون من كافة الاعمار «ما نريد ماء او كهرباء.. هذه مسألة وطن… مسألة وطن… نريد الوطن». الوطن؟ ماهو الوطن؟ في «عائد إلى حيفا» يتساءل الكاتب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني، عن الوطن، قائلا: «يا صفية، هل تعرفين ما هو الوطن؟ الوطن هو ان لا يحدث هذا كله»، مشيرا إلى عودة بطل القصة إلى شقته المحتلة، في حيفا، فيلتقي بابنه الذي فقده في خضم الاحتلال، ليجده وقد صار جنديا في الجيش الصهيوني. الوطن، اذن، في حالة العراقيين، هو الا يحدث كل هذا الامتهان لكرامتهم وهم اهل احدى أغنى الدول بالمنطقة. هو الا يستخدمه الجشعون الفاسدون ذريعة لنيل المنح والهبات والقروض، بينما يستجدي هو الحد الادنى من ضروريات الحياة، من حقوقه، من سراق تغولوا إلى حد سرقة الضحكات. هو ان يحطم الاصفاد التي البسوه اياها، باسم الدين تارة، ومحاربة الإرهاب تارة اخرى، لاجباره على القبول بالأمر الواقع. هو الا يصغي لباعة الترويع والترهيب من المظاهرات لأنها قد تقود إلى خروق دستورية، وعنف غير مشروع، وشعارات تحريضية. ولنستعيد ما قاله نلسون مانديلا، رجل السلام والحقيقة والمصالحة، حين فشلت الطرق السلمية في تغيير الواقع المهين لإنسانية الانسان: «ان المقاتل من أجل الحرية يتعلم بالطريقة الصعبة أن الظالم هو الذي يحدد طبيعة الصراع، وغالبا ما لا يجد المستضعف بديلا سوى استخدام نفس أساليب الظالم». الوطن، اذن، هو ان يخرج العراقي إلى الشارع لأنه ملكه، وان يضع اصابعه بعيون كل من ساعد على اغتصاب البلاد ونهبها وتخريبها. خراب تستر عليه إفساد الناس بالوظائف المؤقتة والوهمية، بفتات الأموال المنهوبة، المعطرة، بفتاوى دينية، حتى استنفدت أموال الدولة وبدأ التقشف وصراع اللصوص الكبار على الغنيمة المتضائلة، فلم يعد هناك الكثير للفتات. الأمل، الآن، في صمود الجماهير المتظاهرة، إذا ما انضم اليها بقية ابناء الشعب، من أجل الحرية والكرامة فالحرية «لا تقبل التجزئة..لأن القيود التي تكبل شخصاً واحداً في بلادي إنما هي قيود تكبل أبناء وطني أجمعين»، كما يذكرنا الراحل مانديلا والعالم يحتفل بمئوية ميلاده. ٭ كاتبة من العراق نريد الوطن… عن أي وطن يتحدثون؟ هيفاء زنكنة |
عن طيبة الجزائريين وعنصريتهم! Posted: 30 Jul 2018 02:14 PM PDT الجزائر ككل دول الشرق الأوسط وإفريقيا، كان لها في العقدين الماضيين نصيب وافر من المحن والأزمات، فصدّرت الكثير من المهاجرين واللاجئين واستقبلت منهم الكثير. في ظروف سوِّية، يكون هذا التمازج والتداخل بين الشعوب والثقافات نعمة، لأنه يفتح عيون الناس على الآخر، ويوسع أفق نظرهم. كان يُفترض بمجتمع مَرَّ بكل تلك المآسي والعذابات أن يستخلص دروسا وعبَر تغيّره نحو الأفضل. بيد أننا أمام العكس تماما. أكاد أقول إن المجتمع الجزائري أصبح أكثر انغلاقا وأقل جرأة على طرح الأسئلة الحقيقية وخوض النقاشات المفيدة. لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، وفي إطار المراجعة الدورية لتقرير الحكومة الجزائرية حول وضعية الحقوق والحريات، أصدرت نهاية الأسبوع الماضي وثيقة سجّلت فيها قلقها من انتشار خطاب الكراهية في الجزائر، ومن التمييز السلبي ضد الأفارقة والأقليات. بخصوص اللاجئين الأفارقة، لفتت ملاحظات فريق خبراء الأمم المتحدة إلى تقارير عن سوء معاملة هؤلاء الرجال والنساء، وترحيلهم إلى دولة النيجر في ظروف قاسية. وخصَّت الملاحظات بالذكر تقارير تحدثت عن «التخلي» عن 13 ألفا من هؤلاء اللاجئين في الصحراء بلا أدنى ضروريات البقاء على قيد الحياة. قبل أن تكون قضية حكومة، هي في أزمة مجتمع مرتبك. المجتمع الجزائري الذي صدّر مئات آلاف اللاجئين إلى كل أنحاء العالم أثناء الحرب الأهلية غير البعيدة، يعامل الأفارقة الهاربين من الحروب والجفاف والمجاعات بقسوة شديدة. تبدأ هذه القسوة في أسفل المجتمع فكرة بسيطة ومألوفة لا تستوقف أحداً، ثم تتطور لتنتهي قرارات سياسية ترعاها الحكومة وتسهر على تنفيذها. المجتمع موغل في تأزيم علاقته مع الآخر. اللاجئون الأفارقة، العمال الصينيون، وبدرجة أقل اللاجئون السوريون، كل هؤلاء محل رفض وإن بدرجات متفاوتة وطرق تعبير مختلفة. أصبح من الصعب أن تشارك آخرين في جلسة ولا تسمع فيها قدحا في الأفارقة والعمال الصينيين، وحديثا سلبيا بحق السوريين. يوميا هناك جديد في هذا الموضوع. وأصبح من شبه المستحيل أن تقرأ في صحيفة جزائرية تقريرا إيجابيا عن هؤلاء المساكين، أو يتعاطف مع مآسيهم (بعض الصحف والصحافيين يعتبون على الحكومة قلة صرامتها تجاههم). ويندر أن تسمع واحداً من خطباء الجمعة الكثيرين يحث المصلين على تقبل هؤلاء الأغراب. ولن تجد كتابا مدرسيا يعلم الأطفال معاني التسامح مع القادم من خارج المجتمع الضيق. تشعر كأن هناك جهدا واضحا يُبذَل لتعليق جزء كبير من مآسي المجتمع وإخفاقاته على «شمّاعة» الآخرين. «الصينيون يأكلون القطط والكلاب، قليلو نظافة وعديمو حياء».. إلخ. الأفارقة «جلبوا لنا الأمراض المعدية والدعارة والإجرام والشعوذة، وشوَّهوا المحيط وأساؤوا للذوق العام»، وغير ذلك. السوريون يغامرون بأطفالهم في الطرق السريعة و«يشحتون» في اختناقات المرور مستجدين عطف الناس بالرضّع. رغم كل هذا، يكاد المرء يعذر عموم الناس بحكم بساطتهم وعفويتهم. فالمجتمع الجزائري تكوّن واستمر منسجما إلى حد الملل. هذا «الانغلاق» الثقافي والاجتماعي جعل أن فئات واسعة من الجزائريين نشأت، وإلى وقت قريب، لا تعرف شيئا عن اليهودي وعن المسيحي وعن اللاديني، وتجد صعوبة في تصديق أن العربي ليس بالضرورة مسلمًا. وفئات واسعة نشأت تؤمن بأن الجزائر هي سرّة العالم لا يتحرك من دون إشارة منها. بالرغم من كل شيء، الصورة ليست حالكة السواد. بعيداً عن ضجيج السياسة وأضواء الإعلام وخارج أيّ إطار رسمي، يبذل شبان جزائريون ما في وسعهم للتخفيف من معاناة اللاجئين والغرباء الذين قذفت بهم الأقدار إلى الجزائر، وأغلبهم يعتبرونها معبرا لا مستقراً. وفي صمت وتواضع تتصدق عائلات جزائرية لهؤلاء بما استطاعت من مأكل وملبس. ما يصعب تقبّله هو التطابق بين سلبية المجتمع وعدوانية السلطات والنخب في هذا الموضوع. في قضية اللاجئين الأفارقة بالذات، لا فرق يُذكر بين خطاب رجل الشارع وخطاب أصحاب القرار السياسي. الكل يدلي بدلوه. في تموز (يوليو) 2017، أدلى أحمد أويحيى، وكان مديرا لديوان الرئاسة، بتصريحات صادمة اعتبر فيها أن الأفارقة «يجلبون الجريمة والمخدرات وآفات كثيرة». وأضاف بإصرار: «نحن أسياد في أرضنا». رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، سعيدة بن حبيلس، لا تفوِّت فرصة من دون الحديث عن مافيات تريد إغراق الجزائر بموجات الأفارقة. كأنها تجتهد لتبرير أيّ قسوة حكومية تطال هؤلاء اللاجئين. ولا يختلف البرلمانيون، بل هم أسوأ. في هذا الأمر بالذات تذوب الخلافات السياسية والعقائدية. تتزعم هذا التوجه سيدة اسمها نعيمة صالحي، وهي برلمانية تهوى التصريحات اللامسؤولة بحق الآخرين. المسؤولون في قطاع الصحة لهم نصيب أيضا. أحدهم اعتبر وجود الأفارقة خطراً على الصحة العامة (البروفيسور مصطفى خياطي ـ جريدة الشروق 06/10/2014). وتكتمل الحلقة بأصوات ناشطين في جمعيات الأحياء داعية إلى ترحيل الأفارقة، مستفيدة من أجواء تنضح بالسلبية والرفض. هذا الواقع المؤلم يعكس حالة التيه والارتباك التي أصابت المجتمع الجزائري. وهذه المشاعر السلبية تنزع عنه أيّ حق في انتقاد عنصرية أوروبا وأمريكا. ٭ كاتب صحافي جزائري عن طيبة الجزائريين وعنصريتهم! توفيق رباحي |
نفط واحتجاجات ونزيف دم Posted: 30 Jul 2018 02:13 PM PDT عجبا، كيف لمن يدعي أنه يعمل من أجل الشأن العام، أن يستغل معاناة الناس ويثري على حسابهم؟ وعجبا وألف عجب لمن يسرق لقمة شعب ويبيع وطنا، ثم يدعي أنه يساند ويتضامن مع المعوزين والمقهورين والمقموعين حين يخرجون ساخطين عليه؟ منطق جديد في السلوك السياسي اخترعه ساسة العراق الجديد بعد الغزو والاحتلال في عام 2003. فعلى الرغم من أنهم يتربعون على قمة هرم السلطة السياسية، ويمدون أذرعهم في كل مفاصل الدولة العراقية، ويُنصّبون أعوانهم وأقرباءهم وأزلامهم في مصادر القرار في كل الوزارت والمؤسسات، مع ذلك فإنهم دائما مايقفون على المنصات الإعلامية وفي التجمعات السياسية والحزبية يشكون مافيات الفساد وعصابات الجريمة المنظمة وغير المنظمة، وسرقة وإهدار المال العام، والفشل في تقديم الخدمات الإساسية، حتى يخالهم البعيد عن المشهد بأنهم زعماء معارضة. قد يبدو أنه سيناريو يناقض العقل والمنطق ويتعاكس تماما مع كل التجارب السياسية في العالم الأول والثاني والثالث والأخير. لكنه في الحقيقة لايستحق من المرء الكثير من الجهد والعناء لاكتشاف حقيقته. فالرجوع إلى تاريخ الطبقة السياسية القائمة اليوم، وتقليب صفحاتهم للعقدين الماضيين لا أكثر، يعطي صورة واضحة عن أنهم ليسوا سوى دُمى تتحكم بها قوى دولية وإقليمية. وبالتالي فإن كل ما يجري على الساحة من ظواهر مرئية ومخفية هم فيها أدوات تنفيذ وتستير لا أكثر، وهم أجراء في صناعة الفساد وهدر الثروات. لذلك لم نسمع، وعلى مدى أكثر من خمسة عشر عاما، أعلانا صادرا من الولايات المتحدة الأمريكية أو المملكة المتحدة أو غيرهما من دول الغرب، الذين شاركوا في غزو وأحتلال العراق، يسرد لنا بالأسماء والشواهد الثابتة المفسدين وحجم الفساد. على الرغم من أن الأجهزة الاستخباراتية لهذه الدول تعرف كل شاردة وواردة في العراق. وهم على أطلاع تام على كل الاتصالات الهاتفية للساسة العراقيين ودهاليز العمولات والصفقات التجارية الفاسدة. كما كانت لديهم لجان أستشارية في كل الوزارات العراقية في الأيام الأولى للاحتلال حتى عام 2011 . في حين أن المنطق يقول بأن هذه الدول كان عليها أن تقوم بذلك منذ أول يوم من أيام العراق الجديد، لأن التجربة السياسية بعد الاحتلال هي تجربتهم، وأن كل من يُسيء إليها سوف يتحملون هم وزرها. إذن لماذا الصمت؟ وهل يُعقل أن يحتل العراق المركز 169 عالميا في قائمة الفساد دون أن يخجل الراعيان الأمريكي والبريطاني؟ بل أين التجربة التي تم التسويق لها عالميا على أنها ستكون النموذج ومصدر الإشعاع في المنطقة؟ وللإجابة على هذه التساؤلات يكفي فقط أن نعرف بأن صفقة عمولات قيمتها ستة عشر مليار دولار، قد تمت بين مسؤولين عراقيين وموظفين في السفارة الأمريكية في بغداد، في السنوات الخمس الأولى من الاحتلال في سياق ما سُمي إعادة الإعمار، حسب تقارير ظهرت في الصحافة العالمية . كما أن الكثير من أبناء وأقرباء الطبقة السياسية الحاكمة، قاموا بأنشاء مكاتب تجارية كانت تعمل كوزارات ظل للوزارات العراقية، تحت سمع وبصر الأجهزة الأمنية الغربية في لندن ونيويورك وغيرهما من عواصم الغرب. وكانت هذه المكاتب تحيل وبدون منافسة العقود التي تعلنها الوزارات على الشركات الأجنبية مقابل عمولات مالية كبرى، دخلت في حسابات الأحزاب والشخصيات السياسية الحاكمة. كما كان الشاهد الأكبر على أن الفساد في العراق هو صناعة دول الغزو، حين قامت القوات الأمريكية بأطلاق سراح وزير الكهرباء الأسبق من التوقيف، ومرافقته إلى المطار حيث أستقل طائرة أتجهت به إلى الولايات المتحدة الأمريكية على أعتبار أنه مواطن أمريكي. وإذا كان رئيس الوزراء الحالي قد أفتتح عهده في المسؤولية، بالكشف عن وجود خمسين الف اسم وهمي في بعض التشكيلات العسكرية تُصرف لهم رواتب شهرية، فإن ذلك لم يكن أبدا بشارة خير على أن عهد الفساد قد انتهى أو تقلص أو بات تحت المتابعة على أقل تقدير، بل إن ولايته البالغة أربع سنوات قد انتهت من دون أن يتبع ذلك الاكتشاف بقرار آخر يعزز من ثقة الناس بالإجراءات التي وعد بها في الضرب على الفساد والفاسدين بيد من حديد كما قال. وقد يقول البعض من أنصاره ها قد استجاب الرجل اليوم للمتظاهرين وأصدر قرارا بسحب يد وزير الكهرباء من منصبه، كما أمر بفتح تحقيقات في ملفات العقود والتوظيف والمشاريع غير المنجزة، لكن ألا يستحق أن ننصت أيضا للمواطنين الذين يقولون أين كان رئيس الوزراء طوال فترة حكمه من هذا الموضوع ؟ لماذا لم يتحرك ويصدر هذه القرارات إلا حين تظاهر الناس في الشوارع بعد أن بلغ السيل الزبى؟ لماذا لم يصدر هذه الأوامر وهو رئيس وزراء أصيل وليس رئيس حكومة تصريف أعمال، كما هو حاله اليوم؟ ألا يعني ذلك بأنه يريد أن يركب موجة التظاهرات، ويظهر بحُلة جديدة اسمها محاربة الفساد بعد أن كان يرتدي حُلة محاربة الارهاب؟ إن هذه التساؤلات وغيرها تبقى مشروعة لأن حالة انعدام الثقة باتت هي سيدة الموقف بين الشعب والحكومات المتعاقبة. ففي كل مرة يخرج فيها الناس إلى الشوارع محتجين على السلطات، تتبارى الأحزاب المشاركة في السلطة بأصدار بيانات التضامن مع المحتجين، والادعاء بالوقوف معهم في الخندق نفسه. وربما كانت الصورة في احتجاجات الجنوب العراقي التي مازالت مستمرة خير دليل على هذا الخداع الأسطوري. ففي الوقت الذي أصدرت فيه الأحزاب والميليشيات بيانات التأييد للتظاهرات، وكأنهم جميعا ليس لهم أي علاقة بالسلطة والحكم والفساد، فتح حراس مقراتهم النار صوب صدور المحتجين وأسقطوا من بينهم الكثير من الضحايا. فهل يمكن بعد كل ذلك المراهنة من جديد على هؤلاء؟ إن العراق أمام حالة معروفة في التراث السياسي، وهي غليان شعبي بسبب ظهور وضع لا تحتمله الطبقات الفقيرة والمتوسطة في المجتمع، وتفاقم العوامل الاجتماعية والاقتصادية بصورة لاتطاق، يقابله عدم قدرة الطبقة السياسية مواصلة الحكم، وعدم القدرة أيضا عن التخلي عن نظرية امتلاك الدولة. فالكثير ممن يتبوأون المراكز العليا كانوا يعيشون على الإعانات في دول اللجوء، وباتوا اليوم يرتدون الزي الرسمي وربطات العنق، ويذهبون إلى المكاتب الأنيقة، وكل هذا يجعلهم يحتاجون إلى مبالغ مالية ضخمة، تعبر عن متطلبات المرحلة لأشخاص يشعرون بأنهم هم الذين جاءوا (بالتحرير والاستقلال والسيادة) للعراق، كما يزعمون. باحث سياسي عراقي نفط واحتجاجات ونزيف دم د. مثنى عبدالله |
الدولة اليهودية… الاستثناء القاتل Posted: 30 Jul 2018 02:13 PM PDT كل مجتمعات العالم تتطلع إلى البحث عن صيغة المواطن العالم إلا إسرائيل التي تروم أن تشذ عن هذا المسعى لتنكفئ على اعتبار ديني صرف و تشَيَّد على أساسه الدولة اليهودية، أي دولة لا تعترف بالمواطنة لغير اليهود في إسرائيل، و تؤكد من ثم أنها الاستثناء المناهض للنظام العالمي القائم. القانون الجديد الذي صادق عليه الكنيست حول يهودية الدولة الإسرائيلية يندرج في مسار الحصار الذي تواجهه السلطة العبرية: ضرورة الخروج من الوضع الاستعماري كما يقضي ذلك القانون الدولي و أعراف المجتمع الدولي، مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية. إسرائيل مثلت دائما حالة شاذة، و لم تكف للحظة، عن عناد و استماتة، في التعلق بعصر الاستعمار الذي ورثته عن الدول الغربية الكبرى لتواصل سياسة الاحتلال و فرض نتائجها على العرب والمسلمين. وصدور قانون يهودية الدولة الإسرائيلية، الذي يحصر المواطنة فقط في اليهود، يعبر عن تصرف عنصري استعماري خلفيته دائما الإبعاد والإقصاء والتهميش والتهجير والإعدام. كما أنه يعبر عن تنكر السلطة العِبْرية عن إمكانية العيش معا وبناء المجتمع العالمي كفضاء للإنسانية جمعاء. لا مراء أن «قانون يهودية الدولة الإسرائيلية»، بهذا الوصف القانوني والسياسي يؤكد تلاعبا رهيبا للسلطة السياسية بالدين اليهودي ودعوة إلى إفراغه من أي قيمة اعتبارية وأخلاقية وروحية، خاصة بعد تواري الدين اليهودي من المجتمع وحلّت محله الثقافة اليهودية التي توسع بطبيعتها دائرة المواطن اليهودي. وعليه، فإن إقدام إسرائيل على هذا التصرف يكرس فكرة أسطورية وهي «شعب الله المختار»، لكن أن يجري تداولها في التاريخ الحديث والمعاصر فلا يكون وراءها إلا ذهنية فاشية، وسعي حثيث إلى ترسيخ النزعة الصهيونية التي اعتبرتها الأمم المتحدة شكلا من أشكال العنصرية والاستعمار. كما أن هذا القانون الانتقائي الاستثنائي يفك الارتباط بين إسرائيل وعرب فلسطين ويدحرج اللغة العربية إلى «وضع خاص»، بعد ما كانت لغة رسمية. وبداية من العمل بالقانون الجديد يبدأ مسار تاريخي جديد على العرب في إسرائيل يفقدون يوما بعد آخر ارتباطاتهم بالأرض والمجتمع والمستقبل، عبر سياسة مُحْكمة ترمي إلى التهميش والإبعاد والتَّنَكُّر للحقوق والحريات لغير اليهود. في مقال سابق، (القدس العربي 30/06/2018)، أكدنا على فزع إسرائيل من الدولة العربية التامة، أي الدولة التي تملك الخصائص القارة والكاملة للدولة. فكل ما تخشاه وتهابه هو أن ترى دولة عربية قارة مجاورة لها، وأن الدولة الفلسطينية المستقلة مستبعدة لأن إسرائيل لا تقوى إطلاقا الوضع العادي ولا السلام الحقيقي، فضلا على منافستها على «الديمقراطية» حيث تحتكرها بمعاونة الغرب، كسلاح تواجه به العرب والمسلمين. وتلك هي المرحلة العليا للاستعمار في عصر التكنولوجيا الفائق. تحاول إسرائيل، وهذا هو قدرها في الوقت الراهن، أن تبقي على الاستثناء اليهودي في عصر يستبعد الدين كمحدد حصري للهوية وللأمة، ناهيك من الدولة والمؤسسات الدولية. فقد تورطت الدول الاستعمارية عام 1947 غداة صدور القرار الأممي لتقسيم فلسطين بين الأهالي الفلسطينيين ويهود الدياسبورا، في عملية سياسية أهم ملامحها سرقة الأرض ومنحها لغير أهلها كأجراء عزائي لما أرتكبه الغرب في حق يهود أوروبا، وتكفيرا عما اقترفه طوال قرون من مناهضته للسامية . ثم صارت الرعاية الكاملة التي تحظى بها إسرائيل من قبل الغرب المتَنَفِّذ في العلاقات الدولية، هي نظير تعطيلها لمشاريع التنمية العربية وإبعاد الإسلام كأفضل مرجعية روحية للمجتمع الإنساني الآيل إلى التّشَكّل. علينا أن لا نفقد البصر ولا البصيرة لوجود علاقة متَعَدِّية بين الغرب والعرب والمسلمين إلى إسرائيل، وأن تداعيات الوضع العربي السَّيء هو دائما من متواليات السياسة العِبْرِية في المنطقة: إنقاذ إسرائيل بتحويل العرب عن إمكانية الاستقرار على دولة تامة ومكتملة. التَّصرف الذي يجب أن يحرص عليه جميع أهل الأرض أن عنصرية الدولة العبرية يجب أن يقابلها استبعاد اليهود من إمكانية الحصول على جنسية وطنية في كل بلدان العالم. أي اتخاذ إجراء يبعد اليهود من دائرة المواطنة في بقية الدول والوحدات السياسية التي تُشَكّل المجتمع الدولي الراهن. لا بل اعتبار إسرائيل العدو رقم واحد لكل العالم. إسرائيل، كما هو معروف، دولة غير مكتفية بذاتها، تسعى لاستكمال النقص إلى تنفيذ مصالح الغرب، كعربون منحها الشرعية والتَّسَتّر على عربدتها السياسية في المنطقة العربية والإسلامية. فهي تفكر في إستراتيجية الغرب وعلى وجه الخصوص أمريكا عندما تخطط وتشرع لقضاياها المحلية، أي أن سياستها المحلية هي تعبير عن مصالح و إستراتيجية الغرب. و من هنا، يجب قراءة القانون القومي الجديد الذي يرهن الدولة الإسرائيلية، المشرعة دائما على جغرافيا غير محددة، في أفق تفتيت وتفكيك منطقة الشرق الأوسط الكبير، أو تفجيره على رأي المفكر اللبناني جورج قُرْم. فمن شأن الاعتبار الديني أن يشجع بقية الطوائف، التي تمثل فسيفساء المشرق العربي والإسلامي، أن تنخرط في هذا اللولب الجهنمي ويفضي إلى تقسيم المنطقة إلى دويلات و»كانتونات» إثنية ودينية وعنصرية، على ما بَدَأَ يَتَمَخَّض عن الثورات العربية القائمة في غير بلد عربي. واعتبارا، كما نشرح دائما، إن إسرائيل يراد لها دائما أن تستوعب الإغراض الغربية في المنطقة وتعمل على تنفيذها بالقدر الذي يربك العرب والمسلمين ويفسد عليهم التطلع إلى عصر الديمقراطية والاستقرار على مؤسسات دولة مكتملة، ومن ثم يكون القانون الأخير الذي صادق عليه الكنيست قد اجترح تطبيق سياسة المرشَّح الجمهوري دونالد ترامب عندما أوعز بوضوح، أثناء حملته الانتخابية، إلى رعاية سامية لدولة إسرائيل على حساب العرب والمسلمين، وأن مبدأ شرط الدولة الأكثر رعاية يجب أن تحظى به إسرائيل ضمن السياسة الداخلية للولايات المتحدة الأمريكية. وقد سارع، فور فوزه بالرئاسة إلى تطبيق وعوده في الشهور القليلة الماضية، عندما نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس، وعندما أقدم على إلغاء، بإجراء وحيد الطرف، معاهدة الدول الكبرى مع إيران حول السلاح النووي، وما يعقب ذلك من حديث عن صفقة القرن بالنسبة للقضية الفلسطينية. عندما نقارب موضوع مشكلة العرب والمسلمين من خلال ضرورة وجود إسرائيل، كما يفرضها الغرب في المنطقة، يسهل علينا التحليل السياسي والإستراتيجي، لأن مسالة الفرض الحتمي للدولة العبرية في جغرافيا تأباه ولا تنطق بتاريخها ولا تتجاوب مع مصيرها، ندرك حقيقة ما يجري ليس في المنطقة العربية والإسلامية فحسب بل في العالم كله، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية. ولعلّ سلسلة الاستقالات والإقالات و الفضائح التي طالت إدارة ترامب ليس إلا المقدمات لما سوف تنبئ به الأيام المقبلة من مشكلات أخطر من يوم 11 سبتمبر/ايلول 2001، اليوم المشهود في حياة الأمريكيين والعالم. ولعلّ أكبر وهم يسوّق لكل العالم هو محاربة الإرهاب الدولي بصرف النظر عن حقيقة صانعه الأصلي : دولة إسرائيل العبرية. كاتب وباحث جزائري الدولة اليهودية… الاستثناء القاتل د. نورالدين ثنيو |
الديمقراطية الجزائرية بين مطبخ السياسة ومطعم السلطة Posted: 30 Jul 2018 02:13 PM PDT لا تنفك ظاهرة السلطة وغرائبية بناها وسيرورتها تطرح الكثير من الأسئلة على العقل السياسي الوطني والأكاديمي حتى، في ظل هذه القدرة الرهيبة على الحيلولة دون أن يصل وعي وقوة التغيير المتراكمين في المجتمع الجزائري، بلا انفعال أو تفعيل، إلى النواة الصلبة للنظام فيفجرها ويفرج بذلك عن إرادة الأمة المرتهنة في حقها السياسي كي تستكمل مسار الانعتاق من الوصايا التي مارسها عليها الاستعمار وسلطة الانقلابات التي ورثت عنه البلاد والعباد عشية الاستقلال ذات مساء من صيف 1962. وفي هذا السياق تحديدا دعا مؤخرا الأمين العام السابق لحزب جبهة القوى الاشتراكية كريم طابو، الرئيس الحالي لحزب الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي، الذي ترفض السلطة اعتماده مذ عقد مؤتمره التأسيسي، الفاعلين السياسيين في الجزائر إلى تجديد الفكر السياسي بما يتيح لحظيرة السياسة في الجزائر أن تفرز نتاجا سياسيا جديدا ونموذجيا يتسق مع طبيعة الراهن ويستوعب التجارب الماضية كي يقود إلى التغيير على كل الصعد، ويعجل بالتالي بتجاوز ثوابت الخطأ التاريخي القديم الذي بُني على قواعده الهشة صرحُ السلطة في الجزائر كثمرة مرة لخطيئة استيلاء جماعة وجدة على الحكم بالقوة استكمالا لمشروع عسكرة الحكم الذي سبق الاستقلال الوطني بسنوات، معتبرا أن جُماع المشاريع والأطاريح التي أتت بها التعددية بعد سنوات الوأد التي تلت انقلاب 1992 أضحت لا تفي بالغرض، وأضأل بكثير من أن تقدم بدائل تنسف المشروع السياسي الأحادي الذي استقامت على عوجه السلطة ولا تزال إلى اليوم سيدة على رقاب الجزائريين رغما عنهم. حديث كريم طابو عن تجديد الفكر واستحضار نخب سياسية جديدة، يؤكد هزيمة المثقف السياسي الجزائري الجديد أمام عتو الفكر الكلاسيكي للحركة الوطنية في تدبيرها للشأن السياسي الجزائري، وقرنها للعسكري بالسياسي ثم تحولها من الأحادية المطلقة إلى التعددية الأحادية، فكر استعسر حل شفرته وفق كل نظريات التحليل التي تطرحها العلوم السياسية، وهذا بسبب البناء غير العلمي والمارق عن المنطق لمنظومة الحكم في الجزائر، وهذا ما يفسر لربما عدم قدرة الجامعي والمثقف على مجاراة السياسي الكلاسيكي خطابا وممارسة بل وعدم استطاعته ضبط تفكيره وكشف استراتيجيته في الاستبقاء على البنية القديمة في الحكم رغم تبدل عقيدته وانتحاء شروط انبثاقه من وطنية ثورية، واشتراكية اجتماعية، مثلما نصت عليه مواثيق التأسيس الأولى لمشروع الدولة المستقلة. إن السياسة في الجزائر لم تخرج عن إطار بيئة نشأتها الأولى، المنبثقة من وعي ريفي حيث اللا انتظام مؤسساتي ولا الرؤى الأخلاقية ذات الارتباط بتقاليد وثقافة الدولة بل ظلت على ذات الخبث حرب العصابات الذي نُقل منهجه من النزاع العسكري إلى ساحة الصراع السياسي، بما يتضمنه أسلوبه من اللا محظور واللا أخلاقي واللا معلوم الجهة، وهو ما اتضح بجلاء من خلال أسلوب إدارة الحياة السياسية فيما بعد من تلك الاختراقات التي مورست على التشكيلات السياسية لتفجيرها من الداخل، والتمرد على المؤسسات وسيدتها لجعلها تعطل كل مجرى قانوني وعملي صحيح وفق ما تمليه نظرية الدولة ومنطقها السليم. لكن هل يمكن فعلا التجديد في الفكر السياسي ما قد يسفر عن ميلاد نخب جديدة قاطعة مع الماضي ببعديه البعيد والقريب في ظل ثنائية الإطباق على أداة إدارة المشهد السياسي من قبل السلطة القديمة المستديمة، بفصل القواعد الجماهيرية عن نخب السياسة، ومنع هاته الأخيرة من النمو الطبيعي وفق آليات النشاط السياسي السليم والحر؟ هو ذا السؤال الذي ينبغي طرحه لفهم حالة التقادم والتهالك السريع لكل مرحلة يظن أنها جديدة ومجددة لعمر السياسة في الجزائر، إذ لا يمكن التجديد إلا على قواعد جديدة تحل محل اللحظة الثورية الأولى التي أنجبت هذا الحكم ذا الطبيعة والشكل الشاذين في تاريخ السياسة ونظم الحكم في العالم. ومن مأساة مسارات الوعي السياسي الموؤود أن الخط الوطني بوصفه نهجا سياسيا أريد له أن يتأسس كنموذج أيديولوجي وتيار سياسي بعد تبني التعددية والإقرار من خلالها بخطيئة الأحادية وما رافقها من ظلم وإخفاقات – من مأساته – أن يظل الجهاز الأحادي منطلق ومنتهى كل مشروع تحول في البلد باعتباره مرجعية للوطنية، فسيط في مواجهة تامة لمنطق التاريخ الذي يؤكد أن الجهاز الاتحادي المؤقت (جبهة التحرير الوطني) الذي أريد له أنه يتحول إلى قطب أيديولوجي وسياسي خاص، كان مجرد خيار إجرائي وآلية عملية لتفعيل وعي وطني بنضاله الذي انبجس سيله مذ انبلج فجر القرن الماضي، أمر جعل السلطة الفعلية المرتكزة خطابيا على هذا التيار، تستحوذ على مطبخ السياسة في الجزائر، في حين تكتفي المعارضة بأجيالها وجموع تشكيلاتها بالمطعم، تتغذى بالوجبة التي يفرضها النظام وسلطته! بمعنى آخر، طالما أن التفكيك الشامل والكامل لمنظومة الحكم فكرا وأداة لم تتم تاريخا ومسارا، بما يمكن من تجاوز الخطاب المرحلي الأول الذي على أقراع قلقه نشأت الدولة المستقلة التي تأبى أن تتنحى وفق شروط التاريخ عينه، فلا يمكن الحديث عن إمكانية التجديد، فبقاء جبهة التجرير الوطني الجهاز الموحد المؤقت باعتباره رداء لمن يحكمون خلفه عبر مختلف عقود الاستقلال، ليس مما يساعد على إحداث القطيعة وتجفيف منابع السلطة في إعادة إنتاج نفسها. وعليه تحتاج نخب المعارضة إلى أدوات أدق من الحق الانتخابي المسروق زروا وتزويرا كي تطيح بسلطة ليست بالطبيعة السياسية منشأ ومسلكا، تجعل من نفسها فوق التاريخ، حين تستدعي الكل إلى حظيرتها حتى الديمقراطية لم تسلم مفهوما وممارسة من لا منطق هاته السلطة، حين تقزم حوارها وممارستها داخل الغرف النيابية وهمية المعدة والمفصلة على مقاساتها. الحقيقة إن المدى الزمني الذي استشرفه كريم طابو كي تتراسم أول خيوط التغيير في سماء السياسة في الجزائر حين تحدث عن عشر سنوات، يشرط قبلها أن تتخلص هاته النخب من مثالبها الثلاثة التي احتبست حركتها، ونسفت مصداقيتها داخل القواعد الجماهيرية، إذ أن حصرها في الجهوية المقيتة التي رافقت الوعي الغنائمي للسياسة الجزائرية، شخصنة الفعل السياسي، عبر الاستصنام الزعماتي، وأخيرا السعي الدائم للتواجد في المؤسسات الرسمية دونما اكتراث بضرورة التواجد في المجتمع، هو مدى زمني موضوعي شريطة أن تقلع هاته النخب السياسية عنها أسمال العهد السابق، وتخلص من وهم التغيير عبر مسارات انتخابية وهذا نهج، وإن كان ممكن اتباعه والنجاح من خلاله، لكنه يظل صعبا ويحتاج إلى تبدل جيلي على كل المستويات العمرية، الفكرية وإرادة تخليص البلد من صدأ سياسي يسمم كيانه. كاتب صحافي جزائري الديمقراطية الجزائرية بين مطبخ السياسة ومطعم السلطة بشير عمري |
أنانية الفرنسيين بين ملف ألكسندر بنلا وجرائم ليبيا Posted: 30 Jul 2018 02:12 PM PDT تشغل قضية الفرنسي من أصول مغربية ألكسندر بنلا الرأي العام الفرنسي، وتعددت الروايات والتأويلات حولها، لكنها في العمق تعكس أنانية الفرنسيين إلى مستويات تدعو إلى القلق بل التساؤل حول الضمير الفرنسي في رؤيته للأحداث ونوعية المقاييس التي يستعملها والمرجعية الأخلاقية التي يعتمدها. وتتلخص قصة هذا الشاب في اعتدائه على متظاهرين فرنسيين يوم الأول من مايو/ايار الماضي بمناسبة عيد العمال عندما كان يشغل منصبا ضمن الفريق الأمني المقرب جدا من الرئيس مانويل ماكرون، بل كان مستشاره الأمني في الكثير من القضايا. وكان ألكسندر مكلفا بمراقبة عمل الشرطة وإذا به تحول إلى شرطي يرتكب مخالفة. وينضاف ألكسندر إلى لائحة الفرنسيين من أصل مغربي الذين شغلوا الرأي العام الفرنسي طيلة السنوات العشر الأخيرة بدءا من وزيرة العدل السابقة رشيدة داتي ثم وزيرة التعليم السابقة نجاة بلقاسم وآخرين مثل الممثل دبوز أو جاد المالح. وبقي الاعتداء في إطار الصمت وسط قصر الأليزيه الذي اتخذ عقوبة في حق ألكسندر بتوقيفه أسبوعين، حتى فجرته جريدة «لوموند» منذ أسبوعين لتشهد فرنسا انتفاضة سياسية وفكرية هيمنت على باقي الأحداث بل وغطت على فوز الفريق الفرنسي لكرة القدم بكأس العالم وعلى قرارات الرئيس الفرنسي نفسه في قضايا كبرى. وعمليا، يعتبر الاعتداء على المتظاهرين عملا مرفوضا يستوجب التنديد والعقاب، ولكن، هل ما قام به ألكسندر يستحق كل هذه الانتفاضة السياسية بل حتى الفكرية وكأن فرنسا تعيش منعطفا خطيرا في تاريخها من كثرة التصريحات السياسية والافتتاحيات في الصحف والبرامج الحوارية في قنوات التلفزيون وتسونامي من التعاليق في شبكات التواصل الاجتماعي. لقد اعتبر الفرنسيون من سياسيين وإعلاميين ومفكرين ورأي عام ما قام به ألكسندر اعتداء على مؤسسات الدولة وهيبتها. الشكل الذي اتخذته هذه الغيرة على مؤسسات البلاد مبالغ فيها بل، إذا أخضعناها للتحليل والتمحيص يمكن تصنيفها رؤية أنانية شكلا ومضمونا. في هذا الصدد، من زاوية قانونية، لا يرقى اعتداء ألكسندر على مواطنين إلى جريمة جنائية، لم تحصل أي جريمة بمفهومها الكلاسيكي بل يصنف باعتداء محدود أو شطط محدود في استعمال السلطة. وعليه، لماذا موقف الفرنسيين يعتبر أنانية مقلقة؟ هنا سنلجأ إلى باب المقارنة؟ لقد قام الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي بشن حرب رفقة البريطانيين ضد ليبيا بحجة مناصرة الربيع العربي لتخليص هذا البلد المغاربي من دكتاتورية الرئيس معمر القذافي، وكان تدخلا غير قانوني، وفق القوانين الدولية، ونتج عن هذه الحرب وفاة الآلاف وتدمير بلد والتسبب في أكبر موجات الهجرة السرية من شواطئ ليبيا إلى أوروبا ولاسيما إيطاليا. هذه الجريمة الحربية التي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية لم تتسبب في انتفاضة سياسية وفكرية في فرنسا باستثناء بعض ردود الفعل لكنها لم ترق حتى إلى 2% من الضجة المرافقة لقضية ألكسندر إذا اعتمدنا مفهوم النسبة المئوية. والتساؤل هنا الذي يفرض نفسه: هل تعنيف مسؤول لمواطنين فرنسيين أغلى وأهم من قرار سياسي وعسكري للرئيس أدى إلى مقتل الآلاف في ليبيا والى جرائم ضد الإنسانية؟ في الوقت ذاته، يجري القضاء الفرنسي تحقيقا حول تمويل نظام معمر القذافي للحملة الانتخابية التي قادت نيكولا ساركوزي إلى الحكم سنة 2007، والآن لم يعد هناك جدل حول هذا التمويل بعد ظهور أدلة. ودائما كلمة التساؤل مناسبة والتساؤل بالمناسبة هو: لماذا لم ينتفض الفرنسيون عندما بدأت الأخبار الأولى تتسرب حول تمويل القذافي لحملة ساركوزي الذي أوصلته إلى رئاسة فرنسا؟ في الوقت ذاته، كيف سمح الفرنسيون لأنفسهم بالتزام الصمت الجماعي، مع استثناءات، أمام أكبر فضيحة وهي تمويل نظام دكتاتوري بكل المقاييس لديمقراطية تصنف بالعريقة ووريثة الثورة الفرنسية؟ لماذا لم ينتفض المفكرون قبل السياسيين وهم يرون سياسيا يرأس أعلى هرم الدولة، الرئاسة، ويصدر قرارات مصيرية، وهو القادم عبر صناديق اقتراع مهما كانت شفافيتها فهي ملوثة بأموال دكتاتورية حديدية؟ وبالمناسبة، لا يقتصر الأمر على أموال القذافي فقط، بل هناك ربورتاجات وتحقيقات تتحدث عن رؤساء أفارقة مولوا مرشحي اليمين الفرنسي للرئاسيات منذ السبعينات لكنها لم تصل إلى القضاء لقلة الأدلة عكس ملف تمويل القذافي لساركوزي. في مقال سابق (20 فبراير 2018) في جريدة «القدس العربي» وبعنوان «لماذا تصمت شعوب الغرب عن دعم حكامها للدكتاتوريين العرب؟» عالجنا صمت المجتمعات الغربية عن سياسة حكوماتها تجاه العالم العربي، وهي السياسة القائمة على دعم أنظمة ديكتاتورية في العالم العربي والقارة الافريقية. واعتبرنا استيقاظ الضمير الغربي من ضمن الشروط الأساسية لضغط شعوب الغرب على حكوماتها لوقف دعم الأنظمة الدكتاتورية حتى تستطيع الشعوب العربية تحقيق قفزة نحو الديمقراطية. إذ أبانت التجربة أنه كلما توفر الدعم الغربي للأنظمة الدكتاتورية، تنمرت واستأسدت هذه الأخيرة على شعوبها. في غضون ذلك، من حق الفرنسيين الاحتجاج في قضية ألكسندر بنلا وإبداء الغيرة على مؤسسات الدولة، لكن هذا الاحتجاج يبقى أنانيا وبدون معنى على ضوء صمتهم على جرائم حكوماتهم في ليبيا منذ سنوات وقبولهم بتمويل نظام دكتاتوري لسياسي تربع على عرش رئاسة في ديمقراطية يفتخر الفرنسيون أنها الأعرق في العالم. أنانية الفرنسيين بين ملف ألكسندر بنلا وجرائم ليبيا د. حسين مجدوبي |
قانون القومية… الوجه الحقيقي لإسرائيل Posted: 30 Jul 2018 02:12 PM PDT كل نظام حكم في العالم يشرع ويسن القوانين التي تحميه (عبارة لكارل ماركس ) ، فجنوب أفريقيا سنت قوانين عنصرية ، ومارست التمييز العنصري ضد المواطنين السود الأصليين أصحاب الأرض لعقود من الزمن ، وكانت إسرائيل أعز أصدقاء وحلفاء جنوب أفريقيا العنصرية ، وكذلك الولايات المتحدة ، كانت حليفة لنظام الفصل العنصري ، وهي نفسها كان التمييز العنصري ركنا من أركانها ، وعندما أصبح نلسون مانديلا « الارهابي « رئيسا لجنوب أفريقيا ، قام بجولة على كل الدول التي ساندت نضال شعب جنوب أفريقيا الأصيل ، وتجنب زيارة إسرائيل ، لأسباب لا تخفى على أحد . وفي السعودية كان نظام الرق قانونيا حتى سنة 1960 ، حين ألغي بقانون ، وربما لا يزال نظام الرق ساريا حتى اليوم ، رغم إلغائه بالقانون . القوانين العنصرية في إسرائيل ليست حديثة العهد ، فعمرها من عمر دولة إسرائيل ، والفرق بين 1948 واليوم هو أن الحكومة الحالية لم يعد يهمها أن تتشبه بنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا ، طالما ان الأمريكان يتبنون مواقفها العنصرية ، ويدعمونها بالمال والسلاح ، وفي مجلس الأمن ، وفي كل المحافل الدولية ، وطالما أن العرب المدعين أنهم مناصرون للقضية الفلسطينية وحماة القدس والأقصى ، أقرب إلى إسرائيل بالعلن ، من أي وقت مضى ، فبدلا من أن يسيروا على مبدأ « نصادق من يصادقنا ونعادي من يعادينا « ، يفعلون العكس : يصادقون من يصادق إسرائيل ويعادون من يعاديها ، فلمن إذن ستحسب إسرائيل حسابا ؟ أما قضية فلسطين فليست في قائمة أهتمامات الحكام العرب ، حتى أنها ليست على الرف ، ولا حتى في قائمة الانتظار . عندما تأسست إسرائيل سنة 1948 ، قامت بتهجير الفلسطينيين وهدمت ما يزيد على 500 قرية فلسطينية ، وهجرت سكان المدن الكبيرة ، وبنت مستوطناتها على أنقاض هذه القرى ، شعب بلا أرض على أنقاض أرض أصبحت بلا شعب ، بفعل المجازر وعمليات التهجير ، وحتى شعارات « التعايش « التي يطلقها أحيانا من يصورون أنفسهم على أنهم دعاة سلام في إسرائيل ، ليست سوى شعارات فارغة ، فالتعايش في نظرهم هو أن يعيشوا على أنقاض العرب وليس إلى جانبهم . وعندما سئل أحد قادة حزب ميرتس ، الذي يصنف نفسه أنه حزب يساري : ألا يشعر بالتعاطف مع اللاجئين الفلسطينيين ، عندما يرى بيوتهم الجميلة في حيفا ويافا وغيرها من المدن ، يسكنها يهود وأصحاب هذه البيوت الأصليون يعيشون في المخيمات ؟ أجاب : إذا تعاطفت معهم فإنني ألغي نفسي . إسرائيل فرضت الحكم العسكري على بقية ما تبقى من الشعب الفلسطيني ضمن حدود الدولة العبرية ، ومنعت العرب حاملي الهوية والجنسية الإسرائيلية من التجول والوصول إلى أراضيهم لتقوم بالاستيلاء عليها بموجب قانون أملاك الغائبين الذي سنته في السنوات الأولى بعد تأسيسها ، وسنت كذلك عشرات القوانين العنصرية الأخرى التي لا مثيل لها في العالم مثل قانون الحاضر غائب ، هذا القانون الغريب العجيب الذي يعتبر العربي غائبا حتى ولو كان ماثلا أمام القاضي في المحكمة ، هو حاضر ويحمل الهوية والجنسية الإسرائيلية ، ولكنه غائب بالنسبة لأرضه وممتلكاته ومن حق الدولة الاستيلاء عليها بموجب قانون أملاك الغائبين ، الذين غيبوا وشردوا قسرا بطردهم من أراضيهم وبيوتهم ، استولت إسرائيل كذلك على أملاك الوقف الإسلامي ونبشت المقابر وبنت فوقها الفنادق الفخمة والمباني والمرافق الأخرى ، والقائمة تطول . عندما تدعي إسرائيل أنها دولة يهودية ديمقراطية يبدو التناقض واضحا بين الديمقراطية والعنصرية ، فلليهود هي دولة ديمقراطية ، وللعرب هي دولة يهودية عنصرية ، لا حصة ولا مكان لهم فيها . ديمقراطية إسرائيل هي كذبة كبيرة : النظام الديمقراطي ، قوانينه الأساسية ، يجب أن تحمي حقوق الأقليات ، أما في إسرائيل فالأكثرية اليهودية تصوت في الكنيست بأكثرية يهودية ضد أقلية عربية وتشرع القوانين ، التي تهضم حقوق الأقليات غير اليهودية ، وجاء قانون القومية هذا ليضع النقاط على الحروف ، ويكشف الوجه الحقيقي للديمقرطية العنصرية ، وبعد هذا القانون العنصري ، ماذا يبقى لكل الذين خدموا في جيش الاحتلال وأذرعه الأمنية المختلفة من غير اليهود ، ما هو وضعهم القانوني وما هي علاقتهم بالدولة اليهودية التي خدموها وحاربوا وماتوا من أجلها ، فهم ليسوا يهودا وهي دولة اليهود فقط وليست دولتهم ، وحسب هذا القانون ، هم ليسوا أكثر من مرتزقة ، يحاربون من أجل دولة ليست دولتهم ، ولا تريدهم مواطنين متساوي الحقوق فيها ، ولا تضعهم في حساباتها ، إلا في قانون التجنيد الاجباري ، وهم كغيرهم من العرب ، أهل هذا الوطن ، متطفلون أو عابرو سبيل ، أو ضيوف غير مرحب بهم ، أو مرتزقة ، حسب هذا القانون العنصري . عندما التقيت المحامية فليتسيا لانغر في 1967 كانت تتوقد نشاطا وحماسا في الدفاع عن الفلسطينيين تحت الاحتلال ، وغضبا وكرها للاحتلال ، وعندما التقيتها حين كانت تستعد للهجرة إلى المانيا ، كانت محبطة ويائسة من الأوضاع في منطقتنا بشكل عام ، ومن بعض ما قالته لي بالحرف : عندما أتوجه إلى محكمة العدل العليا ، أجد نفسي كمن ينفخ في قربة مقطوعة ، أجد أن المحكمة أسيرة للقوانين العنصرية ، فالقوانين العنصرية تكبل أيدي القضاة إذا ما أرادوا أن ينصفوا المظلومين أو يتعاطفوا مع الناس ، ولا يخلو الأمر من قضاة يتعاطفون مع المظلومين ، ولكن القوانين العنصرية ، وتدخل جهاز الأمن العام في كل شيء ، حتى في القضاء ، لا تترك لهم خيارا آخر . فقانون الطوارئ من زمن الانتداب البريطاني ، تبنته إسرائيل وطبقته على العرب ، كما فعل الانكليز مع العرب في ثورة 1936 وترى إسرائيل في هذا القانون كنزا ثمينا نزل عليها من السماء ، قانون لا يسمح للمتهم ولا لمحاميه ، أن يعرف بأي تهمه جرى اعتقاله ، وما هي مدة سجنه ، التي تتجدد كل سنة أو كل ستة أشهر إلى ما لا نهاية ، قوانين طوارئ كهذه عفا عليها الزمن ، ولا تجدها إلا في دول تحكمها أنظمة حكم استبدادية قمعية ظلامية ، وليس في دول تصنف نفسها على أنها ديمقراطية . فأين تبحث عن عدالة ، في دولة تعتبر الاستيلاء على أملاك الغير أمرا قانونيا عاديا ، وتحمي قطعان المستوطنين الفاشيين عندما يستولون على أملاك الناس بقوة السلاح ، ويعيثون فسادا في الأرض ، تمول بسخاء أعمالهم الاجرامية ، وسطوهم المسلح على أملاك العرب ، وتسن القوانين لتشريع جرائمهم . إذن ما هو الجديد في هذا القانون العنصري ؟ إنه أكد المؤكد ، وكشف الغطاء عن الممارسات العنصرية السائدة منذ 1948 ، وأكد عليها بقانون مكتوب حبرا على ورق ، ومصادق عليه في الكنيست ، وبأغلبية يهودية ومعارضة أقلية عربية ، لا حول لها ولا قوة ، في مثل هذه الحالات من الاصطفاف والإجماع القومي العنصري ، يجعل هذه الممارسات العنصرية اليومية قانونية ، وموثقة في سجل القوانين الإسرائيلية . كاتب فلسطيني قانون القومية… الوجه الحقيقي لإسرائيل د. ياسر ريناوي |
نائلة عايش: النساء لسن أصحاب شعارات رنّانة والواقع يحركهنّ Posted: 30 Jul 2018 02:07 PM PDT بيروت – «القدس العربي» : لم تكن المناضلة الفلسطينية نائلة عايش تنتظر أن تصبح بطلة لفيلم وثائقي يستعيد بالصورة والصوت قيادة النساء للإنتفاضة في الضفة الغربية وغزة سنة 1987. لكن هكذا شاءت المخرجة والقائمون على انتاج الفيلم فحمل عنوانه اسمها «نائلة والإنتفاضة». الفيلم الذي انتجته Just Vision عُرض ضمن مهرجان أفلام حقوق الإنسان ـ كرامة بيروت3، وعنه وزعت النبذة التالية: عندما تندلع انتفاضة على مستوى الأمة سنة 1987، يجب على المرأة في غزة أن تختار بين الحب والعائلة والحرية. وبعيداً عن ذلك فهي تحتضن الثلاثة، وتنضم إلى شبكة سرية من النساء في حركة تجبر العالم على الإعتراف لأول مرة بالحق الفلسطيني في تقرير المصير. «نائلة والانتفاضة» يسرد رحلة نائلة عايش المميزة التي تنساب قصتها من خلال التعبئة اللاعنفية الأكثر حيوية في التاريخ الفلسطيني ـ الانتفاضة الأولى في أواخر الثمانينات». على مدى 76 دقيقة كان اللقاء مع نساء رائدات من فلسطين بما هنّ عليه حاضراً، بعد استئصال الإنتفاضة لزرع أوسلو مكانها. كانت للنساء حكايات قيادة ونضال مع الإنتفاضة وقبلها. نساء نشأن في ظل الإحتلال فعايشن ممارساته واقتنعن أن لا حل إلا بالمقاومة. نساء صُدمن بعد وصول السلطة إلى فلسطين بمن يقول لهن «خلص يعطيكن العافية». الفيلم الذي اعتمد الرسوم المتحركة، وكذلك صور أرشيف الصحافة العالمية والصور الشخصية للدلالة على المراحل السابقة طرح السؤال بأسى وألم: لماذا الآن؟ وهل ابعدت النساء أم معهن آخرون؟ اسئلة أجابت عنها نائلة عايش بنفسها حيث حلّت مع زوجها جمال زقوت ضيفين على مهرجان أفلام حقوق الإنسان. قالت: للنساء الفلسطينيات دورهن المباشر ومهماتهن التي طالت كافة جوانب النضال. كثير من النساء والمناضلين اصيبوا بخيبة امل مع مجيء السلطة. تراجعت قضايا عدّة، ومنها على وجه الخصوص وجود النساء. استبعدهن التفكير الذكوري، رغم أن كافة التنظيمات اليسارية وغيرها تتغنى في وثائقها بدور النساء، وعملياً تستبعدهن من مراكز القرار. ففي الانتخابات الأولى للشعب الفلسطيني سنة 1996 ناضلت النساء للحصول على كوتا، مع أن الطموح هو المساواة. كذلك استبعدت شريحة من المناضلين الذين كانت لهم ادوارهم في الانتفاضة. لم يبحث احد عن مصلحة شخصية خلال الإنتفاضة بخلاف ما حصل مع السلطة. بدأ تصوير الفيلم قبل خمس سنوات عبر فكرة من مؤسسة Just Vision، التي سبق وانتجت افلاماً عن المقاومة السلمية ومنها فيلم «بدرس» وهي قرية فلسطينية خاضت فيها النساء مقاومة سلمية لوقف مرور جدار الفصل العنصري في قريتهن. فبناءه كان سيضاعف متاعب حياتهن. ونجحن باستصدار قرار من المحكمة وحافظن على قريتهن. في المحصلة جاء من يطلب التعاون لتنفيذ فيلم في الذكرى الـ30 للإنتفاضة. البحث في الموضوع أفضى إلى تشعبه، فدور النساء كان كبيراً. منتجو الفيلم كانوا مؤمنين بضرورة اظهار ما حققته تلك الإنتفاضة السلمية للعالم. بدأ الفيلم دون سيناريو وصارت وجهته النساء. نسأل عايش توضيحاً لما ذكرته المناضلة زهيرة كمال الأمنية العالم لحزب فدا الفلسطيني بأن السلطة طلبت من النساء التنحي. تقول: ذكرت زهيرة كمال أن عدداً من الرجال كان في السجن، وآخرين استشهدوا أو ابعدوا فكان للنساء الإمساك بزمام المبادرة عملاً ونضالاً. وأن المناضلين المفرج عنهم هم من زاحم النساء على المسؤوليات. إذا لم يكن هذا قرارا من السلطة بل واقعاً موجوداً. فيما رأت عزة قاسم أن استمرار الإنتفاضة كان سيمنع استبعاد أو اقصاء النساء. التعبير الأكثر ملائمة للواقع في هذا الفيلم أفاد بأن اقصاء نصف المجتمع عن القرار يعني أنه مصاب بشلل نصفي، أي معوق. تفصح نائلة عايش بأن زميلتها في النضال نعيمة الشيخ علي صاحبة هذا الرأي، تولت خلال الإنتفاضة موقع المسؤولة لفتح في غزة. وأضافت: تعمل النساء في الميدان، وهنّ لسن أصحاب شعارات رنانة، كما السياسيون. بل تحكين واقع خبرتهن العملية ببساطة وسلاسة بعيداً عن الأيديولوجيات. كان لليسار الإسرائيلي مساحة ملحوظة من الفيلم. نسأل نائلة عايش إن كان الرهان لا يزال قائماً على هذا اليسار؟ تقول: المعنيون بالفيلم هم من قرروا تلك المساحة، ونحن شاهدناها كما غيرنا. اليسار الفلسطيني وكذلك اليسار الاسرائيلي كان أقوى خلال الإنتفاضة الأولى. قادوا مظاهرة كبيرة جداً في القدس ترفض الإحتلال وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني. أعضاء من منظمة الشرارة الإسرائيلية ومن خلال صحيفتهم تمكنوا من تسليط الضوء على الكثير من القضايا التي كان يجانبها الإعلام العالمي، ومنها قضيتي حين اعتقلت واجهضت تحت التعذيب. هذا الدور موجود حالياً لكنه خافت للغاية. ماذا عن المرأة الآن في فلسطين؟ تقول عايش: سابقاً كان لمقاومة الإحتلال الدور الأكبر والوحيد، بعد أوسلو تضاعفت مهمات النساء. بدأت النساء تناضل من أجل قضاياهن. فنحن كما كافة المجتمعات العربية لدينا الكثير من الأمراض، منها العنف ضد المرأ والزواج المبكر. انتشار هاتين الظاهرتين يزيد من خنوع النساء. وثمة نقاش حول الأولويات يؤدي إلى تباينات في وجهات النظر، وهنا نعود لما قالته نعيمة علي، فعلاً النساء غير موجودات أو مقصيات، وبالتالي المجتمع معاق. وختاماً؟ تقول: ما أرجوه أن لا نُظلم في ما يخص الفيلم، فنحن جزء بسيط من الذين سُجلت معهم مقابلات، وهي بحدود 200 شخصية فلسطينية. علموا بي في السنة الثالثة لبدء التصوير. وكانت مقابلة عادية، ترددت حين أرادوا التوسع في سيرتي مع الإحتلال. أعرف أن لدى شعبنا الآلاف من القضايا المشابهة. فقد توسعت وتشعبت التجارب النسائية خلال الانتفاضة وكل منا كانت تشير إلى سيرة زميلات لها. وهكذا سجلوا عشرات الساعات، وكانت الخلاصة 76 دقيقة. 7akh نائلة عايش: النساء لسن أصحاب شعارات رنّانة والواقع يحركهنّ فيلم «نائلة والإنتفاضة» حكايات نساء من فلسطين قبل أوسلو زهرة مرعي |
سينما فاتن حمامة.. ملمح من تاريخ ثقافي انتهت مراسم إعدامه Posted: 30 Jul 2018 02:06 PM PDT بدأت مسيرة الفنانة والنجمة فاتن حمامة وهي طفلة، من تاريخ إنتاج فيلم «يوم سعيد» مع الموسيقار محمد عبد الوهاب قبل أكثر من نصف قرن، ولكن المسيرة التي بدأت بالسعادة، لغة ومضموناً لم تكن كذلك في نهاية المشوار، حيث الحفاوة التي ظلت تنعم بها الفنانة الشهيرة طوال حياتها بددتها الرؤى الفنية الرجعية، التي ركّزت في أوجه الاستفادة من الموقع الإستراتيجي لدار العرض السينمائية التي حملت اسمها واشتهر بها حي المنيل كله. وفور الانتهاء من دراسة الجدوى للمشروع المزمع إقامته على أرضها بدأت معاول الهدم ومعدات الاجتياح الثقيلة تسوي المبنى العريق، العتيق بالأرض، في استعراض مفرط لقوة الجهل، التي لم تستطع القوة الناعمة مواجهتها، رغم الحديث الدائم عن أهمية الفنون والآداب كلغة حديثة تصنع المعجزات في تغيير الشعوب والمجتمعات. لم تتدخل وزارة الثقافة للحيلولة دون هدم السينما، المكان والرمز والتاريخ، بينما تم كل شيء في هدوء مريب ووفق الخطة المرسومة والمعدة للتنفيذ، اللهم غير صيحات المثقفين التي لم تفلح في إنقاذ المبنى ولم تؤجل عملية الهدم ليوم واحد، وكالعادة كانت المبررات العقيمة من جانب المسؤولين ومؤيدي مشروع التبديد والهدم، هي ما تصدر الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، لتهدئة الرأي العام الذي فوجئ بما حدث وانتفــــض دفاعـــاً عن القيمة الأدبية والمعمارية وصورة التاريخ الفني المجسد في المعنى الإنساني والثقافي والحضاري للصرح القديم، الذي طالما ارتادته الملايين من عشاق السينما المصرية والعربية والعالمية، وطالعوا من خلاله إبداعات النجوم الكبار، وعلى رأسهم الفنانة صاحبة الامتياز الفني وعنوان المكان والزمان والأصالة. فاتن حمامة الحاصلة على الدكتوراه الفخرية من كبرى الجامعات، كواحدة من رواد الفن والفكر، ورمز من رموز النهضة الثقافية العربية والشرق أوسطية، ليس منطقياً أن يرفع اسمها وتصبح نسياً منسياً، وهي من هي، قيمة ووعياً وتاريخاً فنياً مديداً، طافت أفلامها دول العالم قاطبة، وحصلت على مئات الجوائز والأوسمة والنياشين والدروع وشهادات التقدير.. فاتن حمامة بطلة «دعاء الكروان» و«الحرام» و«أغنية الموت» و«أريد حلاً» و«الحب الخالد» و«الباب المفتوح» و«امبراطورية ميم» و«أفواه وأرانب» و«ضمير أبله حكمت» و«وجه القمر»، فاتن الثراء والتنوع والإقناع، هي ذاتها كل المفردات الفنية والإبداعية، الاحتجاج ليس على هدم المكان وحسب، وهو العلامة الجغرافية والتاريخية، لكنه رفض لسطوة القوة الضاربة في العمق الثقافي، رفض لانهيار منظومة الفكر والإبداع أمام حيتان البيزنس والاستثمار الجائر على القيمة والجمال وأمارات الرقي والتحضر واحترام المشاعر والأحاسيس والوجدان. من ينظرون لسينما فاتن حمامة بوصفها مجرد دار عرض ينقصهم الكثير من الوعي العام، ويفتقدون لبديهية التمييز بين الصرح الثقافي التاريخي ومحل الإسكافي، من يبررون هدم السينما بأنها ليست ضمن المباني المسجلة أثرياً هم زمرة من موظفين غير مؤهلين ليكونوا قيمين على الثقافة، ولا يقدرون الأشياء الثمينة حق تقديرها، فتغليب التجارة على الحضارة هو محض جهل خليق بأهله، ومن ابتدعوا شريعة التخريب والهدم وأفسحوا للكراكات والجرافات طريقاً للوصول إلى المنارات، لتكون أثراً من بــعد عين، بعد أن كانت شواهد على كنوز تكونت بجهود أصحاب المواهب عبر أزمنة وتواريخ وحقب ومدارات عديدة، كانت حرية الإبداع فيها عنواناً رئيساً لمراحل النهضة والتثقيف والاتفاق والاختلاف حول قضايا الوطن والمواطنين، الهوية والهواية والتميز والابتكار، فتلك عناصر التكوين السوي للشخصية المبدعة القادرة على مواكبة إيقاع العصر، المحصنة بالمعرفة كسلاح وقائي يحمي من الجــهل والركود، ويدفع قاطرة الوعي للأمام فينعم المجتمع بالاستقرار والرفاهية، بدون أن تعد رفاهيته ذنباً مقترفا يستوجب المحاسبة والتعذيب. ٭ كاتب من مصر سينما فاتن حمامة.. ملمح من تاريخ ثقافي انتهت مراسم إعدامه كمال القاضي |
«لو…» بين العقاد والرَّافعي Posted: 30 Jul 2018 02:06 PM PDT ـ 1 ـ في كتاب «ساعاتٌ بين الكتب» لعباس محمود العقاد (1889 ـ 1964)، الذي أطبقتْ شُهرته كلَّ الآفاق، تناول فيه صاحبُه مقالا مثيرا، عنونه بـ«لو…». هذه الأخيرة، حسب العقاد، لها حضور قوي في حياة الأفراد وفي حياة الأمم كذلك. مركزا على حدثين بارزين، غيرا مجرى تاريخ أوروبا بعامة. كان منطلقُ العقادِ بسيطا للغاية، حيث أشار، في البداية، إلى الأحداث الخطيرة، التي تتربص بالإنسان في حياته اليومية. لولا بعض المصادفات، مجهولة المصدر، لعاش المرءُ حقيقة شقائه وسعادته أو نجاحه وإخفاقه، غير أن هذه الصُّدَف، حسب العقاد، غالبا ما تحفر سمتا مبهما وغامضا، بل معقدا في تشكيل رؤية العالم منذ فجر الخليقة؛ لاسيما أن التاريخ الإنساني بعامّة، يعجُّ بأحداث وصراعات نجهل ما وراءها من أسباب ومسببات، إلا أن الشيء الذي لا يُماط عنه اللثام هو فعلَها السّحري في تغيير مجرى التاريخ الإنساني برمَّته . ففي إشارة طريفة، جاءت في المقال، واعتبرها العقادُ من الأقوال المشهورة، أنه لو اختلف أنف كليوباترا في الطول أو القصر بمقدار قيراط واحد ؛ لذهب معه جمالـُها الآسر الفاتن. ولاختلف معه، أيضا، تاريخُ المسيحيّة والعالمُ بأسره. وتبعا لذلك، ففتنة الجمال الكليوباتري كان المصدر الرئيس لمعركة «أكتيوم» الشهيرة، التي دارت رحاها بين الغريمين العاشقين يوليوس القيصر ومارك أنطونيوس. فلولا هذه المعركة لظلت روما تدين بدين غير المسيحية، وما تمكن القديس بولس من أن يوسّع حملاته التبشيرية في الشرق العربي. فنونية ذقن كليوباترا ودالية أنفها الأثيل أشعلا الفتنة في سدرة المنتهى، وتغيرت معه معالمُ العالم بأسره . أما الحدث الثاني، الذي بسط فيه العقادُ اهتماماته التاريخيَّة، فمتعلق بالتأثير المباشر لفلاسفة الأنوار، في المجتمع الفرنسي خلال القرن الثامن عشر. مُبئرا تحليلاته على المنظر الأول للثورة الفرنسية جان جاك روسو (1712 ـ 1778)، باعث الديمقراطية في حياة الفرنسيين. يقول العقادُ: «فلو استطاع روسو في مساء 14 مارس/آذار 1728 أن يتقدم عشرين خطوة إلى باب جنيف، لبقي صبيا يتعلم الحفر، ويعول على النبوغ، وقلَّما يخطر له خاطر الكتابة والتأليف». فمن باب الصُّدفة أن يُطرد روسو من ملجأ الأيتام؛ نظرا لتأخُّره المتكرر وعدم انضباطه للناموس الداخلي، الذي يسيّر الملجأ. وتبعا لذلك، فمدخل المدينة يوصد في الثامنة مساء؛ فلو تقدم روسو عشرين خطوة إلى الأمام في اتجاه باب جنيف، ما طـُرد خارج أسوار الملجأ شر طردة. بمقتضى ذلك، عاش حياة التشرد والضياع، بما هي الأقنوم والحافز؛ الذي دفعه نحو امتهان الكتابة والتأليف والإبداع. ـ 2 ـ أمَّا «لو …» عند مصطفى صادق الرَّافعي (1880ـ 1937) في «وحي القلم» الجزء الثاني، فقد هيمن فيها السياسي في بعديه العربي والإسلامي. موجِّها أسياخَ انتقاداته إلى الذات المصريّة، مقابل الآخر الإنكليزي، الذي يتمتع بالحرية والعزيمة الفولاذية. علاوة عن تصوير النقائص، التي يرسف فيها المواطن المصري، وتحد من طموحاته الفكريّة والمعرفيّة. لهذا السبب يقول الرَّافعي: «رأيتهم هناك ينقدون العيوب، بما ينشئ عيوبا جديدة، ويسبحون بأيديهم سباحة ماهرة، ولكن على الأرض لا في البحر، وتكاد نظرتهم إلى الحقيقة الهزلية، تكون عمى ظاهرا عما هي به من الحقيقة». وتبعا لذلك، تحجَّج الرّافعي بحجَّج منطقيّة، صادرة عن وعي ظاهر بأهمية البناء المنطقي؛ بهدف الاستدلال والبرهنة على صحة الطـَّرح، الذي ينتصر إليه. وهكذا، كانت النكتة الهزلية، حسب الرافعي، الخالية من المعنى، لا تولـِّد إلا الضَّحك الأصفر المصنوع والسَّخيف؛ لأنها تفتقد، في جوهرها، روحَ الدَّعابة والخفة، اللذين يشكلان معية المعنى أقنوم الحياة المرحة؛ بعيدة عن أن تكون لهوا وعبثا مجَّانيا. فلو كانت النـُّكتة، وهي أصغر حدث يعيشه الإنسان في محيطه الاجتماعي والجماعي، تنهلُ من المعنى الحقيقي للوجود؛ لكان لحياتنا مغزى عميق وجوهري، نستشرف من خلاله الحياة الشائقة ميْسمها روح المسؤولية، والإحساس بالواجب تجاه الذات وتجاه الوطن. إن الحكمة التي يريد الرافعي أن يدمغ بها نصَّه هي أن الجد لا يؤخذ من هزلية الحياة، كما أن العظمة لا تستخرج من سفائف الأمور، وأن الفلسفة لا تُعرف من حماقاتها. فلو كانت الأمور تسري في هذا المنحى؛ لما ظهرت على الإنكليزي مخايل الظفر والحكمة، أو لما عنت لنا فيه معاني العزم والمجد في الحياة . وفي جانب آخر، وسّع الرَّافعي من طرحه؛ ليشمل الشبابَ العربيَّ، مؤكدا أنه من الضروري أن يحاربوا اللهوَ والإسفافَ في الأمور، بما هي أولى المعارك السياسيَّة الضارية والحاسمة، التي تنتظر بُناة الوطن. فلو أدرك الشباب ذلك؛ لتحققت العزائم ونِيلت المكارم والمجد. وهذا لن يتأتى، إلا إذا استوعبَ الشبابُ العربي قيمة الشعب أولا، لا قيمة الفرد. في هذا المسعى، مزج الرَّافعي بين القضية الأولى للأمة العربية وطموح العالم الإسلامي. على اعتبار أن القضية الفلسطينيّة هي جزء من قضايا وهموم الأمة الاسلاميّة، ليرتفع منسوبَها كي تصبحَ، من أجل ذلك، شأنا إنسانيَّا بعامة. ومنه، خلصَ الرَّافعي إلى استنتاج، قال فيه: «لو صام العالم الإسلامي كله يوما واحدا، وبذل نفقات هذا اليوم الواحد لفلسطين، لأغناها». راوحتْ «لو …» بين عباس محمود العقاد ومصطفى صادق الرَّافعي بهدف إبراز تيارين فكريين كبيرين، تربَّعا على عرش تاريخ الأدب العربي، لما يزيد عن أربعة عقود من الزمن. وبصما، ببصيرتهما النقديَّة، قرائحَ نقاد ناشئين، تتلمذوا على إثر هذه الزوابع الفكرية، التي مازالت لم ينطفئ أ ُوَارها. فـ«لو …» هي امتناع لشرط، وامتناع لجواب أيضا. فالشرط يكمن في الفكر العقلاني، الذي يجعل من العقل نبراسا يستضاء به في عتـْمة هذا الوجود. فلو أدرك جان جاك روسو مضمون الإنذار، الذي تلقاه من إدارة الملجأ، لما عاشت فرنسا ما تعيشه، اليوم، من تقدم وازدهار وديمقراطية. بينما الجوابُ يكون ثاويا في الفكر المحافظ، الذي تشبَّع به الرَّافعي؛ سليل محمد عبده وجمال الدين الأفغاني. فالصيامُ جُنَّة ينفعُ به المرءُ نفسه، وينفعُ به الآخرُ أيضا. لذا، ستظل «لو …» تنوس بين فكرين كبيرين، أقاما الدنيا وشغلا الناسَ. ٭ كاتب من المغرب «لو…» بين العقاد والرَّافعي رشيد سكري |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق